الكتاب: الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى - 1415 هـ عدد الأجزاء: 8   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم] ---------- الإصابة في تمييز الصحابة ابن حجر العسقلاني الكتاب: الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى - 1415 هـ عدد الأجزاء: 8   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم] [ المجلد الأول ] من هو الصّحابيّ؟ الصّحابيّ لغة: مشتقّ من الصّحبة، وليس مشتقّا من قدر خاصّ منها، بل هو جار على كل من صحب غيره قليلا أو كثيرا. كما أنّ قولك: مكلّم، ومخاطب، وضارب، مشتق من المكالمة، والمخاطبة، والضّرب. وجار على كلّ من وقع منه ذلك، قليلا أو كثيرا. يقال: صحبت فلانا حولا وشهرا ويوما وساعة وهذا يوجب في حكم اللّغة اجراءها على من صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ساعة من نهار. قال السّخاويّ: «الصّحابيّ لغة: يقع على من صحب أقلّ ما يطلق عليه اسم صحبة، فضلا عمّن طالت صحبته وكثرت مجالسته» [ (1) ] . الصّحابيّ عند علماء الأصول قال أبو الحسين في «المعتمد» : هو من طالت مجالسته له على طريق التّبع له والأخذ عنه، أما من طالت بدون قصد الاتباع أو لم تطل كالوافدين فلا. وقال الكيا الطّبريّ: هو من ظهرت صحبته لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صحبة القرين قرينه حتى يعد من أحزابه وخدمه المتصلين به. قال صاحب «الواضح» : وهذا قول شيوخ المعتزلة. وقال ابن فورك: هو من أكثر مجالسته واختص به. الصّحابيّ عند علماء الحديث قال ابن الصّلاح حكاية عن أبي المظفّر السّمعانيّ أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصّحابة على كل من روى عنه حديثا أو كلمة، ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من   [ (1) ] فتح المغيث للسّخاوي 3/ 86. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 الصّحابة، وهذا لشرف منزلة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أعطوا كل من رآه حكم الصّحابة [ (1) ] . وقال سيّد التّابعين سعيد بن المسيّب: الصّحابي من أقام مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سنة أو سنتين، وغزا معه غزوة أو غزوتين [ (2) ] . ووجهه أن لصحبته صلّى اللَّه عليه وسلم شرفا عظيما فلا تنال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السّفر الّذي هو قطعة من العذاب، والسّنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج. وقال بدر الدّين بن جماعة [ (3) ] : وهذا ضعيف، لأنه يقتضي أنه لا يعد جرير بن عبد اللَّه البجليّ، ووائل بن حجر وأضرابهما من الصحابة، ولا خلاف أنهم صحابة. وقال العراقيّ: ولا يصح هذا عن ابن المسيّب، ففي الإسناد إليه محمّد بن عمر الواقديّ شيخ ابن سعد ضعيف في الحديث [ (4) ] . وقال الواقديّ: ورأيت أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقد أدرك الحلم فأسلم وعقل أمر الدّين ورضيه فهو عندنا ممّن صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولو ساعة من نهار [ (5) ] . وهذا التعريف غير جامع، لأنه يخرج بعض الصحابة ممّن هم دون الحلم ورووا عنه كعبد اللَّه بن عبّاس، وسيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين، وابن الزبير. قال العراقيّ: والتّقييد بالبلوغ شاذّ [ (6) ] . وقال السّيوطيّ في «تدريب الرّاوي» : ولا يشترط البلوغ على الصّحيح، وإلا لخرج من أجمع على عدّه في الصّحابة. والأصح ما قيل في تعريف الصّحابيّ أنه «من لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في حياته مسلما ومات على إسلامه.   [ (1) ] المقدمة ص 118، وفتح المغيث للعراقي 4/ 3، 31. [ (2) ] الكفاية 69، وعلوم الحديث 293، المنهل الرّويّ 117، تدريب الرّاوي 2/ 211. [ (3) ] المنهل 117 بتصرف، وتدريب الرّاوي 2/ 211. [ (4) ] تدريب الرّاوي 2/ 212. [ (5) ] فتح المغيث 4/ 32 والكفاية 5. [ (6) ] فتح المغيث 4/ 32. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 شرح التّعريف: (من لقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم) : جنس في التّعريف يشمل كل من لقيه في حياته، وأمّا من رآه بعد موته قبل دفنه صلّى اللَّه عليه وسلم فلا يكون صحابيّا كأبي ذؤيب الهذليّ الشّاعر فإنه رآه قبل دفنه. (مسلما) : خرج به من لقيه كافرا وأسلم بعد وفاته كرسول قيصر فلا صحبة له. (ومات على إسلامه) : خرج به من كفر بعد إسلامه ومات كافرا. أما من ارتدّ بعده ثم أسلم ومات مسلما فقال العراقيّ: فيهم نظر، لأن الشّافعيّ وأبا حنيفة نصّا على أن الردّة محبطة للصّحبة السابقة كقرّة بن ميسرة والأشعث بن قيس. وجزم الحافظ ابن حجر شيخ الإسلام ببقاء اسم الصّحبة له كمن رجع إلى الإسلام في حياته كعبد اللَّه بن أبي سرح. وهل يشترط لقيه في حال النّبوة أو أعم من ذلك حتى يدخل من رآه قبلها ومات على الحنيفية كزيد بن عمرو بن نفيل، وكذا من رآه قبلها وأسلم بعد البعثة ولم يره؟. قال العراقيّ: ولم أر من تعرّض لذلك، وقد عد ابن مندة زيد بن عمرو في الصّحابة. هل من الملائكة صحابة؟ الملائكة أجسام نورانيّة قادرة على التّشكيل والظهور بأشكال مختلفة، وهي تتشكل بأشكال حسنة، شأنها الطاعة وأحوال جبريل مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حين تبليغه الوحي وظهوره في صورة دحية الكلبي تؤيد رجحان هذا التعريف للملائكة على غيره. والملائكة لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتوالدون، فمن وصفهم بذكورة فسق ومن وصفهم بأنوثة أو خنوثة كفر، لقوله تعالى: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ [ (1) ] الآية، ومسكنهم السموات ومنهم من يسكن الأرض. وقد دل على وجودهم الكتاب والسنّة والإجماع فالمنكر كافر، وإذا فيجب الإيمان إجمالا فيمن علم منهم إجمالا، وتفصيلا فيمن علم بالشخص كجبريل وميكائيل أو بالنوع كحملة العرش والحافين من حوله والكتبة والحفظة وقد خلق اللَّه الملائكة جندا له منفذين لأوامره في خلقه فمنهم ساكن السّماوات وأفضلهم حملة العرش والحافّين من حوله وهم الكروبيون، ومنهم الموكلون بالنار وهم الزبانية مع مالك ومنهم الموكلون بالجنة لإعداد النعيم مع رضوان، ومنهم سفير اللَّه إلى أنبيائه وهو جبريل، والموكل بالمطر والسحاب   [ (1) ] الزخرف: 19. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 والرزق وهو ميكائيل، وصاحب النفخ وهو إسرافيل، والموكلون بحفظ بني آدم والكاتبون لأعمالهم، ومنهم منكر ونكير فتانا القبر، ومنهم ملك الموت وأعوانه وهو عزرائيل وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ. عصمة الملائكة والقول الحق أنهم معصومون يستحيل صدور الذنوب منهم كبيرة كانت أو صغيرة بدليل قوله تعالى: لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ [ (1) ] . وقوله: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ [ (2) ] . وقوله: يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ [ (3) ] . وقوله: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ [ (4) ] . أي أن شأنهم وحياتهم التي فطروا عليهما هي الخضوع والعبادة واللَّه أعلم وهل هم صحابة أم لا؟. أجاب الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه فقال: وهل تدخل الملائكة محل نظر؟، وقد قال بعضهم إن ذلك ينبئ على أنه هل كان مبعوثا إليهم أو لا. وقد نقل الإمام فخر الدّين في «أسرار التّنزيل» الإجماع على أنه صلّى اللَّه عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة ونوزع في هذا النقل بل رجح الشيخ تقيّ الدّين السّبكيّ أنه كان مرسلا إليهم. هل من الجن صحابة؟! اختلف علماء التّوحيد في بيان حقيقة الجن، فقال بعضهم بتغاير حقيقته، فعرّفوا الجن بأنها أجسام هوائية لطيفة تتشكل بأشكال مختلفة وتظهر منها أفعال عجيبة، منهم المؤمن ومنهم الكافر. أما الشّياطين: فهي أجسام نارية شأنها إقامة النفس في الغواية والفساد. وقال آخرون إن حقيقتها واحدة وهي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال حسنة أو قبيحة، وهم كبني آدم يأكلون ويشربون ويتناسلون ويكلفون، منهم المؤمن ومنهم العاصي، أما الشّيطان فاسم للعاصي، ويدل على ذلك قوله تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ [ (5) ] . كما يدل على تكليفهم ووجودهم قوله تعالى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. الآيات، وقوله: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً [ (6) ] . وحيث ثبت وجودهم بكلام اللَّه وكلام أنبيائه   [ (1) ] التحريم: 6. [ (2) ] الأنبياء: 20. [ (3) ] النحل: 50. [ (4) ] الأعراف: 206. [ (5) ] الحجر: 27. [ (6) ] الأحقاف: 29. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 وانعقد عليه الإجماع كان الإيمان بما ثبت واجبا ومنكره كافر.. والسؤال بعد ذلك هل هم داخلون في الصحابة الحق؟. نعم. يدخل في الصّحابة رضوان اللَّه تعالى عليهم من رآه صلّى اللَّه عليه وسلم أو لقيه مؤمنا به من الجنّ، لأنه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث إليهم قطعا وهم مكلّفون، وفيهم العصاة والطّائعون. قال الحافظ ابن حجر، الرّاجح دخولهم، لأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث إليهم قطعا. قال السّبكيّ في فتاويه: كونه صلّى اللَّه عليه وسلم مبعوثا إلى الإنس والجن كافّة وأن رسالته شاملة للثقلين فلا أعلم فيه خلافا، ونقل جماعة الإجماع عليه. قال السّبكيّ: والدّليل عليه قبل الإجماع الكتاب والسّنة، أما الكتاب فآيات منها قوله تعالى: لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً. [ (1) ] وقد أجمع المفسّرون على دخول الجنّ في ذلك في هذه الآية. ومع ذلك هو مدلول لفظها، فلا يخرج عنه إلّا بدليل. ومنها قوله تعالى في سورة الأحقاف: فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [ (2) ] . والمنذرون هم المخوفون مما يلحق بمخالفته لوم، فلو لم يكن مبعوثا إليهم لما كان القرآن الّذي أتى به لازما لهم ولا خوفوا به. ومنها قولهم فيها، أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ فأمر بعضهم بعضا بإجابته دليل على أنه داع لهم، وهو معنى بعثه إليهم. ومنها قولهم: وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ ... الآية، وذلك يقتضي ترتيب المغفرة على الإيمان به، وأن الإيمان به شرط فيها، وإنّما يكون كذلك إذا تعلّق حكم رسالته بهم، وهو معنى كونه مبعوثا إليهم. ومنها قولهم: وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ الآية، فعدم إعجازهم وأوليائهم، وكونهم في ضلال مرتّب على عدم إجابته، وذلك أدلّ دليل على بعثته إليهم. ومنها قوله تعالى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ [ (3) ] . فهذا تهديد ووعيد شامل لهم وارد على لسان رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم عن اللَّه، وهو يقتضي كونه مرسلا إليهم، وأيّ معنى للرسالة غير ذلك وكذلك مخاطبتهم في بقيّة السورة بقوله: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ، [ (4) ] وغير ذلك من الآيات التي تضمّنتها هذه السورة.   [ (1) ] الفرقان: 1. [ (2) ] الأحقاف: 29. [ (3) ] الرحمن: 31. [ (4) ] الرحمن: 46. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 ومنها قوله تعالى في سورة الجنّ: فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً [ (1) ] ، فإن قوة هذا الكلام تقتضي أنهم انقادوا له وآمنوا بعد شركهم، وذلك يقتضي أنّهم فهموا أنّهم مكلّفون به، وكذلك كثير من الآيات التي في هذه السّورة التي خاطبوا بها قومهم. ومنها قولهم فيها: وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ [ (2) ] ، وكذا قولهم: فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً [ (3) ] الآيات. ومنها قوله تعالى: قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [ (4) ] . فهذه الآية تقتضي أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم منذر بالقرآن كله من بلغه القرآن جنيّا كان أو إنسيّا، وهي في الدّلالة كآية الفرقان أو أصرح، فإن احتمال عود الضّمير على الفرقان غير وارد هنا، فهذه مواضع في الفرقان تدل على ذلك دلالة قوية، أقواها آية الأنعام هذه، وتليها آية الفرقان، وتليها آيات الأحقاف، وتليها آيات الرحمن، وخطابها في عدّة آيات: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ، وتليها سورة الجنّ، فقد جاء ترتيبها في الدلالة والقوة كترتيبها في المصحف، وفي القرآن أيضا ما يدلّ لذلك، ولكن دلالة الإطلاق اعتمدها كثير من العلماء في مباحث، وهو اعتماد جيد وهو هنا أجود، لأن الأمر بالإنذار، والمطلق إذا لم يتقيّد بقيد يدل على تمكن المأمور في الإتيان به في أي فرد شاء من أفراده وفي كلها، وهو صلّى اللَّه عليه وسلم كامل الشفقة على خلق اللَّه، والنصيحة لهم والدعاء إلى اللَّه تعالى، فمع تمكنه من ذلك لا يتركه في شخص من الأشخاص، ولا في زمن من الأزمان، ولا في مكان من الأمكنة، وهكذا كانت حالته- صلّى اللَّه عليه وسلم، ويعلم أيضا من الشريعة أن اللَّه تعالى لم يرده قوله: قُمْ فَأَنْذِرْ [ (5) ] مطلق الإنذار حتى يكتفي بإنذار واحد لشخص واحد، بل أراد التّشمير والاجتهاد في ذلك، فهذه القرائن تفيد الأمر بالإنذار لكل من يفيد فيه الإنذار، والجن بهذه الصّفة، لأنه كان فيهم سفهاء وقاسطون وهم مكلفون فإذا أنذروا رجعوا عن ضلالهم فلا يترك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دعاءهم، والآية بالقرائن المذكورة مفيدة للأمر بذلك فثبتت البعثة إليهم بذلك، ومنها كل آية فيها لفظ المؤمنين ولفظ الكافرين مما فيه أمر أو نهي ونحو ذلك فإنّ المؤمنين والكافرين صفتان لمحذوف، والموصوف المحذوف يتعيّن أن يكون النّاس بل المكلّفون أعمّ من أن يكونوا إنسا أو جنّا، وإذا ثبت ذلك أمكن الاستدلال بما لا يعدّ ولا يحصى من الآيات كقوله تعالى:   [ (1) ] الجن: 2. [ (2) ] الجن: 13. [ (3) ] الجن: 14. [ (4) ] الأنعام: 19. [ (5) ] المدثر: 2. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ، أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ (1) ] فالجن الذين لم يتبعوه ليسوا مفلحين، وإنما يكون كذلك، وإذا ثبتت رسالته في حقهم. وكقوله تعالى: لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ [ (2) ] ، وكقوله: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [ (3) ] ، ونحو ذلك من الآيات أيضا قوله تعالى: إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ [ (4) ] ، ومن الجن كذلك، ولو تتبّعنا الآيات التي من هذا الجنس لوجدناها جاءت كثيرة. واعلم أن المقصود بتكثير الأدلة أن الآية الواحدة والآيتين قد يمكن تأويلها، ويتطرّق إليها الاحتمال فإذا كثرت قد تترقى إلى حدّ يقطع بإرادة ظاهرها، وبقي الاحتمال والتأويل عنها. وأمّا السّنّة ففي صحيح مسلم من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: (فضّلت على الأنبياء بستّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافّة، وخيم بي التّيسيّون) [ (5) ] . ومحل الاستدلال قوله: (وأرسلت إلى الخلق كافّة) ، فإنه يشمل الجن والإنس، وحمله على الإنس خاصّة تخصيص بغير دليل فلا يجوز، والكلام فيه كالكلام في قوله تعالى: لِلْعالَمِينَ. فإن قال قائل: على أن المراد بالخلق الناس رواية البخاري من حديث جابر عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: (أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد من الأنبياء قبلي) [ (6) ] ، فذكر من جملتها:   [ (1) ] الأعراف: 157. [ (2) ] الأحقاف: 12. [ (3) ] البقرة: 2. [ (4) ] يس: 11. [ (5) ] أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 371- 372 كتاب المساجد ومواضع الصلاة (5) حديث رقم (5/ 523) والترمذي في السنن 4/ 104- 105 كتاب السير (22) باب ما جاء في الغنيمة (5) حديث رقم 1553 وقال حسن صحيح وأحمد في المسند 2/ 412- والبيهقي في السنن 2/ 432، 9/ 5 والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 472- وذكره الهيثمي في الزوائد 8/ 269- والهندي في كنز العمال حديث رقم 31932. [ (6) ] متفق عليه من حديث جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 435- 436 كتاب القيم (7) باب (1) حديث رقم (335) - واللفظ له- ومسلم في الصحيح 1/ 370 كتاب المساجد (5) حديث رقم (3/ 521) وأحمد في المسند 3/ 304، 5/ 148- والدارميّ في السنن 2/ 224 والبيهقي في السنن 1/ 212، 2/ 329، 433، 6/ 291، 9/ 40 وأبو نعيم في الحلية 8/ 316- وابن أبي شيبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 «وأرسلت إلى النّاس كافّة» ، قلنا: لو كان هذا حديثا واحدا كنا نقول: لعلّ هذا اختلاف من الرّواة، ولكن الّذي ينبغي أن يقال: إنهما حديثان، لأن حديث مسلم من رواية أبي هريرة، وفيه ست خصال، وحديث البخاريّ من رواية جابر وفيه خمس خصال. والظّاهر أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قالهما في وقتين، وفي حديث مسلم زيادة في عدة الخصال، وفي سنن المرسل إليهم فيجب إثباتها زيادة على حديث جابر، وليس بنا ضرورة إلى حمل أحد الحديثين على الآخر إذ لا منافاة بينهما، بل هما حديثان مختلفا المخرج والمعنى، وإن كان بينهما اشتراك في أكثر الأشياء، وخرج كل من صاحبي الصّحيحين واحدا منها ولم يذكر الآخر. فهذا الحديث الّذي ذكرناه عن مسلم واستدللنا به أصرح الأحاديث الصحيحة الدالة على شمول الرّسالة للجنّ والإنس. ومن الأدلّة أيضا أن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم خاتم النبيين وشريعته آخر الشرائع وناسخة لكل شريعة قبلها، ولا شريعة باقية الآن غير شريعته، ولذلك إذا نزل عيسى ابن مريم صلّى اللَّه عليه وسلم إنّما يحكم بشريعة محمّد صلّى اللَّه عليه وسلم فلو لم يكن الجن مكلفين بها لكانوا إمّا مكلفين بشريعة غيرها، وهو خلاف ما تقرّر، وإمّا ألّا يكونوا مكلّفين أصلا، ولم يقل أحد بذلك، ولا يمكن القول به، لأن القرآن كله مليء بتكليفهم، قال تعالى: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وقال قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ إلى غير ذلك من الآيات، ودخولهم النار دليل على تكليفهم، وهذا أوضح من أن يقام عليه دليل، فإن تكليفهم معلوم من الشرع بالضرورة، وتكليفهم بغير هذه الشّريعة يستلزم بقاء شريعة معها، فثبت أنّهم مكلّفون بهذه الشريعة كالإنس [ (1) ] . وقال ابن حزم الظّاهريّ: قد أعلمنا اللَّه أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ففيهم صحابة فضلاء. هذا واللَّه تعالى أعلى وأعلم.   [ (11) ] / 432 والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 114، 5/ 455 وذكره المنذري في الترغيب 4/ 433- والهيثمي في الزوائد 8/ 61، 62 والهندي في كنز العمال حديث رقم 31930، 32059، 32060، 32061، 32062. [ (1) ] انظر فتاوى السبكي 2/ 594 وما بعدها بتصرف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 بم يعرف الصّحابيّ؟ يعرف الصّحابيّ بأحد الأدلّة التّالية: أولا: التّواتر، وهو رواية جمع عن جمع يستحيل عادة تواطؤهم على الكذب، وذلك كأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وبقيّة العشرة المبشّرين بالجنّة- رضي اللَّه عنهم. ثانيا: الشّهرة أو الاستفاضة القاصرة عن حد التواتر كما في أمر ضمام بن ثعلبة، وعكاشة بن محصن. ثالثا: أن يروى عن آحاد الصّحابة أنه صحابي كما في حممة بن أبي أحممة الدّوسيّ الّذي مات ب «أصبهان» مبطونا فشهد له أبو موسى الأشعريّ أنه سمع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم حكم له بالشهادة، هكذا ذكره أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» . رابعا: أن يخبر أحد التّابعين بأنه صحابي بناء على قبول التّزكية من واحد عدل وهو الرّاجح. خامسا: أن يخبر هو عن نفسه بأنه صحابيّ بعد ثبوت عدالته ومعاصرته، فإنه بعد ذلك لا يقبل ادّعاؤه بأنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أو سمعه، لقوله صلّى اللَّه عليه وسلم في الحديث الصحيح: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّه على رأس مائة سنة منه لا يبقى أحد ممّن على ظهر الأرض ... » [ (1) ] . يريد بهذا انخرام ذلك القرن، وقد قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ذلك في سنة وفاته، ومن هذا المأخذ لم يقبل الأئمّة قول من ادّعى الصّحبة بعد الغاية المذكورة. وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة» - هنا- ضابطا يستفاد منه معرفة جمع كثير من الصّحابة يكتفى فيهم بوصف يتضمّن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: أحدها: أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصّحابة، فمن تتبّع الأخبار الواردة من الرّدة والفتوح وجد من ذلك الكثير.   [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 235 كتاب مواقيت الصلاة باب ذكر العشاء والعتمة حديث رقم 564 ومسلم في الصحيح 4/ 1965 كتاب فضائل الصحابة (44) باب قوله صلّى اللَّه عليه وسلم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم (53) حديث رقم (217/ 2537) والترمذي في السنن 4/ 451 كتاب الفتن (34) باب (64) حديث رقم 2251- وأحمد في المسند 2/ 221 والبيهقي في السنن 1/ 453، 9/ 7 والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 500 والحاكم في المستدرك 2/ 37 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 38344. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 ثانيها: أن عبد الرّحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا له، وهذا أيضا يوجد منه الكثير. ثالثها: أنه لم يبق بالمدينة ولا بمكّة ولا الطّائف ولا من بينها من الأعراف إلا من أسلم وشهد حجّة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجودا اندرج فيهم، لحصول رؤيتهم للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وإن لم يرهم هو. قال الذّهبيّ في «الميزان» في ترجمة «رتن» 2/ 45 «وما أدراك ما رتن؟! شيخ دجّال بلا ريب، ظهر بعد السّتمائة فادّعى الصّحبة، والصّحابة لا يكذبون وهذا جريء على اللَّه ورسوله، وقد ألّفت في أمره جزءا» . حكمة اللَّه في اختيار الصّحابة الواقع أنّ العقل المجرّد من الهوى والتعصّب، يحيل على اللَّه في حكمته ورحمته، أن يختار لحمل شريعته الختاميّة أمة مغموزة أو طائفة ملموزة تعالى اللَّه عن ذلك علوّا كبيرا، ومن هنا كان توثيق هذه الطّبقة الكريمة طبقة الصّحابة، يعتبر دفاعا عن الكتاب والسّنّة وأصول الإسلام من ناحية، ويعتبر إنصافا أدبيّا لمن يستحقونه من ناحية ثانية، ويعتبر تقديرا لحكمة اللَّه البالغة في اختيارهم لهذه المهمّة العظمى من ناحية ثالثة، كما أن توهينهم والنيل منهم يعدّ غمزا في هذا الاختيار الحكيم، ولمزا في ذلك الاصطفاء والتّكريم فوق ما فيه من هدم الكتاب والسنّة والدّين. على أن المتصفّح لتاريخ الأمّة العربية وطبائعها ومميزاتها يرى من سلامة عنصرها وصفاء جوهرها، وسمو مميزاتها، ما يجعله يحكم مطمئنّا بأنّها صارت خير أمّة أخرجت للنّاس بعد أن صهرها الإسلام، وطهرها القرآن ونفى خبثها سيّد الأنام، عليه الصّلاة والسّلام. ولكن الإسلام قد ابتلي حديثا بمثل أو بأشدّ ممّا ابتلي به قديما، فانطلقت ألسنة في هذا العصر ترجف في كتاب اللَّه بغير علم، وتخوض في السّنة بغير دليل، وتطعن في الصّحابة دون استحياء، وتنال من حفظة الشريعة بلا حجّة، وتتهمهم تارة بسوء الحفظ، وأخرى بالتزيد وعدم التثبت، وقد زوّدناك، وسلّحناك، فانزل في الميدان ولا تخش عداك. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ. نصرنا اللَّه بنصرة الإسلام، وثبت منا الأقدام والحمد للَّه في البدء والختام . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 مرتبة الصّحابة للصّحابة- رضي اللَّه عنهم أجمعين- خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم، وذلك أمر مسلّم به عند كافّة العلماء، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الشرع من الكتاب والسّنة، وإجماع من يعتدّ به في الإجماع من الأمّة. فأمّا الكتاب: قال تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ، تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً، سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ، وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ، فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [ (1) ] . وقال تعالى: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً، وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ، وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا، وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [ (2) ] . وقال تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [ (3) ] . وقال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ، وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً [ (4) ] . وقال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [ (5) ] . وقال تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ، وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [ (6) ] . وقال تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً [ (7) ] .   [ (1) ] الفتح: 29. [ (2) ] الحشر: 8- 9. [ (3) ] الأنفال: 74. [ (4) ] الفتح: 18. [ (5) ] التوبة: 118. [ (6) ] التوبة: 100. [ (7) ] البقرة: 143. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 والوسط: الخيار والعدول، فهم خير الأمم وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونيّاتهم، وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرّسل على أممهم يوم القيامة، واللَّه تعالى يقبل شهادتهم عليهم فهم شهداؤه، ولهذا نوّه بهم ورفع ذكرهم وأثنى عليهم، لأنه تعالى لما اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملائكة وغيرهم بحال هؤلاء الشهداء، وأمر ملائكته أن تصلّي عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم، والشّاهد المقبول عند اللَّه هو الّذي يشهد بعلم وصدق فيخبر بالحق مستندا إلى علمه به، كما قال تعالى: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ (1) ] [ (2) ] . وقال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [ (3) ] . ويدخل في الخطاب الصَّحابيّ من باب أولى، فلقد شهد بأنهم يأمرون بكل معروف وينهون عن كل منكر. وقال تعالى: وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ، وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ [ (4) ] . فأخبر تعالى أنه اجتباهم، والاجتباء كالاصطفاء، وهو افتعال من «اجتبى الشّيء يجتبيه» ، إذا ضمّه إليه وحازه إلى نفسه، فهم المجتبون الّذين اجتباهم اللَّه إليه وجعلهم أهله وخاصّته وصفوته من خلقه بعد النّبيين والمرسلين، ولهذا أمرهم تعالى أن يجاهدوا فيه حقّ جهاده ويبذلوا له أنفسهم ويفردوه بالمحبّة والعبوديّة، ويختاروه وحده إلها معبودا محبوبا على كل ما سواه، كما اختارهم على من سواهم، فيتخذونه وحده إلههم ومعبودهم الّذي يتقربون إليه بألسنتهم وجوارحهم وقلوبهم ومحبتهم وإرادتهم، فيؤثرونه في كل حال على من سواه كما اتخذهم عبيده وأولياءه وأحبّاءه، وآثرهم بذلك على من سواهم، ثم أخبرهم تعالى أنّه يسّر عليهم دينه غاية التّيسير، ولم يجعل عليهم فيه من حرج البتّة لكمال محبَّته لهم ورأفته ورحمته وحنانه بهم، ثم أمرهم بلزوم ملّة إمام الحنفاء أبيهم إبراهيم، وهي إفراده تعالى وحده بالعبودية والتعظيم والحبّ والخوف والرّجاء والتوكّل والإنابة والتفويض والاستسلام، فيكون تعلّق ذلك من قلوبهم به وحده لا بغيره، ثم أخبر تعالى أنه فعل ذلك   [ (1) ] الزخرف: 86. [ (2) ] أعلام الموقعين 4/ 102. [ (3) ] آل عمران: 110. [ (4) ] الحج: 78. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 ليشهد عليهم رسوله ويشهدوا هم على النّاس، فيكون مشهودا لهم بشهادة الرّسول، شاهدين على الأمم بقيام حجّة اللَّه عليهم [ (1) ] . وقال تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى [ (2) ] . قال ابن عبّاس: أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلم اصطفاهم اللَّه لنبيه عليه السّلام [ (3) ] . تلك آيات عظيمة نزلت من عند المولى عزّ وجلّ تشهد بفضل وعدالة جميع أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم الّذين كانوا معه في المواقف الحاسمة في تاريخ الدّعوة الإسلامية ابتداء من دار الأرقم بن أبي الأرقم، وانتهاء بفتح المدائن. فمن الأمور القطعيّة الثبوت والدّلالة أن عدالة أصحاب سيدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جاءت من فوق سبعة أرقعة، فلا يتصور لإنسان مهما أوتي من علم ومعرفة أن يطعن في صحابة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعد شهادة اللَّه عز وجل لهم!! وهذا سنفرد له كلمة عن الحديث عن سيدنا «أبي هريرة» رضي اللَّه تعالى عنه. يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ، وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [ (4) ] . وأمّا السّنّة: وفي نصوص السّنّة النبويّة المشرّفة الشّاهدة بذلك كثرة منها: عن أبي سعيد عن النّبي- عليه السّلام- قال: «لا تسبّوا أصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه» [ (5) ] .   [ (1) ] أعلام الموقعين 4/ 102. [ (2) ] النحل: 59. [ (3) ] شرح السنن بتحقيقنا 7/ 71 والدّليل عليه قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فاطر: 32 وحقيقة الاصطفاء: افتعال من التّصفية فيكون قد صفّاهم من الأكدار والخطأ من الأكدار فيكونون مصفّين منه، ولا ينتقض هذا بما إذا اختلفوا، لأن الحق لم يعدهم، فلا يكون قول بعضهم كدرا، لأن مخالفته أكدر، وبيانه يزيل كونه كدرا بخلاف ما إذا قال بعضهم قولا ولا يخالف فيه فلو كان قولا باطلا ولم يرده راد لكان حقيقة الكدر، وهذا لأن خلاف بعضهم لبعض بمنزلة متابعة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أموره، فإنّها لا تخرجه عن حقيقة الاصطفاء: أعلام الموقعين 4/ 100. [ (4) ] التوبة: 32. [ (5) ] أخرجه البخاريّ 7/ 12 كتاب «فضائل الصّحابة» باب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم «لو كنت متّخذا خليلا» (3673) ومسلم 4/ 1967- 1968 كتاب «فضائل الصّحابة» : باب تحريم سبّ الصحابة (222- 2541) وأبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 وهذا خطاب منه لخالد بن الوليد ولأقرانه من مسلمة الحديبيّة والفتح، فإذا كان مدّ أحد أصحابه أو نصيفه أفضل عند اللَّه من مثل أحد ذهبا من مثل خالد وأضرابه من أصحابه، فكيف يجوز أن يحرمهم اللَّه الصّواب في الفتاوى ويظفر به من بعدهم؟ هذا من أبين المحال [ (1) ] وعن عبد اللَّه بن مغفّل المزنيّ قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: اللَّه اللَّه في أصحابي، اللَّه اللَّه في أصحابي لا تتّخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبّهم فبحبّي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللَّه، ومن آذى اللَّه فيوشك أن يأخذه [ (2) ] . وعن أبي موسى قال: صلّينا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المغرب، ثم قلنا: لو انتظرنا حتى نصلّي معه العشاء، فانتظرناه فخرج علينا، فقال: «ما زلتم ها هنا» ، قال: قلنا: نعم يا رسول اللَّه، قلنا: نصلّي معك العشاء، قال: «أحسنتم وأصبتم» ، ثم رفع رأسه إلى السّماء، وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السّماء، قال: «النّجوم أمنة لأهل السّماء، فإذا ذهبت النّجوم أتى أهل السّماء ما يوعدون وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمّتي ما يوعدون» [ (3) ] . ووجه الاستدلال بالحديث أنه جعل نسبة أصحابه إلى من بعدهم كنسبته إلى أصحابه، وكنسبة النّجوم إلى السماء، ومن المعلوم أنّ هذا التّشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيّهم صلّى اللَّه عليه وسلم ونظير اهتداء أهل الأرض بالنّجوم، وأيضا فإنه جعل بقاءهم بين الأمة أمنة لهم، وحرزا من الشّرّ وأسبابه [ (4) ] . وعن عمران بن حصين قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «خير أمّتي القرن الّذي بعثت فيهم، ثمّ الَّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم» [ (5) ] .   [ () ] داود 4/ 214 كتاب السنن: باب النّهي عن سب أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم (4658) والترمذي 5/ 653 كتاب «المناقب» : باب فضل من بايع تحت الشجرة (3861) . [ (1) ] أعلام الموقعين لابن القيم 4/ 105. [ (2) ] أخرجه التّرمذيّ 5/ 653 في المصدر السابق (3962) وصححه ابن حبان ذكره الهيثمي في «موارد الظّمآن» (569) باب فضل أصحاب رسول اللَّه (2284) وأحمد في المسند 4/ 87. [ (3) ] أخرجه مسلم 4/ 1961 كتاب «فضائل الصّحابة» : باب بيان أن بقاء النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمان لأصحابه (207- 2531) وأحمد في المسند 4/ 399. [ (4) ] أعلام الموقعين 4/ 104، 105. [ (5) ] أخرجه مسلم في المصدر السابق 2151- 2535) والترمذي 4/ 434 كتاب الفتن: باب ما جاء في القرن الثالث (2222) وأبو داود 4/ 214 كتاب السنة: باب في فضل أصحاب الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم (4657) وأحمد في المسند 2/ 2228 والبيهقي في السنة 10/ 160 والطبراني في الكبير 18/ 213. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 فأخبر النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن خير القرون قرنه مطلقا، وذلك يقتضي تقديمهم في كل باب من أبواب الخير، وإلّا لو كان خيرا من بعض الوجوه فلا يكونون خير القرون مطلقا [ (1) ] . وقد يقول قائل: إن هذه الأدلّة تتناول أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الذين كانوا معه قبل الفتح، وأمّا من أسلم بعد الفتح فلا دليل على عدالتهم، فأسوق جوابا له قول الدّكتور محمّد السّماحيّ: (وأما مسلمة الفتح والأعراب الوافدون على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فهؤلاء لم يتحملوا من السنة مثل ما تحمّل الصّحابة الملازمون لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ومن تعرّض منهم للرّواية كحكيم بن حزام، وعتّاب، وغيرهم عرفوا بالصّدق والدّيانة وغاية الأمانة على أنه ورد ما يجعلهم أفضل من سواهم من القرون بعدهم، كقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «خير القرون قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم ثمّ يفشو الكذب» [ (2) ] . وهو حديث صحيح مروي في «الصّحيحين» وغيرهما بألفاظ مختلفة، والخيرية لا تكون إلا للعدول الذين يلتزمون الدّين والعمل به. وقال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [ (3) ] . والخطاب الشّفهيّ لصحابة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ومن حضر نزول الوحي، وهو يشمل جميعهم، وكذلك قوله تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً، لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [ (4) ] ، وسطا: عدولا. فالإسلام كان في أول شبابه فتيّا قويّا في قلوب من أذعنوا له واتّبعوا هداه، وتمسّكوا بمبادئه، واصطبغوا بصبغته، فكانت العدالة قوية في نفوسهم شائعة في آحادهم، حتى إننا نرى الذين وقعوا منهم في الكبائر ما لبثوا أن ساقتهم عزائمهم إلى الاعتراف وطلب الحدّ، ليطهروا به أنفسهم، وسارعوا إلى التّوبة حيث تاب اللَّه عليهم، ولا نريد بقولنا: الصحابة عدول- أكثر من أنّ ظاهرهم العدالة [ (5) ] . ثناء أهل العلم على الصّحابة وهذا الثّناء للاستئناس وليس للتّدليل إذ لا يصحّ القول مع اللَّه عزّ وجلّ ورسوله صلّى اللَّه عليه وسلم   [ (1) ] أعلام الموقعين 4/ 104. [ (2) ] أخرجه التّرمذي 4/ 476 (2303) وذكره ابن حجر في تلخيص الحبير 4/ 204. [ (3) ] آل عمران: 110. [ (4) ] البقرة: 143. [ (5) ] المنهج الحديث في علوم الحديث ص 63 نقلا عن السنة قبل التدوين د. الخطيب، وانظر السنة قبل التدوين 401، 402. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 حيث نص اللَّه ورسوله على عدالتهم، فهل بعد تعديل اللَّه عز وجل رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم تعديل؟!! فأقول وللَّه الحمد والمنّة: قال الإمام النّوويّ: الصّحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم بإجماع من يعتدّ به [ (1) ] . قال إمام الحرمين: والسّبب في عدم الفحص عن عدالتهم أنهم حملة الشّريعة، فلو ثبت توقّف في روايتهم لانحصرت الشّريعة على عصره صلّى اللَّه عليه وسلم ولما استرسلت سائر الأعصار. قال أبو زرعة الرّازيّ: إذا رأيت الرّجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أنّ الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة، وهؤلاء الزّنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسّنّة فالجرح بهم أولى. قال ابن الصّلاح: «ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصّحابة ومن لابس الفتن منهم، فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتدّ بهم في الإجماع إحسانا للظّنّ بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن اللَّه سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشّريعة» [ (2) ] . قال الخطيب البغداديّ في الكفاية» مبوبا على عدالتهم: ما جاء في تعديل اللَّه ورسوله للصّحابة، وأنه لا يحتاج إلى سؤال عنهم، وإنما يجب فيمن دونهم كل حديث اتّصل إسناده بين من رواه وبين النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله، ويجب النّظر في أحوالهم سوى الصّحابي الّذي رفعه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل اللَّه لهم، وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن. والأخبار في هذا المعنى تتّسع، وكلها مطابقة لما ورد في نصّ القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصّحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل اللَّه تعالى لهم، المطّلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق له [ (3) ] . وقال الإمام مالك: من انتقص أحدا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فليس له في هذا الفيء حق، قد قسم اللَّه الفيء في ثلاثة أصناف فقال:   [ (1) ] التقريب 214 مع التدريب. [ (2) ] الحديث والمحدثون 129، 130. [ (3) ] الكفاية 46، 48. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ، يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً، وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [ (1) ] . ثم قال: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ، يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ، وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا، وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ [ (2) ] . وهؤلاء هم الأنصار. ثم قال: وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ [ (3) ] . فمن تنقّصهم فلا حق له في فيء المسلمين [ (4) ] . عقيدة أهل السّنّة في تفضيل الصّحابة أجمع أهل السّنّة على أن أفضل الصّحابة بعد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر، وممّن حكى إجماعهم على ذلك أبو العبّاس القرطبي، فقال: ولم يختلف أحد في ذلك من أئمّة السّلف ولا الخلف، فقال: ولا مبالاة بأقوال أهل التّشيّع ولا أهل البدع، انتهى. وقد حكى الشّافعيّ وغيره إجماع الصّحابة والتابعين على ذلك، قال البيهقيّ في كتاب «الاعتقاد» : روينا عن أبي ثور عن الشّافعيّ قال: ما اختلف أحد من الصّحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر وتقديمهما على جميع الصّحابة، وإنما اختلف من اختلف منهم في عليّ وعثمان [ (5) ] . وقال العلّامة الكمال بن الهمّام في «المسايرة» : فضل الصّحابة الأربعة على حسب ترتيبهم في الخلافة، إذ حقيقة الفضل ما هو فضل عند اللَّه تعالى، وذلك لا يطلع عليه إلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقد ورد عنه ثناؤه عليهم كلهم، ولا يتحقّق إدراك حقيقة تفضيله عليه السّلام لبعضهم على بعض إن لم يكن سمعيّا يصل إلينا قطعيّا في دلالته إلا الشاهدين لذلك الزمان، لظهور قرائن الأحوال لهم، وقد ثبت ذلك لنا صريحا ودلالة كما في صحيح البخاريّ من حديث عمرو بن العاص حين سأله عليه السّلام:   [ (1) ] الحشر: 8. [ (2) ] الحشر: 9. [ (3) ] الحشر: 10. [ (4) ] الشفا للقاضي عياض 1111، 1112. [ (5) ] فتح المغيث للعراقي 4/ 41. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 من أحبّ النّاس إليك من الرّجال؟ فقال: «أبوها» . يعني عائشة رضي اللَّه عنها- وتقديمه في الصّلاة على ما قدّمنا مع أن الاتّفاق على أن السّنّة أن يقدم على القوم أفضلهم علما، وقراءة، وخلقا، وورعا، فثبت أنه كان أفضل الصّحابة، وصحّ من حديث ابن عمر في صحيح البخاريّ قال: كنا في زمن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا نفاضل بينهم، وصحّ فيه من حديث محمّد بن الحنفيّة: قلت لأبي: أيّ النّاس خير بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ فقال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت قال: ما أنا إلا واحد من المسلمين، فهذا عليّ نفسه مصرّح بأن أبا بكر أفضل النّاس، وأفاد بعد ما ذكرنا تفضيل أبي بكر وحده على الكلّ، وفي بعض ترتيب الثّلاثة، ولما أجمعوا على تقديم عليّ بعدهم دل على أنه كان أفضل من بحضرته وكان منهم الزّبير وطلحة فثبت أنه كان أفضل الخلق بعد الثلاثة. هذا واعتقاد أهل السّنّة تزكية جميع الصّحابة والثناء عليهم، كما أثنى اللَّه سبحانه وتعالى عليهم إذ قال: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [ (1) ] . [ (2) ] . وقال العلّامة البغداديّ في «أصول الدّين» : [ (3) ] أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم السّتّة الباقون بعدهم إلى تمام العشرة وهم: طلحة والزّبير وسعد بن أبي وقّاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الرّحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجرّاح، ثم البدريّون، ثم أصحاب أحد، ثم أهل بيعة الرّضوان بالحديبية، واختلف أصحابنا في تفضيل عليّ وعثمان، فقدم الأشعريّ عثمان، وبناه على أصله في منع إمامة المفضول. وقال محمّد بن إسحاق بن خزيمة والحسين بن الفضل البجليّ بتفضيل علي رضي اللَّه عنه- وقال القلانسيّ: لا أدري أيهما أفضل، وأجاز إمامة المفضول. وقال العلّامة اللقانيّ في جوهرته: وأوّل التّشاجر الرجز الّذي ورد ... إن خضت فيه واجتنب داء الحسد   [ (1) ] آل عمران: 110. [ (2) ] المسايرة 166- 168. [ (3) ] أصول الدين للبغدادي 304. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 فقال العلّامة البيجوريّ في شرحه عليها: وقد وقع تشاجر بين علي ومعاوية- رضي اللَّه عنهما- وقد افترقت الصحابة ثلاث فرق: فرقة اجتهدت، فظهر لها أن الحق مع عليّ، فقاتلت معه، وفرقة اجتهدت، فظهر لها أن الحق مع معاوية، فقاتلت معه، وفرقة توقّفت. وقد قال العلماء: المصيب بأجرين والمخطئ بأجر، وقد شهد اللَّه ورسوله لهم بالعدالة، والمراد من تأويل ذلك أن يصرف إلى محمل حسن لتحسين الظّنّ بهم فلم يخرج واحد منهم عن العدالة بما وقع بينهم، لأنهم مجتهدون. وقوله: (إن خضت فيه) أي إن قدّر أنّك خضت فيه فأوّله: ولا تنقص أحدا منهم، وإنما قال المصنّف ذلك لأن الشّخص ليس مأمورا بالخوض فيما جرى بينهم، فإنه ليس من العقائد الدّينية، ولا من القواعد الكلامية، وليس ممّا ينتفع به في الدّين، بل ربّما ضرّ في اليقين، فلا يباح الخوض فيه إلا للرّدّ على المتعصبين، أو للتّعليم كتدريس الكتب التي تشتمل على الآثار المتعلقة بذلك، وأما العوام فلا يجوز لهم الخوض فيه لشدّة جهلهم، وعدم معرفتهم بالتأويل. [ (1) ] وقال السّعد التّفتازانيّ: «يجب تعظيم الصّحابة والكفّ عن مطاعنهم، وحمل ما يوجب بظاهره الطّعن فيهم على محامل وتأويلات، سيّما المهاجرين والأنصار وأهل بيعة الرّضوان، ومن شهد بدرا وأحدا والحديبيّة، فقال: انعقد على علوّ شأنهم الإجماع، وشهد بذلك الآيات الصّراح، والأخبار الصّحاح» . «وللرّوافض سيما الغلاة منهم مبالغات في بغض البعض من الصّحابة- رضي اللَّه عنهم- والطّعن فيهم بناء على حكايات وافتراءات لم تكن في القرن الثّاني والثّالث، فإياك والإصغاء إليها، فإنّها تضلّ الأحداث، وتحيّر الأوساط وإن كانت لا تؤثر فيمن له استقامة على الصّراط المستقيم، وكفاك شاهدا على ما ذكرنا أنّها لم تكن في القرون السّالفة ولا فيما بين العترة الطّاهرة، بل ثناؤهم على عظماء الصّحابة وعلماء السّنّة والجماعة، والمهديين من خلفاء الدّين مشهور وفي خطبهم ورسائلهم وأشعارهم ومدائحهم مذكور» [ (2) ] .   [ (1) ] شرح الجوهرة للقاني 104، 105. [ (2) ] المقاصد للتفتازاني 5/ 303، 304. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 وقال العلّامة المرعشيّ في «نشر الطّوالع» : «يجب تعظيم جميع أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم والكفّ عن مطاعنهم، وحسن الظّنّ بهم، وترك التّعصّب والبغض لأجل بعضهم على بعض، وترك الإفراط في محبّة بعضهم على وجه يفضي إلى عداوة آخرين منهم والقدح فيهم، فإن اللَّه تعالى أثنى عليهم في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ.. [ (1) ] الآية. وقد أحبّهم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأثنى عليهم وأوصى أمّته بعدم سبّهم وبغضهم وأذاهم، وما ورد من المطاعن، فعلى تقدير صحته له محامل وتأويلات، ومع ذلك لا يعادل ما ورد في مناقبهم، وحكي عن آثارهم المرضية وسيرهم الحميدة نفعنا اللَّه بمحبّتهم أجمعين [ (2) ] . قال: الإمام النّوويّ- رحمه اللَّه تعالى: واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة، فلشدّة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة أقسام: قسم ظهر لهم بالاجتهاد أن الحقّ في هذا الطرف، وأن مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه فعلوا ذلك، ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخّر عن مساعدة الإمام العدل في قتال البغاة. وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في الطّرف الآخر، فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه. وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيّروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فاعتزلوا الفريقين، وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم، لأنه لا يحل الإقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وأن الحق معه لما جاز لهم التأخّر عن نصرته في قتال البغاة عليه. فكلهم معذورون- رضي اللَّه عنهم- ولهذا اتّفق أهل الحق ومن يعتدّ به في الإجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم رضي اللَّه عنهم أجمعين.   [ (1) ] التحريم: 8. [ (2) ] نشر الطوالع للعلامة المرعشي الشهير بساجقلي زاده ص 385 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 الدواعي والعوامل التي توافرت في الصحابة حتى استظهروا القرآن والحديث النبوي الشريف وثبتوا فيهما إن محاولة الطّعن في أصحاب سيّدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم هي محاولة للطّعن في القرآن الكريم والسّنّة النبويّة المشرفة فالطّاعن فيهم يريد زعزعة النّاس بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم مقصده في ذلك افتتان المسلمين عن دينهم فكثرت الأيدي الآثمة من النيل بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم فاستكثروا على الصّحابة- رضوان اللَّه عليهم- أن يكونوا قد حفظوا الحديث الشّريف، وهذا ما ستراه في الدّفاع عن إمام الحافظين سيدنا أبي هريرة- رضي اللَّه عنه- ومع كل ذلك أبي اللَّه إلّا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون. وإليك ما كتب العلّامة الزّرقانيّ في «مناهل العرفان» فقال: ويزعم أن شبهات القوم كلها متشابهة، وطرق دفعها هي الأخرى متشابهة، فإن واجب الحيطة والحذر يقتضينا أن نقيم خطّا منيعا من خطوط الدّفاع عن الكتاب والسّنة، وأن نؤلف هذا الخطّ من جبهتين قويتين: الجبهة الأولى: تطاول السّماء بتجلية الدواعي والعوامل التي توافرت في الصحابة حتى جعلت منهم كثرة غامرة يحفظون القرآن والحديث، وينقلونهما نقلا متواترا مستفيضا. والجبهة الثانية: تفاخر الجوزاء بنظم الدّواعي والعوامل التي توافرت فيهم رضوان اللَّه عليهم، حتى جعلتهم يتثبّتون أبلغ تثبّت وأدقه في القرآن وجمع القرآن، وكل ما يتّصل بالقرآن، وفي الحديث الشّريف، وكل ما يتّصل بالحديث الشريف. وإنّي أستمنح اللَّه فتوحا وتوفيقا في هذه المحاولة الجليلة، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [ (1) ] . أوّلا: عوامل حفظ الصّحابة للكتاب والسّنّة العامل الأوّل: أنهم كانوا أميين لا يعرفون القراءة، ولا يحذقون الخطّ والكتابة اللَّهمّ إلّا نزر يسير لا   [ (1) ] الأنفال: 42 وانظر مناهل العرفان 1/ 283 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 يصاغ منهم حكم على المجموع، وترجع هذه الأميّة السّائدة فيهم إلى غلبة البداوة عليهم وبعدهم عن أسباب الحضارة، وعدم اتّصالهم اتصالا وثيقا بالأمّتين المتحضّرتين آنذاك الفرس والروم. ومعلوم أن الكتابة والقراءة وإمحاء الأميّة في أيّة أمّة رهين بخروجها من عهد السّذاجة والبساطة إلى عهد المدنية والحضارة. ثم إن هذه الأميّة تجعل المرء منهم لا يعوّل إلا على حافظته وذاكرته فيما يهمّه حفظه وذكره، ومن هنا كان تعويل الصّحابة على حوافظهم يقدحونها في الإحاطة بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم لأن الحفظ هو السّبيل الوحيدة أو الشّبيهة بالوحيدة إلى إحاطتهم بها، ولو كانت الكتابة شائعة فيهم لاعتمدوا على النقش بين السّطور بدلا من الحفظ في الصّدور. نعم، كان هناك كتّاب للوحي، وكان بعض الصّحابة يكتبون القرآن لأنفسهم، إلا أن هؤلاء وهؤلاء كانوا فئة قليلة، ولعلك لم تنس أن كتابة القرآن في عهد الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم كان الغرض منها زيادة التوثّق والاحتياط للقرآن الكريم بتقييده وتسجيله. أما السّنة النّبوية فقد نهى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أصحابه عن كتابتها أوّل الأمر مخافة اللّبس بالقرآن، إذ قال عليه الصّلاة والسّلام: «لا تكتبوا عنّي، ومن كتب عنّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي فلا حرج، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعدة من النّار» [ (1) ] . نعم. خشي الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم أن يختلط القرآن بالسّنّة إذا هم كتبوا السّنّة كما كانوا يكتبون القرآن، أو أن تتوزّع جهودهم وهي لا تحتمل أن يكتبوا جميع السّنّة وجميع القرآن فقصرهم على الأهمّ أوّلا وهو القرآن، خصوصا إذا لاحظنا أن أدوات الكتابة كانت نادرة لديهم إلى حدّ بعيد، حتى كانوا يكتبون في اللخاف والسّعف والعظام كما علمت. فرحمة بهم من ناحية، وأخذا لهم بتقديم الأهمّ على المهمّ من ناحية ثانية، وحفظا للقرآن أن يشتبه بالسّنّة إذا هم كتبوا السّنّة بجانب القرآن نظرا إلى عزّة الورق، وندرة أدوات الكتابة، رعاية لهذه الغايات الثّلاث نهى الرّسول عن كتابة السّنّة. أما إذا أمن اللّبس، ولم يخش الاختلاط، وكان الأمر سهلا على الشّخص فلا عليه أن   [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2298- 2299 كتاب الزهد والرقائق (53) باب التثبت في الحديث وحكم كتاب العلم (16) حديث رقم (72/ 3004) وأحمد في المسند 3/ 21، 39، 56. والدارميّ في السنن 1/ 119- والحاكم في المستدرك 1/ 127- وابن عدي في الكامل 3/ 926، 5/ 1771 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 29168. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 يكتب الحديث الشريف كما يكتب القرآن الكريم، وعلى ذلك تحمل الأحاديث الواردة في الإذن بكتابة السّنة آخر الأمر، والواردة في الإذن لبعض الأشخاص كعبد اللَّه بن عمرو- رضي اللَّه عنه-. وأيّا ما تكن كتابة القرآن والسّنة النّبويّة، فإن التّعويل قبل كل شيء كان على الحفظ والاستظهار، ولا يزال التّعويل حتى الآن على التّلقّي من صدور الرّجال، ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. غير أنّ الرّجل الأميّ والأمّة الأميّة يكونان أسبق من غيرهما إلى الحفظ، للمعنى الّذي تقدّم. العامل الثّاني: أن الصّحابة كانوا أمّة يضرب بها المثل في الذّكاء وقوة الحافظة وصفاء الطّبع، وسيلان الذّهن وحدّة الخاطر، وفي التاريخ العربيّ شواهد على ذلك يطول بنا تفصيلها، حتى لقد كان الرّجل منهم يحفظ ما يسمعه لأوّل مرّة مهما طال وكثر، وربّما كان من لغة غير لغته ولسان سوى لسانه، وحسبك أن تعرف أنّ رءوسهم كانت دواوين شعرهم، وأنّ صدورهم كانت سجلّ أنسابهم، وأن قلوبهم كانت كتاب وقائعهم وأيّامهم، كلّ أولئك كانت خصائص كامنة فيهم وفي سائر الأمّة العربيّة من قبل الإسلام، ثم جاء الإسلام فأرهف فيهم هذه القوى والمواهب، وزادهم من تلك المزايا والخصائص بما أفاد طبعهم من صقل، ونفوسهم من طهر، وعقولهم من سموّ، خصوصا إذا كانوا يسمعون لأصدق الحديث وهو كتاب اللَّه، ولخير الهدي، وهو هدي محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. العامل الثّالث: بساطة هذه الأمّة العربية، واقتصارها في حياتها على ضروريات الحياة من غير ميل إلى التّرف، ولا إنفاق جهد أو وقت في الكماليات، فقد كان حسب الواحد منهم لقيمات يقمن صلبه، وكان يكفيه من معيشته ما يذكره شاعرهم في قوله: [الطويل] وما العيش إلّا نومة وتبطّح ... وتمرٌ على رأس النّخيل وماء وأنت تعلم أن هذه الحياة الهادئة الوادعة وتلك العيشة الراضية القاصدة توفر الوقت والمجهود، وترضي الإنسان بالموجود، ولا تشغل البال بالمفقود، ولهذا أثره العظيم في صفاء الفكرة، وقوّة الحافظة وسيلان الأذهان، خصوصا أذهان الصّحابة في اتجاهها إلى حفظ القرآن وحديث النّبي- عليه الصّلاة والسّلام وذلك على حد قول القائل: [من الطويل] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 ............. .... ... فصادف قلبا خاليا فتمكّنا العامل الرّابع: حبّهم الصّادق للَّه ولرسوله ملك مشاعرهم، واحتل مكان العقيدة فيهم، وأنت تعرف من دراسة علم النّفس أنّ الحب إذا صدق وتمكّن حمل المحبّ على ترسّم آثار محبوبه، والتلذّذ بحديثه، والتّنادر بأخباره، ووعى كل ما يصدر عنه، ويبدو منه، ومن هنا كان حب الصّحابة للَّه ورسوله من أقوى العوامل على حفظهم كتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم على حد قول القائل: [البسيط] ل ها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشّراب وتلهيها عن الزّاد لها بوجهك نور يستضاء به ... ومن حديثك في أعقابها حاد إذا شكت من كلال السّير واعدها ... روح القدوم فتحيا عند ميعاد أما حب الصّحابة العميق للَّه تعالى فلا يحتاج إلى شرح وبيان، ولا إلى إقامة دليل عليه وبرهان فهم كما قال فيهم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خير القرون قرني ثمّ الّذين يلونهم [ (1) ] ، وهم الّذين بذلوا نفوسهم ونفائسهم رخيصة في سبيل رضاه، وهم الّذين باعوا الدّنيا بما فيها يبتغون فضلا من اللَّه، وهم الّذين حملوا هداية الإسلام إلى الشّرق والغرب، وأتوا بالعجب العجاب في نجاح الدعوة الإسلامية بالحضر والبدو، وكانوا أحرياء بمدح اللَّه لهم غير مرّة في القرآن وبثناء الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم عليهم في أحاديث عظيمة الشّأن. وأمّا مظاهر حبهم للرسول صلّى اللَّه عليه وسلم فما حكاه التاريخ الصادق عنهم من أنه ما كان أحد يحبّ أحدا مثل ما كان أصحاب محمّد يحبون محمّدا، دم الرّجل منهم رخيص في سبيل أن يفدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من شوكة يشاكها في أسفل قدمه، وماء وضوئه يبتدرونه في اليوم الشّديد البرد   [ (1) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 475- 476 كتاب الشهادات (36) باب (4) حديث رقم 2302، 2303 وقال أبو عيسى هذا حديث غريب من حديث الأعمش وأخرجه البخاري بلفظ خير الناس وكذلك مسلم وهو متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 3 كتاب فضائل أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم (62) باب فضائل أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم (1) حديث رقم 3651 واللفظ له وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1963 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضل الصحابة (52) حديث رقم (212/ 2533) وأحمد في المسند 1/ 378، 434، 4423، 4/ 267 والبيهقي في السنن 10/ 122، 160- وابن أبي شيبة 12/ 176، 177، 178- وابن حبان في الموارد حديث رقم 2285 والطبراني في الكبير 2/ 320، 18/ 212، 234، 235 وأبو نعيم في الحلية 2/ 78، 4/ 125- وابن عدي في الكامل 7/ 2610 وذكره الهيثمي في الزوائد 10/ 22، 23- والهندي في كنز العمال حديث رقم 32449، 32451، 32452، 32453، 32491، 32495. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 يتبركون به، وأب الواحد منهم وأبناؤه من ألدّ أعدائه ما داموا يعادون محمّدا وحديث محمّد موضع التّنافس من رجالهم ونسائهم، حتى إذا أعيا الواحد منهم طلابه، تناوب هو وزميل له الاختلاف إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على أن يقوم أحدهما بعمل الآخر عند ذهابه، ويقوم الآخر برواية ما سمعه وعرفه من الرّسول بعد إيابه. وهذه وافدة النّساء تقول لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يا رسول اللَّه، غلبنا عليك الرّجال، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا ممّا علّمك اللَّه، إلى غير ذلك من شواهد ومظاهر، تدلّ على مبلغ هذا الحبّ السّامي الشّريف. ويرحم اللَّه القائل: [الوافر] أسرت قريش مسلما في غزوة ... فمضى بلا وجل إلى السّيّاف سألوه: هل يرضيك أنّك سالم ... ولك النّبيّ فدى من الإتلاف فأجاب كلّا لا سلمت من الرّدى ... ويصاب أنف محمّد برعاف ولقد كان من مظاهر هذا الحبّ تسابقهم إلى كتاب اللَّه يأخذون عنه، ويحفظونه منه، ثم إلى سنّته الغرّاء يحيطون بأقوالها وأفعالها وأحوالها وتقريراتها، بل كانوا يتفنّنون في البحث عن هديه وخيره، والوقوف على صفته وشكله، كما تجد ذلك واضحا من سؤال الحسن والحسين عن حلية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وما أجيبا به من تجلية تلك الصّور المحمّدية الرائعة، ورسمها بريشة المصور الماهر والصّناع القادر، على يد أبيهما عليّ بن أبي طالب، وخالهما هند بن أبي هالة رضي اللَّه عنهم أجمعين. العامل الخامس: بلاغة القرآن الكريم إلى حدّ فاق كلّ بيان، وأخرس كلّ لسان وأسكت كل معارض ومكابر، وهدم كلّ مجادل ومهاتر، حتى قام ولا يزال يقوم في فم الدنيا معجزة من اللَّه لحبيبه، وآية من الحقّ لتأييد رسوله، وبعد كلام اللَّه في إعجازه وبلاغته كلام محمد صلّى اللَّه عليه وسلم في إشراقه وديباجته وبراعته وجزالة ألفاظه وسموّ معانيه وهدايته، فقد كان صلّى اللَّه عليه وسلم أفصح النّاس وأبلغ النّاس، وكان العرب إلى جانب ذلك مأخوذين بكل فصيح بليغ، متنافسين في حفظ أجود المنظوم والمنثور، فمن هنا هبّوا هبّة واحدة يحفظون القرآن ويفهمون القرآن، وكذلك السّنّة النّبويّة كانت عنايتهم بحفظها والعمل بها تلي عنايتهم بالقرآن الكريم يتناقلونها ويتبادرونها كما سمعت. والكلام في أسرار بلاغة القرآن ووجوه إعجازه، وفي بلاغة كلام النّبوّة وامتيازه وفي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 تنافس العرب في ميدان البيان كل ذلك مما لا يحتاج إلى شرح ولا تبيان، فهذا كتاب اللَّه ينطق علينا بالحقّ، ويتحدّى بإعجازه كافّة الخلق، وهذا سحر النّبوّة يفيض بالدّراري واللآلئ، ويزخر بالهدايات البالغة والحكم الغوالي، وهذا تاريخ الأدب العربيّ يسجّل لأولئك العرب تفوقهم في صناعة الكلام، وسبقهم في حلبة الفصاحة كافة الأنام، وامتيازهم في تذوق أسرار البلاغة خصوصا بلاغة القرآن. العامل السّادس: التّرغيب في الإقبال على الكتاب والسّنّة علما وعملا، وحفظا وفهما، وتعليما ونشرا، وكذلك التّرهيب من الإعراض عنهما والإهمال لهما. ففي القرآن الكريم قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [ (1) ] . فتأمّل كيف قدم تلاوة القرآن على إقام الصّلاة وإيتاء الزكاة؟ ونقرأ قوله جلّ ذكره: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ [ (2) ] . فانظر كيف حثّ بهذا الأسلوب البارع على تدبّر القرآن والتذكّر والاتّعاظ به. ونقرأ قوله عزّ اسمه: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [ (3) ] . فتدبّر كيف يكون وعيد من كتم القرآن وهدى القرآن؟ ثم نقرأ في السّنّة النّبوية قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللَّه يتلون كتاب اللَّه ويتدارسونه بينهم إلّا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة، وحفّتهم الملائكة وذكرهم اللَّه فيمن عنده» [ (4) ] .   [ (1) ] [فاطر: (30) ] . [ (2) ] [سورة ص آية: (29) ] . [ (3) ] [البقرة: 159] . [ (4) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2074 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (48) حديث رقم (38/ 2699) وأبو داود في السنن 1/ 460 كتاب الصلاة باب في ثواب قراءة القرآن حديث رقم 1455 وابن ماجة في السنن 1/ 82 المقدمة باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (17) حديث رقم 225 وذكره الزبيدي في إتحاف السادة المتقين 5/ 8. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 وفي «الصّحيحين» قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» [ (1) ] . وفي السّنة قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «عرضت عليّ ذنوب أمّتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أتاها رجل ثمّ نسيها» [ (2) ] . أليس ذلك وأمثال ذلك وهو كثير يحفز الهمم ويحرّك العزائم إلى حفظ القرآن واستظهاره والمداومة على تلاوته مخافة الوقوع في وعيد نسيانه، وهو وعيد شديد؟ أمّا السّنّة النّبوية فقد جاء في شأنها عن اللَّه تعالى: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [ (3) ] ، وقوله: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ [ (4) ] ، وقوله: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [ (5) ] ، وقوله: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [ (6) ] . وجاء ترغيبا في السّنّة النّبوية من الحديث الشّريف قوله صلّى اللَّه عليه وسلم «نضّر اللَّه امرأ سمع منّا حديثا فأدّاه كما سمعه، فربّ مبلّغ أوعى من سامع» [ (7) ] ، وهو حديث متواتر.   [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 330 كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن حديث رقم 5027 وأبو داود في السنن 1/ 460 كتاب الصلاة باب في ثواب قراءة القرآن حديث رقم 1452 والترمذي في السنن 5/ 159- 160 كتاب فضائل القرآن (46) باب ما جاء في تعليم القرآن (15) حديث رقم 2907، وقال هذا حديث حسن صحيح 2908 وابن ماجة في السنن 1/ 76- 77 المقدمة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (16) حديث رقم 211، 212، 213 وأحمد في المسند 1/ 58، 69- والدارميّ في السنن 2/ 437 وابن سعد 6/ 111- والخطيب في التاريخ 4/ 19، 109، 10/ 459- 11/ 35، وأبو نعيم في الحلية 4/ 194 وابن عدي في الكامل 2/ 610، 3/ 1234، 4/ 1568، 5/ 1938 وذكره المنذري في الترغيب 2/ 342 والهيثمي في الزوائد 7/ 169- والهندي في كنز العمال حديث رقم 2351، 2353. [ (2) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 179 كتاب الصلاة باب في كنس المسجد حديث رقم 461 والترمذي في السنن 5/ 163- 164 كتاب فضائل القرآن (46) باب (19) حديث رقم 2916 وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. [ (3) ] [الحشر: 7] . [ (4) ] [النساء: 80] . [ (5) ] [الأحزاب: 21] . [ (6) ] [النساء: 65] . [ (7) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 346 كتاب العلم باب فضل نشر العلم حديث رقم 3660 والترمذي في السنن 5/ 33 كتاب العلم (42) باب ما جاء من الحث على تبليغ السماع (7) حديث رقم 2656، 2657 وقال أبو عيسى: حديث حسن وقال: هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 85 المقدمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: «ألا فليبلّغ الشّاهد الغائب، فلعلّ بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه» [ (1) ] . وجاء ترهيبا من الإعراض عن السّنّة قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «من رغب عن سنّتي فليس منّي» [ (2) ] . وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عنّي، وهو متكئ على أريكته فيقول: بيننا وبينكم كتاب اللَّه تعالى، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرّمناه، وإنّ ما حرّم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كما حرّمه اللَّه» [ (3) ] . فأنت ترى في الآيات والأحاديث الشّريفة ما يحفز همّة المؤمن الضّعيف إلى الإقبال على روائع النّبوة يستهديها، وبدائع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يستظهرها، فكيف أنت والصّحابة الّذين كانوا لا يضارعون طول باع ولا علوّ همّة في هذا الميدان؟ العامل السّابع: منزلة الكتاب والسّنّة من الدّين، فالكتاب هو أصل التّشريع الأوّل والدّستور الجامع لخير الدّنيا والآخرة، والقانون المنظم لعلاقة الإنسان باللَّه، وعلاقته بالمجتمع الّذي يعيش فيه، ثمّ السّنّة هي الأصل الثّاني للتّشريع، وهي شارحة للقرآن الكريم، مفصّلة لمجمله، مقيّدة لمطلقه، مخصّصة لعامه، مبيّنة لمبهمه، مظهرة لأسراره كما قال سبحانه: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ، وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [ (4) ]   [ () ] باب من بلغ علما (18) حديث رقم 230- وأحمد في المسند 4/ 180، 82 والطبراني في الكبير 17/ 49، 158، 2/ 131، 4/ 172 والحاكم في المستدرك 1/ 86- وأبو نعيم في الحلية 7/ 331 والدارميّ في السنن 1/ 75- وابن عساكر 6/ 159 وذكره المنذري في الترغيب 1/ 108 والهندي في كنز العمال حديث رقم 29165، 29166. [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 63 كتاب العلم باب ليبلغ العلم حديث رقم 105 وابن ماجة في السنن 1/ 86 المقدمة باب من بلغ علما (18) حديث رقم 234، 235- وأحمد في المسند 5/ 37، 45 والبيهقي في السنن 5/ 166- والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 23- وذكره الهيثمي في الزوائد 4/ 175. [ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 2 كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح حديث رقم 5063 وأحمد في المسند 2/ 158، 3/ 241، 259، 285، 5/ 409 والدارميّ في السنن 2/ 133- والبيهقي في السنن 7/ 77 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 197 وابن سعد في الطبقات 1/ 2/ 95 والخطيب في التاريخ 3/ 330- وأبو نعيم في الحلية 3/ 228- وذكره المنذري في الترغيب 1/ 87 والسيوطي في الدر المنثور 2/ 17، 307. [ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 610 كتاب السنة باب في لزوم السنة حديث رقم 4604 بلفظ مقارب وأحمد في المسند 4/ 131 عن المقدام بن معديكرب الكندي. [ (4) ] النحل: 44. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 ومن هنا يقول ابن كثير: «السّنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب قاضيا على السّنّة» ، يريد بهذه الكلمة ما وضحه السّيوطيّ بقوله: والحاصل أن معنى احتياج القرآن إلى السّنّة أنها مبيّنة له ومفصّلة لمجملاته، لأن فيه لو جازته كنوزا يحتاج إلى من يعرف خفايا خباياها فيبرزها، وذلك هو المنزل عليه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو معنى كون السّنّة قاضية على الكتاب، وليس القرآن مبيّنا للسّنّة ولا قاضيا عليها، لأنها بيّنة بنفسها، إذ لم تصل إلى حدّ القرآن في الإعجاز والإيجاز، لأنها شرح له، وشأن الشّرح أن يكون أوضح وأبين وأبسط من المشروح» . ولا ريب أنّ الصّحابة كانوا أعرف النّاس بمنزلة الكتاب والسّنّة، فلا غرو أن كانوا أحرص على حذقهما وحفظهما والعمل بهما. العامل الثّامن: ارتباط كثير من كلام اللَّه ورسوله بوقائع وحوادث وأسئلة من شأنها أن تثير الاهتمام، وتنبّه الأذهان، وتلفت الأنظار إلى قضاء اللَّه ورسوله فيها، وحديثهما عنهما وإجابتهما عليها، وبذلك يتمكّن الوحي الإلهي والكلام النّبويّ في النّفوس أفضل تمكن، وينتقش في الأذهان على مرّ الزّمان. انظر إلى القرآن الكريم تجده يساير الحوادث والطّوارئ في تجددها ووقوعها، فتارة يجيب السّائلين على أسئلتهم بمثل قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ (1) ] . وتارة يفصّل في مشكلة قامت، ويقضي على فتنة طغت بمثل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، إلى قوله: مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [ (2) ] . وهي ستّ عشرة آية نزلت في حادث من أروع الحوادث هو اتّهام أمّ المؤمنين سيدتنا الجليلة السيدة أم المؤمنين عائشة زوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، الصّديقة بنت الصّديق، وفي هذه الآيات دروس اجتماعية قرئت، ولا تزال تقرأ على النّاس إلى يوم القيامة، ولا تزال تسجل براءة الحصان الطاهرة من فوق سبع سماوات، وتارة يلفت القرآن أنظار المسلمين إلى تصحيح أغلاطهم الّتي وقعوا فيها، ويرشدهم إلى شاكلة الصّواب كقوله في سورة آل عمران. وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ إلخ الآيات، التي نزلت في   [ (1) ] الإسراء: 85. [ (2) ] النور: 11- 26. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 غزوة أحد والتي تدل المسلمين على خطئهم في هذا الموقف الرّهيب، وتحذرهم أن يقعوا حينا آخر في مثل هذا المأزق العصيب. وعلى هذا النّمط نزلت سور في القرآن وآيات تفوق الحصر. وإذا نظرت في السّنّة رأيت العجب، انظر إلى قصّة المخزومية التي سرقت، وقول الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم لمن شفع فيها: «وايم اللَّه، لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها» [ (1) ] ثم تأمّل حادث تلك المرأة الجهنية الّتي أقرّت بزناها بين يدي رسول اللَّه وهي حبلى من الزّنا، كيف أمر رسول اللَّه فكفلها وليّها حتى وضعت حملها ثم أتى بها فرجمت ثم صلّى رسول الرّحمة عليها؟، ولمّا سئل صلّى اللَّه عليه وسلم كيف تصلي عليها وهي زانية؟ قال: «إنّها تابت توبة لو قسّمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها للَّه عزّ وجلّ» [ (2) ] . وتدبّر الحديث المعروف بحديث جبريل، وفيه يسأل جبريل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان والسّاعة وأشراطها على مرأى ومسمع من الصّحابة، وقد قال لهم أخيرا: «هذا جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم» [ (3) ] .   [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 287 كتاب الحدود باب كراهية الشفاعة ... حديث رقم 6788 ومسلم في الصحيح 3/ 1315 كتاب الحدود (29) باب قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود (2) حديث رقم (8/ 1688، 9/ 1688) وأبو داود في السنن 2/ 537 كتاب الحدود باب في الحد يشفع حديث رقم 4373 والترمذي في السنن 4/ 29 كتاب الحدود (15) باب ما جاء من كراهية أن يشفع في الحدود (6) حديث رقم 1430 والنسائي في السنن 8/ 73- 74 كتاب قطع السارق (46) باب اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر الزهري في المخزومية التي سرقت (6) حديث 4899 وابن ماجة في السنن 2/ 851 كتاب الحدود (20) باب الشفاعة في الحدود (6) حديث رقم 2547- والدارميّ في السنن 2/ 173- والبيهقي في السنن 8/ 253 والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 88- وذكره ابن كثير في التفسير 3/ 104. [ (2) ] أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1321- 1324 كتاب الحدود (29) باب من اعترف على نفسه بالزنا (5) حديث رقم (22/ 1695) ، (23/ 1695) ، (24/ 1696) وأبو داود في السنن 2/ 556 كتاب الحدود باب المرأة التي أمر النبي برجمها من جهينة حديث رقم 4440 والترمذي في السنن 4/ 33 كتاب الحدود (15) باب تربص الرجم بالحبلى حتى تضع (9) حديث رقم 1435 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 4/ 63 كتاب الجنائز باب الصلاة على المرجوم (64) حديث رقم 1957- وأحمد في المسند 4/ 440 والطبراني في الكبير 18/ 197- وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1512 وذكره المنذري في الترغيب 4/ 100 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 8/ 581. [ (3) ] متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 114، كتاب الإيمان (2) باب سؤال جبريل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم (37) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 والنّاظر في السّنّة يجدها في كثرتها الغامرة تدور على مثل تلك الوقائع والحوادث والأسئلة. وقد قرر علماء النّفس أنّ ارتباط المعلومات بأمور مقارنة لها في الفكر، تجعلها أبقى على الزّمن وأثبت في النفس، فلا بدع أن يكون ما ذكرنا داعية من دواعي حفظ الصحابة لكتاب اللَّه وسنّة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم على حين أنهم هم المشاهدون لتلك الوقائع والحوادث المشافهون بخطاب الحقّ، المواجهون بخطاب الحق، المواجهون بكلام سيّد الخلق في هذه المناسبات الملائمة والأسباب القائمة التي تجعل نفوسهم مستشرفة لقضاء اللَّه فيها، متعطشة إلى حديث رسوله عنها، فينزل الكلام على القلوب، وهي متشوّقة كما ينزل الغيث على الأرض وهي متعطّشة تنهله بلهف، وتأخذه بشغف، وتمسكه وتحرص عليه بيقظة، وتعتز به وتعتد عن حقيقة، وتنتفع به وتنفع، بل تهتز به وتربو، وتنبت من كل زوج بهيج. العامل التّاسع: اقتران القرآن دائما بالإعجاز، واقتران بعض الأحاديث النبويّة بأمور خارقة للعادة، تروع النّفس، وتشوق النّاظر وتهول السّامع وإنما اعتبرنا ذلك الإعجاز وخرق العادة من عوامل حفظ الصّحابة، لأنه الشّأن فيما يخرج على نواميس الكون وقوانينه العامّة أنه يتقرّر في حافظة من شاهده، وأنه يتركز في فؤاد كل من عاينه فردا كان أو أمّة، حتى لقد يتخذ مبدأ تؤرخ بحدوثه الأيّام والسّنون، وتقاس بوجوده الأعمار. أمّا القرآن الكريم فإعجازه سار فيه سريان الماء في العود الأخضر، لا تكاد تخلو سورة ولا آية منه، وأعرف الناس بوجوه إعجازه وأعظمهم ذوقا لأسرار بلاغته هم أصحاب محمّد صلّى اللَّه عليه وسلم لأنّهم يصدرون في هذه المعرفة وهذا الذّوق عن فطرتهم العربية الصّافية وسليقتهم السّليمة السّامية، ومن هذا كان القرآن حياتهم الصّحيحة به يقومون ويقعدون وينامون ويستيقظون ويعيشون ويتعاملون، ويلتذّون ويتعبدون وهذا هو معنى كونه روحا في قول اللَّه سبحانه: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا [ (1) ] وليست هناك طائفة في التّاريخ تمثل فيها القرآن روحا كما تمثّل في هذه الطّبقة العليا الكريمة طبقة الصّحابة الذين وهبوه حياتهم فوهبهم الحياة، وطبعهم طبعة جديدة حتى   [ () ] حديث رقم (50) - ومسلم في الصحيح 1/ 45 كتاب الإيمان (1) باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان (1) حديث (7/ 10) . [ (1) ] [الشورى: 52] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 صاروا أشبه بالملائكة، وهكذا سواهم اللَّه بكتابه خلقا آخر. فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ. وأما السّنّة النّبوية فقد اقترن بعضها بمعجزات خارقة وأمامك أحاديث المعجزات، وهي كثيرة فيها المعجب والمطرب غير أنّا نربأ بك أن تكون فيها كحاطب ليل على حين أن بين أيدينا في الصّحيح منها الجمّ الغفير والعدد الكثير، «ولا ينبئك مثل خبير» . وهذا نموذج واحد، عن أبي العبّاس سهل بن سعد السّاعديّ رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطينّ هذه الرّاية غدا رجلا يفتح اللَّه على يديه، يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله» فبات النّاس يدوكون [ (1) ] ليلتهم أيّهم يعطاها، فلما أصبح النّاس غدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كلّهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقيل: يا رسول اللَّه، هو يشتكي مرضا بعينيه، قال: فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعينيه، ودعا له، فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الرّاية، فقال عليّ رضي اللَّه عنه يا رسول اللَّه أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه تعالى فيه، واللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلا واحدا خير لك من حمر النّعم [ (2) ] » [ (3) ] . وهذه الوصيّة من رسول اللَّه لعليّ جديرة أن تقطع لسان من يقول: إنّ الإسلام انتشر بحدّ السّيف كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً [ (4) ] .   [ (1) ] يعني يخوضون. [ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 145 كتاب الجهاد والسير باب فضل من أسلم على يديه رجل حديث رقم 3009 ومسلم في الصحيح 4/ 1871 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه حديث رقم (32/ 2404) ، (33/ 2405) والترمذي في السنن 5/ 596 كتاب المناقب (50) باب 21 حديث رقم 3724- وابن ماجة في السنن 1/ 45 المقدمة باب فضائل أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضل علي بن أبي طالب حديث رقم 121- وأحمد في المسند 1/ 99، 185، 4/ 52 والبيهقي في السنن 6/ 362، 9/ 131- وابن سعد 2/ 1/ 82 والطبراني في الكبير 18/ 237، 238 وأبو نعيم في الحلية 4/ 356 وذكره الهيثمي في الزوائد 9/ 126، 127. [ (3) ] أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 123 كتاب الجهاد والسير باب دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حديث رقم 2942، 4/ 145 كتاب الجهاد والسير باب فضل من أسلم على يديه حديث رقم 3009، 5/ 88 كتاب المناقب باب مناقب علي بن أبي طالب حديث رقم 3701 ومسلم في الصحيح 4/ 1872 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه (4) حديث رقم (34/ 2406) - وأحمد في المسند 5/ 333 والبيهقي في السنن 9/ 107 وذكره ابن عبد البر في التمهيد 2/ 218 والهيثمي في الزوائد 5/ 337. [ (4) ] [الكهف: 5] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 العامل العاشر حكمة اللَّه ورسوله في التّربية والتّعليم، وحسن سياستهما في الدّعوة والإرشاد مما جعل الكتاب والسّنة يتقرران في الأذهان، ويسهلان على الصّحابة في الحفظ والاستظهار. أما القرآن الكريم فحسبك أن تعرف من حكمة اللَّه في التربية والتعليم أنه أنزله على الأمة الإسلامية باللغة الحبيبة إلى نفوسهم، وبالأسلوب الخلّاب والنّظم المعجز الآخذ بقلوبهم. وأنه تدرج بهم في نزوله، فلم ينزل جملة واحدة يرهقهم به ويعجزون عنه بل أنزله منجما في مدى عشرين أو بضع وعشرين سنة، ثم ربطه بالحوادث والأسباب الخاصة في كثير من آياته وسوره، ودعمه بالدليل والحجة، وخاطب به العقول والضّمائر، وناط به مصلحتهم وخيرهم وسعادتهم، وصدر في ذلك كلّه عن رحمة واسعة بهم يكادون يلمسونها باليد ويرونها بالعين ما يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ، وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ، وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [ (1) ] . مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها، وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [ (2) ] . وأما السّنة النّبوية فلقد كان محمد صلّى اللَّه عليه وسلم هو المعلّم الأوّل في رعاية تلك الوسائل الموضحة، ذلك لأنه صلّى اللَّه عليه وسلم كان أفصح النّاس لسانا وأوضحهم بيانا، وأجودهم إلقاء، ينتقي عيون الكلام وهو الّذي أوتي جوامع الكلم، ولا يسرد الحديث سردا يزري برونقه أو يذهب بشيء منه، يل يتكلّم كلاما لو عدّه العادّ لأحصاه، وكان يعيد الكلمة ثلاثا أو أكثر من ثلاث عند الحاجة كيما تحفظ عنه كما جاء عنه صلّى اللَّه عليه وسلم قوله: «هلك المتنطّعون» [ (3) ] قالها ثلاثا، وقال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر- ثلاثا- قلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «الإشراك باللَّه، وعقوق الوالدين، ألا وقول الزّور وشهادة الزّور- وكان متكئا فجلس- فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت» [ (4) ] .   [ (1) ] [المائدة: 6] . [ (2) ] [فصلت: 46] . [ (3) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2055 كتاب العلم (47) باب هلك المتنطعون (4) حديث رقم (7/ 2670) والطبراني في الكبير 10/ 216- وذكره ابن حجر في فتح الباري 13/ 267- والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 4785- والزبيدي في الإتحاف 2/ 50. [ (4) ] أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 5، 6 كتاب الأدب باب عقوق الوالدين- حديث رقم 5976، 5977، 3/ 339 كتاب الشهادات باب ما قيل في شهادة الزور حديث رقم 2654- ومسلم في الصحيح 1/ 91 كتاب الإيمان (1) باب بيان الكبائر وأكبرها (38) حديث رقم (143/ 87، 144/ 88) وأحمد في المسند 3/ 131، 5/ 36، 38- والبيهقي في السنن 10/ 121- والطبراني في الكبير 18/ 140- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 وكان صلّى اللَّه عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبّحكم ومسّاكم، ويقول: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين [ (1) ]- ويقرن بين إصبعيه السّبّابة والوسطى- ويقول: أمّا بعد فإنّ خير الحديث كتاب اللَّه، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» ثم يقول: «أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ» [ (2) ] . ومن وسائل إيضاحه صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان يضرب لهم الأمثال الرّائعة الّتي تجلّي لهم المعاني. ضرب لأصحابه المثل في ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخطر إهمالهما فقال: «مثل القائم في حدود اللَّه، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الّذي في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا، لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا» [ (3) ] .   [ () ] والطبري في التفسير 5/ 28- وذكره المنذري في الترغيب 3/ 221 والهيثمي في الزوائد 1/ 106- وابن عبد البر في التمهيد 5/ 72 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 7/ 515، 8/ 538. [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 93 كتاب الطلاق باب اللعان حديث رقم 5301، 8/ 190 كتاب الرقاق باب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثت ... حديث رقم 6504، 6505 ومسلم في الصحيح 4/ 2268 كتاب الفتن وأشراط الساعة (52) حديث رقم (133/ 2951) ، 134، 951، (135/ 2951) - والترمذي في السنن 4/ 429 كتاب الفتن (34) باب ما جاء في قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين يعني السبابة والوسطى (39) حديث رقم 2213، 2214 والنسائي في السنن 3/ 189 كتاب صلاة العيدين (19) باب كيف الخطبة (22) حديث رقم 1578 وابن ماجة في السنن 1/ 45 المقدمة باب اجتناب البدع والجدل (7) حديث رقم 45- وأحمد في المسند 3/ 124، 30، 131، 193، 237، 275، 283، 319، 5/ 103، 8 والبيهقي في السنن 3/ 206، 213- وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1785- والطبراني في الكبير 2/ 227، 6/ 208، 243، 66 وابن عساكر 4/ 199، 5/ 433، 7/ 121 وابن سعد 1/ 2/ 98- والبخاري في التاريخ الكبير 3/ 355 والخطيب في التاريخ 6/ 281- وذكره المنذري في الترغيب 1/ 83 والهندي في كنز العمال حديث رقم 38348، 38349، 38350، 39571- والهيثمي في الزوائد 1/ 314، 315. [ (2) ] أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 592 كتاب الجمعة (7) باب تخفيف الصلاة والخطبة (13) حديث رقم (43/ 867) والبيهقي في السنن 3/ 207- وذكره ابن حجر في فتح الباري 2/ 405- والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 141. [ (3) ] أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 278 كتاب الشركة باب هل يقرع ... حديث رقم 2493 وأحمد في المسند 4/ 269- والبيهقي في السنن 10/ 288 وذكره المنذري في الترغيب 3/ 225 وابن كثير في التفسير 3/ 579 والهندي في كنز العمال حديث رقم 5533. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 ومن وسائل إيضاحه صلّى اللَّه عليه وسلم أسئلته التي كان يلقيها على أصحابه، ونأخذ مثالا واحدا من ذلك: عن أبي هريرة- رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس» ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار ولا متاع، فقال: «إنّ المفلس من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النّار» [ (1) ] . وكان صلّى اللَّه عليه وسلم يستعين بالرّسم في توضيح المعاني وتقريبها إلى الأذهان- رغم أنه كان أميّا لا يقرأ ولا يكتب ولم يتعلم الهندسة ولا غيرها. روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود- رضي اللَّه عنه- قال: «خط لنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خطّا مربعا، وخطّ وسطه خطّا، وخطّ خطوطا إلى جنب الخطّ- أي الّذي في الوسط- وخط خطّا خارجا فقال: «أتدرون ما هذا» قلنا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «هذا الإنسان» يريد الخط الّذي في الوسط- وهذا الأجل محيط به- يريد الخط المربع وهذه الأعراض تنهش- يشير إلى الخطوط التي حوله- إن أخطأ، هذا نهشه هذا، وهذا الأمل- يعني الخطّ الخارج. ومن سياسته الحكمية في التّربية والتّعليم أنه كان ينتهز فرصة الخطأ ليصحح لهم الفكرة في حينها. من ذلك ما يقصّه علينا سيدنا: أنس- رضي اللَّه عنه- قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النَّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يسألون عن عبادته، فلما أخبروا كأنهم تقالوه [ (2) ] ، وقالوا: أين نحن من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر؟ قال أحدهم: أمّا أنا فأصلّي الليل أبدا وقال الآخر: وأنا أصوم الدّهر أبدا، وقال الآخر: وأنا أعتزل النّساء فلا أتزوّج أبدا، فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- إليهم فقال: «أنتم الّذين قلتم كذا وكذا!!! واللَّه إني لأخشاكم للَّه وأتقاكم للَّه، ولكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأرقد، وأتزوّج النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» [ (3) ] .   [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1997 كتاب البر والصلة والآداب (45) باب تحريم الظلم (15) حديث رقم (59/ 2581) والترمذي في السنن 4/ 529- 530 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (38) باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص (2) حديث رقم (2418) وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والطبري في التفسير 28/ 99- وذكره التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 5127. [ (2) ] أي عدوها قليلة. [ (3) ] متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 104، كتاب النكاح (67) باب الترغيب في النكاح (1) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وكان من وسائل إيضاحه صلّى اللَّه عليه وسلم تمثيله بالعمل يصلّي ويقول: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» [ (1) ] ويحج ويقول: «خذوا عنّي مناسككم» [ (2) ] ويشير بإصبعيه السّبابة والوسطى ويقول: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين» . العامل الحادي عشر التّرغيب والتَّرهيب اللّذان يفيض بهما بحر الكتاب والسّنّة، ولا ريب أن غريزة حب الإنسان لنفسه كدفعه إلى أن يحقق لها كلّ خير، وأن يحميها من كل شرّ، سواء ما كان فيهما من عاجل أو آجل، ومن هنا تحرص النّفوس الموفقة على وعي هداية القرآن وهدي الرّسول، وتعمل جاهدة على أن تحفظ منها ما وسعها الإمكان. ولسنا بحاجة أن نلتمس شواهد التّرغيب والتّرهيب من الكتاب والسّنّة، فمددها فياض بأوفى ما عرف العلم من ضروب التّرغيب والتّرهيب، وفنون الوعد والوعيد، وأساليب التّبشير والإنذار، على وجوه مختلفة، واعتبارات متنوّعة في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق على سواء. وهذا نموذج من ترغيبات القرآن وترهيباته على سبيل التذكرة، والذكرى تنفع المؤمنين. يقول اللَّه تعالى: وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ. قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ. وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ   [ () ] حديث رقم (5063) ، ومسلم في الصحيح 2/ 1020 كتاب النكاح (16) باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة (1) حديث رقم (5/ 1401) ، وعند عبد الرزاق أن الرهط الثلاثة هم علي ابن أبي طالب وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعثمان بن مظعون والرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة والبيهقي في السنن 7/ 77- وذكره القرطبي في التفسير 6/ 261، 9/ 328- والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 145. [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 258 كتاب الأذان للمسافرين ... حديث رقم 631، 8/ 16 كتاب الأدب باب رحمة الناس والبهائم حديث رقم 6008 والدار الدّارقطنيّ في السنن 1/ 273، 346 والبيهقي في السنن 2/ 345- وذكره ابن عبد البر في التمهيد 5/ 117، 9/ 213- والقرطبي في التفسير 1/ 39، 171، 173، 9/ 112- وابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 122- والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 683- والزبيدي في الإتحاف 3/ 71، 203، 396. [ (2) ] أخرجه البيهقي في السنن 5/ 125 وذكره ابن عبد البر في التمهيد 2/ 69، 91، 98، 4/ 333، 5/ 117، 7/ 272 وابن حجر في فتح الباري 1/ 217، 499 والزيلعي في نصب الراية 3/ 55 وابن كثير في البداية والنهاية 5/ 184، 215 والقرطبي في التفسير 1/ 39، 2/ 183، 410، 3/ 5، 5/ 85 والزبيدي في الإتحاف 4/ 437. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ. وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ. تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ. أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ. أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ. وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ [ (1) ] . فانظر بعين البصيرة في هذه الأساليب، والقرآن مليء كلّه من هذه الأنوار على هذا الغرار. ولا تحسبنّ السّنّة النّبوية إلّا بحرا متلاطم الأمواج في هذا الباب، وهاك نموذجا بل نماذج منها. ها هو صلّى اللَّه عليه وسلم يبشر واصل رحمه بسعة الرزق والبركة في العمر فيقول: «من سرّه أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» [ (2) ] . وها هو صلّى اللَّه عليه وسلم يتحدث بالوعد لمن جعل الآخرة همّه، وبالوعيد لمن جعل الدنيا همّه فيقول: «من كانت الآخرة همّه. جعل اللَّه غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدّنيا وهي راغمة، ومن كانت الدّنيا همّه جعل اللَّه الفقر بين عينيه، وفرّق اللَّه عليه شمله، ولم يأته من الدّنيا إلّا ما قدّر له» [ (3) ] .   [ (1) ] السجدة: 10- 22. [ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 119 كتاب البيوع باب من أحب البسط ... حديث رقم 2067، 8/ 8 كتاب الأدب باب من بسط له.. حديث (5985) ومسلم في الصحيح 4/ 1982 كتاب البر والصلة والآداب (45) باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (6) حديث رقم (20/ 2557) ، (21/ 2557) - وذكره المنذري في الترغيب 3/ 335 والقرطبي في التفسير 9/ 330- والدولابي في الأسماء والكنى 1/ 108- والهندي في كنز العمال حديث رقم 6965. [ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 554 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (38) باب (30) حديث رقم 2465 وابن حبان في الموارد حديث رقم 72 وذكره المنذري في الترغيب 4/ 121 والزبيدي في الإتحاف 6/ 390، 10/ 8 والهندي في كنز العمال حديث رقم 8186. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وها هو صلّى اللَّه عليه وسلم يحرض المؤمنين على القتال فيقول: «ضمن اللَّه لمن خرج في سبيل اللَّه، لا يخرجه إلّا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسلي، فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنّة أو أرجعه إلى مسكنه الّذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة، والّذي نفس محمّد بيده، ما من كلم يكلم في سبيل اللَّه إلّا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم، لونه لون الدّم، وريحه ريح مسك، والّذي نفس محمّد بيده، لولا أن أشقّ على المسلمين ما قعدت خلاف سريّة تغزو في سبيل اللَّه عزّ وجلّ أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني ويشقّ عليهم أن يتخلّوا عنّي، والّذي نفس محمّد بيده لوددت أن أغزو في سبيل اللَّه فأقتل ثمّ أغزو فأقتل» [ (1) ] . أنت ترى في هذه الكلمات النّبوية قوة هائلة محولة تجعلها ماثلة في الأذهان كما تجعل النّفوس رخيصة هيّنة في سبيل الدّفاع عن الدين والأوطان، حتى لقد كان الرّجل يستمع إلى هذه المرغبات والمشوّقات وهو يأكل، فما يصبر حتى يتم طعامه، بل يرمي بما في يده، ويقوم فيجاهد متشوّقا إلى الموت، متلهفا على أن يستشهد في سبيل اللَّه. العامل الثّاني عشر اهتداء الصّحابة- رضوان اللَّه عليهم- بكتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم يحلّون ما فيهما من جلال، ويحرّمون ما فيهما من حرام، ويتبعون ما جاء فيهما من نصح ورشد. ويتعهدون ظواهرهم وبواطنهم بالتربية والآداب الإسلامية دستورهم القرآن، وإمامهم الرسول عليه الصلّاة والسلام. وما من شك أن العلم بالعمل يقرّره في النّفس أبلغ تقرير وينقشه في صحيفة الفكر أثبت نقش، على نحو ما هو معروف في فن التّربية وعلم النّفس، من أن التّطبيق يؤيد المعارف والأمثلة تقيد القواعد، ولا تطبيق أبلغ من العمل، ولا مثال أمثل من الاتباع، خصوصا المعارف الدّينية، فإنّها تزكو بتنفيذها، وتزيد باتباعها. قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً [ (2) ] أي هداية ونورا تفرقون به بين الحق والباطل، وبين الرشد والغيّ كما جاء في بعض وجوه التفسير.   [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1495- 1496 كتاب الإمارة (33) باب فضل الجهاد والخروج في سبيل اللَّه (28) حديث رقم (103/ 1876) والنسائي في السنن 8/ 119- 120 كتاب الإيمان وشرائعه (47) باب الجهاد (24) حديث رقم 5030 وأحمد في المسند 2/ 399، 424- وابن أبي شيبة 5/ 287 والبيهقي في السنن 9/ 39- وذكره المنذري في الترغيب 2/ 269- والقرطبي في التفسير 5/ 277. [ (2) ] [الأنفال: 29] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 وذلك أن المجاهدة تؤدي إلى المشاهدة، والعناية بطهارة القلب وتزكية النفس تفجر الحكمة في قلب العبد، قال الغزالي: أما الكتب والتّعليم فلا تفي بذلك- أي بالحكمة تتفجّر في القلب بل الحكمة الخارجة عن الحصر والعدّ إنّما تتفتح بالمجاهدة ومراقبة الأعمال الظاهرة والباطنة، والجلوس مع اللَّه عز وجل في الخلوة مع حضور القلب بصافي الفكرة، والانقطاع إلى اللَّه عزّ وجلّ عما سواه فذلك مفتاح الإلهام ومنبع الكشف فكم من متعلّم طال تعلّمه ولم يقدر على مجازاة مسموعه بكلمة وكم من مقتصر على المهم في التّعليم، ومتوفر على العمل ومراقبة القلب، فتح اللَّه عليه من لطائف الحكمة ما تحار فيه عقول ذوي الألباب، ولذلك قال- صلّى اللَّه عليه وسلم-: «من عمل بما علم ورّثه اللَّه علم ما لم يكن يعلم» [ (1) ] . العامل الثّالث عشر: وجود الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم بينهم يحفظهم الكتاب والسّنة ويعلمهم ما لم يتعلموه، ويفقههم في أمور دينهم. قال الشيخ الزّرقانيّ: «ولا ريب أن هذا عامل مهمّ ييسر لهم الحفظ ويهون عليهم الاستظهار ... » . عوامل خاصّة بالقرآن الكريم: وهذه العوامل- الخاصّة توافرت في حفظ الصّحابة للقرآن الكريم دون السّنّة النّبوية المطهرة. أوّلها: تحدّي القرآن للعرب بل لكافّة الخلق. قال تعالى: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ [ (2) ] ، ولما عجزوا قال: فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ [ (3) ] ، ولما عجزوا قال: فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ [ (4) ] ، ولما عجزوا سجّل عليهم هزيمتهم وأعلن إعجاز القرآن فقال عز اسمه: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [ (5) ] . ثانيها: عنايته صلّى اللَّه عليه وسلم بكتابة القرآن فيما تيسر من أدوات الكتابة، إذ اتخذ كتّابا للوحي من   [ (1) ] قال الحافظ العراقي في هذا الحديث: رواه أبو نعيم في «الحلية» لكن بسند ضعيف- الحلية 10/ 15. [ (2) ] [الطور: 34] . [ (3) ] [هود: 13] . [ (4) ] [يونس: 38] . [ (5) ] [الإسراء: 17] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 أصحابه، وأقر كل من يكتب القرآن لنفسه في الوقت الّذي نهى فيه عن كتابة السنة ففي الحديث «لا تكتبوا عنّي، ومن كتب عنّي شيئا غير القرآن فليمحه» [ (1) ] . ثالثها: تشريع قراءة القرآن في الصّلاة، فرضا كانت أو نفلا، سرّا أو جهرا.. وتلك وسيلة فعّالة جعلت الصحابة يقرءونه ويسمعونه ويحفظونه. رابعها: الترغيب في تلاوة القرآن في كل وقت، واقرأ قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ [ (2) ] . ويقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «الّذي يقرأ القرآن، وهو ماهر به مع السّفرة الكرام البررة والّذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه، وهو عليه شاقّ له أجران» [ (3) ] . وغير هذا الكثير والكثير مما حفل به القرآن والسنة. فهل يعقل أنّ أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلم يتوافون لحظة بعد سماع ذلك عن قراءة القرآن؟!! خامسها: عناية الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم بتعليم القرآن وإذاعته ونشره إذ كان يقرؤه على النّاس على مكث كما أمره اللَّه.. وكان يرسل بعثات القرّاء إلى كل بلد يعلّمون أهلها كتاب اللَّه.. قال عبادة بن الصّامت: كان الرّجل إذا هاجر دفعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى رجل منا يعلّمه القرآن. سادسها: القداسة التي امتاز بها كتاب اللَّه عن كل ما سواه.. تلك القداسة التي تلفت الأنظار إليه، وتخلع همم المؤمنين به عليه، فيحيطون به علما، ويخضعون لتعاليمه عملا.. قال الشّيخ الزّرقانيّ: «ونحن نتحدّى أمم العالم بهذه الدّواعي التي توافرت في الصّحابة حتى نقلوا الكتاب والسنة وتواتر عنهم ذلك خصوصا القرآن الكريم. أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع [الطويل] : غمرهم اللَّه برحمته ورضوانه.. آمين.   [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2298- 2299 كتاب الزهد والرقائق (53) باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم (16) حديث رقم (72/ 3004) وأحمد في المسند 3/ 12، 21، 39، 56 والدارميّ في السنن 1/ 119- والحاكم في المستدرك 1/ 127 وابن عدي في الكامل 3/ 926، 5/ 1771 وذكره ابن حجر في فتح الباري 1/ 208، 9/ 12، 14 والهندي في كنز العمال حديث رقم 29168. [ (2) ] [فاطر: 29] . [ (3) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/ 490. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 ثانيا: عوامل تثبّت الصّحابة في الكتاب والسّنّة بعد أن ألقينا الضّوء على عوامل حفظ الصّحابة للكتاب والسّنة نعرج على بيان عوامل تثبتهم- رضوان اللَّه عليهم- فيهما. قال الشّيخ الزّرقانيّ: «إنّ النّاظر في تاريخ الصّحابة يروعه ما يعرفه عنه في تثبتهم أكثر مما يروعه عنهم في حفظهم، لأن التثبت فضيلة ترجع إلى الأمانة الكاملة والعقل الناضج من ناحية، ثم هو في الصّحابة بلغ القمّة من ناحية أخرى. ولهذا التّثبّت النادر في دقته واستقصائه بواعث ودواع أو أسباب وعوامل إليك بيانها: العامل الأوّل أمر اللَّه تعالى في محكم كتابه بالتّثبّت والتّحرّي، وحذّر من الطّيش والتّسرّع فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ [ (1) ] . وكذلك نهى اللَّه عن اتباع ما لا دليل له فقال: وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا [ (2) ] . وقد عاب القرآن على من يأخذون بالظّن فقال جلّ شأنه: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً [ (3) ] وكان الصّحابة هم المخاطبين بهذه التعاليم والمشافهين بها فلا ريب أن تكون تلك الآداب الإسلامية من أهم العوامل فمن تثبيتهم وحذرهم خصوصا فيما يتصل بكتاب ربهم وسنّة نبيهم، وبعيد كل البعد أن يكونوا قد أهملوا هذا النصح السّامي وهم خير طبقة أخرجت للناس. العامل الثّاني: الترهيب الشديد، والتهديد والوعيد لمن يكذب على اللَّه أو يفتري على رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم قال عز اسمه: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ، وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ [ (4) ] والآيات في هذا الشأن كثيرة. ونقرأ في السّنة النبويّة قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» وهو حديث مشهور، بل متواتر، ورد أنه قد رواه اثنان وستون صحابيّا منهم العشرة المبشرون بالجنة، والسّنّة أيضا مليئة بأحاديث من هذا النوع.   [ (1) ] [الحجرات: 6] . [ (2) ] [الإسراء: 36] . [ (3) ] [النجم: 28] . [ (4) ] [الأنعام: 21] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 فهل يستبيح عاقل منصف أن يقول: إن الصّحابة الذين سمعوا هذه النّصائح وتلك الزّواجر يقدمون على كذب في القرآن والسّنّة أو يقصرون في التّثبّت والتّحرّي والاحتياط..؟!! العامل الثّالث: أمر الإسلام لهم بالصّدق ونهاهم عن الكذب إطلاقا فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [ (1) ] . ففي هذا إشارة إلى أن الصدق من مقتضيات الإيمان، ويفهم منه أن الكذب سبيل الكفر والطغيان، وقد صرح اللَّه سبحانه بذلك في قوله: إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ [ (2) ] . ويقول النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «عليكم بالصّدق فإنّه من البرّ وهما في الجنّة، وإيّاكم والكذب فإنّه من الفجور وهما في النّار» [ (3) ] . وفي الكتاب والسّنّة أضعاف أضعاف ما ذكر في الموضوع فهل بعد ذلك ترضى هذه الطبقة- الصحابة- أن تركب رأسها وتنكص على أعقابها فتكذب على اللَّه ورسوله أو لا تتحرى الصدق في كتاب اللَّه وسنة رسوله!! ذلك شطط بعيد لا يجوز إلا على عقول المغفلين. العامل الرّابع: أن الصّحابة- رضوان اللَّه عليهم- كانوا مغرمين بالتّفقه والتعلّم مولعين بالبحث والتنقيب، مشغوفين بكلام اللَّه وكلام رسوله روى البخاريّ ومسلم أن ابن مسعود قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «اقرأ عليّ القرآن» [ (4) ] قلت: يا رسول اللَّه أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال:   [ (1) ] [التوبة: 119] . [ (2) ] النحل: 105. [ (3) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1265 كتاب الدعاء (34) باب الدعاء بالعفو والعافية (5) حديث رقم 3848 وأحمد في المسند 1/ 3، 5- والحميدي في مسندة 7 وابن حبان في الموارد حديث رقم 106 والبخاري في الأدب المفرد 724- وابن عساكر 3/ 156. [ (4) ] متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 250 كتاب التفسير (65) تفسير سورة النساء (4) باب فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد (9) حديث رقم 4582، وفي 9/ 93 كتاب فضائل القرآن (66) باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره (32) حديث رقم (5049) وفي 9/ 94 باب قول المقرئ للقارئ حسبك (33) حديث (5050) وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 551 كتاب الصلاة المسافرين (6) باب فضل استماع القرآن ... (40) حديث رقم (247/ 800) ، (248/ 800) والترمذي في السنن 5/ 222 كتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 «إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري» فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً قال: «حسبك الآن» فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. وكذلك كان الصّحابة همّتهم أن يقرءوا القرآن ويستمعوه روى الشّيخان عن أبي موسى رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «إنّي لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالليل حين يدخلون، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنّهار» [ (1) ] . أليس هذا الولوع بالكتاب والسّنة من دواعي تثبتهم فيهما كما هو من دواعي حفظهم لهما، لأن اشتهار الشّيء وذيوعه ولين الألسنة به يجعله من الوضوح والظّهور بحيث لا يشوبه لبس ولا يخالطه زيف، ولا يقبل فيه دخيل. العامل الخامس: يسر الوسائل لدى الصّحابة إلى أن يتثبتوا، وسهولة الوصول عليهم إلى أن يقفوا على جليّة الأمر، فيما استغلق عليهم معرفته من الكتاب والسّنة، وذلك لمعاصرتهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يتصلون به في حياته، فيشفي صدورهم من الرّيبة والشّك، ويريح قلوبهم بما يشع عليهم من أنوار العلم وحقائق اليقين. أما بعد غروب شمس النّبوة، وانتقاله صلّى اللَّه عليه وسلم إلى جوار ربّه، فقد كان من السّهل عليهم أيضا أن يتّصلوا بمن سمعوا بآذانهم من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم والسامعون يومئذ عدد كثير وجمّ غفير، يساكنونهم في بلدهم، ويجالسونهم في نواديهم فإن شك أحدهم في آية من كتاب اللَّه تعالى، أو خبر عن رسول اللَّه أمكنه التثبت من عشرات سواه دون عنت ولا عسر. العامل السّادس: الشّجاعة الفطرية للأصحاب، والصّراحة الطّبيعية لهم، حتى لقد كان الرّجل منهم يقف في وسط الجمهور يرد على أمير المؤمنين وهو يلقي خطاب عرشه ردّا قويّا صريحا   [ () ] تفسير القرآن (48) باب (5) ومن سورة النساء حديث رقم 3025 وابن ماجة في السنن 2/ 1403 كتاب الزهد (37) باب الحزن والبكاء (19) حديث رقم 4194- وأحمد في المسند 1/ 380، 433 والبيهقي في السنن 10/ 231- والطبراني في الكبير 9/ 79 وابن أبي شيبة 10/ 563، 13/ 254، 14/ 10، 11 وابن سعد 2/ 2/ 104- وأبو نعيم في الحلية 7/ 203 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 2826. [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1944 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل الأشعريين رضي اللَّه عنهم (39) حديث رقم (166/ 2499) والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 175 وذكره ابن حجر في فتح الباري 7/ 485 وابن كثير في البداية والنهاية 4/ 206 والهندي في كنز العمال حديث رقم 33974. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 خشنا، بل كانت المرأة تقف في سترة المسجد الجامع فتقاطع خليفة المسلمين وهو يخطب، وتعارض رأيه برأيها، وتقرع حجته بحجتها فيما تعتقد أنه أخطأ فيه شاكلة الصّواب. فهل يرضى العقل والمنطق أن تجرح هذه الأمة الصريحة القوية وتتهم بالكذب أو بالسكوت على الكذب في كلام اللَّه، وفي سنة رسول اللَّه؟! ثم ألا يحملهم هذا الخلق المشرق فيهم على كمال التّثبت ودقة التحرّي في كتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه؟! العامل السّابع: تكافل الصّحابة تكافلا اجتماعيا فرضه الإسلام عليهم. لقد كان كلّ واحد منهم يعتقد أنه عضو في جسم الجماعة، عليه أن يتعاون هو والمجموع في المحافظة على الملّة، ويعتقد أنه لبنة في بناء الجماعة، عليه أن يعمل على سلامتها من الدغل والزغل والافتراء والكذب خصوصا في أصل التّشريع الأول وهو القرآن وأصله الثّاني وهو سنة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام. واقرأ آيات الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر التي تقرر ذاك التّكافل الاجتماعي الإسلامي بين آحاد الأمّة بما لا يدع مجالا لمفتر على اللَّه، ولا يترك حيلة لحاطب ليل في حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. يقول اللَّه تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ إلى أن قال جلّ ذكره: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [ (1) ] . وهكذا قدّم اللَّه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان باللَّه، تنويها بجلالتهما، وحثّا على التمسّك بحبلهما، وإشارة إلى أن الإيمان باللَّه لا يصان ولا يكون إلا بهما. وأما السّنة فيقول صلّى اللَّه عليه وسلم: «والّذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ أن يبعث اللَّه عليكم عقابا منه، ثمّ تدعونه فلا يستجاب لكم» [ (2) ] .   [ (1) ] [آل عمران: 104- 110] . [ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 406- 407 كتاب الفتن (34) باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (9) حديث رقم 2169 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن وأحمد في المسند 5/ 389- والطبراني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 فهل بعد هذا كلّه يعقل أن يعبث الصّحابة، أو يقرون من يعبث بكتاب اللَّه تعالى وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم. العامل الثّامن: تعويدهم الصّدق وترويضهم عليه عملا، كما أرشدوا إليه وأدبوا به فيما سمعوا علما، والتّربية غير التّعليم، والعلم غير العمل، ونجاح الفرد والأمّة مرهون بمقدار ما ينهلان من رحيق التّربية، وما يقطفان من ثمرات الرّياضة النفسية والقوانين الخلقية، أما العلم وحده فقد يكون سلاح شقاء، ونذير فناء، كما نرى ونسمع. ولقد أدرك الإسلام هذه النّاحية الجليلة في بناء الأمم فأعارها كل اهتمام، وعني بالتّنفيذ والعمل أكثر مما عني بالعلم والكلام. انظر إلى قول الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم لمن يدرسون العلم في مسجد قباء «تعلّموا ما شئتم أن تعلّموا فلن يأجركم اللَّه حتّى تعملوا» . ولقد مرّ بنا قبل ذلك الحديث عن الكذب، وهو أنواع، وشرع اللَّه عقوبة من أشنع العقوبات لمن اقترف نوعا منه وهو الخوض في الأعراض، تلك العقوبة هي حدّ القذف الّذي يقول الحقّ جلّ شأنه فيه: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [ (1) ] . أفبعد هذه التربية العالية يصح أن يقال: إن الصحابة يكذبون على اللَّه ورسوله، ولا يتثبتون، ألا إن هؤلاء من إفكهم ليهرفون بما لا يعرفون، ويسرفون في تجريح الفضلاء واتهام الأبرياء ولا يستحون، فويل لهم من يومهم الّذي يوعدون. العامل التّاسع: القدوة الصّالحة، والأسوة الحسنة، التي كانوا يجدونها في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ماثلة كاملة، جذابّة أخّاذة، ولا شكّ أن القدوة الصّالحة خير عامل من عوامل التّعليم والتربية والتّأديب والتّهذيب. ولم يعرف التّاريخ ولن يعرف قدوة أسمى ولا أسوة أعلى ولا إمامة أسنى من محمد صلّى اللَّه عليه وسلم في كافة معناه الكمال البشري، خصوصا خلقه الرّضي، وأدبه السّني، ولا سيما صدقه وأمانته وتحريه ودقته.   [ () ] في الكبير 10/ 180 وذكره السيوطي من الدر المنثور 2/ 301، 341 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 7/ 12. [ (1) ] [النور: 40] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وكانت هذه الفضائل المشرقة فيه، من بواعث إيمان المنصفين من أهل الجاهليّة به، ولقد اضطر أن يشهد له بها أعداؤه الألدّاء، كما آمن بها أتباعه الأوفياء. ومما يذكر بالإعجاب والفخر لبني الإسلام أنه صلّى اللَّه عليه وسلم عرض الإسلام على بني عامر بن صعصعة، وذلك قبل الهجرة، وقبل أن تقوم للدين شوكة، فقال كبيرهم: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك، ثم أظهرك اللَّه على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك، فأجابه صلّى اللَّه عليه وسلم بتلك الكلمة الحكيمة الخالدة: «الأمر للَّه يضعه حيث يشاء» [ (1) ] فقال له كبيرهم: أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك اللَّه كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك. وهنا تتجلّى سياسة الإسلام، وأنها سياسة صريحة مكشوفة، رشيدة، شريفة لا تعرف الالتواء والكذب والتّضليل كما تتجلّى صراحة في نبيّ الإسلام وصدق نبي الإسلام، وشرف نبيّ الإسلام، عليه الصلاة والسلام. العامل العاشر: سموّ تربية الصّحابة على فضائل الإسلام كلّها، وكمال تأدبهم بآداب هذا الدين الحنيف وشدة خوفهم من اللَّه، وصفاء نفوسهم إلى حدّ لا يتفق والكذب، خصوصا الكذب على اللَّه تعالى، والتجنّي على أفضل الخليقة صلوات اللَّه وسلامه عليه. وإذا استعرضنا تاريخ الصّحابة رضوان اللَّه عليهم نشاهد العجب من عظمة تأديب الإسلام لهم، وتربيته إيّاهم تربية سامية جعلتهم أشباه الملائكة يمشون على الأرض لا سيما ناحية الصّدق والأمانة، والتثبّت والتّحرّي والاحتياط، وذلك من كثرة ما قرر القرآن فيهم لهذه الفضائل. ومن عناية الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم بهم علما وعملا ومراقبة حتى أصبحوا بنعمة من اللَّه وفضل منطبعة قلوبهم على هذه الجلائل متشبّعة نفوسهم بمبادئ الشّرف والنبل تأبى عليهم كرامتهم أن يقاربوا الكذب أو يقارفوا التّهجم لا سيّما التّهجّم على مقام الكتاب العزيز وكلام صاحب الرسالة صلّى اللَّه عليه وسلم. قالت عائشة رضي اللَّه عنها «ما كان خلق أشد على أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من الكذب، ولقد كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يطّلع على الرّجل من أصحابه على الكذب فما ينجلي من صدره حتى يعلم أنه أحدث توبة للَّه عزّ وجلّ» [ (2) ] .   [ (1) ] أخرجه الدار الدّارقطنيّ في السنن 3/ 221 بلفظ الأمر إلى اللَّه- وذكره العجلوني في كشف الخفاء 1/ 224. [ (2) ] مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ الزرقاني ص 283 والصفحات التي بعدها بتصرف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 الصّحابة والفقه الصّحابة رضوان اللَّه عليهم كانوا يسألون عما يقع لهم من الحوادث، وحكم اللَّه فيها، يتوجّهون بالسؤال إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فيفتيهم تارة بالآية أو الآيات ينزل الوحي بها عليه وتارة عند ما لا يسعفه الوحي يفتيهم باجتهاده. وعند ما لا يتيسّر لهم سؤال الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم يسأل الصّحابة بعضهم بعضا فيما يعنّ لهم من أمور وما يشكل عليهم من حوادث، علّه يعرف في الواقعة حكما لم يعرفه، فهم ليسوا سواء في العلم والفقه، فقد كان علم التّيمّم عند عمّار وغيره ولم يعلمه عمر، وكان حكم المسح عند عليّ وحذيفة ولم تعلمه عائشة وابن عمر وأبو هريرة. والنّاس في البلاد البعيدة عن المدينة يسألون الصحابة الموفدين إليهم من قبل الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم فيما يعرض لهم من أمور. وبعد أن ألحق النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالرفيق الأعلى، وانتقلت السّلطة التّشريعية إلى الخلفاء الرّاشدين وإلى كبار الصّحابة من بعده، بدأ الفقه يظهر بوضوح: ويأخذ في الظهور شيئا فشيئا، ذلك أن الفتوحات الإسلامية انتشرت وامتدت رقعة البلاد شرقا وغربا، وانتقل إلى هذه البلاد المفتوحة الصّحابة يحكمون ويقضون، ويفتون على وفق ما يفهمون من كتاب اللَّه وسنة رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم فإن لم يجدوا في كتاب اللَّه ولا في سنّة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ما يسعفهم فيما يسألون عنه أعملوا رأيهم واجتهدوا وحاولوا الوصول إلى حكم اللَّه في المسائل التي تعرض عليهم ملبّين رغبات الناس وأهل البلاد المفتوحة، واتّسعت صدورهم ولم يتقيّدوا بقيود في المصلحة الواجب مراعاتها، وقبلوا من غير تفكير طويل الأمور الغريبة عنهم ما دام لا يوجد ضدّها اعتراض ديني أو خلقي أو واقعة فقهية حصلت، وبهذا كان اجتهادهم فسيحا متّسعا لحاجات النّاس ومصالحهم، وكانت حريّة هذا الاجتهاد كفيلة بالتّقنين والتّشريع لكل معاملاتهم وحاجاتهم، ومن هنا أخذ الفقه يتطور حثيثا، ويخطو خطوات سريعة نحو التقدّم والازدهار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 كان عصر الخلفاء الراشدين، وعصر كبار الصحابة عصرا يحمل طابع التّقوى والصّلاح والتّمسك بروح الدّين والفضيلة التي عرفوها من الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم. هذا العصر الّذي امتاز بالهدوء والنّظام، ولم تختلف فيه وجهات النّظر كثيرا في الحكم بين الأمّة وحكامها، وكان عصر انتصار يقود من نصر إلى نصر، ومن فتح إلى فتح، واتّسعت به رقعة البلاد الإسلامية وامتدت أطرافها ونعم الناس فيه بنعمة الدّين والدّنيا. ومن هذا يتّضح أن الصحابة رضوان اللَّه عليهم تفرقوا في البلاد المفتوحة حاكمين ومعلّمين حرّاسا ومرابطين قضاة ومفتين، وآثر بعضهم البقاء في المدينة كزيد بن ثابت وعبد اللَّه بن عمر، ففي مكّة كان عبد اللَّه بن عباس، وذهب إلى الكوفة عبد اللَّه بن مسعود، وإلى مصر عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وإلى الشّام معاذ بن جبل وعبادة بن الصّامت وأبو الدّرداء، وإلى البصرة أبو موسى الأشعريّ، وأنس بن مالك، وكانت الأمصار متعطّشة إلى معرفة تعاليم الدّين الإسلاميّ الّذي بزغ نوره منذ فجر قريب، فأقبل أهل كل مصر على من نزل بهم من الصّحابة يغترفون من بحورهم ويستفتونهم ويتعلّمون منهم، واكتفى كل مصر بما عنده، ووثقوا به لقلة الاتّصال وصعوبة المواصلات. ولم يكن الصّحابة جميعا في العلم والفهم ومعرفة أحاديث الرّسول صلّى اللَّه عليه وسلم سواء، فمنهم من لازم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مدّة طويلة، فسمع من الحديث أكثر من غيره ومنهم من لازمه في الغزوات والأسفار، ومنهم من لم يظفر بذلك. وقد كان لهؤلاء الصّحابة آثارهم الخاصّة في البلاد التي استوطنوها أو نزلوا بها ممّا تركوا فيها من ثروة تشريعية كبيرة، وبما كان لهم فيها من تلاميذ أخذوا عنهم علمهم وفقههم وخلفوهم في التّشريع وإفتاء الناس. وقاموا بما كان يقوم به أساتذتهم من الصّحابة، وذلك هم التّابعون كسعيد بن المسيّب بالمدينة ومجاهد وعطاء بن أبي رباح بمكّة وإبراهيم النّخعي بالكوفة وابن سيرين والحسن البصري بالبصرة ومكحول وعمر بن عبد العزيز، وأبي إدريس الخولانيّ بالشام وطاوس باليمن، ويزيد بن حبيب بمصر. وتبعا لشخصيّات الصّحابة ومناحيهم في التشريع وتبعا لشخصيّات تلامذتهم الّذين ترسّموا خطاهم، ونظرا لاختلاف عادات البلاد وتقاليدها واختلاف معيشتها وأحوالها الاجتماعية، والاقتصادية أخذت تبرز الخلافات التّشريعية في الأمصار المختلفة، وبدأت تتكوّن المدارس الفقهيّة في هذه الأمصار وتظهر آثارها واضحة جليّة. وفي مقدمة هذه المدارس ومكان الصدارة منها كانت تقوم مدرسة المدينة ومدرسة الكوفة، وبعبارة أخرى مدرسة الحجاز، ومدرسة العراق، نظرا لما تركتاه من آثار تشريعية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 كبيرة، وبما تميّزت به كل واحدة عن الأخرى من سمات ظاهرة كانت علما عليها، وكانت المنافسة بين هاتين المدرستين حامية الوطيس، كل تعيب على الأخرى مسلكها في التشريع، وكان لكل منها رجالها وأعلامها المبرزون. مدرسة المدينة كان لمدرسة المدينة في العصر الأول للإسلام المكانة المرموقة إذ كانت الجامعة التي يقصدها طلاب الفقه والحديث الرّاغبون في العلم والمعرفة، لأنّها دار هجرة المصطفى صلّى اللَّه عليه وسلم والبلد الّذي نزل فيها الوحي وعاش فيها الصّحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعون فضلا عن كونها العاصمة السّياسيّة للدولة الإسلامية، ومركز الخلافة بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فكانت مجمع العلماء ومثوى الفقهاء، ودار الأتقياء والصّالحين، وبقيت كذلك وقتا طويلا. وكان إمام هذه المدرسة سعيد بن المسيّب، يرى هو وأصحابه أن أهل الحرمين أثبت النّاس في الفقه، حيث الصّحابة كثيرون والسّنة متوافرة، فما وجدوه مجمعا عليه بين علماء المدينة فإنّهم يتمسكون به، وما كان فيه اختلاف عندهم فإنّهم يأخذون بأقواه وأرجحه، إمّا بكثرة من ذهب إليه أو لموافقته لقياس جليّ أو تخريج صريح من الكتاب والسّنّة أو نحو ذلك، وإذا لم يجدوا فيما حفظوا منهم جواب المسألة، خرجوا من كلامهم وتتبّعوا الإيماء والاقتضاء فحصل لهم من ذلك مسائل كثيرة في كل باب من أبواب الفقه. أصول هذه المدرسة الصّحابة الّذين أثروا فيها هم: عمر بن الخطاب، وزيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن عمر، وأم المؤمنين عائشة، وعبد اللَّه بن عباس. قال الشّعبي: من سرّه أن يأخذ بالوثيقة في القضاء فليأخذ بقول عمر. وقال مجاهد: إذا اختلف النّاس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا به. وقال ابن المسيّب: ما أعلم أحدا بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أعلم من عمر بن الخطاب. وقال بعض التّابعين: دفعت إلى عمر فإذا الفقهاء عنده مثل الصّبيان قد استعلى عليهم في فقهه وعلمه. وأما عن زيد بن ثابت، فقد قال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الرّاسخين في العلم، وصح عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال للصحابة: «أفرضكم زيد» . وقال الشّعبي: غلب زيد النّاس على اثنتين: الفرائض والقرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وقال سليمان بن يسار: ما كان عمر ولا عثمان يقدمان على زيد أحدا في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة، وبالجملة: فقد كان واسع الاطّلاع ضليعا في فهم تعاليم الإسلام له القدرة الفائقة على استنباط الأحكام ذا رأي فيما لم يرد فيه أثر. وأما عن ابن عمر وابن عبّاس، فكان ميمون بن مهران يقول عنهما إذا ذكرا عنده: ابن عمر أورعهما، وابن عباس أعلمهما، وقال أيضا: ما رأيت أفقه من ابن عمر ولا أعلم من ابن عباس، وكان ابن سيرين يقول: اللَّهمّ أبقني ما أبقيت ابن عمر أقتدي به. وقال ابن الأثير: كان ابن عمر شديد الاحتياط والتوقّي لدينه في الفتوى، وكل ما تأخذه به نفسه. وقال الشّعبي: كان جيد الحديث ولم يكن جيد الفقه، وقد حمله الورع على أن لا يكثر من الفتوى، ومن مذهبه في الفقه تفرّع مذهب المدنيين ثم مالك وأتباعه. وقال ابن عباس: ضمّني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة» ، وقال أيضا: دعاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح على ناصيتي، وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب» . ولما مات ابن عبّاس قال محمّد بن الحنفيّة: مات رباني هذه الأمّة، وقال عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة: ما رأيت أحدا أعلم بالسّنّة ولا أجلد رأيا ولا أثقب نظرا حين ينظر مثل ابن عباس. وقال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشّعر عنده يصدرهم كلهم من واد واسع. وقال ابن عبّاس: كان عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه يسألني مع الأكابر من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال الأعمش: كان ابن عباس إذا رأيته قلت: أجمل الناس، فإذا تكلم قلت: أفصح الناس، فإذا حدث قلت: أعلم الناس. وأما عائشة- رضي اللَّه عنها- فكانت مقدمة في العلم والفرائض والأحكام والحلال والحرام، وكان من الآخذين عنها الّذين لا يكادون يتجاوزون قولها المتفقّهون بها القاسم بن محمد بن أبي بكر ابن أخيها، وعروة بن الزبير ابن أختها أسماء. قال مسروق، لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يسألونها عن الفرائض. وقال عروة بن الزّبير: ما جالست أحدا قطّ كان أعلم بقضاء ولا بحديث بالجاهلية ولا أروى للشعر، ولا أعلم بفريضة ولا طبّ من عائشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 الفقهاء السّبعة بالمدينة هم على أشهر الرّوايات: سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزّبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق، وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت. عبد اللَّه بن عمر عبيد اللَّه ابن عبد اللَّه ابن عتبة ابن مسعود 94 هـ/ عروة بن الزبير بن العوّام 94 هـ/ القاسم بن محمد بن أبي بكر 106 هـ/ سعيد ابن المسيب 94 هـ/ سليمان ابن يسار 107 هـ/ خارجة ابن زيد 100 هـ/ أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام 94 هـ/ وقد ذاعت شهرة هؤلاء الفقهاء حتى سمّي عصرهم بعصر الفقهاء السّبعة، وكان عملهم هو تأسيس الفقه الإسلامي، وصبغ الحياة كلها والعمل على نفاذها بأسرها على قواعد من الدّين والأخلاق. مدرسة الكوفة وفي موازاة مدرسة المدينة، وفي النّصف الثّاني من القرن الهجريّ الأوّل كانت تقوم بالعراق مدرسة أخرى مركزها الكوفة تناهض مدرسة المدينة وتحاول جاهدة في إفساح الطّريق أمام مبادئها، وقد كان لهذه المدرسة قيمة فقهيّة كبيرة وشهرة ذائعة حصلت عليها بفضل جهود فقهائها الّذين عملوا مخلصين في إرساء قواعدها، وكافحوا في سبيل إعلاء منارتها، وإن كانت لم تصل إلى مركز مدرسة المدينة وشهرتها، بل ولم تتبوّأ مركزها الممتاز إلا في القرن الثّاني الهجريّ بفضل جهود تلامذتها، وعلى الأخصّ في عصر وعلى يد أبي حنيفة النّعمان وأصحابه وتلامذته. مؤسّس هذه المدرسة ومؤسّس هذه المدرسة من الصّحابة هو عبد اللَّه بن مسعود بن غافل الهذليّ من السّابقين إلى الإسلام، وممّن شهدوا بدرا، وأحد المبشّرين بالجنّة، أقرب الناس سمتا ودلّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 وهديا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كما قال حذيفة، معلّم أهل الكوفة وقاضيها، ومؤسّس طريقتها، كان ينحو منحى عمر بن الخطّاب- رضي اللَّه تعالى عنه- وعلى منحاه كان يسير من الاعتداد بالرّأي حيث لا نصّ من كتاب أو سنّة وهو الّذي يقول: لو سلك النّاس واديا وشعبا وسلك عمر واديا وشعبا لسلكت وادي عمر وشعبه، وكان لا يخالفه إلا في القليل النّادر، وكان ذلك القليل النّادر أقرب إلى القبول عند هذه المدرسة مما اجتمع عليه هو وعمر- رضي اللَّه عنه-. عن الأعمش عن إبراهيم النّخعي أنه كان لا يعدل بقول عمر وعبد اللَّه إذا اجتمعا، فإذا اختلفا كان قول عبد اللَّه أعجب إليه، لأنه ألطف، وقرأ القرآن فأحلّ حلاله وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسّنة، ولي بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان- رضي اللَّه عنه- وقدم آخر عمره المدينة ومات بها في خلافة أمير المؤمنين عثمان- رضي اللَّه عنه- سنة 32. هـ. تلاميذ هذه المدرسة وأشهر تلاميذ هذه المدرسة من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود الّذين أخذوا أقواله وتثقّفوا بآرائه هم هؤلاء الفقهاء السّتة: علقمة بن قيس النّخعي، والأسود بن يزيد النّخعي، ومسروق ابن الأجدع الهمدانيّ، وعبيدة بن عمرو السّلماني، وشريح بن الحارث القاضي، والحارث الأعور. مدرسة الكوفة عبد اللَّه بن مسعود شريح بن الحارث الكندي 78 هـ/ الأسود بن يزيد النخعي 75 هـ/ علقمة بن قيس النخعي 62 هـ/ مسروق بن الأجدع الهمدانيّ 63 هـ/ عبيدة السلماني 72 هـ/ الحارث الأعور 65 هـ/ إبراهيم النخعي 95 هـ/ عامر بن شراحيل الشعبي 104 هـ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 أصول مدرسة الكوفة كان أهل الكوفة يرون أن عبد اللَّه بن مسعود وأصحابه أثبت النّاس في الفقه، واعتقدوا أنّهم في الدّرجة العليا من التّحقيق وكانت قلوبهم أميل شيء إلى أصحابهم كما قال علقمة لمسروق: هل أحد منهم أثبت من عبد اللَّه؟ وقال أبو حنيفة: إبراهيم أفقه من سالم، ولولا فضل الصحبة لقلت علقمة أفقه من ابن عمر، وعبد اللَّه هو عبد اللَّه، وقد جمعوا من فتاوى ابن مسعود وقضايا علي وفتاواه وكل ما تيسّر لهم جمعه، وصنعوا في آثار أصحابهم كما صنع أهل المدينة، وخرجوا كما خرج هؤلاء ولم يكن عندهم من الأحاديث والآثار ما يقدرون به على استنباط الفقه على الأصول التي اختارها أهل الحديث، ولم تنشرح صدورهم للنّظر في أقوال علماء البلدان وجمعها، وكان عندهم من الفطانة والحدس وسرعة انتقال الذّهن من شيء إلى شيء ممّا يقدرون به على تخريج جواب المسائل على أقوال أصحابهم وكلّ ميسّر، لما خلق له و «كلّ حزب بما لديهم فرحون، فمهدوا الفقه على قاعدة التخريج. مقارنة بين المدرستين كان طابع كلتا المدرستين فقهيّا، غير أن مدرسة المدينة كانت تعتمد في الاستنباط الفقهي على النصوص لقيامها في المدينة تلك البلد التي عاش فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم والخلفاء الرّاشدون وأكثر الصّحابة، فالأحاديث فيها كثيرة والآثار متوافرة، وقد توجّهت هممهم وانشرحت صدورهم لجمع أحاديث الرّسول وآثار الخلفاء الرّاشدين والصّحابة المقربين بها، فحصل لهم من ذلك الشّيء الكثير أغناهم في كثير عن استعمال الرّأي، فما من مسألة مسائل إلا وجدوا فيها حديثا مرفوعا متّصلا أو مرسلا أو موقوفا، صحيحا أو حسنا أو صالحا للاعتبار، أو وجدوا أثرا من آثار الخلفاء الرّاشدين والصّحابة عندهم، وقلّما تعرض مسألة ليس فيها نصّ من كتاب أو سنّة أو أثر صحابي ولم يكن عندهم من العمران ما تتّجه به المسائل وتتكاثر فالحياة بمنأى عن المؤثرات الخارجية والأعراف الأخرى فهي لا زالت يدويّة متكررة، ما يحدث اليوم قد حدث بالأمس القريب أو البعيد، وإن وقعت حادثة ليس لها سابقة وقلّما يكون أعملوا رأيهم على نحو ما كان يفعل سلفهم من الصّحابة مع مراعاة اقتضاء النّصّ وإيمائه، ولم يذهبوا بعيدا، فكانت بذلك أقرب إلى السّنن النّبوية وإلى الحديث. وأمّا مدرسة الكوفة، فإنّها وإن كانت تقليدية من حيث المبدإ واعتمادها على الأحاديث والآثار المروية عن طريق الصحابة الذين عاشوا بينهم ووثقوا بهم إلا أن الأحاديث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 عندهم كانت قليلة، فقد روي أن عمر- رضي اللَّه عنه- حينما يعث رهطا من الأنصار إلى الكوفة نهاهم عن كثرة التّحديث وقال لهم: إنكم تأتون قوما لهم أزيز بالقرآن، فيأتونكم فيقولون: قدم أصحاب محمد، فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث، فأقلّوا الرّواية عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. ونظرا لشيوع الوضع في العراق من جانب الشّيعة وغيرهم وتهيبهم من رواية الحديث كان بالتّالي ذخيرة الأحاديث عندهم قليلة، ونظرا لأن هذه المدرسة كانت تقوم في جوّ أوسع من جوّ التّقليد المدني، فالحياة في العراق مزدحمة بالعمران والحضارات متشعّبة من رومانيّة وفارسيّة والمسائل متشابكة كان لا بد من استعمال الرّأي كثيرا وكثيرا جدّا، وكانوا لا يكرهون المسائل ولا يهابون الفتيا فخرجوا المسائل على أقوال أصحابهم وافترضوا وأجابوا وساروا في هذا الاتّجاه شوطا طويلا. [ (1) ] وللَّه الحمد والمنّة.   [ (1) ] المفصل للشيخ الخضراوي ص 38 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 جهود الخلفاء الرّاشدين في نشر الإسلام فإنّ اللَّه حين اختار نبيّه محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم لتبليغ رسالته اختار له أصحابا على شاكلته، عزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الّذي أنزل معه، عاشوا تحت راية نبيّهم سعداء، وماتوا صديقين أو شهداء، كان التّوحيد مبدأهم، والحب ديدنهم، والسلام طبيعتهم، والصلاة والصيام والصدقة وصلة الأرحام منهجهم، ورضا اللَّه غايتهم. ملئوا الدنيا نورا، وأشاعوا في الكون بهجة وسرورا، وقادوا الإنسانية إلى ركب الحضارة المستنيرة، وأرسوا قواعد الدين فلم يغيروا ولم يبدّلوا، حبب اللَّه إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من اللَّه ونعمة. ولما ختار اللَّه نبيه إلى جواره بعد أن ترك الناس على المحجّة البيضاء تألق في سماء الإسلام نجم كان الوزير الأول في حياته صلّى اللَّه عليه وسلم ثم صار الخليفة بعد مماته، ذلكم هو أبو بكر الصديق الّذي سار على النّهج المحمدي في غير تحريف ولا تبديل. فقضى على أول فتنة ظهرت بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة ... تلك التي أثارها وأشعل نارها سعد بن عبادة الخزرجي، بعد أن منّ اللَّه على أبي بكر بقوة الحجّة والبرهان، ومنّ على سعد بن عبادة ومن اتبعه بالطاعة والإذعان، ثم توجّه إلى مانعي الزّكاة فأعادهم بقوة بأسه ورباطة جأشه إلى ما كانوا عليه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وحارب المرتدين فعادوا إلى حظيرة الإسلام صاغرين، وأنفذ جيش أسامة إلى الرّوم، وكان قد جهزه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للخروج إليهم، ولتأديب الغساسنة العرب الذين هجروا الجزيرة العربية، واستقروا في الشام، وواجه أدعياء النّبوة من أمثال مسيلمة الكذّاب والأسود العنسيّ وطليحة الأسديّ وسجاح التميمية وغيرهم فارتدوا خاسرين. ثم انطلق أبو بكر يرسل كتائب الإيمان خارج الجزيرة العربية في العراق والشام، ليكسر حاجز الخوف الّذي استولى على نفوس العرب من بطش هاتين الدّولتين العظيمتين (الفرس والروم) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 وتم ذلك كله في غضون عامين مدّة خلافة الصّديق رضي اللَّه عنه، ثم ودع الحياة راضيا مرضيا ليحمل الرّاية من بعده الفاروق عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه ذلك الّذي وضع منهجا للدولة الإسلامية يحوي التنظيمات الإدارية، فدوّن الدواوين كديوان العطاء، وديوان الجند، وديوان الاستيفاء، كما أوجد مصادر للدخل بما أفاء اللَّه على جيوشه من ثروات الدّولة الفارسية والبيزنطية إلى جانب الزّكاة والخراج والجزية. ونظم القضاء بصفة خاصّة، ولم يكن هو وصاحبه في سلوكهما هذا على بدع من القول أو الفعل، وإنما كان اقتداء بالنبيّ القدوة، والرّسول الأسوة صلّى اللَّه عليه وسلم. وحقق الفاروق قضية الشّورى كما أرادها اللَّه ورسوله في محكم التنزيل. وازدادت السّياسة الخارجية في عهده رسوخا ووضوحا فتمت الفتوحات التي بدأت في عهد الصديق على يده بعد أن عدل الخطط الحربية، وغير القيادات، وفتحت دمشق، وتم الاستيلاء على بيت المقدس، وكانت الخاتمة الحسنى بفتح مصر في العام الثلاثين من الهجرة، ودخل الأقباط في الإسلام أفواجا بعد أن خلصهم عمرو بن العاص وجنوده من اضطهاد الرومان وتعسّفهم. ثم كان عثمان بن عفان الخليفة الثالث بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب، وانكسر الباب، وخرجت الفتنة تطل برأسها من جحرها، فظنوا حلم عثمان ضعفا، وما كان إلا رجلا حييّا ستّيرا تستحي منه ملائكة الرّحمن. انظر إليه حين تولّى هذا الأمر، تجده أمام مهام تنوء بعصبة أولي قوة وقد حملها وحده. فها هو معاوية يتربّع على عرش الشام ويدين له أهلها بالطّاعة العمياء فلم يشأ أن ينقض بناء أرسى قواعده من سبقه، وهذه أساليب الدّهاء والمكر والخداع تحيط به من كل مكان حتى اضطر للاستعانة بأهل الثّقة من أقاربه بعد أن فقدها فيمن حوله. ومع ذلك فإن الإمبراطورية التي امتدت في عهد أمير المؤمنين عمر من أقصى فارس شرقا، إلى حدود برقة وطرابلس غربا، ومن بحر قزوين شمالا إلى بلاد النوبة جنوبا، لم تتوقف في عهد ذي النّورين عثمان بن عفان حيث اجتازت جيوشه أرض فارس حتى وصلت إلى طبرستان شرقا، وإلى بلاد خراسان، كما تكونت أول قوة بحرية لصد عدوان الأساطيل البيزنطية على سواحل مصر والشام، فانضم جزء آخر من بلاد النوبة في الجنوب وانضمت لها بلاد أرمينيّة، ودخلت البحرية الإسلامية جزيرة «قبرص» وما أمر واقعة «ذات الصّواري» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 ببعيد حيث كان النصر فيها إيذانا بتفوّق المسلمين على دول البحر المتوسط. وانتقل الخليفة عثمان إلى جوار ربه متوّجا بالشهادة وهو يقرأ القرآن على أثر فتنة تبنّاها عبد اللَّه بن سبإ اليهودي، وأشعل نارها في سائر الولايات الإسلامية بما تحمل من شائعات كاذبة وانتقاصات باطلة تقلّل من شأن الخليفة الراحل، وكانت هذه الفتنة اليهودية سببا في الهرج والمرج والقيل والقال مما واجهه الإمام علي بن أبي طالب في بداية خلافته، وإن شئت قلت: في بداية محنته، فقد كان يمسك بزمام الأمور في عهد عثمان الشهيد بعض الولاة غير الأكفاء، ومنهم متطلّع إلى الخلافة نفسها، أو مطالب بدم عثمان بدعوى أنه ولي دمه. باختصار كان علي بن أبي طالب في موقف لا يحسد عليه، فأراد أن يؤمّن الدولة من الداخل بعزل بعض الولاة، وتولية آخرين ممن يراهم أهلا للمهمّة الخطيرة في المرحلة القادمة، فلم يلق إلا العصيان والتمرد والخروج عليه مما عطل مسيرة الحكم الراشد الّذي أراده لهذه الأمة. وبينما عليّ يفكر في أمر معاوية إذا بأخبار تصله بخروج طلحة والزبير في صحبة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي اللَّه عنها، واستمر اليهودي المتآمر عبد اللَّه بن سبإ ليعلن أن الثّوار قد خرجوا لمهاجمة علي وراع عليّا ما كان من خروج أم المؤمنين في صحبة هؤلاء، ولكن سرعان ما هدأ حين علم أنها جاءت للصلح بين أولادها المتنازعين باعتبارها أمّا للمؤمنين، وقال علي: لا بأس. إنها أمّنا وزوجة نبينا، ولكن زعيم الفتنة اليهودي خشي افتضاح أمره وتسليمه ليد العدالة فاجتمع بأتباعه، وقال لهم: يا قوم إن عزكم من خلطة الناس فصانعوهم وتملقوهم، وإذا التقى الطرفان المتنازعان غدا فانشبوا القتال ولا تفرغوهم للنظر والجلوس على مائدة الصلح وبات الجميع على الصلح، وبات ابن سبإ وأنصاره (قتلة عثمان الحقيقيون) بشرّ ليلة حتى إذا أصبح الصباح نشبوا القتال، وظن أصحاب أم المؤمنين أن عليّا قد بدأ القتال بينما تعجب علي مما رأى من تغيير النية فنادى طلحة قائلا. - يا طلحة جئت بعرس رسول اللَّه تقاتل بها، وقد خبأت عرسك في بيتك؟ ماذا أنت صانع يوم القيامة حين يقول لك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: لم جئت بزوجتي إلى هذه الأرض؟ فأحس طلحة بعظم ما ارتكب فأدار وجهه وقفل راجعا، ولكن لم يفلت من القتل على يد أحد أرباب الفتنة، وتذكر الزّبير ما كان من أمره مع علي أمام النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فعاد وهو يقول: العار ولا النّار، وحرص ابن سبإ على قتل أم المؤمنين، فهاجم هو وجنوده الهودج الّذي يحملها على جملها، ولكن عليّا عاجل الجمل بضربة عقرته وأوقعت الهودج قبل أن يتمكن منه دعاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 الفتنة وأعاد أم المؤمنين إلى بيتها في حماية أربعين حارسا أوصلوها سالمة ولم يكن هؤلاء الجنود إلا نساء من فتيات قريش تزيوا بزيّ الرجال مراعاة لحرمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وكان على رأسهم أخوها محمد بن أبي بكر، فلما اكتشفت أم المؤمنين ذلك أطرقت برأسها قائلة: لقد أبي أبو الحسن إلا أن يكون عليّا. وبعد شهر من هذه الواقعة بدا يوم صفّين مكشرا عن أنيابه، وكانت نهاية هذه الموقعة أسوأ من بدايتها فقد انتهت بخدعة التحكيم المشهورة، أما الخوارج فقد حكموا على الإمام علي بالكفر وقتله أحدهم وهو عبد الرحمن بن ملجم الّذي ألحقه اللَّه بعاقر ناقة ثمود في النّار بجريمته النكراء وفعلته الشّنعاء. وتولى الخلافة بعده ابنه الحسن بن علي الّذي ما لبث أن ودعها غير آسف عليها تاركا أعباءها لمعاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنه الّذي لم تصح له الخلافة إلا بعد تنازل الحسن عنها له، وكان قد أخذ البيعة من أهل الحلّ والعقد كما بويع لأبيه الإمام علي من قبل وَصدقت نبوءة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيما أخبر به عن الحسن حيث قال: «إنّ ابني هذا سيّد وسيصلح اللَّه به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» [ (1) ] . وهكذا أصبحت الخلافة ملكا عضوضا على يد معاوية الّذي ورثها لابنه اليزيد، وأجبر الناس على بيعته في حياته حتى لا ينازعه في ملكه منازع من بعده. ولسنا نقول بأن الخبر الّذي قاله النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن الملك العضوض حين يفيد انتقاصا من قدر الملوك فإنه غالبا ما يكون فيهم الحزم والكياسة إلى جانب الشّدة والعنف، وها هو داود وابنه سليمان كانا رسولين ملكين، وكان الملك والجاه والسلطان خير سند لرسالتهما، كما كانت ملكة سبإ من خير ملكات العالم بما أوتيت من الحكمة والرشاد حيث حكمت اليمن وقادت الجيوش الجرّارة حتى إذا دعيت للإسلام قادت شعبها وجيشها إلى الدّخول في طاعة سليمان قائلة: «وأسلمت مع سليمان للَّه ربِّ العالمين» وهذه الأرض يعيش عليها الآن ملوك يقودون شعوبهم متّجهين بهم إلى السّير في ركب الحضارة الإنسانية بما أوتوا من الحنكة والتجربة وعراقة الأصل وسلامة الدّين. هذا وما زالت آثار الصّحابة والخلفاء قائمة بين دول الإسلام بما خلّفوه من علم وفهم لكتاب اللَّه وسنّة نبيه صلّى اللَّه عليه وسلم، وستظل باقية حتى يرث اللَّه الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.   [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 44. وابن عساكر 4/ 209- وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 16 والقاضي عياض في الشفا 1/ 671. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 (أبو هريرة) المفترى عليه (رضي اللَّه عنه) طعن أرباب الأهواء قديما وحديثا في أبي هريرة- رضي اللَّه عنه ليتخلصوا من أحاديثه التي تقف دون أهوائهم، وتردّ كيدهم. في نحورهم، وسندهم في هذه المطاعن إمّا روايات مكذوبة أو ضعيفة، وإما روايات صحيحة لم يفهموها على وجهها، بل تأوّلوها تأويلا باطلا يتفق وأهواءهم، وإنّا لذاكرون لك بعضا من هذه الطّعون، والجواب عنها بإيجاز ليكون ذلك نموذجا يحتذي في الدّفاع عن هذا الصّحابي الجليل، فنقول وباللَّه التوفيق: (أ) - مما طعن به أهل الأهواء في صدق أبي هريرة- رضي اللَّه عنه- «حديث الوعاءين» وهو ما رواه البخاريّ من باب «حفظ العلم» من كتاب «العلم» عن أبي هريرة قال: «حفظت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وعاءين، فأمّا أحدهما فبثثته وأمّا الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم» [ (1) ] . قالوا: هذا الحديث لو صح لترتّب عليه أن يكون النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قد كتم شيئا من الوحي عن جميع الصحابة سوى أبي هريرة، وذلك لا يجوز بإجماع المسلمين. والجواب: أنه ليس في الحديث ما يفيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قد اختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصحابة، وعلى تقدير أنه اختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصّحابة، فليس فيه شيء من كتمان الوحي الّذي أمر اللَّه رسوله أن يبلغه النّاس. قال ابن كثير: «هذا الوعاء الّذي كان لا يتظاهر به هو الحروب والفتن والملاحم، وما وقع بين الناس من الحروب والقتال وما سيقع» . أهـ. فالإخبار عن بعض الحروب والملاحم الّتي ستقع ليس مما يتوقف عليه شيء من أصول الدّين أو فروعه، فيجوز للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يخص مثل هذا النّوع من الوحي شخصا دون الآخر، أو فريقا دون فريق. (ب) - وممّا اتّخذ شبهة على صدق أبي هريرة في الحديث أنه كان يروي عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «من أدرك الصّبح وهو جنب فلا يصم» ، ويفتي به النّاس فبلغ ذلك عائشة وأمّ سلمة- رضي اللَّه عنهما- فأنكرتا عليه، وذكرتا «أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم «يغتسل ويصوم» ، فرجع إلى حديثهما وقال: كذلك حدثني الفضل بن العبّاس   [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 258 كتاب العلم باب حفظ العلم (42) حديث رقم 118. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 وأسامة بن زيد عنه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأمهات المؤمنين أعلم بمثل ذلك من الرجال. والجواب: أن أبا هريرة لم يسمع الحديث من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وإنما سمعه من الفضل وأسامة عنه صلّى اللَّه عليه وسلم وهما من أهل الصّدق والأمانة، ولكن لما ترجّح لديه حديث عائشة وأم سلمة رجع إليه، وترك فتواه اتّباعا للحق، وأمّا حديث الفضل وأسامة، فقد أجاب عنه العلماء بأجوبة (منها) : أنه معارض بما هو أقوى منه، فيترك العمل به إلى الأرجح. (ومنها) : أنه كان في مبدإ فرض الصّيام حين كان الأكل والشّرب والجماع محرّما بعد النوم، ثم أباح اللَّه ذلك كله إلى طلوع الفجر، فكان للمجامع أن يستمر إلى طلوعه، فيلزم أن يقع اغتساله بعد طلوع الفجر، فدل على أن حديث عائشة وأم سلمة ناسخ لحديث الفضل وأسامة، ولم يبلغهما ولا أبا هريرة الناسخ، فاستمر أبو هريرة على الفتيا به، ثم رجع عنه بعد ذلك لما بلغه. قال الحافظ ابن جحر: «وفيه فضيلة لأبي هريرة لاعترافه بالحق ورجوعه إليه» [ (1) ] . (ج) - قالوا: روى أبو هريرة حديث: (لا عدوى ولا صفر ولا هامة) ، فقال أعرابيّ: يا رسول اللَّه، فما بال الإبل تكون في الرّمل كأنها الظّباء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «فمن أعدى الأوّل» [ (2) ] . وروى أيضا حديث: «لا يوردنّ ممرض على مصحّ» ، أي: صاحب إبل مريضة على صاحب إبل صحيحة مخافة العدوي. قالوا: وبين الحديثين تناقض إذ الحديث الأول ينفي العدوي والثاني يثبتها، والنبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا يتكلم بمثل هذا فدار الأمر بين كذب أبي هريرة أو نسيانه في الرواية فإن قلنا بكذبه ارتفعت الثقة بمروياته، وإن قلنا بنسيانه ناقض حديث ضم الرداء وقوله فيه (فو الّذي نفسي بيده ما نسيت منه شيئا بعد) .   [ (1) ] فتح الباري 4/ 128. [ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 231 كتاب الطب باب الجذام.. إلخ حديث رقم 5707، 7/ 253 كتاب الطب باب لاهامه حديث رقم 5770، 5772. ومسلم في الصحيح 4/ 1743- 1747 كتاب السلام (39) باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم (34) حديث رقم (102/ 2220، 104/ 2221، 105/ 2221، 107/ 2222، (111/ 2224) ، 112/ 2224) ، (113/ 2223) ، (114/ 2223) وابن ماجة في السنن 1/ 34 المقدمة باب 10 حديث رقم 86 وأحمد في المسند 1/ 174، 2/ 24، 153، 222، 434، 3/ 130، 173، 178، 251. وابن أبي شيبة 9/ 40، 41، 45- والطبراني في الكبير 17/ 54 وذكره الهيثمي في الزوائد 5/ 105- والهندي في كنز العمال حديث رقم 286، 285299، 28600، 28603، 28611. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 والجواب: أنه لا تناقض بين الحديثين، فحديث: «لا عدوى» معناه نفي أن تكون العدوي مؤثرة بذاتها دون إرادته تعالى. وحديث «لا يوردنّ ممرض على مصحّ» المقصود منه ألّا يورد صاحب الإبل المريضة إبله على إبل صحيحة، لئلا تمرض فيتوهم النّاس أن ذلك المرض جاء للإبل الصحيحة من طريق العدوي بدون إذنه تعالى، ولك أن تقول: إنّ المقصود من الحديث الثّاني هو إثبات العدوي من طريق السّببية العادية التي يجوز فيها تخلّف المسبّب عن سببه، فنهى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن تلك المخالطة من باب اتّقاء أسباب الهلاك العادية امتثالا لقوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [ (1) ] . وإذا لم يكن بين الحديثين تناقض فلا كذب ولا نسيان. نعم ثبت أنّ أبا هريرة كان يروي الحديثين جميعا في بعض المجالس، وكان يقتصر على رواية أحدهما في بعضها، اقتصر مرّة على رواية الحديث الثّاني فقيل له: إنك رويت الحديث: «لا عدوى» فرطن بالحبشية، وأنكر على من قال ذلك، فظن أبو سلمة «الراويّ للحديثين عنه» أن إعراضه عن رواية حديث «لا عدوى» في ذلك المجلس نسيان منه روايته. ويجاب عن ذلك بأن إعراضه عن روايته هذا الحديث ليس من قبيل النّسيان كما فهم أبو سلمة، وإنما هو مراعاة حال من يحدثهم، ولذلك يقول القرطبي في «المفهم» : (ويحتمل أن يكون أبو هريرة خاف اعتقاد جاهل يظنهما متناقضين فسكت عن أحدهما، وكان إذا أمن ذلك حدث بهما جميعا) أ. هـ. وإن أردت زيادة على ذلك فارجع إلى «فتح الباري» في باب (لا هامة) من كتاب «الطّبّ» . (د) - قالوا: كان أبو هريرة يدلّس في الحديث، فيروي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم ما لم يسمعه منه كما في حديث: (من أصبح جنبا فلا صوم له) ، وقد تقدّم، والتّدليس أخو الكذب. والجواب عن ذلك: أن أبا هريرة بحكم تأخّر إسلامه إلى سنة سبع من الهجرة قد فاته كثير من أحاديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فكان عليه ليستكمل علمه بالحديث أن يأخذه من الصّحابة الذين سمعوه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم شأنه في ذلك شأن سائر الصّحابة الذين لم يحضروا مجالسه صلّى اللَّه عليه وسلم إمّا لاشتغالهم ببعض أمور الدّنيا، وإمّا لحداثة سنّهم وإما لتأخّر إسلامهم، أو لغير ذلك، يؤيد ذلك ما ثبت عن حميد قال: كنا مع أنس بن مالك، فقال: «واللَّه ما كلّ ما نحدثكم عن   [ (1) ] البقرة: 195. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سمعناه منه، ولكن لم يكن يكذب بعضنا بعضا» [ (1) ] . رواه الطّبرانيّ في «الكبير» ، ورجاله رجال الصحيح. وعن البراء قال: «ما كلّ الحديث سمعناه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يحدّثنا أصحابه عنه، كانت تشغلنا عنه رعية الإبل» [ (2) ] . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه الحاكم أيضا في «المستدرك» بلفظ: «ليس كلّنا سمع حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كانت لنا ضيعة وأشغال، ولكن الناس كانوا لا يكذبون يومئذ، ويحدث الشّاهد الغائب» [ (3) ] . قال الحاكم: صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه، وأقرّه الذّهبيّ. ولا ينبغي أن يعدّ حذف الصّحابي الّذي سمع الحديث، ولقنهم إياه من قبيل التّدليس، إذ الصحابة كلهم عدول بإجماع أهل الحق، وخلاف العلماء في الاحتجاج بالمرسل إنما كان للجهل بحال المحذوف، وذلك لا يتأتّى ها هنا، ولذلك يقول ابن الصّلاح في «مقدّمته» : «مرسل الصّحابي مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يسمعوه منه في حكم الموصول المسند، لأن روايتهم عن الصّحابة، والجهالة بالصحابي غير قادحة، لأن الصحابة كلهم عدول» أ. هـ. وقال السّيوطيّ في «التّدريب» : «أمّا مرسل الصّحابي وإخباره عن شيء فعله النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أو قاله مما يعلم أنه لم يحضره لصغر سنه أو تأخر إسلامه فمحكوم بصحته على المذهب الصّحيح الّذي قطع به الجمهور أصحابنا وغيرهم، وأطبق المحدثون المشترطون للصّحيح القائلون بضعف المرسل، وفي «الصّحيحين» من ذلك ما لا يحصى، لأن أكثر روايتهم عن الصّحابة، وكلهم عدول رواياتهم عن غيرهم نادرة، وإذ رووها بيّنوها، بل أكثر ما رواه الصّحابة عن التّابعين ليس أحاديث مرفوعة بل إسرائيليّات أو حكايات أو موقوفات» . ومن ذلك كلّه يتبيّن أنه لا كذب من أبي هريرة، إذ إنه لم يقل في هذا الضّرب من الحديث: «سمعت رسول اللَّه يقول كذا، أو رأيته يفعل كذا» ، بل كان يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كذا، أو فعل كذا، وما شابه ذلك، كما أنه لا تدليس منه أيضا، لأن الرّاوي المحذوف من الصّحابة والإجماع قائم على عدالتهم.   [ (1) ] ذكره الهيثمي في الزوائد 1/ 156. [ (2) ] ذكره الهيثمي في الزوائد 1/ 157. [ (3) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 127 عن البراء بن عازب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 (هـ) - قالوا: نهاه عمر عن التحديث، وقال له: «لتتركن الحديث عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أو لألحقنك بأرض دوس» ، وهذا من عمر يدل على كذب أبي هريرة. والجواب: أنّ أبا هريرة كان يرى لزاما عليه أن يحدّث النّاس بما سمعه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خروجا من إثم كتمان العلم، وقد ألجأه ذلك إلى أن يكثر من رواية الحديث، فكان في المجلس الواحد يسرد الكثير من أحاديثه صلّى اللَّه عليه وسلم ولكن عمر- رضي اللَّه عنه كان يرى أن يشتغل النّاس أولا بالقرآن، وأن يقلّوا الرّواية عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غير أحاديث العمل، وأن لا يروى للناس أحاديث الرّخص لئلا يتّكلوا عليها، ولا الأحاديث المشكلة التي تعلو على أفهامهم، كما أنه كان يخاف على المكثرين الخطأ في رواية الحديث إلى غير ذلك، ومن أجل ذلك كلّه نهى عمر الصحابة عن الإكثار من الرواية، وأغلظ لأبي هريرة القول وهدده بالنّفي، لأنه كان أكثر الصحابة رواية للأحاديث. قال الحافظ ابن كثير: «وقد جاء أن عمر أذن له بعد ذلك في التّحديث فقال مسدّد بسنده عن أبي هريرة قال: بلغ عمر حديثي فأرسل إليّ فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بيت فلان؟ قال: قلت: نعم، وقد علمت لم تسألني عن ذلك؟، قال: ولم سألتك؟ قلت: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال يومئذ: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» [ (1) ] قال: «أمّا إذن فاذهب فحدّث» [ (2) ] ، (و) - قالوا: ولم يكن عند أبي هريرة رصيد من الأحاديث أكثر من غيره، وإنّما الّذي جعله يتفوق على غيره من الصّحابة في كثرة الرّواية أنه استجاز لنفسه أن ينسب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كل كلام حسن، قاله أو لم يقله، مما هو خارج عن دائرة الحلال والحرام.. قالوا:   [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 63 كتاب العلم باب إثم من كذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حديث رقم 107، 1/ 64 كتاب العلم باب إثم من كذب على رسول اللَّه حديث رقم 110، 2/ 174 كتاب الجنائز باب ما يكره من النياحة حديث رقم 1291، 4/ 328 كتاب الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل حديث رقم 3461. ومسلم في الصحيح 1/ 10 المقدمة باب تغليظ الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حديث رقم (3/ 3) وأبو داود في السنن 2/ 343- 344 كتاب العلم باب التشديد في الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حديث رقم 3651 والترمذي في السنن 5/ 34 كتاب العلم (42) باب ما جاء في تعظيم الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم (8) حديث رقم 2659- وابن ماجة في السنن 1/ 13 المقدمة باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم (4) حديث رقم 30، 31، 32، 33، 36، 37 وأحمد في المسند 1/ 78، 130، والدارميّ في السنن 1/ 76، 77 والبيهقي في السنن 3/ 276- والحاكم في المستدرك 1/ 77، 102 والطبراني في الكبير 1/ 73، 5/ 203، 215، 6/ 340. [ (2) ] البداية والنهاية 8/ 106، 107. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وسند أبي هريرة في ذلك أحاديث رواها عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم منها: 1- «إذا لم تحلّوا حراما ولم تحرّموا حلالا، وأصبتم المعنى فلا بأس» [ (1) ] . 2- «إذا حدّثتم عنّي بحديث يوافق الحقّ فخذوا به حدّثت به أو لم أحدّث» [ (2) ] . 3- «ما بلغكم عنّي من قول حسن لم أقله فأنا قلته» . والجواب عن ذلك: أن كثرة أحاديث أبي هريرة مع تأخّر إسلامه لا ترجع إلى ما زعموه، وإنّما ترجع إلى انقطاعه عن الدّنيا إلى مجالسه صلّى اللَّه عليه وسلم وملازمته إياه سفرا وحضرا، وإلى دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم له ألّا ينسى شيئا من حديثه، وإلى أنه عاش بعد وفاته صلّى اللَّه عليه وسلم نحوا من خمسين عاما يأخذ عن الصحابة ما فاته من الأحاديث ثم يرويها للناس. وأما زعمهم أنه استجاز لنفسه أن يكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غير الحلال والحرام فباطل من وجوه: 1- أن أبا هريرة من رواة حديث: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» ، وثبت عنه أنه كان يذكره بين يدي ما يريد أن يرويه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في كثير من مجالسه. 2- وأن الصّحابة قد أقرّوه على رواية الأحاديث، ورووها عنه، ومن هؤلاء: عمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزّبير، وزيد بن ثابت، وأبو أيّوب الأنصاري، وابن عباس، وعائشة، وجابر، وعبد اللَّه بن عمر، وأبي بن كعب وأبو موسى الأشعريّ [ (3) ] ، وهذا إجماع منهم على صدقه وأمانته. 3- وأنّ الأحاديث التي رواها أبو هريرة وجد أكثرها عند غيره من الصّحابة. وأما الأحاديث التي نسبوها إلى أبي هريرة فنجيب عنها بما يلي: 1- الحديث الأول في الرّواية بالمعنى لا فيما زعموه من إباحة الكذب عليه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يروه أبو هريرة بل رواه غيره. روى الحافظ الهيثميّ عن يعقوب بن عبد اللَّه بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جدّه قال: أتينا النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقلنا له: بآبائنا وأمّهاتنا يا رسول اللَّه إنا نسمع منك الحديث، فلا   [ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 117. وذكره الهيثمي في الزوائد 1/ 157. والهندي في كنز العمال حديث رقم 29215، 29469. [ (2) ] ذكره الهيثمي في الزوائد 1/ 155 وقال رواه البزار وفيه أشعث بن براز ولم أر من ذكره. [ (3) ] راجع في ذلك مستدرك الحاكم 3/ 513 وتاريخ ابن كثير 8/ 108. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 نقدر أن نؤدّيه كما سمعنا قال: «إذا لم تحلّوا حراما ولم تحرّموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس» [ (1) ] . 2، 3- والحديثان الثّاني والثّالث مكذوبان على أبي هريرة، إذ في سند الأوّل منهما أشعث بن براز كذاب ساقط لا يؤخذ حديثه قال النسائي: متروك الحديث، قال البخاري: منكر الحديث. وفي سند الثاني منهما عبد اللَّه بن سعيد كذّاب مشهور، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الدار الدّارقطنيّ: ذاهب، وقال الفلّاس: منكر الحديث. قال ابن حزم: «وقد ذكر قوم لا يتّقون اللَّه عز وجلّ أحاديث في بعضها إبطال شرائع الإسلام، وفي بعضها نسبة الكذب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وإباحة الكذب عليه ثم سرد تلك الأحاديث، وفيها هذان الحديثان، وأبطلهما ما ذكرناه، ثم قال ردّا على من أباح أن ينسب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ما لم يقله: «حسبنا أنهم مقرّون على أنفسهم بأنّهم كاذبون، وقد صحّ عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «من حدّث عنّي بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» [ (2) ] [ (3) ] . دائرة المعارف (الإسلاميّة) ورأيها في أبي هريرة (رضي اللَّه عنه) كتب أستاذنا العلامة الجليل الشيخ «محمد عرفة» مقالا قيما في الدّفاع عن رواية الإسلام (أبي هريرة) رضي اللَّه عنه يفنّد فيه مزاعم أصحاب دائرة المعارف الإسلامية المترجمة عن الانجليزية، وأنا أنقله حتى يرى القارئ ما عليه أوروبا والغرب من الحقد على الأمة الإسلامية. قال: للمستشرق «جولدسيهر» رأي في الصّحابي الجليل (أبي هريرة) - رضي اللَّه عنه-. نشره في العدد السابع من المجلّد الأول من دائرة المعارف (الإسلامية) ، هذا الرّأي لا يستند إلى بحث تاريخيّ ولا سند علمي. طعن «جولدسيهر» في أبي هريرة طعونا عدة، لكنها تدور حول عدم أمانته في نقل الحديث، فقد ذكر أنه مختلق، ومسرف في الاختلاق، وأنه كان يفعل ذلك بداعي الورع،   [ (1) ] رواه الطبراني في الكبير ولم أر من ذكر يعقوب ولا أباه تراه السيوطي في تدريب الرّاوي 161 إلى ابن مندة في معرفة الصحابة والطبراني في الكبير. وانظر مجمع الزوائد 1/ 154. [ (2) ] الأحكام ابن حزم 2/ 76، 77. [ (3) ] الحديث والمحدثون محمد محمد أبو زهو من ص 153 إلى 162. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 وأن الذين أخذوا عنه مباشرة قد شكوا فيما ينقل، وعبروا عن هذا الشّكّ بأسلوب ساخر، وأنه كان يضمن أحاديثه أتفه الأشياء بأسلوب مؤثر، وذلك يدلّ على روح المزاح التي كانت فيه، والّتي كانت سببا في ظهور كثير من القصص، وصاحب هذه المطاعن يعزو مطاعنه إلى كتب إسلامية، ليلقي عليها ثوبا خلّابا. وليوقع في روع الناس أنّها صحيحة، وهذه طريقة فيها كثير من الخداع واللّبس والتزوير، وسنميط اللثام عمّا فيها وباللَّه التوفيق. إن أبا هريرة الّذي يجرحونه هذا التّجريح، ويسيئون إليه هذه الإساءة هو من جملة الصّحابة، ومن أوسعهم رواية، بل هو أوسعهم رواية لا مستثنيا أحدا إلا ابن عمرو وتجريح هذا البحر الّذي مليء علما وأدّاه إلى من حملوه عنه وأدوه إلى من بعدهم حتى وصل إلينا تجريح لهذا العلم الغزير، ورفع الثّقة عن كل مروياته، وفيه إفساد كبير، ولو كان لهذا الطّعن وجه من الصحة لاحتمل، ولكن طعن باطل لا حق فيه. هذا الإمام قد روى عنه ثمانمائة من أهل العلم كما قال البخاريّ، وهذا فيه الدّلالة على ثقتهم به، لأنهم لو لم يثقوا به لما رووا عنه، وهو ثقة ثبت عند الصحابة وأهل الحديث. قال ابن عمر: أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث. وقال طلحة بن عبيد اللَّه أحد العشرة: ولا شك أن أبا هريرة سمع من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ما لم نسمع وروى النّسائي أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء، فقال زيد عليك أبا هريرة.. الحديث» . وكان كثير الحفظ شديد الضّبط، شهد له بذلك أهل العلم والثّقات. قال الشّافعيّ: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره. وحدث الأعمش عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وسلم وقال أبو الزّعثرعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه، وكان اجلسني خلف السّرير أكتب ما يحدث به، حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله، وأمرني أن انظر، فما غيّر حرفا عن حرف. هذه آراء الثّقات أصحاب هذا الشأن فيه، فمن عدلوه فهو الثبت الّذي لا يجرح، ومن بهرجوه فهو الزّائف الّذي لم يعدّل، ومن حظي بمثل هذا الثّناء من هؤلاء العلماء الأفاضل، فلا يضيره ما يقال بعد ذلك فيه. إذا رضيت عنّي كرام عشيرتي ... فلا زال غضبانا عليّ لئامها [الطويل] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 قال الشّيخ: ولا بدّ لنا أن نعرض لهذه الشّبهة التي أثاروها ونفندها: - زعموا أنّ علمه الواسع بالأحاديث أثار الشّك في نفوس الذين أخذوا عنه مباشرة فلم يترددوا في التّعبير عن شكوكهم بأسلوب ساخر، وأحالوا القارئ على البخاريّ في كتاب «فضائل الأصحاب» رقم 11 يريدون بذلك حديث أبي هريرة أن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة، وإني كنت ألزم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لشبع بطني حتى لا آكل الخمير، ولا ألبس الحبير، ولا يخدمني فلان ولا فلانة وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع. الحديث. والمنصف يرى من هذا الأثر أن بعض النّاس قال: أكثر أبو هريرة تعجّبا من كثرة حفظه وروايته، وقد أظهر لهم السّبب في كثرة روايته وحفظه وهو أنه كان ألزم النّاس لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنه ما كان يعنيه الغنى، وإنما كان يعنيه الأخذ عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وكان يلصق بطنه بالحصباء من الجوع، وما كان يشغله عن رسول اللَّه تجارة ولا زراعة، فحفظ ما لم يحفظوا وسمع ما لم يسمعوا، فلما بيّن لهم السبب سكتوا عنه. ولنسلم ما زعموه من أنهم كانوا شاكّين لا متعجّبين، أفما كان ينبغي أن يأخذوا من تركهم إياه يحدّث بعد ذلك مدة عمره- وقد عمّر- بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم نحوا من خمسين سنة أنهم اقتنعوا بتعليله، وزال هذا الشّكّ من نفوسهم، إذ لو كانوا يرون في حديثه بأسا لكفوه عن التّحديث، وهم من تعلم في المحافظة على حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم والخوف أن يتسع الناس فيه، ويدخله التّدليس والكذب. 2- وأمّا زعمهم أن روايته ضمّنها أتفه الأشياء بأسلوب مؤثر، وذلك يدل على ما امتاز به من روح المزاح، الأمر الّذي كان سببا في ظهور كثير من القصص وعزوهم ذلك إلى ابن قتيبة، فليس شيء أوغل في التّضليل والإيهام من هذا- نحن لا ندري ما هي هذه الأحاديث التي زعموها، وكان يجب عليهم أن يبيّنوها لنا لنناقشهم فيها، وكان يجب عليهم أيضا إذ عزوا لابن قتيبة أن يذكروا اسم ذلك الكتاب فإن لابن قتيبة مؤلفات كثيرة، طبع منها كثير، إنهم لو فعلوا ذلك لكنّا نبين لهم أن ما في ابن قتيبة ليس كما فهموه، إذ لا يعقل أن يثني ابن قتيبة الثناء المستطاب على أبي هريرة في كتابه «تأويل مختلف الحديث» ، ثم هو ينسب إليه ما ذكره أصحاب الدائرة، عليهم دائرة السّوء وغضب اللَّه عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا عظيما. 3- وأما ما نقلوه من وصف (شيرنجر) لأبي هريرة من أنه المتطرّف في الاختلاق ورعا، فلسنا ممّن يؤمن بقول (شيرنجر) وغير (شيرنجر) من المتطرّفين في الاختلاق على أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تضليلا للمسلمين وتشويشا على الدّين، وإيذاء للحقيقة، وسترا للواقع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وبحسبنا أن نقول: هذا طعن لا مبرر له، وتجريح لا يستند على سند: [الخفيف] والدّعاوى إن لم تقيموا عليها ... بيّنات أبناؤها أدعياء وقولهم: إنه المتطرّف في الاختلاق ورعا، كلام متهافت، لأنّا لا نعلم الورع إلا مانعا من الاختلاق على النّاس، فضلا عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وكيف يختلق أبو هريرة على رسول اللَّه؟ وهو راوي حديث: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» ، وكان يبدأ به عند ما يرى أن يحدث. فرجل سمع من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم هذا الحديث، ووعاه وأدّاه، وكان يستذكره ويذكّر به، ويقدّمه أمام تحديثه عن رسول اللَّه، وهو مؤمن ورع تقيّ، يستحيل في العادة أن يكذب على رسول اللَّه، فضلا عن أن يتطرف في الكذب عليه، ويرى أن الاختلاق والكذب عليه دين وورع. 4- وأمّا قولهم إنّ كثيرا من الأحاديث التي عزيت إلى أبي هريرة نحلت عليه في عصر متأخر، فنحن نسلّم أن أحاديث كثيرة وضعت وعزيت زورا إلى أعاظم المحدثين مثل أبي هريرة، ولكن رجال نقد الحديث قد عنوا ببيان الموضوع منها، وبهرجوا الزائف، ولم يخف عليهم بطلانه وأفسدوا على الوضّاعين طريقهم. وبعد! فإذا كان أصحاب (دائرة المعارف) قد ألّفوها لغرض أن تكون صورة صحيحة للمعارف الإسلامية فما أبعدها عن أن تكون كذلك، وما أبعدهم فيها عن نيل هذا الغرض، وإذا كانوا قد ألّفوها لغرض تقبيح حال المسلمين في نظر الغربيين وتشويش عقائد المسلمين، وفتنة الشباب في دينهم فهي صالحة لهذا الغرض مؤدية له [ (1) ] . قال الشّيخ محمد محمد أبو زهو في تعليقه على ما سبق «وبعد فقد طفحت كتب المبتدعة والمستشرقين، وأعداء الدّين، ومن تتلمذ لهم من جهلة المسلمين المأجورين قديما وحديثا بالكيد للإسلام في أشخاص أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولا سيما أبو هريرة راوية الإسلام الأوّل. وفي هذه الأزمان المتأخّرة، ظهرت شرذمة من أدعياء العلم والخلق التافهين، جمعوا كناسة العصور كلها من الطّعون والإزراء على صحابة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عامة وأبي هريرة خاصة، يريدون ليهدموا ركنا شامخا من أركان الدين وأصلا وطيدا من أصوله ألا وهو سنّة سيّد المرسلين صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يكتفوا بما أوردناه من مزاعمهم الباطلة، ولكنهم ضموا إليها تافها من   [ (1) ] مجلة نور الإسلام (الأزهر حاليا) المجلد الخامس ص 639. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 القول وزورا، ولا بأس أن نذكر لك شيئا منها مع الرّدّ عليها بإيجاز فنقول: 1- زعموا أنّ أبا هريرة إنما أسلم حبّا في الدّنيا لا رغبة في الدين، وهذه دعوى يكذبها ما كان عليه أبو هريرة من التقشّف والانقطاع إلى العلم والعبادة والجهاد في سبيل اللَّه، والتّفاني في تبليغ أحاديثه صلّى اللَّه عليه وسلم. 2- وزعموا أنّ أبا هريرة كان خفيف الوزن في العلم والفقه وهذا محض افتراء على التّاريخ والواقع. قال ابن سعد: كان ابن عبّاس وابن عمر وأبو سعيد الخدريّ وأبو هريرة، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وجابر، ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبو واقد اللّيثي، وعبد اللَّه بن بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يفتون بالمدينة، ويحدثون عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من لدن توفي عثمان إلى أن توفّوا. ومعنى هذا أنّ أبا هريرة مكث يفتي النّاس على ملأ من الصّحابة والتّابعين ثلاثة وعشرين عاما. وقد ذكر ابن القيّم المفتين من الصحابة، وذكر أنهم كانوا بين مكثر منها ومقلّ ومتوسط، وذكر أبا هريرة في المتوسطين مع أبي بكر الصّديق وعثمان بن عفان وأبي سعيد الخدريّ وأم سلمة وأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن عبد اللَّه وغيرهم، فمن زعم أن أبا هريرة غير فقيه فهو العاري عن الفقه [ (1) ] . 3- وزعموا أنّ عمر استعمل أبا هريرة على «البحرين» ، ثم بلغه عنه ما يخل بأمانة الوالي العادل، فعزله وأخذ ما بيده من أموال وضربه حتى أدماه، وهذا كلام من لم يميّز بين الحق والباطل من أقوال المؤرّخين، والرّواية التي يعوّل عليها أن عمر لما استحضر أبا هريرة من «البحرين» قال له: استأثرت بهذه الأموال فمن أين لك؟ قال أبو هريرة: خيل نتجت وأعطية تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر عمر فوجدها كما قال، ثم دعاه عمر ليستعمله أيضا فأبى، فقال له عمر: لقد طلب العمل من كان خيرا منك، قال أبو هريرة: إنه يوسف نبيّ اللَّه ابن نبي اللَّه، وأنا أبو هريرة بن أميمة، ومن ذلك يتبيّن أن عمر حاسبه على ما بيده من مال كما حاسب غيره من العمّال- فوجد الأمر كما قال، فعرض عليه أن يوليه ثانية فأبى، وهذا من عمر يدل على وثوقه بأبي هريرة، وأنه كان لديه أمينا حق أمين. 4- وزعموا أنه كان في الفتنة يصلي خلف عليّ، ويأكل مع معاوية، فإذا حمي   [ (1) ] أعلام الموقعين 1/ 9. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 الوطيس لحق بالجبل، فإذا سئل قال: عليّ أعلم ومعاوية أدسم، والجبل أسلم، وهذا من إفكهم وأباطيلهم، والثابت تاريخيا أنّ أبا هريرة- رضي اللَّه عنه- اعتزل الفتنة وأقام بالمدينة ولم يبرحها. 5- وزعموا أنه كان متشيّعا لبني أمية، ويأخذ من معاوية جعلا على وضع الأحاديث في ذمّ عليّ- رضي اللَّه عنه- والتّاريخ الصّحيح يسجّل أن أبا هريرة روى من الأحاديث ما فيه الثّناء المستطاب على عليّ رضي اللَّه عنه وآل البيت. ذكر أحمد في مسندة طرفا منها، وقصته مع مروان حين أرادوا دفن الحسن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شاهد عدل على مبلغ حبه لآل البيت [ (1) ] . ثم أين هي تلك الأحاديث الّتي وضعها أبو هريرة في ذمّ علي- رضي اللَّه عنه- ومن رواها من الثّقات إنها لا وجود لها إلّا في أدمغتهم وخيالاتهم. إن الّذي تقرءوه عن أبي هريرة- رضي اللَّه عنه- في الصّحيح عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ليس هو الإزراء على أمير المؤمنين عليّ كرم اللَّه وجهه، وإنما هو الإشارة إلى ما سيكون من بعض حكّام الأمويين من ظلم. ومن تلك الأحاديث: «هلاك أمّتي على يدي غلمة من قريش» [ (2) ] فقال مروان: غلمة قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان» . «يهلك النّاس هذا الحيّ من قريش» ، قالوا فما تأمرنا؟ قال: «لو أنّ النّاس اعتزلوهم» [ (3) ] . وفي هذا وذاك تعريض ظاهر ببعض أمراء بني أميّة، وتحريض على اعتزالهم، وممّا كان يدعو به كما في الصحيح: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من رأس الستّين وإمارة الصّبيان» . وقد استجاب اللَّه دعاء أبي هريرة فمات سنة ثمان وخمسين، ولم يدرك سنة ستين التي تولى فيها يزيد، وكان منه ما كان.   [ (1) ] ذكر القصة ابن كثير في تاريخه 8/ 108. [ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 9/ 85 كتاب الفتن باب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هلاك أمتي.. حديث رقم 7058 وأحمد في المسند 2/ 324- والحاكم في المستدرك 4/ 527 والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 465 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 30899. [ (3) ] أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 46 كتاب المناقب باب علامات النبوة حديث رقم 3604 ومسلم في الصحيح 4/ 2236 كتاب الفتن وأشراط الساعة (52) باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (18) حديث رقم (74/ 2917) - وأحمد في المسند 2/ 301 وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 6/ 259 والهندي في كنز العمال حديث رقم 30833. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 العلماء الّذين ألّفوا في الصّحابة لقد ألّف كثير من العلماء في الصّحابة منهم: إمام الجرح والتّعديل «عليّ بن المدينيّ» في كتابه: «معرفة من نزل من الصّحابة سائر البلدان» ، وهو في خمسة أجزاء فيما قاله الخطيب [ (1) ] . ومنهم: البخاريّ [ (2) ] ، قال ابن حجر: «إنّه أول من صنّف فيه فيما علم» . ومنهم الترمذيّ [ (3) ] ، ومطيّن [ (4) ] ، وأبو بكر بن أبي داود وعبدان، وأبو عليّ بن   [ (1) ] أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، أبو بكرة المعروف بالخطيب: أحد الحفاظ المؤرخين المقدمين. مولده في «غزية» بصيغة التصغير منتصف الطريق بين الكوفة ومكة، ومنشؤه ووفاته ببغداد، رحل إلى مكة وسمع بالبصرة والدينور والكوفة وغيرها. وكان فصيح اللهجة عارفا بالأدب، يقول الشعر، ولوعا بالمطالعة والتأليف، ذكر ياقوت أسماء 56 كتابا من مصنفاته، من أفضلها «تاريخ بغداد» و «الكفاية في علم الرواية» و «شرف أصحاب الحديث» و «تلخيص المتشابه في الرسم» و «الأسماء المبهمة» و «الفقيه والمتفقه» ، توفي سنة 463 هـ. وينظر في معجم الأدباء 1/ 248، طبقات الشافعية 3/ 12، النجوم الزاهرة 5/ 87، ابن عساكر 1/ 398، ابن الوردي 1/ 374، فهرست ابن خليفة 181، الفهرس التمهيدي 165، آداب اللغة 2/ 324، وفيات الأعيان 1/ 27، اللباب 1/ 380. [ (2) ] محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد اللَّه: حبر الإسلام، والحافظ لحديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صاحب «الجامع الصحيح» و «التاريخ» و «الضعفاء» و «خلق أفعال العباد» و «الأدب المفرد» ، ولد في بخارى ونشأ يتيما، وقام برحلة طويلة (سنة 210) في طلب الحديث، فزار خراسان والعراق ومصر والشام وسمع من نحو ألف شيخ، وجمع نحو ستمائة ألف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق برواته، توفي سنة 259 هـ. وينظر في تذكرة الحفاظ 2/ 122، تهذيب التهذيب 9/ 247 الوفيات 1/ 455، تاريخ بغداد 2/ 4- 36، السبكي 2/ 2، الخميس 2/ 342، آداب اللغة 2/ 210، دائرة المعارف 3/ 419- 429، طبقات الحنابلة 1/ 271، معجم المطبوعات 534، وهدى الساري مقدمة فتح البخاري 2/ 193. [ (3) ] محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي الترمذي، أبو عيسى: من أئمة علماء الحديث وحفاظه، وكان يضرب به المثل في الحفظ، مات بترمذ، من تصانيفه «الجامع الكبير» باسم «صحيح الترمذي» في الحديث. و «التاريخ والعلل» ، توفي سنة 279 هـ. وينظر في أنساب السمعاني 295 وتهذيب 9/ 387، تذكرة 2/ 187، نكت الهميان 264، وابن النديم 233. [ (4) ] محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحضرميّ الكوفي، أبو جعفر: من حفاظ الحديث، كان محدث الكوفة، له «المسند» و «تاريخ» صغير، وغيرهما، لقب بمطين، لأنه كان وهو صغير يلعب مع الصبيان في الماء فيطينون ظهره، توفي سنة 297 هـ. وينظر في تذكرة الحفاظ 2/ 210، المستطرفة 48، ميزان الاعتدال 3/ 97، الوافي بالوفيات 3/ 345. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 السّكن [ (1) ] في «الحروف» وأبو حفص بن شاهين [ (2) ] ، وأبو منصور الباوردي، وأبو حاتم بن حبان [ (3) ] ، وأبو العبّاس الدّغوليّ [ (4) ] ، وأبو نعيم [ (5) ] وأبو عبد اللَّه بن مندة [ (6) ] والذيل عليه لأبي   [ (1) ] سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي، أبو علي: من حفاظ الحديث، نزل بمصر وتوفي بها، قال ابن ناصر الدين: كان أحد الأئمة الحفاظ، والمصنفين الأيقاظ، رحل وطاف، وجمع وصنّف له «الصحيح المنتقى» في الحديث، توفي سنة 353 هـ. وينظر في تهذيب ابن عساكر 6/ 154، تذكرة الحفاظ 3/ 140، الرسالة المستطرفة 20. [ (2) ] عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، أبو حفص: واعظ علامة، من أهل بغداد، كان من حفاظ الحديث، له نحو ثلاثمائة مصنف، منها كتاب «السنة» سماه صاحب التبيان «المسند» وقال: ألف خمسمائة جزء، و «التفسير» في نحو ثلاثين مجلد، و «تاريخ أسماء الثقات» ممن نقل عنهم العلم وغير ذلك، توفي سنة 387 هـ. وينظر في تاريخ بغداد 11/ 265، غاية النهاية 1/ 588، لسان الميزان 4/ 283، الرسالة المستطرفة 29، دائرة البستاني 1/ 539، البعثة المصرية 19، كشف الظنون 1425 و 1735. [ (3) ] محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البستي، ويقال له ابن حبان، مؤرخ، علامة، جغرافي، محدث، ولد في بست- من بلاد سجستان- وتنقل في الأقطار فرحل إلى الشام وخراسان والعراق ومصر والجزيرة. وتولى قضاء وسمرقند مدة، ثم عاد إلى نيسابور، ومنها إلى بلدة أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، وكانت الرحلة في خراسان إلى مصنفاته، ومن كتبه «روضة العقلاء» و «المسند الصحيح» ويقال إنه أصح من سنن ابن ماجة و «الأنواع والتقاسيم» وغير ذلك، وتوفي سنة 354 هـ. ينظر في معجم البلدان 2/ 171، شذرات الذهب 3/ 16، اللباب 1/ 122، تذكرة الحفاظ 3/ 125، وميزان الاعتدال 3/ 39، وطبقات السبكي 2/ 141، لسان الميزان 5/ 112، الفهرس التمهيدي 377، مرآة الجنان 2/ 357. [ (4) ] محمد بن عبد الرحمن بن محمد أبو العباس الدغولي: من حفاظ الحديث من أهل سرخس، له «معجم» في الحديث ورجاله، وكتاب.. «الآداب» وكان إمام وقته بخراسان، توفي سنة 325 هـ. وينظر في شذرات الذهب 2/ 307، المستطرفة 102، الوافي بالوفيات 3/ 226. [ (5) ] أحمد بن عبد اللَّه بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم حافظ، مؤرخ من الثقات في الحفظ والرواية، ولد ومات في أصبهان من تصانيفه «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» . و «معرفة الصحابة» ، توفي سنة 430 هـ. وينظر في ابن خلكان 1/ 26، ميزان الاعتدال 1/ 52، لسان الميزان 1/ 201، طبقات الشافعية 3/ 7، الأعلام 1/ 127. [ (6) ] محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى، ابن مندة، أبو عبد اللَّه العبديّ الأصبهاني: من كبار حفاظ الحديث: الراحلين في طلبه، المكثرين من التصنيف فيه. من كتبه «فتح الباب في الكنى والألقاب «والرد على الجهمية» و «معرفة الصحابة» وغير ذلك، توفي سنة 395 هـ. وينظر في الرسالة المستطرفة 30، طبقات الحنابلة 2/ 167، ميزان الاعتدال 3/ 26، لسان الميزان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 موسى المديني [ (1) ] ومنهم: أبو عمر بن عبد البرّ [ (2) ] في «الاستيعاب» و «الذّيل» عليه لجماعة كأبي إسحاق بن الأمين [ (3) ] وأبي بكر بن فتحون [ (4) ] وثانيهما أحسنهما، واختصر محمد بن يعقوب بن محمد بن أحمد الخليلي [ (5) ] «الاستيعاب» وسماه: «أعلام الإصابة بأعلام الصّحابة» . ومنهم: أبو الحسن محمد بن صالح الطّبريّ. وأبو القاسم البغويّ [ (6) ] والعثماني وأبو الحسين بن قانع [ (7) ] في معاجيمهم، وكذا أبو   [ (5) ] / 70، ومجلة المجمع العلمي العربيّ 8/ 127، الفهرس التمهيدي 433، خزائن الكتب 45، تذكرة الحفاظ 3/ 338. [ (1) ] محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى: من حفاظ الحديث، المصنفين فيه، مولده ووفاته بأصبهان، زار بغداد وهمذان، من كتبه «الأخبار الطوال» ، و «اللطائف» و «خصائص المسند» أي مسند أحمد بن حنبل، وتتمة معرفة الصحابة» و «الوظائف» و «عوالي التابعين» و «المغيث» و «الزيادات» قال السبكي: وفضائله كثيرة، وقد صنف فيها غير واحد، ونسبه «المديني» إلى مدينة أصبهان، توفي سنة 581 هـ وينظر في وفيات الأعيان 1/ 486، ابن الوردي 2/ 95 وطبقات الشافعية 4/ 90. [ (2) ] انظر ترجمته في الاستيعاب بتحقيقنا. [ (3) ] إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم، أبو إسحاق بن الأمين، مؤرخ أندلسي من أهل قرطبة، أصله من طليطلة، وله «الإعلام بالخيرة الأعلام من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم» . ولما دخل المصامدة قرطبة أرادوا قتله، فنجا منهم، وانتقل إلى لبلة في غربي الأندلس فمات فيها سنة 544 هـ. ينظر في ابن الأبار 63 ... [ (4) ] محمد بن خلف بن سليمان بن فتحون الأندلسي، أبو بكر: فاضل، نقاد، عارف بالتأريخ: من أهل أوريولة، من أعمال مرسية له في الاستدراك على كتاب «الصحابة» لابن عبد البر، سماه «التذييل» ، توفي بمرسية سنة 520 هـ وينظر في الصلة 519، ابن الأبار 104، الوافي بالوفيات 3/ 45، وفي الرسالة المستطرفة: وفاته سنة 519. [ (5) ] محمد بن يعقوب، شمس الدين الخليلي المقدسي: فاضل. له «إعلام الإصابة بأعلام الصحابة» ، في دار الكتب، اختصر به «الاستيعاب» لابن عبد البر، توفي سنة 797 هـ. وينظر في هدية 2/ 176، دار الكتب 1/ 69. [ (6) ] عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان، أبو القاسم البغوي، حافظ للحديث، من العلماء: أصله من بغشور- بين هراة ومروالروز، النسبة إليها بغوي- ومولده ووفاته ببغداد، كان محدث العراق في عصره، له معجم الصحابة، وتوفي سنة 317 هـ. وينظر في معجم البلدان: بغشور، اللباب 1/ 133، ميزان الاعتدال 2: 72، لسان الميزان 3: 338، تاريخ بغداد 10/ 111، الرسالة المستطرفة 58، تذكرة الحفاظ 2/ 247، الأعلام 4/ 119. [ (7) ] عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق الأموي، بالولاء، البغدادي أبو الحسين: قاض، من حفاظ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 القاسم الطّبرانيّ [ (1) ] من «معجمه الكبير» خاصة. ثم العز أبو الحسن بن الأثير [ (2) ] أخو صاحب «النهاية» في كتابه: «أسد الغابة» جمع فيه بين عدة من الكتب السابقة كابن مندة وأبي نعيم، وابن عبد البرّ، وذيل أبي موسى، وعوّل عليه من جاء بعده، حتى أن كلّا من النّووي [ (3) ] والكاشغري [ (4) ] اختصره، واقتصر الذهبي [ (5) ] على (تجريده) وزاد عليه العراقي [ (6) ] عدة أسماء.   [ () ] الحديث، ومن أصحاب الرأس، كان يرمى بالخطإ في الرواية، له كتاب «معجم الصحابة بالإسناد» توفي سنة 351 هـ. وينظر في الرسالة المستطرفة 95، لسان الميزان 3/ 383، الأعلام 3/ 272. [ (1) ] سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم من كبار المحدثين، أصله من طبرية الشام، وإليها نسبته، ولد بعكا، ورحل إلى الحجاز واليمن والعراق ومصر وفارس والجزيرة، ومن مؤلفاته «المعجم الصغير» و «الأوائل» و «دلائل النبوة» وغير ذلك، وتوفي بأصبهان سنة 360 هـ. وينظر في وفيات الأعيان 1/ 215، النجوم الزاهرة 4/ 59 تهذيب ابن عساكر 6/ 240، مناقب الإمام أحمد 513. [ (2) ] انظر ترجمته في أسد الغابة بتحقيقنا. [ (3) ] يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني، النووي، الشافعيّ، أبو زكريا، محيي الدين: علامة بالفقه والحديث، مولده ووفاته في نوا (من قرى حوران، بسورية) ، وإليها نسبته، ومن كتبه «تهذيب الأسماء واللغات» و «منهاج الطالبين» و «الدقائق» و «المنهاج في شرح صحيح مسلم» وغير ذلك، توفي سنة 676 هـ. ينظر في طبقات الشافعية للسبكي 5/ 165، النعيمي 1/ 24، النجوم الزاهرة 7/ 278، آداب اللغة 3/ 242، مفتاح السعادة 1/ 398، التيمورية 3/ 307، وابن الفرات 7/ 108، الآصفية 1/ 521. [ (4) ] محمد بن محمد بن علي الكاشغري فقيه، أصله من كاشغر. جاور بمكة، وتصوف، ودخل اليمن، فأقام بتعز، ومات في ساحل موزع، له كتب، منها «مجمع الغرائب ومنبع العجائب» ومختصر «أسد الغابة في معرفة الصحابة» ، توفي سنة 705 هـ. ينظر في العقود اللؤلؤية 368، كشف الظنون 1603. [ (5) ] محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد اللَّه: حافظ، مؤرخ، علامة محقق، تركمان الأصل، من أهل ميافارقين، مولده ووفاته في دمشق، رحل إلى القاهرة وطاف كثيرا من البلدان وكف بصره سنة 741 هـ، ومن تصانيفه. «المشتبه في الأسماء والأنساب» و «الكنى والألقاب» و «تاريخ الإسلام الكبير» و «سير النبلاء» و «تذكرة الحفاظ» وغير ذلك، توفي سنة 748 هـ. وينظر في فوات الوفيات 2/ 183، نكت الهميان 241، ذيل تذكرة الحفاظ 34، طبقات السبكي 5/ 216، النعيمي 1/ 78، الشذرات 6/ 153، غاية النهاية 2/ 71، الفهرس التمهيدي 428 الدرر الكامنة 3/ 336، النجوم الزاهرة 10/ 182، آداب اللغة 3/ 189، دائرة المعارف 9/ 431. [ (6) ] عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، أبو الفضل، زين الدين، المعروف بالحافظ العراقي، من كبار حفاظ الحديث، أصله من الكرد، ومولده في رازنان، تحول صغيرا مع أبيه إلى مصر، فتعلم ونبغ فيها، وقام برحلة إلى الحجاز والشام وفلسطين وعاد إلى مصر. ومن كتبه «المغني عن حمل الأسفار في الأسفار» و «نكت منهاج البيضاوي» ، و «ذيل على الميزان» و «الألفية» و «في مصطلح الحديث» وغير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وكذا لأبي العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري [ (1) ] مؤلف في الصحابة. ولأبي أحمد العسكري فيه كتاب رتبه على القبائل. ولأبي القاسم عبد الصّمد بن سعيد الحمصي [ (2) ] «من نزل منهم حمص خاصّة» . ولمحمد بن الربيع الجيزي من نزل منهم مصر. وللمحب الطّبريّ [ (3) ] «الرّياض النّضرة في مناقب العشرة» ، ولأبي محمد بن الجارود [ (4) ] «الآحاد» منهم. ولأبي زكريّا بن مندة «أردافه» منهم وكذا من عاش منهم مائة وعشرين. ولأبي عبيدة معمر بن المثنى [ (5) ] ، وزهير بن العلاء العبسيّ [ (6) ] وغيرهما.   [ () ] ذلك، توفي سنة 806 هـ. ينظر في الضوء اللامع 4/ 171، غاية النهاية 1/ 382، حسن المحاضرة 1/ 204. [ (1) ] جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر النسفي، أبو العباس: فقيه، له اشتغال بالتأريخ. من رجال الحديث، كان خطيب نسف- من بلاد ما وراء النهر- وتوفي بها وله «الدعوات» في الحديث، و «التمهيد في التجويد» و «فضائل القرآن» و «الشمائل والدلائل ومعرفة الصحابة الأوائل» ، وغير ذلك ورجال الحديث الحديث يأخذون عليه رواية الموضوعات من غير تبين، توفي سنة 432 هـ. وينظر في الفوائد البهية 57 الرسالة المستطرفة 39 الجواهر المضية 1/ 180. [ (2) ] قاضي حمص أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الكندي روى عن محمد بن عوف الحافظ وعمران بن بكار وطائفة وجمع التاريخ. وينظر في شذرات الذهب لابن العماد 2/ 302 و 303. [ (3) ] أحمد بن عبد اللَّه بن محمد الطبري، أبو العباس، محب الدين: حافظ فقيه شافعيّ، متفنن، من أهل مكة مولدا ووفاة، وكان شيخ الحرم فيها، له تصانيف منها «السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين» و «الرياض النضرة في مناقب العشرة» و «الأحكام» وغير ذلك، وتوفي سنة 694 هـ. وينظر في النجوم الزاهرة 8/ 74، شذرات الذهب 5/ 425، طبقات الشافعية 5/ 8. [ (4) ] عبد اللَّه بن علي بن الجارود أبو محمد النيسابورىّ، المجاور بمكة: من حفاظ الحديث، وله «المنتقى» في الحديث، وتوفي بمكة سنة 307 هـ. وينظر في تذكرة الحفاظ 3/ 15، معجم المطبوعات 61. [ (5) ] معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري، أبو عبيدة النحويّ من أئمة العلم بالأدب واللغة، استقدمه هارون الرشيد إلى بغداد سنة 188 هـ، وقرأ عليه أشياء من كتبه، قال الحافظ: لم يكن في الأرض أعلم بجميع العلوم منه، وكان إباضيا، شعوبيا، من حفاظ الحديث، قال ابن قتيبة: كان يبغض العرب وصنف في مثالبهم كتبا، وله نحو 200 مؤلف منها «نقائض جرير والفرزدق» و «مجاز القرآن» و «العقفة والبررة» و «وفتوح أرمينية» ، و «تسمية أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأولاده، توفي سنة 209 هـ» . وينطر في وفيات 2/ 105 المشرق 15/ 600، إرشاد 7/ 164، تذكرة 1/ 338، بغية الوعاة 395، والكتبخانة 4/ 341، ميزان الاعتدال 3/ 189، تاريخ بغداد 13/ 252، السيرافي 267 الفهرس التمهيدي 254، تهذيب 10/ 246، نزهة الألباء 137، مفتاح السعادة 1/ 93، أخبار النحويين البصريين 67، إنباه الرواة 3/ 276. [ (6) ] أظنه هو زهير بن العلاء الراويّ عن عطاء بن أبي ميمونة، روى عنه أبو الأشعث أحمد بن المقدام، روي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 وللمحب الطّبريّ كتاب «السّمط الثّمين في مناقب أمّهات المؤمنين» . وللخطيب «من روى منهم عن التّابعين» . ولأبي الفتح الأزديّ [ (1) ] «من لم يرو عنه منهم سوى واحد» وللحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي [ (2) ] «الإصابة لأوهام حصلت في معرفة الصحابة لأبي نعيم في جزء كبير ولخليفة بن خيّاط [ (3) ] ، ومحمد بن سعد [ (4) ] ، ويعقوب بن سفيان [ (5) ] وأبي بكر بن أبي خيثمة [ (6) ] وغيرهم من كتب لم يخصها بهم بل يضم من يعدهم إليهم.   [ () ] عن أبي حاتم الرازيّ أنه قال: أحاديثه موضوعة. وينظر في ميزان الاعتدال 2/ 83، ولسان الميزان 2/ 492 [ (1) ] محمد بن الحسين بن أحمد، أبو الفتح الأزدي الموصلي: من حفاظ الحديث، قال الخطيب البغدادي: في حديثه غرائب ومناكير، مولده ووفاته بالموصل نزل بغداد، ولقي ركن الدولة بن بويه، فأكرمه، له كتب، منها «تسمية من وافق اسمه اسم أبيه من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المحدثين، توفي سنة 367 هـ. وينظر في تاريخ بغداد 2/ 243 وفيه رواية ثانية بوفاته. سنة 374. [ (2) ] عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الجماعيلي الدمشقيّ الحنبلي، أبو محمد، تقي الدين: حافظ للحديث، من العلماء برجاله، ولد في جماعيل (قرب نابلس) ، وانتقل صغيرا إلى دمشق، ثم إلى الاسكندرية وأصبهان وامتحن مرات، وله «الكمال في أسماء الرجال» و «الدرة المضية في السيرة النبويّة» و «المصباح» ، توفي سنة 600 هـ. وينظر في تذكرة الحفاظ 4/ 160، شذرات الذهب 4/ 345. [ (3) ] خليفة بن خياط بن خليفة الشيبانيّ العصفري البصري، أبو عمرو، ويعرف بشباب: محدث نسابة اخباري، صنف «التاريخ» عشرة أجزاء، و «الطبقات» ، وكان مستقيم الحديث، من متيقظي رواته توفي سنة 240 هـ. وينظر في تذكرة الحفاظ 2/ 21، الوفيات 1/ 172، فهرست ابن خليفة 225. [ (4) ] محمد بن سعد بن منيع الزهري، مولاهم، أبو عبد اللَّه: مؤرخ ثقة، من حفاظ الحديث، ولد في البصرة، وسكن بغداد، فتوفي فيها، وصحب الواقدي المؤرخ، زمانا، فكتب له وروى عنه، وعرف بكاتب الواقدي، قال الخطيب: في تاريخ بغداد: محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقة فإنه يتحرى في كثير من رواياته، أشهر كتبه «طبقات الصحابة» يعرف ب «طبقات ابن سعد» توفي سنة 230 هـ. وينظر في تهذيب التهذيب 9/ 182، الوفيات 1/ 507، تاريخ بغداد 5/ 321، الوافي بالوفيات 3/ 88، الأعلام 6/ 136- 137. [ (5) ] يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسيّ الفسوي، أبو يوسف: من كبار حفاظ الحديث. من أهل «فسا» بإيران، عاش بعيدا عن وطنه من طلب الحديث، نحو ثلاثين سنة، وروى عن أكثر من ألف شيخ، له التاريخ الكبير، توفي سنة 277 هـ بالبصرة. وينظر في التذكرة 2/ 146، تهذيب 11/ 385، البداية والنهاية 11/ 59، اللباب 2/ 215، النجوم 3/ 77. [ (6) ] أحمد بن زهير (أبي خيثمة) بن حرب بن شداد النسائي ثم البغدادي، أبو بكر: مؤرخ، من حفاظ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 وكتاب الحافظ ابن حجر المسمى «بالإصابة» جامع لما تفرق منها مع تحقيق ولكنه لم يكمل [ (1) ] . طبقات الصّحابة للعلماء آراء في طبقات الصّحابة، فمنهم من جعلها خمس طبقات، والأشهر ما ذهب إليه الحاكم حيث جعل الطبقات اثنتي عشرة طبقة وهي: 1- قوم تقدّم إسلامهم بمكة كالخلفاء الأربعة. 2- الصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة. 3- مهاجرة الحبشة. 4- أصحاب العقبة الأولى. 5- أصحاب العقبة الثانية. 6- أول المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بقباء قبل أن يدخل المدينة. 7- أهل بدر. 8- الذين هاجروا بين بدر والحديبيّة. 9- أهل بيعة الرضوان في الحديبيّة. 10- من هاجر بين الحديبيّة وفتح مكة مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص. 11- مسلمة الفتح الذين أسلموا في فتح مكة. 12- صبيان وأطفال رأوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح في حجّة الوداع [ (2) ] . أوّلهم إسلاما وآخرهم موتا تنوعت آراء السّلف الصّالح من الصّحابة والتّابعين فمن بعدهم في أي الصحابة أول   [ () ] الحديث، كان ثقة، رواية للأدب بصيرا بأيام الناس، له مذهب، ونسب إلى القول بالقدر: أصله من «نسا» - بفتح النون والسين المخففة- ومولده ووفاته ببغداد، من تصنيفه «التاريخ الكبير» ، توفي سنة 279 هـ. ينظر في تذكرة الحفاظ 2/ 156، طبقات ابن أبي يعلى 1/ 44، النجوم الزاهرة 3/ 83، تاريخ بغداد 4/ 162، شذرات الذهب 2/ 174، لسان الميزان 1/ 174، المنتظم قسم 52/ 139، تذكرة النوادر 79، مجلة مجمع اللغة بدمشق 49/ 382. [ (1) ] الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للحافظ شمس الدين السخاوي ص 172 وما بعدها. [ (2) ] قواعد أصول الحديث: د. أحمد عمر هاشم ص 288. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 إسلاما؟ على أقوال: قيل: أبو بكر، وقيل: عليّ وقيل: زيد، وقيل: خديجة، والصّحيح أن أبا بكر أوّل من أسلم من الرّجال الأحرار، قاله ابن عباس وحسّان والشّعبي والنّخعي في آخرين، ويدلّ له ما رواه مسلم عن عمرو بن عبسة في قصّة إسلامه، وقوله للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: من معك على هذا؟ قال: «حرّ وعبد» ، قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممّن آمن به [ (1) ] . وروى الحاكم في «المستدرك» من رواية خالد بن سعيد قال: سئل الشّعبي: من أوّل من أسلم؟ فقال: أما سمعت قول حسّان: البسيط إن تذكّرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا فخير البريّة أتقاها وأعدلها ... بعد النّبيّ وأوفاها بما حملا والثّاني التّالي المحمود مشهده ... وأوّل النّاس منهم صدّق الرّسلا وروى الطبرانيّ في «الكبير» عن الشعبي قال: سألت ابن عباس، فذكره [ (2) ] . قال ابن الصّلاح: والأورع أنه يقال: أوّل من أسلم من الرّجال الأحرار أبو بكر، ومن الصّبيان عليّ، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد، ومن العبيد بلال. قال البرماويّ: ويحكى هذا الجمع عن أبي حنيفة. قال ابن خالويه: وأول امرأة أسلمت بعد خديجة لبابة بنت الحارث زوجة العبّاس. وآخرهم موتا أبو الطّفيل عامر بن واثلة اللّيثي مات سنة مائة من الهجرة، قاله مسلم في صحيحه، ورواه الحاكم في المستدرك عن خليفة بن خياط، وقال خليفة في غير رواية الحاكم: إنه تأخر بعد المائة، وقيل: مات سنة اثنتين ومائة، قاله مصعب بن عبد اللَّه الزبيريّ، وجزم ابن حبان وابن قانع وأبو زكريّا بن مندة أنه مات سنة سبع ومائة. وقال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه: كنت بمكّة سنة عشر ومائة، فرأيت جنازة فسألت عنها فقالوا: هذا أبو الطّفيل، وصحح الذّهبيّ أنه سنة عشر وأما كونه آخر الصّحابة موتا مطلقا، فجزم به مسلم ومصعب الزبيريّ وابن مندة والمرّيّ في آخرين.   [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 569 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6) باب إسلام عمرو بن عبسة (52) حديث رقم (294/ 832) . والنسائي في السنن 1/ 283 كتاب الصلاة (5) باب إباحة الصلاة إلى أن يصلي الصبح (40) حديث رقم 584 وابن ماجة في السنن 1/ 434 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5) باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل (182) حديث رقم 1364- وأحمد في المسند 4/ 111، 112، 113، 114، 385 والبيهقي في السنن 2/ 454، 6/ 369. وابن سعد 4/ 1/ 157، 158- وأبو نعيم في الحلية 2/ 16 وذكره البيهقي في الزوائد 1/ 57، 63 وابن عبد البر في التمهيد 4/ 14، 24. [ (2) ] تدريب الراويّ 2/ 225، 226. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وفي صحيح مسلم عن أبي الطفيل: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري. قال العراقيّ: وما حكاه بعض المتأخرين عن ابن دريد من أن عكراش بن ذؤيب تأخر بعد ذلك، وأنه عاش بعد الجمل مائة سنة فهذا باطل لا أصل له، والّذي أوقع ابن دريد في ذلك ابن قتيبة، فقد سبقه إلى ذلك، وهو إمّا باطل أو مؤول بأنه استكمل المائة بعد الجمل لا أنه بقي بعدها مائة سنة. وأما قول جرير بن حازم أنه آخرهم موتا سهل بن سعد، فالظّاهر أنه أراد بالمدينة وأخذه من قول سهل: لو مت لم تسمعوا أحدا يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إنما كان خطابه بهذا لأهل المدينة. وآخرهم موتا قبله أنس بن مالك مات بالبصرة سنة ثلاث وتسعين، وقيل: اثنتين، وقيل: إحدى، وقيل: تسعين، وهو آخر من مات بها. قال ابن عبد البرّ: لا أعلم أحدا مات بعده ممن رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلا أبا الطّفيل. وقال العراقيّ: بل مات بعده محمود بن الرّبيع بلا خلاف في سنة تسع وتسعين، وقد رآه وحدث عنه كما في صحيح البخاريّ، وكذا تأخر بعده عبد اللَّه بن بسر المازني في قول من قال وفاته سنة ست وتسعين. وآخر الصّحابة موتا بالمدينة سهل بن سعد الأنصاري، قاله ابن المدينيّ والواقديّ وإبراهيم بن المنذر وابن حبّان وابن قانع وابن مندة، وادّعى ابن سعد نفي الخلاف فيه، وكانت وفاته سنة ثمان وثمانين، وقيل: إحدى وتسعين، وقال قتادة: بل مات بمصر، وقال ابن أبي داود: بالإسكندرية. وقيل: السائب بن يزيد، قاله أبو بكر بن أبي داود، وكانت وفاته سنة ثمانين، وقيل: جابر بن عبد اللَّه، قاله قتادة وغيره. قال العراقيّ: وهو قول ضعيف، لأن السّائب مات بالمدينة بلا خلاف، وقد تأخّر بعده، وقيل: بمكّة، وكانت وفاته سنة اثنتين وسبعين، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع، وقيل سبع، وقيل ثمان، وقيل: تسع. قال العراقيّ: وقد تأخّر بعد الثّلاث محمود بن الرّبيع الّذي عقل المجّة، وتوفى بها سنة تسع وتسعين، فهو إذا آخر الصّحابة موتا بها. وآخرهم بمكّة ذكرنا أنه أبو الطّفيل، وهو قول ابن المدينيّ وابن حبان وغيرهما، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 وقيل: جابر بن عبد اللَّه، قاله ابن أبي داود، والمشهور وفاته بالمدينة، وقيل: ابن عمر قاله قتادة، وأبو الشّيخ بن حبان، ومات سنة ثلاث وقيل: أربع وسبعين. وآخرهم بالكوفة عبد اللَّه بن أبي أوفى، مات سنة ست وثمانين، وقيل: سبع، وقيل: ثمان، وقال ابن المديني: أبو جحيفة، والأوّل أصح فإنّه مات سنة ثلاث وثمانين، وقد اختلف في وفاة عمرو بن حريث فقيل: سنة خمس وثمانين، وقيل: سنة ثمان وتسعين فإن صحّ الثّاني فهو آخر من مات من أهل بيعة الرّضوان رضي اللَّه عنهم. وآخرهم بالشّام عبد اللَّه بن بسر المازنيّ، قاله خلائق ومات سنة ثمان وثمانين، وقيل: ستّ وتسعين، وهو آخر من مات ممّن صلّى للقبلتين، وقيل: آخرهم بالشّام أبو أمامة الباهليّ، قاله الحسن البصري وابن عيينة، والصحيح الأول فوفاته سنة ست وثمانين، وقيل: إحدى وثمانين وحكى الخليل في «الإرشاد» القولين بلا ترجيح. ثم قال: روى بعض أهل الشّام أنه أدرك رجلا بعدهما يقال له الهدّار رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو مجهول. وقيل آخرهم بالشّام واثلة بن الأسقع، قاله أبو زكريا بن مندة بدمشق، وقيل: ببيت المقدس، وقيل: بحمص سنة خمس وثمانين، وقيل: ثلاث وقيل ست وآخرهم بحمص عبد اللَّه بن بسر، وآخرهم بالجزيرة العرس بن عميرة الكندي، وآخرهم بفلسطين أبو أبيّ عبد اللَّه بن حرام ربيب عبادة بن الصّامت، وقيل: مات بدمشق، وقيل: ببيت المقدس. وآخرهم بمصر عبد اللَّه بن الحارث بن جزء الزّبيديّ، مات سنة ست وثمانين، وقيل: خمس، وقيل: سبع وقيل: ثمان، وقيل: تسع، قاله الطّحاويّ، وكانت وفاته ب «سفط القدور» وتعرف الآن ب «سفط أبي تراب» وقيل: باليمامة، وقيل: إنه شهد بدرا ولا يصحّ فعلى هذا هو آخر البدريّين موتا. وآخرهم باليمامة الهرماس بن زياد الباهليّ سنة اثنتين ومائة أو مائة، أو بعدها. وآخرهم ببرقة رويفع بن ثابت الأنصاريّ، وقيل: بإفريقية، وقيل بأنطابلس، وقيل ب «الشام» ومات سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة ست وستين. وآخرهم بالبادية سلمة بن الأكوع، قاله أبو زكريا بن مندة، والصّحيح أنه مات بالمدينة، ومات سنة أربع وسبعين، وقيل: أربع وستين، وهذا آخر ما ذكره ابن الصّلاح. وآخرهم ب «خراسان» بريدة بن الحصيب، وآخرهم بسجستان العدّاء بن خالد بن هوذة ذكرهما أبو زكريّا بن مندة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 قال العراقيّ: وفي بريدة نظر فإن وفاته سنة ثلاث وسبعين، وقد تأخر بعده أبو برزة الأسلميّ، ومات بها سنة أربع وسبعين. وآخرهم ب «أصبهان» النابغة الجعديّ، قاله أبو الشّيخ وأبو نعيم. وآخرهم ب «سمرقند» الفضل بن العباس وقيل: قثم بن العباس، وب «واسط» لبي- مصغر- ابن لبا- ك «عصا» وآخر البدريّين من الأنصار أبو أسيد مالك بن ربيعة السّاعدي، أو أبو اليسر كعب بن عمر، ومن البدريين المهاجرين سعد بن أبي وقاص، وهو آخر العشرة المبشّرين أيضا، وآخر أزواجه- عليه السلام- ميمونة، وقيل: أم سلمة- ورجّحه ابن حجر كما ذكر كل ذلك السّخاويّ [ (1) ] . العبادلة من الصّحابة قيل لأحمد بن حنبل: من العبادلة؟ فقال: عبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن عمر، وعبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه بن عمرو، وقيل له: فأين ابن مسعود؟ قال: لا ليس من العبادلة. قال البيهقيّ: وهذا لأنه تقدم موته وهؤلاء عاشوا حتى احتيج إلى عملهم، فإذا اجتمعوا على شيء قيل: هذا قول العبادلة. وما ذكر من أن العبادلة هم هؤلاء الأربعة هو المشهور بين أهل الحديث وغيرهم. واقتصر الجوهري صاحب «الصّحاح» على ثلاثة، وأسقط ابن الزبير، وأما ما حكاه النّوويّ في «التّهذيب» أن الجوهري ذكر فيهم ابن مسعود وأسقط ابن العاص فوهم، نعم وقع في كلام الزّمخشريّ في «المفصل» أن العبادلة ابن مسعود وابن عمر وابن عباس، وكذا قال الرّافعيّ في «الشّرح الكبير» في «الدّيات» وغلط في ذلك من حيث الاصطلاح. قال ابن الصّلاح: ويلحق بابن مسعود في ذلك سائر العبادلة المسمين بعبد اللَّه من الصّحابة وهم نحو من مائتين وعشرين نفسا أي فلا يسمون العبادلة اصطلاحا» [ (2) ] . عدد الصّحابة قال العراقيّ: حصر الصحابة- رضي اللَّه عنهم- بالعدّ والإحصاء متعذّر لتفرقهم في البلدان والبوادي. وقد روى البخاري في صحيحه أن كعب بن مالك قال في قصة تخلّفه عن غزوة «تبوك» : وأصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ- يعني الدّيوان ولكن   [ (1) ] تدريب الرّاوي ص 328 وما بعدها. [ (2) ] فتح المغيث للعراقي 4/ 37. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 قد جاء ضبطهم في بعض مشاهده ك «تبوك» و «حجّة الوداع» . المكثرين من الصّحابة رواية وإفتاء والمقلّين قال الحافظ ابن كثير وغيره نقلا عن الإمام أحمد: الذين زاد حديثهم على «ألف» ستة هم: أنس بن مالك. رضي اللَّه عنه. وعبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما. وأم المؤمنين عائشة- رضي اللَّه عنها. والبحر عبد اللَّه بن عباس- رضي اللَّه عنهما- وسمي بحرا لسعة علمه وكثرته، وممن سمّاه بذلك أبو الشّعثاء جابر بن زيد أحد التّابعين ممن أخذ عنه، ووصفه بالبحر ثابت في صحيح البخاري وغيره وجابر بن عبد اللَّه- رضي اللَّه عنه. وأبو هريرة- رضي اللَّه عنه- قال السّخاويّ: وهو بإجماع- حسبما حكاه النّوويّ- أكثرهم، كما قاله سعيد بن أبي الحسن وابن حنبل، وتبعهما ابن الصّلاح غير متعرض الترتيب من عداه في الأكثرية، والّذي يدل لذلك ما نسب لبقيّ بن مخلد مما أودعه في مسندة خاصّة كما أفاده شيخنا لا مطلقا، فإنه روى لأبي هريرة خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستّين. ولابن عمر ألفين وستّمائة وثلاثين، ولأنس ألفين ومائتين وستة وثمانين، ولعائشة ألفين ومائتين وعشرة، ولابن عباس ألفا وستمائة وستين، ولجابر ألفا وخمسمائة وأربعين ولهم سابع- كما حكاه ابن كثير- وهو أبو سعيد الخدريّ، فروى له بقيّ بن مخلّد ألفا ومائة وسبعين، وقد نظمه اليرهابيّ الحلبيّ، فقال أبو سعيد نسبة لخدرة سابعهم أهمل في القصيدة. وكذا أدرج ابن كثير في المكثرين ابن مسعود وابن عمرو بن العاص ولم يبلغ حديث واحد منهما عند بقي ألفا إذ حديث أولهما عنده ثمانمائة وثمانية وأربعون والآخر سبعمائة، واستثناء أبي هريرة له من كونه أكثر الصّحابة حديثا كما في الصّحيح لا يخدش فيما تقدّم ولو كان الاستثناء متّصلا فقد أجيب بأن عبد اللَّه كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتّعليم، فقلّت الرّواية عنه أو أن أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار كان بمصر أو بالطّائف، ولم تكن الرّحلة إليهما ممّن يطلب العلم كالرّحلة إلى المدينة. وكان أبو هريرة يأتيها للفتوى والتّحديث حتى مات، أو لأن أبا هريرة اختصّ بدعوة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأن لا ينسى ما يحدثه به فانتشرت روايته إلى غير ذلك من الأجوبة. وأمّا المكثرون منهم إفتاء سبعة: عمر، وعليّ، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة. قال ابن حزم: يمكن أن يجمع بين فتيا كل واحد من هؤلاء مجلّد ضخم، والبحر ابن عبّاس في الحقيقة أكثر الصّحابة كلهم على الإطلاق فتوى فيما قاله الإمام أحمد بحيث كان كبار الصّحابة يحيلون عليه في الفتوى، وكيف لا وقد دعا النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بقوله: «اللَّهمّ علّمه الكتاب» [ (1) ] ، وفي لفظ «اللَّهمّ فقهه في الدّين وعلّمه التّأويل» [ (2) ] ، وفي آخر: «اللَّهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب» [ (3) ] . وفي آخر: «اللَّهمّ بارك فيه وانشر منه» [ (4) ] . وقال ابن عمر: هو أعلم من بقيّ بما أنزل اللَّه على محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال أبو بكرة: قدم علينا البصرة وما في العرب مثله حشما وعلما وبيانا وجمالا. وقال ابن مسعود: لو أدرك أسناننا ما عاشره منّا أحد. وقالت عائشة: هو أعلم النّاس بالحجّ.   [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 49 كتاب العلم باب قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم اللَّهمّ علمه الكتاب تعليقا في 9/ 164 كتاب الاعتصام بالسنة حديث رقم 7270 وابن ماجة في السنن 1/ 58 المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضل ابن عباس حديث رقم 166. وذكره ابن حجر في فتح الباري 1/ 170 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 9/ 647 والهندي في كنز العمال حديث رقم 33586. [ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 1/ 80 كتاب الوضوء باب وضع الماء عند الخلاء حديث رقم 143. ومسلم في الصحيح 4/ 1927 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما (30) حديث رقم (138/ 2477) - وأحمد في المسند 1/ 266، 314، 327، 328، 335- والخطيب في التاريخ 14/ 435 والطبراني في الكبير 10/ 320، 11/ 110، 12/ 70 وابن سعد 2/ 2/ 120- وذكره الهيثمي في الزوائد 9/ 279 والهندي في كنز العمال حديث رقم 37193. [ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 638 كتاب المناقب (50) باب مناقب عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما (43) حديث رقم 3824 وقال هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 58 المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضل عبد اللَّه بن عباس حديث رقم 166- وابن سعد 2/ 2/ 119 والطبراني في الكبير 10/ 293، 11/ 345 وأبو نعيم في الحلية 1/ 315 وذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 33586. [ (4) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 400 وأبو نعيم في الحلية 1/ 315 وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 296 والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 9/ 647 والهندي في كنز العمال حديث رقم 33585. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 قال ابن حزم: ويلي هؤلاء السّبعة في الفتوى عشرون وهم: أبو بكر الصديق- رضي اللَّه عنه. وعثمان بن عفان- رضي اللَّه عنه. وأبو موسى الأشعريّ- رضي اللَّه عنه. ومعاذ بن جبل- رضي اللَّه عنه. وسلمان الفارسيّ- رضي اللَّه عنه. وجابر بن عبد اللَّه- رضي اللَّه عنهما. وأبو سعيد رضي اللَّه عنه. وطلحة بن عبيد اللَّه- رضي اللَّه عنه. والزبير بن العوّام- رضي اللَّه عنه. وعبد الرحمن بن عوف- رضي اللَّه عنه. وعمران بن حصين- رضي اللَّه عنه. وأبو بكرة رضي اللَّه عنه. وعبادة بن الصّامت رضي اللَّه عنه. ومعاوية بن أبي سفيان رضي اللَّه عنهما. عبد اللَّه بن الزّبير رضي اللَّه عنهما. وأم سلمة- رضي اللَّه عنها. قال ابن حزم: وفي الصّحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلّون في الفتيا جدا لا تروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والثلاث كأبيّ بن كعب، وأبي الدّرداء، وأبي طلحة، والمقداد رضي اللَّه عنهم، وسرد الباقين ممّا في بعضه نظر. وقال: ويمكن أن يجمع من فتيا جميعهم بعد البحث جزء صغير [ (1) ] . ابن حجر 1- نسبه ومولده هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني الشافعيّ المصري المولد والمنشأ والدّار والوفاة القاهري.   [ (1) ] فتح المغيث للسّخاويّ 2/ 107 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 اختلفت المصادر في اسم جدّه الرابع، فتارة ذكر محمود، وتارة أحمد، والراجح أحمد كما في الترجمة التي كتبها هو لنفسه، كما أن السخاوي أثبت النسب المذكور وقال: هذا هو المعتمد في نسبه، ثم إن السّخاوي أشار إلى الاختلاف في نسبه فقال «لا أذكر أدناه ... إلا ما قرأته بخط أصحابنا بل وبخط المقريزي، وكان عمدته بعد أحمد أحمديل فإنني لا أعلمه، ثم رأيته بخط صاحب الترجمة نفسه في أجزاء من نسخة من صفة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كما وجد نسبه بخط قريبة الزّين شعبان بإثبات أحمديل وإسقاط محمود. [ (1) ] وينسب إليه القول: «إن نسبه يقرأ طردا وعكسا ولا يتهيأ إلا بتأخير محمود عن أحمد وبإسقاطه» . فإن كان قال ذلك فهو على سبيل التندر لما هو معلوم بأن مفهوم النسب لا يعني سبعة أسماء أو ثمانية لكي يقال: إنه يقرأ طردا وعكسا. وفي «الدرر الكامنة» ذكر عم والده، فقال: عثمان بن محمّد بن عليّ بن أحمد بن محمود، وكذلك في كتابه «رفع الإصر» وفي أول كتابه «إنباء الغمر» بزيادة أحمد بعد محمود بحيث صار محمود بين أحمدين، لكنه خالف ذلك في كتابه «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» وكذلك في ترجمة والده في القسم الثاني من معجم شيوخه، فإنه قال: عليّ بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر العسقلاني. كما ورد اسم أبيه عبد اللَّه في موضع واحد وهذا وهم وأوضح البقاعي وابن خليل أن الحافظ بن حجر ذكر طرفا من نسبه في استدعاء فقال: [الكامل] من أحمد بن عليّ بن محمّد ... بن محمّد بن علي الكنانيّ المحتد ولجدّ جدّ أبيه أحمد لقّبوا ... حجرا وقيل بل اسم والد أحمد وبمصر مولده وأصل جدوده ... من عسقلان المقدسيّة قد بدي   [ (1) ] استفدنا أكثر هذه الترجمة من الدراسة التي قدمها الدكتور شاكر محمود عبد المنعم عن الحافظ ابن حجر فلتنظر وجزاه اللَّه خيرا، وانظر «رفع الإصر عن قضاة مصر» (73) ، ومعجم المؤلفين 2/ 20، الرسالة المستطرفة (121) ، طبقات الحفاظ 547، حسن المحاضرة 1/ 363، ذيل تذكرة الحفاظ 326، شذرات الذهب 7/ 270، الضوء اللامع 2/ 36، ذيل طبقات الحفاظ 380، نظم العقيان (45) ، التاريخ المكلل 362، طبقات الحفاظ 547، مقدمة كتاب أبناء الغمر (7) ، معجم طبقات الحفاظ (55، 321) ، فهرس الفهارس 11/ 120، الجامع في الرجال 136، الكنى والألقاب 1/ 261، البدر الطالع 1/ 87، القلائد الجوهرية 331، مفتاح السعادة 1/ 209، المؤرخين في مصر 17، عقود الجوهر 188، كشف الظنون 7، 8، 12، ... ، إيضاح المكنون 1/ 13، الأعلام 1/ 179، هدية العارفين 1/ 128. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 وكان يلقب «شهاب الدين» ويكنى «أبا الفضل» وكناه شيخه العراقي والعلاء بن المحلّى «أبا العباس» كما كني أبا جعفر، غير أن كنيته الأولى «أبو الفضل» - وهي التي كناه بها والده- هي التي ثبتت وصار معروفا بها. نسبتاه: 1- الكناني- نقل السخاوي عن خط ابن حجر أنه كناني الأصل، نسبة إلى قبيلة «كنانة» . وقال الحافظ ابن حجر عن والده: «رأيت بخطه أنه كناني النسب وكان أصلهم من عسقلان» . 2- العسقلاني: نسبة إلى «عسقلان» وهي مدينة بساحل الشام من فلسطين، والظاهر أن القبيلة التي ينتمي إليها الحافظ ابن حجر كانت قد استقرت في عسقلان، وما جاورها إلى أن نقلهم «صلاح الدين الأيّوبي» عند ما خربها ما بين (580- 583 هـ) على أثر الحروب الصّليبية. وقال ابن حجر: [الكامل] وبمصر مولده وأصل جدوده ... من عسقلان المقدسيّة قد بدي اشتهاره بابن حجر: لقد اشتهر ب «ابن حجر» واختلفت المصادر في اعتباره اسما أو لقبا، وإذا كان لقبا هل هو لقب أحد أجداده فطغى على العائلة كلها؟ أم أنه لقب لحرفة أو مهنة أو صناعة؟. قال السخاوي: هو لقب لبعض آبائه، وفي موضع آخر قال: قيل: هو لقب لأحمد الأعلى في نسبه، وقيل: بل هو اسم لوالد أحمد المشار إليه. إن هذا الرأي يستند إلى الاستدعاء الّذي كتبه الحافظ ابن حجر بهيئة شعر السابق، وعلى الرغم من الغموض الّذي يكتنقه فهو الراجح. وذهب بعضهم إلى القول بأنه نسبة إلى آل حجر وهم قوم يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الجريد وأرضهم قابس وفي شرح ابن سلطان القاري على «توضيح النّخبة» أن ابن حجر هو لقب وإن كان بصيغة الكنية [ (1) ] .   [ (1) ] ابن حجر دراسة ص 63 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 مولده: كان مولده في شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة على شاطئ النيل بمصر القديمة وقال: شعبان عام ثلاثة من بعد سبع ... مائة وسبعين اتفاق المولد وكان المنزل الّذي ولد فيه يقع بالقرب من دار النحاس ولبث فيه إلى أن تزوج بأم أولاده، فسكن بقاعة جدها منكوتمر المجاورة لمدرسته «المنكوتمرية» داخل باب القنطرة بالقرب من حارة بهاء الدين واستمر بها حتى مات. وبينا نجده لا يشير إلى تاريخ يوم ولادته، نلاحظ اختلافا بين مترجميه في تحديدهم لتاريخ ذلك اليوم فذكره البقاعي والسيوطي في الثاني عشر من شعبان، وذكر ابن فهد وابن طولون: في الثالث عشر من شعبان كما ذكره ابن تغري بردي والسخاوي في الثاني والعشرين من شعبان على أن الشوكاني اعتبر مولده في الثاني من شعبان وهذا بعيد الاحتمال بسبب كونه متأخرا أخذ عن الّذين سبقوه وفي هذه الحالة لا يؤمن التحريف. ويظهر مما فات أن يوم مولد ابن حجر ينحصر ما بين الثاني عشر والثاني والعشرين من شعبان سنة 773 هـ أي بين الثامن عشر من شباط والثامن والعشرين منه من سنة 1372 م. نشأته وأسرته نشأ الحافظ ابن حجر يتيما- كما عبر هو عن نفسه- إذ مات أبوه في رجب سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وماتت أمه قبل ذلك وهو طفل. وقال: «تركني ولم أكمل أربع سنين وأنا الآن أعقله كالذي يتخيل الشيء ولا يتحققه، وأحفظ عنه أنه قال: كنية ولدي أحمد أبو الفضل» ولم يكن من يكفله، وكان والده قد أوصى قبل وفاته بولده اثنين من الّذين كانت بينه وبينهم مودّة ويبدو أن عليّا كان حفيّا بولده أحمد، فهو الّذي كناه واصطحبه عند ما حجّ وزار بيت المقدس وجاور، ويظن الحافظ ابن حجر أن أباه أحضره في مجاورته مجالس الحديث وسمع شيئا ما، غير أن المنية اخترمته ولم يسعد بولده الّذي صار له فيما بعد شأن عظيم. وأصبح اليتيم في وصاية زكي الدين أبي بكر بن نور الدين علي الخروبيّ، وكان تاجرا كبيرا بمصر، وورث مالا كثيرا وأصبح رئيسا للتجار، كما أوصى به والده العلامة شمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 الدين بن القطان الّذي كان له بوالده اختصاص لكنه لم ينصح له في تحفيظه الكتب وإرشاده إلى المشايخ والاشتغال حتى أنه كان يرسل بعض أولاده إلى كبار الشيوخ.. ولا يعلمه بشيء من ذلك. وقال عنه ابن حجر: وكان له اختصاص بأبي فأسند إليه وصيته فلم يحمد تصرفه. وتشير المصادر إلى أن نشأة الحافظ ابن حجر كانت برغم ذلك- في غاية العفّة والصيانة والرئاسة، وأن الخرّوبي المذكور لم يأل جهدا في رعايته والعناية بتعليمه، فكان يستصحبه معه عند مجاورته في مكّة، وظل يرعاه إلى أن مات سنة 787 هـ وكان الحافظ ابن حجر قد راهق ولم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلّة. ولم يدخل الكتّاب حتى أكمل خمس سنين فأكمل حفظ القرآن الكريم وله تسع سنين، ومن الذين قرأ عليهم في المكتب شمس الدين بن العلاف الّذي ولى حسبة مصر وقتا وغيره. وأكمل حفظه للقرآن على صدر الدين محمد بن محمد بن عبد الرزاق السفطي، وكان الاتجاه الثقافي السائد آنذاك يقتضي من الّذي يستظهر القرآن أن يصلّي بالناس إماما في صلاة التراويح في ليالي شهر رمضان، غير أن هذه الفرصة لم تتهيأ لابن حجر الصّبي النّابه الّذي حفظ القرآن ولم يزل في التاسعة من عمره، وهذه في الحقيقة مسألة شرعية حيث لا تجزئ صلاة المؤتمين إن لم يكن إمامهم بالغا، ومع الاختلاف النسبي في تحديد سنّ البلوغ، فإن السنة الثانية عشرة من عمر الصبي كانت تتيح له على ما يظهر أن يصلي إماما بالمسلمين إن هو حفظ القرآن الكريم، فكان عليه أن يتنظر بلوغ هذه السنّ. وفي أوّل سنة 783 اشتغل بالإعادة، وفي سنة 785 أكمل الحافظ ابن حجر اثنتي عشرة سنة من عمره، ومن حسن حظه أن يكون متواجدا حينئذ مع وصيه الزكي الخرّوبي في مكّة في تلك السنة فصلّى التراويح هناك. ويمكن تصور بوادر نبوغه وشجاعته، فبقدر ما كانت مفخرة له كصبي يتقدّم إماما بالمسلمين في بيت اللَّه الحرام فإنّها كانت لحظة حاسمة وحرجة اجتازها بثبات وحسن أداء، فكانت الخيرة له في ذلك كما قال، وكان الحج يومئذ يوم الجمعة فحج وجاور في الحرم الشّريف ثم صلّى بعد ذلك بالقدس. ويظهر من استقراء تراجم الّذين عاشوا في عصر الحافظ ابن حجر أن تقليدا ثقافيا كان يسود بين أوساط التلاميذ الذين يدخلون الكتّاب وذلك بإلزام التلاميذ بالتدرج في حفظ بعض مختصرات العلوم والكتب وسماع بعضها الآخر، وهي التي اتفق العلماء آنذاك اعتبارها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 أساسا في بناء ثقافة طلاب العلم، وكان حفظها أو سماعها يتم بإشراف أساتذة كفاة بارزين في حقول اختصاصهم أو ما يقرب منها. وإذا كانت ثقافة الحافظ ابن حجر تقليدية في أسلوبها فهي ليست كذلك في مكوّناتها، نظرا لقائمة الكتب المهمة التي كوّنت ثقافته بادئ ذي بدء. وبعد أن حفظ القرآن الكريم ظهرت مخايل الذكاء الفطري جليّة عليه ما لبث أن استكملها بالتتبع والتحصيل حتى صار حافظ عصره وشيخ الإسلام. وحفظ بعد رجوعه مع الخرّوبي إلى مصر سنة 786 «عمدة الأحكام» للمقدسي، و «الحاوي الصّغير» للقزويني و «مختصر ابن الحاجب» الأصلي في الأصول، و «ملحة الإعراب» للهروي، و «منهج الأصول» للبيضاوي وألفيّة العراقي وألفيّة ابن مالك، والتنبيه في فروع الشافعيّة للشيرازي وتميز بين أقرانه بسرعة الحفظ فأشار مترجموه إلى أنه حفظ سورة مريم في يوم واحد، وكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير في ثلاث مرات يصححها ويقرؤها على نفسه ثم يقرؤها أخرى ثم يعرضها حفظا، وكانت له طريقته الخاصة في الحفظ، حدث عنها تلامذته فهو لم يكن يحفظ بالدرس، وإنما بالتأمّل، وصرف همته نحو ما يروم حفظه، وقد وصف السّخاوي هذه الطريقة بأنها طريقة الأذكياء. وسمع صحيح البخاري سنة 785 على مسند الحجاز عفيف الدين عبد اللَّه النشاوري، وكأنه نسي تفاصيل سماعه منه، لكنه كان يتذكر أنه لم يسمع جميع الصحيح، وإنّما له فيه إجازة شاملة وقد بين ذلك ابن حجر بقوله: «والاعتماد في ذلك على الشيخ نجم الدين المرجاني فإنه أعلمني بعد دهر طويل بصورة الحال فاعتمدت عليه وثوقا به» . وقرأ بحثا في عمدة الأحكام على الحافظ الجمال بين ظهيرة عالم الحجاز سنة 785 هـ، وكان عمره اثنتي عشرة سنة. واجتهد في طلب العلم فاهتم بالأدب والتاريخ وهو ما يزال في المكتب فنظر في التواريخ وأيام الناس، واستقر في ذهنه شيء من أحوال الرواة، وكان ذلك بتوجيه رجل من أهل الخير سماه ابن حجر للسخاوي إلا أن السخاوي نسيه. وسمع في فتوته من المسند نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم بن رزين بن غالب صحيح البخاري بقراءة الجمال بن ظهيرة سنة ست وثمانين وسبعمائة بمصر، وفاته شيء يسير، كما سمع الصحيح أيضا من أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي وغيرهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 وبلغ به الحرص على تحصيل العلم مبلغا جعله يستأجر أحيانا بعض الكتب، ويطلب إعارتها له، ويبرز في هذا المجال من بين شيوخه بدر الدين البشتكي الشّاعر المشهور الّذي أعاره جملة من الكتب منها كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني وغيره. ويبدو من خلال الاستقراء أن فتورا حصل في نشاطه الثقافي استمر إلى أول سنة تسعين وسبعمائة، اشتغل في هذه المدة بالتجارة فنشأ في وسط نجاري لأن جده وأعمامه كانوا تجارا، وكان وصيه الخرّوبي رئيسا للتجار في مصر. ولعل لموت الخرّوبي سنة 787 هـ أثرا في فتور ابن حجر واشتغاله بالتجارة حيث فقد من كان يحثه على الاشتغال بالعلم، وهو في مرحلة يحتاج فيها إلى ذلك، كما ترتب عليه أن يكفل نفسه وينهض بأعباء الحياة، وقد يتضح ذلك من قول السخاوي، ولو وجد من يعتني به في صغره لأدرك خلقا ممن أخذ عن أصحابهم» . في سنة 790 هـ أكمل السّابعة عشرة من عمره، وحفظ فيها القرآن الكريم وكتبا من مختصرات العلوم، وقرأ القراءات تجويدا على الشهاب أحمد الخيوطي، وسمع صحيح البخاري على بعض المشايخ كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ. وقد لازم حينئذ أحد أوصيائه العلامة شمس الدين محمد بن القطان المصري، وحضر دروسه في الفقه والعربيّة والحساب وغيرها، وقرأ عليه شيئا من الحاوي الصغير فأجاز له ثم درس ما جرت العادة على دراسته من أصل وفرع ولغة ونحوها وطاف على شيوخ الدراية. ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها حتى لا يكاد يسمع شعرا إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه، وطارح الأدباء. وقال الشعر الرّائق والنثر الفائق، ونظم المدائح النبويّة والمقاطيع. وتمثل سنة 793 منعطفا ثقافيا في حياة ابن حجر، فمن هذه الثقافة العامة الواسعة، واجتهاده في الفنون التي بلغ فيها الغاية القصوى أحس بميل إلى التخصص فحبّب اللَّه إليه علم الحديث النبوي فأقبل عليه بكليته. وأوضحت المصادر أن بداية طلبه الحديث كان في سنة 793 هـ وغير أنه لم يكثر إلا في سنة 796 هـ وكتب بخطه: « .... رفع الحجاب، وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق للهداية إلى سواء السّبيل» فكان أن تتلمذ على خيرة علماء عصره. وكان شيخه في الحديث زين الدين العراقي الّذي لازمه عشر سنوات، وحمل عنه جملة نافعة من علم الحديث سندا ومتنا وعللا واصطلاحا، فقرأ عليه ألفيته وشرحها فنون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 الحديث وانتهى منهما في رمضان سنة 798 هـ بمنزل شيخه المذكور بجزيرة الفيل على شاطئ النيل، كما قرأ عليه نكتة على ابن الصلاح في مجالس آخرها سنة 799 هـ، وبعض الكتب الكبار والأجزاء القصار، وحمل جملة مستكثرة من أماليه واستملى عليه بعضها وهو أول من أذن له بالتدريس في علوم الحديث عام 797 هـ. وقرأ على مسندي القاهرة ومصر الكثير في مدة قصيرة فوقع له سماع متصل عال لبعض الأحاديث. أسرته: كانت أسرة الحافظ ابن حجر تجمع بين الاشتغال بالتجارة والاهتمام بالعلم، فكان عم والده فخر الدين عثمان بن محمد بن علي الّذي عرف بابن البزاز وب (ابن حجر) قد سكن ثغر الإسكندرية وانتهت إليه رئاسة الإفتاء هناك على مذهب الإمام الشّافعيّ وتفقه به جماعة منهم الدّمنهوري، وابن الكويك، وكان له ولدان هما ناصر الدين أحمد، وزين الدين محمد، وكانا من الفقهاء. أما جده قطب الدين محمد بن محمد بن علي فلقد كان بارعا رئيسا تاجرا، حصل على إجازات من العلماء، وأنجب أولادا منهم كمال الدين، ومجد الدين، وتقيّ الدين وأصغرهم وليّ الدين ثم نور الدين علي، وهو والد ابن حجر، الّذي انصرف من بينهم لطلب العلم أما إخوته فكانوا تجّارا. ويبدو من خلال سيرة نور الدين علي أنه مع اشتغاله بالتجارة عكف على الدرس وتحصيل العلوم فتفقه على مذهب الإمام الشافعيّ وحفظ الحاوي الصغير، وأخذ الفقه عن محمد بن عقيل وأجازه، وسمع من أبي الفتح بن سيد الناس وطبقته وله استدراك على الأذكار للنووي فيه مباحث حسنة، وعدّة دواوين شعر منها ديوان الحرم فيها مدائح نبوية، وكان معنيّا بالنّظم ذا حظّ جيّد في الأدب. وقال ابن حجر عن أبيه: «لم يكن له بالحديث إلمام ونظمه كثير سائر» ، ووصفته المصادر بالعقل والدّيانة والأمانة ومكارم الأخلاق، وصحبة الصّالحين، ونوّهت بثناء ابن القطان وابن عقيل والوليّ العراقي عليه، وناب في القضاء، وأكثر من الحج والمجاورة، وصنف، وأجيز بالإفتاء والتدريس والقراءات السبع وتطارح مع ابن نباتة المصري والقيراطي، وتبادل معهما المدائح. كان مولده في حدود سنة 820 هـ ووفاته في رجب سنة 777 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 أما والدته فهي تجار ابنة الفخر أبي بكر بن شمس محمد بن إبراهيم الزفتاوي، أخت صلاح الدّين أحمد الزفتاوي الكارمي صاحب القاعة الكائنة بمصر تجاه المقياس. وكانت له أخت، ترجم لها في «إنباء الغمر» و «المجمع المؤسس» وهي ست الركب بنت علي بن محمد بن محمد بن حجر، وكانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذّكاء، أثنى عليها وقال: «كانت أمي بعد أمي، أصبت بها في جمادى الآخرة من هذه السنة» أي سنة 798 هـ. وذكر السّخاوي تحصيلها الثقافي وإجازاتها، وزواجها، وأولادها كما ذكر الحافظ ابن حجر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبكّ ومصر وقال: «وتعلّمت الخط وحفظت الكثير من القرآن، وأكثرت من مطالعة الكتب فمهرت في ذلك جدّا.. وكانت بي برة رفيقة محسنة، وقد رثاها أخوها الحافظ ابن حجر في قصيدة، وكان له أخ من أمّه اسمه عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن محمد البكري، ترجم له في إنبائه وقال: إنه مهر وحصّل مالا أصله من قبل أمه- وهي والدتي- فقدر اللَّه موته فورثه أبوه» . تزوّج الحافظ ابن حجر عند ما بلغ عمره خمسا وعشرين سنة، وذلك في سنة 798 من أنس ابنة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن عبد العزيز ناظر الجيش، وتنتمي أنس إلى أسرة معروفة بالرئاسة والحشمة والعلم. وكان ابن حجر حريصا على نشر الثقافة والعلم بين أهل بيته وأقاربه كحرصه على نشر العلم بين الناس، وسيتضح ذلك في دراسة جهوده في التدريس وعقده لمجالس الإملاء. فأسمع زوجته من شيخه حافظ العصر عبد الرحيم العراقي الحديث المسلسل بالأوّلية، وكذا أسمعها إياه من لفظ العلامة الشرف ابن الكويك، وأجاز لها باستدعاء عدد من الحفاظ فيهم أبو الخير بن الحافظ العلائي، وأبو هريرة عبد الرّحمن بن الحافظ الذهبي، ولم تكن الاستدعاءات بالإجازة لها لتقتصر على المصريين فقط بل من الشاميين والمكيين واليمنيين، وكان الحافظ ابن حجر في حالة الاستدعاء لها يدون أسماء من ولدن من بناتها اللاتي ولدن تباعا. وحجت صحبة زوجها في سنة 815 هـ كما حجت وجاورت بعد ذلك وحدثت بحضور زوجها، وقرأ عليها الفضلاء، وكانت تحتفل بذلك وتكرم الحاضرين، وقد خرج لها السخاوي أربعين حديثا عن أربعين شيخا، وقرأها عليها بحضور زوجها، وكان الحافظ ابن حجر قد أسلف لها بالإعلام بذلك على سبيل المداعبة بقوله: قد صرت شيخة إلى غير ذلك، وكانت كثيرة الإمداد للعلامة إبراهيم بن خضر بن أحمد العثماني العلامة المتفنن الّذي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 كان يقرأ لها صحيح البخاري في رجب وشعبان من كل سنة، وتحتفل يوم الختم بأنواع من الحلوى والفاكهة، ويهرع الكبار والصغار لحضور ذلك اليوم قبيل رمضان بين يدي زوجها الحافظ، ولما مات الحافظ ابن خضر قرأ لها سبطها يوسف بن شاهين، ولم تضبط لها هفوة ولا زلّة ... وكان زوجها يكن لها الاحترام الكبير كما كانت هي عظيمة الرعاية له. فولدت له عدة بنات: زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة، وفاطمة، ولم تأت منه بذكر، وكانت كلّما حملت ذكرا ولد قبل أوانه ميتا. وتمر السنوات ثقيلة متباطئة، وتتدافع في نفسه أمور متنافرة يحترم أم أولاده ويرعاها، غير أنه شاء اللَّه لها أن لا تلد إلا إناثا، أما الذكور فيموتون، بيد أنه أحب أن يكون له ولد، فاختار التسري، وكانت لزوجته جارية يقال إن اسمها خاص نزل، فأظهر غيظا بسبب تقصيرها، وأقسم بأن لا تقيم بمنزله فبادرت أنس لبيعها، فأرسل شمس الدين بن الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالة وتزوّجها في مكان بعيد عن منزله، فحملت بولده الوحيد بدر الدين بن المعالي محمد المولود في الثامن عشر من صفر سنة 815 هـ وكانت العقيقة في منزل أنس، ولم تشعر بذلك إلى قبل انفصال الولد عن الرضاع، فلما علمت أنس ذهبت هي وأمها إلى مكان وجود الولد وأمه وأحضرتها معها إلى منزلها وأخفت أمرهما. ولما حضر الحافظ ابن حجر استجوبته زوجته أنس فما اعترف ولا أنكر بل ورى بما يفهم منه الإنكار، ثم قامت فأخرجت الولد وأمّه فأسقط في يده. وعاتبته عتابا مرّا، فاعتذر بميله للأولاد الذكور، ودعت عليه أن لا يرزق ولدا عالما، فتألّم لذلك وخشي من دعائها، وقال لها: أحرقت قلبي أو شيئا من هذا القبيل، لأنها كانت مجابة الدّعاء. وبعد وفاة الحافظ ابن حجر أرسل لها علم الدين البلقيني على يد ولده أبي البقاء يطلب الزواج منها، وقيل: إنها لم تكن تأبى ذلك لكن عصم اللَّه- كما قال السخاوي: ببركة شيخنا- فلم تتزوّجه. كما تزوّج الحافظ ابن حجر أرملة الزين أبي بكر الأمشاطي بعد وفاته، وذلك عند مجاورة أم أولاده سنة 834 هـ ورزق منها في رجب سنة 835 ابنة سماها آمنة، لم تعش طويلا حيث ماتت في شوّال 836 هـ، وبموتها طلقت أمها لأنه علّق طلاقها عند سفره إلى آمد على موتها. كما تزوج الحافظ ابن حجر من ليلى ابنة محمود بن طوغان الحلبية عند ما سافر مع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 الأشرف سنة 836 هـ. إلى آمد، وكان زواجه منها في حلب، واستمرت معه إلى أن سافر من حلب ففارقها دون أن يعلمها بالطلاق، لكن أسرّه إلى بعض خواصه، والتمس منه ألا يعلمها بذلك، وكان يريد أن يختبر ولاءها، ولأنها قد لا تطيق أن تترك حلب وتسافر معه إلى مصر، ثم راسل بعض أصدقائه الحلبيين في تجهيزها إن اختارت ويعلمها بأن الّذي يحمله على الطلاق هو الرفق بها لئلا تختار الإقامة بحلب أو يحصل لها نصيبها فلا تتضرّر، وجاء في الكتاب الّذي قرأه السخاوي بخطه وصفه لها بأنها نعم المرأة عقلا وحسن خلق وخلق ويعدها بكل جميل وأنها إن قدمت ينزلها أحسن المنازل.. فامتثلت إشارته وتجهزت حتى قدمت عليه إلى مصر.. واستمرت معه حتى مات، وكان قد أسكنها في بيت خاص.. ويأتي إليها في يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، ولم يرزق منها أولادا، وكان شديد الميل إليها حتى قال فيها شعرا. أما أولاده فهم خمس بنات وولد واحد، وهم: زين خاتون وفرحة، وعالية، ورابعة، وفاطمة، وبدر الدين محمد. فكانت «زين خاتون» هي البكر، ومولدها في ربيع الآخر سنة 802، فاعتنى بها واستجاز لها في سنة ولادتها وما بعدها خلقا وأسمعها على شيوخه كالعراقي والهيثمي وأحضرها على ابن خطيب داريا، ثم تزوّجها الأمير شاهي العلائي الكركي الّذي صار داودارا عند المؤيد مدة، فولدت له عدة أولاد ماتوا كلهم في حياة أمهم، ولم يتأخّر من أولادها إلّا أبو المحاسن يوسف بن شاهين المعروف بسبط ابن حجر، وكانت قد تعلمت القراءة والكتابة وماتت- وهي حامل- بالطّاعون سنة 833 هـ. وأما «فرحة» فكان مولدها في رجب سنة 804، واستجيز لها مع أمها، وتزوّجها شيخ الشيوخ محب الدين بن الأشقر الّذي ولي نظر الجيش وكتابة السّر، وكان أحد الأعيان في الديار المصرية فولدت له ولدا مات صغيرا في حياة أمه التي كانت وفاتها سنة 828 هـ بعد أن رجعت من الحج مع زوجها موعوكة. وأما «عالية» فكان مولدها سنة 807 هـ واستجيز لها جماعة وماتت هي وأختها فاطمة في الطّاعون سنة 819 مع من مات من أفراد أسرة أبويهما. وأما «رابعة» فكان مولدها سنة 811 وأسمعها والدها على المراغي بمكّة سنة 815 هـ وأجاز لها جمع من الشاميين والمصريين وتزوجها الشّهاب أحمد بن محمد بن مكنون، واستولدها بنتا سماها «عالية» ماتت في حياتيهما، ومات عنها زوجها سنة 830 هـ فتزوّجها المحب بن الأشقر حتى ماتت عنه في سنة 832 هـ، وعمل صداقها في أرجوزة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 أما ولده الوحيد بدر الدين أبو المعالي محمد فكان والده حريصا على تعليمه وتهذيبه، فحفظ القرآن وصلّى بالنّاس كما كانت العادة جارية في سنة 826، وأسمعه الحديث على الواسطي وجماعة وأجاز له باستدعاء والده منذ مولده سنة 815 هـ فما بعد عدد من كبار المسندين ذكرهم والده في معجم شيوخه. وبلغ من حرصه واهتمامه به بعد أن صنف كتابه: «بلوغ المرام من أدلة الأحكام» لأجله، لكنه لم يحفظ إلا اليسير منه وكتب عن والده كثيرا من مجالس الإملاء وسمع عليه شيئا كثيرا واشتغل بأمر القضاء والأوقاف مساعدا لوالده، حتى صارت له خيره بالمباشرة والحساب.. واشتدت محبة والده له. وولي في حياة أبيه عدة وظائف أجلها مشيخة البيبرسية وتدريس الحديث بالحسنية ناب عنه فيهما والده، والإمامة بجامع طولون وغير ذلك. وقد وصفه ابن تغري بردي بالجهل، وسوء السيرة، ولم يرض ذلك السخاوي فرد عليه مفيدا بأنه كان حسن الشكالة متكرّما على عياله قل أن يكون في معناه، لكن السخاوي أشار في موضوع آخر إلى محنة الحافظ ابن حجر بسبب ولده وما نسب إليه من التصرف في أموال الجامع الطولوني بالاشتراك مع آخرين، واحتجز رهن التحقيق، وكان والده في ضيق صدر زائد وألم شديد بسببه وتأوّه كثيرا وكل يوم يسمع من الأخبار ما لم يسمعه بالأمس، وكان يتوجه إليه في يوم الجمعة يوما أو أكثر إلى المكان الّذي يكون فيه فيرجع.. وهو مسرور لما يرى من ثبات ولده وقوة قلبه وشجاعته وانتظام كلامه ومهارته، إلى أن تبين أن ما أشيع عنه مجرد اتهام، ولذلك عمل الحافظ ابن حجر جزءا سماه «ردع المجرم عن سب المسلم» ويبدو أن القاضي ولي الدين السفطي كان له دور مهم في محنة الحافظ ابن حجر بسبب ما كان بينهما من المنافسة على القضاء فكانت هذه الحادثة سببا في زهد الحافظ ابن حجر في القضاء [ (1) ] . ابن حجر المحدّث وخطيب الأزهر تولى ابن حجر الخطابة في عدة مساجد من أكبر المساجد بالقاهرة مثل الجامع الأزهر وجامع عمرو وغيرهما من المساجد الكبرى بالقاهرة فقد كان متبحرا في العديد من العلوم، وكان يفد إليه طلاب العلم وأهل الفضل من سائر الأنحاء، وكان يتسم بالحلم والتواضع والصبر كثير الصيام والقيام.   [ (1) ] ابن حجر دراسة ص 74 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 وكان مرجعا في الحديث النبوي، حتى لقب بلقب «أمير المؤمنين» في الحديث وهذا اللقب لا يظفر به إلا أكبر المحدثين الأفذاذ وقد حبب إلى ابن حجر الحديث وأقبل عليه بكليته وطلبه من سنة ثلاث وتسعين ولكنه لم يلزم الطلب إلا من سنة ست وتسعين فعكف على الزين العراقي وتخرج به وانتفع بملازمته، وتحول إلى القاهرة فسكنها قبيل القرن وارتحل إلى البلاد الشامية والمصرية والحجازية وأخذ عن الشيوخ والأقران وأذن له جل هؤلاء في الإفتاء والتدريس. وتصدر لنشر الحديث وقصر نفسه عليه مطالعة وقراءة وإقراء وتصنيفا وإفتاء وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه- على مائة وخمسين تصنيفا وقد عرف ابن حجر بالحفظ وكثرة الاطلاع والسماع وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه وأثنى عليه شيوخه في هذا الشأن وقد سبق أنه ولي تدريس الفقه بالمدرسة الشيخونية وتدريس الحديث بالمدرسة الجمالية الجديدة ثم تدريس الشافعية بالمؤيدة الجديدة ومشيخة البيبرسية في دولة المؤيد وتدريس الفقه بالمدرسة الصلاحية المجاورة للإمام الشافعيّ، كما تولى الخطابة بالجامع الأزهر وبين التدريس والإفتاء ولي منصب القضاء، وكانت أول ولايته القضاء في السابع والعشرين من المحرم سنة سبع وعشرين وثمانمائة بعد أن امتنع أولا لأنه كان لا يؤثر على الاشتغال بالتأليف والتصنيف شيئا غير أن ابن حجر كما يقول السخاوي قد ندم على قبوله وظيفة القضاء ويقول ابن حجر إن من آفة التلبس بالقضاء أن بعضهم ارتحل إلى لقائي وأنه بلغه تلبسي بوظيفة القضاء فرجع، وعزل عن القضاء وأعيد إليه مرات وكان أخر ولايته القضاء إذ عزل نفسه في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. شيوخه: بلغ عدد شيوخه بالسّماع وبالإجازة وبالإفادة على ما بين بخطه نحو أربعمائة وخمسين نفسا، وإذا استثنينا الشيوخ الذين أجازوا عموما فقد ترجم في «المجمع المؤسس» لأكثر من ستمائة شيخ، وذكر بعضهم أن عدد شيوخه بلغ ستمائة نفس سوى من سمع منه من الأقران. واجتمع له من الشّيوخ الذين يشار إليهم ويعول في حل المشكلات عليهم ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره، لأن كل واحد منهم كان متبحرا ورأسا في فنه الّذي اشتهر به «فالبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع وابن الملقن في كثرة التصانيف والعراقي في معرفة علوم الحديث ومتعلقاته، والهيثمي في حفظ المتون، واستحضارها والمجد الشيرازي في حفظ اللغة واطلاعه عليها، والغماري في معرفة العربية ومتعلقاتها، وكذا المحب ابن هشام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 كان حسن التصرف فيها لوفور ذكائه، وكان الغماري فائقا في حفظها، والإيناس في حسن تعليمه وجودة تفهيمه، والعز بن جماعة في تفننه في علوم كثيرة بحيث كان يقول: أنا أقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري أسماءها، والتنوخي في معرفة القراءات وعلو سنده فيها [ (1) ] . شيوخ القراءات: 1- إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن التنوخي الشيخ برهان الدين الشّامي (709 هـ- 800 هـ) بلغ عدد شيوخه ستمائة شيخ بالسماع وبالإجازة يجمعهم معجمه الّذي خرّجه له الحافظ ابن حجر ونزل أهل مصر بموته درجة، قرأ عليه الحافظ ابن حجر من أول القرآن (الفاتحة) إلى قوله (المفلحون) من سورة البقرة جامعا للقراءات السبع ثم قرأ عليه الشاطبية تامة بسماعه لها على القاضي بدر الدين بن جماعة كما قرأ عليه الخلاصة للألفية من العربية نظم ابن عبد اللَّه، فضلا عن قراءته عليه صحيح البخاري، وبعض المسانيد، والكتب والأجزاء، وخرج له المائة العشرية، ثم الأربعين التالية لها، وأذن له بالإقراء سنة 796 هـ. 2- محمد بن محمد بن محمد الدمشقيّ الجزري (751- 833) شيخ القراءات وأجاز له ولولده محمد وحثه على الرّحلة إلى دمشق، حدث بكتابه (الحصن الحصين) في البلاد اليمنية، ومهر الجزري في الفقه إلا أن فنّه القراءات. شيوخ الحديث: 1- عبد اللَّه بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابورىّ المعروف بالنشاوري (705- 790 هـ) وهو أول شيخ سمع عليه الحديث المسند فيما اتصل بعلمه، سمع عليه صحيح البخاري مع فوت بقراءة شمس الدين السلاوي سنة 785 هـ بالمسجد الحرام بسماعه على الرضي الطبري على أنه شك في إجازته منه، وترك التخريج والرّواية بتلك الإجازة وقال: «وفي المصرح به غني عن المظنون واللَّه المستعان» . 2- محمد بن عبد اللَّه بن ظهيرة المخزوميّ المكيّ جمال الدين (751- 817 هـ) وهو أول من بحث عليه في فقه الحديث وذلك في مجاورته مع الخرّوبي بمكّة سنة 785 وهو ابن اثنتي عشرة سنة، حيث قرأ عليه بحثا في عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، ثم كان أول من سمع بقراءته الحديث بمصر سنة 786، وسمع عليه كتبا أخرى.   [ (1) ] ابن حجر دراسة ص 145، 146. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 3- عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقي أبو الفضل زين الدين الحافظ الكبير (725- 806 هـ) وأول ما اجتمع به سنة 786 فقرأ عليه ثم فتر عزمه، كما وضح فيما فات، ثم لازمه عشر سنوات وتخرّج به وهو أوّل من أذن له بالتدريس في علوم الحديث في سنة 797 هـ، وحضر مجالس إملائه، وقرأ عليه كتابه «الأربعين العشارية» من جمعه واستملى عليه الحافظ ابن حجر في غياب ولده أبي زرعة، وحمل عنه جملة مستكثرة من أماليه، وأذن له في تدريس ألفيته من الحديث، وشرحها، والنكت على ابن الصلاح، وسائر كتب الحديث وعلومه، ولقبه بالحافظ وعظمه ونوّه بذكره. وللحافظ ابن حجر مع شيخه مراجعات كثيرة. 4- علي بن أبي بكر بن سليمان أبو الحسن الهيثمي (735- 807) لازم العراقي أشد ملازمة وهو صهره، خرج زوائد مسند البزار ثم مسند أبي يعلى الموصلي، ثم الطبرانيات، وجمع الجميع في كتاب واحد محذوف الأسانيد، ورتب الثقات لابن حبان على حروف المعجم، وحلية الأولياء على الأبواب، اقتصر منها على الأحاديث المسندة، ومات وهو مسودة فكمل ابن حجر ربعه، وصار الهيثمي لشدة ممارسته أكثر استحضارا للمتون من شيخه العراقي حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه، وليس كذلك، لأن الحفظ المعرفة. قال ابن حجر: كان يودني كثيرا وبلغه أنني تتبعت أوهامه في مجمع الزوائد فعاتبني فتركت ذلك» قرأ عليه قرينا لشيخه العراقي ومنفردا. شيوخ الفقه 1- إبراهيم بن موسى بن أيوب برهان الدين الأنباسي الورع الزاهد (725- 802 هـ) سمع من الوادي آشي وأبي الفتح الميدومي ومسند عصره ابن أميلة وطبقتهم، قال عنه ابن حجر: «سمعت منه كثيرا وقرأت عليه الفقه» وقال «اجتمعت به قديما وكان صديق أبي ولازمته بعد التسعين وبحثت عليه في المنهاج وقرأت عليه قطعة كبيرة من أول الجامع للترمذي بسماعه على.. ابن أميلة» وله مصنفات، يألفه الصّالحون ويحبه الأكابر وفضله معروف. 2- عمر بن عليّ بن أحمد بن الملقن (723- 804 هـ) كان أكثر أهل عصره تصنيفا فشرح المنهاج عدة شروح، وخرّج أحاديث الرافعي في ست مجلّدات، وشرح صحيح البخاري في عشرين مجلدة انتقده ابن حجر عليه وعلى أشياء أخرى. قرأ عليه قطعة من شرحه الكبير على المنهاج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 3- عمر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني نزيل القاهرة أبو حفص، شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الأنام (724- 805 هـ) أقدمه أبوه القاهرة وله اثنتا عشرة سنة فبهرهم بذكائه وكثرة محفوظه وسرعة إدراكه وعرض عليه محافيظه ورجع، غير أنه لم يرزق ملكة في التصنيف، وقد لازمه الحافظ ابن حجر مدة، وقرأ عليه الكثير من الروضة، ومن كلامه على حواشيها، وسمع عليه بقراءة البرماوي مختصر المزني، وكتب له خطه بالإذن بالإعادة وهو أول من أذن له في التدريس والإفتاء، وتبعه غيره. 4- محمد بن علي بن عبد اللَّه القطان الفقيه (737- 813 هـ) مهر في فنون كثيرة، وتفقه عليه الحافظ ابن حجر، وقال عنه: قرأت عليه وأجاز لي وذكر لي أنه قرأ الأصول على الشيخ نور الدين الإسنائي وكان ماهرا في القراءات والعربية والحساب ولازمه في الفقه، وقرأ عليه قسما كبيرا من الحاوي وغيره. 5- عليّ بن أحمد بن أبي الآدمي الشيخ نور الدين، قال ابن حجر: قرأت عليه في الفقه والعربيّة، وكان على طريقة مثلي من الدين والعبادة والخير والانجماع ولازمه كثيرا. شيوخ العربيّة: 1- محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الغماري المصري المالكي (720- 802) وكان كثير الاستحضار للشواهد واللغة مع مشاركة في الأصول والفروع، ودرس القراءات في الشيخونية وهو خاتمة من كان يشار إليه في القراءات العربية، سمع عليه الحافظ ابن حجر القصيدة المعروفة بالبردة بسماعه لها على أبي حيان بسماعه من ناظمها، وأجاز له غير مرّة كما أجازه مروياته عن غيره، وكان عارفا بالعربيّة كثير الحفظ للشعر لا سيما الشواهد قوي المشاركة في فنون الأدب. 2- محمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقيّ الأصل بدر الدين البشتكي الأديب الفاضل المشهور (748- 830 هـ) . حفظ كتابا في فقه الحنفية ثم تحوّل شافعيّا، ثم نظر في كتب ابن حزم، واشتغل في فنون كثيرة، وعني الأدبيات فمهر فيها، لازمه ابن حجر بضع سنين، وانتفع بفوائده وكتبه وأدبياته وطارحه بأبيات وسمع منه الكثير من نظمه وأجاز له ولأولاده، وسبقت الإشارة إلى أنه كان يعيره بعض الكتب الأدبية، وقرأ عليه مجلسا واحدا من مقدمة لطيفة في علم العروض استفاد منه لمعرفة الفن بكماله، كما قرأ عليه البشتكي بعد ذلك في الحديث فهو شيخه، وتلميذه في آن واحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 3- محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشّيرازي الشيخ العلّامة مجد الدين أبو الطاهر الفيروزآباذي (729- 817 هـ) نظر في اللغة فكانت جل قصده في التحصيل فمهر فيها إلى أن فاق أقرانه، اجتمع به في زبيد، وفي وادي الخصيب وناوله جل القاموس المحيط وأذن له مع المناولة بروايته عنه وقرأ عليه من حديثه عدة أجزاء، وسمع منه المسلسل بالأولية بسماعه عن السبكي، وكتب له تقريضا على بعض تخريجاته أبلغ فيه شيخه في أغلب العلوم. هو محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن جماعة الحموي الأصل ثم المصري الشيخ عز الدين ابن المسند شرف الدين (759- 819) . أتقن فنون المعقول إلى أن صار هو المشار إليه في الدّيار المصرية في هذا الفن.. ولم يكن يقرأ عليه كتاب من الكتب المشهورة إلا ويكتب عليه نكتا وتعقيبات واعتراضات بحسب ما يفتح له أخذ عنه في شرح منهاج الأصول، وجمع الجوامع، ومختصر ابن الحاجب وفي المطوّل لسعد الدين وأجاز له غير مرة ولأولاده، وقال البقاعي: وأجل من أخذ عنه المعقول والأدبيات علامة الدّنيا الشيخ عز الدين بن جماعة، ولازمه طويلا، وأخذ عنه علما جزيلا. وقال السخاوي: إن ابن جماعة كان يقول: أنا أقرأ في خمسة عشر علما لا يعرف علماء عصري أسماءها» . ولازمه الحافظ ابن حجر في غالب العلوم التي كان يقرؤها من سنة 790 هـ إلى أن مات سنة 819 هـ ولم يخلف بعده مثله كما قال في «إنباء الغمر» . مصنّفاته: قال الشّمس السّخاويّ تلميذ الحافظ ابن حجر: «وزادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه، والأصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفا رزق فيها من السّعد والقبول خصوصا «فتح الباري بشرح البخاري» الّذي لم يسبق نظيره أمرا عجبا» [ (1) ] . بلغت مصنفاته أكثر من اثنين وثلاثين ومائة تصنيف، وها هي مرتبة على حروف المعجم. 1- الآيات النّيرات للخوارق المعجزات.   [ (1) ] الضوء اللامع 2/ 38. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 2- اتباع الأثر في رحلة ابن حجر. 3- إتحاف المهرة بأطراف العشرة. 4- الإتقان في فضائل القرآن. 5- الأجوبة المشرقة على الأسئلة المفرقة. 6- الإحكام لبيان ما في القرآن من إبهام. 7- أربعون حديثا متباينة الأسانيد بشرط السّماع. 8- أسباب النزول. 9- الأسئلة الفائقة بالأجوبة اللائقة. 10- الاستبصار على الطّاعن المعثار. 11- الاستدراك على الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء. 12- الاستدراك على الكاف الشّاف. 13- الإصابة في تمييز الصّحابة. 14- أطراف المختارة. 15- أطراف الصّحيحين. 16- أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي. 17- الإعجاب ببيان الأسباب. 18- الإعلام بمن ذكر في البخاري من الأعلام. 19- الإعلام بمن ولي مصر في الإسلام. 20- الإفصاح بتكميل النّكت على ابن الصلاح. 21- الأفنان في رواية القرآن. 22- إقامة الدّلائل على معرفة الأوائل. 23- الألقاب. 24- أمالي ابن حجر. 25- الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع. 26- الإنارة في الزّيارة. 27- إنباء الغمر بأنباء العمر. 28- الانتفاع بترتيب الدار الدّارقطنيّ. 29- انتقاض الاعتراض. 30- الأنوار بخصائص المختار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 31- الإيناس بمناقب العبّاس. 32- البداية والنهاية. 33- بذل الماعون بفضل الطّاعون. 34- البسط المبثوث في خبر البرغوث. 35- بلوغ المرام بأدلّة الأحكام. 36- بيان الفصل بما رجح فيه الإرسال على الوصل. 37- تبصير المنتبه بتحرير المشتبه. 38- تبيين العجب بما ورد في فضل رجب. 39- تجريد التّفسير. 40- تحرير الميزان. 41- تحفة أهل التّحديث عن شيوخ الحديث. 42- تحفة الظّراف بأوهام الأطراف. 43- تخريج أحاديث الأذكار للنّووي. 44- تخريج أحاديث الأربعين للنّووي. 45- تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب. 46- تخريج الأربعين النّووية بالأسانيد العليّة. 47- التّعريج على التّدريج. 48- ترجمة النّووي. 49- تسديد القوس في مختصر مسند الفردوس. 50- التّشويق إلى وصل المهم من التّعليق. 51- تصحيح الرّوضة. 52- تعجيل المنفعة برواية رجال الأئمة الأربعة. 53- التّعريف الأوحد بأوهام من جمع رجال المسند. 54- تعريف أولي التّقدير بمراتب الموصوفين بالتّدليس. 55- تعريف الفئة بمن عاش مائة. 56- تعقّبات على الموضوعات. 57- تعليق التّعليق. 58- تقريب التّقريب. 59- تقريب التّهذيب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 60- تقريب المنهج بترتيب المدرج. 61- تقويم السّناد بمدرج الإسناد. 62- التّمييز في تخريج أحاديث الوجيز. 63- تهذيب التّهذيب. 64- تهذيب المدرج. 65- توالي التّأسيس بمعالي ابن إدريس. 66- توضيح المشتبه للأزدي في الأنساب. 67- التّوفيق بتعليق التّعليق. 68- الجواب الجليل عن حكم بلد الخليل. 69- الجواب الشّافي عن السّؤال الخافي. 70- الخصال المكفّرة للذنوب المقدّمة والمؤخّرة. 71- الخصال الواردة بحسن الاتّصال. 72- الدّراية في منتخب تخريج أحاديث الهداية. 73- الدّرر. 74- الدّرر الكامنة في أعيان المائة الثّامنة. 75- ديوان شعر. 76- ديوان منظور الدّرر. 77- ذيل الدّرر الكامنة. 78- ردّ المحرم عن المسلم. 79- الرّسالة العزية في الحساب. 80- رفع الإصر عن قضاة مصر. 81- الزّهر المطلول في بيان الحديث المعلول. 82- الزهر النّضر في أنباء الخضر. 83- السّبعة النّيرات في سبعة أسئلة عن السّيد الشريف في مباحث الموضوع. 84- سلوت ثبت كلوت: التقطها من ثبت أبي الفتح القاهريّ. 85- شرح الأربعين النّوويّة. 86- شرح سنن التّرمذي. 87- شرح مناسك المنهاج. 88- شرح منهاج النّووي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 89- شفاء الغلل في بيان العلل. 90- الشّمس المثيرة في معرفة الكبيرة. 91- طبقات الحفّاظ. 92- عرائس الأساس في مختصر الأساس، للزمخشريّ. 93- عشاريات الأشياخ. 94- عشرة أحاديث عشاريّة الإسناد. 95- عشرة العاشر. 96- فتح الباري بشرح البخاري. 97- فضائل شهر رجب. 98- فهرست مرويّاته. 99- فوائد الاحتفال في بيان أحوال الرّجال، لرجال البخاري. 100- الفوائد الجمّة فيمن يجدد الدّين لهذه الأمّة. 101- قذى العين من نظم غريب البين. 102- القصارى في الحديث. 103- القول المسدّد في الذّبّ عن المسند. 104- الكاف الشّاف في تحرير أحاديث الكشّاف. 105- كشف السّحر عن حكم الصّلاة بعد الوتر. 106- لذّة العيش بجمع طرق حديث «الأئمّة من قريش» . 107- لسان الميزان. 108- المجمع المؤسّس في المعجم المفهرس. 109- مختصر البداية والنّهاية لابن كثير. 110- مختصر تهذيب الكمال. 111- الرحمة الغيثيّة عن التّرجمة اللّيثية. 112- مزيد النّفع بما رجح فيه الوقف على الرفع. 113- المسلسل بالأوليّة بطرق علية. 114- المسند المعتلي بأطراف الحنبلي. 115- المشتبه. 116- المطالب العالية من رواية المسانيد الثّمانية. 117- المطالب العالية في زوائد الثّمانية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 118- المقترب في بيان المضطرب. 119- المقصد الأحمد فيمن كنيته أبو الفضل واسمه أحمد. 120- الممتع في منسك المتمتع. 121- المنحة فيما علق به الشّافعي القول على الصحة. 122- منسك الحج. 123- النبأ الأنبه في بناء الكعبة. 124- نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر. 125- نزهة الألباب في الأنساب. 126- نزهة القلوب في معرفة المبدل عن المقلوب. 127- نزهة النّظر بتوضيح نخبة الفكر. 128- النكت الحديثية على كتاب ابن الصّلاح. 129- نهاية التقريب وتكميل التّهذيب بالتذهيب. 130- النيرات السّبعة، ديوان ابن حجر. 131- هداية الرّواة إلى تخريج المصابيح والمشكاة. 132- هدي السّاري لمقدمة فتح الباري. مرضه ووفاته بدأ المرض بحافظ الدنيا ابن حجر طيب اللَّه مثواه في ذي الحجة سنة 852 هـ، وفي الحادي عشر منه حضر مجلس الإملاء كما أملى في يوم الثلاثاء الخامس عشر من الشهر المذكور مجلسا وهو متوعّك، ثم تغير مزاجه وأصبح ضعيف الحركة. وخشي الأطباء أن يناولوه مسهلا لأجل سنه فأشير «بلبن الحليب» ، فتناوله فلانت الطبيعة قليلا وأدى ذلك إلى نشاط ... وصار مسرورا بذلك، ولكنه لم يشف من مرضه تماما ... ثم عاد إلى الكتمان وتزايد الألم بالمعدة وكان يقول هذا بقايا الغبن من سنة تسع وأربعين وتوابعها، ولم يستطع أن يؤدي صلاة عيد الأضحى الّذي صادف يوم الثّلاثاء، وهو الّذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، ثم توجه إلى زوجته الحلبية، وكأنه أحس بدنوّ أجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها واسترضاها وكان ينشد: ثاء الثّلاثين قد أوهت قوى بدني ... فكيف حالي وثاء الثّمانينا [البسيط] وتردّد إليه الأطباء، وهرع النّاس من الأمراء والقضاة والمباشرين. لعيادته، وقبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 منتصف شهر ذي الحجة من سنة 852 هـ أشيع أن شيخ الإسلام قد توعك فأنشأ يقول: (من المجتث) أشكو إلى اللَّه ما بي ... وما حوته ضلوعي قد طال السّقم جسمي ... بنزلة وطلوعي. وكان مرضه قد دام أكثر من شهر، حيث أصيب بإسهال ورمي دم (ديسانتري) ، غير أن السّخاوي يقول: «ولا استبعد أنه أكرم بالشهادة فقد كان طاعون قد ظهر» . ثم أسلم الروح إلى بارئها في أواخر شهر ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. واختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، على أنهم يتفقون جميعا تقريبا على أنها- وفاته- كانت في ليلة السّبت من ذي الحجة، والاختلاف ينحصر في تحديدهم لأي سبت منه، وهذا يرجع إلى أن الأرقام عرضة للتحريف أكثر من غيرها فجعلها بعضهم في الثامن والعشرين من ذي الحجة، وجعلها آخرون في التاسع عشر منه، على حين ذكرها فريق ثالث في ثامن عشر من ذي الحجة سنة 852 هـ. وترك وصيته التي نقل السّخاوي نصها، مستقاة من سبطه يوسف بن شاهين، ومما ورد فيها أنه أوصى لطلبة الحديث النبوي والمواظبين على حضور مجالس الإملاء بجزء من تركته. وفي أواخر أيامه عاده قاضي القضاة سعد الدين بن الديري الحنفي فسأله عن حاله، فأنشده أربعة أبيات من قصيدة لأبي القاسم الزّمخشريّ هي: (من الكامل) قرب الرّحيل إلى ديار الآخرة ... فاجعل إلهي خير عصري آخره وارحم مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخره فأنا المسيكين الّذي أيّامه ولت ... بأوزار غدت متواتره فلئن رحمت فأنت أكرم راحم ... فبحار جودك يا إلهي زاخره وصلي عليه بمصلاة بكتمر المؤمن، حيث أمر السّلطان جقمق بأن يحضر إلى هناك ليصلي عليه، وتقدم في الصلاة عليه الخليفة بإذن من السلطان. وحضر الشيوخ وأرباب الدولة وجمع غفير من الناس، وازدحموا في الصلاة عليه حتى حزر أحد الأذكياء من مشى في جنازته بأنهم نحو الخمسين ألف إنسان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 ومن شدة حب الناس، وإكرامهم له تصور البعض أن الخضر صلى عليه كما ذكر ذلك صاحب مفتاح السعادة، فقال: ومن جملة من صلّى عليه «الخضر عليه السلام رآه عصابة من الأولياء» . وكان يوم موته عظيما على المسلمين وحتى على أهل الذمة، وشيعته القاهرة إلى مدفنه في القرافة الصغرى، وتزاحم الأمراء والأكابر على حمل نعشه، ومشى إلى تربته من لم يمش نصف مسافتها قطّ، فدفن تجاه تربة الديلميّ بتربة بني الخروبي بين مقام الشّافعي ومقام سيدي مسلم السّلمي، وكانت وصيته خلاف ذلك، وقد سنحت لي الفرصة بزيارة قبر الحافظ ابن حجر رحمه اللَّه، فتبين لي أنه يقع في مسافة تقدر بحوالي 1500 م من مقام الإمام الشافعيّ. وقيل: إن السماء أمطرت على نعشه مطرا خفيفا فعد ذلك من النوادر. ذكر من رثاه: وما أحقه بقول ابن دريد في قصيدة طويلة: البسيط: إنّ المنيّة لم تتلف بها رجلا ... بل أبلغت علما للدّين منصوبا كان الزّمان به تصفو مشاربه ... والآن أصبح بالتّكدير مقطوبا كلّا وأيّامه الغرّ الّتي جعلت ... للعلم نورا وللتّقوى محاريبا وبقول غيره: الكامل: ذهب العليم بعيب كلّ محدّث ... وبكلّ مختلف من الإسناد وبكلّ وهم في الحديث ومشكل ... يعنى به علماء كلّ بلاد وبقول غيره. الوافر: بكيت على فراقك كلّ يوم ... وأمليت الحوار من الجفون ولو كان البكاء بقدر شوقي ... لملّته العيون من العيون وبقول غيره: البسيط: رزء ألمّ فقلب الدّهر في وهج ... وأغفل النّاس منسوب إلى الهوج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 وللقلوب وجيب في مراكزها ... مهول فهو بتشقيق الصّدور حجي وللعيون انهمال كالغمام بكا ... فكلّ فجّ به عال من اللّجج يا واحد العصر يا من لا نظير له ... إذ كلّ شخص من الأمثال في لجج يا شيخ الإسلام يا مولى لقد خضعت ... غلب الرّجال لما تبدي من الحجج يا برّ حلم بحور العلم قد تركت ... لمّا سمعنا بداع، مقبل سمج أصمّ أسماعنا لمّا تلا سحرا ... قد مات من تهزم الأهوال حين نجي قاضي القضاة المفدّى من بني حجر ... من خلقه ليس في شيء من الحرج فلو رضي الدّهر منّا فدية عظمت ... إذا وحقّك جدنا فيك بالمهج ولو حميت بضرب السّيف ما وجدت ... لها المنايا إليك الدّهر من ولج في حقّ عهدك ما زلنا ذوي شغف ... بعهد ودّ لكم بالرّوح ممتزج حفّت سجاياك والألباب قد رجحت ... بها نهاك من الإحصاء بالثّبج ألفت يا حلو، مرّ الصّبر ترشفه ... فأنت للصّبر صبّ بالغرام شجي من للقيام بجنح اللّيل مجتهدا ... تبيت ترفعه آيات ذي الدّرج تعلي النّحيب خضوعا والأسى قلقا ... كأنّه في الدّياجي بالحراب وجي قد كان مصرك ليلا كالنّهار به ... شهاب فضلك يغنيه عن السّرج واليوم بعدك مثل اللّيل في سدف ... يا لهف قلبي فما صبح بمنبلج لكأنّ فقدك فقد النّاس كلّهم ... وفقد غيرك قد يلفى من الفرج من للأحاديث يحييها ويحفظها ... فوقته ليس حمّال إليه يجي قد كنت للسّنّة الغرّا شهاب علا ... حميت آفاقها عن مارد علج من كان في علمه في الشّكّ مرتبكا ... فأنت في علمك الأشيا على ثلج وأنت أذكى الورى قلبا ورائحة ... كأنّما كنت مسكا طيّب الأرج لهفي عليك شهاب الدّين من رجل ... لمّا ترحّلت صار النّاس في مرج قد كنت حافظهم في كلّ معضلة ... فبعدك اليوم لا تسأل عن الهمج كانوا إذا أوهموا معنى وأخر سهم ... فتحت كلّ عم منهم ومرتتج [ (1) ] لمّا ركبت على الحدباء ما أحد ... إلّا انحنى منه ظهر غير ذي عوج روحي فداء لبال قد ظفرت بها ... لديك يا حبر بالآمال بالحجج أروق سمعي بدرّ النّطق منك وما ... طرفي بممتنع من وحيك البهج   [ (1) ] مرتتج: المرتتج: الّذي استغلق عليه الكلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 كأنّه لم يكن يوما فيا أسفا ... ما كنت من بعد ما مرّت بمبتهج كلّا لعمري وإنّي فالق كبدي ... حزني عليك وقلبي جدّ ملتعج ولا أحبّ ديارا قد قبضت بها ... فنحوها بعد بعد منك لم أعج نعم وأبغضت واللَّه الحياة بلا ... وجود أنسك فاعلم ذاك وابتهج لهفي على مجلس الإملا وحاضره ... من كلّ حبر لسبل الخير منتهج كم فيه من راس راس هزّ من عجب ... والجمع من شدّة الإصغاء لم يمج كأنّنا لم نكن يوما لديك ولا ... بقولك العذب منّا قطّ سرّ نجي فيا دوام افتكاري للسّرور بكم ... ويا بكائي طوال الدّهر والأبج [ (1) ] لأملأنّ بسيط الأرض من أدب ... ركّبت فيك معانيه من البرج جمعت قلبا بحبّ فيك ممتلئا ... إلى لسان بأنواع الرّثا لهج [ (2) ] عليك منّي تحيّات أردّدها ... ما هيّج الورق قلبا فيك ذا وهج وجاد مهدك في صوب الرّضا مزن ... يا بحر يحيي بقاع الأرض بالثّبج ومنهم العلامة الشّهاب أبو الطّيّب أحمد بن محمد الحجازي فأنشدني لفظه لنفسه قوله: الكامل: كلّ البريّة للمنيّة صابره ... وقفولها شيئا فشيئا سائره والنّفس إن رضيت بذا ربحت وإن ... لم ترض كانت عند ذلك خاسرة وأنا الّذي راض بأحكام مضت ... عن ربّنا البرّ المهيمن صادره لكن سئمت العيش من بعد الّذي ... قد خلّف الأفكار منّا حائرة هو شيخ الإسلام المعظّم قدره ... من كان أوحد عصره والنّادره قاضي القضاة العسقلانيّ الّذي ... لم ترفع الدّنيا خصيما ناظره وشهاب دين اللَّه ذو الفضل الّذي ... أربى على عدد النّجوم مكاثره لا تعجبوا لعلوّه فأبوه من ... قبل عليّ في الدّنا والآخرة هو كيميا العلم وكم من طالب ... بالكسر جاء له فأضحى جابره لا بدع أن عادت علوم الكيميا ... من بعد ذا الحجر المكرّم بائره   [ (1) ] الأبج محركة الأبد: القاموس المحيط 1/ 100. [ (2) ] الرّثا مقصورة ضرورة، والرثاء تعداد محاسن الميت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 لهفي على من أورثتني حسرة ... درس [ (1) ] الدّروس عليه إذ هي حاسره لهفي على المدح استمالت للرّثا ... وقصور آياتي غدت متقاصره لهفي عليه عالما، بوفاته ... درست دروس والمدارس بايره لهفي على الإملاء عطّل بعده ... ومعاهد الأسماع إذ هي شاغرة لهفي عليه حافظ العصر الّذي ... قد كان معدودا لكلّ مناظرة لهفي على الفقه المهذّب والمحرر ... حاوي المقصود عند محاوره لهفي على النّحو الّذي تسهيله ... مغني اللّبيب مساعد لمذاكره لهفي على اللّغة الغريبة كم أرانا ... معربا بصحاحها المتظاهرة لهفي على علم العروض تقطّعت ... أسبابه بفواصل متغايره لهفي عليه خزانة العلم الّتي ... كانت بها كلّ الأفاضل ماهره لهفي على شيخي الّذي سعدت به ... صحب وأوجه ناظريه ناضرة لهفي على التّقصير منّي حيث كم ... أملا النّواحي بالنّواح مبادره لهفي على عذري عن استيفاء ما ... تحوي وعجزي أن أعدّ مآثره لهفي على لهفي وهل ذا مسعدي ... أو كان ينفعني شديد محاذره لهفي على من كلّ عام للهنا ... تأتي الوفود إلى حماه مبادره [ (2) ] والآن في ذا العام جاءوا للعزا ... فهيه وعادوا بالدّموع لهامره [ (3) ] قد خلّف الدّنيا خرابا بعده ... لكنّما الأخرى لديه عامره وبموته شقي الفؤاد وأعلم ... العين انثنت في حالتيها شاغرة ولي المعاجر طابقت إذ للرّثا ... أنا ناظم وهي المدامع ناشره فكأنّه في قبره سرّ غدا ... في الصّدر، والأفهام عنه قاصره وكأنّه في اللّحد منه ذخيرة ... أعظم بها درر العلوم الفاخرة وكأنّه في رمسه سيف ثوى ... في الغمد مخبوء ليوم الثّائره وكأنّه كشف الغطاء له فإن ... قربت منيّته أفاض محاجره وغدا بأبيات الرّثا متمثّلا ... وحبا بها بعض الصّحاب وسارره [ (4) ]   [ (1) ] انقطاع الدروس. [ (2) ] الهنا بمعنى التهنئة. [ (3) ] والعزا بمعنى التعزية. [ (4) ] من السرّ الّذي أسر به إليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 ونعى بها من قبل ذلك نفسه ... أكرم بها يا صاح نفسا طاهره ولصاحب الكشّاف يعزى نظمها ... والعدّ منها أربع متفاخره وأنا الّذي ضمّنتها مرثيّتي ... جهرا وأوّلها بغير مناكره قرب الرّحيل إلى ديار الآخرة ... فاجعل إلهي خير عمري آخره وارحم مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخره فأنا المسيكين الّذي أيّامه ... ولّت بأوزار غدت متواتره فلئن رحمت فأنت أكرم راحم ... فبحار جودك يا إلهي زاخره هذا لعمري آخر الأبيات إذ ... هي أربع كملت تراها باهره وأنا أعود إلى رثائي عودة ... تجلو لسامعها بغير منافره قهرتني الأيّام فيه فليتني ... في مصر متّ وما رأيت القاهره هجرتني الأحلام بعدك سيّدي ... واحرّ قلب قد رمي بالقاهرة من شاء بعدك فليمت أنت الّذي ... كانت عليك النّفس قدما حاذره وسهرت مذ صرخ النّعيّ بزجرة ... فإذا هم من مقلتي بالسّاهرة ورزئت فيه فليت أنّي لم أكن ... أوليت أنّي قد سكنت مقابره رزء، جميع النّاس فيه واحد ... طوبى لنفس عند ذلك صابره يا نوم، عيني لا تلمّ بمقلتي ... فالنّوم لا يأوي لعين ساهره يا دمع، واسقي تربه ولو أنّها ... بعلومه جرت البحار الزاخرة يا حبر فارحل ليس قلبي فارغا ... سكنته أحزان غدت متكاثره يا نار شوقي بالفراق تأجّجي ... يا أدمعي بالمزن كوني ساجره [ (1) ] يا قبر، طب قد صرت بيت العلم أو ... عينا به إنسان قطب الدائرة يا موت، إنّك قد نزلت بذي النّدى ... ومذ استضفت حباك نفسا خاطره يا ربّ فارحمه وسقّ ضريحه ... بسحائب من فيض فضلك غامره يا نفس صبرا فالتّأسّي كائن ... بوفاة أعظم شافع في الآخرة المصطفى زين النّبيّين الّذي ... حاز العلا والمعجزات الباهره صلّى عليه اللَّه ما صال الرّدى ... فينا وجرّد للبريّة باتره وعلى عشيرته الكرام وآله ... وعلى صحابته النّجوم الزّاهره ومنهم الشّهاب أحمد بن محمد بن علي المنصوري صاحب القصيدة الماضية   [ (1) ] وإذا البحار سجّرت (فهي بالجيم وليست بالخاء) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 ذكرها في المدائح، فقال يوم وفاة صاحب الترجمة: الرّجز قد بكت السّحب على ... قاضي القضاة بالمطر وانهدم الرّكن الّذي ... كان مشيدا من حجر ومنهم الفاضل أبو هريرة عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عثمان بن النقاش الأصم البسيط: قفا نبك بالقاموس الغامض الزّجر ... والمرسلات بماء الغيث والمطر مذكّرا لك بالأذكار ذا أسف ... على المعاهد والرّوضات والأثر على ديار إذا صحّ الحديث ولي ... في الحسن معتقد والضعف للغير على رباع خلا درس الحديث بها ... والرّبع عاف ومحتاج إلى الحجر وقل لذي عذل في عبرة سمحت ... دعها سماويّة تجري على قدر وقل لعيني الّتي بالدّمع قد نزحت ... يا عين، جودي ولا تبقي ولا تذري وابكي بموج وما المقياس يحصره ... قاضي القضاة أمير المؤمنين في الأثر قاضي القضاة أمير المؤمنين سمي ... بأحمد بين علي ذي الرّحلة الحجر أكرم بها مدحة ما حازها أحد ... في عصرنا غير نزر قلّ في العصر وع الكتابة واحفظها وسق سندا ... وخلّ عنك سواد الطّرس بالحبر يا موت، ذكّرتني موت النّبيّ به ... الهاشمي المصطفى المبعوث من مضر ذكّرتني العمرين [ (1) ] الصّاحبين أبا ... بكر الصّدّيق مع الفاروق [ (1) ] من عمر يا خنس ها أدمعي مع دمعك ائتلفا ... ثمّ اختلفتا بكا في الصّخر والحجر يا خنس، لو نظرت عيناك لمّته ... وما حوت من فخار العلم والخفر يا خنس، لو سمعت أذناك منطقه ... من ثغر مبسمه المنظوم بالدّرر يا خنس، إنّي عن عين له نظرت ... ليس العيان [ (2) ] كما قد قيل كالخبر يا خنس، قد قلت في صخر مراثيه ... فحوّل الحزن بالإسناد للحجر مصيبة عمّت الدّنيا بأجمعها ... رمي بها زحل بالقوس والوتر بالبحر والنّهر والبحرين إذ جمعا ... أبكيه من عبرة تجري بلا ضجر   [ (1) ] يقال العمرين يعني أبا بكر وعمر. [ (2) ] العيان (بفتح العين) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 إن ذكّرتني بوقت صخرها غسقا ... أو نكّرتني بوقت الصّيف في السّحر فكلّ أوقاتي الغرّا مسبّلة ... جاها وعلما وما يزرى من البدر شبّهته جالسا في الدّرس في فئة ... هم النّجوم ووجه الشيخ بالقمر وهم طباق وهم يهدى السّبيل بهم ... من حوله أنجم كالأنجم الزّهر هم الرّجال ولكن شيخهم رجل ... رجاله سند في مسند الخبر ساد الرّجال وكم قد ساد من رجل ... يسوقه بعد تحويل من السّطر يملي الحديث ببيبرس حوى سندا ... عال إلى سيّد الكونين والبشر تاللَّه لو سمعت حذّاق شرعتنا ... سوق الأسانيد في إملائه الجهر ولو رأوا يده في فرع روضته ... أو فسّرت آية في محكم السّور أو ما يوصّله في الدّين معتقدا ... أو رتّبت سندا من نخبة الفكر أو أظهرت حكمة للشّافعيّ خفت ... يستخرج الكلّ من خرم من الإبر أثنوا عليه ومن أضحى يخالفه ... بمنزل دحص كقشعم الحجر أبكي عليه وقد شالوا جنازته ... ونقّطت مزنة من نسمة السّحر أنقى من الثّلج إشراقا وريحتها ... أذكى من المسك والنّدا الذكي العطر وبشّرت برضا الرّحمن خالقه ... والحور قد زيّنت بالحلي في السّرر وعدته قائلا للقلب منه عسى ... وهل يفيد عسى مع سابق القدر يا قلب، قد كنت تخشى الموت ذا حذر ... وليس ذو حذر ينجو من القدر وأنت للعالم النّقّاش منتسب ... وكم معان خفت تأتيك في الصّور خفت المنون وما قد كنت تحسبه ... قد جاء منتقشا كالنّقش في الحجر إن غاب شخصك يا مولاي عن نظري ... وغيّبوا وجهك المحبوب في القبر في أساريرك الحسناء مشرقة ... سبط من الحسنيين الخلق والبشر يا من مراحمه للخلق واسعة ... عمّت نجيّا ومن في دينه الخطر اجعل على متن هذا القبر سابغة ... من لؤلؤ رطب عذب ذكي عطر والسّامعين ومن يعزى لمذهبهم ... تحدو على سنّة الهادي النّبي المضري وقل لمن سمع الأبيات يسترها ... فاللَّه يستره في الورد والصّدر قدّمتها سلعة مزجا وناظمها ... يعدّها خجلا من أعظم الكبر وأذن بسحب صلاة منك ثمّ رضا ... على نبيّ الهدى والبشر والبشر وآله وجميع الصّحب قاطبة ... بهم هدي أمم في البدو والحضر ما غرّدت ورقه في الأيك آصرة ... بزورة المصطفى والبيت والحجر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 موت الإمام شهاب الدّين قد جزعت ... له العلوم وما يروى من الأثر وقال ربع علوم الشّرع مكتئبا ... به درست فما تلقون من أثر [الكامل] : إنّ الحياة ذميمة من بعد ما ... قبض الإمام العسقلانيّ الشّافعي يا نفس، طيبي بالممات وحافظي ... أن تلحقي هذا الإمام وتابعي [المجتث] : بكت سماء وأرض ... عليك يا عسقلاني لكنّنا نتسلّى ... إذ ما سوى اللَّه فاني [الكامل] : الجفن قد حاكى السّحاب وناظره ... فأعذر إذا فقد المتيّم ناظره لو أنّ عاذله رأى ما قد رأى ... لغدا له بعد الملامة عاذره يا عاذلي، دعني فلي حزن على ... طول المدى لم يلق يوما آخره ذاب الفؤاد وقد تقطّع حسرة ... أسفا على قاضي القضاة النّادره أعني شهاب الدّين ذا الفضل الّذي ... عن وصفه أفهام مثلي قاصره العسقلانيّ [ (1) ] الّذي كانت إلى ... أبوابه تأتي الوفود مهاجره يا عين، إنّي ناظم مرثيّة ... فيه فكوني للمدامع ناثره للَّه أيّاما به ولياليا ... سلفت وكانت بالتّواصل زاهره تاللَّه، لم يأت الزّمان بمثله ... أبدا ولم ير مثله من عاصره شهدت له كلّ العقول بأنّه ... ما مثله هو درّة هي فاخره دانت لفطنته العلوم فلم تزل ... أبدا إليه كلّ وقت سائره يا أيّها الشعراء، هذا سوقكم ... كانت له تأتي التّجار مبادره واليوم أغلق بابه فلأجل ذا ... أضحت تجارتكم لديكم بائره كم من حديث قد رواه مسلسلا ... ومدبّجا وله معان ظاهره وكذا غريبا مسندا ومصحّحا ... جملا وأخبارا غدت متواتره إنّي لأعجز أن أعدّ فضائلا ... فيه وأعجز أن أعدّ مأثره كم طالب أقلامه من بعده ... جفّت ولم تمسك يداه محابره   [ (1) ] الرفع أولى ويكون خبر المبتدإ محذوف تقديره هو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 أسفا عليه نقول يا نفس اصبري ... فتقول: ما أنا عند هذا صابره درست دروس العلم بعد وفاته ... ومعاهد الإملاء أضحت دائره أسفي على قاضي القضاة مؤبّد ... زفرات قلبي كلّ وقت ثابره أسفي على شيخ العلوم ومن غدت ... أفكار كلّ الخلق فيه حائرة أسفي على من كان بين صحابه ... كالبدر في وسط النّجوم الزّاهره ولقد نعى قبل المنية نفسه ... إذ كلّ نفس للمنيّة صائره لا رأى أجل الحياة قد انقضى ... أضحى يشير إلى الصّحاب مبادره ويقول أبياتا وليست نظمه ... لكن بلفظ منه أضحت فاخره وزمخشريّ ناظم أبياتها ... هي أربع معدودة متواترة كلّ الورى من بعده اشتغلوا بها ... فاسمع فأوّلها أقول مذاكرة قرب الرّحيل إلى ديار الآخرة ... فاجعل إلهي خير عمري آخره وارحم مبيتي في القبور ووحدتي ... وارحم عظامي حين تبقى ناخره فأنا المسيكين الّذي أيّامه ... ولّت بأوزار غدت متواتره فلئن رحمت فأنت أرحم راحم ... فبحار جودك يا إلهي زاخره ها آخر الأبيات قد أوردتها ... فيما نظمت تبرّكا ومكاثره وأعود أذكر بعد ذلك حالتي ... وأبثّ أحزانا بقلبي حاضره وأقول: مات أبو المكارم والنّدى ... ملقي الدّروس وذو العلوم الباهره ما كان أحسن لفظه وحديثه ... ما كان قطّ يملّه من عاشره ولو انّه يفدى لكنت له الفدى ... وأودّ لو أنّي سددت مقاصره لهب بقلبي بعده لا ينطفي ... ودموع عيني لم تزل متقاطره فاللَّه يسقي قبره ماء الحيا ... أبدا ويورده سحابا ماطره ثمّ الصّلاة على النّبيّ وصحبه ... وعلى جميع التّابعين أوامره يا درّة فقدت وكانت فاخره ... في بدء خير حوّلت للآخرة من كلّ علم حاز أكبره فره ... عزّ الفخار تصل بحارا زاخره شطن الرّجا كانت لطالب برّه ... من بعد أشجان بفضل ماخره تعنو الرّؤوس إلى وجوه بديعه ... وإذا عصته أتت إليه ذاخره وهو المكرّم والكريم بناته ... مع علمه لو أمّ كعبا فاخره ليلى بعاذرها فشاغل قلبها ... ولمن سواه بذي الدّعاوي شاجره تجري عليه مودّعا روحي ولن ... تشغل ولو صارت عظاما ناخره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 قد كان أوّل شاغل قلبي هوى ... وبهونه فالصّبر عدّى آخره [الطويل] : شهاب المعالي بينما هو طالع ... فعاجلنا فيه القضا والقوارع إلى اللَّه إنّا راجعون وحسبنا ... ونعم الوكيل اللَّه فيما نواقع فقد أورث الآفاق حزنا وذلّة ... وأظلمت الأكوان ثمّ المطالع وأطلق دمع العين تجري سحائبا ... وأجرى عيون السّحب فهي هوامع وصيّر طرفي لا يملّ من البكا ... وأحرق قلبا بالجوانح هالع وفرّق جمع الشّمل من بعد إلفه ... وألّف درّ الدمع في الخدّ لامع فوجدي وصبري في الرّثاء بيانيا ... فوجدي موجود وصبري ضائع فصبرا لما قد كان في سابق القضا ... فليس لمقدور المنيّة دافع وطلّقت نومي والتّلذّذ والهنا ... وألزمت نفسي أنّني لا أراجع وصاحب سهدي والتّأسّف والأسى ... فواصلتها لمّا جفتني المضاجع وإنّي غريب لو أقمت بمنزلي ... وإنّي وحيد لا معين أراجع فلهفي على شيخ الحديث وعصره ... فمجلسه للعلم والفضل جامع فلهفي على تلك المجالس بعده ... لفقد أولي التّحقيق قفر بلاقع فلهفي على جدّي وشيخي وقدوتي ... وشيخ شيوخ العصر إذ لا منازع فأوقاته مقسومة في عبادة ... وفضل لمحتاج ببرّ يتابع فقد كان ظنّي أن تكون معاوني ... على كلّ خير مثل ما قيل مانع فعند إلهي قد جعلت وديعتي ... كريم لديه لا يخيب الودائع فرحب الفضا قد ضاق من بعد بعده ... عليّ وفيه بحر فكري واسع فيا موت، زر إنّ الحياة ذميمة ... فمن بعد هذا الحبر إني راجع إمام الهدى والعلم والحلم والتّقى ... وحافظ هذا الوقت للحقّ خاضع ففي النّظم حسّان وفي الجود حاتم ... وفي العلم ليث وهو في الثّبت نافع عفيف السّجايا باسط اليد بالنّدا ... جزيل العطايا ناسك متواضع بزهد له قد كان يحكي ابن آدم ... له ورع بالصّبر للنّفس قانع فأيّامه صوم وفي اللّيل هاجد ... مقيل خشوع ساجد الرّأس راكع فمنهاجه حاو لتنبيه غافل ... وبهجته زانت كما الرّوض نافع وفتح لباريه حواه فوائدا ... يزيل التباسا فهو للشّكل رافع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وتقريبه الأسما لتهذيب طالب ... وفي الجرح والتّعديل كالسّيف ساطع فإن رمت إتقان الحديث فجمعه ... فعن حافظ الإسلام تروى الشّرائع [الطويل] : كأن لم يمت من سواه ولم تقم ... على أحد إلّا عليه النّوائح [البسيط] : إنّي معزّيك لا أنّي على طمع ... من الخلود ولكن سنّة الدّين فما المعزّي بباق بعد صاحبه ... ولا المعزّي ولو عاشا إلى حين [الطويل] : تعزّ بحسن الصّبر عند كلّ فائت ... ففي الصّبر مسلاة الهموم واللّوازم وليس يذود النّفس عن شهواتها ... لعمرك إلّا كلّ ماضي العزائم [الوافر] : لعمرك ما الرّزيّة هدم دار ... ولا شاة تموت ولا بعير ولكنّ الرّزيّة موت شخص ... يموت بموته علم كبير منهج الحافظ ابن حجر في «الإصابة» [ (1) ] يرى ابن حجر أن علم الحديث النبوي من أشرف العلوم الدينية، ومن أجلّ معارفه تمييز أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وقد صنّف في علم معرفة الصحابة عدد كبير من العلماء، ولقد وقف ابن حجر على مصنفاتهم وانتقدها، ثم وجد في وسعه أن يطوّر التّصنيف في هذا الفرع من فروع المعرفة إلى مستوى أعلى، وقد وقعت له بالتتبع، كثير من الأسماء التي لم تكن في المصنفات السابقة على الرغم من أنها تقع في نطاق هذه المصنفات، وبذلك تسنّى له أن يصنّف كتابا كبيرا أكثر استيعابا من غيره لتمييز الصحابة من غيرهم. ولقد بدأ تأليفه في سنة 809 هـ، واستمر العمل فيه إلى ثالث ذي الحجة سنة 847 هـ حيث انتهى من كتابته مع ما فيه من الهوامش، فاستغرق تأليفه ما يقرب من أربعين عاما. وأوضح ابن حجر أنّ الكتابة فيه كانت بالتراخي، وكتبه في المسودات ثلاث مرات، بسبب ما كان يدور في ذهنه من النهوض بهذا اللون من التصنيف، وبسبب الترتيب الّذي   [ (1) ] استفدنا هذا المبحث من الدكتور شاكر محمود عبد المنعم في كتابه ابن حجر العسقلاني ودراسة مصنفاته ومنهجه وموارده في كتاب الإصابة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 ابتكره. وحتى في المرّة الثالثة خرجت النسخة وكأنها مسودة أيضا لكثرة الهوامش والإلحاقات التي كان يضيفها تباعا، وعبر أربعين عاما تقريبا. فعمد دون كلل إلى إلحاق أسماء أخرى وإجراء التصحيح أو التنقيح، وهذا هو نهج العالم الأصيل الّذي يدرك بأن الكمال للَّه وحده، وأن الإنسان وما يعمل بعيد عن الكمال. ولقد تجلّى ورعه في دينه بوضوح في نزعته العلمية الموضوعية، فكان مثال العالم الورع الّذي لا يبتسر الحديث عن شيء ولا يدعي، والقيد الضابط لذلك هو كونه واحدا من تلاميذ مدرسة الإسلام الخالدة. ويحكي ابن حجر قصة تأليف الإصابة على مدى أربعين عاما بقوله: «وقد قيدت بالحمرة أولا، ثمّ بالصفرة ثم بصورة ما يخالطهما وكل ذلك قبل كتابة فصل المبهم من الرجال والنساء ونتساءل هل كمل الإصابة؟ على الرغم من المدة الزمنية الطويلة التي استغرقها تأليف كتاب الإصابة، ورغم عناية مصنفه به، ومتابعته له، فإنّه لم يكمل بشكله النهائي، لأنه خصّص بابا للمبهمات وقد قيد منها كثيرا. فلقد ورد في نهاية نسخة دار الكتب المصرية ذات الرقم 228 طلعت قول الناسخ « ... وقد بقي عليه المبهمات، وقيّد منها كثيرا، ولكن لم أظفر به إن شاء اللَّه تعالى» . وجاء في آخر نسخة دار الكتب المصرية ذات الرقم (229 طلعت) أن آخر كتاب النساء من الإصابة هو آخر ما وجد بخط مصنّف الكتاب. وقال السخاوي وهو يعدد المصنفين في الصحابة « ... وكتاب شيخنا المسمى بالإصابة. جامع لما تفرق منها مع تحقيق، ولكنّه لم يكمل. ويبدو أن كثرة السؤال في تبييضه هي التي دفعت ابن حجر إلى نشره قبل أن يكمل باب المبهمات. وهناك إحالات في الإصابة على المبهمات كقوله مثلا «يأتي في المبهمات ويأتي في الكنى» ، أو كقوله: «وسيأتي ذكر قصتها في المبهمات إن شاء اللَّه» كما وردت ترجمة أبي بجيلة وآخرين في القسم الرابع، وقال تقدموا في الأول وحقهم أن يذكروا في المبهمات، ولكن لا نجد باب المبهمات في المطبوع من الإصابة الّذي طبع أكثر من ست طبعات كما لم يشر أحد من الناشرين أو المحققين إليه، وقد سبقت الإشارة إلى أنه كتب منه كثيرا ولم يظفر به الناسخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وفي الإصابة بعض المواضع البيضاء التي قد يكون تعليلها أنّها من جملة الأشياء التي لم يدونها المؤلف، لأنها تتطلب المزيد من التحقيق. ففي أثناء بعض تراجمه ذكر سهيل بن أبي جندل ثم قال: «ينظر مسند الحارث بن معاوية ويحرر من النسب وغيره» . وقال في موضع آخر عند ترجمة أم سعيد والدة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال: «يكتب من ..... باب الكافور في كتاب الجنائز للبيهقي في السنن الكبير» وجاء في نهاية الترجمة فقال: «وروى ابن سعد ... » ولم يذكر الرواية. وجاء في نهاية ترجمة ما نصه «ينبغي أن يحوّل إلى القسم الرابع» . ترتيب الإصابة على أربعة أقسام ألحّ الكثيرون على ابن حجر في نشر كتابه «الإصابة» ، فاستخار اللَّه في ذلك ورتّبه على أربعة أقسام في كل حرف، وهذا يعني أنه قسّم التراجم المبدوءة في حرف الألف مثلا إلى أربعة أقسام، وكذلك الباء والتاء وهلمّ جرا حتّى آخر الحروف. 1- القسم الأوّل: يقسم القسم الأول بأنه خاص بتراجم الذين وردت صحبتهم بطريق الرواية عنهم أو عن غيرهم، ومهما كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، وشملت تراجم هذا القسم أولئك الذين وقع ذكرهم بما يدل على الصحبة بأي طريق كان. وكان قد رتّب هذا القسم بادئ ذي بدء على ثلاثة أقسام، ثمّ بدا له أن يجعله قسما واحدا، على أنّه ميّز في كل ترجمة ما إذا كانت الطريق التي وردت بها صحبة الصحابي صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، ولذلك فالقراءة في كتاب الإصابة تستوجب يقظة وتركيزا وإمعانا والقارئ مطالب بذلك إن شاء الوصول إلى الدقة والصواب. 2- القسم الثّاني: وخصّص القسم الثاني لتراجم من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال وقد مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهم دون سن التمييز وبين أن ذكر هؤلاء الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق لغلبة الظنّ على أنه- صلّى اللَّه عليه وسلم رآهم، وهذه الفكرة إنما تستند إلى أنّ الصحابة- رضي اللَّه عنهم- كانوا حريصين على إحضار أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنكهم ويسميهم تبركا به، والأخبار بذلك شهيرة، واستند ابن حجر في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 تثبيت هذه الفكرة على أحاديث صحيحة وردت في صحيح مسلم وفي مستدرك الحاكم، وكتاب الصحابة لابن شاهين. وأعطى المبرر الّذي دعاه إلى إفرادهم عن أهل القسم الأول بقوله: «لكن أحاديث هؤلاء عنه- أي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث. 3، القسم الثّالث: والقسم الثالث خاصّ بتراجم أولئك الذين ذكروا في الكتب من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا. وهؤلاء ليسوا أصحابه باتفاق أهل العلم بالحديث على الرغم من أن بعضهم قد ذكر في كتب معرفة الصحابة، لكن مصنفيها أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلّا بمقاربتهم لتلك الطبقة، ولم يجزموا بأنهم من أهلها. ومن هؤلاء المصنّفين أبي حفص بن شاهين (ت 385 هـ) وأبي عمر بن عبد البر (ت 463 هـ) . وأحاديث هؤلاء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث. 4- القسم الرّابع: وهو خاص بتراجم أولئك الذين ذكروا في الكتب على سبيل الوهم والغلط وبيان ذلك بالأدلة وبأسلوب أهل الحديث وطرائقهم. ولم يذكر فيه إلّا ما كان الوهم فيه بيّنا، وأمّا مع وجود احتمال عدم الوهم فلم يلجأ إلى ذكره، إلّا إذا كان ذلك الاحتمال يغلب على ظنّه بطلانه قال ابن حجر: «وهذا القسم الرابع لا أعلم من سبقني إليه، ولا من حام طائر فكره عليه، وهو الضالة المطلوبة في هذا الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه من هذا الفن اللبيب الماهر. والحق أنّ ابن حجر لم يسبق في إفراد تراجم الذين ذكروا على سبيل الوهم، إلّا أن الذين سبقوه أشاروا إلى بعض هؤلاء من خلال ترجمتهم في الصحابة، لكنه لم يسبق أيضا في بيان سبب الوهم أو الذهول مع تحقيق فريد. ولقد حدّد تلميذه البقاعي ذلك بقوله: « .... بما لم يسبق إلى غالبة» . وهذا نهج جديد أدخله ابن حجر على التصنيف في علم معرفة الصحابة تمخّض عن نتائج خطيرة. ميزات القسم الرّابع في كتاب «الإصابة» يتمثل في هذا القسم جانب الأصالة والإبداع، كما تتجلّى فيه قابلية ابن حجر النقدية وقراءاته الواسعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 وفيه صحّح أوهاما، وحلّ معضلات فكرية، قد تكون صغيرة ولكنها مهمة، تواردت على ألسنة الحفاظ، وصفحات كتب المصنفين. أما أنواع الأخطاء التي صححها فهي كثيرة يمكن حصرها بالآتي: 1- الكشف عن التّحريف والتّصحيف في الأسماء أشار إلى التحريف أو التصحيف الّذي اعترى الأسماء، ولا يسع الباحث هنا إلّا إعطاء نماذج منها فقط في ترجمة سديد مولى أبي بكر (الترجمة/ 3740) قال: «هكذا وقع في «التجريد» وإنما هو بالمعجمة. فترجم لها ابن حجر في حرف الشين المعجمة. وأن اسمه عامر بن مالك بن صفوان، فورد عند السابقين (عن صفوان) أو أن لفظة (ابن) تصحفت واوا فصار الواحد اثنين. كما أشار إلى التصحيف السمعي، والخط السمعي معا. 2- سقوط اسم من السند، أو سقوط أداة الكنية، أو حرف جر أو زيادة اسم في النسب، وفي كل هذه الحالات تظهر أسماء تؤدي إلى الوهم. 3- توهم الرّواة صحبة الرجل، لأنه أرسل حديثا، وعدم التمييز بين المسند والمرسل. 4- تعدد الأسماء أو الكنى، وعدم التمييز بينها، فيذكر الرجل المترجم مرة بالكنية، ومرة بالاسم أو اللقب، فتتكرر ترجمة الصحابي على أنه اثنين وهو في الحقيقة واحد وكذلك المغايرة بين اسمين أو كنيتين، أو الجهل بوجود لقبين للمترجم مثل عامر بن مالك الكعبي هو القشيري. أو أن ينسب الراويّ إلى جدّه أو اعتماد المنصفين السابقين ل «ابن حجر» على نسخ محرفة فنشأ الخطأ عن تغيير في الاسم، فيتغير «محمية» إلى «محمد» أو اسم رجل ذكروه في النساء أو خطأ نشأ عن زيادة اسم وتغيير آخر. 5- منهم من مات قبل المبعث، وذكر في الكتب على أنه صحابي مثل «سيف بن ذي يزن» . 6- الأخطاء الناجمة عن سقط وقلب، كما في ترجمة «عمرو السعدي» الّذي ذكره المصنفون السابقون، وأوردوا من طريق إسماعيل بن عبد اللَّه بن أبي المهاجر عن عطية بن عمرو السعدي عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا تسأل الناس شيئا وسل اللَّه مسئول ومنطي» وهذا هو عطية بن عمرو السّعديّ عن أبيه. 7- تشابه الأسماء أدّى إلى الوهم أحيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 8- أخطاء نشأت عند عدم تأمل أو سوء فهم أو أن حقه أن يذكر في «المبهمات» فذكر في المصنفات السابقة في الأسماء كما في حديث من طريق يزيد بن نمران قال: «رأيت بتبوك رجلا مقعدا» فأورده جعفر المستغفري في الأسماء باسم «المقعد» فرد عليه ابن حجر هذا وهم، وإنّما هي صفة، ومحله أن يذكر في «المبهمات» أو هو اسم جنس فيظن أنه اسم رجل، وليس كذلك كما في ترجمة «هديل» . 9- اختلاف الأسماء من قبل بعض الكذابين مثل معمّر، وعبد النور الجني، وأبو الحسن الراعي، ومكلبة الخوارزمي، وغيرهم. 10- وأشار ابن حجر في القسم الرابع إلى أخطاء تدل على انتباه شديد، ويلاحظ ذلك في ترجمة آبي اللحم الغفاريّ الّذي توهم الترمذي وأبو عمر بجعل «آبي اللحم» كنية، وهي ليست كنية، لكنها صارت كالكنية، وقيل: إنما قيل له ذلك، لأنه كان لا يأكل اللحم ثم قال بعد أن ذكر الذين ترجموه أو ذكروه: «وكل ذلك خطأ وجعله في حرف الهمزة على تقدير أن يكون خطأ آخر وإنما حقه أن يكون في اللام، لأن الألف والباء إن كانت أداة الكنية فالاعتبار في ترتيب الحروف بما بعدها وقد مشى على ذلك «الدولابي» و «ابن السكن» و «ابن مندة» فذكروه في حرف اللام من الكنى، وأنكر ذلك أبو نعيم على ابن مندة فأصاب. وهكذا جاء القسم الرابع من كل حرف في كتاب «الإصابة» نهجا جديدا فأوضح اللبس وأزال الغموض الّذي رافق الكثيرين من المصنفين، وارتفع بمستوى الكتابة في علم معرفة الصحابة إلى درجة عالية، ويمكن اعتباره مرحلة أعلى متطورة في هذا اللون من التصنيف. وقال الأستاذ الدكتور شاكر محمود عبد المنعم: وفي هذه المرحلة من البحث يبرز السؤال الآتي: إلى أي مدى استوعب كتاب «الإصابة» تراجم الصحابة؟ لقد ذكر ابن حجر في مقدمته الوجيزة ل «الإصابة» عددا من المصنفين في هذا الباب، وانتقد قسما منهم، فذكر ابن عبد البر وكتابه الّذي سماه «الاستيعاب» لظنه أنه استوعب ما في كتب السابقين، ومع ذلك ففاته شيء كثير، وذكر الذيول عليه، ثم ذكر كتاب «أسد الغابة» ل «ابن الأثير» وانتقده إلى أن قال: «ثم جرد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبو عبد اللَّه الذهبيّ، وعلم لمن ذكر غلطا، ولمن لا تصح صحبته، ولم يستوعب ذلك ولا قارب» . وقد وقع ل «ابن حجر» كثير من الأسماء ليست في كتاب «الذهبي» ولا أصله، فجمع كتابا كبيرا في ذلك ميز فيه الصحابة من غيرهم وكما مر آنفا إلا أنه قال: «ومع ذلك فلم يحصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من أسماء الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة الرازيّ قال: توفّي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية» . علما بأن أبا زرعة أجاب بذلك عن سؤال من سأله عن الرواة خاصة فكيف بغيرهم؟ ومع هذا فجميع من في «الاستيعاب» يعني ممن ذكر فيه باسم أو كنية أو وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة واستدرك عليه ابن فتحون على شرطه قريبا من هذا العدد. وقرأ ابن حجر بخط «الذهبي» من ظهر كتابه «التجريد» لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا، ثم رأى بخطه أن جميع من في «أسد الغابة» سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفسا. على أن قول أبي زرعة وجد له تأييدا في رواية عن كعب بن مالك في قصة «تبوك» الواردة في الصحيحين وهي قوله: «والناس كثير لا يحصيهم ديوان» . وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال: من قدم عليّا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفا، مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو عنهم راض فقال النّوويّ: وذلك بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الرّدة والفتوح الكثير ممن لم تضبط أسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في «الفتوح» وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصى كثرة وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب، وأكثرهم حضروا حجة الوداع واللَّه أعلم. على أن عدد تراجم الإصابة يزيد على 12304 بما في ذلك المكرر بسبب الاختلاف بالاسم أو الكنية أو اللقب وكذلك يشمل هذا العدد أولئك الذين ذكروا في الصحابة على سبيل الوهم. مما تقدّم يتضح بأن ليس بمقدور أحد أن يستوعب تراجم الصحابة ولا خمس عددهم للأسباب المشار إليها آنفا. وتجدر الإشارة إلى أن ما شهده حقل معرفة الصحابة من ظهور الاستدراكات والتذييل وبيان الأوهام على المصنفات فيه يعطي دليلا على شعور المهتمين بهذا اللون من التصنيف بأن هناك حيزا لا بد أن يملأ ولكن بعد أن نشر الحافظ ابن حجر كتاب «الإصابة» في نهاية النصف الأول من القرن التاسع الهجريّ لم تشر المصادر إلى كتاب ألف عن معرفة الصحابة، كما لم يظهر تذييل ولا استدراك على الإصابة، وهذا قد يفسر الجهد الضخم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 المبذول فيه، والاستقصاء الفريد الّذي قام به ابن حجر وقال السيوطي عند ما ذكر «الإصابة» : «كتاب حافل، وقد اختصرته وللَّه الحمد» . وسماه حاجي خليفة: «عين الإصابة» . وقيل وقبل أن يشرع بأبواب الكتاب التي تضم باب الأسماء وباب الكنى، وباب النساء، وباب كنى النساء ذكر ثلاثة فصول مهمة تمس الحاجة إليها بمثل تصنيفه وتقع الفصول الثلاثة في ثماني صفحات، خصص الفصل الأول منها لتعريف الصّحابي، وبيّن أصح ما وقف عليه من ذلك وهو أن الصحابي: «من لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام» . وشرح هذا التعريف بصفحتين ونصف شرحا وافيا جاء فيه على جميع الملابسات المحتملة من حيث لقيا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أو الرّواية عنه أو عدمها، ومن لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك؟ والإيمان به من الجن والإنس وماذا بشأن الملائكة؟ أو الّذي لقيه مؤمنا ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام كما ناقش الاحتمالات الأخرى إلى أن قال: «وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومن تبعهما ووراء ذلك أقوال أخرى شاذّة» . كما أشار إلى تعريفات أخرى. ثم بين ما جاء عن الأئمة من الأقوال المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرّجل صحابيّا، وإن لم يرد التنصيص على ذلك، وهي ثلاثة آثار: 1- أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلا الصحابة وقد استدل ابن حجر بهذا الرأي في أكثر من أربعين موضعا على أنه قال في موضع: «كانوا لا يؤمّرون في زمن الفتح إلا من كان صحابيّا، لكن إنما فعلوا ذلك في فتوح «العراق» فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم «وهو الثالث» . 2- لم يبق بمكة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حجة الوداع واستدل ابن حجر بهذا الرّأي في أكثر من ستة وثلاثين موضعا، وقال في موضع: «وقد ذكرنا غير مرّة أن من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا وهو من قريش فهو على شرط الصّحبة، لأنه لم يبق بعد «حجة الوداع» منهم أحد على الشرك وشهدوا «حجّة الوداع» مع النبي جميعا» . وقال في موضع آخر: «ولم يبق بمكّة بعد الفتح قرشي كافرا كما مر، بل شهدوا «حجة الوداع» كلهم مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كما صرح به ابن عبد البرّ» . وقال في موضع آخر: «وقد ذكرنا غير مرّة أنه لم يبق من قريش وثقيف ممن كان بمكة والطائف في «حجة الوداع» أحد إلّا أسلم وشهدها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 وفي موضع آخر قال: «لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في «حجّة الوداع» إلا أسلم وشهدها» . وقال أيضا: «وقد تقدّم لم يبق ب «مكة» قرشي في سنة عشر إلا شهد «حجّة الوداع» كما قال: «وقد قدّمنا غير مرّة أن من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وبقي بعده، وكان قرشيا أو حليفا لهم فقد شهد مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حجة الوداع» . 3- لم يبق من الأوس والخزرج في آخر عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلا من دخل الإسلام، وما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأحد منهم يظهر الكفر. واستدل ابن حجر بهذا الرأي فيما يتعلق بتراجم الأنصار خاصة في القسم الثالث من كتاب «الإصابة» . أما الفصل الثّاني فقد جعل عنوانه: «في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيّا» . وذلك بأشياء منها: - أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروي عن آحاد من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا، وكذلك عن آحاد التابعين بناء على قبول التزكية من واحد وهو الراجح، ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي. وحدد معنى العدالة والمعاصرة، وبين رأي الآمدي وأبي الحسن القطان، وابن عبد البر في هذين الشرطين وضرب الأمثلة لذلك. وختم هذا الفصل بما أطلق عليه: «ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير يكتفي فيهم بوصف يتضمن أنهم صحابة وهو مأخوذ من ثلاثة آثار» . وقد ذكرنا أنّهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة وكان لا يولد مولود للصحابة إلا جاءوا به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيحنكه ويسميه، ولم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع. أما الفصل الثّالث فقد خصصه ل «بيان حال الصّحابة من العدالة» . وقد اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة، وأحال إلى الفصل الّذي كتبه الخطيب البغدادي في «الكفاية» في علم الرواية عن ثبوت عدالة الصحابة- رضوان اللَّه عليهم- بتعديل اللَّه لهم في القرآن، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم بآيات كثيرة يطول شرحها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل اللَّه له إلى تعديل أحد من الخلق. على أنه لو لم يرد من اللَّه ورسوله فيهم شيء عن عدالتهم لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأبناء والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين القطع على تعديلهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم. هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتمد قوله ولا ينتقص منهم إلا زنديق، لأن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وتجريحهم أو الانتقاص منهم يستهدف إبطال الكتاب والسنّة. وذكر بعض الآيات والأحاديث في تفضيلهم، ومن الأخبار الدالّة على تعظيمهم عند الخلفاء الراشدين وغيرهم. وختم الفصل بفائدة بين فيها أن أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة فذكرهم، ثم أورد قولا لابن حزم يتعلق بإمكان جمع مجلد ضخم من فتيا كل واحد منهم جزء صغير وأن في الصحابة مائة وعشرين نفسا مقلّون في الفتيا يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير بعد البحث وهؤلاء من فقهاء الصحابة. ونبه إلى أنه جعل على كل اسم أورده زائدا على ما في تجريد الذّهبيّ، وأصله الحرف «ز» . وبعد تحليل مقدمة «الإصابة» أورد الحديث عن السمات الرئيسية في منهجه. الدّقّة في التّرتيب على حروف المعجم قسم ابن حجر «الإصابة» على أربعة أقسام في كل حرف من حروف المعجم، فحرف الألف مثلا أربعة أقسام وكذلك الباء والتاء وهلم جرا إلى الياء آخر الحروف. وتظهر الأقسام الأربعة في أسماء وكنى الرجال وأسماء وكنى النساء مرتبة على حروف المعجم أيضا. وفي داخل القسم الواحد من كل حرف يظهر الترتيب الهجائي مراعيا الحرف الأول والثاني والثالث والرابع في اسم المترجم، واسم أبيه واسم جده، ولم يشذ عن ذلك إلا في حالات نادرة جدا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وعند ما ذكر الأسماء المبدوءة ب «ذو» مثلا رتبهم على حروف المعجم بعد لفظ «ذو» . وانتقد ابن حجر بعض من صنف في «الصحابة» لذكرهم جماعة من النساء في الكنى من غير أن يرد أن تلك الكنية موضوعة على تلك المرأة بل إذا ورد في خبر عنها أو عن غيرها أن لها ابنا اسمه «فلان» فيذكرونها بلفظ «أم فلان» . قال ابن حجر: ومن حق ما هذا سبيله أن يقال: والدة فلان، ولا يقال «أم فلان» إلا إذا ورد أنها كنيت به، وقد كنى ابن حجر أسماءهن تبعا للمصنفين السابقين له، لكنه نبه على ذلك في كل ترجمة، ومن وضح أن لها اسما نبّه عليه أيضا، ومن ورد أن لها كنية تختص بها أعاد ترجمتها في القسم الرابع، وهذا واحد من الأسباب التي أفضت إلى التكرار في التراجم. الضّبط بالحروف والتّعريف بالمواضع ضبط ابن حجر الأسماء والألفاظ بالقلم في الغالب وكأنه أحس بضرورة تقييد بعضها بالحروف وخاصة أن كثيرا من الأسماء جاهلية أو غريبة تصعب قراءتها ولا يؤمن التحريف أو التصحيف فيها، على أنه لم يضبط جميع ما يحتاج إلى الضبط، ولعل ذلك يرجع إلى حرصه على الاختصار من جهة وتصنيفه كتابا في المشتبه الّذي سماه «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» والّذي انتهى من تحريره في سنة 816 هـ، وقد يشير إلى أن اللفظ المعين قد ضبطه الأمير ابن ماكولا أو غيره. ومع ذلك فإنه قيد بالحروف بعض الأعلام والألفاظ وهي إما أن تكون أسماء في سلسلة نسب المترجم أو أسماء أو ألفاظا تمر أثناء حديثه عرضا، وقد تكون أسماء لمواضع. وفي مواضع قليلة عرف بالأعلام البلدانية والمواضع التي يرد ذكرها في أثناء التراجم، وقد يفسر بعض الألفاظ من الناحية اللغوية أو البلاغية. التّكرار في تراجم الإصابة أسفرت طبيعة المنهج الّذي التزم به ابن حجر في «الإصابة» عن ظاهرتين برزتا في كتاب «الإصابة» . الأولى: التكرار في بعض التراجم. والثّانية: خلو بعض الأقسام في بعض الحروف من التراجم أما بالنسبة لتكرار التراجم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 فذلك لأسباب عدة، منها أن ابن حجر التزم أن يذكر في القسم الأول كل من وردت صحبته بطريق الرواية عنه أو عن غيره، سواء أكانت الطريق صحيحة أم حسنة أم ضعيفة أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة وبأي طريق كان، فهو يورد لذلك الترجمة في القسم الأول على هذا الأساس، ولكنه يناقش خلال ذلك الطرق وتثبت منها ويكتشف الذين ذكروا في الصحابة على سبيل الوهم، فهو يعيد ترجمة المذكور في الصحابة وهما في القسم الرابع في الغالب، ولكن إذا أدى فحصه للروايات إلى أن صحبة المترجم محتمله فإنه لا يكرر الترجمة ويكتفي بمناقشته للجوانب الضعيفة فيها. وممّا أدى إلى التكرار أن لبعضهم اسمين أو ثلاثة أسماء قد تكون حقيقية، وقد يكون التصحيف أو التحريف أو الوهم قد وجد سبيله إلى واحد منها فصيره اثنين أو ثلاثة. فترى ابن حجر يترجمه في موضعين أو ثلاثة تبعا لتصحيفه في الحرف الّذي يبدأ به اسمه، لكنه يوضح ذلك ويحيل إلى ما أورده سابقا أو سيأتي به لاحقا مما يتعلق بالمترجم، وهنا لا بد من التوضيح أن ضبط أسماء الصحابة وأنسابهم يتطلب يقظة وحذرا أكثر من غيرهم، لأن أسماءهم لم تدوّن إلا في فترة متأخرة ناهيك بأن بعض أسمائهم أو أسماء آبائهم جاهلية وقد تكون غير مألوفة بالنسبة للمتأخرين، وهذا مما يجعل مسألة اللبس أو الوهم فيهم محتملة، وهذا ما لاحظته في دراسة «الإصابة» . وقد يكون بعض من صنف من السابقين لابن حجر قد أفرد ترجمتين لاثنين بناء على اختلاف اسميهما وهما في الحقيقة واحد. وفعل مثل ذلك بالنسبة للمشهورين بكناهم فترجمهم في الأسماء وفي الكنى، وأحال إلى مواضع ورود تراجمهم في الكتاب رجالا كانوا أم نساء. وقد يترجم لصحابي مثل حذيفة بن اليمان- رضي اللَّه عنه- ولكن ورد أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خاطبه باسم «خاطب» فإنه يكرر ترجمته تحت الاسمين. وكذلك إذا ورد أن للمترجم رؤية والمشهور أنه من المخضرمين فإنه يكرر ترجمته مثل قيس بن أبي حازم الأحمسي الّذي ترجم له في القسم الثاني فيمن له رؤية وفي القسم الثالث مع المخضرمين، أو من لهم إدراك. وقد تتكرر الترجمة حرفيّا، وقد يختلف فيها اللفظ ومخارج الحديث، وقد تقتصر الترجمة على ذكر الاسم كاملا أو الاسم والكنية فقط- كما في الترجمتين 2562، 2722- وهو في كل ذلك ينبه إلى ما تقدم أو إلى ما سيأتي لاحقا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 ورغم ذلك فإنه لم يكرر القصص أو الحوادث التي أوردها خلال ترجمة ما مكتفيا بالإحالة إليها وتحديد موضع ذكره لها من كتابه، بل لم يكرر النسب بطوله عند ما يترجم للإخوة والأخوات أو الآباء والأبناء. أما الظاهرة الثانية التي ظهرت في منهج الحافظ ابن حجر في كتاب «الإصابة» فهي خلوّ بعض الأقسام في بعض الحروف من التراجم. (والأمثلة على ذلك كثيرة منها مثلا: القسم الثّاني من حرف الذال، لم يذكر فيه أحد من الرجال والقسم الثاني من حرف الظاء لم يذكر فيه أحد من الرجال) أو اقتصار عدد التراجم على ترجمة واحدة أو ترجمتين- كما في القسم الثاني من حرف الشين المعجمة- ويلاحظ أن خلو بعض الأقسام في بعض الحروف من تراجم النساء وكناهن بدرجة أكبر. فمثلا جاءت جميع الأقسام في حرف الذّال المعجمة من تراجم النساء خالية عدا ترجمة واحدة في القسم الأوّل، على حين وردت الإشارة إلى أن هذا الحرف في «الاستيعاب» خال من النساء. الحوالات في «الإصابة» لقد حرص ابن حجر على الاحالة إلى ما سبق ذكره وإلى ما سوف يأتي لاحقا في «الإصابة» ولا يفتأ ينبه القارئ على ذلك. فقد يذكر طرفا من خبر أو قصّة احتاج إليه في موضع ثم يحيل إلى الموضع الّذي وردت فيه كاملة. وعند ما يترجم ل «إبراهيم» مثلا في القسم الأول، ويوجد غيره بنفس الاسم، لكنه يقع منهجيا ضمن تراجم القسم الثاني فإنه يذكره ويشير إلى أن ترجمته تأتي في القسم الثاني وكذا فعل بالنسبة للذين يترجم لهم ضمن القسم الواحد إلا أنه رتبهم منهجيّا في الكنى- كما فعل في ترجمة إبراهيم أبو رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكر ترجمة رباح بن قصير اللخمي في القسم الأول ثم أورده في القسم الثالث وقال: «تقدم في القسم الأول وهو من هذا القسم على الصحيح أما عن إحالته إلى التراجم التي سبقت أو التي ستأتي فهي كثيرة مما يشعر بالدّقة والاحتياط، وممّا يقوي هذا الرأي أنه يحدد الموضع الّذي يحيل إليه كأن يقول: تقدّم في أكثم» من القسم الثالث أو يأتي في عديد أو عفيف، أو قوله عن النجاشي ملك الحبشة: «اسمه أصحمة تقدم في حرف الألف» ، أو عن قرظة بن عبد القرشي قال: «ينظر في ترجمة ابنته فاختة زوج معاوية في كتاب النساء» أو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 يأتي في حرف النون في ترجمة والده بعد أن ذكر اسمه أو كقوله «ووقع ذكر الشريد من بني سليم في شعر هوذة الآتي ذكره في حرف الهاء» . وفي ترجمة سويبق بن حاجب بن الحارث قال: «وهو سبيع الّذي تقدّم ذكره ولم ينبه عليه» . وفي تراجم الإخوة والأخوات والآباء والأبناء ذكر النسب في موضع واحد وأحال عليه. وإذا سبق في التراجم اسم بشكل عرضي فإنه يحيل إلى ترجمته ويبين موضعها، وكذلك الحديث أو الرواية المتشابهة، كما استعمل في الإحالة عبارات مثل: «سيأتي في القسم الثالث» ، أو سأوضح ... ذلك في العبادلة» أو «قد مضى القول فيه في القسم الأوّل» . وأحال إلى بعض مصنفاته مثل شرح البخاري «فتح الباري» وكتاب «الأوائل» و «تعليق التعليق» و «لسان الميزان» و «أسباب النزول» و «تهذيب التهذيب» وكتاب «المعمرين» و «العشرة العشارية» و «الأربعين المتباينة» وكتاب «معرفة المدرج والبناء الجليل بحكم بلد الخليل» و «مبهمات القرآن» وبعض الأجزاء المفردة. وجميع هذه الإحالات توضح حرصه على الاختصار، لأنه يذكر طرفا من الحديث أو القصة أو الخبر ثم يشير إلى أنه قد استوفاه في مصنف آخر. اعتماد الحافظ ابن حجر على مؤلّفات من سبقه في كتابه «الإصابة» وقف ابن حجر في نهاية تطور طويل لعلم معرفة الصحابة وقد سبقه عدد كبير من المصنفين في هذا الباب، وأشار هو في مقدمة كتابه، «الإصابة» إلى سبعة وعشرين منهم، ثم قال: «وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم» وكان ذلك إلى أوائل القرن السابع الهجريّ ثم ظهرت مصنفات أخرى كثيرة، فاستفاد ابن حجر من المصنفات السابقة له في هذا الباب، سواء أكانت خاصة بالصحابة أم تحدثت عنهم بشكل عرضي في المصنفات الخاصة بالعلوم والآداب المختلفة، على أنه اقتبس من موارد تزيد على ستين مصنفا منفردا عن الصحابة وأغلبها تملك حق روايتها بالسماع وبالإجازة الخاصة كما يبين ذلك في كتابه «المعجم المفهرس» و «المعجم المؤسس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 وقد بذل جهدا عظيما في استقصاء أسماء الصحابة من المصنفات وتخريج تراجمهم بصرف النظر عن كون المصنفات موثقة أو ضعيفة، وفي أي فرع كانت من فروعه المعرفة وذلك بسبب التقسيم الّذي ابتكره، وتخصيصه القسم الرابع من كل حرف لتراجم الذين ذكروا على سبيل الوهم في الصحابة، فجمع مادة كتابه من المصنفات والأجزاء الحديثية والنسخ، وحواشي الكتب والتعليقات، وكل ما يخطر على البال. على أنه انتقد المصادر التي اعتمد عليها، وبين جوانب الضعف والقوّة فيها كما نقد الأسانيد والروايات فهو يورد الرواية الضعيفة أحيانا ليستدل بها على عنصر من عناصر الترجمة كوفاة صاحبها مثلا فيقول: «وهذه الرواية وإن كان فيها خطأ في التسمية لكن يستفاد منها أن صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم واللَّه أعلم» . وذكر حديثا ثم قال: «وفي سنده الواقدي وهو واه» أو كقوله: «رواه الواقديّ وهو كذّاب» . وعند ما يقتبس من ابن سعد صاحب «الطبقات» يقول: «روى ابن سعد بسند فيه الواقديّ» وقد كرر ذلك كثيرا خلال اقتباسه من كتاب «الطبقات» واقتبس من كتاب «الضعفاء» ومن نسخ وأجزاء اشتملت على أحاديث موضوعة، ولكن لغرض مناقشتها والتنبيه عليها. ويبين وجه الوهم ومن الّذي وهم فيه؟ كما في ترجمة «ديلم الحميري» 2412 ثم سبب الوهم، فهو لا يكتفي بالإشارة إليه فقط، وللاستدلال على ذلك يمكن الرجوع إلى تراجم القسم الرابع من كل حرف ولقد بيّن أوهام عدد من العلماء الأفذاذ مثل محمد بن إسحاق المطلبي، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبي حاتم محمد بن عمر بن إدريس الرازيّ، وعبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة، وعبد اللَّه بن محمد المروزي الملقب عبدان، وأبي القاسم عبد اللَّه بن محمد البغوي، وأبي القاسم الطبراني، وأبي أحمد الحاكم، وأبي عبد اللَّه الحاكم النيسابورىّ وأبي نعيم الأصبهاني، وأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري، وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي وأبي عمر بن عبد البر، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي موسى المديني، وأبي الحسن بن الأثير، وأبي عبد اللَّه الذهبي وغيرهم كثير. تلك نماذج قليلة لتوضيح بعض ما صحح ابن حجر من أوهام الذين سبقوه، وهم أفذاذ لهم مكانتهم المرموقة في أعصارهم، وفي هذا دلالة بيّنة على رسوخ قدمه وسعة أفق تفكيره. فذكر ما قاله البغوي وابن شاهين وابن عبد البر وأبو موسى وابن الأثير وقال: «وقد تم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 الوهم عليهم جميعا، وسببه أن الإسناد الّذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر واسم الصحابي.. إلخ» . وفي موضع آخر أورد رأي جعفر المستغفري ثم قال: هكذا أورده أبو موسى وهو وهم ابتدأ به جعفر وتبعه أبو موسى، وراج على ابن الأثير مع تحققه بمعرفة النسب وقلّده الذهبي» ثم بين وجه ذلك الوهم. وأشار إلى أنواع من الأخطاء منها ما يتعلق بالتحريف والتصحيف، وهذا ما يبرز بوضوح في تراجم القسم الرابع من كل حرف، ومنها ما يتعلق بقراءة الاسم كأن يكون أحد المصنفين قرأه بالجر وهو بالرفع، وبنى على قراءته المغلوطة حكما يستوجب التصحيح. وقد بيّن تناقض الروايات وتدافعها، وميز الروايات الشاذّة التي تفرد بها شخص معين وذكره بالاسم، وأزال بعض الإشكال الوارد في الروايات. ورد أحكاما لابن الفرضيّ على ابن وهب في رواية حديث الخليطين، وتحريم المسكر، ولابن الأثير على الشعبي في رواية أخبار المختار الثقفي، ولابن عبد البرّ في حديث زعم أنه مضطرب، وليس كما قال، لأن «شرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف» . كما تعقب كثيرا من المصنفين، فمثلا في ترجمة سويد بن حنظلة قال قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا الحديث، فقال ابن حجر: «قلت: أخرجه أبو داود وابن ماجة ولفظه: «المسلم أخو المسلم» [ (1) ] : وقال ابن عبد البرّ، لا أعلم له نسبا، قال ابن حجر: «قلت: قد زعم ابن حبان أنه جعفي..» . وفي ترجمة شطب المدود ذكر سؤاله للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم أورد رأي ابن السكن في أن الحديث المشار إليه لم يروه غير أبي نشيط فقال ابن حجر «وهو حصر مردود» . ثم بين من أخرجه.   [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 257 كتاب المظالم باب لا يظلم المسلم. حديث رقم 2442، 9/ 40 كتاب الإكراه باب يمين الرجل لصاحبه.. حديث 6951 ومسلم في الصحيح 4/ 1986 كتاب البر والصلة والآداب (45) باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله (10) حديث رقم (32/ 2564) - وأبو داود في السنن 2/ 244 كتاب الأيمان والنذور باب المعاريض من الأيمان حديث رقم 3256 وابن ماجة في السنن 1/ 685 كتاب الكفارات (11) باب من ورى في يمينه (14) حديث رقم 2119 وأحمد في 2/ 68، 91، 277، 311، 3/ 491، 5/ 24، 25 وأبو نعيم في الحلية 2/ 95- وذكره المنذري في الترغيب 3/ 237، 389. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 وقال في موضع من الإصابة: قال البغويّ وابن السكن: ليس للأسود غير هذين الحديثين لكنه قال: وقد وجدت له ثالثا أخرجه البزّار ... وله رابع، قال البخاري في تاريخه ... ويسترسل أحيانا بذكر القصة أو الخبر ومن أخرجها من المصنفين، وقد تكون القصة واحدة لواحد اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من عشرة أوجه، فتراه يشير إلى هذه الأوجه، وقد يورد قصصا ثم يبين التغاير بينها فيظهر فيها الإشكال ثم يناقشها ويرجح ما استطاع. وفي ترجمة عروة بن مسعود الثقفي أشار إلى ترجمة ابن عبد البر له وقوله بأنه شهد الحديبيّة وهو كذلك غير أن ابن حجر قال: «لكن في العرف إذا أطلق على الصحابي أنه شهد غزوة كذا يتبادر أن المراد أنه شهدها مسلما فلا يقال: شهد معاوية بدرا، لأنه لو أطلق ذلك ظن من لا خبرة له لكونه عرف أنه صحابي أنه شهدها مع المسلمين» . وعند ما ذكر أبا بشر السّلمي وساق حديثا أشار إلى أن أبا موسى ذكر أنه- أي الحديث- مشهور عن أبي اليسر ثم قال: «قال: لكن مخرج الحديث مختلف وإذا تعددت المخارج كان قرينة على تعدد الرّاوي بخلاف ما إذا اتحدت ولا مانع أن يروى الحكم عن صحابيين وقرينة اختلاف السياقين أيضا ترشد إلى التعدد واللَّه أعلم. وناقش الأحاديث سندا ومتنا وبين درجتها، وقد يحيل إلى أن بيان علة الحديث في مكانه غير الّذي ذكره فيه من كتابه ونقد طرق الأحاديث. واستعمل عبارات للتوهية والتضعيف كقوله: واهي الحديث، أو ضعيف، أو هالك، واستل أحيانا بعض الضعفاء من السند مشيرا إليهم بالضعف، وبين الاختلال أو الاضطراب في بعض الأسانيد ككل. وناقش صحبة الصحابي كما في مناقشته لصحبة مروان بن الحكم، وقد يناقش الصحبة مناقشة طويلة ثم يقول: «فما أدري أله صحبة أم لا» . وفي ترجمة رحضة الغفاريّ أبدى بعض التحفظ في إثبات صحبته وقال: «لا أعرف لأبي عمر مستندا في إثبات صحبة رحضة، وابنه إيماء، وابنه خفاف وقد ثبت في صحيح البخاري، عن عمر ما يدلّ على أن لابن خفاف صحبة، فإن ثبت ذكر أبو عمر فهؤلاء أربعة في تسعة لهم صحبة، رحضة وابن إيماء وابن خفاف فهم نظير ابن أسامة بن زيد بن حارثة، وابن سلمة بن عمرو بن الأكوع ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 وقد يسوق حديثا في أثناء الترجمة ثم يقول: «ليس في سياق الحديث ما يدل على صحبته» كأن يكون الحديث مرسلا أو يعتمد على المصنفين السابقين بذكر حديثين في الترجمة الواحدة وليس في واحد منهما تصريح بسماعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولا بوفادته. ثم ناقش رأي بعض المتقدّمين عن إبراهيم بن سيد البشر صلّى اللَّه عليه وسلم «أنه لو عاش لكان نبيّا» فوصفه بأنه باطل وجسارة على الكلام على المغيبات ومجازفة وهجوم على عظيم ثم قال: «وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في إنكاره، وجوابه أن القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا تظن بالصحابي أنه يهجم على مثل هذا بظنه واللَّه أعلم» . وكثيرا ما استعمل عبارة واللَّه أعلم أو العلم عند اللَّه تعالى. ودلت مناقشاته للأنساب على معرفة كبيرة بها، كما نقد أحيانا الشعر الّذي يورده فيبين من أين استقى الشاعر معانيه وأوضح بعد ألفاظه وبين أبلغها. وإذا ما كان ابن حجر قد اعتمد على المصنفات السابقة وأثبت بالأدلة الذين ذكروا فيها على أنهم صحابة وليسوا كذلك فإنه أضاف قائمة جديدة من الصحابة أو أسمائهم وقعت له بالتتبع غابت عن أذهان الكثيرين، كأن يكون الاسم ورد في شعر أو في قصّة أو لم يذكروه في الصحابة وهو على شرطهم، أو لا رواية له لكونه شهد فتح مصر أو لا رواية له إنما استخرج من المغازي أو لم ير من ذكره في الصحابة إلا أنه وجد ما يدل على ذلك بقراءته في كتاب «الأمثال» للمفضل الضّبي، أو في تعليقة القاضي حسين بن محمد الشافعيّ شيخ المراوزة أو في تاريخ جمعه العباس بن محمد الأندلسي للمعتصم بن صمادح أو في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري كما في الترجمة 2624 ز أو استنتج ما يدل على كون المترجم صحابيّا وأغفلوا ذكره في الصحابة. واقتصر بعض المصنفين السابقين (ابن حجر) في الصحابة على ذكر بعض الصحابة أو الصحابيات مع بعضهم لعلاقة ما تربطهم على حين أفرد هو لهم تراجم مستقلّة. تلك أمثلة توضيحية فقط، لكنه استعان في إثبات صحبة الصحابي بما يمكن أن نسميه قواعد هي في حقيقتها ثلاثة آثار أشار إليها في الفصل الثالث من مقدمته للإصابة، وقد تقدّم الحديث عنها. وهي: 1- كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة، ومن تتبع الأخبار الواردة في «الردّة» والفتوح وجد من ذلك شيئا كثيرا، وهم من القسم الأول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 2- كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا له، وهذا يؤخذ منه شيء كثير أيضا وهم من القسم الثّاني. 3- لم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع.. ويعرف الواحد منهم بوجود ما يقتضي أنه كان في ذلك الوقت موجودا، وأن الأنصار لم يكن منهم لما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحد إلا أسلم. ولذلك فإنه استعان بهذه القواعد في تحديد صحبة الصحابي، وأشار إلى ذلك كثيرا في تضاعيف كتابه الإصابة، ونبه إلى صحابة لم يترجم لهم المصنفون السابقون له من قبل. إن هذه الإضافات أو الاستدراكات تعطي للإصابة- مع غيرها- صفات الإبداع بلا شك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 وصف نسخ الكتاب ومنهج التحقيق اعتمدنا في نص الكتاب على النسخ الآتية: الأولى: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (229) مصطلح حديث طلعت، تقع في خمسة أجزاء مسطرتها (29) سطرا ورمزنا لها بالرمز (أ) . الثانية: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (14) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة أجزاء بها ينص في مواضع منها مسطرتها (31) سطرا رمزنا لها الرمز (ب) . الثالثة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (12) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة أجزاء مسطرتها (33) سطرا رمزنا لها بالرمز (ج) . الرابعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (8225) حديث، مكتوبة بخط واضح، تقع في ثلاثة أجزاء ورمزنا لها بالرمز (د) . الخامسة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (316) تاريخ تيمور، مسطرتها (35) سطرا، تقع في مجلدين رمزنا لها برمز (ت) . السادسة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (398) تقع في ثلاثة أجزاء ورمزنا لها بالرمز (ع) . السابعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1358) تقع في مجلدين تقع في مجلدين، رمزنا لها بالرمز (هـ) . الثامنة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (1191) مسطرتها (25) سطرا مكتوبة بخط مغربي، الموجود منها جزء واحد، رمزنا لها بالرمز (م) . التاسعة: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (646) مسطرتها (32) سطرا، ورمزنا لها بالرمز (ل) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 وبعد فقد اعتمدنا أيضا على مطبوعتين: الأولى: طبعة دار نهضة مصر. الثانية: طبعة مطبعة السعادة. وبعد مقابلة النسخ وإثبات فروقها غالبا قمنا بالآتي: 1- عزو الآيات إلى مواضعها. 2- تخريج الأحاديث ودرنا في ذلك على متن الحديث. 3- توثيق التراجم. 4- شرح للمعاني اللغوية بالرجوع إلى مصادر اللغة. 5- توثيق الأشعار مع ذكر بحر كل بيت. 6- الضبط الكامل للأحاديث والأشعار. 7- الكلام على البلدان المذكورة في النص. 8- وضع فهارس عامة للكتاب. هذا وآخر دعوانا أن الحمد للَّه رب العالمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 مقدمة [قال شيخنا الإمام شيخ الإسلام، ملك العلماء الأعلام، حافظ العصر وممليه، وحامل لواء السنّة فيه، إمام المعدلين والمخرجين: أبو الفضل شهاب الدّين أحمد بن عليّ ابن محمّد بن محمّد بن عليّ بن أحمد بن حجر العسقلانيّ الشّافعيّ. أبقاه اللَّه [ (1) ] في خير وعافية] [ (2) ] . الحمد للَّه الّذي أحصى كلّ شيء عددا، ورفع بعض خلقه على بعض، فكانوا طرائق قددا، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك ولا يكون أبدا، وأشهد أن [ (3) ] محمدا عبده ورسوله وصفيّه [ (4) ] وخليله. أكرم به عبدا سيّدا، وأعظم به حبيبا مؤيدا، فما أزكاه أصلا ومحتدا، وأطهره مضجعا ومولدا، وأكرمه أصحابا، كانوا نجوم الاهتداء، وأئمة الاقتداء، صلى اللَّه عليه وعليهم صلاة خالدة [ (5) ] ، وسلاما مؤبّدا [وسلّم تسليما] [ (6) ] . أما بعد، فإن من أشرف العلوم الدينية علم الحديث النبويّ، ومن أجلّ معارفه تمييز أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ممن خلف بعدهم. وقد جمع في ذلك جمع من الحفاظ تصانيف [ (7) ] بحسب ما وصل إليه اطلاع كل منهم، فأول من عرفته صنف في ذلك أبو عبد اللَّه البخاريّ: أفرد في ذلك تصنيفا، ينقل منه أبو القاسم البغويّ وغيره، وجمع أسماء الصحابة مضموما إلى من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه، كخليفة بن خيّاط، ومحمّد بن سعد، ومن قرنائه كيعقوب بن سفيان، وأبي بكر ابن أبي [ (8) ] خيثمة، وصنف في ذلك جمع بعدهم كأبي القاسم البغويّ، وأبي بكر بن أبي   [ (1) ] في د تعالى. [ (2) ] ما بين المعقوفين سقط في أ، ج، ت، هـ. [ (3) ] في ت سيدنا. [ (4) ] في أ، د وحبيبه. [ (5) ] سقط في هـ. [ (6) ] سقط في أ، ب، ج، هـ. [ (7) ] في د في تصانيف. [ (8) ] سقط في أ، د. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 داود، وعبدان، ومن قبلهم بقليل كمطين، ثم كأبي عليّ بن السّكن، وأبي حفص بن شاهين، وأبي منصور الماورديّ، وأبي حاتم بن حبّان، وكالطّبرانيّ ضمن معجمه الكبير، ثم كأبي عبد اللَّه بن مندة، وأبي نعيم، ثم كأبي عمر بن عبد البرّ، وسمّى كتابه «الاستيعاب» ، لظنه أنه استوعب ما في كتب من قبله، ومع ذلك ففاته شيء كثير، فذيّل عليه أبو بكر بن فتحون ذيلا حافلا، وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة، وذيل أبو موسى المديني على ابن مندة ذيلا كبيرا. وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسّر حصرهم ممن صنف في ذلك أيضا إلى أن كان في أوائل القرن السابع، فجمع عزّ الدّين بن الأثير كتابا حافلا سماه «أسد الغابة» جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة، إلا أنه تبع من قبله، فخلط من ليس صحابيا بهم، وأغفل كثيرا من التنبيه على كثير من الأوهام الواقعة في كتبهم، ثم جرّد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبو عبد اللَّه الذّهبيّ، وعلم لمن ذكر غلطا [ (1) ] ولمن لا تصح صحبته، ولم يستوعب ذلك ولا قارب. وقد وقع لي بالتّتبّع كثير من الأسماء التي ليست في كتابه ولا أصله على شرطهما، فجمعت كتابا كبيرا في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم، ومع ذلك فلم يحصل لنا [من ذلك] [ (2) ] جميعا الوقوف [ (3) ] على العشر من أسامي الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة الرّازيّ، قال: توفي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة، كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية. قال ابن فتحون في ذيل «الاستيعاب» - بعد أن ذكر ذلك: أجاب أبو زرعة بهذا سؤال من سأله عن الرّواة خاصة، فكيف بغيرهم؟ ومع هذا فجميع من [في الاستيعاب يعني ممن [ (4) ] ذكر فيه] [ (5) ] باسم أو كنية [ (6) ] ، وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة، وذكر أنه استدرك عليه على شرطه قريبا ممن ذكره. قلت: وقرأت بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتابه «التجريد» : لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا، ثم رأيت بخطه أنّ جميع من [في «أسد الغابة» سبعة آلاف] [ (7) ] وخمسمائة [وأربعة وخمسون نفسا] [ (8) ] .   [ (1) ] في د غلط. [ (2) ] سقط في ج. [ (3) ] في ج من له الوقوف. [ (4) ] في ج بمن. [ (5) ] ما بين المعقوفين بياض في ت. [ (6) ] في أكنيته. [ (7) ] ما بين المعقوفين بياض في ت. [ (8) ] سقط في أ، د. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 ومما يؤيد قول أبي زرعة ما ثبت في [الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة] [ (1) ] تبوك: والناس كثير لا يحصيهم ديوان. وثبت عن الثّوريّ فيما [أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه [ (2) ] ، قال:] [ (3) ] من قدّم عليا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفا [مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو عنهم راض،] [ (4) ] فقال النووي: وذلك بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردّة والفتوح- الكثير ممن لم يضبط أسماؤهم، ثم مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصى كثرة. وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب، وأكثرهم حضروا حجّة الوداع. واللَّه أعلم. وقد كثر سؤال جماعة من الإخوان في تبييضه، فاستخرت اللَّه تعالى في ذلك، ورتبته على أربعة أقسام في كل حرف منه: فالقسم الأول- فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه، أو عن غيره، سواء كانت الطريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان. وقد كنت أولا رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام، ثم بدا لي أن أجعله [ (5) ] قسما واحدا، وأميّز ذلك في كل ترجمة. القسم الثاني: من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لبعض الصحابة [ (6) ] من النساء والرجال، ممن مات صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في دون سن التمييز، إذ ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق، لغلبة الظنّ على أنه صلّى اللَّه عليه وسلم رآهم لتوفّر [ (7) ] دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنّكهم ويسمّيهم ويبرّك عليهم، والأخبار بذلك كثيرة شهيرة: ففي صحيح مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلّى اللَّه عليه وعلى آله وسلم «كان يؤتى بالصبيان فيبرّك عليهم» [ (8) ] .   [ (1) ] بياض في ت. [ (2) ] سقط في ج. [ (3) ] بياض في ت. [ (4) ] بياض في ت. [ (5) ] في ج أجمعه. [ (6) ] في د أصحابه. [ (7) ] في أ، د لتوفير. [ (8) ] أخره مسلم في الصحيح 1/ 237 عن عائشة كتاب الطهارة (2) باب حكم بول للطفل الرضيع وكيفية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 وأخرجه الحاكم في كتاب «الفتن» [ (1) ] في المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف قال: ما كان يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فدعا له- الحديث. وأخرج ابن شاهين [ (2) ] في كتاب الصحابة في ترجمة محمد بن طلحة بن عبد اللَّه من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة [ (3) ] عن ظئر محمد بن طلحة، قال: لما ولد محمد بن طلحة أتيت به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليحنّكه ويدعو له، وكذلك كان يفعل بالصبيان [ (4) ] ، لكن أحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث، ولذلك أفردتهم عن أهل القسم الأول. القسم الثالث- فيمن ذكر في الكتب المذكورة من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا، وهؤلاء ليسوا أصحابه باتفاق من أهل العلم بالحديث، وإن كان بعضهم قد ذكر بعضهم في كتب معرفة الصحابة فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا بمقاربتهم لتلك الطبقة، لا أنهم من أهلها. وممن أفصح بذلك ابن عبد البرّ، وقبله أبو حفص بن شاهين، فاعتذر عن إخراجه ترجمة النجاشي بأنه صدق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في حياته وغير ذلك، ولو كان من هذا [ (5) ] سبيله يدخل عنده في الصحابة ما احتاج إلى اعتذار. وغلط من جزم في نقله عن ابن عبد البر بأنه يقول بأنهم صحابة، بل مراد ابن عبد البر بذكرهم واضح في مقدمة كتابه بنحو مما [ (6) ] قررناه، وأحاديث هؤلاء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث، وقد صرح ابن عبد البر نفسه بذلك في التمهيد وغيره من كتبه. القسم الرابع- فيمن ذكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط، وبيان ذلك   [ () ] غسله (31) حديث رقم (101/ 286) وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 378، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 4150. [ (1) ] في ج، د من. [ (2) ] في أ، د وروينا. [ (3) ] في ج الطلحة. [ (4) ] أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 52 عن ظئر محمد بن طلحة وقال رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن عثمان أبو شيبة وهو متروك. [ (5) ] في ج من كان هذا. [ (6) ] في د ما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 البيان الظاهر الّذي يعوّل عليه على طرائق أهل الحديث، ولم أذكر فيه إلا ما كان الوهم فيه بيّنا. وأما مع احتمال عدم الوهم فلا، إلّا أن كان ذلك الاحتمال يغلب على الظن بطلانه. وهذا القسم الرابع لا أعلم من سبقني إليه، ولا من حام طائر فكره عليه، وهو الضالة المطلوبة في هذا الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه [من هذا] [ (1) ] الفن اللبيب الماهر. واللَّه تعالى أسأل أن يعين على إكماله، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، ويجازيني به خير الجزاء في دار إفضاله، إنه قريب مجيب. وقبل الشروع في الأقسام المذكورة أذكر فصولا مهمّة يحتاج إليها في هذا النوع.   [ (1) ] سقط في ج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 الفصل الأول في تعريف الصحابي وأصحّ ما وقفت عليه من ذلك [أن] [ (1) ] الصحابيّ: من لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مؤمنا به، ومات على الإسلام، فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، ومن غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارض كالعمى. ويخرج بقيد «الإيمان» من لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى. وقولنا: «به» يخرج من لقيه مؤمنا بغيره، كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة. وهل يدخل من لقيه منهم وآمن بأنه سيبعث أو لا يدخل؟ محلّ احتمال. ومن هؤلاء بحيرا الراهب ونظراؤه. ويدخل في قولنا: «مؤمنا به» كلّ مكلف من الجن والإنس، فحينئذ يتعيّن ذكر من حفظ ذكره من الجن الذين آمنوا به بالشرط المذكور. وأما إنكار ابن الأثير على أبي موسى تخريجه لبعض الجن الذين عرفوا في كتاب الصحابة فليس بمنكر لما ذكرته. وقد قال ابن حزم في «كتاب الأقضية» من «المحلّى» : من ادّعى الإجماع فقد كذب على الأمة، فإن اللَّه تعالى قد أعلمنا أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فهم صحابة فضلاء، فمن أين للمدّعي إجماع أولئك؟. وهذا الّذي ذكره في مسألة الإجماع لا نوافقه عليه، وإنما أردت نقل [ (2) ] كلامه في كونهم صحابة. وهل تدخل الملائكة؟ محلّ نظر، قد قال بعضهم: إن ذلك يبنى على أنه هل كان مبعوثا إليهم أم لا؟ وقد نقل الإمام فخر الدين في أسرار التنزيل الإجماع على أنه صلّى اللَّه عليه وسلم لم يكن مرسلا إلى الملائكة، ونوزع في هذا النقل، بل رجح الشيخ تقي الدين السبكي أنه كان مرسلا إليهم. واحتج بأشياء يطول شرحها. وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفى. وخرج بقولنا: «ومات على الإسلام» من لقيه مؤمنا به ثم ارتدّ، ومات على ردّته   [ (1) ] سقط في د. [ (2) ] في د نقل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 والعياذ باللَّه. وقد وجد من ذلك عدد يسير، كعبيد اللَّه بن جحش الّذي كان زوج أم حبيبة، فإنه أسلم معها، وهاجر إلى الحبشة، فتنصّر هو ومات على نصرانيته. وكعبد اللَّه بن خطل الّذي قتل وهو متعلّق بأستار الكعبة، وكربيعة بن أميّة بن خلف على ما سأشرح خبره في ترجمته في القسم الرابع من حرف الراء. ويدخل فيه من ارتدّ وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت، سواء اجتمع به صلّى اللَّه عليه وسلم مرة أخرى أم لا، وهذا هو الصحيح المعتمد. والشقّ الأول لا خلاف في دخوله. وأبدى بعضهم في الشق الثاني احتمالا، وهو مردود لإطباق أهل الحديث على عدّ الأشعث بن قيس في الصحابة، وعلى تخريج أحاديثه في الصحاح والمسانيد، وهو ممن ارتدّ ثم عاد إلى الإسلام في خلافة أبي بكر. وهذا التعريف مبنيّ على الأصح المختار عند المحققين، كالبخاري، وشيخه أحمد ابن حنبل، ومن تبعهما، ووراء ذلك أقوال أخرى شاذّة، كقول من قال: لا يعدّ صحابيا إلّا من وصف بأحد أوصاف أربعة: من طالت مجالسته، أو حفظت روايته، أو ضبط أنه غزا معه، أو استشهد بين يديه، وكذا من اشترط في صحة الصحبة بلوغ الحلم، أو المجالسة ولو قصرت. وأطلق جماعة أنّ من رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم [فهو صحابي. وهو محمول على من بلغ سنّ التمييز، إذ من لم يميز لا تصحّ نسبة الرؤية إليه. نعم يصدق أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رآه فيكون صحابيا من هذه الحيثية، ومن حيث الرواية يكون تابعيا، وهل يدخل من رآه ميتا قبل أن يدفن كما وقع ذلك لأبي ذؤيب الهذلي الشاعر؟ إن صح محل نظر. والراجح عدم الدخول. ومما جاء عن الأئمة من الأقوال [ (1) ] المجملة في الصفة التي يعرف بها كون الرجل صحابيا وإن لم يرد التنصيص على ذلك- ما أورده ابن أبي شيبة في «مصنّفه» من طريق لا بأس به، أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمّرون إلا الصحابة. وقول ابن عبد البر: لم يبق بمكة [ (2) ] ، ولا الطائف [ (3) ] أحد   [ (1) ] في أ، د الأفعال. [ (2) ] مكة: علم على جميع البلدة وهي البلدة المعروفة المعظمة المحجوجة غير مصروفة للعلمية والتأنيث وقد سماها اللَّه تعالى في القرآن أربعة أسماء مكة، والبلدة، والقرية، وأم القرى قال ابن سيده: سميت مكة لقلة مائها وذلك أنهم كانوا يمكون الماء فيها أي يستخرجونه وقيل: لأنها كانت تمك من ظلم فيها أي تهلكه وأما بكة بالباء ففيها أربعة أقوال. أحدها: أنهم اسم لبقعة البيت والثاني: أنها ما حول البيت ومكة ما وراء ذلك والثالث أنها اسم للمسجد والبيت ومكة للحرم كله والرابع: أن مكة هي بكة قاله الضحاك واحتج بأن الباء والميم يتعاقبان يقال سمد رأسه وسبده وضربه لازم ولازب. انظر: المطلع/ 186، 187. [ (3) ] الطائف: بعد الألف همزة مكسورة ثم فاء: كانت تسمّى قديما وج وسميت الطائف لما أطيف عليها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 في سنة عشر إلا أسلم، وشهد مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حجّة الوداع. ومثل ذلك قول بعضهم في الأوس والخزرج: إنه لم يبق منهم في آخر عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلّا من دخل في الإسلام، وما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأحد منهم يظهر الكفر. واللَّه أعلم. الفصل الثاني في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا وذلك بأشياء: أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي، ثم بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروى عن آحاد [ (1) ] من الصحابة أن فلانا له صحبة مثلا، وكذا عن آحاد التابعين، بناء على قبول التزكية من واحد، وهو الراجح ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي. أما الشرط الأول- وهو العدالة- فجزم به الآمديّ وغيره، لأن قوله قبل أن تثبت عدالته: أنا صحابي أو ما يقوم مقام ذلك- يلزم من قبول قوله إثبات عدالته، لأن الصحابة كلهم عدول، فيصير [ (2) ] بمنزلة قول القائل: أنا عدل، وذلك لا يقبل. وأما الشرط الثاني- وهو المعاصرة- فيعتبر بمضيّ مائة سنة وعشر سنين من هجرة [ (3) ] النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، لقوله صلّى اللَّه عليه وسلم في آخر عمره لأصحابه: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممّن هو اليوم عليها أحد» . رواه البخاريّ، ومسلم من حديث ابن عمر. زاد مسلم من حديث جابر أن ذلك كان قبل موته صلّى اللَّه عليه وسلم بشهر. ولفظه: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: «أقسم باللَّه، ما على الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حيّة يؤمئذ» [ (4) ] .   [ () ] الحائط وهي ناحية ذات نخيل وأعناب ومزارع وأودية وهي على ظهر جبل غزوان وبها عقبة مسيرة يوم للطالع من مكة ونصف يوم للهابط إلى مكة يمشي فيها ثلاثة أجمال بأحمالها. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 877. [ (1) ] في د آحاد الصحابة. [ (2) ] في أ، د فيكون. [ (3) ] في أ، وفاة. [ (4) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1966 عن جابر بلفظ متقارب كتاب فضائل الصحابة (44) باب قوله صلّى اللَّه عليه وسلم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم حديث رقم (217/ 2537، 218/ 2538، 219/ 2539، 220/ 2539) وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 499 عن جابر عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال ما من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 ولهذه النكتة لم يصدق الأئمة أحدا ادعى الصحبة بعد الغاية المذكورة. وقد ادعاها جماعة فكذّبوا، وكان آخرهم رتن الهندي على ما سنذكر تراجمهم كلهم في القسم الرابع، لأن الظاهر كذبهم في دعواهم على ما قررته. ثم من لم يعرف حاله إلا من جهة نفسه فمقتضى كلام الآمديّ الّذي سبق ومن تبعه ألا تثبت صحبته. ونقل أبو الحسن بن القطّان فيه الخلاف ورجّح عدم الثبوت. وأما ابن عبد البر فجزم بالقبول بناء على أن الظاهر سلامته من الجرح، وقوي ذلك بتصرف أئمة الحديث في تخريجهم أحاديث هذا الضرب في مسانيدهم. ولا ريب في انحطاط رتبة من هذا سبيله عمن مضى. ومن صور هذا الضرب أن يقول التابعي: أخبرني فلان [مثلا] [ (1) ] أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول، سواء أسماء أم لا. أما إذا قال أخبرني رجل، مثلا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بكذا فثبوت الصحبة بذلك بعيد، لاحتمال الإرسال. ويحتمل التفرقة بين أن يكون القائل من كبار التابعين، فيرجح القبول، أو صغارهم فيرجح الرد. ومع ذلك فلم يتوقف من صنّف في الصحابة في إخراج من هذا سبيله في كتبهم. واللَّه تعالى أعلم [ (2) ] . ضابط: [ (3) ] يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير يكتفى فيهم بوصف يتضمّن أنهم صحابة، وهو مأخوذ من ثلاثة آثار: الأول: أخرج [ابن أبي شيبة] [ (4) ] من طريق قال: كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة، فمن تتبع الأخبار الواردة في الردّة والفتوح وجد من ذلك شيئا كثيرا، وهم من القسم الأول. الثاني: أخرج الحاكم من حديث عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود. إلا أتي به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا له، وهذا يؤخذ منه شيء كثير أيضا، وهم من القسم الثاني. [الثالث] [ (5) ] : وأخرج [ابن عبد البر] [ (6) ] من طريق [ .... ] [ (7) ] قال: لم يبق بمكة والطائف [أحد في سنة عشر] [ (8) ] إلّا أسلم، وشهد حجة الوداع. هذا وهم في نفس الأمر   [ () ] نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة عام وهي حية يومئذ. قال الحاكم قد أخرج مسلم هذا الحديث بهذا الإسناد في الصحيح ووافقه الذهبي. [ (1) ] سقط في د. [ (2) ] في د واللَّه تعالى أعلم. [ (3) ] هذا الضابط كله سقط في أ، د. [ (4) ] بياض في هـ. [ (5) ] سقط في ج، هـ. [ (6) ] ، (7) ، (8) بياض في ج، هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 عدد لا يحصون، لكن يعرف الواحد منهم بوجود ما يقتضي أنه كان في ذلك الوقت موجودا، فيلحق بالقسم الأول أو الثاني لحصول رؤيتهم بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وإن لم يرهم هو. واللَّه أعلم. الفصل الثالث في بيان حال الصحابة من العدالة اتفق أهل السنّة على أنّ الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة. وقد ذكر الخطيب في «الكفاية» فصلا نفيسا في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل اللَّه لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم، فمن ذلك قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران: 110] . وقوله: وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً [البقرة: 143] . وقوله: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ [الفتح: 18] . وقوله: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [التوبة: 100] . وقوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال: 64] . وقوله: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً، وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ... إلى قوله: إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 8: 10]- في آيات كثيرة يطول ذكرها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل اللَّه له إلى تعديل أحد من الخلق، على أنه لو لم يرد من اللَّه ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد، ونصرة الإسلام. وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأبناء [ (1) ] ، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين- القطع على تعديلهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع الخالفين بعدهم، والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم. هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتمد قوله. ثم روى بسنده إلى أبي زرعة الرّازيّ، قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول حقّ، والقرآن حق، وما جاء به حق،   [ (1) ] في ج، هـ الأولاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 وإنما أدى إلينا ذلك كلّه الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا] [ (1) ] ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة. انتهى. والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة، من أدلها على المقصود ما رواه الترمذي وابن حبان في «صحيحه» ، من حديث عبد اللَّه بن مغفّل، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّه اللَّه في أصحابي لا تتّخذوهم غرضا، فمن أحبّهم فبحبي أحبّهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه، ومن آذى اللَّه فيوشك أن يأخذه» [ (2) ] . وقال أبو محمّد بن حزم: الصحابة كلّهم من أهل الجنة قطعا، قال اللَّه تعالى: لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى [الحديد: 10] . وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ [الأنبياء: 101] . فثبت أن الجميع من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد منهم النار، لأنهم المخاطبون بالآية السابقة. فإن قيل: التقييد بالإنفاق والقتال يخرج من لم يتصف بذلك، وكذلك التقييد بالإحسان في الآية السابقة، وهي [ (3) ] قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ [التوبة: 100] الآية- يخرج من لم يتصف بذلك، وهي من أصرح ما ورد في المقصود، ولهذا قال المازري في «شرح البرهان» : لسنا نعني بقولنا: الصحابة عدول- كلّ من رآه صلّى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم يوما ما، أو زاره لماما [ (4) ] ، أو اجتمع به لغرض وانصرف عن كثب، وإنما نعني به الذين لازموه وعزّروه ونصروه، واتبعوا النور الّذي أنزل معه أولئك هم المفلحون. انتهى. والجواب عن ذلك أن التقييدات المذكورة خرجت مخرج الغالب، وإلا فالمراد من اتصف بالإنفاق والقتال بالفعل أو القوّة. وأما كلام المازري فلم يوافق عليه، بل اعترضه   [ (1) ] من أول وأطلق جماعة أن من رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى هنا سقط في ب، ت. [ (2) ] أخرجه الترمذي في سننه 5/ 653 كتاب المناقب باب 58 في فضل من بايع تحت الشجرة حديث رقم 3862 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأحمد في المسند 5/ 54، 57. وأبو نعيم في الحلية 8/ 287، وابن حبان في صحيح حديث رقم 2284، وابن عدي في الكامل 4/ 1485 وابن حجر في لسان الميزان 3/ 1269. [ (3) ] سقط في هـ. [ (4) ] في ج لحالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 جماعة من الفضلاء. وقال الشيخ صلاح الدين العلائي: هو قول غريب يخرج كثيرا من المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة، كوائل بن حجر، ومالك بن الحويرث، وعثمان بن أبي العاص، وغيرهم، ممن وفد عليه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يقم عنده إلا قليلا وانصرف، وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد، ولم يعرف مقدار إقامته من أعراب القبائل. والقول بالتعميم هو الّذي صرح به الجمهور، وهو المعتبر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم. وقد كان تعظيم الصحابة- ولو كان اجتماعهم به صلّى اللَّه عليه وسلم قليلا- مقررا عند الخلفاء الراشدين وغيرهم، فمن ذلك ما قرأت في كتاب «أخبار الخوارج» تأليف محمد بن قدامة المروزي بخط بعض من سمعه منه [ (1) ] في سنة سبع وأربعين ومائتين، قال: حدثنا علي بن الجعد، حدثنا زهير- هو الجعفي- عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي، قال: كنت عند أبي سعيد الخدريّ، وقرأت على أبي الحسن علي بن أحمد المرادي بدمشق [ (2) ] ، عن زينب بنت الكمال سماعا، عن يحيى بن القميرة، إجازة، عن شهدة الكاتبة سماعا. قالت: أخبرنا الحسين بن أحمد بن طلحة، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي يعقوب بن شيبة. حدثنا محمد بن سعيد القزويني أبو سعيد، حدثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، عن الأسود- يعني ابن قيس- عن نبيح- يعني العنزي- عن أبي سعيد الخدريّ، قال: كنا عنده وهو متّكئ، فذكرنا عليا ومعاوية، فتناول رجل معاوية، فاستوى أبو سعيد الخدريّ جالسا، ثم قال: كنا ننزل رفاقا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فكنّا في رفقة فيها أبو بكر، فنزلنا على أهل أبيات، وفيهم امرأة حبلى، ومعنا رجل من أهل البادية، فقال للمرأة الحامل: أيسرّك أن تلدي غلاما؟ قالت: نعم. قال: إن أعطيتني شاة ولدت غلاما. فأعطته. فسجع لها أسجاعا، ثم عمد إلى الشاة فذبحها وطبخها، وجلسنا نأكل منها، ومعنا أبو بكر، فلما علم بالقصة قام فتقيّأ كل شيء أكل. قال: ثم رأيت ذلك البدويّ أتي به عمر بن الخطاب وقد هجا الأنصار، فقال لهم عمر: لولا أن له صحبة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ما أدري ما نال فيها [لكفيتكموه] [ (3) ] ولكن له صحبة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.   [ (1) ] في أعنه. [ (2) ] دمشق بالكسر، ثم الفتح وشين معجمة وآخره قاف: البلدة المشهورة قصبة الشام، هي جنة الشام، لحسن عمارتها وبقعتها وكثرة أشجارها وفواكهها ومياهها المتدفقة في مساكنها وأسواقها وجامعها ومدارسها قيل: سمّيت بذلك لأنهم دمشقوا في بناءها أي أسرعوا وقيل: هو اسم واضعها وهو دمشق بن كنعان وقيل غير ذلك وهي مشهورة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 534. [ (3) ] بياض في ج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 لفظ عليّ بن الجعد: ورجال هذا الحديث ثقات، وقد توقف عمر رضي اللَّه عنه عن معاتبته فضلا عن معاقبته. لكونه علم أنه لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وفي ذلك أبين شاهد على أنهم كانوا يعتقدون أنّ شأن الصحبة لا يعدله شيء. كما ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدريّ من قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «والّذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه [ (1) ] » . وتواتر عنه صلّى اللَّه عليه وسلم قوله: «خير النّاس قرني ثمّ الّذين يلونهم» [ (2) ] . قال بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أنتم توفون سبعين أمّة أنتم خيرها وأكرمها على اللَّه عزّ وجلّ» [ (3) ] . وروى البزّار في مسندة بسند رجاله موثقون من حديث سعيد بن المسيب. عن جابر [ (4) ] ، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ اللَّه اختار أصحابي على الثّقلين [ (5) ] سوى النّبيّين والمرسلين» [ (6) ] . وقال عبد اللَّه بن هاشم الطّوسيّ: حدثنا وكيع، قال: سمعت سفيان يقول في قوله تعالى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى [النمل: 59]- قال: هم أصحاب   [ (1) ] أخرجه البخاري 7/ 21 (3673) ومسلم 4/ 1967 في فضائل الصحابة (222/ 2541) . وأخرجه أحمد في المسند 6/ 6 عن عبد اللَّه بن سلام وابن أبي عاصم في السنة 2/ 478. وأورده السيوطي في الدرر المنثور 6/ 172. والهيثمي في الزوائد 10/ 19 عن أبي هريرة ولفظه دعوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يبلغ من أحدهم ولا نصيفه. قال الهيثمي رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق، والمتقى للهندي في كنز العمال حديث رقم 32522. [ (2) ] أخرجه البخاري في 3/ 224، 8/ 113. ومسلم في صحيحه 4/ 1963 كتاب فضائل الصحابة باب 52 فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حديث رقم 211/ 2533، 212/ 2533. والترمذي في السنة 5/ 652 كتاب المناقب باب 57 ما جاء في فضل من رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وصحبه حديث رقم 3859 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 1/ 417، 378 والطبراني في الكبير 2/ 320، وكنز العمال حديث رقم 32449. [ (3) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 447، 5/ 3، والحاكم في المستدرك 4/ 84 وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير 19/ 419، 422، 424، 426 قال الهيثمي في الزوائد 10/ 400 رواه أحمد ورجاله ثقات وعند الترمذي وغيره بعضه أ. هـ. [ (4) ] في ج عن جابر قال. [ (5) ] في أالعالمين. [ (6) ] قال الهيثمي في الزوائد 10/ 20 رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 162، كنز العمال حديث رقم 33094، 36708. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. والأخبار في هذا كثيرة جدا فلنقتصر [ (1) ] على هذا القدر ففيه مقنع. فائدة أكثر الصحابة فتوى مطلقا سبعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة رضوان اللَّه تعالى عليهم أجمعين. قال ابن حزم: يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد من هؤلاء مجلد ضخم، قال: ويليهم عشرون وهم: أبو بكر، وعثمان، وأبو موسى، ومعاذ، وسعد بن أبي وقّاص، وأبو هريرة، وأنس، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وسلمان، وجابر، وأبو سعيد، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وعبادة بن الصامت، ومعاوية، وابن الزبير، وأم سلمة. قال: يمكن أن يجمع من فتيا كلّ واحد منهم جزء صغير. قال: وفي الصحابة نحو من مائة وعشرين نفسا مقلّون في الفتيا جدا، لا يروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والثلاث، يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير بعد البحث، كأبيّ بن كعب، وأبي الدّرداء، وأبي طلحة، والمقداد وغيرهم [وسرد الباقين] [ (2) ] . قلت: وسأذكر في ترجمة كل من ذكره من هذا القسم أن ابن حزم ذكر أنه من فقهاء الصحابة، فإن ذلك من جملة المناقب. وقد جعلت على كل اسم أوردته زائدا على ما في تجريد الذهبي وأصله [وعلى ما في أصله فقط] [ (3) ] (ز) . واللَّه المسئول أن يهدينا سواء الطريق، وأن يسلك بنا مسالك أولى التحقيق، وأن يرزقنا التسديد والتوفيق، وأن يجعلنا في الذين أنعم عليهم مع خير فريق وأعلى رفيق آمين آمين.   [ (1) ] في ج فليقتصر. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 حرف الألف القسم الأول باب الهمزة بعدها ألف [ (1) ] 1- آبي اللحم الغفاريّ [ (2) ] : صحابي مشهور، روى حديثه الترمذي، والنسائي، والحاكم، وروى بسنده عن أبي عبيدة، قال: آبي اللحم اسمه عبد اللَّه بن عبد الملك بن عبد اللَّه بن غفار، وكان شريفا شاعرا، وشهد حنينا [ (3) ] ومعه مولاه عمير، وإنما سمّي آبي اللحم، لأنه كان يأبى أن يأكل اللّحم. وقال الواقدي: كان ينزل «الصّفراء» [ (4) ] ، وكذا قال خليفة بن خيّاط في اسمه ونسبه. وقال الهيثم بن عدي، وهشام بن الكلبي: اسمه خلف بن عبد الملك، وقال غيرهما. اسمه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن مالك. وقيل: اسمه الحويرث بن عبد اللَّه بن خلف بن مالك. وقال المرزباني: اسمه عبد اللَّه بن عبد ملك، كان شريفا شاعرا أدرك الجاهلية. قلت: رأيته بخط الرضيّ الشاطبي عبد ملك بفتح اللام مجردا عن الألف واللام. وروى مسلم في صحيحه حديث عمير مولى آبي اللحم، قال: أمرني مولاي أن أقدّد لحما، فجاءني مسكين فأطعمته ... الحديث. وفيه: قلت: يا رسول اللَّه- أتصدق من مال سيّدي   [ (1) ] في د حرف الألف بعدها باء. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة، أسد الغابة ت (1) الاستيعاب (137) ، تهذيب الكمال 1/ 71 تهذيب التهذيب 1/ 188، تقريب التهذيب 1/ 29، تلقيح فهوم أهل الأثر ص 378، تصحيفات المحدثين ص 23. [ (3) ] حنين: وهو موضع قريب من مكة وقيل هو وادي قبل الطائف وقيل واد بجنب ذي المجاز. انظر معجم البلدان 2/ 359. [ (4) ] الصفراء: بالتأنيث وادي الصفراء: من ناحية المدينة وهو واد كثير النخل والزّرع في طريق الحاج بينه وبين بدر مرحلة وماؤها عيون كلها. وماؤها يجري إلى ينبع ورضوى غريبها. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 844. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 بشيء؟ قال: «نعم، والأجر بينكما» [ (1) ] . وقال ابن عبد البر: هو من قدماء الصحابة وكبارهم، ولا خلاف أنه شهد حنينا وقتل بها. باب الألف بعدها موحدة [ (2) ] 2- أبان بن سعيد: بن العاص [ (3) ] بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي. قال البخاريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن حبّان: له صحبة، وكان أبوه من أكابر قريش، وله أولاد نجباء، أسلم منهم قديما خالد، وعمرو، فقال فيهما أبان الأبيات المشهورة التي أولها: ألا ليت ميتا بالظّريبة [ (4) ] شاهد ... لما يفتري في الدّين عمرو وخالد [ (5) ] [الطويل] ثم كان عمرو وخالد ممن هاجرا إلى الحبشة، فأقاما بها، وشهد أبان بدرا مشركا، [ (6) ] فقتل بها أخواه العاص وعبيدة على الشرك، ونجا هو، فبقي بمكّة حتى أجار عثمان زمن الحديبيّة [ (7) ] ، فبلّغ رسالة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال له أبان:   [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح عن يزيد بن أبي عبيد بزيادة في أول كتاب الزكاة (12) باب ما أنفق العبد من مال مولاه (26) حديث رقم (83/ 1025) والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 194، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1953. [ (2) ] في د القسم الأول باب الأول. [ (3) ] نسب قريش: 174، 175، طبقات خليفة: 298، تاريخ خليفة 120، 1131، التاريخ الكبير 1/ 450، التاريخ الصغير 1/ 35، 52، الجرح والتعديل 2/ 295، مشاهير علماء الأمصار ت: 70 تاريخ الإسلام 1/ 376- 378، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 127، 133، أسد الغابة ت (2) . [ (4) ] ظريبة: تصغير ظربة: موضع بالطائف. قال أبان بن سعيد: ألا ليت ميتا بالظريبة شاهد ... لما يفتري في الدين عمرو بن خالد انظر: مراصد الاطلاع 2/ 904. [ (5) ] ينظر في معجم البلدان «ظريبة، أسد الغابة ترجمة «2» ، والاستيعاب في ترجمة أبان بن سعيد «4» والإصابة. [ (6) ] بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصّفراء ويقال إنه ينسب إلى قريش بن الحارث بن يخلد ويقال مخلّد بن النضر بن كنانة، به سميت قريش فغلبت عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون: جاءت عير قريش وخرجت عير قريش قال: وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها، انظر معجم البلدان 1/ 425. [ (7) ] الحديبيّة: بضم الحاء وفتح الدال وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وياء اختلفوا فيها فمنهم من شددها ومنهم من خففها وهي قرية متوسطة وليست كبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول اللَّه تحتها وقال الخطابي في أماليه: سميت الحديبيّة بشجرة حدباء كانت في ذلك الموضع وبين الحديبيّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 أسبل وأقبل ولا تخف أحدا ... بنو سعيد أعزّة الحرم [ (1) ] [المنسرح] ثم قدم عمرو وخالد من الحبشة فراسلا أبان فتبعهما حتى قدموا جميعا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم أبان أيام خيبر. وشهدها مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأرسله النبيّ صلّى الله عليه وسلم في سرية. ذكر جميع ذلك الواقديّ، ووافقه عليه أهل العلم بالأخبار وهو المشهور، وخالفهم ابن إسحاق فعدّ أبان فيمن هاجر إلى الحبشة ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، فاللَّه أعلم. وروى ابن أبي خيثمة من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ أحد الضعفاء عن إياس بن معاوية بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة، فأجاره أبان بن سعيد، فحمله على سرجه، أردفه حتى قدم مكة. وقال الهيثم بن عدي: بلغني أن سعيد بن العاص قال: لما قتل أبي يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص، وكان وليّ صدق، فخرج تاجرا إلى الشام. فذكر قصة طويلة اتفقت له مع راهب يقال له «يكا» ، وصف له صفة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، واعترف بنبوته، وقال له: أقرئ الرجل الصالح السلام. فرجع أبان فجمع قومه، وذكر لهم ذلك، ورحل إلى المدينة [ (2) ] فأسلم. وفي البخاريّ، وأبي داود، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد [ (3) ] ، فقدم هو وأصحابه على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر ... الحديث. وقال الواقديّ: حدثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عمر بن عبد العزيز، قال: مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأبان بن سعيد على البحرين [ (4) ] ، ثم قدم أبان على أبي بكر، وسار إلى   [ () ] ومكة مرحلة وبينها وبين المدينة تسع مراحل. [ (1) ] رواية البيت في الاستيعاب هكذا: أقبل وأدبر .... انظر الترجمة «4» . [ (2) ] المدينة لها أسماء: المدينة، وطابة، وطيبة، بفتح الطاء وقيد بفتح الطاء احترازا من طيبة بكسرها فإنّها قرية قرب زرود ويثرب كان اسمها قديما فغيره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما فيه من التثريب وهو التعبير والاستقصاء في اللوم وتسميتها في القرآن يثرب حكاية لقول من قالها من المنافقين المطلع/ 158. [ (3) ] نجد بفتح النون وسكون الجيم قال صاحب المطالع: وهو ما بين جرش إلى سواد الكوفة وحدّه مما يلي المغرب: الحجاز، على يسار الكعبة ونجد كلها من عمل اليمامة وقال الجوهري ونجد من بلاد العرب وهو خلاف الغور وهو تهامة كلها وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد وهو مذكر. انظر: المطلع/ 166. [ (4) ] البحرين: روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحدّه من عمان ناحية جرّفار واليمامة على جبالها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 الشام، فقتل يوم أجنادين [ (1) ] سنة ثلاث عشرة، قاله موسى بن عقبة وأكثر أهل النسب. وقال ابن إسحاق: قتل يوم اليرموك [ (2) ] ، ووافقه سيف بن عمر في الفتوح. وقيل: قتل يوم مرج الصفر [ (3) ] ، حكاه ابن البرقي. وقال أبو حسان الزيادي: مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان. ومما يدل على أنه تأخّرت وفاته عن خلافة أبي بكر ما روى ابن أبي داود والبغوي من طريق سليمان بن وهب الأنباري، قال: حدثنا النعمان بن بزرج قال: لما توفي رسول صلّى اللَّه عليه وسلم بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن [ (4) ] ، فكلّمه فيروز في دم دادويه الّذي قتله قيس بن مكشوح، فقال أبان لقيس: أقتلت رجلا مسلما! فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلما، وأنه إنما قتله، بأبيه وعمّه، فخطب أبان فقال: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قد وضع كلّ دم كان في الجاهلية، فمن أحدث في الإسلام حدثا أخذناه به، ثم قال أبان لقيس: الحق بأمير المؤمنين عمر، وأنا أكتب لك أني قضيت بينكما. فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه. قال البغويّ: لا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غيره.   [ () ] وربما ضمت إلى المدينة وربما أفردت هذا كان في أيام بني أميّة فلما ولي بنو العباس صيّروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا، قاله ابن الفقيه وهي الآن مدينة مستقلة. انظر: معجم البلدان 1/ 412. [ (1) ] أجنادين: بالفتح ثم السكون ونون وألف وفتح الدال فتكسر معها النون فيصير بلفظ التثنية وتكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع وأكثر أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية ومن المحصّلين من يقوله بلفظ الجمع: وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين، ويكتب خالد بن الوليد بالفتح إلى أبي بكر الصديق «وأخبرك أيها الصديق أنا لقينا المشركين وقد جمعوا لنا جموعا جما بأجنادين فخرجنا لهم واثقين باللَّه متوكلين عليه فطاعناهم بالرماح شيئا ثم صرنا إلى السيوف فقارعناهم ثم إن اللَّه أنزل نصره وهزم الكافرين والحمد للَّه والسلام» . الروض المعطار/ 12، معجم البلدان 1/ 129. [ (2) ] يرموك: واد بناحية الشام في طرف الغور يصبّ في نهر الأردن كانت به حرب للمسلمين مع الروم في أيام أبي بكر رضي اللَّه عنه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1477. [ (3) ] مرج الصّفّر: بالتشديد: بدمشق وقال خالد بن سعيد بن العاص وقتل بمرج الصفر: هل فارس كره النزال يعيرني ... رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1254. [ (4) ] اليمن: قال صاحب المطالع اليمن: كلّ ما كان عن يمين الكعبة من بلاد الغور قال الجوهري، اليمن: بلاد العرب والنّسبة إليها يمني، ويمان مخففة والألف عوض عن ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه: وبعضهم يقول: يمانيّ بالتشديد قال أمية بن خلف: يمانيا يظلّ يشدّ كيرا ... وينفخ دائما لهب الشواظ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 قلت: وذكره البخاريّ في ترجمته مختصرا، ورجّح ابن عبد البر القول الأول، ثم ختم الترجمة بأن قال: وكان أبان هو الّذي تولى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت، أمرهما بذلك عثمان. ذكر ذلك ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه. انتهى. وهو كلام يقتضي التناقض والتدافع، لأن عثمان إنما أمر بذلك في خلافته، فكيف يعيش إلى خلافة عثمان من قتل في خلافة أبي بكر؟ بل الرواية التي أشار إليها ابن عبد البر رواية شاذة تفرّد بها نعيم بن حماد، عن الدّراوردي. والمعروف أن المأمور بذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وهو ابن أخي أبان بن سعيد. واللَّه أعلم. 3- أبان المحاربي [ (1) ] : من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. فيقال [ (2) ] له أبان العبديّ أيضا. قال ابن السكن: له صحبة، حديثه في البصريين. وقال ابن حبّان: أبان العبديّ، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عداده في أهل البصرة. وأخرج له البغويّ من طريق أبان بن أبي عياش، عن الحكم بن حيان المحاربي، عن أبان المحاربي، وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من عبد القيس- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ما من عبد مسلم يقول إذا أصبح: الحمد للَّه ربّي، لا أشرك به شيئا، إلّا غفرت له ذنوبه» . قال البغوي: لا أعلم له غيره. قلت: وجدت له آخر أخرجه ابن شاهين، ورويناه في الجزء الثاني من فوائد أبي بكر بن خلاد النّصيبي من طريق زياد البكّائي، قال: حدثنا أبو عبيدة العتكيّ، عن الحكم بن حيان، عن أبان المحاربي، قال: كنت في الوفد فرأيت بياض إبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حين رفع يديه يستقبل بهما القبلة [ (3) ] . وأشار الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» إلى أنّ أبان بن أبي عياش تفرّد بالحديث الأول، وهو ضعيف واه، فإن كان أبان بن أبي عياش يكنى أبا عبيدة صح أنه تفرّد بالحديث عن الحكم المذكور. 4- إبراهيم بن جابر [ (4) ] : كان عبدا لخرشة [ (5) ] الثّقفي. نزل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من حصن الطائف في جملة من نزل من عبيدهم أيام حصارهم، فأعتقه ودفعه إلى أسيد بن حضير   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، أسد الغابة ت (4) ، الاستيعاب ت (5) . [ (2) ] في د ويقال. [ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 128 عن جابر وقال رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ورجال أحمد رجال الصحيح. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1. [ (5) ] في ج لخوشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 وأمره أن يمونه ويعلمه. ذكره الواقدي واستدركه ابن فتحون، [لأنه عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دهرا] [ (1) ] . 5- إبراهيم بن الحارث [ (2) ] : بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرّة القرشي التيمي. قال البخاريّ: هاجر مع أبيه، وروى ابن مندة بسند صحيح عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، وكان أبوه من المهاجرين، وقال ابن عبد البر في ترجمة أبيه الحارث بن خالد: هاجر إلى الحبشة، فولد له بها موسى وزينب وإبراهيم، وهلكوا بأرض الحبشة، قاله مصعب. وقال غيره: خرج بهم الحارث يريد المدينة فشربوا من ماء فماتوا إلا الحارث. قلت: لعله كان له ابن آخر يقال له إبراهيم غير إبراهيم والد محمد، إذ كيف يهلك في ذلك الزمان من يولد له محمد بعد دهر طويل؟ وأخرج ابن مندة من طريق لا بأس بها عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في سرية ... الحديث. فإن ثبت هذا فإبراهيم واحد، وعاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 6- إبراهيم بن عباد: بن إساف [ (3) ] بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي. شهد أحدا [ (4) ] ، قاله ابن الكلبيّ، وأخرجه ابن شاهين وغيره، واستدركه أبو موسى. 7- [إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف [ (5) ] يأتي في القسم الثاني] [ (6) ] .   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، العقد الثمين 1/ 209-، أسد الغابة ت (8) . [ (3) ] أسد الغابة ت 11، الاستيعاب ت 3. [ (4) ] أحد: بضم أوله وثانيه معا: اسم الجبل الّذي كانت عنده غزوة أحد وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وسبعون من المسلمين وكسرت رباعية النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشجّ وجهه الشريف وكلمت شفته وكان يوم بلاء وتمحيص وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام من مهاجرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في سنة ثلاث وقيل سمي بهذا الاسم لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر. معجم البلدان 1/ 135. [ (5) ] طبقات ابن سعد 5/ 55، طبقات خليفة ت/ 2076، تاريخ البخاري 1/ 295، المعارف 237، المعرفة والتاريخ 1/ 367، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الأول 111، تاريخ ابن عساكر 2/ 230، تهذيب الكمال 59، تاريخ الإسلام 3/ 335، العبر 1/ 112، تهذيب التهذيب 1/ 38، تهذيب التهذيب 1/ 139، خلاصة تهذيب التهذيب 19 شذرات الذهب 1/ 111، تهذيب ابن عساكر 2/ 228، الاستيعاب ت 2. [ (6) ] هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 8- إبراهيم بن قيس [ (1) ] بن حجر بن معديكرب الكندي، أخو الأشعث: قال هشام ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وهو والد إسحاق الأعرج النسابة، ذكره ابن شاهين في الصحابة، واستدركه ابن فتحون وأبو موسى. 9- إبراهيم، أبو رافع [ (2) ] : مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، مشهور بكنيته. قال البغوي: سماه مصعب الزبيري إبراهيم، وسماه غيره أسلم واللَّه أعلم. قلت: وقيل غير ذلك [ (3) ] . وسأذكر ترجمته في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 10- إبراهيم الطائفي [ (4) ] : روى البغويّ والطّبرانيّ من طريق أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يعلّم الناس بمنى [ (5) ] يقول: «قابلوا النّعال» [ (6) ] . قال البغويّ: ولا أعلم له غيره، ونقل الذّهبيّ عن ابن عبد البر أنه قال: لا يصح ذكره في الصحابة، لأن حديثه مرسل- يعني فهو تابعي. قلت: لفظ ابن عبد البر: إسناد حديثه ليس بالقائم، ولا تصح صحبته عندي، وحديثه مرسل. انتهى. فإن عنى بالإرسال انقطاعا بين أحد رواته فذاك، وإلا فقد صرح بسماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فهو صحابي إن ثبت إسناد حديثه، لكن مداره على عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز، وهو ضعيف، وشيخه مجهول. وقد اختلف في سياقه عن أبي عاصم: فقيل هكذا. وقيل عن   [ (1) ] أسد الغابة ت 17. [ (2) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 73، الجرح والتعديل 2/ 149، الثقات لابن حبان 3/ 16، تجريد أسماء الصحابة 2/ 64، تهذيب التهذيب 12/ 92، تقريب التهذيب 2/ 421، معرفة الصحابة 2/ 147، أسد الغابة ت (10) . [ (3) ] في أوقيل هرمز. [ (4) ] الجرح والتعديل 2/ 118 معرفة الصحابة 2/ 151، أسد الغابة ت (16) ، الاستيعاب ت (1) . [ (5) ] منى: بكسر الميم وفتح النون مخففة بوزن ربا. قال أبو عبيد البكري تذكر وتؤنث فمن أنث لم يجره أي لم يصرفه وقال الفراء: الأغلب عليه التذكير وقال العرجي في تأنيثه: ليومنا بمنى إذ نحن ننزلها ... أشدّ من يومنا بالعرج أو ملك وقال أبو دهبل: سقى منّى ثم روّاه وساكنه ... وما ثوى فيه واهي الودق منبعق وقال الحازمي في أسماء الأماكن: منّى بكسر الميم وتشديد النون الصّقع قرب مكة والصواب الأول. انظر: المطلع/ 194. [ (6) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 315، 17/ 171. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 141 وقال رواه الطبراني وعبد اللَّه بن هرمز ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41611. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 يحيى بن إبراهيم بن عطاء عن أبيه عن جده. حكاه ابن أبي حاتم، وعلى هذا فالصحابيّ عطاء، ورجحها ابن السكن، وأخرجها هو وابن شاهين من طريق عمرو بن علي الفلّاس، عن أبي عاصم. ورواه البغوي أيضا عن ابن الجنيد عن أبي عاصم، فقال: إبراهيم بن يحيى بن عطاء. وقيل: عن يحيى بن عبد الرحمن بن عطاء. وقيل: عن يحيى بن عبيد بن عطاء، رواه الطبراني، وترجم لعطاء في الصحابة كذلك ابن حبّان، وابن أبي عاصم، ومطيّن، وآخرون، ويقوي الرواية الأولى ما حكاه أبو العباس الدّغولي قال: قلت لأبي حاتم الرازيّ: هل في الصحابة أحد اسمه إبراهيم؟ قال: نعم، إبراهيم اسم قديم تسمّى به رجل سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، رواه المكيّون عن عطاء بن إبراهيم، عن أبيه. واللَّه أعلم. 11- إبراهيم النجار [ (1) ] : روى الطبراني في «الأوسط» من طريق أبي نضرة، عن جابر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فذكر الحديث في اتخاذ المنبر، وفيه: فدعا رجلا، فقال: ما اسمك؟ قال: إبراهيم. قال: خذ في صنعته. استدركه أبو موسى، وقال في رواية أخرى: إن اسم النجار «باقوم» ، فيحتمل أن يكون إبراهيم اسمه، و «باقوم» لقبه. قلت: هذا على تقدير الصّحة، وإلا ففي الإسناد العلاء بن مسلمة الرّواسي، وقد كذّبوه. 12- إبراهيم الأشهلي [ (2) ] : روى ابن مندة من طريق إسحاق بن محمد الفروي عن أبي الغصن ثابت بن قيس، عن إسماعيل بن إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، قال: خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني سلمة [ (3) ] . قال ابن مندة: يقال إنه وهم. وقال أبو نعيم: هو وهم. قلت: ولم يبينا وجه الوهم فيه. واللَّه أعلم. 13- أبرهة الحبشي [ (4) ] : ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره فيمن نزل فيه: وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ ... [المائدة: 83] الآية.. 14- أبرهة [ (5) ] بن شرحبيل بن أبرهة [ (6) ] بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة بن زيد الخير   [ (1) ] أسد الغابة ت 18. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 1، وأسد الغابة ت (7) . [ (3) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/ 251. [ (4) ] في ت، ج، د إبراهيم الحبشي، أسد الغابة ت (20) . [ (5) ] ، (6) في د إبراهيم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 أبو [ (1) ] أبو مكنف [ (2) ] بن شرحبيل بن معديكرب بن مصبح بن عمرو بن ذي أصبح الأصبحي الحميري. ذكره الرشاطي في «الأنساب» ، وقال: إنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ففرش له رداء، وإنه كان بالشام، وكان يعد من الحكماء. حكاه الهمدانيّ في «النّسب» ، قال: وكان يروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث. 15- أبرهة بن الصباح الحبشي أو الحميري. قال الفاكهي في كتاب مكة: وممن كان بمكة، يقال إنه من حمير، وهو حبشي- أبرهة بن الصباح، أسلم ولم تصبه منة لأحد، كذا قال، وما أدري أهو جدّ الّذي قبله أو غيره. [ثم ظهر لي أنه غيره، فقد ذكره ابن الكلبيّ فقال: إنه كان ملك تهامة، وأمّه بنت أبرهة الأشرم الّذي غزا الكعبة، وسيأتي أبو شمر بن أبرهة بن الصباح في الكنى] [ (3) ] . 16- أبرهة- آخر: قال ابن فتحون في الذيل: هو أحد الثمانية الشاميين الّذي وفدوا مع جعفر مع اثنين وثلاثين من الحبشة، وإياهم عنى اللَّه بقوله: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ [القصص: 52] ، حكاه الماوردي عن قتادة انتهى. وسمى مقاتل الثمانية المذكورين: أبرهة، وإدريس، وأشرف، وأيمن، وبحيرا، وتماما، وتميما، ونافعا. حكاه أبو موسى في «الذّيل» ، وظن ابن الأثير أنّ بحيرا هذا هو الراهب المشهور الّذي رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل البعثة. فقال: قد ذكره ابن مندة فلا وجه لاستدراكه انتهى. والظاهر أنه غيره، لأنه إنما رآه في أرض الشام، وهذا الآخر [ (4) ] إنما هو من الحبشة، وأين الجنوب من الشمال؟ ولا مانع من أن يتسمّى اثنان باسم واحد. وروى أبو الشّيخ وغيره في «التّفسير» عن سعيد بن جبير في هذه الآية، قال: قال الذين آمنوا من أصحاب النجاشي للنجاشي: ائذن لنا فلنأت هذا النبي الّذي كنّا نجده في الكتاب، فأتوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فشهدوا معه أحدا. فهذا يدلّ على أن للقصة أصلا، واللَّه أعلم. 17- أبزى الخزاعي [ (5) ] مولاهم، والد عبد الرحمن. قال ابن السكن: ذكره البخاريّ في «الوحدان» . روي عنه حديث واحد إسناده صالح، وقع حديثه بخراسان: حدثنا أحمد بن محمد بن بسطام، حدثنا أحمد بن بكير، حدثنا أبو وهب محمد بن مزاحم، حدثنا   [ (1) ] في أ: ابن. [ (2) ] في د مكيف. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] في د الأخير. [ (5) ] أسد الغابة ت 21. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى. عن أبيه، عن جده. عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه خطب الناس، فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا، ثم قال: «ما بال أقوام لا يتعلّمون من جيرانهم ولا يتفقّهون..» [ (1) ] الحديث - قال: لا يروى إلا بهذا الإسناد. وقال ابن مندة: لا تصحّ له صحبة ولا رؤية. ثم أخرج حديثه عن ابن السكن واستغربه، وقال: رواه إسحاق بن راهويه في المسند عن محمد بن أبي سهل وهو محمد بن مزاحم بهذا الإسناد. قلت: وهو كما قال: قد رويناه في مسند إسحاق رواية ابن مردويه عنه هكذا: لكن رواه محمد بن إسحاق بن راهويه عن أبيه، فقال في إسناده: عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده. أورده الطبراني في ترجمة عبد الرحمن بن أبزى. ورجّح أبو نعيم هذه الرواية، وقال: لا يصح لأبزى رواية ولا رؤية، واستصوب ابن الأثير كلامه. قلت: وكلام ابن السّكن يرد عليه. والعمدة في ذلك على البخاري، فإليه المنتهى في ذلك، ورواية محمد بن إسحاق بن راهويه شاذّة. لأن علقمة أخو سعيد لا ابنه. واللَّه أعلم. 18- أبيض بن أسود [ (2) ] : أحد من توجه لقتل ابن أبي الحقيق. ذكره عمر بن شبّة من طريق ابن إسحاق عن الزّهريّ عن عبد الرحمن بن كعب، واستدركه ابن فتحون. 19- أبيض بن حمّال [ (3) ] بالحاء المهملة- ابن مرثد بن ذي لحيان- بضم اللام- ابن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك المأربي السّبائي روى حديثه أبو داود والترمذي والنّسائيّ في «الكبرى» ، وابن ماجة، وابن حبّان في صحيحه: أنه استقطع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما وفد عليه   [ (1) ] أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 169 عن علقمة بن سعد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده ... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه بكير بن معروف قال البخاري ارم به ووثقه أحمد في رواية وضعفه في أخرى وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 301. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، الثقات 3/ 14، تهذيب الكمال 1/ 71، الطبقات 1/ 123، تهذيب التهذيب 1/ 188، تقريب التهذيب 1/ 49، الوافي بالوفيات 6/ 194، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 2، الكاشف 1/ 99، الجرح والتعديل 2/ 1167، حسن المحاضرة 1/ 167، التاريخ الكبير 2/ 59، معالم الإيمان 1/ 153، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 107، دائرة المعارف للأعلمي 3/ 38، الجامع في الرجال ص 38، الجامع للرواة 1/ 39، الطبقات الكبرى 5/ 382، الإكمال 2/ 544، تبصير المنتبه 4/ 1337، بقي بن مخلد 206، الاستيعاب ت (143) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 الملح الّذي بمأرب [ (1) ] ، فأقطعه إياه، ثم استعاده منه. ومن طريق أخرى أن أبيض بن حمّال كان بوجهه حزازة وهي القوباء، فالتقمت أنفه، فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على وجهه فلم يمس ذلك اليوم وفيه أثر. قال البخاريّ وابن السّكن: له صحبة وأحاديث. يعدّ في أهل اليمن. وروى الطّبرانيّ أنه وفد على أبي بكر لما انتقض عليه عمّال اليمن، فأقرّه أبو بكر على ما صالح عليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من الصدقة، ثم انتقض ذلك بعد أبي بكر وصار إلى الصدقة. 20- أبيض بن عبد الرحمن [ (2) ] : بن النعمان بن الحارث بن عوف بن كنانة بن بارق البارقي، يكنى أبا عزيز- بفتح المهملة وزاءين- وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله، [وكذا هو في جمهرة ابن الكلبي [ (3) ]] . وذكره ابن فتحون عن الطّبريّ. 21- أبيض بن هني [ (4) ] بن معاوية، أبو هبيرة، أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح مصر [ (5) ] ، ذكره ابن مندة في تاريخه، واستدركه أبو موسى، وذكره ابن الكلبيّ أيضا في «الجمهرة» . 22- أبيض الجنّي: وقع ذكره في كتاب السنن لأبي علي بن الأشعث أحد المتروكين المتهمين، فأخرج بإسناده من طريق أهل البيت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لعائشة: «أخزى اللَّه شيطانك ... » الحديث، وفيه: «ولكنّ اللَّه أعانني عليه حتّى أسلم» [ (6) ] ، واسمه أبيض، وهو في الجنة. وهامة بن هيم [ (7) ] بن لاقيس بن إبليس في الجنة.   [ (1) ] مأرب: بهمزة ساكنة وكسر الراء والباء الموحّدة: هو بلاد الأزد باليمن وقيل: هو اسم قصر كان لهم وقيل هو اسم لملك سبإ وهي كورة بين حضرموت وصنعاء. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1218. [ (2) ] أسد الغابة ت (24) . [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، حسن المحاضرة 1/ 68. [ (5) ] مصر: المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث عن ابن السراج ويجوز صرفه وترك صرفه قال أبو البقاء في قوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً [البقرة رقم 61] «مصرا» نكرة فلذلك انصرف وقيل: هو معرفة وصرف لسكون أوسطه وترك الصرف جائز وقد قرئ به، وهو مثل: هند، ودعد، وفي تسميتها بذلك قولان: أحدهما: أنها سميت بذلك لأنها آخر حدود المشرق وأول حدود المغرب فهي حد بينهما والمصر: الحد قاله المفضّل الضبي والثاني أنها سميت بذلك لقصد الناس إياها لقولهم: مصرت الشاة إذا حلبتها فالناس يقصدونها ولا يكادون يرغبون إذا نزولها حكاه ابن فارس عن قوم. المطلع/ 164، 165. [ (6) ] أخرجه أحمد 1/ 397. [ (7) ] في د: هيمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 23- أبيض [ (1) ]- غير منسوب: كان اسمه أسود. فغيّره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، نزل مصر، قال ابن يونس: له ذكر فيمن نزل [ (2) ] ، مصر، وروى من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن سهل بن سعد، قال: كان رجل يسمى أسود فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أبيض [ (3) ] . قال الطّبرانيّ: تفرد به ابن لهيعة. وقال أبو عمر- في ترجمة أبيض بن حمّال: في حديث سهل بن سعد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غيّر اسم رجل كان اسمه أسود فسماه أبيض، فلا أدري أهو ذا أم غيره. 24- أبيض- آخر: يحتمل أن يكون هو الّذي قبله، وروى أبو موسى [المديني] [ (4) ] في «الذّيل» من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن موسى بن الأشعث- أن الوليد حدّثه أنه انطلق هو وأبيض- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى رجل يعودانه فذكر قصته. 25- أبيّ بن أميّة: [ (5) ] بن حرثان بن الأسكر الكناني الليثي. أسلم هو وأخوه كلاب، وهاجر إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال أبو هما أميّة: إذا بكت الحمامة بطن وجّ ... على بيضاتها أدعو كلابا [ (6) ] [الوافر] ذكره أبو عمرو الشيبانيّ، ولما ذكره ابن الكلبي قال: إن القصة وقعت لهم في زمن عمر. واستدركه ابن الأثير. قلت: وذكر الفاكهيّ في «أخبار مكّة» ، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن أبي سعد، قال: كان عمر إذا قدم قادم سأله عن الناس، فقدم قادم، فقال: من أين؟ قال: من الطائف: قال: فمه؟ قال: رأيت بها شيخا يقول: تركت أباك مرعشة يداه ... وأمّك ما تسيغ لها شرابا   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، حسن المحاضرة 1/ 167، الأعلام 1/ 82. [ (2) ] في أدخل. [ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 58 عن سهيل بن سعد وقال رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] أسد الغابة ت (27) . انظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم «27» . [ (6) ] أمية بن أبي الصلت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 إذا نعت الحمام ببطن وجّ [ (1) ] ... على بيضاته ذكرا كلابا [الوافر] قال: ومن كلاب؟ قال ابن الشيخ المذكور، وكان غازيا فكتب فيه عمر فأقبل. قلت: وستأتي هذه القصة مطولة في ترجمة أمية إن شاء اللَّه تعالى. 26- أبيّ بن ثابت [ (2) ] الأنصاري [ (3) ] : أخو حسّان: قال ابن الكلبي، والواقدي، وابن حبّان وغيرهم: هو أبو شيخ، شهد بدرا، وخالفهم ابن إسحاق، فقال: إن أبيّ بن ثابت مات في الجاهلية، وإن الّذي شهد بدرا وأحدا ابنه أبو شيخ بن أبيّ بن ثابت، وكذا قال موسى بن عقبة: فيمن شهد بدرا أبو شيخ بن أبيّ بن ثابت. واللَّه أعلم. 27- أبيّ [ (4) ] بن شريق: بفتح الشين [المعجمة] [ (5) ] الثقفي [ (6) ] حليف بني زهرة. هو المعروف بالأخنس. وسيأتي قريبا. 28- أبيّ [ (7) ] بن عجلان الباهلي أخو أبي أمامة. ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود، وأنه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 29- أبيّ بن عمارة [ (8) ] : - بكسر العين، وقيل بضمها. له حديث: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في بيته، فسأله عن المسح على الخفين. أخرجه أبو داود، وابن ماجة، والحاكم، لكن الإسناد ضعيف. وذكر أبو حاتم أنه خطأ، والصواب أبو أبيّ بن أمّ حرام. فاللَّه أعلم. وحكى البغويّ   [ (1) ] وجّ: بالفتح ثم التشديد: واد موضع بالطائف به كانت غزاة النبي عليه الصلاة السلام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1426. [ (2) ] في ج أبيّ بن أبي ثابت. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 5، الطبقات الكبرى 7/ 504، التحفة اللطيفة 1/ 156 الاستبصار 53. [ (4) ] في ج شريف. [ (5) ] سقط في ج، د. [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، الوافي بالوفيات 6/ 189. [ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4. [ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 6، الاستيعاب ت (8) ، تهذيب الكمال 1/ 69، تقريب التهذيب 1/ 48، الكاشف 1/ 98، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 62، الوافي بالوفيات 6/ 192، التحفة اللطيفة 1/ 157، تهذيب التهذيب 1/ 187، الجرح والتعديل 2/ 1059، تبصير المنتبه 3/ 969، بقي ابن مخلد 725. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 أنه أبيّ بن عبادة [ (1) ] . وقال ابن حبّان: صلّى القبلتين، غير أني لست أعتمد على إسناد خبره. قلت: وذكر ابن الكلبيّ عن أبيه أنه أدركه، وأن أباه عمارة أدرك خالد بن سنان العبسيّ الّذي يقال إنه كان نبيّا [ (2) ] ، وسأذكر ذلك في ترجمة خالد. 30- أبي بن القشب [ (3) ] الأزدي: روى ابن مندة من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة وأبيّ بن القشب يصلّي ركعتين فقال: «أتصلّي الصّبح أربعا» [ (3) ] ؟ قال [ (4) ] أبو نعيم: وهم فيه بعض الرواة، وإنما هو عبد اللَّه بن مالك بن القشب، وهو عبد اللَّه ابن بحينة، وبحينة أمه. قلت: ورواه مسدد في «مسندة» ، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه- أنّ بلالا أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يؤذنه بالصلاة، فخرج فإذا هو بابن القشب، ورويناه من وجه آخر، فقال: إنه رأى ابن بحينة. والأمر فيه محتمل. 31- أبيّ بن كعب [ (5) ] بن عبد ثور المزني، أحد من وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من «مزينة» [ (6) ] ، ذكره ابن شاهين عن المدائني عن رجاله. 32- أبي بن كعب [ (7) ] بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار   [ (1) ] في أ، د علاثة. [ (2) ] في د الّذي كان يقال أنه نبي. [ (3) ] أسد الغابة ت 32. [ (4) ] أخرجه مسلم 1/ 494 في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب إكراهه الشروع في نافلة بعد شروع المؤذن حديث رقم 66/ 711 والنسائي 2/ 117 في كتاب الإمامة باب 60 ما يكره من الصلاة عند الإقامة حديث رقم 866 وأحمد في المسند 1/ 238، الحاكم في المستدرك 1/ 307 والدارميّ 1/ 338، البيهقي في السنن الكبرى 2/ 482 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 4005، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 253، وأبو نعيم في الحلية 8/ 386 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 22033. [ (5) ] أسد الغابة ت 33. [ (6) ] مزينة: بطن من مضر، من العدنانية. اختلف فيه، فقال القلقشندي: هم بنو عثمان وأوس وبني عمرو بن أدّ بن طابخة، ومزينة أمهما عرفوا بها، وهي مزينة بنت كلب بن وبرة وقال ابن دريد: مزينة قبيلة، وهم: عمرو بن طابخة، ومزينة أم ولده، وهي ابنة كلب بن وبرة. وقال السهيليّ: مزينة هم بنو عثمان ابن لاطم بن أدّ بن طابخة، ومزينة أمهم بنت كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة، وقال ابن منظور: مزينة قبيلة من مضر، وهم مزينة بن أدّ بن طابخة. وقال ابن خلدون: هم بنو مرّ بن أدّ ابن طابخة بن إلياس بن مضر واسم ولده عثمان وأوس، وأمهما مزينة، فسمي جميع ولديها بها، كانت مساكن مزينة بين المدينة ووادي القرى. ومن ديارهم وقراهم: فيحة، الروحاء، العمق، الفرع. معجم قبائل العرب 3/ 1083 [ (7) ] الاستيعاب ت (6) ، مسند أحمد: 5/ 113، 144-، الطبقات لابن سعد 3/ 2/ 59، طبقات خليفة 88، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 الأنصاري، أبو المنذر وأبو الطفيل سيّد القراء. كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدرا والمشاهد كلها. قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ليهنك العلم أبا المنذر» . [ (1) ] وقال له: «إنّ اللَّه أمرني أن أقرأ عليك» [ (2) ] ، وكان عمر يسمّيه سيد المسلمين، ويقول: اقرأ يا أبيّ [ (3) ] . ويروى ذلك عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أيضا. وأخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم، وعدّه مسروق في الستة من أصحاب الفتيا. قال الواقديّ: وهو أوّل من كتب للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان ابن فلان، وكان ربعة أبيض اللحية لا يغيّر شيبة. وممن روى عنه من الصحابة عمر، وكان يسأله عن النوازل، ويتحاكم إليه في المعضلات، وأبو أيوب، وعبادة بن الصامت، وسهل بن سعد، وأبو موسى، وابن عباس، وأبو هريرة، وأنس، وسليمان بن صرد، وغيرهم. قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: مات أبيّ بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة. وقال الواقديّ: ورأيت آل أبيّ وأصحابنا يقولون: مات سنة اثنتين وعشرين. فقال عمر: اليوم مات سيد المسلمين. قال: وقد سمعت من يقول: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وهو أثبت الأقاويل، وقال ابن عبد البر: الأكثر على أنه في خلافة عمر.   [ () ] 89، تاريخ خليفة 167، التاريخ الكبير 2/ 39- 40، المعارف 261، الجرح والتعديل 2/ 290، الاستبصار 148، حلية الأولياء 1/ 250، ابن عساكر 2/ 292، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 108- 110، تهذيب الكمال 70، تاريخ الإسلام 2/ 27، دول الإسلام 1/ 16، تذكرة الحفاظ 1/ 16، العبر 1/ 23، طبقات القراء: 1/ 31، تهذيب التهذيب 1/ 187، طبقات الحفاظ 5 خلاصة تذهيب الكمال 24، شذرات الذهب 1/ 32- 33، كنز العمال 13/ 261- 268، تهذيب تاريخ ابن عساكر 2/ 325، 334. [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 556 عن أبي بن كعب في كتاب صلاة المسافرين (6) باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي (44) حديث رقم (258/ 810) والطبراني في الكبير 1/ 165، والبغوي في شرح السنة 1/ 267 وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 322. [ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 6/ 217. ومسلم 1/ 550 كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب 38 فضل الماهر بالقرآن والّذي ينتفع فيه حديث رقم 246 والترمذي 5/ 624 كتاب المناقب باب 33 مناقب معاذ ابن جبل حديث رقم 3792، 3793 وقال هذا حديث حسن صحيح وأحمد في المسند 3/ 130، 185، 273، 284، 5/ 132 والحاكم في المستدرك 2/ 224، والهيثمي في الزوائد 7/ 140. [ (3) ] أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 240 ومسلم 1/ 560 كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف حديث رقم 270- 818 والطبراني في الكبير 5/ 144، 17/ 337 والنسائي 2/ 153 في كتاب الافتتاح باب 37 جامع ما جاء في القرآن حديث رقم 940، والهيثمي في الزوائد 1/ 152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 قلت: وصحّح أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، واحتج له بأن زر بن حبيش لقيه في خلافة عثمان. وروى البخاريّ في «تاريخه» ، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قلت لأبيّ لما وقع الناس في أمر عثمان ... فذكر القصة [ (1) ] . وروى البغويّ عن الحسن في قصة له أنه مات قبل قتل عثمان بجمعة. وقال ابن حبّان: مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر. وقد قيل إنه بقي إلى خلافة عثمان، [وثبت عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رجلا من المسلمين قال: يا رسول اللَّه، أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا فيها؟ قال: «كفارات» [ (2) ] ، فقال أبي بن كعب: يا رسول اللَّه، وإن قلّت؟ قال: «وإن شوكة فما فوقها» . فدعا أبيّ ألّا يفارقه الوعك حتى يموت، وألّا يشغله عن حجّ ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة. قال: فما مسّ إنسان جسده إلا وجد حرّه حتى مات. رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا، وصححه ابن حبّان، ورواه الطبراني من حديث أبيّ بن كعب بمعناه، وإسناده حسن] [ (3) ] . 33- أبيّ بن مالك [ (4) ] القشيري، ويقال الحرشيّ. من بني عامر بن صعصعة. عداده في أهل البصرة. قال ابن حبّان: يقال إن له صحبة، ونسبه، فقال: أبيّ بن مالك بن عمرو بن ربيعة بن عبد اللَّه بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري، أبو مالك. روى عنه البصريون. وقال أبو داود الطيالسي في مسندة: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبيّ بن مالك- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من أدرك والديه أو أحدهما ثمّ دخل النّار فأبعده اللَّه» [ (5) ] . وتابعه علي بن الجعد، وغندر، وعاصم بن علي، وعمرو بن مرزوق، وآدم بن أبي إياس، وبهز بن أسد، عن شعبة، ورواه عبد الصمد عن شعبة، فقال: عن مالك أو أبيّ بن مالك. ورواه خالد بن الحارث عن شعبة، فقال: عن رجل ولم يسمّه. ورواه   [ (1) ] في أقصة. [ (2) ] أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 692 وأحمد في المسند 3/ 23، والحاكم في المستدرك 4/ 308 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 305 عن أبي سعيد الخدريّ وقال هو في الصحيح بغير هذا السياق رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات وابن عساكر في التاريخ 2/ 329، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29614. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، الثقات 3/ 6، الوافي بالوفيات 6/ 192، التاريخ الكبير 2/ 40، بقي بن مخلد 312. الاستيعاب (9) . [ (5) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 344 والطبراني في الكبير 19/ 292 والخطيب في التاريخ 7/ 417. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 شبابة عن شعبة، فقال: عمرو بن مالك. والأول أصحّ عن قتادة. قال ابن السّكن: قال البخاريّ: يقال في هذا الحديث مالك بن عمرو، ويقال ابن الحارث، ويقال ابن مالك. والصحيح من ذلك: أبيّ بن مالك. وكذلك رجّح البغوي وغيره. وأما ابن أبي خيثمة فحكى عن ابن معين أنه ضرب على أبيّ بن مالك، وقال: هذا خطأ، ليس في الصحابة أبيّ بن مالك، وإنما عمرو بن مالك. قلت: لعله اعتمد رواية شبابة، ولكنها شاذّة وقد روى عليّ بن زيد بن جدعان هذا الحديث عن زرارة بن أوفى، عن رجل من قومه يقال له مالك أو أبو مالك أو ابن مالك. ورواه الثوري وهشيم عن علي بن زيد عن زرارة عن مالك القشيري، ورواه أشعث عن علي بن زيد، فقال: مالك [أو] [ (1) ] أبو مالك. أو عامر بن مالك، وقيل: مالك بن عمرو [وقيل: ابن الحارث] [ (2) ] [وهي رواية عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد. وقيل: عمرو بن مالك. وهي رواية الثّوري عن عليّ. وكلاهما عن أحمد. وقيل: مالك بن عوف وقيل: ابن الحارث، وهي رواية هشيم عن علي عن أحمد] [ (3) ] . قلت: وما يقوّي رواية شعبة عن قتادة ما ذكره ابن إسحاق في «المغازي» في أمر غنائم حنين، قال: فقال أبيّ بن مالك القشيري: يا رسول اللَّه، فذكر قصته [وفي «الأخبار المنثورة» لابن دريد، قال: فقال أبيّ بن مالك بن معاوية القشيري، وهو أخو نهيك بن مالك الشاعر المشهور، فذكر قصة] [ (4) ] فيها أنّ الضحاك بن سفيان عتب على أبيّ بن مالك في شيء بعد ذلك فقال: أتنسى بلائي يا أبيّ بن مالك ... غداة الرّسول معرض عنك أشوس [الطويل] وسيأتي هذا الخبر في ترجمة مروان بن قيس الدّوسي، وهذا كله يقوّي ما رجحه البخاري، واللَّه أعلم. 34- أبي بن معاذ بن أنس [ (5) ] بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري. قال الواقديّ: شهد بدرا وأحدا. وقال البلوي: شهد أنس بن معاذ وأخوه   [ (1) ] سقط في د. [ (2) ] سقط في ج. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] سقط في أ، د. [ (5) ] أسد الغابة ت 36، الاستيعاب ت 7. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 أبيّ بن معاذ أحدا، وقتلا يوم بئر معونة [ (1) ] شهيدين. باب الألف بعدها ثاء مثلثة 35- أثال [ (2) ] بن النعمان الحنفي روى عن عبدان من طريق الحارث بن عبيد الإيادي، عن أبيه، عن أثال بن النعمان الحنفي، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وفرات بن حيّان فسلمنا عليه فرد علينا، ولم نكن أسلمنا بعد، فأقطع فرات بن حيّان. وروى [ (3) ] الطّبريّ أنه كان مع ثمامة بن أثال في قتال مسيلمة في الردّة. قال ابن فتحون: لعله والد ثمامة. قلت: بل والد ثمامة اسمه أثال بن سلمة، كما سيأتي في ترجمة عامر بن سلمة. 36- أثبج العبديّ [ (4) ] : بوزن أحمد، بعد المثلثة موحدة ثم جيم. ذكره الماورديّ في الصحابة. وقال أبو داود الطيالسيّ في مسندة: حدثني مطر بن الأعنق، قال: حدثتني أمّ أبان بنت الوازع بن الزّراع عن جدها الزارع، قالت: خرج جدي الزارع وافدا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأخرج معه ابن أخ له يقال له أثبج، وساق الحديث. استدركه ابن فتحون. 37- أثوب [ (5) ] : بوزن الّذي قبله وآخره موحدة- ابن عتبة. ذكره ابن قانع، وأخرج له من طريق هارون بن نجيد، عن جابر بن مالك عنه مرفوعا: «الدّيك الأبيض خليلي» [ (6) ] الحديث. وذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» ، وقال: لا يصح سنده، واستدركه ابن فتحون. 38- أثيلة الخزاعي قال أبو قرة موسى بن طارق في السّنن له: ذكر ابن جريج، عن   [ (1) ] بئر معونة: بالنون، قال ابن إسحاق: بئر معونة بين أرض بني عامرة وحرّة بني سليم وقيل: بئر معونة بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد بين المدينة إلى مكة وهي لبني سليم، قاله عرّام وقال أبو عبيدة في كتاب مقاتل الفرسان: بئر معونة ماء لبني عامر بن صعصعة. انظر معجم البلدان 1/ 359 [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4. [ (3) ] في أو ذكر. [ (4) ] الثقات 3/ 16. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 4، تاريخ العروس 1/ 170. [ (6) ] أورده ابن حجر في المطالب العالية عن عائشة وأنس مرفوعا حديث رقم 2290، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 497 وقال عزاه في الدرر لابن أبي أسامة وأبي الشيخ عن أنس بلفظ الديك الأبيض صديقي فقط وقال وهو منكر، وقال في المقاصد رواه أبو نعيم عن عائشة مرفوعا ورواه أيضا في الضعفاء بسند فيه أحمد بن محمد بن أبي بزة ضعفوه عن أنس. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35273، 35275. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 ابن أبي حسين أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى سهيل بن عمرو: «إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحنّ، أو نهارا فلا تمسينّ حتّى تبعث إليّ من ماء زمزم» [ (1) ] . قال: فاستعان سهيل بأثيلة الخزاعي، حتى جعلا مزادتين، وفرغا منهما، فملأهما سهيل من ماء زمزم [ (2) ] ، وبعث بهما علي بعير، [ورواه المفضل بن محمد الجندي عن أبي عمر [ (3) ] عن سفيان، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي حسين نحوه] [ (4) ] . وسيأتي أنّ المبعوث بذلك من عند سهيل مولاه [ (5) ] أزيهر. باب الألف بعدها جيم 39- أحمد بن عجيان [ (6) ] : بجيم ومثناة تحتانية، بوزن عثمان- ضبطه ابن الفرات. وقيل بوزن عليّان، حكاه ابن الصّلاح. همداني، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- وشهد فتح «مصر» ، ذكره ابن يونس في «تاريخه» وقال: لا أعلم له رواية، وخطّته معروفة بجيزة مصر. وذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» أيضا، وضبطه القاضي ابن العربيّ بالحاء المهملة فوهم. واللَّه أعلم. باب الألف بعدها حاء 40- أحقب: ذكر ابن دريد أنه أحد الجن الذين آمنوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وسمعوا منه القرآن من جنّ نصيبين. [ (7) ] . 41- أحمد بن حفص [ (8) ] بن المغيرة، أبو عمرو المخزومي، مشهور بكنيته، مختلف   [ (1) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 223 وعزاه إلى عبد الرزاق في المصنف. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9127. [ (2) ] زمزم بالزاي المكررة، غير مصروفة، للتأنيث والعلمية: البئر المشهورة المباركة بمكة: قيل: سميت بذلك، لكثرة مائها ويقال: ماء زمازم وزمزم وقيل اسم لها علم. وقيل: بل من ضمّ هاجر لها حين انفجرت وزمها إياها وقيل بل من زمزمة جبريل عليه السلام وكلامه عليها وتسمى برّة والمضنونة وتكتم بوزن: تكتب: وهزمه جبريل وشفاء سقم وطعام طعم وشراب الأبرار ذكرها صاحب «المطالع» وقولهم: بئر زمزم من إضافة المسمى إلى الاسم. انظر: المطلع/ 200 وشفاء الغرام 1/ 251. [ (3) ] في ج ابن أبي عمر. [ (4) ] سقط في أ، د. [ (5) ] في أأخوه لأمه. [ (6) ] أسد الغابة ت 39، الاستيعاب ت 160. [ (7) ] نصيبين: بالفتح ثم الكسر ثم ياء مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من موصل إلى الشام وبينها وبين سنجار تسعة فراسخ، وهي من قرى حلب ونصيبين أيضا: مدينة على شاطئ الفرات كبيرة تعرف بنصيبين الروم بينها وبين آمد أربعة أيام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1374. [ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، العقد الثمين 3/ 35. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 في اسمه، سماه النّسائيّ عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، أنه سأل أبا هشام المخزومي- وكان علّامة بأنسابهم- عن اسم أبي عمرو بن حفص زوج فاطمة بنت قيس، فقال: اسمه أحمد، وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 42- أحمد: حكى ابن حبّان أنه اسم أبي محمد الّذي كان يزعم أن الوتر واجب. والمشهور أن اسمه مسعود بن زيد بن سبيع. 43- أحمر: آخره راء- ابن جزء بن ثعلبة بن زيد بن مالك بن سنان السدوسي [ (1) ] وقال ابن عبد البر ّ: أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان مولى الحارث السدوسي. روي عنه حديث في التجافي في السجود، رواه أبو داود، وابن ماجة، وأحمد، والطحاوي من طريق الحسن البصري: حدثنا أحمر صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال عباد بن راشد، عن الحسن: حدثني أحمر مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، رجاله ثقات، وساق له الباوردي حديثا آخر. وقيل: هو أحمر بن سواء بن جزء، قال البخاري: بصري له صحبة. انتهى. وجزء منهم من يضبطه بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة، ومنهم من يضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها مثناة تحتانية. 44- أحمر بن سليم: وقيل [ (2) ] سليم بن أحمر [ (3) ] . رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكره أبو موسى. 45- أحمر بن سواء [ (4) ] بن عدي بن مرة بن حمران بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس السدوسي. عداده في أهل الكوفة [ (5) ] ، قاله ابن مندة. وأخرج له من طريق العلاء بن منهال، عن إياد بن لقيط، عن أحمر بن سواء السدوسي- أنه كان له صنم يعبده، فعمد إليه، فألقاه في بئر، ثم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعه، هذا حديث غريب والعلاء كوفي يجمع حديثه. 46- أحمر، أبو عسيب [ (6) ] : مشهور بكنيته، ووقع في الاستيعاب أحمر بن عسيب،   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الثقات 3/ 19، تهذيب التهذيب 1/ 190، تهذيب الكمال 1/ 71، الطبقات 1/ 63، 186، تهذيب التهذيب 1/ 190، الثقات 3/ 19، تقريب التهذيب 1/ 49، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ط 1/ 115، الكاشف ط 1/ 100، الجرح والتعديل 2/ 1302، التاريخ الكبير 2/ 62، التاريخ لابن معين 2/ 31، أسد الغابة ت (43) ، الاستيعاب ت (10) [ (2) ] في أو يقال. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الوافي بالوفيات 8/ 309، الاستيعاب ت (12) . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الطبقات 1/ 63، 186. [ (5) ] الكوفة: بالضم، المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق سمّيت الكوفة لاستدارتها أو لاجتماع الناس بها وقيل: سميت بموضعها من الأرض وذلك أنّ كل رملة يخالطها حصى سمي كوفة وقيل غير ذلك. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1187. [ (6) ] الاستيعاب (11) طبقات ابن سعد 7/ 61. طبقات خليفة ت 28، التاريخ الكبير 9/ 61 الكنى 1/ 44، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 وتعقّب.. ويحتمل أن يكون كنيته وافقت اسم أبيه، وسيأتي ترجمته في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 47- أحمر بن قطن الهمدانيّ [ (1) ] شيخ شهد فتح مصر، يقال له صحبة ذكره ابن ماكولا عن ابن يونس. وقال ابن يونس: كان سيدا فيهم 48- أحمر بن مازن: بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن الحبيبي، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعد حنين، قال أبو عليّ الهجريّ، حكاه الرّشاطيّ عنه، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 49- أحمر بن معاوية بن سليم بن لأي بن الحارث بن صريم بن الحارث [ (2) ] ، وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، يكنى أبا شعيل [ (3) ]- له حديث عند ابن السّكن وغيره. يروى من طريق محمد بن عمر بن حفص بن السكن بن سواء، عن شعيل [ (4) ] بن أحمر بن معاوية عن أبيه عن جده- أن أحمر وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وكان وافد بني تميم. فكتب له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتابا، ولابنه شعيل، قال ابن السّكن: إسناده مجهول. وقال أبو نعيم: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه وأخرجه أيضا البغوي والطبري: وسيأتي ضبط شعيل في ترجمته. 50- أحمر، مولى أم سلمة [ (5) ] : قيل هو اسم سفينة. وستأتي ترجمته في السين، وروى ابن مندة من طريق عمران النخلي [ (6) ] عن أحمر مولى أم سلمة، قال: كنّا في غزاة فجعلت أعبر الناس في واد أو نهر، فقال لي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما كنت في هذا اليوم إلّا سفينة» [ (7) ] وأخرجه الماليني في «المؤتلف» في ترجمة النخلي- بالنون والخاء المعجمة. 51- الأحمري [ (8) ] : كذا أورده البغويّ وابن قانع وغيرهما في الأسماء، ويحتمل أن يكون الأحمري نسبة. فيحول إلى المبهمات.   [ () ] الجرح والتعديل 9/ 418، الحلية 2/ 27، العقد الثمين 8/ 72. [ (1) ] أسد الغابة ت 48. [ (2) ] حاشية الإكمال 1/ 19، أسد الغابة ت (49) . [ (3) ] في أأبا سعيد. [ (4) ] في أابن سعيد. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، أسد الغابة ت 44. [ (6) ] في ج البجلي، وفي د العجليّ. [ (7) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33349، 37143 وعزاه لابن مندة والماليني في المؤتلف وأبو نعيم من طريق عمران البجلي عن أحمر مولى أم سلمة. [ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وقد أشار إلى ذلك البغويّ، وأخرج من طريق إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد اللَّه بن أبي سفيان عن أبيه عن الأحمري، قال: كنت وعدت امرأتي بعمرة، فغزوت فوجدت من ذلك، فشكوت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «مرها فلتعتمر في رمضان، فإنّها تعدل حجّة» . قال البغوي: لا أدري من الأحمري هذا. وكذلك أخرجه ابن قانع عن البغوي بهذا الإسناد. 52- الأحوص بن عبد بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. ذكر ابن الكلبيّ والبلاذريّ أنه كان عاملا لمعاوية على البحرين، وسعى لمروان بن الحكم في قصة جرت له، ومقتضى هذا أن يكون له صحبة، وأن يكون عمّر، لأن أباه مات كافرا. ومن ولده منصور بن عبد اللَّه بن الأحوص، له ذكر بالشام في أيام بني مروان، وكان ابنه عبد اللَّه أيضا عاملا لمعاوية على بعض الشام. وفي الموطّأ: عن زيد بن أسلم، عن سليمان بن يسار [ (1) ]- أنّ الأحوص هلك بالشام حين دخلت امرأته في الدم من الحيضة الثالثة، فكتب معاوية إلى زيد بن ثابت فقال: لا ميراث [ (2) ] لامرأته [ (3) ] رواه ابن عيينة عن الزهري عن سليمان بن يسار- أنّ الأحوص بن فلان، أو فلان بن الأحوص- فذكر نحوه [قال ابن الحذاء: الأقوى أن القصة في الأحوص، وهو ابن عبد، ويحتمل أن تكون لولده عبد اللَّه بن الأحوص، ولم يسمّ في رواية ابن عيينة عن الزهري] [ (4) ] . 53- الأحوص بن مسعود [ (5) ] بن كعب بن عامر بن عديّ الأنصاري، أخو خويّصة ومحيّصة، ذكره العدويّ في «أنساب الأنصار» . وقال: شهد أحدا وما بعدها. استدركه ابن فتحون. 54- أحيحة بن أمية بن خلف [ (6) ] بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ، أخو صفوان. مذكور في المؤلفة قلوبهم، رواه عبدان المروزي من طريق بشر بن تميم وغيره. وحفيده أبو ريحانة علي بن أسيد بن أحيحة كان ممن شهد قتال ابن الزبير مع الحجاج. 55- أحيحة: بمهملتين مصغّرا- ابن الجلاح- بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة [روى مالك] [ (7) ] في «الموطأ» عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير: أن رجلا من   [ (1) ] في أسيار. [ (2) ] في ألا ترثه. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] أسد الغابة ت 52. [ (6) ] نقعة الصديان 175، أسد الغابة ت (53) ، الاستيعاب ت (140) . [ (7) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 الأنصار يقال له أحيحة بن الجلاح كان له عمّ صغير، هو أصغر من أحيحة، وكان عند أخواله فقتله أحيحة، فقال له أخواله: كنّا أهل ثمّه ورمّه، حتى إذا استوى على غنمه غلبنا عليه وحق أمره [ (1) ] في عمه. قال عروة: فلذلك لا يرث قاتل من قتل. قلت: لم أقف على نسب أحيحة هذا في أنساب الأنصار، وقد ذكره بعض من ألّف في الصحابة، وزعم أنه أحيحة بن الجلاح بن حريش، ويقال له: خراش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكانت تحته سلمى بنت عمرو الخزرجية، فولدت له عمرو بن أحيحة، وتزوج سليمى [ (2) ]- بعد أحيحة- هاشم بن عبد مناف، فولدت له عبد المطلب جدّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وزعم أن عمرو بن أحيحة الّذي روى عن خزيمة بن ثابت في النّهي عن إتيان النساء في الدّبر. وروى عنه عبد اللَّه بن السائب- هو هذا وقضيته أن يكون لأبيه أحيحة صحبة. وقد أنكر ابن عبد البرّ هذا إنكارا شديدا، وقال في الاستيعاب: ذكره ابن أبي حاتم فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: وسمع من خزيمة بن ثابت، قال ابن عبد البر: وهذا لا أدري ما هو، لأن أحيحة قديم، وهو أخو عبد المطلب لأمه، فمن المحال أن يروي عن خزيمة من كان بهذا القدم، ويروي عنه عبد اللَّه بن علي بن السائب، قال: فعسى أن يكون حفيدا لعمرو بن أحيحة، يعني تسمّى باسم جده. قلت: لم يتعين ما قال، بل لعل أحيحة بن الجلاح والد [ (3) ] عمرو آخر غير أحيحة بن الجلاح المشهور. وقد ذكر المرزبانيّ عمرو بن أحيحة في «معجم الشّعراء» . وقيل: إنه مخضرم- يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وأنشد له شعرا قاله لما خطب الحسن بن علي عند معاوية. وأحيحة بن الجلاح المشهور كان جاهليا شريفا في قومه، مات قبل أن يولد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بدهر ومن ولده محمد بن عقبة بن الجلاح. أحد من سمّي محمدا في الجاهلية رجاء أن يكون هو النبيّ المبعوث. ومات محمد بن عقبة في الجاهلية، وأسلم والده المنذر بن محمد، وشهد بدرا وغيرها، واستشهد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ببئر معونة. وممن له صحبة من ذرية أحيحة بن الجلاح عياض بن عمرو بن بلال بن بليل بن   [ (1) ] في أأمه. [ (2) ] في أسلمى. [ (3) ] في د والده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 أحيحة، شهد أحدا وما بعدها. وعمرو [ (1) ] وبليل ولدا [ (2) ] بلال بن أحيحة شهدا أحدا أيضا، ولم يذكر أحد أباهم في الصحابة. ومن ذرية أحيحة بن الجلاح أيضا، فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس بن الأصرم بن جحجبي، أمه بنت محمد بن عقبة المذكور، وذلك من الأدلة على وهم من ذكر أحيحة بن الجلاح الأكبر في الصحابة. وقال عياض، في «المشارق» : وهم بعضهم ما وقع في الموطّأ، فقال: أحيحة جاهلي لم يدرك الإسلام، والأنصار اسم إسلامي للأوس والخزرج، فكيف يقال [ (3) ] من الأنصار؟ قال عياض وهو مخرج على أن في اللفظ تساهلا لمّا كان من القبيل المذكور، وصار لهم هذا الاسم كالنسب، ذكر في جملتهم، لأنه من إخوانهم، انتهى. وهذا تسليم منه أنه مات في الجاهلية. وقد أغرب القاضي أبو عبد اللَّه بن الحذّاء في رجال الموطّأ، فزعم أنّ أحيحة بن الجلاح قديم الوفاة، وزعم في ترجمته أنه عمّر حتى أدرك [ (4) ] الإسلام، وأنه الّذي ذكر عنه مالك ما ذكر، وأن عروة لم يدركه، وإنما وقع له الّذي وقع في الجاهلية، والخبر المذكور إنما هو قضية قضى بها في الجاهلية فأقرها الإسلام انتهى. فجعله تارة أدرك الإسلام، وتارة لم يدركه، والحق أنه مات قديما كما قدمته. وأما صاحب القصة فالذي يظهر لي أنه غيره، وكأنه والد عمرو بن أحيحة الّذي روى عن خزيمة بن ثابت، فيكون أحيحة الصحابي والد عمرو غير أحيحة بن الجلاح جد محمد بن عقبة القديم الجاهلي، ويحتمل أن يكون الأصغر حفيد الأكبر، وافق اسمه واسم أبيه واسم جده واسم ابنه. واللَّه أعلم. باب الألف بعدها خاء 56- الأخرم: [ (5) ] فارس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، اسمه محرز بن نضلة [ (6) ] يأتي في الميم [إن شاء اللَّه تعالى] [ (7) ]   [ (1) ] في أوعمران. [ (2) ] في أوكذا. [ (3) ] في أويقال فلان من. [ (4) ] في أأدركه. [ (5) ] أسد الغابة ت 54، الاستيعاب ت 14. [ (6) ] في ج فضلة. [ (7) ] سقط في ت، ج، د. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 57- الأخرم الهجيمي [ (1) ] : قال عبد الغنيّ، وابن ماكولا: معدود في الصحابة، وروى خليفة بن خيّاط، والبخاري في «تاريخه» ، والبغوي من طريق يحيى بن اليمان العجليّ، عن رجل من بني تيم اللات اسمه عبد اللَّه عن عبد اللَّه بن الأخرم، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم ذي قار: «هذا أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم» [ (2) ] وفرّق ابن ماكولا بين الأخرم الهجيمي وبين الأخرم غير المنسوب، وهو واحد، والحديث واحد، ولم ينسبه ابن عبد البر أيضا، بل قال: لا أعرف نسبه. 58- الأخرم: بن أبي العوجاء السلمي. روى عن الزهري أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث الأخرم هذا في سنة سبع في سرية خمسين رجلا إلى بني سليم، فقتل عامتهم وتوصل ابن أبي العوجاء جريحا. ويحتمل أن يكون هو محرز بن نضلة. 59- الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري [ (3) ] : ذكره ابن السكن، وروي من طريق الحارث بن حصيرة، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي بن الحسين. عن أبيه، عن الأخضر بن أبي الأخضر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «أنا أقاتل على تنزيل القرآن، وعليّ يقاتل على تأويله» [ (4) ] . وقال ابن السكن: هو غير مشهور في الصحابة. وفي إسناد حديثه نظر، وأشار الدار الدّارقطنيّ إلى أن جابرا تفرّد به، وجابر رافضيّ. 60- الأخنس السلمي [ (5) ] : جدّ معن بن يزيد. اسم أبيه حبيب، وقيل خبّاب. ذكره الطّبريّ وابن السّكن وغيرهما. [وقال ابن سعد في وفد بني سليم: والأخنس بن يزيد] [ (6) ] وروى البغوي في ترجمة معن من طريق يزيد بن أبي حبيب- أن معن بن يزيد بن الأخنس السلمي شهد هو وأبوه وجدّه بدرا. قال: ولا نعلم أحدا شهد هو وابنه وابن ابنه مسلمين إلا الأخنس. وروى ابن حبّان في صحيحه من طريق صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر، عن أبي   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10، الثقات 3/ 22، الإكمال 1/ 37. أسد الغابة ت 56. [ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 214 عن بشير بن يزيد الضبعي وكان قد أدرك الجاهلية قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم ذي قار هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه سليمان ابن داود الشاذكوني وهو ضعيف. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 10. [ (4) ] ذكره المتقي الهندي في الكنز (32968) وعزاه لابن السكن. [ (5) ] أسد الغابة ت 58. [ (6) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 أمامة الباهلي- أن يزيد بن الأخنس السلمي سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- فذكر قصة. وروى البخاريّ من طريق أبي الجويرية عن معن بن يزيد، قال: بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وأبي وجدّي. وزعم ابن مندة أنّ اسم جدّ معن ثور، فذكره في حرف الثاء المثلثة. واللَّه أعلم. 61- الأخنس بن شريق [ (1) ] بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى ابن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، أبو ثعلبة، حليف بني زهرة. اسمه أبيّ، وإنما لقب الأخنس، لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن أبا سفيان نجا بالعير، فقيل خنس الأخنس ببني زهرة، فسمي بذلك. ثم أسلم الأخنس فكان من المؤلفة، وشهد حنينا، ومات في أول خلافة عمر. ذكره أبو موسى عن ابن شاهين قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله. وكذا ذكره ابن فتحون عن الطبري. [وذكر الذّهليّ في «الزّهريات» بسند صحيح، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن أبا سفيان وأبا جهل والأخنس اجتمعوا ليلا يسمعون القرآن سرّا.. فذكر القصة، وفيها أن الأخنس أتى أبا سفيان فقال: ما تقول؟ قال: أعرف وأنكر. [قال أبو سفيان: فما تقول أنت؟ قال: أراه الحق] [ (2) ] . وذكر ابن عطية عن السدي أن الأخنس جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأظهر الإسلام، وقال: اللَّه يعلم إني لصادق، ثم هرب بعد ذلك، فمرّ بقوم من المسلمين فحرق لهم زرعا، وقتل حمرا فنزلت: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ إلى قوله: لَبِئْسَ الْمِهادُ. [البقرة: 204- 206] . وقال ابن عطية: ما ثبت قط أن الأخنس أسلم. قلت: قد أثبته في الصحابة من تقدم ذكره، ولا مانع أن يسلم ثم يرتدّ ثم يرجع إلى الإسلام. واللَّه أعلم. باب الألف بعدها دال 62- الأدرس الجنّي: يأتي ذكره في الأرقم. 63- الأدرع السلمي [ (3) ] : روى ابن ماجة من طريق سعيد المقبري. عن الأدرع، قال:   [ (1) ] أسد الغابة ت 57. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، والاستيعاب ت (16) ، تقريب التهذيب 1/ 50، الوافي بالوفيات 8/ 313، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 115، الكاشف 1/ 100، تهذيب التهذيب 1/ 194، تهذيب الكمال 1/ 73 بقي بن مخلد 893. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 جئت ليلة أحرس النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فإذا رجل ميت، فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقيل: هذا عبد اللَّه ذو النّجادين- الحديث. قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: فيه موسى بن عبيدة الرّبذي، وهو ضعيف، وقد رويت القصة من طريق زيد بن أسلم، عن ابن الأدرع. فاللَّه أعلم. 64- الأدرع [ (1) ] أبو جعد الضمريّ [ (2) ] ، مشهور بكنيته. يأتي. 65- إدريس أحد الثمانية المهاجرين من الحبشة، تقدّم في أبرهة. 66- أدهم بن حظرة [ (3) ] اللخمي الراشدي، من بني راشدة بن أذينة بن جديلة [ (4) ] بن لخم. قال ابن ماكولا: هو صحابي، ذكره سعيد بن عفير في أهل مصر، ولم يقع له رواية، وذكره ابن يونس. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. باب الألف بعدها ذال [ (5) ] 67- أذينة بن سلمة [ (6) ] : بن الحارث بن خالد بن عائذ بن سعد بن ثعلبة بن غنم [ (7) ] بن مالك بن بهثة بن عبد القيس العبديّ، والد عبد الرحمن. وقيل هو أذينة بن الحارث بن يعمر بن عمرو بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة الليثي، وهذان نسبان متغايران. وصحح ابن عبد البرّ الأول، قال: وقال بعضهم فيه: الشني، ولا يصح. وتعقبه الرّشاطيّ بأن شن بن أفصى بن عبد القيس، فلا مغايرة بين الشني والعبديّ. وقال ابن الأثير: لعل من نسبه كنانيا ظنّه والد ابن أذينة الشاعر المشهور، وليس هو به. وأذينة هذا مختلف في صحبته، وهو والد عبد الرحمن قاضي البصرة، قال ابن حبان:   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الثقات 3/ 16، تهذيب الكمال 1/ 73، تهذيب التهذيب 1/ 194، تقريب التهذيب 1/ 50، الاستيعاب ت (15) . [ (2) ] في أالصيمري. [ (3) ] في أ، د حظيرة. [ (4) ] في أ، د من بني راشد بن أذن بن حرملة. [ (5) ] سقط في أ. [ (6) ] الثقات 3/ 19، تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، تنقيح: المقال 629، الطبقات 1/ 62، 139، 1/ 205، بقي بن مخلد 879، أسد الغابة ت 63، الاستيعاب ت 138. [ (7) ] في أ، د عثمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 له صحبة، ثم ذكره في التابعين. وقال العسكري: كان رأس عبد القيس بالبصرة في زمن عثمان وشهد الجمل، وكان له فيه ذكر. وقال المدائنيّ: هو أوّل من رأس عبد القيس، وكانت رياسته عليهم قبل المنذر بن الجارود، وقد ولي أذينة لزياد ولايات، وله ابن يقال له عبد اللَّه، وله ذكر مع معاوية بن أبي سفيان ومع المهلب بن أبي صفرة. قال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي [ (1) ] إسحاق عبد الرحمن بن أذينة عن أبيه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الّذي هو خير، وليكفر عن يمينه» [ (2) ] . ورواه الطبراني والبغوي وابن شاهين وابن السّكن وأبو عروبة، وغير واحد في كتبهم في الصحابة من طرق عن أبي الأحوص. قال البغويّ: لا أعلم روى أذينة غيره، ولا أعلم رواه عن أبي إسحاق غير أبي الأحوص: وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، ولا أعلم روى حديثه المرفوع غير أبي الأحوص وهو ثقة، غير أنه لم يذكر فيه سماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه التّرمذيّ في «العلل المفردة» عن قتيبة عن أبي الأحوص. [وقال البخاري في «تاريخه» : أذينة العبديّ سمع عمر. وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا] [ (3) ] . وذكره أبو نعيم الكوفيّ في تابعي أهل الكوفة ومسلم في الطبقة الأولى منهم. وحديثه عن عمر أخرجه عبد الرزاق من طريق الحسن الغرني [ (4) ] ، عن عبد الرحمن بن أذينة، عن أبيه. قال: أتيت عمر.. فذكر قصته. وذكر التّرمذيّ في العلل المفردة أنه سأل البخاري عنه، فقال: مرسل، وأذينة لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو الّذي روى عمرو بن دينار عنه، عن ابن عباس، كذا قال، فإن [ (5) ] كان قوله: «وهو ... إلخ» من كلام البخاري فقد اختلف كلامه فيه، فإنه فرق في التاريخ بينهما، وتبعه   [ (1) ] في أابن. [ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 361 عن أبي هريرة بلفظه وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 187 عن عبد الرحمن بن أذينة ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وعبد اللَّه بن أذينة ثقة وبقية رجاله رجال الصحيح. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] في أالغزي. [ (5) ] في د قال: كأن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 أبو حاتم الرازيّ، قال ابن أبي حاتم أذينة العبديّ بصري. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن عمر. روى عنه ابنه عبد الرحمن، سمعت أبي يقول: ثم قال أذينة روى عن ابن عباس، [روى عنه عمرو بن دينار، ومحمد بن الحارث] [ (1) ] قال ابن عيينة: كان من أهل عمان [ (2) ] . وكذا فرّق بينهما ابن حبّان. وإن كان قوله: وهو الّذي روى.. إلخ من كلام الترمذي فهو وهم. واللَّه أعلم. باب الألف بعدها راء 68- أربد [ (3) ] بن جبير [ (4) ] وقيل: ابن حمزة [ (5) ] . [وقيل: ابن حمير] [ (6) ] ، مصغرا مثقلا. وبهذا الأخير جزم ابن ماكولا. وأما الأول فرواه ابن مندة، من طريق جرير بن حازم عن ابن إسحاق، ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة وفيمن شهد بدرا. 69- أربد بن مخشيّ [ (7) ] : يكنى أبا مخشي، وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى، ويقال اسمه سويد. 70- أربد خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ذكره ابن مندة في تاريخه [ (8) ] من طريق أصبغ بن زيد، عن سعيد بن أبي راشد. عن زيد بن علي بن الحسين، عن جدته فاطمة بحديث له فيه ذكر. استدركه أبو موسى. 71- أرطاة بن الحارث: له وفادة، وسمع من عمر، قاله معاوية بن صالح، ولعله الّذي بعده. 72- أرطاة بن كعب [ (9) ] بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع [ (10) ]- روى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق عبد [ (11) ] بن عابس النخعي، عن قيس بن كعب النخعي- أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأخوه أرطاة بن كعب والأرقم،   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] عمّان: بالفتح والتشديد: بلد في طرف الشام كان قصبة البلقاء، جاء في حديث الحوض وحكى الخطابي فيه تخفيف الميم أيضا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 959. [ (3) ] الطبقات الكبرى 3/ 97، تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، معرفة الصحابة 3/ 33، أسد الغابة ت (64) ، الاستيعاب ت (141) . [ (4) ] في أحمير. [ (5) ] في أحميرة. [ (6) ] سقط في أ. [ (7) ] أسد الغابة ت 66. [ (8) ] أسد الغابة ت (65) . [ (9) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11. [ (10) ] في أ، د النخعي. [ (11) ] في د. من طريق عبد الرحمن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 وكانا من أجمل أهل زمانهما، وأنطقه، فدعاهما إلى الإسلام فأسلما، فدعا لهما بخير، وكتب لأرطأة كتابا، وعقد له لواء، وشهد القادسية [ (1) ] بذلك اللواء، قال: وأخذ اللواء أخوه زيد بن كعب فقتل. وذكره الرّشاطيّ عن ابن الكلبيّ بنحوه، وسمّى أخاه دريد بن كعب، وكذا قال ابن سعد في الطبقات [ (2) ] قال: أرطاة بن شراحيل بن كعب من بني حارثة بن سعد بن مالك بن النخع [ (3) ] . وذكر عن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه، عن أشياخ من النخع- أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو والجهيش واسمه الأرقم. وسيأتي في الأرقم. ولأرطاة ذكر من وجه آخر، قال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن إدريس، عن حنش بن الحارث، عن أبيه، قال: مرت النخع بعمر فأتاهم فتصفّحهم، وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجل يقال له أرطاة، فقال: إني لأرى السرو فيكم متربعا، سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق [ (4) ] ، فقاتلوا. فقاتلوا: بل نسير إلى الشام. قال: سيروا إلى العراق، فساروا إلى العراق. رواه عن أبي نعيم، عن حنش: سمعت أبي الحارث يذكره، قال: قدمنا من اليمن فنزلنا المدينة، فخرج علينا عمر، فطاف في النخع- نحوه، وزاد: فأتينا القادسية، فقتل منا كثير، ومن سائر الناس قليل، فسأل عمر عن ذلك، فقال: إن النخع ولوا أعظم الأمر وحدّه. 73- الأرقم بن أبي الأرقم: [ (5) ] وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد اللَّه.   [ (1) ] القادسيّة: قرية قرب الكوفة من جهة البر بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا وبينها وبين العذيب أربعة أميال عندها كانت الوقعة العظمى بين المسلمين وفارس قتل فيها أهل فارس وفتحت بلادهم على المسلمين. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1054. [ (2) ] في أ، د الطبقات الكبرى. [ (3) ] في أ، د النخعي. [ (4) ] العراق: المشهور هو ما بين حديثة الموصل إلى عبّادان طولا وما بين عذيب القادسية إلى حلوان عرضا وسمّي بالعراقيين الكوفة والبصرة لأنهما محل جند المسلمين بالعراق ولكل واحد منهما وال يختص به وسمّي عراقا لأن اسمها بالفارسية إيران فعربها العرب وقالوا: عراق وقيل سمّي عراقا لاستواء أرض وخلوّها من جبال تعلو وأودية تنخفض وقيل غير ذلك. م/ 2/ 926. [ (5) ] سيرة ابن هشام 1/ 287، المغازي 103، الأسامي والكنى 306، مسند أحمد 3/ 417، طبقات ابن سعد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 قال ابن السّكن: أمه تماضر بنت حذيم السهمية. ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية، كان من السابقين الأولين، قيل أسلم بعد عشرة. وقال البخاريّ: له صحبة وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة، وكانت داره على الصّفا، وهي الدار التي كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يجلس فيها [ (1) ] في الإسلام، وذكر قصة طويلة لهذه الدار، وأن الأرقم حبسها، وأن أحفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور. ورواه ابن مندة من طريق أقوى من طريق الحاكم وهي عن عبد اللَّه بن عثمان [ (2) ] بن الأرقم عن جده- وكان بدريا، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين، وكان آخرهم إسلاما عمر، فلما تكاملوا أربعين رجلا خرجوا. وروى أحمد من طريق عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم، عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ الّذي يتخطّى رقاب النّاس يوم الجمعة، ويفرّق بين الاثنين بعد خروج الإمام كالجارّ قصبه [ (3) ] في النّار [ (4) ] » . وأخرجه الحاكم أيضا، لكن قال الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد: تفرد به هشام بن زياد، وهو أبو المقدام وقد ضعّفوه. وروى الحاكم أيضا أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقّاص. وروى ابن مندة، من طريق إبراهيم بن المنذر، قال: توفي الأرقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين. ثم روى بسند ليّن عن عثمان بن الأرقم، قال: توفي أبي سنة ثلاث   [ (3) ] / 242، المعجم الكبير 1/ 306، مشاهير علماء الأمصار 31، المعين في طبقات المحدثين 19، الوافي بالوفيات 8/ 363، المنتخب من ذيل الطبري 519، البدء والتاريخ 5/ 101، أسد الغابة ت (70) طبقات خليفة 21، التاريخ الكبير 2/ 46، الجرح والتعديل 2/ 309- 310، معجم الطبراني 1/ 284، الاستبصار 117، تاريخ الإسلام 2/ 213، العبر 1/ 61 كنز العمال 13/ 269، شذرات الذهب 1/ 61، الاستيعاب ت (133) . [ (1) ] في أعليها. [ (2) ] في أ، د عمر. [ (3) ] القصب- بالضمّ-: المعى. وجمعه: أقصاب، وقيل: القصب: اسم للأمعاء كلّها، وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. النهاية 4/ 67. [ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 417، والطبراني في الكبير 1/ 285 قال الهيثمي في الزوائد 2/ 181 رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه هشام بن زياد وقد أجمعوا على ضعفه. والحاكم في المستدرك 3/ 504 قال الذهبي هشام واه والمنذري في الترغيب 1/ 504، وكنز العمال ح رقم 21203. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 وخمسين وهو ابن خمس وثمانين سنة، وصلّى عليه سعد [بن أبي وقاص [ (1) ] .] وروى أبو نعيم، وابن عبد البرّ بسند منقطع أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق، وحمله ابن عبد البرّ على أن المراد بذلك والده أبو الأرقم كما سيأتي في ترجمته. [وشهد الأرقم بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وأقطعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دارا بالمدينة [ (2) ]] . وقال ابن عبد البرّ: وقع لابن أبي حاتم فيه وهم، فإنه جعل الأرقم هذا والد عبد اللَّه بن الأرقم- يعني الّذي كان على بيت المال لعثمان، وهذا زهري، والأول مخزومي، ووالد الزهري اسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف. قلت: روى الطّبرانيّ، من طريق الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس، قال: استعمل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية، فاستتبع أبا رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا أبا رافع، إنّ الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد [ (3) ] ، فهذا يدل على أن للأرقم الزهري أيضا صحبة، لكن رواه شعبة عن الحكم، عن مقسم، فقال: استعمل رجلا من بني مخزوم. وكذلك أخرجه أبو داود وغيره، وإسناده أصح من الأول. واللَّه أعلم. 74- الأرقم بن أبي الأرقم الزهري، وقد ذكرت حديثه في ترجمة الّذي قبله. 75- الأرقم بن حفينة التّجيبي [ (4) ] ، من بني نصر بن معاوية. قال ابن مندة: سمعت ابن يونس يقول: إنه شهد فتح مصر عداده في الصحابة، وروي من طريق عبد اللَّه بن الأرقم بن حفينة عن أبيه أنه تخاصم هو وابنه إلى عمر. 76- الأرقم بن عبد اللَّه بن الحارث بن بشر بن ياسر النخعي [وقيل: هو ابن زيد بن مالك النخعي [ (5) ]] ، له وفادة. وقيل: اسمه أوس، وقيل: جهيس، وهو أصحّ. وسيأتي. 77- الأرقم الجنّي: أحد الجن الذين استمعوا القرآن من جن نصيبين، ذكر إسماعيل ابن أبي زياد في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] أخرجه أحمد 6/ 8، وأخرجه الطبراني في الكبير 11/ 379 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16531 وعزاه للطبراني، والبيهقي عن ابن عباس. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، دائرة معارف الأعلمي 4/ 185، أسد الغابة ت (71) . [ (5) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ .... [الأحقاف 29] الآية، قال: هم تسعة: سليط وشاطر وخاضر وحسا ومسا ولحقم [ (1) ] والأرقم، والأدرس، وحاصر، نقلته مجودا من خط مغلطاي. 78- الأريقط العبديّ [ (2) ] : من بني عامر بن الحارث بعثه الأشجّ العبديّ [ (3) ] دليلا مع ابن أخيه عمرو بن عبد القيس إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما سمع بخبره فأسلم. وسيأتي ذلك في ترجمة الأشج إن شاء اللَّه تعالى. باب الألف بعدها زاي 79- أزداد [ (4) ] ويقال له يزداد بن فساءة الفارسيّ، مولى بحير بن ريسان، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا في الاستنجاء أخرجه ابن ماجة قال أبو حاتم: حديثه مرسل. ومنهم من يدخله في المسند وقال ابن الأثير: قال البخاريّ: لا صحبة له. وقال غيره: له صحبة. 80- الأزرق بن عقبة: أبو عقبة الثقفي مولاهم، وكان من عبيد كلدة الثقفي- وقيل من عبيد الحارث بن كلدة، فنزل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أيام حصار الطائف، فأسلم، فأعتقه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وسلمه لخالد بن سعيد بن العاص ليموّنه ويعلمه، فصار حليفا في بني أمية فأنكحوه ونكحوا إليه. ذكره الواقديّ في «المغازي» ، وكذا ابن إسحاق باختصار. واستدركه ابن فتحون. قلت: سيأتي له ذكر في ترجمة الحارث بن كلدة، قال البلاذري: كان الأزرق حدادا روميا تزوج سميّة والدة عمّار بعد أن فارقها ياسر، فولدت [ (5) ] سلمة بن الأزرق، فهو أخو عمار لأمه، ثم ادّعى ولد عمار عمر وعقبة- وهم من غير سميّة- أنهم من ولد الحارث بن أبي شمر الغساني، وأنهم حلفاء بني أمية، وشرفوا بمكة. وكذا ذكره الطّبريّ. 81- أزهر بن خميصة [ (6) ] : ذكره أبو عمر مختصرا، وقال في صحبته نظر. وذكر أنه روى عن أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه. 82- أزهر بن عبد عوف [ (7) ] : بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، عم عبد الرحمن بن عوف، ووالد عبد الرحمن بن أزهر الآتي ذكره.   [ (1) ] في د لجعم. [ (2) ] في ج العبدري. [ (3) ] في د من بني عاصم بن الحارث. [ (4) ] أسد الغابة ت (75) . [ (5) ] في أفولدت له قبل الإسلام سلمة. [ (6) ] الجرح والتعديل 1/ 312، الثقات 4/ 39، التاريخ الكبير 1/ 455، نقعة الصديان 31. [ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، الوافي بالوفيات 8/ 371. العقد الثمين 1/ 283، التاريخ الصغير 124، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 وزعم ابن عبد البرّ أنه أزهر بن عوف، وأنه أخو عبد الرحمن [بن أزهر [ (1) ]] بن عوف، فوهم في ذلك. وروى البغويّ من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة، عن الزهري، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، قال: امتريت أنا ومحمد بن الحنفية في السقاية، فشهد طلحة وعامر بن ربيعة وأزهر بن عبد عوف ومخرمة بن نوفل- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دفعها إلى العباس يوم الفتح، وفي إسناده الواقدي. وعن الزهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه: لما ولي عمر بعث أربعة فنصبوا أعلام الحرم، وهم: مخرمة، وأزهر بن عبد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى. أخرجه الفاكهي وغيره، وأورد الطبراني في ترجمة أزهر هذا عن [أحمد بن [ (2) ]] محمد بن نافع الطحان، عن أحمد بن عمرو بن السرح. قال: وجدت في كتاب خالي، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أتي بشارب وهو بحنين- الحديث. وهذا وهم من الطّبرانيّ أو شيخه، فقد أخرجه أبو داود والنسائي عن ابن السرح بهذا الإسناد. عن الزّهريّ، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أزهر، عن أبيه: فالحديث من مسند عبد الرحمن بن أزهر، لا من مسند أزهر. وهكذا رواه صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه، لم يقل: عن أبيه، وكذا رواه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن أزهر نفسه. واللَّه أعلم. 83- أزهر بن منقر [ (3) ] : قال أبو عمر: لم يحدث عنه إلا عمير بن جابر. وقال ابن مندة: هو من أعراب البصرة، ثم روى من طريق عمير بن جابر عن أزهر بن منقر، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وصليت خلفه، فسمعته يفتتح القراءة بالحمد للَّه، ويسلم تسليمتين، قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. قلت: وفي إسناده علي بن قرين [ (4) ] : وقد كذبه ابن معين، وموسى بن هارون، وغيرهما.   [ () ] جامع الرواة 1/ 78 المعرفة والتاريخ 1/ 356، أعيان الشيعة 3/ 247، دائرة معارف الأعلمي 4/ 198، تنقيح المقال 642، معجم رجال الحديث 3/ 21، أسد الغابة ت: (77) ، الاستيعاب ت (17) [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] سقط في د. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 371، تنقيح المقال 6440 جامع الرجال 1/ 208 وأسد الغابة ت (79) ، الاستيعاب ت (18) . [ (4) ] في أمدين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 84- أزيهر [ (1) ] : مولى سهيل بن عمرو. له صحبة، وأرسله [ (2) ] مولاه سهيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بماء زمزم، روى الفاكهي، من طريق محمد بن سليمان بن مسمول. عن حزام بن هشام، عن أبيه، عن أمّ معبد، قالت: مر بي بخيمتي غلام سهيل أزيهر ومعه قربتا ماء، فقلت: ما هذا؟ قال إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى مولاي سهيل يستهديه ماء زمزم، فأنا أعجل السير لكيلا تنشف القرب. باب الألف بعدها سين 85- إساف بن أنمار السلمي [ (3) ] قال ابن حبّان: له صحبة. وروى الباورديّ وابن مندة من طريق أيوب بن عتبة، عن أبي النجاشي، عن رافع بن خديج، قال: حدثني [عمي ظهير ابن رافع أنه [ (4) ]] قال: يا بن أخي، لقد نهانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن نكري محاقلنا [ (5) ] . قال: فسمعه رجل من بني سليم [ (6) ] يقال له إساف بن أنمار فشمت بنا، فقال شعرا، فأجابه شاعرنا إساف بن نهيك أو نهيك ابن إساف، قال ابن مندة: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: ليس في سياق الحديث ما يدلّ على صحبته. 86- إساف بن نهيك [ (7) ] : ذكر في ترجمة الّذي قبله. 87- أسامة بن أخدريّ [ (8) ] التميمي ثم الشقري: نزل البصرة: قال ابن حبان: قدم على   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، تنقيح المقال 645. [ (2) ] في أوأرسل به. [ (3) ] أسد الغابة ت (48) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 16، 17، تنقيح المقال 1/ 646- 647. [ (4) ] في أابن أخي. [ (5) ] أخرجه أحمد 4/ 143 عن رافع بن خديج. [ (6) ] سليم بن منصور: قبيلة عظمي من قيس بن عيلان، من العدنانية. تنسب إلى سليم بن منصور بن عكرمة ابن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان تتفرع إلى عدة عشائر وبطون. وكانت منازلهم في عالية نجد بالقرب من خيبر، ومعد منازلهم حرة سليم، حرة النارين، وادي القرى وتيماء انظر: معجم قبائل العرب 2/ 2543. [ (7) ] أسد الغابة ت 81. [ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3، تهذيب الكمال 1/ 75، الطبقات 208، تهذيب التهذيب 1/ 206، تقريب التهذيب 1/ 52، الوافي بالوفيات 1/ 376، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الكاشف 1/ 103، الجرح والتعديل 2/ 1032، الأنساب 1/ 132، جامع الرواة 1/ 787، تنقيح المقال 648، دائرة معارف الأعلمي 4/ 200، معجم رجال الحديث 3/ 23، أسد الغابة (82) ، والاستيعاب (24) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مسلما. انتهى. وله حديث من رواية بشير بن ميمون عنه، قال: قدم الحيّ من شقرة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيهم رجل ضخم يقال له أصرم، قد ابتاع عبدا حبشيا [ (1) ] ، فقال: يا رسول اللَّه: سمّه وادع له. قال: «ما اسمك؟» قال: أصرم قال: «بل زرعة، فما تريده؟» قال: راعيا، قال: فقبض أصابعه، وقال: «هو عاصم» . أخرج حديثه أبو داود، والحاكم في المستدرك. وقال ابن السكن: ليس له غير هذا الحديث، وأخرجه الطبراني كذلك، ومن رواية أخرى عن بشير، عن أسامة، عن أصرم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني اشتريت عبدا .... الحديث. 88- أسامة [ (2) ] بن خريم [ (3) ] : ذكره ابن عبد البرّ، وقال: لا تصح له صحبة. قلت: ذكره في التّابعين البخاريّ وغيره، وقال ابن حبّان: في التابعين أسامة بن خريم [ (4) ] يروي عن مرة بن كعب، وله صحبة [ (5) ] ، فالضمير يعود على مرة لا على أسامة. 89- أسامة: بن زيد بن حارثة بن شراحيل [ (6) ] بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس ابن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودّ بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي، الحبّ ابن الحب، يكنى أبا محمد. ويقال أبو زيد. وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال ابن سعد: ولد أسامة في الإسلام، ومات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وله عشرون سنة، وقال ابن أبي خيثمة: ثماني عشرة. وكان أمّره على جيش عظيم، فمات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل أن يتوجّه، فأنفذه أبو بكر. وكان عمر يجلّه ويكرمه، وفضّله في العطاء على ولده عبد اللَّه بن عمر، واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في أواخر   [ (1) ] في د حسنا. [ (2) ] في أ، د أسامة بن خزيم. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 376، أسد الغابة ت (83) ، الاستيعاب ت (25) . [ (4) ] في أ، د ابن خزيم. [ (5) ] في أوله صحبة انتهى. [ (6) ] مسند أحمد 5/ 199، طبقات ابن سعد 4/ 61، 72، التاريخ لابن معين 22 طبقات خليفة 6/ 297، تاريخ خليفة 100/ 226، التاريخ الكبير 2/ 20، المعارف لابن قتيبة 144، 145، 164، 166، تاريخ الفسوي 1/ 304، الجرح والتعديل 2/ 283، معجم الطبراني الكبير 1/ 120، 144، الاستبصار 34، 87، تهذيب الكمال 78، تذهيب التهذيب 1/ 50، تاريخ الإسلام 2/ 270، العبر 1/ 59 مجمع الزوائد 9/ 286، تهذيب التهذيب 1/ 208، خلاصة تذهيب الكمال 26، كنز العمال 13/ 270، 394- 402، أسد الغابة ت (84) ، والاستيعاب ت (21) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 خلافة معاوية. وكان قد سكن المزة [ (1) ] من عمل دمشق، ثم رجع فسكن وادي القرى [ (2) ] ، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف. وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين. وقد روى عن أسامة من الصحابة أبو هريرة وابن عباس، ومن كبار التابعين أبو عثمان النهدي وأبو وائل، وآخرون، وفضائله كثيرة وأحاديثه شهيرة. 90- أسامة بن شريك الثعلبي [ (3) ] : من بني ثعلبة بن يربوع، قاله الطبراني وأبو نعيم. وقيل: من بني ثعلبة بن سعد، قاله ابن حبّان. وقيل من بني ثعلبة بن بكر بن وائل، قاله ابن السّكن وابن مندة وابن عبد البرّ، وقال فيه أيضا الذبيانيّ الغطفانيّ. وتعقّبه الرّشاطيّ بأن بكرا ليس له من الولد من سمي ثعلبة، وبأن قولهم في نسبه الذبيانيّ الغطفانيّ دل على أنه من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، واللَّه أعلم. قال البخاريّ: أسامة بن شريك أحد بني ثعلبة له صحبة. روى حديثه أصحاب السنن، وأحمد، وابن خزيمة وابن حبان، والحاكم، ومن حديثه: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، وفي بعض طرقه: خرجت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع، فجاء قوم، فقالوا: يا رسول اللَّه، إن بني يربوع [ (4) ] قتلونا فقالوا: لا تجني نفس على أخرى [ (5) ] . وروى أسامة بن شريك أيضا عن أبي موسى الأشعري. وذكر الأزدي وابن السكن   [ (1) ] المزّة: بالكسر ثم التشديد: قرية كبيرة غنّاء في أعلى الغوطة في سفح الجبل من أعلى دمشق. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1266. [ (2) ] وادي القرى: واد بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى قال جميل: ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بوادي القرى إني إذا لسعيد انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1417. [ (3) ] الثقات 213، تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، تهذيب الكمال 1/ 77، الطبقات 148، 130، تهذيب التهذيب 1/ 210، تقريب التهذيب 1/ 53 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الوافي بالوفيات 18، 375، الكاشف 1/ 104، الجرح والتعديل 2/ 1021، التاريخ الكبير 2/ 21، المجروحين 2/ 269، تراجم الأحبار 1/ 111، السابق واللاحق 180، علل الحديث 76، 83، بقي بن مخلد 215، المعرفة والتاريخ 1/ 304، 2/ 113/ 619، جامع الرواة 1/ 78، أعيان الشيعة 3/ 251، مشاهير علماء الأمصار 293، تنقيح المقال 651، دائرة معارف الأعلمي 4/ 200. أسد الغابة ت (85) ، الاستيعاب ت (23) . [ (4) ] يربوع بن حنظلة: بطن من حنظلة بن مالك، من تميم، من العدنانية، وهم: بنو يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر منهم: بنو رياح، بنو سليط، بنو صبير، بنو ثعلبة، بنو كليب، وبنو عرين، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع هؤلاء، لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة منهم، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الرادفة، ويكفوا عن أهل العراق الغارة. انظر: معجم قبائل العرب 3/ 1262، الاشتقاق لابن دريد/ 135. [ (5) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 890 عن أسامة بن شريك بلفظه قال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 وغير واحد أنّ زياد بن علاقة تفرّد بالرواية عنه. 91- أسامة بن عمرو الليثي قيل هو شداد بن الهاد. وسيأتي في الشين. 92- أسامة [ (1) ] بن عمير بن عامر بن الأقيشر [ (2) ] بن عبد اللَّه بن حبيب بن يسار بن ناجية ابن عمرو بن الحارث بن كثير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل الهذلي، والد أبي المليح. قال البخاريّ: له صحبة، روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم، ومن حديثه: أصابتنا السماء ونحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم حنين، قال خليفة: نزل البصرة، ولم يرو عنه إلا ولده، قاله جماعة من الحفاظ. 93- أسامة الحنفي [ (3) ] : ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب، عن رجل، عن أسامة الحنفي، قال: لقيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في أصحابه بالسوق، فقلت لهم: أين يريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قالوا: يريد أن يخط لقوم مسجدا- الحديث. واستدركه ابن فتحون. 94- إسحاق الغنوي [ (4) ] : روى البخاريّ في «تاريخه» وسمّويه وأبو يعلى وغيرهم من طريق بشّار بن عبد الملك المزني، قال: حدثتني جدتي أمّ حكيم بنت دينار المزنية عن مولاتها أم إسحاق الغنوية أنها هاجرت من مكة تريد المدينة هي وأخوها إسحاق، حتى إذا   [ () ] محمد بن عبد اللَّه ذكره ابن حبان في الثقات وقال النسائي لا بأس به وأبو العوام القطان اسمه عمران بن داود وثقه الجمهور وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين ابن ماجة 2/ 890 كتاب الديات (21) باب لا يجني أحد على أحد (26) حديث رقم 2672، وأخرجه النسائي في السنن 8/ 53، 54 عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي بلفظه والطبراني في الكبير 1/ 151، 2/ 79 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39816. [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3، تهذيب الكمال 1/ 77، الطبقات 35/ 175، معجم رجال الحديث 3/ 25، تهذيب التهذيب 1/ 207 تقريب التهذيب 1/ 53، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 66، الوافي بالوفيات 8/ 375، الكاشف 1/ 104، العقد الثمين 1/ 289 الجرح والتعديل 2/ 1029، التاريخ الكبير 2/ 21، أفراد مسلم 19، الإكمال 1/ 105، 7/ 160، دارة معارف الأعلمي 4/ 200، مشاهير علماء الأمصار 230، تنقيح المقال 652، أعيان الشيعة 3/ 252، جامع الرواة 1/ 78، المعرفة والتاريخ 1/ 304، الطبقات الكبرى 7/ 30، أسد الغابة ت (86) ، الاستيعاب ت (22) . [ (2) ] في أالأقيس. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الطبقات الكبرى 1/ 291، 2/ 263/ 300، 4/ 146، 7/ 98، 8/ 114، المنمق ص 115، 116، تنقيح المقال 1/ 646، 647. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، أسد الغابة ت (88) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 كانت ببعض الطريق قال لها أخوها: اجلسي حتى أرجع إلى مكة فآخذ نفقة لي أنسيتها. قالت: إني أخشى عليك الفاسق- تعني زوجها- أن يقتلك، فذهب أخوها إلى مكة وتركها، فمر بها راكب بعد ثلاث، فقال: يا أم إسحاق، ما يقعدك ها هنا؟ قالت: أنتظر أخي إسحاق. قال: لا إسحاق لك، أدركه زوجك بعد ما خرج من مكة فقتله. فذكر الحديث في قدومها المدينة. وبشّار: بالموحدة والشين المعجمة- ضعّفه ابن معين. 95- إسحاق، غير منسوب [ (1) ] روى عبدان من طريق خالد بن عبد الرحمن عن إسحاق صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن فتح التمرة وقشر الرطبة، في إسناده ضعف وانقطاع أخرجه أبو موسى. 96- أسد بن أسيد بن أبي أنّاس [ (2) ] بن زنيم الكناني. وسيأتي ذكر أبيه وذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» عن دغفل أن أسد بن أسيد هذا أسلم يوم الفتح هو وأبوه. 97- أسد بن خويلد [ (3) ] في نسب [ (4) ] خديجة - روى حديثه محمد بن جابر عن سماك وعمن سمع أسد بن خويلد، كذا ذكره ابن مندة، وقال أبو عمر: أسد ابن أخي خديجة روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «لا تبع ما ليس عندك» . ذكره العقيلي، وقال: في إسناده مقال. انتهى. ولم يذكر أهل النسب لخديجة أخا سوى العوام والد الزبير، ومات في الجاهلية، ونوفل وقتل يوم بدر كافرا. وقيل: قتله ابن أخيه الزبير، وقيل: علي، فيحتمل أن يكون أسد هذا ابن نوفل لكنهم لم يذكروا ذلك. [98 - أسد بن خزيمة. ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى: وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ... [التوبة 122] الآية، فما أدري أراد القبيلة أو اسم رجل بعينه.] [ (5) ] 99- أسد بن حارثة الكلبي [ (6) ] : ثم العليمي، من بني عليم بن جناب. قال أبو عمر: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأخوه قطن في نفر من قومهم، فسألوه الدعاء لقومهم في غيث   [ (1) ] أسد الغابة ت 89. [ (2) ] في أ، ج أبي إياس. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، أسد الغابة ت (90) ، الاستيعاب ت (26) . [ (4) ] في ج نسيب. [ (5) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الوافي بالوفيات 9/ 5. والاستيعاب ت (29) أسد الغابة ت (91) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 السماء، وكان متكلّمهم وخطيبهم قطن بن حارثة، فذكر حديثا فصيحا كثير الغريب من رواية ابن شهاب عن عروة بن الزبير. 100- أسد بن سعية القرظي [ (1) ] . أحد من أسلم من اليهود. روى ابن السكن من طريق سعيد بن بزيغ، عن ابن إسحاق. قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن شيخا من بني قريظة حدثه أن إسلام ثعلبة بن سعية، وأسد بن سعية، وأسد بن عبيد إنما كان عن حديث ابن الهيبان، فذكر قصته [ (2) ] بطولها، وأنه كان يعلمهم بقدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل الإسلام، فلما كانت الليلة التي في صبحها فتح قريظة قال لهم هؤلاء الثلاثة: يا معشر يهود، إنه واللَّه للرجل الّذي كان وصف لنا ابن الهيبان، فاتقوا اللَّه واتبعوه، فأبوا عليهم، فنزل الثلاثة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلموا، ورواه أيضا من طريق يحيى بن محمد بن عباد الشجري، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن سعيد بن المسيّب، عن جابر. والإسناد الأول أقوى. ورواه الطبري وابن مندة من طريق أخرى عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن سعيد أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما أسلم عبد اللَّه بن سلام، وثعلبة بن سعية، [وأسد ابن عبيد [ (3) ]] ، وأسد أو أسيد بن سعية، قالت يهود: ما أتى محمدا إلا شرارنا، فأنزل اللَّه تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ... إلى قوله: الصَّالِحِينَ [آل عمران 113، 114] . 101- أسد [ (4) ] بن عبيد القرظي [ (5) ] . ذكره ابن حبان في الصحابة. وقد ذكر في ترجمة الّذي قبله. 102 ز- أسد بن عبد اللَّه: ذكر إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره أنه أحد من نزل فيه: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ ... [الفتح 25] الآية. 103- أسد بن كرز [ (6) ] بن عامر بن عبد اللَّه بن عبد شمس بن عقبة بن جرير بن شق بن صعب البجلي ثم القسري، جد خالد أمير العراق. روى البخاريّ في تاريخه، والطّبرانيّ،   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 15، التحفة اللطيفة 1/ 303، أسد الغابة ت (93) . [ (2) ] في أقصة. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] في أ، ج تأتي هذه الترجمة بعد ترجمة أسد بن عبد اللَّه. [ (5) ] أسد الغابة ترجمة، رقم (93) ، الاستيعاب ت (27) . السيرة لابن هشام 1/ 213، تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، معرفة الصحابة 2/ 275. [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 18، الوافي بالوفيات 9/ 7، ذيل الكاشف رقم 62، أسد الغابة ت (95) ، الاستيعاب (28) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 وابن السّكن- من طريق أرطاة بن المنذر السكونيّ: حدثني مهاجر بن حبيب، عن أسد بن كرز، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أسد بن كرز، لا تدخل الجنّة بعمل ولكن برحمة اللَّه» . إسناده حسن. وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند وأبو يعلى، والبغوي من طريق إسماعيل بن واسط البجلي [ (1) ] ، عن خالد القسري عن جده أسد بن كرز: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «المريض تحات خطاياه» . الحديث فيه انقطاع بين خالد وأسد. وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان، قال: أهدى أسد بن كرز إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قوسا. الحديث فيه انقطاع أيضا بين عاصم وقتادة. ورويناه من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: أسلم أسد بن كرز، ومعه رجل من ثقيف، فأهدى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قوسا، فقال أسد: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي. فدعا له. وليزيد بن أسد هذا أيضا صحبة. وسيأتي ذكره. 104- أسد بن كعب القرظي [ (2) ] : روى ابن جرير من طريق ابن جريج، قال في قوله تعالى: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران 113]- قال: هم: عبد اللَّه بن سلام، وأخوه ثعلبة، وسعية، وأسد وأسيد ابنا كعب. 105- أسد: ويقال: أسيد- بالتصغير، ابن يعمر بن وهب الخزاعي، لقبه النّعيت. يأتي ذكره في النون إن شاء اللَّه تعالى. 106- أسد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. لم أر له ذكرا إلا في تاريخ جمعه العباس بن محمد الأندلسي للمعتصم بن صمادح، ذكر في أوله ترجمة بيوته، وقال فيها: وكان أنس بن مالك ومولاه أسد يستأذنان عليه. 107- أسعد بن حارثة بن لوذان [ (3) ] بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد. 108- أسعد بن حارثة الأنصاري الساعدي. ذكره عمر بن شبّة فيمن استشهد يوم اليمامة، واستدركه ابن فتحون. 109- أسعد بن حرام الخزرجي. أحد قتلة ابن أبي الحقيق، ذكره عمر بن شبّة، عن   [ (1) ] في د العجليّ. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، معرفة الصحابة 2/ 302، أسد الغابة ت (96) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، واستدركه ابن فتحون. 110- أسعد الخير [ (1) ] . سكن الشام. ذكره البخاري في الوحدان. حكاه ابن مندة. 111- أسعد: بن زرارة بن عدس [ (2) ] بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، أبو أمامة الأنصاري الخزرجي النجاري. قديم الإسلام، شهد العقبتين، وكان نقيبا على قبيلته، ولم يكن في النقباء أصغر سنّا منه. ويقال: إنه أول من بايع ليلة العقبة. وقال الواقديّ- عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن خبيب، عن عبد الرحمن، قال: خرج أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وتلا عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة، ورجعا إلى المدينة، فكانا أول من قدم بالإسلام المدينة. وأما ابن إسحاق فقال: إن أسعد إنما أسلم في العقبة الأولى مع النفر الستة. فاللَّه أعلم. ووهم ابن مندة، فقال: كان نقيبا على بني ساعدة. وقيل: إنه أول من بايع ليلة العقبة. وقال ابن إسحاق: شهد العقبة الأولى والثانية والثالثة، وروى أبو داود والحاكم من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك، قال: كنت قائد أبي حين كفّ بصره، فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان استغفر لأسعد بن زرارة.. الحديث. وفيه: كان أسعد أول من جمع بنا المدينة قبل مقدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حرّة بني بياضة في نقيع الخضمات. وذكر الواقدي أنه مات على رأس تسعة أشهر من الهجرة، رواه الحاكم من المستدرك من طريق الواقدي عن ابن أبي الرّجال، وفيه: فجاء بنو النجار فقالوا: يا رسول اللَّه: مات نقيبنا فنقّب علينا، فقال: أنا نقيبكم.   [ (1) ] سيرة ابن هشام 1/ 507، الطبقات الكبرى 3/ 2/ 138، طبقات خليفة 90، 91، تاريخ خليفة 56، المعارف 309، الجرح والتعديل 2/ 344، الاستبصار 56، 58 العبر 1/ 3، شذرات الذهب 1/ 9، أسد الغابة ت (97) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الثقات 3/ 1، جامع الرواة 1/ 90 التاريخ لابن معين 3/ 29، الطبقات الكبرى 5/ 82، 5/ 12، الوافي بالوفيات 1/ 19، الأعلام 1/ 299، الجامع في الرجال 236، المحن 427، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 524 الطبقات الكبرى 1/ 165، 218، 219، التاريخ الصغير 20، تنقيح المقال 752، أعيان الشيعة 3/ 297، علل الحديث 55، ذيل الكاشف رقم 63 معجم رجال الحديث 3/ 84، أسد الغابة (98) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 وذكر ابن إسحاق: كان ذلك في شوال. قال البغوي: بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأنه أول ميت صلّى عليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى الواقدي من طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم قال: أول من دفن بالبقيع أسعد بن زرارة. هذا قول الأنصار. وأما المهاجرون فقالوا: أول من دفن به عثمان بن مظعون. وروى الحاكم من طريق السراج في «تاريخه» ، ثم من طريق محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حلى أمها وخالتها رعاثا من تبر وذهب فيه لؤلؤ، وكان أبوهما أسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، قال: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على أسعد بن زرارة وكان أحد النقباء ليلة العقبة، وقد أخذته الشوكة فكواه ... الحديث. وكذلك رواه الحاكم من طريق يونس عن الزهري. قلت: هذا هو المحفوظ، ورواه عبد الأعلى، عن عمر، عن الزهري، عن أنس. أخرجه الحاكم أيضا، وهي شاذّة. ورواه ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وهي شاذة أيضا. ورواه زمعة بن صالح، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن أبي أمامة أسعد بن زرارة وهذا موافق لرواية عبد الرزاق لأنه لم يرد بقوله: عن أبي أمامة أسعد بن زرارة الرواية، وإنما أراد أن يقول عن قصة أسعد بن زرارة. واللَّه أعلم. وقد اتفق أهل المغازي والتّواريخ على أنه مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل بدر. ووقع في الطّبرانيّ من طريق الشعبي، عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة- أن أسعد بن زرارة قال لعمر: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضّبابي من دية زوجها. وهذا فيه نظر، ولعله كان فيه أن سعد بن زرارة فصحّف. واللَّه أعلم، وإلّا فيحمل [ (1) ] على أنه أسعد بن زرارة آخر. انتهى. 112- أسعد بن زرارة [ (2) ] ذكر في الّذي قبله إن ثبت. [وسيأتي في ترجمة عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة أن بعضهم روى الحديث المذكور في ترجمته، فقال: عن عبد اللَّه بن أسعد ابن زرارة، عن أبيه. فلعله كان فيه ابن [ (3) ] أسعد. قال: وهو عبد اللَّه هذا [ (4) ]] . 113- أسعد [ (5) ] بن زيد بن الفاكه. يأتي في أسعد بن يزيد.   [ (1) ] في د فيحتمل أنه. [ (2) ] سيرة ابن هشام 1/ 429، الطبقات الكبرى 3/ 456. [ (3) ] في ب، ج أن ابن. [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 114- أسعد بن سلامة الأشهلي الأنصاري. روى أبو نعيم [ (1) ] من طريق موسى بن عقبة، عن ابن شهاب- أنه استشهد يوم الجسر، وتعقّبه ابن الأثير بأن الكلبيّ ذكره «سعد» بغير ألف. قلت: ويحتمل أن يكونا أخوين. واللَّه أعلم. 115- أسعد بن عبد اللَّه [ (2) ] بن مالك بن ثعلبة بن مالك الخزاعي. قال الحاكم في تاريخه: أخبرني خلف بن محمد، حدثنا موسى بن أفلح، حدثنا سعيد بن سلم [ (3) ] بن قتيبة، أخبرني جعفر بن لاهز بن قريظ، أخبرني سليمان بن كثير الخزاعي- وهو جد جعفر أبو أمه، عن أبيه كثير، عن أبيه أمية بن أسعد، عن أبيه أسعد بن عبد اللَّه [بن مالك [ (4) ]] ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أحبّ الدّين إلى اللَّه الحنيفيّة السّمحة» . ورويناه في الغرائب لأبيّ النّرسيّ. وقد ذكره أبو موسى في الذّيل، ومن طريقه ابن الأثير فأسقطا من بين الحاكم وجعفر، وهو وهم فاحش، وقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه. في ترجمة سليمان بن كثير الخزاعي على الصواب. 116- أسعد بن يربوع [ (5) ] الأنصاري الخزرجي الساعدي، قتل يوم اليمامة [ (6) ] شهيدا، ذكره سيف بن عمر في الفتوح وتبعه أبو عمر. 117- أسعد بن يزيد بن الفاكه [ (7) ] بن يزيد بن خلدة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة الأنصاري الخزرجي. ويقال ابن زيد. ذكره أبو موسى بن عقبة، وابن الكلبيّ، فيمن شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق، لكن ذكره سعد بن يزيد- بغير ألف، ونسبه أبو نعيم نجاريا فوهم.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة 1/ 56 الصحابة 2/ 302، أسد الغابة ت (99) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، أسد الغابة ت (101) . [ (3) ] في أسليم، وفي ج سلمة. [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] أسد الغابة ت 103، الاستيعاب ت 32. [ (6) ] اليمامة مدينة على أربعة أيام من مكة ولها عمائر قاعدتها حجر باليمامة وتسمى العروض وكان اسمها جوّا فسميت اليمامة وهو اسم امرأة وقال ابن الأثير في النهاية: اليمامة الصّقع المعروف شرقي الحجاز وهذا يقتضي ألا يكون من الحجاز. انظر المطلع/ 226. [ (7) ] المغازي 1/ 171، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 594، السيرة لابن هشام 1/ 700، تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة الصحابة 2/ 305، الاستيعاب ت (31) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 118- أسعد [ (1) ] بن عطية [ (2) ] بن عبيد بن بجالة بن عوف بن ودم بن ذبيان بن هميم [ (3) ] بن هنيّ بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة القضاعي البلوي. ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وقال: بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر، له ذكر وليست له رواية. 119- الأسفع [ (4) ] البكري. ويقال ابن الاسفع، قال ابن ماكولا: هو بالفاء. يقال له صحبة، أخرج حديثه الطبراني من طريق مسلم بن خالد، عن ابن جريج. قال: أخبرني عمر ابن عطاء مولى بن الأسفع، رجل صدق، عن الأسفع البكريّ أنه سمعه يقول: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين، فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟ فقال: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة 255] ، رواه عبدان من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن مولى الأسفع، عن ابن الأسفع، وهو الأشهر. 120- الأسفع الجرمي، هو ابن شريح [ (5) ] بن صريم بن عمرو بن رياح بن عوف بن عميرة بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، قاله الطّبريّ تبعا لابن الكلبي وابن شاهين عن رجاله، وذكره ابن ماكولا في رياح- بكسر الراء والياء التحتانية، واستدركه ابن فتحون. 121- الأسقع: بالقاف: والد واثلة بن الأسقع البكري الليثي الصحابي المشهور. ذكر أبو سعد في شرف المصطفى شيئا يدل على أن له صحبة، فأخرج من طريق هشام بن عمار، عن محمد بن شعيب، عن يحيى بن أبي عمرو، عن عمر بن عبد اللَّه، عن واثلة بن الأسقع، قال: خرجت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فصلّى بالناس .... الحديث. وفيه: ثم رجعت فوجدت والدي جالسا مستقبل الشمس ضحى، فسلمت عليه تسليم الإسلام، فقال: أصبوت؟ قلت: نعم، أسلمت. قال: عسى اللَّه أن يجعل لك ولنا في ذلك خيرا، قال: فقعدت معه، يعني إلى زمن الفتح ... الحديث. ثم وجدت له أصرح من ذلك، فأخرج أبو نعيم في دلائل النّبوّة، من طريق أبي عاصم، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عمر بن الدّرفس، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة، عن واثلة بن الأسقع، قال: كنا في الصفّة وهم عشرون رجلا، فأصابنا جوع، وكنت من أحدث أصحابي سنّا، فبعثوا بي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أشكو جوعهم.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في ب، ت، ج، هـ وتأتي في أقبل ترجمة أسعد بن يربوع. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، معرفة الصحابة 2/ 306، أسد الغابة ت (102) . [ (3) ] في أالهميم. [ (4) ] أسد الغابة ت (106) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 15. [ (5) ] أسد الغابة ت 107. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 122- الأسلع الأعرجيّ [ (1) ]- بالراء، من بني الأعرج بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. قال ابن السّكن: حديثه في البصريين. وفيه نظر. وقال ابن حبّان: الأسلع السعدي رجل من بني الأعرج بن كعب، يقال: إن له صحبة، ولكن في إسناده خبره الربيع بن بدر. وقال الطّبرانيّ في الترجمة : الأسلع بن شريك الأشجعي، ثم ساق حديثه من طريقين: عن الربيع بن بدر، حدثني أبي، عن أبيه، عن رجل يقال له الأسلع، قال: كنت أخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأرحل له، فقال لي ذات يوم: «يا أسلع، قم فأرحل» . فقلت: يا رسول اللَّه، أصابتني جنابة، فسكت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأتاه جبريل بآية الصعيد [النساء 43] فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «قم يا أسلع فتيمّم» ، قال: فقمت فتيممت، ثم رحلت له، فسار حتى مرّ بماء، فقال لي: «يا أسلع مس- أو أمس- هذا جلدك» . قال: فأراني التيمم ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين انتهى. ثم ساقه من طريق يحيى الحمّانيّ، عن الربيع، فقال: الأسلع رجل من بني الأعرج ابن كعب، وكذا أخرجه إسماعيل القاضي في «الأحكام» عن يحيى، ثم ساقه الطبراني أيضا من طريق الهيثم بن رزيق، عن أبيه، عن الأسلع بن شريك، قال: كنت أرحل ناقة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الرحلة، فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فأمرت رجلا من الأنصار فرحلها، ووضعت أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت، ثم لحقت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه، فقال: «يا أسلع، ما لي أرى رحلتك تغيّرت؟ فقلت: يا رسول اللَّه، لم أرحلها، رحلها رجل من الأنصار. قال: ولم؟ فقلت: إني أصابتني جنابة، فخشيت القرّ على نفسي، فأمرته فرحلها، ووضعت أحجارا فأسخنت ماء فاغتسلت به، فأنزل اللَّه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى. إلى قوله: عَفُوًّا غَفُوراً [النساء 43] . قلت: وهذه القصة فيها شبه يسير من الأولى، وبينهما مغايرة ظاهرة، فحمل الطبراني وجماعة الأمر على أن ذلك كله وقع للأسلع، ويؤيّد ذلك أن ابن مندة قال في ترجمته: أسلع ابن شريك بن عوف الأعرجي، ثم يروي من طريق قيس بن حفص الدارميّ، قال: سألت بعض بني عمّ الأسلع عنه، فقال: هو الأسلع بن شريك بن عوف. انتهى. وقال خليفة في تاريخه: ومن بني الأعرج بن كعب: الأسلع بن شريك. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في التيمم، ولم   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 15، الوافي بالوفيات 1/ 49، بقي بن مخلد 536. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 أر في شيء من طرقه أنه أشجعيّ، ولا يلتئم ذلك مع كونه من بني الأعرج بن كعب. فلعله وقع فيه تصحيف سمعي، أراد أن يقول الأعرجي فقال الأشجعيّ، وأما ابن عبد البرّ ففرّق بين القصتين، وجعلهما لرجلين كل منهما يقال له الأسلع، فالأول قال إنه الأسلع بن الأسقع، روى حديثه الربيع بن بدر، والثاني الأسلع بن شريك الأعرجي التميميّ، ونسبه الثاني إلى الأعرج يدلّ على أنه الأول، فإن الأول ثبت أنه أعرجيّ، وما أدري من أين له اسم أبيه الأسقع، فإن ثبت فلعله كان يسمّى شريكا ويلقب الأسقع. ووقع في أصله بخطه الأعوجي- بالواو- وتعقبه الرشاطيّ، فقال: إنما هو بالراء، وكذا وقع التيمي، وتعقبه الرشاطيّ أيضا. وقد قال ابن السكن في الأعرجي أيضا: يقال له ابن شريك، فهذا يدل على الوحدة. واللَّه أعلم. وحكى ابن مندة، عن علي بن سعيد العسكري- أن اسم الأسلع الحارث بن كعب، وأظنه خطأ. واللَّه أعلم. [ (تنبيه) وقع للشيخ مغلطاي في شرح البخاري في أول كتاب التيمم نسبة قصة الأسلع هذا إلى الحافظ في كتاب البرهان، ولفظه إن الأسلع الأعرجي كان يرحل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: فقال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: إني جنب، وليس عندي ماء، فأنزل اللَّه آية التيمم. وهذا تقصير شديد منه، مع كثرة اطلاعه [ (1) ]] . 123- الأسلع [ (2) ] بن شريك [ (3) ] وقد قدمت خبره في ترجمة الّذي قبله. 124- أسلم بن أوس بن بجرة [ (4) ] . يأتي في الّذي بعده. 125- أسلم بن بجرة [ (5) ]- بفتح الموحدة وسكون الجيم- الأنصاري. نسبه ابن الكلبيّ. فقال : أسلم بن بجرة بن الحارث بن غيّان- بالغين المعجمة والياء التحتانية المشدّدة- بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الخزرجي الساعدي، هكذا نسبه ابن الكلبيّ. وأما العدويّ فقال: أوس بدل غياث. وقال ابن ماكولا وقبله الدار الدّارقطني ّ: أسلم بن أوس بن بجرة والباقي مثله. وذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله كذلك، وتبعوا كلهم العدوي، فإنه كذلك ذكره في نسب الأنصار، وقال: إنه شهد   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] في ج ثبت. [ (3) ] أسد الغابة ت 110، الاستيعاب ت (148) . [ (4) ] أسد الغابة ت 111. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 50. أسد الغابة ت (112) ، الاستيعاب ت (37) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 أحدا وقال ابن عبد البر: لم يصح عندي نسبه وفي صحبته نظر. قلت: قد نسبه ابن الكلبيّ، وهو عمدة النسابين، كما ذكرناه. وتبعه ابن شاهين، وابن قانع، وغيرهما. وروى الطّبرانيّ في «الصّغير» ، من طريق الزبير بن بكار، عن عبد اللَّه بن عمرو الفهري، عن محمد بن إبراهيم بن محمد [ (1) ] بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم الأنصاري، قال: جعلني النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على أسارى قريظة- الحديث. وقال لا يروى عن أسلم إلا بهذا الإسناد، تفرد به الزبير. انتهى. وقد رواه الطّبرانيّ نفسه في «الكبير» من وجه آخر، أخرجه من طريق إسحاق بن أبي فروة، عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة، عن أبيه، عن أسلم بن بجرة مثله. ومن هذا الوجه الثاني أخرجه ابن السكن، وقال: لا يثبت. وابن مندة استغربه. وقال ابن عبد البر [ (1) ] : حديثه يدور على إسحاق، كذا قال. وفرّق ابن الأثير بين أسلم بن بجرة وبين أسلم بن أوس ابن بجرة، وهما واحد كما ترى. ويحتمل على بعد أن يكون أحدهما ابن أخي الآخر، وتوافقا في الاسم، واللَّه أعلم. [و [ (2) ]] قال ابن عبد البرّ: هو أحد من منع من دفن عثمان بالبقيع، [ونقل البغويّ عن أبي عبيد قال: أسلم بن الحصين بن النعمان الأوسي، يكنى أبا جبيرة، وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك [ (3) ]] . قلت: أخرج ذلك ابن شبّة في خبر المدينة من طريق مخلد بن خفاف عن عروة، قال: منعهم من دفن عثمان بالبقيع أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي. 126- أسلم بن جبيرة [ (4) ] بن حصين بن جبيرة بن حصين بن النعمان بن سنان بن عبد الأشهل. الأنصاري الأوسي الأشهلي- نسبه ابن الكلبي. وقال ابن مندة: أسلم بن الحصين. وساق نسبه. ذكره البخاري في الصحابة، ولم يذكر له حديثا. [ونقل البغوي عن أبي عبيد، قال: أسلم بن الحصين بن النعمان الأوسي، يكنى أبا جبيرة، وهو غير أبي جبيرة قيس بن الضحاك [ (5) ]] . قلت: فالاختلاف في نسبه كالاختلاف في الّذي قبله، والاحتمال فيهما كذلك. واللَّه أعلم. 127- أسلم بن حصين: [ (6) ] مضى في الّذي قبله [ (7) ] .   [ (1) ] في أمحمد بن إبراهيم بن أسلم. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] سقط في ج. [ (4) ] أسد الغابة ت 113. [ (5) ] سقط في أ. [ (6) ] في ج تأتي هذه الترجمة بعد ترجمة أسلم بن الحارث. [ (7) ] أسد الغابة 117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 128- أسلم بن الحارث: بن عبد المطلب بن هاشم [الهاشمي] ابن عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخو نوفل، ذكره محمد بن عمر الحافظ الجعابيّ فيمن حدّث هو وولده عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، نقلته من خط مغلطاي. 129- أسلم حادي [ (1) ] رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: قال ابن مندة: روى إسحاق بن سليمان، عن سعيد بن عبد الرحمن المدني، قال: كان رافع وأسلم خادمين للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يعني اللذين ذكرهما عمر بن الخطاب في قوله: وكن رفيق رافع وأسلما ... واخدم الأقوام كيما تخدما [ (2) ] [الرجز] : وهو خبر رواه ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، قال: ما شعرنا ليلة ونحن مع عمر إلا وقد رحل رواحلنا وأخذ راحلته فرحلها، وأيقظنا وهو يرتجز ... [فذكر هذا البيت [ (3) ]] . 130- أسلم [ (4) ]- يقال: هو اسم أبي رافع مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو بكنيته أشهر. وسيأتي هناك. وممن جزم بأن اسمه أسلم البخاري. 131- أسلم- مولى عمر [ (5) ] : روى ابن مندة من طريق عبد المنعم بن بشير، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده- أنه سافر مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سفرتين. والمعروف أن عمر اشترى أسلم بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. كذلك ذكره ابن إسحاق وغيره، كما سنورده في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى.   [ (1) ] أسد الغابة ت 114، الاستيعاب ت 34. [ (2) ] انظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (114) . [ (3) ] سقط في أ، ج. [ (4) ] التعديل والتجريح 119. [ (5) ] طبقات ابن سعد 5/ 10، التاريخ الكبير 2312، الجرح والتعديل 2/ 306، تاريخ الطبري 10/ 179، طبقات خليفة 235، تاريخ خليفة 117، التاريخ لابن معين 2912، تاريخ الثقات للعجلي 63، الثقات لابن حبان 4/ 45، تهذيب تاريخ دمشق 913، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 117، تهذيب الكمال 52912، العبر 1/ 91، تذكرة الحفاظ 1/ 49، سير أعلام النبلاء 4/ 98، المعين في طبقات المحدثين 32، الكاشف 1/ 68، ربيع الأبرار 4/ 87، المعارف 189، دول الإسلام 1/ 57، البداية والنهاية 3219، مرآة الجنان 1/ 161، تهذيب التهذيب 1/ 266، تقريب التهذيب 1/ 64، طبقات الحفاظ 16، خلاصة تذهيب التهذيب 31، شذرات الذهب 1/ 88، تاريخ الإسلام 36112. أسد الغابة ت (120) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 132- أسلم الراعي الأسود [ (1) ] : قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني أبي إسحاق بن يسار [ (2) ] أنّ راعيا أسود أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم كان أجيرا فيها لرجل يهودي، فقال: يا رسول اللَّه، أعرض عليّ الإسلام، فأسلم. كذا ذكره ابن عبد البرّ. واعترضه ابن الأثير بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم، وهو اعتراض متّجه. وقد [ (3) ] سماه أبو نعيم يسارا [ (4) ] كما سيأتي في الياء التحتانية إن شاء اللَّه تعالى. وقال الرّشاطيّ في الأنساب: أسلم الحبشي أسلم يوم خيبر، وقاتل فقتل وما صلّى [ (5) ] صلاة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ معه الآن زوجته من الحور العين» . 133- أسلم بن سليم الصّريمي [ (6) ] ، عم خنساء بنت معاوية بن سليم. سماه ابن مندة، وقال أبو نعيم: لا يصحّ ذلك، يعني وإنما يروى عن خنساء عن عمها غير مسمى. 134- أسلم [ (7) ] بن عبيدة [ (8) ] [ (9) ] : ذكره الدمياطيّ في موالي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولعله بعض من تقدم. 135- أسلم بن عميرة [ (10) ] : بفتح العين- ابن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحدا، قاله محمّد بن سعد، والطّبريّ، وأخرجه ابن عبد البرّ. 136- أسلم الطائي: ذكر الواقديّ أنه كان مولى لرجل من بني نبهان، وأن عليا أصابه حين بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى طيِّئ في ربيع الآخر سنة تسع، فعرض عليه الإسلام، فدلّه على عوراتهم، فأغار عليهم وسبى آل عدي بن حاتم وأخته، ثم أسلم أسلم. وذكره الطّبريّ أيضا. وأخرجه ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن يزيد [ (11) ] ، عن رجاله. وذكر ابن سعد والطبري أيضا أنه حضر مع خالد بن الوليد يوم اليمامة، وأبلى بلاء حسنا. واستدركه ابن فتحون. 137- أسماء بن حارثة: بن سعيد [ (12) ] بن عبد اللَّه بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 49، أسد الغابة ت 115، والاستيعاب ت 35. [ (2) ] في أسيار. [ (3) ] في هـ وهو. [ (4) ] في أسيارا. [ (5) ] في أ، هـ وما صلّى للَّه صلاة. [ (6) ] أسد الغابة ت 119. [ (7) ] سقطت هذه الترجمة في أ، د. [ (8) ] في ب، ت، ج، هـ بن عبيد. [ (9) ] الثقات 3/ 18. [ (10) ] أسد الغابة ت 121. الاستيعاب ت 36. [ (11) ] في أعن محمد بن يزيد. [ (12) ] أسد الغابة (123) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 17، الوافي بالوفيات والاستيعاب ت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 ابن ثعلبة بن مالك بن أفصى الأسلمي. يكنى أبا هند. نسبه ابن الكلبيّ، وقال: ابن عبد البرّ أسماء بن حارثة بن هند بن عبد اللَّه ... والباقي مثله. وذكر هند في نسبه غلط، وإنما هند أخوه. وروى أحمد بن مندة من طريق يحيى بن هند بن حارثة، وكان هند من أصحاب الحديبيّة، وأخوه هو الّذي بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى قومه يأمرهم بصيام عاشوراء. وهو أسماء بن حارثة. قال: يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه، وقال: مر قومك فليصوموا هذا اليوم» ... الحديث. وروي عن الأوزاعيّ، عن ابن حرملة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أسماء بن حارثة نحوه. وعن موسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت، قال: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أسماء بن حارثة. وروى الحاكم في «المستدرك» ، من طريق الواقديّ، عن سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه، عن جده، عن أسماء بن حارثة. وأخرجه من طريق يزيد بن إبراهيم، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: ما كنت أرى هندا وأسماء ابني حارثة إلا خادمين لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه. قال ابن سعد، عن الواقديّ: مات أسماء سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، وكان من أهل الصّفّة، قال: وقال غير الواقدي [ (1) ] : مات في خلافة معاوية أيام زياد، وكان موت زياد سنة ثلاث وخمسين. 138- أسماء [ (2) ] بن ربّان [ (3) ] بن معاوية بن مالك بن الحارث بن رفاعة بن عذرة بن عدي ابن شمس بن طرود بن قدامة بن جرم الجرمي. قال ابن سعد في الطّبقات وابن الكلبيّ: خاصم بني عقيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في العقيق [ (4) ] ، فقضى به لجرم، وهو ماء في أرض بني عامر،   [ () ] (38) 9/ 58، حلية الأولياء 1/ 348، تاريخ من دفن بالعراق 39، الطبقات الكبرى 1/ 497، 504، بقي بن مخلد 812، ذيل الكاشف رقم 64. [ (1) ] في أوقال غير الواقدي. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الوافي بالوفيات 9/ 62، تصحيفات المحدثين 659، دائرة معارف الأعلمي 4/ 281، أسد الغابة ت (124) الاستيعاب ت (39) . [ (3) ] في أذئاب، وفي هـ رئاب. [ (4) ] العقيق: بفتح أوله وكسر ثانيه وقافين بينهما ياء مثناة من تحت وهو كل مسيل ماء شقّه السيل في الأرض فأنهره ووسّعه وفي ديار العرب أعقّة فمنها عقيق عارض اليمامة، واد واسع، مما يلي العرمة تتدفق فيه شعاب العارض وفيه قرى ونخل كثير يقال له: عقيق تمرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 952. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 وليس الّذي بالمدينة. وكذا أخرجه ابن شاهين عن محمد بن محمد، عن رجاله، وهو القائل: وإنّي أخو جرم كما قد علمتم ... إذا اجتمعت عند النّبيّ المجامع فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإنّي بما قال النّبيّ لقانع [ (1) ] 139 ز- أسماء بن مالك الكعبي [ (2) ] : ذكره الباوردي، وأخرجه من طريق قرّة بن خالد، سمعت يزيد بن الشخّير، قال: كنا بالمربد [ (3) ] ، فأتى علينا رجل من أهل البادية: فذكر الحديث، وهو معروف بالنّمر بن تولب، كما سيأتي في موضعه. واستدركه ابن فتحون. وقال ابن حبّان: أسماء بن مالك العكلي له صحبة. وروى عنه البصريون. 140- إسماعيل [ (4) ] : رجل من الصحابة، نزل البصرة، روى مسلم من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسعر بن كدام، والبختري بن المختار. والنسائي من طريق أبي إسحاق السبيعي، ومسلم أيضا من طريق عبد الملك بن عمير، كلهم عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا يلج النّار رجل صلّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها» . ورويناه في خبر عبد اللَّه الجابري، قال: حدثنا ابن أبي المثنى، حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة، قال: جاء شيخ من أهل البصرة إلى أبي. فقال: حدّثنا ما سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فذكره. فقال الشّيخ. أنت سمعته؟ قال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي. فقال الشيخ: وأنا سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقوله. وما علمت أحدا وافقني عليه. ورواه ابن خزيمة في صحيحه، عن بندار، عن يزيد بن هارون. عن إسماعيل، فقال فيه: شيخ من أهل البصرة يقال له إسماعيل. أخرجه ابن مندة، عن إبراهيم بن محمد عن ابن خزيمة. ولا نعرف تسمية هذا الشيخ إلا في هذه الرواية، وهي رواية صحيحة. واللَّه أعلم.   [ (1) ] ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (124) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (94) وفي الإصابة ترجمة رقم (138) . [ (2) ] الثقات 3/ 18. [ (3) ] المربد: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة ودال مهملة وهو كل موضع حبست فيه الإبل وبه سمّي مربد البصرة وهو محلّة من أشهر محالها والمربد أيضا الموضع الّذي يجمع فيه التمر وهو الجرين. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1252. [ (4) ] أسد الغابة ت 126. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 141 ز- إسماعيل بن سعيد بن عبيد بن أسيد بن عمرو بن علاج الثقفي. سيأتي في ترجمة أبيه أن له صحبة. وإسماعيل المذكور كان معه، وشهد موت أمية بن أبي الصلت، وذلك فيما رواه البخاريّ في تاريخه، عن الجرّاح بن مخلد، عن العلاء بن الفضل، سمع محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبيد، عن أبيه، عن جده، عن جدّ أبيه، قال: شهدت أمية بن أبي الصلت عند الموت، فذكر الحديث بطوله. وقد أخرجه ابن مندة في ترجمة طريح من طريق عمرو بن علي، عن العلاء بن الفضل عن محمد بن إسماعيل بن طريح، عن أبيه، عن جده، قال: حضرت أمية. وكذلك أخرجه ابن السكن، عن المحاملي، عن محمد بن صالح، عن العلاء. وما قاله البخاريّ هو المعتمد. ويمكن ردّ الرواية الثانية إلى الأولى بأن يعود الضمير في جده على إسماعيل لا على محمد. وسقط عند ابن قانع وابن مندة بين طريح وسعيد ذكر إسماعيل، وهو غلط. وقد ساق الزّبير بن بكّار نسبه على الصواب. واللَّه أعلم. وكانت وفاة أمية بن أبي الصلت بعد وقعة بدر بمدة. وقد ذكر ابن عبد البرّ أنه لم يبق من قريش وثقيف أحد بعد حجة الوداع إلا أسلم. استدركه ابن فتحون. 142- إسماعيل بن عبد اللَّه الغفاريّ: ويقال الأشجعي ذكر الثّعلبيّ في التّفسير، وهبة اللَّه بن سلامة في الناسخ، عن الكلبي ومقاتل- أنه طلق امرأته قتيلة على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يعلم بحملها. ثم علم فراجعها، فولدت فماتت ومات ولدها فنزلت: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ .... الآية. استدركه ابن فتحون. 143- أسمر بن أبيض: يأتي قريبا. 144- أسمر بن ساعد [ (1) ] بن هلوات المازني. روى ابن مندة من طريق أحمد بن داود ابن أسمر بن ساعد، قال: حدثني أبي داود، قال: حدثنا أبي أسمر بن ساعد، قال: وفدت مع أبي على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: إن أبانا شيخ كبير- يعني هلوات، وقد سمع بك، وليس به نهوض، وقد وجه إليك بلطف الأعراب، فقبل منه الهدية، ودعا له ولولده.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، مراسيل العلائي 173، تنقيح المقال 925، أسد الغابة ت (128) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 145- أسمر بن مضرّس [ (1) ] الطائي: قال البخاري وابن السكن: له صحبة. وحديث واحد. وقال أبو عمر: هو أخو عروة بن مضرّس، وهو أعرابي. وقال ابن مندة: هو أسمر بن أبيض بن مضرّس، زاد في نسبه أبيض. وقال: عداده في أهل البصرة. قلت: وأخرج حديثه أبو داود بإسناد حسن، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فبايعته، فقال: من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له. 146- الأسود بن أبيض [ (2) ] . ذكر أبو موسى عن عبدان- أن حماد بن سلمة سماه في جملة من قتل ابن أبي الحقيق، والمعروف فيهم أسود بن خزاعيّ، وأسود بن حرام، كما سيأتي. 147- الأسود بن أبي الأسود [ (3) ] النهدي [ (4) ] . روى ابن مندة من طريق يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن ابن الأسود النهدي، عن أبيه، قال: ركب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الغار فدميت إصبعه، فقال: هل أنت إلّا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت [ (5) ] [الرجز] قال ابن مندة في «التّرجمة» : الأسود بن أبي الأسود، وهذه عادته فيمن لا يعرف اسم أبيه، يجعل له من اسم صاحب الترجمة كنية. وقد ترجم له قبله البغويّ، فقال: الأسود، ولم ينسبه، ثم ساق حديثه، ووقع عنده: عن أبي الأسود أو ابن الأسود عن أبيه، وقال: لا أعلم بهذا الإسناد غيره. قال أبو نعيم: الصحيح ما رواه الثّوريّ، وشعبة، وابن عيينة وغيرهم، عن الأسود،   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 18، تهذيب الكمال 1/ 111، تقريب التهذيب 1/ 75، الوافي بالوفيات 1/ 62 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 116، تهذيب التهذيب 1/ 338، الكاشف 1/ 130، الجرح والتعديل 2/ 3. الطبقات الكبرى 7/ 51، التبصرة والتذكرة 3/ 100، تنقيح المقال 956، بقي ابن مخلد 905، أسد الغابة ت (129) ، الاستيعاب ت (156) . [ (2) ] أسد الغابة ت 130. [ (3) ] مراسيل العلائي 173، أسد الغابة ت (131) . [ (4) ] في ج الهندي. [ (5) ] ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة (103) ذكره مسلم في صحيحه 3/ 1421. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 ابن قيس عن جندب البجلي، قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الغار فدميت إصبعه ... الحديث. وتعقبه ابن الأثير بأن جندبا لم يكن مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الغار- يعني الّذي دخله لمّا هاجر إلى المدينة. قلت: وصواب العبارة: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في غار، كذا ثبت في الطرق الصحيحة، وأراد غارا من الغيران لا الغار المعهود. واللَّه أعلم. 148- الأسود بن أصرم المحاربي [ (1) ] : قال ابن حبان: عداده في أهل الشام، وروايته فيهم. وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ، وابن سميع، وابن عبد البرّ فيمن نزل الشام من الصحابة. وقال ابن السّكن: مخرج حديثه في أهل الشام. ورواه الطبراني من طريق عبد الوهاب بن بخت عن سليمان بن حبيب المحاربي، عن أسود بن أصرم المحاربي- أنه قدم بإبل له سمان إلى المدينة في زمن محل، فأتى بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: ما أردت بها؟ قال: خادما. فقال: من عنده خادم؟ فقال عثمان: عندي، فأتاه بها، فلما رآها قال: فخذها. وقبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إبله. فقال أسود: يا رسول اللَّه، أوصني. قال: «لا تقل بلسانك إلّا معروفا، ولا تبسط يدك إلّا إلى خير» . وأخرجه البغويّ مختصرا، وقال: لا أعلم له غيره، ولم يحدّث به غير أبي عبد الرحيم عن عبد الوهاب. انتهى. وقد أخرجه ابن السّكن والبخاريّ في تاريخه، وابن أبي الدّنيا في «الصّمت» ، من وجه آخر، عن سليمان، قال: حدثني أسود بن أصرم نحوه، لكن قال البخاري: في إسناده نظر. 149- الأسود بن أبي البختري [ (2) ] ، واسمه العاص [بن هاشم [ (3) ]] بن الحارث بن أسد ابن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. أمّه عاتكة بنت أمية بن الحارث بن أسد. قتل أبوه يوم بدر كافرا، وأسلم هو يوم الفتح. وقال الزّبير بن بكّار: حدثنا سفيان بن عيينة، عن   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، الثقات 3/ 8، أسد الغابة ت (132) ، الاستيعاب ت (49) . التاريخ الكبير 1/ 243، 443، الجامع في الرجال 273، جامع الرواة 1/ 105 أعيان الشيعة 3، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 49. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، العقد الثمين 1/ 315، أسد الغابة ت (133) ، الاستيعاب ت (42) . [ (3) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 عمرو بن دينار، قال: بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة إلى المدينة، وأمره أن يستثير رجلا من بني أسد يقال له الأسود بن فلان، فلما دخل المسجد سدّ الأبواب، وأراد قتلهم حتى نهاه الأسود. قال الزبير: هو الأسود بن أبي البختري، وكان الناس اصطلحوا عليه بالمدينة أيام حرب عليّ ومعاوية. وذكر الزبير أيضا أنه قال لأخته أم عبد اللَّه بنت أبي البختري لما أرسل زوجها عديّ بن نوفل يطلبها إذ استعمله عمر على حضرموت: قد بلغ الأمر من ابن عمك فاشخصي إليه. ففعلت، وفي ابنه سعيد بن الأسود تقول امرأة: ألا ليتني أشري وشاحي ودملجي ... بنظرة عين من سعيد بن أسود [ (1) ] [الطويل] وكان سعيد بن الأسود هذا رجلا في أيام عثمان. قال ابن أبي شيبة: حدثنا عفان، حدثنا معتمر، سمعت أبي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد، فذكر حديث قتل عثمان بطوله، وفيه: ولقد رأيت سعيد بن الأسود بن أبي البختري، وإنه ليضرب رجلا بعرض السيف، ولو شاء أن يقتله لقتله، ولكن عثمان عزم عليهم فأمسكوا. 150- الأسود بن البختري بن خويلد. قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصحابة، وروى عن الحسن بن مدرك، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن أبي مالك، عن أبي حازم- أن الأسود بن البختري بن خويلد قال: يا رسول اللَّه، أعظم لأجري أن أستغني عن قومي. رجاله ثقات مع إرساله. ومال ابن الأثير إلى أنه هو الأول. قلت: وظاهر السياق يأبى ذلك. 151- الأسود بن ثعلبة اليربوعي [ (2) ] : ذكره ابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصحابة، وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وذكره ابن شاهين، وابن مندة، وأبو نعيم، وابن عبد [ (3) ] البرّ، ولم يزيدوا في ترجمته على ما حكاه ابن سعد عن الواقدي أنه [ (4) ] شهد خطبة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع. 152- الأسود بن حازم [ (5) ] بن صفوان بن عرار. روى ابن مندة من طريق أبي أحمد بحير   [ (1) ] ينظر البيت في الإصابة ترجمة رقم (149) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (42) وأسد الغابة ترجمة رقم (133) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 2/ 289. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الثقات 3/ 9، أسد الغابة ت (134) الاستيعاب ت (47) . [ (4) ] في أأنه ذكر أنه شهد. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الإكمال 2/ 79، أسد الغابة ت (135) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 ابن النضر، عن أبي جميل عباد بن هشام، وكان مؤذنا في «بمجكث» قرية [ (1) ] من قرى بخارى- قال: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له الأسود بن حازم بن صفوان، وكنت آتيه مع أبي، وأنا يومئذ ابن ستّ أو سبع سنين، فقال: شهدت غزوة الحديبيّة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن ثلاثين سنة. قلت: إسناده ضعيف جدا. 153- الأسود بن حرام [ (2) ] : مضى في الأسود بن أبيض. ويأتي في الّذي بعده. وذكره عمر بن شبّة عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة فيمن قتل ابن أبي الحقيق. لكنه قال: أسعد بن حرام كما مضى. 154- الأسود بن خزاعيّ الأسلمي [ (3) ] : حليف بني سلمة من الأنصار. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب في قتلة ابن أبي الحقيق، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه بن عتيك، وعبد اللَّه بن أنيس، وأبا قتادة، ومسعود بن سنان، وأسود بن خزاعيّ. وأسود بن حرام، فذكر القصة، وسماه ابن إسحاق خزاعيّ بن الأسود، وكذلك معمر عن الزهري. وروى ابن مندة- من طريق الواقدي، عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، [ (4) ] عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما حضر خيبر أمر عليّا بقتالهم، فبرز رجل مدجّج، فنزل إليه الأسود بن خزاعيّ، فقتله الأسود وأخذ سلبه. وقال الطّبريّ: شهد الأسود بن خزاعيّ أحدا. وذكر الواقدي أنه سار مع عليّ إلى اليمن لما بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكر أيضا أنه شهد لأبي قتادة بسلب قتيله يوم حنين. 155- الأسود بن خطامة الكناني [ (5) ] : روى ابن مندة من طريق إبراهيم بن المنذر: حدثني عبد الملك بن يحيى، حدثني إسماعيل بن النضر بن الأسود بن خطامة، من بني كنانة. عن أبيه، عن جده، قال: خرج زهير بن خطامة وافدا حتى قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، ثم قال: إن لنا حمى [ (6) ] كان في الجاهلية فاحمه لنا، ثم ذكر إسلام الأسود بطوله،   [ (1) ] بمجكث: بفتح الباء وكسر الميم وسكون الجيم وفتح الكاف وثاء مثلثة وهي من قرى بخارى. انظر معجم البلدان 1/ 586. [ (2) ] أسد الغابة ت 137. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 2/ 284، أسد الغابة ت (138) . [ (4) ] في أعطاء بن سيار. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، معرفة الصحابة 1/ 71، 2/ 292، أسد الغابة ت (139) . [ (6) ] في ألنا حمى كان في الجاهلية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 كذا هو في الأصل مختصرا، والإسناد مجهول. 156- الأسود بن خلف [ (1) ] بن أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعي. ذكره خليفة في الصحابة. وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة، وفي إسناده بعض النظر. ووهم ابن سعد في ترجمته فأورد فيها حديث الأسود بن خلف بن عبد يغوث الآتي، وتفطّن لذلك الذّهبيّ، لكن ما أفصح بالمراد، بل ذكر ترجمة هذا عقب ترجمة ابن عبد يغوث، ثم قال: هو الّذي قبله فيما أرى. انتهى. وليسا واحدا، بل هما اثنان متغايران، لكن الحديث لابن عبد يغوث. 157- الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي [ (2) ] كذا نسبه البخاري في ترجمته. وفي ترجمة ابنه محمد. وقال ابن السكن: يقال إنه من بني جمح، ورجّحه ابن عبد البر. وتعقب ذلك ابن الأثير بأنه ليس في بني جمح أحد اسمه عبد يغوث. وقال ابن مندة: هو زهري. وقال العسكريّ: قال مطيّن: هو قرشي، أسلم يوم الفتح. وعبد يغوث هو ابن وهب بن زهرة، وكان له ابن يقال له الأسود بن عبد يغوث، وكان أحد المستهزءين. ومات على كفره. وكان الأسود بن خلف يسمّى باسم عمّه. واللَّه أعلم. وقال الإمام أحمد في مسندة: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني ابن خثيم- أنّ محمد بن الأسود بن خلف أخبره أن أبا الأسود رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يبايع الناس عند قرن مصقلة، وأخرجه الحاكم من رواية ابن جريج وقال فيه: إن أباه حدثه أنه رأى. قال البغوي وابن السكن: لم يحدّث به غير ابن جريج. وروى البغوي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن خثيم بهذا الإسناد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أخذ حسنا فقبله، وقال: «إنّ الولد مبخلة [ (3) ] مجبنة» [ (4) ] . قال البغويّ وابن السّكن والدّار الدّارقطنيّ: تفرد به معمر. وقال البغوي   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 18، الثقات 3/ 9، العقد الثمين 1/ 313 المعرفة والتاريخ 2/ 161، الجامع في الرجال 275، جامع الرواة 1/ 5، الطبقات الكبرى 1/ 200، 3/ 43، 161، علوم الحديث لابن الصلاح 338، تنقيح المقال 949، ذيل الكاشف رقم 80. [ (2) ] أسد الغابة ت 140، الاستيعاب ت 43. [ (3) ] هو مفعلة من البخل ومظنّة له أي يحمل أبويه على البخل ويدعوهما إليه فيبخلان بالمال لأجله. النهاية 1/ 103. [ (4) ] الجبان من الرجال: الّذي يهاب التقدم على كل شيء ليلا كان أو نهارا، والجمع جبناء، والجبن والجبان ضد الشجاعة والشجاع. اللسان 1/ 539. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 وابن السكن: ليس للأسود غير هذين الحديثين انتهى. وقد وجدت له ثالثا أخرجه البزار: عن بشر بن معاذ، عن فضيل بن سليمان، عن ابن خثيم، عن محمد بن خلف، عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمره أن يجدّد أنصاب الحرم. وأخرجه الطبراني عن البزار. وله رابع، قال البخاري في تاريخه: حدثنا معلى، حدثنا وهيب، عن ابن خثيم، حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث، عن أبيه- أنهم وجدوا كتابا أسفل المقام، فدعت قريش رجلا من حمير، فقال: إن فيه لحرفا لو أحدّثكموه لقتلتموني. قال: فظننا أن فيه ذكر محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. فكتمناه. 158- الأسود بن ربيعة [ (1) ] بن [ (2) ] الأسود اليشكري. روى ابن مندة من طريق الحارث بن عبيد الإيادي، حدثني عباية أو ابن عباية- رجل من بني ثعلبة، عن الأسود بن ربيعة بن الأسود اليشكري أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا، فقال: «ألا إنّ دماء الجاهليّة وغيرها تحت قدميّ إلّا السّقاية والسّدانة» [إسناد مجهول، لكن ذكره أبو عبيدة في كتاب «الأرحام والمحاجم ومآثر العرب» قال: كان من مآثر يشكر في الجاهلية أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خطب يوم الفتح، فقال: ألا إن كل مكرمة كانت في الجاهلية فقد جعلتها تحت قدمي إلا السقاية والسّدانة] [ (3) ] فقام إليه الأسود بن ربيعة بن أبي الأسود بن مالك بن ربيعة بن جميل بن ثعلبة بن عمرو بن عثمان بن حبيب بن يشكر، فقال: يا رسول اللَّه، إن أبي كان تصدّق بمال من ماله على ابن السبيل في الجاهلية، فإن تكن لي تكرمة تركتها، وإلّا تكن لي مكرمة فأنا أحقّ بها. فقال: بل هي لك مكرمة فتقبلها. قال: وإياها أراد الفرزدق حين قال لجرير: هلمّ إلى الحكّام بكر بن وائل ... ولا تك مثل الحائر المتردّد إلى اليشكريّين الكرام فعالهم ... بني مطعم الأضياف من آل أسود [ (4) ] [الطويل] 159- الأسود بن ربيعة الحنظليّ [ (5) ] من بني ربيعة بن مالك بن حنظلة. ذكره ابن شاهين. وسيأتي ذكره في الأسود بن عبس.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة ت (141) . [ (2) ] في ج ابن أبي الأسود. [ (3) ] سقط في ج. [ (4) ] ديوانه 149. [ (5) ] أسد الغابة ت 142. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 160- الأسود بن زيد [ (1) ] : بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة الأنصاري الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وذكره ابن عبد البر فصحف ثعلبة فجعله قطبة. قال: ويقال الأسود بن رزم بن زيد بن قطبة بن غنم، كذا قال قطبة في الموضعين، فصحّف. وفي كتاب ابن هشام قيل هو الأسود بن رزين [ابن زيد] [ (2) ] بن ثعلبة. كذا وقع فيه رزين بالنون، وقيل هو سواد بن زيد. وسيأتي في حرف السين. 161- الأسود بن سريع [ (3) ] بن حمير بن عبادة بن النزال [ (4) ] بن مرّة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم التميمي السعدي الشاعر المشهور. روى البخاريّ في تاريخه، عن مسلم بن إبراهيم، عن السري بن يحيى، عن الحسن البصري، قال: حدثنا الأسود بن سريع، قال: غزوت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أربع غزوات. وأخرجه ابن حبان وابن السكن من طريق السري. وروى البخاري في «الأدب المفرد» له حديثا آخر. وقال أحمد: حدثنا علي بن عبد اللَّه، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع: وعن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أربعة يدلون يوم القيامة بحجّة» ، الحديث. رواه ابن حبان في صحيحه من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن معاذ بن هشام. وروى الحاكم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع أنه قال: يا رسول اللَّه، ألا أنشدك محامد ... الحديث. قال البغويّ: كان شاعرا، وكان في أول الإسلام قاصّا، ثم روى من طريق السري بن يحيى، عن الحسن أنه كان أول من قصّ في مسجد البصرة. وقال خليفة: كانت له دار بحضرة الجامع بالبصرة، توفي في عهد معاوية. وقال ابن أبي خيثمة، عن أحمد وابن معين: مات سنة اثنتين وأربعين.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، معرفة الصحابة 2/ 287، أسد الغابة ت (143) ، الاستيعاب ت (46) . [ (2) ] سقط في ج. [ (3) ] الجامع في الرجال 274، المعرفة والتاريخ 2/ 54، تجريد أسماء الصحابة 11/ 19، الثقات 3/ 8، الطبقات الكبرى 7/ 57، تهذيب الكمال 1/ 111، الطبقات 44/ 180، تهذيب التهذيب 1/ 338، تقريب التهذيب 1/ 76، الوافي بالوفيات 9/ 252، التاريخ الكبير 1/ 445، الكاشف 1/ 130، الجرح والتعديل 2/ 1063، التاريخ الصغير 89. أسد الغابة ت (144) ، الاستيعاب ت (44) . [ (4) ] في ج البزار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 وقال البخاريّ: قال علي: فقد أيام الجمل، وبذلك جزم أبو حاتم وأبو داود وابن السّكن وابن حبّان وابن زبر [ (1) ] وغيرهم. وروى الباورديّ عن الحسن. قال: لما قتل عثمان ركب الأسود سفينة وحمل معه أهله وعياله، [فانطلق] [ (2) ] فما رئي بعد. 162- الأسود بن سفيان [ (3) ] بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أمّ سلمة. ذكره ابن عبد البر، وقال: في صحبته نظر. قلت: وذكره العدوي في النسب، وقال: كان [في بدر أسيرا. انتهى] [ (4) ] . [وذكر الزّبير أنّ أباه سفيان قتل يوم بدر كافرا: قتله حمزة بن عبد المطلب، فهو من أهل هذا القسم، وذكر أيضا أنه تزوّج أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب، فولدت له الأسود] [ (5) ] . وسيأتي ذكر أخيه عبد اللَّه بن سفيان [وغيره من إخوته] [ (6) ] . 163- الأسود بن سلمة بن حجر [ (7) ] بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي. ذكره ابن الكلبيّ فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان معه ابنه يزيد، وهو غلام، فدعا له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره الطّبريّ. وأبو موسى في «الذّيل» . واستدركه ابن فتحون. 164- الأسود بن عبد اللَّه السدوسي: اليماني [ (8) ] ، أحد من وفد مع بشير بن الخصاصية. يأتي في عبد اللَّه بن الأسود. 165- الأسود بن عبس [ (9) ] بن أسماء بن وهب بن رياح بن عوذ بن منقد بن كعب بن ربيعة الجوع بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. ذكر هشام الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: جئت لأقترب إلى اللَّه بصحبتك، فسماه المقرب. وذكر سيف بن عمر، عن ورقاء بن عبد الرحمن الحنظليّ، قال: قدم على رسول   [ (1) ] في ج رزين. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] مراسيل العلائي 174، دائرة معارف الأعلمي 4/ 339، أسد الغابة ت (145) ، الاستيعاب ت (48) . [ (4) ] في أكان له قدر. [ (5) ] سقط في أ. [ (6) ] سقط في أ. [ (7) ] أسد الغابة ت 146. [ (8) ] أسد الغابة ت 149، الاستيعاب ت 50. [ (9) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة ت (150) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الأسود بن ربيعة من ولد ربيعة بن مالك بن حنظلة، فقال: «ما أقدمك» ؟ قال: أقترب بصحبتك؟ فترك الأسود، وسمي المقرب، وصحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد مع علي صفّين. وروى [ (1) ] الطّبريّ أن عمر استعمل الأسود بن ربيعة أحد بني ربيعة بن مالك على جند البصرة، وهو صحابي مهاجريّ، وهو الّذي قال: جئت لأقترب، فسمي المقرب، قال بعض الحفاظ: لعل بعضهم نسبه إلى جده الأعلى ربيعة، واللَّه أعلم. 166- الأسود بن عمران البكري [ (2) ] . روى ابن مندة من طريق ميسرة النهدي [ (3) ] ، عن أبي المحجّل، عن عمران بن الأسود، أو الأسود بن عمران، قال: كنت رسول قومي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما دخلوا في الإسلام ووافدهم قال ابن عبد البر: في إسناد حديثه مقال. قلت: ما فيه غير أبي المحجّل. وهو مجهول. 167- الأسود بن عوف الزهري [ (4) ] ، أخو عبد الرحمن، أحد العشرة. قال ابن سعد: أسلم هو وأخوه عبد اللَّه يوم الفتح وقال ابن عبد البرّ- تبعا للزبير: هاجر قبل الفتح، وهو والد جابر الّذي ولي المدينة لابن الزبير. ولجابر قصة في الموطأ، وقتل أخوه محمد وعباس ابنا الأسود مع ابن الأشعث بالراوية. 168- الأسود بن عويم السدوسي [ (5) ] : روى ابن مندة، من طريق حبيب السدوسي، عن الأسود بن عويم، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الجمع بين الحرّة والأمة، فقال: للحرة يومان، وللأمة يوم [و] [ (6) ] في إسناده علي بن قرين، وقد كذّبه ابن معين. 169- الأسود بن مسعود الثقفي [ (7) ] : ذكر عمر بن شبّة، من طريق الشعبي: أنه جاوب ظبيان بن كداد عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. في حديث طويل، ذكر وفوده فيه، وأورد له شعرا يمدح به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فمنه: أمسيت أعبد ربّي لا شريك له ... ربّ العباد إذا ما حصّل اليسر أنت الرّسول الّذي ترجى فواضله ... عند القحوط إذا ما أخطأ المطر [البسيط]   [ (1) ] في أوذكر. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 19، أسد الغابة، 151، الاستيعاب ت (52) . [ (3) ] في ج الهندي. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، معرفة الصحابة 2/ 289، أسد الغابة ت (152) ، الاستيعاب ت (40) . [ (5) ] أسد الغابة ت (153) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 20. [ (6) ] سقط في أ. [ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، الوافي بالوفيات 9/ 255، المنمق 205. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 ذكره ابن فتحون في «الذيل» . 170- الأسود بن مالك الأسدي اليماني [ (1) ] ، أخو الحدرجان. روى ابن مندة من طريق أحفاده عنه، قال: قدمت أنا وأخي الأسود على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فآمنا به وصدقناه. قال: وكان جزء والأسود قد خدما النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وصحباه. قال ابن مندة: تفرد به إسحاق الرّملي. قلت: وهم مجهولون. 171- الأسود بن نوفل [ (2) ] بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، ابن أخي خديجة كان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية، ذكره ابن إسحاق، وأمه فريعة بنت عدي بن نوفل بن عبد مناف. وهاجر إلى المدينة بعد قدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وهو جد أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن الأسود يتيم عروة، وكان أبوه نوفل شديدا على المسلمين في أول الإسلام. 172- الأسود بن وهب [ (3) ] بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري، خال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روى ابن الأعرابيّ في معجمه، من طريق عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن رستم الثقفي، سمعت عبد اللَّه بن عمرو يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لخاله الأسود بن وهب: «ألا أعلّمك كلمات من يرد اللَّه به خيرا يعلّمهنّ إيّاه ثمّ لا ينسيه أبدا؟» قال: بلى، يا رسول اللَّه. قال: «قل اللَّهمّ إنّي ضعيف فقوّ في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضاي ... » الحديث. وروى ابن مندة، من طريق محمد بن العباس بن خلف، عن عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة السمين، عن أبي معيد حفص بن غيلان، عن زيد بن أسلم، حدثني وهب بن الأسود بن وهب [ (4) ] ، خال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «ألا أنبّئك بشيء عسى اللَّه أن ينفعك به؟» قال: بلى يا رسول اللَّه. قال: «إنّ الرّبا أبواب، الباب [ (5) ] منه عدل سبعين حوبا [ (6) ] ، أدناها فجرة كاضطجاع الرّجل مع أمّه، وإنّ أربى الرّبا استطالة المرء في عرض أخيه بغير حقّ» .   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20 أسد الغابة ت 154. [ (2) ] العقد الثمين 3/ 317، أسد الغابة ت (155) ، الاستيعاب ت (41) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20، العقد الثمين 1/ 318، أسد الغابة ت (157) ، والاستيعاب ت (45) . [ (4) ] في أعن أبيه الأسود بن وهب. [ (5) ] في أالأول. [ (6) ] سبعون حوبا قال شمر: كأنه سبعون ضربا من الإثم. اللسان 2/ 1036. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 ورواه ابن قانع في معجمه، من طريق أبي بكر بن الأعين، عن عمرو بن أبي سلمة، فقال: عن وهب بن الأسود خال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يقل عن أبيه، وأدخل بين صدقة وزيد الحكم الأيلي، والحكم وصدقة ضعيفان. وروي عن القاسم عن عائشة أن الأسود بن وهب خال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استأذن عليه، فقال: «يا خال، ادخل» . فدخل فبسط له رداءه- الحديث. رواه ابن شاهين، وفي إسناده عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي، وهو ضعيف. 173- الأسود بن هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن خزيمة [ (1) ] بن مالك بن حسل [ (2) ] بن عامر بن لؤيّ. وكان أبوه هشام هو الّذي قام في نقض الصحيفة التي اكتتبتها قريش على بني هاشم، وذلك قبل موت أبي طالب، ثم أسلم هشام، وكان من المؤلفة، ذكره الزّبير بن بكّار. 174- الأسود [ (3) ] : الّذي غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. تقدم في أبيض. ذكر من اسمه أسيد- بفتح الهمزة وكسر السين 175- أسيد بن أبي أناس [ (4) ] بن زنيم بن عمرو بن عبد اللَّه بن جابر بن محمية بن عبد بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الدئلي [ (5) ] ، ابن أخي سارية. ضبطه العسكريّ، والدّار الدّارقطنيّ بفتح أوله. والمرزبانيّ بضم أوله. وردّ ذلك ابن ماكولا. وروى ابن شاهين، من طريق المدائني، عن رجاله من طرق كثيرة إلى ابن عباس وغيره، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وفد بني عبد بن عدي، فيهم الحارث بن وهب، وعويمر بن الأخرم، وحبيب وربيعة ابنا ملّة، ومعهم رهط من قومهم [فذكر قصتهم مطولة، وفيها] : [ (6) ] قالوا إنا لا نريد قتالك، ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك. ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دمه، يقال له أسيد بن أبي أناس، فتبرءوا منه، فبلغ أسيدا ذلك، فأتى الطائف. فأقام به، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف، فقال له: يا بن أخي، أخرج إليه، فإنه لا يقتل من أتاه، فخرج إليه فأسلم، ووضع يده في يده، فأمّنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ومدح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأبيات. [وهذه القصة أن أسيدا لما أراد الاجتماع بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج معه بامرأته وهي حامل،   [ (1) ] في أجابر. [ (2) ] في أحق. [ (3) ] أسد الغابة ت 159. [ (4) ] في د إياس. [ (5) ] أسد الغابة ت 161. [ (6) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 فوضعت له ولدا في قرن [ (1) ] الثعالب] [ (2) ] . وذكر العسكريّ أنه كان رثى أهل بدر، فأهدر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دمه بذلك. قال: أخبرنا بذلك ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى. وقد رويت نظير قصته لأنس بن زنيم كما سيأتي في ترجمته. ويحتمل وقوع ذلك لهما، واللَّه أعلم. ونقل أبو بكر بن العربيّ القاضي، عن أبي عامر العبدريّ، أنه قال: أسلم أسيد هذا، وصحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأظنه أدرك أحدا. وردّ ذلك ابن العربيّ على شيخه بما تقدم، ثم وجدت في فضائل علي رضي اللَّه عنه جمع المفيد [ (3) ] بن النعمان الرافضيّ نحو ما ذكر العبديّ، فإنه ذكر قصة بدر، ثم قال في آخرها فيما صنعه رضي اللَّه عنه يوم بدر: يقول أسيد بن أبي أناس يخاطب قريشا بقوله: في كلّ مجمع غاية أخزاكم ... جذع يفوق على المذاكي القرّح هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم ... ذبحا وقتلا بغضه لم يربح للَّه درّكم ألمّا تذكروا ... قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي [الكامل] والّذي ذكره الزّبير أن أسيدا أنشد قريشا هذه الأبيات لما ساروا إلى أحد. 176- أسيد بن جارية [ (4) ] بن أسيد بن عبد اللَّه بن سلمة بن عبد اللَّه بن غيرة بن عوف ابن ثقيف الثقفي [ (5) ] ، حليف بني زهرة. ذكره العسكريّ وغيره في الصحابة. وقال الواقديّ: أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا، وأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مائة من الإبل. ضبطه ابن ماكولا وغيره بالفتح، وأبوه بالجيم والياء التحتانية، وهو جدّ عمر بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية شيخ الزهري الّذي خرج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة.   [ (1) ] قرن: بسكون الراء بلا خلاف، قال صاحب المطالع: وهو ميقات نجد على يوم وليلة من مكة ويقال له قرن المنازل، وقرن الثعالب ورواه بعضهم بفتح الراء وهو غلط إنما قرن «بفتح الراء قبيلة من اليمن، آخر كلامه، وقد غلط غيره من العلماء ممن ذكره بفتح الراء وزعم أن أويسا القرني منه إنما هو من «قرن» بفتح الراء بطن من مراد. انظر المطلع/ 166. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] في أ: المعند. [ (4) ] أسد الغابة ت (162) ، الاستيعاب ت (62) . [ (5) ] تصحيفات المحدثين 928، الطبقات الكبرى 2/ 152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 177- أسيد بن سعية [ (1) ] - تقدم في أسد- بفتح السين بغير ياء، ووقع بالكسر والياء عند ابن إسحاق. ونقل ابن عبد البرّ، عن البخاريّ، أنه مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وحكى ابن ماكولا الخلاف فيه هل هو بالفتح أو بالضم، وصحّح أنه بالفتح تبعا للدّارقطنيّ. وقد اختلف في ذلك عن ابن إسحاق، واختلف أيضا في اسم أبيه، فقيل سعنة- بالنون، وقيل بالياء التحتانية. 178 ز- أسيد [ (2) ] من [ (3) ] ذرية الفطيون [ (4) ] : قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ أدم جماله» فلم يشب. وهو مشهور بكنيته أبو المقشعرّ، ذكره الكلبيّ في أوائل نسب قحطان كذلك [ (5) ] . 179- أسيد بن صفوان [ (6) ] نسبه ابن قانع سلميّا. وقال الباورديّ: يقال إنه صحابي، وليس له رواية إلا عن عليّ. وقال ابن السّكن: ليس بالمعروف في الصحابة. وروى ابن ماجة في التفسير، وأبو زكريا في طبقات أهل الموصل [ (7) ] ، وغير واحد من طريق عمر بن إبراهيم الهاشمي- أحد المتروكين، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكانت له صحبة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال: لما توفي أبو بكر الصديق ارتجت المدينة بالبكاء، ودهش الناس، كيوم قبض النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: فذكر الحديث مطوّلا. 180- أسيد المزني [ (8) ] : قال ابن ماكولا: له صحبة. وروى ابن السّكن. وابن مندة،   [ (1) ] أسد الغابة ت 163، الاستيعاب ت 59. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ، د. [ (3) ] في ب، ت، ج ابن. [ (4) ] في ت الغيطون. [ (5) ] في ت هكذا. [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21، ميزان الاعتدال 1/ 57، تهذيب الكمال 1/ 113 أسد الغابة ت (164) ، والاستيعاب ت (61) تهذيب التهذيب 1/ 345، تقريب التهذيب 1/ 77، التحفة اللطيفة 1/ 326، جامع الرواة 1/ 6، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 97، الوافي بالوفيات 1/ 261، الكاشف، الجامع في الرجال 276، مراسيل العلائي 174، تصحيفات المحدثين 926، المشتبه 24- أعيان الشيعة 3/ 446، ذيل الكاشف رقم 82. [ (7) ] الموصل: بالفتح وكسر الصاد: المدينة المشهورة العظيمة، باب العراق ومفتاح خراسان وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات وقيل لأنها وصلت بلدها والحديثة وقيل إن الملك الّذي أحدثها كان يسمّى الموصل وهي مدينة قديمة الأساس على طرف دجلة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1333. [ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 21 أسد الغابة ت (167) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 من طريق ابن وهب، عن عمر بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن رجل من قومه، يقال له أسيد المزني- قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أريد أن أسأله. وعنده رجل يسأله، فأعرض عنه مرتين أو ثلاثا، ثم قال: «من كان عنده أوقيّة ثمّ سأل، فقد سأل إلحافا» [ (1) ] . قال ابن السّكن: إسناده صالح، ولم أقف على نسبه. وقال ابن مندة: تفرد به ابن وهب. ذكر من اسمه أسيد- بالضم 181 ز- أسيد بن أحيحة بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، ابن أخي صفوان بن أمية، من مسلمة الفتح. قال الزّبير بن بكّار: فولد أحيحة بن أمية بن خلف- أسيد بن أحيحة، فولد أسيد عليا، وكان يكنى أبا ريحانة، وكان من أصحاب معاوية، وكان مباينا لعبد اللَّه بن الزبير، فتقاول هو وابن عمه عبد اللَّه بن صفوان بن أمية في أمره. فسار إلى الشّام، ورجع مع جيوش يزيد بن معاوية. فحاصر ابن الزبير. وهو ابن عم أبي دهبل وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة. وحكى الفاكهيّ، عن الزبير- أنه كان يقال له عليل- بالتصغير- وأنه لحق بعبد الملك، فاستمده للحجاج فأمدّه بطارق في أربعة آلاف، فأشرف [ (2) ] أبو ريحانة على أبي قبيس [ (3) ] ، فصاح أبو ريحانة: أليس قد أخزاكم اللَّه؟ قال له ابن أبي عتيق- وكان مع ابن الزبير: بلى واللَّه. 182 ز- أسيد بن الأخنس بن شريق الثقفي، حليف بني زهرة. ذكره عمر بن شبّة فيمن سكن المدينة من الصحابة. استدركه ابن فتحون.   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16773 وعزاه للباوردي وابن السكن وابن مندة عن أسيد المزني بالفتح قال ابن السكن إسناده صالح وقال ابن مندة تفرد به ابن وهب. [ (2) ] في أفاستولى. [ (3) ] أبو قبيس: بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار: وهو اسم الجبل المشرف على مكة وجهه إلى قعيقعان من غريبها، قيل سمي باسم رجل من مذحج كان يكنى أبا قبيس لأنه أول من بني فيه قبّة قال الحميري: أبو قبيس وأبو قابوص اسمان لجبل مكة ويقال شيخ الجبال أبو قبيس وقيل بثير. الروض المعطار/ 452 انظر معجم البلدان 1/ 103 وانظر معجم ما استعجم 3/ 1040. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 183- أسيد بن ثعلبة الأنصاري [ (1) ] . ذكر ابن عبد البر أنه شهد بدرا، وشهد صفّين [ (2) ] مع علي. 184- أسيد بن أبي الجدعاء: [ (3) ] ذكره ابن ماكولا، وقال: يقال له صحبة. أورده أبو موسى في «الذّيل» . قلت: قضية كلام ابن ماكولا أنه روى عنه عبد اللَّه بن شقيق. والّذي أعرفه في اسم شيخه عبد اللَّه بن شقيق أن اسمه عبد اللَّه، فلعله أخوه. 185- أسيد بن الحضير [ (4) ] بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. يكنى أبا يحيى، وأبا عتيك. وكان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بعاث [ (5) ] ، وكان أسيد من السابقين إلى الإسلام، وهو أحد النقباء ليلة العقبة، وكان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ. واختلف في شهوده بدرا، قال ابن سعد: كان شريفا كاملا، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة، وكان ممن ثبت يوم أحد، وجرح حينئذ سبع جراحات. وقال ابن السّكن [ (6) ] : شهد بدرا [والعقبة] [ (7) ] ، وكان من النقباء. وأنكر غيره عدّه في أهل بدر. وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما.   [ (1) ] أسد الغابة ت 168، الاستيعاب ت 55. [ (2) ] صفّين: بكسر أوله وثانيه وتشديده: موضع بقرب الرّقة على شاطئ الفرات من غربيها قال: بين الرقة وبالس. وهي أرض فوق بالس بمقدار نصف مرحلة وهما غربي الفرات وأما الرّقة فهي شرقي الفرات أسفل من محاذاة بالس بها كانت الوقعة بين علي رضي اللَّه عنه ومعاوية. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 846. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21. أسد الغابة ت (169) . [ (4) ] مسند أحمد 4/ 226، 351- 352- طبقات ابن سعد 3/ 2/ 135، طبقات خليفة 77، تاريخ خليفة 149، التاريخ الكبير 2/ 47 التاريخ الصغير 1/ 46، الجرح والتعديل 2/ 310، مشاهير علماء الأمصار ت 360، الاستبصار 213، 216، ابن عساكر 3/ 7/ 1، تهذيب الكمال 115، تاريخ الإسلام 2/ 33، العبر 1/ 34، مجمع الزوائد 9/ 310، تهذيب التهذيب 1/ 347، خلاصة تذهيب الكمال 38 كنز العمال 13/ 277- 280، شذرات الذهب 1/ 31، تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 53، 61، أسد الغابة ت (170) ، والاستيعاب ت (54) [ (5) ] بعاث: بالضم وآخره ثاء مثلثة موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية. انظر معجم البلدان 1/ 535. [ (6) ] في أالكلبي. [ (7) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 وقال البغويّ: حدثنا ابن زنبور، حدثنا ابن أبي حازم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «نعم الرّجل أسيد بن حضير» [ (1) ] . وقال ابن إسحاق: حدثنا يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. [وأخرج أحمد في مسندة، من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي، عن عائشة، قالت: كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس، وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو أقرؤه، وحين أسمع خطبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وإذا شهدت جنازة] [ (2) ] . وروى الواقديّ، من طريق طلحة بن عبد اللَّه التّيمي، قال: كان أبو بكر لا يقدّم أحدا من الأنصار على أسيد بن حضير. وروى البخاريّ في «تاريخه» ، عن ابن عمر، قال: لما مات أسيد بن حضير قال عمر لغرمائه- فذكر قصة تدل على أنه مات في أيامه. وروى ابن السّكن، من طريق ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما مات أسيد بن حضير باع عمر ماله ثلاث سنين، فوفّى بها دينه، وقال: لا أترك بني أخي عالة، فردّ الأرض وباع ثمرها. وأرّخ البغويّ وغيره وفاته سنة عشرين. وقال المدائني: سنة إحدى وعشرين. 186 ز- أسيد بن ساعدة [ (3) ] بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحدا. قال ابن ماكولا: وهو عم سهل بن أبي حثمة. 187- أسيد بن سعية الإسرائيليّ: رجّح ابن ماكولا أنه بفتح الهمزة. وقد تقدم.   [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 419 عن أبي هريرة وابن عساكر في التاريخ 3/ 57. والحاكم في المستدرك 3/ 289 عن أبي هريرة بلفظه قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت 172، الاستيعاب ت 57. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 188- أسيد بن ظهير [ (1) ] بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، ابن عم رافع بن خديج. يكنى أبا ثابت، له ولأبيه صحبة. قال البخاريّ: مدنيّ. له صحبة. وأخرج له أصحاب السنن، قال الترمذي- بعد أن أخرج له حديثا في الصلاة في مسجد قباء: لا يصحّ لأسيد بن ظهير غيره. قلت: وقد أخرج له ابن شاهين حديثا آخر، لكن فيه اختلاف على رواته. قال ابن عبد البرّ: مات في خلافة عبد الملك بن مروان. 189- أسيد بن عمرو [ (2) ] بن محصن الأنصاري. ذكر أبو موسى أنه أحد الأقوال في اسم أبي عمرة. 190- أسيد بن كعب القرظيّ: تقدم ذكره في ترجمة أخيه أسد بن كعب. 191- أسيد بن يربوع بن البدي [ (3) ] بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الحارث بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي، ابن عم أبي أسيد. ذكره العسكري، وقال: شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة. وكذا قال ابن إسحاق، والواقديّ، ووثيمة، وذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة [ (4) ] . 192- أسيد بن يعمر الخزاعي، الملقب بالنعيت. تقدم فيمن اسمه أسد. 193- أسيد الجعفي: ذكره العسكري في الصحابة، وأخرج عن طريق عنبسة بن سعد، عن الزبير بن عدي، عن أسيد الجعفي، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فكتب إلى أهل الطائف أن نبيذ الغبيراء حرام. وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: يروي المراسيل. قلت: لكن قوله كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يدل على أن لا إرسال فيه. 194- أسير- غير منسوب، آخره راء. روى البخاريّ في تاريخه، وابن سعد،   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، الثقات 3/ 7، تهذيب الكمال 1/ 114، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 98، تهذيب التهذيب 1/ 349، تقريب التهذيب 1/ 78، الطبقات الكبرى 1/ 327، الوافي بالوفيات 9/ 211، التحفة اللطيفة 1/ 328 الاستبصار 239، 207، الكاشف 1/ 133، الجرح والتعديل 2/ 164، تصحيفات المحدثين 941، المشتبه 25 بقي بن مخلد 448، أسد الغابة ت (174) ، الاستيعاب ت (58) . [ (2) ] أسد الغابة ت 165. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 271. أسد الغابة ت 175، الاستيعاب ت (56) . [ (4) ] في ج استشهد باليمامة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 والبغويّ، وابن السّكن، وابن شاهين، من طريق أبي عوانة، عن داود بن عبد اللَّه الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: دخلنا على أسير- رجل من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يأتيك من الحياء إلّا خير» [ (1) ] . قال البغويّ: لا يعرف لأسير غيره. ورواه غير أبي عوانة، عن داود، فقال: عن رجل من الصحابة ولم يسمّه، وذكره البخاريّ أيضا. فقال: يسير- بالياء التحتانية، وزاد فقال يسير- حين استخلف يزيد بن معاوية، يقولون: إنّ يزيد ليس بخير أمّة محمّد، وأنا أقول ذلك، ولكن لأن يجمع اللَّه أمة محمد أحبّ إليّ من أن تفترق. وكذا ذكره محمد بن سعد، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، وسياقه أتمّ. 195- أسير بن جابر بن سليم: [ (2) ] بن حيان بن عمير بن عمرو بن أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم التميميّ. روى ابن قانع، من طريق يونس بن عبيد، عن بعض أصحابه، عن أسير بن جابر بن سليم التميمي، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو محتب ببردة، فقلت: يا رسول اللَّه، علمني مما علمك اللَّه، فقال: «لا تحقّرنّ من المعروف شيئا» [ (3) ] . وهذا غير أسير بن جابر [التابعي الّذي سيأتي ذكره في المخضرمين، وله أحاديث مرسلة تبين هناك إن شاء اللَّه تعالى] [ (4) ] . 196- أسير بن عروة [ (5) ] بن سواد بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظّفري. قال ابن القداح: شهد أحدا والمشاهد بعدها، واستشهد بنهاوند [ (6) ] ، وله ذكر في ترجمة رفاعة بن زيد.   [ (1) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 47 والبخاري في التاريخ الكبير 8/ 423 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 6/ 18. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، تهذيب الكمال 1/ 114، تهذيب التهذيب 1/ 349، العبر 1/ 100، تقريب التهذيب 1/ 78، الجرح والتعديل 2/ ترجمة، الطبقات الكبرى 6/ 162، 163 أسد الغابة ت 176. [ (3) ] أخرجه من رواية أبي ذر الغفاريّ مسلم 2/ 2026 من كتاب الزكاة باب استحباب طلاقة الوجه حديث (144/ 2626) . [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] الثقات 3/ 15، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، الطبقات الكبرى 3/ 512، أسد الغابة ت (177) والاستيعاب ت (63) . [ (6) ] نهاوند: بالكسر وتفتح والواو مفتوحة والنون ساكنة وذال مهملة مدينة عظيمة في قبلة همذان قيل: أصلها نوح أوند فعربت كذلك وهي أقدم مدينة في الجبل وهي ماء البصرة أي لأنها في حسابهم والدينور ماه الكوفة لأنها في حسابهم وجبلها ينقسم ماؤه قسمين: فقسم يأخذ إلى نهاوند وقسم يأخذ في الغرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 197- أسير الكندي [ (1) ] ، غير منسوب. ذكره العقيليّ في الصّحابة، كذا استدركه الذّهبيّ، وكأنه أسير بن عمرو الآتي ذكره في المخضرمين. 198- أسيرة بن عمرو، [ (2) ] أبو سليط البدري. يأتي في الكنى، سماه ابن إسحاق وموسى بن عقبة. وأما أبو عبيدة فسماه سبرة. 199- أسير بن عمرو [ (3) ] بن يسار التجيبي، ثم الدّرمكي. ذكره ابن الكلبي. وسيأتي في يسير. 200- أسيم ز- خاطب بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أسامة بن زيد في حديث أخرجه أبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق أبي بكر بن أبي عاصم [ (4) ] ، من رواية معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن خارجة بن زيد، عن أسامة بن زيد- أن امرأة أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشاة مصلّية. فقال لي «يا أسيم، ناولني ذراعها» - الحديث. باب الألف بعدها شين 201- الأشجّ العبديّ [ (5) ] يقال له أشجّ عبد القيس، ويقال له أشجّ بني عمر. مشهور بلقبه هذا، واسمه المنذر بن عمرو. أو ابن الحارث. يأتي إن شاء اللَّه تعالى في الميم. قال الواقديّ: كان قدوم الأشجّ ومن معه سنة عشر من الهجرة. وسيأتي عن غيره أنّ قدومه كان سنة ثمان قبل فتح مكّة. 202- أشرس بن غاضرة الكندي [ (6) ] : قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أبو إبراهيم   [ () ] فيسقي رستاقا يقال له الأشتر. مراصد الاطلاع 3/ 1397. [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، تهذيب الكمال 1/ 74، تهذيب التهذيب 1/ 349، العبر 1/ 100، تقريب التهذيب 1/ 78، الجرح والتعديل 2، الطبقات الكبرى 6/ 162، 163. [ (2) ] الإكمال 1/ 78، الطبقات لابن سعد 3/ 512، السيرة لابن هشام 1/ 704، الثقات لابن حبان 3/ 15، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 431، أسد الغابة ت 179، الاستيعاب (134) . [ (3) ] التاريخ الكبير 8/ 422، تجريد أسماء الصحابة 1/ 22، معرفة الصحابة 2/ 434: أسد الغابة، (ت 178) الاستيعاب (64) . [ (4) ] في أأبي عاصم العبديّ ثم من رواية. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، تهذيب الكمال 1/ 114، الطبقات 61، الوافي بالوفيات 9/ 265، تقريب التهذيب 2/ 274 تهذيب التهذيب 1/ 301، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 55 الكاشف 3/ 452، الجرح والتعديل 2- 344، الطبقات الكبرى 7/ 85 البداية والنهاية 5/ 47، 48. أسد الغابة ت (180) ، الاستيعاب (152) . [ (6) ] أسد الغابة ت 181. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 التّرجمانيّ عن إسحاق بن الحارث القرشي، قال: رأيت عمير بن جابر، وأشرس بن غاضرة، وكانت لهما صحبة، يخضبان بالحناء والكتم. ورواه البغويّ وابن مندة وغيرهما. 203- أشرف، أحد الثمانية الذين قدموا من رهبان الحبشة. تقدم في أبرهة. 204- أشرف غير منسوب [ (1) ] . ذكره أبو إسحاق بن ياسين فيمن قدم من الصحابة هراة [ (2) ] . استدركه أبو موسى. 205- الأشعث بن [ (3) ] قيس بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية [الأكرمين] [ (4) ] بن ثور الكندي، يكنى أبا محمد. قال ابن سعد: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سنة عشر، في سبعين راكبا من كندة، وكان من ملوك كندة، وهو صاحب مرباع حضر موت [ (5) ] ، قاله ابن الكلبي. وأخرج البخاريّ ومسلم، حديثه في الصحيح، وكان اسمه معديكرب، وإنما لقب بالأشعث. قال محمّد بن يزيد- عن رجاله: كان اسمه معديكرب، وكان أبدا أشعث الرأس، فسمّي الأشعث. وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: شهدت جنازة فيها الأشعث، وجرير، فقدّم الأشعث جريرا، وقال: إنه لم يرتد، وقد كنت ارتددت، ورواه ابن السكن وغيره وكان الأشعث قد ارتد فيمن ارتدّ من الكنديين، وأسر، فأحضر إلى أبي بكر فأسلم، فأطلقه وزوّجه أخته أم فروة في قصة طويلة.   [ (1) ] أسد الغابة ت 182. [ (2) ] هراة: بالفتح: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات خراسان فيها بساتين كثيرة ومياه غزيرة إلّا أنّ التتار خرّبوها. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1455. [ (3) ] مسند أحمد 5/ 211، طبقات ابن سعد 6/ 22، تاريخ خليفة 116، 193- 199، المعارف 168، 189، 333، 551، 555، 586، الطبري 3/ 138، 139، 539، 4/ 561، 569، 5/ 51، 820، ابن عساكر 3/ 17/ 2، تهذيب الكمال 119، العبر 1/ 42، 46 تهذيب التهذيب 1/ 359. خلاصة تذهيب الكمال 39 أسد الغابة ت (185) ، الاستيعاب ت (135) . [ (4) ] بياض في ج. [ (5) ] حضر موت: بالفتح ثم السكون وفتح الراء والميم ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف وبها قبر هود عليه السلام وقال ابن الفقيه: حضر موت مخلاف من اليمن. انظر: معجم البلدان 2/ 311. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 قال الواقديّ: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت الأشعث بن قيس يقول لأبي بكر- حين أتي به في الردة: استبقني لحريك، وزوّجني أختك، ففعل. وقال الطّبرانيّ: حدثنا عبد الرحمن بن سلم، حدثنا عبد المؤمن بن علي، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: لما قدم بالأشعث أسيرا على أبي بكر أطلق وثاقه وزوّجه أخته، فاخترط سيفه، ودخل سوق الإبل، فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه، فصاح الناس: كفر الأشعث. فلما فرغ طرح سيفه، وقال: إني واللَّه ما كفرت، ولكن زوّجني هذا الرجل أخته، ولو كنا في بلادنا كانت وليمة غير هذه. يا أهل المدينة، كلوا، ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا شرواها. ثم شهد الأشعث اليرموك ب «الشام» و «القادسية» وغيرها ب «العراق» ، وسكن الكوفة. وشهد مع علي صفين، وله معه أخبار. قال خليفة وأبو نعيم وغير واحد: مات بعد قتل علي بأربعين ليلة، وصلّى عليه الحسن بن علي. وقيل: مات سنة اثنتين وأربعين. وفي الطّبرانيّ- من طريق أبي إسرائيل الملائي عن أبي إسحاق ما يدلّ على أنه تأخّر عن ذلك، فإن أبا إسحاق كان صغيرا على عهد عليّ. وقد ذكر في هذه القصّة أنه كان له على رجل من كندة دين، وأنه دخل مسجدهم فصلّى الفجر، فوضع بين يديه كيس وحلّة ونعل، فسأل عن ذلك، فقالوا: قدم الأشعث الليلة من مكة. وفيه أيضا من وجه آخر: استأذن الأشعث على معاوية بالكوفة، وعنده الحسن بن علي وابن عباس، فذكر قصته، لكن هذا لا يدفع ما تقدّم. وقال أبو حسّان الزّياديّ: مات وله ثلاث وستون سنة. 206- الأشعث الأنصاري غير منسوب. جاء ذكره في خبر مرسل، قال ابن أبي شيبة في «مصنفه» : حدثنا وكيع، عن عاصم، عن الشّعبيّ: كان أخوان من الأنصار يقال لأحدهما أشعث. فغزا في جيش من جيوش المسلمين، فقالت زوجته لأخيه: هل لك في امرأة أخيك معها رجل يحدّثها؟ فصعد فأشرف عليه وهو معها على فراشها، وهي تنتف دجاجة، وهو يقول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 وأشعث عزّه الإسلام منّي ... خلوت بعرسه ليل التّمام [ (1) ] [الوافر] الأبيات- قال: فوثب إليه الرجل فضربه بالسيف حتى قتله، ثم ألقاه، قال: فبلغ ذلك عمر، فقال: أنشد اللَّه رجلا كان عنده من هذا علم إلا قام به، فذكر القصّة. ذكرته وإن لم يكن في القصّة تصريح بصحبته، لأن الأنصار لم يكن فيهم عند موت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحد غير مسلم، لا يتهيأ أن يغزو رجل في عهد عمر إلا وقد كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مميّزا وإن لم يكن رجلا. ولهذه القصة طريق أخرى: أخرجها ابن مندة، من طريق أبي بكر الهذلي، عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي قتل رجلا يهوديا في عهد عمر فخرج عمر وصعد المنبر فقال. أذكر اللَّه رجلا كان عنده علم بهذا إلا أعلمني، فقام إليه بكر بن الشداخ، فقال: أنا به. فقال عمر: اللَّه أكبر، فقال بكر: خرج فلان غازيا، ووكلني بأهله، فجئت إلى بابه، فوجدت هذا اليهودي وهو يقول: وأشعث عزّه الإسلام مني ... الأبيات- قال: فصدق عمر قوله وأبطل دمه. 207- أشيم- بوزن أحمد [ (2) ] ، الضّبابي- بكسر المعجمة بعدها موحدة وبعد الألف أخرى. قتل في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مسلما، فأمر الضحاك بن سفيان أن يورث امرأته من ديته. أخرجه أصحاب السّنن، من حديث الضحاك. وأخرجه أبو يعلى، من طريق مالك، عن الزهري، عن أنس، قال: قتل أشيم خطأ. وهو في الموطّأ عن الزّهريّ بغير ذكر أنس. قال الدّار الدّارقطنيّ في «الغرائب» : وهو المحفوظ. وروى أبو يعلى أيضا، من حديث المغيرة بن شعبة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى الضحاك أن يورث امرأة أشيم من دية زوجها، ورواه ابن شاهين، من طريق ابن إسحاق: حدثني الزّهريّ، قال: حدّثت عن المغيرة أنه قال: حدّثت عمر بن الخطاب بقصة أشيم، فقال: لتأتيني على هذا بما أعرف، فنشدت الناس في الموسم فأقبل رجل يقال له زرارة بن جزي، فحدثته عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك. 208- الأشيم- غير منسوب: ذكره ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن   [ (1) ] والبيت بعده: كأن مجامع الربلات ... ... فئام انظر اللسان «ربل» . [ (2) ] تهذيب الأسماء واللغات 1/ 123، تنقيح المقال 1003، أسد الغابة ت 186، الاستيعاب ت (144) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 عبد اللَّه بن مكنف [ (1) ] الحارثي فيمن قسم له عمر بن الخطاب من وادي القرى، قال: فكان مما قسم لعثمان، وعامر بن ربيعة، وعمرو بن سراقة، والأشيم، وعبد اللَّه بن الأرقم، وغيرهم، أخرجه عمر بن شبّة في «أخبار المدينة» من طريق ابن إسحاق. باب الألف بعدها صاد 209- أصبغ بن غياث [ (2) ]- بالمعجمة والمثلثة آخره، وقيل بالمهملة والموحدة آخره. وروى ابن مندة من طريق جابر الجعفي- أحد الضعفاء- عن الشعبي، عن أصبغ بن غياث: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «فيكم أيّتها الأمّة خلّتان لم يكونا في الأمم قبلكم ... » [ (3) ] الحديث. 210- أصرم الشقري [ (4) ] . تقدم في ترجمة أسامة بن أخدريّ. 211- الأصرم أو أصيرم بن ثابت [ (5) ] . اسمه عمرو. يأتي في العين إن شاء اللَّه تعالى. 212 ز- الأصمّ [ (6) ] العامري، ثم البكّائي. ذكر ابن شاهين من طريق عليّ بن محمد المدائنيّ، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، وعن خلاد بن عبيدة، عن عليّ بن زيد، عن الحسن، وعن أسد بن القاسم، عن السّدّيّ، عن أبي [ (7) ] مالك، وعن رجال المدائني، قالوا: وفد من بني البكاء [ (8) ] معاوية بن ثور بن عبادة، وابنه بشر بن معاوية، والفجيع [ (9) ] بن   [ (1) ] في ج ابن أبي مليكة الحارثي. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، التاريخ الصغير 2. أسد الغابة ت (187) . [ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5839 وعزاه لابن مندة وأبو نعيم عن أصبغ بن غياث بالمعجمة والمثلثة وقيل بالمهملة والموحدة وسنده ضعيف. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، الطبقات 179043، الوافي بالوفيات 9/ 284 أسد الغابة ت (189) ، الاستيعاب ت (153) . [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، معرفة الصحابة 2/ 426. أسد الغابة ت (190) . [ (6) ] في ج الأصرم. [ (7) ] في د ابن. [ (8) ] بطن من عامر بن صعصعة من العرنانية وهم بنو البكّاء، واسمه عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. من منازلهم فلجة (منزل على طريق مكة من البصرة) ينسب إليهم دار الحكيم (دار الحكيم محلة بالكوفة منسوبة إلى الحكيم بن سعد بن ثور البكائي. انظر: معجم قبائل العرب 1/ 9، الاشتقاق لابن دريد ص 179) . [ (9) ] في أالفجع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 عبد اللَّه بن جندع بن البكاء، والأصم- في ناس من بني البكاء، وسيدهم معاوية بن ثور، وهو ابن مائة سنة، فأسلموا وأقاموا أياما في ضيافة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، قال: فلما حضر شخوصهم، ودعوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له معاوية: إني أتبرّك بمسّك، وقد كبرت، وابني بشرّ يربي فامسح وجهه. قال: فمسحه وأعطاه أعنزا عفرا، ودعا له بالبركة، فتصيب السّنة بني البكاء ولا تصيب آل معاوية، وكتب للفجيع وانصرفوا. وذكر ابن سعد هذه القصة عن الواقديّ بسنده بنحوها، وسمي الأصمّ المذكور عبد عمرو. 213- أصيد- بوزن أحمد، بن سلمة السلمي [ (1) ] . روى أبو موسى، من طريق سعيد ابن عبيد اللَّه [ (2) ] بن الوليد الوصّافي، عن أبيه- وهو أحد الضّعفاء، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريّة فأسروا رجلا من بني سليم يقال له الأصيد [ (3) ] بن سلمة، فلما رآه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رقّ له، وعرض عليه الإسلام فأسلم، وكان له أب شيخ كبير فبلغه ذلك فكتب إليه: من راكب نحو المدينة سالما ... حتّى يبلّغ ما أقول الأصيدا أتركت دين أبيك والشّمّ العلا ... أودوا وتابعت الغداة محمّدا [ (4) ] [الكامل] في أبيات: قال: فاستأذن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في جوابه، فأذن له، فكتب إليه: إنّ الّذي سمك السّماء بقدرة ... حتّى علا في ملكه وتوحّدا بعث الّذي ما مثله فيما مضى ... يدعو لرحمته النّبيّ محمّدا [ (5) ] [الكامل] في أبيات. فلما قرأ كتاب ولده أقبل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم. 214 ز - أصيد بن سلمة بن قريظ بن عبيد بن أبي بكر بن عبد اللَّه بن كلاب الكلابي. قال الواقديّ، والطّبريّ: أسلم، وبعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في جيش مع الضحاك بن سفيان   [ (1) ] أسد الغابة ت 191. [ (2) ] في أعبيد. [ (3) ] في أأصيد. [ (4) ] انظر أسد الغابة ترجمة رقم «191» . [ (5) ] انظر أسد الغابة ترجمة «191» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 الكلابي إلى قومه، فلما ضافّوهم دعا الأصيد أباه إلى الإسلام فأبى، فحمل عليه الأصيد فعرقب فرسه، فسقط سلمة وتوكأ على رمحه، وأمسك أصيد عنه تأدبا، فلحقه المسلمون فقتلوه، وذلك في شهر ربيع الأول سنة تسع. استدركه ابن فتحون، ونقله ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله، ولكنه خلطه بالذي قبله. والصواب التفرقة. 215- أصيل- بالتصغير واللام [ (1) ] ابن سفيان- وقيل: ابن عبد اللَّه الهذلي، [ (2) ] وقيل: الغفاريّ، وقيل: الخزاعي. روى الخطّابيّ في غريب الحديث، من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن الزّهريّ، قال: قدم أصيل الغفاريّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من مكّة قبل أن يضرب الحجاب على أزواج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالت له عائشة: كيف تركت مكّة؟ قال: اخضرّت أجنابها [ (3) ] ، وابيضت بطحاؤها، وأعذق إذخرها، وانتشر سلمها- الحديث. وفيه: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «حسبك يا أصيل، لا تحزنّا» [ (4) ] . ورواه أبو موسى في «الذّيل» من وجه آخر، من طريق أحمد بن بكار بن أبي ميمونة، عن عبد اللَّه بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن بديح، ويقال [ (5) ] : هو ابن سدرة السلمي، قال: قدم أصيل الهذلي، فذكر نحوه باختصار، وفيه: فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم « [ويها يا أصيل] [ (6) ] دع القلوب تقرّ» [ (7) ] . وذكره الجاحظ في كتاب «البيان» له، فقال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأصيل الخزاعي: «يا أصيل كيف تركت مكّة» [ (8) ] فذكر نحوه. وفي كتاب اليشكريّ النّسّابة لمّا ذكر خفاجة بن غفار قال: وهم رهط أصيل بن سفيان الّذي سأله النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن مكة.   [ (1) ] سقط في ج. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24، الوافي بالوفيات 9/ 287، العقد الثمين 1/ 320 أسد الغابة ت (192) ، الاستيعاب ت (139) . [ (3) ] في أأخضب جنابها. [ (4) ] أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 414 وعزاه للخطابي في غريب الحديث عن الزهري. [ (5) ] في أويقال هو ابن سدرة. [ (6) ] سقط في أ. [ (7) ] ذكره المتقي الهندي (34702) وعزاه لأبي موسى في الذيل عن بديح بن سدرة السلمي. [ (8) ] ذكره العجلوني في كشف الخفاء 1/ 414. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 باب الألف بعدها ضاد 216- الأضبط بن جني [ (1) ] ، وقيل حسين بن رعل الأكبر. روى أبو نعيم، وأبو موسى، من طريق عبد المهيمن بن الأضبط بن جني، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا» . وروى ابن مندة في ترجمة حارثة بن الأضبط [ (2) ] من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن أبي نهشل، عن محمد بن مروان العقيلي، عن عبد اللَّه بن يحيى بن حارثة بن الأضبط عن أبيه، عن جده- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال ... فذكر مثله، فالظاهر أن الضمير في قوله: «عن جده» يعود على يحيى. 217- الأضبط السلميّ [ (3) ] : فرّق أبو نعيم بينه وبين الّذي قبله والظاهر عندي أنهما واحد، ولم يذكر ابن مندة غير هذا، فأخرج هو وأبو نعيم من طريق سهل بن صقير عن مكرم بن عبد العزيز السلمي، عن عبد الرحمن بن حارثة بن الأضبط السلمي: حدثني جدي الأضبط السلمي، وكانت له صحبة، قال: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «اطّلعت في النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء» [ (4) ] . باب الألف بعدها عين 218- الأعرج: اسمه عبد اللَّه بن إسحاق. يأتي إن شاء اللَّه تعالى. 219- الأعرس بن عمرو اليشكري [ (5) ] : روى ابن شاهين، من طريق أبي غسّان، عن معتمر: سمعت كهمسا يحدث عن أبي سنان الحنفي، قال: أول حي أدوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صدقتهم حيّ من بني يشكر، فأتى الأعرس بن عمرو، فقال له: «من أنت» ؟ قال: أنا الأعرس بن عمرو، قال: «لا، ولكنّك عبد اللَّه» [ (6) ] . وذكره ابن مندة تعليقا. وأخرج أيضا من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة- أحد   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 24. أسد الغابة ت (193) . [ (2) ] في أوروى ابن مندة في ترجمة حارثة بن الأضبط من طريق ... [ (3) ] أسد الغابة 1/ 129، تجريد أسماء الصحابة 1/ 24. أسد الغابة ت (194) . [ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 1/ 234، 359، 4/ 429 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2568. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25 أسد الغابة ت 195. [ (6) ] أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 57 عن أبي عبيد ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 المتروكين- عن عبد اللَّه بن يزيد بن الأعرس، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بهدية فقبلها مني ودعا لنا في مرعانا. قال ابن مندة: تفرد به ابن جبلة. قلت: وجدته في كتاب ابن شاهين الأعوس- بالواو. 220- الأعشى المازني [ (1) ] ، ويقال الحرمازي، ومازن وحرماز أخوان من بني تميم. اسمه عبد اللَّه بن الأعور، وقيل غير ذلك، ومدار حديثه على أبي مسعر البراء عن صدقة بن طيسلة، حدثني أبي وأخي عن أعشى بني مازن، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره. وأخرجه أحمد، وابن أبي خيثمة، وابن شاهين وغيرهم من هذا الوجه وغيره. وسنذكره في العين إن شاء اللَّه تعالى. 221- الأعور بن بشامة [ (2) ] بن نضلة بن سنان بن جندب بن الحارث بن جهمة بن عدي ابن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم. قال ابن الكلبي: اسمه ناشب، والأعور لقب. وقال ابن عبدان في الصحابة: حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثنا سالم بن عدي بن سعيد العنبري، عن بكر بن مرداس، عن الأعور بن بشامة، ووردان بن مخرم، و [ابن] [ (3) ] ربيعة بن رفيع العنبريين- أنهم أتوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في حجرته نائم إذ جاء عيينة بن حصن بسبي بني العنبر، فقلنا: ما لنا يا رسول اللَّه سبينا وقد جئنا مسلمين؟ قال: «احلفوا أنّكم جئتم مسلمين» [ (4) ] . قال: فكنت أنا ووردان وخلف بن ربيعة- الحديث. في إسناده من لا يعرف. وقال ابن شاهين: حدثنا أحمد بن عبد اللَّه بن نصر القاضي، قال: حدثنا العباس بن صالح بن مساور، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا علي بن غراب الفزاري، قال: حدثني أبو بكر المكيّ، عن عمير [ (5) ] بن محمد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أصابت بنو العنبر دماء في قومهم، فارتحلوا فنزلوا بأخوالهم من خزاعة، فبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مصدقا إلى خزاعة فصدقهم، ثم صدق بني العنبر، فلما رأت بنو العنبر الصدقة قد أحرزها وثبوا فانتزعوها، فقدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن بني العنبر منعوا   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 94، الثقات 3/ 21، التاريخ الكبير 2/ 61، ذيل الكاشف رقم 83، أسد الغابة ت (196) ، الاستيعاب ت (159) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، أسد الغابة ت 197. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11613. [ (5) ] في أعمير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 الصدقة، فبعث إليهم عيينة بن حصن في سبعين ومائة، فوجد القوم خلوفا، فاستاق تسعة رجال وإحدى عشرة امرأة وصبيانا. فبلغ ذلك بني العنبر، فركب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منهم سبعون رجلا. منهم الأقرع بن حابس، ومنهم الأعور بن بشامة العنبريّ، وهو أحدثهم سنّا، فلما قدموا المدينة بهش إليهم النّساء والصّبيان، فوثبوا على حجر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في قائلته، فصاحوا به: يا محمد، علام تسبى نساؤنا ولم ننزع يدا من طاعتك؟ فخرج إليهم فقال: «اجعلوا بيني وبينكم حكما» . فقالوا: يا رسول اللَّه، الأعور بن بشامة. فقال: «بل سيّدكم ابن عمرو» [ (1) ] قالوا: يا رسول اللَّه، الأعور بن بشامة، فحكّمه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحكم أن يفدي شطر، وأن يعتق شطر. 222- أعين بن ضبيعة [ (2) ] بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الحنظليّ الدارميّ، ابن أخي صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق. ذكره صاحب «الاستيعاب» ولم يذكر ما يدل على صحبته. وهو والد النوار زوج الفرزدق، وكان شهد الجمل مع علي، وهو الّذي عقر الجمل الّذي كانت عائشة رضي اللَّه عنها عليه، فيقال: إنها دعت عليه بأن يقتل غيلة، فكان كذلك. بعثه عليّ إلى البصرة [ (3) ] فلما غلب عليها عبد اللَّه بن الحضرميّ فقتل أعين غيلة سنة ثمان وثلاثين. باب الألف بعدها غين 223- الأغرّ بن يسار [ (4) ] المزني. ويقال الجهنيّ، من المهاجرين. روى له مسلم وأحمد وأبو داود والنّسائيّ من طريق أبي بردة بن أبي موسى، عن الأغر المزني، أنه سمع   [ (1) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 219 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 2: 112 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36859. [ (2) ] أسد الغابة ت 198، الاستيعاب ت 154. [ (3) ] في أفلما. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، الثقات 3/ 15 الطبقات 39، 128- تهذيب التهذيب 1/ 365، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 102، الوافي بالوفيات 9/ 194، التحفة اللطيفة 1/ 333، تقريب التهذيب 1/ 82، الكاشف 1/ 137، تهذيب الكمال 1/ 119، تراجم الأخبار 1/ 140. أعيان الشيعة 3/ 469، ميزان الاعتدال 1/ 273، بقي بن مخلد الجامع في الرجال 280، جامع الرواة 1/ 107، الطبقات الكبرى 5/ 284، الوافي بالوفيات 9/ 294، الجرح والتعديل 2/ 308، أسد الغابة ت (201) ، الاستيعاب ت (65) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يا أيّها النّاس، توبوا إلى اللَّه، فإنّي أتوب [ (1) ] إليه في اليوم واللّيلة مائة مرّة» [ (2) ] . وفي رواية مسلم وأحمد، عن الأغر المزني: وكانت له صحبة. وفي رواية للبغويّ، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، قال: دخلت على رجل من المهاجرين يعجبني تواضعه. قال أبو نعيم: وروى عن نافع عن ابن عمر، عن الأغر- وهو رجل من مزينة كانت له صحبة مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأنه كانت له أوسق من تمر على رجل من بني عمرو بن عوف، فذكر الحديث في «السلم» [ (3) ] . وقد أخرجه البغويّ في ترجمة الأغر المزني، [وسمعناه في الأدب المفرد للبخاريّ، وفيه أنّ الأغر كانت له أوسق على رجل من بني عمرو بن عوف، قال: فجئت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأرسل معي أبا بكر الصديق. فذكر قصة السّلم] [ (4) ] . ثم ذكر أبو نعيم حديث معاوية بن قرّة، عن الأغر المزني في الوتر من طريق خالد بن أبي كريمة، عن معاوية، ولفظه: أن رجلا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني أصبحت ولم أوتر. قال: «إنّما الوتر باللّيل» [ (5) ] . وقال أبو نعيم: غاير بعض الناس- يعني ابن مندة- بين صاحب حديث الوتر وبين الّذي قبله، وهو واحد. وكذا جزم ابن عبد البرّ بأن الأغر المزني والجهنيّ واحد. وقال أبو عليّ بن السّكن: حدثنا محمد بن الحسن، عن البخاريّ، قال: كان مسعر يقول في روايته عن الأغرّ الجهنيّ: والمزني أصحّ وقال ابن عبد البر: يقال إن سليمان بن   [ (1) ] في أفإنّي أتوب إليه في اليوم. [ (2) ] أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة 11/ 101 في كتاب الدعوات (6307) ومن رواية الأغر مسلم 4/ 2075 (42/ 2702) 4/ 2076 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب (12) استحباب الاستغفار والاستكثار منه حديث رقم 42/ 2702 والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 43. [ (3) ] في أالسلام. [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] أخرجه أحمد 3/ 4 وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 281 وأخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 4607 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 479، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21901. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 يسار روى عن الأغر المزني ولا يصح، ومال ابن الأثير إلى التفرقة بين المزني والجهنيّ، وليس بشيء، لأن مخرج الحديث واحد. وقد أوضح البخاريّ العلّة فيه، وأن مسعرا تفرد بقوله الجهنيّ، فأزال الإشكال. 224- الأغر آخر- غير منسوب [ (1) ] . وقال بعضهم: إنه غفاري. روى أحمد والنسائيّ، من طريق الثّوريّ، عن عبد الملك بن عمير، عن شبيب [ (2) ] بن أبي روح، عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى بأصحابه الصبح فقرأ الروم ... » الحديث. وأخرجه الطّبرانيّ، من طريق بكر بن خلف، عن مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، عن عبد الملك، عن شبيب، عن الأغرّ- رجل من الصحابة، لكن أدخل الطبراني حديثه هذا في أحاديث الأغر المزني. وتبعه أبو نعيم. وممن غاير بينهما البغويّ، فأورد حديثه عن زياد بن يحيى، عن مؤمل بسنده، وقال فيه: عن الأغرّ- رجل من بني غفار، ورواه البزار في مسندة عن زياد بن يحيى بهذا الإسناد، فوقع عنده عن الأغر المزني. وهو خطأ. واللَّه أعلم. 225- الأغلب بن جشم [ (3) ] بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس [ (4) ] ابن سعد بن عجل العجليّ الراجز المشهور. قال ابن قتيبة، أدرك الإسلام فأسلم وهاجر، ثم كان ممن سار إلى العراق مع سعد، فنزل الكوفة، واستشهد في وقعة نهاوند. واستدركه ابن الأثير. قلت: ليس في قوله: «وهاجر» - ما يدل على أنه هاجر إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فيحتمل أنه أراد هاجر إلى المدينة بعد موته صلّى اللَّه عليه وسلم، ولهذا لم يذكره أحد في الصحابة. وقد قال المرزبانيّ في معجمه: هو مخضرم. وروى أبو الفرج الأصبهاني بإسناده إلى الشّعبيّ، قال: كتب عمر إلى المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة أن استنشد من قبلك من الشعراء عما قالوه في الإسلام: قال: فانطلق لبيد فكتب سورة البقرة في صحيفة، وقال: قد أبدلني اللَّه بهذه في الإسلام مكان الشعر. وجاء الأغلب إلى المغيرة فقال له:   [ (1) ] الطبقات الكبرى 6/ 49 التاريخ الكبير 2/ 43، الجرح والتعديل 2/ 308، تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، تهذيب التهذيب 1/ 365، تقريب التهذيب 1/ 82، معرفة الصحابة 2/ 399، أسد الغابة ت (199) ، الاستيعاب ت (66) . [ (2) ] في أعن شبيب بن أبي روح. [ (3) ] في ج جشم. [ (4) ] أسد الغابة ت (202) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 أرجزا تريد أم قصيدا ... لقد طلبت هيّنا موجودا [الرجز] فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه: أنقص [ (1) ] من عطاء الأغلب خمسمائة فزدها في عطاء لبيد. ورواه ابن دريد في الأخبار «المنثورة» عن الرّياشيّ، عن أبي معمر، عن عبد الوارث، عن أبي عمرو بن العلاء نحوه. وأنشد له المرزباني: الغمرات ثمّ تنجلينا ... ثمّت تذهبن ولا تجينا [الرجز] وقوله: المرء توّاق إلى ما لم ينل ... والموت يتلوه ويلهيه الأمل [الرجز] وأنشد أبو الفرج أرجوزة، يهجو فيها سجاح التي ادعت النبوة وتزوجت بمسيلمة الكذاب. باب الألف بعدها فاء 226- الأفطس [ (2) ]- قال أبو عمر: رجل من الصحابة. وروى الطبراني في مسند الشّامّيين، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وابن مندة من طريق بقيّة، عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: أدركت رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له الأفطس عليه ثوب خزّ. 227- أفلح أخو أبي القعيس [ (3) ] عم عائشة من الرضاعة. قال ابن مندة: عداده في بني سليم، وقال أبو عمر: يقال: إنه من الأشعريين، وروينا في حديث زيد بن أبي أنيسة تخريج الإسماعيلي، من طريق عراك، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخلت [ (4) ] على أفلح بن قعيس المخزومي. فاحتجبت منه ... فذكر الحديث، وأصله مسلم. وثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من طريق مالك، عن الزهري، عن عروة، عن   [ (1) ] في أفكتب إليه أن أنقص. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، معرفة الصحابة 3/ 37، أسد الغابة ت (203) ، الاستيعاب ت (147) . [ (3) ] أسد الغابة (204) تجريد أسماء الصحابة 1/ 25، الثقات 3/ 15، الجامع في الرجال 28، الاستيعاب ت (68) الوافي بالوفيات 9/ 299، التحفة اللطيفة 1/ 335 جامع الرواة 1/ 107- أعيان الشيعة 3/ 47، بقي من مخلد 496. [ (4) ] في أدخل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 عائشة- أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمّها من الرّضاعة بعد ما أنزل الحجاب. وهكذا يجيء في أكثر الروايات. ووقع في رواية لمسلم: أفلح بن أبي القعيس، وكذا وقع عند البغوي من وجه آخر، وفي أخرى لمسلم أفلح بن قعيس، وهي أشبه. ووقع عنده أيضا من طريق عطاء، عن عروة، عن عائشة: استأذن عليّ عمّي أبو الجعد، وكأنها كنية أفلح. ووقع في رواية له: استأذن عليها أبو القعيس، وهذا وهم من بعض رواته، وهو أبو معاوية راويه عن هشام، فقد خالفه حماد بن زيد، عنه: وهو أحفظ منه لحديث هشام، فقال: إن أخا أبي القعيس. وقد رواه الطبراني في «الأوسط» من وجه آخر موافق لرواية أبي معاوية، قال: حدثنا إبراهيم- هو ابن هاشم- قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد، قال: حدثنا أبو القعيس أنه أتي [ (1) ] عائشة يستأذن عليها. وهذه الرواية، وإن كان فيها خطأ في التسمية، لكن يستفاد منها أن صاحب القصة عاش إلى أن سمع منه القاسم. واللَّه أعلم. وروى البغويّ من طريق خلف الأزديّ، عن الحكم، عن عراك بن مالك، عن أفلح بن أبي القعيس- أنه أتى عائشة فاحتجبت منه. فقال: أنا عمك- الحديث. قال البغويّ: هكذا أسنده عن أفلح، وقد رواه شعبة عن الحكم فقال: عن عراك، عن عروة، عن عائشة. 228- أفلح: يقال هو اسم أبي فكيهة [ (2) ] ، سماه أبو جعفر الطبري. وسيأتي ذكره في الكنى، وقيل: اسمه يسار. 229- أفلح مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [ (3) ] : مذكور في مواليه، قاله أبو عمر. وقال ابن مندة: روى حديثه يوسف بن خالد، عن سلم بن بشير- أنه سمع حبيبا المكيّ يقول: إنه سمع أفلح مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أخاف على أمّتي من بعدي ضلالة الأهواء واتّباع الشّهوات» [ (4) ] . قال: ونسيت الثالثة. انتهى.   [ (1) ] في أأنه أتى على عائشة. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، أسد الغابة ت (207) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، أسد الغابة ت (205) الاستيعاب ت (67) . [ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 567 وعزاه إلى ابن عدي وكنز العمال حديث رقم 14632، 28966. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 ورواه الحكيم التّرمذيّ في «نوادره» من هذا الوجه، وسمى الثالثة «العجب» ، ورواه ابن شاهين، فسمى الثالثة «الغفلة» بعد المعرفة، ومداره على يوسف بن خالد وهو السّمتي، وهو متروك الحديث. 230- أفلح مولى أم سلمة [ (1) ] : روى الترمذي من طريق أبي حمزة ميمون، عن أبي صالح، عن أم سلمة، قالت: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم غلاما لنا يقال له أفلح إذا سجد نفخ، فقال: «يا أفلح، ترب وجهك» [ (2) ] . قال: غريب. وقال بعضهم: عن أبي حمزة رباح، وميمون أبو حمزة، ضعيف. قلت: تابعه طلق بن غنام، عن سعيد [ (3) ] أبي عثمان الوراق، عن أبي صالح به، وأخرج النّسائيّ من طريق كريب، عن أم سلمة نحو هذا الحديث، فقال فيه: فرأى غلاما لنا يقال له رباح، ويحتمل التعدد. واللَّه أعلم. باب الألف بعدها قاف 231- الأقرع بن حابس [ (4) ] بن عقال [ (5) ] بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعيّ الدرامي. تقدم ما في نسبه في ترجمة أعين. قال ابن إسحاق: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مكة وحنينا والطائف، وهو من المؤلفة [قلوبهم] [ (6) ] وقد حسن إسلامه.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26 أسد الغابة ت (206) . [ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 2/ 221 عن أم سلمة بلفظه كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في كراهية النفخ في الصلاة حديث رقم 381، 382 قال أبو عيسى وحديث أم سلمة إسناده ليس بذاك وميمون أبو حمزة ضعفه بعض أهل العلم وأورده التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1002 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19776، 22247. [ (3) ] في أسعيد بن عثمان. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 18، الجامع في الرجال 281، الطبقات 41/ 178، الوافي بالوفيات 9/ 307، التحفة اللطيفة 1/ 337، جامع الرواة 1/ 107، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 531، الطبقات الكبرى 1/ 288، 294، 358، 447، 2/ 153، 161، 4/ 246، 273، 282، التاريخ الصغير 59، البداية والنهاية 7/ 141، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 124، أعيان الشيعة 3/ 470، تراجم الأخبار 1/ 13 تهذيب تاريخ دمشق 3/ 89، المعرفة والتاريخ ط- 338، 3/ 293 علوم الحديث لابن الصلاح 340، در السحابة 755، تنقيح المقال 1034 أسد الغابة ت 208، الاستيعاب ت 69. [ (5) ] في ج غفال. [ (6) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 وقال الزّبير في «النّسب» : كان الأقرع حكما في الجاهلية وفيه يقول جرير، وقيل غيره، لما تنافر إليه هو والفرافصة أو خالد بن أرطاة: يا أقرع بن حابس يا أقرع ... إن تصرع اليوم أخاك تصرع [ (1) ] [الرجز] وروى ابن جرير، وابن أبي عاصم، والبغويّ- من طريق وهيب، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس، أنه نادى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من وراء الحجرات: يا محمد، فلم يجبه، فقال: يا محمد، واللَّه إن حمدي لزين، وإن ذمي لشين. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ذلكم اللَّه» [ (2) ] . قال ابن مندة: روي عن أبي سلمة أن الأقرع بن حابس نادى، فذكره مرسلا، وهو الأصح. وكذا رواه الرّويانيّ من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه، قال: نادى الأقرع. فذكره مرسلا. وأخرجه أحمد على الوجهين، ووقع في رواية ابن جرير التصريح بسماع أبي سلمة من الأقرع، فهذا يدل على أنه تأخر. وفي الصّحيحين من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: أبصر الأقرع بن حابس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقبّل الحسن- الحديث، وفيهما من حديث أبي سعيد الخدريّ، قال: بعث عليّ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بذهيبة من اليمن، فقسّمها بين أربعة، أحدهم الأقرع بن حابس. وفي البخاريّ، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: قدم ركب من بني تميم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، أمر الأقرع ... الحديث. وروى ابن شاهين من طريق المدائنيّ، عن رجاله، قالوا: لما أصاب عيينة بن حصن من بني العنبر قدم وفدهم، فذكر القصة، وفيها: فكلم الأقرع بن حابس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في السبي، وكان بالمدينة قبل قدوم السّبي، فنازعه عيينة بن حصن، وفي ذلك يقول الفرزدق يفخر بعمه الأقرع: وعند رسول اللَّه قام ابن حابس ... بخطّة إسوار إلى المجد حازم   [ (1) ] ينظر القرطبي 2/ 227. [ (2) ] أورده الحسين في اتحاف السادة المتقين 8/ 292. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 له أطلق الأسرى الّتي في قيودها ... مغلّلة أعناقها في الشّكائم [ (1) ] [الطويل] وروى البخاريّ في «تاريخه الصّغير» ، ويعقوب بن سفيان بإسناد صحيح، من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السّلماني- أن عيينة والأقرع استقطعا أبا بكر أرضا، فقال لهما عمر: إنما كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يتألّفكما على الإسلام، فأما الآن فاجهدا جهدكما، وقطع الكتاب. قال عليّ بن المدينيّ في «العلل» : هذا منقطع، لأن عبيدة لم يدرك القصة، ولا روى عن عمر أنه سمعه منه. قال: ولا يروى عن عمر بأحسن من هذا الإسناد. ورواه سيف بن عمر في الفتوح مطولا، وزاد: وشهدا مع خالد بن الوليد اليمامة وغيرها، ثم مضى الأقرع، فشهد مع شرحبيل بن حسنة دومة الجندل [ (2) ] ، وشهد مع خالد حرب أهل العراق وفتح الأنبار [ (3) ] . وقال ابن دريد: اسم الأقرع بن حابس فراس، وإنما قيل له الأقرع لقرع كان برأسه، وكان شريفا في الجاهلية والإسلام، واستعمله عبد اللَّه بن عامر على جيش سيّره إلى خراسان [ (4) ] ، فأصيب بالجوزجان هو والجيش، وذلك في زمن عثمان. وذكر ابن الكلبيّ أنه كان مجوسيّا قبل أن يسلم. وقرأت بخط الرضيّ الشاطبي قتل الأقرع بن حابس باليرموك في عشرة من بنيه. واللَّه أعلم 232- الأقرع بن شفيّ العكيّ [ (5) ]- عادة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مرضه، لم يرو عنه إلا لفاف بن كرز وحده، هكذا أورده أبو عمر. قال الرشاطيّ: كذا وقع عنده لفاف ابن كرز- براء وزاي.   [ (1) ] ينظر ديوانه. [ (2) ] دومة الجندل بالضم ويفتح وأنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين وجاء في حديث الواقدي دوما الجندل. قيل: هي من أعمال المدينة: حصن على سبعة مراحل من دمشق بينها وبين المدينة قيل: هي غائط من الأرض خمسة على فراسخ ومن قبل مغربه عين تثج فتسقي ما به من النخل والزرع وحصنها مارد وسميت دومة الجندل: لأنها مبنية به وهي قرب جبلي طيِّئ. مراصد الاطلاع 2/ 542. [ (3) ] الأنبار: بفتح أوله: مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزجان وبها كان مقام السلطان وهي على الجبل ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة. انظر معجم البلدان 1/ 305. [ (4) ] خراسان: بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوين وبيهق وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة، وسجستان وكرمان وتشتمل على أمهات من البلدان منها نيسابور وهراة ومرو وغير ذلك. انظر معجم البلدان 2/ 401. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الوافي بالوفيات 9/ 308، أسد الغابة ت 209، الاستيعاب ت (70) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 والصّواب ابن كدن- بدال مفتوحة بعدها نون. والحديث الّذي أشار إليه أخرجه ابن السكن وابن مندة، من طريق محمد بن فهر بن جميل بن أبي كريم بن لفاف، عن أمية، ولفاف بن الفضل بن أبي كريم، عن المفضل بن أبي كريم، عن أبيه، عن جدّه لفاف بن كدن، عن الأقرع بن شفيّ العكيّ، قال: قال: دخل عليّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مرضي، فقلت: لا أحسب إلا أني ميّت في مرضي. قال: «كلا لتبقينّ ولتهاجرنّ إلى أرض الشّام وتموت وتدفن بالرّبوة من أرض فلسطين» [ (1) ] . قال ابن السّكن: لا نعرف من رجال هذا الإسناد أحدا. وقال ابن مندة: ورواه إسماعيل بن رشيد عن ضمرة بن ربيعة، عن قادم بن ميسور، عن رجل من عكّ، عن الأقرع العكي نحوه، قال ضمرة: وتوفي الأقرع هذا في خلافة عمر. قلت: فهذا طريق ثان يردّ على ما جزم به أبو عمر، ورواه هشام بن عمار في فوائده عن المغيرة بن المغيرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، قال: مرض رجل من عك يقال له الأقرع، فذكر نحوه. وقال في آخره: ودفن بالرملة [ (2) ] ، أخرجه ابن عساكر في مقدمة تاريخه من هذا الوجه، فهذه طريق ثالثة. 233- الأقرع بن عبد اللَّه الحميري [ (3) ] : بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى ذي مرّان وذي رود إلى طائفة من اليمن، كذا أورده أبو عمر مختصرا. وقد ذكر ذلك سيف في «الفتوح» ، عن الضّحّاك بن يربوع، عن أبيه، عن ماهان، عن ابن عباس بذلك. وذكر الطّبريّ، عن سيف- أن أسامة بن زيد لما توجه بالعسكر بعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وجه رسلا [ (4) ] فرجعوا إليه بخبر أهل الرّدة، ومنهم الأقرع بن عبد اللَّه، وجرير بن عبد اللَّه البجلي، فذكر القصة. 234- الأقرع الغفاريّ [ (5) ] : قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي سعد [ (6) ] ، حدثنا علي بن سعيد، حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن عاصم، عن   [ (1) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 10. [ (2) ] الرملة: واحدة الرمل: مدينة بفلسطين، كانت قصبتها وكانت رباطا للمسلمين وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا وهي كورة منها. انظر مراصد الاطلاع 2/ 633. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الوافي بالوفيات 9/ 308 أسد الغابة ت 210، الاستيعاب ت (71) . [ (4) ] في أرجلا. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 26 أسد الغابة ت 211. [ (6) ] في أسعيد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 أبي حاجب، عن الأقرع الغفاريّ، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نهى أن يتوضأ الرجل من فضل [ (1) ] وضوء المرأة [ (2) ] . قال ابن مندة: لا أعلم أحدا سماه غير هذا الرجل. ورويناه من طريق عن أبي داود قال فيه: عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، لم يسمّه. قلت: هذا الحديث معروف من طريق شعبة عن عاصم، عن أبي [ (3) ] حاجب، عن الحكم بن عمرو الغفاريّ، كذلك رواه حفّاظ أصحابه عنه. وقد رواه يعقوب بن سفيان، عن ابن بشار، عن أبي داود بسنده، فقال: عن الحكم ابن عمرو- هو الأقرع، فظهر أن الأقرع هو الحكم بن عمرو، وتضمّن ذلك الرد على ابن مندة في زعمه، تفرّد علي بن مسلم بتسميته. وقد سمّاه غيره عن شعبة أيضا. قال ابن شاهين: حدثنا أحمد بن محمد بن عصمة، قال: حدثنا أحمد بن عمر بن بسطام بمرو، قال: حدثنا خلف بن عبد العزيز، قال: أخبرني أبي، عن جدي، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي حاجب، قال: حدثنا الأقرع الغفاريّ- فذكره. قال ابن شاهين: أحسبه وهما من بعض الرواة، كذا قال. 235- أقرم بن زيد الخزاعي [ (4) ] . يأتي ذكره في ترجمة ولده عبد اللَّه بن أقرم إن شاء اللَّه تعالى. 236- الأقعس بن سلمة [ (5) ] : عداده في أهل اليمامة، له صحبة. قال ابن حبان: ويقال اسمه الأقيصر بن سلمة الحنفي، قال البغوي: حدثنا أحمد بن إسحاق، حدثنا سليمان بن محمد، حدثنا عمارة بن عقبة، حدثنا محمد بن جابر، عن المنهال بن عبيد اللَّه بن ضمرة بن   [ (1) ] في أبفضل. [ (2) ] أخرجه النسائي 1/ 179 عن سواده بن عاصم عن الحكم بن عمرو كتاب المياه باب النهي عن فضل وضوء المرأة حديث رقم 343 وابن ماجة في السنن 1/ 132 عن الحكم بن عمرو ... الحديث كتاب الطهارة وسننها (1) باب النهي عن ذلك (34) حديث رقم 373 قال السندي في سنن ابن ماجة 1/ 132 قال في شرح السنة لم يصحح محمد بن إسماعيل حديث الحكم بن عمرو وإن ثبت فمنسوخ وأخرجه أحمد في المسند 4/ 213. [ (3) ] في أعن ابن حاجب. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 140، بقي بن مخلد 379 أسد الغابة ت 212، الاستيعاب ت 150. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 26، الثقات 3/ 22، الوافي بالوفيات 9/ 321 الطبقات الكبرى 1/ 316، 317، أسد الغابة ت 213، الاستيعاب ت 146. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 هوذة، سمعت أبي يقول: أشهد لجاء الأقيصر بن سلمة بالإداوة التي بعث بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فنضح بها في مسجد قرّان. واعتمد العسكري على ذلك فترجم للأقيصر [ (1) ] . وقال ابن مندة: الصّواب أن اسمه الأقعس، ثم أخرج الحديث من وجه آخر عن محمد بن جابر، فقال: عن المنهال بن عبيد اللَّه بن ضمرة بن هوذة عن أبيه، قال: أشهد لجاء الأقعس. وذكر الرّشاطيّ عن أبي عبيد أن الأقعس بن سلمة بن عبيد بن عمرو بن عبد اللَّه بن عبد العزى [ (2) ] بن سحيم قدم عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في [ (3) ] وفد بني سحيم، فأسلم وحسن إسلامه، فردهم إلى قومهم، وأمرهم أن يدعوهم إلى الإسلام، وأعطاهم إداوة من ماء قد تفل فيها أو مجّ، وقال، «ألكني إلى بني سحيم فلينضحوا بهذه الإداوة مسجدهم، وليرفعوا رءوسهم إذ رفعها اللَّه» . قال: فما تبع مسيلمة منهم رجل، ولا خرج منهم خارجي قط. وقوله: ألكني- بفتح الهمزة وكسر اللام وسكون الكاف- أي أدّ رسالتي. والرسالة تسمّى ألوكة. 237- الأقمر الوداعيّ [ (4) ] : والد عليّ وكلثوم. قيل اسمه عمرو بن الحارث بن معاوية ابن عمرو بن ربيعة بن عبد اللَّه بن وداعة الهمدانيّ. ذكره ابن شاهين، وقال: إن صحّ أنه صحابي وإلا فالحديث مرسل ثم أخرج من طريق أبي حنيفة، عن علي بن الأقمر، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «المطعون شهيد ... » [ (5) ] الحديث، وكذا ذكره [أبو] [ (6) ] موسى في «الذّيل» . باب الألف بعدها كاف 238- أكال بن النعمان: الأنصاري المازني ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة. 239- أكبر الحارثي [ (7) ] : غيّره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فسماه بشيرا. يأتي في الموحدة.   [ (1) ] في أالأقيصر. [ (2) ] في ب، ت عبد العزيز. [ (3) ] بياض في ج. [ (4) ] أسد الغابة ت 214. [ (5) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 169، وأحمد في المسند 2/ 522، 5/ 315، 329، وعبد الرزاق في المصنف حديث 6695 وابن سعد في الطبقات 3: 1: 301، وابن عساكر 7/ 218 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11221، 11228. [ (6) ] سقط في أ. [ (7) ] أسد الغابة ت 215. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 240- أكثم بن الجون [ (1) ] : أو ابن أبي الجون. واسمه عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، وهو عمّ سليمان بن صرد الخزاعي. قال أحمد: حدثنا محمد بن بشير، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «عرضت عليّ النّار فرأيت فيها عمرو بن لحيّ بن قمعة بن خندف يجرّ قصبه في النّار، وهو أوّل من غيّر عهد إبراهيم فسيّب السّوائب، وبحّر البحائر، وحمى الحامي، ونصب الأوثان. وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون» فقال أكثم: يا رسول اللَّه، أيضرني شبهه؟ قال: «لا، إنّك مسلم وهو كافر» [ (2) ] . ورواه الحاكم، من طريق محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن محمد بن عمرو مثله، ورويا أيضا من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرقي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الطفيل ابن أبيّ بن كعب، عن أبيه في قصة طويلة. وروى ابن أبي عروبة وابن مندة من طريق ابن إسحاق: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لأكثم بن أبي الجون: «يا أكثم، رأيت عمرو بن لحيّ بن قمعة بن خندف يجرّ قصبه في النّار» [ (3) ] - الحديث. وفيه قول أكثم بن الجون وجوابه، ورواية أبي سلمة أتمّ. والحديث مخرج عند مسلم من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه أخصر منه دون قصة أكثم. وأخرج الزّبير في كتاب «النّسب» قصة أكثم من وجهين آخرين منقطعين. وأخرجه أحمد من وجه آخر، عن جابر، فقال: أشبه من رأيت به معبد بن أكثم، فذكره. ويحتمل التعدد. ورأيت في الجمهرة لابن الكلبي- لما ذكر أكثم- هذا وجزم بأنه ابن   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، الثقات 3/ 21، الوافي بالوفيات 9/ 431، العقد الثمين 1/ 326، الجرح والتعديل 2/ 339، 349، جامع الرواة 1/ 108، أنساب الأشراف 1/ 262، 391، أعيان الشيعة 3/ 471 دائرة معارف الأعلمي 5/ 259، أسد الغابة ت 217، الاستيعاب ت 155. [ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 224، 6/ 69 ومسلم في الصحيح 4/ 2191 كتاب الجنة وصفه نعيمها وأهلها باب (13) النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء حديث رقم (50/ 2856) والحاكم 4/ 605 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 173، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34095 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 338. [ (3) ] أخرجه الطبري في التفسير 7/ 56 عن أبي هريرة قال سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون يا أكثم رأيت ... الحديث والبغوي في شرح السنة 2/ 100. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 أبي الجون، قال: هو الّذي قال فيه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «رفع لي الدّجّال فإذا رجل آدم جعد، وأشبه بني عمرو بن كعب بن أكثم بن عبد العزى. فقام أكثم فقال: يا رسول اللَّه، أيضرني شبهي إياه شيئا؟ قال: «لا، أنت مسلم وهو كافر» . قلت: وهذا ظاهره [ (1) ] يخالف ما تقدم، ويمكن أن يكون الضمير في قوله «به» لعمرو بن كعب [ (2) ] ، وهو عمرو بن لحيّ، فلا يتخالفان، فكأنهما حديثان مستقلان: أحدهما: في صفة الدجّال، والآخر: في شبه عمرو بن كعب. والّذي ورد أنه يشبه الدّجّال عبد العزّى بن قطن. وروى الطّبرانيّ وابن مندة من طريق ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي نهيك، عن شبل بن خليد المزني، عن أكثم بن الجون الخزاعي، قال: قلنا: يا رسول اللَّه، «إنّ فلانا لجريء في القتال» ، قال: «هو في النّار» . الحديث بطوله إسناده حسن. وهذه القصة وقعت بخيبر، كما في الصحيح من حديث سهل بن سعد الساعدي [ (3) ] ، فيستفاد من ذلك أنّ أكثم بن أبي الجون شهدها. وروى ابن أبي حاتم في «العلل» ، والعسكريّ في «الأمثال» ، والبغويّ، وابن مندة، من طريق أبي سلمة العاملي، عن الزهري، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أكثم، اغز مع غير قومك يحسن خلقك» . قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو سلمة العاملي متروك. والحديث باطل. انتهى. وأخرجه ابن مندة من طريق أخرى، عن أكثم نفسه، وأشار إليها ابن عبد البر. واللَّه أعلم 241- الأكوع الأسلمي [ (4) ] . اسمه سنان. يأتي في السين. [و] [ (5) ] ذكر ابن سعد والطبري أنه أسلم، وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 242- أكيدر دومة [ (6) ] . اختلف فيه. والأكثر على أنه قتل كافرا. وسنذكر خبره مفصلا في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى.   [ (1) ] في أقلت وهذا ظاهره. [ (2) ] في ألعمرو بن لحي. [ (3) ] في أسهل بن سعد الساعدي. [ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 226. [ (5) ] سقط في ج. [ (6) ] أسد الغابة 1/ 135، تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، معرفة الصحابة 3/ 29، أسد الغابة ت 220. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 243- أكيمة بن عبادة الليثي [ (1) ] : ويقال الزهري. روى ابن السّكن، من طريق عمر بن إبراهيم- أحد المتروكين، عن محمد بن إسحاق بن أكيمة بن عبادة، عن أبيه، عن جده أكيمة بن عبادة، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أكل كتفا وصلّى ولم يتوضّأ. قال ابن السّكن: لم أسمعه إلا من ابن عقدة. قلت: وإسناده مجهول. وأخرج أبو موسى في الذّيل، من طريق عبدان بسنده إلى محمد بن إسحاق بن سليمان ابن أكيمة، عن أبيه، عن جده: أن أكيمة قال: يا رسول اللَّه، فذكر حديثا في جواز الرواية بالمعنى. سيأتي في ترجمة سليم بن أكيمة، إن شاء اللَّه تعالى. 244- أكينة [ (2) ] ، جد رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي. قال ابن ماكولا: قال لي رزق اللَّه: إن لجده أكينة صحبة، وحدّث ابن ماكولا أيضا عن رزق اللَّه أن جده عبد اللَّه قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه عبد اللّات [ (3) ] فسمّاه عبد اللَّه، وهو رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد اللَّه التميمي. وقد أخرج الخطيب، عن عبد الوهاب والد رزق اللَّه، عن آبائه حديثا ينتهي إلى أكينة المذكور، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب، فذكر أثرا ولم يقع يزيد في النسب الّذي ساقه الخطيب، وكذلك أورده ابن الصّلاح في علوم الحديث، ونصّ الخطيب على أنهم تسعة آباء، ولا يصح ذلك إلا بإثبات يزيد، وقد ساق ابن ماكولا نسب أكينة، فقال: ابن يزيد بن الهيثم بن عبد اللَّه بن الحارث بن كلدة بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. ورويناه في المجلس الّذي أملاه رزق اللَّه التميمي بأصبهان. قال: سمعت أبي عبد الوهاب يقول: سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز يقول: سمعت أبي أبا بكر الحارث يقول: سمعت أبي أسدا يقول: سمعت أبي سليمان يقول: سمعت أبي الأسود يقول: يقول: سمعت أبي سفيان يقول: سمعت أبي يزيد يقول: سمعت أبي أكينة يقول: سمعت أبي الهيثم يقول: سمعت أبي عبد اللَّه يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ما اجتمع قوم على ذكر إلّا حفّتهم الملائكة وغشيتهم الرّحمة» .   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27. [ (2) ] في أهذه الترجمة قبل ترجمة أكيمة بن عبادة. [ (3) ] في أالحارث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 قال الذّهبيّ: أكثر آبائه لا ذكر لهم في تاريخ ولا في أسماء الرجال. وقد سقط من هذا الإسناد الليث والد أسد، وقد أثبته الخطيب في تاريخه لما ترجم عبد العزيز. قلت: ولكنه لم يقع عنده ذكر الهيثم، وقاله شيخ شيوخنا الحافظ العلائي في الوشي المعلم. باب الألف بعدها لام 245- الأشر: - بفتح الهمزة وتخفيف [ (1) ] اللام- أحد ما قيل في اسم أبي ثعلبة [الخشنيّ] [ (2) ] 246- الياس نبي اللَّه عليه السلام. سيأتي في ترجمة الخضر أشياء من خبره، ويلزم من ذكر الخضر في الصحابة أن نذكره. ومن أغرب ما روي فيه أنه هو الخضر، فأخرج ابن مردويه في تفسير سورة الأنعام، من طريق هشام بن عبيد اللَّه الرازيّ، عن إبراهيم بن أبي جزي، عن ابن أبي نجيح، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الخضر هو الياس» . أخرجه عن طاهر بن أحمد بن حمدان، عن محمد بن جعفر الأشناني، عن محمد بن يوسف الفراء، عن هشام. باب الألف بعدها ميم 247- أماناه: - بالنون- ابن قيس بن [ (3) ] شيبان بن العاتك بن معاوية الأكرمين الكنديّ. ذكر ابن سعد عن ابن الكلبي أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان قد عاش دهرا، وله يقول عوضة [ (4) ] من بني براء الشاعر النخعي: ألا ليتني عمّرت يا أمّ مالك ... كعمر أماناه بن قيس بن شيبان لقد عاش حتّى قيل ليس بميّت ... وأفنى فئاما من كهول وشبّان [ (5) ] [الطويل] [ويقال: إنه عاش ثلاثمائة وعشرين سنة] [ (6) ] وذكره أيضا الطبري، وابن شاهين في الصحابة، وابن فتحون في الذيل، وابنه يزيد أسلم معه، ثم ارتد فقتل في خلافة أبي بكر. 248- أمد بن أبد الحضرميّ [ (7) ] . قال الطبرانيّ: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو   [ (1) ] من أول ولم يقع يزيد إلى هنا سقط في أ. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت 222. [ (4) ] في أعويصة. [ (5) ] أسد الغابة ت (222) . [ (6) ] سقط في أ. [ (7) ] أسد الغابة ت 223، تجريد أسماء الصحابة 1/ 27. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 عبيد القاسم، حدثنا أبو عبيدة معمر، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد، قال: كنا عند معاوية، فقال: وددت أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ فقيل له: بحضر موت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة، فأرسل إليه معاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجلسه، ثم قال: ما اسمك؟ قال: أمد بن أبد، فذكر قصة طويلة، وفيها: فهل رأيت محمدا؟ قال: ألا قلت رسول اللَّه! نعم رأيته، قال: فصفه لي، قال: رأيته- بأبي وأمي- فما رأيت قبله ولا بعده مثله، أخرجه أبو موسى في الذيل. وفي الإسناد إرسال ظاهر. وفي القصة نكارة من جهة أنه وقع فيها أنه رأى الظعينة تخرج من الشام إلى مكة لا تحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، تأكل من الثمار، وتشرب من العيون. وهذا باطل. وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب المعمرين عن أبي عامر، عن رجل من أهل البصرة، قال: وحدث به أبو الجنيد الضرير، عن أشياخه، قالوا: قال معاوية: إنّي لأحبّ أن ألقي رجلا قد أتى عليه سن يخبرنا عما رأى، فذكر القصة، وليس فيها تلك الزيادة المنكرة، بل فيها أنه رأى هاشم بن عبد مناف، وأمية بن عبد شمس، وأنه قال له: ما كان صنعتك؟ قال: كنت تاجرا قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري غبنا، ولا أردّ ربحا. وإن معاوية قال له: سلني، قال: أسألك أن تردّ عليّ شبابي. قال: ليس ذاك بيدي. قال: فاسألك أن تدخلني الجنة، قال: ليس ذاك بيدي. قال: لا أرى بيدك شيئا من الدنيا والآخرة، فردّني من حيث جئت بي. قال: أما هذه فنعم. 249- امرؤ القيس بن الأصبغ الكلبيّ [ (1) ] . كان زعيم قومه، وبعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عاملا على كلب في حين إرساله إلى قضاعة، ذكره ابن عبد البر، قال: أظنه خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. انتهى. وقال سيف في «الفتوح» : لما مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كانت عمّاله على قضاعة من كلب امرأ القيس بن الأصبغ الكلبي من بني عبد اللَّه فلم يرتد وذكره في مواضع أخر من كتابه. 250- امرؤ القيس بن عابس بن المنذر [ (2) ] بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية الأكرمين الكنديّ. قال البغويّ [ما نصه] [ (3) ] : في كتاب البخاريّ في تسمية من روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم : امرؤ القيس بن عابس سكن الكوفة.   [ (1) ] أسد الغابة ت 224، الاستيعاب ت 73. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، الوافي بالوفيات 6/ 1، أسد الغابة ت 225 الاستيعاب ت 72. [ (3) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 وروى النّسائيّ، وأحمد، والبغويّ، من طريق رجاء بن حيوة، عن عدي بن عميرة، قال: كان بين امرئ القيس ورجل من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال للحضرمي: بيّنتك وإلا فيمينه. فقال: يا رسول اللَّه إن خلف ذهب بأرضي. فقال: «من حلف على يمين كاذبة يقتطع بها حقّ أخيه لقي اللَّه وهو عليه غضبان» . فقال امرؤ القيس: يا رسول اللَّه، فما لمن تركها وهو [ (1) ] يعلم أنه محق؟ قال: «الجنّة» . قال: فإنّي أشهدك أني قد تركتها، إسناده صحيح. وسيأتي الحديث في ترجمة ربيعة بن عيدان من وجه آخر، وأنه هو المخاصم. وعيدان بفتح العين بعدها ياء تحتانية. وقال سيف بن عمر في «الفتوح» : كان امرؤ القيس يوم «اليرموك» على كردوس. وذكر المرزبانيّ أنه كان ممن حضر حصار حصن النّجير، فلما أخرج المرتدون ليقتلوا وثب على عمه ليقتله، فقال له عمه: ويحك! أتقتلني وأنا عمّك! قال: أنت عمّي، واللَّه ربي، فقتله. وقال ابن السّكن: كان ممن ثبت على الإسلام، وأنكر على الأشعث ارتداده، وأنشد له ابن إسحاق شعرا يحرّض فيه قومه على الثّبات على الإسلام، ومن شعره: قف بالدّيار وقوف حابس ... وتأنّ أنّة غير آيس لعبت بهنّ العاصفا ... ت الرّائحات من الرّوامس [مجزوء الكامل] يقول فيها: يا ربّ باكية عليّ ... ومنشد لي في المجالس لا تعجبوا أن تسمعوا ... هلك امرؤ القيس بن عابس [ (2) ] [مجزوء الكامل] وكتب إلى أبي بكر في الردة: ألا بلّغ أبا بكر رسولا ... وبلّغها جميع المسلمينا فليس مجاورا بيتي بيوتا ... بما قال النّبيّ مكذّبينا [ (3) ] [الوافر]   [ (1) ] في أوهو محق يعلم أنه محق. [ (2) ] الاستيعاب ترجمة رقم 72 وأسد الغابة ترجمة رقم (226) . [ (3) ] ينظر في الآمدي: 5. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 وجد أبيه امرؤ القيس بن السّمط كان يقال له ابن تملك- بمثناة فوقانية، وهي أمه. وقد ذكره امرؤ القيس الشاعر في قصيدته الرائية، فقال امرؤ القيس ابن تملك- نسبه لأمه. قال [ (1) ] ابن الكلبيّ: ومن رهطه رجاء بن حيوة التابعي الشهير صاحب عمر بن عبد العزيز، وهو رجاء بن حيوة بن جندل بن الأحنف بن السّمط، ولأبيه إدراك، ولم يصرحوا بصحبته، فكأنه لم يفد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 251- امرؤ القيس [ (2) ] بن الفاخر بن الطماح [ (3) ] الخولانيّ، أبو شرحبيل. شهد فتح مصر، وله ذكر في الصحابة، قال ابن مندة: قاله لي أبو سعيد بن يونس. قلت: لم أر في تاريخ ابن يونس التصريح بأنه من الصحابة. 252 ز- أمية بن أسعد بن عبد اللَّه الخزاعي. تقدم ذكر أبيه، وأما هو فذكر أحمد بن سيار المروزي في تاريخ مرو في أسماء النقباء لبني العباس، قال: فأما السبعة الذين من العرب فمنهم: أبو محمد سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد اللَّه الخزاعيّ من أهل المدينة، من ربع حرثان، وأمية جده كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تحت الشّجرة. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن مندة، عن القاسم [ (4) ] بن القاسم السيّاريّ، عن جده أحمد بن سيار، ومثله سواء، ذكره محمد بن حمدويه في تاريخ مرو، ولكنه قال: أمية بن سعد- بغير ألف، وهو خطأ. وخبط أبو زكريا بن مندة في ترجمته خبطا آخر ذكرناه في القسم الأخير. 353- أمية بن الأسكر [ (5) ]- بالسين المهملة فيما صوبه الجيّاني- وضبطه ابن عبد البر بالمعجمة- ابن عبد اللَّه بن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي الجندعيّ. كان يسكن الطائف، وقد تقدم ذكر ابنه أبي. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: قال أبو عمرو الشّيبانيّ: هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر.   [ (1) ] في أقاله. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، تهذيب التهذيب 12/ 54، تقريب التهذيب 2/ 405، معرفة الصحابة 3/ 5. [ (3) ] في ج الصماح. [ (4) ] في أالقسيم. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، معرفة الصحابة 2/ 339، أسد الغابة ت 227، الاستيعاب ت (78) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 فقال أبوه فيه شعرا، فأمره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بصلة أبيه وملازمة طاعته. قال أبو الفرج: هذا خطأ من أبي [ (1) ] عمرو، وإنما أمره بذلك عمر لما غزا الفرس في خلافة عمر، ثم نقل عن ابن المدائني، عن أبي بكر الهذلي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، قال: لما هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر إلى المدينة في خلافة عمر أقام بها مدة، ثم لقي طلحة والزّبير فسألهما: أيّ الأعمال أفضل؟ قالا: الجهاد في سبيل اللَّه، فسأل عمر فأغزاه. وكان أبوه قد كبر وضعف، فلما طالت غيبة كلاب قال أبوه: لمن شيخان قد نشدا كلابا ... كتاب اللَّه لو قبل الكتابا أناديه فيعرض في إباء ... فلا وأبى كلاب ما أصابا وإنّك والتماس الأجر بعدي ... كباغي الماء يتّبع السّرابا [الوافر] ثم أنشد عمر أبياتا يشكو فيها شدّة شوقه إليه، فبكى وأمر بردّه إليه. وقال إبراهيم الحربيّ في «غريب الحديث» له: حدثنا ابن الجنيد، حدثنا ابن أبي الزنّاد، عن أبيه، عن [ (2) ] الثقة- أن عمر رد رجلا على أبيه كان في الغزو، فكان أبوه يبكي عليه ويقول: أبرّا بعد ضيعة والديه ... فلا وأبى كلاب ما أصابا [الوافر] فقال عمر: أجل وأبي كلاب ما أصابا، وقال الفاكهيّ في «أخبار مكة» : حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، عن أبي سعيد [ (3) ] الأعور- أن عمر بن الخطاب كان إذا قدم عليه قادم سأله عن الناس، فقدم قادم فسأله من أين؟ قال: من الطّائف، قال: فمه؟ قال: رأيت بها شيخا يقول: تركت أباك مرعشة يداه ... وأمّك ما تسيغ لها شرابا إذا نعب الحمام ببطن وجّ ... على بيضاته ذكرا كلابا [ (4) ] [الوافر] قال: ومن كلاب؟ قال: ابن الشيخ، كان غازيا، قال: فكتب عمر فيه فأقفله. وروى عليّ بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أدرك أمية بن الأسكر   [ (1) ] في أابن عمرو. [ (2) ] في أعن الثور الثقة. [ (3) ] في أعن ابن سعد الأعور. [ (4) ] ينظر البيتان في أسد الغابة ت 277. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 الإسلام وهو شيخ كبير، وكان شريفا في قومه، وكان له ابنان ففرّا منه، وكان أحدهما يسمّى كلابا، فبكاهما بأشعار، فردهما عليه عمر بن الخطاب، وحلف عليهما ألا يفارقاه حتى يموت. [وروى الدّولابيّ في «الكنى» - من طريق أبي سعد عبد اللَّه بن عبد الرحمن الجمحيّ، عن الزّهريّ، قال: مررت بعروة وهو جالس في سقيفة، فقال: هل لك في حديث غريب؟ إن أمية بن الأسكر الجندعي خرف، وقد هاجر ابنان له مع سعد بن أبي وقاص، فقال أمية في شعره: أتاه مهاجران فربّخاه ... عباد اللَّه قد عقّا وخابا [الوافر] تركت أباك ... البيت. وفيها: أناديه فولّاني قفاه ... فلا وأبى كلاب ما أصابا [الوافر] وروى الزّبير في «الموفقيّات» هذه القصة بطولها] [ (1) ] . ولأمية بن الأسكر خبر في حرب الفجار، ذكره ابن إسحاق في السّيرة الكبرى، قال: فقال ابن أبي أسماء بن الضريبة: نحن كنّا الملوك من أهل نجد ... وحماة الدّيار عند الذّمار وضربنا به كنانة ضربا ... حالفوا بعده سوام العشار [الخفيف] قال: فأجابه أمية بن الأسكر: أبلغا حمّة الضّريبة أنّا ... قد قتلنا سراتكم في الفجار وسقيناكم المنيّة صرفا ... وذهبنا بالنّهب والأبكار [الخفيف] وأنشد له محمّد بن حبيب، عن أبي عبيدة، شعرا آخر في حرب الفجار قاله في وهب ابن معتب الثقفي: المرء وهب وهب آل معتّب ... ملّ الغواة وأنت لمّا تملل   [ (1) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 يسعى توقّدها بحرك وقودها ... وإذا تهيّأ صلح قومك تأتلي [الكامل] لكنه قال فيه أمية بن حرثان بن الأسكر. وروى قصته أيضا أسلم بن سهل في تاريخ واسط، من طريق شبيب بن شيبة بن عبد اللَّه بن الأهتم التميميّ، عن أبيه، قال: كان رجل له أبوان شيخان كبيران ... فذكر القصة وفيها الشعر. وقال المدائنيّ، عن أبي عمرو بن العلاء: عمّر أمية طويلا حتى خرف. وقال أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمّرين» : عاش أمية بن الأسكر دهرا طويلا، وقال يتشوق إلى ابنه كلاب: أعاذل قد عذلت بغير علم ... وما يدريك ويحك ما ألاقي فإمّا كنت عاذلتي فردّي ... كلابا إذا توجه للعراق سأستعدي على الفاروق ربّا ... له رفع الحجيج إلى بساق إن الفاروق لم يردد كلابا ... إلى شيخين هامهما زواقي [الوافر] فبلغ عمر شعره، فكتب إلى سعد يأمره بإقفال كلاب، فلما قدم أرسل عمر إلى أمية، فقال له: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: النظر إلى ابني كلاب، فدعاه له، فلما رآه اعتنقه وبكى بكاء شديدا، فبكى عمر، وقال: يا كلاب، الزم أباك وأمك ما بقيا. قلت: إنما لم أؤخره إلى المخضرمين لقول أبي عمرو الشيبانيّ الّذي صدّرنا به، فإنه ليس في بقية الأخبار ما ينفيه، فهو على الاحتمال، ولا سيما من رجل كناني من جيران قريش. وسيأتي خبر كلاب في الكاف. وذكر ابن الكلبيّ أن اسم الابن الآخر أبيّ بن أمية. 254 ز- أمية بن أمية الذبيانيّ: ذكره خليفة بن خياط في الصحابة، واستدركه ابن فتحون. 255- أميّة بن ثعلبة [ (1) ] . قال الأشيري: له حديثان في المسند الّذي جمعه محمد بن أحمد بن مفرج الأندلسي، من حديث قاسم بن أصبغ. وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : لعله   [ (1) ] أسد الغابة ت 228، تجريد أسماء الصحابة 1/ 28. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 الّذي ذكر ابن إسحاق وفادته- يعني الّذي بعده. 256- أمية بن ضفارة [ (1) ] من بني الضّبيب. ذكر ابن إسحاق في المغازي أنه قدم مع رفاعة بن زيد الجذامي في وفد جذام على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم استدركه ابن فتحون وغيره. 257- أمية بن أبي عبيدة: [ (2) ] بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظليّ، حليف بني نوفل، والد يعلى بن أمية الّذي يقال له يعلى بن منية [ (3) ]- ويعلى: صحابي مشهور. روى النّسائيّ من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهريّ- أن عمرو بن عبد الرحمن ابن أخي يعلى بن أمية حدثه أن أباه أخبره أن يعلى بن أمية قال: جئت بأبي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح، فقلت: يا رسول اللَّه، بايع أبي على الهجرة، فقال: «لا هجرة بعد الفتح» . ورواه ابن أبي عاصم، عن أبي الربيع، عن فليح، عن الزهري، عن عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى، عن أبيه عن يعلى- نحوه. قال ابن مندة: ورواه عقيل، عن الزّهريّ نحوه، إلا أنه قال: عمرو بن عبد اللَّه. قلت: قد أخرجه النّسائيّ من طريق عقيل، فقال: عمرو بن عبد الرحمن. ورواه ابن مندة من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد القداح عن أمه بنت يعلى بن أمية عن ابنها فذكر نحوه، وزاد «ولا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية» رواه ابن عيينة [ (4) ] ، عن داود بن سابور، عن مجاهد، عن يعلى، وهذه أسانيد يقوّي بعضها بعضا. 258- أميّة بن عوف الكناني، أبو ثمامة. يأتي في جنادة في حرف الجيم. 259- أميّة بن لوذان [ (5) ] بن سالم بن مالك- وقيل ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره ابن إسحاق، وعروة، وموسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا، وساق نسبه أبو نعيم من طريق سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق. وقال ابن مندة: لا يعرف له حديث.   [ (1) ] أسد الغابة ت 231. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الوافي بالوفيات 9/ 391، العقد الثمين 1/ 334، أسد الغابة ت 235، والاستيعاب ت 74. [ (3) ] في أأمية. [ (4) ] في أمن طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد القداح عن أمه بنت يعلى بن أمية عن ابنها فذكر نحوه وزاد لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية رواه ابن عيينة. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، معرفة الصحابة 2/ 335، أسد الغابة ت 238. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 260- أميّة بن مخشيّ الخزاعي [ (1) ] ويقال الأزدي، صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم سكن البصرة وأعقب بها، قاله ابن سعد. وقال البخاريّ، وابن السّكن: له صحبة، وحديث واحد. روى أبو داود والنّسائيّ وأحمد والحاكم، من طريق جابر بن صبح [ (2) ] ، قال: حدثني المثنى بن عبد الرحمن- وكان إذا أكل سمّى، فإذا صار في آخر لقمة قال: بسم اللَّه أوّله وآخره، فقلت له في ذلك، فقال: إنّ جدّى أمية بن مخشيّ حدثني- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن رجلا كان يأكل ... فذكر قصته. قال الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» : تفرد به جابر بن صبح [ (3) ] . وقال البغوي: لا أعلم أميّة روى إلا هذا الحديث. باب الألف بعدها نون 261- أنجشة الأسود الحادي [ (4) ] . كان حسن الصوت بالحداء. وقال البلاذريّ: كان حبشيا، يكنى أبا مارية، روى أبو داود الطّيالسيّ في مسندة، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان أنجشة يحدو بالنساء، وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال، فإذا أعنقت الإبل قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: يا أنجشة، رويدك سوقك بالقوارير. ورواه الشيخان مختصرا. من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، ومن طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس. ورواه مسلم، من طريق سليمان بن طرخان التيمي، عن أنس، قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حاد يقال له أنجشة، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «رويدا سوقك بالقوارير» . قال ابن مندة: هو مشهور عن سليمان، ومن طريق أبي قلابة، عن أنس. كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو. ومن طريق قتادة، عن أنس: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حاد حسن الصوت.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الثقات 3/ 15، أسد الغابة ت 239، الاستيعاب ت 77 تقريب التهذيب 1/ 84، تهذيب الكمال 1/ 121- الكاشف 1/ 139، الطبقات 108، 187، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104 الوافي بالوفيات 9/ 392- العقد الثمين 1/ 335، الجرح والتعديل 2/ ترجمة 1113، تهذيب التهذيب 1/ 373، الإكمال 7/ 228. [ (2، 3) ] في ج صبيح. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، الثقات 3/ 15، الوافي بالوفيات 9/ 409، التحفة اللطيفة 1/ 339، أسد الغابة ت 240، الاستيعاب ت 151. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 وروى النّسائيّ، من طريق زهير، عن سليمان التيمي، عن أنس، عن أمه: أنها كانت مع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وسوّاق يسوق بهنّ، فذكره. ووقع في حديث واثلة بن الأسقع أن أنجشة كان من المخنثين في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأخرج الطبراني بسند ليّن من طريق عنبسة بن سعيد، عن حماد مولى بني أمية، عن جناح، عن واثلة بن الأسقع، قال: لعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المخنثين، وقال: «أخرجوهم من بيوتكم» . وأخرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنجشة، وأخرج عمر فلانا. 262- أنس بن أرقم بن زيد [أو يزيد- بن قيس] [ (1) ] بن النعمان بن ثعلبة بن كعب [ (2) ] بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وقال عبدان: لا يذكر له حديث إلا أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شهد له بالشهادة. 263- أنس بن أبي أنس [ (3) ] ويقال ابن عمرو، أبو سليط البدري. ويقال أسير، مشهور بكنيته يأتي. 264- أنس بن أوس بن عتيك [ (4) ] بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن قتل يوم الخندق، قال: رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله فاستشهد، وكان قد شهد أحدا ولم يشهد بدرا. وقال ابن إسحاق: لم يقتل من المسلمين يوم الخندق سوى ستة نفر، منهم أنس بن أوس بن عتيك. 265- أنس بن أوس الأنصاري [ (5) ] ، من بني عبد الأشهل. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيدة في خلافة عمر. وذكره أبو نعيم- بعد الّذي قبله- فأصاب، وظنّ ابن فتحون أنه هو الّذي قبله فلم يصب. 266- أنس بن الحارث [ (6) ] بن نبيه قال ابن السكن: في حديثه نظر. وقال ابن مندة:   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت 241. [ (3) ] أسد الغابة ت 242. [ (4) ] أسد الغابة ت 244. [ (5) ] التحفة اللطيفة 1/ 340، عنوان النجابة 47، تاريخ من دفن بالعراق 44، الطبقات الكبرى 2/ 70 أسد الغابة ت 245، الاستيعاب ت 83. [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، الوافي بالوفيات 9/ 421، التاريخ الكبير 2/ 30، أسد الغابة ت 246، الاستيعاب ت 88. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 عداده في أهل الكوفة. وقال البخاريّ: أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي، سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحرانيّ، عن عطاء بن مسلم، حدثنا أشعث بن سحيم، عن أبيه، سمعت أنس بن الحارث. ورواه البغويّ، وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه، ومتنه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ ابني هذا- يعني الحسين- يقتل بأرض يقال لها كربلاء، [ (1) ] فمن شهد ذلك منكم فلينصره» . قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقتل بها مع الحسين. قال البخاريّ: يتكلمون في سعيد- يعني رواية. وقال البغويّ: لا أعلم رواه غيره. وقال ابن السّكن، ليس يروى إلا من هذا الوجه، ولا يعرف لأنس غيره. قلت: وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه، ووقع في التجريد للذهبي: لا صحبة له، وحديثه مرسل. وقال المزّي: له صحبة، فوهم. انتهى. ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه، وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت؟ وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدّغولي وابن زبر، والباوردي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم. 267- أنس بن زنيم الكناني [ (2) ] : تقدم تمام نسبه في ترجمة ابن أخيه أسيد بن أبي أناس بن زنيم. ذكر ابن إسحاق في «المغازي» أن عمرو بن سالم الخزاعي خرج في أربعين راكبا يستنصرون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على قريش فأنشده: لاهمّ إنّي ناشد محمّدا ... عهد أبينا وأبيه الأتلدا [الطويل] الأبيات، ثم قال: يا رسول اللَّه، إن أنس بن زنيم هجاك، فأهدر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دمه، فبلغه ذلك، فقدم عليه معتذرا، وأنشده أبياتا مدحه بها، وكلمه فيه نوفل بن معاوية الديلي فعفا عنه. وهكذا أورد الواقدي والطبري القصة لأنس بن زنيم، وساق ابن شاهين بسند منقطع إلى حرام بن هشام بن خالد الكعبي عن أبيه قال: لما قدم وفد خزاعة يستنصرون   [ (1) ] كربلاء: بالمد: هو الموضع الّذي قتل فيه الحسين بن عليّ رضي اللَّه عنه في طرف البرية عند الكوفة على جانب الفرات. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1154. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، تهذيب الكمال 1/ 120 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104، الوافي بالوفيات 9/ 422، أسد الغابة ت 149. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر نحو هذه القصة، وفيها: فلما كان يوم الفتح أسلم أنس بن زنيم، وهو القائل من أبيات: تعلّم رسول اللَّه أنّك مدركي ... وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد [الطويل] وأخرجه ابن سعد، عن محمد بن عمر، حدثني حرام بن هشام بن خالد، عن أبيه نحوها، وفيها: فقال نوفل: أنت أولى بالعفو، ومن منا لم يؤذك ولم يعادك، وكنا في الجاهلية لا ندري ما نأخذ وما ندع، حتى هدانا اللَّه بك، وأنقذنا من الهلكة؟ فقال: قد عفوت عنه فقال: فداك أبي وأمي، وأول القصيدة يقول فيها: فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد [ (1) ] ويقول فيها: ونبّي رسول اللَّه أن قد هجوته ... فلا رفّعت سوطي إليّ إذا يدي فإنّي لا عرضا خرقت ولا دما ... هرقت فذكّر عالم الحقّ واقصد سوى أنّني قد قلت يا ويح فتية ... أصيبوا بنحس يوم طلق وأسعد أصابهم من لم يكن لدمائهم ... كفيئا فعزت غيرتي وتلدّدي ذؤيبا وكلثوما وسلما وساعدا ... جميعا فإلّا تدمع العين تكمد على أنّ سلما ليس فيهم كمثله ... وإخوته وهل ملوك كأعبد [الطويل] وفي هذه القصيدة قوله: فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أعفّ وأوفى ذمّة من محمّد قال دعبل بن عليّ في «طبقات الشّعراء» : هذا أصدق بيت قالته العرب. قلت: ولأنس بن زنيم مع عبيد اللَّه بن زياد أمير العراق أخبار أوردها أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة حارثة بن بدر الغداني، منها أنّ عبيد اللَّه بن زياد كان يحرّش بين الشعراء، فأمر حارثة أن يهجو أنس بن زنيم، فقال فيه أبياتا، منها قوله: وخبّرت عن أنس أنّه ... قليل الأمانة خوّانها [المتقارب]   [ (1) ] ينظر البيت في الشعر والشعراء 714، وسيرة ابن هشام 4/ 46. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 فأجابه أنس بأبيات أولها: أتتني رسالة مستنكر ... فكان [ (1) ] جوابي غفرانها [ذكر المرزبانيّ، من طريق الوليد بن هشام الجعديّ، قال: وعد عبد اللَّه بن عامر أنس بن أبي أناس شيئا، وقد كان عوّده ذلك، فأبطأ عليه، فقام إليه منشدا: ليت شعري عن خليلي ما الّذي ... غاله في الودّ حتّى ودعه لا يكن مزنك برقا خلّبا ... إنّ خير البرق ما الغيث معه لا تهنّي بعد إذ أكرمتني ... فشديد عادة مستنزعه [الرمل] قلت: وهذا أخو أسيد بن أبي أناس لا عمّه، فلعله سمي باسمه. وأنس بن زنيم أخو سارية بن زنيم، وسيأتي سارية في مكانه] [ (2) ] . 268- أنس بن صرمة. يأتي في صرمة بن أنس. 269- أنس بن ضبع [ (3) ] بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثيّ [ (4) ] وهو عمّ عبيد السهام بن سليم بن ضبع [ (5) ] ، قال أبو عمر: شهد أحدا. وكذا ذكره أبو موسى، عن ابن شاهين. 270- أنس بن ظهير [ (6) ] أخو أسيد بن ظهير. ذكر أبو حاتم والعسكري أنه شهد أحدا. وقال البخاريّ في «تاريخه» : قال لي إبراهيم بن المنذر، حدثنا محمد بن طلحة، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير، عن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيها، عن جدها، قال: لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استصغره، وهمّ أن يردّه، فقال عمه ظهير: يا رسول اللَّه، إن ابن أخي رجل رام، فأجازه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ورواه ابن السّكن، من طريق البخاريّ، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، وأخرجه ابن   [ (1) ] في أوكان. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] في ج إصبع. [ (4) ] أسد الغابة ت 251، الاستيعاب ت 87. [ (5) ] في ح أصبغ. [ (6) ] التاريخ الكبير 2/ 28، الجرح والتعديل 2/ 287، تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، معرفة الصحابة 2/ 214، أسد الغابة ت 252، الاستيعاب ت 86. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 مندة، عن علي بن العباس المصري، عن جعفر بن سليمان، عن إبراهيم بن المنذر كذلك، لكن قال فيه: فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع. وقال الطّبرانيّ في ترجمة أسيد بن ظهير: حدثنا محمد بن عبد اللَّه العدني، حدثنا عثمان بن يعقوب العثماني، حدثنا محمد بن طلحة، حدثنا بشير بن ثابت، وأخته سعدى بنت ثابت، عن أبيهما ثابت، عن جدهما أسيد بن ظهير- كذا وقع عنده، وهو خطأ في مواضع. واغتر أبو نعيم بذلك، فزعم أن ابن مندة صحّف أسيد بن ظهير فجعله أنس بن ظهير. والصّواب مع ابن مندة كما ترى إلا قوله: رافع بن ظهير، فالصواب ظهير بن رافع. واللَّه أعلم. 271- أنس بن عباس بن أنس بن عامر بن حي بن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي ثم الرّعلي ذكر ابن سعد، عن أبي معشر، عن شيوخه، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عام الفتح سبعمائة من بني سليم، منهم عباس بن مرداس، وأنس بن عباس بن رعل، وراشد بن عبد ربه، فأسلموا. قلت: وسيأتي ذكر أبيه أيضا. وقوله عباس بن رعل نسبه إلى جدّ جده. وذكر ابن الكلبيّ أن أنسا هذا رأس ثم قتلته خثعم، ولابنه رزين بن أنس بن عباس ذكر. وسيأتي في حرف الرّاء. فإن صح فهم ثلاثة في نسق صحابة: رزين بن أنس بن عباس. ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان أميرا على ساقة خيل العراق، إذ صرفهم إليها أبو عبيدة بعد فتح دمشق بأمر عمر، فشهد القادسية. وذكره ابن عساكر فيمن شهد اليرموك. واستدركه ابن فتحون. وسيأتي له ذكر في ترجمة والده عباس. 272- أنس بن عبدة بن جابر بن وهب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر القرشيّ العامريّ. ذكره الزّبير، وقال قتل ابنه عبيد اللَّه يوم الجمل. 273- أنس بن فضالة [ (1) ] بن عدي بن حرام بن الهتيم [ (2) ] بن ظفر الأنصاري الظفريّ. قال أبو حاتم. له صحبة. وقال البخاريّ: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأبوه، وأتاهم زائرا في بني ظفر.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، الاستبصار 259، الوافي بالوفيات 9/ 421- التحفة اللطيفة 1/ 342، الطبقات الكبرى 2/ 37، 8/ 342، الإكمال 7/ 300، أسد الغابة ت 254، الاستيعاب ت 90. [ (2) ] في أ، ح، د الهيثم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 وقال يعقوب بن محمّد الزّهريّ، عن سفيان بن حمزة، عن عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته، قالوا: قتل أنس بن فضالة يوم أحد، فأتى ابنه محمد بن أنس إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب. وذكر الواقديّ أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه هو وأخاه مؤنّسا حين بلغه دنوّ قريش يريدون أحدا فاعترضاهم بالعقيق، فصارا معهم، ثم أتيا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم، وشهدا معه أحدا. 274- أنس بن قتادة [ (1) ] بن ربيعة الأنصاري. يأتي في أنيس. 275 ز - أنس بن قتادة الباهلي [ (2) ]- يأتي في أنيس أيضا. 276- أنس بن قيس بن المنتفق العقيلي. قدم في وفد بني عقيل فبايع وأسلم. ذكره ابن سعد، كذا نقلته من خط شيخنا أبي حفص البلقيني في [حاشية التجريد] [ (3) ] ، ولم أره في ابن سعد بعده. [ثم راجعته فوجدته فيه، وستأتي قصته في ترجمة مطرف بن عبد اللَّه بن الأعلم إن شاء اللَّه تعالى] [ (4) ] . 277- أنس بن مالك بن النضر [ (5) ] بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن   [ (1) ] الطبقات الكبرى 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، معرفة الصحابة 2/ 226، أسد الغابة ت 255، الاستيعاب ت 80. [ (2) ] أسد الغابة ت 256. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] طبقات ابن سعد 7/ 17، طبقات خليفة 91، التاريخ لابن معين 2/ 43، تاريخ خليفة 99، التاريخ الكبير 2/ 27، التاريخ الصغير 91، تاريخ الثقات للعجلي 73، المحبر 301، المعارف 372، السير والمغازي لابن إسحاق 94، المغازي للواقدي 280، المعرفة والتاريخ 1/ 506، الأخبار الطوال 118، أخبار القضاة لوكيع 2/ 3، تاريخ اليعقوبي 2/ 272، الزاهر للأنباري 2/ 239، الأخبار الموفقيات 328، البيان والتبيين للجاحظ 1/ 308، الجرح والتعديل 2/ 286، الثقات لابن حبان 3/ 4، رجال صحيح البخاري 1/ 86، رجال صحيح مسلم 1/ 65، مشاهير علماء الأمصار 215، جمهرة أنساب العرب 351، مروج الذهب 1756، البدء والتاريخ 5/ 117، المستدرك على الصحيحين 3/ 573، طبقات الفقهاء للشيرازي 44، عيون الأخبار 1/ 246، تاريخ الإسلام 3/ 288، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 142. المرصع لابن الأثير 77، جامع الأصول 9/ 88، نهاية الأرب 21/ 319، تهذيب الكمال 3/ 353، تحفة الأشراف 1/ 80، العبر 1/ 107، تذكرة الحفاظ 1/ 42، سير أعلام النبلاء 3/ 395، الكاشف 1/ 88، المعين في طبقات المحدثين 19، مرآة الجنان 1/ 182، البداية والنهاية 9/ 88، دول الإسلام 1/ 64، مختصر التاريخ لابن الكازروني 57، وفيات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 غنم بن عدي بن النجار، أبو حمزة الأنصاري الخزرجي خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وأحد المكثرين من الرواية عنه، صحّ عنه أنه قال: قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وأن أمه أم سليم أتت به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما قدم. فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك، فقبله. وأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كناه أبا حمزة ببقله كان يجتنبها، ومازحه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: «يا ذا الأذنين» [ (1) ] . وقال محمّد بن عبد اللَّه الأنصاريّ. خرج أنس مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بدر وهو غلام يخدمه. أخبرني أبي، عن مولى لأنس- أنه قال لأنس: أشهدت بدرا؟ قال: وأين أغيب عن بدر، لا أمّ لك! قلت: وإنما لم يذكروه في البدريين، لأنه لم يكن في سنّ من يقاتل. وقال التّرمذيّ: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود عن أبي خلدة، قلت لأبي العالية أسمع أنس من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: خدمه عشر سنين، ودعا له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرّتين، وكان فيه ريحان ويجيء منه ريح المسك، وكانت إقامته بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالمدينة، ثم شهد الفتوح، ثم قطن البصرة ومات بها. قال عليّ بن المدينيّ: كان آخر الصحابة موتا بالبصرة، وقال البخاريّ: حدثنا موسى، حدثنا إسحاق بن عثمان، سألت موسى بن أنس: كم غزا أنس مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: ثماني غزوات. وروى ابن السّكن، من طريق صفوان بن هبيرة، عن أبيه، قال: قال لي ثابت البنانيّ: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضعها تحت لساني قال: فوضعتها تحت لسانه، فدفن وهي تحت لسانه. وقال معتمر، عن أبيه: سمعت أنس بن مالك يقول: لم يبق أحد صلّى القبلتين غيري. قال جرير بن حازم: قلت لشعيب بن الحبحاب: متى مات أنس؟ قال: سنة تسعين. أخرجه ابن شاهين. وقال سعيد بن عفير، والهيثم بن عدي، ومعتمر بن سليمان: مات سنة إحدى   [ () ] الأعيان 1/ 250، فوات الوفيات 2/ 29، غاية النهاية 1/ 172 الوافي بالوفيات 9/ 411، الفصل لابن حزم 4/ 152، تدريب الراويّ 2/ 217، تهذيب التهذيب 1/ 376، تقريب التهذيب 1/ 84، النجوم الزاهرة 1/ 224، خلاصة تذهيب التهذيب 35، شذرات الذهب 1/ 100، وأسد الغابة ت (258) ، والاستيعاب ت (84) ، [ (1) ] أخرجه أبو داود (5002) والترمذي (192، 1992، 3828) وأحمد 3/ 127، 260 والبيهقي 10/ 248 وابن عساكر كما في التهذيب 6/ 363. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 وتسعين. وقال ابن شاهين: حدثنا عثمان بن أحمد، حدثنا حنبل، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا معتمر بن سليمان، عن حميد مثله، وزاد: وكان عمره مائة سنة إلا سنة. قال ابن سعد، عن الواقديّ، عن عبد اللَّه بن زيد الهذلي- أنه حضر أنس بن مالك سنة اثنتين وتسعين. وقال أبو نعيم الكوفيّ: مات سنة ثلاث وتسعين. وفيها أرّخه المدائني، وخليفة، وزاد: وله مائة وثلاث سنين. وحكى ابن شاهين، عن يحيى بن بكير- أنه مات وله مائة سن وسنة، قال: وقيل مائة وسبع سنين، ورواه البغويّ، عن عمر بن شبّة، عن محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ كذلك. قال الطّبرانيّ: حدثنا جعفر الفريابيّ، حدثنا إبراهيم بن عثمان المصّيصي، حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسّان، عن حفصة، عن أنس، قال: قالت أم سليم: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لأنس فقال: «اللَّهمّ أكثر ماله وولده، وبارك له فيه» . قال أنس: فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين، وإنّ أرضي لتثمر في السنة مرتين. وقال جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس: جاءت بي أم سليم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا غلام، فقالت: يا رسول اللَّه، أنس ادع اللَّه له فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ أكثر ماله وولده وأدخله الجنّة» [ (1) ] . قال: قد رأيت اثنتين، وأنا أرجو الثالثة. وقال جعفر، أيضا، عن ثابت: كنت مع أنس، فجاء قهرمانه، فقال: يا أبا حمزة عطشت أرضنا. قال: فقام أنس متوضئا، وخرج إلى البريّة فصلّى ركعتين، ثم دعا فرأيت السّحاب تلتثم. قال: ثم مطرت حتى ملأت كل شيء. فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله، فقال: انظر أين بلغت السماء؟ فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرا، وذلك في الصيف. وقال عليّ بن الجعد، عن شعبة، عن ثابت، قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من ابن أم سليم- يعني أنسا. وروى الطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق عبيد بن عمرو الأصبحي، عن أبي هريرة،   [ (1) ] أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أنس بن مالك رضي اللَّه عنه 4/ 1929 وأحمد في المسند 3/ 194، والطبراني في الكبير 1/ 221، وأبو نعيم في الحلية 8/ 267 وأخرجه الترمذي في سننه 5/ 640 كتاب المناقب باب 46 مناقب أنس بن مالك رضي اللَّه عنه حديث رقم 3829 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح وأخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب قول اللَّه تبارك وتعالى وصلّى عليهم 8/ 91، 93، 101. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 أخبرني أنس بن مالك أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يشير في الصّلاة [ (1) ] ، وقال: لا نعلم روى أبو هريرة عن أنس غير هذا الحديث. وقال محمّد بن عبد اللَّه الأنصاريّ: حدثنا ابن عون، عن موسى بن أنس- أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس ليوجّهه إلى البحرين على السعاية، فدخل عليه عمر فاستشاره، فقال: ابعثه فإنه لبيب كاتب. قال: فبعثه، ومناقب أنس وفضائله كثيرة جدّا. 278- أنس بن مالك الكعبي القشيري [ (2) ] ، أبو أمية، وقيل أبو أميمة، وقيل أبو ميّة. نزل البصرة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا في وضع الصيام على المسافر، وله معه فيه قصّة. أخرجه أصحاب السنن وأحمد، وصححه الترمذي وغيره، ووقع فيه عند ابن ماجة أنس بن مالك- رجل من بني عبد الأشهل، وهو غلط. وفي رواية أبي داود، عن أنس بن مالك: رجل من بني عبد اللَّه بن كعب، إخوة قشير. وهذا هو الصواب. وبذلك جزم البخاري في ترجمته. وعلى هذا فهو كعبي لا قشيري، لأن قشيرا هو ابن كعب، ولكعب ابن اسمه عبد اللَّه، فهو من إخوة قشير، لا من قشير نفسه. وقد تعقب الرّشاطيّ قول ابن عبد البرّ فيه القشيريّ، ويقال الكعبيّ. وكعب أخو قشير لا من قشير، فإن كعبا والد قشير لا أخوه. واللَّه أعلم. ووقع في رواية البغويّ وابن شاهين من طريق عصام بن يحيى عن أبي قلابة عن عبيد اللَّه بن زياد، عن أبي أميمة أخي بني جعدة ... فذكر الحديث. 279- أنس بن مخاشن. له في مسند بقيّ بن مخلد حديثان. ذكره صاحب التجريد. 280- أنس بن مدرك بن كعب [ (3) ] بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن جابر بن   [ (1) ] أخرجه أبو داود (943) وأخرجه أحمد 3/ 138، 6/ 12 والشافعيّ كما في البدائع 291 والحميدي (184) والطبراني في الكبير 8/ 35 وابن سعد 1/ 2/ 6 وعبد الرزاق (3597) وابن أبي شيبة 2/ 74، 14/ 281 والدار الدّارقطنيّ 2/ 84 والحاكم 3/ 12 والبيهقي 2/ 262. [ (2) ] أسد الغابة ت (257) الاستيعاب ت (85) ، الثقات 3/ 5، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، تهذيب الكمال 5/ 125 الطبقات 58، 184، الكاشف 1/ 140، تهذيب التهذيب 1/ 379 تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 105 الوافي بالوفيات 9/ 420، التحفة اللطيفة 1/ 343، تاريخ من دفن بالعراق 45، الاستبصار 25، 26، تذكرة الحفاظ 1/ 48، طبقات القراء للذهبي 1/ 44 الجرح والتعديل 2، ترجمة 137- تراجم الأخبار 1/ 9، الطبري 3/ 2792، بقي بن مخلد 384. [ (3) ] أسد الغابة ت 259. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 عامر بن تيم اللَّه بن مبشّر بن أكلب- بضم اللام- الخثعميّ ثم الأكلبيّ، يكنى أبا سفيان. ذكره ابن شاهين في الصحابة. ونقل عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله، فذكر نسبه، ثم قال: لا أعرف له حديثا. وذكره ابن الكلبيّ ونسبه، وقال: كان شاعرا، وقد رأس، ولم يقل: إن له صحبة كعادته في أمثاله، وتبعه أبو عبيد وابن جندب وابن حزم وذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب عن الطبري، وقال: كان شاعرا، وقتل مع علي. وقد ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين، قال: وكان سيد خثعم في الجاهلية وفارسها، وأدرك الإسلام فأسلم، وعاش مائة وأربعا وخمسين سنة، وقال لما بلغها: إذا ما امرؤ عاش الهنيدة سالما ... وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا تبدّل مرّ العيش من بعد حلوه ... وأوشك أن يبلى وأن يتسعسعا رهينة قعر البيت ليس يريمه ... لقي ثاويا لا يبرح المهد مضجعا يخبّر عمّن مات حتّى كأنّما ... رأى الصّعب ذا القرنين أو راء تبّعا [ (1) ] [الطويل] وقل غيره: تزوج خالد بن الوليد بنته، فأولدها عبد الرحمن، وعبد اللَّه، والمهاجر. وقال المرزبانيّ: كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية، ثم أسلم وأقام بالكوفة، وهو القائل: أغشى الحروب وسربالي مضاعفة ... تغشى البنان وسيفي صارم ذكر [البسيط] وأخباره في الجاهلية كثيرة، منها ما حكاه أبو عبيدة في «الدّيباج» عن المنتجع بن نبهان، قال: كان السّليك بن سلكة الشاعر المشهور يعطي عبد ملك بن مويلك الخثعميّ إتاوة من غنيمته على الحيرة [ (2) ] ، فمرّ قافلا من غزوة له فإذا بيت من خثعم، ونفره خلوف، وفيه امرأة شابة، بضة، فسألها أين الحي؟ فقالت: خلوف، فتسنّمها، فلما فرغ وقام عنها بادرت إلى الماء، فأخبرت القوم بأمرها. فركب أنس بن مالك بن مدرك الخثعميّ، فلحقه فقتله، فقال عبد ملك: لأقتلن قاتله أو ليدينّه، فقال له أنس: واللَّه لا أديه أبدا لفجوره. وذكر له أبو الفرج الأصبهانيّ قصة طويلة مع دريد بن الصمة في الجاهليّة أيضا. وذكر   [ (1) ] تنظر الأبيات في المعمرين: 42. [ (2) ] الحيرة: بالكسر ثم السكون وراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النّجف. انظر: معجم البلدان 2/ 376. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 الزّبير بن بكّار في «النّسب» : كان عبد اللَّه بن الحارث الوادعيّ يأتي مكة كل سنة، فلقيه أنس بن مدرك الخثعميّ، فأغار عليه وسلبه، فقال في ذلك شعرا منه: وما رحلت من شرّ وجهي ناقتي ... ليحجبها من دون سيبك [ (1) ] حاجب عتا أنس بعد المقيل فصدّنا ... عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب [الطويل] : 281- أنس بن أبي مرثد الغنوي [ (2) ] . واسم أبي مرثد كنّاز بن الحصين. يأتي تمام نسبه في ترجمة أبيه، يكنى أبا يزيد. قال ابن مندة: كان بينه وبين أبيه في السن عشرون. روى أبو داود، والنّسائيّ، والبغويّ، والطّبرانيّ، وابن مندة- من طريق أبي توبة، عن معاوية بن سلام عن زيد بن سلام، أنه سمع أبا سلام يقول: حدثنا السّلولي- يعني أبا كبشة- أنه حدثه سهل، ابن الحنظلية أنهم ساروا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كان عشية، وحضرت صلاة الظهر ... فذكر الحديث، وفيه: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يحرسنا اللّيلة؟» فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول اللَّه. وفي آخر الحديث: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «هل نزلت اللّيلة؟» قال: لا، إلا مصلّيا أو قاضي حاجة فقال: «قد أوجبت، فلا عليك ألّا تعمل بعدها» [ (3) ] . إسناده على شرط الصحيح. وذكر ابن حبّان وابن عبد البرّ أنه يسمّى أنيسا. وفرّق البغويّ بين أنس بن أبي مرثد وأنيس بن أبي مرثد. وفرق ابن شاهين بين أنس بن أبي مرثد الغنوي وأنيس بن مرثد بن أبي مرثد، فقال في ترجمة أنيس: قال ابن سعد: هو كان عين النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأوطاس، ويكنى أبا يزيد. ومات سنة عشرين، وكان بينه وبين أبيه إحدى وعشرون سنة، وهذا كله وصف   [ (1) ] في ح، د بينك. [ (2) ] أسد الغابة ت 260 تجريد أسماء الصحابة 1/ 31. [ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 12 عن سهل بن الحنظلية بزيادة في أوله كتاب الجهاد باب من فضل الحرس في سبيل اللَّه حديث رقم 2501 وأحمد في المسند 1/ 391، وابن أبي شيبة في المصنف 5/ 350 والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 264، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 7، 9/ 149، الطبراني في الكبير 6/ 116، 10/ 278، وابن عساكر 6/ 342 والبيهقي في دلائل النبوة 4/ 275، 5/ 126 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 323 عن عبد اللَّه بن مسعود ... الحديث وقال رواه رواه أحمد البزار والطبراني في الكبير وأبو يعلى باختصار عنهم وفيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه المسعود وقد اختلط في آخر عمره والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36845. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 أنس بن أبي مرثد كما مضى. واللَّه أعلم. وقد أوضح البخاريّ ذلك، فقال: أنس بن أبي مرثد، ويقال أنيس بن أبي مرثد. 282- أنس بن معاذ [ (1) ] بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، والواقدي- فيمن شهد بدرا. وذكره أبو الأسود، عن عروة، لكنه قال: أنيس- بالتصغير. وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عمارة: قتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما الواقديّ فذكر أنه مات في خلافة عثمان. 283- أنس بن النضر: [ (2) ] بن ضمضم الأنصاريّ الخزرجي، عمّ أنس بن مالك خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. تقدم تمام نسبه في ترجمة أنس بن مالك. وروى البخاريّ، من طريق حميد، عن أنس: أن عمه أنس بن النضر غاب عن قتال بدر، فقال: يا رسول اللَّه، غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، واللَّه لئن أشهدني اللَّه قتال المشركين ليرينّ اللَّه ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللَّهمّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء- يعني المشركين، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: أي سعد، هذه الجنّة وربّ أنس، إني أجد ريحها دون أحد. قال سعد: فما استطعت ما صنع فقتل يومئذ. فذكر الحديث. وهو عند البخاريّ من طريق ثمامة عن أنس أيضا، وأخرجه ابن مندة من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. وله ذكر يأتي في ترجمة الرّبيع بنت النضر إن شاء اللَّه تعالى. 284- أنس بن هزلة [ (3) ] ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أبواه، ثم إنه روى عنه ابنه عمرو بن أنس. وفي كلام العسكري ما يدل على أن أنس بن هزلة هذا هو أنس بن الحارث فليحرر. 285 ز- أنس [ (4) ] مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: قال الواقديّ، عن ابن أبي الزناد، عن محمد بن   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، تنقيح المقال 74، الوافي بالوفيات 9/ 418 الاستبصار 49، أصحاب بدر 222، أعيان الشيعة 3/ 503 جامع الرواة 1/ 110، الجامع في الرجال 1/ 286، الاستيعاب ت (81) ، أسد الغابة ت (261) . [ (2) ] أسد الغابة ت (263) ، الاستيعاب ت (82) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 31، الثقات 3/ 3، الوافي بالوفيات 9/ 419، حلية الأولياء 1/ 121، الاستبصار 31، المعرفة والتاريخ 20/ 532، صفوة الصفوة 1/ 623، تهذيب الأسماء واللغات 128- التمييز والفصل 1/ 668، 1291. [ (3) ] أسد الغابة ت 264، الاستيعاب ت 89. [ (4) ] أسد الغابة ت 265. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 يوسف، قال: مات أنس مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعده في ولاية أبي بكر الصديق. وهذا غير أنس الّذي قيل فيه أبو أنسة مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 286- أنس الجهنيّ [ (1) ] والد معاذ. ذكره خليفة فيمن نزل الشام من الصحابة. وفي تاريخ الطّبريّ، عن أبي كريب، عن رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ألا أخبركم لم سمّى اللَّه خليله: الّذي وفّى؟ لأنّه كان يقول كلّما أصبح وكلّما أمسى: فسبحان اللَّه حين تمسون وحين تصبحون» [ (2) ] . وروى ابن مندة، من طريق نعيم بن حماد، عن رشدين بهذا الإسناد في تفسير: وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ [الطارق: 12] . وروى أحمد في مسندة، وتمّام في «فوائده» ، من طريق ابن لهيعة، والطبراني في مسند الشّامّيين، وأبو الميمون بن راشد في «فوائد» ، من طريق سعيد بن عبد العزيز، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن سهل بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي الدّرداء، حديثا في فضل الصداع والمرض، فكأن سهلا نسب في هذه الرواية إلى جده والصواب معاذ بن سهل بن معاذ بن أنس، فهو من رواية معاذ بن أنس عن أبي الدرداء. وقد أخرج أصحاب السنن لمعاذ بن أنس، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن أبيه، ووقع عند بعض من صنّف في الصحابة أحاديث أخرى فيها اختلاف، منها ما رواه البغوي، قال: حدثنا عباس، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاد بن أنس، عن أبيه- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رفعه، قال: «اركبوا هذه الدّوابّ سالمة، ولا تتّخذوها كراسيّ» [ (3) ] . وعن ليث، عن زبّان بن فائد، عن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال البغويّ: وقد روى يزيد بن أبي حبيب، وزبّان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث ليس فيها عن معاذ بن أنس عن أنس غير هذا.   [ (1) ] أسد الغابة ت 262. [ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3581 وعزاه لأحمد بن حنبل وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير والبيهقي في الدعوات عن معاذ بن أنس وابن عساكر في تاريخه 2/ 153. [ (3) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 444، 2/ 100 وصححه ووافقه الذهبي فقوله صحيح وأحمد في المسند 3/ 440، 4/ 234- والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 255، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2002 وابن عساكر 3/ 154- وكنز العمال حديث رقم 24957. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 قلت: وقع في طريقة حذف أوجب هذا الخطأ، وذلك أن أحمد رواه في مسندة عن حجاج بن محمد، عن الليث بالإسنادين جميعا، فقال: عن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه أيضا عن موسى بن داود، وأبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن الليث،. عن يزيد، وعن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن زبّان، عن سهل بن معاذ، عن أبيه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا رواه أبو يعلى، عن أبي خيثمة، عن يونس بن محمد بالإسنادين معا فرقهما، وكذلك رواه الحاكم، من طريق عاصم بن علي، وسعيد بن سليمان، كلاهما عن اللّيث. قال ابن عساكر في تاريخه: رواية البغويّ وهم واللَّه أعلم. ووقع عند الحاكم، من طريق إبراهيم بن ديزيل، عن شبابة عن الليث مثل ما وقع عند البغويّ سواء على الخطإ. وقد رواه الدارميّ في مسندة عن عثمان بن أبي شيبة، عن شبابة على الصواب، كما وقع عند أحمد وغيره. قلت: ويؤيد أن ذلك هو الصواب أن يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد لم يلحقا معاذ بن أنس، وإنما يرويان عن أبيه سهل بن معاذ بن أنس، واللَّه أعلم. 287- أنسة [ (1) ] مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وقيل أبو أنسة. استشهد يوم بدر، وقيل هو أبو مسروح، وقيل أبو مسرح، وقال مصعب الزبيري: أنسة يكنى أبا مسرح، [وكان يأذن على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان من مولّدة السراة [ (2) ] ، ومات في خلافة أبي بكر. وقال الخطيب: لا أعلمه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا] [ (3) ] . ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، واستشهد بها [ (4) ] . وكذا ذكره ابن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدرا. وقال المدائنيّ: حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس مثله، لكن قال أبو أنسة. ورواه ابن عساكر في تاريخه، من طريق خليفة، عن المدائنيّ، فقال: استشهد، كذا ذكره الواقدي، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين بسنده. وقال أبو عمر، إنه المحفوظ. وقال الواقديّ: رأيت أهل العلم يثبتون أنه شهد أحدا، وبقي بعد ذلك زمانا، قال: وحدثني أنيسة بن أبي الزّناد، عن محمد بن يوسف، قال: مات   [ (1) ] تبصير المنتبه 4/ 1291، الاستيعاب ت (142) . [ (2) ] السّراة: جمع سري: جبل مشرف على عرفة، ينقاد إلى صنعاء، فيه الأعناب وقصب السكر وهو أعلى جبال الحجاز. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 702. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] في أواستشهد بها أنسة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 أنسة بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق، وقال خليفة: كان يأذن على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنسة [ (1) ] مولاه، فما أدري أراد هذا أو غيره؟ ثم رأيت مصعبا قد ذكر أن أنسة مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يأذن عليه، [وكان يكنى أبا مسروح وأنه شهد بدرا وأحدا. وكان من مولدة السراة ومات في خلافة أبي بكر الصّديق رضي اللَّه عنه وقال الخطيب لا أعلمه روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا] [ (2) ] . واللَّه أعلم 288 ز- أنّة [ (3) ] المخنث، ذكره الباورديّ، وأخرج من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن حفص، قال: قالت عائشة لمخنّث كان بالمدينة يقال له أنّة: ألا تدلّنا على امرأة نخطبها على عبد الرحمن بن أبي بكر؟ قال: بلى. فوصف امرأة إذا أقبلت أقبلت بأربع، وإذا أدبرت أدبرت بثمان، فسمعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «يا أنّة، اخرج من المدينة إلى حمراء الأسد، فليكن بها منزلك، ولا تدخلنّ المدينة إلّا أن يكون للنّاس عيد» [ (4) ] . ذكر من اسمه أنيس 289- أنيس بن جنادة [ (5) ] بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار الغفاريّ، أخو أبي ذرّ. وكان أكبر منه. وروى مسلم، والبغويّ من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصّامت، قال: قال أبو ذرّ، قال لي أخي أنيس: قد بدت لي حاجة إلى مكة، فهل أنت كافيّ حتى أرجع إليك؟ قلت: نعم فخرج أنيس إلى مكة، قال: فراث عليّ ثم جاء فقال: إني لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن اللَّه أرسله يسمّونه الصابئ. قلت: ما يقول الناس؟ قال: يزعمون أنه كاذب، وأنه ساحر، وأنه شاعر، وقد سمعت قوله، فو اللَّه ما هو بقولهم، وقد سمعت قولهم، وو اللَّه إني لأراه صادقا، فذكر الحديث بطوله، وفيه: فقال أنيس: ما بي رغبة عن دينك، فإنّي قد أسلمت فصدقت. وفي المستدرك، من طريق عروة بن رويم حدثني عامر بن لدّ بن الأشعريّ، سمعت أبا ليلى الأشعري، حدثني أبو ذر ... فذكر قصة إسلامه بطولها، وفي آخرها: فخرجت حتى   [ (1) ] في ج أنيسة. [ (2) ] سقط في أ، د. [ (3) ] في أأنس، وفي ج أنسة. [ (4) ] ذكره ابن حجر في فتح الباري 9/ 334. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (297) ، الاستيعاب ت (93) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 أتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر، فقالا: ما لنا رغبة عن الّذي دخلت فيه، فأسلما ثم خرجنا حتى أتينا المدينة. 290- أنيس بن الضحاك الأسلمي [ (1) ] : ذكره أبو حاتم الرازيّ، وقال: لا يعرف. وروى ابن مندة من طريق بقية، قال: حدثنا حسان بن سليمان عن عمرو بن مسلم، عن أنيس بن الضحاك، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأبي ذرّ: «يا أبا ذرّ البس الخشن الضّيق حتّى لا يجد العزّ والفخر فيك مساغا» [ (2) ] . قال ابن مندة: غريب، وفيه إرسال. وجزم ابن حبان وابن عبد البر بأنه هو الّذي قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أغد يا أنيس على امرأة هذا ... » [ (3) ] الحديث وفيه نظر والظاهر في نقدي أنه غيره. واللَّه أعلم. 291- أنيس بن عتيك [ (4) ] بن عامر الأنصاريّ الأشهليّ، ذكره أبو الأسود، عن عروة، فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد. وذكره ابن إسحاق، لكن سماه أوسا، فلعلهما أخوان. 292- أنيس بن قتادة الباهليّ [ (5) ] : بصريّ، قال ابن عبد البر. روى عنه أبو نضرة، قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في رهط من بني ضبيعة، قال: ويقال فيه أنس. والأول أصح. 293- أنيس بن قتادة بن ربيعة [ (6) ] بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ شهد بدرا، واستشهد بأحد. قال الواقديّ: حدثنا ابن أخي الزهري، عن الزهريّ عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية [ (7) ] عن [عمه] مجمّع بن جارية- أن خنساء بنت خذام كانت تحت أنيس بن قتادة،   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، الوافي بالوفيات 9/ 433، أسد الغابة ت (268) ، الاستيعاب ت (95) . [ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5623 وعزاه لابن مندة عن أنيس بن الضحاك السلمي وقال غريب وفيه انقطاع. [ (3) ] أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 134، 241، 250، 8/ 208 ومسلم 3/ 1325 في كتاب الحدود باب 5 من اعترف على نفسه بالزنا حديث 25- 1697/ 1698 والنسائي 8/ 41، كتاب آداب القضاة باب 22 صون النساء عن مجلس الحكم حديث رقم 5410، وابن ماجة 2/ 852 كتاب الحدود باب 7 حد الزنا حديث رقم 2549، البيهقي في السنن الكبرى 8/ 213، 219، 222. [ (4) ] أسد الغابة ت 269. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، معرفة الصحابة 2/ 235، أسد الغابة ت (271) والاستيعاب ت (92) . [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، الثقات 3/ 8، الوافي بالوفيات 9/ 434، التحفة اللطيفة 1/ 345، عنوان النجاة 48 أصحاب بدر 155، الطبقات الكبرى 3/ 86، 1/ 243، 456، أسد الغابة ت (272) ، الاستيعاب ت (91) . [ (7) ] سقط في د. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 فقتل عنها يوم أحد، فزوجها أبوها رجلا من مزينة فكرهته، وجاءت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فرد نكاحه. فتزوجها أبو لبابة، فجاءت بالسائب بن أبي لبابة، رواه البخاريّ وغيره من طريق مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرّحمن ومجمّع ابني يزيد بن جارية الأنصاريّ، عن خنساء بنت خدام- أن أباها زوّجها وهي كارهة ولم يسمّ زوجها. قال ابن عبد البرّ: قتل شهيدا يوم أحد. وسماه غير الواقدي أنسا، وأنكر ذلك ابن عبد البرّ. واللَّه أعلم. وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن حميد، عن معمر، عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشيّ، قال: كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خدام تحت أنيس بن قتادة الأنصاريّ، فقتل عنها يوم أحد، فأنكحها أبوها رجلا، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقالت: إن عمّ ولدي أحبّ إليّ، فجعل أمرها إليها. وسيأتي مزيد في طرق هذا الخبر في ترجمة خنساء بنت خدام إن شاء اللَّه تعالى. 294- أنيس بن معاذ بن قيس الأنصاريّ [ (1) ] . تقدم في أنس، سماه عروة. 295- أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ [ (2) ] : روى البغوي في معجمه، وبقيّ بن مخلد في مسندة، والبخاريّ في تاريخه، وأبو علي بن السكن من طريق الليث، عن يحيى بن سعيد، عن خالد بن أبي عمران- أن الحكم بن مسعود حدثه أن أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ حدّثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ستكون فتنة بكماء عمياء صمّاء، المضطجع فيها خير من القاعد» [ (3) ] الحديث. وأورده ابن شاهين من هذا الوجه، لكن قال: عن أنيس بن مرثد الأنصاريّ، وترجم له ابن عبد البرّ أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ، وأشار إلى هذا الحديث في ترجمته، فقال: روى عنه الحكم بن مسعود حديثه في الفتنة. انتهى. وقد فرّق ابن السّكن وغيره بين أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ، وأنس بن أبي مرثد الغنويّ وهو الصّواب.   [ (1) ] معرفة الصحابة 2/ 238، أسد الغابة ت (274) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الوافي بالوفيات ج 9/ 434 الثقات 3/ 7، الأعلام 2/ 29، البداية والنهاية 7/ 102 أسد الغابة ت (273) ، الاستيعاب ت (94) . [ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 504 عن أبي هريرة ولفظه ستكون فتنة صماء بكماء عمياء ... الحديث في كتاب الفتن والملاحم باب كف اللسان حديث رقم 4264 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30884، 31088 وعزاه لأبي داود في السنن وبقي بن مخلد في مسندة والبخاري في التاريخ والبغوي وابن السكن والباوردي وابن قانع وابن شاهين عن أنيس بن أبي مرثد الأنصاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 وذكر العسكري ّ أنيس بن أبي مرثد الأنصاريّ في الصحابة. وأما ابن حبّان فذكره في ثقات التابعين، وإن كان أنس بن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ يدعى أنيسا مصغّرا فهو غير هذا. واللَّه أعلم. 296- أنيس الأسلمي: مذكور في حديث العسيف، روى البخاري ومسلم وغيرهما من طريق الزّهريّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن بحينة، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهنيّ- أنّ رجلين اختصما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث، وفيه: إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته، وإني أخبرت أن على ابني الرّجم، فافتديت منه بمائة شاة ووليدة، فسألت أهل العلم فأخبروني أنّ على ابني جلد مائة وتغريب عام. وأن على امرأة هذا الرجم- الحديث، وفي آخره: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «واغد يا أنيس- لرجل من أسلم- على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها» . فغدا عليها فاعترفت فرجمها قال ابن السّكن: لست أدري من أنيس المذكور في هذا الحديث، ولم أجد له رواية، غير ما ذكر في هذا الحديث. ويقال هو أنيس بن الضحاك الأسلميّ، وقال غيره: يقال هو أنيس بن أبي مرثد، وهو خطأ، لأن ابن أبي مرثد غنويّ، وهذا ثبت في هذا الحديث أنه أسلمي. 297- أنيس الأنصاري [ (1) ] . روى البغويّ وابن شاهين والطبراني في الأوسط، من حديث عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه، عن شهر بن حوشب، قال: قام رجال خطباء [ (2) ] يشتمون عليا ويقعون فيه، فقام رجل من الأنصار يقال له أنيس فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سبّ هذا الرجل وشتمه، وأقسم باللَّه لأنا سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّي لأشفع يوم القيامة لأكثر ممّا على وجه الأرض من حجر ومدر، أترون شفاعته تصل إليكم، ويعجز عن أهل بيته؟» [ (3) ] . قال الطّبرانيّ في «الأوسط» : لا يروى عن أنيس إلا بهذا الإسناد، قال: وأنيس الّذي روى هذا الحديث هو عندي البياضي، له ذكر في المغازي. وتبعه أبو موسى.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (266) ، الاستيعاب ت (96) . [ (2) ] في أخطب. [ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 382 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عمرو صاحب علي ابن المديني ويعرف بالقلوري ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39064. وابن الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 330. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 298- أنيس، أبو فاطمة [ (1) ] . مشهور بكنيته. ويقال اسمه إياس، وذكر ابن السكن أنه يقال إنه أنيس بن الضحاك الأسلمي. 299- أنيس- قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأنس بن مالك: «يا أنيس» . رواه مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس: [وخاطبته به عائشة في حديث أخرجه البيهقيّ في «فضائل الأوقات» من طريق أبي رجاء العطاردي، عن أنس] [ (2) ] . 300- أنيسة - تقدم في أنسة. [ذكر من اسمه] [ (3) ] أنيف 301- أنيف بن جشم [ (4) ] بن عوذ اللَّه بن تيم بن إراش بن عامر بن حميلة القضاعيّ حليف الأنصار. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، قال ابن مندة: ليست له رواية. 302- أنيف بن حبيب [ (5) ] ، من بني عمرو بن عوف. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم خيبر، وعزاه أبو عمر للطّبريّ. 303- أنيف بن ملة الجذامي [ (6) ] من بني الضيب، له صحبة سكن الرّملة، ومات ببيت جبرين من كورة فلسطين، ذكره ابن حبان في الصحابة. وقال ابن السّكن: ذكره ابن إسحاق فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من جذام، وهو أخو حيان الآتي ذكره في الحاء. وروى ابن مندة، من طريق معروف بن طريف، قال: حدثتني عمتي ظبية بنت عمرو بن حزابة عن نهيسة مولاة لهم، قالت: خرج رفاعة ونعجة ابنا زيد وأنيف وحيان ابنا ملة في اثني عشر رجلا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- فلما رجعوا قلنا لأنيف: ما أمركم به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: أمرنا أن نضجع الشاة على شقّها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه للقبلة ونسمّي اللَّه- الحديث. 304- أنيف بن واثلة [ (7) ] ، ذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن استشهد بخيبر، واختلف في ضبط أبيه، فقيل بالمثلثة، وقيل بالتحتانية.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 32، أسد الغابة ت (270) . [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] سقط في ج. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، معرفة الصحابة 2/ 430، أسد الغابة ت (275) . [ (5) ] أسد الغابة ت 276، الاستيعاب ت 98. [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33 تبصير المنتبه 4/ 1316، أسد الغابة ت (277) . [ (7) ] أسد الغابة ت 278، الاستيعاب ت 97. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 باب الألف بعدها هاء 305- أهبان بن الأكوع [ (1) ] بن عياذ بن ربيعة الخزاعي. ويقال أهبان بن عياذ بن ربيعة بن كعب بن أمية. روى ابن السّكن، وابن مندة، من طريق أسباط بن نصر: حدثني وهب بن عقبة البكائي، حدثني يزيد بن معاوية البكّائي، عن أهبان بن عياذ الخزاعي، وهو الّذي كلّمه الذئب، وكان من أصحاب الشّجرة، وأنه كان يضحّي عن أهله بالشاة الواحدة، وسيأتي ذكره في أهبان بن أوس. 306- أهبان بن الأكوع:، عم سلمة الأسلمي- وقيل هو أهبان بن عمرو بن الأكوع، أخو سلمة، واسم الأكوع سنان، ذكره الطبري في الصحابة، قال: ومن ولده جعفر بن محمد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان، وكان عمر قد استعمل عقبة بن أهبان على صدقات كلب وبلقين وغسّان. 307- أهبان بن أوس الأسلمي [ (2) ] : ويقال وهبان، قديم الإسلام، صلّى القبلتين ونزل الكوفة، ومات بها في ولاية المغيرة. قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في أهل الكوفة، وروى له في صحيحه حديثا موقوفا من رواية مجزأة بن زاهر عنه، وفيه أنه كان له صحبة، وكان من أصحاب الشّجرة، وروى في تاريخه من طريق أنيس بن عمرو، عن أهبان بن أوس- أنه كان في غنم له فشدّ الذئب على شاة منها، فصاح عليه فأقعى على ذنبه، قال: فخاطبني، فقال: من لها يوم يشغل عنها. قال البخاريّ: إسناده ليس بالقويّ. قلت: لأن فيه عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف. وأورد ابن السكن في ترجمته حديث أبي نضرة عن أبي سعيد، قال: بينما راع يرعى   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت (280) ، الاستيعاب ت (99) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الثقات 3/ 17، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات 1/ 37، تهذيب التهذيب 1/ 380، الإكمال 4/ 445، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 105 الكاشف 1/ 141، تبصير المنتبه 3/ 1037، الجرح والتعديل 2/ ترجمة 1156 ذكر إخبار أصبهان 174، تراجم الأخبار 1/ 74، التعديل والتجريح 126، الجامع في الرجال 287، جامع الرواة 1/ 110، الجمع بين الصحبة 1/ 50، الطبقات الكبرى 4/ 309، دائرة معارف الأسلمي 11/ 132. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 غنما بظهر المدينة إذ عدا الذئب على شاة من غنمه، فحال بينه وبينها. فأقعى الذئب، فقال: تحول بيني وبين رزق ساقه اللَّه إليّ؟ الحديث. وذكر ابن الكلبيّ وأبو عبيد، والبلاذريّ، والطّبريّ، أن مكلّم الذئب هو أهبان بن الأكوع بن عياذ. قال ابن حبّان: مات أهبان بن أوس في ولاية المغيرة بن شعبة بالكوفة حيث كان واليا عليها لمعاوية. 308- أهبان بن صيفي الغفاريّ [ (1) ] ، ويقال وهبان يكنى أبا مسلم. وروى له التّرمذيّ حديثا، وحسّن حديثه، وابن ماجة، وأحمد. قال الطّبرانيّ: مات بالبصرة، وروى المعلّى بن جابر بن مسلم، عن أبيه، عن عديسة بنت وهبان بن صيفي- أن أباها لما حضرته الوفاة أوصى أن يكفّن في ثوبين، فكفنوه في ثلاثة، فأصبحوا فوجدوا الثوب الثالث على السرير. وكذلك رواه الطبراني من طريق عبد اللَّه بن عبيد، عن عديسة بنت أهبان. ونقل ابن حبان أن أهبان ابن أخت أبي ذرّ الغفاريّ، هو أهبان بن صيفي، وردّ ذلك ابن مندة. 309- أهبان بن عمرو بن الأكوع سبق في أهبان بن الأكوع. 310- أهبان بن عياذ [ (2) ] سبق في أهبان بن الأكوع بن عياذ أيضا. 311- أهبان بن عياض الأزديّ [ (3) ] . ذكر وثيمة في الردة عن ابن إسحاق، قال: بينما حمير مجتمعة إلى مقاولها إذ أقبل راكب من الأزد يقال له أهود بن عياض، فقال: يا معشر حمير، أنعى إليكم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له ابن ذي أصبح، جدّعك اللَّه وافد قوم، كذبت، ما مات، قال: بلى، والّذي بعثه بالحق، فما جزعكم؟ فو اللَّه لأنا أجزع منكم، ولو وجدت أرقّ منكم أفئدة وأغزر عيونا لنعيته إليهم، فأخرجوه من بينهم وكان عابدا، فقال: اللَّهمّ إني إنما   [ (1) ] الثقات 3/ 17، تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات 33، 175، تهذيب الكمال 1/ 125، الطبقات، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 438، الكاشف 1/ 141، تاريخ من دفن بالعراق 26، الجرح والتعديل 2/ 1157، التاريخ الصغير 86، 87، بقي بن مخلد 390، مسند أحمد 5/ 69، أسد الغابة ت (281) ، الاستيعاب ت (100) التاريخ الكبير 2/ 45، طبقات خليفة 33، الجرح والتعديل 2/ 309، مشاهير علماء الأمصار 42، الكنى والأسماء 2/ 293، الطبقات لابن سعد 7/ 80، تحفة الأشراف 2/ 1. [ (2) ] أسد الغابة ت 282. [ (3) ] أسد الغابة ت 283. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 نعيت إليهم رسولك لئلا يفتتنوا بعده، وليواسوني في جزعي عليه. فلما تواترت الركبان بموته آووه بعد ذلك، وفي ذلك يقول ابن ذي أصبح: جزع القلب أهود [ (1) ] ... إذ نعى لي محمّدا ليتني لم أكن رأيت ... - أخا الأزد أهودا [الخفيف] في أبيات ذكرها. باب الألف بعدها الواو 312- أوس بن الأرقم الأنصاري [ (2) ] ، يأتي تمام نسبه في أخيه زيد بن الأرقم. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. 313- أوس بن الأعور [ (3) ] بن جوشن بن مسعود. ذكره البخاريّ، قاله ابن مندة، وذكر المرزبانيّ أن اسم ذي الجوشن الضّبابي أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية، فقيل هو هذا، وقيل غيره. واللَّه أعلم. 314 ز- أوس بن أقرم الأنصاري ذكره أبو الأسود بن عروة فيمن نقل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ عبد اللَّه بن أبي قال في غزوة «المريسيع» [ (4) ] ما قال. أخرجه الحاكم في «الإكليل» . وقال: إنه من خطأ أصحاب المغازي. والصحيح أن قائل ذلك هو زيد بن أرقم، ولا بعد في أن يقع ذلك لزيد ولأوس. واللَّه أعلم. 315- أوس بن أوس الثقفي [ (5) ] روى له أصحاب السنن الأربعة أحاديث صحيحة من   [ (1) ] في ج أهودا. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، معرفة الصحابة 2/ 363، أسد الغابة ت (284) ، والاستيعاب ت (106) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، معرفة الصحابة 2/ 365، أسد الغابة ت (285) . [ (4) ] المريسيع: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وسين مهملة مكسورة وياء أخرى وآخره عين مهملة ورواه بعضهم بالغين المعجمة: ماء من ناحية قديد إلى الساحل به غزوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني المصطلق من خزاعة فقاتلهم وسباهم واصطفى منهم جويرية فتزوّجها. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1263. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، تهذيب الكمال 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 85، الطبقات 54، 285، الجرح والتعديل 2، ترجمة 1126، تهذيب التهذيب 1/ 381، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 442، المغني 1/ 94، التحفة اللطيفة 1/ 346، حلية الأولياء 1/ 347، العقد الثمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 رواية الشاميين عنه، نقل عباس، عن ابن معين أن أوس بن أوس الثقفيّ وأوس بن أبي أوس الثقفي واحد. وقيل: إن ابن معين أخطأ في ذلك، وإن الصواب أنهما اثنان، وقد تبع ابن معين على ذلك أبو داود وغيره. والتحقيق أنهما اثنان، ومن قال في أوس بن أوس: أوس بن أبي أوس- أخطأ، كما قيل في أوس بن أبي أوس: أوس بن أوس، وهو خطأ، وأما أوس بن أبي أوس فاسم والده حذيفة كما سيأتي. 316- أوس بن أبي أوس الثقفي [ (1) ] . فرّق بعضهم بينه وبين أوس بن حذيفة، كما سيأتي. 317- أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام، أخو حسّان الأنصاري [ (2) ] ، أمه سخطى بنت حارثة بن لوذان بنت عم والدة أخيه حسان، وهو والد شداد بن أوس الصحابيّ المشهور. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية وبدرا وأحدا، وقتل بها. وكذا قال عبد اللَّه ابن محمّد بن عمارة القداح في نسب الأنصار، وفيه يقول حسان بن ثابت في قصيدة: ومنّا قتيل الشّعب [ (3) ] أوس بن ثابت ... شهيدا وأسنى الذّكر منه المشاهد [ (4) ] [الطويل] وزعم الواقديّ أنه شهد الخندق وخيبر والمشاهد، وعاش إلى خلافة عثمان. فاللَّه أعلم. ويؤيده ما ذكره ابن زبالة في أخبار المدينة، وأوردته في شداد بن أوس. والأول أثبت لشهادة حسان بأنه شهد الشعب، والقصيدة المذكورة ثابتة في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري، وأولها:   [ () ] 1/ 336، الكاشف 1/ 147، الجامع في الرجال 286، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 129، جامع الرواة 1/ 110، بقي بن مخلد 114، أسد الغابة ت (287) ، الاستيعاب (112) . [ (1) ] أسد الغابة ت 288. [ (2) ] أسد الغابة ت 290، تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الثقات 1/ 9، 6/ 731، التحفة اللطيفة 1/ 346، عنوان النجاة 48، الاستبصار 54، معجم الثقات 243، أصحاب بدر 222، الطبقات الكبرى 3/ 55، الجامع في الرجال 286. [ (3) ] شعب: بكسر أوله: الطريق في الجبل وقيل ما انفرج بين جبلين وهو اسم لماء بين العقبة والقاع في طريق مكة على ثلاثة أميال حبس للماء عند قباب خراب وهو جبل باليمامة، وشعب بضم أوله وسكون ثانيه واد بين مكة والمدينة يصبّ في وادي الصفراء. انظر: مراصد الاطلاع: 2/ 800. [ (4) ] انظر ديوانه 117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 ألا أبلغ المستمعين بوقعة ... تخفّ لها شمط النّساء القواعد [ (1) ] [الطويل] وسأذكر شيئا منها في ترجمة ولده شداد بن أوس إن شاء اللَّه. 318 ز - أوس بن ثابت الأنصاريّ [ (2) ] : روى أبو الشيخ في تفسيره، من طريق عبد اللَّه ابن الأجلح الكنديّ، عن الكلبيّ عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الأولاد الصغار حتى يدركوا، فمات رجل من الأنصار يقال له أوس بن ثابت، وترك بنتين وابنا صغيرا، فجاء ابنا عمّه خالد وعرفطة فأخذا ميراثه، فقالت امرأته للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ذلك، فأنزل اللَّه: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ [النساء: 7] . فأرسل إلى خالد وعرفطة، فقال: لا تحرّكا من الميراث شيئا. ورواه أبو الشّيخ من وجه آخر، عن الكلبيّ، فقال قتادة وعرفطة، ورواه الثعلبي في «تفسيره» ، فقال: سويد وعرفطة، ووقع عنده أنهما أخوا أوس. وذكر ابن مندة في ترجمة هذا أنه أوس بن ثابت أخو حسان، وهو خطأ، لأن أوسا ليس له أحد من إخوته ولا من أعمامه يسمّى عرفطة ولا خالدا. ورواه مقاتل في تفسيره، فقال: إن أوس بن مالك توفي يوم أحد، وترك امرأته أم كجّة، وبتين- فذكر القصة. وسيأتي لهذا مزيد في ترجمة أم كجّة في كنى النساء إن شاء اللَّه تعالى. 319- أوس بن ثابت الأنصاري- آخر. استدركه ابن فتحون، وأخرج من طريق عبدان عن إسحاق بن الضّيف، عن عبد اللَّه بن يوسف، عن إسماعيل بن عيّاش، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كانت غزوة بدر، وأنا ابن ثلاث عشرة، فلم أخرج وكانت غزوة أحد وأنا ابن أربع عشرة فخرجت، فلما رآني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استصغرني وردّني، وخلّفني في حرس المدينة في نفر منهم: أوس بن ثابت، وأوس بن عرابة، ورافع بن خديج، هكذا أورده. وقد رواه ابن أبي خيثمة، عن عبد الوهاب بن نجدة، عن إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر الهذلي، عن نافع، فقال فيه: عن زيد بن ثابت، وعرابة بن أوس. ويحتمل أن يكون محفوظا. واللَّه أعلم. 320- أوس بن ثعلبة [ (3) ] . [بن زفر بن عمرو بن أوس] [ (4) ] التيمي.   [ (1) ] انظر ديوانه 113. [ (2) ] أسد الغابة ت 290. [ (3) ] أسد الغابة ت 291. [ (4) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 قال الحاكم في «تاريخه» . كان من الصحابة، ثم روي من طريق يزيد بن عمرو بن عباد التيمي أن أوس بن ثعلبة ورد مع سعيد بن عثمان خراسان، ثم وجهه سعيد إلى هراة. وذكر سلمويه أن عبد اللَّه بن عامر بعث أوس بن ثعلبة إلى بو شيخ- يعني سنة إحدى وثلاثين. وقال ابن عساكر في تاريخه: أوس بن ثعلبة بن زفر بن الحارث بن وديعة بن مالك بن تيم اللَّه بن ثعلبة، نسبه أبو القاسم الزجاجي عن ابن دريد. قلت: وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، ونسبه كذلك، ولكن قال: زفر بن عمرو بن أوس بن وديعة. ونقل عن دعبل أنه شاعر مخضرم. وروى ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس بن عبيد- أن أوس بن ثعلبة صاحب قصر أوس بالبصرة، وقع بينه وبين طلحة الطلحات معارضة، فخرج أوس هاربا إلى معاوية، فذكر له القصة وشعرا. قلت: ولولا أن الحاكم قال: إنه من الصّحابة لما ذكرته في هذا القسم. 321 ز- أوس بن ثعلبة الأنصاري [ (1) ] : ذكر يحيى بن سعيد الأمويّ في المغازي، عن ابن عباس، أنه كان أحد من تخلف عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة تبوك، وأنه أحد من ربط نفسه في السّارية حتى نزلت: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ... [التوبة: 102] الآية. وقال عبد بن حميد في تفسيره: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة أنها نزلت في سبعة نفر، منهم أربعة ربطوا أنفسهم في السّواري، وهم: أبو لبابة، ومرداس، وأوس، ولم ينسبه، وآخر أبهمه. ورواه ابن جرير من هذا الوجه وسمى الرابع خداما، وذكر القصة من عدة طرق، ولم يسمّ فيها إلا أبا لبابة. وسيأتي في ترجمة أوس بن خدام عدّتهم بأسمائهم، وأنهم كانوا ستة. 322- أوس بن جبير الأنصاري [ (2) ] ، من بني عمرو بن عوف. قتل بخيبر شهيدا على حصن ناعم. أورده ابن شاهين، وتبعه أبو موسى. 323- أوس بن جهيش النخعي. تقدم في الأرقم، وقيل اسمه جهيش بن أوس. 324- أوس بن حارثة الطائي [ (3) ] . روى ابن قانع، من طريق حميد بن منهب، عن   [ (1) ] التحفة اللطيفة 1/ 347. [ (2) ] أسد الغابة ت 292. [ (3) ] أسد الغابة ت 293، الاستبصار 266، تجريد أسماء الصحابة 1/ 35. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 جده أوس بن حارثة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سبعين راكبا من طيِّئ، فبايعته على الإسلام. استدركه ابن الدّبّاغ، وساق ابن قانع نسب أوس بن حارثة فقال: ابن لأم بن عمرو ... إلى آخره. وهو وهم، فإن أوس بن حارثة بن لأم مات في الجاهلية، وإنما أدرك الإسلام أحفاده، كعروة بن مضرّس [ (1) ] بن حارثة، وهانئ بن قبيصة بن أوس. وقد ذكر ابن عبد البرّ بحير بن أوس بن حارثة بن لأم، وقال: في إسلامه نظر. قلت: وأوس بن حارثة ليس هو جد حميد بن منهب الأدنى، فإنه حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن حارثة بن لأم بن عمرو بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيِّئ. ولجد أبيه خريم بن أوس صحبة كما سيأتي، ولعله كان فيه عن جده خريم بن أوس بن حارثة فقط خريم، واللَّه أعلم. وقد وقفت على ما يؤيّد ذلك، وهو أن ابن قانع قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب الأخباري، حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا زحر بن حصين، عن جده حميد بن منهب، عن جده أوس بن حارثة بن لأم الطائي، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سبعين راكبا من قومي، فبايعته على الإسلام- الحديث بطوله. قلت: اختصره ابن قانع، فذكر طرفا منه ثم قال: فذكر حديثا طويلا، والحديث المذكور رويناه في جزء أبي السّكين، وهو زكريا بن يحيى الطائفي المذكور، ورواية أبي عبيد بن جرمويه القاضي عنه، قال: حدثنا عم أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب، قال: قال جدّي خريم بن أوس بن حارثة: هاجرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منصرفه من تبوك، فقدمت عليه، فأسلمت، فذكر حديثا طويلا. فظهر أن الحديث لخريم بن أوس لا لأوس، واللَّه أعلم. وفي التاريخ المظفري: أتي أوس بن حارثة بن لأم الطائي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ابسط يدك» . قال: على ماذا؟ قال: «على أن أشهد أن لا إله إلّا اللَّه غير شاكّ» ، «وأنّك رسول اللَّه غير مرتاب، وعلى أن أضرب بهذا- وأشار إلى سيفه- من أمرتني» ، فقال: «أحسنت، بارك اللَّه عليك» [ (2) ] . وابنه خريم بن أوس صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. انتهى. ولعل أوسا عمّر إلى أن أدرك الإسلام.   [ (1) ] في أكعروة بن مضرس بن أوس بن حارثة. [ (2) ] أورده المتقي الهندي في الكنز (6341) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 ثم رأيت في جمهرة ابن الكلبيّ أن أوس بن حارثة عاش مائتي سنة. وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب «المعمرين» : أن أوس بن حارثة المذكور عاش مائتي سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله، وكان سيد قومه، فرحل بنوه، وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة، فيهم يسبون بذلك إلى اليوم، وفي ذلك يقول الأسحم بن الحارث بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء [ (1) ] الطائي: أتاني في المحلّة أنّ أوسا ... على لحمان مات من الهزال تحمّل أهله واستودعوه ... كساء من نسيج الصّوف بالي [الطويل] انتهى. وهذا يدلّ على أنه مات في الجاهلية. 325- أوس بن حبيب الأنصاريّ [ (2) ] . قتل بخيبر، قاله ابن عبد البر. وقد تقدم أوس بن جبير فقيل هو هو. 326- أوس بن حجر يأتي في عبد اللَّه بن حجر [ (3) ] . 326 م- أوس بن الحدثان [ (4) ] بن عوف بن ربيعة بن سعيد بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصريّ- بالنون. قال ابن حبان: يقال له صحبة. وروى ابن أبي عاصم من طريق عمر [ (5) ] بن صهبان- وهو ضعيف، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن أبيه- مرفوعا: «أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام ... » الحديث [ (6) ] . وذكره ابن مندة، وقال: إنه خطأ.   [ (1) ] في ج، د جدعان. [ (2) ] أسد الغابة ت 296، والاستيعاب ت 107. [ (3) ] مثبتة من أ. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الثقات 1/ 11، الإكمال 2/ 40، الطبقات 55، الوافي بالوفيات 9/ 445، المنمق 186، التمييز والفصل 2/ 690، أسد الغابة ت (297) ، الاستيعاب ت (109) . [ (5) ] في أعمرو. [ (6) ] أخرجه الدار الدّارقطنيّ عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخرجوا زكاة الفطر صاعا من طعام ... الحديث. سنن الدار الدّارقطنيّ 2/ 147 قال الهيثمي في الزوائد 3/ 84 رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بعضه وإسناده له طريق رجالها رجال الصحيح. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال 24120، الطبراني في الكبير 1/ 195، وابن عدي في الكامل 5/ 1674. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 وروى ابن مندة، من طريق أبي ضمرة، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس، عن أبيه- مرفوعا: «من ترك الكذب وهو مبطل بني له في ربض الجنّة..» [ (1) ] الحديث. وقد اختلف في إسناده على سلمة مع ضعفه، قرأت بخط ابن عبد البر: لولا حديث كعب بن مالك لم أثبت [ (2) ] له صحبة. قلت: يشير بذلك إلى ما أخرجه مسلم، من طريق أبي الزبير، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه وأوس بن الحدثان ينادي أيام التشريق: «إنّ أيّام منى أيّام أكل وشرب» . وقال ابن مندة: هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. 327- أوس بن حذيفة [ (3) ] [بن ربيعة بن أبي سلمة بن غيرة بن عوف وقيل: إن حذيفة] [ (4) ] هو ابن أبي عمرو بن عمرو [بن عوف] [ (5) ] بن وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي، وهو أوس بن أبي أوس. روى له أبو داود والنّسائيّ وابن ماجة، وصح من طريقه أحاديث، وهو والد عمرو بن أوس، وجدّ عثمان بن عبد اللَّه بن أوس. قال أحمد: أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة، وقال البخاريّ في تاريخه وابن حبّان: أوس بن حذيفة والد عمرو، ويقال هو أوس بن أبي أوس، ويقال أوس بن أوس. وقال أبو نعيم: اختلف المتقدمون في هذا، فمنهم من قال ... فذكر الخلافات الثلاثة، ثم قال: وأما أوس بن أوس الثقفيّ فيروي عنه الشاميّون، وقيل فيه أوس بن أبي أوس أيضا، ثم قال: وتوفي أوس بن حذيفة سنة تسع وخمسين. 328- أوس بن حذيفة. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مسلما وليس بالثقفيّ، قاله ابن حبّان في الصّحابة.   [ (1) ] أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 296، 297، 596. [ (2) ] في ألم تثبت له صحبة. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الثقات 3/ 10، الوافي بالوفيات 9/ 445، التحفة اللطيفة 1/ 347، العقد الثمين 1/ 337، مشاهير علماء الأمصار 58، بقي بن مخلد 457، جامع الرواة 1/ 110، الطبقات الكبرى 5/ 510، الجامع في الرجال 286، الجرح والتعديل 2/ 303، أسد الغابة ت (298) ، الاستيعاب ت (113) . [ (4) ] سقط في أ، ج. [ (5) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 329- أوس بن حوشب [ (1) ] الأنصاري: روى أبو موسى في الذيل، من طريق الجريريّ عن أبي السّليل، قال: أخبرني أبي، قال: شهدت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جالسا في دار رجل من الأنصار يقال له أوس بن حوشب، فأتى بعنب فوضع في يده ... فذكر الحديث. وأبو السّليل اسمه ضريب بن نقير- بتصغير الاسمين، والأب بالنون والقاف. 330- أوس بن خالد بن عبيد [ (2) ] بن أمية بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. قال ابن الكلبيّ: شهد اليرموك، وهو الّذي قال فيه حسان بن ثابت يومئذ: وأفلت يوم الرّوع أوس بن خالد ... يمجّ دما كالرّعف مختضب النّحر [ (3) ] [الطويل] 331 ز- أوس بن خالد بن قرط بن قيس بن وهب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النّجّاري. أغفلوا ذكره في الصحابة، وهو صحابي، لأن ابنه صفوان بن أوس تابعي معروف، كانت تحته عمرة بنت أبي أيوب الأنصاري. وأمّ صفوان هذا هي نائلة بنت الربيع بن قيس بن عامر، وكانت إحدى المبايعات، فأوس على هذا صحابي، لأنه لو كان مات في الجاهلية لكان لابنه صحبة، ولكنه تابعي، فيدل على أن أباه مات بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يبق بالمدينة من الأنصار في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحد كافرا. 332 ز- أوس بن خالد بن يزيد بن منهب الطائي ابن عمّ زيد الخيل. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: له وفادة. وله قصة في زمن عمر بن الخطاب، وذلك أن عمر بعث في خلافته رجلا يقال له أبو سفيان يستقرئ أهل البوادي فمن لم يقرأ ضربه، فاستقرأ أوس بن خالد فلم يقرأ، فضربه أبو سفيان أسواطا، فمات منها، فقامت أمّه تندبه، فأقبل حريث بن زيد الخيل الطائيّ لما أخبرته أمه الخبر فشدّ على أبي سفيان فقتله، وقال في ذلك أبياتا منها: فلا تجزعي [ (4) ] يا أمّ أوس فإنّه ... يلاقي المنايا كلّ حاف وذي نعل   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، أسد الغابة ت (299) . [ (2) ] أسد الغابة ت 300. [ (3) ] انظر ديوانه 185 وأسد الغابة ت 300. [ (4) ] في ج، د لا تجزعي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 فإن يقتلوا أوسا عزيزا فإنّني ... قتلت أبا سفيان ملتزم الرّحل [الطويل] وذكر ذلك أبو الفرج الأصبهانيّ، عن أبي [ (1) ] عمرو الشيبانيّ، وزاد فيه أن أبا سفيان المقتول كان رجلا من قريش. 333 ز- أوس بن خدام الأنصاري [ (2) ] . روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق الثوري، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال كان ممن تخلّف عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في تبوك ستة: أبو لبابة، وأوس بن خدام، وثعلبة بن وديعة، وكعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أميّة، فجاء أبو لبابة وأوس وثعلبة فربطوا أنفسهم بالسّواري، وجاءوا بأموالهم، فقالوا: يا رسول اللَّه، خذها، هذا الّذي حبسنا عنك. فقال: «لا أحلّهم حتّى يكون قتال» [ (3) ] . قال: فنزل القرآن: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ ... [التوبة: 102] الآية. إسناده قوي. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه. وقال عقبة: ورواه غيره عن الأعمش. وأورده ابن مردويه من طريق العوفيّ، عن ابن عباس مثله وأتمّ منه، لكن لم يسم منهم إلا أبا لبابة. وقد تقدم في ترجمة أوس بن ثعلبة أنهم سبعة واللَّه أعلم. 334- أوس بن خولي [ (4) ] بن عبد اللَّه بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ويقال أوس بن عبد اللَّه بن الحارث بن خولي. وقال ابن المدينيّ: يكنى أبا ليلى. وقال البغويّ في معجمه: حدّثنا علي بن مسلم. حدثنا يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان الّذي غسّل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم علي والفضل، فقالت الأنصار: نشدناكم اللَّه وحقّنا، فأدخلوا معهم رجلا [يقال له أوس بن خولي رجلا] [ (5) ] شديدا يحمل الجرّة من الماء بيده. تابعه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد.   [ (1) ] في أابن عمرو. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، معرفة الصحابة 2/ 362، أسد الغابة ت (301) . [ (3) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 273. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 11، تنقيح المقال 1105، الوافي بالوفيات 9/ 446، التحفة اللطيفة 1/ 348، عنوان النجاة 48، الاستبصار 186- أصحاب بدر 181، الأنساب 5/ 232، تصحيفات المحدثين 1555 الطبقات الكبرى 2/ 279، 280، 300، 301، 8/ 132، 190، أسد الغابة ت (302) . [ (5) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 ورواه ابن شاهين، من طريق أبي جعفر المنصور، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس نحوه. وقد ذكر نحو ذلك ابن إسحاق في المغازي بغير إسناد. وقال البغويّ: لا أعلم لأوس حديثا مسندا. قلت: قد أورد له ابن مندة حديثا من طريق هند بن أبي هالة، عن أوس بن خولي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «من تواضع للَّه رفعه اللَّه» [ (1) ] . وفي إسناده خارجة بن مصعب، وهو ضعيف. وفيه من لا يعرف أيضا. قلت: وله ذكر في أحاديث أخرى، منها ما ذكره ابن إسحاق في السيرة، عن الزّهريّ، عن علي بن الحسين، قال: الّذي نزل في قبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم علي، والفضل، وقثم، وشقران، وأوس بن خولي. ورواه أيضا عن حسين بن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن ابن عباس. ومن هذا الوجه أخرجه الطّبرانيّ. وحسين ضعيف. وذكر المدائنيّ وغيره أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خلّفه في عمرة القضاء بذي طوى ليقطع كيدا إن كادته قريش، وخلّف بشير بن سعد ب «مرّ الظّهران» [ (2) ] . وذكره إبراهيم بن سعد عن الزّهريّ، عن ابن كعب بن مالك فيمن توجّه لقتل ابن أبي الحقيق. وذكره الزّهريّ، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهم، فيمن شهد بدرا، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين شجاع بن وهب. وقال ابن سعد: مات أوس بن خولي قبل حصر عثمان.   [ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1398 عن أبي سعيد ولفظه من يتواضع سبحانه درجه يرفعه اللَّه ... الحديث. كتاب الزهد (37) باب البراءة من الكبر والتواضع (16) حديث رقم 4176 وقال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1398 هذا إسناده ضعيف ودراج بن سمعان أبو السمح المصري وإن وثقه ابن معين فقد قال أبو داود غير مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم وقال ابن عدي عامة أحاديث دراج مما يتابع عليه وضعفه أبو حاتم والنسائي والدار الدّارقطنيّ. وأبو نعيم في الحلية 7/ 129، 8/ 46، وابن عساكر في التاريخ 4/ 20 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 335. وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 114، والهيثمي في الزوائد 8/ 85 عن عمر بن الخطاب قال: أيها الناس تواضعوا فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول من تواضع ... قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعيد بن سلام العطار وهو كذاب. [ (2) ] مرّ الظّهران: موضع على مرحلة من مكّة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1257. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 335- أوس بن ساعدة الأنصاري [ (1) ] . له ذكر في حديث، روى أبو موسى من طريق لوين عن إبراهيم بن حبان- أحد الضعفاء المتروكين، عن شعبة، عن الحكم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: دخل أوس بن ساعدة الأنصاري على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فرأى في وجهه الكراهية، فقال: يا رسول اللَّه، إن لي بنات، وأنا أدعو عليهنّ بالموت، فقال: «لا تدع ... » الحديث. 336 ز - أوس بن سعد بن أبي سرح العامري، من مسلمة الفتح، وسكن المدينة، واختط بها دارا. ذكره ابن فتحون عن عمر بن شبّة، وقد وجدت له خبرا فيه أنه عاش إلى ولاية عبد الملك بن مروان على المدينة أو إلى خلافته. روى الفاكهيّ من طريق ابن جريج: أخبرني عكرمة بن خالد بن أوس بن سعد بن أبي سرح أخى بني عامر بن لؤيّ، قال: كان لنا مسكن في دار الحكم. فقال عبد الملك في إمارته: بعني مسكنك الّذي في دار أبي العاص فقلت: ما هي بدار أبي العاص ولكنها دارنا، كانت لنا في الجاهلية، ثم أسلمنا فيها. فقال: ما كانت لكم إلّا عمري. فقال: أيما كانت فهي لنا بقضاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: صدقت. قال: فبعنيها، فقلت له: أمّا بمال فلا، ولكن بدار. قال: فبعتها إياه بدار حرمانس. 337- أوس بن سعد، أبو زيد الأنصاري [ (2) ] ، من بني أمية بن زيد. ذكره أبو موسى من جهة عبدان، عن أحمد بن سيار، عن ابن يحيى بن بكير عن أبيه وعن مشيخة له: أن عمر ولّاه بعض الشام، ومات في خلافته سنة ستّ عشرة وهو ابن أربع وستين سنة. 338- أوس بن سلامة بن وقش، أخو سلمة وسعد وأبي نائلة. قال ابن الكلبيّ في «الجمهرة» : قتل يوم أحد. 339 ز- أوس بن سمعان الأنصاري [ (3) ] . قال ابن عبد البر: له حديث ليس إسناده بالقوي. قلت: أخرجه ابن مندة من طريق إبراهيم بن سويد، عن هلال بن زيد بن يسار، وهو أبو عقال أحد الضعفاء، قال: أخبرني أنس بن مالك أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «بعثني اللَّه هدى   [ (1) ] أسد الغابة ت (303) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 36. [ (2) ] أسد الغابة ت 304. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، أسد الغابة ت (306) ، الاستيعاب ت (117) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 ورحمة للعالمين، وبعثني لأمحو المزامير والمعازف [ (1) ] . فقال أوس بن سمعان: يا رسول اللَّه. والّذي بعثك بالحق إنّي لأجدها في التوراة كذلك. قال ابن مندة: تفرّد به سعيد بن أبي مريم عن إبراهيم. 340 ز- أوس بن سويد الأنصاري، ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق ابن جريج، عن عكرمة أنه نزل فيه: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ [النساء 7] . وقد تقدم في أوس بن ثابت شيء من هذا. 341- أوس بن شرحبيل [ (2) ] ، أحد بني المجمّع له صحبة، حديثه عند أهل الشّام، قاله ابن حبان، يأتي في شرحبيل بن أوس. وفرّق بينهما أبو بكر بن عيسى في «تاريخ الحمصيّين» . فقال: وممن نزل حمص من الصّحابة شرحبيل بن أوس، وأوس بن شرحبيل، كذا جعلهما اثنين، وكذا جوّز ذلك ابن شاهين. وقال البغويّ: والأصح عندي شرحبيل بن أوس. وأخرج له البخاريّ في «التّاريخ» تعليقا وابن شاهين والطّبرانيّ بإسناد شاميّ من طريق الزبيديّ، عن عياش بن يونس، عن نمران أبي الحسن بن محمد- أن ّ أوس بن شرحبيل أحد بني المجمّع حدّثه أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنّه ظالم فقد خرج من الإيمان [ (3) ] » . 342- أوس بن الصامت [ (4) ] بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن   [ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 233. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32096 وعزاه لابن مندة وأبو نعيم وابن النجار عن أنس، وضعف. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 10، الوافي بالوفيات 9/ 447، تعجيل المتعة 43، أسد الغابة ت (307) ، الاستيعاب ت (111) . [ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 197. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 256. والهيثمي في الزوائد 4/ 208 عن أوس بن شرحبيل ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه عباس بن مؤنس ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم كلام. وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 389. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، الثقات 3/ 10، تهذيب الكمال 1/ 126، الطبقات 99. تهذيب الكمال 1/ 126، تهذيب التهذيب 1/ 383، تقريب التهذيب 1/ 85، الاستبصار 190، بقي بن مخلد 440، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157، الوافي بالوفيات 9/ 447، التحفة اللطيفة 1/ 348، شذرات الذهب 1/ 19، الكاشف 1/ 142، الطبقات الكبرى 3/ 48، 8/ 377، 379، الجامع في الرجال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 عوف بن الخزرج الأنصاري، أخو عبادة بن الصامت. ذكروه فيمن شهد بدرا والمشاهد. وقال أبو داود: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أنّ جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلا به لمم، فذكر حديث الظهار، وتابع عازما على وصله شاذان، ورواه موسى بن إسماعيل- عن حماد- مرسلا، وهكذا رواه إسماعيل بن عيّاش وجماعة عن هشام عن أبيه مرسلا. وروى البزّار، من طريق أبي حمزة الثّمالي، وفيه ضعف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان الرجل إذا قال لزوجته في الجاهلية: أنت عليّ كظهر أمي- حرمت عليه، وكان أول من ظاهر في الإسلام رجل كان تحته بنت عم له يقال لها خويلة، كذا أخرجه مبهما. وقد رواه ابن شاهين وابن مندة من هذا الوجه بلفظ: أول ظهار كان في الإسلام من أوس بن الصّامت، كانت تحته بنت عم له. وأخرجه عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن ثابت الثمالي، عن عكرمة- مرسلا، فسماها خولة، وسماه أويس بن الصّامت- بالتصغير، وساق القصّة مطوّلة. وروى أبو داود من طريق يوسف بن عبد اللَّه بن سلام، عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة، قالت: ظاهر منّى زوجي أوس بن الصّامت ... فذكر الحديث، وإسناده حسن. وروى الدّار الدّارقطنيّ والطّبرانيّ في مسند الشّاميين، من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس- أنّ أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة، قال ابن مندة: تفرد بوصله سعيد بن بشير. ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلا. وروى أبو داود، من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أوس بن الصّامت- حديثا، وقال بعده: عطاء لم يدرك أوسا: هو من أهل بدر قديم الموت. وقال ابن حبّان: مات في أيام عثمان، وله خمس وثمانون سنة، وقال غيره: مات سنة أربع وثلاثين بالرملة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة. 343- أوس بن عابد [ (1) ] الأنصاري: قتل يوم خيبر شهيدا، ذكره ابن عبد البرّ.   [ (286،) ] جامع الرواة 1/ 110، تاريخ جرجان 389، أعيان الشيعة 3/ 510، تنقيح المقال 1106، دائرة معارف الأعلمي 11/ 70، أسد الغابة ت (308) ، الاستيعاب ت (105) . [ (1) ] أسد الغابة ت 310، الاستيعاب ت 114. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 344- أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي [ (1) ] ، يكنى أبا تميم، وربما ينسب إلى جدّه، فقيل أوس بن حجر. روى البغويّ وابن السّكن وابن مندة من طريق فيض بن وثيق، عن صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي شيخ من أهل العرج، قال: أخبرني أبي مالك بن إياس بن مالك أن أباه إياسا أخبره أن أباه مالك بن أوس أخبره أن أباه أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي مر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ومعه أبو بكر، وهما متوجّهان إلى المدينة «خذوات [ (2) ] » بين الجحفة وهرشى [ (3) ] ، وهما على جمل، فحملهما على فحل إبله، وبعث معهما غلاما يقال له مسعود، فقال له: اسلك بهما حيث تعلم من مخارم الطريق، ولا تفارقهما ... فذكر الحديث. ورواه الطّبرانيّ- وفي سياقه أن أباه مالك بن أوس بن حجر أخبره أن أباه أوس بن عبد اللَّه بن حجر قال: مرّ بي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فذكره. ورواه أبو العبّاس السّراج في «تاريخه» ، عن محمد بن عباد العكلي، عن أخيه موسى، عن عبد اللَّه بن يسار، عن إياس بن مالك بن أوس، قال: لما هاجر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ... فذكره مرسلا. قال ابن عبد البرّ: مخرج حديثه عن ولده، وهو حديث حسن. قال: وقد قيل إنه أبو أوس بن تميم بن حجر. قلت: قلبه بعض الرواة. وقد أخرج الحاكم في «الإكليل» من طريق الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل، حدثني ابن مسعود بن هنيدة، عن أبيه، عن جده مسعود، قال: لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقال: «أين تريد يا مسعود؟» قلت: جئت لأسلّم عليك، وقد أعتقني أبو تميم أوس بن حجر. قال: «بارك اللَّه عليك» [ (4) ] وسيأتي طريق لخبره في ترجمة مالك بن أوس.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، معرفة الصحابة 2/ 356، أسد الغابة ت (311) ، الاستيعاب ت (119) . [ (2) ] في أبقحدوات. [ (3) ] هرشى: بالفتح ثم السكون وشين معجمة والقصر ثنيّة في طريق مكة قريبة من الجحفة من البحر وقيل هرشى هضبة ململمة لا تنبت شيئا وهي على طريق الشام وطريق المدينة إلى مكة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1455. [ (4) ] أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 102. والترمذي في السنن 3/ 400 كتاب النكاح باب 7 ما جاء فيما يقال للمتزوج حديث رقم 1091 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود وفي السنن 1/ 647 كتاب النكاح باب ما يقال للمتزوج رقم 2130. وابن ماجة في السنن 1/ 614 كتاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 قلت: وأبوه ضبطه ابن ماكولا بفتحتين، وقيل بضم أوله وإسكان ثانيه. 345- أوس بن عتيك الأنصاري. تقدم في أنيس. 346 ز- أوس بن عمرو الأنصاري المازني. ذكره وثيمة فيمن استشهد يوم اليمامة. 347 ز- أوس بن عمرو بن عبد القاري، نزيل مصر، قال القضاعي في «الخطط» : له صحبة، قال: وكان عراك بن مالك عصبة لورثة أوس. 348- أوس بن عوف [ (1) ] بن جابر بن سفيان بن عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطيط ابن جشم بن ثقيف- كذا نسبه ابن حبّان في الصّحابة، وقال: كان في وفد ثقيف. وزعم أبو نعيم أنه هو أوس بن حذيفة، نسب إلى عوف أحد أجداده. قلت: وليس كذلك لاختلاف النسبين. 349- أوس بن فائد [ (2) ] . وقيل ابن فاتك، وقيل: ابن الفاكه، من بني عمرو بن عوف. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر. وروى عبدان من طريق يحيى بن بكير أن أوس بن الفاتك من الصحابة، قتل بخيبر. 350- أوس بن قتادة الأنصاري. ذكره ابن إسحاق أيضا فيمن استشهد بخيبر. 351- أوس بن قيظي [ (3) ] بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ والد عرابة. شهد أحدا هو وابناه: عرابة، وعبد اللَّه. ويقال: إن أوس بن قيظي كان منافقا، وإنه الّذي قال إن بيوتنا عورة.   [ () ] النكاح باب 23 تهنئة النكاح حديث رقم 1905. والدارميّ في السنن 2/ 134، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1284، والحاكم في المستدرك 2/ 183، وأحمد في المسند 3/ 451 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 148. [ (1) ] انظر التاريخ لابن معين 2/ 45، الطبقات الكبرى 5/ 501، سيرة ابن هشام 4/ 180، المغازي 961، طبقات خليفة 54، التاريخ الكبير 15، الجرح والتعديل 2/ 303، مقدمة مسند بقي بن مخلد 199، تاريخ الطبري 3/ 97، مشاهير علماء الأمصار 85، المعجم الكبير 1/ 220، تحفة الأشراف 2/ 4، تهذيب الكمال 3/ 388، تجريد أسماء الصحابة 1/ 35، الوافي بالوفيات 9/ 445، خلاصة تذهيب التهذيب 41، تهذيب التهذيب 1/ 381، تقريب التهذيب 1/ 85، أسد الغابة ت (314) ، الاستيعاب ت (115) . [ (2) ] أسد الغابة ت 315. [ (3) ] أسد الغابة ت 316، الاستيعاب ت 118. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 وروى أبو الشّيخ في تفسيره من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني الثقة عن زيد بن أسلم، قال: مرّ شاس بن قيس- وكان يهوديا عظيم الكفر- على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون، فغاظه ما رأى من تألّفهم بعد العداوة، فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث، ففعل، فتنازعوا وتشاجروا حتى وثب رجلان: أوس بن قيظي من الأوس وجبّار بن صخر من الخزرج، فتقاولا وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فجاء حتى وعظهم، وأصلح بينهم، فسمعوا وأطاعوا، فأنزل اللَّه في أوس وجبّار ومن كان معهما: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ [آل عمران 100] . وفي سنن ابن قيس: يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ ... [آل عمران 99] الآية. والحديث طويل أنا اختصرته، وإسناده مرسل، وفيه راو مبهم، أخرجه أبو عمر. 352- أوس بن مالك الأشجعيّ [ (1) ] . له ذكر في حديث رواه مكي بن إبراهيم، ذكره ابن مندة مختصرا. 353- أوس بن مالك [ (2) ] بن قيس بن محرّث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار، أبو السّائب المازنيّ. شهد أحدا، ذكره ابن شاهين مختصرا، وكذا ذكره الطّبريّ. 354- أوس بن مالك الأنصاري. تقدم في أوس بن ثابت. 355 ز- أوس بن مالك بن نمط الهمدانيّ. يأتي في نمط بن قيس. 356- أوس بن معاذ [ (3) ] ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بئر معونة، وكذا ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب. 357- أوس بن المعلّى [ (4) ] بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عديّ بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج. قال ابن الكلبيّ: له صحبة. واستدركه ابن الأثير. 358- أوس بن معير [ (5) ] ، أبو محذورة. يأتي في الكنى.   [ (1) ] أسد الغابة ت 318. [ (2) ] أسد الغابة ت 319. [ (3) ] أسد الغابة ت (322) ، انظر تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، معرفة الصحابة 2/ 362. [ (4) ] أسد الغابة ت (323) . [ (5) ] أسد الغابة ت (324) ، الاستيعاب ت (116) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 سماه خليفة، والزّبير بن بكّار أوسا، وسماه أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن سعد، وأبو خيثمة: سمرة. وقيل- عن ابن معين: اسمه معير بن نفير، كذا نقله عن ابن شاهين. وقال أبو عمر: قد قيل إن أوس بن معير أخو أبي محذورة، وفي ذلك نظر، والأول- يعني أنه اسم أبي محذورة- أصحّ وأشهر. ثم نقل عن ابن الزبير أن اسم أبي محذورة أوس، وأن له أخا اسمه أنيس قتل كافرا. وبه جزم ابن حزم، وخطأ من خالفه. وعن أبي اليقظان أن اسم أبي محذورة سمرة وأنّ أخاه اسمه أوس، وقتل يوم بدر كافرا. 359 ز- أوس بن مغراء الأنصاريّ. ذكره وثيمة فيمن استشهد باليمامة. 360- أوس بن المنذر الأنصاري [ (1) ] ، من بني عمرو بن مالك بن النجار. ذكره ابن إسحاق وأبو الأسود، عن عروة، فيمن استشهد بأحد. 361 ز- أوس بن يزيد [ (2) ] بن أصرم [ (3) ] . ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد العقبة. 362 ز- أوس الأنصاريّ [ (4) ] أفرده الطبرانيّ عمن تقدّم. وروي بسنده إلى أبي الزّبير، عن سعيد بن أوس الأنصاري، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطّرق، فنادوا: يا معشر المسلمين، اغدوا إلى ربّ كريم يمنّ بالخير، ثمّ يثيب عليه الجزيل..» وفي آخره: «فهو يوم الجوائز [ (5) ] » . ورواه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق سعيد بن عبد الجبار، عن توبة أو أبي توبة، عن سعيد بن أوس، عن أبيه- نحوه، كذا أخرجه المعافي في «الجليس» من طريق سعيد بن عبد الجبار، عن أبي توبة بغير شكّ. 363 ز- أوس الأنصاريّ- آخر. له ذكر.   [ (1) ] أسد الغابة ت (325) . [ (2) ] سقط في ب. [ (3) ] أسد الغابة ت (326) . معرفة الصحابة 2/ 364 [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 36. معرفة الصحابة 2/ 360، أسد الغابة ت (332) . [ (5) ] قال الهيثمي في الزوائد 2/ 204 رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي وثقه الثوري وروى عنه هو وشعبة وضعفه الناس وهو متروك والطبراني في الكبير 1/ 196. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23740. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 روى الحاكم في «الإكليل» من طريق الواقديّ، عن ابن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل، عن ابن مسعود بن هنيدة، عن أبيه مسعود ... فذكر الحديث في غزاة بني المصطلق، وفي آخره: وكان هاشم بن صبابة قد خرج في طلب العدوّ، فرجع في ريح شديدة وعجاج، فتلقّاه رجل من رهط عبادة بن الصامت يقال له أوس، فظنّ أن هاشما من المشركين، فحمل عليه فقتله، فعلم بعد أنه مسلم، فأمره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن يخرج ديته ... فذكر الحديث مطوّلا. 364 ز- أوس الكلابيّ. روى ابن قانع، من طريق يحيى بن راشد. عن المعلّى بن حاجب بن أوس الكلابيّ، عن أبيه عن جدّه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعته على ما بايعه الناس. وقد ذكر البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان: أن أوسا الكلابي يروي عن الضّحّاك ابن سفيان، وعنه ابنه حاجب. فاللَّه أعلم. 365- أوس المرئيّ: بالراء بعدها همزة. من بني امرئ القيس. له ذكر في حديث ابنته، رواه عبدان: حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق، حدثتنا جيدة بنت أبي العلانية محمد ابن أعين، حدثني أبي، عن أم جميل بنت أوس المرئية [ (1) ] ، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع أبي وعليّ ذوائب لي وقزّعة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «احلق عنها زيّ أهل الجاهليّة وائتني بها» ، فذهب بي أبي فحلقه عني وردّني، فدعا لي وبارك عليّ، ومسح يده على رأسي. وأورده ابن قانع من هذا الوجه، لكنه قال أوس المزنيّ- بالزاي والنون. وهو تصحيف. وذكر أبو عليّ في ذيل «الاستيعاب» أنّ اسمها جميلة. 366- أوس مولى [ (2) ] النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. جزم ابن حبّان بأنه اسم أبي كبشة. وقال الطّبرانيّ: أوس، ويقال: سليم وسيأتي في الكنى. 367- أوس: يقال هو اسم أبي زيد الأنصاريّ الّذي جمع القرآن، قاله إسماعيل القاضي، عن علي بن المديني، وسيأتي في الكنى. 368- أوفى بن عرفطة [ (3) ] : له صحبة، قاله ابن عبد البر، قال: واستشهد أبوه يوم الطّائف.   [ (1) ] في أالمزية. [ (2) ] الثقات لابن حبان 3/ 12، معرفة الصحابة 2/ 364. [ (3) ] أسد الغابة ت 329، الاستيعاب ت 121. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 قلت: وهو عرفطة بن حباب الأزديّ حليف بني أميّة. كما سيأتي. 369- أوفى [ (1) ] بن مولة التميمي العنبري. ذكره البغوي وغيره في الصحابة. وروى الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق عبد الغفار بن منقذ بن حصين بن حجار بن أوفى بن مولة، عن أبيه، عن جده، عن أوفى بن مولة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأقطعني الغميم، وشرط عليّ: «وإنّ ابن السّبيل أوّل ريّان [ (2) ] » ، وأقطع ساعدة- رجلا منّا- بئرا بالفلاة، وأقطع إياس بن قتادة الجابية [ (3) ] ، وهي دون اليمامة، وكنا أتيناه جميعا، قال ابن عبد البرّ: ليس إسناد حديثه بالقوي. 370- أويس بن الصامت. تقدم في أوس. باب الألف بعدها ياء 371- إياد، أبو السّمح، مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [ (4) ] . مشهور بكنيته، يأتي في الكنى. 372- إياس بن أوس [ (5) ] بن عتيك الأنصاريّ الأشهليّ. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد بأحد، وكذا ذكره ابن إسحاق، وأبو الأسود، عن عروة، وخالفهم ابن الكلبيّ، فزعم أنه استشهد بالخندق. 373- إياس بن البكير [ (6) ] : ويقال: ابن أبي البكير بن عبد ياليل بن ناشب [ (7) ] بن غيرة ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي، حليف بني عدي. قال البخاريّ في صحيحه: قال اللّيث: حدثني الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 38، الطبقات 197، الوافي بالوفيات 9/ 454، أسد الغابة ت (330) ، الاستيعاب ت (120) . [ (2) ] ذكره الهيثمي في المجمع 6/ 12 في كتاب الجهاد، باب ما يقطع من الأرض والمياه وقال وفيه من لم أعرفهم. [ (3) ] الجابية: بكسر الباء وياء مخففة، وأصله في اللغة الحوض الّذي يجبى فيه الماء للإبل وهي قرية من أعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان. [ (4) ] أسد الغابة ت (332) ، الاستيعاب ت (162) . [ (5) ] أسد الغابة ت (333) ، الاستيعاب ت (126) ، السيرة لابن هشام 1/ 123، تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، معرفة الصحابة 2/ 327. [ (6) ] في أإياس بن البكير ويقال ابن أبي البكير. [ (7) ] طبقات ابن سعد 3/ 1/ 283، طبقات خليفة 23، العقد الثمين 3/ 339، أسد الغابة ت (334) ، الاستيعاب ت (122) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 ابن ثوبان أن محمد بن إياس بن البكير حدثه، وكان أبوه شهد بدرا ووصله في تاريخه. وقال ابن إسحاق: لا نعلم أربعة إخوة شهدوا بدرا غير إياس وإخوته: عاقل، وخالد، وعامر، وذكر أنهم هاجروا جميعا فنزلوا على رفاعة بن عبد المنذر. وقال ابن يونس: شهد إياس فتح مصر، وتوفّي سنة أربع وثلاثين، واستشهد أخوه عاقل يوم بدر، وأخوه خالد يوم الرّجيع [ (1) ] ، وأخوه عامر باليمامة. 374- إياس بن ثعلبة [ (2) ] ، أبو أمامة البلوي، حليف بني حارثة من الأنصار، ويأتي في الكنى. 375- إياس بن رئاب، [ (3) ] هو ابن هلال بن رئاب، نسب إلى جده. وسيأتي قريبا. 376- إياس بن سلمة [ (4) ] بن الأكوع، ذكره ابن عبد البر في الصّحابة.، وقال: مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشعر، وفيه نظر. قلت: إن كان هو الّذي روى عنه أبو العميس فليست له صحبة، لأنه ولد في زمن عثمان. وإن كان لسلمة ابن يقال له إياس أيضا فهو محتمل. وقد سبق ابن عبد البر إلى ذلك المرزباني في معجمه، لكن لم يصرح بأنّ له صحبة، بل قال في ترجمته: هو القائل يمدح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: سمح الخليقة ماجد وكلامه ... حق وفيه رحمة ونكال أولاد قيلة حوله في غابة ... كالأسد ترفأ [ (5) ] حولها الأشبال [الكامل]   [ (1) ] رجيع: بفتح أوله وبالعين المهملة على فعيل هو الموضع الّذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة نفر الذين بعثهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فهم عاصم بن ثابت الّذي حمته الدّبر وهو ماء الهذيل، قرب الهذّة بين مكة والطائف والرجيع: واد قرب خيبر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 606. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، تقريب التهذيب 871، تهذيب الكمال 1/ 127، أسد الغابة ت (335) ، الاستيعاب ت (130) ، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 107، الوافي بالوفيات 9/ 462، تهذيب التهذيب 3/ 387، بقي بن مخلد 207. [ (3) ] أسد الغابة ت (336) . [ (4) ] طبقات ابن سعد 5/ 248، طبقات خليفة 249، التاريخ الكبير 4391، الجرح والتعديل 2/ 279، تهذيب الكمال 129، تذهيب التهذيب 1- 76/ 1، تاريخ الإسلام 4/ 233، تهذيب التهذيب 1/ 388، خلاصة تذهيب الكمال 42. [ (5) ] في ج، د ترقى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 وكان وجه النظر من كونه لا يلزم من مدحه للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يكون له صحبة. 377- إياس بن سهل الجهنيّ [ (1) ] حليف الأنصار. ذكره ابن مندة، قال أبو نعيم: أظنه تابعيا، روى ابن مندة من طريق موسى بن جبير: سمعت من حدثني عن إياس الجهنيّ أنه كان يقول: قال معاذ: يا نبي اللَّه، أيّ الإيمان أفضل؟ قال: «تحبّ للَّه، وتبغض للَّه، وتعمل لسانك في ذكر اللَّه» . قال: وروى مصعب بن المقدام، عن محمد بن إبراهيم المدني، عن أبي حازم، أنه جلس إلى إياس بن سهل الأنصاري في مسجد بني ساعدة، فقال لي: أقبل عليّ أبا حازم أحدّثك عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قلت: الإسناد الأول منقطع. وفي الثاني محمد بن إبراهيم، وهو ابن أبي حميد- أحد الضّعفاء. 378 ز- إياس بن شراحيل [ (2) ] بن قيس بن يزيد بن امرئ القيس بن بكر بن الحارث بن معاوية الكندي. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قاله ابن الكلبيّ، وابن سعد، والطبريّ، واستدركه ابن معوز، وحكاه الرشاطيّ. 379 ز - إياس بن عبد الأسد القاري [ (3) ] ، حليف بني زهرة. ذكره سعيد بن عفير فيمن شهد فتح مصر من الصحابة، واختطّ بها دارا. أخرجه ابن مندة. 380- إياس بن عبد اللَّه [ (4) ] : ويقال ابن عبد الفهري. أبو عبد الرحمن. مشهور بكنيته. يأتي في: «الكنى» . 381 ز - إياس بن عبد اللَّه الفهري [ (5) ] . 382 ز- إياس [ (6) ] بن عبد اللَّه بن أبي ذباب الدّوسي [ (7) ] . من أهل مكّة. قال ابن حبّان:   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 39، معرفة الصحابة 2/ 328. [ (2) ] أسد الغابة ت (338) . [ (3) ] أسد الغابة ت (339) . [ (4) ] انظر الثقات 3/ 13، تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الاستيعاب ت (128) . [ (5) ] أسد الغابة ت (340) . [ (6) ] سقط في أ. [ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 3/ 12، تهذيب الكمال 1/ 127، تهذيب التهذيب 1/ 389، تقريب التهذيب 1/ 87، الوافي بالوفيات 9/ 463، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 108، التاريخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 يقال: إنّ له صحبة. ثم أعاده في التابعين، وقال: لا يصحّ عندي أنّ له صحبة. روى أبو داود والنّسائيّ وغيرهما حديثا بإسناد صحيح، لكن قال ابن السكن: لم يذكر سماعا، وقال البخاريّ: لا نعرف له صحبة. 383- إياس بن عبد. أبو عوف المزني [ (1) ] قال البخاريّ، وابن حبان: له صحبة، روى له أصحاب السنن وأحمد حديثا في بيع الماء. قال البغويّ وابن السّكن: لم يرو غيره، ويقال كنيته أبو الفرات. نزل الكوفة، قال البغويّ: حدّثنا عليّ بن سلمة، حدّثنا ابن عيينة، قال: سألت عنه بالكوفة فأخبرت أنه من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروي أيضا من طريق ابن عيينة، قال: سألت عبد اللَّه بن الوليد بن عبد اللَّه بن معقل ابن مقرّن المزني قلت: تعرف إياس بن عبد المزني؟ فقال: هو جدّي أبو أمي. وروي أيضا من طريق عمرو بن دينار عن أبي المنهال- وهو عبد الرحمن بن مطعم، قال: سمعت إياس ابن عبد صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا موقوفا. 384- إياس بن عبس [ (2) ] بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الدّيل بن صباح العبديّ الصباحي. ذكره الرّشاطيّ عن أبي عمرو الشّيبانيّ أنه ممن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع الأشجّ هو وأخوه القائف. وسيأتي الخبر بذلك في ترجمة القائف إن شاء اللَّه تعالى. 385- إياس بن عديّ الأنصاري [ (3) ] من بني عمرو بن مالك بن النجار. استشهد يوم أحد، قاله ابن عبد البرّ، وقال: لم يذكره ابن إسحاق. قلت: قد ذكره ابن هشام [ (4) ] من زياداته.   [ () ] الكبير 1/ 440، العقد الثمين 1/ 340، الجرح والتعديل 2/ 1008، الكاشف 1/ 144، بقي بن مخلد 770، أسد الغابة ت (341) ، الاستيعاب ت (129) . [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 9/ 13، تهذيب الكمال 1/ 127، تقريب التهذيب 1/ 87، الكاشف 1/ 144، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 108، الوافي بالوفيات 9/ 462، العقد الثمين 1/ 340، تهذيب التهذيب 1/ 389، الجرح والتعديل 14، ترجمة 44، بقي بن مخلد 480، أسد الغابة ت (348) ، الاستيعاب ت (127) . [ (2) ] في ج عيسى. [ (3) ] أسد الغابة ت (343) والاستيعاب ت (125) . [ (4) ] في أفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 386- إياس بن قتادة التميمي [ (1) ] العنبري تقدم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة، وهم فيه بعضهم فصحّفه فقال: العنزي- بالزاي. وفي بني تميم آخر يقال له إياس بن قتادة، لكنه مجاشعيّ لا صحبة له. ذكر المبرّد في «الكامل» أن الأحنف دفعه إلى الأزد رهينة من أجل الدّيات التي تحمّل بها في الفتنة الواقعة بين الأزد وتميم بعد عبيد اللَّه بن زياد سنة بضع وستين. 387- إياس بن معاذ [ (2) ] الأنصاري الأشهلي. قال ابن السّكن، وابن حبّان: له صحبة. وذكره البخاريّ في تاريخه «الأوسط» فيمن مات على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من المهاجرين الأولين والأنصار، وترجم له في التاريخ الكبير. وقال مصعب الزّبيريّ: قدم إياس مكة وهو غلام قبل الهجرة فرجع ومات قبل هجرة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكر قومه أنه مات مسلما. وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثني الحصين [ (3) ] بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لبيد، قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتاهم فجلس إليهم، فقال لهم: «هل لكم إلى خير ممّا جئتم له؟» قالوا: وما ذاك؟ قال: «أنا رسول اللَّه، بعثني إلى العباد، أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا [ (4) ] » ، ثمّ ذكر لهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن معاذ: يا قوم، هذا واللَّه خير مما جئتم له. فأخذ أبو الحيسر حفنة من البطحاء، فضرب وجهه بها، وقال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا، فسكت، وقام وانصرفوا، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك. قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومه أنّهم لم يزالوا يسمعونه يهلّل اللَّه   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، معرفة الصحابة 2/ 329، أسد الغابة ت (345) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، الثقات 3/ 12، الوافي بالوفيات 9/ 464، التحفة اللطيفة 1/ 350، الاستبصار 212، 213، التاريخ الكبير 1/ 442، الطبقات الكبرى 3/ 438، التاريخ الصغير 20، معجم رجال الحديث 3/ 249، أسد الغابة ت (347) ، الاستيعاب ت (123) . [ (3) ] في ج الحسين. [ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 427، والطبراني في الكبير 1/ 351، والحاكم في المستدرك 3/ 180، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله مسلم مرسلا والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 162 وكنز العمال حديث رقم 36849. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 ويكبّره ويحمده ويسبّحه، فكانوا لا يشكون أنه مات مسلما. رواه جماعة عن ابن إسحاق هكذا، وهو من صحيح حديثه، لكن رواه زياد البكّائي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو- بدل الحصين، والأول أرجح. أشار إلى ذلك البخاريّ في تاريخه. 388- إياس بن هلال بن رئاب بن عبد اللَّه المزني، أبو قرّة. له ولولده صحبة، قاله ابن قتيبة. وروى النّسائيّ وابن ماجة وابن أبي خيثمة وابن السّكن والباورديّ وغيرهم من طريق يوسف بن المبارك، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث أباه جدّ معاوية إلى رجل عرّس بامرأة ابنه، فضرب عنقه وخمّس ماله. إسناده حسن. وهكذا رواه عبد اللَّه بن الوضّاح، وأحمد بن عبد اللَّه العتكيّ، عن عبد اللَّه بن إدريس. وقال ابن السّكن: هو معروف ب «يوسف» لم يروه من الثّقات غيره. قلت: قد رواه إسحاق بن راهويه، عن عبد اللَّه بن إدريس، فلم يذكر قرّة في إسناده. وقال ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: هذا حديث صحيح. كأن ابن إدريس أسنده لقوم وأرسله لآخرين. وروى ابن قانع والباورديّ وابن عديّ في «الكامل» ، من طريق فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة، عن أبيه- أنه ذهب مع أبيه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فرآه محلول الإزار، فأدخل يده فوضعها في الخاتم. 389- إياس بن ودقة الأنصاري [ (1) ] ، من بني سالم بن عوف بن الخزرج. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم اليمامة. قال أبو موسى المدينيّ: رأيته في نسخة بالفاء، والصّواب بالقاف، والدال مفتوحة بالاتفاق، مختلف في إعجامها وإهمالها. 390 ز- أيسر- لقب أبي ليلى الأنصاري، والد عبد الرّحمن. واسم أبي ليلى داود بن بلال. كذا سمّاه ونسبه حفيده محمد بن عمران بن عبد اللَّه بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وسيأتي ذكر أبي ليلى في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.   [ (1) ] تبصير المنتبه 4/ 1470، أسد الغابة ت (349) والاستيعاب ت (124) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 391 ز- أيفع بن عبد كلال الحميري. قال أبو الفتح الأزدي: له صحبة. قال: وروى أيفع عن عبد اللَّه بن عمر، فإن صحّ فهو آخر. قلت: الرّاوي عن ابن عمر آخر بلا شك، لكن لهم ثالث، وهو أيفع بن عبد الكلاعي حمصي، روى عن راشد بن سعد وغيره، وأرسل أحاديث، وسيأتي في القسم الأخير. 392- إيماء بن رحضة [ (1) ] بن خرّبة بن خفاف بن حارثة بن غفار. قديم الإسلام. قال ابن المدينيّ: له صحبة. قال: وقد روى حنظلة الأسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة حديث القنوت. وقال بعضهم: عن إيماء بن رحضة. وروى مسلم في صحيحه قصة إسلام أبي ذرّ من طريق عبد اللَّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ، وفيها: فجئنا قومنا فأسلم نصفها قبل أن يقدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة. وكان يؤمّهم إيماء بن رحضة الغفاريّ. [ولكن ذكر أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة هل هو خفاف بن إيماء أو أبوه إيماء بن رحضة؟ وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف تقدّم على إسلام أبيه. واللَّه أعلم] [ (2) ] . وذكر الزّبير بن بكّار من حديث حكيم بن حزام أن إيماء بن رحضة حضر بدرا مع المشركين، فيكون إسلامه بعد ذلك. وذكر ابن سعد أنه أسلم قريبا من الحديبيّة. وهذا يعارض رواية مسلم. وقال ابن سعد: كان سكن غيقة [ (3) ] من ناحية السّقيا [ (4) ] ، ويأوي إلى المدينة، وسيأتي ذكر ابنه خفاف في موضعه، والقصة المذكورة عن حكيم بن حزام فيها، قال: فخرج عتبة ابن ربيعة مبادرا، وخرجت معه لئلا يفوتني من الخير شيء، وعتبة يبكي على إيماء بن رحضة الغفاريّ، وقد أهدى إلى المشركين عشر جزائر [ (5) ] وفيها أن أبا جهل لما كلمه عتبة بن   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، الثقات 3/ 109، التحفة اللطيفة 1/ 351، الطبقات الكبرى 4/ 221. [ (2) ] سقط في أ، أسد الغابة ت (351) ، الاستيعاب ت (136) . [ (3) ] غيقة: بالفتح ثم السكون ثم القاف ثم الهاء موضع بظهر الحرة، حرّة النار لبني ثعلبة وقيل: بين مكة والمدينة في بلاد غفار، وقيل: خيت في ساحل بحر الحجاز فيه أودية وقيل: حساء على شاطئ البحر فوق العذببة وقيل: مويهة عليها نخل بطرف جبل جهينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 1007. [ (4) ] سقيا: بالضم ثم السكون «ثم مثناة تحتانية مقصور» قرية جامعة من عمل م 2/ 721 الفرع بينهما مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلا وقيل تسعة وعشرون وقيل السّقيا: من أسافل أودية تهامة وقيل السقيا: بركة وأحساء غليظة دون شميراء للمصعد إلى مكة منها إليها أربعة أميال والسقيا: قرية على باب منبج ذات بساتين كثيرة وقبل بئر بالمدينة وهي ظلّة كانوا يجلسون تحتها. [ (5) ] ثبت في أ. وفيها أن أبا جهم لما كلمه عتبة بن ربيعة أن يرجع يوم بدر عن القتال فقال: انتفخ سحرك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 ربيعة أن يرجع يوم بدر عن القتال فقال: انتفخ سحرك وسل سيفه فضرب به متن فرسه، فقال إيماء بن رحضة ليس القاتل هذا. 393- أيمن بن خريم بن الأخرم [ (1) ] بن شدّاد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو ابن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسديّ. قال المبرد في «الكامل» : له صحبة، وأنشد له شعرا قاله في قتل عثمان يقول فيه: إنّ الّذين تولّوا قتله سفها ... لقوا أثاما وخسرانا وما ربحوا [البسيط] وقال المرزبانيّ: قيل له صحبة. وقال ابن عبد البرّ: أسلم يوم الفتح، وهو غلام يفعة. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة. وأخرج له التّرمذيّ حديثا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم واستغربه، وقال: لا نعرف لأيمن سماعا من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يقف ابن عبد البر على هذا الحديث، فقال: قال الدّار الدّارقطنيّ: روى أيمن عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأما أنا فما وجدت له رواية إلا عن أبيه وعمّه. قال الصّوليّ: كان أيمن يسمى خليل الخلفاء، لإعجابهم به وبحديثه لفصاحته وعلمه، وكان به وضح يغيّره بزعفران، فكان عبد العزيز بن مروان وهو أمير مصر يواكله ويحتمل له ما به من الوضح لإعجابه به. وقال ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، قال مروان بن الحكم لأيمن ابن خريم يوم المرج: ألا تخرج تقاتل معنا؟ فقال: إن أبي وعمّي شهدا بدرا، وعهدا إليّ ألا أقاتل مسلما .... الحديث. كذا فيه شهدا بدرا، وهو خطأ كما سنبينه في ترجمة خريم إن شاء اللَّه تعالى. 394- أيمن بن أم أيمن [ (2) ] ، وهو أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي الجرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج. كذا نسّبه ابن سعد وابن مندة.   [ () ] وسل سيفه فضرب به متن فرسه وقال ايماء بن رخصة: ليس القاتل هذا. [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، الإكمال 7/ 70، تهذيب الكمال 1/ 132، تهذيب التهذيب 1/ 392، تقريب التهذيب 1/ 88، الجرح والتعديل 2/ 1206، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 109، الكاشف 1/ 144، الطبقات الكبرى 6/ 38، التاريخ الكبير 2/ 24 أسد الغابة ت (352) ، الاستيعاب ت (132) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 41، معرفة الصحابة 2/ 372، الاستيعاب ت (131) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وأما أبو عمر فقال: أيمن بن عبيد الحبشي. وهو أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لأمّه وكانت أم أيمن تزوّجت في الجاهلية بمكة عبيد بن عمرو المذكور، وكان قدم مكّة، وأقام بها، ثم نقل أم أيمن إلى يثرب، فولدت له أيمن، ثم مات عنها فرجعت إلى مكّة، فتزوّجها زيد بن حارثة: قاله البلاذريّ عن حفص بن عمر، عن الهيثم بن عدي عن الشعبي. وقع ذكره في صحيح البخاريّ، وسيأتي ذلك في ترجمة ابنه الحجاج بن أيمن في قسم من له رؤية. ويقال إنه الّذي روى عنه عطاء ومجاهد حديث القطع في السرقة، وقد أوضحت صحة ذلك بشواهده في مختصر التهذيب [ (1) ] . وقال إبراهيم الحربيّ: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو- أنّ سليمان بن زياد حدّثه أنّ عبد اللَّه بن الحارث حدثه أن أيمن وفتية معه تعرّوا واجتلدوا، فجعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا من اللَّه استحيوا ولا من رسوله استتروا» . وأم أيمن تقول: يا رسول اللَّه، استغفر لهم فيأبى، ما استغفر لهم. ورواه الطّبرانيّ أيضا. وقد فرق ابن أبي خيثمة بين أيمن الحبشي، وبين أيمن بن أم أيمن. وهو الصّواب. 395 ز- أيمن- أحد من جاء مع جعفر بن أبي طالب [ (2) ] ، كما تقدم في أبرهة. 396- أيوب بن مكرز [ (3) ] قال ابن شاهين: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمّد بن يزيد، قال: وممن عدّ في أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أيوب بن مكرز. وذكره أبو جعفر الطّبريّ أيضا في الصحابة. أما أيّوب بن عبد اللَّه بن مكرز بن حفص بن الأحنف القرشي العامري فهو تابعي، له رواية عن ابن مسعود وغيره، وولي غزو الرّوم في أيام معاوية، وكان صاحب الترجمة عمّه.   [ (1) ] المسمى بالتقريب. [ (2) ] أسد الغابة ت 355. [ (3) ] أسد الغابة ت 357. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 القسم الثاني من حرف الألف [في ذكر من له رؤية باب الهمزة بعدها الألف] [ (1) ] 397 ز- آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. ذكر ابن حزم وغيره أنه الّذي قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فيه: «وأوّل دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث» [ (2) ] وسمّاه الزبير بن بكّار أيضا. وقد قال البلاذريّ: كان حذيفة بن أنس الهذلي الشاعر خرج بقومه يريد بني عدي بن الدّيل، فوجدهم قد رحلوا عن منزلهم، ونزله بنو سعد بن ليث، فأغار عليهم. وآدم بن ربيعة مسترضع له فيهم، فقتل، فوضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دمه يوم الفتح، ويقال هو تصحيف. قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : وإنما هو دم ابن ربيعة، كذا قال، وفيه نظر. وقيل اسمه إياس، ذكره أبو سعد النيسابورىّ، وقيل غير ذلك. وسيأتي في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى. [باب الهمزة بعدها الباء] [ (3) ] 398- إبراهيم ابن [ (4) ] سيد البشر محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم. أمّه مارية القبطية، ولدته في ذي الحجة سنة ثمان. قال مصعب الزّبيريّ. ومات سنة عشر، جزم به الواقديّ، وقال: يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول. وقالت عائشة: عاش ثمانية عشر شهرا. وقال محمد بن المؤمّل: بلغ سبعة عشر شهرا وثمانية أيام. وأخرج ابن مندة، من طريق ابن لهيعة، عن عقيل ويزيد بن أبي حبيب، كلاهما عن ابن شهاب، عن أنس: لما ولد إبراهيم من مارية جاريته كان يقع في نفس النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم،   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] الطبقات الكبرى 1/ 134، تجريد أسماء الصحابة 1/ 8، معرفة الصحابة 1/ 142، [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] أسد الغابة ت (6) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 حتى أتاه جبريل عليه السّلام، فقال: «السّلام عليك يا أبا إبراهيم» ، هذا حديث غريب من حديث الزهريّ. وقال أحمد في مسندة: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد توفّي إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو ابن ثمانية عشر شهرا، فلم يصلّ عليه. إسناده حسن، ورواه البزّار وأبو يعلى، وصحّحه ابن حزم، لكن قال أحمد في رواية حنبل عنه: حديث منكر. وقال الخطّابيّ: حديث عائشة أحسن اتصالا من الرواية التي فيها أنه صلّى عليه، قال: ولكن هي أولى. وقال ابن عبد البرّ: حديث عائشة لا يصح. ثم قال: وقد يحتمل أن يكون معناه لم يصلّ عليه في جماعة، أو أمر أصحابه فصلّوا عليه ولم يحضرهم. وروى ابن ماجة من حديث ابن عباس، قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ له مرضعا في الجنّة، فلو عاش لكان صدّيقا نبيّا، ولو عاش لأعتقت أخواله من القبط، وما استرقّ قبطيّ» [ (1) ] . وفي سنده أبو شيبة الواسطيّ إبراهيم بن عثمان، وهو ضعيف. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، ووقع لنا من طريقة بعلوّ. وقال: غريب. وروى ابن سعد، وأبو يعلى من طريق عطاء بن عجلان، وهو ضعيف، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على ابنه إبراهيم وكبّر عليه أربعا [ (2) ] . وروى البزّار من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد- مثله، وفيه عبد الرحمن بن مالك بن معقل- وهو ضعيف. وروى أحمد من طريق جابر الجعفي- أحد الضعفاء، عن الشعبي، عن البراء. قال:   [ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 484 عن ابن عباس ولفظه لما مات إبراهيم ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقال إن له مرضعا في الجنة ولو عاش لكان صديقا نبيا، ولو عاش لعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي. كتاب الجنائز (6) باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول اللَّه وذكر وفاته (27) حديث رقم 1511، وأحمد 4/ 289، وابن سعد 1: 1: 92 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 1/ 484 في إسناده إبراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط قال فيه البخاري سكتوا عنه وقال ابن المبارك ارم به، وقال ابن معين ليس بثقة وقال أحمد منكر الحديث وقال النسائي متروك الحديث. وأخرجه ابن عساكر في التاريخ 1/ 296. [ (2) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 431 عن جعفر بن محمد عن أبيه وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 38 عن أنس وقال رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبيد اللَّه العزرمي وهو ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 قد صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ابنه إبراهيم. ومات وهو ابن ستة عشر شهرا، ورواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، فلم يذكر البراء، وكذا عبد الرزاق. وروى البيهقيّ في «الدّلائل» - من طريق سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على ابنه إبراهيم حين مات. قال النّوويّ: الّذي ذهب إليه الجمهور أنه صلّى عليه وكبّر عليه أربع تكبيرات. وفي صحيح البخاريّ أنه عاش سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا على الشكّ. وأخرج ابن مندة، من طريق أبي عامر الأسدي، عن سفيان، عن السّديّ، عن أنس، قال: توفّي إبراهيم ابن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو ابن ستة عشر شهرا، فقال: «ادفنوه بالبقيع، فإنّ له مرضعا تتمّ رضاعه في الجنّة» [ (1) ] ، وقال: غريب، لا نعرفه من حديث الثوريّ إلّا من هذا الوجه. قلت: أخرج البخاريّ من طريق محمد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، قلت: لعبد اللَّه بن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [أكبر] ؟ قال: مات صغيرا، ولو قضى أن يكون بعد محمد نبيّ عاش ابنه إبراهيم، ولكني لا نبيّ بعده. وأخرجه أحمد عن وكيع، عن إسماعيل: سمعت ابن أبي أوفى يقول: لو كان بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نبيّ ما مات ابنه إبراهيم. وروى إسماعيل السّدّيّ، عن أنس، كان إبراهيم قد ملأ المهد، ولو بقي لكان نبيّا، لكن لم يكن ليبقى، فإنّ نبيكم آخر الأنبياء. وأخرج ابن مندة أيضا، من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، قلت لابن أبي أوفى: هل رأيت إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: نعم كان أشبه الناس به، مات وهو صغير. وقد استنكر ابن عبد البرّ حديث أنس، فقال- بعد إيراده في التمهيد: لا أدري ما هذا؟ فقد ولد نوح عليه السلام غير نبي، ولو لم يلد النبي إلا نبيّا لكان كل أحد نبيّا، لأنهم من ولد نوح، ولا يلزم من الحديث المذكور ما ذكره لما لا يخفى. وقال النّوويّ في ترجمة إبراهيم من تهذيبه: وأما ما روي عن بعض المتقدمين: لو   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40454 وعزاه لعبد الرزاق في المصنف وابن عساكر في تاريخه وأحمد في المسند 4/ 297، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 112 وعزاه للبراء بن عازب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 عاش إبراهيم لكان نبيّا فباطل وجسارة على الكلام على المغيّبات، ومجازفة وهجوم على عظيم. انتهى. وهو عجيب مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فبالغ في إنكاره. وجوابه أنّ القضية الشرطية لا تستلزم الوقوع، ولا نظنّ بالصّحابي أنه يهجم على مثل هذا بظنه، واللَّه أعلم. قال ثابت البنانيّ: قال أنس: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ولد لي اللّيلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم ... » الحديث. أخرجه البخاريّ ومسلم، وفيه قصّة موته، وأنه دخل عليه وهو يجود بنفسه، فجعلت عيناه تذرفان، وفيه: «إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلّا ما يرضي ربّنا، وإنّا بك يا إبراهيم لمحزونون» [ (1) ] . ولمسلم من طريق عمرو بن سعيد عن أنس: ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه فيأخذه ويقبّله، فذكر قصة موته. وكانت وفاة إبراهيم في ربيع الأول. وقيل: في رمضان: وقيل في ذي الحجة. [وهذا الثالث باطل على القول بأنه مات سنة عشر، لأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان في حجة الوداع إلا إن كان مات في آخر ذي الحجة. وقد حكى البيهقيّ قولا بأنه عاش سبعين يوما فقط، فعلى هذا يكون مات سنة ثمان واللَّه أعلم] [ (2) ] . 399- [إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [ (3) ] آخر. ذكر عليّ بن الحسين بن الجنيد الرّازي في تاريخه، وهو جزء لطيف- أن خديجة ولدت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بناته الأربع، ثم ولدت من بعد البنات: القاسم، والطّاهر، وإبراهيم، والطّيب، فذهبت الغلمة وهم مرضعون، ولم يذكر مارية القبطية. وقال في قصتها: ولدت إبراهيم ومات صغيرا. وهذا لم يره لغيره، ولم يذكر   [ (1) ] أخرجه البخاري في صحيحه 2/ 105. والنسائي 4/ 19 كتاب الجنائز باب 16 الرخصة في البكاء على الميت حديث رقم 1859. والحاكم في المستدرك 3/ 412. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1424، وابن أبي شيبة 7/ 416 وأحمد في المسند 2/ 110. [ (2) ] بدل ما في القوسين في أ. ثم اختلفوا وقيل: كانت في رابع الشهر، وقيل: في عشرة، وقيل: في آخره، ولا يصح على هذه الأقوال أن يكون في ذي الحجة لأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذ ذاك في الحج، وإبراهيم مات بالمدينة بلا خلاف. [ (3) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 134، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 102، تجريد أسماء الصحابة 1/ 8، معرفة الصحابة 2/ 142. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 مارية وما له منها، ولم يكن ما ذكره غلطا محضا بل يكون انتقل ذهنه فظنّ أن الأولاد كلهم من خديجة، وغفل عن مارية] [ (1) ] . 400- إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر التيمي [ (2) ] . تقدم ذكره في القسم الأول. 401- إبراهيم بن الحارث بن هشام. يأتي [ذكره] [ (3) ] في عبد الرحمن [بن الحارث] [ (4) ] . 402- إبراهيم بن خلّاد بن سويد الأنصاري [ (5) ] . قال ابن مندة: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير، وجاء عنه حديث مرسل، روى الباوردي من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد اللَّه، عن إبراهيم بن خلّاد بن سويد، قال: جاء جبريل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «يا محمّد، كن عجّاجا ثجّاجا» [ (6) ] ، ورواه أبو تميلة عن ابن إسحاق، فقال: عن إبراهيم بن خلّاد، عن أبيه. قلت: ولا يصحّ أيضا سماعه من أبيه. وقد رواه الثّوريّ وموسى بن عقبة، عن عبد اللَّه بن أبي لبيد، عن المطلب، عن خلّاد بن السّائب، عن خلّاد بن سويد، عن زيد بن خالد الجهنيّ، وهو المحفوظ. وتعقّب الدّمياطيّ قول ابن مندة بأن قال: الصّواب في نسب إبراهيم هذا أنه إبراهيم ابن خلّاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاريّ، قال: وأبوه خلّاد بن السّائب ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من التابعين، فكيف يمكن أن يكون ولده ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟. قلت: وفي هذا التعقيب نظر، فيحتمل أن يكون صاحب الترجمة أخا السّائب بن خلّاد الصّحابيّ الآتي ذكره. وهو جدّ إبراهيم الّذي ذكره الدمياطيّ، فيكون صاحب الترجمة عمّ أبيه. واللَّه أعلم. 403- إبراهيم بن صالح. هو [أبو] [ (7) ] ابن نعيم. يأتي.   [ (1) ] سقط في أ، ج، د. [ (2) ] أسد الغابة ت 8. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2 وأسد الغابة ت (9) . [ (6) ] العجّ: رفع الصوت بالتلبية، وقد عجّ- يعجّ فهو عاجّ وعجّاج. النهاية 3/ 184. والثّجّ: سيلان دماء الهدي والأضاحي يقال ثجّه يثجّه ثجّا. النهاية 1/ 207. [ (7) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 404- إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني [ (1) ] . قال الواقديّ وغيره: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط. قال البخاريّ في «الأوسط» : روى يونس عن ابن شهاب، قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: استسقى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال بعضهم: استسقى بنا، قال: ولا يصحّ، لأن أمّه أمّ كلثوم زوجها أخوها الوليد أيام الفتح. وقال يعقوب بن شيبة: كان يعدّ في الطبقة الأولى من التابعين، ولا نعلم أحدا من ولد عبد الرحمن روى عن عمر سماعا غيره. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا ابن عليّة، عن إسماعيل بن أمية، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، هو إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: إني لأذكر مسك شاة أمرت بها أميّ فذبحت حين ضرب عمر أبا بكرة فجعل مسكها على ظهره من شدة الضّرب. ووقع عند أبي نعيم ما يقتضي أنه ولد قبل الهجرة، فعلى هذا يكون من أهل القسم الأول، لكنه لا يصح. والصواب قبل موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي المدينة. مات سنة خمس أو ست وسبعين من الهجرة. 405- إبراهيم بن عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. قتل والده عبيدة يوم بدر شهيدا، وهو من السّابقين الأولين إلى الإسلام. وابنه هذا ذكره البلاذريّ. وغيره من النسّابين في أولاده، قالوا: ولم يعقب عبيدة. 406- إبراهيم بن أبي موسى الأشعري [ (2) ] : ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فحنّكه وسمّاه، جاء ذلك في الصحيح من طريق يزيد بن عبد اللَّه، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: ولد لي غلام على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فسماه إبراهيم وحنّكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليّ، وكان أكبر ولد أبي موسى. قال ابن حبّان: لم يسمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا. وذكره في الصحابة للمعنى المتقدم، ثم ذكره في التابعين.   [ (1) ] الاستيعاب ت 2. [ (2) ] الجرح والتعديل 2/ 108، تجريد أسماء الصحابة 1/ 2، تهذيب التهذيب 1/ 135، تقريب التهذيب 1/ 37، معرفة الصحابة 2/ 149. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 407- إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي [ (1) ] . يأتي نسبه في ترجمة أبيه. ويأتي سند حديث هناك أنّ نعيما كان يسمّى نعيما فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صالحا. قال الزّبير بن بكّار: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكر ابن سعد أن أسامة طلّق امرأة له وهو شابّ في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فتزوجها نعيم بن النحام فولدت له إبراهيم. وقال الزّبير: زوّج عمر بن الخطاب إبراهيم هذا ابنته. قلت: وعند البلاذريّ أنه كانت عنده رقية بنت عمر من أم كلثوم بنت علي. وذكره البخاريّ في تاريخه، وقال: قتل يوم الحرّة، وابن حبّان في ثقات التّابعين. وروى البخاريّ في تاريخه من طريق مجاهد، قال: قلت له العلوج، فقال لي إبراهيم ابن نعيم: تب إلى اللَّه، فإن العلج [ (2) ] كافر. وجاء له ذكر في حديث فيه وهم، أخرجه ابن مندة، من طريق أبي يوسف، عن أبي حنيفة، عن عطاء، عن جابر- أن عبدا كان لإبراهيم بن النحام فدبّره [ (3) ] ، ثم احتاج إلى ثمنه، فباعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بثمانمائة درهم. وقال ابن مندة: روي من غير وجه عن جابر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم باع عبدا لابن النّحام- يعني ليس فيه إبراهيم- وتعقبه أبو نعيم بأنّ ابن مندة صحّف فيه، قال: وإنما كان فيه أن عبدا كان لابن نعيم فجعله لإبراهيم. قلت: هذا لا يستقيم، لأنه لو كان فيه لابن نعيم لا يثبت ذلك لابن نعيم الصحبة، وإنما الّذي رواه الأثبات عن عطاء قالوا: نعيم بن النحام، وكذا رواه ابن المنكدر، وأبو الزّبير، وغيرهم، عن جابر، فبعضهم لا يسمّيه. وأما إبراهيم فلا يصحّ له ذكر في هذا الحديث. وقال مصعب الزّبيريّ: كانت تحت إبراهيم بن نعيم بن النحّام بنت لعبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب، فماتت، فأخذ عاصم بن عمر بن الخطاب بيده فأدخله منزله، وأخرج إليه ابنتيه أم عاصم وحفصة، وقال له: اختر، فاختار حفصة فزوّجها لها، فقيل له: تركت أم عاصم وهي أجملهما، فقال: رأيت جارية رائعة، وبلغني أنّ آل مروان ذكروها، فقلت:   [ (1) ] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 331، تجريد أسماء الصحابة 1/ 3، معرفة الصحابة 2/ 154. [ (2) ] العلج: الرجل القوي الضّخم من كفار العجم وغيرهم. اللسان 4/ 3065. [ (3) ] التدبير: أن يعتق الرّجل عبده عن دبر، وهو أن يعتق موته فيقول: أنت حر بعد موتي، وهو مدبّر. اللسان 2/ 1321. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 لعلّهم أن يصيبوا من دنياهم. فتزوّجها عبد العزيز بن مروان فولدت عمر بن عبد العزيز، ثم ماتت أمّ عاصم عن عبد العزيز، وقتل إبراهيم يوم الحرّة، فتزوج عبد العزيز أختها حفصة. ورأيت له ذكرا فيمن شهد على عبد اللَّه بن عمر بوقف أرضه. باب الهمزة بعدها حاء مهملة 408- أحمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي. قال الواقديّ: ولدت أسماء لجعفر: عبد اللَّه، وعونا، ومحمّدا، وأحمد، حكاه أبو القاسم بن مندة واستدركه ابن فتحون. 409- أحمر [ (1) ] بن سليم [ (2) ] : ويقال سليم بن أحمر. رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره أبو موسى. باب الهمزة بعدها زاي 410- أزهر بن مكمّل بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة القرشيّ الزّهريّ. قال الزّبير بن بكّار في ترجمة بني زهرة: ومن ولد الحارث بن زهرة أزهر بن مكمل، فذكره، ثم قال: كان ناس يقولون: إنه يلي الخلافة، ثم ساق بسند له عن حفص وعبد العزيز ابني عمر بن عبد الرحمن بن عوف- أنهما تنازعا في شيء، فأمر عبد الملك بن مروان بحملهما إليه، فقدما فتأخّر حفص عن أخيه. فقال له عبد الملك بن مروان: ما حبسك؟ قال: مررت على أزهر بن مكمل، وهو في الموت، فأقمت عنده حتى مات فدفنته، وكان عبد الملك متكئا فجلس، وقال: أحقّا تقول؟ قال: نعم، قال: وإن ما يقول أهل الكتاب لباطل- يشير إلى ما كانوا يقولون إنه سيلي الخلافة. قلت: وأزهر هذا غير أزهر والد عبد الرحمن بن أزهر الّذي تقدّم. وسياق نسبهما يوضّح تغايرهما، ولم أر لمكمل في الصّحابة ذكرا، فكأنه مات على الشّرك، وخلف هذا صغيرا في العهد النبوي. والعلم عند اللَّه تعالى. باب الهمزة بعدها السين 411- أسامة بن عبد اللَّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى [ (3) ] بن قصيّ الأسديّ. ذكر الزّبير بن بكّار: أنّ عليا قتل أباه بأحد، وأن ولده عبيد اللَّه بن أسامة قتل مع ابن   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في ج، د. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الوافي بالوفيات 8/ 309. [ (3) ] في أعبد العزيز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 الزبير، فيكون أسامة من هذا القسم، إن لم يكن له صحبة. وقد وقع في حديث ابن عباس في البخاريّ في قصة مع ابن الزبير فآثر التويتات [ (1) ] والأسامات والحميدات: أبطن من بني أسد، فكان عبيد اللَّه بن أسامة ممن دخل في ذلك. 412 ز- إسحاق بن سعد بن عبادة الخزرجي، أخو قيس. ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وله رواية عند أبي داود من طريق إسحاق بن سعد عن أبيه. 413 ز- إسحاق بن سعد بن أبي وقاص. أكبر أولاد سعد، وبه كان يكنى. ولد له في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ومات صغيرا. قال الزّبير في الأنساب: فولد سعد إسحاق الأكبر، وبه كان يكنّى. 414- أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاريّ [ (2) ] أبو أمامة مشهور بكنيته. ولد قبل وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعامين، وأتى به النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فحنّكه وسمّاه باسم جده لأمّه أبي أمامة أسعد بن زرارة. وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث أرسلها. وروي عن جماعة من الصحابة كعمر، وعثمان، وزيد بن ثابت، وأبيه وعمه عثمان وغيرهم. وأنكر أبو زرعة سماعه من عمر. وقال البخاريّ: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يسمع منه، وكذا قال البغوي، وابن السكن وابن حبان وغيرهم. وقال ابن أبي داود: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وبايعه، وأنكر ذلك عليه ابن مندة وقال: قول البخاريّ أصح. وقال الباورديّ: مختلف في صحبته، إلا أنه ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال أحمد بن صالح: أخبرنا عنبسة، عن يونس، عن ابن شهاب: حدّثني أبو أمامة بن سهل، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وسماه وحنّكه.   [ (1) ] في أالنونيات. [ (2) ] الثقات 3/ 30، تهذيب الكمال 1/ 92، الكاشف 1/ 116، تقريب التهذيب 1/ 64، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 116، تهذيب التهذيب 1/ 263، الجرح والتعديل 2/ 1305، التاريخ الكبير 2/ 62، معجم رجال الحديث 3/ 83، الإكمال 1/ 89، التعديل والتجريح 127. وأسد الغابة ت (100) ، الاستيعاب ت (33) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 وقال الطّبرانيّ: له رؤية. وقال خليفة وغيره: مات سنة مائة. وقال ابن الكلبيّ، تراضى الناس أن يصلّي بهم، وعثمان محصور. 415- أسير بن عمرو: يأتي في ترجمته في القسم الآتي. الهمزة بعدها الياء 416 ز- إياس بن عمرو بن مؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ له إدراك. لم أر لأبيه ذكرا يقتضي صحبته، فكأنه مات قبل أن يسلم أهل مكّة في الفتح، فيكون من أهل هذا القسم. ولإياس هذا ولد اسمه محمد، له ذكر في ترجمة قيس بن عمرو بن المؤمل- يأتي. وسيأتي ذكر أخيه الحارث وأن له صحبة. 417- أيوب بن بشير بن سعد بن النعمان الأنصاري [ (1) ] ، [كذا نسبه المزي في «التهذيب» ، وكناه أبا سليمان. وقال أبو عبيد الآجرّيّ، عن أبي داود : أيوب بن بشير بن النعمان بن أكّال من الأنصار، وكذا نسب العدويّ عن ابن القداح أباه، وقال: شهد أحدا والخندق والمشاهد مع أبيه. وأما بشير بن سعد والد النّعمان فاسم جده ثعلبة] [ (2) ] ، أورده ابن شاهين في الصحابة، وروي بسنده عن الزهري عن أيوب بن بشير، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «أفضل الصّدقة على ذي الرّحم الكاشح [ (3) ] » [ (4) ] وهذا مرسل لا يقتضي له صحبة وقد جزم بأنه تابعيّ البخاريّ وابن حبّان وغير واحد، ووثقه أبو داود. وقال المزّي: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأرسل عنه، ثم   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 42، الكاشف 1/ 145، تهذيب الكمال 1/ 133، الطبقات 247، و 254، تهذيب التهذيب 1/ 396، تقريب التهذيب 1/ 88، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 109، التحفة اللطيفة 1/ 358، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 407، المحن 172، الثقات 4/ 29، الطبقات الكبرى 5/ 79، دائرة معارف الأعلمي 12/ 127، أسد الغابة ت (356) . [ (2) ] في أما بين القوسين يأتي في نهاية الترجمة السابقة. [ (3) ] الكاشح: العدو الّذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحة: أي باطنه، والكشح: الخصر أو الّذي يطوي عنك كشحة ولا يألفك. النهاية 4/ 175. [ (4) ] أخرجه ابن خزيمة في صحيحة 4/ 78 حديث رقم 2386 والدارميّ 1/ 397، وأحمد في المسند 5/ 416، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 178، كنز العمال حديث رقم 16228، وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 880. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 نقل عن ابن سعد قال: كان ثقة ليس بكثير الحديث، شهد الحرّة، وجرح بها جراحات، ثم مات بعد ذلك بسنتين، وهو ابن خمس وسبعين سنة. قلت: فعلى هذا يكون أدرك من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عشرين سنة، وما أظن هذا المقدار في سنّه إلا غلطا، وكذا غلط ابن حبان في تاريخ وفاته لما ذكره في ثقات التابعين فقال: مات سنة مائة وثلاث عشرة، فالتبس عليه بأيوب بن بشير- بالضّمّ فإنه هو الّذي مات في تلك السّنة. والمعتمد في تاريخ وفاته قول ابن سعد. وفي سند ابن شاهين المذكور من يضعّف. وهذا الحديث أخرجه الإمام عبد اللَّه بن أحمد في زياداته. والطّبرانيّ في الكبير، من طريق سفيان بن حسين، عن الزهريّ، عن أيّوب بن بشير بن حزام، فهذا أولى، مع أنه معلول، لأنه اختلف فيه على أيوب بن بشير، فرواه سعيد بن عبد الرحمن الأعشى، عن أيّوب بن بشير، عن أبي سعيد الخدريّ، أخرجه بهذه الترجمة البخاريّ في الأدب المفرد، وأبو داود والترمذي، من طريق سهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن. [وله حديث آخر مرسل أخرجه الذهلي في الزهريات، عن أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أيوب بن بشير بن النعمان بن أكّال الأنصاريّ- أحد بني معاوية، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: صبّوا عليّ من سبع قرب من آبار شتّى، حتّى أخرج على النّاس فأعهد إليهم ... » [ (1) ] الحديث. وقد أخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» من وجه آخر: عن ابن إسحاق، فوقع له تصحيف شنيع نبّه عليه ابن عساكر. ولفظه: عن أيوب بن بشير، سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فذكره. قال ابن عساكر: كان فيه: عن أيّوب بن بشير بن النعمان أحد بني معاوية، فظنّ قوله أحد بني معاوية حدثني معاوية، ثم غيّر حدثني بسمعت، وزاد نسبه لأبي سفيان. وأخرجه التّرمذيّ من طريق الدراوَرْديّ عن سهيل، فلم يذكر أيوب بن بشير في سنده. وقد أخرجه غيره عن الدراوَرْديّ، فذكر فيه أيوب. وقيل: عن أيوب بن بشير، عن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن عائشة.   [ (1) ] أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 127 جماع أبواب غسل التطهير باب ذكر الدليل على أن اغتسال النبي من الإغماء .... حديث رقم 258. وأحمد في المسند 6/ 151، 228، عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 179 والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 31، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18842. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 وعلى هذا الأخير اقتصر ابن أبي حاتم في التعريف به، فقال في ترجمته: روي عن عبّاد بن عبد اللَّه بن الزبير والزهريّ. وذكره في الصّحابة أيضا عبدان بن محمد المروزيّ، حكاه أبو موسى في الذّيل عنه، وساق من طريقه من رواية الحكم بن عبد اللَّه بن سعد، عن محمد بن يحيى بن حبّان- أن أيوب بن بشير قال لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: إني قد أجمعت أن أجعل لك ثلث صلاتي دعاء لك ... الحديث. قال أبو موسى: الظاهر أن هذا صحابي غير شيخ الزهريّ، قال: إن هذا الكلام قد روي لغيره أنه قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخرجه أحمد وغيره من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، أرأيت إن جعلت صلاتي لك ... » الحديث. قلت: وهو معروف لأبيّ بن كعب، لكنه لا يمنع أن يفسره بأيّوب إن كان محفوظا. القسم الثالث من حرف الألف [الهمزة بعدها باء] 418 ز- أبا يوه الفارسيّ. يأتي خبره في جد جميرة. 419- الأبّاء - بوزن الفعّال- ابن قيس الأسديّ [ (1) ] . شاعر مخضرم، ذكره المرزبانيّ في معجمه، وقال: كان في الرّده، وله يمدح خالد بن الوليد: لن يهزم اللَّه قوما أنت قائدهم ... يا بن الوليد ولن يشقى بك الدّبر كفاك كفّ عذاب عند سطوتها ... على العدوّ وكفّ مرة غفر [البسيط] [وهكذا ذكره الزّبير بن بكّار في ترجمة خالد بن الوليد من كتاب النّسب] [ (2) ] . 420- أبير- بموحدة مصغّرا، ابن يزيد بن عبد اللَّه بن صرمة [ (3) ] ، بن وائلة بن عمرو ابن عبد اللَّه التيمي- تيم الرّباب. له إدراك. وهو والد عصمة بن أبير الّذي أجار عتبة بن أبي سفيان يوم الجمل، ذكره ابن الكلبي.   [ (1) ] في أبن رشدي. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] في أصريم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 421 ز- أبيض بن هني. تقدم في الأوّل. 422 ز- أبيّ بن أشيم النهشلي: سيد بني جرول. يأتي خبره في ترجمة الأشهب بن رميلة. 423 ز- أبيّ بن عمارة [ (1) ] بن مالك بن جزء بن شيطان بن حذيم بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسيّ. [قال هشام بن الكلبيّ في «الجمهرة» :] [ (2) ] أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، [وعاش حتى أدركه أبي، وتبعه ابن حزم في الجمهرة] [ (3) ] . وحكى ابن الكلبيّ عنه، عن أبيه عمارة [ (4) ] ، أنه أدرك خالد بن سنان العبسيّ، وقد ذكرت ذلك في ترجمة أبيّ بن عمارة، فيحتمل أن يكونا واحدا. 424 ز- أبيّ بن قيس النخعي، أخو علقمة. هاجر مع أخيه زمن عمر، فله إدراك. وقد ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . الهمزة بعدها جيم 425 ز- الأجدع بن مالك بن أمية الهمدانيّ الوادعي. ذكر ابن ماكولا أنه مخضرم. وذكر أبو عبيد البكريّ في شرح أمالي القالي أنه شاعر جاهلي إسلامي. وفد على عمر بن الخطاب، وكان من الفرسان المذكورين، وهو والد مسروق بن الأجدع، فسمّاه عمر عبد الرحمن. [قال ابن الكلبي: جدّه أمية هو ابن عبد اللَّه بن جزء بن سلامان بن يعمر بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح بن قانع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان. كان شاعرا وقد رأس، وفد على عمر، وهلك في أيامه رحمه اللَّه] [ (5) ] . 426 ز- الأجلح بن وقّاص. له إدراك. قال أبو عبيدة: قدم عمرو بن معديكرب والأجلح بن وقاص على عمر، فأتياه وبين يديه مال يوزن، فلما فرغ نحّاه ثم أقبل عليهما، فقال: هيه؟ فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، هذا الأجلح شديد المرّة، بعيد الغرة، وشيك الكرّة، واللَّه ما رأيت مثله. فقال عمر للأجلح-   [ (1) ] الاستيعاب ت 8. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] بدل ما في القوسين في أقاله ابن حزم في الجمهرة. [ (4) ] في أعمارة أبيه. [ (5) ] سقط في أ، د. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 والغضب يعرف في وجهه. هيه؟ فقال: الناس صالحون، كثير نسلهم، دارّة أرزاقهم، خصب نباتهم، أجرياء على عدوهم، صالحون بصلاح إمامهم. قال: ما منعك أن تقول في صاحبك مثل ما قال فيك؟ قال: ما رأيت في وجهك من الغضب؟ قال: أصبت. وقد تركتك لبنيتك [ (1) ] وتركته لك. 427 ز- الأجم [ (2) ] بن قيس بن مشجعة بن مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي. له إدراك. قال ابن الكلبيّ: شهد هو وأخواه زهير ومرثد القادسيّة. الهمزة بعدها حاء 428 ز- أحزاب بن أسيد [ (3) ] ، أبو رهم السّمعي- بفتحتين. ويقال له الظّهريّ. واختلف في أبيه. فقيل بالفتح وقيل بالضم. قال ابن يونس: أدرك الجاهلية، وعداده في التابعين، وكذا ذكره في التابعين البخاريّ وابن حبّان. وقال أبو حاتم: ليست له صحبة، وذكر ابن أبي خيثمة وابن سعد أبا رهم السماعي في الصّحابة فيمن نزل الشام منهم ولم يسمّياه. وروى ابن مندة من طريق بقيّة، عن معاوية بن سعيد التجيبي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد اللَّه اليزني، عن أبي رهم السّمعي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ من أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ بغير حقّ» . تابعه معاوية بن يحيى الطرابلسي، عن معاوية بن سعيد. فإن كان أبو رهم هذا هو أحزاب فلا دليل على صحبته بهذا الخبر، لاحتمال أن يكون أرسله وإن كان غيره فيحتمل. 429- الأحنف بن قيس [ (4) ] بن معاوية بن حصين بن حفص بن عبادة بن النزال بن   [ (1) ] في أليلتك. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ، ج. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الطبقات 1/ 293، تهذيب الكمال 1/ 71، تهذيب التهذيب 1/ 190، تقريب التهذيب 1/ 49، الكاشف 1/ 99، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 114، الجرح والتعديل 2/ 1321- التاريخ الكبير 2/ 64، تبصير المنتبه 3/ 885. [ (4) ] أسد الغابة ت (51) ، الاستيعاب ت (161) ، طبقات ابن سعد 7/ 93، طبقات خليفة ت 1555، تاريخ البخاري 2/ 50، المعارف 423، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الثاني 322، أخبار أصبهان 1/ 224، تاريخ ابن عساكر 8/ 210، وفيات الأعيان 2/ 499، تهذيب الكمال 72، تاريخ الإسلام 3/ 129- العبر 1/ 80، البداية والنهاية 8/ 326، تهذيب التهذيب 1/ 191، النجوم الزاهرة 1/ 184، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. أبو بحر التميميّ السّعديّ. أمّه حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهليّة، واسمه الضّحاك على المشهور. وقيل صخر، وهو قول سليمان بن أبي شيخ. رواه ابن السكن، وكذا قال خليفة في رواية يعقوب بن أبي شيبة والفلّاس. وقيل الحارث. وقيل حصن، حكاهما المرزباني وجزم ابن حبّان في الثقات بالحارث، ولقبه الأحنف. وهو مشهور به. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يجتمع به. وقيل: إنه دعا له. قال ابن أبي عاصم: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا حجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، قال: بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال: ألا أبشّرك؟ قلت: بلى، قال: أتذكر إذ بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى قومك، فجعلت أعرض عليهم الإسلام، وأدعوهم إليه، فقلت أنت: إنك لتدعونا إلى خير، وتأمر به، وإنه ليدعو إلى الخير، فبلغ ذلك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «اللَّهمّ اغفر للأحنف» [ (1) ] . فكان الأحنف يقول: فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك- يعني دعوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. تفرد به علي بن زيد، وفيه ضعف. وأخرج أحمد في كتاب «الزّهد» ، من طريق خير بن حبيب: أن رجلين بلّغا الأحنف بن قيس أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له، فسجد. وكان يضرب بحلمه المثل. وقال له عمر: الأحنف سيد أهل البصرة. وفي الزهد لأحمد، عن الحسن، عن الأحنف: لست بحليم ولكني أتحلم. وروى ابن السكن من طريق النضر بن شميل، عن الخليل بن أحمد، قال: قال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك. وذكر الحاكم أنه افتتح مروالروذ.   [ () ] خلاصة الكمال 44، شذرات الذهب 1/ 78، تهذيب ابن عساكر 7/ 10. [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 372، والطبراني في الكبير 8/ 33 والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 50 والبخاري في التاريخ الصغير 1/ 157 والحاكم في المستدرك 3/ 614، وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 65. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث. وكان ممن اعتزل وقعة الجمل، ثم شهد صفّين. روى عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي ذرّ وغيرهم، وروى عنه أبو العلاء بن الشّخير، والحسن البصريّ، وطلق بن حبيب، وغيرهم. وله قصص يطول ذكرها مع عمر، ثم عثمان، ثم مع علي، ثم مع معاوية، ثم مع من بعده إلى أن مات بالبصرة زمن ولاية مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته، وقال مصعب يوم موته: ذهب اليوم الحزم والرّأي. الهمزة بعدها الدال والراء 430- أديم - بالتصغير- التغلبي [ (1) ]- ويقال هديم، يأتي في الهاء. وهو الّذي استفتاه الصّبيّ بن معبد، عن القران بين الحجّ والعمرة. وقع ذلك في كتاب السّنن لأبي داود. 431- أدهم بن محرز الباهليّ [ (2) ] أبو مالك. ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين وأنه عاش إلى زمن عبد الملك بن مروان فدخل عليه ورأسه كالثّغامة. 432- أربد بن عبد اللَّه البجلي. أدرك الجاهلية، وحكّمه عمر في قضية [ (3) ] . قال عبد الرّزّاق عن ابن عيينة عن المخارق بن عبد اللَّه: سمعت طارق بن شهاب يقول: خرجنا حجّاجا، فأوطأ رجل منّا يقال له أربد بن عبد اللَّه ضبّا، فأتينا عمر نسأله، فقال له عمر: احكم فيه. قال: أنت خير مني وأعلم. قال: أنا أمرتك أن تحكم. قال: قلت   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الوافي بالوفيات 8/ 330. [ (2) ] المؤتلف والمختلف للآمدي 31، تاريخ اليعقوبي 2/ 343، أنساب الأشراف 5/ 209، المعمرين للسجستاني 92، مروج الذهب 471، رجال الطوسي 35، الحيوان 3/ 327، تاريخ الطبري 4/ 404، الكامل في التاريخ 3/ 303، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، الوافي بالوفيات 8/ 330، تاريخ الأعلام 3/ 39، الأسود بن هلال المحاربي 1/ 198، طبقات ابن سعد 6/ 119، طبقات خليفة 142، تاريخ الثقات 67، الثقات لابن حبان 4/ 32 مشاهير علماء الأمصار 102، المعرفة والتاريخ 3/ 86، الجرح والتعديل 2/ 292 الكاشف 1/ 80، تهذيب الكمال 3/ 231، التاريخ الكبير 1/ 449، الوافي بالوفيات 9/ 256، تهذيب التهذيب 1/ 342، تقريب التهذيب 1/ 77، خلاصة تذهيب التهذيب 37، رجال البخاري للكلاباذي 1/ 84، رجال مسلم لابن منجويه 1/ 79، تاريخ الإسلام 3/ 40. [ (3) ] في أقصة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 فيه جدي. قال: قد جمع الماء والشجر. قال: ففيه ذلك. إسناده صحيح. ورواه الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق، ولم يسمّ الرجل. 433 ز- أرطاة بن سهية. وسهيّة أمه- وهي بمهملة وتصغير. وهو أرطاة بن زفر بن عبد اللَّه بن مالك بن سواد بن ضمرة الغطفانيّ المزنيّ الشاعر المشهور. أدرك الجاهليّة، وعاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان. قال هشام بن الكلبيّ: أخبرنا محرز بن جعفر مولى أبي هريرة قال: دخل أرطاة بن سهيّة المزني على عبد الملك بن مروان، وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة، فذكر قصة. فعلى هذا يكون مولده قبل البعث بنحو من أربعين سنة. وقال المرزبانيّ في معجمه: أرطاة بن سهيّة يكنى أبا الوليد، وكان في صدر الإسلام، أدركه عبد الملك بن مروان شيخا كبيرا، فأنشد عبد الملك: رأيت المرء تأكله اللّيالي ... كأكل الأرض ساقطة الحديد وما تبغي المنيّة حين تأتي ... على نفس ابن آدم من مزيد وأعلم أنّها ستكرّ حتّى ... توفّي نذرها بأبي الوليد [الوافر] فارتاع عبد الملك، وظن أنه أراده، فقال: يا أمير المؤمنين، إنما عنيت نفسي، فسكت. ويقال إن أرطاة عمّر فكان شبيب بن البرصاء يعيّره، ويقول: إنه لم يحصل له ما حصل لآل بيته من العمى، فمات شبيب قبل أرطاة، ثم عمي أرطاة، فكان يقول: ليته عاش حتى رآني أعمى. وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: كانت سهيّة أمة لضرار بن الأزور، ثم صارت إلى زفر، فجاءت بأرطاة على فراشه، فادعاه فراش ضرار في الجاهلية، فأعطاه له زفر، ثم انتزعه قومه منه، فغلبت عليه النسبة إلى أمه. [وقال المرزبانيّ: كان الحارث بن عوف بن أبي حارثة لابن سهيّة أم أرطاة، وكانت أخيذة من كلب قبل أن تصير إلى زفر، فولدت أرطاة على فراش زفر، فلما مات زفر وشب أرطاة جاء ضرار بن الأزور إلى الحارث، فقال: يا حار أطلق لي بنيّ من زفر ... كبعض من تطلق من أسرى مضر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 [أعرفه منّي كعرفان القمر] ... إنّ أباه شيخ سوء أن كفر [الرجز] فدفعه الحارث لضرار، فأردفه، فلحقه، فبلغ أقرم بن عقفان عمّ أبي زفر، فقال لضرار: القه، وإلا انتضيتكما بالسيف، فألقاه، فما صار أرطاة يعرف إلا أرطاة بن سهيّة] [ (1) ] . 434- أرطاة بن كعب بن قيس بن حبيب بن عامر بن جويّة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفزاوي. يلقب البكاء. ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، يقول: وبدارة السّلم الّتي سوقها ... دمن تظلّ حمامها يبكينا ما كنت أوّل من تفرّق شمله ... ورأى الغداة من الفراق يقينا [الكامل] 435- أرطبان المزني [ (2) ] . مولاهم جدّ عبد اللَّه بن عون، مخضرم، له إدراك. أسلم في عهد عمر. روى الخطيب، من طريق أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتيت عمر بصدقة مالي، فقال: بارك اللَّه لك في مالك، قلت: وفي أهلي، قال: وفي أهلك. انتهى. ولا يكون في زمن عمر من له أهل إلا من يكون له إدراك. وقال أبو خليفة: حدثنا الوليد بن هشام، حدثنا أبي، عن ابن عون، عن أبيه، عن أرطبان جدّه، قال: كنت شماسا في بيعة غسّان، فوقعت في السّهم لعبد اللَّه بن درة المزني. 436- الأرقم بن أبي الأرقم الكلاعيّ: أدرك الجاهليّة، وسمع من حمام بن معديكرب الكلاعيّ، أحد فرسان الجاهليّة قصة حدث بها في الإسلام. ذكر أبو بكر بن دريد، عن السكن بن سعيد، عن عبد اللَّه بن محمد بن خالد بن عمران البجلي، عن ابن الكلبيّ، عن أبي الهيثم الرحبيّ- رجل من حمير، قال: حدثني شيخان ممن أدرك حمام [ (3) ] ، بن معديكرب، وسمع حديثه من قلق، فيه ذؤيب بن مرار، والأرقم بن أبي الأرقم، فذكر قصة طويلة.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] في ج المري. [ (3) ] في ج خمام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 437 ز- أركون الرومي أدرك الجاهلية، وأسلم على يدي خالد في عهد أبي بكر. ذكره ابن عساكر في ترجمة حفيده إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن يحيى بن أركون. 438- أرمى [ (1) ] ، ويقال أرهى، ويقال أريحا- بن أصحمة بن أبحر ولد النجاشيّ. قال أبو موسى: ذكر الإمام أبو القاسم إسماعيل- يعني شيخه التيمي- في المغازي- أنه في السنة السابعة كتب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الملوك، وبعث إليهم الرسل ... فذكر القصة. قال: وبعث إلى النجاشي عمرو بن أميّة، قال: فكتب إليه النجاشي الجواب بالإيمان، وفي كتابه: إني بعثت إليك ابني أرمى بن أصحمة، فإنّي لا أملك إلا نفسي، وإن شئت يا رسول اللَّه أتيتك. قال: فخرج ابنه في ستين نفسا من الحبشة في سفينة في البحر، فغرقوا كلهم. هكذا ذكرها أبو موسى عن شيخه بلا إسناد. وقد ذكرها ابن إسحاق في المغازي مطوّلة. وذكرها من طريقه الطّبريّ في «تاريخه» ، والثّعلبيّ في «تفسيره» ، وذكرها البيهقيّ في «الدلائل» من طريق ابن إسحاق، لكن سماه أريحا واللَّه أعلم. 439- أزاد [ (2) ] مرد بن هرمز الفارسيّ. ذكره ابن مندة، وروى من طريق عكرمة بن إبراهيم الأزدي عن جرير بن يزيد بن جرير، عن أزادمرد بن هرمز- وكان قد أدرك الإسلام، وكان من أساورة كسرى، قال: بينا نحن على باب كسرى ننتظر الإذن، فأبطأ علينا الإذن، واشتدّ الحر وضجرنا. فذكر القصة الآتية مطوّلة. وفي آخرها قال: فقلت لا حول ولا قوة إلا باللَّه، ما شاء اللَّه كان، وما لم يشأ لم يكن، فلم يزل واللَّه يحترق حتّى صار رمادا. قال ابن مندة: غريب. قلت: عكرمة فيه ضعف. وقد روى ابن مندة، من طريق سليمان بن إبراهيم بن جرير، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنت بالقادسيّة فسمعني فارسيّ أقول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فقال: لقد سمعت هذا الكلام من السماء ... ذكر القصة مطوّلة.   [ (1) ] أسد الغابة ت 73. [ (2) ] أسد الغابة ت 74. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 وروى ابن مندة أيضا، من طريق إبراهيم بن فهد- أحد الضعفاء- عن حفص بن عمر، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك، عن جرير، قال: خرجت إلى فارس، فقلت: ما شاء اللَّه لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فسمعني رجل، فقال: ما هذا الكلام الّذي لم أسمعه من أحد منذ سمعته من السماء؟ فقلت: ما أنت وخبر السماء؟ قال: إني كنت مع كسرى، فأرسلني في بعض أموره، فخرجت ثم قدمت، فإذا شيطان خلفني في أهلي على صورتي فبدا لي. فقال: شارطني على أن يكون لي يوم ولك يوم، وإلا أهلكتك، فرضيت بذلك، فصار جليسي يحدّثني وأحدّثه، فقال لي ذات يوم: إني ممن يسترق السمع، والليلة نوبتي. قلت: فهل لك أن أجيء معك؟ قال: نعم، فتهيّأ ثم أتاني، فقال: خذ بمعرفتي، وإياك أن تتركها فتهلك. فأخذت بمعرفته فعرج حتى لمست السّماء، فإذا أنا بقائل يقول: ما شاء اللَّه لا حول ولا قوة إلا باللَّه. فسقطوا لوجوههم، وسقطت، فرجعت إلى أهلي فإذا أنا به دخل بعد أيام، فجعلت أقول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه- قال: فيذوب لذلك حتى يصير مثل الذباب، ثم قال لي: قد حفظته! فانقطع عنا. 440- أزداد [ (1) ] . له إدراك، كان مع بشير بن الخصاصية، وغيره في فتوح العراق سنة ثنتي عشرة. ذكره سيف، وعنه الطبريّ. 441- أزهر بن حميضة [ (2) ] . وقيل زهرة. قال ابن عبد البرّ: في صحبته نظر. وقال البخاريّ في تاريخه: سمع أبا بكر قوله، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه. وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: روى عن أبي بكر الصديق. 442 ز- أزهر بن سيحان بن أرطاة بن سيحان بن عمرو بن نجيد بن أسعد ذكره المرزبانيّ، وأنشد له شعرا قاله يوم الدّار، منه: يلومونني [ (3) ] أن جلت في الدّار حاسرا ... وقد فرّ عنه خالد وهو دارع [الطويل] 443 ز- أزهر بن مروان. له إدراك، ذكره ابن عساكر، وأخرج من طريق محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ، قال: كان الأزهر بن مروان يرمى بالفقه، فقال لمعاذ بن جبل- ونحن   [ (1) ] معجم رجال الحديث 3/ 21، أسد الغابة ت 75. [ (2) ] أسد الغابة ت 76، الاستيعاب ت (20) . [ (3) ] في د تلوموني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 معه بالجابية: من المؤمنون؟ فقال: إن كنت لأظنك أفقه مما أنت، هم الذين أسلموا وصدقوا وصلّوا وصاموا وآتوا الزكاة. 444 ز- أزهر بن يزيد المرادي الحمصي. شهد اليرموك والجابية. وروى عن أبي عبيدة، ومعاذ بن جبل. وعنه الحارث بن قيس. ذكره ابن عساكر في تاريخه. باب الألف بعدها سين 445 ز- أسامة بن الحارث الهذليّ. أحد بني عمرو بن الحارث. ذكره المرزبانيّ في معجمه، وقال: مخضرم يقول: عصاك الأقارب في أمرهم ... فزايل بأمرك أو خالط ولا تسقطنّ سقوط النّواة ... من كفّ مرتضخ لاقط [المتقارب] 446- أسامة بن قتادة، أبو سعدة العبسيّ. له إدراك، وهو الّذي شهد على سعد بن أبي وقّاص لما عزله عمر عن إمرة الكوفة. والقصة مشهورة. وقع ذكره في الصحيح، وسماه البخاريّ في باب وجوب القراءة للإمام والمأموم، ودعا عليه سعد بدعاء مشهور استجيب له فيه. وإذا كان في زمن عمر في مقام أن يستشهد اقتضى أن يكون له إدراك. 447 ز- أسبق، مولى عمر. ذكره ابن سعد، فقال: أخبرنا أبو الوليد الطيالسيّ، حدثنا شريك، عن أبي هلال الطائيّ، زعم أنه سمع أسبق، قال: كنت مملوكا لعمر بن الخطاب، فكان يعرض عليّ الإسلام ويقول: إنك إن أسلمت استعنت بك على إمامتي. 448 ز- أسدآباد، أحد ملوك البحرين. ذكر البلاذري أنه أسلم مع المنذر بن ساوى، وكان عاقلا أديبا. استدركه ابن فتحون. 449- أسلم، مولى عمر [ (1) ] . تقدم ذكره في الأوّل. قال زيد بن أسلم: مات وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة وصلّى عليه مروان بن الحكم.   [ (1) ] أسد الغابة ت 120. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 450 ز- أسماء بن خارجة [ (1) ] بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، أبو حسان الكوفيّ، قال أبو حسّان الزّياديّ: مات سنة ستين، وله ثمانون سنة. قلت: فعلى هذا يكون مولده قبل المبعث. وقال ابن حبّان: مات سنة خمس وستين. ووافق على مقدار سنه. وقال ابن عبد البرّ في «الكنى» في ترجمة أبي العريان: لا يبعد أن يكون صحابيّا لرواية كبار التّابعين عنه. انتهى. وقد ذكروا أباه وعمه الحرّ في الصّحابة، وهو على شرط ابن عبد البرّ. وروى الطّبرانيّ من طريق أبي الأحوص. قال: فاخر أسماء بن خارجة رجلا، فقال: أنا ابن الأشياخ الكرام. فقال عبد اللَّه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. وقال ابن المبارك في «الزّهد» ، عن المسعوديّ، عن مالك بن أسماء بن خارجة، عن أبيه، قال: سمعت ابن مسعود يقول: «ذو اللّسانين في الدّنيا له لسانان من نار يوم القيامة» . وقال المرزبانيّ: كان شريفا جوادا كريما لبيبا، وله أخبار كثيرة ووفد على عبد الملك بن مروان فأكرمه. وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا أبو حذيفة عبد اللَّه بن مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء الفزاري عن أبيه، قال: قال أسماء بن خارجة: ما شتمت أحدا قط. 451 ز- أسماء بن خالد [ (2) ] بن عوف بن عمرو بن سعد بن ثعلبة بن كنانة بن بارق البارقيّ. له إدراك. وهو جدّ سراقة بن مرداس بن أسماء البارقي الشاعر الّذي هجا المختار بن أبي عبيد بعد أن كان من أتباعه وصار مع مصعب بن الزبير.   [ (1) ] المحبر 154، العقد الفريد 1/ 135، و 3/ 290، مشاهير علماء الأمصار 75، مقاتل الطالبين 99 و 108، الأخبار الطوال 236 و 303، عيون الأخبار 1/ 226 و 2/ 112، ربيع الأبرار 4/ 292، جمهرة أنساب العرب 257، أنساب الأشراف 1/ 254، تاريخ خليفة 264، ثمار القلوب 91، التاريخ الكبير 2/ 55، الجرح والتعديل 2/ 325، مروج الذهب 2089، الفرق بين الفرق للبغدادي 34 و 35، الأغاني 20/ 333: 345 الكامل في التاريخ 4/ 21: 24، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43: 59 تاريخ الطبري 4/ 404 و 5/ 270، التذكرة الحمدونية 2/ 71 و 97، الوافي بالوفيات 9/ 59، فوات الوفيات 1/ 168، سير أعلام النبلاء 3/ 535، 537 البداية والنهاية 9/ 43، النجوم الزاهرة 1/ 179، أمالي المرتضى 2/ 207: 210، تاريخ الإسلام 2/ 74. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 ذكره ابن الكلبيّ، وحكى عن سراقة بن غياث بن سراقة المذكور قصة، وهو شاعر أيضا. 452 ز- الأسود بن أقيش النخعي، والد أبي العريان، الهيثم بن الأسود. له إدراك وشهد الفتوح أيام عمر، قتل يوم القادسيّة، قاله ابن الكلبيّ، وسيأتي ذكر ولده في حرف الهاء. وقال ابن عبد البرّ في ترجمة أبي العريان: لا يبعد أن يكون صحابيّا لرواية كبار التّابعين عنه. 453 ز- الأسود [ (1) ] بن شراحيل بن كندي بن الجون بن آكل المرار الكندي. له إدراك، وولده عبد الرحمن أول من اختط بالكوفة من كندة. قال ابن الكلبيّ: لم يختط من بني الجون بالكوفة وغيره. 454 ز- الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلّد بن سعيد الخزاعي. أدرك الجاهليّة، وشهد بعض الفتوح في زمن عمر، وولد له ابنه عبد الرحمن في آخر عصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وعبد الرّحمن هو والد كثيّر عزّة الشاعر المشهور، وكان مولد كثيّر سنة خمس وعشرين من الهجرة، لأنه مات سنة خمس ومائة، وهو ابن ثمانين سنة، ذكر ذلك المرزبانيّ وغيره. 455 ز- الأسود [ (2) ] بن عبد شمس بن عدي بن حزام بن شعل بن عوف بن معتمر بن الربعة بن سعد بن هميم بن ذهل بن هنيّ بن بلي البلوي. له إدراك، ونزل قيس بن سعد بن عبادة على ولده لما انصرف عن إمرة مصر، وكان يقال: إنّ الأسود أجود العرب في زمانه. ذكره ابن الكلبيّ. 456 ز- الأسود بن قطبة، أبو مفزّر- بفتح الفاء وتشديد الزاي المكسورة بعدها راء. قال الدّار الدّارقطنيّ في المؤتلف: شهد القادسيّة، وله فيها أشعار كثيرة، وهو رسول سعد بن أبي وقاص بسبي «جلولاء» [ (3) ] إلى عمر، وهو شاعر المسلمين في تلك الأيّام.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] جلولاء: بالمد وهو نهر عظيم يمتد إلى بعقوبا وبها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال أيضا: وكان مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر، ومن شعره: أقمنا على اليرموك حتّى تجمّعت ... جلائب روم في كتائبها العضل [الطويل] وقال المرزبانيّ في معجمه: شهد فتوح العراق، وهو القائل: ألا بلّغا عنّي العريب رسالة ... فقد قسّمت فينا فيوء الأعاجم ودرّت علينا جزية القوم بالّذي ... فككنا به عنهم ولاة [ (1) ] المعاصم [الطويل] والأسود هو الّذي قال لرسول كسرى لما قال لهم: أما شبعتم، لا نصالحكم حتى نأكل عسل أربدين بأترج كوثى، وذكر أن ذلك جرى على لسانه، ولم يقصده، ولا كان يفهم معناه. 457- الأسود بن كلثوم العدوي. له ذكر في الفتوح وهو الّذي فتح بيهق [ (2) ] . أمّره ابن عامر على الجيش، فقتل يوم الفتح سنة إحدى وثلاثين، وكان فاضلا، وفيه يقول عامر بن عبد قيس: ما آسي [ (3) ] من الفراق إلا على ظمأ الهواجر، وتجاوب المؤذنين، وإخوان منهم الأسود بن كلثوم. 458 ز- الأسود بن مغراء بن شراحيل بن الأرقم بن الأسود. ذكر ابن دريد في «الاشتقاق» ، وقال: إنه شهد اليرموك. 459- الأسود بن هلال المحاربي [ (4) ] ، أبو سلام الكوفي. هاجر في زمن عمر، رواه ابن سعد. وقال العجليّ: كان جاهليا، وكان من أصحاب عبد اللَّه. وحديثه عن الصحابة في الصحيحين وغيرهما عن معاذ بن جبل ونحوه.   [ (16) ] فسميت جلولاء الواقعية لما أوقع بهم المسلمون وهي أيضا مدينة مشهورة بإفريقية. انظر: معجم البلدان 2/ 181. [ (1) ] في د وثاق. [ (2) ] بيهق: بالفتح، ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور. انظر: معجم البلدان 1/ 638. [ (3) ] في ج ما أسفي. [ (4) ] أسد الغابة ت (156) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 وروى الباورديّ في الصّحابة من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وكذا أخرجه العثماني، واستدركه ابن فتحون. وروى البخاريّ في تاريخه، من طريق أبي وائل، قال: أتيت الأسود بن هلال، وكان أعقل مني. قال ابن سعد: مات زمن الحجاج. وقال عمرو بن علي: مات سنة أربع وثمانين. 460- الأسود [ (1) ] بن يزيد بن قيس النخعي، أبو عمرو. ويقال أبو عبد الرحمن. ذكر ابن أبي خيثمة أنه حجّ مع أبي بكر وعمر وعثمان. وقال ابن سعد: سمع من معاذ بن جبل في اليمن قبل أن يهاجر. وفي البخاريّ، من طريق أشعث بن سليم، عن الأسود بن يزيد، قال: أتانا معاذ بن جبل باليمن معلّما وأميرا، فسألناه عن رجل توفّي، فذكر قصّته. ومن طريق إبراهيم النّخعيّ، عن خاله الأسود،. قال: قضى فينا معاذ بن جبل على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. ولأبي داود من طريق أبي حسّان الأعرج، عن الأسود بن يزيد- أنّ معاذا ورّث أختا وابنة باليمن ونبيّ اللَّه حيّ. وقال البخاريّ: سمع أبا بكر وعمر، وحديثه عن كبار الصّحابة في الصّحيحين وغيرهما. قال الحكم بن عتيبة: كان يصوم الدّهر. وقال العجليّ: كوفيّ جاهليّ ثقة، رجل صالح فقيه.   [ (1) ] طبقات ابن سعد 6/ 70، تاريخ الثقات 67، الثقات 4/ 31، التاريخ الكبير 1/ 449، التاريخ لابن معين 2/ 38، تاريخ خليفة 275، طبقات خليفة 148، المعارف 134 و 432، تاريخ الطبري 10/ 182، أنساب الأشراف 4/ 517، أخبار القضاة 1/ 99، مشاهير علماء الأمصار 100، العقد الفريد 2/ 433، الجرح والتعديل 2/ 191، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، حلية الأولياء 2/ 102، المعرفة والتاريخ 2/ 553، تاريخ أبي زرعة 1/ 511، تهذيب الكمال 3/ 233، تهذيب الأسماء واللغات 122، طبقات الفقهاء 79، سير أعلام النبلاء 4/ 50، العبر 1/ 86، تذكرة الحفاظ 1/ 48، الكاشف 80، المعين في طبقات المحدثين 32، دول الإسلام 1/ 55، مرآة الجنان 1/ 156، البداية والنهاية 1219، لباب الآداب 252، الوفيات لابن قنفذ 96، تهذيب التهذيب 1/ 342، تقريب التهذيب 1/ 77، طبقات الحفاظ 15، خلاصة تذهيب التهذيب 37، شذرات الذهب 1/ 82، تاريخ الإسلام 2/ 359، أسد الغابة ت (158) ، الاستيعاب ت (53) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 مات سنة أربع، وقيل خمس وسبعين. وجزم به أبو نعيم شيخ البخاريّ. 461- أسيخت [ (1) ] مرزبان البحرين. ذكره أحمد بن يحيى البلاذريّ، وقال: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حين كتب إلى المنذر بن ساوى وأهل البحرين يدعوهم إلى اللَّه تعالى، فأسلم أسيخت والمنذر. استدركه ابن فتحون. وقد تقدم في أسداباد اباد نحو هذا. 462 ز- الأسيفع الجهنيّ. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يسبق الحاجّ. قال مالك في «الموطّأ» - عن ابن دلاف، عن أبيه- أنّ رجلا من جهينة كان يشتري الرواحل، فيغالي بها، ثم يسرع السّير، فيسبق الحاجّ، فأفلس، فرفع أمره إلى عمر. فقال: أما بعد أيها الناس، إن الأسيفع أسيفع جهينة، رضي من دينه وأمانته أن يقال سبق الحاجّ، ألا وإنه ادّان معرضا فأصبح وقد دين به، فمن كان له عليه دين فليأتنا بالغداة نقسم ماله بين غرمائه، ثم إيّاكم والدّين. ووصله الدّار الدّارقطنيّ من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن عطية بن دلاف، عن أبيه، عن بلال بن الحارث، عن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن عبيد اللَّه بن عمر به. وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في «غرائب مالك» ، من طريق ابن مهدي، عن مالك، عن ابن دلاف، عن أبيه، عن جده، عن عمر بعضه. وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن أيوب: ذكر بعضهم قال: كان رجل من جهينة يبتاع الرواحل فيغلي بها، فدار عليه دين حتى أفلس، فقام عمر على المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: لا يغرّنّكم صيام رجل ولا صلاته، ولكن انظروا إلى صدقه إذا حدّث، والى أمانته إذا ائتمن، وإلى ورعه إذا استغنى. ثم قال: «ألا إنّ الأسيفع أسيفع جهينة ... فذكر نحو ذلك. وعن ابن عيينة، عن زياد- هو ابن سعد- عن ابن دلاف عن أبيه فذكره. باب الألف بعدها الشين 463 ز- أشرف بن حميري بن ذهل بن زيد بن كعب بن عكيب بن أسد بن الحارث بن عتيك بن الأزد الأسديّ- بالتحريك.   [ (1) ] في ج أسيخب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 له إدراك. وقتل ولده عمرو مع عائشة يوم الجمل. ذكره الرشاطيّ عن الشّجرة البغداديّة. [قلت: وهو في جمهرة ابن الكلبيّ، لكن سمّى أباه البختريّ. فاللَّه أعلم. وذكر أن حفيده زياد بن عمرو بن أشرف جعلته الأزد عليها في كائنة عبيد اللَّه بن زياد بعد موت يزيد بن معاوية، وأنه كان على شرطة الحجاج. 464- أشعث بن عبد الحجر بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب العامريّ الكلابيّ. قال ابن الكلبيّ: شهد القادسية والحيرة وتلك المشاهد. وقال حين عقرت ناقته بالقصر: وما عقرت بالسّيلحين [ (1) ] مطيّتي ... وبالقصر إلّا خشية أن أعيّرا [ (2) ]] [ (3) ] [الطويل] 465 ز- أشعث بن ميناس السكونيّ. له إدراك. ذكر سيف في الفتوح والطّبريّ- أن أبا عبيدة بن الجراح أنزله هو ومن انضوى إليه من قومه حمص سنة خمس عشرة. واستدركه ابن فتحون. 466 ز- الأشهب [ (4) ] بن الحارث بن هزلة بن معتّب بن أحب بن الغوث الغنويّ. ذكره الآمديّ، فقال: شاعر فارس جاهليّ، أدرك الإسلام، وقتل يوم الزّعفران ببلاد الروم، وقتل معه أخوان له. وكذا ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ أيضا. 467- الأشهب بن رميلة، هو ابن ثور بن أبي حارثة بن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم بن عمرو بن تميم. ورميلة أمه، قاله أبو عمرو الشيبانيّ، قال: وكانت أمة لجندل بن مالك بن ربعي النهشلي، ولدت لثور في الجاهليّة أربعة نفر، وهم رباب وحجناء وسويبط والأشهب، فكانوا من أشد إخوة في العرب لسانا ويدا ومنعة، ثم أدركوا الإسلام فأسلموا، وكثرت أموالهم وعزوا، حتى كانوا إذا وردوا ماء من مياه الصمان [ (5) ] حظروا على   [ (1) ] السيلحين، بالياء: طسوج قرب بغداد بينه وبينها مقدار ثلاثة فراسخ وقرية وراء عقرقوف تسمّيها العامة الصالحين وهي التي بات بها المثنّى بن حارثة وصبح فأغار على سوق بغداد. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 768. [ (2) ] ينظر البيت في معجم ياقوت 5/ 199. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] هذه الترجمة سقط في ج. [ (5) ] الصمان: بالفتح ثم التشديد وآخره نون أرض غليظة دون الجبل لبني حنظلة والحزن لبن يربوع والدهناء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 الناس ما يريدونه منه، فوردوا في بعض السنين ماء، فأورد بعض بني قطن بن نهشل- واسمه بشر بن صبيح، ويكنى أبا بذّال- بعيره حوضا فضربه به رباب بن رميلة بعصا فشجّه، فكانت بين بني رميلة وبين بني قطن حرب، فأسر بنو قطن أبا أسماء أبيّ بن أشيم النهشلي، وكان سيد بني جرول بن نهشل، وكان مع بني رميلة، فقال نهشل بن جري: يا بني قطن، إن هذا لم يشهد شرّكم [ (1) ] ، فخذوا عليه أن ينصرف عنكم بقومه، وأطلقوه، ففعلوا، فذهب من قومه بسبعين رجلا، فلما رأى الأشهب بن رميلة ذلك أصلح بينهم، ودفع أخاه رباب بن رميلة إليهم، وأخذ منهم الفتى المضروب، فلم يلبث أن مات عنده، فأرسل إلى بني قطن يعرض عليهم الدّية، واستعانوا بعباد بن مسعود، ومالك بن ربعيّ، ومالك بن عوف، والقعقاع بن معبد، فقالوا: لا ترضى إلا بقتل قاتله، وأرادوا قتل الرباب، فقال لهم: دعوني أصلّي ركعتين فصلّى. وقال: أما واللَّه إني إلى ربي لذو حاجة، وما منعني أن أزيد في صلاتي إلا أن يروا أنّ ذلك فرق من الموت، فدفعوه إلى والد المقتول، واسمه خزيمة فضرب عنقه، وذلك في الفتنة بعد قتل عثمان، فندم الأشهب على ذلك، فقال يرثي أخاه: أعينيّ قلّت عبرة من أخيكما ... بأن تسهر اللّيل التّمام وتجزعا وباكية تبكي ربابا وقائل ... جزى اللَّه خيرا ما أعفّ وأمنعا وقد لامني قوم ونفسي تلومني ... بما قال رأيي في رباب وضيّعا فلو كان قلبي من حديد أذابه ... ولو كان من صمّ الصّفا لتصدّعا [ (2) ] [الطويل] [وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» في حرف الزاي المنقوطة، وأنشد له ما قاله عند قتله أبا بذّال: قلت له صبرا [ (3) ] أبا بذّال ... تعلّمن واللَّه لا أبالي أن لا تؤوب آخر اللّيالي ... صبرا [ (4) ] له لغرّة الهلال أوّل يوم لاح من شوّال [ (5) ] [الرجز]   [ () ] لجماعتهم وقيل: الصّمان جبل في أرض تميم أحمر ينقاد ثلاث ليال ليس له ارتفاع وقيل الصمان قرب رمل عالج وقيل هو بلد من بلاد تميم، والصمان موضع من نواحي الشام بظاهر البلقاء. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 851، 852. [ (1) ] في دسركم. [ (2) ] تنظر الأبيات في مختار الأغاني 1/ 284. [ (3) ] في ب اصبر. [ (4) ] في ب ضربته لغرة. [ (5) ] تنظر الأبيات في المختار 1/ 272. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 قال: ولما قتل رباب بأبي بذّال أنشد الأشهب: ولمّا رأيت القوم ضمّت حبالهم ... ربابا وني [ (1) ] شرى وما كان وانيا [الطويل] قال: وكان رباب جلدا من أشدّ الناس] [ (2) ] . 468 ز- الأشهب بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة السلمي. له إدراك. وكان ابنه زياد مع معاوية بصفّين وبعدها. ذكر ذلك أبو عمرو الشّيبانيّ. باب الألف بعدها الصّاد 469 ز- الأصبغ بن حجر بن سعد الهمدانيّ. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ولما أسلم أخوه يزيد بن حجر على يد معاذ في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غضب الأصبغ وقعد لمعاذ بن جبل على الطريق ليقتله، فلم يقدّر له ذلك، ثم أسلم فحسن إسلامه. ذكر ذلك الهمدانيّ في الأنساب له. 470 ز- الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبيّ القضاعيّ. كان نصرانيّا فأسلم على يد عبد الرحمن بن عوف في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- وتزوّج عبد الرحمن ابنته تماضر بأمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم له بذلك ذكر الواقديّ عن سعيد بن بانك [ (3) ] . وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد، من طريق محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رحمه اللَّه، عن سعيد بن مسلم بن بانك [ (3) ] عن عطاء، عن ابن عمر، قال: دعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف، فقال: «تجهّز فإنّي باعثك في سريّة ... » فذكر الحديث. وفيه: فخرج عبد الرحمن حتى لحق بأصحابه، فسار حتى قدم دومة الجندل، فلما دخلها دعاهم إلى الإسلام ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الثالث أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبيّ، وكان نصرانيّا، وكان رأسهم، فكتب عبد الرحمن مع رجل من جهينة يقال له رافع بن مكيث إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: أن تزوّج ابنه الأصبغ فتزوجها، وهي تماضر التي ولدت له بعد ذلك أبا سلمة بن   [ (1) ] في ب وفي. [ (2) ] سقط في أ، ج. [ (3) ] في باب فاتك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 عبد الرحمن. قرأته بتمامه على أحمد بن الحسن الزيني أن محمد بن أحمد بن خالد البارقي أخبرهم، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مناقب، أخبرنا أبو اليمن الكندي، [أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو الحسين بن النقور] ، أخبرنا أبو سعد. الإسماعيليّ بانتقاء الدار الدّارقطنيّ، حدّثنا محمد بن الحسن الخباز، حدّثنا عمرو بن تميم، حدّثنا أبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني، حدّثنا محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ... فذكره مطوّلا. قال الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» : تفرد به محمد بن الحسن، عن سعيد، ولم يروه عنه غير أبي سليمان. قلت: رواية الواقديّ له عن سعيد ترد على هذا الإطلاق. واللَّه أعلم. 471 ز- الأصبغ بن نباتة. صاحب عليّ. أخرج ابن ماجة حديثه عنه، وروى ابن عساكر ما يدلّ على أنّ له إدراكا، فإنه أخرج في ترجمة عبد الرحيم بن محرز الفزاريّ من طريق هشام بن الكلبيّ، عن أبي يعلى- واسمه سويد السجستانيّ، عن مرّة بن عمر، عن الأصبغ بن نباتة، قال: إنا لجلوس ذات يوم عند عليّ في خلافة أبي بكر إذ أقبل رجل من حضرموت ... فذكر قصة طويلة سيأتي ذكرها في ترجمة مدرك بن زياد إن شاء اللَّه تعالى. [472- أصحبة- بموحدة: في الّذي يأتي بعده] [ (1) ] . 473- أصحمة بن أبحر [ (2) ] النجاشيّ [ (3) ]- ملك الحبشة، واسمه بالعربية عطيّة. والنجاشيّ لقب له، أسلم على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يهاجر إليه، وكان ردءا للمسلمين نافعا، وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام. وأخرج أصحاب الصّحيح قصة صلاته صلّى اللَّه عليه وسلم صلاة الغائب من طرق: منها رواية سعيد بن مينا، عن جابر. ومنها رواية عطاء بن جابر: لما مات النجاشيّ قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «قد مات اليوم عبد صالح يقال له أصحمة، فقوموا فصلّوا على أصحمة، فصفّنا خلفه» [ (4) ] . هذا لفظ القطّان عن ابن جريج عنه صلّى اللَّه عليه وسلم. وفي رواية ابن عيينة، عن ابن جريج: «قد مات اليوم عبد صالح، فقوموا فصلّوا على أصحمة» .   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] في د أبجر، وفي ب أنجر. [ (3) ] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 287، العبر 1/ 10، مجمع الزوائد 9/ 419، 420، كنز العمال 14/ 33، أسد الغابة ت (188) . [ (4) ] أخرجه الحميدي (1291) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 قال الطّبريّ وجماعة: كان ذلك في رجب سنة تسع، وقال غيره: كان قبل الفتح. قال ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة: لما مات النجاشيّ كنّا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. وعند ابن شاهين والدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «قوموا فصلّوا على أخيكم النّجاشيّ» [ (1) ] . فقال بعضهم: تأمرنا أن نصلي على علج من الحبشة؟ فأنزل اللَّه تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ... [آل عمران: 199] إلى آخر السورة. قال الدّار الدّارقطنيّ: لا نعلم رواه غير أبي هانئ أحمد بن بكار، عن معتمر. وجاء من طريق زمعة بن صالح عن الزهري، ويحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: أصبحنا ذات يوم عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إن أخاكم أصحمة النجاشيّ قد توفّي، فصلّوا عليه» . قال: فوثب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ووثبنا معه، حتى جاء المصلّي فقام فصففنا وراءه فكبّر أربع تكبيرات. [والنّجاشيّ- بفتح النون على المشهور، وقيل: تكسر- عن ثعلب، وتخفيف الجيم. وأخطأ من شدّدها عن المطرزيّ، وبتشديد آخره. وحكى المطرزيّ التخفيف ورجّحه الصّغانيّ. وأصحمة بوزن أربعة، وحاؤه مهملة، وقيل معجمة، وقيل إنه بموحدة بدل الميم. وقيل: صحمة بغير ألف. وقيل كذلك، لكن بتقديم الميم على الصّاد. وقيل بزيادة ميم في أوله بدل الألف، عن ابن إسحاق في المستدرك للحاكم. والمعروف عن ابن إسحاق الأول، ويتحصل من هذا الخلاف في اسمه ستة ألفاظ لم أرها مجموعة] [ (2) ] . 474 ز- أصعر [ (3) ] بن قيس بن الحارث بن وقاص بن صلاءة بن معقل بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي. له إدراك. ذكره ابن الكلبيّ في «الجمهرة» ، وقال: كان صاحب راية بني الحارث يوم القادسية. 475- أصخمة- بخاء معجمة. تقدم في الّذي قبله.   [ (1) ] أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 64 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 29، والطبراني في الكبير 18/ 193 وابن عدي في الكامل 6/ 2278. [ (2) ] سقط في أ، ج. [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 476 ز- أصمع بن مظهّر بن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي، جدّ الأصمعي عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع. قال أبو عبيد البكريّ في شرح «أمالي القالي» : أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأصيب يوم الأهواز. وقال ابن حزم في «الجمهرة» : أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأسلم هو وأبوه جميعا. وذكر المبرّد في «الكامل» لابنه علي بن أصمع قصة مع علي بن أبي طالب ثم مع الحجاج. 477- أطّ بن أبي أطّ أحد بني سعد بن بكر. صحب خالد بن الوليد أيام أبي بكر، وإليه ينسب نهر أطّ بالعراق، وكان خالد استعمله على خراج تلك النّاحية فنسب نهرها إليه. ذكره الطّبريّ، عن سيف، ووقع في موضع آخر: أطّ بن سويد، ولعله اسم أبيه. واستدركه ابن فتحون. ورأيته مضبوطا بخط من يوثق به بضمّ الهمزة أوّله. 478 ز- أعبد بن فدكي، أخو أبي ليلى السعدي. كان مع خالد بن الوليد في قتال الردّة وفي الفتوح. وبعثه على الحيرة مع القعقاع. ذكر ذلك الطبريّ عن سيف، واستدركه ابن فتحون أيضا. 479 ز- الأعور بن الورد بن حذيفة بن بدر الفزاري، ابن عم عيينة بن حصن. له إدراك. وقد هاجى [ (1) ] ابنه ربيعة بن الأعور عقيل بن علّفة بن الحارث بن معاوية المريّ. 480- الأغلب العجليّ الراجز. تقدم في الأول. 481 ز- أفلح، مولى أبي أيوب الأنصاري [ (2) ] ، يكنى أبا كثير. له إدراك، لأنه سبي من عين التمر [ (3) ] في خلافة أبي بكر الصديق، وله رواية عن عمر وعثمان وعبد اللَّه بن سلام.   [ (1) ] في أهاجر. [ (2) ] طبقات ابن سعد 5/ 86، طبقات خليفة 238، التاريخ الكبير 2/ 52، ترتيب الثقات للعجلي 71، 72، الثقات لابن حبان 4/ 58، تاريخ الطبري 3/ 415، تهذيب الكمال 3/ 325، التاريخ الصغير 65، المغازي للواقدي 434، الجرح والتعديل 2/ 323، المعرفة والتاريخ 1/ 319 و 1/ 83، خلاصة تذهيب التهذيب 40، تاريخ الإسلام 2/ 75. [ (3) ] عين التمر: بلدة في طرف البادية على غربيّ الفرات وحولها قريّات منها شفاثا وتعرف ببلد العين أكثر نخلها القسب ويحمل منها إلى سائر الأماكن. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 977. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 قال العجليّ: ثقة من كبار التابعين. وروى البخاريّ في تاريخه بسند صحيح عن ابن سيرين أنه قتل بالحرّة، وذلك سنة أربع وستين. وروى له مسلم. 482 ز- أقرع، مؤذن عمر. روى عن عمر قوله للأسقف: هل تجدني في الكتاب؟ [قال: نجدك قرنا من حديد. قال: وما قرن من حديد؟ قال: أمر شديد. فقال عمر: اللَّه أكبر] [ (1) ] . وعنه عبد اللَّه بن شقيق العقيلي، روى له أبو داود هذا الأثر بنحوه. ذكرته لأنّ من يؤذّن لعمر يقتضي إدراكه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كبيرا. [وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين] [ (1) ] . 483 ز- الأقيشر الأسديّ. اسمه المغيرة بن عبد اللَّه. يأتي في الميم. 484- أكتل بن شماخ [ (2) ] بن زيد بن شداد بن صخر بن مالك بن لأي بن ثعلبة بن سعد بن كنانة بن الحارث بن عوف العكليّ: نسبه ابن الكلبيّ، وقال: شهد الجسر مع أبي عبيدة، وأسر يومئذ مرد شاه وضرب عنقه. وشهد القادسيّة، وله فيها آثار محمودة، وكذا ذكره الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» ، وزاد أنّ الشعبي روى عنه حديثا. وقال ابن الكلبيّ: كان علي بن أبي طالب إذا نظر إلى أكتل قال: من أحبّ أن ينظر إلى الصحيح الفصيح فلينظر إلى أكتل. ذكره ابن عبد البرّ بهذا، لأنّ له إدراكا. 485- أكثم بن صيفي بن رباح [ (3) ] بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم التميميّ الحكيم المشهور وهو عمّ حنظلة بن الربيع بن صيفي الصحابيّ المشهور. قال ابن عبد البرّ: ذكره ابن السّكن في الصّحابة فلم يصنع شيئا. والحديث الّذي ذكره هو: ولما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه، قال: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه. قال: فانتدب له رجلان فأتيا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت وما أنت وبم جئت؟ قال: «أنّا محمّد بن عبد اللَّه وأنا عبد اللَّه ورسوله» ثمّ تلا عليهم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ... [ (4) ] [النحل: 90] الآية. فأتيا أكثم، فقالا له ذلك، قال: أي قوم، إنه يأمر   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] الطبقات الكبرى 6/ 257، أسد الغابة ت 216، الاستيعاب ت 158. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 27، معرفة الصحابة 2/ 419، أسد الغابة ت 218. [ (4) ] أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 242. والترمذي 5/ 508 كتاب الدعوات باب 97 حديث رقم 3532 قال أبو عيسى هذا حديث حسن، وأحمد في المسند 1/ 210، 3/ 153 والبخاري في التاريخ الصغير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رءوسا ولا تكونوا فيه أذنابا. فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فقال: أوصيكم بتقوى اللَّه وصلة الرّحم. فذكر باقي الحديث في وصيته. قال ابن السّكن: حدثنا ابن صاعد، حدثنا الحسن بن داود عن محمد بن المنكدر. حدّثنا عمر بن علي المقدّمي، عن عليّ بن عبد الملك عن عمير، عن أبيه، فذكره وهو مرسل. قال ابن عبد البرّ: ليس في هذا الخبر ما يدل على إسلامه. قال ابن فتحون: قد ذكره الباورديّ في الصحابة كما ذكره ابن السكن. وأخرج الخبر عن إبراهيم بن يوسف. عن المنكدر، لكن قد ذكره الأموي في المغازي قال: حدثني عمي عن عبد اللَّه بن زياد، حدّثني بعض أصحابنا، عن عبد الملك بن عمير- نحوه. وزاد أنه قرّب له بعيره، فركب متوجّها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فمات في الطريق. قال: ويقال نزلت فيه هذه الآية: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ... [النساء: 100] الآية. وعبد اللَّه بن زياد هو ابن سمعان أحد المتروكين، فهذا لو صحّ لكان حجّة على ابن عبد البرّ في كونه أسلم، ويكون على شرطه في إخراجه أمثاله في كتابه ممن لم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقد وجدت له شاهدا ذكره أبو حاتم السجستانيّ في كتاب المعمّرين، عن عمرو بن محمد السعديّ، عن عامر الشعبيّ، قال: سألت ابن عباس عن هذه الآية، فقال: نزلت في أكثم بن صيفي قلت: فأين الليثي؟ قال: كان هذا قبل الليثي بزمان، وهي خاصة عامة. وروى أبو حاتم أيضا في المعمّرين عن رشدين بن كريب، عن أبيه عن ابن عباس- أن الآية المذكورة نزلت فيه. وقال الأصمعيّ: حدّثنا أبو حاضر الأسديّ، عن أبيه. قال: كان فيما أوصى به أكثم بن صيفي ولده عند خروجه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم .... فذكر قصته. وقال العسكريّ في الصّحابة في فصل من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يلقه: روى أهل   [ (1) ] / 11، وابن أبي شيبة في المصنف 11/ 431 والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 116، 132، كنز العمال حديث رقم 31867، 31950، 32020، 35512. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 الأخبار أنه خرج إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأن ابن أخ له غوّر طريقهم ليرجع، ففقد الماء، فرجع فمات عطشا. وقد تبع ابن مندة ابن السّكن في إخراجه. وأخرج الخبر المذكور عنه، ولم يزد على ذلك، ثم أخرج أكثم بن صيفي، قال: وهو ابن عبد العزّى .... فسرد نسب أكثم بن الجون الخزاعي. ثم قال: أكثم بن الجون، فذكر له ترجمة على حدة، فهذا معدود في أغلاطه. ثم وجدت قصّة أكثم التي أشار إليها العسكريّ في كتاب الصّحابة مطوّلة، وفيها التصريح بإسلامه. وقال أبو حاتم في «المعمّرين» : لما سمع أكثم بخروج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث إليه ابنه حبيشا ليأتيه بخبره، وقال: يا بنيّ، إنّي أعظك بكلمات فخذ بهنّ من حين تخرج من عندي إلى أن ترجع ... فذكر قصّة طويلة، فيها: فكتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أحمد إليك اللَّه الّذي لا إله إلّا هو، إنّ اللَّه أمرني أن أقول لا إله إلّا اللَّه» . فقال أكثم لابنه: ماذا رأيت؟ قال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وينهى عن ملائمها، فجمع أكثم قومه، ودعاهم إلى أتباعه، وقال لهم: إن سفيان بن مجاشع سمّى ابنه محمدا حبّا في هذا الرّجل، وإن أسقف نجران [ (1) ] كان يخبر بأمره وبعثه، فكونوا في أمره أوّلا ولا تكونوا آخرا. فقال لهم مالك بن نويرة: إنّ شيخكم خرف. فقال أكثم: ويل للشّجيّ من الخليّ، واللَّه ما عليك آسي، ولكن على العامة. ثم نادى في قومه فتبعه منهم مائة رجل، منهم: الأقرع بن حابس، وسلمى بن القين [ (2) ] ، وأبو تميمة الهجيمي، ورباح [ (3) ] بن الرّبيع، والهنيد، وعبد الرحمن بن الربيع، وصفوان بن أسيد، فساروا حتى إذا كانوا دون المدينة بأربع ليال كره ابنه حبيش مسيره، فأدلج على إبل أصحاب أبيه، فنحرها وشقّ قربهم ومزاداتهم، فأصبحوا ليس معهم ماء ولا ظهر، فجهدهم العطش، وأيقن أكثم بالموت، فقال لأصحابه: أقدموا على هذا الرجل، وأعلموه بأني أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّه رسول اللَّه، انظروا إن كان   [ (1) ] نجران: بالفتح ثم السكون وآخره نون وهو في عدة مواضع: منها نجران من مخاليف اليمن من ناحية مكة وبها كان خبر الأخدود وإليها تنسب كعبة نجران وكانت ربيعة بها أساقفة مقيمون منهم السيد والعاقب اللذين جاءا إلى النبي عليه السلام في أصحابهما ودعاهم إلى المباهلة. وبقوا بها حتى أخلاهم عمر رضي اللَّه عنه عنها انظر: مراصد الاطلاع: 3/ 1359. [ (2) ] في ج القيس. [ (3) ] في د رياح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 معه كتاب بإيضاح ما يقول فآمنوا به واتبعوه وآزروه. قال: فقدموا عليه فأسلموا، قال: فبلغ حاجبا ووكيعا خروج أكثم، فخرجا في أثره، فلما مرا بقبره أقاما به ونحرا عليه جزورا، ثم قدما على أصحابه، فقالا لهم: ماذا أمركم به أكثم؟ قالوا: أمرنا بالإسلام، قال: فأسلما معهم. قال أبو حاتم: عاش أكثم ثلاثمائة وثلاثين سنة، وكان أبوه صيفي أيضا من المعمرين عاش مائتين وسبعين سنة، ويقال: بل عاش أكثم مائة وتسعين سنة. قلت: وأنشد له المرزبانيّ: وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة ... إلى مائة لم يسأم العيش جاهل أتت مائتان غير عشر وفائها ... وذلك من مرّ اللّيالي قلائل [ (1) ] [الطويل] [وذكر الخطيب هذين البيتين بسنده إلى أبي حاتم. ونقل عنه أنه كان يقول: إنما قلب الرجل مضغة منه، وإنه ينحلّ كما ينحلّ سائر جسده. وقال الخطيب: وكانت له حكمة وبلاغة] [ (2) ] . 486 ز- الأكدر بن حمام بن عامر بن صعب بن كثير بن عكارمة بن هذيل بن زرّ بن تميم اللخمي، وله إدراك. قال سعيد بن عفير: شهد فتح مصر هو وأبوه. وقال أبو عمر الكنديّ في كتاب الخندق: حدثني يحيى بن أبي معاوية بن خلف بن ربيعة، عن أبيه: حدثني الوليد بن سليمان، قال: كان أكدر علويّا، وكان ذا دين وفضل وفقه في الدين، وجالس الصحابة، وروى عنهم، وهو صاحب الفريضة التي تسمّى الأكدريّة، وكان ممن سار إلى عثمان، وكان معاوية يتألّف قومه به فيكرمه ويدفع إليه عطاءه، ويرفع مجلسه، فلما حاصر مروان أهل مصر أجلب عليه الأكدر بقومه وحاربه بكل أمر يكرهه، فلما صالح أهل مصر مروان علم أنّ الأكدر سيعود إلى فعلاته، فألّب عليه قوما من أهل الشّام فادّعوا عليه قتل رجل منهم، فدعاه فأقاموا عليه الشهادة فأمر بقتله. قال: فحدثني موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، قال: كنت واقفا بباب مروان حين دعا بالأكدر، فجاء ولا يدري فيما دعي إليه، فما كان بأسرع من أن قتل، فتنادى الجند. قتل   [ (1) ] ينظر البيتان في الاشتقاق لابن دريد: 207. [ (2) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 الأكدر، فلم يبق أحد إلا لبس سلاحه، وحضروا باب مروان وهم زيادة على ثمانين ألف إنسان، فأغلق مروان بابه خوفا، فمضوا إلى كريب بن أبرهة فأعلموه الخبر. فوجدوه في جنازة زوجته بسيسة بنت حمزة بن عبد كلال، فلما فرغ جاء صحبتهم إلى مروان، فدخل عليه، فقال له مروان: إليّ يا أبا رشيد، فقال: بل إليّ يا أمير المؤمنين، فقام إليه فألقى عليه رداءه، وقال: أنا له جار، فانصرف الجيش عنه، وذهب دم الأكدر هدرا. وروى أبو عمر الكنديّ من طريق ابن لهيعة، قال: مرض الأكدر بن حمام بالمدينة ليالي عثمان، فجاءه عليّ بن أبي طالب عائدا، فقال: كيف تجدك؟ قال: لما بي يا أمير المؤمنين. قال: كلا لتعيش زمانا، ويغدر بك غادر، وتصير إلى الجنّة إن شاء اللَّه تعالى. وروى البيهقيّ في «الشعب» ، من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن خديج بن صومي- أنه سمع الأكدر بن حمام يقول: أخبرني رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «جلسنا يوما في المسجد فقلنا لفتى منّا: اذهب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسله ما يعدل رتبة الجهاد، فأتاه فسأله، فقال: «لا شيء» . وروى أبو عمر الكنديّ، من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن مسافر بن حنظلة، عن الأكدر بن حمام أنّ عمر بن الخطّاب قال: تعلّموا المهن، فإنه يوشك الرجل منكم أن يحتاج إلى مهنة. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن سفيان، قال: قلت للأعمش: لم سميت الفريضة الأكدريّة؟ قال: طرحها عبد الملك بن مروان على رجل يقال له الأكدر كان ينظر في الفرائض، فأخطأ فيها. قال وكيع: وكنا نسمع قبل ذلك أن قول زيد بن ثابت تكدر فيها. قلت: إن كان قول الأعمش محفوظا فلعلّ عبد الملك طرحها على الأكدر قديما، وعبد الملك يطلب العلم بالمدينة، وإلا فالأكدر هذا كما تقدم قتل قبل أن يلي عبد الملك الخلافة. وروى ابن المنذر في «التّفسير» ، عن علي بن المبارك، عن زيد بن المبارك، عن محمد بن ثور، عن ابن جريج في قوله تعالى: لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ [آل عمران: 174]- قال: قدم رجل من المشركين من بدر، فأخبر أهل مكة بخيل محمد، فرعبوا فجلسوا فقال شعرا في ذلك، قال: وزعموا أنه الأكدر بن حمام. 487 ز- امرؤ القيس بن عديّ بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد اللَّه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبيّ له إدراك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 ذكره ابن الكلبيّ، قال: وقد أمّره عمر بن الخطاب على من أسلم بالشام من قضاعة، وخطب إليه عليّ ومعه ابناه حسن وحسين فزوّجهم بناته. وفي بنته الرباب يقول الحسين بن عليّ، وكان له منها ابنته سكينة: لعمرك إنّني لأحبّ دارا ... تكون بها سكينة والرّباب [الوافر] قلت: وروينا قصته في أمالي ثعلب، قال: حدّثنا ابن شبيب، حدّثنا الزبير، حدّثني علي بن صالح، عن أبي المثنى أميّة، أخبرني عبد اللَّه بن حسن، حدّثني خالي عبد الجبار بن منظور، حدثني عوف بن خارجة، قال: إني واللَّه لعند عمر في خلافته إذ أقبل رجل أمعر يتخطّى رقاب الناس، حتى قام بين يدي عمر، فحيّاه بتحية الخلافة، فقال: من أنت؟ قال: امرؤ نصرانيّ، وأنا امرؤ القيس بن عدي الكلبيّ فلم يعرفه عمر. فقال له رجل: هذا صاحب بكر بن وائل الّذي أغار عليهم في الجاهلية. قال: فما تريد؟ قال: أريد الإسلام فعرضه عليه فقبله، ثم دعا له برمح فعقد له على من أسلم من قضاعة، فأدبر الشيخ واللواء يهتزّ على رأسه. قال عوف: ما رأيت رجلا لم يصلّ صلاة أمّر على جماعة من المسلمين قبله. قال: ونهض عليّ وابناه حتى أدركه، فقال له: أنا عليّ بن أبي طالب ابن عم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهذان ابناي من ابنته، وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا. قال قد أنكحتك يا علي المحياة ابنة امرئ القيس، وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس، وأنكحتك يا حسين الرباب بنت امرئ القيس. قال: وهي أم سكينة، وفيها يقول الحسين: لعمرك إنّني لأحبّ دارا ... تحلّ بها سكينة والرّباب [الوافر] وهي التي أقامت على قبر الحسين حولا، ثم أنشدت: إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر [ (1) ] [الطويل] 488- أميّة بن أبي عائذ الهذلي ذكره المرزبانيّ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له في نعت المطر:   [ (1) ] انظر ديوان لبيد بن ربيعة 214. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 أرقت لبرق واصب هبَّ من بشر ... تلألأ في أثناء أزمنة قمر تلقّحه هيج الجنوب وتقبل الشّمال ... نتاجا والصّبا حالب تمري [الطويل] ونقل عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: هذا أجود شيء قيل في نعت المطر. باب الألف بعدها نون 489- أنس بن حذيفة [ (1) ] تقدم في الأول. 490 ز- أنس بن نوّاس بن سيحان المحاربيّ ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم لقبه الحبين، وهو القائل: فإن لا يذد جهّالكم ذو نهاكم ... تجد حولكم جهّالكم من يذودها فلا تسمعوا قول العداة فإنّني ... أرى طيش أحلام العداة بعيدها [الطويل] 491 ز- أنس بن هلال النميري كان ممن أمدّ به عمر بن الخطاب المثنى بن حارثة الشّيبانيّ في فتوح العراق، واستشهد مع أخيه مسعود بن حارثة. ذكره الطّبريّ. 492 ز- أنيف [ (2) ] بن يزيد بن فهدة الكعبيّ، أحد بني عمرو بن تميم. كان أبوه فارسا في الجاهلية مذكورا، ولولده أنيف إدراك، وكان لأنيف ولد اسمه غطفان شاعر له ذكر في خلافة يزيد بن معاوية وبعدها، وهو القائل لما قام مسعود بن عمرو الأزدي في أمر عبيد اللَّه بن زياد يحرّض بني تميم بأبيات رجز منها: يال تميم إنّها مذكورة ... إن فات مسعود بها مشهورة [ (3) ] فاستمسكوا بجانب المقصورة [الرجز] فجاءت بنو تميم إلى المقصورة ومسعود على المنبر فأنزلوه وقتلوه، وحصروا مالك ابن مسمع في داره، وأحرقوا ما حولها وفي ذلك يقول غطفان أيضا:   [ (1) ] الغاية 1/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 30. [ (2) ] هذه الترجمة ساقطة في أ. [ (3) ] ينظر البيتان في النقائض: 734. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 وأصبح ابن مسمع محصورا ... يحمي قصورا دونه ودورا حتّى شببنا حوله السّعيرا [الرجز] ذكره المرزبانيّ في معجمه، وفي هذه القصة يقول الفرزدق التميمي يفخر بما فعله قومه: عزلنا وأمّرنا وبكر بن وائل ... تجرّ خصاها تبتغي من تحالف [ (1) ] [الطويل] 493- أوس القرني يأتي في أويس. 494 ز- أوس بن بجير الطائي. له إدراك. وشهد وقعة بزاخة مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر، وفي ذلك يقول من أبيات: ليت أبا بكر يرى من سيوفنا ... وما تختلي من أذرع ورقاب [الطويل] ومنها: ألم تر أنّ اللَّه لا ربّ غيره ... يصبّ على الكفّار سوط عذاب [ (2) ] ؟ 495 ز- أوس: بن ثويب [ (3) ] الثعلبيّ له إدراك. وروى البخاريّ في تاريخه من طريقه، قال: اكترى مني جرير بن عبد اللَّه بعيرا في الحج، فركبه إلى عمر بن الخطاب. 496- أوس بن جذيمة الهجيمي. له إدراك. وكان فيمن ثبت في الردّة، وأغار مع طائفة من قومه على عسكر سجاح التي تنبّأت ذكره سيف والطبريّ. 497- أوس بن ضمعج الكوفي الحضرميّ [ (4) ] . ويقال النخعيّ.   [ (1) ] ينظر البيت في النقائض: 729. [ (2) ] في أذكره وثيمة بن موسى في كتاب الردة. [ (3) ] في أبويب. [ (4) ] التاريخ الكبير 1/ 1812، تجريد أسماء الصحابة 1/ 36، تهذيب الكمال 1/ 126، الطبقات 146، تهذيب التهذيب 1/ 383، تقريب التهذيب 1/ 85، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، العبر 1/ 84، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 296، الكاشف 1/ 1042، الجامع في الرجال 286، الثقات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 تابعيّ كبير ثقة، أدرك الجاهلية، قاله ابن سعد. وقال العجليّ: ثقة. وقال إسماعيل بن أبي خالد: كان من القرّاء الأول. وقال خليفة: مات في ولاية بشر سنة أربع وسبعين، روى له مسلم والأربعة. وضمعج- بفتح المعجمة وسكون الميم بعدها عين مهملة ثم جيم. ومعناه الغليظ. 498 ز- أوس بن مغراء القريعي. مخضرم. يكنى أبا المغراء، قاله المرزبانيّ، قال: وشهد الفتوح، وبقي إلى أيام معاوية بن أبي سفيان، وله قصة مع النابغة الجعديّ. وهو القائل: لعمرك ما تبلى سرابيل عامر ... من اللّؤم ما دامت عليها جلودها [الطويل] وله شعر يمدح به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أورده ابن سيد الناس في كتاب «الصّحابة» الذين مدحوا المصطفى، وأنه مخضرم، ومنه: محمّد خير من يمشي على قدم ... وصاحباه وعثمان بن عفّانا [البسيط] وأنشد منها ابن إسحاق في السيرة: لا يبرح النّاس ما حجّوا معرّسهم ... حتّى يقال: أجيروا آل صفوانا [البسيط] وهي قصيدة طويلة عدّ فيها ما كان من بلائهم في الفتوح وغيره، وفخر فيها بقريش. قال ابن أبي طاهر: لم يقل أحد أحسن منها. 499- أوسط بن عمرو [ (1) ] . وقيل ابن عامر. وقيل ابن إسماعيل البجلي. أبو إسماعيل. ويقال: أبو محمد، وأبو عمرو. شامي حمصي، له إدراك. روي عنه من غير وجه أنه قال: قدمنا المدينة بعد موت   [ (4) ] / 43، الوافي بالوفيات 9/ 448، الجمع بين رجال الصحيحين، المعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، الطبقات الكبرى 5/ 213، الأنساب 4/ 181، مشاهير علماء الأمصار 106، دائرة معارف الأعلمي 11/ 70، أسد الغابة ت (309) . [ (1) ] طبقات ابن سعد 7/ 441، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 2/ 64، تاريخ الثقات للعجلي 74، الجرح والتعديل 2/ 346، تهذيب الكمال 3/ 394، الكاشف 1/ 90، تهذيب التهذيب 1/ 384، تقريب التهذيب 1/ 86، خلاصة تهذيب التهذيب 45، تاريخ الإسلام 3/ 298. أسد الغابة ت (328) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعام. أخرجه ابن ماجة وغيره بإسناد صحيح. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشّام، وله رواية عن أبي بكر وعمر. وروى له ابن ماجة والنّسائيّ في «اليوم واللّيلة» . وذكر صاحب «تاريخ حمص» أنه ولي إمرة حمص ليزيد، وتوفّي سنة تسع وسبعين. 500- أويس بن عامر [ (1) ] . وقيل: عمرو. ويقال : أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد المرادي القرني الزاهد المشهور. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى عن عمر وعلي، وروى عنه بشير بن عمرو، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وقال: كان ثقة وذكره البخاريّ، فقال في إسناده نظر. وقال ابن عديّ: ليس له رواية، لكن كان مالك ينكر وجوده إلا أن شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا أن يشكّ فيه. وقال عبد الغنيّ بن سعيد: القرني- بفتح القاف والراء- هو أويس، أخبر به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل وجوده، وشهد صفّين مع علي، وكان من خيار المسلمين. وروى ضمرة، عن أصبغ بن زيد، قال: أسلم أويس على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولكن منعه من القدوم برّه بأمه. وروى مسلم في صحيحه، من حديث أبي نضرة، عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ خير التّابعين رجل يقال له أويس بن عامر [ (2) ] » ، وفي رواية له: «فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم» .   [ (1) ] أسد الغابة ت (331) . طبقات ابن سعد 6/ 161 طبقات خليفة 1044، تاريخ البخاري 2/ 55، الجرح والتعديل القسم الأول من المجلد الأول 326، الحلية 2/ 79، تاريخ ابن عساكر 3/ 97، وأخبار مستوعبة فيه، تهذيب التهذيب 1/ 386، لسان الميزان 1/ 471، شرح المقامات الحريرية 2/ 217، تاريخ الإسلام 2/ 173، مسالك الأبصار 1/ 122، خلاصة تذهيب الكمال 41، تاج العروس مادة أوس، تهذيب ابن عساكر 3/ 157. [ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 480 وابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 113 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34059. وابن عساكر في تاريخه 3/ 175. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 وله من طريق قتادة، عن زرارة، عن أسير بن جابر: وفيها قول عمر: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يأتي عليك أويس بن عامر، مع أمداد أهل اليمن، ثمّ من مراد، ثمّ من قرن، كان به برص فبرأ منه إلّا موضع درهم، له والدة هو بها برّ لو أقسم على اللَّه لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل ... » [ (1) ] الحديث. ورواه البيهقيّ، وأبو نعيم في «الدّلائل» ، وفي الحلية. من هذا الوجه مطوّلا. وله طرق أخرى، منها ما روى ابن مندة، من طريق سعد بن الصّلت، عن مبارك بن فضالة، عن مروان الأصغر، عن صعصعة بن معاوية، قال: كان عمر يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه: تعرفون أويس بن عامر القرني؟ فيقولون: لا، فذكر نحوه. ورواه هدبة بن خالد، عن مبارك، عن أبي الأصغر- بدل مروان الأصغر- أخرجه أبو يعلى. وروى الرّويانيّ في «مسندة» ، من طريق بكر بن عبد اللَّه. عن الضّحّاك، عن أبي هريرة، فذكر حديثا في وصف الأتقياء الأصفياء، قال: فقلنا: يا رسول اللَّه. كيف لنا برجل منهم؟ قال: «ذاك أويس» وساق الحديث في توصية النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليّا وعمر إذا لقياه أن يستغفر لهما. وفيه قصة طلب عمر إيّاه. وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، عن ضمرة، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، قال: كان أويس القرنيّ يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير، فذكر الحديث منقطعا. وفي «الدّلائل» للبيهقيّ، من طريق الثقفيّ، عن خالد، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن عبد اللَّه بن أبي الجدعاء- رفعه، قال: «يدخل الجنّة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم» [ (2) ] . قال الثّقفيّ: قال هشام بن حسّان: كان الحسن يقول: هو أويس القرني، وسيأتي له ذكر في ترجمة فرات بن حيّان. وقال أحمد في مسندة: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نادى رجل من أهل الشّام يوم صفّين: أفيكم أويس القرني؟   [ (1) ] أخرجه ابن سعد 6/ 113 ومسلم 4/ 1969 في كتاب فضائل الصحابة (225/ 2542) [ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 384 عن أبي أمامة بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 قالوا: نعم، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ من خير التّابعين أويسا القرنيّ» ورواه جماعة عن شريك. وقال ابن عمّار الموصليّ: ذكر عند المعافى بن عمران أن أويسا قتل في الرجّالة مع علي بصفّين، فقال معافى: ما حدّث بهذا إلا الأعرج، فقال له عبد ربّه الواسطي: حدثني به شريك، عن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: فسكت. [وأخرج أحمد في «الزّهد» ، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد اللَّه بن أشعث بن سوّار، عن محارب بن دثار- يرفعه: «إنّ من أمّتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلّاه من العرى، يحجزه إيمانه أن يسأل النّاس، منهم أويس القرنيّ، وفرات بن حيّان» [ (1) ] . وأخرجه أيضا في الزّهد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد- مرسلا] [ (2) ] . وفي المستدرك، من طريق يحيى بن معين، عن أبي عبيدة الحداد، حدثنا أبو مكيس قال: رأيت امرأة في مسجد أويس القرني قالت: كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجده هذا يصلّون ويقرءون حتى غزوا، فاستشهد أويس وجماعة من أصحابه في الرجّالة بين يدي عليّ. ومن طريق الأصبغ بن نباته، قال: شهدت عليّا يوم صفّين يقول: من يبايعني على الموت؟ فبايعه تسعة وتسعون رجلا. فقال: أين التمام؟ فجاءه رجل عليه أطمار صوف محلوق الرأس، فبايعه على القتل، فقيل: هذا أويس القرني. فما زال يحارب حتى قتل. وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عبد اللَّه بن سلمة، قال: غزونا أذربيجان في زمن عمر، ومعنا أويس، فلما رجعنا مرض فمات. وفي الإسناد: الهيثم بن عدي، وهو متروك [والمعتمد الأول. وقد أخرج الحاكم من طريق ابن المبارك، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن الجريريّ، عن أبي نضرة العبديّ، عن أسير بن جابر، قال: قال صاحب لي وأنا بالكوفة: هل لك في رجل تنظر إليه؟ فذكر قصة أويس، وفيها: فتنحّى إلى سارية فصلّى ركعتين، ثم أقبل علينا   [ (1) ] أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 84 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34060 وعزاه لأحمد بن حنبل في الزهد وأبي نعيم في حلية الأولياء عن محارب بن دثار وعن سالم بن أبي الجعد. [ (2) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 بوجهه فقال: ما لكم ولي تطؤون عقبي، وأنا إنسان ضعيف، تكون لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم؟ لا تفعلوا رحمكم اللَّه. من كانت له إليّ حاجة فليقلني بعشاء، ثم قال: إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر: مؤمن فقيه، ومؤمن لم يفقه، ومنافق، وذلك في الدنيا مثل الغيث يصيب الشجرة المونعة المثمرة فتزداد حسنا وإيناعا وطيبا، ويصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد ورقها حسنا ويكون لها ثمرة، ويصيب الهشيم من الشجرة فيحطّمه، ثم قرأ: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [الإسراء: 82] . اللَّهمّ ارزقني شهادة توجب لي [47] الحياة والرزق قال أسير: فلم يلبث إلا يسيرا حتى ضرب على الناس بعث عليّ. فخرج صاحب القطيفة أويس، وخرجنا معه، حتى نزلنا بحضرة العدو. قال ابن المبارك: فحدثني حماد بن سلمة، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أسير، قال: فنادى منادي عليّ، يا خيل اللَّه اركبي وأبشري، فصفّ الناس لهم، فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فألقاه، ثم جعل يقول: يا أيها النّاس تمّوا ليتمّنّ وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة، فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردّى مكانه كأنما مات منذ [ ... ] وهو صحيح السند] [ (1) ] . 501- إياس بن زيد، أبو زكريا الخزاعي [ (2) ] . أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ونزل دمشق، قاله ابن عساكر. وروى ابن أبي خيثمة، وأبو حاتم، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي الدّرداء- أو يزيد بن أبي سفيان: وأقرئ مني الرجل الصّالح- أبا زكريا إياس بن زيد- السّلام. ولأبي زكريّا رواية عن سلمان الفارسيّ وغيره. 502- إياس بن صبيح بن المحرّش بن عبد عمرو الحنفي، يكنى أبا مريم. قال ابن سعد: كان من أصحاب مسيلمة، ثم تاب وحسن إسلامه، وولي قضاء البصرة في زمن عمر. أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي مريم الحنفي- أنّ عمر قرأ بعد الحدث، فقال له أبو مريم الحنفيّ: إنك خرجت من الخلاء، فقال له: أمسيلمة أفتاك بهذا؟ إسناده صحيح.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 177. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 ورواه البخاريّ في «تاريخه» ، من طرق أخرى، عن هشام- نحوه. وزعم العسكريّ أن أبا مريم هذا غير أبي مريم الحنفيّ الّذي قتل زيد بن الخطّاب. القسم الرابع من حرف الألف [الألف بعدها الباء] 503- أبان العبديّ [ (1) ] . فرّق ابن مندة بينه وبين المحاربي، وهو هو. ومحارب بطن من عبد القيس. 504- أبجر المزني [ (2) ] . أخرجه ابن مندة برواية فيها شك، قال راويها: عن أبجر. والصواب ابن أبجر. وهو غالب بن أبجر سيد مزينة. أخرج حديثه أبو داود في الحمر الأهلية. 505- إبراهيم بن عبد الرحمن العذري [ (3) ] ، تابعي. أرسل حديثا فذكره ابن مندة وغيره في الصّحابة. قال: روى الحسن بن عرفة، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن معان بن رفاعة، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، وكان من الصحابة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ... » الحديث. قال ابن مندة: ولم يتابع ابن عرفة على قوله وكان من الصحابة. قلت: قد رويناه في كتاب «الغرر من الأخبار» لوكيع القاضي قال: حدّثنا الحسن بن عرفة. فذكره ولم يقل فيه: وكان من الصّحابة ثم أخرجه ابن مندة من طريق بقية عن معان عن إبراهيم. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأورده أبو نعيم. ثم قال: وهكذا رواه الوليد، عن معان، ورواه محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان، عن أبي عثمان، عن أسامة. قلت: ووصل هذا الطّريق الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» وقد أورد ابن عدي هذا الحديث من طرق كثيرة كلها ضعيفة.   [ (1) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 84، أسد الغابة ت (3) . [ (2) ] الطبقات الكبرى 6/ 308، تجريد أسماء الصحابة 1/ 10. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2، ميزان الاعتدال 1/ 45، لسان الميزان 1/ 77. وأسد الغابة ت (12) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 وقال في بعض المواضع: رواه الثقات عن الوليد، عن معان، عن إبراهيم، قال: حدّثنا الثّقة من أصحابنا أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره. 506- إبراهيم بن عبيد. بن رفاعة الزّرقيّ [ (1) ] . أورده عبدان في الصحابة، وأورد له من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن محمد بن أبي حميد، عن ابن المنكدر، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، قال: صنع أبو سعيد الخدريّ طعاما فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأصحابه ... الحديث. قال أبو موسى: هذا مرسل. ثم أخرجه من وجه آخر عن ابن أبي حميد، فقال: عن إبراهيم بن عبيد، عن أبي سعيد. قلت: ولإبراهيم رواية عن أبيه عن جدّه رفاعة في شهوده بدرا. وهو تابعيّ صغير، وأبوه لا تصحّ له صحبة. بل قيل: إنه ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 507- إبراهيم الأنصاريّ. ذكر البخاريّ عن محمد بن أبي حميد، عن ابن المنكدر، عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، عن أبيه- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في المسح على الخفين. قال البخاري: لا يثبت. قلت: لأنه سقط منه الصحابي، ومحمد بن أبي حميد ضعيف جدا. وقد رواه عمرو بن الحارث أحد الثقات، عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري- أنه حدثه أن أباه حدّثه أنه رأى مسلمة [ (2) ] بن مخلّد يمسح على خفيه ... فذكر الحديث. 508 ز- أبيّ بن لبى- أورده ابن قانع في حرف الهمزة، وإنما هو لبيّ بن لبى- بضم اللام مصغرا، وسيأتي في مكانه على الصّواب. 509- إباية بن أثال، أبو أمامة الحنفي- كذا سماه ابن الطلاع في أحكامه، وعزاه «للمدوّنة» وغيرها، وهو تصحيف، وإنما هو ثمامة، كما سيأتي. الألف بعدها الحاء والذال والراء 510- أحب بن مالك [ (3) ] . استدركه ابن الدباغ على ابن عبد البرّ فوهم، وإنّما هو لاحب. وسيأتي في حرف اللام على الصّواب.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 2 تهذيب الكمال 1/ 59، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 50، التحفة اللطيفة 1/ 128، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 38، تهذيب التهذيب 1/ 123 الكاشف 1/ 87، أسد الغابة ت (15) . [ (2) ] في أمسيلمة. [ (3) ] أسد الغابة ت (40) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 511- أذينة الشنّي. فرّق الباوردي بينه وبين العبديّ، وهو هو، لأن شنّا بطن من عبد القيس، نبه عليه الرشاطيّ. 512 ز- أربد بن رقيش الأسديّ. مذكور فيمن شهد بدرا، وهو تصحيف، وإنما هو يزيد بن رقيش. قال ابن عبد البرّ: من قال فيه أربد فقد أخطأ، وإنما هو يزيد بن رقيش. 513- أرطاة الطائي [ (1) ] . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها، فبعث إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بشيرا يقال له أرطاة أراه ... فذكر الحديث. ووهم قيس في تسميته، وإنما هو أبو أرطاة حصين بن ربيعة، كما وقع عند مسلم، وكذلك اتفق الحفّاظ على تسميته من أصحاب إسماعيل بن أبي خالد. واللَّه أعلم. 514- أرطاة بن المنذر السكونيّ [ (2) ] . وهم فيه عبدان والطبراني. والصواب نقيط بن المنذر، وكأنه انتقال ذهني إلى أرطاة بن المنذر الألهاني أحد التابعين. ومما يدل على وهم عبدان والطبرانيّ فيه أنهما أخرجا الحديث بعينه في ترجمة لقيط على الصواب بالإسناد الّذي أخرجاه في ترجمة أرطاة، من غير تغيير. وسنذكره على الصّواب في ترجمة لقيط. 515 ز- أرقم الخزاعي. كذا ذكره البغويّ، وإنما الصّواب أقرم- بتقديم القاف- وقد نبه على ذلك أبو عمر. الألف بعدها الزاي 516- أزهر بن قيس [ (3) ] . ذكره البغويّ، وابن شاهين، وابن عبد البرّ، وأبو موسى-   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، الطبقات الكبرى 6/ 359، مقاتل الطالبين ص 251، 449. أسد الغابة ت (67) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 12، تهذيب الكمال 1/ 74، تهذيب التهذيب 1/ 198، تقريب التهذيب 1/ 50، الوافي بالوفيات 8/ 347، العبر 1/ 241، الكاشف 1/ 101 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 115، الجرح والتعديل 2/ 326، التاريخ الكبير 2/ 56، 57، تلخيص المستدرك 4/ 448، الميزان 1/ 70، ابن عدي 1/ 421، لسان الميزان 1/ 338، ديوان الضعفاء 15، الثقات 4/ 58- 6/ 58، المجروحين 1/ 301، المغني 1/ 64، شذرات الذهب 1/ 257- الكنى للإمام مسلم 162، تاريخ حمص 2/ 97، تهذيب تاريخ دمشق الكبير، 2/ 370، أسد الغابة ت (69) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الوافي بالوفيات 8/ 371، 372، جامع الرواة 1/ 78، تنقيح المقال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 في الصحابة، وتبعهم ابن الأثير ومن بعده، وهو وهم لم يتنبه له أحد فيما علمت. وسأذكر كلامهم وأبيّن وجه الخطأ فيه، فقال البغويّ: أزهر بن قيس حدثني زياد بن أيوب، حدثنا مبشر بن إسماعيل، عن حريز، عن أبي الوليد أزهر بن قيس صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان يتعوّذ في صلاته من فتنة المغرب [ (1) ] ، لا أعلم له غيره. قال ابن شاهين: أزهر بن قيس أبو الوليد، حدثنا عبد اللَّه بن محمد البغوي، فذكره ولم يزد شيئا. وقال ابن عبد البرّ: أزهر بن قيس روى عنه حريز بن عثمان، لم يرو عنه غيره فيما علمت- حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان يتعوّذ في صلاته من فتنة المغرب. وأورده أبو موسى في الذيل، من طريق ابن شاهين لم يزد شيئا، ولما ذكره ابن الأثير اقتصر على ما أورده ابن عبد البر. وقد تمّ الوهم عليهم فيه جميعا، وسببه أن الإسناد الّذي ساقه البغوي سقط منه والد أزهر، واسم الصّحابي وبقي اسم أبيه فتركيب هذه الترجمة من اسم أزهر ومن اسم والد أزهر، واسم الصّحابي، ولا وجود لذلك في الخارج، وتبع البغويّ ابن شاهين، وبقيّة من جاء بعده من غير تأمّل. وإيضاح ذلك أن حريز بن عثمان إنما روى الحديث المذكور عن أزهر بن راشد، وقيل: ابن عبد اللَّه الهوزني، عن عصمة بن قيس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال أبو زرعة الدمشقيّ: حدثنا علي بن عيّاش، قال: حدثنا حريز بن عثمان، عن أبي الوليد أزهر الهوزني، عن عصمة بن قيس صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يتعوّذ باللَّه من فتنة المغرب. ورواه ابن سعد عمن أخبره، عن أبي اليمان، عن حريز. وكذا رواه البخاريّ في «تاريخه» عن أبي اليمان. ورواه ابن أبي عاصم والطبرانيّ وأبو نعيم من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن حريز بن عثمان، عن أزهر بن عبد اللَّه، عن عصمة بن قيس.   [ (643،) ] دائرة معارف الأعلمي 4/ 299، معجم رجال الحديث 3/ 21. أسد الغابة ت (78) الاستيعاب ت (19) . [ (1) ] المغرب: بالفتح ضد الشرق وهي بلاد واسعة كبيرة قيل حدّها من مدينة مليانه وهي آخر حدود إفريقية إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط، تدخل فيه جزيرة الأندلس. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1293. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 ويزيد ذلك وضوحا أن البخاريّ وغيره لما ذكروا ترجمة أزهر الهوزني عرّفوه بأنه يروي عن عصمة بن قيس، وأن حريز بن عثمان يروي عنه. قال البخاريّ: أزهر أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم روى عنه حريز. وقال ابن أبي حاتم: أزهر بن راشد أبو الوليد الهوزني روى عن عصمة بن قيس صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأرسل عن ابن عباس، وسمع من سليم بن عامر. روى عنه حريز بن عثمان. وغيره. وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: أزهر أبو الوليد الهوزني يروي عن رجل من الصحابة. روى عنه حريز بن عثمان. فوضح بهذا أن أزهر بن قيس لا وجود له في الخارج. والعجب أنّ ابن عبد البر أخرج الحديث المذكور في ترجمة عصمة بن قيس على الصواب وأخرجه هنا على الوهم. وقد وقع لابن عبد البرّ تنبيه على قريب من هذا الوهم في الكنى في ترجمة أبي خداش الشّرعبي، كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى، وتمّ عليه الوهم في هذا، فلم ينبه على وهم من سبقه إلى ذكره، واللَّه الموفق. الألف بعدها السين 517- أسامة بن مالك، أبو العشراء الدارميّ [ (1) ] . قال أبو موسى: أورده عبدان، ووهم فيه، لأن أبا العشراء لا صحبة له، وإنما الصحبة لأبيه. وقد اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا. قلت: قد جزم أيضا بأنّ اسم والد أبي العشراء أسامة بن مالك بن قهطم بن حيان في الصّحابة، فقال في حرف الألف: منهم أسامة بن مالك بن قهطم، أبو أبي العشراء الدارميّ.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 13، الثقات 3/ 3 الطبقات الكبرى 7، 85، 254، التاريخ الكبير 2/ 21، الجرح والتعديل 2/ 283، الميزان 1/ 175، المعرفة والتاريخ 2/ 152، 70، 72، 200، علوم الحديث لابن الصلاح 285، الإكمال 6/ 208، الإكمال بالمشكاة 298، مشاهير علماء الأمصار 264، دائرة معارف الأعلمي 4/ 201، بقي بن مخلد 533، أسد الغابة ت (87) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 ويقال اسمه عطارد بن برز [ (1) ] ويقال يسار بن بلز [ (2) ] ، ثم ساق حديثه من طريق حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه. قلت: والمعروف عند أهل الحديث أن أسامة اسم أبي العشراء لا اسم أبيه. واللَّه أعلم. 518 ز- أسد بن ربيعة الجعفري ّ الشاعر. له صحبة. مات في أول ولاية معاوية، وله مائة وأربعون سنة، ذكر السمعاني، كذا رأيته بخط بعض المتأخرين في كتاب جمعه في الصحابة، وأورده في حرف الألف، وهو تصحيف منه، وإنما هو لبيد بن ربيعة الشاعر المشهور. 519- أسد بن زرارة [ (3) ] . كذا وقع عند الحاكم. والصّواب أسعد بن زرارة، كما نبّه عليه أبو موسى. 520- أسد بن صفوان. ذكره الباورديّ، واستدركه مغلطاي بخطه، وهو وهم. والصّواب أسيد- بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد السين ياء تحتانية، كما تقدم. 521- أسد التركي. جاء ذكره في خبر مكذوب، ذكره الذهبيّ في التجريد [ (4) ] [هكذا مختصرا] . وقد وقفت على ذكره في ترجمة الرّاوي عنه بهرام بن حمزة، قال عمر النسفي في «تاريخ سمرقند» [ (5) ] ، أخبرنا بهرام بن حمزة المرغيناني بسرخس [ (6) ] ، أخبرنا موسى بن يعقوب بن محمد الحامدي، عن أسد بن العامش التركي، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ اللَّه وملائكته يصلّون على الصّفّ الأوّل» [ (7) ] .   [ (1) ] في ديرز. [ (2) ] في ديلز. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، شذرات الذهب 1/ 9، أسد الغابة ت (92) والاستيعاب ت (30) . [ (4) ] في أفي التجريد فهو من بابه. [ (5) ] سمرقند: بفتحتين: بلد معروف مشهور قيل إنه من بناء ذي القرنين بما وراء النهر وهو قصبة الصّغد على جنوبي وادي الصّغد مرتفعة عليه. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 736. [ (6) ] سرخس: بالفتح ثم السكون وفتح الخاء المعجمة وآخره سين مهملة ويقال سرخس بالتحريك: مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة بين نيسابور ومرو في وسط الطريق. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 705. [ (7) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 204 كتاب الصلاة باب 46 الصلاة تقام ولم يأت الإمام ينتظرونه قعودا حديث رقم 543 وابن ماجة 1/ 318 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 51 فصل الصف المقدم حديث رقم 999 قال البوصيري إسناده صحيح رجاله ثقات وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1550، 1556. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 394، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 20 وكنز العمال حديث رقم 20551، 20554. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 قال أبو سعد بن السّمعانيّ: سلوا اللَّه الثبات على الصدق. فليس العجب من رواية بهرام عن الحامدي، إنما العجب من رواية عمر النسفي هذا في كتابه غير منكر عليه، بل رواية من يظنّ أنه حديث. قال: وكانت وفاة بهرام سنة خمسمائة وستّ عشرة. قلت: فهو من باب رتن ومكلية بن ملكان ونحوهما] [ (1) ] . 522 ز- أسعد بن الربيع [ (2) ] . صوابه سعد بن الربيع، كما سأبينه في ترجمته. 523- أسعر الديليّ- صوابه سعر، كما سيأتي في السين. 524- أسقف نجران. ذكره أبو موسى في «الذّيل» [ (3) ] ، وقال: لا أدري أسلم أو لا، ثم ساق حديث ابن إسحاق عن جبلة، عن ابن مسعود- أن أسقف نجران جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: ابعث معي رجلا أمينا. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لأبعثنّ معك رجلا أمينا حقّ أمين» [ (4) ] . الحديث. وليس فيه ذكر إسلامه. وقد ذكر ابن إسحاق أن أسقف نجران لم يسلم. وقد قيل: إن أسقف نجران هذا اسمه الحارث بن علقمة، من بني بكر بن وائل. والأسقف نعت من نعوت أكابر النصارى. 525- أسلم الراعي [ (5) ] ، أبو سلمى. قال ابن مندة: استشهد بخيبر، ثم ساق حديث أبي سلام، قال: حدثنا أبو سلمى الراعي، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «بخ بخ لخمس ما أثقلهنّ في الميزان» [ (6) ] .   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت 108. [ (4) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1882 عن حذيفة ولفظه لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين حق أمين ... الحديث كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل أبي عبيدة بن الجراح رضي اللَّه عنه (7) حديث رقم (55/ 2420) وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 86 عن حذيفة رضي اللَّه عنه. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 16، الوافي بالوفيات 9/ 49، أسد الغابة ت 116. وبخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان 1/ 124- 7/ 117. [ (6) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 443، 4/ 237 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2328 والهيثمي في الزوائد 10/ 91 وقال رواه الطبراني من طريقين ورجال أحدهما ثقات، والحاكم في المستدرك 1/ 511 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43511، 43512. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 قال أبو نعيم: وهم في تسمية أبي سلمى، وإنما اسمه حريث، وفي قوله: استشهد بخيبر، لأن من يستشهد بخيبر لا يقول عنه أبو سلام حدثنا. وهو اعتراض متّجه، لأن أبا سلام لا صحبة له. والحق أن ابن مندة دخلت عليه ترجمة في ترجمة، والراعي الّذي قتل بخيبر غير الراعي الّذي يكنى أبا سلمى. واللَّه أعلم. 526- أسلم- غير منسوب [ (1) ] . ذكره عبدان، وأورد له حديث عبد الرحمن بن منهال ابن سلمة عن عمه- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأسلم: «صوموا هذا اليوم» [ (2) ] ، قالوا: إنا قد أكلنا. قال: «صوموا بقيّة يوم عاشوراء» [ (3) ] . قال أبو موسى: قوله لأسلم المراد به القبيلة لا شخصا معينا اسمه أسلم. ويدل عليه قوله: إنّا قد أكلنا. 527 ز- أسماء بن خارجة الأسلميّ. ذكره بعضهم في الصّحابة، والصّواب أسماء بن حارثة كما تقدم في الأول، نبّه على ذلك ابن حبان. 528- إسماعيل بن أبي حكيم المزني [ (4) ] ، ثم أحد بني فضيل. أورده ابن مندة، وقال: أخرجه البخاريّ في «الأفراد» ، ولا أعرف له صحبة ولا رواية. ثم أخرج من طريق محمد بن إسماعيل الجعفريّ، عن عبد اللَّه بن سلمة، عن ابن شهاب، عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ اللَّه ليسمع قراءة «لم يكن» فيقول: أبشر عبدي» [ (5) ] . وقال أبو نعيم: لم يذكر أحد من الأئمة إسماعيل في الصّحابة، وهو عندي إسناد منقطع. قلت: وهو وهم. والصواب إسماعيل بن أبي حكيم المدني، عن أحد بني فضيل، فوقع فيه تصحيف في المدني إلى المزني، وفي عن إلى ثم، وهو تابعيّ معروف من مشايخ   [ (1) ] أسد الغابة ت (122) . [ (2) ] أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 188 وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات. [ (3) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 29، 368. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 58. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 17، تهذيب الكمال 1/ 99، الطبقات 260، تهذيب التهذيب 1/ 289، التحفة اللطيفة 1/ 301، الكاشف 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 68 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 86، التاريخ الكبير 1/ 350. أسد الغابة ت 125. [ (5) ] أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 377 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2711 وابن كثير في تفسيره 8/ 476. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 يحيى بن سعيد الأنصاري في الموطأ، ولا مانع أن يروي له عن الزّهري أيضا. 529- إسماعيل [ (1) ] بن زيد بن ثابت الأنصاريّ، ذكره أبو موسى في الذيل، وأخرج من طريق ابن مردويه بسنده عن زكريا بن إسماعيل الزّيدي، من ولد زيد بن ثابت، عن أبيه، قال: خرجنا جماعة من الصحابة غزاة من الغزوات مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حتى وقفنا في مجمع طرق، وطلع أعرابيّ عند خطام بعيره ... الحديث. قال أبو موسى: إسماعيل هو ابن زيد بن ثابت، وهو تابعي، يروي عن أبيه، لا أعلم له إدراكا للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. واستدل ابن الأثير على صحة ذلك بأن زيدا كان صغيرا على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال: إسماعيل تابعي، ولا عبرة بإرسال هذا الحديث، فإنّ التابعين لم يزالوا يرون المراسيل. كذا قال وفيه نظر، لأن السياق لو صح لأثبت لإسماعيل الصحبة، فإن التابعيّ وإن كان يرسل لكن لا يخبر بشيء لم يشاهده أنه شاهده، وأنت ترى في السياق قوله: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حتى وقفنا، لكن يجوز أن يحمل على المجاز، وهو خلاف الظّاهر. والّذي عندي أنه إما أن يكون سقط من الإسناد عن جده، أو أراد زكريا بقوله: عن أبيه، عن جدّه- زيد، لأن الجدّ أب. وقد ذكر إسماعيل بن زيد بن ثابت في «التّابعين» ابن حبان، وقال: يكنّى أبا مصعب، وهو أصغر ولد زيد بن ثابت، وكذا ذكره البخاريّ في التابعين، وذكر له عن أبيه حديثا موقوفا. 530 ز- إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري. تابعيّ. ذكره ابن حبّان في ثقاته. وقد أرسل حديثا فذكره الباورديّ في الصّحابة، فروى من طريق عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، عن سهيل بن مالك، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية» ، وفي الإسناد ضرار بن صرد، وهو ضعيف. وأورده أبو موسى في الذّيل أيضا. 531 ز- إسماعيل بن هشام. أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة، وقد قال البخاريّ، وأبو حاتم: حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسل. 532- الأسود بن حارثة. ذكره الحاكم في المستدرك من طريق يزيد بن هارون، عن   [ (1) ] الطبقات الكبرى 5/ 203، أسد الغابة ت (127) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 المسلم بن سعيد، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن خالد [ (1) ] ، قال: خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض غزواته، فأتيته أنا ورجل قبل أن يسلم، فقال: «لا أستعين بمشرك» [ (2) ] . وقال بعده خبيب هذا هو ابن عبد الرحمن بن الأسود بن حارثة، كذا قال، وهو وهم. وهذا الحديث رواه أحمد عن يزيد بن هارون، فوقع عنده: عن خبيب بن عبد الرحمن ابن خبيب، وأورده ابن عبد البرّ في ترجمة خبيب بن يساف. وهو الصّواب. 533 ز- الأسود [ (3) ] . غير منسوب، قال ابن عبد البر: روى هشيم وأبو عوانة عن يعلى بن عطاء، عن عامر بن الأسود، عن أبيه، أنه شهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حجّة الوداع، قال: وشهدت معه الفجر في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصلّيا، فأتي بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصلّيا معنا ... » [ (4) ] الحديث. قال: وخالفهما: شعبة، فقال: عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه- مثله سواء. قلت: وهذا خطأ نشأ عن تصحيف وإسقاط، وذلك أن هشيما وأبا عوانة لم يخالفا شعبة ولم يخالفهما، بل اتفقوا جميعا على أنه يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه. كذلك رواه أبو داود عن حفص بن عمر، عن شعبة، ورواه التّرمذيّ والنّسائيّ والبغويّ من حديث هشيم. ورواه البغويّ من حديث أبي عوانة كذلك وحديثه أتمّ. وأظنّ أن الرواية التي وقعت لابن عبد البرّ سقط منها يزيد والد جابر، وتصحّف جابر   [ (1) ] في أعن جده. [ (2) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 2017. [ (3) ] أسد الغابة ت (147) . [ (4) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 213 عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه ... الحديث كتاب الصلاة باب فيمن صلّى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم حديث رقم 575 والترمذي في السنن 1/ 425 كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في الرجل يصلي وحده ثم يدرك الجماعة حديث رقم 219 قال أبو عيسى حديث حسن صحيح. والنسائي في السنن 2/ 113 كتاب الإمامة باب أعاره الفجر مع الجماعة لمن صلّى وحده (54) حديث رقم 858، وأحمد في المسند 4/ 160 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 300، والحاكم في المستدرك 1/ 244- 245 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 434، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 275 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 3934، والدار الدّارقطنيّ في السنن 1/ 413، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1638. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 بعامر: فرآه عامر بن الأسود عن أبيه، فترجم للأسود. ثم رأيته كذلك على الخطأ في الإسقاط في كتاب مكّة للفاكهيّ، قال حدثنا حسين بن حسن، حدثنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن الأسود، عن أبيه، فوافق الجماعة في جابر فلم يصحّفه. ونسب جابرا لجده. والعجب أن ابن عبد البرّ أورد الحديث المذكور في كتاب «التمهيد» في ترجمة زيد بن أسلم منه من طريق علي بن المديني، عن هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه على الصواب. وقال عقبة: رواه شعبة عن يعلى بن عطاء مثله سواء، فصرح باتفاق شعبة وهشيم خلاف ما ذكره في الاستيعاب. واللَّه الموفق. 534- الأسود بن عبد الأسد بن هلال المخزوميّ [ (1) ] ، أخو أبي سلمة. ذكره أبو موسى عن عبدان، وقال: لا تعرف له رواية إلا أنّ ابن عباس ذكره، وتعقبه ابن الأثير بأن ابن الكلبيّ والزّبير بن بكّار ذكرا أنه قتل يوم بدر كافرا وهو كما قالا. وقد ذكره كعب بن مالك في قصيدة له في وقعة بدر منها: فأقام في العطن المعطّن منهم ... سبعون عتبة منهم والأسود [ (2) ] [الكامل] وابن عبّاس إنما ذكره في المستهزءين، فلا معنى لذكره في الصحابة. أما ابن أخيه الأسود بن سفيان بن عبد الأسد فسبق ذكره في الأول، فلا يمكن أن يكون عبدان أراده، لأن ابن عباس لم يذكره. ولهذا بنت تسمى فاطمة، ذكرها ابن سعد، فقال: أسلمت وبايعت، وهي التي قطعت في السرقة على الصحيح وسيأتي بيان ذلك في ترجمتها إن شاء اللَّه تعالى. 535 ز- أسيد- بفتح أوله وكسر السين- ابن أبي أسيد- بالضم مصغرا هو الساعدي [ (3) ] .   [ (1) ] أسد الغابة ت (148) . [ (2) ] فأقام العطن ... منهم والأسود انظر ديوان كعب بن مالك. العطن: مبرك الإبل حول الماء، والمعطن الّذي قد عود أن يتخذ عطنا وعتبة: هو عتبة بن ربيعة، والأسود: هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي، وسيرة ابن هشام 2/ 362. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 20 تهذيب التهذيب 1/ 44، تقريب التهذيب 1/ 77، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 97، التحفة اللطيفة 1/ 325، الجرح والتعديل 2/ 1198، المحن 171، التاريخ الكبير 2/ 11، أسد الغابة ت (160) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 ذكره أبو موسى، عن عبدان، قال: حدثنا محمد بن سنان، حدثنا أبو عاصم، عن موسى بن عبيدة، حدثني عمر بن الحكم، عن أسيد بن أبي أسيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تزوج امرأة من بني الجون، قال: فبعثني فجئتها فأنزلتها الشّعب ... فذكر قصة المستعيذة. وتعقبه أبو موسى بأن عمر بن الحكم إنما رواه عن أبي أسيد نفسه. وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، عن محمد بن الفرج، عن محمد بن الزبرقان، عن موسى بن عبيدة، وهو المشهور. قلت: وموسى بن عبيدة ضعيف، وكذلك محمد بن سنان، فيحتمل أن يكون سقط من الإسناد الأول قوله: عن «أبيه» ، فإن أسيد بن أسيد تابعيّ معروف، تأخّرت وفاته إلى خلافة أبي جعفر المنصور، كما ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وقد أخرج البخاريّ حديث المستعيذة من طريق حمزة بن أبي أسيد عن أبيه أيضا. 536 ز- أسيد [ (1) ] بن ثابت وقع في مسند مسدد رواية معاذ بن المثنى في حديث: «كلوا الزّيت وادّهنوا به» [ (2) ]- من طريق عطاء الشامي، عن أسيد أو أبي أسيد بن ثابت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. والصّواب عن أبي أسيد بالكنية، وسيأتي على الصّواب في «الكنى» ، واسمه عبد اللَّه بن ثابت. 537 ز- أسيد بن كرز القسري [ (3) ] كذا وقع عند البغويّ. وصوابه أسد- بفتح الهمزة والمهملة. 538 ز- أسيد بن مالك، أبو عميرة، روى له أحمد في مسندة. هكذا قرأته بخط شيخنا الحافظ أبي الفضل العراقي في شرح الترمذي من كتاب الزكاة، وهو تصحيف. والصّواب رشيد- بالراء والشين المعجمة، وسيأتي على الصّواب. 539- أسيد- بالضم- ابن أخي رافع بن خديج [ (4) ] .   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] أخرجه الترمذي (1851، 1852) وابن ماجة (3320) وأحمد 3/ 497 والحاكم 2/ 398 والطبراني في الكبير 19/ 270. [ (3) ] أسد الغابة ت (166) . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 21، الثقات 3- 6، الإكمال 2/ 481، تهذيب الكمال 1/ 113، الطبقات 77، تقريب التهذيب 1/ 78، بقي بن مخلد 136، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 98، الوافي بالوفيات 9/ 258، 1/ 328، العبر ط 1/ 24، سير الإعلام 1/ 299، تهذيب التهذيب 1/ 347، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 ذكره ابن مندة قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أبو مسعود، حدثنا حماد بن مسعدة، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد- أن أسيدا حدثه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إذا وجد الرّجل سرقته وكان غير متّهم فإن شاء أخذها بالثّمن ... » [ (1) ] الحديث. وتعقبه أبو نعيم بأنّ أبا مسعود الّذي أخرجه ابن مندة من طريقه أورده في مسند أسيد بن ظهير. قلت: لكنه لم ينسبه لعلة سأذكرها، وذلك أن أبا داود والنسائي أخرجاه عن هارون الحمّال، عن حماد بن مسعدة، فوقع عندهما أسيد بن حضير. وزاد أبو داود: قال أحمد بن حنبل. هو في كتابه أسيد بن ظهير. ولكن كذا حدثهم بالبصرة- يعني ابن جريج. وقد رواه عبد الرّزّاق، عن ابن جريج: فقال: أسيد بن ظهير أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة عنه. وأخرجه النّسائيّ من وجه آخر عن عبد الرزاق، وتابعه روح بن عبادة، عن ابن جريج، فعرف من هذا أنه أسيد بن ظهير. وقد ذكره ابن مندة. فلا وجه للتفرقة. ثم إن في قوله ابن أخي رافع مؤاخذة، لأن أسيد بن ظهير ابن عمّ رافع لا ابن أخيه، نعم لرافع ابن أخ يقال له أسيد معدود في التابعين. ذكره ابن حبان وغيره، وله رواية عن عمه رافع بن خديج. واللَّه أعلم. 540- أسير- بالضم، آخره راء. رجل من أسلم، ذكره ابن عساكر في فهرست مسند أحمد، وقال: حديثه في الحادي عشر من مسند الأنصار. انتهى. وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو في المسند من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن رجل من أسلم في التعوّذ بكلمات اللَّه التامّات، وكأنه سقط من نسخته عن، وتصحّف «أبيه» أسير، فتركب منه هذا الوهم. وقد نبّه على ذلك الحافظ أبو بكر بن المحبّ.   [ () ] الكاشف 1/ 133، الجرح والتعديل 2/ 1163، التعديل والجرح 125، صفوة الصفوة 1/ 502، الرياض المستطابة 29- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 526، الطبقات الكبرى 2/ 37، 38، 39، 65، 68، 135، 150، 3/ 44، 199، 420، 432، 434، 437، 4/ 3049، 8/ 264، التاريخ الكبير 20/ 47، البداية والنهاية 7/ 101، الأنساب 1/ 278، أسد الغابة ت (171) . [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30371 وعزاه إلى أبي نعيم عن أسيد بن ظهيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 باب الألف بعدها الشين [ (1) ] 541- الأشج [ (2) ] . جاء ذكره في خبر موضوع افتراه محمود بن علي الطّرازي أحد الكذابين بعد الخمسمائة، قال: حدثنا الأشجّ صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «خرجنا أربعمائة وخمسين رجلا للتجارة، فأسلمت على يد عليّ، فذهب بي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو يقسّم غنائم بدر ... » الحديث. وأخبرني أبو هريرة عن الذّهبيّ إجازة، عن إبراهيم بن حمّويه، أخبرنا الظهير البخاريّ، أخبرنا محمد بن عبد الستار الكردي، عن محمود بن عليّ. عن الأشج هذا بخبر آخر مختلف. قلت: ثم وقفت على نسخة تزيد على أربعين حديثا من طريق أخرى، عن قيس بن تميم، عن الأشجّ. فذكر هذه القصّة، وأحاديث أخرى غالبها موضوع، والوضع فيها ظاهر جدا. وسأذكر ذلك في حرف القاف إن شاء اللَّه تعالى. [وقرأت في كتاب أبي سعد السمعاني، قال: شاهدت محمد بن الحسين الشاشي- وكان شيخا بكّاء، ينشد الأشعار، ويسرد الحكايات، ويقول: رأيت الأشجّ، وسمعت شيخي الأشج يقول سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من العود إلى العود ثقل ظهر الحطّابين، ومن الهفوة إلى الهفوة كثرت ذنوب الخطّائين» . انتهى. وما أدري هل هو قيس أو غيره؟ [ (3) ]] . 542- الأشج، أبو الدنيا [المغربي اختلف في اسمه والأشهر أنه عثمان، وقيل: علي. وقيل: غير ذلك. وأكثر الأخبار ليس فيها ما يدلّ على الصّحبة النبويّة، وإنما فيها صحبة عليّ. وفي بعضها الصحبة العليا. وسيأتي بيان ذلك في ترجمة من اسمه عثمان [ (4) ]] . 543 ز- الأشجع بن سنان. ذكره بعضهم متعلقا بما أخرجه المحاملي في الجزء السادس عشر من حديثه، قال: حدثنا سعيد بن بحر، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سفيان   [ (1) ] سقط في ب. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، تهذيب الكمال 1/ 114. الطبقات 61، الوافي بالوفيات 9/ 265، تقريب التهذيب 2/ 274، تهذيب التهذيب 10/ 301، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 55، الكاشف 3/ 452، الجرح والتعديل 2/ 344 الطبقات الكبرى 7/ 85، البداية والنهاية 5/ 47، 48. [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] في أبدل ما في القوسين يأتي في الكنى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة بن مسعود، فذكر قصة بروع بنت واشق وفيه: [فقام الأشجع بن سنان، فقال: قضى فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. انتهى والصّواب [ (1) ]] . فقام الأشجعيّ بن سنان، بزيادة ياء النسب، وهو معقل بن سنان. 544- أشعب بن أم حميدة [ (2) ] المعروف بالطّمع. ذكره مغلطاي في «حاشية أسد الغابة» فقال: ولد سنة تسع من الهجرة، وكانت أمه تدخل على زوجات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: ذكره أبو الفرج [ (3) ] الأصبهانيّ. انتهى. يريد بذلك أن يثبت أنه ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فيعد في القسم الثاني. ولم يتجه لي صحة ذلك، لأن أبا الفرج ذكره من طريق واهية عن عبيدة بن أشعب، عن أبيه، لكن روى ابن عساكر في ترجمته من طريق نصر بن علي الجهضمي عن الأصمعيّ، قال: قال لي أشعب: ولدت يوم [50] قتل عثمان. وأما ما رواه وكيع القاضي في «غرر الأخبار» ، عن محمد بن علي بن حمزة، عن المازني، عن الأصمعي، قال: حدثني أشعب قال: سمعت طويسا- يغني بهذين البيتين في عرس مروان بن الحكم بأمّ عبد الملك- فذكر قصة- ففيه نظر أيضا، لأن عبد الملك ولد في خلافة عثمان، فالظاهر أنه لا يوثق بأشعب فيما يقول، ولو صحّ ذلك لروى عن أكابر الصحابة، ولم نقف له على رواية عن صحابيّ إلا عن ابن عمر وعبد اللَّه بن جعفر: ورواياته عن التابعين كثيرة، كسالم، والقاسم، وفاطمة بنت الحسين ويكفي في الاستدلال على بطلان القول الأول أنهم اتفقوا على أنه مات سنة أربع وخمسين ومائة. وقد قدّمنا أنه لم يتأخر عن سنة عشر ومائة أحد ممن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وترجمة أشعب مبسوطة في كتابي «لسان الميزان» . 545- ز أشعث [ (4) ]- بالمثلثة- ابن جودان [ (5) ]- روى عنه ابن عمير، كذا وقع في بعض   [ (1) ] سقط في د، ب. [ (2) ] الأغاني 19/ 135- 182، تاريخ بغداد 7/ 37، 44، الكامل لابن الأثير 5/ 612، وفيات الأعيان 2/ 471، 475 نهاية الأرب 4/ 24، 36، تاريخ الإسلام 6/ 167، 170، ميزان الاعتدال 1/ 258، 262، عبر الذهبي 1/ 222، فوات الوفيات 1/ 197- 201، البداية والنهاية 10/ 111- 113 لسان الميزان 1/ 450- 454، شذرات الذهب 1/ 236، تهذيب ابن عساكر 3/ 78- 83. [ (3) ] في أأبو الفتوح. [ (4) ] التاريخ الكبير 1/ 428، الجرح والتعديل 2/ 276، تجريد أسماء الصحابة 1/ 23، معرفة الصحابة 2/ 311. [ (5) ] في أجوذان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 الروايات عمير بن أشعث بن جودان عن أبيه والصّواب عن أشعث بن عمير بن جودان عن أبيه. قال ابن مندة وغيره: وقال أبو نعيم قلبه بعض الرواة، وسيأتي في عمير على الصّواب. باب الألف بعدها الصاد 546 ز- أصرم، صحّفه بعضهم، وإنما هو الصرم، وهو لقب ابن سعيد بن يربوع المخزومي. باب الألف بعدها العين 547 ز- أعرابي. أخرجه البغويّ في حرف الألف، وروى له من طريق أبي العلاء قال: بينما نحن بهذا المربد جلوس إذ أتى علينا أعرابيّ أشعث الرأس، فذكر قصة الكتاب الّذي معه، قال: وبلغني أن اسمه النمر بن تولب. قال ابن شاهين: هكذا أخرجه في الألف، وينبغي أن يخرج في النون. 548- أعشى بن قيس بن ثعلبة. يأتي في حرف الميم. واسمه ميمون. باب الألف بعدها الكاف 549- أكيدر دومة. هو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة [ (1) ] [بن سلمة بن شكامة بن شبيب [ (2) ]] بن السّكون، صاحب دومة الجندل ذكره ابن مندة وأبو نعيم في الصّحابة، وقال: كتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد، ثم إنه أسلم، وأهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حلّة سيراء [ (3) ] ، فوهبها لعمر. وتعقب ذلك ابن الأثير، فقال: إنما أهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وصالحه ولم يسلم. وهذا لا خلاف فيه بين أهل السّير، ومن قال: إنه أسلم فقد أخطأ خطأ ظاهرا: بل كان نصرانيّا. ولما صالحه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عاد إلى حصنه وبقي فيه. ثم إنّ خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر فقتله كافرا.   [ (1) ] في أأثامة. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] السّيراء والسّيراء: ضرب من البرود، وقيل: هو ثوب مسيّر فيه خطوط تعمل من القزّ كالسيور، وقيل: برود يخالطها حرير. اللسان 3/ 2170. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 وقد ذكر البلاذريّ أنّ أكيدر دومة لما قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع خالد أسلم وعاد إلى دومة، فلما مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ارتدّ ومنع ما قبله، فلما سار خالد بن الوليد من العراق إلى الشّام قتله. قال ابن الأثير: فعلى كل حال لا ينبغي أن يذكر في الصّحابة. قلت: وذكر ابن الكلبيّ أنه لما منع ما صالح عليه أجلاه أبو بكر إلى الحيرة. ويقال: بل أجلاه عمر. وعمدة ابن مندة في أنه أسلم ما أخرجه من طريق بلال بن يحيى عن حذيفة- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث بعثا إلى دومة الجندل، فقال: إنكم ستجدون أكيدر دومة خارجا ثم ذكر حديث إسلامه، كذا وقع فيه، وقد رويناه في زيادات المغازي من طريق يونس بن بكير، عن سعد ابن أوس، عن بلال بن يحيى قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أبا بكر على المهاجرين إلى دومة الجندل، وبعث خالد بن الوليد على الأعراب معه، وقال: انطلقوا فإنكم ستجدون أكيدر دومة يقتنص الوحش، فخذوه أخذا، فابعثوا به إليّ ولا تقتلوه. فمضوا وحاصروا أهلها، فأخذوه فبعثوا به إليه، ولم يذكر في هذه القصة أنه أسلم. وروى أبو يعلى وابن شاهين من طريق عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط: سمعت أبي إيادا يحدّث عن قيس بن النعمان الكوني، قال: خرجت خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فسمع بها أكيدر دومة الجندل، فانطلق إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، بلغني أن خيلك انطلقت، وإني خفت على أرضي ومالي فاكتبوا لي كتابا لا يعرضون في شيء هو لي، فإنّي أقرّ بالذي هو عليّ من الحق. فكتب له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. ثم إن أكيدر أخرج قباء من ديباج منسوج بالذّهب مما كان كسرى يكسوهم، فقال: يا رسول اللَّه. اقبل مني هذا، فإنّي أهديته لك. فقال: ارجع بقبائك، فإنّه ليس أحد يلبس هذا في الدّنيا إلا حرمه في الآخرة [ (1) ] . فرجع به إلى رحله حتى أتى منزله، ثم إنه وجد في نفسه أن يردّ عليه هديته فرجع، فقال: يا رسول اللَّه، إنّا أهل بيت يشقّ علينا أن تردّ هديّتنا، فاقبل مني هديتي. فقال: ادفعه إلى عمر - فذكر القصة.   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41888 وعزاه الى ابن عساكر. وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2188 وابن عساكر في تاريخه 1/ 116، 3/ 95. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 فلعل مستند من قال: إنه أسلم قوله في هذا الحديث: يا رسول اللَّه. وفي مسند أحمد، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن واقد بن عمرو بن سعد ابن معاذ، عن أنس، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثا إلى أكيدر دومة، فأرسل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بجبّة من ديباج منسوج فيها الذهب، فلبسها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم قام على المنبر- أو جلس- فجعل الناس يلمسونها ... الحديث. وأخرجه التّرمذيّ والنّسائيّ من هذا الوجه. وأخرجه أحمد أيضا من طريق علي بن زيد، عن أنس: أهدى أكيدر دومة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جرّة من منّ، فأعطى لكل واحد قطعة ... الحديث. وروى ابن مندة أيضا من طريق علي بن إسحاق، قال: حدثنا رزق بن أبي رزق بن صدقة بن مهدي بن حريث بن أكيدر بن عبد الملك، قال: حدثنا أشياخنا- يعني آباءهم- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج بالناس غازيا إلى تبوك، فذكر حديثا طويلا، قال: ورواه غيره، فقال: عن آبائه عن أجداده إلى أكيدر. قال أحمد بن حنبل: أكيدر هذا هو أكيدر دومة، فتمسّك ابن مندة لكونه أسلم بروايته، وفيها نظر. وقد ذكر ابن إسحاق قصته في «المغازي» ، قال: حدثنا يزيد بن رومان، وعبد اللَّه بن أبي بكر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك، رجل من كندة، وكان على دومة، وكان نصرانيّا، فقال: إنك ستجده يصيد البقر ... فذكر القصة مطوّلة. وفيها: فقتل خالد حسان أخا أكيدر، وقدم بأكيدر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحقن دمه، وصالحه على الجزية، وخلى سبيله، فرجع إلى مدينته. وكذلك ذكر القصة نحو هذا عروة في المغازي في رواية ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة، فعلى هذا فقدومه المدينة في رواية قيس بن النعمان كان بعد ذلك. وستأتي هذه القصة مطوّلة في ترجمة بجير بن بجرة الطائي في حرف الباء الموحدة إن شاء اللَّه تعالى. وسيأتي كلام الباورديّ في ترجمة حريث بن عبد الملك، وهو أخو أكيدر في حرف الحاء. وقال ابن حبيب في قول حسان في قصيدته اللامية المشهورة: إمّا ترى رأسي تغيّر لونه ... شمطا فأصبح كالثّغام المحول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 فلقد يراني صاحباي كأنّني ... في قصر دومة أو سواء الهيكل [ (1) ] [الكامل] دومة: بين الشّام والحجاز، وهي دومة الجندل، وهي لكلب، وملكها أكيدر بن عبد الملك السّكوني، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إليه خالد بن الوليد فقتله بها، وكان يسكنها دومان بن إسماعيل. وقال أبو السّعادات ابن الأثير، أخو مصنف أسد الغابة: من النّاس من يقول إن أكيدر أسلم: وليس بصحيح. وممن وقع في كلامه ما يدلّ على أنه أسلم الواقدي، فإنه قال في المغازي: حدّثني شيخ من دومة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب لأكيدر هذا الكتاب: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم من رسول اللَّه لأكيدر حين جاء الإسلام. وخلع الأنداد والأصنام، مع خالد بن الوليد سيف اللَّه في دومة الجندل: يقيمون الصّلاة، ويؤتون الزّكاة، عليكم بذلك عهد اللَّه وميثاقه، ولكم الصّدق والوفاء» . فالذي يظهر أن أكيدر صالح على الجزية، كما قال ابن إسحاق، ويحتمل أن يكون أسلم بعد ذلك كما قال الواقدي، ثم ارتد بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع من ارتدّ كما قال البلاذريّ، ومات على ذلك. واللَّه أعلم. [باب الألف بعدها الميم] 550- أميّة بن خالد [ (2) ] قال ابن حبّان: يروي المراسيل، ومن زعم أن له صحبة فقد وهم. قلت: ذكره جماعة في الصحابة. وهو وهم على ما سنبيّنه، فأول من ذكره فيما علمت البغوي، فقال: حدّثنا القواريري، حدّثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق عن أمية بن خالد. قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين. قال البغويّ: أميّة بن خالد لا أرى له صحبة، غير أن القواريري وابن أبي شيبة أخرجا هذا الحديث في المسند. وقال ابن قانع: أميّة بن خالد أحسب أن له رؤية. وقال العسكريّ: أمية بن خالد بن أسيد ذكر بعضهم أنّ له رؤية. وذكره أيضا الطّبرانيّ، وقال ابن مندة: أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد الأمويّ في صحبته نظر. عداده في التابعين.   [ (1) ] انظر ديوان حسان 301. [ (2) ] أسد الغابة ت 229، الاستيعاب ت 79. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 توفّي سنة ست وثمانين. ثم ساق الحديث من طريق قيس بن الربيع عن أبي إسحاق، عن المهلب، عن أمية بن خالد بن أسيد، فذكره. والنّسب الّذي ترجم به مقلوب، وذكره أبو نعيم على الصّواب، فقال: أميّة بن عبد اللَّه ابن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية، ثم ساق حديثه، ووقع في سياقه: عن أميّة بن عبد اللَّه بن خالد على الصّواب، وقال: مختلف في صحبته. وكذا قال من قبله الباورديّ، وتبعه ابن الجوزيّ وأما ابن عبد البرّ فقال: أمية بن خالد لا يصحّ عندي صحبته، قال: ويقال إنه أميّة بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد. قلت: قد أوضح البخاريّ أمره، فقال أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد سمع ابن عمر. وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أمية بن خالد بن عبد اللَّه بن أسيد. وقال أبو عبيد: هو عندي أمية بن عبد اللَّه بن خالد- يعني أنه قلب. وروى الطّبرانيّ حديثه في المعجم الكبير، فأتى بنسبه على الصّواب، فقال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه، حدّثنا أبي، حدّثنا عيسى بن يونس، عن أبيه، عن جدّه أبي إسحاق، عن أمية بن عبد اللَّه بن أسيد، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين [ (1) ] . وبهذا الإسناد إلى ابن إسحاق قال: أمّنا أمية بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ فيما بين السورتين: إنا نستعينك. قلت: وأمية هذا ليست له صحبة ولا رؤية: لأن الصحبة لجده خالد، وهو أخو عتّاب أمير مكة، وأبوه عبد اللَّه مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير، واستعمله معاوية على فارس، وأمية صاحب الترجمة ولّاه عبد الملك بن مروان خراسان، وخبر ولايته مشهور في التواريخ، وكان المهلب معه في عسكره، وكذا أبو إسحاق كما تقدم. وأم أميّة هذا أم حجر بنت شيبة بن عثمان، وهي تابعية، وكان أمية ربما نسب إلى جده خالد، حتى ظنّ بعضهم أن أميّة بن خالد عمّ لأمية بن عبد اللَّه بن خالد، لكن لولا اتحاد الحديث، وأن أصحاب النسب كالزبير وغيره من علماء قريش لم يذكروا لخالد بن أسيد ابنا غير عبد اللَّه لجوّزنا ذلك.   [ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 269- والبغوي في شرح السنة 7/ 62، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 5247. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 وفي «السّنن الكبير» للبيهقيّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، قال: كتب ابن عمر وأبو سلمة بن عبد الرحمن إلى أميّة بن خالد بن أسيد، فقرأ علينا كتابهما ... فذكر قصّة، فنسب أمية في هذا إلى جده. وقد قال ابن حبّان في «التّابعين» بعد أن ذكر أمية بن خالد وما قدمناه بعده: أميّة بن عبد اللَّه بن خالد بن أسيد يروي عن ابن عمر، روى عنه أبو إسحاق السبيعي. مات سنة ستّ وثمانين. وتعقّبوا عليه جعله اثنين، وهو واحد لما أوضحناه. وقال المدائنيّ: مات سنة سبع وثمانين. 551- أمية بن خويلد [ (1) ] بن عبد اللَّه بن إياس بن عبد ناشرة بن كعب بن جدي [59] ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، أبو عمرو الضمريّ. قال ابن عبد البرّ: له صحبة، ولابنه عمرو صحبة، وصحبة عمرو أشهر. روى حديثه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه عينا وحده ... وذكر الحديث. وقرأت بخطه في حاشية كتاب ابن السّكن: أمية الضمريّ حديثه عند ولده، ثم ساق من طريق هشام بن عروة، عن الزهريّ، عن عمرو بن أمية الضمريّ. عن أبيه. قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكل ثمّ قام فصلّى ولم يتوضّأ. فأما الحديث الأول فقد ساقه ابن مندة في ترجمة أميّة بن عمرو، قال: وقيل: ابن أبي أمية الضمريّ عداده في أهل الحجاز. روى عنه ابنه عمرو بن أمية، ثم ساق من طريق جعفر ابن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، أخبرني جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه عينا وحده إلى قريش. قال: فجئت إلى خشبة خبيب وأنا أتخوّف العيون فرقيت فيها، فحللت خبيبا ... الحديث. وهذه القصة مذكورة في «المغازي» لعمرو بن أمية لا لأبيه، مشهورة به لا بأبيه وقد بين علي بن المديني أمرها بيانا شافيا في كتاب «العلل» ، فقال بعد أن ساق الحديث من   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 28، الوافي بالوفيات 9/ 391، العقد الثمين 1/ 331، أسد الغابة ت 230، الاستيعاب 75. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 طريق ابن مجمّع المذكور: جعفر بن عمرو هذا ليس هو ابن عمرو بن أمية الضّمري لصلبه، وإنما هو جعفر بن عمرو بن فلان بن عمرو بن أمية، وإنما الحديث عن أبيه عمرو عن جده عمرو بن أميّة. قلت: فالضمير في قوله عن جده عائد إلى عمرو بن فلان لا إلى جعفر، وتبين أنّ الحديث من مسند عمرو بن أمية الضمريّ لا من مسند أمية. تنبيه: وقع في معجم الطّبرانيّ في الحديث المذكور: عن جعفر بن عوف، عن إبراهيم ابن إسماعيل بن مجمّع، عن الزهري: أخبرني جعفر. انتهى. وقوله: عن الزّهريّ من المزيد في متّصل الأسانيد. وأما الحديث الثاني فسقط منه لفظة واحدة وهي ابن. والصّواب: عن الزّهري عن ابن عمرو بن أميّة عن أبيه، والزهريّ لم يلحق عمرو بن أميّة، وإنما روى عن ابنه جعفر كما سنوضحه. وقد قال ابن مندة أيضا: أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، أخبرنا أبو مسعود، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عمرو بن أمية الضمريّ، عن أبيه، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلّى ولم يتوضّأ [ (1) ] . قال ابن مندة: كذا رواه عبد الرزاق، ورواه إبراهيم بن سعد عن الزّهري، عن جعفر بن عمرو بن أميّة عن أبيه. وهو الصّواب. قلت: لا ينبغي نسبة الوهم فيه إلى عبد الرزاق وحده: لاحتمال أن يكون الوهم منه في حال تحديثه لأبي مسعود أو ابن أبي مسعود، فقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان، عن عبد الرّزاق على الصّواب. وكذا هو في مصنف عبد الرزاق من رواية إسحاق الدّيري عنه. وكذا رواه البخاري من طريق ابن المبارك عن معمر، وكذا رواه عقيل وصالح وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث عن الزهري. وكلها صحيحة، فظهر أن الحديث الثاني من مسند عمرو بن أميّة أيضا واللَّه أعلم. 552 ز- أمية بن أبي الصّلت الثقفي المشهور ذكره ابن السكن في الصحابة، وقال: لم يدركه الإسلام، وقد صدّقه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض شعره، وقال: قد كاد أمية أن يسلم، ثم قصّ قصة موته من طريق محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي، عن أبيه عن جده، ثم أخرج حديث عكرمة عن ابن عبّاس أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنشد قول أمية:   [ (1) ] وهو من حديث ابن عباس أخرجه البخاري 1/ 310 في الوضوء (207) ومسلم 1/ 273 (91/ 354) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 زحل وثور تحت رجل يمينه ... والنّسر للأخرى وليث مرصد [ (1) ] [الكامل] فقال: صدق، هكذا صفة حملة العرش. قلت: وصحّ عن الشريد بن عمرو أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استنشده من شعر فقال: كاد أن يسلم. وفي البخاريّ عن أبي هريرة- مرفوعا- في حديث: وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم. وأم أمية رقيّة بنت عبد شمس بن عباد بن عبد مناف، فذلك رثى أمية بن أبي الصلت قتلى بدر بقصيدته المشهورة، لأنه كان من رءوس من قتل بها عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس، وهما ابنا خاله. وكان أبو الصّلت والد أميّة شاعرا، وكذا ابنه القاسم بن أمية، وسيأتي أنّ له صحبة. وقال أبو عبيدة: اتّفقت العرب على أنّ أمية أشعر ثقيف. وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمي، قال: كان أمية في الجاهلية نظر الكتب وقرأها، ولبس المسوح وتعبّد أوّلا بذكر إبراهيم وإسماعيل والحنيفية، وحرّم الخمر، وتجنّب الأوثان، وطمع في النبوة، لأنه قرأ في الكتب أنّ نبيا يبعث بالحجاز، فرجا أن يكون هو، فلما بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حسده فلم يسلم، وهو الّذي رثى قتلى بدر بالقصيدة التي أولها: ماذا يبدّر والعقنقل ... - من مرازبة جحاجح [ (2) ] وذكر صاحب المرآة في ترجمته عن ابن هشام، قال: كان أمية آمن بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. فقدم الحجاز ليأخذ ماله من الطّائف ويهاجر، فلما نزل بدرا قيل له: إلى أين يا أبا عثمان؟ قال: أريد أن أتبع محمّدا، فقيل له: هل تدري ما في هذا القليب؟ قال: لا، قيل فيه شيبة وعتبة ابنا خالك وفلان وفلان، فجدع أنف ناقته وشقّ ثوبه، وبكى، وذهب إلى الطائف فمات بها، ذكر ذلك في حوادث السنة الثانية. والمعروف أنه مات في التاسعة. ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافرا، وصحّ أنه عاش حتى رثى أهل بدر، وقيل: إنّه الّذي نزل فيه قوله تعالى: الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها [الأعراف 175] وقيل: إنه مات سنة تسع من الهجرة بالطائف كافرا قبل أن يسلم الثقفيون.   [ (1) ] انظر ديوانه 25. [ (2) ] انظر ديوانه 20. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 وقال المرزبانيّ: اسم أبي الصلت عبد اللَّه بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، ويقال: هو أبو الصلت بن وهب بن علاج بن أبي سلمة، يكنى أبا عثمان، ويقال أبا القاسم. مات أيام حصار الطائف بعد حنين. وفي الطّبرانيّ الكبير، عن أبي سفيان بن حرب، قال: خرجت تاجرا في رفقة فيهم أميّة بن أبي الصّلت. فذكر قصة فيها أن أمية قال: إن نبيا يبعث بالحجاز من قريش. وأنه كان يظنّ أنه هو إلى أن تبيّن له أنه من قريش، وأنه يبعث على رأس الأربعين، وأنه سأله عتبة بن ربيعة، فقال: إنه جاوزها. قال: فلما رجعت إلى مكة وجدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قد بعث، فلقيت أميّة فقال لي: اتبعه فإنّه على الحق. قلت: فأنت؟ قال: لولا الاستحياء من صبيات ثقيف، إني كنت أحدّثهن أني هو ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف. ومن شعر أميّة من قصيدة: كلّ دين يوم القيامة عند ... الله إلّا دين الحنيفة زور [ (1) ] [الخفيف] ومن قصيدة أخرى: يا ربّ لا تجعلنّي كافرا أبدا ... واجعل سريرة قلبي الدّهر إيمانا [ (2) ] [البسيط] ومثل هذا في شعره كثير، ولذلك قال صلّى اللَّه عليه وسلم: «آمن شعره وكفر قلبه» . وذكر [ (3) ] ابن الأعرابيّ في «النّوادر» أنّ أمية خرج في سفرته، فذكر قصة أنه رأى شيخا من الجن، فقال: إنك متبوع، فمن أين يأتيك صاحبك؟ قال: من قبل أذني اليسرى، قال: فما يأمرك أن تلبس؟ قال: السواد، قال: هذا خطيب الجنّ، كدت أن تكون نبيّا، فلم تكن، إن النبيّ يأتيه صاحبه من قبل الأذن اليمنى، ويأمره بلبس البياض. وذكر عمر بن شبّة بسند له عن الزّهريّ، قال: دخل أمية على أخته فنام على سرير لها فإذا طائران، فوفع أحدهما على صدره فشقّه فأخرج قلبه، فقال له الآخر: أوعى؟ قال: نعم   [ (1) ] انظر ديوانه 38. [ (2) ] انظر ديوانه 62. [ (3) ] من أول «وذكر ابن الأعرابي إلى آخر الترجمة» سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 قال: فقبل؟ قال: أتى. فردّ قلبه مكانه ثم نهض فأتبعه أمية طرفه. فقال: لبّيكما لبّيكما ... ها أنا ذا لديكما [ (1) ] [الرجز] فعادا ففعلا مثل ذلك ثلاث مرات. ثم ذهبا وزاد في الثّالثة: إن تغفر اللَّهمّ تغفر جمّا ... وأيّ عبد لك لا ألمّا [الرجز] ثم انطبق السقف، وقام أمية يمسح صدره، فقالت له: يا أخي، ماذا تجد؟ قال: لا شيء، إلا أني أجد حرارة في صدري. وعن الزّبير، عن عمه مصعب بن عثمان، عن ثابت بن الزبير، قال: لما مرض أمية مرض الموت جعل يقول: قد دنا أجلي، وأنا أعلم أن الحنيفية حقّ، ولكن الشّك يداخلني في محمد. قال: ولما دنت وفاته أغمي عليه قليلا ثم أفاق وهو يقول: لبّيكما لبّيكما ... فذكر نحو ما تقدم وفيه: ثم قضى نحبه، ولم يؤمن بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 553- أمية بن سعد القرشي [ (2) ] . ذكره أبو زكريّا ابن مندة مستدركا على جدّه، وأخرج من طريق خلف بن عامر عن فضل بن سهل الأعرج، عن نصر بن عطاء الواسطيّ، عن همام، عن قتادة، عن عطاء، عن أمية القرشي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «إذا أتتك رسلي فأعطهم كذا وكذا درعا» قلت.: والعارية مؤدّاة؟ قال: نعم» [ (3) ] . قال أبو موسى في الذّيل: كذا روى. وقد رواه ابن أبي عاصم عن فضل بن سهل الأعرج بالإسناد المذكور، فقال: عن عطاء، عن يعلى بن صفوان بن أمية، عن أبيه. وكذا رواه حبّان بن هلال، عن همّام. والحديث معروف محفوظ لصفوان بن أميّة. ويروي عن أميّة بن صفوان بن أميّة، عن أبيه، وهو عند أبي داود والنسائي على الصّواب.   [ (1) ] ينظر البيت في مختار الأغاني 1/ 62. [ (2) ] أسد الغابة ت 232. [ (3) ] أخرجه أحمد 3/ 401 في مسند صفوان وأبي داود 3/ 822 في البيوع باب في تضمين العارية (3562) والحاكم 2/ 47 والبيهقي 6/ 89. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 554 ز - أميّة بن عبد اللَّه [ (1) ] بن خالد بن أسيد. استدركه أبو موسى على ابن مندة. وقد قدمنا الكلام في ترجمة أمية بن خالد. 555- أميّة بن عبد اللَّه [ (2) ] بن عمرو بن عثمان. ذكره عبدان في الصّحابة، قال: حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن قدامة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن أمية بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما فتح مكّة قام خطيبا، فقال: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ قد أذهب عنكم عبّيّة الجاهليّة وتعظيمها بآبائها، فالنّاس رجلان: برّ تقي كريم على اللَّه، وفاجر شقي هيّن على اللَّه ... » [ (3) ] الحديث. قال أبو موسى: هذا حديث مشهور لعبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، وعبد الملك بن قدامة معروف بالرواية عن عبد اللَّه بن دينار، فلا أدري كيف وقع هذا؟ قلت: هو من حديث عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر بلا شك، وأما أمية بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان فهو من أتباع التابعين، ذكره فيهم ابن حبان، وكذا ذكر البخاريّ أنه يروي عن عكرمة. وقال خليفة: مات سنة ثلاثين ومائة. 556- أميّة بن علي [ (4) ] . ذكره ابن مندة معتمدا على خبر وقع فيه إسقاط وتصحيف، فساق من طريق يحيى الفراء، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أمية بن علي، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقرأ على المنبر: وَنادَوْا يا مالِكُ [الزخرف: 77] قال ابن مندة: الصّواب ما رواه أصحاب ابن عيينة عن عمرو، عن صفوان بن يعلى بن أميّة عن أبيه.   [ (1) ] طبقات ابن سعد 5/ 478، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير 2/ 7، الجرح والتعديل 2/ 301، تاريخ الطبري 5/ 318، جمهرة أنساب العرب 84، الكامل في التاريخ 4/ 345، تاريخ الإسلام 3/ 42، الكاشف 1/ 87، سير أعلام النبلاء 4/ 272، وفيات الأعيان 3/ 163، تهذيب التهذيب 1/ 371، تقريب التهذيب 1/ 83، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 131، عيون الأخبار 1/ 166، العقد الفريد 1/ 142، العقد الثمين 3/ 332، الوافي بالوفيات 9/ 406، خلاصة تذهيب التهذيب 40، أسد الغابة (234) الاستيعاب ت (79) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 29، التحفة اللطيفة 1/ 339، التاريخ الكبير 2/ 8 أسد الغابة ت 233. [ (3) ] أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 180 عن عبد اللَّه بن عمرو وقال هو في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح وفي السنن بعضه ورواه الطبراني ورجاله ثقات. [ (4) ] أسد الغابة ت 236 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 قلت: كذلك رواه البخاريّ ومسلم وأبو داود والنّسائيّ من حديث ابن عيينة. 557 ز- أمية بن عمرو بن وهب بن معتّب بن مالك الثقفيّ. يأتي صوابه في عمرو بن أمية. 558- أمية، جد عمرو [ (1) ] بن عثمان الثقفي. مدني، حديثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في الماء والطين على راحلته يومئ إيماء، سجوده أخفض من ركوعه. هكذا أخرجه ابن عبد البرّ وهو وهم، فقد روى الترمذي الحديث المذكور من طريق كثير بن زياد، عن عمرو بن عثمان بن يعلي بن مرّة، عن أبيه عن جدّه- أنهم كانوا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مسير، فانتهوا إلى مضيق، فحضرت الصلاة فمطروا ... الحديث. قال الترمذيّ: غريب. قلت: إسناده لا بأس به، وصحابية يعلى بن مرة لا أمية، غير أن الطّبراني رواه في معجمه، فقال: عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن أمية، عن أبيه، عن جدّه- وهو وهم في ذكر أمية، بل صوابه مرّة. وعلى كل تقدير فصحابيه يعلى لا أمية، وإن ثبتت رواية لأمية والد يعلى فهو أمية التميمي المذكور في القسم الأول. 559 ز- أمية بن أبي مرثد الأنصاريّ. ذكره بعضهم في الصحابة وهو وهم. قال الإسماعيليّ في مسند يحيى بن سعيد: أخبرنا علي بن محمد العسكري، حدثنا إبراهيم البلدي، حدّثنا أبو صالح، حدثنا الليث، قال: قال يحيى بن سعيد: كتب إليّ خالد بن أبي عمران، عن الحكم بن مسعود- أن أمية بن أبي مرثد الأنصاريّ حدّثه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ستكون فتنة» [ (2) ] ... الحديث. كذا فيه والصّواب أنس بن أبي مرثد، كذلك أخرجه البخاريّ في «تاريخه» عن أبي صالح على الصواب. وقد تقدم في ترجمة أنس في الأول. 560- أنس بن أسيد بن أبي أناس [ (3) ] بن زنيم الكنانيّ [ (4) ] . ذكره دعبل بن علي في   [ (1) ] أسد الغابة ت 237 الاستيعاب ت 76. [ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 1/ 169، 2/ 282، والطبراني في الكبير 4/ 249 وابن عساكر في تاريخه 7/ 283، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30829، 31091 وعزاه لأحمد في المسند وأبي داود والترمذي والحاكم عن سعد وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 319 عن طلحة بن عبيد اللَّه وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه مثنى بن الصباح وهو متروك ووثقه ابن معين وضعفه أيضا. [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، تهذيب الكمال 1/ 120، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 104، الوافي بالوفيات 9/ 442. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 طبقات الشعراء، وقال: إنه القائل أصدق بيت قاله الشعراء في المديح: فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أعفّ وأوفى ذمّة من محمّد [ (1) ] [الطويل] قلت: وهذا البيت من قصيدة أنس بن زنيم الّذي ذكرته في القسم الأول على الصّواب، وأبو أناس أخوه لا جدّه واللَّه أعلم. 561- أنس بن أم أنس [ (2) ] ذكره البغوي وابن شاهين في الصحابة، وأخرجا من طريق محمد بن إسماعيل، عن يونس بن عمران بن أبي قيس، عن جدته أم أنس أنها قالت: يا رسول اللَّه، جعلك اللَّه في الرّفيق الأعلى من الجنّة، وأنا معك. قال أنس: قلت: يا رسول اللَّه، علمني عملا، قال: «عليك بالصّلاة ... » [ (3) ] الحديث. قال البغويّ: لا أعلم له غيره. انتهى. وهو خطأ نشأ عن سقط، والصّواب قالت أمّ أنس: فقلت: يا رسول اللَّه ... إلخ. كذا أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة أم أنس من معجمه، وقال: ليست هي أم أنس بن مالك. واللَّه أعلم. 562- أنس بن رافع أبو الحيسر الأوسي [ (4) ] . ذكره ابن مندة، وقال: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة. فأتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلموا، ثم ساق الحديث من طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن لبيد بهذا، كذا قال. والّذي ذكره ابن إسحاق في «المغازي» بهذا الإسناد يدلّ على أنه لم يسلم، وقد سبقت القصة بتمامها في ترجمة إياس بن معاذ. وقوله: قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فيه نظر، وإنما قدم أبو الحيسر في فتية من بني عبد الأشهل على قريش يلتمسون منهم الحلف على الخزرج، فأتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام فلم يسلموا إذ ذاك وانصرفوا، فكانت بينهم وقعة بعاث المشهورة. ولأبي الحيسر هذا ابن شهد بدرا، وابنة تزوّجها عبد الرحمن بن عوف، وهي التي قيل له بسببها: «أولم ولو بشاة» .   [ (1) ] ينظر البيت سيرة ابن هشام 4/ 46. [ (2) ] أسد الغابة ت 243. [ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18919 وعزاه للمحاملي في أماليه عن أم أنس. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30، معرفة الصحابة 2/ 225. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 563- أنس بن عبد اللَّه: بن أبي ذباب [ (1) ] ذكره ابن أبي عاصم، وتبعه عليّ بن سعيد العسكري. قال أبو موسى: أورده أبو زكريّا ابن مندة مستدركا به على جدّه، وأحاله على العسكري، ولم يورد له شيئا، ولعله أراد إياس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب. قلت: هو هو بعينه، وبيان ذلك أن ابن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو الوليد، حدثنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد اللَّه، عن أنس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «لا تضربوا إماء اللَّه» [ (2) ] ... الحديث. وقد أخرجه ابن أبي عاصم بهذا الإسناد بعينه في ترجمة إياس بن عبد اللَّه. وهو الصواب، فكذلك أخرجه أصحاب السنن وغيرهم عن إياس لا عن أنس. 564 ز- أنس بن مالك [ (3) ] ، رجل من بني عبد الأشهل. ذكره بعضهم مفردا عن أنس بن مالك الكعبي القشيري، واستند إلى ما أخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن أبي هلال، عن عبد اللَّه بن سوادة، عن أنس بن مالك، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يتغذّى، فقال: «ادن فكل» . قلت إنّي صائم، فيا لهف نفسي، فهلا كنت طعمت من طعام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم» [ (4) ] . ورواه ابن ماجة أيضا مطوّلا عن علي بن محمد الطّنافسي، عن وكيع، فقال: عن رجل من بني عبد اللَّه بن كعب. وكذا قال الترمذي: عن أبي كريب، عن وكيع. وكذا أخرجه أبو داود. عن شيبان بن فرّوخ، عن أبي هلال. وهو الصّواب. وقد تقدم أنس بن مالك الكعبي في القسم الأول.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 30. [ (2) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 652 عن إياس بن عبد اللَّه بن أبي ذباب ... الحديث كتاب النكاح باب في ضرب النساء حديث رقم 2146، وعبد الرزاق في المصنف حديث 17945 والدارميّ في السنن 2/ 147، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 304 والحاكم في المستدرك 2/ 188 عن إياس بلفظه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير 1/ 244، وابن حبان في صحيحه حديث 1316 وكنز العمال حديث رقم 25030، 45875. [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (4) ] أخرجه النسائي 4/ 180 في كتاب الصيام باب 51 ذكر اختلاف معاوية بن سلام وعلي بن المبارك في هذا الحديث حديث رقم 2275. وأحمد في المسند 4/ 347، 5/ 29، وابن ماجة في السنن 2/ 1139 في كتاب الطب باب 3 الحمية حديث رقم 3443. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 32 عن أنس بن مالك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 باب الألف بعدها الهاء 565- أهبان الغفاريّ [ (1) ] ، ابن أخت أبي ذرّ. تابعيّ مشهور. ذكره ابن عبد البرّ، فقال: بصريّ لا تصحّ له صحبة، وإنما يروي عن أبي ذرّ. روى عنه حميد بن عبد الرحمن. قلت: وزعم ابن مندة أنّ البخاري قال: إن أهبان بن صيفي هو أهبان ابن أخت أبي ذرّ. والّذي رأيت في «التّاريخ» التفرقة بينهما، نعم وحّد بينهما ابن حبان. والصّواب التفرقة. باب الألف بعدها الواو 566- أوس بن أويس [ (2) ] . ذكره أبو جعفر الطحاوي، وأخرج من طريق قيس بن الربيع عن عمرو بن عبد اللَّه، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن أوس بن أوس أو أوس بن أويس، قال: أقمت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم نصف شهر، فرأيته يصلّي وعليه نعلان مقابلتان. قلت: وعندي أنّ أوسا هذا هو أوس بن أبي أوس الثقفي المتقدم ذكره في القسم الماضي، وهم في اسم أبيه قيس. وقد رواه شعبة عن النعمان بن سالم: سمعت رجلا جدّه أوس بن أبي أوس، قال: كان جدّي يصلّي فيأمرني أن أناوله نعليه، ويقول: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يصلّي في نعليه [ (3) ] .   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 33، الثقات 3/ 17، تهذيب الكمال 1/ 125 الطبقات 33/ 175، تهذيب التهذيب 1/ 380، تقريب التهذيب 1/ 58، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 438، الكاشف 1/ 141، تاريخ من دفن بالعراق 26، الجرح والتعديل 2/ 1157، التاريخ الصغير 86، 87، بقي بن مخلد 390. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، تهذيب الكمال 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 85 الطبقات 54، 285، الجرح والتعديل 2، ترجمة 1126، تهذيب التهذيب 1/ 381، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 106، الوافي بالوفيات 9/ 442، المغني 1/ 94، التحفة اللطيفة 1/ 346، حلية الأولياء 1/ 347 العقد الثمين 1/ 336، الكاشف 1/ 141، الجامع من الرجال 286، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 129، جامع الرواة 1/ 110، أعيان الشيعة 3/ 509، بقي بن مخلد 114، أسد الغابة ت (286) . [ (3) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 1/ 181. وابن عدي في الكامل 6/ 2214. وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 57 عن أبي بكرة وقال رواه أبو يعلى والبزار وفيه بحر بن مرار أحد من اختلط وقد وثقه ابن معين وفي إسناد أبي يعلى عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر ضعفه أحمد وجماعة وكان يحيى بن سعيد القطان حسن الرأي فيه وحدث عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 567- أوس بن بشير [ (1) ] ، رجل من أهل اليمن. يقال: إنه من جيشان [ (2) ] . أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وحديثه عند الليث بن سعد، عن عامر الجيشانيّ. كذا أورده ابن عبد البرّ تبعا لابن أبي حاتم. وفيه أوهام نبيّنها، منها قوله ابن بشير، وإنما هو ابن بشر ومنها قوله: إنه من جيشان، وإنما هو معافري ومنها قوله: إنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو لم يأته، وإنما حكى قصة رجل من جيشان أتاه فسأله. ومنها قوله: عامر الجيشانيّ، وإنما هو المعافريّ. وقد أخرج الحديث أبو موسى في «الذّيل» من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن الليث، عن عامر بن يحيى عن أوس بن بشير- أنّ رجلا من أهل اليمن من جيشان أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: إن لنا شرابا يقال له المزر [ (3) ] من الدرة، فقال: أله نشوة؟ قال: نعم. قال: فلا تشربوه. وقال أبو موسى: قد روي هذا الحديث عن ديلم الجيشانيّ وأظنّه هو الّذي سأل. قلت: وقد ذكره البخاريّ في تاريخه، فقال: أوس بن بشر المعافري يعدّ في المصريين، صحب أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه عامر بن يحيى المعافريّ. وواهب بن عبد اللَّه. وسمع عقبة بن عامر، وكذا ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين. 568- أوس بن ثابت الأنصاري [ (4) ] . فرّق الطبرانيّ بينه وبين أوس بن ثابت- أخي حسّان، وهو هو، فروى في ترجمة هذا عن عروة: فيمن شهد العقبة من بني عمرو بن مالك ابن النجار. وشهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر، ثم ذكر عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر، لا عقب له، وإنما اشتبه على الطبراني من وجهين: أحدهما أنه لم ينسب أوس بن ثابت أخا حسان. والآخر أنه قال: هو والد شداد. ورأى قول موسى إنه لم يعقب فحكم بأنه غيره. 569- أوس بن حارثة [ (5) ] بن لأم بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن طريف الطائيّ.   [ (1) ] أسد الغابة ت (289) تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الاستيعاب ت (110) . [ (2) ] جيشان: بالفتح ثم السكون وشين معجمة وألف ونون وهي مدينة وكورة ينسب إليها الخمر السود، خيشان ملاحة باليمن وحيشان أيضا خطة بمصر بالفسطاط. انظر معجم البلدان 2/ 232، 233. [ (3) ] المزر: نبيذ الشعير والحنطة والحبوب، وقيل: نبيذ الذرة خاصة. اللسان 6/ 4191. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 34، الثقات 1/ 9، 6/ 73، التحفة اللطيفة 1/ 346 عنوان النجاة 48، الاستبصار 54، ومعجم الثقات 243، أصحاب بدر 227، الطبقات الكبرى 3/ 55، الجامع في الرجال 286، أسد الغابة ت (290) الاستيعاب ت (103) . [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 35 الاستبصار 266. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 ذكره ابن قانع. وقد تقدم أنه وهم في ترجمة أوس بن حارثة في القسم الأول، وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» . وقال: إنه شاعر جاهليّ. وذكر ابن الكلبيّ أن هانئ بن قبيصة بن أوس بن حارثة بن لأم كان نصرانيا، وكان تحته بنت عمّ له نصرانية فأسلمت، ففرّق عمر بن الخطاب بينهما، فلو كان أوس بن حارثة أسلم لم يقرّ حفيده هانئ بن قبيصة على النّصرانيّة. وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمرين» ، قال: عاش أوس بن حارثة بن لأم مائتين وعشرين سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله، وكان سيّد قومه ورئيسهم. ذكر ذلك ابن الكلبيّ عن أبيه، قال: فبلغنا أن بنيه ارتحلوا وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة، فهم يسبّون بذلك إلى اليوم، فهذا يؤيد ما قلناه إنه لم يدرك الإسلام. 570- أوس بن عرابة [ (1) ] . صوابه عرابة بن أوس، كما تقدم في ترجمة أوس بن ثابت. 571- أوس بن محجن، أبو تميم الأسلمي. ذكره أبو موسى وابن شاهين، وأنه أسلم بعد أن قدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة. انتهى. وقد صحّف أباه، وإنما هو أوس بن حجر- كما تقدم. 572- أوس المزني. ذكره ابن قانع هكذا- بالزاي والنون. واستدركه ابن الأثير وغيره فوهموا، وإنما هو أوس المرئي- بالراء والهمزة- كما تقدم. 573 ز- أوس- غير منسوب [ (2) ] . ذكره ابن قانع أيضا، وروى عن ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد. عن يعلى بن أوس، عن أبيه، قال: كنا نعدّ الرياء في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الشرك الأصغر. وهذا غلط نشأ عن حذف، وذلك أنّ هذا الحديث إنما هو من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه، فالصّحابية لشدّاد بن أوس، فلما وقع يعلى في هذه الرواية منسوبا إلى جده أوس ظن ابن قانع أنه على ظاهره. والحديث معروف بشدّاد بن أوس من طرق، ولذلك أخرجه الطّبرانيّ من طريق يعلى بن شداد بن أوس، عن أبيه. واللَّه أعلم.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 37، معرفة الصحابة 2/ 365. أسد الغابة ت (312) . [ (2) ] أسد الغابة ت (327) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 باب الألف بعدها الياء 574- إياس بن عبد اللَّه البهزيّ، روى عنه عبد اللَّه بن يسار. شهد حنينا. حديثه في مسند الطّيالسيّ. هكذا أورده الذّهبيّ في «التّجريد» ، وعلم له علامة بقيّ بن مخلد أنه أخرج له حديثا، ثم ذكر إياس بن عبد- بغير إضافة- الفهري. قلت: وهما واحد، فالذي في أسد الغابة إياس بن عبد اللَّه الفهري- بالفاء والراء روى عنه عبد اللَّه بن يسار، ثم ساق من طريق مسند الطيالسيّ إلى أبي عبد الرحمن الفهريّ حديثه غير مسمّى، ثم قال: أخرجه ابن عبد البرّ وابن مندة وأبو نعيم لكن قال ابن عبد البرّ: إياس بن عبد- بغير إضافة، فظهر أن جعله اثنين وهم، وأنه بالفاء والراء، وكذا هو في مسند الطيالسي، ولم يسمّ في سياق حديثه. واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 575- إياس بن مالك [ (1) ] بن أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي. ذكره ابن مندة، فقال: أخرجه السّراج في الصّحابة وهو تابعي. ثم أخرج له حديثا أرسله. وعاب أبو نعيم على ابن مندة إخراجه، لأن الّذي في تاريخ السراج بالسند المذكور عن إياس بن مالك بن أوس، عن أبيه. قال أبو نعيم: نسب ابن مندة الوهم للسراج، وهو منه بريء. وقال ابن الأثير: قد أخبر ابن مندة بأنه تابعيّ، فما بقي عليه عتب إلا أنه نقل عن السراج ما في تاريخه خلافه. 576- إياس بن معاوية المزني [ (2) ] . ذكره الطّبراني في الصحابة، واستدركه أبو موسى وأخرج من طريق الطبراني بإسناده عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن إياس بن معاوية المزني، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا بدّ من صلاة بليل، ولو حلب ناقة، ولو حلب شاة، وما كان بعد صلاة العشاء الآخرة فهو من صلاة اللّيل» [ (3) ] .   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، معرفة الصحابة 2/ 331، أسد الغابة ت (346) . [ (2) ] الطبقات الكبرى 7/ 234، التاريخ الكبير 1/ 442، تجريد أسماء الصحابة 1/ 40، تهذيب التهذيب 1/ 390، تقريب التهذيب 1/ 87، معرفة الصحابة 2/ 320، أسد الغابة ت (348) . [ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 245 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 255 عن إياس بن معاوية المزني ولفظه لا بد من صلاة بليل ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. وأورده المنذري في الترغيب 1/ 430، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21427. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 وقد وهم من جعله صحابيا، وإنما هو تابعيّ صغير مشهور بذلك، وهو إياس القاضي المشهور بالذكاء. وقد مضى ذكر جده إياس بن هلال بن رئاب، ويأتي ذكر ولد قرّة بن إياس في القاف وظن أبو نعيم أن الحديث المذكور لإياس بن هلال هذا، فساقه في ترجمته الماضية، وهو خطأ، فإنّ ولد قرة ليست له رواية كما مضى. قال أبو موسى: هذا الحديث من رواية إياس بن معاوية بن قرة. يروي عن أنس وعن التابعين، وإنما الصحبة لجدّة قرّة فضلا عن أبيه معاوية قلت: ومات إياس بن معاوية سنة إحدى وعشرين ومائة وقيل: سنة اثنتين وعشرين وقيل: إنه لم يبلغ أربعين سنة. 577- إياس- غير منسوب. قال الخطيب: أخبرنا أبو بكر الحرشيّ، حدّثنا الأصمّ، حدّثنا أبو عتبة، حدّثنا بقيّة، حدّثنا إسماعيل، حدّثنا عبد اللَّه، عن إياس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا يقبل اللَّه قولا إلّا بعمل. ولا يقبل قولا وعملا إلّا بنيّة، ولا يقبل قولا وعملا ونيّة إلّا بإصابة السّنّة» [ (1) ] . هكذا أورده ابن الجوزيّ في أوائل كتابه «التّحقيق» ، وتعقّبه ابن عبد الهادي بأنّ قوله إياس في الإسناد خطأ، والصّواب عن أبان وهو ابن أبي عيّاش. قلت: وإنما رواه أبان عن أنس كذلك. وأخرجه ابن عساكر في أماليه. 578 ز- أيفع بن عبد الكلاعي [ (2) ] تابعي صغير. استدركه أبو موسى، وقال: أخرجه الإسماعيليّ في الصحابة، قال: الإسماعيلي: حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا الحكم بن موسى، عن الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، قال: سمعت أيفع بن عبد الكلاعي على منبر حمص يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إذا أدخل اللَّه أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار قال: يا أهل الجنّة، كم لبثتم في الأرض عدد سنين ... » [ (3) ] الحديث. وتابعه أبو يعلى عن الهيثم بن خارجة، عن الوليد، رجال إسناده ثقات، إلا أنه مرسل   [ (1) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 10/ 34. [ (2) ] أسد الغابة ت (350) . [ (3) ] أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 189، عن أبي سعيد في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب 13 النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء حديث رقم 41- 2849. وأحمد في المسند 3/ 9، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39364 وعزاه إلى أبي الشيخ في العظمة عن أبي هريرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 أو معضل، لا يصحّ لأيفع سماع من صحابي، وإنما ذكر ابن أبي حاتم روايته عن راشد بن سعد. وقال عبدان: سمعت محمّد بن المثنى يقول: مات أيفع سنة ست ومائة. وقال الدّارميّ في مسندة: أخبرنا يزيد بن هارون، عن حريز بن عثمان، عن أيفع بن عبد، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في فضل آية الكرسي. وهو مرسل أيضا أو معضل. 579- أيمن بن يعلى [ (1) ] ، أبو ثابت الثّقفيّ. تابعيّ معروف. وليس هو ابنا ليعلى، إلا أنّ له عنه رواية. قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب، وخيثمة بن سليمان، قالا: حدثنا هلال بن العلاء. حدثنا أبي وعبد اللَّه بن جعفر، قالا: حدثنا عبيد اللَّه بن عمرو، عن يزيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي ثابت أيمن بن يعلى الثقفي، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من سرق شبرا من الأرض أو غلّه جاء يحمله يوم القيامة على عنقه إلى أسفل الأرضين» [ (2) ] . قال ابن مندة: وهكذا رواه عمرو بن زرارة عن عبيد اللَّه بن عمرو. ورواه جماعة عن عبيد اللَّه بن عمرو، فأسقطوا الشّعبيّ. ورواه على بن معبد عن عبيد اللَّه بن عمرو، فقال: عن أبي ثابت، عن يعلى بن مرة الثقفيّ. وهكذا رواه غير واحد عن أبي يعفور، عن أبي ثابت، عن يعلى. وهو الصواب. قلت: ورواه البغويّ عن عمرو بن زرارة مثل رواية علي بن معبد سواء. وأيمن أبو ثابت روى عن يعلى المذكور وعن ابن عباس، وبذلك ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وساق هذا الحديث من رواية أبي يعفور، عن أيمن أبي ثابت: سمعت يعلى به. وأخرجه في صحيحه من طريق الربيع بن عبد اللَّه، عن أيمن، عن يعلى بن مرة. 580- أيمن. يقال هو اسم أبي مرثد. 581- أيمن، غير منسوب. له رواية مرسلة، وروى عن تبيع ابن امرأة كعب عن   [ (1) ] أسد الغابة ت (354) تجريد أسماء الصحابة 1/ 41. [ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 4/ 20- 21 عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كتاب الديات (14) باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد (22) حديث رقم 1418 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند 1/ 188 والطبراني في الصغير 2/ 103. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19755، 30359. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 كعب. روى عنه عطاء ومجاهد. ويقال إنه مولى الزبير، أو ابن الزبير. قال النّسائيّ ما أحسب أن له صحبة. وروى البخاريّ في «تاريخه» من طريق منصور، عن الحكم، عن مجاهد وعطاء، عن أيمن الحبشي، قال. يقطع السّارق- مرسل. وقال الشّافعيّ من زعم أنه أيمن بن أم أيمن أخو أسامة بن زيد لأمه فقد وهم، لأنّ ذاك قتل يوم حنين. وقال الدّار الدّارقطنيّ: أيمن راوي حديث السرقة تابعيّ، لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولا الخلفاء بعده. وقيل: هو أيمن الحبشي والد عبد الواحد بن أيمن مولى بني مخزوم الّذي أخرج له البخاريّ. واللَّه أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 حرف الباء الموحدة القسم الأول يشتمل على معرفة من جاءت روايته أو ذكره بما يدل على صحبته، سواء كان الإسناد بذلك صحيحا أم لا مع بيان ذلك الباب بعدها الألف 582- باذام [ (1) ] مولى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم [ (2) ] . ذكره البغويّ في موالي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وتبعه ابن عساكر. 583- باقوم، ويقال باقول- باللام والقاف مضمومة- النجار، مولى بني أمية. قال عبد الرّزّاق في «مصنّفه» : أخبرنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن صالح مولى التوأمة أنّ باقول مولى العاص بن أمية صنع لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منبره من طرفاء ثلاث درجات. هذا ضعيف الإسناد، وهو مرسل. ومن هذا الوجه أخرجه ابن مندة. روى ابن السكن من طريق إسحاق بن إدريس: حدثنا أبو إسحاق، عن باقول أنه صنع .... فذكره. قال ابن السّكن: أبو إسحاق أظنه إبراهيم بن أبي يحيى، وصالح هو مولى التوأمة ولم يقع لنا إلا من هذا الوجه، وهو ضعيف. انتهى. وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن إسماعيل المسمولي، أحد الضّعفاء، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن صالح مولى التوأمة: حدّثني باقوم مولى سعيد بن العاصي، قال:   [ (1) ] في أبادام. [ (2) ] أسد الغابة ت (358) ، الاستيعاب ت (232) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 42، الوافي بالوفيات 1/ 74، التحفة اللطيفة 1/ 363، الطبقات الكبرى 1/ 145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 صنعت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منبرا من طرفاء الغابة ثلاث درجات المقعد، ودرجتين. هكذا أورده موصولا. وهو ضعيف أيضا. وصانع المنبر مختلف في اسمه اختلافا كثيرا بيّنته في شرح البخاريّ. وفي الصّحيح من حديث سهل بن سعد أنه غلام امرأة من الأنصار، لكن لا منافاة بين قولهم مولى بني أمية وبين قولهم غلام امرأة من الأنصار، لاحتمال أن يكون خدم المرأة بعد أن هاجر إلى المدينة فعرف بها. وقد روى ابن عيينة في جامعه عن عمرو بن دينار عن عبيدة بن عمير، قال: اسم الرجل الّذي بنى الكعبة لقريش باقوم، وكان روميّا، وكان في سفينة حبستها الريح، فخرجت إليها قريش فأخذوا خشبها، وقالوا له: ابنها على بنيان الكنائس، رجاله ثقات مع إرساله. وقصة بناء الرومي الكعبة مشهورة، وقد ذكرها الفاكهيّ وغيره. وفي رواية عثمان بن ساج، عن ابن جريج، كان روميّ يقال له باقوم يتّجر إلى المندب فانكسرت سفينته بالشّعيبة، فأرسل إلى قريش: هل لكم أن تجروا عيري في عيركم- يعني التجارة؟ وأن أمدّكم بما شئتم من خشب ونجار فتبنوا به بيت إبراهيم؟ والغرض من هذا الطريق تسميته. فيحتمل أن يكون هو الّذي عمل المنبر بعد ذلك واللَّه أعلم. 584 ز- باقوم- آخر. ذكره ابن مندة في آخر ترجمة الّذي قبله، فقال: قال سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرّة عن ابن سيرين- أنّ باقوم الروميّ أسلم، ثم مات فلم يدع وارثا، فدفع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ميراثه إلى سهيل بن عمرو. قلت: فهذا إن صحّ غير الّذي قبله، لأن من يكون في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا يلحق صالح مولى التوأمة السماع منه، فقد تقدم تصريح صالح بالسماع منه في طريق أبي نعيم. الباء بعدها الجيم 585- بجاد [ (1) ]- بفتح أوله وبالجيم، ويقال بجار- بالراء بدل الدال- ابن السائب بن عويمر بن عامر بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤيّ المخزوميّ. ذكره أبو عمر فقال: استشهد باليمامة وفي صحبته نظر. انتهى. وقرأت بخط مغلطاي: لم أر له في كتاب الزّبير ولا عمّه ولا في الجمهرة لابن الكلبيّ   [ (1) ] أسد الغابة (360) ، الاستيعاب ت (220) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 وغيره ولا في الأنساب للبلاذريّ وغيره ذكرا، فاللَّه أعلم. 586 ز- بجاد [ (1) ] بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة التيمي، من رهط الصديق. ولولده محمد بن بجاد ذكر. ومن ذريته يوسف بن يعقوب بن موسى بن عبد الرحمن ابن الحصين بن محمد بن بجاد. كان يسكن عسفان [ (2) ] ، وله أشعار. ذكره الزبير وكان في عصره. 587- بجيد- مصغر- ابن عمران الخزاعي له ذكر في المغازي. قال ابن هشام في قصة الفتح: وقال بجيد بن عمران الخزاعي: وقد أنشأ اللَّه السّحاب بنصرنا ... ركام سحاب الهيدب المتراكب وهجرتنا من أرضنا عند نابها ... كتاب أتى من خير ممل وكاتب ومن أجلنا حلّت بمكّة حرمة ... لندرك ثأرا بالسّيوف القواضب [الطويل] واستدركه ابن فتحون وغيره في حرف الباء. ووقع لبعضهم بجير- آخره راء. والصواب، كما في السيرة: آخره دال. وزعم بعض المتأخرين أنه بجيد بن عمران بن حصين، وليس بشيء، لأن الّذي جده حصين أوله نون، وهو تابعي معروف. وأما صاحب الشعر فالظاهر أنه غيره. 588- بجير- آخره راء مصغرا، ابن أوس بن حارثة بن لام الطائي [ (3) ] . ذكره ابن عبد البرّ، وقال: في إسلامه نظر. وقال ابن الكلبيّ: يكنى أبا لجأ، وقد رأس، ولم تذكر له وفادة. وقد بينت في القسم الرابع من حرف الألف الاختلاف في صحبة أوس وأن الحق لا صحبة له. 589- بجير بن بجرة، بفتح أوله وسكون الجيم، الطائي [ (4) ]- قال ابن عبد البرّ: له في   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] عسفان: بضم أوله وسكون ثانيه ثم فاء وآخره نون قيل: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة وقيل: عسفان بين المسجدين وهي من مكة على مرحلتين وقيل: هو قرية جامعة على ستة وثلاثين ميلا من مكة وهي حد تهامة وبين عسفان إلى ملل موضع يقال له الساحل. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 940. [ (3) ] أسد الغابة (362) ، الاستيعاب ت (164) . [ (4) ] الوافي بالوفيات 10/ 79، أسد الغابة (363) ، الاستيعاب ت (165) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 قتال أهل الردة آثار وأشعار ذكرها ابن إسحاق في المغازي، قال: حدثني يزيد بن رومان وعبد اللَّه بن أبي بكر- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك- رجل من كندة، وكان على دومة، وكان نصرانيا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّك ستجده يصيد البقر ... » فذكر القصة، وفيها: فقتل خالد حسّان أخا أكيدر، وقدم بالأكيدر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلّى سبيله، فرجع إلى مدينته. فقال رجل من طيِّئ يقال له بجير بن بجرة ... فذكر له شعرا في ذلك. قال ابن مندة: هذا مرسل، وقد وقع لنا مسندا. ثم أخرج من طريق أبي المعارك الشماخ بن معارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة الطّائيّ، حدثني أبي عن جدّي، عن أبيه بجير بن بجرة، قال: كنت في جيش خالد بن الوليد حين بعثه نبيّ اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أكيدر ملك دومة الجندل، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنك ستجده يصيد البقر» [ (1) ] . قال: فوافقناه في ليلة مقمرة، وقد خرج كما نعته رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأخذناه وقتلنا أخاه، وكان قد حاربنا، وعليه قباء ديباج، فبعث به خالد بن الوليد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فلما أتينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنشدته، أبياتا منها: تبارك سائق البقرات إنّي ... رأيت اللَّه يهدي كلّ هاد [الوافر] قال: فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يفضض اللَّه فاك» [ (2) ] . فأتت عليه تسعون سنة وما تحرّكت له سنّ. وأخرجه ابن السّكن وأبو نعيم من هذا الوجه. وأبو المعارك وآباؤه لا ذكر لهم في كتب الرجال. وذكر سيف بن عمر في الفتوح أن بجير بن بجرة استشهد بالقادسية. 590- بجير بن أبي بجير [ (3) ] العبسيّ- بموحدة- حليف الأنصار.   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30276 وعزاه لأبي نعيم في الحلية وابن مندة وابن عساكر. [ (2) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 251 عن عبد اللَّه بن أبي بكر وابن عساكر في التاريخ 1/ 350. وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4065. والحسيني في إتحاف السادة المتقين 6/ 480، 481. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30276. [ (3) ] أسد الغابة ت (364) ، الاستيعاب ت (163) ، الطبقات الكبرى 3/ 522، تجريد أسماء الصحابة 1/ 43، معرفة الصحابة 161. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق. قال ابن مندة: لا نعرف له رواية. 591- بجير بن زهير بن أبي سلمى [ (1) ]- بضم السين- المزني الشّاعر، أخو كعب بن زهير الشّاعر المشهور أيضا. أسلم قبل أخيه. وسيأتي ذكر ذلك مفصلا في ترجمة كعب إن شاء اللَّه تعالى، وأنشد ابن إسحاق له يوم فتح مكة: ضربناهم بمكّة يوم فتح النّبيّ ... - الخير بالبيض الخفاف وأعطينا رسول اللَّه منّا ... مواثيقا على حسن التّصافي صبحناهم بألف، من سليم ... وألف من بني عثمان وافي فأبنا غانمين بما أردنا ... وآبوا نادمين على الخلاف [ (2) ] [الوافر] في أبيات. 592- بجير بن عبد اللَّه [ (3) ] بن مرّة بن عبد اللَّه بن صعب بن أسد. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: هو الّذي سرق عيبة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 593 ز- بجير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي، أخو الزبير بن العوام. ذكره أبو عبيدة فيمن استشهد يوم اليمامة، واستدركه ابن فتحون وقيل: إنه وهم. وذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» أنه قتل في الجاهلية، قتله صبيح بن سعيد بن هانئ الدّوسي من أجداد أبي هريرة. واللَّه أعلم. 594- بجير الخزاعي [ (4) ] تقدم في بجيد. 595 ز- بجير أبو مالك الخزاعي. قال ابن حبّان: يقال إن له صحبة.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 44، الطبقات 1/ 39، الوافي بالوفيات 10/ 80، أسد الغابة ت (366) ، الاستيعاب (166) . [ (2) ] تنظر الأبيات في سيرة ابن هشام 4/ 94. [ (3) ] أسد الغابة ت (367) ، الاستيعاب ت [167] . [ (4) ] الثقات 3/ 37، العقد الثمين 3/ 353. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 الباء بعدها الحاء 596- بحاث [ (1) ] بوزن فعّال، والحاء المهملة وآخره مثلثة، هو ابن ثعلبة بن خزمة ابن أصرم بن عمرو بن عمّارة بن مالك البلوي، حليف بني عمرو بن لؤيّ- هكذا سماه، ونسبه ابن الكلبيّ. وذكروا أنه شهد بدرا وأحدا، لكن سمّاه ابن إسحاق نحّاب- بنون أوله وموحدة آخره. وذكره ابن مندة في النون أوله وموحدة آخره. واستدركه أبو موسى في الموحّدة، وفيها ذكره ابن شاهين. وعمّارة في نسبه بفتح العين وتشديد الميم. 597- بحر [ (2) ]- بضمّ أوله وضم المهملة أيضا- ابن ضبع- بضمتين أيضا- ابن أمة بن يحمد الرّعيني. قال ابن يونس: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر. وقال في ترجمة حفيده مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر: كان شاعرا، وهو القائل: وجدّي الّذي عاطى الرّسول يمينه ... وحنّت إليه من بعيد رواحله [ (3) ] [الطويل] قال: وحفيده الآخر أبو بكر بن محمد بن بحر ولي مراكب دمياط [ (4) ] في خلافة عمر ابن عبد العزيز. 598- بحير ا الراهب [ (5) ]- أحد الثمانية الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب، تقدم في ذكره أبرهة. وروى ابن عديّ من طريق ضعيفة جدّا إلى جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه عن   [ (1) ] أسد الغابة ت (369) ، الاستيعاب ت (228) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 44، معرفة الصحابة 3/ 182، أسد الغابة ت (370) ، الاستيعاب ت [226] . [ (3) ] ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (370) . والاستيعاب ترجمة رقم (226) . [ (4) ] (دمياط) مدينة قديمة بين تنيس ومصر على زاوية بين بحر الروم والنيل مخصوصة بالهواء الطيب وعمل الشرب الفائق وهي ثغر من ثغور الإسلام ومن شمال دمياط يصبّ ماء النيل إلى البحر المالح في موضع يقال له الأشتوم. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 536. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 44، معرفة الصحابة 3/ 187، أسد الغابة ت (371) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 جده، قال: سمعت بحيرا الراهب يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إذا شرب الرّجل كأسا من خمر ... » [ (1) ] الحديث. قال ابن عديّ: هذا حديث منكر، ولم أسمع لبحيرا بمسند غير هذا. انتهى. وظن بعضهم أن صاحب الحديث هو بحيرا الرّاهب الّذي لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل البعثة مع أبي طالب وليس بصواب، بل إن صحّ الحديث فهو الّذي ذكروا قصته في أبرهة. 599- بحير [ (2) ] - بفتح أوله وكسر المهملة- ابن أبي ربيعة المخزومي. يأتي في العبادلة إن شاء اللَّه تعالى. 600- بحير الأنماريّ [ (3) ] . له صحبة ورواية، قاله ابن ماكولا [وسبقه الخطيب وأخرج من طبقات أهل حمص لابن سميع فقال: أبو سعد الخير الأنماري] [ (4) ] ، وعند ابن قانع بحير أبو سعد الأنماريّ. قلت: وسيأتي في «الكنى» . 601 ز- بحير بن عقربة. يأتي في بشير. الباء بعدها الدال 602- بدر بن عبد اللَّه المزني [ (5) ] . روى له ابن مندة من طريق عمرو بن الحصين- وهو متروك- عن أبي علاثة، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن بكر بن عبد اللَّه المزني، عن بدر بن عبد اللَّه المزني، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني رجل محارف [ (6) ] ، لا ينمى لي مال، فذكر حديثا. 603- بدر بن عبد اللَّه الخطميّ [ (7) ]- قيل هو اسم جدّ مليح بن عبد اللَّه. وقيل بل اسمه بربر. وقيل حصين.   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13210 وعزاه إلى ابن عدي في الكامل عن بحيرا الراهب وقال منكرا ولم أسمع لبحيرا بمسند غير هذا قال ابن حجر في الإصابة ليس هذا بحيرا الّذي لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل البعثة مع أبي طالب كما ظن بعضهم بل هذا أحد الثمانين الذين قدموا مع جعفر بن أبي طالب أ. هـ. ورواه ابن حجر في لسان الميزان 3/ 142، وابن عدي في الكامل 3/ 1348. [ (2) ] أسد الغابة ت (374) . [ (3) ] أسد الغابة ت (373) . [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45، أسد الغابة ت (377) . [ (6) ] المحارف- بفتح الراء-: هو المحروم المحدود الّذي إذا طلب فلا يرزق أو يكون لا يسعى في الكسب. اللسان 2/ 839. [ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45. أسد الغابة ت (376) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 604 ز - بدر بن عبد اللَّه- غير منسوب. وروى أبو الشّيخ في تفسيره، من طريق قيس بن البراء، عن عبد اللَّه بن بدر، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من أحبّ أن يبارك له في أجله وأن يمتّعه بما خوّله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة» [ (1) ] . وأورده أبو نعيم في ترجمة جدّ مليح بن عبد اللَّه الخطميّ، وليس هذا من حديثه. 605- بدر: أبو عبد اللَّه، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [ (2) ] . روى محمد بن جابر بن عبد اللَّه بن بكر، عن أبيه حديثا يحرز في التجريد. 606- بدرة، أبو مالك [ (3) ] أخرج له بقيّ بن مخلد في مسندة حديثا. 607 ز - بديل بن أم أصرم. ذكره ابن دريد في كتاب الاشتقاق. وقال: كان من سادات خزاعة، وأظنّه الّذي بعده. 608- بديل بن أم أصرم [ (4) ] ، هو ابن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأحب بن مقباس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعيّ السلوليّ. وقال ابن الكلبيّ: أمّه أم أصرم بنت الأحجم بن دندنة بن عمرو بن القين خزاعية أيضا. قال أبو موسى: أورده عبدان وقال: لا نحفظ له حديثا إلا ذكره وقصّته، وهو الّذي أجاب الأحرز بن لقيط الديليّ حين ذكر ما أصابوا من خزاعة، وذلك حين صلح الحديبيّة. وقال ابن عبد البرّ: هو الّذي بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني كعب ليستنفرهم لغزو مكة هو وبشر بن سفيان الخزاعي. وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وأنشد له يخاطب أنس بن زنيم في فتح مكة: بكى أنس رزءا فأعوله البكا ... وأشفق لمّا أوقد الحرب موقد بكيت لقتلى ضرّجت بدمائها ... وخضّب منها السّمهريّ المقصّد [ (5) ] [الطويل]   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34171 وعزاه لأبي الشيخ في تفسيره وأبو نعيم عن عبد اللَّه بن بدر الخطميّ عن أبيه. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45، أسد الغابة ت (378) . [ (3) ] بقي بن مخلد 623. [ (4) ] الاستيعاب ت [170] . [ (5) ] ينظر البيتان في سيرة ابن هشام 4/ 84 وابن حزم 237 والاشتقاق 72. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 حنثر ضبطه الدّار الدّارقطنيّ بفتح المهملة وسكون النون بعدها مثلثة. وضبطه ابن ماكولا بالموحدة ثم المثناة. 609- بديل بن عمرو الخطميّ الأنصاري [ (1) ] . روى ابن مندة من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الحليس بن عمرو، عن أمه الفارعة، عن جدها بديل بن عمرو الخطميّ، قال: عرضت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رقية الحيّة. فأذن لي فيها، ودعا فيها بالبركة. قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. انتهى. وفي الإسناد من لا يعرف. والحليس- بمهملتين مصغّر. 610- بديل بن عبد مناف بن سلمة [ (2) ] . قيل: له صحبة. ذكره عبدان. وقد قيل إنه الّذي قبله، وإن سلمة جدّه لا أبوه. 611- بديل بن كلثوم [ (3) ] بن سالم الخزاعيّ. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: هو الّذي يقال له قائل خزاعة. وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأنشده قصيدة له. انتهى. وروى الباورديّ من طريق عبد اللَّه بن إدريس، عن حزام بن هشام، عن أبيه، قال: قدم بديل بن كلثوم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأنشده: لا همّ إنّي ناشد محمّدا .......... [الرجز] الأبيات: قلت: وهذا الإسناد منقطع، وسيأتي نسبة هذا الشعر لعمرو بن سالم بن كلثوم فاللَّه أعلم. 612- بديل [ (4) ] : - ويقال بريل- بالراء بدل الدال، ويقال برير- براءين. وقيل غير ذلك- ابن أبي مريم. وقيل ابن أبي مارية السهمي مولى عمرو بن العاص. روى التّرمذيّ من طريق ابن إسحاق، عن أبي النضر، عن باذام، عن ابن عباس، عن   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45، الثقات 8/ 154، دائرة معارف الأعلمي 13/ 84. [ (2) ] في أهذه الترجمة تأتي قبل الترجمة السابقة. [ (3) ] الثقات 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 1/ 45، أسد الغابة ت (381) . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 45. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 تميم الداريّ في هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ ... [المائدة: 106] الآية- قال: يرى الناس منها غيري وغير عدي بن بدّاء، وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام، فأتيا الشام لتجارتهما، وقدم عليهما مولى لبني سهم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة معه جام من فضّة.. فذكر الحديث. قلت: أبو النّضر هو محمّد بن السّائب الكلبيّ ضعيف. وأخرجه ابن مندة من طريق محمد بن مروان السّدّيّ عن الكلبيّ، فقال: بديل بن أبي مارية، قال: وكان مسلما. وأصل الحديث في صحيح البخاريّ من طريق أخرى عن ابن عباس، قال: خرج عديّ وتميم، فذكره. لكن لم يسمّ السهمي. وذكر ابن بريرة في تفسيره أنه لا خلاف بين المفسرين أنه كان مسلما من المهاجرين. 613 ز- بديل- غير منسوب [ (1) ] - حليف بني لخم. ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وأخرجه البغويّ. ولم يسق حديثه، روى الباوردي وابن مندة من طريق رشدين بن سعد أحد الضعفاء، عن موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن بديل حليف لهم، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يمسح على الخفّين [ (2) ] . 614- بديل بن ورقاء [ (3) ] بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جري بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي. قال ابن السّكن: له صحبة سكن مكة، ويقال: إنه قتل بصفّين. قلت: المقتول بصفين ابنه عبد اللَّه وقد روى ابن مندة عن محمد بن أحمد بن إبراهيم، عن محمد بن سعيد، عن عبد الرحمن بن الحكم، عن بشر أنه سئل عن بديل بن ورقاء، فقال: مات قبل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.   [ (1) ] أسد الغابة ت [384] . [ (2) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 109. وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 260 عن ثوبان وقال رواه أحمد والبزار وفيه عتبة بن أبي أمية ذكره ابن حبان في الثقات وقال يروي المقاطيع. [ (3) ] الثقات 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 4/ 294، الطبقات 107، 137، الوافي بالوفيات 10/ 102- العقد الثمين 3/ 355، التاريخ الصغير 1/ 77، روضات الجنان 2/ 313، تقريب التهذيب 2/ 96، 4- 294، الجرح والتعديل 2/ 428، تلقيح فهوم الأثر 374 تعجيل المنفعة 1، جامع الرواة 1/ 116، البداية والنهاية 4/ 166، 174، 279، 280، 288، التاريخ الكبير 2/ 141، مشاهير علماء الأمصار 181. دائرة معارف الأعلمي 13/ 83، أسد الغابة ت [383] ، الاستيعاب [168] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 وفي «المغازي» عن ابن إسحاق وغيره- أن قريشا لجئوا يوم فتح مكة إلى دار بديل بن ورقاء ودار رافع مولاه. وكان إسلامه قبل الفتح، وقيل يوم الفتح. وروى البخاريّ في تاريخه والبغويّ من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني إبراهيم بن أبي عبلة، عن ابن بديل بن ورقاء، عن أبيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة [ (1) ] حتى يقدم عليه ففعل [ (2) ] . إسناده حسن. وروى أبو نعيم، من طريق ابن جريج، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة، أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق بمنى يقول: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيّام، فإنّها أيّام أكل وشرب [ (3) ] . ورواه البغويّ من طريق ابن جريج أيضا، لكن قال: بلغني عن محمد بن يحيى. وروى ابن السّكن من طريق مفضل بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمر بديلا ... فذكر نحوه. وروى إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه: سمعت بديل بن ورقاء، قال. لما كان يوم الفتح قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ورأى بعارضي سوادا: «كم سنوك؟» قلت: سبع وتسعون. فقال: «زادك اللَّه جمالا وسوادا..» الحديث. وقال ابن أبي عاصم: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر ابن عبد اللَّه بن سلمة بن بديل بن ورقاء، حدثني أبي عن أبيه عبد الرحمن، عن أبيه محمد ابن بشر، عن أبيه بشر بن عبد اللَّه عن أبيه عبد اللَّه بن سلمة عن أبيه سلمة، قال: دفع إليّ   [ (1) ] الجعرانة: بكسر أوله إجماعا ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه ويشدّدون راءه وهي ماء بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب، نزلها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما قسم غنائم هوازن مرجعه من غزاة حنين وأحرم منها صلّى اللَّه عليه وسلم وله فيها مسجد. معجم البلدان 2/ 165. [ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30205 وعزاه البخاري في التاريخ والبغوي وإسناده حسن. [ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24425 وعزاه لابن جرير الطبري في التفسير عن بديل ابن ورقاء. ورواه البغوي في طريق ابن جرير أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 أبي بديل بن ورقاء كتابا، فقال: يا بني، هذا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاستوصوا به، فلن تزالوا بخير ما دام فيكم ... فذكر الحديث. وفيه: إن الكتاب بخطّ عليّ بن أبي طالب. [وفي ترجمة إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن بديل ابن ورقاء، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه: سمعت بديل بن ورقاء يقول: إن العبّاس أقامه بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وقال: هذا بديل بن ورقاء، فقال له: «كم سنوك؟» ورأى بعارضيه سوادا. فقال: سبع وتسعون، قال: «زادك اللَّه جمالا وسوادا» [ (1) ]] . باب الباء بعدها الراء 615- برّ بن عبد اللَّه، أبو هند الداريّ [ (2) ] . مشهور بكنيته، سمّاه هكذا ابن ماكولا، وقيل: اسمه برير، كما سيأتي، وقيل: اسمه اللّيث بن عبد اللَّه، قاله ابن الحذاء. وقيل: غير ذلك. 616- البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول الأنصاريّ. قال ابن شاهين: عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن زيد [ (3) ] ، عن رجاله- أنه شهد أحدا وما بعدها، قال: وهو زوج مرضعة إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، واسمها خولة بنت المنذر بن زيد. وقال الواقديّ: عن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة، عن البراء بن أوس بن خالد- أنه قاد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فرسين، فضرب له بخمسة أسهم. وذكره أبو نعيم، وقال أبو عمر هو والد إبراهيم ابن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الرّضاعة، كان زوج أم بردة التي أرضعته. 617 ز- البراء بن حزم [ (4) ] . ذكره ابن حبان في الصحابة، فقال: أخذ منهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الصدقة [ (5) ] .   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت [221] ، الثقات 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، التاريخ الصغير 1/ 176 أسد الغابة ت [388] ، الاستيعاب ت [172] . [ (3) ] في أيزيد. [ (4) ] الثقات 3/ 27. [ (5) ] ويعلى هذا هو أبو الهيثم الجزري الحراني قال البخاري لا يكتب حديثه وقال ابن حبان وضعوا له الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 وروى الباورديّ من طريق يعلى بن الأشدق- أحد الضّعفاء المتروكين، قال: أدركت عشرة من الصّحابة، منهم البراء بن حزم، وعبد اللَّه جراد، قالوا: أخذ منا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من المائة من الإبل جذعتين. 618- البراء بن عازب [ (1) ] بن الحارث بن عديّ بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ، يكنى أبا عمارة. ويقال أبو عمرو. له ولأبيه صحبة، ولم يذكر ابن الكلبي في نسبه مجدعة وهو أصوب. قال أحمد: حدثنا يزيد عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: استصغرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم بدر أنا وابن عمر، فردّنا فلم يشهدها [ (2) ] . وقال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، سمع البراء يقول: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر. ورواه عبد الرّحمن بن عوسجة عن البراء نحوه، وزاد: وشهدت أحدا. أخرجه السّراج. وروي عنه أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أربع عشرة غزوة. وفي رواية خمس عشرة. إسناده صحيح.   [ () ] أحاديث فحدث بها ولم يدر وقال أبو زرعة ليس بشيء لا يصدق الميزان 4/ 456، 457 [ (1) ] أسد الغابة ت [389] ، الاستيعاب ت [174] . طبقات ابن سعد 4- 364- و 6/ 17، طبقات خليفة ت 512- 913- 1500، المحبر: 298، 412، التاريخ الكبير 2/ 117، التاريخ الصغير 1/ 164- 165، المعارف 326، الجرح والتعديل 2/ 399، مشاهير علماء الأمصار ت 272، جمهرة أنساب العرب 341، تاريخ بغداد 1/ 177، المغازي للواقدي 21، 216، الزهد لابن المبارك 43: 433، البرصان والعرجان 69. سيرة ابن هشام 3/ 29، 258، تاريخ الثقات 79، التاريخ لابن معين 2/ 55، الثقات لابن حبان 3/ 26، تاريخ الطبري 10/ 192، تاريخ أبي زرعة 1/ 164، المعرفة والتاريخ 2/ 262، طبقات الفقهاء 52، العلل لأحمد 37، و 116، مسند أحمد 4/ 280، مقدمة مسند بقي بن مخلد 81، تاريخ واسط لبحشل 103 و 115، فتوح البلدان 390، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة 374، ربيع الأبرار 1/ 451، 4/ 45، العقد الفريد 5/ 282 و 6/ 149، تاريخ اليعقوبي 2/ 124، أنساب الأشراف 1/ 36، الوافي بالوفيات 10/ 104، مرآة الجنان 1/ 145. أخبار القضاة 1/ 38 و 2/ 298، تحفة الأشراف 2/ 13: 68، الكنى والأسماء 1/ 84، المعين في طبقات المحدثين 19، الكاشف 1/ 98، البداية والنهاية 8/ 328، النكت الظراف 2/ 17: 61، تقريب التهذيب 1/ 94، خلاصة تذهيب التهذيب 46، تاريخ الإسلام 2/ 366، شذرات الذهب 1/ 77، 78، العبر 1/ 79. [ (2) ] قال الهيثمي في الزوائد 6/ 111 رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 وعنه قال: سافرت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثمانية عشر سفرا. أخرجه أبو ذرّ الهرويّ. وروى أحمد من طريق الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: ما كل ما نحدّثكموه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سمعناه، منه حدثناه أصحابنا، وكان يشغلنا رعية الإبل. وهو الّذي افتتح الريّ سنة أربع وعشرين في قول أبي عمرو الشيبانيّ، وخالفه غيره. وشهد غزوة تستر مع أبي موسى، وشهد البراء مع علي الجمل وصفّين، وقتال الخوارج، ونزل الكوفة وابتنى بها دارا، ومات في إمارة مصعب بن الزبير. وأرّخه ابن حبّان سنة اثنتين وسبعين. وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جملة من الأحاديث، وعن أبيه وأبي بكر وعمر وغيرهما من أكابر الصحابة: أبو جحيفة، وعبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، وجماعة آخرهم أبو إسحاق السبيعي. 619- البراء بن عمرو [ (1) ] [بن عبد الرحمن] [ (2) ] بن عبيد بن قمئة بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج الخزرجيّ الساعديّ. ذكره الواقديّ والطّبريّ فيمن شهد أحدا، وكذا ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن زيد، عن رجاله. وذكره العدويّ، وقال: كان له ولد فانقرضوا. 620- البراء بن مالك بن النضر الأنصاري [ (3) ] ، أخو أنس تقدم نسبه في ترجمة أنس، وهو أخو أنس لأبيه، قاله أبو حاتم. وقال ابن سعد: أخوه لأبيه وأمه، أمهما أم سليم. انتهى. وفيه نظر، لأنه سيأتي في ترجمة شريك بن سحماء أنه أخو البراء بن مالك لأمّه أمهما سحماء، وأما أم أنس فهي أم سليم بلا خلاف، وتقدم في ترجمة أنجشة أن البراء كان حادي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.   [ (1) ] في أالبراء بن عبد عمرو. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] الثقات 3- 26 تجريد أسماء الصحابة 1/ 46، الوافي بالوفيات 10/ 105 التحفة اللطيفة 1/ 364، حلية الأولياء 1/ 350، الاستبصار 34/ 35 صفوة الصفوة 10/ 624، التاريخ الصغير 1/ 55، الأعلام 2- 47 أزمنة التاريخ الإسلامي 541، تقريب التهذيب 3/ 441، 4/ 17، 121، سير أعلام النبلاء 1/ 195، تاريخ الإسلام 3/ 119، التاريخ الكبير 2/ 117 تنقيح المقال 1243، مشاهير علماء الأمصار 37، أسد الغابة ت (391) ، الاستيعاب (173) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 وفي المستدرك من طريق ابن إسحاق عن عبيد اللَّه بن أنس: سمعت أنس بن مالك يقول: كان البراء بن مالك حسن الصوت. وكان يرجز لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال له: «إيّاك والقوارير» [ (1) ] . فأمسك. وروى السّراج من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس، قال: كان البراء حادي الرجال، وقد تقدم بأتمّ منه في أنجشة. وشهد البراء مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المشاهد إلا بدرا، وله يوم اليمامة أخبار. واستشهد يوم حصن تستر [ (2) ] في خلافة عمر سنة عشرين. وقيل قبلها. وقيل سنة ثلاث وعشرين. ذكر سيف أن الهرمزان هو الّذي قتله. وروى عنه أخوه أنس، وروى البغويّ بإسناد صحيح، عن محمد بن سيرين، عن أنس، قال: دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنّى، فقلت له: قد أبدلك اللَّه ما هو خير منه. فقال: أترهب أن أموت على فراشي، لا واللَّه ما كان اللَّه ليحرمني ذلك، وقد قتلت مائة منفردا سوى من شاركت فيه. وقال بقيّ بن مخلد في مسندة: حدّثنا خليفة، حدّثنا أبو بكر، عن أبي إسحاق، قال: زحف المسلمون إلى المشركين يوم اليمامة حتى ألجئوهم إلى حديقة فيها عدوّ اللَّه مسيلمة، فقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين، ألقوني إليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على حديقة حتى فتحها على المسلمين، ودخل عليهم المسلمون فقتل اللَّه مسيلمة. حدّثنا خليفة، حدّثنا الأنصاري، عن أبيه، عن ثمامة، عن أنس، قال: رمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بسهم وضربه، فحمل إلى رحله يداوي، وأقام عليه خالد شهرا. وفي تاريخ السّراج من طريق يونس، عن الحسن، وعن ابن سيرين، عن أنس، أنّ خالد بن الوليد قال للبراء يوم اليمامة: قم يا براء، قال: فركب فرسه، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، وإنما هو اللَّه وحده والجنّة. ثم حمل   [ (1) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 291 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 350، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40633. [ (2) ] تستر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى وراء: أعظم مدينة بخوزستان اليوم. انظر: معجم البلدان 2/ 34. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 وحمل الناس معه، فانهزم أهل اليمامة، فلقي البراء محكّم اليمامة فضربه البراء وصرعة، فأخذ سيف محكّم اليمامة فضرب به حتى انقطع. وروى البغويّ من طريق أيّوب، عن ابن سيرين، عن أنس، عن البراء، قال: لقيت يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة رجلا جسيما بيده السيف أبيض، فضربت رجليه، فكأنما أخطأته، وانقعر، فوقع على قفاه، فأخذت سيفه، وأغمدت سيفي، فما ضربت به ضربة حتى انقطع. وفي الطّبرانيّ من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، قال: بينما أنس بن مالك وأخوه عند حصن من حصون العدوّ- يعني بالحريق- وكانوا يلقون كلاليب في سلاسل محماة، فتعلق بالإنسان فيرفعونه إليهم، ففعلوا ذلك بأنس، فأقبل البراء حتى تراءى في الجدار، ثم قبض بيده على السلسلة، فما برح حتى قطع الحبل، ثم نظر إلى يده فإذا عظامها تلوح قد ذهب ما عليها من اللحم، وأنجى اللَّه أنس بن مالك بذلك. وروى التّرمذيّ من طريق ثابت وعلي بن زيد، عن أنس- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ربّ أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على اللَّه لأبرّه، منهم البراء بن مالك» [ (1) ] . فلما كان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس، فقال المسلمون: يا براء، أقسم على ربك فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم، وألحقتني بنبيّك. فحمل وحمل الناس معه فقتل مرزبان الزّارة من عظماء الفرس، وأخذ سلبه، فانهزم الفرس، وقتل البراء. وفي المستدرك من طريق سلامة، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس نحوه. 621 ز- البراء بن مالك [ (2) ]- آخر. ذكره ابن شاهين في الصحابة. وروي من طريق سعيد بن عثمان البلوي عن حصين بن وحوح أن البراء بن مالك جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: مرني بما شئت. قال: «اذهب فاقتل أباك» . فلما أدبر قال: «نادوه، إني لم أبعث بقطيعة الأرحام» [ (3) ] . قال: ثم إن البراء بن مالك مرض فعاده النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر   [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2024 كتاب البر والصلة والآداب باب (40) فضل الضعفاء والخاملين حديث رقم 138/ 2622 والهيثمي في الزوائد 10/ 267، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 203. [ (2) ] تاريخ خليفة 146، التاريخ الكبير 2/ 2- 117، التاريخ الصغير 1/ 55- تاريخ الطبري 3/ 209، الجرح والتعديل 2/ 399، مشاهير علماء الأمصار ت/ 37، الاستبصار 34- 36، حلية الأولياء 1/ 350، تاريخ الإسلام 2/ 34، الزوائد 9/ 324، كنز العمال 13/ 294. [ (3) ] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 27 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6931، وقال الهيثمي في الزوائد 3/ 40 رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن الطبراني في الكبير 4/ 33. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 الحديث في موته، وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ الق البراء بن مالك تضحك إليه» انتهى. وهذه القصّة، إنما تعرف لطلحة بن البراء كما سيأتي في حرف الطّاء. ولعلّ الوهم في الاسم من عبد الوهاب بن الضّحّاك أحد رواته عند ابن شاهين. وإنما لم أجزم بوهمه لاحتمال أن تكون القصّة وقعت لرجلين، وليس هذا البراء بن مالك أخا أنس المقدم ذكره، فإنه عاش بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كما تقدم. 622- البراء بن معرور [ (1) ] بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ السّلمي، أبو بشر. قال موسى بن عقبة، عن الزهري: كان من النفر الذين بايعوا البيعة الأولى بالعقبة، وهو أول من بايع في قول ابن إسحاق، وأول من استقبل القبلة، وأول من أوصى بثلث ماله، وهو أحد النّقباء. وقال ابن إسحاق: حدّثني معبد بن كعب أن أخاه عبد اللَّه، وكان من أعلم الأنصار حدّثه أن أباه وكان ممن شهد العقبة، قال: خرجنا في حجّاج قومنا وقد صلّينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا.. فذكر القصّة مطوّلة في ليلة العقبة. قال: وكان أول من ضرب على يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم البراء بن معرور. وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب، قال: قال كعب: كان البراء من معرور أول من استقبل الكعبة حيّا، وعند حضرة وفاته قبل أن يتوجّهها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأمره أن يستقبل بيت المقدس فأطاع، فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجّهوه قبل الكعبة. وروى ابن شاهين بإسناد ليّن، من طريق عبد اللَّه بن أبي قتادة، حدثتني أمي، عن أبي- أن البراء بن معرور مات قبل الهجرة، فوجّه قبره إلى الكعبة. وكان قد أوصى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقبل وصيته ثم ردّها على ولده وصلّى عليه- يعني على قبره، وكبّر أربعا. وفي الطّبرانيّ من وجه آخر عن أبي قتادة- أنّ البراء بن معرور أوصى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بثلث ماله يصرفه حيث شاء، فردّه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.   [ (1) ] طبقات ابن سعد 3/ 2/ 146، التاريخ الصغير/ 20 الجرح والتعديل 2/ 399، الاستبصار 142، العبر 1/ 3 كنز العمال 13/ 294، شذرات الذهب 1/ 9، وأسد الغابة ت (392) ، الاستيعاب (171) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 قال ابن إسحاق وغيره: مات البراء بن معرور قبل قدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بشهر. 623 ز- البربير- بموحدتين بينهما راء ساكنة الثانية مكسورة ثم ياء تحتانية- يأتي في بكر. 624- برتا بن الأسود بن عبد شمس القضاعي. شهد فتح مصر. وقيل: قتل يوم فتح الإسكندرية [ (1) ] ، قاله ابن يونس، وقال: له صحبة. 625- برح- بكسر أوله وسكون الراء بعدها مهملة- ابن عسكر [ (2) ]- بضم العين المهملة وسكون السين المهملة وضم الكاف بعدها راء، ضبطه ابن ماكولا ونسبه، فقال: برح بن عسكر بن وتّار بن كزغ بن حضرمين بن التّغما بن مهريّ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وذكره ابن يونس فقال: له وفادة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر، واختطّ بها دارا وسكنها. وهو معروف من أهل البصرة. وقال المنذريّ: كان السّلفي يقول: عسكل بلام، قال: ورأيته بخطه كذلك، وكتبه أيضا بالحاء المهملة بدل العين. واللَّه أعلم. 626- برذع بن زيد بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ، ابن أخي قتادة بن النعمان. قال ابن ماكولا: شاعر. شهد أحدا وما بعدها، وذكره المرزباني في معجم الشعراء، وأنشد له: وإنّي بحمد اللَّه لا ثوب فاجر ... لبست ولا من خزية أتلفّع وأجعل مالي دون عرضي إنّه ... على الوجد والإعدام عرض ممنّع [ (3) ] [الطويل]   [ (1) ] الإسكندريّة: قال أهل السير: بنى الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسمّاها كلها باسمه ثم تغيرت أساميها بعدة وصار لكل واحدة منها اسم جديد فمنها الإسكندرية التي بناها في باور نقوس ومنها الإسكندرية التي بناها تدعى المحصّنة ومنها الإسكندرية التي بناها ببلاد الهند ومنها الإسكندرية التي في جاليقوس ومنها الإسكندرية التي في بلاد السعوياسيس ومنها الإسكندرية التي على شاطئ النهر العظيم ومنها الاسكندرية التي بأرض ببابل ومنها الإسكندرية التي هي ببلاد الصغد وهي سمرقند ومنها الإسكندرية التي تدعى مرغبلوس وهي مرو ومنها الاسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند ومنها الاسكندرية التي سميت كوش وهي بلخ ومنها الإسكندرية العظمى التي ببلاد مصر انظر معجم البلدان 1/ 217، 218. [ (2) ] أسد الغابة ت [393] . [ (3) ] ينظر البيتان في سيرة ابن هشام 4/ 287. وابن دريد: 557. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 استدركه ابن فتحون ثم قال: برذع بن النعمان من بني ظفر، ذكره أبو عبيدة فيهم. قلت: أظن أنهما واحد، وكأنه نسب إلى جده. وذكر ابن الأثير برز ع بن زيد بن عامر، وهو هو فسقط من نسبه رجلان. 627- برذع بن زيد الجذامي [ (1) ] . قال موسى بن سهل الرمليّ: نزل بيت جبرين هو وأخواه سويد ورفاعة. وروى ابن مندة من طريق محمد بن سلام بن زيد بن رفاعة بن زيد الجذاميّ، من بني الصّبيب، عن أبيه سلام، عن أبيه زيد، عن جدّه رفاعة بن زيد، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وجماعة من قومي وكنا عشرة ... فذكر الحديث في رجوعه إلى قومه وإسلام برذع وسويد. وقال ابن إسحاق في المغازي: كان بعجة وبرذع ابنا زيد ممن وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في أمر من أسرى زيد بن حارثة بن جذام بعد إسلامه فأطلقهم لهم. وكذا ذكر القصّة الواقديّ وغيره في المغازي. وسيأتي له ذكر في ترجمة حيّان بن ملّة إن شاء اللَّه تعالى. قلت: وقصّة قدوم رفاعة بن زيد مذكورة في المغازي. وسنذكرها في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى. 628 ز- بردة القطعي. ذكر ابن فتحون في الذّيل أن الباوردي ذكره في الصّحابة، وأورد له أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن سبإ ما هو؟ أرجل أو امرأة؟ فقال: «ولد له عشرة» .. الحديث. انتهى. ولم أره في حرف الباء من كتاب الباوردي فينظر فيه. وسيأتي في ترجمة تميم شبيه هذه القصّة. 629- برز، والد أبي رجاء العطاردي. سماه ابن سعد، وذكر أن له وفادة، وذكر غيره أنّ اسمه تيم. 630 ز- برز، والد أبي العشراء: وقيل: بلز وقيل: مالك بن قهطم. وهذا الأخير أشهر. وروى أحمد وأصحاب السّنن من طريق حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارميّ،   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 47، معرفة الصحابة 3/ 183، أسد الغابة ت (394) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 عن أبيه، أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «أما تكون الذّكاة إلّا في الحلق واللّبة؟» الحديث. واختلف في اسم أبي العشراء أيضا كما أوضحته في «تهذيب التهذيب» . 631- برمة بن معاوية الأسدي. ذكره ابن سعد، وقال: له صحبة. 632- بريد ة بن الحصيب [ (1) ] بن عبد اللَّه بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدّي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي. قال ابن السّكن: أسلم حين مرّ به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مهاجرا بالغميم [ (2) ] ، وأقام في موضعه حتى مضت بدر وأحد، ثم قدم بعد ذلك. وقيل: أسلم بعد منصرف النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- من بدر، وسكن البصرة لما فتحت. وفي الصّحيحين عنه أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ستّ عشرة غزوة. وقال أبو عليّ الطّوسيّ أحمد بن عثمان صاحب ابن المبارك: اسم بريدة عامر، وبريدة لقب، وأخبار بريدة كثيرة ومناقبه مشهورة، وكان غزا خراسان في زمن عثمان ثم تحوّل إلى مرو فسكنها إلى أن مات في خلافة يزيد بن معاوية. قال ابن سعد: مات سنة ثلاث وستين.   [ (1) ] مسند أحمد: 5/ 346، طبقات ابن سعد 4/ 241- 243- 7- 365، التاريخ لابن معين 57، طبقات خليفة 109، تاريخ خليفة 251، التاريخ الكبير 2/ 141، المعارف 300، الجرح والتعديل 2/ 424، معجم الطبراني 2/ 803، تاريخ الإسلام 2/ 386، العبر 1/ 66، مجمع الزوائد 9/ 398، شذرات الذهب 1/ 70، أسد الغابة ت (398) ، أنساب الأشراف 1/ 262، المغازي للواقدي 3/ 1142، التاريخ الصغير 72، ترتيب الثقات للعجلي 79، الثقات لابن حبان 3/ 29، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، فتوح البلدان 507، المعجم الكبير 2/ 19: 23، المعرفة والتاريخ 3/ 362، أخبار القضاة 1/ 15، المنتخب من ذيل المذيل 533 و 534، تاريخ اليعقوبي 2/ 79، عيون الأخبار 1/ 215، مشاهير علماء الأمصار 60، ربيع الأبرار 4/ 84، تاريخ الطبري 1/ 15، 3/ 11، جمهرة أنساب العرب 240، الكامل في التاريخ 3/ 489، تهذيب الكمال 4/ 53: 55، تحفة الأشراف 2/ 69: 95، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 61، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 133، سير أعلام النبلاء 2/ 469: 471، الكاشف 1/ 99، المعين في طبقات المحدثين 19، الوافي بالوفيات 10/ 124، مرآة الجنان 1/ 137، النكت الظراف 2/ 69: 93، تهذيب التهذيب 1/ 433، تقريب التهذيب 1/ 96، خلاصة تذهيب التهذيب 47، تاريخ الإسلام 2/ 76. [ (2) ] الغميم: بفتح أوله وكسر ثانيه ثم ياء مثناة من تحت وميم أخرى موضع قرب المدينة بين رابغ والجحفة وكراع الغميم: موضع بين مكة والمدينة والغميم تصغير الغم. واد في ديار بني حنظلة من تميم والغميم مصغر مشدّد الياء، قيل ماء لبني سعد. انظر مراصد الاطلاع 2/ 1002، 1003. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 633- بريد- بصيغة التصغير- الأسلمي [ (1) ] ، ذكره ابن فتحون في «الذيل» ، وأن الباوردي أورده في الصحابة من طريق ضعيفة عن عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين من الصحابة مع عليّ وقتل بها. قال: وفيه يقول علي: جزى اللَّه خيرا عصبة أسلميّة ... حسان الوجوه صرّعوا حول هاشم بريد وعبد اللَّه منهم ومنقذ ... وعروة وابنا مالك في الأكارم [الطويل] وهذا إن صح غير بريدة بن الحصيب الأسلمي، لأنه تأخّر بعد ذلك بزمن طويل [69] . 634- بريل [ (2) ]- بوزن الّذي قبله، لكن باللام بدل الدّال، الشهاليّ، ويقال الشاهليّ. كذا ذكره ابن شاهين وغيره في حرف الموحدة، وأخرجوا من طريق بقيّة عن أبي عمرو السّلفي- بضم السين- عن بريل الشهالي، قال: أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بمكّة رجل يعالج لأصحابه طعاما فآذاه وهج النار. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لن يصيبك حرّ جهنّم بعدها» . وقال ابن مندة: لا تثبت له صحبة. وقال أبو نعيم: ذكر في الصّحابة وهو وهم، وذكره ابن ماكولا بالنون والزاي. 635- برير [ (3) ]- بصيغة التّصغير، وهو الخطميّ. تقدم في بدر.   [ (1) ] الثقات 3/ 29 تجريد أسماء الصحابة 1/ 47، المشتبه 303، الطبقات 109، 187، 322، رجال الصحيحين 233، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 121، التحفة اللطيفة 1/ 368، العبر 1/ 66، تنقيح المقال 1257، الرياض المستطابة 39، التاريخ الصغير 1/ 139، 140، تقريب التهذيب 1/ 96، التبصرة والتذكرة 3/ 44، الطبقات الكبرى 2/ 63، 64، 160، 170، 190، 191، 4/ 311، 315، الجرح والتعديل 2/ 424 الأنساب 4/ 178، دائرة معارف الأعلمي 13/ 119، تهذيب التهذيب 1/ 432، 433، تاريخ ابن معين 2/ 46، معجم الثقات 244 مشاهير علماء الأمصار 414، تراجم الأخبار 1/ 152، 191، التاريخ لابن معين 3/ 56، دار السحابة 756/ تاريخ الثقات 79 التمهيد 3/ 102، الإكمال 3/ 158، البداية والنهاية 8/ 216 المعرفة والتاريخ 3/ 362، تصحيفات المحدثين 509، بقي بن مخلد 23. والاستيعاب ت (219) . [ (2) ] أسد الغابة ت (403) . [ (3) ] مسند أحمد 5/ 144، طبقات ابن سعد 4/ 219- 237، التاريخ لابن معين 704، طبقات خليفة 31، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 2/ 221، المعارف 6702، 152- 195- 252، 253، أنساب الأشراف 4/ 541، تاريخ الطبري 4/ 283، معجم الطبراني الكبير 2/ 155. المستدرك 3/ 337- 346، الاستبصار 125، حلية الأولياء 1/ 156، 170. ابن عساكر 4/ 7/ 2، جامع الأصول 9/ 50، 59، تهذيب الكمال 1602، تاريخ الإسلام 2/ 111، العبر 1/ 33 مجمع الزوائد 9/ 327، تهذيب التهذيب 12/ 90- 91، خلاصة تذهيب الكمال 449، كنز العمال 13/ 311 شذرات الذهب 1/ 24، 56، 63، أسد الغابة ت (400) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 636- برير [ (1) ]- مثله ويقال: هو اسم أبي ذر الغفاريّ وقيل غير ذلك وسيأتي في الكنى. 637- برير: ويقال: برّ- بمثقلة واحدة: هو اسم أبي هند الدّاريّ- جزم بالأول ابن إسحاق وبالثاني ابن حبّان، وقيل غير ذلك. وسيأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 638 ز- برير [ (2) ] ، هو أحد ما قيل في اسم أبي هريرة. سماه مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز. ذكر ذلك ابن مندة، وقال: لم يتابع عليه. وأما أبو نعيم فقال: هذا غلط، وإنما هو اسم أبي هند. باب الباء بعدها الزاي 639- بزيع-[ (3) ] بفتح أوله وكسر الزاي وآخره مهملة، والد العبّاس. ذكره عبدان في الصحابة، وأخرج له من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن محمد بن عيّاض، عن أبيه، عن العبّاس بن بزيع عن أبيه مرفوعا: تزيين أركان الجنّة بالحسن والحسين» . وفيه: «لا يدخلك مراء ولا بخيل» . وفي إسناده مجاهيل. قال أبو موسى: هذا غريب جدّا، وقال عبدان: لم يذكر بزيع سماعا. فلا أدري أهو مرسل أم لا؟ باب الباء بعدها السين 640- بسبسة بن عمرو [ (4) ] بن ثعلبة بن خرشة بن زيد بن عمرو بن سعد بن ذبيان [ (5) ] بن رشدان بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهنيّ. حليف بني طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج. وهو بموحدتين مفتوحتين بينهما مهملة ساكنة ثم مهملة مفتوحة. ويقال له بسبس بغيرها- وهو قول ابن إسحاق وغيره. شهد بدرا باتفاق. ووقع ذكره في صحيح مسلم من حديث أنس، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسبسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان، فذكر الحديث في وقعة بدر- وهو بموحدتين وزن فعللة. وحكى عياض أنه في مسلم بموحدة مصغّر. ورواه أبو داود ووقع عنده بسيسة- بصيغة التّصغير.   [ (1) ] أسد الغابة ت (401) . [ (2) ] معرفة الصحابة 3/ 173. وأسد الغابة ت (402) . [ (3) ] أسد الغابة ت (404) . [ (4) ] أسد الغابة ت (405) . [ (5) ] في أدينار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 وكذا قال ابن الأثير: إنه رآه في أصل ابن مندة، لكن بغير هاء. والصّواب الأول، فقد ذكر ابن الكلبيّ أنه الّذي أراد الشاعر بقوله: أقم لها صدورها يا بسبس ... إنّ مطايا القوم لا تحبّس [ (1) ] [الرجز] 641 ز- بستاني الإسرائيليّ. هو الّذي سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن أسماء النجوم التي رآها يوسف عليه السلام. وذكر البغويّ في التّفسير أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «إن أخبرتك بها تسلم؟» قال: نعم. قال: فأخبره فأسلم. قلت: والحديث في مسند أبي يعلى وغيره من طريق عبد الرحمن بن سابط عن جابر، وليس فيه ذكر إسلامه. وبستاني أورده ابن فتحون في «الذّيل» في الباء الموحدة. ورأيته في نسخة من تفسير ابن مردويه بضم الياء التحتانية بعدها سين مهملة ثم مثناة ثم ألف ثم نون مفتوحة بعدها ياء تحتانية. ولعله أصوب. ذكر من اسمه بسر- بضم أوّله وسكون المهملة 642- بسر بن أرطاة [ (2) ] أو ابن أبي أرطاة [ (3) ] . وقال ابن حبان: من قال ابن أبي أرطاة فقد وهم.   [ (1) ] ينظر البيت في الجمهرة 444، الاستيعاب ت 231، أسد الغابة ت (405) . [ (2) ] طبقات ابن سعد 7/ 409، نسب قريش 439، تاريخ الطبري 5/ 167، الجرح والتعديل 2/ 422، مشاهير علماء الأمصار ت 364، مروج الذهب 3/ 211- 317، جمهرة أنساب العرب 170، المستدرك 3/ 591، تاريخ بغداد 1/ 210، تهذيب الكمال 144، تاريخ الإسلام 3/ 140، تذهيب التهذيب 1/ 81، الوافي بالوفيات 10/ 129، العقد الثمين 3/ 362، تهذيب التهذيب 1/ 435. المحبر 293، الأخبار الطوال 159 و 167، المعارف 122، فتوح البلدان 132 و 267، أنساب الأشراف 1/ 492، تاريخ اليعقوبي 2/ 156 و 197: 199، الولاة والقضاة 15 و 17، ربيع الأبرار 4/ 304، الأغاني 16/ 200، بلاغات النساء 35، الحلة السيراء 2/ 324، العقد الفريد 2/ 103، الخراج وصناعة الكتابة 287 و 343، التاريخ لابن معين 2/ 58، تاريخ خليفة 142 و 195، طبقات خليفة 27 و 140 و 300، مقدمة مسند بقي بن مخلد 109، التاريخ الكبير 2/ 123، مسند أحمد 4/ 181، التاريخ الصغير 48 و 61، تاريخ أبي زرعة 226، و 376، الثقات لابن حبان 3/ 36، طبقات علماء افريقية لابن العرب القيرواني 68، 76، المعرفة والتاريخ 2/ 478 و 3/ 19، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 79، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 223: 228، سير اعلام النبلاء 3/ 409، 411، الكامل في التاريخ 3/ 383، نهج البلاغة 1/ 116، التذكرة الحمدونية 2/ 20، تحفة الأشراف 2/ 95، تقريب التهذيب 1/ 96، أسد الغابة ت (406) ، الاستيعاب ت (175) . [ (3) ] في أأو ابن أبي أرطاة وهو الأصح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 واسم أبي أرطاة عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. يكنّى أبا عبد الرحمن. مختلف في صحبته، فقال أهل الشام: سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير. وفي سنن أبي داود بإسناد مصريّ قويّ عن جنادة بن أبي أميّة، قال: كنّا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر فأتي بسارق، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا تقطع الأيدي في السّفر» . وروى ابن حبّان في صحيحه، من طريق أيوب بن ميسرة بن حليس: سمعت بسر بن أبي أرطاة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «اللَّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها..» [ (1) ] الحديث. وأما الواقديّ فقال: ولد قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بسنتين. وقال يحيى بن معين: مات النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو صغير. وقال الدار الدّارقطنيّ: له صحبة. وقال ابن يونس: كان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. شهد فتح مصر، واختطّ بها. وكان من شيعة معاوية، وكان معاوية وجّهه إلى اليمن والحجاز في أول سنة أربعين، وأمره أن ينظر من كان في طاعة عليّ فيوقع بهم. ففعل ذلك. وقد ولى البحر لمعاوية، ووسوس في آخر أيامه. قال ابن السّكن: مات وهو خرف. قال ابن حبّان: كان يلي لمعاوية الأعمال، وكان إذا دعا ربما استجيب له، وله أخبار شهيرة في الفتن لا ينبغي التشاغل بها. وقيل: مات أيّام معاوية: قاله ابن السّكن، وقيل: بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان، وهو قول خليفة، وبه جزم ابن حبّان. وقيل مات في خلافة الوليد سنة ستّ وثمانين، حكاه المسعودي. 643- بسر بن أبي بسر المازني [ (2) ] ، والد عبد اللَّه بن بسر، من بني مازن بن منصور بن عكرمة.   [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 181، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 5424 والحاكم في المستدرك 3/ 591، والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 30، 2/ 123، وابن عساكر 2/ 227، 3/ 216، والعجلوني في كشف الخفا 2/ 55. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 181 رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات. كنز العمال 3624، 3905، 5109 وابن عدي في الكامل 2/ 5، 6 عن بسر بن أبي أرطاة. [ (2) ] أسد الغابة ت (407) ، الثقات 3/ 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، تهذيب التهذيب 1/ 436، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 ثبت ذكره في صحيح مسلم من حديث عبد اللَّه بن بسر، قال: نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على أبي، فقدّمنا له طعاما ... الحديث. ووقع للنّسائيّ عن عبد اللَّه بن بسر، عن أبيه، وروى في الصوم حديثا في صوم يوم السّبت من رواية عبد اللَّه بن بسر عن أبيه. وقيل: عن أخته عن أبيه، وقيل: عنه، بلا واسطة. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: صحب بسر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وابناه وابنته. وروى ابن السّكن من طريق معاوية بن صالح، عن ابن عبد اللَّه بن بسر، عن أبيه عبد اللَّه، عن أبيه بسر- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أتاهم وهو راكب على بغلة كنّا نسمّيها حمارة شامية. 644- بسر بن جحاش [ (1) ]- بكسر الجيم بعدها مهملة خفيفة، ويقال بفتحها بعدها مثقّلة وبعد الألف معجمة. قرشيّ. نزل حمص، قاله محمود بن سميع، وذكر أنه من بني عامر بن لؤيّ. قال ابن مندة: أهل العراق يقولونه بسر- بالمهملة، وأهل الشّام يقولونه بالمعجمة. وقال الدّار الدّارقطنيّ وابن زبر: لا يصحّ بالمعجمة، وكذا ضبطه بالمهملة أبو عليّ الهجريّ في «نوادره» لكن سمّى أباه جحشا. وقال مسلم وابن السكن وغيرهما: لم يرو عنه جبير بن نفير، وحديثه عند أحمد وابن ماجة من طريقه بإسناد صحيح. وقال ابن مندة: عداده في الشاميّين، مات بحمص. 645- بسر ابن راعي العير الأشجعيّ [ (2) ] . روى الدارميّ. وعبد بن حميد، وابن حبّان، والطّبرانيّ، من طريق عكرمة بن عمار. عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه- أنّ النبيّ   [ () ] تقريب التهذيب/ 96 تهذيب الكمال 1/ 142، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 122، التبصرة والتذكرة 3/ 149، تنقيح المقال دائرة معارف الأعلمي 13/ 125، تصحيفات المحدثين 578. [ (1) ] الاستيعاب 1/ 167، أسد الغابة ت 1/ 216 الثقات 3/ 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، تهذيب التهذيب 1/ 437، تقريب التهذيب 1/ 96، تنقيح المقال 275، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 122، الوافي بالوفيات 10/ 133، العقد الثمين 3/ 362 الجرح والتعديل 2/ 453، تلقيح فهوم الأثر 375، التاريخ الكبير 2/ 123، تصحيفات المحدثين 478، دائرة معارف الأعلمي 13/ 125، بقي ابن مخلد 523، أسد الغابة ت [408] ، الاستيعاب ت (179) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 49، معرفة الصحابة 3/ 87، أسد الغابة ت [409] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 صلّى اللَّه عليه وسلم أبصر بسر بن راعي العير يأكل بشماله فقال: «كل بيمينك. فقال: لا أستطيع. فقال: لا استطعت، فما نالت يمينه إلى فيه بعد» [ (1) ] . ورواه مسلم من هذا الوجه فلم يسمّ بسرا، وزاد في روايته لم يمنعه إلا الكبر. واستدل عياض في شرح مسلم على أنه كان منافقا، وزيّفه النووي في شرحه متمسكا بأن ابن مندة وأبا نعيم وابن ماكولا وغيرهم ذكروه في الصّحابة. وفي هذا الاستدلال نظر، لأن كل من ذكره لم يذكر له مستندا إلا هذا الحديث، فالاحتمال قائم، ويمكن الجمع أنه كان في تلك الحالة لم يسلم ثم أسلم بعد ذلك. وقد قيل فيه: بشر- بالمعجمة: وبذلك ذكره ابن مندة، وأنكر عليه أبو نعيم، ونسبه إلى التصحيف، ولم يحك الدار الدّارقطنيّ وابن ماكولا فيه خلافا أنه بالمهملة، وأما البيهقيّ فحكى في السنن أنه بالمعجمة أصحّ، وأغرب ابن فتحون فاستدركه فيمن اسمه بشير، كما سيأتي. 646- بسر بن سفيان [ (2) ] ، بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد اللَّه بن عمير بن حبشيّة بن سلول الخزاعي. قال ابن الكلبيّ: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان شريفا. وقال أبو عمر: أسلم سنة ستّ، وجرى ذكره في حديث الحديبيّة وغيره. قال ابن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن زكريا بن أبي زائدة، قال: كنت مع أبي إسحاق- يعني السّبيعي- فيما بين مكّة والمدينة، فسايره رجل من خزاعة، فأخرج إلينا رسالة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى خزاعة وكتبها يومئذ، كان فيها: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم: من محمّد رسول اللَّه إلى بديل بن ورقاء، وبسر، وسروات بني عمرو ... » فذكر الحديث [ (3) ] .   [ (1) ] أخرجه أحمد 4/ 45، 46، 50 والدارميّ 2/ 97 والبيهقي في الدلائل 6/ 238 وفي السنن 7/ 277 والطبراني 7/ 15 وابن حبان موارد (1338) والحميدي (570) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، الوافي بالوفيات 10/ 133، العقد الثمين 9/ 367، تقريب التهذيب 2/ 95، 160، 4/ 294. أسد الغابة ت [411] ، الاستيعاب [176] . [ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11310، 11456 وعزاه لابن سعد عن قبيصة بن ذؤيب والباوردي والفاكهي في أخبار مكة والطبراني وأبو نعيم وروى ابن أبي شيبة بعضه من وجه آخر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 ورواه الطّبرانيّ مطوّلا من رواية عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن بسر بن عبد اللَّه بن سلمة بن بديل بن ورقاء. عن آبائه أبا عن أب إلى بديل، فذكره. وأخرجه الفاكهيّ في كتاب مكّة عن عبد الرّحمن به، وذكر أنه أملاه عليهم من كتابه. وضبطه ابن ماكولا وغيره: بضمّ الموحّدة وسكون المهملة. وكذا رأيت عليه علامة الإهمال في الأصل المعتمد من كتاب الفاكهيّ. وقال أحمد في مسندة: حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الزهريّ، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، قالا: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عامّ الحديبيّة يريد زيارة البيت لا يريد قتالا، وساق معه الهدي سبعين بدنة، حتى إذا كان بعسفان لقيه بسر بن سفيان الكعبيّ، فقال: يا رسول اللَّه، هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجت معها العوذ المطافيل. فذكر الحديث طويلا [ (1) ] . وهو في البخاريّ من طريق معمر، عن الزهريّ، وفيه: فجاء بديل بن ورقاء في نفر من قومه، فذكر الحديث ولم يسمّ بسرا. وله يقول عبد اللَّه بن الزّبعرى في قصّة طلب آل مخزوم بدم الوليد بن الوليد بن المغيرة من خزاعة: ألا بلّغا بسر بن سفيان أنّه ... يبلّغها عنّي الخبير المفرّد [ (2) ] [الطويل] فذكر القصيدة: قال: فأخذ بسر بيد ابنه، فقال: يا معشر قريش، هذا ابني رهين لكم بالدية، فأخذه خالد بن الوليد، فأطعمه وكساه حلّة وطيّبه، وقال: انطلق إلى أبيك. فحمل بسر بن سفيان إليهم دية الوليد. 647- بسر بن سليمان [ (3) ] . روت عنه ابنته سعية أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وصلّى خلفه. قال ابن ماكولا: أورده ابن الأثير مستدركا على من قبله. وسعية- بسكون المهملة بعدها تحتانية مفتوحة. 648- بسر بن عبد الرحمن الحضرميّ [ (4) ] . صحابي نزل حمص: قاله أحمد بن   [ (1) ] أخرجه أبو نعيم في الحلية 4/ 92. [ (2) ] يقال: فرّد الرّجل إذا تفقه واعتزل الناس وخلا بمراعاة الأمر والنهي. انظر اللسان مادة (فرد) 5/ 3374. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، الإكمال 5/ 67، أسد الغابة ت [412] . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 محمد بن عيسى في تاريخه، وقال: روى عنه أبو المثنّى. 649- بسر بن عصمة المزني [ (1) ] من بني ثور بن هذمة. كان أحد سادات مزينة. قال أبو بشر الآمديّ: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من آذى جهينة فقد آذاني» . حكاه ابن ماكولا. وأما ابن عساكر فذكره في تاريخه فيمن اسمه بشر- بالكسر والمعجمة، كما سيأتي. 650- بسر السلميّ، والد رافع [ (2) ] يأتي في بشر- بالكسر والمعجمة [ (3) ] . 651- بسرة [ (4) ]- ويقال بصرة. يأتي بعد. 652 ز- بسطام، مولى صفوان بن أمية. يأتي في نسطاس بالنون. ذكر من اسمه بشر- بالكسر والمعجمة 653- بشر بن أبيرق الأنصاريّ، هو ابن الحارث. يأتي. 654- بشر بن البراء بن معرور [ (5) ] . تقدم ذكر نسبه في ترجمة أبيه قريبا، وأنه كان أحد النقباء، ومات قبل الهجرة. وأما بشر فشهد العقبة مع أبيه، وشهد بدرا وما بعدها، ومات بعد خيبر من أكلة أكلها مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الشّاة التي سمّ فيها، قاله ابن إسحاق. وروى يعقوب بن سفيان في «تاريخه» ، وأبو الشيخ في «الأمثال» ، والوليد بن أبان في كتاب الجود، من طريق صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من سيّدكم يا بني نضلة» ؟ [ (6) ] قالوا: جدّ بن قيس، قال: «بم تسوّدونه؟» [ (7) ] فقالوا: إنه أكثرنا مالا، وإنا على ذلك لنزنّه بالبخل   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48. أسد الغابة ت (413) . [ (2) ] في أوالد أبي رافع. [ (3) ] في أسد الغابة ت [410] ، الاستيعاب ت [177] . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 49 و 50، أسد الغابة ت [415] . [ (5) ] طبقات ابن سعد 3/ 2/ 111، تاريخ خليفة 84، الاستبصار 143 تهذيب الأسماء واللغات 1/ 133- 134، مجمع الزوائد 9/ 315 كنز العمال 13/ 296، أسد الغابة ت (417) ، الاستيعاب ت [179] . [ (6) ] في أسلمة. [ (7) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 8/ 196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 قال: «وأيّ داء أدوأ من البخل؟ ليس ذا سيّدكم» قالوا: فمن سيدنا يا رسول اللَّه؟ قال: «بشر ابن البراء بن معرور» [ (1) ] . تابعه ابن إسحاق عن الزّهريّ، وقال في روايته: «بل سيّدكم الأبيض الجعد بشر بن البراء» . وهكذا رواه يونس وإبراهيم بن سعد عن الزهريّ من رواية الأويسيّ عنه. وخالفه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، فرواه عن أبيه مرسلا. أخرجه ابن أبي عاصم. وكذا أرسله معمر، وهو في «مصنّف» عبد الرزاق في «مساوىء الأخلاق للخرائطيّ» ، وابن أخي الزهري، عن عمّه. وهو في الأمثال لأبي عروبة، وشعيب عن الزهريّ في نسخة ابن أبي اليمان، وله شاهد من حديث عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عبد اللَّه في المعرفة، وآخر من حديث أبي هريرة في «المستدرك» و «الأمثال» لأبي عروبة، و «كامل» ابن عديّ، أورده ابن عديّ في ترجمة سعيد بن محمد الورّاق رواية عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عنه، ولم ينفرد به سعيد، بل تابعه النضر بن شميل عند الوليد بن أبان، وأبي الشيخ، ومحمد بن يعلى عند الحاكم أيضا، وأخرجه أبو الشّيخ أيضا من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف. 655 ز - بشر بن الحارث بن سريع بن بجاد [ (2) ] بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ. ذكره ابن شاهين من طريق هشام بن الكلبي، قال: حدثني أبو الشّغب العبسيّ أنه أحد الوفد التسعة الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من عبس، فدعا لهم بخير وقال: «ابغوا لي لكم عاشرا أعقد لكم» [ (3) ] . فأدخلوا طلحة بن عبيد اللَّه فعقد لهم، وجعل شعارهم عشرة، فهو إلى اليوم كذلك، وهم: بشر بن الحارث هذا، والحارث بن الربيع بن زياد، وسباع بن زيد، وعبد اللَّه بن مالك، وقرّة بن حصن، وقنان بن دارم، وميسرة بن مسروق، وهرم بن مسعدة، وأبو الحصين بن لقيم. وسيأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه. 656- بشر بن الحارث [ (4) ] بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ،   [ (1) ] أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 217. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36858، 36859. [ (2) ] في أ (بن بجاد بن مالك بن غالب) . [ (3) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 226 عن جماعة من بني عبس ولفظه ابغوني رجلا يعشركم أعقد له لواء. [ (4) ] في أسد الغابة ت (420) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 وهو بشر بن أبيرق. قال ابن عبد البر: شهد بشر وأخواه مبشّر وبشير أحدا، وكان بشير منافقا يهجو الصحابة، ثم سرق الدّرع، ثم ارتد. ولم يذكر عن أخويه بشر ومبشّر النفاق. واللَّه أعلم. وستأتي القصة في رفاعة بن زيد. 657- بشر بن الحارث [ (1) ] بن قيس بن عديّ بن سعيد بن سهم القرشي السهميّ. من مهاجرة الحبشة هو وأخواه الحارث ومعمر، ذكره أبو عمر. وقيل: اسمه سهم بن الحارث. 658- بشر بن حزن [ (2) ] . ويقال عبدة بن حزن، مختلف في صحبته. وسيأتي الكلام عليه في عبدة إن شاء اللَّه تعالى. 659- بشر بن حنظلة الجعفي [ (3) ] . كأنه أخو سويد بن حنظلة إن صحّ الإسناد. ذكره ابن قانع، وأخرج له من طريق حفص بن سليمان، عن علقمة بن مرثد، عن سويد بن غفلة أو غيره، عن بشر بن حنظلة الجعفيّ، قال: خرجنا مع وائل بن حجر الحضرميّ نريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمررنا بعدوّ لوائل وأهل بيته، فقالوا: أفيكم وائل؟ قلنا: لا ... الحديث. وقد روى أبو داود، وابن ماجة، من طريق إبراهيم بن عبد الأعلى، عن جدّته بنت سويد بن حنظلة، عن أبيها نحو هذا الحديث، وسياق الأول أتمّ. وقال الأزديّ في سويد هذا: لم يرو عنه إلا ابنته، فإن كان تصحّف على بعض الرواة فيرد ذلك على الأزديّ، وإلا فيحتمل أن يكون بشر وسويد جميعا وقع لهما ذلك. 660 ز- بشر بن ربيعة الخثعميّ. يأتي في بشر الغنوي. 661- بشر بن سحيم [ (4) ] [بن فلان] بن حرام بن غفار الغفاريّ. ويقال فيه النهراني [ (5) ] والخزاعيّ، والأول أكثر.   [ (1) ] في أسد الغابة ت (421) ، الاستيعاب (180) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 4911، الاستبصار 26، الجرح والتعديل 2/ 354، دائرة معارف الأعلمي 13/ 134، أسد الغابة ت (422) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 4911. وأسد الغابة ترجمة رقم (423) . [ (4) ] الثقات 3/ 30، تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، تهذيب التهذيب 1/ 450، جامع الرواة 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 99، الطبقات 33، تراجم الأخبار 1/ 183، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 126، التاريخ الكبير 2/ 75، الكاشف 1/ 155، الجرح والتعديل 2/ 357 تلقيح فهوم الأثر 371، تنقيح المقال رقم 1315، دائرة معارف الأعلمي 13/ 134، بقي بن مخلد 281، 642، وأسد الغابة ت (427) ، الاستيعاب (183) . [ (5) ] في أالبهزي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 وروى له أحمد والنّسائيّ وابن ماجة حديثا واحدا في أيام التشريق: أنّها أيّام أكل وشرب [ (1) ] . وصحّحه الدّار الدّارقطنيّ وأبو ذرّ الهرويّ قال ابن سعد: كان يسكن كراع [ (2) ] الغميم وضجنان [ (3) ] . 662 ز- بشر بن سفيان العتكيّ [ (4) ] . ذكره الخرائطي في الهواتف، من طريق عبد اللَّه ابن العلاء، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن أبيه، عن ابن عبّاس، قال: لما توجّه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يريد مكّة في عام الحديبيّة قدم عليه بشر بن سفيان العتكيّ فسلم عليه، فقال له: «يا بشر، هل عندك علم أنّ أهل مكّة علموا بمسيري» ؟ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه! إني لأطوف بالبيت في ليلة كذا. وسمّى الليلة التي أنشئوا فيها السفر- وقريش في أنديتها، إذ صرخ صارخ في أعلى أبي قبيس بصوت أسمع قاصيهم ودانيهم يقول: سيروا فصاحبكم قد سار نحوكم ... سيروا إليه وكونوا معشرا كرما [البسيط] فذكر أبياتا، فارتجّت مكّة، واجتمعوا عند الكعبة، فتحالفوا وتعاقدوا ألا تدخلها عليهم. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «هذا شيطان الأصنام يوشك أن يقتله اللَّه» . ثم ذكر إرساله إلى مكّة يتحسس أخبارهم، وذكر بقية القصّة. 663 ز- بشر بن عاصم [ (5) ] بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي. عامل عمر. هكذا نسبه ابن رشدين في الصّحابة. وأما البخاريّ وابن حبّان وابن السّكن وتبعهم غير واحد، فقالوا: بشر بن عاصم، ومنهم من قال الثّقفيّ، ومنهم من قال بشر بن عاصم بن سفيان. وهذا الأخير وهم، فإن   [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 2/ 229، 3/ 460، وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 21، والطبراني في الكبير 19/ 97، والهيثمي في الزوائد 3/ 207 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد اللَّه بن عمر بن يزيد الأصبهاني ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات وابن عدي في الكامل 5/ 1698، 6/ 2396. [ (2) ] كراع: بالضم وآخره عين مهملة. كراع الغميم، موضع بالحجاز بين مكة والمدينة أمام عسفان بثمانية أميال وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرّة يمتد إليه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1153. [ (3) ] ضجنان: بالتحريك ونونان: جبل بتهامة وقيل: جبل على بريد من مكة وهناك الغميم وقيل: بين مكة وضجنان خمسة وعشرون ميلا وهي لأسلم وهذيل وغاضرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 865. [ (4) ] هذه الترجمة ساقطة في أ. [ (5) ] أسد الغابة ت (430) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 بسر بن عاصم بن سفيان بن عبد اللَّه الثقفيّ الّذي يروي عن أبيه عن جدّه سفيان بن عبد اللَّه أنه كان عاملا لعمر بن الخطّاب غير بشر بن عاصم الصّحابي. وقد فرّق بينهما البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان وغيرهم. قال البخاريّ: بشر بن عاصم صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ثم قال: بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي، حجازي، سمع منه ابن عيينة، فذكر ترجمته. وقال ابن حبّان: بشر بن عاصم له صحبة. وقال ابن أبي حاتم، بشر بن عاصم له صحبة روى عنه أبو وائل. سمعت أبي يقول: ذلك، ويقول: لم يذكره عن أبي وائل إلا سويد بن عبد العزيز. انتهى. يشير إلى ما رواه سويد عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل- أنّ عمر استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن، فتخلّف بشر. فلقيه عمر، فقال: ما خلفك؟ أما لنا عليك سمع وطاعة؟ قال: بلى، ولكن سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من ولي من أمر المسلمين شيئا أتي به يوم القيامة حتّى يوقف على جسر جهنّم» الحديث. أخرجه البخاريّ من طريق سويد، وقال: لم يروه عن سيّار غير سويد فيما أعلم، وفي حديثه لين. انتهى. وقد وقع لنا من غير طريق سويد: أخرجه ابن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن فضيل بن غزوان، عن محمد الراسبيّ، عن بشر بن عاصم، قال: كتب عمر بن الخطّاب عهده، فقال: لا حاجة لي فيه، إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول ... فذكر الحديث. ومحمد هذا ذكر ابن عبد البرّ أنه سليم الراسبي. فإن كان كما قال فالإسناد منقطع، لأنه لم يدرك بشر بن عاصم. وله طريق أخرى أخرجها ابن مندة من طريق سلمة بن تميم. عن عطاء عن عبد اللَّه بن سفيان، عن بشر بن عاصم قال: بعث عمر بن الخطاب بشر بن عاصم على صدقات مكّة والمدينة، فمكث بشر بن عاصم لم يخرج، فلقيه عمر ... فذكر الحديث مطوّلا. قال ابن مندة: قد قيل في هذا الحديث: عن بشر بن عاصم، عن أبيه، ولا يصحّ فيه عن أبيه. وقد تبين مما ذكرنا أن بشر بن عاصم بن سفيان لا صحبة له، بل هو من أتباع التّابعين وأن بشر بن عاصم الصّحابيّ لم ينسب في الروايات الصّحيحة إلا ما تقدم عن ابن رشدين: فإن كان محفوظا فهو قرشيّ، وإلا فهو غير الثقفيّ قطعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 وفي كلام ابن الأثير ما ينافي ذلك، وخطؤه فيه يظهر بالتأمل فيما حرّرته. واللَّه المرشد. 664- بشر بن عبد اللَّه [ (1) ] الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد باليمامة وذكره ابن سعد وقال: لم نجد له نسبا في الأنصار. وذكره ابن شاهين من طريق محمد بن إبراهيم بن يزيد عن رجاله، فقال : بشر بن عبد اللَّه بن الحارث بن الخزرج [ (2) ] . وذكره موسى بن عقبة وغيره فسمّوه بشيرا، كما سيأتي، ويحتمل أن يكونا أخوين. 665- بشر بن عبد اللَّه، ذكره سيف في «الفتوح» ، وأن عمر بن الخطّاب وجّهه مع سعد إلى العراق سنة أربع عشرة، فأمّره سعد على ألف من قيس. وذكر الطّبريّ كذلك، وقد ذكر ابن أبي شيبة بإسناده أنهم كانوا لا يؤمّرون [ (3) ] إلا الصّحابة. 666- بشر بن عبد [ (4) ] . سكن البصرة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنّه سمعه يقول: «إنّ أخاكم النّجاشيّ قد مات فاستغفروا له» [ (5) ] ، وعنه ابنه عفان. لم يرو عنه غيره فيما علمت. هكذا ذكره ابن عبد البرّ، ولم أره لغيره. 667- بشر بن عرفطة بن الخشخاش الجهنيّ [ (6) ]- ويقال بشير، وهو أكثر، وقال ابن مندة: الأول أصحّ. حديثه عند الوليد بن مسلم، قال: حدّثنا عبد الحميد بن عدّي الجهنيّ، عن عبد اللَّه ابن حميد الجهنيّ، قال قائل من جهينة يسمّى بشر بن عرفطة بن الخشخاش في شعر له:   [ (1) ] في أسد الغابة ت (431) ، الاستيعاب (181) . [ (2) ] في أالخزرجي. [ (3) ] في ألا يؤثرون. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، الوافي بالوفيات 10/ 150، وأسد الغابة ت (432) ، الاستيعاب ت (182) . [ (5) ] أخرجه الترمذي 3/ 357 كتاب الجنائز باب 48 ما جاء في صلاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على النجاشي حديث رقم 1039 وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والنسائي 4/ 69 كتاب الجنائز باب 71 الصلاة على الجنازة بالليل حديث رقم 1969، وابن ماجة في السنن 1/ 491 كتاب الجنائز باب 33 ما جاء في الصلاة على النجاشي حديث رقم 1535، 1536، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 362، والطبراني في الكبير 2/ 367، 3/ 199- وكنز العمال حديث رقم 42305، 42866. [ (6) ] في أسد الغابة ترجمة رقم (433) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، معرفة الصحابة 3/ 94. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 ونحن غداة الفتح عند محمّد ... طلعنا أمام النّاس ألفا مقدّما ويوم حنين قد شهدنا هياجه ... وقد كان يوما ناقع الموت مظلما [ (1) ] [الطويل] وهي أبيات يقول فيها: أضارب بالبطحاء دون محمّد ... كتائب هم كانوا أعقّ وأظلما [الطويل] أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، عن هشام بن خالد، والغنوي في تاريخه، عن صفوان بن صالح، كلاهما عن الوليد، وسمياه بشيرا. وكذلك ذكره محمّد بن عائد في المغازي عن الوليد، وأورده الخطيب في المؤتلف، من طريق هشام ورأيته بخطه بشير- بوزن عظيم. وقال البغويّ: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، وهو إسناد مجهول. قلت: عبد الحميد قال أبو حاتم: إنّه صالح، وأما شيخه فلا أعرفه. وقد روى الحديث المذكور هشام بن عمار عن الوليد، فقال فيه: عن عبد اللَّه بن حميد، عن بشير بن عرفطة، قال: لما دعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جاءت جهينة في ألف منهم وممّن تبعهم فأسلموا وحضروا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مغازي ووقائع وفي ذلك يقول بشير ... فذكر الشعر، ولم أر في شيء من الطرق تسميته بشرا- بالسكون- ولم يسق ابن مندة إسناده إلى الوليد بذلك. 668- بشر بن عصمة الليثي [ (2) ] . روى الطبراني في الكبير من طريق مجّاعة بن محصن العبديّ عن عبيد بن حصين، عن بشر بن عصمة صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للأزد: «هم منّي وأنا منهم» [ (3) ] الحديث. في إسناده ضعف، وقد روي عن مجاهد بإسناد آخر، فقال: عن بشر بن عطية. 669 ز- بشر بن عصمة المزني [ (4) ] : روى عنه كثير بن أفلح مولى أبي أيوب أنه قال:   [ (1) ] ينظر البيت الأول في أسد الغابة ت (433) . [ (2) ] الجرح والتعديل 2/ 360 تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، الثقات 3/ 31. [ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 52، وأورده ابن حجر في لسان الميزان 2/ 94، 514، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33980 وعزاه لأبي نعيم، والطبراني عن بشر بن عصمة ويقال ابن عطية الليثي. [ (4) ] في أسد الغابة ت (434) ، الاستيعاب ت (185) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «خزاعة منّي وأنا منهم» [ (1) ] . ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد العسكريّ، وابن عبد البرّ، وقيل هو الّذي قبله، والصّحيح أنه غيره: فقد تقدم أن الآمدي قال: إنه بالضّم وسكون المهملة. وذكر سيف في «الفتوح» أنه كان أحد الأمراء الذين وجّههم أبو عبيدة إلى فخذه، لكل منهم صحبة وأورده ابن عساكر فيمن اسمه بشر كالذي هنا، واللَّه أعلم. 670 ز- بشر بن عطية. ذكره ابن حبّان، وقال: لا أعتمد على إسناد خبره. وروى الباورديّ من طريق برد بن سنان، عن مكحول، عن بشر بن عطية، قال: لعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قبل وفاته أربعا وعشرين خصلة، قال: «ألا لعنة اللَّه والملائكة والنّاس على من انتقص شيئا من حقّي» [ (2) ] الحديث بطوله. وروى ابن مندة من طريق مكحول عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذرّ أنّ بشر بن عطية سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن شيء، فأجابه. قلت: وهو في قصة «عكاف» كما سيأتي في ترجمته، لكن المحفوظ فيه عطية بن بسر، وهو المازنيّ، وهو بضم الموحّدة وسكون المهملة. وقد تقدم في بشر بن عصمة أنه قيل فيه بشر بن عطيّة. 671- بشر بن عقربة الجهنيّ [ (3) ] ، أبو اليمان. له ولأبيه صحبة كما سيأتي، وقيل بشير- بزيادة ياء- قال ابن السّكن عن البخاريّ: بشر أصح. قلت: وكذلك ترجم له في تاريخه، فقال: قال لي عبد اللَّه بن عثمان: حدّثنا حجر بن الحارث، سمعت عبد اللَّه بن عوف يقول: سمعت بشر بن عقربة يقول: استشهد أبي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض غزواته فمرّ بي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أبكي، فقال لي: «اسكت، أما ترضى أن أكون أنا أباك وعائشة أمّك؟ قلت: بلى. قال البخاريّ: قال لي عثمان: بشر معروف بفلسطين [ (4) ] وكذا سماه محمد بن المبارك   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34009 وعزاه للديلمي عن بشر بن عصمة المزني. [ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44057 وعزاه للباوردي عن بشر بن عطية، وضعف. [ (3) ] الثقات 3/ 31، تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، 53، التحفة اللطيفة 1/ 372، جامع الرواة 1/ 124، تنقيح المقال 1356، التاريخ الصغير 1/ 59، المعرفة والتاريخ 3/ 330، ذيل الكاشف 135 في أسد الغابة ت (435) ، الاستيعاب ت (192) . [ (4) ] فلسطين: بالكسر ثم الفتح وسكون السين وطاء مهملة وآخره نون: آخر كور الشام من ناحية مصر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 عن حجر بن الحارث بشرا وقال سعيد بن منصور: بشير بن عقربة. قلت: هو في حديث آخر قرأته على أبي الفرج بن حمّاد أنّ علي بن إسماعيل أخبرهم، أخبرنا إسماعيل بن عبد القويّ، عن فاطمة بنت سعد الخير سماعا، عن فاطمة الجوزدانيّة سماعا، أن ابن ريذة أخبرهم أخبرنا الطّبرانيّ. حدثنا أبو يزيد القراطيسي، وعلي بن عبد العزيز، قالا: حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا حجر بن الحارث الغسّاني، عن عبد اللَّه بن عوف الكنانيّ، وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرملة أنه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشر بن عقربة الجهنيّ يوم قتل عمرو بن سعيد: يا أبا اليمان، إني قد احتجت إلى كلامك، فتكلم. فقال بشر: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من قام بخطبة لا يلتمس بها إلّا رياء وسمعة وقّفه اللَّه موقف رياء وسمعة» [ (1) ] . رواه أحمد عن سعيد فوافقناه بعلوّ. ورواه البغويّ عن علي بن عبد العزيز، فوافقناه أيضا. قال ابن السّكن هذا حديث مشهور. قلت: له طريق أخرى من رواية إسماعيل بن عيّاش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن بشر بن عقربة نحوه. ورجّح أبو حاتم أنه بشير: وعكسه ابن حبّان فقال: من زعم أنه بشير فقد وهم، قال ابن عبد البر: مات بشر بن عقربة بعد سنة خمس وثمانين. وقال ابن حبّان: مات بقرية من كور فلسطين. وذكره ابن سميع فيمن نزل فلسطين، وسمّاه بشرا. وله ذكر في حديث آخر سمّي فيه بشيرا- بفتح أوله وكسر المعجمة، قال إسحاق بن إبراهيم الرّمليّ في فوائده فيما قرأت بخط السلفي: حدثنا الحسن بن بشر، حدثنا أبي، أنه سمع أباه الحسن بن مالك بن ناقد، عن أبيه، عن جدّه: سمعت بشير بن عقربة الجهنيّ يقول: أتى أبي عقربة الجهنيّ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «من هذا معك يا عقربة» ؟ قال: ابني   [ () ] قصبتها بيت المقدس ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمان ويافا وبيت جبرين وهي أول أجناد الشام أولها من ناحية الغرب رفح وآخرها اللجون من ناحية الغور وهي الآن أسيرة في أيدي أعداء اللَّه اليهود قاتلهم اللَّه. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1042. [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 500 عن بشير بن عقربة بلفظه والطبراني في الكبير 2/ 29، والدولابي في الأسماء والكنى 1/ 94 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 194 عن بشير بن عقربة بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وأحمد ورجاله موثقون والبخاري في التاريخ الصغير 1/ 159، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 257 وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 144، وابن عساكر 6/ 318. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 بحير، قال: «ادن» ، فدنوت حتى قعدت على يمينه، فمسح على رأسي بيده، وقال: «ما اسمك» ؟ قلت: بحير يا رسول اللَّه، قال: «لا، ولكن اسمك بشير» ، وكانت في لساني عقدة فنفث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في فيّ، فانحلّت العقدة من لساني، وابيضّ كل شيء من رأسي ما خلا ما وضع يده عليه فكان أسود. ثم رواه إسحاق عن الحسن بن سويد، عن عبد الرّحمن بن عقبة الجهنيّ، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن بشير بن عقربة: سمعت أبي يقول: فذكر نحوه. وضبطه في الموضعين بحير بفتح أوله وكسر المهملة. 672 ز- بشر بن عمرو بن محصن الأنصاري [ (1) ] . مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، وسنذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 673- بشر بن قدامة الضبابي [ (2) ]- بفتح المعجمة وموحدتين شهد حجّة الوداع، وحدّث بالخطبة، قال: أبصرت عيناي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم واقفا بعرفات [ (3) ] مع الناس على ناقة حمراء، وهو يقول: «اللَّهمّ حجّة غير رياء ولا سمعة ... » الحديث. روى عنه عبد اللَّه بن حكيم الكنانيّ. وروى حديثه ابن خزيمة في صحيحه، عن ابن عبد الحكم، عن سعيد بن بشير، عن عبد اللَّه بن حكيم. وأخرجه الباورديّ عن موسى بن هارون، عن ابن عبد الحكم به، ويقال: إنه تفرّد به، ووقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة وفي التعقبات [ (4) ] . 674 ز- بشر بن قيس بن كلدة التميمي العنبريّ، من بني مالك بن العنبر. ذكره ابن شاهين، وروى عنه عبد اللَّه بن أبي ظبية، ثم ساق ابن شاهين بإسناد ضعيف إلى الوليد بن عبد اللَّه بن أبي ظبية، عن أبيه، عن بشر بن قيس بن كلدة- أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه ابنه رحيم، وهما مقرونان في سلسلة في يمين كانت عليه، فقال: «يا بشر، أقطعها فليست عليك يمين» . فقطعها وأسلم، ومسح وجهه ودعا له بخير. قلت: وسيأتي في بشر والد خليفة شيء من هذا.   [ (1) ] في أسد الغابة ت [436] . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، تصحيفات المحدثين 2020 أو 1020 أو 6020 أو 9020، دائرة معارف الأعلمي 13/ 136، أسد الغابة ت [439] ، الاستيعاب ت (191) . [ (3) ] عرفات: موضع بمنى وفي القاموس: على اثني عشر ميلا من مكة وغلط الجوهري فقال: موضع بمنى. انظر: المطلع 156، 157. [ (4) ] في أالتقفيات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 675 ز- بشر [ (1) ] بن المحتفز المزني: يأتي ذكره في ترجمة خزاعيّ بن عبد تميم المزني. 676 ز- بشر بن المحتفز له ذكر في الفتوح، وأن عمر استعمله على السّوس [ (2) ] ، فسأله عما يهدي له العجم فمنعه. 677- بشر بن مسعود [ (3) ] . ذكره ابن حبّان في الصّحابة. وقال: يقال له صحبة. وفي إسناد حديثه نظر. قلت: أخشى أن يكون هو بشير بن أبي مسعود الآتي ذكره في القسم الثاني. 678- بشر بن معاذ الأسدي [ (4) ] . روى أبو موسى في الذّيل من طريق أبي نصر أحمد ابن أحيد بن نوح البزار أنه سمع جابر بن عبد اللَّه العقيلي سنة ستّ وأربعين ومائتين، قال: حدّثني بشر بن معاذ الأسدي- أنه صلّى مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأبوه وكان غلاما ابن عشر سنين، وكان جبريل أمام النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم والنبيّ ينظر إلى خيال جبريل شبه ظلّ سحابة إذا [74] تحرك الخيال ركع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يكن عند بشر بن معاذ غير هذا الحديث. قال أبو نصر: كان أتى على جابر خمسون ومائة سنة. قلت: فعلى هذا يكون بشر بن معاذ بقي إلى بعد المائة من الهجرة، لكن جابر كذّاب مشهور بالكذب. قال غنجار في تاريخه: نفاه الأمير خالد بن أحمد من بخارى، لأنه ادّعى أنه سمع الحسن البصريّ يقول: لما ولدت حملت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى حديثه أيضا أبو سعد المالينيّ في «المؤتلف» له من طريق أبي جعفر عنبسة بن محمد المروزي، حدثنا جابر بن عبد اللَّه بن أيمن اليماني، حدثنا بشر بن معاذ التّوزي من أهل توّز. يقال له صحبة- وكان يومئذ ابن ستين ومائة سنة، قال: صليت أنا وأبي وأنا غلام ابن عشر سنين وراء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ... الحديث.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] السّوس: بالضم ثم السكون وسين أخرى بلدة بخوزستان وجد فيها جدّ دانيال فدفن في نهرها تحت الماء وغمر قبره وموضعه ظاهر يزار والسوس أيضا: بلد بالمغرب كان الروم يسمّونه قمونية وقيل كورة مدينة طنجة وبالمغرب موضع يسمى السوس الأقصى والسوس بلده بما وراء النهر. انظر مراصد الاطلاع 2/ 755. [ (3) ] الثقات 3113، الوافي بالوفيات 10/ 153. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، تهذيب التهذيب 1/ 458، أسد الغابة ت (440) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 679- بشر بن معاوية [ (1) ] بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكّاء، واسمه ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري البكّائي. قال الباورديّ: حديثه عند بعض ولده، وقال ابن حبان: له صحبة. عداده في أهل الحجاز، وفد هو وأبوه. روى البخاريّ والبغويّ وغيرهما من طريق عمران بن ماعز- وفي كتاب ابن مندة: صاعد بن العلاء بن بشر حدثني أبي، عن أبيه، عن بشر بن معاوية أنه قدم مع أبيه معاوية بن ثور على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح رأس بشر ودعا له ... الحديث. وفيه: فكانت في وجهه مسحة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كالغرّة، وكان لا يمسح شيئا إلا برأ. قال البغويّ: عمران مجهول. وقال ابن مندة: لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. قلت: بل له طريق أخرى رواها أبو نعيم من طريق أبي الهيثم صاعد بن طالب البكائيّ: حدّثني أبي عن أبيه نواس بن رباط، عن أبيه، عن أبيه واصل بن كاهل، عن أبيه، عن أبيه مجالد بن ثور، عن بشر بن معاوية بن ثور، وهو جدّ صاعد لأمه- أنهما وفدا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فعلمهما يس والفاتحة والمعوّذات، وعلّمهم الابتداء بالبسملة في الصلاة ... فذكر حديثا طويلا. وإسناده مجهول من صاعد فصاعدا. وله طريق أخرى أخرجها ابن شاهين من طريق زياد بن عبد اللَّه البكائيّ، عن معاوية بن بشر بن يزيد بن معاوية بن ثور، قال: قدم بشر بن معاوية بن ثور على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فمسح على وجهه ودعا له. وهذا فيه انقطاع. وروى ابن شاهين أيضا وثابت في الدلائل من طريق هشام بن الكلبي، قال: حدّثني أبو مسكين مولى أبي هريرة، حدّثني الجعد بن عبد اللَّه بن ماعز بن مجالد بن ثور البكّائيّ عن أبيه، قال: وفد معاوية بن ثور بن عبادة بن البكّاء على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو شيخ كبير، ومعه ابن له يقال له بشر والهجنّع بن عبد اللَّه بن جندع بن البكّاء، وجهم الأصم، فقال معاوية: يا رسول اللَّه، امسح وجه ابني هذا، ففعل. فذكر الحديث، وفيه: فقال محمد بن بشر بن معاوية في ذلك: وأبي الّذي مسح النّبيّ برأسه ... ودعا له بالخير والبركات [ (2) ] [الكامل]   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، الثقات 3/ 30، المصباح المضيء 2/ 237، 239، أسد الغابة ت (441) ، الاستيعاب ت [184] . [ (2) ] ينظر البيت في لسان الميزان 2/ 34 وفي أسد الغابة ترجمة رقم (441) البيت الأول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 [ويأتي له ذكر في ترجمة عبد عمرو بن كعب، وفي ترجمة والده معاوية بن ثور] [ (1) ] . 680- بشر بن المعلّى [ (2) ] . وقيل ابن حنش بن المعلى. وقيل ابن عمرو. وقيل غير ذلك: هو الجارود العبديّ، أبو المنذر. مشهور بلقبه، مختلف في اسمه. وسيأتي في الجيم. 681- بشر بن الهجنّع [ (3) ] البكّائي [ (4) ] . ذكره ابن سعد في الطبقة السادسة، وقال: كان ينزل ناحية ضريّة [ (5) ]- بفتح المعجمة وكسر الراء وتشديد التحتانية. قال: وكان ممن قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، كذا وذكره ابن مندة. والّذي في الطّبقات الكبرى لابن سعد، إنما أورده في طبقة الوفود وهي الرابعة. وقد تقدّم في ترجمة بشر بن معاوية ذكر للهجنّع [ (6) ] ، فيحتمل أن يكون هو والد هذا. 682- بشر بن هلال العبديّ [ (7) ] ذكره عبدان في الصحابة، وروي بإسناد مجهول إلى عكرمة عن ابن عباس- مرفوعا: «أربعة سادوا في الإسلام: عديّ بن حاتم، وبشر بن هلال، وسراقة بن مالك، وعروة بن مسعود» . 683- بشر- غير منسوب- والد خليفة [ (8) ] . قال ابن مندة: عداده في أهل البصرة، وروى الطّبرانيّ من طريق أبي معشر البرّاء، قال: حدثتني النوار بنت عمرو، حدثتني فاطمة بنت مسلم، حدثني خليفة بن بشر، عن أبيه [ (9) ] أنه أسلم فردّ عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ماله وولده ثم لقيه هو وابنه طلقا مقرنين بحبل، فقال له: ما هذا؟ فقال: حلفت لئن ردّ اللَّه عليّ مالي وولدي لأحجنّ بيت اللَّه مقرونا، فقطعه، وقال: «حجّا، فإنّ هذا من الشّيطان» [ (10) ] .   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، أسد الغابة ت [442] . [ (3) ] في أالهجيع. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، معرفة الصحابة 3/ 93، أسد الغابة ت (443) . [ (5) ] ضريّة: بالفتح ثم السكون وياء مثناة من تحت مشددة: قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من نجد وضريّة: بئر وقيل: هي أرض بنجد ينسب إليها حمى ضريّة وقيل: هي صقع واسع بنجد ينسب إليه الحمى وقيل ضرية قرية لبني كلاب على طريق البصرة إلى مكة أقرب اجتمع بها بنو سعد وبنو عمرو بن حنظلة ثم اصطلحوا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 868. [ (6) ] في أللهجنع. [ (7) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، أسد الغابة ت (444) . [ (8) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 49، معرفة الصحابة 3/ 93، أسد الغابة ت (424) . [ (9) ] في أعن أبيه بشر. [ (10) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 25، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46529 وعزاه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، وقال: غريب. تفرّد بالرواية عن بشر ابنه خليفة، وقد تقدّم نحوه لبشر بن قيس، فما أدري هما اثنان أو واحد؟ 684 ز- بشر السّلمي، [ (1) ] والد رافع- وقيل: بفتح أوله وزيادة ياء. وقيل: بضم أوله وبه جزم ابن السّكن وابن أبي حاتم عن أبيه، وقيل بالضم ومهملة ساكنة. وروى حديثه أحمد وابن حبان من طريق أبي جعفر محمد بن علي عن رافع بن بشر السلمي عن أبيه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «تخرج نار بأرض حبس سيل [ (2) ] تسير سير بطيئة الإبل تقيم اللّيل وتسير النّهار [ (3) ] ... » [ (4) ] الحديث. وفي آخره: من أدركته أكلته. وناقص ابن حبّان، فقال في الصّحابة: من زعم أن له صحبة فقد وهم. 685- بشر الغنوي [ (5) ] . ويقال الخثعميّ. قال أبو حاتم: مصريّ له صحبة. وقال ابن السّكن: عداده في أهل الشام. روى حديثه أحمد والبخاريّ في «التّاريخ» والطّبرانيّ وغيرهم من طريق الوليد بن المغيرة المعافريّ، عن عبد اللَّه بن بشر الغنويّ. ومنهم من قال الخثعميّ عن أبيه أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لتمنحنّ القسطنطينيّة، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذاك الجيش» ! قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك، فسألني فحدثته بهذا الحديث فغزا القسطنطينية. قلت: القائل ذلك هو عبد اللَّه بن بشر. ورواه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: بشر بن ربيعة الخثعميّ.   [ () ] للطبراني وابن مندة وقال غريب تفرد بالرواية عن بشر ابنه خليفة وأبو نعيم. [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، تعجيل المنفعة 37، معرفة الصحابة 3/ 90، أسد الغابة ت (426) ، والاستيعاب ت (188) . [ (2) ] سيل: من أسماء مكة، وسيل بفتحتين: حبس سيل. انظر مراصد الاطلاع 2/ 768. [ (3) ] في أتقمن بالليل وتسير بالنهار. [ (4) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 442 وقال الذهبي رافع مجهول وأخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 357 وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 55. [ (5) ] الثقات 3/ 31، تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، التاريخ الكبير 2/ 81، التاريخ الصغير 1/ 306، دائرة معارف الأعلمي 13/ 134، ذيل الكاشف رقم 131. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 [وسيأتي في القسم الثالث بشر بن ربيعة الخثعميّ، فيحتمل أن يكون [هو ويحتمل أن يكون] آخر] [ (1) ] . 686- بشر الأسديّ [ (2) ] : صاحب هند الّذي مات من حبها. روى القصّة جعفر السراج مطوّلة في كتاب مصارع العشاق له، وجعفر المستغفري، وتبعه أبو موسى في الصحابة. وسيأتي سنده في هند. ذكر من اسمه بشير- بفتح أوّله وكسر المعجمة بعدها تحتانيّة 687 ز- بشير بن أكّال [ (3) ] - بفتح أوله وتشديد الكاف- المعاوي الأنصاريّ. ذكره البغويّ والباورديّ وغيرهما في الصحابة. وروى البزّار وابن السّكن والطّبرانيّ وغيرهم من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر هو أبو طوالة الأنصاريّ، عن أيوب بن بشير المعاوي، عن أبيه، قال: كانت نائرة في بني معاوية، فخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يصلح بينهم، وهو متكئ على رجل. قال: فبينما هم كذلك إذ التفت إلى قبر فقال: لا دريت ... الحديث. قال البغويّ: لا أعلم له غير هذا الحديث وفيه عمر بن صهبان وهو ضعيف. وقال ابن السّكن: فيه نظر. ولم يذكر في حديثه سماعا ولا حضورا. وقال ابن الأثير: لم أر من نسبه. ويحتمل أن يكون هو بشير بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أميّة بن معاوية الأوسيّ، وسيأتي ذكر ابن أخيه النّعمان بن زيد بن أكّال. قلت: ويحتمل أن يكون هو بشير بن سعد بن النعمان بن أكّال الآتي ذكره قريبا فلعلّ بعض الرواة نسبه إلى جدّ أبيه. 688- بشير بن أنس [ (4) ] بن أميّة بن عامر بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس. شهد أحدا. ذكره أبو عمر. وذكره ابن شاهين من رواية محمد بن يزيد عن رجاله، قال: ولا أعرف له رواية.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت (440) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51. [ (4) ] في أسد الغابة ت (446) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 689- بشير بن جابر [ (1) ] بن عراب- بضم المهملة- ابن عوف بن ذؤالة بن شبوة- بفتح المعجمة وسكون الموحدة- ابن ثوبان بن عبس بن صحار بن عكّ بن عدثان بالمثلثة- ويقال بنونين- العبسيّ. قال ابن يونس: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية. قلت: ضبطه ابن السّمعانيّ بتحتانية ثم مهملة مصغّرا. واللَّه أعلم. 690- بشير بن الحارث الأنصاري [ (2) ] . ذكره ابن قانع وغيره في الصّحابة. وقال ابن عبد البر: ذكره ابن أبي حاتم. قلت: وهو كما قال، وزاد يقال فيه بشير بن الحارث- يعني بالضم. وأخرج ابن قانع من طريق داود الأودي، عن الشعبي، عن بشير بن الحارث- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إذا اختلفتم في الياء والتّاء فاكتبوه بالياء» - ذكر القرآن. ولفظ ابن قانع: عن عامر- يعني الشعبي- عن بشير أو بشير بن الحارث، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إذا أشكلت عليك آية من القرآن تؤنّثها أو تذكّرها فذكّر القرآن [ (3) ] » . [ولفظ ابن قانع: عن عامر] كذا ذكره بالشّك هل هو بفتح أوله أو ضمه؟ وقال ابن مندة: ذكره عبد بن حميد فيمن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وهو وهم، فقد رواه غير واحد من طريق الشعبي، عن بشير بن الحارث، عن ابن مسعود موقوفا. قلت: وما قال ابن مندة محتمل، ويحتمل أن يكون رواه مرفوعا وموقوفا واللَّه أعلم. 691- بشير بن الخصاصية [ (4) ] . هو ابن معبد. يأتي. 692 ز - بشير بن أبي زيد الأنصاريّ. قال ابن الكلبيّ: استشهد أبوه أبو زيد بأحد، وشهد هو وأخوه وداعة بن أبي زيد صفّين مع علي. ذكره أبو عمر.   [ (1) ] أسد الغابة ت (450) ، الاستيعاب ت (208) ، معرفة الصحابة 3/ 124. [ (2) ] في أسد الغابة ت (452) ، الاستيعاب ت (189) والوافي بالوفيات 1/ 161. [ (3) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2810 وعزاه إلى ابن قانع عن بشير أو بشير بن الحارث. [ (4) ] الثقات 3/ 33، تجريد أسماء الصحابة 1/ 52، تهذيب التهذيب 1/ 4462 تقريب التهذيب 1/ 102، تهذيب الكمال 1/ 153، الحلية 2/ 26، التحفة اللطيفة 1/ 373، تاريخ بغداد 194، الطبقات الكبرى 1/ 223، 315، تلقيح فهوم الأثر 370، التاريخ لابن معين 2/ 332، أسد الغابة ت [455] ، الاستيعاب ت [197] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 693- بشير بن أبي زيد الأنصاري [ (1) ]- أحد من جمع القرآن على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أعني أبا زيد، ذكره ابن مندة عن أبي سعد، وأنه قتل يوم الحرّة. واعترضه ابن الأثير بأنه إنما قتل يوم الجسر في خلافة عمر. قلت: ظنّ أنّ ابن مندة عنى أباه، ولكن الحقّ أن أبا زيد قتل يوم الجسر: وابنه بشير هذا قتل يوم الحرّة ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله. 694- بشير بن سعد [ (2) ] بن ثعلبة بن جلاس- بضم الجيم مخففا. وضبطه الدار الدّارقطنيّ بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللّام- ابن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري البدريّ، والد النّعمان. له ذكر في صحيح مسلم وغيره في قصّة الهبة لولده، وحديثه في النسائيّ. استشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة، ويقال: إنه أول من بايع أبا بكر من الأنصار. وقال الواقديّ: بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سرية إلى فدك [ (3) ] في شعبان، ثم بعثه في شوّال نحو وادي القرى. 695- بشير بن سعد بن النعمان بن أكّال الأنصاريّ المعاويّ [ (4) ] . شهد أحدا والخندق والمشاهد مع أبيه، قاله العدويّ عن ابن القداح، واستدركه ابن فتحون. 696- بشير بن سعد ذكره ابن قانع، روى من طريق محمد بن كعب القرظي بن بشير ابن سعد صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «منزلة المؤمن منزلة الرأس من الجسد [ (5) ] » .   [ (1) ] الاستيعاب ت [200] . [ (2) ] أسد الغابة ت [459] ، الاستيعاب ت [194] ، الثقات 3/ 33، تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، تهذيب التهذيب 1/ 464، الطبقات 94، 190، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 130، الوافي بالوفيات 10/ 162، التحفة اللطيفة 1/ 373، العبر 1/ 15، 416، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 62، أصحاب بدر 176، البداية والنهاية 6/ 353، التاريخ الصغير 1/ 73، أزمنة التاريخ الإسلامي 544، تقريب التهذيب 1/ 103 الطبقات الكبرى 2/ 118، 121، 126، 3/ 182، 616، 1/ 36 التاريخ الكبير 2/ 98، الجرح والتعديل 2/ 374، تاريخ الإسلام- 2/ 53. [ (3) ] فدك: بالتحريك وآخره كاف: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة أفاءها اللَّه تعالى على رسوله عليه السلام صلحا فيها عين فوارة ونخل. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1020. [ (4) ] أسد الغابة ت (460) . [ (5) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 28 وذكره الهيثمي في المجمع 8/ 87. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 أخرجه الطّبرانيّ لكن في ترجمة بشير بن سعد والد النعمان. قلت: الإسناد ضعيف، فلو صح لكان الصواب مع ابن قانع، لأن القرظي لم يدرك والد النعمان، ويحتمل أن يكون هو بشير بن سعد بن النعمان بن أكّال المذكور أولا. 697- بشير بن عبد اللَّه الأنصاري الخزرجي [ (1) ] . ذكره أبو موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وأبو [76] الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة. وقد تقدم أن ابن إسحاق سمّاه بشرا. 698- بشير بن عبد المنذر الأنصاري [ (2) ] ، أبو لبابة. مشهور بكنيته، مختلف في اسمه. وسيأتي في «الكنى» . ورجّح ابن حبّان أن اسمه بشير، تبعا لجزم إبراهيم بن المنذر. وابن سعد، قال: وقيل رفاعة. 699- بشير بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، أخو جبر بن عتيك. شهد أحدا وقتل باليمامة. ذكره العدويّ عن ابن القداح، واستدركه ابن فتحون وابن الأمين. 700- بشير بن عرفطة الجهنيّ. [ (3) ] تقدم في بشر، وكذا بشير بن عقربة، وبشير بن عمرو ابن محصن. 701- بشير بن عنبس [ (4) ] بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ. قال أبو عمر: شهد أحدا، واستشهد يوم الجسر. ذكره الطّبريّ. وكان يقال له فارس الحوّاء وهي فرسه. وكذا ذكره الدّار الدّارقطنيّ. وقال ابن شاهين: حدّثنا محمد بن إبراهيم، حدّثنا محمد بن يزيد، عن رجاله، أنه شهد أحدا والخندق. واستشهد في خلافة عمر.   [ (1) ] أسد الغابة ت [461] ، الاستيعاب ت [202] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، معرفة الصحابة 3/ 112. [ (2) ] الثقات 3/ 32، تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، تهذيب التهذيب 1/ 465، أسد الغابة ت [462] ، الاستيعاب ت [196] الطبقات 84، الوافي بالوفيات 10/ 164، التحفة اللطيفة 1/ 375، الجرح والتعديل 2/ 375، 1456- تقريب التهذيب 1/ 103، معجم الثقات 246، تذهيب تهذيب الكمال 1/ 131، رجال الصحيحين 214، تنقيح المقال 1354. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 50، معرفة الصحابة 3/ 94، أسد الغابة ت [463] . [ (4) ] أسد الغابة ت (468) . الاستيعاب ت [195] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 ونقل ابن ماكولا عن ابن القداح أنه سماه نسيرا- بضم النون وفتح المهملة، وهو عندي أثبت. 702- بشير بن كعب بن أبيّ الحميري [ (1) ] : ذكر سيف في «الفتوح» بأسانيد أن أبا عبيدة لما رحل من اليرموك، فذكر ما سيأتي في القسم الثالث. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة، فذكرته هنا على هذا [ (2) ] الاحتمال. 703 ز- بشير بن أبي مسعود [ (3) ] . يأتي في القسم الثاني. 704- بشير بن معبد [ (4) ] ، ويقال: ابن نذير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباري بن سدوس بن شيبان بن ذهل السدوسي المعروف بابن الخصاصية- بفتح المعجمة وتخفيف المهملة- وهي منسوبة إلى خصاصة واسمه إلاءة بن عمرو بن كعب بن الحارث بن الغطريف الأصغر بن عبد اللَّه بن عامر بن الغطريف الأكبر الأزدي، وهي أمّ جدّ بشير الأعلى ضباري ابن سدوس. حرّر ذلك الدمياطيّ عن ابن الكلبيّ، وجزم به الرّامهرمزيّ، وقال: اسمها كبشة. وقيل ماوية بنت عمرو بن الحارث الغطريفية. وقيل: بنت عمرو بن كعب بن الغطريف. وأما أبو عمر- فقال: ليست الخصاصية أمه، وإنما هي جدّته. وقال في نسبه بدل ضباري ضباب، وهو تصحيف. وسمى أباه يزيد بدل نذير، وهو عنده في كتاب ابن السكن بخط ابن مفرج بدير، وهو الصواب. وحديثه في «الأدب المفرد» للبخاريّ والسّنن. وكان اسمه زحما- بالزاي وبسكون   [ (1) ] طبقات ابن سعد 7/ 223، طبقات خليفة 207، التاريخ الصغير 96، التاريخ الكبير 2/ 132، المعرفة والتاريخ 2/ 93، تاريخ الثقات 83، تاريخ أبي زرعة 1/ 547، الجرح والتعديل 2/ 395 تاريخ الطبري 3/ 404، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 27 ب، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 102، الثقات لابن حبان 4/ 73، الكامل في التاريخ 2/ 427، تهذيب الكمال 4/ 174، تاريخ واسط 174، الإكمال لابن ماكولا 1/ 298، الجمع بين رجال الأخبار 2/ 328، الكاشف 1/ 106 سير أعلام النبلاء 4/ 351، الوافي بالوفيات 10/ 169، تهذيب التهذيب 1/ 471، تقريب التهذيب 1/ 104، رجال البخاري 1/ 117، العلل ومعرفة الرجال لأحمد، 3/ 33، تاريخ الإسلام 3/ 45. [ (2) ] في أعلى هذا الاحتمال. [ (3) ] التاريخ الكبير 2/ 104، تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، معرفة الصحابة 3/ 121، الاستيعاب ت (209) . [ (4) ] في أيزيد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 المهملة- فغيّره النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وله أحاديث غير هذا. 705- بشير بن معبد [ (1) ] ، أبو معبد الأسلمي. قال ابن حبّان: له صحبة، عداده في أهل الكوفة، حديثه عند ابنه. وقال البخاريّ: بشير الأسلميّ له صحبة، حديثه في الكوفيّين، قال لي طلق بن غنّام: حدّثنا محمد بن بشر بن بشير الأسلميّ، عن أبيه، عن جدّه أنه أتي بأشنان [ (2) ] ليتوضأ به فأخذه بيمينه، فأنكر عليه، فقال: إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا. ورواه ابن مندة من طريق أبي أحمد الزبيري، عن محمد، وقال: عن جدّه: وكانت له صحبة. ورويناه من طريق عباس الدوري، عن طلق بن غنّام، فقال فيه: وكان شهد بيعة الرضوان. وروى البغويّ من طريق قيس بن الربيع، عن بشر بن بشير الأسلمي، عن أبيه، وكانت له صحبة ... فذكر حديثا. ورواه ابن السّكن من وجه آخر، عن قيس، فقال فيه: وكان من أصحاب الشّجرة، ولم أجد في شيء من طرق حديثه تسمية أبيه معبدا، إلا أن أبا حاتم جزم بذلك. وقد فرّق ابن حبّان في الصحابة بين بشير الأسلمي، حديثه عند ابنه بشر بن بشير، وبين بشير بن معبد الأسلمي، له صحبة، فوهم فهو واحد. وقال ابن السّكن: بشير الأسلمي له صحبة، يقال هو بشير بن معبد، ثم قال: من طريق يحيى بن يعلى، عن محمد بن بشر، عن أبيه، عن جدّه بشير بن معبد ... فذكر الحديث الماضي، فوجدنا المستند في تسمية أبيه معبدا. واللَّه أعلم. وله حديث آخر أخرجه البغويّ من طريق البخاريّ، عن أبي مسعود، عن أبي سلمة بشر بن بشير الأسلميّ، عن أبيه في ذكر بئر رومة [ (3) ] .   [ (1) ] الثقات 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، تهذيب التهذيب 1/ 468، تقريب التهذيب 1/ 1300، تهذيب الكمال 1/ 153، الوافي بالوفيات 10/ 166، التحفة اللطيفة 1/ 375، الجرح والتعديل 2/ 378، تلقيح فهوم الأثر 378، بقي بن مخلد 965، أسد الغابة ت (471) والاستيعاب ت (199) . [ (2) ] الأشنان: بالضم وهو الّذي تغسل به الثياب. قنطرة الأشنان محلة كانت ببغداد. معجم البلدان 1/ 239. [ (3) ] بئر رومة: بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم، وهي في عقيق المدينة روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «نعم القليب قليب المزني وهي التي اشتراها عثمان بن عفان فتصدق بها» . انظر معجم البلدان 1/ 356. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 706 ز - بشير بن معاوية، أبو علقمة النجرانيّ. ذكره الحاكم في «الإكليل» ، وأبو سعد في شرف المصطفى، والبيهقي في «الدّلائل» من طريق: يونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع. وفي رواية أبي سعد عن سعيد بن عمرو، عن أبيه عن جدّه- وكان نصرانيا فأسلم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى أهل نجران، فوفد عليه منهم وفد ثم رجعوا، فبينا الأسقف يقرأ كتابه إذ عثرت دابّته، فذكر أخ له يقال له بشير بن معاوية أبو علقمة محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم بسوء فزبره الأسقفّ، وقال: لقد ذكرت نبيّا مرسلا، فقال له بشير: لا جرم واللَّه، لا أحلّ عنها حتى ألحق به، ثم ضرب وجه دابته نحو المدينة، وهو يقول: إليك تعدو قلقا وضينها ... مخالفا دين النّصارى دينها [الرجز] فلم يزل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حتى استشهد أبو علقمة بعد ذلك. اختصرت هذه القصة وهي مطولة في نحو ثلاث ورقات، وسيذكر في الكنى إن شاء اللَّه. 707- بشير [ (1) ] بن النعمان بن عبيد، ويقال له: مقرّن بن أوس بن مالك الأنصاريّ الأوسيّ. قال ابن القدّاح: قتل يوم الحرة، وقتل أبوه يوم اليمامة. 708- بشير بن النهاس العبديّ. [ (2) ] ذكره عبدان، وأورد له حديثا مرفوعا بإسناد ضعيف جدّا. وليس فيه له سماع، ومتنه: «ما استرذل اللَّه عبدا إلا حرم العلم [ (3) ] » . أخرجه أبو موسى. 709- بشير بن يزيد الضبعيّ. [ (4) ] ووقع عند البغويّ بشير بن زيد. قال ابن السّكن: حديثه في البصريين. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وقال   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، أسد الغابة ت (472) . [ (3) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 571، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 30، 253، والفتن في تذكرة الموضوعات 19 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 8807، وعزاه لعبدان في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن بشير بن النهاس. [ (4) ] جامع الرواة 1/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، الطبقات 60 الجرح والتعديل 2/ 380، بقي بن مخلد 781، الثقات 4/ 70 دائرة معارف الأعلمي 13/ 142، التاريخ الكبير 2/ 105، أسد الغابة ت [473] ، الاستيعاب ت (210) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 البغويّ: لم أسمع به إلا في الحديث، ثم ساقه من طريق الأشهب الضبعيّ عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم ذي قار: «هذا أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم» . وأخرجه بقيّ بن مخلد في «مسندة» من هذا الوجه، وكذلك البخاريّ في «تاريخه» ووقع في سياقه وفي سياق ابن السكن: وكان قد أدرك الجاهليّة. قال البخاريّ: وقال خليفة مرة يزيد بن بشر. قال أبو عمر: الأول أصح. وذكره ابن حبّان في «التّابعين» ، فقال: شيخ قديم أدرك الجاهليّة، يروي المراسيل. قلت: وليس في شيء من طرق حديثه له سماع، فاللَّه أعلم. ويوم ذي قار من أيام العرب المشهورة، كان بين جيش كسرى وبين بكر بن وائل لأسباب يطول شرحها، قد ذكرها الأخباريون. وذكر ابن الكلبي أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر، قال: وأخبرني الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: ذكرت وقعة ذي قار عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «ذاك أوّل يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا» . 710- بشير الأنصاري [ (1) ] . ذكره عبدان، وقال: استشهد يوم بئر معونة. 711- بشير الثقفي [ (2) ] . ذكره البغوي [والإسماعيلي وغيرهما [ (3) ]] في الصحابة [فيمن اسمه بشير- بوزن عظيم [ (4) ]] وأخرجوا له من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق- أحد الضّعفاء، عن حفصة بنت سيرين، عنه، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقلت: إني نذرت في الجاهليّة ألا آكل لحم الجزور ولا أشرب الخمر، فقال: «أمّا لحوم الجزر فكلها، وأمّا الخمر فلا تشرب» . وضبطه ابن ماكولا بضم أوله، وقيل: فيه بجير- بالجيم. فاللَّه أعلم. 712- بشير الحارثي [ (5) ] الكعبيّ، والد عصام. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة، وحديثه عند سعيد بن مروان الرهاوي. وتابعه عميرة بن عبد المؤمن، عن عصام بن بشير الحارثي الكعبيّ، قال: حدّثني أبي، قال: وفّدني قومي بنو الحارث بن كعب إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «من أين أقبلت؟» قلت: أنا وافد قومي إليك بالإسلام، قال: «مرحبا، ما   [ (1) ] أسد الغابة ت (447) . [ (2) ] أسد الغابة ت (449) ، الاستيعاب (210 ب) . [ (3) ] في أ: وغيره. [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 52، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 13211 ذيل الكاشف رقم 137 أسد الغابة ت (454) ، الاستيعاب ت (211) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 اسمك؟» قلت: اسمي أكبر، قال: «أنت بشير» . أخرجه النسائي في اليوم والليلة، والبخاريّ في تاريخه، وابن السّكن [ (1) ] . قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من حديث أهل الجزيرة عن عصام، وفي رواية البخاريّ: وكان عصام بلغ مائة وعشر سنين. 713- بشير الغفاريّ [ (2) ] ، له ذكر في حديث أخرجه الحسن بن سفيان وابن شاهين وغيرهما من طريق عبد السلام بن عجلان، وهو ضعيف، عن أبي يزيد المدنيّ، عن أبي هريرة- أنّ بشيرا الغفاريّ كان له مقعد من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لا يكاد يخطئه ... فذكر الحديث. وفيه: إنه ابتاع بعيرا وأنه شرد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ الشّرود يردّ» ، وفيه: «فكيف بيوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يقوم النّاس لربّ العالمين [ (3) ] » . وأخرجه ابن مردويه في «التّفسير» من هذا الوجه. 714- بشير المعاوي، هو ابن أكّال، تقدم. 715- بشير، والد رافع. [ (4) ] تقدم في بشر، وقيل بضم أوله- مصغرا. ذكر من اسمه بشير- بالضم 716- بشير-[ (5) ] جزم ابن ماكولا بأن الثقفي بالضم. وقيل في والد رافع أنه بالضّم أيضا، ولم يثبت. وكذلك بشير [ (6) ] بن الحارث. [الباء بعدها الصاد] 717- بصرة بن أكثم الأنصاري [ (7) ] . وقيل الخزاعيّ. له حديث في النكاح.   [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 359، عن جرير بن عبد اللَّه بزيادة من أوله وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 46 عن جرير بن عبد اللَّه ... الحديث قال الهيثمي رواها كلها أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده أبو جناب وهو مدلس وقد عنعنه واللَّه أعلم. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، الوافي بالوفيات 10/ 68، تلقيح فهوم الأثر 378، أسد الغابة ت (369) ، الاستيعاب ت (203) . [ (3) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1829. [ (4) ] أسد الغابة ت (457) . [ (5) ] أسد الغابة ت (474) . [ (6) ] في أبشر. [ (7) ] أسد الغابة ت (478) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 روى عنه سعيد بن المسيب، أخرجه أبو داود وغيره وقيل فيه بسرة- بضم أوّله والمهملة. وقيل نضلة بنون ومعجمة، وقيل نضرة مثله، لكن بدل اللام راء. والراجح الأول. وهو المحفوظ من طريق صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب. واختلف [بعض] الرّواة عن عبد الرّزّاق فيه، فمنهم من قاله بالنون والضّاد المعجمة ثم قال بعضهم باللّام وبعضهم بالرّاء، وكذلك قال يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن نعيم، عن سعيد: نضرة- بالنّون والمعجمة. أخرجه ابن مندة وغيره، وروى عن محمد بن سعيد بن المسيّب عن أبيه على الشك بصرة أو نضرة بالموحدة والمهملة أو بالنون والمعجمة، ورواه ابن مندة من طريقه، فقال: بسرة- بموحدة وسين مهملة، وقال في نسبه الغفاريّ أو الكنديّ. والراويّ له عن محمد ضعيف جدا، وهو إسحاق بن أبي فروة. وأورد الطّبرانيّ حديثه المذكور في النكاح في ترجمة بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ المذكور بعده. وذكر ابن الكلبيّ في أولاد أكثم بن أبي الجون معبدا وبصرة وبنتا يقال لها جلدية، فيحتمل أن يكون بصرة هو صاحب هذا الحديث إن كان الّذي قال ابن أكثم بن الخزاعيّ ضبطه. 718- بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ [ (1) ] . له ولأبيه صحبة معدود فيمن نزل مصر. أخرج مالك وأصحاب السّنن حديثه، وإسناده صحيح. وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة، وإنما عرّض القول فيه للاختلاف في الحديث المرويّ عنه هل هو عنه أو عن أبيه؟ الباء بعدها العين 719- بعجة بن زيد الجذامي [ (2) ] . تقدم خبره في ترجمة أخيه برذع، وله ذكر في ترجمة أنيف بن ملّة.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، الإكمال 1/ 339، تهذيب التهذيب 1/ 473، تقريب التهذيب 1/ 104، تهذيب الكمال 1/ 155، الطبقات 33/ 291، الخلاصة 1/ 133، الوافي بالوفيات 10/ 169، بقي بن مخلد 424، أسد الغابة ت (477) ، الاستيعاب ت (218) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، معرفة الصحابة 3/ 184، أسد الغابة ت (479) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 [الباء بعدها الغين] 720- بغيض بن حبيب [ (1) ] بن مروان بن عامر بن ضباري بن حجيّة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي المازني. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فسماه حبيبا، ذكره هشام بن الكلبيّ. [الباء بعدها القاف] 721 ز- بقيلة الأكبر الأشجعي، من بني بكر بن أشجع، يكنى أبا المنهال. وهو بقاف مصغر، ذكره الآمدي في حرف الموحّدة، فقال: يقال إنه أمدّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد ويقال هو صاحب الخيل يوم أحد- يعني خيل أشجع، ويقال: بل صاحب الخيل مسعر الأشجعيّ. وكان بقيلة سيدا كبيرا شاعرا، وهو القائل- وكتب بها إلى عمر بن الخطّاب من غزاة له: ألا أبلغ أبا حفص رسولا ... فدّى لك من أخي ثقة إزاري قلائصنا هداك اللَّه إنّا ... شغلنا عنكم زمن الحصار [ (2) ] [الوافر] وستأتي القصّة في ترجمة جعدة السلمي إن شاء اللَّه تعالى. ومن شعر بقيلة المذكور: ألبس قريبك إن أطماره خلقت ... ولا جديد لمن لا يلبس الخلقا فإنّ أشعر بيت أنت قائله ... بيت يقال إذا أنشدته صدقا وإنّما الشّعر لبّ المرء يعرضه ... على المجالس إن كيسا وإن حمقا [ (3) ] [البسيط] وقال عمر بن شبّة في أخبار المدينة: وقال بقيلة بن المنهال الأشجعي، وكان ممن شهد القادسيّة مع سعد بن أبي وقاص. ومن الناس من يقول نفيلة- يعني بنون وفاء. وأنشد له شعرا يتشوق فيه إلى المدينة. وقال الزّبير بن بكّار في الموفقيات بعد أن أنشد له شعرا: قال: وسمعت العتبيّ يصحّفه فيقول نفيلة- بالنون.   [ (1) ] أسد الغابة ت (481) . [ (2) ] ينظر البيتان في المؤتلف ص 81. [ (3) ] تنظر الأبيات في الآمدي ص 82. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 [الباء بعدها الكاف] 722- بكر بن أمية الضمريّ [ (1) ] ، أخو عمرو يأتي نسبه في ترجمة أخيه. ذكره ابن حبّان والبخاريّ وابن السّكن في الصّحابة. وقال أبو حاتم: له صحبة. وقال ابن حبّان: حديثه عند ابن أخيه الفضل بن عمرو بن أمية. قلت: ووقع لي حديثه في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدّنيا. وفي «الموفقيّات» من طريق محمد بن إسحاق، حدّثني الحسن بن الفضل بن الحسن ابن عمرو بن أميّة. عن أبيه، عن عمه بكر بن أميّة، قال: كان في بلاد بني ضمرة جار من جهينة في أول الإسلام، ونحن إذ ذاك على شركنا، فذكر قصّة الجهنيّ مع ريشة المحاربيّ وظلمه له، ودعاء الجهنيّ عليه. وأخرجه الجماعة كلّهم من طريق ابن إسحاق، ولا يعرف إلا بهذا الإسناد، وأحسبه منقطعا، لأن بكر بن أمية عمّ والد الفضل، ولم يأت من طريقه إلا معنعنا. 723- بكر بن جبلة [ (2) ] بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف ابن عذرة بن زيد اللات الكلبي. كان اسمه عبد عمرو فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بكرا ذكره ابن الكلبي. وأخرج ابن مندة من طريق هشام بن الكلبيّ قال: حدّثنا الحارث بن عمرو وغيره، قال: قال عبد عمرو بن جبلة: كان لنا صنم يقال له غير [ (3) ] ، وكانوا يعظّمونه، قال: فعبرنا عنده فسمعت صوتا يقول: يا بكر بن جبلة، تعرفون محمدا؟ فذكر الحديث. وفيه قصّة إسلامه. كذا أخرجه ابن مندة مختصرا. وقد أشار المرزبانيّ إلى قصته، وأنشد له شعرا، فمنه: أتيت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... فأصبحت بعد الجحد للَّه مؤمنا. [الطويل]   [ (1) ] الثقات 3/ 36، تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، الجرح والتعديل 2/ 381، أسد الغابة ت (482) ، الاستيعاب ت (212) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، معرفة الصحابة 3/ 143، أسد الغابة ت (483) . [ (3) ] عير: بفتح أوله وسكون ثانيه بلفظ حمار الوحش: جبل بالحجاز وقيل: جبلان أحمران من عن يمينك وأنت ببطن العقيق تريد مكة وعن يسارك شوران وهو جبل مطلّ على السّدّ وقيل: بالمدينة جبلان متقابلان يقال لأحدهما عير الوارد وللآخر عير الصادر وقيل: عير جبل يقابل الثنية المعروفة بشعب الخور انظر: مراصد الاطلاع 2/ 974، 975. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 ومن ولد أخيه سعيد بن الأبرش الكلبيّ الأمير المشهور في دولة بني مروان، وهو سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة. 724- بكر بن الحارث الأنماري [ (1) ] ، أبو المنقعة، ويقال أبو منقيعة. ذكره التّرمذيّ، وابن شاهين في الصحابة، وأبو بكر بن عيسى البغداديّ فيمن نزل حمص من الصّحابة، وقال: سألت عبد اللَّه بن عبد الرحمن المخرميّ عن اسم أبي المنقعة، فقال: أخبرني جابر بن النمر بن حبيب وأنس بن خالد أن اسم أبي منقيعة [ (2) ] بكر بن الحارث صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. وفي نسخة: بكر بن الحباب، وقال: وكنيته أبو عبد السميع. استدركه ابن الدّباغ، وابن الأمين، وابن فتحون. وذكره ابن قانع فسماه أيضا بكر بن الحارث، ثم أخرج حديثه من طريق كليب بن منقعة عن جده أنه قال: يا رسول اللَّه، من أبرّ؟ قال: «أمّك..» الحديث. 725- بكر بن حارثة الجهنيّ [ (3) ] . ذكره الدولابيّ وروى من طريق الحسن بن بشر. عن أبيه بشر بن مالك، عن أبيه مالك بن ناقد، عن أبيه ناقد بن مالك الجهنيّ، حدّثني بكر بن حارثة الجهنيّ. قال: كنت في سرية بعثها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون ... فذكر حديثا في نزول قوله تعالى: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً [النساء: 92] ، قال: فأدناني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه ابن مندة، وأخرج المعمري، عن إسحاق بن إبراهيم الرمليّ، عن الحسن، عن بشر بهذا الإسناد إلى بكر بن حارثة الجهنيّ أنه قاتل المشركين فقال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أيّ شيء صنعت اليوم يا بكر [ (4) ] ؟» فقلت: بربرتهم بالقنا بربرة جيدة: فسمّاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم البربير. وسيأتي في ترجمة الحارث بن يزيد أن سبب نزول هذه الآية قصّته مع عياش بن أبي ربيعة. 726- بكر بن حبيب الحنفيّ [ (5) ] .   [ (1) ] أسد الغابة ت (484) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، الوافي بالوفيات 10/ 203، التبصير 4/ 1323. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55 الوافي بالوفيات 10/ 3، تبصير المنتبه 4/ 1323 أسد الغابة ت (485) . [ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (36871) . [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، الوافي بالوفيات 10/ 203، أسد الغابة ت (486) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 ذكره أبو نعيم وقال: كان اسمه بربرا فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بكرا. واستدركه أبو موسى. وقد ترجم له الطّبرانيّ، ولم يذكر له حديثا. 727 ز- بكر بن حذلم الأسديّ. قال ابن عساكر في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن بكر بن حذلم: يقال إنّ لأبيه صحبة. 728- بكر بن الشدّاخ [ (1) ] الليثيّ. ويقال له بكير. تقدم ذكره في ترجمة أشعث. وروى ابن مندة من طريق أبي بكر الهذلي عن عبد الملك بن يعلى الليثي- أن بكر بن شدّاخ الليثي كان ممن يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو غلام، فلما احتلم أعلم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك فدعا له. وذكر هشام بن الكلبيّ هذه القصة في كتاب النسب، لكن قال بكير بن شدّاد بن عامر ابن الملوّح بن يعمر، وهو الشّداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثي، فذكر القصة المذكورة، ثم قال: وهو فارس أطلال الّذي عناه الشمّاخ بقوله: وغيّبت عن خيل بموقان أسلمت ... بكير بني الشّدّاخ فارس أطلال [ (2) ] [الطويل] وأطلال: اسم فرسه، وله معها قصة، ذكرها سيف بن عمر في الفتوح، وذلك أن سعد بن أبي وقاص استعمله على قومه حين دخلوا العراق، فلما أرادوا أن يخوضوا دجلة [ (3) ] تهيّب الناس دخول الماء، فقال بكير: ثني أطلال، فقالت: وثبا وسورة البقرة. ولبكر مع سعد أخبار كثيرة ذكرها سيف وغيره، ولكن قال في بعضها: بكر بن عبد اللَّه. ويحتمل أن يكون بكر بن عبد اللَّه الليثي آخر. والظاهر أن الهذلي نسبه إلى جدّه الأعلى، وهو الشداخ، وابن الكلبي يرجع إليه في النّسب، وهو الّذي فتح موقان [ (4) ] وجّهه إليها سراقة بن عمرو.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 55، أسد الغابة ت (487) . [ (2) ] انظر ديوان الشماخ ص 456، معجم البلدان 8/ 199، أسماء الخيل لابن الأعرابي 53، أسد الغابة ت 487، الاشتقاق 171 (واللسان- ظلل) . [ (3) ] (دجلة) النهر العظيم المشهور الّذي يشق بغداد. قيل: هي معرّبة عن ديله ولها اسمان آخران وهما إربل رود وكودك دريا أي البحر الصغير، مخرجها من عين تسمّى عين دجلة. انظر مراصد الاطلاع 2/ 515. [ (4) ] موقان: بالضم ثم السكون والقاف وآخره نون وأهله يسمّونه بالغين المعجمة ولاية فيها قرى ومروج كثيرة يحتلها التركمان للرّعي فأكثر أهلها منهم وهي من أذربيجان يمشي القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1335. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 729- بكر بن عبد اللَّه بن الربيع الأنصاريّ [ (1) ] . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن سليم بن عمرو الأنصاريّ، عن بكر بن عبد اللَّه بن ربيع الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «علّموا أولادكم السّباحة والرّماية..» الحديث. وإسماعيل يضعّف في غير أهل بلده، وهذا منه، وشيخه غير معروف، ولم يذكر بكر أنه سمعه، فأخشى أن يكون مرسلا. 730- بكر بن مبشر [ (2) ] بن جبر [ (3) ] الأنصاريّ الأوسيّ. قال أبو حاتم: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان، وزاد: عداده في أهل المدينة. وقال ابن السّكن: له حديث واحد بإسناد صالح. وأخرجه الحاكم في مستدركه، وأبو داود والبخاريّ في تاريخه، والباورديّ. وقال ابن القطّان: لم يرو عنه إلا إسحاق بن سالم، وإسحاق لا يعرف. 731- بكير - بالتصغير: هو ابن شدّاد المعروف بابن الشداخ [ (4) ] . تقدم. الباء بعدها اللام 732 ز- بلال بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري الخزرجيّ. ذكره العدويّ في الأنساب، وقال: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وابنه بليل. 733- بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح. قيل هو اسم أبي ليلى الآتي في الكنى، ونسبه في التجريد لابن الدباغ [وحده] . 734- بلال بن الحارث [ (5) ] بن عصم بن سعيد بن قرة بن خلاوة- بالخاء المعجمة   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، تقريب التهذيب 1/ 106 ذكر أخبار أصبهان 226. [ (2) ] في ج بشير. [ (3) ] الثقات 3/ 37، تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، تقريب التهذيب 1/ 107، تهذيب الكمال 1/ 158، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 136، الوافي بالوفيات 10/ 211، التحفة اللطيفة 1/ 107، الجرح والتعديل 2/ 392، تهذيب التهذيب 1/ 487. [ (4) ] أسد الغابة ت (490) . [ (5) ] الثقات 3/ 28، تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، الطبقات 380/ 177، تهذيب التهذيب 1/ 51، تقريب التهذيب 1/ 109، تهذيب الكمال 1/ 164، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 14، الوافي بالوفيات 10/ 277، التحفة اللطيفة 1/ 381، الأعلام 1/ 381، شذرات الذهب 1/ 65، المصباح المضيء 1/ 132، الطبقات الكبرى 1/ 291، 339، الجرح والتعديل 2/ 395، أسد الغابة ت (491) ، الاستيعاب ت (216) . المغازي للواقدي 276، مسند أحمد 3/ 469، طبقات خليفة 38/ 177، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 المفتوحة- ابن ثعلبة بن ثور، أبو عبد الرحمن المزني، من أهل المدينة، أقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم «العقيق» ، وكان صاحب لواء «مزينة» يوم الفتح، وكان يسكن وراء المدينة، ثم تحوّل إلى البصرة. أحاديثه في السنن وصحيحي ابن خزيمة وابن حبّان. قال المدائنيّ وغيره: مات سنة ستين، وله ثمانون سنة. 735 ز- بلال بن الحارث بن بجير. أحد بني مرّة. ذكره ابن شاهين في أثناء ترجمة بلال بن الحارث المزني وهو غيره. قال ابن شاهين: حدثنا عمر بن الحسن، حدثنا المنذر، حدثنا حسين بن محمد، حدثني أبو عبد الرحمن، حدثني يحيى بن عطية، عن أبيه وسميع بن يزيد [ (1) ] ، عن أبيه، عن مشيخة بني شقرة، قالوا: قدم بلال بن الحارث بن بجير أحد بني مرة، وهو أحد الأيّدين، فأقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 736- بلال بن رباح الحبشي [ (2) ] المؤذن، وهو بلال بن حمامة، وهي أمّه. اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذّبونه على «التّوحيد» ، فأعتقه، فلزم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأذّن له، وشهد معه جميع المشاهد، وآخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجرّاح، ثم خرج بلال بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مجاهدا إلى أن مات بالشام. قال أبو نعيم: كان ترب أبي بكر، وكان خازن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.   [ () ] التاريخ الكبير 2/ 106، المحبر 120، المعارف 298، جمهرة أنساب العرب 201، المعرفة والتاريخ 3/ 324، التاريخ الصغير 138، مقدمة مسند بقي بن مخلد 99، الكنى والأسماء 1/ 79، الجرح والتعديل 2/ 395 تاريخ الطبري 3/ 410، مشاهير علماء الأمصار 24، المعجم الكبير 1/ 367، فتوح البلدان 13، تاريخ خليفة 227، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 301، الكامل في التاريخ 3/ 556، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 135، تحفة الأشراف 2/ 103، المستدرك 3/ 517، الكاشف 1/ 11، الثقات لابن حبان 3/ 28، الوافي بالوفيات 10/ 277 تاريخ الإسلام 1/ 181. [ (1) ] في أ، ج زيد. [ (2) ] أسد الغابة ت (493) ، الاستيعاب ت (214) ، مسند أحمد 6- 12- 15، الطبقات 3، 1، 165، نسب قريش 208، طبقات خليفة 19/ 298، تاريخ خليفة 99/ 149، التاريخ الكبير 2- 106، التاريخ الصغير 1/ 53، الجرح والتعديل 2- 395، مشاهير علماء الأمصار ت 323، الأغاني 3، 120، 121، حلية الأولياء 1- 147- 151، تاريخ دمشق 10، 353، ابن عساكر 3، 223، 1، تهذيب الأسماء واللغات 1- 136- 137، تهذيب الكمال 167، دول الإسلام 1- 61، تاريخ الإسلام 2- 31 العبر 1- 24، مجمع الزوائد 9- 229- 300، العقد الثمين 3- 378- 380، تهذيب التهذيب 1- 502، خلاصة تذهيب الكمال 53، كنز العمال 13- 305- 308، شذرات الذهب 1- 31، تهذيب تاريخ ابن عساكر 3/ 304- 318. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 وروى أبو إسحاق الجوزجانيّ في تاريخه، من طريق منصور، عن مجاهد، قال: قال عمّار- كلّ قد قال: ما أرادوا- يعني المشركين- غير بلال. ومناقبه كثيرة مشهورة، قال ابن إسحاق: كان لبعض بني جمح مولّد من مولديهم، واسم أمه حمامة. وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول: لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد، فيقول- وهو في ذلك: أحد أحد. فمرّ به أبو بكر فاشتراه منه بعبد له أسود جلد. قال البخاريّ: مات بالشام زمن عمر. وقال ابن بكير: مات في طاعون عمواس [ (1) ] . وقال عمرو بن علي: مات سنة عشرين. وقال ابن زبر: مات: ب «داريّا» [ (2) ] ، وفي المعرفة لابن مندة أنه دفن بحلب [ (3) ] . 737- بلال بن سعد [ (4) ]- ذكره ابن حزم في الصّحابة الذين أخرج لهم بقيّ بن مخلد. وينبغي أن ينظر في إسناده، فإنّي أخشى أن يكون هو بلال بن سعد التابعيّ المعروف الشاميّ. 738- بلال بن مالك المزني [ (5) ] . ذكره أبو عمر، قال: بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بني كنانة سنة خمس من الهجرة فأشعروا به فلم يصب منهم إلا فرسا واحدا. قلت: ينبغي أن يحرّر لئلا يكون هو بلال بن الحارث الّذي تقدم. 739- بلال الأنصاريّ. قال أبو عمر: لم ينسب. ولاه عمر عمان ثم عزله وضمها إلى   [ (1) ] عمواس: رواه الزمخشريّ بكسر أوله وكسر ثانيه وغيره بفتح أوله وثانيه وسين مهملة آخره: كورة من فلسطين قرب بيت المقدس وكانت عمواس قصبتها قديما وهي ضيعة جليلة على ستة أميال منها كان ابتداء الطاعون المنسوب إليها في زمن عمر قيل: مات فيه خمسة وعشرون ألفا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 962. [ (2) ] في أبدارنا. [ (3) ] حلب: بالتحريك: مدينة عظيمة واسعة وكثيرة الخيرات طيبة الهواء، صحيحة الأديم والماء. انظر معجم البلدان 2/ 324. [ (4) ] طبقات ابن سعد 4617، التاريخ الكبير 2/ 108، تاريخ الفسوي 2/ 72، 73، 330- 405، 407، الجرح والتعديل 2/ 398، حلية الأولياء 5- 221، تاريخ ابن عساكر 10/ 356، تهذيب الكمال 167، تذهيب التهذيب 1، 93، تاريخ الإسلام 4/ 234، البداية 9- 348، تهذيب التهذيب 1/ 503، خلاصة تذهيب الكمال 53، تهذيب ابن عساكر 3/ 318. [ (5) ] أسد الغابة ت (494) ، الاستيعاب ت (215) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 عثمان بن أبي العاص، قال: وخبره بذلك مشهور. 740- بلال الفزاري. ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه. وقال: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «الإسلام بدأ غريبا» [ (1) ] . قال: وسمعت أبي يقول: هو مجهول. 741- بلز [ (2) ]- ويقال برز. يقال هو اسم والد أبي العشراء. 742 ز- بلعام- قين كان بمكة. روى ابن أبي حاتم في التفسير وابن مردويه من طريق مسلم بن كيسان الأعور- وهو ضعيف، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام. وكان أعجميّ اللسان، فكان المشركون يرون رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدخل عليه ويخرج من عنده، فقالوا: إنما يتعلم من بلعام، فأنزل اللَّه تعالى: يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ، لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ ... [النحل: 103] الآية. وسيأتي في ترجمة [ (3) ] مولى الحضرميّ شيء من هذا. ورواه ابن أبي حاتم من طريق السّدّيّ، قال: كانوا إذا رأوه دخل على عبد بني الحضرميّ- يقال له أبو اليسر- وكان نصرانيا ... فذكر نحوه، ولم يذكر ما يدل على إسلامه بخلاف الأول. وسيأتي في الجيم في جبر [ (4) ] حكاية الخلاف في اسمه إن شاء اللَّه تعالى. 743 ز- بلقوم الرومي النّجار [ (5) ] الّذي بنى الكعبة لقريش قبل البعثة. وسماه ابن شهاب في قصة بناء قريش الكعبة. أخرجه عمر بن شبّة في كتاب مكّة، عن إبراهيم بن المنذر، عن ابن وهب، عن يونس   [ (1) ] أخرجه مسلم في صحيحه 1/ 130 كتاب الإيمان باب 65 بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا أنه يأرز بين المسجدين حديث 232- 145 والترمذي 5/ 19 كتاب الإيمان باب 13 ما جاء أن الإسلام بدأ غريبا حديث رقم 2629 وابن ماجة في السنن 2/ 1320 كتاب الفتن باب 15 بدأ الإسلام غريبا حديث رقم 3988، وأحمد في المسند 1/ 318، والدارميّ في السنن 2/ 312 وكنز العمال حديث رقم 5380، 5381، 5382، 5383، 1192، 1193، 1198، 1199، 1689، 5386 والهيثمي في الزوائد 1/ 106، 156، 7/ 259، 278 والطبراني في الصغير 1/ 104، والطبراني في الكبير 6/ 202، 314، 8/ 179 وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 236، 237، ودلائل النبوة 2/ 244، 520. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، معرفة الصحابة 3/ 182، أسد الغابة ت (497) . [ (3) ] في أوسيأتي في ترجمة خير مولى الحضرميّ. [ (4) ] في أخبر. [ (5) ] هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 عنه. وليس فيه أنه أسلم، لكن قيل في النّجار الّذي صنع المنبر أنه هو الّذي بنى الكعبة، وسمي في تلك الرواية باقوم- بالألف بدل اللام، وقد تقدم ذكره في أول هذا الحرف. فاللَّه أعلم. 744 ز- بليح بن مخشي- ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء في حرف الموحّدة، وأنشد له شعرا يدلّ على أن له صحبة، فمنه: نصرنا النّبيّ بأسيافنا ... نكرّ بمكّة نستبشر بأمر الإله وأمر النّبيّ ... وما فوق أمريهما مأمر [المتقارب] 745 ز- بليع الأرض، هو خبيب بن عدي الأنصاريّ- يأتي في الخاء المعجمة. 746- بليل - مصغرا- ابن بلال بن أحيحة- وقيل بلال بن بليل الأنصاري [ (1) ] ، أخو أبي ليلى والد عبد الرحمن. ذكره خليفة فيمن نزل الكوفة من الصحابة. وقال العدويّ: شهد أحدا وما بعدها هو وأخوه عمران. وقيل: هو اسم أبي ليلى. والّذي جزم به ابن الكلبيّ أن اسم أبي ليلى داود، وقيل بلال بن بليل، وقيل غير ذلك. الباء بعدها النون 747- بنّة الجهنيّ [ (2) ]- بنون بعد الموحدة مفتوحة ثقيلة. روى حديثه ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر عنه في النّهي عن تعاطي السيف مسلولا. قال البغويّ: لا أعلمه روى إلا هذا ولا حدّث به إلا ابن لهيعة. قلت: تابعه رشدين بن سعد، فرواه عن أبي عمرو التّجيبي وابن لهيعة جميعا عن أبي الزبير. وأخرجه أبو نعيم، وخالفه حماد بن سلمة فلم يذكر بنّة في إسناده. واختلف في ضبطه فذكره الأكثر بالموحدة. وذكره ابن السّكن في الياء الأخيرة بدل الموحدة. وذكر عبّاس [ (3) ] الدّوريّ عن ابن معين أنه قال هو نبيه- يعني بضم النون ثم   [ (1) ] أسد الغابة ت (498) . [ (2) ] أسد الغابة ت (499) ، الاستيعاب ت (224) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، الطبقات 122، الوافي بالوفيات 10/ 294، الجرح والتعديل 2/ 438، تهذيب التهذيب 1/ 496. [ (3) ] في أعياش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 بالموحدة مصغّرا، وهذه رواية ابن وهب. واللَّه أعلم. الباء بعدها الهاء 748- بهزاد [ (1) ] أبو مالك- هكذا ترجم له أبو موسى عن عبدان المروزي، ثم أخرج من طريق مسلم بن عبد الرحمن عن يوسف بن مالك بن بهزاد عن جدّه، قال: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا معشر الناس، «احفظوني في أبي بكر ... » الحديث. قال ابن عبد البرّ: لا يعرف إلا من هذا الوجه. قلت: في إسناده جعفر بن عبد الواحد، وهو الهاشميّ، وقد اتهموه بالكذب، وأورده ابن قانع فقال بهزاد، ثمّ ساقه من الوجه الّذي أخرجه عبدان فقال يوسف بن ماهك- بالهاء، وكذا قرأته بخط الحافظ الخطيب، وعند أبي موسى في السّند يوسف بن ماهك بالهاء، وفي الترجمة مالك- باللام. 749- بهز القشيري [ (2) ] ويقال البهزي. ذكره البغوي وغيره في الصحابة، وأخرجوا من طريق ثبيت- وهو بالمثلثة ثم الموحدة وآخره مثناة مصغرا- ابن كثير الضبيّ، عن يحيى بن سعيد بن المسيّب، عن بهز، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يستاك عرضا [ (3) ] . قال البغويّ. لا أعلم روى بهز إلا هذا، وهو منكر. وقال ابن مندة: رواه عباد بن يوسف عن ثبيت، فقال: عن القشيريّ بدل بهز. ورواه مخيّس بن تميم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فقال: إن سعيد بن المسيّب إنما سمعه من بهز بن حكيم، فأرسله الراويّ عنه فظنه بعضهم صحابيّا. قلت: لكن ذكر ابن مندة أن سليمان بن سلمة الجنائزيّ رواه عن اليمان بن عدي، فقال: عن ثبيت، عن يحيى، عن سعيد، عن معاوية القشيري، فعلى هذا لعل سعيدا سمعه من معاوية جد بهز بن حكيم، فقال مرة: عن بهز: فسقط لفظ «جدّ» من بعض الرواة، وفي الجملة- هو كما قال ابن عبد البرّ: إسناده مضطرب ليس بالقائم. 750- بهلول بن ذؤيب النبّاش [ (4) ]-: جاء ذكره في حديث لم يثبت، ذكر أبو موسى   [ (1) ] أسد الغابة ت (501) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57. [ (2) ] أسد الغابة ت (500) . [ (3) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 229 والشوكاني في الفوائد (11) والهيثمي في المجمع 2/ 100، 5/ 80. [ (4) ] أسد الغابة ت (502) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 أنه روى بإسناد غير متصل عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: دخل معاذ بن جبل على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: إن بالباب شابّا يبكي على شبابه، وهو يستأذن، فدخل، فقال: «ما يبكيك؟» قال: إني ركبت ذنوبا إن أخذت ببعضها خلدت في جهنم- فذكر الحديث في اعترافه بأنه كان ينبش القبور وفيه: فجعل ينادي يا سيدي ومولاي: هذا بهلول بن ذؤيب مغلولا مسلسلا معترفا بذنوبه، قال: فذكره بطوله في نحو ورقتين. قلت: حكم عليه بعض الحفّاظ بالوضع، لكن ذكر أبو موسى أن أبا الشيخ أخرج عن إسحاق بن إبراهيم، عن سلمة بن شبيب، عن عبد الرّزاق، عن معمّر، عن الزّهري نحوا منه مرسلا ولم يسمّ الرجل، وذكره أبو سعد النيسابورىّ في كتاب الأسباب الداعية إلى التوبة. 751- بهير- بالتصغير آخره راء. أبو الهيثم الأنصاريّ الحارثيّ [ (1) ] . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وكذا ذكره أبو الأسود، عن عروة، وزاد أنه شهد أحدا، وكذا ذكره الطّبريّ، وقال [ (2) ] : إن أوله نون. 752- بهيس بن سلمى [ (3) ] التميمي [ (4) ] قال: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا يحلّ لمسلم من مال أخيه إلّا ما أعطاه عن طيب نفس منه» . كذا أخرجه أبو عمر مختصرا. الباء بعدها الواو 753- بولا [ (5) ] ، غير منسوب. ذكره عبدان في الصحابة. وروي من طريق خطّاب بن محمد بن بولا، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إيّاكم والطّعام الحارّ ... » [ (6) ] الحديث. إسناده مجهول. هكذا أورده أبو موسى في الموحدة. وقد ذكره عبد الغنيّ بن سعيد في المؤتلف، فقال: إنه بالمثناة الفوقانية، كذا قرأته بخط مغلطاي، ولم أره في المشتبه، وإنما فيه عبد اللَّه بن تولا، عن عثمان، وعنه أبو حازم، وهو بالمثناة الفوقانية. وقد صحّفه ابن قانع، فقال: في الصحابة بولا والد عبد اللَّه، ثم روي من طريق   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، معرفة الصحابة 3/ 186 وأسد الغابة ت (503) ، الاستيعاب ت (223) . [ (2) ] في أوقيل. [ (3) ] في أوسليمان. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، الطبقات 203، الوافي بالوفيات 10/ 312، أسد الغابة ت (504) ، الاستيعاب ت (233) . [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، أسد الغابة ت (505) . [ (6) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال (40713) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 عبد العزيز بن أبي حازم عن عبد اللَّه بن بولا عن أبيه من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتى الجبل الأحمر، فرأى شاة ميتة فأخذنا بآنافنا ... الحديث، وفيه: «للدّنيا أهون على اللَّه من هذه على أهلها» [ (1) ] ، ذكره ابن قانع في الموحد فصحّفه، وأخطأ في إسناده، فإن الصّواب عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن عبد اللَّه بن تولا، ليس فيه عن أبيه. واللَّه أعلم. الباء بعدها الياء 754- بيحرة [ (2) ] - بمهملة مفتوحة قبلها ياء تحتانية ساكنة- ابن عامر. قال ابن حبّان في الصّحابة: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال ابن السكن: له صحبة وحديث واحد. قلت: أخرجه هو والطّبرانيّ وغيرهما من طريق المنذر العصري أنه سمع بيحرة بن عامر يقول: أتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمنا وسألناه أن يضع عنا العتمة، فقلنا: إنا نشتغل بحلب إبلنا، فقال: «إنّكم إن شاء اللَّه ستحلبون وتصلّون» [ (3) ] . قال أبو نعيم: تفرّد به يحيى بن راشد عن الرّحال بن المنذر عن أبيه. قلت: يحيى ضعيف، وصحف أبو عمر اسمه، فقال بحراة فكأنه كتبه من حفظه، فإنّي رأيته في نسخته من كتاب ابن السكن مضبوطا مجوّدا كما حكيته أولا. وحكى ابن مندة أنه يقال فيه أيضا بحرة، قال وعداده في أعراب البصرة: ثم إني أظن هذا من عبد القيس، فأما تسميته بيحرة بن فراس بن عبد اللَّه بن سلمة بن كعب بن قشير القشيريّ، فذكره ابن الكلبيّ أنه نخس برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ناقته فلعنه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو غير هذا، ولم أر من ذكره في الصحابة، فالظاهر أنه لم يسلم. وسيأتي خبره بذلك في ترجمة ضباعة من كتاب «النّساء» إن شاء اللَّه تعالى، ثم رأيت في كتاب ابن السّكن في ترجمة صاحب الترجمة أنه أزدي.   [ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1377 عن المستورد بن شداد كتاب الزهد (37) باب مثل الدنيا (3) حديث رقم 4111 وأحمد في المسند 1/ 329، 2/ 338، 4/ 229، 230، 226 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 290 عن عبد اللَّه بن ربيعة السلمي وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. [ (2) ] الثقات 3/ 37، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، أسد الغابة ت (507) . [ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 35. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 القسم الثاني من حرف الباء في ذكر من له رؤية الباء بعدها الشين 755- بشير بن أبي مسعود الأنصاري البدري- ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق أبي داود الطيالسيّ، عن أيّوب بن عتبة عن ابن حزم الأنصاريّ أنّ عروة أخبره: حدثني أبو مسعود أو بشير بن أبي مسعود، وكلاهما قد أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث في المواقيت. وكذلك أخرجه عليّ بن عبد العزيز في مسندة، عن أحمد بن يونس، عن أيوب [بن عتبة] ، وقال فيه: وكلاهما قد صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو من تخليط أيوب بن عتبة، وإنما رواه عروة عن بشير بن أبي مسعود، عن أبيه كما هو في الصحيحين وغيرهما. وروى ابن مندة، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس، عن بشير بن أبي مسعود، وكان من الصحابة، ومن طريق مسعر عن ثابت بن عبيد، قال: رأيت بشير بن أبي مسعود، وكانت له صحبة. قلت: والضمير في هذين الطريقين يحتمل أن يعود على أبي مسعود. ورويناه في الخبر الثالث من فوائد أبي العباس الأصمّ، قال: حدثنا أبو عتبة، حدثنا بقيّة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ابن حلبس، قال: قال بشير بن أبي مسعود- وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «اتّقوا اللَّه وعليكم بالجماعة، فإنّ اللَّه لم يكن ليجمع أمّة محمّد على ضلالة ... » . والحديث موقوف، فلو كان هذا محفوظا لكان بشير صحابيا لا محالة، لكن عندي أنه سقط منه قوله: عن أبيه، لأن هذا الكلام محفوظ من قول أبي مسعود، أخرجه الحاكم وغيره من طرق عنه، واللَّه أعلم. وبشير جزم البخاريّ والعجليّ ومسلم وأبو حاتم وغيرهم بأنه تابعي، وقيل: إنه ولد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقيل: بل ولد بعده، ذكر ذلك ابن فتحون. [وقد جزم ابن عبد البر في التمهيد بأنه ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم] [ (1) ] . 756- بشير بن فديك [ (2) ] يكنى أبا صالح قال ابن السكن: يقال له صحبة، وإنما   [ (1) ] سقط في ج. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 54، الثقات 3/ 33. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 الصحبة لأبيه، وقال ابن مندة: له رؤية ولأبيه صحبة. وذكره ابن حبّان في الصحابة وقال: جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. حديثه عند ولده. قال البغويّ: بلغني عن فديك بن سليمان، عن الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن صالح بن بشير بن فديك- أن أباه قال: قلت يا رسول اللَّه: إنه من لم يهاجر هلك. فقال: «أقم الصّلاة ... » الحديث. وأخرجه الباورديّ من هذا الوجه، لكنه وهم، فقد رواه البغويّ وابن حبّان من طريق الزبيدي، عن الزّهريّ، عن صالح بن بشير، [عن أبيه]- أن فديكا أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه ... فذكر الحديث. ورواه ابن مندة من وجه آخر عن الزبيدي، فقال: عن صالح، عن أبيه، قال: جاء فديك، فظهر أن قوله في الرواية الأولى إنّ أباه إنما يعني به فديك، فهو أبوه على المجاز، لأنه جده، وكلّ من ذكره من الصحابة تمسّك بالرواية الأولى، والزبيدي أثبت في الزهري من غيره، وحديثه هو الصواب، ولولا أن ابن مندة جزم بأن له رؤية لكان الأولى به القسم الرابع. القسم الثالث من حرف الباء في ذكر من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يجتمع به سواء أسلم في حياته أم بعده [الباء بعدها الألف] 757 ز - باب ويه الفارسيّ [ (1) ] الكاتب قال ابن أبي الدّنيا في دلائل النبوة: حدّثنا أحمد بن محمد بن أيّوب، حدّثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا محمد بن إسحاق، قال: بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه بن حذافة إلى كسرى بكتابه يدعوه إلى الإسلام، فلما قرأه شقق كتابه، ثم كتب إلى عامله على اليمن باذان أن ابعث إلى هذا الرجل برجلين جلدين فليأتياني به، فبعث باذان قهرمانه بابويه، وكان كاتبا حاسبا، وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خسرة إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى، وقال لبابويه: ويلك، انظر إلى الرجل ما هو، وائتني بخبره. فقدما الطّائف، ثم قدما المدينة، فكلمه بابويه أنّ شاهنشاه كسرى كتب إلى الملك   [ (1) ] هذه الترجمة مسقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 باذان يأمره أن يبعث إليه من يأتيه بك، فإن أجبت كتبت معك ما ينفعك عنده، وإن أبيت فإنه مهلكك ومهلك قومك ومخرّب بلادك. فقال لهما: ارجعا حتى تأتياني غدا، فأوحي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إنّ اللَّه سلّط على كسرى ولده فقتله في ساعة كذا من ليلة كذا من شهر كذا. فلما أصبحا أخبرهما بذلك، فقالا: نكتب بذلك عنك إلى باذان! قال: نعم، وقولا له: إن أسلمت أقرّك على ملكك، [ (1) ] ثم أعطى خسرة منطقة فيها ذهب وفضة، فرجعا إلى باذان فأخبراه الخبر، فقال: ما هذا بكلام ملك، ولئن كان ما قال حقا فإنه لنبيّ مرسل. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه يخبره بقتل كسرى، ويأمره بأخذ الطّاعة ممن قبله، ولا يتعرض للرجل الّذي كتب إليك كسرى في أمره. قال: فأسلم باذان، وأسلمت الأبناء من فارس ممن كان منهم باليمن. وكان بابويه قد قال لباذان: ما علمت أحدا كان أهيب عندي منه. وأخرج ابن أبي الدّنيا، عن علي بن الجعد، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري مختصرا جدّا ولم يسم خسرة ولا بابويه. 758- باب [ (2) ]- بموحدتين- ابن ذي الجرة- بكسر الجيم- الحميري. من الفرسان المشهورين. شهد مع أبي موسى الأشعري سنة تسع عشرة فتح تستر، وأرسله في أربعين رجلا إلى قلعة دستمولي، فطرقها ليلا فوجد الحرس سكارى والباب مفتوحا، فهجموا عليهم فقتلوهم، فنذروا بهم، فالتقى ذو الرتاق أمير القلعة بباب بن ذي الجرّة فاعتنقه باب ليصرعه فعضّه فقطع إصبعه فلم يفلته حتى صرعة وقتله، وحوى ما في القلعة، ذكره المدائني. وسيأتي مزيد في ذكره فيمن اسمه عبد الرحمن. 759 ز- باذان [ (3) ]- آخره نون، ويقال ميم- الفارسيّ- من الأبناء الّذي بعثهم كسرى إلى اليمن، وكان ملك اليمن في زمانه، وأسلم باذان لما هلك كسرى، وبعث بإسلامه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فاستعمله على بلاده، ثم مات فاستعمل ابنه شهر بن باذان على بعض عمله، ذكر ذلك ابن إسحاق، وابن هشام، والواقدي، والطبريّ، وذكره في الصّحابة الباوردي وغيره، وسيأتي له ذكر في ترجمة جد جميرة في حرف الجيم. وأخباره مذكورة في التواريخ والسير.   [ (1) ] أخرجه ابن سعد 1/ 199 عن جماعة. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت (359) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 قال الثّعلبيّ: هو أوّل من أسلم من ملوك العجم، وأول من أمّر في الإسلام على اليمن، وقال الفاكهيّ: [حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا] [ (1) ] علي بن عاصم، حدثنا داود عن الشعبي، قال: كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى كسرى فمزّق كتابه، وكتب إلى باذان: أرسل إليه من يأمره بالرجوع إلى دين قومه، فإن أبي فقاتله- فذكر الحديث. وفيه: قال: فخرج باذان من اليمن إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فلحقه العنسيّ الكذّاب فقتله. [الباء بعدها الجيم] 760 ز- بجّاد [ (2) ] بن قيس بن مسعود بن ذي الحدين- له إدراك، وله ولد يقال له مسعود، وكان شريفا بالكوفة، وهو الّذي كان يخفر الرواحل، وهي إبل كانت تعلف للتجار في زمن الحجّاج بالكوفة، فأغار عليها شبيب بن عمرو بن كعب في قصّة ذكرها ابن الكلبيّ أشرت إليها في عمرو بن كعب. 761 ز- بجالة بن عبدة [ (3) ] التميمي العنبريّ. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره، وكان كاتبا لجزء بن معاوية في خلافة عمر، ثبت ذلك في الجزية [ (4) ] من صحيح البخاريّ. وبجالة- بفتح أوله وتخفيف الجيم، وأبوه بفتحتين على الصّحيح. 762- بحر بن الحارث بن امرئ القيس بن زهير بن جناب الكلبي. ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى في «المعمّرين، وقال: عاش مائة سنة وستين سنة، وأدرك الإسلام وهو القائل: من عاش خمسين عاما بعدها مائة ... من السّنين وأضحى بعد ينتظر وصار في البيت مثل الحلس مطّرحا ... لا يستشار ولا يعطي ولا يذر ملّ المعاشر قبل الأقربين له ... طول الحياة وشرّ العيشة الكبر [ (5) ] [البسيط]   [ (1) ] سقط في ج. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] طبقات ابن سعد 7/ 130 طبقات خليفة 194 التاريخ الكبير 2/ 146 تاريخ أبي زرعة 1/ 511 العلل لأحمد 31 الجرح والتعديل 2/ 437 الثقات لابن حبان 4/ 83 المؤتلف لعبد الغني بن سعيد 88 الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63 تهذيب الكمال 814، الكاشف 1/ 149، تهذيب التهذيب 1/ 417، تقريب التهذيب 1/ 93، الوافي بالوفيات 10/ 77، تاريخ الإسلام 2/ 365. [ (4) ] في أالحديث. [ (5) ] ينظر البيتان الأولان في المعمرين: 70. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 763- ز- بجير- بالجيم مصغّرا- ابن الحصين الثّعلبي، أحد بني ناشب بن سبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة. ذكره أبو القاسم الآمدي، وقال: شاعر مخضرم، وكان أحد الفرسان في الجاهليّة. 764- بحير بن الحويرث [ (1) ] بن نقيد بن بحير بن عبد بن قصي، أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يرو عنه. وروى عن أبي بكر الصديق، قاله البلاذريّ، وإنه بخط مغلطاي. 765- بحير- بفتح أوله وكسر المهملة، ابن ريسان- بفتح الراء بعدها تحتانية- ساكنة ثم مهملة- الكلاعي اليماني، كتب إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بإسلامه. وسيأتي ذلك في ترجمة الحارث بن عبد كلال، ولبحير ذرية بمصر لهم ذكر في تاريخها. [الباء بعدها الدال] 766 ز- بدر بن عامر الهذليّ [ (2) ] ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ أنه شاعر مخضرم، وأسلم في عهد عمر، نزل هو وابن عمّه مصر، وأورد له في ذلك أشعارا. [الباء بعدها الراء] 767- برد بن حارثة اليشكريّ. له ذكر في وقعة ذي قار التي كانت بين الفرس والعرب، وانتصرت فيها العرب. وفي القصّة أن برد بن حارثة اليشكري بارز يومئذ الهامرز أمير الفرس فقتله، ثم قتل برد المذكور مسيلمة باليمامة، وقتل ابنه شبيبا مسلمين. [الباء بعدها الشين] 768 ز- بشار [ (3) ] بن عدي بن عمرو بن سويد الطائي ثم المعني- أدرك الجاهليّة والإسلام، وهو القائل: تركت الشّعر واستبدلت منه ... كتاب اللَّه ليس له شريك وودّعت المدامة والنّدامى ... إذا داعي منادي الصّبح [ديك] [ (4) ] [الوافر] ذكره الرّشاطيّ عن ابن دريد.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط عن أ. [ (2) ] في أعمر. [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (4) ] ينظر البيتان في الاشتقاق: 488، وروايتهما هناك وهو من الوافر: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 769 ز- بشر [ (1) ] بن ربيعة بن عمرو بن منارة بن قمير بن عامر بن رابية بن مالك بن واهب بن جليحة بن أكلب بن ربيعة بن عفرس [بن خلف] بن أقيل بن أنمار الخثعميّ- قال ابن الكلبيّ: اختط بالكوفة، وخطته بها يقال لها جبّانة [ (2) ] بشر بالكوفة، وشهد القادسيّة وهو القائل: أنخت بباب القادسيّة ناقتي ... وسعد بن وقّاص عليّ أمير [الطويل] وقد تقدم في القسم الأول بشر الخثعميّ، ويقال الغنويّ وأنه وقع في بعض الروايات بشر بن ربيعة الخثعميّ، فيحتمل أن يكون هذا. 770 ز- بشر بن ربيعة وهو بشر بن أبي رهم الجهنيّ- صاحب جبّانة بشر بالكوفة، وهو بضم أوله وسكون المهملة، ضبطه الأمير، وقال: هو بشر بن أبي رهم، وذكر أنه شهد اليمامة، وذكره المرزبانيّ في معجمه كما صدرت به، وقال: كان أحد الفرسان، وهو القائل لعمر بن الخطاب بعد وقعة القادسية: تذكّر هداك اللَّه وقع سيوفنا ... بباب قديس والقلوب تطير إذا ما فرغنا من قراع كتيبة ... دلفنا لأخرى كالجبال تسير [الطويل] يقول فيها: وعند أمير المؤمنين نوافل ... وعند المثنّى فضّة وحرير وذكر أبو عبيدة عن يونس وأبي الخطاب أنّ سبب هذا الشعر أن سعدا قسّم غنيمة فبقيت بقية فكتب إليه عمر: فضها على حملة القرآن، فجاءه عمرو بن معديكرب، فقال: ما منعك من كتاب اللَّه؟ قال: شغلت بالجهاد عن حفظه. فقال: ما لك في هذا نصيب، فجاءه   [ () ] تركت الشّعر واستبدلت منه ... إذا داعي منادي الصّبح قاما كتاب اللَّه ليس له شريك ... وودّعت المدامة والنّدامى [ (1) ] هذه الترجمة سقط في د. [ (2) ] جبّانة: بالفتح ثم التشديد والجبّان في الأصل الصحراء وأهل الكوفة يسمون المقابر جبّانة كما يسميها أهل البصرة المقبرة وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل منها: جبانة كندة مشهورة، وجبانة السبيع، كان بها يوم للمختار بن عبيد وجبانة ميمون منسوبة إلى أبي بشير مولى محمد بن علي ابن عبد اللَّه انظر معجم البلدان 2/ 116. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 بشر الخثعميّ فقال: ما معك؟ قال: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. فلم يعطه شيئا، فقال الشعر المذكور، وقال عمرو شعرا آخر. فكتب سعد بذلك إلى عمر، فقال: أعطهما بسبب بلائهما، فأعطى كلّ واحد ألفين. وقال دعبل في «طبقات الشّعراء» : بشر الخثعميّ صاحب جبّانة بشر يقول لعمر- فذكر البيتين الأولين، وبعده: غداة يودّ القوم لو أنّ بعضهم ... يعار جناحي طائر فيطير [الطويل] قال: وكان سعد بن أبي وقاص حين اجتبى الخراج فضلت فضلة، فكاتب عمر فأمره أن يفرّقها في قراء القرآن ففعل، فلما كان العام الماضي كتب إلى عمر: إنهم كانوا سبعة فصاروا الآن سبعين، فكتب إليه فرّقها في أهل البلاء والنكاية في العدوّ، فكتب بشر الخثعميّ إلى عمر بهذا الشّعر، فكتب إلى سعد أن الحقه بأهل البلاء وقدّمه، ففعل. 771- بشر بن رديح أو ذريح بن الحارث بن ربيعة بن غنم بن عائذ الثعلبي- استشهد يوم جسر أبي عبيد في خلافة عمر، وكان أبوه إذ ذاك حيّا وهو شيخ كبير. ذكر ذلك المرزبانيّ، قال: وكان بشر يدعى الحتّات- بمهملة ومثناتين الأولى مثقّلة لقوله: ومشهد أبطال شهدت كأنّما ... أحتّهم بالمشرفيّ المهنّد [ (1) ] [الطويل] 772 ز- بشر بن شبر- بفتح المعجمة وسكون الموحدة- روى الخطيب من طريق الحسين بن الرماس الهمدانيّ، قال: أدركت بالمدائن تسعة عشر رجلا من أصحاب عمر منهم بشر بن شبر. 773 ز- بشر بن عامر [ (2) ] بن مالك العامري، أبو عمر بن أبي براء، ولد ملاعب الأسنة وسيأتي ذكر أبيه وأنه مات في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وابنه هذا له إدراك، وعاش إلى أن تزوّج مروان بن الحكم بنته، فولد له منها بشر بن مروان الّذي ولى الكوفة لأخيه عبد الملك. ذكر ذلك المدائنيّ والزّبير بن بكّار وغيرهما.   [ (1) ] ينظر البيت في الإكمال (146) . [ (2) ] هذه الترجمة سقط في د. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 774 ز- بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ابن عم لبيد بن ربيعة الشّاعر. له إدراك، ولأبيه صحبة، وكان له ابن يسمى عبد اللَّه كان له ذكر في خلافة آل مروان، وهو الّذي تحمّل الحمالة التي اختصم فيها هو وعبد العزيز بن زرارة الكلابيّ، وكان عبد العزيز رئيس أهل البادية في زمانه، ذكره ابن الكلبيّ. 775- بشر [ (1) ] بن قحيف، ذكره ابن مندة في الصّحابة، فقال: لا أعرف له صحبة ولا رؤية، وذكره البخاريّ في التّابعين، وقال أبو نعيم: ليست له صحبة، وإنما ذكره أحمد بن سيار في الصحابة لحديث رواه من طريق محمد بن جابر، عن سماك، عنه، قال: كنت أشهد الصلاة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فكان ينصرف حيث كان وجهه [ (2) ] وهذا إنما رواه سماك بن حرب عنه، عن المغيرة بن شعبة، والوهم فيه من محمد بن جابر. وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وابن أبي حاتم، فقال: روى عن عمر والمغيرة ابن شعبة. وقال ابن سعد: حدثنا يزيد، عن شعبة، عن سماك، عن بشر بن قحيف، قال: أتيت عمر بن الخطاب فقلت: أتيتك لأبايعك فقال: أليس قد بايعت أميري؟ قلت: بلى. قال: فإذا بايعت أميري فقد بايعتني. هذا إسناد صحيح، وهو يدلّ على أنه لا صحبة له، إلا أنّ له إدراكا، ووفد في أيام عمر، فدلّ على أنه كان في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كبيرا. 776 ز- بشر بن قطبة بن سنان بن الحارث بن جدعان بن نوفل بن فقعس الأسديّ الفقعسيّ ويقال هو بشر بن الحارث، وقطبة اسم أمه، وهي بنت سنان شاعر فارس مخضرم، شهد اليمامة في عهد أبي بكر مع خالد بن الوليد، وقال في ذلك: أروح وأغدو في كتيبة خالد ... على شطبة قد ضمّها الغزو خيفق [ (3) ] [الطويل] في أبيات ذكرها المرزبانيّ. وذكره الزّبير بن بكّار في ترجمة خالد، فقال: وجدت كتابا بخط الضحاك (83) فيه قال بشر بن قطبة، وساق نسبه إلى الحارث وكمله، فقال ابن جدعان بن نوفل بن فقعس،   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، الطبقات 144، الجرح والتعديل 2/ 63، أسد الغابة ت (438) . [ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 1/ 459 عن ابن مسعود سئل عن انصراف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من صلاته عن يمينه كان ينصرف أو عن يساره. [ (3) ] ينظر البيت في اللسان (شطب، خفق) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 وفيه: قال بشر بن قطبة يوم عقرباء بالعرض [ (1) ] من اليمامة، وهو مع خالد بن الوليد فذكر الشعر، وفيه: إذا قال سيف اللَّه كرّوا عليهم ... كررنا ولم نحفل وصاة المعوّق أقول لنفسي بعد ما رقّ بالها ... رويدك لما تشققن حين تشقق وكوني مع الرّاعي وصاة محمّد ... وإن كذبت نفس المنافق فاصدقي [الطويل] 777 ز- بشر بن قيس- له إدراك، قال عبد الرزاق عن الثوري عن زياد بن علاقة عن بشر بن قيس، قال: كنا عند عمر في رمضان فأفطرنا ثم ظهر أنّ الشمس لم تغرب، فقال عمر: من أفطر فليقض يوما مكانه، إسناده صحيح. 778- بشر بن ثور العجليّ. ذكره أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام، وقال: كان من أشراف بني عجل ومن فرسان المثنّى بن حارثة، وكان أشار على خالد بن الوليد أن يستمرّ مقيما بالعراق، فحالفه، ورحل إلى الشام في قصّة طويلة. 779- بشير- بوزن عظيم- ابن كعب بن أبيّ الحميري- أحد الأمراء ب «اليرموك» ذكر سيف في «الفتوح» بأسانيده أن أبا عبيدة لما رحل من اليرموك فنزل على دمشق خلّف باليرموك بشير بن كعب بن أبيّ الحميريّ في خيل، فذكر قصّة مطوّلة، وهذا مخضرم لا شك فيه، أما بشير بن كعب العدويّ فتابعيّ بصريّ، يروي عن عمران بن حصين وغيره. وحديثه في الصّحيحين وهو بضم أوله. وقد أورد ابن عساكر القصّة الأولى في ترجمته، وتبعه المزّيّ في «التّهذيب» ، وفيه نظر. وقد ذكر ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» الأول فيمن اسمه بشير بفتح أوله، واللَّه أعلم. [الباء بعدها الطاء] 780- البطين بن عبد اللَّه الحنفي. أحد من أسلم من بني حنيفة وثبت على إسلامه بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكره وثيمة بن الفرات في كتاب الرّدّة في قصّة لخالد بن الوليد مع مجّاعة.   [ (1) ] العرض: بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره ضاد معجمة: قيل: هو وادي اليمامة ينصبّ من مهبّ الشمال ويفرغ في الجنوب فهو مسيرة ثلاث ليال به النخل والزرع وهو كله لبني حنيفة إلا يسير منه لبني الأعرج من بني سعد بن زيد مناة انظر: مراصد الاطلاع 2/ 929، 930. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 [الباء بعدها الغين] 781- بغيض بن شمّاس بن لأي بن شماس بن جعفر، يأتي ذكره في الّذي بعده. 782- بغيض بن عامر بن شمّاس بن لأي بن أنف الناقة جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميميّ السعديّ. كان من رؤساء بني تميم في الجاهليّة، وأدرك الإسلام ولم يرد في شيء من الطرق أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وله ذكر في خلافة عمر. وروى أبو الفرج الأصبهانيّ، من طريق أبي عبد اللَّه بن الأعرابي، وأبي عبيدة، ويونس ابن حبيب وغيرهم من أهل الأخبار- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولّى الزّبرقان بن بدو بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب صدقات بني تميم، ثم أقرّه أبو بكر على عمله، ثم قدم على عمر بصدقات قومه فلقيه الحطيئة الشاعر بقرقرى [ (1) ] ومعه ابناه أوس، وسوادة، وبناته، وامرأته، فعرفه الزّبرقان، فقال: أين تريد؟ قال: العراق، لأصادف من يكفيني عيالي وأصفيه مدحي. فقال: لقد لقيته، قال: من؟ قال: أنا. قال: من أنت؟ قال: الزّبرقان بن بدر، فسر إلى أمّ بدرة، وهي بنت صعصعة بن ناجية عمة الفرزدق، وهي امرأة الزّبرقان، بكتابي. فسار إليها، فبلغ ذلك بغيض بن عامر وإخوته وبني عمه منهم بغيض بن شمّاس. وعلقمة بن هوذة، وشمّاس بن لأي، والمخبّل وغيرهم، وكانوا ينازعون الزبرقان بن بدر الرئاسة، وكانت بين الزبرقان وبين علقمة مهاجاة فدسّوا إلى أم بدرة أن الزبرقان يريد أن يتزوج بنت الحطيئة، ولذلك أمرك أن تكرميه، فجفته أم بدرة، فأرسل بغيض وأهله إلى الحطيئة أن ائتنا، فنحن أحسن لك جوارا من الزبرقان، وأطعموه ووعدوه، فتحوّل إليهم. فلما جاء الزّبرقان بلغه الخبر، فركب إليهم، فقال لهم: ردّوا عليّ جاري، فأبوا حتى كاد أن يكون بينهم حرب، فحضرهم أهل الحيّ، فاصطلحوا على أن يخيّروه، فاختار بغيضا ورهطه. ويقال: إن الزّبرقان استعدى عليهم عمر فأمرهم أن يخيّروه، قال: فجعل الحطيئة يمدحهم من غير أن يتعرّض للزبرقان، فلم يزل كذلك حتى أرسل الزبرقان إلى شاعر من النّمر بن قاسط يقال له دثار بن شيبان، فهجا بغيضا وآل بيته، فلما سمع الحطيئة شعر دثار حمى لجيرانه، فقال أبياته التي منها:   [ (1) ] قرقرى: بتكرير القاف والراء وآخره مقصور: باليمامة وإذا خرج الخارج من الوشم إلى جهة الجنوب ويجعل العارض شمالا فإنه يعلو قرقرى، أرض فيها قرىّ وزروع ونخيل كثيرة وعليها يمرّ قاصد اليمامة من البصرة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1079، 1080. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 ما كان ذنب بغيض لا أبا لكم ... في بائس جاء يحدو آخر النّاس [ (1) ] [البسيط] وهي طويلة، فكان من استعداء الزبرقان عمر على الحطيئة وحبسه إياه، وكان ما كان. وذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمّرين» عن الأصمعيّ، وذكر من القصيدة قوله: ما كان ذنب بغيض أن رأى رجلا ... ذا فاقة حلّ في مستوعر شاس [ (2) ] من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لن يذهب العرف بين اللَّه والنّاس. [البسيط] [الباء بعدها العين] 783 ز- بعاطر الأسقفّ. يأتي ذكره في ضغاطر. [الباء بعدها الكاف] 784 ز- بكاء الراهب. من أهل الشام، أدرك الإسلام، وشهد للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالرسالة، ولم يذكر له وفادة. ذكر الهيثم بن عديّ في «الأخبار» ، عن سعيد بن العاصي، قال: لما قتل أبي العاصي ابن سعيد بن العاصي يوم بدر كنت في حجر عمّي أبان بن سعيد بن العاص، فخرج تاجرا إلى الشام فمكث سنة، ثم قدم، وكان يكثر السبّ لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأوّل شيء سأل عنه أن   [ (1) ] من يفعل ... عن اللَّه والناس البيت من البسيط، وهو للحطيئة في ديوانه ص 109، والخصائص 2/ 489، وشرح الأشموني 3/ 587. والشاهد فيه حذف الفاء من أول الجملة الاسمية «اللَّه يشكرها» الواقعة جوابا لشرط جازم وذلك للضرورة الشعرية، ويروى «من يفعل الخير لا يعدم جوازيه» والشاهد في هذه الرواية أن جوازيه جمع جاز ويجوز أن يكون جمع جزاء وجاز أن يجمع جزاء على جواز لمشابهة المصدر اسم الفاعل. [ (2) ] البيت في ديوان الحطيئة ص 45 هكذا: ما كان ذنب بغيض لا أبا لكم ... في بائس جاء يحدو آخر الناس روي البيت في مختارات ابن الشجري: ما كان ذنب بغيض أن رأى رجلا ... ذا فاقة حلّ في مستوعر شاس قال ابن الشجري في تعليقه على البيت السابق: هذه رواية حماد الرواية ورواية الأصمعي: في بائس جاء يحدو آخر الناس ورواية حماد أجود، لئلا يتكرر «الناس» في القافية، فيكون إيطاء قبيحا، يقال مكان شأس وشأز وعر أي لم يكن له ذنب حين دعاني فأحسن إليّ لأنه رآني ضائعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 قال: ما فعل محمد؟ فقال له عمي عبد اللَّه: هو واللَّه أعزّ ما كان وأعلاه أمرا، فسكت أبان ولم يسبّه كما كان يسبّه، ثم صنع طعاما، وأرسل إلى سراة بني أمية، فقال لهم: إني كنت بقرية فرأيت بها راهبا يقال له: «بكاء» لم ينزل إلى الأرض أربعين سنة، فنزل يوما فاجتمعوا ينظرون إليه، فجئت فقلت له: إن لي حاجة، فخلا بي، فقلت: إني من قريش، وإنّ رجلا منّا خرج يزعم أن اللَّه أرسله، قال: ما اسمه؟ قلت: محمد. قال: منذ كم خرج؟ قلت: منذ عشرين سنة، قال: ألا أصفه لك؟ قلت: بلى قال: فوصفه فما أخطأ من صفته شيئا، ثم قال لي: هو واللَّه نبيّ هذه الأمة، واللَّه ليظهرنّ، ثم دخل صومعته، وقال لي: اقرأ عليه السلام، قال: وكان ذلك في زمن الحديبيّة. 785 ز- بكر [ (1) ] بن عبد اللَّه [ (2) ] . له ذكر في الفتوح، وعقد له عمر على أذربيجان، نقلته من التاريخ المظفري. 786 ز- بكير بن علي بن تميم بن ثعلبة بن شهاب بن لأم الطائيّ. له إدراك، ولولده مسعود ذكر بالكوفة في زمن الحجاج، وكان فارسا، ذكره ابن الكلبيّ. [الباء بعدها الهاء] 787- بهدل الطائي له إدراك، وقتلت أمه أم قرفة في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعاش هو إلى أن قتل يحيى بن جعدة بن هبيرة في زمن ابن الزبير فأقيد به ذكره البلاذريّ في «الأنساب» . [الباء بعدها الياء] 788 ز- بياض بن سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عديّ بن جناب الكلبي. أدرك الجاهلية، ثم أسلم في عهد عمر. ذكره ابن عساكر في ترجمة ابنه جوّاس. 789- بيرح بن أسد الطاحي [ (3) ] ، من أهل عمان. هاجر إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فوجده قد مات. روى حديثه أحمد وابن أبي خيثمة وغيرهما من طريق جرير بن حازم. عن الزبير بن حريث، عن أبي لبيد، قال: خرج رجل من أهل عمان يقال له بيرح بن أسد مهاجرا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالمدينة فوجده قد مات، فبينا هو في بعض الطرق لقيه عمر بن الخطاب فأدخله على أبي بكر الصديق ... فذكر الحديث في فضل عمان.   [ (1) ] في أبكير. [ (2) ] أسد الغابة ت (488) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، معرفة الصحابة 3/ 174، أسد الغابة ت (508) ، الاستيعاب ت (225) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 وقال الرّشاطيّ: قدم المدينة بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأيّام وكان قد رآه، كذا قال. 790- بيرزطن الهندي- شيخ كان في زمن الأكاسرة. له خبر مشهور في حشيشة القنب، وأنه أول من أظهرها بتلك البلاد واشتهر أمرها عنه باليمن. ثم أدرك هذا الشيخ الإسلام فأسلم. ذكره الشّيخ حسن بن محمّد الشّيرازيّ في كتاب «السّوانح» عن شيخه [الشيخ] [ (1) ] جعفر بن محمد الشّيرازي. القسم الرابع من حرف الباء الموحدة فيمن ذكر في كتب الصحابة غلطا وبيان ذلك الباء بعدها الألف 791- باب بن عمير. ذكره العسكري في فضل من روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا. قلت: وليست له رواية عن أحد من الصحابة، وإنما روايته عند أبي داود عن بعض التابعين. 792- باذان ملك الهند. ذكر ابن مفوّز، قال: لما قتل كسرى بعث باذان بإسلامه وإسلام من معه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. حكاه ابن هشام، هكذا أورده الذّهبيّ في التّجريد بعد أن ذكر باذان الفارسيّ من الأبناء، وهو المذكور في القسم الثالث، ولم أر من فرق بينهما قبله. وقوله: ملك الهند- فيه نظر. والصّواب ملك اليمن. ثم ذكر الذّهبيّ ثالثا فقال: باذان ملك اليمن، ذكره الواقدي فيمن أسلم من أهل سبإ [ (2) ] . قلت: فهذا هو الأول قطعا. الباء بعدها الجيم 793- بجير بن بجرة الطائي [ (3) ] - قال الذّهبيّ في التّجريد: مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وفرّق بينه   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] سبأ: بفتحتين وهمزة آخره، وقصيرة: أرض باليمن مدينتها فأرب بينها وبين صنعاء ثلاثة أيام تفرّق أهلها في البلاد وصار كل قوم منهم إلى جهة لما جاءهم سيل العرم كما في القرآن الكريم انظر مراصد الاطلاع 2/ 687. [ (3) ] الوافي بالوفيات 10/ 79. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 وبين بجير بن بجرة الطائي، له ذكر في قتال أهل الردّة، وهما واحد. 794- بجير بن عبد بن الحضرميّ- استدركه ابن فتحون، وعزاه لتفسير الثعلبيّ، وأنه نزل فيه: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ... [النحل: 103] الآية. وهو تصحيف، فقد رواه عبد بن حميد في تفسيره عن يونس، عن شيبان، عن قتادة، فقال: يحنّس بياء وحاء مهملة ونون مشدّدة ثم سين مهملة. والمشهور في اسمه جبر كما سيأتي في حرف الجيم إن شاء اللَّه تعالى. الباء بعدها الحاء 795- بحراة بن عامر [ (1) ]- كذا سماه ابن عبد البر، والصواب بيحرة كما تقدم. 796- بحيرا الراهب ذكره ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، وقصته معروفة في المغازي، وما أدري أدرك البعثة أم لا؟ وقد وقع في بعض السّير عن الزهريّ أنه كان من يهود تيماء. وفي «مروج الذّهب» للمسعوديّ أنه كان نصرانيا من عبد القيس يقال له جرجيس، فأما قصته فذكر ابن إسحاق في المغازي أن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام فخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم معه، فلما نزل الركب بصرى وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له وكان إليه علم النصرانية. فلما نزل الركب، وكانوا كثيرا ما ينزلون فلا يكلمهم، فرأى بحيرا محمّدا صلّى اللَّه عليه وسلم والغمامة تظلله، فنزل إليهم وصنع لهم طعاما وجمعهم عنده، فتخلّف محمد لصغره في رحالهم، فأمرهم أن يدعوه فأحضره بعضهم، فجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده كان يجدها عنده من صفته. فلما فرغوا جعل يسأله عن أشياء من حاله، وهو يخبره، فيوافق ذلك ما عنده، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه، فأقبل على عمه، فقال: ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه من يهود، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده. ويقال: إن نفرا من أهل الكتاب رأوا منه ما رأى بحيرا، فأرادوه فردّهم عنه بحيرا وذكّرهم اللَّه وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم لا يستطيعون الوصول إليه، فلم يزل بهم حتى صدّقوه، ورجعوا. ورجع به أبو طالب إلى بلده بعد فراغه من تجارته بالشّام. وذكر أبو نعيم في «الدّلائل» ، عن الواقديّ، وكذا هو في «طبقات ابن سعد» عنه   [ (1) ] أسد الغابة ت (361) ، الاستيعاب ت (230) تجريد أسماء الصحابة 1/ 43، الوافي بالوفيات 10/ 77. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 بإسناده أنه كان له حينئذ اثنتا عشرة سنة، وذكر القصة مبسوطة جدّا، وزاد: إن أولئك النفر كانوا من يهود. وقد وردت هذه القصة بإسناد رجاله ثقات من حديث أبي موسى الأشعريّ أخرجها التّرمذيّ وغيره، ولم يسم فيها الراهب، وزاد فيها لفظة منكرة، وهي قوله: وأتبعه أبو بكر بلالا، وسبب نكارتها أن أبا بكر حينئذ لم يكن متأهّلا، ولا اشترى يومئذ بلالا. إلا أن يحمل على أن هذه الجملة الأخيرة مقتطعة من حديث آخر أدرجت في هذا الحديث. وفي الجملة هي وهم من أحد رواته. وأخرج ابن مندة من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء المتروكين بأسانيده عن ابن عباس- أن أبا بكر الصديق صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة، والنبي صلّى اللَّه عليه وسلم ابن عشرين، وهم يريدون الشام في تجارة. حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في ظلها، ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شيء، فقال له: من الرجل الّذي في ظلّ السّدرة؟ فقال: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب، فقال: هذا واللَّه نبيّ، ما استظل نحتها بعد عيسى ابن مريم إلا محمّد. ووقع في قلب أبي بكر التصديق، فلما بعث نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم اتبعه، فهذا إن صحّ يحتمل أن يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب. وفي «شرف المصطفى لأبي سعيد النّيسابوريّ» أنّه صلّى اللَّه عليه وسلم مرّ ببحيرا أيضا لما خرج في تجارة خديجة ومعه ميسرة، وأن بحيرا قال له: قد عرفت العلامات فيك كلها إلا خاتم النبوة فاكشف لي عن ظهرك، وأنه كشف له عن ظهره فرآه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أنّك رسول اللَّه النبي الأمي الّذي بشرّ به عيسى ابن مريم، ثم ذكر القصّة مطولة جدا. فاللَّه أعلم. وإنما ذكرته في هذا القسم، لأن تعريف الصحابي لا ينطبق عليه، وهو مسلم لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مؤمنا به. ومات على ذلك. فقولنا: مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث كهذا الرجل واللَّه أعلم. 797- بحينة [ (1) ] . ذكره عبدان في الصحابة، وأخرج عن عباس الدّوري عن أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن بحينة، قال: مرّ بي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا منتصب أصلي بعد صلاة الفجر، فقال: «اجعلوا بينهما فصلا» .   [ (1) ] أسد الغابة ت (375) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 قال أبو موسى: كذا ترجمه، وروى الحديث: والصّواب ما رواه خيثمة بن سليمان، عن السري بن يحيى، عن أبي نعيم بهذا الإسناد، فقال: عن ابن بحينة. قلت: وقد بين أحمد بن حازم بن أبي عروة في مسندة الواهم فيه فأخرجه عن أبي نعيم كما رواه عباس سواء، ثم قال بعده: قال لنا أبو نعيم: إنما هو ابن بجينة، ولكن كذا قال لنا- يعني عبد السلام- قال أبو موسى: وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن ابن ثوبان على الصواب. ثم ساقه من مسند أحمد كذلك. 798- بحيرة بن عامر. حكى ابن قانع أن بعضهم صحّف بيحرة، فقال بحيرة والصّواب بيحرة كما تقدم. الباء بعدها الدال 799- البداء بن عاصم اللّخمي. روى أبو علي الكرابيسي في كتاب القضاء من طريق عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: خرج البدّاء بن عاصم وتميم الداريّ مسافرين. ومعهما رجل من بني سهم، فذكر الحديث في نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ ... [المائدة: 106] الآية. أخرجه عن معلى بن منصور. عن ابن أبي زائدة، عن محمد بن أبي القاسم، عن عبد الملك. وقد أخرجه البخاريّ والتّرمذيّ والطّبرانيّ وأبو داود وغيرهم من طرق متعددة عن ابن أبي زائدة، فاتفقوا على أنه عدي بن بدّاء، ولم يقع عند أحد منهم البداء بن عاصم، فلعله كان فيه عدي بن بدّاء بن عاصم فسقط لفظ عديّ، واللَّه أعلم. وسيأتي ذكر عديّ في حرف العين إن شاء اللَّه تعالى. 800- البداح بن عدي الأنصاريّ [ (1) ] قال ابن حبان: يقال له صحبة، وفي القلب من كثرة الاختلاف في إسناده. وذكره الباورديّ، وهو وهم نشأ عن تصحيف، فإنه أخرج من طريق روح بن القاسم، عن محمد بن أبي بكر بن حزم، عن البداح بن عدي، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رخّص للرّعاء- الحديث. وهذا قد رواه مالك وغيره عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم عن أبي البدّاح بن عاصم بن عديّ وهو الصّواب.   [ (1) ] الثقات 3/ 37. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 وكذلك أخرجه أبو داود من رواية ابن عيينة، عن محمد بن أبي بكر بن حزم على الصّواب. ورأيت في حواشي السّنن لابن القيّم الحنبليّ الجزم بأن زوج جميلة بنت يسار أخت معقل بن يسار اسمه البدّاح بن عاصم بن عدي، وكنيته أبو عمرو، فإن كان هذا محفوظا فهو أخو أبي البدّاح التابعيّ، واللَّه أعلم. 801 ز- بديل، [ (1) ] غير منسوب- قال ابن مندة: خرج في الصحابة، وذكره أهل المعرفة في التابعين، ثم روي عن موسى بن سروان عن بديل، قال: كان كمّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الرّسغ. قلت: بديل شيخ موسى هو ابن ميسرة العقيلي، وهو تابعي صغير، وجلّ روايته عن التابعين. الباء بعدها الذال 802- بذيمة [ (2) ] والد علي- وهو بفتح أوله وكسر الذال المعجمة، ذكر في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن سقط في الإسناد. قال ابن مندة: ذكره ابن صاعد في الصحابة، وروى عن أحمد بن منيع، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن الوليد بن ثعلبة، عن علي بن بذيمة، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فذكر حديثا في الدعاء انتهى كلام ابن مندة. وذكره أبو نعيم، وقال: هو وهم، ولم يبيّن وجه الوهم، وهو سقوط أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود بين علي وأبيه، وإنما الحديث من مسند عبد اللَّه بن مسعود، بيّنه مسعر في روايته عن عليّ بن بذيمة عن أبي عبيدة عن أبيه، أخرجه الحاكم في المستدرك وسأذكر الحديث إن شاء اللَّه تعالى في ترجمة سالم بن عوف بن مالك. وبذيمة ليس له صحبة ولا رؤية ولا رواية، وإنما هو من أبناء الأكاسرة، أسر وهو صغير في قتال الفرس، فوهبه سعد بن أبي وقّاص لجابر بن سمرة، وذلك يوم المدائن [ (3) ] . ذكر ذلك ابن سعد في «الطّبقات» .   [ (1) ] أسد الغابة ت (385) ، الاستيعاب ت (169) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 46 وأسد الغابة ت (386) . [ (3) ] المدائن: جمع مدينة وإنما سميت بذلك لأنها كانت مدنا، كلّ واحدة منها إلى جنب الأخرى فأوّلها المدينة العتيقة ثم مدينة الإسكندر ثم طيسفون ثم أسفانبر ثم الروميّة وقيل: هي سبع مدائن بين كل مدينة والأخرى مسافة بعيدة أو قريبة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1243. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 الباء بعدها الراء 803- البراء بن الجعد بن عوف [ (1) ] ذكره ابن الجوزيّ في تلقيحه، هكذا أورده الذهبيّ في التجريد مستدركا، وهو وهم، فكأنه نسب إلى جده: وهو البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف. وقد تقدم. 804- البراء بن قبيصة [ (2) ] قال أبو موسى: ذكره عبدان، وقال: رأيته في التذكرة، ولا أعلم له صحبة. قلت: ذكره في «التّابعين» البخاريّ وابن أبي حاتم عن أبيه، وآخرون، ووقع عند البخاري البراء بن قبيصة بن أبي عقيل الثقفي. 805- برذع بن زيد بن عامر. ذكره ابن الأمين مستدركا على الاستيعاب. وقد تقدم أنه هو ابن زيد النّعمان بن زيد بن عامر، فسقط من نسبه من زيد إلى زيد فلا يستدرك. 806- بريح بن عرفجة [ (3) ] . كذا ذكره ابن مندة في حرف الموحدة، ووهمه أبو نعيم، وهو تصحيف قال ابن مندة: روى عبد الرحمن المحاربي عن ليث عن زياد بن علاقة عن بريح بن عرفجة أو شريح. قال: ورواه غيره عن ليث، فقال عرفجة بن بريح [ (4) ] ، وهو الصّواب. 807- بريدة بن سفيان الأسلمي [ (5) ] تابعي مشهور مضعّف عندهم، قال ابن حبان، في التابعين: قيل: إن له صحبة، وذكره عبدان لحديث أرسله، ووهم فيه أيضا في بعض الأسماء، وذلك أنه روى من طريق عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن الزهري، عن بريدة بن سفيان الأسلمي أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث عاصم بن عدّي، وزيد بن الدّثنة، وخبيب بن عديّ، ومرثد بن أبي مرثد، فذكر الحديث في قصة قتل عاصم وغيره، ووهم في قوله عاصم بن عدي، وإنما هو عاصم بن ثابت. والحديث مخرج في الصّحيحين، من طرق عن الزهريّ، عن عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة على الصّواب.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 46. [ (2) ] أسد الغابة ت (390) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 47، معرفة الصحابة 3/ 185، وأسد الغابة ت (397) . [ (4) ] في أشريح. [ (5) ] أسد الغابة ت (399) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 الباء بعدها السين 808- بسر- بضم أوله وسكون المهملة- ابن الحارث، وهو أبيرق بن عمرو- كذا ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله فصحّفه، وإنما هو بشر [ (1) ]- بكسر أوله وبالمعجمة. 809- بسر- بالضم وإسكان المهملة- ابن محجن الديليّ [ (2) ] . تابعي مشهور، جزم بذلك البخاريّ والجمهور، ذكره البغويّ وغيره في الصّحابة، وأخرجوا من طريق ابن إسحاق عن عمران بن أبي أنس، عن حنظلة بن علي، عن بسر بن محجن، قال: صليت الظهر في منزلي، ثم خرجت بإبل لي لأضربها، فمررت برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يصلّي الظهر في مسجده ... الحديث. وقد سقط من الإسناد قوله: عن أبيه. وقد أخرجه مالك، ومن طريقه النسائي عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه، وكذلك أخرجه أحمد من رواية الثوريّ، عن زيد بن أسلم، قال ابن مندة: هذا الصّواب. 810- بسبس بن عمرو الجهنيّ [ (3) ] ، حليف بني ساعدة بن الخزرج فرّق ابن مندة بينه وبين بسبسة بن عمرو الّذي بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عينا، وهما واحد. ذكر بشر بالكسر وإسكان المعجمة 811- بشر الثقفي [ (4) ] . أورده ابن شاهين وابن عبد البر فيمن اسمه بشر- بالكسر وسكون المعجمة فصحّفه، وإنما هو بشير- بزيادة ياء كما تقدّم في القسم الأول. 812- بشر [ (5) ] بن صحار العبديّ ذكره عبدان في الصّحابة، وروي من طريق مسلم بن قتيبة عنه. قال: رأيت ملحفة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مورّسة، وأدركت مربط حمار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه عفيرا، وكنت أدخل بيوت أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأنال سقفها قال أبو موسى: بشر هذا هو   [ (1) ] في أبشير. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 49، تهذيب التهذيب 1/ 431، الكاشف 1/ 153، تقريب التهذيب 1/ 97 تهذيب الكمال 1/ 143، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 123 الثقات 4/ 79، الوافي بالوفيات 10/ 134 التحفة اللطيفة 1/ 371 التاريخ الكبير 2/ 124، الجرح والتعديل 2/ 423، ميزان الاعتدال 1/ 309 تاريخ الإسلام 3/ 303، بقي بن مخلد 792. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 48، معرفة الصحابة 3/ 175. [ (4) ] في الاستيعاب ترجمة رقم (186) . [ (5) ] الجرح والتعديل 2/ 1369، دائرة معارف الأعلمي 13/ 135، أسد الغابة ت (428) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 ابن صحار بن عباد بن عمرو من أتباع التابعين، يروي عن الحسن وغيره، ورؤيته للملحفة وغيرها لا تصيّره صحابيا. قلت: وقد روي عن بشر بن صحار أبو عاصم النبيل وأبو سلمة التبوذكي وغيرهما من شيوخ البخاري. وذكره ابن حبان في الثقات، وفي الصحابة صحار العبديّ آخر غير والد هذا سيأتي ذكره في موضعه. 813- بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي [ (1) ] . وهم من ذكره في الصحابة وإنما هو من أتباع التابعين. وقد شرحت ذلك في القسم الأول، وعكس ابن الأثير الأمر، فأنكر على البخاريّ إيراده لبشر بن عاصم الّذي لم ينسب في الصحابة وجعله ترجمة مفردة عن بشر بن عاصم بن سفيان، ولم يجعله صحابيا، وصنيع البخاري هو الصواب لمن له أدنى تأمل. 814- بشر الغنوي [ (2) ] ، والد عبد اللَّه بن بشر- ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله. قلت: وهم في التفرقة بينه وبين بشر الغنوي، ويقال الخثعميّ المقدّم ذكره، فهو والد عبد اللَّه كما تقدم. ذكر بشير بفتح أوله وزيادة ياء 815- بشير بن تيم [ (3) ] . ذكره ابن أبي شيبة في الصحابة، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن الأجلح، عن أبيه، عن عكرمة، عن بشير بن تيم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فادى بأهل بدر فداء مختلفا، وقال للعباس: «أفد نفسك ... » الحديث. قلت: هو مقلوب، وإنما هو الأجلح، عن بشير بن تيم، عن عكرمة. وبشير بن تيم شيخ مكيّ يروي عن التابعين، وأدركه سفيان بن عيينة، ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، ولبشير بن تيم خبر آخر مرسل، ذكره بسببه عبدان، فأخرج من طريق سعيد بن مزاحم، عن   [ (1) ] الثقات 3/ 32، تجريد أسماء الصحابة 1/ 49، 50، 52، 54، تهذيب التهذيب 1/ 453، تقريب التهذيب 1/ 99، تهذيب الكمال 1/ 149، الطبقات 286، تلقيح فهوم الأثر 378، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 127، المصباح المضيء 2/ 32501، العقد الثمين 3/ 370، 371، التاريخ الصغير 1/ 320، طبقات علماء إفريقيا وتونس 192، التاريخ الكبير 2/ 77، الجرح والتعديل 2/ 360 بقي بن مخلد 887، أسد الغابة ت (429) ، الاستيعاب ت (193) . [ (2) ] الثقات 3/ 31، تجريد أسماء الصحابة 1/ 51، التاريخ الكبير 2/ 81 التاريخ الصغير 1/ 306، دائرة معارف الأعلمي 13/ 143، ذيل الكاشف رقم 131، أسد الغابة ت (437) ، الاستيعاب ت (187) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 52، معرفة الصحابة 3/ 123، أسد الغابة ت (448) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 معروف بن خرّبوذ، عن بشير بن تيم، قال: لما كان ليلة مولد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رأى موبذان كسرى خيلا وإبلا قطعت دجلة ... القصّة بطولها. 816- بشير أبو جميلة [ (1) ] ، من بني سليم- ذكره ابن مندة وعزاه لابن سعد، وتعقبه أبو نعيم بأن الصواب بشر أبو جميلة، وهو كما قال. 817- بشير بن الحارث [ (2) ] بن سريع بن بجاد العبسيّ- ذكره الباوردي والطبريّ فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من بني عبس، استدركه ابن فتحون في الموحدة، وكذا استدركه ابن الأثير، فوهما جميعا. والصواب أنه يسير- بضم التحتانية بعدها مهملة مصغّرا، كذا ضبطه الحفّاظ، وسيأتي في حرف الياء التحتانية إن شاء اللَّه تعالى على الصواب. 818- بشير بن راعي العير [ (3) ] . ذكره عمر بن شبّة في الصحابة، كذا استدركه ابن فتحون، وهو تصحيف لا شكّ فيه، وإنما هو بسر- بضم أوله وسكون المهملة على الصّواب كما تقدّم في القسم الأول. 819- بشير بن زيد الأنصاري- ذكره الحاكم، وقال مسانيده عزيزة، وأورد له من طريق محمد بن إسحاق البلخي، حدثني عمر بن قيس بن بشير، عن أبيه عن جده- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأصرم: «الأحمق» . قال البيهقيّ في «الشّعب» : وهم فيه الحاكم من ثلاثة أوجه أو أربعة: أحدها: قوله عمر بن قيس، وإنما هو عمرو. وثانيها: قوله: بشير- يعني بموحدة مفتوحة بعدها معجمة مكسورة، وإنما هو يسير بضم التحتانية بعدها مهملة مصغّرا، وثالثها: في رفع الحديث، وإنما هو موقوف، ورابعها في جعله صحابيا. وإنما له إدراك. قلت: وبقي عليه أنه وهم في قوله: بشير بن زيد، وإنما هو بشير بن عمرو، وفي كونه نسبه أنصاريا، وإنما هو عبدي، وقيل كنديّ. 820- بشير بن عمرو [ (4) ]- ولد في عام الهجرة، قال بشير: توفّي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين، وروي أنه كان عريف قومه في زمن الحجاج، توفي سنة خمس وثمانين، هكذا ذكره أبو عمر لم يزد على ذلك. وصحف في هذا الاسم، وهو بشير بن عمرو الّذي نبّه   [ (1) ] أسد الغابة ت (451) معرفة الصحابة 3/ 123. [ (2) ] الاستيعاب ت (198) . [ (3) ] أسد الغابة ت (425) . [ (4) ] أسد الغابة ت (466) ، الاستيعاب ت (205) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 لبيهقي عليه في الّذي قبله، وهو الّذي يقال له أسير بن جابر، وقيل هو غيره وأرخ ابن سعد وفاته سنة خمس وثمانين. وقال أبو نعيم: كان عريفا في زمن الحجاج، ثم روي عن عمرو بن قيس عن أبيه عن جده بشير، وقال: قبض النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين. وقد صحف فيه أيضا ابن شاهين، فإنه ذكر في الصّحابة في الموحدة: بشير بن عمرو، ثم ساق حديثا من طريق عمرو بن قيس بن بشير بن عمرو عن أبيه عن جدّه، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان إذا أخذ عطاءه أمسك نفقة سنة- الحديث موقوف. وهذا هو يسير بن عمرو، ويقال أسير بالهمزة. وقال علي بن المديني: أهل البصرة يقولون أسير بن جابر، وأهل الكوفة يقولون أسير بن عمرو. ورجّح البخاريّ الثاني، وأشار إلى تليين قول من قال فيه ابن جابر. وقال غيره: أسير بن عمرو بن جابر. واللَّه أعلم. 821- بشير [ (1) ] ، والد أيوب روى عنه ابنه أيوب في معجم ابن قانع ومسند البزّار هكذا، وأورده الذّهبيّ في التّجريد فكرره وهما، وهو بشير بن أكّال المتقدم. 822- بشير بن زيد الضبعي [ (2) ]- صوابه ابن يزيد. وقد تقدم. 823 ز- بشير- بضم أوله مصغرا- ابن كعب العدوي [ (3) ] . ذكره ابن شاهين و [ابن] عبدان في الصحابة، وقال عبدان: ذكره بعض مشايخنا، ولا نعلم له صحبة، وهو رجل قد قرأ الكتب، قال: وروى طاوس عن ابن عباس أنه قال لبشير بن كعب عدّ في حديث كذا. قلت: أخرج ذلك مسلم، قال عبدان: وحدثنا عبد الجبار، حدثنا سفيان، عن عمر، وسمعت طلق بن حبيب يحدّث عن بشير بن كعب، قال: جاء غلامان شابان إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقالا: يا رسول اللَّه، أنعمل فيما جفّت به الأقلام؟ الحديث. وكذا أخرجه ابن شاهين من طريقين عن سفيان. قال أبو موسى: هذا يوهم أن لبشير صحبة، وليس كذلك: وإنما هو مرسل. قلت: قد قدمت أن ابن عساكر خلطه بآخر يقال له بشير بن كعب شهد اليرموك، ولو   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 52. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 53، الوافي الوفيات 10/ 162، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 61. [ (3) ] تهذيب التهذيب 47111، تقريب التهذيب 1/ 104، تهذيب الكمال 1/ 154، الطبقات 207، الوافي بالوفيات 10/ 165، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 132 التاريخ الصغير 1/ 193، طبقات فقهاء اليمن 2، أسد الغابة ت (476) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 كان هذا شهد اليرموك لأدرك كبار الصحابة، لكنا لم نجد له رواية عن أقدم من أبي ذر وأبي الدّرداء، وقيل: إن روايته عنهما مرسلة. واللَّه أعلم. 824 ز- بشير المازني، أبو عبد اللَّه، ذكره ابن قانع في تضاعيف من اسمه بشير فصحف، فإنه ساق من طريق يزيد بن حمير، عن عبد اللَّه بن بشير، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نزل بهم فأتي بطعام وتمر ... الحديث. وفيه دعاؤه لهم. وهذا حديث عبد اللَّه بن بسر المازني، وهو بضم أوله وسكون المهملة. الباء بعدها العين 825- بعجة بن عبد اللَّه بن بدر الجهنيّ [ (1) ] ذكره عبدان، وأورد له حديثا مرسلا من طريق أسامة بن زيد، عن بعجة الجهنيّ، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «يأتي على النّاس زمان خير النّاس فيه رجل آخذ بعنان فرسه ... » الحديث. قال عبدان: لا نعلم لبعجة صحبة ولا رؤية، وإنما الصحبة لأبيه. قلت: وهو كما قال، والحديث المذكور في صحيح مسلم من رواية بعجة المذكور عن أبي هريرة، فكأن أبا هريرة سقط من تلك الرواية. وبعجة تابعي مشهور، وثّقه النسائي وغيره، وأرّخ ابن حبان وفاته سنة مائة. الباء بعدها اللام 826- بلز، أبو العشراء الدارميّ، ذكره ابن مندة وغيره وهو خطأ، وإنما الصحبة لوالد أبي العشراء. 827- بلال بن حمامة [ (2) ] - روى عنه كعب بن نوفل في زواج فاطمة. قلت: فرق أبو موسى بينه وبين بلال المؤذّن والحديث واه جدّا، ولو ثبت لكان هو بلال بن رباح المؤذن. 828 ز- بلال بن يحيى [ (3) ]- ذكره الحسن بن سفيان في «الوحدان» ، وأخرج له من طريق محمد بن عثمان القرشي عن حبيب بن سليم، عنه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ معافاة اللَّه   [ (1) ] أسد الغابة ت (480) . [ (2) ] أسد الغابة ت (492) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 56، تهذيب التهذيب 1/ 505 تقريب التهذيب 1/ 160، تهذيب الكمال 1/ 165، التحفة اللطيفة 1/ 384، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 141، أسد الغابة ت (495) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 العبد في الدّنيا أن يستر عليه سيّئاته» . قال أبو نعيم: أراه العبسيّ الكوفيّ صاحب حذيفة. قلت: وهو كما ظنّ، فإن حبيب بن سالم معروف بالرواية عنه، وهو تابعيّ معروف [حتى] قيل إن روايته عن حذيفة مرسلة. وقد ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا، وعن عمر بن الخطاب. وروى عن حذيفة ويقول: بلغني عن حذيفة. 829- بلال الفزاري- ذكره بعضهم في الصحابة، واستدركه مغلطاي بخطه في حاشية أسد الغابة، وعزاه لابن أبي حاتم، وهو كما قال ذكره في الجرح والتعديل، فقال: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم «إنّ الإسلام بدأ غريبا» . قال: سألت أبي عنه فقال: مجهول. قلت: وذكره في المراسيل، فقال: حديثه مرسل ولا صحبة له، وأظنه بلال بن مرداس. والحديث المذكور ذكره البخاريّ في تاريخه، فقال لنا إسحاق، عن جرير، عن ليث، عن بلال الفزاري ... فذكره، وبلال بن مرداس الفزاري الّذي أشار إليه أبو حاتم تابعي صغير يروي عن أنس. [الباء بعدها الواو] 830- بودان [ (1) ] ذكر علي بن سعيد العسكري، وأخرج من طريق ابن جريج عن ابن مينا، عنه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من اعتذر إليه أخوه المسلم ... » [ (2) ] الحديث واستدركه أبو موسى، وقال: ذكره أيضا أبو بكر بن أبي عليّ، والمشهور جودان- بالجيم، قلت: وهو الصّواب، وكذا أخرجه ابن ماجة من هذا الوجه، كما سيأتي في موضعه. والأوّل تصحيف.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 9457، وأسد الغابة ت (506) . [ (2) ] أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2560 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 84 عن جابر بن عبد اللَّه ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن أعين وهو ضعيف وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 323 عن عائشة بلفظ قال العجلوني رواه أبو الشيخ عن عائشة مرفوعا وترجمه السخاوي من غير عزو لأحد بلفظ من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس ثم قال وللديلمي عنه في حديث رفعه من اعتذر قبل اللَّه معذرته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 حرف التاء المثناة القسم الأول [باب التاء بعدها اللام] 831- التّلب بن ثعلبة [ (1) ] بن ربيعة بن عطيّة بن أخيف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري. وقيل: أخو زينب بنت ثعلبة، وقيل في نسبه غير ذلك. له صحبة وأحاديث، روى له أبو داود والنسائي، وقد استغفر له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ثلاثا. وهو بفتح المثناة وكسر اللام بعدها موحدة خفيفة، وقيل: ثقيلة. وكان شعبة يقوله بالمثلثة في أوله. والأول أصح، قال أحمد: كان في لسان شعبة لثغة. وأخيف في نسبه بضم أوله وخاء معجمة مصغّرا. باب التاء بعدها الميم 832- تمّام بن عبيدة الأسدي [ (2) ]- أسد خزيمة- ذكره ابن إسحاق في المهاجرين، وسيأتي ذكر أخيه الزبير. 833- تمام الحبشي [ (3) ]- أحد الثمانية الذين قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من الحبشة تقدم ذكره في أبرهة. 834 ز- تمام بن يهودا- ذكره الضّحاك بن مزاحم فيمن أسلم من أحبار يهود، واستدركه ابن فتحون.   [ (1) ] الثقات 3/ 42 تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، تهذيب التهذيب 1/ 509، تقريب التهذيب 1/ 112، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 147- الطبقات 1/ 42، 178، تهذيب الكمال 1/ 167، الوافي بالوفيات 10/ 386، الكاشف 1/ 161، التاريخ الكبير 1/ 158، الإكمال 1/ 514 بقي بن مخلد 914، أسد الغابة ت (509) ، الاستيعاب ت (244) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 58، معرفة الصحابة 3/ 213، أسد الغابة ت (511) . [ (3) ] أسد الغابة ت (512) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 835- تميم بن أسيد [ (1) ] ، وقيل: أسد بن عبد العزّى بن جعونة بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعيّ. قال ابن سعد: أسلم وصحب قبل فتح مكّة، وبعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يجدّد أنصاب الحرم، ثم ساق بذلك سندا إلى ابن خثيم عن أبي الطّفيل، عن ابن عباس أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره. وأخرجه أبو نعيم وزاد: وكان إبراهيم وضعها يريه إياها جبريل. إسناده حسن. وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج: أخبرني ابن خثيم عن محمد بن الأسود بن خلف ... فذكره، وزاد: وهو جدّ عبد الرحمن بن المطلب بن تميم. وروى ابن إسحاق في «المغازي» من حديث ابن عباس قال: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة يوم الفتح على راحلة فطاف عليها [ (2) ] ... فذكر الحديث- قال: فما يشير إلى صنم منها إلا وقع لقفاه، وفي ذلك يقول تميم بن أسد الخزاعيّ: وفي الأصنام معتبر وعلم ... لمن يرجو الثّواب أو العقابا [الوافر] ورواه ابن مندة من وجه آخر، وقال: هذا حديث غريب تفرّد به يعقوب بن محمد الزهري. 836- تميم بن أسيد [ (3) ] ، أبو رفاعة العدويّ مختلف في اسمه واسم أبيه، يأتي في «الكنى» ، فهو مشهور بكنيته. 837- تميم بن أوس الأسلمي. ويأتي في الأخير. 838- تميم بن أوس بن حارثة [ (4) ] ، وقيل: خارجة بن سود، وقيل: سواد بن جذيمة   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 58، الطبقات الكبرى 2/ 137، أسد الغابة ت (513) . [ (2) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 8/ 237 والحاكم في المستدرك 3/ 47 وقال هذا حديث صحح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 54 وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 68. [ (3) ] طبقات ابن سعد 7/ 68، طبقات خليفة 258، 1375، تاريخ البخاري 2/ 151، الكنى 1/ 29 وفيه أبو رفاعة بن أسد، الجرح والتعديل 2/ 44، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 64، تهذيب الكمال 1604، تاريخ الإسلام 2/ 253، تذهيب التهذيب 4/ 212 رب، تهذيب التهذيب 12/ 96، خلاصة تذهيب الكمال 379، أسد الغابة ت (514) ، الاستيعاب ت (240) . [ (4) ] الثقات 3/ 39، 4/ 87، تهذيب التهذيب 1/ 511، الطبقات 70، 305، بقي بن مخلد 132، تقريب التهذيب 1/ 113، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 145، الطبقات الكبرى 1/ 343، تهذيب الكمال 1/ 168، الوافي بالوفيات 10/ 4908، التحفة اللطيفة 1/ 389، الإكمال 4/ 88، الرياض المستطابة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 ابن ذراع بن عدي بن الدار، أبو رقيّة الدّاري. مشهور في الصّحابة. كان نصرانيا، وقدم المدينة فأسلم، وذكر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قصة الجساسة والدجال، فحدّث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عنه بذلك على المنبر وعدّ ذلك من مناقبه. قال ابن السّكن: أسلم سنة تسع هو وأخوه نعيم، ولهما صحبة. وقال ابن إسحاق: قدم المدينة وغزا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال أبو نعيم: كان راهب أهل فلسطين وعابد أهل فلسطين، وهو أول من أسرج السراج في المسجد. رواه الطّبرانيّ من حديث أبي هريرة. وأول من قصّ، وذلك في عهد عمر، رواه إسحاق بن راهويه، وابن أبي شيبة. انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان، وسكن فلسطين، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أقطعه بها قرية عينون [ (1) ] ، روى ذلك من طريق كثيرة. وكان كثير التهجّد، قام ليلة بآية حتى أصبح، وهي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ ... [الجاثية: 21] الآية. رواه البغوي في الجعديات بإسناد صحيح إلى مسروق، قال: قال لي رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم. فذكره. وروى البغويّ في الصّحابة له قصة مع عمر فيها كرامة واضحة لتميم، وتعظم كثير من عمر له، وسأذكرها في ترجمة معاوية بن حرمل في قسم المخضرمين إن شاء اللَّه تعالى. قال ابن حبّان: مات بالشام، وقبره ببيت جبرين [ (2) ] من بلاد فلسطين. وقال البخاريّ: أبو هند الدّاري أخوه وتعقّب، ولكن قال ابن حبان: هو أخوه لأمه. (تنبيه) جزم الذّهبيّ في التّجريد بأنّ صاحب الجام الّذي نزل فيه وفي صاحبه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ... [المائدة: 106] الآية- غير تميم   [ (40،) ] المصباح المضيء 2/ 303، صفوة الصفوة 1/ 37، تجريد أسماء الصحابة 1/ 58، الكاشف 1/ 167، المنمق 24 حسن المحاضرة 1/ 177، المحن 290، الأنساب 5/ 282، 1/ 266 علماء إفريقيا وتونس 2/ 87، التاريخ الكبير 1/ 150، الجرح والتعديل 1/ 440، صيانة صحيح مسلم 220، التبصرة والتذكرة 3/ 64، الزهد لوكيع 346 تراجم الأخبار 1/ 197، جامع الرواة 1/ 132، مشاهير علماء الأمصار 878، 353، تاريخ دمشق 10/ 482. [ (1) ] عينون: بالفتح، قيل: هي من قرى بيت المقدس وقيل قرية من وراء البثنية من دون القلزم عن طريق الشام. انظر مراصد الاطلاع 2/ 979. [ (2) ] بيت جبرين: لغة في جبريل، بليد بين بيت المقدس وغزة. انظر معجم البلدان 1/ 616. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 الداريّ، وعزاه لمقاتل بن حيان. وليس بجيد، لأن في الترمذي وغيره عن ابن عباس في قصة الجام أنه تميم الدّاري. 839- تميم بن بشر [ (1) ] . يأتي بعده. 840- تميم بن جراشة [ (2) ] الثقفيّ- بضم الجيم- ذكره مطيّن في الصّحابة. وروي من طريق أبي إسحاق بن سمعان الأسلمي، عن عبد العزيز بن الهيثم، عن أبيه، عن جدّه، عن تميم بن جراشة، قال: قدمت في وفد ثقيف على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمنا، وسألناه أن يكتب لنا كتابا فيه شروط ... الحديث إسناده ضعيف، وأبو إسحاق هو إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى، وأبو يحيى هو سمعان. 841- تميم بن حارث [ (3) ] بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهميّ. قال الزّبير: قتل يوم أجنادين شهيدا، وقتل معه أخوه لأمّه سعيد بن عمرو التميمي، وأمهما من بني عامر بن صعصعة. وذكره أبو الأسود، عن عروة، فيمن هاجر إلى الحبشة، وكذا ذكره الزهري. وسماه الواقدي نميرا- بنون في أوله مضمومة وبراء، وتقدم أن ابن إسحاق قال: بشير بن الحارث، فذكر أنه هاجر إلى الحبشة. وقال البلاذريّ: تميم بن الحارث هاجر في الثانية إلى الحبشة، ومعه أخ له من بني تميم يقال له معبد، واستشهد تميم بالشام بأجنادين، وكان أبوه من المستهزءين. 842- تميم بن حجر الأسلميّ [ (4) ] . قال ابن حبان والطبراني: له صحبة، ولم يخرج حديثه. وقد ذكر ابن مندة عن ابن سعد أنه قال تميم بن أوس بن حجر أبو أوس الأسلميّ، كان ينزل ناحية العرج، وهو جدّ بريدة بن سفيان، ثم تعقّبه بأنه وهم.   [ (1) ] دائرة معارف الأعلمي 24/ 26، أسد الغابة ت (516) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 58، المشتبه 1/ 149، دائرة معارف الأعلمي 14/ 126، الإكمال 3/ 129، أسد الغابة ت (517) . [ (3) ] أسد الغابة ت (518) ، الاستيعاب ت (236) . [ (4) ] الثقات 3/ 41، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، الوافي بالوفيات 10/ 407، أسد الغابة ت (519) ، الاستيعاب ت (242) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 والصّواب أبو تميم أوس بن عبد اللَّه بن حجر. وقد تقدم] [ (1) ] . 843- تميم بن ربيعة: بن عوف بن جراد بن يربوع بن طحيل الجهنيّ [ (2) ] . ذكره هشام بن الكلبيّ، فقال: أسلم قديما، وشهد الحديبيّة، وبايع تحت الشّجرة. وذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله. وكذا [ (3) ] ابن فتحون في ذيله عن الطّبريّ. 844- تميم بن زيد الأنصاري [ (4) ] . والد عباد، وأخو عبد اللَّه بن زيد بن عاصم المازني في قول الأكثر. وقيل: هو أخوه لأمه. وأما أبوه فهو غزية بن عبد عمرو بن عطية بن خنساء، وبذلك جزم الدمياطيّ، تبعا لابن سعد. قال ابن حبّان: تميم بن زيد المازني له صحبة، وحديثه عند ولده. وروى البخاريّ في تاريخه، وأحمد بن أبي شيبة، وابن أبي عمرو البغوي، والطّبراني، والباوردي وغيرهم، كلّهم من طريق أبي الأسود، عن عباد بن تميم المازني عن أبيه. قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يتوضأ ويمسح الماء على رجليه. رجاله ثقات. وأغرب أبو عمر فقال: إنّه ضعيف. وقال البغويّ: لا أعلم روى عباد عن أبيه غير هذا، وتبعه غيره على ذلك. وفيه نظر، فقد أخرج له ابن مندة حديثين آخرين: أحدهما في الشّك في الحديث. وقد وهم فيه ابن لهيعة، وإنما يعرف عن عمه، وثانيهما رويناه في الأول من فوائد العيسوي من طريق الليث، عن هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن أبيه وعمه- أنهما رأيا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مضطجعا على ظهره ... الحديث. وهو معروف لعباد عن عمه أيضا، لكن لا مانع أن يرويه عباد عنهما معا، وقد أخرجه الباوردي من طريق أبي بكر الهذلي عن الزهري، فقال: عن عباد، عن أبيه، أو عمه- على الشك واللَّه أعلم.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] تصحيفات المحدثين 676، تنقيح المقال 1454، دائرة معارف الأعلمي 14، 126، أسد الغابة ت (522) . [ (3) ] في أوكذا حكاه ابن فتحون. [ (4) ] الثقات 3/ 41، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، تهذيب الكمال 1/ 168، تقريب التهذيب 1/ 114، دائرة معارف الأعلمي 14/ 126، تراجم الأخبار 1/ 194، أسد الغابة ت (523) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 845 ز- تميم بن زيد- آخر، يأتي في ابن يزيد. 846- تميم بن سعد التميمي [ (1) ]- كان في وفد تميم الّذي قدموا فأسلموا. ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله. وحكاه ابن فتحون في ذيله عن الطّبريّ. 847 ز- تميم بن سلمة [ (2) ] : روى أبو موسى من طريق وهيب بن خالد، عن خالد الحذاء، عن رجل، عن تميم بن سلمة، قال: بينما أنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إذ انصرف من عنده رجل، فنظرت إليه موليا معتما بعمامة قد أرسلها من ورائه قلت: يا رسول اللَّه، من هذا؟ قال: «جبريل» . وروى عليّ بن سعيد العسكريّ، من طريق زياد بن فيّاض، عن تميم بن سلمة- مرفوعا- في الّذي يرفع رأسه قبل الإمام. وهذا رجاله ثقات، وأظنه مرسلا، فإن تميم بن سلمة كوفي تابعي مشهور يروي عنه زياد بن فياض وغيره، ولا أعرف لزياد بن فياض رواية عن أحد من الصحابة. 848 ز- تميم بن عبد عمرو [ (3) ] وقيل: إنه اسم أبي حسن الأنصاري، وهو مشهور بكنيته، وسيأتي في «الكنى» . 849- تميم بن معبد بن عبد سعد بن عامر بن عدي بن جشم الأنصاريّ المازنيّ. ذكر أبو عمر في ترجمة أبيه أنهما شهدا أحدا، فاستدركه ابن فتحون وغيره. 850- تميم بن بشر [ (4) ] بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ، أخو سفيان بن بشر. شهد أحدا، ذكره ابن شاهين بإسناده، وكذا قال ابن ماكولا، وضبط والده نسر- بفتح   [ (1) ] ذكر أخبار أصبهان 1- 239، أسد الغابة ت (524) . [ (2) ] أسد الغابة ت (525) ، الجرح والتعديل 1/ 441، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، تهذيب التهذيب 1/ 512، تهذيب التهذيب 1/ 113، الخلاصة 1/ 146، تهذيب الكمال 1/ 168، الوافي بالوفيات 10/ 417، الكاشف 1/ 168، تاريخ جرجان 389، التاريخ الكبير 2/ 153، طبقات ابن سعد 6/ 287، تاريخ خليفة 321، تاريخ الإسلام 3/ 306، الثقات 4/ 86، مشاهير علماء الأمصار 805. [ (3) ] أسد الغابة ت (526) ، الثقات 3/ 41 تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، التحفة اللطيفة 1/ 390، الاستبصار 1/ 89، الاستيعاب ت (241) . [ (4) ] دائرة معارف الأعلمي 14/ 128، أسد الغابة ت (530) ، الاستيعاب ت (235) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 النون بعدها مهملة ساكنة ثم راء، وأما أبو موسى فقال: تميم بن بشر- بالموحدة والمعجمة، وساق نسبه فصحّف. 851- تميم بن يزيد [ (1) ] ، أو ابن زيد، الأنصاريّ- روى ابن مندة من طريق أبي المليح الرقي: حدثنا أبو هاشم الجعفي، قال: دخلنا مسجد قباء وقد أسفروا، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمر معاذا أن يصلّي بهم- فذكر الحديث. قال: لا يعرف إلا من هذا الوجه. قلت: فيه انقطاع، وقد رواه عمر بن شبّة من وجه آخر عن أبي المليح، عن أبي هاشم، قال: جاء تميم بن زيد الأنصاريّ إلى مسجد قباء، فقال: ما يمنعكم أن تصلّوا؟ قالوا: ننتظر معاذا- فذكر الحديث- في صلاته بهم وشكوى معاذ منه، وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «هكذا فاصنعوا إذا احتبس الإمام» . وفيه: فقال معاذ: ما استبقت أنا وتميم إلى خصلة من الخير إلا سبقني إليها، استبقيت أنا وهو إلى الشّهادة فاستشهد وبقيت. 852- تميم بن يعار بن قيس [ (2) ] ، أو نسر، بن عديّ بن أمية بن خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. ذكره عروة والزّهريّ وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا. وذكره الدّار الدّارقطنيّ وابن ماكولا جدّه بالنون والمهملة. وأما أبوه فأوله تحتانية ثم مهملة. 853- تميم مولى خراش [ (3) ] بن الصمّة الأنصاريّ. قال ابن أبي حاتم: استخرج من المغازي. ولا رواية له، قال أبو عمر: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين خبّاب مولى عتبة بن غزوان. وذكره الزّهريّ وعروة وموسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وخراش بمعجمتين في أوله وآخره. 854 ز- تميم الحبشي، أحد الثمانية. تقدم ذكره في أبرهة. 855 ز- تميم مولى بني غنم [ (4) ] بن السّلم بن مالك بن أوس الأنصاري. وقال هشام:   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 60، أسد الغابة ت (531) . [ (2) ] دائرة معارف الأعلمي 14/ 128، أسد الغابة ت (532) ، الاستيعاب ت (234) . [ (3) ] أسد الغابة ت (521) ، الاستيعاب ت (239) . [ (4) ] الطبقات الكبرى 3/ 483، الجرح والتعديل 2/ 440، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، معرفة الصحابة 3/ 201، الاستيعاب ت (237) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 كان مولى سعد بن خيثمة، وكان سعد من بني غنم، ذكره الزهري وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، أخبرنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، قال: شهد بدرا ستة من الأعاجم، منهم: بلال، وتميم. انتهى. والسلم بكسر السين المهملة. [التاء بعدها الواو والياء] 856- التوأم، أبو دخان [ (1) ]- روى ابن مندة من طريق شعبة بن دخان بن التوأم، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إنّ هذا الشّعر سجع من كلام العرب» . وقال ابن مندة: إسناده مجهول، وهو وهم. وأخرج له ابن قانع حديثا آخر من رواية جرير، عن مغيرة، عن أبيه، عن شعبة بن توأم، عن أبيه- رفعه: «لا حلف في الإسلام» . قال: هذا خطأ. والصّواب رواية هشيم عن مغيرة، فقال: عن شعبة عن قيس بن عاصم. 857 ز- التّيّهان الأنصاريّ [ (2) ] والد أسعد، ذكره ابن قانع وابن شاهين وابن مندة هنا. وذكره ابن السّكن في النون، وكأنه أرجح، ويأتي ذكر حديثه هناك إن شاء اللَّه تعالى. القسم الثاني في ذكر من له رؤية [التاء بعدها الميم] 858- تمام بن العباس [ (3) ] بن عبد المطلب الهاشميّ ابن عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، أصغر الإخوة العشرة. أمّه أم ولد كان العباس يقول: تموا بتمام فصاروا عشرة قاله الزبير بن بكار. وقال أبو عمر: كل ولد العباس له رؤية، وللفضل وعبد اللَّه سماع.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 460، أسد الغابة ت (534) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 60. [ (3) ] طبقات خليفة ت 1976، التاريخ الكبير 2/ 157، أنساب الاشراف 3/ 67، المعرفة والتاريخ 1/ 361، الوافي بالوفيات 10/ 396، العقد الثمين 3- 381، تعجيل المنفعة 43، أسد الغابة ت (510) ، الاستيعاب ت (243) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 قال ابن السّكن: يقال كان أصغر إخوته، وكان أشد قريش بطشا، ولا يحفظ له عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم رواية من وجه ثابت. وقال ابن حبّان في «ثقات التّابعين» : حديثه عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسل، وإنما رواه عن أبيه. قلت: اختلف علي منصور عن أبي علي الصّيقل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «استاكوا هكذا» [ (1) ]- رواه الثوري، وأكثر أصحاب منصور. وأخرجه أحمد وغيره، ورواه عمر بن عبد الرحمن الأبّار عن منصور فقال: عن تمام عن أبيه. أخرجه البزّار، والحاكم، ورواه شيبان عن منصور، عن أبي علي، عن جعفر بن العباس، عن أبيه. وفي رواية: عنه، عن جعفر بن تمام، عن أبيه. وروى عن الثّوريّ عن منصور، عن الصّيقل، عن قثم بن تمام، أو تمام بن قثم، عن أبيه، أخرجه أحمد عن معاوية بن هشام عنه، ومعاوية سيء الحفظ، وليّ تمّام المدينة في زمان عليّ، قال خليفة وغيره: ومات في [ ... ] . قلت: والإخوة العشرة هم: الفضل، وعبد اللَّه، وعبيد اللَّه، وقثم، ومعبد، وعبد الرّحمن، وكثير، وصبيح، ومسهر، وتمام، وكلهم متفق عليه إلا الثامن والتاسع فتفرّد بذكرهما هشام بن الكلبي. قال الدّار الدّارقطنيّ في الإخوة: لا يتابع عليه. 859 ز- تميم بن إياس بن البكير الليثي- تقدم ذكر أبيه. وتميم ذكره أبو يونس في «تاريخه» ، وقال: شهد فتح مصر، وقتل بها مع من استشهد. قلت: وكان ذلك سنة عشرين، ومقتضاه أن يكون ولد في عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 860- [تميم بن غيلان بن سلمة الثقفي [ (2) ] قال البغوي: يقال: إنه ولد في عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم] ، وكذا قال ابن شاهين. وفي تاريخ البخاريّ من طريق ابن جريج، عن تميم بن غيلان الثقفي، عن عبد الرحمن بن عوف- رفعه: يا عبد الرحمن لا تغلبنّ على اسم العشاء. وقال ابن أبي حاتم: روى عنه عبد العزيز بن أبي داود، وأورد البغويّ وابن شاهين   [ (1) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 297 عن أبي خيرة الصباحي ولفظه استاكوا بهذا. [ (2) ] التاريخ الكبير 2/ 153، الجرح والتعديل 2/ 441، تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، معرفة الصحابة 3/ 209، وأسد الغابة ت (528) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 وابن قانع وغيرهم من طريق المفضل بن تميم بن غيلان عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وخالد بن الوليد أو غيره، وأمرهم أن يكسروا طاغية ثقيف- الحديث. قال ابن مندة: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهو مرسل. القسم الثالث فيمن أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره [التاء بعدها الباء والميم] 861 ز- تبيع الحميري [ (1) ] ابن امرأة كعب الأحبار. أدرك الجاهليّة. وذكره خليفة في الطبقة الأولى من أهل الشام، وذكره أبو بكر البغدادي في الطبقة العليا من أهل حمص التي تلي الصحابة، وقال: كان رجلا دليلا للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: فعرض عليه الإسلام فلم يسلم حتى توفّي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأسلم مع أبي بكر. وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من الشاميين. وذكر ابن يونس في تاريخ مصر أنه مات سنة إحدى ومائة، وأخرج له النسائي. 862 ز- تميم بن حذلم [ (2) ] . أدرك الجاهليّة، ووفد في عهد أبي بكر. روى البخاريّ في تاريخه من طريق الأعمش عن العلاء بن بدر، عن تميم بن حذلم، قال: أدركت أبا بكر وعمر- وذكر جماعة، فما رأيت أزهد في الدنيا مثل ابن مسعود. وأخرج البخاريّ حديثه في «الأدب المفرد» . 863- [تميم بن مالك له إدراك، كان ممن قاتل يوم الدار، فقتل حينئذ ذكره ابن عساكر في ترجمة حفيده الأزدي محمد بن شيبة] [ (3) ] .   [ (1) ] طبقات ابن سعد 7/ 452، طبقات خليفة ت 2893، تاريخ ابن عساكر 9/ 257 ب، تهذيب الكمال ص 168، تاريخ الإسلام 4/ 95، تذهيب التهذيب 1/ 793، تهذيب التهذيب 1/ 508، خلاصة تذهيب التهذيب 55، تهذيب ابن عساكر 3، 342. [ (2) ] التاريخ لابن معين 2/ 67، التاريخ الكبير 2/ 152، طبقات ابن سعد 6/ 206، طبقات خليفة 143، الجرح والتعديل 2/ 442، المعرفة والتاريخ 2/ 547، تهذيب الكمال 4/ 328، الإكمال لابن ماكولا 1612، تهذيب التهذيب 1/ 512، تقريب التهذيب 1/ 113، خلاصة تذهيب التهذيب 55، تاريخ الإسلام 2/ 79. [ (3) ] هذه الترجمة مثبتة من أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 864 ز- تميم بن مقبل بن عوف بن حنيف بن قتيبة بن العجلان بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو كعب- ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء وقال: أدرك الإسلام فأسلم، وكان يبكي أهل الجاهلية، وبلغ مائة وعشرين سنة، وله خبر مع عمر بن الخطاب حين استعداه على النجاشي الشاعر، لأنهما كانا يتهاجيان. والقصة مشهورة [ (1) ] [رويناها في كتاب «المجالسة» ، وذكرها ثعلب في «فوائده» من رواية أبي الحسن بن مقسم عنه، قال: قال أصحابنا: استعدى تميم بن مقبل عمر بن الخطاب على النجاشي فقال: يا أمير المؤمنين، هجاني فأعدني عليه، قال: يا نجاشيّ، ما قلت؟ قال: يا أمير المؤمنين، قلت ما لا أرى عليّ فيه إثما، وأنشد: إذا اللَّه جازى أهل لؤم بذمّة ... فجازى بني العجلان رهط ابن مقبل قبيلته لا يغدرون بذمّة ... ولا يظلمون النّاس حبّة خردل [الطويل] فقال عمر: ليتني من هؤلاء. فقال: ولا يردون الماء إلّا عشيّة ... إذا صدر الورّاد عن كلّ منهل [الطويل] فقال عمر: ما على هؤلاء متى وردوا. فقال: وما سمّي العجلان إلّا لقوله ... خذ القعب واحلب أيّها العبد واعجل [الطويل] فقال عمر: خير القوم أنفعهم لأهله. فقال تميم: فسله عن قوله: أولئك أولاد الهجين وأسرة اللّئيم ... ورهط العاجز المتذلّل [الطويل] فقال عمر: أما هذا فلا أعذرك عليه، فحبسه وضربه] [ (2) ] .   [ (1) ] في أوالقصة مشهورة وفيها قول النجاشي المذكور فيه فجاء ابني العجلان رهط ابن مقبل. [ (2) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 865- تميم بن نذير العدوي، يكنى أبا قتادة. مشهور بكنيته. وقيل اسمه بدير بن قنفذ، حكاه خليفة. قال البزّار: أدرك الجاهليّة، وسمع من عمر بن الخطاب، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا. وأخرجه الباورديّ وابن السّكن في الصّحابة، وأخرجا من طريق حميد بن هلال عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أيّها النّاس ابتاعوا أنفسكم من اللَّه من مال اللَّه ... [ (1) ] » الحديث. ورجاله ثقات. قال ابن السّكن ليس في حديثه ما يدلّ على صحبته، وقد أدخله جماعة في المسند. وذكره ابن حبّان في «الثّقات» ، وابن سعد في الأولى، من تابعي البصريين ممن أدرك عمر. قلت: حديثه عن عمر في صحيح مسلم. 866 ز- تميم بن ورقاء الخثعميّ: أدرك الجاهليّة، وكان عريف قومه في عهد عمر، وبعثه معاوية بفتح قيساريّة [ (2) ] إلى عمر. ذكره ابن عساكر في ترجمة الحكم بن عبد الرحمن من طريق هشام بن عمار: حدثنا يزيد بن سمرة، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي العصماء- وكان ممن شهد قيسارية- قال: حاصرها معاوية سبع سنين ومقاتلة الروم الذين يرزقون فيها مائة ألف، فدلّهم النطاق على عورة، وكان من الرهون، فأدخلهم من قناة يمشي فيها الجمل بالحمل، وكان في يوم الأحد، وهم بالكنيسة، فلم يشعروا إلا بالتكبير، فكان بوارهم. قال يزيد بن سمرة: فبعثوا بالفتح إلى عمر مع تميم بن ورقاء عريف خثعم، فقام عمر فقال: ألا إن قيسارية قد فتحت قسرا.   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16179، 16180 وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان والديلميّ وابن النجار عن أنس والباوردي وابن السكن والخرائطي في مكارم الأخلاق عن تميم بن يزيد ابن أبي قتادة العدوي قال ابن حجر في الأطراف نظيف الإسناد ولم أر من صححه. [ (2) ] قيساريّة: بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء وياء مشدّدة، بلدة على ساحل بحر الشام تعدّ من فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام وقيساريّة: مدينة كبيرة في بلاد الروم كانت ملك بني سلجوق. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1139. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 القسم الرابع فيمن ذكر على سبيل التصحيف والغلط [التاء بعدها اللام والميم 867 ز- تليد بن كلاب الليثي: استدركه الذهبي في التجريد، فقال: حديثه في مسند أحمد قول ذي الحويصرة أعدل، رواه ابن إسحاق عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن مقسم، عن رجل، عنه. قلت: والحديث المذكور وقع في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي، من مسند الإمام أحمد، وليس لتليد بن كلاب فيه رواية، بل له فيه مجرّد ذكر، قال الإمام أحمد: حدّثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن مقسم أبي العباس مولى عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي، وهو يطوف بالبيت معلّقا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة- فساق الحديث بطوله. وكذا أخرجه الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي. وقد تبيّن أنّ مقسما أخذ هذا الحديث عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي مشافهة، وليس في السّياق ما يقتضي أن يكون لتليد صحبة ولا له فيه رواية. 868- تميم بن أسد الخزاعي: استدركه أبو موسى، وقال: قال عبدان: لم نجد له شيئا. انتهى. والظّاهر أنه أراد تميم بن أسيد الّذي تقدّم أولا، وبذلك جزم ابن الأثير، وكأنه لما تغيّر اسم أبيه ظنّه آخر، وقوّى ذلك عنده قول عبدان لم نجد له شيئا، مع أن له رواية موجودة. 869 ز- تميم بن أوس الأسلمي، صوابه أبو تميم أوس بن عبد اللَّه بن حجر، وقد تقدم. 870- تميم بن الحمام الأنصاريّ [ (1) ] . ذكره ابن مندة، وروى من طريق محمد بن مروان السدي، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قتل تميم بن الحمام ببدر، وفيه وفي غيره نزلت: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ ... [البقرة 154] الآية.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، معرفة الصحابة 3/ 206، أسد الغابة ت (520) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 قال أبو نعيم: اتفقوا على أنه عمرو بن الحمام، وأن السّدّيّ صحّفه، وتبعه بعض الناس. 871 ز- تميم- غير منسوب. [ (1) ] : قال ابن مندة: يقال إنه الداريّ، ولا يصح. روى حديثه: موسى بن علي عن يزيد بن الحصين عن تميم، قال: سئل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن سبإ أرجلا كان أو امرأة؟ الحديث. قال ابن مندة: هكذا رواه عبد الوهاب بن عبدة، عن أبي عمرو، عن الليث عنه قال: وأبو عمرو مجهول. وقد رواه موسى عن أبيه عن يزيد بن الحصين مرسلا ليس فيه تميم. قلت: أخرجه ابن مردويه، من طريق زيد بن الحباب، عن موسى كذلك: لكن أخرجه ابن أبي خيثمة عن عبد الوهاب بن عبدة. عن عثمان بن كثير. عن الليث، عن موسى ابن علي، عن يزيد بن حصين، عن تميم الدّاريّ- أن رجلا ... فذكره. ففيه تعقب عليّ بن مندة من وجهين: أحدهما: قوله إن أبا عمرو مجهول، فقد عرف أنه عثمان بن كثير. ثانيها: قوله: يقال: إنه تميم الداريّ، ولا يصحّ، فقد صرّح ابن أبي خيثمة أنه تميم الداريّ، وكونه روى مرسلا لا يقدح في كون تميم المذكور هو الدّاريّ واللَّه أعلم. والحديث معروف لفروة بن مسيك الآتي في حرف الفاء. أخرجه الترمذيّ، وروي مثله عن ابن عباس، أشار إليه الترمذيّ ووصله ابن مردويه. [التاء بعدها الياء المثناة من تحت] 872- التّيّهان الأنصاري، والد أبي الهيثم ذكره مطيّن في الصحابة، وتبعه الطّبراني والباورديّ وابن حبّان، فأخرج مطيّن من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن محمد ابن إبراهيم التيمي، عن أبي الهيثم بن التّيّهان. عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في قصة عامر بن الأكوع بخيبر، قال ابن مندة: وهو خطأ، والصّواب عن ابن أبي الهيثم عن أبيه، أخطأ فيه مطّيّن. قلت: بل الواهم فيه يونس بن بكير، وهكذا هو في المغازي له، والحق أن التيّهان لم يدرك الإسلام.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 59، معرفة الصحابة 3/ 210، أسد الغابة ت (533) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 حرف الثاء المثلثة القسم الأول [الثاء بعدها الألف] 873- ثابت بن إثلة الأنصاري الأوسي [ (1) ] ، من بني عمرو بن عوف. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر. واستدركه أبو موسى عن عبدان، وحرّف ابن عبد البر أباه كما سأنبّه عليه في القسم الرابع. 874- ثابت بن أقرم [ (2) ] بن ثعلبة بن عدي بن العجلان البلوي، حليف الأنصار. ذكره موسى بن عقبة في البدريين. وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، قال: ثم أخذ الراية- يعني في غزاة مؤتة [ (3) ] - ثابت بن أقرم بعد قتل ابن رواحة، فدفعها إلى خالد بن الوليد. وكذا رواه ابن مندة من حديث أبي اليسر بإسناد ضعيف. وروى الواقديّ، عن أبي هريرة، قال: شهدت مؤتة، فقال لي ثابت بن أقرم: إنك لم تشهدنا ببدر، إنا لم ننصر بالكثرة.   [ (1) ] أسد الغابة ت (537) . [ (2) ] الثقات 3/ 443، تجريد أسماء الصحابة 1/ 60، جامع الرواة 1/ 134، معجم الثقات 248، الطبقات الكبرى 3/ 92، 4/ 253، المعرفة والتاريخ 3/ 257، الوافي بالوفيات 10/ 453، الاستبصار 1/ 300 العبر 1/ 13، المصباح المضيء 1/ 262، أصحاب بدر 156، تاريخ الإسلام 3، 4، الجرح والتعديل 2/ 448، رياض النفوس 34، أسد الغابة ت (539) ، الاستيعاب ت (250) . [ (3) ] مؤتة: بالضم ثم واو مهموزة ساكنة وتاء فوقها نقطتان وبعضهم لا يهمز، بها قبر جعفر بن أبي طالب وزيد بن أبي حارثة وعبد اللَّه بن رواحة على قبر كل منهما بناء منفرد. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1330. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 واتفق أهل المغازيّ على أن ثابت بن أقرم قتل في عهد أبي بكر، قتله طليحة بن خويلد الأسديّ، وقال عمر لطليحة بعد أن أسلم: كيف أحبّك وقد قتلت الصالحين: عكّاشة ابن محصن، وثابت بن أقرم؟ فقال طليحة: أكرمهما اللَّه بيدي ولم يهني بأيديهما. وقد خالف ذلك عروة، فأخرج الطّبرانيّ من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريّة قبل الغمرة من نجد، أميرهم ثابت بن أقرم، أصيب فيها ثابت بن أقرم. فهذا ظاهره أنه قتل في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ويمكن تأويل قوله: أصيب- أي بجراحة فلم يمت. قلت: والغمرة بفتح الغين المعجمة. 875- ثابت بن الجذع [ (1) ] ، واسمه ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاريّ السلميّ. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، فيمن استشهد بالطائف. وذكره أيضا ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، في أهل العقبة، لكن وقع في رواية الطبراني من طريق موسى بن عقبة ثابت بن أجذع. وهو تصحيف. 876- ثابت بن الحارث [ (2) ] الأنصاري. [نسبه ابن يونس في «تاريخ مصر» ] [ (3) ] ، ويقال: ابن حارثة. قال ابن أبي حاتم: عن أبيه ثابت بن الحارث الأنصاريّ: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نهى عن قتل رجل شهد بدرا، فقال: «وما يدريك لعلّ اللَّه قد أطلع أهل بدر [ (4) ] ... وروى الحسن بن سفيان، وابن سعد، والطّبرانيّ من طريق ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحارث الأنصاريّ، قال: قسّم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غنائم خيبر فقسم لسهلة بنت عاصم بن عديّ الأنصاري ولابنة لها ولدت. إسناده قوي، لأن رواية ابن المبارك عن ابن لهيعة [من قوى حديث ابن لهيعة] .   [ (1) ] أسد الغابة ت (540) ، الاستيعاب ت (245) . [ (2) ] تاريخ الثقات 89، الجرح والتعديل 101- 450، تعجيل المنفعة 61، دائرة معارف الأعلمي 14/ 174، ذيل الكاشف 159، أسد الغابة ت (541) ، الاستيعاب ت (269) . [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 99 عن علي بن أبي طالب كتاب المغازي باب فضل من شهد بدرا. ومسلم في الصحيح 4/ 1941 عن عبيد اللَّه بن أبي رافع كاتب علي ... الحديث كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أهل بدر ... (36) حديث رقم (161/ 2494) ، وأحمد في المسند 1/ 79- 80. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 وأخرجه البغويّ عن كامل بن طلحة عن ابن لهيعة، قال: حدثني الحارث نحوه، وقال: لا أعلم له غيره. قلت: له عند الطّبرانيّ من هذا الوجه حديث آخر. وعند ابن مندة آخر أخرجه من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ثابت بن الحارث الأنصاري، قال: كان رجل منا من الأنصار قد نافق، فأتى ابن أخيه يقال له ورقة فقال: يا رسول اللَّه إن عمي قد نافق، ائذن لي أن أضرب عنقه- فقال: «إنّه قد شهد بدرا وعسى أن يكفّر عنه» . الحديث. وهو الّذي أشار إليه أبو حاتم. 877- ثابت بن حسّان [ (1) ] - يأتي في ابن خنساء. 878- ثابت بن خالد بن النعمان [ (2) ] ، وقيل ابن عمرو بن النعمان بن خنساء بن عسيرة ابن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وابن الكلبيّ فيمن شهد بدرا. وذكره القدّاح فيمن استشهد يوم بئر معونة، وخالفه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، فذكره فيمن استشهد باليمامة، وكذا ذكره الواقديّ، لكن سمّى جده عمرا بدل النعمان. وكان له ابنتان دبيّة ورقيّة، ولهما صحبة. [وعسيرة في نسبه بالمهملة والتّصغير. وقال ابن هشام: بالمعجمة] [ (3) ] . 879- ثابت بن خنساء [ (4) ] ، ويقال ابن حسان، بن عمرو بن مالك بن عديّ بن عامر ابن غنم بن عدي بن النّجار الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقديّ فيمن شهد بدرا. أما الواقديّ فقال: ابن خنساء، وأما الآخران فقالا: ابن حسان. وغفل أبو عمر   [ (1) ] أسد الغابة ت (542) . [ (2) ] الثقات 3، 45، تجريد أسماء الصحابة 1، 61، الطبقات الكبرى 3/ 486، جامع الرواة 1/ 134، الوافي بالوفيات 10/ 457، دائرة معارف الأعلمي 14/ 174، الاستبصار 1/ 75، أصحاب بدر 214، أسد الغابة ت (543) ، الاستيعاب ت (248) . [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 61، معرفة الصحابة 3/ 247، جامع الرواة 1/ 134، دائرة معارف الأعلمي 14/ 174، أسد الغابة ت (544) ، الاستيعاب ت (249) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 فزعم أن الواقديّ تفرّد بذكره في البدريين، فكأنه ظن أنه غير ابن حسان الّذي ذكره ابن إسحاق وموسى، وأبو عمر أخذه من كلام ابن شاهين، فإنه قال ثابت بن خنساء، وساق نسبه. شهد بدرا في رواية الواقدي. 880- ثابت بن الدّحداح [ (1) ] بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار. وكان بلويّا حالف بني عمرو بن عوف. ويقال ثابت بن الدحداحة. ويكنى أبا الدحداح، وأبا الدحداحة. روى الطّبرانيّ من طريق ابن إسحاق: حدثني موسى بن يسار، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في جنازة ثابت بن الدحداح ... الحديث. وهو في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة، لكنه لم يسمّه، قال: صلّينا على ابن الدحداح، وفي رواية: على أبي الدحداح. وروى الباورديّ من طريق ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي عدي، عن عكرمة- أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس- أن ثابت بن الدحداحة سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فنزلت: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ... [البقرة 222] الآية. وقال الواقديّ في غزوة أحد: حدثني عبد اللَّه بن عمار الخطميّ، قال: أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد، فقال: يا معشر الأنصار، إن كان محمد قتل فإنّ اللَّه حيّ لا يموت، فقاتلوا عن دينكم، فحمل بمن معه من المسلمين فطعنه خالد فأنفذه فوقع ميتا. قال الواقديّ: وبعض أصحابنا يقول: إنه خرج ثم برأ من جراحته. ومات بعد ذلك على فراشه مرجع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من الحديبيّة. فاللَّه أعلم. 881- ثابت بن دينار [ (2) ] يأتي في ثابت بن قيس. 882- ثابت بن ربيعة [ (3) ] من بني عوف بن الخزرج الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. 883- ثابت بن الربيع الأنصاريّ [ (4) ] . ذكره عبدان، وروى له من طريق ابن لهيعة عن   [ (1) ] معجم الثقات 248، تنقيح المقال 1493، دائرة معارف الأعلمي 14/ 174، أسد الغابة ت (545) ، الاستيعاب ت (254) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 61، أسد الغابة ت (546) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 62، معرفة الصحابة 3/ 246، أسد الغابة ت (548) ، الاستيعاب ت (255) . [ (4) ] أسد الغابة ت (547) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 يزيد بن أبي حبيب، قال: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ثابت بن الربيع يعوده فبكى النساء ... الحديث. وفيه: «فإذا وجب فعلا أسمعنّ صوت باكية» . قال أبو موسى: الحديث مشهور من رواية جابر بن عتيك، وفيه: إن المنزول به عبد اللَّه بن ثابت. قلت: هو في «الموطّأ» وغيره، وكأن ابن لهيعة خلط فيه، لكن يحتمل أن تكون القصة تعدّدت لاختلاف مخرج الحديث. 884- ثابت بن رفاعة الأنصاري [ (1) ] - ذكره ابن مندة وابن فتحون، وروى ابن مندة من طريق عبد الوهاب بن سعيد عن قتادة أنّ عمّ ثابت بن رفاعة أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنّ ثابتا يتيم في حجري فما يحلّ لي من ماله؟ قال: «أن تأكل بالمعروف من غير أن تقي مالك بماله [ (2) ] » . هذا مرسل، رجاله ثقات. 885- ثابت بن رويفع [ (3) ] ، ويقال رفيع الأنصاريّ. قال ابن أبي حاتم: ثابت بن رفيع له صحبة، سمعت أبي يقول: هو شاميّ، وهو عندي رويفع بن ثابت. وقال ابن السّكن: نزل مصر. وروى البخاريّ عن عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن زياد المصفر، عن الحسن البصريّ، أخبرني ثابت بن رفيع من أهل مصر، وكان يؤمّر على السرايا، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إيّاكم والغلول» [ (4) ] .... الحديث. هكذا أخرجه في تاريخه، وتابعه أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن مسعود وغيرهما عن عبيد اللَّه بن موسى. أخرجه ابن مندة وابن السّكن وغيرهما عن عبيد اللَّه بن موسى.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 62، معرفة الصحابة 3/ 242، أسد الغابة ت (549) . [ (2) ] ذكره السيوطي في الدر 2/ 122 والمتقي الهندي في الكنز (40500) . [ (3) ] الثقات 3/ 45، تجريد أسماء الصحابة 1/ 62، الوافي بالوفيات 10/ 458، الجرح والتعديل 2/ 451، جامع الرواة 1/ 138، التاريخ الكبير 162، تنقيح المقال 1498، دائرة معارف الأعلمي 14/ 175، بقي ابن مخلد 836، أسد الغابة ت (550) ، الاستيعاب ت (265) . [ (4) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 128، 5/ 318، 330، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1693. والدارميّ في سننه 2/ 230، والطبراني في الكبير 18/ 260، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11047، 11048. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 قال ابن السّكن: لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية. قلت: ولها طريق أخرى رواها أبو بكر الهذلي، عن عطاء الخراسانيّ، عن ثابت بن رفيع. وقال ابن يونس في تاريخ مصر: ثابت بن رويفع بن ثابت بن السّكن الأنصاريّ. روى عن أبي مليكة البلوي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وقد روى الحسن البصريّ عن ثابت بن رفيع من أهل مصر، وأظنه ثابت بن رويفع هذا، فإن أباه معروف الصحبة في المصريين. 886- ثابت بن زيد الحارثي، أبو زيد الّذي جمع القرآن. كذا سمّاه محمد بن سعد عن أبي زيد النحويّ، وزعم أنه جده. وقيل اسمه قيس، وهو قول الأكثر، وله ولد اسمه ثابت تابعي. 887- ثابت بن زيد بن قيس بن زيد [ (1) ] بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شهد أحدا، ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد عن رجاله. 888- ثابت بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي [ (2) ] ، أخو سعد بن زيد. شهد أحدا، ذكره ابن شاهين بالإسناد الماضي. 889- ثابت بن زيد [ (3) ] بن وديعة. يأتي في ابن وديعة، اختلف في اسم أبيه. 890- ثابت بن سفيان [ (4) ] بن عدي بن امرئ القيس بن عمرو بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، شهد هو وابناه سماك والحارث أحدا، وقتل الحارث يومئذ. ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله. 891- ثابت بن سماك [ (5) ] بن ثابت بن سفيان، حفيد الّذي قبله. ذكره ابن شاهين   [ (1) ] طبقات ابن سعد 7- 1- 17، الجرح والتعديل 2/ 451، أسد الغابة ت (551) . [ (2) ] أسد الغابة ت (552) ، الاستيعاب ت (252) . [ (3) ] أسد الغابة ت (553) . [ (4) ] أسد الغابة ت (554) . [ (5) ] أسد الغابة ت (555) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أيضا، وذكره أبو موسى فقال: كأن الأب والابن والجدّ شهدوا أحدا. قلت: وبهذا جزم العدويّ والطّبريّ. 892- ثابت بن الصّامت الأنصاري الخزرجيّ [ (1) ] ، أخو عبادة بن الصّامت. ذكره ابن الأثير في ترجمة الّذي بعده. 893- ثابت بن الصّامت بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهلي [ (2) ] . ذكره ابن السّكن وغيره، وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وروى ابن خزيمة، من طريق ابن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصّامت، عن أبيه عن جده، قال: صلّى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في مسجد بني عبد الأشهل وعليه كساء ملتفّا به يقيه برد الأرض. ومن هذا الوجه أخرجه ابن ماجة، لكن وقع عنده عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن ثابت. وسقط منه: عن أبيه، عن جدّه، فأوهم أنّ الصّحبة لعبد اللَّه بن عبد الرحمن، وليس كذلك. وقال ابن السّكن: يقال إن ثابت بن الصامت مات في الجاهلية، والصحبة لابنه عبد الرحمن، وجزم بهذا أبو عمر تبعا لابن سعد. قال ابن سعد في هذا الحديث: وهل، إما أن يكون عن ابن لعبد الرحمن بن عبد الرحمن عن أبيه عن جدّه، وإما أن يكون عن أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ليس فيه عن جدّه، لأنّ الّذي صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وروى عنه عبد الرحمن بن ثابت لا أبوه، وعمدة ابن سعد في ذلك قول هشام بن الكلبي إن ثابت بن الصّامت مات في الجاهليّة. وسيأتي في ترجمة عبد الرحمن بن ثابت أن الصّامت الّذي مات في الجاهلية هو والد عبادة، وليس هو أشهليا. وأغرب ابن قانع فذكر الصّامت والد ثابت هذا في الصحابة، وساق هذا الحديث من   [ (1) ] أسد الغابة ت (556) ، الجرح والتعديل 2/ 453، الثقات لابن حبان 3/ 45، تجريد أسماء الصحابة 1/ 63، تهذيب التهذيب 2/ 6، تقريب التهذيب 1/ 115، معرفة الصحابة 3/ 228. [ (2) ] الثقات 3/ 45، تجريد أسماء الصحابة 3/ 63، تهذيب الكمال 1/ 171، 4/ 356، الطبقات 1/ 78، تقريب التهذيب 1/ 15، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 148، تهذيب التهذيب 2/ 6، الوافي بالوفيات 10/ 458 الاستبصار 1/ 226، الكاشف 1/ 170، تلقيح فهوم الأثر 387، الاستيعاب ت (262) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 وجه آخر عن ابن أبي شيبة، فقال: عن عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، عن جدّه، فكأنه سقط من روايته ابن، وكأنه عن ابن عبد الرحمن. 894 ز- ثابت بن صهيب [ (1) ] بن كرز بن عبد مناة بن عمرو بن غيّان- بمعجمة ثمّ تحتانية مشددة- الساعدي. ذكر ابن سعد وابن شاهين أنه شهد أحدا، وكذا الطبريّ. 895- ثابت بن الضّحاك [ (2) ] بن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن عمرو بن الخزرج. قال ابن مندة: ذكره ابن سعد، ولا يعرف له حديث. ذكره البرقي وذكر له حديثا. وذكر الواقديّ أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا. 896- ثابت بن الضّحّاك [ (3) ] بن خليفة بن ثعلبة بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. شهد بيعة الرضوان، كما ثبت في صحيح مسلم من رواية أبي قلابة أنه حدثه بذلك. وذكر ابن مندة أن البخاريّ ذكر أنه شهد بدرا. وتعقّبه أبو نعيم فقال: إنما ذكر البخاريّ أنه شهد الحديبيّة. قلت: وذكر التّرمذيّ أيضا أنه شهد بدرا. وقال ابن شاهين، عن ابن أبي داود وابن السّكن من طريق أبي بكر بن أبي الأسود: كان ثابت بن الضّحاك الأشهلي رديف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الخندق ودليله إلى حمراء الأسد [ (4) ] ، وكان ممن بايع تحت الشّجرة.   [ (1) ] الطبقات الكبرى 8/ 371، دائرة معارف الأعلمي 14/ 175، أسد الغابة ت (557) ، الاستيعاب ت (251) . [ (2) ] أسد الغابة ت (558) ، الاستيعاب ت (260) . [ (3) ] أسد الغابة ت (559) ، الاستيعاب ت (261) ، الثقات 3/ 44، تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، تهذيب التهذيب 2/ 8، الوافي بالوفيات 10/ 458، عنوان النجابة 1/ 52، الاستبصار 1/ 18، التحفة اللطيفة 1/ 392، حلية الأولياء 1/ 351، الكاشف 1/ 171، التاريخ الكبير 2/ 165، الجرح والتعديل 2/ 453، تلقيح فهوم الأثر 368، المغازي للواقدي 448، مقدمة مسند بقي بن مخلد 93، تاريخ أبي زرعة 2/ 685، المعرفة والتاريخ 1/ 322، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65. [ (4) ] حمراء الأسد: الأسد أحد الأسد بالمد والإضافة وهو موضع على ثمانية أميال من المدينة والحمراء: اسم لمدينة لتلة بالأندلس وهي مدينة قديمة فيها آثار عجيبة وهي على نهر طنتس والحمراء أيضا: من قرى سنحان باليمن. انظر معجم البلدان 2/ 346. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 وقال أبو عمر- تبعا للواقديّ: ولد سنة ثلاث من الهجرة، ومات سنة خمس وأربعين. قلت: وهو غلط، فلعله ولد سنة ثلاث من البعثة، فإن من يشهد الحديبيّة سنة ستّ ويبايع فيها كيف يكون مولده بعد الهجرة بثلاث فيكون سنه في الحديبيّة ثلاث سنين؟ والأشبه أن الّذي ولد سنة ثلاث هو الّذي قبله. واللَّه أعلم. وقال أبو حاتم: بلغني عن ابن نمير أنه قال: هو والد زيد بن ثابت، فإن كان قال ذلك فقد غلط، فإن أبا قلابة لم يدرك زيد بن ثابت، فكيف يدرك أباه وهو يقول: حدثني ثابت بن الضّحاك؟ قلت: ولعل ابن نمير لم يرد ما فهموه عنه، وإنما أفاد أنّ له ابنا يسمى زيدا لا أنه والد زيد بن ثابت الفقيه المشهور. وقال البغويّ، عن أبي موسى هارون بن عبد اللَّه: يكنى أبا زيد، مات في أيام ابن الزبير. وكذا أرّخه الطّبريّ، وابن سعد، وأبو أحمد الحاكم، وزاد بعضهم سنة أربع وستين. وقال عمرو بن عليّ: مات سنة خمس وأربعين، ولعله تبع الواقديّ. 897- ثابت بن طريف المرادي [ (1) ] . يأتي في القسم الثالث. 898- ثابت بن [أبي] عاصم [ (2) ] . ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأورد له من طريق ثعلبة بن مسلم عنه حديثا، ولم يذكر فيه سماعا. وثعلبة من أتباع التابعين لم يلحق أحدا من الصحابة، قال أبو نعيم: هو بالتابعين أشبه. 899- ثابت بن عامر بن زيد الأنصاريّ [ (3) ] . شهد بدرا، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وتبعه أبو عمر، فقيل: إنه وهم، والصّواب ثابت بن عمرو بن زيد الآتي. 900- ثابت بن عبيد الأنصاريّ [ (4) ] . شهد بدرا ثم شهد صفين وقتل بها، ذكره أبو عمر.   [ (1) ] الأنساب 13/ 362، الثقات 4/ 94، تنقيح المقال 1511، الإكمال 3/ 403، دائرة معارف الأعلمي 14/ 175، أسد الغابة ت (560) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 63، معرفة الصحابة 3/ 254، أسد الغابة ت (561) . [ (3) ] تنقيح المقال 1512، دائرة معارف الأعلمي 17114. وأسد الغابة ت (562) ، الاستيعاب ت (257) . [ (4) ] أسد الغابة ت (563) ، الاستيعاب ت (259) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 901- ثابت بن عتيك [ (1) ] بن النعمان بن عمرو بن مبذول الأنصاريّ. قتل يوم جسر أبي عبيد سنة خمس عشرة، قاله موسى بن عقبة وعروة وغيرهما. 902- ثابت بن عدي بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية بن مالك [ (2) ] بن عمرو بن عوف [ (3) ] الأوسي. ذكر ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن يزيد عن رجاله- أنه شهد هو وإخوته: الحارث، وعبد الرحمن، وسهل- أحدا، وأمّهم أم عثمان بنت معاذ بن فروة الخزرجية. وكذا ذكره العدويّ والطّبريّ، وقال العدويّ: إنه قتل يوم جسر أبي عبيد. قلت: حرام بمهملتين. وخديج بفتح المعجمة وآخره جيم. 903- ثابت بن عمرو [ (4) ] بن زيد بن عديّ بن سواد بن مالك بن غنم بن عدي بن النجار، وعند أبي الأسود عن عروة بعد سواد في نسبه مخالفة، فإنه قال: سواد بن عصمة أبو عصمة الأنصاريّ، حليف لهم، وكان أصله من أشجع، ثم حالف الأنصار، وانتسب فيهم بالبنوة كما وقع لكثير من العرب، كالمقداد بن الأسود، وإلّا فسياق النسب إلى النجار يقتضي أنه أنصاريّ بالأصالة لا بالحلف. شهد بدرا، واستشهد بأحد في قول جميعهم إلا ابن إسحاق، قاله أبو عمر تبع في ذلك ابن جرير. وقد ذكره ابن إسحاق في البدريين، وأنه قتل بأحد، ولم يذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد. 904- ثابت بن قيس [ (5) ] بن الخطيم بن عديّ بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفري. ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله في الصّحابة. وقال أبو عمر: هو مذكور في الصحابة، استعمله سعيد بن العاصي على الكوفة لما   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 463، أسد الغابة ت (564) ، معرفة الصحابة 3/ 248. [ (2) ] أسد الغابة ت (565) . [ (3) ] في أابن مالك بن عوف بن عمرو الأوشي. [ (4) ] جامع الرواة 1/ 139، تراجم الأخبار 1/ 203، أسد الغابة ت (566) ، الاستيعاب ت (247) . [ (5) ] جامع الرواة 1/ 139، تراجم الأخبار 1/ 203، أسد الغابة ت (568) ، الاستيعاب ت (264) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 طلبه عثمان لشكوى أهل الكوفة منه، ولا أعلم له رواية، وكان أبوه من فحول الشعراء في الجاهلية. وقال مصعب الزّبيريّ: حدّثني عبد اللَّه بن محمد بن عمارة القدّاح، قال: عرض النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الإسلام على قيس بن الخطيم وهو بمكّة، فاستنظره حتى يقدم المدينة، فقتل قيس في بعض حروب الأوس والخزرج قبل الهجرة. قال: ومن ولده يزيد بن قيس، وبه كان يكنّى. وثابت بن قيس، جرح يوم أحد اثنتي عشرة جراحة، وسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يومئذ حاسرا،: فكان يقول له: «يا حاسر أقبل، يا حاسر، أدبر» ، وهو يضرب بسيفه بين يديه، وشهد المشاهد بعدها، واستعمله عليّ على المدائن فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة عاملا على الكوفة لمعاوية فعزّله. ومات ثابت في أيام معاوية. وحكى ابن سعد في «الطّبقات» ، عن مصعب نحو ذلك، وروى القداح أيضا عن محمّد بن صالح بن دينار بإسناده أنّ معاوية كان يكره ثابت بن قيس لما كان في حروبه مع علي، وأن الأنصار اجتمعت فأرادت أن تكتب إلى معاوية بسبب حبسه لحقوقهم، فأشار عليهم ثابت أن يكاتبه شخص واحد منهم لئلا يقع في جوابه ما يكرهون، فذكر قصة طويلة وأنه توجّه بكتابهم إليه، ووقعت بينهما مخاطبة. وروى الحربيّ في غريب الحديث من طريق ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، سمع أنسا قال: كان الخزرج قتلوا قيس بن الخطيم في الجاهليّة، فلما أسلم ابنه بعثوا إليه بسلاحه، فقال: لولا الإسلام لأنكرتم ما صنعتم. وقيل: إن رواية عدي بن ثابت عن أبيه عن جدّه التي وقعت في السّنن المراد بجدّه ثابت بن قيس هذا، فإنه عدي بن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم. جزم بذلك أبو أحمد الدمياطيّ تبعا لبعض أهل النسب كابن الكلبيّ. وفيه خلف كثير. وقيل: هو ثابت بن عازب، أخو البراء، وقيل ثابت بن عبيد بن عازب ابن أخي البراء، وقيل اسم جدّه عدي بن عمرو بن أخطب. وقيل: جده هو جده لأمه عبد اللَّه بن يزيد. وقيل هو ثابت بن دينار. وقيل غير ذلك. ويعكر على قول الدمياطيّ اتفاق أهل النسب كابن الكلبيّ وابن سعد على أن أبان بن ثابت بن قيس درج ولا عقب له. 905 ز- ثابت بن قيس بن زيد بن النعمان الخزرجي، أبو زيد. ذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: له صحبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 مات في أول خلافة عثمان. وليس هو الّذي جمع القرآن. ذاك اسمه قيس بن السكن. 906- ثابت بن قيس بن شمّاس بن زهير [ (1) ] بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجي. خطيب الأنصار. روى ابن السّكن من طريق ابن أبي عدي عن حميد عن أنس قال: خطب ثابت بن قيس مقدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة، فقال: نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا؟ قال: «الجنّة» . قالوا: رضينا. وقال جعفر بن سليمان، عن ثابت عن أنس: كان ثابت بن قيس خطيب الأنصار يكنى أبا محمد، وقيل أبا عبد الرحمن، لم يذكره أصحاب المغازي في البدريّين، وقالوا: أول مشاهده أحد، وشهد ما بعدها، وبشّره النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالجنة في قصة شهيرة رواها موسى بن أنس عن أبيه، أخرج أصل الحديث مسلم. وفي التّرمذيّ بإسناد حسن عن أبي هريرة رفعه: «نعم الرّجل ثابت بن قيس» [ (2) ] ، وفي البخاريّ مختصرا، والطّبرانيّ مطوّلا، عن أنس قال: لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت بن قيس: ألا ترى يا عم، ووجدته يتحنّط، فقال: ما هكذا كنّا نقاتل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، بئس ما عوّدتم أقرانكم. اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، ومما صنع هؤلاء، ثم قاتل حتى قتل. وكان عليه درع نفيسة، فمرّ به رجل مسلم فأخذها، فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه، فقال: إني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيّعه، إني لما قتلت أخذ درعي فلان، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس تستنّ وقد كفأ على الدرع برمة، وفوقها رحل، فائت خالدا فمره فليأخذها، وليقل لأبي بكر: إنّ عليّ من الدّين كذا وكذا، وفلان عتيق.   [ (1) ] طبقات ابن سعد 5/ 206، طبقات خليفة 94، تاريخ خليفة 107، 108، 114، التاريخ الكبير 2/ 167، التاريخ الصغير 1/ 35، 38، الجرح والتعديل 2/ 456، مشاهير علماء الأمصار ت 41، الاستبصار 117، تهذيب الأسماء واللغات 1- 139- 140، تهذيب الكمال 175، تاريخ الإسلام 1/ 371، العبر 1/ 14، تهذيب التهذيب 2/ 12، خلاصة تذهيب الكمال 57، أسد الغابة ت (569) ، الاستيعاب ت (253) . [ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 625 كتاب المناقب (50) باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي عبيدة بن الجراح رضي اللَّه عنهم (33) حديث رقم 3795. وقال أبو عيسى هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث سهيل وأحمد في المسند 2/ 419 عن أبي هريرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 فاستيقظ الرجل، فأتى خالدا، فأخبره، فبعث إلى الدرع فأتى بها، وحدّث أبا بكر برؤياه، فأجاز وصيته. ورواه البغويّ من وجه آخر عن عطاء الخراسانيّ، عن بنت ثابت بن قيس- مطوّلا. 907 ز- ثابت بن قيس وقيل: ابن كامل، أبو الورد. يأتي في الكنى. وقيل: اسمه عبيد. وقيل غير ذلك. 908- ثابت بن مخلّد [ (1) ] بن زيد بن مخلّد بن حارثة بن عمرو الأنصاري الخطميّ. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقال: إنه قتل يوم الحرّة، وقال: سمعت عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث يقوله. وروى ابن شاهين من طريق نصر بن علي، عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن ابن المنكدر، عن أبي أيوب، عن ثابت بن مخلّد الأنصاريّ- رفعه: «من ستر مسلما ستره اللَّه..» الحديث. وفيه نظر، فقد رواه أحمد في مسندة عن محمد بن بكر بهذا الإسناد، فقال: عن مسلمة بن مخلّد. والحديث مشهور له، وله فيه مع أبي أيوب قصة رويناها في كتاب «الرحلة» للخطيب. 909- ثابت بن مسعود [ (2) ] يأتي ذكره في القسم الأخير. 910- ثابت بن النعمان [ (3) ] [بن أمية] [ (4) ] ، ويقال إنه اسم أبي حبّة البدريّ. 911- ثابت بن النعمان [ (5) ] بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، يكنى أبا حبّة، شهد فتح مصر، قاله ابن البرقي، وابن يونس: وليس هو البدريّ، ذاك من ولد كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف باتفاق. ووهم ابن مندة فوحّدهما، وذكر ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد أبا الصباح بن ثابت بن النعمان: وساق هذا النسب بعينه، فعلى هذا يكون أبوه عاش بعده بمدّة.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 64 المشتبه 580، أسد الغابة ت (570) . [ (2) ] أسد الغابة ت (572) ، الاستيعاب ت (266) . [ (3) ] أسد الغابة ت (577) . [ (4) ] سقط في. [ (5) ] أسد الغابة ت (575) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، المشتبه 211، الوافي بالوفيات 10/ 455. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 912- ثابت بن النّعمان بن الحارث بن عبد رزح بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ [ (1) ] ذكره ابن شاهين بإسناده المتقدم. وقال القدّاح: شهد أحدا، والمشاهد بعدها. زاد العدويّ: واستشهد يوم جسر أبي عبيد، واستدركه أبو موسى. 913- ثابت بن النعمان [ (2) ] بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري. ذكره ابن شاهين أيضا، وقال أبو موسى: أظنه [هو] [ (3) ] الّذي قبله، وردّ ذلك ابن الأثير، وقد فرّق بينهما أيضا أبو عمر. 914- ثابت بن هزّال [ (4) ] بن عمرو بن عمر بن قربوس بن لوذان بن سالم بن عوف الأنصاريّ. ذكره ابن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، واستشهد باليمامة. وذكر ابن عبد البرّ أنه من بني عمرو بن عوف. 915- ثابت بن وديعة يأتي في ابن يزيد. 916- ثابت بن وديعة بن خذام [ (5) ] ، أحد بني أمية بن زيد بن مالك. ذكره ابن سعد، وقال: كان أبوه من المنافقين. وفرق بينه وبين ثابت بن يزيد والمعروف بن وديعة. وردّه ابن الأثير. والّذي يظهر لي أنهما اثنان، لاختلاف نسبهما [ (6) ] ، ولأن الظاهر أن وديعة والد هذا. وأما ذاك فسيأتي في وديعة اسم أمه.   [ (1) ] أسد الغابة ت (576) ، الاستيعاب ت (268) . [ (2) ] الطبقات الكبرى 8/ 343، دائرة معارف الأعلمي 14/ 178. [ (3) ] سقط في أ، الاستيعاب ت (256) . [ (4) ] الثقات 3/ 145، تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، الوافي بالوفيات 10/ 456، الاستبصار 1/ 199، أصحاب بدر 38، أسد الغابة ت (578) ، الاستيعاب ت (246) . [ (5) ] الثقات 3/ 43، تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، تهذيب الكمال 1/ 173، تقريب التهذيب 1/ 117، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 4/ 151، تهذيب الكمال 4/ 381، تهذيب التهذيب 1712، الوافي بالوفيات 10/ 406، التحفة اللطيفة 1/ 392، 397، الاستبصار 1/ 296، حلية الأولياء 1/ 351، الكاشف 1/ 172، التاريخ الكبير 2/ 170، تراجم الأخبار 1/ 214، تلقيح مفهوم الأثر 375، تهذيب الكمال 1/ 173، بقي بن مخلد 452، أسد الغابة ت (580) ، الاستيعاب ت (263) . [ (6) ] في أنسبيهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 917- ثابت بن وقش [ (1) ] بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. ذكر ابن إسحاق في «المغازيّ» قال: حدّثني عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، قال: لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أحد رفع ثابت بن وقش وحسل بن جابر وهو والد حذيفة بن اليمان في الآطام مع النساء والصبيان، وكانا شيخين كبيرين، فقال أحدهما للآخر: لا أبا لك! ما ننتظر؟ إنما نحن هامة اليوم أو غدا، فلحقا بالمسلمين ليرزقا الشّهادة، فلما دخلا في الناس قتل المشركون ثابت بن وقش، والتفت أسياف المسلمين على والد حذيفة، فقال حذيفة: أبي، أبي، فقتلوه وهم لا يعرفونه، فقال حذيفة: يغفر اللَّه لكم. وتصدق بديته على المسلمين. وقصة والد حذيفة في ذلك في الصحيح من حديث عائشة، لكن ليس فيه ذكر ثابت. 918- ثابت بن يزيد بن وديعة [ (2) ] . ويقال ابن زيد بن عمرو بن قيس بن جزيّ بن عدي بن مالك بن سالم. وهو الحبلي، ابن عوف بن عمرو بن الجموح الأنصاريّ، يكنى أبا سعد. ذكر التّرمذيّ أن وديعة أمه، وبها يعرف. ويأتي في الروايات. وأخرج له أبو داود وغيره حديثا في الضبّ، فعند الأكثر: عن ثابت بن وديعة. ووقع في رواية ورقاء عن حصين، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن يزيد الأنصاريّ، فعرف أنه هو. وقال ابن أبي حاتم: ثابت بن يزيد له صحبة. روى عنه عامر بن سعد، وهو هذا. 919- ثابت بن يزيد في قصة عمر في كتابته كتاب الشهود. يأتي في عبد اللَّه بن ثابت. 920- ثابت بن يزيد [ (3) ] لم ينسب، أخرج الباوردي وابن مندة والطبرانيّ في مسند الشاميّين من طريق نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ، قال: قال ثابت بن يزيد: يا رسول اللَّه، إن رجلي عرجاء لا تمسّ بطن الأرض. قال: فدعا لي، فبرئت حتى استوت مثل الأخرى.   [ (1) ] الاستيعاب ت (258) ، دائرة معارف الأعلمي 14/ 178. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، الجرح والتعديل 2/ 459، بقي بن مخلد 193، جامع الرواة 1/ 139، التاريخ الكبير 2/ 170، الاستيعاب، دائرة معارف الأعلمي 14/ 178، أسد الغابة ت (582) . [ (3) ] أسد الغابة ت (583) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 قال ابن مندة: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال: ويحتمل أن يكون هو ابن وديعة. 921- ثابت بن يسار قيل نزل فيه قوله تعالى: وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ... [البقرة: 231] الآية. روى ذلك الطّبريّ، وابن المنذر، من طريق السّدّيّ، قال: كان رجل يقال له ثابت بن يسار طلّق امرأته. فلما كادت عدتها تنقضي راجعها ثم طلقها، فعل ذلك مرارا فنزلت. وذكره الثّعلبيّ بغير إسناد، وأما الآية التي تليها، وفيها: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ [البقرة: 232] فنزلت في معقل بن يسار. 922- ثابت مولى الأخنس بن شريق. ذكر عبدان أنه شهد بدرا، ولا تعرف له رواية، وقد شهد فتح مصر، أخرجه أبو موسى. 923- ثابت الحجبي [ (1) ] ذكر في الحديث لعقبة بن عامر. أخرجه الطّبرانيّ في مسند عقبة من طريق سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي، عن إبراهيم بن محمد بن ثابت الحجبي، حدثني أبي عن عقبة بن عامر، أنه خرج مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة تبوك، ودار الرعي عليّ وعلى ثابت الحجبي، فقلت لصاحبي: اكفني حتى أجلس إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... الحديث. 924 ز- ثابت [ (2) ] قيل: هو اسم أبي رافع مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. [الثاء بعدها الراء] 925- ثروان بن فزارة [ (3) ] بن عبد يغوث بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة. ذكر ابن الكلبيّ والطبريّ أن له وفادة، وهو القائل: إليك رسول اللَّه خبّت مطيّتي ... مسافة أرباع تروح وتغتدي [الطويل] وكذا ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله. واستدركه ابن فتحون وأبو موسى. [الثاء بعدها العين المهملة] 926- ثعلبة بن أوس [ (2) ] ويقال ابن ناشب. يأتي.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت (585) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 927- ثعلبة بن أبي بلتعة [ (1) ] ، أخو حاطب. ذكره أبو عيسى الترمذي في الصّحابة، وقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وجلّ روايته عن الصحابة. 928- ثعلبة بن ثابت. يأتي في أم كجّة من كنى النساء. 929- ثعلبة بن الحارث [ (2) ] . يأتي في ابن زيد بن الحارث. 930- ثعلبة بن حاطب [ (3) ] بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريين، وكذا ذكره ابن الكلبيّ، وزاد أنه قتل بأحد. 931- ثعلبة بن حاطب: أو ابن أبي حاطب الأنصاري. ذكر ابن إسحاق فيمن بنى مسجد الضرار. وروى الباوردي وابن السكن وابن شاهين وغيرهم في ترجمة الّذي قبله من طريق معان بن رفاعة، عن عليّ بن زيد، عن القاسم، عن أبي أمامة- أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري قال: يا رسول اللَّه ادع اللَّه أن يرزقني مالا. فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «قليل تؤدّي شكره خير من كثير لا تطيقه..» [ (4) ] . فذكر الحديث بطوله في دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم له وكثرة ماله ومنعه الصدقة، ونزول قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ ... [التوبة: 75] الآية. وفيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مات ولم يقبض منه الصدقة ولا أبو بكر ولا عمر، وأنه مات في خلافة عثمان. وفي كون صاحب هذه القصة- إن صحّ الخبر ولا أظنه يصحّ- هو البدري المذكور قبله- نظر، وقد تأكدت المغايرة بينهما يقول ابن الكلبيّ: إن البدريّ استشهد بأحد، ويقوّي ذلك أيضا أن ابن مردويه روى في تفسيره من طريق عطية عن ابن عبّاس في الآية المذكورة. قال: وذلك أن رجلا يقال له ثعلبة بن أبي حاطب من الأنصار أتى مجلسا فأشهدهم فقال:   [ (1) ] أسد الغابة ترجمة رقم (586) . [ (2) ] أسد الغابة ت (589) . [ (3) ] أسد الغابة ت (590) ، الاستيعاب ت (273) ، الثقات 3/ 46، تجريد أسماء الصحابة 1/ 66، الوافي بالوفيات 11/ 10، التحفة اللطيفة 1/ 398، الاستبصار 1/ 280، أصحاب بدر 154. [ (4) ] أخرجه الطبري في التفسير 10/ 130 والبغوي في التفسير 3/ 124 والسيوطي في الدر 3/ 261 وابن عساكر كما في التهذيب 4/ 20. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ [التوبة: 75] الآية. فذكر القصّة بطولها، فقال: إنه ثعلبة بن أبي حاطب. والبدريّ اتفقوا على أنه ثعلبة بن حاطب، وقد ثبت أنه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا يدخل النّار أحد شهد بدرا والحديبيّة» [ (1) ] . وحكى عن ربّه أنه قال لأهل بدر: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» [ (2) ] . فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه اللَّه نفاقا في قلبه، وينزل فيه ما نزل؟ فالظاهر أنه غيره. واللَّه أعلم. 932 ز- ثعلبة بن حرام. يأتي في ابن زيد. 933- ثعلبة بن الحكم [ (3) ] بن عرفطة بن الحارث بن لقيط بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن عبد مناف بن كنانة الكناني الليثي. قال البخاريّ له صحبة. وقال في «تاريخه الصغير» : أسره الصحابة وهو صغير، وساق ذلك بسنده في «الكبير» وذكره في «الأوسط» فيمن مات بين السّبعين إلى الثمانين. وله في ابن ماجة حديث بإسناد صحيح من رواية سماك بن حرب، سمعت ثعلبة بن الحكم، قال: كنّا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فانتهب الناس غنما فنهى عنها. 934 ز- ثعلبة بن خدام الأنصاري- أحد من تخلّف في غزوة تبوك. تقدم ذكره في ترجمة أوس بن خدام. 935- ثعلبة بن زهدم التميمي [ (4) ] الحنظليّ، من بني ثعلبة بن يربوع بن حنظلة.   [ (1) ] أورده ابن حجر في فتح الباري 7/ 443. [ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37957، 37958 وعزاه للبزار وابن جرير وأبي يعلى والشاشي والطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك وابن مردويه وذكر البرقاني أن مسلم أخرجه في بعض نسخه وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 146، 147. [ (3) ] الثقات 9/ 46، تجريد أسماء الصحابة 1/ 66، الاستيعاب 1/ 212، تهذيب الكمال 1/ 174، الطبقات 1/ 30، 127، تقريب التهذيب 1/ 118، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 152، تهذيب الكمال 4/ 390، تهذيب التهذيب 2/ 22، الوافي بالوفيات 11/ 12، الجرح والتعديل 2/ 462، تلقيح فهوم الأثر 372، تراجم الأخبار 1/ 12، بقي بن مخلد 295، جامع الرواة 1/ 140، التاريخ الكبير 2/ 173، التاريخ الصغير 1/ 17، أسد الغابة ت (592) ، الاستيعاب ت (278) ، مشاهير علماء الأمصار 306، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188. [ (4) ] الثقات 3/ 46، تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، تهذيب الكمال 1/ 174، الطبقات 1/ 46، تقريب التهذيب 1/ 118، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 152، تهذيب الكمال 4/ 391، الوافي بالوفيات 11/ 8، تهذيب التهذيب 2/ 22، بقي بن مخلد 822، أسد الغابة ت (595) ، الاستيعاب ت (277) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 قال ابن أبي فديك: يقال له صحبة. وقال البخاريّ: قال الثوريّ: له صحبة ولا يصح. ذكره مسلم والعجليّ وغيرهما في التابعين: وله في النسائي حديث بإسناد صحيح إليه. 936 ز- ثعلبة بن زيد [ (1) ] بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، قال: وقتل بالطائف وثعلبة هذا هو الملقب بالجذع، وهو والد ثابت الّذي تقدم ذكره. وذكره ابن مندة، فقال: ثعلبة بن الجدع، جعل لقبه اسما لأبيه، وأعاده فقال: ثعلبة بن الحارث، نسبه إلى جدّ. واستدركه أبو موسى وابن فتحون، فقال: ثعلبة بن حرام، نسبه إلى جد أبيه، فصار الواحد ثلاثة. 937- ثعلبة بن زيد الأنصاريّ [ (2) ] ، أحد بني عمرو بن عوف. قال ابن مندة: له ذكر في «المغازي» . وذكر عبد الغني بن سعيد الثقفيّ- في تفسيره بإسناده إلى ابن عباس- أنه أحد من نزل في قوله تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ... [التوبة: 92] الآية. وذكر عبدان عن أحمد بن سيار، قال: ثعلبة بن زيد من بني حرام، من الأنصار أحد البكّاءين. استدركه أبو موسى. قلت: الّذي من بني حرام هو الّذي قبله. وأما الّذي من بني عمرو بن عوف فهو صاحب الترجمة. فيحتمل أن يكونا جميعا من البكّاءين، ويحتمل أن يكون صاحب الترجمة تحرّف اسمه. وقد ذكر مجمّع بن حارثة أسماء البكّاءين ولم يعدّ فيهم ثعلبة بن زيد، وإنما عدّ علية بن زيد الحارثي، أخرجه ابن مردويه في تفسيره واللَّه أعلم. 938- ثعلبة بن ساعدة [ (3) ] بن مالك. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بأحد. أخرجه الطّبرانيّ وابن مندة، وقال أبو نعيم: أظنه أخا سهل بن سعد، وكأن التحريف فيه من ابن لهيعة الراويّ عن أبي الأسود.   [ (1) ] جامع الرواة 1/ 14، الطبقات الكبرى 3/ 569، تنقيح المقال 1545، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، أسد الغابة ت [598] . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، معرفة الصحابة 3/ 270، أسد الغابة ت (597) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، معرفة الصحابة 3/ 275، أسد الغابة ت (599) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 قلت: جزم أبو عمر بأنه عم أبي حميد الساعديّ، فافترقا. 939- ثعلبة بن سعد [ (1) ] بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الخزرجي الساعديّ، أخو سهل بن سعد. شهد بدرا، واستشهد بأحد، وروى الطّبرانيّ من طريق عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جدّه، فقال: شهد أخي بدرا وقتل يوم أحد. وذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد. 940- ثعلبة بن سعية [ (2) ] . أحد من أسلم من اليهود، تقدم في ترجمة أسد بن سعية. 941- ثعلبة بن سلام [ (3) ] ، أخو عبد اللَّه بن سلام، روى الطّبرانيّ من قول ابن جريج مقطوعا أنه أحد من نزل فيه قوله تعالى: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ [آل عمران: 113] ذكره أبو عمر. 942 ز- ثعلبة بن سويد الأنصاري ّ - ذكره ابن فتحون في الصحابة وقد تقدم ذكره. في ترجمة أوس بن سويد. 943- ثعلبة بن سهيل [ (4) ]- قيل هو اسم أبي أمامة الحارثي. والمشهور أن اسم أبي أمامة إياس بن ثعلبة، وسيأتي في الكنى، وسيأتي في آخر من اسمه ثعلبة- السبب في الاختلاف [ (5) ] فيه. 944- ثعلبة بن صعير [ (6) ] : بمهملتين مصغرا، ويقال ابن أبي صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن سلامان القضاعيّ العذريّ، حليف بني زهرة. قال الدّار الدّارقطنيّ: له صحبة، ولابنه عبد اللَّه رؤية.   [ (1) ] الجرح والتعديل 2/ 1866، الطبقات الكبرى 3/ 625، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، أسد الغابة ت (600) ، الاستيعاب ت (271) . [ (2) ] أسد الغابة ت (601) ، الاستيعاب ت (275) . [ (3) ] أسد الغابة ت (602) ، الاستيعاب ت (274) . [ (4) ] أسد الغابة ت (603) ، الاستيعاب ت (276) ، الثقات 3/ 447، تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، الوافي بالوفيات 11/ 11، التاريخ الكبير 2/ 175، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 152. [ (5) ] في أفي ذلك الاختلاف. [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، الطبقات 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 118، تهذيب الكمال 1/ 174، 4/ 394، تهذيب التهذيب 2/ 23، الوافي بالوفيات 11/ 12، الإكمال 5/ 182، الكاشف 1/ 173، الأنساب 4/ 145، بقي بن مخلد 521، أسد الغابة ت (604) ، الاستيعاب ت (279) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 وروى ابن أبي عاصم، والباورديّ وغيرهما من طريق بكر بن وائل، عن الزهريّ، عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير، عن أبيه في صدقة الفطر، قال: تفرد به همام عن بكر. قلت: وتابع بكر بحر بن كنين السقّاء عن الزهريّ. أخرجه الحسن بن سفيان، ومن طريقه أبو نعيم. وروى أبو داود الحديث المذكور من طريق النعمان بن راشد، عن الزهريّ، فقال: عن ثعلبة بن أبي صعير، عن أبيه. وفي رواية عنده: عن عبد اللَّه بن ثعلبة، أو ثعلبة بن عبد اللَّه. وقال ابن السّكن: ثعلبة بن عبد اللَّه بن أبي صعير، العذريّ لم يصحّ سماعه، ثم روى بسنده إلى ابن معين، قال: ثعلبة بن أبي صعير رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى ابن شاهين من طريق يحيى بن خارجة عن الزهري، فقال: عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن أبي صعير. قال ابن شاهين: أرسله يحيى بن خارجة. وسيأتي له ذكر في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن ثعلبة. وقال البخاريّ في «التّاريخ» : عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا، إلا أن يكون عن أبيه، فهو أشبه. أما ثعلبة بن أبي صعير فليس من هؤلاء. قلت: فهذا يقتضي أن يكون ثعلبة بن صعير غير ثعلبة بن أبي صعير. واللَّه أعلم. 945- ثعلبة بن عبد اللَّه بن سام [ (1) ]- يأتي في ثعلبة بن أبي مالك. 946- ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاريّ: [ (2) ] . يقال إنه كان يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى ابن شاهين، وأبو نعيم مطوّلا، من جهة سليم بن منصور بن عمار، عن أبيه، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه عن جابر- أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن كان يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فبعثه في حاجة، فمرّ بباب رجل من الأنصار، فرأى امرأته تغتسل فكرّر النظر إليها، ثم خاف أن ينزل الوحي، فهرب على وجهه حتى أتى جبالا بين مكّة المدينة فقطنها، ففقده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا ودّعه ربّه وقلاه. ثم إنّ جبريل نزل عليه. فقال: يا محمد، إن الهارب بين الجبال يتعوّذ بي من النّار. فأرسل إليه عمر، فقال: «انطلق أنت وسلمان فائتياني به» فلقيهما راع يقال له دفافة،   [ (1) ] أسد الغابة ت (605) . [ (2) ] أسد الغابة ت (606) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 فقال: لعلكما تريدان الهارب من جهنّم ... فذكر الحديث بطوله في إتيانهما به وقصة مرضه وموته من خوفه من ذنبه قال ابن مندة- بعد أن رواه مختصرا: تفرّد به منصور. قلت: وفيه ضعف، وشيخه أضعف منه، وفي السياق ما يدلّ على وهن الخبر، لأن نزول: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى [الضحى: 3] كان قبل الهجرة بلا خلاف. 947- ثعلبة بن عبيد بن عدي قال الذهبي في «التجريد» : ذكره ابن الجوزيّ في «التلقيح» . قلت: وأنا أخشى أن يكون وقع في اسم أبيه تصحيف، وهو ثعلبة بن عنمة بن عدي الآتي بعد قليل. 948- ثعلبة بن عمرو الجذامي. ذكره ابن إسحاق في المغازي فيمن أسره زيد بن حارثة من بني جذام بعد إسلامهم، وأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمره بإطلاقهم. 949 ز- ثعلبة بن عمرو بن [ (1) ] محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النّجار الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة في البدريين، وذكر أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد، وقال الواقديّ: توفّي في خلافة عثمان. 950 ز- ثعلبة بن عمرو [ (2) ]- وقيل هو اسم أبي عمرة الأنصاري حكاه البغويّ. 951- ثعلبة بن عنمة [ (3) ]- بفتح المهملة والنون- ابن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة وعروة وغيرهما فيمن شهد بدرا والعقبة، وكان ممن يكسّر أصنام بني سلمة.   [ (1) ] الثقات 3/ 46، 48، تهذيب الكمال 1/ 174، تقريب التهذيب 1/ 119، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 152، تهذيب التهذيب 2/ 24، التمييز والفصل 2/ 535، الوافي بالوفيات 11/ 10، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 64، التحفة اللطيفة 1/ 400، الاستبصار 1/ 76، أصحاب بدر 220، الكاشف 1/ 173، تراجم الأخبار 1/ 212، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، جامع الرواة 1/ 140، الطبقات الكبرى 8/ 418، 589، المشتبه 38، تنقيح المقال 1548، مشاهير علماء الأمصار 98، معجم رجال الحديث 3/ 407، أسد الغابة ت (609) . [ (2) ] أسد الغابة ت (610) ، الاستيعاب ت (272) . [ (3) ] جامع الرواة 1/ 140، الطبقات الكبرى 2/ 70، 3/ 589، المشتبه 38، تنقيح المقال 1549، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، أسد الغابة ت (611) ، الاستيعاب ت (270) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 وقال ابن إسحاق: قتل يوم الخندق، قتله هبيرة بن أبي وهب. وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة: قتل بخيبر. وذكر ابن الكلبيّ أنه ممن سأل عن الهلال كيف يبدو صغيرا ثم يكبر، فنزل قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ... [البقرة: 189] الآية. 952 ز- ثعلبة بن قيس- يأتي ذكره في سلمة بن سلام إن شاء اللَّه تعالى. 953- ثعلبة بن قيظي [ (1) ] بن صخر بن سلمة الأنصاري- ذكره مطيّن [والطّبرانيّ وغيرهما من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين] [ (2) ] من أهل بدر. والإسناد إلى [ (3) ] عبيد اللَّه ضعيف جدا. 954- ثعلبة بن أبي مالك القرظي [ (4) ] . مختلف في صحبته. قال ابن معين: له رؤية، وقال ابن سعد: قدم أبو مالك- واسمه عبد اللَّه بن سام- من اليمن، وهو من كندة فتزوج امرأة من قريظة فعرف بهم. وقال مصعب الزّبيريّ: كان ممن لم ينبت يوم قريظة فترك كما ترك عطية ونحوه. قلت: وعطيّة سيأتي ذكره. وروى البغويّ وغيره من طريق ابن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتاه أهل مهزور [ (5) ] فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبين لم يحبس الأعلى [ (6) ] . تابعه الوليد بن كثير، عن أبي مالك، ورواه ابن أبي عاصم من طريق صفوان بن سليم عن ثعلبة نحوه. ورجاله ثقات.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 69، معرفة أسماء الصحابة 3/ 270، أسد الغابة ت (612) . [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] في أوالإسناد إلى أبي عبيد اللَّه. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 69، تهذيب الكمال 1/ 174، الطبقات 1/ 255، تقريب التهذيب 1/ 119، الخلاصة 1/ 152، تهذيب الكمال 4/ 397، تهذيب التهذيب 2/ 25، الوافي بالوفيات 11/ 9، التحفة اللطيفة 1/ 400، الكاشف 1/ 173، طبقات ابن سعد 5/ 79، التاريخ لابن معين 2/ 71، تاريخ الإسلام 3/ 309، طبقات خليفة 255، 949، 209 ثعلبة بن وديعة الأنصاري، تنقيح المقال 1552، أسد الغابة ت (613) ، الاستيعاب ت (280) . [ (5) ] مهزور: بفتح أوّله وسكون ثانيه ثم زاي مضمومة وواو ساكنة وراء. ومهزور ومذينب واديان بالمدينة يسيلان بالمطر خاصة ومهزور وادي قريظة في سيله اختصم الزّبير والأنصاري إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. فقضى للزّبير وأشرفت المدينة على الغرق منه فاتخذ له عثمان ردما وقيل مهزور: سوق بالمدينة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1340. [ (6) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9166 وعزاه لأبي نعيم في الحلية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 ورواه ابن ماجة من وجه آخر عن محمد بن عقبة بن أبي مالك عن عمه ثعلبة بن أبي مالك به. وذكر ابن حبّان في ثقات «التّابعين» . وقال أبو حاتم: هو تابعي، وحديثه مرسل. قلت: وحديثه عن عمر في صحيح البخاريّ. ومن يقتل أبوه بقريظة ويكون هو بصدد من يقتل لولا الإنبات لا يمتنع أن يصحّ سماعه، فلهذا الاحتمال ذكرته هنا. 955 ز- ثعلبة بن وديعة الأنصاريّ [ (1) ] . أحد من تخلّف عن تبوك. تقدم ذكره في ترجمة أوس بن خدام. 956- ثعلبة التميمي العنبريّ [ (2) ] ، جد الهرماس بن حبيب العنبري، سماه إسحاق بن راهويه في روايته عن النضر بن شميل [ (3) ] عن الهرماس عن أبيه عن جده، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بغريم لي، فقال لي: «الزمه ... » [ (4) ] الحديث. قال ابن مندة: وخالفه الحسن بن عمر بن شقيق عن النضر، فقال: عن الهرماس بن حبيب عن أبيه عن جدّه الهرماس بن زياد. وكذا أخرجه ابن مندة من طريق قعنب بن المحرر، عن قتيبة بن الهرماس بن حبيب بن الهرماس بن زياد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، الهرماس بن زياد. ورواه جماعة عن النضر، فلم يسموا جد الهرماس بن حبيب. فاللَّه أعلم. 957 ز - ثعلبة الأنصاري، والد عبد اللَّه، يقال اسم أبيه سهيل. ذكره ابن أبي حاتم، روى الباورديّ وأبو مسلم الكجّيّ، من طريق خالد بن الحارث، والحاكم في المستدرك، والحسن بن سفيان، وأبو أحمد الحاكم في الكنى، من طريق عبد اللَّه بن حمران، كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، أخبرني عبد اللَّه بن ثعلبة الأنصاريّ، سمعت عبد الرحمن بن كعب يقول: سمعت أباك ثعلبة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «أيّما امرئ اقتطع حقّ امرئ بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيّرها شيء إلى يوم القيامة ... » .   [ (1) ] أسد الغابة ت (614) . [ (2) ] في أالتيمي. [ (3) ] في أإسماعيل. [ (4) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 79، والمتقي الهندي في كنز العمال (46351) ، وعزاه للطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن ثعلبة الأنصاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 ووقع في مسند بقيّ بن مخلّد: ثعلبة بن عبد اللَّه. فاللَّه أعلم. وحكى أبو أحمد الحاكم أن الحسين بن محمد القبّاني قال: إن ثعلبة هذا هو أبو أمامة الحارثيّ، لكن المعروف أن اسم أبي أمامة إياس بن ثعلبة. وقد جزم بأنه غيره البغويّ، وابن أبي حاتم، وابن شاهين، وغير واحد ممن ألّف في الصّحابة. وبين الحديثين مغايرة في المتن والإسناد، فيحتمل أن يكون غيره، وبالمغايرة جزم أبو حاتم وغيره. واللَّه أعلم. 958- ثعلبة الأنصاري [ (1) ] : والد عبد الرحمن [ (2) ] نزيل مصر. روى عنه ابنه عبد الرحمن حديثا في السّرقة، أخرجه ابن ماجة وابن مندة، من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن. وذكر أبو عمر أنه ثعلبة بن عمرو بن محصن، وأما ابن أبي حاتم فغاير بينهما، وكذا الطبراني، وهو الصواب. 959- ز ثعلبة [ (2) ]- غير منسوب. ذكره ابن مندة وأبو نعيم في المبهمات في ابن ثعلبة، وأخرجاه من طريق يحيى بن جابر، عن ابن ثعلبة، أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال له: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي بالشهادة. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ائتني بشعرات» فأتاه بها، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «اكشف عن عضدك» . قال: فربطه في عضده، ثم نفث فيه، ثم قال: «اللَّهمّ حرّم دم ثعلبة على المشركين والمنافقين.» [ (3) ] . قال ابن الأثير: كذا عندهما دم ثعلبة، وليس فيه ما يدل على ابن ثعلبة إلا في أول الإسناد. قلت: ابن ثعلبة اسمه ضمرة، وقد تقدم هذا الحديث في ترجمته في حرف الضّاد المعجمة، فإن كانت هذه الرواية ثابتة فيكون الضمير في قوله: إنه ابن لثعلبة. وتعيّن ذكره في الصحابة، ويعدّ على هذا فيمن صحب هو وأبوه، لكن الرواية الماضية في حرف الضّاد فيها: «اللَّهمّ حرّم دم ابن ثعلبة» بزيادة لفظة ابن واللَّه أعلم.   [ (1) ] الجرح والتعديل 2/ 462، تجريد أسماء الصحابة 1/ 68، معرفة الصحابة 3/ 262، أسد الغابة ت (607) . [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] قال الهيثمي في الزوائد 9/ 382، رواه الطبراني وإسناده حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 [الثاء بعدها القاف] 960- ثقاف [ (1) ] بن عمرو العدوانيّ [ (2) ] . من المهاجرين الأولين قاله ابن أبي حاتم عن أبيه. وروى ابن مندة، من طريق ابن المبارك، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب. عن الجرمي. وهو أبو قلابة- أن ثمامة بن عدي. وثقف بن عمرو من المهاجرين الأولين لم يحفظ عنهما حديث. 961- ثقب بن فروة بن البديّ [ (3) ] الأنصاريّ الساعديّ [ (4) ] . وكان يقال له الأحرش، سمّاه ونسبه ابن القداح النّسابة، وقال: استشهد بأحد لكنه ذكره بالتصغير. وأورده ابن شاهين فقال ثقف بفتح أوله وآخره فاء، وكذا ذكره ابن عبد البر وأبو موسى. 962- ثقف بن عمرو [ (5) ] بن سميط من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. ذكر ابن إسحاق وموسى بن عقبة أنه شهد بدرا هو وأخواه: مدلاج ومالك، وقال: إنه استشهد يوم خيبر. وقال الواقدي ّ: ثقاف بن عمرو فذكره، وقال. قتله أسيّد بن رزام اليهودي. [الثاء بعدها الميم] 963- ثمامة بن أثال [ (6) ] بن النعمان بن مسلمة بن عتبة بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة الحنفي، أبو أمامة اليماميّ. حديثه في البخاريّ من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «أطلقوا ثمامة» ، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد، فقال: «أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه» .   [ (1) ] جامع الرواة 1/ 141، الطبقات الكبرى 3/ 90، تنقيح المقال 1569، دائرة معارف الأعلمي 14/ 188، 189. [ (2) ] في أالعدوي. [ (3) ] في أالبدن. [ (4) ] تنقيح المقال 1570، دائرة معارف الأعلمي 14/ 189، أسد الغابة ت (615) ، الاستيعاب ت (284) . [ (5) ] الطبقات الكبرى 3/ 98، تجريد أسماء الصحابة 1/ 69، معرفة الصحابة 3/ 296، أسد الغابة ت (616) ، الاستيعاب ت (285) . [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 69، الطبقات الكبرى 5/ 550، الوافي بالوفيات 11/ 19، المصباح المضيء 1/ 271، 312، 346، أسد الغابة ت (619) ، الاستيعاب ت (282) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 وأخرجه أيضا مطوّلا، ورواه ابن إسحاق في «المغازي» ، عن سعيد المقبري مطولا، وأوله أن ثمامة كان عرض لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأراد قتله، فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ربّه أن يمكنه منه، فلما أسلم قدم مكة معتمرا، فقال: «والّذي نفسي بيده لا تأتيكم حبّة من اليمامة- وكانت ريف أهل مكة- حتّى يأذن فيها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم» . ورواه الحميديّ عن سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة. وذكر أيضا ابن إسحاق أن ثمامة ثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة، وارتحل هو ومن أطاعه من قومه، فلحقوا بالعلاء الحضرميّ، فقاتل معه المرتدين من أهل البحرين، فلما ظفروا اشترى ثمامة حلة كانت لكبيرهم، فرآها عليه ناس من بني قيس بن ثعلبة. فظنوا أنه هو الّذي قتله وسلبه فقتلوه. وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن سلمة الحنفي. وروى ابن مندة من طريق علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قصة إسلام ثمامة ورجوعه إلى اليمامة ومنعه عن قريش الميرة، ونزول قوله تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ [المؤمنون: 76] . وإسناده حسن. وذكر وثيمة له مقاما حسنا في الردة، وأنشد له في الإنكار على بني حنيفة أبياتا منها: أهمّ بترك القول ثمّ يردّني ... إلى القول إنعام النّبيّ محمّد شكرت له فكّي من الغلّ بعد ما ... رأيت خيالا من حسام مهنّد [الطويل] 964- ثمامة بن أنس [ (1) ] . ذكر له بقيّ بن مخلد حديثا في مسندة، ويحتمل أن يكون هو ثمامة بن أنس بن مالك، فالحديث مرسل على هذا. 965- ثمامة بن بجاد العبديّ [ (2) ] . قال أبو حاتم وابن السّكن والباورديّ: له صحبة، وقال أحمد في الزهد: حدّثنا أبو داود، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، وتابعه شعبة عن أبي إسحاق، عن ثمامة بن بجاد، وله صحبة، قال: أنذرتكم سوف سوف. ورواه جماعة عن أبي إسحاق فلم يقولوا: وله صحبة. وقال أبو حاتم: روى عنه العيزار بن حريث أيضا.   [ (1) ] بقي بن مخلد 620. [ (2) ] الثقات 3/ 48، تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، الوافي بالوفيات 11/ 18، التاريخ الكبير 3/ 176، تبصير المتنبه 4/ 1409، أسد الغابة ت (620) ، الاستيعاب ت (283) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 966- ثمامة بن أبي ثمامة بكر الجذامي [ (1) ] ، أبو سوادة. قال أبو سعيد بن يونس: وجدت في كتاب عمرو بن الحارث بن بكر بن سوادة الجذامي عن مولى لهم- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا لجده ثمامة. رواه ابن مندة، عن ابن يونس. 967- ثمامة بن حزن [ (2) ]- يأتي في القسم الثالث. 968- ثمامة بن عديّ القرشيّ [ (3) ] . تقدم ذكره في ترجمة ثقف بن عمرو، وأنه كان من المهاجرين الأولين. وذكر أبو موسى عن الطّبريّ أنه شهد بدرا. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وكان أميرا على صنعاء [ (4) ] . وروى البخاريّ في تاريخه وابن سعد بإسناد صحيح إلى أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعانيّ، قال: لما بلغ ثمامة بن عديّ- وكان أميرا على صنعاء الشام، وكانت له صحبة- قتل عثمان بن عفان بكى وطال بكاؤه، فلمّا أفاق قال: هذا حين انتزعت خلافة النبوّة. ورواه الباورديّ من وجه آخر عن أيوب عن أبي قلابة. وروى ابن مندة من طريق النضر بن معبد عن أبي قلابة، حدثني أبو الأشعث الصنعاني أن ثمامة كان على صنعاء، وكان من أصحاب محمّد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره. [الثاء بعدها الواو] 969- ثوبان- مولى رسول [ (5) ] اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، صحابيّ مشهور، يقال: إنه من العرب حكميّ   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، معرفة الصحابة 3/ 295، أسد الغابة ت (621) . [ (2) ] الطبقات لخليفة بن خياط 197، التاريخ الكبير 2/ 176، الجرح والتعديل 2/ 465، تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، تهذيب التهذيب 2/ 27، تقريب التهذيب 1/ 119، معرفة الصحابة 3/ 295، أسد الغابة ت (622) . [ (3) ] الثقات 3/ 48، تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، التاريخ الكبير 2/ 176، الجرح والتعديل 2/ 465، رياض النفوس 89، 90، الطبقات الكبرى 3/ 80، التاريخ الصغير 1/ 89، 90، مشاهير علماء الأنصار 361، دائرة معارف الأعلمي 14/ 204، الاستيعاب ت (281) . [ (4) ] صنعاء: وهي في موضعين أحدهما باليمن وهي العظمى والأخرى قرية بغوطة دمشق فأما اليمانية فقيل: كان اسمها قديما أزال فلما وافتها الحبشة ورأوها حصينة قالوا صنعاء، معناه حصينة، فسميت صنعاء بذلك وهي قصبة اليمن. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 853. [ (5) ] الثقات 1/ 48، تجريد أسماء الصحابة 1/ 70، تهذيب الكمال 1/ 176، 4/ 413، التاريخ الكبير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 من حكم بن سعد بن حمير، وقيل: من السراة، اشتراه ثم أعتقه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فخدمه إلى أن مات، ثم تحول إلى الرملة ثم حمص، ومات بها سنة أربع وخمسين. قاله ابن سعد وغيره. وروى ابن السّكن، من طريق يوسف بن عبد الحميد، قال: لقيت ثوبان فحدثني أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دعا لأهله، فقلت: أنا من أهل البيت، فقال في الثالثة: نعم ما لم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا تسأله. وروى أبو داود من طريق عاصم، عن أبي العالية عن ثوبان، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يتكفّل لي ألّا يسأل النّاس وأتكفّل له بالجنّة؟ فقال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدا شيئا [ (1) ] . 970- ثوبان الأنصاري، جد محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. روى ابن مندة من طريق محمد بن حمير، عن عباد بن كثير، عن محمد بن عبد الرّحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من رأيتموه ينشد شعرا في المسجد فقولوا: فضّ اللَّه فاك» الحديث. ورواه من طريق أبي خيثمة الجعفي، عن عباد بن كثير، فلم يقل: عن جدّه. وعباد فيه ضعيف. وخالفه يزيد بن خصيفة فقال: عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وهو المحفوظ. أخرجه النّسائيّ والتّرمذيّ. 971- ثوبان- جد عمر بن الحكم بن ثوبان. ذكره ابن أبي عاصم، وروى من طريق عبيد اللَّه بن عبد اللَّه الأموي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عمه، عن أبيه ثوبان- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب، وافتراش السبع [ (2) ] .   [ () ] 2/ 181، الطبقات 1/ 7، 291، تقريب التهذيب 1/ 120، تهذيب التهذيب 2/ 31، الوافي بالوفيات 11/ 21، العبر 1/ 59، التحفة اللطيفة 1/ 401، حلية الأولياء 1/ 350، صفوة الصفوة 670، الجرح والتعديل 2/ 469، الكاشف 1/ 175، تلقيح فهوم الأثر 365، مشاهير علماء الأنصار 324، بقي بن مخلد 34، تنقيح المقال 1578، الزهد لوكيع 140، أسد الغابة ت (624) ، الاستيعاب ت (286) . [ (1) ] أخرجه أبو داود 1/ 517 (1643) ، والحاكم في المستدرك 1/ 12، والطبراني في الكبير 2/ 95 وأبو نعيم في الحلية 1/ 181. [ (2) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 290، عن عبد الرحمن بن شبل بلفظه ... كتاب الصلاة باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود حديث رقم 862، وأحمد في المسند 5/ 477، والحاكم في المستدرك 1/ 229، وصححه وأقره الذهبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 قال ابن مندة: خالفه أصحاب عبد الحميد بن جعفر، فقالوا: عنه، عن عمر بن الحكم، عن ثوب ان، عن عبد الرّحمن- مرسلا. قلت: عمر بن الحكم معدود في التابعين، روى عن سعد بن أبي وقّاص وغيره من الكبار، فكيف لا يكون جدّه صحابيا وهو من الأنصار؟. 972- ثوبان العنسيّ، جدّ عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. روى ابن عساكر من طريق الأوزاعي، عن ثابت بن ثوبان، عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتي بطعام فقال: «يؤمّ النّاس في الطّعام الإمام أو ربّ الطّعام أو خيرهم» . وثابت بن ثوبان تابعي معروف، وأبوه لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية فقط. ولم يذكر فيها سماعا، فما أدري أهو مرسل أم لا؟. 973- ثوب، والد أبي مسلم الخولانيّ. هو بضم أوله وفتح الواو. وذكر ابن حبّان في «ثقات التّابعين» في ترجمة أبي مسلم الخولانيّ أن أبا مسلم كان من عبّاد أهل الشام، ولأبيه صحبة. 974- ثور: بن عزرة بن عبد اللَّه بن سلمة، أبو العكير القشيري [ (1) ] . ذكر ابن شاهين، عن أبي الحسن المدائني، عن يزيد بن رومان وغيره عن رجاله، قالوا: وفد ثور بن عزرة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأقطعه حمام والسّدّ [ (2) ] ، وهما من العقيق، وكتب له كتابا، وفيه يقول الشاعر: فإن يغلبك ميسرة بن بشر ... فإنّ أبا العكير على حمام [الوافر] 975- ثور السلميّ [ (3) ] . جدّ معن بن يزيد بن الأخنس السلمي لأمه، يكنى أبا أمامة.   [ (1) ] أسد الغابة ت (628) . [ (2) ] السّدّ: بضم أوّله وهو الحاجز بين الشيئين وهو اسم لماء سماء في حزم بني عوال حبيل لغطفان. وقيل ماء سماء حبل شوران مطلّ عليه أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسدة والسدّ: قرية بالريّ كبيرة جدا على فرسخين من الري. سد يأجوج ومأجوج المذكور في القرآن الكريم وهو منقطع أرض الترك من المشرق وخبره مشهور. مراصد الاطلاع 698، 699. [ (3) ] تاريخ خليفة 427، طبقات خليفة 315، تاريخ البخاري 1/ 181، التاريخ الصغير 2/ 99- 100، الجرح والتعديل 2/ 468- 469، الكامل في التاريخ 5/ 611، تهذيب الكمال 179، وقد تحرف اسم أبيه فيه إلى زيد، تذهيب التهذيب 1/ 98، 2، تذكرة الحفاظ 1/ 175، ميزان الاعتدال 1/ 374- 375، تهذيب التهذيب 2/ 33- 35، خلاصة تذهيب الكمال 58. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وروى الباوردي في ترجمته من طريق أبي الجويرية عن معن بن يزيد بن ثور، قال: بايعت أنا وأبي وجدّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فظاهر هذا السياق أن ثورا اسم جده لأبيه، وليس كذلك، وإنما اسمه الأخنس. والأولى فيه ما قاله ابن حبان. 976- ثور بن معن [ (1) ] بن الأخنس بن حبيب بن جزّة بن زغب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي- قال أبو علي الهجريّ في النّوادر: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأبوه وجده، ويعرفون ببني معن. حكاه الرّشاطي. قلت: والمعروف معن بن الأخنس. أخرج له البخاريّ وسيأتي، فلعل ثورا هذا ابن عمه. واللَّه أعلم. فإن ثبت فمعن بن الأخنس عمّ معن بن يزيد بن الأخنس. القسم الثاني من حرف الثاء [الثاء بعدها الألف] 977 ز- ثابت بن مريّ [ (2) ] بن سنان [ (3) ] بن ثعلبة. يأتي في نسبه في ترجمة أبيه، قال العدويّ: ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو أخو سمرة بن جندب لأمّه، استدركه ابن فتحون. القسم الثالث من حرف الثاء [الثاء بعدها الألف] 978- ثابت بن طريف المراديّ. شهد فتح مصر، وهو ممن أدرك الجاهليّة. ذكره ابن مندة عن ابن يونس [82] ، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال أبو نعيم: ذكره الحاكم [ (4) ] عن ابن عبد الأعلى- يعني ابن يونس- وأنه صحابيّ، وأنه أدرك الجاهلية.   [ (1) ] الكامل في التاريخ 4/ 147، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 386، مروج الذهب 1827، تاريخ الطبري 5/ 533، و 538، تاريخ الإسلام 2/ 81. [ (2) ] أسد الغابة ت (571) . [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] في أالحاكمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 وتعقّبه ابن الأثير بأن ابن مندة لم يصرح بأنّ له صحبة، وإنما ذكره لكونه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، والذين شهدوا الفتوح في عهد عمر لهم إدراك، لكن منهم من له صحبة، ومنهم من لم يصحب. انتهى ملخصا. [الثاء بعدها العين] 979- ثعلبة بن أبي رقيّة اللخميّ- شهد فتح مصر. ذكره ابن يونس وأخرجه ابن مندة أيضا. [الثاء بعدها الميم] 980- ثمامة بن أوس بن ثابت بن لام الطائي. ذكره سيف في الفتوح، وأنه أرسل إلى ضرار بن الأزور وهو يحارب طليحة في خلافة أبي بكر: إن معي من جذيمة خمسمائة رجل ... فذكر القصة. وهذا يدل على أنه أدرك الجاهلية. 981- ثمامة بن حزن بن عبد اللَّه بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيريّ. والد أبي الورد بن ثمامة. كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا، وعدّه مسلم في المخضرمين، وابن حبّان في ثقات التابعين. وقال أبو نعيم: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره. وفي تاريخ البخاريّ، أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته وهو ابن خمس وثلاثين سنة. وقال ابن البرقيّ: ذكر بعض أهل النسب من بني عامر [ (1) ] أن لثمامة بن حزن صحبة. 982 ز- ثمامة الرّدماني مولاهم. له إدراك، شهد مع مولاه خارجة بن عراك فتح مصر صحبة عمرو بن العاصي، ذكره ابن يونس.   [ (1) ] عامر بن صعصعة: بطن من هوازن، من قيس بن عيلان، من العدنانية وهم: بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان، ويقال لهم: الأحامس. وينقسمون إلى أربعة أفخاذ: نمير، ربيعة، هلال، وسوأة، وقد وصفهم دغفل النسابة فقال: أعناق ظباء وأعجاز نساء. انظر: معجم قبائل العرب 2/ 708، والبيان والتبيين 2/ 39. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 [الثاء بعدها الواو] 983- ثور بن تلدة [ (1) ] ، ويقال ثوب [ (2) ]- بالموحدة- واختلف في ضبطه، فقال ابن الكلبي: هو بلفظ واحد الثياب، وضبطه الدار الدّارقطنيّ تبعا للهيثم بن عدي بضم المثلثة وفتح الواو، وأما أبوه فقال الهيثم وابن الكلبيّ: هو بكسر المثلثة وسكون اللام. وضبطه الدار الدّارقطنيّ بفتح المثناة، ويقال له أيضا تليدة بالتصغير، وهو من بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. وقيل: إن تلدة أو تليدة أمّه أو جارية حاضنة له، وإن اسم أبيه ربيعة، ذكر ذلك سيف في الفتوح. ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمّرين» ، وذكر أنه حضر عند معاوية فقال: من أدركت من آبائي؟ قال: أميّة بن عبد شمس أدركته، وقد عمي، يقوده عبده ذكوان. فقال معاوية: مه، إنما هو ابنه، قال: هذا شيء قلتموه أنتم. فقال معاوية: أي هؤلاء أشبه بأمية، فقال: هذا، وأشار إلى عمرو بن سعيد بن العاصي بن أمية، وهو المعروف بالأشدق. وذكر بعض هذه القصة أبو موسى في «الذّيل» من طريق أبي يعقوب السّراج أنه ذكره في الصحابة من طريق عاصم بن أبي النّجود قال: كنا- يعني بني أسد بن خزيمة- سبع المهاجرين يوم بدر وكان فينا رجل يقال له ثور بن تلدة بلغ عشرين ومائة سنة، وذكر بعض القصة، وظن أبو موسى أن قول عاصم: وكان فينا يتعلق بقوله كنا يوم بدر: فيكون صاحب الترجمة من البدريين، وليس كما ظن، بل عاصم أراد أن يعدّ خصائص قومه، فذكر كونهم كانوا بقدر سبع المهاجرين، ثم ذكر كونه كان فيهم هذا الرجل المعمّر، ولو كان على ظاهر ما فهمه أبو موسى لكان عاصم أيضا من البدريّين لقوله: كنّا، وهو تابعيّ صغير أكثر روايته عن التّابعين. وروى الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم قال: قال ثور ابن تلدة: أدركت ثلاث والبات، قال: وكان قد بلغ مائتين وأربعين سنة. وأنشد له ابن الكلبي: وإنّ امرأ قد عاش تسعين حجّة ... إلى مائتين كلّها، هو ذاهب [ (3) ] [الطويل]   [ (1) ] في أبلدة. [ (2) ] أسد الغابة ت (627) . [ (3) ] ينظر البيت في المعمرين: 84. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 قال: ولا أدري ما عاش بعد ما أنشد هذا لمعاوية. وذكر سيف بن عمر أنه حضر الفتوح، وشهد القادسية، وأنشد له فيها شعرا، وأنشد له المرزبانيّ شعرا فيما أنشده الآمدي لغيره، كما سيأتي في ترجمة نسير بن ثور العجليّ في حرف النون إن شاء اللَّه تعالى. 984 ز- ثور بن قدامة: له إدراك، وله مشاهد في الفتوح. وفي تاريخ البخاريّ من طريقه قال: جاءنا كتاب عمر، روى عنه إبراهيم العقيلي، وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين. 985- ثور بن مالك الكنديّ- كان في عصر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وصحب معاذ بن جبل باليمن، واستخلفه على كندة لما بلغه وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكر ذلك وثيمة في كتاب «الرّدّة» عن ابن إسحاق، وذكر له خطبة لكندة لما عزموا على الرّدة، وذكر ردّهم عليه، وما كان من أمرهم إلى أن أوقع بهم المسلمون، وهو القائل من أبيات: وقلت تحلّوا بدين الرّسول ... فقالوا التّراب سفاها بفيكا فأصبحت أبكي على هلكهم ... ولم أك فيما أتوه شريكا [المتقارب] القسم الرابع من حرف الثاء [الثاء بعدها الألف] 986 ز- ثابت بن أجدع- تقدم في ثابت بن الجذع. 987- ثابت بن أبي الأقلح- أخرج أبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق محمد بن مروان، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس- أن عقبة بن أبي معيط قتله ثابت بن أبي الأقلح بعد أن أسر ببدر. والمعروف أن الّذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح. 988- ثابت بن أبي زيد الأنصاريّ [ (1) ] . ذكره بعضهم مستندا إلى قول الحاكم في علوم   [ (1) ] هذه الترجمة تأتي قبل ترجمة ثابت بن أبي الأقلح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 الحديث عزرة بن ثابت ومحمد بن ثابت وعلي بن ثابت، أبوهم ثابت بن أبي زيد صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم انتهى. وصاحب: مجرور، صفة لأبي زيد، وكأنّ من ذكره في الصحابة ظنّه مرفوعا فيكون صفة لثابت، وليس كذلك واللَّه أعلم. 989- ثابت بن الضحاك بن ثعلبة. استدركه أبو موسى، وعزاه لسعيد بن يعقوب السراج، ولا وجه لاستدراكه لأن ابن مندة أخرجه على الصّواب، وإنما سقط من النسب رجل، وهو ثابت بن الضّحاك بن خليفة بن ثعلبة، كما مضى في القسم الأول. 990- ثابت بن عمرو الأنصاري [ (1) ] . شهد بدرا. ذكره أبو نعيم، عن موسى بن عقبة مغايرا بينه وبين الأشجعي حليف الأنصار المتقدم، وهو واحد، فوهم. 991- ثابت بن قيس الأنصاريّ. وقع ذكره في حديث جابر. وذكر أبو داود أن راويه أخطأ فيه، أخرج أبو داود وإسماعيل القاضي في «أحكامه» ، وأبو مسلم الكجّيّ في السّنن من طريق بشر بن المفضّل، عن ابن عقيل، عن جابر، قال: خرجنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حتى جئنا امرأة من الأنصار، فجاءت بابنتين، فقالت: يا رسول اللَّه، هاتان بنتا ثابت بن قيس قتل معك يوم أحد ... الحديث. قال أبو داود: أخطأ فيه، والصّواب سعد بن الربيع. ثم ساقه من طريق ابن وهب، عن داود بن قيس، وغيره عن ابن عقيل، قال: كذا قال عبيد اللَّه بن عمرو، عن ابن عقيل. وهو الصّواب. قلت: لولا اتحاد مخرج الحديث لجاز أن تتعدّد القصة. 992- ثابت بن قيس، آخر- يأتي في الكنى في حرف الميم في أبي المتوكّل. 993- ثابت بن مسعود. ذكره عبدان مختصرا، وقال: لا يعرف له ذكر إلا في حديث صفوان بن محرز. وذكر سعيد بن يعقوب السّرّاج في الصحابة، وأخرج له من طريق حماد عن ثابت البناني، عن صفوان بن محرز، قال: كنت أصلي خلف المقام وإلى جنبي رجل من أصحاب   [ (1) ] أسد الغابة ت (567) ، الطبقات الكبرى 3/ 496، تجريد أسماء الصحابة 1/ 64، معرفة الصحابة 3/ 247. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم نحسبه ثابت بن مسعود، قال: وكنت إذا جهرت بالقراءة خفض صوته، فلم أر جارا أحسن من جواره، وكنت إذا تتعتعت فتح عليّ، فلما انصرفت دخلت الطّواف فلحقني فأخذ بيدي فقال: «إنّ الأرواح جنود مجنّدة ... » [ (1) ] الحديث. قال أبو موسى في الذّيل: كذا أورده، والعجب من حافظين كيف يتواردان على هذا الوهم؟ فإن الصّواب نحسبه ثابت، وهو البناني، ابن مسعود، فابن مسعود مفعول ثان لنحسبه. والمراد به عبد اللَّه بن مسعود. قلت: وقد وافقهما الباورديّ على ذلك، وترجم لثابت بن مسعود، وأخرج الحديث في ترجمته من طريق حماد بن ثابت. وأما أبو عمر فقال: ثابت بن مسعود، قال صفوان بن محرز: كان جاري رجلا من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحسبه ثابت بن مسعود، فلم أر أحسن جوارا منه، وذكر الخبر، هذا لفظه. وقد اقتضى له حذف ثابت الراويّ له عن صفوان الجزم بأنّ الّذي ظنه ابن مسعود هو صفوان. وقد عاب الذّهبيّ في التّجريد ذلك على أبي عمر. قلت: وبقي عندي فيه وقفة من جهة صفوان بن محرز، لأني لا أحسبه أدرك ابن مسعود. فاللَّه أعلم. 994- ثابت بن معاذ الأنصاري. جاء ذكره في حديث لأنس ضعيف السّند، ذكره الخطيب في «المؤتلف» من طريق القاسم بن خليفة، حدّثنا أبو يحيى التيمي إسماعيل بن إبراهيم، عن مطير أبي خالد، عن أنس بن مالك، قال: كنا إذا أردنا أن نسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن شيء أمرنا عليّا أو سلمان أو ثابت بن معاذ، لأنهم كانوا أجرأ أصحابه عليه، فلما نزلت: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [النصر: 1] فذكر حديثا [منكرا] في فضل عليّ فيه: «إنّه أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلّف بعدي» . قال الخطيب: مطير مجهول. قلت: وأبو يحيى التّيميّ ضعيف جدا. 995- ثابت بن معبد [ (2) ]- تابعيّ أرسل حديثا أو وصله فانقلب على بعض رواته.   [ (1) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 420، وقال صحح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي فقوله صحيح، والهيثمي في الزوائد 1/ 165، وابن عساكر في تاريخه 3/ 457، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8/ 206 وكنز العمال حديث رقم 24739، 36512. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، التاريخ الكبير 2/ 169، معرفة الصحابة 3/ 253، أسد الغابة ت (573) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 ذكره ابن مندة وبيّن جهة الوهم فيه، وقال: روى عمرو بن خالد عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من كلب، عن ثابت بن معبد- أن رجلا سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن امرأة من قومه، أعجبه حسنها ... الحديث. هكذا قال عمرو. ورواه علي بن معبد وغيره عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبد الملك، عن ثابت بن سعيد عن رجل من كلب بهذا. قال ابن مندة: هذا هو الصّواب قلبه عمرو بن خالد. انتهى. وفي تاريخ البخاريّ: ثابت بن معبد، روى عنه عبد الملك بن عمير، منقطع حديثه في الكوفيّين. وقال ابن حبّان في التّابعين: ثابت بن معبد يروي عن عمّه، روى عنه عبد الملك بن عمير. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه ثابت بن معبد، روى عن عمر بن الخطاب، روى عنه عبد الملك. وقال ابن مندة: تابعي، عداده في أهل الكوفة. 996- ثابت بن المنذر بن حرام [ (1) ] بن عمرو، من بني مالك بن النّجار بن أوس [ (2) ] . شهد بدرا، هكذا قال ابن مندة. ثم روى بسنده إلى ابن إسحاق قال في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النجار بن أوس بن ثابت بن المنذر، فذكره. وتعقبه أبو نعيم فقال: هذا وهم ظاهر، لأنّ النجار هو ابن ثعلبة بن مالك، وإنما الصّواب ما رواه إبراهيم بن سعد وغيره عن ابن إسحاق، قال: شهد بدرا من بني عمرو مالك بن النّجار أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام. انتهى. فكأن الناسخ قدم ابن على أوس، فاقتضى ذلك الوهم الشنيع، وكيف خفي على هذا الإمام أنّ ثابت بن المنذر والد حسان وإخوته لم يدرك الإسلام، وأن النجّار جدّ القبيلة الشهيرة من الأنصار، لا يقال له النجار بن أوس. وقد ذكر موسى بن عقبة في المغازي أوس بن ثابت في البدريين على الصّواب، وكذا ذكره غير واحد كما تقدم في ترجمته. وقد وهم فيه الطّبرانيّ أيضا فقال: ثابت بن المنذر بن حرام، وساق بسنده إلى ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد بدرا من بني مالك بن النجار- ثابت بن المنذر إلى آخره.   [ (1) ] في أحزام. [ (2) ] معرفة علوم الحديث لابن الصلاح 346، أسد الغابة ت (574) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 وزعم أبو نعيم أن الوهم فيه من ابن لهيعة فاللَّه أعلم. وسيأتي نظير ذلك لابن عبد البرّ في ترجمة حارثة بن مالك. 997- ثابت بن واثلة [ (1) ]- قتل بخيبر، هكذا أورده ابن عبد البر فحرّف اسم أبيه، وإنما هو إثلة- بكسر الهمزة وسكون المثلثة كما تقدّم على الصّواب. 998- ثابت بن وقش [ (2) ]- بن زعوراء [ (3) ]- قتل بأحد. ذكر ابن شاهين وفرّق بينه وبين ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء، قال ابن الأثير: هذا فرق بعيدا جدا، ثم قال: لا شك أنهما واحد، وليس في إسقاط زغبة من النّسب ما يدلّ على التفرقة. 999- ثابت بن يزيد الأنصاري [ (4) ] . ذكره الباورديّ وأبو نعيم في «الصّحابة» ، وأخرجا من طريق شريك عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن كعب وثابت بن يزيد وابن مسعود، وعندهم جوار وأشياء فقلت: تفعلون هذا وأنتم من الصّحابة؟ قالوا: إنه رخّص لنا في اللهو عند العرس. قلت: وثابت بن يزيد هذا هو ابن وديعة، ووهم من جعله اثنين، فقد روى أبو داود الطّيالسيّ في مسندة عن شعبة عن أبي إسحاق هذا الحديث، فقال: ثابت بن وديعة، وهو المحفوظ من طرق كثيرة عن أبي إسحاق. وأعجب من ذلك أنّ ابن أبي حاتم تحرّف عليه اسم وديعة فصار وداعة، وغاير بينه وبين ثابت بن يزيد بن وديعة وقال ما نصّه: ثابت بن يزيد بن وداعة كوفي له صحبة. روى عنه البراء، وزيد بن وهب، وعامر بن سعد، وكان قال قبل ذلك ثابت بن يزيد بن وديعة، فذكر نحو ذلك، وقال قبل ذلك ثابت بن زيد له صحبة، وروى عنه عامر بن سعد، فصيّر الواحد ثلاثة. 1000- ثابت بن يزيد: أبو أسيد الأنصاريّ. ذكره ابن مندة، والمعروف أن اسمه عبد اللَّه بن ثابت كما سيأتي في موضعه، وهو   [ (1) ] أسد الغابة ت (579) ، الاستيعاب ت (267) . [ (2) ] في أثابت بن وقس بن دعية. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، معرفة الصحابة 3/ 223، أسد الغابة ت (581) . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 65، الجرح والتعديل 2/ 459، المحن 81، جامع الرواة 1/ 139، بقي بن مخلد 693، التاريخ الكبير 2/ 170، دائرة معارف الأعلمي 14/ 178، أسد الغابة ت (584) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 راوي حديث: «كلوا الزّيت» . وقيل: إن اسمه كنيته. 1001- ثابت الأنصاريّ، والد عديّ بن ثابت. ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وعزاه لابن ماجة، وقد قدمنا ذكر ثابت بن قيس بن الخطيم، فإن ثبت قول ابن الكلبي إنّ عديّ بن ثابت هو ابن أبان بن ثابت بن قيس بن الخطيم، وإن عديّا كان ينسب إلى جده- استقام أنّ له صحبة وإلا فلا. ومع ذلك فتكريره وهم واللَّه أعلم. [الثاء بعدها العين المهملة] 1002- ثعلبة بن الجذع: ذكره ابن مندة وقال: شهد بدرا، وفرّق بينه وبين ثعلبة بن الحارث وهو الملقب بالجذع، فجعل الجذع الّذي هو لقبه اسم أبيه، وظنّه آخر. وقد قدمنا بقية أوهامهم فيه في ترجمة ثعلبة بن زيد بن الحارث حيث ذكرناه على الصّواب. 1003- ثعلبة بن زبيب العنبريّ [ (1) ] : روى عنه ابنه عبد اللَّه، فيه إرسال وضعف- كذا في «التّجريد» . قلت: هو مقلوب، وإنما هو عبد اللَّه بن زبيب بن ثعلبة، عن أبيه. 1004- ثعلبة بن العلاء الكنانيّ [ (2) ] . ذكره أبو أحمد العسّال في الصّحابة. وروى من طريق حجاج بن أرطاة، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن العلاء الكناني: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ينهى عن المثلة يوم خيبر [ (3) ] . قال أبو موسى: رواه زهير بن معاوية، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم، أخي بني ليث نحوه. قلت: وبنو ليث من بني كنانة، فالنسب واحد، والراويّ واحد، فإما أن يكون حجاج وهم في اسم أبيه أو يكون العلاء اسم أحد آبائه. وقد تقدم ثعلبة بن الحكم على الصّواب في القسم الأوّل.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 67، معرفة الصحابة 3/ 279، أسد الغابة ت (594) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 68، أسد الغابة ت (608) . [ (3) ] وحديث النهي عن المثلة عند أحمد 4/ 246، 440، 5/ 12، وابن أبي شيبة 9/ 421 والطبراني في الكبير 12/ 403، 18/ 157، 158، البيهقي 9/ 96، والطحاوي في معاني الآثار 3/ 183، والخطيب في التاريخ 7/ 37 وانظر الدر المنثور 2/ 278، 4/ 135، 181. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 1005 ز- ثعلبة بن معن بن محصن [ (1) ] ، من بني عامر بن مالك بن النجّار. استدركه ابن فتحون، وقال: ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه. قلت: وهو في عدة نسخ من كتاب ابن أبي حاتم ثعلبة بن عمرو بن محصن، وقد أخرجه أبو عمر فلا يستدرك عليه. 1006- ثعلبة البهراني [ (2) ] . ذكره عبدان، وأورد له من طريق موسى بن أعين، عن عبد الكريم الجزري، عن فرات، عن ثعلبة البهراني- مرفوعا: «يوشك العلم أن يختلس ... » الحديث. وهذا غلط نشأ عن تصحيف، وإنما هو عن فرات بن ثعلبة، فصارت ابن: عن، والفرات بن ثعلبة تابعيّ معروف. ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» ، وقال: روى عنه أهل الشام. وقال أبو موسى: الحديث المذكور يعرف بأبي الدرداء. [الثاء بعدها اللام] 1007- الثّلب العنبري [ (3) ]- ذكره ابن الأمين مستدركا هنا [ (4) ] ، والصواب بالمثناة كما تقدم التنبيه عليه في القسم الأول. 1008 ز- ثلدة الأسديّ- استدركه ابن الأمين وغيره، وهو وهم، والصّواب ثور أو ثوب بن ثلدة كما تقدم في القسم الثالث، وتقدم أن ثلدة اسم أمّه فيما يقال. واللَّه أعلم. [الثاء بعدها الواو] 1009 ز- ثوبان بن فزارة العامري. ذكره المرزبانيّ [ (5) ] في معجم الشعراء فيمن اسمه ثوبان مع ثوبان مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد صحّفه، والصواب ثروان- براء ثم واو- كما تقدم في القسم الأول.   [ (1) ] في أمحيصن. [ (2) ] أسد الغابة 1/ 281، تجريد أسماء الصحابة 1/ 66، أسد الغابة ت (587) . [ (3) ] في أ، ب الأثير. [ (4) ] أسد الغابة ت (618) . [ (5) ] الاستيعاب ت (278) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 حرف الجيم القسم الأول [الجيم بعدها الألف] 1010- جابان [ (1) ] والد ميمون [ (2) ] . روى ابن مندة من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن أبي خالد: سمعت ميمون بن جابان الصردي عن أبيه أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير مرة حتى بلغ عشرا يقول: «من تزوّج امرأة وهو ينوي ألّا يعطيها الصّداق لقي اللَّه وهو زان» . قلت: كذا قال عن أبيه إن كان محفوظا. 1011- جابر بن الأزرق الغاضري [ (3) ] . حديثه في أهل حمص. قال ابن مندة: نزل حمص، وروى من طريق نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي راشد الحبراني، حدثني جابر بن الأزرق الغاضري، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على راحلة ومتاع، فدفعني رجل فقلت: جئت من أقطار اليمن لأسمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأعي ثم أرجع فأحدّث من ورائي وأنت تمنعني؟ قال: صدقت ثم ركب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث. وفيه دعاؤه للمحلّفين ثلاث مرات، قال: غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد. 1012- جابر بن أسامة الجهنيّ [ (4) ]- يكنى أبا سعاد، نزل مصر ومات بها، قاله ابن   [ (1) ] في أجابر. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، تهذيب التهذيب 2/ 37، تقريب التهذيب 1/ 122، تهذيب الكمال 1/ 178، التاريخ الصغير 1/ 262، 263، الجرح والتعديل 2، أسد الغابة ت (630) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، أسد الغابة ت (631) . [ (4) ] الثقات 3/ 53، تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، حسن المحاضرة 1/ 181، التاريخ الكبير 2/ 202، الجرح والتعديل 2/ 220، دائرة معارف الأعلمي 14/ 218، أسد الغابة ت (632) ، الاستيعاب ت (302) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 يونس في حديث ذكره عن ابن وهب عن أسامة بن زيد. وروى البخاريّ في «تاريخه» وابن أبي عاصم والطّبرانيّ وغيرهم من طريق أسامة بن زيد عن معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب عن جابر بن أسامة الجهنيّ، قال: لقيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالسّوق في أصحابه، فسألتهم: أين يريد؟ قالوا: اتّخذ لقومك مسجدا، فرجعت فإذا قومي فقالوا: خط لنا مسجدا، وغرز في القبلة خشبة. قال ابن السّكن: لا يروى عنه شيء إلا من هذا الوجه، وكذا قال البغويّ نحو هذا. 1013- جابر بن حابس [ (1) ] ، أو عابس، العبديّ. روى الطّبرانيّ من طريق حصين بن نمير، حدثني أبي عن أبيه عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» [ (2) ] . إسناده مجهول، ووقع في رواية يوسف بن خليل بخطه عابس، وكذا هو عند ابن الجوزيّ. 1014 ز- جابر بن الحارث العبدي ّ أحد الوفد الذين قدموا مع الأشجع فأسلموا. يأتي ذكره في ترجمة صحار العبديّ إن شاء اللَّه تعالى. 1015- جابر بن خالد [ (3) ] بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجّار الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، ومحمد بن إسحاق   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 178، الوافي بالوفيات 11/ 31، أسد الغابة ت (633) ، الاستيعاب ت (299) . [ (2) ] قال ابن الجوزي: رواه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ثمانية وتسعون صحابيا منهم العشرة، ولا يعرف ذلك لغيره، وأخرجه الطبراني نحو هذا العدد، وذكر ابن دحية أنه خرج من نحو أربعمائة طريق وقال بعضهم: رواه مائتان من الصحابة وألفاظهم متقاربة والمعنى واحد 1 هـ. والحديث أخرجه البخاري 1/ 28 ومسلم في المقدمة (3- 4) وابن ماجة حديث (30- 32) وأبو داود (3651) والترمذي (2659) وأحمد في المسند 1/ 78 والدارميّ 1/ 56 والحاكم 1/ 77 والبيهقي في السنن 3/ 276 وابن حبان (1461) والطبراني في الكبير 1/ 73، 5/ 403 والصغير 2/ 55 وابن حبان (1461) والحميدي (1166) وأبو نعيم في الحلية 8/ 108 والطحاوي في المعاني 4/ 128 والمشكل 1/ 164 وحميدي (1166) والشافعيّ في المسند (239) وابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 75 والبيهقي في الدلائل 6/ 284 والبغوي في التفسير 2/ 124 وذكره الهيثمي في المجمع 1/ 142 وابن حجر في المطالب (3083) وانظر فيض القدير 6/ 216. [ (3) ] المغازي 165، ابن هشام 1/ 705، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 394، أسد الغابة ت (634) ، الاستيعاب ت (288) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 فيمن شهد بدرا، ووقع عند [ (1) ] ابن إسحاق جابر بن عبد اللَّه، والصّواب الأول. 1016- جابر بن رئاب هو ابن عبد اللَّه بن رئاب- يأتي. 1017- جابر بن أبي سبرة الأسدي [ (2) ]- روى الحاكم والبيهقيّ في الشعب وابن مندة من طريق ابن عجلان، عن موسى بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن أبي سبرة، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يذكر الجهاد فقال: «إنّ الشّيطان قعد لابن آدم بأطرقة ... » [ (3) ] الحديث. قال ابن مندة: غريب تفرد به طارق، والمحفوظ في هذا عن سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن أبي فاكهة كما سيأتي في موضعه. 1018- جابر بن سفيان [ (4) ] : من بني زريق الخزرجيّ، حليف معمر بن حبيب الجمحيّ. كان أبوهما قد حالف معمرا وأقام بمكة، ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة ثم قدم هو وابناه جابر وجنادة في السفينتين من أرض الحبشة، قاله ابن إسحاق، وقال: هو وهشام بن الكلبي: مات الثّلاثة في خلافة عمر. وقال ابن إسحاق: كان شرحبيل بن حسنة أخا جابر وجنادة لأبيهما، وذكر قصّة لشرحبيل مع أبي سعيد بن المعلى لما تحوّل عن الأنصار وحالف بني زهرة. 1019- جابر بن سليم [ (5) ] وقيل سليم بن جابر، أبو جريّ الهجيمي- مشهور بكنيته، يأتي في الكنى. 1020- جابر بن سمرة [ (6) ] بن جنادة بن جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن   [ (1) ] في أووقع عند ابن مندة عن ابن إسحاق. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، أسد الغابة ت (635) ، الاستيعاب ت (301) . [ (3) ] أخرجه النسائي في السنن 6/ 21 كتاب الجهاد باب 19 ما لمن أسلم وهاجر وجاهد حديث رقم 313. وأحمد في المسند 3/ 483، والطبراني في الكبير 7/ 138 وكنز العمال حديث رقم 10569، والسيوطي في الدر المنثور 3/ 73. [ (4) ] أسد الغابة ت (636) ، الاستيعاب ت (293) . [ (5) ] أسد الغابة ت (637) ، الاستيعاب ت (305) ، الثقات 3/ 254، تجريد أسماء الصحابة 1/ 71، تقريب التهذيب 2/ 39، الطبقات الكبرى 179، تهذيب الكمال 1/ 178، الوافي بالوفيات 11/ 26، التاريخ الصغير 1/ 117، التاريخ الكبير 2/ 205، الجرح والتعديل 2/ 2027، تبصير المتنبه 3/ 915. [ (6) ] الطبقات الكبرى 6/ 24، طبقات خليفة 56، التاريخ لابن معين 2/ 73، تاريخ خليفة 273، العلل لابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 سواءة بن عامر بن صعصعة العامريّ السّوائي، حليف بني زهرة. وأمه خالدة بنت أبي وقاص أخت سعد بن أبي وقاص. [له] [ (1) ] ولأبيه صحبة، أخرج له أصحاب الصّحيح. وروى شريك عن سماك عن جابر بن سمرة، قال: جالست النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أكثر من مائة مرة، أخرجه الطّبرانيّ. وفي الصّحيح عنه قال: صليت مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكثر من ألفي مرة. قال ابن السّكن: يكنى أبا عبد اللَّه، ويقال يكنى أبا خالد. نزل الكوفة، وابتنى بها دارا، وتوفّي في ولاية بشر على العراق سنة أربع وسبعين. وقال سلمة [ (2) ] بن جنادة [ (3) ] عن أبيه: صلّى عليه عمرو بن حريث. 1021- جابر بن شيبان [ (4) ] بن عجلان بن عتاب [ (5) ] بن مالك الثقفي. ذكر المدائنيّ في كتاب أخبار ثقيف أنه ممن شهد بيعة الرضوان، واستدركه ابن الدّبّاغ. 1022- جابر بن صخر [ (6) ] بن أمية الأنصاريّ، أخو جبّار. قال ابن القداح: شهد العقبة والمشاهد إلا بدرا، وكذا قال ابن إسحاق. [قال ابن سعد: لم يعرفه الواقديّ ولا موسى بن عقبة، ووقع في مسند مسدّد، من طريق ابن إسحاق] [ (7) ] ، عن أبي سعد، عن جابر بن عبد اللَّه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى به   [ () ] حنبل 1/ 106، و 211، التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 205، التاريخ الصغير له 69 و 70، المعرفة والتاريخ 2/ 754 و 3/ 280، تاريخ أبي زرعة 1/ 59، المعارف لابن قتيبة 305، 306، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 273، أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 163، المعجم الكبير للطبراني 2/ 194، 257، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 72، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 388، تهذيب الأسماء للنووي 1/ 142، تهذيب الكمال للمزي 1/ 74، الكاشف 1/ 121، سير أعلام النبلاء 3/ 186، 188، دول الإسلام 1/ 50، الكامل في التاريخ 4/ 260، مرآة الجنان 1/ 141، الوافي بالوفيات للصفدي 11/ 27، تاريخ ابن خلدون 2/ 120، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/ 39، تقريب التهذيب 1/ 122، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1/ 179، خلاصة تذهيب التهذيب 50، شذرات الذهب 1/ 74، تاريخ العروس 10/ 365، أسد الغابة ت (638) ، الاستيعاب ت (303) . [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] في أسلمة. [ (3) ] في أجبارة. [ (4) ] أسد الغابة ت (639) . [ (5) ] في أغياث. [ (6) ] في أسد الغابة ت (640) . [ (7) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 وبجابر بن صخر فأقامهما وراءه. ورواه غيره فقال: جبّار بن صخر، وهو المحفوظ كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى. 1023- جابر بن أبي صعصعة [ (1) ] ، هو ابن عمرو، يأتي. 1024- جابر بن طارق بن أبي طارق بن عوف الأحمسي [ (2) ]- بمهملتين- البجلي- وقد ينسب إلى جده فيقال جابر بن عوف، ويقال جابر بن أبي طارق. قال البخاريّ: له صحبة، وحديثه عند النسائيّ بسند صحيح قال البغويّ: لا أعلم له غيره. وروى ابن السّكن من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر- وكان من أهل القادسيّة- عن أبيه، فذكر حديثا وهو عند الشيرازي في الألقاب بدون قوله: وكان من أهل القادسية- أن أعرابيا مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حتى أزبد شدقيه فقال: «عليكم بقلّة الكلام فإنّ تشفيق الكلام من شقاشق الشّيطان» [ (3) ] . وفرّق ابن حبّان بين جابر بن طارق الأحمسي وجابر بن عوف الأحمسي، فقال في الأوّل: سكن الكوفة، وكان يخضب بالحمرة، وقال في الثاني: له صحبة، وهو والد حكيم. وكذا استدرك ابن فتحون جابر بن طارق على أبي عمر حيث أورد جابر بن عوف: وكلّ ذلك وهم، فهو رجل واحد. 1025- جابر بن ظالم [ (4) ] بن حارثة بن عتّاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بحتر البحتري الطائي. قال الطّبريّ: وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأسلم وكتب له كتابا، فهو عندهم. استدركه ابن فتحون والرّشاطيّ.   [ (1) ] في أسد الغابة ت (642) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 72، تقريب التهذيب 1/ 122، تهذيب التهذيب 2/ 41، تهذيب الكمال 1/ 179، الكاشف 1/ 177، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 156، الوافي بالوفيات 11/ 31، الجرح والتعديل 2/ 224 الطبقات 118/ 139، تلقيح فهوم الأثر 379، دائرة معارف الأعلمي 3/ 281، أسد الغابة ت (643) . [ (3) ] أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 323. [ (4) ] أسد الغابة ت (644) ، الاستيعاب ت (298) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 1026- جابر بن عابس هو ابن حابس، تقدم، ونسبه في التجريد للتلقيح، ولم ينبّه على أنه الّذي تقدم. 1027- جابر بن عبد اللَّه [ (1) ] بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ. أحد الستّة الذين شهدوا العقبة الأولى. قال ابن إسحاق: حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قالوا: لما لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الستّة من الأنصار، وهم: أسعد بن زرارة، وجابر بن عبد اللَّه بن رئاب، وقطبة بن عامر، ورافع بن مالك، وعقبة بن عامر بن زيد، وعوف بن مالك- فأسلموا قالوا ... فذكر الحديث. وذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا. قال ابن عبد البرّ في ترجمته: له حديث عند الكلبيّ عن أبي صالح عنه، لا أعلم له غيره. قلت: بل جاء عن جابر بن عبد اللَّه بن رئاب أحاديث من طرق ضعيفة، فروى البغويّ، وابن السكن وغيرهما من طريق الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد اللَّه بن رئاب- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «مرّ بي ميكائيل في نفر من الملائكة ... » [ (2) ] الحديث. قال البغويّ: الوازع ضعيف جدا، قال: ولا أعرف لجابر مسندا غيره. قلت: بل له غيره، ذكر البخاريّ في التاريخ من طريق ابن إسحاق، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد اللَّه بن رئاب في قصة أبي ياسر بن أخطب، رواها يونس بن بكير في المغازي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس وجابر بن رئاب- أن أبا ياسر بن أخطب مرّ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يقرأ فاتحة الكتاب والم، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ [البقرة: 1] ، فذكر القصّة، فكأنه نسب جابرا إلى جده.   [ (1) ] الثقات 3/ 52، تجريد أسماء الصحابة 1/ 73، الوافي بالوفيات 11/ 9 الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار 349 الطبقات 103، الجرح والتعديل 2/ 2021، الطبقات الكبرى 3/ 574، أصحاب بدر 200، الإكمال 4/ 4، التاريخ الكبير 2/ 208، المحدثين 657، الاستيعاب ت (289) . [ (2) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 15171 ولفظه مر بي ميكائيل ومعه ملك على جناحه غبار وهو راجع في طلب العدو وأنا أصلي فضحك وتبسمت إليه- وعزاه للبغوي وضعفه وابن السكن والباوردي وابن قانع وابن عدي والطبراني والبيهقي وضعفه عن جابر بن عبد اللَّه قال البغوي لا أعلم له حديثا مسندا غيره وقال غيره بل له أحاديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 وكذلك روى ابن شاهين وابن مردويه من طريق همام عن الكلبي في قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ [الرعد: 39] ، قال: يمحو من الرزق، وقال: فقلت: من حدثك؟ قال: أبو صالح عن جابر بن رئاب عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 1028- جابر بن عبد اللَّه [ (1) ] بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السّلميّ- يكنى أبا عبد اللَّه، وأبا عبد الرحمن، وأبا محمد- أقوال. أحد المكثرين عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وروى عنه جماعة من الصّحابة، وله ولأبيه صحبة. وفي الصّحيح عنه أنه كان مع من شهد العقبة، وروى البخاريّ في تاريخه بإسناد صحيح عن أبي سفيان عن جابر، قال: كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر. ومن طريق حجاج بن الصواف: حدثني أبو الزبير أنّ جابرا حدثهم، قال: غزا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة. وأنكر الواقديّ رواية أبي سفيان عن جابر المذكور. وروى مسلم من طريق زكريا بن إسحاق، حدثنا أبو الزّبير أنه سمع جابرا يقول: غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تسع عشرة غزوة. قال جابر: لم أشهد بدرا ولا أحدا، منعني أبي، فلما قتل لم أتخلّف. وعن جابر قال: استغفر لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ليلة الجمل خمسا وعشرين مرّة، أخرجه أحمد وغيره من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير عنه. وفي مصنف وكيع عن هشام بن عروة قال: كان لجابر بن عبد اللَّه حلقة في المسجد- يعني النبويّ- يؤخذ عنه العلم. وروى البغويّ من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، قال: جاءنا جابر بن عبد اللَّه وقد أصيب بصره وقد مسّ رأسه ولحيته بشيء من صفرة. ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال: كان آخر أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم موتا بالمدينة جابر.   [ (1) ] طبقات خليفة ت 623. العبر 298، التاريخ الكبير 2/ 207، الجرح والتعديل 2/ 492. مشاهير علماء الأمصار ت 25، المستدرك 3- 564، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 72، تاريخ ابن عساكر 3- 311، جامع الأصول 9- 86، تهذيب الأسماء واللغات 1- 1- 142 تهذيب الكمال 182، تاريخ الإسلام 3/ 143، تذكرة الحفاظ 1/ 4، العبر 1/ 89، تذهيب التهذيب 1/ 99، خلاصة تذهيب الكمال 50، شذرات الذهب 1/ 84- وفيه ابن عمر بن حرام، تهذيب ابن عساكر 3/ 389، أسد الغابة ت (647) ، الاستيعاب (290) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 قال البغويّ: هو وهم، وآخرهم سهل بن سعد. قال يحيى بن بكير وغيره: مات جابر سنة ثمان وسبعين، وقال علي بن المدينيّ: مات جابر بعد أن عمر فأوصى ألا يصلّي عليه الحجاج. قلت: وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين، وفي الطبري وتاريخ البخاريّ ما يشهد له، وهو أن الحجاج شهد جنازته، ويقال: مات سنة ثلاث [وسبعين] ، ويقال: إنه عاش أربعا وتسعين سنة. 1029 ز- جابر بن عبد اللَّه [ (1) ] ، ويقال ابن عبيد بن جابر العبديّ. روى أحمد في كتاب الأشربة، وعنه البغويّ من طريق الحارث بن مرة، عن نفيس، عن عبد اللَّه بن جابر العبديّ، قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من عبد القيس، ولست منهم، إنما كنت مع أبي، فنهاهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الشّرب في الأوعية [ (2) ] ... الحديث. وفيه: إنه حجّ مع أبيه بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتى الحسن بن علي، فسلّم عليه، فرحب به، فسأله رجل عن نبيذ الجرّ فرخص فيه، قال: فقال له أبي: أبعد ما نهى عنه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: نعم. قد كان بعدكم رخّصه. إسناده حسن، ولم أره في مسند أحمد. أخرجه أبو نعيم عن القطيعي، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل. عن أبيه. [وأغرب ابن الأثير فساقه بإسناد المسند، فكأنه لما رأى إسناد أبي نعيم قدم على ذلك، وإنما هو في كتاب الأشربة لأحمد] . وو روى الباورديّ من طريق النضر بن شميل، عن حبيب بن أبي جويرة الصفاويّ، حدّثني قيس، قال: خرجت حاجا فلقيت رجلا من عبد القيس يقال له عبد اللَّه بن جابر، فقال: حججت مع أبي، فأخذنا طريق المدينة، فقال: ألا تلمّ بنا بأم المؤمنين؟ قلت: بلى، قال: فصعدنا إليها، فقال لها أبي- وأنا أسمع: إني كنت في الوفد الذين جاءوا من البحرين، فهل سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أحدث بعدنا في الأشربة شيئا؟ قالت: لا. 1030- جابر بن عبد اللَّه الرّاسبيّ [ (3) ] . قال صالح جزرة: نزل البصرة، وقال أبو   [ (1) ] الثقات 1/ 53، تجريد أسماء الصحابة 1/ 73، تهذيب التهذيب 2/ 52، الطبقات الكبرى 7/ 88، الوافي بالوفيات 11/ 31. [ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 5/ 446 عن عبد اللَّه بن جابر العبديّ. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 72، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157، معجم رجال الحديث 4/ 11، التعديل والتجريح 193، أسد الغابة ت (645) ، الاستيعاب ت (291) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 عمر: روى عنه أبو شدّاد. وروى ابن مندة من طريق عمر بن برقان، عن أبي شداد، عن جابر بن عبد اللَّه الراسبيّ، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من عفا عن قاتله دخل الجنّة» [ (1) ] . قال: هذا حديث غريب إن كان محفوظا. قال أبو نعيم: قوله «الراسبيّ» وهم، وإنما هو الأنصاريّ. 1031 ز- جابر بن عبد اللَّه من الأنصار. ذكره أبو الفتح اليعمريّ في «السيرة النبويّة» فيمن ردّه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد. قال: وليس هو الّذي يروي عنه الحديث. قلت: ولم ير في غير الأنصار صحابيّ يقال له جابر بن عبد اللَّه غير العبديّ، وهذا الرّاسبيّ إن صحّ، ولم يوصف واحد منهما بأنه ردّ عن أحد، فلعله ثالث. ثم وجدته في ذيل ابن فتحون فقال: قال ابن سعد: أخبرنا ابن سماعة حدّثنا أبو يوسف القاضي، عن عثمان بن عبد اللَّه بن يزيد بن حارثة عن عمه ابن يزيد بن حارثة عن أبيه، قال: استصغر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد ابن عمر، وزيد بن أرقم، وأبا سعيد، وجابر بن عبد اللَّه، وليس بالذي يروي عنه الحديث، وسعد بن حبتة، حكاه الطبري عن ابن سعد. 1032- جابر بن عتيك [ (2) ] بن قيس بن الحارث بن هيشة- بفتح الهاء وسكون التحتانية بعدها معجمة- ابن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس الأنصاريّ. هكذا نسبه ابن الكلبي، وابن إسحاق، وقالا: شهد بدرا والمشاهد. وروى مالك في «الموطّأ» عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث بن عتيك، وهو جدّ عبد اللَّه لأمه- أنّ جابر بن عتيك أخبره أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جاء يعود عبد اللَّه بن ثابت فوجده قد غلب، فصاح به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يجبه فاسترجع، وقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع ... [الحديث] . ورواه أبو داود والنّسائيّ من طريق مالك، ورواه النسائي من طريق عبد الملك بن عمير، فقال عن جبر بن عتيك: إنه دخل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ميّت فبكى النّساء ... الحديث. ورواه ابن ماجة وغيره من طريق أبي أسامة وغيره عن أبي العميس عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جبر عن أبيه عن جده نحوه.   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39855 وعزاه لابن مندة عن جابر الراسبي. [ (2) ] طبقات ابن سعد 3/ 469، الجرح والتعديل 2/ 532، معجم الطبراني 2/ 205، الاستبصار 292، 293، تهذيب الكمال 187. تاريخ الإسلام 3- 2، تهذيب التهذيب 2/ 90059، خلاصة تذهيب الكمال 460، أسد الغابة ت (649) ، الاستيعاب ت (294) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 ورواه النّسائيّ من طريق جعفر بن عون عن أبي العميس، فلم يقل عن جده. ورواه ابن مندة من وجه آخر عن أبي العميس، فقال: عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر ابن عتيك عن أبيه عن جدّه، وفيه اختلاف كثير. ورواية مالك هي المعتمدة، ويرجّحها ما روى أبو داود والنسائي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن ابن جابر بن عتيك عن أبيه مرفوعا: «إنّ من الغيرة ما يبغض اللَّه [ (1) ] ... » الحديث وإسناده صحيح. وفي «تاريخ البخاريّ» من طريق نافع بن يزيد: حدثني أبو سفيان بن جابر بن عتيك عن أبيه- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرّم اللَّه عليه الجنّة [ (2) ] » . فهذه الأحاديث تبيّن أن اسمه جابر، لكن الحديث الأخير ذكر في ترجمة الّذي بعده، وهو محتمل، فإن جده لم يسمّ. وصحّح الدمياطيّ أن اسمه جبر. وجزم غيره كالبغويّ بأنّ جبرا أخوه. وقد جزم ابن إسحاق وغيره بأن جبر بن عتيك شهد بدرا. وفي الصّحابة ممن يسمى جابر بن عتيك غير هذا اثنان أحدهما: 1033 ز- جابر بن عتيك بن النعمان بن عتيك الأنصاري. [ (3) ] ذكره ابن حبّان في الصّحابة، فقال: يكنى أبا عبد اللَّه، وله صحبة. روى عنه ابنه سفيان. قلت: وحديث أبي سفيان بن جابر عن أبيه في تاريخ البخاريّ أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرّم اللَّه عليه الجنّة» . قال: وكان أبو سفيان قدم مصر، ولا يوقف على اسمه. وثانيهما:   [ (1) ] أخرجه النسائي في السنن 5/ 78 كتاب الزكاة باب 66 الاحتيال في الصدقة حديث رقم 2558، وأحمد في المسند 5/ 445، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 308، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1313، وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 161. [ (2) ] أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 249، 2/ 210، وأورده المنذري في الترغيب 2/ 624، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 3، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 184، وعن جابر بن عتيك أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول من اقتطع مال امرئ بيمينه حرم اللَّه عليه الجنة وأوجب له النار- الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. [ (3) ] الثقات 3/ 52، تجريد أسماء الصحابة 1/ 73، الطبقات الكبرى 8/ 400، تقريب التهذيب 1/ 123، تهذيب التهذيب 2/ 43 خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157- التحفة اللطيفة 1/ 405 الوافي بالوفيات 11/ 28، الاستبصار 345 الطبقات 84، 103 الكاشف 1/ 177، مشاهير علماء الأمصار 106، التاريخ الكبير 2/ 208، الجرح والتعديل 2/ 2022، البداية والنهاية 8/ 263، إسعاف المبطإ 185، الاستيعاب ت (295) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 1034- جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مريّ بن كعب بن غنم بن سلمة الأنصاريّ السلميّ. اشترك مع الأول في اسمه واسم أبيه وجدّه، بخلاف الثاني، لكن اختلف في شهود هذا أحدا. وذكر ابن سعد عن جماعة من العلماء بالسير أنه شهد ما بعدها، وهو والد عبد الملك ابن جابر بن عتيك الّذي حدّث عن جابر بن عبد اللَّه: إذا حدّث الرجل القوم ثم التفت فهي أمانة [ (1) ] ، قاله الدمياطيّ. 1035- جابر بن أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ المازنيّ [ (2) ] . ذكر ابن القدّاح في نسب الأنصار، قال: فمن ولد عوف بن مبذول: قيس بن أبي صعصعة، شهد العقبة وبدرا، وأخوه جابر بن أبي صعصعة شهد أحدا وما بعدها واستشهد بمؤتة، وكذا قال ابن سعد وابن شاهين في جابر. 1036- جابر بن عمير الأنصاري [ (3) ] . قال البخاري: له صحبة. وقال ابن حبّان: يقال له صحبة. وروى النّسائيّ بإسناد صحيح عن عطاء قال: رأيت جابر بن عبد اللَّه وجابر بن عمير يرتميان فملّ أحدهما فجلس، فقال له الآخر: كسلت؟ قال: نعم. قال: أما إنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «كلّ شيء ليس من ذكر [اللَّه] فهو لعب إلّا أربعة [ (4) ] ... » الحديث.   [ (1) ] أخرجه الترمذي 4/ 301 كتاب البر والصلة باب 39 ما جاء أن المجالس أمانة حديث رقم 1959 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن، وأبو داود 2/ 683 كتاب الأدب باب في نقل الحديث حديث رقم 4868، وأحمد في المسند 3/ 380، البيهقي في السنن الكبرى 10/ 247. [ (2) ] الاستيعاب ت (297) . [ (3) ] الثقات 3/ 53، تجريد أسماء الصحابة 1/ 73، بقي بن مخلد 736، تقريب التهذيب 1/ 123، تهذيب التهذيب 4412، تهذيب الكمال 1/ 180، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 157، التحفة اللطيفة 1/ 405، الوافي بالوفيات 11/ 30، والاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار 345، الكاشف 1/ 177، الجرح والتعديل 1/ 394، و 2/ 2028، التاريخ الكبير 2/ 208، معجم البلدان 2/ 747، أسد الغابة ت (650) ، الاستيعاب ت (296) . [ (4) ] أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 272 عن جابر بن عبد اللَّه وجابر بن عبيد اللَّه الأنصاري وقال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا عبد الوهاب بن بخت، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 193، 2/ 279، 10/ 15 والحسيني في إتحاف السادة المتقين 6/ 520، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40612. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 1037- جابر بن عوف [ (1) ]- تقدم في ابن طارق. 1038- جابر بن عوف الثقفي [ (2) ] ، ذكره سعيد بن يعقوب، وأورد له من طريق يعلى ابن عطاء عن أبيه عن أوس بن أبي أوس، واسمه جابر بن عوف- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى ومسح على قدميه، انتهى. والمحفوظ أن اسم أبي أوس حذيفة كما سيأتي. 1039- جابر بن ماجد الصدفي [ (3) ] . ذكره ابن يونس، وقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح مصر. وروى ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جدّه حديثا متنه: «سيكون بعدي خلفاء ثمّ أمراء ثمّ ملوك جبابرة ... [ (4) ] » الحديث. خالفه فيه الأوزاعيّ، فرواه عن قيس بن جابر عن أبيه، عن جدّه، فعلى هذا فالرواية لماجد والد جابر، ويكون الضمير في رواية ابن لهيعة في قوله: عن جده- يعود على قيس. واللَّه أعلم. 1040- جابر بن النعمان [ (5) ] بن عمير بن مالك بن قمير بن مالك بن سواد البلوي حليف الأنصار. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: إنه من رهط كعب بن عجرة، وله صحبة. وسواد في نسبه قيّده ابن ماكولا بضم أوله. 1041- جابر بن ياسر [ (6) ] بن عويص، بوزن قدير، بمهملتين- الرعينيّ. قال ابن مندة: له ذكر في الصّحابة، وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، وهو جدّ عباس وجابر ابني عباس بن جابر، ولا يعرف له حديث.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] الثقات 3/ 53، تجريد الصحابة 1/ 73 الجرح والتعديل 2/ 2026، أسد الغابة ت (651) ، الاستيعاب ت (304) . [ (3) ] أسد الغابة ت (653) . [ (4) ] أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 1556، وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 273 وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه وهو ثقة والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 158، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38667. [ (5) ] أسد الغابة ت (654) . [ (6) ] تنقيح المقال/ 1622، جامع التحصيل 183، أسد الغابة ت (655) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 1042- جابر الأسدي. ذكر سيف في الفتوح أن سعد بن أبي وقّاص أمّره على بعض السّرايا في قتال القادسيّة. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصّحابة، استدركه ابن فتحون. 1043- جاحل [ (1) ] ، أبو مسلم الصّدفي. روى ابن مندة من طريق ابن وهب، حدثنا أبو الأشيم مؤذّن مسجد دمياط عن شراحيل بن يزيد، عن محمد بن مسلم بن جاحل، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ أحصاهم لهذا القرآن من أمّتي منافقوهم» . قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وذكره أبو نعيم، فقال: ليست له عندي صحبة، ولم يذكره أحد من المتقدّمين ولا من المتأخّرين. انتهى. وقد ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في «تاريخ الصّحابة الذين نزلوا مصر» ، وقال: لا نعرف له حضور الفتح ولا خطة بمصر، وللمصريين عنه حديث فذكره، وذكره أيضا ابن يونس وابن زبر، فلابن مندة فيهم أسوة. 1044- الجارود بن المعلى [ (2) ] . ويقال ابن عمرو بن المعلى. وقيل الجارود بن العلاء. حكاه التّرمذيّ العبديّ، أبو المنذر، ويقال أبو غيّاث- بمعجمة ومثلثة- على الأصح. وقيل بمهملة وموحدة ويقال: اسمه بشر بن حنش- بمهملة ونون مفتوحتين ثم معجمة. وقال ابن إسحاق: قدم الجارود بن عمرو بن حنش- وكان نصرانيا، على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر قصّة، وقال في اسمه غير ذلك، ولقّب الجارود لأنه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم، قال الشاعر: قدّسناهم بالخيل من كلّ جانب ... كما جرّد الجارود بكر بن وائل [ (3) ] [الطويل]   [ (1) ] أسد الغابة ت (656) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 74، تنقيح المقال- 1628، أعيان الشيعة 4/ 56، جامع الرجال 1/ 354، بقي بن مخلد 356، الطبقات الكبرى 5/ 557، 7/ 86، الثقات 3/ 59 تقريب التهذيب 1/ 124، تهذيب الكمال 1/ 182، الوافي بالوفيات 11/ 35، التاريخ الكبير 1/ 43، 50، تاريخ الإسلام 3/ 133، التاريخ الكبير 2/ 236، الجرح والتعديل 2/ 2181، الكاشف 1/ 178، ابن سعد 5/ 407، تلقيح فهوم أهل الأثر 3730، تبصير المتنبه 3/ 923 مشاهير علماء الأمصار 246، أسد الغابة ت (657) ، الاستيعاب ت (353) . [ (3) ] ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (353) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 وكان سيّد عبد القيس. وحكى ابن السّكن أن سبب تلقيبه بذلك أنّ بلاد عبد القيس أجدبت وبقي للجارود بقية من إبله، فتوجّه بها إلى بني قديد بن شيبان، وهم أخواله، فجربت إبل أخواله، فقال الناس: جردهم بشر، فلقب الجارود، فقال الشاعر ... فذكره. وقدم الجارود سنة عشر في وفد عبد القيس الأخير وسرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بإسلامه. وروى الطّبرانيّ من طريق زربيّ بن عبد اللَّه بن أنس، قال: لما قدم الجارود وافدا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فرح به وقرّبه وأدناه. وقال ابن إسحاق في المغازي: كان حسن الإسلام صليبا على دينه. وروى الطّبرانيّ من طريق ابن سيرين عن الجارود، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقلت: إن لي دينا فلي إن تركت ديني ودخلت في دينك ألا يعذبني اللَّه؟ قال: «نعم» طوّله البغويّ. وكان الجارود صهر أبي هريرة، وكان معه بالبحرين لما أرسله عمر كما سيأتي في ترجمة قدامة بن مظعون، وقتل بأرض فارس بعقبة الطين، فصارت يقال لها عقبة الجارود، وذلك سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر. وقيل: قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرّن. وقيل: بقي إلى خلافة عثمان. روى ابن مندة من طريق أبي بكر بن أبي الأسود: حدّثني رجل من ولد الجارود. قال: قتل الجارود بأرض فارس في خلافة عمر. قال أبو عمر من محاسن شعره: شهدت بأنّ اللَّه حق وسامحت ... بنات فؤادي بالشّهادة والنّهض فأبلغ رسول اللَّه عنّي رسالة ... بأنّي حنيف حيث كنت من الأرض [ (1) ] فإن لم تكن داري بيثرب فيكم ... فإنّي لكم عند الإقامة والخفض وأجعل نفسي دون كلّ ملمّة ... لكم جنّة من دون عرضكم عرضي [الطويل] وابنه المنذر بن الجارود كان من رؤساء عبد القيس بالبصرة، مدحه الأعشى الحرمازي وغيره، وحفيده الحكم بن المنذر، وهو الّذي يقول فيه الأعشى هذا أيضا: يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود   [ (1) ] ينظر البيتان الأولان في أسد الغابة ترجمة رقم (657) والاستيعاب ترجمة رقم (353) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 أنت الجواد ابن الجواد المحمود ... نبتّ في الجود في بيت الجود والعود قد ينبت في أصل العود [الرجز] قال: فكان الحجاج يحسد الحكم على هذه الأبيات. 1045- الجارود بن المنذر العبديّ [ (1) ] - آخر. فرّق البخاري بينه وبين الّذي قبله في كتاب الوحدان، قاله ابن مندة، وجعل هذا هو الّذي يروي عنه ابن سيرين. وأما الحسن بن سفيان والطّبرانيّ وغيرهما فأخرجوا حديث ابن سيرين عن الجارود في الّذي قبله. والصواب أنهما اثنان، لأن الجارود بن المنذر قد بقي حتى أخذ عنه الحسن وابن سيرين، وأما ابن المعلى فمات قبل ذلك. والمنذر كنيته لا اسم أبيه. واللَّه أعلم. 1046- جارية بن أصرم الكلبيّ الأجداري، من بني عامر بن عوف المعروف بعامر الأجدار [ (2) ] . روى الشرقيّ بن قطاميّ عن زهير بن منظور، عن جارية بن أصرم، قال: رأيت ودا في الجاهلية بدومة الجندل في صورة رجل وقال ابن ماكولا: جارية بن أصرم صحابي يعدّ في البصريين. وقال أبو نعيم: لا صحبة له. 1047- جارية بن جابر العصري [ (3) ] ، أحد وفد عبد القيس- ذكره الرشاطيّ. قلت: وقد ذكر ابن مندة جويرية العصريّ، فأظنّه هو، وله ذكر في ترجمة صحار بن العباس العبديّ وأنه كان مع الأشج في جملة من قدم فأسلم. 1048- جارية بن حميل [ (4) ] - بمهملة مصغرا- ابن نشبة [ (5) ] بن قرط الأشجعيّ. قال الطّبريّ: أسلم وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: ذكره عنه الدار الدّارقطنيّ وغيره. وقال ابن الكلبيّ: هو جارية بن حميل بن نشبة بن قرط بن مرّة بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع الدهماني الأشجعي. شهد بدرا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال ابن البرقي: استشهد بأحد.   [ (1) ] أسد الغابة ت (658) . [ (2) ] أسد الغابة ت (659) . [ (3) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 85. [ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 211، أسد الغابة ت (660) ، الاستيعاب ت (307) . [ (5) ] في أأشبه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 1049- جارية بن زيد [ (1) ] . عدّه ابن الكلبي فيمن شهد صفّين من الصّحابة مع علي رضي اللَّه عنه. 1050- جارية بن ظفر اليمامي الحنفي [ (2) ] ، أبو نمران. قال ابن حبّان: له صحبة، له في ابن ماجة حديثان من رواية دهثم بن قرّان عن تمران بن جارية عن أبيه. ولا يعرف له رواية إلا من طريق دهثم، ودهثم ضعيف جدا. وسيأتي لجارية ذكر في ترجمة يزيد بن معبد الحنفي اليمامي. 1051- جارية بن عبد اللَّه الأشجعي، حليف بني سلمة من الأنصار. استدركه ابن فتحون، ونقل عن سيف بن عمر أنه كان على الميسرة يوم اليرموك مع خالد بن الوليد. وذكره الدّار الدّارقطنيّ وابن ماكولا عن سيف، وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في عهد عمر في حروبهم إلّا الصحابة. 1052- جارية بن قدامة [ (3) ] بن مالك بن زهير بن حصن بن رزاح بن سعد بن بحير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي. يقال له عم الأحنف. قال الطّبرانيّ: كان الأحنف يدعوه عمه على سبيل التعظيم له، لأنهما لا يجتمعان إلا في سعد زيد. ذكره ابن سعد فيمن نزل البصرة من الصّحابة. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وروى أحمد عن يحيى بن سعيد وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف عن   [ (1) ] أسد الغابة ت (661) ، الاستيعاب ت (309) . [ (2) ] الثقات 3/ 60، تجريد أسماء الصحابة 751، تقريب التهذيب 1/ 124، تهذيب التهذيب 2/ 54، الكاشف 1/ 178، تهذيب الكمال 1/ 58، الوافي بالوفيات 11/ 38، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 158 الطبقات 289، التاريخ الكبير 2/ 237، الجرح والتعديل 2/ 2157 تصحيفات المحدثين 519، تلقيح فهوم الأثر 374، تنقيح المقال 1625 الإكمال 2/ 41 أسد الغابة ت (662) ، الاستيعاب ت (308) . [ (3) ] الثقات 3/ 60، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75 تقريب التهذيب 1/ 124 تهذيب التهذيب 2/ 54، تهذيب الكمال 1/ 182، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 158، الطبقات الكبرى 7/ 56، الوافي بالوفيات 11/ 37، تاريخ من دفن بالعراق من الصحابة 67، الطبقات 44/ 179، التاريخ الكبير 2/ 537، الجرح والتعديل 2/ 2156، تلقيح فهوم الأثر 373، تنقيح المقال 1626، معجم الثقات 249، البداية والنهاية 7/ 278، المشتبه 126، الإكمال 2/ 1، بقي بن مخلد 341، ذيل الكاشف 172، معجم رجال الحديث 4/ 31، أسد الغابة ت (664) الاستيعاب ت (306) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 جارية بن قدامة، قال: قلت يا رسول اللَّه: أوصني وأقلل. قال: «لا تغضب» . وهو بعلو في المعرفة لابن مندة. وفيه اختلاف على هشام، رواه أكثر أصحابه عنه كما تقدّم. وصحّحه ابن حبّان من طريقه، ورواه أبو معاوية ويحيى بن أبي زكريا الغسّاني وسعيد بن يحيى اللخمي عن هشام، فزاد فيه: عن جارية عن عمّه. ورواه ابن أبي شيبة عن عبدة بن سليمان، عن هشام على عكس ذلك، قال: عن الأحنف، عن عمّ له، عن جارية. ووقع في رواية لأبي يعلى عن جارية بن قدامة عن عمّ أبيه، فذكر الحديث. والأول أولى، فقد رواه الطّبرانيّ من طريق ابن أبي الزنّاد عن أبيه عن عروة، ومن طريق محمد بن كريب، عن أبيه: شهدت الأحنف يحدث عن عمّه، وعمّه جارية بن قدامة، وهو عند ابن عباس أنه قال: يا رسول اللَّه، قل لي قولا ينفعني وأقلل.. الحديث. قال أبو عمر: كان من أصحاب عليّ في حروبه، وهو الّذي حرق عبد اللَّه بن الحضرميّ في دار سنيد بالبصرة، لأن معاوية بعث إلى الحضرميّ ليأخذ له البصرة، فوجّه عليّ إليه أعين بن ضبيعة فقتل، فوجّه جارية بن قدامة، فحاصر ابن الحضرميّ، ثم حرق عليه. وقيل: إنه جويرية بن قدامة الّذي روى عن عمه [ (1) ] في البخاريّ. [ولجارية هذا قصة مع معاوية يقول فيها: فقال له: سل حاجتك يا أبا قندس، قال: تقرّ الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك، فإنما يوفدون إليك الأغنياء ويذرون الفقراء [ (2) ]] . 1053- جارية بن مجمّع [ (3) ] بن جارية الأنصاريّ. ذكره الطبرانيّ وغيره، لكن ذكروا في ترجمته أنه أحد من جمع القرآن. والمحفوظ أن ذلك ورد في حقّ أبيه. 1054- جاهمة [ (4) ] بن العباس بن مرداس السلمي. نسبه ابن ماجة في السّنن. وقال ابن السّكن: يقال هو ابن العباس بن مرداس. وذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق، وقال: أسلم وصحب.   [ (1) ] في أعمر. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] الثقات 3/ 60، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، أسد الغابة ت (665) . [ (4) ] الثقات 3/ 63، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، الطبقات الكبرى 4/ 274، 7/ 33، الوافي بالوفيات 11/ 41، الجرح والتعديل 2/ 2260، تلقيح فهوم الأثر 379، بقي بن مخلد 778، أسد الغابة ت (666) ، الاستيعاب ت (356) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 وروى البغويّ وابن أبي خيثمة والطّبرانيّ من طريق سفيان بن حبيب عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن معاوية بن جاهمة السلمي، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أستشيره في الجهاد، فقال: «هل لك أمّ؟ قلت: نعم. قال: «الزمها [ (1) ] » . وقد اختلف فيه على ابن جريج، وقد جوّده سفيان بن حبيب، لكن أسقط من السند طلحة، قاله البغويّ. ويقال عن يحيى بن سعيد القطّان، عن ابن جريج مثله. ورواه يحيى بن سعيد الأمويّ عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. أخرجه البغويّ عن شريح بن يونس عن الأموي، ثم رواه من طريق حجّاج بن محمد، عن ابن جريج، فخالف في نسب محمد بن طلحة، فقال: عن محمد بن طلحة بن عبد اللَّه ابن عبد الرحمن، عن أبيه طلحة، عن معاوية بن جاهمة- أنّ جاهمة جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر الحديث. وكذا أخرجه النّسائيّ وابن ماجة من طريق حجاج. قال البيهقيّ: رواية حجاج أصحّ، وتابعه أبو عاصم، وهي عند ابن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة. قلت: ورواه أحمد بن حنبل عن روح بن عبادة كرواية حجاج. وأخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن إسحاق فقال: عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر- وافق حجاجا، لكن حذف عبد اللَّه بن طلحة. وأخرجه ابن شاهين في ترجمة معاوية بن جاهمة من رواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فأثبته، وتابعه محمد بن سلمة الخزاعي عن محمد بن إسحاق. هذا هو المشهور عنه. وقيل عن ابن إسحاق عن الزهريّ عن ابن طلحة عن معاوية السلميّ. وقال ابن لهيعة: عن يونس بن يزيد، عن ابن إسحاق بهذا الإسناد، لكن حرّف اسم الصّحابي ونسبته، قال: عن جهم الأسلميّ. ورواه عبد الرّحمن بن سليمان عن ابن إسحاق، فقال: عن محمد بن طلحة عن أبيه   [ (1) ] أخرجه النسائي 2/ 54 والحاكم 4/ 51 وصححه ووافقه الذهبي والمنذري في الترغيب 3/ 214. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 طلحة بن معاوية بن جاهمة. قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وهو غلط نشأ عن تصحيف وتقليب. والصّواب عن محمد بن طلحة عن معاوية بن جاهمة عن أبيه، فصحّف «عن» فصارت «ابن» ، وقدم قوله عن أبيه، فخرج منه أن لطلحة صحبة. وليس كذلك، بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب، ولو كان الأمر على ظاهر الإسناد لكان هؤلاء أربعة في نسق صحبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: طلحة بن معاوية بن جاهمة بن العبّاس بن مرداس. وقد أخرج الطّبرانيّ من طريق سليمان بن حرب عن محمد بن طلحة بن مصرّف، عن معاوية بن درهم أن درهما جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: جئتك أستشيرك في الغزو، وقال: «ألك أمّ [أم لا] ؟ قال: نعم قال: «فالزمها» . وهذه قصّة جاهمة بعينها، فإن كان جاهمة تحرّف بدرهم، ووقع في نسبه محمد بن طلحة فوهم في اسم جدّه، وإلا فهي قصّة أخرى وقعت لآخر. 1055- جبّار بن الحارث [ (1) ] . يأتي في عبد الجبار. 1056- جبّار بن الحكم السّلمي [ (2) ] . ذكره المدائني وابن سعد فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأسلم. 1057- جبّار بن سلمى [ (3) ] ، بضم السين وقيل بفتحها، ابن مالك بن جعفر بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي- كان يقال لأبيه نزّال المضيق. ذكر ابن سعد أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع عامر بن الطفيل وهو مشرك، ثم كان هو الّذي قتل عامر بن فهيرة. وفي المغازي لابن إسحاق: حدّثني رجل من ولد جبّار بن سلمى قال: كان جبار فيمن حضرها يومئذ مع عامر بن الطفيل- يعني بئر معونة، ثم أسلم بعد ذلك. وذكر الواقديّ أنه أسلم على يد الضّحاك بن سفيان الكلابيّ. وروى الواقديّ أيضا عن موسى بن شيبة عن خارجة عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، قال: قدم وفد بني كلاب وهم ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة فنزلوا دار رملة بنت   [ (1) ] أسد الغابة ت (667) . [ (2) ] أسد الغابة ت (668) . [ (3) ] أسد الغابة ت (669) ، الاستيعاب ت (311) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 الحارث، وكان بين جبّار بن سلمى وبين كعب بن مالك صحبة، فجاء كعب فرحّب بهم، وأكرم جبّار بن سلمى، وانطلق معهم إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر القصّة. وروى ابن إسحاق والواقديّ وغيرهما أن جبّار بن سلمى هو الّذي طعن عامر بن فهيرة يومئذ فقال: فزت وربّ الكعبة، ووقع من رمحه فلم توجد جثّته، فأسلم جبار لذلك وحسن إسلامه وحكى ابن الكلبيّ أنه كان يقال إنه أفرس من عامر بن الطفيل. 1058- جبّار بن صخر [ (1) ] بن أمية بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنّم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ ثم السّلمي. يكنى أبا عبد اللَّه. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب في أهل العقبة، وذكره أبو الأسود عن عروة في أهل بدر. وروى الطّبرانيّ من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال: إنما خرص عليهم عبد اللَّه بن رواحة عاما واحدا، فأصيب يوم مؤتة، فكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يبعث جبّار بن صخر فيخرص عليهم- يعني أهل خيبر. وفي المغازي لابنه إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد اللَّه بن مكنف، حدثني حارثة، قال: لما أخرج عمر يهود خيبر ركب في المهاجرين والأنصار، وخرج معه جبّار بن صخر، وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم. وروى مسلم من طريق عبادة بن الوليد، عن جابر بن عبد اللَّه- أنه كان مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزاة، فذكر الحديث، قال: فقال من يتقدمنا فيمدر لنا الحوض ويشرب ويسقينا؟ قال جابر: فقلت هذا رجل. فقال: من رجل مع جابر فقام جبار بن صخر، فقال له: أنا يا رسول اللَّه [ (2) ] . الحديث.   [ (1) ] أسد الغابة ت (670) ، الاستيعاب ت (310) ، الثقات 3/ 64، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، الطبقات الكبرى 3/ 576، عنوان النجابة 56، التحفة اللطيفة 1/ 407، الوافي بالوفيات 11/ 42، الاستبصار في تسبب الصحابة من الأنصار 145، كتاب الطبقات 102، تاريخ الإسلام 19213، الجرح والتعديل 2/ 2253، الإكمال 3712، البداية والنهاية 7/ 156، أصحاب نذر 197، المشتبه 127، تعجيل المنفعة 66، جامع الرواة 1/ 146، تنقيح المقال 1642، التمهيد 1/ 266، مشاهير علماء الأمصار 109، المشتبه 176، تصحيفات المحدثين 481، ذيل الكاشف 174، التبصرة والتذكرة 3/ 167. [ (2) ] أخرجه مسلم في كتاب الزهد (68- 69) وأبو داود في كتاب الأدب (9) والترمذي في الزهد (55) وابن ماجة في كتاب الأدب (36) وأحمد في المسند 2/ 94. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 وروى أحمد والبغويّ وغيرهما من طريق ابن أبي أويس عن شرحبيل بن سعد عن جبار بن صخر نحو هذا الحديث قال البغويّ: لا أعلم له غيره. قلت بل له آخر أخرجه ابن شاهين وابن السّكن وغيرهما من طريق زهير بن محمد عن شرحبيل- أنه سمع جبار بن صخر يقول: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: إنا نهينا أن نرى عوراتنا انتهى. وتابعه إبراهيم بن أبي يحيى عن شراحيل أخرجه ابن مندة قال ابن السكن وغيره مات جبار بن صخر سنة ثلاثين في خلافة عثمان زاد أبو نعيم وهو ابن ثنتين وستين سنة. 1059 ز- جبار الثعلبي. ذكر الواقدي في المغازي أن أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أسروه في طريقهم إلى ذي أمر في ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من الهجرة، فأدخلوه على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فدعاه إلى الإسلام فأسلم. وذكر في موضع آخر أنه كان دليل النبي إلى غطفان [ (1) ] فهربوا. 1060 ز- جبار، غير منسوب- يأتي في جبلة. 1061- جبارة، بالكسر والتخفيف، ابن زرارة البلويّ [ (2) ]- ذكره ابن يونس وقال: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح مصر، وليست له رواية. 1062 ز- جبجاب- بجيمين وموحدّتين، يأتي في الحاء المهملة. 1063- جبر بن أنس بن سعد بن عبد اللَّه بن عبد ياليل بن خزاق بن غفار الغفاريّ. ذكره ابن ماكولا وقال: له صحبة. ويقال: هو جبر بن عبد اللَّه القبطي الآتي. 1064- جبر بن أنس بن أبي زريق [ (3) ] ، ذكره الطّبرانيّ عن مطيّن بسنده إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من الصّحابة، وقال: إنه بدري. والإسناد ضعيف، ولم   [ (1) ] غطفان بن سعد: بطن عظيم، متسع، كثير الشعوب، والأفخاذ، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم: بنو غطفان بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كانت منازلهم بنجد مما يلي وادي القرى، وجبل طيِّئ، ثم افترقوا في الفتوحات الإسلامية، واستولت عليها قبائل طيِّئ، وقد جار بهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلم) في غزوة الخندق، وهي الأحزاب وكانوا ألوفا. ثم ارتدوا بعد انتقاله (صلّى اللَّه عليه وسلم) عن الإسلام، فحاربهم أبو بكر الصديق، فبعث إليهم خالد بن الوليد، فقتلهم أشر قتلة، وورد ذكرهم سنة 231 هـ. انظر: معجم قبائل العرب 3/ 888. [ (2) ] أسد الغابة ت (671) ، الاستيعاب ت (387) . [ (3) ] الثقات 1/ 63، تجريد أسماء الصحابة 1/ 76، الطبقات الكبرى 2/ 197، 3/ 592، أسد الغابة ت (673) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 يذكره أصحاب المغازي في البدريين إنما ذكروا جبير بن إياس. قلت: وحكى أبو موسى أنه يقال فيه جزء بن أنس. وليس بصواب، لأن جزء بن أنس سيأتي أنه سلميّ. وهذا أنصاريّ. 1065- جبر بن إياس. يأتي في جبير. 1066- جبر بن عبد اللَّه القبطي [ (1) ] ، مولى بني غفار، ويقال مولى أبي بصرة الغفاريّ. حكى ابن يونس عن الحسن بن علي بن خلف بن قديد- أنه كان رسول المقوقس بمارية إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. قال الحسن: وقد رأيت بعض ولده بمصر. وقال هانئ بن المنذر: مات سنة ثلاث وستين. 1067 ز- جبر بن أبي عبيد الثقفي: ذكر البلاذريّ أنه استشهد مع أبيه يوم الجسر، وسيأتي شرح ذلك في ترجمة أبي عبيد في «الكنى» إن شاء اللَّه تعالى. 1068- جبر بن عتيك [ (2) ] بن قيس بن هيشة بن الحارث. تقدم في جابر بن عتيك وأنه شهد بدرا، وأنّ منهم من قال: إنه أخو جابر بن عتيك المتقدم، وكان معه راية قومه يوم الفتح. وقال الواقديّ: مات جبر بن عتيك الأنصاريّ سنة إحدى وسبعين. وقال ابن سعد: هم ثلاثة إخوة: جابر، وجبر، وعبد اللَّه، وكان جبر أكبرهم. وروى ابن مندة في ترجمته من طريق حجاج بن أرطاة عن إبراهيم بن مهاجر عن موسى بن طلحة، قال: رأيت جبرا وسعدا وابن مسعود يعطون أرضهم بالربع والثلث. قلت: خالف حجاج أبو عوانة وغيره فقالوا: خبابا- بدل قوله جبرا. 1069- جبر، غير منسوب. روى ابن قانع وابن مندة من طريق رحمة بن مصعب. عن شريك، عن الأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، قال: كان فينا أعرابيّ يؤذّن بالحيرة يقال له جبر، فقال: إن عثمان لن يموت حتى يلي هذه. فقيل له: من أين تعلم؟ فقال: لأني صليت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلاة الفجر، فلما سلّم استقبلنا بوجهه، فقال: «إنّ   [ (1) ] أسد الغابة ت (675) ، الاستيعاب ت (314) . [ (2) ] أسد الغابة ت (676) ، الاستيعاب ت (313) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 ناسا من أصحابي وزنوا اللّيلة فوزن أبو بكر فوزن ثمّ وزن عمر [فوزن] ، ثمّ وزن عثمان فوزن» . قال ابن مندة: هذا حديث غريب بهذا الإسناد، قال أبو موسى ذكره ابن مندة في آخر ترجمة جبر بن عتيك، والصّواب أنه غيره. قلت: وكذلك أفرده أبو عمر. وقال فيه: جبر الأعرابيّ المحاربيّ. 1070- جبر، مولى عامر بن الحضرميّ- يأتي ذكره في [ترجمة الّذي بعده] [ (1) ] . 1071- جبر مولى بني عبد الدار- ذكر الواقديّ أنه كان بمكة، وكان يهوديّا، فسمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقرأ سورة يوسف فأسلم وكتم إسلامه، ثم أطلع مواليه على ذلك، فعذبوه، فلما فتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مكة شكا إليه ما لقي فأعطاه ثمنه فاشترى نفسه وعتق واستغنى، وتزوّج امرأة ذات شرف [في بني عامر] [ (2) ] . وحكى مقاتل بن حيّان في تفسيره أنه أحد من نزل فيه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل: 106] وأنه أحد من نزل فيه: وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً [الفرقان: 20] . وأخرج الطّبريّ في تفسير قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ [الأنعام: 21] من طريق السّدّيّ- أنّ عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح أسلم ثم ارتد فلحق بالمشركين، ووشى بعمار، وجبر عبد ابن الحضرميّ أو ابن عبد الدار، فأخذوهما وعذبوهما حتى كفرا، فنزلت: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل: 106] . وفي تفسير ابن أبي حاتم وعبد بن حميد من طريق حصين بن عبد الرحمن عن عبد اللَّه ابن مسلم الحضرميّ، قال: كان لنا عبدان أحدهما يقال له يسار، والآخر يقال له جبر وكانا صيقليين، فكانا يقرءان كتابهما، ويعملان عملهما، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يمرّ بهما فيسمع قراءتهما، فقالوا: إنما يتعلم منهما، فنزلت: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ [النحل: 103] ، ولم يذكر أنهما أسلما. ومن طريق قتادة أنها نزلت في عبد ابن الحضرميّ يقال له يحنّس، وسيأتي. [واستدركه ابن فتحون] .   [ (1) ] في أيأتي ذكره في ترجمته. [ (2) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 1072- جبر الكنديّ [ (1) ] . روى ابن شاهين من طريق عمرو بن غياث عن عبد الملك بن عمير عن رجل من كندة يقال له ابن جبر الكندي عن أبيه، وكان في الوفد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على السكاسك والسكون، وقال أسلم: أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرقّ أفئدة، وبلغني أنه قال: اللَّهمّ اقبل بقلوبهم [ (2) ] . ووقع في مسند بقيّ بن مخلد في هذا الحديث عن ابن جبير عن أبيه. فاللَّه أعلم. 1073- جبل [ (3) ]- بفتح الجيم الموحدة- ابن جوّال بن صفوان بن بلال بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الشّاعر الذّبياني ثم الثّعلبيّ. قال الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف» : له صحبة. وقال هشام بن الكلبيّ: كان يهوديا مع بني قريظة فأسلم، ورثى حيي بن أخطب بأبيات منها: لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه ... ولكنّه من يخذل اللَّه يخذل [ (4) ] [الطويل] وكذا ذكر ابن إسحاق، في «المغازي» ، الأبيات له، قال: وبعض الناس يقول إنها لحيي بن أخطب نفسه. وذكر أبو عبيد القاسم بن سلّام أنه من ذرية الفطيون بن عامر بن ثعلبة. وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : كان يهوديّا فأسلم، وهو القائل لما فتح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خيبر: رميت نطاة من النّبيّ بفيلق ... شهباء ذات مناقب وفقار [الكامل] وفي ديوان حسّان بن ثابت صنعة أبي سعيد السّكري عن ابن حبيب، قال: وقال   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 76، أسد الغابة ت (677) . [ (2) ] أخرجه الترمذي في سننه 5/ 683 كتاب المناقب باب 72 في فضل اليمن حديث رقم 3934 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث زيد بن ثابت إلا من حديث عمران القطان، وأحمد في المسند 3/ 342 والهيثمي في الزوائد 3/ 304، 10/ 69، والطبراني في الصغير 1/ 98 والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 236. [ (3) ] أسد الغابة ت (678) ، الاستيعاب ت (365) . [ (4) ] ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة (365) وأسد الغابة ترجمة رقم (678) . وفي سيرة ابن هشام 2/ 241. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 حسان بن ثابت يجيب جبل بن جوال الثعلبي وكان يهوديّا فأسلم بعد علي قوله: ألا يا سعد سعد بني معاذ ... لما فعلت قريظة والنّضير تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حامية تفور [ (1) ] [الوافر] فقال حسان: تعاهد معشر نصروا علينا ... فليس لهم ببلدتهم نصير هم أوتوا الكتاب فضيّعوه ... فهم عمي عن التّوراة بور كذبتم بالقرآن وقد أبيتم ... بتصديق الّذي قال النّذير وهان على سراة بني لؤيّ ... حريق بالبويرة مستطير [الوافر] الأبيات: وأورد المرزبانيّ لجبل الأبيات المذكورة وزاد فيها: ولكن لا خلود مع المنايا ... تخطّف ثمّ تضمنها القبور كأنّهم غنائم يوم عيد ... تذبّح وهي ليس لها نكير [الوافر] 1074 ز- جبلة بن الأزرق الحمصي [ (2) ] . روى البخاري في تاريخه وابن السكن والطّبرانيّ وغيرهم من طريق معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن جبلة بن الأزرق- وكانت له صحبة- قال: صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى جانب جدار كثير الأحجرة إما ظهرا وإما عصرا، فلما جلس لدغته عقرب فغشي عليه، فرقاه الناس، فأفاق، فقال: «إنّ اللَّه شفاني وليس برقيتكم» . قال البغويّ: لا أعلم له غيره، وقال ابن السّكن: ليس له غيره. 1075- جبلة بن الأشعر الخزاعيّ [ (3) ] . ذكر الواقديّ أنه قتل مع كرز بن جابر يوم فتح مكّة.   [ (1) ] ينظر البيتان في ديوان حسان: 193. [ (2) ] الثقات 3/ 58، تجريد أسماء الصحابة 1/ 76، الطبقات الكبرى 7/ 432 الوافي بالوفيات 11/ 52، التاريخ الكبير 2/ 218، الجرح والتعديل 2/ 2089، تلقيح فهوم الأثر 379، بقي بن مخلد 595، أسد الغابة ت (679) ، الاستيعاب ت (322) . [ (3) ] أسد الغابة ت (680) ، الاستيعاب ت (325) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 ذكره أبو عمر. والمشهور أن المقتول مع كرز هو حبيش بن خالد وهو حبيش بن الأشعر كما سيأتي في موضعه، والأشعر لقب بذلك لكثرة شعره. 1076- جبلة بن ثعلبة [ (1) ] الأنصاري الخزرجيّ البياضيّ. ذكره مطيّن بسنده إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من أهل بدر، أورده الطّبرانيّ وأبو نعيم وغيرهما. وقال ابن حبّان : جبلة بن ثعلبة من بني بياضة بدري وذكر ابن الأثير أن صوابه رخيلة بن خالد بن ثعلبة، فأسقطت الراء وصحّف ونسب إلى جده. قلت: ويحتمل أن يكون غيره، نعم الّذي شهد بدرا هو رخيلة، وقد تكرّر لنا أنّ الإسناد إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع ضعيف جدّا. 1077- جبلة بن ثور الحنفي. كان في وفد بني حنيفة، وذكر أبو عبيد أنه أحد من شرك في قتل مسيلمة الكذّاب. استدركه ابن فتحون. 1078- جبلة بن جنادة [ (2) ] بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن الناقد بن تيم بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعيّ. ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله. واستدركه أبو موسى وابن فتحون، وكذا ذكروا جبلة بن سعيد الآتي. 1079- جبلة بن حارثة بن شراحيل [ (3) ] ، أخو زيد بن حارثة وعمّ أسامة بن زيد. وهو أكبر سنّا من زيد. روى التّرمذيّ وأبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيبانيّ، أخبرني جبلة بن حارثة، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: أرسل معي أخي. فقال: «هو ذا بين يديك، إن ذهب فليس أمنعه» [ (4) ] ، فقال زيد: لا أختار عليك يا رسول اللَّه أحدا، قال: فوجدت قول أخي خيرا من قولي.   [ (1) ] أسد الغابة ت (681) ، الثقات 3/ 58، تجريد أسماء الصحابة 1/ 77. [ (2) ] أسد الغابة ت (682) . [ (3) ] الثقات 3/ 57، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، المشتبه 82، تقريب التهذيب 1/ 125، تهذيب التهذيب 2/ 61، مشاهير علماء الأمصار 289، تهذيب الكمال 1/ 184، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 160، الوافي بالوفيات 11/ 57، التاريخ الكبير 2/ 217، الجرح والتعديل 2/ 2086، و 1/ 5080، الكاشف 1/ 179، دائرة معارف الأعلمي 14/ 250، تفسير الطبري 3/ 22220 و 22529، تنقيح المقال 1658، أسد الغابة ت (683) ، الاستيعاب ت (320) . [ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37065 وعزاه لأبي يعلى، والدار الدّارقطنيّ في الأفراد والطبراني وأبو نعيم والنسائي وابن عساكر عن جبلة بن حارثة الكلبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 وفي تاريخ البخاريّ من هذا الوجه، عن الشّيبانيّ: سمعت جبلة. وله في النّسائيّ حديث متصل صحيح الإسناد من رواية أبي إسحاق عن فروة عن جبلة بن حارثة في القول عند النوم، ولفظه: قلت: يا رسول اللَّه، علّمني شيئا ينفعني اللَّه به. قال: «إذا أخذت مضجعك فاقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» [الكافرون: 1] . 1080- جبلة بن سعيد [ (1) ] بن الأسود بن سلمة بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين. ذكره ابن شاهين وأبو موسى وابن فتحون. كما تقدم في جبلة بن جنادة. 1081- جبلة بن شراحيل [ (2) ] الكلبيّ، عمّ زيد بن حارثة. ذكره ابن مندة بأمر محتمل، سيأتي شرحه في الفصل الأخير إن شاء اللَّه تعالى. 1082- جبلة بن عمرو [ (3) ] بن أوس بن عامر بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الساعدي الأنصاري. قال ابن السّكن: شهد أحدا، قال: وهو غير أخي أبي مسعود، لاختلاف النسبتين. قلت: هو كما قال: وروى ابن شبّة في أخبار المدينة من طريق عبد الرحمن بن أزهر أنهم لما أرادوا دفن عثمان فانتهوا إلى البقيع، فمنعهم من دفنه جبلة بن عمرو الساعديّ، فانطلقوا إلى حش كوكب ومعهم معبد بن معمر، فدفنوه فيه. 1083 ز- جبلة بن عمرو [ (4) ] بن ثعلبة بن أسيرة الأنصاريّ، أخو أبي مسعود البدري. ذكره الطّبرانيّ عن مطيّن بسنده إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من الصّحابة. وروى ابن السّكن من طريق هارون الهمدانيّ، عن ثابت بن عبيد، قال: دخلت على جبلة بن عمر وأخي أبي مسعود الأنصاري وهو يقطع البسر من التمر.   [ (1) ] أسد الغابة ت (684) . [ (2) ] الثقات 3/ 57، تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، المشتبه 82، تقريب التهذيب 1/ 125 تهذيب التهذيب 2/ 61، مشاهير علماء الأمصار 289، تهذيب الكمال 2/ 217، الجرح والتعديل 2/ 2086، 1/ 5080 الكاشف 1/ 179، دائرة معارف الأعلمي 14/ 250، تفسير الطبري 3/ 22220، 22529، تنقيح المقال 1658، أسد الغابة ت (685) . [ (3) ] الثقات 3/ 58، تجريد أسماء الصحابة 1/ 77 التحفة اللطيفة 1/ 408 المنمق 363، الوافي بالوفيات 11/ 52، الاستبصار 131، معالم الإيمان 1/ 136، رياض النفوس في طبقات علماء القيروان 1/ 59، التاريخ الكبير 2/ 218، الجرح والتعديل 2/ 2087. [ (4) ] الاستيعاب ت (321) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 وروى البخاريّ في تاريخه، وابن السكن، من طريق بكير بن الأشج، عن سليمان بن يسار- أنهم كانوا في غزوة بالمغرب مع معاوية- يعني ابن خديج- فنفّل الناس ومعه أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يردّ ذلك غير جبلة بن عمرو الأنصاريّ. ورواه ابن مندة من طريق خالد بن أبي عمران عن سليمان بن يسار أنه سئل عن النفل في الغزو، فقال: لم أر أحدا يعطيه، غير ابن حديج- يعني معاوية- نفلنا في إفريقية الثّلث بعد الخمس، ومعنا من الصحابة والمهاجرين غير واحد، منهم جبلة بن عمرو الأنصاريّ. 1084- جبلة بن أبي كريب [ (1) ] بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين. قال ابن سعد: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان في ألفين وخمسمائة من العطاء. وذكره ابن شاهين عن رجاله، واستدركه ابن فتحون وأبو موسى. 1085- جبلة بن مالك [ (2) ] بن جبلة بن ضفارة بن درّاع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم اللخمي الداريّ. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع الدّاريين. ذكره ابن شاهين عن رجاله، وأخرجه أبو عمر مختصرا. وقال ابن أبي حاتم- عن أبيه: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم منصرفه من تبوك، لا أعرفه. واستدركه أبو موسى، وسيأتي ذكره عن الواقديّ في ترجمة نعيم بن أوس، وذكره أبو إسحاق بن الأمين في حرف الحاء المهملة مستدركا على ابن عبد البر ولم يذكره سلفه في ذكره بالحاء. 1086 ز- جبلة- غير منسوب [ (3) ] . قال البخاريّ: له صحبة. وروى عنه ابن سيرين مرسلا، أراه الأول- يعني جبلة بن عمرو الأنصاري. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وليست له عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رواية. وفي البخاريّ، تعليقا: قال ابن سيرين. لا بأس به- يعني الجمع بين المرأة وابنة زوجها من غيرها.   [ (1) ] أسد الغابة ت (687) . [ (2) ] أسد الغابة ت (688) ، الاستيعاب ت (324) . [ (3) ] أسد الغابة ت (689) ، الاستيعاب ت (323) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 ووصله البغويّ وابن السّكن من طريق حماد، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: كان رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمصر من الأمصار يقال له: جبلة جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها. قال أيّوب: وكان الحسن يكرهه. قال ابن مندة: هكذا رواه عفان وغيره، ورواه سليمان بن حرب عن حماد، فقال: جبار، والأول أصحّ. قلت: وكذا رواه ابن عليّة، عن أيوب، أخرجه ابن أبي شيبة عنه، ورواه أيضا عبد الوهاب الثقفيّ، عن أيّوب، قال: نبئت أن سعد بن قرحاء رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فذكره نحوه. 1087- جبيب [ (1) ]- بالجيم وموحدتين مصغرا- ابن الحارث. ذكره ابن السكن، وقال: لم يصح إسناد حديثه. وروى هو والطّبرانيّ من طريق نوح بن ذكوان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: جاء جبيب بن الحارث، فقال: يا رسول اللَّه، إني رجل مقراف للذنوب. قال: «فتب إلى اللَّه عزّ وجلّ ... » الحديث. قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الطّبرانيّ في «الأوسط» : لا يروى عن هشام إلا بهذا الإسناد، تفرّد به عيسى عن إبراهيم عن سعيد بن عبد اللَّه عن نوح عنه. وذكر عبد الغنيّ بن سعيد في «المؤتلف» أنّ أيوب بن ذكوان رواه عن هشام. قلت: وأيّوب ونوح ضعيفان، ويحتمل أن يكون بعض الرواة حرّف نوحا بأيوب، ونبّه البيهقيّ في «الشّعب» على أن بعضهم رواه، وقال جبير بن الحارث بالراء، وقال: هو وهم، وصحّفه ابن شاهين فأورده في الخاء المعجمة، وتعقبه أبو موسى، وسيأتي لجبيب أيضا ذكر في ترجمة أبي الغادية. 1088- جبير بن إياس بن خلدة [ (2) ] بن مخلّد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الخزرجيّ.   [ (1) ] أسد الغابة ت (691) ، الاستيعاب ت (364) . [ (2) ] المغازي: 277، ابن هشام 1/ 700، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 444، أسد الغابة ت (692) ، الاستيعاب ت (316) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 ذكره أبو الأسود عن عروة وموسى بن عقبة عن ابن شهاب وابن إسحاق وأبو معشر وغيرهم فيمن شهد بدرا. وقال ابن مندة: لا تعرف له رواية، وقال ابن القداح جبر- بفتح الجيم وسكون الموحدة. 1089- جبير بن بحينة [ (1) ] ، أخو عبد اللَّه، وهو ابن مالك بن القشب الأزديّ، حليف بني المطلب. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن قتل يوم اليمامة من الصّحابة، وأخرجه الطبرانيّ فقال في صدر الترجمة: جبير بن مالك النوفلي، ووهم في قوله النوفلي، وإنما هو الأزديّ أو المطلبيّ. 1090- جبير بن الحباب بن المنذر الأنصاريّ [ (2) ] قال ابن حبّان: يقال له صحبة، وفي إسناده نظر. وذكره مطيّن في الصّحابة وقال: إنه في سير عبيد اللَّه بن أبي رافع في تسمية من شهد صفين مع علي من الصحابة. أخرجه الباورديّ والطّبرانيّ عن مطيّن وابن مندة عن الباورديّ، وأبو نعيم عن الطّبرانيّ. 1091- جبير بن الحويرث [ (3) ] بن نقيد بن بجير بن عبد بن قصي بن كلاب القرشيّ. قال الزّبير: قتل أبوه يوم الفتح. وقال ابن سعد: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه. وروى عن أبي بكر وغيره. وروى الواقديّ عن ابن المسيب عن جبير بن الحويرث، قال: حضرت يوم اليرموك المعركة فلا أسمع للناس كلمة إلا صوت الحديد. قلت: ومن يكون يوم اليرموك رجلا يكون يوم الفتح مميزا، فلا مانع من عدّه في الصّحابة وإن لم يرو.   [ (1) ] أسد الغابة ت (693) ، الاستيعاب ت (317) . [ (2) ] أسد الغابة ت (694) ، الثقات 3/ 51، تجريد أسماء الصحابة 1/ 78. [ (3) ] طبقات خليفة 232، الجرح والتعديل 2/ 512، تاريخ الطبري 4/ 209 سير أعلام النبلاء 3/ 439، العقد الثمين 3/ 410، جامع التحصيل 182 تعجيل المنفعة 66، تاريخ الإسلام 1/ 184، أسد الغابة ت (695) ، الاستيعاب ت (319) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 وقال أبو عمر: في صحبته نظر. وعدّه ابن حبّان في التابعين. 1092- جبير بن حيّة [ (1) ]- بفتح المهملة وتشديد التحتانية- ابن مسعود الثقفي، ابن عم المغيرة بن شعبة، وابن أخي عروة بن مسعود. قلت: ثبت في صحيح البخاريّ أنه شهد الفتوح في عهد عمر. وأخرج البخاريّ الحديث بذلك من رواية زائدة بن زياد بن جبير عنه، ولم أر من ذكر جبيرا في الصحابة، وهو من شرطهم، لأن ثقيفا لم يبق منهم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ممن كان موجودا أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع. وقد ذكره أبو موسى في الصحابة، وأخرج له حديثا، وزعم أنه مرسل، وصحّح أنه تابعي. وليست صحبته عندي بمندفعة، فمن يشهد الفتوح في عهد عمر لا بد أن يكون إذ ذاك رجلا. والقصّة التي شهدها كانت بعد الوفاة النبويّة بدون عشر سنين، فأقلّ أحواله أن يكون له رؤية. وكان المذكور يسكن الطائف، وكان معلم كتاب، ثم قدم العراق فاستقرّ كاتبا في الدّيوان، ثم ولّاه زياد أصبهان، وعظم شأنه في خلافة عبد الملك. 1093- جبير بن مالك النوفلي، هو ابن بحينة المتقدم. 1094- جبير بن مطعم [ (2) ] بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، وأمه أم حبيب بنت سعيد. وقيل أم جميل بنت سعيد بن عبد اللَّه بن أبي قيس، من بني عامر بن لؤيّ. كان من أكابر قريش وعلماء النّسب. وقدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في فداء أسارى بدر، فسمعه يقرأ «الطّور» . قال: فكان ذلك أول ما دخل الإيمان في قلبي. روى ذلك البخاريّ في الصّحيح، وقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو كان أبوك حيّا وكلّمني فيهم لوهبتهم له» .   [ (1) ] أسد الغابة ت (696) . [ (2) ] نسب قريش 201، طبقات خليفة ت 43، المحبر 67، 69- التاريخ الكبير 2/ 223، المعارف 485، الجرح والتعديل 2- 512، مشاهير علماء الأمصار ت 35- جمهرة أنساب العرب 116، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 76، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1- 141، تهذيب الكمال 188، تاريخ الإسلام 2/ 274. العبر 1/ 59، تذهيب التهذيب 1- 102، مرآة الجنان 1/ 127، 130، البداية والنهاية 8/ 46، العقد الثمين 3/ 408، تهذيب التهذيب 2- 63، خلاصة تذهيب الكمال 52، شذرات الذهب 1/ 64، أسد الغابة ت (698) ، الاستيعاب ت (315) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 وأسلم جبير بين الحديبيّة والفتح، وقيل في الفتح. وقال البغويّ: أسلم قبل فتح مكة. ومات في خلافة معاوية. وقال ابن إسحاق: أخبرني يعقوب بن عتبة، عن شيخ من الأنصار- أن عمر حين أتي بنسب النعمان دعا بجبير بن مطعم، وكان أنسب قريش لقريش والعرب قاطبة، قال: وقال جبير: أخذت النسب عن أبي بكر الصّديق، وكان أبو بكر أنسب العرب. وروى عنه من الصّحابة سليمان بن صرد، وعبد الرحمن بن أزهر، وروى عنه ابن المسيّب أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو وعثمان فسألاه أن يقسم لهم كما قسم لبني هاشم والمطلب. وقالا: إن قرابتنا واحدة: أي أن هاشما، والمطّلب، ونوفلا جدّ جبير، وعبد شمس جد عثمان إخوة فأبى وقال: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين. 1095- جبير بن نفير الكندي [ (1) ] . .. فرق العسكريّ بينه وبين جبير بن نفير الحضرميّ وقد تقدم في جبر الكندي قريبا. 1096- جبير بن نوفل [ (2) ] . .. قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة وفي إسناده ليث بن أبي سليم وذكره مطّيّن والباورديّ وابن مندة في الصحابة وأخرجوا من طريق أبي بكر بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نوفل قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما تقرّب عبد إلى اللَّه بأفضل ممّا خرج منه» [ (3) ] يعني: القرآن. قال ابن مندة: رواه بكر بن خنيس عن ليث عن زيد عن جبير بن نفير مرسلا واللَّه أعلم. 1097- جبير مولى كثيرة [ (4) ] بنت سفيان.. يأتي ذكره في ترجمة سعيد مولى كثيرة.   [ (1) ] بقي بن مخلد 768. [ (2) ] الثقات 3/ 50، تجريد أسماء الصحابة 1/ 79، تقريب التهذيب 1/ 26، تهذيب التهذيب 2/ 64، شذرات الذهب 1/ 88، الطبقات الكبرى 7/ 44، الوافي بالوفيات 11/ 59، العبر 1/ 91، الطبقات 308 الجرح والتعديل 2/ 2116، حلية الأولياء 5/ 133، البداية والنهاية 9/ 33، أسد الغابة ت (701) . [ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 162 عن أبي أمامة ولفظه وما تقرب العباد إلى اللَّه بمثل ما خرج منه الحديث. كتاب فضائل القرآن (46) باب 17 حديث رقم 2911 قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وبكر بن خنيس قد تكلم فيه ابن المبارك وتركه في آخر أمره وقد روي هذا الحديث عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو مرسل وأحمد في المسند 5/ 268، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 88، 12/ 220، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2366. [ (4) ] أسد الغابة ت (697) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 1098- جبير خاطب بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جابر بن عبد اللَّه في حديث رواه أبو عبد اللَّه صاحب الصدقة عن أبي الزبير عن جابر أخرجه ابن أبي خيثمة وغيره. 1099- جبيلة بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن حلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع البلويّ حليف الأنصار. ذكره ابن الأمين مستدركا على الاستيعاب» ، ولم يسق نسبه، وساقه الرشاطيّ في الأنساب، ونقل عن ابن الكلبيّ أنه قال: كان صاحب حلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان عينه يوم الأحزاب، قال: ولم يذكره ابن عبد البر ولا ابن فتحون. [الجيم بعدها الثاء] 1100- جثامة [ (1) ] - بفتح أوله وتثقيل المثلثة- ابن قيس- ذكره ابن مندة، وروى من طريق حبيب بن عبيد الرحبيّ، عن أبي بشر، عن جثامة بن قيس، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرفوعا: «من صام يوما في سبيل اللَّه باعده اللَّه عن النّار مائة عام» . وفي الإسناد من لا يعرف. وسيأتي في ترجمة الصعب بن جثّامة بن قيس بن عبد اللَّه بن يعمر الليثي ووالده غير هذا. 1101- جثّامة [ (2) ] بن مساحق بن ربيع بن قيس الكناني. له صحبة، وأرسله عمر إلى هرقل. وروى ابن مندة من طريق عبد الخالق الحمصي، عن يحيى بن أيوب، عن الكنانيّ رسول عمر إلى هرقل، وكان يقال جثّامة بن مساحق، قال: جلست فلم أدر ما تحتي وإذا تحتي كرسي من ذهب، فلما رأيته نزلت عنه، فضحك، فقال لي: لم نزلت عنه؟ فقلت: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ينهى عن مثل هذا. 1102 ز- جثجاث، قيل هو اسم أبي عقيل صاحب الصّاع. ضبطه السهيليّ تبعا لابن عبد البرّ، وضبطه غيره بالحاء المهملة. وقيل اسمه غير ذلك، وتأتي ترجمته في الكنى. 1103 ز- جثيلة- بجيم ومثلثة مصغرا- ابن عامر. يأتي في الحاء المهملة.   [ (1) ] أسد الغابة ت (702) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 79، المصباح المضيء 2/ 295، أسد الغابة ت (703) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 [الجيم بعدها الحاء] 1104- جحدم بن فضالة الجهنيّ [ (1) ] . روى ابن مندة من طريق محمد بن عمرو بن عبد اللَّه ابن جحدم: حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه جحدم أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح رأسه وقال: «بارك اللَّه في جحدم» [ (2) ] ، وكتب له كتابا ... فذكر الحديث بطوله، وقال: هو حديث غريب. قلت: في إسناده من لا يعرف، ثم هو من رواية النضر بن سلمة بن شاذان، وهو متروك. [1105- جحدم الحمسي [ (3) ]- بضم المهملة وسكون الميم بعدها مهملة- كذا قرأته بخط الخطيب في «المؤتلف» ، وأورد له من طريق محمد بن المسيّب الأرغياني، عن موسى بن سهل الرمليّ، عن محمد بن عمرو بن عبد اللَّه بن فضالة، سمعت أبي يحدّث عن أبيه عبد اللَّه، عن أبيه فضالة عن جحدم الحمسي أنه أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمسح رأسه، وقال: «اللَّهمّ بارك في جحدم [ (4) ] » . وهو محتمل أن يكون هو الّذي قبله، كأن قوله في الأول الجهنيّ تصحيف، ويكون لقصته إسنادان] . 1106- جحدم، غير منسوب- روى عيسى غنجار، عن المغيرة البصري، عن الهيثم ابن ميمون، عن حكيم بن جحدم أراه عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من حلب شاته، ورقّع قميصه، وخصف نعله، وأكل مع خادمه، وحمل من سوقه، فقد بريء من الكبر» . إسناده ضعيف، أخرجه ابن مندة من هذا الوجه. 1107 ز- جحدم [ (5) ] الجذيمي من بني جذيمة- بفتح الجيم وكسر الذّال المعجمة.   [ (1) ] أسد الغابة ت (706) . [ (2) ] ذكره المتقي الهندي في كنز العمال 13/ 310 (36883) وعزاه لأبي نعيم وذكره ابن الأثير في أسد الغابة. [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (4) ] والنضر هذا قال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه إلا للاعتبار الميزان 4/ 256، 257. [ (5) ] جزيمة بن عوف: بطن من عبد القيس، من ربيعة بن نزار، من العدنانية وهم: بنو جذيمة بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعميّ كانت منازلهم البيضاء بناحية الخط من البحرين، والقطيف، وبعث النبي (صلّى اللَّه عليه وسلم) سنة ثمان خالد بن الوليد إلى بني جذيمة بن عوف وبعث معه 350 رجلا من المهاجرين والأنصار، وبني سليم، داعيا إلى الإسلام، لا مقاتلا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 ذكره الأمويّ في «المغازي» عن ابن إسحاق فيمن أسلم من بني جذيمة، وذكره الواقديّ فيمن قتله خالد بن الوليد من بني جذيمة لما قالوا صبأنا ولم يقولوا أسلمنا. والقصة مشهورة إلا أنّ الواقدي تفرّد بتسميته جحدم فيهم، ذكره ابن فتحون في ذيله. 1108- جحدمة، غير منسوب- له صحبة ورواية، قاله أبو حباب عن إياد عنه، كذا في التّجريد للذهبيّ، وسيأتي في القسم الأخير جهدمة، ويوضّح القول فيه إن شاء اللَّه تعالى. 1109- جحش الجهنيّ [ (1) ]- قال ابن فتحون في ذيله ذكره الطبريّ في الصّحابة. قلت: وسيأتي في القسم الأخير جحش الجهنيّ، وأنّ بعض الرواة صحّف اسمه، فما أدري هو هذا أو غيره؟ 1110 ز- جحش بن رئاب الأسديّ، والد أبي أحمد. يأتي في نسبه في ترجمته. قال ابن حبّان: له صحبة، ذكره الجعابيّ فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من الصّحابة هو وابنه. وروى الدّار الدّارقطنيّ بإسناد واه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم غيّر اسم جحش هذا، كان اسمه برّة فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جحشا. والمعروف أن ابنته كان اسمها برّة فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. [الجيم بعدها الدال] 1111- جدار [ (2) ] - بكسر أوله وتخفيف الدال- روى البغويّ وابن أبي عاصم وغيرهما من طريق العباس بن الفضل بن عمرو الأنصاري، عن القاسم بن عبد الرحمن الأنصاريّ، عن الزّهريّ، عن يزيد بن شجرة، عن جدار، قال: غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلقينا عدوّنا، فقام فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: «أيّها النّاس، إنّكم قد أصبحتم وعليكم من اللَّه نعم فيما بين خضراء وصفراء وحمراء وفي البيوت ما فيها ... [ (3) ] » فذكر الخطبة بطولها. قال ابن مندة غريب، وقد رواه يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن يزيد بن شجرة بطوله ولم يذكر جدارا، وكذا رواه منصور عن يزيد، لكن وقفه. قلت: وتابعه الأعمش على وقفه عن مجاهد. والعبّاس ضعيف جدّا.   [ () ] انظر: معجم قبائل العرب 1/ 176، صفة جزيرة العرب/ 133. [ (1) ] أسد الغابة ت (707) ، الثقات 3/ 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 79. [ (2) ] أسد الغابة ت (708) ، الاستيعاب ت (359) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 79، الأنساب 3/ 212 ت تلقيح فهوم الأثر 9/ 30. [ (3) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 326. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 وقد قال عبّاس الدّوريّ عن ابن معين عن يزيد بن شجرة: له صحبة. فأما حديث جدار فليس بصحيح، ولا نعلم الزهري روى عن يزيد شجرة شيئا، والحديث حديث منصور. وقال البغويّ نحوه، وزاد أنّ الزهريّ لم يسمع من يزيد. وقال ابن الجوزيّ، عن النّسائيّ: هذا حديث باطل. وقال الدار الدّارقطنيّ: ليس بالمحفوظ. والصواب قول منصور والأعمش: قاله في العلل. 1112 ز- جدجد - بجيمين مضمومتين بينهما دال ساكنة مهملة- هو الجندعي. ذكره البيهقيّ في «الدّلائل» من رواية عبد الرزّاق عن رجل عن سعيد بن جبير، قال: جاء رجل إلى ناس من الأنصار، فقال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أرسلني إليكم وزوّجني فلانة. فأرسل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليا والمقداد فقال: اقتلاه، وما أراكما تدركانه، فوجداه ميتا من لدغة. قال البيهقيّ: وقد سمي هذا الرجل في رواية عطاء بن السائب عن عبد اللَّه بن الحارث جدجد الجندعي. قلت: ووقع عند ابن مندة من طريق يحيى بن بسطام عن عمرو بن فرقد، عن عطاء ابن السائب، عن عبد اللَّه بن الحارث أن جريحا الجندعي فذكر القصّة. أورده في أثناء ترجمة جندع الأنصاريّ، وليس بصواب، فعلى هذا اختلف على عطاء بن السائب في اسمه. 1113- جدّ [ (1) ] بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ، أبو عبد اللَّه- روى الطّبراني وابن مندة من طريق معاوية بن عمار الدّهني، عن أبيه، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: حملني خالي جد بن قيس وما أقدر أن أرمي بحجر في السبعين راكبا من الأنصار الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث في بيعة العقبة، وإسناده قوي. قال ابن مندة: غريب من حديث معاوية بن عمار، تفرد به محمد بن عمران بن أبي ليلى- وكان الجدّ بن قيس سيّد بني سلمة كما سيأتي في ترجمة عمرو بن الجموح، ويقال: إن الجدّ بن قيس كان منافقا.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 80، الثقات 3/ 64، الوافي بالوفيات 1/ 63، الاستبصار 145، أسد الغابة ت (709) ، الاستيعاب ت (355) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 روى أبو نعيم وابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس- أنه نزل فيه قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي [التوبة 49] . ورواه ابن مردويه من حديث عائشة، بسند ضعيف أيضا، ومن حديث جابر بسند فيه مبهم. وعن جابر أن الجدّ تخلف يوم الحديبيّة عن البيعة، أخرجه ابن عساكر من طريق الأعمش عن أبي سفيان عنه. وقال عبد الرّزّاق، عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ [التوبة 102] نزلت في نفر ممن تخلف عن تبوك، منهم أبو لبابة، والجد بن قيس لم يتب عليهم وقال أبو عمر في آخر ترجمته: يقال إنه تاب وحسنت توبته، ومات في خلافة عثمان. 1114- جدرة [ (1) ] - بضم فسكون- ابن سبرة العتقيّ- قال ابن يونس: له صحبة، وشهد فتح مصر، وكذا ذكره عبد الغني بن سعيد. 1115- جدي ع بن نذير [ (2) ] - بالتصغير فيهما- المرادي [ثم] الكعبيّ، من بني كعب بن عوف، بطن من مراد، خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وقال: له صحبة، وخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا أعلم له رواية، وهو جدّ أبي ظبيان عبد الرحمن بن مالك. 1116- جدي. بالتصغير، ابن مرة بن سراقة البلوي حليف بني عمرو بن عوف من الأنصار. ذكره ابن سعد، وقال: استشهد هو وأبوه بخيبر. 1117- جديمة بن عمرو العصري، من وفد عبد القيس- ذكره الرشاطيّ في الأنساب في العصري، وقال: فيمن وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جديمة بن عمرو، وعمرو بن مرحوم، وهمام بن ربيعة، ذكر هؤلاء الأربعة أبو عبيدة، ولم يذكرهم أبو عمر ولا ابن فتحون. 1118- الجذع الأنصاري [ (3) ] - هو ثعلبة بن زيد. 1119 ز- الجذع الأنصاري- ذكره ابن شاهين، وأفرده عن الأول. روى من طريق شريك بن أبي نمر، قال: حدثني رجل من الأنصار يسمى ابن الجذع عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أكثر أمّتي الّذين لم يعطوا فيبطروا ولم يقتّر عليهم فيسألوا» .   [ (1) ] أسد الغابة ت (711) . [ (2) ] تبصير المنتبه 4/ 1413، تجريد أسماء الصحابة 11/ 80 رقم 749، أسد الغابة ت (710) . [ (3) ] أسد الغابة ت (712) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 قال أبو موسى: لا أدري هو ثعلبة بن زيد أو آخر. قلت: بل هو غيره، فإن ابنه ثابت بن ثعلبة استشهد بالطائف، فلم يدركه شريك بن أبي نمر، وهذا قد صرح بالحديث [ (1) ] عنه، فافترقا. [الجيم بعدها الراء] 1120- الجرّاح الأشجعي [ (2) ]- ترجم له الطبراني ولم يسق له نسبا، ويقال أبو الجراح. روى حديثه أحمد وأبو داود من طريق عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود. قال: أخبرني عبد اللَّه بن مسعود في رجل تزوّج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها ... الحديث قال: فقام رجل من أشجع، فقال: قضى فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك في بروع بنت واشق، قال: هلمّ شاهداك على هذا. قال: فشهد أبو سنان والجراح- رجلان من أشجع. 1121- جراد بن عبس [ (3) ] ، عداده في أعراب البصرة. روى ابن مندة من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متروك، عن قرة بنت مزاحم، سمعت أم عيسى بنت جراد تقول عن أبيها الجراد بن عبس أو ابن عيسى، قال: قلنا: يا رسول اللَّه، إن لنا ركايا فكيف لنا أن نعذّب- الحديث. 1122- جراد العقيلي [ (4) ] ، والد عبد اللَّه. روى ابن مندة من طريق يعلى بن الأشدق، وهو متروك، عن عبد اللَّه بن جراد العقيلي، عن أبيه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريّة فيها الأزد والأشعريون، فغنموا وسلموا ... الحديث. قال أبو نعيم: إنما يعرف من حديث عبد اللَّه بن جراد نفسه. قلت: وقد ذكره ابن الكلبيّ في «الأنساب» جراد بن المنتفق بن عامر بن عقيل، وقال: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فالظاهر أنه هذا. واستدركه ابن الأمين. 1123- جرثوم، أبو ثعلبة الخشنيّ [ (5) ] . وقيل في اسمه غير ذلك. يأتي في الكنى.   [ (1) ] في أبالتحديث. [ (2) ] الكاشف 1/ 180، تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، تقريب التهذيب 1/ 126، تهذيب التهذيب 2/ 65، تهذيب الكمال 1/ 186، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 161، الوافي بالوفيات 11/ 64، أسد الغابة ت (714) ، الاستيعاب ت (357) . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، أسد الغابة ت (716) . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، أسد الغابة ت (715) . [ (5) ] أسد الغابة ت (717) ، الاستيعاب ت (362) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 1124 ز- جرجرة الإسرائيليّ. يأتي في الحاء المهملة. 1125- جرج- ذكره أبو نعيم فيما حكاه ابن بشكوال وأبو إسحاق بن الأمين، وذكر له حديث أسد بن وداعة أن رجلا يقال له جرج أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه إن أهلي يعصونني.. الحديث. وسيأتي في جزء- بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة- على الصّواب. 1126- جرموز الهجيمي [ (1) ] . وقال أبو حاتم: جرموز القريعي البصري، له صحبة. ونسبه ابن قانع فقال: جرموز بن أوس بن عبد اللَّه بن جرير بن عمرو بن أنمار بن الهجيم بن عمرو بن تميم. وقال ابن السّكن: له صحبة. حديثه في البصريّين. روى البخاريّ في تاريخه من طريق أبي عامر العقديّ، عن عبيد اللَّه بن هوذة القريعي، حدثني رجل من بني الهجيم، عن جرموز ورواه أحمد وغيره من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبيد اللَّه بن هوذة عن رجل سمع جرموزا الهجيمي يقول: قلت يا رسول اللَّه أوصني. قال: أوصيك ألّا تكون لعّانا. ورواه ابن السكن من طريق مسلم بن قتيبة، حدثنا عبيد اللَّه بن هوذة، ورأيته في مهده من الكبر. قال: حدّثني جرموز، فذكره. وعلى هذا فلعلّ عبيد اللَّه سمعه عنه بواسطة ثم سمعه منه، والرجل المبهم في الرواية الأولى جزم البغويّ وابن السّكن بأنه أبو تميمة الهجيمي. وقال ابن مندة: روى عنه أيضا ابنه الحارث بن جرموز، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه. 1127 ز- جرهم [ (2) ]- قيل: هو اسم أبي ثعلبة، حكاه البغوي عن أحمد، وكذا الرشاطي، وأبو عمر. 1128- جرو السدوسي [ (3) ] ، براء ساكنة ثم واو، وقيل بزاي معجمة ثم همز. روى ابن مندة من طريق محمد بن جابر، عن حفص بن المبارك، عن رجل من بني   [ (1) ] الثقات 6213، تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، كتاب الطبقات 179، تلقيح فهوم أهل الأثر 379، أسد الغابة ت (718) ، الاستيعاب ت (370) . [ (2) ] التقريب 2/ 404، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 291. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، الجرح والتعديل 2/ 2268، أسد الغابة ت (719) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 سدوس يقال له جرو، قال: أتينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بتمر من تمر اليمامة [ (1) ] ، فقال: «أيّ تمر هذا؟ ... » الحديث قال: هذا حديث غريب حسن المخرج. قلت: محمد بن جابر هو اليمامي ضعيف. وقد أخرج أبو نعيم هذا الحديث عن ابن مندة، وكأنه لم يجده من غير طريقه. 1129- جرو بن عمرو العذري [ (2) ] وقيل بالتصغير، وقيل جزء- بزاي ثم همزة، وقيل جزي، بكسر الزاي بعدها ياء. ورأيت في نسخة صحيحة من الاستيعاب جزاء على وزن خفاء. روى ابن مندة من طريق أبي ثمامة بن الضريس بن ربعي، عن أبيه، عن أبيه ربعي، عن أبيه أقيصر أنّ جرو بن عمرو حدثه أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وكتب له كتابا أن ليس عليكم حشر ولا عشر [ (3) ] ، هذا إسناد مجهول. 1130- جرو بن مالك [ (4) ] بن عمرو، من بني جحجبى بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف الأوسي الأنصاري- وقيل: بالزاي والهمز. وقيل: غير ذلك. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، فيمن استشهد باليمامة. 1131- جرول بن الأحنف [ (5) ] بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكندي. قيل: هو اسم جدّ رجاء بن حيوة، قاله أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين. وروى الطبرانيّ من طريق جارية بن مصعب عن رجاء بن حيوة عن أبيه عن جدّه، وهو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن جارية من سبي حنين مرّت بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «لمن هذه؟» الحديث- ولم يسم جدّه. وحكى ابن عساكر فيه قولين آخرين: أحدهما جندل بنون ثم دال، والآخر: بزاي بدل الدال.   [ (1) ] ذكره الهيثمي في المجمع 5/ 40، 8/ 225 وانظر الكنز (38326) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، أسد الغابة ت (720) . [ (3) ] أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث وقيل: لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم بل يأخذها في أماكنهم. النهاية 1/ 289. [ (4) ] أسد الغابة ت (721) . [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 81، أسد الغابة ت (722) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 1132- جرول بن عباس بن عامر الأنصاريّ [ (1) ] . قال أبو عمر: ذكره ابن إسحاق وخليفة بن خيّاط، وأنه قتل باليمامة. قلت: وفي كتاب ابن ماكولا: جرو- بضم الجيم بعدها راء، ابن عياش- بتحتانية وشين معجمة، من بني مالك بن الأوس، هذه رواية العطاردي عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق. وفي رواية إبراهيم بن سعد عنه جرو بن عباس- بفتح أوله وبموحدة وسين مهملة. وعند موسى بن عقبة بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة، ووافق على الموحدة والمهملة. واللَّه أعلم. 1133- جرول [ (2) ] ، ويقال جرو بن مالك بن عمرو بن عويمر بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري. ذكره ابن الكلبيّ، وأن بسر بن أبي أرطاة هدم داره ولده زرارة بن جرول بالمدينة لما غزاها من قبل معاوية في أواخر خلافة علي رضي اللَّه عنه، لأنه كان ممن أعان على عثمان رضي اللَّه عنه. 1134- جرهد بن خويلد [ (3) ] بن بجرة بن عبد ياليل بن زرعة بن رزاح بن عدي بن سهم بن تميم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي. كان من أهل الصّفّة، وكان يكنى أبا عبد الرّحمن، ويقال: كان شريفا ورويت عنه أحاديث منها حديثه المشهور في أنّ الفخذ عورة [ (4) ] . وقد اختلفوا في إسناده اختلافا كثيرا، وصحّحه ابن حبّان، قال ابن حبّان: عداده في أهل البصرة، وقال غيره: في أهل المدينة، وهو الصّحيح.   [ (1) ] أسد الغابة ت (723) ، الاستيعاب ت (352) . [ (2) ] أسد الغابة ت (724) . [ (3) ] الثقات 3/ 62، تجريد أسماء الصحابة 1/ 82، تقريب التهذيب 1/ 126، تهذيب التهذيب 2/ 69، تهذيب الكمال 1/ 187، عنوان النجابة 57، التحفة اللطيفة 1/ 410، الطبقات الكبرى 4/ 298، الوافي بالوفيات 11/ 69، الطبقات 111، حلية الأولياء 1/ 353، حسن المحاضرة 1/ 186، التاريخ الكبير 2/ 248، الجرح والتعديل 224012، رياض النفوس 1/ 54، معالم الإيمان 1/ 104، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، الطبقات الكبرى 5/ 248، تراجم الأخيار 1/ 243، مشاهير علماء الأمصار 259، بقي بن مخلد، أسد الغابة ت (725) ، الاستيعاب ت (363) . [ (4) ] أخرجه الترمذي 5/ 102 كتاب الأدب باب 40 ما جاء أن الفخذ عورة حديث رقم 2795 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن وأحمد في المسند 3/ 478، 479، 5/ 290، والطبراني في الكبير 19/ 246، وابن أبي شيبة في المصنف 9/ 118 وشرح السنة للبغوي 5/ 72. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 وروى ابن السّكن من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع: حدّثني مسلم بن جرهد عن ابن عم لي عن أبيه، وكان شهد الحديبيّة، فذكر حديثا. وروى الطّبرانيّ من طريق زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد عن أبيه عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جلس إليه، وكان من أصحاب الصّفّة. ومن طريق سفيان بن فروة، عن بعض بني جرهد عن جرهد- أنه أكل بيده الشمال، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «كلّ باليمين» . فقال: إنّها مصابة، فنفت عليها فما شكا حتى مات. قال الواقديّ: كانت له دار بالمدينة. ومات بها في آخر خلافة يزيد. 1135- جريج الإسرائيلي- كان يهوديا فأسلم. وقع ذكره في كتاب السنن لأبي علي ابن الأشعث أحد المتروكين المتهمين، فروى بإسناده من طريق أهل البيت إلى علي بن أبي طالب أنّ يهوديا يقال له جريج.. فذكر الحديث في إسلامه [ووجدته في موضع آخر جريجرة] [ (1) ] . 1136- جريج الجندعي. تقدم في جدجد. 1137- جرير بن الأرقط [ (2) ] . قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجة الوداع فسمعته يقول: «أعطيت الشّفاعة» . رواه ابن مندة من طريق يعلى بن الأشدق، وهو متروك، عنه. 1138- جرير بن أوس بن حارثة الطائي [ (3) ] ، أخو خريم. قال أبو عمر: قدما معا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وجرير هو الّذي قال له معاوية: من سيّدكم؟ قال: من أعطى سائلنا، وأغضى عن جاهلنا. فقال له معاوية: أحسنت يا جرير. 1139- جرير بن عبد اللَّه [ (4) ] بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 82، أسد الغابة ت (727) . [ (3) ] أسد الغابة ت (728) ، الاستيعاب ت (327) . [ (4) ] مسند أحمد 4، 357، طبقات ابن سعد 6- 22، طبقات خليفة 116- 138، تاريخ خليفة 218، التاريخ الكبير 2/ 211، المعارف 292/ 293، 586- 592، الجرح والتعديل 2/ 502، معجم الطبراني الكبير 2- 326، المستدرك 3/ 464، جامع الأصول 9/ 85، تهذيب الكمال 191، تاريخ الإسلام 2/ 274، العبر 1/ 57، تهذيب التهذيب 2/ 73- 75، خلاصة تذهيب الكمال 61 شذرات الذهب 1- 57، 58، أسد الغابة ت (730) ، الاستيعاب ت (326) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 حزيمة بن حرب بن علي البجليّ الصّحابي الشهير، يكنّى أبا عمرو، وقيل يكنّى أبا عبد اللَّه. اختلف في وقت إسلامه، ففي الطّبرانيّ الأوسط من طريق حصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: لما بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أتيته فقال: «ما جاء بك؟» . قلت: جئت لأسلم، فألقى إليّ كساءه، وقال: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.» [ (1) ] حصين فيه ضعف، ولو صحّ لحمل على المجاز، أي لما بلغنا خبر بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، أو على الحذف، أي لمّا بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم دعا إلى اللَّه، ثم قدم المدينة، ثم حارب قريشا وغيرهم، ثم فتح مكة، ثم وفدت عليه الوفود. وجزم ابن عبد البرّ عنه بأنه أسلم قبل وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأربعين يوما وهو غلط، ففي الصّحيحين عنه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «استنصت النّاس في حجّة الوداع» [ (2) ] . وجزم الواقديّ بأنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشر، وأنّ بعثه إلى ذي الخلصة كان بعد ذلك، وأنه وافى مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حجة الوداع من عامه. وفيه عندي نظر، لأن شريكا حدّث عن الشّيبانيّ عن الشعبي عن جرير، قال: قال لنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ أخاكم النّجاشي قد مات ... » الحديث. أخرجه الطّبرانيّ، فهذا يدل على أن إسلام جرير كان قبل سنة عشر، لأن النجاشي مات قبل ذلك.   [ (1) ] أخرجه ابن ماجة في السنن عن ابن عمر 2/ 1223 في كتاب الأدب باب 19 إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه حديث رقم 3712، قال البوصيري في مصباح الزجاجة 2/ 1223 في إسناده سعيد بن مسلمة وهو ضعيف والحاكم في المستدرك 4/ 292، عن جابر بزيادة في أوله ولفظة من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فإذا أتاه كريم قوم فليكرمه قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. قال الهيثمي في الزوائد 8/ 18 عن جرير أقبل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال لأصحابه إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه رواه الطبراني في الأوسط وفيه حصين بن عمر وهو متروك، والطبراني في الكبير 2/ 370، والطبراني في الأوسط 2/ 12 وابن عساكر في تاريخه 2/ 196، والبيهقي في السنن الكبرى 87/ 168 وأبو نعيم في الحلية 6/ 205، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 25484، 25487، والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 347 وابن عدي في الكامل 1/ 181، 2/ 862. [ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 41، 5/ 224، 9/ 3 ومسلم 1/ 82 كتاب الإيمان باب 29 بيان معنى قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا حديث رقم 118- 65 والنسائي 7/ 128 كتاب تحريم الدم باب 29 تحريم القتل حديث رقم 4132 وابن ماجة 2/ 1300 كتاب الفقه باب 5 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حديث رقم 3942، أحمد في المسند 4/ 363، 366 والطبراني في الكبير 2/ 348، والبغوي في شرح السنة 1/ 513، وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 30، 31. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 وكان جرير جميلا، قال عمر: هو يوسف هذه الأمة، وقدّمه عمر في حروب العراق على جميع بجيلة، وكان لهم أثر عظيم في فتح القادسيّة، ثم سكن جرير الكوفة، وأرسله عليّ رسولا إلى معاوية، ثم اعتزل الفريقين وسكن قرقيسيا حتى مات سنة إحدى وقيل أربع وخمسين. وفي الصّحيح أنه صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها، وفيه عنه قال: ما حجبني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسّم [ (1) ] . وروى البغويّ من طريق قيس عن جرير، قال: رآني عمر متجرّدا فقال: ما أرى أحدا من الناس صوّر صورة هذا إلا ما ذكر من يوسف. ومن طريق إبراهيم بن إسماعيل الكهيلي، قال: كان طول جرير ستة أذرع. وروى الطّبرانيّ من حديث علي- مرفوعا: «جرير منّا أهل البيت» . [ (2) ] وروى عنه من الصّحابة أنس بن مالك، قال: كان جرير يخدمني، وهو أكبر مني، أخرجه الشّيخان. 1140- جرير بن عبد اللَّه الحميري [ (3) ] . قال ابن عساكر: له صحبة، ثم روى من طريق سيف بن عمر في الفتوح، عن محمد، عن أبي عثمان. قال: لما عزم خالد على المسير من اليمامة إلى العراق جدّد التعبية، وتوخّى الصحابة، ثم توخى منهم الكماة، فقال: على قضاعة جرير بن عبد اللَّه الحميري. أخو الأقرع بن عبد اللَّه رسول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى اليمن. وذكر القصة. وذكر سيف أيضا أن جرير بن عبد اللَّه هذا كان الرسول إلى المدينة بوقعة اليرموك. وذكر سيف في عدة أماكن: استدركه ابن فتحون وابن الأثير. وفي «التّجريد» : قيل جرير بن عبد الحميد.   [ (1) ] أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1925 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل جرير بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه (29) حديث رقم (134/ 2475) ، والترمذي في السنن 5/ 637 عن جرير ... الحديث، كتاب المناقب (50) باب مناقب جرير بن عبد اللَّه البجلي (42) حديث رقم 3820، 3821 وقال هذا حديث حسن صحيح وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 152، وابن عدي في الكامل 2/ 752. [ (2) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 328، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 376 وقال رواه الطبراني وأبو بكر ابن حفص لم يدرك عليا وسليمان بن إبراهيم بن جرير لم أجد من وثقه وبقية رجاله ثقات. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33184. [ (3) ] أسد الغابة ت (729) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 قلت: وأظنه تصحيفا. 1141- جرير بن معدان الكنديّ [ (1) ] . سيأتي [في الجفشيش] [117] . 1142- جريّ الحنفيّ [ (2) ]- براء بعد الجيم مصغرا. روى ابن مندة من طريق سلام الطويل، عن إسماعيل بن رافع، عن حكيم بن سلمة، عن رجل من بني حنيفة يقال له جري أنّ رجلا أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إني ربما أكون في الصلاة فتقع يدي على فرجي. فقال: «امض في صلاتك» [ (3) ] . قال: غريب. قلت: وسلام ضعيف، وإسماعيل كذلك. 1143 ز- جريّ بن عمرو العذري [ (4) ]- تقدم في جرو. 1144 ز- جري [ (5) ] ، غير منسوب. يأتي في الّذي بعده. ذكر من اسمه جزء- بفتح الجيم وسكون الزاي وهمزة، أو بكسر الزاي بعدها تحتانية [الجيم بعدها الزاي] 1145- جزء بن أنس السلمي [ (6) ]- ذكره ابن أبي عاصم، وروى من طريق نائل بن مطرف بن عبد الرحمن بن رزين بن أنس، قال: أدركت أبي وجدّي وفي أيديهم كتاب كتبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لرزين بن أنس، وهو عم جده قال أبو موسى: هذا الكتاب لرزين ليس لجزء فيه ذكر. قلت: لكن ذكر أبو محمّد بن حزم، من طريق عبد الكريم أبي أميّة، قال: سأل جزء بن أنس السلمي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن الأرنب فقال: «لا تأكلها ... » الحديث. وقال أبو عمر: جري، بجيم وراء مصغرا، غير منسوب، سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن الضبّ والثّعلب وخشاش الأرض. وليس إسناده بقائم يدور على عبد الكريم أبي أمية، وذكره أيضا في جزي- بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء تحتانية، وأظن أنه هو الّذي ذكره ابن حزم.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت (732) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 83. [ (3) ] ذكره المتقي الهندي في الكنز (79/ 27) وعزاه لأبي نعيم وضعفه. [ (4) ] أسد الغابة ت (733) . [ (5) ] أسد الغابة ت (734) . [ (6) ] تبصير المنتبه 1/ 255، أسد الغابة ت 735) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 1146- جزء بن الحدرجان [ (1) ] بن مالك اليماني [ (2) ] . روى ابن مندة من طريق هاشم بن محمد بن هاشم بن جزء بن عبد الرحمن بن جزء بن الحدرجان بن مالك عن أبيه عن جدّه عن أبيه عبد الرحمن: حدثني أبي جزء بن الحدرجان وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: وفد أخي قداد بن الحدرجان إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من اليمن بإيمانه وإيمان من أطاعه من أهل بيته، وهم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان، وآمن بمحمد صلّى اللَّه عليه وسلم، فلقيتهم سرية النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال لهم قداد: أنا مؤمن فلم يقبلوا منه وقتلوه، فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا [النساء: 94] فأعطاني النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دية أخي مائة ناقة حمراء. وغزوت طيِّئا، فأصبت منهم غنائم، وسبيت أربعين امرأة، فأتيت بهنّ المدينة، فزوّجهنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أصحابه. هذا إسناد مجهول. وعند ابن ماكولا جزء بن الحدرد له صحبة. وكذا استدركه ابن الأمين، فلعله هذا اختلف في اسم أبيه. [وفي جمهرة ابن الكلبيّ في نسب الأزد عبد الملك بن جزء بن الحدرجان، كان شريفا بالشام، وولي في زمن الحجاج] [ (3) ] . 1147 ز- جزء بن سهيل السلمي [ (4) ] . جاء ذكره في حديث ذكره ابن عساكر في تاريخه، وثابت بن قاسم في «الدّلائل» من طريق نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن عبد اللَّه بن حوالة، قال: كنّا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «أبشروا» . فذكر قصّة، وفيها: فقلت: ومن يستطيع الشام وفيها الروم ذات القرون؟ قال: «واللَّه ليستخلفنّكم اللَّه فيها حتّى تظلّ العصابة البيض منهم قياما على الرّجل الأسود منكم، ما أمرهم فعلوا» . قال: فسمعت عبد الرحمن بن جبير بن نفير يقول: فعرف أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم النعت في جزء بن سهيل السلمي، وكان قد ولى الأعاجم، وكان أسود قصيرا، فكانوا يرون تلك الأعاجم وهم حوله قيام لا يأمرهم بشيء إلا فعلوه، فيتعجّبون من هذا الحديث. 1148- جزء السدوسيّ [ (5) ] . 1149- وجزء العذريّ [ (6) ] .   [ (1) ] في أالخدرجان. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، الاستبصار 317، تبصير المنتبه 1/ 255، أسد الغابة ت (736) . [ (3) ] سقط في أ. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، الاستيعاب ت 1/ 373، الوافي بالوفيات 1/ 84. [ (5) ] أسد الغابة ت (737) ، الاستيعاب ت (378) . [ (6) ] أسد الغابة ت (738) ، الاستيعاب ت (377) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 1150- وجزء بن عبّاس [ (1) ] . 1151- وجزء بن مالك [ (2) ] من بني جحجبى. تقدموا في جرو، وجرول. 1152- جزء بن معاوية بن حصين [ (3) ] بن عبادة بن النزّال بن مرّة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعديّ، عم الأحنف بن قيس. قال أبو عمر: كان عامل عمر على الأهواز [ (4) ] . وقيل: له صحبة، ولا يصح. قلت: وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة. وعاش جزء إلى أن ولى لزياد بعض عمله، ذكر ذلك البلاذريّ في أنساب الأشراف. 1153 ز- جزء [ (5) ] ، غير منسوب. قال ابن مندة: عداده في أهل الشام. وروى الطّبرانيّ من طريق معاوية بن صالح، عن أسد بن وداعة حدثه أن رجلا يقال له جزء أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إن أهلي عصوني فبم أعاقبهم؟ قال: «تعفو» ثلاثا، فإن عاقبت فعاقب بقدر الذّنب واتّق الوجه» . ورواه أبو مسعود الرّازي من هذا الوجه، فقال: عن أسد بن وداعة، عن رجل يقال له جزء- أنه أتى.. فذكره وذكره ابن بشكوال، وابن الأمين فيمن اسمه جرج- بضم الجيم وسكون الراء بعدها جيم، ونسباه لأبي نعيم عن الطبرانيّ بالسند المذكور والّذي يترجّح ما تقدّم. واللَّه أعلم. 1154- جزي، أبو خزيمة السلمي [ (6) ] . ويقال الأسلمي. روى ابن السّكن من طريق يحيى بن محمد الجاري، عن حصين بن عبد الرّحمن من أهل الدّفينة، عن حبّان بن جزيّ عن أبيه- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- وافدا فكساه ثوبين.   [ (1) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 278. [ (2) ] أسد الغابة ت (739) ، الاستيعاب ت (361) . [ (3) ] أسد الغابة ت (743) ، الاستيعاب ت (369) . [ (4) ] الأهواز: آخره زاي وهي جمع هوز وأصله هوز فلما كثر استعمال الفرس لهذه اللفظة غيرتها حتى أذهبت أصلها جملة لأنه ليس في كلام الفرس حاء مهملة وإذا تكلموا بكلمة فيها حاء قلبوها هاء فقالوا في حسن هسن وفي محمد مهمّد ثم تلقفها منهم العرب فقلبت بحكم الكثرة في الاستعمال وعلى هذا يكون الأهواز اسما عربيا سمي به في الإسلام وكان اسمها في أيام الفرس خوزستان. [ (5) ] أسد الغابة ت (740) . [ (6) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، الوافي بالوفيات 1/ 84، أسد الغابة ت (742) ، الاستيعاب ت (368) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 ورواه الطّبرانيّ من هذا الوجه بلفظ أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بأسير كان عنده من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كانوا أسروه وهم مشركون فأسلموا. وأسلم جزء فقال: «ادخل على عائشة تعطيك بردين» . رواه ابن مندة من حديث جزء، فذكره، قال: فكسا جزءا بردين [وأسلم] . [الجيم بعدها السين] 1155- جسر بن وهب بن سلمة الأزديّ [ (1) ]- ذكره الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف، وأخرج من طريق وجيه بن عمارة، حدثنا أبو عمارة بن دجي بن جسر، حدثني جسر بن زهران عن جده جسر بن وهب قال: سمعت نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» . هذا إسناد مجهول. وقال ابن ماكولا: هو بكسر الجيم [118] . [الجيم بعدها الشين] 1156- جشيب- بعد الجيم شين [ (2) ] معجمة ثم تحتانية ثم موحدة [ (3) ] - روى ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي فديك عن جهم بن عثمان عن أبي جشيب عن أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قال: «من تسمّى باسمي يرجو بركتي غدت عليه البركة وراحت إلى يوم القيامة» . قال ابن مندة: إن كان جشيب هذا هو الّذي روى عنه سعيد بن سويد: فهو تابعيّ قديم من أصحاب أبي الدّرداء. [الجيم بعدها العين] 1157- جعال بن زياد يأتي في جعيل. 1158- جعال بن سراقة الضمريّ [ (4) ] ، أو الغفاريّ أو الثعلبيّ، ذكره أبو موسى. وأورد من طريق أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عوف بن سراقة عن أخيه، قال: قلت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو متوجّه إلى أحد: إنه قيل لي إنك تقتل غدا. فقال: «أو ليس الدّهر كلّه غدا» . قال أبو موسى: قد ذكروا جعيل بن سراقة، فما أدري هو هذا صغّر أو غيره.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 83، أسد الغابة ت (744) . [ (2) ] في أجشيب بفتح الجيم وشين. [ (3) ] أسد الغابة ت [745] . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 84، التحفة اللطيفة 1/ 412، الطبقات الكبرى 4/ 245، المصباح المضيء 1/ 176، أسد الغابة ت [748] . الاستيعاب ت [371] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 قلت: يحتمل أن يكون أخاه. وروى الواقديّ في المغازي من طريق العرباض بن سارية، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في تبوك فطلع جعال بن سراقة وعبد اللَّه بن مغفل، وكنا ثلاثتنا نلزمه، فذكر قصة. وقد ذكر موسى بن عقبة في المغازي في غزوة بني المصطلق: وكان في أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رجل يقال له جعال، وهو زعموه أحد بني ثعلبة، ورجل من بني غفار [ (1) ] يقال له جهجاة فعلت أصواتهما، فذكر قصّة فيها طول. قال ابن إسحاق في المغازي: لما غزا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بني المصطلق في شعبان سنة ستّ استعمل على المدينة جعالا الضّمريّ، فهذا مغاير لقول موسى بن عقبة: إنه كان معهم في غزاة بني المصطلق، ويتعين في طريق الجمع بينهما أن يقال هما اثنان. 1159 ز- جعال الحبشيّ [ (2) ] ، روى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر، قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إن قاتلت بين يديك حتى أقتل يدخلني ربي الجنة ولا يحقرني؟. قال: «نعم» ، قال: فكيف وأنا منتن الريح أسود اللّون؟ وفيه: إنه استشهد. قال أبو موسى بعد أن ذكره: غير منسوب لا أدري هو ذا- يعني ابن سراقة- أو غيره؟ وقال ابن الأثير: بل هو غيره. قلت: قد ذكره الصّفّار في كتاب «الأنساب» فقال الحبشي، فظهر أنه غيره. واللَّه أعلم. 1160 ز- الجعد بن قيس المرادي. الشاعر، أحد بني غطيف. روى حديثه أبو سعد النيسابورىّ في كتاب «شرف المصطفى» ، قال: قال الجعد بن قيس، وكان قد بلغ مائة سنة: خرجنا أربعة نفر نريد الحج في الجاهلية، فمررنا بواد من أودية اليمن، فلما أقبل الليل استعذنا بعظيم الوادي، وعقلنا رواحلنا، فلما هدأ الليل ونام أصحابي إذا هاتف من بعض أرجاء الوادي يقول:   [ (1) ] غفار بن مليل: بطن من كنانة من العدنانية، وهم: بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (عمرو) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. كانوا حول مكة، ومن مياههم: بدر، ومن أوديتهم ودّان. وقد قاتلوا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة حنين، وعددهم ألف، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: الأنصار ومزينة، وجهينة، وغفار، وأشجع، ومن كان من بني عبد اللَّه مواليّ دون الناس، واللَّه ورسوله مولاهم. انظر: معجم قبائل العرب 3/ 890، وتاريخ ابن خلدون 2/ 321. [ (2) ] أسد الغابة ت [349] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 ألا أيّها الرّكب المعرّس بلّغوا ... إذا ما وقفتم بالحطيم [ (1) ] وزمزما محمّدا المبعوث منّا تحيّة ... تشيّعه من حيث سار ويمّما وقولوا له إنّا لدينك شيعة ... بذلك أوصانا المسيح ابن مريما [الطويل] فذكر الحديث بطوله، وفي قصّة إسلامه. 1161- جعدة بن خالد بن الصّمّة الجشمي [ (2) ] . روى له أحمد والنّسائي حديثين أحدهما صحيح الإسناد، حديثه في البصريين. قال ابن السّكن: ويقال إنه نزل الكوفة، وسمى ابن قانع أباه معاوية. 1162- جعدة بن هانئ الحضرميّ [ (3) ] . روى ابن مندة من طريق محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ حدثني المقدام الكنديّ والجعد بن هانئ أبو عتبة أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى رجل نصرانيّ بالمدينة يدعوه إلى الإسلام فإن أبي يقسم له نصفين. 1163- جعدة بن هبيرة الأشجعي [ (4) ] ، كوفيّ، روى يزيد الأزدي عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه قال: «خير النّاس قرني» حديثه عند إدريس وداود ابني يزيد الأودي، عن أبيهما عنه. هكذا أخرجه ابن عبد البر مفردا عن جعدة بن هبيرة المخزومي. قال ابن الأثير: غالب الظّن أنه هو، لأنّ هذا الحديث قد رواه عبد اللَّه بن إدريس عن أبيه عن جدّه عن جعدة بن هبيرة المخزومي. قلت: لكن لم أر عند من أخرجه أنه قال الأشجعيّ، نعم أخرجه ابن أبي شيبة،   [ (1) ] الحطيم: بالفتح ثم الكسر، بمكة قال مالك بن أنس: هو ما بين المقام إلى الباب وقال ابن جريج: هو ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر، وقال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام. انظر: معجم البلدان 2/ 315. [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 84، تقريب التهذيب 1/ 129، تهذيب التهذيب 2/ 81، تهذيب الكمال 1/ 191، تاريخ ابن معين 3/ 46، الاستيعاب 1/ 241، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 164، الوافي بالوفيات 11/ 86، الطبقات 55، 131، التاريخ الكبير 2/ 238، الجرح والتعديل 2/ 2186، بقي بن مخلد 401/ ذيل الكاشف رقم 181، أسد الغابة ت [750] ، الاستيعاب ت [330] . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 84، أسد الغابة ت [751] . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 85، الاستيعاب 1/ 240، تقريب التهذيب 1/ 129، تهذيب التهذيب 2/ 81، تهذيب الكمال 1/ 991، بقي بن مخلد 702، الوافي بالوفيات 11/ 85 التاريخ الصغير 1/ 120، 175، التاريخ الكبير 2/ 239، العقد الثمين 3/ 413، التاريخ لابن معين 1/ 246 أسد الغابة ت [752] الاستيعاب ت [329] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 وأحمد بن منيع، وابن أبي عاصم والبغويّ والباورديّ وابن قانع والطّبرانيّ والحاكم في ترجمة جعدة بن هبيرة المخزوميّ. ووقع في مصنف ابن أبي شيبة جعدة بن هبيرة بن أبي وهب، وهذا هو المخزومي، فكأن ابن عبد البرّ وهم في جعله غيره. وذكر ابن أبي حاتم أن أباه حدثهم بهذا الحديث في ترجمة جعدة المخزومي في الوحدان، وقال: إن جعدة تابعي. 1164- جعدة [ (1) ] بن هبيرة [ (2) ] بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، أمّه أم هانئ بنت أبي طالب. له رؤية بلا نزاع، فإن أباه قتل كافرا بعد الفتح، واختلف في صحبته وصحة سماعه، وسأذكر ذلك مبسوطا في القسم الثاني إن شاء اللَّه تعالى بعد. 1165- جعدة غير منسوب- كان له شعر جعد، فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جعدة، رواه أبو داود الطّيالسيّ عن محمّد بن عبد اللَّه بن حسين بن جعدة عن بعض أهله عن جده جعدة. ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه. 1166- جعشم [ (3) ] الخير بن خليبة بن شاجي بن موهب الصدفي بايع تحت الشجرة، وكساه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قميصه ونعليه، وأعطاه من شعره، وكان قد تزوّج آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية. قتله الشريد بن مالك في الردة بعد قتل عكاشة، هكذا ذكر أبو عمر. فأما ابن يونس فقال في تاريخ مصر: إنه شهد فتح مصر، فعلى هذا يكون لم يقتل في الردة، فإنّها كانت قبل فتح مصر. قال ابن ماكولا: تزوج آمنة بنت طليق قبل الشريد بن مالك، فهذا أقرب إلى الصّواب، فلعل قتله بالمثناة تصحيف ويكون الضمير وقوله في الردة- وهما. 1167- جعفر بن أبي الحكم [ (4) ]- وقيل جعفر بن عبد اللَّه بن أبي الحكم، قيل: له صحبة.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة [753] ، الاستيعاب ت [328] . [ (3) ] الأنساب 4/ 144، أسد الغابة ت [754] ، الاستيعاب، [382] . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 85، بقي بن مخلد 962، تقريب التهذيب 1/ 129، تهذيب الكمال 1/ 193، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 168، تلقيح فهوم الأثر 379، أسد الغابة ت [755] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 روى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في «الوحدان» له عن يحيى بن الحمّاني، عن عبد اللَّه بن جعفر، عن عبد الحكم بن صهيب، قال: رآني جعفر بن أبي الحكم، وأنا آكل من ها هنا وها هنا، فقال: مه يا بن أخي، هكذا يأكل الشّيطان، إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا أكل لم يعد ما بين يديه [ (1) ] . ورواه البخاريّ في «تاريخه» من وجه آخر عن عبد اللَّه بن جعفر عن عبد الحكم، سمع جعفر بن عبد اللَّه بن أبي الحكم به، وقال: هذا مرسل. ورواه أبو نعيم من وجه آخر عن عبد اللَّه بن جعفر عن عبد الحكم عن جعفر بن أبي الحكم قال: رآني الحكم بن رافع بن سنان، فهذا لو صح نفى الصحبة عن جعفر، ولكن راويه النّعمان بن شبل، وهو ضعيف، وفي الجملة هو على الاحتمال. 1168- جعفر بن أبي سفيان [ (2) ] بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم- قال ابن سعد: ذكر أهل بيته أنه شهد حنينا، وأدرك زمن معاوية، وتوفّي في وسط أيّامه. وكذا ذكره ابن شاهين عن محمد بن يزيد عن رجاله، وزاد أنه لم يزل ملازما لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مع أبيه حتى قبض. وظنّ أبو نعيم أن ابن مندة انفرد بذلك فتعقّبه بأنه وهم وأن الّذي شهد حنينا هو أبوه أبو سفيان. ولا حجة لأبي نعيم في ذلك، فقد جزم ابن حبان بأنه أسلم مع أبيه وأنه شهد حنينا، قال: وأمه حمامة بنت أبي طالب وإنه مات بدمشق سنة خمسين. وقال الجعابيّ في كتاب من روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، هو وأبوه وجعفر بن أبي سفيان لقي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأبوه بالأبواء [ (3) ] فأسلم.   [ (1) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 117. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18175 وعزاه للطبراني في الكبير عن الحكم بن عمرو الغفاريّ والبخاري في التاريخ الكبير عن جعفر بن أبي الحكم مرسلا، وأبو نعيم في المعرفة عنه نافع عن الحكم بن رافع بن يسار. [ (2) ] طبقات ابن سعد 4/ 1- 38- الجرح والتعديل 2/ 480، العقد الثمين 3/ 423، أسد الغابة ت [758] ، الاستيعاب ت [332] . [ (3) ] الأبواء: بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة، وقال قوم: سمّي بذلك لما فيه من الوباء، ولو كان مقلوبا وقال ثابت بن أبي ثابت اللغوي: سمت الأبواء لتبوّئ السيول بها وهذا أحسن. والأبواء قرية من أعمال الفزع في المدينة. (1) الأبواء وهي على خمسة أميال منها مسجد للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأول غزواته عليه الصلاة والسلام غزوة الأبواء بعد اثني عشر شهرا من مقدمة المدينة يريد بني ضمرة وبني بكر بن عبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 وسيأتي في ترجمة أبيه أبي سفيان أنه لما استأذن على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يأذن له قال: لئن لم يأذن لي لآخذن بيد ابني هذا فنتوجّه في الأرض. قال أبو اليقظان: لا عقب لجعفر. 1169- جعفر بن أبي طالب [ (1) ] بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبو عبد اللَّه ابن عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأحد السّابقين إلى الإسلام، وأخو علي شقيقه. قال ابن إسحاق: أسلم بعد خمسة وعشرين رجلا، وقيل بعد واحد وثلاثين قالوا: وآخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين معاذ بن جبل. كان أبو هريرة يقول: إنه أفضل الناس بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وفي البخاريّ عنه قال: كان جعفر خير الناس للمساكين. وقال خالد الحذّاء عن عكرمة: سمعت أبا هريرة يقول: ما احتذى النّعال، ولا ركب المطايا. ولا وطئ التراب بعد رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وسلم- أفضل من جعفر بن أبي طالب. رواه التّرمذيّ والنّسائيّ، وإسناده صحيح. وروى البغويّ من طريق المقبريّ عن أبي هريرة، قال: كان جعفر يحبّ المساكين، ويجلس إليهم، ويخدمهم ويخدمونه. فكان رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وسلم- يكنيه أبا المساكين. وقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أشبهت خلقي وخلقي» [ (2) ] . رواه البخاريّ ومسلم من طريق حديث البراء. وفي المسند من حديث عليّ رفعه: «أعطيت رفقاء نجباء» . فذكره منهم.   [ () ] مناة فوادعته بنو ضمرة ثم رجع رسول اللَّه ولم يلق كيدا. معجم ما استعجم 1/ 102، الروض المعطار/ 6، وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. معجم البلدان 1/ 102. [ (1) ] أسد الغابة ت [759] ، الاستيعاب ت [331] مسند أحمد/ 201، 5/ 290- طبقات ابن سعد 4/ 1- 22، نسب قريش 80- 82، طبقات خليفة 4، تاريخ خليفة 86، 87، التاريخ الكبير 2/ 185، التاريخ الصغير 1- 22، الجرح والتعديل 2/ 482، حلية الأولياء 1/ 114- 118، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 148، 149، تهذيب الكمال 199، شذرات الذهب 1/ 12، 48، العبر 1/ 9، العقد الثمين 3/ 424، تهذيب التهذيب 2/ 98، خلاصة تذهيب الكمال 63. [ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 242، 5/ 24، 180. والترمذي 5/ 612 كتاب المناقب باب 30، مناقب جعفر بن أبي طالب حديث رقم 3765، وأحمد في المسند 1/ 98، 108، 115، 230، 4/ 342، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 5، 10/ 226. والحاكم في المستدرك 3/ 120، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20394. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 وهاجر إلى الحبشة فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه، وأقام جعفر عنده، ثم هاجر منها إلى المدينة فقدم والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر، وكلّ ذلك مشهور في المغازي بروايات متعددة صحيحة. وروى البغويّ وابن السّكن من طريق محمد بن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة، قالت: لما قدم جعفر وأصحابه استقبله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقبّل ما بين عينيه. وروى ابن السّكن من طريق مجالد عن الشّعبي عن عبد اللَّه بن جعفر قال: ما سألت عليّا فامتنع، فقلت له: بحق جعفر إلا أعطاني. استشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر، مجاهدا للرّوم في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، سنة ثمان في جمادى الأولى. وكان أسنّ من عليّ بعشر سنين فاستوفى أربعين سنة وزاد عليها على الصحيح. قال ابن إسحاق: حدّثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزّبير، عن أبيه، حدّثني أبي الّذي أرضعني. وكان أحد بني مرة بن عوف [ (1) ] قال: واللَّه لكأنّي انظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل. أخرجه أبو داود من هذا الوجه، وقال ابن إسحاق: هو أول من عقر في الإسلام. وروى الطّبرانيّ من حديث نافع عن ابن عمر، قال: كنت معهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفرا فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعا وتسعين بين طعنة ورمية، قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رأيت جعفرا يطير في الجنّة مع الملائكة [ (2) ] . روى ذلك الطّبرانيّ من حديث ابن عباس. وفي الطبراني أيضا من طريق سالم بن أبي   [ (1) ] مرّة بن عوف: بطن من غطفان، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم: بنو مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان. كانت لهم حرة ليلى، يطؤها حجّاج بيت اللَّه الحرام في طريقهم إلى المدينة. وفيهم أفخاذ. انظر: معجم قبائل العرب 3/ 1072، والصحاح للجوهري 1/ 398. [ (2) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 612 كتاب المناقب باب (30) مناقب جعفر بن أبي طالب رضي اللَّه عنه حديث رقم 3763 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة. والحاكم في المستدرك 3/ 209 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح إلا أنه قال المديني واه. والطبراني في الكبير 2/ 106، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 33189، 33205. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 الجعد قال: أري النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جعفرا ملكا ذا جناحين مضرّجين بالدّماء، وذلك لأنه قاتل حتى قطعت يداه. وفي الصّحيح عن ابن عمر أنه كان إذا سلم على عبد اللَّه بن جعفر قال: السّلام عليك يا بن ذي الجناحين. وروى الدّار الدّارقطنيّ في «الغرائب» لمالك، بإسناد ضعيف، عن مالك عن نافع عن ابن عمر، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فرفع رأسه إلى السماء فقال: «وعليكم السّلام ورحمة اللَّه وبركاته» . فقال الناس: يا رسول اللَّه، ما كنت تصنع هذا، قال: «مرّ بي جعفر بن أبي طالب في ملإ من الملائكة فسلّم عليّ» . وفي الجزء الرابع من فوائد أبي سهل بن زياد القطان من طريق سعدان بن الوليد عن عطاء، عن ابن عباس: بينما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ قال: «يا أسماء، هذا جعفر بن أبي طالب قد مرّ مع جبرائيل وميكائيل فردّي عليه السّلام» الحديث. وفيه «فعوّضه اللَّه من يديه جناحين يطير بهما حيث شاء» . وقال ابن إسحاق في المغازي: حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: لما أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الحزن. وقال حسّان بن ثابت لما بلغه قتل عبد اللَّه بن رواحة يرثي أهل مؤتة من قصيدة: رأيت خيار المؤمنين تواردوا ... شعوب وقد خلّفت ممّن يؤخّر فلا يبعدنّ اللَّه قتلى تتابعوا ... بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر وزيد وعبد اللَّه حين تتابعوا ... جميعا وأسباب المنيّة تخطر [ (1) ] [الطويل] ويقول فيها: وكنّا نرى في جعفر من محمّد ... وفاء وأمرا صارما حيث يؤمر فلا زال في الإسلام من آل هاشم ... دعائم عزّ لا تزول ومفخر [الطويل] 1170 ز- جعفر بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبيّ، أخو ركانة وعمّ السائب بن يزيد بن عبد يزيد جد الشافعيّ. ذكر يحيى بن سعيد الأمويّ في المغازي عن ابن إسحاق أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أطعمه من تمر   [ (1) ] ينظر في ديوان حسان: 187. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 خيبر ثلاثين وسقا، وأطعم أخاه ركانة خمسين وسقا استدركه ابن فتحون. 1171- جعفر بن محمد بن مسلمة [ (1) ] الأنصاريّ [ (2) ] . ذكره ابن شاهين عن عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث، قال: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مكة وما بعدها، واستدركه أبو موسى. 1172 ز- جعونة بن زياد [ (3) ] الشّنّي- ذكره ابن مندة، وقال: ذكر عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد الضعفاء، عن عبيد اللَّه بن زياد الشنّي، عن الجلاس بن زياد الشنّي، عن جعونة بن زياد الشنّي أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا بدّ من العريف، والعريف في النّار» [ (4) ] . وبقية رجاله مجهولون. 1173 ز- جعونة بن نضلة الأنصاريّ. له ذكر في الفتوح، وروى ابن جرير في «التّاريخ» والباورديّ في الصحابة من طريق أبي معروف عبد اللَّه بن معروف، عن أبي عبد الرحمن الأنصاريّ، عن محمّد بن حسن بن عليّ بن أبي طالب- أنّ سعد بن أبي وقاص لما فتح حلوان العراق خرج المسلمون وفيهم رجل من الأنصار يقال له جعونة بن نضلة، فمرّ بشعب وقد حضرت الصلاة، فذكر الحديث بطوله في قصة زريب بن ثرملي وصي عيسى ابن مريم وهذا الإسناد ضعيف، وسنذكر سياق القصة من طريق الباوردي في ترجمة زريب إن شاء اللَّه تعالى. وفي «الجرح والتّعديل» لابن أبي حاتم جعونة بن نضلة عن سعيد بن أبي وقّاص، وعنه قتادة سمعت أبي يقوله. ولا يخفى ما في هذا من الفساد وللقصة طريق أخرى موصولة إسنادها ضعيف أيضا من طريق نافع عن ابن عمر، لكن سمى الرجل فيها نضلة بن معاوية الأنصاري وأخرى من طريق منصور بن دينار عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل، قال: وجّه سعد بن أبي وقّاص نضلة بن عمرو الأنصاريّ كما سيأتي أيضا. 1174- جعيل بن زياد الأشجعي [ (5) ] - وقيل: ابن ضمرة. روى حديثه النسائيّ بسند   [ (1) ] في أمسلم. [ (2) ] في أسد الغابة ت [761] . [ (3) ] أسد الغابة ت [763] . [ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14975 وعزاه لأبي نعيم في المعرفة عن جعونة بن زياد الشني. [ (5) ] الثقات 3/ 62، تجريد أسماء الصحابة 1/ 86، تقريب التهذيب 1/ 133، تهذيب التهذيب 2/ 109، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 صحيح من رواية عبد اللَّه بن أبي الجعد [ (1) ] ، وفيه أنه غزا مع رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وسلم- وقيل: فيه أيضا جعال. 1175- جعيل بن سراقة الضمريّ [ (2) ] . تقدم بعض ما ورد فيه في ترجمة جعال بن سراقة. وروى ابن إسحاق في المغازي عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال: قيل: يا رسول اللَّه، أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة مائة، وتركت جعيلا، فقال: «والّذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض مثل عيينة والأقرع، ولكنّي أتألفهما وأكل جعيلا إلى إيمانه» . وهذا مرسل حسن، لكن له شاهد موصول. روى الرّويانيّ في مسندة، وابن عبد الحكم في فتوح مصر، من طريق بكر بن سوادة عن أبي سالم الجيشانيّ، عن أبي ذرّ- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: كيف ترى جعيلا؟ قلت: مسكينا كشكله من الناس، قال: «وكيف ترى فلانا» ؟ قلت: سيدا من السادات قال: «لجعيل خير من ملء الأرض مثل هذا» . قال: قلت: يا رسول اللَّه، ففلان هكذا وتصنع به ما تصنع؟ قال: «إنّه رأس قومه فأتألّفهم» [ (3) ] . وإسناده صحيح، وأخرجه ابن حبان من وجه آخر عن أبي ذرّ، لكن لم يسم جعيلا. وأخرجه البخاريّ من حديث سهل بن سعد فأبهم جعيلا وأبا ذرّ. وروى ابن مندة من طريق يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن عوف، عن سراقة عن أبيه، قال: أصيبت عين أخي جعيل في بني قريظة. 1176 ز- جعيل [ (4) ] ، غير منسوب. فرّق أبو موسى بينه وبين الأول، وروى ابن إسحاق في المغازي عن يزيد بن رويان، عن عروة، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، قال:   [ () ] بقي بن مخلد 361، تهذيب الكمال 1/ 404، خلاصة تهذيب تهذيب الكمال 1/ 175، الوافي بالوفيات 11/ 171، الجرح والتعديل 2/ 2249، الكاشف 1/ 187، تلقيح فهوم أهل الأثر 379، أسد الغابة ت [764] ، الاستيعاب [334] . [ (1) ] في أعبد اللَّه بن أبي عقبة. [ (2) ] أسد الغابة ت [765] ، الاستيعاب ت [333] . [ (3) ] أورده ابن حجر في فتح الباري 1/ 280، 11/ 277، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17100، 33238، وعزاه لأبي نعيم عن أبي ذر ورمز له بالضعف. [ (4) ] أسد الغابة ت [766] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 لما حفر النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- الخندق قسم الناس،. فكان يعمل معهم، وكان فيهم رجل يقال له جعيل، فسماه عمرا فارتجز بعضهم: سمّاه من بعد جعيل عمرا ... وكان للبائس يوما ظهرا [ (1) ] [الرجز] ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إذا قالوا عمرا، قال: عمرا، وإذا قالوا ظهرا قال: ظهرا. [الجيم بعدها الفاء] 1177- جفشيش [ (2) ] بن النّعمان الكندي - كذا سمى ابن مندة أباه، وقال: يقال اسمه معدان، يكنى أبا الخير، ويقال جرير بن معدان، ووقع في بعض الروايات خفشيش- بالخاء المعجمة، وكذا قال أبو عمر: إنه قيل فيه بالجيم والمعجمة، وزاد أنه قيل فيه بالمهملة أيضا، وذكر بكسر أوله وضمه. وقال ابن الكلبيّ وابن سعد: اسمه معدان بن الأسود بن معديكرب بن ثمامة بن الأسود. [وذكر أبو عمر بن عبد البرّ من طريق مجالد عن الشعبي، قال: قال الأشعث بن قيس: كان بين رجل منّا وبين رجل من الحضرميين يقال له الجفشيش- خصومة في أرض. الحديث. وأصل الخبر في سنن أبي داود من رواية مسلم بن هيضم عن الأشعث، لكن لم يسم الجفشيش. وأخرج أبو عمر من طريق ابن عون عن الشعبيّ عن جرير بن معدان- وكان يلقب الجفشيش- أنه خاصم رجلا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث. قلت: وهذا ظاهره أنّ اسم الجفشيش جرير وأنه الصّحابي، وهو غريب. ويمكن أن يكون الضمير في قوله: «وكان يلقب» لمعدان والد جرير، ويكون الخبر من رواية جرير عن أبيه، وأرسله جرير، وهذا أقرب عندي إلى الصواب. وذكر أبو سعد النّيسابوريّ من طريق مسلمة بن محارب عن السّدّيّ عن أبي مالك عن ابن عباس، قال: قدم ملوك حضر موت] ، فقدم وفد كندة فيهم الأشعث بن قيس فذكر القصّة، قال: وفي ذلك يقول الجفشيش، واسمه معدان بن الأسود الكنديّ: جادت بنا العيس من أعراب ذي يمن ... تغور غورا بنا من بعد إنجاد   [ (1) ] ينظر البيت في الطبقات 4/ 181 وأسد الغابة ترجمة (766) . [ (2) ] 1/ 345، تجريد أسماء الصحابة 1/ 86، الجرح والتعديل 2/ 2282، أسد الغابة ت [767] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 حتّى أنخنا بجنب الهضب من ملأ ... إلى الرّسول الأمين الصّادق الهادي [البسيط] وروى الطّبرانيّ من طريق صالح بن حيّ، عن الجفشيش الكنديّ، قال: جاء قوم من كندة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقالوا: أنت منا، وادّعوه. فقال: «لا تنتفوا منّا ولا ننتفي من أبينا» . وله من طريق أخرى عن صالح، حدثنا الجفشيش- وهو خطأ، فإنه لم يدركه. وأصل الحديث في مسند أحمد من رواية مسلم بن هيضم عن الأشعث، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في رهط من كندة ولم يذكر الجفشيش، وذكر أبو عمر عن عمران بن موسى بن طلحة عن الجفشيش مثله، وهو مرسل أيضا. [وذكره ابن الكلبيّ بغير سند، وقال: إنه أعاد ذلك ثلاثا فأجابه في الثالثة، فقال له الأشعث: فضّ اللَّه فاك، ألا سكتّ عليّ مرتين، قال: والجفشيش هو القائل في الردة: أطعنا رسول اللَّه إذ كان صادقا ... فيا عجبا ما نال ملك أبي بكر [الطويل] قلت: وأنشد المبرّد هذا البيت في الكامل للحطيئة، ولفظه حاضرا بدل صادقا، ولهفا بدل عجبا] [ (1) ] . وذكر عمر بن شبّة أن الجفشيش ارتدّ [ (2) ] من كندة، وأنه أخذ أسيرا، وأنه قتل صبرا، فإن صحّ ذلك فلا صحبة له، ورواية كل من روى عنه مرسلة، لأنهم لم يدركوا ذلك الزّمان. واللَّه أعلم. 1178- جفينة الجهنيّ [ (3) ] - وقيل النهدي، ويقال الغسانيّ. ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه. وروى البغويّ والطّبرانيّ من طريق أبي بكر الزاهريّ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عرينة، عن جفينة أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إليه كتابا فرقع به دلوه، فقالت له ابنته: عمدت إلى كتاب سيد العرب فرقعت به دلوك؟ فهرب وأخذ كلّ قليل وكثير هو له ثم جاء بعد مسلما، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة السّهام فخذه» . قال البغويّ: منكر من حديث الثّوريّ، وأبو بكر الزاهريّ ضعيف الحديث.   [ (1) ] سقط في ج. [ (2) ] في أارتد فيمن ارتد. [ (3) ] أسد الغابة ت [768] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 قلت: وقد وقع لنا الحديث بعلوّ من طريقه في الثاني من فوائد العيسويّ، ورواه إسرائيل- وهو من أثبت الناس في أبي إسحاق، عن أبي إسحاق عن الشعبيّ- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى رعية السّحيمي ... فذكره مطولا. وشاهده رواية حماد بن سلمة عن حجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق، إلا أنه قال: عن رعية الجهنيّ، ولم يذكر الشعبي، وسيأتي على الصّواب في حرف الراء إن شاء اللَّه تعالى. [الجيم بعدها اللام] 1179- جلاس بن سويد [ (1) ] بن الصامت الأنصاري. كان من المنافقين ثم تاب وحسنت توبته. قال يحيى بن سعيد الأمويّ في مغازيه: حدثنا محمد بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه عن جدّه، قال: لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أتاني قومي فقالوا: إنك امرؤ شاعر، فإن شئت أن تعتذر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ببعض العذر، فذكر حديث توبة كعب بن مالك بطوله إلى أن قال: وكان ممن تخلّف من المنافقين ونزل فيه القرآن منهم الجلاس بن سويد بن الصامت، وكان على أم عمير بن سعد، وكان عمير في حجره فسمعه يقول: لئن كان محمدا صادقا لنحن شرّ من الحمير، فذكر القصة التي دارت بينهما ونزول قوله تعالى: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا ... إلى قوله فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ ... [التوبة: 74] الآية، فزعموا أن الجلاس تاب وحسنت توبته. قلت: قصة الجلاس أدرجها الأموي في قصة توبة كعب، وانتهى حديث كعب قبلها، واقتصر ابن هشام على قصّة كعب، ولم يذكر قصة الجلاس. وقد ذكرها الواقديّ عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه مطولة، وفي آخرها: فتاب الجلاس، وحسنت توبته، ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير، فكان ذلك مما عرفت به توبته. وحكى العذريّ أن الجلاس هو الّذي قتل المجذّر بأبيه سويد بن الصامت. قال: والصّحيح أن الّذي قتل المجذر هو الحارث بن سويد كما سيأتي. 1180 ز- جلاس بن صليت [ (2) ] اليربوعي [ (3) ] - روى ابن السّكن وابن شاهين من طريق   [ (1) ] أسد الغابة ت [769] ، الاستيعاب ت [354] . [ (2) ] في أالصامت. [ (3) ] أسد الغابة ت [770] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: حدثتنا مرار بنت منقذ الصليتية، حدثتني أم منقذ بنت الجلاس بن صليت اليربوعية عن أبيها، قال: قلت يا رسول اللَّه، إني كثير المال ذو خطر وعشيرة، وقد بلغ آبائي أن قد أوقدوا النار، ونصبوا السفر، وفعلوا وفعلوا، فهل ينفعهم ذلك؟ قال: «لا» ، قال: ثم أمّر علينا غلاما من موالينا كان أقرأ لكتاب اللَّه، قال فبلغ ولد الجلاس في الإسلام أمرا عظيما. وعلق ابن مندة من هذا الوجه عن الجلاس أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسأله عن الوضوء، فقال: واحدة تجزئ وثنتان. قال: ورأيته توضأ ثلاثا ثلاثا، وقال: غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. انتهى. وعبد الرّحمن متروك الحديث. قلت: مرار رأيتها مضبوطة في كتاب ابن شاهين، وفي نسخة معتمدة من كتاب ابن السّكن بضم وتخفيف وآخره دال وفي غيرها آخره راء. واللَّه أعلم. 1181 ز- جلّاس بن عمرو الكندي [ (1) ] . روى البغوي من طريق علي بن قرين. عن يزيد [ (2) ] بن هلال، عن أبيه هلال بن قطبة، سمعت جلاس بن عمرو، قال: وفدت في نفر من قومي من كندة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلما أردنا الرجوع قلنا: أوصنا يا نبي اللَّه قال: «إنّ لكلّ ساع غاية وغاية ابن آدم الموت ... » الحديث. وعلي بن قرين ضعيف جدا ومن فوقه لا يعرفون. 1182- جليبيب، غير منسوب [ (3) ] ، وهو تصغير جلباب روى مسلم من حديث حماد عن ثابت عن كنانة بن نعيم، عن أبي برزة الأسلمي- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء اللَّه [ (4) ] ، فقال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: فقدنا فلانا وفلانا قال: «ولكنّي أفقد جليبيبا» . فذكر الحديث. وأخرجه النّسائيّ، وله ذكر في حديث أنس في تزويجه بالأنصاريّة، وفيه قوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «لكنّك عند اللَّه لست بكاسد» [ (5) ] وهو عند البرقاني في مستخرجه في حديث أبي برزة أيضا.   [ (1) ] في أسد الغابة ت [771] . [ (2) ] في أزيد. [ (3) ] أسد الغابة ت [772] ، الاستيعاب ت [366] . [ (4) ] في أفأفاء اللَّه عليه. [ (5) ] أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2276. والطبراني في الكبير 5/ 316، وأبو بكر الخطيب في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 وقد أخرجه أحمد مطوّلا. وحديث أنس أخرجه البزّار من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عنه مطوّلا، وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق، وحكى ابن عبد البرّ في ترجمته أنه نزل في قصته: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ... [الأحزاب: 36] الآية. ولم أر ذلك في شيء من طرقه الموصولة من حديث أنس ومن حديث أبي برزة. 1183- جليحة بن عبد اللَّه [ (1) ] بن محارب بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر ابن عبد مناة الليثي. ذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن استشهد بالطائف، وقيل في جده الحارث بدل محارب. 1184- جليحة [ (2) ] بن شجار الغافقي. [الجيم بعدها الميم] 1185- جمانة الباهليّ، ذكره أبو الفتح الأزديّ في الصّحابة، وروى من طريق بكر بن خنيس [ (3) ] ، عن عاصم بن [ (4) ] جمانة الباهلي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لمّا أذن اللَّه لموسى في الدّعاء على فرعون أمّنت الملائكة ... » [ (5) ] الحديث. وفيه فضل المجاهدين، استدركه أبو موسى. 1186- جمرة بن عوف [ (6) ] - يكنى أبا يزيد، عداده في أهل فلسطين. وروى الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف من طريق وهاس بن علاق بن هاشم بن يزيد بن جمرة: سمعت أبي   [ () ] تاريخ بغداد 4/ 408. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 371- 372 عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهرا ... الحديث. قال الهيثمي رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح للخليفة عند الناس السمع والطاعة 2/ 7. [ (1) ] أسد الغابة ت [773] ، الاستيعاب ت [381] . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 87، أسد الغابة ت [774] . [ (3) ] في أبكر بن حبيش. [ (4) ] في أعاصم بن عاصم عن جمانة. [ (5) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1065 وعزاه لأبي الفتح الأزدي في الصحابة وأبي موسى في الذيل عن جمانة الباهلي. [ (6) ] أسد الغابة ت [776] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 عن أبيه عن جده يزيد بن جمرة. قال: ذهبت مع أبي جمرة بن عوف إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له ومسح صدره. ورواه ابن مندة من هذا الوجه، فقال فيه: عن يزيد بن جمرة، قال: أتى أبي جمرة بن عوف إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأخوه حريث، ورجاله مجهولون. 1187- جمرة بن النعمان [ (1) ] بن هوذة بن مالك بن سمعان العذري قال ابن الكلبيّ: هو أول من قدم بصدقة بني عذرة [ (2) ] إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال أبو حاتم: قدم في وفد عذرة. قال الطّبري: كان سيد بني عذرة، ووفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأتاه بصدقتهم. وقال ابن الكلبيّ: كان أول أهل الحجاز قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بصدقة قومه، أقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حضر فرسه، ورمية سوطه، من وادي القرى فنزلها إلى أن مات. ذكره ابن شاهين، لكنه أخرجه في الحاء المهملة، وكذلك استدركه ابن بشكوال عن ابن رشدين. وهما فيه، فقد ضبطه الدار الدّارقطنيّ وغيره بالجيم والراء. وقال الواقديّ: حدثنا شعيب بن ميمون، عن أبي مراية البلوي، سمع حمزة بن النعمان العذري- وكانت له صحبة- يقول: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بدفن الشعر والدم، أخرجه الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف من طريقه. وسيأتي له ذكر في ترجمة سعد بن مالك العذريّ. 1188 ز- جمرة غير منسوب - جاء ذكره في الحديث الّذي رواه ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن يعيش الغفاريّ قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للقحة عنده: «من يحلبها» ؟ فقام رجل فقال: «ما اسمك» ؟ قال: مرّة. قال: «اقعد» ، ثم قام آخر فقال: «ما اسمك؟ قال: «جمرة» قال: «اقعد» ... الحديث.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 87، الطبقات الكبرى 4/ 356، الوافي بالوفيات 11/ 180 المصباح المضيء 2/ 106، الأنساب 4/ 145 تبصير المنتبه 3/ 999، أسد الغابة ت [777] ، الاستيعاب ت [374] . [ (2) ] عذرة بن سعد: بطن عظيم من قضاعة، من القحطانية، وهم: بنو عذرة بن سعد بن هذيم بن زيد بن ليث ابن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، تتفرع منه أفخاذ عديدة، وعذرة هؤلاء هم المعروفون بشدة العشق، قال سعيد بن عقبة للأعرابي: ممن الرجل؟ قال: من قوم إذا عشقوا ماتوا. قال: عذري ورب الكعبة، فقلت له: وممّ ذاك؟ قال: في نسائنا صباحة، وفي رجالنا عضة.. انظر: معجم قبائل العرب 2/ 768. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 كذا ذكره أبو عليّ بن السّكن. وقد ساقه ابن عبد البرّ من طريق سحنون، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة. وسيأتي فيمن اسمه حرب في الحاء المهملة أنه قال: «حرب» بدل جمرة. 1189- جمهان الأعمى [ (1) ] . استدركه ابن الأثير. قرأت على فاطمة بنت عبد الهادي عن حسن بن عمر الكرديّ. عن مكرم بن أبي الصّقر- حضورا- أن سعد بن سهل أخبرهم: حدّثنا أبو الحسن بن الأخرم، أخبرنا أبو نصر الفامي، حدثنا الأصمّ، أخبرنا الربيع، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا نصر بن طريف، عن أيوب بن موسى، عن المقبري، عن ذكوان، عن أم سلمة أنها كانت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فجاء جمهان الأعمى، فقال: «استتري» . قالت: يا رسول اللَّه، جمهان الأعمى، قال: «إنّه يكره للنّساء أن ينظرن إلى الرّجال كما يكره للرّجال أن ينظروا إلى النّساء» . نصر بن طريف ضعيف. 1190 ز- الجموح [ (2) ] الأنصاريّ، من بني سلمة- قال عمر بن شبّة في كتاب مكّة في ذكر الأصنام التي كانت تعبد في الجاهليّة ما نصه: وكان لبني سلمة صنم يقال له مناف، فغدا عليه رجل منهم يقال له الجموح، فربطه بكلب ثم طرحه في بئر، وقال: الحمد للَّه الجليل ذي المنن ... قبّح بالفعل منافا ذا الدّرن أقسم لو كنت إلها لم تكن ... أنت وكلب في وسط بئر في قرن [الرجز] 1191 ز- الجموح بن عثمان بن ثابت بن الجذع الغفاريّ. استدركه ابن فتحون، وروى عمر بن شبّة من طريق عبد العزيز بن عمران، حدّثني محمد بن إبراهيم بن جعفر مولى بني غفار عن الجموح، قال: كنا بمنازلنا في الجاهليّة فإذا صائح يصيح من الليل، فذكر رجزا، قال: ثم دعا الليلة الثانية ثم الثالثة، قال: فلم نلبث أن جاءنا ظهور النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 1192- جميع بن مسعود [ (3) ] بن عمرو بن أصرم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ.   [ (1) ] أسد الغابة ت [778] . [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ، ج. [ (3) ] أسد الغابة ت [779] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 قال هشام بن الكلبيّ: هو الّذي تصدق بجميع جهازه في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 1193- جميل الغفاريّ [ (1) ] ، أبو بصرة- يأتي في المهملة. 1194- جميل بن أسيد الفهري [ (2) ] ، يكنى أبا معمر، ويلقّب ذا القلبين- سماه الفراء في «معاني القرآن» . وقال الزّبير بن بكّار: حدّثنا عمر بن أبي بكر الموصلي، عن زكريّا بن عيسى، عن ابن شهاب، قال: ذو القلبين من بني الحارث بن فهر، وهو أبو معمر الّذي أخبر قريشا بإسلام عمر. وقال مقاتل في تفسيره في قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ [الأحزاب: 4] نزلت في أبي معمر الفهري. وكذا قال إسماعيل بن أبي زياد الشامي: نزلت في أبي معمر الفهري، وكان من أذكى العرب وأحفظهم. وقال أبو زكريّا الفرّاء في «معاني القرآن» : نزلت في أبي معمر جميل بن أسيد، كان أهل مكّة يقولون لأبي معمر قلبان وعقلان في صدره من قوة حفظه. وذكره الواحديّ في «الأسباب» أيضا. وأما ابن دريد فقال: اسمه عبد اللَّه بن وهب، وقيل: إن ذا القلبين هو جميل بن معمر الآتي، قاله السّهيليّ، والمشهور أنه غيره، واللَّه أعلم. 1195- جميل بن ردام العذري [ (3) ] . روى ابن مندة من طريق عتيق بن يعقوب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جدّه، عن عمرو بن حزم [عن أبيه] [ (4) ] قال: كتب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لجميل بن ردام العذريّ: هذا ما أعطى محمد رسول اللَّه جميل بن ردام العذريّ [ (5) ] الرّمد [ (6) ] لا يحاقّه فيه أحد. وكتب علي بن أبي طالب. 1196- جميل بن عامر [ (7) ] بن حذيم الجمحيّ. أخو سعيد، وهو جد نافع بن عمر بن   [ (1) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 346، أسد الغابة ت [780] . [ (2) ] في أأبو نصرة يأتي في الحاء المهملة. [ (3) ] تبصير المنتبه 3/ 998، أسد الغابة ت [781] . [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] في أأعطاه الرمد. [ (6) ] الرّمد: رمال بإقبال الشيحة وهي رملة بين ذات العشيرة وبين الينسوعة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 632. [ (7) ] أسد الغابة ت [782] ، الاستيعاب ت [335] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 عبد اللَّه بن جميل بن عامر الجمحيّ المكيّ المحدث المشهور. قال أبو عمر: لا أعلم له رواية. 1197- جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ [ (1) ] . قال أبو العبّاس المبرّد في «الكامل» : له صحبة، وكان خاصّا بعمر [ (2) ] بن الخطاب، ولا نسب بينه وبين جميل بن عبد اللَّه بن معمر العذريّ الشّاعر المشهور صاحب بثينة، وهو الّذي أخبر قريشا بإسلام عمر، كما في السيرة لابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر، قال: لما أسلم أبي قال: أيّ قريش أنقل للحديث؟ فقيل له : جميل بن معمر الجمحيّ، فأخبره بإسلامه واستكتمه [ (3) ] ، فنادى بأعلى صوته: إن عمر صبأ ... القصة. ثم أسلم جميل، وشهد حنينا، وقتل زهير بن الأبجر في قصة مشهورة، ورثى أبو خراش الهذلي زهيرا بأبيات مشهورة. قال المبرّد في «الكامل» : شهد جميل بن معمر الفتح فتح مكّة، وقتل فيها أخا لأبي خراش الهذلي. وقال ابن يونس: شهد جميل بن معمر فتح مصر، ومات في أيام عمر، وحزن عليه حزنا شديدا، وأظنه لما مات قارب المائة، فإنه شهد حرب الفجار وهو رجل، وكان أبوه من كبار الصّحابة كما سيأتي. وقال الزّبير: جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف، فسمعه يتغنّى بالنّصب يقول: وكيف ثوائي بالمدينة بعد ما ... قضى وطرا منها جميل بن معمر [ (4) ] [الطويل] فقال: ما هذا يا أبا محمد؟ قال: إنا إذا خلونا قلنا ما يقول الناس. وذكر المبرّد هذه القصّة، فجعل عمر هو الّذي كان يتغنّى. واللَّه أعلم.   [ (1) ] التمهيد 6/ 171، دائرة المعارف للأعلمي 15/ 87، الوافي بالوفيات 11/ 188، أسد الغابة ت [783] ، الاستيعاب ت [336] . [ (2) ] في أوكان قاضيا لعمر. [ (3) ] في أواستلمته. [ (4) ] ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (336) . وأسد الغابة ترجمة رقم (783) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 1198- جميل النّجراني [ (1) ] . استدركه ابن فتحون، وأخرج من طريق يعقوب بن شبّة [ (2) ] بإسناده إلى جميل النّجرانيّ، قال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يقول قبل موته بعام: «إنّي لأبرأ إلى كلّ ذي خلّة من خلّته ... » الحديث. وذكره ابن الأثير مختصرا. [الجيم بعدها النون] 1199 ز- جناب بن حارثة [ (3) ] بن صخر بن مالك بن عبد مناة العذريّ. ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمّرين» ، فقال: أدرك حارثة الإسلام فلم يسلم، وأسلم ابنه جناب، وهاجر إلى المدينة فجزع أبوه من ذلك جزعا شديدا، فذكر له شعرا في ذلك يقول فيه: إذا هتف الحمام على غصون ... جرت عبرات دمعي بانسكاب يذكّرني الحمام صفيّ عيشي ... جنابا من غذيري من جناب أردت ثواب ربّك في فراقي ... وقربي كان أقرب للثّواب [الوافر] وهذه الأبيات تشبه أبيات أميّة بن الأسكر في ابنه كلاب، وفيها قد يشعر بأنّ حارثة أسلم. 1200 ز- جناب بن زيد الأنصاريّ. يأتي في الحاء المهملة. 1201 أ- جناب بن قيظي الأنصاري يأتي في الحاء المهملة أيضا. 1201 ب- جناب الكناني، والد حائط. روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن العلاء عن الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب، عن حائط، روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن العلاء عن الزهريّ عن سعيد بن المسيّب، عن حائط بن جناب الكناني، عن أبيه، قال: كنت بالفلاة إذ مر علينا جيش عرموم، فقيل: هذا رسول اللَّه، فذكر الحديث بطوله وإسناده ضعيف. 1202- جناب الكلبيّ [ (4) ] . ذكره أبو عمر، فقال: أسلم يوم الفتح، وروى عن   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 88، الأنساب 13/ 40، دائرة معارف الأعلمي 15/ 87، الثقات 4/ 18 و 108، أسد الغابة ت [784] . [ (2) ] في أشيبة. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 88، دائرة معارف الأعلمي 15/ 18. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 89، الوافي بالوفيات 11/ 188، أسد الغابة ت [787] ، الاستيعاب ت [379] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه سمعه يقول لرجل ربعة: «إنّ جبريل عن يميني وميكائيل والملائكة قد أظلّت عسكري، فخذ في بعض هناتك» [ (1) ] فأطرق الرجل شيئا ثم طفق يقول ... فذكر الشعر. وقال: والرجل حسّان بن ثابت. قلت: وهذا طرف من الحديث المذكور قبله، فلعله اختلف في نسبه. 1203- جنادح بن ميمون [ (2) ] . قال ابن مندة، عن ابن يونس: يعدّ في الصّحابة، وشهد فتح مصر، وقرأت بخط مغلطاي: لم أره في تاريخ ابن يونس. 1204- جنادة [ (3) ] بن أبي أميّة الأزدي. روى أحمد والنسائيّ والبغويّ، من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عن حذيفة البارقي عن جنادة بن أبي أمية الأزدي أنهم دخلوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ثمانية نفر هو ثامنهم، فقرّب إليهم طعاما يوم الجمعة ... الحديث- في النهي عن صيام يوم الجمعة. ومنهم من قال جنادة الأزديّ، ولم يقل ابن أبي أميّة. وروى أحمد أيضا من طريق يزيد عن أبي الخير أنّ جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجالا   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32144 وعزاه لابن مندة عن خابط بن جناب الكناني عن أبيه. [ (2) ] أسد الغابة ت [788] . [ (3) ] أسد الغابة ت [791] . طبقات ابن سعد 7/ 439، طبقات خليفة ت 2905، تاريخ البخاري 2/ 132، مسند أحمد 4/ 62، تاريخ خليفة 180، مقدمة مسند بقي بن مخلد 112، التاريخ الكبير 2/ 232، التاريخ الصغير 72، الجرح والتعديل 2/ 515، فتوح البلدان 278، تاريخ الثقات للعجلي 99، الثقات لابن حبان 4/ 103، مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد 208، تاريخ الطبري 4/ 259، و 5/ 288، جمهرة أنساب العرب 386، المنتخب من تاريخ المنيجي 71، والخراج وصناعة الكتابة 351، تاريخ دمشق 8/ 50، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 409، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، سنن سعيد بن منصور 3/ 244، الأنساب للسمعاني 7/ 79، البدء والتاريخ 6/ 4، تاريخ العظمي 181، مشاهير علماء الأمصار رقم 853، أنساب الأشراف 1/ 63، الكامل في التاريخ 4/ 280، تهذيب الكمال 5/ 133، 135، المعرفة والتاريخ 2/ 316، المعجم الكبير للطبراني 2/ 315، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، الإكمال لابن ماكولا 2/ 151، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 298، تلقيح فهوم أهل الأثر 174، معجم البلدان 1/ 224 و 336، الكاشف 1/ 132، سير أعلام النبلاء 4/ 62، العبر 1/ 91، البداية والنهاية 9/ 26، الوافي بالوفيات 11/ 192، تاريخ داريا، تحفة الأشراف 2/ 438 تقريب التهذيب 1/ 134، حسن المحاضرة 1/ 188، بغية الوعاة 1/ 488، خلاصة تذهيب التهذيب 64، تاج العروس 7/ 525، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء للطاخي 1/ 112، الأعلام للزركلي 2/ 136، تاريخ الإسلام 2/ 384. تاريخ الإسلام 3/ 146، العبر 1/ 91، البداية والنهاية 1/ 26 تهذيب التهذيب 2/ 115، النجوم الزاهرة 6/ 181، شذرات الذهب 1/ 88. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 من الصحابة قال بعضهم: إن الهجرة قد انقطعت، فاختلفوا في ذلك، فانطلقت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّ الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد» [ (1) ] . وذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وأنه شهد فتح مصر، وروى عنه أهلها، وليست في الروايات الدالة على صحبته لغير أهل مصر عنه رواية. نعم ، روى الطبرانيّ بسند ضعيف، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبد الرحمن الصنعاني أنّ جنادة الأزدي أمّ قوما ... الحديث. وفيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من أمّ قوما وهم له كارهون فإنّ صلاته لا تجاوز ترقوته» [ (2) ] . أورده الطبرانيّ في ترجمة جنادة هذا. وهذا الخبران الأوّلان صحيحان دالّان على صحّة صحبته، ولم يصحّ عندي اسم أبيه. وأخرج ابن السّكن في ترجمة جنادة بن مالك الأزديّ الحديث الّذي تقدم أول ترجمة جنادة بن أبي أمية. وتبعه ابن مندة وأبو نعيم. والّذي يظهر أنه وهم واللَّه أعلم. وقد فرّق ابن سعد وأبو حاتم وابن عبد البرّ وغير واحد بين جنادة بن أبي أمية الأزديّ وبين جنادة بن مالك الأزديّ، وأنكر عبد الغني بن سرور المقدسيّ على أبي نعيم الجمع بينهما. وقد ذكرت سلفة في ذلك. ولهم جنادة بن أبي أمية آخر اسم أبيه كبير، بموحدة، وهو مخضرم، أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخرج له الشيخان وغيرهما من روايته عن عبادة بن الصامت، وسكن الشام، ومات بها سنة سبع وستين، وهو الّذي قال فيه العجليّ. تابعيّ ثقة من كبار التابعين. وقال ابن حبّان في «التّابعين» : لا تصح له صحبة، وذكره ابن سعد، ويعقوب بن سفيان، وابن جرير في كبار التابعين وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: جنادة الأزدي له صحبة، وروى الليث: عن يزيد عن حذيفة الأزدي عنه. قلت: وهو صاحب الترجمة، ولم يذكر اسم أبيه.   [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 62، 5/ 375. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 254 وقال رواه أحمد وحيوة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11018. وابن عساكر في تاريخه 3/ 411. [ (2) ] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 407. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 3893، 3895. والطبراني في الكبير 2/ 317. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 1205 ز- جنادة بن تميم [ (1) ] المالكي الكناني. ذكر سيف في الفتوح أن عمرو بن العاصي أمّره على إحدى المجنّبتين في القتال يوم أجنادين سنة خمس عشرة. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون [أيام عمر] [ (2) ] إلا الصّحابة، قاله ابن فتحون في ذيله. 1206- جنادة بن جراد العيلاني [ (3) ] . الباهليّ روى الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف وابن السكن وابن شاهين من طريق زياد بن قريع أحد بني غيلان بن جأوة عن أبيه، عن جنادة بن جنادة بن جراد أحد بني غيلان بن جأوة بن معن قال: انتهيت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بإبلي قد وسمتها في أنفها، فقال: «ما وجدت فيها عضوا تسمه إلّا في الوجه» ؟ الحديث. قال ابن السّكن: لا أعلم له رواية غيره، وإسناده غير معروف. [قلت: العيلاني ضبطه الرشاطيّ بالمهملة، وقال: ابن عيلان من باهلة، وأغفل ابن ماكولا وابن نقطة هذه النسبة في مشتبه النسبة، لكن ابن ماكولا ذكر عيلان وغيلان، وقال الّذي بالمعجمة كثير، وإن الّذي بالمهملة قيس عيلان، وذكر الاختلاف في سبب إضافة قيس لعيلان] [ (4) ] . 1207- جنادة بن زيد الحارثي [ (5) ] . روى ابن السكن والباوردي، من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن سودة بنت المتلمس، عن جدتها أم المتلمس بنت جنادة ابن زيد عن أبيها، قال: وفدت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إني وافد قومي من بلحارث من البحرين، فادع اللَّه أن يعيننا على عدوّنا. قال: فدعا وكتب لنا كتابا، إسناده ضعيف ومجهول. 1208- جنادة بن سفيان الجمحيّ [ (6) ]- تقدم مع أخيه جابر بن سفيان قريبا. 1209- جنادة بن أبي نبقة عبد اللَّه [ (7) ] بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف [ (8) ] . ذكر أبو عمر أنه استشهد باليمامة. هكذا قال أبو محمد بن حزم في جمهرة النسب إن جنادة وأخاه الهذيم استشهدا باليمامة ولا عقب لهما.   [ (1) ] أسد الغابة ت [785] . [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] الثقات 3/ 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 90، الوافي بالوفيات 11/ 191، الجرح والتعديل 2/ 2128، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، أسد الغابة ت [792] . [ (4) ] سقط في أ. [ (5) ] أسد الغابة ت [793] . [ (6) ] أسد الغابة ت [794] . [ (7) ] في أأنيقة بن عبد اللَّه، الاستيعاب [537] . [ (8) ] أسد الغابة ت [795] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 1210 ز- جنادة بن عوف بن أميّة بن قلع بن عبّاد بن حذيفة بن عبد بن فقيم بن عدي ابن زيد بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة، أبو ثمامة الكناني. ذكر ابن إسحاق في «أوائل السّيرة» أمر النسيء والنسأة إلى أن قال: وقام الإسلام على جنادة بن عوف، ولم يذكر أنه أسلم. قال السّهيليّ: وجدت له خبرا يدلّ على أنه أسلم، فإنه حضر الحجّ في زمن عمر، فرأى الناس يزدحمون على الحجر الأسود، فقال: أيها الناس، إني قد أجرته منكم، فخفقه عمر بالدّرّة، وقال: ويحك! إنّ اللَّه قد أبطل أمر الجاهلية. وحكى هشام بن الكلبيّ أنه نسأ أربعين سنة، قال: وكان أبعدهم ذكرا وأطولهم أمدا. [وقال الزّبير في كتاب «النّسب» . أول من نسأ بعد القلمّس حذيفة بن عبد بن فقيم بن عديّ، وهو القلمّس بن عامر بن ثعلبة، ثم بعده عباد بن حذيفة. ثم قلع بن عباد، ثم أمية ابن قلع، ثم عوف بن أمية، ثم جنادة فأدركه الإسلام. يقال إنه نسأ أربعين سنة. وذكر أيضا عن أبي عبيدة أن الإسلام قام على أبي ثمامة جنادة بن عوف. ثم نقل عن محمد بن الحسن، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد- أنّ أول من نسأ الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة، وآخر من نسأ أبو ثمامة، واسمه أمية بن عوف بن جنادة بن عوف ابن عبّاد بن قلع بن فقيم بن عدي بن عامر بن الحارث بن ثعلبة، كلّ هؤلاء إلى الحارث قد نسأ] [ (1) ] . 1211- جنادة بن مالك الأزدي [ (2) ] ، أبو عبد اللَّه. روى ابن سعد وابن السكن والطّبرانيّ من طريق الوليد بن القاسم، عن مصعب بن عبد اللَّه بن جنادة، عن أبيه، عن جده، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «ثلاث من فعل الجاهليّة لا يدعهنّ أهل الإسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النّسب، والنّياحة على الميّت» . ورواه البخاريّ في تاريخه، وقال: في إسناده نظر. وقد قدمت ما وهم فيه ابن مندة وغيره في ترجمة جنادة بن أبي أمية. 1212- جنادة، غير منسوب [ (3) ] . روى ابن مندة بالإسناد المتقدم في ترجمة جميل بن   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] الثقات 3/ 60، 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 90، الوافي بالوفيات 11/ 191، حسن المحاضرة 1/ 188، بقي بن مخلد 786 التاريخ الكبير 2/ 232، الجرح والتعديل 2/ 2130، دائرة معارف الأعلمي 15/ 90، أسد الغابة ت [796] ، الاستيعاب ت [338] . [ (3) ] أسد الغابة ت [797] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 ردام بن عمرو بن حزم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب لجنادة: «هذا كتاب من محمّد رسول اللَّه لجنادة وقومه ومن اتّبعه بإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة، ومن أطاع اللَّه ورسوله فإنّ له ذمّة اللَّه وذمّه [ (1) ] محمد» . 1213- جنبذ [ (2) ] . بضم الجيم وسكون النون بعدها موحدة مضمومة، ثم ذال معجمة، وقيل بنون ثم تحتانية ثم مهملة بصيغة التصغير، ابن سبع- وقيل ابن سباع. أبو جمعة. يأتي في الكنى، له حديث باسمه هذا في معجم الطبرانيّ. 1214- جندب بن الأعجم الأسلميّ. ذكره الواقدي في المغازي في غزاة حنين، قال: وعبّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أصحابه، ووضع الرايات والألوية، وكان في أسلم لوءان أحدهما مع بريدة بن الحصيب، والآخر مع جندب بن الأعجم. 1215 ز- جندب بن الأدلع الهذلي. قال ابن إسحاق والواقديّ قتله حراس بن أمية يوم الفتح بذحل كان بينهما في الجاهليّة. فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خزاعة أن يدوه. وحكى الطّبريّ عن ابن إسحاق القصة وسماه جنيدب مصغرا. 1216- جندب بن جنادة [ (3) ] . أبو ذرّ الغفاريّ- يأتي في الكنى. 1217- جندب بن الحارث بن وحشي بن مالك الجنبيّ، والد أبي ظبيان حصين بن جندب التابعي المشهور. قيل: له صحبة. ذكر المعافى بن زكريا في الجليس له من طريق سعد بن عامر، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يفحج ما بين فخذي الحسين ويقبّل زبيبته. وهذا حديث غريب. وقد رواه الطّبرانيّ في «الكبير» من وجه آخر عن قابوس، فقال: عن أبيه، عن ابن عباس. واللَّه أعلم. وقد قيل: الصحبة لجدّه، فالضمير في قوله: عن جدّه- يعود على أبي ظبيان. وسيأتي في الحاء المهملة. 1218- جندب بن حيّان [ (4) ] ، أبو رمثة- يأتي في الكنى، سماه ابن البرقي جندبا.   [ (1) ] في أوذمة رسوله محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. [ (2) ] في أسد الغابة ت [799] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 90، الوافي بالوفيات 11/ 205، الطبقات 124/ 307. [ (3) ] أسد الغابة ت [800] ، الاستيعاب ت [343] . [ (4) ] أسد الغابة ت [801] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 1219- جندب بن خالد بن سفيان. يأتي في ابن عبد اللَّه. 1220- جندب بن زهير [ (1) ] بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الأزديّ الغامديّ [ (2) ] . ويقال جندب بن عبد اللَّه بن زهير الغامدي [ (2) ] . ذكر ابن الكلبيّ في التّفسير عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير الغامدي [ (2) ] إذا صلّى أو صام أو تصدق فذكره ارتاح لذلك، فنزلت: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً ... [الكهف 110] الآية. وله ذكر في ترجمة عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في نفر من قومه منهم جندب بن زهير ومخنف بن سليم، وعبد اللَّه بن سليم، وجندب بن كعب، وغيرهم. وروى عليّ بن سعد في «الطّاعة والمعصية» ، من طريق مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قام رجل من الأزد يقال له جندب بن زهير الغامديّ إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: بأبي وأمي، إني لأرجع من عندك فلم تقرّ عيني بمال ولا ولد حتى أرجع فأنظر إليك، فأنّى لي بك في غمار القيامة؟ فذكر حديثا طويلا في أهوال يوم القيامة ومقاتل ضعيف. وروى ابن سعد بسند له أنه كان مع عليّ يوم الجمل. وروى خليفة من طريق علي بن زيد، عن الحسن أن جندب بن زهير كان مع علي بصفّين، وكذا ذكره المفضل الغلابي في تاريخه. وقال أبو عبيد: كان على الرّجالة يومئذ. وذكر ابن دريد في «أماليه» بسنده إلى أبي عبيدة عن يونس، قال: كان عبد اللَّه بن الزبير اصطفنا يوم الجمل، فخرج علينا صائح كالمنتصح من أصحاب عليّ، فقال: يا معشر فتيان قريش، أحذّركم رجلين: جندب بن زهير الغامدي. والأشتر، فلا تقوموا لسيوفهما، أما جندب فرجل ربعة يجرّ درعه حتى يعفّي أثره. قال ابن عبد البرّ: ذكر الزبير أن جندب بن زهير هذا هو قاتل السّاحر. والصحيح أنه غيره. واختلف في صحبة جندب بن زهير، وتكلموا في حديثه من أجل السري بن إسماعيل. قلت: فرّق الزبير عن عمه في كتاب «الموفقيات» بين جندب بن زهير، وبين جندب   [ (1) ] تذهيب التهذيب 1/ 111- تاريخ الإسلام 3/ 3- خلاصة تذهيب الكمال 55، تهذيب ابن عساكر 3/ 413، أسد الغابة ت [802] . [ (2) ] في أالعامري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 ابن كعب قاتل الساحر [ابن كبشة، كذا فرق بينهما ابن الكلبي] [ (1) ] . 1221 ز- جندب بن سفيان - هو ابن عبد اللَّه، يأتي. 1222 ز- جندب بن ضمرة [ (2) ] - في جندع [ (3) ] . 1223 ز - جندب بن عبد اللَّه الأرقم الأزدي الغامدي [ (4) ] . يقال له جندب الخير ذكره ابن الكلبي. وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمي مصعب، قال: تسمية الجنادب من الأزد: جندب ابن عبد بن سفيان. وجندب بن عبد اللَّه بن جبير. وجندب بن زهير، وقيل: مصعر وجندب ابن كعب قاتل الساحر. وجندب بن عفيف. 1224 ز- جندب بن عبد اللَّه بن زهير- تقدم في ابن زهير. 1225 ز- جندب بن عبد اللَّه [ (5) ] ، قاتل الساحر. يأتي في ابن كعب. 1226- جندب بن عبد اللَّه بن سفيان البجلي [ (6) ] ثم العلقي، أبو عبد اللَّه، وقد ينسب إلى جده فيقال: جندب بن سفيان. سكن الكوفة ثم البصرة، قدمها مع مصعب بن الزبير، وروى عنه أهل المصرين.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت [803] ، الاستيعاب ت [346] . [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (4) ] تذهيب التهذيب 1/ 111 أ، تاريخ الإسلام 3/ 3، خلاصة تذهيب الكمال 55، تهذيب ابن عساكر 3/ 413. [ (5) ] الاستيعاب ت [347] . [ (6) ] الثقات 3/ 56، تجريد أسماء الصحابة 1/ 91، تقريب التهذيب 1/ 134، تهذيب التهذيب 2/ 117، الجرح والتعديل 2/ 102، الإكمال 6/ 333، تهذيب الكمال 1/ 205، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 173، العبر 1/ 141، الطبقات الكبرى 4/ 219، الوافي بالوفيات 11/ 193، الكاشف 1/ 88، الطبقات 177/ 139، 118/ التاريخ الكبير 2/ 221، الرياض المستطابة 46، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، تبصير المنتبه 3/ 119، سير أعلام النبلاء 3/ 174 طبقات خليفة 117، التاريخ لابن معين 2/ 88، العلل لابن المديني 55، مسند أحمد 4/ 312، العلل له 1/ 391، المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 6، 639، أسد الغابة ت [804] ، الاستيعاب ت [344] ، موضع أوهام الجمع والتفريق الخطيب 2/ 22. تاريخ بغداد له 7/ 249. الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 76، الكامل في التاريخ 3/ 108، الأسماء والكنى للحاكم، المعجم الكبير للطبراني 2/ 158: 177، الأنساب للسمعاني 9/ 38، اللباب لابن الأثير 2/ 353، تحفة الأشراف للمزي 2/ 439: 446، تجريد أسماء الصحابة، تهذيب الكمال للمزي 5/ 137: 139. الجمع بين رجال الصحيحين 287 مشاهير علماء الأمصار 300، بقي بن مخلد 74، التعديل والتجريح 201، تاريخ الإسلام 2/ 86. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 قلت: وقد روى عنه من أهل الشام شهر بن حوشب، فقال: حدثني جندب بن سفيان، قال ابن السكن: وأهل البصرة يقولون: جندب بن عبد اللَّه، وأهل الكوفة يقولون جندب بن سفيان غير شريك وحده ويقال له جندب الخير. وأنكره ابن الكلبيّ. وقال البغويّ: يقال له جندب الخير، وجندب الفاروق، وجندب ابن أم جندب. وقال ابن حبّان: هو جندب بن عبد اللَّه بن سفيان. ومن قال ابن سفيان نسبه إلى جدّه. وقد قيل: إنه جندب بن خالد بن سفيان. والأول أصح. وحكى الطّبرانيّ نحو ذلك، وفي الطّبرانيّ من طريق أبي عمران الجوني، قال: قال لي جندب: كنت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غلاما حزوّرا. وفي صحيح مسلم من طريق صفوان بن محرز أن جندب بن عبد اللَّه البجلي بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزّبير، قال: اجمع لي نفرا من إخوانك. وفي الطّبرانيّ من طريق الحسن، قال: جلست إلى جندب في إمارة المصعب- يعني ابن الزبير. 1227- جندب بن عفيف الأزديّ. يأتي ذكره في جندب بن كعب. 1228- جندب بن عمار بن نعيم بن شهاب بن لأم بن عمرو بن طريف الطائيّ، ثم اللّامي- نسبه ابن الكلبي، وقال: كان شاعرا شهد القادسيّة. وذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وقال: إنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهد القادسية وهو القائل: زعم العواذل أنّ ناقة جندب ... بلوى القريّة عرّيت وأجمّت كذب العواذل لو رأين مناخها ... بالقادسيّة قلن لجّ وذلّت لو يضرب الطنبور تحت جرانها ... رجل أجشّ إذا ترنّم حنّت [الكامل] 1229- جندب بن عمرو بن حممة الدّوسي [ (1) ] ، حليف بني أمية. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة فيمن قتل يوم أجنادين من الصحابة. قال ابن مندة: لا يعرف له حديث. وروى الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» من طريق عبد العزيز بن عمران، عن محرز ابن جعفر، عن جده، قال: قدم جندب بن عمرو بن حممة الدوسيّ مهاجرا، ثم مضى إلى   [ (1) ] أسد الغابة ت [805] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 الشام، وخلف ابنته أم أبان عند عمر، وقال: إن وجدت لها كفأ فزوّجها ولو بشراك نعله، وإلا فأمسكها حتى تلحقها بدار قومها، فكانت عند عمر تدعوه أباها إلى أن زوّجها من عثمان، فولدت له عمرو بن عثمان في عهد عمر. وسيأتي له ذكر في ترجمة الطّفيل بن عمرو. قال ابن الكلبيّ: هو جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رافع بن ربيعة بن ثعلبة بن لؤيّ بن عامر بن غانم بن دهمان بن منهب بن دوس، وكان أبوه من حكّام العرب. قال ابن دريد: حدّثنا السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد عن الشرقي وعن مجالد الشعبي، قال: كنّا عند ابن عباس، وهو في ضفة زمزم يفتي الناس إذ قام إليه أعرابيّ فقال: أفتيتهم فأفتنا قال: هات، قال: ما معنى قول الشاعر: لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علّم الإنسان إلّا ليعلما [ (1) ] [الطويل] فقال له ابن عبّاس: ذاك عمرو بن حممة الدّوسي، قضى بين العرب ثلاثمائة سنة، فكبر فألزموه السابع أو التاسع من ولده، فكان إذا غفل قرع له العصا. فلما حضره الموت اجتمع إليه قومه فأوصاهم بوصية حسنة فيها حكم. 1230 ز- جندب [ (2) ] بن كعب بن عبد اللَّه بن جزء بن عامر بن مالك بن دهمان الأزديّ الغامديّ، أبو عبد اللَّه وربما نسب إلى جدّه، وهو جندب الخير، وهو قاتل السّاحر. تقدم في ترجمة جندب بن زهير. قال ابن حبّان: جندب بن كعب الأزديّ له صحبة، وقال أبو حاتم: جندب بن كعب قاتل الساحر، ويقال جندب بن زهير، فجعلهما واحدا. وقال ابن سعد عن هشام بن الكلبيّ: حدّثنا لوط بن يحيى، قال: كتب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أبي ظبيان الأزدي بن غامد يدعوه ويدعو قومه، فأجاب في نفر من قومه منهم مخنف وعبد اللَّه وزهير بنو سليم. وعبد شمس بن عفيف بن زهير، هؤلاء قدموا عليه بمكّة، وقدم عليه بالمدينة جندب بن زهير، وجندب بن كعب، والحجر بن المرقع، ثم قدم بعد مع الأربعين الحكم بن مغفّل. وروى البخاريّ في «تاريخه» من طريق خالد الحذّاء، عن أبي عثمان، قال: كان عند   [ (1) ] ينظر البيت في اللسان قرع. [ (2) ] أسد الغابة ت [806] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 615 الوليد رجل يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه، فعجبنا فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزديّ فقتله. ومن طريق عاصم، عن أبي عثمان، قال: قتله جندب بن كعب. وروى البيهقيّ في «الدّلائل» ، من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود- أن الوليد بن عقبة كان أميرا بالعراق، وكان بين يديه ساحر يلعب. فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به، فيقوم خارجا فيرتدّ فيه رأسه، فقال الناس: سبحان اللَّه يحيي الموتى! ورآه رجل صالح من المهاجرين فنظر إليه، فلما كان من الغد اشتمل على سيفه، فذهب يلعب لعبة ذلك. فاخترط الرجل سيفه، فضرب عنقه، وقال: إن كان صادقا فليحي نفسه، فأمر به الوليد فسجن، وكان صاحب السجن يسمّى دينارا، وكان صالحا، فأعجبه نحو الرجل فقال له: انطلق لا يسألني اللَّه عنك أبدا. وسيأتي في ترجمة زيد بن صوحان له طريق أخرى. من حديث بريدة. وقال ابن الكلبيّ: اسم الساحر المذكور بستاني. وفي «الاستيعاب» أبو بستان. وقال صاعد اللّغوي في الفصوص. اسمه بطرونا. وروى ابن السّكن من طريق يحيى بن كثير صاحب البصريّ، حدّثني أبي، حدثنا الجريريّ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: ساق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بأصحابه، فجعل يقول: جندب؟ وما جندب! حتى أصبح، فقال أصحابه لأبي بكر: لقد لفظ بكلمتين ما ندري ما هما، فسأله فقال: «يضرب ضربة فيكون أمّة وحده» . قال: فلما ولى عثمان ولي الوليد بن عقبة الكوفة، فأجلس رجلا يسحر يريهم أنه يحيي ويميت، فذكر قصة جندب في قتله، وأنّ أمره رفع إلى عثمان فقال له: أشهرت سيفا في الإسلام، لولا ما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فيك لضربتك بأجود سيف بالمدينة، وأمر به إلى جبل الدخان. وفي «الاستيعاب» من وجه آخر أن ابن أخي جندب ضرب السجّان، وأخرج عمّه من السّجن، وقال في ذلك: أفي مضرب السّحّار يسجن جندب ... ويقتل أصحاب النّبيّ الأوائل [ (1) ] [الطويل] وروى التّرمذيّ من طريق الحسن، عن جندب بن كعب، قال: «حدّ السّاحر: ضربه بالسّيف» ورجّح أنه موقوف، أخرج الطبراني حديث حدّ الساحر في ترجمة جندب بن عبد   [ (1) ] ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (806) . وفي الاستيعاب ترجمة رقم (347) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 اللَّه البجليّ والصّواب أنه غيره، وقد رواه ابن قانع والحسن بن سفيان من وجهين عن الحسن عن جندب الخير- أنه جاء إلى ساحر فضربه بالسيف حتى مات، وقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول، فذكره. 1231- جندب بن مكيث [ (1) ] - بفتح أوله وآخره مثلثة- ابن عمرو بن جراد بن يربوع ابن طحيل بن عديّ بن الربعة بن رشدان الجهنيّ، أخو رافع بن مكيث. قال ابن سعد: بعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على صدقة جهينة. وروى البغويّ، من طريق ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد اللَّه، عن جندب بن مكيث، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غالبا الليثي في سرّية وكنت فيهم، فذكر القصّة مطوّلة. وقال العسكريّ: هو جندب بن عبد اللَّه بن مكيث نسب إلى جده. وفرّق غيره بينهما، فجعل الثاني ابن أخ للأول، ورجّحه ابن الأثير، لكن وقع في بعض طرقه الحديث الّذي ذكره ابن إسحاق عند الطبرانيّ عن جندب بن عبد اللَّه الجهنيّ. 1232- جندب بن ناجية [ (2) ] . يأتي في ناجية بن جندب. 1233 ز- جندب بن النعمان الأزدي: أبو عزيز- قال ابن عساكر في «تاريخه» : قرأت في كتاب أبي الحسن الرّازيّ: حدثني أبو نصر ظفر بن محمد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزديّ، سمعت أبي يذكر عن أبيه ظفر عن أبيه عمر عن أبيه حفص عن أبيه عمر عن أبيه سعيد بن أبي عزيز، قال: قدم أبو عزيز جندب بن النعمان الأزدي على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه، وجعله [117] عريف قومه، ثم هاجر إلى الشام في خلافة عمر، وسكن دمشق، وداره تعرف بدار النخلة [ (3) ] ، ودفن فيها هو وابنه سعيد وابنه عمر بن سعيد، ثم تحول حفص بن عمر بن سعيد إلى زملكا فسكنها. إسناده غريب، لا أعرف لرجاله ذكرا إلا في هذا الخبر.   [ (1) ] الثقات 3/ 57، تجريد أسماء الصحابة 1/ 91، تقريب التهذيب 1/ 173، التحفة اللطيفة 1/ 430، الطبقات الكبرى 4/ 346، الطبقات 121، الوافي بالوفيات 11/ 194، التاريخ الكبير 2/ 221، الجرح والتعديل 2/ 2103. الكاشف 1/ 189، تلقيح فهوم الأثر 379، تبصير المنتبه 4/ 1315. الإكمال 7/ 285، أسد الغابة ت [807] ، الاستيعاب ت [345] . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 91، 6/ 399، تقريب التهذيب 2/ 294، الجرح والتعديل 8/ 2221، أسد الغابة ت [808] . [ (3) ] دار نخلة: مضافة إلى واحد النخل جاء ذكرها في الحديث. وهو موضع سوق المدينة. انظر معجم البلدان 2/ 483. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 [وقد ذكره أبو عمر في «الكنى» مختصرا، لكن قال أبو عزيز بن جندب قال: وقيل إنه جندب] [ (1) ] . 1234- جندب، غير منسوب [ (2) ] . روى بقيّ بن مخلد في مسندة من رواية قيس بن الربيع، أخبرني زهير بن أبي ثابت عن ابن جندب، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «اللَّهمّ استر عورتي، وأمّن روعتي، واقض ديني» . وأخرجه ابن مندة من وجه آخر عن قيس [ (3) ] . 1235- جندرة بن خيشنة، أبو قرصافة الكنانيّ- يأتي في الكنى [ (4) ] . 1236- جندع بن ضمرة [ (5) ] بن أبي العاص الجندعي الضّمري، أو الليثي. قال ابن إسحاق في السيرة عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط عن رجال من قومه، قالوا لما هاجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى المدينة، فكان جندع بن ضمرة بن أبي العاص رجلا مسلما فاستبطأ ... فذكر الحديث في قوله لبنيه. أخرجوني من مكة، فخرج مهاجرا، فمات في الطريق، فأنزل اللَّه فيه: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [النساء 100] الآية. هذا هو المشهور عن ابن إسحاق. ورواه حمّاد بن سلمة عن ابن إسحاق، فقال: جندب بن ضمرة، وبذلك جزم الواقدي. وروى ابن مندة من طريق جابر بن عبد اللَّه، عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: كان رجل من بني ليث اسمه جندب بن ضمرة، فذكره.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] في أسد الغابة ت [810] . [ (3) ] في أعن قيس بن عبد اللَّه الجهنيّ. [ (4) ] الثقات 3/ 64، تقريب التهذيب 1/ 135، تهذيب التهذيب 2/ 119، بقي بن مخلد 589 الجرح والتعديل 2/ 2267، تهذيب الكمال 1/ 206، تلقيح فهوم الأثر 379، المشتبه 278، التاريخ الكبير 2/ 250، المعرفة والتاريخ 2/ 101، 3/ 28، 168، الإكمال 2/ 161، 3/ 211، الأعلمي 15/ 96، التمييز والفصل 470، المعجم الكبير للطبراني 3/ 401، تاريخ الإسلام 2/ 88، خلاصة تذهيب التهذيب، تجريد أسماء الصحابة 1/ 92. أسد الغابة ت [811] ، الاستيعاب ت [372] . [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، صفوة الصفوة 1/ 673 الإكمال 3/ 125، الأعلمي 15/ 97، أسد الغابة ت [813] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618 وروى أبو يعلى وابن أبي حاتم من طريق أشعث، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: خرج ضمرة بن جندب. وروى ابن مندة من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقال: ضمرة، أو ابن ضمرة. وروى ابن أبي حاتم من هذا الوجه، فقال: ضمرة، ولم يشك. وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج، قال: جندب بن ضمرة، قال: وقال مولى ابن عبّاس ضمرة. ومن طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: فقال رجل من بني بكر فذكره. وقال ابن عيينة بلغنا أنه ضمرة بن جندب، وقال سعيد بن جبير: ضمرة بن العيص، وقيل عنه: أبو ضمرة بن العيص. واللَّه أعلم. وروى البلاذريّ والسراج من طريق أبي بشر بن سعيد بن جبير، قال: كان رجل من خزاعة يقال له ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة بن زنباع. وروى ابن أبي حاتم من طريق سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير: خرج أبو ضمرة ابن العيص. وروى عبد الغنيّ بن سعيد الثّقفيّ في تفسيره، من طريق عطاء والضّحاك عن ابن عبّاس: خرج ضمضم بن عمرو. وقال غيره، ضمرة بن عمرو. وذكره ابن عبد البر من طريق أشعث المقدم ذكرها، فقال: ضمرة بن جندب، وقيل ابن حبيب، وقيل ابن أنس. وذكر الواقديّ من طريق عطاء الخراسانيّ عن ابن عباس، قال: قال: حبيب بن ضمرة. 1237- جندع الأنصاريّ الأوسي [ (1) ] - روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن ابن لعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن جندع الأنصاريّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» . أخرجه أبو نعيم، وقال ابن عبد البرّ: روى عنه حارثة بن نوفل، كذا قال.   [ (1) ] أسد الغابة ت [812] ، الاستيعاب ت [386] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 وأغرب ابن الجوزي فترجم له في مقدمة الموضوعات جندع بن ضمرة، وكأنه تبع ابن مندة في ذلك، فإنه خلطه بالذي قبله، وهو غلط، فإن الّذي قبله مات في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كما تقدم ولم يعش حتى يروي، وله ذكر في جدجد. 1238 ز - جندل، يأتي حديثه في صخر. 1239- جندل [ (1) ] ، ويقال جندلة بن نضلة بن عمرو بن بهدلة حديثه في إعلام النبوة حديث حسن، كذا قال أبو عمر مختصرا. وأخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، كنت شاعرا راجزا وكان لي صاحب من الجنّ فأتاني فدهمني، وقال: هبّ فقد لاح سراج الدّين ... بصادق مهذّب أمين فارحل على ناجية أمون ... تمشي على الصّحصح والحزون [الرجز] فانتبهت مذعورا فقلت ماذا؟ قال: وساطح الأرض، وفارض الفرض، [لقد بعث محمد] في الطول والعرض. نشأ في الحرمات العظام، وهاجر إلى طيبة الأمينة، قال: فسرت فإذا أنا بهاتف يقول: يا أيّها الرّاكب المزجي مطيّته ... نحو الرّسول لقد وفّقت للرّشد [البسيط] فإذا هو صاحبي الجني، فذكر القصة إلى أن قال: فعرض عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الإسلام فأسلم. 1240- جنيد بن سبع، أبو جمعة [ (2) ]- في الكنى، وفي اسمه واسم أبيه اختلاف. 1241 ز- جنيد بن سميع المزني، ذكره العقيلي في الصحابة، كذا في التجريد، وأنا أخشى أن يكون الّذي قبله تصحّف اسم أبيه. 1242- جنيد [ (3) ] بن عبد الرحمن بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن كلاب العامريّ الرؤاسيّ.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، أسد الغابة ت [814] ، الاستيعاب [383] . [ (2) ] الأعلمي 15/ 145، الوافي بالوفيات 11/ 205، المشتبه 183، أسد الغابة ت [815] ، الاستيعاب ت [358] . [ (3) ] أسد الغابة ت [816] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 620 ذكر هشام بن الكلبيّ أنه وفد هو وأخوه حميد وعمرو بن مالك استدركه ابن الأثير. 1243 ز- جنيد بن عوف [ (1) ] بن عبد شمس بن عمرو بن عابس بن ظرب بن الحارث ابن فهر القرشيّ الفهريّ، جدّ الحارث بن العباس بن عبد المطلب لأمه، واسمها فاطمة بنت جنيد ذكرها الزّبير، ولابنته صحبة، ولم يذكروهما. 1244- جنيدب [ (2) ] . خاطب بها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أبا ذرّ الغفاريّ، وقع ذلك في كتاب «الأدب» من سنن ابن ماجة. 1245 ز - جنيدب بن الأدلع - تقدم في جندب بن الأدلع. 1246- جهبش، بكسر الموحدة. يأتي في جهيش- بصيغة التصغير. 1247- جهبل [ (3) ] بن سيف [ (4) ] من بني الجلاح ذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله، وقال: هو الّذي ذهب بنعي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى حضر موت وله يقول امرؤ القيس بن عابس: شمت النّعايا يوم أعلن جهبل ... بنعي أحمد النّبيّ المهتدي [ (5) ] [الكامل] قال: وجهبل وأهل بيته من كلب يسكنون حضر موت. 1248- جهجاه بن سعيد [ (6) ] ، وقيل ابن قيس، وقيل ابن مسعود الغفاريّ. شهد بيعة الرضوان بالحديبية. وروى الشّيخان من حديث جابر: كنا في غزاة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ... الحديث. في نزول قوله تعالى: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [المنافقون 8] . فذكر ابن عبد البرّ أن المهاجري هو جهجاه. وأن الأنصاري هو سنان.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] في أجهيل. [ (3) ] أسد الغابة ت [817] . [ (4) ] في أالبغايا. [ (5) ] ينظر البيت في أسد الغابة ت (817) . [ (6) ] الثقات 3/ 61، تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، بقي بن مخلد 817، التحفة اللطيفة 1/ 431، الوافي بالوفيات 11/ 207، كتاب الطبقات 33، التاريخ الصغير 1/ 79، التاريخ الكبير 2/ 249، الجرح والتعديل 2/ 2258، المصباح المضيء 1/ 176، أسد الغابة ت [818] ، الاستيعاب [360] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621 وذكر الواقديّ أنه شهد غزوة المريسيع فتنازع هو وسنان بن وبرة حتى تداعيا بالقبائل، وكان جهجاه أجيرا لعمر بن الخطاب، فذكر القصة. وقد تقدم له ذكر في ترجمة جعال. وروى ابن أبي شيبة من طريق عبيد الأغر، عن عطاء بن يسار، عن جهجاه الغفاريّ- أنه قدم في نفر من قومه يريدون الإسلام، فحضروا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المغرب، فلما أن سلم قال: ليأخذ كلّ رجل منكم بيد جليسه [ (1) ] ، فذكر الحديث في شربه قبل أن يسلم حلاب سبع شياه فلما أسلم لم يستتم حلب شاة. الحديث غريب تفرّد به موسى بن عبيدة عن عبيد وقد أشار إليه الترمذي في الترجمة. وعاش جهجاه إلى خلافة عثمان، فروى الباوردي من طريق الوليد بن مسلم عن مالك وغيره عن نافع عن ابن عمر، قال: قدم جهجاه الغفاريّ إلى عثمان وهو على المنبر، فأخذ عصاه فكسرها. فما حال على جهجاه الحول حتى أرسل اللَّه في يده الأكلة فمات منها. ورواه ابن السّكن من طريق سليمان بن بلال وعبد اللَّه بن إدريس، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر مثله. ورواه من طريق فليح بن سليمان عن عمته وأبيها وعمها أنهما حضرا عثمان، قال: فقام إليه جهجاه بن سعيد الغفاريّ حتى أخذ القضيب من يده، فوضعها على ركبته فكسرها، فصاح به الناس، ونزل عثمان فدخل داره ورمى اللَّه الغفاريّ في ركبته فلم يحل عليه الحول حتى مات. ورويناه في المحامليّات من طريق حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار أن جهجاه الغفاريّ ... نحو الأول. وقال ابن السّكن: مات بعد عثمان بأقل من سنة. 1249- جهر، [أبو عبد اللَّه] [ (2) ] ، غير منسوب [ (3) ] . روى الطبراني وابن قانع عن شيخ واحد من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي، عن الزهريّ، عن عبد اللَّه بن جهر، عن   [ (1) ] أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 34- 35 عن جهجاه الغفاريّ. وقال الهيثمي رواه الطبراني واللفظ له والبزار وأبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الزبدي وهو ضعيف. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1611 وعزاه للطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت [820] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 أبيه جهر، قال: قرأت خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا جهر، «أسمع ربّك ولا تسمعني» [ (1) ] . أخرجه الطبرانيّ في حرف الجيم، فقال: عن عبد اللَّه بن جهر وأخرجه ابن قانع في حرف الحاء فقال: عن عبد اللَّه بن حجر، وأخرجه أبو أحمد العسكري من طريق عن الوقّاصيّ، فقال: عن عبد اللَّه بن جابر، فهذه ثلاثة أقوال أرجحها الأول. وقرأت بخط ابن عبد البر في حاشية كتاب ابن السّكن، وممن لم يذكره ابن السكن جهر، حدثنا.. فساق بسنده من وجه آخر إلى عثمان بن عبد الرحمن المخزوميّ وهو الوقّاصي المذكور مثله، قال: لم يرو جهر غير هذا الحديث. قلت: والوقّاصيّ ضعيف، وقد خالفه النعمان بن راشد، فرواه عن الزهريّ، فقال: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه بن حذافة، وهو يصلّي يجهر بقراءته بالنهار فقال: يا عبد اللَّه، «أسمع اللَّه ولا تسمعنا» . أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والحاكم أبو أحمد في «الكنى» ، وسمعناه بعلوّ في الرابع من حديث أبي جعفر بن البختري من هذا الوجه. 1250- جهم بن قثم العبديّ [ (2) ] . له ذكر في ترجمة مطر بن هلال العنزي من حديث الزارع أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه جهم بن قثم. وذكر أبو عمر الكنديّ أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهب أخت مارية لجهم العبديّ، فولدت له زكريا بن الجهم. قال ابن زولاق: المشهور أنه وهبها لحسان. قلت: وما ذكره أبو عمر الكنديّ أخذه من المغازي لابن إسحاق، فإنه قال فيها حدثني الزّهريّ عن عبد الرحمن بن عبد القاري- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، فذكر القصة. وفيها فأهدى إليه جاريتان إحداهما أم إبراهيم، وأما الأخرى فوهبها لجهم بن قثم العبديّ، فهي أم زكريا بن جهم الّذي كان خليفة عمرو بن العاص. وروى البيهقيّ في «الدلائل» من طريق أبي بشر الدّولابي، ثم من رواية عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن جده، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى المقوقس، فذكر القصة. وفيها: وأهدى ثلاث جوار، لكن   [ (1) ] أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 324. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19710، 22169. [ (2) ] أسد الغابة ت [823] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623 قال في الحديث: وهب إحداهن لأبي جهم بن حذيفة. 1251- جهم بن قيس بن عبد شرحبيل [ (1) ] بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدّار بن قصيّ العبدري، أبو خزيمة، ويقال له جهيم- بالتصغير. أخو جهيم بن الصّلت لأمه. ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. وروى ابن مندة بسند ضعيف إلى أبي هند الداريّ أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب له كتابا وفيه: شهد عباس بن عبد المطلب، وجهم بن قيس، وشرحبيل بن حسنة، ويحتمل أن يكون هذا الشاهد غير صاحب الترجمة إن ثبت الخبر بذلك. 1252 ز- جهم الأصم العامريّ: تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي. 1253- جهم البلوي [ (2) ] . روى البغوي من طريق عبد العزيز بن عمران عن جهم بن مطيع، عن علي بن جهم البلوي، عن أبيه، قال: وافينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسألنا من نحن؟ فقلنا: نحن بنو عبد مناف. فقال: «أنتم بنو عبد اللَّه» . إسناده ضعيف، قال أبو حاتم: عبد العزيز بن عمران ضعيف لا يعتمد على روايته. وقال ابن مندة: ذكرته فيمن اسمه الزبرقان وله فضيلة، كذا قال، ولم أره في كتابه فيمن اسمه الزبرقان. 1254- جهم، غير منسوب [ (3) ]- روى ابن أبي غرزة في مسندة من طريق ليث، عن مجاهد، عن أبي وائل- أنّ ذا الكلاع زعم أنه سمع جهما يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ حسنا وحسينا سيّدا شباب أهل الجنّة» [ (4) ] . إسناده ضعيف، أخرجه ابن مندة من هذا الوجه. وجوّز أبو نعيم أن يكون هو البلوي، وفرّق بينهما ابن قانع، وأخرجه من طريق ليث، إلا أنه قال: عن أبي وائل، عن الزبرقان بن الحكم أن ذا الكلاع حدثه، فذكر مثله، ولم يذكر مجاهدا، وزاد الحكم.   [ (1) ] أسد الغابة ت [825] ، الاستيعاب ت [348] . [ (2) ] أسد الغابة ت [822] ، الاستيعاب ت [349] ، الثقات 3/ 465، تجريد أسماء الصحابة 1/ 492، الجرح والتعديل 2/ 2163، الوافي بالوفيات 11/ 210. [ (3) ] أسد الغابة ت [826] . [ (4) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37693 وعزاه لابن مندة وأبي نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624 1255- جهم الأسلمي [ (1) ] . يأتي في جهيم. 1256- جهم بن سعد [ (2) ] . ذكره القضاعيّ في «كتّاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم» وأنه هو والزبير كانا يكتبان أموال الصدقة، وكذا ذكره القرطبي المفسّر في المولد النبوي من تأليفه. 1257- جهيش [ (3) ] ، آخره معجمة مصغرا. [وقيل بفتح أوله وكسر الهاء وسكون التحتانية. وقيل بفتح أوله وسكون الهاء بعدها موحّدة، وبه جزم ابن الأمين بن أويس النخعي] [ (4) ] . وروى ابن مندة من طريق عمار بن عبد الجبار، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قدم جهيش بن أويس النخعيّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في نفر من أصحابه من مذحج، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّا حيّ من مذحج، فذكر حديثا طويلا فيه شعر، ومنه: ألا يا رسول اللَّه أنت مصدّق ... فبوركت مهديّا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما ... عبدنا- كأمثال الحمير- طواغيا [الطويل] وذكره الخطّابيّ في «غريب الحديث» بطوله وفسر ما فيه. وقال ابن سعد في «الطّبقات» في وفد النخع: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، عن أشياخ النخع قالوا: بعث النخع رجلين منهم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وافدين بإسلامهم: أرطاة بن شرحبيل بن كعب، والجهيش واسمه الأرقم، من بني بكر بن عمرو بن عوف بن النخع، فخرجا حتى قدما على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فعرض عليهما الإسلام فقبلاه، فبايعاه على قومهما وأعجب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شأنهما وحسن هيئتهما، فقال: «هل خلّفتما وراءكما من قومكما مثلكما؟» قالا: يا رسول اللَّه، قد خلفنا وراءنا من قومنا سبعين رجلا كلهم أفضل منا، وكلهم يقطع الأمر، وينفّذ الأشياء، ما يشاركوننا في الأمر إذا كان، فدعا لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولقومهما بخير، وقال: «اللَّهمّ بارك في النّخع» [ (5) ] . وعقد لأرطاة لواء فذكر قصته.   [ (1) ] أسد الغابة ت [821] . [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة [827] . [ (4) ] في أبدل ما في القوسين: وقيل بسكون الهاء بعدها موحدة ابن أويس النخعي. [ (5) ] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 260 عن أشياخ النخع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 625 وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : يقال له الخزاعيّ، ذكر في حديث كأنه موضوع. 1258 ز- جهيش بن يزيد بن مالك بن عبد اللَّه بن الحارث بن بشير بن ياسر النخعي. قال هشام بن الكلبيّ: وفد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. استدركه ابن فتحون وفرّق بينه وبين الّذي قبله. 1259- جهيم بن الصّلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف المطلبيّ [ (1) ] . قال ابن سعد: أسلم بعد الفتح، ولا أعلم له رواية، وكذا قال البلاذريّ، وزاد أنه تعلم الخطّ في الجاهلية، فجاء الإسلام وهو يكتب وقد كتب لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. وقال أبو عمر: أسلم عام خيبر، وأطعمه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا. قال ابن إسحاق في «المغازي» : ولما انتهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى تبوك أتاه يحنّه بن رؤبة، فصالحه، وكتب له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كتابا فهو عندهم. وفي آخره: وكتب جهيم بن الصلت، وهو الّذي رأى أيام بدر رجلا على فرس يقول: قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة. فذكر القصة، وفي آخرها: فقال أبو جهل: وهذا نبي من بني عبد المطلب. وقال صاحب التّاريخ الصّمادحيّ: كان الزبير وجهيم بن الصلت يكتبان أموال الصدقات. 1260 ز- جهيم بن قيس [ (2) ]- هو جهم. 1261 ز- جهيم بن أبي جهيمة الأسلمي [ (3) ]- كان على ساقة غنائم حنين كما سيأتي ذكره في ترجمة عثمان بن أبي جهيمة. [الجيم بعدها واو] 1262 ز- جودان العبديّ [ (4) ] ، غير منسوب. روى ابن شاهين من طريق شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، عن الأشعث بن عمير، عن جودان، قال: أتى وفد عبد القيس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسألوه عن الأشربة ... الحديث. قال ابن مندة: رواه عطاء بن السائب عن أبيه عن جودان.   [ (1) ] أسد الغابة ت [828] ، الاستيعاب ت [350] . [ (2) ] أسد الغابة ت [829] ، الاستيعاب ت [351] . [ (3) ] في أخيبر. [ (4) ] الثقات 3/ 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 57، 94، تقريب التهذيب 1/ 136، تهذيب التهذيب 2/ 122، أسد الغابة ت [830] ، بقي بن مخلد 814، الكاشف 1/ 189، تهذيب الكمال 1/ 207، الجرح والتعديل 2/ 2266، تلقيح فهوم أهل الأثر 379. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 626 وروى ابن حبّان في روضة العقلاء من طريق وكيع عن سفيان، عن ابن جريج، عن العبّاس بن عبد الرحمن بن مينا، عن جودان، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «من اعتذر إلى أخيه فلم يقبل منه كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس» [ (1) ] . قال ابن حبّان: إن كان ابن جريج سمعه فهو حسن غريب. وأخرجه ابن ماجة والطّبرانيّ من هذا الوجه، وأخرجه أبو داود في المراسيل عن سهل بن صالح، عن وكيع، فقال: عن ابن جودان عن أبيه. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: جودان مجهول، وليست له صحبة انتهى. ويحتمل أن يكون جودان العبديّ غير هذا الرّاوي الّذي اتفق أبو داود وأبو حاتم على أنّ حديثه مرسل. واللَّه أعلم. 1263- الجون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب التميمي [ (2) ]- مختلف في صحبته. وسأذكره في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى. 1264- الجون بن مجاسر بن الضبين [ (3) ] بن مالك بن مرة بن عامر بن الحارث بن أنمار العبديّ ابن خال الأشج العصريّ. قال الآمديّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فسأله عن شيء من أمر قومه يثلبهم، فأجابه بكلام فيه تورية ظاهره كذب. فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «لولا سخاء فيك ومقك اللَّه [ (4) ] عليه لغربت بك، أفّ لك من وافد قوم [ (5) ] » [ (6) ] ذكره الرشاطيّ. 1265- جويرية العصري [ (7) ] : قال محمد بن محمد بن مرزوق، حدثتنا سهلة بنت سهيل، سمعت جدتي حمادة بنت عبد اللَّه عن جويرية العصريّ، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد عبد القيس ومعنا المنذر، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «فيك خلّتان يحبّهما اللَّه: الحلم والأناة» .   [ (1) ] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 493. [ (2) ] أسد الغابة ت [831] . [ (3) ] في أالضيق. [ (4) ] أي أحبك اللَّه عليه. اللسان 6/ 4926. [ (5) ] في أوافده. [ (6) ] أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 132 عن يحيى بن عباد الحنظليّ. وقال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وكان الصحابي سقط فإن الأصل سقيم وفيه جماعة لم أعرفهم. [ (7) ] أسد الغابة ت [832] ، الاستيعاب ت [384] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 627 ذكره ابن مندة تعليقا، وأبو نعيم موصولا، وهاتان المرأتان لا تعرفان. 1266 ز- جوين بن النابغة بن لأي بن مطيع بن كعب بن ثعلبة الغنويّ ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ في أنساب بني غني، وقال: له صحبة مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم كان مهاجره إلى الشام، فكان مع الأمراء، ثم رجع من الشّام، فأتى مياه قومه زمن معاوية. القسم الثاني فيمن له رؤية [الجيم بعدها الباء] 1267- جبير [ (1) ] بن الحويرث بن نقيد بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب. له رؤية ورواية عن أبي بكر الصديق، روى عنه عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع. ذكره ابن شاهين في الصحابة، وقال أبو عمر: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ورآه ولم يرو عنه شيئا. وقتل أبوه يوم الفتح كافرا، قتله عليّ بن أبي طالب، وقال أبو عمر: في صحبته نظر. قلت: وروى بعضهم هذا الحديث فسماه جبلة وهو تغيير، والصواب جبير. [الجيم بعدها العين] 1268- جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، أمه أم هانئ بنت أبي طالب. ولد على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأرسل عنه، وولي خراسان لعلي. قال ابن مندة مختلف في صحبته، وقال البخاريّ: له صحبة. وذكره الأزدي وغيره فيمن لم يرو عنه غير واحد من الصحابة. وقال الحاكم في تاريخه يقال إن له رؤية. وقال ابن حبان: لا أعلم لصحبته شيئا صحيحا أعتمد عليه. وقال البغوي: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وليست له صحبة. وقال ابن السّكن نحوه. وقال الآجري: قلت لأبي داود: وجعدة بن هبيرة له رؤية؟ قال: لم يسمع من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا. قلت: أما كونه له رؤية فحق، لأنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ابن بنت عمه وخصوصية أم هانئ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شهيرة. وروى الطّبرانيّ من طريق ابن جريج عن أبي الزبير أنه حدثه عن مجاهد أنه حدثه عن   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 628 جعدة بن هبيرة، قال: نهاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن أتختم بالذهب.. الحديث. أخرجه الحافظ الضياء في «المختارة» من طريق الطّبرانيّ، لأن الباورديّ قد رواه عن شيخ الطبراني بإسناده عن جعدة، فقال: نهاني خالي علي، فذكره. والحديث معروف برواية علي في الصحيح من وجه آخر. وأورد الطّبرانيّ في ترجمة جعدة بن هبيرة غير منسوب حديثا آخر قال فيه: ذكر عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عبد لبني عبد المطلب يصلّي ولا ينام.. الحديث. وهو مرسل. قال البخاريّ وغيره: مات جعدة في خلافة معاوية. [قلت: وسيأتي في ترجمة أم هانئ أنه أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فلو ثبت لبطل قول من أنكر صحبته، وقد أشرت إليه في القسم الأول. [الجيم بعدها النون] 1269 ز- جنيدب، بالتصغير- ابن جندب بن عمرو بن حممة الدّوسي- تقدم ذكر والده قريبا في الأول. وقتل جنيدب هذا بصفّين مع معاوية، ذكره ابن الكلبيّ، وكانت له أخت أصغر منه أوصى بها أبوها عمر، فزوّجها عمر من عثمان، ومقتضى ذلك أن يكون جنيد من أهل] [ (1) ] هذا القسم. القسم الثالث فيمن أدرك الجاهليّة والإسلام ولم يرد أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. [حرف الجيم بعدها الألف] 1270 ز- جابر بن عمر [ (2) ] المزني. استدركه ابن فتحون، وقال: ولاه عمر ما سقت دجلة والفرات [ (3) ] ، فاستعفى، قاله الطبري.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] الفرات: بالضم ثم التخفيف وآخره تاء مثناة من فوق وهو النهر المعروف. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1021. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 629 1271- جابر بن كعب [ (1) ] بن كرمان بن طرفة بن وهب بن مازن بن تيم بن أسد بن الحارث بن العتيك الأزدي، جدّ ثابت بن قطبة بن كعب بن جابر الشاعر المشهور. وله إدراك. ذكره ابن الكلبيّ، ومن ولده عبد الأعزّ الشّاعر ابن جابر، له ذكر في دولة بني أمية. 1272 ز- جابر بن يسار بن عويص- بفتح المهملة وآخره مهملة- ابن فدك الرّعيني القتباني. له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وهو جد عيّاش وجابر ابني عباس بن جابر. 1273- جابر. أبو جويبر العبديّ [ (2) ] . كان في عهد عمر بن الخطاب رجلا، فعلى هذا له إدراك. روى البخاريّ في «الأدب المفرد» من طريق أبي نضرة قال: قال رجل منّا يقال له جابر أو جويبر: طلبت حاجة إلى عمر في خلافته، قال: فانتهيت إلى المدينة ليلا فغدوت عليه، وقد أعطيت فطنة ولسانا، فأخذت في الدنيا فصغرتها، فذكر القصة. 1274 ز- جابر الرّعيثي، والد سعيد بن جابر ذكره ابن عساكر في «تاريخه» . وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد فتح دمشق. قلت: ويحتمل أن يكون الّذي قبله. [الجيم بعدها الباء] 1275 ز- الجبان غير منسوب- كان يلقب بذلك لشجاعته، ولا أعرف اسمه، شهد فتح تستر، مع أبي موسى، وله إدراك. قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا فزاد أبو نوح: حدثنا عثمان بن معاوية القرشيّ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: لما نزل أبو موسى على الهرمزان بالناس بتستر، فذكر القصّة، وفيها: فدخل مجزأة بن ثور، ومعه ثلاثمائة رجل من القناة إلى المدينة فخلص منه ستة وثمانون رجلا [ (3) ] ، فقال لهم: لا أعود حتى أدخل من بقي منكم. فقال له   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] الجرح والتعديل 1/ 1/ 496، الميزان 1/ 384، تهذيب التهذيب 2/ 521، تهذيب الكمال 881، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 92. [ (3) ] في أفخلص معه ستة وثلاثون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 630 رجل من أهل الكوفة يقال له الجبان لشجاعته: غيرك يفعل هذا يا مجزأة، إنما عليك نفسك، فامض لما أمرت به، فقال له: أصبت، فمضى بهم إلى الباب فوضعهم عليه، ومضى بطائفة إلى السور، فانحدر عليه علج من الأساورة، فطعن مجزأة فأثبته، فقال لهم مجزأة: امضوا لأميركم [ (1) ] لا يشغلكم شيء، فألقوا عليه برذعة ليعرفوا مكانه. ومضوا وكثر المسلمون على السور، وفتحوا الباب، فأقبل أبو موسى ... فذكر بقيّة الحديث. 1276- جبير [ (2) ] بن القشعم بن يزيد بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي. له إدراك، وشهد فتوح العراق، وتولّى القضاء بالقادسية في خلافة عمر. ذكره ابن الكلبيّ، وذكر أنّ جماعة من بني الأرقم بن النعمان المذكور في نسب هذا كانوا بالكوفة في زمن علي، فكان بعض أهل الكوفة يتناول عثمان، فقال بنو الأرقم: لا نقيم ببلد يشتم فيها عثمان، فتحوّلوا إلى معاوية، فأنزلهم الرّها [ (3) ] من أرض الجزيرة. 1277- جبير بن نفير [ (4) ] - بالنّون والفاء مصغّرا- ابن مالك بن عامر الحضرميّ، أبو عبد الرحمن مشهور، من كبار التّابعين، ولأبيه صحبة. قال ابن حبّان في «ثقات التّابعين» : أدرك الجاهلية. وروى الباوردي وابن السكن من   [ (1) ] في ألأمركم. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] الرّها: بضم أوله ويمدّ ويقصر: مدينة بالجزيرة فوق حرّان بينهما ست فراسخ قيل اسمها بالرومية: أذاسا. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 644. [ (4) ] طبقات ابن سعد 7/ 440، تاريخ خليفة 280، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 2/ 223، العلل لأحمد 1/ 364، تاريخ الثقات 95، الثقات لابن حبان 4/ 111، مشاهير علماء الأمصار رقم 854، أنساب الأشراف 1/ 10، تاريخ أبي زرعة 1/ 220، 290، تاريخ الطبري 1/ 16، 2/ 315، حلية الأولياء 5/ 133: 138، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 77، الجرح والتعديل 2/ 512، تهذيب الكمال 4/ 509: 512، الكاشف 1/ 125، المعين في طبقات المحدثين 32، سير أعلام النبلاء 4/ 76: 78، مرآة الجنان 1/ 162، البداية والنهاية 9/ 33، أسد الغابة ت [700] ، الاستيعاب ت [318] . دول الإسلام 1/ 57، الولاة والقضاة 425، فتوح البلدان 182، تهذيب التهذيب 2/ 64، تقريب التهذيب 1/ 44، خلاصة تذهيب التهذيب 61، شذرات الذهب 1/ 88، الوافي بالوفيات 11/ 59، تاريخ داريا 111، الكامل في التاريخ 4/ 456، العبر 1/ 91، تذكرة الحفاظ 1/ 49، النجوم الزاهرة 1/ 200، تاريخ الإسلام 2/ 382. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 631 طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، قال: أدركت الجاهلية وأتانا رسول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم باليمن فأسلمنا. وساقه ابن شاهين مطوّلا. وزعم أبو أحمد العسكريّ أن جبير بن نفير اثنان: أحدهما كندي، وهو الّذي وفد، والآخر حضرميّ، وليست له صحبة ولا وفادة. قلت: وقد غلط في ذلك، وسببه أنه وقع له الحديث من رواية جبير بن نفير أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. والصّواب عن جبير بن نفير، عن أبيه، كما سيأتي. [الجيم بعدها الدال والراء] 1278 ز- جد جميرة - بجيمين ويقال خرخسرة- بمعجمتين وسين مهملة- الفارسيّ، رسول باذان إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأمر كسرى، ثم أسلم بعد. روى أبو سعيد النّيسابوريّ في كتاب «شرف المصطفى» ، من طريق ابن إسحاق، عن الزهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: لما قدم كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى كسرى، وقرأه ومزقه كتب إلى باذان وهو عامله باليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الّذي بالحجاز رجلين جلدين من عندك فليأتياني به. فبعث باذان قهرمانه وهو أبا نوه، وكان كاتبا حاسبا بكتاب فارس، وبعث معه رجلا من الفرس يقال له جد جميرة، وكتب معهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يأمره أن يتوّجه معهما إلى كسرى، وقال لقهرمانه: انظر إلى الرجل وما هو وكلّمه وائتني بخبره. فخرجا حتى قدما الطّائف، فوجدا رجالا من قريش تجارا، فسألوهم عنه، فقالوا: هو بيثرب، واستبشروا فقالوا: قد نصب له كسرى، كفيتم الرجل. فخرجا حتى قدما المدينة فكلمه أبا نوه، فقال: إن كسرى كتب إلى باذان أن يبعث إليك من يأتيه بك، وقد بعثني لتنطق معي، فقال: ارجعا حتى تأتياني غدا. فلما غدوا عليه أخبرهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بأن اللَّه قتل كسرى، وسلط عليه ابنه شيرويه في ليلة كذا من شهر كذا. فقالا: أتدري ما تقول؟ أنكتب بهذا إلى باذان؟ قال: نعم، وقولا له: إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك. ثم أعطى جد جميرة منطقة كانت أهديت له فيها ذهب وفضة، فقدما على باذان فأخبراه، فقال: واللَّه ما هذا بكلام ملك، ولننظرنّ ما قال. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه: أما بعد فإنّي قتلت كسرى غضبا لفارس لما كان يستحلّ من قتل أشرافها، فخذ لي الطاعة ممّن قبلك، ولا تهجّن الرّجل الّذي كتب لك كسرى بسببه بشيء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 632 فلما قرأه قال: إن هذا الرجل لنبيّ مرسل، فأسلم، وأسلمت الأبناء من آل فارس من كان منهم باليمن جميعا. وهكذا حكاه أبو نعيم الأصبهانيّ في «الدّلائل» ، عن ابن إسحاق، بلا إسناد، لكن سماه خرخسرة ووافق على تسمية رفيقه أبا نوه. 1279- جراد بن طهية بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب الكلابيّ الوحيديّ. مخضرم أدرك الجاهليّة والإسلام، وكان ابنه شبيب مع الحسين بن علي لما قتل ذكره المرزبانيّ. 1280 ز- جراد بن مالك بن نويرة التميميّ [ (1) ] . ذكر سيف في «الفتوح» أنه قتل مع والده، ورثاه عمه متمّم، وسيأتي خبر مقتل مالك في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى. 1281- جراد البجليّ. أدرك الجاهليّة وشهد فتح القادسيّة مع جرير، قال الخلال: أخبرني جعفر بن أحمد بن بسر، حدّثنا أبي، حدّثنا أبي بسر بن مجالد بن جراد، وجراد ممّن وافى في القادسية مع جرير، فذكر قصته. 1282- جرجة، ويقال جرجير الرومي. ذكره ابن يونس [ (2) ] الأزدي في «فتوح الشام» ، ومن طريق أبي نعيم في «الدّلائل» ، وقال: جرجير. وقال سيف بن عمر في الفتوح جرجة، وذكر أنه أسلم على يدي خالد بن الوليد، واستشهد باليرموك، وذكر قصّته أبو حذيفة إسحاق بن بشر في الفتوح أيضا لكن لم يسمّه. 1283 ز- جرول بن أوس، هو الحطيئة الشّاعر العبسيّ. يأتي في الحاء المهملة. 1284 ز- جرول العبسيّ، آخر. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وغزا في عهد عمر. روى يعقوب بن شيبة في مسندة عن سريج بن النّعمان، عن الهيثم بن عمران بن عبد اللَّه، حدّثني جدي عبد اللَّه، عن أبيه أبي عبد اللَّه جرول، قال: شهدت مع عتبة بن غزوان فتح إصطخر [ (3) ] ، فكتب إلى عمر، فكتب إلى صاحب الشّام أن عد أبا عبد اللَّه في   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] في أإسماعيل. [ (3) ] إصطخر: بالكسر وسكون الخاء المعجمة والنسبة إليها إصطخريّ وإصطخرزي بزيادة الزاي: بلدة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633 سبعين دينارا من العطاء وعدّ عياله في عشرة عشرة. 1285- جروة بن يزيد الطائي ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين وقال: عاش نحوا من مائة سنة، ثم أدرك الإسلام، وغزا الترك مع الأحنف بن قيس في زمن عثمان، فأصابته ضربة فشلّت يده، فأعطاه الأحنف ديتها، ثم نزل بلخ [ (1) ] ، وكان يكثر الغزو في الترك، وهو شيخ كبير إلى أن قتل مع سعيد بن أبجر، وله في ذلك أشعار كثيرة. 1286 ز- جريبة - بالجيم والموحدة، مصغّرا- ابن الأشيم بن عمرو بن وهب بن دثار بن فقعس الأسدي ثم الفقعسيّ قال «الآمديّ» : كان أحد شياطين بني أسد وشعرائها في الجاهليّة ثم أسلم فقال: بدّلت دينا بعد دين قد قدم ... كنت من الذّنب كأنّي في ظلم يا قيّم الدّين أقمنا نستقيم ... فإن أصادف مأثما فلم أثم [ (2) ] [الرجز] وقال المرزبانيّ: جاهلي يقول: فدا الفوارس المعلّمين ... تحت العجاجة خالي وعم عرضنا نزال فلم ينزلوا ... وكانت نزال عليهم أطم [المتقارب] [وذكره ابن الكلبيّ فلم يزد على وصفه بالشّاعر، وسيأتي نسبه إلى فقعس من طريق كما هنا] [ (3) ] . [الجيم بعدها الزاي والشين] 1287- جزء بن الحارث بن جذيمة العبسيّ. ذكره ابن الكلبيّ، مات أبوه في الجاهليّة، وعمه قيس بن زهير رئيس بني عبس في زمانه مات في الجاهليّة أيضا. وأما جزء هذا فلم أر من ذكره في الصّحابة وقد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فإن ولده العباس هو والد أم الوليد بن عبد الملك، وأبوها العبّاس من التابعين له أخبار مع بني أمية.   [ () ] بفارس من الإقليم الثالث وهي من أعيان حصون فارس ومدنها وكورها قيل كان أنشأها إصطخر بن طهمورث ملك الفرس وطهمورث عن الفرس بمنزلة آدم. انظر معجم البلدان 1/ 249. [ (1) ] بلخ: مدينة مشهورة بخراسان. انظر معجم البلدان 1/ 568. [ (2) ] ينظر البيتان في المؤتلف والمختلف. [ (3) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634 1288- جزء بن ضرار الغطفانيّ. ذكره المرزبانيّ في معجمه وقال: شاعر مخضرم، وهو القائل يرثي عمر بن الخطاب: جزى اللَّه خيرا من أمير وباركت ... يد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق [الطويل] الأبيات. 1289- جزء [ (1) ] بن مالك الأسديّ. يأتي في حضرميّ بن عامر. 1290- جشيش الدّيلميّ [ (2) ] ، بمعجمتين بعد الجيم مصغّرا. قيّده الدار الدّارقطنيّ. كان ممن أعان على قتل الأسود الكذّاب. ذكره الطّبريّ واستدركه ابن فتحون. وفي كتاب «الرّدّة» لسيف: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى جشيش وإلى داذويه وإلى فيروز، يأمرهم بمحاربة الأسود العنسيّ. أخرجه من وجهين، عن ابن عبّاس قال: وكان الرسول بذلك وبرة بن يحنّس، وكذا ذكره الواقديّ في الردة من رواية همام بن منبّه. وقال سيف أيضا: حدثنا المستنير بن يزيد عن عروة بن غزية الدّثيني عن الضّحّاك بن فيروز، عن جشيش الديلميّ، قال: قدم علينا وبرة بن يحنّس بكتاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يأمرنا فيه بالقيام على ديننا والنهوض في الحرب والعمل على الأسود الكذّاب، فذكر قصة قتلهم الأسود بطولها. وفي آخرها: ثم ناديت بالأذان وألقيت إليهم رأسه، وأقام وبرة الصلاة، ثم شننا الغارة، وكتبنا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالخبر، وهو حيّ قد أتاه الوحي من ليلته، وأخبر أصحابه بذلك، وقدمت رسلنا بعده على أبي بكر الصّديق، فهو الّذي أجابنا على كتبنا. انتهى. وسيأتي في ترجمة داذويه أنه من جملة من أعان على قتل الأسود. 1291- حرجست الفارسيّ. فإن لم يكن تصحف من هذا وإلا فهو آخر، ولا مانع من تعدّدهم. [الجيم بعدها العين] 1292- جعدة السلمي. أدرك الجاهليّة، وله قصة بالمدينة زمن عمر ذكره الآمدي،   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت [746] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 635 وقال: كان غزلا صاحب نساء يحدّثهن ويضحكهن ويمازحهن، فكنّ يجتمعن عنده فيأخذ المرأة فيعقلها، ثم يأمرها أن تمشي فتعثر فتقع، فتنكشف فيتضاحكن من ذلك، فبلغ ذلك بقيلة الأشجعي- وكان غازيا في زمن عمر- فكتب إليه: ألا بلّغ أبا حفص رسولا ... فدّى لك من أخي ثقة إزاري قلائصنا هداك اللَّه إنّا ... شغلنا عنكم زمن الحصار لمن قلص تركن معقّلات ... قفا سلع بمختلف الشّجار قلائص من بني كعب بن عمرو ... وأسلم أو جهينة أو غفار يعقّلهنّ أبيض شيظمي ... وبئس معقّل الذّود الخيار [ (1) ] [الوافر] قال: فأرسل عمر إلى جعدة فنفاه. والقصّة مشهورة وقد رويت لغيره فاللَّه أعلم. وقرأت في تاريخ ابن عساكر من طريق جعفر بن خنزابة بإسناد له إلى الأصمعيّ. حدّثنا أبو عمرو بن العلاء، قال: كان بالمدينة رجل من بني سليم يقال له جعدة، وكان يتحدّث إليه النّساء بظهر المدينة، فيأخذ المرأة فيعقلها، ويقول: إن الحصان يثب في العقال، فإذا وثبت سقطت فتنكشف، فبلغ ذلك قوما في بعض المغازي، فكتب رجل منهم إلى عمر، فذكر الشّعر، قال: فقال عمر عليّ بجعدة بن سليم. فأتى به، قال: فكان سعيد بن المسيّب يقول: إني لفي الأغيلمة الذين جرّوا جعدة إلى عمر، فلما رآه قال: أشهد أنك أبيض شيظميّ كما وصف، فضربه ونفاه إلى عمان. 1293- جعفر بن علس بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية الحارثي. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أدرك الجاهلية ثم أسلم. 1294- جعفر بن قرط العامري. ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين، وقال: عاش ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم. 1295- جعونة بن شعوب [ (2) ] الليثي، أخو أبي بكر بن شداد بن شعوب له إدراك. روى الفاكهيّ من طريق أبي أويس عن عمّ أبيه ربيع بن مالك، عن أبيه، عن جعونة بن   [ (1) ] تنظر الأبيات في الآمدي: 82. [ (2) ] الطبقات الكبرى 5/ 45. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 636 شعوب الليثي، قال: خرجت مع عمر بن الخطّاب وهو آخذ بيدي أو متّكئ عليها، فنظر إلى ركب صادرين عن العقبة قد بعثوا رواحلهم، فقال: لو يعلم الركب بما ينقلبون به من الفضل ... الحديث. 1297 [ (1) ]- جعونة بن مرثد الأسدي ّ مخضرم، له في طلحة بن خويلد لما ادعى النّبوّة: بني أسد قد ساءني ما فعلتم ... وليس لقوم حاربوا اللَّه محرم فإنّي وإن عبتم عليّ سفاهة ... حنيف على الدّين القويم ومسلم [الطويل] 1298 ز- الجعيد، غير منسوب: أظنه من بني تغلب. ذكره المدائنيّ في كتاب «المكايد» ، وأنه أفلت من العرب الذين كانوا مع الرّوم بعد وقعة أجنادين، فأتى خالد بن الوليد فدلّه على عورة العدو، وعمل لهم الحيلة حتى هزموهم يوم الناقوصة، وقتلوا منهم أكثر من عشرة آلاف. وذكر أن بين الناقوصة واليرموك أربعة فراسخ. 1299 ز- جعيدة بن عبيدة الكلابيّ. كان مع خالد بن الوليد في قتال الردّة وفي فتح الشام، وهو القائل: تقول ابنة المجنون هل أنت قاعد ... ولا وأبيها حلفة لا أطيعها ومن يكثر التّطواف في جيش خالد ... من الرّوم مصبوغ عليها دموعها [الطويل] [الجيم بعدها اللام والميم] 1300- الجلندي - بضم أوله وفتح اللّام وسكون النون وفتح الدّال- ملك عمان. ذكر وثيمة في «الرّدّة» عن ابن إسحاق أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: بعث إليه عمرو بن العاصي يدعوه إلى الإسلام، فقال: لقد دلّني على هذا النبيّ الأميّ، إنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شرّ إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويغلب فلا يهجر، وأنه يفي بالعهد، وينجز الوعد، وأشهد أنه نبيّ، ثم أنشد أبياتا منها: أتاني عمرو بالّتي ليس بعدها ... من الحقّ شيء والنّصيح تصيح فقلت له ما زدت أن جئت بالّتي ... جلندي عمان في عمان يصيح فيا عمرو قد أسلمت للَّه جهرة ... ينادي بها في الواديين فصيح [الطويل]   [ (1) ] سقط سهوا عند الترقيم الرقم 1296. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637 وسيأتي في ترجمة جيفر بن الجلندي في هذا الحرف أنه المرسل إليه عمرو، فيحتمل أن يكون الأب وابنه كانا قد أرسل إليهما. وذكر المدائنيّ أنّ بعض ملوك العجم أمر الجلندي بن عبد العزيز الأزديّ، وكان يقال له في الجاهليّة عبد جمل، فذكر قصّته. 1301 ز- جماع بن ضرار. في ترجمة الشماخ بن ضرار. 1302 ز- جمرة بن شهاب. مخضرم، له قصة مع عمر رويناها في فوائد أبي القاسم ابن بشران من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطاب لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة قال: ابن من؟ قال ابن شهاب. قال: ممن؟ قال: من الحرقة. قال: أين مسكنك؟ قال: الحرّة. قال: بأيّها؟ قال: بذات لظى فقال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا. فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقوا. وروى عبد الرّزّاق عن معمر، عن الزّهري، عن ابن المسيّب، قال: قال عمر ... فذكر نحوه. قال مالك في الموطّأ: عن يحيى بن سعيد أنّ عمر بن الخطّاب قال لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة ... فذكر نحوه. وله طريق أخرى من رواية أبي بلال الأشعريّ، عن خالد الأشعريّ، عن مجالد، عن شيخ أدرك الجاهليّة، قال: كنت عند عمر، فأتاه رجل، نحوه. وقال ابن دريد في «الأخبار المنثورة» : حدثنا أبو حاتم السّجستانيّ، عن أبي عبيدة بن المثنى، قال: وفد شهاب بن جمرة الجهنيّ على عمر ... كذا ذكره مقلوبا، والأول أرجح. وذكره ابن الكلبيّ في «الجامع» فقال: جمرة بن شهاب بن ضرام بن مالك الجهنيّ، وذكر قصته مع عمر. [الجيم بعدها النون] 1303- جناب بن مرثد [ (1) ] ، أبو هانئ الرّعيني. أسلم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وبايع معاذا باليمن، ثم شهد فتح مصر. ذكره ابن يونس وغيره. 1304- جنادة بن أبي أمية الدّوسي، واسم أبيه كبير- بالموحدة، وهو صاحب   [ (1) ] الإكمال 6/ 421، 2/ 133، المشتبه 205. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 638 عبادة بن الصّامت. وقد قدمت في ترجمة سميّه من الفرق بينهما ما فيه غنية، وأن هذا أدرك الجاهليّة والإسلام، ومات سنة سبع وستين. 1305 ز- جندب بن سلام الهذلي. أدرك الجاهليّة. وكان تاجرا في عهد عمر بالمدينة. روى البخاريّ في «التّاريخ» من طريق سلمة بن جندب عن جندب بن سلامة. قال: كنّا تجّارا في هذا السّوق، فقال عمر: لا نخلّي بينكم وبين ما يأتينا تحتكرونه. قال مسلم بن جندب: وكان جندب بن سلامة من قومي. 1306 ز- جندب بن سلمى المدلجيّ، أحد بني سوق. كان ممن ارتدّ في زمن أبي بكر، فبعث إليه عتّاب بن أسيد عامل مكة أخاه خالد بن أسيد، فالتقاه في الأبارق فهزمه، وفلّ جموعه، فندم بعد ذلك وأسلم، وقال: ندمت، وأيقنت الغداة بأنّني ... أبيت الّتي يبقى مع الدّهر عارها [الطويل] 1307 ز- جندع بن الصّميل، أسلم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ورحل إليه فمات في الطريق. يأتي ذكره في ترجمة رافع بن خداش وهو ابن عمه. 1308- جندل العجليّ. مخضرم كان بشير خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصّدّيق بقتل جابان، وكان ذلك سنة اثنتي عشرة. ذكره سيف، والطّبريّ قال: وكان جندل فصيحا، ووهب له أبو بكر جارية من السبي فولدت له. استدركه ابن فتحون. [الجيم بعدها الهاء] 1309 ز- جهمة [ (1) ] بن عوف الدّوسي. ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى في «المعمرين» ، وقال: عاش ثلاثمائة سنة وستين سنة، وأدرك الإسلام، فكان إذا سمع من يقول لا إله إلا اللَّه يقول: لقد أدركت في شيبي أناسا يقولون هذه الكلمة. وكان يمرّ بالوادي كله دوم فيقول: لقد كنت أمرّ بهذا الوادي وما به شجرة، وعاش إلى أن سقط حاجباه على عينيه، وهو القائل: كبرت وطال العمر حتّى أنابني ... سليم أفاعي ليلة غير مودع فما السّقم أبلاني ولكن تتابعت ... عليّ سنون من مصيف ومربع   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 639 ثلاث مئين قد مررن كواملا ... وها أنا ذا أرتجيها لأربع أخبّر أخبار القرون الّتي مضت ... ولا بدّ يوما أن أطار لمصرع [الطويل] 1310 ز- جهم بن كلدة الباهلي. وقع ذكره في المختلف والمؤتلف للدّارقطنيّ، من طريق مظهر بن سعيد الباهليّ، حدثني جدّي مظهر بن جهم بن كلدة عن أبيه، قال: لما أتانا نعي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن بسوقة [ (1) ] وهي جرعاء من أرض باهلة فقوّض الناس بيوتهم، فما بنيت سبع ليال. 1311 ز- جهم الحضرميّ [ (2) ] . يأتي في عامر بن جهدم. 1312 ز- جويرية بن قدامة التميمي. روى عن عمر يروي عنه أبو جمرة- بالجيم- في البخاريّ. قيل هو جارية وجويرية لقب وقيل: هو آخر من كبار التّابعين. ويؤيد أنهما واحد ما رواه ابن عساكر من طريق سعيد بن عمرو الأموي، قال: قال معاوية لآذنه: ائذن لجارية بن قدامة، فلما دخل قال له إيها يا جويرية فذكر القصّة. 1313- جيفر [ (3) ] - بوزن جعفر، لكن بدل العين تحتانية- ابن الجلندي الأزدي، ملك عمان. ذكره أبو عمر مختصرا. وقال العسكريّ: لم ير النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو ولا أخوه وقد تقدم ذكر أبيه. وروى ابن سعد من طريق عمرو بن شعيب، عن مولى لعمرو بن العاص، قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: أسلمت عند النجاشي، فذكر قصة هجرته، قال: وبعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى جيفر وعبيد ابني الجلندي وكانا بعمان، وكان الملك منهما جيفرا، وكانا من الأزد، فذكر قصة إسلامهما وأنهما خلّيا بينه وبين الصدقة، فلم يزل بعمان حتى مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى عبدان بإسناد صحيح إلى الزّهري، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنّ رسول   [ (1) ] سوقة: بضم أوله وبعد الواو الساكنة قاف. من نواحي اليمامة وقيل: جبل لقشير وقيل سوقة بالمرّوت وهي واسعة بين القفين وبين شرفين غليظين قريبة من حائل وهو ماء ببطن المرّوت. «وسوقة أهوى» بالرّبذة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 757. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت [833] ، الاستيعاب ت [375] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 640 اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث عمرو بن العاصي إلى جيفر وعباد ابني الجلندي أميري عمان، فمضى عمرو إليهما فأسلما وأسلم معهما بشر كثير، ووضع الجزية على من لم يسلم. قلت: لا منافاة بين هذا وبين ما تقدّم من الإرسال إلى الجلندي، ولا مانع من أن يكون الجلندي كان قد شاخ وفوّض الأمر لوالديه واللَّه أعلم. 1314- جيفر بن جشم الأزدي. ذكر وثيمة في كتاب الردّة أنه وفد مع عمرو بن العاصي من عمان إلى أبي بكر الصديق بعد النبيّ [ (1) ] صلّى اللَّه عليه وسلم. القسم الرابع فيمن ذكر بالوهم والغلط [الجيم بعدها الألف] 1315 ز- جابر بن عبد اللَّه الأشهليّ، وهم فيه ابن مندة، وصوابه جابر بن خالد بن مسعود. وقد تقدم. وسبب الوهم فيه أنه من بني عبد الأشهل، فنسبه إلى جدّه الأعلى، وحرّفه فجعله عبد اللَّه الأشهليّ. 1316 ز- جابر بن عيّاش [ (2) ] قال أبو نعيم: لا يعرف له حديث، أخرجه مختصرا هكذا قال ابن الأثير: فوهم، وإنما قال أبو نعيم في أثناء ترجمة جابر بن ياسر بن عويص، وهو جدّ عيّاش وجابر ابني عياش بن جابر: لا يعرف له ذكر ولا رواية وظن ابن الأثير أنه عطف قوله وجابر بن عيّاش على الأسماء التي ذكرها، وليس كذلك، إنما عطفه على أخيه عياش، وجابر بن عيّاش معروف في المصريّين من صغار التّابعين. 1317- جابر بن النّعمان. قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «مناولة المسكين» . هكذا رأيته في فوائد أبي العباس أحمد بن علي الأبّار، قال: حدّثنا علي بن هاشم، حدّثنا ابن أبي فديك، حدّثنا محمد بن عثمان، عن أبيه، عن جابر بن النّعمان بهذا. هكذا وجدته في نسخة صحيحة من طريق السلفي، ولم أر من ذكره في الصّحابة، وهو شرطهم. وكنت جوّزت أنه جابر بن النّعمان البلوي حليف الأنصار الماضي في القسم الأول، ثم وجدت الحديث عند الحسن بن سفيان والطّبرانيّ، وعند أبي نعيم في الحلية في   [ (1) ] في أبعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. [ (2) ] أسد الغابة ت [652] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 641 ترجمة حارثة بن النّعمان الأنصاريّ، وسيأتي في ترجمته في القسم الأول. 1318- جارية بن عبد المنذر [ (1) ] . صوابه [ابن] [ (2) ] خارجة- بالخاء المعجمة- وسيأتي. 1319 ز- جارية [ (3) ] بن عمرو بن المؤمل يأتي في الجيم من النّساء إن شاء اللَّه تعالى. 1320 ز- جارية بن قعيس [ (4) ] الطائي - صوابه حارثة- بالحاء المهملة، وسيأتي [ (5) ] . [الجيم بعدها الباء] 1321 ز- جبر بن أوس من بني زريق- بدري، ليس له كثير حديث. كذا أورده ابن حبّان. وقد تقدّم جزء بن أنس، وما فيه من الخلاف، وهو الصّواب. 1322 ز- جبر، غير منسوب - ذكره أبو أحمد العسكريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق عن عثمان الوقّاصيّ، عن الزهريّ، عن عبد اللَّه بن جبر، عن أبيه، قال: قرأت خلف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «يا جبر أسمع ربّك ولا تسمعني» . استدركه ابن الأثير على من تقدمه. قلت: وهو تصحيف، وإنما هو جهر- بالهاء بدل الموحدة- كما تقدم قريبا، وقد ذكرنا ما فيه هناك. 1323 ز- جبر بن زيد، والد أبي عبس. سيأتي في ترجمة علبة بن زيد ما يوهم أن له صحبة ورواية، وليس كذلك، وإنّما الصّحبة والرواية لولده أبي عبس. 1324 ز- جبلة بن ثابت، أخو زيد. وهم فيه بعض الرواة، فروى حديث ابن إسحاق عن فروة بن نوفل عن جبلة أخي زيد- وهو زيد بن حارثة، فظنه الرّاوي زيد بن ثابت، فنسب أخاه لذلك، والحديث معروف لجبلة بن حارثة كما تقدم في القسم الأول. 1325- جبلة بن شراحيل، أخو حارثة. جعل له ابن مندة ترجمة مفردة، فرد ذلك عليه أبو نعيم، وقال: إنما هو جبلة بن حارثة أخو زيد المتقدم، وحارثة أبوه لا أخوه، وهذا هو الصّواب. قلت: وسبب الوهم فيه أنّ في آخر قصّة زيد بن حارثة من طريق أولاده كما سيأتي في   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 75، أسد الغابة ت [663] . [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (4) ] في أمعين. [ (5) ] في أكما سيأتي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 642 ترجمة أبيه حارثة، فقال حارثة يا بني، أما أنا فإنّي مواسيك بنفسي، وأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدا رسول اللَّه، فآمن حارثة بن شراحيل، وأبى الباقون، ورجعوا إلى البرية، ثم إن أخاه جبلة رجع فآمن بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. فابن مندة جعل الضّمير في قوله: أخاه يعود على حارثة، لأنه أقرب مذكور، وأبو نعيم جعله يعود على زيد لأنه المحدث عنه، وكلاهما محتمل، لكن يترجّح ما قال أبو نعيم بأن جبلة بن حارثة معروف في الصّحابة باسمه وصحبته، بخلاف عمه زيد، فإنه لم يسمّ إلا في هذه الرواية المحتملة. فاللَّه أعلم. ثم إنها مع ذلك شاذّة مخالفة للمشهور أنّ زيد بن حارثة لما اختار النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم طابت نفس أبيه وعمّه وتركاه ورجعا، كذلك ذكره أهل السّير، وكذا روى ابن مردويه في تفسيره من طريق الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس. 1326- جبلة، غير منسوب - فرّق ابن شاهين بينه وبين جبلة بن حارثة وهو هو، والحديث الّذي أورده حديثه، وهو حديث ابن إسحاق عن رجل عن جبلة في قراءة: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ عند النّوم. وقد أخرجه ابن قانع من رواية شريك، عن ابن إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن جبلة بن حارثة. 1327- جبير بن الحارث. صوابه جبيب- بموحدتين- وقد تقدم. 1328- جبير [ (1) ] بن الحارث الأعرابيّ. ذكر الأقشهريّ في فوائد رحلته بسند مطوّل إلى الأمير أبي المكارم عبد الكريم ابن الأمير نصر الدّيلميّ، قال: كنت في خدمة الإمام النّاصر العبّاسي، فخرج إلى الصّيد، فركض في أثر صيد، وتبعه بعض خواصه، فانتهينا إلى أرض قفر، وإذا هناك قليل عرب، فتقدم مشايخهم، وقد عرفوا الخليفة، فقبلوا الأرض، وقدّموا ما أمكنهم من الطّعام، وقالوا: يا أمير المؤمنين، عندنا تحفة نتحفك بها، قال: وما هي؟ قالوا: إنا كلنا بنو رجل واحد، وهو حيّ يرزق، وقد أدرك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وحضر معه حفر الخندق، قال: «ما اسمه» ؟ قالوا: جبير بن الحارث، قال: «أروني إيّاه» ، فأنزلوه في مهد كهيئة طفل، فذكر نحو قصة رتن الهنديّ. قال: وكان ذلك سنة ست وسبعين وخمسمائة، وقد سقتها بتمامها في لسان الميزان. 1329- جبير بن النّعمان [ (2) ] بن أميّة الأنصاريّ، والد خوّات [ (3) ] بن جبير.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت [699] . [ (3) ] في أحراث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 643 ذكره سعيد بن يعقوب السّرّاج في «الأفراد» . وروى من طريق زيد بن أسلم عن خوّات بن جبير عن أبيه، قال: جلست مع نسوة فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما لك» ؟ فقلت: بعير شرد لي ... الحديث. وهذا غلط نشأ عن سقط، وإنما هو عن ابن خوّات، والصحبة لخوّات، والقصّة المذكورة معروفة له. [الجيم بعدها الحاء والذال] 1330- الجحّاف بن حكيم [ (1) ] بن عاصم بن سباع بن خزاعيّ بن محارب بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلميّ الفارسيّ المشهور، صاحب الوقائع المشهورة في زمن عبد الملك بن مروان. استدركه ابن الأثير على من تقدمه، واستدل بقوله من أبيات يصف فيها خيول بني سليم: شهدن مع النّبيّ مسوّمات ... حنينا وهي دامية الحوافي [ (2) ] [الوافر] قلت: ولا دلالة في هذا على صحبته، وإنما افتخر بقومه بني سليم، وكانوا يوم حنين كثيرا، وقصة العبّاس بن مرداس السّلميّ في ذلك مشهورة. وقد وجدت لابن الأثير سلفا، لكن تولى ردّه من هو أعلم منه، فروى ابن عساكر بسند صحيح إلى محمد بن سلام الجمحيّ، قال: قال لي أبان الأعرج: قد أدرك الجحّاف الجاهليّة. فقلت له: لم تقول ذلك؟ فقال: لقوله- فذكر هذا البيت- قال محمد بن سلام: فقلت: إنما عنى خيل قومه بني سليم، قال: ثم ذكرت ذلك بعد لعاصم بن السريّ فقال: حدثني قيس بن الهيثم أنه أعطى حكيم بن أمية جارية فولدت له الجحّاف في غرفة دارنا. انتهى. فعرف بذلك أنه ولد بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بزمان، وقد زعم أبو تمام في الحماسة أن الأبيات المذكورة لغيره، وهو الحريش بن هلال القريعي، فاللَّه أعلم. وقال ابن سيّد النّاس في أسماء الصّحابة الشعراء: استدركه ابن الأمين على ابن عبد البرّ ومن خطّه نقلت، وقال: ذكره هشام، وقال: له شعر في فتح مكّة، والّذي رأيت في   [ (1) ] أسد الغابة ت [704] . [ (2) ] ينظر هذا البيت في ابن سلام: 414، في أسد الغابة ت 704، وسيرة ابن هشام 2/ 433. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 644 السيرة عن ابن إسحاق وقال قائل من بني جذيمة، وبعضهم يقول امرأة يقال لها سلمى، فذكر شعرا أوله: لولا مقال القوم للقوم أسلموا ... للاقت سليم يوم ذلك ناطحا [الطويل] قال: فأجابها العباس بن مرداس، ويقال الجحّاف بن حكيم: دعي عنك تقوال الضّلال كفى بنا ... لكبش الوغى في اليوم والأمس ناطحا [الطويل] الأبيات. قلت: ولا دلالة فيها على الصّحبة وإنما قال ذلك مفتخرا بقومه كما تقدم. 1331- جحش الجهنيّ [ (1) ] . ذكره الطّبراني، وهو خطأ نشأ عن تصحيف: فإنّه روي من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التميميّ، عن عبد اللَّه بن جحش الجهنيّ، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن لي بادية أنزلها أصلّي فيها، فمرني بليلة في هذا المسجد ... الحديث. هكذا أورده، وقد أخرجه أبو داود من طريق ابن إسحاق، فقال فيه: عن التّميميّ، عن عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ، عن أبيه، فسقط من الإسناد ابن، وأبدل جحش بأنيس، وابن عبد اللَّه اسمه ضمرة، سمّاه الزهريّ في روايته لهذا الحديث. 1332 ز- جذية، غير منسوب [ (2) ] . ذكره ابن شاهين، وهو خطأ، وأخرج من طريق الذيال بن عبيد بن حنظلة بن حنيفة، عن جذية. قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا يتم بعد احتلام» [ (3) ] . قال أبو موسى: هذا تصحيف، وإنما هو عن جدّه، واسمه حنظلة. قلت: وسيأتي على الصّواب في موضعه، وأظنّ الصّواب- عن حذيم، كما سيأتي في الحاء المهملة.   [ (1) ] الثقات 3/ 65، تجريد أسماء الصحابة 1/ 79. [ (2) ] أسد الغابة ت [713] . [ (3) ] أخرجه أبو داود في الوصايا باب 9 حديث (2873) والطبراني في الصغير 1/ 96 وفي الكبير 4/ 16 وعبد الرزاق في المصنف (11450) وانظر نصب الراية 3/ 219. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 645 [الجيم بعدها الراء] 1333- جردان، ذكره الذهبيّ مستدركا بين جرثوم وجرموز، وإنما هو جودان بواو، وقد مضى على الصّواب. 1334- جرجيس الراهب. مضى في بحيرا، في الموحدة. 1335- جرهد بن رداح الأسلمي [ (1) ] . يكنى أبا عبد الرحمن، وكان من أهل الصّفة. ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وفرّق بينه وبين جرهد بن خويلد، وهما واحد، نسب إلى جدّ له. والصّواب رزاح- بالزاي لا بالدّال. قال ابن سعد، وأبو عبيد: جرهد بن رزاح الأسلميّ يكنّى أبا عبد الرحمن، وكان شريفا. قال البغويّ: وعن الزّهريّ: هو جرهد بن خويلد الأسلميّ. وقال ابن قانع: هو جرهد بن عبد اللَّه بن رزاح بن عديّ بن سهم، كذا قال، فأسقط من آبائه جماعة. 1336 ز- جرو [ (2) ] بن جابر. من شيوخ أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. قال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : يروي المراسيل. 1337- جريج بن سلامة، أبو شاه ذكره ابن شاهين فصحّف اسمه وكنيته، هو حديج- بمهملة ودال. وكنيته أبو شباث- بمعجمة ثم موحدة خفيفة وآخره مثلثة. [وسيأتي في الحاء المهملة على الصّواب] [ (3) ] . 1338- جرير [104] أو أبو جرير. صوابه بالحاء المهملة وآخره زاي. ذكره في الجيم البغويّ وابن مندة، وقالا: لا يثبت.   [ (1) ] الطبقات الكبرى 4/ 298، التاريخ لابن معين 2/ 79، طبقات خليفة 111، النسب الكبير لابن الكلبي 2/ 310، التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 2148، جمهرة أنساب العرب 240، مشاهير علماء الأمصار 42، أنساب الأشراف 1/ 273، الثقات لابن حبان 3/ 62، الجرح والتعديل 2/ 539، حلية الأولياء 1/ 337، المعجم الكبير للطبراني 2/ 271، الكاشف للذهبي 1/ 126، تحفة الأشراف للمزي 2/ 419 تهذيب الكمال 4/ 523، الكامل في التاريخ 4/ 43، تهذيب التهذيب 2/ 69، التقريب 1/ 126، الوافي بالوفيات 11/ 69، النكت الظراف 2/ 419، رياض النفوس 54، حسن المحاضرة 1/ 186، تاج العروس 7/ 499، تاريخ الإسلام 2/ 84. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] سقط في أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 646 [الجيم بعدها الشين والعين والفاء] 1339- جشيش الكنديّ [ (1) ] . ذكره ابن شاهين. والصّواب بزيادة فاء كما تقدّم. 1340 ز- جفّال. ذكره الأزديّ بفاء مشدّدة، والصّواب جعال كما تقدم. 1341- جفشيش بن الأسود الكنديّ [ (2) ] . استدركه الذهبي، وغاير بينه وبين جفشيش ابن النّعمان، وهما واحد، وهو جفشيش بن النّعمان، ويقال ابن الأسود بن معديكرب كما تقدم. 1342- جعفر بن الزبير [ (3) ] بن العوّام القرشيّ الأسديّ- روى ابن مندة من طريق إبراهيم بن العلاء. وأبو نعيم من طريق الحسن بن عرفة، كلاهما [ (4) ] عن هشام بن عروة، عن أبيه- أن عبد اللَّه بن الزبير وجعفر بن الزبير بايعا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين. قال ابن مندة: هو وهم، والصّواب ما رواه أبو اليمان وغيره عن إسماعيل بهذا الإسناد أنّ عبد اللَّه بن الزبير وعبد اللَّه بن جعفر بايعا. قلت: كان الغلط فيه من إسماعيل، فإن إبراهيم بن العلاء لم يتفرد به، والحق ما قال ابن مندة، فإن ّ جعفر بن الزبير ولد بعد موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بدهر، وهو أصغر من عروة. 1343 ز- جعفر، أبو زمعة البلويّ [ (5) ] . صحابي، بايع تحت الشّجرة، ثم سكن مصر. واختلف في اسمه، فقيل جعفر، وقيل عبد، هكذا استدركه ابن الأثير، وقال: ذكره أبو موسى في عبد، ولم يذكره في جعفر. انتهى. قلت: وقد غلط فيه ابن الأثير غلطا بيّنا، وذلك أن أبا موسى قال ما نصّه: عبد بن زمعة البلويّ ممّن بايع تحت الشّجرة، سكن مصر، اختلف في اسمه، قال جعفر: قيل: اسمه عبد. انتهى. فكأن نسخة ابن الأثير كان فيها تحريف، وجعفر الّذي نقل أبو موسى عنه هو المستغفريّ، وأبو موسى كثير النقل عنه في كتابه، فلهذا ربما لم ينسبه.   [ (1) ] أسد الغابة ت [747] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 84. [ (2) ] الاستيعاب ت [380] . [ (3) ] الجرح والتعديل 2/ 478، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 140، أسد الغابة ت [756] . [ (4) ] في أكلاهما عن إسماعيل بن عباس عن هشام. [ (5) ] أسد الغابة ت [757] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 647 1344- جعفر العبديّ [ (1) ] . تابعيّ أرسل حديثا فذكره علي [ (2) ] بن سعد في الصّحابة. وروى عن الحسن بن عرفة عن المعتمر، عن ليث، عن زيد، عن جعفر العبديّ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ويل للمساكين من أمّتي» . قال أبو موسى: إن كان هذا هو جعفر بن زيد العبديّ فهو تابعيّ معروف. وإلا فما أعرفه. قلت: هو هو، فقد ذكره البخاريّ في «التّاريخ» ، وذكر هذا الحديث في ترجمته من طريق معتمر، وقال: هو مرسل. 1345- جعفر بن نسطور الرومي. أحد الكذّابين الذين ادّعوا الصّحبة بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمئين من السّنين، قرأته بخط مغلطاي مستدركا على ابن الأثير، وكذا استدركه ابن الدّباغ على ابن عبد البر، وكذا استدركه الذهبي في «التجريد» ، لكن قال: الإسناد إليه ظلمات، والمتون باطلة، وهو دجّال، أو لا وجود له. رئي بناحية فاراب من أرض الترك في سنة خمسين وثلاثمائة. قلت: لم تطب نفسي بإخراجه في القسم الأول، وقد وقعت لنا نسخة من طريق منصور بن الحكم الزاهد الفرغاني عنه، فمنها: قال: حدّثني جعفر بن نسطور الرومي، قال: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة تبوك، فسقط السّوط من يده، فنزلت عن جوادي وأخذته فدفعته إليه، فقال: «مدّ اللَّه في عمرك مدّا» . فعشت بعدها ثلاثمائة وعشرين سنة. أخبرنا أبو هريرة بن الذّهبيّ- إجازة، أنبأنا إسحاق بن يحيى الآمدي أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا مسعود الجمال، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمرو الواعظ القومسي إملاء، أنبأنا أبو شجاع عمر بن علي العراقي، أنبأنا منصور بن الحكم، ومنها: من مشى إلى خير حافيا فكأنما مشى على أرض الجنة- الحديث. وسمعت من حديثه أيضا في آخر مشيخته شهدة بنت الإبري، وستأتي في ترجمة نسطور الروميّ. وقال السّلفيّ: أخبرنا عبد اللَّه بن عمر بن خلف القروي بمكة سنة سبع وتسعين وأربعمائة، أخبرنا علي بن الحسين بن إسماعيل الكاشغري، أخبرني أبو داود سليمان بن   [ (1) ] أسد الغابة ت [760] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 85. [ (2) ] في أعلي بن سعد العسكري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 648 نوح بن محمد المرغيناني، أخبرنا منصور بن الحكم الفقيه، فذكر النسخة وهي أحد عشر حديثا منها الحديثان المذكوران. ومنها: كنّا جلوسا بين يدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يستاك، فأشار بيده اليمنى ثم اليسرى، فقلنا: يا رسول اللَّه، ما نرى أحدا، إلى من تشير؟ قال: «كان جبرائيل وميكائيل بين يديّ، فأشرت إلى جبرائيل، فقال: ناول ميكائيل فإنّه أكبر منّي.» [ (1) ] [وروى النسخة أيضا، وجاء من طريق أبي المظفر ميمون بن محمود: حدثني الشريف عبد الجليل، عن عمر بن الحسين الكاشغري عن ابن نسطور عن أبيه، وسيأتي في النون] [ (2) ] . 1346 ز- جعفي بن سعد [ (3) ] العشيرة. وهو من مذحج، وكان قد وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد جعفة في الأيّام التي توفّي فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هكذا ذكره ابن أبي حاتم في كتابه. وتبعه أبو عمر فنقله عنه. ولم يتعقبه، قال ابن الأثير: هذا من أغرب ما يقوله عالم: فإنّ جعفي ابن سعد العشيرة مات قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بدهر طويل، فإنّ بعض من صحبه بينه وبين جعفي من الآباء عشرة فأكثر. قلت: الّذي أظنه أنه رأى في المغازي وفد جعفي بن سعد العشيرة من مذحج، كما جرت عادتهم من تراجمهم بأسماء القبائل، ثم يذكرون أسماء من وفد منهم، فكأنه تخيّل أنه وفد- بفتح الفاء- فخرج له منه أن جعفي بن سعد العشيرة هو الوافد، وليس كذلك، لأنه صيّر الاسم فعلا واسم القبيلة اسم الوافد، واللّوم على أبي عمر في هذا أشدّ من اللّوم على ابن أبي حاتم. [الجيم بعدها اللام والميم] 1347- ز- الجلاح، أبو خالد، استدركه الذّهبيّ على من تقدّمه، وعزاه لطبقات ابن سعد، فصحّف، وإنما هو اللجلاج- بجيمين، وأوله لام، كما سيأتي في حرف اللّام. 1348- جمد الكنديّ. [ (4) ] روى ابن مندة من طريق حماد عن عاصم أنّ جمدا الكنديّ قال: لأن أوتي بقعقعة فأصيب منها أحبّ إليّ من أن أبشر بغلام، فأخبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك فقال: «إنّهم ثمرة الفؤاد» .   [ (1) ] ذكره السيوطي في اللآلئ 1/ 102. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت [762] ، الاستيعاب ت [385] . [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 87، تبصير المنتبه 1/ 460، أسد الغابة ت [775] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 649 قال أبو نعيم: المشهور أن قائل ذلك: الأشعث، فلعله شبه قلة رحمة الأشعث بالجماد فلقبه جمدا. قلت: وليس كذلك، بل المعروف أن الأشعث بشّر بغلام من ابنة جمد الكنديّ، فقال ما قال. وجمد هو أحد الملوك الأربعة الذين ارتدّوا فقتلوا في خلافة أبي بكر، وكانت ابنته تحت الأشعث. 1349- جميس بن يزيد بن مالك النخعيّ. له وفادة فيما قيل. قلت: لم يذكر الذّهبيّ من أين نقله، ولم أره في أسد الغابة في باب (ج م) ، وهو تصحيف، وإنما هو جهيش- بجيم وهاء مصغّرا، وقد تقدّم في الأوّل، وقد أعاده الذّهبي على الصّواب، لكن قال: ذكره ابن الكلبيّ. [الجيم بعدها النون] 1350- جندب بن بجيلة. هو ابن عبد اللَّه، يأتي. قلت: كذا في «التّجريد» ، وهو تصحيف: وإنما وقع في بعض الطرق جندب بن بجيلة. 1351 ز- جندب بن زهير العامري. فرّق ابن فتحون في الذيل بينه وبين جندب ابن زهير الأزديّ، وهما واحد، وهو الغامديّ- بالغين المعجمة والدّال، لا العامري- بالمهملة والراء، وغامد: بطن من الأزد. 1352- جندب، أبو ناجية، [ (1) ] ذكره ابن مندة، وروي من طريق إبراهيم بن أبي داود عن مخوّل بن إبراهيم، عن إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر الأسلمي، عن ناجية بن جندب، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حين صدّ الهدي، فقلت: يا رسول اللَّه، ابعث معي بالهدي ... الحديث. وهكذا أخرجه الباورديّ والطّحاويّ. وقال ابن مندة: خالفه أبو حاتم الرّازيّ عن مخوّل. وقال أبو نعيم: هذا وهم فيه بعض الرواة فقلب رواية مجزأة عن أبيه عن ناجية فجعله مجزأة عن ناجية عن أبيه، ثم ساقه على الصّواب من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن   [ (1) ] أسد الغابة ت [809] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 650 إسرائيل، قال: واتفقت رواية الأثبات عن إسرائيل على هذا. قلت: قد رواه النّسائيّ من رواية عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل، عن مجزأة، أخبرني ناجية بن جندب، فيحتمل أن يكون مجزأة سمعه من ناجية ومن أبيه عن ناجية، وأما جندب فلا مدخل له في الإسناد. فاللَّه أعلم. 1353- جنيد بن سميع المزني. ذكره العقيليّ في الصّحابة، كذا في التجريد هو جنيد ابن سبيع كما تقدم على الصّواب في القسم الأول. 1354- جنيفة النهديّ - ذكره العقيلي في الصّحابة، كذا في التجريد: وهو تصحيف، وإنما هو جفينة- بتقديم الفاء على النون. وقد تقدم. [الجيم بعدها الهاء] 1355- الجهدمة، غير منسوب [ (1) ] . ذكره ابن شاهين في أواخر حرف الجيم، وساق من طريق منصور بن أبي الأسود عن أبي جناب، عن إياد، عن الجهدمة، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خرج إلى الصلاة ويرأسه ردع الحنّاء. وألفيت حاشية بخط بعض الحفاظ على هامشه: الجهدمة امرأة، وهي زوج بشير بن الخصاصية، وقد ذكرها المصنّف في النّساء. لكن تقدم عن تجريد الذهبي في الأول جحدمة، بالمهملة لا بالهاء، وذكر أن له حديثا من رواية أبي جناب، عن إياد بن لقيط عنه، ثم قال: وقيل هو أبو رمثة. انتهى. ولا أعرف من سمّى أبا رمثة هذا الاسم، وسيأتي في الكنى. 1356- جهم الأسلمي. روى ابن مندة من طريق ابن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن أبي إسحاق، عن محمد بن طلحة عن أبيه عن معاوية بن جهم الأسلمي، عن جهم، أنه قال: جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: إني قد أردت الجهاد ... الحديث. قلت: وهو غلط، صحّف ابن لهيعة اسمه ونسبته، وإنما هو جاهمة السلميّ، كما تقدم على الصّواب. [الجيم بعدها الواو] 1357- جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس بن زيد مناة بن تميم التميميّ. تابعيّ.   [ (1) ] أسد الغابة ت [819] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 651 غلط بعض الرواة فوصل عنه حديثا أسقط اسم صحابية، فذكر لذلك البغويّ وغيره في الصّحابة، وأبوه صحابي يأتي في موضعه. قال البغويّ: حدّثنا جدي هو أحمد بن منيع، وشجاع بن مخلد، قالا: حدّثنا هشيم. وروى ابن قانع من طريق الحسن بن عرفة، وروى ابن مندة من طريق يحيى بن أيوب كلاهما عن هشيم: أخبرنا منصور عن الحسن عن جون بن قتادة التميمي، قال: كنّا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض أسفاره فمرّ بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء، وأراد أن يشرب، فقال له صاحب السّقاء: إنه جلد ميتة، فذكروا ذلك له، فقال: اشربوا، فإنّ دباغ الميتة طهورها [ (1) ] . قال البغويّ: هكذا حدّث به هشيم لم يجاوز به جون بن قتادة، وليست لجون صحبة. وقال ابن مندة: وهم فيه هشيم، وليست لجون صحبة ولا رؤية، قال: وقد رواه قتادة عن الحسن، عن جون، عن سلمة بن المحبّق. وقال أبو نعيم: قد رواه زكريا بن يحيى بن زحمويه، عن هشيم، فذكر سلمة بن المحبّق في الإسناد ثمّ ساقه من طريقه كذلك. وقال: جوّده زحمويه، والرّاوي عنه أسلم بن سهيل الواسطيّ، من كبار الحفاظ العلماء من أهل واسط [ (2) ] . فتبين أن الواهم فيه غير هشيم. وتعقبه المزّيّ بأن كلام ابن مندة صواب، وأن الوهم فيه من هشيم، وأن رواية زحمويه شاذّة. قلت: ويحتمل أن يكون هشيم حدّث به على الوهم مرارا وعلى الصواب مرة واغترّ أبو محمد بن حزم بظاهر إسناد هشيم، فروى من طريق الطبريّ، عن محمد بن حاتم، عن هشيم، فذكره كما رواه أحمد بن منيع ومن تابعه، وقال: هذا حديث صحيح، وجون قد صحّت صحبته.   [ (1) ] أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 26773 وعزاه للبغوي وابن قانع وابن مندة وابن عساكر 3/ 418. [ (2) ] واسط: في عدّة مواضع منها واسط الحجّاج سميت بذلك لأنها متوسطة بين البصرة والكوفة لأن منها إلى كل واحدة خمسين فرسخا وقيل لأنه كان هناك قبل عمارتها موضع يسمى واسط القصب فلما عمر الحجاج مدينته سماها باسمه قيل للعرب سبعة مواضع يقال لكل واحدة منها واسط، واسط نجد في شعر خداش بن زهير وواسط الحجاز وواسط الجزيرة في شعر الأخطل وواسط اليمامة في شعر الأعشى وواسط العراق وواسط قرية مشهورة ببلخ وواسط قرية بمحل وواسط قرية بالخابور وواسط بالرّقة قال وواسط بدحيل. وواسط: قرية بنهر الملك وقيل غير ذلك. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1419، 1420. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 652 وتعقبه أبو بكر بن معوز فقال: هذا خطأ، فجون رجل تابعي مجهول لا يعرف روى عنه إلا الحسن، وروايته لهذا الحديث إنما هي عن سلمة بن المحبّق أخطأ فيه محمد بن حاتم. قلت: ولم يصب في نسبته للخطإ فيه إلى محمد بن حاتم، وأما قوله: أن جونا مجهول فقد قاله أبو طالب والأثرم عن أحمد بن حنبل. وقال أبو الحسن بن البراء، عن عليّ بن المدينيّ: جون معروف وإن كان لم يرو عنه إلا الحسن، وعدّه في موضع آخر في شيوخ الحسن المجهولين. وقد روى جون بن قتادة أيضا عن الزّبير بن العوام، وشهد معه الجمل، وأما رواية قتادة التي أشار إليها ابن مندة فرواها أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبّان والحاكم، ولم يختلف عليه في ذكر سلمة بن المحبّق في إسناده واللَّه أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 653 حرف الحاء المهملة القسم الأول [باب الحاء بعدها الألف] 1358- حابس بن دغنة الكلبيّ [ (1) ] . له خبر في أعلام النّبوّة، وله صحبة، كذا أورده أبو عمر مختصرا. والخبر المذكور ذكره هشام بن الكلبيّ من حديث عديّ بن حاتم، قال: كان لي عسيف من كلب يقال له حابس بن دغنّة، فبينا أنا ذات يوم بفنائي إذا أنا به مرّوع الفؤاد، فقال: دونك إبلك. فقلت: ما هاجك؟ قال: بينا أنا بالوادي إذا بشيخ من شعب جبل تجاهي كأنّ رأسه رخمة. فانحدر عما نزل عنه العقاب وهو مترسل غير منزعج حتى استقرت قدماه في الحضيض وأنا أعظم ما أرى، فقال: يا حابس بن دغنة يا حابس ... لا تعرضن بقلبك الوساوس هذا سنا النّور بكفّ القابس ... فاجنح إلى الحقّ ولا تدالس [الرجز] قال: ثم غاب، فروّحت إبلي وسرحتها إلى غير ذلك الوادي، ثم اضطجعت فإذا راكب قد ركضني، فاستيقظت فإذا هو صاحبي وهو يقول: يا حابس اسمع ما أقول ترشد ... ليس ضلول حائر كمهتدي لا تتركن نهج الطّريق الأقصد ... قد نسخ الدّين بدين أحمد [الرجز] قال: فأغمي واللَّه عليّ ثم أفقت بعد زمن، فذكر بقية القصّة. وفي آخرها: قال حابس: يا عديّ، قد امتحن اللَّه قلبي للإسلام، ففارقني، فكان آخر عهدي.   [ (1) ] أسد الغابة ت [834] ، الاستيعاب ت [388] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 654 1359- حابس بن ربيعة التميميّ [ (1) ] . قال ابن حبّان: حابس التميميّ له صحبة. وقال ابن السّكن: يعدّ في البصريّين. روى عنه ابنه حيّة- بتحتانية ثقيلة- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «العين حقّ» [ (2) ] رواه أحمد والتّرمذيّ وابن خزيمة والبخاريّ في تاريخه وفي الأدب المفرد، كلهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن حيّة. وقال شيبان عن يحيى، عن حية، عن أبي هريرة، والأول أصحّ. قال ابن السّكن: يقال له صحبة، واختلف على يحيى بن كثير فيه ولم نجده إلا من طريقه. وقال البغويّ: لا أعلم له إلا هذا الحديث. وقال ابن عبد البرّ: في إسناد حديثه اضطراب، وسمي أباه ربيعة. قلت: ووقع في بعض طرقه حيّة بن حابس أو عابس. ومن الاختلاف فيه ما أخرجه ابن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر عن يحيى بن أبي كثير: حدّثني حية بن حابس، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... الحديث، فسقط منه عن أبيه. وذكره أبو موسى في آخر حرف الحاء المهملة، فقال: حيّة- بياء تحتانية، وأشار إلى الوهم فيه، وأنّ الصّواب: عن حية- بموحدة، عن أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.   [ (1) ] أسد الغابة ت [835] ، الاستيعاب ت [390] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 94، تقريب التهذيب 1/ 137، الجرح والتعديل 3/ 1301، الثقات 3/ 95، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 127، الكاشف 1/ 191، التاريخ الكبير 3/ 107، 108، المحسن 110 تاريخ الإسلام 3/ 341، الميزان 1/ 428، لسان الميزان 7/ 191، جامع التحصيل 188، تصحيفات المحدثين 997، سؤالات البرقاني 112، المعرفة والتاريخ 2/ 308، تنقيح المقال 2022 العبر 1/ 39. [ (2) ] أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 171، 214. ومسلم في الصحيح 4/ 1719، عن أبي هريرة في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى (16) حديث رقم (41/ 2187) ، (42/ 2188) . والترمذي في السنن 3/ 347 كتاب الطب باب ما جاء أن العين حق والغسل لها حديث رقم 2061، 2062 وقال أبو عيسى حديث حسن صحيح غريب. وأبو داود في السنن 2/ 401 كتاب الطب باب ما جاء في العين حديث رقم 3879. وابن ماجة في السنن 2/ 1159 كتاب الطب باب العين (32) حديث رقم 3506، 3507، وأحمد في المسند 2/ 289، 319، 420، 487، 4/ 67، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 19778، وابن أبي شيبة 7/ 417، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17656، 17657، 17658، 17660. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 655 1360- حابس بن ربيعة اليماني. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال الباوردي: قتل بصفّين مع معاوية. وروى الطّبرانيّ من طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: مرّ علي بن أبي طالب بصفّين على حابس، وكان يعدّ من العبّاد، فذكر قصّة. 1361- حابس بن سعد [ (1) ] بن المنذر بن ربيعة بن سعد بن يثربيّ الطّائي. ذكره ابن سعد وأبو زرعة الدّمشقيّ فيمن نزل الشّام من الصّحابة. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة. وقال البخاريّ: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى أحمد من طريق عبد اللَّه بن عامر، قال: دخل حابس بن سعد المسجد في السّحر، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فرأى الناس يصلون في صفّة المسجد فقال: مراءون، فأرغبوهم إنّ الملائكة تصلّي من السّحر في مقدّم المسجد. هذا موقوف صحيح الإسناد. وقال ابن السّكن: روى بعضهم عنه حديثا زعم فيه أن له صحبة. وذكره ابن أبي حاتم وخليفة وغير واحد. وأنه قتل بصفّين مع معاوية، فكأنه عندهم الّذي قبله، لكن فرّق بينهما الباورديّ وغيره. وذكر ابن عبد البرّ أنه يعرف في أهل الشّام باليماني. ونقل بعض أهل العلم بالأخبار أن عمر قال له: إني أريد أن أولّيك قضاء حمص، فذكر قصّة في رؤياه اقتتال الشمس والقمر، وأنه كان مع القمر، وأنّ عمر قال له: كنت مع الآية الممحوّة، لا تلي لي عملا. 1362- حابس بن سعد اليماني [ (2) ] . ذكره عبد الصّمد بن سعيد الحمصي في تسمية من نزل حمص من الصّحابة، قال: وكان نزل بحمص، ثم ارتحل إلى مصر. حكى ذلك عن محمد بن عوف وغيره. وفرّق بينه وبين حابس بن سعد الّذي قبله. ويحتمل أن يكونا واحدا، وسعد وسعيد متقاربان. 1363- حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم الدارميّ التميميّ، والد عطارد. يأتي ذكره في ترجمة صفوان بن أسيد في حرف الصّاد المهملة، وفيه قصة إسلامه، وأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه على صدقات بني تميم.   [ (1) ] أسد الغابة ت [836] . [ (2) ] الاستيعاب ت [389] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 656 وقد مضى له ذكر في ترجمة أكثم بن صيفي في القسم الثالث، ويأتي له ذكر في ترجمة خالد بن مالك. [قال المرزبانيّ: كان رئيس بني تميم في عدّة مواطن، وهو الّذي رهن قوسه عند كسرى على مال عظيم ووفى به. وأنشد له يفتخر: ومنّا ابن ماء المزن وابن محرّق ... إلى أن بدت منهم بجير وحاجب ثلاثة أملاك ربوا في حجورنا ... جميعا ومنّا الفخر [ما هو] كاذب] [ (1) ] [الطويل] 1364- حاجب بن زيد بن تيم بن أمية بن خفاف بن بياضة الأنصاريّ [ (2) ] الأوسي ثم البياضيّ. ذكر الطّبريّ أنه شهد أحدا، وكذا ذكره ابن شاهين عن شيوخه. أخرجه أبو عمر، واستدركه أبو موسى. 1365- حاجب بن زيد، أو يزيد، الأنصاريّ الأشهليّ [ (3) ] . وقيل: هو حليف لهم، من أزد شنوءة. استشهد يوم اليمامة، كذا ذكره في التجريد. وقد ذكره سيف فيمن قتل باليمامة من بني عبد الأشهل، وقال بعد ذكر جماعة وحاجب بن زيد، ولم يزد على ذلك. ذكر من اسمه الحارث 1366- الحارث بن أسد [ (4) ] بن عبد العزّى بن جعونة بن عمرو بن القيس بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب الخزاعي. قال هشام بن الكلبيّ: له صحبة. استدركه ابن فتحون، وذكره ابن ماكولا، وهو في «الجمهرة» . 1367 ز- الحارث بن أقيش [ (5) ] - بقاف ومعجمة مصغرا- ويقال وقيش العكلي، ثم   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة [839] ، الاستيعاب ت [392] . [ (3) ] أسد الغابة ت [840] ، الاستيعاب ت [391] . [ (4) ] أسد الغابة ت [842] . [ (5) ] الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 95، الطبقات 1/ 40، 178، 185، الاستبصار 1/ 232، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 657 العوفيّ، حليف الأنصار. ويقال: هو الحارث بن زهير بن أقيش. أخرج ابن ماجة حديثه في الشفاعة بسند صحيح، وله حديث آخر فيمن مات له ثلاثة من الولد وقد أخرجه ابن خزيمة مجموعا إلى الحديث الآخر. ووقع عند البغويّ تصريحه بسماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 1368 ز- الحارث بن الأسلت، أبو قيس- مشهور بكنيته. وسيأتي في «الكنى» . 1369- الحارث بن أشيم [ (1) ]- يأتي في الحارث بن أوس. 1370- الحارث بن أنس بن رافع الأنصاريّ [ (2) ] . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن شاهين في ترجمة شريك بن أبي الحيسر، واسم أبي الحيسر أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، أخو الحارث بن أنس الّذي شهد بدرا. شهد شريك وابنه عبد اللَّه معه أحدا فيما حدثنا محمد عن محمد بن يزيد عن رجاله [ (3) ] . 1371- الحارث بن أنس بن مالك بن عبيد بن كعب الأنصاريّ [ (4) ] من بني النّبيت- بفتح النّون وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة ثم مثناة. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وقال أبو عمر: أخشى أن يكون هو الحارث بن أنس بن رافع. قلت: بل هو غيره كما سأبينه في الّذي بعده. 1372 ز- الحارث بن أنيس، أبو عبد الرحمن الفهريّ. يأتي في «الكنى» ، وقيل هو الحارث بن يزيد. 1373 ز- الحارث بن أهبان. يأتي في الحارث بن وهبان.   [ () ] تقرب التهذيب 1/ 139، 145، الجرح والتعديل 3/ 312، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 181، تهذيب الكمال 1/ 212، 121، تهذيب التهذيب 2/ 136، الكاشف 1/ 193، التاريخ الكبير 2/ 261، أسد الغابة ت [844] ، الاستيعاب [398] . [ (1) ] أسد الغابة ت [843] . [ (2) ] أسد الغابة ت [845] ، الاستيعاب ت [396] ، المغازي 24، ابن هشام 1/ 686، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 334. [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (4) ] أسد الغابة ت [846] ، الاستيعاب ت [397] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 658 1374- الحارث بن أوس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأوسيّ، ثم الأشهليّ [ (1) ] . ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا، وذكره موسى بن عقبة فقال : الحارث بن أوس، ولم يسمّ جدّه. وذكره ابن لهيعة عن أبي الأسود، لكن قال: الحارث بن أشيم، أخرجه الطبرانيّ، وقيل فيه الحارث بن أنس بن رافع. 1375- الحارث بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري [ (2) ] . ذكره القدّاح في نسب الأنصار وابن سعد، وأنه شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم أجنادين. 1376- الحارث بن أوس [ (3) ] بن معاذ بن النعمان الأنصاري، ثم الأوسيّ، ابن أخي سعد بن معاذ سيد الأوس، ثبت ذكره في حديث صحيح، أخرجه أحمد من طريق علقمة بن وقّاص عن عائشة، قال: خرجت يوم الخندق فسمعت حسّا فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنّه ... الحديث. وصححه ابن حبّان. وقال أبو عمر: شهد بدرا، واستشهد يوم أحد، وهو ابن ثمان وعشرين سنة. قلت: تبع في ذلك ابن الكلبيّ، وهو وهم تعقّبه بعض أهل النّسب، فقال: لم أجده في قتلى أحد الشهداء. قلت: يحتمل أن يكون المستشهد بأحد غيره، لأن أحدا قبل الخندق بمدة. وقد ذكر ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد الحارث بن أوس بن معاذ، لكن لم يقل إنه ابن أخي سعد بن معاذ، فهو غيره. أما ابن أخي سعد فقد شهد أيضا قتل كعب بن الأشرف، فسيأتي في ترجمة أبي نائلة في حرف النون من الكنى أن سعد بن معاذ قال له: اذهب معك بابن أخي الحارث بن أوس.   [ (1) ] أسد الغابة ت [851] . [ (2) ] أسد الغابة ت [848] ، الاستيعاب ت [395] . [ (3) ] أسد الغابة ت [849] ، الاستيعاب ت [393] ، المغازي 24، تاريخ الطبري 2/ 489، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 333. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 659 وثبت في البخاريّ من حديث جابر أن محمد بن سلمة جاء معه برجلين: أبو قيس بن جابر. والحارث بن أوس، فهو هذا. واللَّه أعلم. 1377 ز- الحارث [ (1) ] بن أوس [ (2) ] بن المعلى بن لوذان، أبو سعد. يأتي في الكنى. 1378- الحارث بن أوس الثقفيّ [ (3) ] . قال ابن سعد: له صحبة. وفرّق بينه وبين الحارث بن عبد اللَّه بن أوس، وكذا فرق بينهما أبو حاتم وابن حبّان وقيل: هما واحد. 1379- الحارث بن بدل [ (4) ]- يأتي في القسم الأخير [ (5) ] 1380- الحارث بن البرصاء، هو ابن مالك، والبرصاء أمّه. يأتي. 1381- الحارث بن بلال المزني [ (6) ] : ذكر سيف في الفتوح عن شيوخه أن خالد بن الوليد تركه مع المثنّى بن حارثة حين قاسمه من معه من الصحابة. وذكر في موضع آخر أنه كان عامل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على نصف جديلة بني طيِّئ، وهذا غير الحارث بن بلال المزني الآتي في الرّابع. 1382- الحارث بن تبيع الرّعيني [ (7) ] . ذكر عبد الغنيّ بن سعيد، عن أبي سعيد بن يونس أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهد فتح مصر، وتبيع- بالتصغير، وقيل بوزن عظيم. 1383 ز- الحارث بن تميم. يأتي في الحارث بن أبي وجزة. 1384 ز - الحارث بن ثابت بن سعيد بن عديّ بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ [ (8) ] . ذكر ابن شاهين عن شيوخه أنه استشهد بأحد. وذكره ابن عبد البرّ فسمى جدّه سفيان بدل سعيد. واللَّه أعلم.   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] الاستيعاب ت [394] . [ (3) ] التقريب 1/ 350، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 51، أسد الغابة ت [847] . [ (4) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (5) ] أسد الغابة ت [854] ، الاستيعاب ت [400] . [ (6) ] تقريب التهذيب 1/ 139، تهذيب التهذيب 2/ 137، تهذيب الكمال 1/ 112، الكاشف 1/ 193، الخلاصة 1/ 181، التحفة اللطيفة 1/ 441، الميزان 1/ 431، لسان الميزان 7/ 191، تراجم الأخبار 1/ 340، أسد الغابة ت [855] . [ (7) ] تبصير المنتبه 4/ 1350، حاشية الإكمال 1/ 493، أسد الغابة ت [856] ، الاستيعاب ت [401] . [ (8) ] الاستيعاب ت [402] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 660 1385- الحارث بن ثابت [ (1) ] بن عبد اللَّه بن سعد بن عمرو بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج. ذكر ابن شاهين أيضا عن شيوخه أنه استشهد بأحد. وجوز ابن الأثير أن يكون هو الّذي قبله فلم يصب: فإنه غيره لاختلاف النسبين. 1386- الحارث بن جمّاز [ (2) ] بن مالك بن ثعلبة بن عتبان، حليف بني ساعدة. ذكره الطّبريّ فيمن شهد أحدا، وكذا ذكره ابن شاهين عن شيوخه، وقال: هذا هو أخو كعب بن جمّاز. 1387- الحارث بن جندب العبديّ [ (3) ]- أحد وفد عبد القيس. ذكره ابن سعد، وسيأتي ذكره في ترجمة صحار بن العباس إن شاء اللَّه تعالى، وأنه قدم مع الوفد فأسلم. 1388 ز- الحارث بن الجنيد العبديّ [ (4) ] . ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، وساقه بسند فيه علي بن قرين عن سعد بن عمرو الطائيّ: سمعت رجلا من بني عصر يقال له الحارث بن عصر يقول: سمعت الحارث بن الجنيد يقول: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «إيّاكم والجدال فإنّ الجدال لا يدلّ على خير ... » الحديث. وعلي اتهموه. 1389- الحارث بن الحارث الأشعريّ [ (5) ] الشاميّ. صحابيّ، تفرّد بالرواية عنه أبو سلام. قال الأزديّ: والحارث هذا يكنى أبا مالك. وقد خلطه غير واحد بأبي مالك الأشعري، فوهموا، فإنّ أبا مالك المشهور بكنيته المختلف في اسمه متقدّم الوفاة على هذا، وهذا مشهور باسمه وتأخّر حتى سمع منه أبو سلام. [وقد أوضحت حاله في «تهذيب التهذيب] » [ (6) ] .   [ (1) ] أسد الغابة ت [858] . [ (2) ] أسد الغابة ت [859] . [ (3) ] الثقات 4/ 128، الأعلمي 15/ 2000. [ (4) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 97، تقريب التهذيب 1/ 139، الوافي بالوفيات 11/ 241، 345، الخلاصة 1/ 182، تهذيب الكمال 1/ 212، تهذيب التهذيب 2/ 137، طبقات فقهاء اليمن 25، الكاشف 1/ 193، التاريخ الكبير 1/ 260، التبصرة والتذكرة 1/ 78، الأعلمي 15/ 200، بقي بن مخلد 262. [ (6) ] سقط في أ، أسد الغابة ت [861] ، الاستيعاب [405] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 661 1390- الحارث بن الحارث الأزدي [ (1) ]- بسكون الزاي وقد تبدل سينا. روى الباورديّ والطّبرانيّ وغيرهما من طريق عبادة بن نسيّ، عن عديّ بن هلال السلميّ، عن الحارث بن الحارث الأزديّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول عند فراغه من طعامه: «اللَّهمّ لك الحمد، أطعمت وسقيت، وآويت لك الحمد ... » [ (2) ] الحديث. 1391- الحارث بن الحارث [ (3) ] الغامديّ، يكنى أبا المخارق. قال ابن السّكن: يعدّ في الحمصيين. أخرج البخاريّ في «التّاريخ» ، وأبو زرعة الدّمشقيّ، والبغويّ، وابن أبي عاصم، والطّبرانيّ من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، حدثني الحارث بن الحارث الغامديّ، قال: قلت لأبي ونحن بمنى: ما هذه الجماعة؟ قال: هؤلاء اجتمعوا على صابئ لهم. قال: فتشرّفت فإذا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد اللَّه وهم يردّون عليه. الحديث. وروى البخاريّ أيضا، وابن السّكن من طريق شريح بن عبيد، عن الحارث بن الحارث وكثير بن مرّة وغيرهما في الأئمة من قريش، قال البخاري: ورواه خالد بن معدان، عن الحارث بن الحارث الغامديّ ورواه ابن السّكن من طريق سليم بن عامر عن الحارث بن الحارث الغامديّ. وقد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وروى عنه أحاديث. وذكر أبو القاسم بن عيسى في «طبقات الحمصيين» عن محمد بن عوف أنه قال: ما أخلقه أن يكون من أهل حمص، ثم ذكر أنه روى عنه سليم بن عامر وخالد بن معدان وشريح بن عبيد. أنه كانت له قطيعة تمر عين، وأنه شهد وقعة راهط. 1392- الحارث بن الحارث [ (4) ] بن قيس بن عديّ بن سعد بن سهم القرشي السّهمي. ذكره ابن الأسود عن عروة فيمن استشهد بأجنادين، وكذا ذكره أبو حذيفة البخاريّ في المبتدإ، وابن إسحاق وغير واحد.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 97، الثقات 3/ 77، الجرح والتعديل 1/ 327، 334، التاريخ الكبير 1/ 265، أسد الغابة ت [860] ، الاستيعاب ت [406] . [ (2) ] قال الهيثمي في الزوائد 5/ 32 رواه الطبراني وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو ضعيف، وعبد الرزاق حديث 2842، وابن عساكر في تاريخه 2/ 371. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16711، 18180، 23400، والطبراني في الكبير 3/ 304. [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 97، الجرح والتعديل 3/ 356، الوافي بالوفيات 11/ 346، أسد الغابة ت [862] ، الاستيعاب ت [407] . [ (4) ] أسد الغابة ت [863] ، الاستيعاب ت [403] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 662 وعند سيف في الفتوح أنه استشهد باليرموك. وقال البلاذريّ: ذكر بعضهم أنه هاجر مع إخوته إلى الحبشة، قال: وليست هجرته تثبت. وسيأتي ذكر والده. 1393- الحارث بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفيّ [ (1) ] . قال ابن عبد البرّ: كان من المؤلفة قلوبهم، وأما أبوه فلا يصح إسلامه. قلت: سيأتي الرد عليه في ترجمة الحارث بن كلدة. 1394- الحارث بن أبي حارثة. ذكر ابن فتحون عن الطبري أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم خطب إليه ابنته جمرة بنت الحارث، فقال: إن بها سوءا، ولم تكن كما قال قال: فرجع فوجدها قد برصت. 1395- الحارث بن حاطب [ (2) ] بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ. هاجر أبوه إلى الحبشة، فولد له الحارث بها ومحمد: قاله الزهريّ. وفي كلام مصعب ما يدل على أن الحارث ولد قبل هجرة الحبشة، وأن الّذي ولد له فيها أخوه محمد. ووهل ابن مندة، فحكى عن ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة الحارث بن حاطب. والّذي في مغازي ابن إسحاق ومختصرها لابن هشام حاطب بن الحارث، وللحارث ابن حاطب رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وروايته في أبي داود والنسائي. روى عنه حسين بن الحارث الجذلي وغيره. وقال مصعب الزّبيري: استعمله مروان على المساعي، أي بالمدينة، وعمل لابنه عبد الملك على مكّة. وأما ابن حبّان فذكره في «التّابعين» فوهم، لأن نصّ حديثه: عهد إلينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.   [ (1) ] أسد الغابة ت [864] . الاستيعاب ت [404] . [ (2) ] أسد الغابة ت [865] ، الاستيعاب ت [409] ، الثقات 3/ 77، تجريد أسماء الصحابة 1/ 97. تهذيب التهذيب 1/ 14، الجرح والتعديل 3/ 328، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1/ 182، الاستبصار 1/ 232، تهذيب الكمال 1/ 213، التحفة اللطيفة 1/ 441، الوافي بالوفيات 11/ 360، تهذيب التهذيب 2/ 138، الكاشف 1/ 193 العقد الثمين 4/ 5، المحن 105. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 663 1396- الحارث بن حاطب [ (1) ] بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد الأنصاريّ الأوسيّ، أخو ثعلبة بن حاطب. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وذكر هو وابن إسحاق أنه صلّى اللَّه عليه وسلم ردّه وردّ أبا لبابة من الرّوحاء [ (2) ] ، وضرب لهما بسهميهما وأجرهما. ووهم ابن مندة فذكر هذا القدر في ترجمة الّذي قبله. وروى الطبرانيّ بسند ضعيف أن هذا شهد صفّين مع عليّ رضي اللَّه عنه. 1397- الحارث بن الحباب بن الأرقم بن عوف بن وهب الأنصاريّ، أبو معاذ القاري أخو حارثة بن النّعمان لأمّه [ (3) ] . ذكره العدويّ فيمن شهد أحدا. واستشهد يوم حسر أبي عبيد. وذكره ابن شاهين عن شيوخه، وقال ابن السّكن: مات في خلافة عمر. 1398- الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جبلة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي [ (4) ] . ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد الحديبيّة. وتبعه ابن جرير وابن شاهين. 1399 ز- الحارث بن حبيب بن خزيمة بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. ذكره خليفة بن خيّاط فيمن نزل مصر من الصّحابة قال: وقتل بإفريقية مع معبد بن العباس بن عبد المطلب واستدركه ابن فتحون. 1400- الحارث بن حسان [ (5) ] ، ويقال ابن يزيد، البكري الذهلي، ويقال اسمه حريث، ولعله تصغير.   [ (1) ] المغازي 85، ابن هشام 1/ 162، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 351، أسد الغابة ت [866] ، الاستيعاب ت [408] . [ (2) ] الرّوحاء: من الفرع، على نحو أربعين ميلا من المدينة وفي كتاب مسلم بن الحجاج على ستة وثلاثين ميلا وفي كتاب ابن أبي شيبة على ثلاثين ميلا وهو الموضع الّذي نزل به تبّع حين رجع من قتال أهل المدينة يريد مكة فأقام بها وأراح فسمّاها الروحاء. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 637. [ (3) ] أسد الغابة ت [867] . [ (4) ] أسد الغابة ت [868] . [ (5) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 99 تقريب التهذيب 1/ 140، الجرح والتعديل 3/ 325، الطبقات 1/ 132، خلاصة تذهيب 1/ 182، تهذيب الكمال 1/ 213 والوافي بالوفيات 11/ 357، تهذيب التهذيب 2/ 139، والكاشف 1/ 193، بقي بن مخلد 242، أسد الغابة ت [869] ، الاستيعاب ت [410] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 664 روى له أحمد والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجة، وفي بعض طرق حديثه أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه أبو وائل وسماك بن حرب وإياد بن لقيط. وقال البغويّ: كان يسكن البادية. روى الطبرانيّ من طريق سماك بن حرب قال: تزوج الحارث بن حسان وكانت له صحبة. وكان الرجل إذا عرّس تخدّر أياما، فقيل له في ذلك، فقال: واللَّه إن امرأة تمنعني صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء. وفي حديثه أنّ قدومه كان أيام بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عمرو بن العاصي في غزوة السلاسل [ (1) ] . ووقفت في «الفتوح» أن الأحنف لما فتح خراسان بعث الحارث بن حسان إلى سرخس، فكأنه هذا. 1401 ز- الحارث [ (2) ] بن أبي حيسر. هو الحارث بن أنس بن رافع، تقدم. 1402- الحارث بن خالد [ (3) ] بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التميميّ. ذكره ابن إسحاق وغيره في مهاجرة الحبشة. وروى ابن عائذ من طريق عطاء الخراسانيّ، عن عكرمة، عن ابن عباس: قال: وممن هاجر إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب الحارث بن خالد بن صخر. وروى ابن أبي شيبة من طريق موسى بن عبيدة: حدّثني محمد بن إبراهيم بن الحارث، وكان جدّه من المهاجرين. وقال ابن إسحاق: ولدت له زوجته ريطة بنت الحارث بن جبلة بن عامر بن كعب بأرض الحبشة موسى وعائشة وزينب وفاطمة. ولما قدم المدينة زوّجه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بنت عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب.   [ (1) ] السّلاسل: جمع سلسلة: ماء بأرض جذام، سميت به غزوة ذات السلاسل. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 724. [ (2) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (3) ] حذف من نسب قريش 79، ابن هشام 1/ 326، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 95، أسد الغابة ت [872] ، الاستيعاب ت [411] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 665 ويقال: إنه لما خرج من الحبشة كان معه أولاده، فشربوا ماء في الطريق فماتوا كلهم إلا الحارث. وحكى ابن عبد البرّ عن مصعب الزبيريّ هذا، فذكر بدل زينب: إبراهيم وقد تقدم ما فيه في إبراهيم بن الحارث. 1403 ز- الحارث بن خالد القرشي [ (1) ] . قال ابن مندة روى حديثه هشيم بن عبد الرحمن العدويّ، عن موسى بن الأشعث- أن رجلا من قريش يقال له الحارث بن خالد كان مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في سفر. فأتي بوضوء فتوضّأ ... الحديث، وجوّز ابن الأثير أن يكون هو الّذي قبله. 1404- الحارث بن خزمة [ (2) ]- بفتح المعجمة والزاي- ابن عديّ بن أبيّ بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة. وقال الطّبريّ: شهد بدرا والمشاهد، ومات بالمدينة سنة أربعين وهو ابن سبع وستين. وروى ابن مندة بإسناد ضعيف عن الحارث بن خزمة، قال: بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الاثنين [ (3) ] . وروى ابن أبي داود في كتاب «المصاحف» . من طريق ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، قال: أتى الحارث بن خزمة إلى عمر بهاتين الآيتين: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ... [التوبة: 128، 129] إلى آخر السورة. وقال الطّبرانيّ: كان من القواقلة، وحالف بني عبد الأشهل، وكنيته أبو بشر. وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين إياس بن البكير. 1405- الحارث بن خضرامة [ (4) ] الضبيّ، أو الهلالي. يأتي في الحر.   [ (1) ] أسد الغابة ت [873] . [ (2) ] أسد الغابة ت [874] ، الاستيعاب ت [412] ، الثقات 1/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، الجرح والتعديل 3/ 335، الطبقات 1/ 99، الاستبصار 1/ 191، تنقيح المقال 2048، التحفة اللطيفة 1/ 442، الوافي بالوفيات 11/ 352، عنوان النجابة 1/ 19، أصحاب بدر 238، تاريخ الإسلام 3/ 374، أعيان الشيعة 4/ 305، جامع الرواة 1/ 172، جامع الرجال 1/ 433. [ (3) ] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 598، كتاب المناقب باب 21 حديث رقم 3728 وقال حديث غريب. أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 105 وقال رواه أبو يعلى وفيه مسلم بن كيسان الملائي وقد اختلط. [ (4) ] أسد الغابة ت [876] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 666 1406 ز- الحارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاريّ. وقع في البخاريّ ما يدلّ على أنه صحابيّ، فأخرج من طريق أسلم عن عمر قال: لقد رأيت أبا هذه- يعني بنت خفاف- وأخوها حاصرا حصنا زمانا ... الحديث. ولم يذكروا الخفاف ولدا سوى مخلد، والحارث ومخلد تابعي شهير، فانحصر كلام عمر في الحارث واللَّه أعلم. 1407 ز- الحارث بن راشد الناجي. ذكره وأخاه منجاب بن راشد أبو الحسن المدائني وسيف بن عمر فيمن استعمل على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وآمن به. قال: وكانا عثمانيين، فأما الحارث فأفسد في الأرض فسيّر إليه علي جيشا فأوقعوا ببني ناجية، فذكر القصّة مطولة. وذكروا في الفتوح أنه كان على عبد القيس لما ارتدّ أهل عمان ومعه صيحان [ (1) ] بن صوحان. 1408- الحارث بن رافع [ (2) ] . قال عبدان المروزيّ: سمعت أحمد بن سيار يقول: الحارث بن رافع من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ممن استشهد بأحد لا يعرف له حديث. استدركه أبو موسى. 1409- الحارث بن ربعي، أبو قتادة الأنصاريّ [ (3) ] في الكنى. 1410- الحارث بن الربيع [ (4) ] بن زياد بن سفيان بن عبد اللَّه بن ناشب بن هدم بن عوذ بن قطيعة بن عبس العبسيّ- بالموحدة. روى ابن شاهين من طريق هشام بن الكلبيّ: حدّثني أبو الشغب العبسيّ، قال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم تسعة أنفس من بني عبس، فأسلموا، فدعا لهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بخير، منهم الحارث بن الربيع بن زياد.   [ (1) ] في أصحار. [ (2) ] الثقات 3/ 73 تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، الجرح والتعديل 3/ 340، التعديل والتجريح 266، رجال الصحيحين 365، الطبقات الكبرى 6/ 15 المعرفة والتاريخ 3/ 322، العبر 1/ 41، 60، خلاصة تذهيب 1/ 82، الاستبصار 1/ 146، التحفة اللطيفة 1/ 443 الوافي بالوفيات 11/ 347، تنقيح المقال 75، تهذيب التهذيب 2/ 41، التاريخ الصغير 1/ 103، 104، سير أعلام النبلاء 2/ 449 البداية والنهاية 8/ 68، التاريخ الكبير 2/ 8، أسد الغابة ت [878] . [ (3) ] أسد الغابة ت [879] ، الاستيعاب [414] . [ (4) ] تنقيح المقال 2076، أعيان الشيعة 8/ 306، جامع الرواة 1/ 173، جامع الرجال 1/ 434، الأعلمي 5/ 202، أسد الغابة ت [880] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 667 قلت: وقد تقدم ذلك في ترجمة بشر بن الحارث، ووالد هذا هو صاحب القصة مع لبيد بن ربيعة عند النعمان بن المنذر وله أخبار غيرها وهو من أشراف العرب في الجاهلية. 1411- الحارث بن أبي ربيعة [ (1) ] بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ. روى ابن مندة من طريق قاسم الجرمي، عن الثوريّ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن الحارث بن أبي ربيعة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استسلف منه لما قدم مكة ثلاثين ألفا ... الحديث. وهذا الحديث معروف بأخيه عبد اللَّه بن أبي ربيعة، كذلك رواه ابن المبارك عن الثوريّ بهذا الإسناد. ورواه حاتم بن إسماعيل عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة عن أبيه عن جدّه. ورواه ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي فديك، عن موسى وإسماعيل ابني إبراهيم عن أبيهما، عن عبد اللَّه بن أبي ربيعة. ويحتمل أن يكون الحديث عند عبد اللَّه والحارث جميعا. فاللَّه أعلم. 1412- الحارث بن زهير بن أقيش العكلي [ (2) ] . روى ابن شاهين من طريق الحارث بن يزيد العكليّ: حدثني مشيخة الحي عن الحارث بن زهير بن أقيش أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب له ولقومه كتابا نسخته: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. هذا كتاب من محمّد النّبيّ رسول اللَّه لبني أقيش. أمّا بعد ... » [ (3) ] الحديث. استدركه أبو موسى، وزعم ابن الأثير أنه الحارث بن أقيش المتقدم ذكره، وليس كما زعم.   [ (1) ] طبقات ابن سعد 5/ 28، طبقات خليفة 54، المحبر 305، التاريخ الكبير 2/ 273، تاريخ الإسلام 3/ 48، المعرفة والتاريخ 1/ 372، تاريخ الطبري 5/ 396، الجرح والتعديل 3/ 77، الأخبار الطوال 263، جمهرة أنساب العرب 147، الثقات 4/ 129 مشاهير علماء الأمصار 611، الأغاني 1/ 66، معجم البلدان 1/ 704، الكامل في التاريخ 4/ 143، تهذيب الكمال 5/ 239، عيون الأخبار 2/ 171، العقد الفريد 1/ 60، الكاشف 1/ 138، الوافي بالوفيات 11/ 254، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 450، البداية والنهاية 9/ 43، العقد الثمين 4/ 21، تهذيب التهذيب 2/ 144، تقريب التهذيب 1/ 141، خلاصة تذهيب التهذيب 68، الأعلام 2/ 158. [ (2) ] أسد الغابة ت [882] . [ (3) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 623. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 668 1413- الحارث بن زياد [ (1) ] الأنصاري الساعديّ. روى ابن أبي شيبة والطبرانيّ من طريق سعيد بن المنذر عن حمزة بن أبي أسيد، عن الحارث بن زياد، وكان من أصحاب بدر. وروى أحمد وأبو داود في فضائل الأنصار وابن أبي خيثمة، والبخاريّ في التاريخ. والبغويّ وغيرهم من طريق عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد، وكان أبوه بدريا، عن الحارث بن زياد الساعديّ- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الخندق، وهو يبايع الناس على الهجرة، فقلت: يا رسول اللَّه، بايع هذا على الهجرة. قال: «ومن هذا» ؟ قلت: حوط بن يزيد، وهو ابن عمي. فقال: «إنّكم معشر الأنصار لا تهاجرون إلى أحد، ولكنّ النّاس يهاجرون إليكم» . وزعم ابن قانع أنه خال البراء بن عازب، فوهم، وإنما ذاك الحارث بن عمرو. 1414- الحارث بن زيد بن أبي أنيسة العامريّ. يأتي في الحارث بن يزيد. 1415- الحارث بن زيد [ (2) ] بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار، يكنى أبا عتاب. قال عبدان المروزيّ: سمعت أحمد بن سيار يقول: هو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قتل سنة إحدى وعشرين، واستدركه أبو موسى. 1416- الحارث بن زيد [ (3) ] بن العطّاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره ابن مندة وأبو نعيم عن ابن إسحاق. 1417 ز- الحارث بن زيد بن نبيشة- يأتي في الحارث بن يزيد.   [ (1) ] الثقات 3/ 75، 4/ 133، تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، الكاشف 1/ 94، تقريب التهذيب 1/ 14، الجرح والتعديل 3/ 345، الطبقات 1/ 106، 136، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 1- 183، الاستبصار 1/ 107، تهذيب الكمال 1/ 214، التحفة اللطيفة 1/ 443 الأعلمي 15/ 202، تنقيح المقال 2078، تهذيب التهذيب 2/ 141، الاستيعاب 1/ 289، التاريخ الكبير 2/ 259، در السحابة 761 جامع التحصيل 182، بقي بن مخلد 369، ذيل الكاشف 211 أسد الغابة ت [883] ، الاستيعاب ت [415] . [ (2) ] أسد الغابة ت [885] . [ (3) ] أسد الغابة ت [886] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 669 1418- الحارث بن أبي سبرة الجعفي [ (1) ] ، أخو سبرة بن أبي سبرة. ويقال إن سبرة هو ابن الحارث بن أبي سبرة، فنسب إلى جده، واسم أبي سبرة يزيد. وسيأتي بيانه في ترجمة سبرة إن شاء اللَّه تعالى. 1419- الحارث بن سراقة [ (2) ] بن الحارث الأنصاريّ النجاريّ. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد ببدر. وقيل: الصّواب حارثة بن سراقة الآتي. ويحتمل أن يكون له أخ اسمه الحارث. 1420- الحارث بن سعيد [ (3) ] بن قيس بن الحارث بن شيبان بن الفاتك بن معاوية الأكرمين الكنديّ. ذكره ابن شاهين، بإسناده عن ابن الكلبيّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا ذكره الطّبريّ وابن ماكولا وغيرهم. 1421- الحارث بن سفيان [ (4) ] بن عبد الأسد المخزومي، ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد. ذكره الزّبير بن بكّار. 1422- الحارث بن سفيان [ (5) ] بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ السّهمي. قدم مع أبيه من هجرة الحبشة، ذكره ابن عبد البر في ترجمة أبيه. 1423- الحارث بن سلمة العجلاني [ (6) ] . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد أحدا، قال ابن مندة: ولا يعرف له رواية. 1424- الحارث بن سليم بن ثعلبة بن كعب بن حارثة. قال العدويّ في نسب الأنصار: شهد بدرا، واستشهد بأحد. استدركه ابن فتحون وابن الأمين. 1425- الحارث بن سهل [ (7) ] بن أبي صعصعة الأنصاريّ. ذكره النّفيلي عن محمد بن   [ (1) ] أسد الغابة ت [889] ، الاستيعاب [450] . [ (2) ] أسد الغابة ت [890] . [ (3) ] أسد الغابة ت [892] . [ (4) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (5) ] أسد الغابة ت [893] . [ (6) ] أسد الغابة ت [894] . [ (7) ] أسد الغابة ت [896] ، الاستيعاب ت [449] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 670 سلمة. عن ابن إسحاق فيمن استشهد يوم الطّائف. وقيل: الصّواب الحباب، بدل الحارث، ويحتمل أن يكونا أخوين. 1426- الحارث بن سهم النصري. يأتي في الحارث بن نصر السهمي. 1427- الحارث بن سواد الأنصاريّ [ (1) ] . ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا. وأخرجه الطّبرانيّ. 1428- الحارث بن سويد [ (2) ] بن الصامت الأنصاري الأوسي. تقدم ذكر أخيه الجلاس في الجيم. قال ابن الأثير: اتفق أهل النقل على أنه الّذي قتل المجذّر بن ذياد، فقتله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم به. وفي جزمه بذلك نظر: لأن العدويّ وابن الكلبيّ والقاسم بن سلام جزموا بأن القصة إنما وقعت لأخيه الجلاس، لكن المشهور أنها للحارث. وروى عبد الرزّاق في تفسيره ومسدّد في مسندة، كلاهما عن جعفر بن سليمان والباوردي وابن مندة وغيرهما من طريق جعفر عن حميد الأعرج عن مجاهد- أن الحارث بن سويد كان مسلما، ثم ارتدّ ولحق بالكفار، فنزلت هذه الآية: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ [آل عمران: 86] ، فحملها رجل فقرأها عليه، فقال الحارث: واللَّه إنك لصدوق، وإن اللَّه أصدق الصادقين. فأسلم. وروى عبد بن حميد والفريابي من طريق ابن نجيح، عن مجاهد في هذه الآية: نزلت في رجل من بني عمرو بن عوف. ومن طريق السّدّيّ نزلت في الحارث بن سويد أحد بني عمرو بن عوف. وروى النّسائي وابن حبان والحاكم من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس: كان رجل أسلم ثم ارتدّ ... فذكر نحو هذه القصّة ولم يسمّه. وأخرجه الطّبريّ من طريق داود موصولا ومرسلا. وعند أحمد بن منيع. عن علي بن عاصم، عن داود- بلفظ: «إنّ رجلا من الأنصار ارتدّ» ، فذكر الحديث موصولا. وكان سبب قتله المجذّر أن المجذّر قتل أباه سويد بن الصّامت في الجاهليّة، فرأى   [ (1) ] أسد الغابة ت [897] . [ (2) ] أسد الغابة ت [899] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 671 الحارث من المجذر غرّة يوم أحد فقتله وهرب، وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت: يا حار في سنة من نوم أوّلكم ... أم كنت ويحك مغترّا بجبريل أم كنت يا بن ذياد حين تقتله ... بغرّة في فضاء الأرض مجهول [ (1) ] [البسيط] ووقع لابن عبد البرّ الحارث بن سويد، ويقال ابن مسلم المخزوميّ، ارتدّ ولحق بالكفّار فنزلت: كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً ... [آل عمران: 86] الآية. قلت: والمشهور أنه أنصاريّ. 1429- الحارث بن شريح [ (2) ] بن ذؤيب بن ربيعة بن الحارث بن نمير بن عامر النميري. قال البخاريّ في «التّاريخ» : وفد على [ (3) ] النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد بني نمير. وروى الباورديّ ويعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن راشد، عن دلهم بن دهثم عن عائذ بن ربيعة القريعي، عن قرّة بن دعموص، عن الحارث بن شريح- أنه انطلق إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا طويلا سيأتي في ترجمة يزيد بن عمير. ورواه قيس بن حفص عن دلهم بن دهثم، عن قرّة، وكان في الوفد فذكر نحوه. وسيأتي في القاف. وروى الحكيم التّرمذيّ من طريق عائذ بن ربيعة، قال: قلت للحارث بن شريح: ما قال لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في الماعون؟ قال: «الحجر والحديد والماء» . وأخرجه ابن السّكن مطوّلا، ووقع عند عمر بن شبّة شريح بن الحارث، وهو مقلوب. 1430- الحارث بن شعيب العبديّ. حكى النووي في شرح مسلم عن صاحب «التّجريد» في شرح مسلم أنه من جملة وفد عبد القيس، ويحتاج إلى تأمل. وسيأتي الحارث بن عبس العبديّ.   [ (1) ] البيت لحسان بن ثابت كما في ديوانه. أم كنت يا ابن زياد حين تقتله ... ذي غرّة في فضاء الأرض مجهول وقلتم لن نرى واللَّه يبصركم ... وفيكم محكم الآيات والقيل محمد والعزيز اللَّه يخبره ... بما تكنّ سريرات الأقاويل [ (2) ] الثقات 3/ 78، الجرح والتعديل 3/ 355، التاريخ الكبير 2/ 263، تنقيح المقال 2095 تصحيفات المحدثين 500، أسد الغابة ت [900] ، الاستيعاب [451] . [ (3) ] في أإلى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 672 1431- الحارث بن الصّمة [ (1) ] ، بكسر المهملة وتشديد الميم. ابن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر بن مالك بن النجار، والد أبي جهيم. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في أهل بدر، وقالوا: إنه كسر بالرّوحاء فردّه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وضرب له بسهمه، وهو القائل: يا ربّ إن ّ الحارث بن الصّمّه ... أقبل في مهامه مهمّه يسوق بالنّبيّ هادي الأمّة [ (2) ] [الرجز] وروى ابن إسحاق في المغازي أنه استشهد ببئر معونة، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة. وقال ابن شاهين: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين صهيب بن سنان. وروى الطّبرانيّ من طريق عاصم بن عمرو، عن محمود بن لبيد، قال: قال الحارث بن الصمة: سألني النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد وهو في الشّعب عن عبد الرحمن بن عوف، فقلت: رأيته إلى جنب الجبل، فقال: «إنّ الملائكة تقاتل معه» .. الحديث. قلت: وهم من زعم أنه أبو جهيم كمسلم في الكنى ومن تبعه، والصّواب أن أبا جهيم ولده. 1432- الحارث بن أبي ضرار [ (3) ] بن حبيب بن الحارث بن عائذ بن مالك بن المصطلق، أبو مالك الخزاعي، ثم المصطلقي، وأمه جويرية أم المؤمنين. ذكر ابن إسحاق في المغازي أنه جاء إلى المدينة ومعه فداء ابنته بعد أن أسرت وتزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل فرغب في بعيرين منها غيّبهما في شعب، ثم جاء فقال: يا محمد، هذا فداء ابنتي، فقال: «فأين البعيران اللّذان   [ (1) ] الثقات 3/ 74، تجريد أسماء الصحابة 1/ 102 العبر 1/ 6، الاستبصار 1/ 78، الوافي بالوفيات 11/ 367، أصحاب بدر 235، أسد الغابة [903] ، الاستيعاب ت [423] . [ (2) ] ينظر البيتان في الطبقات 3/ 67. وأسد الغابة في ترجمة رقم (903) الأول والثالث. وفي الاستيعاب ترجمة رقم (422) . [ (3) ] الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 102، الجرح والتعديل 3/ 360، الوافي بالوفيات 1/ 370، العقد الثمين 4/ 19، التاريخ الصغير 1/ 91، التاريخ الكبير 2/ 261 تعجيل المنفعة 76، تنقيح المقال 2102، الأعلمي 15/ 198 ذيل الكاشف 212، أسد الغابة ت [905] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 673 غيّبتهما بالعقيق» ؟ فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّك رسول اللَّه، واللَّه- ما اطلع على ذلك إلا اللَّه. قال: فأسلم وأسلم معه ابنان له وناس من قومه. وذكر ذلك ابن عائذ في المغازي عن محمد بن شعيب عن عبد اللَّه بن زياد منقطعا. وروى أحمد والطّبرانيّ ومطيّن وابن السّكن وابن مردويه من طريق عيسى بن دينار المؤذن عن أبيه- أنه سمع الحارث بن أبي ضرار يقول: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه، فذكر حديثا طويلا فيه قصّة الوليد بن عقبة إذ جاء إليه مصدقا ونزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... [الحجرات: 6] الآية. 1433 ز- الحارث بن الطّفيل بن عمرو الدّوسي. سيأتي ذكر أبيه، ذكر أبو الفرج الأصبهاني: وفد الطفيل وأهل بيته فأسلموا، وكان الطّفيل شاعرا فارسا، وأورد له شعرا قاله في الجاهلية في الحرب التي كانت بين دوس وبني الحارث بن يشكر. 1434- الحارث بن ظالم [ (1) ] . قيل هو أبو الأعور بن الحارث [ (2) ] . 1435- الحارث بن عبد اللَّه [ (3) ] بن أوس الثقفي. سكن الطّائف، وقد ينسب إلى جدّه. وقيل: هما اثنان. روى حديثه أبو داود والنّسائيّ والتّرمذيّ في «الحجّ» ، وإسناده صحيح. وله رواية عن عمر. روى عنه عمرو بن أوس، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي. 1436 ز - الحارث بن عبد اللَّه الجهنيّ [ (4) ] . روى حديثه ابن سعد وغيره من طريق سعيد بن خالد الجهنيّ. قال: بعثني الضّحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد اللَّه الجهنيّ، فقال   [ (1) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (2) ] أسد الغابة ت [908] . [ (3) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 103، تقريب التهذيب 1/ 141 الإكمال 5/ 199، الطبقات 1/ 54، 285، خلاصة التذهيب 1/ 138، تذهيب الكمال 1/ 214، الوافي بالوفيات 11/ 353، 244، تهذيب التهذيب 2/ 137، 144، رجال الصحيحين 373، الجرح والتعديل 1/ 77، 3/ 361، جامع الرواة 1/ 173، التاريخ الكبير 2/ 1263، أسد الغابة ت [910] ، الاستيعاب ت [427] . [ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 261. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 674 لي: بعثني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى اليمن، ولو أظن أنه يموت لم أفارقه. قال: فانطلقت فأتاني حبر فقال: إن محمدا قد مات؟ قال: فكدت أن أقتله حتى أتاني كتاب أبي بكر بذلك، فدعوت الحبر فقلت: من أين علمت ذلك؟ قال: إنا نجده عندنا في الكتاب. قلت: فكيف يكون بعده؟ قال: ستدور رحاكم إلى خمس وثلاثين. انتهى. وسنده ضعيف. وادّعى أبو موسى أنّ الصّواب جرير بن عبد اللَّه البجليّ. وفيه نظر، لتغاير القصّتين، فإن قصّة جرير في البخاريّ بغير هذا السّياق، وقصّة الحارث هذه في إسنادها حمّاد بن عمرو، وهو متروك. 1437- الحارث بن عبد اللَّه [ (1) ] بن السائب بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ القرشيّ الأسديّ. ذكره ابن شاهين عن ابن أبي داود في الصحابة، وسياق أبي داود يدلّ على أنه يكنى أبا الحارث، فإنه أورد له حديثا من طريق أبي معشر عن سعيد بن المقبريّ عن أبي الحارث، فذكره. 1438- الحارث بن عبد اللَّه [ (2) ] بن سعد بن عمرو بن قيس بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ. قال أبو عمر: استشهد يوم أحد. وقيل: هو الحارث بن ثابت بن عبد اللَّه بن سعد، ويحتمل أن يكون عمه. 1439 ز- الحارث بن عبد اللَّه، ويقال ابن عبيد الأزديّ. أبو علكثة. يأتي في الكنى. 1440- الحارث بن عبد اللَّه [ (3) ] بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصاريّ الأوسيّ. قال العدويّ: شهد الحديبيّة وما بعدها، واستشهد بالحرّة. استدركه ابن فتحون وغيره، وعزاه الذهبيّ لأبي عمر، فأوهم أنه ترجم له، وليس كذلك، وإنما قال ابن الأثير لما استدركه. وقد ذكر أبو عمر أباه.   [ (1) ] أسد الغابة ت [913] . [ (2) ] أسد الغابة ت [914] ، الاستيعاب ت [425] . [ (3) ] أسد الغابة ت [916] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 675 1441- الحارث بن عبد اللَّه [ (1) ] بن وهب الدّوسيّ. قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة، ثم روى بإسناد فيه ضعف عن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد اللَّه بن وهب الدوسيّ، وكان الحارث قدم مع أبيه على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في السبعين الذين قدموا من دوس، فأقام الحارث مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ورجع أبوه إلى السراة. وكان كثير الثمار. انتهى. وسيأتي له ذكر في ترجمة أبيه عبد اللَّه بن وهب. 1442- الحارث [ (2) ] بن عبد شمس الخثعميّ. ذكره البخاريّ وابن حبان في الصّحابة. وقال ابن مندة: عداده في أهل الشام، ثم ساق بإسناد غريب عن الحميري بن الحارث بن عبد شمس عن أبيه- أنه خرج إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكتب له كتابا وأباحه وأصحابه من بلاد كذا وكذا، الحديث. 1443- الحارث بن عبد العزّى [ (3) ] بن رفاعة بن ملّان بن ناصرة بن قصبة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن السعدي، زوج حليمة مرضعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قال ابن سعد: يكنى أبا ذؤيب. ذكر ابن إسحاق في السيرة: حدّثني أبي عن رجال من بني سعد بن بكر قالوا: قدم الحارث أبو النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة، فقالت له قريش: ألا تسمع ما يقول ابنك؟ إن الناس يبعثون بعد الموت، فقال: أي بني، ما هذا الّذي تقول؟ قال: نعم، لو قد كان ذلك اليوم أخذت بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم. فأسلم الحارث بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان يقول: لو قد أخذ ابني بيديّ لم يرسلني حتى يدخلني الجنّة. قلت: وعند ابن سعد حديث آخر مرسل: إنّ هذه القصّة وقعت لولد الحارث، فأخرج من طريق يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد اللَّه. قال: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخ من الرّضاعة، فقال للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- يعني بعد النبوة: أترى أنه يكون بعث؟ فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «أما والّذي نفسي بيده لآخذنّ بيدك يوم القيامة ولأعرّفنّك» . قال: فلما آمن من بعد بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يجلس فيبكي، ويقول: أنا أرجو أن يأخذ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بيدي يوم القيامة.   [ (1) ] أسد الغابة ت [917] ، الاستيعاب ت [426] . [ (2) ] الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 14، الجرح والتعديل 3/ 386، التاريخ الكبير 2/ 261، الأعلمي 15/ 205، أسد الغابة ت [919] . [ (3) ] أسد الغابة ت [940] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 676 ويحتمل أن يكون ذلك وقع للأب والابن. وقد سماه بعضهم عبد اللَّه، وذكره في الصّحابة، وكذا سمّاه ابن سعد لما ذكر أسماء أولاد حليمة. وسيأتي في الشّيماء في حرف الشّين المعجمة من أسامي النساء. وروى أبو داود من طريق عمر بن الحارث أن عمر بن السّائب حدّثه أنه بلغه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان جالسا فأقبل أبوه من الرّضاعة، فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه [ (1) ] الحديث. وذكر ابن إسحاق أنه بلغه أنّ الحارث إنما أسلم بعد وفاة النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- فاللَّه أعلم. [وقد قيل: إنه أبو كبشة حاضن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الآتي ذكره في الكنى] [ (2) ] . 1444- الحارث بن عبد قيس [ (3) ] بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن فهر القرشيّ الفهري. ويقال الحارث بن قيس. ذكره ابن إسحاق وابن دأب في مهاجرة الحبشة. وقال البلاذريّ: لم يذكره الواقدي فيهم. 1445- الحارث بن عبد كلال [ (4) ] بن نصر بن سهل بن عريب بن عبد كلال بن عبيد بن فهد بن زيد الحميري، أحد أقيال اليمن. كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كما سيأتي في ترجمة شرحبيل أخيه وغيره. وقال الهمدانيّ في «الأنساب» : كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الحارث وأخيه وأمر رسوله أن يقرأ عليهما: لَمْ يَكُنِ [البينة: 1] ، ووفد عليه الحارث فأسلم فأعتقه وأفرشه رداءه، وقال قبل أن يدخل عليه: «يدخل عليكم من هذا الفجّ رجل كريم الجذين، صبيح الخدّين،» [ (5) ] فكأنه. انتهى.   [ (1) ] أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 200 عن عمر بن السايب. وذكره أبو داود في المراسيل، ونقله ابن كثير في التاريخ 4/ 364. [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت [921] ، الاستيعاب ت [440] . [ (4) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 61.، أسد الغابة ت [922] . [ (5) ] أخرجه أحمد في المسند 4/ 360 عن جرير بزيادة في أوله. يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم بخمسين سنة 4/ 224. أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 212. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 677 والّذي تظافرت به الروايات أنه أرسل بإسلامه، وأقام باليمن. وقال ابن إسحاق: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مقدمه من تبوك كتاب ملوك حمير بإسلامهم، منهم الحارث بن عبد كلال، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أرسل إلى الحارث بن عبد كلال المهاجر بن أبي أمية فأسلم، وكتب إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شعرا يقول فيه: ودينك دين الحقّ فيه طهارة ... وأنت بما فيه من الحقّ آمر [الطويل] وكذا روى الدّار الدّارقطنيّ من طريق نافع عن ابن عمر، وكذا ذكره أبو الحسن المدائنيّ في كتاب رسل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 1446- الحارث بن عبد مناف [ (1) ] . روى عبدان من طريق محمد بن عمرو، عن شريك بن أبي نمر: حدثني الحارث بن عبد مناف. قال: سئل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن ميراث العمّة والخالة، فقال: «أخبرني جبرائيل أنّه لا ميراث لهما» . وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق محمد بن عمر، لكن وقع في نسخته الحارث بن عبد- بغير إضافة. فاللَّه أعلم. وقال الذّهبيّ: إن صحّ فهو مرسل. 1447- الحارث بن عبيد [ (2) ] بن رزاح بن كعب الأنصاريّ الظفريّ. قال أبو عمر: له ولولده نصر بن الحارث صحبة. 1448 ز- الحارث بن عبيد [ (3) ] الأزدي. تقدم في الحارث بن عبد اللَّه. 1449 ز- الحارث بن عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبيّ. ذكره البلاذريّ وغيره من النّسّابين في أولاد عبيدة، وقد استشهد عبيدة ببدر فيكون لولده هذا صحبة، وكأنه مات في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 1450- الحارث بن عتيك [ (4) ] بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف الأنصاريّ. أخو جبر والد عتيك بن عتيك.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 104، أسد الغابة ت [923] [ (2) ] أسد الغابة ت [924] . [ (3) ] هذه الترجمة سقط في أ. [ (4) ] أسد الغابة ت [926] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 678 ذكره العدويّ فيمن شهد أحدا. وذكره ابن شاهين عن رجاله، لكن سمى أباه عتيقا، وقال: شهدها هو وأبوه وعمه. وذكره ابن سعد عن الواقديّ في البدريين. وأما ابن عمارة فقال: الحارث بن قيس بن هيشة شهد بدرا. 1451- الحارث بن عتيك [ (1) ] بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاريّ النّجاريّ يكنّى أبا أحزم [ (2) ] ، شهد أحدا والمشاهد، استشهد يوم جسر أبي عبيد. ذكره الواقديّ. 1452- الحارث بن عدي [ (3) ] بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاريّ الخطميّ. استشهد يوم أحد. ذكره أبو عمر تبعا لابن الكلبيّ. 1453- الحارث بن عدي [ (4) ] بن مالك بن حرام بن خديج بن معاوية الأنصاريّ المعاويّ. قال العدويّ: شهد أحدا. وذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم الجسر سنة خمس عشرة. 1454- الحارث بن عرفجة [ (5) ] بن الحارث بن مالك بن كعب الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريّين. وزعم أبو عمر أن ابن إسحاق أهمله فلم يصب. وقد نبه على ذلك ابن فتحون. قال ابن إسحاق: فيمن شهد بدرا الحارث بن عرفجة، ونسبه ابن هشام فقال: ابن كعب بن النجار بن كعب. 1455- الحارث بن عفيف [ (6) ] الكندي. قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة. ويحتمل أن يكون هو ابن غطيف الآتي.   [ (1) ] أسد الغابة ت [927] ، الاستيعاب ت [438] . [ (2) ] في أأبا محمد آخر. [ (3) ] أسد الغابة ت [928] ، الاستيعاب ت [435] . [ (4) ] أسد الغابة ت [929] ، الاستيعاب ت [436] . [ (5) ] أسد الغابة ت [930] ، الاستيعاب ت [441] . [ (6) ] أسد الغابة ت [931] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 679 1456- الحارث بن عقبة [ (1) ] بن قابوس المزني. ذكر الواقديّ في المغازي أنه أقبل هو وعمّه وهب بن قابوس بغنم لها إلى المدينة، فوجد المدينة خلوا، فأتيا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأحد فأسلما وقاتلا المشركين حتى قتلا، قال: فكان عمر يقول: إنّ أحبّ موتة إليّ موتة المزنيين. 1457- الحارث بن عمرو بن حرام بن عمرو بن زيد بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكر ابن سعد أنه شهد هو وأخوه سعد أحدا. وذكر ابن الكلبيّ أنهما شهدا صفّين مع عليّ. [وذكر ابن سعد أن لسعد عقبا بسواد الكوفة، وليس عمرو بن حرام والدهما جدّ جابر بن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام، بل هو آخر وهو ابن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب] [ (2) ] . 1458- الحارث بن عمرو [ (3) ] بن غزيّة بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن تيم اللَّه بن ثعلبة بن عمرو بن خزرج الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وهو أخو الحجاج وسعيد وعبد الرحمن الآتي ذكرهم. وقال أبو عمر: أظنه الحارث بن غزيّة، يعني الآتي ذكره، كذا قال: والّذي يظهر أنه غيره. وقد ترجم ابن قانع للحارث بن عمرو بن غزية هذا. وساق في ترجمته حديثا للحارث ابن غزية فوحّد بينهما أيضا. 1459- الحارث بن عمرو [ (4) ] بن مؤمّل بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العدويّ. قال أبو عمر: هو أحد السبعين الذين هاجروا إلى المدينة عام خيبر. 1460 ز- الحارث بن عمرو الطائي [ (5) ] . ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال له   [ (1) ] أسد الغابة ت [932] ، الاستيعاب ت [337] . [ (2) ] سقط في أ. [ (3) ] أسد الغابة ت [937] ، الاستيعاب ت [430] . [ (4) ] أسد الغابة ت [938] ، الاستيعاب ت [428] . [ (5) ] الثقات 1/ 402، تجريد أسماء الصحابة 1/ 105، الوافي بالوفيات 11/ 393، تهذيب التهذيب 2/ 151، التاريخ الكبير 2/ 276. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 680 صحبة. عداده في أهل الشام. مات غازيا بأرمينية [ (1) ] ، وكان أمير الجيش يومئذ. 1461- الحارث بن عمرو الأنصاريّ [ (2) ] ، عمّ البراء بن عازب، ويقال خاله. روى أحمد من طريق أشعث بن سوار، عن عدي بن ثابت، عن البراء، قال: مر ّ الحارث بن عمرو وقد عقد له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لواء، فقلت: أي عم، إلى أين؟ قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه [ (3) ] . ورواه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: مرّ بي عمّي الحارث بن عمرو. ورواه عبد الرزاق من طريقه، فقال: لقيت عمي ولم يسمّه. ورواه من وجه آخر عن أشعث، فقال: لقيت خالي. وكذا أخرجه ابن ماجة. ورواه جماعة عن عديّ بن ثابت، لكنهم اختلفوا عليه في إسناده، فقيل عنه: سمعت البراء، وقيل عنه عن يزيد بن البراء عن أبيه. وهذه رواية أبي مريم عبد الغفار بن قيس عن عدي بن ثابت، عن يزيد، عن أبيه: لقيت خالي ومعه راية، قلت: أين تريد؟ فذكر الحديث ولم يسمّه. 1462 ز- الحارث بن عمرو [ (4) ] بن ثعلبة، ويقال الحارث بن عمرو بن الحارث بن إياس بن عمرو بن سهم بن نضلة بن غنم بن ثعلبة بن معن بن مالك بن أعصر الباهلي ثم   [ (1) ] أرمينية: بكسر أوله ويفتح، وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون وياء خفيفة مفتوحة: اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال والنسبة إليها أرمني على غير قياس بفتح الهمزة وكسر الميم وقال أهل السير: سمّيت أرمنية بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث بن نوح عليه السلام وكان أول من نزلها وسكنها. انظر: معجم البلدان 1/ 191. [ (2) ] الثقات 3/ 75، تجريد أسماء الصحابة 1/ 105، تقريب التهذيب 1/ 143، خلاصة تذهيب 1/ 185، تهذيب الكمال 1/ 217، الوافي بالوفيات 11/ 363، تهذيب التهذيب 2/ 151 الكاشف 1/ 196، التاريخ الكبير 2/ 576، أسد الغابة ت [934] ، الاستيعاب ت [431] . [ (3) ] أخرجه أبو داود في السنن 2/ 563 عن البراء ولفظه إلى رجل نكح امرأة أبيه .... كتاب الحدود باب في الرجل يزني بحريمه حديث رقم 4457. وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 643 بلفظه كتاب الأحكام باب 25 فيمن تزوج امرأة أبيه حديث رقم 1362 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن غريب. وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 869 كتاب الحدود باب 35 من تزوج امرأة أبيه من بعده حديث رقم 2607 وقال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد سنن ابن ماجة 2/ 870 إسناده صحيح وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 357. [ (4) ] الثقات 3/ 75، تجريد أسماء الصحابة 1/ 105، تقريب التهذيب 1/ 143، الطبقات 1/ 180 خلاصة تذهيب الكمال 1/ 185، تهذيب الكمال 1/ 217، التحفة اللطيفة 1/ 448، تهذيب التهذيب 2/ 151، الكاشف 1/ 196، أسد الغابة ت (935) ، الاستيعاب ت (429) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 681 السهمي. يكنى أبا مسقبة. بفتح الميم وسكون المهملة وفتح القاف والموحدة، وصحفه صاحب الكمال، وتبعه المزّي فيما قرأت بخط مغلطاي، فقال: أبو سفينة. نزل البصرة، وروى حديثا أخرجه البخاريّ في الأدب وأبو داود والنسائي. وصحّحه الحاكم. ومنهم من طوّله من طريق زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمنى أو عرفات وقد أطاف به الناس [ (1) ] ... الحديث. ومن طريق يحيى بن زرارة: أخبرني أبي عن جدّه الحارث. وأخرجه البغويّ من طريق يحيى بن الحارث: أخبرني أبي عن جدّه الحارث، وكان جاهليا إسلاميا، فذكر بعض الحديث في الاستغفار وفي الفرع، والعتيرة. روى عنه ابنه عبد اللَّه بن الحارث، وحفيده زرارة بن كريم بن الحارث، وسيأتي في ترجمة كريم بن الحارث في حرف الكاف شيء من ذكره. 1463- الحارث بن عمرو الأسدي [ (2) ] ، أبو مكعت، مشهور بكنيته. سماه ابن ماكولا تبعا للمرزبانيّ، وسمّاه ابن قانع وابن مندة وغيرهما عرفطة بن نضلة، وهو أشهر. تأتي ترجمته في «الكنى» إن شاء اللَّه تعالى. 1464- الحارث بن عمير الأزدي [ (3) ] ثم اللهي- بكسر اللام وسكون الهاء. روى الواقديّ عن عمرو بن الحكم قال: بعثه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى ملك بصرى بكتابه، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغسّاني فأوثقه رباطا وضرب عنقه صبرا، ولم يقتل لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم غيره. فلما بلغ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الخبر بعث البعث إلى مؤتة. وذكره ابن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله بغير هذه القصّة. 1465- الحارث بن عوف [ (4) ] بن أبي حارثة المزني. من فرسان الجاهلية. ذكر أبو عبيد في كتاب «الدّيباج» ما يدل على أنه أسلم. وكذا ذكره غيره. قال أبو عبيد: أيام العرب الطوال ثلاثة. حرب ابني قيلة: الأوس والخزرج، وحرب   [ (1) ] أخرجه أبو داود عن الحارث بن عمرو السهمي قال أثبت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو بمنى أو بعرفات ... الحديث أبو داود 1/ 543 من كتاب المناسك باب المواقيت حديث رقم 1742. [ (2) ] أسد الغابة ت (936) . [ (3) ] المغازي 755، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 255، أسد الغابة ت (939) ، الاستيعاب ت (439) . [ (4) ] أسد الغابة ت (941) ، الاستيعاب ت (434) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 682 داحس والغبراء بين بني عبس [ (1) ] وفزارة، وحرب ابني وائل: بكر وتغلب، ثم حمل الحاملان دماءهم، والحاملان: خارجة بن سنان والحارث بن عوف، فبعث اللَّه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد بقي على الحارث بن عوف شيء من دمائهم، فأهدره في الإسلام. وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خطب إليه ابنته، فقال: لا أرضاها لك، إنّ بها سوءا ولم يكن بها، فرجع فوجدها قد برصت، فتزوجها ابن عمها يزيد بن جمرة المزني، فولدت له شبيبا، فعرف بابن البرصاء. واسم البرصاء قرصافة، ذكر ذلك الرشاطيّ. وقال غيره: وقال أبوها: إن بها بياضا، والعرب تكني عن البرص بالبياض، فقال: لتكن كذلك، فبرصت من وقتها. وقال الواقديّ: حدّثني عبد الرحمن بن إبراهيم المدني عن أشياخه، قالوا: قدم وفد بني مرة ثلاثة عشر رجلا رأسهم الحارث بن عوف، وذلك منصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من تبوك. فنزلوا في دار بنت الحارث، ثم جاءوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في المسجد، فقال الحارث: يا رسول اللَّه: إنّا قومك وعشيرتك، إنا من لؤيّ بن غالب ... فذكر القصّة. وقال الزّبير: حدّثني عمّي مصعب أن الحارث بن عوف أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: ابعث معي من يدعو إلى دينك فأنا له جار. فأرسل معه رجلان من الأنصار، فغدر به عشيرة الحارث فقتلوه، فقال حسان: يا حار من يغدر بذمّة جاره ... منكم فإنّ محمّدا لا يغدر [ (2) ] [الكامل] الأبيات. فجاء الحارث فاعتذر، وودى الأنصاريّ، وقال: يا محمد، إني عائذ بك من لسان حسّان.   [ (1) ] عبس بن بغيض: بطن عظيم من غطفان، من قيس بن عيلان، من العدنانية وهم: بنو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وكانت منازلهم بنجد، وتنسب إلى عبس هؤلاء محلة بالكوفة فيها مسجد، وقد سكنوا بلبيس، وهي مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام، تعد عبس من القبائل المحاربة، فمن أيامهم العظيمة: يوم داحس والغبراء، وهو لعبس على فزارة، وذبيان، وبقيت نار الحرب مستعرة مدة مديدة بسبب هذين القرشيين، وقصتهما مشهورة. انظر: معجم قبائل العرب 2/ 738، 739. [ (2) ] ينظر هذا البيت في أسد الغابة البيت الأول من بيتين ترجمة رقم (941) وفي ديوان حسان 172، 173 وفي الاستيعاب ترجمة رقم (434) البيت الأول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 683 1466- الحارث بن عوف [ (1) ] . ويقال عوف بن الحارث، ويقال الحارث بن مالك الليثيّ، أبو واقد، مشهور بكنيته، وستأتي ترجمته في الكنى. 1467- الحارث بن عيسى، وقيل: ابن عبس- بالموحدة، العبديّ ثم الصّباحي- بضم المهملة بعدها موحدة خفيفة- أحد وفد عبد القيس. ذكره أبو عبيدة فيهم واستدركه ابن الأمين وابن بشكوال، قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 1468- الحارث بن غزيّة الأنصاريّ [ (2) ] . وقيل غزيّة بن الحارث. وروى ابن السّكن والباوردي وابن مندة في الصّحابة والحسن بن سفيان في مسندة من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة. وهو متروك، عن عبد اللَّه بن رافع أخبره عن الحارث ابن غزيّة، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: «لا هجرة بعد الفتح [ (3) ] » . الحديث. قال ابن السّكن: رواه يزيد بن خصيفة، عن عبد اللَّه بن رافع، عن غزيّة بن الحارث فاللَّه أعلم. 1469- الحارث بن غطيف [ (4) ] - بالمعجمة مصغّرا- السّكوني الشامي. روى حديثه معاوية بن صالح عن يونس بن سيف عنه. اختلف فيه، فقال أبو صالح وحماد بن خالد عن معاوية [ (5) ] به: لم أنس أنّي رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم واضعا يده اليمني على اليسرى في الصلاة [ (6) ] . أخرجه البغويّ وسمّويه. وقال عبد الرّحمن بن مهديّ وزيد بن الحباب عن معاوية كذلك إلا أنهما قالا غطيف   [ (1) ] مسند أحمد 5/ 217، التاريخ لابن معين 731، طبقات خليفة 29، التاريخ الكبير 2/ 58، الجرح والتعديل 3/ 82، معجم الطبراني 3/ 274، المستدرك 3/ 531، تهذيب الكمال 1656، تاريخ الإسلام 3/ 106 تهذيب التهذيب 12/ 270- 271، خلاصة تذهيب الكمال 462، شذرات الذهب 1/ 76، أسد الغابة ت (940) ، الاستيعاب ت (433) . [ (2) ] أسد الغابة ت (942) ، الاستيعاب ت (444) . [ (3) ] أخرجه البخاري 181، 4/ 18 ومسلم في كتاب الإمارة باب 20 (85، 86) وأبو داود في الجهاد باب (2) والترمذي (1590) والنسائي في البيعة باب (15) وأحمد 1/ 226 والدارميّ 2/ 239 وابن أبي شيبة 14/ 499 والحاكم 2/ 257 والطبراني في الكبير 10/ 412، 11/ 31. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 106، أسد الغابة ت (943) ، الاستيعاب ت (443) . [ (5) ] في أمعاوية بن أنس. [ (6) ] أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2401 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 108 وقال رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عباس بن يونس ولم أجد من ترجمه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 684 ابن الحارث، أو الحارث بن غطيف على الشك. أخرجه ابن أبي شيبة وابن السّكن، ورواه ابن وهب ورشدين بن سعد عن معاوية كرواية أبي صالح بلا شك، لكن زادا بين يونس والحارث أبا راشد الحبراني. أخرجه ابن مندة والباورديّ وابن شاهين، قال ابن مندة: ذكر أبي راشد فيه زيادة. وقال معين عن معاوية: غضيف بن الحارث- بالضّاد المعجمة، أخرجه ابن مندة، قال: والأول أصحّ. ونقل ابن السّكن عن ابن معين أنه قال: الصّواب الحارث بن غطيف، قال ابن السّكن: ومن قال فيه غضيف فقد صحّف، فإن غضيف بن الحارث آخر يكنى أبا أسماء. 1470- الحارث [ (1) ] بن فروة بن الشيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور الكنديّ. ذكر ابن الكلبيّ وابن سعد والطّبريّ أنّ له وفادة. وقال ابن الأثير. وقع في ذيل أبي موسى الحارث بن قرّة- بقاف، والّذي في الجمهرة فروة- بفاء، وزيادة واو، وهو الصّواب، وقال: إن جدّه الشيطان سمّي بذلك لجماله. 1471 ز- الحارث بن أبي قارب القرشي السهمي. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم أجنادين من الصحابة. استدركه ابن فتحون. 1472- الحارث بن قيس بن الحارث بن أسماء [ (2) ] بن مرّ بن شهاب بن أبي شمر الغسّاني كان فارسا شاعرا، ذكره ابن الكلبيّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكره ابن ماكولا، واستدركه ابن فتحون وابن الأمين عن ابن الدباغ. 1473- الحارث بن قيس بن خلدة [ (3) ] الأنصاريّ ثم الزّرقيّ. مشهور بكنيته، يكنى أبا خالد، يأتي في الكنى. 1474- الحارث [ (4) ] بن قيس بن عديّ السهميّ. تقدم ذكر ولده الحارث. وأما هذا فروى ابن أبي خيثمة من طريق نصر بن مزاحم عن معروف بن خرّبوذ، قال: انتهى الشّرف إلى   [ (1) ] أسد الغابة ت (944) . [ (2) ] أسد الغابة ت (945) . [ (3) ] تبصرة المنتبه 4/ 1269، بقي بن مخلد 449، أسد الغابة ت (947) ، الاستيعاب ت (446) . [ (4) ] أسد الغابة ت (948) ، الاستيعاب ت (445) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 685 عشرة من قريش في الجاهليّة، ثم اتصل في الإسلام، فذكرهم إلى أن قال: ومن بني سهم الحارث بن قيس، وكانت الحكومة والأموال تجمع إليه. قلت: ويحتمل أن يكون المراد بقوله: ثم اتّصل في الإسلام، أي بأولادهم، فلا يدل ذلك على أنّ له صحبة فليتأمل. ثم وجدت ابن عبد البرّ قد ذكر نحو ما ذكره ابن أبي خيثمة، وزاد أنه أسلم وهاجر إلى الحبشة مع بنيه. الحارث، وبشر، ومعمر. وتعقبه ابن الأثير بأنّ الزّبير وابن الكلبيّ ذكرا أنه كان من المستهزءين، وزاد في التجريد: لم يذكر أحد أنه أسلم إلّا أبو عمر. قلت: نعم ذكره فيهم أيضا أبو عبيد ومصعب والطبريّ وغيرهم، ولا مانع أن يكون تاب وصحب وهاجر، فلا تنافي بين القولين وأما قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر 95] . فليس صريحا في عدم توبة بعضهم، ويؤيّده أن ابن إسحاق ذكر لكل واحد من المستهزءين ميتة ماتها، وذكر ميتة الحارث بن طلاطلة، ثم روى من طريق عكرمة وسعيد بن جبير فقال الحارث بن غيطلة، وأما عكرمة فقال الحارث بن قيس، ونسبه ابن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة خزاعيا، فهو غير السهميّ. واللَّه أعلم. 1475- الحارث بن قيس [ (1) ] ويقال قيس بن الحارث. يأتي في القاف. 1476 ز- الحارث بن قيس الفهري [ (2) ]- مضى في ابن عبد قيس. 1477 ز- الحارث بن كرز. ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصّحابة، وقال: روى عنه المهاجر بن حبيب: استدركه «في التجريد» ، ونقلته من خط مغلطاي. 1478- الحارث بن كعب [ (3) ] . قيل: هو اسم الأسلع الّذي مضى في الهمزة. 1479- الحارث [ (4) ] بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار الأنصاريّ النجاريّ ثم المازنيّ. قال ابن الكلبيّ: له صحبة، واستشهد باليمامة، وكذا قال العدويّ. وهو يرد قول «التجريد» ، ذكره الكلبيّ فقط.   [ (1) ] أسد الغابة ت (950) . [ (2) ] أسد الغابة ت (949) . [ (3) ] أسد الغابة ت (952) . [ (4) ] أسد الغابة ت (951) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 686 1480- الحارث بن كلدة [ (1) ] بن عمرو بن أبي علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن قصيّ الثقفي طبيب العرب. قال ابن إسحاق في المغازي: حدثني من لا أتهم، عن عبد اللَّه بن مكرم، عن رجل من ثقيف، قال: لما أسلم أهل الطّائف تكلّم نفر منهم في أولئك العبيد- يعني الذين نزلوا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأعتقهم، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «أولئك عتقاء اللَّه [ (2) ] » . وكان ممن تكلم فيهم الحارث بن كلدة. قال غيره: وكان فيهم الأزرق مولى الحارث. وروى أبو داود من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن سعد بن أبي وقّاص، قال: مرضت فأتانا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّك مفئود، ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف، فإنّه يتطبّب فمره فليأخذ سبع تمرات فليلدك بهنّ» . وروى ابن مندة من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه، قال: مرض سعد، فعاده النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «إنّي لأرجو أن يشفيك اللَّه» . ثم قال للحارث بن كلدة: «عالج سعدا ممّا به» . فذكر الخبر. قال ابن أبي حاتم: لا يصح إسلامه، وهذا الحديث يدلّ على جواز الاستعانة بأهل الذّمة في الطّبّ. قلت: وجدت له رواية: روينا في الجزء التاسع من الأمالي المحاملية. وفي التصحيف للعسكريّ، من طريق شريك عن عبد الملك بن عمير، عن الحارث بن كلدة، وكان أطبّ العرب، وكان يجلس في مقنأة له، فقيل له في ذلك، فقال: الشمس تثفل الريح، وتبلي الثوب، وتخرج الداء الدّفين.   [ (1) ] سيرة ابن هشام 1/ 202، الأخبار الطوال 219، مروج الذهب 1518، المعارف 288، فتوح البلدان 343، طبقات صاعد 99، معجم الشعراء للمرزباني 172، طبقات الأطباء لابن جلجل 54، عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 1/ 109، أخبار الحكماء للقفطي 111، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 507، العقد الفريد 4/ 263، تاريخ الطبري 3/ 419، المغازي للواقدي 931، الجرح والتعديل 3/ 87، أنساب الأشراف 1/ 157، جمهرة أنساب العرب 268، عيون الأخبار 2/ 65، المعارف 91، وفيات الأعيان 2/ 29، الكامل في التاريخ 2/ 419، ربيع الأبرار 4/ 102، الوافي بالوفيات 11/ 245، معجم البلدان 2/ 289 تاريخ الإسلام 1/ 192، أسد الغابة ت (954) . [ (2) ] الزيلعي في نصب الراية 3/ 281 وعزاه للحاكم وللواقدي في غزوة الطائف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 687 قال العسكريّ: المقنأة- بالقاف والنون: الموضع الّذي لا تصيبه الشمس. وقوله: تثفل- بالمثلثة والفاء المكسورة: أي تغيّره. وأخبار الحارث في الطّب كثيرة، منها ما حكاه الجوهري في الصحاح: أن عمر سأل الحارث بن كلدة، وكان طبيب العرب: ما الدواء؟ قال: الأزم- يعني الحمية، ثم وجدته مرويّا في غريب الحديث لإبراهيم الحربي من طريق ابن أبي نجيح، قال: سأل عمر ... فذكره. وفي كتاب الطّبّ النّبويّ لعبد الملك بن حبيب من مرسل عروة بن الزبير عن عمر. وروى داود بن رشيد عن عمرو بن معروف، قال: لما احتضر الحارث اجتمع الناس إليه فقالوا: أوصنا، فقال: لا تتزوّجوا إلا شابّة، ولا تأكلوا الفاكهة إلا نضيجة، ولا يتعالجن أحدكم ما احتمل بدنه الداء، وعليكم بالنّورة في كل شهر فإنّها مذهبة للبلغم، ومن تغدّى فلينم بعده، ومن تعشّى فليمش أربعين خطوة. وقصته مع كسرى مشهورة فلا نطيل بها. ويقال: إن سبب موته أنه نظر إلى حيّة فقال: إن العالم ربما قام علمه له مقام الدواء، وأجزأت حكمته موضع الترياق، فقيل له: يا أبا وائل، ألا تأخذ هذه بيدك؟ فحملته النخوة أن مد يده إليها فنهشته، فوقع سريعا [ (1) ] ، فما برحوا حتى مات. 1481- الحارث بن مالك [ (2) ] ، أبو واقد الليثيّ. يأتي في الكنى. هكذا سماه أباه الواقديّ. 1482- الحارث [ (3) ] بن مالك بن قيس بن عوذ بن جابر بن عبد مناف بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر الكنانيّ الليثي المعروف بابن البرصاء، وهي أمّه وقيل أمّ أبيه. سكن مكّة ثم المدينة. روى حديثه التّرمذيّ وابن حبّان، وصحّحاه، والدّار الدّارقطنيّ من طريق الشّعبيّ عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح يقول: «لا تغزى مكّة بعد اليوم إلى يوم القيامة [ (4) ] » . وروى الزّبير بن بكّار من طريق مسور بن عبد الملك اليربوعي، عن أبيه، عن سعيد بن   [ (1) ] في أصريعا. [ (2) ] أسد الغابة ت (958) ، الاستيعاب ت (418) . [ (3) ] الثقات 3/ 73، تجريد أسماء الصحابة 1/ 108، تقريب التهذيب 1/ 145، التحفة اللطيفة 1/ 449، تهذيب التهذيب 2/ 137، المحن 130. الطبقات 30، بقي بن مخلد 710، أسد الغابة ت (956) . [ (4) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 627 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34660. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 688 المسيّب، قال: كان ابن البرصاء الليثيّ من جلساء مروان بن الحكم، وكان يسمر معه، فذكروا الفيء عند مروان، فقالوا: الفيء مال اللَّه، وقد وضعه عمر في موضعه فقال مروان: إن الفيء مال أمير المؤمنين معاوية يقسمه فيمن شاء، فخرج ابن البرصاء فلقي سعد بن أبي وقاص فأخبره. قال سعيد: فلقيني سعد وأنا أريد المسجد، فقال: الحقني، فتبعته حتى دخلنا على مروان، فأغلظ له .... فذكر القصّة. قال: فقال مروان: من ترون قال هذا لهذا الشّيخ؟ قالوا: ابن البرصاء، فأتى به فأمر بتجريده ليضرب، فدخل البواب يستأذنه لحكيم بن حزام، فقال: ردّوا عليه ثيابه، وأخرجوه لا يهج علينا هذا الشّيخ الآخر، فذكر القصّة بطولها. وهي دالّة على أنّ الحارث بقي إلى خلافة معاوية. [وهذا هو المشهور في نسبة الحارث. ونقل أحمد في «مسندة» لما أخرج حديثه المرفوع عن سفيان أنه قال: إنه خزاعيّ] [ (1) ] . 1483- الحارث بن مالك الأنصاري [ (2) ] . روى حديثه ابن المبارك في الزهد عن معمر عن صالح بن مسمار أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «يا حارث بن مالك، كيف أصبحت؟» قال: أصبحت مؤمنا حقا. قال: «إنّ لكلّ قول حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني انظر إلى عرش ربّي، وكأنّي انظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء أهل النار. فقال: «مؤمن نوّر اللَّه قلبه» [ (3) ] . وهو معضل. وكذا أخرجه عبد الرّزّاق عن معمر، عن صالح بن مسمار، وجعفر بن برقان- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال للحارث ... وأخرجه في التّفسير عن الثّوريّ عن عمرو بن قيس الملائي عن يزيد السلمي. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للحارث: «كيف أصبحت يا حارث؟ [ (4) ] قال: من المؤمنين، قال: «اعلم   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] الثقات 3/ 73، تجريد أسماء الصحابة 1/ 108 تقريب التهذيب 1/ 145، التحفة اللطيفة 1/ 449، تهذيب التهذيب 2/ 137، المحن 130، الطبقات 30، بقي بن مخلد 710، أسد الغابة ت (957) . [ (3) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 9/ 327. [ (4) ] أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 455 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 62 عن الحارث بن مالك الأنصاري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 689 ما تقول» . فذكره نحوه. وزاد في آخره: فقال: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي بالشهادة، فدعا له، فأغير على سرح المدينة فخرج فقاتل فقتل. وجاء موصولا من طرق أخرى. وأخرجه الطّبرانيّ من طريق سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم، وابن مندة، من طريق سليمان بن سعيد، عن الربيع بن لوط، كلاهما عن الحارث بن مالك الأنصاريّ أنه جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، أنا من المؤمنين حقا، فقال: «انظر ما تقول» ... الحديث. وفي آخره: «من سرّه أن ينظر إلى من نوّر اللَّه قلبه فلينظر إلى الحارث ابن مالك» [ (1) ] . قال ابن مندة: ورواه زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الكريم بن الحارث، عن الحارث بن مالك. ورواه جرير بن عتبة بن عبد الرّحمن عن أبيه عن أنس بن مالك - أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دخل المسجد فإذا الحارث بن مالك، فحرّكه برجله ... فذكر الحديث. وروى البيهقيّ في الشّعب، من طريق يوسف بن عطية الصفّار- وهو ضعيف جدا، عن أنس. أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لقي الحارث يوما، فقال: «كيف أصبحت يا حارث؟» قال: أصبحت مؤمنا حقا ... الحديث بطوله وفي آخره: قال: «يا حارث، عرفت فالزم» . قال البيهقيّ: هذا منكر وقد خبط فيه يوسف، فقال مرّة: الحارث ... وقال مرة: حارثة. وقال أبو عاصم خشيش بن أصرم في كتاب «الاستقامة» له: حدثنا عبد العزيز بن أبان، أخبرنا مالك بن مغول، عن فضيل بن غزوان، قال: أغير على سرح المدينة، فخرج الحارث بن مالك فقتل منهم ثمانية، ثم قتل، وهو الّذي قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «كيف أصبحت يا حارثة؟» . ورواه ابن أبي شيبة عن ابن نمير، عن مالك بن مغول- بالمرفوع- ولم يذكر فضيل بن غزوان. [قال ابن صاعد- بعد أن أخرجه عن الحسين بن الحسن المروزي عن ابن المبارك: لا   [ () ] وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 2/ 238، 280. [ (1) ] أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 9/ 327 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33244 وعزاه لابن مندة والطبراني عن الحارث بن مالك الأنصاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 690 أعلم صالح بن مسمار أسند إلا حديثا واحدا، وهذا الحديث لا يثبت موصولا] [ (1) ] . 1484- الحارث بن مخاشن [ (2) ] - قال أبو عمر: ذكره إسماعيل القاضي، عن علي بن المدينيّ في «المهاجرين» ، وقبره بالبصرة. 1485 ز- الحارث بن مرّة الجهنيّ. ذكره سيف في الفتوح، وقال: أمّره خالد بن الوليد على قضاعة أيام أبي بكر الصّدّيق حين توجّه هو إلى العراق. وكان من كماة الصّحابة. وذكر له رواية عن أرطاة بن أبي أرطاة النّخعي عنه عن ابن مسعود. 1486- الحارث بن مسعود [ (3) ] بن عبدة بن مظهّر- بضم الميم وفتح المعجمة وكسر الهاء الثقيلة- ابن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد يوم الجسر. 1487- الحارث بن مسلم التميمي [ (4) ] . يأتي في مسلم بن الحارث إن شاء اللَّه تعالى. 1488- الحارث بن مسلم [ (5) ] الحجازي، أبو المغيرة المخزوميّ. قال البخاريّ: له صحبة. وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه. واستدركه ابن الدّبّاغ وابن فتحون، ووقع عند ابن الأثير تسمية جدّه المغيرة، وأوهم أنه كذلك عند ابن أبي حاتم. والّذي عنده أبو المغيرة كما عند البخاريّ. وقد تقدم ما ذكره ابن عبد البرّ في هذا في ترجمة الحارث بن سويد. 1489- الحارث بن مضرّس بن عبد رزاح الأنصاري [ (6) ] . قال البغويّ: شهد بيعة الشجرة، واستشهد بالقادسية، وله عقب. واستدركه ابن فتحون، وقد ذكر أبو عمر الحارث بن عبد رزاح، فلعله هذا. 1490- الحارث بن معاذ الأنصاريّ الظهريّ. أبو ذرّة. يأتي في الكنى.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] المنتبه 575، أسد الغابة ت (959) ، الاستيعاب ت (419) . [ (3) ] تبصير المنتبه 4/ 1296، أسد الغابة ت (961) ، الاستيعاب ت (417) . [ (4) ] أسد الغابة ت (962) ، الاستيعاب ت (420) . [ (5) ] الثقات 3/ 78، تجريد أسماء الصحابة 1/ 109، الجرح والتعديل 3/ 404، العقد الثمين 4/ 28، بقي ابن مخلد 329، أسد الغابة ت (963) . [ (6) ] أسد الغابة ت (964) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 691 1491- الحارث [ (1) ] بن معاذ بن النّعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. أخو سعد بن معاذ. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا. وقد تقدم ابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ. 1492 ز- الحارث [ (2) ] بن معاوية السكونيّ: حليف بني هاشم. قال ابن حبّان: له صحبة، ومات بالكوفة في أيام صلح الحسن ومعاوية. 1493- الحارث بن معاوية بن زمعة الكندي. مختلف في صحبته. ذكره ابن مندة في الصحابة، وتبعه أبو نعيم، وتعلق بحديث المقدام الرهاوي، قال: جلس عبادة بن الصّامت وأبو الدّرداء والحارث بن معاوية، فقال أبو الدّرداء: أيكم يذكر يوم صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى بعير من المغنم؟ فقال عبادة: أنا، فذكر الحديث. قال أبو نعيم: رواه أبو سلّام عن المقدام الكنديّ، فقال الحارث بن معاوية الكنديّ. وذكره ابن سعد وأبو زرعة الدّمشقيّ في الطبقة الأولى من تابعي الشام، وعده أبو مسهر في كبار أصحاب أبي الدّرداء. وقال العجليّ: من كبار التّابعين. وذكره في التّابعين البخاريّ ومسلم وأبو حاتم وابن سميع، وابن حبّان. وروى أبو وهب الكلاعيّ عن مكحول عن الحارث بن معاوية الكنديّ قال: فكنت أتوضّأ أنا وأبو جندل بن سهل، فذكر قصة في المسح على الخفّين. وروى يعقوب بن سفيان من طريق سليم بن عامر، عن الحارث بن معاوية- أنه قدم على عمر، فقال له: ما أقدمك؟ كيف تركت أهل الشّام؟ فذكر قصة. والّذي يغلب على الظن أنه من المخضرمين، وليس الحديث الأول صريحا في صحبته [ (3) ] واللَّه أعلم. 1494- الحارث [ (4) ] بن المعلّى وقيل الحارث بن نفيع بن المعلى [ (5) ] . هو أبو سعيد، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى.   [ (1) ] أسد الغابة ت (965) . [ (2) ] الثقات 3/ 77، تجريد أسماء الصحابة 1/ 9، الجرح والتعديل 3/ 416، التاريخ الكبير 2/ 281. [ (3) ] في أصريعا في صحة صحبته. [ (4) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 109، أسد الغابة ت (967) . [ (5) ] في أنفيل بن المحلى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 692 1495- الحارث بن معمّر [ (1) ]- بالتشديد- ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ، والد حاطب وجدّ الحارث بن حاطب الماضي قريبا. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن هاجر إلى الحبشة. فهؤلاء ثلاثة في نسق من مهاجرة الحبشة: الحارث، وأبوه حاطب. وجدّه الحارث. وأما ما رواه ابن عائذ، ومن طريقه ابن مندة من رواية عطاء الخراسانيّ عن أبيه عن ابن عباس في مهاجرة الحبشة : الحارث بن معمر، فولد له بها حاطب بن الحارث، فهو غلط بيّن، والّذي ولد له هو حاطب، والمولود، الحارث بن حاطب، كما مضى، ويأتي. 1496- الحارث بن نبيه [ (2) ] : والد أنس بن الحارث. له ولابنه صحبة. وقد تقدم ذكر ابنه. ذكره أبو عبد الرّحمن السّلميّ في أصحاب الصّفّة. وروى عنه ولده أنس حديثا استدركه أبو موسى. وقد مضى له ذكر في أنس بن الحارث. 1497- الحارث بن نضر السّهميّ. أو الحارث بن سهم البصريّ. ذكر له الزّبير بن بكّار في «الموفقيّات» من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني ساعدة شعرا في الأنصار، أوله: يا لقومي لخفّة الأحلام ... وانتظاري لزلّة الأقدام قبل كانوا من الدّعاة إلى ... الله وكانوا أزمّة الإسلام إنّ ذا الأمر دوننا لقريش ... وقريش هم ذوو الأحلام [الخفيف] وقد ذكر وثيمة أن المهاجرين والأنصار لما تنازعوا في الخلافة قام الحارث بن النضر الأنصاري يخاطب قومه، فذكر البيت الأول والثالث وزاد: فاتّقوا اللَّه معشر الأوس والخزرج ... واخشوا عواقب الأيّام [الخفيف]   [ (1) ] أسد الغابة ت (968) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 109، أسد الغابة ت (970) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 693 وذكر له شعرا آخر في تأمير خالد بن الوليد على قتال أهل الردّة باليمامة، وهذا بخلاف ما سمّى الزبير أباه ونسبته، فاللَّه أعلم. 1498- الحارث بن نضر بن الحارث الأنصاريّ. ذكر العدويّ في نسب الأنصار أنّ له صحبة. وذكر القداح أنه شهد بيعة الرّضوان، ولأبيه صحبة. واختلفوا في ضبط اسمه كما سيأتي. 1499- الحارث بن النعمان [ (1) ] بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ النجاريّ. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بمؤتة، وكذا قال أبو الأسود عن عروة. وقال العدوي: شهد بدرا وأحدا والمشاهد إلى أن قتل بمؤتة. قلت: الصّحيح أن الّذي شهد بدرا هو الّذي بعده. 1500- الحارث بن النّعمان [ (2) ] بن أميّة بن امرئ القيس بن البرك بن ثعلبة بن عمرو ابن عوف بن مالك بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ. قال ابن سعد: ذكره في البدريّين موسى بن عقبة وابن عمارة وأبو معشر والواقديّ، ولم يذكره ابن إسحاق. قلت: وذكره أيضا أبو الأسود عن عروة وابن الكلبيّ. وروى الطّبرانيّ من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه ذكر فيمن شهد صفّين مع عليّ. وقال ابن مندة: لا يعرف له حديث. 1501- الحارث [ (3) ] بن النعمان بن خزمة بن أبي خزمة- وقيل خزيمة- بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره عبدان في الصّحابة، وفرّق بينه وبين حارثة بن النعمان. 1502- الحارث بن النّعمان بن رافع بن ثعلبة بن جشم الأوسيّ [ (4) ] . قال ابن مندة: روى حديثه سليمان بن عبيد اللَّه، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن   [ (1) ] أسد الغابة ت (971) . [ (2) ] أسد الغابة ت (972) ، الاستيعاب ت (422) . [ (3) ] أسد الغابة ت (973) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 110، التحفة اللطيفة 1/ 440. [ (4) ] أسد الغابة ت (974) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 694 عبد الكريم الجزريّ، عن ابن الحارث بن النعمان، عن أبيه. 1503- الحارث بن النعمان. يأتي في حارثة بن النعمان 1504- الحارث بن نفيع [ (1) ] . يقال: هو اسم أبي سعد بن المعلّى. 1505- الحارث بن نوفل [ (2) ] بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، والد عبد اللَّه الملقب ببّة- بموحّدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: ولّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعض أعمال مكة وكذا قال الزبير بن بكّار. وقال ابن أبي خيثمة: حدّثنا مصعب، قال : الحارث بن نوفل له صحبة ورواية وولد له في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه الملقب ببّة. وقال الزبير بن بكّار: كان نوفل أسنّ ولد أبيه، وكان له من الولد الحارث، وبه كان يكنّى، وهو أكبر ولده. وروى البخاريّ في «التّاريخ» من طريق عبد اللَّه بن الحارث أنّ أباه كان على مكة. وروى ابن السّكن والطّبرانيّ من طريق عاصم بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل عن أبيه، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم إذا سمع المؤذن قال كما يقول، فإذا قال حيّ على الصلاة قال: «لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» [ (3) ] وله أحاديث أخر. وأخرج النّسائيّ من طريق أبي مجلز عن الحارث بن نوفل عن عائشة: كنت أفرك المنيّ من ثوب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [ (4) ] . فذكر المزّي أنه الحارث هذا. وعند ابن حبّان أنه غيره، فإنه ذكر الحارث بن نوفل بن الحارث في الصحابة، وذكر الرّاوي عن عائشة في التّابعين، وهو الأظهر. وذكر ابن الكلبيّ أنه سبب نزول قوله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ... [الأنفال: 33] الآية.   [ (1) ] أسد الغابة ت (975) . [ (2) ] طبقات ابن سعد 3/ 1، 295، الجرح والتعديل 5/ 67 تاريخ الإسلام 2/ 26، أسد الغابة ت (976) ، الاستيعاب ت (421) . [ (3) ] أخرجه عبد الرزاق (1846) وانظر المجمع 1/ 331 والكنز (2327) . [ (4) ] أخرجه أبو داود في السنن 1/ 155 عن عائشة ... الحديث كتاب الطهارة باب المني يصيب الثوب حديث رقم 371، 372 والنسائي في السنن 1/ 156 عن عائشة ... كتاب الطهارة باب فرك المني من الثوب (188) حديث رقم 296، 297، وأحمد في المسند 6/ 132، 213. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 695 وقال أبو حاتم: مات بالبصرة في آخر خلافة عثمان. قال ابن سعد: أخبرني علي بن عيسى بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث، قال: صحب الحارث بن نوفل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فاستعمله على بعض عمله بمكة وأقرّه أبو بكر وعمر وعثمان، ثم انتقل إلى البصرة، واختطّ بها دارا، ومات بها في آخر خلافة عثمان. وقال غيره من أهل بيته مات زمن معاوية، وكان يشبه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. [وأما الزبير بن بكّار فذكر هذا الكلام الأخير في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن نوفل] [ (1) ] . 1506- الحارث بن أبي هالة، أخو هند بن أبي هالة، ربيب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. يأتي نسبه في ترجمة أخيه. ذكر ابن الكلبيّ وابن حزم أنه أول من قتل في سبيل اللَّه تحت الركن اليماني. وقال العسكريّ في «الأوائل» : لما أمر اللَّه نبيه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يصدع بما أمره قام في المسجد الحرام فقال: «قولوا لا إله إلّا اللَّه تفلحوا» [ (2) ] . فقاموا إليه فأتى الصريخ أهله، فأدركه الحارث بن أبي هالة فضرب فيهم فعطفوا عليه فقتل، فكان أول من استشهد. وفي الفتوح لسيف عن سهل بن يوسف عن أبيه، قال عثمان بن مظعون: أول وصية أوصانا بها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لما قتل الحارث بن أبي هالة ونحن أربعون رجلا بمكة أحد على مثل ما نحن عليه ... فذكر الحديث. 1507- الحارث بن هانئ بن أبي شمر بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية الكندي [ (3) ] . ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد يوم ساباط [ (4) ] بالمدائن، وكان في ألفين وخمسمائة في العطاء. وأخرجه ابن شاهين، واستدركه أبو موسى، وابن فتحون.   [ (1) ] سقط في أ. [ (2) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 492، 4/ 63، 341، 5/ 371، 376 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 21، وابن سعد في الطبقات 6/ 27 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 263، وابن عساكر في التاريخ 1/ 324. [ (3) ] أسد الغابة ت (977) . [ (4) ] (ساباط كسرى) : قرية كانت قريبا من المدائن، عندها قنطرة على نهر الملك، وكأنّ القرية سميت بالقنطرة لأنها ساباط. وساباط: بليدة معروفة بما وراء النهر على عشرة فراسخ من خجند. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 680. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 696 1508- الحارث بن هشام [ (1) ] ، أبو عبد الرحمن الجهنيّ. مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى. 1509- الحارث بن هشام [ (2) ] ، [بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم] [ (3) ] . أبو عبد الرّحمن القرشيّ المخزوميّ. أخو أبي جهل، وابن عمّ خالد بن الوليد، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة. حديثه في الصحيحين عن عائشة أن ّ الحارث بن هشام سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ الحديث. ووقع في رواية لأحمد والبغويّ عن عائشة عن الحارث بن هشام. وروى له ابن ماجة حديثا آخر، من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم تزوّج أم سلمة في شوّال [ (4) ] .. الحديث. قال الزّبير: كان شريفا مذكورا مدحه كعب بن الأشرف اليهودي، وشهد الحارث بن هشام بدرا مع المشركين، وكان فيمن انهزم، فعيّره حسان بن ثابت، فقال: إن كنت كاذبة الّذي حدّثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام ترك الأحبّة أن يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرّة ولجام [ (5) ] [الكامل]   [ (1) ] أسد الغابة ت (978) ، الاستيعاب ت (453) . [ (2) ] طبقات ابن سعد 5/ 444- 7، 404، طبقات خليفة ت 2819 المعارف 281، الجرح والتعديل- القسم الثاني من المجلد الأول 92، المستدرك 3/ 277، وما بعدها، تاريخ ابن عساكر 4/ 768، تهذيب الكمال ص 223، العبر 1/ 22، تذهيب التهذيب 1/ 116، تاريخ الإسلام 2/ 25، البداية والنهاية 7/ 93، العقد الثمين 4/ 32، تهذيب التهذيب 2/ 161، خلاصة تذهيب الكمال 69، تهذيب ابن عساكر 4/ 8، أسد الغابة ت (979) ، الاستيعاب ت (542) . [ (3) ] سقط في د. [ (4) ] أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 285 عن أنس وعن أبي سعيد الخدريّ ولفظة تزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أم سلمة على متاع بيت قيمته عشرة دراهم. قال الهيثمي رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الكبير وفيه الحكم بن عطية وهو ضعيف ورواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن الأزهر وهو متروك. [ (5) ] ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (979) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (452) وفي ديوان حسان 292. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 697 فأجابه الحارث: اللَّه يعلم ما تركت قتالهم ... حتّى رموا فرسي بأشقر مزبد [ (1) ] فعلمت أنّي إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يبكي عدوّي مشهدي ففررت عنهم والأحبّة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد [الكامل] ويقال: إن هذه الأبيات أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار. قال الزّبير: ثم شهد أحدا مشركا حتى أسلم يوم فتح مكة، ثم حسن إسلامه. قال: وحدثني عمي، قال: خرج الحارث في زمن عمر بأهله وماله من مكة إلى الشام، فتبعه أهل مكّة، فقال: لو استبدلت بكم دارا بدار ما أردت بكم بدلا ولكنها النقلة إلى اللَّه، فلم يزل مجاهدا بالشام حتى ختم اللَّه له بخير. وله ذكر في ترجمة سهيل بن عمرو، قال الواقديّ عند أهل العلم بالسير من أصحابنا أن الحارث بن هشام مات في طاعون عمواس. وقال المدائنيّ: استشهد يوم اليرموك وكذا ذكره ابن سعد عن حبيب بن أبي ثابت. وأما ما رواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن- أنّ الحارث بن هشام كاتب عبدا له. فذكر قصة فيها: فارتفعوا إلى عثمان. فهذا ظاهره أن الحارث عاش إلى خلافة عثمان، لكن ابن لهيعة ضعيف ويحتمل أن تكون المحاكمة تأخرت بعد وفاة الحارث. قال الزّبير: لم يترك الحارث إلا ابنه عبد الرحمن، فأتى به وبناجية بنت عتبة بن سهل بن عمرو إلى عمر، فقال: زوّجوا الشريدة بالشريد، عسى اللَّه أن ينشر منهما، فنشر اللَّه منهما ولدا كثيرا. وكان الحارث يضرب به المثل في السؤدد حتى قال الشاعر: أظننت أنّ أباك حين تسبّني ... في المجد كان الحارث بن هشام [ (2) ] أولى قريش بالمكارم والنّدى ... في الجاهليّة كان والإسلام [الكامل]   [ (1) ] تنظر هذه الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (454) وأسد الغابة البيت الأول فقط منها ترجمة رقم (979) ، وفي ديوان حسان 366. [ (2) ] ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (452) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 698 وقال الزّبير بن بكّار في الموفقيّات، من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني ساعدة- قال: فقام الحارث بن هشام، وهو يومئذ سيّد بني مخزوم ليس أحد يعدل به إلا أهل السّوابق مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: واللَّه لولا قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «الأئمّة من قريش» [ (1) ] ، ما أبعدنا منها الأنصار، ولكانوا لها أهلا، ولكنه قول لا شك فيه، فو اللَّه لو لم يبق من قريش كلها إلا رجل واحد لصيّر اللَّه هذا الأمر فيه. وكان الحارث يحمل في قتال الكفار ويرتجز: إنّي بربّي والنّبيّ مؤمن ... والبعث من بعد الممات موقن أقبح بشخص للحياة موطن [الرجز] 1510 ز- الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن أميّة الأمويّ. قال البلاذريّ: اسم أبي وجزة تميم. وكان قد عمّر. وذكر الواقديّ والزّبير أنه شهد بدرا مع المشركين فأسره سعد بن أبي وقّاص. وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمّرين» ، قال: قالوا كان في الحارث جفاء، وكان آدم طويلا، فصلّى خلف عمر فسمعه يقول: كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ [المنافقون: 4] فقال: أبي تعرّض يا بن الخطاب؟ واللَّه لا أصلّي خلفك أبدا، وأشار المرزبانيّ إلى خبره هذا في «معجم الشّعراء» . وزاد أنه عاش حتى أقعدت رجلاه. وقال في ذلك: كبرت وأبلتني اللّيالي ومن يعش ... كما عشت يصبح ذا وساوس مقعدا وقصري وإن عمّرت عشرين حجّة ... فناء ولا يبقى الزّمان مخلّدا [الطويل] وذكر البلاذريّ أن عمر سمع الحارث بن أبي وجزة يمدح خالد بن الوليد فنهاه وقال: إن حب الفخر مفسد للدين. قلت: لم أر للحارث هذا في كتب من صنّف في الصّحابة ذكرا، وهو على شرطهم:   [ (1) ] أخرجه أحمد في المسند 3/ 183، 129، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 170، الطبراني في الكبير 1/ 224، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 121، والحاكم في المستدرك 4/ 76 والهيثمي في الزوائد 5/ 195 وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه حفص بن عمر بن الصباح الرقي قال الحاكم حدث بغير حديث لم يتابع عليه، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14792، 33800. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 699 فإنه كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا، وعاش إلى خلافة عمر، ولم يبق بمكة بعد الفتح قرشي كافرا كما مرّ، بل شهدوا حجة الوداع كلهم مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كما صرح به ابن عبد البر. 1511 ز- الحارث بن وحشي بن مالك الجنبي، جدّ أبي ظبيان وحصين بن جندب. تقدم ذكره في جندب بن الحارث. 1512 ز- الحارث بن وهب [ (1) ] ، ويقال وهبان، من بني عدي بن الدئل. له وفادة. وقد تقدم ذلك في ترجمة أسيد بن أبي إياس في الهمزة. وللحارث بن وهب قصّة مع عمر ذكرها الزّبير في «الموفقيّات» عن يحيى بن محمّد بن عبد اللَّه بن ثوبان، عن محرز بن جعفر مولى أبي هريرة، عن أبيه، قال: عزل عمر أبا موسى عن البصرة وقدامة بن مظعون وأبا هريرة والحارث بن وهب أحد بني ليث بن بكر، وشاطرهم أموالهم- فذكر القصة، وفيها: وقال للحارث: ما أعبد وقلاص بعتها بمائة دينار؟ قال: خرجت بنفقة معي فتجرت فيها. قال: إنا واللَّه ما بعثناك للتجارة في أموال المسلمين. ثم أمره أن يحملها، فقال: واللَّه لا عملت لك عملا بعدها. قال: تيدك [ (2) ] حتى أستعملك. 1513- الحارث بن يزيد [ (3) ] بن أنيسة، ويقال ابن نبيشة، ويقال ابن أبي أنيسة، من بني معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري. ذكر ابن إسحاق في السيرة عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش، قال: قال لي القاسم بن محمّد: نزلت هذه الآية: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً [النساء: 92] في جدّك عياش بن أبي ربيعة، والحارث بن زيد أخي بني معيص بن عامر. وكان يؤذيهم بمكّة وهو كافر، فلما هاجر الصّحابة أسلم الحارث، ولم يعلموا بإسلامه، وأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهر الحرّة لقيه عيّاش بن أبي ربيعة، وظنه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله، فنزلت هذه الآية. ورواه البلاذريّ وأبو يعلى والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجّيّ، كلهم من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق، لكن قال: عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه، وسماه الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة [ (4) ] ، وقال فيه: وكان الحارث قد أعان على ربط عياش بن أبي   [ (1) ] أسد الغابة ت (980) . [ (2) ] يقال: تيدك يا هذا أي اتّئد، والتّيد: التّرفق. اللسان 1/ 459. [ (3) ] أسد الغابة ت (982) ، الاستيعاب ت (455) . [ (4) ] في أابن نبيشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 700 ربيعة، فحلف لئن أمكنته منه فرصة ليقتلنه.. فذكر القصة بطولها. وأخرجها الكلبيّ في تفسيره مطوّلة، وفيه ما يدلّ على أنه جاء مسلما إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل أن يلقاه عيّاش. وروى ابن جرير، من طريق ابن جريج، عن عياش، عن عكرمة، قال: كان الحارث ابن يزيد بن أنيسة يعذّب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل.. فذكر نحو هذه القصة. وروى ابن أبي حاتم في «التّفسير» ، من طريق سعيد بن جبير، أنّ عيّاش بن أبي ربيعة حلف ليقتلنّ الحارث بن يزيد مولى بني عامر بن لؤيّ، فذكر نحوه. وروى الطّبرانيّ من طريق السّدّي القصة بطولها، ولم يسمّه، ومن طريق مجاهد، ولم يسمّه أيضا، وفي سياقه ما يدل على أنه لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعد أن أسلم ثم خرج فقتله عيّاش، واللَّه أعلم. وبهذا يصح أن يكون صحابيا. وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتّعديل» : الحارث بن يزيد بن أبي أنيسة هو الّذي قتله عياش بن أبي ربيعة بالبقيع بعد قدومه المدينة، وذلك بعد أحد. وأخرجه ابن عبد البرّ في موضعين، سمى أباه في أحدهما زيدا، وفي الآخر يزيد: فظنه اثنين، وهما واحد. واللَّه أعلم. 1514- الحارث بن يزيد العامري [ (1) ]- آخر. شهد الفتوح بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكره سيف، وروى عن عمر أنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يجعل عمرو بن مالك بن عتبة بن وهيب مقدمة العسكر إلى هيت ليحاصرها، فحاصرها عمرو وترك الحارث بن يزيد العامريّ على نصف العسكر، وتقدم هو إلى قرقيسياء فذكر القصّة. قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة. استدركه ابن فتحون. 1515- الحارث بن يزيد الجهنيّ [ (2) ] . قال عبدان: سمعت أحمد بن سيّار يقول: لا يعرف له حديث إلا أنه مذكور في حديث أبي اليسر، وأشار إلى ما أخرجه هو وعبد الغني بن سعيد في «المبهمات» من طريق ابن وهب عن يونس، عن ابن شهاب، عن   [ (1) ] أسد الغابة ت (985) ، الاستيعاب ت (454) . [ (2) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 111، التحفة اللطيفة 1/ 451، أسد الغابة ت (983) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 701 جابر، قال: قال أبو اليسر: وكان لي على الحارث بن يزيد الجهنيّ مال فطال حبسه إياي.. الحديث. رجاله ثقات مع انقطاعه، وأصله في صحيح مسلم عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحيّ من الأنصار، فكان أول من لقينا أبا اليسر، فقال أبو اليسر: كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال ... فذكر الحديث. قلت: والحرامي مضبوط بالمهملتين، وهو في الأنصار، فيحتمل أن يكون جهنيّا حليفا للأنصار. ووجدت له حديثا من روايته، لكن إسناده ضعيف، أخرجه أبو موسى في «الذّيل» من طريق بشر بن عمارة، عن الأحوص بن حكيم، عن الحارث بن زياد، عن الحارث ابن يزيد الجهنيّ، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ينهى أن يبال في الماء المجتمع المستنقع [ (1) ] . 1516- الحارث بن يزيد البكري [ (2) ] . تقدم في الحارث بن حسان. 1517 ز- الحارث- غير منسوب [ (3) ] . قال ابن أبي حاتم، عن أبيه. له صحبة. وروى النّسائيّ من طريق حبيب بن سبيعة، عن الحارث- أنّ رجلا كان عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فمرّ به رجل فقال: يا رسول اللَّه، إني أحبّه ... الحديث. أخرجه من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عنه. وقال مبارك بن فضالة وحسين بن واقد وغيرهما: عن ثابت، عن أنس. فاللَّه أعلم. 1518 ز- الحارث- غير منسوب- قال البخاري: إن لم يكن ابن نوفل فلا أدري. روى عنه ابنه عبد اللَّه. وقال ابن عبد البرّ: روى الحارث أبو عبد اللَّه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الصّلاة على الميت يرويه عنه علقمة بن مرثد، عن عبد اللَّه بن الحارث عن أبيه. قال ابن الأثير: هو الحارث بن نوفل، كرره أبو عمر بلا فائدة. انتهى. والجزم بكونه ابن نوفل عجيب، فإن الحديث عند البغوي وابن شاهين والباوردي والطّبرانيّ وغيرهم من طرق مدارها على ليث بن أبي سليم عن علقمة عن عبد اللَّه بن الحارث عن أبيه، ولم يقع في رواية أحد منهم أنه الحارث بن نوفل، لكنهم أوردوه في   [ (1) ] أخرجه مسلم من حديث جابر 1/ 235/ (94/ 281) . [ (2) ] ذيل الكاشف 222، أسد الغابة ت (984) . [ (3) ] أسد الغابة ت (986) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 702 ترجمة الحارث بن نوفل، فهو على الاحتمال، أمّا الجزم بذلك فلا، فلا لوم على ابن عبد البر. 1519- الحارث المليكي [ (1) ] . ذكره ابن عبد البرّ، وساق له من طريق سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد اللَّه بن الحارث المليكي، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير» [ (2) ] . قلت: وأنا أخشى أن يكون صحّفه، فإن الطّبرانيّ أخرج هذا الحديث من هذا الوجه، فقال: عن يزيد بن عبد اللَّه بن غريب عن أبيه عن جدّه، فذكره سواء. وإنما لم أورده في القسم الأخير، لاحتمال أن يكون عند راويه على الوجهين. 1520 ز- الحارث النّهمي- بكسر النون وسكون الهاء يأتي في العريان في حرف العين. 1521 ز- الحارث الطائفي. يأتي ذكره في ترجمة ولده حكيم بن الحارث إن شاء اللَّه تعالى. 1522- الحارث الغامديّ. تقدم ذكره في ترجمة ولده الحارث بن الحارث، ولعله الحارث بن يزيد المتقدّم قريبا. ذكر من اسمه حارثة 1523- حارثة بن الأضبط [ (3) ] ، ويقال حارثة الأضبط السلميّ. تقدم في الهمزة. 1524 ز- حارثة بن جابر العبديّ، من عبد القيس. له وفادة، يأتي ذكرها في ترجمة صحار بن العباس العبديّ إن شاء اللَّه تعالى. 1525- حارثة بن جبلة [ (4) ] بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ. سبق ذكر أبيه في الجيم.   [ (1) ] الاستيعاب 1/ 305، أسد الغابة ت 414، تجريد أسماء الصحابة 1/ 109. [ (2) ] أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 34، 252 ومسلم في الصحيح 2/ 683 كتاب الزكاة باب (6) ثم مانع الزكاة حديث رقم (26/ 987) والترمذي في السنن 4/ 148 كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء من فضل من ارتبط فرسا في سبيل اللَّه (10) حديث رقم 1636 والنسائي في السنن 6/ 214 أول كتاب الخيل باب (1) حديث رقم 3561، وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 932 كتاب الجهاد (24) باب النية في القتال (13) حديث رقم 2787، 2788 وأحمد في المسند 2/ 49، 57، 101، 112 والطبراني في الكبير 2/ 385، والمتقي الهندي كنز العمال حديث رقم 35244، 35245. [ (3) ] أسد الغابة ت (987) . [ (4) ] أسد الغابة ت (988) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 703 وأما هذا فذكره عبدان في الصحابة. وتبعه أبو موسى. 1526- حارثة بن حمير الأشجعي [ (1) ] . حليف بني سلمة. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، ويونس بن بكير عن ابن إسحاق في البدريين. وقال إبراهيم بن سعد: خارجة- بالمعجمة ثم بالجيم. واختلف في ضبط أبيه فقال الأولون: جميرة بالمعجمة مصغّرا. وقال الطّبري: بالمهملة مصغّر، مثقّل بلا هاء. وحكى أبو موسى عن ابن أبي حاتم أنه بالجيم والزاي. واللَّه أعلم. 1527- حارثة بن الرّبيع [ (2) ] الأنصاريّ. ذكره عبدان وأبو بكر بن علي في الصحابة. واستدركه أبو موسى، وأنا أخشى أن يكون هو حارثة بن سراقة المذكور بعده، فنسب إلى أمه وهي الربيع بتشديد التحتانية. كما سيأتي. 1528 ز- حارثة بن زيد [ (3) ] بن أبي زهير بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجيّ. ذكره المسيبي عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وخالفه إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح، فقال: خارجة بالمعجمة والجيم. 1529- حارثة بن سراقة [ (4) ] بن الحارث بن عديّ بن مالك بن عامر بن غنم بن عديّ ابن النجار الأنصاريّ النجاريّ [ (5) ] وأمه الرّبيّع بنت النّضر عمة أنس بن مالك. استشهد يوم بدر. وروى أحمد والطّبرانيّ من طريق حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس، والبخاريّ والنسائيّ من غير وجه عن حميد عن أنس، والترمذيّ من طريق سعيد عن قتادة عن أنس، فاتفقوا على أنه قتل يوم بدر.   [ (1) ] أسد الغابة ت (990) ، الاستيعاب ت (465) . [ (2) ] أسد الغابة ت (991) . [ (3) ] أسد الغابة ت (992) . [ (4) ] أسد الغابة ت (993) ، الاستيعاب ت (459) ، الثقات 3/ 80، تجريد أسماء الصحابة 1/ 112، تصحيفات المحدثين 976 الجرح والتعديل 1/ 145، الاستبصار 1/ 42، شذرات الذهب 1- 9 أصحاب بدر 224، المشتبه 126. [ (5) ] في أالخزرجي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 704 وفي رواية ثابت أنه خرج نظّارا فأصيب فأتت أمّه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقالت: قد عرفت موضع حارثة مني ... الحديث. وفيه: وإنه في الفردوس. وهكذا ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو الأسود فيمن شهد بدرا وقتل بها من المسلمين، ولم يختلف أهل المغازي في ذلك. واعتمد ابن مندة على ما وقع في رواية لحماد بن سلمة، فقال: استشهد يوم أحد، وأنكر ذلك أبو نعيم فبالغ كعادته. ووقع في رواية الطّبرانيّ من طريق حماد، والبغويّ من طريق حميد- أنه قتل يوم أحد. فاللَّه أعلم. والمعتمد الأول. 1530- حارثة بن سهل [ (1) ] بن حارثة بن قيس بن عامر بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف الأنصاريّ. ذكره الطّبريّ وابن شاهين وابن القدّاح فيمن استشهد بأحد. وقال العدويّ: لم يختلفوا في أنه شهدها واستدركه أبو موسى وابن فتحون. 1531- حارثة بن شراحيل [ (2) ] بن كعب بن عبد العزّى بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد ودّ بن زيد بن اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبيّ، والد زيد بن حارثة، وجدّ أسامة بن زيد. وسبق ذكر حفيده حارثة بن جبلة بن حارثة قريبا. روى ابن مندة والحاكم من طريق يحيى بن أيوب بن أبي عقال: حدثنا عمّي زيد عن أبيه أبي عقال وهب بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن، عن أبيه أسامة بن زيد، عن أبيه زيد بن حارثة- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا أباه حارثة بن شراحيل إلى الإسلام فأسلم. قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. ورويناه في «فوائد» تمام في نحو ورقتين، ورجال إسناده مجهولون من يحيى إلى زيد بن الحسن بن أسامة، والمحفوظ أن حارثة قدم مكة في طلب ولده زيد فخيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فاختار صحبة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وسيأتي ذلك في زيد، ولم أر لحارثة ذكر إسلام إلا من هذا الوجه.   [ (1) ] أسد الغابة ت (994) . [ (2) ] التمييز والفصل 1/ 459، أسد الغابة ت (995) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 705 1532- حارثة بن عدّي: بن أمية [ (1) ] بن الضّبيب الجذامي [ (2) ] الضّبيبي- بالمعجمة والموحدة مصغّرا. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وكذا قال ابن ماكولا. وروى أبو بشر الدّولابيّ وابن مندة من طريق ولده عنه، قال: كنت في الوفد أنا وأخي ... فذكر الحديث، وفيه: اللَّهمّ بارك لحارثة في طعامه. وسيأتي في ترجمة أخيه مخرمة. وقال أبو عمر: مجهول لا يعرف. وقد ذكره البخاريّ. 1533- حارثة بن عمرو الأنصاريّ الساعديّ. قتل يوم أحد. ذكره أبو عمر مختصرا. ويحتمل أن يكون هو خارجة بن عمرو الآتي في الخاء المعجمة. 1534- حارثة بن قطن بن زابر بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب الكلبيّ. روى ابن شاهين من طريق هشام بن الكلبي بإسناد له قال: وفد حصن وحارثة ابنا قطن على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلما، وكتب لهما كتابا ... فذكر الحديث. وفيه: فقال حصن من أبيات: وجدتك يا خير البريّة كلّها ... نبتّ كريما في الأرومة من كعب [الطويل] وروى ابن سعد عن هشام بن الكلبيّ بإسناد آخر قصة أخرى في وفادة حارثة المذكور سيأتي إسنادها في ترجمة حمل بن سعد أنه الكلبيّ إن شاء اللَّه تعالى، وفيه أنه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب كتابا لحارثة بن قطن: «هذا كتاب من محمّد رسول اللَّه لأهل دومة الجندل وما يليها من طوائف كلب مع حارثة بن قطن: لنا الصّاخبة من البغل، ولكم الصّامت من النّخل، على الحارثة العشر، وعلى العامرة نصف العشر ... » فذكر الكتاب. 1535 ز- حارثة بن قعين بن جليد بن حديد الطّائي، من بني طريف بن مالك.   [ (1) ] تجريد أسماء الصحابة 1/ 112، الجرح والتعديل 3/ 1135، التحفة اللطيفة 1/ 447، التاريخ الكبير 3/ 94، لسان الميزان 2/ 161. الأعلمي 15/ 215. [ (2) ] في أالجذامي ثم الضبيبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 706 ذكره ابن شاهين في ترجمة زيد الخيل، وروى بسنده عن هشام بن الكلبي أنه ذكره فيمن وفد مع زيد. ورأيته في نسخة قديمة من ابن شاهين بالجيم. والصّواب أنه بالحاء المهملة. 1536 ز- حارثة بن مالك. في الحارث بن مالك. 1537- حارثة بن النعمان بن نفع [ (1) ] بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة وابن سعد فيمن شهد بدرا، وقد ذكره ابن إسحاق إلا أنه سمى جدّه رافعا. وقال ابن سعد: يكنى أبا عبد اللَّه. روى النّسائيّ من طريق الزهريّ عن عروة عن عائشة عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: قال: «دخلت الجنة فسمعت قراءة، فقلت: من هذا؟ فقيل : حارثة بن النّعمان» [ (2) ] فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «كذلكم البرّ» . وكان برّا بأمه، وهو عند أحمد من طريق معمر عن الزهري، عن عروة أو غيره، ولفظه: كان أبرّ الناس بأمه. إسناده صحيح. وروى أحمد والطّبرانيّ من طريق الزهري: أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة عن حارثة بن النعمان، قال: مررت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه جبرائيل جالس في المقاعد، فسلمت عليه، فلما رجعت قال: «هل رأيت الّذي كان معي» ؟ قلت: نعم، قال: «فإنّه جبريل، وقد ردّ عليك السّلام» . إسناده صحيح أيضا. وروى ابن شاهين من طريق المسعودي عن الحكم عن القاسم أنّ حارثة أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يناجي رجلا، ولم يسلم، فقال جبرائيل: أما إنّه لو سلّم لرددنا عليه، فقال لجبرائيل: وهل تعرفه! فقال: نعم هذا من الثّمانين الّذين صبروا يوم حنين، رزقهم ورزق أولادهم على الجنّة» .   [ (1) ] تاريخ الإسلام 2/ 215، مجمع الزوائد 9/ 313، مسند أحمد 5/ 433. طبقات ابن سعد 3/ 487، التاريخ الكبير 3/ 93، معجم الطبراني 3/ 256، المستدرك 3/ 208، الاستبصار 59/ 60. [ (2) ] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 208 وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي على ذلك بقوله خ. م والهيثمي في الزوائد 9/ 316. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 707 ورواه الحارث من وجه آخر عن المسعوديّ فقال: عن القاسم عن الحارث بن النعمان، كذا قال. ورواه الطّبرانيّ من طريق ابن أبي ليلى عن الحكم فقال: عن ابن عباس، فذكره نحوه. وله حديث آخر عند أحمد وغيره، ورواه البخاريّ في التّاريخ من طريق ثابت عن عبد اللَّه بن رباح- أنّ حارثة بن النعمان قال لعثمان: إن شئت قاتلنا دونك. وقال مقسم بن سعد: أدرك خلافة معاوية ومات فيها بعد أن ذهب بصره. وروى الطّبرانيّ والحسن بن سفيان من طريق محمد بن أبي فديك، عن محمد بن عثمان، عن أبيه. قال: كان حارثة بن النّعمان- وفي رواية له: عن حارثة بن النعمان، وكان قد ذهب بصره فاتخذ خيطا في مصلاه إلى باب حجرته، فكان إذا جاء المسكين أخذ من مكتله شيئا، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله، وكان أهله يقولون له: نحن نكفيك، فيقول: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «مناولة المسكين تقي مصارع السّوء» . 1538- حارثة بن وهب الخزاعي [ (1) ] ، أمه أم كلثوم بنت جرول بن مالك الخزاعية، فهو أخو عبيد اللَّه بن عمر لأمه. وله رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعن حفصة بنت عمر وغيرها. وله في الصّحيحين أربعة أحاديث، منها قوله: صلّى بنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم آمن ما كان الناس بمنى ركعتين. روى عنه أبو إسحاق السّبيعيّ ومعبد بن خالد وغيرهما.   [ (1) ] طبقات ابن سعد 6/ 26، مسند أحمد 4/ 306، طبقات خليفة 108، 137، التاريخ الكبير 3/ 93، مقدمة مسند بقي بن مخلد 103، المعرفة والتاريخ 2/ 630، 3/ 89، الجرح والتعديل 3/ 255، مشاهير علماء الأمصار، المعجم الكبير 3/ 262: 265، الإكمال 2/ 7، الجمع بين رجال الصحيحين 11 رقم 445، تلقيح فهوم أهل الأثر 178، تهذيب الكمال 5/ 318، تجريد أسماء الصحابة 1/ 113، تحفة الأشراف 3/ 1210، الكاشف 1/ 142، المشتبه من أسماء الرجال 1/ 127، الوافي بالوفيات 11/ 269، العقد الثمين 4/ 40، تهذيب التهذيب 2/ 167، تقريب التهذيب 1/ 146، النكت الظراف 3/ 12، خلاصة تذهيب التهذيب 69، تاريخ الإسلام 2/ 394. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 708 [ المجلد الثاني ] بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم ذكر بقية حرف الحاء [ تتمة القسم الأول ] الحاء بعدها الألف 1539- حازم بن حرملة: بن مسعود الغفاريّ «1» . له حديث في الإكثار من الحوقلة. روى عنه أبو زينب مولاه. أخرجه ابن ماجة، وابن أبي عاصم في الوحدان، والطّبراني وغيرهم: كلّهم في الحاء المهملة، وإسناده حسن. وذكره ابن قانع في الخاء المعجمة، فصحّف. 1540- حازم بن حرام الجذامي» : من أهل البادية بالشام. روى الباوردي والدّولابي والعقيلي من طريق سليمان بن عقبة بن شبيب بن حازم، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه حازم، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بصيد اصطدته من الأردن «3» وأهديتها إليه فقبلها وكساني عمامة عدنيّة، وقال لي: «ما اسمك؟» قلت: حازم. قال «بل أنت مطعم» . واختصره بعضهم. واختلف في أبيه، فقيل بمهملتين، وقيل بكسر أوله ثم زاي، واتفقوا على أنه جذامي- بضم الجيم ثم ذال معجمة. وقال أبو عمر: خزاعيّ- بضم المعجمة ثم زاي. والأول هو الصواب.   (1) ينظر حلية الأولياء 1/ 356، الكاشف 1/ 199، التاريخ الكبير 3/ 109 الطبقات 1/ 33، أسد الغابة ت (1008) . (2) أسد الغابة ت (1009) ، الاستيعاب ت (467) . (3) الأردن: بالضم ثم السكون وضم الدال المهملة وتشديد النون والأردن اسم البلد، أهل السير يقولون: إن الأردن وفلسطين ابنا سام بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وهي أحد أجناد الشام الخمسة وهي كورة واسعة منها الغور وطبرية وصور وعكا وما بين ذلك. انظر معجم البلدان 1/ 176. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 3 1541- حازم: غير منسوب «1» . روى عبدان، ومن طريقه أبو موسى من رواية محمد السعدي- وهو أخو عطية، عن عاصم البصريّ، عن حازم، قال: فرض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم زكاة الفطر طهورا، للصّائم من اللّغو والرّفث» «2» الحديث. 1542 ز- حاصر الجني: بمهملات: الجنّي، أحد وفد نصيبين. تقدم ذكره في ترجمة الأرقم الجنّي. 1543- حاطب بن أبي بلتعة «3» : بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها مثناة ثم مهملة مفتوحات، ابن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل اللّخمي، حليف بني أسد بن عبد العزّى. يقال: إنه حالف الزّبير. وقيل: كان مولى عبيد اللَّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد فكاتبه فأدّى مكاتبته. اتفقوا على شهوده بدرا، وثبت ذلك في الصحيحين من حديث علي في قصة كتابة حاطب إلى أهل مكة يخبرهم بتجهيز رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إليهم، فنزلت فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ ... [الممتحنة: 1] الآية. فقال عمر: دعني أضرب عنقه. فقال: إنّه شهد بدرا. واعتذر حاطب بأنّه لم يكن له في مكة عشيرة تدفع عن أهله فقبل عذره. وروى قصته ابن مردويه من حديث ابن عباس، فذكر معنى حديث عليّ، وفيه، فقال: يا حاطب، ما دعاك إلى ما صنعت؟ فقال: يا رسول اللَّه كان أهلي فيهم، فكتبت كتابا لا يضرّ اللَّه ولا رسوله. وروى ابن شاهين «4» والباورديّ والطّبرانيّ، وسمّويه، من طريق الزهريّ، عن عروة، عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، قال: حاطب رجل من أهل اليمن، وكان حليفا للزّبير، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد شهد بدرا، وكان بنوه وإخوته بمكة، فكتب حاطب من المدينة إلى كبار قريش ينصح لهم فيه ... فذكر الحديث نحو حديث علي. وفي   (1) أسد الغابة ت (1010) . (2) أخرجه الدارقطنيّ في السنن 2/ 138 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (24125) وعزاه للدارقطنيّ والبيهقي عن ابن عباس. (3) أسد الغابة ت (1011) ، الاستيعاب، ت (472) . (4) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 203 والحسين في إتحاف السادة المتقين 7/ 137. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 4 آخره: فقال حاطب: واللَّه ما ارتبت في اللَّه منذ أسلمت، ولكنّني كنت امرأ غريبا، ولي بمكة بنون وإخوة ... الحديث. وزاد في آخره: فأنزل اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ... [الممتحنة: 1] الآيات. ورواه ابن مردويه من حديث أنس، وفيه نزول الآية. ورواه ابن شاهين من حديث ابن عمر بإسناد قوي. وروى مسلم وغيره من طريق أبي الزبير عن جابر أنّ عبدا لحاطب بن أبي بلتعة جاء يشكو حاطبا، فقال: يا رسول اللَّه، ليدخلنّ حاطب النّار. فقال: «لا، فإنّه شهد بدرا والحديبيّة» . وروى ابن السّكن من طريق محمد بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن حاطب: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يزوّج المؤمن في الجنّة ثنتين وسبعين زوجة: سبعين من نساء الجنّة، وثنتين من نساء الدّنيا» «1» . وأغرب أبو عمر، قال: لا أعلم له غير حديث واحد: «من رآني بعد موتي ... » الحديث. قلت: وقد ظفرت بغيره كما ترى، ثم وجدت له ثلاثة أحاديث غيرها: أحدها أخرجه ابن شاهين من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه جده، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فجئته بكتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. ثانيها أخرجه ابن مندة من هذا الوجه مرفوعا. «من اغتسل يوم الجمعة» .. الحديث. ثالثها أخرجه الحاكم من طريق صفوان بن سليم، عن أنس، عن حاطب بن أبي بلتعة- أنه طلع على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم- وهو يشتدّ وفي يد عليّ بن أبي طالب ترس فيه ماء.. الحديث. وروى مالك في «الموطأ» قصة مع رفيقه في عهد عمر. وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان أحد فرسان قريش في الجاهلية وشعرائها. وقال ابن أبي خيثمة: قال المدائني: مات حاطب في سنة ثلاثين في خلافة عثمان وله خمس وستون سنة، وكذا رواه الطبراني عن يحيى بن بكير.   (1) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 39 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (39375) وعزاه لابن السكن وابن عساكر عن محمد بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن أبيه عن جده. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 1544- حاطب بن الحارث بن معمر «1» بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي ثم الجمحيّ. ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وسمى يونس بن بكير وحده في روايته جدّه المغيرة، وغلّطوه. وذكر الواقديّ وغيره قالوا: إنه هاجر الهجرة الثانية، ومات بأرض الحبشة. وذكره الطبرانيّ فيمن مات بالحبشة هو وأخوه حطّاب. 1545- حاطب بن عبد العزّى: بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر «2» بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري ابن عم الّذي بعده. ذكر أبو موسى في الذّيل أنّ عبد اللَّه بن الأجلح عدّه- عن أبيه عن بشر بن تميم وغيره- من المؤلّفة. 1546- حاطب بن عمرو: بن عبد شمس «3» بن عبد ودّ القرشي ثم العامري، أخو سهيل. كان حاطب من السابقين، ويقال: إنه أول مهاجر إلى الحبشة، وبه جزم الزهريّ. واتفقوا على أنه ممن شهد بدرا. وقيل: إنه آخر من خرج إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب. قال البلاذريّ: هو غلط، وقد قالوا: إنه هو الّذي زوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم سودة بنت زمعة، وهذا يدلّ على أنه رجع من الحبشة قبل الهجرة إلى المدينة. 1547- حاطب بن عمرو: بن عتيك بن أمية بن زيد بن مالك «4» بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك الأنصاري ثم الأوسي. قال أبو عمر: شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق فيهم. قلت: ولا رأيته عند غيره، وإنما عندهم جميعاً أنه الحارث بن حاطب، وقد تقدم،   (1) التاريخ الصغير 1/ 412، العبر 1/ 84، وأسد الغابة ت (1012) ، الاستيعاب ت (471) . (2) أسد الغابة ت (1063) . (3) الثقات 3/ 83، تجريد أسماء الصحابة 1/ 114، الجرح والتعديل 3/ 1351، الوافي بالوفيات 11/ 399، أصحاب بدر 128، المصباح المضيء 1/ 101، العقد الثمين 4/ 45، أسد الغابة ت (1014) ، الاستيعاب ت (470) . (4) أسد الغابة ت (1015) ، الاستيعاب ت (469) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 لكن اسم جدّ حاطب عبيد لا عتيك، فكأنه تصحّف هنا، فاللَّه أعلم هل لحاطب صحبة أم لا؟ 1548- حامد الصائدي «1» : ذكره الأزدي في الصحابة، وقال: لم يرو عنه غير أبي إسحاق، واستدركه أبو موسى. قلت: لم يذكر البخاريّ أنّ له صحبة. وأما ابن أبي حاتم فقال : حامد الصائديّ، ويقال الشاكريّ، حيّ من همدان. روى عن سعد بن أبي وقاص. وعنه أبو إسحاق السبيعي. وقال ابن المديني: سمع من سعد، ولا نعرف حاله. انتهى. قال في التجريد: إنما سمع من سعد. ولا يعرف. وذكره في الميزان بناء على أنه تابعيّ. 1549 ز- حامية بن سبيع الأسدي: ذكر الواقدي بإسناده في الردة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم استعمله سنة إحدى عشرة على صدقات قومه. الحاء بعدها الباء 1550- الحباب: بضم المهملة وموحدتين الأولى خفيفة- ابن جبير «2» ، حليف بني أميّة، وابنه عرفطة استشهد يوم الطائف. ذكره أبو عمر وحده، وسمّى الطّبري والده حبيبا، ونسبه، فقال: ابن عبد مناف بن سعد بن الحارث بن كنانة بن خزيمة، وساق نسبه إلى الأزد، ذكر ذلك في ترجمة ولده عرفطة فيمن استشهد بالطائف. وذكره ابن فتحون في أوهام الاستيعاب أنّ أبا عمر قال: استشهد بالقادسية، وأنه قال في ترجمة عرفطة إنه ابن الحباب بن حبيب، ونسبه لموسى بن عقبة. وحكى ابن فتحون أيضا خلافا في اسمه: هل هو بالمهملة المضمومة أو بالمعجمة المفتوحة مع تشديد الموحدة؟ وقد بينت ذلك في الخاء المعجمة. 1551- الحباب بن جزء «3» : بن عمرو بن عامر بن رزاح بن ظفر الأنصاريّ ثم الظفري. قال ابن ماكولا: له صحبة. وذكره الطبريّ وابن شاهين فيمن شهد أحدا، واستشهد باليمامة. وسمّى ابن القداح أباه جزيّا بالتصغير.   (1) أسد الغابة ت (1016) . (2) أسد الغابة ت (1017) ، الاستيعاب ت (477) . (3) أسد الغابة ت (1018) ، الاستيعاب ت (479) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 1552- الحباب بن زيد: بن تيم «1» بن أمية بن خفاف بن بياضة بن خفاف بن سعد بن مرة بن الأوس الأنصاريّ. ذكر ابن شاهين أنه شهد أحدا وقتل يوم اليمامة، ولم يرو ابن الكلبي أنه قتل باليمامة. 1553- الحباب بن عبد اللَّه: بن أبيّ [ابن سلول] «2» . يأتي فيمن اسمه عبد اللَّه. 1554 ز- الحباب بن عبد الفزاري: ذكره البغوي في الصحابة. وروى هو وإبراهيم الحربي من طريق عبد اللَّه بن حاجب، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنّ الحباب بن عبد أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: ما تأمرني؟ قال: «تسلم ثمّ تهاجر» . ففعل ورجع إلى أهله وماله، فغدا بهم مهاجرا. 1555 ز- الحباب بن عمرو «3» : الأنصاري، أخو أبي اليسر، ووالد عبد الرحمن مات في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى أحمد وأبو داود والدّارقطنيّ والطبراني من طريق ابن إسحاق عن الخطاب بن صالح عن أمّه، عن سلامة بنت معقل امرأة من خارجة قيس عيلان، قالت: قدم بي عمّي في الجاهلية فباعني من الحباب بن عمرو، فاستسرّني فولدت له عبد الرحمن، فتوفّي فترك دينا، فقالت لي امرأته: الآن تباعين في دينه، فجئت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرته، فقال لأبي اليسر: «أعتقوها، فإذا سمعتم برقيق قدم عليّ فائتوني أعوّضكم» . ففعلوا، فأعطاه غلاماً فقال: «خذ هذا لابن أخيك» . تنبيه: ذكر الدّارقطنيّ أنه رأى الحباب بن عمرو هذا في كتاب علي بن المديني بضم أوله ومثناتين، والمشهور أنه بموحدتين. 1556- الحباب بن قيظي: بن عمرو «4» بن سهل الأنصاري، ثم الأشهلي. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وذكره ابن إسحاق أيضا. وقال ابن ماكولا: قاله بعضهم عن ابن إسحاق بالجيم يعني المفتوحة ثم النون. قال: والمحفوظ بالمهملة. قلت: وذكره أبو عمر في الخاء المعجمة بعد أن ذكره في المهملة، واستدركه أبو موسى في المعجمة، فوهم، لأن ابن مندة قد ذكره في المهملة. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (1019) ، الاستيعاب ت (475) . (2) أسد الغابة ت (1020) . (3) أسد الغابة ت (1021) . (4) أسد الغابة ت (1022) ، الاستيعاب ت (474) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 1557 - الحباب بن المنذر «1» بن الجموح: بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي ثم السلمي- قال ابن سعد وغيره: شهد بدرا، قال: وكان يكنى أبا عمر، وهو الّذي قال يوم السقيفة: أنا جذيلها المحكّك «2» ، وعذيقها المرجّب «3» ، رواه عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن عروة. وقال ابن إسحاق في السيرة: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة، وغير واحد في قصة بدر. فذكر قول الحباب: يا رسول اللَّه، هذا منزل أنزلكه اللَّه ليس لنا أن نتعدّاه أم هو الرأي والحرب؟ فقال: «بل هو الرّأي والحرب» «4» . فقال الحباب: كلا ليس هذا بمنزل. فقبل منه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى ابن شاهين بإسناد ضعيف من طريق أبي الطفيل، قال: أخبرني الحباب بن المنذر، قال: أشرت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم برأيين، فقبل مني: خرجت معه في غزاة بدر ... فذكر نحو ما تقدم. قال: وخيّر عند موته فاستشار أصحابه فقالوا: تعيش معنا، فاستشارني فقلت: اختر يا رسول اللَّه حيث اختارك ربك، فقبل ذلك مني. قال ابن سعد: مات في خلافة عمر، وقد زاد على الخمسين، ومن شعر الحباب بن المنذر: ألم تعلما للَّه درّ أبيكما ... وما النّاس إلّا أكمه وبصير بأنّا وأعداء النّبيّ محمّد ... أسود لها في العالمين زئير نصرنا وآوينا النّبيّ، وما له ... سوانا من أهل الملّتين نصير [الطويل] 1558 ز- الحباب: غير منسوب. يأتي في آخر من اسمه عبد اللَّه وقيل هو ابن عبد اللَّه.   (1) أسد الغابة ت (1023) ، الاستيعاب ت (473) ، الأنساب 3/ 278، طبقات ابن سعد 3/ 427، المغازي للواقدي 53، 54، سيرة ابن هشام 1/ 620، 696. (2) هو تصغير جذل، وهو العود الّذي ينصب للإبل الجربي لتحتكّ به، وهو تصغير تعظيم: أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربي بالاحتكاك بهذا العود انظر النهاية في غريب الحديث 1/ 251. (3) تصغير العذق: النخلة، وهو تصغير تعظيم، والرجبة: هو أن تعمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع، ورجبتها فهي مرجبة، وقد يكون ترجب النخلة بأن يجعل حولها شوك لئلا يرقى إليها، ومن الترجيب أن تعمد بخشبة ذات شعبتين وقيل: أراد بالترجيب التعظيم، يقال: رجّب فلان مولاه: أي عظّمه. ومنه سمي شهر رجب، لأنه كان يعظّم. انظر النهاية في غريب النهاية 2/ 197. (4) انظر تفسير القرطبي 7/ 375. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 1559 ز - حبّان: بفتح أوله وتشديد الموحدة- ابن منقذ «1» بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ الخزرجي. روى الشّافعيّ وأحمد وابن خزيمة وابن الجارود والحاكم والدارقطنيّ، من طريق ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر: كان حبّان بن منقذ رجلا ضعيفا، وكان قد سقع في رأسه مأمومة، فجعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم له الخيار فيما اشترى ثلاثا، وكان قد ثقل لسانه، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بع وقل لا خلابة» «2» . قال: فكنت أسمعه يقول لا حيابة لا خيابة. وأخرج هذا الحارث في الصحيح من وجه آخر عن ابن عمر بغير تسمية لحبّان. وزاد الدارقطنيّ في طريق ابن إسحاق قال: فحدثني محمّد بن حبّان، قال: هو جدي، وكانت في رأسه آمّة- فذكر الحديث. ورواه البخاريّ في تاريخه من طريق ابن إسحاق فقال: هو جدي منقذ بن عمرو. ورواه الحسن بن سفيان في مسندة من وجه آخر عن ابن إسحاق، فقال: عن محمد بن يحيى بن يحيى بن حبّان، عن عمه واسع بن حبّان- أنّ جده منقذ بن عمرو كان قد أتى عليه مائة وثلاثون، وكان إذا بايع غبن، فذكر ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «إذا بايعت فقل لا خلابة وأنت بالخيار ثلاثا «3» » . وروى ابن شاهين من طريق عبد اللَّه بن يوسف، عن ابن لهيعة، عن حبّان بن واسع بن حبّان، عن جده- أنه كان ضرير البصر، فجعل له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الخيار ثلاثة أيام، فقال عمر بن الخطاب: أيها الناس، إني لا أجد في بيوعكم أمثل من الّذي جعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لحبّان بن منقذ.   (1) أسد الغابة ت (1025) ، الاستيعاب ت (482) . (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 788 كتاب الأحكام باب 24 الحجر على من يفسد ماله حديث رقم (2354) ، (2355) وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 552 كتاب البيوع باب 28 ما جاء فيمن يخدع في البيع حديث رقم (1250) قال: أبو عيسى الترمذي حديث أنس حسن صحيح غريب والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم أ. هـ وأبو داود في السنن 2/ 305 كتاب البيوع باب في الرجل يقول عند البيع لا خلابة حديث رقم (3500) ، (3501) . والدارقطنيّ في السنن 3/ 55 والحاكم في المستدرك 2/ 22، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 273 وأورده الزيلعي في نصب الراية 4/ 6 وعزاه لابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك والبيهقي في المعرفة والسنن. (3) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 86، 157، 59 وأبو داود في السنن 2/ 304 في كتاب البيوع باب في الرجل يقول عند البيع لا خلابة حديث رقم (3500) والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 262، ومالك في الموطأ 685 والبخاري في التاريخ الكبير 8/ 17 والزيلعي في نصب الراية 4/ 6، 7، 8. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 ورواه الطّبرانيّ في الأوسط والدارقطنيّ من طريق يحيى بن بكير عن ابن لهيعة، فقال: حدثني حبّان بن واسع، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة أنه كلّم عمر بن الخطاب في البيوع فذكره، وقال: لا يروى عن محمد إلا بهذا الإسناد. وروى أصحاب السّنن من رواية سعيد عن قتادة عن أنس أنّ رجلا كان على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبتاع وفي عقله ضعف.. الحديث. ولم يسمّه. والحاصل أنه اختلف في القصّة هل وقعت لحبّان بن منقذ أو لأبيه منقذ بن عمرو؟ ووجدت لحبّان رواية في حديث آخر أخرجه الطّبراني من طريق رشدين، عن قرّة، عن ابن شهاب، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن أبيه، عن حبّان بن منقذ- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال: «نعم، إن شئت» ... الحديث. قالوا: مات حبّان في خلافة عثمان. 1560- حبّان «1» : بكسر أوله على المشهور، وقيل بفتحها وهو بالموحدة، وقيل بالتحتانية- ابن بحّ- بضم الموحدة بعدها مهملة ثقيلة. روى حديثه البغويّ، وابن أبي شيبة، والباورديّ، والطّبرانيّ، من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن حبان بن بحّ صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: أسلم قومي، فأخبرت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جهز إليهم جيشا فأتيته، فقلت له: إن قومي على الإسلام. فذكر الحديث في أنه أذّن، وفي نبع الماء من بيع أصابع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفيه: «لا خير في الإمارة لرجل مسلم» «2» . وفيه: «إنّ الصّدقة صداع في الرّأس وحريق في البطن» . وأخرج له الطبراني من هذا الوجه حديثا آخر. وذكر ابن الأثير أنه شهد فتح مصر، ولم أر ذلك في أصوله، وإنما قال ابن عبد البرّ: يعدّ فيمن نزل مصر. 1561- حبّان بن الحكم السلمي «3» : روى إبراهيم بن المنذر من طريق محمود بن لبيد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال يوم الفتح: «يا بني سليم، من يأخذ رايتكم؟ قالوا: أعطها حبان بن   (1) أسد الغابة ت (1026) ، الاستيعاب ت (480) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 116، بقي بن مخلد 826، ذيل الكاشف 227. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 42، 5/ 303 والبيهقي في الدلائل 5/ 356 وفي السنن 10/ 86 وانظر المجمع 5/ 204. (3) أسد الغابة ت (1027) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 الحكم الفرار، فكره قولهم الفرّار، ثم أعطاه الراية ثم أعطاه الراية ثم نزعها منه وأعطاها يزيد بن الأخنس. وشهد حنينا أيضا، وهو أخو معاوية وعليّ وغيرهما بني الحكم، استدركه أبو علي الغسّاني. 1562 ز- الحبحاب «1» : قيل فيه بموحدتين، والأشهر بمثلثتين «2» . وسيأتي. 1563 ز- حبشي ّ «3» : بضم أوله وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية، وهو اسم بلفظ النسب- ابن جنادة بن نصر بن أمامة بن الحارث بن معيط بن عمرو بن جندل بن مرة بن صعصعة السّلولي- بفتح المهملة وتخفيف اللام المضمومة- نسبة إلى سلول، وهي أم بني مرّة بن صعصعة. صحابي شهد حجة الوداع، ثم نزل الكوفة- يكنى أبا الجنوب.. بفتح الجيم وضم النون الخفيفة وآخره موحدة. أخرج حديثه النّسائي والترمذي وصحّحه. روى عنه أبو إسحاق السّبيعي وعامر الشعبي، وصرّح بسماعه من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال العسكريّ: شهد مع عليّ مشاهده. 1564- حبلة بن مالك الداريّ: مضى في الجيم. 1565- حبّة: بالموحدة ابن بعكك. قيل هو اسم أبي السّنابل. 1566- حبّة بن جوين «4» : يأتي في الرابع » .   (1) أسد الغابة ت (1028) . (2) في ت بمهملتين. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 116، تقريب التهذيب 1/ 148، الجرح والتعديل 3/ 1395، الطبقات 1/ 55، 131، خلاصة تذهيب الكمال 1/ 267 تهذيب الكمال 1/ 225، الوافي بالوفيات 11/ 421، تهذيب التهذيب 2/ 176، الكاشف 1/ 201، التاريخ الكبير 3/ 127، الأنساب 4/ 50، التاريخ لابن معين 2/ 96، العلل لابن حنبل 1/ 173، المسند له 4/ 164، تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 89، المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 225، الكامل في الضعفاء لابن عدي 2/ 848، المعجم الكبير للطبراني 4/ 17: 20، الإكمال لابن ماكولا 2/ 383، تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 183، الكامل في التاريخ 4/ 263، تحفة الأشراف للمزي 3/ 13، المشتبه للذهبي 1/ 209، المغني في الضعفاء له 1/ 144، طبقات خليفة 55، 131، تاريخ الإسلام 2/ 91، وأسد الغابة ت (1029) . (4) التقريب 1/ 148، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 216، أسد الغابة ت (1031) . (5) هذه التراجم سقطت في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 1567- حبّة بن خالد الخزاعي «1» : وقيل العامري، أخو سواء بن خالد. صحابي نزل الكوفة. روى حديثه ابن ماجة بإسناد حسن من طريق الأعمش، عن أبي شرحبيل، عن حبة، وسواء ابني خالد، قالا: دخلنا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يعالج شيئا ... الحديث. ذكر من اسمه حبيب بالمهملة والموحدتين بوزن عظيم 1568- حبيب بن أسلم الأنصاري: ذكره ابن أبي حاتم، وقال: إنه بدريّ. وحكى عن أبيه أنه قال: لا أعرفه، وقال أبو عمر في ترجمة حبيب: مولى الأنصار- وقال آخرون: هو حبيب بن أسلم بني جشم بن الخزرج. 1569- حبيب بن الأسود «2» : يأتي في الخاء المعجمة. 1570- حبيب بن أسيد «3» : بالفتح- بن جارية- بالجيم- الثقفي، حليف بني زهرة. أخو بني بصير. استشهد باليمامة، ذكره أبو عمر. 1571 ز- حبيب بن أوس: أو ابن أبي أوس الثقفي. ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر فدلّ على أن له إدراكا، ولم يبق من ثقيف في حجة الوداع أحد إلا وقد أسلم وشهدها، فيكون هذا صحابيّا. وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين. 1572- حبيب بن بديل: بن ورقاء الخزاعي «4» . له ولأبيه ولأخيه عبد اللَّه صحبة. ذكره ابن شاهين في الصّحابة. وروى حديثه ابن عقدة في كتاب الموالاة بإسناد ضعيف من رواية أبي مريم عن زرّ بن   (1) أسد الغابة ت (1033) ، الاستيعاب ت (484) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 116، الطبقات 1/ 57، 132، تهذيب التهذيب 2/ 177، خلاصة تذهيب الكمال 1/ 191، تهذيب الكمال 1/ 256، تقريب التهذيب 1/ 148، الكاشف 1/ 201، التاريخ الكبير 3/ 92، الإكمال 2/ 319، بقي بن مخلد 806. (2) أسد الغابة ت (1036) ، المغازي 169، ابن هشام 1/ 697، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 429. 2/ 14. (3) أسد الغابة ت (1037) ، الاستيعاب ت (489) . (4) أسد الغابة ت (1038) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 حبيش، قال: قال علي: من ها هنا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ فقام اثنا عشر رجلا، منهم قيس بن ثابت، وحبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللَّه يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» «1» . 1573 ز- حبيب بن بغيض: يأتي ذكره في حبيب بن حبيب. 1574 ز- حبيب بن تيم الأنصاري: ذكر ابن أبي حاتم أنه استشهد بأحد. وسيأتي حبيب بن زيد بن تيم، فعله هذا. 1575 ز- حبيب بن جندب: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يكون بعض الأهلّة أكبر من بعض» . ذكره سعيد بن السكن، كذا رأيت في المسودة، وراجعت الصحابة لابن السكن فلم أره فيه. 1576- حبيب بن الحارث «2» : لم يذكر نسبه. روى ابن مندة من طريق محمد بن عبد الرحمن الطّفاوي، عن العاصي بن عمرو الطّفاوي، عن حبيب بن الحارث وأبي الغادية قالا: خرجنا مهاجرين ومعنا أم أبي الغادية فأسلموا. فقلت: يا رسول اللَّه، أوصني، قال: «إيّاك وما يسوء الأذن» «3» . وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن الطفاوي، عن العاصي بن عمرو، قال: خرج ... فذكره مرسلا. والعاصي مجهول. ووجدت لحبيب بن الحارث ذكرا في خبر آخر: روى الإسماعيلي في جمعه حديث   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 84 والترمذي (3713) وابن ماجة (121) وابن حبان (2202) والطبري في الكبير 3/ 199 وابن سعد في الطبقات 5/ 235 والحاكم في المستدرك 3/ 110 وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 59 والطحاوي في المشكل 2/ 307 وأبو نعيم في الحلية 4/ 23 وذكره الهيثمي في المجمع 7/ 17. (2) الإكمال 2/ 30، أسد الغابة ت (1039) ، الاستيعاب ت (494) . (3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 76 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 98 وقال رواه عبد اللَّه والطبراني وفيه العاصي بن عمرو الطفاوي وهو مستور روى عنه محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وتمام بن بريع وبقية رجال المسند رجال الصحيح، وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 239 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 324، 336. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 يحيى بن سعيد الأنصاري، من طريق الحسن الجفري، عن يحيى، عن سعيد بن المسيب، قال: بعث عمر عمير بن سعد أميرا على حمص ... فذكر قصة طويلة، وفيها: ثم إن عمر بعث إليه رسولا لا يقال له حبيب بن الحارث. وقد رواها أبو نعيم من وجه آخر في «الحلية» ، فقال فيها فبعث: إليه رجلا يقال: له الحارث. فاللَّه أعلم. 1577- حبيب بن حباشة «1» : بن حويرثة بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي ثم الخطميّ. نسبه ابن الكلبيّ وقال: صلّى عليه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال عبدان: توفي من جراحة أصابته ودفن ليلا فصلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على قبره. وذكر العسكريّ في التصحيف أنه خبيب- بالمعجمة والتصغير، ولن يتابع على ذلك. 1578- حبيب بن حبيب: بن مروان بن عامر بن ضباري بن حجيّة بن حرقوص بن مالك بن مازن بن عمرو بن تميم التميمي ثم المازني. قال ابن الكلبيّ: كان يقال له حبيب بن بغيض فوفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: أنت حبيب بن حبيب. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون. قلت: وذكر غيره عن هشام بن الكلبي أنه ذكره، وذكر أباه أيضا وأنهما جميعا وفدا. 1579 ز- حبيب بن حبيب: لعله الّذي قبله. روى الحاكم من طريق عمرو بن زياد، عن غالب بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لحسان بن ثابت: «قل في أبي بكر شيئا ... » الحديث. قال الحاكم: اسم جدّ غالب حبيب بن حبيب. قلت: والراويّ عن غالب متروك. وقال العقيلي: غالب هذا إسناده مجهول. 1580- حبيب بن حماز الأسدي «2» : قال أبو موسى، عن عبدان: هو من أصحاب   (1) أسد الغابة ت (1040) ، تجريد أسماء الصحابة، الاستبصار 1/ 270، عنوان النجابة 1/ 60. (2) الثقات 3/ 81 الجرح والتعديل 3/ 461، تجريد أسماء الصحابة 1/ 117، الطبقات الكبرى 6/ 232، 9/ 45، التاريخ الكبير 2/ 315، أسد الغابة ت (1041) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهد معه الأسفار، ثم ساق له من طريق الأعمش عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن حبيب بن حماز، قال: كنّا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في سفر فنزل منزلا فتعجّل ناس إلى المدينة ... الحديث. ورواه غيره من هذا الوجه: فقال: عن حبيب، عن أبي ذرّ. وذكر حبيبا هذا في التابعين البخاريّ وأبو حاتم والدارقطنيّ وابن حبان وغيرهم، وله ذكر في ترجمة خالد بن عرفطة يأتي. 1581- حبيب بن حمامة «1» : ويقال ابن أبي حمامة، ويقال ابن حماطة السلمي الشاعر. ورد ذكره في حديث فيه أن ابن حمامة السلمي قال: يا رسول اللَّه، إني قد أثنيت على ربي. الحديث. قال أبو موسى، عن عبدان: اسمه حبيب. فاللَّه أعلم. 1582 - حبيب بن خراش «2» العصري: بفتح المهملتين. قال ابن مندة: عداده في أهل البصرة. وروي بإسناد متروك من طريق محمد بن حبيب بن خراش عن أبيه أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «المسلمون إخوة ... » الحديث. 1583- حبيب بن خراش: بن حريث «3» بن الصامت بن كباس- بضم الكاف وتخفيف الموحدة- ابن جعفر بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظليّ. نسبه ابن الكلبيّ، وقال: شهد بدرا ومعه مولاه الصامت، وكان حليف بني سلمة من الأنصار. وذكره ابن سعد والطّبريّ وابن شاهين في الصحابة. 1584- حبيب بن خماشة «4» : بضم المعجمة وتخفيف الميم- الخطميّ. روى   (1) أسد الغابة ت (1042) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 117، أسد الغابة ت (1045) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 117، أسد الغابة ت (1044) . (4) أسد الغابة ت (1046) ، الاستيعاب ت (496) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 الحارث بن أبي أسامة في مسندة بإسناد فيه الواقدي أنه قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول بعرفة: «عرفة كلّها موقف» «1» . وسيأتي حبيب بن عمير بن خماشة جدّ أبي جعفر، فلعله هذا نسب لجده، وبذلك جزم أبو عمر. وتقدم قريبا حبيب بن حباشة وهو غير هذا، لأنه مات في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 1585- حبيب بن ربيّعة «2» : بالتشديد- السلمي، والد أبي عبد الرحمن، قال ابن حبّان: له صحبة. روى ابن مندة والخطيب من طريق وهب، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، قال: قال عبد اللَّه بن حبيب أبو عبد الرحمن: كان أبي من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وشهد معه. روى الخطيب وأبو نعيم من طريق عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن: سمعت حذيفة يقول: إن المضمار اليوم والسباق غدا. فقلت لأبي: يا أبت، أتستبق الناس غدا؟ قال: إنما هو في الأعمال. 1586- حبيب بن ربيعة: بن عمرو الثقفي «3» . استدركه أبو علي الجياني، وقال: إنه استشهد يوم جسر أبي عبيد. 1587- حبيب بن رياب: براء وتحتانية- السهمي. يأتي ذكره في ترجمة أخيه وائل. 1588- حبيب بن زيد: بن تميم «4» بن أسيد بن خفاف الأنصاريّ البياضي. روى ابن شاهين عن رجاله أنه قتل يوم أحد شهيدا، واستدركه أبو موسى.   (1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 893 كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف (. 2) حديث رقم (149/ 1218) وأبو داود في السنن 1/ 590 كتاب المناسك باب صفة حج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديث رقم 1907، وباب الصلاة بجمع حديث رقم 1935 والترمذي في السنن 3/ 232 كتاب الحج باب ما جاء أن عرفة كلها موقف حديث رقم 885. وابن ماجة في السنن 1/ 1001 كتاب المناسك باب (55) الموقف بعرفات حديث رقم 3010، والنسائي في السنن 5/ 265 كتاب مناسك الحج باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بالمزدلفة حديث رقم 3045 والطبراني في الكبير 11/ 49، 119، وأحمد في المسند 3/ 326، والبيهقي 5/ 115 والهيثمي في الزوائد 3/ 251. (2) الثقات 3/ 82. (3) أسد الغابة ت (1047) . (4) أسد الغابة ت (1048) ، الاستيعاب ت (486) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 1589- حبيب بن زيد: بن عاصم بن عمرو الأنصاريّ المازنيّ «1» ، أخو عبد اللَّه بن زيد. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة من الأنصار، وقال: هو الّذي أخذه مسيلمة فقتله، ثم أسند القصة عن محمد بن يحيى بن حبّان، وغيره. وقال ابن سعد: شهد حبيب أحدا والخندق والمشاهد، وروى ابن أبي شيبة، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن محمد- يعني ابن حزم- أن ّ حبيب بن زيد قتله مسيلمة، فلما كان يوم اليمامة خرج أخوه عبد اللَّه بن زيد وأمه وكانت نذرت ألّا يصيبها غسل حتى يقتل مسيلمة. 1590- حبيب بن زيد الكندي «2» : قال أبو موسى: ذكره علي بن سعيد العسكري وغيره في الصحابة، ثم روي من طريق علي بن قرين أحد المتروكين، عن الحسين بن زيد الكندي: سمعت عبد اللَّه بن حبيب الكندي يقول- عن أبيه: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما للمرأة من زوجها إذا مات؟ قال: «لها الرّبع إذا لم يكن لها ولد» . وأخرجه الإسماعيليّ، وروي من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين، عن الحسين بن زيد بهذا الإسناد، أنه سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن الوضوء ... الحديث. 1591- حبيب بن سعد، مولى الأنصار «3» : ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. قال أبو عمر: قال غيره حبيب بن أسود بن سعد وقيل حبيب بن أسلم مولى جشم بن الخزرج، فلا أدري أواحد أم اثنان. 1592- حبيب بن الضّحاك الجهنيّ «4» : ويقال الجمحيّ. روى أبو نعيم من طريق عبد العزيز العمّي عن مسلمة بن خالد، عنه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال: «أتاني جبرائيل فقال: رأيت رحما معلّقة بالعرش تدعو على من قطعها؟ قلت: كم بينهما؟ قال: خمسة عشر أبا» . إسناده مجهول، وأظنه مرسلا. 1593 ز- حبيب بن عبد اللَّه الأنصاري: ذكر وثيمة في الردة أنه كان رسول أبي بكر   (1) أسد الغابة ت (1049) ، الاستيعاب ت (487) . (2) أسد الغابة ت (1050) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 11، التحفة اللطيفة 1/ 445، عنوان النجابة 1/ 68. (3) أسد الغابة ت (1052) ، الاستيعاب ت (485) . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 118، العقد الثمين 4/ 48، أسد الغابة ت (1055) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 الصديق إلى مسيلمة وبني حنيفة يدعوهم إلى الرجوع إلى الإسلام، فقرأ عليهم الكتاب، ثم وعظهم موعظة بليغة فقتله مسيلمة. قلت: وهذه القصة يذكر نحوها لحبيب بن زيد أخي عبد اللَّه المقدم ذكره، فلعله آخر. 1594 ز- حبيب بن عبد شمس: بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم أخو الوليد. ذكر وثيمة أنه استشهد باليمامة. 1595- حبيب بن عمرو: بن عمير بن عوف بن غيرة «1» بكسر المعجمة وفتح التحتانية- ابن عوف بن ثقيف الثقفي. روى ابن جرير من طريق عكرمة في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ... [البقرة: 278] الآية، قال: نزلت في ثقيف، منهم مسعود وحبيب وربيعة وعبد ياليل بنو عمرو بن عمير وكذا ذكره مقاتل في تفسيره، وأخرجه ابن مندة من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. 1596- حبيب بن عمرو: بن محصن «2» بن عمرو بن عتيك بن مبذول الأنصاريّ. ذكره ابن شاهين في الصحابة، وتبعه أبو عمر، قال: واستشهد وهو ذاهب إلى اليمامة. 1597- حبيب بن عمرو السّلاماني «3» : بمهملة ولام خفيفة. ذكره ابن سعد. وقال ابن السكن، كان يسكن الجناب، وهو من بني سلامان بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن قضاعة. قال الواقديّ: حدثني محمد بن يحيى بن سهل، قال: وجدت في كتاب آبائي أن ّ حبيب بن عمرو السّلاماني كان يحدّث، قال: قدمنا- وفد سلامان- على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ونحن سبعة نفر، فانتهينا إلى باب المسجد، فصادفنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خارجا من المسجد إلى جنازة دعي إليها، فلما رأيناه قلنا: السلام عليك يا رسول اللَّه ... فذكر القصة: وفيها أنه أمر ثوبان بإنزالهم، في دار رملة بنت الحارث، وأنهم لما سمعوا الظّهر أتوا المسجد فصلّوا مع رسول   (1) أسد الغابة ت (1058) . (2) أسد الغابة ت (1059) ، الاستيعاب ت (490) . (3) الاستيعاب ت (498) ، أسد الغابة ت (1057) ، الثقات 3/ 82، تجريد أسماء الصحابة 1/ 118، المغني 1301، التحفة اللطيفة 2/ 456، الجرح والتعديل 3/ 478، 7/ 206. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنه سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، ما أفضل الأعمال؟ قال: «الصّلاة في وقتها» . وأنه سأل عن رقية العين وذكرها، فأذن له فيها ... فذكر الحديث بطوله. وقال ابن مندة: روى عبد الجبار بن سعيد، عن محمد بن صدقة، عن محمد بن يحيى بن سهل، عن أبيه، عن حبيب بن عمرو السّلاماني- أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وساقه ابن السّكن من هذا الوجه مطوّلا، وروى من طريق الواقدي أنّ قدومه كان في شوال سنة عشر من الهجرة. 1598 ز- حبيب بن عمرو: الطائي ثم الأجئي- بهمزة مفتوحة غير ممدودة وجيم مفتوحة بعدها همزة مكسورة مقصورة. ذكره الرشاطيّ عن علي بن حرب العراقي في التيجان عن أبي المنذر- هو هشام بن الكلبي- عن جميل بن مرثد، قال: وفد رجل من الأجئيّين يقال له حبيب بن عمرو على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكتب له كتابا: «من محمّد رسول اللَّه لحبيب بن عمرو أحد بني أجأ ولمن أسلم من قومه وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة أنّ له ماءه وماله ... » الحديث. 1599 ز- حبيب بن عمرو «1» : لم يذكر نسبه. روى عبدان من طريق العلاء بن عبد الجبار، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن حبيب بن عمرو- وكان قد بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه كان إذا مرّ على قوم قال: «السّلام عليكم» . رجاله ثقات. قال أبو موسى: يحتمل أن يكون هو حبيب بن عمير جدّ أبي جعفر- يعني الّذي بعده. 1600- حبيب بن عمير: بن حماشة الخطميّ الأنصاري «2» ، روى عبدان من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن جده حبيب بن عمير. أنه جمع بنيه، فقال: اتقوا اللَّه ولا تجالسوا السفهاء ... الحديث. 1601- حبيب بن فويك «3» : بفاء وواو مصغّرا- ويقال بدل الواو دال ويقال راء.   (1) أسد الغابة ت (1060) . (2) أسد الغابة ت (1061) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 119، الجرح والتعديل 3/ 493، بقي بن مخلد 797، الاستيعاب ت (493) ، أسد الغابة ت (1063) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 ذكره البغويّ وابن السّكن وغيرهما، وروى ابن أبي شيبة وعتبة، من طريق عبد العزيز بن عمر، عن رجل من بني سلامان، عن أمه- أنّ خالها حبيب بن فويك حدّثها أنّ أباه خرج به إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا، فسأله فقال: كنت أروّض جملا لي فوقعت رجلي على بيض حية فأصيب بصري، فنفث في عينيه فأبصر، قال: فرأيته يدخل الخيط في الإبرة، وإنه لابن ثمانين، وإن عينيه لمبيضتان. قال ابن السّكن: لم يروه غير محمد بن بشر، ولا أعلم لحبيب غيره. قلت: روى ابن مندة من طريق عبد العزيز بن عمر أيضا عن الحليس السلاماني عن أبيه عن جده حبيب بن فويك بن عمرو- أنه عرض على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم رقية من العين، فأذن له فيها، فدعا له بالبركة. فهذا حديث آخر، لكنه أشعر أنه حبيب بن عمرو السلاماني المتقدم ذكره، فكأنه نسب هناك لجده. واللَّه أعلم. 1602- حبيب بن مخنف الغامدي «1» : قال ابن مندة: روى حديثه ابن جريج عن عبد الكريم عن حبيب بن مخنف، قال: انتهيت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم عرفة ... الحديث. والصّحيح ما رواه عبد الرزاق وغيره عن ابن جريج عن عبد الكريم عن حبيب بن مخنف عن أبيه، وهو مخنف بن سلم. وسيأتي في الميم إن شاء اللَّه تعالى. 1603- حبيب بن أبي مرضية «2» : ذكره عبدان في الصحابة، وقال: جاء عنه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم نزل منزلا بخيبر، فقيل له: انتقل فإنه وبيء ... الحديث. قال عبدان: لا يعرف له صحبة. قلت: ولم يسق أبو موسى سنده، وقال في التجريد: إنه منكر. [1604- حبيب بن مروان التميمي «3» : ثم المازني. كان اسمه بغيضا فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. تقدم ذكره في ترجمة ولده حبيب] «4» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 119، الجرح والتعديل 3/ 498، ذيل الكاشف 239، أسد الغابة ت (1065) ، الاستيعاب ت (497) . (2) أسد الغابة ت (1066) . (3) أسد الغابة ت (1067) . (4) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 1605- حبيب بن مسلمة» : بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن وائلة بن عمرو بن شيبان ابن محارب بن فهر، أبو عبد الرحمن الفهري الحجازيّ، نزل الشام. قال البخاريّ: له صحبة. وقال مصعب الزّبيريّ: كان يقال له حبيب الروم لكثرة جهاده فيهم. وقال ابن سعد- عن الواقدي: كان له يوم توفي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم اثنتا عشرة سنة وقال ابن معين: أهل الشّام يثبتون صحبته، وأهل المدينة ينكرونها. وقال الزّبير: كان تامّ البدن فدخل على عمر، فقال: إنك لجيد القناة. وروى الطبراني من طريق ابن هبيرة عن حبيب بن مسلمة- وكان مستجابا. وقال سعيد بن عبد العزيز: كان مجاب الدعوة. وذكره حسان في قصيدته التي رثى فيها عثمان يقول فيها: إن تمس دار بني عفّان خالية ... باب صريع وباب مخرق خرب فقد يصادف باغي الخير حاجته ... فيها ويأوي إليه الذّكر والحسب يا أيّها النّاس أبدوا ذات أنفسكم ... لا يستوي الصّدق عند اللَّه والكذب إلّا تنيبوا لأمر اللَّه تعترفوا ... كتائبا عصبا من خلفها عصب فيهم حبيب شهاب الحرب يقدمهم ... مستلئما قد بدا في وجهه الغضب «2» [البسيط] قال ابن حبيب: هو حبيب بن مسلمة ... وهو الّذي فتح أرمينية. وقال ابن سعد: لم يزل مع معاوية في حروبه، ووجّهه إلى أرمينية واليا فمات بها سنة اثنتين وأربعين ولم يبلغ خمسين. روى له أبو داود وابن ماجة وابن حبّان في صحيحه حديثا واحدا في النفل، وله ذكر في صحيح البخاريّ في قصة الحكمين لما تكلم معاوية. قال ابن عمر: فأردت أن أقول:   (1) طبقات ابن سعد 7/ 409، التاريخ الكبير 2/ 310، التاريخ الكبير 1/ 129، الجرح والتعديل 3/ 108، المستدرك 3/ 346، 432 جمهرة أنساب العرب 178- 179، تاريخ ابن عساكر 4/ 90 تهذيب الكمال 232، تاريخ الإسلام 2/ 215، تذهيب التهذيب 1/ 120، العقد الثمين 4/ 94، تهذيب التهذيب 2/ 190 خلاصة تذهيب الكمال 61، تهذيب ابن عساكر 4/ 38، أسد الغابة ت (1068) ، الاستيعاب ت (488) . (2) انظر ديوان حسان ص 22، وتاريخ الطبري 4/ 425. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 أحق بهذا الأمر من قاتلك وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تفرّق الجمع، فقال له حبيب بن مسلمة: حفظت وعصمت. 1606- حبيب بن ملة الكناني «1» : تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن أبي إياس. 1607 ز- حبيب بن يزيد الأنصاريّ: من بني عمرو بن مبذول. ذكر وثيمة أنه استشهد باليمامة. 1608 ز- حبيب بن أبي اليسر: بن عمرو الأنصاري «2» . قال أبو علي الجياني: له صحبة، واستشهد بالحرّة. وكذا استدركه ابن الأمين وابن فتحون وعزياه للعدوي. 1609 ز- حبيب السلمي «3» والد عبد الرحمن: تقدم في حبيب بن ربيعة. 1610 ز- حبيب العنزي «4» : بفتح المهملة والنون بعدها زاي. أورده عبدان في الصحابة، وأخرج له من طريق يونس بن خبّاب، عن طلق بن حبيب، عن أبيه- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وبه الأسر، فأمره أن يقول: «ربّنا اللَّه الّذي في السّماء ... » «5» الحديث. قال: ورواه شعبة عن يونس، عن طلق، عن رجل من أهل الشام عن أبيه. وهو أصحّ. 1611 ز- حبيب الكلاعي «6» ، أبو ضمرة: روى ابن السكن من طريق عبد العزيز بن ضمرة بن حبيب، عن أبيه، عن جدّه- وكانت له صحبة- عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فضل صلاة الجماعة على صلاة الرّجل وحده خمس وعشرون درجة ... » «7» الحديث.   (1) أسد الغابة ت (1069) . (2) أسد الغابة ت (1072) . (3) أسد الغابة ت (1053) ، الاستيعاب ت (495) . (4) أسد الغابة ت (1062) . (5) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 344 عن أبي الدرداء وقال قد احتج الشيخان بجميع رواة هذا الحديث غير زيادة بن محمد وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28412 وعزاه للطبراني والحاكم عن أبي الدرداء وابن عدي في الكامل 3/ 1054، والمنذري في الترغيب 4/ 305. (6) أسد الغابة ت (1056) . (7) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 108، وأحمد في المسند 2/ 264، 396، 501، وعبد الرزاق في المصنف 2001، وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 41، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 20218، 20262، 20261، 20263. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 قال ابن السّكن: لم أجد لحبيب ذكرا إلا في هذه الرواية. واستدركه أبو علي الجيّاني وابن فتحون. 1612- حبيش الأشعر «1» : ويقال ابن الأشعر، والأشعر لقب، وهو حبيش بن خالد بن سعد بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن خنيس بمعجمة ثم موحدة ثم مثناة ثم مهملة مصغّرا- ابن حرام بن حبشيّة بن كعب بن عمرو الخزاعي. يكنى أبا صخر، وهو أخو أم معبد. قال موسى بن عقبة وغيره: استشهد يوم الفتح. روى البخاريّ من طريق هشام بن عروة عن أبيه أنّ حبيش بن الأشعر قتل مع خالد بن الوليد يوم فتح مكة، وسيأتي ذلك أيضا في ترجمة كرز بن جابر. وروى البغويّ وابن شاهين وابن السّكن والطّبرانيّ وابن مندة وغيرهم من طريق حرام بن هشام بن حبيش عن أبيه، عن حبيش بن خالد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حين خرج من مكة مهاجرا خرج معه أبو بكر ... فذكر قصة أم معبد بطولها. وقال أحمد: حدثنا موسى بن داود، حدثنا حرام بن هشام بن حبيش، قال: شهد جدّي حبيش الفتح مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه ابن مندة. 1613 ز- حبيش بن يعلى بن أمية: ذكره ابن الكلبيّ والهيثم بن عدي في المثالب فقال ابن الكلبيّ في باب السّرقة: كانت أم عمرو بنت سفيان عند عبد الأسد المخزومي خرجت تحت الليل فوقعت بركب بجانب المدينة، فذكر القصة في قطعها، فقال ابن يعلى بن أمية حليف بني نوفل وهو من بني حنظلة ثم من بني تميم في ذلك: باتت تجرّعنا تميم في كفّها ... حتّى أقرّت غير ذات بنان فدنوا «2» عبيدا واقتدوا بأبيكم ... ودعوا التّبختر يا بني سفيان وذكر هذه القصة والشعر ابن سعد في الطبقات في ترجمة فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد، وهي بنت عم أبي عمر بن سفيان المذكورة. وقال فيها: فقال حبيش بن يعلى ابن أمية. فذكر شيئا من الأبيات، وذكر أن ذلك كان في حجّة الوداع.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 120، الجرح والتعديل 3/ 1332، الوافي بالوفيات 11/ 424، الطبقات الكبرى 4/ 293، العقد الثمين 4/ 52، تبصير المنتبه 2/ 538 المؤتلف والمختلف 49. (2) في أ: كونوا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 وفي رواية ابن الكلبيّ أنها لما قطعت دخلت دار أسيد بن حضير فدلّ على أن ذلك وقع بالمدينة، ويعلى بن أمية صحابي شهير. وهذه القصة تشعر أن لولده صحبة، ولم أر من ذكره في الصحابة وهو على شرطهم فقد ذكروا أمثاله. واللَّه أعلم. 1614- حبيش بن شريح الحبشي «1» : أبو حفصة. يأتي في القسم الأخير. 1615- حبيلة بن عامر: يأتي بعد قليل. 1616 ز- حبّى «2» : بضم أوله وتشديد الموحدة الممالة، وقيل بتحتانيتين مصغّرا، وقيل حي بفتح المهملة وتشديد التحتانية- ابن جارية- بالجيم والتحتانية، وقيل بالمهملة والمثقلة. والأول هو الراجح. وذكره ابن إسحاق والواقديّ وغيرهما فيمن استشهد يوم اليمامة. وذكره الطبراني فيمن أسلم يوم الفتح، وضبطه ابن ماكولا كما ضبطته أولا. وحكى الخلاف فيه. الحاء بعدها التاء 1617- الحتات «3» : بضم أوله وتخفيف المثناة- ابن زيد بن علقمة بن حوي بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي المجاشعي. ذكره ابن إسحاق وابن الكلبي فيمن وفد من بني تميم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأسلموا، وقال ابن هشام: هو القائل: لعمر أبيك فلا تكذبن ... لقد ذهب الخير إلّا قليلا لقد فتن النّاس في دينهم ... وأبقى ابن عفّان شرّا طويلا «4» [المتقارب] وأخرج الدّارقطنيّ في «المؤتلف» ومن طريقه أبو عمر، من رواية نصر بن علي الأصمعيّ، عن الحارث بن عمير، عن أيوب، قال: غزا الحتات المجاشعي، وحارثة بن قدامة، والأحنف، فرجع الحتات، فقال لمعاوية فضّلت عليّ محرقا ومخذلا. قال اشتريت منهما ذمتهما قال: فاشتر مني ذمّتي.   (1) أسد الغابة ت (1076) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 121، الكاشف 1/ 205 خلاصة تذهيب التهذيب 1/ 195، تهذيب الكمال 1/ 231، تهذيب التهذيب 2/ 194، تقريب التهذيب 1/ 152، التاريخ الكبير 3/ 123. (2) أسد الغابة ت (1073) . (3) أسد الغابة ت (1078) . (4) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (605) . وسيرة ابن هشام 4/ 223. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 قال نصر: يعني بالمحرق حارثة بن قدامة، لأنه كان حرق دار الإمارة بالبصرة. وبالمخذّل الأحنف، لأنه كان خذل عن عائشة والزّبير يوم الجمل. وقال ابن عبد البرّ: ذكر ابن إسحاق وابن الكلبي وابن هشام أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم آخى بين الحتات ومعاوية، فمات الحتات عند معاوية في خلافته فورّثه بالأخوة، فقال الفرزدق في ذلك- فذكر البيتين الآتيين. قال ابن هشام وهما في قصيدة له. وقال المدائنيّ: كان الحتات مع معاوية في حروبه، فوفد عليه في خلافته، فخرجت جوائزهم، فأقام الحتات حتى مات فقبض معاوية ماله. فخرج إليه الفرزدق وهو غلام فأنشده: أبوك وعمّي يا معاوي أورثا ... تراثا فتحتاز التّراث أقاربه فما بال ميراث الحتات أكلته ... وميراث حرب جامد لك ذائبه «1» [الطويل] .... الأبيات. فدفع إليه ميراثه. وقال أبو عمر: كان للحتات بنون: عبد اللَّه، وعبد الملك، وغيرهما، وقد ولي بنو الحتات لبني أمية. انتهى. وينظر كيف يجتمع هذا مع قصّة معاوية في حيازته ميراثه؟ 1618- الحتات بن عمرو الأنصاري «2» : أخو أبي اليسر. تقدم في الحباب بموحدتين. باب الحاء بعدها الثاء 1619- حثيلة بن عامر: يأتي في جميلة.   (1) البيتان في ديوان الفرزدق مع اختلاف يسير وبعدهما: فلو كان هذا الأمر في جاهليّة ... علمت من المرء القليل حلائبه وانظر النقائض 608، 609. وفي أسد الغابة ترجمة رقم 1078 البيتان الأولان من الأبيات. (2) أسد الغابة ت (1077) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 الحاء بعدها الجيم 1620 ز - الحجاج بن الحارث «1» : بن قيس بن عدي بن سهم القرشي السهمي، أخو السائب وعبد اللَّه وأبي قيس وابن عم عبد اللَّه بن حذافة. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهم فيمن هاجر إلى الحبشة وقالوا كلهم: استشهد بأجنادين إلا ابن سعد وسيف فقالا: قتل باليرموك سنة خمس عشرة. وأنكر ابن الكلبيّ هجرته إلى الحبشة، وقال: لم يسلم إلا بعد ذلك. وكذا قال: الزبير بن بكار إنه أسر يوم بدر فأسلم بعد ذلك. 1621- الحجاج بن خلي السّلفي: بضم المهملة وفتح اللام بعدها فاء. قال ابن يونس: له صحبة فيما قيل، ولا أعلم له رواية، واستدركه في التجريد. 1622- الحجاج بن ذي العنق الأحمسي: روى ابن السّكن من طريق طارق بن شهاب، عن قيس بن أبي حازم، عنه أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في رهط من قومه. وذكر سيف في الفتوح أنه كان أحد الشهود في عهد كتبه خالد بن الوليد بالعراق سنة اثنتي عشرة، وأنه كان في إمارة بعض نواحي الحيرة. 1623- الحجّاج: بن سفيان بن نبيرة القريعي. يأتي ذكره في ترجمة زيد بن معاوية النميري، إن شاء اللَّه تعالى. 1624- الحجّاج بن عامر الثّمالي «2» : عداده في أهل حمص. قال البخاري: ويقال: ابن عبد اللَّه. نزل الشام، له صحبة. وقال أحمد بن محمّد بن عيسى الحمصيّ في «تاريخ الحمصيين» : الحجاج بن عامر صحابي أخبرني بعض من رأى ولده بحمص. وروى الطّبرانيّ من طريق خالد بن معدان عن الحجاج بن عامر الثمالي، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن عبد اللَّه بن عامر الثمالي، وكان من الصحابة أيضا- أنهما صلّيا مع   (1) المغازي 142، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 148، أسد الغابة ت (1080) ، الاستيعاب ت (499) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 121، الجرح والتعديل 3/ 697، التاريخ الكبير 2/ 371، أسد الغابة ت (1081) ، الاستيعاب ت (502) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 عمر بن الخطاب فقرأ: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق 1] ، فسجد فيها. وروى البغويّ وابن السّكن والباورديّ والطبراني من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن شرحبيل بن مسلم، أنه سمع الحجّاج بن عامر الثمالي- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا. وروى ابن أبي عاصم، والبيهقيّ، وأبو نعيم- من طريق إسماعيل أيضا عن شرحبيل، قال: رأيت خمسة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقصّون شواربهم- الحديث- فذكره فيهم. 1625- الحجّاج بن عبد اللَّه النصري «1» : بالنون- قال ابن عيسى في تاريخ حمص: رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحدّث عنه أبو سلام الأسود. روى البغويّ والباورديّ، والحسن بن سفيان، وابن أبي شيبة، من طريق مكحول: حدثنا الحجاج بن عبد اللَّه، قال: النفل حق، نفل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن الحجاج بن عبد اللَّه النصري هل له صحبة؟ فقال: لا أعرفه. وقال في موضع آخر: سمعت أبي يقول: هو تابعي. وقال ابن أبي حاتم في ترجمة سفيان بن مجيب: الحجاج بن عبد اللَّه له صحبة. وذكره ابن حبّان في التّابعين، وكان ذكره في الصّحابة، وقال: يقال له صحبة. وذكره مطين ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وغير واحد في الصحابة. 1626- الحجّاج: بن عبد اللَّه، ويقال ابن عبد، ويقال ابن عتيك الثقفي. ذكره خليفة فيمن نزل البصرة ثم الكوفة من الصحابة. وذكر أبو حذيفة إسحاق بن بشر في المبتدإ أنه كان زوج أم جميل الهلالية، فهلك عنها، فكان المغيرة بن شعبة يدخل عليها، فأنكر ذلك عليه أبو بكرة، فكان من قصة الشهادة عليه ما كان، وذلك سنة سبع عشرة من الهجرة. وقال عمر بن شبّة في أخبار البصرة بإسناد له: إن المرأة التي رمي بها المغيرة هي أم جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية. ويقال: إن أصل أبيها من ثقيف، قال: واسم زوجها   (1) أسد الغابة ت (1082) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 121، الجرح والتعديل 3/ 693، بقي بن مخلد 3/ 69. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 الحجاج بن عتيك بن الحارث بن عوف بن وهب بن عمرو الجشمي، وكان ممن قدم البصرة أيام عتبة بن غزوان، وولي حائط المسجد مما يلي بني سليم أيام زياد، وكان قد رحل بامرأته إلى الكوفة لمّا جرى للمغيرة ما جرى، ثم رجع إليها في إمارة أبي موسى فاستعمله على بعض أعماله. 1627- الحجاج بن علاط «1» : - بكسر المهملة وتخفيف اللام- ابن خالد بن ثويرة- بالمثلثة مصغرا- ابن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد السلمي ثم الفهري. يكنى أبا كلاب، ويقال: كنيته أبو محمد وأبو عبد اللَّه. قال ابن سعد: قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو بخيبر فأسلم. وسكن المدينة واختطّ بها دارا ومسجدا. وقال عبد الرّزاق: أخبرنا معمر، عن ثابت، عن أنس. لما افتتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول اللَّه، إنّ لي بمكة أهلا ومالا، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حلّ إن قلت فيك شيئا؟ فأذن له ... الحديث بطوله رواه أحمد وأبو إسحاق عن عبد الرزاق، ورواه النّسائي عن إسحاق وأبي يعلى والطّبراني، وابن مندة من طريق عبد الرزاق. وقال ابن إسحاق في السيرة: حدثني بعض أهل المدينة قال: لما أسلم الحجاج بن علاط شهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر، فذكر القصّة نحو حديث أنس بطولها. وروى ابن أبي الدّنيا في هواتف الجان، من طريق واثلة بن الأسقع، قال: كان سبب إسلام الحجاج بن علاط أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة، فلما جنّ عليه الليل استوحش فقام يحرس أصحابه ويقول: أعيذ نفسي وأعيذ صحبي ... حتّى أعود سالما وركبي «2» [الرجز] فسمع قائلا يقول: يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا ... [الرحمن 23] الآية. فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشا، فقالوا له: يا أبا كلاب، إن هذا فيما يزعم محمد أنه أنزل عليه قال: فسأل عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقيل له: هو بالمدينة، قال: فأسلم الحجاج وحسن إسلامه.   (1) الاستيعاب ت (500) ، ذيل الكاشف 247، أسد الغابة ت (1083) . (2) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1083) ، والاستيعاب ترجمة رقم (500) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب أنه أول من بعث إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بصدقة من معدن «1» بني سليم. وقال ابن السّكن: نزل الحجاج حمص، واستعمل معاوية ابنه عبد اللَّه بن الحجاج على حمص. وروى من طريق مجاهد عن الشعبي، قال: كتب عمر إلى أهل الشام أن ابعثوا إليّ برجل من أشرافكم، فبعثوا إليه الحجاج بن علاط. ويأتي له ذكر في ترجمة أبي الأعور السّلمي. وقال ابن حبّان: إنه مات أول خلافة عمر. وروى يعقوب بن شيبة، من طريق جرير بن حازم قال: قتل المعرض بن علاط يوم الجمل، فقال أخوه الحجاج يرثيه ... فذكر الشعر. قلت: فهذا يدل على أنه بقي إلى خلافة علي، لكن سيأتي في ترجمة ولده نصر بن الحجاج ما يدلّ على أن أباه مات في خلافة عمر. وذكر الدّارقطنيّ أن الّذي قتل بالجمل ولده معرّض بن الحجاج بن علاط، وأن الّذي رثاه أخوه نصر، فكأن هذا أصوب. وللحجاج بن علاط أخ اسمه صالح أظنّه مات في الجاهلية. ذكره حسان بن ثابت في قصيدته الطائية التي يقول فيها: لكميت كأنّها دم جوف ... عتّقت من سلافة الأنباط فاحتواها فتى يهين لها المال ... ونادمت صالح بن علاط [الخفيف] [وأنشد له المرزبانيّ في «معجم الشعراء» أبياتا يمدح فيها عليّا يوم أحد يقول فيها: وعللت سيفك بالدّماء ولم تكن ... لتردّه حرّان حتّى ينهلا «2» ] [الكامل] 1628- الحجاج: بن عمرو «3» بن غزيّة بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي.   (1) معدن بني سليم: هو معدن فران ذكر في فران وهو من أعمال المدينة انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1288. (2) سقط من أ. (3) الاستيعاب ت (501) ، أسد الغابة ت (1084) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 123، تقريب التهذيب 1/ 153، الجرح والتعديل 3/ 692، الطبقات 1/ 105، خلاصة 1/ 698 تهذيب الكمال 1/ 233، التحفة اللطيفة 1/ 458، الوافي بالوفيات 11/ 450، الكاشف 1/ 207، حلية الأولياء 1/ 357، تهذيب التهذيب 2/ 204، الطبقات الكبرى 5/ 267، التاريخ الكبير 2/ 370، بقي بن مخلد 338. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 روى له أصحاب السنن حديثا صرح بسماعه فيه من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في الحج. قال ابن المدينيّ. هو الّذي ضرب مروان يوم الدار حتى سقط. وقال أبو نعيم: شهد صفّين مع عليّ. وروى عنه ضمرة بن سعيد وعبد اللَّه بن رافع وغيرهما. وأما العجليّ وابن البرقي وابن سعد، فذكروه في التابعين. 1629- الحجّاج: بن عمرو «1» ويقال الحجاج بن مالك بن عمير، ويقال: عويمر بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة، يكنى أبا حدرد- ذكره ابن سعد في الصحابة، فقال: ابن عمرو، وذكره غيره فقال: ابن مالك. روى عنه ابنه حجاج وعروة. وروى له الثلاثة حديثا في الرّضاع، سأل عنه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. 1630- الحجّاج بن مالك الأسلمي «2» : ذكر في الّذي قبله. 1631- الحجّاج بن منبّه «3» : بن الحجاج بن حذيفة بن عامر بن سعد بن سهم القرشي السهمي. ذكره الدّارقطنيّ في الصّحابة، وأبوه قتل كافرا بأحد. روى ابن قانع من طريق أحمد بن إبراهيم [الكريزي] عن إبراهيم بن منبه بن الحجاج السلمي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من رأيتموه يذكر أبا بكر وعمر بسوء فإنّما يرتدّ عن الإسلام» «4» . وفي إسناده غير واحد من المجهولين استدركه ابن الأمين وابن الأثير عن الغساني.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 122، تقريب التهذيب 1/ 154، الجرح والتعديل 3/ 705، خلاصة التذهيب 1/ 198، تهذيب الكمال 1/ 234 الوافي بالوفيات 11/ 455، تهذيب التهذيب 2/ 205، حلية الأولياء 1/ 357 الكاشف 1/ 207، التاريخ الكبير 2/ 371، الطبقات الكبرى 4/ 318، بقي بن مخلد 261. (2) أسد الغابة ت (1087) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 122، أسد الغابة ت (1089) . (4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32711 ولفظه من رأيتموه يذكر أبا بكر بسوء فاقتلوه ... الحديث وعزاه لأبي نعيم في الحلية وابن قانع عن إبراهيم بن منبه بن الحجاج السهمي عن أبيه عن جده وفي سنده مجاهيل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 1632- الحجاج الباهلي «1» : روى عن ابن مسعود حديثا، ووقع في السند ما يدل على أن له صحبة. وروى أحمد من طريق شعبة: سمعت الحجاج بن الحجاج الباهلي يحدّث عن أبيه. وكان قد حجّ مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: عن ابن مسعود، فذكر حديثا. ووقع في رواية البغويّ والباوردي وغيرهما من هذا الوجه عن أبيه، وكانت له صحبة. وقال ابن السّكن: لم أجد له رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. 1633- حجر بن حنظلة:، قيل هو اسم دغفل «2» - يأتي في الدال. 1634- حجر: - بضم أوله وسكون الجيم- ابن عدي بن معاوية «3» بن جبلة بن عدي ابن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، المعروف بحجر بن الأدبر، حجر الخير. وذكر ابن سعد ومصعب الزبيري فيما رواه الحاكم عنه أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وأخوه هانئ بن عدي، وأن حجر بن عدي شهد القادسية، وأنه شهد بعد ذلك الجمل وصفّين وصحب عليا، فكان من شيعته، وقتل بمرج عذراء» . بأمر معاوية وكان حجر هو الّذي افتتحها، فقدّر أن قتل بها. وقد ذكر ابن الكلبيّ جميع ذلك، وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء عليّ يوم صفّين. وروى ابن السّكن وغيره، من طريق إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه- أنه شهد هو حجر بن الأدبر موت أبي ذرّ بالرّبذة «5» .   (1) أسد الغابة ت (1079) . (2) ثبت في ط «دعبل» وهو تصحيف. (3) الاستيعاب ت (505) ، أسد الغابة ت (1093) ، طبقات ابن سعد 6/ 217، طبقات خليفة ت 1042، المحبر 292، التاريخ الكبير 3/ 72، التاريخ الصغير 1/ 95، المعارف 334، الجرح والتعديل 3/ 266، تاريخ الطبري 5/ 253، مروج الذهب 3/ 188، مشاهير علماء الأمصار 648، الأغاني 17، 133، معجم الطبراني 4/ 39، المستدرك 3/ 468، جمهرة أنساب العرب 426، تاريخ ابن عساكر 4/ 131، الكامل 3/ 472، تاريخ الإسلام 2/ 275، مرآة الجنان 1- 125، البداية والنهاية 8/ 49، شذرات الذهب 1/ 57، تهذيب ابن عساكر 4/ 87. (4) مرج عذراء: بغوطة دمشق انظر: مراصد الاطلاع 3/ 2255. (5) الرّبذة: بفتح أوله وثانيه وذال معجمة مفتوحة: من قرية المدينة على ثلاثة أميال منها قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز وإذا رحلت من فيد تريد مكة، بها قبر أبي ذر خربت في سنة تسع عشرة وثلاثمائة بالقرامطة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 601. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 أما البخاريّ وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان فذكروه في التابعين. وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، فإما أن يكون ظنه آخر، وإما أن يكون ذهل. وروى ابن قانع في ترجمته من طريق شعيب بن حرب عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن حجر بن عدي- رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّ قوما يشربون الخمر يسمّونها بغير اسمها» «1» . وروى أحمد في الزّهد والحاكم في المستدرك من طريق ابن سيرين قال: أطال زياد الخطبة- فقال حجر: الصلاة فمضى في خطبته فحصبه حجر والناس، فنزل زياد، فكتب إلى معاوية، فكتب إليه أن سرّح به إليّ. فلما قدم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: أو أمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم. فأمر بقتله. فقال: لا تطلقوا عني حديدا. ولا تغسلوا عنّي دما: فإنّي لاق معاوية بالجادّة، وإني مخاصم وروى الرّويانيّ والطّبرانيّ والحاكم من طريق أبي إسحاق قال: رأيت حجر بن عديّ، وهو يقول: ألا إني على بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها. وروى ابن أبي الدّنيا والحاكم وعمر بن شبّة من طريق ابن عون. عن نافع. قال: لما انطلق بحجر بن عدي كان ابن عمر يتخبّر عنه فأخبر بقتله وهو بالسوق فأطلق حبوته وولى وهو يبكي. وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن أبي الأسود، قال: دخل معاوية على عائشة فعاتبته في قتل حجر وأصحابه، وقالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يقتل بعدي أناس يغضب اللَّه لهم وأهل السّماء» . في سنده انقطاع. وروى إبراهيم بن الجنيد في «كتاب الأولياء» بسند منقطع: أنّ حجر بن عدي أصابته جنابة، فقال للموكل به: أعطني شرابي أتطهر به. ولا تعطني غدا شيئا. فقال: أخاف أن تموت عطشا فيقتلني معاوية قال: فدعا اللَّه فانسكبت له سحابة بالماء. فأخذ منها الّذي احتاج إليه. فقال له أصحابه: ادع اللَّه أن يخلّصنا. فقال: اللَّهمّ خر لنا. قال: فقتل هو وطائفة منهم.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13263 وعزاه للطبراني وابن قانع عن ابن عباس وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 57 وقال رواه الطبراني ورجاله ثقات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 قال خليفة وأبو عبيد وغير واحد. قتل سنة إحدى وخمسين وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد: كان قتله سنة ثلاث وخمسين. [وقال ابن الكلبيّ: وكان لحجر بن عديّ ولدان. عبد اللَّه، وعبد الرحمن، قتلا مع المختار لما غلب عليه مصعب، وهرب ابن عمهما معاذ بن هانئ بن عدي إلى الشام، وابن عمهم هانئ بن الجعد بن عدي كان من أشراف الكوفة] «1» . 1635- حجر بن النعمان: بن عمرو بن عرفجة بن عاتك بن امرئ القيس «2» بن ذهل بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ. ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أخرجه ابن شاهين، واستدركه أبو موسى وابن الأمين. 1636- حجر بن يزيد: بن سلمة «3» بن مرّة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي. قال ابن سعد في الطبقة الرابعة: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأسلم، وكان شريفا، وكان يلقب حجر الشر، وإنما قيل له ذلك لأن حجر بن الأدبر- أي المتقدم ذكره في حجر بن عديّ- كان يقال له حجر الخير، فأرادوا تمييزهما. وكان حجر بن يزيد هذا مع علي بصفّين، وكان أحد شهود الحكمين، ثم اتصل بمعاوية، واستعمله على أرمينية. وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء علي يوم الجمل، واستدركه أبو موسى عن ابن شاهين. وذكر ابن الأثير وابن الأمين عن ابن الكلبي [وهو في الجمهرة يغالب ما وصف هنا، لكن قال: وكان حجر بن يزيد شريرا ففصلوا بينهما. وذكروا له قصّة مع عمارة بن عقبة بن أبي معيط بالكوفة] «4»   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (1096) . (3) أسد الغابة ت (1097) ، جمهرة أنساب العرب 426، تاريخ ابن عساكر 4/ 1139، تاريخ الإسلام 2162، تهذيب ابن عساكر 4/ 90. (4) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 1637- حجر: بن يزيد بن معديكرب بن سلمة بن مالك بن الحارث الكندي. صاحب مرباع بني هند. ذكره الطّبريّ، وقال: وفد هو وأخوه أبو الأسود على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. واستدركه ابن فتحون. 1638- حجر- غير منسوب: والد عبد اللَّه. تقدم في جهر- في حرف الجيم. 1639- حجر. والد مخشي «1» : يأتي في حجير. 1640- حجن «2» : بفتح أوله وآخره نون- ابن المرقع بن سعد بن عبد الحارث الأزديّ الغامديّ. ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وضبطه ابن ماكولا. واستدركه ابن الأمين. 1641- حجير: مصغر- ابن أبي إهاب بن عزيز- بزايين منقوطتين، وزن عظيم- التميمي «3» . حليف بني نوفل بن عبد مناف. وقال ابن أبي حاتم وابن حبّان: له صحبة. وروى الفاكهيّ في كتاب مكّة، من طريق عبد اللَّه بن خثيم، عن أبيه. عن حجير بن أبي إهاب، قال: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وأنا عند صنم يقال له بوانة، وهو يراقب الشمس، فلما زالت استقبل الكعبة فصلّى ركعة وسجد سجدتين، ثم قال: أشهد أن هذه قبلة إبراهيم، لا أدع هذا حتى أموت. وقال أبو عمر: روت عنه مولاته مارية. قلت: وهو أخو أم يحيى التي تزوّجها عقبة بن الحارث بن نوفل المخرج حديثه في الصحيح في قصّتها. 1642- حجير بن بيان «4» : ذكره الباوردي وأبو عمر في الصحابة وأخرج حديثه-   (1) أسد الغابة ت (1095) . (2) أسد الغابة ت (1098) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 123، الجرح والتعديل 3/ 1292، الطبقات 1/ 279، الوافي بالوفيات 11/ 475، الطبقات الكبرى 2/ 56، 5/ 456، العقد الثمين 4/ 61، الاستيعاب ت (507) ، أسد الغابة ت (1099) . (4) أسد الغابة ت (1100) ، الاستيعاب ت (509) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 بقيّ بن مخلد في مسندة من طريق داود بن أبي هند، عن أبي قزعة، عن حجير بن بيان، قال: قرأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الَّذِينَ يَبْخَلُونَ [آل عمران 180] بالياء. وقال أبو عمر: يعدّ في أهل العراق روى عنه أبو قزعة حديثا مرفوعا في التشديد في منع الصدقة عن ذي الرّحم. وقال ابن مندة: ذكره بعضهم، ولا يصح. وقال ابن أبي حاتم: حجير بن بيان وروى عن ربيض. روى عنه ابنه أبو قزعة سويد بن حجير. قلت: فأفاد أنه ذهلي لأن أبا قزعة تابعي ذهلي ثقة. 1643- حجير بن أبي حجير الهلالي «1» : أو الحنفي، ويقال حجر- بغير تصغير. روى الطّبرانيّ من طريق عكرمة بن عمار، أخبرني مخشي بن حجير. عن أبيه- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في حجة الوداع: «إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام» - الحديث. ورواه ابن مندة من هذا الوجه، وإسناده صالح. وذكره عبدان فقال: حجر والد مخشي، فذكره بغير تصغير. واستدركه أبو موسى على ابن مندة، ولا وجه لاستدراكه، فإنه ذكره وساق حديثه وقال: إنه غريب. الحاء بعدها الدال. 1644- الحدرجان بن مالك الأزدي «2» : - تقدم في ترجمة أخيه الأسود. 1645- حدرد: بن أبي حدرد بن عمير الأسلمي «3» يكنى أبا خراش، مدني. روى أبو داود من طريق عمران بن أبي أنس عنه حديثا في الهجرة: وأخرجه البخاري   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، التاريخ الكبير 3/ 107، أسد الغابة ت (1101) . (2) أسد الغابة ت (1103) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، تقريب التهذيب 1/ 156 الجرح والتعديل 3/ 1394، تهذيب الكمال 1/ 238، الوافي بالوفيات 11/ 479، خلاصة التذهيب 1/ 268، تهذيب التهذيب 2/ 217 الكاشف 1/ 209، أسد الغابة ت (1104) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 في الأدب المفرد، والحارث بن أبي أسامة، وابن مندة وغيرهم، ولم يقع عند بعضهم مسمّى. 1646- حدير «1» : - مصغر، أبو فوزة- بفتح الفاء وسكون الواو بعدها زاي- الأسلمي. ويقال السلمي، وهو أصوب. وقال بعضهم: أبو فروة، وهو وهم. مختلف في صحبته. ذكره جماعة في الصحابة، وذكره ابن حبّان في التابعين. روى ابن وهب عن معاوية بن صالح، عن أبي عمرو الأزدي، عن بشير مولى معاوية: سمعت عشرة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحدهم أبو فوزة حدير كانوا إذا رأوا الهلال قالوا: اللَّهمّ بارك لنا ... الحديث. ورواه ابن مندة من طريق عثمان بن أبي العاتكة، حدثني أخ لي يقال له زياد أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان إذا رأى الهلال «2» ... فذكره. قال: توالى على هذا الدعاء ستة من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، والسابع حدير أبو فوزة السلمي. وروى البخاريّ في تاريخه وابن عائذ في المغازي، من طريق يونس بن ميسرة، عن أبي فوزة حدير السلمي، قال: حضرت آخر خلافة عثمان، فذكر قصة. 1647- حدير، آخر «3» : غير منسوب روى ابن مندة من طريق المغيرة بن صقلاب، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جيشا فيهم رجل يقال له حدير، وذكر الحديث. الحاء بعدها الذال 1648- حذافة بن نصر: بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العدويّ، من رهط عمر بن الخطاب. قال الزّبير بن بكّار في نسب قريش: ولد نصر بن عاصم- فساق نسبه- صخرا وصخيرا وحذافة هلكوا كلّهم في طاعون عمواس. انتهى.   (1) أسد الغابة ت (1106) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، الجرح والتعديل 3/ 1314، تبصير المنتبه 3/ 1077. (2) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1/ 165 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 142 عن رافع بن خديج وقال رواه الطبراني وإسناده حسن. (3) أسد الغابة ت (1105) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 فعلى هذا فلهم صحبة، إذ لم يبق بعد الفتح قرشي إلا أسلم، وشهد حجّة الوداع، ولا سيما آل عديّ بن كعب. 1649- حذيفة بن أسيد «1» : - بالفتح- ويقال: أمية بن أسيد بن خالد بن الأغوز بن واقعة بن حرام بن غفار الغفاريّ، أبو سريحة- بمهملتين وزن عجيبة، مشهور بكنيته. شهد الحديبيّة، وذكر فيمن بايع تحت الشّجرة، ثم نزل الكوفة، وروى أحاديث. أخرج له مسلم وأصحاب السّنن، وله عن أبي بكر وأبي ذرّ وعلي. روى عنه أبو الطّفيل، ومن التابعين الشعبي وغيره. قال أبو سلمان المؤذن: توفي فصلّى عليه زيد بن أرقم. وقال ابن حبان: مات سنة اثنتين وأربعين. 1650- حذيفة بن أوس «2» : ذكره ابن شاهين في الصحابة. وروى من طريق عبد اللَّه بن أبان بن عثمان، حدثنا أبي، عن أبيه عن جده حذيفة بن أوس عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «من فتح له باب من الخير فلينتهزه، فإنّه لا يدري متى يغلق عنه» «3» . قال: وبهذا الإسناد عدة أحاديث واستدركه أبو موسى. 1651- حذيفة بن محصن القلعاني «4» : - قال خليفة استعمله أبو بكر على عمان بعد عزل عكرمة، وكذا قال أبو عمر، وزاد: فلم يزل عليها إلى أن مات أبو بكر. وذكر أبو عبيدة أنه دعا أهل عمان إلى الإسلام فأسلموا كلهم إلا أهل دبا «5» .   (1) الثقات 3/ 81، تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، بقي بن مخلد 162، تقريب التهذيب 1/ 156، الجرح والتعديل 3/ 1141، الطبقات 1/ 32، 157، الكاشف 1/ 210 خلاصة تذهيب 1/ 200، تهذيب الكمال 1/ 238، التحفة اللطيفة 1/ 464، المشتبه 24، الوافي بالوفيات 11/ 481، حلية الأولياء 1/ 355، تهذيب التهذيب 2/ 219، الرياض النضرة 56، الطبقات الكبرى 6/ 24، التاريخ الكبير 3/ 96، تاريخ الثقات 3/ 111، معجم الثقات 257، دائرة معارف الأعلمي 15/ 319 الإكمال 1/ 58، 102، ط 2/ 415، تصحيفات المحدثين 926- الجمع بين رجال الصحيحين 415، مشاهير علماء الأمصار 288 المعرفة والتاريخ 2/ 178، 3/ 198، أسد الغابة ت (1108) ، الاستيعاب ت (511) . (2) أسد الغابة ت (1109) ، تجريد أسماء الصحابة ت 1/ 124. (3) أخرجه ابن حبان في صحيحة حديث رقم 28 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43134 وعزاه لابن المبارك عن حكيم بن عمير مرسلا وابن شاهين عن عبد اللَّه بن أبان عثمان بن خليفة بن أوس عن أبيه عن جده عن حذيفة. (4) أسد الغابة ت (1112) ، الاستيعاب ت (512) ، (5) دبا بفتح أوّله والقصر. دبا: سوق من أسواق العرب بعمان، غير دما بالميم وهي سوق أيضا. ودبا: مدينة عظيمة مشهورة بعمان كانت قصبتها. ودبّا، بالضم وتشديد ثانيه: من نواحي البصرة فيها أنهار وقرى، ونهرها الأعظم الّذي يأخذ من دجلة «حفرة الرشيد» . انظر: مراصد الاطلاع 2/ 511. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 وذكر سيف في الفتوح عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد أنّ أبا بكر أسره في الردة. وقال عمر بن شبّة: ولاه عمر على اليمامة. وروى ابن دريد في المنثور أنّ عمر أوصى عتبة بن غزوان في كلام قال فيه: وقد أمرت العلاء بن الحضرميّ أن يمدّك بعرفجة بن هرثمة فإنه ذو مجاهدة ومكايدة في العدو. وكذا ذكره ابن الكلبيّ والقلعاني. قال ابن الأثير: ضبطه أبو عمر بالقاف واللام والعين، وضبطه الطبري [الغلفاني] . بالغين المعجمة واللام والفاء. فاللَّه أعلم. 1652- حذيفة بن اليمان العبسيّ «1» : من كبار الصّحابة. يأتي نسبه في ترجمة أبيه حسل قريبا. كان أبوه قد أصاب دما فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لكونه حالف اليمانية. وتزوّج والدة حذيفة، فولد له بالمدينة، وأسلم حذيفة وأبوه، وأراد شهود بدر فصدّها المشركون، وشهدا أحدا، فاستشهد اليمان بها، وروى حديث شهوده أحدا واستشهاده بها البخاري، وشهد حذيفة الخندق وله بها ذكر حسن وما بعدها. وروى حذيفة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم الكثير وعن عمر. روى عنه جابر وجندب وعبد اللَّه بن يزيد، وأبو الطفيل في آخرين، ومن التابعين ابنه بلال، وربعي بن خراش، وزيد بن وهب، وزرّ بن حبيش، وأبو وائل وغيرهم. قال العجليّ: استعمله عمر على المدائن، فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة علي، بأربعين يوما. قلت: وذلك في سنة ست وثلاثين. وروى علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب، عن حذيفة: خيرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بين الهجرة والنصرة. فاخترت النصرة.   (1) الاستيعاب ت (510) ، أسد الغابة ت (1113) ، انظر طبقات ابن سعد 6/ 15- 7/ 317، التاريخ لابن معين 104، طبقات خليفة 48، 130، تاريخ خليفة 182، التاريخ الكبير 3/ 95، تاريخ الفسوي 3/ 311، الجرح والتعديل 3/ 256، معجم الطبراني الكبير 3/ 178، الاستبصار 233- 235، حلية الأولياء 1/ 270، ابن عساكر 4- 145- 1، تهذيب الكمال 241، تاريخ الإسلام 2/ 152، العبر 1/ 26- 37، طبقات القراء 1/ 203، تهذيب التهذيب 2/ 219- 220، خلاصة تذهيب الكمال 74، شذرات الذهب 1/ 32/ 44، تهذيب ابن عساكر 4/ 96، 106. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 وروى مسلم عن عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، عن حذيفة، عن حذيفة، قال: لقد حدّثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما كان وما يكون حتى تقوم الساعة. وفي الصّحيحين أنّ أبا الدرداء قال لعلقمة: أليس فيكم صاحب السرّ الّذي لا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة، وفيهما عن عمر أنه سأل حذيفة عن الفتنة. وشهد حذيفة فتوح العراق، وله بها آثار. [كثيرة] «1» . 1653- حذيفة بن اليمان الأزدي «2» : ذكر ابن سعد أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعثه مصدّقا على الأزد في قصة طويلة. وذكر الواقديّ في كتاب الرّدة وفد الأزد من دبا، مقرّين بالإسلام- أي بموحدة خفيفة، فبعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدّقا. فلما توفي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ارتدّوا، فأرسل أبو بكر عكرمة بن أبي جهل وكان رأسهم لقيط بن مالك، فانهزموا، وقوي حذيفة وأصحابه، فأسر عكرمة منهم جماعة، فأرسلهم مع حذيفة إلى أبي بكر بعد أن قتل طائفة، وأقام عكرمة ثم عزله أبو بكر. 1654 - حذيفة الأزدي «3» البارقي: ذكرته في القسم الثالث. 1655- حذيم بن الحارث بن أرقم: أحد بني عامر بن مناف بن كنانة. له ذكر في غزوة الفتح لما أرسل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خالد بن الوليد إلى بني حذيفة، فقال لهم: أسلموا، فقالوا: نحن مسلمون، قال: فألقوا السلاح، فقال لهم حذيم بن الحارث: لا تفعلوا فما بعد وضع السّلاح إلا القتل، فأطاعته طائفة، وعصته طائفة فقتلهم خالد بن الوليد، فأنكر عليه عبد اللَّه بن عمر، وسالم مولى أبي حذيفة. 1656- حذيم بن حنيفة الحنفي «4» : ويقال: المالكي، والد حنظلة يأتي ذكره في ترجمة ولده حنظلة.   (1) في ط شهيرة. (2) أسد الغابة ت (1107) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، الجرح والتعديل 3/ 1142، التاريخ الكبير 3/ 97، خلاصة تذهيب 1/ 200، تهذيب الكمال 1/ 238 تهذيب التهذيب 2/ 219، تقريب التهذيب 1/ 156، أسد الغابة ت (1110) . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 125، تقريب التهذيب 1/ 156 الجرح والتعديل 3/ 1376، تهذيب الكمال 1/ 240، الوافي بالوفيات 11/ 485، خلاصة تذهيب 1/ 268، تهذيب التهذيب 2/ 221، الكاشف 1/ 210، التاريخ الكبير 3/ 127 الإكمال 2/ 404، أسد الغابة ت (1114) ، الاستيعاب ت (514) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 1657- حذيم بن عمرو الساعدي «1» : والد زياد. روى حديثه النسائي وابن حبان في صحيحه من طريق موسى بن زياد بن حذيم، عن أبيه، عن جده: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في خطبته يوم عرفة في حجة الوداع: «إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ... » «2» الحديث. وأفاد أبو عمر أنه تميمي، وأنه سكن البصرة. الحاء بعدها الراء 1658- حرام «3» : - بفتح المهملتين، الأنصاريّ وقع ذكره في حديث صحيح. روى النّسائيّ وأبو يعلى وابن السّكن من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: كان معاذ يؤمّ قومه، فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله فصلّى مع القوم: فلما رأى معاذا يطوّل تجوّز ولحق بنخله ... الحديث. وفيه قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أفتّان أنت؟ لا تطوّل بهم» «4» وقد جزم الخطيب ومن تبعه بأن حراما هذا هو ابن ملحان المذكور بعده، ولكن لم أقف في شيء من طرقه عليه إلا مذكورا باسمه دون ذكر أبيه، فاحتمل عندي أن يكون غيره. وذكر أبو عمر في ترجمة حزم بن أبي كعب بعد أن ساق قصته من تاريخ البخاري. وفي غير هذه الرواية- أنّ صاحب معاذ اسمه حرام بن أبي كعب، كذا قال. وقال في ترجمة حرام: وقال عبد العزيز بن صهيب، عن أنس: حرام بن أبي كعب. انتهى. وليس في رواية عبد العزيز تسمية أبيه كما تقدم.   (1) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 50، أسد الغابة ت (1116) ، الاستيعاب ت (513) . (2) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 26، 2/ 215، 5/ 224 ومسلم 3/ 1305 كتاب القسامة باب 9 تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال حديث رقم 29- 1679، 30، 31 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2809، وأحمد في المسند 3/ 313، 5/ 40 والطبراني في الكبير 5/ 316، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 166، 3/ 215 وأبو نعيم في الحلية 4/ 343، والبغوي في شرح السنة 3/ 91 والهيثمي في الزوائد 3/ 274، 275. (3) الاستيعاب ت (516) . (4) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 180، 8/ 33 ومسلم 1/ 339 كتاب الصلاة باب 36 القراءة في العشاء حديث رقم 178- 465 وأحمد في المسند 3/ 299، والنسائي 2/ 168 في كتاب الافتتاح باب 63 القراءة في المغرب بسبح اسم ربك الأعلى حديث رقم 984 وابن خزيمة في صحيح حديث رقم 1611، 1634، البيهقي في السنن الكبرى 3/ 85، 112، 116، والهيثمي في الزوائد 2/ 71 وكنز العمال حديث رقم 20445. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 وقد روى أبو داود من حديث جابر، عن حزم بن أبي كعب أنه مرّ بمعاذ، فذكر قريبا من هذه القصة، فيحتمل أن تكون القصة واحدة، ووقع في أحد الرجلين تصحيف وهو واحد. 1659- حرام بن ملحان الأنصاريّ «1» : خال أنس بن مالك يأتي نسبه في ترجمة أم سليم. روى البخاريّ من طريق ثمامة عن أنس، قال: لما طعن حرام بن ملحان، وكان خاله يوم بئر معونة قال: فزت وربّ الكعبة .... الحديث. وأورده الطّبرانيّ مطوّلا من هذا الوجه. ورواه مسلم من طريق ثابت عن أنس مطوّلا أيضا. واتفق أهل المغازي على أنه استشهد يوم بئر معونة. [وحكى أبو عمر عن بعض أهل الأخبار أنه ارتثّ» يوم بئر معونة، فقال الضحاك بن سفيان الكلابي- وكان مسلما يكتم إسلامه لامرأة من قومه: هل لك في رجل إن صحّ كان نعم الراعي، فضمّته إليها، فعالجته فسمعته يقول: أبا عامر ترجو المودّة بيننا ... وهل عامر إلّا عدوّ مداهن إذا ما رجعنا ثمّ لم تك وقعة ... بأسيافنا في عامر أو يطاعن «3» [الطويل] فوثبوا عليه فقتلوه.] «4» 1660- حرام الجهنيّ «5» : أو المزني. يأتي في حلال. 1661- حرب بن الحارث المحاربي «6» : روى الطّبراني وأبو نعيم وغيرهما، من   (1) المغازي 164، ابن هشام 1/ 705، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 390، أسد الغابة ت (1124) ، الاستيعاب ت (515) . (2) ارتث أي حمل من المعركة جريحا، والمرتث هو الصّريع الّذي يثخن في الحرب ويحمل حيّا ثم يموت، وقال ثعلب: هو الّذي يحمل من المعركة وبه رمق، والارتثاث: أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح، وأصل اللفظة من الرث: الثوب الخلق والمرتث مفتعل منه. انظر اللسان 3/ 1580. (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (1124) [الأولان فقط] منه والاستيعاب ترجمة رقم (515) . (4) سقط من أ. (5) هذه الترجمة سقط في أ. (6) أسد الغابة ت (1126) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، التاريخ الكبير 3/ 60، الجرح والتعديل 3/ 1106، بقي بن مخلد 577، 605. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 طريق يعلى بن الحارث المحاربي، عن الربيع بن زياد المحاربي، عن حرب بن الحارث- سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول يوم الجمعة على المنبر: «قد أمرنا للنّساء بورس وأبوا ... الحديث. وذكر البخاريّ في التاريخ حرب بن الحارث سمع عليا، روى قوله عنه ربيع بن زياد، فيتأمل ما وقع في هذا، فلعل هذا الموقوف غير ذلك المرفوع. 1662- حرب، غير منسوب: قيل، هو اسم أبي الورد. وقيل اسمه عبيد بن قيس. 1663- حرب، غير منسوب: روى مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال في لقحة «1» : «من يحلب هذه؟» فقام رجل، فقال: «ما اسمك؟» قال: مرّة، قال: «اجلس» ، ثم قال: «من يحلب هذه؟ فقام رجل فقال: «ما اسمك؟» قال: «حرب قال: «اجلس» ، ثم قال: «من يحلب هذه؟ فقام رجل فقال: «ما اسمك؟» قال: يعيش، قال: احلب» . وله طريق في ترجمة خلدة في المعجمة. وقد تقدم في الجيم. من وجه آخر أنه قال جمرة- بالجيم- بدل حرب. فاللَّه أعلم. 1664- حرب: بن ريطة بن عمرو بن مازن بن وهب بن الربيع بن الحارث بن كعب من بني سامة بن لؤيّ. قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مع جماعة من أهله فلقوه بين الجحفة والمدينة، فمات بعضهم، واشتكى بعضهم، فتطيّروا من ذلك، فرجعوا إلى بلادهم، فقال فيهم حسان بن ثابت شعرا. فقال حرب بن ريطة: ألا بلّغا عنّي الرّسول محمّدا ... رسالة من أمسى بصحبته صبّا حلفت بربّ الرّاقصات عشيّة ... خوارج من بطحاء تحسبها سربا لقد بعث اللَّه النّبيّ محمّدا ... بحقّ وبرهان الهدى يكشف الكربا [الطويل] [في أبيات نقلتها من منح المدح لابن سيد الناس] «2» 1665- حرثان: بن عامر بن عميلة القضاعي. ذكر ابن فتحون في الذيل عن مغازي الأموي أنه ذكره عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.   (1) اللقاح: ذوات الألبان من النّوق، واحدها لقوح ولقحة اللسان 5/ 4058. (2) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 1666- حرقوص «1» : بضم أوله وسكون الراء والقاف بعدها واو ساكنة ثم صاد مهملة- ابن زهير السّعديّ. له ذكر في فتوح العراق. وزعم أبو عمر أنه ذو الخويصرة التميمي رأس الخوارج المقتول بالنهروان «2» . وسيأتي في ترجمته ذكر من قال ذلك أيضا. وذكر الطّبريّ أن عتبة بن غزوان كتب إلى عمر يستمدّه فأمده بحرقوص بن زهير، وكانت له صحبة، وأمره على القتال على ما غلب عليه، ففتح سوق الأهواز. وذكر الهيثم بن عدي أن الخوارج تزعم أن حرقوص بن زهير كان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنه قتل معهم يوم النّهروان قال: فسألت عن ذلك، فلم أجد أحدا يعرفه. وذكر بعض من جمع المعجزات أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا يدخل النّار أحد شهد الحديبيّة إلّا واحد» «3» فكان هو حرقوص [124] بن زهير. فاللَّه أعلم. 1667- حرملة بن إياس «4» : وقيل: ابن أوس. يأتي في ابن عبد اللَّه. 1668- حرملة: بن خالد بن هوذة بن خالد بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامريّ، أخو العدّاء بن خالد. قال أبو عمر: قال الأصمعيّ: أسلم العدّاء وأخوه حرملة وأبوهما وكانا سيّدي قومهما. وذكرهما ابن الكلبي في المؤلّفة. 1669- حرملة بن زيد الأنصاري «5» : أحد بني حارثة. روى ابن الطّبرانيّ من حديث ابن عمر، قال: كنت جالسا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأتاه حرملة بن زيد الأنصاري، فقال: يا نبي اللَّه، الإيمان هاهنا- وأشار إلى لسانه- والنفاق هاهنا- ووضع يديه على صدره، فقال: «اللَّهمّ اجعل لحرملة لسانا صادقا .... » «6» الحديث.   (1) أسد الغابة ت (1127) . (2) نهروان: وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون وهي ثلاث نهروانات أعلى وأوسط وأسفل وهو كورة واسعة أسفل من بغداد من شرقيّ سامرّا منحدرا إلى واسط فيها عدّه بلاد متوسطة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1407. (3) أورده ابن حجر في فتح الباري 7/ 443. (4) أسد الغابة ت (1128) . (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، أسد الغابة ت (1129) . (6) أخرجه الطبرانيّ في الكبير 4/ 6، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (10445) وعزاه لأبي نعيم في الحلية قال الهيثمي في الزوائد 9/ 405 رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 وإسناده لا بأس به. وأخرجه ابن مندة أيضا، وروينا في فوائد هشام بن عمار رواية أحمد بن سليمان بن زبان- بالزاي والموحدة- من حديث أبي الدرداء نحوه. 1670- حرملة بن سلمى: قال سيف والطّبري: أمّره خالد بن الوليد سنة ثنتي عشرة حين دخل العراق، وكان معه ومع المثنى بن حارثة، ومذعور بن عدي، وسلمى بن القين- ثمانية آلاف، وكان مع خالد بن الوليد عشرة آلاف، [وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة] «1» . 1671- حرملة: بن عبد اللَّه بن إياس «2» . وقيل ابن أوس العنبريّ. نزل البصرة. وقال أبو حاتم: له صحبة. وروى عنه ابنه عليبة، وقال ابن حبان: حرملة بن إياس له صحبة، عداده في أهل البصرة، وحديثه في الأدب المفرد للبخاريّ، ومسند أبي داود الطيالسي، وغيرهما، بإسناد حسن. وقد ينسب لجدّه فيقال حرملة بن إياس. وفرّق بينهما بعضهم كالبغوي. وردّ ذلك الذهبي [وقال البغوي في الكنى: أبو عليبة العنبر سكن البصرة ونقل بسند له أن حرملة كان أحد المصلّين وكان له مقام قد غاصت فيه قدماه من طول القيام] «3» 1672- حرملة: بن عمرو بن سنة الأسلمي. «4» قال ابن السّكن: له صحبة، وكان ينزل بينبع. وروى الطّبرانيّ من طريق عبد الرحمن بن حرملة، حدثني يحيى بن هند، عن والدي حرملة بن عمرو: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعرفة وعمّي مردفي. فنظرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو واضع إصبعيه إحداهما على الأخرى. قلت: واسم عمه سنان بن سنّة جاء مصرحا به في رواية الدراوَرْديّ وغيره.   (1) سقط من أ. (2) الاستيعاب ت (518) ، أسد الغابة ت (18) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 158، الجرح والتعديل 3/ 1215، خلاصة تذهيب 1/ 203، الوافي بالوفيات 11/ 500، حلية الأولياء 1/ 358 تهذيب التهذيب 2/ 227، الطبقات الكبرى 9/ 47، التاريخ الكبير 3/ 66، بقي بن مخلد 599، ذيل الكاشف 260. (3) سقط في أ. (4) الاستيعاب ت (520) ، أسد الغابة ت (1131) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 127، الوافي بالوفيات 11/ 502، الطبقات الكبرى 4/ 317. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 ورواه خليفة من هذا الوجه فقال: حججت حجة الوداع ومردفي أبي. 1673- حرملة بن مريطة التيمي «1» : ذكر الطّبريّ أنه كان مع عتبة بن غزوان بالبصرة، فسيّره إلى قتال الفرس بميسان سنة سبع عشرة، وكانت له صحبة وهجرة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: وسير عتبة معه سلمى بن القين، وكان من المهاجرين أيضا، فكانا في أربعة آلاف من تميم والرباب، فذكر القصّة. قلت: وقد تقدم قريبا في حرملة بن سلمى شيء يشبه هذا، فيحتمل أن يكونا واحدا. 1674- حرملة بن معن الهذلي: يأتي في معن بن حرملة. 1675- حرملة بن النعمان: ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق محمد بن سوقة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن حرملة بن النعمان، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «امرأة ولود ودود أحبّ إلى اللَّه من حسناء لا تلد، إنّي مكاثر بكم الأمم» «2» . وذكره الدارقطنيّ واستدركه ابن فتحون. 1676- حرملة بن هوذة «3» : بن خالد العامري، عمّ العدّاء بن خالد. ذكره ابن شاهين عن محمد بن يزيد عن رجاله، وأن له وفادة، وتقدم له ذكر في حرملة بن خالد. وقال ابن الكلبيّ: خالد وحرملة ابنا هوذة بن خالد بن ربيعة بن عمرو، وفدا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكتب إلى خزاعة كتابا يبشّرهم بإسلامهما.] «4» 1677- حرملة بن الوليد: بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم المخزومي، أخو سيف اللَّه خالد بن الوليد. قال ابن عساكر: ذكر أبو الحسين الرازيّ، حدثني إبراهيم بن محمد بن صالح، قال:   (1) أسد الغابة ت (1133) . (2) أخرجه النسائي في السنن 6/ 66 كتاب النكاح باب 11 كراهية تزويج العقيم حديث رقم 3227 وابن ماجة في السنن 2/ 1300 كتاب الفتن باب (5) لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض حديث رقم 3944 قال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجة 2/ 1301 إسناده صحيح ورجاله ثقات أ. هـ وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1858 وأحمد في المسند 4/ 351، والهيثمي في الزوائد 7/ 298 والطبراني في الكبير 10/ 229، 19/ 416، وابن عساكر تاريخ 4/ 293. (3) أسد الغابة ت (1134) ، الاستيعاب ت (517) . (4) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 كان عند دير البقر بدمشق ديران: أحدهما لخالد بن الوليد أقطعه أبو عبيدة، والآخر لأخيه حرملة بن الوليد مع قرية بالغوطة «1» تعرف بدير حرملة بعد أن كاتب أبو عبيدة فيها عمر، فأذن له. 1678 - حرملة المدلجي «2» أبو عبد اللَّه: قال ابن سعد: كان ينزل بينبع، سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه، ويقولون: إنه سافر معه أسفارا. وسيأتي له ذكر في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن حرملة. وسيأتي لحفيده خالد بن عبد اللَّه بن حرملة ترجمة أيضا. 1679- حرميّ بن عمر الواقفي: يأتي في هرمي في الهاء إن شاء اللَّه تعالى. 1680- حريث بن أبي حريث «3» : وهو ابن عمرو، يأتي. 1681- حريث بن حسان البكري «4» : وهو الحارث- تقدم. 1682- حريث: بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد بن الحارث الخزرجيّ، ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا. وقال ابن شاهين. هو أخو عبد اللَّه بن زيد بن ثعلبة الّذي أري النداء. شهد بدرا وأحدا: قاله محمد بن يزيد عن رجاله. وقال أبو عمر: شهد أحدا في قول جميعهم، وقدم أبو عمر عبد ربه على ثعلبة مع أنه أخو عبد اللَّه الّذي أري النداء. والأول هو الصّواب. 1683- حريث «5» : بن زيد الخيل بن مهلهل الطائي.   (1) الغوطة: بالضم ثم السكون وطاء مهملة هي الكورة التي منها دمشق استدارتها ثمانية عشر ميلا يحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها ولا سيما من شماليها فإن جبالها عالية جدا وتمتد فيها أنهار تسقى بساتينها وتصبّ فضلاتها في بحيرة هناك، والغوطة أيضا في بلاد طيِّئ لبني لام منهم قريب من جبال صبح لبني فزارة يوصف ماؤها بالرداءة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 1005، 1006. (2) الاستيعاب ت (519) ، أسد الغابة ت (1132) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 127، الطبقات 1/ 34، الجرح والتعديل 3/ 1218، الوافي بالوفيات 11/ 501، التاريخ الكبير 3/ 67، تبصير المنتبه 4/ 1507. (3) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 41، أسد الغابة ت (1135) . (4) المغازي 166، ابن هشام 1/ 692، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 406، أسد الغابة ت (1136) ، الاستيعاب ت (521) . (5) أسد الغابة ت (1137) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 قال الدّارقطنيّ: له صحبة. وقال هشام بن الكلبي، عن أبيه، قال: كان لزيد الخيل ابنان: مكنف وحريث، أسلما وصحبا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهدا قتال الردّة مع خالد بن الوليد. وروى الواقدي بإسناد له أن حريث بن زيد الخيل هذا كان رسول النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى نجبة من زربة وأهل أيلة «1» . وقال المرزبانيّ: هو مخضرم، وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وشهد قتال أهل الردة، وهو القائل: أنا حريث وابن زيد الخيل ... ولست بالنّكس ولا الزّمّيل [الرجز] وأنشد له الواقديّ في الردة أشعارا منها: ألا أبلغ بني أسد جميعا ... وهذا الحيّ من غطفان قيلي بأنّ طليحة الكذّاب أضحى ... عدوّ اللَّه حاد عن السّبيل [الوافر] وله قصة في عهد عمر تقدمت «2» في ترجمة أوس بن خالد الطائيّ. وقيل: إن عبيد اللَّه بن الحر الجعفي قتله مبارزة في حرب كانت بينهما من قبل مصعب بن الزبير. 1684- حريث: بن سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن «3» زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي «4» . روى عنه محمود بن لبيد، ذكره أبو عمر. 1685- حريث: بن عمرو بن عثمان «5» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، والد سعيد وعمرو. روى حديثه أبو عوانة في صحيحه من طريق جعفر بن عمرو بن حريث، عن أبيه عن   (1) أيلة: بالفتح مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام وهي مدينة لليهود الذين حرّم اللَّه عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير وفي يد اليهود عهد لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. انظر معجم البلدان 1/ 346، 347. (2) من أ: زغبة بن فرعون بن زعوراء. (3) من أ: زغبة بن فرعون بن زعوراء. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 127، تقريب التهذيب 1/ 159، أسد الغابة ت (1138) ، الاستيعاب ت (524) . (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 128، التاريخ الكبير 3/ 69، أسد الغابة ت (1141) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 جدّه، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نستسقي ... الحديث. وروى ابن أبي خيثمة من طريق فطر بن خليفة، عن أبيه. عن عمرو بن حريث، قال: ذهب بي أبي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ... الحديث. وقد أخرجه أبو داود مختصرا. وروى مسدّد في مسندة من طريق عطاء بن السّائب، عن عمرو بن حريث، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «الكمأة من المنّ» . قال ابن السّكن: لعل عبد الوارث أخطأ فيه. وقال الدّارقطنيّ في الأفراد: تفرد به عبد الوارث، ولا يعلم لحريث صحبة ولا رواية، وإنما رواه عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد. وقال ابن مندة: حديث سعيد هو الصّواب. قلت: الاعتماد في صحبته على الخبر الأول والثاني. 1686- حريث بن عوف «1» : تقدم في ترجمة أخيه جمرة في حرف الجيم. 1687- حريث بن غانم الشيبانيّ: ذكره الطبري. وروى له حديثا يشبه حديث حريث بن حسان المتقدم، فيحتمل أن يكونا واحدا. 1688- حريث بن ياسر العبسيّ: أخو عمّار بن ياسر. ذكره الطبري وأبو بكر بن دريد. [وقال ابن الكلبيّ في الجمهرة: قتله بنو الدّيل من مكة] » . 1689- حريث الأسدي: ذكر ابن فتحون عن الواقدي أنه وفد سنة تسع. 1690- حريث العذري: قال ابن عساكر: له صحبة. وروى من طريق الواقدي قال: لما نزل أسامة بن زيد بوادي القرى- يعني في خلافة أبي بكر- بعث عينا له من بني عذرة يسمى حريثا. فذكر قصة. وروى ابن قانع من طريق ابن بسطاس عن أبيه عن عمرو بن حريث العذري، عن أبيه، قال: وفدنا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فسمعته يقول: «في سائمة الغنم الزّكاة» - الحديث «3» . وقال البخاريّ في التاريخ: قال مسلم بن إبراهيم، عن وهب، عن إسماعيل- هو ابن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن جدّه حريث عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: وخالفه ابن عيينة وغيره   (1) أسد الغابة ت (1142) . (2) سقط من أ. (3) ذكره ابن عساكر كما في التهذيب 4/ 115. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 فقالوا: عن إسماعيل، عن أبي عمر، عن جده، عن أبي هريرة وهو الصحيح. قلت: الراويّ عن أبي هريرة غير صاحب الترجمة، وإنما ذكرته لئلا يظن أنهما واحد. 1691- حريث، أبو سلمى الراعي «1» : يأتي في الكنى. 1692- حريز «2» : بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي- ابن شرحبيل الكندي. مختلف فيه: قال ابن مندة: روى الوليد بن مسلم عن عمرو بن قيس السكونيّ، عن حريز بن شرحبيل، عن رجل، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهو أصح، قاله أبو زرعة الدمشقيّ. وقال ابن ماكولا: قتل في وقعة الخازر «3» سنة ست وستين. 1693- حريز:، أو أبو حريز، غير منسوب «4» . ذكره عبد الغنيّ بن سعيد بالحاء المهملة. وذكره ابن مندة في جرير بالجيم، وعزاه لأبي سعيد الرازيّ. وحكى الطّبراني فيه الوجهين. وروى البغويّ والطّبرانيّ من طريق قيس بن الربيع عن عثمان بن المغيرة عن أبي ليلى الكندي، قال: حدثني صاحب هذه الدار- حريز أو أبو حريز قال: انتهيت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يخطب فوضعت يدي على رجله فإذا ميثرته جلد ضائنة. [قال البغوي في روايته بمنى: أورده في الكنى، وذكره ابن مندة في الجيم من الكنى، وقال: لا يثبت] «5» . 1694- حريش «6» : بوزن الّذي قبله، لكن آخره شين معجمة. روى عبدان والخطيب في المؤتلف من طريق أبي بكر بن عيّاش عن حبيب بن خدرة عن حريش، قال: كنت مع أبي حين رجم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ما عزا، فلما أخذته الحجارة أرعدت، فضمّني النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إليه، فسال عليّ من عرقه مثل ريح المسك.   (1) أسد الغابة ت (1139) . (2) أسد الغابة ت (1143) . (3) خازر: بعد الألف زاي مكسورة، كذا رواه الأزهري وغيره ثم راء وهو نهر بين إربل والموصل. انظر: معجم البلدان 2/ 386. (4) أسد الغابة ت (1144) . (5) سقط من أ. (6) أسد الغابة ت (1145) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 128. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 [وقال ابن ماكولا: خدرة، رجل من ولد حريش كان مع أبيه فيمن رجم ما عزا، وروى عنه ابن عيينة أنه أتاه.] «1» 1695- الحريش التميمي: العنبريّ. روى حديثه أبو الشيخ في كتاب النّكاح وعمر بن شبّة، كلاهما من طريق ملقام بن التّلب أن التلب حدّثه، قال: لما جاء سبايا بلعنبر كانت فيهم امرأة جميلة، فعرض عليها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوّجها فأبت، فلم يلبث أن جاء زوجها الحريش- رجل أسود قصير، فذكر الحديث، وفيه: فهمّ المسلمون بلعنها، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا تفعلوا، إنّه ابن عمّها وأبو عذرها» . واسم هذه المرأة نعامة سماها محمد بن علي بن حمدان الوراق في روايته لهذا الحديث من هذا الوجه. 1696- الحرّ «2» : بضم أوله وتشديد الراء- ابن خضرامة الضبيّ أو الهلالي، روى ابن شاهين من طريق سيف بن عمر، عن الصعب بن هلال الضبيّ، عن أبيه، قال: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الحر بن خضرامة، وكان حليفا لبني عبس، فقدم المدينة بغنم وأعبد، فأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كفنا وحنوطا، فلم يلبث أن مات، فقدم ورثته، فأعطاهم الغنم، وأمر ببيع الرقيق بالمدينة، وأعطاهم أثمانها. قال أبو موسى المدائنيّ: روى عن الدارقطنيّ عن شيخ ابن شاهين فيه، فقال الحارث بن خضرامة. فاللَّه أعلم. 1697- الحرّ: بن قيس بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري «3» ، ابن أخي عيينة بن حصن. ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وروى ابن شاهين من طريق ابن أبي ذئب، عن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن حاطب، عن أبي وجزة السلمي، قال: لما قفل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة بضعة عشر رجلا فيهم خارجة بن حصن، والحارث بن قيس ابن أخي عيينة بن حصن، وهو أصغرهم ... فذكر الحديث. وروى البخاريّ من طريق الزّهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عبّاس، قال: قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس، وكان من النفر الذين بعثهم عمر ... الحديث.   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت (1117] . (3) أسد الغابة ت (1118) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 وروى الشّيخان بهذا الإسناد قالا: تمارى ابن عباس والحرّ بن قيس في صاحب موسى، فمرّ بهما أبيّ بن كعب ... فذكر الحديث. وقال مالك في «العتبية» : قدم عيينة بن حصن المدينة فنزل على ابن أخ له أعمى، فبات يصلي، فلما أصبح غدا إلى المسجد، فقال: ما رأيت قوما أوجه لما وجّهوهم له من قريش، كان ابن أخي عندي أربعين سنة لا يطيعني. الحاء بعدها الزاي 1698- حزابة «1» : بضم أوله وتخفيف الزاي وآخره موحدة- ابن نعيم بن عمرو بن مالك بن الضّبيب الضبابي. قال أبو عمر: أسلم عام تبوك. روى إسحاق الرمليّ في كتاب الأفراد من أحاديث بادية الشّام، من طريق معروف بن طريف، عن أبيه، عن جده حزابة- مرفوعا: «لا حطّة لأحد على أحد في دار العرب إلّا على نخل ثابت أو عين جارية أو بئر معمورة» . وبهذا الإسناد عدة أحاديث. وروى ابن مندة من طريق نعيم بن طريف بن معروف بن عمرو بن حزابة عن أبيه، عن معروف، عن أبيه، عن جده حزابة، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بتبوك [في جماعة وهو نازل فقال: «عرّفوا عليكم عرفاء، وأدّوا زكاتكم فلا دين إلّا بزكاة» «2» فقال أبو زيد اللّقيطي: وما الزكاة يا رسول اللَّه؟ قال: «زكاة الرّقاب وزكاة الأموال» في إسناده من لا يعرف] «3» . 1699 ز- حزابة السلمي: أبو قطن. ذكره يحيى بن سعيد الأموي في المغازي في وفد بني سليم، وأنشد للعباس بن مرداس يذكره في جماعة مما قاله يوم حنين: لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا ... سببا بحبل محمّد لا يقطع وفد أبو قطن حزابة منهم ... وأبو الغيوث وواسع ومقنّع «4» [الكامل]   (1) أسد الغابة ت (1147) ، الاستيعاب ت [581] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 128، الجرح والتعديل 3/ 1374، التاريخ الكبير 3/ 127، الإكمال 2/ 457. (2) ذكره المتقي الهندي في الكنز (15787) وعزاه لابن مندة عن نعيم بن ظريف بن معروف عن عمرو بن حزابة عن أبيه عن جده حزابة بن نعيم الضبابي وقال: وفي سنده من لا يعرف. (3) سقط في أ. (4) ينظر البيتان في سيرة ابن هشام 4/ 97. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 1700 ز - حزام: بكسر أوله- ابن عوف، من بني جعل. ذكره محمد بن عبد اللَّه بن الربيع الجيزي فيمن نزل مصر من الصحابة. وحكى عن سعيد بن عفير أنه كان ممن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تحت الشجرة في رهط من قومه، فقال لهم: لا صخر ولا جعل، أنتم بنو عبد اللَّه، واستدركه ابن فتحون. 1701- حزام: غير منسوب. روى عبدان من طريق هارون بن سليمان مولى عمرو بن حريث، عن حكيم بن حزام، عن أبيه، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن صوم الدهر ... الحديث. قال أبو موسى: هكذا رواه علي بن يزيد الصّدائي، وهو خطأ. ورواه أبو نعيم وغيره عن هارون، عن مسلم بن عبيد اللَّه عن أبيه، قال: سألت، وهو الصّواب. قلت: هو محتمل. وظنّه ابن الأثير والد حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد، فترجم له مستدركا. وتعقّبه الذّهبيّ فقال: غلط من عدّه- يعني في الصّحابة. 1702 ز- حزام: غير منسوب. له ذكر في ترجمة قيلة بنت مخرمة. وهي أمّه، وذكرت أنه قتل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. 1703 ز- حزم: بفتح أوله ثم سكون الزاي، ابن عبد عمرو الخثعميّ «1» وقال البغوي: حزم عبد أحسبه مدنيا، ولا أدري هل له صحبة أم لا؟ وروى البغويّ والطّبرانيّ وابن شاهين من طريق موسى بن عبيدة عن أبي سهل بن مالك، عن حزم بن عبد عمرو أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «للخليفة على النّاس السّمع والطاعة» ... الحديث. وقد ذكره ابن حاتم وابن حبّان في التابعين. 1704- حزم بن عمرو الواقفي «2» : عدّه أبو معشر في البكاءين الذين نزلت فيهم، تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ... [التوبة، 92] الآية. حكاه أبو موسى عن عبدان ولم أره في التجريد ولا أصله. 1705- حزم بن أبي كعب الأنصاريّ «3» : روى أبو داود الطيالسي عن موسى بن   (1) أسد الغابة ت (1149) . (2) أسد الغابة ت (1150) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 129، تقريب التهذيب 1/ 160، الجرح والتعديل 3/ 1307، تهذيب الكمال 2/ 247، التحفة اللطيفة 1/ 468، تهذيب التهذيب 2/ 243، التاريخ الكبير 3/ 110، الاستيعاب ت (583) ، أسد الغابة ت (1151) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 إسماعيل، عن طالب بن حبيب: سمعت عبد الرحمن بن جابر يحدّث عن حزم بن أبي كعب أنه مرّ على معاذ بن جبل وهو يصلّي بقومه ... فذكر الحديث في تطويله بهم وأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم له بالتخفيف. وهذا أخرجه البزّار من طريق الطيالسي، عن طالب، عن ابن جابر، عن أبيه، وهو أشبه. ولم أر من ترجم لحزم بن أبي كعب من القدماء إلا ابن حبان، فذكره في الصّحابة، ثم ذكره في ثقات التابعين، ولعل التابعي آخر وافق اسمه واسم أبيه، وإلا فالقصّة صريحة في كونه صحابيا. وقد ذكره ابن مندة وتبعه أبو نعيم وسبق كلام ابن عبد البر فيه في حازم. 1706- حزن «1» : آخره نون- ابن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، جدّ سعيد بن المسيّب. روى البخاريّ وأبو داود من طريق الزهري عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه، عن جده- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له: «ما اسمك» ؟ قال : حزن قال: «أنت سهل» «2» .. الحديث. أسلم حزن يوم الفتح، وشهد اليمامة، ولا نعرف عنه رواية إلا من ولده عنه. وذكر الزّبير بن بكّار في الموفقيات، من طريق محمد بن إسحاق، قال: لما مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصة السقيفة وبيعة أبي بكر مطولة، وفيها: فقام حزن بن أبي وهب وهو الّذي سمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سهلا، فقال لما سمع خطبة خالد بن الوليد في ذلك: وقام رجال من قريش كثيرة ... فلم يك في القوم القيام كخالد أخالد لا تعدم لؤيّ بن غالب ... يقاتل فيها عند قذف الجلامد كساك الوليد بن المغيرة مجده ... [وعلّمك الشّيخان ضرب القماحد وكنت لمخزوم بن يقظة جنّة] ... كذا اسمك فيها ماجد وابن ماجد [الطويل]   (1) الإكمال 6/ 10، الجرح والتعديل 308، أسد الغابة ت (1152) ، الاستيعاب ت (578) . (2) أخرجه البخاري 8/ 45 وأحمد 5/ 433 وابن سعد 5/ 88 والبيهقي 9/ 307. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 170- حزن: قال ابن حبّان: كان اسمه سهل بن سعد الساعدي، حزنا فسماه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سهلا. الحاء بعدها السين 1708- حسّان بن أسعد الحجري: ذكر ابن يونس أنّ له صحبة، وأنه شهد فتح مصر. 1709- حسّان بن ثابت بن المنذر «1» : بن حرام بن عمرو بن زيد بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ ثم النجاريّ، شاعر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأمه الفريعة- بالفاء والعين المهملة مصغّرا- بنت خالد بن حبيش بن لوذان، خزرجية أيضا. أدركت الإسلام فأسلمت وبايعت. وقيل: هي أخت خالد لا ابنته. يكنى: أبا الوليد، وهي الأشهر، وأبا المضرّب، وأبا الحسام، وأبا عبد الرحمن. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث، روى عنه سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وآخرون. قال أبو عبيدة: فضل حسان بن ثابت على الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام. وكان مع ذلك جبانا. وفي الصّحيحين من طريق سعيد بن المسيّب، قال: مرّ عمر بحسان في المسجد وهو ينشد فلحظ إليه فقال: كنت أنشد وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك اللَّه، أسمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أجب عنّي، اللَّهمّ أيّده بروح القدس» «2» .   (1) أسد الغابة ت (1153) ، الاستيعاب ت (525) ، التاريخ لابن معين 107، طبقات خليفة 88، تاريخ خليفة 202، التاريخ الكبير 3/ 49، المعارف 2/ 128، 197- 132، تاريخ الفسوي 1/ 235، الجرح والتعديل 3/ 223، الأغاني 4/ 134، - 169، معجم الطبراني 4/ 44، تهذيب الكمال 251، تاريخ الإسلام 2/ 277، تهذيب التهذيب 2/ 247- 248، خلاصة تهذيب الكمال 75، شذرات الذهب 1/ 41، 60. (2) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 335 عن عبد اللَّه بن عمر بلفظه وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والنسائي 2/ 48 كتاب المساجد باب 24 الرخصة في إنشاد الشعر الحسن في المسجد حديث رقم 716. وأحمد في المسند 2/ 269، البيهقي في السنن الكبرى 2/ 448، 10/ 126، 237- وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20509. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 وأخرج أحمد من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قال: مرّ عمر على حسان وهو ينشد الشعر في المسجد، فقال: أفي مسجد رسول اللَّه تنشد الشعر؟ فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك. وفي الصّحيحين عن البراء أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لحسان: «اهجهم- أو هاجهم- وجبريل معك» «1» وقال أبو داود: حدثنا لؤيّ، عن ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن عائشة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يضع لحسان المنبر في المسجد يقوم عليه قائما يهجو الذين كانوا يهجون النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «إنّ روح القدس مع حسّان ما دام ينافح عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم» «2» . روى ابن إسحاق في المغازي، قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير عن أبيه، قال: كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع «3» حصن حسان بن ثابت، قالت: وكان حسان معنا فيه مع النساء والصبيان، فمرّ بنا رجل يهودي، فجعل يطيف بالحصن، فقالت له صفية: إن هذا اليهودي لا آمنة أن يدلّ على عوراتنا، فانزل إليه فأقتله. فقال: يغفر اللَّه لك يا بنت عبد المطلب، لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت صفية: فلما قال ذلك أخذت عمودا، ونزلت من الحصن حتى قتلت اليهوديّ. فقالت: يا حسّان، انزل فاسلبه. فقال: ما لي بسلبه من حاجة. مات حسان قبل الأربعين في قول خليفة. وقيل سنة أربعين. وقيل خمسين: وقيل أربع وخمسين، وهو قول ابن هشام، حكاه عنه ابن البرقي، وزاد وهو ابن عشرين ومائة سنة أو نحوها. وذكر ابن إسحاق أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قدم المدينة ولحسان ستون سنة. قلت: فلعل هذا يكون على قول من قال: إنه مات سنة أربعين بلغ مائة أو دونها، أو في سنة خمسين ومائة وعشرة، أو سنة أربع وخمسين مائة وأربع عشرة. والجمهور أنه عاش مائة وعشرين سنة، وقيل عاش مائة وأربع سنين، جزم به ابن أبي   (1) أخرجه البخاري 4/ 136 ومسلم في فضائل الصحابة (153) . (2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 22 كتاب الأدب باب ما جاء في الشعر حديث رقم 5015. (3) فارع: اسم أطم من آطام المدينة، وفارع: قرية في أعلى الشراة بالشين المعجمة بها نخل كثير، وبها مياه من عيون تجري تحت الأرض. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1013. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 خيثمة عن المدائني [وقال ابن سعد: عاش في الجاهلية ستين، وفي الإسلام ستين، ومات وهو ابن عشرين ومائة] «1» . 1710- حسّان بن جابر «2» : ويقال ابن أبي جابر السلمي- قال ابن السكن: في إسناده نظر، وهو غير معروف. وروى هو والحسن بن سفيان في مسندة وابن أبي عاصم في الآحاد من طريق سعيد بن إبراهيم بن أبي العطوف، قال: حدثنا أبو يوسف- وكان قد أدرك أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: كنا بإصطخر فجاءنا رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال له حسان بن أبي جابر السلمي، فسمعته يقول: كنا نطوف مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم [بالبيت] «3» ، فالتفت فرأى قوما قد صفّروا لحاهم وآخرين قد حمّروا فسمعته يقول: «مرحبا بالمصفّرين والمحمّرين» . 1711- حسان بن خوط «4» : بن مسعر بن عتود بن مالك بن الأعور بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر الشيبانيّ. نسبه ابن الكلبيّ، وقال: كان شريفا في قومه، وكان وافد بكر بن وائل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعاش حتى شهد الجمل مع عليّ ومعه ابناه: الحارث، وبشر، وأخوه بشر بن خوط وأقاربه، وكان لواء عليّ مع حسين بن محدوج بن بشر بن خوط، فقتل فأخذه أخوه حذيفة فقتل، فأخذه عمهما الأسود بن بشر بن خوط فقتل، فأخذه عنبس بن الحارث بن حسّان بن خوط فقتل، فأخذه وهيب بن عمرو بن خوط فقتل، قال: وبشر بن حسان هو القائل: أنا ابن حسّان بن خوط وأبي ... رسول بكر كلّها إلى النّبي «5» [الراجز] وأخرج عمرو بن شبة في وقعة الجمل من طريق قتادة، قال: كانت راية بكر بن وائل في بني ذهل مع الحارث بن حسان فقتل، وقتل معه ابنه وخمسة من إخوته، وكان الحارث يقول: أنا الرّئيس الحارث بن حسّان ... لآل ذهل ولآل شيبان [الراجز]   (1) سقط من أ. (2) الثقات 3/ 72، تجريد أسماء الصحابة 1/ 129، بقي بن مخلد 779، الجرح والتعديل 3/ 27، الوافي بالوفيات 11/ 517، التاريخ الكبير 3/ 29، الاستيعاب ت (526) ، أسد الغابة ت (1154) . (3) أسد الغابة ت (1156) ، الاستيعاب ت (527) . (4) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (527) وأسد الغابة ترجمة رقم (1156) . (5) أسد الغابة ت (1156) ، الاستيعاب ت (527) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 وذكر نحوا مما تقدم. 1712 ز- حسّان بن الدّحداح «1» : أو الدّحداحة: أظنه ابن الدحداح الآتي في المبهمات. مات في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فصلّى عليه. 1713- حسّان بن شداد «2» : بن شهاب بن زهير. وقيل بالعكس. ابن ربيعة بن أبي سود التميمي ثم الطّهوي- بضم أوله وفتح ثانيه. روى الطّبرانيّ، وابن قانع وغيرهما من طريق يعقوب بن عضيدة- بالضاد المعجمة مصغرا- ابن عفاس- بكسر المهملة وتخفيف الفاء، ابن حسان بن شداد: حدثني أبي عن أبيه عن جدّه حسان أنّ أمه وفدت به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللَّه، إني وفدت إليك يا بني هذا لتدعو له أن يجعل اللَّه فيه البركة، قال: فتوضأ وفضل من وضوئه فمسح وجهه وقال: «اللَّهمّ بارك لها فيه» » . وأخرجه ابن مندة من طريق يعقوب، فزاد في الإسناد آخر، وهو نهشل بين عفاس وحسّان، ووقع عنده عفاص بالصّاد بدل السين، قال العلائي في الوشي المعلم في إسناده أعرابي لا ذكر لروايته في شيء من التواريخ. 1714- حسّان بن قيس «4» : بن أبي سود- بضم المهملة- التميمي، كنيته أبو سود يأتي في الكنى. 1715- حسّان بن يزيد العبديّ: ثم المحاربي. فذكره أبو عبيدة فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من عبد القيس، فسمى منهم عباد بن نوفل بن خراش، وابنه عبد الرحمن، وعبد الرحمن وعبد الحكم ابني حبان، وعبد الرحمن بن أرقم، وفضالة بن سعد، وحسان بن يزيد، وعبد اللَّه وعبد الرحمن ابني همام، وحكيم بن عامر، قال: وكانوا من سادات عبد القيس وأشرافها وفرسانها. قال الرشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 1716- حسّان الأسلمي: ذكره الطبريّ وقال: كان يسوق بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وخالد بن يسار الغفاريّ. واستدركه ابن فتحون. 1717- حسّان الجنّي: أحد جنّ نصيبين، تقدم ذكره في ترجمة الأرقم.   (1) هذه الترجمة سقط في أ. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 129، تبصير المنتبه 3/ 885، أسد الغابة ت (1158) . (3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 1/ 151. (4) أسد الغابة ت (1160) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 1718- حسحاس «1» : بمهملات- ابن بكر بن عوف بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن الأزدي. نسبه ابن ماكولا وقال له صحبة. ومن ولده أبو الفيض بن حسحاس بن بكر بن حسحاس بن بكر، قال: وذكر له ابن حاتم عن أبيه حديثا في قول سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلّا اللَّه واللَّه أكبر. وقال أبو عمر: ذكره ابن أبي حاتم في الحاء المهملة، وذكره غيره في الخاء المعجمة، فإن كان كذلك فهو العنبري، وأشار إلى أنّ ذكره في الخاء المعجمة وهم، لأن حديثه غير حديثه. قلت: وذكره عبدان بمعجمات في الخاء المعجمة وهو وهم، وقد حققه ابن ماكولا. وأغرب أبو موسى فغاير بين حسحاس هذا الأزدي وبين حسحاس آخر غير منسوب، وأورد في ترجمة الثاني من طريق بقية عن يونس بن زهران «2» الحسحاس- وكانت له صحبة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «من لقي اللَّه بخمس عوفي من النّار وأدخل الجنّة: سبحان اللَّه، والحمد للَّه ... » «3» الحديث. والصّواب أنهما واحد، فصاحب هذا الحديث هو الّذي ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه. والعجب أن أبا موسى أورده من طريق ابن أبي حاتم بإسناده إلى بقية، فظهر أنهما واحد. واللَّه أعلم. وأخرجه الباورديّ في آخر الحاء المهملة، وساق الحديث من طريق يونس بن زهران. 1719 ز- حسحاس بن الفضيل: بن عائذ الحنظليّ. ذكره أبو إسحاق بن ثابت في تاريخ هراة، وأورد له من طريق حسان بن قتيبة بن الحسحاس بن عيسى بن الحسحاس، قال: حدثنا أبي عن أبيه عن جده عيسى عن أبيه الحسحاس بن فضيل الحنظليّ قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ليس منكم أحد إلّا وله منزلان: أحدهما في الجنّة، والآخر في النّار ... » «4» الحديث.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 130، بقي بن مخلد 815، أسد الغابة ت (1161) . (2) في أ: يونس بن أبي. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43667 وعزاه للباوردي عن الحسحاس. (4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39404 وعزاه لأبي إسحاق بن يونس في تاريخ هراة عن حسان بن قتيبة بن الحسحاس بن عيسى بن الحسحاس بن فضيل عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده الحسحاس بن فضيل الحنظليّ ورجال إسناده مجاهيل وفيه خالد بن هياج متروك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 ورجال إسناده مجاهيل، وهو من رواية خالد بن هياج وهو متروك. 1720 ز- حسكة الحنظليّ: قال سيف: كان من عمال خالد بن الوليد على بعض نواحي الحيرة في خلافة أبي بكر. قلت: تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إذ ذاك إلا الصحابة. 1721 ز - حسل: بكسر أوله وسكون ثانيه- ابن جابر العبسيّ، والد حذيفة. يأتي في حسيل بالتصغير. 1722- حسل بن خارجة الأشجعيّ «1» : يأتي في حسيل- بالتصغير- أيضا. 1723- حسل: هو اسم أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشمي سماه ابن حبان. وهو مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 1724- الحسن بن علي بن أبي طالب «2» : بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي. سبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وريحانته، أمير المؤمنين أبو محمد. ولد في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، قاله ابن سعد وابن البرقي وغير واحد. وقيل في شعبان منها. وقيل ولد سنة أربع وقيل سنة خمس. والأول أثبت. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث حفظها عنه، منها في السنن الأربعة، قال: علّمني رسول   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 130، أسد الغابة ت (1163) ، الاستيعاب ت (593) . (2) انظر الثقات 3/ 67، تجريد أسماء الصحابة 1/ 130، تهذيب التهذيب 1/ 168، الجرح والتعديل 3/ 73، الطبقات 1/ 5، 126، 189، 230، خلاصة تذهيب 1/ 216، تهذيب الكمال 1/ 268، التحفة اللطيفة 1/ 481، شذرات الذهب 1/ 10- 16، 4، الوافي بالوفيات 12/ 92، عنوان النجابة 1/ 64، حلية الأولياء 2/ 35، تهذيب التهذيب 2/ 295، طبقات الحفاظ 1/ 49، الكاشف 1/ 224، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 582، الطبقات الكبرى 9/ 49، طبقات فقهاء اليمن 42، 47، العقد الثمين 4- 157، تاريخ جرجان 694، روضات الجنان 1- 393- ثمار القلوب للثعالبي 90، 177، أمالي المرتضى 1/ 118، التذكرة الحمدونية 1/ 69 و 86 و 101، أنساب الأشراف 1/ 387، ترتيب الثقات 119، التاريخ لابن معين 2/ 18، أسد الغابة ت [1165] ، الاستيعاب ت [573] العقد الفريد 7/ 107، جمهرة أنساب العرب 52، طبقات خليفة 5 و 189، التاريخ الكبير 2/ 381، المستدرك على الصحيحين 3/ 176: 180، المعجم الكبير 3/ 98: 148، المنتخب في ذيل المذيل 548، صفة الصفوة 1/ 762: 764، الثقات لابن حبان 3/ 68، ذكر أخبار أصبهان 44، التاريخ الكبير 2- 286، علماء إفريقيا وتونس 27، 273، البداية والنهاية 8/ 11، بقي بن مخلد 161، تاريخ بغداد 7/ 368، شرف أصحاب الحديث 69، التبصرة والتذكرة 2/ 15، 3/ 98، التعديل والجرح 215، تاريخ الإسلام 2/ 94. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كلمات أقولهن في الوتر ... الحديث. ومنها عن أبي الحوراء- بالمهملة والراء: قلت للحسن: ما تذكر من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: أخذت تمرة من تمر الصدقة فتركتها في فمي فنزعها بلعابها.. الحديث. وهذه القصّة أخرجها أصحاب الصحيح من حديث أبي هريرة. وروى الحسن أيضا عن أبيه وأخيه الحسين وخاله هند بن أبي هالة، روى عنه ابنه الحسن وعائشة أم المؤمنين، وابن أخيه علي بن الحسين، وابناه عبد اللَّه، والباقر، وعكرمة، وابن سيرين، وجبير بن نفير. وأبو الحوراء- بمهملتين- واسمه ربيعة بن شيبان، وأبو مجلز، وهبيرة بن يريم- بفتح المثناة التحتانية أوله- بوزن عظيم، وسفيان بن الليل وغيرهم. وروى التّرمذيّ من حديث أسامة بن زيد، قال: طرقت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في بعض الحاجة، فقال: «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللَّهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما. ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد: سمعت أبا جحيفة يقول: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وكان الحسن بن علي يشبهه «1» . وفي الترمذي من حديث بريدة، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يخطب إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه ... الحديث. ومن طريق الزهري عن أنس قال: لم يكن أشبه برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من الحسن وفي رواية معمر عنه أشبه وجها. وفي البخاري، عن أسامة: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يجلسني والحسن بن علي فيقول: «اللَّهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما» «2» .   (1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1822 عن ابن جحيفة كتاب الفضائل (43) باب شبيه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم (29) حديث رقم (107/ 2343) وأخرجه الترمذي 5/ 128- 129 كتاب الأدب (60) باب ما جاء في العدة حديث رقم 2826، 2827، ما رواه الترمذي أيضا 5/ 659 وكتاب المناقب (50) باب مناقب الحسن والحسين (31) رقم 3777 وقال حسن صحيح وأحمد في المسند 4/ 307 وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/ 205. (2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 446. قال الهيثمي في الزوائد 9/ 182 رواه أحمد ورجال الصحيح والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 233 والطبراني في الكبير 3/ 39، 21، 42، وكنز العمال حديث رقم 34255، 34279، 34280، وابن عدي في الكامل 3/ 1045. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 وفي البخاريّ عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث، قال: صلى بنا أبو بكر العصر، ثم خرج، فرأى الحسن بن علي يلعب، فأخذه فحمله على عنقه وهو يقول: بأبي شبيه بالنبيّ: ليس شبيها بعلي، وعليّ يضحك. وفي المسند من طريق زمعة بن صالح، عن ابن أبي مليكة: كانت فاطمة تنقر الحسن وتقول مثل ذلك. وذكر الزبير عن عمه، قال: ذكر عن البهيّ، قال: تذاكرنا من أشبه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من أهله؟ فدخل علينا عبد اللَّه بن الزبير، فقال: أنا أحدّثكم بأشبه أهله به وأحبهم إليه: الحسن بن علي، رأيته يجيء وهو ساجد، فيركب رقبته، أو قال ظهره- فما ينزله حتى يكون هو الّذي ينزل. ولقد رأيته يجيء وهو راكع فيفرّج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر. وساقه ابن سعد موصولا من طريق يزيد بن أبي زياد عن عبد اللَّه البهيّ مولى الزبير. وقال الطّبرانيّ: حدّثنا عبدان، حدثنا قتيبة، حدثنا حاتم بن إسماعيل عن معاوية بن أبي مزرّد، عن أبيه، عن أبي هريرة: سمعت أذناي هاتان، وأبصرت عيناي هاتان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو آخذ بكفيه جميعا- يعني حسنا أو حسينا وقدماه على قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يقول: «حزقه حزقّه. ترق عين بقّة» . فيرقي الغلام حتى يضع قديمه على صدر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ثم قال له: افتح. ثم قبله ثم قال: «اللَّهمّ أحبّه فإنّي أحبّه» . وأخرجه خيثمة عن إبراهيم بن أبي العنبس، عن جعفر بن عون، عن معاوية نحوه. وعند أحمد من طريق زهير بن الأقمر: بينما الحسن بن علي يخطب بعد ما قتل علي إذ قام رجل من الأزد آدم طوال، فقال: لقد رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم واضعه في حبوته، يقول: «من أحبّني فليحبّه، فليبلغ الشّاهد الغائب» . ومن طرق عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ومعه الحسن وحسين، هذا على عاتقه، وهذا على عاتقه، وهو يليم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا، فقال: «من أحبّهما فقد أحبّني «1» ، ومن أبغضهما فقد أبغضني» «2» .   (1) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 950. (2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 288، 440، 531 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6369 والطبراني في الكبير 3/ 40، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 29 والحاكم في المستدرك 3/ 166 عن أبي هريرة ... الحديث قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي وابن عساكر في التاريخ 4/ 318، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 182. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 وعند أبي يعلى من طريق عاصم، عن زرّ، عن عبد اللَّه: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما، فإذا قضى الصّلاة وضعهما في حجره «1» ، فقال: «من أحبّني فليحبّ هذين» «2» . وله شاهد في السنن وصحيح ابن خزيمة عن بريدة، وفي معجم البغوي نحوه بسند صحيح عن شدّاد بن الهاد. وفي المسند من حديث أم سلمة، قالت: دخل عليّ وفاطمة ومعهما الحسن والحسين فوضعهما في حجره فقبلهما، واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى، فجعل عليهم خميصة سوداء، فقال: «اللَّهمّ إليك لا إلى النّار» «3» . وله طرق في بعضها كساء، وأصله في مسلم. ومن حديث حذيفة رفعه: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة «4» . وله طرق أيضا، وفي الباب عن علي وجابر وبريدة وأبي سعيد. وفي البخاري عن أبي بكر: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على المنبر والحسن بن علي معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة، ويقول: «إنّ ابني هذا سيّد، ولعلّ اللَّه أن يصلح بن بين فئتين من المسلمين» «5» .   (1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 51. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 178 عن أبي بكرة وقال رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثق. (2) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2233 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 887 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 263، وابن عساكر في التاريخ 4/ 207 وأورده الهيثمي الزوائد 9/ 182 عن عبد اللَّه ابن مسعود قال الهيثمي رواه أبو يعلى والبزار والطبراني باختصار ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم خلاف وعن عبد اللَّه بن مسعود أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال للحسن والحسين اللَّهمّ إني أحبهما فأحبهما ومن أحبهما فقد أحبني. رواه البزار وإسناده جيد وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3992. (3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 295، 296. والطبراني في الكبير 3/ 48، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 73، قال الهيثمي في الزوائد 9/ 169 رواه أحمد وكنز العمال 34187، 37628، 37630. (4) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 614 كتاب المناقب باب 31 مناقب الحسن والحسين عليها السلام حديث رقم 3768 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة في السنن 1/ 44 المقدمة باب فضل علي بن أبي طالب وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2228، وأحمد في المسند 3/ 3، 62، 82، والطبراني في الكبير 3/ 25، 28 والحاكم في المستدرك 3/ 166، والهيثمي في الزوائد 9/ 181. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17795، 34246 وأبو نعيم في الحلية 4/ 139، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 429. (5) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 244 وأبو داود في السنن 2/ 628 كتاب السنة باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة حديث رقم 4662، والترمذي 5/ 616 كتاب المناقب باب 31 مناقب الحسن والحسين عليهما السلام حديث رقم 3773 والنسائي 3/ 107 كتاب الجمعة باب 27 مخاطبة الإمام رعية وهو على المنبر حديث رقم 1409، وأحمد في المسند 5/ 44، 51 وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 96، 15/ 96، والطبراني في الكبير 3/ 21، 22 23، وكنز العمال حديث رقم 37691 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 364، 13/ 18. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 وقال أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا المبارك بن فضالة، حدثنا الحسن بن أبي الحسن، حدثنا أبو بكرة: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلّي بالناس، وكان الحسن بن علي يثب على ظهره، إذا سجد، ففعل ذلك غير مرة، قالوا له: إنك لتفعل بهذا شيئا ما رأيناك تفعله بأحد. قال: «إنّ ابني هذا سيّد، وسيصلح اللَّه به بين فئتين من المسلمين» قال: فلما ولي لم يهرق في خلافته محجمة من دم. وأخرجه إسماعيل الخطبيّ من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد وهشام، عن الحسن نحوه. قال: فنظر إليهم أمثال الجبال في الحديد، فقال: أضرب هؤلاء بعضهم ببعض في ملك من ملك الدنيا، لا حاجة لي به. وقال العبّاس الدّوريّ: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد، عن عبد اللَّه بن بريدة. قال: قدم الحسن بن عليّ على معاوية، فقال: لأجيزنّك بجائزة ما أجزت بها أحدا قبلك، ولا أجيز بها أحدا بعدك، فأعطاه أربعمائة ألف. وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ضمرة عن ابن شوذب، قال: لما قتل عليّ سار الحسن في أهل العراق ومعاوية في أهل الشام، فالتقوا، فكره الحسن القتال، وبايع معاوية على أن يجعل العهد له من بعده، فكان أصحاب الحسن يقولون له: يا عار أمير المؤمنين، فيقول: العار خير من النّار. وأخرج ابن سعد من طريق مجالد عن الشعبي وغيره، قال: بايع أهل العراق بعد عليّ الحسن بن علي، فسار إلى أهل الشام وفي مقدمته قيس بن سعد في اثني عشر ألفا يسمون شرطة الجيش، فنزل قيس بمسكن من الأنبار، ونزل الحسن المدائن، فنادى مناد في عسكر الحسن. ألا إنّ قيس بن سعد قتل، فوقع الانتهاب في العسكر حتى انتهبوا فسطاط الحسن، وطعنه رجل من بني أسد بخنجر، فدعا عمرو بن سلمة الأرحبي، وأرسله إلى معاوية يشترط عليه: وبعث معاوية عبد الرحمن بن سمرة وعبد اللَّه بن عامر فأعطيا الحسن ما أراد، فجاء له الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 معاوية من منبج «1» إلى مسكن، فدخلا الكوفة جميعا، فنزل الحسن القصر، ونزل معاوية النّخيلة «2» ، وأجرى عليه معاوية في كل سنة ألف ألف درهم، وعاش الحسن بعد ذلك عشر سنين. قال ابن سعد: وأخبرنا عبد اللَّه بن بكر السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينار، قال: وكان معاوية يعلم أن الحسن أكره الناس للفتنة، فراسله وأصلح الّذي بينهما، وأعطاه عهدا إن حدث به حدث والحسن حيّ ليجعلنّ هذا الأمر إليه. قال: فقال عبد اللَّه بن جعفر قال الحسن: إني رأيت رأيا أحبّ أن تتابعني عليه. قلت: ما هو؟ قال: رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها، وأخلي الأمر لمعاوية، فقد طالت الفتنة، وسفكت الدماء، وقطعت السبل. قال: فقلت له: جزاك اللَّه خيرا عن أمة محمد. فبعث إلى حسين فذكر له ذلك، فقال: أعيذك باللَّه فلم يزل به حتى رضي. وقال يعقوب بن سفيان: حدّثنا سعيد بن منصور، حدثنا عون بن موسى، سمعت هلال بن خباب: جمع الحسن رءوس أهل العراق في هذا القصر «3» - قصر المدائن- فقال: إنكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت، وإني قد بايعت معاوية، فاسمعوا له وأطيعوا. قال الواقديّ: حدثنا داود بن سنان، حدثنا ثعلبة بن أبي مالك، شهدت الحسن يوم مات ودفن في البقيع فرأيت البقيع ولو طرحت فيه إبرة ما وقعت إلا على رأس إنسان. قال الواقديّ: مات سنة تسع وأربعين. وقال المدائنيّ: مات سنة خمسين. وقيل سنة إحدى وخمسين. وقال الهيثم بن عدي: سنة أربع وأربعين. وقال ابن مندة: مات سنة تسع وأربعين- وقيل خمسين. وقيل سنة ثمان وخمسين. ويقال: إنه مات مسموما. قال ابن سعد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا ابن عون، عن عمير بن إسحاق:   (1) منبج: بالفتح ثم السكون وباء موحدة وجيم بلد قديم كبير واسع بينه وبين الفرات ثلاثة فراسخ وإلى حلب عشرة فراسخ. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1316. (2) النخيلة: تصغير نخلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام والنّخيلة أيضا ماء عن يمين الطريق قرب المغيثة والعقبة على سبعة أميال من جوى غربيّ واقصة بينها وبين الحفر ثلاثة أميال. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1366. (3) القصر: والمراد به البناء المشيد العالي وأصله الحبس لقوله تعالى: حور مقصورات في الخيام. أي محبوسات فيها، والقصر في مواضع كثيرة إلا أنه في الأعمّ الأغلب ينسب إليه، قصريّ، يترك الإضافة للطول. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1096. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 دخلت أنا وصاحب لي على الحسن بن علي فقال: لقد لفظت طائفة من كبدي، وإني قد سقيت السم مرارا، فلم أسق مثل هذا. فأتاه الحسين بن علي فسأله: من سقاك؟ فأبى أن يخبره رحمه اللَّه تعالى. 1725- حسيل «1» - بالتصغير، ويقال بالتكبير- ابن جابر بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس المعروف باليمان العبسيّ- بسكون الموحدة، والد حذيفة بن اليمان. استشهد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقد وقع ذكره في صحيح مسلم من طريق أبي الطفيل عن حذيفة بن اليمان: قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، فأخذنا كفّار قريش فقالوا: إنكم تريدون محمدا، فقلنا: ما نريده. فأخذوا منا عهد اللَّه وميثاقه لننصرفنّ إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرناه، فقال: انصرفا ... الحديث. وقال ابن إسحاق في المغازي، عن عاصم بن عمرو، عن محمود بن لبيد: لما خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أحد رفع حسيل بن جابر. وهو والد حذيفة بن اليمان، وثابت بن وقش إلى الآطام مع النساء ... الحديث. وقد تقدم في ترجمة ثابت بن وقش. وروى البخاريّ بعض هذه القصة من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في حديث أوله: لما كان يوم أحد هزم المشركون، فصاح إبليس: أي عباد اللَّه أخراكم فرجعت أولاهم، فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد اللَّه، أبي! أبي! فو اللَّه ما احتجزوا عنه حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر اللَّه لكم. قال عروة: فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق باللَّه. وروى السّراج في تاريخه من طريق عكرمة أنّ والد حذيفة بن اليمان قتل يوم أحد، قتله رجل من المسلمين وهو يظنّ أنه من المشركين، فوداه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ورجاله ثقات مع إرساله وله شاهد أخرجه أبو إسحاق الفزاري في كتاب السير عن الأوزاعي عن الزهريّ، قال: أخطأ المسلمون بأبي حذيفة يوم أحد حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر اللَّه لكم. وهو أرحم الرّاحمين، فبلغت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فزاده عنده خيرا ووداه من عنده. 1726- حسيل «2» : - بالتصغير أيضا، ويقال بالتكبير: ابن خارجة وقيل ابن نويرة   (1) أسد الغابة ت (1166) ، الاستيعاب ت (528) . (2) أسد الغابة ت (1167) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 130. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 الأشجعي. وحكى ابن مندة أنه يقال فيه حسين بالنون أيضا. والّذي يظهر أنه آخر، كما سيأتي في القسم الثالث. وروى الطّبرانيّ وغيره من طريق إبراهيم بن حويّصة الحارثي، عن خاله معن بن حويّة- بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية- عن حسيل بن خارجة الأشجعيّ، قال: قدمت المدينة في جلب أبيعه، فأتى بي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا حسيل، هل لك أن أعطيك عشرين صاع تمر على أن تدلّ أصحابي على طريق خيبر؟» ففعلت، قال: فأعطاني، قال: فذكر القصّة. قال: فأسلمت «1» . وروى ابن مندة من هذه الطريق عنه، قال: شهدت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر، فضرب للفرس سهمين ولصاحبه سهما. وروى عمر بن شبّة من هذه الطريق عنه، قال: بعت يهود فدك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين افتتح خيبر: أعطنا الأمان وهي لك: فبعث إليهم حويصة فقبضها، فكانت له خاصّة. 1727 ز- حسيل: بن عرفطة بن نضلة بن الأشتر «2» بن حجوان بن فقعس الأسدي ثم الفقعسيّ. روى ابن شاهين، عن ابن عقدة، عن داود بن محمد بن عبد الملك بن حبيب بن تمام بن حسيل بن عرفطة، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن حسين بن عرفطة أنه كان اسمه حسيلا فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حسينا. وروى الدّارقطنيّ عن ابن عقدة بهذا الإسناد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال له: «إذا قمت في الصّلاة فقل: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. الحمد للَّه ربّ العالمين، حتّى تختمها ... » «3» الحديث. ورجال هذا الإسناد لا يعرفون. 1728- حسين بن عرفطة «4» : في الّذي قبله. 1729- الحسين: بن علي «5» بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ، أبو عبد اللَّه سبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وريحانته.   (1) ذكره المتقي في الكنز (30123) . (2) في أ: الأسير. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19687 وعزاه إلى الدارقطنيّ. (4) أسد الغابة ت 1172، تجريد أسماء الصحابة 1/ 131. (5) نسب قريش 57، 396، 448، 480، 490، التاريخ الكبير 2/ 381، الجرح والتعديل 3/ 55، تاريخ الطبري 5/ 347، 381، 400، مروج الذهب 3/ 248، الأغاني 14/ 163، المستدرك 3/ 176، الحلية 2/ 39، جمهرة أنساب العرب 52، تاريخ بغداد 1/ 141، تاريخ ابن عساكر 5/ 66، الكامل 4/ 46، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 162، تهذيب الكمال 290، تاريخ الإسلام 2/ 340، 3، 5، 13، العبر 1- 65، تذهيب التهذيب 1/ 1149، الوافي بالوفيات 12/ 423، مرآة الجنان 1/ 131، البداية والنهاية 8/ 149 وما بعدها، العقد الثمين 4/ 202، غاية النهاية ت 1664، تهذيب التهذيب 2/ 345، خلاصة تذهيب الكمال 71، شذرات الذهب 1/ 66، تهذيب ابن عساكر 4/ 314، أسد الغابة ت (1173) . الاستيعاب ت (574) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 قال الزّبير وغيره: ولد في شعبان سنة أربع. وقيل سنة ست وقيل سنة سبع، وليس بشيء. قال جعفر بن محمّد: لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلا طهر واحد. قلت: فإذا كان الحسن ولد في رمضان وولد الحسين في شعبان احتمل أن تكون ولدته لتسعة أشهر. ولم تطهر من النفاس إلا بعد شهرين. وقد حفظ الحسين أيضا عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وروى عنه. أخرج له أصحاب السنن أحاديث يسيرة. وروى ابن ماجة وأبو يعلى عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة وإن قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا إلّا أعطاه اللَّه ثواب ذلك» . لكن في إسناده ضعف. وروى عن أبيه وأمه وخاله هند بن أبي هالة، وعن عمر. وروى عنه أخوه الحسن وبنوه: علي زين العابدين وفاطمة وسكينة، وحفيده الباقر والشعبيّ وعكرمة وسنان الدؤلي وكرز التيمي، وآخرون. وروى أبو يعلى من طريق محمد بن زياد بن أبي هريرة، قال: كان الحسن والحسين يصطرعان بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجعل يقول: «هي حسين» . فقالت فاطمة: لم تقول هي حسين؟ فقال: «إنّ جبريل يقول هي حسين» . وفي الصّحيح عن ابن عمر حين سأله رجل عن دم البعوض: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «هما ريحانتاي من الدّنيا» «1» - يعني الحسن والحسين. ومن حديث ابن سيرين، عن أنس، قال: كان الحسن «2» والحسين أشبههم برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 33، 8/ 8 وأحمد في المسند 2/ 85، 93، والطبراني في الكبير 3/ 137، وابن أبي شيبة 12/ 100، وأبو نعيم في الحلية 5/ 71، 7/ 365، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34256، 37719. (2) في د حسن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن عبيد بن حنين: حدثني الحسين بن عليّ، قال: أتيت عمر وهو يخطب على المنبر فصعدت إليه فقلت: انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك. فقال عمر: لم يكن لأبي منبر. وأخذني فأجلسني معه أقلّب حصى بيدي، فلما نزل انطلق بي إلى منزله، فقال لي: من علّمك؟ قلت: واللَّه ما علّمني أحد. قال: بأبي، لو جعلت تغشانا. قال: فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب، فرجع ابن عمر فرجعت معه فلقيني بعد قلت فقال لي: لم أراك. قلت: يا أمير المؤمنين، إني جئت وأنت خال بمعاوية، فرجعت مع ابن عمر. فقال: أنت أحقّ بالإذن من ابن عمر: فإنما أنبت ما ترى في رءوسنا اللَّه ثم أنتم. سنده صحيح وهو عند الخطيب. وقال يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث: بينما عبد اللَّه بن عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة إذ رأى الحسين مقبلا، فقال: هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السّماء اليوم. وكانت إقامة الحسين بالمدينة إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة فشهد معه الجمل ثم صفّين ثم قتال الخوارج، وبقي معه إلى أن قتل، ثم مع أخيه إلى أن سلّم الأمر إلى معاوية، فتحوّل مع أخيه إلى المدينة واستمر بها إلى أن مات معاوية، فخرج إلى مكة، ثم أتته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب فأخذ بيعتهم، وأرسل إليهم فتوجّه، وكان من قصّة قتله ما كان. وقال عمار بن معاوية الدّهني: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسن: حدثني عن مقتل الحسين حتى كأني حضرته، قال: مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة فأرسل إلى الحسين بن علي ليأخذ بيعته ليلته، فقال: أخّرني، ورفق به، فأخّره، فخرج إلى مكّة، فأتاه رسل أهل الكوفة: إنّا قد حبسنا أنفسنا عليك. ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي، فأقدم علينا. وقال: وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة، فبعث الحسين بن علي إليهم مسلم بن عقيل، فقال: سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إليّ، فإن كان حقا قدمت إليه. فخرج مسلم حتى أتى المدينة، فأخذ منها دليلين، فمرّا به في البريّة، فأصابهم عطش فمات أحد الدليلين، فقدم مسلم الكوفة، فنزل على رجل يقال له عوسجة، فلما علم أهل الكوفة بقدومه دبّوا إليه، فبايعه منهم اثنا عشر ألفا، فقام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية إلى النّعمان بن بشير، فقال: إنك ضعيف أو مستضعف، قد فسد البلد، قال له النّعمان: لأن أكون ضعيفا في طاعة اللَّه أحبّ إليّ من أن أكون قويّا في معصيته، ما كنت لأهتك سترا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 فكتب الرجل بذلك إلى يزيد، فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون فاستشاره، فقال له: ليس للكوفة إلا عبيد اللَّه بن زياد، وكان يزيد ساخطا على عبيد اللَّه، وكان همّ بعزله عن البصرة، فكتب إليه برضاه عنه، وأنه أضاف إليه الكوفة، وأمره أن يطلب مسلم بن عقيل، فإن ظفر به قتله. فأقبل عبيد اللَّه بن زياد وفي وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثّما، فلا يمر على أحد فيسلم إلا قال له أهل المجلس: عليك السّلام يا ابن رسول اللَّه، يظنونه الحسين بن علي قدم عليهم فلما نزل عبيد اللَّه القصر دعا مولى له فدفع إليه ثلاثة آلاف درهم، فقال: اذهب حتّى تسأل عن الرجل الّذي يبايعه أهل الكوفة فادخل عليه، وأعلمه أنك من حمص، وادفع إليه المال وبايعه، فلم يزل المولى يتلطّف حتى دلّوه على شيخ يلي البيعة، فذكر له أمره، فقال: لقد سرني إذ هداك اللَّه، وساءني أنّ أمرنا لم يستحكم. ثم أدخله على مسلم بن عقيل فبايعه ودفع له المال، وخرج حتى أتى عبيد اللَّه فأخبره، وتحول مسلم حين قدم عبيد اللَّه من تلك الدار إلى دار أخرى، فأقام عند هانئ بن عروة المرادي. وكان عبيد اللَّه قال لأهل الكوفة: ما بال هانئ بن عروة لم يأتني؟ فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس من وجوه أهل الكوفة وهو على باب داره، فقالوا له: إن الأمير قد ذكرك واستبطأك، فانطلق إليه، فركب معهم حتى دخل على عبيد اللَّه بن زياد، وعنده شريح القاضي، فقال عبيد اللَّه لما نظر إليه لشريح: أتتك بحائن رجلاه. فلما سلم عليه قال له: يا هانئ، أين مسلم بن عقيل؟ فقال له: لا أدري. فأخرج إليه المولى الّذي دفع الدراهم إلى مسلم، فلما رآه سقط في يده وقال: أيّها الأمير، واللَّه ما دعوته إلى منزلي، ولكنه جاء فطرح نفسه عليّ، فقال ائتني به، فتلكأ فاستدناه، فأدنوه منه، فضربه بالقضيب وأمر بحبسه. فبلغ الخبر قومه، فاجتمعوا على باب القصر، فسمع عبيد اللَّه الجلبة، فقال لشريح القاضي: اخرج إليهم فأعلمهم أنني ما حبسته إلا لأستخبره عن خبر مسلم، ولا بأس عليه منّي. فبلغهم ذلك فتفرقوا، ونادى مسلم بن عقيل لما بلغه الخبر بشعاره، فاجتمع عليه أربعون ألفا من أهل الكوفة، فركب وبعث عبيد اللَّه إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر، فأمر كلّ واحد منهم أن يشرف على عشيرته فيردّهم، فكلّموهم فجعلوا يتسللون، فأمسى مسلم وليس معه إلا عدد قليل منهم. فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضا، فلما بقي وحده تردّد في الطرق بالليل، فأتي باب امرأة فقال: اسقيني ماء، فسقته فاستمر قائما، قالت: يا عبد اللَّه، إنك مرتاب، فما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 شأنك؟ قال: أنا مسلم بن عقيل، فهل عندك مأوى؟ قالت: نعم، ادخل، فدخل، وكان لها ولد من موالي محمد بن الأشعث، فانطلق إلى محمّد بن الأشعث، فأخبره، فلم يفجأ مسلما إلا والدار قد أحيط بها، فلما رأى ذلك خرج بسيفه يدفعهم عن نفسه، فأعطاه محمد بن الأشعث الأمان، فأمكن من يده، فأتى به عبيد اللَّه فأمر به فأصعد إلى القصر ثم قتله وقتل هانئ بن عروة وصلبهما، فقال شاعرهم في ذلك أبياتا منها: فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السّوق وابن عقيل [الطويل] ولم يبلغ الحسين ذلك حتى كان بينه وبين القادسيّة ثلاثة أميال، فلقيه الحرّ بن يزيد التميمي، فقال له: ارجع، فإنّي لم أدع لك خلفي خيرا، وأخبره الخبر، فهمّ أن يرجع، وكان معه إخوة مسلم، فقالوا: واللَّه لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل. فساروا، وكان عبيد اللَّه قد جهّز الجيش لملاقاته، فوافوه بكربلاء، فنزلها ومعه خمسة وأربعون نفسا من الفرسان ونحو مائة راجل، فلقيه الحسين وأميرهم عمر بن سعد بن أبي وقّاص، وكان عبيد اللَّه ولّاه الري، وكتب له بعهده عليها إذا رجع من حرب الحسين، فلما التقيا قال له الحسين: اختر مني إحدى ثلاث: إما أن ألحق بثغر من الثّغور، وإما أن أرجع إلى المدينة، وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية. فقبل ذلك عمر منه، وكتب به إلى عبيد اللَّه، فكتب إليه لا أقبل منه حتى يضع يده في يدي، فامتنع الحسين، فقاتلوه فقتل معه أصحابه وفيهم سبعة عشر شابّا من أهل بيته، ثم كان آخر ذلك أن قتل وأتي برأسه إلى عبيد اللَّه فأرسله ومن بقي من أهل بيته إلى يزيد، ومنهم علي بن الحسين، وكان مريضا، ومنهم عمته زينب، فلما قدموا على يزيد أدخلهم على عياله ثم جهزهم إلى المدينة. قلت: وقد صنّف جماعة من القدماء في مقتل الحسين تصانيف فيها الغثّ والسّمين، والصّحيح والسّقيم، وفي هذه القصّة التي سقتها غنى. وقد صحّ عن إبراهيم النخعي أنه كان يقول: لو كنت فيمن قاتل الحسين ثم أدخلت الجنّة لاستحييت أن انظر إلى وجه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال حمّاد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمّار، عن ابن عباس: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول اللَّه! ما هذا قال: «هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فكان ذلك اليوم الّذي قتل فيه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 وعن عمار، عن أم سلمة: سمعت الجن تنوح «1» على الحسين بن علي. قال الزّبير بن بكّار: قتل الحسين يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وكذا قال الجمهور، وشذّ من قال غير ذلك. الحاء بعدها الشين 1730 - حشرج «2» ، غير منسوب: بوزن جعفر، آخره جيم. ذكره البغويّ وغيره في الصّحابة، قال ابن أبي خيثمة: حدثنا التّرجماني، حدثنا أبو الحارث مولى بني هبار، قال: رأيت حشرج رجلا من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أخذه فوضعه في حجره ودعا له. الحاء بعدها الصاد 1731- حصن: بكسر أوله- ابن قطن «3» . في ترجمة أخيه حارثة بن قطن. 1732- حصن: بن أبي قيس بن الأسلت الأنصاري. ذكره الثعلبيّ في تفسيره أنه حلف على امرأة أبيه بعد موته، فنزلت: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ... [النساء 22] الآية. استدركه ابن فتحون. [قلت: ذكر الثعلبيّ القصة مطولة، وعزاها للمفسرين بغير سند، وذكرها الواقديّ أيضا بغير سند، وعندهما أنّ المرأة كبيشة بنت معن] » وسيأتي في حرف القاف أنّ اسمه قيس. فاللَّه أعلم. 1733- حصين: - بالتصغير- ابن أوس «5» . ويقال ابن أويس، ويقال ابن قيس بن حجير بن بكر بن صخر بن نهشل «6» بن دارم. وقال خليفة والعسكري: هو ابن أوس بن صخير «7» بن طلق بن بكر، والباقي مثله. يكنى أبا زياد. روى حديثه النّسائيّ من طريق غسان بن الأغرّ «8» بن حصين النهشلي، حدثني عمي زياد بن حصين، عن أبيه- أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له: «ادن منّي» . فدنا منه فوضع يده على ذؤابته، ودعا له.   (1) في أ: سمعت الحسن ينوح على الحسين. (2) أسد الغابة ت (1174) ، الاستيعاب ت (601) . (3) أسد الغابة ت (1176) . (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (1177) ، الاستيعاب ت (534) . (6) في أ: صخر بن سهل بن دارم. (7) في أ: صخر بن سهل بن دارم. (8) في أ: صخر بن سهل بن دارم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 رواه الطّبرانيّ من وجه آخر، عن غسان بن الأغرّ، قال: حدثنا عمي زياد بن حصين، عن حصين بن قيس، فذكره. ومن طريق [عبد اللَّه بن معاوية الجمحيّ، عن] «1» نعيم بن حصين السدوسي، عن عمه زياد، عن جده نحو هذه القصة [ولفظه: أتيت المدينة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بها ومعي إبل لي، فقلت: يا رسول اللَّه، مر أهل العائط أن يحسنوا مخالطتي، وأن يعينوني. قال: فقاموا معي، فلما بعت إبلي أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ادنه، فمسح على ناصيتي ودعا لي ثلاث مرات. قال الطّبراني في الأوسط: لم يروه عن نعيم بن حصين إلا عبد اللَّه بن معاوية وهو نعيم ابن فلان بن حصين، وجدّه هو حصين السدوسي. انتهى. ويحتمل أن يكون هذا آخر، لاختلاف النسبتين والمخرجين والاختلاف في تسمية أبيه] «2» فاللَّه أعلم. 1734- حصين بن بدر التميمي «3» : هو الزّبرقان. يأتي في الزاي. 1735 - حصين بن جندب «4» ، أبو جندب: روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن حارث الليث، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن قال: لقيته بالكوفة، عن جندب بن حصين، عن أبيه حصين بن جندب، قال: كنّا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فشكى إليه قوم فقالوا: إنا نمنا حتى طلعت الشمس. فأمرهم أن يؤذّنوا ويقيموا. في إسناده من لا يعرف. 1736- حصين بن الحارث «5» : بن المطلب بن عبد مناف القرشيّ المطلبي أخو عبيدة «6» . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وروى عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره، عن   (1) سقط من أ. (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (1178) ، الاستيعاب ت (531) . (4) أسد الغابة ت (1179) ، طبقات ابن سعد 6/ 224- 241، طبقات خليفة ت 1152، تاريخ البخاري 3/ 3، الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الأول 190، تاريخ ابن عساكر 5/ 73، تهذيب الكمال 50، 1624، تاريخ الإسلام 3/ 319، 4/ 79، العبر 1/ 105، تذهيب التهذيب 1/ 160، تهذيب التهذيب 2/ 379، خلاصة تذهيب التهذيب 85، شذرات الذهب 1/ 99، تهذيب ابن عساكر 4/ 373. (5) أسد الغابة ت (1180) ، الاستيعاب ت (530) . (6) في أ: عبيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 ابن عباس- أنه نزل فيه إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ [فاطر 29] الآية. ويقال نزلت فيه: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ ... [الكهف 110] الآية. قال أبو عمر: يقال: مات سنة ثلاث وثلاثين. وقيل: قبل ذلك. وروى الطّبراني من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه شهد صفين مع علي. والإسناد إلى عبيد اللَّه ضعيف. وقد تكرر ذكره في كتابي هذا، [وللحصين هذا ولد ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء.] «1» 1737 - حصين بن «2» أبي الحر «3» : كان من عمّال خالد بن الوليد في بعض نواحي الحيرة زمن الفتوح في خلافة أبي بكر. ذكره سيف والطّبريّ، وقال ابن سعد: كان الحصين بن أبي الحر عاملا لعمر بن الخطاب على ميسان، وعاش إلى زمن الحجاج. قلت: وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة. 1738- حصين بن الحمام «4» : بضم المهملة وتخفيف الميم- ابن ربيعة بن مسّاب- بضم أوله وتشديد المهملة وآخره موحدة- ابن حرام بن وائلة بن سهم بن مرة بن عوف المري الشّاعر المشهور. يكنى أبا معيّة- بفتح الميم وكسر المهملة بعدها تحتانية مثقلة، وقيل مصغّر. قال ابن ماكولا: له صحبة. وقال أبو عمر: إنه أنصاري. وأنكره ابن الأثير وقال: هو مرّي. قلت: لعله خالف الأنصار، وكان له أخ اسمه معيّة وولدان معيّة ويزيد ابنا حصين، وليزيد ولد اسمه معية أيضا، ولكلهم ذكر في شعراء بني مرة. قال البلاذريّ: كان رئيسا وفيا. وقال أبو عبيدة: اتفقوا على أن أشعر المقلّين في الجاهلية ثلاثة، المسيّب بن علس، والحصين بن الحمام، والمتلمس. قال أبو عبيدة في شرح الأمثال: هو جاهليّ، زعم أبو عبيدة أنه أدرك الإسلام، واحتج على ذلك بقوله:   (1) سقط في أ. (2) التاريخ الكبير 11، أخبار القضاة 1/ 55، تاريخ ابن عساكر 4/ 374، تاريخ الإسلام 3/ 245، الكاشف 1/ 237، تهذيب التهذيب 2/ 388، تهذيب الكمال (1368) ، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 90. (3) في ت: ابن الحرية. (4) أسد الغابة ت (1182) ، الاستيعاب ت (538) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 أعوذ بربّي من المخزيات «1» ... يوم ترى النّفس أعمالها وخفّ الموازين بالكافرين ... وزلزلت الأرض زلزالها «2» [المتقارب] وأنشد له المرزبانيّ في معجم الشعراء الأبيات المشهورة التي منها: نفلّق هاما من رجال أعزّة ... علينا وإن كانوا أعقّ وأظلما «3» [الطويل] وبهذا البيت يتمثّل يزيد بن معاوية لما جاءه قتل الحسين بن علي رضي اللَّه عنهما. وذكر أبو الفرج الأصبهاني أنه مات في سفر له فسمع قومه قائلا يقول في الليل: ألا هلك الحلو الحلال الحلاحل ... ومن عقده حزم وعزم ونائل «4» [الطويل] فسمعه أخوه معيّة، فقال: هلك واللَّه الحصين، وكان كذلك، ورثاه بأبيات منها: فلا تبعد حصين فكلّ حيّ ... سيلقى في صروف الدهر حينا لعمر الباكيات على حصين ... لقد عزّت رزيّته علينا «5» [الوافر] وله مرثية أخرى مذكورة في معيّة. 1739- حصين بن ربيعة بن عامر «6» : بن الأزور الأحمسي. أبو أرطاة. مشهور بكنيته. وخرّج مسلم من حديث جرير بن عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألا تريحني من ذي الخلصة!» فسرت في خمسين ومائة راكب من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأحرقناها، فجاء بشيرا جرير وأبو أرطاة حصين بن ربيعة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: والّذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب.   (1) في ت: المجرمات. (2) ينظر البيتان في الأغاني 14/ 1. (3) ينظر البيت في الأسدي: 126 ومختار الأغاني 2/ 512. (4) ينظر البيت في مختار الأغاني 2/ 518. (5) ينظر البيتان في مختار الأغاني 2/ 518. (6) أسد الغابة ت (1183) ، الاستيعاب ت (535) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 وأخرجه البخاريّ، لكن لم يسمّه، وإنما قال: يقال له أبو أرطاة، وفي بعض نسخ مسلم: حسين بالسين المهملة وهو تحريف. وذكر ابن السّكن أنه قيل فيه ربيعة بن حصين كأنه انقلب. وتقدم أنه قيل فيه أرطاة. 1740- حصين: بن عبيد بن خلف الخزاعي «1» والد عمران. اختلف في إسلامه، فروى أحمد والنسائي بإسناد صحيح عن ربعي، عن عمران بن حصين- أنّ حصينا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل أن يسلم ... الحديث. وفيه: ثم إن حصينا أسلم. ورواه النّسائيّ من وجه آخر عن ربعيّ، عن عمران بن حصين، عن أبيه أنه أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا محمد، كان عبد المطلب خيرا لقومك منك ... الحديث، وفيه: فلما أراد أن ينصرف قال: ما أقول؟ قل: «اللَّهمّ قني شرّ نفسي، واعزم لي على أرشد أمري» . «2» فانطلق ولم يكن أسلم، ثم أسلم فقال يا رسول اللَّه، فما أقول الآن حين أسلمت؟ قال: قل: «اللَّهمّ قني شرّ نفسي، واعزم لي أرشد أمري، اللَّهمّ اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما أخطأت، وما عمدت، وما علمت، وما جهلت» . وفي رواية للنّسائيّ: فما أقول الآن وأنا مسلم؟ وسنده صحيح من الطريقين. وروى ابن السكن والطّبراني من طريق داود بن أبي هند عن العباس بن ذريح، عن عمران بن حصين، قال: أتى أبي حصين بن عبيد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا محمد، أرأيت رجلا كان يصل الرّحم، ويقري الضيف، ويصنع كذا وكذا لم يدركك، هل ينفعه ذلك؟ فقال: «لا ... » الحديث. وفيه: قال فما مضت عشرون ليلة حتى مات مشركا. قال الطّبرانيّ: الصحيح أنّ حصينا أسلم. وقال ابن خزيمة: حدثنا رجاء العذري. حدثنا عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، حدثني أبي عن أبيه عن جدّه- أن قريشا جاءت إلى الحصين وكانت   (1) أسد الغابة ت (1185) ، الاستيعاب ت (532) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 132، الخلاصة 1/ 234، تهذيب الكمال 1/ 298، تهذيب التهذيب 2/ 384، العقد الثمين 4/ 212. (2) أخرجه ابن حبان حديث رقم 2431، وأحمد في المسند 4/ 444، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36995، والحاكم في المستدرك 1/ 510، قال الهيثمي في الزوائد 10/ 184 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 تعظّمه، فقالوا له: كلّم لنا هذا الرجل، فإنه يذكر آلهتنا ويسبّهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «أوسعوا للشّيخ» وعمران وأصحابه متوافرون، فقال حصين: ما هذا الّذي بلغنا عنك؟ إنك تشتم آلهتنا وتذكرهم وقد كان أبوك حصين خيرا فقال: يا حصين، «إنّ أبي وأباك في النّار، يا حصين، كم تعبد من إله» ؟ قال: سبعا في الأرض وواحدا في السماء. قال: «فإذا أصابك الضّر من تدعو» ؟ قال: الّذي في السماء. قال: «فإذا هلك المال من تدعو؟ قال: الّذي في السماء. قال: «فيستجيب لك وحده وتشركهم معه؟ أرضيته في الشّكر أم تخاف أن يغلب عليك؟» قال: ولا واحدة من هاتين. قال: وعلمت أني لم أكلم مثله. قال: «يا حصين أسلم تسلم» . قال: إن لي قوما وعشيرة، فماذا أقول؟ قال: قل: «اللَّهمّ إنّي أستهديك لأرشد أمري، وزدني علما ينفعني» . فقالها حصين. فلم يقم حتى أسلم، فقام إليه عمران فقبّل رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بكى، وقال: «بكيت من صنيع عمران، دخل حصين وهو كافر فلم يقم إليه عمران ولم يلتفت ناحيته، فلمّا أسلم قضى حقّه، فدخلني من ذلك الرّقة» ، فلما أراد حصين أن يخرج قال لأصحابه: «قوموا فشيّعوه إلى منزله» فلما خرج من سدة الباب رأته قريش فقالوا: صبأ، وتفرّقوا عنه. 1741- حصين بن عوف الخثعميّ «1» : قال البخاريّ وأبو حاتم: له صحبة. وروى ابن ماجة من طريق محمد بن كريب عن أبيه. عن ابن عباس عنه، قال: قلت: يا رسول اللَّه إن أبي قد أدركه الحج ولا يستطيع أن يحجّ ... الحديث. وأخرج أحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة، والحسن بن سفيان، والطّبراني، من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه، عن حصين بن عوف، نحوه. 1742- حصين بن عوف البجلي «2» : يقال هو اسم أبي حازم والد القيس. سيأتي في الكنى. 1743 ز- حصين «3» بن مالك: بن أبي عوف البجلي. وكان رأس بجيلة في القادسية. يأتي في القسم الثالث.   (1) أسد الغابة ت (1188) ، الاستيعاب ت (533) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 132، خلاصة تذهيب 1/ 234، تهذيب الكمال 1/ 298، تقريب التهذيب 1/ 183، الجرح والتعديل 3/ 835، والتحفة اللطيفة 1/ 517، تهذيب التهذيب 2/ 386، الطبقات 1/ 116، ذيل الكاشف 289. (2) أسد الغابة ت (1186) . (3) هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 1744- حصين بن محصن بن النعمان «1» : بن عبد كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ ثم الأشهلي. ذكره ابن شاهين وساق نسبه، لكنه أورد في ترجمته حديثا لغيره. وقال عبدان: سمعت ابن سيّار يقول: إنه من الصّحابة، وذكره في الصّحابة أبو أحمد العسكريّ. 1745- حصين بن محصن: بن عامر بن أبي قيس بن الأسلت الأنصاريّ الأشهلي. ذكره خليفة بن خيّاط في الصحابة. واستدركه ابن فتحون، وقد تقدّم ذكر عم أبيه حصين. 1746- حصين بن محصن: الأنصاريّ «2» الخطميّ. اختلف في صحبته. ذكره عبدان وابن شاهين العسكري والطبراني في الصحابة. وقال ابن السّكن: يقال إن له صحبة، غير أن روايته عن عمته، وليس له رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. قلت: أخرجه المذكورون أولا، فقالوا: عن حصين بن محصن أن عمة له أتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. ورواه النّسائيّ كما قال ابن السّكن، وهو الصحيح، وذكره في التابعين البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبان. فاللَّه أعلم. 1747- حصين بن مروان بن الأعجس «3» : وهو الأسود بن معديكرب بن خليفة بن هشام بن معاوية بن سوار بن عامر بن ذهل بن جشم الجشمي. ذكر هشام بن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأقام بالمدينة. أخرجه ابن شاهين، واستدركه ابن فتحون.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 132، خلاصة تذهيب 1/ 235، تهذيب الكمال 1/ 299، الجرح والتعديل 3/ 851، التحفة اللطيفة 1/ 517، تهذيب التهذيب 2/ 89، تقريب التهذيب 1/ 183، التاريخ الكبير 3/ 5، الطبقات 1/ 81. (2) أسد الغابة ت (1190) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 132، خلاصة تذهيب 1/ 235، تهذيب الكمال 1/ 299، الجرح والتعديل 3/ 851، التحفة اللطيفة 1/ 517، تقريب التهذيب 1/ 183، التاريخ الكبير 3/ 5، الطبقات 1/ 81، تهذيب التهذيب 2/ 389. (3) أسد الغابة ت (1191) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 1748- حصين بن مشمت «1» : بضم أوله وسكن المعجمة وكسر الميم وكسر الميم بعدها مثناة- ابن شداد بن زهير. قال ابن حبّان وغيره: له صحبة. وروى البخاريّ في تاريخه وابن أبي عاصم والحسن بن سفيان وابن شاهين والطّبرانيّ من طريق محرز بن ورد بن عمران بن شعيث- بالمثلثة- بن عاصم بن حصين بن مشمت: حدثني أبي أن أباه شعيثا حدث أن أباه عاصما حدثه أن أباه حصينا حدثه أنه وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فبايعه بيعة الإسلام، وصدق إليه صدقة ماله وأقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشرط عليه ألا يمنع ماءه ولا يمنع فضله، وفي ذلك يقول زهير بن حصين: إنّ بلادي لم تكن أملاسا ... بهنّ خطّ القلم الأنقاسا من النّبيّ حيث أعطى النّاسا «2» [الرجز] وأكثر رواته غير معروفين، لكن قد صحّحه ابن خزيمة وأخرجه الضياء في المختارة. 1749- حصين بن المعلى «3» : بن ربيعة بن عقيل العقيلي- بضم أوله. روى ابن شاهين من طريق المدائني عن رجاله، وعن أبي معشر عن يزيد بن رومان، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حصين بن المعلى وافدا فأسلم. 1750- حصين بن نضلة الأسدي» : روى ابن مندة من طريق عتيق بن عبد الرّحمن، عن عبد الملك بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن جده عمرو بن حزم- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب لحصين بن نضلة الأسدي. إن له مربدا «5» وكنفا «6» لا يحاقّه فيهما أحد. وكتب المغيرة. قال ابن مندة: لا يعرف ألا من هذا الوجه. [قلت: وذكر ابن الكلبي في الجمهرة في نسب خزاعة حصين بن نضلة بن زيد، وقال: إنه كان سيد أهل زمانه، ومات قبل الإسلام] «7» . 1751 ز- حصين بن نمير الأنصاري ّ «8» : ذكره ابن إسحاق في المغازي في غزوة   (1) أسد الغابة ت (1192) ، الاستيعاب ت (537) . (2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (1192) . (3) أسد الغابة ت (1193) . (4) أسد الغابة ت (1194) . (5) من أ: ثرمدا. (6) في ت: كنيفا. (7) سقط في أ. (8) تاريخ الطبري، فهرس الأعلام 10/ 226، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 374، 376، مروج الذهب 3/ 71 و 82 و 94، 97، فتوح البلدان للبلاذري ص 54، المحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 103، المعارف 343 و 351، العقد الفريد 4/ 390، تاريخ خليفة 249، تهذيب التهذيب 2/ 392، البداية والنهاية 8/ 224: 226، اللباب 1/ 550، الأنساب 7/ 100، جمهرة أنساب العرب 429، الوافي بالوفيات 13/ 88، أنساب الأشراف 3/ 79، تاريخ الإسلام 2/ 109. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 تبوك، قال: ولما كان من هم المنافقين أن يزاحموا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في الثنية وإطلاع اللَّه تعالى نبيه على أمرهم «1» ... فذكر الحديث في دعائه صلّى اللَّه عليه وسلّم إياهم، وإخبارهم بسرائرهم، واعتراف بعضهم، قال: وأمرهم أن يدعوا حصين بن نمير: وكان هو الّذي أغار على تمر الصدقة فسرقه، فقال له: «ويحك! ما حملك على هذا؟» قال: حملني عليه أني ظننت أن اللَّه لا يطلعك عليه، فأما إذ أطلعك اللَّه عليه وعلمته فإنّي أشهد اليوم أنك رسول اللَّه، وأني لم أؤمن بك قطّ قيل هذه الساعة يقينا. فأقاله صلّى اللَّه عليه وسلّم عثرته، وعفا عنه، لقوله الّذي قاله. أخرجه البيهقيّ في «الدّلائل» ، وفي السّنن الكبرى له، وله ذكر في ترجمة الّذي بعده. 1752 ز- حصين بن نمير: آخر. ما أدري هو الّذي قبله أو غيره. ذكر ابن عساكر في تاريخه. [قال: كان عامل عمر علي الأردن، وقد قدمنا أنهم ما كانوا لا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة. وروى البخاري في تاريخه] من طريق يزيد بن حصين عن أبيه، قال: شهدت بلالا خطب على أخيه فزوجوه عربيّة. وقال: لم يصحّ سنده. وخلط ابن عساكر ترجمة هذا بترجمة حصين بن نمير السّكوني الّذي كان أمير يزيد بن معاوية على قتال أهل مكة، والّذي يظهر أنه غيره. واللَّه أعلم. وذكر أبو علي بن مسكويه في كتابه تجارب الأمم الحصين بن نمير في جملة من كان يكتب للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم [كذا ذكره العبّاس بن محمد الأندلسي في التاريخ الّذي جمعه للمعتصم بن صمادح، فقال: وكان المغيرة بن شعبة والحصين يكتبان في حوائجه. وكذا ذكره جماعة من المتأخرين، منهم القرطبي المفسّر في المولد النبوي له، والقطب الحلبي في شرح السيرة، وأشار إلى أن أصل ذلك مأخوذ من كتاب القضاعي الّذي صنفه في كتاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفيه: «إنّهما كانا يكتبان المداينات والمعاملات] «2» فلا أدري أراد هذا أو أراد الّذي قبله؟ [وكأنه أراد الّذي قبله، والّذي كان أميرا ليزيد بن معاوية] . نسبه ابن الكلبيّ، فقال: حصين بن نمير بن فاتك بن لبيد بن جعفر بن الحارث بن سلمة بن شكامة، وقال: إنه كان شريفا بحمص، وكذا ولده يزيد وحفيده معاوية بن يزيد وليا إمرة حمص] «3» .   (1) في أ: سرائرهم. (2) سقط من أ. (3) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 1753- حصين بن نيار: كان أحد عمال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. ذكره سيف والطبرانيّ، واستدركه ابن فتحون. 1754- حصين بن وحوح «1» : بمهملتين، وزن جعفر- الأنصاريّ. قال البخاريّ وابن أبي حاتم: له صحبة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة. وقال ابن السكن: يقال إنه قتل بالعذيب «2» . قلت: هو قول ابن الكلبي في الجمهرة، وقال: إنها واقعة القادسيّة. وقتل معه أخوه محصن فيها. وقد ذكرت نسبهما في ترجمة محصن. وروى أبو داود، وابن أبي عاصم، وابن أبي خيثمة، من طريق عروة بن سعيد الأنصاريّ، عن أبيه، عن الحصين بن وحوح- أنّ طلحة بن البراء مرض فأتاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يعوده ... الحديث. وقد سقته بطوله في ترجمة طلحة بن البراء، وعلى ما ذكر ابن الكلبي يكون هذا الحديث مرسلا، لأن سعدا والد عروة لم يدرك زمن القادسية، فإما أن يكون حصين بن وحوح آخر ممن أدركهم سعيد، وإما أن يكون لم يقتل بالقادسية كما قال ابن الكلبي. 1755- حصين بن يزيد «3» : بن جزيّ بن قطن الكلبي. يكنى أبا رجاء. ذكره الطّبري ولم يخرج حديثه. وروى ابن قانع من طريق جبير الأسود الحبشي مولى حصين بن يزيد، وكانت أتت عليه مائة وأربع وثلاثون سنة، عن أبي رجاء حصين بن يزيد الكلبي، قال: ما رأيت رسول صلّى اللَّه عليه وسلّم ضاحكا ما كان إلا متبسّما. 1756- حصين بن يزيد: بن شدّاد بن قنان بن سلمة بن وهب «4» بن عبد اللَّه بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي: ذو الغصّة بفتح المعجمة وتشديد المهملة. قال الدّارقطنيّ في «المؤتلف» : وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وكذا ذكره ابن الكلبي، وقال: إنه   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، خلاصة تذهيب 1/ 236، الاستبصار 1/ 275، الجرح والتعديل 3/ 860، تهذيب الكمال 1/ 300، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 152، تقري التهذيب 1/ 184، التحفة اللطيفة 1/ 518، تهذيب التهذيب 2/ 393، التاريخ الكبير 3/ 100، أسد الغابة ت (1195) . (2) العذيب: تصغير العذب: ماء عن يمين القادسية لبني تميم بينه وبين القادسية أربعة أميال منه إلى مفازة القرون في طريق مكة، والعذيب: ماء قرب الفرما من أرض مصر، في وسط الرمل. والعذيب: موضع بالبصرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 925. (3) أسد الغابة ت (1196) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، الجرح والتعديل 3/ 861. (4) أسد الغابة ت (1197) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 لقب بذلك لأنه كان في حلقه شبه الحوصلة، ويقال: إنه رأس بني الحارث بن كعب مائة سنة. وسيأتي ذكر ولده قيس بن الحصين. 1757 ز - حصين بن يعمر العبسي ّ «1» : أحد الوفود التسعة الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من بني عبس. ذكره أبو عبيدة، والباورديّ، والطّبريّ، والدّارقطنيّ وغيرهم. واستدركه ابن الأثير عن الأشيري. 1758- حصين: جدّ مليح بن عبد اللَّه الخطميّ: سماه هارون الجمال، وسيأتي حديثه في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى. 1759- حصين الأنصاريّ السالميّ: ويقال: أبو الحصين. يأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 1760- حصين السدوسيّ: [تقدم في حصين بن أوس] «2» . 1761- حصين العرجي «3» : قال أبو عمر في ترجمة أبي الغوث: مات أبوه الحصين وعليه حجّة، فأمره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يحجّ عن أبيه «4» ، ولم يذكره واستدركه ابن الأمين عليه. 1762 ز- حصين «5» : غير منسوب. ذكره ابن مندة بسند منقطع عن الحارث بن محمّد، عن حصين- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من والي عشيرة إلا جاء يوم القيامة مغلولا معذبا أو مغفورا» «6» . 1763- حصين الأنصاريّ «7» : غير منسوب- ذكر أبو داود في الناسخ والمنسوخ من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، وأسند إلى من فوقه في قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ [البقرة: 256] نزلت في رجل من الأنصار يقال له الحصين، كان له ابنان، فقدم تجار من الشام فدعوهما إلى النصرانية- فذكر الحديث الآتي فيمن كنيته أبو الحصين في الكنى.   (1) أسد الغابة ت (1198) . (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (1187) . (4) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 1/ 385. (5) أسد الغابة ت (199) . (6) أخرجه أبو نعيم في الحلية 6/ 118. (7) هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 وأورده الطّبريّ وإسماعيل بن إسحاق القاضي في كتاب «أحكام القرآن» جميعا من طريق السّدّيّ، فقالا: إن أبا الحصين الأنصاريّ كان له ابنان ... الحديث. وذكر الواحدي في أسباب النزول من طريق مسروق، قال: كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان فتنصّرا قبل أن يبعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ثم قدما المدينة في نفر من الأنصار بالطّعام، فأتاهما أبوهما ولزمهما، وقال: واللَّه أدعكما حتى تسلما، فأبيا أن يسلما، فاختصموا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال أبوهما: يا رسول اللَّه، أيدخل بعضي النار وأنا انظر؟ فأنزل اللَّه تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ... [البقرة: 256] الآية. وقد أخرجه عبد بن حميد، عن روح بن عبادة، عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن عبيدة- أنّ رجلا من الأنصار من بني سالم بن عوف كان له ابنان فتنصّرا قبل البعثة ... فذكر نحوه نحوه وموسى ضعيف. وأخرجه الطّبريّ في التفسير من طريق محمد بن إسحاق صاحب المغازي، عن محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس، قال في قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ [البقرة: 256] قال: نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان وكان هو رجلا مسلما فقال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّهما قد ابتدلا النّصرانيّة، ألا أستكرهما» ؟ فأنزل اللَّه تعالى فيه ذلك- يعني هذه الآية- وسيأتي في الكنى شيء من هذا تكمل به هذه الترجمة إن شاء اللَّه تعالى. الحاء بعدها الضّاد المعجمة 1764 - حضرمي «1» بن عامر: بن مجمّع بن مولة- بفتحات- ابن حمام بن ضبّة بن كعب بن القين بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ، يكنى أبا كدم. ذكره ابن شاهين وغيره في الصحابة. وروى أبو يعلى وابن قانع من طريق محفوظ بن علقمة عن حضرمي بن عامر الأسدي، وكانت له صحبة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا بال أحدكم فلا يستقبل الرّيح ولا يستنجي بيمينه» «2» . وروى ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب بن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، عن سلمة بن محارب، عن داود، عن الشعبي   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، أسد الغابة ت (1200) . (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 26374 وعزاه لأبي يعلى وابن قانع عن حضرمي بن عامر وهو مما بيض له الديلميّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 وأسانيد آخر- قالوا: وفد بنو أسد بن خزيمة: حضرمي بن عامر، وضرار بن الأزور، وسلمة بن حبيش، وقتادة بن القائف، وأبو مكعت ... فذكر الحديث في قصة إسلامهم، وكتب لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كتابا: قال: فتعلم حضرمي بن عامر سورة عبس وتولى، فقرأها فزاد فيها: والّذي أنعم على الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا نزد فيها» . وأخرجه من طريق منجاب بن الحارث من طريق ذكر فيها أن السورة: «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» [الأعلى: 1] . ومن طريق هشام بن الكلبيّ وشرقي بن قطامي نحو هذه القصة. وروى عمر بن شبة بإسناد صحيح إلى أبي وائل، قال: وفد بنو أسد فقال لهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من أنتم» ؟ قالوا: نحن بنو الزّنية أحلاس الخيل. قال: «بل أنتم، بنو الرّشدة» . فقالوا: لا ندع اسم أبينا ... فذكر قصة طويلة. وروى سيف في «الفتوح» من طريق أبي ماجد الأسدي عن الحضرميّ بن عامر قال: اتصل بنا وجع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنّ مسيلمة غلب على اليمامة. فذكر طرفا من أمر الردة. قال «المرزبانيّ» في معجمه: كان يكنى أبا كدام، ولما سأله عمر بن الخطاب عن شعره في حرب الأعاجم أنشده أبياتا حسنة في ذلك. وروى أبو عليّ القاليّ من طريق ابن الكلبيّ قال: كان حضرميّ بن عامر عاشر عشرة من إخوته فماتوا فورثهم، فقال فيه ابن عم له يقال له جزء بن مالك: يا حضرميّ، من مثلك، ورثت تسعة إخوة فأصبحت ناعما، فقال حضرميّ من أبيات: إن كنت قاولتني بها كذبا ... جزء فلاقيت مثلها عجلا «1» [المنسرح] فجلس جزء على شفير بئر هو وإخوته وهم أيضا تسعة فانخسفت بهم فلم ينج غير جزء، فبلغ ذلك حضرمي بن عامر فقال: كلمة وافقت قدرا، وأبقت حقدا. الحاء بعدها الطاء 1765- حطاب بن الحارث «2» : بن معمر «3» بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ الجمحيّ.   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1200) البيت الأول فقط. (2) أسد الغابة ت (1201) ، الاستيعاب ت (576) . (3) في أ: يعمر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة، وكذا ذكره ابن إسحاق والطّبريّ في الذّيل. 1766 ز- حطان التميمي اليربوعي: ذكره ابن فتحون في الذيل، قال سعيد بن يحيى الأمويّ: حدّثنا أبي، حدثني من سمع حصين بن عبد الرحمن، حدّثنا عمرو بن ميمون الأوديّ. قال: إني لقائم خلف عمر ما بيني وبينه إلا ابن عباس فوصف قصة قتله، فلما رأى ذلك رجل من المهاجرين يقال له حطّان التميمي اليربوعي طرح عليه برنسا فلما ظنّ أبو لؤلؤة أنه مقتول أمرّ الخنجر على أوداجه فذبح نفسه. قلت: والقصة في صحيح البخاريّ، وليس فيها تسمية حطان. وفي قصة أخرى أن الّذي طرح عليه البرنس هاشم بن عتبة، وفي أخرى عبد اللَّه بن عوف. فاللَّه أعلم. الحاء بعدها الفاء 1767- حفشيش «1» : تقدم في الجيم. 1768- حفص بن حليمة السعدية: التي أرضعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، أخو النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرّضاعة. وقفت له على رواية من أمّه من طريق محمد بن عثمان اللخمي، عن محمد بن إسحاق، عن جهم بن أبي جهم، عن عبد اللَّه بن جعفر، عن حفص بن حليمة، عن أمه، عن آمنة بنت وهب أم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في قصة ميلاده صلّى اللَّه عليه وسلّم. 1769- حفص بن السائب «2» : روى ابن شاهين من طريق محمد بن جعفر البلخيّ عن هارون بن حفص بن السائب، عن أبيه. قال: سمّاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حفصا. 1770- حفص بن أبي العاص «3» : بن بشر بن عبد بن دهمان بن عبد اللَّه بن أبان الثقفي، أخو عثمان بن أبي العاص الصّحابي المشهور. ذكره ابن سعد في الطبقات الصغرى فيمن نزل البصرة من الصحابة. وقال في الكبرى: كتبناه مع إخوته عثمان والحكم ولم يبلغنا أنّ له صحبة. وذكره خليفة في التابعين. قلت: قد تقدم غير مرة أنه لم يبق قبل حجة الوداع أحد من قريش ومن ثقيف إلّا أسلم، وكلهم شهد حجة الوداع. [وهذا القدر كاف في ثبوت صحبة هذا.   (1) أسد الغابة ت (1204) ، الاستيعاب ت (602) . (2) أسد الغابة ت (1206) . (3) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 29. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 وروى البلاذريّ بإسناد لا بأس به أنّ حفص بن أبي العاص كان يحضر طعام عمر ... الحديث] «1» . 1771- حفص بن المغيرة «2» : أبو عمر المخزومي يقال هو زوج فاطمة بنت قيس. وقيل هو عمرو بن حفص بن المغيرة أبو حفص. وستأتي ترجمته في العين من الكنى. إن شاء اللَّه تعالى. الحاء بعدها الكاف 1772 ز- الحكم بن الأقرع، هو ابن عمرو. يأتي. 1773 ز- الحكم بن أيوب «3» : في الّذي بعده. 1774- الحكم بن الحارث السلمي «4» : ويقال الحكم بن أيوب. قال البخاريّ وابن أبي حاتم: الحكم بن الحارث له صحبة، روى عنه عطية الدعاء. وقال ابن حبّان، في الصّحابة : الحكم بن الحارث السلمي له صحبة، ثم قال: الحكم بن أيوب السلمي. وروى من طريق عطية الدعاء، سمعت الحكم بن أيوب السلمي قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في مقدمة الناس إذ خلأت ناقتي، فزجرها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فتقدمت الرّكاب، وهكذا الحديث أخرجه الحسن بن سفيان، وابن أبي عاصم، والبغويّ، من طريق عطية الدعاء، عن الحكم بن الحارث السلمي. وروى الطّبرانيّ من طريق عطية أيضا عن الحكم أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاث غزوات، وأنه أوصاهم حين مات أن يرشّوا على قبره ماء، ويقوموا على قبره مستقبلي القبلة يدعون له. وأخرجه ابن السّكن من طريق عطية أيضا عنه حديثا آخر. 1775 - الحكم بن حزن «5» الكلفي: من بني كلفة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (1207) . (3) الثقات 3/ 86، الجرح والتعديل 3/ 527. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 134، الثقات 3/ 85، الطبقات 1/ 52، 182، الجرح والتعديل 3/ 532، التحفة اللطيفة 1/ 525، التاريخ الكبير 2/ 331، أسد الغابة ت (1208) ، الاستيعاب ت (551) . (5) أسد الغابة ت (1209) ، الاستيعاب ت (550) ، الثقات 3/ 85، الإكمال 2/ 454، خلاصة التذهيب 1/ 243، تهذيب التهذيب 2/ 425، تهذيب الكمال 1/ 310، بقي بن مخلد 696، تقريب التهذيب 1/ 190، الجرح والتعديل 3/ 534، التاريخ الكبير 2/ 331. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 تميم. وهو قول البخاريّ. ويقال من بني كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، وهو قول خليفة في آخرين. وروى حديثه أبو داود وأبو يعلى وغيرهما من طريق شعيب بن زريق الطائفي، قال: كنت جالسا إلى رجل يقال له الحكم بن حزن الكلفي، وكانت له صحبة، قال: قدمت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سابع سبعة أو تاسع تسعة، فقلنا: يا رسول اللَّه، أتيناك لتدعو لنا بخير ... الحديث. لفظ أبي يعلى قال مسلم: لم يرو عنه إلا شعيب. 1776- الحكم بن أبي الحكم الأموي» : ذكره ابن أبي حاتم، وقال: روى مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن قيس بن حبتر عنه، قال: تواعدنا أن نأخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وقد أخرجه الطّبرانيّ وابن مندة من هذا الوجه عن قيس أنّ ابنة الحكم قالت للحكم: ما رأيت قوما كانوا أسوأ رأيا ولا أعجز في أمر رسول اللَّه منكم يا بني أمية: فقال: لا تلومينا يا بنية، إني لا أحدثك إلا ما رأيت، فذكره وليس فيه تصريح بإسلامه، لكن العمدة فيه على ما تقدم أنه لم يبق بعد الفتح قرشيّ إلا أسلم وشهد حجة الوداع. وقد روى هذا الحديث العسكري هكذا، ثم قال بعضهم في هذا الحديث: الحكم بن أبي العاص- يعني عمّ عثمان الآتي ذكره قريبا، وأما أبو عمر فجزم بأنه غيره، وقال: مجهول لا أعرفه بأكثر من هذا الحديث، وصوّب ابن الأثير قول العسكريّ. 1777- الحكم بن أبي الحكم الأنصاريّ «2» : له ذكر في غزوة تبوك، ذكره ابن مندة، وسيأتي ذكره في ترجمة كعب بن الخزرج، وأنه شهد غزوة تبوك مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 1778 ز- الحكم بن حيّان «3» العبديّ: ثم النجاريّ «4» . ذكروه في وفد عبد القيس هو وأخوه عبد الرّحمن. 1779- الحكم بن الربيع: بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ،   (1) أسد الغابة ت (1211) . (2) الجرح والتعديل 3/ 537، الأعلمي 16/ 321، أسد الغابة ت (1210) ، الاستيعاب ت (546) . (3) في ت حبان. (4) في أالمحاربي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 والد مسعود. سيأتي ذكر ولده مسعود فيمن له رؤية، وأنه ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم،. وقد جاء للحكم هذا رواية أخرجها ابن مندة من طريق ميمون بن يحيى، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه- سمعت سليمان بن يسار أنه سمع ابن الحكم الزّرقيّ وهو مسعود، يقول: حدّثني أبي أنهم كانوا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بمنى ... الحديث. قال أبو نعيم: الصّواب رواية ابن وهب عن مخرمة بهذا الإسناد عن سليمان عن الحكم: حدّثتني أميّ. قلت: قد قال النّسائيّ: لا أعلم من تابع مخرمة على قوله الحكم، والصّواب مسعود بن الحكم. وأخرجه النّسائيّ أيضا من طريق ابن وهب أيضا عن عمرو بن الحارث. عن بكير بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن مسعود بن الحكم، عن أمه. وأخرجه من طريق حكيم بن حكم وعبد اللَّه بن أبي سلمة، كلاهما عن مسعود بن الحكم، عن أمه به. ومن طريق يوسف بن مسعود بن الحكم عن جدّته، وهو المحفوظ. 1780- الحكم: بن رافع بن سنان الأنصاري «1» . روى أبو نعيم من طريق عبد الحكيم بن صهيب، عن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم، قال: رآني الحكم وأنا غلام آكل من هنا ومن هنا، فقال: يا غلام، هكذا يأكل الشيطان، إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان إذا أكل لم تعد أصابعه ما بين يديه. «2» سنده ضعيف. 1781- الحكم بن سعيد الطائفي: روى الطّبراني من طريق أبي أمية بن يعلى الطّائفي: حدّثني جدّي عن الحكم بن سعيد، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أبايعه، فقال: «ما اسمك؟» قلت: الحكم. قال: «بل أنت عبد اللَّه.» «3» قلت: أورده في ترجمة الحكم بن سعيد بن العاص الآتي بعده. وعندي أنه غيره. ووقع له نظير ما وقع لسميّه من تغيير الاسم إن كان هذا الطريق محفوظا، والحجّة في ذلك أنّ أبا أميّة بن يعلى ثقفي، فجدّه وعمّ جده ثقفيان، والثقفي غير الأموي، وتعدد القصة ليس ببعيد، ولا سيما مع اختلاف المخرج. واللَّه أعلم.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 134، أسد الغابة ت (1212) . (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18175 وعزاه للبخاريّ في التاريخ الكبير عن جعفر بن أبي الحكم مرسلا. (3) أخرجه البخاري في التاريخ 2/ 231 والطبراني في الكبير 2/ 10 والطبري في التفسير 10/ 138. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 1782- الحكم بن سعيد «1» : بن العاص بن أمية الأمويّ، أبو خالد، وإخوته، أمه هند بنت المغيرة المخزومية. ذكره مسلم في الصّحابة المدنيين. وروى البخاريّ في التاريخ من طريق سعيد بن عمرو بن العاص. حدّثني الحكم بن سعيد، أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ما اسمك؟» قلت: الحكم. قال: «بل أنت عبد اللَّه» . ورواه ابن أبي عاصم، وابن شاهين، والطّبراني، والدّارقطنيّ في الأفراد، كلّهم من طريق عبيد اللَّه بن عبد الرحمن البصري، حدثني عمر بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن العاص، عن جدّه سعيد به. ووقع عند بعضهم الحكم بن سعيد بن العاص. وذكره التّرمذيّ تعليقا عن الحكم بن سعيد. وقال الزبير في نسب قريش: عبد اللَّه بن سعيد بن العاص اسمه الحكم فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، وأمره أن يعلم الكتاب بالمدينة، وكان كاتبا، وقتل يوم بدر شهيدا. قلت: ولم يذكره ابن إسحاق ولا موسى بن عقبة في البدريين. وقد قال حليفة: إنه استشهد يوم اليمامة. وقال ابن إسحاق: إنه استشهد يوم مؤتة، وتصريح سعيد بن عمرو عن بالتحديث يدلّ على أن وفاته تأخّرت، فإنه أقدم شيخ سمع منه سعيد بن عمرو وعائشة رضي اللَّه عنها. ويحتمل أن يكون التّصريح وهما من بعض الرواة، وإنما هو معنعن. والرواية منقطعة. واللَّه أعلم. وقد ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى ممّن نزل الشام من الصّحابة. وقال السّرّاج في «مسندة» : حدثنا أبو السّائب، حدّثنا إبراهيم بن يوسف بن معمر بن حمزة بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، حدّثني خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد، حدّثني أبي أنّ أعمامه خالدا وأباه وعمرا أولاد سعيد أنهم رجعوا عن أعمالهم بعد وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكانوا لا يعملون بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لغيره، فخرجوا إلى الشام فقتلوا جميعا، وفيه: وكان الحكم يعلم الحكمة. 1783- الحكم «2» : بن سفيان بن عثمان بن عامر بن معتّب بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 124، الثقات 3/ 85، الطبقات 1/ 11، 298، التاريخ الكبير 2/ 330، أسد الغابة ت (1213) ، الاستيعاب ت (541) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1، الثقات 3/ 85، خلاصة التذهيب 1/ 243، تهذيب الكمال 1/ 310، تقريب التهذيب 1/ 190، الجرح والتعديل 3/ 541، تهذيب التهذيب 2/ 425، التاريخ الكبير 2/ 329، العقد الثمين 4/ 216، أسد الغابة ت (1214) ، الاستيعاب ت (549) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 قال أبو زرعة وإبراهيم الحربيّ: له صحبة. وروى حديثه أصحاب السّنن في النّضح بعد الوضوء. واختلف فيه على مجاهد، فقيل هكذا، وقيل سفيان بن الحكم، وقيل غير ذلك. وقال أحمد والبخاريّ: ليست للحكم صحبة. وقال ابن المدينيّ والبخاري، وأبو حاتم: الصحيح الحكم بن سفيان عن أبيه. 1784- الحكم بن الصّلت بن مخرمة «1» : بن المطّلب بن عبد مناف، وقيل حكيم. وقيل الصّلت بن حكيم. روى ابن وهب عن حرملة بن عمران، عن عبد العزيز بن حيان، عن الحكم بن الصّلت القرشي- رفعه: «لا تقدّموا بين أيديكم في صلاتكم وعلى جنائزكم سفهاءكم» . «2» أخرجه أبو موسى عن عبدان. ويقال إنه شهيد خيبر، واستخلفه محمد بن أبي حذيفة على مصر لما خرج إلى العريش «3» ، قال: وكان من رجّالة «4» قريش. 1785- الحكم «5» : بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثّقفيّ، أخو عثمان. تقدم ذكر أخيه حفص. قال ابن سعد: يقال له صحبة، وولّاه أخوه عثمان البحرين، فافتتح فتوحا كثيرة قال: ولما كان أخوه على الطّائف كتب إليه عمر: أقبل واستخلف أخاك. وله رواية عن عمر. روى عنه معاوية بن قرّة، وقدم على عمر بسبي من شهرك، فأمر عمر عثمان أن يختنهم، وكان أبو صفرة والد المهلّب حاضرا، فقال: أنا مثلهم، فختن وهو   (1) أسد الغابة ت (1216) ، الاستيعاب ت (542) . (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20389، وعزاه لابن قانع وعبدان وأبو موسى عن الحكم بن الصلت القريشي. (3) عريش: بفتح أوله وكسر ثانيه وشين معجمة بعد الياء المثناة: مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 935. (4) في أرجال. (5) أسد الغابة ت (1218) ، الاستيعاب ت (544) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 شيخ وخفضت زوجته وهي عجوز، وقال في ذلك زياد بن الأعجم شعرا. 1786- الحكم «1» : بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس القرشي الأموي، عمّ عثمان ابن عفّان، ووالد مروان. قال ابن سعد: أسلم يوم الفتح، وسكن المدينة ثم نفاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى الطّائف، ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان، ومات بها. وقال ابن السّكن. يقال إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا عليه، ولم يثبت ذلك. وروى الفاكهيّ من طريق حماد بن سلمة، حدثنا أبو سنان، عن الزهري، وعطاء الخراساني أنّ أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص، فقالوا: يا رسول اللَّه، ما له؟ قال: «دخل عليّ شقّ الجدار وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي» ، فقالوا: أفلا نلعنه نحن؟ قال: «كأني انظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه» ، فقالوا: يا رسول اللَّه، ألا تأخذهم؟ قال: «لا» . ونفاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى الطّبرانيّ من حديث حذيفة قال: لما ولى أبو بكر كلم في الحكم أن يردّه إلى المدينة، فقال: ما كنت لأحلّ عقدة عقدها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى أيضا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر. قال: كان الحكم بن أبي العاص يجلس عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فإذا تكلم اختلج فبصر بن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «كن كذلك» ، فما زال يختلج حتى مات. في إسناده نظر. وأخرجه البيهقيّ في «الدّلائل» من هذا الوجه، وفيه ضرار بن صرد، وهو منسوب للرفض. وأخرج أيضا من طريق مالك بن دينار: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بالحكم فجعل الحكم يغمز النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بإصبعه، فالتفت فرآه، فقال: «اللَّهمّ اجعله ورعا» . فرجف مكانه. وقال الهيثم بن عديّ عن صالح بن حسان، قال: قال الأحنف لمعاوية: ما هذا الخضوع لمروان؟ قال: إن الحكم كان ممن قدم مع أختي أم حبيبة لما زفّت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم   (1) الاستيعاب ت (547) ، أسد الغابة ت (1217) ، طبقات ابن سعد 5/ 447، 509، التاريخ لابن معين 124، طبقات خليفة 197، تاريخ خليفة 134، التاريخ الكبير 2/ 331، المعارف 194- 353- 576، الجرح والتعديل 3/ 120، تاريخ الإسلام 3/ 95، شذرات الذهب 1/ 38. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 وهو يتولى نعلها «1» ، فجعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يحدّ النظر إلى الحكم، فلما خرج من عنده قيل له: يا رسول اللَّه، أحددت النظر إلى الحكم. فقال: «ابن المخزوميّة! ذاك رجل إذا بلغ ولده ثلاثين أو أربعين ملكوا الأمر» . وروينا في جزء ابن نجيب، من طريق زهير بن محمد، عن صالح بن أبي صالح، حدثني نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: كنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فمرّ الحكم بن أبي العاص، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ويل لأمّتي في صلب هذا» . وروى ابن أبي خيثمة من حديث عائشة أنها قالت لمروان في قصة أخيها عبد الرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية. أمّا أنت يا مروان فاشهد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لعن أباك وأنت في صلبه. قلت: وأصل القصة عند البخاريّ بدون هذه الزيادة. وذكر أبو عمر في السّبب في طرده قولا آخر: إنه كان يشيع سرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقيل: كان يحكيه في مشيته، ويقال: إنّ عثمان رضي اللَّه عنه اعتذر لما أن أعاده إلى المدينة بأنه كان استأذن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فيه، وقال: قد كنت شفعت فيه فوعدني بردّه. وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسنده إلى ثعلبة بن أبي مالك، قال: مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان، فضرب على قبره فسطاط في يوم صائف، فتكلم الناس في ذلك، فقال عثمان: قد ضرب في عهد عمر على زينب بنت جحش فسطاط، فهل رأيتم عائبا عاب ذلك؟ مات الحكم سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. 1787- الحكم بن عبد اللَّه الثقفي «2» : روى ابن مندة من طريق إسرائيل، عن الحكم ابن عمرو، عن يعلى بن مرة، عن الحكم بن عبد اللَّه الثقفيّ، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في بعض أسفاره، فعرضت له امرأة بصبي، فقالت: يا رسول اللَّه، إن ابني هذا عرض له ... فذكر الحديث. قال أبو نعيم: روى من غير وجه عن يعلى بن مرّة ليس فيه الحكم بن عبد اللَّه، ولا تصحّ هذه الزيادة. 1788- الحكم بن عمرو بن الشّريد «3» .   (1) في ت نقلها. (2) تجريد أسماء الصحابة 1، التاريخ الكبير 2/ 332، طبقات فقهاء اليمن 61، أسد الغابة ت (1219) . (3) أسد الغابة ت (1222) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 135، التحفة اللطيفة 1/ 523، البداية والنهاية 8/ 47، الجرح والتعديل 287. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 قال البغويّ. ذكره البخاريّ في الصّحابة ولم يذكر حديثه. قلت: أخرج حديثه الحسن بن سفيان، من طريق عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، عن ابن الشّريد، قال: صليت خلف النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فعطس رجل فقال: يرحمك اللَّه. قال الحسن بن سفيان: قال محمد بن المثنى: اسم ابن الشريد هذا: الحكم. 1789- الحكم بن عمرو بن مجدّع «1» : بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، أبو عمرو الغفاريّ. أخو رافع. ويقال له: الحكم بن الأقرع، وإنما نسب إلى غفار لأن نعيلة بن مليل أخو غفار، وقد ينسبون إلى الإخوة كثيرا. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وحديثه في البخاريّ والأربعة. وروى عنه أبو الشعثاء، وأبو حاجب، وعبد اللَّه بن الصّامت، والحسن، وابن سيرين، وغيرهم. قال ابن سعد: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى مات، ثم نزل البصرة، وولاه زياد خراسان فمات بها. وروي عن أوس بن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه- أنّ معاوية عتب عليه في شيء، فأرسل عاملا غيره فقيده فمات في القيد سنة خمس وأربعين. وقال المدائنيّ: مات سنة خمسين. وقال العسكريّ: سنة إحدى وخمسين. قلت: والصّحيح أنه لما ورد عليه كتاب زياد بالعتاب دعا على نفسه فمات. وذكر أبو عمر عن قصة ولاية زياد أنها لم تكن عن قصد منه، وأنه لما حضره الموت استخلف على عمله أنس بن أبي إياس. 1790- الحكم: بن عمرو بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفيّ. قال أبو عمر: كان أحد الوفد الذين قدموا مع عبد ياليل بإسلام ثقيف.   (1) الثقات 3/ 84، تجريد أسماء الصحابة 1/ 136، تهذيب الكمال 1/ 313، تقريب التهذيب 1/ 192، الجرح والتعديل 3/ 551، تهذيب التهذيب 2/ 436، خلاصة تذهيب 1/ 245، سير إعلام النبلاء 2/ 474، العقد الثمين 509، التاريخ الصغير 1/ 140، التاريخ الكبير 2/ 328، الوافي بالوفيات 13/ 110، المشتبه 165، مشاهير علماء الأمصار 415، الجمع بين رجال الصحيحين 395، بقي بن مخلد 775، تنقيح المقال 3238، دائرة معارف الأعلمي 16/ 325، الإكمال 7/ 223، المعرفة والتاريخ 2/ 376، 3- 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 1791- الحكم بن عمرو الثعلبي: له ذكر في الفتوح، وأنه الّذي حاصر مكران «1» وهزم مليكها، وبعث بالفتح إلى عمر في قصة طويلة. 1792- الحكم «2» : بن عمير- بالتّصغير، الثّمالي. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث منكرة يرويها عيسى بن إبراهيم، وهو ضعيف، عن موسى بن أبي حبيب وهو ضعيف، عن عمه الحكم. قلت: أخرج منها ابن أبي عاصم من طريق بقية، عن عيسى بهذا الإسناد، وقال فيه: عن الحكم، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذكر حديثا. قال ابن مندة: روى بقية بهذا الإسناد عدة أحاديث. قلت: منها ما أخرجه ابن أبي خيثمة عن الحوطي. عن بقيّة. ولفظ المتن: «الاثنان فما فوقهما جماعة» . قال بقيّة: حدثت به سفيان، فقال: صدق. ووجدت له راويا غير موسى، أخرج إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفّين له، من طريق العلاء بن جرير، حدثنا شيخ من أهل الطائف له ثمانون سنة، عن الحكم بن عمير الثمالي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كيف بك يا أبا بكر إذا وليت؟ ... » فذكر الحديث. ووجدت لعيسى متابعا عن موسى في روايته عن الحكم، أخرجه ابن السّكن. وروى أبو نعيم من وجه آخر، عن موسى، عن الحكم بن عمير، وكان بدريا. قال: أبو عمر: الحكم بن عمير روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اثنان فما فوقهما جماعة» «3» . مخرج حديثه عن أهل الشّام ثم قال: الحكم بن عمرو الثمالي، وثمالة من الأزد، شهد بدرا، رويت عنه أحاديث مناكير من حديث أهل الشام لا تصحّ، فجعل الواحد اثنين والثّمالي الّذي رويت عنه الأحاديث المناكير هو الحكم بن عمير، ولعلّ أباه كان اسمه عمرا فصغّر واشتهر بذلك.   (1) مكران: بالضم ثم السكون ونون وهي ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى وهي معدن الفانيد. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1301. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 136، الثقات 3/ 85، الجرح والتعديل 3/ 568، التحفة اللطيفة 1/ 254، حلية الأولياء 1/ 358، بقي بن مخلد 155. (3) أخرجه ابن ماجة عن أبي موسى الأشعري بلفظه ابن ماجة 1/ 312 في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها 97 باب 44 الاثنان جماعة حديث رقم 972، والدارقطنيّ في السنن حديث رقم 1. ح 1/ 280، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 69 قال الهيثمي في الزوائد 2/ 48 رواه الطبراني في الأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف وابن حجر في لسان الميزان 4/ 1193. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 1793- الحكم بن كيسان «1» : مولى هشام بن المغيرة المخزومي، والد أبي جهل أسر في أول سريّة جهّزها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من المدينة، وأميرها عبد اللَّه بن جحش، فأسر الحكم المذكور فقدموا به على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، والقصة مشهورة في السير لابن إسحاق. وروى الواقديّ بإسناد له عن المقداد بن عمرو. وقال: أنا الّذي أسرت الحكم، فأراد عمر قتله. فأسلم عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقتل شهيدا ببئر معونة. وكذا ذكره ابن إسحاق وغيره. وروى الهيثم بن عديّ عن يونس، عن الزهري، وعن ابن عبّاس عن أبي بكر بن أبي جهم، قالا: تزوّج الحكم بن كيسان مولى بني مخزوم- وكان حجّاما- آمنة بنت عفّان أخت عثمان، وكانت ماشطة. 1794- الحكم بن مرة «2» : قال ابن مندة: في صحبته وإسناد حديثه نظر. وروى من طريق الحكم بن فضيل عن شيبة بن مساور، عن الحكم بن مرّة صاحب رسول اللَّه عليه وسلم- أنه رأى رجلا يصلّي فأساء ... الحديث. 1795- الحكم بن مسعود: بن عمرو الثقفيّ، أخو أبي عبيد. شهد الجسر مع أخيه. واستشهد به، وسيأتي ذكره في ترجمة أخيه في الكنى. 1796- الحكم بن مسلم العقيلي «3» : قال أبو أحمد العسكريّ: له صحبة وروى أيضا عن عثمان استدركه ابن الأثير. 1797- الحكم: بن منهال أو ابن مينا. روى أبو يعلى من طريق أبي الحويرث أنه سمع الحكم بن منهال أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لعمر: «اجمع لي قريشا ... » الحديث. وفيه: ابن أخت القوم منهم» . كذا أخرجه ابن الأثير من طريق أبي يعلى. ورواه من طريق ابن أبي عاصم عن المقدمي شيخ أبي يعلى فيه، فقال الحكم بن مينا، وكذا هو في نسخة أخرى من مسند أبي يعلى معتمدة، فيحتمل أن يكون هو الّذي بعده. 1798 - الحكم «4» بن مينا الأنصاريّ: مولاهم. ذكر ابن سعد أنّ ولده كانوا يقولون:   (1) أسد الغابة ت (1226) . (2) أسد الغابة ت (1227) . (3) أسد الغابة ت (1229) . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 136، تهذيب الكمال 1/ 314، تقريب التهذيب/ 193، الجرح والتعديل 3/ 578، التحفة اللطيفة 1/ 525، خلاصة تذهيب 1/ 246، تهذيب التهذيب 2/ 440، التاريخ الكبير 2/ 343، أسد الغابة ت (1230) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 إن أبا عامر الراهب والد حنظلة غسيل الملائكة وهب مينا لأبي سفيان بن حرب، فوهبه أبو سفيان للعباس، فأعتقه العباس. وشهد مينا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تبوك. واما ابنه الحكم فروى البخاريّ في التاريخ والدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق شبيث- وهو بالمعجمة والموحدة ثم المثلثة مصغّرا، ابن الحكم بن مينا، عن أبيه، قال: إنّي لأتوضأ على باب المسجد بدمشق مع بلال مولى أبي بكر وأبي جندل إذ ذكرنا المسح على الخفّين ... فذكر حديثا. وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم عن شبث بن الحكم عن أبيه أن رجلا من أسلم أصيب فرقاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، [كذا وقع عنده شبت بغير تصغير. 1799- الحكم الزرقيّ: هو ابن الربيع تقدم. 1800- الحكم، أبو شبيث «1» : هو ابن مينا تقدم. 1801- الحكم الأنصاريّ «2» : جدّ مطيع، وهو من أعمام مسعود بن الحكم الزرقيّ ذكره البغويّ وابن السّكن وغيرهما في الصّحابة، وكناه ابن مندة أبا عبد اللَّه، وأورد له من طريق محمد بن القاسم، حدثنا مطيع أبو يحيى الأنصاريّ، وكان شيخا عابدا، حدثني أبي عن جدي، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا قام يوم الجمعة على المنبر استقبلنا بوجهه. قال محمّد بن القاسم: قال لي رجل من أصحاب الحديث: هذا مطيع بن فلان بن الحكم، وهو ابن عم مسعود بن الحكم، وقد شهد الحكم أحدا. ذكر من اسمه حكيم بفتح الحاء وكسر الكاف 1802- حكيم بن الأشرف: ذكره مقاتل بن سليمان في تفسير قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ ... [البقرة 234] الآية.] 1803- حكيم: بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي «3» ، حليف بني أميّة. ذكر له ابن هشام شعرا ينهي فيه بني أمية عن عداوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أسد الغابة ت (1215) . (2) أسد الغابة ت (1220) . (3) أسد الغابة ت (1232) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 وكان حكيم أشبه ولد حارثة بن الأوقص جده به. وكان حكيم قبل البعثة قائما على سفهاء قريش يردعهم ويؤدبهم باتفاق من قريش على ذلك، وفي ذلك يقول شاعرهم: أطوّف بالأباطح كلّ يوم ... مخافة أن يؤدّبني حكيم [الوافر] ذكر ذلك الفاكهيّ في كتاب مكة عن أبي ثابت الزهريّ واستدركه ابن الأثير عن الأشيري، وعراه لابن هشام وابن إسحاق، وذكره أنه أسلم قديما بمكة. 1804- حكيم بن الحارث الطائفيّ: روى الثعلبي في تفسيره عن ابن عباس، أنه هاجر بامرأته وبنيه فتوفّي، وفيه نزلت: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً.. [البقرة 234] الآية واستدركه ابن فتحون. وقد ذكر القصّة ابن إسحاق في تفسيره، قال: حدثت عن مقاتل بن حيّان في هذه الآية أنّ رجلا من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء، ومعه أبواه وامرأته فمات بالمدينة، فرفع ذلك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأعطى الوالدين وأولاده بالمعروف، ولم يعط امرأته شيئا، غير أنهم أمروا أن ينفقوا عليها من تركة زوجها إلى الحول. 1805- حكيم بن حزام «1» : بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ الأسديّ، ابن أخي خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. واسم أمه صفية، وقيل فاختة، وقيل زينب بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، ويكنى أبا خالد له حديث في الكتب السّتة. روى عنه ابنه حزام، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، وسعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة، وعروة، وغيرهم. قال موسى بن عقبة، عن أبي حبيبة مولى الزّبير: سمعت حكيم بن حزام يقول:   (1) أسد الغابة ت (1234) ، الاستيعاب ت (553) ، مسند أحمد 4/ 401، 403، نسب قريش 231، طبقات خليفة ت 70، 473، تاريخ البخاري 3/ 11، المعارف 311، الجرح والتعديل 3/ 202، المستدرك 3/ 482- 485، جمهرة أنساب العرب 121، الجمع بيت رجال الصحيحين 1/ 105، تاريخ ابن عساكر 5/ 123، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ح 1، 166، تهذيب الكمال 321، تاريخ الإسلام 2/ 277، العبر 1/ 60، تذهيب التهذيب 1/ 169، مرآة الجنان 1/ 127. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 ولدت قبل الفيل بثلاث عشرة سنة وأنا أعقل حين أراد عبد المطلب أن يذبح عبد اللَّه ابنه. وحكى الواقديّ نحوه، وزاد وذلك قبل مولد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بخمس سنين. وقتل والد حكيم في الفجار وشهدها حكيم. وحكى الزّبير بن بكّار أنّ حكيما ولد في جوف الكعبة، قال: وكان من سادات قريش، وكان صديق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل المبعث، وكان يودّه ويحبه بعد البعثة، ولكنه تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح. وثبت في السيرة وفي الصحيح أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن» . وكان من المؤلفة. وشهد حنينا وأعطي من غنائمها مائة بعير، ثم حسن إسلامه، وكان قد شهد بدرا مع الكفّار، ونجا مع من نجا، فكان إذا اجتهد في اليمين قال: والّذي نجّاني يوم بدر. وكنيته أبو خالد. قال الزبير: جاء الإسلام وفي يد حكيم الرّفادة، وكان يفعل المعروف، ويصل الرّحم. وفي الصّحيح أنه سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أشياء كنت أفعلها في الجاهلية ألي فيها أجر؟ قال: «أسلمت على ما سلف لك من خير.» «1» وكانت دار النّدوة بيده فباعها بعد من معاوية بمائة ألف درهم، فلامه ابن الزبير، فقال له: يا بن أخي، اشتريت بها دارا في الجنة، فتصدق بالدراهم كلّها، وكان من العلماء بأنساب قريش وأخبارها. مات سنة خمسين، وقيل سنة أربع، وقيل ثمان وخمسين وقيل سنة ستين وهو ممن عاش مائة وعشرين سنة شطرها في الجاهلية في الإسلام. قال البخاري في «التاريخ» : مات سنة ستين، وهو ابن عشرين ومائة سنة. قاله إبراهيم بن المنذر، ثم أسند من طريق عمر بن عبد اللَّه بن عروة، عن عروة، قال: مات لعشر سنوات من خلافة معاوية. 1806 - حكيم بن حزن «2» بن أبي وهب: بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، عمّ سعيد بن المسيب.   (1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 402، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 123، 10/ 316، الطبراني في الكبير 3/ 210، 213، كنز العمال حديث رقم 1341، والبخاري في التاريخ الصغير 70 ومسلم 1/ 113، 114 في كتاب الإيمان باب 55 بيان حكم عمل الكافر حديث رقم 194، 195. (2) أسد الغابة ت (1235) ، الاستيعاب ت (555) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 قال ابن إسحاق وعروة وأبو معشر: استشهد يوم اليمامة. وقال ابن إسحاق: أسلم يوم الفتح مع أبيه، وأمه فاطمة بنت السّائب المخزومية، وقال ابن مندة: لا نعرف له رواية. 1807- حكيم: بن طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس الأموي.» قال هشام بن الكلبيّ كان من المؤلّفة، وأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مائة من الإبل ولا عقب له. وقال أبو عبيد: كان له ابن يقال له المهاجر وبنت تزوّجها زياد بن أمية. 1808- حكيم بن عامر العبديّ، ثم المحاربي. ذكره أبو عبيدة فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من عبد القيس، قال الرشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 1809- حكيم «2» : بن معاوية النميري. قال الباورديّ، عن البخاريّ: في صحبته نظر. حديثه عند أهل حمص، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: له صحبة. وقال في التاريخ: في إسناده نظر. قلت: مدار حديثه على إسماعيل بن عياش، رواه عن سليمان بن سليم، عن يحيى ابن جابر، عن معاوية بن حكيم، عن عمه حكيم بن معاوية أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «بم أرسلك اللَّه؟» الحديث. هذه رواية الترمذيّ، وقيل عن حكيم بن معاوية، عن عمه محمد بن معاوية، وهي رواية ابن ماجة. وقد رواه عقبة عن سليمان عن يحيى عن معاوية، وحكيم عن أبيه، أخرجه ابن أبي عاصم من طريقه، ورواه ابن أبي خيثمة من طريق سعيد بن سنان «3» عن يحيى بن جابر كذلك، وهذا أشبه، لأنه على الرواية الأولى يلزم أن يكون حكيم اسم أبيه واسم عمه، وقال أبو عمر: كلّ من جمع في الصّحابة ذكره فيهم. [وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة.] «4» 1810 - حكيم «5» ، والد معاوية: ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وهو عندي غلط،   (1) أسد الغابة ت (1236) ، الاستيعاب ت (554) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 137، الثقات 3/ 171، خلاصة تذهيب 1/ 49، تقريب التهذيب 1/ 195، الجرح والتعديل 3/ 92، تهذيب التهذيب 2/ 421، التاريخ الكبير 3/ 11، بقي بن مخلد 367، أسد الغابة ت (1238) ، الاستيعاب ت (556) . (3) في ت: شيبان. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (1239) ، الاستيعاب ت (557) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 ولم يذكره غيره. والحديث الّذي ذكره له هو حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، وجدّه هو معاوية بن حيدة، هكذا ذكره ابن عبد البرّ: ثم ساق من طريق ابن أبي خيثمة عن الحوطي، عن بقية، عن سعيد بن سنان، عن يحيى بن جابر، عن معاوية بن حكيم، عن أبيه، أنه قال: يا رسول اللَّه، ربنا بم أرسلك؟ قال: «تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، كلّ مسلم على كلّ مسلم محرّم، هذا دينك، وأينما تكن يكفك» . ثم أورد من طريق عبد الوارث عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدّه، قال: قلت يا رسول اللَّه: ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عدد- يعني أصابعي- أن لا آتيك .... فذكر الحديث مطوّلا، وفيه نحو الّذي قبله. وبنى أبو عمر على أنّ اسم الراويّ انقلب وأنه حكيم بن معاوية لا معاوية بن حكيم، وحكيم بن معاوية تابعيّ معروف، فذلك جزم بأنه غلط، ولكن يحتمل أن يكون هذا آخر. ولا بعد في أن يتوارد اثنان على سؤال واحد، ولا سيما مع تباين المخرج. وقد ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأخرجه الحديث عن عبد الوهاب بن نجدة، وهو الحوطي شيخ ابن أبي خيثمة فيه. 1811- حكيم الأشعريّ «1» : لا أعرف له خبرا سوى ما وقع في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّي لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون باللّيل» «2» ، أي إلى المسجد، «ومنهم حكيم إذا لقي الخيل ... » فذكر الحديث. [استدركه أبو علي الغساني، وقد زعم ابن التين «3» ، وغير واحد من شراح] «4» ذكر البخاري أنّ قوله: «ومنهم حكيم» صفة رجل غير مسمّى، وكذا حكاه عياض عن شيخه أبي علي الصّدفي. واللَّه أعلم. الحاء بعدها اللام 1812- حلال، غير منسوب: جهني. وقيل مزني. روى أحمد من طريق سفيان   (1) أسد الغابة ت (1231) . (2) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1944 كتاب فضائل الصحابة باب (39) ، من فضائل الأشعريين رضي اللَّه عنهم حديث رقم 166/ 2499. والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 175، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33974. (3) في ت ابن البين. (4) بدل ما في القوسين في أذكر البخاري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 الثوري، عن أبي إسحاق، عن رجل من جهينة أو مزينة سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم رجلا ينادي: يا حرام، يا حرام، وكان شعارهم، فقال: «يا حلال، يا حلال» . 1813- حلبس: بموحدة ثم مهملة، وزن جعفر. وقيل بتحتانية مصغّر، غير منسوب. روى ابن مندة من طريق نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ. عن ابن عائذ: حدثني حلبس أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يأمر نساءه إذا أرادت إحداهنّ أن تنام أن تحمد ثلاثا وثلاثين، وتسبّح ثلاثا وثلاثين، وتكبر ثلاثا وثلاثين «1» ، [وفي رواية أربعا وثلاثين. 1814- الحليس «2» : بالتصغير، ذكره] «3» الحسن «4» بن سفيان في مسندة «5» ، وأخرج من طريق أبي الزاهرية عن الحليس أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «أعطيت قريش ما لم يعط النّاس ... » الحديث. وأخرجه أبو نعيم في ترجمة الّذي قبله، وقال: إنه يعدّ في الحمصيين. والّذي يظهر لي أنه غيره، والّذي في تاريخ حمص هو الّذي يروي عنه ابن عائذ [وهو السابق] «6» 1815- حليس: «7» بالتصغير أيضا، ابن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبّة الضبيّ. ذكره ابن شاهين، وروى من طريق سيف بن عمر بإسناده أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد وفاة أخيه الحارث بن زيد بن صفوان، فمسح وجهه ودعا له بالبركة فقال: يا رسول اللَّه، إني أظلم فأنتصر، قال: «العفو أحقّ ما عمل به ... » الحديث. [1816- حليمة: بن جنادة بن سويد بن عمرو بن عرفطة بن نافذ بن مرة بن تيم بن   (1) أورد المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18257 وعزاه لابن مندة عن حلبس. (2) أسد الغابة ت (1241) . (3) سقط في أ. (4) في أروى الحسن. (5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33805 وعزاه للحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة عن الحليس. (6) سقط في أ. (7) أسد الغابة ت (1240) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي. ذكره ابن الكلبي في الجمهرة، وقال: بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، كذا رأيته مضبوطا في نسخة مصحّحة بمهملة ثم لام ثم تحتانية مثناة] «1» الحاء بعدها الميم 1817- حمّاد «2» : بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره دال. جاء ذكره في حديث أخرجه أبو موسى من طريق اليقظان بن عمار بن ياسر- أحد الضعفاء، عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: بينما النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جالس في عدّة من أصحابه إذ أقبل شيخ كبير يتوكّأ على عكاز، فسلّم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه فردّوا عليه، فقال: «اجلس يا حمّاد، فإنّك على خير» ، فسأله عن ذلك، فقال: «إذا بلغ العبد أربعين أمّنه اللَّه من الخصال الثّلاث ... «3» الحديث بطوله. 1818- حمار «4» - بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره راء، باسم الحيوان المشهور. روى البخاريّ من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، قال كان رجل يسمى عبد اللَّه ويلقب حمارا، وكان يضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. الحديث، وفيه أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا تلعنه، فإنّه يحبّ اللَّه ورسوله «5» . وذكر الواقديّ أنّ القصّة وقعت له في غزاة خيبر. وروى أبو يعلى من وجه آخر، عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد أنه كان يهدي لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم العكّة من السّمن أو العسل، ثم يجيء بصاحبها فيقول: أعطه الثمن. قلت: ووقع نحو ذلك للنعمان فيما ذكره الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح. وروى أبو بكر المروزي في مسند أبا بكر له من طريق زيد بن أسلم أنّ عبد اللَّه المعروف بحمار شرب في عهد عمر، فأمر به عمر الزبير وعثمان فجلداه ... الحديث. 1819- حماس: - بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره مهملة- ابن قيس- ويقال ابن خالد بن قيس بن مالك الدئلي.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (1242) ، خلاصة تذهيب 1/ 270، التاريخ الكبير 30، 20. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42659 وعزاه إلى أبي يعلى في المسند وأبي بكر الخطيب في تاريخ بغداد عن أنس ورواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 71، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1/ 72. (4) التاريخ الكبير 3/ 130، أسد الغابة ت (1243) . (5) أورده السيوطي في الجامع الكبير 1/ 392. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 ذكر ابن إسحاق والواقديّ أنه كان بمكّة يوم الفتح، فلما قرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من مكّة أعدّ سلاحه وقال لامرأته: إنّي لأرجو أن يخدمك اللَّه منهم، فإنك محتاجة إلى خادم، فخرج فلما أبصرهم انصرف حتى أتى بيته فقال: اغلقي الباب فقالت له: ويحك! فأين الخادم؟ وأقبلت تلومه، فقال: وأنت لو شهدت يوم الخندمة ... إذ فرّ صفوان وفرّ عكرمة واستقبلتنا بالسّيوف المسلمة ... يقطعن كلّ ساعد وجمجمة ضربا فلا تسمع إلّا غمغمه ... لم تنطقي باللّوم أدنى كلمه «1» [الرجز] وذكر أبو عمر هذه القصّة في ترجمة صفوان بن أمية، لكنه سماه خناس بن قيس: والأوّل أصحّ. وقد ذكر موسى بن عقبة هذه القصّة في المغازي فقال: دخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته. فذكر القصة، وقال في آخرها: قال ابن شهاب: هذه الأبيات قالها حماس أخو بني سعد بن ليث. 1820- حماس: غير منسوب. روى ابن قانع من طريق حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن حميد بن حماس، عن أبيه، قال: دخل علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ونحن نيام، فقال: «أي بنيّ، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر» «2» 1821- حمّال بن مالك بن حمال الأسدي. ذكر سيف في الفتوح أنّ سعد بن أبي وقاص أمّره على الرّجل حين توجه إلى العراق. 1822- حمام بن عمر الأسلمي «3» : روى الطّبراني من طريق يزيد بن نعيم- أنّ رجلا من أسلم يقال له عبيد بن عويم قال: وقع عمّي على وليدة، فحملت بغلام يقال له حمام، وذلك في الجاهلية، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فكلّمه في ابنه، فقال له: «خذ ابنك» . فأخذه فجاء مولى الوليدة فعرض عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غلامين، فقال: «خذ أحدهما ودع للرّجل ابنه» . فأخذ غلاما اسمه رافع، وترك له ابنه، ثم قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أيّما رجل عرف ابنه   (1) تنظر الأبيات في سيرة ابن هشام 4/ 27 والطبقات 5/ 444، واللسان (خندم) . (2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 93 عن عائشة رضي اللَّه عنها وأبو نعيم في الحلية 8/ 287 عن سالم بن عبد اللَّه ... الحديث. (3) أسد الغابة ت (1245) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 فأخذه ففكاكه رقبة» «1» . إسناده حسن. وأخرجه الباورديّ وبقيّ بن مخلد، والطّبريّ في تهذيب الآثار من هذا الوجه بلفظ: إن رجلا من أسلم يقال له عمر اتبع رجلا من أسلم يقال له عبيد فوقع على وليدة عبيد زنا، فولدت له غلاما يقال له حمام، وذلك في الجاهليّة، وأن عمر أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث. 1823- حمام الأسلمي «2» : آخر. يأتي ذكره في ابن حمامة في المبهمات. 1824- حمام: بن الجموح «3» بن زيد الأنصاري. ذكره ابن الكلبي أنه استشهد بأحد. استدركه ابن الأثير. 1825- حمران بن جابر اليمامي «4» : أبو سالم. روى ابن مندة من طريق محمد بن جابر، عن عبد اللَّه بن بدر، عن أم سالم جدّته، عن أبي سالم حمران بن جابر أحد الوفد، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ويل لبني أميّة» - ثلاث مرات. 1826- حمران بن حارثة الأسلمي «5» : أخو أسماء. ذكر البغوي عن بعض أهل العلم أنهم كانوا ثمانية إخوة أسلموا كلهم وصحبوا، وهم: أسماء، وحمران، وخراش، وذؤيب، وسالم، وفضالة، ومالك، وهند، فأما حمران فذكروا أنه شهد بيعة الرّضوان واستدركه ابن الأمين. قلت: وحكى الطّبرانيّ أنّ الثمانية شهدوا بيعة الرضوان، وسيأتي شيء من ذلك في مالك بن حارثة. وذكره أبو موسى فقال: الفزاري- بدل الأسلمي، وهو غلط واضح. 1827- حمرة: - بضم أوله، وبراء مهملة- ابن مالك [بن ذي المشعار] بن مالك بن منبّه بن سلمة بن مالك بن عدي بن سعد بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمدانيّ. قال ابن سعد: أخبرنا المدائني، عن رجاله من أهل العلم، قالوا: قدم وفد همدان على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وفيهم حمرة بن مالك بن ذي المشعار، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «نعم الحيّ همدان ... » الحديث.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11312، وعزاه لبقي بن مخلد وابن جرير في التهذيب والباوردي. (2) في ت: السنن. (3) أسد الغابة ت (1246) . (4) أسد الغابة ت (1248) . (5) أسد الغابة ت (1249) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 ووقع في بعض الروايات حميرة بن مالك، فكأن بعضهم صغره. [وقال ابن الكلبيّ: وفد في ثلاثمائة من العرب أو ثلاثمائة بيت من العرب كلّهم مقرّ له بالولاء] «1» . 1828- حمزة: بن أبي أسيد «2» بفتح الهمزة. ذكره الإسماعيلي في الصّحابة وضبط والده. ذكر ذلك الخطيب في المؤتلف في ترجمة الرشيديّ، وساق من طريق علي بن معبد، عن محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهريّ، عن محمد بن خالد الأنصاريّ، عن حمزة بن أبي أسيد، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى جنازة بالبقيع فإذا ذئب مفترش ذراعيه بالطريق ... فذكر الحديث قال الخطيب: ينبغي أن يكون هو حمزة بن أبي أسيد الأنصاريّ، فأبوه بضم الهمزة. قلت: وقد تقدم في القسم الثاني. 1829- حمزة بن الحميّر «3» : حليف بني عبيد بن عدي الأنصاري- هكذا سماه الواقديّ، وأما ابن إسحاق فقال خارجة بن الحمير، ويحتمل أن يكونا أخوين. والحمير ضبطوه بضم المهملة مصغّرا مثقّلا، وقال بعضهم: خمير- بالمعجمة مصغرا بلا تثقيل. 1830- حمزة: بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول الأنصاريّ. قال ابن سعد: شهد أحدا هو وأخوه سعد. ويقال اسم أبيه عمار. وقد ينسب إلى جدّه، فيقال حمزة بن مالك. 1831- حمزة بن عبد المطلب» بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو عمارة عمّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأخوه من الرّضاعة. أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب كما ثبت في الصّحيحين وقريبه من أمه أيضا، لأنّ أم حمزة هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بنت عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. ولد قبل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بسنتين. وقيل: بأربع. وأسلم في السنة الثانية من البعثة، ولازم نصر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهاجر معه.   (1) سقط من أ. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (1250) ، الاستيعاب ت (561) . (4) طبقات ابن سعد 3/ 1/ 3- 11، نسب قريش 17- 152- 200، تاريخ خليفة 68، الجرح والتعديل 3/ 212، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 168- 169، العبر 1/ 5، العقد الثمين 4/ 227، شذرات الذهب 1/ 1، أسد الغابة ت (1251) ، الاستيعاب ت (559) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 وقد ذكر ابن إسحاق قصة إسلامه مطوّلة: وآخى بينه وبين زيد بن حارثة، وشهد بدرا، وأبلى في ذلك. وقتل شيبة بن ربيعة، وشارك في قتل عتبة بن ربيعة أو بالعكس، وقتل طعيمة بن عديّ، وعقد له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لواء وأرسله في سريّة، فكان ذلك أول لواء عقد في الإسلام في قول المدائني. واستشهد بأحد. وقصة قتل وحشيّ له أخرجها البخاريّ من حديث وحشيّ، وكان ذلك في النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة. فعاش دون السّتين، ولقّبه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أسد اللَّه، وسماه سيّد الشهداء، ويقال: إنه قتل بأحد- قبل أن يقتل- أكثر من ثلاثين نفسا. وروى البخاريّ عن جابر: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في قبر «1» ... الحديث. وفيه: ودفن حمزة وعبد اللَّه بن جحش في قبر واحد. وروينا في الغيلانيات من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثّل به، فجعل ينظر إليه منظرا ما كان أوجع قلبه منه، فقال: «رحمك اللَّه أي عمّ! كنت وصولا للرّحم، فعولا للخيرات.» وفي الغيلانيات أيضا من رواية عمر بن شبّة. عن سري بن عياش بن منقذ حدثني جدي منقذ بن سلمى بن مالك، عن جده لأمه أبي مرثد، عن خليفة، عن حمزة بن عبد المطلب، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «الزموا هذا الدّعاء: اللَّهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم ورضوانك الأكبر ... » «2» الحديث. ورثاه كعب بن مالك بأبيات منها: بكت عيني وحقّ لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل على أسد الإله غداة قالوا ... لحمزة ذاكم الرّجل القتيل «3» [الوافر] وفي فوائد أبي الطّاهر- من طريق حمزة بن زيد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال:   (1) أخرجه البخاري 2/ 115، 17 وأبو داود 3138، 3139 والنسائي 1/ 277، وابن ماجة (1514) ، وابن الجارود (270) والبيهقي في السنن 3/ 325 والدلائل 3/ 295 وابن أبي شيبة 3/ 325، 14/ 260. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3217، 3837 وعزاه للبغوي وابن قانع والباوردي والطبراني في الكبير عن حمزة بن المطلب والطبراني في الكبير 3/ 166. (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (1251) وفي الاستيعاب الأولين أيضا ترجمة رقم (559) وفي سيرة ابن هشام 3/ 148. وديوان كعب بن مالك ص 252. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 استصرخنا على قتلانا بأحد يوم حفر معاوية العين، فوجدناهم رطابا يتثنّون. قال حماد: وزاد محمد بن جرير بن حازم عن أيوب: فأصاب المرّ رجل حمزة، فطار منها الدم. 1832- حمزة بن عمر «1» : - بضم العين وفتح الميم- ذكره الباوردي، وقال: لا يصح، فقال: حدثنا مطين، حدثنا منجاب، حدثنا شريك، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن حمزة بن عمر، قال: أكلت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «كل بيمينك واذكر اسم اللَّه» . قال منجاب: وهم فيه شريك. والصواب ما أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عمرو بن أبي سلمة به. قلت: طريق عمرو بن أبي سلمة مخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة من طرق عن هاشم قال الترمذيّ: اختلف فيه على هشام. انتهى. وقد أخرج أبو نعيم هذه الترجمة عن الطبراني عن مطين بتمامه. وأخرجه أبو موسى من طريقه، وقال: هذا مع كونه وهما فقد وهم أبو نعيم أيضا فيه، فإن الطبراني إنما أورده في ترجمة حمزة بن عمرو الأسلمي، ولم يفرده بترجمة، فوهم أبو نعيم حيث نقص الواو من عمرو، وأفرده بترجمة فأخطأ من وجهين. قلت: لم يخطئ فيه أبو نعيم، بل المخطئ فيه الطبراني، حيث أورده في آخر ترجمة حمزة بن عمرو وإنما حدث به مطين، فقال حمزة بن عمر- بغير واو- كما رواه الطبراني وأعدل شاهد على ذلك موافقة الباوردي كما قدمته، وهو وإن كان منجاب قد جزم بأنّ شريكا وهم فيه لكنه محتمل، وما المانع أن يكون ذلك من جملة الاختلاف فيه على هشام؟ ولولا ذلك لأوردته في القسم الأخير، وهو ممن أستخير اللَّه فيه. 1833- حمزة بن عمّار بن مالك: تقدم في حمزة بن عامر. ذكره ابن الدباغ هنا. 1834- حمطط بن شريق «2» : بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشي ثم العدويّ. قال الزبير في كتاب النسب: شهد الفتوح، ومات في طاعون عمواس.   (1) التكملة للحافظ المنذري الترجمة (314) وفيه أنه الغزولي أصله التكملة للحسين. الورقة 10 وذكر أنه مولود سنة 564 أو 565 وفيها أنه الغزالي، تاريخ الإسلام للذهبي (أياصوفيا 3013) ج 20 الورقة 4 وفيه أنه الغزالي. العبر للذهبي 5/ 168 شذرات الذهب 5/ 211، أسد الغابة ت [1253] (2) أسد الغابة ت (1258) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 ذكره ابن عساكر، واستدركه ابن الأثير. 1835- حمل: بفتحتين، ابن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم الكلبي «1» ، من أهل دومة الجندل. تقدم ذكره في ترجمة حارثة بن قطن، وقال ابن سعد: حدّثنا هشام بن محمد، حدثني ابن أبي صالح رجل من بني كنانة، عن ربيعة بن إبراهيم، قال: وفد حارثة بن قطن وحمل بن سعدانة بن حارثة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأسلما فعقد لحمل بن سعدانة لواء، فشهد بذلك اللواء صفّين مع معاوية. وقال الرّشاطيّ: شهد حمل بن سعدانة مع خالد بن الوليد مشاهده. وقال أبو محمد الأسود الغندجاني هو المعني يقول الشاعر: لبّث قليلا يلحق الهيجا حمل قلت: وممن تمثّل به سعد بن معاذ. 1836- حمل بن مالك بن النابغة «2» بن جابر بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة الهذلي، أبو نضلة. نزل البصرة وله بها دار، جاء ذكره في حديث أبي هريرة في الصحيح في قصة الجنين. ورواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح أيضا من حديث ابن عباس- أنّ عمر أنشد «3» الناس عن حديث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في دية الجنين، فقام حمل بن مالك فقال ... فذكر الحديث. وهو دالّ على أنه عاش إلى خلافة عمر، فأما ما سيأتي في ترجمة عامر بن مرقّش أنه قتل في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فهو ضعيف جدا. [وسيأتي في ترجمة عمران بن عويم قصة الجنين من حديث حمل بن مالك نفسه، وفيه: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان استعمله على صدقات هذيل] «4» 1837- حممة الدّوسي «5» : روى أبو داود ومسدّد والحارث في مسانيدهم، وابن أبي   (1) المشتبه 2175 أسد الغابة ت [1259] ، الاستيعاب ت [563] (2) الاستيعاب ت [562] ، أسد الغابة ت [1260] ، خلاصة تذهيب 1/ 258، الطبقات 1/ 36، 176، تهذيب الكمال 1/ 335، تقريب التهذيب 1/ 201، الجرح والتعديل 3/ 1349، التحفة اللطيفة 1/ 534، تهذيب التهذيب 2/ 35 خلاصة تذهيب 1/ 258، التاريخ الكبير 3/ 108، الإكمال 2/ 122، التمييز والفصل 2/ 780، المشتبه 75/ 176، تصحيفات المحدثين 952، بقي بن مخلد 2460. (3) في ت: نشد. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (1261) ، الاستيعاب ت (594) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 شيبة في مصنفه، وابن المبارك في كتاب الجهاد، من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري- أنّ رجلا يقال له حممة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم غزا أصبهان «1» زمن عمر فقال: اللَّهمّ إن حممة يزعم أنه يحبّ لقاءك، اللَّهمّ إن كان صادقا فاعزم له بصدقة، وإن كان كاذبا فاحمل عليه، وإن كره ... الحديث. وفيه: إنه استشهد وإنّ أبا موسى قال: إنه شهيد. وروى أحمد في الزهد من طريق هرم بن حيان أنه بات عند حممة صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فرآه يبكي الليل أجمع، قال: وكانا يصطحبان أحيانا.. 1838- حمنن بن عوف بن عوف «2» : بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب، أخو عبد الرحمن. ذكره الزبير في نسب قريش وقال: إنه عاش في الإسلام ستين سنة، وأقام بمكة إلى أن مات بها، ولم يهاجر [ولم يدخل المدينة] «3» . وحمنن رأيته مضبوطا بفتح أوله وسكون الميم وفتح النون بعدها نون أخرى، كذا ضبط الأمين وغيره، وكذا في النسب للزبير. قال: وفي وفاة حمنن يقول الشاعر: [فيا عجبا إن لم تفض عبراتها ... نساء بني عوف وقد مات حمنن] «4» [الطويل] «5» وضبطه الوزير ابن المغربيّ في كتاب «المنثور» كذلك، لكن جعل آخره بزاي بدل النون، وقال: هو مشتقّ من الحمز، وهي الصعوبة، قال: ونونه زائدة. قال: وكان فيما قبل جوادا مصلحا في عشيرته. 1839- حميد بن ثور «6» : بن حزن بن عمرو بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن   (1) أصبهان: هي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها. انظر معجم البلدان 1/ 245. (2) أسد الغابة ت [1262] ، الاستيعاب ت [582] . (3) سقط في أ. (4) ينظر البيت في الإكمال 1/ 221 وأسد الغابة ترجمة رقم (1262) والاستيعاب ترجمة رقم (582) . (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت [1264] ، الاستيعاب ت [564] . أخبار الموفقيات 162 و 381، البرصان والعرجان 200 و 296 و 336، طبقات الشعراء لابن سلام 192، الاقتضاب للبطليوسي 458، كنايات الجرجاني 7، الأمالي للقالي 1/ 133 و 235 و 2/ 42 و 146 و 3/ 59، ذيل النوادر 78 و 86، الشعر والشعراء 1/ 306: 310، عيون الأخبار 4/ 104، أمالي المرتضى 1/ 319 و 511، الأغاني 4/ 356: 358، المعجم الكبير للطبراني 4/ 54، ثمار القلوب 400، جمهرة أنساب العرب 274، تهذيب ابن عساكر 4/ 459: 463، معجم الأدباء 11/ 8: 13، أسد الغابة 2/ 53، وفيات الأعيان 7/ 73، التذكرة السعدية 247، الوافي بالوفيات 13/ 193، سمط اللآلي 376، تخليص الشواهد 69 و 214، المصون في الأدب للعسكريّ تحقيق عبد السلام هارون (74) ، شرح الشواهد للعيني 1/ 562، الأشموني- تحقيق محمد محيي الدين 1/ 222، شرح المفضل لابن يعيش 4/ 131، المقرب لابن عصفور- 2/ 47، همع الهوامع للسيوطي 1/ 49، الدرر اللوامع للشنقيطي 1/ 21، التصريح بمضمون التوضيح للشيخ خالد 1/ 78، معجم الشعراء في لسان العرب 132، تاريخ الإسلام 2/ 110. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي، أبو المثنى- وقيل غير ذلك. وروى ابن شاهين والخطابيّ في «الغريب» والعقيلي والأزدي في الضّعفاء، والطّبراني، كلّهم من طريق يعلى بن الأشدق أن حميد بن ثور حدّثه أنه حين أسلم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أصبح قلبي من سليمى مقصدا ... إن خطأ منها وإن تعمّدا «1» [الرجز] في أبيات يقول فيها: حتّى أتيت المصطفى محمّدا ... يتلو من اللَّه كتابا مرشدا «2» [الرجز] ساق ابن شاهين الأبيات كلها، ويعلى ضعيف متروك. وذكره محمّد بن سلّام الجمحيّ في الطبقة الرابعة من الشعراء الإسلاميين. وذكره ابن أبي خيثمة فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الشعراء الإسلاميين. وقال إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن أبي فضالة النحويّ، قال: تقدم عمر إلى الشعراء ألّا يشبّب رجل بامرأة، فقال حميد بن ثور- وكانت له صحبة فذكر شعرا فيه: أبى اللَّه «3» إلّا أنّ سرحة مالك ... على كلّ أفنان العضاة تروق وهل أنا إن علّلت نفسي بسرحة ... من السّرح موجود «4» عليّ طريق «5» [الطويل]   (1) ينظر البيت في ديوانه: 77 وفي أسد الغابة ترجمة رقم (1264) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (564) . (2) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1264) أول بيت من بيتين والاستيعاب كذلك ترجمة رقم (564) . (3) من ت: إلى اللَّه أشكو. (4) من ت: موجود. (5) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (1264) والاستيعاب ترجمة رقم (564) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 أخرجه القاسم في الدلائل من هذا الوجه. وقال المرزبانيّ: كان أحد الشعراء الفصحاء، وكان كل من هاجاه عليه، وقد وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وعاش إلى خلافة عثمان. وقال الزّبير بن بكّار: أخبرني أبي أن ّ حميد بن ثور دخل على بعض خلفاء بني أمية، فقال له: ما جاء بك؟ فقال: أتاك بي اللَّه الّذي فوق من ترى ... وبرّك معروف عليك دليل «1» [الطويل] وأنشد له الزبير أيضا: فلا يبعد اللَّه الشّباب وقولنا ... إذا ما صبونا مرّة سنتوب «2» [الطويل] 1840- حميد بن جميل: يأتي في عبد اللَّه بن جميل، سماه عبد العزيز بن برزة «3» . 1841- حميد بن خالد: روى الطبراني في تهذيب الآثار، من طريق عبد اللَّه بن ربيعة، عن حميد بن خالد، قال: وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذكر حديثا. 1842- حميد: بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشي الأسدي. وجدت في كتاب «مكّة» للفاكهيّ، قال: ولبني أسد دار حميد بن زهير الملاصقة بالمسجد في ظهر الكعبة. قال: قال الحميديّ: تصدّق جدّي حميد بن زهير بداره هذه، فكتب في كتابه: تصدقت بداري التي تفيء على الكعبة وتفيء الكعبة عليها. قلت: وقد جعل الزبير في نسب قريش هذه القصة لعبيد اللَّه بن حميد ولد هذا، ولا منافاة بينهما، لاحتمال أن يكون كلّ منهما وقف منها شيئا. 1843- حميد بن عبد الرحمن: بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم الرّؤاسيّ. وفد هو وأخوه جنيد، وعمرو بن مالك بن عامر على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله هشام بن الكلبيّ، وقد تقدم ذكره في الجيم في جنيد.   (1) ينظر البيت في ديوانه 116. (2) الأعلام 2/ 174. (3) أسد الغابة ت [1265] ، طبقات ابن سعد 7/ 147، طبقات خليفة ت 2075. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 1844- حميد بن عبد يغوث البكري «1» : ذكره ابن مندة من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن زياد بن عبيد اللَّه، عن موسى بن عمرو، عن حميد بن عبد يغوث، سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم [139] يقول: «أبو بكر أخي وأنا أخوه» . «2» قلت: عبد الرحمن ضعيف جدّا. 1845- حميد بن منهب بن حارثة الطائي «3» . قال أبو عمر: لا تصحّ له صحبة، وله سماع عن علي وعثمان، وقد ذكره قوم في الصّحابة. قلت: هو جدّ زكريا بن يحيى بن السكن الطائي، أحد شيوخ البخاريّ. ويحيى هو ابن عمر بن حصين بن حميد هذا، وهو ابن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس، فلو كانت لحميد صحبة لكان هؤلاء الأربعة في نسق صحابة، لكن لم يذكر أحد حارثة ولا منهبا في الصحابة، فذلك مما يقوّي وهم من ذكر حميدا في الصحابة. وقد تقدم ذكر أوس بن حارثة في حرف الألف، فيلزم أن يكونوا خمسة، وهو في غاية البعد. 1846- حميد الأنصاريّ «4» : يقال هو الّذي خاصم الزّبير في شراج الحرّة. والحديث في الصّحيحين من طريق الزهري عن عروة بن الزبير، ولم يسمّ فيه، بل فيه أنّ رجلا من الأنصار خاصم الزبير، أخرجه أبو موسى من طريق الليث، عن الزهريّ، فسمّاه حميدا، قال أبو موسى: لم أر تسميته إلا في هذه الطريق. قلت: ويعكّر عليه أنّ في بعض طرقه أنه شهد بدرا، وليس في البدريين أحد اسمه أبو موسى: لم أر تسميته إلا في هذه الطريق. قلت: ويعكّر عليه أنّ في بعض طرقه أنه شهد بدرا، وليس في البدريين أحد اسمه حميد. فاللَّه أعلم. 1847 ز- حميد: آخر، غير منسوب، روى الباوردي من طريق عطاء بن السّائب، عن مالك بن الحارث، عن رجل، وكان في الكتاب عن حميد، قال: استعمل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم رجلا على سرّية، فلما رجع قال: «كيف وجدت الإمارة؟» قال: كنت كبعض القوم، فقال:   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 140. أسد الغابة ت (1266) (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32550 وعزاه للديلمي في مسند الفردوس. (3) جامع التحصيل 202، دائرة معارف الأعلمي 17/ 58. (4) أسد الغابة ت (1263) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 «إنّ صاحب السّلطان على باب عقب إلا من عصم اللَّه وأكبر» . .. الحديث «1» . وقد أخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه، لكن أورده في ترجمة حميد بن ثور، والّذي يظهر أنه غيره، فأنه أخرجه من وجه آخر، فقال: عن خيثمة بدل حميد. 1848 ز - حميّر «2» : بتثقيل التحتانية وآخره راء- ابن عدي القارئ الخطميّ. ذكره ابن ماكولا، وقال: له صحبة. وذكر أنه تزوّج معاذة مولاة عبد اللَّه بن أبيّ الآتي ذكرها في النساء، فولدت له أم سعيد «3» ، وولدت له الحارث وعديّا توأمان، وسيأتي ذلك واضحا في ترجمة معاذة. وسيأتي ذكر من قال فيه عمير- بالعين مصغرا بلا تثقيل. 1849- حميّر: آخر» ، مثل الّذي قبله، أشجعي حليف بني سلمة من الأنصار. كان من أصحاب مسجد الضّرار ثم تاب. حكاه ابن ماكولا عن الغلابي. وسيأتي ذكر عبد اللَّه بن الحمير الأشجعي، وذكر مخشي بن حميّر، فينظر في ذلك. 1850 ز- حميرة بن مالك بن سعد: تقدم في حمزة بغير تصغير. 1851- حميضة: بضاد معجمة مصغرا- ابن أبان. يأتي في خميصة في الخاء المعجمة. 1852- حميضة بن رقيم الأنصاريّ «5» : من أوس اللَّه، ذكر العدويّ والقدّاح أنه شهد أحدا وأنه أحد الأربعة الذين لم يسلم من أوس اللَّه غيرهم. 1853 ز- حميضة بن النّعمان: بن حميضة البارقي. ذكر سيف أن عمر أمره على السراة، وأنفذه مع سعد بن أبي وقّاص إلى العراق أول سنة أربع عشرة. وذكره الطبريّ أيضا، وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة. 1854- حميل: بالتصغير ابن بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ «6» .   (1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 174 وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 204 عن مالك بن الحارث وقال رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط وبقية رجاله ثقات. (2) أسد الغابة ت (1268) . (3) في أ: أم سعد. (4) أسد الغابة ت (1269) (5) أسد الغابة ت (1270) . (6) الإكمال 1/ 329، 2/ 127، أسد الغابة ت [1271] ، الاستيعاب ت [587] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 قال عليّ بن المدينيّ: سألت شيخا من بني غفار، فقلت له: هل يعرف فيكم حميل بن بصرة، قلته بفتح الجيم، فقال: صحّفت يا شيخ، واللَّه إنما هو حميل، بالتصغير والمهملة، وهو جدّ هذا الغلام، وأشار إلى غلام معه. وقال مصعب الزّبيريّ لحميل وبصرة وجدّه أبي بصرة صحبة. وقال ابن السّكن: شهد جدّه أبو بصرة خيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحميل يكنى أبا بصرة أيضا. 1855- حميلة بن عامر: بن أنيف الأشجعيّ. ذكره ابن الكلبيّ وقال: إنه كان صاحب حلف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الأحزاب. قلت: وهو عمّ نعيم بن مسعود الغفاريّ الصحابي المشهور. قال الرشاطيّ: لم يذكر حميلة أبو عمر، ولا ابن فتحون في الصحابة، يعني وهو على شرطهما. قلت: اختلف في ضبطه فقيل بالجيم وقيل بالمهملة، واختلف في ثاني حروفه، فقيل بالموحدة وقيل بالمثلثة، وقد تقدمت الإشارة إلى كل ذلك. الحاء بعدها النون 1856 ز- حنبل بن كعب: يأتي في هنبل في حرف الهاء. 1857- حنش «1» : بفتحتين ثم شين معجمة- ابن عقيل، بفتح أوله، أحد بني نعيلة «2» بن مليل أخي غفار- له حديث طويل، وفيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دعاه إلى الإسلام فأسلم. كذا ذكره ابن الأثير بغير عزو، وعزاه ابن فتحون في الذيل لقاسم، فوجدته في الدلائل من طريق موسى بن عقبة عن المسور بن مخرمة، قال: خرجنا مع عمر حجّاجا حتى إذا كنا بالعرج إذا هاتف على الطريق: قفوا، فوقفنا. فقال: أفيكم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ فقال له عمر: أتعقل ما تقول؟ قال: نعم. قال: مات. فاسترجع فقال: من ولى بعده؟ قال: أبو بكر. قال: أهو فيكم؟ قال: مات فاسترجع. قال: من ولى بعده؟ قال: عمر. قال أهو فيكم؟ قال: هو الّذي يخاطبك. قال: الغوث الغوث. قال: فمن أنت؟ قال: أنا الحنش بن عقيل أحد بني نغيلة- بنون ومعجمة مصغرا- ابن مليل لقيني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على ردهة بني جعال، فدعاني إلى الإسلام فأسلمت، فسقاني فضلة سويق، فما زلت أجد ريّها إذا عطشت وشبعها إذا جعت، ثم يمّمت رأس الأبيض، فما زلت فيه أنا وأهلي عشرة أعوام أصلّي خمسا في كل يوم، وأصوم شهر رمضان،   (1) أسد الغابة ت (1273) . (2) في أ: ثعلبة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 وأذبح لعشر ذي الحجة نسكا، كذلك علمني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد أصابتني السّنة. قال: أتاك الغوث، الحقني على الماء. قال: فلما رجعنا سألنا صاحب الماء عنه، فقال: ذاك قبره، فأتاه عمر فترحّم عليه واستغفر له. 1858- حنطب بن الحارث «1» : بن عبيد بن عمر بن مخزوم القرشي المخزوميّ، أبو عبد اللَّه- قال أبو عمر: أسلم يوم الفتح. روى الباورديّ وغيره من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن المطّلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه عن جده: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أبو بكر وعمر من الدّين بمنزلة السّمع والبصر» «2» قال أبو عمر: ليس له غيره. قلت: لكن اختلف في إسناده اختلافا كثيرا سيأتي في ترجمة عبد اللَّه بن حنطب إن شاء اللَّه تعالى. 1859- حنظلة بن ثعلبة بن سيار: يأتي في ابن سيار قريبا. 1860- حنظلة بن حذيم: بن حنيفة التميمي «3» ويقال الأسديّ أسد خزيمة. ويقال له المالكي. ومالك بطن من بني أسد بن خزيمة. وسيأتي نسبه إلى تميم في ترجمة جدّه حنيفة. له ولأبيه ولجده صحبة. وقد قال فيه العقيلي في رواية حنظلة بن حنيفة بن حذيم فقلبه. وقد حكى البخاريّ ذلك عن بعض الرواة. قال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا الذيّال بن عبيد، سمعت جدّي حنظلة بن حذيم، حدّثني أبي أنّ جدي حنيفة قال لحذيم: اجمع لي بنيّ، فأوصاهم، إنّ ليتيمي الّذي في حجري مائة من الإبل. فقال حذيم: يا أبت، إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا لتقر عين أبينا، فإذا مات رجعنا، فارتفعوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فجاء حنيفة وحذيم ومن معهما ومعهم حنظلة- وهو غلام وهو رديف أبيه حذيم- فقصّ حنيفة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قصته. قال: فغضب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 141، الجرح والتعديل 3/ 1397 التاريخ الكبير 3/ 128، العقد الثمين 4/ 249، أسد الغابة ت [1275] . (2) أخرجه المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 1/ 89 وعزاه إلى مسند أبي يعلى. (3) أسد الغابة ت [1279] ، الاستيعاب ت [568] تجريد أسماء الصحابة 1/ 141، الجرح والتعديل 3/ 1062، التاريخ الكبير 3/ 37، الوافي بالوفيات 13/ 209، دائرة الأعلمي 17، 72، 73، جامع التحصيل 203. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 فجثا على ركبتيه، وقال: «لا، لا، الصّدقة خمس، وإلّا فعشر، وإلّا فعشرون، وإلّا فثلاثون فإن كثرت فأربعون» . قال: فودّعوه ومع اليتيم هراوة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «عظمت هذه هراوة يتيم» فقال حذيم: إن لي بنين ذوي لحي، وإنّ هذا أصغرهم- يعني حنظلة- فادع اللَّه له، فمسح رأسه وقال: «بارك اللَّه فيك» أو قال: «بورك فيك» . قال الذّيّال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه فيتفل على يديه ويقول: بسم اللَّه، ويضع يده على رأسه موضع كفّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم. ورواه الحسن بن سفيان في مسندة من وجه آخر عن الذيال، وزاد أن اسم اليتيم ضريس بن قطيعة، وأنه كان شبيه المحتلم. ورواه الطّبرانيّ منقطعا، ورواه أبو يعلى من هذا الوجه وليس بتمامه، وكذا رواه يعقوب بن سفيان والمنجنيقي في مسندة وغيرهم. وأخرج له الحسن بن سفيان والباوردي وابن السّكن من طريق مسلم بن قتيبة عن الذيّال: سمعت جدّي حنظلة، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يتم بعد احتلام، ولا تصلّي «1» جارية إذا هي حاضت» . 1861- حنظلة بن أبي حنظلة الأنصاريّ «2» : إمام مسجد قباء. ذكره البخاريّ في الصّحابة، وروى له حديثا موقوفا من طريق جبلة بن سحيم: صليت خلف حنظلة الأنصاريّ إمام مسجد قباء من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقرأ سورة مريم، فلما جاءت السجدة سجد، إسناده صحيح. 1862- حنظلة بن أبي حنظلة الثقفي: ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصّحابة. روى ابن مندة وابن شاهين من طريق ابن عائذ عن غضيف بن الحارث، عن قدامة وحنظلة الثقفيين، قالا: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا ارتفع النهار وذهب كل أحد، وانقلب الناس خرج إلى المسجد فركع ركعتين أو أربعا ينظر هل يرى أحدا، ثم ينصرف «3» .   (1) في أ: ولا على جارية. (2) أسد الغابة ت (1277) ، الاستيعاب ت (559) . (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (23440) وعزاه لأبي نعيم في الحلية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 قال ابن السّكن: سنده حمصي، وهو غير مشهور. 1863- حنظلة الراهب «1» : يأتي في ابن أبي عامر. 1864- حنظلة بن الربيع بن صيفي «2» : بن رباح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم أبو ربعي: يقال له حنظلة الكاتب، وهو ابن أخي أكثم بن صيفي. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكتب له، وأرسله إلى أهل الطائف فيما ذكر ابن إسحاق. وشهد القادسيّة، ونزل الكوفة، وتخلّف عن علي يوم الجمل، ونزل قرقيسياء حتى مات في خلافة معاوية، ويقال إن الجنّ لما مات رثته، وفي موته تقول امرأته من أبيات: إنّ سواد العين أودى به ... حزني على حنظلة الكاتب «3» [السريع] وفي الترمذيّ من طريق أبي عثمان النهدي، عن حنظلة: وكان من كتاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم روى عنه أبو عثمان النهدي، وابن ابن أخيه المرقّع بن صيفي بن رباح بن الربيع، وغيرهما. 1865 ز- حنظلة بن ربيعة الأسديّ: ذكر ابن إسحاق أنه كان في وفد بني تميم، وأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال له: «ادع قومك إلى الإسلام» «4» . ويغلب على الظن أنه الّذي قبله، فقد حكى في اسم أبيه أنه ربيعة وأنه الأسدي، فلعلّ أصله الأسيّدي، وحنظلة الكاتب يقال له الأسيّدي بالتشديد، نسبة إلى أسيّد بن عمرو بن تميم. 1866 ز- حنظلة بن سيّار: بن سعد «5» بن جذيمة بن سعد بن عجل العجليّ.   (1) ذيل الكاشف 349، الجرح والتعديل 3/ 1061. (2) خلاصة تذهيب 1/ 263، 1640، تجريد أسماء الصحابة 1/ 142، تاريخ من دفن بالعراق 1/ 56، تهذيب الكمال 1/ 343 الإكمال 1/ 73 تقريب التهذيب 1/ 206، الجرح والتعديل 3/ 1059، تهذيب التهذيب 3/ 60، 63، التاريخ الكبير 3/ 36، جامع الرواة 87، جامع الرجال 1/ 698، أعيان الشيعة 6/ 258، بقي بن مخلد 297- 403 التاريخ الصغير 1/ 116، 117، تاريخ الثقات 137، دائرة معارف الأعلمي 17، 73/ البداية والنهاية 5/ 342، تنقيح المقال (3446) ، (3455) ، أسد الغابة ت [2280] ، الاستيعاب ت [566] . (3) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1280) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (566) . (4) أخرجه الترمذي 5/ 336 في كتاب تفسير القرآن باب 35 ومن سورة سبإ حديث قم 3222 والطبراني في الكبير 8/ 325، الدرر المنثور 5/ 231. (5) في ت: سنان بن سعد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 قال أبو عبيدة في كتاب «المآثر» : كان رئيسا في الجاهليّة، وهو صاحب قبّة [حنظلة] ضربها يوم ذي قار، فتقطعت عليها بكر بن وائل، فقاتلوا الفرس حتى هزموهم، فبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فسره، وقال: «هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا» «1» . قال: وبعث حنظلة يومئذ بخمس الغنائم إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبشره بالفتح، وكانت العرب قبل ذلك تربع، فلما بلغ حنظلة قول اللَّه تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ... [الأنفال: 41] الآية- سرّه ذلك. وفي ذلك يقول حنظلة: ونحن بعثنا الوفد بالخيل ترتمي ... بهم قلص نحو النّبيّ محمّد بما لقي الهرمز والقوم إذ غزوا ... وما لقي النّعمان عند التّورّد [الطويل] يعني النعمان بن زرعة الثعلبي، [وهذا يدل على أنه أسلم، فإن الوقعة كانت بعد الهجرة بمدة، ولا يبعد أنه شهد حجة الوداع] «2» . وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» مختصرا، لكنه قال حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجليّ، وأنشد له فيها أبياتا يحرّض العرب فيها على قتال الفرس، منها قوله: يا قوم طيبوا بالقتال نفسا ... أجدر يوم أن تفلّوا الفرسا [الرجز] ومنها قوله: قد حلّ أشياعهم فجدّوا ... ما علّتي وأنا مؤدّ جلد والقوس فيها وتر عردّ ... [مثل ذراع البكر أو أشدّ] «3» [الرجز] وذكر ابن هشام أنه كان على رأس بني عجل يوم قار، ولكن قال: إن الّذي ضرب القبّة هو ولده سعد بن حنظلة. واللَّه أعلم. 1867- حنظلة بن الطّفيل السلمي: أحد الأمراء في فتوح الشام. ذكره يعقوب بن سفيان في تاريخه، قال: حدّثنا عمار، حدثنا سلمة، عن ابن   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 34. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (30301) . (2) سقط في هـ-. (3) سقط في هـ-. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 إسحاق، قال: وبعث فيها- يعني سنة خمس عشرة- أبو عبيدة بن الجرّاح حنظلة بن الطّفيل السلمي إلى حمص ففتحها اللَّه على يديه. قلت: وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة. 1868- حنظلة بن أبي عامر «1» : بن صيفي بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس «2» الأنصاري الأوسي المعروف بغسيل الملائكة. وكان أبوه في الجاهليّة يعرف بالراهب، واسمه عمرو، ويقال عبد عمرو، وكان يذكر البعث ودين الحنيفية، فلما بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عانده وحسده.، وخرج عن المدينة وشهد مع قريش وقعة أحد، ثم رجع قريش إلى مكة، ثم خرج إلى الروم فمات بها سنة تسع، ويقال سنة عشر، وأعطى هرقل ميراثه لكنانة بن عبد ياليل الثقفيّ. وأسلم ابنه حنظلة فحسن إسلامه، واستشهد بأحد، لا يختلف أصحاب المغازي في ذلك. وروى ابن شاهين بإسناد حسن إلى هشام بن عروة عن أبيه، قال: استأذن حنظلة بن أبي عامر وعبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في قتل أبويهما فنهاهما عن ذلك. وقال ابن إسحاق في المغازي: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، وأخرج السراج، من طريق ابن إسحاق أيضا: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزّبير، عن أبيه، عن جده، قال: كان حنظلة بن أبي عامر الغسيل التقى هو وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلى حنظلة رآه شداد بن شعوب، فعلاه بالسيف حتى قتله، وقد كاد يقتل أبا سفيان، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ صاحبكم تغسله الملائكة، فاسألوا صاحبته، فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة «3» ، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لذلك تغسله الملائكة» «4» . 1869- حنظلة بن عمرو الأسلمي «5» : ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة، وأخرج عن الحسين بن مهدي، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن زياد بن ربيعة، عن أبي الزّناد،   (1) تعجيل المنفعة 108- الجرح والتعديل 3/ 1061، الطبقات الكبرى 2/ 43، 3/ 245، 5/ 66، الأعلمي 17/ 12، أسد الغابة ت [1281] ، الاستيعاب ت [567] . (2) في أ: الأوس بن حارثة الأنصاري. (3) في أ: الهايعة. والهيعة: الصوت الّذي تفزع منه وتخافه من عدو. اللسان 6/ 4737. (4) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 204 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 118 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33252 (5) أسد الغابة ت [1284] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 143. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن حنظلة بن عمرو الأسلمي، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سرّية ... الحديث. قال أبو نعيم: وهم فيه الحسن، والصواب عن حمزة بن عمرو، كذلك أخرجه أحمد عن عبد الرزّاق، وكذا رواه محمد بن بكر عن ابن جريج، وكذا أخرجه أبو داود من طريق محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي، عن أبيه. قلت: فكلّ ذلك لا ينفي الاحتمال. 1870 ز- حنظلة بن قسامة «1» : بن قيس بن عبيد بن طريف الطائي. ذكره أبو عمر في ترجمة بنته زينب بنت حنظلة زوج أسامة بن زيد، وأنه وفد معها. وسيأتي ذلك في ترجمة زينب من كتاب النسب للزّبير بن بكار مجوّدا إن شاء اللَّه تعالى. 1871 ز- حنظلة بن قيس: الحنفي اليمامي. ذكره البغويّ وغيره، وأخرجوا من طريق دهثم عن نمران بن جارية عن أبيه أنه هاج بينه وبين رجل من بني عمه يقال له حنظلة بن قيس قتال في مسرح غنمه، وأنّ حنظلة قطع يد جارية من وسط ذراعها اليمنى، فاختصما إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فاستوهبه يده، فأبى، فأمر له بالدّية ... الحديث. وقد رواه ابن ماجة من حديث دهثم، فأبهم اسم الضارب والمضروب. واستدركه ابن الأثير على ابن الدباغ، فقال: حنظلة بن قيس الأنصاريّ الظفريّ، من بني حارثة بن ظفر، اختصم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. انتهى. وقوله الأنصاريّ وهم، لتصريح جارية بأنه ابن عمه، وجارية حنفي كما تقدم في ترجمته. 1872- حنظلة بن النعمان: بن عامر «2» بن عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاريّ. ذكر العدويّ أنه شهد أحدا، وأنه خلف على خولة زوج حمزة بن عبد المطلب. وذكر الباوردي والطّبراني، من حديث عبد اللَّه بن أبي رافع- أنه عدّه فيمن شهد صفّين مع عليّ، لكنه قال حنظلة بن النّعمان الأنصاري. ويحتمل أن يكون غير الّذي ذكره العدويّ.   (1) أسد الغابة ت (1285) . (2) أسد الغابة ت (1290) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 1873 - حنظلة بن هوذة «1» بن خالد بن ربيعة: بن عمرو بن عامر بن صعصعة. ذكر عبدان بسند فيه انقطاع أنه كان من المؤلّفة واستدركه أبو موسى. 1874- حنظلة العبشمي «2» : ذكره العسكريّ، وأخرج له من طريق قتادة، عن أبي العالية، عن حنظلة العبشميّ، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ما من قوم جلسوا مجلسا يذكرون اللَّه إلّا ناداهم مناد من السّماء: قوموا فقد غفرت لكم، وتبدّلت سيئاتكم حسنات» «3» . وفي إسناده إلى قتادة ضعف. واستدركه أبو موسى. 1875- حنيف «4» : مصغرا، ابن رئاب بن الحارث بن أمية بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري. قال العدويّ والعسكريّ: شهد أحدا. وقال مصعب الزبيري، عن ابن القداح: شهد أحدا والمشاهد بعدها، وابنه رئاب بن حنيف شهد بدرا واستشهد يوم بئر معونة. وابنه عصمة بن رئاب بايع تحت الشّجرة، واستشهد باليمامة. وكذا ذكر الثلاثة العسكريّ. 1876 ز - حنيفة: بفتح أوله، ابن جبير بن بكر بن حيّ بن سعد بن ثعلبة بن زيد مناة بن تميم التميميّ، جدّ حنظلة بن حذيم- تقدم ذكره في ترجمة حنظلة. 1877- حنيفة: عم أبي حرّة الرقاشيّ. روى حديثه أبو داود من طريق حماد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن أبي حرّة، عن عمه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا يحل مال امرئ مسلم إلّا بطيب نفس منه» . جزم الباوردي والطّبرانيّ وغير واحد بأن اسم عمه حنيفة. وقيل إن حنيفة اسم أبي حرّة، وقيل اسم أبي حرّة حكيم. 1878- حنين «5» : بنون آخره مصغرا- مولى العباس بن عبد المطلب. قال البخاريّ وأبو حاتم وابن حبّان: له صحبة. وروى سمّويه في الفوائد، والبخاري   (1) أسد الغابة ت (1291) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 142، أسد الغابة ت [1282] . (3) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 83 عن أبي هريرة قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا اللَّه فيه إلا كان عليهم ترة ... الحديث قال الهيثمي هو عند الترمذي بعضه ورواه أحمد وأبو إسحاق مولى عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل لم يوثق أحد ولم يخرجه وبقية رجال أحد إسناده أحمد رجال الصحيح. (4) أسد الغابة ت (1296) ، الاستيعاب ت (603) . (5) أسد الغابة ت (1296) ، الاستيعاب ت (603) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 في التاريخ، من طريق الوضين بن عبد اللَّه بن حنين، عن ابنة أخيه، عن خالها- وكان يقال له ابن الشاعر- أنّ حنينا جدّه كان غلاما للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فوهبه للعباس عمّه فأعتقه، وكان يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكان إذا توضّأ خرج بوضوئه إلى أصحابه، فحبسه حنين. فشكوه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: حبسته لأشربه ... الحديث. وروى يعقوب بن شيبة في مسندة من طريق الجلاح أبي كثير: سمعت حنينا العباسي يقول: كنّا يوم خيبر، فجعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على الغنائم سعد بن أبي وقاص، وسعد بن عبادة ... الحديث، وفيه: «الذهب مثلا بمثل» . وعبد اللَّه بن حنين هذا من الرّواة عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه. وقد روى النّسائيّ من طريق نافع، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حنين، عن أبيه، عن عليّ رضي اللَّه عنه حديثا في النهي عن لباس القسّيّ. وقيل: عن نافع، عن عبد اللَّه بن حنين، عن عليّ رضي اللَّه عنه. وقيل عن نافع، عن حنين، عن علي رضي اللَّه عنه. والأول أشبه بالصواب. الحاء بعدها الواو 1879- حوشب: غير منسوب. ذكر أحمد «1» في مسندة من طريق حسان بن كريب أنّ غلاما منهم توفي بحمص فوجد أبوه أشدّ الوجد، فقال له حوشب صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكر حديثا في فضل من مات له ولد. قال ابن السّكن: تفرّد به ابن لهيعة، وهو ضعيف. 1880- حوشب: آخر. روى الحسن بن سفيان في مسندة، والترمذي في النوادر، من طريق الليث، عن يزيد بن حوشب، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لو كان جريح فقيها عالما لعلم أنّ إجابة دعاء أمّه أولى من عبادة ربّه عزّ وجلّ» » . قال ابن مندة: غريب تفرّد به الحكم بن الريان، عن الليث. انتهى. وكتب الدّمياطيّ على حاشية نسخته من صحيح البخاري ما ملخّصه: روى الليث،   (1) في أذكره أحمد. (2) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13/ 4. وأورده السيوطي في الدرر المنثور 4/ 174. والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 227. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45441 وعزاه للحسن بن سفيان، والحكيم وابن قانع، والبيهقي في شعب الايمان عن حوشب الفهري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 فذكر هذا الحديث بسنده، ثم قال: حوشب هذا هو الّذي يعرف بذي ظليم وساق نسبه، وهو عجيب فإن ذا ظليم لا صحبة له كما سيأتي في القسم الثالث. وهذا قد صرّح بسماعه، ونحو ذلك تجويز الذهبي أنّ صاحب هذه الترجمة هو ذو ظليم. واللَّه المستعان. 1881- حوط بن عبد العزّى «1» : روى يحيى الحماني، ومسدّد، والبخاريّ، والطبرانيّ، وابن السّكن، والبغويّ، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المعلم، عن أبي «2» بريدة، عن حوط بن عبد العزّى- وفي رواية البغوي عن حوط أو حويط أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ به رفقة فيها جرس فأمرهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يقطعوها. قال ابن السّكن: فقال ابن عبد الوارث أخطأ فيه، وإنما هو حوط بن عبد العزيز «3» ليست له «4» صحبة. ومن قال له صحبة فقد جازف، سمعت أبي يقول ذلك كذا فيه عبد العزيز. ولعله تحريف، فإن البخاري ذكره كالجماعة [الصحيح هو حوط] «5» . 1882 - حوط بن قرواش «6» بن حصين: بن ثمامة بن شبيب بن حدرد. روى ابن مندة من طريق حاتم بن الفضل بن سالم بن جون بن عنان بن حوط بن قرواش. حدثنا أبي أن أباه حدثه عن جون بن عنان، عن أبيه حوط، قال: وفدت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنا ورجل من بني عديّ يقال له واقد، فكان ذلك أول ما أسلم. وذكر الحديث بطوله. 1883 - حوط بن يزيد «7» السّاعدي: ابن عمّ الحارث بن زياد الساعدي. تقدم ذكره في ترجمة الحارث. 1884- حويرث «8» : قيل هو اسم أبي اللّحم. 1885- حويرث «9» : والد مالك. يقال له صحبة. روى الطبراني من طريق عاصم   (1) الاستيعاب ت [591] ، أسد الغابة، تجريد أسماء الصحابة 1/ 144، الجرح والتعديل 3/ 1284، التاريخ الكبير 3/ 90، العقد الثمين 4/ 251، تاريخ ابن معين 2/ 7، مراسيل الرازيّ 30، جامع التحصيل 204، الأعلمي 17/ 80 الإكمال 3/ 197، بقي بن مخلد 955. (2) في أعن ابن بريدة. (3) في أحويطب بن عبد العزى. (4) في أوقال أبو عمر: الصحيح أنه حوط وقال ابن أبي حاتم حوط بن عبد العزيز. (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت [1303] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 144، جامع التحصيل 204، الأعلمي 17/ 81. (7) أسد الغابة ت (1305) . (8) أسد الغابة ت (1307) ، الاستيعاب ت (579) . (9) أسد الغابة ت (1308) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 الجحدري، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أقرأ أبان: فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ [الفجر: 25] . وقد رواه الحسن بن سفيان من طريق خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أقرأ- ولم يذكر أباه. 1886- حويّصة: بن مسعود «1» بن كعب بن عامر بن عديّ بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ. شهد أحدا والخندق وسائر المشاهد. روى ابن إسحاق من حديث محيّصة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال بعد قتل كعب بن الأشرف: «من ظفرتم به من يهود فاقتلوه» . فوثب محيّصة على تاجر يهودي فقتله، فجعل حويّصة يضربه، وكان أسنّ منه، وذلك قبل أن يسلم حويّصة. وثبت ذكره في الصّحيحين في حديث سهل بن أبي خيثمة في قصة قتل عبد اللَّه بن سهل، وفيه ذكر القسامة، وفيه: فذهب عبد الرحمن بن سهل يتكلم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كبّر، كبّر» فتكلم حويّصة ... الحديث. 1887- حويطب بن عبد العزّى «2» : بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ، أبو محمد، أو أبو الأصبغ. أسلم عام الفتح. وشهد حنينا، وكان من المؤلّفة، وجدّد أنصاب الحرم في عهد عمر. قال البخاريّ: عاش مائة وعشرين سنة. وقال الواقدي: مات في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين. قال ابن معين: لا أحفظ لحويطب عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا. انتهى. وقد روى البخاريّ من طريق السائب بن يزيد، عنه، عن المسعودي، عن عمر حديثا في العمالة وهم أربعة من الصحابة في نسق، وروى عنه أيضا أبو سفيان ولده وأبو نجيح، وعبد اللَّه بن بريدة، وغيرهم.   (1) الجرح والتعديل 3/ 1396، أسد الغابة ت [1309] ، الاستيعاب ت [597] . (2) طبقات ابن سعد 5/ 454، التاريخ لابن معين 140، طبقات خليفة 27، تاريخ خليفة 223، التاريخ الكبير 3/ 127، المعارف 311- 312- 342، الجرح والتعديل 3/ 314، المستدرك 3/ 492، تاريخ ابن عساكر 5/ 19، تهذيب الكمال 349، تاريخ الإسلام 2/ 278 تهذيب التهذيب 3/ 66- 67، خلاصة تهذيب الكمال 99، أسد الغابة ت [1310] ، الاستيعاب ت [575] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 وقال الواقديّ: حدّثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، حدّثنا عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم: كان حويطب يقول: انصرفت من صلح الحديبيّة وأنا مستيقن أنّ محمّدا سيظهر ... فذكر قصة طويلة. وروى ابن سعد في «الطبقات» ، من طريق المنذر بن جهم وغيره عن حويطب، قال: لما دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مكة خفت خوفا شديدا، فذكر قصة طويلة، ففرّقت أهلي بحيث يأمنون، وانتهيت إلى حائط عوف فأقمت فيه، فإذا أنا بأبي ذرّ وكانت لي به معرفة، والمعرفة أبدا نافعة، فسلمت عليه، فذكرت له، فقال: اجمع عيالك وأنت آمن، وذهب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبره فاطمأنت، فقال لي أبو ذرّ: حتى ومتى يا أبا محمد! قد سبقت وفاتك خير كثير، ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أبرّ الناس وأحلم الناس، وشرفه شرفك، وعزّه عزّك، فقلت: أنا أخرج معك، فقال: إذا رأيته فقل السلام عليك أيها النبي ورحمة اللَّه، فقتلها، فقال: «وعليك السّلام» ، فتشهدت، فسرّ بذلك وقال: «الحمد للَّه الّذي هداك» . قال: واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألفا، وشهدت معه حنينا، وأعطاني من الغنائم، ثم قدم حويطب المدينة فنزلها إلى أن مات، وباع داره بمكة من معاوية بأربعين ألف دينار، فاستكثرها بعض الناس، فقال حويطب: وما هي لمن عنده خمس من العيال. وروى عبد الرزّاق من طريق أبي نجيح عن حويطب أن امرأة جذبت أمتها وقد وقد عاذت منها بالبيت، فشلّت يدها، فلقد جاء الإسلام وإن يدها لشلّاء. ورواه الطّبرانيّ من وجه آخر من طريق ابن أبي نجيح عن أبيه عن حويطب، لكن قال إن العائذ امرأة وإن الّذي جذبها زوجها. الحاء بعدها الياء 1888- حيّان بن أبجر الكناني «1» : قال الطبريّ: يقال له صحبة. وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن جبلة بن حيان بن أبجر، عن أبيه، عن جده حيان، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا أوقد تحت قدر فيها لحم ميتة. فنزل تحريم الميتة فأكفأت القدر. وروى الحاكم أبو أحمد من طريق أخرى إلى عبد اللَّه بن سعيد بن حيّان بن أبجر عن أبيه- أنّ حيان بن أبجر شهد مع علي صفّين، وكنّاه أبا القنشر.   (1) أسد الغابة ت [1311] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، تبصير المنتبه 3/ 1121. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 1889- حيان بن بحّ «1» : - تقدم في حبّان- بكسر أوله ثم باء موحدة. 1890- حيان بن قيس «2» : قيل: هو اسم النابغة الجعديّ. 1891- حيان بن كرز البلوي: شهد فتح مصر، وله صحبة، قاله ابن يونس. 1892- حيان بن ملة «3» : أخو أنيف بن ملّة، وقيل اسمه حسّان- بالسين المهملة. قال البخاريّ: له صحبة. وروى ابن إسحاق: حدثني من لا اتّهم من علماء جذام أن حيان كان صحب دحية لما توجه رسولا إلى قيصر فعلمه: «أمّ الكتاب» ، وقد تقدم له ذكر في ترجمة أخيه أنيف. ويأتي له ذكر في ترجمة حكيم بن أمية. وذكر في ترجمة سعيد والد ضمرة. 1893- حيّان بن نملة الأنصاري «4» : أبو عمران. قال ابن مندة ذكره البخاريّ، وفي صحبته نظر. وروى الحسن بن سفيان. والبغويّ، والطبرانيّ، من طريق حميد بن علي: عن عمران بن حيان، عن أبيه- أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم خيبر ينهي أن يباع شيء من المغنم حتى يقسم ... الحديث بطوله. أخرجه الطبراني. وروى ابن السكن عنه أنه نهى عن زيارة القبور، ولم أر من سمى أباه نملة إلا ابن مندة، وإنما قالوا: حيّان الأنصاري. 1894- حيان بن وهب: يقال هو اسم أبي رمثة. 1895- حيّان، غير منسوب، آخر. روى ابن مندة من طريق عبد الملك بن أبجر، عن حيان، قال: قال أبي ومضى بي معه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في فناء البيت له جمة وبه ردع من حنّاء. أورده في ترجمة حيان بن أبجر، وهو غيره فيما يظهر لي. 1896- حيّان، مولى قريش: ذكره ابن السكن، وقال: معدود في أهل المدينة. وأخرج من طريق عبد اللَّه بن محمد بن علي بن النّفيلي. عن يحيى بن عبد اللَّه بن   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 145، أسد الغابة ت [1313] . (2) التبصرة والتذكرة 5- 3/ 166، دائرة معارف الأعلمي 17/ 86، أسد الغابة ت [1316] . (3) الجرح والتعديل 3/ 1080، التاريخ الكبير 3/ 53، تصحيفات المحدثين 459، دائرة الأعلمي 17/ 87، تبصير المنتبه والحاشية 4/ 1216، أسد الغابة ت [1317] . (4) أسد الغابة ت (1318) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 أنيس، عن عيسى بن سبرة بن حيان مولى قريش، عن أبيه عن جده، قال: صعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم المنبر، فقال: «يا أيها النّاس، ألا لا صلاة إلّا بوضوء، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم اللَّه عليه» . قلت: ووقع لنا حديثه بعلوّ في المعرفة لابن مندة، لكن لم يسمه، بل ذكره في الكنى، فقال أبو سبرة، وساق الحديث من طريق أبي جعفر العقيلي. وكذا أخرجه أبو نعيم عن الطبرانيّ بسند آخر كلاهما من طريق النّفيلي. ورويناه أيضا في فوائد سمويه كذلك، ولم أره سمّي إلا في رواية ابن السكن هذه. 1897- حيّان الرّبعي: يأتي ذكره في ترجمة ولده دينار بن حيان. 1898- حيدة: بن مخرّم «1» بن محرمة بن قرط بن جناب بن الحارث بن حممة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي، أخو وردان. وقال هشام بن الكلبيّ، وفدا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأسلما. وكذا ذكرهما الطبري وابن ماكولا [وسيأتي ذكره في ترجمة عبيدة بن قرط العنبري في حرف العين. وأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا لهم بخير إن شاء اللَّه تعالى] «2» 1899- حيدة: بن معاوية بن القشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم القشيري. له ولابنه معاوية بن حيدة صحبة. ذكره البلاذريّ، وقال: لم يثبت. وقال هشام بن الكلبيّ: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال هشام: قال لي أبي: إني رأيته بخراسان: قال: وهو جدّ بهز بن حكيم الفقيه. وذكره أبو حاتم السّجستانيّ في المعمرين، وقال: إنه أدرك الجاهلية، وعاش إلى ولاية بشر على العراق: ومات وهو عمّ ألف رجل وامرأة. وروى الباوردي والبيهقيّ في الدّلائل، من طريق داود بن أبي هند، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن حيدة بن معاوية، وهو جدّه- أنه خرج معتمرا في الجاهلية فإذا هو بشيخ يطوف بالبيت وهو يقول: يا ربّ ردّ راكبي محمّدا ... اردده ربّ واصطنع عندي يدا [الرجز]   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، الإكمال 2/ 576، أسد الغابة ت [1319] . (2) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا شيخ قريش، هذا عبد المطّلب. قلت: فما محمد منه؟ قال: ابن ابنه، وهو أحبّ الناس إليه. قال: فما برحت حتى جاء محمد. وقد روى نحو هذه القصيدة سعيد والد كندير. وروى إبراهيم الحربي. من طريق أخرى، عن بهز بن حكيم، عن أبيه حكيم، عن أبيه معاوية، أن أباه حيدة كان له بنون أصاغر. وكان له مال كثير، فحمله لبني علّة واحدة، فخرج ابنه معاوية، حتى قدم على عثمان فخيّر عثمان الشيخ بين أن يردّ إليه ماله وبين أو يوزّعه بينهم، فارتدّ ماله، فلما مات تركه الأكابر لإخوتهم. [وقال المبرد: عاش حيدة دهرا طويلا حتى أدرك أسد بن عبد اللَّه القسري حيث كان بخراسان أميرا من قبل أخيه خالد بن عبد اللَّه القسري.] «1» 1900- حيدة، غير، منسوب: روى ابن السكن [والإسماعيلي] وابن مندة. من طريق طلق بن حبيب- أنه سمع حيدة يقول: إنّه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا «2» ، وأوّل من يكسى إبراهيم ... » «3» الحديث. قال ابن السّكن: لعله والد معاوية بن حيدة، يعني الّذي قبله. قلت: والّذي أظنه أنه سقط بين طلق وحيدة شيء، فإن هذا الحديث معروف من رواية معاوية بن حيدة، رواه عنه ابنه حكيم بن معاوية من رواية بهز بن حكيم عن أبيه، ومن رواية غير بهز بن حكيم أيضا. فاللَّه أعلم. 1901- حير نجرة الإسرائيلي: - كان يهوديا فأسلم، أخرج قصته الحاكم، وأبو سعد في شرف المصطفى، والبيهقي في الدّلائل، من طريق أبي علي بن الأشعث- أحد الضعفاء- بإسناد له، عن علي، أنّ يهوديا كان يقال له حير نجرة كان له على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دنانير فتقاضاه فقال: «ما عندي ما أعطيك» . قال: إذا لا أفارقك حتى تعطيني، فجلس معه فلامه أصحابه، فقال: «منعني ربّي أن أظلم معاهدا» «4» فلما ترجّل النهار أسلم اليهوديّ وجعل شطر ماله في سبيل اللَّه. فذكر الحديث بطوله في صفة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.   (1) سقط في أ. (2) الغرل: جمع الأغرل وهو الأقلف، والغرلة: القلفة. النهاية 3/ 362. واللسان 5/ 3246. (3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق من باب كيف المحشر 8/ 136. والطبراني في الكبير 6/ 205. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35569. وعزاه لأبي نعيم. (4) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 1/ 42. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (10916) (35438) والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 281، والسيوطي في الدر المنثور 3/ 133. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 ورأيت في بعض النسخ جريجرة- بجيمين مصغرا. والمعتمد الأول، فإنّي رأيته مجوّدا بخط الحافظ زكي الدين البرزالي في تاريخ ابن عساكر. 1902- الحيسمان «1» : بفتح المهملة وسكون المثناة التحتانية وضم المهملة، ابن إياس بن عبد اللَّه بن إياس بن ضبيعة بن عمرو بن زمّان بن عديّ بن عمرو بن ربيعة الخزاعي. ذكره ابن الكلبيّ في النسب، وابن سعد في الطبقات، [ووقع عند الطبري ّ الحيسمان بن عبد اللَّه بن إياس، كذا نقله عن ابن إسحاق بزيادة عبد اللَّه، وساق نسبه بزيادة عبد اللَّه. وعن الواقديّ زيادة حابس بين الحيسمان وعبد اللَّه، فزاد علي بن الكلبيّ اثنين، ووافق على بقية النسب. وقال موسى بن عقبة في وقعة بدر: كان أول من قدم بهزيمة المشركين يوم بدر الحيسمان الكعبي، وهو جدّ حسن بن غيلان] . وقال ابن شاهين: كان شريفا في قومه، ثم أسلم فحسن إسلامه. وقال أبو عبيد بن سلّام والطّبريّ: هو أول من قدم مكة بمقتل من قتل من قريش ببدر، [وقال ابن الكلبي: كان شريفا] . 1903- حيّ بن ثعلبة بن الهون «2» : والد بثينة التي يشبّب بها جميل. ذكر أبو الفرج الأصبهاني أنّ له صحبة نقلته من خط مغلطاي. 1904- حيي: بتحتانيتين مصغّرا- ابن حرام الليثي. ذكر أنّ يونس في «تاريخ مصر» أنه من الصّحابة، وقال ابن السّكن: له صحبة. عداده في المصريين، وفي حديثه نظر، ثم ساق من طريق ابن لهيعة عن ابن هبيرة، عن أبي تميم الحيسماني، قال: كان حيي الليثي- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- إذا مالت الشمس صلّى الظّهر في بيته ثم راح، فإذا أدرك الظهر في المسجد صلّى معهم. وقال القضاعيّ في «الخطط» : يقال إن له صحبة.   (1) أسد الغابة ت (1321) . (2) في أ: ثعلبة بن الهون العذري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 القسم الثاني من حرف الحاء المهملة فيمن له رؤية ممن ولد في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بين أبوين مسلمين لحاء بعدها الألف 1905- الحارث: بن ثابت بن ثعلبة بن زيد الأنصاري المعروف بابن الجذع والجذع لقب ثعلبة. استشهد ثابت يوم الطّائف، وخلف من الولد : الحارث، وعبد اللَّه، وأم إياس. ذكر ذلك ابن سعد. [1906 - الحارث بن حمير: - يأتي في ترجمة أمه معاذة] «1» 1907- الحارث بن العباس «2» بن عبد المطلب الهاشمي ابن عمّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. عداده في ولد العباس. قال أبو عمر: لكل ولد العباس رؤية والصحبة للفضل، وعبد اللَّه، وأمه حجيلة بنت جندب بن الربيع الهلالية، وقيل أم ولد، يقال إنّ أباه غضب عليه فطرده. فلحق بالزبير فجاء وشفع فيه عند خاله العبّاس. وقال هشام بن الكلبيّ والهيثم بن عديّ: طرده العبّاس إلى الشّام، فصار إلى الزبير بمصر، فلما قدم الزبير على العباس قال له: جئتني بأبي عضل، ولا وصلتك رحم ويقال: إنه عمي بعد موت العباس. 1908- الحارث بن الطفيل بن سخبرة «3» : ابن أخي عائشة من الرضاعة يأتي في ذكر أبيه ذكر الجمهور في التّابعين، وذكره ابن عبد البر في الصحابة فكأن له رؤية. 1909- الحارث: بن عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبي. استشهد أبوه ببدر. ذكر البلاذريّ الحارث هذا في ولد عبيدة، وقال ليس له عقب. 1910- الحارث بن عمر الهذلي «4» : قال الواقدي: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن حبّان: الحارث بن عمرو، ويقال: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وذكره في التابعين. 1911- حازم بن عيسى: يأتي في عبد الرحمن بن عيسى.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (909) . (3) أسد الغابة ت (907) . (4) الجرح والتعديل 8213، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 44. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 الحاء بعدها الجيم والصاد والكاف 1912- الحجاج بن أيمن بن عبيد: جدّته أم أيمن خادمة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. استشهد أيمن يوم حنين، فيكون لابنه الحجاج رؤية. وقد ذكره ابن حبّان في التابعين، وقال: روى عنه حرملة مولى أسامة. وفي البخاريّ، من طريق حرملة قال: دخل الحجاج بن أيمن المسجد، وكان أيمن أخا أسامة بن زيد لأمّه فصلّى فرآه عمر، فقال: أعد. 1913- حصين بن أم الحصين الأحمسية: قال ابن مندة: له رؤية «1» . وروى الطّبراني من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن الحصين، عن جدّته أم الحصين، قالت: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حجة الوداع وهو على راحلته، وحصين في حجري. قال أبو نعيم: رواه جماعة عن أبي إسحاق، فلم يقولوا: وحصين في حجري. تفرّد بتسميته زهير بن معاوية. انتهى. وزعم أبو عمر أنه حصين بن ربيعة أبو أرطاة، وهو خطأ، فإن حصين بن ربيعة كان رسول جرير إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بفتح ذي الخلصة، فكيف يكون في حجة الوداع صغيرا في حجر أمه؟ وقد رجح ان الأثير قول ابن عبد البر مستندا إلى تفرّد زهير بن معاوية بالزيادة. والصواب التفرقة بينهما. 1914- حكيم: بن قيس بن عاصم التميمي «2» . ذكر ابن مندة أنّ له رؤية. وقال أبو نعيم: قيل إنه ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وله رواية عن أبيه في الأدب المفرد للبخاريّ، وسنن النسائيّ، من رواية مطرّف بن عبد اللَّه بن الشّخّير عنه وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. الحاء بعدها الميم 1915- حماس بن عمرو «3» : والد أبي عمرو بن حماس الليثي.   (1) أسد الغابة ت (1181) . (2) أسد الغابة ت (1237) . (3) أسد الغابة ت (1244) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 ذكر الواقديّ أنه ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروينا في جزء الحسن بن عفان، من طريق يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن أبي عمرو بن حماس، قال: قال عمر لحماس- وكان حماس يبيع» الجعاب والأدم: أدّ زكاة مالك. الحديث موقوف. قلت: وهو غير حماس الدّيلي الّذي تقدم في القسم الأول لقول الواقدي في ذلك: إنه شهد فتح مكّة. 1916- حمزة بن أبي أسيد الساعدي «2» . ولد في عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وله رواية مرسلة، وحدّث عن أبيه، وعنه الزهري، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وغيرهما. ومات في زمن الوليد بن عبد الملك، وكنيته أبو مالك ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين. 1917- حمزة الأنصاريّ: غير منسوب جاء ذكره في الحديث الّذي رويناه في جزء محمد بن مخلد، من طريق عمرو بن دينار، عن رجل من الأنصار عن أبيه، قال: ولد لي غلام، فأتيت به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقلت: ما أسمّيه؟ قال: «سمّه بأحبّ النّاس إليّ: حمزة» «3» . وروى الحاكم في الإكليل وفي المستدرك من وجه آخر عن عمرو بن دينار ونحوه. ورواه من طريق أخرى، فقال: عن عمرو بن دينار، عن جابر. والصّواب الأول. وحديث جابر فيه تسمية ابن الأنصاريّ عبد الرحمن، وهو في غير هذه القصة. 1918- حميد بن عمرو بن مساحق بن قيس بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد «4»   (1) في أ: حماس جمع الجعاب. (2) طبقات ابن سعد 5/ 271، طبقات خليفة 254، التاريخ الكبير 3/ 46، المعرفة والتاريخ 1/ 387، تاريخ أبي زرعة 1/ 491، الجرح والتعديل 3/ 214، الثقات 4/ 168، مشاهير علماء الأمصار 547، أسماء التابعين للدارقطنيّ 248، رجال صحيح البخاري 1/ 209، تهذيب الكمال 7/ 311، الكاشف 1/ 190، تجريد أسماء الصحابة 1/ 139، الوافي بالوفيات 13/ 176، تهذيب التهذيب 3/ 26، تقريب التهذيب 1/ 199، خلاصة تذهيب التهذيب 93، تاريخ الإسلام 3/ 336. (3) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 196 عن جابر بن عبد اللَّه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولم يوافقه الذهبي بقوله يعقوب ضعيف. سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي 15417. أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 86، 4/ 103، 226، 8/ 52، 53، 54، وأحمد في المسند 3/ 170، 369، والبيهقي في السنن 9/ 308. وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 51 عن ابن عباس وقال رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45216، 45249، 45249. (4) في أ: حجر بن عدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 ابن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. وهو حميد بن درّة ودرة أمه، وهي بنت هاشم بنت عتبة بن ربيعة، نسبه الزبير بن بكار، وقال مرة حميد بن عمير، وذكر أنه كان له شرف بالشام أيام معاوية. قلت: ولم أر لأبيه ذكرا في الصّحابة، فكأنّه مات مشركا قبل الفتح، فيكون لابنه رؤية. الحاء بعدها النون 1919- حنظلة بن قيس بن عمرو بن حصين «1» بن خلدة الأنصاريّ الزّرقيّ. ذكر الواقديّ أنه ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وله رواية عن عمر وعثمان وغيرهما. روى عنه الزهريّ، وربيعة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم. وحكى الواقديّ، قال: ما رأيت من الأنصار أحزم ولا أجود رأيا من حنظلة بن قيس. قال ابن سعد- عن الواقديّ: كان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. القسم الثالث من حرف الحاء فيمن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يره [الحاء بعدها الألف] 1920 ز- الحارث بن الأزمع «2» الهمداني ّ «3» : قال ابن عبد البر: مذكور في الصّحابة. توفي في آخر أيام معاوية. هذا جميع ما قال فيه. وقال أبو موسى في الذّيل: ذكره ابن شاهين، وعبدان في الصّحابة، لكن قال ابن شاهين، هو تابعي أدرك الجاهلية روى عن عمر. قلت: ونسبه ابن سعد، فقال: الحارث بن الأزمع بن أبي بثينة بن عبد اللَّه بن مر بن مالك بن حرب بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وداعة ذكره في الطبقة الأولى من تابعي   (1) في أحنظلة بن قيس بن عمرو بن حسن. (2) في أ: الحارث بن الربيع. (3) أنساب الأشراف 1/ 255، طبقات ابن سعد 6/ 119، التاريخ الكبير 2/ 264، الجرح والتعديل 3/ 69، الثقات لابن حبان 4/ 126، مشاهير علماء الأمصار رقم 782، تاريخ الثقات للعجلي 102، تاريخ الإسلام 2/ 386. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 أهل الكوفة. وقال: توفّي في آخر أيام معاوية. وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ومسلم، وابن حبان، وخليفة بن خيّاط في التابعين. 1921 ز - الحارث بن زهير «1» : بن عبد الشارق بن لغط بن مطة بن عامر بن كثير بن الدئل الأزدي. قال ابن الكلبيّ: كان شريفا. وشهد مع عليّ الجمل، فالتقى هو وعمرو بن الأشرف فاقتتلا فقتل كلّ منهما صاحبه. 1922- الحارث: بن ربيعة «2» بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل بن ثعلبة الذّهليّ «3» يلقب الكلح ببيت قاله ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وقال: هو مخضرم، شهد الفتوح. 1923 ز- الحارث بن سعد «4» : بن أبي ذباب الدّوسي، ابن عم أبي هريرة، ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: بعثه عمر مصدّقا، روى عنه يزيد بن هرمز. 1924 ز- الحارث بن سميّ: بن رؤاس بن دالان بن صعب بن الحارث بن مرهب «5» الهمدانيّ ثم المرهبي- ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد القادسيّة، وهو الّذي يقول: أقدم أخا نهم على الأساوره ... ولا تهالن «6» لرءوس نادره فإنّما قصرك موت السّاهره ... ثمّ تعود بعدها في الحافرة من بعد ما كنت عظاما ناخره [الرجز] [وقد روى نحو هذا الرجز لغيره من بني قشير، وفيه: من بعد ما كنت عظاما ناخره ... أنا القشيريّ أخو المهاجرة وفيه أن ذلك كان باليرموك، وأنه سمّى الروم أساوره: توهم أنهم كالفرس، وإنما يقال للروم بطارقة] «7» . 1925- الحارث بن سويد التيمي: أبو عائشة، يقال: أدرك الجاهلية ونزل الكوفة. وروى عن عمر وابن مسعود وعلي. روى عنه إبراهيم التيمي، وأشعث بن أبي الشّعثاء.   (1) هذه الترجمة سقط في أ. (2) في أهذه الترجمة تأتي بعد ترجمة الحارث بن الأزمع. (3) أسد الغابة ت (881) . (4) في أ، ت الحارث بن سعيد. (5) في أ: الحارث بن وهب. (6) في ت تهادن برءوس بادرة. (7) في أ: سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 قال ابن معين: إبراهيم التيمي، عن الحارث، عن علي بالكوفة أجود إسنادا منه. وقال عبد اللَّه بن أحمد ذكره أبي فعظّم شأنه. وقال ابن عيينة: كان من علية أصحاب ابن مسعود. مات في أواخر خلافة عبد اللَّه بن الزبير سنة اثنتين وسبعين، وروى له الجماعة. 1926 ز- الحارث بن عبد: ويقال ابن عبدة الأزدي. ذكر أبو مخنف بإسناد له أنه شهد اليرموك، قال: فكنت في الخيل. فخرج روميّ يطلب المبارزة فبرزت إليه، فقال لي خالد بن الوليد: هل بارزت قبله أحدا؟ قلت: لا قال: فارجع. وذكره ابن سعد، وخليفة في الطبقة الأولى بعد الصّحابة. وذكره خليفة فيمن شهد صفّين مع معاوية، وكان على رجاله أهل فلسطين. ومات في زمن معاوية. 1927 ز- الحارث بن عبد عمرو: بن معاذ بن يزيد بن عمرو بن الصّعق بن نفيل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابيّ، والد زفر بن الحارث. أدرك الجاهلية وأسلم بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. 1928 ز- الحارث بن عميرة: الزبيدي بفتح العين- الحارثي الزّبيدي- بفتح الزّاي. أسلم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وصحب معاذ بن جبل، وقدم معه من اليمن بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى ابن سعد ويعقوب بن شيبة من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم عنه- أنه حضر وفاة معاذ بن جبل بطاعون عمواس، زاد يعقوب في حديثه: وكان قدم معاذ من اليمن، فذكر حديثا طويلا. وقال سيف في الفتوح، عن داود، عن ابن أبي هند، عن شهر، لما طعن معاذ جاء الحارث بن عميرة الزّبيدي من قرية باليمن تدعى زبيد، فذكر القصّة. وروى شريك عن أبي خلف، عن الحارث بن عميرة، أنه سمع معاذا باليمن يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» «1» ذكره الحاكم أبو أحمد.   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 595 عن عائشة لو أمرت أحدا ... كتاب النكاح (9) باب حق الزوج على المرأة (4) حديث رقم 1852. قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 1/ 595 في إسناده علي بن زيد وهو ضعيف. ولكن للحديث طرق أخر وله شاهدان من حديث طلحة بن علي رواه الترمذي والنسائي ومن حديث أم سلمة رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك 4/ 172 عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولم يوافقه الذهبي وقال بل واه وفي إسناده صالح بن حيان متروك. وأورده البغوي في شرح السنة 5/ 58، 518، والسيوطي في الدر المنثور 2/ 154، والهيثمي في الزوائد 4/ 313 عن معاذ بن جبل. وقال رواه البزار والطبراني وفيه النهاس بن فهم وهو ضعيف. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44775، 44797. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 قال الهيثم بن عدي: مات الحارث في زمن يزيد بن معاوية. 1929 ز- الحارث بن عوف العبديّ: له إدراك، شهد مع العلاء بن الحضرميّ قتال ربيعة بالبحرين، وله في ذلك آثار كثيرة. ويقال: إنه هو الّذي قتل الحطم. ويقال: بل قتله أخوه حبيب، وقيل بل قتله الشماخ. [1930- الحارث بن قموم البهزيّ: له إدراك، وشهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص، ووصفه سعد لعمر بالشجاعة، فقال: لم أر راكبا مثل الحارث بن قموم إنه جلّل «1» بعيره وبرقعة، ثم ركب الفراديس، ففرّق بينها، فإذا أبصر بفارس انحط عليه فعانقه ثم قتله، ثم وثب على بعيره من قيام] . [1931- الحارث بن قيس الكندي: ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء، وقال: مخضرم، وأنشد له شعرا من قصيدة ثانية] . [1932 ز- الحارث بن قيس: ذكره أبو محمد بن حزم في طبقات القرّاء، وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يلقه] «2» . 1933- الحارث بن كعب «3» : يأتي في القسم الرابع. 1934 ز- الحارث بن لقيط النخعي «4» : والد حنش بن الحارث. له إدراك. قال ابن سعد: شهد القادسيّة. وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا أبو نعيم، حدثنا حنش بن الحارث، سمعت أبي يذكر قال: لما قدمنا من اليمن، فنزلنا المدينة خرج إلينا عمر بن الخطاب فطاف في النخع ونظر إليهم ... الحديث. روى له البخاري في الأدب المفرد.   (1) في ت أنه ملك بعيره. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (953) . (4) التقريب 1/ 143، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 197. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 1935- الحارث بن مالك الطائي «1» : له إدراك. وذكر وثيمة أنه كان أحد من ثبت في الردة، وأدّى صدقته إلى أبي بكر الصّديق مع عدي بن حاتم، وله في ذلك شعر، أوله: وفينا وفاء ما وفي النّاس مثله ... وسربلنا مجدا عديّ بن حاتم [الطويل] استدركه ابن فتحون وابن الأمين. 1936- الحارث بن مرّة بن دودان النّفيلي: له إدراك. ذكره وثيمة في الردة، وأورد له موعظة وعظ بها بني عامر، منها: بني عامر إن تنصروا اللَّه تنصروا ... وإن تنصبوا للَّه والدّين تخذلوا وإن تهزموا لا ينجكم عنه مهرب ... وإن تثبتوا للقوم واللَّه تقتلوا [الطويل] استدركه ابن فتحون وابن الأمين. 1937- الحارث بن معاوية الكندي «2» : تقدم في القسم الأول. 1938 ز- الحارث بن ميناء: له إدراك. وروى ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن ميناء، قال: كان عمر لا يزال يدعوني، فذكر قصّة تدلّ على أنه كان في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم رجلا. ذكرها البخاريّ في تاريخه، وذكره ابن حبان في ثقات التّابعين. [1939 ز- الحارث بن نظام: بن جشم بن عمرو بن مالك بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمدانيّ. له إدراك. وولده عبد الرحمن هو الأعشى الهمدانيّ الشاعر المشهور في زمن عبد الملك بن مروان، ذكره ابن الكلبي] «3» . [1940- الحارث بن النعمان بن قيس] «4» . 1941 ز- الحارث: غير منسوب. تقدم ذكره في ترجمة حبيب بن الحارث في القسم الأول.   (1) أسد الغابة ت (955) . (2) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 309. (3) سقط في أ. (4) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 1942- حارثة بن بدر بن حصين: بن قطن بن مالك بن غدانة بن يربوع بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم التميمي، الغداني- بضم المعجمة وتخفيف الدال وبنون. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان من لداة الأحنف بن قيس. قلت: فإن يكن كذلك فقد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وله أخبار في الفتوح، وقصة مع عمر ومع عليّ، وقصص مع زياد وغيره في دولة معاوية وولده. وذكر الحاكم في تاريخ نيسابور، عن سليمان بن أحمد اللّخمي، أنه ذكره في الصّحابة. قلت: واللّخمي هو الطّبراني، ولم أر ذلك في معجمه. فاللَّه أعلم. وذكر المبرّد في «الكامل» أنه غرق في ولاية عبد اللَّه بن الحارث المعروف بببّة على العراق، وذلك سنة أربع وستين، وذلك أنه كان أمّر على قتال الخوارج فهزموه بنهر تيري، فلما أرهقوه دخل سفينة بمن معه، فجلس فيها، فأتاه رجل من أصحابه فصاح: يا حارثة، ليس مثلي يضيع، فقال للملاح: قرب، فظفر الرجل بسلاحه في السفينة فساخت بحارثة ومن معه فغرقوا جميعا. 1943 ز- حارثة بن سفيان البجلي: له إدراك، وكان زوج سلمى بنت جابر الأحمسية. ذكره عبد اللَّه بن المبارك في كتاب البرّ والصلة قال: حدثنا أبان بن عبد اللَّه البجلي، عن فلان ابن أبي حازم- أن سلمى بنت جابر أتت عبد اللَّه بن مسعود فقالت له: إن زوجي حارثة بن سفيان لحق باللَّه، قتل بطبرستان، وإنه خطبني رجال، وإني حبست نفسي على زوجي، أفترجو لي أن أكون من أزواجه في الجنة؟ قال: نعم. قلت: واسم فلان المذكور كريم، سماه أبو أحمد الزبيري في روايته عن أبان البجلي، وزاد في روايته: أنّ ابن مسعود قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أوّل أمّتي لحوقا بي امرأة من أحمس» . [1944 ز- حارثة بن عبيد الكلبي: ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين، وقال: قال هشام الكلبي: قال لي سلمة بن معتّب- رجل من ولده: أظنه عاش خمسمائة سنة، وأنشد له: ألا يا ليتني أمضيت عمري ... وهل يجدي عليّ الدّهر ليتي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 حنتني حانيات الدّهر حتّى ... بقيت رديمة في قعر بيتي تأذّى بي الأقارب إذ رأوني ... بقيت، وأين منّي اليوم موتي «1» [الوافر] قال ابن أبي حاتم: حجبوه دهرا طويلا] «2» . 1945- حارثة بن مضرّب «3» : بتشديد الراء المكسورة- العبديّ. له إدراك ورواية عن عمر وعليّ وغيرهما. روى عنه أبو إسحاق السّبيعي ووثّقه ابن معين وغيره، وقد استدركه أبو موسى في الذيل لكونه قد أدرك. 1946 ز- حارثة بن النمر، أبو أثال «4» : له إدراك وشهد اليرموك في عهد أبي بكر. ذكره أبو مخنف. حدثني مالك بن قسامة قال: قال شاعر المسلمين يوم اليرموك: نجّى جذاما ولخما كلّ سلهبة ... واستحكم القتل أصحاب البراذين [البسيط] قال: فقال حارثة بن نمر، أبو أثال: للَّه باليرموك قوم طحطحوا ... أحساب عاتي «5» الرّوم بالأقدام فتعطّلت منهم كنائس زخرفت ... بالشّام ذات قساقس ورخام [الكامل] 1947- حازم بن أبي حازم الأحمسي: أخو قيس. يأتي نسبه في ترجمة أبيه «6» عوف   (1) تنظر هذه الأبيات في المعمرين: 94. (2) سقط في أ. (3) طبقات ابن سعد 6/ 86، العلل لأحمد 1/ 81، 85، التاريخ الكبير 3/ 94، تاريخ الثقات للعجلي 103، الثقات 4/ 137، المعرفة والتاريخ 1/ 504، و 2/ 533، أنساب الأشراف 1/ 494، الجرح والتعديل 3/ 255، أخبار القضاة 1/ 85، تاريخ الطبري 1/ 252، 2/ 424 و 426، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 151، تهذيب الكمال 5/ 317، الكاشف 1/ 142، تجريد أسماء الصحابة 1، ميزان الاعتدال 1/ 446، تهذيب التهذيب 2/ 166، تقريب التهذيب 1/ 145، خلاصة تذهيب التهذيب 69، تاريخ الإسلام 2/ 394. (4) في أ، ت أبو أبان، في ع أبو مال. (5) في ت: عاني. (6) في أ: ابنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 ابن الحارث، قال أبو عمر كان قيس وحازم مسلمين «1» في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهاجرا، بعده، وقتل حازم بصفّين مع علي بن أبي طالب. الحاء بعدها الياء 1948 ز- الحباب بن عمير السلمي: الذّكواني. له إدراك. وذكر له وثيمة في الردة وصية أوصى بها بني حنيفة بلزوم الإسلام، وذكر له أيضا خطبة وكلاما كثيرا في ذلك. استدركه ابن فتحون. 1949 ز- حبال: بكسر أوله وتخفيف الموحدة وآخره لام- ابن طليحة بن خويلد. سيأتي ذكر أبيه، وأما هو فكان موجودا لما ادّعى أبوه النّبوة، فذكر بن دريد أن طليحة قال لأصحابه. وقد أصابهم عطش- اركبوا حبالا، واضربوا أمثالا، تجدوا بلالا، فوجدوا الماء كما قال. والبلال: الماء، قال: فكان ذلك مما زادهم به فتنة، ومعنى اركبوا حبالا أي اسلكوا طريقه، وحبال ابنه. 1950- حبّان: بكسر أوله ثم موحدة، ابن أبي حبلة تابعي له إدراك. قال ابن يونس: بعثه عمر بن الخطاب إلى أهل مصر يفقههم وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين. وله رواية عن عمرو بن العاص ومن دونه. وذكره أبو العرب في طبقات أهل القيروان. وقال أحمد بن يحيى بن الوزير: مات بإفريقية. 1951- حبّة: بفتح أوله وتشديد الموحدة، ابن جوين- بجيم ونون مصغرا- ابن عليّ بن عبد نهم بن مالك بن غانم بن مالك البجلي ثم العرني، أبو قدامة. قال الطّبرانيّ: يقال إنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى ابن عقدة في كتاب الموالاة بإسناد ضعيف جدّا عن حبّة بن جوين، قال: لما كان يوم غدير خمّ «2» دعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الصّلاة جامعة» ... فذكر حديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» قال: فأخذ بيد عليّ، حتى نظرت إلى آباطهما وأنا يومئذ مشرك. قال ابن الأثير: هذا الحديث قاله النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لعلي في حجة الوداع، ولم يحجّ يومئذ   (1) في أ: كان قيس بن حازم مسلما. (2) غدير خم: بين مكة والمدينة بينه وبين الجمعة ميلان. انظر مراصد الاطلاع 2/ 985. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 أحد من المشركين، فلو صح لكان صحابيا وليس هو بصحابي اتفاقا. قلت: إن صحّ احتمل أن يكون حبّة رآه اتفاقا، ولم يكن قصد الحج حينئذ، ولكن السند ضعيف، وحبّة اتفقوا على ضعفه إلا العجليّ فوثقه ومشاه أحمد. وقال صالح جزرة: وسط. وقال الساجي: يكفي في ضعفه قوله: إنه شهد صفّين مع علي ثمانون بدريا. ولحبّة روايات عن علي وابن مسعود وعمار، وعنه سلمة بن كهيل- وأثنى على دينه وعبادته جدا- والحكم بن عيينة، وغير واحد من أهل الكوفة. ومات حبّة بعد سنة سبعين، وقيل بسنة، وقيل بأكثر من ذلك. ثم وجدت له حديثا آخر من جنس الأول، فأخرج ابن مردويه في التفسير من طريق أبان بن ثعلبة، عن نفيع بن الحارث، عن أبي الحمراء، عن أبي مسلم الملائي، عن حبّة العرني، قالا: لما أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بسدّ الأبواب التي في المسجد شق عليهم، قال حبة: إني لأنظر إلى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان، وهو يقول أخرجت عمّك ... الحديث. والإسناد إلى أبان ضعيف، ومسلم الملائي ضعيف، وحبّة كما تقدم وصفه، ولو صح لكان حبة صحابيا، ويحتمل أن يكون حضر ذلك وهو يومئذ مشرك كما في الخبر الأول. واللَّه أعلم. 1952- حبيب بن عاصم المحاربي: له إدراك. وروى الزّبير بن بكّار من طريق هشام بن إسحاق بن كنانة، قال: لما كان عام الرمادة وانقضى وأمطرت وسالت الأودية خرج عمر على فرس له عربي إلى العقيق، فناداه أعرابيّ من جانب الوادي: يا بن خيثمة، جزاك اللَّه خيرا. فقال: من أنت؟ قال: أنا حبيب بن عاصم المحاربيّ، فذكر قصة. 1953- حبيب بن عوف العبديّ: تقدم ذكره مع أخيه الحارث بن عوف. 1954 ز- حبيش الأسدي ّ «1» : ذكر وثيمة في «الردة» أنه كان يحرّض بني أسد على الإسلام حين ظهر فيهم طليحة بن خويلد، قال: فواجه طليحة بالتكذيب، وأنشد له في ذلك أشعارا منها قوله:   (1) في أ: الأسيدي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 شهدت بأنّ اللَّه لا ربّ غيره ... طليح وأنّ الدّين دين محمّد [الطويل] قال: ثم فارقه حبيش وولداه: غسان، وعبد الرحمن. استدركه ابن فتحون، وابن الأثير، ولم يذكرا ما يقتضي أنه لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. الحاء بعدها التاء 1955 ز- الحتات بن وذيح» : في بشر. قال المرزبانيّ: استشهد يوم جسر أبي عبيد، فرثاه أبوه فقال: أنعي الحتات في الجياد ولا أرى ... له شبها ما دام للَّه ساجد وكان الحتات كالشّهاب حياته ... وكلّ شهاب لا محالة خامد [الطويل] [1956- حتيت بن شهاب الشامي: له إدراك قال الزبير بن بكار: كان له قدر بالبصرة، وأقطعه عبد اللَّه بن عامر نهرا بالبصرة. 1957 ز- حتيت بن مظهّر: بن رئاب بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الكندي ثم الفقعسيّ. له إدراك وعمّر حتى قتل مع الحسين بن علي. ذكره ابن الكلبي مع ابن عمه ربيعة بن حوط بن رئاب. وسيأتي في حرف الراء إن شاء اللَّه تعالى] «2» . الحاء بعدها الجيم 1958- الحجاج بن عبد يغوث: بن عمرو بن الحجاج الزبيدي «3» ، وذكره أبو حذيفة والبخاريّ: وأنه شهد اليرموك، قال: فانكشفت زبيد، وهم في الميمنة، وفيهم ، الحجاج بن عبد يغوث، فتنادوا «4» فشدّوا شدة، فنهنهوا من قبلهم من الروم. وذكره ابن الكلبيّ في فتوح الشام له فيمن وفد من أهل اليمن للمسير إلى الجهاد في خلافة الصديق. 1959 ز- الحجاج بن عبيد: ويقال ابن عتيك له إدراك. ذكره ابن الكلبيّ، أنه كان زوج أم جميل الهلالية التي رمي بها المغيرة بن شعبة.   (1) في أ: ت الحتات بن ذريح في نشرة. (2) سقط من أ. (3) في أ: الحجاج المرادي. (4) في أ: فتنادوا أو ترادوا فشدوا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 1960 ز- حجّار بن أبجر بن جابر العجليّ «1» : له إدراك. روى ابن دريد في «الأخبار المنثورة» حدثنا أبو حاتم، عن عبيدة، عن أشياخ من بني عجل، قالوا حجار بن أبجر لأبيه- وكان نصرانيّا: يا أبت. أرى قوما قد دخلوا في هذا الدين فشرفوا، وقد أردت الدخول فيه. فقال: يا بني، اصبر حتى أقدم معك على عمر ليشرفك، وإياك أن يكون لك همّة دون الغاية القصوى ... فذكر القصة، وفيها: إنّ أبجر قال لعمر: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن حجارا يشهد أنّ محمدا رسول اللَّه. قال: فما يمنعك أنت؟ قال: إنما أنا هامة اليوم أو غد. وذكر المرزبانيّ في معجم الشعراء أن أبجر مات على نصرانيته في زمن علي قبل قتله بيسير. وروى الطّبرانيّ من طريق إسماعيل بن راشد، قال: مرت جنازة أبجر بن جابر على عبد الرّحمن بن ملجم وحجّار بن أبجر يمشي في جانب مع ناس من المسلمين ومع الجنازة نصارى يشيّعونها ... فذكر قصة. 1961- حجر بن عدي بن الأدبر: تقدم في القسم الأول. 1962- حجر بن العنبس «2» : ويقال له ابن قيس. يكنى أبا السّكن، ويقال أبو العنبس الحضرميّ الكوفي. ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة وابن حبّان في ثقات التابعين. وقال ابن معين: شيخ كوفي ثقة مشهور، وله رواية عن علي وغيره. وأخرج له البخاريّ في جزء رفع اليدين، وأبو داود، والترمذي. وروى البخاريّ في تاريخه أنه شرب الدم في الجاهليّة. وروى الطبراني من طريق موسى بن قيس عنه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «هل لك يا عليّ؟» . قلت: واتفقوا على أن حجر بن العنبس لم ير النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكأنه سمع هذا من بعض الصحابة.   (1) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 250. (2) الاستيعاب ت [506] ، تاريخ خليفة 193 العلل لأحمد 1/ 85، التاريخ الكبير 3/ 73، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 196، المراسيل لابن أبي حاتم 53 الجرح والتعديل 3/ 266، الثقات لابن حبان 4/ 177، المعجم الكبير للطبراني 4/ 40، تاريخ بغداد 8/ 274، تهذيب الكمال 5/ 473، الكاشف 1/ 150، الوافي بالوفيات 11/ 320، تهذيب التهذيب 2/ 214، تقريب التهذيب 1/ 155، خلاصة تذهيب التهذيب 73، تاريخ الإسلام 3/ 49، أسد الغابة ت [1094] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 1963- حجر بن مالك: بن بدر الفزاري، ابن عم عيينة بن حصن. له إدراك. وذكره المرزبانيّ في «معجمه» وأمه أم قرفة التي قتلت في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 1964 ز- حجناء «1» بن رميلة النّهمي: تقدم ذكره في ترجمة أخيه الأشهب. 1965 ز- حجيل بن قدامة اليربوعي: ذكر الأمويّ في المغازي أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردّة، وشهد مقتل مالك بن نويرة، فكان هو الّذي جاء بخبر قتله إلى أبي بكر الصديق. الحاء بعدها الدال والذال [1966 ز- حدير بن علقمة: بن أبي الجون الخزاعيّ، ابن عم سليمان بن صرد بن أبي الجون الصّحابي المشهور الآتي، وابن أخي أكثم بن أبي الجون الماضي. له إدراك، وكان له ولد اسمه ميسرة، وله مع كثيّر عزّة الشّاعر الخزاعي قصّة، وله يقول كثير من أبيات يخاطبه: إذا ما قطعنا من قريش قرابة ... بأيّ قسيّ تحتر النّيل ميسرا [الطويل] ذكره ابن الكلبيّ في الجمهرة] «2» . 1967 ز - حذيفة بن عبيد المرادي: أدرك الجاهلية وشهد فتح مصر، ولا يعرف له رواية، قال ابن يونس فيما ذكره ابن مندة. قال مغلطاي: لم أر له ذكرا في تاريخ ابن يونس، وله ذكر في قضاء لعمر. 1968- حذيفة: [البارقي الأزديّ] «3» قال ابن مندة: له ذكر فيمن أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وروى الواقديّ حديثا مقلوبا قد أشرت إليه في ترجمة جنادة. وقال البغويّ: يشكّ في صحبته. 1969- حذيم بن الحارث بن الأرقم: أحد بني عامر بن عبد مناة. له ذكر في السيرة. الحاء بعد الراء [1970- حرام بن خالد: بن ربيعة بن الوحيد بن كلاب بن ربيعة العامريّ ثم الوحيدي. له إدراك وتزوج عليّ بن أبي طالب بنته أم البنين بنت حرام فولدت له أربعة   (1) في ت حجباء. (2) سقط من أ. (3) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 أولاد: العباس، وعبد اللَّه، وعثمان، وجعفرا، قتلوا مع أخيهم الحسين يوم كربلاء. ذكر ذلك هشام بن الكلبي والزّبير بن بكّار] «1» . [1971- حرام بن ربيعة: بن عامر بن بن مالك بن جعفر بن كلاب العامريّ، ثم الجعفريّ: أخو لبيد الشاعر. له إدراك، وسيأتي ذكر أبيه وجدّه، وكان ولده مالك من رؤساء الكوفة، وهو ممن قتله المختار بن أبي عبيد عند طلبه بدم الحسين. ويشتبه به حزام بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن كلاب والد أمّ البنين امرأة عليّ، ولدت له العباس وجعفرا وغيرهما، وأبوها من أهل هذا القسم أيضا] 1972- الحرّ بن النّعمان: بن قيس بن تيم الطائي. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: كان له بلاء عظيم في الإسلام في قتال أهل الردّة- يعني في عهد الصّديق] «2» . 1973- حرب بن جنادب: قال ابن عساكر: له إدراك، وشهد فتح دمشق في زمن عمر، وكان له بها أقطاع. 1974- حرقوص العنبري: له إدراك، وشهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعريّ، وهو غير حرقوص بن زهير السعديّ. [وجزم ابن أبي داود بعد تخريج قصته بأنه ذو الثديّة، وقد قيل في ذي الثديّة إنه ذو الخويصرة، وقيل في ذي الخويصرة إنه حرقوص] «3» . 1975- حرملة بن سلمى من بني قرد: له إدراك، وشهد فتح مصر، ذكره أبو عمر الكندي في كتاب الخندق. 1976 ز- حرملة بن المنذر: بن معديكرب الكندي، أبو زبيد الشاعر. مشهور بكنيته، له ترجمة طويلة في الأغاني، والّذي أعرفه في أكثر الروايات أنه كان نصرانيا. وقال أبو عبيد البكريّ في شرح الأمالي: زعم الطبريّ أنه أسلم، واستدلّ بزيارته لعمر وعثمان، وبأنّ الوليد بن عقبة أوصى أن يدفن إلى جنبه. قلت: ولا دلالة له في شيء من ذلك على إسلامه.   (1) سقط من أ. (2) ليس في أ. (3) ليس في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 1977- حريث بن مخفض المازني: هو حريث بن سلمة بن مرارة، من بني مازن بن عمرو بن تميم. قال المرزبانيّ: هو مخضرم له في الجاهلية أشعار، وعاش إلى أن أدرك الحجاج، وله معه قصة، وذلك أنه سمعه على المنبر وهو يقول: بنو المجد لم تقعد بهم أمّهاتهم ... وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا «1» [الطويل] وفيها: فقام إليه حريث، وهو شيخ كبير فقال: أيها الأمير، من يقول هذا؟ قال حريث بن مخفض المازني فلما نزل دعاه فقال له: ما حملك على قطع الخطبة عليّ؟ قال: أنا حريث بن مخفّض، فإنه أنشدت شعري فأخذتني أريحيته. قال: فخلاه. وقد أنشد معاوية هذا البيت لما رأى فتيان بني عبد مناف، وقيل: ألم تر قومي إن دعاهم أخوهم ... أجابوا وإن يغضب إلى السّيف يغضبوا «2» [الطويل] انتهى. ومخفّض رأيته في النسخة بالتشديد، وضبطه الرضي الشاطبيّ في الهامش بسكون المهملة وبعد الفاء ضاد معجمة. 1978 ز- حريث بن عبد الملك: أخو أكيدر دومة. ذكر «3» البلاذريّ من طريق الكلبي أنّ أكيدر لما مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم منع الصدقة، ونقض العهد، وخرج من دومة الجندل. فلحق بالحيرة وأسلم حريث على ما في يده فسلم ذلك له، قال: وتزوّج يزيد بن معاوية بنت حريث هذا، [وكذا هو في الجمهرة] «4» الحاء بعدها الزاي 1979- حزن بن نصر العدويّ: عدي تميم يأتي ذكره في ترجمة أخيه قرط.   (1) ينظر البيت في ابن سلام 162 والأمالي: 81. (2) ينظر البيت في ابن سلام 162 والأمالي: 81. (3) في أ: روى البلاذري. (4) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 الحاء بعدها السين والشين 1980 ز- حسّان بن فائد العبسيّ «1» : سمع عمر، فكان له إدراك. ولا أعرف له راويا إلا أبا إسحاق السّبيعيّ. وقال أبو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان في الثّقات. 1981 ز- حسان بن كريب «2» : بن ليشرح بن عبد كلال بن عريب بن شرحبيل الرّعيني- يكنى أبا كريب له إدراك. قال أبو سعيد بن يونس: هاجر في خلافة عمر وشهد فتح مصر وروى عن عمر، وعنه أبو الخير اليزني «3» ، وواهب المعافري، وكعب بن علقمة وغيرهم: وساق من طريق واهب بن عبد اللَّه عنه أنّ عمر بن الخطاب سأله يحسبون نفقاتكم، فذكر خبرا. وأخرج ابن عساكر في ترجمته من طريق عيّاش بن عبّاس عنه قال: كنّا بباب معاوية ومعنا أبو مسعود صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصته وله رواية عن علي وأبي ذرّ ومعاوية. 1982- حسين بن خارجة «4» : أورده عبدان في الصحابة. وقال أحمد بن سيار: لم يذكروا له صحبة. وهو كبير. وروى ابن خزيمة ويعقوب بن شبّة وغيرهما، من طريق نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن حسين بن خارجة، قال أشكلت عليّ الفتنة- يعني فتنة عثمان- فقلت: اللَّهمّ أرني أمرا من الحق أتمسّك به ... فذكر قصة طويلة فيها منام رآه وقصّة على سعد بن أبي وقاص، وهو مشعر بأن له إدراكا. وهو غير حسيل بن خارجة المذكور في القسم الأوّل. فيما يظهر لي. 1983 ز- الحشرج بن الأشهب «5» : بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة الجعديّ- له إدراك، وولده عبد اللَّه غلب على فارس في إمارة ابن الزبير، وكان جوادا ممدّحا، وفيه يقول زياد الأعجم: إنّ السّماحة والمروءة والنّدى ... في قبّة ضربت على ابن الحشرج [الطويل]   (1) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 199. (2) التاريخ الكبير 3/ 31، الجرح والتعديل 3/ 234، مشاهير علماء الأمصار رقم 932، الثقات لابن حبان 4/ 164، تهذيب الكمال 6/ 40: 42، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 147، تهذيب التهذيب 2/ 252، تقريب التهذيب 1/ 162، خلاصة تذهيب التهذيب 76، تاريخ الإسلام 2/ 392. (3) في ع، ت البري. (4) أسد الغابة ت [1169] . (5) أسد الغابة ت [1174] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 وإياه عنى الفرزدق بقوله: البسيط وغادروا في جؤاثا سيّدي مضرا ذكره ابن الكلبيّ، وأورده من شعره في فخره بالكرم، وسيأتي زياد بن الأشهب. الحاء بعدها الصاد 1984- حصن: بن وبرة بن عدي بن جابر بن حي بن عمرو بن سلسلة بن تيم الطائي له إدراك، وولده نويرة كان له ذكر في أيام نجدة الحروري الّذي خرج باليمامة بعد موت يزيد بن معاوية. ذكره ابن الكلبيّ. 1985- حصن الجدامي: في حصين. 1986- حصين بن الحارث: بن المسلم بن قيس بن معاوية الجعفي له إدراك، وكان ولده الجارح من أتباع عبد اللَّه بن الزبير، فولاه وادي القرى، ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وكان لابن الزبير هناك تمر كثير، فأنهبه الجراح الناس، فبلغ ذلك ابن الزبير فعزله، فلما قدم عليه ضربه، وقال: أكلت تمري، وعصيت أمري! فسارت هذه الكلمة في الناس، وكان أعادي ابن الزبير ينسبونه إلى البجل فوجدوا بهذه القصة مساعدا لهم. 1987- حصين بن حسان: بن شريك بن حذيفة بن بدر الفزاري ذكر المرزبانيّ في ترجمة ابنه جلهمة أنه مخضرم. 1988- حصين بن حدير «1» : له إدراك، وسمع من عمر نزل البصرة. روى عنه حسان بن أزهر «2» ذكره البخاري في تاريخه. 1989 - حصين «3» بن سبرة «4» : له إدراك، وسمع من عمر. نزل الكوفة. روى عنه إبراهيم التيمي. ذكره البخاري أيضا. وقال ابن سعد: قال حصين بن سبرة «5» : صلّى بنا عمر الفجر، فقرأ «يوسف» . 1990- حصين: بن مالك بن أبي عوف بن عويف بن مالك بن دينار بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن بدر بن قسر البجلي القسري له إدراك، وشهد   (1) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 194. (2) في أحسان بن زاهر. (3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 195. (4) في أشبرمة. (5) في أشبرمة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 القادسيّة، وكان على بجيلة يومئذ. ذكر ذلك ابن الكلبي. وهو ابن عم أخي عبد شمس بن أبي عوف الّذي غيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه. وينبغي أن يحوّل إلى الأوّل، لأنهم ما كانوا يؤمّرون في الفتوح إلّا الصّحابة. 1991- حصين بن هريم التميمي: ذكره وثيمة في الردة، وقال: بعثه الزبرقان بن بدر إلى محكم بن الطفيل ينهاه عن الارتداد، ويدعوه إلى الرجوع إلى الإسلام. وذكر له قصة. 1992 ز- حصين الهمدانيّ: ذكره وثيمة أيضا، وقال: أصاب في قومه دما فلحق ببني سليم، فلما قدم الفجاءة يدعوهم إلى الردّة تأثم حصين من سكناه بينهم، وكان قد نصحهم ونهاهم عن الردة: فأبوا، فتركهم بعد أن لطم أحدهم وجهه، فخرج عنهم، وذكر له في ذلك أشعارا. 1993- حصين الجذامي: له إدراك. ذكر وثيمة أنه كان نازلا في بني حنيفة، فلما ارتدّوا اختفى يعبد ربّه حتى ظفر خالد بن الوليد فهمّ بقتله، فقال له: إن كنت لا تقتل إلا من خالفك أو قاتلك فإنّي بريء منهما، وإن أخذتني بكفر بني حنيفة فقد رفع اللَّه ذلك عني بقوله: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى. قال: فاستبرأ أمره، وخلّى سبيله، فلحق بالمدينة، وفي ذلك يقول أخوه حصن الجذامي: إنني والحصين وابن أبي ... بجرة سفيان ديننا الإسلام في أبيات. وسفيان أخ لهما ثالث. وأنشد وثيمة لكل من الإخوة الثلاثة شعرا خاطب به خاطب به خالد بن الوليد بأنهم لم يزالوا مسلمين، وذكر أنهم بعد ذلك حالفوا الأنصار، فكانوا منهم. الحاء بعدها الطاء [1994- حطّان: بن حفص بن مجدع بن وابس بن عمير بن عبد شمس بن سعد السعديّ. له إدراك، وكان يسكن البادية وله ولد يقال له الهيردان- بفتح الهاء وسكون المثناة التحتانية وضم الراء المهملة وآخره نون، كان في زمن عبد الملك بن مروان يتعانى اللصوصيّة، وله قصة مع المهلب ذكرها المرزبانيّ في معجم الشعراء.] «1»   (1) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 1995- حطّان بن عوف: له إدراك، وشهد خطبة عمر بالجابية، وسمع من بلال. ذكره ابن عائذ في «المغازي» ، وسمع منه يزيد بن أبي حبيب الأنصاريّ. 1996- الحطيئة الشاعر «1» : اسمه جرول بن أوس بن مالك بن جؤيّة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ الشّاعر المشهور يكنى أبا مليكة. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: من فحول الشعراء ومقدميهم وفصحائهم، وكان يتصرّف في جميع فنون الشعر من مدح وهجاء وفخر ونسب. ويجيد في جميع ذلك، وكان ذا شرّ وسفه. وكان إذا غضب على قبيلة انتمى إلى أخرى، زعم مرة أنه ابن عمرو بن علقمة من بني الحارث بن سدوس. وانتمى مرة إلى ذهل بن ثعلبة، وأخرى إلى بني عوف بن عمرو، وله في ذلك أخبار مع كل قبيلة وأشعار مذكورة في ديوانه. وكان كثير الهجاء حتى هجا أباه وأمه وأخاه وزوجته ونفسه. وهو مخضرم، أدرك الجاهليّة والإسلام، وكان أسلم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ثم ارتدّ، ثم أسر وعاد إلى الإسلام، وكان يلقب الحطيئة لقصره. وقال حماد الراوية: لقّب الحطيئة لأنه ضرط ضرطة بين قوم فقيل له: ما هذا؟ قال: إنما هي حطأة، فلقّب الحطيئة. وقال الأصمعيّ: كان ملحفا شديد البخل. وما تشاء أن تقول: في شعر شاعر عيب إلا وجدته إلا الحطيئة، فقلما تجد ذلك في شعره، وكذا قال أبو عبيدة نحوه. وقد تقدمت قصته مع الزبرقان بن بدر في ترجمة بغيض بن عامر بن شماس. وقال الزّبير بن بكّار، عن عمه: قدم الحطيئة المدينة، فأرصدت له قريش العطاء خوفا من شره، فقام في المسجد فصاح: من يحملني على نعلين؟ وقال إسحاق الموصليّ: ما أزعم أنّ أحدا من الشعراء بعد زهير أشعر من الحطيئة. وروى الزبير أن إعرابيا وقف على حسّان وهو ينشد، فقال له: كيف تسمع؟ قال: ما أسمع بأسا، قال: فغضب حسّان، فقال له: من أنت؟ قال: أبو مليكة. قال: ما كنت قط أهون عليّ منك حتى اكتنيت بامرأة، فما اسمك؟ قال: الحطيئة، فأطرق حسّان ثم قال: امض بسلام.   (1) أسد الغابة ت [1202] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 وقال أبو عمرو بن العلاء: لم يقل العرب بيتا أصدق من قول الحطيئة: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين اللَّه والنّاس «1» [البسيط] وذكر ابن أبي الدّنيا في اصطناع المعروف عن الشعبي، قال: كان الحطيئة عند عمر، فأنشد هذا البيت، فقال كعب: هي واللَّه في التوراة، لا يذهب العرف بين اللَّه وبين خلقه. [وذكر محمد بن سلام في طبقات الشعراء أنّ كعب بن زهير قال عند موته: فمن للقوافي بعدنا من يقيمها ... إذا ما ثوى كعب وفوّز جرول «2» [الطويل] وقال أبو حاتم السجستانيّ، عن الأصمعيّ: لما هجا الحطيئة الزبرقان استعدى عليه عمر، فدعا حسّان بن ثابت، فقال: أتراه هجاه؟ قال: نعم، وسلح عليه، فحبسه عمر، فقال وهو محبوس: ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر عليك سلام اللَّه يا عمر «3» [البسيط] فبكى عمر فشفع فيه عمرو بن العاص، فأطلقه.] «4» وعاش الحطيئة إلى خلافة معاوية، وله قصص مع سعيد بن العاص وغيره، ثم رأيت ما يدل على تأخّر موته، فروى أبو الفرج من طريق عبد اللَّه بن عياش المنتوف، قال: بينما ابن عباس جالس بعد ما كفّ بصره وحوله وجوه قريش إذ أقبل أعرابيّ فسلم، فذكر قصة طويلة وفيها أنه الحطيئة. الحاء بعدها الكاف 1997- الحكم: بن عبد الرّحمن بن أبي العصماء الخثعميّ، ثم الفرعي. تقدم في ترجمة تميم بن ورقاء. [1998 - الحكم: بن المغفّل بن عوف بن عمير بن كليب بن ذهل بن سيّار بن والبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد الغامديّ.   (1) ينظر البيت في الأغاني 2/ 173. (2) ينظر البيت في ابن سلام: 88. (3) ينظر البيتان في ابن سلام: 98، الأغاني 2/ 186. (4) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 له إدراك، وهو عم سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف الآتي، وكان سفيان مع معاوية، والحكم مع علي، فقتل معه في حرب الخوارج. ذكره ابن الكلبيّ] » . 1999- حكيم: بضم أوله مصغرا: ابن جبلة بن حصن بن أسود بن كعب بن عامر بن الحارث العبديّ. «2» قال أبو عمر: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولا أعلم له رواية ولا خبرا يدلّ على صحبته. وكان عثمان بعثه إلى السّند ثم نزل البصرة وقتل بها يوم الجمل. 2000- حكيم: بفتح أوله، ابن قبيصة بن ضرار بن عمرو الضبي، والد بشر. ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال: مخضرم. وقال ابن قتيبة: روى الزيادي عن الأصمعيّ، قال: حدّثنا الحارث بن مصرّف، قال: لما كان يوم وسلبرى وساحر طرد شقيق بن جزء بن رياح الباهلي ّ حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبيّ، فذكر قصّة، قال: فحدّثني غير واحد من أصحابنا أن شقيقا أدرك الإسلام فأسلم، واستشهد باليرموك ... قال: وقال غيره: وأدرك حكيم الإسلام فأسلم وعاش إلى زمن معاوية، فقال له: أي يوم من الزمن مرّ بك أشدّ؟ قال: يوم طردني شقيق، قال: فأي يوم مرّ بك أحبّ؟ قال: يوم هداني اللَّه للإسلام. الحاء بعدها اللام 2001- حلبس «3» : بن زياد بن غطيف الطائي، أخو عدي بن حاتم لأمه. يأتي ذكره في ترجمة ملحان، [وروينا في مكارم الأخلاق لأبي بكر الخرائطي، من طريق الهيثم بن عدي، عن ملحان بن عتكي، عن أبيه، عن جده حلبس بن زياد الطائيّ، وكان زياد تزوّج النّوار امرأة حاتم، قال ملحان: فقلت للنوار، أي أمة، حدثينا عن بعض أمر حاتم، فقالت: كلّ أمره كان عجبا: أصابتنا سنة حتى أيقنّا الهلاك ... فذكرت قصة حاتم في إيثاره بما كان عنده حتى إنه نحر فرسه، وقال لبعض جاراته: أيقظي أولادك ودونكم اللحم، فأقبلوا على الفرس يشوون ويأكلون، فقال حاتم، وا سوءتاه! تأكلون وأهل الصّرم جياع؟ فدار عليهم، فأنبههم، وجلس ناحية متلفعا بملحفة حتى فرغوا وما أكل معهم مزعة.] «4»   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت [1233] ، الاستيعاب ت [558] . (3) سقط في أ. (4) سقط في ط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 الحاء بعدها الميم 2002- حمامي: بتخفيف الميم الأولى، ابن جرو بن واسع بن سلمة بن حاصر الأزديّ، جدّ أبي بكر بن دريد اللّغوي، قال ابن دريد فيما رواه الخطيب بإسناده عنه، قال: كان جدّي أول من أسلم من آبائي وهو من السبعين راكبا الذين خرجوا مع عمرو بن العاص إلى المدينة من عمان لما بلغتهم وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى وصل إلى المدينة وفي ذلك يقول شاعرهم: وفينا لعمرو يوم عمرو كأنّه ... طريد نفته مذحج والسّكاسك [الطويل] 2003- حمران بن أبان «1» : مولى عثمان. أصله من النمر بن قاسط، وسبي من عين التمر، فابتاعه عثمان بن المسيب بن نجبة فأعتقه، وسمع من عمر وعثمان وغيرهما. روى عنه أبو وائل وغيره. قال ابن سعد: نزل البصرة، وادعى ولده في النمر بن قاسط. قلت: ساق أبو عمر نسبه في التمهيد في ترجمة هشام بن عروة، قال: وكان حمران من العلماء الجلّة أهل الرأي والشرف. وحكى قتادة أنه كان يصلي خلف عثمان، فإذا توقف فتح عليه. وقال ابن معين: من تابعي أهل المدينة ومحدثيهم. وذكره خليفة في عمال عثمان، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. مات بالبصرة بعد السّبعين، قيل إحدى وقيل خمس، وقيل ست.   (1) طبقات ابن سعد 5/ 283 و 7/ 148، العلل لابن المديني 96، تاريخ خليفة 179 و 269، طبقات خليفة 200 و 204، العلل لأحمد 1/ 80، التاريخ الكبير 3/ 80، المعارف 435، الأخبار الطوال 112، تاريخ اليعقوبي 2/ 169 و 173، أنساب الأشراف 1/ 468 و 5/ 286، تاريخ الطبري 3/ 377 و 4/ 327 و 6/ 153، الجرح والتعديل 3/ 365، الثقات لابن حبان 4/ 179، أسماء التابعين للدارقطنيّ رقم 258، جمهرة أنساب العرب 301، أمالي القالي 2/ 182، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438، الخراج وصناعة الكتابة 356، معجم البلدان 1/ 644 و 3/ 597 و 4/ 808، الكامل في التاريخ 2/ 395 و 3/ 145 و 4/ 307، تهذيب الكمال 7/ 301: 306، العبر 1/ 206، ميزان الاعتدال 1/ 604، سير أعلام النبلاء 4/ 182، المغني في الضعفاء 1/ 191، الكاشف 1/ 189، المعين في طبقات المحدثين 32، البداية والنهاية 9/ 12، تهذيب التهذيب 3/ 24، تقريب التهذيب 1/ 198، الوافي بالوفيات 13/ 168، خلاصة تذهيب التهذيب 93، تاريخ الإسلام 2/ 395. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 2004- حمرة: بن أيفع بن ربيب بن شراحيل بن ربيعة بن يزيد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمدانيّ. قال ابن الكلبيّ: هاجر في زمن عمر إلى الشام ومعه أربعة آلاف عبد فأعتقهم كلهم فانتسبوا في همدان.] «1» 2005 ز- حمرة: بضم أوله وبالراء، ابن عبد كلال بن عريب الرّعيني. أدرك الجاهليّة وسمع من عمر، وكان معه حين خرج إلى الشام. ذكره البخاريّ وذكره أبو زرعة في الطبقة العليا التي تلي الصحابة، وقال: كان ممّن صحب عمر. وذكره ابن يونس فقال: شهد فتح مصر. [2006- حملة بن أبي معاوية الكناني: أحد الخمسة الذين أنفذهم سعد بن أبي وقاص] «2» يدعون يزدجرد إلى الإسلام، ذكره سيف. 2007- حملة بن عبد الرحمن العكي «3» : له إدراك، وقد سمع من عمر قوله: لا صلاة إلّا بتشهّد، ذكره البخاريّ في تاريخه. 2008 ز- حمل: بن معاوية بن مرداس بن الصّباح النخعي. من رهط الأشتر النخعي، كان مع الأشتر لما وفد في عهد عمر، وشهد الفتوح، وكان للأشتر فرس يقال لها الحنترية لا تسبق، فقال فيها وفي ابن عمه: فما بلغت بي الحنتريّة مبلغا ... من النّاس إلّا كان سيفا لها حمل فتى من بني الصّباح يهتزّ للنّدى ... جميل المحيّا لا دنيّ ولا وكل [الطويل] ذكره ابن الكلبيّ في فتوح الشام له. 2009 ز- حميد: بن الأعور بن أبي قرّة العقيلي، من بني عامر بن عقيل. مخضرم. ذكره المرزبانيّ. [2010- حميد بن حوراء الزبيدي «4» : وحوراء أمّه. مخضرم، ذكره المرزباني] أيضا، وأنشد له شعرا يقول فيه يخاطب عمر:   (1) سقط من أ. (2) سقط من أ. (3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 202. (4) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 أقم لمعدّ سنّة في نسائها ... فإنّك بعد اللَّه أنت أميرها [الطويل] الحاء بعدها النون [2011 ز- حنبص: بمهملة ونون ساكنة وموحدة مفتوحة ثم مهملة: ابن الأحوص بن ربيعة بن سلامان بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مرّان بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفي. قال ابن الكلبيّ: كان فارسا وغزا في الجاهليّة، ثم أدرك الإسلام وشهد القادسيّة، وفيه تقول امرأته العامرية:] «1» يا ليت قومي كلّهم حنابصه [الرجز] 2012- ز حنظل: ويقال حنظلة، بن ضرار «2» بن الحصين، روى ابن مندة من طريق حميد بن عبد الرحمن الحميري، حدثني حنظل بن ضرار- وكان جاهليا فأسلم ... فذكر قصة. وقال الجاحظ: طال عمره حتى أدرك يوم الجمل. وذكره الدّولابيّ أنه قتل يوم الجمل وله مائة سنة، وكذا ذكره عمر بن شبّة عن المدائنيّ، قال: قالت عائشة: ما زال جملي معتدلا حتى فقدت صوت حنظلة. 2013 ز- حنظل ة بن أوس: بن بدر التميمي. مخضرم. ذكره المرزبانيّ عن ابن أبي طاهر. 2014- حنظلة بن جويّة الكناني: قال ابن عساكر: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهد اليرموك. وذكر أبو مخنف عن أبيه عن مكلبة بن حنظلة بن جويّة عن أبيه، قال: إني لفي الميسرة إذ مرّ بنا رجال من خيل العرب ... فذكر قصة مبارزته لرجل من نصارى العرب وقتله. وأخرجه من وجه آخر من طريق هانئ بن عروة الكناني عن مكلبة بن حنظلة نحوه. [2015 ز- حنظلة: بن ربيعة بن عبد قيس بن ربيعة بن كعب بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب الكلابي.   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت [1276] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 له إدراك. وكان ابنه مع الحجّاج في حصار ابن الزّبير، ثم ولي جرجان «1» ، وقتل في زمن مروان الحمار. ذكره ابن الكبيّ ... ] «2» 2016 ز- حنظلة بن الشّرقي: أبو الطمحان القيني- بفتح القاف وسكون التحتانية بعدها نون، الشاعر. ذكر أبو عبيدة البكريّ في شرح الأمالي أنه كان نديما للزّبير بن عبد المطّلب في الجاهليّة، ثم أدرك الإسلام. وذكره المرزبانيّ، فقال: أحد المعمّرين، وهو القائل: وإنّي من القوم الّذين هم هم ... إذا مات منهم سيّد قام صاحبه أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى اللّيل حتّى نظّم الجزع ثاقبه «3» [الطويل] وقال: هو أمدح بيت قيل في الجاهلية. وقال أبو عبيد القاسم بن سلّام في «الجمهرة» : هو جاهليّ. وذكر أبو محمد بن قتيبة في كتاب الشعراء له أنه كان ينزل على الزّبير بن عبد المطّلب، ثم ذكر له شعرا يتبرّأ فيه من الذّنوب كالزنا وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير والسّرقة. ووقع في تذكرة ابن حمدون أنه عاش مائتي سنة، ورأيت ذلك في كتاب المعمّرين لأبي مخنف، وأنشد له: حنتني حادثات الدّهر حتّى ... كأنّي خاتل يدنو لصيد قريب الخطو يحسب من رآني، ... ولست مقيّدا، أنّي بقيد «4» [الوافر] [2017 ز- حنظلة: بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب. له إدراك. وهو جدّ ليلى بنت سهيل بن الطفيل، والدة أم البنين بنت الوليد امرأة عمر بن عبد العزيز. ذكره الزبير بن بكّار.   (1) جرجان: بالضم وآخره نون مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان وقيل: إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، وقد خرج منها خلق من الأدباء والعلماء والفقهاء والمحدثين. انظر معجم البلدان 2/ 139. (2) سقط في أ. (3) ينظر البيت الثاني في الآمدي: 222. (4) ينظر البيت الثاني في المعمرين: 72. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 [2018 ز- حنظلة بن فاتك الأسديّ: أخو خريم. ذكره المرزبانيّ في معجم] «1» الشعراء، وقال: مخضرم، وذكر له في فرسه شعرا. [2019 ز- حنظلة: بن نعيم العنزي. له إدراك. قال الدّولابيّ في الكنى: حدّثنا أبو موسى العنزي، حدّثنا محمد بن الحسن العنزي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عمي غضبان بن حنظلة بن نعيم، عن أبيه، قال: كنت فيمن وفد إلى عمر، فجعل يسألنا رجلا رجلا، قال: فذكر قصّة. وفيه حديث حيّ هاهنا يبغي عليهم منصورون، يعني عنزة.] [2020 ز- حنظلة، والد علي «2» : له إدراك. قال عبد الواحد بن زياد، عن الشيبانيّ، عن جبلة بن سحيم، عن علي بن حنظلة، قال: كنا بالمدينة في شهر رمضان فظننا أنّ الشمس غابت، فأفطر بعض الناس، ثم طلعت، فأمر عمر من كان أفطر أن يقضي يوما مكانه.] 2021 ز- حنيف بن عمير اليشكري: ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم. وروى عمر بن شبّة أنه قال- لما قتل محكّم بن الطّفيل يوم اليمامة: يا سواد «3» الفؤاد بنت أثال ... طال ليلي بفتنة الرّجّال «4» إنّها يا سعاد من حدّث الدّهر ... عليكم كفتنة الدّجّال إنّ دين الرّسول ديني وفي القوم ... رجال على الهدى أمثالي أهلك القوم محكم بن طفيل ... م رجال ليسوا لنا برجال ربّما تجزع النّفوس من الأمر له ... (م) فرجة كحلّ العقال [الخفيف] 2022 ز- حنيف بن يزيد: بن جعونة العنبري. له إدراك. ذكر الجاحظ أنه كان قرين دعبل النسابة، وأنهما اجتمعا عند عبد اللَّه بن عامر فقال له دعبل: متى عهدك يا حنيف بسجاح- يعني التي تنبّأت في زمن أبي بكر؟ وكان حنيف ممن اتبعها، فقال: ما لي بها علم، فذكر القصة.   (1) سقط في أ. (2) في أسد الغابة ت [1283] . (3) في ع يا سعاد. (4) في أالدجال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 الحاء بعدها الواو 2023 ز- حوشب، ذو ظليم «1» : هو ابن طخية، وقيل ابن طخمة. ويقال ابن الساعي بن عتبان بن ظليم بن ذي أستار «2» ، ويقال غير ذلك في نسبه. روى سيف في «الفتوح» قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جرير بن عبد اللَّه إلى ذي الكلاع وذي ظليم، وهاجر حوشب بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وشهد اليرموك. وروى ابن السّكن، من طريق محمد بن عثمان بن حوشب، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما أن أظهر اللَّه محمدا أرسلت إليه أربعين فارسا مع عبد شر، فقدموا عليه بكتابي، فقال له: «ما اسمك» ؟ قال: عبد شرّ. قال: «بل أنت عبد خير» . فبايعه على الإسلام، وكتب معه الجواب إلى حوشب ذي ظليم، فآمن حوشب. قال أبو عمر: اتفق أهل السّير أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث إليه جرير بن عبد اللَّه ليتظاهر هو وذو الكلاع وفيروز على قتال الأسود الكذّاب. ونزل حوشب الشام، وشهد صفّين مع معاوية. وذكر له يعقوب بن شيبة وخليفة في ذلك أخبارا، واتفقوا على أنه قتل بصفّين، فروى يعقوب بن سفيان، وإبراهيم بن ديزيل، في كتاب صفّين، والبيهقيّ في الدلائل، وغيرهم بإسناد صحيح عن أبي وائل، قال: رأى عمرو بن شرحبيل أنه أدخل الجنة فإذا قباب مضروبة، فقلت: لمن هذه؟ قالوا: لذي الكلاع وحوشب. قلت: فأين عمار؟ قال: أمامك قلت: وكيف؟ وقد قتل بعضهم بعضا؟ قال: إنهم لقوا اللَّه فوجدوه واسع المغفرة. 2024 ز- حوط بن رئاب الأسديّ: الشاعر. ذكر أبو عبيد البكري في شرح الأمالي أنه مخضرم، وهو القائل: دببت للمجد والسّاعون قد بلغوا ... جهد النّفوس وألقوا دونه الأزرا [البسيط] [وأنشد له المرزباني: يعيش الفتى بالفقر يوما وبالغنى ... وكلّ كأن لم يلق حين يزايله «3» ] «4» [الطويل]   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 144، المحن 100، تبصير المنتبه 3/ 864 ذيل الكاشف 354، أسد الغابة ت [1298] ، الاستيعاب ت [599] . (2) في ع أسيار وفي ت أبشار. (3) ينظر البيتان في اللآلئ: 331. (4) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 2025- الحويرث بن الرئاب: له إدراك. وجرت له قصة مع عمر تقتضي أنه كان في زمانه رجلا مقبول القول: قال ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت: حدّثنا أبو بكر المدائني أحمد بن منصور، حدثنا ابن عفير، حدثنا يحيى بن أيّوب، عن ابن الهادي، عن محمد بن إبراهيم، عن الحويرث بن الرئاب، قال: بينا أنا بالأثاثة إذ خرج علينا إنسان من قبر يلهب وجهه ورأسه يلز في جامعة من حديد، فقال: اسقني، اسقني من الإداوة، وخرج إنسان في أثره فقال: لا تسق الكافر لا تسق الكافر، فأدركه فأخذ بطرف السلسلة فجذبه إليه فكبله ثم جرّه حتى دخلا القبر جميعا. قال الحويرث: فنزلت فصليت المغرب والعشاء، ثم ركبت حتى أصبحت بالمدينة، فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فقال: يا حويرث، واللَّه أتّهمك، ولقد أخبرتني خبرا شديدا، ثم أرسل إلى مشيخة من أهل الصفراء، قد أدركوا الجاهليّة، فقال: إن هذا أخبرني كذا، ولست أتهمه، حدّثهم يا حويرث ما حدثتني، فحدثتهم، فقالوا: قد عرفنا هذا يا أمير المؤمنين، هذا رجل من بني غفار مات في الجاهلية، فحمد اللَّه عمر وسرّ بذلك حين قالوا له: إنه مات في الجاهليّة، ثم سألهم عنه، فقالوا: كان رجلا من خير رجال الجاهلية، ولم يكن يقري الضيف حقا. الحاء بعدها الياء 2026- حياض بن «1» : قيس بن الأعور من بني قشير بن كعب القشيري. قال هشام بن الكلبيّ: شهد اليرموك فقتل من العلوج خلقا يقال ألف رجل «2» ، وقطعت رجله وهو لا يشعر، ثم جعل ينشدها، وفي ذلك يقول سوّار بن أبي أوفى: ومنّا ابن عتّاب وناشد رجله ... ومنّا الّذي أدّى إلى الحي حاجبا [الطويل] وأنشد له المرزبانيّ يخاطب فرسه يوم اليرموك بعد أن قطعت رجله: أقدم حذام إنّها الأساوره ... ولا تغرّنّك رجل نادره أنا القشيريّ أخو المهاجرة ... أضرب بالسّيف رءوس الكافرة [الرجز]   (1) في أ: حباش بن قيس بن الأعور من بني قشير. (2) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 قلت: وقد تقدّم نحو هذه الأبيات في ترجمة الحارث بن سمي الهمدانيّ. 2027 ز- حيان بن وبرة: أبو عثمان المزني «1» . له إدراك. قال أبو الحسن بن سميع: صحب أبا بكر الصديق، ولا يحفظ له عنه رواية. وروى أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه من طريق عمرو بن شراحيل العبسيّ، قال: أتينا بيروت أنا وعمير بن هانئ العبسيّ فإذا برجل عليه الناس في المسجد، وعليه ثياب رثّة وقميص كرابيس إلى نصف ساقيه يقال له حيان بن وبرة، فقلت لعمير: أمن أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هذا؟ قال: لا. ولكن كان صاحبا لأبي بكر. ورواه ابن البرقي في «تاريخه» من هذا الوجه، وزاد فيه: قال عمرو: فسمعته يحدث عن أبي هريرة. وأخرجه الدّولابيّ في الكنى من هذا الوجه بمعناه. وذكره البخاريّ فيمن اسمه حسّان- بالسين المهملة. وتعقبه ابن عساكر فقال: إنما هو حيان. قال: وقد تبع مسلم البخاري فيه فأخطأ أيضا، وأهل الشام أعلم به من غيرهم. وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنّ عبد اللَّه بن سنان روى عن حيان بن وبرة هذا أنّ أعرابيا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «علّمني دعوة..» «2» الحديث. قال أبو حاتم: هذا مرسل. 2028 ز- حيوپل بن ناشرة بن عامر بن أيم: بن الحارث الكنعيّ، أبو ناشرة. له إدراك، وهو جد قرّة بن عبد الرحمن بن حيويل. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يره، شهد فتح مصر، وشهد صفّين مع معاوية. وله رواية عن عمرو بن العاص، وكان أعور أصيبت عينه يوم دنقلة سنة إحدى وثلاثين مع ابن أبي سرح. 2029 ز- حيوة بن جرول: أو جندل، بن الأحنف بن السّمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ، والدّرجاء. له إدراك، فروى ابن عساكر من طريق رجاء بن حيوة عن أبيه أنه دخل على معاذ بن جبل ومعه ابنه، فقال له: علّمه القرآن. وقد صحّ سماع رجاء من أبي الدّرداء، وتقدّم له ذكر في ترجمة امرئ القيس بن عابس.   (1) في أ: أبو غز المزني. (2) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 94 وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 2030 ز- حيوة بن مرثد: التّجيبي، ثم الأندائي «1» ، من ولد أندى بن عديّ بن تجيب، له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ولا أعلم له رواية. القسم الرابع من حرف الحاء من ذكر في الصحابة ولا صحبة له ولا إدراك، وبيان غلط من غلط فيه الحاء بعدها الألف 2031- حاتم، غير منسوب: اختلقه بعض الكذابين، فروى أبو إسحاق المستملي، وأبو موسى من طريقه أنه سمع نصر بن سفيان بن أحمد بن نصر يقول: سمعت حاتما يقول: اشتراني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بثمانية عشر دينارا، فأعتقني، فكنت معه أربعين سنة. قال المستملي: كان نصر يقول: إنه أتى عليه مائة وخمس وستون سنة. قلت: فعلى زعمه يكون حاتم المذكور عاش إلى رأس المائتين: وهذا هو المحال بعينه. 2032- حاتم بن عديّ «2» : أو عديّ بن حاتم الحمصي. تابعي، أرسل حديثا. ذكره عبدان في الصحابة، وأورد من طريق سالم بن غيلان، عن سالم بن أبي عثمان، عن حاتم بن عدي. أو عدي بن حاتم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. «لا تزال أمّتي بخير ما عجّلوا الفطر وأخروا السّحور» . هكذا أورده، وقد سقط منه اسم الصحابي، والحديث في مسند أحمد من هذا الوجه، عن حاتم بن عدي، عن أبي ذرّ، وبهذا ترجمه ابن أبي حاتم عن أبيه، فقال: يروي عن أبي ذرّ، روى عنه سليمان بن أبي عثمان. 2033- الحارث بن أوس «3» : بن النعمان الأنصاريّ. فرّق ابن مندة بينه وبين الحارث   (1) في ت الأندوني. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 95، الجرح والتعديل 3/ 150، 151، التاريخ الكبير 3/ 77، الثقات 4/ 178، المغني رقم 1215 لسان الميزان 2/ 146، الميزان 1/ 28، ثقات 6/ 237 تراجم الأخبار 3/ 304، تاريخ الثقات 4/ 178، تنقيع المقال 2026. (3) جامع الرواة 1/ 172، جامع الرجال 1/ 431، الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 95، الاستبصار 1/ 213 تهذيب الكمال 1/ 212، عنوان النجابة 1/ 58، تهذيب التهذيب 2/ 137، الكاشف 1/ 193، التاريخ الكبير 1/ 263، العقد الثمين 4/ 3، تاريخ الإسلام 3/ 58، تقريب التهذيب 1/ 139، بقي بن مخلد 143، الجرح والتعديل 3/ 312، الطبقات الكبرى 2/ 32، 3/ 31، 421، 6/ 378، أعيان الشيعة 373. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 ابن أوس بن معاذ بن النّعمان ابن أخي سعد بن معاذ، وهو هو: سقط ذكر معاذ من نسبه. 2034- الحارث بن بدل: ويقال الحارث بن سليم بن بدل، ويقال عبد اللَّه بن الحارث بن بدل. تابعي لا صحبة له جاءت عنه رواية موهومة، فذكره جماعة في الصحابة كالبغويّ، ومطيّن، والباوردي، وابن شاهين، فرووا من طريق معاذ، عن محمد بن عبد اللَّه الشّعيثي عن الحارث بن بدل، قال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين فانهزم أصحابه ... الحديث «1» . وهكذا رواه بكر بن بكّار، عن محمد بن عبد اللَّه، لكن قال: الحارث بن سليم بن بدل، وقال مرة: عبد اللَّه بن الحارث بن بدل. وقال الوليد بن مسلم عن الشعيثي عن الحارث بن بدل عن رجل من قومه، وتابعه صدقة بن خالد. وقال القاسم بن يزيد الجرمي عن الشعيثي عن الحارث بن بدل، عن سهيل الثقفي، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال البغويّ: وقد روى أنّ الحارث بن بدل رواه عن عمرو بن سفيان الثقفي، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن عبد البرّ: لا يصح الحديث لكثرة اضطراب الشعيثي فيه. وذكره البخاريّ وابن أبي حاتم في التّابعين. قال أبو حاتم: الحارث مجهول، والشعيثي لم يلق أحدا من الصحابة، قال ابن أبي حاتم: وخلط فيه بكر بن بكار. وذكره ابن سميع وأبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام. 2035- الحارث بن بلال المزني «2» : وقع ذكره في إسناد مقلوب. والصواب بلال بن الحارث.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 184 عن أبي عبد الرحمن الطهري. وقال رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات. (2) تقريب التهذيب 1/ 139، تهذيب التهذيب 2/ 137، تهذيب الكمال 1/ 212، الكاشف 1/ 193، الخلاصة 1/ 181، التحفة اللطيفة 1/ 441. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 روى البغويّ من طريق نعيم بن حماد، عن الدراوَرْديّ، عن ربيعة، عن بلال بن الحارث بن بلال، عن أبيه في فسخ الحج إلى العمرة، قال: ووهم فيه نعيم، إنما هو عن الدراوَرْديّ عن ربيعة، عن الحارث بن بلال، عن أبيه بلال بن الحارث. كذلك رواه جماعة عنه، وهو الصّواب. قلت: قد رواه الدارميّ في مسندة عن نعيم على الصّواب، فلعله حدّث به مرتين، أو الوهم من شيخ البغويّ، وهو في السنن الأربعة من حديث الدّراوردي على الصّواب. وروى أبو نعيم من طريق يعقوب بن الزهريّ، عن الدراوَرْديّ بهذا الإسناد حديثا آخر وهو مقلوب أيضا، وقد أخرجه الطّبراني من وجه آخر على الصواب. 2036 ز- الحارث بن ثولاء: بفتح المثلثة- استدركه ابن عبد البرّ على حاشية كتاب ابن السّكن، وهو وهم مروي» من طريق عبيد اللَّه بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبيد اللَّه بن المهاجر، عن الحارث بن ثولاء، قال: شهدت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين.. الحديث. قلت: الصواب الحارث بن بدل وقد تقدم شرح حاله في أول القسم، وكأن ابن عبد البرّ تنبّه لذلك فلم يذكره في الاستيعاب. 2037 ز- الحارث بن الحارث الشامي: أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة من رواية شريح بن عبيد عنه في الأمراء من قريش. ويقال: هو الغامديّ، كما تقدم في القسم الأول. 2038- الحارث بن الحكم السّلميّ: لقبه بعض الرواة أخرجه ابن مندة، وقال: الصّواب الحكم بن الحارث. قلت: وقد مضى على الصّواب. 2039- الحارث بن حكيم الضّبيّ «2» : ذكره ابن شاهين وأبو موسى من طريقه، وساق بإسناده عنه أنه كان اسمه عبد الحارث فسمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه قال ابن الأثير: لا معنى لذكره في الحارث. قلت: يعني أنه يذكر في عبد اللَّه، وينبّه عليه في عبد الحارث.   (1) في أفروى من طريق عبيد اللَّه. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 98، الجرح والتعديل 3/ 333. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 2040- الحارث بن رافع: بن مكيث الجهنيّ «1» . أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. وروى أبو موسى في «الذيل» من طريق بقية، عن عثمان بن زفر، عن محمد بن خالد بن رافع بن مكيت، عن عمه الحارث بن رافع- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم» . وهذا الحديث أخرجه أبو داود من حديث بقية، وبيّن أنه من رواية الحارث بن رافع، عن رافع، والحديث مشهور لرافع بن مكيث، وقد رواه معمر عن عثمان بن زفر، عن بعض بني رافع بن مكيث، وكان شهد الحديبيّة. وقد ذكر ابن حبّان في ثقات التّابعين الحارث بن رافع المذكور، وله رواية عن جابر أيضا. 2041- الحارث بن زياد الشاميّ «2» : ذكره البغويّ في الصّحابة، وأخرجه الحسن بن عرفة، عن قتيبة، عن اللّيث، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا لمعاوية، فقال: «اللَّهمّ علّمه الكتاب والحساب وقه العذاب» . وأخرجه ابن شاهين عن البغويّ كذلك، وهكذا سمعناه في جزء الحسن بن عرفة بعلوّ. قال ابن مندة: هذا وهم من قتيبة، أو من الحسن بن عرفة، ثم ساقه من طريق موسى بن هارون، عن قتيبة، لكن لم يقل فيه صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وكذا أخرجه الحسن بن سفيان، عن قتيبة، قال ابن مندة: ورواه آدم وأبو صالح وغيرهما عن الليث، عن معاوية، عن يونس، عن الحارث، عن أبي رهم، عن العرباض بن سارية، وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي، وابن وهب، وزيد بن الحباب، ومعن بن عيسى، في آخرين، عن معاوية.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، تقريب التهذيب 1/ 1400، الجرح والتعديل 3/ 342، خلاصة تذهيب 1/ 182، تهذيب التهذيب 1/ 147 الكاشف 1/ 194، التاريخ الكبير 1/ 269. (2) الثقات 3/ 75، 4/ 133. تجريد أسماء الصحابة 1/ 99، الكاشف 1/ 294، تقريب التهذيب 1/ 140، الجرح والتعديل 3/ 345، الطبقات 1/ 106، 136، خلاصة تذهيب 1/ 183، الاستبصار 1/ 289، التاريخ الكبير 2/ 259 در السحابة 761، جامع التحصيل 182، تنقيح المقال 2078 بقي بن مخلد 369، ذيل الكاشف 2112. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 قلت: وحديث ابن مهدي في صحيح ابن حبّان، وهو الصّواب. وقد ذكر ابن حبّان الحارث بن زياد في ثقات التابعين. 2042- الحارث بن سعد «1» : ذكره البغوي، وابن شاهين، وأخرجاه من طريق عثمان بن عمر، عن الزّهريّ، عن أبي خزامة الحارث بن سعد أنه قال: يا رسول اللَّه، أرأيت دواء نتداوى به «2» ... الحديث. قال ابن معين: أخطأ عثمان بن عمر فيه، وإنما هو عن الزهري، عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه. قلت: وهو الصّواب واسم والد أبي خزامة يعمر، كما سيأتي في التحتانية، ووقع لابن شاهين فيه وهم آخر ذكرته فيمن اسمه سعد من حرف السّين. 2043- الحارث بن سويد: التيمي، أبو عائشة الكوفي. ذكره ابن مندة في الصّحابة، وأورد من طريق حميد الأعرج، عن مجاهد، عن الحارث بن سويد، وكان مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مسلما ولحق بقومه مرتدا ثم أسلم، كذا أورده، وهذا الحديث للحارث بن سويد الأنصاري. وقد تقدم على الصّواب. 2044 ز - الحارث بن ضرار: الخزاعي «3» . كذا وقع عند الطبراني. والصواب ابن أبي ضرار. 2045- الحارث بن ضرار: ويقال ابن أبي ضرار الخزاعي. فرّق ابن عبد البر بينه وبين والد جويرية. وجزم ابن فتحون وغيره بأن والد جويرية غير صاحب القصة والحديث، ولم يصنعوا شيئا. والصواب أنه شخص واحد. 2046- الحارث بن عاصم: ذكر النووي في الأذكار عند ذكر حديث أبي مالك الأشعري: «الطّهور شطر الإيمان» - أن اسمه الحارث بن عاصم، وهذا وهم، وإنما هو كعب بن عاصم، أو الحارث بن الحارث.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 10، التحفة اللطيفة 1/ 444. (2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 349 عن ابن شهاب. أن أبا خزامة حدثه أن أباه حدثه ... الحديث. (3) الثقات 3/ 76، تجريد أسماء الصحابة 1/ 102، الجرح والتعديل 3/ 360، الوافي بالوفيات 1/ 370، العقد الثمين 4/ 19، التاريخ الصغير 1/ 91، التاريخ الكبير 2/ 261، تعجيل المنفعة 76 تنقيح المقال 1202، الأعلمي 15/ 198، ذيل الكاشف 212. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 2047- الحارث بن عبد اللَّه البجلي: أورده أبو موسى [في الذيل، وساق] «1» من طريق عبدان بإسناده عن معبد بن خالد الجهنيّ، قال: بعثني الضحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد اللَّه.. فذكر قصّة توجّهه إلى اليمن. وقد تقدمت القصة في ترجمة الحارث بن عبد اللَّه، فذكر قصة الجهنيّ، وأخرجه ابن مندة على الصّواب، فلا وجه لاستدراكه. 2048- الحارث بن عبد اللَّه: بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي. أرسل حديثا. وذكره البغويّ، وأخرج من طريق عبد الكريم أبي أمية عنه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أتي بسارق فقيل: يا رسول اللَّه، إنه لناس من الأنصار ما لهم غيره؟ فتركه «2» - الحديث. قال البغويّ: ذكره هارون الحمال في الصحابة، ولا أعرف له صحبة. قلت: ما له رؤية، لأن أباه ولد بأرض الحبشة. وقال ابن أبي حاتم: حديثه مرسل، وهو المعروف بالقباع- بضم القاف وتخفيف الموحدة- استعمله ابن الزبير على البصرة. وأخرج له مسلم من طريق ابن جريج عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير عنه عن عائشة حديثا في قصة بناء الكعبة. وذكره البخاريّ وابن سعد وابن حبان في التابعين. وأخرج الحاكم في كتاب الجهاد من المستدرك من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن ابن جريج. عن عبد اللَّه بن أمية، عنه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مر في بعض مغازيه بناس من مزينة فتبعه عبد امرأة منهم ... الحديث- في أمره العبد باستئذان سيّدته، قال: صحيح الإسناد، وخفي عليه أنّ الحارث لا صحبة له. وأخرجه البيهقيّ عن الحاكم ولم ينبّه على إرساله. 2049 ز- الحارث بن عبد المطلب «3» : ذكره ابن أبي حاتم فيمن اسم أبيه على حرف   (1) سقط في أ. (2) أخرجه أبو داود 2/ 547 عن جابر بن عبد اللَّه ولفظه جيء بسارق إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال اقتلوه فقالوا يا رسول اللَّه إنما سرق فقال اقطعوه قال فقطع ... الحديث. أبو داود 2/ 547، في كتاب الحدود باب في السارق يسرق مرارا حديث رقم 4410. (3) الأعلمي 15/ 205، تعجيل المنفعة 54، الجرح والتعديل 3/ 369 التاريخ الكبير 2/ 273، الطبقات الكبرى 1/ 83، 88، 92، 99. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 العين، فقال: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، واستعمله على بعض أعمال مكّة، وولاه أبو بكر وعمر وعثمان مكّة، ثم انتقل إلى البصرة. قلت: وقد وهم فيه وهما شنيعا، فإن هذه الترجمة لحفيده الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، وأما الحارث بن عبد المطلب فمات في الجاهليّة. 2050- الحارث بن عتبة: ذكره ابن قانع، وأخرج له من طريق سويد بن سعيد، عن إسحاق بن أبي فروة، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع عنه، سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا هجرة بعد الفتح» ... الحديث. وتبعه ابن فتحون، وهو غلط نشأ عن تصحيف: والصّواب الحارث بن غزيّة- بفتح المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتانية وقد أخرجه ابن قانع بعد ذلك من رواية يحيى بن حمزة عن إسحاق على الصّواب وسياق المتن أتمّ من سياق سويد. 2051- الحارث بن عتيق بن قيس الأنصاريّ: ذكره ابن شاهين، وقال: شهد أحدا هو وأبوه وعمه. قلت: الصواب الحارث بن عتيك- بالكاف لا بالقاف. وقد مضى على الصواب. 2052- الحارث بن قيس بن حصن: بن حذيفة بن بدر الفزاري. ذكره العسكري، وقال: كان في وفد بني فزارة، قال: وروى عن ابن عبّاس أنه نزل على عمّه عيينة بن حصن، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر. قلت: هذه القصّة في الصّحيحين للحرّ بن قيس- بضم المهملة وتشديد الراء، لكن فيها أن عيينة هو الّذي نزل على ابن أخيه الحر، وهو الصّواب. وقد تقدم في ترجمة الحر بن قيس سياق الرواية وقدومه في وفد بني فزارة. 2053- الحارث بن كعب جاهليّ: ذكره عبدان، وقال: سمعت أحمد بن سيار يقول: هو جاهليّ. حكى عن نفسه أنه عاش مائة وستين سنة، وذكر أنه أوصى بنيه خصالا حسنة تدلّ على أنه كان مسلما. قلت: لا يلزم من ذلك صحبته، لأنه إن كان قبل البعثة فلا صحبة له، وإن كان بعدها فليذكر في المخضرمين. 2054- الحارث بن مخلّد الأنصاريّ: الزّرقي. تابعي أرسل حديثا، فذكره ابن شاهين في الصّحابة، وروى من طريق سهيل بن أبي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 صالح، عن أبيه، عن الحارث بن مخلّد، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من أتى النّساء في أدبارهنّ لم ينظر اللَّه إليه» «1» . وهذا الحديث قد أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من طرق عن سهيل. عن الحارث ابن مخلّد، عن أبي هريرة. والحديث معروف لأبي هريرة، والحارث معروف بصحبة أبي هريرة. وقد ذكره في التّابعين البخاريّ وابن حبّان وغيرهما. وقال البزار: ما هو بالمشهور. وروى عبدان من طريق سعيد بن سمعان أنه سمع أبا هريرة يقول للحارث بن مخلّد: يا حارث، إن استطعت أن تموت فمت، فذكر قصة، فذكره لأجل هذا في الصحابة، وليس فيما أورده دلالة على صحبته أصلا. 2055- الحارث بن وهب: ذكره الطبرانيّ، وأورد من طريق أشعث، عن أبي إسحاق، عن الحارث بن وهب، أو وهب بن الحارث، قال: صليت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بمكّة وبمنى ركعتين. الحديث. وهذا لم يحفظ أشعث اسمه. وإنما هو حارثة بن وهب، وكذلك هو في الصحيح من طرق عن ابن أبي إسحاق. 2056- الحارث بن وهب آخر: تابعي معروف بالرواية عن الصّنابحي. أرسل حديثا فذكره الطبرانيّ في الصحابة، وأخرج له حديثا رواه غيره من طريقه عن الصّنابحي، وهو الصّواب. 2057- حارثة بن حرام: ذكره عبدان، واستدركه أبو موسى، وروى من طريقه بسنده أنه لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وأهدى له هديّة من صيد فقبلها ... الحديث. والصّواب حازم بن حرام، وقد ذكر ابن مندة على الصواب هذه القصة بعينها، ولا ينبغي أن يستدرك عليه بالوهم. 2058- حارثة بن ظفر: ذكره ابن شاهين في هذا الحرف. وتبعه أبو موسى: وقد ذكره غيرهما في حرف الجيم على الصّواب. 2059- حارثة بن عمرو بن المؤمل: يأتي في الجيم من النساء.   (1) أورده المنذري في الترغيب 3/ 290. والهيثمي في الزوائد 4/ 302 عن أبي هريرة قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من أتى النساء في أعجازهن فقد كفر. قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 2060 ز- حارثة بن مالك بن غضب: بن جشم بن الخزرج ثم من بني [مخلد بن] عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ. ذكره الواقديّ فيمن شهد بدرا، هكذا قال ابن عبد البرّ. وقال الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي عبد اللَّه حارثة بن النعمان: شهد بدرا من الأنصار ممن يسمى حارثة ثلاثة: حارثة بن سراقة واستشهد فيها. وحارثة بن النعمان وعاش إلى خلافة معاوية، وحارثة بن مالك بن غضب. ثم ساق بسنده إلى الواقديّ فيمن استشهد ببدر من بني زريق بن عامر بن عبد حارثة ابن مالك بن غضب بن جشم من الخزرج، ثم من بني مخلد بن عامر بن زريق. هذا آخر الكلام أبي أحمد، وهو أوّل واهم فيه، فإنه نقل بعض كلام الواقديّ وحذف بعضا، وظن أن النّسب انتهى إلى قوله عبد، وأن المختبر عنه بشهوده بدرا هو حارثة، وليس كذلك، فإن عبد حارثة بن مالك جدّ عليّ الّذي شهد بدرا، واسمه هكذا مركب من ركنين عبد وحارثة، وقد وقع نحو هذا الوهم لابن مندة، فقال حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاريّ، من بني بياضة شهد العقبة، قاله أبو الأسود عن عروة، ثم قال بعد تراجم: حارثة بن مالك الأنصاري: من بني حبيب بن عبد، شهد بدرا، قاله ابن إسحاق. ثم ساق بسنده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك. انتهى. وقد وقع في نحو مما وقع فيه الحاكم، فإنه ظنّ أن حارثة هو المخبر عنه بشهوده بدرا، وليس كذلك. والّذي في كتاب ابن إسحاق في تسمية من استشهد من المسلمين من الأنصار ببدر من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم رافع بن المعلى، فقوله: رافع بن المعلى هو المخبر عنه، وهو من ذرية حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب، وعبد حارثة اسم مركب كما تقدم، وما نسبه إلى أبي الأسود عن عروة القول فيه كالقول فيما نسبه لابن إسحاق. وتردّد ابن مندة بأن جعله اثنين، وهو واحد على تقدير أنه يكون قد سلم الخطأ فيه. وقد بالغ الدمياطيّ في الإنكار على ابن عبد البرّ فيما نقله عن الواقديّ من جعله حارثة بن مالك بن غضب شهد بدرا، وقال: هو عبد حارثة، وهو من أجداد من صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبينهم وبينه عدّة آباء. انتهى. وقد نبه على وهم ابن مندة فيه أبو نعيم، وزعم أن ابن لهيعة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 أول واهم فيه، ونقل ابن الأثير، عن ابن عبد البرّ أن الواقدي وهم فيه أيضا. قال ابن الأثير: وليس ذلك في المغازي للواقديّ، فكأنه إنما ذكره في الأنساب. ومما وقع لابن عبد البرّ فيه من الوهم أنه ساق نسبه إلى الخزرج، ثم قال من بني مخلد، ومخلّد هو ابن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج كما تقدم، فكيف يكون الجدّ الأعلى من أولاد بنيه؟ واللَّه الموفق. الحاء بعدها الباء 2061- حباب، أبو عقيل: كذا وقع عند الطبرانيّ: والصّواب حبحاب. وقد تقدم على الصّواب في القسم الأول. 2062- حبّان بن زيد: أبو خداش. يأتي في الكنى. 2063- حبة بن حابس التميمي. ذكره ابن أبي عاصم. وأورد له من طريق يحيى بن أبي كثير: حدثني حبّة بن حابس، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا شيء في الهامّ، والعين حقّ» . وهو خطأ في موضعين: أحدهما أنه حية- بتحتانية مثناة من تحت لا بموحدة، والثاني أنه روى الحديث المذكور عن أبيه، كذلك أخرجه أحمد والترمذي وابن خزيمة، من طرق عن يحيى بن أبي كثير، وهو الصّواب. 2064- حبّة بن مسلم «1» : ذكره عبدان في الصّحابة، وهو تابعي أرسل حديثا أخرجه عبدان من طريق عبد المجيد بن أبي روّاد. وذكره عبد الملك بن حبيب كلاهما عن أسد بن موسى، عن ابن جريج، حدث «2» عن حبة بن مسلم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ملعون من لعب بالشّطرنج» . أخرجه ابن حزم، وقال: حبة مجهول، والإسناد منقطع. وقال ابن القطان: حبة مجهول. قال: وقيل إنه حبة بن سلمة أخو شقيق بن سلمة، وهو لا يعرف أيضا. 2065- حبيب بن إساف الأنصاريّ الخزرجيّ ذكره الطّبرانيّ وابن عبد البرّ. في حرف الحاء المهملة، وهو تصحيف، وإنما هو خبيب- بالخاء المعجمة مصغرا، وذكره في المهملة عبدان أيضا، فقال: حبيب بن إساف رجل من أهل بدر قديم.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 116. (2) في أحديث عن حبة بن مسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 2066- حبيب بن تيم: قتل بأحد، قاله ابن أبي حاتم، وكذا أورده الذّهبيّ مستدركا على من تقدمه، ولا وجه لاستدراكه، لأنه حبيب بن زيد بن تيم، نسبه بعضهم لجده، وقد ذكر على الصّواب في مكانه. 2067- حبيب بن حماز الأسدي «1» . تابعي أرسل حديثا. فذكره كذلك عبدان، وقال: هو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهد معه السفر. ثم ساق من طريق زائدة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن حبيب بن حماز، قال: كنا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في سفر فتعجّل ناس ... الحديث. ورواه غير زائدة عن الأعمش بهذا الإسناد فقال: عن حبيب عن أبي ذرّ، قال: كنّا ... فذكره. وقد ذكر حبيبا في التابعين البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبان والدارقطنيّ وآخرون. 2068- حبيب بن شريح: غلط فيه الصغاني المتأخر، وإنما هو حبيش بن شريح، وسيأتي. 2069- حبيب العنزيّ: والد طلق العابد البصريّ، ذكره عبدان في الصّحابة، وبيّن أنه وهم، فأخرج من رواية يونس بن حباب، عن طلق بن حبيب، عن أبيه- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وبه الأسر فأمره أن يقول: «ربّنا اللَّه الّذي في السّماء ... » الحديث. وقال: والصحيح ما رواه شعبة عن يونس، عن طلق، عن رجل من أهل الشام عن أبيه. 2070- حبيب الفهري «2» : أفرده بعضهم عن حبيب بن مسلمة الفهري، وهو هو: فروى البغوي من طريق داود العطار عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة، عن حبيب الفهري أنه جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأدركه أبوه، فقال: يا نبيّ اللَّه، إنّ ابني يدي ورجلي. فقال: ارجع معه، فإنه يوشك أن يهلك، قال: فهلك في تلك السنة «3» . قال البغويّ: هو عندي غير حبيب بن مسلمة. وقال ابن مندة: أخرجه البغويّ وأراه وهما، وأخرجه أبو نعيم من طريقين، عن ابن جريج، فقال فيه: إن حبيب بن مسلمة قدم   (1) الثقات 3/ 81، الجرح والتعديل 3/ 461، تجريد أسماء الصحابة 1/ 117، الطبقات الكبرى 6/ 132، 9/ 45، التاريخ الكبير 2/ 315. (2) أسد الغابة ت [1064] . (3) أخرجه ابن سعد 7/ 130 وابن عساكر كما في التهذيب 4/ 38. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 وإن أباه أدركه. فذكره مطوّلا، فظهر أنه هو. واللَّه أعلم. 2071- حبيب بن مخنف الغامديّ «1» : روى حديثه ابن جريج، عن عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، قال: انتهيت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم عرفة وهو يقول: «هل تعرفونها..» الحديث. قال ابن مندة: ويقال إنه وهم. وقال أبو نعيم: إنه وهم، وإنما هو عن حبيب بن مخنف عن أبيه، قال: وكان عبد الرزّاق يرويه مرة مجرّدا ومرة لا يقول عن أبيه. وقال ابن عبد البر: حبيب بن مخنف العمري، كذا قال، روى حديثه عبد الكريم بن أبي المخارق، ولا يصحّ إلا أن عبد الرزاق قال: لا أدري عن أبيه أم لا. قلت: فهذا وجه ثالث عن عبد الرزاق. قال: وروى عن ابن عون، عن أبي رملة، عن مخنف بن سليم. [قلت: هذه هي الرواية المشهورة أخرجها أحمد وأصحاب السّنن الأربعة رواية من قال: عن حبيب بن مخنف، عن أبيه. وقد تقدم في الأول على الاحتمال البعيد. قال البغويّ: عبد الكريم شيخ ابن جريج فيه هو ابن أبي المخارق، وأبو أمية المعلم البصري وفي حديثه لين] «2» . 2072- حبيب بن أبي مرضية: ذكره عبدان، وقال: لا يعرف له صحبة، إلا أن هذا الحديث روي عنه هكذا: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نزل منزلا وبيتا فقال له حبيب: إن رأيت أن نتحوّل. 2073- حبيش بن حذافة: روى عن معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه- أن حفصة تأيّمت من حبيش بن حذافة السهميّ.. الحديث. قال الحميديّ: ذكره معمر بالمهملة والموحدة ثم المعجمة، والصّواب بالمعجمة والنون ثم المهملة. قلت: وهو في الصّحيحين كذلك، وهو الصّواب. 2074- حبيش بن شريح الحبشي «3» : أبو حفصة.   (1) ذيل الكاشف 239، تجريد أسماء الصحابة 1/ 119، الجرح والتعديل 3/ 498. (2) بدل ما في القوسين في أ: قلت: فهو يقوي رواية من قال عن حبيب بن مخنف عن أبيه. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 121، الكاشف 1/ 205، خلاصة تذهيب 1/ 195، تهذيب الكمال 1/ 231، تهذيب التهذيب 2/ 194، تقريب التهذيب 1/ 152، التاريخ الكبير 3/ 123. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 قال ابن مندة: ذكره إسحاق بن سويد الرمليّ في الصّحابة، وذكره موسى بن سهل في التابعين، ثم ساق من طريق إسحاق بن سويد بسند له إلى حسان بن أبي معن، عن أبي حفصة الحبشي، واسمه حبيش، قال: اجتمعت أنا وثلاثون رجلا من الصّحابة فأذنوا وأقاموا الصّلاة وصلّيت بهم ... الحديث. انتهى. ليس في هذا ما يقتضي صحبته، وقد ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهم في التابعين، وهو معروف يروي عن عبادة بن الصّامت، وذكره الصّغانيّ في المختلف فيهم، لكنه قال: حبيب بن شريح، وهو وهم. 2075- حبيش بن حباشة بن أوس بن بلال الأسدي، والد زرّ. ذكره أبو القاسم بن أبي عبد اللَّه بن مندة في كتاب المستخرج للتذكرة في جملة من روى من الصّحابة حديث ليلة القدر، ووهم في ذلك وهما نشأ عن تحريف، وذلك أن الحديث وقع له من طريق زرّ بن حبيش. قال: حدّثني أبيّ، وهو بضم الهمزة وفتح الموحدة وتشديد الياء، وهو أبيّ بن كعب، فقرأه أبو القاسم أبي- بفتح الهمزة وكسر الموحدة بغير تشديد، وهو خطأ ظاهر. وقد تقدم ذكر حبيش الأسدي في القسم الأول، وأظنه غير هذا. الحاء بعدها الجيم 2076- الحجاج بن الحجاج الأسلميّ «1» : قال ابن حبّان: من زعم أن له صحبة فقد وهم. قلت: ذكره البخاريّ وغيره في التّابعين. 2077- الحجاج بن عمرو الأسلمي «2» : روى عنه عروة، وذكره ابن سعد. هكذا أورده الذهبيّ في التجريد مستدركا على من تقدمه، ولا وجه لاستدراكه، فإنّهم ذكروه في الحجاج بن مالك بن عويمر الأسلميّ، وهذا هو الباب الصّواب في اسم أبيه. 2078- الحجاج بن قيس: بن عديّ السهميّ «3» . فرق ابن مندة بينه وبين الحجاج بن الحارث بن قيس، وهو هو، سقط ذكر أبيه من بعض الروايات، ونبّه عليه ابن الأثير.   (1) ذيل الكاشف 244. (2) الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 238، الاستيعاب ت [503] . (3) أسد الغابة ت [1086] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 2079- الحجاج بن مسعود «1» : ذكره ابن مندة، وأورد له من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن حجاج بن حجاج الأسلمي، عن أبيه، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، أحسبه حجاج بن مسعود. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إذا اشتدّ الحرّ فأبردوا بالصّلاة، فإنّ الحر من فيح جهنّم» . كذا أورده. وقد أخرجه أبو داود الطيالسيّ في مسندة بهذا الإسناد، لكن قال في سياقه يحسبه حجاج بن مسعود، وهذا هو الصّواب، وفاعل يحسبه هو حجاج الأسلمي، وابن منصوب على المفعولية، والمراد بابن مسعود عبد اللَّه، وحجاج بن مسعود لا وجود له في الخارج. وقد أخرج الحديث أحمد، عن غندر، عن شعبة: سمعت الحجاج بن الحجاج، وكان إمامهم، يحدث عن أبيه، وكان حجّ مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال حجاج. أراه عبد اللَّه بن مسعود، وكذلك أخرجه أبو نعيم من طرق القواريري عن غندر وهو الصّواب. 2080- حجاج: والد قابوس «2» . ذكره ابن قانع فغلط فيه، وإنما هو كنية قابوس، ووالد قابوس اسمه مخارق، وأخرج ابن قانع من طريق سماك بن حرب، عن قابوس بن الحجاج، عن أبيه- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أرأيت رجلا يأخذ مالي ما تأمرني؟ الحديث. فوقع عنده تصحيف. والصّواب عن قابوس أبي الحجاج. 2081- حجر بن ربيعة بن وائل «3» : ذكره ابن عبد البرّ، وتعلق برواية الحجاج بن أرطاة عن عبد الجبار بن وائل، بن حجر عن أبيه عن جده- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يسجد على جبهته وأنفه. وأخرجه مسدّد في «مسندة» من هذا الوجه، قال أبو عمر: إن لم يكن قوله عن جده وهما فحجر من الصحابة. قلت: ويحتمل أن يكون كان في الأصل عن ابن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عن جدّه. واللَّه أعلم.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 122، أسد الغابة ت [1088] . (2) أسد الغابة ت [1085] . (3) أسد الغابة ت [1090] ، الاستيعاب ت [504] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 2082- حجر العدوي «1» : ذكره أبو موسى في الذيل، وأخرج من طريق الترمذيّ بسنده عن الحكم بن جحل عن حجر العدويّ- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لعمر: «قد أخذنا زكاة العبّاس» «2» . قلت: وهم أبو موسى فيه، وكأنه سقط من نسخته عن علي، فظن حجرا صحابيّا، وإنما هو الترمذيّ عن حجر العدويّ، عن علي. وفي الإسناد مع ذلك علّة غير هذه. واللَّه أعلم. 2083- حجر المدري «3» : أرسل حديثا فأخرجه بقيّ بن مخلد في الصّحابة، وهو وهم، فإنه معروف. روى عن علي وزيد بن ثابت وغيرهما. قال العجليّ: تابعيّ ثقة من خيار التّابعين. الحاء بعدها الذال 2084- حذيم، جدّ حنظلة: أتى «4» النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، يكنى أبا حذيم، له ولأبيه صحبة أخرجه ابن مندة، وفرّق بينه وبين حذيم بن حنيفة. وقال ابن الأثير: لما رأى ابن مندة الاختلاف في التأخير والتقديم في نسبه ظنه اثنين. قلت: لم أر ذلك في كتاب ابن مندة، وكذا صنع أبو نعيم تبعا له، والواهم فيه ابن الأثير، ويدلّ عليه قوله: يكنى أبا حذيم، فإنّ هذا لم يقله ابن مندة إلا في ابن حنيفة، ولو كان كما قال ابن الأثير لكان اسمه وكنيته واحدا. وقال الذّهبيّ في التجريد: حذيم له فيما قيل ولأبيه ولابنه وابن ابنه صحبة. كذا قال، وهو غلط على غلط، لأنه بني على أنه والد حنيفة لما رأى ابن الأثير قال: إنه جد حنظلة، وليس كذلك، وحنيفة تقدم أنّ اسم أبيه جبير وقيل بجير، وفي سياق حديثه ما يبين الصّواب في ذلك. واللَّه أعلم.   (1) تجريد أسماء الصحبة 1/ 123، تقريب التهذيب 2/ 155، خلاصة تذهيب 1/ 200، تهذيب الكمال 1/ 237، تهذيب التهذيب 2/ 215، المحن 116- 117- 118- 119، الكاشف 1/ 209، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 576 الطبقات الكبرى 6/ 217، تاريخ جرجان 215، أسد الغابة ت [1092] . (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16905. وعزاه للترمذي وسعيد بن منصور. (3) طبقات ابن سعد 5/ 536، طبقات خليفة 287، العلل لأحمد 1/ 92. التاريخ الكبير 3/ 73، تاريخ الثقات للعجلي 110، الثقات 4/ 177، المعرفة والتاريخ 2/ 146، الجرح والتعديل 3/ 267، تهذيب الكمال 5/ 475، الكاشف 1/ 150، تهذيب التهذيب 2/ 215، تقريب التهذيب 1/ 155، خلاصة تذهيب التهذيب 73. (4) في أ: رأى النبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 الحاء بعدها الراء والزاي 2085- حراش بن أمية الكعبيّ «1» : ذكره أبو موسى في الذيل. وقال: ذكره ابن طرخان في الحاء المهملة. قلت: وهو تصحيف، وإنما هو بالخاء المعجمة. وقد ذكره ابن مندة على الصّواب فلا يستدرك. 2086- حرام بن معاوية الأنصاريّ «2» : وقيل العبسيّ، نزيل دمشق، أرسل حديثا فذكره عبدان في الصحابة. قال ابن أبي حاتم والبخاريّ والدارقطنيّ وابن حبّان: أحاديثه مراسيل، يروي عنه زيد بن رفيع. وزعم الخطيب أنّ حرام بن معاوية هذا هو حرام بن حكيم الّذي روى عن عمه عبد اللَّه بن سعد، وأخرج حديثه أصحاب السنن. وقد فرق بينهما البخاريّ والدارقطنيّ والعسكريّ وغيرهم، وعلى كل حال فهو تابعيّ. واللَّه أعلم. 2087- حرب بن أبي حرب الثقفي «3» : قيل اسم أبيه هلال. تابعيّ أرسل حديثا، فذكره عبدان في الصحابة، وأخرج له من طريق عطاء بن السائب، عنه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: ليس على المسلمين عشور» ... الحديث. وقد رواه الثّوريّ عن عطاء المذكور، فقال: عن حرب، عن خاله رجل من بني بكر بن وائل وقال جرير: عن عطاء، عن حرب، عن أبي أمية من بني ثعلبة. قلت: وبنو ثعلبة من بكر بن وائل. واللَّه أعلم.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 125، أسد الغابة ت [1120] . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، الجرح والتعديل 3/ 1259، خلاصة تذهيب 1/ 157، 201، تهذيب الكمال 241، تهذيب التهذيب 2/ 222 التاريخ الكبير 33/ 102، أسد الغابة ت [1123] . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 126، التاريخ الكبير 3/ 60. (4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 28، كتاب الزكاة باب ما جاء ليس على المسلمين جزية (11) حديث رقم 634. وأحمد في المسند 3/ 474 عن رجل من بني تغلب. وابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 39. وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 197. والبخاري في التاريخ الكبير 3/ 60، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 119، 211، وابن عدي في الكامل 3/ 916، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 153. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 2088- حرب السلمي: يأتي في حريث. 2089 ز- الحرّ الخثعميّ: تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة. أخرجه البلاذريّ من طريق عبد الملك بن وهب عن الحرّ الخثعميّ- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما خرج مهاجرا مرّ بامرأة يقال لها عاتكة بنت خالد، وهي أم معبد فذكر حديثها. 2090- حريث بن شيبان «1» ، والد بكر بن وائل. ذكره عبدان هكذا، واستدركه أبو موسى، وإنما هو حريث بن حسان كما تقدم على الصّواب. وبذلك ذكره ابن مندة، فلا وجه لاستدراكه. 2091 ز- حريث، أبو فروة السلميّ: ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصّحابة فصحّف اسمه وكنيته جميعا، وهو حدير أبو فروة، كما تقدم على الصّواب، وقرأته بخط مغلطاي حرب- بسكون الراء بعدها موحدة، وهو تصحيف أيضا. 2092- حريش «2» : بفتح أوله وآخره معجمة- ابن هلال التميمي القريعي. استدركه ابن الأثير، واستند إلى ما أنشد له أبو تمام في الحماسة من أبيات: شهدن مع النّبيّ مسوّمات ... حنينا وهي دامية الحوامي «3» «4» [الوافر] قلت: ولا دلالة فيها على صحبته. وقد تقدم في ترجمة الجحاف السلميّ أنها له، وأنه لا دلالة فيها أيضا على صحبته، وإنما قالها مفتخرا بقومه. وقد تقدم في القسم الأول ذكر الحريش التميمي، وأظنه غير هذا، لأن ذلك عنبري وهذا قريعي، وإن كانا جميعا تميميين. وهذه الأبيات عزاها أبو الحجاج الأعلم في شرح الحماسة لخفاف بن ندبة. ويروي أيضا للعباس بن مرداس. 2093 - حزام بن خويلد «5» بن أسد: بن عبد العزى، أخو خديجة أم المؤمنين، ووالد حكيم. ذكره ابن الأثير في الصّحابة. وقد تقدم القول فيه في الأول. [فوهم ومستنده ما   (1) أسد الغابة ت [1140] . (2) أسد الغابة ت [1146] . (3) في أدامية الحوافي. (4) ينظر البيت في أسد الغابة ت رقم (1146) وينظر شرح ديوان الحماسة للتبريزي 14/ 134، 135 (5) أسد الغابة ت [1148] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 أخرجه أبو موسى من طريق هارون بن سليمان عن حكيم بن حزام عن أبيه قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن صوم الدهر- الحديث. قال أبو موسى: والصواب عن هارون عن مسلم بن عبيد اللَّه عن أبيه قلت: وهو محتمل فظن ابن الأثير أن حكيم بن حزام المذكور هو الأسدي فترجم لأبيه فوهم وهما شنيعا] «1» . الحاء بعدها السين 2094 ز- حسّان بن أبي سنان البصري «2» : أحد زهّاد التابعين. مشهور. أرسل حديثا فذكره علي بن سعيد العسكريّ في الصحابة، وأخرج من طريق أبي عاصم الحنظليّ عن حسان بن أبي سنان، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «طالب العلم بين الجهال كالحيّ بين الأموات» «3» . وقد ذكره ابن حبّان في «الثّقات» ، وقال: يروي الحكايات، ولا أعرف له حديثا مسندا. قلت: أدركه جعفر بن سليمان الضبعي، وهو من صغار أتباع التابعين. 2095- حسان بن عبد الرحمن الضبعي «4» : تابعي. أرسل حديثا فذكره العسكريّ «5» في الصّحابة، وأخرج من طريق همام عن قتادة عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لو اغتسلتم من المذي لكان أشدّ عليكم من الحيض» . قال البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبّان حديثه مرسل. 2096- حسان بن قيس: بن قيس. زعم ابن قانع أنه اسم أبي مسعود التميمي. وقد بينت خطأه في ذلك في الكنى.   (1) سقط في ح. (2) تقريب التهذيب 1/ 161، الجرح والتعديل 3/ 1046، خلاصة تذهيب 1/ 206، تهذيب الكمال 1/ 249، حلية الأولياء 3/ 114، تهذيب التهذيب 2/ 249، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 579، التاريخ الكبير 3/ 35، تاريخ بغداد 8/ 258، أسد الغابة ت [1157] . (3) أخرجه الديلميّ عن حسان بن أبي جابر وعزاه السيوطي في الجامع الصغير للعسكريّ في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن حسان بن أبي سنان مرسل كشف الخفا 2/ 55، (4) أسد الغابة ت [1159] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 130، ذكر أخبار أصبهان 286، التاريخ الكبير 3/ 31. (5) في أ: فروى العسكري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 2097 ز- حسان بن هلال الأسلمي: له صحبة، ذكر ذلك عبد الغني في الكمال، وهو تصحيف نبّه عليه المزّي، وقال: الصّواب ابن بلال- بموحدة عوض الهاء، وليس هو أسلميا] «1» . 2098 ز- حسان بن وبرة: تقدم على الصّواب في القسم الثاني في حيّان بالتحتانية. 2099- حسحاس: بمهملات، غير منسوب «2» . ذكره أبو موسى في الذيل بعد ترجمة حسحاس بن بكر، ثم ساق له حديث: «من لقي اللَّه بخمس عوفي من النّار ... » الحديث. وقد ذكره ابن ماكولا في ترجمة حسحاس بن بكر، وكذلك ابن أبي حاتم، فهو واحد. 2100- حسل بن نويرة الأشجعي «3» : ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقال: كان دليل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى خيبر واستدركه أبو موسى فوهم، لأنّ ابن مندة قد ذكره في حسيل بن خارجة، وقد قيل فيه حسيل بن نويرة فهو واحد. 2101- حسين بن ربيعة الأحمسي «4» : أبو أرطاة، رسول جرير بن عبد اللَّه البجلي، كذا وقع في مسند أبي عمر العدني، والصّواب حصين- بالصّاد المهملة بدل السّين، كما ثبت في مسلم. 2102- حسين بن السائب «5» : بن أبي لبابة الأنصاريّ. من صغار التابعين، أرسل حديثا فذكره الحسن بن سفيان وغيره في الصحابة. قال ابن مندة بعد أن أخرج له، من طريق رفاعة بن الحجاج، عن أبيه، عن الحسين بن السّائب: لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لمن معه: «كيف تقاتلون» ؟ فقام عاصم بن ثابت ... فذكر الحديث. والحسين هذا هو ابن السّائب بن أبي لبابة، ولا يعرف له رؤية، يعني فضلا عن الصّحبة.   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت [1162] ، الاستيعاب ت [607] . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 130. الطبقات الكبرى 4/ 280، أسد الغابة ت [1168] ، الاستيعاب ت [529] . (4) أسد الغابة ت [1170] . (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، خلاصة تذهيب 1/ 226، تهذيب الكمال 1/ 284. تقريب التهذيب 1/ 176، الجرح والتعديل 3/ 239. التحفة اللطيفة 1/ 506، تهذيب التهذيب 2/ 239، أسد الغابة ت [1171] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 قلت: ولا لأبيه السّائب، وإنما قيل له رؤية. وذكره ابن حبّان في الثقات. الحاء بعدها الصاد والطاء 2103- حصيب: بموحدة مصغّرا «1» ، ذكره أبو عمر في الأفراد من الحاء المهملة، فقال: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «كان اللَّه ولا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذّكر كلّ شيء، ثمّ خلق سبع سماوات. ثمّ أتاني آت فقال: إنّ ناقتك قد انحلّت فخرجت والسّراب دونها، ووددت أنّي كنت تركتها ... وسمعت باقي كلامه» «2» . ثم قال: لا أعرفه بغير هذا، ولم أقف له على نسب. وتعقّبه ابن فتحون فقال: قال الغسّاني: لا أعرف حصيبا هذا بالموحدة، والحديث معروف لعمران بن حصين، وهو يروي عن أبيه، فأرى أن بعض الرواة تصحّف له حصين بحصيب. قلت: لكن ليس في شيء من طرق عمران أنه روى هذا الحديث عن أبيه، فصار فيه تصحيف وزيادة لا أصل لها. وتعقّبه أيضا ابن الأثير، فقال: هذا وهم من أبي عمر، فإن الحديث أخرجه البخاريّ في صحيحه عن عمران، قال: أتيت ... وساق الحديث، ثم قال: ولعل بعض الرواة صحّف حصينا بحصيب. انتهى. وأغفل التنبيه على قوله عن أبيه، والحديث أيضا عند أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم عن عمران ليس فيه عن أبيه. 2104 ز- حصين بن محمد السالمي. روى حديثا مرسلا، فذكره بعضهم في الصّحابة. وروى عنه الزهريّ. وذكره البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبّان في التابعين. وحديثه في الصّحيحين من رواية الزّهري عقب حديث محمود «3» بن الربيع عن عتبان، قال: فسألت حصين بن محمد فصدقه بذلك.   (1) أسد الغابة ت [1175] ، الاستيعاب ت [598] . (2) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 341، عن بريدة الأسلمي. قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير 18/ 203، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 322. (3) في أ: حمود بن الربيع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 قال أبو حاتم الرّازيّ: هو من رواية حصين عن عتبان بن مالك. 2105- حطيم الحدّانيّ: ويقال بالمعجمة، وهو تابعي، أرسل حديثا، فذكره عبدان وغيره في الصحابة. وأخرج أبو موسى من حديثه من طريق خالد بن يزيد الهادي «1» ، عن أشعث الحداني، عن حطيم الحداني، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بشّر المشّاءين إلى المساجد بالنّور التامّ يوم القيامة» . «الحاء بعدها الفاء» 2106- حفص بن أبي جبلة «2» : تابعيّ أرسل حديثا فذكره عبدان. وأخرج من طريق يسار «3» بن مزاحم التميمي عن حفص بن أبي جبلة مولاهم عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ ... [المؤمنون: 51] الآية. قال: «ذلك عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمّه» . الحاء بعدها الكاف 2107- الحكم بن أبي الحكم: فرق في التجريد بينه وبين الحكم الأمويّ، وهما واحد. 2108- الحكم بن عمرو الثّمالي: «4» ذكره ابن عبد البرّ، وفرق بينه وبين الحكم بن عمير، وهو هو، وقد تقدم. 2109- حكيم بن جبلة العبديّ: ذكره ابن عبد البرّ بفتح أوله، وإنما هو بضمها مصغّرا، كما تقدم. 2110 ز- حكيم بن عيّاش الكلبيّ: الأعور، من شعراء بني أمية. ذكره ابن فتحون في «الذيل» واستند إلى أشعار له هجا فيها بني تميم، ومنهم سجاح التي تنبأت في زمن أبي بكر الصّديق. ووهم ابن فتحون في ذلك، فإن من كان بمثابة حكيم المذكور هجا من أدركه ومن لم   (1) في أ: يزيد الهدادي. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 133، أسد الغابة ت [1205] . (3) في أبشار. (4) أسد الغابة ت [1221] ، الاستيعاب ت [548] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 يدركه، وقد ذكره من صنّف في الشعراء، وذكروا أنه كان يهجو المضريين ويتعصّب لليمانية، وقد ردّ عليه الكميت بن زيد وغيره من شعراء مضر وناقضوه. وروى الكوكبيّ في «فوائده» بإسناده أنّ رجلا جاء إلى جعفر الصّادق، فقال: هذا حكيم بن عياش الكلبي ينشد الناس هجاءكم بالكوفة. فقال: هل علقت منه بشيء؟ قال: نعم، قال: فصلبنا لكم زيدا على رأس نخلة ... ولم أر مهديّا على الجذع يصلب وقستم بعثمان عليّا سفاهة ... وعثمان خير من عليّ وأطيب [الطويل] قال: فرفع جعفر يديه، فقال: اللَّهمّ إن كان كاذبا فسلّط عليه كلبك، فخرج حكيم فافترسه الأسد. قلت: كان قتل زيد بن عليّ سنة اثنتين وعشرين، فدلّ على تأخر حكيم عن هذه الغاية، وظهر أنّ الإدراك له. واللَّه أعلم. [2111- حكيم بن معاوية النميري: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله البخاريّ، كذا في التجريد، وهو المذكور في الأول، كرره ظنا أنّ قول البخاريّ: في صحبته نظر- يغاير قوله: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. والأول حكاه أبو عمر، كأنه نقله من الصّحابة للبخاريّ، والثاني كلام البخاريّ في التاريخ، والنظر الّذي أشار إليه كأنه في الإسناد لما فيه من الاختلاف. فاللَّه أعلم] «1» . الحاء بعدها الميم 2112- حمزة بن عمرو: غير منسوب. ذكره أبو موسى، وروى من طريق شريك، عن هشام، عن أبيه، عن حمزة بن عمرو، قال: أكلت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم طعاما، فقال: «كل بيمينك ... » الحديث. وهذا من أوهام شريك، وهو مقلوب، وإنما هو عن هشام، عن، أبيه عن عمرو بن أبي سلمة، كذا رواه الحفّاظ عن هشام، ومشى الطبرانيّ على ظاهره، فأورد هذا الحديث في ترجمة حمزة بن عمرو الأسلمي فوهم.   (1) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 وقد تقدم في حمزة بن عمر- بضم العين- في القسم الأول. فاللَّه أعلم. 2113- حمزة بن عوف: استدركه ابن الأثير «1» : وذكره ابن عبد البر في ترجمة ابنه، قال يزيد: وإنهما وفدا، ولم يفرده هنا. انتهى. وقد تقدم ذكره في حرف الجيم على الصّواب. 2114- حمزة بن مالك بن مشعار «2» : استدركه أبو موسى، فذكره بالزاي فصحّفه، وإنما هو حمرة- بالضم وبالراء المهملة، ضبطه ابن ماكولا عن ابن حبيب وقد تقدم على الصّواب. 2115- حمزة بن النعمان العذري «3» : ذكره ابن شاهين، واستدركه ابن بشكوال فصحفا، وإنما هو بالجيم والراء، ضبطه الدّارقطنيّ والجمهور، وهو الصّواب كما تقدم. 2116- حميد بن منهب: تقدم في الأول. 2117- حميريّ بن كراءة الرّبعي: تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصّحابة وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: ليست له صحبة. الحاء بعدها النون 2118- حنبل «4» : بنون ساكنة ثم موحدة- ابن خارجة. استدركه ابن الأثير، وقال: روى عنه معن بن حويّة أنه قال: شهدت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حنينا، فضرب للفرس سهمين ولصاحبه بسهم، ذكره ابن ماكولا في حويّة. انتهى. وقد صحّف فيه ابن الأثير تصحيفا قبيحا، وإنّما هو حسل بكسر «5» المهملتين، والعجب أنه أورد هذا الحديث بعينه في ترجمته على الصّواب في حسيل، لكن بالتصغير. 2119- حنش بن المعتمر «6» : وقيل ابن ربيعة، أبو المعتمر الكناني. تابعي من أهل   (1) في أقال وذكره ابن عبد البر. (2) أسد الغابة ت [1257] . (3) أسد الغابة ت [1257] . (4) تجريد أسماء الصحابة. المشتبه 187، أسد الغابة ت [1272] . (5) في أ: بكسر ثم سكون المهملتين. (6) طبقات ابن سعد 6/ 225، طبقات خليفة 152، التاريخ لابن معين 2/ 129، تاريخ الثقات 136، المعرفة والتاريخ 1/ 220، تاريخ الطبري 5/ 555، الجرح والتعديل 3/ 291، الضعفاء الكبير للعقيليّ 288، المجروحين لابن حبان 1/ 269، أنساب الأشراف 5/ 206، أخبار القضاة 1/ 85، تهذيب الكمال 7/ 432، الكاشف 1/ 195، ميزان الاعتدال 1/ 619، المغني في الضعفاء 1/ 197، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 119، الوافي بالوفيات 13/ 205، المعارف 252، تهذيب التهذيب 3/ 58، تقريب التهذيب 1/ 205، تاريخ الإسلام 3/ 54، أسد الغابة ت [1274] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 الكوفة، جاءت عنه رواية مرسلة، فذكره بسببها ابن مندة في الصّحابة، ثم قال: لا تصحّ له صحبة. وذكره العجليّ وغيره في التابعين، وقد ضعّفه النّسائي وطائفة، وقوّاه بعضهم. 2120- حنظلة بن علي الأسلمي «1» : تابعي أرسل حديثا فذكره ابن مندة في الصّحابة، وأخرج من طريق حسين المعلم، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن حنظلة بن علي الأسلمي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقول: «اللَّهمّ آمن روعتي، واستر عورتي ... » «2» الحديث. وقد ذكره في التّابعين البخاريّ وابن حبّان والعجليّ، وغيرهم. 2121- حنظلة بن عمرو الأسلمي: تقدم في الأول. 2122- حنظلة بن قيس: ذكره عبدان فأخطأ في اسم أبيه وفي جعله صحابيا، فأخرج من طريق الزهري عن حنظلة بن قيس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ليهلنّ ابن مريم حاجّا أو معتمرا ... » » الحديث. قال أبو موسى: والصّواب عن الزهريّ، عن حنظلة بن علي الأسلميّ، عن أبي هريرة، كذا هو في مسلم. 2123- حنظلة بن قيس الأنصاريّ: تقدّم في الأول. 2124- حنظلة، غير منسوب «4» :   (1) طبقات بن سعد 5/ 251، التاريخ الكبير 3/ 38، تاريخ الثقات للعجلي 137، المعرفة والتاريخ 1/ 405، تاريخ الطبري 5/ 176، الجرح والتعديل 3/ 239، الثقات لابن حبان 4/ 165، رجال صحيح مسلم 1/ 148، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 110، تهذيب الكمال 7/ 451، الكاشف 1/ 196، تهذيب التهذيب 3/ 92، تقريب التهذيب 1/ 206، خلاصة التهذيب 96، تاريخ الإسلام 3/ 340. (2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 25، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2356. والطبراني في الكبير 4/ 94، 12/ 343. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 183 رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3647، 3750، 5112، وعزاه للطبراني في الكبير عن خباب. (3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 915 عن أبي هريرة كتاب الحج (15) باب إهلال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهديه (34) حديث رقم (216/ 1252) وأحمد في المسند 2/ 540. (4) أسد الغابة ت [1292] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 استدركه ابن الدباغ وابن فتحون وابن الأثير، واستندوا إلى ما أخرجه ابن قانع من طريق الذّيّال بن عبيد، عن حنظلة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يعجبه أن يدعى الرجل بأحبّ أسمائه إليه. قلت: ووهموا في استدراكه، فإنّ هذا هو حنظلة بن حذيم «1» الّذي تقدم ذكره في القسم الأول. والذيال ابن ابنه، وأحاديثه عنه معروفة، وهذا منها. الحاء بعدها الواو 2125 ز- حوشب، تابعيّ: أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصّحابة، فأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق حوشب، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في دعائه: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة ... » الحديث. وروى ابن أبي الدّنيا أيضا من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن عمر بن المغيرة الصنعاني «2» ، عن حوشب، عن الحسن البصريّ حديثين مرسلين، أحدهما: كانوا يرجون في حمّى ليلة كفارة لما مضى من الذّنوب. 2126 ز- حويزة العصري: استدركه أبو موسى وعزاه لابن أبي علي، وهو خطأ نشأ عن تصحيف: والصّواب جويرة- بالجيم مصغرا. وقد أخرجه ابن مندة على الصّواب. 2127- حوط العبديّ: قال عبدان «3» : ذكره بعض أصحابنا، ولا أعلم له رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: وإنما له رواية عن عبد اللَّه بن مسعود. 2128- حوط بن مرّة «4» : بن علقمة الأعرابيّ. استدركه أبو موسى، وأخطأ في ذلك، فإنه لم يجئ إلا من طريق موضوعة. أخرج أبو عبد الرحمن السلّمي في كتاب الأطعمة له عن أحمد بن نصر الذارع أحد الكذّابين، سمعت أبا بكر غلام فرج يقول: سمعت ياسين بن الحسن بن ياسين يقول: حججت سنة ست وأربعين ومائتين، فذكر حديثا، وفيه: فرأيت أعرابيا في البادية اسمه حوط بن مرّة بن علقمة، فقلت له: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا؟ قال: نعم، شهدت محمدا صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقيل له: هل أتيت من طعام الجنّة بشيء؟ فقال: «نعم، أتاني جبريل بخبيصة من خبيص الجنّة فأكلتها» . 2129- حولي «5» : ذكره أبو الفتح الأزديّ في الوحدان من الصّحابة، فأخطأ، لأنه ابن   (1) في أحنظلة بن حاتم. (2) في أ: الصنعاني. (3) أسد الغابة ت [1302] . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 144، أسد الغابة ت [1304] . (5) أسد الغابة ت [1306] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 حوالة واسمه عبد اللَّه، فأخرج الأزديّ من طريق وكيع، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن رجل يقال له حولي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّكم ستجنّدون أجنادا ... » «1» الحديث. قال ابن عساكر في مقدمة تاريخه: وهم فيه وكيع، فأسقط منه رجلا، وصحّف اسم الصّحابي، ثم أخرجه من طريق أبي مسهر، عن ربيعة، فقال: عن أبي إدريس الخولانيّ، عن عبد اللَّه بن حوالة، وقال في أثناء الحديث: فقال الحوليّ: خر لي يا رسول اللَّه .... الحديث. وكذا أخرجه الطبرانيّ من طريق أبي مسهر. وتابعه الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عند ابن أبي عاصم انتهى. وكان هذا سبب التصحيف، رأى فيه الحوالي فسقطت الألف، فظن أنه اسمه، وإنما هو نسبه إلى أبيه، وهو بتخفيف الواو. ووهم فيه ابن شاهين وهما آخر سأذكره في الخاء المعجمة إن شاء اللَّه تعالى. الحاء بعدها الياء 2130- حيّان «2» : بالتحتانية- الأعرج. تابعيّ أرسل بعض الرواة عنه حديثا فوهم بعضهم فذكره في الصحابة. روى الدارميّ، من طريق محمد بن يزيد «3» الخراساني، عن حيان الأعرج- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعثه إلى البحرين. قال ابن مندة: هذا وهم، والصّواب عن محمد بن يزيد، عن حيان الأعرج، عن العلاء بن الحضرميّ. انتهى. وحيان الأعرج قد ذكره في التابعين البخاريّ وابن أبي حاتم وابن حبّان. 2131- حيّان بن أبي جبلة «4» : ذكره عبدان في الصّحابة فوهم، وإنما هو تابعي   (1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 34، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 326 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 61 وقال رواه البزار والطبراني وفيهما سليمان بن عقبة وقد وثقه جماعة وفيه خلاف لا يضر وبقية رجاله ثقات والمتقي للهندي في كنز العمال حديث رقم 35030، 38211، 31807، 38196، والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 33. (2) أسد الغابة ت [1312] . (3) في أ: محمد بن زيد. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 145، الجرح والتعديل 3/ 104 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 معروف، وصحّف اسمه، وإنما هو بكسر المهملة بعدها موحدة. وقد تقدّم ذكره في القسم الثّالث. 2132- حيّان بن صخر السّلمي: ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأورد من طريق شرحبيل بن سعد عنه، قال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «نهينا أن ترى عوراتنا» . قال أبو موسى: [من قال] «1» والصّواب جبّار بن صخر- يعني بالجيم والموحدة وآخره راء. وهو كما قال. ومن قال حيان فقد صحّفه، ووقع عند عبدان في هذا الحديث بعينه حيان بن ضمرة، فصحف أباه أيضا. والسّلمي بفتح المهملة واللام، لأنه من الأنصار لا من بني سليم. 2133- حيّة بن حابس: ويقال «2» عابس. تقدم في ترجمة حابس في القسم الأول. 2134- حييّ بن حارثة الثّقفي: حليف بني «3» زهرة. ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق بحاء مهملة وتحتانيتين مصغّرا، وذكره الواقديّ كذلك، ولكن سمى أباه جارية- بالجيم والتحتانية بدل المهملة والمثلثة. وذكره الطبريّ فقال: حيّ- بمهملة مفتوحة وياء واحدة- واتفقوا على أنه قتل باليمامة شهيدا. حكى ابن الأثير ضبطه عن هؤلاء، وليس ضبطه في كتبهم بالأحرف. والصّواب من ذلك كله أنه حيّي، بضم المهملة وتشديد الموحدة مع الإمالة وآخره تحتانية، وأبوه بالجيم والتحتانية، هكذا حرره ابن ماكولا، وقد تقدم في القسم الأول على الصّواب.   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت [1322] . (3) أسد الغابة ت [1323] ، الاستيعاب ت [571] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 حرف الخاء المعجمة القسم الأول الخاء بعدها الألف 2135- خارج بن خويلد الكعبي: ذكره ابن سعد في ترجمة خالد بن الوليد، قال: ولما ظهر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على ثنيّة أذاخر نظر إلى البارقة فقال: «ما هذا؟ ألم أنه عن القتال» . فقيل: يا رسول اللَّه، خالد بن الوليد قوتل فقاتل. فقال: «قضاء اللَّه خير» «1» قال: وجعل خالد بن الوليد يتمثل وهو يقاتل بقول خارج بن خويلد الخزاعي الكعبيّ: إذا ما رسول اللَّه فينا رأيتنا ... كلجّة بحر مال فيها سريرها إذا ما ارتديناها فإنّ محمّدا ... لها ناصر عزّت وعزّ نصيرها [الطويل] قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: أنشدناها حزام بن هشام الكعبي عن أبيه. 2136- خارجة بن جزء «2» : بفتح الجيم وسكون الزّاي بعدها همزة، ويقال بكسر الزاي وتحتانية خفيفة، العذري. ذكره ابن السّكن وغيره، وأخرج حديثه هو وابن مندة، والبيهقيّ في الشّعب، والخطيب في المؤتلف، من طريق سعيد بن سنان، عن ربيعة بن يزيد، حدثني خارجة بن جزء العذريّ، سمعت رجلا يقول يوم تبوك: يا رسول اللَّه أيباعل أهل الجنّة؟ الحديث في إسناده ضعف وفي رواية الخطيب عن ربيعة الجرشي: حدّثني حارثة، سمعت رجلا بتبوك قال: يا رسول اللَّه. فذكره، وزاد أبو عمر في الرواة عن خارجة جبير بن نفير.   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 2: 1: 98. والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 121. والبيهقي أيضا في دلائل النبوة 5/ 48 (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، أسد الغابة ت [1326] ، الاستيعاب ت [614] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 2137 - خارجة بن حذافة «1» بن غانم: بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج، بفتح أوله وآخره جيم، ابن عديّ بن كعب بن لؤيّ. أمه فاطمة بنت عمرو بن بجرة العدويّة. وكان أحد الفرسان قيل: كان يعد بألف فارس، وهو من مسلمة الفتح، وأمدّ به عمر عمرو بن العاص، فشهد معه فتح مصر، واختط بها. وكان على شرطة عمرو بن العاص، فيقال: إن عمرو بن العاص استخلفه على الصّلاة ليلة قتل علي بن أبي طالب، فقتله الخارجيّ الّذي انتدب لقتل عمرو بن العاص، وقال: أردت عمرا وأراد اللَّه خارجة. له حديث واحد في الوتر. وروى المصريون من طريق عبد الرحمن بن جبير، قال: رأيت خارجة بن حذافة صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم توضّأ ومسح على الخفّين. قال محمّد بن الرّبيع: لم يرو عنه غير المصريين. 2138- خارجة بن حصن بن حذيفة: بن بدر «2» ، أخو عيينة بن حصن. وهو والد أسماء بن خارجة، الّذي كان بالكوفة. له وفادة. ذكر ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، قال: قدم خارجة بن حصن وجماعة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فشكوا الجدب والجهد، وقالوا: اشفع لنا إلى ربك، فقال: «اللَّهمّ اسقنا ... » «3» الحديث. وفيه: فأسلموا ورجعوا. وذكر الواقديّ في «الردّة» أنه كان ممن منع صدقة قومه، وأورد للحطيئة في ذلك شعرا مدحه به، وأنه لقي نوفل بن معاوية الدئلي، فاستعاد منه الصدقة، فردها على من أخذها منهم، قال: ثم تاب خارجة بعد ذلك.   (1) الثقات 3/ 111، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، الكاشف 1/ 265، خلاصة تذهيب 1/ 273، تهذيب الكمال 1/ 348، تهذيب التهذيب 3/ 74. تقريب التهذيب 1/ 210، الجرح والتعديل 8/ 43، 3/ 170 التحفة اللطيفة 1/ 49، النجوم الزاهرة 1/ 20، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 600، الطبقات 23/ 191، التاريخ الكبير 3/ 203، التاريخ الصغير 1/ 93، الإكمال 6/ 182، تراجم الأخبار 1/ 390، الكامل 3/ 920، مشاهير علماء الأمصار 383. بقي بن مخلد 409، أسد الغابة ت [1327] ، الاستيعاب ت [609] . (2) الطبقات الكبرى 1/ 297، تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، الجرح والتعديل 3/ 1704، أسد الغابة ت [1328] ، الاستيعاب ت [610] . (3) أخرجه النسائي في سننه 3/ 159 كتاب الاستسقاء باب أكيف يرفع حديث رقم 1515. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1417. والطبراني في الكبير 12/ 378. وابن عدي في الكامل 3/ 409 عن أنس ابن مالك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 وروى الواقديّ أنه قدم على أبي بكر حين فرغ خالد بن الوليد من قتال بني أسد، فقال أبو بكر: اختاروا إمّا سلما مخزية وإما حربا مجلية، فقال له خارجة بن حصن: هذه الحرب قد عرفناها فما السلم؟ ففسرها له، فقال: رضيت يا خليفة رسول اللَّه. وقال المرزبانيّ: هو مخضرم. وأنشد له أبياتا قالها في الجاهليّة يفتخر بها على الطّائيين يوم عوارض، وذكر أن زيد الخيل أجابه عنها. 2139- خارجة بن الحميّر «1» : ويقال حارثة، وهو الأصح. تقدم في الحاء المهملة. 2140- خارجة بن زيد: بن أبي زهير «2» بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، ومحمد بن إسحاق، وغير واحد فيمن شهد بدرا، قال: قتل يوم أحد، وهو صهر أبي بكر الصّديق، تزوج أبو بكر ابنته، ومات عنها وهي حامل. ويقال: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم آخى بينه وبين أبي بكر. أخرجه البغويّ في ترجمة أبي بكر، عن زهير بن محمد، عن صدقة بن سابق، عن محمد بن إسحاق: وهو والد زيد بن خارجة الّذي تكلم بعد الموت. 2141- خارجة بن زيد: جاء أنه تكلم بعد الموت. وسيأتي بيان ذلك في زيد بن خارجة إن شاء اللَّه تعالى. 2142 - خارجة بن عبد المنذر «3» الأنصاري: يقال هو اسم أبي لبابة. ذكره ابن أبي داود. وروى عن العطاردي حدثنا ابن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن ابن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن خارجة بن عبد المنذر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «سيّد الأيّام يوم الجمعة ... » الحديث «4» .   (1) أسد الغابة ت [1329] ، الاستيعاب ت [615] . أسد الغابة ت [1320] ، الاستيعاب ت [608] . (2) الثقات 3/ 111، تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، الاستبصار 1/ 115، عنوان النجابة 76، التحفة اللطيفة 2/ 7، الطبقات الكبرى 3/ 524، التاريخ الكبير 3/ 204- سير أعلام النبلاء 4/ 437، 441، تحفة الأولياء 2/ 189 العبر 1/ 119، أصحاب بدر 173، روضات الجنان 3/ 275 التاريخ الصغير 1/ 42، 215، 216، 241، تذكرة الحفاظ 1/ 91، الأعلام 2/ 293، البداية والنهاية 9/ 187، طبقات الحفاظ 35. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، أسد الغابة ت [1333] . (4) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 3/ 115 حديث رقم 1728. وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 149، وأحمد في المسند 3/ 430. والحاكم في المستدرك 1/ 277 وقال صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي بقوله واستشهد مسلم بابن أبي الزناد وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 216، 218، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21038، 21067، 21069، 21069، 21070، 21071. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 رواه غيره عن ابن فضيل، فقال: عن أبي لبابة. كذا قال غير واحد عن عمرو بن ثابت، وهو المشهور. وقد ذكر عبدان عن بعض أصحابه أن اسم أبي لبابة خارجة بن المنذر، ذكره أبو موسى، وقوله: ابن المنذر غلط، وإنما هو ابن عبد المنذر باتفاق. والمشهور في اسم أبي لبابة رفاعة بن عبد المنذر. 2143 - خارجة بن عقفان «1» الثقفي: قال ابن أبي حاتم: حدّثنا ابن مرزوق، عن أم دهيم بنت مهدي بن عبد اللَّه بن جميع، عن خارجة بن عقفان، عن أبيها، عن أجدادها حتى بلغت خارجة بن عقفان، أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما مرض، فجعل يعرق فقالت فاطمة: وا كرب أبي، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا كرب على أبيك بعد اليوم» «2» . وروى ابن مندة من طريق ابن مرزوق، عن أم سعيد بنت أعين، حدثتني أم فليحة بنت ورّاد، عن أبيها، عن عقفان بن سعيم أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وابناه خارجة ومرداس، فدعا لهم. وله ذكر في ترجمة مرداس بن عقفان أيضا. 2144- خارجة بن عمرو الأنصاريّ «3» : ويقال ابن عامر. ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه كان ممن ولّى يوم أحد. 2145- خارجة بن عمرو الجمحيّ «4» : روى الطبرانيّ من طريق عبد الملك بن قدامة   (1) الاستيعاب ت [616] ، أسد الغابة ت [1334] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، الجرح والتعديل 3/ 1706، دائرة الأعلمي 17/ 120. (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 521، عن أنس بن مالك بلفظه. كتاب الجنائز (6) باب ذكر وفاته ودفنه صلّى اللَّه عليه وسلّم (65) حديث رقم 1629. قال البوصيري في الزوائد في إسناده عبد اللَّه بن الزبير الباهلي. أبو الزبير ويقال أبو معبد المصري ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم مجهول وقال الدارقطنيّ صالح وباقي رجاله على شرط الشيخين أ. هـ-. والبيهقي في دلائل النبوة 7/ 212، والخطيب في تاريخ بغداد 6/ 262 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18818، 18820. (3) أسد الغابة ت [1335] ، الاستيعاب ت [611] . أسد الغابة ت [1336] . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 47، الاستبصار 336. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 الجمحيّ، عن أبيه، عن خارجة بن عمرو الجمحيّ- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال يوم الفتح: «ليس لوارث وصيّة ... » الحديث. قال أبو موسى: هذا الحديث يعرف لعمرو بن خارجة، يعني فلعله قلب. قلت: حديث عمرو بن خارجة أخرجه أحمد وأصحاب السّنن، ومخرجه مغاير لمخرج حديث خارجة بن عمرو، فالظاهر أنه آخر. وقد روى المتن أيضا أبو أمامة، وأنس، وابن عباس، ومعقل بن يسار. 2146- خارجة بن عمرو «1» : حليف آل أبي سفيان. روى ابن مندة من طريق عبد الحميد بن جعفر كذا فيه. والصّواب ابن بهرام، عن شهر بن حوشب، حدّثني خارجة بن عمرو- وكان حليفا لأبي سفيان في الجاهلية- سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو بين شعبتي الرّحل: «إنّ الصّدقة لا تحلّ لي ولا لأحد من أهل بيتي» «2» . قال ابن مندة: وهم فيه الفريابي، عن عبد الحميد، فقال: خارجة بن عمرو، وإنما هو عمرو بن خارجة. قلت: تابعه جنادة بن المغلس، عن عبد الحميد بن بهرام، فقال: خارجة بن عمرو. 2147- خاضر: بمعجمتين وآخره راء. تقدم ذكره في ترجمة الأرقم الجنّي، وأنه أحد جنّ نصيبين. ذكر من اسمه خالد 2148- خالد بن إساف: الجهنيّ «3» . قال ابن شاهين: سمعت ابن أبي داود يقول: شهد فتح مكّة. وقال العدويّ: شهد أحدا، وقتل بالقادسية. وزعم بنو الحارث بن الخزرج أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد.   (1) أسد الغابة ت [1337] . (2) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 17 رواه الطبراني وفيه موسى بن عثمان الحضرميّ وهو ضعيف. والطبراني في الكبير 4/ 274، 5/ 216. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12917، 16525. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6945، وابن عدي في الكامل 6/ 2349. وابن عساكر في تاريخه 2/ 291. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 148، الاستبصار 134، تاريخ من دفن بالعراق 157، أسد الغابة ت [1342] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 2149- خالد بن أسيد: بن «1» أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأمويّ، أخو عتاب. قال هشام بن الكلبيّ: أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة، وكان فيه تيه شديد، وكان من المؤلفة. وقال ابن دريد: كان جزارا. وقال السّراج، عن عبد العزيز بن معاوية: مات خالد قبل فتح مكة. وروى ابن مندة من طريق يحيى بن جعدة، عن عبد الرحمن بن خالد بن أسيد، عن أبيه- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أهلّ حين راح إلى منى «2» ، قال: لا يعرف إلا بهذا الإسناد. قلت: وفيه أبو الربيع السّمان وغيره من الضّعفاء. وذكره أبو حسّان الزّيادي أنه فقد يوم اليمامة. وذكر سيف في «الفتوح» أن أخاه عتّابا وجّهه أميرا على البعث الّذي أرسله إلى قتال أهل الردّة. وروى عبدان من طريق بشر بن تيم في المؤلفة خالد بن أسيد هذا، لكنه سمى جدّه أبا المغلّس، وهو تصحيف. وحكى البلاذريّ أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم دعا على آل خالد بن أسيد أن يحرموا النّصر، ففي ذلك تقول آمنة بنت عمر بن عبد العزيز زوج عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك لما فرّ من أبي حمزة الخارجيّ: ترك القتال وما به من علّة ... إلّا الوهون وعرقه من خالد [الكامل] 2150- خالد بن إياس» : قال ابن مندة: ذكره ابن عقدة، وقال: روى عنه أبو إسحاق. قال: ولا يعرف له حديث. [2151- خالد بن بجير: أبو عقرب. يأتي في خويلد بن خالد، وتأتي ترجمة أبي عقرب في الكنى] «4» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 148، الثقات 3/ 100، المنمق 532، تعجيل المنفعة 110، أسد الغابة ت [1343] ، الاستيعاب ت [624] . (2) أخرجه البخاري فتح الباري 3/ 412 في كتاب الحج 25 باب (28) من أهل حين استوت به راحلته. ومسلم 2/ 845 كتاب الحج باب (5) الإهلال من حيث تنبعث الراحلة. حديث رقم 28/ 1187. (3) أسد الغابة ت [1346] . (4) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 2152- خالد بن البرصاء: تقوم ذكر أخيه الحارث بن البرصاء، وأن اسم أبيه مالك وذكرت هناك نسبه إلى بني ليث. قال الزبير بن بكّار: حدّثني محمد بن سلام، حدّثني يزيد بن عياض، قال: استعمل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على النفل يوم حنين أبا جهم بن حذيفة العدويّ، فجاء خالد بن البرصاء، فتناول زماما من شعر، فمنعه أبو جهم، فقال: إن نصيبي فيه أكثر، فتدافعا فعلاه أبو جهم فشجه منقّلة «1» ، فقضى فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بخمس عشرة فريضة. ورواه الزّبير من وجه آخر موصولا، ولم يسمّ خالدا. وأخرجه أبو داود والنّسائيّ من طريق معمر، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدّقا فلاحاه رجل فضربه أبو جهم فشجّه. فذكر الحديث بمعناه ولم يسمّ خالدا أيضا 2153- خالد بن بكير «2» : بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن بكر بن ليث بن عبد مناة الليثي، حليف بني عديّ بن كعب. مشهور من السّابقين، وشهد بدرا، وهو أحد الإخوة، وقد تقدم منهم إياس. ويأتي ذكر عامر وغافل: واستشهد يوم الرّجيع وهو ابن أربع وثلاثين سنة. ذكره ابن إسحاق وغيره، وهو الّذي أراد حسّان بن ثابت بقوله: فدافعت عن حبّي خبيب وعاصم ... وكان شفاء لو تداركت خالدا «3» [الطويل] وروى ابن مندة من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خالد بن البكير مع عبد اللَّه بن جحش في طلب عير قريش ... الحديث. 2154- خالد بن ثابت: بن طاعن بن العجلان بن عبد اللَّه بن صبح الفهميّ، جدّ عبد الرحمن بن خالد بن مسافر بن خالد بن ثابت أمير مصر شيخ الليث.   (1) المنقّلة بكسر القاف- من الشجاج: التي تنقل العظم أي تكسره حتى يخرج منها فراش العظام، وهي قشور تكون على العظم دون اللحم. اللسان 6/ 4529. (2) طبقات ابن سعد 3/ 1، 283، طبقات خليفة 23، تاريخ خليفة 74، 75، العقد الثمين 4/ 261، أسد الغابة ت [1348] ، الاستيعاب ت [619] . (3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1348) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (619) وفي ديوان حسان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 ذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر. وروى اللّيث عن يزيد بن أبي حبيب أنّ عمر بن الخطاب بعث خالد بن ثابت الفهميّ على جيش وعمر بن الخطّاب بالجابية، فذكر قصة أخرجها أبو عبيد. وقال ابن يونس: ولي خالد بن ثابت بحر مصر سنة إحدى وخمسين. وقال خليفة بن خيّاط: أغزاه مسلمة بن مخلد إفريقية سنة أربع وخمسين. قلت: وذكرته في هذا القسم اعتمادا على ما مضى أنهم ما كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة. 2155- خالد «1» : بن ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاريّ الظفري. ذكر العدويّ أنه استشهد يوم بئر معونة، واستدركه أبو علي الجياني. 2156- خالد: بن ثابت الأنصاريّ الأوسي. قال ابن عساكر: ذكر ابن دريد أنه قتل يوم مؤتة، قال: ولم أر له ذكرا في المغازيّ. 2157- خالد: بن جبل «2» بفتح الجيم والموحدة، وقع في رواية البخاريّ وابن البرقي: جيل، بكسر الجيم بعدها تحتانية ساكنة، ورجّح ابن ماكولا الأول، [والخطيب الثاني]- العدوانيّ، بفتح المهملتين، الطائفي. قال ابن السّكن: سكن الطّائف، وله حديث واحد، ويقال: إنه بايع تحت الشّجرة، أخرجه أحمد وابن أبي شيبة وابن خزيمة في صحيحه، والطّبراني، وابن شاهين من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل العدوانيّ، عن أبيه- أنه أبصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في مشرق ثقيف، وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النّصر، قال: فسمعته يقرأ: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ [الطارق 1] حتى ختمها، قال: فوعيتها في الجاهليّة، ثم قرأتها في الإسلام. وفي رواية ابن شاهين عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل.   (1) أسد الغابة ت [1349] . (2) الثقات 3/ 105، الجرح والتعديل 3/ 450، بقي بن مخلد 629 تجريد أسماء الصحابة 1/ 149، تلقيح فهوم أهل الأثر 380 التاريخ الكبير 3/ 138، الإكمال 2/ 47، الكاشف 381، أسد الغابة ت [1350] ، الاستيعاب ت [638] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 وفرّق ابن حبّان بين خالد بن جبل العدوانيّ وخالد بن أبي جبل الثقفي، ووهم. 2158- خالد بن الحارث النصريّ «1» : بالنون- يأتي ذكره في خالد بن غلاب، إن شاء اللَّه تعالى. 2159- خالد بن حزام: بن خويلد «2» بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشيّ الأسديّ، أخو حكيم بن حزام. ذكر البلاذريّ وابن مندة من طريق المنذر بن عبد اللَّه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة فنهشته حيّة فمات في الطريق، فنزل فيه: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [النساء 100] الآية. قال البلاذريّ: ليس بمتفق عليه، ولم يذكره ابن إسحاق- يعني في مهاجرة الحبشة. وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه موصولا، ولفظه: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوّام، فذكره. وزاد: قال الزّبير: وكنت أتوقع خروجه، وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة، فما أحزنني شيء كما أحزنني لوفاته حين بلغتني: لأنه كان من بني أسد بن عبد العزى، ولم يكن بقي معي أحد منهم بأرض الحبشة. وقال الزّبير بن بكّار في كتاب النّسب: حدثني عمّي مصعب، عن غير واحد من آل حزام، عن الواقديّ، وعن المغيرة بن عبد اللَّه الحزامي، أنّ خالد بن حزام خرج من مكّة مهاجرا، وبلغ الزبير خبره، فسرّ بذلك، فمات خالد في الطريق، فنزلت فيه الآية. قلت: المشهور أن الّذي نزلت فيه هذه الآية جندب بن ضمرة كما تقدم. [وقال الطّبريّ: انفرد الواقدي بقوله: إنه هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية فنهش في الطريق فمات قبل أن يدخل الحبشة. كذا قال وفيه نظر لرواية الزبير عن مصعب بموافقة الواقديّ.] «3» 2160- خالد: بن حكيم بن حزام «4» بن خويلد ابن أخي الّذي قبله.   (1) تبصير المنتبه 3/ 1048. (2) الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 89، أسد الغابة ت [1351] ، الاستيعاب ت [626] . (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت [1352] ، الاستيعاب ت [637] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 149، الكبير 3/ 143. التاريخ الصغير 1/ 102، تصحيفات المحدثين 553. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 قال هشام بن الكلبيّ: أسلم يوم الفتح، وذكره ابن السّكن في ترجمة أبيه، قال: كان له من الولد خالد وهشام ويحيى أسلموا. وقال الطّبرانيّ: كان لحكيم من الولد: عبد اللَّه، وخالد، ويحيى، وهشام، أدركوا كلّهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأسلموا يوم الفتح. وذكره أبو عمر فقال: حديثه عند بكير بن الأشج، عن الضحاك بن عثمان عنه. قلت: وحديثه بهذا الإسناد إنما هو عن أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبذلك ذكره البخاريّ وابن أبي حاتم عن أبيه، ولهذا ذكره ابن حبّان وغيره في التابعين، لكن ساق له ابن أبي عاصم والبغوي وغيرهما حديثا معلولا مداره على ابن عيينة عن عمرو بن دينار، أخبرني أبو نجيح، عن خالد بن حكيم بن حزام قال: كان أبو عبيدة أميرا بالشام. فتناول بعض أهل الأرض، فقام إليه خالد فكلّمه، فقالوا: أغضبت الأمير، فقال: أما إني لم أرد أن أغضبه، ولكني سمعت رسول اللَّه يقول: «إنّ أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة أشدّهم عذابا للنّاس في الدّنيا» - لفظ البغوي. قلت: توهّم من أورد له هذا الحديث أن المراد بقوله: فقام إليه خالد فكلمه أنه خالد بن حكيم صاحب الترجمة، وبذلك صرّح الطّبراني في روايته، وهو وهم، وإنما هو خالد بن الوليد، وهو الّذي قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال، بيّن ذلك أحمد في مسندة، عن ابن عيينة. والبخاري في تاريخه، والطّبرانيّ من طريق أخرى في ترجمة خالد بن الوليد. وأخرج هذا الحديث ابن شاهين من طريق حمّاد بن سلمة، فوقع فيه وهم أيضا- قال فيه: عن عمرو بن دينار، عن أبي نجيح- أن خالد بن حكيم بن حزام مرّ بأبي عبيدة وهو يعذّب ناسا، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكر الحديث بعينه. وهذا وقع فيه حذف اقتضى هذا الوهم، وذلك أن الباوردي أخرجه من وجه آخر عن حماد بن سلمة، فزاد فيه: وهو يعذّب الناس في الجزية، فقال له: أما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكر الحديث. وقد وقع لأخيه هشام بن حكيم شيء من هذا كما سيذكر في ترجمته. 2161 ز- خالد بن الحواري الحبشي «1» : قال ابن أبي خيثمة والبغويّ ومطين جميعا: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدّثنا إسحاق بن الحارث، قال: رأيت خالد بن   (1) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 305، أسد الغابة ت [1357] ، الاستيعاب ت [643] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 الحواريّ رجلا من الحبشة من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أتى أهله فحضرته الوفاة، فقال: اغسلوني غسلين: غسل للجنابة، وغسل للموت. وأخرجه الطّبراني من هذا الوجه. 2162- خالد بن أبي خالد الأنصاريّ «1» : ذكره ضرار بن صرد يسنده عن عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع عليّ من الصّحابة. وأخرجه الطّبرانيّ وغيره من طريقه. 2163 ز- خالد: بن خلّاد الأنصاريّ له حديث. قال المحامليّ في «الجزء الخامس من الأمالي» رواية الأصبهانيين عنه: حدثنا عبد اللَّه ابن شبيب، حدثنا إسماعيل، حدثني أخي، عن سليمان- هو ابن بلال- عن موسى بن عبيد، عن عبد اللَّه بن دينار، عن خالد بن خلّاد، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «من أخاف أهل المدينة أخافه اللَّه وعليه لعنة اللَّه وغضبه إلى يوم القيامة، لا يقبل منه صرف ولا عدل» . هكذا وقع، والمعروف برواية هذا المتن السائب بن خلّاد الأنصاريّ، وموسى بن عبيدة ضعيف. 2164- خالد بن أبي دجانة «2» : الأنصاريّ. ذكره ضرار أيضا فيمن شهد صفّين من الصحابة. 2165- خالد بن رافع «3» : ذكره البخاريّ، فقال: يروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعنه مالك بن عبد. وذكره ابن حبّان في التّابعين، فقال: يروي المراسيل. وأخرج حديثه ابن مندة من طريق سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد المصري. عن عيّاش بن عبّاس، عن عبد بن مالك المعافريّ- أنّ جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم حدّثه عن خالد بن رافع أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لابن مسعود: «لا تكثر همّك، ما يقدّر يكن، وما ترزق يأتك.» «4» قال سعيد: وحدثنا يحيى بن أيّوب وابن لهيعة عن عباس، عن مالك عن عبد. قال   (1) أسد الغابة ت [1354] . (2) أسد الغابة ت [1356] . (3) أسد الغابة ت [1357] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 150، التاريخ الكبير 3/ 148. (4) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (505) وعزاه لابن حبان عن مالك بن عبادة والبيهقي في القدر عن ابن مسعود. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 ابن مندة: وقال غيره عن عباس عن جعفر عن مالك مثله. ورواه البغويّ من رواية سعيد عن نافع، وقال: لا أدري له صحبة أم لا. وأخرجه ابن أبي عاصم من طريق سعيد بن أيوب، عن عيّاش بن عباس، عن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم، عن مالك بن عبد اللَّه المعافريّ- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لعبد اللَّه بن مسعود ... فذكر الحديث، ولم يذكر خالد بن رافع، والاضطراب فيه من عياش بن عباس فإنّه ضعيف. 2166- خالد بن رباح الحبشي «1» : أخو بلال المؤذن، يكنى أبا رويحة. قال ابن سعد: أخبرنا عارم، حدّثنا عبد الواحد بن زياد، وحدثنا عمرو بن ميمون، حدّثني أبي أنّ أخا لبلال خطب امرأة من العرب، فقالوا: إن حضر بلال زوّجناك، فذكر الحديث. وأخرجه من طريق الشّعبي، قال: خطب بلال وأخوه إلى أهل بيت باليمن. وروى ابن مندة من طريق سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء، عن أم الدّرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال بلال لعمر: أقر أخي أبا رويحة الّذي آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بيني وبينه بالشام، فنزلا داريا في خولان. قلت: وهذا يدلّ على أن أبا رويحة أخو بلال في الإسلام لا في النسب، فينظر في اسم جدّه. وقال أبو عبيد في «المواعظ» : حدثنا أبو النضر، حدّثنا شيبان، عن آدم بن علي، سمعت أخا بلال المؤذّن يقول: النّاس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب. 2167- خالد بن ربعي النهشلي «2» : ويقال خالد بن مالك بن ربعي، وسيأتي. 2168- خالد بن زيد: بن كليب «3» بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن   (1) الاستيعاب ت [639] ، أسد الغابة ت [1358] .، 93، الثقات 3/ 104، تجريد أسماء الصحابة 1/ 150 الطبقات 19، التاريخ الكبير 3/ 139، التاريخ الصغير 1/ 531، الثقات 4/ 206، تعجيل المنفعة 77 (طبقة الهند 112) تصحيفات المحدثين 622، الإكمال 4/ 12، دائرة الأعلمي 17، 1127. (2) أسد الغابة ت [1359] ، الاستيعاب ت [645] . (3) الاستيعاب ت [618] ، أسد الغابة ت [1361] . الثقات 3/ 102، تهذيب الكمال 1/ 353، تجريد أسماء الصحابة 1/ 150، الكاشف 1/ 268، خلاصة تذهيب 1/ 277 تقريب التهذيب 1/ 213، الرياض المستطابة 60، المصباح المضيء 1/ 15، التحفة اللطيفة 2/ 10، شذرات الذهب 1/ 57 النجوم الزاهرة 1/ 21، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 601، تاريخ بغداد 1/ 153، حسن المحاضرة 1/ 243، الطبقات 89، 1400، 190، 303، التاريخ الكبير 3/ 136، 9/ 89، أصحاب بدر 213، حلية الأولياء 1/ 361، الأعلام 2/ 295، البداية والنهاية 8/ 58، صفوة الصفوة 1/ 468، المصوغ للهروي 90، 91- 194. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 النجار، أبو أيوب الأنصاريّ، معروف باسمه وكنيته. وأمّه هند بنت سعيد بن عمرو، من بني الحارث بن الخزرج. من السابقين. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وعن أبيّ بن كعب. روى عنه البراء بن عازب، وزيد بن خالد، والمقدام بن معديكرب، وابن عباس، وجابر بن سمرة، وأنس، وغيرهم من الصّحابة، وجماعة من التابعين. شهد العقبة وبدرا وما بعدها، ونزل عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لمّا قدم المدينة، فأقام عنده حتى بنى بيوته ومسجده، وآخى بينه وبين مصعب بن عمير. وشهد الفتوح، وداوم الغزو، واستخلفه عليّ على المدينة لما خرج إلى العراق، ثم لحق به بعد، وشهد معه قتال الخوارج، قال ذلك الحكم بن عيينة. وروى عن سعيد بن المسيب أنّ أبا أيوب أخذ من لحية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا، فقال له: «لا يصيبك السّوء يا أبا أيّوب.» وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم، من طريق أبي الخير عن أبي رهم- أن أبا أيوب حدثهم أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نزل في بيته، وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبّع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فنزلت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا مشفق فسألته، فانتقل إلى الغرفة، قلت: يا رسول اللَّه، كنت ترسل إلي بالطّعام فأنظر فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام، قال: «أجل إنّ فيه بصلا فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأمّا أنتم فكلوا» . وروى أحمد من طريق جبير بن نفير، عن أبي أيّوب، قال: لما قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم المدينة اقترعت الأنصار أيّهم يؤويه؟ فقرعهم أبو أيّوب ... الحديث. وقال ابن سعد: أخبرنا ابن عليّة، عن أيّوب، عن محمّد: شهد أبو أيوب بدرا، ثم لم يختلف عن غزاة للمسلمين إلا وهو في أخرى إلا عاما واحدا، استعمل على الجيش شابّ فقعد فتلهّف بعد ذلك، فقال: ما ضرّني من استعمل عليّ، فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية، فأتاه يعوده فقال: ما حاجتك؟ قال: حاجتي إذا أنا متّ فاركب بي ما وجدت مساغا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 في أرض العدوّ، فإذا لم تجد فادفنّي ثم ارجع. ففعل. ورواه أبو إسحاق الفزاريّ، عن هاشم، عن محمد، وسمى الشّاب عبد الملك بن مروان. ولزم أبو أيّوب الجهاد بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أن توفي في غزاة القسطنطينية سنة خمسين. وقيل: إحدى، وقيل اثنتين وخمسين وهو أكثر. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ، عن دحيم، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: أغزى معاوية ابنه يزيد سنة خمس وخمسين في جماعة من الصّحابة في البرّ والبحر حتى أجاز القسطنطينية، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها. 2169- خالد بن زيد الأنصاريّ «1» : قال أبو موسى: ذكر بعض أصحابنا أنه غير أبي أيوب. ثم أورد ما أخرجه حميد بن زنجويه في كتاب الترغيب له، من طريق حسين بن أبي زينب، عن أبيه، عن خالد بن زيد- رفعه: «من قرأ: قل هو اللَّه أحد عشرين مرة بنى اللَّه له قصرا في الجنّة» «2» ... الحديث. قلت: وذكر الثّعالبي في تفسيره، عن ابن عباس، قال: خرج الحارث بن عمرو غازيا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وخلف على أهله خالد بن زيد، فتحرّج أن يأكل من طعامه. وكان مجهودا، فنزلت: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ ... [النور 61] الآية. فلعله صاحب الترجمة. 2170- خالد: بن زيد بن حارثة، ويقال ابن يزيد بن حارثة الأنصاريّ. «3» روى أبو يعلى والطّبرانيّ، من طريق مجمّع بن يحيى بن زيد بن حارثة، سمعت عمّي خالد بن زيد بن حارثة الأنصاري يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بريء من الشّحّ من آتى الزّكاة، وقري الضّيف، وأعطى في النائبة» . «4» إسناده حسن، لكن ذكره البخاريّ وابن حبّان في التّابعين. 2171- خالد: بن زيد المزني.   (1) أسد الغابة ت [1332] . (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 437، والدارميّ 2/ 459. وانظر الدر المنثور 5/ 344. (3) أسد الغابة ت (1360) . (4) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 241. وأخرجه الطبري في التفسير 28/ 29. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 ذكره خليفة بن خيّاط فيمن نزل البصرة من الصّحابة. وروى أبو نعيم بإسناد واه جدا من طريق معاذ الجهنيّ، عن خالد بن يزيد المدنيّ- وكانت له صحبة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «ما من أهل بيت يروح عليهم تالد من الغنم إلّا صلّت عليهم الملائكة.» «1» قلت: وقع فيه ابن يزيد بزيادة ياء والمدني بدال، وأظنه الّذي ذكره خليفة فاللَّه أعلم. وروى ابن أبي شيبة، من طريق أبي يحيى، أن خالد بن زيد- وكانت عينه أصيبت بالسّوس قال: حاصرنا مدينة السّوس، فلقينا جهدا، وأميرنا أبو موسى ... فذكر قصّة. 2172- خالد بن سعد: بن العاصي «2» : بن أمية بن عبد شمس الأمويّ، أبو سعيد. أمه أم خالد بنت حباب الثقفية. من السّابقين الأولين، قيل: كان رابعا أو خامسا. وكان سبب إسلامه رؤيا رآها أنه على شعب «3» نار، فأراد أبوه أن يرميه فيها فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قد أخذ بحجزته، فأصبح فأتى أبا بكر، فقال: أتبع محمدا فإنه رسول اللَّه، فجاء فأسلم، فبلغ أباه فعاقبه ومنعه القوت ومنع إخوته من كلامه، فتغيب حتى خرج بعد ذلك إلى الحبشة، فكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وولد له هناك بنته أمّ خالد. قال يعقوب بن سفيان: حدّثنا أبو غسان أن إسحاق بن سعيد حدّثه، قال: أخبرني سعيد بن عمرو بن سعيد وأخواي عن أم خالد بنت خالد- وكان أبوها من مهاجرة الحبشة، وولدت ثمّ. وروى ابن سعد من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن عمه خالد بن سعيد، أنّ سعيد بن العاص بن أمية مرض فقال: لئن رفعني اللَّه من مرضي لا يعبد إله ابن أبي كبشة ببطن مكّة. فقال خالد بن سعيد: اللَّهمّ لا نرفعه. وبه إلى خالد بن سعيد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعثه إلى ملك الحبشة في رهط من قريش   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 42 عن أنس بن مالك ..... الحديث وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو محمد الشامي قال عنه الأزدي كذاب. (2) أسد الغابة ت [1365] ، الاستيعاب ت [617] . طبقات ابن سعد 4/ 1- 69، نسب قريش 174- 175، طبقات ابن خليفة 11/ 298، تاريخ خليفة 97- 120- 201، التاريخ الكبير 3/ 153، التاريخ الصغير 1- 2، 4، 34، 35، المعارف 296 الجرح والتعديل 3/ 334، مشاهير علماء الأمصار ت 172، ابن عساكر 5/ 123- 2- تاريخ الإسلام 1/ 378، البداية والنهاية 7/ 377، العقد الثمين 4/ 267، كنز العمال 13/ 377 شذرات الذهب 1/ 30، تهذيب تاريخ ابن عساكر 5/ 48- 55. (3) في أعلى شفير النار. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 ومع خالد امرأته، فقدموا فولدت له هناك جارية وتحركت هناك وتكلّمت. وروى ابن أبي داود في المصاحف، من طريق إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت خالد، قالت: أبي أوّل من كتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم. وروى الدّارقطنيّ في «الأفراد» من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة: سمعت أمّ خالد بنت خالد بن سعيد تقول: أبي أول من أسلم، وذلك لرؤيا رآها ... الحديث. قال: تفرّد به إسماعيل، ولم يروه عنه غير محمد بن أبي شملة «1» وهو الواقديّ. وروى عمر بن شبّة، عن مسلمة بن محارب، قال: قال خالد بن سعيد: أسلمت قبل عليّ لكن كنت أفرّق أبا أحيحة. يعني والده سعيد بن العاص، وكان لا يفرّق أبا طالب. وقال ضمرة بن ربيعة: كان إسلامه مع إسلام أبي بكر. وعن أم خالد قالت: كان أبي خامسا سبقه أبو بكر وعلي وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقّاص. وقدم خالد وأخوه عمرو على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مع جعفر بن أبي طالب من الحبشة، وشهد عمرة القضية وما بعدها، واستعمله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على صدقات مذحج. وروى يعقوب بن سفيان من طريق الزهري عن سعيد بن المسيّب وغيره أن الهجرة الأولى إلى الحبشة هاجر فيها جعفر بن أبي طالب بامرأته أسماء بنت عميس، وعثمان بن عفان برقيّة بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وخالد بن سعيد بن العاص بامرأته. وكذا قال ابن إسحاق، وسماها أمية بنت خالد بن أسعد بن عامر من خزاعة. وسيأتي لخالد ذكر في ترجمة فروة بن مسيك. وذكر سيف في «الفتوح» عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد أن أبا بكر أمّره على مشارف الشام في الردّة، وثبت في ديوان عمرو بن معديكرب أنه مدح خالد بن سعيد بن العاص لما بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مصدّقا عليهم بقصيدة يقول فيها: فقلت لباغي الخير إن تأت خالدا ... نسرّ وترجع ناعم البال حامدا [الطويل]   (1) في أمحمد بن أبي سلمة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 وقال ابن إسحاق وخليفة والزّبير بن بكّار: استشهد يوم مرج الصّفر، وكذا قال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة. وقال محمّد بن فليح، عن موسى بن عقبة. استشهد يوم أجنادين. كذا قال أبو الأسود عن عروة. وقد اختلف أهل التاريخ أيهما كان قبل. واللَّه أعلم. 2173 ز- خالد بن سلمة «1» : استدركه ابن الأمين، وعزاه للدارقطنيّ. وروى ابن قانع في معجمه من طريق خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن خالد بن سلمة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أعتق غلاما فقال: «ولاؤه لك» . وأخرجه ابن قانع عن عمرو بن الحسن الأشناني، وهو أحد الضّعفاء. 2174- خالد بن سنان «2» : بن أبي عبيد بن وهب بن لوذان بن عبد ودّ بن ثعلبة الأوسيّ. قال العدويّ: شهد أحدا واستشهد يوم الجسر. 2175- خالد بن سيار «3» : بن عبد عوف بن معشر بن بدر الغفاريّ. قال ابن الكلبيّ: كان سائق بدن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم هو وحسّان الأسلمي، ذكره ابن شاهين والطّبريّ. 2176- خالد بن الطّفيل «4» : بن مدرك الغفاريّ. قال ابن مندة: ذكره ابن بنت منيع في الصحابة، وفيه نظر. قلت: لم أره في كتاب ابن بنت منيع، وإنما أورد حديثه في ترجمة جدّه مدرك، فأخرج من طريق سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن خالد بن الطّفيل بن مدرك الغفاريّ- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث جده مدركا يأتي بابنته من مكّة، قال: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا سجد وركع قال: «اللَّهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك.» الحديث «5»   (1) طبقات ابن سعد 6/ 347، التاريخ الكبير 3/ 154، الجرح والتعديل 3/ 334، تهذيب الكمال 359، تذهيب التهذيب 3/ 95، تاريخ الإسلام 5/ 239، ميزان الاعتدال 1/ 631، تهذيب التهذيب 3/ 95، خلاصة تذهيب الكمال 101، شذرات الذهب 1/ 189. (2) أسد الغابة ت [1366] . (3) أسد الغابة ت [1369] . (4) أسد الغابة ت [1371] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 151، التحفة اللطيفة 2/ 12، التاريخ الكبير 3/ 157. (5) أخرجه أبو داود في سننه 1/ 452 كتاب الصلاة باب القنوت في الوتر حديث رقم 1427. والترمذي 5/ 524 كتاب الدعوات باب 113 دعاء الوتر حديث رقم 3566 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب والنسائي في سننه 3/ 249 كتاب قيام الليل وتطوع النهار باب الدعاء في الوتر حديث رقم 1747. وابن ماجة 1/ 373 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 117 ما جاء في الفنون في الوتر حديث رقم 1179، وأحمد 1/ 96. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 فهذا الحديث لا تصريح فيه بصحة خالد إلا أنه على أنه على الاحتمال. 2177- خالد بن العاص» : بن هشام بن المغيرة المخزوميّ. قتل أبوه يوم بدر. قال ابن سعد وابن حبان: أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة. وأورد الطّبراني وابن قانع في ترجمته من رواية حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد عن أبيه، عن جده- حديثا في الطاعون، وهو عجيب، فإنّ جد عكرمة هو العاص بن هشام، وقد اغتر بظاهره الطّبرانيّ، فأورد العاص بن هشام في الصحابة، وهو غلط فاحش كما سنبينه في حرف العين إن شاء اللَّه تعالى. وأبين هناك أنّ خالدا والد عكرمة نسب إلى جده، وأنه عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص، فالصحبة لسعيد لا للعاص، وخالد بن العاص صاحب هذه الترجمة عمّ خالد والد عكرمة واللَّه أعلم. يقال إنّ عمر استعمل خالد بن العاص هذا على مكّة بعد نافع بن عبد الحارث الخزاعيّ. وكذلك استعمله عليها عثمان بن عفان. وفي صحيح مسلم من طريق ثابت مولى عمر بن عبد العزيز، قال: لما كان عنبسة بن أبي سفيان وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص ما كان، وتيسّروا للقتال- يعني في خلافة معاوية، حيث أراد عنبسة أخذ شيء من مال عبد اللَّه بن عمرو بالطائف، قال: فركب خالد بن العاص إلى عبد اللَّه بن عمرو فوعظه، فقال عبد اللَّه بن عمرو: أما علمت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد.» «2»   (1) تعجيل المنفعة 113، تراجم الأخبار 1/ 401، الجرح والتعديل 3/ 1526، دائرة معارف الأعلمي 17/ 129، ذيل الكاشف 369، أسد الغابة ت [1372] ، الاستيعاب ت [625] . (2) أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 179. ومسلم في الصحيح 1/ 125 عن عبد اللَّه بن عمرو بلفظه كتاب الإيمان (1) باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره ... (62) حديث رقم (226/ 141) . وأبو داود في السنن 2/ 660 عن سعيد بن زيد بلفظه كتاب السنة باب في قتال اللصوص حديث رقم 4772 والترمذي في السنن 4/ 21 كتاب الديات (14) باب ما جاء فيمن قتل دون ماله (22) حديث رقم 1418، 1419، 1420، 1421 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 7/ 115- 116 كتاب تحريم الدم (37) باب من قتل دون ماله (22) حديث رقم 4084، 4085، 4086، 4087، 4088، 4089، 4090. وأحمد في المسند 1/ 79، 187، 188، 189، 190. والحاكم في المستدرك 3/ 639، والطبراني في الكبير 1/ 115. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 وهذا يدل على أن خالد بن العاص تأخّر إلى خلافة معاوية. 2178- خالد بن عبادة الغفاريّ «1» : قال أبو عمر: هو الّذي دلّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعمامته في البئر يوم الحديبيّة لما عطشوا، وقيل غيره. قلت: سيأتي في ترجمة ناجية بن الأعجم الأسلميّ، وفي ترجمة ناجية بن جندب الأسلميّ، وقيل: إن الّذي نزل بريدة بن الحصيب، وقيل البراء بن عازب، ويحتمل التعدّد. واللَّه أعلم. 2179- خالد: بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجي. «2» يقال له ولأبيه ولجدّه صحبة وقال البغويّ: لا أدري له صحبة أم لا. وقال ابن مندة: لا تصحّ صحبته وذكره ابن أبي عاصم وجماعة، وأورد له من طريق سحبل بن محمد الأسلمي، حدّثني أبي، عن خالد بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجي، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعسفان، فقال له رجل: هل لك في عقائل النساء، وأدم الإبل من بني مدلج؟ وفي القوم رجل من بني مدلج، فعرف ذلك في وجهه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خيركم المدافع عن قومه ما لم يأثم» «3» . كذا في رواية ابن عاصم، من طريق ابن أبي عاصم، عن سحبل. وأخرجه الطّبرانيّ وغيره من وجوه أخرى ليس فيها رأيت. وأخرجه البيهقي في الشّعب. من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن سحبل، فقال فيه: عن خالد بن عبد اللَّه عن أبيه قال حسين القباني، أحد رواته: لا أعلم أحدا قال فيه عن أبيه غير أبي سعيد انتهى. ومن طريق أبي سعيد أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة مختصرا. وأخرجه مطيّن في   (1) أسد الغابة ت [1373] ، الاستيعاب ت [633] . (2) تهذيب التهذيب 3/ 99، خلاصة تذهيب 1/ 279، الجرح والتعديل 3/ 1529، تهذيب الكمال 1/ 157، تقريب التهذيب 1/ 214، التاريخ الكبير 3/ 159، أسد الغابة ت [1374] . (3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 753 عن سراقة بن مالك ولفظه خيركم المدافع في عشيرته ما لم يأثم. كتاب الأدب باب في العصبية حديث رقم 5120، قال أبو داود أيوب بن سويد ضعيف والطبراني في الصغير 2/ 91 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6932، 6961 وعزاه لابن أبي عاصم والحسن بن سفيان ومطين في الوجدان والبغوي وابن قانع والطبراني في الكبير والبيهقي وأبو نعيم عن خالد بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجي قال البغوي لا أعلم له غيره ولا أدري أله صحبة أم لا وقيل أنه تابعي والحديث مرسل ورواه البيهقي عن خالد عن أبيه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 الوحدان من طريق أنس بن عياض عن سحبل. قال العسكريّ: حديث خالد مرسل، ولم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وذكره في التابعين البخاريّ وأبو حاتم الرازيّ وابن حبّان وآخرون. 2180 ز- خالد بن عبد اللَّه الخزاعي: وقيل الأسلميّ. ذكره أبو عمر فقال: حديثه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم رجع يوم حنين بالسّبي حتى قسمه بالجعرانة. ولا يقوم بإسناد حديثه حجة. 2181 ز- خالد بن عبد اللَّه القنانيّ: - بالقاف والنون الخفيفة وبعد الألف نون من بني الحارث بن كعب. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله جماعة. 2182 ز- خالد بن عبد اللَّه العدويّ «1» : وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبّان. 2183- خالد بن عبد العزى «2» : بن سلامة بن مرّة بن جعونة بن حبتر بن عديّ بن سلول بن كعب الخزاعيّ. أبا خناس، وكناه النسائي أبا محرش، وهو قويّ، فإن أبا خناس كنية ابنه مسعود. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال يعقوب بن سفيان في نسخته: حدّثنا سليمان بن عثمان بن الوليد، حدّثني عمي أبو مصرف سعيد بن الوليد بن عبد اللَّه بن مسعود بن خالد بن عبد العزى، حدّثني أبي عن أبيه عن خالد بن عبد العزى أنه أجزر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شاة، وكان عيال خالد كثيرا، فأكل منها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وبعض أصحابه، فأعطى فضلة خالدا، فأكلوا منها وأفضلوا. أخرجه الحسن بن سفيان في «مسندة» والنسائي في الكنى له عن يعقوب به مطوّلا، وفيه قصة العمرة، وفي آخره قال سليمان: قلت لأبي مصرف: أدركت خالدا؟ قال: نعم. والمحدّث لي مسعود. وله طريق أخرى أخرجها الطبرانيّ عن محمّد بن علي الصّائغ، حدّثنا أبو مالك بن أبي فاره «3» الخزاعي، حدّثني أبي عن أبيه، عن جده مسعود بن خالد، عن خالد بن عبد العزى بن سلامة، ذكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نزل عليه بالجعرانة فأجزره وظلّ عنده ... الحديث. وفيه: أنه بدت له العمرة، فبعث معه رجلا من أصحابه يقال له محرش بن عبد اللَّه،   (1) الثقات 3/ 105. (2) الثقات 3/ 104 تجريد أسماء الصحابة 1/ 52، أسد الغابة ت [1375] . (3) في ت ابن أبي قاره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 فسلك به طريقا حتى دخل مكّة، فقضى نسكه ثم أصبحنا عند خالد. وستأتي ترجمة ابنه مسعود بن خالد إن شاء اللَّه تعالى. 2184- خالد: بن عبيد اللَّه بن الحجاج السلمي. «1» قال ابن أبي حاتم: له صحبة. روى ابن السّكن والطّبرانيّ من طريق إسماعيل بن عياش: حدثني عقيل بن مدرك السلميّ، عن الحارث بن خالد بن عبد اللَّه السلمي، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللَّه أعطاكم ثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في أعمالكم.» «2» قال ابن مندة: مشهور عن إسماعيل. وأخرج حديثا آخر من طريق ابن عائذ، حدّثني خالد بن عبيد اللَّه بن الحجاج أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يدعو فيقول: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك أن أظلم أو أظلم ... » الحديث. قال: غريب. 2185 ز- خالد بن عتبة: بن ربيعة «3» بن عبد شمس. يقال: هو اسم أبي هاشم. وسيأتي في الكنى. 2186- خالد بن عديّ الجهنيّ «4» : بعد في أهل المدينة، وكان ينزل الأشعر. «5» وروى حديثه أحمد وابن أبي شيبة والحارث وأبو يعلى والطبرانيّ، من طريق بسر بن سعيد، عن خالد بن عديّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف «6» ولا مسألة فليقبله ولا يردّه، فإنّما هو رزق ساقه اللَّه تعالى إليه» إسناده صحيح. السياق لأبي يعلى.   (1) أسد الغابة ت [1376] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 152، الجرح والتعديل 3/ 1524. (2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6/ 296. وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 249. والزيلعي في نصب الراية 4/ 400 وابن حجر في تلخيص الحبير 3/ 91. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46055. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 54. (4) أسد الغابة ت [1377] ، الاستيعاب ت [640] . الثقات 3/ 105، الطبقات 121، تجريد أسماء الصحابة 1/ 152 التحفة اللطيفة 2/ 13، ذيل الكاشف 372. (5) الأشعر: بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة، وراء: الأشعر والأقرع جبلان معروفان بالحجاز، قال أبو هريرة: خير الجبال أحد والأشعر وورقان وهي بين مكة والمدينة وقال ابن السكيت: الأشعر جبل جهينة ينحدر على ينبع من أعلاه وقال نصر الأشعر والأبيض جبلان يشرفان على سبوحة وحنين والأشعر والأجرد جبلا جهينة والشام. انظر: معجم البلدان 1/ 235، (6) في ت: إسراف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 2187- خالد بن عرفطة «1» : بضم المهملة والفاء بينهما راء ساكنة- ابن أبرهة- بفتح الهمزة والراء بينهما موحدة ساكنة- ابن سنان الليثي، ويقال العذري، وهو الصّحيح. قال عمر بن شبّة في «أخبار مكة» : هو خالد بن عرفطة بن صعير بن حزّاز بن كاهل بن عبد بن عذرة. وقدم صغيرا مكّة، فحالف بني زهرة، فهو حليف بني زهرة. ويقال: إنه ابن أخي ثعلبة بن صعير العذريّ، وابن عم عبد اللَّه بن ثعلبة. وشذّ ابن مندة فقال: هو خزاعيّ. ونسب ابن الكلبيّ جدّه سنان، فقال: ابن صيفي بن الهائلة بن عبد اللَّه بن غيلان بن أسلم بن حزّاز بن كاهل بن عذرة، قال: وهو حليف بني زهرة، وولّاه سعد القتال يوم القادسية. أخرج حديثه الترمذيّ بإسناد صحيح، روى عنه أبو عثمان النهدي، وعبد اللَّه بن يسار، ومسلم مولاه، وأبو إسحاق السّبيعي وغيرهم. وكان خالد مع سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق. وكتب إليه عمر يأمره أن يؤمّره، واستخلفه سعد على الكوفة، ولما بايع الناس لمعاوية ودخل الكوفة خرج عليه عبد اللَّه بن أبي الحوساء بالنّخيلة، فوجّه إليه خالد بن عرفطة هذا، فحاربه حتى قتله. وعاش خالد إلى سنة ستّين، وقيل مات سنة إحدى وستين. وذكر ابن المعلّم المعروف بالشيخ المفيد الرافضيّ في مناقب عليّ من طريق ثابت الثّمالي عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، قال: جاء رجل إلى عليّ، فقال: إني مررت بوادي القرى، فرأيت خالد بن عرفطة بها مات فاستغفر له، فقال: إنه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة، ويكون صاحب لوائه حبيب بن حمار، [فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين، إني لك محبّ، وأنا حبيب بن حمار] فقال: لتحملنّها وتدخل بها من هذا   (1) الثقات 3/ 104، تهذيب الكمال 1/ 360، تجريد أسماء الصحابة 1/ 152، تهذيب التهذيب 3/ 106، خلاصة تذهيب 1/ 281. الكاشف 1/ 272، تقريب التهذيب 1/ 216، تلقيح فهوم الأثر 373، تاريخ بغداد 1/ 100، الطبقات الكبرى 3/ 298- الطبقات 122، 126، 139، الأنساب 4/ 145، التاريخ الكبير 3/ 138، حاشية الإكمال 6/ 413 تبصير المنتبه 3/ 998، أسد الغابة ت [1378] . الاستيعاب ت [636] . طبقات خليفة 122، تاريخ خليفة 203، المحبر 381، المعرفة والتاريخ 2/ 658، الأخبار الطوال 121، فتوح البلدان 316، تاريخ الطبري 10/ 236، الجرح والتعديل 3/ 337، المعجم الكبير 4/ 241، المستدرك 3/ 280، الكامل في التاريخ 2/ 452، الاشتقاق 547، تحفة الأشراف 3/ 110، الوافي بالوفيات 13/ 273، التذكرة الحمدونية 2/ 450، قاموس الرجال 3/ 483، تاريخ الإسلام 1/ 201. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 الباب، وأشار إلى باب المقبل، فاتفق أنّ ابن زياد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي، فجعل خالدا على مقدمته، وحبيب بن حمار صاحب رايته فدخل بها المسجد من باب المقبل. وعند أحمد من رواية أبي إسحاق: مات رجل صالح فتلقّانا خالد بن عرفطة وسليمان بن صرد، وكلاهما كانت له صحبة. 2188 ز- خالد بن عقبة «1» : بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس الأمويّ، أخو الوليد. كان من مسلمة الفتح، ونزل الرقّة وبها عقبه. وذكره صاحب تاريخها فيمن نزلها من الصّحابة. وله أثر في حصار عثمان يوم الدار، وإليه يشير أزهر بن سيحان بقوله: يلومونني أن جلت في الدّار حاسرا ... وقد فرّ منها خالد وهو دارع «2» [الطويل] 2189 ز- خالد بن عقبة «3» : قال أبو عمر: هو الّذي جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: اقرأ عليّ القرآن، فقرأ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ... [النحل 90] الآية. فقال: واللَّه إن له لَحَلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وما هذا بقول بشر. قال أبو عمر: لا أدري هو ابن أبي معيط أم لا، وظنّي أنه غيره. قلت: لم يذكر إسناده ولا من خرّجه، والمشهور في مغازي ابن إسحاق نحو هذا للوليد بن المغيرة، ومع ذلك فلا دلالة في السياق على إسلام صاحب هذه القصّة. 2190- خالد بن عمرو بن عديّ «4» : بن نابي- بنون وموحدة مكسورة- ابن عمرو بن سواد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ. شهد العقبة الثانية، وقال هشام بن الكلبيّ: شهد بدرا.   (1) أسد الغابة ت [1380] ، الاستيعاب ت [627] . (2) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (1380) وفي الاستيعاب رقم (627) وفي كتاب نسب قريش 141 وروايته. تلومنني أن كنت في الدار حاسرا ... وقد حاد عنها خالد وهو دارع. (3) أسد الغابة ت [1381] ، الاستيعاب ت [630] . (4) أسد الغابة ت [1382] ، الاستيعاب ت [620] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 2191- خالد: بن عمرو بن أبي كعب الأنصاريّ «1» . وذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وجوّز ابن إسحاق أن يكون هو الّذي قبله، وأن يكون كنية عديّ أبا كعب. 2192- خالد بن عمير العبديّ «2» : قال الحسن بن سفيان في مسندة: حدّثنا معلى بن مهدي، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا شعبة. عن سماك بن حرب، عن خالد بن عمير، قال: أتيت مكة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بها فبعته رجل سراويل فوزن لي وأرجح. رجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على شعبة وعلى سماك، والمشهور أنه عن مخرمة العبديّ، أما خالد بن عمير الدوسيّ الّذي روى عن عتبة بن غزوان فمخضرم، ويأتي ذكره في القسم الثالث. 2193- خالد بن العنبس «3» : ذكره سعيد بن عفير في أهل مصر، وقال: إنه شهد بيعة الرضوان. وحكى ابن الأثير عن أبي الجيزي أنه ذكره في الصّحابة. وتعقّبه مغلطاي بأنه ليس في كتاب أبي الربيع، وإنما الّذي ذكره هو ابن يونس، وقال: إن له صحبة. 2194- خالد بن غلاب «4» : بفتح المعجمة وتخفيف اللام وآخره موحّدة، وهو جد محمد بن زكريا الغلابي، له وفادة ثم نزل البصرة وولى أصبهان لعثمان. روى ابن مندة من طريق الأحوص بن المفضل بن غسان، عن عمه محمد بن غسان، عن جده خالد بن عمرو، عن أبيه عمرو بن معاوية، عن أبيه عمرو بن خالد بن غلاب، قال: لما حصر عثمان خرج أبي يريد نصره، وكان يتولى أصبهان، فاتصل به قتله. فانصرف إلى منزله بالطّائف، وقدمت في ثقل أبي، فصادفت وقعة الجمل، فدخلت على عليّ فقال: من هذا؟ قيل: عمرو بن خالد قال: ابن غلاب: قالوا: نعم. قال: أشهد أني رأيت أباه بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وذكر الفتن، فقال: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يكفيني الفتن فقال: «اللَّهمّ اكفه الفتن ما ظهر منها وما بطن.» «5»   (1) أسد الغابة ت [1383] . (2) أسد الغابة ت [1384] . (3) تبصير المنتبه 3/ 920، أسد الغابة ت [1386] . (4) أسد الغابة ت [1387] ، تاريخ أصبهان 304، المشتبه 489، (5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31680 وعزاه لأبي نعيم في الحلية وقال هذا الحديث عزيز. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 قال ابن مندة: غريب تفرّد به أولاده، وغلاب اسم امرأة، قال أبو نعيم- في تاريخ أصبهان، وزاد: وهو خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن عمرو بن حبيب بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن هوازن. وقال المرزبانيّ: كان على بيت المال لعمر، وقد ولي بعض عمل أصبهان، وفيه يقول أبو المختار يزيد بن قيس الكلابيّ في قصيدته التي شكا فيها العمال إلى عمر بن الخطاب يقول فيها: إذا التّاجر الهنديّ جاء بفأرة ... من المسك أضحت في سوالفهم تجري [الطويل] ويقول فيها: ولا تنسينّ النّافعين كلاهما ... ولا ابن غلاب من سراة بني نصر [الطويل] [وهي قصيدة طويلة ستأتي بتمامها في ترجمة قائلها يزيد بن قيس في القسم الثالث فأجابه خالد هذا بقوله: أبلغ أبا المختار عنّي رسالة ... فقد كنت ذا قربى لديك وذا سمر وما كان لي يوما إليك جناية ... فتجعلني ممّن يؤلّف في الشّعر [الطويل] أنشدهما دعبل في طبقات الشعراء.] «1» 2195- خالد بن قيس: بن مالك «2» بن العجلان بن مالك بن عامر بن بيّاضة الأنصاريّ الخزرجي البياضي. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة وبدرا وأحدا وقال ابن حبّان: كان ممن صدق القتال ببدر. ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر فيمن شهد العقبة. 2196 ز - خالد بن قيس السّهمي: ذكره في المؤلفة قلوبهم وسيأتي الخبر بذلك في ترجمة عبد الرحمن بن يربوع.   (1) سقط في أ. (2) الثقات 3/ 105، تجريد أسماء الصحابة 1/ 153، الاستبصار 177، وأصحاب بدر 211، أسد الغابة ت [1389] ، الاستيعاب ت [631] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 2197- خالد بن قيس بن النعمان «1» : يأتي ذكره في خليد- بالتصغير. 2198- خالد بن كعب بن عمرو: بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجار الأنصاريّ المازني. «2» قتل يوم بئر معونة. ذكره ابن الكلبيّ والعدويّ. 2199- خالد بن مالك: بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي النهشلي. «3» وقع ذكره في تفسير مقاتل أنه كان في الوفد الذين نزلت فيهم: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ... [الحجرات 4] الآية. وقرأت في كتاب النصوص لصاعد الربعي بإسناد له عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، قال: كان القعقاع بن معبد بن زرارة حليما يشبه بعمه حاجب بن زرارة فبينما حاجب جالس وإبله تورد عليه إذ أقبل خالد بن مالك النهشلي على فرس وفي يده رمح، فقال يا حاجب، واللَّه لترقصنّ أو لأطعننك، فقال: تنحّ عني أيها السفيه، فأبى، فقام الشيخ فأقبل وأدبر، فبلغ ذلك شيبان بن علقمة بن زرارة، فقال: أيتهكم خالد بعمّي، واللَّه لأنافرنّه، فكلمت بنو تميم حاجبا فنهاه، فتنافر القعقاع بن معبد، وخالد بن مالك، إلى ربيعة بن حذار الأسدي. فذكر قصّة طويلة، وفيها ثم أدركا الإسلام، فوفدا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، لو بعثت هذا، وقال عمر: يا رسول اللَّه، لو بعثت هذا، فقال: «لولا أنّكما اختلفتما لأخذت برأيكما» فرجعا ولم يولّهما شيئا. وذكر أبو أحمد العسكريّ هذه القصّة في الصّحابة أيضا. وقال ابن الأثير. لم يذكر ابن الكلبيّ بعد أن نسبه أن له صحبة، ولم أر من ذكر له صحبة إلا العسكريّ. قلت: وقد ذكره ابن عبد البرّ إلا أنه نسبه لجده. فقال خالد بن ربعيّ. وذكره أيضا من قدمت ذكره. وقال أبو عمر، عن ابن المنكدر: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال للقعقاع ولخالد: «قد عرفتكما» ، وأراد أن يستعمل أحدهما على بني تميم، فاختلف أبو بكر وعمر فذكره فأنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [الحجرات 1] الآية. انتهى.   (1) أسد الغابة ت [1390] . (2) أسد الغابة ت [1391] (3) أسد الغابة ت [1393] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 وهذه القصّة في اختلاف أبي بكر وعمر وقعت عند البخاريّ من طريق ابن أبي مليكة عن أبي الزبير، لكن فيها القعقاع المذكور والأقرع بن حابس بدل خالد بن مالك. تنبيه: حذار والد ربيعة- بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة وضبطه ابن عبد البر بالجيم ثم بالمهملة فوهم. 2200- خالد بن مغيث «1» : بالغين المعجمة والمثلثة. روى ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن شيبة بن نصاح، عن خالد بن مغيث- هو من الصحابة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «رأيت قزمان متلفّعا في خميلة من النّار» . يريد الّذي غلّ يوم خيبر. أخرجه ابن أبي عاصم وغيره من حديث ابن وهب وأما ابن أبي حاتم فقال: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرسلا. روى عنه شيبة بن نصاح. قلت: شيبة لم يلحق أحدا من الصحابة، فيكون الانقطاع في روايته عن خالد، وأما خالد فثبت في نفس الإسناد أنه من الصّحابة، واللَّه أعلم. 2201- خالد بن نافع الخزاعي «2» : يأتي قريبا آخر من اسمه خالد. 2202- خالد بن نضلة الأسلمي «3» : قيل هو اسم أبي برزة، سماه الهيثم بن عديّ. والمشهور أنه نضلة بن عبيدة. » 2203- خالد بن النّعمان: بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الظفريّ. ذكر ابن عساكر أنه شهد مؤتة، واستشهد بها. 2204- خالد بن هشام «5» : بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزوميّ، أخو أبي جهل. ذكره عبدان بإسناده عن بشر بن تميم «6» في المؤلّفة. وذكر ابن الكلبيّ أنه أسر يوم بدر   (1) الثقات 3/ 108، الجرح والتعديل 3/ 1586، تصحيفات المحدثين 918، تجريد أسماء الصحابة 1/ 154، دائرة الأعلمي 17/ 133، أسد الغابة ت [1395] . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 154، بقي بن مخلد 412، أسد الغابة ت [1396] ، الاستيعاب ت [641] . (3) أسد الغابة ت [1397] . (4) في أ: نضلة بن عبيدة. (5) أسد الغابة ت [1401] ، الاستيعاب ت [629] . (6) في أ: بشر بن تيم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 كافرا، ولم يذكر أنه أسلم، [وأنشد له الزبير بن بكّار في الكلام على البطحاء رجزا أوله: إما تريني أشمط العشيات] «1» فاللَّه أعلم. 2205 - خالد بن هوذة «2» بن ربيعة: البكائيّ ويقال القشيري، جاء ذكره في حديث ابنه العدّاء، فروى الباوردي من طريق عبد المجيد أبي عمرو، عن العدّاء بن خالد، قال: خرجت مع أبي فرأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يخطب. وقال الأصمعيّ: عن أبي عمرو بن العلاء: أسلم العدّاء وأخوه حرملة وأبوهما. وكانا سيدي قومهما، وبعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى خزاعة يبشّرهم بإسلامهما. وذكرهما ابن الكلبيّ في المؤلّفة، وقال في الجمهرة: وفد خالد وحرملة ابنا هوذة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: وخالد هو الّذي قتل أبا عقيل جدّ الحجاج بن يوسف الثقفي. 2206- خالد بن الوليد «3» : بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ سيف اللَّه، أبو سليمان أمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب الهلاليّة، وهي أخت لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب، وهما أختا ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. كان أحد أشراف قريش في الجاهليّة، وكان إليه أعنّة الخيل في الجاهلية، وشهد مع كفّار قريش الحروب إلى عمرة الحديبيّة. كما ثبت في الصّحيح أنه كان على خيل قريش طليعة، ثم أسلم في سنة سبع بعد خيبر، وقيل قبلها، ووهم من زعم أنه أسلم سنة خمس. قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس، عن حبيب، حدّثني عمرو بن العاص من فيه، قال: خرجت عامدا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبل الفتح، وهو مقبل من مكّة، فقلت: «أين تريد يا أبا سليمان؟   (1) سقط في أ. (2) تهذيب الكمال 1/ 185، الطبقات الكبرى 1/ 273. دائرة معارف الأعلمي 17/ 135، أسد الغابة ت [1401] ، الاستيعاب ت [628] . (3) ابن هشام 2/ 276- 279- 292- 594، طبقات ابن سعد 4/ 2- 1، 7- 2، 118، نسب قريش 320- 322 طبقات خليفة 19- 20- 299، تاريخ خليفة 86، 88، 92- 150 التاريخ الصغير 1/ 23- 40، المعارف 267، الجرح والتعديل 3/ 356، مشاهير علماء الأمصار ت، 157، ابن عساكر 5/ 264- 2، تهذيب الأسماء واللغات 10/ 172- 174، تهذيب الكمال 370، دول الإسلام 1- 16، العبر 1/ 25، ابن كثير 7- 113- 118، العقد الثمين 4/ 389- 297، تهذيب التهذيب 3/ 142، خلاصة تذهيب الكمال 103، كنز العمال 13/ 366- 375، شذرات الذهب 1/ 232، تهذيب ابن عساكر 5/ 95- 117، أسد الغابة ت [1399] ، الاستيعاب ت [621] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 قال: أذهب واللَّه أسلم، فحتّى متى؟ قلت: وما جئت إلا لأسلم، فقدمنا جميعا، فتقدم خالد فأسلم وبايع، ثم دنوت فبايعت ثم انصرفت، ثم شهد غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة، فلما استشهد الأمير الثّالث أخذ الراية فانحاز بالنّاس، وخطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأعلم الناس بذلك كما ثبت في الصّحيح. وشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فتح مكّة، فأبلى فيها، وجرى، له مع بني خزيمة ما جرى، ثم شهد حنينا والطائف في هدم العزّى. وله رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في الصّحيحين وغيرهما، روى عنه ابن عبّاس وجابر، والمقدام بن معديكرب، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة بن قيس وآخرون. وأخرج التّرمذيّ عن أبي هريرة، قال: نزلنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم منزلا، فجعل الناس يمرّون، فيقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من هذا؟ فأقول: فلان، حتى مرّ خالد فقال: «من هذا» ؟ قلت: خالد بن الوليد. فقال: «نعم، عبد اللَّه، هذا سيف من سيوف اللَّه» رجاله ثقات. وأرسله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أكيدر دومة فأسره. ومن طريق أبي إسحاق عن عاصم، عن أنس، وعن عمرو بن أبي سلمة- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث خالد إلى أكيدر دومة فأخذوه فأتوا به، فحقن له دمه، وصالحه على الجزية، وأرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة فأبلى في قتالهم بلاء عظيما، ثم ولّاه حرب فارس والرّوم فأثر فيهم تأثيرا شديدا وفتح دمشق. وروى يعقوب بن سفيان من طريق أبي الأسود، عن عروة، قال: لما فرغ خالد من اليمامة أمره أبو بكر بالمسير إلى الشام، فسلك عين التمر فسبى ابنة الجودي من دومة الجندل، ومضى إلى الشّام، فهزم عدوّ اللَّه. واستخلفه أبو بكر على الشّام إلى أن عزله عمر، فروى البخاريّ في تاريخه من طريق ناشرة بن سمي، قال: خطب عمر واعتذر من عزل خالد، فقال أبو عمرو ابن حفص بن المغيرة: عزلت عاملا استعمله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ووضعت لما رفعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. فقال: إنّك قريب القرابة حديث السن مغضب لابن عمّك. وقال ابن أبي الدّنيا: حدّثني أبي، حدثني عبّاد بن العوّام، عن سفيان بن حسين، عن قتادة، قال: بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خالد بن الوليد إلى العزّى فهدمها. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: حدّثني علي بن عباس «1» ، حدّثنا الوليد، حدّثني وحشي،   (1) في أ: علي بن عياش. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 عن أبيه، عن جده- أنّ أبا بكر عقد لخالد بن الوليد على قتال أهل الردّة، فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «نعم عبد اللَّه وأخو العشيرة خالد بن الوليد، سيف من سيوف اللَّه سلّه اللَّه على الكفّار.» «1» وقال أحمد: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، قال: استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد، فقال خالد: بعث عليكم أمين هذه الأمة، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقوله، فقال أبو عبيدة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «خالد سيف من سيوف اللَّه، نعم فتى العشيرة.» «2» وروى أبو يعلى من طريق الشعبي، عن ابن أبي أوفى- رفعه: «لا تؤذوا خالدا فإنّه سيف من سيوف اللَّه صبّه اللَّه على الكفّار.» «3» ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أخبرت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مثله. وقال سعيد بن منصور: حدّثنا هشيم، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه- أن خالد بن الوليد فقد قلنسوته يوم اليرموك، فقال: اطلبوها فلم يجدوها، فلم يزل حتى وجدوها، فإذا هي خلفه، فسئل عن ذلك. فقال: اعتمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فحلق رأسه، فابتدر الناس شعره فسبقتهم إلى ناصية فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا تبيّن لي النصر. ورواه أبو يعلى، عن شريح بن يونس، عن هشيم- مختصرا، وقال في آخره: فما وجهت في وجه إلا فتح لي. وفي الصّحيحين عن أبي هريرة في قصة الصّدقة، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن خالدا احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل اللَّه.   (1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 158 بلفظ «نعم ابن العشيرة» . (2) أخرجه أحمد المسند 4/ 90. وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 136. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 351، وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة. والسيوطي في الدر المنثور 2/ 245. المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33280. (3) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 121. وابن سعد في الطبقات 7/ 120. والحاكم في المستدرك 3/ 298 عن عبد اللَّه بن أبي أوفى قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي رواه ابن إدريس عن ابن أبي خالد عن الشعبي مرسلا وهو أشبه وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 352 عن عبد اللَّه ابن أبي أوفى قال الهيثمي رواه الطبراني في الصغير والكبير باختصار والبزار بنحوه ورجال الطبراني ثقات، وابن عساكر في التاريخ 5/ 105 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33281، 33283. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 وفي البخاريّ عن قيس بن أبي حازم، عن خالد بن الوليد، قال: لقد اندقّ في يدي يوم مؤتة تسعة [أسياف، فما صبرت معي إلا صفيحة يمانية. وقال يونس بن أبي إسحاق عن أبي السّفر: لما قدم خالد بن الوليد الحرّة أتى بسمّ فوضعه في راحته ثم سمّى وشربه] فلم يضره، رواه أبو يعلى، ورواه ابن سعد من وجهين آخرين. وروى ابن أبي الدّنيا بإسناد صحيح عن خيثمة، قال: أتى خالد بن الوليد رجل معه زقّ خمر، فقال: اللَّهمّ اجعله عسلا فصار عسلا. وفي رواية له من هذا الوجه: مر رجل بخالد ومعه زق خمر، فقال: ما هذا؟ قال: خلّ قال: جعله اللَّه خلّا، فنظروا فإذا هو خلّ، وقد كان خمرا. وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبيد اللَّه، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى آل خالد، قال: قال خالد عند موته: ما كان في الأرض من ليلة أحبّ إليّ من ليلة شديدة الجليد في سريّة من المهاجرين أصبّح بهم العدو، فعليكم بالجهاد. وروى أبو يعلى من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قال خالد: ما ليلة يهدي إليّ فيها عروس أنا لها محبّ وأبشر فيها بغلام أحبّ إليّ من ليلة شديدة الجليد، فذكر نحوه. ومن هذا الوجه عن خالد: لقد شغلني الجهاد عن تعلم كثير من القرآن. وكان سبب عزل عمر خالدا ما ذكره الزبير بن بكّار. قال: كان خالد إذا صار إليه المال قسّمه في أهل الغنائم، ولم يرفع إلى أبي بكر حسابا، وكان فيه تقدّم على أبي بكر يفعل أشياء لا يراها أبو بكر: أقدم على قتل مالك بن نويرة، ونكح امرأته، فكره ذلك أبو بكر، وعرض الدّية على متمم بن نويرة، وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك ولم ير أن يعزله. وكان عمر ينكر هذا وشبهه على خالد. وكان أميرا عند أبي بكر بعثه إلى طليحة، فهزم طليحة ومن معه، ثم مضى إلى مسيلمة فقتل اللَّه مسيلمة. قال الزّبير: وحدّثني محمد بن مسلم، عن مالك بن أنس، قال: قال عمر لأبي بكر: اكتب إلى خالد لا يعطي شيئا إلا بأمرك. فكتب إليه بذلك، فأجابه خالدا: إمّا أن تدعني وعملي وإلا فشأنك بعملك فأشار عليه عمر بعزله فقال أبو بكر: فمن يجزي عني جزاء خالد؟ قال عمر: أنا. قال: فأنت. فتجهّز عمر حتى أنيخ الظّهر في الدّار، فمشى أصحاب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أبي بكر. فقالوا: ما شأن عمر يخرج وأنت محتاج إليه، ومالك عزلت خالدا وقد كفاك؟ قال: فما أصنع؟ قالوا: تعزم على عمر فيقيم، وتكتب إلى خالد فيقيم على عمله ففعل. فلما قبل عمر كتب إلى خالد ألّا تعطي شاة ولا بعيرا إلا بأمري. فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر، فقال عمر: ما صدقت اللَّه إن كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفذه فعزله. ثم كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلا أن يخلّيه يفعل ما يشاء فيأبى عمر. قال مالك: وكان عمر يشبه خالدا، فذكر القصّة التي ستأتي في ترجمة علقمة بن علاثة. قال الزّبير: ولما حضرت خالدا الوفاة أوصى إلى عمر فتولى عمر وصيته، وسمع راجزا يذكر خالدا. فقال رحم اللَّه خالدا فقال له طليحة بن عبيد اللَّه: لا أعرفنّك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زوّدتني زادي فقال عمر: إني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه، وما كان يصنع في المال. مات خالد بن الوليد بمدينة حمص سنة إحدى وعشرين، وقيل: توفّي بالمدينة النبويّة وقال ابن المبارك، في كتاب الجهاد، عن حماد بن زيد: حدّثنا عبد اللَّه بن المختار، عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل- ثم شك حماد في أبي وائل قال: لما حضرت خالدا الوفاة قال: لقد طلبت القتل مظانّة، فلم يقدّر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجى عندي بعد أن لا إله إلا اللَّه من ليلة بتّها وأنا متترّس والسماء تهلّني تمطر إلى صبح، حتى نغير على الكفّار، ثم قال: إذا أنا متّ فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عدّة في سبيل اللَّه. فلما توفي خرج عمر إلى جنازته. فقال: ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد دموعهنّ ما لم يكن نقعا أو لقلقة. قلت: فهذا يدل على أنه مات بالمدينة. وسيأتي في ترجمة أمه لبابة الصغرى بنت الحارث ما يشيده، ولكن الأكثر على أنه مات بحمص واللَّه أعلم. 2207- خالد بن الوليد الأنصاريّ «1» : ذكره ابن الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من   (1) أسد الغابة ت [1398] ، الاستيعاب ت [622] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 الصّحابة، وكان ممّن أبلى فيها، قال أبو عمر: لا أقف له على نسبة. 2208- خالد بن يزيد بن حارثة «1» : لا تقدم في خالد بن زيد بن حارثة. 2209- خالد بن يزيد المدني «2» : تقدم في خالد بن زيد المزني. 2210 ز- خالد الأحدب الحارثي «3» : روى عبدان من طريق ثابت عن عمارة عن خالد الأحدب- وكانت له صحبة- قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «يا رسول اللَّه، كان لي أخوان» . فذكر حديثا. 2211 ز- خالد الأزرق الغاضري ّ «4» : - بمعجمتين. قال ابن السكن والباوردي: نزل حمص، وأخرجا من طريق ابن عائذ أبي راشد الحبراني، حدّثني خالد الأزرق الغاضري. قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على راحلة ومتاع فلم أزل أسايره، فذكر الحديث، قال: وجاء رجل مقصر شعره بمعنى فقال: صلّ عليّ يا رسول اللَّه، قال: «صلّى اللَّه على المحلقين» . 2212 ز- خالد الأشعر «5» : والد حبيش بن خالد الخزاعي. تقدم ذكر والده حبيش، وذكر الواقدي أنّ خالدا قتل مع كرز بن خالد في طريق مكّة. والمشهور أن الّذي قتل بمكّة هو حبيش بن خالد. فاللَّه أعلم. [2213- خالد الأنصاريّ: ابن عم أوس بن ثابت. تقدم في أوس بن ثابت.] «6» . 2214- خالد الخزاعيّ «7» : والد نافع. وزعم ابن مندة أن اسم والد خالد نافع. قال ابن السّكن: كان من أصحاب الشجرة، وحديثه في الكوفيين.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 154، تفسير الطبري 5/ 5418، أسد الغابة ت [1403] . (2) أسد الغابة ت (1404) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 148، الطبقات 213، الثقات 6/ 263، دائرة معارف الأعلمي 17/ 125. أسد الغابة ت [1340] . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 148. أسد الغابة ت [1341] . (5) المغازي 828، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 220، أسد الغابة ت [1345] ، الاستيعاب ت [632] . (6) سقط في أ. (7) الثقات 3/ 140، تجريد سماء الصحابة 1/ 150، المحن 46، التاريخ الكبير 3/ 138، الميزان 1/ 648، الجرح والتعديل 3/ 1642، تنقيح المقال 3553، الأعلمي 17/ 127، أسد الغابة ت [1355] ، الاستيعاب ت [635] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 روى الحسن بن سفيان، وأبو يعلى، والطبرانيّ، والطبريّ في تفسيره، وغيرهم، من طريق أبي مالك الأشجعيّ: حدّثنا نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه، وكانت له صحبة، وكان ممن بايع تحت الشجرة- قال: جلس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوما، فذكر الحديث، وفيه: «سألت اللَّه ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة» «1» رجاله ثقات. الخاء بعدها الباء 2215- (خبّاب) بن الأرتّ «2» : - بتشديد المثناة- بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي، ويقال الخزاعي، أبو عبد اللَّه. سبي في الجاهليّة فبيع بمكّة، فكان مولى أم أنمار الخزاعية، وقيل غير ذلك، ثم حالف بني زهرة، وكان من السّابقين الأوّلين. وقال ابن سعد: بيع بمكّة، ثم حالف بني زهرة. وأسلم قديما، وكان من المستضعفين روى الباوردي أنه أسلم سادس ستة، وهو أول من أظهر إسلامه وعذّب عذابا شديدا لأجل ذلك. وقال الطّبريّ: إنما انتسب في بني زهرة لأن آل سباع حلفاء عمرو بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة وآل سباع منهم سباع بن أم أنمار الخزاعيّة، ثم شهد المشاهد كلّها، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين جبر بن عتيك. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم روى عنه أبو أمامة، وابنه عبد اللَّه بن خبّاب، وأبو معمر، وقيس بن أبي حازم. ومسروق، وآخرون. وروى الطّبرانيّ من طريق زيد بن وهب، قال: لما رجع علي من صفّين مر بقبر خبّاب، فقال: «رحم اللَّه خبّابا أسلم راغبا. وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا، وابتلي في جسمه أحوالا، ولن يضيع اللَّه أجره» .   (1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 409 عن خباب بن الأرت في كتاب الفتن باب (14) ما جاء في سؤال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثا في أمته حديث رقم 2175، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح والنسائي في السنن 3/ 217 كتاب قيام الليل وتطوع النهار باب 16 إحياء الليل حديث رقم 1638. وابن ماجة في السنن 2/ 1303 في كتاب الفتن (36) باب ما يكون من الفتن (9) حديث رقم 3951، 3952. قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1303 إسناده صحيح. رجاله ثقات. (2) طبقات ابن سعد 3/ 164، طبقات خليفة 17/ 126، تاريخ خليفة 192، التاريخ الكبير 3/ 215، المعارف 316، 317، تاريخ الفسوي 3/ 167، الجرح والتعديل 3/ 395، تهذيب الكمال 373، تاريخ الإسلام 2/ 175، العبر 1/ 43، تهذيب التهذيب 3/ 133، 134، خلاصة تذهيب الكمال، شذرات الذهب 1/ 47، أسد الغابة ت [1407] ، الاستيعاب ت [646] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 وشهد خبّاب بدرا وما بعدها، ونزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين، زاد ابن حبان منصرف عليّ من صفّين وصلّى عليه عليّ. وقيل: مات سنة تسع عشرة. والأول أصحّ. وكان يعمل السيوف في الجاهلية، ثبت ذلك في الصّحيحين وثبت فيهما أيضا أنه تموّل وأنه مرض مرضا شديدا حتى كاد أن يتمنّى الموت. روى مسلم من طريق قيس بن أبي حازم، قال: دخلنا على خبّاب وقد اكتوى، فقال: لولا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. ويقال: إنه أول من دفن بظهر الكوفة، ذكر ذلك الطبريّ بسند له إلى علقمة بن قيس النخعي، عن ابن الخباب. قال: وعاش ثلاثا وستين سنة. 2216 ز- خبّاب أبو عرفطة: بن خبيب، أبو جبير، بن عبد مناف الأسديّ حليف الأنصار. تقدم في المهملة. قال ابن فتحون: ذكره أبو عمر بضم المهملة وتخفيف الموحدة، وكذا قيّده الدارقطنيّ، قال ورأيته مضبوطا في الطبريّ خباب بالمعجمة المفتوحة والتشديد. قلت: وكذا رأيته في الذّيل للطبريّ. 2217 ز- خبّاب بن عمرو: بن حممة الدوسيّ، أخو جندب. ذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد أمره على بعض الكراديس يوم اليرموك. قلت: وقد قدمت غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة. 2218 ز- خبّاب الخزاعي «1» : والد إبراهيم. فرّق الطبراني وأبو نعيم بينه وبين خبّاب بن الأرتّ، روى الطّبرانيّ من طريق قيس بن الربيع، عن مجزأة بن ثور، عن إبراهيم بن خباب، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اللَّهمّ استر عورتي، وآمن روعتي، واقض عنّي ديني.» «2» واستدركه أبو موسى، ولم أره في التجريد ولا أصله. 2219- خبّاب، والد السّائب «3» : روى ابن مندة من طريق عبد العزيز بن عمران، عن   (1) أسد الغابة ت [1406] . (2) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2356 والطبراني في الكبير 12/ 343، وأحمد في المسند 2/ 25. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 155. أسد الغابة ت [1408] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 عبد اللَّه بن السّائب، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم متّكئا على سرير يأكل قديدا ثم يشرب من فخارة، فقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قال أبو نعيم: يقال عن عبد العزيز، عن أبي عبد اللَّه بن السائب- يعني فيكون من مسند السّائب. وكلام البخاريّ يقتضي أن يكون هو مولى فاطمة بنت عتبة الآتي ذكره، فإنه قال السّائب بن خبّاب أبو مسلم صاحب المقصورة، ويقال مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، وعلى ذلك اعتمد ابن الأثير فلم يفرد لمولى فاطمة ترجمة. 2220- خبّاب، مولى عتبة «1» : بن غزوان، يكنى أبا يحيى ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا من حلفاء بني نوفل بن عبد مناف. قال أبو نعيم: لا عقب له، ولا رواية. ومات في خلافة عمر سنة تسع عشرة وصلّى عليه عمر. قلت: وهم ابن مندة، فذكر في ترجمة خبّاب بن الأرتّ أنه مولى عتبة بن غزوان، وقد فرّق بينهما ابن إسحاق، فذكرهما في البدريين. وهو الصّواب. 2221- خبّاب، مولى «2» : فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، أبو مسلم. صاحب المقصورة، أدرك الجاهليّة، واختلف في صحبته. وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا وضوء إلّا من صوت أو ريح» «3» روى عنه بنوه أصحاب المقصورة، ومنهم السّائب بن خباب ولد مسلم، قاله أبو عمر. قلت: الحديث المذكور عند ابن ماجة من رواية السائب بن خبّاب، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وروى مسلم من طريق عامر بن سعيد بن أبي وقاص عن خبّاب صاحب المقصورة عن عائشة وأبي هريرة في اتباع الجنائز.   (1) أسد الغابة ت [1409] ، تاريخ الطبري 4/ 82، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 73، الاستيعاب ت [648] . (2) الاستيعاب ت [649] . (3) أخرجه الترمذي في السنن 1/ 109 عن أبي هريرة بلفظه كتاب أبواب الطهارة باب ما جاء في الوضوء من الريح حديث رقم 74 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. وابن ماجة في السنن 1/ 172 كتاب الطهارة وسننها (1) باب لا وضوء إلا من حدث (74) ، حديث رقم 515، 156 وأحمد في المسند 2/ 471، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 27 والبيهقي في السنن 1/ 117، 220. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 2222- خبّاب، والد عطاء «1» : روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن مسلم، عن محمّد بن عبد اللَّه بن عطاء بن خباب، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنت جالسا عند أبي بكر الصدّيق، فرأى طائرا، فقال: طوبى لهذا، فقلت: أتقول هذا وأنت صديق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ الحديث قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: ليس فيه ما يدل على صحبته، نعم، فيه دلالة على إدراكه، ويحتمل أن يكون هو «2» أحد من قبله. 2223- خبّاب الزبيديّ: ذكره البزاز في المقلّين، وساق من رواية مالك بن إسماعيل، عن شريك، عن جابر وهو الجعفي، عن معقل الزبيديّ. عن عباد أبي الأخضر، وهو ابن أخضر عن خباب «3» أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا أخذت مضجعك قاقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يفعله. وهذا الحديث قد أخرجه البغويّ وغيره من رواية يحيى الحماني عن شريك، فلم يذكروا فوق عباد بن أخضر راويا. وسيأتي في عباد. 2224- خبيب: بالتصغير، ابن إساف «4» ، بهمزة مكسورة، وقد تبدل تحتانية، ابن عنبة، بكسر المهملة وفتح النون بعدها موحدة، ابن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن الأوس الأنصاريّ والأوسيّ. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وقال الواقديّ، كان تأخّر إسلامه إلى أن خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى بدر. فلحقه في الطريق فأسلم وشهدها وما بعدها، ومات في خلافة عمر. وقال ابن إسحاق، عن مكحول، عن سعيد بن المسيّب، قال: بعث عمر بن الخطاب خبيب بن إساف أحد بني الحارث بن الخزرج على بعض العمل وكان بدريا.   (1) أسد الغابة ت [1410] . (2) سقط في ط. (3) في ط جندب. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 156، حلية الأولياء 1/ 364، الاستبصار 186، التحفة اللطيفة 2/ 16، الطبقات الكبرى 8/ 360، الطبقات 95، أصحاب بدر 179، الثقات 3/ 108، التاريخ الكبير 3/ 209، سير أعلام النبلاء 1/ 501، الإكمال 2/ 399، تبصير المنتبه 3/ 927، أسد الغابة ت [1413] ، الاستيعاب ت [651] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 وروى أحمد والبخاريّ في تاريخه من طريق المسلم بن سعيد، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي ولم نسلم، فقلنا: إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم. قال: «فإنّا لا نستعين بالمشركين على المشركين.» «1» قال: فأسلمنا وشهدنا معه. رواه أحمد بن منيع، فقال في روايته: عن خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب. وقال ابن إسحاق: حدّثني خبيب بن عبد الرّحمن، قال: ضرب خبيب جدي يوم بدر فمال سيفه فتفل عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وردّه ولأمه. وذكر الواقديّ أن الّذي ضربه هو أمية بن خلف ويقال: إنه هو الّذي قتل أمية. قلت: وفي حديثه المذكور عند أحمد أنه قال: ضربني رجل من المشركين على عاتقي فقتلته، ثم تزوّجت ابنته فكانت تقول لي: لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح، فأقول: لا عدمت رجلا عجله «2» إلى النار. 2225- خبيب بن الأسود الأنصاريّ» : مولاهم. قال عبدان، عن أبي نميلة، عن أبي إسحاق: هو من أهل الحجاز، من بني النجّار مولى لهم. وقال سلمة بن المفضل، وزياد البكائي. عن ابن إسحاق: خبيب بن الأسود حليف الأنصار. 2226 ز- خبيب: بن خباشة تقدم في الحاء المهملة. 2227- خبيب بن عدي: بن مالك «4» بن عامر بن مجدعة بن جحجبي بن عوف بن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. شهد بدرا واستشهد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وفي الصّحيح عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عشرة رهط عينا وأمّر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فذكر الحديث، وفيه: «فانطلقوا- أي المشركون- بخبيب بن عدي وزيد بن الدّثنة حتى باعوهما بمكّة، فاشترى بنو الحارث بن عامر بن نوفل   (1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 394. وابن سعد في الطبقات الكبرى 2: 1: 34، 3: 2: 86. (2) في أ: رجلا عجل إلى النار. (3) أسد الغابة ت [1415] . (4) نسب قريش 204، 205، تاريخ خليفة 74، 76، الاستبصار 305، 307، أسد الغابة ت [1417] ، الاستيعاب ت [650] ، حلية الأولياء 1/ 112، 114، العقد الثمين 4/ 305. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 خبيبا، وكان هو الّذي قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فذكر الحديث بطوله، وفيه قصة «1» قتله وقوله: ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أيّ جنب كان في اللَّه مصرعي [الطويل] وروى البخاريّ أيضا عن جابر قال: قتل خبيبا أبو سروعة. قلت: اختلف في أبي سروعة هل هو عقبة بن الحارث أو أخوه. قال ابن الأثير: كذا في رواية أبي هريرة أنّ بني الحارث بن عامر ابتاعوا خبيبا. وذكر ابن إسحاق أن الّذي ابتاعه حجير بن أبي إهاب التميمي حليف لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأمّه، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه. قال: وقيل اشترك في ابتياعه أبو إهاب، وعكرمة بن أبي جهل، والأخنس بن شريق، وعبيدة بن حكيم في الأوقص، وأمية بن أبي عتبة وبنو الحضرميّ، وصفوان بن أمية، وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر. قال ابن إسحاق: حدثني ابن أبي نجيح عن ماوية بنت حجير بن أبي إهاب، وكانت قد أسلمت، قالت: حبس خبيب في بيتي، فلقد اطلعت عليه من صير الباب وإنّ في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في الأرض من عنب يؤكل. وأخرج البخاريّ قصة العنب من غير هذا الوجه. وروى ابن أبي شيبة من طريق جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أرسل المقداد والزّبير في إنزال خبيب، بعثه وحده عينا إلى قريش، قال: فجئت إلى خشبة خبيب فحللته فوقع إلى الأرض، وانتبذت غير بعيد، ثم التفت، فلم أره، كأنما ابتلعته الأرض. وذكر أبو يوسف في كتاب «اللطائف» عن الضّحاك- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أرسل المقداد والزّبير في إنزال خبيب عن خشبته، فوصلا إلى التنعيم، فوجدا حوله أربعين رجلا نشاوى، فأنزلاه، فحمله الزّبير على فرسه، وهو رطب لم يتغير منه شيء فنذر بهم المشركون، فلما لحقوهم قذفه الزبير فابتلعته الأرض فسمي بليع الأرض «2» .   (1) سقط في ط. (2) سقط في ط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 وذكر القيروانيّ في حلى العلى أنّ خبيبا لما قتل «1» جعلوا وجهه إلى غير القبلة، فوجدوه مستقبل القبلة، فأداروه مرارا ثم عجزوا فتركوه. 2228- خبيب الجهنيّ «2» : جدّ معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب. ذكره ابن السّكن وابن شاهين وغيرهما في الصّحابة، فأخرج ابن السكن من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، عن أسيد بن أبي أسيد، عن معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب، عن أبيه، عن خبيب الجهنيّ، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «قل» . فسكتّ. ثم قال: «قل» : فلم أدر ما أقول، ثم قال لي الثالثة: «قل» . فقلت: ماذا أقول يا رسول اللَّه؟ قال: «قل: قل هو اللَّه أحد وقل أعوذ بربّ الفلق. وقلّ أعوذ بربّ النّاس- ثلاث مرات حين تصبح وحين تمسي تكفيك من كلّ شيء.» قال ابن السّكن: أظنّ قوله عن خبيب زيادة، وهذا الحديث مختلف فيه. قلت: وأخرجه ابن مندة من طريق أبي مسعود عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، فقال: أراه عن جدّه، وقال: هكذا حدّث به أبو مسعود، ورواه غيره فلم يقل عن جده. قلت: كذلك أخرجه أبو داود والنسائيّ والترمذيّ والطبرانيّ وعبد بن حميد، وغيرهم، لم يقولوا عن جدّه. وأخرج ابن شاهين من طريق أبي عاصم وعبدان، من طريق ابن عمارة كلاهما عن ابن أبي ذئب فقالا فيه: عن معاذ بن خبيب عن أبيه. زاد ابن عمارة خبيب الجهنيّ، وكأنه انسب إلى جدّه، فجرى ابن عمارة في الظّاهر، وذكره في الصّحابة أيضا ابن قانع والطّبرانيّ وغيرهما. الخاء بعدها الثاء والدال 2229 ز- خثيم السلمي ّ «3» : له ذكر في ترجمة هوذة السلميّ في القسم الثالث منه. 2230- خداش: بن بشير العامري، ويقال ابن حصين، بن الأصم بن عامر بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. «4» وقيل، هو خراش، براء بدل الدال.   (1) في أ: خبيبا لما صلب. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 156، أسد الغابة ت [1416] . (3) هذه الترجمة سقط في أ. (4) أسد الغابة ت [1419] ، الاستيعاب ت [653] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 قال ابن الكلبيّ: له صحبة، وهو الّذي يزعم بنو عامر أنه قتل مسيلمة الكذاب، وكذا قال الدارقطنيّ. وأخرجه ابن عبد البر في خداش بن بشير وخداش بن حصين وهو واحد. 2231- خداش بن أبي خداش «1» : المكيّ. قال أبو عامر العقدي، عن داود بن أبي هند، عن أيوب بن ثابت، عن صفية بنت بحرية، قالت: استوهب عمّي خداش من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم صحفة. ذكره ابن مندة، وقال ابن السّكن: ليس بمشهور. روى عنه حديث في إسناده نظر، ثم أخرجه من وجه آخر عن أيوب بن ثابت عن بحرية: كذا قال: إن عمّها خداشا رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يأكل في صحفة فاستوهبها منه، قال: فكانت إذا قدم علينا عمر قال: ائتوني بصحفة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن السّكن: وقد قيل في هذا الحديث عن بحرية عن عمّها خراش، ولم يثبت. قلت: كذلك أخرجه أبو موسى من طريق محمد بن معمر، عن أبي عامر، لكن قال: عن يحيى بن ثابت. عن صفية. وقال فيه: خراش، وزاد في آخره: فنخرجها له فيملؤها من ماء زمزم فيشرب منها وينضح على وجهه، فلعل لأبي عامر فيه إسنادين. والظاهر أنه واحد، وأنّ أحد الاسمين مصحّف من الآخر، والّذي يترجح أنه خداش. واللَّه أعلم. 2232- خداش بن سلامة «2» : ويقال ابن أبي سلامة وهو الّذي عند ابن السكن. ويقال ابن أبي مسلمة. ويقال أبو سلمة السّلمي. ويقال السّلامي. يعدّ في الكوفيّين، أخرج حديثه أحمد وابن ماجة، والطّبراني في الأوسط، وتفرّد بحديثه منصور بن المعتمر، عن عبد اللَّه بن علي بن عرفطة ويقال عن عرفطة عنه. قال البخاريّ: لم يثبت سماعه من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال ابن السكن: مختلف في إسناده. وقال ابن قانع: رواه زائدة «3» عن منصور، فقال خراش- يعني بالراء قلت: ذكره ابن حبّان في الموضعين. وقال أبو عمر: قد وهم فيه بعض من جمع الأسماء، فقال: هو من ولد حبيب السلمي، والد أبي عبد الرحمن فلم يصنع شيئا. فاللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت [1421] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 56. (2) أسد الغابة ت [1422] ، الاستيعاب ت [652] . الثقات 3/ 113، تجريد أسماء الصحابة 1/ 156، تهذيب الكمال 1/ 370، خلاصة تذهيب 1/ 288، تهذيب التهذيب 3/ 137، الكاشف 1/ 278، تقريب التهذيب 1/ 222، الجرح والتعديل 3/ 1787، التاريخ الكبير 3/ 218. (3) في أرواه ابن زائدة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 2233 ز- خداش: بن عياش الأنصاريّ العجلاني. ذكره ابن إسحاق. استشهد باليمامة، واستدركه ابن فتحون. 2234- خداش بن قتادة: بن ربيعة بن مطرف بن الحارث بن زياد بن عبيد بن زيد الأنصاريّ الأوسيّ «1» . قال هشام بن الكلبيّ وأبو عبيدة: شهد بدرا واستشهد يوم أحد. 2235- خديج بن رافع بن عديّ الأنصاري الأوسي الحارثيّ والد رافع. ذكره البغويّ ومن تبعه في الصّحابة. وأوردوا له حديثا فيه وهم. وروى الطّبرانيّ من طريق عاصم بن علي، عن شعبة، عن يحيى بن أبي سليم، سمعت عباية بن رفاعة، عن جده، أنه ترك حين مات جارية ناضحا وعبدا حجاما وأرضا، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الجارية: «نهي عن كسبها» «2» وقال في الحجام: «ما أصاب فأعلفه النّاضح» . وقال في الأرض: « «ازرعها أو دعها» . ومن طريق هشيم، عن أبي بلج، عن عباية- أنّ جده مات فذكره. فظهر بهذه الرواية أنّ قوله في الرواية الأولى: عن جده، أي قصّة جدّه، ولم يقصد الرواية عنه، وجدّ عباية الحقيقي هو رافع بن رافع بن خديج، ولم يمت في عهد النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وسلم، بل عاش بعده دهرا، فكأنه أراد بقوله: عن جدّه الأعلى، وهو خديج. ووقع في مسند مسدّد عن أبي عوانة، عن أبي بلج، عن عباية بن رفاعة، قال: مات رفاعة في عهد النبيّ صلّى عليه وآله وسلم وترك عبدا- الحديث. فهذا اختلاف آخر على عباية. ورواه الطّبرانيّ من طريق حصين بن نمير عن أبي بلج، فقال عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، قال: مات أبي وترك أرضا- فهذا اختلاف رابع. ووالد رفاعة هو رافع بن خديج، ولم يمت في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كما تقدم، فلعله أراد بقوله: أبي، جدّه المذكور، فإن الجدّ أب.   (1) أسد الغابة ت [1423] . (2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 287، عن أبي هريرة ولفظه نهي عن كسب الإماء. والدارميّ في السنن 2/ 272 عن أبي هريرة ولفظه نهي عن كسب الإماء والطبراني في الكبير 12/ 129، وأبو نعيم في الحلية 7/ 163. والخطيب في تاريخ بغداد 10/ 433. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 وروى البغويّ من طريق سعيد بن زيد، عن ليث بن أبي سليم، قال: قدم علينا الكوفة رفاعة بن رافع بن خديج، فحدث عن جدّه أنهم اقتسموا غنائم بذي الحليفة، فندّ منها بعير، فاتبعه رجل من المسلمين على فرسه ... الحديث- وفيه: إن لهذه الإبل أوابد. قال البغويّ رواه حماد بن سلمة، عن ليث، عن عباية، عن جدّه، وهو الصّواب. قلت: ورواه عبد الوارث، عن ليث، عن عباية، عن أبيه، عن جدّه، فالاضطراب فيه من ليث، فإنه اختلط. والحديث حديث رافع بن خديج، كما في رواية حمّاد بن سلمة. وهو في الصّحيحين من وجه آخر من عباية ووقع في الأطراف لابن عساكر مسندا خديج بن رافع والد رافع على ما قيل: حدّثت أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نهى عن كراء الأرض. والنسائي في المزارعة عن علي بن حجر، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد: أخذت بيد طاوس حتى أدخلته على رافع بن خديج فحدّثه عن أبيه. فذكره، قال: كذا قال عبد الكريم. والصّواب فأدخلته على ابن رافع: كذا حدث به عمرو بن دينار عن طاوس ومجاهد. قال المزّي الّذي في الأصول الصحيحة من النسائي، فأدخلته على ابن رافع: فلعل «ابن» سقط من نسخة ابن عساكر، واللَّه أعلم. [وذكري لخديج هذا على الاحتمال.] «1» 2236 - خديج «2» بن سلامة: [بن أوس بن عمرو بن كعب بن القراقر البلويّ، حليف بني حرام.] «3» ويقال ابن سالم بن أوس بن عمرو، ويقال ابن أوس بن سالم بن عمرو الأنصاريّ، يكنى أبا شباث- بمعجمة ثم موحدة خفيفة وفي آخره مثلثة. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة الثانية، وكذا ذكره الطبريّ وغيره قال: ولم يشهد بدرا ولا أحدا. وجعله أبو موسى اثنين بحسب الاختلاف في اسم أبيه وهو في ذلك تابع لابن ماكولا. فإنه قال: خديج بن سلامة، ثم قال: خديج بن سالم. الخاء بعدها الذال 2237- خذام، والد خنساء «4» : يقال هو ابن وديعة، وقيل ابن خالد. وقال أبو نعيم: يكنى أبا وديعة.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت [1426] ، الاستيعاب ت [493] . (3) سقط في أ. (4) الثقات 3/ 114، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، الاستبصار 330، الاستيعاب ت (691) ، أسد الغابة ت (1427) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 وروي في «الموطأ» و «البخاري» من طريق خنساء بنت خذام أنّ أباها زوّجها وهي ثيّب فكرهت ذلك. الحديث. ومداره على بعد الرّحمن بن القاسم بن محمّد عن أبيه. وأخرجه المستغفريّ، من طريق ربيعة، عن القاسم، فقال: أنكح وديعة بن خذام ابنته فكأنه مقلوب. الخاء بعدها الراء 2238- خراش بن أمية «1» : بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عفيف بن كليب بن حبشيّة «2» بن سلول الخزاعي ثم الكليبي- بموحدة مصغرا. نسبه ابن الكلبيّ، وقال: يكنى أبا نضلة، وهو حليف بني مخزوم، شهد المريسيع والحديبيّة، وحلق رأس النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يومئذ أو في العمرة التي تليها. وقال ابن السّكن: روي عنه حديث واحد من طريق محمد بن سليمان مسمول، عن حرام بن هشام، عن أمية، عن خراش بن أمية، قال: أنا حلقت رأس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عند المروة في عمرة القضية. وقال أبو عمر: خراش بن أمية بن الفضل الكعبيّ، فذكر ترجمته، وفيها شهد الحديبيّة وخيبر وما بعدهما، وبعثه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى مكّة، وحمله على جمل يقال له الثعلب، فآذته قريش وعقرت جمله وأرادوا قتله، فمنعته الأحابيش، فعاد فبعث حينئذ عثمان، ثم قال خراش الكبيّ ثم السّلولي مذكور في الصّحابة، لا أعرفه بغير ذلك. قلت: ظنّه آخر لكونه لم يسق نسب الأوّل، وهو واحد بلا ريب. وذكر ابن الكلبيّ أنه كان حجّاما، وأنه رمى بنفسه على عامر بن أبي ضرار الخزاعي يوم المريسيع مخافة أن يقتله الأنصار.   (1) الاستيعاب ت [656] ، أسد الغابة ت [1428] ، الثقات 3/ 107، الطبقات الكبرى 4/ 139، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، التحفة اللطيفة 2/ 16. الطبقات لابن سعد 9612، سيرة ابن هشام 4/ 57، المغازي للواقدي 600، الجرح والتعديل 3/ 392، تاريخ الطبري 3/ 631، تاريخ خليفة 227، جمهرة أنساب العرب 237، الكامل في التاريخ 2/ 203، الوافي بالوفيات 13/ 301، جامع التحصيل 207، تاريخ الإسلام 1/ 202. (2) في أخنثى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 2239- خراش بن حارثة «1» : أخو أسماء تقدم ذكره في ترجمة أخيه حمران. 2240- خراش «2» بن الصّمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب الأنصاريّ السلميّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وذكره كذلك ابن الكلبيّ وأبو عبيد وقالا: كان معه يوم بدر فرسان، وجرح يوم أحد عشر جراحات، وكان من الرّماة المذكورين. 2241 - خراش «3» بن مالك: روى حديثه علي بن سعيد العسكريّ «4» ، من طريق محمّد بن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن بجرة الأسلمي، عن خراش بن مالك، قال: احتجم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما فرغ قال: لقد عظمت أمانة رجل قام عن أوداج رسول اللَّه بحديدة. قال في التجريد: ولعله تابعيّ. 2242- خرافة العذري «5» : الّذي يضرب به المثل، فيقال: حديث خرافة، لم أر من ذكره في الصّحابة، إلا أني وجدت ما يدلّ على ذلك، فإنني قرأت في كتاب الأمثال للمفضّل الضبي قال: ذكر إسماعيل بن أبان الورّاق، عن زياد البكائي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن عبد الرحمن، قال: سألت أبي- يعني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود عن حديث خرافة، فقال: بلغني عن عائشة أنها قالت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: حدّثني بحديث خرافة فقال: «رحم اللَّه خرافة، إنّه كان رجلا صالحا، وإنّه أخبرني أنّه خرج ليلة لبعض حاجته فلقيه ثلاثة من الجنّ فأسروه، فقال واحد: نستعبده «6» وقال آخر: نعتقه فمرّ بهم رجل. «7» » فذكر قصّة طويلة. وقد روى الترمذيّ، من طريق مسروق «8» عن عائشة، قالت: حدّث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نساءه بحديث، فقالت امرأة منهن: كأنه حديث خرافة، فقال: «أتدرين ما خرافة؟ إنّ خرافة كان رجلا من عذرة أسرته الجنّ فمكث دهرا، ثمّ رجع فكان يحدّث بما رأى منهم من الأعاجيب. فقال النّاس: حديث خرافة» «9» .   (1) أسد الغابة ت [1429] . (2) الثقات 3/ 107، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، أصحاب بدر 194، الاستيعاب ت [655] ، أسد الغابة ت [1430] . (3) في أخراش. (4) أسد الغابة ت [1432] . (5) في ت: العدوي. (6) في أنستعيذه وقال آخر نقتله. (7) في أفمر بهم رجل منهم. (8) في أ: من طريق مسروق عن عائشة. (9) أخرجه أحمد في المسند 6/ 157 عن عائشة بلفظه قال الهيثمي في الزوائد 4/ 318 رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات وفي بعضهم كلام لا يقدح وفي إسناد الطبراني علي ابن أبي سارة وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 8244 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 وروى ابن أبي الدّنيا في كتاب «ذمّ البغي» له من طريق ثابت، عن أنس، قال: اجتمع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجعل يقول الكلمة كما يقول الرجل عند أهله، فقالت إحداهنّ كأنّ هذا حديث خرافة فقال: «أتدرين ما خرافة؟ إنّه كان رجلا من بني عذرة أصابته الجنّ، فكان فيهم حينا، فرجع فجعل يحدّث بأحاديث لا تكون في الإنس، فحدّث. أنّ رجلا من الجنّ كانت له أمّ فأمرته أن يتزوّج ... » فذكر قصة طويلة. ورجاله ثقات إلا الراويّ له عن ثابت وهو سحيم بن معاوية يروي عنه عاصم بن علي، ما عرفته، فليحرر رجاله. 2243- الخرباق السّلميّ «1» : ثبت ذكره في صحيح «2» مسلم من حديث عمران بن حصين أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» في ثلاث ركعات ثم دخل منزله، فقام إليه رجل يقال له الخرباق. وروى العقيلي في الضّعفاء والطبرانيّ من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن الخرباق السلميّ ... فذكر حديث السّهو. وقال ابن حبّان: هو غير ذي اليدين وقيل هو هو. 2244- خرشة بفتحات، ابن الحارث أو ابن الحرّ المحاربي. وروى أحمد والبغويّ والطبرانيّ وآخرون، من طريق أبي كثير المحاربي: سمعت خرشة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ستكون بعدي فتنة «4» ..» . الحديث. ووقع في رواية الطبرانيّ خرشة المحاربي، وفي رواية أحمد خرشة بن الحرّ، وفي رواية الآخرين خرشة بن الحارث، وهو الرّاجح.   (1) الثقات 3/ 114، 120، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، 170، التحفة اللطيفة 2/ 49، العقد الثمين 4/ 365، الجرح والتعديل 3/ 2025، بقي بن مخلد 525، أسد الغابة ت [1433] ، الاستيعاب ت [686] . (2) في أ: ثبت ذكره في حديث مسلم. (3) بياض في أ. (4) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 448، عن عمرو بن الحمق رضي اللَّه عنه ... الحديث قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31087 وعزاه لأبي يعلى عن حذيفة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 وقال ابن سعد : خرشة بن الحارث الأسديّ، له صحبة، نزل حمص، له حديث واحد، ثم أورد هذا. وقال أبو حاتم: خرشة شاميّ له صحبة. روى عنه أبو كثير المحاربي وتعقبه ابن عبد البرّ، وزعم أن الصّواب أنه هو خرشة بن الحر، يعني الّذي بعد هذا ولم يصب في ذلك، والحق أنهما اثنان. وقد فرق بينهما البخاريّ، فذكر خرشة بن الحرّ في التابعين، وذكر هذا في الصّحابة، وكذلك صنع ابن حبّان. وذكر الحاكم أبو أحمد في ترجمة أبي كثير في الكنى قول من قال عن أبي كثير عن خرشة بن الحرّ، ووهّاه، وصوّب أنه خرشة بن الحارث. 2245- خرشة بن الحارث: المرادي» من بني زبيد. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وشهد فتح مصر، ومن ولده أبو خرشة عبد اللَّه بن الحارث بن ربيعة بن خرشة، قاله ابن يونس. وروى أحمد والطبرانيّ من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن خرشة بن الحارث صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا يشهد أحدكم قتيلا يقتل صبرا، فعسى أن يقتل مظلوما فتنزل السّخطة عليهم فتصيبه معهم.» «2» 2246 ز- خرشة بن الحرّ الفزاريّ «3» : كان يتيما في حجر عمر، تقدم ذكره في الّذي قبله. وقال الآجري، عن أبي داود: له صحبة، ولأخته سلامة بنت الحرّ صحبة، وذكره ابن حبان والعجليّ في ثقات التابعين، وروايته عن الصحابة في الصّحيحين. قال ابن سعد: مات في ولاية بشر على العراق، وقال خليفة: مات سنة أربع وسبعين «4» .   (1) أسد الغابة ت [1434] ، الاستيعاب ت [658] ، الثقات 3/ 113، تجريد أسماء الصحابة 1/ 157، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، حسن المحاضرة 1/ 194، التاريخ الكبير 3/ 213، الكاشف 383. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 259، والمتقي الهندي في الكنز (13412) . (3) تهذيب الكمال 1/ 371، تجريد أسماء الصحابة 1/ 158، الكاشف 1/ 278، تقريب التهذيب 1/ 222، الجرح والتعديل 3/ 1785، حسن المحاضرة 1/ 194، الطبقات الكبرى 6/ 127، الطبقات 143، 153، التاريخ الكبير 3/ 213، العبر 1/ 84 خلاصة تذهيب 1/ 298، بقي بن مخلد 585. أسد الغابة ت [1435] ، الاستيعاب ت [659] . (4) في أ: أربع وستين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 2247 ز- خرشة بن مالك: بن جريّ بن الحارث بن مالك بن ثعلبة بن ربيعة بن مالك بن أود الأودي. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وشهد مع عليّ مشاهده، ذكره الرّشاطيّ. 2248- خرشة الثقفيّ: ذكره السّهيلي في الرّوض، وقال: إنه وفد فأسلم. 2249- الخرّيت بن راشد الناجي «1» : «2» ذكره سيف بن عمر في «الفتوح» ، وأخرج عن زيد بن أسلم، قال: لقي الخرّيت بن راشد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بين مكّة والمدينة في وفد بني سامة بن لؤيّ، فاستمع لهم، وقال لقريش: هؤلاء قوم لدّ. قال سيف: وكان الخريت على مضر كلها يوم الجمل، واستعمله عبد اللَّه بن عامر على كورة من كور فارس. وروى سيف أيضا عن القاسم بن محمد أنه كان على بني ناجية في حروب الرّدة، وكان أحد الأمراء حينئذ. وقال الزّبير بن بكّار: كان مع علي حتى حكم الحكمين، ففارقه إلى بلاد فارس، مخالفا، فأرسل عليّ إليه معقل بن قيس، وجهّز معه جيشا، فحشد الخرّيت من قدر عليه من العرب والنّصارى، فأمر العرب بمنع الصّدقة والنّصارى بمنع الجزية، وارتدّ كثير ممّن كان أسلم من النّصارى، فقاتلهم معقل ونصب راية ونادى: من لحق بها فهو آمن، فانصرف إليها كثير من أصحاب الخرّيت، فانهزم الخريت فقتل. 2250- خريم بن أوس: بن حارثة بن لام الطائي «3» . روى ابن أبي خيثمة [والبزار] «4» وابن شاهين من طريق حميد بن منهب قال: قال خريم «5» ابن أوس: كنا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له العباس: يا رسول اللَّه، إني أريد أن أمدحك، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «هات لا يفضض اللَّه فاك» فذكر الشعر.   (1) في أالباجي. (2) أسد الغابة ت [1437] ، الاستيعاب ت [690] . (3) أسد الغابة ت [1438] ، الاستيعاب ت [662] ، الثقات 3/ 113، تجريد أسماء الصحابة 1/ 158، التحفة اللطيفة 2/ 17، حلية الأولياء 1/ 363، الإكمال 3/ 132، المشتبه 631- الأعلمي 17/ 166. (4) سقط في أ. (5) في أحميم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 وروى الطّبرانيّ من هذا الوجه قال خريم: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «هذه الحيرة وقد رفعت لي، وهذه الشّيماء بنت نقيلة الأزديّة على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ... » «1» فذكر الحديث بطوله، وفيه: فقلت: يا رسول اللَّه، إن نحن دخلنا الحيرة فوجدتها كما هي فهي لي؟ قال: «هي لك» . قال: فشهدت الحيرة مع خالد بن الوليد فكان أول من تلقّاها الشيماء، فتعلّقت بها فسلمها لي خالد ... الحديث. وفي بعض طرق حديثه أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم منصرفه من تبوك. وسيأتي لحديثه طريق في ترجمة محمد بن بشر. 2251- خريم بن فاتك: بن الأخرم «2» . ويقال خريم بن الأخرم بن شدّاد بن عمرو بن فاتك الأزدي، أبو أيمن. ويقال أبو يحيى. قال مسلم، والبخاريّ والدّارقطنيّ وغيرهم: له صحبة، وزاد البخاريّ في التّاريخ: شهد بدرا. وكأنه أشار إلى الحديث الآتي. وقال ابن سعد: كان الشّعبي يروي عن أيمن بن خريم، قال: إن أبي وعمي شهدا بدرا، وعهدا ألا أقاتل مسلما. قال محمد بن عمر: هذا لا يعرف، وإنما أسلما حين أسلم بنو أسد بعد الفتح فتحوّلا إلى الكوفة فنزلاها. وقيل: نزلا الرّقة وماتا بها في عهد معاوية. والحديث المشار إليه أخرجه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي. وقد رواه ابن مندة في غرائب شعبة، وابن عساكر من طرق إلى الشعبي، وفيه: شهد الحديبيّة، وهو   (1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 268. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30379. والهيثمي في الزوائد 6/ 225 عن خريم بن أوس .... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. (2) الثقات 3/ 113، خلاصة تذهيب 1/ 298، تجريد أسماء الصحابة/ 158 الإكمال 35- 132، 7/ 70، البداية والنهاية 2/ 352، المعرفة والتاريخ 2/ 302، 3/ 129، بقي بن مخلد 165، الكاشف 1/ 279، تقريب التهذيب 1/ 123، الجرح والتعديل 3/ 1837، تهذيب الكمال 1/ 371، التحفة اللطيفة 2/ 17، الطبقات 35، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، التاريخ الكبير 3/ 224، أصحاب بدر 129، حلية الأولياء 1/ 363، أسد الغابة ت [1440] ، الاستيعاب ت [6610] ، التاريخ لابن معين 2/ 147، الطبقات لابن سعد 6/ 38، المعارف 340، مشاهير علماء الأمصار 47، المعجم الكبير 4/ 244، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 51، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 131، التبيين في أنساب القرشيين 460، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 175، المعين في طبقات المحدثين 20، الوافي بالوفيات 13/ 307، طبقات خليفة 1/ 80، تهذيب التهذيب 3/ 139، التقريب 1/ 223، تاريخ الإسلام 1/ 46. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 الصّواب. وقيل: إنما أسلم خريم بن فاتك ومعه ابنه أيمن يوم الفتح، وجزم ابن سعد بذلك. [وسيأتي في ترجمة مالك بن مالك الجهنيّ] «1» الخاء بعدها الزاي 2252- خزاعيّ بن أسود «2» : تقدم في أسود بن خزاعيّ، وهو بلفظ النسبة. 2253- خزاعيّ بن عبد نهم: - بنون- ابن عفيف بن سحيم «3» - بمهملتين مصغرا- ابن ربيعة بن عدي- بكسر أوله والقصر، على ما قال الطبريّ. وقال الدارقطنيّ بالتشديد- ابن ذؤيب المزني ويقال خزاعيّ بن عثمان بن عبد نهم. وقال ابن الكلبيّ: هو أخو عبد اللَّه ذي النّجادين لأبويه، وعمّ عبد اللَّه بن مغفل بن عبد نهم. وروى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ: حدثنا أبو مسكين وغيره، عن أشياخ لمزينة قالوا: كان لمزينة صنم يقال له نهم «4» ، وكان الّذي يحجبه خزاعيّ بن عبد نهم المزني، فكسر الصنم، ولحق بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يقول: ذهبت إلى نهم لأذبح عنده ... عتيرة نسك كالّذي كنت أفعل وقلت لنفسي حين راجعت حزمها ... أهذا إله أبكم ليس يعقل أبيت، فديني اليوم دين محمّد ... إله السّماء الماجد المتفضّل «5» [الطويل] قال: فبايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وبايعه بني مزينة. قال: وقدم معه عشرة من قومه منهم عبد اللَّه بن ذرة، وأبو أسماء، والنّعمان بن مقرن. وروى قاسم في «الدّلائل» من طريق محمد بن سلام الجمحيّ. عن ابن دأب، قال: وفد خزاعيّ بن أسود فأسلم، ووعد أن يأتي بقومه، فأبطأ، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حسان بن ثابت، فقال فيه:   (1) سقط في خ. (2) أسد الغابة ت [1441] . (3) أسد الغابة ت [1442] . (4) نهم: بضم النون وسكون الهاء: اسم صنم كان لمزينة وبه كانت تسمّى عبد نهم. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1408. (5) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (1442) وينظر في كتاب الأصنام للكلبي 39، 40. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 ألا أبلغ خزاعيّا رسولا ... فإنّ الغدر يغسله الوفاء فإنّك خير عثمان بن عمرو ... وأسناها إذا ذكر السّناء وبايعت النّبيّ فكان خيرا ... إلى خير وأدّاك الثّراء فما يعجزك أو ما لا تطقه ... من الأشياء لا تعجز عداء «1» [الوافر] يعني قبيلته. قال: فلما سمع ذلك أقبل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وهم معه فأسلموا. وقوله: خزاعيّ بن أسود غلط، وإنما هو خزاعيّ بن عبد نهم. قال ابن سعد في «الطّبقات» : أخبرنا هشام بن الكلبي، أخبرنا أبو مسكين وأبو عبد الرحمن العجلاني، قالا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نفر من مزينة منهم خزاعيّ بن عبد نهم، فبايعه على قومه مزينة ومعه عشرة، فذكر القصّة والشّعر، وزاد فيهم بلال بن الحارث، وبشر بن المحتفز، وزاد فقام خزاعيّ بن عبد نهم، فقال: يا قوم قد خصّكم شاعر الرجل فأنشدكم اللَّه، فأطاعوه وأسلموا، وقدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: وأعطى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لواء مزينة يوم الفتح لخزاعي هذا، وكانوا يومئذ ألف رجل. قال ابن سعد: وزاد غيره فيهم دكين بن سعد. وذكر المرزبانيّ هذه القصّة مطوّلة ودلّ شعر حسّان على أن عدي هذا يمدّ. فاللَّه أعلم. 2254- خزرج الأنصاريّ «2» : غير منسوب. روى ابن شاهين في «الجنائز» ، من طريق عمرو بن شمر «3» ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: سمعت الحارث بن الخزرج الأنصاريّ يقول: حدّثني أبي أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ونظر إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال: «يا ملك الموت، ارفق بصاحبي، فإنّه مؤمن. فقال له: يا محمّد، طب نفسا، وقرّ عينا، فإنّي بكلّ مؤمن رفيق.» الحديث بطوله. «4»   (1) ينظر البيت ديوان حسان. والبيت الأول في الطبقات الكبرى 2/ 78 بأن الدم يغسله ألوفا. (2) أسد الغابة ت [1444] . (3) في أ: عمرو بن شمس. (4) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 261. وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 173. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42810 وعزاه لابن أبي الدنيا في كتاب الحذر عن الحارث بن خزرج الأنصاري والطبراني في الكبير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 وأورده ابن مندة من هذا الوجه مختصرا، وأخرجه البزّار وابن أبي عاصم والطّبرانيّ وابن قانع. وعمرو بن شمر متروك الحديث. 2255- خزيمة بن أوس: بن يزيد- بالتحتانية المفتوحة من فوق وزاي- ابن أصرم الأنصاريّ النجاريّ «1» . ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا: وذكره سلمة بن المفضل، عن ابن إسحاق، فيمن استشهد يوم الجسر. 2256- خزيمة بن ثابت «2» : بن الفاكه- وكسر الكاف- ابن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيّان- بالمعجمة والتحتانية، وقيل بالمهملة والنون- ابن عامر بن خطمة- بفتح المعجمة وسكون المهملة- واسمه عبد اللَّه بن جشم- بضم الجيم وفتح المعجمة- ابن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ ثم الخطميّ. وأمه كبشة بنت أوس الساعدية، أبو عمارة، من السّابقين الأولين شهد بدرا وما بعدها. وقيل: أول مشاهده أحد، وكان يكسر أصنام بني خطمة وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح. وروى أبو داود من طريق الزّهريّ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، أنّ عمّه حدّثه، وهو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ابتاع فرسا من أعرابيّ ... الحديث، وفيه: فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من شهد له خزيمة فحسبه.» «3» وروى الدّارقطنيّ من طريق أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد اللَّه   (1) أسد الغابة ت (1445) ، الاستيعاب ت (666) . (2) طبقات ابن سعد 4/ 378، طبقات خليفة 83، 135، التاريخ الكبير 3/ 205- 206، المعارف 149، تاريخ الفسوي 1/ 380، الجرح والتعديل 3/ 381، 382، معجم الطبراني الكبير 4/ 94، المستدرك 3/ 396 الاستبصار 267- 268، تهذيب الكمال 375، تهذيب التهذيب 3/ 140، 141، خلاصة تذهيب الكمال 104، شذرات الذهب 1/ 45. (3) أخرجه أبو داود 2/ 331 باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد حديث رقم 3607 كتاب الأقضية أخرجه النسائي عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدثه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابتاع فرسا من أعرابي. النسائي 7/ 301 كتاب البيوع باب 81 ح 4647. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جعل شهادته شهادة رجلين. وفي البخاري من حديث زيد بن ثابت، قال: فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الّذي جعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم شهادته بشهادتين. وروى أبو يعلى عن أنس، قال: افتخر الحيّان: الأوس والخزرج، فقال الأوس، ومنا من جعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شهادته بشهادة رجلين. الحديث. وعند أحمد عن عبد الرزاق بن معمر، عن الزهريّ- أنّ خزيمة استشهد بصفّين. وروى أحمد من طريق أبي معشر، عن محمد بن عمارة بن خزيمة، قال: ما زال جدي كافا سلاحه حتى قتل عمار بصفين فسلّ سيفه، وقاتل حتى قتل. ورواه يعقوب بن شيبة من طريق أبي إسحاق نحوه. وقال الواقديّ: حدّثني عبد اللَّه بن الحارث، عن أبيه، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال شهد خزيمة بن ثابت الجمل، وهو لا يسلّ سيفا وشهد صفّين، وقال: أنا لا أقاتل أبدا حتى يقتل عمار، فأنظر من يقتله، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «تقتله الفئة الباغية» «1» . فلما قتل عمار قال: قد بانت لي الضّلالة. ثم اقترب فقاتل حتى قتل. قال الطّبرانيّ: كان له أخوان: وحوح، وعبد اللَّه. [وقال المرزبانيّ: قتل مع علي بصفين، وهو القائل: إذا نحن بايعنا عليّا فحسبنا ... أبو حسن ممّا نخاف «2» من الفتن وفيه الّذي فيهم من الخير كلّه ... وما فيهم بعض الّذي فيه من حسن [الطويل] وقال ابن سعد: شهد بدرا، وقتل بصفّين.] «3» 2257 ز- خزيمة بن ثابت الأنصاري «4» : آخر. روى ابن عساكر في تاريخه من طريق الحكم بن عتيبة أنه قيل له: أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل؟ فقال: لا، ذاك خزيمة بن ثابت آخر [ومات ذو الشّهادتين في زمن عثمان.   (1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 164، 206، 3/ 52 وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 244، وقال رواه أحمد وهو ثقة والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31698، 31719، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 282، 8/ 275. (2) في ت- يخاف. (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (1446) ، الاستيعاب ت (663) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 هكذا أورده من طريق سيف صاحب «الفتوح» ، عن محمد بن عبيد اللَّه، عن الحكم. وقد وهّاه الخطيب في الموضح، وقال: أجمع علماء السير أنّ ذا الشهادتين قتل بصفّين مع علي، وليس سيف بحجة إذا خالف. قلت: لا ذنب لسيف، بل الآفة من شيخه وهو العرزميّ، نعم، أخرج سيف أيضا في قصة الجمل عن محمد بن طلحة أنّ عليا خطب بالمدينة لما أراد الخروج إلى العراق ... فذكر الخطبة- قال، فأجابه رجلان من أعلام الأنصار: أبو الهيثم بن التّيّهان وهو بدري، وخزيمة بن ثابت، وليس بذي الشّهادتين، ومات ذو الشهادتين في زمن عثمان. وجزم الخطيب بأنه ليس في الصحابة من يسمّى خزيمة، واسم أبيه ثابت سوى ذي الشهادتين. كذا قال] «1» . 2258- خزيمة بن ثابت السلميّ: يأتي في خزيمة بن حكيم. 2259 ز- خزيمة بن جزي «2» : بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء- السلميّ. له حديث في أكل الضّب والضّبع وغير ذلك أخرجه الترمذي، وابن ماجة، والباوردي، وابن السّكن، وقال: لم يثبت حديثه، ورويناه في «الغيلانيات» مطوّلا، ومداره على أبي أمية بن أبي المخارق، أحد الضّعفاء. 2260- خزيمة: بن جزيّ بن شهاب العبديّ «3» : ذكره أبو عمر، فقال: يعدّ في أهل البصرة، قال: وله حديث في الضّب. انتهى. وإنما روى حديث الضبّ الّذي قبله. 2261- خزيمة: بن جهم بن عبد بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبدريّ «4» . ذكر الزّبير بن بكّار أنه هاجر إلى الحبشة مع أبيه وأخيه عمرو. وأخرجه أبو عمر.   (1) سقط من أ. (2) الثقات 3/ 108، تجريد أسماء الصحابة 1/ 159، الكاشف 1/ 279 تقريب التهذيب 1/ 223، الجرح والتعديل 3/ 745، تهذيب التهذيب 3/ 141، تهذيب الكمال، خلاصة تذهيب 1/ 289، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، الطبقات 124، التاريخ الكبير 3/ 206 التمهيد 1/ 161، المشتبه 153، دائرة الأعلمي 17/ 169، بقي بن مخلد 690، أسد الغابة ت (1448) ، الاستيعاب ت (667) . (3) الاستيعاب ت (167) ، أسد الغابة ت (1449) . (4) أسد الغابة ت (1450) ، الاستيعاب ت (668) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 ووقع في كتاب ابن أبي حاتم ، خزيمة بن جهم بن عبد قيس بن عبد شمس. قال: وكان ممن بعثه النجاشيّ مع عمرو بن أمية. كذا قال: والنفس إلى ما قاله الزبير أميل. [ورأيت في كتاب الفردوس حديث. «النّفث في القلب متعلّق بالنّياط، والنّياط عرق ... » الحديث، ورواه خزيمة بن جهم، ولم يخرج ولده سنده، بل بيّض له.] «1» 2262- خزيمة بن الحارث» : مصري له صحبة، حديثه عند ابن لهيعة، عن يزيد. يعني ابن أبي حبيب، هكذا ذكره أبو عمر مختصرا. وأظنه وهما نشأ عن تصحيف، فقد تقدم خرشة بن الحارث، ولو أن أبا عمر «3» ذكر حديثه لبان لنا الصّواب. 2263- خزيمة بن حكيم السلميّ «4» : البهزي. ويقال ابن ثابت. ذكره ابن شاهين وغيره، وذكر ابن مندة أنه كان صهر خديجة أم المؤمنين. وروى ابن مردويه في «التفسير» من طريق أبي عمران الجوني. عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، أنّ خزيمة بن ثابت- وليس بالأنصاريّ- سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن البلد الأمين، فقال: «مكّة» . ورواه الطّبرانيّ في «الأوسط» من هذا الوجه مطوّلا جدا، وأوله أنه كان في عير لخديجة مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: يا محمد، إنّي أرى فيك خصالا، وأشهد أنك النبي الّذي يخرج بتهامة، وقد آمنت بك، فإذا سمعت بخروجك أتيتك، فأبطأ عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى يوم الفتح فأتاه. فلما رآه قال: «مرحبا بالمهاجر الأوّل..» . الحديث. وقال: لم يروه عن ابن جريج إلا أبو عمران. قال أبو موسى: رواه أبو معشر، وعبيد بن حكيم، عن ابن جريج، عن الزهري مرسلا، لكن قال خزيمة بن حكيم السلمي. وكذا سماه ابن شاهين من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، قال: كان خزيمة بن حكم يأتي خديجة في كل عام، وكانت بينهما قرابة، فأتاها فبعثته مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره مطوّلا في ورقتين. وفيه غريب كثير، وإسناده ضعيف جدا مع انقطاعه. ورويناه في «تاريخ» ابن عساكر من طريق عبيد بن حكيم، عن ابن خريج مطوّلا   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (1451) ، الاستيعاب ت (669) . (3) في أ: ولبان أبا عمر. (4) أسد الغابة ت (1452) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 كذلك. وروى عن منصور بن المعتمر، عن قبيصة عن خزيمة بن حكيم أيضا. 2264- خزيمة: بن خزمة- بمعجمتين مفتوحتين- ابن عديّ بن أبي عثمان بن قوقل بن عوف الأنصاريّ الخزرجي «1» من القواقلة. ذكر ابن سعد أنه شهد أحدا وما بعدها. 2265- خزيمة: بن عاصم بن قطن- بفتح القاف والمهملة- ابن عبد اللَّه بن عبادة بن سعد بن عوف العكليّ «2» - بضم المهملة وسكون الكاف. نسبه ابن الكلبيّ. وذكره ابن قانع وغيره. وأخرج ابن شاهين من طريق سيف بن عمر عن البختريّ بن حكيم العكلي أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأسلم فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وجهه، فما زال جديدا حتى مات، وكتب له كتابا. وروى ابن قانع من طريق سيف بن عمر أيضا، عن المستنير بن عبد اللَّه بن عدس، أن عدسا وخزيمة وفدا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فولى خزيمة على الأحلاف، وكتب له: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. من محمّد رسول اللَّه لخزيمة بن عاصم، إنّي بعثتك ساعيا على قومك فلا يضاموا ولا يظلموا» . ذكره الرّشاطيّ في العكليّ، وقال: أهمله أبو عمر. 2266 - خزيمة بن عبد «3» عمرو العصريّ «4» : بفتح المهملتين- العبديّ. ذكره ابن شاهين أنه أحد الوفد من عبد القيس. وسيأتي ذكره في ترجمة صحار بن العباس، وأنه وفد مع الأشجّ فأسلم. [2267 - خزيمة بن عمرو العصري: ذكره الرشاطيّ عن أبي عبيدة. وقد تقدم في جديمة- بالجيم] «5» . 2268- خزيمة بن معمر الخطميّ «6» :   (1) أسد الغابة ت (1453) ، الاستيعاب ت (665) . (2) أسد الغابة ت (1454) . (3) من أ : خزيمة بن عمرو العصري. (4) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 85. (5) سقط من أ. (6) الثقات 3/ 108، تجريد أسماء الصحابة 1/ 160، التحفة اللطيفة 2/ 17، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، بقي بن مخلد 959 التاريخ الكبير 3/ 206، التاريخ الصغير 1/ 170، أسد الغابة ت (1455) ، الاستيعاب ت (664) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 ذكره البخاريّ وغيره في الصّحابة، وقال البغويّ: لا أدري له صحبة أم لا. وقال ابن السّكن: في حديثه نظر. وروى هو وابن شاهين وغيرهما من طريق المنكدر بن محمد المنكدر، عن أبيه، عن خزيمة بن معمر الأنصاريّ، قال. رجمت امرأة في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «هو كفّارة لذنوبها» . قال ابن السّكن: تفرد به المنكدر، وهو ضعيف. قلت: وقد خالفه أسامة بن زيد. فرواه عن ابن المنكدر، عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه. وهذا أشبه وفيه اختلاف آخر. 2269- خزيمة، أو أبو خزيمة: في حديث زيد بن ثابت في الصحيح، وسيأتي بسط ذلك في أبي خزيمة. الخاء بعدها الشين 2270- الخشخاش «1» : بمعجمات: ابن الحارث- وقيل ابن مالك بن الحارث بن أحنف- بمهملة ونون، وقيل بمعجمة وتحتانية- وقيل خلف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم. وقيل: هو الخشخاش بن جناب- بجيم ونون، وقيل بمهملة مضمومة ومثناتين. له صحبة، وهو جدّ معاذ بن معاذ قاضي البصرة. روى حديثه أحمد وابن ماجة بإسناد لا بأس به: قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ومعي ابن لي. فقال: «ابنك هذا» ؟ قلت: نعم، قال: «لا يجني عليك ولا تجني عليه» . ويقال: إن اسم ولده مالك. 2271- الخشاش: بضم أوله وتخفيف المعجمة وآخره معجمة- ابن المفضل «2» بن عائذ الحنظليّ.   (1) أسد الغابة ت (1456) ، الاستيعاب ت (685) . الثقات 3/ 112 الكاشف 1/ 279، تجريد أسماء الصحابة 1/ 160، تهذيب التهذيب 1/ 223، الجرح والتعديل 3/ 840، تهذيب الكمال 1/ 371، خلاصة التذهيب 1/ 298، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، الأنساب 5/ 135 الثقات 42/ 178، التاريخ الكبير 3/ 225، تاريخ ابن معين 2/ 47، الإكمال 3/ 146، دائرة الأعلمي 17/ 173. (2) في أ: ابن الفضيل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 روى حديثه خالد بن هياج، عن حسان بن قتيبة بن الخشخاش بن عيسى بن المفضل «1» بن عائذ الحنظليّ، وهو خاله حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه عيسى، عن أبيه الخشخاش، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ليس أحد منكم إلّا وله منزلان أحدهما في الجنّة، والآخر في النّار..» الحديث. نقلته من خط المنذري عمن نقله من خط السلفيّ بإسناده إلى خالد بن هيّاج أحد الضّعفاء. 2272- خشرم «2» : بمعجمتين [وزن أحمد] «3» ابن الحباب- بضم المهملة وموحدتين الأولى خفيفة- ابن المنذر بن الجموح بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب الأنصاريّ السلمي. ذكر ابن الكلبيّ أنه بايع تحت الشّجرة، وقال ابن دريد: شهد المشاهد بعد بدر. وقال الطّبريّ: كان حارس النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. الخاء بعدها الصاد 2273- خصفة «4» : بفتح المعجمة ثم المهملة- ذكره ابن مندة في الصحابة، وروى هو والبيهقي والخطيب في المتفق من طريق شعبة عن يزيد بن خصفة، عن المغيرة بن عبد اللَّه الجعفي، قال: كنت جالسا إلى رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال له خصفة أو ابن خصفة، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الشّديد كلّ الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب «5» » الحديث. وفيه ذكر الرّقوب والصّعلوك، [أورده الخطيب من طريقين: في إحداهما خصفة، وفي الأخرى خصيفة- بالتصغير] «6» . 2274- خصفة التيمي: ذكره الطبري فيمن أمره العلاء بن الحضرميّ في زمن الردة، وقد ذكرنا غير مرّة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك إلا الصحابة.   (1) في أ: عيسى بن الفضل. (2) أسد الغابة ت (1458) . (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (1459) . (5) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 356 والمنذري في الترغيب والترهيب 2/ 29. (6) بدل ما بداخل القوس من أ: وأخرجه ابن مندة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 الخاء بعدها الضاد 2275- الخضر صاحب موسى عليه السلام: اختلف في نسبه وفي كونه نبيا، وفي طول عمره وبقاء حياته، وعلى تقدير بقائه إلى زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وحياته بعده. فهو داخل في تعريف الصّحابي على أحد الأقوال، ولم أر من ذكره فيهم من القدماء، مع ذهاب الأكثر إلى الأخذ بما ورد من أخباره في تعميره وبقائه، وقد جمعت من أخباره ما انتهى إليّ علمه مع بيان ما يصحّ من ذلك وما لا يصح: باب نسبه قيل: هو ابن آدم لصلبه، وهذا قول رواه الدارقطنيّ في الأفراد، من طريق روّاد بن الجراح، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن ابن عباس، وروّاد ضعيف، ومقاتل متروك، والضحاك لم يسمع من ابن عباس. القول الثاني: أنه ابن قابيل بن آدم، وذكره أبو حاتم السّجستاني في كتاب «المعمّرين» ، قال: حدثنا مشيختنا منهم أبو عبيدة فذكروه وقالوا: هو أطول الناس عمرا، وهذا معضل. وحكى صاحب هذه المقالة أن اسمه خضرون وهو الخضر، [وقيل اسمه عامر، وذكره أبو الخطاب بن دحية، عن ابن حبيب البغداديّ] «1» . القول الثالث: جاء عن وهب بن منبه أنه بليا بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن عامر بن أرفخشد «2» بن نوح، وبهذا قال ابن قتيبة. وحكاه النووي، وزاد: وقيل كلمان بدل ملكان. القول الرّابع: جاء عن إسماعيل ابن أبي أويس أنه المعمر بن مالك بن عبد اللَّه بن نصر بن الأزد. القول الخامس: هو ابن عمائيل بن النوار بن العيص بن إسحاق، حكاه ابن قتيبة أيضا. وكذا سمى أباه عمائيل مقاتل. القول السّادس: إنه من سبط هارون أخي موسى روى عن الكلبيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة عن ابن عباس، وهو بعيد.   (1) سقط من أ. (2) في أ: أرفخشذ بن سام بن فوح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 وأعجب منه قول ابن إسحاق أنه أرميا بن خلفيا، وقد رد ذلك أبو جعفر بن جرير. القول السابع: أنه ابن بنت فرعون، حكاه محمد بن أيوب عن ابن لهيعة. وقيل ابن فرعون لصلبه، حكاه النقاش. القول الثامن: أنه اليسع، حكى عن مقاتل أيضا، وهو بعيد أيضا. القول التاسع: أنه من ولد فارس، جاء ذلك عن ابن شوذب، أخرجه الطّبري بسند جيّد من رواية ضمرة بن ربيعة. عن ابن شوذب. القول العاشر: أنه من ولد بعض من كان [آمن بإبراهيم] «1» ، وهاجر معه من أرض بابل، حكاه ابن جرير الطبري في تاريخه. وقيل كان أبوه فارسيا وأمّه روميّة. وقيل كان أبوه روميا وأمه فارسيّة. وثبت في الصّحيحين أنّ سبب تسميته الخضر أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتزّ تحته خضراء، هذا لفظ أحمد من رواية ابن المبارك، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة. والفروة الأرض اليابسة. وقال أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة- رفعه- «إنّما سمّي الخضر خضرا لأنّه جلس على فروة فاهتزّت تحته خضراء» . والفروة: الحشيش الأبيض. قال عبد اللَّه بن أحمد: أظنه تفسير عبد الرزاق. وفي الباب عن ابن عباس، من طريق قتادة، عن عبد اللَّه بن الحارث، ومن طريق منصور عن مجاهد، قال النوويّ: كنيته أبو العباس. وهذا متفق عليه. باب ما ورد في كونه نبيا قال اللَّه تعالى في خبره مع موسى حكاية عنه: وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي [الكهف: 82] ، وهذا ظاهره أنه فعله بأمر اللَّه، والأصل عدم الواسطة. ويحتمل أن يكون بواسطة نبيّ آخر لم يذكر، وهو بعيد، ولا سبيل إلى القول بأنه إلهام، لأن ذلك لا يكون من غير النبيّ وحيا يعمل به من قتل النفس وتعريض الأنفس للغرق.   (1) في أبياض. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 فإن قلنا إنه نبيّ فلا إنكار في ذلك وأيضا فكيف يكون غير النبيّ أعلم من النبي؟ وقد أخبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في الحديث الصحيح أن اللَّه قال لموسى: «بلى، عبدنا خضر» . وأيضا فكيف يكون النبي تابعا لغير نبيّ؟ وقد قال الثّعلبيّ: هو نبي في سائر الأقوال، وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقد يحلّ من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيا، لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبيّ إلى أن الوليّ أفضل من النبي، كما قال قائلهم: مقام النّبوّة في برزخ ... فويق الرّسول ودون الوليّ [المتقارب] ثم اختلف من قال إنه كان نبيا، هل كان مرسلا؟ فجاء عن ابن عباس ووهب بن منبه أنه كان نبيا غير مرسل. وجاء عن إسماعيل بن أبي زياد، ومحمد بن إسحاق، وبعض أهل الكتاب أنه أرسل إلى قومه فاستجابوا له. ونصر هذا القول أبو الحسن الرّماني، ثم ابن الجوزيّ. وقال الثّعلبيّ: هو نبيّ على جميع الأقوال معمّر محجوب عن الأبصار. وقال أبو حيّان في تفسيره: والجمهور على أنه نبيّ، وكان علمه معرفة بواطن أوحيت إليه، وعلم موسى الحكم بالظاهر، وذهب إلى أنه كان وليا جماعة من الصوفيّة، وقال به أبو علي بن أبي موسى من الحنابلة، وأبو بكر بن الأنباري في كتابه الزّاهر، بعد أن حكى عن العلماء قولين هل كان نبيا أو وليا. وقال أبو القاسم القشيريّ في رسالته: لم يكن الخضر نبيّا وإنما كان وليّا. وحكى الماورديّ قولا ثالثا: إنه مالك من الملائكة يتصوّر في صورة الآدميين. وقال أبو الخطّاب بن دحية: لا ندري هل هو ملك أو نبي أو عبد صالح. وجاء من طريق أبي صالح كاتب اللّيث، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد أن كعب الأحبار، قال: إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الهند، وهو بحر الصين «1» ، فقال: يا أصحابي، دلّوني، فدلّوه في البحر أياما وليالي، ثم صعد،   (1) الصّين: بالكسر وآخره نون، بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب وشماليها الترك وهي مشهورة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 861. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 فقالوا له: يا خضر، ما رأيت، فلقد أكرمك اللَّه، وحفظ لك نفسك في لجّة هذا البحر؟ فقال: استقبلني ملك من الملائكة فقال لي: أيها الآدمي الخطّاء، إلى أين؟ ومن أين؟ فقلت أردت أن انظر عمق هذا البحر، فقال لي: كيف وقد هوى رجل من زمان داود النبيّ عليه السّلام ولم يبلغ ثلث قعره حتى السّاعة، وذلك منذ ثلاثمائة سنة؟ أخرجه أبو نعيم في ترجمة كعب من الحلية. وقال أبو جعفر بن جرير في تاريخه: كان الخضر ممن كان في أيام أفريدون الملك في قول عامّة أهل الكتاب الأول، وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الّذي كان أيام إبراهيم الخليل، وإنه بلغ مع ذي القرنين الّذي ذكر أنّ الخضر كان في مقدمته نهر الحياة، فشرب من مائه، وهو لا يعلم ولا يعلم ذو القرنين ومن معه فخلد، وهو عندهم حيّ إلى الآن، قال ابن جرير: وذكر ابن إسحاق أن اللَّه استخلف على بني إسرائيل رجلا منهم، وبعث الخضر معه نبيا، قال ابن جرير: بين هذا الوقت وبين أفريدون أزيد من ألف عام. قال: وقول من قال إنه كان في أيام أفريدون أشبه، إلا أن يحمل على أنه لم يبعث نبيّا إلا في زمان ذلك الملك. قلت: بل يحتمل أن يكون قوله: «وبعث معه الخضر نبيّا» : أي أيّده به، إلا أن يكون ذلك الوقت وقت إنشاء نبوته، فلا يمتنع أن يكون نبيا قبل ذلك، ثم أرسل مع ذلك الملك. وإنما قلت ذلك لأن غالب أخباره مع موسى هي الدالة على تصحيح قول من قال إنه كان نبيا. وقصته مع ذي القرنين ذكرها جماعة منهم خيثمة بن سليمان، من طريق جعفر الصّادق، عن أبيه أن ذا القرنين كان له صديق من الملائكة، فطلب منه أن يدله على شيء يطول به عمره، فدلّه على عين الحياة، وهي داخل الظلمات، فسار إليها والخضر على مقدمته، فظفر بها الخضر دونه. ومما يستدلّ به على نبوّته ما أخرجه عبد بن حميد من طريق الربيع بن أنس، قال: قال موسى لما لقي الخضر: «السّلام عليك يا خضر» . فقال: «وعليك السّلام يا موسى» ، قال: «وما يدريك أنّي موسى» ؟ قال: «أدراني بك الّذي أدراك بي» . وقال وهب بن منبّه في المبتدإ: قال اللَّه تعالى للخضر: لقد أحببتك قبل أن أخلقك، ولقد قدّستك حين خلقتك، ولقد أحببتك بعد ما خلقتك. وكان نبيّا مبعوثا إلى بني إسرائيل بتجديد عهد موسى، فلما عظمت الأحداث في بني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 إسرائيل، وسلّط عليهم بخت نصّر ساح الخضر في الأرض مع الوحش، وأخّر اللَّه عمره إلى ما شاء، فهو الّذي يراه الناس. باب ما ورد في تعميره والسبب في ذلك روى الدّارقطنيّ بالإسناد الماضي، عن ابن عباس، قال: «نسيء للخضر في أجله حتّى يكذّب الدّجال» . وذكر ابن إسحاق في المبتدإ قال: حدثنا أصحابنا أن آدم لما حضره الموت جمع بنيه وقال: إن اللَّه تعالى منزّل على أهل الأرض عذابا فليكن جسدي معكم في المغارة حتى تدفنون بأرض الشام. فلما وقع الطّوفان قال نوح لبنيه: إن آدم دعا اللَّه أن يطيل عمر الّذي يدفنه إلى يوم القيامة، فلم يزل جسد آدم حتّى كان الخضر هو الّذي تولّى دفنه، وأنجز اللَّه له ما وعده، فهو يحيا إلى ما شاء اللَّه أن يحيا. وقال أبو مخنف لوط بن يحيى في أول كتاب المعمّرين له: أجمع أهل العلم بالأحاديث والجمع لها أنّ الخضر أطول آدمي عمرا وأنه خضرون بن قابيل بن آدم. وروى ابن عساكر في ترجمة ذي القرنين من طريق خيثمة بن سليمان: حدثنا أبو عبيدة ابن أخي هنّاد، حدّثنا سفيان بن وكيع، حدثنا أبي، حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبي جعفر، عن أبيه- أنه سئل عن ذي القرنين، فقال: كان عبدا من عباد اللَّه صالحا، وكان من اللَّه بمنزل ضخم، وكان قد ملك ما بين المشرق والمغرب، وكان له خليل من الملائكة يقال له رفائيل، وكان يزوره، فبينما هما يتحدثان إذ قال له: حدثني كيف عبادتكم في السّماء؟ فبكى، وقال: وما عبادتكم عند عبادتنا؟ إن في السّماء لملائكة قياما لا يجلسون أبدا، وسجودا لا يرفعون أبدا، وركّعا لا يقومون أبدا. يقولون ربّنا ما عبدناك حقّ عبادتك» ، فبكى ذو القرنين ثم قال: يا رفائيل، إني أحب أن أعمّر حتى أبلغ عبادة ربي حقّ طاعته، قال: وتحبّ ذلك؟ قال: نعم، قال: فإنّ للَّه عينا تسمّى عين الحياة، من شرب منها شربة لم يمت أبدا، حتّى يكون هو الّذي يسأل ربه الموت. قال ذو القرنين: فهل تعلم موضعها؟ قال: لا، غير أنّا نتحدّث في السّماء أنّ للَّه ظلمة في الأرض لم يطأها إنس ولا جانّ، فنحن نظنّ أن تلك العين في تلك الظلمة. فجمع ذو القرنين علماء الأرض، فسألهم عن عين الحياة، فقالوا: لا نعرفها، قال: فهل وجدتم في علمكم أنّ للَّه ظلمة؟ فقال عالم منهم: لم تسأل عن هذا؟ فأخبره، فقال: إني قرأت في وصية آدم ذكر هذه الظّلمة، وأنها عند قرن الشمس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 فتجهّز ذو القرنين، وسار اثنتي عشرة سنة، إلى أن بلغ طرف الظلمة، فإذا هي ليست بليل. وهي تفور مثل الدّخان، فجمع العساكر، وقال: إني أريد أن أسلكها، فمنعوه، فسأله العلماء الذين معه أن يكفّ عن ذلك لئلا يسخط اللَّه عليهم، فأبي، فانتخب من عسكره ستة آلاف رجل على ستة آلاف فرس أنثى بكر، وعقد للخضر على مقدمته في ألفي رجل، فسار الخضر بين يديه، وقد عرف ما يطلب، وكان ذو القرنين يكتمه ذلك، فبينما هو يسير إذا عارضه واد، فظنّ أن العين في ذلك الوادي، فلما أتى شفير الوادي استوقف أصحابه، وتوجّه فإذا هو على حافة عين من ماء، فنزع ثيابه، فإذا ماء أشدّ بياضا من اللبن، وأحلى من الشّهد، فشرب منه، وتوضّأ واغتسل، ثم خرج فلبس ثيابه، وتوجّه، ومرّ ذو القرنين فأخطأ الظّلمة، وذكر بقية الحديث. ويروى عن سليمان الأشجّ صاحب كعب الأحبار، عن كعب الأحبار، أنّ الخضر كان وزير ذي القرنين، وأنه وقف معه على جبل الهند، فرأى ورقة فيها: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، من آدم أبي البشر إلى ذرّيته: أوصيكم بتقوى اللَّه، وأحذّركم كيد عدوّي وعدوّكم إبليس، فإنّه أنزلني هنا» ، قال: فنزل ذو القرنين، فمسح جلوس آدم، فكان مائة وثلاثين ميلا. ويروى عن الحسن البصريّ، قال: وكل إلياس بالفيافي، ووكل الخضر بالبحور، وقد أعطيا الخلد في الدّنيا إلى الصيحة الأولى، وأنهما يجتمعان في موسم كل عام. قال الحارث بن أبي أسامة في «مسندة» : حدّثنا عبد الرحيم بن واقد، حدثني محمد بن بهرام، حدثنا أبان عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ الخضر في البحر: واليسع في البرّ، يجتمعان كلّ ليلة عند الرّدم الّذي بناه ذو القرنين بين النّاس وبين يأجوج ومأجوج ويحجّان ويعتمران كلّ عام، ويشربان من زمزمكم شربة تكفيهما إلى قابل» «1» . قلت: وعبد الرحيم وأبان متروكان. وقال عبد اللَّه بن المغيرة، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن كعب، قال: الخضر على منبر من نور بين البحر الأعلى والبحر الأسفل. وقد أمرت دوابّ البحر أن تسمح له وتطيع، وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية، ذكره العقيلي. وقال: عبد اللَّه بن المغيرة يحدّث بما لا أصل له.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34051 والسيوطي في الدر المنثور 4/ 240- وابن حجر في المطالب حديث رقم 3474. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 وقال ابن يونس: إنه منكر الحديث. وروى ابن شاهين بسند ضعيف إلى خصيف، قال: أربعة من الأنبياء أحياء: اثنان في السماء عيسى وإدريس، واثنان في الأرض: الخضر وإلياس، فأما الخضر فإنه في البحر، وأما صاحبه فإنه في البرّ، وسيأتي في الباب الأخير أشياء من هذا الجنس كثيرة. وقال الثعلبيّ: يقال إن الخضر لا يموت إلا في آخر الزمان عند رفع القرآن. وقال النّوويّ في «تهذيبه» : قال الأكثرون من العلماء: هو حيّ موجود بين أظهرنا، وذلك متفق عليه عند الصّوفية وأهل الصلاح والمعرفة، وحكايتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصى، وأشهر من أن تذكر. وقال أبو عمرو بن الصّلاح في فتاويه: هو حيّ عند جماهير العلماء الصّالحين والعامة منهم، قال: وإنما شدّ بإنكاره بعض المحدثين. قلت: اعتنى بعض المتأخرين بجمع الحكايات المأثورة عن الصّالحين وغيرهم ممن بعد الثلاثمائة وبعد العشرين مع ما في أسانيد بعضها ممن يضعف، لكثرة أغلاظه أو اتهامه بالكذب، كأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي الحسن بن جهضم، ولا يقال يستفاد من هذه الأخبار التواتر المعنويّ، لأن التواتر لا يشترط ثقة رجاله ولا عدالتهم، وإنما العمدة على ورود الخبر بعدد يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب، فإن اتفقت ألفاظه فذاك وإن اختلفت فمهما اجتمعت فيه فهو التواتر المعنوي. وهذه الحكاية تجتمع في أنّ الخضر حيّ، لكن بطرق حكاية القطع بحياته قول بعضهم: إنّ لكل زمان خضرا، وإنه نقيب الأولياء، وكلمات مات نقيب أقيم نقيب بعده مكانه، ويسمى الخضر. وهذا قول تداولته جماعة من الصّوفية من غير نكير بينهم، ولا يقطع مع هذا بأن الّذي ينقل عنه أنه الخضر هو صاحب موسى، بل هو خضر ذلك الزمان. ويؤيده اختلافهم في صفته، فمنهم من يراه شيخا أو كهلا أو شابا، وهو محمول على تغاير المرئي وزمانه. واللَّه أعلم. وقال السّهيليّ في كتاب «التعريف والأعلام» : اسم الخضر مختلف فيه، فذكر بعض ما تقدم، وذكر في قول من قال: إنه ابن عاميل بن سماطين بن أرما «1» بن حلفا «2» بن   (1) في ت أربا. (2) في ت علقا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 عيصو بن إسحاق، وأنّ أباه كان ملكا وأمّه كانت فارسية اسمها إلها، وأنها ولدته في مغارة، وأنه وجد هناك شاة ترضعه في كل يوم من غنم رجل من القرية، فأخذه الرجل وربّاه، فلما شبّ طلب الملك كاتبا يكتب له الصّحف التي أنزلت على إبراهيم، فجمع أهل المعرفة والنبالة، فكان فيمن أقدم عليه ابنه الخضر وهو لا يعرفه، فلما استحسن خطّه ومعرفته بحث عن جليّة أمره حتى عرف أنه ابنه فضمّه إلى نفسه وولاه أمر الناس. ثم إنّ الخضر فرّ من الملك لأسباب يطول ذكرها إلى أن وجد عين الحياة فشرب منها فهو حيّ إلى أن يخرج الدجّال، فإنه الرّجل الّذي يقتله الدجال ثم يحييه، قال: وقيل إنه لم يدرك زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا لا يصح، قال: وقال البخاريّ وطائفة من أهل الحديث: مات الخضر قبل انقضاء مائة سنة من الهجرة. وقال: ونصر شيخنا أبو بكر بن العربيّ هذا لقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «على رأس مائة سنة لا يبقى على الأرض ممّن هو عليها أحد» «1» يريد ممّن كان حيا حين هذه المقالة. قال: وأما اجتماعه مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وتعزيته لأهل البيت وهم مجتمعون لغسله عليه الصلاة والسلام فروي من طرق صحاح، منها: ما ذكره ابن عبد البر في التمهيد، وكان إمام أهل الحديث في وقته، فذكر الحديث في تعزية الصحابة بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يسمعون القول ولا يرون القائل، فقال لهم علي: هو الخضر، قال: وقد ذكر ابن أبي الدنيا من طريق مكحول، عن أنس، اجتماع إلياس النبي بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وإذا جاز بقاء إلياس إلى العهد النبوي جاز بقاء الخضر انتهى ملخصا. وتعقّبه أبو الخطّاب بن دحية بأن الطرق التي أشار إليها لم يصح منها شيء، ولا يثبت اجتماع الخضر مع أحد من الأنبياء إلّا مع موسى كما قصّه اللَّه من خبره. قال: وجميع ما ورد في حياته لا يصح منه شيء باتفاق أهل النّقل، وإنما يذكر ذلك من يروي الخبر، ولا يذكر علّته، إما لكونه لا يعرفها، وإما لوضوحها عند أهل الحديث، قال: وأما ما جاء عن المشايخ فهو مما ينقم منه كيف يجوز لعاقل أن يلقى شخصا لا يعرفه، فيقول له: أنا فلان فيصدّقه؟ قال: وأما حديث التّعزية الّذي ذكره أبو عمر فهو موضوع. رواه عبد اللَّه بن المحرر، عن يزيد بن الأصم، عن عليّ. وابن محرر متروك، وهو الّذي قال ابن المبارك في حقه كما أخرجه مسلم في مقدّمة صحيحه: فلما رأيته كانت بعرة أحبّ إليّ منه، ففضل رؤية النجاسة على رؤيته.   (1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 101 وابن حجر في الفتح 7/ 5. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 قلت: قد جاء ذكر التعزية المذكورة من غير رواية عبد اللَّه بن محرر، كما سأذكره بعد، وأما حديث مكحول عن أنس فموضوع، ثم نقل تكذيبه عن أحمد ويحيى وإسحاق وأبي زرعة، قال: وسياق المتن ظاهر النكارة، وأنه من الخرافات. انتهى كلامه ملخصا. وسأذكر حديث أنس بطوله، وأنّ له طريقا غير التي أشار إليها السّهيلي. وتمسّك من قال بتعميره بقصة عين الحياة، واستندوا إلى ما وقع من ذكرها في صحيح البخاري وجامع الترمذي، لكن لم يثبت ذلك مرفوعا، فليحرر ذكر شيء من أخبار الخضر قبل بعثة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: قد قص اللَّه تعالى في كتابه ما جرى لموسى عليه السلام، وأخرجه الشيخان من طرق، عن أبيّ بن كعب، وفي سياق القصّة زيادات في غير الصّحيح، قد أتيت عليها في فتح الباري. وثبت في الصّحيحين أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «وددت أنّ موسى صبر حتى يقصّ علينا من أمرهما» وهذا مما استدل به من زعم أنه لم يكن حالة هذه المقالة موجودا، إذ لو كان موجودا لأمكن أن يصحبه بعض أكابر الصحابة فيرى منه نحوا مما رأى موسى. وقد أجاب عن هذا من ادّعى بقاءه بأن التمني إنما كان لما يقع بينه وبين موسى عليه السلام، وغير موسى لا يقوم مقامه. ومن أخباره مع غير موسى ما أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» من وجهين. عن بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد الالهاني، عن أبي أمامة الباهليّ- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لأصحابه: «ألا أحدّثكم عن الخضر؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه قال: «بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب، فقال: تصدّق عليّ بارك اللَّه فيك. قال الخضر: آمنت باللَّه، ما شاء اللَّه من أمر يكن، ما عندي من شيء أعطيكه فقال المسكين: أسألك بوجه اللَّه لما تصدّقت عليّ، فإنّي نظرت السماحة في وجهك. ورجوت البركة عندك. فقال الخضر: آمنت باللَّه، ما عندي شيء أعطيكه إلّا أن تأخذ بي فتبيعني. فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ فقال: نعم. الحقّ أقول، لقد سألتني بأمر عظيم، أما إنّي لا أخيّبك بوجه ربّي، بعني، قال: فقدّمه إلى السّوق فباعه بأربعمائة درهم، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء، فقال له: إنّك إنما اشتريتني التماس خير عندي، فأوصني بعمل. قال: أكره أن أشقّ عليك، إنّك شيخ كبير ضعيف. قال: ليس يشقّ عليّ. قال: فقم فانقل هذه الحجارة، وكان لا ينقلها دون ستّة نفر في يوم، فخرج الرّجل لبعض حاجته، ثمّ انصرف، وقد نقل الحجارة في ساعة: فقال: أحسنت وأجملت، وأطقت ما لم أرك تطيقه قال: ثمّ عرض للرّجل سفر، فقال: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 إنّي أحسبك أمينا، فاخلفني في أهلي خلافة حسنة. قال: نعم، وأوصني بعمل، قال: أنّي أكره أن أشقّ عليك. قال: ليس يشقّ عليّ. قال: فاضرب من اللّبن لبيتي حتّى أقدم عليك. قال: ومرّ الرّجل لسفره، ثمّ رجع وقد شيّد بناءه فقال: أسألك بوجه اللَّه ما سبيلك وما أمرك؟ قال: سألتني بوجه اللَّه، ووجه اللَّه أوقعني في العبوديّة. فقال الخضر: سأخبرك من أنا؟ أنا الخضر الّذي سمعت به، سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه اللَّه، فمكّنته من رقبتي فباعني، وأخبرك أنّه من سئل بوجه اللَّه فردّ سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة وليس على وجهه جلد ولا لحم ولا عظم يتقعقع» . فقال الرّجل: آمنت باللَّه، شققت عليك يا نبيّ اللَّه ولم أعلم قال: لا بأس، أحسنت وأبقيت. فقال الرّجل: بأبي وأمّي يا نبيّ اللَّه، احكم في أهلي ومالي بما شئت، أو اختر فأخلّي سبيلك قال: أحبّ أن تخلّي سبيلي، فأعبد ربّي. قال: فخلّى سبيله، فقال الخضر: الحمد للَّه الّذي أوثقني في العبوديّة ثمّ نجّاني منها» . قلت: وسند هذا الحديث حسن لولا عنعنة بقية، ولو ثبت لكان نصّا أن الخضر نبي لحكاية النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقول الرجل: يا نبيّ اللَّه، وتقريره على ذلك. ذكر من ذهب إلى أن الخضر مات نقل أبو بكر النقاش في تفسيره عن علي بن موسى الرضا وعن محمد بن إسماعيل البخاريّ، أن الخضر مات وأن البخاري سئل عن حياة الخضر، فأنكر ذلك واستدلّ بالحديث: أن على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها أحد، وهذا أخرجه هو في الصّحيح عن ابن عمر، وهو عمدة من تمسّك بأنه مات، وأنكر أن يكون باقيا. أبو حيّان في تفسيره: الجمهور على أنه مات. ونقل عن ابن أبي الفضل المرسيّ أنّ الخضر صاحب موسى مات، لأنه لو كان حيا لزمه المجيء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم والإيمان به واتباعه. وقد روي عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لو كان موسى حيّا ما وسعه إلّا اتّباعي» وأشار إلى أن الخضر هو غير صاحب موسى. وقال غيره لكل زمان خضر، وهي دعوى لا دليل عليها ونقل أبو الحسين بن المنادي في كتابه الّذي جمعه في ترجمة الخضر عن إبراهيم الحربي أنّ الخضر مات. وبذلك جزم ابن المنادي المذكور. ونقل أيضا عن علي بن موسى الرضا، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه قال: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلّم قال: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإنّ على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض أحد» . وأخرجه مسلم من حديث جابر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قبل موته بشهر: «تسألوني السّاعة، وإنّما علمها عند اللَّه أقسم ما على الأرض نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة» «1» هذه رواية أبي الزبير عنه. وفي رواية أبي نضرة عنه، قال قبل موته بقليل أو بشهر: «ما من نفس ... وزاد في آخره: «وهي يومئذ حيّة» . وأخرجه التّرمذيّ من طريق أبي سفيان، عن جابر نحو رواية أبي الزبير. وذكر ابن الجوزيّ في جزئه الّذي جمعه في ذلك، عن أبي يعلى بن الفراء الحنبلي، قال: سئل بعض أصحابنا عن الخضر هل مات؟ فقال: نعم. قال: وبلغني مثل هذا عن أبي طاهر بن العبادي، وكان يحتج بأنه لو كان حيّا لجاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. قلت: ومنهم أبو الفضل بن ناصر، والقاضي أبو بكر بن العربيّ، وأبو بكر بن محمد بن الحسين النقاش، واستدل ابن الجوزيّ بأنه كان حيّا مع ما ثبت أنه كان في زمن موسى وقبل ذلك. لكان قدر جسده مناسبا لأجساد أولئك. ثم ساق بسند له إلى أبي عمران الجوني، قال: كان أنف دانيال ذراعا، ولما كشف عنه في زمن أبي موسى قام رجل إلى جنبه فكانت ركبة دانيال محاذية لرأسه، قال: والذين يدّعون رؤية الخضر ليس في سائر أخبارهم ما يدلّ على أنّ جسده نظير أجسادهم، ثم استدلّ بما أخرجه أحمد من طريق مجاهد عن الشعبي عن جابر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «والّذي نفسي بيده لو أنّ موسى كان حيّا ما وسعه إلا أن يتّبعني» «2» . قال: فإذا كان هذا في حقّ موسى فكيف لم يتبعه الخضر: إذ لو كان حيّا فيصلّي معه الجمعة والجماعة ويجاهد تحت رايته، كما ثبت أن عيسى يصلي خلف إمام هذه الأمة «3» واستدلّ أيضا بقوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ... [آل عمران: 81] الآية.   (1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1966 كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 218/ 2538 وأحمد في المسند 1/ 293، 3/ 326، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 501. (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 387 عن جابر بن عبد اللَّه وابن عساكر في التاريخ 5/ 162 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 178- 179 عن جابر بن عبد اللَّه بزيادة في أوله قال الهيثمي رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد ضعف أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 179 عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه وقال رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه مجالد بن سعيد ضعفه أحمد وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 48، 5/ 147 وعزاه لأحمد عن عبد اللَّه بن ثابت وأبي يعلى عن جابر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 وقال ابن عبّاس: ما بعث اللَّه نبيا إلا أخذ عليه الميثاق إن بعث محمد وهو حيّ ليؤمنن به ولينصرنه، فلو كان الخضر موجودا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لجاء إليه ونصره بيده ولسانه، وقاتل تحت رايته، وكان من أعظم الأسباب في إيمان معظم أهل الكتاب الّذي يعرفون قصته مع موسى. وقال أبو الحسين بن المنادي: بحثت عن تعمير الخضر، وهل هو باق أم لا؟ فإذا أكثر المغفّلين مغترّون بأنه باق من أجل ما روى في ذلك، قال: والأحاديث المرفوعة في ذلك واهية، والسّند إلى أهل الكتاب ساقط لعدم ثقتهم، وخبر مسلمة بن مصقلة كالخرافة وخبر رياح كالريح، قل: وما عدا ذلك كلّه من الأخبار كلها واهية الصدور والأعجاز. حالها من أحد أمرين، إما أن تكون أدخلت على الثقات استغفالا، أو يكون بعضهم تعمّد ذلك، وقد قال اللَّه تعالى: وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ [الأنبياء: 34] . قال: وأهل الحديث يقولون: إن حديث أنس منكر السند، سقيم المتن، وإن الخضر لم يراسل نبيّا ولم يلقه، قال: ولو كان الخضر حيّا لما وسعه التخلّف عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم والهجرة إليه. قال: وقد أخبرني بعض أصحابنا أنّ إبراهيم الحربي سئل عن تعمير الخضر فأنكر ذلك، وقال: هو متقادم الموت، قال: وروجع غيره في تعميره، فقال: من أحال على غائب حيّ أو مفقود ميّت لم ينتصف منه، وما ألقى هذا بين الناس إلا الشّيطان. انتهى. وقد ذكرت الأخبار التي أشار إليها، وأضفت إليها أشياء كثيرة من جنسها، وغالبها لا يخلو طريقه من علّة، واللَّه المستعان. وفي تفسير الأصبهاني روى عن الحسن أنه كان يذهب إلى أن الخضر مات. وروى عن البخاريّ أنه سئل عن الخضر وإلياس هل هما في الأحياء؟ فقال: كيف يكون ذلك، وقد قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في آخر عمره: «أرأيتكم ليلتكم هذه فإنّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممّن هو اليوم عليها أحد» «1» . واحتج ابن الجوزيّ أيضا بما ثبت في صحيح البخاريّ أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال يوم بدر:   (1) أخرجه البخاري في صحيح 1/ 148، 156 ومسلم 4/ 1965 كتاب فضائل الصحابة باب 53 قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم حديث رقم 217- 2537 والترمذي 4/ 451 كتاب الفتن باب 64 حديث رقم 2251 والحاكم في المستدرك 2/ 37 والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 453، 9/ 7 وأحمد في المسند 2/ 221. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 «اللَّهمّ إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» «1» ولم يكن الخضر فيهم، ولو كان يومئذ حيّا لورد على هذا العموم، فإنه كان ممن يعبد اللَّه قطعا. واستدل غيره بقوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا نبيّ بعدي» ، ونسب إلى ابن دحية القول في ذلك، وهو معترض بعيسى ابن مريم، فإنه نبيّ قطعا، وثبت أنه ينزل إلى الأرض. في آخر الزمان، ويحكم بشريعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فوجب حمل النفي على إنشاء النبوّة لأحد من الناس لا على نفي وجود نبي كان قد نبئ قبل ذلك. ذكر الأخبار التي وردت أن الخضر كان في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ثم بعده إلى الآن روى ابن عديّ في «الكامل» ، من طريق عبد اللَّه بن نافع، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان في المسجد، فسمع كلاماً من ورائه، فإذا هو بقائل يقول: اللَّهمّ أعنّي على ما ينجّيني ممّا خوّفتني؟ فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين سمع ذلك: «ألّا تضمّ إليها أختها؟» فقال الرجل: اللَّهمّ ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوّقتهم إليه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأنس بن مالك: «اذهب إليه فقل له: يقول لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تستغفر لي» فجاءه أنس فبلّغه، فقال الرجل: يا أنس، أنت رسول رسول اللَّه إليّ، فارجع فاستثبته. فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «قل له نعم» . فقال له: اذهب فقل له: إن اللَّه فضّلك على الأنبياء مثل ما فضل به رمضان على الشّهور، وفضّل أمتك على الأمم مثل ما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام، فذهب ينظر إليه فإذا هو الخضر. كثير بن عبد اللَّه ضعّفه الأئمة، لكن جاء من غير روايته، قال أبو الحسين بن المنادي: أخبرني أبو جعفر أحمد بن النضر العسكريّ أن محمد بن سلام المنبجي حدّثهم، وأخرج ابن عساكر من طريق محمد بن جابر عن محمد بن سلام المنبجي، حدثنا وضاح بن عباد الكوفي، حدثنا عاصم بن سليمان الأحوال، حدّثني أنس بن مالك، قال: خرجت ليلة أحمل مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم الطهور، فسمع مناديا ينادي، فقال لي: يا أنس «صه» قال فسكت فاستمع فإذا هو يقول: اللَّهمّ أعنّي على ما ينجيني مما خوفتني منه، قال: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لو قال أختها معها» . فكأن الرجل لقن ما أراد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: وارزقني شوق الصّالحين إلى ما شوّقتهم إليه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا أنس، ضع الطّهور وائت هذا المنادي فقل له: ادع لرسول   (1) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد (58) وأحمد في المسند 1/ 30. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 اللَّه أن يعينه اللَّه على ما ابتعثه به، وادع لأمّته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيّهم بالحقّ» قال: فأتيته، فقلت: رحمك اللَّه، ادع اللَّه لرسول اللَّه أن يعينه على ما ابتعثه به، وادع لأمته أن يأخذوا ما أتاهم به نبيهم بالحق، فقال لي: ومن أرسلك؟ فكرهت أن أخبره، ولم استأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت له: رحمك اللَّه، ما يضرك من أرسلني، ادع بما نقلت لك. فقال: لا، أو تخبرني بمن أرسلك. قال: فرجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقلت له: يا رسول اللَّه، أبى أن يدعو لك بما قلت له حتى أخبره بمن أرسلني. فقال: «ارجع إليه فقل له: أنا رسول رسول اللَّه» . فرجعت إليه فقلت له، فقال لي: مرحبا برسول اللَّه رسول اللَّه، أنا كنت أحقّ أن آتيه، اقرأ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مني السلام، وقل له يا رسول اللَّه، الخضر يقرأ عليك السلام ورحمة اللَّه، ويقول لك: يا رسول اللَّه، إنّ اللَّه فضّلك على النبيين كما فضل شهر رمضان على سائر الشّهور، وفضّل أمتك على الأمم كما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام. قال: فلما وليت سمعته يقول: اللَّهمّ اجعلني من هذه الأمة المرشدة المرحومة. وأخرجه الطبرانيّ في «الأوسط» ، عن بشر بن علي بن بشر العمّي عن محمد بن سلام، وقال: لم يروه عن أنس إلا عاصم، ولا عنه إلا وضاح، تفرد به محمد بن سلام. قلت: وقد جاء من وجهين آخرين عن أنس. وقال أبو الحسين بن المنادي: هذا حديث واه بالوضاح وغيره، وهو منكر الإسناد، سقيم المتن، ولم يراسل الخضر نبينا صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يلقه. واستبعد ابن الجوزيّ إمكان لقيه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم واجتماعه معه، ثم لا يجيء إليه. وأخرج ابن عساكر من طريق خالد مؤذّن مسجد مسيلمة: حدثنا أبو داود، عن أنس، فذكر نحوه. وقال ابن شاهين: حدثنا موسى بن أنس بن خالد بن عبد اللَّه بن أبي طلحة بن موسى بن أنس بن مالك، حدّثنا أبي، حدّثنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ، حدّثنا حاتم بن أبي روّاد، عن معاذ بن عبد اللَّه بن أبي بكر عن أبيه، عن أنس، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذات ليلة لحاجة، فخرجت خلفه، فسمعنا قائلا يقول: اللَّهمّ إني أسألك شوق الصادقين إلى ما شوّقتهم إليه. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا لها دعوة لو أضاف إليها أختها» ، فسمعنا القائل وهو يقول: اللَّهمّ إني أسألك أن تعينني بما ينجيني مما خوفتني منه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «وجبت وربّ الكعبة، يا أنس، ائت الرّجل فاسأله أن يدعو لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يرزقه اللَّه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 القبول من أمّته، والمعونة على ما جاء به من الحقّ والتّصديق» . قال أنس: فأتيت الرجل، فقلت: يا عبد اللَّه، ادع لرسول اللَّه فقال لي: ومن أنت؟ فكرهت أن أخبره ولم أستأذن، وأبى أن يدعو حتى أخبره، فرجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرته فقال لي: أخبره. فرجعت فقلت له: أنا رسول رسول اللَّه إليك. فقال: مرحبا برسول اللَّه وبرسول رسول اللَّه، فدعا له، وقال: أقرئه منّي السلام وقل له: أنا أخوك الخضر، وأنا كنت أحق أن آتيك، قال: فلما وليت سمعته يقول: اللَّهمّ اجعلني من هذه الأمة المرحومة المتاب عليها. وقال الدّارقطنيّ في «الأفراد» : حدثنا أحمد بن العباس البغوي، حدثنا أنس بن خالد، حدثني محمد بن عبد اللَّه به نحوه، ومحمد بن عبد اللَّه هذا هو أبو سلمة الأنصاريّ، وهو واهي الحديث جدّا، وليس هو شيخ البخاريّ قاضي البصرة، ذلك ثقة، وهو أقدم من أبي سلمة. وروينا في فوائد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي تخريج الدارقطنيّ، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا محمد بن أحمد بن زيد، حدّثنا عمرو بن عاصم، حدثنا الحسن بن رزين، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس- لا أعلمه مرفوعا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- قال: «يلتقي الخضر وإلياس في كلّ عام في الموسم فيحلق كلّ واحد منهما رأس صاحبه ويتفرّقان عن الكلمات: بسم اللَّه. ما شاء اللَّه اللَّه. لا يسوق الخير إلّا اللَّه، بسم اللَّه ما شاء اللَّه لا يصرف السّوء إلّا اللَّه، بسم اللَّه ما شاء اللَّه، ما كان من نعمة فمن اللَّه، بسم اللَّه ما شاء اللَّه لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» . قال الدارقطنيّ في «الأفراد» : لم يحدث به عن ابن جريج غير الحسن بن رزين. وقال أبو جعفر العقيلي: لم يتابع عليه، وهو مجهول، وحديثه غير محفوظ. وقال أبو الحسين بن المنادي: هو حديث واه بالحسن المذكور. انتهى. وقد جاء من غير طريقه، لكن من وجه واه جدا، أخرجه ابن الجوزي من طريق أحمد بن عمار: حدثنا محمد بن مهدي، حدثنا محمد مهدي بن هلال، حدثني ابن جريج، فذكره بلفظ: يجتمع البري والبحري إلياس والخضر كلّ عام بمكة. قال ابن عبّاس: بلغنا أنه يحلق أحدهما رأس صاحبه، ويقول أحدهما للآخر: قل بسم اللَّه.. إلخ. وزاد: قال ابن عبّاس: قال رسول صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما من عبد قالها في كلّ يوم إلّا أمن من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 الحرق والغرق والسّرق، وكلّ شيء يكرهه حتّى يمسي، وكذلك قال: حين يصبح» . قال ابن الجوزيّ: أحمد بن عمار متروك عند الدارقطنيّ، ومهدي بن هلال مثله. وقال ابن حبّان: مهدي بن هلال يروي الموضوعات. ومن طريق عبيد بن إسحاق العطار، حدثنا محمد بن ميسر، عن عبد اللَّه بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ، قال: يجتمع في كل يوم عرفة جبرائيل وميكائيل وإسرافيل والخضر، فيقول جبرائيل: ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه، فيرد عليه ميكائيل: ما شاء اللَّه، كلّ نعمة فمن اللَّه، فيرد عليهما إسرافيل: ما شاء اللَّه الخير كله بيد اللَّه، فيرد عليهم الخضر: ما شاء اللَّه لا يدفع السوء إلا اللَّه، ثم يتفرقون ولا يجتمعون إلى قابل في مثل ذلك اليوم «1» . وعبيد بن إسحاق متروك الحديث. وأخرج عبد اللَّه بن أحمد في «زوائد كتاب الزهد» لأبيه، عن الحسن بن عبد العزيز، عن السري بن يحيى، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، قال: يجتمع الخضر وإلياس ببيت المقدس في شهر رمضان من أوله إلى آخره، ويفطران على الكرفس، وإقبال الموسم كل عام. وهذا معضل. وروينا في فوائد أبي علي أحمد بن محمد بن علي الباشانيّ: حدّثنا عبد الرحيم بن حبيب الفريابي، حدّثنا صالح، عن أسد بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي، قال: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فذكر عنده الأدهان، فقال: «وفضل دهن البنفسج على سائر الأدهان كفضلنا أهل البيت على سائر الخلق» «2» . قال: وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يدهن به ويستعط، فذكر حديثا طويلا فيه: الكراث والباذروج «الجرجير» والهندباء، والكمأة، والكرفس، واللّحم، والحيتان. وفيه: «الكمأة من الجنّة، ماؤها شفاء للعين، وفيها شفاء من السّمّ، وهما طعام إلياس واليسع يجتمعان كلّ عام بالموسم، يشربان شربة من ماء زمزم، فيكتفيان بها إلى قابل، فيردّ اللَّه شبابهما في كلّ مائة عام مرّة، وطعامهما الكمأة والكرفس» » . قال ابن الجوزيّ: لا شك في أنّ هذا الحديث موضوع، والمتهم به عبد الرحيم بن   (1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 5/ 156 وأورده ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 196. (2) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 121 والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 237، 576. (3) أخرجه أحمد 1/ 87، 188، 2/ 301، 3/ 48 والبخاري 6/ 22 ومسلم في الأشربة (157) والطبراني في الكبير 12/ 63 وفي الصغير 1/ 125 والحميدي (82) والبيهقي 9/ 345. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 حبيب. فقال ابن حبّان: إنه كان يضع الحديث، وقد تقدم عن مقاتل أن اليسع هو الخضر. وقال ابن شاهين: حدثنا محمد بن عبد العزيز الحراني، حدّثنا أبو طاهر خير بن عرفة، حدثنا هانئ بن المتوكل، حدثنا بقية عن الأوزاعي، عن مكحول، سمعت وائلة بن الأسقع، قال: غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غزوة تبوك، حتى إذا كنا ببلاد جذام، وقد كان أصابنا عطش، فإذا بين أيدينا آثار غيث، فسرنا ميلا، فإذا بغدير، حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا نحن بمناد ينادي بصوت حزين: اللَّهمّ اجعلني من أمّة محمّد المرحومة المغفور لها المستجاب والمبارك عليها. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا حذيفة، ويا أنس، ادخلا إلى هذا الشّعب فانظرا ما هذا الصّوت» «1» قال: فدخلنا فإذا نحن برجل عليه ثياب بيض أشدّ بياضا من الثلج، وإذا وجهه ولحيته كذلك، وإذا هو أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة، فسلمنا عليه فردّ علينا السلام، ثم قال: مرحبا أنتما رسولا رسول اللَّه؟ فقلنا، نعم، من أنت؟ يرحمك اللَّه. قال: أنا إلياس النبي، خرجت أريد مكة فرأيت عسكركم. فقال لي جند من الملائكة على مقدمتهم جبرائيل، وعلى ساقتهم ميكائيل: هذا أخوك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فسلّم عليه والقه، ارجعا إليه، فأقرئاه مني السلام، وقولا له: لم يمنعني من الدّخول إلى عسكركم، إلا أنّي تخوفت أن تذعر الإبل، ويفزع المسلمون من طولي، فإن خلقي ليس كخلقكم، قولا له صلّى اللَّه عليه وسلّم يأتيني. قال حذيفة وأنس: فصافحناه. فقال لأنس: يا خادم رسول اللَّه، من هذا؟ قال: هذا حذيفة صاحب سر رسول اللَّه، فرحب به ثم قال: وإنه لفي السّماء أشهر منه في الأرض، يسمّيه أهل السّماء صاحب سرّ رسول اللَّه. قال حذيفة: هل تلقى الملائكة؟ قال: ما من يوم إلا وأنا ألقاهم يسلمون عليّ وأسلّم عليهم. فأتينا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فخرج معنا حتى أتينا الشّعب فإذا ضوء وجه إلياس وثيابه كالشمس فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «على رسلكم» ، فتقدمنا قدر خمسين ذراعا فعانقه مليّا. ثم قعدا فرأينا شيئا يشبه الطير العظام قد أحدقت بهما. وهي بيض وقد نشرت أجنحتها فحالت بيننا وبينهما، ثم صرخ بنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «يا حذيفة ويا أنس تقدّما» . فإذا أيديهما مائدة خضراء لم أر شيئا قطّ أحسن منها قد غلبت خضرتها بياضنا، فصارت وجوهنا خضراء وثيابنا خضراء. وإذا عليها جبن وتمر ورمّان وموز وعنب ورطب وبقل ما خلا الكراث فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كلوا   (1) ذكره المتقي الهندي في الكنز (37834) وقال: قال ابن عساكر: هذا حديث منكر، وإسناده ليس بالقوي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 بسم اللَّه» . فقلنا يا رسول اللَّه، أمن طعام الدنيا هذا؟ قال: «لا» ، قال لنا: هذا رزقي، ولي في كلّ أربعين يوما وليلة أكلة تأتيني بها الملائكة، فكان هذا تمام الأربعين. وهو شيء يقول اللَّه له: كن فيكون. فقلنا: من أين وجهك؟ قال: من خلف رومية كنت في جيش من الملائكة مع جيش من مسلمي الجن غزونا أمة من الكفار. قلنا: فكم مسافة ذلك الموضع الّذي كنت فيه؟ قال: أربعة أشهر: وفارقتهم أنا منذ عشرة أيام، وأنا أريد مكّة أشرب منها في كل سنة شربة، وهي ربّي وعصمتي إلى تمام الموسم من قابل. قلنا: وأي المواطن أكثر مثواك؟ قال: الشّام وبيت المقدس والمغرب واليمن، وليس من مسجد من مساجد محمّد إلا وأنا أدخله صغيرا أو كبيرا، فقلنا: متى عهدك بالخضر؟ قال: منذ سنة، كنت قد التقيت أنا وهو بالموسم وأنا ألقاه بالموسم، وقد كان قال لي: إنك ستلقى محمدا قبلي فأقرئه مني السلام وعانقه، وبكى وعانقنا وبكى وبكينا، فنظرنا إليه حين هوى في السماء كأنه حمل حملا، فقلنا: يا رسول اللَّه، لقد رأينا عجبا إذ هوى إلى السماء قال: يكون بين جناحي ملك حتى ينتهي به حيث أراد. قال ابن الجوزيّ: لعل بقية سمع هذا من كذّاب فدلسه عن الأوزاعي، قال: وخير بن عرفة لا يدرى من هو. قلت: هو محدّث مصري مشهور، واسم جده عبد اللَّه بن كامل، يكنى أبا الطاهر، روى عنه أبو طالب الحافظ به شيخ الدارقطنيّ وغيره، ومات سنة 283. وقد رواه غير بقية عن الأوزاعي على صفة أخرى، قال ابن أبي الدّنيا: حدّثني إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا يزيد بن يزيد الموصلي التيمي مولى لهم، حدثنا أبو إسحاق الجرشي، عن الأوزاعي، عن مكحول، عن أنس، قال: غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى إذا كنا بفج «1» الناقة بهذا الحجر إذا نحن بصوت يقول: اللَّهمّ اجعلني من أمة محمّد المرحومة المغفور لها، المتاب عليها. المستجاب منها فقال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا أنس، انظر ما هذا الصّوت» ؟ قال: فدخلت الجبل، فإذا رجل أبيض الرأس واللحية، عليه ثياب بيض، طوله أكثر من ثلاثمائة ذراع، فلما نظر إليّ قال: أنت رسول رسول اللَّه؟ قلت: نعم. قال: ارجع إليه، فاقرأ عليه مني السلام، وقل له: هذا أخوك إلياس، يريد يلقاك، فجاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا معه حتى إذا كنت قريبا منه تقدم وتأخرت. فتحدثا طويلا، فنزل عليهما شيء من السماء شبيه السفرة، فدعواني   (1) الفجّ: موضع أو جبل في ديار سليم، فج حيوة: فج، بفتح أوله وتشديد ثانيه هو الطريق الواسع بين الجبلين وحيوة بفتح الحاء وسكون الياء وفتح الواو: موضع بالأندلس من أعمال طليطلة (فجّ الرّوحاء) بين مكة والمدينة كان طريق الرسول عليه السلام إلى بدر. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1017. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 فأكلت معهما فإذا فيها كمأة ورمان وكرفس. فلما أكلت قمت فتنحّيت وجاءت سحابة فاحتملته انظر إلى بياض ثيابه فيها تهوي به قبل الشّام، فقلت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: بأبي أنت وأمي، هذا الطعام الّذي أكلنا من السماء نزل عليك! قال: سألته عنه فقال لي: أتاني به جبريل، لي كل أربعين يوما أكلة، وفي كل حول شربة من ماء زمزم، وربما رأيته على الجبّ يمسك بالدلو فيشرب، وربما سقاني. قال ابن الجوزي. يزيد وإسحاق لا يعرفان، وقد خالف هذا الّذي قبله في طول إلياس. وأخرج ابن عساكر من طريق علي بن الحسين بن ثابت الدّوري عن هشام بن خالد، عن الحسن بن يحيى الخشنيّ، عن ابن أبي روّاد، قال: الخضر وإلياس يصومان ببيت المقدس، ويحجّان في كل سنة، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل. ثم وجدت في زيادات الزهد لعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه، حدّثنا مهدي بن جعفر، حدثني ضمرة، عن السّري بن يحيى، عن ابن أبي روّاد، قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان ببيت المقدس، ويوافيان الموسم في كل عام قال عبد اللَّه: وحدثني الحسن- هو ابن رافع، عن ضمرة، عن السري، عن عبد العزيز بن أبي روّاد مثله. وقال ابن جرير في تاريخه: حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الحكم المصري، حدثنا محمد بن المتوكل، حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن عبد اللَّه بن شوذب، قال: الخضر من ولد فارس، وإلياس من بني إسرائيل، يلتقيان في كل عام بالموسم. باب ما جاء في بقاء الخضر بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ومن نقل عنه أنه رآه وكلمه قال الفاكهيّ في «كتاب مكّة» : حدّثنا الزبير بن بكّار، حدثني جمرة بن عتبة، حدثني محمد بن عمران. عن جعفر بن محمد بن علي هو الصادق بن الباقر، قال: كنت مع أبي بمكة في ليالي العشر وأبي قائم يصلّي في الحجر، فدخل عليه رجل أبيض الرأس واللحية شئن الآراب، فجلس إلى جنب أبي فخفّف، فقال: إني جئتك يرحمك اللَّه تخبرني عن أول خلق هذا البيت. قال: ومن أنت؟ قال: أنا رجل من أهل هذا المغرب. قال: إنّ أول خلق هذا البيت أن اللَّه لما ردّ عليه الملائكة حيث قالوا: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها [البقرة: 30] غضب، فطافوا بعرشه، فاعتذروا فرضي عنهم، وقال: اجعلوا لي في الأرض بيتا يطوف به من عبادي من غضبت عليه، فأرضى عنه كما رضيت عنكم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 فقال له الرجل: إي يرحمك اللَّه، ما بقي من أهل زمانك أعلم منك. ثم ولّى فقال لي أبي: أدرك الرجل فردّه علي، قال: فخرجت وأنا انظر إليه. فلما بلغ باب الصّفا مثل فكأنه لم يك شيئا. فأخبرت أبي. فقال: تدري من هذا؟ قلت: لا. قال: هذا الخضر. وهكذا ذكره الزّبير في «كتاب النّسب» بهذا السّند، وفي روايته: أبيض الرأس واللحية جليل العظام. بعيد ما بين المنكبين. عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيئة المحرم. فجلس إلى جنبه فعلم أنه يريد أن يخفّف. فخفف الصلاة فسلم ثم أقبل عليه. فقال له الرجل: يا أبا جعفر. وأخرج ابن عساكر من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه بن المغيرة، عن أبيه: حدّثني أبي أنّ قوّام المسجد قالوا للوليد بن عبد الملك: إنّ الخضر كلّ ليلة يصلّي في المسجد. وقال إسحاق بن إبراهيم الجبليّ في كتاب «الدّيباج» له: حدثنا عثمان بن سعيد الأنطاكيّ، حدّثنا علي بن الهيثم المصّيصي، عن عبد الحميد بن بحر، عن سلام الطويل، عن داود بن يحيى مولى عون الطّفاوي، عن رجل كان مرابطا في بيت المقدس وبعسقلان، قال: بينا أنا أسير في وادي الأردنّ إذا أنا برجل في ناحية الوادي قائم يصلي، فإذا سحابة تظلّه من الشمس، فوقع في قلبي أنه إلياس النبي، فأتيته فسلمت عليه، فانفتل من صلاته فردّ عليّ السلام، فقلت له من أنت يرحمك اللَّه؟ فلم يرد عليّ شيئا، فأعدت عليه القول مرّتين. فقال: أنا إلياس النبيّ فأخذتني رعدة شديدة خشيت على عقلي أن يذهب. فقلت له: إن رأيت يرحمك اللَّه أن تدعو لي أن يذهب اللَّه عني ما أجد حتى أفهم حديثك. قال: فدعا لي بثمان دعوات. فقال: يا برّ يا رحيم، يا حيّ يا قيّوم، يا حنّان يا منّان. «يا هيا شر» آهيا «1» ، فذهب عني ما كنت أجد فقلت له: إلى من بعثت؟ قال: إلى أهل بعلبكّ قلت: فهل يوحى إليك اليوم؟ فقال: أما بعد بعث محمد خاتم النبيّين فلا. قلت: فكم من الأنبياء في الحياة؟ قال: أربعة، أنا والخضر في الأرض وإدريس وعيسى في السماء. قلت: فهل تلتقي أنت والخضر؟ قال: نعم في كل عام بعرفات. قلت: فما حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري وآخذ من شعره، قلت: فكم الأبدال؟ قال: هم ستون رجلا: خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطئ الفرات، ورجلان بالمصيصة «2» ، ورجل بأنطاكيّة «3» ، وسبعة في سائر الأمصار   (1) هكذا وردت بالأصول. (2) المصيصة: بالفتح ثم الكسر والتشديد وياء ساكنة وصاد أخرى وقيل بتخفيف الصادين: وهي مدينة مشهورة على شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطاكية وبلاد الروم وكانت من الأماكن التي يرابط بها المسلمون قديما. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1280. (3) أنطاكية: بالفتح ثم السكون والياء مخففة، قال الهيثم بن عدي: أول من بنى أنطاكية انطيخس وهو الملك الثالث بعد الإسكندر وذكر يحيى بن جرير المطيب التكريتي: أن أول من بنى أنطاكية انطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس (سلوقس) . انظر معجم البلدان 1/ 316. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 بهم تسقون الغيث، وبهم تنصرون على العدوّ، وبهم يقيم اللَّه أمر الدنيا حتى إذا أراد أن يهلك الدنيا أماتهم جميعا. وفي إسناده جهالة ومتروكون. وقال ابن أبي حاتم في التفسير: حدثنا أبي، أخبرنا عبد العزيز الأوسي، حدثنا عليّ بن أبي عليّ الهاشمي، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، أنّ عليّ بن أبي طالب قال لما توفي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وجاءت التعزية، فجاءهم آت يسمعون حسّه ولا يرون شخصه، فقال: السّلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه وبركاته، كلّ نفس ذائقة الموت، وإنما توفّون أجوركم يوم القيامة، إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات، فباللَّه فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب. قال جعفر: أخبرني أبي أنّ عليّ بن أبي طالب قال: تدرون من هذا؟ هذا الخضر. ورواه محمد بن منصور الجزار، عن محمد بن جعفر بن محمد، وعبد اللَّه بن ميمون القدّاح جميعا، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين: سمعت أبي يقول: لما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: جاءت التعزية يسمعون حسّه ولا يرون شخصه: السلام عليكم ورحمة اللَّه أهل البيت. إنّ في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كلّ ما فات، فباللَّه فثقوا، وإياه فارجوا، فإنّ المحروم من حرم الثواب. فقال علي: تدرون من هذا؟ هو الخضر. قال ابن الجوزيّ: تابعه محمد بن صالح، عن محمد بن جعفر، ومحمد بن صالح ضعيف. قلت: ورواه الواقديّ، وهو كذّاب، قال: ورواه محمد بن أبي عمر، عن محمد بن جعفر وابن أبي عمر مجهول. قلت: وهذا الإطلاق ضعيف، فإنّ ابن أبي عمر أشهر من أن يقال فيه هذا، هو شيخ مسلم وغيره من الأئمة، وهو ثقة حافظ، صاحب مسند مشهور مرويّ، وهذا الحديث فيه أخبرني به شيخنا حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين رحمه اللَّه. قال: أخبرني أبو محمد بن القيم، أخبرنا أبو الحسن بن البخاري «1» عن محمد بن معمر، أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء،   (1) في أ: الحسين البخاري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، قال: كان أبي- هو جعفر بن محمد الصّادق- يذكر عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب أنه دخل عليهم نفر من قريش فقال: ألا أحدّثكم عن أبي قاسم؟ قالوا: بلى، فذكر الحديث بطوله في وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: وفي آخره: فقال جبرائيل: يا أحمد، عليك السّلام، هذا آخر وطئي الأرض، إنّما كنت أنت حاجتي من الدّنيا» . فلما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسّه ولا يرون شخصه، فقال: السّلام عليكم أهل البيت ورحمة اللَّه، إنّ في اللَّه عزاء عن كلّ مصيبة، وخلفا من كلّ هالك، ودركا من كلّ فائت، فباللَّه فثقوا، وإيّاه فارجوا، فإنّ المحروم من حرم الثّواب، وإن المصاب من حرم الثّواب. والسّلام عليكم «1» . فقال عليّ: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر. انتهى. ومحمد بن جعفر هذا هو أخو موسى الكاظم حدّث عن أبيه وغيره. وروى عنه إبراهيم بن المنذر وغيره، وكان قد دعا لنفسه بالمدينة ومكة، وحجّ بالنّاس سنة مائتين، وبايعوه بالخلافة، فحجّ المعتصم فظفر به، فحمله إلى أخيه المأمون بخراسان، فمات بجرجان سنة ثلاث ومائتين. وذكر الخطيب في ترجمته أنه لما ظفر به صعد المنبر فقال: أيّها الناس، إني قد كنت حدّثتكم بأحاديث زوّرتها، فشقّ الناس الكتب التي سمعوها منه، وعاش سبعين سنة. قال البخاريّ: أخوه إسحاق أوثق منه. وأخرج له الحاكم حديثا: قال الذهبي: إنه ظاهر النكارة في ذكر سليمان بن داود عليهما السلام. وأخرج البيهقيّ في «الدّلائل» ، قال: حدّثنا أبو عبد اللَّه الحافظ، حدثنا أبو جعفر البغدادي، حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن الصّنعاني. حدثنا أبو الوليد المخزومي، حدثنا أنس بن عياض، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: لما توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عزّتهم الملائكة يسمعون الحسّ ولا يرون الشّخص. فقال: السّلام عليكم ورحمة اللَّه   (1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/ 268 عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ولفظه لما توفي رسول اللَّه وجاءت التعزية سمعوا قائلا يقول إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فباللَّه فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 وبركاته، إن في اللَّه عزاء من كلّ مصيبة، وخلفا من كل فائت، فباللَّه فثقوا، وإياه فارجوا، فإنما المحروم من حرم الثّواب «1» . والسّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. وقال البيهقيّ أيضا: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي، حدثنا الحسن بن حميد بن الربيع اللخمي، حدثنا عبد اللَّه بن أبي زياد، حدثنا سيار بن أبي حاتم، حدثنا عبد الواحد بن سليمان الحارثي، حدثنا الحسن بن علي، عن محمد بن علي- هو ابن الحسين بن عليّ، قال: لما كان قبل وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هبط إليه جبرائيل. فذكر قصّة الوفاة مطوّلة، وفيه: فأتاهم آت يسمعون حسّه ولا يرون شخصه، فقال: السّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته ... فذكر مثله في التعزية. وأخرج سيف بن عمر التّميميّ في كتاب الردّة له عن سعيد بن عبد اللَّه عن ابن عمر قال: لما توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جاء أبو بكر حتى دخل عليه، فلما رآه مسجى قال: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ [البقرة: 156] ، ثم صلّى عليه، فرفع أهل البيت عجيجا سمعه أهل المصلّى، فلما سكن ما بهم سمعوا تسليم رجل على الباب صيّت جليد، يقول: السّلام عليكم يا أهل البيت، كلّ نفس ذائقة الموت، وإنّما توفون أجوركم يوم القيامة، ألا وإنّ في اللَّه خلفا من كلّ أحد، ونجاة من كل مخافة، واللَّه فارجوا، وبه فثقوا، فإنّ المصاب من حرم الثواب. فاستمعوا له وقطعوا البكاء، ثم اطلعوا فلم يروا أحدا، فعادوا لبكائهم فناداهم مناد آخر: يا أهل البيت، اذكروا اللَّه واحمدوه على كل حال تكونوا من المخلصين، إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل هلكة، فباللَّه فثقوا، وإياه فأطيعوا. فإن المصاب من حرم الثواب. فقال أبو بكر: هذا الخضر وإلياس قد حضرا وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وسنده فيه مقال. وشيخه لا يعرف. وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا عباد بن عبد الصّمد، عن أنس بن مالك، قال: لما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم اجتمع أصحابه حوله يبكون، فدخل عليهم رجل أشعر   (1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 7/ 269 عن جابر بن عبد اللَّه وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال البيهقي هذان الإسنادان وإن كانا ضعيفين فأحدهما يتأكد بالآخر ويدلك على أن له أصلا من حديث جعفر واللَّه أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 طويل المنكبين في إزار ورداء، يتخطّى أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى أخذ بعضادتي باب البيت، فبكى ثم أقبل على أصحابه، فقال: إن في اللَّه عزاء من كل مصيبة، وعوضا من كل ما فات، وخلفا من كل هالك، فإلى اللَّه فأنيبوا، وبنظره إليكم في البلاء فانظروا، فإنما المصاب من لم يجز الثّواب، ثم ذهب الرجل. فقال أبو بكر: عليّ بالرجل، فنظروا يمينا وشمالا فلم يروا أحدا فقال أبو بكر: لعل هذا الخضر، أخو نبينا جاء يعزّينا عليه صلّى اللَّه عليه وسلّم «1» . وعباد ضعّفه البخاريّ والعقيليّ. وقد أخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» ، عن موسى بن أبي هارون، عن كامل، وقال: تفرد به عباد عن أنس. وقال الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» : حدّثني حمزة بن عتبة اللهبي، حدثنا محمد بن عمران عن جعفر بن محمد- هو الصادق، قال: كنت مع أبي محمد بن علي بمكة في ليالي العشر قبل التّروية بيوم أو يومين وأبي قائم يصلّي في الحجر وأنا جالس وراءه، فجاءه رجل أبيض الرأس واللحية، جليل العظام، بعيد ما بين المنكبين، عريض الصدر عليه ثوبان غليظان في هيئة المحرم، فجلس إلى جنبه، فعلم أبي أنه يريد أن يخفف، فخفّف الصلاة، فسلم ثم أقبل عليه، فقال له الرجل: يا أبا جعفر، أخبرني عن بدء خلق هذا البيت كيف كان؟ فقال له أبو جعفر: فمن أنت يرحمك اللَّه؟ قال: رجل من أهل الشام. فقال: بدء خلق هذا البيت أنّ اللَّه تبارك وتعالى قال للملائكة: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها ... [البقرة: 30] الآية وغضب عليهم، فعاذوا بالعرش، فطافوا حوله سبعة أطواف يسترضون ربّهم فرضي عنهم وقال لهم: ابنوا لي في الأرض بيتا يتعوّذ به من سخطت عليه من بني آدم، ويطاف حوله كما طفتم بعرشي فأرضى عنهم. فبنوا له هذا البيت. فقال له الرجل: يا أبا جعفر، فما يدخل هذا الركن؟ فذكر القصّة. قال جعفر: فقام الرجل. فذهب، فأمرني أبي أن أردّه عليه، فخرجت في أثره وأنا أرى أنّ الزّحام يحول بيني وبينه حتى دخل نحو الصّفا فتبصرته على الصّفا فلم أره، ثم   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 6 عن أنس قال لما قبض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قعد أصحابه حزان يبكون حوله ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه عباد بن عبد الصمد أبو معمر ضعفه البخاري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 ذهبت إلى المروة فلم أره عليها، فجئت إلى أبي فأخبرته فقال لي أبي: لم تكن لتجده، ذلك الخضر. وقال ابن شاهين في كتاب الجنائز له: حدّثنا ابن أبي داود، حدّثنا أحمد بن عمرو بن السراج، حدثنا ابن وهب عمّن حدثه، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن المنكدر، قال: بينما عمر بن الخطاب يصلي على جنازة إذا هاتف يهتف من خلفه: ألا لا تسبقنا بالصلاة يرحمك اللَّه. فانتظره حتى لحق بالصفّ فكبر، فقال: إن تعذّبه فقد عصاك، وإن تغفر له فإنه فقير إلى رحمتك. فنظر عمر وأصحابه إلى الرجل، فلما دفن الميت سوّى الرجل عليه من تراب القبر، ثم قال: طوبى لك يا صاحب القبر إن لم تكن عريفا أو خائنا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيّا. فقال عمر: خذوا لي هذا الرجل نسأله عن صلاته وعن كلامه، فتولى الرجل عنهم، فإذا أثر قدمه ذراع، فقال عمر: هذا هو واللَّه الخضر الّذي حدثنا عنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن الجوزيّ: فيه مجهول وانقطاع بين ابن المنكدر وعمر. وقال ابن أبي الدّنيا: حدّثنا أبي، حدثنا علي بن شقيق، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا عمر بن محمد بن المنكدر، قال: بينما رجل يمشي يبيع شيئا ويحلف قام عليه شيخ فقال: يا هذا، بع ولا تحلف، فعاد يحلف فقال: بع ولا تحلف، فقال: أقبل على ما يعنيك، قال: هذا ما يعنيني، ثم قال: آثر الصدق على ما يضرك على الكذب فيما ينفعك، وتكلّم فإذا انقطع علمك فاسكت، واتّهم الكاذب فيما يحدثك به غيرك فقال: أكتبني هذا الكلام. فقال: إن يقدر شيء يكن، ثم لم يره، فكانوا يرون أنه الخضر. قال ابن الجوزيّ: فكأن هذا أصل الحديث. وقد رواه أبو عمرو بن السّماك في فوائده، عن يحيى بن أبي طالب، عن علي بن عاصم، عن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه، قال: كان ابن عمر قاعدا ورجل قد أقام سلعته يريد بيعها، فجعل يكرر الأيمان، إذ مرّ به رجل، فقال: اتّق اللَّه ولا تحلف به كاذبا، عليك بالصّدق فيما يضرّك، وإياك والكذب فيما ينفعك، ولا تزيدنّ في حديث غيرك. فقال ابن عمر لرجل: اتبعه فقل له: أكتبني هذه الكلمات، فتبعه، فقال: ما يقضى من شيء يكن، ثم فقده. فرجع فأخبر ابن عمر، فقال ابن عمر: ذاك الخضر. قال ابن الجوزي: علي بن عاصم ضعيف سيّئ الحفظ، ولعله أراد أن يقول عمر بن محمد بن المنكدر فقال ابن عمر، قال: وقد رواه أحمد بن محمد بن مصعب أحد الوضّاعين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 عن جماعة مجاهيل، عن عطاء، عن ابن عطاء، عن ابن عمر. قلت: وجدت له طريقا جيدة غير هذه عن ابن عمر، قال البيهقيّ في دلائل النبوّة: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، حدّثنا أحمد بن سليمان الفقيه، حدّثنا الحسن بن مكرم، حدّثنا عبد اللَّه بن بكر- هو السّهميّ، حدّثنا الحجاج بن فرافصة أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد اللَّه بن عمر، فكان أحدهما يكثر الحلف، فبينما هو كذلك إذ سمعهما رجل، فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف: يا عبد اللَّه، اتّق اللَّه ولا تكثر الحلف، فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت، ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف. قال: امض لما يعنيك. قال إن هذا مما يعنيني- قالها ثلاث مرات، وردّ عليه قوله فلما أراد أن ينصرف عنهما قال: اعلم أن من الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك، ولا يكن في قولك فضل على فعلك، ثم انصرف. فقال عبد اللَّه بن عمر: الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات. فقال: يا عبد اللَّه، أكتبني هذه الكلمات يرحمك اللَّه، فقال الرجل: ما يقدّر اللَّه يكن، وأعادهنّ عليه حتى حفظهن، ثم مشى حتى وضع إحدى رجليه في المسجد، فما أدري أرض تحته أم سماء. قال: كأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو إلياس. وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا يعقوب بن يوسف. حدثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن محفوظ بن عبد اللَّه، عن شيخ من حضر موت، عن محمد بن يحيى، قال: قال علي بن أبي طالب: بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل معلّق بالأستار وهو يقول: يا من لا يشغله شيء عن سمع، يا من لا يغلظه السّائلون، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحّين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك. قال: قلت: دعاؤك هذا عافاك اللَّه أعده. قال: وقد سمعته؟ قلت: نعم، قال: فادع به دبر كلّ صلاة. فو الّذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفر اللَّه لك أسرع من طرفة عين. وأخرجه الدينَوَريّ في المجالسة من هذا الوجه. وقد روى أحمد بن حرب النيسابوريّ، عن محمد بن معاذ الهروي، عن سفيان الثوريّ، عن عبد اللَّه بن محرر، عن يزيد بن الأصمّ، عن علي بن أبي طالب، فذكر نحوه، لكن قال: فقلت: يا عبد اللَّه، أعد الكلام، قال: وسمعته؟ قلت: نعم. قال: والّذي نفس الخضر بيده- وكان الخضر يقولهنّ عند دبر الصّلاة المكتوبة- لا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 يقولها أحد دبر الصّلاة المكتوبة إلا غفرت ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج، وعدد القطر، وورق الشّجر. ورواه محمد بن معاذ الهروي، عن أبي عبيد اللَّه المخزومي، عن عبد اللَّه بن الوليد، عن محمد بن حميد عن سفيان الثوري نحوه. وروى سيف في «الفتوح» أن جماعة كانوا مع سعد بن أبي وقاص فرأوا أبا محجن وهو يقاتل، فذكر قصّة أبي محجن بطولها، وأنهم قالوا- وهم لا يعرفونه: ما هو إلا الخضر. وهذا يقتضي أنهم كانوا جازمين بوجود الخضر في ذلك الوقت. وقال أبو عبد اللَّه بن بطّة العكبريّ الحنبلي: حدثنا شعيب بن أحمد، حدثنا أحمد بن أبي العوّام، حدثنا أبي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد الواسطي، حدّثنا أبين بن سفيان، عن غالب بن عبد اللَّه العقيلي، عن الحسن البصري، قال: اختلف رجل من أهل السنّة وغيلان القدري في شيء من القدر، فتراضيا بينهما على أول رجل يطلع عليهما من ناحية ذكراها، فطلع عليهما أعرابيّ قد طوى عباءته فجعلها على كتفه، فقالا له: رضيناك حكما فيما بيننا، فطوى كساءه ثم جلس عليه ثم قال: اجلسا، فجلسا بين يديه، فحكم على غيلان، قال الحسن: ذاك الخضر. في إسناده أبين بن سفيان متروك الحديث. وقال حمّاد بن عمر النّصيبي أحد المتروكين: حدّثنا السّري بن خالد، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، أنّ مولى لهم ركب في البحر فكسر به، فبينما هو يسير على ساحله إذ نظر إلى رجل على شاطئ البحر ونظر إلى مائدة نزلت من السّماء، فوضعت بين يديه، فأكل منها، ثم رفعت، فقال له: بالذي وفقك لما أرى، أيّ عباد اللَّه أنت؟ قال: الخضر الّذي تسمع به، قال: بماذا جاءك هذا الطّعام والشّراب؟ فقال: بأسماء اللَّه العظام. وأخرج أحمد في كتاب الزّهد له، عن حماد بن أسامة، حدّثنا مسعر، عن معن بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن عون بن عبد اللَّه بن عتبة، قال: بينما رجل في بستان بمصر في فتنة ابن الزبير مهموما مكبّا ينكث في الأرض بشيء إذ رفع رأسه فإذا بفتى صاحب مسحاة قد سنح له قائما بين يديه، فرفع رأسه، فكأنه ازدراه، فقال له: ما لي أراك مهموما؟ قال: لا شيء، قال: أما الدنيا فإنّ الدّنيا عرض حاضر يأكل منه البرّ والفاجر، وإنّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 الآخرة أجل صادق يحكم فيه ملك قادر، حتى ذكر أنّ لها مفصلا كمفاصل اللحم، من أخطأ شيئا منها أخطأ الحق. قال: فلما سمع ذلك منه أعجبه. فقال: اهتمامي بما فيه المسلمون، قال: فإن اللَّه سينجيك بشفقتك على المسلمين، وسأل من ذا الّذي سأل اللَّه فلم يعطه، أو دعاه فلم يجبه، أو توكّل عليه فلم يكفه، أو وثق به فلم ينجه قال: فطفقت أقول: اللَّهمّ سلّمني وسلّم منّي. قال: فتجلّت ولم يصب فيها بشيء. قال مسعر: يرون أنه الخضر. وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» في ترجمة عون بن عبد اللَّه، من طريق أبي أسامة، وهو حماد بن أسامة، وقال بعده ورواه ابن عيينة عن أبي مسعر. وقال إبراهيم بن محمّد بن سفيان الراويّ عن مسلم عقب روايته عن مسلم لحديث أبي سعيد فيه قصته الّذي يقتله الدجّال. يقال إن هذا الرجل الخضر. وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي سعيد، في قصة الدجال الحديث بطوله، وفيه قصة الّذي يقتله، وفي آخره: قال معمر: بلغني أنه يجعل على حلقه صفيحة من نحاس، وبلغني أنه الخضر، وهذا عزاه النوويّ لمسند معمر، فأوهم أنّ له فيه سندا، وإنما هو قول معمر. وقال أبو نعيم في «الحلية» : فيما أنبأنا إبراهيم بن داود شفاها: أخبرنا إبراهيم بن علي بن سنان، أخبرنا أبو الفرج الحراني، عن أبي المكارم التيميّ، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم في الحلية، حدثنا عبد اللَّه بن محمد- هو أبو الشّيخ، حدثنا محمد بن يحيى- هو ابن مندة، حدثنا أحمد بن منصور المروزي، حدثنا أحمد بن حميد، قال: قال سفيان بن عيينة: بينما أنا أطوف بالبيت إذا أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيبة، فقلنا بعضنا لبعض: ما أشبه هذا الرجل أن يكون من أهل العلم. فاتبعناه حتى قضى طوافه فسار إلى المقام فصلّى ركعتين، فلما سلّم أقبل على القبلة فدعا بدعوات، ثم التفت إلينا فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا: وماذا قال ربّنا؟ قال: ربكم: أنا الملك أدعوكم إلى أن تكونوا ملوكا. ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات، ثم التفت إلينا، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا له: وماذا قال ربنا؟ حدثنا يرحمك اللَّه، قال: قال ربكم: أنا الحيّ الّذي لا يموت، أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون. ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات، ثم التفت إلينا فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم: قلنا: ماذا قال ربنا؟ حدّثنا يرحمك اللَّه قال: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 قال ربكم: أنا الّذي إذا أردت شيئا كان، أدعوكم إلى أن تكونوا بحال إذا أردتم شيئا كان لكم. قال ابن عيينة: ثم ذهب فلم نره، قال: فلقيت سفيان الثوريّ، فأخبرته بذلك: فقال: ما أشبه أن يكون هذا الخضر أو بعض هؤلاء الأبدال، تابعه محرز بن أبي جدعة عن سفيان، ورواها زياد بن أبي الأصبغ، عن سفيان أيضا، وروى محمد بن الحسن بن الأزهر، عن العباس بن يزيد عن سفيان نحوها. وروى أبو سعيد؟ في «شرف المصطفى» ، من طريق أحمد بن أبي برزة، حدّثنا محمد بن الفرات، عن ميسرة بن سعيد، عن أبيه: بينما الحسن في مجلس والناس حوله إذا أقبل رجل مخضرة عيناه، فقال له الحسن: أهكذا ولدتك أمك أم هي بلية؟ قال: أو ما تعرفني يا أبا سعيد؟ قال: من أنت؟ فانتسب له فلم يبق في المجلس أحد إلا عرفه. فقال: يا هذا، ما قصّتك؟ قال: يا أبا سعيد، عمدت إلى جميع مالي فألقيته في مركب فخرجت أريد الصّين، فعصفت علينا ريح فغرقت، فخرجت إلى بعض السّواحل على لوح فأقمت أتردّد نحوا من أربعة أشهر آكل ما أصيب من الشّجر والعشب، وأشرب من ماء العيون، ثم قلت لأمضينّ على وجهي إما أن أهلك وإما أن ألحق الجواء، فسرت فرفع لي قصر كأنه بناء فضة، فدفعت مصراعه، فإذا داخله أروقة في كل طاق منها صندوق من لؤلؤ وعليها أقفال مفاتيحها رأي العين، ففتحت بعضها فخرجت من جوفه رائحة طيبة، وإذا فيه رجال مدرجون في ألوان الحرير، فحرّكت بعضهم، فإذا هو ميت في صفة حيّ، فأطبقت الصّندوق وخرجت، وأغلقت باب القصر ومضيت فإذا أنا بفارسين لم أر مثلهما جمالا على فرسين أغرّين محجّلين، فسألاني عن قصتي فأخبرتهما، فقالا: تقدّم أمامك، فإنك تصل إلى شجرة تحتها روضة، هنالك شيخ حسن الهيئة على دكّان يصلّي فأخبره خبرك، فإنه سيرشدك إلى الطريق. فمضيت فإذا أنا بالشّيخ، فسلّمت فردّ علي وسألني عن قصتي، فأخبرته بخبري كله، ففزع لما أخبرته بخبر القصر، ثم قال: ما صنعت؟ قلت: أطبقت الصناديق، وأغلقت الأبواب: فسكن، وقال: اجلس. فمرّت به سحابة، فقالت: السّلام عليك يا وليّ اللَّه. فقال: أين تريدين؟ قالت: أريد بلد كذا وكذا. فلم تزل تمرّ به سحابة بعد سحابة حتى أقبلت سحابة فقال: أين تريدين؟ قالت: البصرة. قال: انزلي، فنزلت فصارت بين يديه. فقال: احملي هذا حتى تردّيه إلى منزله سالما. فلما صرت على متن السّحابة قلت: أسألك بالذي أكرمك إلّا أخبرتني عن القصر وعن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 الفارسين وعنك قال: أما القصر فقد أكرم اللَّه به شهداء البحر، ووكل بهم ملائكة يلقطونهم من البحر فيصيرونهم في تلك الصّناديق مدرجين في أكفان الحرير. والفارسان ملكان يغدوان ويروحان عليهم بالسّلام من اللَّه، وأما أنا فالخضر، وقد سألت ربّي أن يحشرني مع أمّة نبيكم. قال الرّجل: فلما صرت على السّحابة أصابني من الفزع هول حتى صرت إلى ما ترى، فقال الحسن: لقد عاينت عظيما. وروى الطّبراني في كتاب الدعاء له قال: حدّثنا يحيى بن محمد الحنائي، حدثنا المعلى بن حرمي، عن محمد بن المهاجر البصريّ، حدّثني أبو عبد اللَّه بن التوأم الرقاشيّ أنّ سليمان بن عبد الملك أخاف رجلا وطلبه ليقتله، فهرب الرجل، فجعلت رسله تختلف إلى منزل ذلك الرجل يطلبونه فلم يظفروا به، فجعل الرجل لا يأتي بلدة إلا قيل له: قد كنت تطلب ها هنا، فلما طال عليه الأمر عزم أن يأتي بلدة لا حكم لسليمان عليها. فذكر قصّة طويلة فيها: فبينا هو في صحراء ليس فيها شجر ولا ماء إذ هو برجل يصلّي، قال: فخفته، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: واللَّه ما معي راحلة ولا دابة، قال: فقصدت نحوه فركع وسجد، ثم التفت إليّ فقال: لعل هذا الطّاغي أخافك؟ قلت: أجل. قال: فما يمنعك من السّبع؟ قلت: يرحمك اللَّه، وما السّبع؟ قال: قل سبحان [الواحد] الّذي ليس غيره إله، سبحان القديم الّذي لا بادئ له، سبحان الدائم الّذي لا نفاد له، سبحان الّذي كلّ يوم هو في شأن، سبحان الّذي يحيي ويميت، سبحان الّذي خلق ما نرى وما لا نرى، سبحان الّذي علم كل شيء بغير تعليم، ثم قال: قلها فقلتها وحفظتها والتفتّ فلم أر الرجل. قال: وألقى اللَّه في قلبي الأمن، ورجعت راجعا من طريقي أريد أهلي، فقلت: لآتين باب سليمان بن عبد الملك، فأتيت بابه فإذا هو يوم إذنه وهو يأذن للنّاس، فدخلت وإنه لعلى فراشه، فما عدا أن رآني فاستوى على فراشه، ثم أومأ إليّ، فما زال يدنيني حتى قعدت معه على الفراش، ثم قال: سحرتني. وساحر أيضا ما بلغني عنك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، ما أنا بساحر، ولا أعرف السّحر ولا سحرتك. قال: فكيف؟ فما ظننت أن يتمّ ملكي إلا بقتلك. فلما رأيتك لم أستقرّ حتى دعوتك. فأقعدتك معي على فراشي، ثم قال: أصدقني أمرك، فأخبرته. قال: يقول سليمان: الخضر واللَّه الّذي لا إله إلا هو علّمكها، اكتبوا له أمانا، وأحسنوا جائزته، واحملوه إلى أهله. وأخرج أبو نعيم في «الحلية» في ترجمة رجاء بن حيوة، من تاريخ السراج، ثم من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 رواية محمد بن ذكوان، عن رجاء بن حيوة. قال: إني لواقف مع سليمان بن عبد الملك، وكانت لي منه منزلة إذ جاء رجل ذكر رجاء من حسن هيئته، قال: فسلّم فقال: يا رجاء، إنك قد ابتليت بهذا الرجل وفي قربه الزيغ، يا رجاء، عليك بالمعروف وعون الضعيف واعلم يا رجاء أنه من كانت له منزلة من السلطان فرفع حاجة إنسان ضعيف وهو لا يستطيع رفعها لقي اللَّه يوم القيامة وقد ثبت قدميه للحساب. واعلم أنه من كان في حاجة أخيه المسلم كان اللَّه في حاجته. واعلم يا رجاء أنّ من أحب الأعمال إلى اللَّه فرجا أدخلته على مسلم، ثم فقده، وكان يرى أنه الخضر عليه السّلام. وذكر الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» ، قال: أخبرني السري بن الحارث الأنصاريّ، من ولد الحارث بن الصمة، عن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ويصوم الدّهر، قال: بتّ ليلة في المسجد، فلما خرج الناس إذا رجل قد جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فسلم، ثم أسند ظهره إلى الجدار. ثم قال: اللَّهمّ إنك تعلم أني كنت أمسى صائما، ثم أمسيت فلم أفطر على شيء، وظللت اليوم صائما، ثم أمسيت فلم أفطر على شيء، اللَّهمّ وإني أمسيت أشتهي الثريد، فأطعمنيها، من عندك. قال: فنظرت إلى وصيف داخل من خوخة المنارة ليس في خلقه صفة النّاس، معه قصعة فأهوى بها إلى الرجل، فوضعها بين يديه، وجلس الرجل يأكل وحصبني، فقال: هلمّ. فجئت وظننت أنها من الجنة فأحببت أن آكل منها، فأكلت منها لقمة فإذا طعام لا يشبه طعام أهل الدّنيا، ثم احتشمت فقمت فرجعت إلى مكاني. فلما فرغ من أكله أخذ الوصيف القصعة ثم أهوى راجعا من حيث جاء، ثم قام الرجل منصرفا فاتبعته لأعرفه، فمثل، فلا أدري أين سلك، فظننته الخضر. وقال أبو الحسين بن المنادي في الجزء المذكور: حدّثني أحمد بن ملاعب، حدثنا يحيى بن سعيد السعيدي، أخبرني أبو جعفر الكوفي، حدثني أبو عمر النّصيبي، قال: خرجت أطلب مسلمة بن مصقلة بالشام، وكان يقال إنه من الأبدال، فلقيته بوادي الأردنّ، فقال لي: ألا أخبرك بشيء رأيته اليوم في هذا الوادي؟ قال: قلت: بلى، قال: دخلت اليوم هذا الوادي فإذا أنا بشيخ يصلّي إلى شجرة، فألقي في روعي أنه إلياس النبيّ، فدنوت منه فسلّمت عليه، فركع، فلما جلس سلّم عن يمينه وعن شماله، ثم أقبل عليّ فقال: وعليك السلام، فقلت من أنت يرحمك اللَّه؟ قال أنا إلياس النبيّ. قال: فأخذتني رعدة شديدة حتى خررت على قفاي، قال: فدنا مني فوضع يده بين يدي فوجدت بردها بين كتفي، فقلت: يا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 نبي اللَّه، ادع اللَّه أن يذهب عني ما أجد حتى أفهم كلامك عنك فدعا لي بثمانية أسماء: خمسة منها بالعربية، وثلاثة بالسريانية، فقال: يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا فرد، يا وتر. ودعا بالثلاثة الأسماء الأخر فلم أعرفها، ثم أخذ بيدي فأجلسني، فذهب عني ما كنت أجد. فقلت: يا نبيّ اللَّه، ألم تر إلى هذا الرجل ما يصنع؟ يعني مروان بن محمد، وهو يومئذ يحاصر أهل حمص، فقال لي: ما لك وما له؟ جبّار، عات على اللَّه فقلت: يا نبيّ اللَّه، أما إني قد مررت به قال: فأعرض عني. فقلت: يا نبي اللَّه، أما إني وإن كنت قد مررت بهم فإنّي لم أهو أحدا من الفريقين، وأنا أستغفر اللَّه وأتوب إليه. قال: فأقبل عليّ بوجهه. ثم قال لي: قد أحسنت، هكذا فقل ثم لا تعد. قلت: يا نبيّ اللَّه، هل في الأرض اليوم من الأبدال أحد؟ قال: نعم، هم ستون رجلا، منهم خمسون فيما بين العريش إلى الفرات، ومنهم ثلاثة بالمصيّصة، وواحد بأنطاكيّة، وسائر العشرة في سائر أمصار العرب. قلت: يا نبي اللَّه، هل تلتقي أنت والخضر؟ قال: نعم، نلتقي في كل موسم بمنى. قلت: فما يكون من حديثكما؟ قال: يأخذ من شعري وآخذ من شعره، قلت: يا نبي اللَّه، إنّي رجل خلو ليست لي زوجة ولا ولد، فإن رأيت أن تأذن لي فأصحبك وأكون معك. قال: إنك لن تستطيع ذلك، وإنك لا تقدر على ذلك. قال: فبينما هو يحدّثني إذ رأيت مائدة قد خرجت من أصل الشجرة فوضعت بين يديه، ولم أر من وضعها، عليها ثلاثة أرغفة، فمدّ يده ليأكل، وقال لي: كل وسمّ، وكل مما يليك، فمددت يدي فأكلت أنا وهو رغيفا ونصفا، ثم إنّ المائدة رفعت ولم أر أحدا رفعها، وأتى إناء فيه شراب فوضع في يده لم أر أحدا وضعه فشرب، ثم ناولني فقال: اشرب فشربت أحلى من العسل وأشد بياضا من اللّبن، ثم وضعت الإناء فرفع فلم أر أحدا رفعه. ثم نظر إلى أسفل الوادي فإذا دابّة قد أقبلت فوق الحمار ودون البغل، عليه رحالة، فلما انتهى إليه نزل. فقام ليركب ودرت به لآخذ بغرز الرّحالة، فركب ثم سار. ومشيت إلى جنبه وأنا أقول: يا نبيّ اللَّه، إن رأيت أن تأذن لي فأصحبك وأكون معك؟ قال: ألم أقل لك: لن تستطيع ذلك؟ فقلت له: فكيف لي بلقائك؟ قال: إني إذا رأيتك رأيتني. قلت: (على) ذلك؟ قال: نعم، لعلك تلقاني في رمضان معتكفا ببيت المقدس، واستقبلته شجرة فأخذ من ناحية ودرت من الجانب الآخر أستقبله فلم أر شيئا. قال ابن الجوزيّ: مسلمة والراوي عنه وأبو جعفر الكوفي لا يعرفون،. وروى داود بن مهران، عن شيخ عن حبيب أبي محمد أنه رأى رجلا فقال له: من أنت؟ قال: أنا الخضر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 وعن محمد بن عمران، عن جعفر الصادق أنه كان مع أبيه، فجاءه رجل فسأله عن مسائل. قال: فأمرني أن أردّ الرّجل فلم أجده، فقال: ذاك الخضر. وعن أبي جعفر المنصور أنه سمع رجلا يقول في الطّواف: أشكو إليك ظهور البغي والفساد، فدعاه فوعظه وبالغ، ثم خرج، فقال: اطلبوه. فلم يجدوه، فقال: ذاك الخضر. وأخرج ابن عساكر، من طريق عمر بن فروخ عن عبد الرحمن بن حبيب، عن سعد بن سعيد بن أبي ظبية، عن كرز بن وبرة، قال: أتاني أخ لي من الشام: فأهدى إليّ هديّة، فقلت: من أهداها إليك؟ قال: إبراهيم التيمي. قلت: ومن أهداها إلى إبراهيم التيمي؟ قال: كنت جالسا في فناء الكعبة فأتاني رجل، فقال: أنا الخضر، وأهداها إليّ، وذكر لي تسبيحات ودعوات. وذكر أبو الحسين بن المنادي، من طريق مسلمة بن عبد الملك، عن عمر بن عبد العزيز أنه لقي الخضر (ح) . وفي المجالسة لأبي بكر الدينَوَريّ، من طريق إبراهيم بن خالد، عن عمر بن عبد العزيز، قال رأيت الخضر وهو يمشي مشيا سريعا وهو يقول: صبرا يا نفس صبرا لأيام تنفد، لتلك أيام الأبد، صبرا لأيام قصار، لتلك الأيام الطوال. وقال يعقوب بن سفيان في «تاريخه» : حدّثنا محمد بن عبد العزيز الرمليّ: حدثنا ضمرة- هو ابن ربيعة، عن السريّ بن يحيى، عن رياح بن عبيدة قال: رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده، فقلت في نفسي: إنّ هذا الرجل [جاف، فلما صلّى قلت: يا أبا حفص، من الرجل الّذي كان معك معتمدا على يدك آنفا؟ قال: وقد رأيته يا رياح؟ قلت: نعم، قال: إني لأراك رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر، بشّرني أني سألي فأعدل. قلت: هذا أصلح إسناد وقفت عليه في هذا الباب، وقد أخرجه أبو عروبة الحراني في تاريخه، عن أيّوب بن محمد الورّاق، عن ضمرة أيضا. وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» عن ابن المقري، عن أبي عروبة في ترجمة عمر بن عبد العزيز. قال أبو عبد الرّحمن السّلميّ في تصنيفه: سمعت محمد بن عبد اللَّه الرّازي يقول: سمعت بلالا الخواص يقول: كنت في تيه بني إسرائيل، فإذا رجل يماشيني فتعجّبت ثم ألهمت أنّه الخضر، فقلت: بحق الحق، من أنت؟ قال: أنا أخوك الخضر. فقلت: ما تقول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 في الشافعيّ،؟ قال: من الأبدال. قلت: فأحمد بن حنبل؟ قال: صديق، قلت: فبشر بن الحارث؟ قال: لم يخلف بعده مثله. قلت: بأيّ وسيلة رأيتك؟ قال: ببرّك لأمك. وقال أبو نعيم في «الحلية» : حدثنا ظفر بن محمد، حدّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم الحريري، قال: قال أبو جعفر محمد بن صالح بن دريج قال بلال الخواص: رأيت الخضر في النوم، فقلت له: ما تقول في بشر؟ قال: لم يخلف بعده مثله، قلت: ما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: صديق. وقال أبو الحسن بن جهضم: حدّثنا محمد بن داود، حدثنا محمد بن الصّلت، عن بشر الحافي قال: كانت لي حجرة، وكنت أغلقها إذا خرجت ومعي المفتاح، فجئت ذات يوم وفتحت الباب ودخلت فإذا شخص قائم يصلي فراعني، فقال: يا بشر. لا ترع، أنا أخوك أبو العباس الخضر. قال بشر: فقلت له: علمني شيئا، فقال: قل أستغفر اللَّه من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأسأله التوبة وأستغفر اللَّه من كل عقد عقدته على نفسي ففسخته ولم أف به. وذكر عبد المغيث من حديث ابن عمر أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «ما يمنعكم أن تكفّروا ذنوبكم بكلمات أخي الخضر» «1» ، فذكر نحو الكلمات المذكورة في حكاية بشر. وروى أبو نعيم، عن أبي الحسن بن مقسم، عن أبي محمد الحريري: سمعت أبا إسحاق المرستاني يقول: رأيت الخضر فعلّمني عشر كلمات وأحصاها بيده: اللَّهمّ إني أسألك الإقبال عليك، والإصغاء إليك، والفهم عنك، والبصيرة في أمرك، والنفاذ في طاعتك، والمواظبة على إرادتك، والمبادرة إلى خدمتك، وحسن الأدب في معاملتك، والتسليم والتفويض إليك. وقال أبو الحسن بن جهضم: حدّثنا الخلدي، حدثنا ابن مسروق، حدثنا أبو عمران الخياط، قال: قال لي الخضر: ما كنت أظن أن للَّه وليّا إلا وقد عرفته. فكنت بصنعاء اليمن في المسجد والناس حول عبد الرزاق يسمعون منه الحديث، وشابّ جالس ناحية المسجد. فقال لي: ما شأن هؤلاء؟ قلت: يسمعون من عبد الرزّاق. قال: عمّن؟ قلت: عن فلان عن فلان عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: فقال: هلا سمعوا عن اللَّه عز وجل؟ قلت: فأنت تسمع عن اللَّه عز وجل؟ قال: نعم. قلت: من أنت؟ قال: الخضر، قال: فعلمت أن للَّه أولياء ما عرفتهم.   (1) أخرجه السيوطي في الجامع الكبير 2/ 501. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 ابن جهضم معروف بالكذب. وعن الحسن بن غالب قال: حججت فسبقت الناس وانقطع بي فلقيت شابّا فأخذ بيدي فألحقني بهم، فلما قدمت قال لي أهلي: إننا سمعنا أنك هلكت فرحنا إلى أبي الحسن القزويني، فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع اللَّه له، فقال: ما هلك، وقد رأى الخضر، قال: فلما قدمت جئت إليه فقال لي: ما فعل صاحبك؟ قال الحسن بن غالب، وكنت في مسجدي فدخل عليّ رجل فقال: غدا تأتيك هديّة فلا تقبلها، وبعدها بأيام تأتيك هدية فأقبلها، قال: فبلغني أن أبا الحسن القزويني قال عنّي: قد رأى الخضر مرتين. قال ابن الجوزيّ: الحسن بن غالب كذبوه. وأخرج ابن عساكر في ترجمة أبي زرعة الرازيّ بسند صحيح إلى أبي زرعة أنه لما كان شابّا لقي رجلا مخضوبا بالحناء، فقال له: لا تغش أبواب الأمراء، قال: ثم لقيته بعد أن كبرت وهو على حالته، فقال لي: ألم أنهك عن غشيان أبواب الأمراء، قال: ثم التفت فلم أره، فكأنّ الأرض انشقت فدخل فيها فخيّل لي أنه الخضر، فرجعت فلم أزر أميرا ولا غشيت بابه ولا سألته حاجة. وذكر ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» عبد اللَّه بن «1» عمر روى كلاما في الزهد عن رجل تراءى له ثم غاب عنه، فلم يدر كيف ذهب، فكان يرى أنه الخضر. روى نعيم بن ميسرة عن رجل من يحصب «2» عنه، وروينا في الجزء الأول من فوائد الحافظ أبي عبد اللَّه محمد بن مسلم بن وارة الرازيّ، حدثني الليث بن خالد أبو عمرو، وكان ثقة، حدثنا المسيب أبو يحيى، وكان من أصحاب مقاتل بن حيان، عن مقاتل بن حيان، قال: وفدت على عمر بن عبد العزيز فإذا أنا برجل أو شيخ يحدّثه أو قال متكئ عليه، قال: ثم لم أره. فقلت: يا أمير المؤمنين، رأيت رجلا يحدثك، قال: ورأيته؟ قلت: نعم، قال: ذاك أخي الخضر يأتيني فيوفقني ويسدّدني. وروينا في أخبار إبراهيم بن أدهم: قال إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم: صحبته بالشّام فقلت: يا أبا إسحاق، أخبرني عن بدء أمرك. قال: كنت شابّا قد حبّب إليّ الصيد، فخرجت يوما فأثرت أرنبا أو ثعلبا، فبينا أنا أطرده إذ هتف بي هاتف لا أراه: يا   (1) في ت: عبد اللَّه بن بحر. (2) يحصب: مضارع حصب: مخلاف فيه قصر ريدان، يزعمون أن لم يبن قطّ مثله وبينه وبين ذمار ثمانية فراسخ ويقال له: علو يحصب وسفل يحصب: مخلاف آخر. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1475. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 إبراهيم، ألهذا خلقت؟ أبهذا أمرت؟ ففزعت ووقفت ثم تعوّذت وركضت الدابة، ففعل ذلك مرارا، ثم هتف بي هاتف من قربوس السّرج، واللَّه ما لهذا خلقت ولا بهذا أمرت. قال: فنزلت فصادفت راعيا لأبي يرعى الغنم، فأخذت جبة الصوف فلبستها، ودفعت إليه الفرس وما كان معي، وتوجهت إلى مكة، فبينا أنا في البادية إذا أنا برجل يسير ليس معه إناء ولا زاد، فلما أمسى وصلّى المغرب حرّك شفتيه بكلام لم أفهمه، فإذا أنا بإناء فيه طعام وإناء فيه شراب، فأكلت معه وشربت، وكنت على هذا أياما، وعلمني اسم اللَّه الأعظم، ثم غاب عنّي، وبقيت وحدي، فبينا أنا ذات يوم مستوحش من الوحدة دعوت اللَّه فإذا شخص آخذ بحجزتي، فقال لي: سل تعطه فراعني قوله فقال لي: «لا روع عليك، أنا أخوك الخضر» . وذكر عبد المغيث بن زهير الحربيّ الحنبليّ في جزء جمعه في أخبار الخضر عن أحمد بن حنبل، قال: كنت ببيت المقدس، فرأيت الخضر وإلياس. وعن أحمد قال: كنت نائما فجاءني الخضر فقال: قل لأحمد: إن ساكني السماء والملائكة راضون عنك. وعن أحمد بن حنبل أنه خرج إلى مكة فصحب رجلا. قال: فوقع في نفسي أنه الخضر. قال ابن الجوزيّ في نقض ما جمعه عبد المغيث: لا يثبت هذا عن أحمد. قال: وذكر فيه عن معروف الكرخي أنه قال: حدّثني الخضر قال: ومن أين يصح هذا عن معروف؟ وقال أبو حيّان في تفسيره: أولع كثير ممّن ينتمي إلى الصلاح أن بعضهم يرى الخضر. وكان الإمام أبو الفتح القشيري يذكر عن شيخ له أنه رأى الخضر وحدثه فقيل له: من أعلمه أنه الخضر، أم كيف عرف ذلك؟ فسكت، قال: ويزعم بعضهم أن الخضرية يتولاها بعض الصّالحين على قدم الخضر. ومنه قول بعضهم لكل زمان خضر. قلت: وهذا فيه تسليم أن الخضر المشهور مات. قال أبو حيّان: وكان بعض شيوخنا في الحديث وهو عبد الواحد العباسي الحنبليّ يعتقد أصحابه فيه أنه يجتمع بالخضر. قلت: وذكر لي الحافظ أبو الفضل العراقي بن الحسين شيخنا أنّ الشيخ عبد اللَّه بن أسعد اليافعيّ كان يعتقد أنّ الخضر حيّ، قال: فذكرت له ما نقل عن البخاريّ والحربي وغيرهما من إنكار ذلك، فغضب، وقال: من قال إنه مات غضبت عليه. قال: فقلنا رجعنا عن اعتقاد موته. انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 وأدركنا بعض من كان يدّعي أنه يجتمع بالخضر، منهم القاضي علم الدين البساطي الّذي ولي قضاء المالكية في زمن الظاهر برقوق. واللَّه تعالى أعلم، وبغيبه أحكم. الخاء بعدها الطاء 2276- الخطل العرجى الكناني: يأتي ذكره في ترجمة ولده سلمة بن الخطل إن شاء اللَّه تعالى. الخاء بعدها الفاء 227- خفاف «1» : بضم أوله وتخفيف الفاء، ابن إيماء- بكسر الهمزة وسكون التحتانية [والمد] «2» - ابن رخصة- بفتح الراء المهملة ثم معجمة، الغفاريّ. مشهور، وله ولأبيه صحبة، وقد تقدم له ذكر في ترجمة والده. كان إمام بني غفار وخطيبهم، وشهد الحديبيّة كما ثبت ذلك في صحيح البخاريّ من رواية أسلم مولى عمر عن حمراء بنت خفاف أنها قالت ذلك لعمر، فلم ينكر عليها، وكان ينزل غيقة بفتح المعجمة والقاف بينهما تحتانية ساكنة- ويقدم المدينة كثيرا. وروى عنه ابنه الحارث. قال البغويّ: بلغني أنه مات في زمن عمر. قلت: وفي قصة ابنته إشارة إلى أنه مات في خلافة عمر أو قبل ذلك. 2278- خفاف بن عمير بن الحارث «3» بن الشّريد بن رياح بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وهو المعروف بابن ندبة، بنون. وهي أمه. قال ابن الكلبيّ: شهد الفتح، وكان معه لواء بني سليم وكان شاعرا مشهورا. وقال الأصمعيّ: شهد حنينا وثبت على إسلامه في الردة، وبقي إلى زمن عمر. وقال أبو عبيدة: أغار الحارث بن الشّريد- يعني جدّ خفاف هذا- على بني الحارث بن كعب، فسبى ندبة فوهبها لابنه عمير، فولدت له خفافا فنسب إليها.   (1) أسد الغابة ت (1462) ، الاستيعاب ت (671) ، الثقات 3/ 109، تجريد أسماء الصحابة 1/ 110، الكاشف 1/ 280 تقريب التهذيب 1/ 224، الجرح والتعديل 3/ 1815، تهذيب الكمال 1/ 373، الرياض المستطابة 67، تهذيب التهذيب 3/ 147، خلاصة التذهيب 1/ 299، عنوان النجابة 77، التحفة اللطيفة 2/ 19، الطبقات 33، التاريخ الكبير 3/ 214، التاريخ الصغير 1/ 55 بقي بن مخلد 283. (2) سقط في ط. (3) الثقات 3/ 109 الأعلام 2/ 309. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 قال المرزبانيّ: هي ندبة بنت أبان بن شيطان بن قنان بن سلمة، واسم جده الأعلى الشريد عمرو، وهو مخضرم، أدرك الجاهلية، ثم أسلم، وثبت في الردة، ومدح أبا بكر وبقي إلى أيام عمر وهو أحد فرسان قيس وشعرائها المذكورين. قال الأصمعيّ: هو دريد أشعر الفرسان، وكنيته أبو خراشة- بضم المعجمة وشين معجمة- وله يقول العباس بن مرداس من أبيات: البسيط أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر ... فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع وأنشد له المبرد في «الكامل» شعرا يمدح به أبا بكر الصديق، وكأنه الّذي أشار إليه المرزبانيّ، وهو قائل البيت المشهور: أقول له والرّمح يأطر متنه ... تأمّل خفافا إنّني أنا ذلكا [الطويل] وقبله: فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدا على عيني تيمّمت مالكا «1» [الطويل] قال المرزبانيّ: «قوله يأطر» أي يثنى. والمتن: الظّهر، أي متنه لما طعنه. وقوله: أنا ذلكا: أي الّذي سمعت به. 2279- خفاف بن نضلة: بن عمرو «2» بن بهدلة الثقفي- له وفادة. وروى عنه ذابل بن الطفيل بن عمرو الدّوسيّ، وسيأتي حديثه في ترجمة ذابل، أورده ابن مندة مختصرا. وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : وفد خفاف بن نضلة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأنشده من أبيات: إنّي أتاني في المنام مخبّر ... من جنّ وجرة في الأمور موات يدعو إليك لياليا ولياليا ... ثمّ احزألّ وقال لست بآت فركبت ناجية أضرّ بمتنها ... جمر تخبّ به على الأكمات   (1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (672) وأسد الغابة ترجمة رقم (1463) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 161، أسد الغابة ت (1464) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 حتّى وردت إلى المدينة جاهدا ... كيما أراك فتفرج الكربات «1» [الكامل] ويروى أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم استحسنها، وقال: «إنّ من البيان لسحرا، وإنّ من الشّعر كالحكم» «2» . وقال المرزبانيّ: هذا لفظ هذا الحديث. قلت: وأخرجه أبو سعيد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» والبيهقيّ في «الدّلائل» ، وسيأتي التنبيه عليه في حرف الذّال المعجمة. 2280- خفشيش الكنديّ «3» : تقدم في الجيم. الخاء بعدها اللام 2281- خلّاد بن رافع: بن مالك الخزرجيّ «4» أخو رفاعة، يكنى أبا يحيى. ذكرهما ابن إسحاق وغيره في البدريّين. وروى البزّار والباوردي وابن السّكن والطّبرانيّ، من طريق عبد العزيز بن عمران عن رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه رفاعة بن رافع، قال: خرجت أنا وأخي خلّاد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى بدر على بعير أعجف حتى إذا كنا خلف الرّوحاء برك بنا بعيرنا، فذكر الحديث. وفيه دعاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لهما وتفله على البعير وغيره. وقد ذكر ابن الكلبيّ أن خلّادا قتل ببدر، ولم يذكره في شهداء البدريّين غيره، قال أبو عمر: يقولون: إن له رواية. قلت: وقيل إنه المسيء صلاته، فقد روى أبو موسى من طريق سفيان بن وكيع، عن   (1) تنظر الأبيات في وقعة صفين 292. (2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 720 كتاب الأدب باب ما جاء في المتشدق في الكلام وباب ما جاء في الشعر حديث رقم 5007، 5009، 5011 وابن حبان في صحيح حديث رقم 2009، ومالك في الموطأ ص 986 وأحمد في المسند 1/ 269، والبخاري في الأدب المفرد ص 872. (3) أسد الغابة ت (1465) ، الاستيعاب ت (695) . (4) أسد الغابة ت (1468) ، الثقات 3/ 111، تجريد أسماء الصحابة 1/ 161، الاستبصار 174 الطبقات الكبرى 3/ 597، الطبقات 100، أصحاب بدر 210، الطبقات الكبرى 3/ 596، 622، 8/ 389، 597، الجرح والتعديل 3/ 1659، دائرة الأعلمي 17/ 212، الاستيعاب ت (673) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 أبيه وكيع، عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن يحيى بن عبد اللَّه بن خلاد، عن أبيه، عن جدّه أنه دخل المسجد فصلّى، ثم إنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «اذهب فصلّ فإنّك لم تصلّ.» «1» ورواه سعيد بن منصور، وعبد اللَّه بن محمّد الزّهريّ، عن ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن عليّ بن يحيى بن عبد اللَّه بن خلاد، عن أبيه، عن جده به. قلت: ذكر عبد اللَّه في نسب عليّ بن يحيى زيادة لا حاجة إليها، وقول ابن عيينة: عن جده وهم، فقد رواه إسحاق بن أبي طلحة ومحمد بن إسحاق وغيرهما عن عليّ بن يحيى، عن أبيه عن عمه- هو رفاعة، والحديث حديثه وهو مشهور به. وكذا رواه إسماعيل بن جعفر، عن يحيى بن عليّ بن يحيى المذكور، عن أبيه، عن جدّه، عن رفاعة، فهذه الطرق هي وغيرها في السّنن. وقد رواه أحمد، وابن أبي شيبة، من طريق محمد بن عمرو، عن عليّ بن يحيى، فقال رفاعة: «إنّ خلّادا دخل المسجد-» الحديث. وكذا أخرجه الطّحاويّ من طريق شريك بن أبي نمر، عليّ بن يحيى، وهو الصّواب. فخرج من هذا أن خلادا هو المسيء صلاته، وأنّ رفاعة أخاه هو الّذي روى الحديث، فإن كان خلاد استشهد ببدر فالقصّة كانت قبل بدر، فنقلها رفاعة «2» . واللَّه أعلم. 2282- خلاد بن السّائب «3» بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي. قال ابن السّكن: له صحبة. وقال غيره: له ولأبيه، كذا وقع في رواية مسلم بن أبي مريم، عن عطاء بن يسار، عن خلاد بن السّائب، وكانت له ولأبيه صحبة، فذكر حديثا أخرجه أبو نعيم.   (1) أخرجه من رواية أبي هريرة البخاري 2/ 237 (757) ومسلم 1/ 298 (45- 397) ومن حديث رفاعة ابن رافع أخرجه الشافعيّ في الأم 1/ 102 وأحمد في المسند 4/ 340 والدارميّ 1/ 305 وأبو داود 1/ 537 (859) والنسائي 2/ 193 وابن حبان كذا في الموارد و (484) والحاكم 1/ 241. (2) في أابن رفاعة. (3) طبقات ابن سعد 5/ 270، طبقات خليفة 254، التاريخ الكبير 3/ 186، تاريخ الثقات للعجلي 144، المعرفة والتاريخ 1/ 388، الجرح والتعديل 3/ 363، الثقات لابن حبان 4/ 208، تهذيب الكمال 8/ 354، تهذيب التهذيب 3/ 172، تقريب التهذيب 1/ 229، تاريخ الإسلام 3/ 347، أسد الغابة ت (1470) ، الاستيعاب ت (675) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 وروى الحسن بن سفيان، والطّبرانيّ، من طريق أسامة بن زيد، عن محمد بن كعب، أخبرني خلاد بن السائب، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما من شيء يصيب من زرع أحدكم ولا ثمره من طير ولا سبع إلّا كان له فيه أجر.» إسناده «1» حسن. وروى ابن السّكن من طريق ابن وهب، عن داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن يحيى المازني، عن خلاد بن السّائب أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج إلى الحرّة، فمرّ به رجل فقال: «أين يذهب هذا العاجز وحده؟» ثم مر به اثنان فقال: «أين يذهب هذان العاجزان؟» ثم مرّ به ثلاثة، فدعا لهم واستصحب. وله حديث آخر في السّنن، لكن عن أبيه. 2283- خلاد بن سويد بن ثعلبة الأنصاري «2» الخزرجي، جدّ الّذي قبله. قال ابن الكلبيّ: شهد بدرا، وولي ابنه السائب بن خلاد اليمن لمعاوية، ولم يذكر خلّاد بن السائب. وقال أبو أحمد العسكريّ: خلّاد بن سويد، ويقال خلاد بن السّائب بن ثعلبة، جعلهما واحدا واختلف في اسم أبيه، وقال في ترجمته: إنه شهد العقبة وبدرا، واستشهد يوم قريظة. قلت: وقد ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما في البدريين، وأنه استشهد بقريظة، طرحت عليه امرأة منهم رحى فشدخته، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «فإنّ له أجر شهيدين.» روى أبو نعيم في ترجمة حديث إبراهيم بن خلّاد بن سويد، عن أبيه، قال: جاء جبرائيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا محمّد، كن عجّاجا ثجّاجا، ولبيان علّة هذا الحديث مكان غير هذا. 2284- خلّاد بن عمرو بن الجموح «3» الأنصاري السلمي- يأتي نسبه في ترجمة أبيه.   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 236 وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 71 عن السائب بن سويد ... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد اللَّه بن موسى التيمي وهو ثقة لكنه كثير الخطأ وبقية رجاله ثقات. (2) الثقات 3/ 112، تجريد أسماء الصحابة 1/ 161، الاستبصار 120 عنوان النجابة 78، التحفة اللطيفة 2/ 27، الثقات 144، تنقيح المقال 33- 37، الطبقات الكبرى 8/ 373، الطبقات 93، أصحاب بدر 176، الجرح والتعديل 3/ 658، الأعلمي 17/ 212، أسد الغابة ت (1471) ، الاستيعاب ت (674) . (3) تنقيح المقال 3739، الجرح والتعديل 3/ 1657، الأعلمي 17/ 213، أسد الغابة ت (1473) ، الاستيعاب ت (676) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 ذكره ابن إسحاق وغيره في البدريين، قال أبو عمر: لا يختلفون في ذلك، واستشهد بأحد. وذكر الواقديّ أن أمه هند بنت عمرو عمّة جابر بن عبد اللَّه، وأنها حملت ابنها وزوجها وأخاها بعد قتلهم على بعير، ثم أمرت بهم فردّوا إلى أحد فدفنوا هناك. 2285- خلّاد بن النّعمان الأنصاريّ: ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن عدة التي لا تحيض فنزلت: وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ ... [الطلاق 4] الآية استدركه ابن فتحون، ورأيته في تفسير مقاتل، لكن لم أر فيه تسمية أبيه. 2286- خلاد، غير منسوب: قال الحارث في «مسندة» : حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدثنا الوليد بن عبد اللَّه بن جميع، عن عبد الرحمن بن خلّاد، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أذن لأم ورقة أن تؤمّ أهل دارها «1» ، كذا قال عبد العزيز، وهو ضعيف. والحديث موقوف من رواية عبد الرّحمن بن خلاد عن أم ورقة، كذلك أخرجه أبو داود وغيره، فإن كان محفوظا يحتمل أن يكون بالوجهين. 2287- خلاد «2» : غير منسوب. روى أبو يعلى، من طريق عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن قيس بن شمّاس، عن أبيه، عن جدّه، قال: استشهد شابّ من الأنصار يوم قريظة يقال له خلاد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أمّا إنّ له أجر شهيدين» قالوا: لم يا رسول اللَّه؟ قال: «لأنّ أهل الكتاب قتلوه.» قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: زعم ابن الأثير أن خلّادا هذا هو خلّاد بن سويد المتقدم، ذكره وعاب على من أفرده بترجمة فلم يصب، لأن الحديث ناطق بأنّ هذا شاب وخلاد بن سويد له ولد يقال له السّائب صحابيّ معروف، وابن ابنه «3» خلاد بن السائب صحابيّ أيضا كما تقدم، ولا يلزم   (1) أخرجه أبو داود 1/ 217 في الصلاة باب إمامة النساء حديث (591، 592) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 161. (3) في أوابن أخيه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 من كون خلاد بن السائب قتل يوم قريظة بيد المرأة، وقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ له أجرين» ألّا يقتل آخر فيها فيقال ذلك. 2288- خلاد الزّرقيّ «1» : أورده أبو موسى في «الذيل» ، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن جعفر بن عبد اللَّه بن دينار، عن خلاد الزّرقيّ، عن أبيه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من أخاف أهل المدينة أخافه اللَّه.» الحديث. قلت: وعبد اللَّه بن جعفر هو المديني ضعيف. والحديث معروف بالسائب بن خلاد، أو خلاد بن السّائب. فاللَّه أعلم. 2289- خلدة الأنصاريّ الزّرقيّ» : روى ابن عبد البر من طريق عمر بن عبد اللَّه بن خلدة الزرقيّ، عن أبيه، عن جدّه خلدة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «يا خلدة، ادع لي إنسانا يحلب ناقتي هذه. فجاءه برجل فقال: «ما اسمك؟» قال: حرب. قال: «اذهب» . فجاءه آخر فقال: «ما اسمك؟ قال: يعيش. قال: «احلب» . الحديث. وله شاهد في «الموطأ» عن يحيى بن سعيد مرسل أو معضل. 2290- خليد بن المنذر بن ساوى العبديّ «3» . ذكر الطّبريّ أن العلاء بن الحضرميّ أمّره على جماعة ووجّهه في البحر إلى فارس سنة سبع عشرة، وكان أبوه قد مات إثر موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة، فدلّ على أن لخليد وفادة واللَّه أعلم. 2291- خليد: قيل هو اسم أبي ريحانة. حكاه ابن قانع. والمشهور شمعون كما «4» سيأتي في الشين المعجمة. 2292- خليد أو خليدة، بالتصغير، ابن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ «5» .   (1) أسد الغابة ت (1469) . (2) أسد الغابة ت (1474) ، الاستيعاب ت (692) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 162، الاستبصار 180 (3) في أالعدوي. (4) سقط من أ. (5) أسد الغابة ت (1478) ، الاستيعاب ت (689) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وأحدا، وسماه ابن إسحاق والواقديّ خليد بن قيس، ولم يقولا: خليدة. 2293 - خلف «1» بن مالك الغفاريّ «2» المعروف بآبي اللحم. تقدم في الألف. 2294- خليفة بن أمية الجذامي «3» . ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، وأسند من طريق داود بن عمران بن عائذ بن مالك ابن خليفة بن أمية، عن أبيه عمران، عن أبيه عائذ، عن أبيه مالك، عن أبيه خليفة. قال: خرجت أنا وجبارة من مكة في فداء سبي سبي لنا حتى أتينا المدينة فأسلمنا وأخبر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بما جئنا له: فقال: «أرسل معكما جيشا» قلنا: «يا رسول اللَّه، نصدق ونفي أو نغدر؟ قال: «بل اصدقا» ، فذهبنا إليهم بالفداء، واستقنا ما أخذ لنا إلى المدينة فضربتني اللقوة، فأتينا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فمسح وجهي بيمينه فبرأت وزوّدنا تمرا، فأتينا إلى قومنا فأراد قومنا قتلنا لأنّا أسلمنا، ففررنا منهم، فأويت إلى أختي أم سلمى امرأة رفاعة بن زيد. فأقمت حتى جاء زيد بن حارثة بالجيش وخرج رفاعة بن زيد مع قومه فأقمت عند أختي بكراع حتى جاءوا بالسّبي فخرجت معهم يعني إلى المدينة. 2295- خليفة، ويقال عليفة «4» : بالمهملة بدل الخاء المعجمة، ابن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة البياضي. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وذكره ضرار بن صرد بإسناده إلى عبد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع عليّ من الصّحابة. أخرجه الطبرانيّ. الخاء بعدها الميم 2296- خمخام: بن الحارث بن خالد الذهلي «5» - واسمه مالك. روى أبو موسى من طريق منصور بن عبد اللَّه الخالديّ، حدثنا أبي، حدّثنا جدّي خالد بن حماد، حدثنا أبي حماد بن عمرو، حدّثنا أبي، حدثنا جدي مجالد بن خمخام- واسم خمخام مالك بن الحارث بن خالد. قال: هاجر أبي خمخام إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد بني بكر بن وائل مع أربعة من سدوس، وهم بشير بن الخصاصيّة،   (1) هذه الترجمة سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (1475) . (3) هذه الترجمة سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (1481) ، الاستيعاب ت (688) . (5) أسد الغابة ت (1482) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 وفرات بن حيان، وعبد اللَّه بن أسود. ويزيد بن ظبيان ... فذكر الحديث. وأخرجه ابن مندة عن محمد بن أحمد السلميّ، عن عبد الرحمن بن محمد بن حبيب، عن محمد بن عمر الذهلي، قال: ذكر ابن عمي أحمد بن خالد بن حماد بن عمرو بن مجالد بن الخمخام، وكان الخمخام وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فيمن وفد، فذكره منقطعا. ومنصور الخالديّ مشهور بالضعف، وكان من حفّاظ الحديث المكثرين. 2297- خميصة بن أبان الحدّاني «1» : بضم المهملة وتشديد الدال. ذكره وثيمة في «الردة» ، وأنه قدم من المدينة إلى عمان بوفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فنعاه وقال لهم: تركت الناس بالمدينة يغلون غليان القدر، وذكر قصة طويلة وفيها: فقال عمرو بن العاص في ذلك: صدع القلوب مقالة الحداني ... ونعى النبيّ خميصة بن أبان ذكره ابن فتحون في «الذّيل» وابن الأثير ولم ينسبه لوثيمة. 2298 ز- خميصة بن الحكم السلمي: أحد الإخوة. ذكره الواقديّ في «الرّدة» ، وأنه كان ممن ارتدّ بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقتل قبيصة السلمي. قال الواقديّ: فحدّثني عبد اللَّه بن الحارث بن فضيل عن أبيه عن سفيان بن أبي العوجاء، قال: قدم معاوية بن الحكم السلمي بأخيه خميصة على أبي بكر، فقال له أبو بكر لأقتلنك بقبيصة، فقال له معاوية إنه قتله وهو مرتدّ وقد تاب الآن وراجع الإسلام، فقال له أبو بكر: فأخرج ديته، فنعم الرجل كان قبيصة وسيأتي له ذكر في ترجمة قبيصة إن شاء اللَّه تعالى. الخاء بعدها النون 2299- خنيس: بالتّصغير «2» ، ابن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، أخو عبد اللَّه. كان من السابقين، وهاجر إلى الحبشة، ثم رجع فهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا،   (1) أسد الغابة ت (1483) . (2) الحلية 1/ 360، الطبقات الكبرى 3/ 450، الأعلمي 17/ 316، الجرح والتعديل 3/ 1811، بقي بن مخلد 798، أسد الغابة ت (1485) ، الاستيعاب ت (677) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها، وكان زوج حفصة بنت عمر، فتزوّجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعده. ثبت ذكره في الصّحيح من طريق سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه عن جدّه، قال: تأيّمت حفصة من خنيس بن حذافة ... فذكر الحديث، وفيه: وكان قد شهد بدرا وتوفّي بالمدينة. قال الحميديّ: وقع في رواية معمر حبيش، بمهملة وموحدة وشين معجمة، مصغرا- وهو تصحيف. 2300- حنيس «1» : بن خالد الأشعريّ الخزاعيّ، أبو صخر- كذا يقول إبراهيم بن سعد، وسلمة بن الفضل عن أبي إسحاق. وقال غيرهما: بالمهملة والموحّدة ثم المعجمة وهو الصّواب، وقد مضى. 2301- حنيس بن أبي السّائب «2» : بن عبادة بن مالك بن أصلع بن عيينة الأنصاريّ الأوسي، من بني جحجبي شهد بيعة الرضوان وما بعدها، ثم فتوح العراق. ذكره يحيى بن مندة مستدركا على جده، واستدركه أبو موسى. 2302- خنيس الغفاريّ «3» : ويقال أبو خنيس. يأتي في الكنى. الخاء بعدها الواو 2303- خوّات بن جبير «4» بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ، أبو عبد اللَّه وأبو صالح. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما في البدريين، وقالوا: إنه أصابه في ساقه حجر فردّ من الصفراء، وضرب له بسهمه وأجره. ذكر الواقديّ وغيره، وقالوا شهد أحدا والمشاهد بعدها، فروى البغويّ والطبرانيّ، من   (1) أسد الغابة ت (1486) ، الاستيعاب ت (678) . (2) تنقيح المقال 3781، الأعلمي 17/ 316، أسد الغابة ت (1487) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 163، التاريخ الكبير 3/ 226، أسد الغابة ت (1488) . (4) طبقات ابن سعد 3/ 477، طبقات خليفة 86، التاريخ الكبير 3/ 216، 217، الاستبصار 323، 324، المعارف 159، 327، الجرح والتعديل 3/ 392، معجم الطبراني الكبير 4/ 24، تهذيب الكمال 385، العبر 1/ 46، تهذيب التهذيب 3/ 171، خلاصة تذهيب الكمال 108، شذرات الذهب 1/ 48، أسد الغابة ت (1489) ، الاستيعاب ت (684) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 طريق جرير بن حازم، عن زيد بن أسلم أنّ خوّات بن جبير قال: نزلت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بمرّ الظّهران، قال: فخرجت من خبائي فإذا نسوة يتحدّثن، فأعجبنني فرجعت فأخذت حلّتي فلبستها وجلست إليهن، وخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من قبّته، فلما رأيته هبته، فقلت: يا رسول اللَّه، جمل لي شرد، فأنا أبتغي له قيدا ... الحديث بطوله في قوله: ما فعل شراد جملك. وروى الطّبرانيّ، وابن شاهين، من طريق عبد اللَّه بن إسحاق بن الفضل بن العباس، حدّثنا أبي، حدّثنا صالح بن خوّات بن صالح بن خوّات بن جبير، عن أبيه، عن جدّه، عن خوّات- مرفوعا: «ما أسكر كثيره فقليله حرام.» وروى ابن مندة من طريق أبي أويس عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوّات بن جبير، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «صلاة الخوف في غزوة ذات الرّقاع..» الحديث. وهو عند مالك عن يزيد بن رومان، عن صالح عمن شهد، ولم يسمّه، ولم يقل عن أبيه. وقد رواه العمري عن القاسم بن محمد، عن صالح، عن أبيه، وخاله «1» عبد الرحمن ابن القاسم، عن القاسم بن محمد، فقال: عن أبيه، عن صالح بن خوّات، عن سهل بن أبي حثمة، قال: كان أبو أويس حفظه، فلعل صالحا سمعه من اثنين. وروى السّراج في «تاريخه» ، من طريق ضمرة بن سعيد، عن قيس بن أبي حذيفة، عن خوّات بن جبير، قال: خرجنا حجاجا مع عمر، فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، فقال القوم. غنّنا من شعر ضرار. فقال عمر: دعوا أبا عبد اللَّه فليغنّ من بنيات فؤاده، فما زلت أغنّيهم حتى كان السّحر، فقال عمر: ارفع لسانك يا خوّات فقد أسحرنا. وروى الباورديّ من طريق ثابت بن عبيد، عن خوّات بن جبير- وكان من الصّحابة، قال: نوم أول النّهار خرق، وأوسطه حلق، وآخره حمق. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: خوّات بن جبير هو صاحب ذات النّحيين، بكسر النون وسكون المهملة، تثنية نحى، وهو ظرف السّمن، فقد ذكر ابن أبي خيثمة القصّة   (1) في ت وخالفه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 من طريق ابن سيرين قال: كانت امرأة تبيع سمنا في الجاهليّة، فدخل رجل فوجدها، خالية فراودها فأبت، فخرج فتنكّر ورجع، فقال: هل عندك من سمن طيّب؟ قالت: نعم، فحلّت زقّا فذاقه، فقال: أريد أطيب منه، فأمسكته وحلّت آخر، فقال: أمسكيه فقد انفلت بعيري قالت: اصبر حتى أوثق الأول قال: لا وإلّا تركته من يدي يهراق، فإنّي أخاف ألا أجد بعيري، فأمسكته بيدها الأخرى، فانقضّ عليها، فلما قضى حاجته قالت له: لا هناك. قال الواقديّ: عاش خوّات إلى سنة أربعين، فمات فيها وهو ابن أربع وسبعين سنة بالمدينة، وكان ربعة من الرجال. [وقال المرزبانيّ: مات سنة اثنتين وأربعين.] «1» 2304- خوط بن عبد العزى «2» : تقدم في المهملة. 2305- خولي بن أبي خولي «3» : بن عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف الجعفي، ويقال العجليّ، ويقال اسم أبي خولي عمر، حليف بني عدي بن كعب، نسبه ابن الكلبيّ، وقال: حالف الخطاب والد عمر. وقال موسى بن عقبة وابن إسحاق: شهد بدرا. قال الهيثم بن عديّ: هاجر خولي وأخواه هلال وعبد اللَّه إلى الحبشة في المرة الثانية. وقال البلاذريّ: ليس ذلك بثبت، والثبت أنه هو وإخوته شهدوا بدرا. قال الطّبريّ: مات في خلافة عمر، وزعم ابن مندة أنه شهد دفن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأقرّه أبو نعيم، وهو وهم، والّذي شهد الدفن الكريم هو أوس بن خولي، قلبه بعض الرواة كما سيأتي، وسيأتي أيضا بيان وهم من زعم أن له حديثا في سكنى الشام. 2306- خولي: غير منسوب «4» . فرّق ابن أبي حاتم بينه وبين الّذي قبله، وجمعهما ابن مندة فتردد ابن عبد البر.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت [1391] . (3) ابن هشام 1/ 477، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 299، بقي بن مخلد 653، أسد الغابة ت (1493) ، الاستيعاب ت (679) . (4) أسد الغابة ت (1494) ، الاستيعاب ت (681) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 قال ابن أبي حاتم في ترجمة هذا: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الضحاك بن مخمر، وساق ابن مندة حديثه، وهو أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «يا أبا هريرة، أطب الكلام، وأطعم الطّعام ... » الحديث «1» . وأخرجه بقيّ بن مخلد في «مسندة» من طريق عبد اللَّه بن عبد الجبار الحمصي، عن أنيس بن الضحاك بن مخمر، عن أبيه به. 2307- خويلد: بن خالد بن بجير «2» ، بالجيم مصغرا، ابن عمرو بن حماس- بكسر أوله والتخفيف والإهمال- الكناني، أبو عقرب، جدّ أبي نوفل بن أبي عمرو بن أبي عقرب- وقيل: ليس بين أبي نوفل وأبي عقرب أحد. ذكره الطّبرانيّ، وابن شاهين، وابن حبّان في الصحابة [وسيأتي بقية خبره في الكنى. وقيل هو خالد بن بجير، كما تقدم.] «3» 2308- خويلد: بن خالد بن منقذ بن ربيعة الخزاعيّ، أخو أم معبد. مذكور في ترجمتها، ذكره أبو عمر. 2309- خويلد الضمريّ «4» : قال ابن مندة: روى عبد العزيز بن أبي ثابت عن عثمان بن سعيد الضّمريّ، عن أبيه، عن خويلد في قصة عير أبي سفيان في بدر. 2310- خويلد بن عمرو «5» : بن صخر بن عبد العزى، أبو شريح الخزاعي. يأتي في الكنى. وقيل اسمه غير ذلك. 2311- خويلد: بن عمرو الأنصاري السلمي «6» . ذكره محمّد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد صفّين مع عليّ من أهل بدر. وأخرجه الطبرانيّ وغيره.   (1) أخرجه أبو نعيم في الحليلة 9/ 59 عن أبي هريرة والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43443 وعزاه لأبي نعيم في الحلية. (2) أسد الغابة ت (1495) ، الاستيعاب ت (683) ، الثقات 1/ 190، تجريد أسماء الصحابة 1/ 164، الطبقات 31. (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (1497) . (5) الثقات 3/ 110، الطبقات الكبرى 4/ 295، تجريد أسماء الصحابة 1/ 164، تقريب التهذيب 1/ 29، خلاصة التذهيب 1/ 299، الجرح والتعديل 3/ 1828، تهذيب الكمال 1/ 381، التاريخ الكبير 3/ 224، التاريخ الصغير 1/ 160، الإكمال 4/ 281، أسد الغابة ت (1500) ، الاستيعاب ت (682) . (6) أسد الغابة ت (1499) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 الخاء بعدها الياء 2312- خيبري «1» : بموحدة بلفظ النسب، ابن النعمان الطائي. ذكره أبو أحمد العسكريّ، وأورد من طريق عمرو بن شمر عن جابر بن نويرة بن الحارث الطائي عن جده عن أبيه، عن الخيبري بن النعمان قال: نظر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى جبلنا وهو أجأ فقال: يا لأهل أجا «2» ، جوعا لأهل أجأ، لقد حصّن اللَّه جبلهم، فلما فارقنا الجوع بعد، وأعطيناه السلم، وأدينا إليه الزّكاة، وانصرف عنّا راضيا، ولم نمنع زكاة بعد ذلك. وذكر الزّبير في الموفقيات أن الخيبريّ بن النعمان هذا نزل على حاتم الطائي بعد أن مات، وطلب منه القرى، فرآه في المنام وأنشده أبياتا والقصّة مشهورة. 2313- خيثمة بن الحارث «3» : بن مالك بن كعب بن النّحاط- بنون ومهملتين- بن غنم الأنصاريّ. قال ابن الكلبيّ: هو والد سعد بن خيثمة، استشهد يوم أحد، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي. وسيأتي ذكره في ترجمة ولده سعد بن خيثمة إن شاء اللَّه تعالى. 2314 ز خير: مولى عامر بن الحضرميّ. يأتي ذكره في ترجمة عامر بن الحضرميّ، ويقال هو بجيم ثم موحدة كما تقدمت الإشارة إليه في حرف الجيم. القسم الثاني الخاء بعدها الألف 2315- (خالد) «4» بن عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف، لأبيه صحبة، كما سيأتي. وذكر ابن الكلبيّ أنّ عمر بن الخطاب جلد خالدا هذا في الشّراب.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 164، أسد الغابة ت (1501) . (2) أجأ: بوزن فعل بالتحريك، مهموز مقصور، والنسب إليه أجئيّ بوزن أصعيّ وهو علم مرتجل لاسم رجل سمي الجبل به، وقال الزمخشريّ أجأ وسلمى جبلان عن يسار سميراء وقد رأيتهما شاهقان ولم يقل عن يسار القاصد إلى مكة أو المنصرف عنها وقال أبو عبيدة السكونيّ أجأ أحد جبلي طيِّئ وهو غربي فيد، وبينهما مسير ليلتين وفيه قرى كثيرة. انظر معجم البلدان 1/ 119. (3) الاستبصار 264، الثقات 3/ 106، عنوان النجابة 79، التحفة اللطيفة 2/ 28، الطبقات الكبرى 3/ 482، أسد الغابة ت (1502) ، الاستيعاب ت (687) . (4) في أخالد بن عمير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 قلت: ولا يتأتى أن يجلد عمر أحدا إلا أن يبلغ، ومتى كان بالغا في عهده استلزم أن يكون في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم موجودا، فأقلّ أحواله أن يكون من هذا القسم. وله أخ اسمه نافع، يأتي ذكره في النون. الخاء بعدها اللام 2316 ز- خليفة: بن بشر. «1» ذكره يحيى بن مندة فيمن استدركه على جدّه، واستأنس بحديث أورده جدّه من طريق فاطمة بنت مسلم، عن خليفة بن بشر، عن أبيه- أنه أسلم فردّ عليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ماله وولده ... الحديث ... القسم الثالث الخاء بعدها الألف 2317- خارجة بن الصّلت البرجميّ «2» : بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة، له إدراك. وذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وكان يسكن الكوفة. وقال ابن المبارك، عن زكريا، عن الشعبيّ، عن خارجة بن الصّلت، قال: انطلق عمّي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ثم رجع إلينا. فمرّ بأعرابي مجنون موثق بالحديد.. فذكر الحديث. وقد أخرجه أبو داود والنسائي، من طريق زكريا، فقال: عن خارجة عن عمه، وليس فيه: ثم رجع إلينا، واسم عمّ خارجة علاقة. 2318 ز- خارجة بن عقال الرّعيني ثم الزيادي. له إدراك. وكان ممن شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص. وتقدم في ثمامة. 2319 ز- خالد بن خويلد الهذلي: أبو ذؤيب. حكاه المرزبانيّ، والمشهور خويلد بن خالد. ويأتي. 2320 ز- خالد بن ربيعة بن مرّ بن حارثة بن ناصرة الجدلي. ويقال خالد بن معبد. والصّواب خالد أبو معبد.   (1) أسد الغابة ت (1479) . (2) التقريب 1/ 210، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 230، أسد الغابة ت (1332) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 له إدراك. قال إبراهيم بن المنذر، عمن ذكره، عن معبد بن خالد، عن أبي سريحة، قال: أبي وأبوك لأول المسلمين وقف على باب مدينة العذراء بالشام. أخرجه ابن مندة، ورواه ابن وهب عن إسحاق بن يحيى التيمي، عن معبد بن خالد، فذكره مطولا [وقال المرزبانيّ: كان حميدا بليغا اجتمعت عليه ربيعة بعد موت عليّ لما حلف معاوية أن يسبي ربيعة ويبيع ذراريهم لمسارعتهم إلى علي، فقال خالد: تمنّى ابن حرب حلقة في نسائنا ... ودون الّذي ينوي سيوف قواضب سيوف نطاق والقناة فتستقي ... سوى بعلها بعلا وتبكي القرائب فإن كنت لا تفضي على الحنث فاعترف ... بحرب شجى بين اللها والشّوارب [الطويل] وقال فيه أيضا وقد ذكر له عليا: معاوي لا تجهل علينا فإنّنا ... يد لك في اليوم العصيب معاويا ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله ... على أيّ حاليه مصيبا وخاطئا] » [الطويل] 2321 - خالد «2» بن زهير: بن محرّث الهذلي، ابن أخت أبي ذؤيب الشّاعر المشهور. قدم أبو ذؤيب على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما، فدخل المدينة حين مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل أن يدفن، وكان خالد ابن عمّ أبي ذؤيب. قال ابن الكلبيّ: وسمى جدّه محرّثا، وكان هو الّذي ربّى خالدا. فاتفق أنه عشق في الجاهلية امرأة من قومه يقال لزوجها مالك بن عويمر، فغلب مالكا عليها، وكان يرسل ابن أخته خالدا إليها من قبل أن تتحوّل إليه، وكان خالد مقيما عند خاله يخدمه وكان جميلا فعلقته المرأة، فاطلع أبو ذؤيب على شيء من ذلك فأتاها وأنشدها أبياتا منها: تريدين كيما تجمعيني وخالدا ... وهل يجمع السّيفان ويحك في غمد؟ «3» [الطويل]   (1) سقط من أ. (2) هذه الترجمة سقط من أ. (3) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب 5/ 84، 8/ 514، والدرر 4/ 68، وشرح أشعار الهذليين 1/ 219، ولسان العرب 3/ 266 (ضمد) وللهذليّ في إصلاح المنطق ص 50، وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 5. والبيت فيه شاهد نحوي في قوله: «كيما تجمعيني» حيث فصل بين كي ومعمولها ب «ما» النافية، وهذا جائز. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 وقال يذم خالدا: رعى خالدا سرّي ليالي نفسه ... توالى على قصد السّبيل أمورها «1» [الطويل] فبلغ ذلك خالدا فضمّها إليه وأجاب خاله بقوله: فلا يبعدنّ اللَّه لبّك إذ غزا ... فسافر والأحلام جمّ عثورها ألم تنتقذها من يد ابن عويمر ... وأنت صفيّ نفسه وسميرها فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها ... فأوّل راض سيرة من يسيرها [الطويل] 2322 ز - خالد بن سطيح الغساني «2» : قال ابن مندة: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وفي إسناد حديثه نظر. 2323 ز- خالد: بن عروة بن الورد العبسيّ. له إدراك، وذلك أن أباه مات قبل البعثة، ولهذا ولد يقال له يزيد بن خالد، ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وأنشد له: وكان أخي إذا ما عدّ مالي ... وكنت عياله دون العيال فإنّي لا أجازيه بوفري ... لنسل أصبحوا في قلّ مالي [الوافر] 2324- خالد: بن عمير العدويّ البصريّ «3» . ذكره ابن عبد البرّ وقال: أدرك الجاهليّة، وشهد خطبة عتبة بن غزوان بالبصرة.   (1) ينظر البيت في ديوان الهذليين: 157. (2) أسد الغابة ت (1363) . (3) تهذيب الكمال 1/ 362، تجريد أسماء الصحابة 1/ 153، تهذيب التهذيب 3/ 111، خلاصة التذهيب 1/ 282، الكاشف 1/ 273، تقريب التهذيب 1/ 217، الطبقات 193، التاريخ الكبير 3/ 162، أسد الغابة ت (1385) ، الاستيعاب ت (623) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» . ونقل أبو موسى عن عبدان أنه قال: لا أدري أله رواية أم لا؟ 2325 ز - خالد بن معبد «1» : هو ابن ربيعة. 2326 ز- خالد بن المعمّر بن سليمان بن الحارث بن شجاع بن الحارث بن سدوس السدوسي. له إدراك. قال أبو أحمد العسكري: كان رئيس بكر بن وائل في عهد عمر. وذكر الجاحظ في كتاب «البيان» أن أبا موسى في عهد عمر جعل رياسة بكر لخالد هذا بعد أن استشهد مجزأة بن ثور، فجعلها عثمان بعد ذلك لشقيق بن مجزأة، ثم صيّرها عليّ لحصين بن المنذر، وكان خالد مع علي يوم الجمل وصفّين من أمرائه، قاله يعقوب بن سفيان، وفيه يقول الشاعر يخاطب معاوية: معاوي أمّر خالد بن معمّر ... فإنّك لولا خالد لم تؤمّرا [الطويل] وروى يعقوب بن شيبة من طريق شبيل بن عزرة، أن بني الحارث وثبوا مع خالد بن المعمّر يوم صفّين على شقيق بن ثور، فانتزعوا الراية منه. وروى يعقوب بن سفيان من طريق مضارب العجليّ، قال: تفاخر رجلان من بكر بن وائل، فتحاكما إلى رجل من همدان، فقال: أيكما خالد بن المعمّر الّذي بايعته ربيعة يوم صفين على الموت؟ فذكر القصّة. وذكر ابن ماكولا أنّ معاوية أمّره على أرمينية فوصل إلى نصيبين فمات بها. 2327 ز- خالد بن هلال. ذكره الطّبريّ فيمن استشهد مع المثنى بن حارثة في الفتوح في صدر خلافة عمر، واستدركه ابن فتحون. 2328- خالد: بن الوليد السكسكي. ذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وقال: أدراك الجاهليّة، وروى المراسيل، روى عنه يحيى بن الضحاك.   (1) التاريخ الكبير 3/ 174، أسد الغابة ت (1394) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 الخاء بعدها الباء 2329 ز- خبّاب الحدليّ: هو ابن ربيعة- تقدم. 2330- خبّاب، والد عطاء: له إدراك، وقد تقدم في الأول. الخاء بعدها الثاء 2331 ز- خثيم: بمثلثة مصغرا، المكيّ القاري من القارة له إدراك، وسمع من عمر. روى عنه ابن أبي حبيبة. ذكره البخاريّ وابن حبّان في التابعين. وروى يحيى بن سعيد عن أبيه عنه. [وقال عمر بن شبة في كتاب مكة: حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا سعيد بن حسان، عن عياض بن وهب، حدثني خثيم رجل من القارة. قال: أتيت عمر بن الخطاب وهو يقطع الناس عند المروة «1» ، فقلت: أقطعني لي ولعقبي، فأعرض عني، وقال: هو حرم اللَّه سواء العاكف فيه والبادي قال خثيم: فأدركت الذين أقطعوا باع بائعهم، وورث مورتهم، ومنعت أنا، لأني قلت: لي ولعقبي] «2» . الخاء بعدها الدال والراء 2332 ز- خداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامريّ. شهد حنينا مع المشركين، وله في ذلك شعر يقول فيه: يا شدّة ما شددنا غير كاذبة ... على سخينة لولا اللّيل والحرم [البسيط] ثم أسلم خداش بعد ذلك بزمان، ووفد ولده سعساع على عبد الملك يتنازعون في العرافة، فنظر إليه عبد الملك فقال: قد وليتك العرافة فقام قومه وهم يقولون ملح بن خداش، فسمعهم عبد الملك، فقال: كلا واللَّه لا يهجونا أبوك في الجاهليّة، ونسوّدك في الإسلام. وذكر البيت المتقدم.   (1) المروة: واحدة المرو: جبل بمكة ينتهي إليه السعي من الصفا: أكمة لطيفة في سوق مكة حولها وعليها دور أهل مكة عطفت على الصغار هو أول السعي في قوله تعالى: إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فلذلك ثنّاها قوم في الشعر فقالوا المروتين. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1262. (2) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 والمراد بقوله سخينة قريش. وذكر المرزبانيّ أنه جاهليّ، وأن البيت الّذي قاله في قريش كان في حرب الفجار وهذا أصوب. الخاء بعدها الراء 2333 ز - خراش بن أبي خراش الهذلي. واسم أبيه خويلد بن مرة، وسيأتي ذكره. أدرك الجاهليّة، وغزا في عهد عمر. قال أبو عبيدة وغيره: أسر بنو فهم عروة أخا أبي خراش، فمضى إليهم أبو خراش بابنه خراش فرهنه عندهم، وأطلق أخاه ثم أحضر الفداء وأطلق ابنه وقال في ذلك شعرا. وروى أبو الفرج الأصبهانيّ، من طريق ابن أخي الأصمعيّ، عن الأصمعيّ، قال: هاجر خراش بن أبي خراش في عهد عمر وغزا فأوغل في بلاد العدوّ، فقدم أبو خراش المدينة فجلس بين يدي عمر، وشكا إليه شوقه إلى خراش وأنه انقرض أهله وقتل إخوته ولم يبق له غيره، وأنشده: ألا من مبلغ عنّي خراشا ... وقد يأتيك بالنّبإ البعيد «1» [الوافر] الأبيات. قال: فكتب عمر بأن يقفل خراش، وألّا يغزو من كان له أب شيخ إلا بعد أن يأذن له. 2334- خراش: والد عبد اللَّه. له إدراك. روى الرّويانيّ في مسندة، من طريق يعلى بن عطاء، عن عبد اللَّه بن خراش عن أبيه، قال: نزل عمر بن الخطّاب الجابية، فمرّ معاذ بن جبل، فذكر قصة، وفيها قال: فأخبرني أبي أنه سمع عمر يدعو: اللَّهمّ ثبّتنا على أمرك، واعصمنا بحبلك، وارزقنا من فضلك. 2335 ز- خرّزاد بن بزرج الفارسيّ الصنعاني، أحد من قتل الأسود [الصنعاني] «2» الّذي تنبأ باليمن في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) ينظر البيت في ديوان الهذليين 1/ 170. (2) سقط في ط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 يأتي ذكره، وذكر الّذي بعده «1» في داذويه إن شاء اللَّه تعالى. 2336 ز- خرخست «2» الفارسيّ:، يأتي ذكره مع الّذي بعده، وقد مضى التنبيه عليه في حنيش الديلميّ. [2337 ز- خريت بن راشد الشاميّ.] «3» له إدراك، وكان رئيس قومه، شهد مع علي حروبه، ثم فارقه لما وقع التحكيم، ثم أرسل إليه عليّ معقلا الرياحي، أحد بني يربوع، فأوقع بهم. ذكر ذلك الزبير بن بكار. الخاء بعدها الزاي 2338 ز- خزيمة: بن عداس المزني. ذكره المراديّ في الزّمنى من الأشراف. وروى من طريق الهيثم بن عدي عن أبيه، عن أبي إياس، قال: خرج خزيمة بن عداس المزني، وكان قد ذهب بصره، ويقال: إنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر قصّة. الخاء بعدها السين (2339) - (خسر خسرة) الفارسيّ: رسول باذان إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، تقدم ذكره في الباء الموحدة في بابويه] . «4» 2340 ز- خسيس «5» : بمعجمة مصغرا، الكنديّ. أنشد له أبو حذيفة البخاريّ في الفتوح شعرا قاله في طاعون عمواس، ذكره ابن عساكر في تاريخه يقول فيه: فصبرنا لهم كما حكم الله ... وكنّا في الموت أهل تأسّي [الخفيف] قلت: وهذا غير خسيس الكنديّ الآتي في الأخير. الخاء بعدها الطاء 2341 ز- خطيل بن أوس العبسيّ، أخو الحطيئة الشاعر.   (1) في أ: وذكر الّذي قبله. (2) في أ: خرخشيب الفارسيّ. (3) سقط من أ. (4) سقط من أ. (5) في أخشيش. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 أدرك الجاهليّة، وله شعر في زمن الردة، ذكره سيف. الخاء بعدها الفاء 2342 ز- خفاف بن مالك بن عبد يغوث بن علي بن ربيعة المازني- مازن بني «1» تيم. قال الآمديّ: شاعر فارس أدرك الجاهليّة والإسلام وهو القائل: ولا عزّنا يعدي على ظلم غيرنا ... وليس علينا للظّلامة مذهب «2» [الطويل] 2343 ز- خليفة بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسيّ. والد القعقاع «3» . مات أبوه في الجاهليّة، وكان القعقاع رجلا في زمن عبد الملك بن مروان، وأقطعه أرضا نسبت إليه، ذكر ذلك البلاذري. وكانت ولادة بنت العبّاس بن جزء المذكور عند عبد الملك فولدت له ولديه: الوليد، وسليمان. [2344 ز- خليفة بن عبد اللَّه بن الحارث بن المستلم بن قيس بن معاوية الجعفيّ. له إدراك، وتزوّج الحسن بن عليّ ابنته عائشة، ولها معه قصة لما مات عليّ فدخلت عليه تهنئة بالخلافة فطلّقها. ذكر ذلك ابن الكلبيّ. 2345 ز- خليفة المنقري: جد أبي سويّة أو أبو سويّة، وهو جد العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقريّ. قال ابن مندة: له إدراك، ولا يعرف له صحبة. قلت: سيأتي ذكره مبينا في ترجمة محمد بن عدي بن ربيعة] «4» . الخاء بعدها النون 2346 ز- خنّابة بن كعب العبسيّ. أحد المعمرين، أدرك الجاهليّة والإسلام. وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين، عن العمري، حدثني عطاء بن مصعب، عن الزبرقان. قال عطاء: دخل خنابة بن   (1) من ت: مازن نهم. (2) ينظر البيت في الآمدي: 154. (3) في أ: قعقعة. (4) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 كعب العبشمي على معاوية حين اتّسق له الأمر ببيعة يزيد، وقد أتت لخنّابة يومئذ مائة وأربعون سنة، فقال له معاوية: يا خنّابة، كيف نفسك اليوم؟ فقال يا أمير المؤمنين: عليّ لسان صارم إن هززته ... وركني ضعيف والفؤاد موقر كبرت وأفنى الدّهر حولي وقوّتي ... فلم يبق إلا منطق ليس يهدر [الطويل] قال: وهو القائل: فما أنا إن أخنستما بي وحلتما ... عن العهد بالفتى الصّغير فأخدع حويت من الغايات تسعين حجّة ... وخمسين حتّى قيل أنت المقزّع [الطويل] 2347- خنافر بن التّوأم الحميري «1» : كان كاهنا من حمير، ثم أسلم على يد معاذ بن جبل، وله خبر حسن من أعلام النبوّة في إسناده مقال، ذكره أبو عمر. قلت: وذكره الأزديّ، وقال: إسناد خبره ضعيف. انتهى. ووجدت خبره في الأخبار المنثورة لابن دريد، قال: أخبرني عمّي عن أبيه، عن ابن الكلبيّ، عن أبيه قال: كان خنافر بن التوأم كاهنا، وكان قد أوتي بسطة في الجسم وسعة في المال، وكان عاتيا، فلما وفدت وفود اليمن على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وظهر الإسلام أغار على إبل لمراد فاكتسحها، وخرج بماله وأهله فلحق بالشّحر، فحالف جودان ابن يحيى القرضمي، وكان سيدا منيعا فنزل واديا مخصبا. وكان له رئيّ في الجاهليّة ففقده في الإسلام، قال: فبينا أنا ليلة بذلك الوادي إذ هوى على هويّ العقاب فقال: خنافر. فقلت: شصار. فقال: اسمع أقل. قلت: قل أسمع قال: عه تغنم، لكلّ ذي أمد نهاية، وكل ذي ابتداء له غاية، قلت: أجل. قال: كلّ دولة إلى أجل، ثم يتاح لها حول، وقد انتسخت النّحل، ورجعت إلى حقائقها الملل، إني آنست بالشام نفرا من آل العذام، حكاما على الحكّام، يذبرون ذا رونق من الكلام، ليس بالشعر المؤلّف، ولا السجع المتكلّف، فأصغيت فزجرت، فعاودت فظلفت، فقلت: بم تهينمون؟ وإلام تعتزون؟ فقالوا: خطاب كبّار. جاء من عند الملك الجبّار، فاسمع يا شصار لأصدق الأخبار، واسلك أوضح الآثار تنج من أوار النّار.   (1) أسد الغابة ت (1484) ، الاستيعاب ت (694) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 فقلت: وما هذا الكلام؟ قالوا فرقان بين الكفر والإيمان أتى به رسول من مضر، ثم من أهل المدر، ابتعث فظهر، فجاء بقول قد بهر، وأوضح نهجا قد دثر، فيه مواعظ لمن اعتبر. قلت: ومن هذا المبعوث بالآي الكبر؟ قال: أحمد خير البشر، فإن آمنت أعطيت الشّبر. وإن خالفت أصليت سقر، فآمنت يا خنافر، وأقبلت إليك أبادر، فجانب كل نجس كافر، وشايع كل مؤمن طاهر، وإلا فهو الفراق. قال: فاحتملت بأهلي، فرددت الإبل إلى أهلها ثم أقبلت إلى معاذ بن جبل بصنعاء فبايعته على الإسلام، وعلمني سورا من القرآن، وفي ذلك أقول: ألم تر أنّ اللَّه عاد بفضله ... وأنقذ من لفح الزّخيخ خنافرا «1» دعاني شصار للّتي لو رفضتها ... لأصليت جمرا من لظى الهوب واهرا «2» [الطويل] الخاء بعدها الواو 2348- خويلد بن خالد بن محرّث، أحد بني مازن بن معاوية بن تميم بن عمرو بن سعد بن هذيل، أبو ذؤيب الهذلي. مشهور بكنيته، يأتي في الكنى. 2349- خويلد بن ربيعة العقيلي، أبو حرب. ذكره وثيمة في «الردة» ، وأنه خطب قومه بني عامر، وأمرهم بالثّبات على الإسلام، قال: وكان فارس بني عامر، ومن شعره في ذلك: أراكم أناسا مجمعين على الكفر ... وأنتم غدا نهب لخيل أبي بكر بنى [180] عامر إن تأمنوا اليوم خالدا ... يصبكم غدا منه بقارعة الدّهر [الطويل] 2350 ز- خويلد بن مرّة الهذلي، أبو خراش الشاعر الفارس المشهور. قال المرزبانيّ: أدرك الإسلام شيخا كبيرا، ووفد على عمر وقد أسلم، وله معه أخبار، وقتل أخوه عروة، قتلته ثمالة من الأزد، وأسروا ابنه خراشا، فدعا الّذي أسره رجلا   (1) من أ: جائرا. (2) ينظر البيتان في الأمالي 1/ 105. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 للمنادمة، فرأى خراشا موثقا في القيد، فألقى عليه رداءه، فأجاره، فلما أطلق قدم على أبيه، فقال له: من أجارك؟ قال: لا أدري واللَّه. وقال أبو الفرج الأصبهانيّ. كان أحد الفصحاء، أدرك الجاهليّة والإسلام، ومات في أيام عمر، ثم روى من طريق الأصمعيّ، قال: دخل أبو خراش الهذلي مكّة في الجاهليّة، وللوليد بن المغيرة فرسان يريد أن يرسلهما في الحلبة فقال: ما تجعل لي إن سبقتهما عدوا؟ قال: إن فعلت فهما لك، فسبقهما. وأنشد له لما هدم خالد بن الوليد العزّى شعرا يبكيها ويرثي سادنها دبيّة السّلمي، وأنشد له شعرا قاله في زهير بن العجوة يرثيه لما قتل يوم الفتح، وقيل في حنين، وهو القائل لما قتل ابنه عروة في الجاهلية وسلم خراش الّذي تقدم ذكره: حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشّرّ أهون من بعض ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... ولكنّه قد سلّ عن ماجد محض «1» [الطويل] وقد ذكر المبرّد في الكامل القصّة وملخّصها ما ذكر. ويقال: إنه لا يعرف من مدح من لا يعرف غير أبي خراش. وقال ابن الكلبيّ والأصمعيّ وغيرهما: مرّ على أبي خراش، وكان قد أسلم فحسن إسلامه، نفر من اليمن، وكانوا حجاجا فنزلوا عليه فقال: ما أمسى عندي ماء، ولكن هذه برمة وشاة وقربة، فردوا الماء فإنه غير بعيد، ثم اطبخوا الشاة، وذروا البرمة والقربة عند الماء حتى نأخذها، فامتنعوا وقالوا: لا نبرح فأخذ أبو خراش القربة، وسعى نحو الماء تحت الليل فاستقى، ثم أقبل فنهشته حية، فأقبل مسرعا حتى أعطاهم الماء، ولم يعلمهم ما أصابه فباتوا يأكلون، فلما أصبحوا وجدوه في الموت، فأقاموا حتى دفنوه، فبلغ عمر خبره فقال: واللَّه لولا أن يكون سنّة لأمرت ألّا يضاف يماني بعدها، ثم كتب إلى عامله أن يأخذ النفر الذين نزلوا بأبي خراش فيغرمهم ديته. وأنشد له المرزبانيّ في أخيه عروة المذكور: تقول أراه بعد عروة لاهيا ... وذلك رزء ما علمت جليل «2» فلا تحسبي أنّي تناسيت عهده ... ولكنّ صبري يا أميم جميل «3» [الطويل]   (1) ينظر البيتان في ديوان الهذليين 2/ 157. (2) ينظر البيتان له في أشعار الهذليين: 116. (3) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 الخاء بعدها الياء 2351- خيار بن أوفى أو ابن أبي أوفى النهديّ. له إدراك. روى الدينَوَريّ في المجالسة من طريق النضر، عن عمر بن الحسن، عن أبيه، قال: دخل ابن أبي أوفى النهدي على معاوية، وكان كبير السّن فقال له معاوية: لقد غيّرك الدّهر، فذكر قصة. وقال ابن أبي الدّنيا: حدّثنا العباس بن بكّار، عن عيسى بن يزيد، قال: دخل خيار بن أبي أوفى النهدي على معاوية فقال له: ما صنع بك الدهر؟ قال: ضعضع قناتي، وجرّأ عليّ عداتي، وأنشد شعرا قاله في الزجر عن شرب الخمر. 2352 ز- خيار بن مرثد التجيبي، ثم الأبذوي. له إدراك، قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان رئيسا فيهم. القسم الرابع الخاء بعدها الألف 2353- خارجة بن جبلة «1» : ذكره ابن حبّان وغير واحد في الصّحابة، وهو وهم نشأ عن تصحيف وانقلاب، فأخرجوا من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن خارجة بن جبلة في قراءة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص 1] هكذا قال بشر بن الوليد، عن شريك، وقال سعيد ابن سليمان، عن شريك بن جبلة بن خارجة وهو الصّواب، وهكذا قال أصحاب أبي إسحاق. قال الباوردي: أخاف أن يكون شريك أخطأ فيه لما حدث به بشرا أو أخطأ فيه بشر على شريك. 2354- خارجة: بن زيد الخزرجي «2» الّذي تكلّم بعد الموت.   (1) الثقات 3/ 111، تجريد أسماء الصحابة 1/ 146، أسد الغابة ت (1325) ، الاستيعاب ت (612) . (2) الثقات 3/ 111 تجريد أسماء الصحابة 1/ 147، الاستبصار 1/ 115، عنوان النجابة 76، التحفة اللطيفة 2/ 7، الطبقات الكبرى 3/ 524، التاريخ الكبير 3/ 204، سير أعلام النبلاء 4/ 437، حلية الأولياء 2/ 189، العبر 1/ 119، أصحاب بدر 173، روضات الجنات 3/ 275، التاريخ الصغير 1/ 42، تذكرة الحفاظ 1/ 91، الأعلام 2/ 293، البداية والنهاية 9/ 187، طبقات الحفاظ 35، أسد الغابة ت (1331) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 كذا سماه أبو نعيم، وانقلب عليه. والصواب زيد بن خارجة [وسيأتي في الزاي.] «1» 2355- خارجة بن المنذر «2» : ذكره أبو موسى عن عبدان. والصّواب خارجة بن عبد المنذر كما تقدم. 2356- خارجة بن النعمان «3» . ذكره أبو موسى عن علي بن سعيد العسكري، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وسقط، والصّواب أم هشام بنت حارثة بن النّعمان، والواهم فيه محمد بن حبيب شيخ العسكريّ، فروى من طريق شعبة عن حبيب بن عبد الرحمن، عن معن بن عبد اللَّه أو عبد اللَّه بن معن، عن خارجة بن النعمان. قال: لقد رأيتنا وإن تنوّرنا وتنوّر رسول اللَّه لواحد.» الحديث. وهذا مشهور من رواية شعبة عن حبيب، عن عبد اللَّه بن محمّد بن معن، عن أم هشام بنت حارثة بن النّعمان. [والحديث عند مسلم وأبي داود وغيرهم ووهم الذهبيّ فذكر هنا أن الحديث لحارثة، وليس كذلك، بل هو لابنته.] «4» 2357- خالد بن أسيد بن أبي المغلّس.» ذكره عبدان فصحّفه. والصّواب ابن أبي العيص، كما تقدم على الصّواب. 2358- خالد بن أيمن المعافريّ «6» : تابعي أرسل حديثا فذكره ابن عبد البرّ في الصحابة. ثم أنكر على ابن أبي حاتم إيراده، ولا إنكار عليه، فإنه بين أمره، فقال خالد بن أيمن: إن أهل العوالي كانوا يصلّون مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنهاهم أن يصلّوا في يوم مرتين. وروى عنه عمرو بن شعيب. وهكذا أورده البخاريّ من طريق عمرو بن شعيب، وقال في آخره: فذكرته لسعيد بن المسيب، فقال: صدق. قال أبو عمر: لا يعرف في الصّحابة ولا ذكره غيره أي ابن أبي حاتم، وإنما يعرف هذا عن عمرو بن شعيب. عن سليمان بن يسار، عن ابن عمر، كذا قال. وقد ذكره البخاريّ كما ترى.   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (1338) . (3) أسد الغابة ت (1339) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 148، الطبقات 213، ثقات 6/ 263، دائرة الأعلمي 17/ 125. (4) سقط من أ. (5) أسد الغابة ت (1344) . (6) أسد الغابة ت (1347) ، الاستيعاب ت (644) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 2359- خالد بن سعد «1» : ذكره عبدان، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وسقط، قال عبدان: حدّثنا يحيى بن حكيم، حدثنا مكي، عن هاشم بن هاشم، عن عامر، عن خالد بن سعد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من تصبّح بسبع تمرات ... » الحديث. قال وقد أخرجه أحمد في مسندة عن مكي بن إبراهيم، عن هاشم، فقال: عن عامر ابن سعد، عن أبيه: لا ذكر لخالد فيه. وهكذا أخرجه الشّيخان وأبو داود والنّسائيّ من طرق عن هاشم بن هاشم. 2360- خالد بن سنان العبسيّ «2» : ذكره أبو موسى عن عبدان، وقال: ليست له صحبة ولا أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «نبيّ ضيّعه قومه.» «3» ووفدت ابنته على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقالت، وقد سمعته يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كان أبي يقول هذا. قال ابن الأثير: لا أدري لم ذكره مع اعترافه بأن لا صحبة له؟ قلت: ولو كان كلّ من يذكره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يكون صحابيا لاستدركنا عليه خلقا كثيرا. وقد نسب ابن الكلبيّ خالدا هذا فقال خالدا بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ. [و ذكر المسعوديّ «4» في «مروج الذّهب» من طريق سعيد بن كثير بن عفير المصري، عن أبيه، عن جدّه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه خلق طائرا في الزّمن الأوّل يقال له العنقاء. فكثر نسله في بلاد الحجاز، فكانت تخطف الصّبيان، فشكوا ذلك لخالد بن سنان وهو نبيّ ظهر بعد عيسى من بني عبس، فدعا عليها أن يقطع نسلها، فبقيت صورتها في البسط.» «5»   (1) أسد الغابة ت (1364) . (2) أسد الغابة ت (1367) (3) أخرجه ابن سعد في الطبقات 1: 2: 42. (4) من هنا حتى إنه نبي أهل الرس سقط من أ. (5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث 35296. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 وبه قال ابن عباس: وكان خالد بن سنان بعث مبشرا بمحمد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما حضرته الوفاة قال: إذا أنا متّ فادفنوني في حقف من هذه الأحقاف، فذكر نحو ما تقدم. وبه إلى ابن عبّاس، قال: ووردت ابنة له عجوز على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتلقّاها بخير وأكرمها، وقال لها: «مرحبا بابنة نبيّ ضيّعه قومه» «1» ، فأسلمت وفي ذلك يقول شاعر من بني عبس فذكر شعرا. وأصحّ ما وقفت عليه في ذلك مع إرساله ما قرأت على أبي المعالي الأزهريّ، عن زينب بنت أحمد المقدسيّة، عن إبراهيم بن محمود، قال: قرأ على خديجة بنت النهرواني ونحن نسمع عن الحسين بن أحمد بن طلحة سماعا، أنبأنا أبو الحسين بن بشران في الجزء الثاني من الرابع من أمالي عبد الرزاق، عن إسماعيل الصفار سماعا، أنبأنا عبد الرزّاق، إملاء، حدّثنا سفيان، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير قال: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسيّ إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «مرحبا بابنة نبيّ ضيّعه قومه.» «2» ورجاله ثقات إلا أنه مرسل. وقال الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس: دخلت ابنة خالد بن سنان على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «مرحبا بابنة نبيّ ضيّعه قومه.» قال الفضل بن موسى الشّيبانيّ: دخلت على أبي حمزة السكري. فحدثته بهذا عن الكلبيّ، فقال: أستغفر اللَّه، أستغفر اللَّه، أخرجه الحاكم في تاريخ نيسابور. ورواه أبو محمد بن زبر، عن الخضر بن أبان، عن عمرو بن محمد، عن سفيان الثوريّ، عن سالم نحوه. وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب «الأرجاء والجماجم» ، خالد بن سنان أحد بني مخزوم بن مالك العبسيّ لم يكن في بني إسماعيل نبيّ غيره قبل محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو الّذي أطفأ نار الحرّة. وكانت حرّة ببلاد بني عبس يستضاء بنارها من مسيرة ثلاثة أيام، وربما سطعت منها عنق فاشتعلت في البلاد، فلا تمرّ على شيء إلا أهلكته، فإذا   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34429 وعزاه للمسعوديّ في مروج الذهب عن عكرمة عن ابن عباس قال وردت ابنة خالد بن سنان على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فتلقاها بخير وأكرمها وقال فذكره عبد الرزاق في أماليه عن سعيد بن جبير مرسلا ورجاله ثقات. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 296، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 99. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34429 وعزاه للمسعوديّ في مروج الذهب عن عكرمة عن ابن عباس قال وردت ابنة خالد بن سنان على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فتلقاها بخير وأكرمها وقال فذكره عبد الرزاق في أماليه عن سعيد بن جبير مرسلا ورجاله ثقات. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 296، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 99. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 كان النهار فإنما هي دخان يفور، فبعث اللَّه خالد بن سنان العبسيّ فاحتفر لها سربا ثم أدخلها فيه، والناس ينظرون، ثم اقتحم فيها حتى غيّبها، فسمع بعض القوم وهو يقول: هلك الرّجل. فقال خالد بن سنان: كذب ابن راعية المعزى وخرج يرشح جبينه عرقا وهو يقول عودي بدّا، كل شيء يؤدى، لأخرجن منها وجسدي يندى. فلما حضرته الوفاة قال لقومه: إذا أنا متّ فاحفروا قبري بعد ثلاث فإنكم ترون عيرا يطوف بقبري، وإذا رأيتم ذلك فإنّي أخبركم بما هو كائن إلى يوم القيامة. فاجتمعوا، فلما رأوا العير أرادوا نبشه فقال ابنه عبد اللَّه بن خالد بن سنان: لا تنبشوه، ولا أدعى ابن المنبوش أبدا، فافترقوا فرقتين، فتركوه. وقدمت ابنته على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فبسط لها رداءه وأجلسها عليه، وقال: «ابنة نبيّ ضيّعه قومه.» «1» وقال القاضي عياض في الشّفاء في سياق من اختلف في نبوّته: وخالد بن سنان المذكور يقال إنه نبيّ أهل الرّسّ.] وقد روى الحاكم وأبو يعلى والطّبرانيّ، من طريق معلى بن مهدي، عن أبي عوانة، عن أبي يونس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس أنّ رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه: إني أطفئ عنكم نار الحدثان، فقال له عمارة بن زياد- رجل من قومه: واللَّه ما قلت لنا يا خالد قطّ إلا حقا، فما شأنك وشأن نار الحدثان، تزعم أنك تطفئها؟ قال: انطلق، فانطلق معه عمارة في ثلاثين من قومه حتى أتوها، وهي تخرج من شقّ جبل من حرّة يقال لها حرة أشجع، فخطّ لهم خالد خطة فأجلسهم فيها، وقال: إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي، قال: فخرجت كأنها جبل سعر يتبع بعضها بعضا، واستقبلها خالد، فضربها بعصاه حتى دخل معها الشقّ، وهو يقول بدّا بدّا بدّا، كلّ هدي يؤدى، زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى، حتى دخل معها الشّق. قال: فأبطأ عليهم، فقال عمارة بن زياد: واللَّه لو كان صاحبكم حيّا لقد خرج منها فقالوا: إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال: فدعوه باسمه، فخرج إليهم وقد أخذ برأسه، فقال: ألم أنهكم أن تدعوني باسمي؟ قد واللَّه قتلتموني فإذا متّ فادفنوني، فإذا مرت بكم عانة حمر فانبشوني، فإنكم ستجدونني حيّا فأخبركم بما يكون.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 217، عن خالد بن سنان قال الهيثمي رواه البزار والطبراني إلا أنه قال جاءت بنت خالد بن سنان الى النبي فبسط لها ثوبه .... وفيه قيس بن الرفيع وقد وثقه شعبة والثوري وضعفه أحمد مع ورعه وابن معين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 فدفنوه فمرّت بهم الحمر فيها حمار أبتر، فقالوا: انبشوه، فإنه قد أمرنا أن ننبشه، فقال لهم عمارة بن زياد تحدّث مضر أنا ننبش موتانا، واللَّه لا تنبشوه أبدا، وقد كان خالد أخبرهم أن في عكن امرأته لوحين، فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما، فإنكم سترون ما تسألون عنه، وقال: لا تمسّهما حائض. فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض. فذهب ما كان فيهما من علم. قال أبو يونس: قال سماك بن حرب: سئل عنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ذاك نبيّ ضيّعه قومه» «1» ، وإن ابنته أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «مرحبا بابنة أخي» . «2» قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن أبا يونس هو حاتم بن أبي صغيرة. قلت: لكن معلى بن مهدي ضعّفه أبو حاتم الرّازي، قال الحاكم: قد سمعت أبا الأصبغ عبد الملك بن نصر وغيره يذكرون أن بينهم وبين القيروان بحرا في وسط جبل لا يصعده أحد، وأن طريقها في البحر على الجبل وإنهم رأوا في أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض، وهو محتب في صوف أبيض، ورأسه على يديه، كأنه نائم لم يتغير منه شيء، وإن جماعة أهل تلك الناجية يشهدون أنه خالد بن سنان. قلت: وشهادة أهل تلك الناحية بذلك مردودة، فأين بلاد بني عبس من جبال المغرب. وأخرجه البزّار والطّبرانيّ من طريق قيس بن الربيع، عن سالم موصولا بذكر ابن عباس، قال: ذكر خالد بن سنان عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «ذاك نبيّ ضيّعه قومه.» وزاد الطّبرانيّ: وجاءت بنت خالد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فسألها قومه ... » الحديث.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 599 عن خالد بن سنان قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 217، عن خالد بن سنان وقال الهيثمي رواه البزار والطبراني إلا أنه قال جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي فبسط لها ثوبه، وفيه قيس ابن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري ولكن ضعفه أحمد مع ورعه وابن معين وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 247 (2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 200. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 وقيس ضعيف من قبل حفظه، وسيأتي له ذكر في ترجمة سباع بن زيد العبسيّ. وذكر المسعوديّ في «مروج الذّهب» من طريق محمد بن عمر: حدثني علي بن مسلم الليثي، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقالوا: إنه قدم علينا قراؤنا وأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواش هي معاشنا، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا، فقال: «اتّقوا اللَّه، حيث كنتم، فلن يلتكم من أعمالكم شيئا، ولو كنتم بصدر جازان.» «1» وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا: لا عقب له فقال: «نبيّ ضيّعه قومه» [ثم أنشأ يحدّث أصحابه حديث خالد بن سنان. وأخرج ابن شاهين في الصّحابة، من طريق الحسين بن محمد، حدثنا عائذ بن حبيب، عن أبيه، حدّثني مشيخة من بني عبس، عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فذكروا له قصة خالد بن سنان فقال: «ذاك نبيّ ضيّعه قومه.» «2» 2361- خالد بن سويد «3» : ويقال خلّاد بن سويد، وهو الأشهر. قلت: من قال فيه خالد فقد صحّف. 2362- خالد بن صخر «4» : بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي. جد والد محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد الفقيه. ذكره عبدان، وأخرج من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر، وكان خالد بن صخر من مهاجرة الحبشة، عن أبيه، عن خالد بن عبد اللَّه، قال: ركب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قباء. فذكر حديثا. قال عبدان: لم أجد لخالد بن صخر ذكرا إلا في هذا الحديث. قلت الصّواب: وكان الحارث بن خالد من مهاجرة الحبشة، وقد ذكرنا، في موضعه، قال ابن الأثير: والصّحبة والهجرة للحارث لا لخالد، وولد للحارث ابنه إبراهيم بالحبشة، وقد تقدم ذكره أيضا. 2363- خالد: بن الطفيل بن مدرك الغفاريّ. قال ابن مندة: ذكره ابن منيع في الصّحابة. وفيه نظر.   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 226، عن أبي هريرة. (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (1368) . (4) أسد الغابة ت (1370) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 وروي من طريق سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن خالد بن الطّفيل بن مدرك الغفاريّ أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث جدّه مدركا إلى مكة ليأتي بابنته، قال: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا سجد وركع قال: «أعوذ برضاك من سخطك ... » الحديث. «1» قلت: لم يورده ابن منيع إلا في ترجمة مدرك، وكلام ابن مندة يوهم أنه ذكر خالدا في الصّحابة، وليس كذلك. 2364- خالد «2» : بن فضاء. تابعي أرسل حديثا فذكره عليّ بن سعيد العسكريّ من طريق حماد بن زيد، عن هشام ابن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن خالد بن فضاء، قال: سئل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أيّ الناس أحسن قراءة؟ قال: «الّذي إذا سمعت قراءته رأيت أنّه يخشى اللَّه تعالى.» 2365- خالد بن كثير: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ليست له صحبة، فقلت: إن أحمد بن يسار أدخله في المسند، فقال: إنما يروي عن أبي إسحاق، ونحوه. قلت: وذكره ابن حبّان في تابعي التّابعين. 2366- خالد: بن اللّجلاج «3» . قال أبو عمر في صحبته نظر، وله حديث حسن رواه ابن عجلان عن زرعة بن إبراهيم عنه. ولا أعرفه في الصّحابة. انتهى. وما عرفت من هو الّذي ذكره في الصّحابة قبله، وهو تابعي مشهور. قال أبو حاتم: روايته عن عمر مرسلة، نعم لأبيه صحبة. وأما خالد فذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة، وخليفة في الأولى من الشّاميّين. والبخاريّ وابن أبي خيثمة، وابن حبّان في التّابعين. وقال ابن إسحاق: قال لي مكحول: كان خالد ذا سنّ وصلاح، رواه البخاريّ في تاريخه.   (1) مسانيد 2/ 378. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 153، التاريخ الكبير 3/ 167، التاريخ الصغير 2/ 145، أسد الغابة ت (1388) . (3) أسد الغابة ت (1392) ، الاستيعاب ت (642) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 2367- خالد «1» بن يزيد بن معاوية. ذكره عبدان، وأخرج من طريق سعيد بن أبي هلال، عن علي بن خالد- أنّ أبا أمامة مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن كلمة سمعها من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث: «ألا كلّكم يدخل الجنّة إلّا من شرد على اللَّه شراد البعير على أهله.» «2» قلت: ظنّ أن الضمير يعود على خالد، وليس كذلك، بل إنما يعود على المشار إليه وهو أبو أمامة. والحديث حديثه، وليست لخالد، بل ولا لأبيه، صحبة. 2368- خالد، أبو نافع «3» : الخزاعيّ «4» . كان ممن بايع تحت الشّجرة، ثم ذكره أبو عمر مفرّقا بينه وبين خالد الخزاعيّ المتقدم ذكره، فوهم، نبّه عليه ابن الأثير. 2369- خالد الجهنيّ «5» : قال الذهبيّ في الميزان: روى عبد اللَّه بن مصعب بن خالد الجهنيّ، عن أبيه، عن جدّه. فرفع خطبة منكرة، وفيهم جهالة. قلت: تلقّف ذلك من ابن القطّان، فإنه ذكر الحديث الّذي سأذكره، ثم قال: عبد اللَّه وأبوه لا يعرفان في هذا أو نحوه، ولم يتعرض لخالد فأصاب لأن في سياقه: تلقفت هذه الخطبة من في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بتبوك، فسمعته يقول: « «والخمر جماع الإثم.» «6» هكذا أخرجه الدارقطنيّ في السّنن من طريق الزبير بن بكّار، عن عبد اللَّه بن نافع. عن عبد اللَّه بن مصعب بن خالد بن زيد بن خالد الجهنيّ، عن أبيه عن زيد بن خالد، قال:   (1) تاريخ البخاري 3/ 181، الجرح والتعديل ق 2 م 357، فهرست ابن النديم 419، تاريخ ابن عساكر 5/ 288، معجم الأدباء 11/ 35 وفيات الأعيان 2/ 224، تهذيب الكمال ص 368، تاريخ الإسلام 3/ 246، العبر 1/ 105، تذهيب التهذيب 1/ 194، البداية والنهاية 8/ 236، 9/ 80، تهذيب التهذيب 3/ 128، النجوم الزاهرة 1/ 221، خلاصة تذهيب التذهيب 103، تهذيب ابن عساكر 5/ 119، أسد الغابة ت (1405) . (2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 258 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 406 وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد الدؤلي وهو ثقة. (3) من أ: خالد بن رافع. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 154، بقي بن مخلد 412. (5) هذه الترجمة سقط من أ. (6) أخرجه الدارقطنيّ في السنن 4/ 247. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 تلقفت. وخالد بن زيد الّذي حاول الذهبي تجهيله لا رواية له أصلا في هذا الحديث ولا في غيره، فإن مقتضى سياق الدارقطنيّ أن يكون الضمير في قوله عن جده لمصعب، وجدّه هو زيد بن خالد الصحابي المشهور وكذا أخرج الترمذي الحكيم هذا الحديث في نوادر الأصول وصرّح بأن الخطبة طويلة. ثم أخرجه أيضا من رواية عبد اللَّه بن نافع بهذا السند، ولفظه استلقفت هذه الخطبة، فذكر مثله، ولكن اقتصر من المتن على قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «خير ما ألقي في القلب اليقين.» «1» وقد وقعت لنا هذه الخطبة مطوّلة من وجه آخر. أخرجها أبو أحمد العسكريّ في الأمثال، والدّيلميّ في «مسند الفردوس» ، من طريقه بسند له إلى عبد اللَّه بن مصعب بن منظور، عن حميد بن سيار، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: خرجنا في غزوة تبوك. فذكر الحديث بطوله، وأوله: «يؤمّهم عن صلاة الفجر.» وفيه: فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: «أمّا بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب اللَّه ... » فذكره بطوله، وفيه: «وخير ما ألقي في القلب اليقين.» وعبد اللَّه بن مصعب هذا غير صاحب الترجمة، وهو أيضا كذا. الخاء بعدها الباء 2370- خبّاب بن قيظيّ «2» : تقدم القول فيه في القسم الأول من الحاء المهملة. 2371- خبّاب «3» بن المنذر بن عمرو بن الجموح الأنصاريّ. استدركه أبو موسى وعزاه لموسى بن عقبة في البدريين. قلت: وهو تصحيف شنيع، وإنما هو الحباب، بضم المهملة وتخفيف الموحدة. 2372- خبيب بن الحارث «4» : ذكره أبو موسى عن ابن شاهين، ونبه على أنه صحّفه، وإنما هو بالجيم. 2373- خبيب «5» : جد معاذ بن عبد اللَّه.   (1) أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 225 وعزاه للبيهقي من دلائل النبوة عن عقبة بن عامر من حديث طويل. (2) أسد الغابة ت (1411) ، الاستيعاب ت (647) . (3) أسد الغابة ت (1412) . (4) أسد الغابة ت (1415) . (5) أسد الغابة ت (1418) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 ذكره أبو موسى عن عبدان، وتعقبه ابن الأثير بأن ابن مندة ذكره كما تقدم في القسم الأول، وهو الجهنيّ. «1» الخاء بعدها الدال 2347- خداش بن حصين بن الأصمّ «2» أو خراش. فرق أبو عمر بينه وبين خراش بن بشير، وتعقبه ابن الأثير بأنهما واحد، وهو كما قال. » 2375- خدع الأنصاريّ «4» : قال أبو موسى: ذكره عليّ العسكريّ وأبو الفتح الأزديّ في الخاء المعجمة. والصّواب بالجيم كما تقدم. الخاء بعدها الراء 2376- خراش: بن جحش بن عمرو بن عبد اللَّه بن بجاد العبسيّ. ذكره ابن بشكوال، وقال: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فحرق كتابه. قلت: وهذا يدل على أن لا صحبة له، ثم قد صحفه، وإنما هو بالمهملة أوله، وهو والد ربعي وأخيه الربيع. 2377- خراش الكلبيّ: السّلوليّ «5» ، تقدم التنبيه على وهم أبي عمر فيه في خراش ابن أمية في الأول. 2378- خرشة شامي «6» له صحبة، ذكره ابن عبد البر وعزاه لأبي حاتم، وفرق بينه وبين خرشة بن الحارث المحاربيّ، وخرشة بن الحرّ الفزاريّ. ثم زعم ابن عبد البر أنّ الشامي هو الفزازي، فوهم، وإنما هو المحاربيّ، واللَّه أعلم. 2379- خريم: فرّق الباوردي بينه وبين ابن فاتك، فوهم، وهما واحد. 2380- خزامة بن يعمر الليثي «7» :   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (1420) ، الاستيعاب ت (654) . (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (1424) . (5) أسد الغابة ت (1431) ، الاستيعاب ت (657) . (6) أسد الغابة ت (1436) ، الاستيعاب ت (660) . (7) أسد الغابة ت (1443) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 ذكره أبو موسى، وكذا وقع في ثاني القطعيات، والصّواب أبو خزامة كما سيأتي في الكنى. إن شاء اللَّه تعالى. الخاء بعدها السين 2381- خسيس الكنديّ: استدركه ابن فتحون وساق بسنده إليه أنه قال: يا رسول اللَّه أنتم منا ... الحديث. وهذا حديث معروف بخسيس الكنديّ وقد ذكر في الاستيعاب وأنه يقال فيه بالجيم والخاء والحاء جميعا. 2382- خشخاس الأزديّ: ذكره عبدان في المعجمة، والصّواب بالمهملة، وقد مضى. الخاء بعدها الطاء 2383- خطّاب بن الحارث الجمحيّ «1» ذكره ابن مندة في الخاء المعجمة فصحّفه، وإنما هو بالحاء المهملة. 2384- خطيم الحدّانيّ «2» : تقدم في الحاء المهملة. الخاء بعدها اللام 2385- خلّاد بن يزيد بن معاوية. قال إسحاق «3» في مسندة أخبرنا بقية عن مسلم بن زياد، عن خلاد بن يزيد بن معاوية، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فذكر حديثا، قال البخاري في تاريخه: هو مرسل. 2386- خلف بن عبد يغوث الزهريّ. ذكره أبو موسى عن عبدان، وروي من طريق ابن خثيم عن محمد بن الأسود بن خلف، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخذ حسنا فقبّله. قال أبو موسى: قوله عن جده وهم، والصّواب إسقاطه. قلت: وهو الّذي في مصنف عبد الرزاق. وكذا أخرجه البغويّ عن ابن زنجويه عن عبد الرزّاق.   (1) أسد الغابة ت (1460) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 160. (3) في أ: قال إسحاق بن مندة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 الخاء بعدها النون 2387 - خنيس «1» المصريّ. ذكره الباوردي وعبدان في الصحابة، وهو غلط نشأ عن تصحيف وسقط، فإنّهما أخرجا من طريق حماد بن سلمة عن حميد، عن بكر بن عبد اللَّه- أنّ رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له خليد من أهل مصر كان يجعل الرجال من وراء النساء ويجعل النساء مما يلي الإمام- يعني في الجنائز. والمحفوظ عن حميد، عن بكر بن عبد اللَّه بن سلمة بن مخلد. «2» 2388- خنيس بن الأشعر - ذكره الطبري في الذيل بالمعجمة والنّون، وغلطوه وصوّبوا أنه بالحاء المهملة والموحدة كما تقدم في الحاء المهملة. «3» الخاء بعدها الواو 2389- خوط «4» : الأنصاريّ. ذكره ابن مندة من طريق عبد الحميد الأنصاريّ، عن أبيه عن جده خوط أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم، فجاء ابن لهما صغير فخيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال ابن مندة: كذا قال أبو مسعود عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن عثمان الليثي، عن عبد الحميد، وعبد الحميد هذا هو ابن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم بن رافع بن سنان، ورافع هو صاحب القصّة. وقد أخرجه عبد الرّزّاق في مصنّفه فلم يقل في إسناد خوط، وهو الصّواب، وكذا رواه يزيد بن زريع، وحماد بن زيد، وعيسى بن يونس، وأبو عاصم وغيرهم عن عبد الحميد عن أبيه عن جدّه رافع. الخاء بعدها الياء 2390- خير «5» : بسكون التحتانية. ذكره ابن مندة. والصّواب عبد خير، وهو مخضرم كما سيأتي، والعجب أنّ الحديث الّذي ذكره ابن مندة جاء فيه عن عبد خير على الصّواب.   (1) من أ: خليد المصري. (2) من أ: سلمة بن خليد. (3) أسد الغابة ت (1490) . (4) سقط من أ. (5) أسد الغابة ت (1503) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 حرف الدال المهملة القسم الأول الدال بعدها الألف 2391- دارم التميميّ «1» : كذا قال ابن عبد البرّ وقال ابن مندة: الجرشيّ، بضم الجيم وبشين معجمة، وساق حديثه بغير نسب له. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أمّتي خمس طبقات.» «2» وفي إسناده ضعف. روى عنه ولده الأشعث بن دارم. قلت: أخرج حديثه الحسن بن سفيان في مسندة، عن علي بن حجر، حدثنا إبراهيم بن مطهّر، عن أبي المليح، عن الأسير بن دارم، [عن أبي أحيحة، ولكن قال: الأشعث بن دارم «3» عن أبيه. وكذا أخرجه ابن مندة من وجه آخر عن علي بن حجر، وكذا أخرجه الإسماعيلي في كتاب الصّحابة عن الحسن بن سفيان به. ولفظ المتن: «أمّتي خمس طبقات كلّ طبقة أربعون سنة..» . الحديث. وفي آخره عند قوله. إلى المائتين حفظ امرؤ   (1) أسد الغابة ت (1505) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 165، الاستيعاب ت (697) . (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1349 كتاب الفتن باب 28 الآيات حديث رقم 4058 قال البوصيري في مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجة 2/ 1349 إسناده ضعيف وأبو معن والمسور بن الحسن وخازم العنزي مجهولون، وقال أبو حاتم هذا الحديث باطل وقال الذهبي في طبقات رجال التهذيب في ترجمة المسور حديثه منكر وأورده ابن حجر في لسان الميزان 1/ 337، 3/ 1032، 6/ 953 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32445، 32446 وابن الجوزي في الموضوعات 3/ 197، وابن عدي في الكامل 7/ 255. (3) سقط في ت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 لنفسه، وهو الصّواب، وكأنه تصحيف على أبي عمر. 2392- داود «1» : يقال: هو اسم أبي ليلى وسيأتي في الكنى. 2393- داود: بن سلمة الأنصاريّ. له ذكر، فروى ابن أبي حاتم في التفسير من طريق ابن إسحاق: حدّثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير، أو عكرمة، عن ابن عباس- أنّ يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج بمحمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل بعثته، فلما بعث كفروا به فقال لهم معاذ بن جبل، وبشر بن البراء، وداود بن سلمة: يا معشر يهود، اتّقوا اللَّه وأسلموا، فقد كنتم تستفتحون به علينا ... فذكر الحديث في نزول الآية، كذا رأيته في نسخة ووقع في نسخة أخرى: فقال لهم معاذ وبشر بن البراء أخو بني سلمة، كذا ذكره الطبريّ من هذا الوجه، فلعل الأول تصحيف. الدال بعدها الجيم 2394- دجاجة: والد جسرة. قال عبد اللَّه بن المبارك في كتاب «الزّهد» : أخبرنا سعيد بن زيد، عن رجل بلّغه، عن دجاجة- وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: كان أبو ذرّ يقول: نفسي مطيتي وإن لم أتيقن أنها تبلغني. قال ابن صاعد: راوي الكتاب عن الحسين بن الحسن المروزيّ عنه قد روت جسرة بنت دجاجة عن أبي ذرّ غيره، فما أدري أراد والدها أو غيره؟] «2» الدال بعدها الحاء 2395- دحية «3» بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج، بفتح المعجمة وسكون الزاي ثم جيم، ابن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف الكلبيّ. صحابيّ مشهور، أوّل مشاهده الخندق وقيل أحد، ولم يشهد بدرا، وكان يضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل عليه السلام ينزل على صورته، جاء ذلك من حديث أم سلمة، ومن حديث عائشة.   (1) أسد الغابة ت (1506) ، الاستيعاب ت (699) . (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (1507) ، الاستيعاب ت (700) ، السير والمغازي لابن إسحاق 297، سيرة ابن هشام 3/ 184، المغازي للواقدي 78، مسند أحمد 4/ 311، طبقات ابن سعد 4/ 249، تاريخ خليفة 79، التاريخ الكبير 3/ 254، المعارف 329 تاريخ الطبري 2/ 582، أنساب الأشراف 1/ 377، الجرح والتعديل 3/ 439، العقد الفريد 2/ 34، جمهرة أنساب العرب 458، الثقات لابن حبان 3/ 117، مشاهير علماء الأمصار 56، مقدمة بقي بن مخلد 112، المحبر 65، تاريخ اليعقوبي 712، ثمار القلوب للثعالبي 65، المعجم الكبير 4/ 265، المنتخب من ذيل المذيل 534، الإكمال لابن ماكولا 3/ 314، الأنساب لابن السمعاني 10/ 452، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 221، تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 141، التبيين في أنساب القرشيين 63، 118، معجم البلدان 3/ 280، الكامل في التاريخ 1/ 185، تهذيب الكمال 8/ 473، المعين في طبقات المحدثين 21، الكاشف 1/ 225، سير أعلام النبلاء 2/ 550، الوافي بالوفيات 4/ 51 تهذيب التهذيب 3/ 506، التقريب 1/ 235، خلاصة التذهيب 112، تاريخ الإسلام 1/ 48. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 وروى النّسائيّ بإسناد صحيح، عن يحيى بن معمر، عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما: كان جبرائيل يأتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في صورة دحية الكلبيّ. وروى الطّبرانيّ من حديث عفير بن معدان، عن قتادة، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي.» «1» وكان دحية رجلا جميلا. وروى العجليّ في تاريخه عن عوانة بن الحكم، قال: أجمل الناس من كان جبرائيل ينزل على صورته. قال ابن قتيبة في غريب الحديث: فأما حديث ابن عبّاس: كان دحية إذا قدم المدينة لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه، فالمعنى بالمعصر العاتق. وقال ابن البرقيّ: له حديثان عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قلت: يجتمع لنا عنه نحو الستة، وهو رسول النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قيصر، فلقيه بحمص أول سنة سبع أو آخر سنة ست. ومن المنكر ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس أن دحية أسلم في خلافة أبي بكر. وقد ردّه ابن عساكر بأنّ في إسناده الحسين بن عيسى الحنفي، وهو أخو سليم القارئ، وهو صاحب مناكير.. وقد روى الترمذي من حديث المغيرة أن دحية أهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خفّين فلبسهما. وعند أبي داود، من طريق خالد بن يزيد بن معاوية عن دحية، قال: أهدي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قباطيّ فأعطاني منها قبطيّة.   (1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 107، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 1: 184 وأورده الحسين في إتحاف السادة المتقين 10/ 315. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 وروى أحمد من طريق الشّعبيّ عن دحية، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ألا أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا فتركبها؟ قال: «إنّما يفعل ذلك الّذين لا يعلمون.» «1» وقال ابن سعد: أخبرنا وكيع، حدثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دحية سرية وحده، وقد شهد دحية اليرموك، وكان على كردوس. وقد نزل دمشق وسكن المنزّة، وعاش إلى خلافة معاوية. الدال بعدها الراء 2396- درهم: والد معاوية «2» ذكر في ترجمة جاهمة بن العباس في الجيم. 2397- درهم: والد زياد «3» ذكره ابن خزيمة في الصحابة. وروى أبو نعيم من طريق يحيى بن ميمون، عن درهم بن زياد بن درهم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اختضبوا بالحنّاء، فإنّه يزيد في جمالكم وشبابكم ونكاحكم.» «4» 2398- دريد بن شراحيل بن كعب النخعيّ. يأتي بعد ترجمة. 2399- دريد الراهب: ذكر الثّعلبيّ في تفسيره أنه أحد الوفد الذين وجههم النجاشي، فلما سمعوا القرآن بكوا، فنزلت فيهم: وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ... [المائدة 83] الآية. واستدركه ابن فتحون. 2400- دريد: بن كعب النّخعيّ. ذكره سيف في «الفتوح» وأنه كان معه لواء الفتح بالقادسيّة، وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.   (1) أخرجه أبو داود (2565) والنسائي 6/ 224 وأحمد 1/ 98 وابن حبان (موارد 1639) وابن أبي شيبة 12/ 540 والطحاوي في المشكل 1/ 83 وابن سعد 1/ 175 والبيهقي 10/ 23. (2) أسد الغابة ت (1510) . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 165، أسد الغابة ت (1509) . (4) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 163 وعن أنس أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في شبابكم ونكاحكم. رواه البزار وفيه يحيى بن ميمون التمار وهو متروك وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17303 وعزاه إلى أبي يعلى والحاكم في الكنى وحديث رقم 17304 وعزاه إلى البزار وأبو نعيم في الطب والمعرفة وحديث رقم 17306 وعزاه إلى ابن عدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 وسيأتي زيد بن كعب أخو أرطاة، فلعل هذا تصحيف، ثم وجدت في الطبقات لابن سعد في وفد النخع ما تقدم في ترجمة أرطاة بن شراحيل بن كعب، وفيه: إنّ لواء النخع كان يوم الفتح مع أرطاة بن شراحيل وشهد القادسية فقتل فأخذه أخوه دريد فقتل. الدال بعدها العين 2401- دعثور: بن الحارث الغطفانيّ. «1» ذكره أبو سعيد «2» النّقّاش. وروى الواقديّ من طريق عبد اللَّه بن رافع بن خديج عن أبيه، قال: خرجنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة أنمار، فلما سمعت به الأعراب لحقت بذرى الجبال، فقالت غطفان لدعثور بن الحارث- وكان شجاعا مسوّدا فيها: قد انفرد محمد عن أصحابه ولا نجده أخلى منه السّاعة، فأخذ سيفا صارما وانحدر، فإذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مضطجع، فقام على رأسه بالسيف، فاستيقظ فقال له: من يمنعك مني؟ قال: «اللَّه» ، فدفعه جبرائيل عليه السلام فوقع، فأخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم السيف وقال: «من يمنعك منّي؟» قال: لا أحد ... فذكر الحديث. وفيه: ثم أسلم دعثور بعد ذلك. قلت: وقصته هذه شبيهة بقصة غورث بن الحارث المخرّجة في الصحيح من حديث جابر، فيحتمل التعدّد أو أحد الاسمين لقب إن ثبت الاتّحاد. 2402- دعموص الرمليّ: يأتي في رافع بن عمرو. 2403- دعموص: والد قرّة يأتي ذكره في ترجمة والده قرّة. الدال بعدها الغين 2404- دغفل «3» : بغين معجمة وفاء- وزن جعفر- بن حنظلة بن زيد بن عبدة بن عبد   (1) أسد الغابة ت (1512) . (2) في أذكره أبو سعد. (3) الثقات 3/ 118، تجريد أسماء الصحابة 1/ 166، تهذيب التهذيب 3/ 210، خلاصة تذهيب 1/ 309، الطبقات 198، الوافي بالوفيات 14/ 15، التاريخ الكبير 3/ 254، الجرح والتعديل 3/ 2004 بقي بن مخلد 776، الكاشف 406، أسد الغابة ت (1513) الأخبار الموفقيات 272، جمهرة أنساب العرب 319، الطبقات لابن سعد 14017، طبقات خليفة 198، العلل لأحمد 1/ 258، التاريخ الصغير 19، المحبر لابن حبيب 478، الجامع الصحيح للترمذي 5/ 605، تاريخ أبي زرعة 1/ 151، المعارف 99، تاريخ الطبري 3/ 216، ربيع الأبرار 4/ 268، المعجم الكبير 4/ 267، البرصان والعرجان 64، مروج الذهب 1480، 1500، الفهرست 131، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 242، الهفوات النادرة للصابي 172، المراسيل 56، العقد الفريد 1/ 78، معجم البلدان، الاستيعاب ت (701) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 اللَّه بن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذهل الشيبانيّ الذّهليّ النّسابة. يقال: له صحبة. قال نوح بن أبي حبيب القومسي: فيمن نزل البصرة من الصّحابة دغفل النّسابة، وقال في موضع: يقال إنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال الباوردي: في صحبته نظر. وقال حرب: قلت لأحمد: له صحبة؟ قال: ما أعرفه. وقال الأثرم، عن أحمد: من أين له صحبة؟ كان صاحب نسب. قيل له: قد روى حديث قبض النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو ابن خمس سنين؟ قال: نعم. وحديث عليّ كان على النّصارى صوم؟ قال: قال أحمد: لا أعلم، روى عنه غيرهما. وقال الجوزجانيّ: قلت لأحمد: لدغفل صحبة؟ قال: ما أدري، وقال عمرو بن علي: لم يصحّ أنّه سمع من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن سعد: لم يسمع منه. وقال البخاريّ: لا يعرف لدغفل إدراك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال التّرمذيّ: لا يعرف له منه سماع، وكان في زمنه رجلا. وقال ابن أبي خيثمة: بلغني أنه لم يسمع منه. وقال [187] ابن حبّان: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال العسكريّ: روى مرسلا، وليس يصح سماعه. وقال محمد بن سيرين: كان عالما، ولكن اغتلبه النسب. أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه من طريقه. وذكره خليفة في تابعي أهل البصرة. وقال ابن سعد: كان له علم ورواية للنسب. وذكره أحمد بن هارون البرديجي في الأسماء المفردة في الصّحابة، قال: وقيل لا صحبة له. وروى البغويّ من طريق أبي هلال، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: بعث معاوية إلى دغفل، فسأله عن العربية وأنساب الناس والنجوم فإذا رجل عالم، فقال: يا دغفل، من أين حفظت هذا؟ قال: حفظته بلسان سئول، وقلب عقول، وإنما غائلة العلم النّسيان. قال: اذهب إلى يزيد فعلّمه. وروى البيهقيّ في «الدّلائل» من طريق أبان بن سعيد، عن ابن عباس: حدّثني علي بن أبي طالب، قال: لمّا أمر اللَّه نبيّه أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر، فدفعنا إلى مجالس العرب، فتقدم أبو بكر- وكان نسّابة ... فذكر القصّة بطولها، وفيها مراجعة دغفل لأبي بكر، ودغفل غلام، وقول علي لأبي بكر: لقد وقعت من الأعرابي على واقعة. فقال: أجل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 وقال حنبل بن إسحاق: حدثنا عفان، حدثنا معاذ بن السقير، حدثني أبي، قال: قال دغفل: في العلم خصال، إن له آفة، وله هجنة، وله نكد، فآفته أن تحرمه فلا تحدث به، وهجنته أن تحدث به من لا يعيه ولا يعمل به، ونكده أن تكذب فيه. قيل: إن دغفل بن حنظلة غرق في يوم دولاب في قتال الخوارج. قلت: وكان ذلك سنة سبعين، وحكى محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست أنّ اسمه حجرا ولقبه دغفل. الدال بعدها الفاء 2405- دفافة الراعي: تقدم ذكره في ترجمة ثعلبة بن عبد الرحمن، ذكره ابن الأثير في المعجمة. الدال بعدها الكاف 2406- دكين «1» : بالكاف مصغرا، ابن سعيد أو سعد الخثعميّ. ويقال المزني. له حديث واحد تفرد أبو إسحاق السّبيعي بروايته عنه. وهو معدود فيمن نزل الكوفة من الصّحابة. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه، وأبو داود والدارقطنيّ في الإلزامات. وقد تقدم له ذكر في ترجمة خزاعيّ بن عبد نهم المزني. «2» الدال بعدها اللام 2407- دلهمس بن جميل العامريّ. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «امرؤ القيس حامل لواء الشّعراء إلى النّار» . رواه شيخ من ولده كان بالكوفة يقال له صلصال «3» بن الصوير الدلهمس، عن أبيه عن جده. 2408- دليجة: غير منسوب. ذكره عبد الصّمد بن سعيد في الصّحابة الذين نزلوا حمص، ووصفه بالعبادة، وقال: كانت قدماه قد طاشت من القيام.   (1) الثقات 3/ 118، تجريد أسماء الصحابة 1/ 166، تهذيب التهذيب 3/ 212، خلاصة تذهيب 1/ 310، الطبقات 128 التاريخ الكبير 3/ 255، حلية الأولياء 1/ 365، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، الجرح والتعديل 3/ 1994، بقي بن مخلد 843، أسد الغابة ت (1515) ، الاستيعاب ت (703) . (2) سقط من أ. (3) في أ: صلصلة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 الدال بعدها الميم والهاء 2409- دمّون: رفيق المغيرة بن شعبة في سفره إلى المقوقس بمصر، وله معه قصة في قتل المغيرة رفقته، وأخذه أسلابهم، ومجيئه بها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقبل منه الإسلام، ولم يتعرض للمال. وذكره الواقديّ. الدال بعدها الهاء 2410 - دهر بن الأخرم «1» بن مالك الأسلميّ: والد نصر. ذكر البخاريّ أنّ له صحبة ولا رواية له، وقال ابن الأعرابيّ في نوادره: كان شيبان بن بحر أحد بني يقظة جدّ دهر صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم رئيس أسلم، وكان طارق رئيس بني سليم، فكانت بينهم وقعة، فذكر القصّة. 2411- دهين «2» : يأتي في المعجمة. الدال بعدها الواو 2412- دوس» : مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال ابن مندة: له ذكر في حديث رواه محمد بن سليمان الحراني، عن وحشي بن حرب، عن أبيه، عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إلى عثمان «4» وهو بمكة: إنّ جندا قد توجهوا قبل مكّة، وقد بعثت إليك دوسا مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأمرته أن يتقدم بين يديك باللواء. ورواه صدقة بن خالد، عن وحشي، فلم يذكر فيه دوسا. قال أبو نعيم: المراد بدوس القبيلة، ولا يعرف في موالي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أحد اسمه دوس. قلت: السّياق يأبى ما قاله أبو نعيم، لكن الإسناد ضعّف. 2413 ز- دريد بن زيد السّاعديّ: ممن استشهد من الأنصار يوم اليمامة، ذكره وثيمة. 2414 ز- دومي بن قيس «5» : من بني ذهل بن الخزرج بن زيد اللّات الكلبيّ.   (1) أسد الغابة ت (1518) . (2) في أدهال. (3) أسد الغابة ت (1519) . (4) أ: كتب إلى عمر. (5) أسد الغابة ت (1520) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 ذكر هشام بن الكلبيّ في جمهرة نسب قضاعة أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فعقد له لواء من بايعه من بني كلب، وذكره ابن ماكولا والرشاطيّ. الدال بعدها الياء 2415- ديلم الحميري «1» : وهو ديلم بن أبي ديلم، ويقال ديلم بن فيروز، ويقال ديلم بن هوشع، صحابيّ مشهور سأل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الأشربة وغير ذلك، ونزل مصر، فروى عنه أهلها، ونسبه ابن يونس، فقال: ديلم بن هوشع بن سعد بن أبي جناب بن مسعود، وساق نسبه إلى جيشان. قال: وكان أول وافد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من اليمن من عند معاذ بن جبل، وشهد فتح مصر. وروى عنه أبو الخير مرثد، ثم قال: ديلم بن هوشع الأصغر الجيشانيّ يكنّى أبا وهب، كذا يقوله أهل العلم بالحديث من العراق، وهو عندي خطأ، وإنما اسم أبي وهب الجيشانيّ عبيد بن شرحبيل، كذا سمّاه أهل العلم ببلدنا. انتهى كلامه. وهو في غاية التحرير. ونقل البغويّ عن يحيى بن معين أنه قال: أبو وهب الجيشانيّ اثنان: أحدهما صحابيّ، والآخر روى عنه ابن لهيعة ونظراؤه. قلت: وهو موافق لما قال ابن يونس إلّا في الكنية: فإن ابن يونس لا يسلّم أن الصّحابي يكنى أبا وهب. وأما البخاريّ وأبو حاتم وابن سعد وابن حبان وابن مندة فقالوا: ديلم الحميريّ هو ابن فيروز، زاد ابن سعد، وإنما قيل له الحميريّ لنزوله في حمير. وقال التّرمذيّ: ديلم الحميري يقال هو فيروز الديلميّ. وقال البخاريّ: ديلم بن فيروز الحميريّ روى عنه ابنه عبد اللَّه. قلت: وفيه نظر، لأن عبد اللَّه المذكور يقال له ابن الديلميّ، والديلميّ هو فيروز، وهو صحابيّ آخر غير هذا سيأتي في حرف الفاء، فالظاهر أنه التبس على البخاريّ. وممّن نبه على وهمه في ذلك أبو أحمد الحاكم، فإنه قال: عبد اللَّه بن الديلميّ: واسم الديلميّ فيروز. وقد خبط ابن مندة في ترجمته فقال بعد الّذي سقناه من عند ابن يونس: روى عنه ابناه: الضّحاك، وعبد اللَّه، وأبو الخير وغيرهم، وكان ممن له في قتل الأسود   (1) أسد الغابة ت (1521) ، الاستيعاب ت (704) ، الثقات 3/ 118، تجريد أسماء الصحابة 1/ 166، الطبقات 123، تهذيب الكمال 1/ 3905، الطبقات الكبرى 7/ 510، الجرح والتعديل 3/ 1972، حسن المحاضرة 1/ 196 بقي بن مخلد 344. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 العنسيّ الكذّاب باليمن أثر عظيم، وهو حمل رأسه إلى المدينة، فوجد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قد مات. انتهى. وقد تعقبه ابن الأثير بأنّ قاتل الأسود هو فيروز الدّيلميّ، وليس هو ديلم الحميري، وهو كما قال. قلت: وكان سبب الوهم فيه أن كلّا من فيروز الديلميّ وديلم الحميري سأل عن الأشربة، فأمّا حديث الديلميّ فأخرجه أبو داود من طريق يحيى بن أبي عمر والشيبانيّ، عن عبد اللَّه الديلميّ، عن أبيه، قال: أتينا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول اللَّه، قد علمت من أين نحن؟ فإلى أين نحن؟ قال: «إلى اللَّه والى رسوله» . فقلنا: يا رسول اللَّه، إن لنا أعنابا فماذا نصنع فيها؟ «زبّبوها» قالوا: وما نصنع بالزبيب؟ قال: «انتبذوه على غدائكم، واشربوه على عشائكم، وانتبذوه في الشّنان لا في الأسقية» . وأما حديث ديلم فأخرجه أبو داود أيضا من طريق أبي الخير مرثد عن ديلم الحميري، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إنا بأرض باردة نعالج فيها عملا شديدا، وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوّى به على عملنا وعلى برد بلادنا؟ فقال: «هل يسكر» ؟ قلنا: نعم قال: «فاجتنبوه» . الحديث. فالحديثان وإن اشتركا في كونهما فيما يتعلق بالأشربة فيهما سؤالان مختلفان عن نوعين مختلفين، وإنما أتى الوهم على من اختصر، فقال: له حديث في الأشربة، فلم يعلم مراده بذلك. وقد خبط فيه أيضا أبو أحمد العسكريّ، فقال: فيمن روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا ديلم بن هوشع الحميريّ، وقال: أدخله بعضهم في المسند، وهو وهم، فإن الّذي قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هو ديلم بن هوشع. وقد ذكر عبّاس الدّوريّ عن ابن معين أن أبا وهب الجيشانيّ يسمى ديلم بن هوشع. قلت: وقد تقدم ردّ ابن يونس على من زعم ذلك، وأن أبا وهب الجيشانيّ تابعي يسمى عبيد بن شرحبيل لا ديلم بن هوشع، وأن ديلم بن هوشع صحابيّ لا يكنى أبا وهب الجيشانيّ، وبهذا يرتفع الإشكال ويثبت أنه ديلم بن هوشع لا ديلم بن فيروز. وأما من قال فيه ديلم بن أبي ديلم فلم يعرف اسم أبيه، فكناه بولده، وابن مندة يصنع ذلك كثيرا، وليس ذلك باختلاف في التحقيق. والحاصل أن الّذي سأل عن الأشربة التي تتّخذ من القمح هو ديلم بن هوشع، وحديثه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 في المصريين، وانفرد أبو الخير مرثد المصري بالرواية عنه، وهو حميري جيشاني، وأما الديلميّ الّذي روى عنه ولده عبد اللَّه فحديثه في الشّاميين، واسمه فيروز، وهو الّذي قتل الأسود العنسيّ، وأما أبو وهب الجيشانيّ فتابعيّ آخر. واللَّه أعلم. 2416 ز- دينار بن حيان «1» الرّبعي: روى عنه أنه قال: وفد أبي على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا معه فسمّاني دينارا، وأرسل أبي فاستشهد، كذا رأيته في حاشية كتاب ابن السّكن بخط ابن عبد البرّ، ولم يذكره في الاستيعاب. 2417- دينار بن مسلم: يأتي في عبد اللَّه بن مسلم. 2418 ز- دينار: جدّ عدي بن ثابت «2» . كذا سماه ابن معين. وسيأتي شرح حاله في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى. 2419- دينار الحجام: يأتي في الرابع. القسم الثاني الدال بعدها الألف 2420- داود بن عروة بن مسعود الثقفي. استشهد أبوه في أواخر حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأم داود أخت أم حبيبة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقد تزوج داود هذا بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان. القسم الثالث الدال بعدها الألف 2421- داذويه الفارسيّ «3» . كان خليفة باذام عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على اليمن، فلما خرج الأسود العنسيّ الكذاب وظفر بباذام فقتله هرب داذويه ومن تبعه. والقصة مشهورة في المغازي. وممّن أخرجها يعقوب بن سفيان في تاريخه. قال: حدثنا زيد بن المبارك وغيره، حدثنا محمد بن الحسن الصنعانيّ، حدثنا سليمان بن وهب   (1) من أدينار بن حبان. (2) أسد الغابة ت (1523) ، الاستيعاب ت (705) . (3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 64، أسد الغابة ت (1504) ، الاستيعاب ت (697) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 عن النعمان بن بزرج- بضم الموحدة والزاي وسكون الراء بعدها جيم- قال: خرج الأسود العنسيّ، فذكر قصة غلبته على صنعاء اليمن وقتل باذام عامل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واستصفى امرأته المرزبانة لنفسه فتزوّجها وكانت تكرهه لما صنع بقومها، قال: فأرست إلى داذويه وكان خليفة باذام وإلى فيروز وإلى خرزاذ بزرج وجرجست الفارسيّين، فائتمروا على قتل الأسود، وكان على بابه ألف رجل للحرس، فجعلت المرزبانة تسقيه الخمر، فكلما قال لها شوبيه سقته صرفا حتى سكر وقام فدخل في الفراش وهو من ريش، وعمد داذويه وأصحابه إلى الجدار فنضحوه بالخل، وحفروا بحديدة حتى فتحوه، ودخل داذويه وجرجست فهابا أن يقتلاه، ودخل فيروز وابن بزرج فأشارت إليهما المرأة أنه في الفراش، فتناول فيروز رأسه فعصر عنقه فدقّها، وطعنه خرزاذ بالخنجر فشقّه، ثم احتز رأسه وخرجوا. وأورده البيهقيّ في «الدلائل» من هذا الوجه، وذكر غيره أن الّذي احتزّ رأسه قيس بن مكشوح المراديّ، ثم إن قيسا خاف من الطلب بدم العنسيّ، فخرج فيروز ليسقي فرسه فخلا قيس بداذويه وهو شيخ كبير فضربه بالسيف حتى برد، فحمله فألقاه في مكانه. ولما بلغ الخبر قيسا لم يعد إلى بيته، ورفع الأمر إلى أبي بكر الصّديق، فأحلف قيسا يمينا أنه لم يقتل داذويه فحلف. ثم سأل عمر عمرو بن معديكرب من قتل العنسيّ؟ فقال: فيروز. قال: من قتل داذويه؟ فقال: قيس، فقال عمر: بئس الرجل قيس إذا. وله ذكر في ترجمة جشيش «1» الديلميّ في حرف الجيم. الدال بعدها الثاء 2422 ز- دثار بن سنان «2» بن النمر: بن قاسط، مخضرم. له ذكر في ترجمة الحطيئة، ومن شعر دثار هذا: تقول خليلتي لمّا اشتكينا ... سيدركنا بنو القرم الهجان فقلت ادعي وأدعو إنّ أندى ... لصوت أن ينادي داعيان فمن يك سائلا عنّي فإنّي ... أنا النّمريّ جار الزّبرقان «3» [الوافر] 2423 ز- دثار بن عبيد: بفتح أوله- ابن الأبرص.   (1) من أ: حسيس. (2) من أشيبان. (3) تنظر الأبيات من الأغاني 2/ 190. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 كان أبوه من مشاهير الشّعراء في الجاهليّة، ومات قبل الإسلام، ولد لدثار هذا ولد يقال له يزيد أو بدر «1» روى عن عليّ بن أبي طالب، وروى عنه سماك بن حرب، ومقتضاه أن يكون لأبيه إدراك إن لم يكن له صحبة. الدال بعدها الجيم 2424 ز- دجاجة بن ربيعة: بن عامر بن مالك بن كلاب العامريّ ثم الجعفريّ، أخو لبيد الشاعر. له إدراك وكان ولده عبد اللَّه من أشراف أهل الكوفة. ذكره ابن الكلبيّ «2» . القسم الرابع الدال بعدها الألف 2425 ز- داود بن عاصم «3» بن عروة بن مسعود الثقفي. استدركه ابن فتحون فوهم، وليست له صحبة ولا رواية. والحديث الّذي استند إليه ما رواه ابن إسحاق، عن نوح بن حكيم، عن داود- رجل ولدته أم حبيبة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: مراده بقوله: إن أم حبيبة ولدته أنها ولدت أباه. واللَّه أعلم. الدال بعدها الراء والعين 2426- درهم: والد معاوية، تقدم في جاهمة. الدال بعدها العين 2427 - دعامة «4» بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمران بن الحارث السدوسيّ، والد قتادة. ذكره ابن مندة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، فروى ابن مندة من طريق محمد بن جامع العطار، عن عبيس «5» بن ميمون، عن قتادة، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «الحمّى حظّ المؤمن من النّار «6» . وقال الشاذكوني عن عبيس عن   (1) من أ: يزيد أو بدن. (2) سقط من أ. (3) تنقيح المقال 3849، جامع الرواة 1/ 305، جامع الرجال 1/ 746، الأعلمي 18/ 21. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 165، أسد الغابة ت (1511) . (5) أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 309 وقال رواه البزار وإسناده حسن وأورده المتقي الهندي في كنز العمال (6) حديث رقم 6746 وعزاه لابن أبي الدنيا عن عثمان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 قتادة عن أنس، وهو الصّواب، أخرجه أبو نعيم.. الدال بعدها الفاء 2428- دفة بن إياس: بن عمرو الأنصاريّ «1» . ذكره أبو عمر فقال: بدريّ. قلت: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما هو ودفة، أوله واو- وسيأتي في مكانه على الصواب. الدال بعدها اللام 2429- دلجة بن قيس «2» . تابعيّ مشهور، ذكره ابن مندة: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، فأورد من طريق المسيب بن واضح، عن ابن المبارك، عن سليمان التيميّ، عن أبي تميمة، عن دلجة بن قيس، قال: قال لي الحكم بن عمرو الغفاريّ: أتذكر يوم نهى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الدّبّاء والمزفّت؟ قال: قلت نعم. وأنا شاهد على ذلك. قال ابن مندة: رواه غير واحد عن ابن المبارك، فقالوا: عن دلجة أن رجلا قال للحكم، وهو الصّواب. ورواه يحيى القطان عن التيمي، فقال: إن الحكم قال لرجل. قلت: وكذا قال أحمد في «مسندة» عن أبي عديّ عن التيميّ. 2430- دليم «3» : ذكره أبو نعيم وأبو موسى في الصّحابة من طريق الحسن بن سفيان في الوحدان بإسناده عن أبي الخير، عن رجل يقال له دليم أنه سأله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن السّكركة فنهاه عنه، كذا رواه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عنه. ورواه ابن إسحاق وعبد الحميد بن جعفر عن يزيد، فقالا: ديلم، وهو الصّواب. الدال بعدها الهاء 2431 ز- دهين: بالتصغير. يأتي التنبيه عليه في زهير في حرف الزّاي.   (1) أسد الغابة ت (1514) ، الاستيعاب ت (702) . (2) أسد الغابة ت (1516) . (3) أسد الغابة ت (1517) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 الدال بعدها الياء 2432 ز- دينار «1» ، والد عمرو. ذكره عبدان في الصّحابة، ولم يذكر ما يدل على صحبته ولا على إدراكه. نبّه عليه أبو موسى. 2433 ز- دينار الحجّام: ذكر أبو عمر أنه اسم أبي ظبية، وقد بينت من ردّ عليه ذلك في ترجمة أبي ظبية في الكنى «2» .   (1) أسد الغابة ت (1524) . (2) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 حرف الذال المعجمة القسم الأول الذال بعدها الألف 2434- ذابل بن الطفيل «1» : بن عمرو الدوسيّ. روى البيهقيّ في «الدّلائل» وأبو سعد في «شرف المصطفى» ، وابن مندة من طريق قدامة بن عقيل الغطفانيّ، عن جمعة بنت ذابل بن الطفيل بن عمرو، عن أبيها أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قعد في مسجده، فقدم عليه خفاف بن نضلة بن بهدلة الثقفيّ.. الحديث. الذال بعدها الباء 2435 ز- ذباب «2» : بموحدتين الأولى خفيفة وضم أوله، ابن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس اللَّه بن سعد العشيرة المذحجيّ. روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ: حدّثنا الحسن بن كثير، حدّثني يحيى بن هانئ بن عروة، عن أبي خيثمة عبد الرحمن بن أبي سبرة، قال: كان لسعد العشيرة صنم يقال له قرّاص يعظمونه، وكان سادنه رجلا يقال له ابن وقشة، قال عبد الرحمن: فحدّثني ذباب بن الحارث، قال: كان لابن وقشة رئيّ من الجن يخبره بما يكون، فأتاه ذات يوم فأخبره بشيء، فنظر إليّ فقال: يا ذباب، يا ذباب، اسمع العجب العجاب، بعث محمد بالكتاب، يدعو بمكة فلا يجاب. قال: فقلت له: ما هذا؟ قال: لا أدري، كذا قيل لي، فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا بمخرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسلمت وثرت إلى الصّنم فكسرته، ثم أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلمت، وقال ذباب في ذلك:   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 167، أسد الغابة ت (1525) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 167. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 تبعت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... وخلّفت قرّاصا بدار هوان «1» ولمّا رأيت اللَّه أظهر دينه ... أجبت رسول اللَّه حين دعاني [الطويل] وأخرجه ابن مندة في دلائل النبوّة له من هذا الوجه، وأغفله في الصحابة، فاستدركه أبو موسى. قلت: ورواه المعافى في الجليس عن ابن دريد بإسناد آخر، قال: حدّثنا السّكن بن سعيد، عن عباس بن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه. وذكره البيهقيّ في «الدّلائل» معلقا. وروى ابن سعد عن ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن سلمة بن عبد اللَّه بن شريك النخعي، عن أبيه، قال: كان عبد اللَّه بن ذباب الأنسي، مع عليّ بصفين، وكان له غناء. 2436 ز- ذباب بن فاتك: بن معاوية الضبيّ. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، فقال: كان رئيسا في قومه شاعرا فارسا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلم يسلم. ثم أقبل يحصحص عليه، فطلبه فهرب، ثم أقبل عائذا به صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلم وأنشده شعرا يمدحه به يقول فيه: أنت الّذي تهدي معدّا لدينها ... بل اللَّه يهديها وقال لك أشهد [الطويل] لم يذكر المرزبانيّ إلا هذا البيت، وهو معروف لغيره، وهو سارية بن زنيم، ثم قال: نزل بعد ذلك البصرة. 2437 ز- ذباب بن معاوية العكلي. شاعر له مديح في النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. كذا رأيت في المسودة فليحرر، فلعله الأول. الذال بعدها الراء 2438 ز- ذرّ بن أبي ذر الغفاريّ. ذكره الحافظ شرف الدّين الدّمياطيّ في السيرة النبويّة أنه كان راعي لقاح رسول اللَّه   (1) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (1526) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 صلّى اللَّه عليه وآله وسلم التي كانت بالغابة، فأغار عليها عيينة بن حصن فاستقاها هو ومن معه فقتلوا الراعي وسبوا امرأته، فكان ذلك سبب غزوة الغابة التي صنع فيها سلمة بن الأكوع ما صنع. والقصّة عند ابن إسحاق وفي صحيح مسلم وغيره مطوّلة، ولم يسمّ أحد منهم اسم الراعي. وذكر ابن سعد في «الطبقات» أن ابن أبي ذر استشهد في غزوة ذي قرد، فكأنه هو. 2439 ز- ذريح: بفتح أوله وآخره مهملة، بوزن عظيم. ذكره ابن فتحون، وقال: وقع في التفسير أن زيد الخيل قال: يا نبيّ اللَّه، إن فينا رجلين يقال لأحدهما ذريح ... فذكر حديثا في نزول قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ [المائدة: 4] . قلت: وجدته في الأخبار المنثورة لابن دريد، قال: أخبرنا عمي، عن أبيه، عن هشام بن الكلبيّ، أخبرني رجل من طيِّئ، قال: قال زيد الخيل للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: يا رسول اللَّه، فينا رجلان يقال لأحدهما ذريح وللآخر أبو حدانة «1» ، ولهما أكلب خمسة يأخذن الظباء، فما تقول فيهن؟ فأنزل اللَّه تعالى الآية. ثم وجدته في تفسير ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: نزلت هذه الآية في عديّ بن حاتم وزيد الخيل الطائيين، وذلك أنهما جاءا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقالا: يا رسول اللَّه، إنا قوم نصيد الكلاب والبزاة، وإن كلاب آل ذريح تصيد البقر والحمير والظّباء، فذكر الحديث، فهذا يدل عن أن ذريحا بطن من طيِّئ لا اسم رجل بعينه يمكن أن يكون له صحبة. فاللَّه أعلم. الذال بعدها الراء [2440- ذرع الخولاني ّ «2» : يكنى أبا طلحة، وهو بها أشهر. يأتي في الكنى] «3» . الذال بعدها الفاء 2441- ذفافة الراعي «4» : له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبد الرّحمن. استدركه ابن الأمين وابن الأثير في حرف الذّال المعجمة، وقد أشرت إليه في المهملة.   (1) في أ: أبو صدافة. (2) أسد الغابة ت (1527) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 167،. (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (1528) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 الذال بعدها الكاف 2442- ذكوان بن عبد قيس «1» : بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الخزرجي. يكنى أبا السبع. ذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود في أهل العقبة، وفيمن استشهد بأحد. وقال ابن المبارك في الجهاد عن عاصم بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح: لما خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أحد قال: من ينتدب؟ فقام رجل من بني زريق يقال له ذكوان بن عبد قيس أبو السّبع، فقال له النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من أحبّ أن ينظر إلى رجل يطأ بقدمه غدا خضرة الجنّة فلينظر إلى هذا» . وذكر الحديث بطوله. وروى الواقديّ من طريق خبيب بن عبد الرّحمن، قال: لما خرج أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد قيس يتنافران إلى عتبة بن ربيعة بمكة فسمعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأتياه فعرض عليهما الإسلام فأسلما فكانا أوّل من قدم المدينة بالإسلام. وروى عمر بن شبّة في أخبار المدينة بإسناد له إلى أنس بن مالك أن سعد بن أبي وقاص اشترى من ذكوان بن عبد قيس بئر السقيا ببعيرين. ومن طريق جابر نحوه، وزاد أن أباه أوصاه أن يشتريها، قال: فوجدت سعدا قد سبقني. 2443 ز- ذكوان بن عبيد «2» : بن ربيعة بن خالد بن معاوية الأنصاري. ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. 2444- ذكوان بن يامين بن عمير: بن كعب من بني النضير «3» . كان يهوديا فقيل: إنه أسلم. استدركه أبو علي الجياني على أبي عمر، فأورد من طريق ابن إسحاق أنّ ذكوان لقي أبا ليلى وعبد اللَّه بن مغفّل باكيين، فقال: ما يبكيكما، قالا: جئنا نستحمل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فلم نجد عنده ما يحملنا. قال: فأعطاهما ناضجا وزوّدهما، وذلك في غزوة تبوك. قال الجياتي: هذا يدل على أنه أسلم، ولا يعين على الجهاد إلا مسلم.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 167، الوافي بالوفيات 14/ 38، التحفة اللطيفة 2/ 45، عنوان النجابة 80، الاستبصار 48، أصحاب بدر 205، الجرح والتعديل 3/ 2038، تبصير المنتبه 48/ 1269، أسد الغابة ت (1531) ، الاستيعاب ت (710) . (2) في أذكوان بن عتبة. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 168، أسد الغابة ت (1532) ، الاستيعاب ت 713. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 قلت: لا يتعين ذلك، لاحتمال أن يكون أعان عدوّة على عدوه. 2445 - ذكوان «1» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وروى البغويّ والطّبراني من طريق شريك، عن عطاء بن السّائب، قال: أوصى أبي بشيء لبني هاشم، فجئت أبا جعفر، فبعثني إلى امرأة عجوز- وهي بنت علي- فقالت: حدّثني مولى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له طهمان أو ذكوان، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا تحلّ الصّدقة لي ولا لأهل بيتي» البغويّ والطّبراني من طريق شريك، عن عطاء بن السّائب، قال: أوصى أبي بشيء لبني هاشم، فجئت أبا جعفر، فبعثني إلى امرأة عجوز- وهي بنت علي- فقالت: حدّثني مولى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له طهمان أو ذكوان، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا تحلّ الصّدقة لي ولا لأهل بيتي» «2» . قال البغويّ: وروى عن شريك، فقال مهران، وقيل ميمون، وقيل باذام، ولا أدري أيهما الصّواب. قلت: وقيل فيه أيضا هرمز. وقيل كيسان. وهي رواية جرير عن عطاء [وقيل مهران، وهو أصحها، فإنّها رواية سفيان الثّوري عن عطاء] «3» بن السّائب في هذا الحديث. 2446- ذكوان، مولى بني أمية «4» : قال عبد الرّزّاق: حدّثنا عمر بن حوشب، عن إسماعيل بن أمية، عن أبيه عن جدّه: كان لنا غلام يقال له ذكوان أو طهمان فعتق بعضه، فذكر القصّة مرفوعة. قلت: وقيل فيها رافع. وسيأتي إن شاء اللَّه تعالى. 2447- ذكوان: مولى الأنصار «5» . روى أبو يعلى من حديث جابر قال: ابتعنا بقرة في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فانفلتت منا، فعرض لها مولى لنا يقال له ذكوان بسيف في يده فضربها فوقعت فلم ندرك ذكاتها، فسألنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «ما فاتكم من هذه البهائم فاحبسوه بما تحبسون به الوحش» «6» . وفي إسناده حرام بن عثمان وهو ضعيف جدا.   (1) الثقات 3/ 121، تجريد أسماء الصحابة 1/ 167، التحفة اللطيفة 2/ 46، أسد الغابة ت (1530) ، الاستيعاب ت (712) . (2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6939. (3) سقط من أ. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 167، أسد الغابة ت (1529) ، الاستيعاب ت (711) . (5) تجريد أسماء الصحابة تجريد أسماء الصحابة 1/ 168، أسد الغابة ت (1533) . (6) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 15625 وعزاه لأبي نعيم عن جابر وسنده ضعيف جدا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 2448- ذكوان السّلميّ: بضم أوله، وليس بالذي قبله. ذكر الأمويّ في المغازيّ عن ابن إسحاق أنه شهد فتح مكّة مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله سلّم، قال: وفيه يقول عباس بن مرداس السلميّ: وإنّا مع الهادي النّبيّ محمّد ... وفينا ولم يستوبها معشر إلفا خفاف وذكوان وعوف تخالهم ... مصاعب راقت في طروقتها كلفا [الطويل] واستدركه ابن فتحون. ذكر الأذواء مرتبا على ما بعد لفظة ذو 2449- ذو الأذنين. هو أنس «1» : بن مالك. مازحه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك فيما أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أنس، قال: قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا ذا الاثنين» . 2450- ذو الأصابع الجهنيّ «2» : وقيل التميمي وقيل الخزاعي. ذكره التّرمذيّ في الصّحابة. وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع، قال: قلنا: يا رسول اللَّه، إن ابتلينا بالبقاء بعدك فأين تأمرنا؟ قال: «عليك بالبيت المقدس ... » «3» الحديث. وذكره البخاريّ في ترجمة أبي عمران، واسمه سليم مولى أبي الدّرداء، وقال: ليس بالقائم. وأخرجه البغويّ، وزاد في إسناده بين عثمان وأبي عمران رجلا وهو زياد بن أبي سودة. وقال فيه: عن ذي الأصابع ... رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وكذلك أخرجه ابن شاهين وأبو نعيم. قال البغويّ: رواه الوليد بن مسلم عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عمران ذي الأصابع والّذي قبله أولى بالصّواب. وذكره موسى بن سهل الرّمليّ فيمن نزل فلسطين من الصّحابة، وزعم ابن دريد في كتاب الوشاح أن اسمه معاوية.   (1) أسد الغابة ت (1535) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 168، الثقات 3/ 119، التاريخ الكبير 3/ 264، بقي بن مخلد 505، أسد الغابة ت (1536) ، الاستيعاب ت (714) . (3) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 983. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 2451- ذو البجادين المزني «1» : اسمه عبد اللَّه [بن عبد نهم] «2» سيأتي في العين. 2452 ز- ذو الثديّة: له ذكر فيمن قتل مع الخوارج في النهروان، ويقال هو ذو الخويصرة الآتي. وقال أبو يعلى في مسندة رواية ابن المقري عنه: حدثنا محمد بن الفرج، حدثنا محمد الزبرقان، حدثني موسى بن عبيدة، أخبرني هود بن عطاء، عن أنس، قال: كان في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجل يعجبنا تعبّده واجتهاده، وقد ذكرنا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم باسمه فلم يعرفه، فوصفناه بصفته فلم يعرفه، فبينا نحن نذكره إذ طلع الرجل قلنا: هو هذا. قال: إنكم لتخبروني عن رجل إنّ في وجهه لسفعة من الشيطان، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «فأنشدك اللَّه، هل قلت حين وقفت على المجلس: ما في القوم أحد أفضل منّي- أو خير منّي» . قال: اللَّهمّ نعم. ثم دخل يصلي، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من يقتل الرّجل» ؟ فقال أبو بكر، أنا، فدخل عليه فوجده يصلّي، فقال: سبحان اللَّه، أقتل رجلا يصلي، وقد نهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن قتل المصلّين. فخرج، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما فعلت» ؟ قال: كرهت أن أقتله وهو يصلّي، وأنت قد نهيت عن قتل المصلين. قال: «من يقتل الرّجل» ؟ قال عمر: أنا. فدخل فوجده واضعا جبهته. فقال عمر: أبو بكر أفضل منّي، فخرج فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «مه» . قال: وجدته واضعا وجهه للَّه، فكرهت أن أقتله. فقال: «من يقتل الرّجل» ؟ فقال علي: أنا. فقال: «أنت إن أدركته» . فدخل عليه فوجده قد خرج. فرجع إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال له: «مه» قال: وجدته قد خرج. قال: «لو قتل ما اختلف من أمّتي رجلان كان أوّلهم وآخرهم» «3» . قال موسى: فسمعت محمد بن كعب يقول الّذي قتله عليّ ذو الثّدية. قلت: ولقصة ذي الثدية طريق كثيرة جدا استوعبها محمد بن قدامة في كتاب الخوارج، وأصحّ ما ورد فيها ما أخرجه مسلم في صحيحه، وأبو داود من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي أن عليّا ذكر أهل النهروان فقال: فيهم رجل مودن اليد أو مجدّع   (1) أسد الغابة ت (1537) . (2) سقط من أ. (3) أخرجه الدارقطنيّ في السنن 2/ 54، وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 229 وقال رواه أبو يعلى وفيه موسى ابن عبيدة وهو متروك، ورواه البزار باختصار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم وله طريق أطول من هذه الترجمة في الفتن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 اليد، لولا أن تنظروا لنبأتكم ما وعد اللَّه الذين يقتلونهم على لسان محمّد. فقلت له: أنت سمعته؟ قال: إي وربّ الكعبة. وقال أبو الرّبيع الزّهرانيّ: حدّثنا حماد، حدّثنا جميل بن مرة عن أبي الوضيء أن عليّا لما فرغ من أهل النهروان قال: التمسوا المجدع فطلبوه، ثم جاءوا فقالوا: لم نجده. قال: أرجعوا ثلاثا، كلّ ذلك لا يجدونه، فقال علي: واللَّه ما كذبت ولا كذبت. قال: فوجدوه تحت القتلى في طين، فكأني انظر إليه حبشيّ عليه مريطة إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة عليها شعيرات مثل الّذي على ذنب اليربوع. أخرجه أبو داود. قلت: وللقصّة الأولى شاهدان عند محمد بن قدامة. أحدهما من مرسل الحسن، فذكر شبيها بالقصّة. والآخر من طريق مسلمة بن أبي بكرة عن أبيه عن محمد بن قدامة، والحاكم في المستدرك، ولم يسمّ الرجل فيهما. 2453- ذو جدن الحبشي «1» : ويقال ذو دجن. اسمه علقمة. يأتي. 2454 ز- ذو الحكم «2» : عمرو بن حممة. 2455- ذو الجوشن الضّبابيّ «3» : قيل: اسمه أوس بن الأعور. وبه جزم المرزبانيّ، وقيل شرحبيل- وهو الأشهر- ابن الأعور بن عمرو بن معاوية. وهو ضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وزعم ابن شاهين أن اسمه عثمان بن نوفل، قال مسلم: له صحبة. قال أبو السّعادات ابن الأثير: يقال إنه لقّب بذي الجوشن لأنه دخل على كسرى فأعطاه جوشنا فلبسه، فكأن أول عربي لبسه، وقال غيره: قيل له ذلك لأن صدره كان ناتئا. وكان فارسا شاعرا له في أخيه الصّميل مراث حسنة. قلت: وله حديث عند أبي داود من طريق أبي إسحاق عنه. ويقال: إنه لم يسمع منه، وإنما سمعه من ولده شمر. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (1538) . (2) سقط من أ. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 168، الثقات 3/ 120، تهذيب التهذيب 3/ 222، خلاصة تذهيب 1/ 312، الطبقات 131، بقي بن مخلد 385، تهذيب الكمال 1/ 397، تقريب التهذيب 1/ 238، التاريخ الكبير 3/ 566، الكاشف 1/ 298، الجرح والتعديل 3/ 2028، الأنساب 8/ 372، تبصير المنتبه 3/ 859، أسد الغابة ت (1539) ، الاستيعاب ت (715) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 2456- ذو الخويصرة «1» : التميمي- ذكره ابن الأثير في الصّحابة مستدركا على من قبله، ولم يورد في ترجمته سوى ما أخرجه البخاريّ من حديث أبي سعيد، قال: بينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقسم ذات يوم قسما فقال ذو الخويصرة- رجل من بني تميم: يا رسول اللَّه، أعدل. فقال: «ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل» ؟ الحديث. وأخرجه من طريق تفسير الثعلبي ثم من طريق تفسير عبد الرزّاق كذلك، ولكن قال فيه: إذ جاءه ذو الخويصرة التّميمي، وهو حرقوص بن زهير. فذكره. قلت: ووقع في موضع آخر في البخاريّ، فقال: عبد اللَّه بن ذي الخويصرة. وعندي في ذكره في الصّحابة وقفة. وقد تقدم في الحاء المهملة. 2457- ذو الخويصرة اليماني «2» : روى أبو موسى في «الذّيل» من طريق أبي زرعة الدمشقيّ، ثم من طريق سليمان بن يسار، قال: اطلع ذو الخويصرة اليمانيّ. وكان أعرابيا جافيا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسجد، فلما رآه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «هذا الّذي بال في المسجد» . فلما وقف قال: أدخلني اللَّه وإياك الجنة ولا أدخلها غيرنا. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «سبحان اللَّه! ويحك! احتظرت واسعا» . ثم قال: فدخل فبال الرجل في المسجد، فصاح به الناس. وعجبوا لقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يسّروا» ، يقول «علّموه» . وأمر رجلا فأتى بسجل من ماء فصبّه على مباله. هذا مرسل وفي إسناده انقطاع أيضا. وقصّة الرجل الّذي بال في المسجد مخرجة في الصحيح من حديث أبي هريرة، ومن حديث أنس بغير هذا السياق ولم يسمّ الرجل. وكذا أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وزاد فيه: فقال الأعرابيّ بعد أن فقه: فقام إليّ، بأبي وأمي، فلم يؤنب ولم يسبّ، فقال: «إنّ هذا المسجد لا يبال فيه» ... الحديث. 2458- ذو الخيار: واسمه عوف بن ربيع الأسديّ. يأتي. 2459- ذو خيوان الهمدانيّ اليماني «3» : اسمه: [عك.   (1) أسد الغابة ت (1541) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 169، أسد الغابة ت (1542) . (3) أسد الغابة ت (1543) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 169. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 روى حديثه البزّار، وعبدان، من طريق مجالد، عن الشعبي، عن عامر بن شهر، قال: أسلم] «1» عك ذو خيوان فقيل له: انطلق إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخذ منه الأمان. فقدم عليه فقال: يا رسول اللَّه، إن مالك بن مرارة قدم علينا يدعو إلى الإسلام، فأسلمنا ولي أرض فيها رقيق فاكتب لي كتابا. فكتب له وإسناده ضعيف. وقد رواه أبو يعلى مطوّلا، وتأتي الإشارة إليه في ترجمة عامر بن شهر. 2460- ذو دجن «2» : روى ابن شاهين، من طريق ابن الكلبيّ، عن وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جدّه، قال: قدم ذو منادح وذو دجن وذو مهدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال لهم: «انتسبوا» . فقال ذو مهدم: على عهد ذي القرنين كانت سيوفنا ... صوارم يفلقن الحديد المذكّرا «3» [الطويل] وأخرجه ابن مندة من طريق وحشي بن إسحاق بن وحشي بن حرب بن وحشيّ بن حرب عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن جدّه، قال: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اثنان وسبعون من الحبشة، منهم ذو مناحب وذو مهدم وذو دجن وذو مخبر. كذا قال: ولم يذكر ذا حدب، فأظنّه غيره، فإنه لم يسرد أسماء السبعين. 2461 ز- ذو الرأي: هو الحباب بن المنذر الأنصاريّ. تقدم. 2462- ذو الزوائد الجهنيّ «4» : ذكره الترمذي في الصحابة. ويقال فيه أبو الزوائد. وزعم الطبرانيّ أنه ذو الأصابع المتقدم، وعندي أنه غيره. وقد روى مطين والطّبرانيّ في «التهذيب» وغيرهما من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة بن سهل، قال: أول من صلّى الضّحى رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال ذو الزوائد. وفي رواية مطين أبو الزوائد.   (1) سقط في ت. (2) أسد الغابة ت (1544) . (3) ينظر البيت في الإكمال 2/ 279. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 169، الثقات 3/ 119، تهذيب التهذيب 3/ 523، خلاصة تذهيب 1/ 312، تهذيب الكمال 1/ 379، التحفة اللطيفة 2/ 48، تقريب التهذيب 1/ 238، التاريخ الكبير 3/ 265، الكاشف 1/ 298، بقي بن مخلد 872، الجرح والتعديل 3/ 2029، أسد الغابة ت (1545) ، الاستيعاب ت (716) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 وروى أبو داود والحسن بن سفيان من طريق سليم بن مطين، عن أبيه، عن ذي الزوائد: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجة الوداع أمر الناس، ونهى، ثم قال: «ألا هل بلّغت» ... الحديث. 2463- ذو السّيفين «1» : هو أبو الهيثم بن التيّهان الأنصاريّ. يأتي في الكنى. 2464- ذو الشّمالين «2» : عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن [عمرو بن] «3» غبشان بن مالك بن أفصى الخزاعي، حليف بني زهرة. يقال اسمه عمير، ويقال عمرو، ويقال عبد عمرو. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا واستشهد بها. وكذا ذكره ابن إسحاق وغيره. ووقع في رواية للزهريّ في قصّة السهو في الصّلاة أنه الّذي قال: يا رسول اللَّه، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ وسيأتي بيان ذلك في ترجمة عبد عمرو. وروى الطّبرانيّ من طريق أبي شيبة الواسطي، عن الحكم، قال كان عمار مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثلاثة كلهم أضبط : ذو الشّمالين، وعمر بن الخطّاب، وأبو ليلى. انتهى. والأضبط هو الّذي يعمل بيديه جميعا. 2465 ز- ذو الشّهادتين: هو خزيمة بن ثابت تقدم. 2466- ذو العقيصتين: هو ضمام بن ثعلبة. يأتي. 2467 ز- ذو العين: هو قتادة بن النعمان. يأتي. 2468- ذو الغرّة الجهنيّ «4» : ويقال الهلالي. روى عبد اللَّه في زيادات المسند، والبغويّ، وابن السّكن، من طريق أبي جعفر الرازيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ذي الغرّة، قال: عرض أعرابي للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسأله عن الصّلاة في أعطان الإبل. قال: «لا» . والراويّ له عن أبي جعفر عبيدة بن معتب، وهو ضعيف، وخالفه الأعمش وحجاج بن أرطاة، فقالا: عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، وهو أبو جعفر الرازيّ، عن ابن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، قال حجاج بن أرطاة أو أسيد بن حضير. بالشك.   (1) في أذو الشفتين. (2) أسد الغابة ت (1546) ، الاستيعاب ت (717) . (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (1549) ، الاستيعاب ت (719) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 وقد صحّح الحديث من رواية الأعمش أحمد وابن خزيمة وغيرهما. ورواه محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن يعيش الجهنيّ به، وكذا قال عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، فيقال: هو اسم ذي الغرة. وأخرجه أبو نعيم، من طريق جابر الجعفيّ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سليك. قال ابن السّكن: لا يصح شيء من طرقه. 2469- ذو الغصة الحارثي «1» : هو قيس بن الحصين. يأتي. 2470 ز- ذو الغصة، آخر: اسمه الحصين بن يزيد بن شداد. تقدم. 2471- ذو قرنات «2» : بفتحات، الحميري. قال ابن يونس: يقال إن له صحبة. يروي عنه شعيب بن الأسود المعافريّ، وهانئ ابن جدعان اليحصبي، وغيرهما. وروى البغويّ، من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ذي قرنات. قال: لما توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قيل: يا ذا قرنات، من بعده؟ قال: الأمين يعني أبا بكر. قيل: فمن بعده؟ قال: قرن من حديد- يعني عمر. قيل: فمن بعده؟ قال: الأزهر- يعني عثمان. قيل: فمن بعده؟ قال: الوضّاح المنصور- يعني معاوية. قال البغويّ: عثمان ضعيف، ولا أحسب سعيدا أدركه، ولا أحسبه هو سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم شيئا. وزعم الخطيب عن ابن سميع أن اسمه جابر بن أزد، وتعقبه ابن عساكر بأن الّذي عند ابن سميع ذو قرنات جابر بن أزد، وهما اثنان، قال: فظن الخطيب لما لم يجد بينهما فاصلة أنهما واحد، ثم ساقه عن ابن سميع في تسمية من روى عن عمر ممن أدرك الجاهليّة ذو قرنات. وقال ابن مندة: اختلف في صحبته، وأخرج من طريق أبي إدريس الخولانيّ، قال: كان أبو مسلم الجليلي معلّم كعب الأحبار، وكان يلومه على إبطائه عن الإسلام، قال كعب:   (1) أسد الغابة ت (1550) ، الاستيعاب ت (720) . (2) أسد الغابة ت (1551) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 فخرجت حتى أتيت ذا قرنات، فقال لي: أين تقصد يا كعب؟ فأخبرته، فقال: لئن كان نبيا إنه الآن لتحت التّراب، فخرجت فإذا أنا براكب فقال: مات محمد وارتدّت العرب ... الحديث. وروى الرّويانيّ في مسندة من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن نافع أنه سمع أباه يذكر أنّ معاوية قال لكعب: دلّني على أعلم الناس. قال: ما أعلمه إلا ذا قرنات، وهو باليمن، فبعث إليه معاوية وهو بالغوطة، فتلقاه كعب فوضع رأسه له ووضع الآخر له رأسه، فذكر قصّة طويلة. وفي ضمنها أنه كان يهوديا. واستنكرها ابن عساكر، لأن كعبا مات قبل أن يلي معاوية الخلافة، وهو كما قال. قلت: والقصّة التي قبلها تشعر أيضا بأنه لم يسلم. فاللَّه أعلم. 2472- ذو الكلاع الحميري «1» : روى ابن أبي عاصم، وأبو نعيم، من طريق حسّان بن كريب عن ذي الكلاع: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «اتركوا التّرك ما تركوكم» «2» تفرد به ابن لهيعة، فإن كان حفظه فهو غير ذي الكلاع الآتي ذكره في القسم الثالث. 2473- ذو اللحية الكلابيّ «3» : قال سعيد بن يعقوب: اسمه شريح. [وقال ابن قانع: شريح بن عامر، وحكاه البغويّ] «4» ، وقال المفضل الغلابي هو الضّحاك بن سفيان. [وقال ابن الكلبيّ. ذو اللحية شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، ولم يصفه بغير ذلك] «5» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 170، الوافي بالوفيات 14/ 43، التاريخ الكبير 3/ 266، الجرح والتعديل 3/ 2032، أسد الغابة ت (1552) ، الاستيعاب ت (721) . (2) أخرجه أبو داود عن أبي هريرة ولفظه دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم. أبو داود 2/ 515 كتاب الملاحم باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة حديث رقم 4302. قال الهيثمي في الزوائد 5/ 307 عن معاوية بن أبي سفيان قال سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول اتركوا الترك ما تركوكم رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 176، والطبراني في الكبير 7/ 224، 19/ 375 وكنز العمال حديث رقم 10934، 10951، 10952. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 170، تهذيب التهذيب 3/ 223، خلاصة تذهيب 1/ 312، الطبقات 307، تهذيب الكمال 1/ 397، تقريب التهذيب 1/ 238، التاريخ الكبير 3/ 265، الجرح والتعديل 3/ 2030، ذيل الكاشف 419، أسد الغابة ت (1553) ، الاستيعاب ت (732) . (4) سقط من أ. (5) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 روى البغويّ والطّبرانيّ، والحسن بن سفيان، وابن قانع، وابن أبي خيثمة وغيرهم من طريق سهل بن أسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن ذي اللّحية الكلابيّ، أنه قال: يا رسول اللَّه، أنعمل في أمر مستأنف أم في أمر قد فرغ منه؟ الحديث. 2474- ذو اللّسانين» : هو موله بن كثيف. يأتي. 2475- ذو مخبر «2» : يقال ذو مخمر الحبشي، ابن أخي النّجاشي. وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وخدمه، ثم نزل الشام، وله أحاديث أخرج منها أحمد، وأبو داود وابن ماجة، منها عند أبي داود من طريق حريز بن عثمان، عن يزيد ابن صبيح عن ذي مخبر، وكان يخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فذكر حديثا في نومهم عن الصّلاة. روى أبو داود أيضا من طريق خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، قال: انطلق بنا إلى ذي مخبر، رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأتيناه فسأله جبير عن الهدنة، فقال: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ستصالحون الرّوم» «3» ... الحديث. 2476 ز- ذو المشعار: هو مالك بن نمط، يأتي. 2477- ذو مرّان «4» : هو عك يأتي. 2478- ذو مناحب «5» : وذو منادح «6» ، وذو مهدم «7» - تقدم حديثهم في ذي دجن. وذكر عبد الصّمد بن سعيد في طبقات الحمصيين الأول والثالث لكن قال ذو مناخب   (1) أسد الغابة ت (1554) . (2) الطبقات الكبرى 7/ 425، طبقات خليفة 307، مقدمة مسند بقي بن مخلد 103، الجرح والتعديل 3/ 447، التاريخ الكبير 3/ 264، المعجم الكبير 4/ 277، الإكمال 7/ 209، تهذيب الكمال 8/ 531، تجريد أسماء الصحابة 1/ 170، الكاشف 1/ 230، الوافي بالوفيات 14/ 49، تهذيب التهذيب 3/ 224، تقريب التهذيب 1/ 239، خلاصة تذهيب التهذيب 13، تاريخ الإسلام 1/ 204، أسد الغابة ت (1555) ، الاستيعاب ت (724) . (3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 95 كتاب الجهاد باب في صلح العدو حديث رقم 2767، 2/ 512 كتاب الملاحم باب (2) ما يذكر من ملاحم الروم حديث رقم 4292، وابن ماجة في السنن 2/ 1369 كتاب الفتن باب (35) الملاحم حديث رقم 4089. قال البوصيري في زوائد ابن ماجة، 2/ 1369 إسناده حسن وروى أبو داود بعضه وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 326 والطبراني في الكبير 4/ 278، والحاكم في المستدرك 4/ 421، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38451. (4) أسد الغابة ت (1556) . (5) أسد الغابة ت (1557) . (6) أسد الغابة ت (1558) . (7) أسد الغابة ت (1559) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 بخاء معجمة وذو مهدب آخره موحدة. وقال: لا يوجد منهما حديث. 2479 ز- ذو النخامة: لا أعرف اسمه. روى ابن أبي الدّنيا في المرض والكفارات له من طريق الربيع بن صبيح، عن غالب القطّان أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على ذي النخامة، وهو موعوك فقال: «منذ كم» ؟ قال: منذ سبع قال: «اختر إن شئت دعوت اللَّه لك أن يعافيك، وإن شئت صبرت ثلاثا، فتخرج منها كيوم ولدتك أمّك» قال: أصبر يا رسول اللَّه. في إسناده ضعف مع إرساله. 2480 ز- ذو النّسعة: بكسر أوله وسكون المهملة، لا أعرف اسمه. ثبت ذكره في حديث البخاريّ «1» ، وروى أصحاب السّنن من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال قتل رجل على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فدفعه إلى وليّ المقتول، فقال القاتل: لا واللَّه، ما أردت قتله. فقال لوليّ المقتول: إن كان صادقا فقتلته دخلت النار. فخلّى سبيله، وكان مكتوفا بنسعة فخرج يجرّ نسعته فسمي ذا النّسعة. لفظ النسائي. وأخرج مسلم معناه أو قريبا منه حديث وائل بن حجر، ولكن ليس في آخره، فسمي ذا النّسعة. والنّسعة، بكسر النون وسكون المهملة بعدها مهملة هو الحبل. 2481- ذو النمرق: هو النعمان بن زيد الكندي. يأتي. 2482 ز- ذو النّور: هو الطفيل بن عمرو الدّوسي. [يقال: هو الطفيل بن الحارث، ويقال عبد اللَّه بن الطفيل: قاله المرزبانيّ في معجمه] «2» يأتي. 2483 ز- ذو النّور: آخر هو عبد الرحمن بن ربيعة. يأتي. 2484 ز- ذو النّور: سراقة بن عمرو. يأتي. 2485- ذو النّورين: عثمان بن عفان: مشهور بها، والمشهور أن ذلك لكونه تزوّج ببنتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واحدة بعد أخرى.   (1) في أحديث صحيح. (2) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 وروى أبو سعد الماليني بإسناد فيه ضعف عن سهل بن سعد، قال: قيل لعثمان ذو النورين لأنه يتنقل من منزل إلى منزل في الجنّة فتبرق له برقتان، فلذلك قيل له ذلك. 2486 ز- ذو النّون: بنونين، هو طليحة بن خويلد الأسدي. يأتي. 2487- ذو اليدين السّلمي «1» : يقال هو الخرباق. وفرّق بينهما ابن حبّان، قال أبو هريرة: صلّى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إحدى صلاتي العشيّ، فسلم في ركعتين، فقام رجل في يديه طول يدعى ذا اليدين، فقال: يا رسول اللَّه، أقصرت الصلاة أم نسيت؟ «2» الحديث. أخرجاه من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة. وروى الحسن بن سفيان والطّبراني وغيرهما، من طريق شعيث بن مطير، عن أبيه أنه لقي ذا اليدين بذي خشب، فحدثه أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلّى بهم إحدى صلاتي العشيّ وهي العصر فصلى ركعتين، وخرج مسرعا إلى الناس ... فذكر الحديث. روى ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن مهاجر أن محمد بن سويد أفطر قبل الناس بيوم، فأنكر عليه عمر بن عبد العزيز، فقال: شهد عندي فلان أنه رأى الهلال. فقال عمر: أو ذو اليدين هو؟ [ولذي اليدين ذكر في حديث آخر، يأتي ذكره في ترجمة أم إسحاق من كنى النساء] «3» . 2488- ذو يزن «4» : ذكره أبو موسى عن عبدان، قال: قدم ذو يزن، واسمه مالك بن مرارة على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من عند زرعة بن سيف بإسلامهم وإسلام ملوك اليمن فكتب له كتابا. قلت: وستأتي ترجمته في الميم. 2489 ز- ذو يناق: يأتي ذكره في ترجمة شهر. ذكر بقية حرف الذال المعجمة 2490- ذؤاب «5» : ذكر أبو موسى عن أبي الفتح الأزديّ، وساق بإسناد له ضعيف إلى أنس، قال: كان رجل يقال له ذؤاب يمرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فيقول: السلام   (1) أسد الغابة ت (1560) ، الاستيعاب ت (725) . (2) أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 336. (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (1561) . (5) أسد الغابة ت (1562) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 عليك يا رسول ورحمة اللَّه وبركاته، فيرد عليه ... فذكر الحديث. 2491- ذؤالة بن عوقلة اليمانيّ «1» . روى أبو موسى بإسناد مظلم إلى هدبة، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال: وفد وفد من اليمن وفيهم رجل يقال له ذؤالة بن عوقلة اليماني، فوقف بين يدي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه من أحسن الناس خلقا وخلقا؟ قال: «أنا يا ذؤالة ولا فخر» فذكر حديثا طويلا ركيك الألفاظ جدّا آثار الوضع لائحة عليه. 2492- ذؤيب بن حارثة الأسلمي «2» :، أخو أسماء بن حارثة وإخوته. تقدم ذكره في حمران بن حارثة. 2493 ز- ذؤيب بن حبيب: بن تويت، بمثناتين مصغّرا، ابن أسد بن عبد العزي القرشي الأسدي. ذكره عمر بن شبّة في أخبار المدينة عن أبي غسّان المدني، قال: اتخذ ذؤيب بن حبيب دارا بالمصلّى مما يلي السّوق، وهي بأيدي ولده اليوم، [وساق نسبه، قال: وكانت له صحبة بالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم] «3» . 2494- ذؤيب بن حبيب الخزاعيّ: يأتي في الّذي بعده. 2495- ذؤيب بن حلحلة «4» : ويقال ابن حبيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم الخزاعيّ، والد قبيصة. وفرّق ابن شاهين بين ذؤيب والد قبيصة، وبين ذؤيب بن حبيب، والّذي روى عنه ابن عبّاس. وزعم ابن عبد البر أن أبا حاتم سبقه إلى ذلك، وهو خطأ. قلت: ولم يظهر لي كونه خطأ، وأما والد قبيصة فقد ذكر الغلابي عن ابن معين أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أتى بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له وفاة أبيه، فهذا يدل على أنه مات في زمن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأما الّذي روى عنه ابن عباس فحديثه عنه في   (1) أسد الغابة ت (1563) . (2) أسد الغابة ت (1564) . الاستيعاب ت (707) . (3) سقط من أ. (4) الثقات 3/ 120، تهذيب التهذيب 3/ 222، بقي بن مخلد 317، خلاصة تذهيب 1/ 312، الطبقات 107، تهذيب الكمال 1/ 396، التحفة اللطيفة 2/ 47، تقريب التهذيب 1/ 238، العقد الثمين 4/ 366، الرياض المستطابة 68، الكاشف 1/ 298، أسد الغابة ت (1565) ، الاستيعاب ت (708) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 صحيح مسلم أنه حدثه أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يبعث معه بالبدن ثم يقول: «إن عطب منها شيء ... » «1» فذكر الحديث. وذكر ابن سعد أنه سكن قديدا «2» ، وعاش إلى زمان معاوية. 2496- ذؤيب بن شعثم «3» : بضم الشين المعجمة والمثلثة بينهما عين مهملة. ويقال شعثن، آخره نون بدل الميم: ابن قرط بن جناب «4» بن الحارث بن جهمة بن عديّ بن جندب بن العنبر بن تميم التميمي العنبريّ. قال ابن السّكن: له صحبة، وذكره ابن جرير، وابن السّكن، وابن قانع، والعقيلي وغير هم في الصّحابة. وله أحاديث مخرجها عن ذريته وروى هو ابن شاهين من طريق عطاء بن خالد بن الزّبير بن عبد اللَّه بن رديح بن ذؤيب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جده عن ذؤيب قال: غزوت مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ثلاث غزوات. وروى الطّبرانيّ من هذا الوجه عن ذؤيب أنّ عائشة قالت: إني أريد أن أعتق من ولد إسماعيل قصدا، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعائشة: «انتظري حتّى يجي سبي العنبر غدا» فجاء فقال لها: «خذي أربعة» . قال عطاء: فأخذت جدّي رديحا، وابن عمي سمرة وابن عمي رخيّا، وخالي زبيبا، فمسح النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم رءوسهم وبرّك عليهم. وروى ابن شاهين، وأبو نعيم، من طريق عطاء بن خالد بهذا الإسناد أنّ رسل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّوا بأم زبيب، فأخذوا زريبتها، فلحق ذؤيب بالنبيّ صلى اللَّه   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1036 عن ذؤيب الخزاعي كتاب المناسك باب (101) في الهدي إذا عطب حديث رقم 3105 كان يتعوذ باللَّه من فتنة المغرب 1/ 123، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 145 والطبراني في الكبير 17/ 187. (2) قديد: تصغير قدّ: اسم موضع قرب مكة، قال عبيد اللَّه بن قيس الرقيات: قل لقند تشيّع الأضغانا ... وبم سرّ عيشنا وكفانا صادرات عشية عن قديد ... واردات مع الضحى عسفانا انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1070. (3) الثقات 3/ 121، الوافي بالوفيات 14/ 47، الجرح والتعديل 3/ 2035، أسد الغابة ت (1566) ، الاستيعاب ت (709) . (4) في أابن قنط بن جناق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 عليه وآله وسلم فقال: أخذ الرّكب زريبة أمّي يعني قطيفتها، فقال: «ردّوا عليه زريبة أمّه وقال: بارك اللَّه فيك يا غلام» . قال ابن مندة: جاء عن عطاء بن خالد بهذا الإسناد عدة أحاديث. وروى ابن مندة من طريق بلال بن مرزوق بن ذؤيب بن رديح بن ذؤيب: حدثني أبي عن أبيه عن جد أبيه ذؤيب أنه أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «ما اسمك؟» قال: الكلابي، قال: «أنت ذؤيب، بارك اللَّه فيك ومتّع بك أبويك» . وقال ابن أبي حاتم: روى المسور بن قريط بن معين بن رديح بن ذؤيب عن أبيه عن جده رديح عن أبيه ذؤيب. الذال بعدها الهاء 2497 ز- ذهبن «1» : بفتح أوله وسكون الهاء بعدها موحدة مفتوحة ثم نون. وصحّفه بعضهم فقال: زهير، وأبوه قرضم- بكسر القاف والمعجمة بينهما راء- ابن العجيل بن قثاث بن قمومي بن يقلل بن العيدي من بني عيدي بن مهرة المهري، من بني مهرة بن حيدان. روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ، قال: أخبرنا معمر، عن عمران المهري، قال: وفد منا رجل يقال له ذهبن بن القرضم على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان رسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدنيه ويكرمه لبعد داره، وكتب له كتابا هو عندهم، وقد تقدّم في المهملة مصغّرا. وبذلك جزم ابن حبيب وبالأول جزم الدارقطنيّ وابن ماكولا، [وهو ظاهر ما في النسخة المعتمدة من جمهرة ابن الكلبيّ بموحّدة بعد الهاء بوزن جعفر] «2» . القسم الثاني لم يذكر به أحد. القسم الثالث الذال بعدها الألف والباء [2498 ز- ذادويه: تقدم في الأول من المهملة.   (1) تبصير المنتبه 3/ 986 (2) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 2499- ذباب بن الحارث بن عمرو: بن معاوية بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس اللَّه بن سعد العشيرة] «1» . له إدراك، وشهد ولده عبد اللَّه صفّين مع علي. ذكره ابن الكلبيّ. 2500 ز- ذبيان بن سعد «2» الأسديّ: له إدراك. ذكر وثيمة في «الردة» عن ابن إسحاق، قال: وكان ممن فاق طليحة بن خويلد لما ادّعى النبوّة، وقال له: إنما أنت امرؤ كاهن تخطىء وتصيب فائتنا بمثل القرآن، وإلّا فاكفنا نفسك ... فذكر القصة. استدركه ابن فتحون، وفي نسخة من كتاب وثيمة ظبيان بالظاء المشالة بدل الذال المعجمة. الذال بعدها الراء 2501- ذرع الخولانيّ: أبو طلحة. يأتي في الكنى. 2502 ز- ذريح بن الحارث: بن ربيعة الثعلبيّ، والد الحتات الشاعر تقدم ذكر ولده وقد قيل رديح، بتقديم الراء والتصغير والدال المهملة. وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : خرج الحتات إلى جهاد الفرس وأبوه شيخ كبير حيّ فشقّ عليه، وجزع من فراقه، وأنشد أبياتا، فلما بلغت الحتات أجابه: ألا من مبلغ عنّي ذريحا ... فإنّ اللَّه بعدك قد دعاني فإن تسأل فإنّي مستقيد ... وإنّ الخيل قد عرفت مكاني [الوافر] في أبيات. وقال أبوه يرثيه لما بلغه أنه استشهد: أبغي الحتات في الجياد ولا أرى ... له شبها ما دام للَّه ساجد وكان الحتات كالشّهاب حياته ... وكلّ شهاب لا محالة خامد [الطويل]   (1) سقط من أ. (2) في أ: دينار بن ربيعة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 الذال بعدها الكاف 2503 ز- ذكوان: مولى عمر. له إدراك، وأخرج أبو الحسين الرّازي والد تمام في كتاب من روى عن الشافعيّ من طريق الهيثم بن مروان، قال: حدثني محمد بن إدريس الشافعيّ، قال: استعمل معاوية ذكوان مولى عمر بن الخطاب على عشور الكوفة، فذكر قصّة. الذال بعدها الواو 2504 ز- ذو أصبح الحميري: له ذكر في المخضرمين. 2505- ذو جوشن «1» : يأتي ذكره في ذي الكلاع «2» . 2506- ذو ظليم: اسمه حوشب «3» . تقدم. 2507 ز- ذو رود: اسمه سعيد بن العاقب. يأتي، وتقدم له ذكر في ترجمة الأقرع بن حابس. [2508 ز- ذو الشّكوة: هو أبو عبد الرحمن القينيّ. يأتي في الكنى. 2509- ذو عمرو الحميري ] «4» . «5» كان في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ملكا، وأرسل إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم جرير بن عبد اللَّه برجلين من أهل اليمن. وروى البخاريّ في الصّحيح من طريق إسماعيل، عن قيس، عن جرير، قال: كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن، ذا الكلاع، وذا عمرو، فجعلت أحدّثهما عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال ذو عمرو: لئن كان الّذي تذكر لقد مرّ على أجله منذ ثلاث، وأقبلا معي، فرفع لنا في الطريق ركب، فقالوا: قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم واستخلف أبو بكر، فقال: أخبر صاحبك أنّا سنعود إن شاء اللَّه تعالى. فقال أبو بكر: أفلا جئت بهم؟ قال: فلما كان بعد ذلك قال لي ذو عمرو: يا جرير، إن لك عليّ كرامة.. فذكر القصّة. قلت: وهو يقتضي أنه عاد من اليمن، فإن جريرا لم يرجع إليها بعد ذلك.   (1) في أذو حوشب. (2) أسد الغابة ت (1540) . (3) أسد الغابة ت (1547) ، الاستيعاب ت (722) . (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (1548) ، الاستيعاب ت (718) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 وروى ابن عساكر، من طريق ابن إسحاق، عن جرير، قال: بعثني النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى ذي الكلاع وذي عمرو، فأما ذو الكلاع فقال لي: ادخل على أم شرحبيل- يعني زوجته، فو اللَّه ما دخل عليها بعد أبي شرحبيل أحد قبلك. قال: فأسلما. وروى الواقديّ في الردة بأسانيد له متعددة، قالوا: بعث النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم جريرا إلى ذي الكلاع وذي عمرو، فأسلما وأسلمت ضريبة بنت أبرهة بن الصباح امرأة ذو الكلاع. 2510 ز- ذو الغصّة العامري: اسمه عامر بن مالك. يأتي في العين] «1» . 2511- ذو الكلاع: اسمه أسميفع: بفتح أوله وسكون المهملة وفتح ثالثه وسكون التحتانية وفتح الفاء بعدها مهملة، ويقال: سميفع بفتحتين، ويقال أيفع بن باكور، وقيل ابن حوشب بن عمرو بن يعفر بن يزيد بن النعمان الحميري. وكان يكنى أبا شرحبيل، ويقال أبا شراحبيل تقدم ذكره في الّذي قبله. وقال الهمدانيّ: اسمه يزيد، قال: وبعث إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم جرير بن عبد اللَّه فأسلم وأعتق لذلك أربعة، ثم قدم المدينة ومعه أربعة آلاف أيضا، فسأله عمر في بيعهم فأصبح وقد أعتقهم، فسأله عمر عن ذلك، فقال: إني أذنبت ذنبا عظيما. فعسى أن يكون ذلك كفارة. قال: وذلك أني تواريت مرة ثم أشرفت فسجد لي مائة ألف. روى يعقوب بن شيبة بإسناد له عن الجراح بن منهال، قال: كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين، فبعث إليه عمر، فقال: بعنا هؤلاء نستعين بهم على عدوّ المسلمين. فقال: لا، هم أحرار، فأعتقهم كلهم في ساعة واحدة. قال أبو عمر: لا أعلم له صحبة، إلا أنه أسلم واتبع في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقدم في زمن عمر، فروى عنه وشهد صفّين مع معاوية وقتل بها. وروى أبو حذيفة في الفتوح، من طريق أنس بن مالك- أنّ أبا بكر بعثه إلى أهل اليمن يستنفرهم إلى الجهاد، فرحل ذو الكلاع ومن أطاعه من حمير. قلت: وأخرج أبو نعيم في ترجمته حديثا فيه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقد غلب على ظني أنه غيره فأفردته فيما مضى. وقال سيف: كان ذو الكلاع في يوم اليرموك على كردوس. وقال هشام بن الكلبيّ،   (1) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 عن أبيه، عن أبي صالح: كان يدخل مكّة رجال متعممون من جمالهم مخافة أن يفتتن بهم، منهم: ذو الكلاع، والزّبرقان بن بدر، وزيد الخيل، وعمرو بن حممة وآخرون. وروى إبراهيم بن زائل في كتاب «صفّين» من طريق جابر الجعفي عمن حدثه أنّ معاوية خطب، فقال: إن عليا نهد إليكم في أهل العراق فقال ذو الكلاع: عليك أم رأي وعلينا أم فعال. وهي لغة يجعلون لام التعريف ميما. وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، أسميفع بن الأكور: ذو الكلاع الأصغر مخضرم له مع عمر أخبار. ثم بقي إلى أيام معاوية، ولما كثر شرب الناس الخمر في خلافة عمر كتب إلى عامله أن يأمر بطبخ كل عصير الشام حتى يذهب ثلثاه، فقال ذو الكلاع: رماها أمير المؤمنين بحتفها ... فخلّانها يبكون حول المقابر فلا تجلدوهم واجلدوها فإنّها ... هي العيش للباقي ومن في المقارير [الطويل] وقال خليفة: كان ذو الكلاع بالميمنة على أهل حمص بصفّين مع معاوية. روى يعقوب بن شيبة بإسناد صحيح عن أبي وائل، عن أبي ميسرة أنه رأى ذا الكلاع وعمّارا في قباب بيض بفناء الجنّة، فقال: ألم يقتل بعضكم بعضا؟ قالوا: بلى، ولكن وجدنا اللَّه واسع المغفرة. 2512- ذؤيب بن كليب» : بن ربيعة. ويقال ذؤيب بن وهب الخولانيّ. أسلم في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ويقال: إن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمّاه عبد اللَّه. وروى ابن وهب، عن ابن لهيعة- أن الأسود العنسيّ لما ادّعى النبوّة وغلب على صنعاء أخذ ذؤيب بن كليب فألقاه في النار لتصديقه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلم تضرّه النار، فذكر ذلك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لأصحابه، فقال عمر: الحمد للَّه الّذي جعل في أمتنا مثل إبراهيم الخليل. وقال عبدان: هو أول من أسلم من أهل اليمن، ولا أعلم له صحبة إلّا أنّ ذكر إسلامه وما ابتلاه اللَّه تعالى به وقع في حديث مرسل من رواية ابن لهيعة، ووقع عند ابن الكلبيّ في هذه القصة أنه ذؤيب بن وهب. وقال في سياقه: طرحه في النار فوجده حيا، ولم يذكر النبيّ   (1) أسد الغابة ت (1567) ، الاستيعاب ت (706) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 2513 - ذؤيب «1» بن أبي ذؤيب: خويلد بن خالد بن محرّث، ويقال ابن خالد بن خويلد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة الهذلي. هو ولد الشّاعر المشهور. مات هو وأربعة إخوة له بالطاعون في زمن عمر. وكانوا قد بلغوا ولهم بأس ونجدة فرثاهم بالقصيدة الشهيرة التي أولها: أمن المنون وريبها تتوجّع ... والدّهر ليس بمعتب من يجزع «2» [الكامل] ويقول فيها: وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع [الكامل] قال المرزبانيّ: عامّة ما قال أبو ذؤيب من الشّعر في الإسلام، وكان موته بإفريقية في زمن عثمان. 2514 ز- ذؤيب بن مرار. له إدراك، فروى ابن دريد عن السكن بن سعيد، عن هشام بن الكلبيّ، عن أبي الهيثم الرحبيّ شيخ من حمير: حدّثني شيخان ممن أدرك حماما، وسمع حديثه من فلق فيه، وهما ذؤيب بن مرار، والأرقم بن أبي الأرقم، قالا: أخبرنا حمام بن معديكرب الكلاعيّ أحد فرسان الجاهليّة.. فذكر قصّة طويلة. 2515 ز- ذؤيب بن يزيد: أو ابن زيد. ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين، وقال: عاش أربعمائة وخمسين سنة، ثم أدرك الإسلام فأسلم بعد أن هرم، وهو القائل: اليوم يبنى لذؤيب بيته ... لو كان للدّهر بلى أبليته أو كان قرنا واحدا كفيته ... يا ربّ نهب صالح حويته ومعصم مخضّب ثنيته «3» [الرجز] الأبيات.   (1) هذه الترجمة سقط من أ. (2) ينظر هذا البيت في ديوان الهذليين: 2. (3) تنظر الأبيات في المعمرين: 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 الذال بعدها الهاء 2516 ز- ذهل بن كعب: له إدراك. سمع من معاذ بن جبل وعمر، حدث عنه سماك بن حرب، ذكره البخاريّ في تاريخه. القسم الرابع «1» الذال بعدها الكاف والواو 2517- ذكوان بن عبد مناف «2» . الذال بعدها الواو 2518- ذو يزن: قد بيّنت ما فيهما في القسم الأول.   (1) القسم الرابع من أ. (2) في أ: ذكوان بن عبد يامين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 حرف الراء القسم الأول الراء بعدها الألف 2519- راشد بن حبيش «1» : بالمهملة ثم الموحدة مصغّر. ذكره أحمد، وابن خزيمة، والطّبرانيّ وغيرهم في الصّحابة. وقال البغويّ: يشكّ في سماعه. وذكره في التابعين البخاريّ، وأبو حاتم، والعسكريّ وغيرهم، فروى أحمد من طريق سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن راشد بن حبيش أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على عبادة بن الصّامت يعوده في مرضه، فقال: «أتعلمون من الشّهيد» «2» الحديث. قال ابن مندة: تابعه معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة، ورواه سفيان بن عبد الرحمن عن قتادة، فقال: عن راشد عن عبادة. وهو الصّواب. 2520- راشد بن حفص الهذلي «3» : يكنى أبا أثيلة، قاله ابن مندة. روى البخاريّ، وابن مندة، من طريق راشد بن حفص، عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان جدي من قبل أمي يدعى في الجاهلية ظالما، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أنت راشد» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 171، التاريخ الكبير 3/ 293، ذيل الكاشف 424، أسد الغابة ت (1568) . (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 489 عن عبادة بن الصامت أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال أتعلمون من الشهيد فقال يا رسول اللَّه الصابر المحتسب فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل في سبيل اللَّه شهادة والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة ... الحديث. قال الهيثمي في الزوائد 5/ 302 رواه أحمد ورجاله ثقات والمنذري في الترغيب والترهيب 2/ 334. (3) الثقات 3/ 127، التحفة اللطيفة 2/ 50، تجريد أسماء الصحابة 1/ 171، التاريخ الكبير 3/ 297 الجرح والتعديل 3/ 2198، أسد الغابة ت (1569) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 قلت: وسيأتي له ذكر في ترجمة عامر بن مرقش، وخلط ابن عبد البرّ ترجمته بترجمة راشد بن عبد ربه السلميّ، وهو غيره فيها يظهر لي، [بل المحقق التعدّد، لأن هذا هذلي. 2521- راشد بن سعيد السلمي: ذكره العقيليّ، كذا في التّجريد «1» . 2522- راشد بن شهاب بن عمرو «2» : من بني غيلان بن عمرو بن دعمي بن إياد. قال هشام بن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان اسمه قرصافا فسماه راشدا. 2523 ز- راشد بن عبد ربه السلميّ: قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان اسمه غويّا، فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم راشدا. وقال المدائنيّ: هو صاحب البيت المشهور، وهو هذا: فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر [الطويل] وروى أبو نعيم من طريق محمد بن الحسن بن زبالة، عن حكيم بن عطاء السّلميّ، من ولد راشد بن عبد ربه: عن أبيه، عن جده راشد بن عبد ربه، قال: كان الصنم الّذي يقال له سواع «3» بالمعلاة، فذكر قصّة إسلامه وكسره إياه. ورواه أبو حاتم بسند له، وفيه: أنه كان عند الصنم يوما إذ أقبل ثعلبان فرفع «4» أحدهما رجله فبال على الصنم وكان سادنه غاوي بن ظالم فأنشد: أربّ يبول الثّعلبان برأسه ... لقد هان من بالت عليه الثّعالب [الطويل] ثم كسر الصنم، وأتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال له: أنت راشد بن عبد اللَّه. 2524 ز- راشد بن عبد ربه: ذكر ابن عساكر أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب له كتابا.   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (1570) . (3) سواع: اسم صنم كان لهذيل برهاط من أرض ينبع وهو عرض من أعراض المدينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 751. (4) في أ: إذ أقبل ثعلب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله. 2525- راشد بن المعلّى: بن لوذان الأنصاريّ، أخو رافع. ذكره ابن الكلبيّ فعده بدريا كذا في التجريد «1» . 2526 ز- رافع بن أشيم الأشجعي: أبو هند، والد نعيم بن أبي هند، ويقال اسمه النعمان. يأتي في الكنى] «2» . 2527 ز- رافع بن ثابت: هو رويفع بن ثابت. يأتي. 2528 ز- رافع بن جابر الطائيّ: يأتي في ابن عمرو. 2529 ز- رافع بن جعدبة الأنصاري ّ «3» : ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة. 2530 ز- رافع بن الحارث بن سواد «4» بن زيد بن ثعلبة بن غنم الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة. وقال أبو عمر: شهد بدرا وأحدا والخندق، وعاش إلى خلافة عثمان. 2531 ز- رافع بن خداش: ذكره أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» ، وأخرج بإسناد ضعيف أن جندع بن الصّميل أتاه آت فقال له: يا جندع بن الصّميل أسلم تسلم، وتغنم، من حرّ نار تضرم فقال: ما الإسلام؟ قال: البراء من الأصنام، والإخلاص لملك العلّام. قال: كيف السبيل إليه؟ قال: إنه قد اقترب ظهور ناجم من العرب، كريم النسب، غير خامل النسب، يطلع من الحرم، تدين له العجم. قال فأخبر بذلك ابن عمه رافع بن خداش فاصطحبا، فلما وصل جندع إلى نجران مات بها وأقام رافع بن خداش، فلما بلغه مهاجرة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى المدينة جاء فأسلم. 2532 - رافع بن خديج «5» بن رافع: بن عدي بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث   (1) في ط ذكره ابن الكلبي وعده من البدريين في التجريد. (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (1576) . (4) أسد الغابة ت (1579) ، الاستيعاب ت (727) . (5) المغازي للواقدي 18، 216 و 420 و 775 و 10355، المحبر لابن حبيب 411، التعليقات والنوادر للهجري 1 رقم 467، تاريخ خليفة 271، طبقات خليفة 79، التاريخ الكبير 3/ 299: 302، التاريخ الصغير 56، المعارف 306، أنساب الأشراف 1/ 288 و 316 و 3/ 55، تاريخ الطبري 2/ 477 و 505 و 4/ 285 و 308، مروج الذهب 1621، الجرح والتعديل 3/ 479، مقدمة مسند بقي بن مخلد 84، الثقات لابن حبان 4/ 235، مشاهير علماء الأمصار رقم 29، المعجم الكبير 4/ 282: 343، جمهرة أنساب العرب 340، البدء والتاريخ 6/ 212، المعرفة والتاريخ 1/ 223 و 602 و 218 و 623 و 722 و 808، معجم البلدان 2/ 324، أخبار القضاة 3/ 253، الكامل في التاريخ 2/ 136 و 3/ 115 و 4/ 364، تهذيب الأسماء 1/ 187، تهذيب الكمال 9/ 22: 25، تحفة الأشراف 3/ 139: 162، العبر 1/ 83، سير أعلام النبلاء 3/ 181: 183، تجريد أسماء الصحابة 1/ 172، الكاشف 1/ 232، المعين في طبقات المحدثين 21، الوافي بالوفيات 14/ 64، مرآة الجنان 1/ 155، البداية والنهاية 9/ 3، مجمع الزوائد 9/ 345، دول الإسلام 1/ 54، تهذيب التهذيب 3/ 229، تقريب التهذيب 1/ 241، النكت الظراف 3/ 140، المطالب العالية 4/ 110، خلاصة تذهيب التهذيب 97، شذرات الذهب 1/ 82، الأخبار الطوال 196، تاريخ العظيمي 212، الوفيات لابن قنفذ 82، تاريخ الإسلام 2/ 400، أسد الغابة ت (1580) ، الاستيعاب ت (728) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسي، الحارثي، أبو عبد اللَّه أو أبو خديج أمه حليمة بنت مسعود بن سنان بن عامر من بني بياضة. عرض على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم بدر فاستصغره، وأجازه يوم أحد، فخرج بها وشهد ما بعدها. وروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن عمه ظهير بن رافع. وروى عنه ابنه عبد الرحمن، وحفيده عباية بن رفاعة، والسّائب بن يزيد، ومحمود بن لبيد، وسعيد بن المسيّب، ونافع بن جبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو النجاشي، مولى رافع، وسليمان بن يسار وآخرون، واستوطن المدينة إلى أن انتقضت جراحته في أول سنة أربع وسبعين فمات، وهو ابن ستّ وثمانين سنة وكان عريف قومه بالمدينة. كذا قال الواقديّ في وفاته وقد ثبت أن ابن عمر صلّى عليه، وصرح بذلك الواقديّ وابن عمر وفي أوله سنة أربع كان بمكة عقب قتل ابن الزبير، ثم مات من الجرح الّذي أصابه من زجّ الرمح، فكأن رافعا تأخّر حتى قدم ابن عمر المدينة فمات فصلّى عليه، ثم مات ابن عمر بعده، أو مات رافع في أثناء سنة ثلاث قبل أن يحجّ ابن عمر، فإنه ثبت أن ابن عمر شهد جنازته [فقد خرج من طريق أبي نضرة] «1» قال أبو نضرة: خرجت جنازة رافع بن خديج، وفي القوم ابن عمر، فخرج نسوة يصرخن، فقال ابن عمر: اسكتن، فإنه شيخ كبير، لا طاقة له بعذاب اللَّه.   (1) سقط في ت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 وقال يحيى بن بكير: مات أول سنة ثلاث وسبعين، فهذا شبه. وأما البخاريّ فقال: مات في زمن معاوية [وهو المعتمد، وما عداه واه وسيأتي سنده في ذلك في ترجمة أم عبد الحميد في كنى النساء وأرّخه] «1» ابن قانع سنة تسع وخمسين وأخرج ابن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله: أصاب رافعا سهم يوم أحد فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إن شئت نزعت السّهم وتركت القطيفة، وشهدت لك يوم القيامة أنّك شهيد» «2» فلما كانت خلافة عثمان انتقض به ذلك الجرح فمات منه. كذا قال. والصّواب خلافة معاوية كما تقدم، ويحتمل أن يكون بين الانتقاض والموت مدّة. 2533- رافع بن أبي رافع الطائي «3» : يأتي في ابن عمرو. 2534- رافع بن رفاعة الأنصاريّ «4» : روى حديثه أحمد، وأبو داود، من طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن، قال: جاء رافع بن رفاعة إلى مجلس الأنصار فقال: لقد نهانا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم اليوم عن شيء كان يرفق بنا، نهانا عن كراء «5» الأرض، وعن كسب الحجام، وعن كسب الأمة إلّا ما عملت بيديها نحو الخبز والغزل «6» . وقال أبو عمر: رافع بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان لا تصحّ له صحبة، والحديث غلط. قلت: لم أره في الحديث منسوبا، فلم يتعين كونه رافع بن رفاعة بن مالك. فإنه تابعيّ لا صحبة له، بل يحتمل أن يكون غيره وأما كون الإسناد غلطا فلم يوضحه. وقد أخرجه ابن مندة من وجه آخر عن عكرمة، فقال: عن رفاعة بن رافع. واللَّه أعلم.   (1) بياض في أ. (2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 378. (3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 132. (4) أسد الغابة ت (1581) ، الاستيعاب ت (729) . (5) في أ: نهانا عن كرى الأرض. (6) أخرجه النسائي في السنن 7/ 40، عن رافع بن خديج بلفظه كتاب الأيمان والنذور (35) باب ذكر الأحاديث المختلفة في النهي عن كراء الأرض بالثلث ... (45) حديث رقم 3888 وأحمد في المسند 3/ 338، 389 والدارقطنيّ في السنن 3/ 36، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 131، 132، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 142. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 2535- رافع بن زيد «1» : بن كرز بن سكن بن زعوراء «2» بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأوسيّ. ويقال رافع بن سهل. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. هكذا على الشكّ وأما ابن إسحاق والواقديّ فقالا : رافع بن زيد. بغير شك. وقال ابن الكلبيّ: رافع بن يزيد، وكذا قال ابن الأسود، عن عروة «3» . 2536- رافع بن سعد الأنصاريّ: ذكره أحمد بن محمّد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة. وذكره ابن شاهين وأبو موسى. 2537- رافع بن سنان: [أخو معقل] «4» الأشجعي «5» . ذكره خليفة بن خياط فيمن روى من الصّحابة من أشجع. 2538- رافع بن سنان: الأنصاريّ الأوسيّ، أبو الحكم، جد عبد الحميد بن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم بن رافع بن سنان. روى عبد الحميد الكبير، عن أبيه، عن جدّه أحاديث، منها عند أبي داود من طريق عيسى بن يونس، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده رافع بن سنان أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم، فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فذكر الحديث. [وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في الأنساب: أبو الحكم رافع بن سنان صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من ذرية العطبون، وهو عامر بن ثعلبة] «6» . 2539- رافع بن سهل بن رافع «7» : بن عدي بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاريّ، حليف القواقلة. قيل: شهد بدرا، ولم يختلف أنه شهد أحدا وما بعدها واستشهد باليمامة قال الواقديّ   (1) أسد الغابة ت (1582) ، الاستيعاب ت (730) . (2) في أ: زعور. (3) أسد الغابة ت (1583) . (4) ليس في أ. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 173، الكاشف 1/ 300، الثقات 3/ 121، خلاصة تذهيب 1/ 315، التحفة اللطيفة 2/ 51، تقريب التهذيب 1/ 241، الجرح والتعديل 3/ 2161، تهذيب التهذيب 3/ 231، الطبقات 48، الاستبصار 347، الوافي بالوفيات 14/ 70، أسد الغابة ت (1585) ، الاستيعاب ت (731) . (6) ليس في أ. (7) أسد الغابة ت (1586) ، الاستيعاب ت (732) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 بسند له: أقبل رافع بن سهل الأشهلي يصيح: يا آل سهل، ما تستبقون من أنفسكم؟ وألقى الدّرع وحمل بالسيف فقتل. 2540- رافع بن سهل» : بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ، أخو عبد اللَّه. شهد أحدا، واستشهد عبد اللَّه بالخندق. 2541- رافع بن ظهير «2» «3» : أخو أسيد بن ظهير. معنى ذكره في ترجمة أنس بن ظهير في حرف الألف إن كان محفوظا، وأخرج قاسم بن أصبغ في مسندة من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن رافع بن ظهير أو حضير أنه راح من عند النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: إنه نهى عن كراء الأرض أخرجه أبو عمر فقال: هذا غلط لا خفاء به. قلت: الصّواب فيه ما خرجه النسائيّ من هذا الوجه، فقال: عن أبيه، عن رافع بن أسيد بن ظهير، عن أبيه، فسقط من الرواية ذكر أسيد وعن أبيه. واللَّه أعلم. 2542 ز- رافع بن عبد الحارث «4» : هو ابن عنجدة. يأتي. 2543 ز- رافع بن عدي: له ذكر في ترجمة عرابة بن أوس. 2544 ز - رافع بن عمرو «5» : بن جابر بن حارثة بن عمرو بن مخضب، أبو الحسن الطائي السّنبسيّ. ويقال ابن عميرة وقد ينسب لجدّه. وقيل: هو رافع بن أبي رافع. قال مسلم وأبو أحمد الحاكم: له صحبة. روى الطبراني من طريق الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع، الطائيّ، قال: لما كانت غزوة ذات السّلاسل استعمل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عمرو بن العاص على جيش فيهم أبو بكر فذكر الحديث بطوله. وأخرجه ابن خزيمة من طريق طلحة بن مصرّف، عن سليمان، عن طارق عن رافع   (1) أسد الغابة ت (1587) ، الاستيعاب ت (733) . (2) في أ: رافع بن ظهير بن رافع. (3) أسد الغابة ت (1588) ، الاستيعاب ت (734) . (4) أ: رافع بن عبد اللَّه بن الحارث. (5) الاستيعاب ت (737) ، التاريخ الكبير 3/ 302، الجرح والتعديل 3/ 479، معجم الطبراني 5/ 504، تهذيب الكمال 402، تهذيب التهذيب 3/ 231، خلاصة تذهيب الكمال 114. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 الطائي، قال: وكان رافع لصا في الجاهلية، وكان يعمد إلى بيض النّعام فيجعل الماء فيه فيخبؤه في المفاوز، فلما أسلم كان دليل المسلمين. قال رافع: لما كانت غزوة ذات السلاسل قلت لأختارنّ لنفسي رفيقا صالحا، فوفق لي أبو بكر فكان ينيمني على فراشه، ويلبسني كساء له من أكسية فدك. فقلت له: علّمني شيئا ينفعني. قال: أعبد اللَّه ولا تشرك به شيئا، وأقم الصّلاة، وتصدّق إن كان لك مال، وهاجر دار الكفر، ولا تأمّر على رجلين ... » الحديث. وقال ابن سعد: كان يقال له رافع الخير وتوفي في آخر خلافة عمر، وقد غزا في ذات السلاسل، ولم ير النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. كذا قال، وكذا عدّه العجليّ في التابعين. وفرّق خليفة بن خياط بن رافع بن عمرو صاحب قصة ذات السّلاسل فذكره في الصحابة، وبين رافع بن عميرة الّذي دلّ خالد بن الوليد على الطريق السّماوة حتى رحل بهم من العراق إلى الشام في خمسة أيام، فذكره في التّابعين، ولم يصب في ذلك، فإنه واحد اختلف في اسم أبيه وذكر ابن إسحاق في المغازي أنه هو الّذي كلّمه الذئب فيما تزعم طيِّئ وكان في ضأن يرعاها فقال في ذلك: فلمّا أن سمعت الذّئب نادى ... يبشّرني بأحمد من قريب فألفيت النّبيّ يقول قولا ... صدوقا ليس بالقول الكذوب [الوافر] وروى الطّبرانيّ من طريق عصام بن عمرو، عن عمرو بن حيّان الطائي، قال: كان رافع بن عميرة السنبسي يغدي أهل ثلاثة مساجد يسقيهم الحيس وما له إلا قميص واحد وهو للبيت وللجمعة. 2545- رافع بن عمرو: بن مجدّع «1» ، ويقال ابن مخدج بن حاتم بن الحارث بن نغيلة- بنون ومعجمة مصغرا- ابن مليل، بلامين مصغرا، ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمريّ. ويعرف بالغفاريّ. وهو أخو الحكم ابن عمرو. يكنى أبا جبير. نزل البصرة. وروى عنه ابنه عمران، وعبد اللَّه بن الصّامت، وأبو جبير مولاهم، له في مسلم حديث.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 174، الكاشف 1/ 301، الرياض المستطابة 72، خلاصة تذهيب 1/ 315، تقريب التهذيب 1/ 541، الجرح والتعديل 3/ 2152، الطبقات 32، الطبقات الكبرى 7/ 29، الوافي بالوفيات 14/ 74، التاريخ الكبير 3/ 302، الإكمال 7/ 223، أسد الغابة ت (1590) ، الاستيعاب ت (735) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 2546- رافع بن عمرو بن هلال المزني «1» : أخو عائذ بن عمرو لهما ولأبيهما صحبة سكن رافع البصرة. قال ابن عساكر: كان في حجة الوداع خماسيا أو سداسيا، وقد حفظ عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قلت: ورواية عمرو بن سليم المزني عنه في مسند أحمد أنه قال: سمعت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا وصيف، ورواية هلال بن عامر عنه تدلّ على أنه عاش إلى خلافة معاوية. وله رواية عند أبي داود والنسائي. 2547 ز - رافع بن عمير التميمي: يلقب دعموص الرمل. سكن الكوفة. روى خيره الخرائطي في هواتف الجان، من طريق محمد بن عكير، عن سعيد بن جبير، قال: كان رجل من بني تميم يقال له رافع بن عمير، وكان أهدى الناس للطريق، فكانت العرب تسميه دعموص الرمل، فذكر عن بدء إسلامه خبرا طويلا، وأنه رأى شيخا من الجن يخاطب آخر وأن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخبره بخبره قبل أن يخبره. قال سعيد بن جبير: فكنا نرى أنه الّذي نزل فيه: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ ... الآية. وفي إسناد هذا الخبر ضعف، وفيه أن الشيخ الجني اسمه معنكد بن مهلهل. وأنه قال له: إذا نزلت واديا فخفت فقل: أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي، ولا تعذ بأحد من الجنّ، فقد بطل أمرها، قال: فقلت من محمد؟ قال: نبيّ عربيّ، ومسكنه يثرب ذات النخل. قال: فركبت ناقتي حتى أتيت المدينة. 2548- رافع بن عمير «2» ، آخر: غير منسوب، سكن الشام. روى ابن مردويه في تفسير سورة ص من طريق محمد بن أيّوب بن سويد، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي الزاهرية، عن رافع بن عميرة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ قال لسليمان: سلني أعطلك. قال: أسألك ثلاث خصال: حكما يصادف حكمك، وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلّا الصّلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه» .   (1) أسد الغابة ت (1591) ، الاستيعاب ت (736) . (2) الثقات 3/ 124، تجريد أسماء الصحابة 1/ 174، الطبقات 145، أسد الغابة ت (1592) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 وأورده الطّبرانيّ مطوّلا، ولكنه أخرجه في ترجمة رافع بن عمير الطّائي، ولم يقل في سنده إلا رافع بن عمير، فهو عندي غيره وقد فرق بينهما ابن مندة وأبو نعيم. 2549 ز- رافع بن عنجدة «1» : بضم المهملة والجيم بينهما نون ساكنة ثم دال، الأنصاريّ الأوسي. من بني أمية بن زيد. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وقال ابن هشام: عنجدة أمّه، واسم أبيه عبد الحارث. وقيل. هو رافع بن عنجرة. براء بدل الدّال. وهو تصحيف. وقيل رافع بن عنبرة وهو تحريف. وكان أبو معشر يسميه عامر بن عنجدة، ولم يتابع عليه. 2550- رافع بن مالك: بن العجلان «2» بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزرقيّ شهد العقبة. وكان أحد النقباء. قال سعد بن عبد الحميد بن جعفر: كان أول من أسلم من الخزرج. وروى البخاريّ من طريق يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة بن رافع- وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع بن أهل العقبة، وكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرا بالعقبة. وروى أبو نعيم من هذا الوجه هذا الحديث مختصرا بلفظ: عن معاذ بن رفاعة: كان رافع بن مالك من أصحاب العقبة ولم يشهد بدرا، ووصله موسى بن عقبة فسماه في البدريين، وكذا جاء عن ابن إسحاق من رواية يونس بن بكير، لا من رواية زياد البكائيّ. وأورد الحاكم في «المستدرك» في ترجمته حديث معاذ بن رفاعة عن جدّه رافع بن مالك، قال: صلّيت خلف النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وسلم فعطس ... الحديث. وهذا وهم، وإنما هو عن أبيه، كذلك أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي من هذا الوجه الّذي أخرجه منه الحاكم.   (1) المغازي 159، ابن هشام 1/ 688، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 351، أسد الغابة ت (1595) ، الاستيعاب ت (738) . (2) الثقات 3/ 123، تجريد أسماء الصحابة 1/ 174، الكاشف 70، أصحاب بدر 244، التحفة اللطيفة 2/ 52، حسن المحاضرة 1/ 97، تقريب التهذيب 1/ 241، الجرح والتعديل 3/ 2159، تهذيب التهذيب 3/ 232، الطبقات 100، الطبقات الكبرى 3/ 621، الاستبصار 56، الوافي بالوفيات 14/ 64، التاريخ الكبير 3/ 299، دائرة معارف الأعلمي 18/ 202، أسد الغابة ت (1598) ، الاستيعاب ت (739) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 وحكى ابن إسحاق أن رافع بن مالك أول من قدم المدينة بسورة يوسف. وروى الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة عن عمر بن حنظلة أن مسجد بني زريق أول مسجد قرئ فيه القرآن، وأنّ رافع بن مالك لما لقي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت، فقدم به رافع المدينة، ثم جمع قومه فقرأ عليهم في موضعه. قال: وعجب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من اعتدال قبلته. 2551 - رافع «1» بن المعلى بن لوذان: بن حارثة بن عديّ بن زيد بن ثعلبة الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن استشهد ببدر، وقتله عكرمة ابن أبي جهل، ووهم ابن شهاب في نسبه، فقال: إنه من الأوس ثم من بني زريق، وبنو زريق من الخزرج لا من الأوس والمقتول ببدر من الخزرج. 2552- رافع بن المعلى «2» : الأنصاريّ الزّرقيّ، له ذكر في ترجمة درة بنت أبي لهب في أسماء النّساء. وروى ابن مندة من طريق ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ ... الآية- نزلت في عثمان بن رافع بن المعلى وخارجة بن زيد، فيحتمل أن يكون هو هذا وقيل هو اسم أبي سعيد الآتي في الكنى، وقد مضى أنه قيل إن اسمه الحارث. 2553- رافع بن مكيث «3» : بوزن عظيم، آخره مثلثة. الجهنيّ. شهد بيعة الرّضوان، وكان أحد من يحمل ألوية جهينة يوم الفتح، واستعمله النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على صدقات قومه. وشهد الجابية مع عمر.   (1) أصحاب بدر 245، الثقات 3/ 122، تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، خلاصة تذهيب 1/ 315، التحفة اللطيفة 2/ 52، التعديل والتجريح 373، شذرات الذهب 1/ 9، الجرح والتعديل 3/ 2158، الطبقات 3/ 600، الوافي بالوفيات 14/ 66، تهذيب التهذيب 4/ 15، المعرفة والتاريخ 3/ 55، تنقيح المقال 3944، دائرة معارف الأعلمي 18/ 203، أسد الغابة ت (1601) ، الاستيعاب ت (740) . (2) أسد الغابة ت (1602) . (3) الثقات 3/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، المشتبه 611، الكاشف 1/ 301، خلاصة تذهيب 1/ 315، التحفة اللطيفة 2/ 52، الإكمال 7/ 285، تقريب التهذيب 1/ 541، الجرح والتعديل 3/ 2160، تهذيب التهذيب 3/ 231، الطبقات 121، الطبقات الكبرى 4/ 345، التاريخ الكبير 3/ 302، تبصير المنتبه 4/ 1315، بقي بن مخلد 870، أسد الغابة ت (1603) ، الاستيعاب ت (741) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 له عند أبي داود حديث واحد من طريق ولده الحارث بن رافع عنه في حسن الملكة. 2554- رافع بن النّعمان بن زيد «1» : بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجار. قال العدويّ: شهد أحدا. 2555- رافع بن يزيد الثقفي «2» : قال ابن السّكن: لم يذكر في حديثه سماعا ولا رؤية، ولست أدري أهو صحابيّ أم لا؟ ولم أجد له ذكرا إلا في هذا الحديث. وروى ابن السّكن وأبو أحمد بن عديّ، من طريق أبي بكر الهذليّ، عن الحسن، عن رافع بن يزيد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إنّ الشّيطان يحبّ الحمرة، فإيّاكم والحمرة، وكلّ ثوب فيه شهرة» «3» . قال ابن مندة: رواه سعيد بن بشير عن قتادة عن السن، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن رافع نحوه وقال الجوذقاني «4» في كتاب الأباطيل: هذا حديث باطل، وإسناده منقطع. كذا قال. وقوله: باطل مردود، فإن أبا بكر الهدليّ لم يوصف بالوضع. وقد وافقه سعيد بن بشير وإن زاد في السند رجلا فغايته أن المنن ضعيف. أما حكمه عليه بالوضع فمردود وقد أكثر الجوذقاني في كتابه المذكور من الحكم ببطلان أحاديث لمعارضة أحاديث صحيحة لها مع إمكان الجمع، وهو عمل مردود. وقد وقفت على كتابة المذكور بخط أبي الفرج بن الجوزيّ، ومع ذلك فلم يوافقه على ذكر هذا الحديث في الموضوعات. 2556- رافع: بن يزيد الأنصاريّ «5» [الأوس ثم الأشهلي] «6» تقدم في ابن زيد.   (1) أسد الغابة ت (1604) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، عنوان النجابة 81، الجرح والتعديل 3/ 157، العقد الثمين 4/ 383، الاستبصار 224، الطبقات الكبرى 3/ 442، أسد الغابة ت (1605) ، الاستيعاب ت (744) . (3) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 133 رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41161 وابن عدي في الكمال 3/ 1172. (4) في أالجوزجاني. (5) سقط في ط. (6) أسد الغابة ت (1606) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 2557- رافع «1» : مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. يكنى أبا البهيّ، بفتح الموحدة وكسر الهاء الخفيفة. له ذكر في حديث أخرجه ابن ماجة، والبلاذريّ. وابن أبي عاصم في الأدب، والحسن بن سفيان في مسندة، كلّهم عن هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن زيد بن واقد، عن مغيث بن سمي، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: قلت يا رسول اللَّه، من خير الناس؟ قال: «ذو القلب المخموم «2» ، واللّسان الصّادق..» . فذكر الحديث وفيه: فقلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافعا مولى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وهذه الزيادة ليست عند ابن ماجة. وروى الحكيم الترمذيّ في نوادره هذا الحديث من طريق محمد بن المبارك الصوري، عن يحيى بن حمزة بتمامه، وأخرجه الطّبراني من وجه آخر، وزاد البلاذريّ: قال هشام بن عمار: أخشى أن يكون غير محفوظ، ولا أحسبه إلا أبا رافع. قلت: أخرجه أحمد في «الزهد» من طريق أسد بن وداعة مرسلا، لكنه قال : رافع بن خديج وقوله ابن خديج وهم، وهو يقوّي الرواية الأولى، ويبعد توهم هشام. وله ذكر في حديث آخر أخرجه الطّبراني من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن سعيد، قال: كان لسعيد بن العاص عبد فأعتق كلّ واحد من أولاده نصيبه إلا واحدا فوهب نصيبه للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأعتق نصيبه، فكان يقول: أنا مولى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وكان اسمه رافعا أبا البهي. وروى هشام بن الكلبيّ هذه القصّة: وزاد: فلما ولّى عمرو بن سعيد الأشدق بعث إليه فدعاه، فقال: مولى من أنت؟ قال: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فضربه مائة سوط، ثم أعاد السّؤال، فأعاد فضربه مائة أخرى، ثم أعاد الثالثة كذلك، فلما رأى أنه لا يرفع عنه الضرب قال: أنا مولاك. قال ابن الكلبيّ: والناس يغلطون في هذا فيقولون: أبو رافع، وإنما هو رافع.   (1) طبقات ابن سعد 4/ 73، 75، التاريخ لابن معين 704، المعارف 145، 146، الجرح والتعديل 2/ 149، معجم الطبراني الكبير 1/ 286، المستدرك 3/ 597، تهذيب الكمال 1603، تذهيب التهذيب 4/ 212- 2، تهذيب التهذيب 12/ 92- 93، خلاصة تذهيب الكمال 449، أسد الغابة ت (1574) . (2) القلب المخموم هو النقي من الغل والحسد، ورجل مخموم القلب نقي من الغشّ والدّغل، وهو من خممت البيت إذا كنسته. اللسان 2/ 1269. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 [وقد ذكر هذه القصّة أبو العبّاس المبرد في الكامل من غير سند] «1» 2558- رافع: مولى عبيد بن عمير الأسلميّ- له ذكر في ترجمة حمام الأسلميّ. 2559- رافع الخزاعي «2» : مولاهم. قال ابن إسحاق في المغازي: ولما دخلت خزاعة مكّة- يمنى يوم الفتح «3» لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء ودار رافع مولاهم. 2560- رافع «4» : مولى عائشة. روى ابن مندة من طريق أبي إدريس المرهبي عن رافع مولى عائشة، قال: كنت غلاما أخدمها إذا كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عندها، وأنه قال: «عادى اللَّه من عادى عليّا» «5» قال: هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا. 2561- رافع: مولى غزيّة بن عمرو «6» ، استشهد يوم أحد، قاله أبو عمر. 2562- رافع: مولى سعد. «7» ذكره البغويّ وقال أبو نعيم: ذكره البخاريّ في تاريخه. وروى الحسن بن سفيان من طريق أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق، عن المسور بن مخرمة، عن رافع مولى سعد أنه عرض منزلا أو بيتا له على جار له، فقال: أعطيكه بأربعة آلاف، لأني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «الجار أحقّ بسقبه «8» » . «9»   (1) ليس في أ. (2) أسد الغابة ت (1572) . (3) في أ: يوم الفتح جاءوا. (4) أسد الغابة ت (1589) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 174. (5) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (32899) وعزاه لابن مندة عن رافع مولى عائشة. (6) أسد الغابة ت (1596) ، الاستيعاب ت (743) . (7) تجريد أسماء الصحابة 1/ 173، أسد الغابة ت (1584) . (8) السقب بالسين والصّاد في الأصل: القرب، يقال: سقبت الدّار وأسقبت إذا قربت. قال ابن الأثير: ويحتجّ بهذا الحديث من أوجب الشفعة للجار وإن لم يكن مقاسما: أي أن الجار أحق بالشفعة من الّذي ليس بجار، ومن لم يثبتها للجار تأوّل الجار على الشريك، فإن الشريك يسمى جارا، ويحتمل أن يكون أراد أنه أحق بالبر والمعونة بسبب قربه من جاره. لسان العرب 3/ 2036، والنهاية 2/ 377. (9) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 115 وأبو داود في السنن 2/ 308 كتاب البيوع باب في الشفعة حديث رقم 3516 والنسائي في السنن 7/ 320 كتاب البيوع باب 109 ذكر الشفعة أحكامها حديث رقم 4704. وابن ماجة في السنن 2/ 834 كتاب الشفعة باب (2) الشفعة بالجوار حديث رقم 2495، 2496، وأحمد في المسند 4/ 389، 390. 6/ 10، 390، والهيثمي في الزوائد 4/ 159. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 وأخرجه أبو محمّد الحارثيّ في مسند أبي حنيفة، من طريق أبي حنيفة، عن عبد الكريم، فقال فيه: عن المسور عن رافع، قال: عرض علي سعد بيتا، وساق الحديث من مسند سعد. ورواه من وجه آخر فقال فيه: عن المسور، عن أبي رافع، قال: عرض علي سعد بيتا فقال خذه ... فذكر الحديث. والمحفوظ من ذلك كله ما أخرجه البخاري من طريق عمرو بن الشريد قال: أخذ المسور بن مخرمة بيدي، فقال: انطلق بنا إلى سعد بن أبي وقاص، فجاء أبو رافع فقال لسعد: ألا تشتري مني بيتيّ اللذين في دارك ... الحديث. وأصل التخليط فيه من أبي أميّة فإنه ضعيف. 2563- رافع القرظيّ «1» : ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق فراس بن إسماعيل عن عبد الملك بن عمير، عن رافع- رجل من بني زنباع، ثم من بني قريظة- أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وكتب له كتابا إنه لا يجني عليه إلّا يده. وإسناده ضعيف. 2564- رافع: رفيق أسلم، تقدم ذكره معه، ويحتمل أن يكون هو أبا البهيّ. الراء بعدها الباء 2565- رباح «2» : بتخفيف الموحدة، ابن الربيع بن صيفي التميمي، أخو حنظلة التميمي. ويقال فيه بالتحتانية. وهو قول الأكثر. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا في النهي عن قتل الذريّة، فيه أنه خرج معه في غزوة غزاها، وعلى مقدمته خالد بن الوليد. أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة.   (1) أسد الغابة ت (1597) . (2) الثقات 3/ 127، تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، الكاشف 1/ 301، خلاصة تذهيب 1/ 316، التحفة اللطيفة 2/ 53، تقريب التهذيب 1/ 242، تهذيب التهذيب 3/ 233، التاريخ الكبير 3/ 314، أسد الغابة ت (1610) ، الاستيعاب ت (745) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 2566- رباح بن قصير» : بفتح أوله، اللخمي. قال ابن السّكن: في إسناده نظر. وروى ابن شاهين من طريق موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما ولد لك؟» قال: يا رسول اللَّه، وما عسى يولد لي؟ الحديث، وفيه: «إنّ النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرها اللَّه كلّ نسب بينها وبين آدم.» «2» وروى ابن شاهين، وابن السّكن، وابن يونس، من هذا الوجه مرفوعا: «ستفتح مصر بعدي، فانتجعوا خيرها، ولا تتّخذوها دارا، فإنّه يساق إليها أقلّ النّاس أعمارا.» «3» قال البخاريّ: لا يصح هذا. وقال ابن يونس: أعاذ اللَّه موسى بن علي أن يحدّث بمثل هذا وقد تفرد عنه بهذا مطهّر بن الهيثم، وهو متروك. قال: رباح أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأسلم في زمن أبي بكر، وكان أبو بكر بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، فنزل على رباح بن قصير، فأسلم رباح حينئذ. وقد روى يحيى بن إسحاق أحد الثقات، عن موسى بن علي، قال: سمعت أبي يحدث أن أباه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. أسلم في زمن أبي بكر. انتهى. وأخرجه البخاريّ في تاريخه الصّغير. 2567- رباح بن المعترف «4» : واسمه وهب، ويقال ابن عمرو بن المعترف بن حجوان بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشيّ الفهري. يكنى أبا حسّان. وكان من مسلمة الفتح. «5» قال الزّبير بن بكّار: له صحبة. وكان شريك عبد الرحمن بن عوف في التجارة، وكذا قال الطبريّ.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 176، أسد الغابة ت (1613) ، الاستيعاب ت (746) . (2) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 196 والطبراني في الصغير 1/ 158 وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 137 وقال رواه الطبراني وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك، وأورده أيضا المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 575، 3055، 4605. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35161 وعزاه للبخاريّ في التاريخ وقال لا يصح، ورواه ابن يونس وقال منكر جدا، وابن شاهين وابن السكن عن مطهر بن الهيثم عن موسى بن علي بن رياح عن أبيه عن جده وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. (4) أسد الغابة ت (1614) ، الاستيعاب ت (747) . (5) في أ: قال الرشاطي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 وروى ابن أبي عاصم من طريق عيسى بن أبي عيسى، عن محمد بن يحيى بن حبان عن رباح بن المعترف أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سئل عن ضالّة الغنم ... الحديث. وروى شعيب عن الزّهريّ، عن السّائب بن يزيد. قال: بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج اعتزل عبد الرحمن، ثم قال لرباح بن المعترف: غنّنا يا أبا حسّان ... فذكر قصّة. وروى إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق عثمان بن نائل عن أبيه، قلنا لرباح بن المعترف: غننا بغناء أهل بلدنا، فقال: مع عمر؟ قلنا: نعم، فإن نهاك فانته. وذكر الزّبير بن بكّار أن عمر مرّ به ورباح يغنيهم غناء الركبان فقال: ما هذا؟ قال له عبد الرحمن: غير ما بأس يقصر عنا السّفر. فقال: إذا كنتم فاعلين فعليكم بشعر ضرار بن الخطاب. وقال أبو نعيم: لا أعرف له صحبة. 2568- رباح مولى أم سلمة «1» : روى النسائي من طريق كريب، عن أم سلمة، قالت: مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بغلام لنا يقال له رباح، وهو يصلّي فنفخ، فقال: «ترّب وجهك.» ورواه الباورديّ، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، عن أبي صالح، عن أم سلمة، وفيه قصته. وأخرجه الطّبرانيّ في مسند الشاميّين من طريق داود بن أبي هند، عن أبي صالح مولى طلحة، عن أم سلمة نحوه. 2569- رباح: ومولى بني جحجبى. «2» ذكره فيمن شهد أحدا [قال] «3» ابن إسحاق استشهد باليمامة. 2570- رباح «4» : مولى الحارث بن مالك الأنصاري. ذكره أبو عمر، وقال: استشهد باليمامة، ويحتمل أن يكون الّذي قبله.   (1) أسد الغابة ت (1611) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 176. (2) أسد الغابة ت (1608) ، الاستيعاب ت (749) . (3) سقط في ط. (4) أسد الغابة ت (1609) ، الاستيعاب ت (750) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 2571- رباح «1» : مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ثبت ذكره في الصحيحين من حديث عمر في قصة اعتزال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نساءه، قال: فجئت إلى المشربة التي هو فيها فقلت: «يا رباح، استأذن لي.» سماه مسلم في روايته، وفي مسلم أيضا من حديث سلمة بن الأكوع الطويل، قال: وكان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم غلام اسمه رباح. وروى الطّبرانيّ، من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عمر: أخبرني بلال مثله. وقال البلاذريّ: كان أسود، وكان يستأذن عليه، ثم صيّره مكان يسار بعد قتله، فكان يقوم بلقاحه. وذكر عمر بن شبّة في أخبار المدينة عن أبي غسان، قال: اتخذ رباح مؤذّن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دارا على زاوية الدار اليمانية، ثم أخرج من طريق كريمة بنت المقداد، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا رباح، أدن منزلك إلى هذا المنزل، فإنّي أخاف عليك السّبع.» 2572- رباح: غير منسوب. قال ابن مندة: هو من أهل الشام. روى ابن مندة من طريق عبد الكريم الجزري، عن عبيدة بن رباح، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من احتجب عن النّاس لم يحتجب عن النّار.» «2» 2573- رباح، السلمي: له ذكر في شعر هوذة السلمي الآتي ذكره في القسم الثالث من حرف الهاء.] «3» 2574- ربتس «4» : بسكون الموحدة وفتح المثناة بعدها مهملة، ابن عامر بن حصن ابن خرشة بن عمرو بن مالك الطائيّ. قال الطبريّ: له وفادة، وكتب له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتابا. 2575- ربعي: بن الأفكل العنبريّ.   (1) أسد الغابة ت (1607) ، الاستيعاب ت (748) 3/ 128، تجريد أسماء الصحابة 1/ 175، التحفة اللطيفة 2/ 54، الطبقات الكبرى 9/ 66، الوافي بالوفيات 14/ 86، التاريخ الكبير 3/ 315. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 4686 وعزاه لابن مندة عن رباح. (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (1615) ، الاستيعاب ت (794) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 ذكر سيف في «الفتوح» أن سعدا ولّاه حرب الموصل، وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة. وذكر سيف في موضع آخر أن عمر استعمله على مقدّمة جيش أميره عبد اللَّه بن المعتمّ، وله مشاهد في فتوح العراق. 2576- ربعي: بن تميم بن يعار الأنصاريّ. قال العدويّ: شهد أحدا واستشهد باليمامة. 2577- ربعي «1» : بن أبي ربعي، واسم أبي ربعي رافع بن يزيد «2» بن حارثة بن الجدّ ابن العجلان [بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن وذم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي] البلوي، [وهم حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن مالك ابن الأوس، من الأنصار، حليف الأنصار.] ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وفرّق أبو نعيم وأبو موسى بني ربعي بن أبي ربعي، [وبين ربعي] «3» بن رافع، وهما واحد. 2578- ربعيّ: بن عامر بن خالد بن عمرو. قال الطّبريّ: كان عمر أمدّ به المثنى بن حارثة، وكان من أشراف العرب، وللنجاشيّ الشاعر فيه مديح. وقال سيف في «الفتوح» ، عن أبي عثمان، عن خالد وعبادة، قالا: قدم على أبي عبيدة كتاب عمر بأن يصرف جند العراق إلى العراق، وعليهم هاشم بن عتبة، وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو، وعلى مجنبته عمير بن مالك وربعي بن عامر، وفي ذلك يقول ربعي: أنخنا إليها كورة بعد كورة ... نقصّهم حتّى احتوينا المناهلا [الطويل] وله ذكر أيضا في غزوة نهاوند. وكان ممن بنى فسطاطا أمير تلك الغزوة النّعمان بن مقرّن، وولّاه الأحنف لما فتح خراسان على طخارستان. وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة.   (1) أسد الغابة ت (1618) . (2) في أ: ربعي بن أبي ربعي بن رافع بن زيد. (3) سقط من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 2579- ربعي بن عمرو الأنصاريّ «1» : ذكره ضرار بن صرد بإسناده عن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد بدرا. وشهد صفّين مع علي. أخرجه أبو نعيم وغيره. ذكر من اسمه الرّبيع- محلّى بأل 2580- الربيع بن إياس «2» : بن عمرو بن عثمان بن أمية بن زيد الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة وأبو الأسود فيمن شهد بدرا. 2581- الربيع بن ربيعة: بن رفيع السلميّ. يأتي في ربيعة بن رفيع. 2582- الربيع بن ربيعة «3» : بن عوف بن قتال بن أنف الناقة التميميّ، أبو يزيد «4» المعروف بالمخبّل السعديّ الشاعر المشهور. وزعم زكريّا بن هارون الهجريّ في نوادره أن له صحبة استدركه ابن الأثير وابن فتحون. وقال ابن دريد: اسم المخبّل ربيعة بن كعب، وقيل ربيعة بن مالك، وقيل اسمه ربيعة بن عوف، قاله المرزبانيّ وحكى الخلاف فيه، وقال: كان مخضرما نزل البصرة، وقال ابن الكلبيّ: اسمه الربيع بن مالك. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان المخبل مخضرما من فحول الشعراء، وعمّر عمرا طويلا، وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان، وفيه يقول الفرزدق الشاعر: وهب القصائد لي النّوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول [الكامل] وأورد مهاجاة بين المخبل وبين الزبرقان بن بدر. وقال المرزبانيّ: كان شاعرا مفلقا مخضرما نزل البصرة، وهو القائل في قصيدته المشهورة: إنّي وجدت الأمر أرشده ... تقوى الإله وشرّه الإثم [الكامل]   (1) أسد الغابة ت (1619) . (2) أسد الغابة ت (1622) ، الاستيعاب ت (752) ، تصحيف المحدثين 1110، الأعلمي 18/ 214، الجرح والتعديل 3/ 2052، الطبقات الكبرى 3/ 552. (3) أسد الغابة ت (1624) . (4) في أأبو مرصد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 وذكر وثيمة في «الردة» أن المخبّل شهد مع قيس بن عاصم حرب ربيعة بالبحرين، وله في قيس بن عاصم، مديح، وقد مضى له ذكر في ترجمة بغيض بن عامر في القسم الثالث، ويقال: إنه خطب أخت الزبرقان فمنعه لشيء كان في عقله وزوّجها هزّالا [وكان هزّال قتل جارا للزبرقان فغيّره المخبل بأبيات منها: أنكحت هزّالا خليدة بعد ما ... زعمت بظهر الغيب أنّك قاتله] «1» [الطويل] 2583- الربيع «2» : بن زياد بن أنس بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي. قال أبو عمر: له صحبة، ولا أعرف له رواية. كذا قال. وقال أبو أحمد العسكريّ: أدرك الأيّام النبويّة، ولم يقدم المدينة إلا في أيام عمر. وذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان في التّابعين. وقال ابن حبّان: ولّاه عبد اللَّه بن عامر سجستان «3» سنة تسع وعشرين، ففتحت على يديه. وقال المبرّد في «الكامل» : كان عاملا لأبي موسى على البحرين، وفد على عمر فسأله عن سنّه، فقال: خمس وأربعون، وقصّ قصّة في آخرها أنه كتب إلى أبي موسى أن يقرّه على عمله، واستخلفه أبو موسى على حرب مناذر «4» سنة تسع عشرة فافتتحها عنوة، وقتل بها أخوه المهاجر بن زياد. وروي من طريق سليمان بن بريدة أن وافدا قدم على عمر، قال: ما أقدمك؟ قال: قدمت وافدا لقومي، فأذن للمهاجرين والأنصار والوفود. فتقدّم الرجل، فقال له عمر: هيه. قال: هيه يا أمير المؤمنين، واللَّه ما وليت هذه الأمة إلا ببلية ابتليت بها، ولو أنّ شاة   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (1625) ، الاستيعاب ت (753) ، التاريخ الكبير 915، الجرح والتعديل 2073، العبر 1/ 53، التجريد 1/ 177، شذرات الذهب 1/ 55، تهذيب الكمال 9/ 78، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 202. (3) سجستان: بكسر أوله وثانيه وسين أخرى مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره نون ناحية كبيرة وولاية واسعة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 694. (4) مناذر: بالفتح والذال معجمة مكسورة وروي بالضم: بلدان بنواحي خوزستان صغرى وكبرى لها في الفتوح قصة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1313. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 ضلّت بشاطئ الفرات لسئلت عنها يوم القيامة، قال: فانكبّ عمر يبكي، ثم رفع رأسه قال: ما اسمك؟ قال: الربيع بن زياد. وله مع عمر أخبار كثيرة، منها أنّ عمر قال لأصحابه: دلّوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير، وإذا لم يكن بأمير فكأنه أمير. فقالوا: ما نعرفه إلا الربيع بن زياد. قال: صدقتم. ذكرها ابن الكلبيّ. وذكر ابن حبيب أنّ زيادا كتب إلى الربيع بن زياد أنّ أمير المؤمنين كتب إليّ أن آمرك أن تحرز البيضاء والصّفراء وتقسم ما سوى ذلك، فكتب إليه: إني وجدت كتاب اللَّه قبل كتاب أمير المؤمنين: وبادر فقسّم الغنائم بين أهلها، وعزل الخمس، ثم دعا اللَّه أن يميته، فما جمع حتى مات قلت: وقد رويت هذه القصّة لغيره، وكان الحسن البصري كاتبه، وولى خراسان لزياد إلى أن مات، وكان حفيده الحارث بن زياد بن الربيع في حملة أبي جعفر المنصور، ولم يكن في عصره عربي ولا عجمي أعلم بالنّجوم منه، وكان يتحرج أن يقضي، وكان يبصر حكم ما دلت عليه النّجوم.] «1» 2584- الربيع بن زيد «2» : ويقال ابن زياد، ويقال ربيعة. قال البغويّ: لا أدري له صحبة أم لا؟ ثم أخرج هو والطّبراني من طريق داود الأودي أنه سمع أبا كرز الحارثي عن ربيع بن زيد، قال بينما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا أبصر شابا يسير معتزلا. فقال: «ما لك اعتزلت الطّريق؟» قال: كرهت الغبار. قال: «فلا تعتزله، فو الّذي نفسي بيده إنّه لذريرة الجنّة.» وأخرجه أبو داود في «المراسيل» وأخرجه النسائي في الكنى، لكن قال ربيعة بن زياد وأخرجه ابن مندة فقال: ربيعة بن زياد أو ابن زيد. 2585- الربيع بن سهل «3» : بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاري الظفري.   (1) سقط من أ. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 177، الكاشف 1/ 403، خلاصة تذهيب 1/ 319، غاية النهاية 1/ 282، تقريب التهذيب 1/ 244، تهذيب التهذيب 3/ 255، الوافي بالوفيات 14/ 114، أسد الغابة ت (1626) . (3) أسد الغابة ت (1627) ، الاستيعاب ت (754) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 قال أبو عمر: شهد أحدا. 2586- الربيع بن طعيمة: بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف القرشيّ النوفليّ ابن عم جبير بن مطعم بن عديّ. قتل أبوه طعيمة بن عدي بوم بدر كافرا. وأم هذا أم حبيبة بنت أبي العاص عمة مروان بن الحكم ذكره الزبير بن بكّار.] «1» 2587- الربيع «2» : بن قارب العبسيّ. استدركه أبو عليّ الغسّانيّ، وقال: حديثه عند ولده عبد اللَّه بن القاسم بن حاتم بن عقبة بن عبد الرحمن بن مالك بن عنبسة بن عبد اللَّه بن الربيع بن قارب العبسيّ، حدثني أبي، عن أبيه، عن أبي جده أن أباه ربيعا وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فكساه بردا وحمله على ناقة، وسمّاه عبد الرحمن. 2588- الربيع بن مالك: قد مضى في الربيع بن ربيعة.] «3» 2589- الربيع بن معاوية: بن خفاجة بن عمرو بن عقيل الخفاجي بايع وأسلم. ذكره ابن سعد في وفد بني عقيل، كذا قرأت بخط شيخنا شيخنا الإسلام البلقيني في حاشية نسخته من التجريد، [ثم راجعت طبقات ابن سعد، وقد ذكرت خبره في مطرف بن عبد اللَّه بن الأعلم.] 2590- الربيع بن النعمان: بن يساف «4» أخو الحارث. شهد أحدا. استدركه الأشيري. 2591- الربيع الأنصاريّ الزرقيّ «5» : روى البغويّ وابن أبي عاصم والطّبرانيّ، من طريق جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن الربيع الأنصاريّ، قال: عاد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ابن أخي جبر الأنصاريّ فجعل أهله يبكون. فقال لهن عمر: مه. فقال: «دعهنّ يبكين ما دام، فإذا وجب فليسكتن» .» كذا قال: جرير.   (1) ليس في أ. (2) أسد الغابة ت (1628) . (3) ليس في أ. (4) أسد الغابة ت (1630) . (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 176، الاستبصار 346، أسد الغابة ت (1620) ، الاستيعاب ت (751) . (6) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 303 عن ربيع الأنصاري وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 ورواه داود الطّائيّ، عن عبد الملك بن عمير، عن جبر بن عتيك. فاللَّه أعلم. 2592 - الربيع الأنصاريّ «1» آخر «2» روت عنه ابنته أمّ سعد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «سوء الخلق شؤم، وطاعة النّساء ندامة، وحسن الملكة نماء» «3» أورده ابن مندة. 2593- الربيع الجرمي «4» . قال ابن حبّان: له صحبة. وروى الطبرانيّ والباوردي من طريق مسلم «5» بن عبد الرحمن، عن سوادة بن الربيع، قال: انطلقت أنا وأبي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأمر لنا بذودين ... الحديث. قال أبو نعيم: رواه جماعة عن مسلم «6» بن عبد الرحمن فلم يقل أحد منهم مع أبي إلا سلمة بن رجاء في هذه الرواية. ووقع عند البغويّ من وجه آخر: أتيت بأمي فأمر لها، فليحرر. ذكر من اسمه ربيعة بزيادة هاء في آخره 2594- ربيعة بن أكثم: بن أبي الجون الخزاعي. نسبه ابن السّكن، وأورد له الحديث الّذي رويناه في الغيلانيات من طريق سعيد بن المسيب، عن ربيعة بن أكثم، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يستاك عرضا. وإسناده إلى سعيد بن المسيب ضعيف. قال ابن السّكن: لم يثبت حديثه. 2595- ربيعة بن أكثم: بن سخبرة «7» بن عمرو بن لكيز «8» بن عامر بن غنم بن   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت (1621) . (3) أخرجه أبو داود في المسند 2/ 763 في كتاب الأدب باب في حق المملوك حديث رقم 5162، 5163 وأحمد في المسند 3/ 502. وأبو نعيم في الحلية 10/ 249، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 276 وابن عساكر في التاريخ 1/ 427، 5/ 297. وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 113 وقال روى أبو داود منه حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم فقط ورواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم والزوائد 8/ 25 وقال رواه أبو داود سوء الخلق شؤم ورواه أحمد من طريق بعض بني رافع ولم يسمه وبقية رجاله ثقات. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 177، الثقات 3/ 131، أسد الغابة ت (1623) . (5) في أ: من طريق سليم. (6) تجريد أسماء الصحابة 1/ 178، أصحاب بدر 95، الجرح والتعديل 3/ 2115 العقد الثمين 4/ 390، الطبقات الكبرى 3/ 67، 95، الوافي بالوفيات 11614، أسد الغابة ت (1632) ، الاستيعاب ت (756) . (7) تجريد أسماء الصحابة 1/ 178، أصحاب بدر 95، الجرح والتعديل 3/ 2115 العقد الثمين 4/ 390، الطبقات الكبرى 3/ 67، 95، الوافي بالوفيات 11614، أسد الغابة ت (1632) ، الاستيعاب ت (756) . (8) في أ: عمرو بن نكير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 دودان «1» بن أسد بن خزيمة الأسديّ، حليف بني عبد شمس. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغير واحد فيمن شهد بدرا، واستشهد بخيبر، وهو ابن ثلاثين سنة، قتله الحارث اليهوديّ بحصن النّطاة. وله ذكر في ترجمة معاذ بن ماعص، وكان قصيرا، وكنيته أبو يزيد. وأورد أبو عمر في ترجمته الحديث الّذي ذكرته في الّذي بعده. والّذي يظهر أن الّذي صنعه ابن السكن أصوب. 2596- ربيعة بن أمية: بن أبي الصّلت الثقفيّ. ذكره المرزبانيّ، وأنشد له شعرا يردّ به على أبيه انتسابه في أبيات يقول فيها: وإنّا معشر من جذم قيس ... فنسبتنا ونسبتهم سواء [الوافر] وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق أحد من ثقيف وقريش بمكّة والطّائف في حجة الوداع إلا شهدها مسلما، وكانت وفاة أمية بن أبي الصّلت قبل ذلك بيقين سنة تسع من الهجرة. وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة أخيه القاسم بن أمية بن أبي الصّلت. 2597- ربيعة بن أبي براء: هو ابن عامر بن مالك. يأتي] «2» 2598- ربيعة بن الحارث «3» : بن عبد المطلب بن هاشم، أبو أروى الهاشمي. وكان أسنّ من عمه العباس. قاله الزّبير قال: ولم يشهد بدرا مع قومه. لأنه كان غائبا بالشام. وأمّه عزّة بنت قيس الفهرية. وثبت ذكره في صحيح مسلم من طريق عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب بن ربيعة، قال: اجتمع ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب والعبّاس بن عبد المطلب فقالا لو بعثنا هذين الغلامين إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأمّرهما على الصّدقات..» الحديث بطوله.   (1) في أجودان. (2) ليس في أ. (3) طبقات ابن سعد 4/ 1/ 32، طبقات خليفة 5، 6، تاريخ خليفة 153، 348، التاريخ الكبير 3/ 283، مشاهير علماء الأمصار ت 1630، تهذيب الكمال 409، تهذيب التهذيب 3/ 253، خلاصة تذهيب الكمال 117، أسد الغابة ت (1635) ، الاستيعاب ت (757) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 وكان ربيعة شريك عثمان في الجاهليّة في التجارة. قال الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : أطعمه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من خيبر مائة وسق كل عام، وكذا قال الزبير. ومات ربيعة في خلافة عمر قبل أخويه: نوفل، وأبي سفيان. وقيل: مات سنة ثلاث وعشرين بالمدينة. 2599- ربيعة بن الحارث: بن نوفل. ذكره البغويّ في الصّحابة، وكان سكن المدينة، رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل ولم أر له حديثا. قلت: قد أورد حديثه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق موسى بن عقبة، عن عبد اللَّه بن الفضل، عن ربيعة بن الحارث بن نوفل، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا ركع أحدكم فليقل: «اللَّهمّ لك ركعت، وبك آمنت ... » الحديث. أخرجه أبو نعيم في ترجمة الّذي قبله، وفي سياقه عن ربيعة بن الحارث بن نوفل، فإن كان نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب فإن لأبيه وجده صحبة ولأخيه عبد اللَّه بن الحارث رؤية. 2600- ربيعة بن خراش «1» : الصّباحيّ. ذكر الرّشاطيّ، عن أبي الحسن المدائني أنه ممن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع الأشج، قال ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 2601- ربيعة بن أبي خرشة «2» : بن عمرو بن ربيعة بن حبيب بن جذيمة مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري. أسلم يوم الفتح، واستشهد باليمامة ذكره أبو عمر. 2602- ربيعة بن خويلد: بن سلمة بن هلال بن [عامر بن] «3» عائذ بن كليب بن عمرو بن لؤيّ بن رهم الأنماريّ. «4» ذكره ابن شاهين، من طريق الكلبيّ، وقال: كان شريفا. واستدركه ابن فتحون وأبو موسى.   (1) ملل الحديث للمديني 114. (2) أسد الغابة ت (1637) ، الاستيعاب ت (755) . (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (1638) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 2603- ربيعة بن درّاج: بن العنبس بن وهبان بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي الجمحيّ. ذكر الواقديّ في المغازي أنه أسر يوم بدر كافرا، ثم أطلق، وهو عمّ عبد اللَّه بن محيريز التابعي المشهور وعاش ربيعة إلى خلافة عمر، فالظاهر أنه من مسلمة الفتح، لأنه لم يبق إلى حجّة الوداع أحد من قريش غير مسلم. وقد ذكره أبو زرعة الدّمشقيّ وابن سميع في الطبقة الأولى من التّابعين. وقد روى ابن جوصاء، من طريق بشر بن عبد اللَّه بن يسار، عن عبد اللَّه بن محيريز، عن عم له. قال: صليت خلف عمر، فصلّى العصر ركعتين، فرأى عليا يسبّح بعد العصر فتغيظ عليه ... الحديث. قال ابن جوصاء: قال أبو زرعة- يعني الدمشقيّ: اسم عم ابن محيريز ربيعة بن دراج. قال أبو زرعة: حدّثنا أبو صالح، حدّثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن ابن شهاب: كتب إليه يذكر أن ابن محيريز أخبره عن ربيعة بن دراج به. ورواه أحمد من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهريّ، حدّثني ربيعة بن دراج، كذا قال. ورواه ابن المبارك عن معمر، عن الزهريّ، عن ربيعة، ولم يقل: حدّثني، وهو الصّواب، فإن بينهما ابن محيريز. ورواه البخاريّ في تاريخه من طريق عقيل عن الزهري، عن حرام بن دراج- أن عليا. ومن طريق يونس عن الزهري: حدثني درّاج أن عليا. ومن طريق الزبيديّ، عن الزهريّ، سمع ابن محيريز صلّى بنا عمر، فهذا الاختلاف عن الزهري من أصحابه، وأرجحها رواية أبي صالح عن الليث واللَّه أعلم. وذكر الزبير أن ابنه عبد اللَّه بن ربيعة قتل يوم الجمل. 2604- ربيعة بن رفيع «1» : بالتصغير: ابن ثعلبة بن ضبيعة بن ربيعة بن يربوع بن سمّال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ. كان يقال له ابن الدغنّة وهي أمّه ويقال اسمها لذعة، وهو الّذي جزم به ابن هشام، وهشام بن الكلبيّ وأبو عبيدة.   (1) أسد الغابة ت (1639) ، الاستيعاب ت (758) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 قال أبو إسحاق في المغازي في غزوة حنين. فلما انهزم المشركون أدرك ربيعة بن رفيع دريد بن الصمّة وهو في شجار له فظنه امرأة فإذا به شيخ، فذكر قصة قتله، وفيها: فإذا رجعت إلى أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصّمة، فأخبر أمّه بذلك، فقالت: لقد أعتق أمهات لك. وزاد أبو عبيدة في الجماجم له: فقالت له: ألا تكرمت عن قتله لما أخبرك بمنّه علينا؟ فقال: ما كنت لأتكرم عن رضا اللَّه ورسوله، ووافقه الواقديّ على ذلك. وأما ابن الكلبيّ فقال هو: ربيع بن ربيعة بن رفيع. فاللَّه أعلم. وفي حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم أنه الّذي قتل دريد بن الصمّة بعد أن قتل دريد عمّه أبا عامر الأشعريّ، لكن ذكر ابن إسحاق أن الّذي قتله أبو موسى هو سلمة بن دريد بن الصّمة، وهذا أشبه، فإن دريد بن الصّمة إذ ذاك لم يكن ممّن قاتل لكبر سنه. 2605- ربيعة بن رقيع «1» : بن مسلمة بالقاف- بن محلم بن صلاءة «2» - بمهملة ولام خفيفة- ابن عبدة- بضم المهملة وسكون الموحدة، ابن عدي بن جندب بن العنبر التميميّ العنبريّ. ذكره ابن الكلبيّ وابن حبيب فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من بني تميم، ونادى من وراء الحجرات. وله ذكر في ترجمة الأعور بن بشامة. وذكر ابن إسحاق في المغازي، عن عاصم بن عمرو بن قتادة أن قتادة قال: يا رسول اللَّه، إن عليّ رقبة من ولد إسماعيل، قال: فقدم سبي بلعنبر، وقد قدم فيهم ركب من بني تميم منهم ربيعة بن رقيع، وسبرة بن عمرو، ووردان بن محرز، وفراس بن حابس، وأخوه الأقرع، فكلموا فيهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 2606- ربيعة بن رواء «3» : العنسيّ، بالنون. ذكره الطّبرانيّ وغيره. وأخرج من طريق عيسى بن محمد بن عبد العزيز بن أبي بكر بن محمد عن أبيه عن عبد العزيز، عن أبيه، أن ّ ربيعة بن رواء العنسيّ قدم على النبيّ صلّى اللَّه   (1) أسد الغابة ت (1640) . (2) في أ: ربيعة بن رفيع بن سلمة بن محلم بن دلاة بن صلاق. (3) أسد الغابة ت (1641) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 عليه وآله وسلم فوجده يتعشّى، فدعاه إلى العشاء فأكل، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «قل أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّدا عبده ورسوله.» «1» فقالها، فقال: «أراغبا أم راهبا؟ فقال: أما الرغبة فو اللَّه ما هي في يديك، وأما الرهبة فو اللَّه إنّا لبلاد ما تبلغنا جيوشك ... الحديث. وفيه قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ربّ خطيب من عنس» «2» وفيه: أنه مات وهو راجع إلى بلاده. وأبو بكر بن محمد أظنه ابن عمرو بن حزم. 2607- ربيعة «3» : بن روح العنسيّ. مدني. روى عنه محمد بن عمرو بن حزم، قاله أبو عمر. قال ابن الأثير: يغلب عليّ ظني أنه غير الّذي قبله، لأنه روى عنه محمد، وهو مدنيّ، والأول عاد إلى بلاده فمات في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قلت: بل الّذي يغلب على ظني أنهما واحد، وأنّ اسم أبيه تصحّف، وما احتج به ابن الأثير فضعيف، فإنه لا يمتنع على محمد أن يروي قصته وإن لم يدركه كما رواه غيره. 2608- ربيعة بن زرعة: الحضرميّ. من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس. 2609- ربيعة بن زياد «4» : وقيل ابن أبي يزيد السّلميّ. ويقال اسمه ربيع. له حديث: الغبار ذريرة الجنّة. وفي إسناده مقال أخرجه ابن مندة وأبو عمر. 2610- ربيعة بن سعد الأسلميّ «5» : أبو فراس. ذكره البخاريّ، وقال: أراه له صحبة، [حجازيّ. قلت: وأخشى أن يكون هو ربيعة بن كعب الآتي.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 242. وأورده الحسين في إتحاف السادة المتقين 7/ 135. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 63 وابن سعد في الطبقات الكبرى 1: 2: 75 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 398 وقال رواه الطبراني مرسلا وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف ولم يسمع من أبيه والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1/ 340، وعزاه للطبراني عن أبي بكر بن محمد ابن عمرو ابن حزم مرسلا. (3) أسد الغابة ت (1642) ، الاستيعاب ت (759) . (4) أسد الغابة ت (1643) ، الاستيعاب ت (760) . (5) أسد الغابة ت (1644) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 2611- ربيعة بن السّكن «1» : أبو رويحة الفزعيّ. قال ابن حبّان: له صحبة] «2» وسكن فلسطين، ومات ببيت جبرين. وقال الدّولابيّ في الكنى: سمعت موسى بن سهل يقول: أبو رويحة الفزعيّ من خثعم، واسمه ربيعة بن السّكين، وذكره إسحاق بن إبراهيم الرمليّ في الأفراد من أحاديث بادية الشّام من طريق حرام بن عبد الرحمن الخثعميّ، عن أبي زرعة الفزعيّ ثم الثّمالي «3» - أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عقد له راية رقعة بيضاء ذراعا في ذراع. لفظ ابن مندة، وفي رواية الدولابيّ راية بيضاء، وقال: اذهب يا أبا رويحة إلى قومك فناد فيهم: «من دخل تحت راية أبي رويحة فهو آمن» «4» ففعلت. وروى الدولابي وابن مندة من طريق أبي عبيد اللَّه عبد الجبار بن محرز «5» بن عبد الجبار بن أبي رويحة عن أبيه [عن أبيه] «6» عن أبي رويحة ربيعة بن السّكين، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فعقد لي راية بيضاء. وقال الدّولابيّ في الكنى: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سويد، حدثنا حسان بن جبير مولى الحبشة، حدثني خالد أجلح بن أشعر، عن عمه حسّان بن أبي مطير، أنه سمع حسين بن سريج «7» أبا حفصة الحبشي يحدث عن أبي رويحة الفزعيّ: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يواخي بين الناس، فآخى بينهم، وبقيت، فقدم رجل من الحبشة، فآخى بيني وبينه، وقال: أنت أخوه وهو أخوك. 2612- ربيعة بن سيار: بن عمرو بن عوف. ذكر ابن ماكولا أن له صحبة. قرأت ذلك بخط مغلطاي، وهو في التجريد، وأنا أخشى أن يكون هو ربيعة بن عمرو بن يسار الآتي قريبا. 2613- ربيعة بن أبي الصّلت الثقفيّ: ذكره خليفة بن خيّاط فيمن نزل البصرة من الصّحابة، واختطّ بها، واستدركه ابن فتحون. 2614- ربيعة بن عامر بن بجاد» : - بموحدة وجيم خفيفة- الأزديّ، ويقال الدئليّ،   (1) أسد الغابة ت (1645) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 180، الثقات 3/ 139. (2) ليس في أ. (3) في أ: عن أبي رويحة الفزعيّ ثم اليماني. (4) أخرجه الدولابي في الكنى 1/ 30. (5) في أ: عبد الجبار بن محمد بن عبد الجبار. (6) ليس في أ. (7) في أحبيش بن سريح. (8) الثقات 3/ 139، تجريد أسماء الصحابة 1/ 180، الكاشف 1/ 306، خلاصة تذهيب 1/ 321، تقريب التهذيب 1/ 246، الجرح والتعديل 3/ 2112، تهذيب التهذيب 3/ 257، الوافي بالوفيات 14/ 110، التاريخ الكبير 3/ 280، أسد الغابة ت (1647) ، الاستيعاب ت (761) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 يعد في أهل فلسطين. وسمي أبو عمر جدّه الهاد. روى حديثه أحمد، والنسائي، والحاكم، من طريق يحيى بن حسان- شيخ من أهل بيت المقدس، عن ربيعة بن عامر، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ألظّوا بيا ذا الجلال والإكرام.» «1» قال أبو عمر: لا يعرف له إلا هذا الحديث من هذا الوجه. وقوله: «ألظّوا» ، بفتح الهمزة وكسر اللام وتشديد الظاء: أي الزموا ذلك. 2615- ربيعة بن عامر بن مالك: هو ابن أبي براء. يأتي. 2616- ربيعة بن عباد «2» : بكسر المهملة وتخفيف الموحدة، الدئليّ. ويقال في أبيه بالفتح والتثقيل، والأول الصّواب، قاله ابن معين وغيره. وروى أحمد من طريق أبي الزّناد، عن ربيعة بن عباد- وكان جاهليا فأسلم، قال: رأيت أبا لهب بسوق عكاظ «3» وهو وراء النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الجاهلية، وبسوق ذي المجاز وهو يقول: يا أيّها النّاس، قولوا لا إله إلّا اللَّه تفلحوا..» «4» الحديث. وخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زياداته من طريق سعيد بن خالد القارظيّ عن ربيعة بن عباد الدئلي، قال: رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويقول: «إنّ هذا قد غوى فلا يغوينكم ... الحديث. وأخرجه الطّبرانيّ من طريق سعيد بن سلمة، عن ابن المنكدر وزيد بن أسلم جميعا، عن ربيعة نحوه.   (1) أخرجه الترمذي 5/ 504 كتاب الدعوات باب 92 حديث رقم 3524 قال أبو عيسى هذا حديث غريب وقد روي هذا الحديث عن أنس من غير وجه والحاكم في المستدرك 1/ 498، والطبراني في الكبير 5/ 60 والهيثمي في الزوائد 10/ 158، وأحمد في المسند 4/ 177 وابن عدي في الكامل 7/ 103 عن أنس بن مالك. (2) أسد الغابة ت (1648) ، الاستيعاب ت (763) ، الثقات 3/ 128، تجريد أسماء الصحابة 1/ 180، التحفة اللطيفة 2/ 55، حسن المحاضرة 1/ 198، علماء إفريقيا وتونس 70: 75، الجرح والتعديل 3/ 2113 الطبقات 34، الوافي بالوفيات 14/ 109، التاريخ الكبير 3/ 210، تبصير المنتبه 3/ 893، الإكمال 6/ 61، بقي بن مخلد 285، ذيل الكاشف 438. سير أعلام النبلاء 3/ 516. (3) عكاظ: بضم أوله وآخره ظاء معجمة وهو نخل في واد بينه وبين الطائف ليلة وبينه وبين مكة ثلاث ليال كانت تقام سوق العرب بموضع منه يقال له الأثيداء وبه كانت الفجار. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 953. (4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 492، 4/ 63، 341، 5/ 371، 376. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 ومن طريق ابن إسحاق، عن حسين بن عبيد اللَّه: سمعت ربيعة بن عباد يقول: إني لمع أبي وأنا شابّ انظر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يتبع القبائل، فقلت لأبي: من هذا؟ فذكر الحديث. وروى الواقديّ من وجه آخر عن ربيعة، قال: دخلنا مكة بعد فتحها بأيام نرتاد وأنا مع أبي فنظرت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فساعة رأيته عرفته، وذكرت رؤيتي إياه بذي المجاز، فسمعته يومئذ يقول: «لا حلف في الإسلام» . قال أبو عمر عمّر ربيعة عمرا طويلا، ولا أدري متى مات. قلت: ذكر خليفة وابن سعد أنه مات في خلافة الوليد. 2617- ربيعة بن عثمان «1» : بن ربيعة التيميّ. روى ابن مندة، من طريق سعدان بن يحيى، عن ثابت أبي حمزة، بن بحينة، عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيميّ، قال: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الخيف، فقال: «نضّر اللَّه امرأ، سمع مقالتي ... » «2» الحديث بطوله. ومن طريق عمرو بن عبد الغفار، عن أبي حمزة، عن ربيعة بن عثمان، عن أبيه عن جده. ومن طريق أبي حمزة الخراساني عن عثمان بن حكيم، عن ربيعة بن عثمان، قال: صلّى بنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في مسجد الخيف من منى. 2618- ربيعة بن عتيك: ذكر سيف في «الفتوح» أنّ خالد بن الوليد أمّره على الحيرة في زمن أبي بكر الصّديق، وقد قدّمنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزمان إلا الصّحابة. 2619- ربيعة بن عمرو «3» : بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، أخو أبي عبيد والد المختار.   (1) تاريخ خليفة 427، طبقات خليفة 272، التاريخ الكبير 3/ 985، المعرفة ليعقوب 3/ 6، تاريخ الطبري 4/ 148، الجرح والتعديل 3/ 2140، مشاهير علماء الأمصار 1050، ثقات ابن شاهين 361، الجمع لابن القيسراني 1/ 136، تذهيب التهذيب 1/ 223، تهذيب الكمال 1883، الكاشف 1/ 307، الكاشف 1/ 307، ميزان الاعتدال 2/ 2754، المغني 1/ 2105، العقد الثمين 4/ 397، تهذيب التهذيب 3/ 259، خلاصة الخزرجي 1/ 2046، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 448، أسد الغابة ت (1651) . (2) أخرجه من حديث ابن مسعود رضي اللَّه عنه أحمد في المسند 1/ 437 والترمذي 5/ 34 (2657) وقال: حديث حسن صحيح وابن ماجة 1/ 85 (232) . (3) أسد الغابة ت (1652) ، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 روى ابن مندة، من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية في ربيعة بن عمرو وأصحابه: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ ... [البقرة 279] الآية. وقد تقدم في ترجمة أخيه حبيب بن عمرو. 2620- ربيعة بن عمرو «1» : بن يسار بن عوف بن جراد بن يربوع الجهنيّ، حليف بني النّجار من الأنصار. وهو أخو وديعة بن عمرو. ذكرهما ابن الكلبيّ، واستدركه أبو علي الغسانيّ. 2621- ربيعة بن عمرو الجرشيّ «2» : [تابعيّ] «3» يأتي في ابن الغاز. [2622- ربيعة بن عوف: مضى في الربيع بن مالك.] «4» 2623- ربيعة بن عيدان «5» : بفتح المهملة وسكون التحتانية على المشهور، ابن ذي العرف بن وائل بن ذي طواف الحضرميّ، ويقال الكنديّ. روى الطّبرانيّ، من طريق عبد الملك بن عمير، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتاه خصمان، فقال أحدهما: يا رسول اللَّه، إن هذا انتزع عليّ أرضي في الجاهلية، وهو امرؤ القيس بن عابس وخصمه ربيعة بن عيدان ... الحديث. وأصله في مسلم من حديث علقمة دون تسميتهما. وله طرق. وقال أبو سعيد بن يونس: شهد ربيعة بن عيدان بن ربيعة الأكبر بن عيدان الأكبر بن مالك بن زيد بن ربيعة الحضرميّ فتح مصر، وله صحبة، وليست له رواية نعلمها، [وسيأتي له ذكر في عيدان بن أشوع.] «6»   (1) أسد الغابة ت (2653) . (2) طبقات ابن سعد 7/ 438، التاريخ لابن معين 2/ 164، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 3/ 281، الزيادات 12، المعرفة والتاريخ 2/ 318، تاريخ أبي زرعة 233: 235، 692، الجرح والتعديل 3/ 472، الثقات لابن حبان، تراجم الصحابة 3/ 130، تراجم التابعين 65، مشاهير علماء الأمصار 115، ترتيب الثقات للعجلي 159، حلية الأولياء 6/ 105، المعجم الكبير 5/ 61، الإكمال 7/ 4، الأنساب 3/ 228، الكاشف 1/ 328، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 185، تجريد أسماء الصحابة 1/ 181، الوافي بالوفيات 14/ 89، تهذيب التهذيب 3/ 261، تقريب التهذيب 1/ 247، تهذيب الكمال 9/ 137: 139، خلاصة تذهيب التهذيب 116، شذرات الذهب 1/ 72، مرآة الجنان 1/ 140، تاريخ الإسلام 2/ 113. (3) هذه الترجمة سقط في أ. (4) هذه الترجمة سقط في أ. (5) تبصير المنتبه 3/ 5- 9، أسد الغابة ت (1654) ، الاستيعاب ت (765) . (6) ليس في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 2624- ربيعة الجرشيّ «1» : هو ابن عمرو- وقيل ابن الغاز. قال ابن عساكر: الأول أصح. وحكى ابن السّكن أنه ربيعة بن الردم، يكنى أبا الغاز، وهو جد هشام بن الغاز بن ربيعة، قال البغويّ: يشك في سماعه. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قال بعض الناس: له صحبة. وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في الطّبقة الثانية من التابعين، وابن سميع في الأول منهم. وقال الدّارقطنيّ: في صحبته نظر. وقال العسكريّ: اختلف في صحبته. وقال ابن سعد فيمن نزل بالشام من الصّحابة: ربيعة بن عمرو الجرشي. وفي بعض الحديث أن له صحبة، وكان ثقة. وقال الصّوريّ في حاشية الطبقات: لا أعلم له صحبة. وروى ابن السّكن من طريق زيد بن أبي أنيسة بن عبد الملك بن يزيد، عن ربيعة الجرشي، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «عشر آيات بين يدي السّاعة» «2» ، فذكر الحديث. وقال البخاريّ: قال بشر بن حاتم، عن عبيد اللَّه، عن زيد، عن عبد الملك، عن مولى لعثمان، عن ربيعة الجرشي، وكانت له صحبة. وروى ابن أبي خيثمة من طريق هشام بن الغاز، عن أبيه، عن جده ربيعة: سمعت رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في آخر أمتي الخسف والقذف والمسخ ... » «3» الحديث. وروى البغويّ من طريق عليّ بن رباح، عن ربيعة الجرشي، يقال: قيل: يا رسول اللَّه، أي القرآن أفضل؟ قال: «البقرة ... » الحديث. وروى الطّبرانيّ بإسناد صحيح عن قتادة، عن النّضر بن أنس، أنه حدثه عن ربيعة الجرشي، وله صحبة. قال في قوله عز وجل: وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر 67]- قال: بيده.   (1) أسد الغابة ت (1655) ، الاستيعاب ت (764) . (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38646، 38647، 38648 وعزاه إلى ابن عساكر والبغوي والطبراني عن الربيع بن نضلة عن أبي شريح. (3) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1350 عن سهل بن سعد بلفظه كتاب الفتن (36) باب الخسوف (29) حديث رقم 4060 قال البوصيري في الزوائد إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38716، 40690. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 ومن طريق عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عطيّة، عن ربيعة الجرشي، فذكر حديثا آخر. وله رواية عن عائشة. روى عنه خالد بن معدان، وعطيّة بن قيس، والحارث بن يزيد، ويحيى بن ميمون المصريّان، ومجاهد وأبو المتوكل الناجي البصريّ، وقال: لقيته وهو فقيه الناس في زمن معاوية، وبشير بن كعب. وقال يعقوب بن شيبة: كان أحد الفقهاء اتفقوا على أنه قتل بمرج راهط مع الضّحاك بن قيس سنة أربع وستين، وكان زبيريا. 2625- ربيعة بن الفراس «1» : ويقال الفارسيّ. يعدّ في المصريّين. روى حديثه ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن ربيعة بن الفراس: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «يسير حيّ حتّى يأتوا بيتا تعظّمه العرب مستترا فيأخذون من ماله ... » الحديث. وذكره ابن يونس، وقال: روى بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عنه قوله. 2626- ربيعة بن الفضل «2» : بن حبيب بن زيد بن تميم، من بني معاوية بن عوف. ذكره ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة فيمن شهد أحدا وقتل بها. أخرجه الطبراني وغيره. [2627- ربيعة بن قريش: يأتي في آخر من اسمه ربيعة] «3» . 2628- ربيعة بن قيس العدوانيّ «4» : ذكره ضرار بن صرد بسنده إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من الصّحابة. وهو من عدوان قيس، خرجه أبو نعيم وغيره. 2629- ربيعة بن كعب «5» : بن مالك بن يعمر، أبو فراس الأسلمي، حجازي.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 181، حسن المحاضرة 1/ 198، التاريخ الكبير 3/ 281، الجرح والتعديل 3/ 2117، أسد الغابة ت (1656) . (2) أسد الغابة ت (1657) . (3) سقط في أهذه الترجمة. (4) أسد الغابة ت (1659) . (5) أسد الغابة ت (1660) ، الاستيعاب ت (767) ، الثقات 3/ 128، تجريد أسماء الصحابة 1/ 181، عنوان النجابة 82، الكاشف 1/ 307، الرياض المستطابة 72، خلاصة تذهيب 1/ 323، الطبقات 111، التحفة اللطيفة 2/ 60، صفوة الصفوة 1/ 683، تقريب التهذيب 1/ 248، الجرح والتعديل 3/ 2111، تهذيب التهذيب 3/ 262، الطبقات الكبرى 4/ 313، 9/ 67، الوافي بالوفيات 14/ 107 التاريخ الكبير 3/ 280، المعرفة والتاريخ 2/ 466، الجمع بين رجال الصحيحين 533، در السحابة 768، الحلية 2/ 31، الإكمال 7/ 57 البداية والنهاية 5/ 335، 336، الأعلمي 18/ 221. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 روى حديثه مسلم وغيره، من طريق أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب، قال: كنت أبيت على باب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأعطيه الوضوء فأسمعه الهوي من الليل يقول: «سمع اللَّه لمن حمده» ، وكان من أهل الصّفة. وقال الحاكم أبو أحمد، تبعا للبخاريّ: أبو فراس الّذي يروي عنه أبو عمران الجوني غير ربيعة بن كعب هذا. وذكر مسلم والحاكم في علوم الحديث أنّ أبا سلمة بن عبد الرّحمن تفرد بالرواية عن ربيعة بن كعب. وذكر الذهبيّ أنه روى عنه أيضا محمد بن عمرو بن عطاء، وحنظلة بن علي الأسلمي، ونعيم المجمر. قلت: ورواية محمد بن عمرو عنه عند ابن مندة، لكن قال: عن أبي فراس الأسلميّ، ولم يسمّه. وفي «المسند» رواية لمحمد بن عمرو هذا عن أبي سلمة عن ربيعة بن كعب. وفي «المستدرك» من طريق أبي عمران الجوني: حدّثني ربيعة بن كعب، وهذا يقوي قول من قال: إن أبا فراس شيخ أبي عمران هو ربيعة، ويكمل بهذا أنّ ربيعة أربعة من الرواة غير أبي سلمة. قال الواقديّ: كان من أصحاب الصّفة، ولم يزل مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أن قبض فخرج من المدينة فنزل في بلاد أسلم على بريد من المدينة، وبقي إلى أيام الحرّة، ومات بالحرة سنة ثلاث وستين في ذي الحجّة. 2630- ربيعة بن كعب: آخر، تقدم في الربيع بن مالك.] «1» 2631- ربيعة بن كلدة: بن أبي الصلت الثقفيّ. له صحبة. استدركه ابن فتحون. ويحتمل أن يكون هو الّذي مضى نسبه هناك إلى جدّه.   (1) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 2632- ربيعة بن لهيعة «1» : ويقال لهاعة الحضرميّ. روى يعقوب بن محمد الزهريّ عن زرعة بن مغلس [عن أبيه] «2» عن أبيه فهد بن ربيعة، عن أبيه ربيعة بن لهيعة، قال: وفدت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأديت إليه زكاتي، وكتب لي كتابا ... الحديث. 2633- ربيعة بن ليث بن حدرجان بن عباس بن ليث، المعروف بالمبرق، سمي بذلك لقوله: إذا أنا لم أبرق فلا يسعنّني ... من الأرض لا برّ فضاء ولا بحر بأرض بها عبد الإله محمّد ... أبيّن ما في الصّدر إذ بلغ الصّدر وتلكم قريش تجحد اللَّه ربّها ... كما جحدت عاد ومدين والحجر «3» [الطويل] ذكره المرزبانيّ [وذكرها في ترجمة عبد اللَّه بن الحارث بن قيس السهمي، وذكر أنّ نسبتها له أثبت.] «4» 2634- ربيعة بن مالك: تقدم في الربيع.] «5» 2635- ربيعة بن معاوية: بن الحارث بن معاوية بن ثور. له صحبة. قال خليفة: وذكره ابن فتحون. 2636- ربيعة بن ملّة «6» : أخو حبيب بن ملّة. تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن أبي إياس. 2637- ربيعة بن المنتفق العقيلي: يأتي ذكره في ترجمة عمرو بن مالك الرؤاسي. 2638- ربيعة بن ملاعب الأسنة أبي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب الكلابي ثم الجعفريّ. لم أر من ذكره في الصّحابة إلا ما قرأت في ديوان حسان صنعة أبي سعيد السكري روايته، عن أبي جعفر بن حبيب، وقال حسّان لربيعة بن عامر بن مالك، وعامر هو ملاعب الأسنّة، في قصة الرّجيع يحرّض ربيعة بن عامر على عامر بن الطفيل بإخفاره ذمّة أبي براء:   (1) أسد الغابة ت (1663) ، الاستيعاب ت (768) . (2) سقط في أ. (3) تنظر هذه الأبيات من اللآلئ: 300، والمزهر 2/ 439. (4) سقط في أ. (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت (1665) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 ألا من مبلغ عنّي ربيعا ... فما أحدثت في الحدثان بعدي أبوك أبو الفعال أبو براء ... وخالك ماجد حكم بن سعد بني أمّ البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذوائب أهل نجد تهكّم عامر بأبي براء ... ليخفره وما خطأ كعمد «1» [الوافر] قال: فلما بلغ ربيعة هذا الشعر جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول، أيغسل عن أبي هذه الغدرة أن أضرب عامر بن الطفيل ضربة أو طعنة؟ قال: «نعم» . فرجع ربيعة فضرب عامرا ضربة أشواه منها، فوثب عليه قومه، فقالوا لعامر بن الطفيل: اقتصّ، فقال: قد عفوت. قلت: فذكر غير واحد من أهل المغازي أنه أهدى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بغلة أو ناقة. ورأيت له رواية عن أبي الدّرداء من طريق حبيب بن عبيد عنه، فكأنه عمّر في الإسلام. 2639- ربيعة بن نيار «2» : له صحبة. قال الطبراني: واستدركه ابن فتحون. 2640- ربيعة بن وقاص «3» : روى له ابن مندة، من طريق أبان، عن أنس، عن ربيعة بن وقّاص، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «ثلاثة مواطن لا يردّ فيها الدّعاء: رجل يكون في برّيّة حيث لا يراه أحد فيقوم فيصلّي..» الحديث. قال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: وإسناده ضعيف. 2641- ربيعة بن يزيد السلميّ» :   (1) تنظر الأبيات في ديوان حسان ص 231. (2) من أ: ربيعة بن بيان. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 182، أسد الغابة ت (1666) ، الاستيعاب ت (769) . (4) الثقات 3/ 129، الكاشف 2/ 308، خلاصة تذهيب 1/ 3 ... شذرات الذهب 1/ 161، طبقات الحفاظ 80، المحن 268، تقريب التهذيب 1/ 48، الجرح والتعديل 3/ 2114، تهذيب التهذيب 3/ 264، الطبقات 313، الطبقات الكبرى 7/ 465، سير أعلام النبلاء 3/ 332، الوافي بالوفيات 14/ 105 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 قال البخاريّ: له صحبة، وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وقال العسكريّ: قال بعضهم: إن له صحبة. وقال ابن عبد البرّ في آخر ترجمة ربيعة الجرشي: أما ربيعة بن يزيد السلميّ فكان من النواصب يشتم عليّا. قال أبو حاتم: لا يروى عنه ولا كرامة، ومن ذكره في الصّحابة لم يصنع شيئا. انتهى. وقد استدركه ابن فتحون، وأبو علي الغساني، وابن معوز على أبي عمر اعتمادا على قول البخاريّ. 2642- ربيعة الأجذم الثقفي «1» : ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق أبي معشر، عن رجاله بأسانيد قالوا: كان في وفد ثقيف رجل من بني مالك يقال له ربيعة الأجذم، فكانوا يبايعون النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ويمسحون على يديه، فلما بلغ ربيعة ليبايعه قال له: قد بايعناه فارجع، فرجع. 2643- ربيعة الجرشي: هو ابن عمرو- تقدم. 2644- ربيعة السّعديّ: ذكره البغويّ، وأخرج من طريق الضّحاك البناني، عن ربيعة السعدي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ أعزّ الدّين بأبي جهل بن هشام. أو بعمر بن الخطّاب» «2» 2645- ربيعة القرشيّ «3» : ذكره ابن أبي خيثمة، وقال لا أدري من أي قريش هو. وروى الحسن بن سفيان، والبغويّ، والباوردي، من طريق جرير عن عطاء بن السّائب، عن ابن ربيعة عن أبيه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واقفا في الجاهلية بعرفات مع المشركين، ورأيته واقفا في ذلك الموقف، فعرفت أنّ اللَّه وفقه لذلك.   (1) أسد الغابة ت (1631) . (2) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4281 وعزاه للحميدي وأبي يعلى مسند الحميدي 1/ 155. قال الحافظ في الفتح رواه أبو يعلى بإسناد حسن 7/ 117 وقال البوصيري رواه الحميدي وأبو يعلى بإسناد رواته ثقات قلت أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق الحميدي 1/ 31 وكنز العمال حديث رقم 32776، 35847، 35853، 5887. (3) أسد الغابة ت (1658) ، الاستيعاب ت (866) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 قال البغويّ: لا يروى عنه إلا بهذا الإسناد، واختلف في ضبطه، فقيل كالجادة، وقيل بالتصغير والتثقيل. قال أبو نعيم: أظنه ربيعة بن عباد، واستند إلى ما أخرجه ابن السّكن من طريق مسعود بن سعد، عن عطاء بن السّائب، عن ابن عباد، عن أبيه، فذكر مثل هذا الحديث. قلت: وعطاء اختلط، وجرير ومسعود سمعا منه بعد الاختلاط. وقد أخرج ابن جرير هذا الحديث في ترجمة ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب فلم بصنع شيئا. وحكى ابن فتحون أنه قيل فيه: ربيعة بن قريش. الراء بعدها الجيم 2646- رجاء بن الجلاس «1» : يأتي في زيد بن الجلاس. 2647- رجاء الغنوي «2» : ذكره البخاريّ، وأخرج من طريق ساكنة بنت الجعد عنه أنه كانت أصيبت يده يوم الجمل، وقال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من أعطاه اللَّه حفظ كتابه، فظنّ أنّ أحدا أعطي أفضل ممّا أعطي فقد غمص «3» أعظم النّعم.» «4» وأخرج ابن مندة من هذا الوجه حديثا آخر، وذكره ابن أبي حاتم، فقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وروت عنه ساكنة بنت الجعد. وأما ابن حبّان فذكره في «ثقات التّابعين» ، وقال: يروي المراسيل. وقال أبو عمر: لا يصح حديثه، روت عنه سلامة بنت الجعد كذا قال، فصحّف. 2648- رجاء «5» : غير منسوب. وروى أبو موسى، من طريق يحيى بن أيوب، عن إسحاق بن أسد، عن ابنه يزيد،   (1) أسد الغابة ت (1667) ، الاستيعاب ت (771) . (2) الثقات 4/ 237، الجرح والتعديل 3/ 2264، التاريخ الكبير 3/ 311، الأعلمي 18/ 224، أسد الغابة ت (1668) ، الاستيعاب ت (772) . (3) غمصه وغمصه: حقره واستصغره ولم يره شيئا. اللسان 5/ 3298. (4) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 349 والمتقي الهندي في الكنز العمال حديث رقم 2317 وعزاه للبخاريّ في التاريخ الكبير والبيهقي في شعب الايمان عن رجاء الغنوي مرسلا. (5) أسد الغابة ت (1669) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 عن رجاء، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «قليل الفقه خير من كثير العبادة.» «1» وهذا إسناد مجهول. 2649- رجل: من بلقين. ذكر ابن حزم أنه اسم علم على صحابيّ، وقد أعدته في القسم الرّباع. الراء بعدها الحاء 2650- رحضة «2» : بفتح أوله وثانية ثم ضاد معجمة، ابن خربة الغفاريّ. والد إيماء المتقدم في الهمزة، وجدّ خفاف المتقدم في الخاء المعجمة، قال أبو عمر في ترجمة خفاف: يقال له ولأبيه وجده صحبة. واستدركه لذلك أبو علي الغساني وابن فتحون. قلت: ولا أعرف لأبي عمر مستندا في إثبات صحبة رحضة، وابنه إيماء، وابنه خفاف. وقد ثبت في صحيح البخاريّ، عن عمر، ما يدل على أن لابن خفاف صحبة، فإن ثبت ما ذكر أبو عمر فهؤلاء أربعة في نسق لهم صحبة، برحضة، وابنه إيماء، وابنه خفاف، فهم نظير ابن أسامة بن زيد بن حارثة، وابن سلمة بن عمرو بن الأكوع [فيرد على قول موسى بن عقبة ومن تبعه أن أربعة في نسق صحابه مختص ببيت أبي بكر الصّديق.] «3» الراء بعدها الخاء 2651- رخيلة «4» : بالمعجمة مصغّرا، ابن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة الأنصاريّ الزّرقيّ. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. قال ابن هشام: قاله ابن إسحاق بالجيم. والصّواب بالخاء كذا أطلق، وقيّده الدارقطنيّ وغيره بالخاء المعجمة.   (1) أخرجه البخاري في التاريخ 1/ 381 وأبو نعيم في الحلية 5/ 173 وانظر كنز العمال (8794) (28922) . (2) أسد الغابة ت (1670) . (3) ليس في أ. (4) أسد الغابة ت (1672) ، الاستيعاب ت (797) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 وقد تقدم أن أبا نعيم ذكره في حرف الجيم في جبلة، فأسقط أول اسمه. 2652 - رخيّ «1» العنبريّ: ذكره ابن فتحون هنا، وقال غيره: بالزاي، وسيأتي. الراء بعدها الدال 2653- ردّاد الليثي: أخرجه حديثه أبو داود، وسيأتي شرح حاله في حرف الراء من الكنى. 2654- ردّاد: آخر، غير منسوب، ذكره العلائي في الوشي في الفصل الثّاني من الباب الأول، فقال بشير بن سلمة بن محمد بن ردّاد، من ولد ابن أم مكتوم. عن أبيه. عن جدّه- رفعه: «لو سار جبل يوم السّبت من مشرق إلى مغرب لردّه اللَّه إلى وطنه.» قال ابن قانع: حدثنا أحمد بن زنجويه، حدثنا إبراهيم بن الوليد، حدثنا بشير به. كذا أخرجه ابن قانع في ترجمة ردّاد، ولم يذكره ابن عبد البرّ ولا ابن مندة، وأولاده مجاهيل، والحديث منكر أو موضوع. قلت: ولم يذكره ابن الأثير في أسد الغابة ولا الذهبيّ في تجريده، مع أنه يكثر النّقل من معجم ابن قانع، لأنه غير مسموع، فتعجبت من ذلك، فراجعت معجم ابن قانع فلم أره في حرف الراء، لكن وجدته أخرجه في حرف العين فيمن اسمه عمرو، فقال في آخر ترجمة عمرو بن أم مكتوم: حدثنا أحمد بن زنجويه. فذكره. وكذا جزم صاحب الفردوس لما ذكر هذا الحديث أنه من حديث ابن أم مكتوم، لكنه سماه عبد اللَّه، ولم يخرج له ولده في مسندة إسنادا، وهذا بحسب الاختلاف في اسم ابن أم مكتوم كما سيأتي في ترجمته، فعلى هذا فالخبر من رواية سلمة بن محمد بن رداد، عن جدّه الأعلى ابن أم مكتوم. واللَّه أعلم. وقد كتبته هنا على الاحتمال تبعا لشيخ شيوخنا العلائي.] «2» 2655- رديح: بمهملات مصغرا، ابن ذؤيب العنبري «3» تقدم في ذؤيب بن شعثم العنبري.   (1) في أ: رخيّ بالتصغير العنبري. (2) ليس من أ. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 182، أسد الغابة ت (1673) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 الراء بعدها الزاي 2656- رزغة بن عبد اللَّه الأنصاريّ: أوله راء ثم زاي ساكنة ثم غين. كذا هو قبل من اسمه رباح في كتاب ابن السّكن، وقال: روى حديثه ابن لهيعة، عن أحمد بن حازم، عن أبي الحويرث، عن رزغة بن عبد اللَّه الأنصاريّ- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «يحبّ أحدكم الحياة والموت خير له من الفتن.» الحديث. وأخرجه أبو موسى، من طريق ابن جريج، عن أبي الحويرث، عن رزغة به. وقال: رزغة هذا قد روى عن أسماء بنت عميس، وعن التّابعين أورده في حرف الزاي فاللَّه أعلم. 2657- رزين «1» : براء وزاي، بوزن عظيم، ابن أنس بن عامر، سلمي قال ابن حبان: يقال إن له صحبة. قال ابن السّكن. له صحبة وروى أبو يعلى وابن السكن والطبراني من طريق فهد بن عوف، عن نائل بن مطرّف بن رزين بن أنس السّلمي، حدثني أبي عن جدي رزين بن أنس، قال: لما أظهر اللَّه الإسلام وكانت لنا بئر فخفنا أن يغلبنا عليها من حولنا فأتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فكتب لي كتابا.. الحديث. وروى محمد بن حميد عن نائل بن مطرّف بن العباس، عن أبيه، عن جدّه العباس قال: استقطعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ركية ... فذكر الحديث. فما أدري هل نائل واحد أو اثنان؟ وقال ابن مندة: رواه عبد السلام بن عمير الجنبي، عن نائل بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن حزم بن أنس بن عامر السّلميّ، حدّثني أبي عن آبائه أنّ الكتاب كتبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لرزين بن أنس. قلت: وقد تقدم ذكر أبيه أنس بن عباس. ويأتي ذكر جدّه العباس إن شاء اللَّه تعالى. 2658- رزين بن مالك «2» : بن سلمة بن ربيعة بن الحارث بن سعد بن عوف المحاربيّ. ذكر ابن الكلبيّ والطّبريّ، والدارقطنيّ أن له وفادة، واستدركه ابن فتحون.   (1) الثقات 3/ 130 تجريد أسماء الصحابة 1/ 182، الجرح والتعديل 3/ 2301، الوافي بالوفيات 14/ 148، تصحيفات المحدثين 563، الأعلمي 18/ 240، أسد الغابة ت (1674) ، الاستيعاب ت (799) . (2) أسد الغابة ت (1675) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 الراء بعدها السين 2659- رسيم العبديّ الهجريّ «1» : وهو عند ابن ماكولا بوزن عظيم، قال ابن نقطة: بل هو مصغر، وقال: إنه نقله من خط أبي نعيم. قلت: وكذلك رأيته في أصلين من كتاب ابن السكن وابن أبي حاتم. روى حديثه ابن أبي شيبة، وأحمد من طريق يحيى بن غسان، عن ابن الرّسيم، عن أبيه، قال: وفدنا على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فنهانا عن الظروف، ثم رجعنا إليه في العام الثاني فقال: «اشربوا فيما شئتم..» الحديث. وقال ابن مندة في سياقه عن أبيه: وكان فقيها من أهل هجر. قال ابن السّكن: إسناده مجهول. الراء بعدها الشين 2660- رشدان الجهنيّ «2» : له صحبة. قاله البخاري. وساق ابن السّكن حديثه مطوّلا من طريق أبي أويس، عن وهب بن عمرو بن سعد بن وهب الجهنيّ- أن أباه أخبره عن جده أنه كان يدعى في الجاهلية غيّان- يعني بغين معجمة وتحتانية مشدّدة- فلما وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال له: «ما اسمك؟» قال: غيّان، قال: «وأين منزل أهلك؟» قال: بوادي غوى فقال له: «بل أنت رشدان وأهلك برشاد.» قال: فتلك البلدة إلى اليوم تدعى برشاد. قال ابن السّكن: إسناده مجهول. وقال ابن الأثير: هذا الرجل لا أصل لذكره في الصّحابة، وكلام أبي نعيم وأبي عمر يدلّ على ذلك. والّذي أظنه أن بعض الرواة وهم فيه، والّذي يصح من جهينة أن وفدهم كان بعضهم من بني غيّان بن قيس بن جهينة فقال: «من أنتم؟» قالوا: بنو غيّان. قال: «بل أنتم بنو رشدان.» قلت هذه القصّة ذكرها ابن الكلبيّ، وهي مشهورة، لكن لا يلزم من ذلك ألّا يتفق ذلك في القبيلة وفي اسم واحد منها، ولا سيما مع وجود الإسناد بذلك. وأما زعمه أن كلام أبي نعيم وأبي عمر يدلّ لذلك فليس كما قال، فإن لفظ أبي نعيم: ذكره بعض المتأخرين من حديث أبي أويس، وساق السند والحديث. ولفظ أبي عمر. رشدان رجل مجهول ذكره   (1) التمييز والفصل 2/ 774، الإكمال 4/ 66، أسد الغابة ت (1676) ، الاستيعاب ت (800) . (2) أسد الغابة ت (1677) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 بعضهم في الصّحابة الذين رووا عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. انتهى. فليس في كلام واحد منهما ما يدل على ما زعم، وهو واضح. واللَّه أعلم. 2661- رشيد «1» : بالتصغير، الفارسيّ، مولى بني معاوية من الأنصار. ومن قال فيه رشيد الهجريّ فقد وهم، لأنه آخر متأخر من صغار التابعين وأتباعهم. روى حديثه البغويّ، من طريق خالد بن مخلد، عن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن رشيد [الفارسيّ، مولى بني معاوية. وقال ابن مندة: روى حديثه أبو عامر العقديّ، عن ابن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن ثابت عن رشيد] «2» الهجريّ مولى بني معاوية- أنه ضرب رجلا يوم أحد، فقال: خذها وأنا الغلام الفارسيّ فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما منعك أن تقول الأنصاريّ، فإنّ مولى القوم منهم؟» «3» ووقع في روايته رشيد الهجريّ، فقال: رشيد يروي حديثا مرسلا. وقد ذكر الواقدي هذه القصّة فقال: كان رشيد الفارسيّ مولى بني معاوية لقي رجلا من المشركين. فذكر القصّة، قال: فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أحسنت يا أبا عبد اللَّه» «4» ، فكناه يومئذ ولم يولد له. وروى نحو هذه القصّة ابن إسحاق، لكنه قال: عقبة الفارسيّ. وسيأتي في العين، وقد جزم بعضهم بأنه أبو عقبة رشيد، فاللَّه أعلم. 2662- رشيد بن علاج الثقفي: يأتي في رويشد، بالتصغير. 2663- رشيد: أبو عميرة المزني. قال ابن يونس: ذكره في أهل مصر، وله بمصر حديث رواه ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن شيبان الغساني، عن رجل من مزينة يقال له أبو عميرة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنهم كانوا إذا كانوا في الغزو لم يقاتلوا حتى يسألوا: هل لأحد منكم أمان؟   (1) أسد الغابة ت (1678) ، الاستيعاب ت (773) . (2) سقط في ت. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29640، 29711 وعزاه لابن مندة عن رشيد الفارسيّ وابن أبي شيبة عن رشيد الفارسيّ. (4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3983 عن عمر رضي اللَّه عنه وعزاه إلى الطبراني في الأوسط ولفظه أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 2664- رشيد بن مالك «1» : أبو عميرة السعديّ، من بني تميم، ويقال الأسديّ من أسد بن خزيمة. قال الدّولابيّ: له صحبة، وروى البخاريّ في التاريخ وابن السكن والباورديّ، والطّبرانيّ، وأبو أحمد الحاكم كلّهم من طريق معروف بن واصل، حدثتني امرأة من الحيّ يقال لها حفصة بنت طلق، حدثني أبو عميرة وهو رشيد بن مالك، قال: كنت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ذات يوم فجاء رجل بطبق عليه تمر، فقال: «هذا صدقة، فقدّمها إلى القوم والحسن متعفّر بين يديه، فأخذ تمرة فأدخل إصبعه في فيه فقذفها، ثمّ قال: إنّا آل محمّد لا نأكل الصّدقة. «2» اتفق أبو نعيم، وعبد اللَّه بن نمير، وآخرون على هذا الإسناد، وخالفهم أسباط بن محمد، عن معروف كما سيأتي بيانه، في عمير في القسم الأخير. الراء بعدها العين 2665- رعية: بكسر أوله وإسكان ثانيه بعده تحتية، وقال الطّبريّ: بالتصغير، السّحيمي «3» - بمهملتين. قال ابن السّكن: روى حديثه بإسناد صالح، وروى أحمد وابن أبي شيبة، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الشعبيّ، عن رعية السحيميّ، قال: كتب إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرقع به دلوه، فبعث إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله فلم يتركوا له رائحة ولا سارحة ... الحديث بطوله، وفيه: أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسلما فردّ عليه أهله، وقال له: «أمّا مالك فقسّم.» وقد تقدم ما وقع من وهم فيه في ترجمة جفينة. الراء بعدها الفاء 2666- رفاعة بن أوس «4» : بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاريّ.   (1) الثقات 3/ 127، تجريد أسماء الصحابة 1/ 183، حسن المحاضرة 1/ 198، الجرح والتعديل 3/ 2295، الوافي بالوفيات 14/ 161، التاريخ الكبير 3/ 4، حاشية الإكمال 6/ 278، أسد الغابة ت (1679) ، الاستيعاب ت (774) . (2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 15768. (3) الثقات 3/ 131 تجريد أسماء الصحابة 1/ 183، ذيل الكاشف 449، أسد الغابة ت (1680) ، الاستيعاب ت (802) . (4) أسد الغابة ت (1681) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 ذكره أبو الأسود، عن عروة فيمن شهد أحدا، وأخرجه الطّبرانيّ ومن تبعه من طريقه. 2667- رفاعة بن تابوت الأنصاريّ «1» : جاء ذكره في حديث مرسل أخرجه عبد بن حميد في تفسيره من طريق قيس بن جبير النهشلي، قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه، ولكن من قبل ظهره، وكانت الحمس بخلاف ذلك، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حائطا ثم خرج من بابه، فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس، فقالوا: يا رسول اللَّه، نافق رفاعة فقال: «ما حملك على ما صنعت؟» قال: تبعتك. قال: إني من الحمس، قال: «فإنّ ديننا واحد، فنزلت: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها [البقرة 189] . وله شاهد في الصحيح من حديث البراء، لكن لم يسمه، وسيأتي نحو هذه القصة لعطية بن عامر، فلعلها وقعت لهما. وأما الحديث الّذي أخرجه مسلم من حديث جابر أنّ ريحا عظيمة هبّت، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّما هبّت لموت منافق عظيم النّفاق» - وهو رفاعة بن تابوت، فهو آخر غير هذا، فقد جاء من وجه آخر رافع بن التابوت. 2668- رفاعة بن الحارث «2» : بن رفاعة الأنصاريّ وهو رفاعة بن عفراء. ذكره ابن إسحاق في البدريين، وأنكر ذلك الواقديّ وغيره. 2669- رفاعة بن رافع الأنصاري «3» : ابن أخي معاذ بن عفراء. روى عنه ابنه معاذ، حديثه عند زيد بن الحباب، عن هشام بن هارون، عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه. كذا أورده ابن مندة، وتبعه أبو نعيم. وأوردا في ترجمته حديثا من رواية رفاعة بن مالك الزّرقيّ. ووقع للترمذي في سياقه ابن رافعة بن رافع بن عفراء، فلعل اسم أم رافع أو جدّته عفراء، وقد فتشت على حديث زيد بن الحباب فلم أعرف من أخرجه. 2670- رفاعة بن رافع «4» : بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق   (1) أسد الغابة ت (1683) . (2) أسد الغابة ت (1684) ، الاستيعاب ت (775) . (3) أسد الغابة ت (1685) . (4) أسد الغابة ت (1686) ، الاستيعاب ت (776) ، الثقات 3/ 225، تجريد أسماء الصحابة 1/ 184، عنوان النجابة 82، الكاشف 1/ 311 أصحاب بدر 209، خلاصة تذهيب 1/ 327، التحفة اللطيفة 2/ 66 علماء إفريقيا وتونس 90، العبر 1/ 41، التاريخ الصغير 1/ 14، الطبقات الكبرى 3/ 596، 9/ 68، الجرح والتعديل 3/ 2236، 2230 تهذيب التهذيب 3/ 281، الأعلام 13/ 59، التاريخ الكبير 3/ 319، 323، الإكمال 3/ 363، معجم الثقات 273، رجال الصحيحين 541، تراجم الأحبار 1/ 419، در السحابة 769، إسعاف المبطإ 189 بقي من مخلد 112 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 الأنصاريّ الخزرجيّ الزرقيّ، أبو معاذ، وأمه أم مالك بنت أبيّ ابن سلول مشهورة. أخرج له البخاريّ وغيره. وهو من أهل بدر، كما ثبت في البخاريّ، وشهد هو وأبوه العقبة وبقية المشاهد. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن أبي بكر الصديق، وعن عبادة بن الصّامت. وروى عنه ابناه عبيد، ومعاذ، وابن أخيه يحيى بن خلاد. وابنه علي بن يحيى، وزعم ضرار بن صرد بإسناده إلى عبد اللَّه بن أبي رافع أنه شهد صفّين. أخرجه الطّبرانيّ. وروى أبو عمر قصة فيها أنه شهد الجمل وقال ابن قانع: مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين. 2671- رفاعة بن زنبر» : بزاي ونون وموحدة، وزن جعفر- ذكره ابن ماكولا، وقال: له صحبة. واستدركه ابن الأثير، وأنا أظن أنه رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر وسيأتي. 2672- رفاعة بن زيد «2» : بن عامر بن سواد بن كعب، وهو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاريّ الظفريّ، عم قتادة بن النّعمان. روى الترمذيّ والطّبريّ، من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جدّه قتادة بن النّعمان، قال: كان أهل بيت منّا يقال لهم بنو أبيرق، فابتاع عمّي رفاعة بن زيد جملا من الدرمك، فجعله في مشربة له، فعدا عليه من تحت الليل، فذكر الحديث بطوله في نزول قوله تعالى: وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً [النساء 105] وفي آخره قال قتادة: فأتيت عمي بسلاحه، وكان قد عشا في الجاهلية، وكنت أظنّ إسلامه مدخولا، قال: فلما أتيته به قال: يا بن أخي، هو في سبيل اللَّه، فعرفت أنّ إسلامه كان صحيحا. قال التّرمذيّ: غريب تفرد محمد بن سلمة بوصله، ورواه غيره مرسلا، ورواه الواقديّ   (1) أسد الغابة ت (1687) . (2) تبصير المنتبه 3/ 851، الجرح والتعديل 3/ 2233، الأعلمي 18/ 263، أسد الغابة ت (1688) ، الاستيعاب ت (777) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 من طرق عن محمود بن لبيد، فذكر القصة مطولة فزاد ونقص. 2673- رفاعة بن زيد «1» : بن وهب الجذامي. قال ابن إسحاق في «المغازي» : وقدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في هدنة الحديبيّة قبل خيبر رفاعة بن زيد الجذامي ثم الضّبيبي- بفتح المعجمة وكسر الموحدة- فأسلم وحسن إسلامه، وأهدى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم غلاما. وروى ابن مندة من طريق حميد بن رومان، عن زياد بن سعد، أراه ذكره عن أبيه- أن رفاعة بن زيد كان قدم في عشرة من قومه ... الحديث. وفي الصّحيحين من حديث أبي هريرة في قصة خيبر: فأهدى رفاعة بن زيد لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم غلاما أسود يقال له مدعم، فذكر القصة في الغلول. ومضى له ذكر في ترجمة خليفة بن أمية، وسيأتي له ذكر في ترجمة معبد الجذامي. 2674- رفاعة بن سهل: وقع عند النّووي في شرح مسلم أنه أحد ما قيل في اسم الّذي تصدّق بالصّاع [فلمزه المنافقون، وهو أبو عقيل، مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى.] «2» 2675- رفاعة بن سموال القرظي «3» : له ذكر في الصّحيح من حديث عائشة، قالت: جاءت امرأة رفاعة إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول اللَّه، إن رفاعة طلقني فبتّ طلاقي ... » «4» الحديث. وروى مالك عن المسور بن رفاعة، عن الزّبير بن عبد الرحمن بن الزّبير أنّ رفاعة بن سموال طلّق امرأته تميمة بنت وهب.. فذكر الحديث. وهو مرسل عند جمهور رواة الموطأ، ووصله ابن وهب، وإبراهيم بن طهمان، وأبو علي الحنفي، ثلاثتهم عن مالك، فقالوا فيه: عن الزّبير بن عبد الرّحمن بن الزّبير، عن أبيه، والزّبير الأعلى بفتح الزاي، والأدنى بالتصغير.   (1) أسد الغابة ت (1689) ، الاستيعاب ت (778) ، التمهيد 2/ 3، الأعلمي 18/ 263. (2) سقط من أ. (3) الثقات 3/ 125 تجريد أسماء الصحابة 1/ 184، التحفة اللطيفة 2/ 66، الطبقات الكبرى 9/ 68، الاستبصار 332، 334، الوافي بالوفيات 14/ 171، أسد الغابة ت (1690) ، الاستيعاب ت (779) . (4) أخرجه البخاري 5/ 249 (2639) ومسلم 2/ 1055 (11/ 1433) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 وروى ابن شاهين من طريق تفسير مقاتل بن حيّان في قوله تعالى: فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ [البقرة: 230] نزلت في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضري، وكانت تحت رفاعة بن وهب بن عتيك. وهو ابن عمها، فطلقها طلاقا بائنا فتزوّجت بعده عبد الرحمن بن الزّبير، فذكر القصّة مطوّلة. قال أبو موسى: الظاهر أن القصّة واحدة. قلت: وظاهر السياقين أنهما اثنان، لكل المشكل اتحاد اسم الزوج الثاني عبد الرحمن بن الزّبير، وأما المرأة ففي اسمها اختلاف كثير، كما سيأتي في النساء. 2676- رفاعة بن المنذر «1» : بن رفاعة بن زنبر بن زيد بن أمية الأنصاريّ الأوسيّ، أخو أبي لبابة. ذكره أبو الأسود، عن عروة في أهل العقبة، وموسى بن عقبة وابن إسحاق في البدريّين. وقال ابن الكلبيّ: هو أخو أبي لبابة ومبشر. قال: وقد خرج الثلاثة إلى بدر فاستشهد مبشر، وردّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أبا لبابة، وشهدها رفاعة. قال: وشهد العقبة وقتل بخيبر. وجزم العدويّ بأن اسم أبي لبابة بشير ورجّحه الرشاطيّ. وأما ابن السّكن فقال: ذكر ابن نمير، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني- أن اسم أبي لبابة رفاعة. قال: وقال ابن إسحاق: رفاعة هو أخو أبي لبابة. 2677- رفاعة بن عبد المنذر: أحد ما قيل في اسم أبي لبابة. وسيأتي في الكنى.] «2» 2678- رفاعة بن عرابة «3» : وقيل عرادة، الجهنيّ المدنيّ.   (1) حلية الأولياء 1/ 366، تجريد أسماء الصحابة 1/ 184، عنوان النجابة 83، الكاشف 1/ 312، أصحاب بدر 152، خلاصة تذهيب 1/ 327، التحفة اللطيفة 1/ 312، الطبقات الكبرى 9/ 68، تهذيب التهذيب 3/ 282، الوافي بالوفيات 14/ 171، التاريخ الكبير 3/ 456، 9/ 608، تقريب التهذيب 1/ 251، التاريخ لابن معين 3/ 166، تصحيفات المحدثين 807، الإكمال 4/ 167، والحاشية، الأعلمي 18/ 264، تهذيب الكمال 1/ 415، رجال الصحيحين 540، الجرح والتعديل 3/ 2227، الطبقات الكبرى 3/ 271، 382، 386، 388، 390، 392، 405، 4/ 142، أسد الغابة ت (1692) ، الاستيعاب ت (780) . (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (1693) ، الاستيعاب ت (782) ، الثقات 3/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 184، الأعلمي 18/ 264 بقي بن مخلد 494 الكاشف 1/ 311، خلاصة تذهيب 1/ 327، التحفة اللطيفة 2/ 67، تقريب التهذيب 1/ 251، المعرفة والتاريخ 1/ 318، 2/ 146، تهذيب التهذيب 3/ 282، الجرح والتعديل 3/ 2226، التاريخ الكبير 3/ 321. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 قال التّرمذيّ: عرادة وهم، وقال ابن حبّان: عرادة جدّه، فمن قال ابن عرادة نسبه إلى جدّه. وذكر مسلم أن عطاء بن يسار تفرّد بالرواية عنه، وحديثه عند النسائيّ بإسناد صحيح. وحكى ابن أبي حاتم وتبعه ابن مندة أنه يكنى أبا خزامة، ويظهر أنه وهم. وأنه كنية الّذي بعده. 2679- رفاعة: بن عرادة العذري، آخر. ذكره خليفة بن خيّاط في الصّحابة. وقال أبو حاتم: أبو خزامة أحد بني الحارث بن سعد هذيم «1» ، يقال اسمه رفاعة بن عرادة وروى عنه ابنه حكاه العسكري. 2680- رفاعة بن عمرو بن زيد «2» : بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم الخزرجي السالميّ، أبو الوليد. ذكره ابن إسحاق وغيره في البدريّين، ووقع في رواية أبي الأسود عن عروة: رفاعة بن عمرو بن قيس بن ثعلبة. 2681- رفاعة بن عمرو الجهنيّ «3» : ذكره أبو معشر في البدريّين، قال: وشهد أحدا. وقال أبو عمر: الصّواب وديعة بن عمرو، وسيأتي في مكانه. 2682- رفاعة بن عمرو: بن نوفل بن عبد اللَّه بن سنان الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد، وعند ابن إسحاق في شهداء أحد رفاعة بن عمرو من بني الحبلي. 2683- رفاعة بن قرظة «4» : القرظيّ،   (1) في أابن سعد بن هذيم. (2) تنقيح المقال 4126، أعيان الشيعة 7/ 30، الأعلمي 18/ 264، الجرح والتعديل 3/ 2232، أسد الغابة ت (1695) ، الاستيعاب ت (781) . (3) أسد الغابة ت (1694) ، الاستيعاب ت (783) . (4) أسد الغابة ت (1696) ، الثقات 3/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 185، التحفة اللطيفة 2/ 68، الجرح والتعديل 3/ 229. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 قال أبو حاتم: له رؤية. وروى الباوردي والطّبراني من طريق عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة أن رفاعة بن قرظة قال: نزلت هذه الآية في عشرة أنا أحدهم: وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [القصص 51] .. الحديث. وأخرجه البغويّ، لكن وقع عنده ورفاعة الجهنيّ، وقال: لا أعلم غير هذا الحديث وقيل: هو رفاعة بن سموال، وبه جزم ابن مندة، ولكن قال الباوردي وابن السّكن: إنه كان من سبي قريظة، وإنه كان هو وعطية صبيين، وعلى هذا فهو غير ابن سموال واللَّه أعلم. 2684- رفاعة بن مبشّر «1» : بن الحارث الأنصاريّ الظفريّ. شهد أحدا مع أبيه، ذكره أبو عمر. 2685- رفاعة بن مسروح «2» : أو ابن مشمرخ الأسدي، أسد بن خزيمة، حليف بني عبد شمس. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر. 2686- رفاعة بن النعمان الدارانيّ: يأتي في الطّيّب بن عبد اللَّه. وقال الواقديّ: هو الفاكه بن النعمان. وسيأتي. 2687- رفاعة بن وقش «3» : بفتح الواو والقاف بعدها معجمة، [ابن زغبة بن زعوراء بن عبد «4» الأشهل] الأشهليّ. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وهو أخو ثابت [وعم سلمة بن سلامة وإخوته، وكان الّذي قتله يومئذ خالد بن الوليد «5» ] وذلك قبل أن يسلم. [وذكر بعض أهل المغازي أنه الّذي جعل في الآطام مع النساء، ومعه حسل بن جابر: والمعروف أن الّذي اتفق له ذلك أخوه ثابت تقدم.] «6» 2688- رفاعة بن وهب القرظي «7» : تقدم في رفاعة بن سموال.   (1) أسد الغابة ت (1697) ، الاستيعاب ت (784) . (2) أسد الغابة ت (1698) ، الاستيعاب ت (785) ، تنقيح المقال 4128، دائرة معارف الأعلمي 18/ 264. (3) أسد الغابة ت (1699) ، الاستيعاب ت (786) . (4) سقط من أ. (5) سقط من أ. (6) سقط من أ. (7) أسد الغابة ت (1700) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 2689- رفاعة بن يثربي «1» : قيل هو اسم أبي رمثة. وقيل اسمه يثربي بن عوف. وسيأتي. 2690- رفاعة الأنصاريّ: جد عباية بن رافع بن خديج. مات في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وليس في نسب عبابة من اسمه رفاعة إلا أبوه، ولا صحبة له. وعاش بعد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم دهرا، فكأنه جدّ له من قبل أمه أو غيرها. وقد تقدم له ذكر في خديج في الخاء المعجمة. 2691- رفاعة «2» : غير منسوب. روى ابن مندة من طريق الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن رفاعة، قال: أمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن أطوف في الناس وأنادي لا ينبذن أحد في المقيّر «3» ، وإسناده ضعيف. الراء بعدها القاف 2692- رقاد بن ربيعة العقيليّ «4» : قال ابن حبّان: له صحبة وروى الطبرانيّ من طريق يعلى بن الأشدق، عن رقاد بن ربيعة، قال: أخذ منا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من الغنم من المائة شاة.. الحديث. 2693- رقيبة بن عقيبة «5» : أو عقيبة بن رقيبة. كذا ورد بالشك. روى حديثه ابن مندة، والخطيب في «الجامع» من طريق مكي بن إبراهيم، أما الخطيب فقال عمن حدثه، عن الحسن بن هارون بن الحسن، وأما ابن مندة فقال: عن مكّي، عن هارون، ولم يذكر الواسطة. وفي رواية الخطيب ببلغ به رقيبة بن عقيبة، أو عقيبة بن رقيبة. وأما ابن مندة فقال: عن عبد اللَّه بن عمر، عن يزيد بن حبيبة قال: جاء رقيبة فذكر   (1) أسد الغابة ت (1701) ، الاستيعاب ت (787) . (2) أسد الغابة ت (1703) . (3) القير والقار لغتان، وهو صعد يذاب فيستخرج منه القار، وهو شيء أسود تطلى به الإبل السّفن يمنع الماء أن يدخل ومنه ضرب تحشى به الخلاخيل والأسورة، والقار شجر. مر اللسان 5/ 3793. (4) الثقات 3/ 126، تجريد أسماء الصحابة 1/ 185، الإكمال 4/ 108، والحاشية، أسد الغابة ت (1705) . (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 185، أسد الغابة ت (1706) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 حديثا مرفوعا، فقال: «أقم حتّى يهلّ الهلال وتخرج يوم الاثنين أو الخميس..» الحديث. 2694- رقيم بن ثابت «1» : بن ثعلبة بن زيد بن لوذان بن معاوية الأنصاريّ، أبو ثابت الأنصاريّ. كذا نسبه ابن مندة، وقال ابن الكلبيّ بعد ثعلبة: ابن أكال بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. وذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بالطّائف، وكذا ذكره فيهم موسى بن عقبة وابن إسحاق [وابن الكلبيّ.] «2» الراء بعدها الكاف 2695- ركانة بن عبد يزيد «3» : بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبيّ. قال البلاذريّ: حدّثني عباس بن هشام، حدّثنا أبي عن ابن خرّبوذ وغيره، قالوا: قدم ركانة من سفر. فأخبر خبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلقيه في بعض جبال مكّة، فقال: يا بن أخي. بلغني عنك شيء، فإن صرعتني علمت أنك صادق، فصارعه فصرعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأسلم ركانة في الفتح، وقيل: إنه أسلم عقب مصارعته. قال ابن حبّان: في إسناد خبره في المصارعة نظر.. يشير إلى الحديث الّذي أخرجه أبو داود والترمذيّ من رواية أبي الحسن العسقلانيّ، عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة، عن أبيه. أن ركانة صارع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فصرعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث. قال التّرمذيّ: غريب، وليس إسناده بقائم.   (1) أسد الغابة ت (1707) ، الاستيعاب ت (803) . (2) ليس من أ. (3) السير والمغازي لابن إسحاق 276، سيرة ابن هشام 2/ 41، المغازي للواقدي 694، طبقات خليفة 9، تاريخ خليفة 205، التاريخ الكبير 3/ 337، أنساب الأشراف 1/ 155، مقدمة بقي بن مخلد 108، مشاهير علماء الأمصار 34، المنتخب من ذيل المذيل 553، المعجم الكبير للطبراني 4/ 67، جمهرة أنساب العرب 73، الكامل في التاريخ 2/ 75، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 191، تحفة الأشراف للمزي 3/ 172، تهذيب الكمال له 19/ 221، المعين في طبقات المحدثين 21 رقم 40، الكاشف 1/ 243، تجريد أسماء الصحابة 3/ 186، الوافي بالوفيات 14/ 142، العقد الثمين 4/ 400، تهذيب التهذيب 3/ 287، التقريب 1/ 252، خلاصة تذهيب التهذيب 149، تاريخ الإسلام 5011، أسد الغابة ت (1708) ، الاستيعاب ت (804) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 وقال الزّبير: ركانة بن عبد يزيد الّذي صارع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكّة قبل الإسلام، وكان أشدّ النّاس، فقال: يا محمد، إن صرعتني آمنت بك، فصرعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: أشهد أنّك ساحر، ثم أسلم بعد، وأطعمه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم خمسين وسقا. وفي الترمذيّ من طريق الزبير بن سعيد، عن عبد اللَّه بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جدّه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني طلقت امرأتي البتة. فقال: «ما أردت بها؟» قال: واحدة.. الحديث وفي إسناده اختلاف على أبي داود وغيره. وروى عنه نافع بن عجير، وابن ابنه علي بن يزيد بن ركانة. قال الزّبير: مات بالمدينة في خلافة معاوية، وقال أبو نعيم: مات في خلافة عثمان. وقيل: عاش إلى سنة إحدى وأربعين. وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده يزيد. 2696- ركب المصريّ «1» : قال عباس الدّوري: له صحبة. وقال أبو عمر فيه: كندي، له حديث حسن في آداب، وليس هو بمشهور في الصّحابة. وقد أجمعوا على ذكره فيهم. وروى نصيح العنسيّ. قلت: إسناد حديثه ضعيف، ومراد ابن عبد البرّ بأنه حسن لفظه. وقد أخرجه البخاريّ في تاريخه، والبغويّ، والباورديّ، وابن شاهين، والطّبرانيّ وغيرهم، قال ابن مندة: لا يعرف له صحبة وقال البغويّ: لا أدري أسمع من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أم لا؟ وقال ابن حبّان: يقال إنّ له صحبة، إلا أنّ إسناده لا يعتمد عليه. الراء بعدها الهاء 2697- رهم العدويّ: من آل عمر بن الخطاب. ذكره وثيمة في الردة، وأنشد له في قتل زيد بن الخطّاب مرثية يقول فيها: ألا يا زيد زيد بني نفيل ... لقد أورثتنا ويلا بويل [الوافر] فذكر القصّة، وذكرها سيف في «الفتوح» ، وقال فيه: قال رهم العدويّ من آل   (1) الثقات 3/ 130، تجريد أسماء الصحابة 1/ 186، حسن المحاضرة 1/ 198، الجرح والتعديل 3/ 2346، الوافي بالوفيات 14/ 190، التاريخ الكبير 3/ 338، أسد الغابة ت (1710) ، الاستيعاب ت (805) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 الخطاب. ووقع في بعض النسخ من ذيل ابن فتحون رهم بن رهم بن عمر بن الخطّاب. والصّواب رهم ابن عمّ عمر بن الخطّاب واللَّه أعلم. 2698- رهين: وقيل زهير- يأتي إن شاء اللَّه تعالى في حرف الزاي. الراء بعدها الواو 2699- روح بن سيار «1» : أو سيار بن روح. قال ابن أبي حاتم: شاميّ، وقال: إني لا أعرفه. وقال البخاريّ: له صحبة يأتي في ترجمة أبي منيب في الكنى. 2700 ز- روح، غير منسوب: ذكر ابن الحذاء أنه اسم اليتيم الّذي قال أنس: فصففت أنا واليتيم وراءه، والمعروف أن اسمه ضميرة. 2701- رومان، سكن الشام «2» : روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، حكاه أبو القاسم البغويّ، عن البخاريّ، ولم يذكر حديثه وأظنه رومان بن بعجة، بن زيد بن عميرة الجذاميّ. وقد روى ابن شاهين حديثه من طريق يحيى بن سعيد الأمويّ، عن ابن إسحاق، عن حميد بن رومان بن بعجة عن أبيه، قال: وفد، رفاعة بن زيد الجذاميّ إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكتب له كتابا.. فذكر الحديث. وقد رواه إسماعيل بن عيّاش، عن حميد بن رومان، فقال: عن زيادة بن سعد بن رفاعة بن زيد عن أبيه أن رفاعة بن زيد وفده ... فذكره. 2702- رومان الروميّ «3» : يقال: إنه اسم سفينة. قال أبو نعيم: زعم بعض المتأخرين أنه من سبي بلخ، وبلخ لم تفتح في زمن النبيّ صلّ اللَّه عليه وآله وسلّم، فكيف يسبى منها؟. 2703- رويشد: بمعجمة مصغرا، الثقفي. صهر بني عدي بن نوفل بن عبد مناف. ذكره عمر بن شبّة في «أخبار المدينة» ، وأنه اتخذ دارا بالمدينة في جملة من اختط بها من بني عدي، وله قصّة مع عمر في شربه الخمر.   (1) الجرح والتعديل 3/ 2241، أسد الغابة ت (1712) ، الاستيعاب ت (789) . (2) أسد الغابة ت (1714) . (3) أسد الغابة ت (1713) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 وفي «الموطأ» من طريق سعيد بن المسيّب وغيره أن طليحة الثقفية كانت تحت رشيد الثقفي فطلّقها فنكحت في عدّتها فخفقها عمر ضربا بالدرّة. وروينا في نسخة إبراهيم بن سعد رواية كاتب الليث، عنه، عن أبيه، قال: أحرق عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه بيت رويشد، وكان حانوت شراب. قال سعد بن إبراهيم عن أبيه: إني لأنظر ذلك البيت يتلألأ كأنه جمرة. وكذلك أخرجه الدّولابي في الكنى من طريق عبد اللَّه بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن سعد بن إبراهيم عن أبيه، قال: رأيت عمر أحرق بيت رويشد الثقفي حتى كأنه جمرة أو حممة، وكان حانوتا يبيع فيه الخمر. ورواه ابن أبي ذئب، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف نحوه، وإنما ذكرته في الصّحابة، لأن من كان بتلك السن في عهد عمر يكون في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مميّزا لا محالة، ولم يبق من قريش وثقيف أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 2704- رويفع بن ثابت البلويّ» : ذكره الطّبريّ في وفد بليّ، وأنهم نزلوا عليه سنة تسع، وهو غير رويفع بن ثابت الأنصاريّ، قاله ابن فتحون. [قلت: وسيأتي في قصته في الكنى في حرف الضّاد المعجمة في ترجمة أبي الضبيب.] «2» 2705- رويفع بن ثابت «3» : بن السّكن بن عديّ بن حارثة، من بني مالك بن النّجّار، نزل مصر، وولّاه معاوية على طرابلس «4» سنة ستّ وأربعين، فغزا إفريقية. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وعنه بشر بن عبيد اللَّه الحضرميّ، وحنش الصنعاني، وأبو الخير، وآخرون.   (1) أسد الغابة ت (1717) ، الاستيعاب ت (790) . (2) ليس من أ. (3) الثقات 3/ 126، الكاشف 1/ 314، خلاصة تذهيب 1/ 23، التحفة اللطيفة 2/ 70، شذرات الذهب 1/ 55، العبر 1/ 54، حسن المحاضرة 1/ 199، علماء إفريقيا وتونس 1/ 28، الأعلام 3/ 36، الطبقات 292 بقي من مخلد 218. (4) طرابلس: بفتح أوله وبعد الألف باء موحدة مضمومة ولام مضمومة أيضا وسين مهملة: بالشام بلدة على شاطئ البحر عليها سور من صخر ويقال أطرابلس، وطرابلس الغرب: على جانب البحر أيضا ومنها جبل نفوسة ثلاثة أيام. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 882. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 وقال ابن البرقيّ: توفي ببرقة وهو أمير عليها. وقال ابن يونس: مات سنة ست وخمسين، وهو أمير عليها من قبل مسلمة بن مخلد. 2706- رويفع، مولى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلّم «1» : ذكره أبو أحمد العسكريّ في موالي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ذكره المفضل الغلابي، عن مصعب الزبيري، وقال ابن أبي خيثمة: جاء ابن رويفع إلى عمر بن عبد العزيز ففرض له، ولا عقب له، حكاه ابن عساكر، وقال: لا أعلم أحدا ذكره غيره. وقال أبو عمر: لا أعلم له رواية. الراء بعدها الياء 2707- رئاب بن حنيف «2» : بن رئاب بن الحارث بن أمية بن زيد الأنصاريّ، ذكره العدويّ في نسب الأوس، وقال: شهد بدرا، وقتل يوم بئر معونة، واستدركه أبو علي الغساني وغيره. 2708- رئاب بن عمرو: بن عوف بن كعب الليثيّ. ذكره ابن السّكن، وقال: حديثه عند بعض ولده، حدث به نصر بن قديد الليثيّ، عن مسلم بن حجاج بن مسلم عن أبيه عن جدّه، عن رئاب أنه شهد مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بيعة الرضوان. 2709- رئاب بن مهشم «3» : بن سعيد، بالتصغير، ابن سهم القرشي السهمي. قال أبو عليّ الجيّاني: هو مذكور في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه. قلت: يشير إلى ما أخرجه الدّارقطنيّ كما سيأتي في ترجمة وائل بن رئاب، ويأتي ذكر معمر بن رئاب. 2710 ز - رياح بن الحارث: التميميّ المجاشعيّ. ذكره ابن سعد في وفد بني تميم، وتبعه الطّبريّ، وسيأتي بسط ذلك في ترجمة عطارد بن حاجب. 2711- رياح: بن الربيع.   (1) أسد الغابة ت (1718) ، الاستيعاب ت (791) . (2) أسد الغابة ت (1720) ، الإكمال 4/ 3. (3) أسد الغابة ت (1721) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 ذكره ابن أبي حاتم، والدّارقطنيّ بالياء آخر الحروف، والأكثر على أنه بالموحدة وقد تقدم. 2712 ز- ريبال الثقفي «1» : لم أجد له ذكرا إلا فيما ذكره الحافظ صلاح الدين العلائي في الوشي المعلم، فأخرج من طريق الثوري عن عمران الثقفيّ، عن أبيه. عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأى عليه خاتما من ذهب، فقال له: أتركه قال: لا. الحديث. قال العلائيّ: عمران الثقفي: هو ابن مسلم بن رياح ثقة وأما أبوه فلا أعرف حاله. قلت: لا أدري من أين وقع له ذلك، وأظن أنه راجع ترجمة سفيان الثوري فلم ير في شيوخه من يسمى عمران إلا هذا، لكن صنيع الطّبرانيّ يأبى ذلك، فإنه أخرج هذا الحديث في أثناء ترجمة يعلى بن مرّة الثقفيّ، فكأن عمران عنده حفيد يعلى، ويؤيّد ذلك أن الوليد بن مسلم أخرجه عن الثوريّ، عن أبي يعلى، عن أبيه، فذكر نحوه. 2713 ز- ريبال بن عمرو: ذكره سيف في «الفتوح» ، وذكر له مقالات «2» مشهورة فيها، وذكر الطّبرانيّ أنه كان من أمراء سعد بن أبي وقاص بالقادسيّة. وقد قدمنا غير مرة أنهم لم يكونوا يؤمّرون إلا الصّحابة. القسم الثاني من له رؤية من حرف الراء الراء بعدها الألف 2714- رافع بن أبي رافع، مولى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ذكره الباورديّ في الصّحابة، ولم يذكر ما يدلّ على أن له صحبة. الراء بعدها الباء 2715- ربيعة بن شرحبيل: ابن حسنة «3» . له رؤية، سيأتي ذكر أبيه.   (1) في أرياح الثقفي. (2) في أمقامات. (3) أسد الغابة ت (1646) ، الثقات 6/ 301، الجرح والتعديل 3/ 2121، التاريخ الكبير 3/ 290، الإكمال 2/ 469، الأعلمي 18/ 220. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 قال ابن يونس: شهد فتح مصر. ويقال: إن عمرو بن العاص كان يستعمله على بعض العمل. وروى عنه ابنه جعفر، ويناق مولاه. 2716- ربيعة بن شرحبيل: ابن حسنة «1» . ذكره محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي فيمن دخل مصر من الصّحابة فقال: وممن شهد فتحها. وقد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو غلام. وأخوه عبد الرحمن بن شرحبيل. 2717- ربيعة بن عبد اللَّه «2» : بن الهدير «3» ، بالتصغير، ابن عبد العزّى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة التيميّ. ولد في حياة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وله رواية عن أبي بكر وعمر وغيرهما، وهو معدود في كبار التّابعين، هذا كلام أبي عمر، ومنهم من أدخل بين عبد اللَّه والهدير ربيعة آخر. وذكره ابن سعد، فقال: ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وذكره ابن حبّان فقال: له صحبة. ثم ذكره في ثقات التّابعين. وفي صحيح البخاريّ: له قصّة مع عمر. وقال الدّارقطنيّ: تابعي كبير قليل السّند. وقال العجليّ: ثقة من كبار التّابعين. وقال أبو بكر بن أبي مليكة: كان من خيار الناس. وقال ابن أبي عاصم: مات سنة ثلاث وتسعين. 2718 ز- ربيعة بن نوفل بن الحارث: بن عبد المطّلب. ذكره الدّارقطنيّ في الإخوة، وقال: لا عقب له انتهى. ولأبيه ولأخيه صحبة، ولا يبعد أن يكون له رؤية. الراء بعدها الواو 2719- روح بن زنباع «4» : بن روح بن سلامة الجذامي، أبو زرعة.   (1) هذه الترجمة سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (1650) ، الاستيعاب ت (762) . (3) في أ: عبد اللَّه بن الهدير. (4) تاريخ خليفة 440، التاريخ لابن معين 2/ 168، التاريخ الكبير 3/ 307، البيان والتبيين 1/ 358 تاريخ أبي زرعة 1/ 234، أنساب الأشراف 1/ 36، الأخبار الطوال 264، الكامل في الأدب 2/ 125، الأخبار الموفقيات 209، عيون الأخبار 1/ 102، تاريخ الطبري 5/ 496، الجرح والتعديل 3/ 494، جمهرة أنساب العرب 364، أخبار القضاة لوكيع 1/ 123، الولاة والقضاة للكندي 43، الأسامي والكنى للحاكم 206، مشاهير علماء الأمصار 902، المحاسن والمساوئ 390، ربيع الأبرار 3/ 306، تاريخ اليعقوبي 2/ 251 ثمار القلوب للثعالبي 546، شرح أدب الكاتب 111، مروج الذهب 1955 الوزراء والكتاب 35، الحيوان 1/ 226، العقد الفريد 1/ 20، تاريخ دمشق 205، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 340، الكامل في التاريخ 4/ 123، أخبار النساء لابن الجوزي 111، العبر 1/ 98، سير أعلام النبلاء 4/ 251، البداية والنهاية 9/ 53، بلاغات النساء 129، الوافي بالوفيات 14/ 150، الأغاني 9/ 229، محاضرات الأدباء للراغب 1/ 160، التذكرة الحمدونية 2/ 27 المستطرف 1/ 122، شذرات الذهب 1/ 95، الجامع للشمل 1/ 465، تاريخ الإسلام 3/ 61، أسد الغابة ت (1711) ، الاستيعاب ت (788) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 ذكره بعضهم في الصّحابة، ولا يصحّ له صحبة، بل يجوز أن يكون ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فإن لأبيه صحبة ورواية كما سيأتي. ووقع في الكنى لمسلم: له صحبة. وقال أبو أحمد الحاكم: يقال له صحبة، وما أراه يصح. وقال ابن مندة: أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وذكره محمّد بن أيوب في الصّحابة. ولا يصح له صحبة. وقال أبو عروبة وحسين القبانيّ: يقال له صحبة. وقال أبو عمر وأبو نعيم وابن مندة: لا يصحّ له صحبة. وقال ابن أبي خيثمة: وممّن روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم روح بن زنباع. وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ وابن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام، وقالا: كان أميرا على فلسطين، وأورد له ابن مندة من طريق بكر بن سوادة عن عبيد بن عبد الرّحمن، عن روح بن زنباع، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «الإيمان يمان، وبارك في جذام» «1» . قلت: ولروح مع عبد الملك بن مروان وغيره قصص حسّان، وكان عبد الملك بن مروان يقول: جمع روح طاعة أهل الشّام، ودهاء أهل العراق، وفقه أهل الحجاز. وروي عن الشّافعي أن روحا كان يقول: لم أطلب بابا من الخير إلا تيسّر لي، ولا طلبت بابا من الشر إلا لم يتيسر لي.   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 387، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2299، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 386 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 58، 59 وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا عروة بن رويم وهو ثقة والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33940، 33955، 33958، 33960. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 وقال ضمرة بن ربيعة عن الوليد بن أبي عون: كان روح إذا خرج من الحمّام أعتق رقبة. وله حديث عن عبادة بن الصّامت، وآخر عن تميم الدّاري، أوردهما ابن عساكر في ترجمته. وقال أبو سليمان بن زبر: مات سنة أربع وثمانين. القسم الثالث من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وكان يمكنه أن يسمع منه فلم ينقل ذلك الراء بعدها الألف 2720- راشد بن عبد الرحمن الأزدي: له إدراك، وشهد اليرموك. روى عن أبي عبيدة بن الجراح. ذكره ابن عساكر. 2721 ز- رافع الأشجعي: يقال: هو اسم أبي الجعد والد سالم. ويأتي في الكنى. 2722 ز- رافع الأشجعيّ: يقال هو اسم أبي هند. ويقال اسمه النعمان، ويأتي في الكنى. 2723 ز- رافع غير منسوب «1» : قرأت في كتاب مكة للفاكهيّ، من طريق أبي بكر بن عبد اللَّه: حدّثني عثمان بن عبيد اللَّه بن رافع، عن أبيه، عن جدّه، وكان قد رحل مع قريش الرحلتين، قال: الأثر الّذي في المقام «2» أثر امرأة إسماعيل جاءت إبراهيم بالمقام وهو على دابته ... الحديث. قلت: وأنا أظن أنه أبو رافع الصّحابي المشهور. 2724 ز- رافع بن سالم: ويقال ابن سليمان الفزاري. أدرك الجاهليّة، وسمع من عمر. روى عنه محمد بن إبراهيم التيميّ، ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم.   (1) أسد الغابة ت (1578) . (2) المقام: بالفتح: هو الحجر الّذي قام عليه إبراهيم عليه السلام، حين رفع بناء البيت وقيل: الّذي قام عليه حين غسلت زوجة إسماعيل رأسه وهو موضع بالمسجد الحرام أمر اللَّه عزّ وجل بالصلاة عنده وهو معروف. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1295. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 الراء بعدها الباء 2725- رباب بن رميلة: يأتي في آخر الباب. 2726- رباح بن قصير اللّخمي: والد علي. تقدم في القسم الأوّل، وهو من هذا القسم على الصحيح. 2727 ز- ربعي ّ «1» : بكسر أوله وسكون الموحدة بلفظ النسب، ابن حراش، بمهملة مكسورة، ابن جحش بن عمرو بن عبد اللَّه العبسيّ ثم الكوفيّ- التابعيّ الجليل المشهور، أبو مريم. روى عن عمر بن الخطّاب، وسمع خطبته بالشام، روى ذلك خيثمة في فضائل الصّحابة من طريق حيدة، وعن علي وابن مسعود وغير واحد. روى عنه جماعة من التابعين، كالشّعبي، وأبي مالك الأشجعي، وعبد الملك بن عمير، ومنصور، وغيرهم. قال العجليّ: تابعي ثقة من خيار الناس لم يكذب قط. وقال اللالكائيّ: مجمع على ثقته، قال أبو موسى: يقال إنه أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقد ذكر ابن الكلبيّ أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إلى أبيه فحرق كتابه، فهذا يؤيد أن لربعيّ إدراكا. مات سنة مائة. ويقال بعدها بسنة، وقيل بأربع. 2728 ز- ربعيّ الحنظليّ: والد شبيب. قال سيف، عن رجاله: قدم ربعي على عمر، فأمدّ به المثنى بن حارثة بالعراق، ولما مات رأس بعده ولده شبثا. [2729- ربعي الذهليّ: ذكره دعبل بن علي في طبقات الشّعراء، وقال: شهد القادسيّة، وأنشد له شعرا في قومه من بني سدوس] «2» .   (1) طبقات خليفة ت 1104، تاريخ البخاري 3/ 327 الجرح والتعديل وق 2 م 509، الحلية 4/ 367 وفيه صحف بالخاء المعجمة وتاريخ بغداد 8/ 433، تاريخ ابن عساكر 6- 99، وفيات الأعيان 2/ 300، تهذيب الكمال ص 402، تاريخ الإسلام 4/ 111، تذكرة الحفاظ 1/ 65، العبر 1/ 121، تهذيب التهذيب 3/ 236، النجوم الزاهرة 1/ 253، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 27، خلاصة تذهيب التهذيب 114، شذرات الذهب 1/ 121، تهذيب ابن عساكر 5/ 300، أسد الغابة ت (1616) . (2) هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 ذكر من اسمه الربيع محلى بأل 2730 ز - الربيع «1» بن ربيعة: تقدم في القسم الأول. 2731 ز- الربيع بن أوس: بن الأعور بن شيبان بن عمرو بن جابر بن عقيل بن مالك بن شمخ بن فزارة الفزاريّ. شاعر مخضرم، ذكره المرزبانيّ، [وأنشد له من أبيات: أبوكم من مزينة غير شكّ ... وهل تخفى علامات النّهار] «2» [الوافر] 2732- الربيع بن ربيعة: بن عوف بن قتال بن أنف الناقة بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن سهم التميمي ثم السعديّ ثم القريعيّ. الشّاعر المشهور بالمخبّل، بفتح المعجمة والموحدة الثقيلة، يكنى أبا يزيد سمّاه ابن الكلبيّ وقال ابن دأب: اسمه كعب بن ربيعة. وقال ابن حبيب: اسمه ربيعة بن مالك، وهو المراد بقول الفرزدق: وهب القصائد لي النّوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول «3» [الكامل] قال أبو الفرج في الأغاني. عمّر في الجاهليّة والإسلام عمرا طويلا، وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان، وهو شيخ كبير، وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده شيبان في حرف الشّين المعجمة. وقال ابن حبيب: خطب المخبّل إلى الزبرقان أخته خليدة فرده وزوّجها رجلا من بني جشم بن عوف يقال له هزّال، فهجاه المخبّل. وقال ابن حبيب، وغير واحد من رواة الأخبار فيما ذكر أبو الفرج بأسانيده: اجتمع الزبرقان بن بدر، والمخبّل السعديّ، وعبدة بن الطبيب، وعمرو بن الأهتم، وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا وقبل مبعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فنحروا جزورا واشتروا خمرا ببعير، وجلسوا يشوون ويأكلون، فذكروا الشعراء، وأيهم أجود شعرا، فرضوا أن يحكموا أوّل من يطلع، فطلع عليهم ربيعة بن حذار الأسديّ، فسألوه، فقال: أخاف أن تغضبوا،   (1) هذه الترجمة سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) ينظر البيت في الطبقات 124، النقائض: 200. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 فأمّنوه من ذلك، فقال أما أنت يا مخبل فشعرك شهب من نار يلقيها اللَّه على من يشاء من عباده. وذكر بقية القصّة. 2733 ز- الربيع بن زياد: بن سلامة بن قيس القضاعي ثم التّويلي، بالمثناة مصغّرا. فارس مشهور، يعرف بالأعرج، وله إدراك وأشعار في الجاهلية، ثم عاش إلى أن مات في خلافة عثمان، حكاه ابن الكلبيّ. 2734- الربيع بن ضبيع: بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عديّ بن فزارة الفزاريّ. جاهليّ. ذكر ابن هشام في «التيجان» أنه كبر وخرف، وأدرك الإسلام، ويقال: إنه عاش ثلاثمائة سنة منها ستّون في الإسلام ويقال لم يسلم. وذكر أبو حاتم السجستاني أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: يا ربيع، أخبرني عما أدركت من القهر، ورأيت من الخطوب، فقال أنا الّذي أقول: إذا عاش الفتى مائتين عاما ... فقد ذهب اللّذاذة والفتاء «1» [الوافر] قال: وقد رويتها من شعرك وأنا غلام ففصّل لي عمرك، قال: عشت مائتي سنة في فترة عيسى، وستين في الجاهليّة، وستين في الإسلام، فذكر قصّته معه [وهو القائل ذلك البيت السائر] إذا جاء الشّتاء فأدفئوني ... فإنّ الشّيخ يهرمه الشّتاء «2» [الوافر] وأنشد المرزباني بعده: وأمّا حين يذهب كلّ قرّ ... فسربال خفيف أو رداء «3» ] «4» [الوافر]   (1) هذا البيت في المعمرين 8، 9. (2) البيت من الوافر، وهو للربيع بن ضبع في الأزهية ص 184، وأمالي المرتضى 1/ 255، وتخليص الشواهد ص 242، حماسة البحتري ص 202، خزانة الأدب 7/ 381، والدرر 2/ 60، وسمط اللآلي ص 803، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 135، وشرح شذور الذهب ص 458، ولسان العرب 13/ 365 (كون) ، وهمع الهوامع 1/ 116. وهذا البيت فيه شاهد نحوي في قوله: «إذا كان الشتاء» حيث جاءت «كان» تامة بمعنى «حدث» . (3) ينظر هذا البيت من آمالي المرتضى: 254، وذيل الآمالي: 21، والخزانة: 3/ 306. (4) ليس من أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 2735- الربيع بن مطرف: بن بلخ التميمي له إدراك، وأنشد له سيف في الفتوح أشعارا كثيرة في فتح دمشق والقادسيّة وطبريّة «1» ، فمن ذلك قوله في فتح طبريّة: وإنّا لحلّالون بالثّغر تحتوي ... ولسنا كمن هرّ الحروب من الرّعب منعناهم ماء الحياة بعيد ما ... سما جمعهم فاستهولوه من الرّهب [الطويل] قال ابن عساكر: أدرك حياة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ذكر من اسمه ربيعة 2736- ربيعة بن أبيّ الضبي: ذكره المرزباني في معجم الشّعراء، فقال: مخضرم، أدرك يوم بسطام في الجاهليّة وعاش إلى أن شهد الجمل مع عائشة، وهو القائل: وإذا ساميت قوما ضمتهم ... ببني ضبّة أصحاب الجمل [الرمل] 2737 ز- ربيعة بن خوط: بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس [بن طريف بن عمرو بن قعين بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ، ثم الفقعسيّ] «2» . أبو المهرش. ذكره المرزبانيّ «3» ، وقال: شاعر مخضرم حضر يوم ذي قار، ثم نزل بعد ذلك الكوفة [وأنشد له في يوم ذي قار: نجّى إيادا ولخما كلّ سلهبة ... واستحكم الموت أصحاب البراذين [البسيط] وقال ابن عساكر: أدرك حياة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ونسبه ابن الكلبيّ فلم يزد على وصفه بالشّاعر، وذكر بعده أن عمه ربيعة بن ثعلبة بن رئاب المذكور. وقال: يكنى   (1) طبريّة: بليدة مطلّة على البحيرة المعروفة بها وهي من أعمال الأردن في طرف الغور بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وكذلك بينها وبين بيت المقدس وهي مستطيلة وعرضها قليل حتى تنتهي إلى جبل صغير عنده آخر العمارة وفيها عيون ملحة حارة قد بنيت عليها حمامات فهي لا تحتاج إلى الوقود والحمام الّذي يقال إنه من عجائب الدنيا وينسب إليها ليس بها وإنما هو من أعمالها في موضع يقال له: الحسينية في واد. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 878. (2) ليس في أ. (3) في أ: ذكره المرزباني أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 أبا ثور. وهو الّذي قتل صخر بن عمرو أخا الخنساء، ولم يصفه بما يدلّ على إدراكه الإسلام، وقد تقدم ابن عمها حبيب بن مطهر بن رئاب] «1» . 2738 ز- ربيعة بن زرارة العتكيّ: أبو الحلال، بالمهملة والتخفيف. أدرك الجاهليّة، ثم نزل البصرة، روى ابن الجارود في الكنى من طريق المهلب بن بكر بن حازم، عن الفضل بن موسى، عن أبي الحلال العتكيّ أنه أدرك أهل بيته يعبدون الحجارة، ويقال: إنه توفي وهو ابن مائة وعشرين سنة في زمن الحجاج. وقال أحمد في كتاب «الزهد» : حدثنا عبيد اللَّه بن ثور بن عون بن أبي الحلال، واسمه ربيعة بن زرارة، حدّثتني أمي عن عمّتها العيناء بنت أبي الحلال، قالت: كان لأبي الحلال حصير يسجد عليها لا يستطيع أن يقوم من الكبر، وكان يقول: اللَّهمّ لا تسلبني القرآن. قالت العيناء: ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة. 2739 ز- ربيعة بن سلمة: ويقال ابن عبد اللَّه بن الحارث بن سوم بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السّكون الشّاعر السّكوني، يعرف بابن الغزالة. قال ابن الكلبيّ: جاهليّ، وسمى أباه سلمة. وقال ابن دريد في الاشتقاق: أدرك الإسلام فأسلم، وسمى أباه عبد اللَّه. 2740 ز- ربيعة الكنود: شاعر مخضرم، ذكره المرزبانيّ، [ورأيت في نسخة: ابن الكنود، وأنشد له] «2» . 2741- ربيعة بن مالك: قيل هو اسم المخبل السعدي. 2742- ربيعة بن مقروم: بن قيس بن جابر بن خالد بن عمرو بن غيظ بن السيّد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي. قال المرزبانيّ: كان أحد شعراء مضر في الجاهليّة والإسلام، ثم أسلم فحسن إسلامه، وشهد القادسيّة وغيرها من الفتوح، وعاش مائة سنة، وهو القائل: ولقد أتت مائة عليّ أعدّها ... حولا فحولا أن بلاها مبتلى [الكامل] وذكر أبو عبيد في شرح «الأمالي» مثله. وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: وفد على كسرى في الجاهليّة، ثم عاش إلى أن أسلم،   (1) ليس في أ. (2) هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 وبقي زمانا [وذكره دعبل في طبقات الشعراء، وقال: مخضرم حبسه كسرى بالمشقّر، ثم أدرك القادسيّة، وأنشد له في ذلك شعرا] «1» . 2743- ربيعة بن النمر بن تولب: ذكره ابن قتيبة، وسيأتي ذلك في ترجمة أبيه. الراء بعدها الحاء 2744- رحيل، بالمهملة مصغّرا،» الجعفيّ. ذكره أبو عمر، فروى الدارقطنيّ من طريق زهير بن معاوية الجعفيّ، عن أسعر بن رحيل أن أباه وسويد بن غفلة انتهيا- يعني إلى المدينة حين رفعت الأيدي عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزل سويد على عمر، ونزل الرّحيل على بلال. وروى أبو نعيم من طريق الحارث بن مسلم الجعفي ابن عمّ زهير بن معاوية قال: قدم الرحيل وسويد حين سوّي على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم التراب. الراء بعدها الشين 2745 ز- رشيد بن ربيض العذري «3» : الشاعر المشهور. ذكره المرزبانيّ وقال: مخضرم. قال: وهو القائل في محرز بن المكعبر الضبي: ولقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر ... كما كلّ ضبّيّ من اللّؤم أزرق [الطويل] قال: وله أشعار في يوم الشيّطين «4» ، وهو يوم كان لبكر بن وائل على بني تميم في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. الراء بعدها الفاء 2746- رفيع بن مهران «5» : بالتصغير، أبو العالية الرياحيّ- بالتحتانية مشهور في التابعين. له إدراك.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (1671) ، الاستيعاب ت (798) . (3) في أ: رشيد بن دميص. (4) الشّيطان: بالفتح ثم السكون وآخره نون: محلة بالكوفة والشّيطان بالفتح ثم الكسر والتشديد وآخره نون واديان في ديار تميم لبني دارم أحدهما طويلع أو قريبا منه به يوم للعرب. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 826. (5) أسد الغابة ت (1704) . طبقات ابن سعد 7/ 112، طبقات خليفة ت 1634، تاريخ البخاري 3/ 326، المعارف 454، الجرح والتعديل ق 2- م 5101، الحلية 2/ 217 تاريخ أصبهان 1/ 314، طبقات الفقهاء للشيرازي 88 تاريخ ابن عساكر 6/ 131، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ح 2 251، تهذيب الكمال 417، 1625، تذكرة الحفاظ 1/ 58. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 يقال: إنه دخل على أبي بكر وصلّى خلف عمر. وأخرج أبو أحمد «1» الحاكم من طريق أبي خلدة، قال: قلت لأبي العالية: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: لا، جئت بعده بسنتين [أو ثلاث] «2» . وروى قتادة عنه، قال: قرأت القرآن بعد نبيّكم بعشر سنين. وروى ابن المدينيّ، من طريق حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية، قال: قرأت القرآن على عهد عمر ثلاث مرات. وروى ابن أبي حاتم من طريق عاصم قال: قلت لأبي العالية، من أكبر من رأيت؟ قال: أبو أيوب، غير أني لم آخذ عنه شيئا. إسناده صحيح، وبينه وبين الّذي قبله مغايرة ظاهرة، وإسناد الآخر صحيح. فاللَّه أعلم. وقال العجليّ: هو من كبار التّابعين. وقال الآجريّ عن أبي داود: ذهب علم أبي العالية لم يكن له رواة. انتهى. وقد روى عنه خالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، ومحمد وحفصة ابنا سيرين، والربيع بن أنس، وبكر بن عبد اللَّه المزني، وثابت البنانيّ، وقتادة، ومنصور بن زادان وآخرون، فكأن أبا داود أراد من نقل عنه الفقه أو التّفسير. وقد وثقه العجليّ، وابن حبّان، وغيرهما. وأما ما نقل عن الشافعيّ أنه قال حديث الرياحي رياح، فإنما أراد حديثا خاصّا وهو حديث القهقهة، كما نبه عليه ابن عديّ، ثم قال: وسائر أحاديثه مستقيمة. قالوا: مات سنة تسعين، وقيل بعدها بثلاث وقيل سنة ست ومائة. والأول أقوى. 2747- [الرّفيل: بالتصغير أيضا له إدراك وهو جد أبي جعفر بن المسلم قال أبو سعد بن السمعاني وغيره لما ترجموا لأبي جعفر أسلم جده الرفيل على يد عمر بن الخطاب وبينهما سبعة آباء وأقل ما يكون بين أبي جعفر وبين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ستة أنفر بسند صحيح وخمسة بسند ضعيف وممن ساق نسبه أبو بكر الخطيب،   (1) في أ: وأخرج أبو داود. (2) ليس في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 وروى عنه في تصانيفه وجمع له مجالس واستملى عليه وذلك بسنة ثلاث وستين ومات سنة خمس وتسعين] «1» . الراء بعدها الواو 2748- روح بن حبيب التغلبيّ: ذكره ابن عساكر في «تاريخه» ، وقال: أدرك عصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وروى عن أبي بكر وعمر، وشهد خطبة عمر بالجابية، ثم روى من طريق الحكم بن خطاب، عن الزهري عن أبي واقد، عن روح بن حبيب، قال: بينا أنا عند أبي بكر الصّديق إذا أتي بغراب، فلما رآه بجناحين قال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما صيد من صيد إلّا بنقص من تسبيح، وما دخل على أمر مكروه إلّا بذنب، وما عفا اللَّه عنه أكثر، ثمّ خلّى سبيل الغراب» «2» . الراء بعدها الياء 2749 ز- رئاب [بكسر أوله ثم تحتانية مهموزة. ويقال بزاي منقوطة وموحدتين الأولى ثقيلة] «3» ابن رميلة، أخو الأشهب بن رميلة. له إدراك، وقتل في عهد عثمان. تقدم ذكره في ترجمة أخيه. 2750 ز- رياب، بكسر أوله ثم تحتانية، ابن الحارث النخعي. له إدراك، وشهد الفتوح في عهد عمر. روى البخاريّ من طريق صدقة بن المثنّى، عن جدّه رياح بن الحارث- أنه حجّ مع عمر حجّتين. ومن طريق سماك عن جرير بن رياح عن أبيه «4» أنهم أصابوا قبرا بالمدائن، فوجدوا عليه ثيابا منسوجة بالذّهب ومالا، فكتب عمار إلى عمر، فكتب أن لا ينزعوه. فرق البخاريّ بينهما، وجمعهما ابن أبي حاتم، وهو أصوب. القسم الرابع الراء بعدها الألف 2751- رافع بن بديل: بن ورقاء الخزاعيّ «5» .   (1) سقط في ط. (2) أورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 184. (3) ليس في أ. (4) في أ: عن أبيه ابن الحارث. (5) أسد الغابة ت (1571) ، الاستيعاب ت (742) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 ذكره ابن مندة، وقد استشهد يوم بئر معونة، وذكر قصّة قتله من طريق ابن إسحاق. وتعقّبه أبو نعيم فقال: صحّفه المتأخر، وإنما هو نافع بالنون، لا يختلف فيه، بل تواطأ عليه أصحاب المغازي والتواريخ. 2752 ز- رافع بن بشر «1» السلميّ: قلبه بعض الرواة، وإنما هو بشر بن رافع. وله حديث في الحشر، كذا قال أبو عمر، وذكر ابن شاهين أن الّذي قلبه علي بن ثابت. قلت: ومن طريقه أخرجه بقي بن مخلد، وقد تقدم على الصّواب. 2753- رافع بن ثابت: نزل مصر «2» . فرّق ابن مندة بينه وبين رويفع بن ثابت، وهما واحد، قاله أبو نعيم. 2754- رافع بن معبد الأنصاريّ «3» : أبو الحسن، نزيل حمص. روى عنه محمد بن زياد وغيره، ذكره ابن الأثير، فاستدركه على ما تقدمه، وعزاه لأبي علي الجياني، وقد صحّف اسم أبيه، فإنه ذكره في باب الميم، وإنما هو سعد، وقد ذكرته على الصّواب في الأول منسوبا لابن شاهين. [ الراء بعدها الباء ] ذكر من اسمه الربيع- محلى بأل 2755- الربيع بن زياد: بن عبد اللَّه بن سفيان بن ناشب بن هدم بن عوذ «4» بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ. مشهور في الجاهلية، وكان ينادم النعمان بن المنذر، ويقال: إنه أخذ [السكملة] «5» ، ولم أر من ذكر أنه أدرك الإسلام إلا الرشاطيّ، فذكر في ترجمة الأشعريّ قصة للربيع بن زياد الحارثي مع عمر، فقال الرشاطيّ: هو الربيع بن زياد العبسيّ. والقصّة مشهورة للحارثيّ، فوهم الرشاطيّ وهم فاحشا. 2756 ز- الربيع بن عمرو: بن أبي زهير الخزرجي الأنصاري: والد سعد بن الرّبيع. استدركه ابن فتحون، وحكى عن مكّي بن أبي طالب أنّ سعد بن الربيع لما استشهد   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 172، الجرح والتعديل 3/ 2162، التاريخ الكبير 3/ 304، بقي بن مخلد 621 ذيل الكاشف 427، أسد الغابة ت (1573) ، الاستيعاب ت (726) . (2) في أ : رافع بن ثابت بن نصر. (3) أسد الغابة ت (1600) . (4) في أ: هدم بن عون. (5) ليس في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 بأحد ترك ابنين، فضمّ أبوه ماله كلّه، فأتت أمّهما للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فنزلت: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ [النساء: 11] . انتهى. والمعروف أن الّذي ضمّ مالهما هو عمّهما، وهو الصّواب. وروى ابن مندة، من طريق عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد بنت الربيع عن أبيها ترفعه: «طاعة النّساء ندامة» «1» ، والصواب عن أم سعد بنت سعد بن الربيع. 2757- الربيع بن كعب الأنصاريّ «2» : وهو وهم، هكذا أخرجه ابن مندة، والصّواب ربيعة بن كعب، وهو الأسلميّ، حليف الأنصار، تقدم. [2758 ز- الربيع بن محمود المارديني: وكان من مشايخ الصّوفية فادّعى الصحبة. كذا ذكره الذّهبيّ في «الميزان» ، ويقال: إنه دجّال ادّعى الصحبة والتعمير في سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وكان قد سمع من ابن عساكر سنة بضع وستين. قلت: الّذي ظهر لي من أمره أن المراد بالصّحبة التي ادّعاها ما جاء عنه أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في النوم وهو بالمدينة الشريفة، فقال له: «أفلحت دنيا وأخرى» ، فادّعى أنه بعد أن استيقظ أنه سمعه وهو يقول ذلك. قرأت بخط العلامة تقي الدين بن دقيق العيد: أن الكمال بن العديم كتب إليهم أن عمّه محمد بن هبة اللَّه بن أبي جرادة أخبره قال: قال لي الشيخ ربيع بن محمود: كنت بمسجد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأتيته أستشيره في شيء، فنمت فرأيته، فقال لي: «أفلحت دنيا وأخرى» ، ثم انتبهت فسمعته يقول لي وأنا مستيقظ، وذكر الحكاية بطولها، وذكر أشياء من هذا الجنس. قلت: وقرأت بخط محمد بن الحافظ زكي الدين المنذريّ، سمعت عبد الواحد بن عبد اللَّه بن عبد الصّمد بن أبي جرادة يقول: سمعت جدي يقول: حججت سنة إحدى وستمائة، فاجتمعت بالشيخ رتن فعرضت عليه الصّحبة إلى حلب، فقال: أنا أريد أن أموت ببيت المقدس، قال: فرافقته إلى القدس، فمرض فاشتد مرضه فوصلنا خبره أنه مات بالقدس سنة اثنتين وستمائة، ووجدت في فوائد أبي بكر بن محمد العربيّ] «3» .   (1) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1112 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44493 وعزاه لابن عدي في الكامل والقضاعي وابن عساكر عن عائشة. (2) أسد الغابة ت (1629) . (3) هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 [ ذكر من اسمه ربيعة ] 2759- ربيعة بن أمية: بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ القرشيّ الجمحيّ «1» أخو صفوان. أسلم يوم الفتح، وكان شهد حجة الوداع، وجاء عنه فيها حديث مسند، فذكره لأجله في الصّحابة من لم يمعن النظر في أمره، منهم البغويّ وأصحابه: ابن شاهين، وابن السّكن، والباوردي والطّبرانيّ، وتبعهم ابن مندة، وأبو نعيم. ووقع عند ابن شاهين، من طريق يحيى بن هانئ الشجري عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن ربيعة بن أمية، قال: أمرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن أقف تحت صدر راحلته، وهو واقف بالموقف بعرفة، وكان رجلا صيّتا فقال: «يا ربيعة، قل يا أيّها النّاس، إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لكم: تدرون أيّ بلد هذا؟ ... » الحديث. ورواه غيره عن ابن إسحاق، فقالوا: إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر أمية، وهو الصّواب. ورواية يحيى بن هانئ وهم، ولم يدرك عباد أمية، وهو على الصّواب في مغازي بن إسحاق. وقد أخرجه ابن خزيمة، والحاكم من وجه آخر، عن ابن إسحاق، عن ابن نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: أمر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ربيعة ... فذكره، فلو لم يرد في أمره إلا هذا لكان عدّه في الصّحابة صوابا، لكن ورد أنه ارتدّ في زمن عمر، فروى يعقوب بن شيبة في مسندة، من طريق حماد، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب- أنّ أبا بكر الصّديق كان أعبر الناس للرؤيا، فأتاه ربيعة بن أميّة، فقال: إني رأيت في المنام كأني في أرض معشبة مخصبة، وخرجت منها إلى أرض مجدبة كالحة، ورأيتك في جامعة من حديد عند سرير إلى الحشر، فقال: إن صدقت رؤياك فستخرج من الإيمان إلى الكفر، وأما أنا فإنّ ذلك ديني جمع لي في أشد الأشياء إلى يوم الحشر. قال: فشرب ربيعة الخمر في زمن عمر، فهرب منه إلى الشّام، ثم هرب إلى قيصر فتنصّر ومات عنده.   (1) الثقات 3/ 128- تجريد أسماء الصحابة 1/ 178 التحفة اللطيفة 2/ 55، العقد الثمين 4/ 391، الطبقات الكبرى 9/ 67، دائرة معارف الأعلمي 18/ 19، 3/ 282، 8/ 266، تعجيل المنفعة 126، البداية والنهاية 5/ 171، المعرفة والتاريخ 1/ 368، أسد الغابة ت (1633) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 وذكر ابن عبد البرّ هذه القصّة في الاستيعاب مختصرة، وأن عمر هو الّذي عبرها له. وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزّهري، عن زرارة بن مصعب بن عبد الرّحمن بن عوف، عن المسور بن مخرمة، عن عبد الرّحمن بن عوف أنه حرس ليلة مع عمر بالمدينة فشبّ لهم سراج في بيت، فانطلقوا يؤمّونه، فإذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر لعبد الرحمن: أتدري بيت من هذا؟ قال: لا. قال: هذا بيت ربيعة بن أمية، وهم الآن شرب، فما ترى؟ قال: أرى أنّا قد أتينا ما نهى اللَّه عنه: ولا تجسّسوا. قال: فانصرف عمر. وبهذا الإسناد إلى الزّهري، عن سعيد بن المسيب- أن عمر غرّب ربيعة بن أميّة بن خلف في الخمر إلى خيبر، فلحق بهرقل فتنصر، فقال عمر: لا أغرّب بعده أحدا أبدا. أخرجه النّسائي، من طريق معتمر بن سليمان، عن عبد الرّزّاق. وله قصة أخرى مع عمر قبل هذا ذكرها مالك في الموطإ عن ابن شهاب، عن عروة أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر، فقالت له: إن ربيعة بن أميّة استمتع بامرأة موحّدة فحملت منه، فخرج عمر يجرّ رداءه فزعا، فقال: هذه المتعة، لو كنت تقدمت فيها لرجمته. 2760- ربيعة بن الحارث: بن مالك، أبو فراس الأسلميّ. من أهل الصّفة. استدركه الذّهبيّ في التجريد، وقد حرّف اسم أبيه، وإنما هو كعب لا الحارث وقد مضى على الصّواب. 2761- ربيعة بن حصين: كان رسول جرير إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. هكذا ذكره ابن شاهين عن ابن الكلبيّ، وهو مقلوب، والصّواب حصين بن ربيعة. وقد مضى. 2762- ربيعة بن مالك الساعديّ «1» : هكذا زعم بعضهم أنه اسم أسيد فقلبه، والصّواب مالك بن ربيعة، ونبّه عليه أبو موسى. 2763- ربيعة بن لقيط «2» : تابعيّ معروف، أرسل حديثا فذكره أبو علي العسكري: وأخرج من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط، لما دخل رسول   (1) أسد الغابة ت (1664) . (2) أسد الغابة ت (1662) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 صاحب الروم سأله فرسا فأعطاه، فتكلم في ذلك بعض الصّحابة فقال: إنه سيسلبها منه رجل من المسلمين. فكان كذلك. قال أبو موسى: لا يعلم له صحبة، إنما يروي عن عبد اللَّه بن حوالة وغيره. قلت: وذكره في التّابعين البخاريّ، ويعقوب بن شيبة، وأبو حاتم، والعجليّ، وابن يونس، وآخرون. 2764- ربيعة: خادم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. استدركه ابن الأمين، وقد ذكره أبو عمر في موضعه على الصّواب، فقال : ربيعة بن كعب، وهو خادم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم المذكور. 2765- ربيعة الكلابيّ «1» : ذكره أبو موسى من طريق أبي مسلم الكجيّ، قال: حدّثنا سليمان بن داود، حدثنا سعيد بن خثيم، عن ربيعة، بنت عياض حدثني عياض، حدثني ربيعة الكلابيّ، قال: رأيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم توضأ فأسبغ الوضوء «2» .. الحديث. ورواه يحيى الحمّاني وغيره عن سعيد، فقالوا: عن ربيعة «3» ، عن عبيدة بن عمرو الكلابيّ، وهو الصّواب. وسيأتي. الراء بعدها التاء 2766 ز- رتن بن عبد اللَّه: الهندي ثم البترندي، ويقال المرندي، ويقال: رطن- بالطّاء بدل التاء المثناة- ابن ساهوك بن جكندريو، هكذا وجدته مضبوطا مجوّدا بخط يوثق به، وضبطه بعضهم، - بقاف بدل الواو. ويقال رتن بن نصر بن كربال. وقيل رتن ميدن بن مندى «4» . شيخ خفي خبره بزعمه دهرا طويلا إلى أن ظهر على رأس القرن السادس، فادّعى الصّحبة، فروى عنه ولداه: محمود، وعبد اللَّه، وموسى بن مجلى بن بندار الدنيسريّ، والحسن بن محمد الحسيني الخراسانيّ، والكمال الشيرازيّ، وإسماعيل البارقيّ «5» ، وأبو   (1) أسد الغابة ت (1661) . (2) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 241 عن عبيدة بن عمرو الكلابي قال رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم توضأ فأسبغ الوضوء ... قال الهيثمي رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات. (3) في أ: عن ربيعة. (4) في ب مندلي. (5) في ب الفارقيّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 الفضل عثمان بن أبي بكر بن سعيد الإربليّ، وداود بن أسعد بن حامد القفّال المنحروريّ، والشريف علي بن محمد الخراساني الهرويّ، والمعمر أبو بكر المقدسيّ، والهمام السهركنديّ، وأبو مروان عبد الملك بن بشر المغربي، لكنه لم يسمّه، قال: لقيت المعمر فوصفه بنحو مما وصفوا به رتن، ولم أجد له في المتقدمين في كتب الصّحابة ولا غيرهم ذكرا، لكن ذكره الذّهبي في تجريده، فقال: رتن الهنديّ شيخ ظهر بعد ستمائة بالشرق، وادّعى الصّحبة، فسمع منه الجهل، ولا وجود له، بل اختلق اسمه بعض الكذابين، وإنما ذكرته تعجبا كما ذكره أبو موسى سرباتك الهندي، بل هذا إبليس اللعين قد رأي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم منه، وأغرب من ذلك صحابي هو أفضل الصّحابة مطلقا، فذكر عيسى ابن مريم عليهما السلام كما سيأتي في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى. وذكره في «الميزان» فقال: رتن الهنديّ، وما أدراك ما رتن شيخ دجّال بلا ريب، ظهر بعد ستمائة فادّعى الصّحبة، والصّحابة لا يكذبون، وهذه جراءة على اللَّه ورسوله. وقد ألّفت في أمره جزءا، وقد قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ومع كونه كذّابا فقد كذبوا عليه جملة كثيرة من أسمج الكذب والمحال. قلت: وزعم الإربلي أنه سمع منه بعد ذلك في سنة ستمائة وخمسة وخمسين، وما زلت أطلب الجزء المذكور حتى ظفرت به بخط مؤلفه، فكتبت منه ما أردته هنا من خطه بلفظه. وأوله: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، سبحانك هذا بهتان عظيم، قال شيخ الشيوخ، ومن خطه نقلت، واسمه محمد أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الكريم الحسيني الكاشغري: حدّثني الشّيخ القدوة مهبط الأسرار الربّانية، منبع الأنوار السبحانية، همام الدين السهركنديّ، حدّثني الشيخ المعمر بقية أصحاب سيد البشر، خواجا رطن بن ساهوك بن جكندريق الهندي البترندي، قال: كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تحت شجرة أيام الخريف فهبّت ريح فتناثر الورق حتى لم يبق عليها ورقة، فقال صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ المؤمن إذا صلّى الفريضة في الجماعة تناثرت الذّنوب منه كما تناثر الورق من هذه الشّجرة» . وقال عليه السّلام: «من أكرم غنيّا لغناه أو أهان فقيرا لفقره لم يزل في لعنة اللَّه أبد الآبدين إلّا أن يتوب» «1» .   (1) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 103 من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة أخرجه الترمذي في السنن 4/ 228 عن نبيشة بلفظ كتاب الأطعمة باب ما جاء في اللقمة تسقط (11) حديث رقم 1804 قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى بن راشد وابن ماجة في السنن 2/ 1089 كتاب الأطعمة (29) باب تنقية الصحفة (10) حديث رقم 3271، 3272، وأحمد في المسند 5/ 76 والدارميّ في السنن 2/ 96، وابن سعد في الطبقات 7/ 34 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40787. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 وقال عليه السلام: «من مات على بغض آل محمّد مات كافرا» . وقال عليه السلام: «من مشّط حاجبيه كلّ ليلة وصلّى عليّ لم ترمد عيناه أبدا» «1» . قلت: وسرد ثمانية أحاديث أخرى، ثم قال الذهبي عن الكاشغري: حدثنا السيد القدوة تاج الدين محمد بن أحمد بن محمد الخراساني بالمدينة النبويّة في ذي الحجة سنة سبع وسبعمائة، قال: أما بعد فهذه أربعون حديثا متباينات «2» رتنيات انتخبتها مما سمعت من الشّيخ المسلك أبي الفتح موسى بن مجلى الصّوفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة في الخانقاه السابقية بسمنان بقراءتي عليه عن صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أبي الرضا رتن بن نصر، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «ذرّة من أعمال الباطن خير من أعمال الظّاهر كالجبال الرواسي» «3» . وقال الفقير على فقره أغير من أحدكم على أهل بيته «4» ... فذكر الأحاديث، ثم قال: قال رتن: كنت في زفاف فاطمة وجماعة من الصّحابة، وكان ثمّ من يغنّي شيئا فطابت قلوبنا ورقصنا، فلما كان الغد سألنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن ليلتنا، فدعا لنا ولم ينكر علينا فعلنا، وقال: «اخشوشنوا وامشوا حفاة تروا اللَّه جهرة» » . قال الذّهبيّ: ووقفت على نسخة يرويها عبيد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز السمرقندي، قال: حدثني الإمام صفوة الأولياء جلال الدين موسى بن مجلى بن بندار الدنيسريّ، أخبرنا الشيخ الكبير العديم النظير رتن بن نصر كربال الهندي، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إيّاك وأخذ الرّفق من السوقة والنّسوان، فإنّه بعد من اللَّه تعالى» . وقال: «لو أنّ ليهوديّ حاجة إلى أبي جهل وطلب منّي قضاءها لتردّدت إلى باب أبي جهل مائة مرّة في قضائها» «6» .   (1) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 103، 160. (2) في ب ثنائيات وثنيات. (3) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 192. (4) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 176. (5) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 40 وذكره المصنف في لسان الميزان 2/ 1838. (6) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 65، 104. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 وقال: شقّ العالم القلم أحبّ إلى اللَّه من شقّ جوف المجاهد في سبيل اللَّه» . وقال: نقطة من دواة عالم أو متعلّم على ثوبه أحبّ إليّ من عرق مائة ثوب شهيد» «1» وقال: «من ردّ جائعا وهو قادر على أن يشبعه عذّبه اللَّه ولو كان نبيّا مرسلا» «2» . وقال: «ما من عبد يبكي يوم أصيب ولدي الحسين إلّا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرّسل» . وقال: «البكاء في يوم عاشوراء نور تامّ يوم القيامة» «3» . وقال: من أعان تارك الصّلاة بلقمة فكأنّما أعان على قتل الأنبياء كلّهم» «4» فذكر نحوا من ثلاثمائة حديث. وفي آخر النسخة طبقة صورتها: قرأ عليّ هذه الأحاديث الشيخ أبو القاسم محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحيم الحسيني الكاشغري بسماعي على الإمام أبي عبد اللَّه أحمد بن أبي المحاسن يعقوب بن إبراهيم الطيبي الأسديّ بسماعه لها من الإمام الحافظ جلال الدين موسى بن مجلى الدنيسريّ بخوارزم سنة خمس وستين وستمائة وسمعها موسى من رتن. وكتب محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن علي الأنصاريّ في شهر ربيع الأول سنة عشر وسبعمائة. ثم قال الذّهبيّ: وأظن أنّ هذه الخرافات من وضع هذا الجاهل موسى بن مجلى أو وضعها له من اختلق ذكر رتن، وهو شيء لم يخلق، ولئن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة ستمائة فهو إما شيطان تبدّى في صورة بشر فادّعى الصّحبة وطول العمر المفرط، وافترى هذه الطامّات، وإما شيخ ضالّ أسس لنفسه بيتا في جهنم بكذبه على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولو نسبت هذه الأخبار لبعض السلف لكان ينبغي لنا أن ننزّهه عنها فضلا عن سيد البشر، لكن ما زال عوام الصّوفية يروون الواهيات، وإسناد فيه هذا الكاشغري والطيبي وموسى بن مجلى ورتن سلسلة الكذب لا سلسلة الذّهب.   (1) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 23. (2) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 62، 104. (3) أورده القرطبي في التذكرة ص 119. (4) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 317 قال العجلوني قال في اللآلئ موضوع وضعه رتن الهندي الكذاب وأورده الفتني في تذكرة الموضوعات 104. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 ثم تكلم الذّهبي في أقل ما يروى في عصره من العدد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وذكر طرفا من أقسام العلوّ المصطلح عليه، وأن العالي المكذوب هو ولا شيء سواء. ثم استطرد إلى ذكر غلاة الصّوفية ومن يقول منهم حدثني قلبي عن ربي، ثم إلى الاتحادية، ومن يزعم منهم أنه عين الإله، ثم قال: وينبغي أن تعلموا همم الناس ودواعيهم متوفرة على نقل الأخبار العجيبة، فأين كان هذا الهندي مطمورا في هذه الستمائة سنة؟ أما كان الأطراف يتسامعون به وبطول عمره، فيرحلون إليه في زمن المنصور والمهدي؟ أما كان متولّي الهند يتحف به المأمون؟ قلت: يعني مع تطلّعه إلى المستغربات، أما كان بعد ذلك بمدة متطاولة يعرف به محمود بن سبكتكين لما افتتح بلاد الهند، ووصل إلى البلد الّذي فيه البدّ، وهو الصنم المعظّم عندهم، وقضيته في ذلك مشهورة مدوّنة في التواريخ، ولم يتعرض أحد ممن صنفها إلى ذكر رتن. انتهى. ثم قال الذّهبيّ: ثم مع هذا تتطاول عليه الأعمار، ويكرّ عليه الليل والنهار إلى عام ستمائة ولا ينطق بوجوده تاريخ ولا جوّال ولا سفار، فمثل هذا لا يكفي في قبول دعواه خبر واحد، إذ لو كان لتسامع بشأنه كلّ تاجر، ولو كان الّذي زعم أنه رآه لم ينقل عنه شيئا من هذه الأحاديث لكان الأمر أخف. ثم قال: ولعمري ما يصدّق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمّد بن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلا أو يؤمن برجعة عليّ، وهؤلاء لا يؤثر فيهم علاج. وقد اتّفق أهل الحديث على أن آخر من رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم موتا أبو الطفيل عامر بن واثلة وثبت في الصّحيح أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال قبل موته بشهر أو نحوه: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنّه على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممّن اليوم عليها أحد» «1» فانقطع المقال، وماذا بعد الحق إلا الضلال. انتهى. ما ذكره الذهبيّ في خبر كسر وثن رتن ملخصا.   (1) البخاري في صحيحه 1/ 148، 156 وأحمد في المسند 2/ 88 والطبراني في الكبير 12/ 279، وابن عساكر 5/ 161. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 438 وقد وقفت على الجزء الّذي أشار إليه وفيه أكثر من ثلاثمائة حديث كما قال، ثم وقفت على طريق أخرى إليه، فأنبأنا غير واحد عن المحدث المكثر الرحال جمال الدين الأقشهري نزيل المدينة النبويّة عن علي بن عمران الصنعانيّ، عن رفيع الدين عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقنديّ أنه حدّثه من لفظه بالمسجد الجامع بصنعاء سنة أربعة وثمانين، عن أبي الفتح موسى بن مجلّى، فذكر النسخة بطولها. وفي نسخة الإربلي المذكور قال رتن: كنت في زفاف فاطمة أنا وأكثر الصّحابة، وكان ثمّ من يغنّي شيئا، فطابت قلوبنا ورقصنا بضربهم الدفّ وقولهم الشعر، فلما كان من الغد سألنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن ليلتنا، فقلنا: كنا في زفاف فاطمة، فدعا لنا، ولم ينكر علينا. وقرأت بخط المؤرّخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه، قال: سمعت النجيب عبد الوهاب بن إسماعيل الفارسيّ الصوفيّ بمصر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة يقول: قدم علينا بشيراز سنة خمس وسبعين وستمائة الشيخ المعمر محمود ولد بابارتن، فأخبرنا أن أباه أدرك ليلة شقّ القمر، وكان ذلك سبب هجرته، وأنه حضر حفر الخندق، وكان استصحب معه سلة فيها تمر هندي أهداها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأكل منها، ووضع يده على ظهر رتن، ودعا له بطول العمر، وله يومئذ ستّ عشرة سنة، فرجع إلى بلده وعاش ستمائة واثنتين وثلاثين سنة، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ثم أورد عنه أحاديث ذكر أنه سمعها من أبيه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم قال النجيب وذكر محمود أنّ عمره مائة وسبعون سنة. قال النّجيب: ثم قدم علينا أناس من شيراز إلى القاهرة، وأخبروني أنه حيّ وأنه قد رزق أولادا. وقرأت قصته من وجه آخر مطوّلة بخط الأديب الفاضل صلاح الدين الصفديّ في تذكرته، وأنبأني عنه غير واحد شفاها أنه قرأ في تذكرة الأديب الفاضل علاء الدين الوداعيّ. قلت: وأنبأنا علي بن محمد بن أبي المجد شفاها عن الوداعيّ، قال: حدّثنا جلال الدين محمد بن سليمان الكاتب بدار السعادة بدمشق، أخبرنا أقضى القضاة نور الدين علي بن محمد بن الحسيني الحنفي سنة إحدى وسبعمائة بالقاهرة، وأنبأنا غير واحد شفاها عن الإمام العلّامة شمس الدين محمد بن عبد الرّحمن بن الصّائغ الحنفيّ، قال: أخبرني القاضي معين الدين عبد المحسن ابن القاضي جلال الدّين عبد اللَّه بن هشام سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، قال: أخبرني القاضي نور الدّين، قال: أخبرنا جدّي الحسين بن محمد، قال: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 كنت في زمن الصّبا وأنا ابن سبع عشرة سنة سافرت مع أبي وعمّي من خراسان إلى الهند في تجارة، فلما بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من الضياع، فعرج القفّل نحوها فنزلوا بها، فضجّ أهل القافلة فسألناهم عن ذلك. فقالوا: هذه ضيعة الشّيخ رتن المعمّر، فلما نزلنا خارج الضّيعة رأينا بفنائها شجرة عظيمة تظلّ خلقا عظيما وتحتها جمع عظيم من أهل الضّيعة، فبادر الكلّ نحو الشّجرة ونحن معهم، فلما رآنا أهل الضّيعة رحّبوا بنا فرأينا زنبيلا كبيرا معلقا في بعض أغصان تلك الشجرة، فسألناهم فقالوا: في هذا الزنبيل الشيخ رتن الّذي رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ودعا له بطول العمر ستّ مرات، فسألناهم أن ينزلوا الشيخ لنسمع كلامه وحديثه. فتقدّم شيخ منهم إلى الزنبيل وكان ببكرة فأنزله فإذا هو مملوء بالقطن والشيخ في وسط القطن، ففتح رأس الزنبيل فإذا الشيخ فيه كالفرخ، فحسر عن وجهه ووضع فمه على أذنه، وقال: يا جدّاه، هؤلاء قوم قد قدموا من خراسان وفيهم شرفاء من أولاد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد سألوا أن تحدثهم كيف رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ وماذا قال لك؟ فعند ذلك تنفس الشيخ، وتكلم بصوت كصوت النحل بالفارسية ونحن نسمع ونفهم، فقال: سافرت مع أبي وأنا شابّ من هذه البلاد إلى الحجاز في تجارة، فلما بلغنا بعض أودية مكّة، وكان المطر قد ملأ الأودية، فرأيت غلاما أسمر اللون مليح الكون، حسن الشمائل، وهو يرعى إبلا في تلك الأودية، وقد حال السيل بينه وبين إبله وهو يخشى من خوض الماء لقوة السيل، فعلمت حاله، فأتيت إليه وحملته وخضت السيل إلى عند إبله من غير معرفة سابقة، فلما وضعته عند إبله نظر إليّ وقال بالعربيّة: بارك اللَّه في عمرك، بارك اللَّه في عمرك، بارك اللَّه في عمرك، فتركته ومضيت إلى حال سبيلي إلى أن دخلنا مكة، وقضينا ما أتينا له من أمر التّجارة، وعدنا إلى الوطن، فلما تطاولت المدة على ذلك كنا جلوسا في فناء ضيعتنا هذه في ليلة مقمرة ليلة البدر، والبدر في كبد السماء إذ نظرنا إليه وقد انشق نصفين فغرب نصف في المشرق ونصف في المغرب ساعة زمانية، وأظلم الليل ثم طلع النصف الأول من المشرق والنّصف الثاني من المغرب إلى أن التقيا في وسط السماء كما كان أول مرة، فتعجبنا من ذلك غاية العجب، ولم نعرف لذلك سببا، فسألنا الرّكبان عن خبر ذلك وسببه، فأخبرونا أنّ رجلا هاشميا ظهر بمكّة، وادّعى أنه رسول اللَّه إلى كافة العالم وأن أهل مكّة سألوه معجزة كمعجزات سائر الأنبياء، وأنهم اقترحوا عليه أن يأمر القمر أن ينشقّ في السماء ويغرب نصفه في المشرق ونصفه في المغرب، ثم يعود إلى ما كان عليه، ففعل لهم ذلك بقدرة اللَّه تعالى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 فلما أن سمعنا ذلك من السفار اشتقت إلى أن أرى المذكور، فتجهزت في تجارة، وسافرت إلى أن دخلت مكة، فسألت عن الرجل الموصوف فدلّوني على موضعه، فأتيت إلى منزله فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت عليه فوجدته جالسا في وسط المنزل والأنوار تتلألأ في وجهه وقد استنارت محاسنه وتغيّرت صفاته التي كنت أعهدها في السفرة الأولى، فلم أعرفه، فلما سلّمت عليه نظر إليّ وتبسم وعرفني، وقال: وعليك السّلام، ادن منّي، وكان بين يديه طبق فيه رطب، وحوله جماعة من أصحابه يعظّمون ويبجّلونه، فتوقفت لهيبته، فقال: يا أبانا، ادن مني وكل، الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة، فتقدمت وجلست وأكلت معهم من الرطب، وصار يناولني الرطب بيده المباركة إلى أن ناولني ستّ رطبات سوى ما أكلت بيدي، ثم نظر إليّ وتبسّم، وقال: ألم تعرفني؟ قلت: كأنّي، غير أني ما أتحقق، فقال: ألم تحملني في عام كذا، وجاوزت بي السّيل حين حال السّيل بيني وبين إبلي، فعرفته بالعلامة، وقلت له: بلى، يا صبيح الوجه، فقال لي: امدد يدك، فمددت يدي اليمنى إليه، فصافحني بيده اليمنى، وقال: قل أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أنّ محمدا رسول اللَّه. فقلت ذلك كما علّمني، فسرّ بذلك، وقال لي عند خروجي من عنده: بارك اللَّه في عمرك، بارك اللَّه في عمرك، بارك اللَّه في عمرك. فودّعته وأنا مستبشر بلقائه وبالإسلام، فاستجاب اللَّه دعاء نبيه، وبارك في عمري بكل دعوة مائة سنة، وها عمري اليوم ستمائة سنة وزيادة، وجميع من في هذه الضّيعة العظيمة أولادي وأولاد أولادي. فتح اللَّه عليّ وعليهم بكل خير وبكل نعمة ببركة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقد وقعت لي روايات أخرى غير ما ذكره الذّهبي إلى رتن، منها ما قرأت في كتاب الوحيد في سلوك أهل طريق التّوحيد، للشّيخ عبد الغفّار بن نوح القوصي، وقد لقيت حفيده الشيخ عبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار وهو يروي عن أبيه عن جدّه، قال: حدّثني الشّيخ محمد العجميّ، قال: صحبت كمال الدين الشيرازي وكان قد أسنّ وبلغ مائة وستين سنة، قال: صحبت رتن الهندي، وقال: إنه حضر الخندق مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وبه قال عبد الغفّار بن نوح: وحدثني الشيخ عماد الدين السّكري خطيب جامع الحاكم، عن الشيخ إسماعيل الفارقيّ عن خواجه رتن الهنديّ، فذكر حديثا. وقال البهاء الجندي في تاريخ اليمن. وجدت بخط الشّيخ حسن بن عمر بن محمد بن علي بن أبي القاسم الحميريّ: أخبرني الشيخ العالم المحدّث أبو الحسن بن شبيب بن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 إسماعيل بن الحسن الواسطي، حدّثنا الشيخ الصالح الفقيه داود بن أسعد بن حامد القفّال المنحروري بقرية من صعيد مصر، يقال لها أسيوط: سمعت المعمر رتن بن ميدن بن مندي الصّراف السنديّ، قال: كنت في بدء أمري أعبد صنما، فرأيت في منامي قائلا يقول لي: اطلب لك دينا غير هذا. فقلت: أين أطلبه؟ قال: بالشّام. فأتيت الشام فوجدت دين أهلها النّصرانيّة، فتنصرت مدة، ثم سمعت بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالمدينة فأتيته فأسلمت على يده، ودعا لي بطول العمر، ومسح على رأسي بيده الكريمة، ثم خرجت معه غزوة اليهود، ولما عدت استأذنته في العود إلى بلدي لأجل والدتي، فأذن لي. قال: وتواتر عند أهل بلده أنه بلغ من العمر سبعمائة سنة ببركة دعاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومات في رجب سنة ثمان وستمائة. قال: وقدم اليمن أيضا رجل اسمه عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقنديّ فروى عن أبي الفتح موسى بن مجلى الدنيسريّ عن أبي الرضا رتن بن نصر بن كربال. قلت: وجدت بخط عمر بن محمد الهاشمي، عن الشيخ حسين بن عبد الرّحمن بن محمّد بن علي بن أبي بكر اليماني، أخبرنا الشيخ علي بن أبي بكر الأزرق إجازة، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عيسى بن مطير، عن والده، عن محمد بن عمرو بن علي التباعي الفقيه، عن أبيه، حدثنا الشريف موفق الدين علي بن محمد الخراساني من أهل هراة في ذي القعدة سنة سبع عشرة وستمائة بالمخلاف من بلاد الشاور، قال: دخلت الهند سنة إحدى وستمائة في جمادى الأولى ... فذكر لي خبر رجل معمّر أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يسكن بقرية من مدينة دلي، فقصدته زائرا أنا ورجل مغربي، فلما وقفنا عنده وسلّمنا عليه سألني ممّن أنا؟ فقلت: أنا رجل شريف من ولد الحسين بن علي من أهل خراسان، من هراة وهذا رجل من أهل المغرب، فقال عجب عجيب، أنا حملت جدّك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قلت: يا شيخ، كم لك من العمر؟ قال: سبعمائة، قلت: يا شيخ، أنت من قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم، أنا من قوم عيسى، وأنا حملت رسول اللَّه قبل النبوّة وهو صبيّ صغير قلت: وكيف كان ذلك؟ قال: سمعت بأن محمدا خاتم النبيين في الحجاز، فركبت البحر ثلاث مرات تنكسر المركب في كل مرّة إلى أن ركبت الرابعة، فوصلت إلى جدّة «1» ، وخرجت من البحر: فلما كنت بين جدّة ومكّة وقع المطر وسال الوادي، فلقيت صبيا معه جمال، وقد جاوزت الإبل الوادي، ولم يقدر هو أن يجوز، فحملته وقطعت به ذلك النّهر،   (1) جدّة: بالضم والتشديد، بلد على ساحل بحر اليمن وهي فرضة مكة. انظر معجم البلدان 2/ 133. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 فقال لي: «بارك اللَّه في عمرك» - قالها ثلاثا- فدخلت مكّة وأقمت مدة ولم أعرف للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خبرا، فرجعت إلى بلدي فأقمت بها ثلاثين أو إحدى وأربعين، فسمعت بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنه تحوّل إلى المدينة، فركبت البحر خامس مرة، فوصلت إلى المدينة، فدخلت المسجد، وأبصرت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جالسا في المحراب، فسلمت عليه، وجلست، فقال لي: «من أين أنت يا شيخ» ؟ قلت: من الهند. قال: «أنت الّذي حملتني بين جدّة ومكّة وأنا صبيّ ومعي جمال» ؟ قلت: نعم. قال: «بارك اللَّه في عمرك» فأسلمت وأقمت عنده اثني عشر يوما، وأكلت معه الطعام، ورجعت إلى بلدي، فأقمت تحت هذه الشّجرة وهي شجرة قوقل. قال: ثم أمر لنا بطعام وأكل معنا ثلاث لقيمات، وقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «الموافقة من المروءة والمنافقة من الزّندقة» . قال: ورأيت أسنانه مثل أسنان الحنش دقاقا، ولحيته مثل الشّوك، وفيها شعر أكثره بياض، وقد سقط حاجباه على وجنتيه يرفعهما بكلاب. قال: وسألت الشريف: هل كان للشيخ أولاد؟ فقال: سألته فذكر أنه لم يتزوّج قط ولا احتلم إلا مرة في الجاهليّة. قال الشّريف: أقمت معه من طلوع الشمس إلى العصر، ورأيت طول قعدته ثلاثة أذرع، ومات سنة اثنتي عشرة وستمائة. وقرأت في تاريخ اليمن للجندي، ومنها ما أنبئت عن المحدّث الرحال جمال الدين محمد بن أحمد بن أمين الأقشهري نزيل المدينة النبويّة في فوائد رحلته: أخبرنا أبو الفضل وأبو القاسم بن أبي عبد اللَّه علي بن إبراهيم بن عتيق اللواتي المعروف بابن الخبّاز المهدوي في العشرين من شوّال سنة عشر وسبعمائة بتونس، قال: سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن علي بن محمد بن يعلى المغربي التلمساني بثغر الإسكندرية في شهر رمضان سنة ستّ وثمانين وستمائة يقول: سمعت المعمر أبا بكر المقدسي- وكان عمّر ثلاثمائة سنة من لفظه ببلدة السومنات بالهند بمسجد السلطان محمود بن سبكتكين في رجب سنة اثنتين وخمسين وستمائة يقول: حدّثنا الشيخ المعمر خواجه رتن بن عبد اللَّه في داره ببلدة توبندة من لفظه يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «يكون في آخر الزّمان للَّه تبارك وتعالى جند من قبل عسقلان، وهم ترك ما قصدهم أحد إلّا قهروه، ولا قصدوا أحدا إلّا قهروه» . قال: وذكر خواجه رتن بن عبد اللَّه أنه شهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الخندق، وسمع منه هذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 الحديث، ورجع إلى بلاد الهند، ومات بها وعاش سبعمائة سنة ومات سنة ست وتسعين وخمسمائة. وقال الأقشهريّ: وهذا السند يتبرك به، وإن لم يوثق بصحبته، ثم قال الأقشهريّ: وأخبرنا الفقيه أبو القاسم بن عمر بن عبد العال الكناني ثم التونسيّ، قال: سمعت الشيخ نجم الدين عبد اللَّه بن محمد بن محمد الأصبهانيّ يقول: سمعت عبد اللَّه بن بابارتن يقول: سمعت والدي بابارتن يقول: من قال لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له دخل الجنّة. وعن الأقشهريّ: أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن علي الجزائريّ، قال: أخبرني علي بن أحمد بن عبد الرّحمن بن حديدي، قال: سافرت من مالقة «1» إلى غرناطة «2» ، فلقيت أحمد بن محمد بن حسين الجذامي، قال لي: لقيت محمّد بن بكرون بن أبي مروان عبد الملك بن بشر، قال: قال لي محمد بن زكريّا بن براطن التجيبي: لما تكاثرت الأخبار بقصّة المعمر، ولقي أبي مروان له اجتزت على وادي آش في شهر رجب سنة إحدى وستين وستمائة، فألفيت بها أبا مروان، فسألته عن خبر المعمر، فقال لي: خرجت عن الأندلس «3» سنة سبع عشرة وستمائة إلى أن وصلت إلى مكّة، فأقمت بها سبع سنين، ثم تجولت في البلاد فوصلت إلى البصرة، فوجدت خبر المعمّر بها شهيرا، ثم قيل لي: هو في إقليم كذا، فانحدرت إلى كش «4» ، فقوي الخبر، فانحدرت أيضا إلى بلدة أخرى، فقيل لي: إن الطّريق ممتنع لأنه صحراء مسافتها خمسة وأربعون يوما، وكنت أقيم أياما لا آكل ولا أشرب، فعزمت على المسير فيها، ثم قيل لي: إن هنا طريقا أقرب، لكنها لا تسلك من أجل التّتر، فهان ذلك عليّ، فسرت ولا أكلم من يكلمني، بل أظهر الصمم ولا آكل ولا أشرب، قال: فمشيت في عسكر التّتر ستّة أيام على ذلك، ثم خرجت عنهم، فسرت يومين حتى وصلت   (1) مالقة: بفتح اللام والقاف: مدينة بالأندلس عامرة من أعمال ريّة سورها على شاطئ البحر بين الجزيرة الخضراء والمريّة، قيل: هي على ساحل بحر المجاز المعروف بالزقاق. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1221. (2) غرناطة: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم نون وبعد الألف طاء مهملة وقيل بألف قبلها وهي أقدم مدن كورة البيرة من أعمال الأندلس يشقّها النهر المعروف بقلزم يلفظ منه سحالة الذهب وعليه في داخل المدينة أرجاء كثيرة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 990. (3) الأندلس: وهي كلمة عجمية لم تستعملها العرب في القديم وإنما عرفتهما العرب في الإسلام وقد جرى على الألسن أن تلزم الألف واللام. انظر معجم البلدان 1/ 311. (4) كشّ: بالفتح ثم التشديد: قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل وكشّ: قرية من قرى أصفهان بكاف غير صريحة إلّا أنه يكتب بالجيم بدل الكاف. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1167. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 إلى الموضع الّذي قصدته، فعجب أهله مني، وأضافني شيخ منهم، فأدخلني بيتا، فإذا فيه الشّيخ المعمّر ملفوفا في القطن، وهو في مهد، فدعاه فقال: يا سيدي، هذا رجل من بلاد بعيدة من المغرب الأقصى، جاء إلينا، ليس له حاجة غير رؤيتك، ويريد أن يسمع منك، فكلّمني بكلام ترجمة لي ذلك الشّيخ، فقال: كنت يوم الخندق أعمل مع المسلمين، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلما رأيته وجدت في نفسي خفّة في العمل، فلما رأى ذلك مني قال: عمّرك اللَّه. عمّرك اللَّه. عمّرك اللَّه. ثم سكت فقال لي الّذي أدخلني عليه: يكفيك. ثم أخ رج ال أقشهريّ نحو هذه القصّة من وجهين آخرين، فسمى المعمّر عمارا، وسأذكر ذلك في حرف العين من هذا القسم إن شاء اللَّه تعالى. وقد تكلم الصّلاح الصفديّ في تذكرته في تقوية وجود رتن، وأنكر على من ينكر وجوده، وعوّل في ذلك على مجرد التجويز العقلي ... وليس النزاع فيه، إنما النزاع في تجويز ذلك من قبل الشرع بعد ثبوت حديث المائة في الصّحيحين والاستبعاد الّذي عوّل عليه الذهبي. وتعقّب القاضي برهان الدين بن جماعة في حاشية كتبها في تذكرة الصفديّ. فقال: قول شيخنا الذّهبي هو الحقّ، وتجويز الصّفدي الوقوع لا يستلزم الوقوع، إذ ليس كلّ جائز بواقع انتهى. ولما اجتمعت بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد «1» من اليمن، وهو إذ ذاك قاضي القضاة ببلاد اليمن، رأيته ينكر على الذهبيّ إنكار وجود رتن، وذكر لي أنه دخل ضيعته لما دخل بلاد الهند ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم عن قصة رتن، ويثبتون وجوده، فقلت: هو لم يجزم بعدم وجوده، بل تردّد، وهو معذور. والّذي يظهر أنه كان طال عمره، فادّعى ما ادعى، فتمادى على ذلك حتى اشتهر، ولو كان صادقا لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، ولكن لم ينقل عنه شيء إلا في أواخر السّادسة ثم في أوائل السّابعة قبيل وفاته وقد اختلف في سنة وفاته كما تقدّم. واللَّه أعلم. الراء بعدها الجيم 2767 ز- رجل، صحابي: لم يسمّ ادعى ابن حزم أن هذه اللفظة علم عليه، سمّاه بها   (1) زبيد: بالفتح ثم الكسر وياء مثناة من تحت: اسم واد به مدينة يقال لها الخصيب وهي التي تسمى اليوم زبيد وهي مشهورة باليمن محدثة في أيام المأمون، وبإزائها ساحل غلافقه وساحل المندب وزبيد: بالضم، ثم الفتح: موضع آخر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 658. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 أهله، فقال: صحابيّ معروف، ذكر ذلك في أواخر المحلى في باب من سبّ اللَّه ورسوله، واعتمد على ما رواه من طريق محمد بن عبد الملك بن أيمن، عن حبيب البخاريّ صاحب أبي ثور، عن محمد بن سهل: سمعت علي بن المديني يقول ... فذكر قصة له مع المأمون فيمن سبّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وذكر فيها حديث رجل من بلقين، قال عليّ: بهذا يعرف هذا الرجل، وهو اسمه، وقد وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وبايعه. قلت: محمد بن سهل ما عرفته، وفي طبقته محمد بن سهل العطار رماه الدارقطنيّ بالوضع وقال: ناقض ابن حزم، فذكر في الجهاد حديث عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل من بلقين، قال: قلت: يا رسول اللَّه، هل أحد أحق بشيء من المقيم من أحد. قال: «لا» ... الحديث. قال ابن حزم: هذا عن رجل مجهول لا ندري أصدق في دعواه الصّحبة أم لا؟ 2768- رجّال: بتشديد الجيم، وضبطه عبد الغنيّ بالمهملة قال الأمين: الأكثر على أنه بالجيم، ابن عنفوة- بنون وفاء- الحنفيّ. ذكره ابن أبي حاتم، فقال: قدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في وفد بني حنيفة، وكانوا بضعة عشر رجلا فأسلموا، سمعت أبي يقول ذلك. قلت: لكنه ارتد وقتل على الكفر، فروى سيف بن عمر في الفتوح، عن مخلد بن قيس البجلي، قال: خرج فرات بن حيّان، والرّجال بن عنفوة، وأبو هريرة من عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «لضرس أحدهم في النّار أعظم من أحد، وإنّ معه لقفا غادر» «1» . فبلغهم ذلك إلى أن بلغ أبا هريرة وفراتا قتل الرجال فخرّا ساجدين. وروى الواقديّ عن رافع بن خديج، قال: كان في الرّجال بن عنفوة من الخشوع واللزوم لقراءة القرآن والخير فيما يرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم شيء عجيب، فخرج علينا يوما والرّجال معنا جالس، فقال: أحد هؤلاء النفر في النّار، قال رافع: فنظرت فإذا هم أبو هريرة، وأبو أروى، والطّفيل بن عمرو، والرّجال، فجعلت انظر وأتعجب، فلما ارتدّت بنو حنيفة سألت ما فعل الرّجال؟ فقالوا: افتتن وشهد لمسيلمة أنّ رسول اللَّه أشركه في الأمر، فقلت: ما قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو الحق قالوا: وكان الرّجال يقول كبشان انتطحا فأحبّهما إلينا كبشنا- يعني مسيلمة، ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.   (1) أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 181. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 446 الراء بعدها الدال [2769 ز- ردّاد: ذكر في القسم الأول] «1» . الراء بعدها الفاء 2770- رفاعة «2» بن عبد المنذر بن رفاعة بن دينار الأنصاري. ذكره أبو نعيم، وفرّق بينه وبين رفاعة المتقدم في القسم الأول المذكور فيه زنبر بدل دينار، وهو الصّواب، ونبه عليه أبو موسى. 2771- رفاعة بن عمرو الجهنيّ: ذكره أبو معشر وحده في أهل بدر، وإنما هو وديعة بن عمرو، وسيأتي على الصّواب في موضعه. 2772- رفاعة البدريّ: استدركه أبو موسى تبعا لأبي بكر بن أبي علي، وهو وهم، فإن الحديث لرفاعة بن رافع، وهو حديث المسيء في صلاته. وقد ذكره ابن مندة على الصّواب. 2773- ز- رفاعة، أبو عباية: وهم من ذكره في الصّحابة، وقد ذكرت شبهة ذلك في حرف الخاء في خديج. 2774- رفاعة، غير منسوب: وهو من أصحاب الشجرة. ذكره أبو موسى، وساق من طريق أبي أمية بن أبي المخارق، حدّثني أبو عبيدة بن رفاعة، عن أبيه، وكان ممن بايع تحت الشّجرة قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا رأى الهلال كبّر ... الحديث. قال أبو موسى: هذا غير رفاعة بن رافع. وقد أورده أبو نعيم في ترجمة رفاعة بن رافع، لكن لا أعرف له ابنا يقال له أبو عبيدة، فالظاهر أنه غيره. قلت: بل هو، وإنما تصحف اسم الراويّ عنه، والصّواب عبيد بن رفاعة، وكذلك وقع في الغيلانيات.   (1) هذه الترجمة سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (1691) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 الراء بعدها القاف 2775 ز- رقيس الأسديّ: ذكر البلاذريّ أن بعضهم ذكره في مهاجرة الحبشة. قال: وهو غلط: والصّواب قيس بن عبد اللَّه. الراء بعدها الكاف 2776- ركانة أبو محمد «1» : فرّق ابن أبي داود والبلاذريّ بينه وبين ركانة بن عبد يزيد المطلبيّ، وأوردا من طريق أبي جعفر محمد بن ركانة عن أبيه قال: صارعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فصرعني، وأورده ابن مندة وقال: أراه الأول. قلت: بل هو المحقق، فإن قصّة المصارعة مشهورة لركانة بن عبد يزيد، وقد أورده الترمذيّ وابن قانع وغيرهما. الراء بعدها الواو 2777- رومان بن بعجة: بن زيد بن عميرة الجذامي. تقدم في القسم الأول. 2778 ز- رومة الغفاري ّ «2» : صاحب بئر رومة. أورده ابن مندة، فقال: يقال إنه أسلم. روى حديثه عبد اللَّه بن عمر بن أبان، عن المحاربيّ، عن أبي مسعود، عن أبي سلمة عن بشر بن بشير الأسلميّ، عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة كان يبيع القربة منها بالمدّ، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «بعنيها بعين في الجنّة» . فقال: يا رسول اللَّه، ليس لي ولا لعيالي غيرها. فبلغ ذلك عثمان، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، أتجعل لي مثل الّذي جعلت لرومة عينا في الجنة؟ قال: «نعم» : قال: قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين. قلت: تعلق ابن مندة على قوله: أتجعل لي مثل الّذي جعلت لرومة ظنّا منه أن المراد به صاحب البئر، وليس كذلك، لأن في صدر الحديث أنّ رومة اسم البئر، وإنما المراد بقوله جعلت لرومة، أي لصاحب رومة أو نحو ذلك.   (1) أسد الغابة ت (1709) . (2) أسد الغابة ت (1716) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 وقد أخرجه البغويّ، عن عبد اللَّه بن عمر بن أبان بهذا الإسناد، فقال فيه: مثل الّذي جعلت له، فعاد الضمير على الغفاريّ. وكذا أخرجه ابن شاهين والطّبرانيّ من طريق ابن أبان. وقال البلاذريّ في تاريخه: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يشرب من بئر رومة بالعقيق وبصق فيها فعذبت «1» قال: هي بئر قديمة قد كانت ارتطمت، فأتى قوم من مزينة حلفاء للأنصار فقاموا عليها وأصلحوها، وكانت رومة امرأة منهم أو أمة لهم تسقي منها الناس فنسبت إليها. قال: وقال بعض الرّواة: إنّ الشعبة التي على طرفها تدعى رومة، والشعبة واد صغير يجري فيه الماء. وروى عمر بن شبّة في أخبار المدينة، عن أبي غسّان المدنيّ، أخبرني غير واحد أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «نعم القليب قليب المزنيّ» . فاشتراها عثمان فتصدق بها. وروى عمر بن شبة بإسناد ضعيف، عن أبي قلابة قال: أشرف عليهم عثمان فناشدهم هل تعلمون أن رومة كانت لفلان اليهوديّ لا يسقي أحدا منها قطرة إلا بثمن، فاشتريتها بمالي؟ وله شواهد في الترمذيّ وغيره، ولكن المراد هنا قوله لفلان اليهوديّ. وذكر ابن هشام في التيجان أنّ تبّعا لما غزا يثرب اجتوى البئر التي حفرها، فكانت فكيهة بنت زيد بن خالد بن عامر بن زريق تسقي له من ماء رومة ... فذكر قصّة. 2779- رويبة «2» : بالموحدة مصغر، الثقفي، والد عمارة. روى الطّبرانيّ من طريق رقبة بن مصقلة، عن عبد الملك بن عمير، عن عمارة بن رويبة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لن يلج النّار من صلّى قبل طلوع الشّمس وقبل غروبها» أورده أبو موسى من هذا الوجه، وفي الإسناد خلل، وذلك أن مسلما وغيره أخرجوه من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عمارة، عن أبيه، فلعلّ ابنا سقط من الرّواية الأولى.   (1) أخرجه ابن سعد 1/ 2/ 184. (2) أسد الغابة ت (1715) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 449 الراء بعدها الياء 2780- رئاب المزني «1» : جدّ معاوية بن قرّة. روى الطّبرانيّ، والحسن بن سفيان من طريق عبد الواحد بن غياث، عن فرات بن أبي الفرات، عن المفضل بن طلحة، عن معاوية بن قرّة بن رئاب عن أبيه أنه كان مع جدّه حين أتى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وفي رواية الحسن بن سفيان عن أبيه قال: كنت مع أبي حين أتى. والصّواب في هذا ما رواه ابن قانع وغيره من طريق فرات بن أبي الفرات، عن معاوية بن قرّة بن إياس بن رئاب، عن أبيه، قال: كنت مع أبي، فالصّحبة لإياس ولقرّة لا لرئاب. وقد تقدم في ترجمة إياس بن هلال بن رئاب في القسم الأول. واللَّه أعلم. 2781 ز- الرّئيس بن عامر: بن حصن الطائي. له وفادة. هكذا استدركه الذّهبيّ في التجريد، وضبطه بفتح الرّاء بعدها ياء مهموزة ثم أخرى ساكنة ثم مهملة، وهو تصحيف. والصّواب ربتس بسكون الموحدة وفتح المثناة، والباقي سواء. وقد ذكرته على الصّواب أولا.   (1) أسد الغابة ت (1719) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 حرف الزاي المنقوطة القسم الأول الزاي بعدها الألف 2782- الزّارع بن عامر «1» : ويقال ابن عمرو العبديّ، أبو الوازع، من عبد القيس، عداده في أعراب البصرة. قال ابن عبد البرّ: يقال اسم أبيه زارع، والوازع بالواو اسم ولده. وروى أنه وفد مع الأشج العصريّ على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقد تقدّم ذكره في ترجمة جهم بن قثم، وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، [روت عنه ابنة ابنه أمّ أبان بنت الوازع، وذكر أبو الفتح الأزدي أنها تفردت بالرواية عنه] «2» . 2783 ز- زاملة: هو لقب بريدة بن الحصيب. 2784- زاهر بن الأسود: بن حجاج «3» بن قيس الأسلمي، والد مجزأة. وكان من أصحاب الشّجرة، وسكن الكوفة. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في النّهي عن أكل لحوم الحمر الإنسيّة «4» .   (1) أسد الغابة ت (1722) ، الاستيعاب ت (872) ، الثقات 3/ 143 تجريد أسماء الصحابة 1/ 187، الكاشف 1/ 316، تقريب التهذيب 1/ 256، 3/ 2797، الوافي بالوفيات 14/ 163، التاريخ الكبير 3/ 447 بقي بن مخلد 602. (2) سقط من أ. (3) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 187، الكاشف 1/ 316، الرياض المستطابة 88، الطبقات 112، 137، تقريب التهذيب 1/ 256، الطبقات الكبرى 4/ 319، وج 6 32، الوافي بالوفيات 14/ 166، التاريخ الكبير 3/ 442، 3/ 2815، حاشية الإكمال 4/ 158، بقي بن مخلد 483، أسد الغابة ت (1723) ، الاستيعاب ت (808) . (4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 419 عن أبي سليط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 451 روى عنه ابنه مجزأة. وذكر مسلم وغيره أنه تفرد بالرواية عنه. وأخرج حديثه البخاريّ في الصّحيح، وفيه أنه شهد الحديبيّة وخيبر. وقال محمد بن إسحاق: كان من أصحاب عمرو بن الحمق [يعني لما كان بمصر، فيؤخذ منه أنه عاش إلى خلافة عثمان] «1» . 2785- زاهر بن حرام الأشجعيّ «2» . قال ابن عبد البرّ: شهد بدرا ولم يوافق عليه. وقيل: إنه تصحّف عليه، لأنه وصف بكونه بدريّا. وقد جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه أحمد والترمذيّ في الشّمائل من طريق معمر، عن ثابت، عن أنس- أنّ رجلا من أهل البادية اسمه زاهر كان يهدي للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث. وفيه قول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «زاهر باديتنا ونحن حاضرته» . وكان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يجهّزه إذا أراد الخروج إلى البادية، وكان زاهر دميم الخلقة، فأتاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يبيع شيئا له في السّوق، فاحتضنه من خلفه، فقال له: من هذا؟ أرسلني، والتفت فعرف النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فجعل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من يشتري منّي هذا العبد؟ وجعل هو يلصق ظهره بصدر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ويقول: إذا تجدني كاسدا. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لكنّك عند اللَّه لست بكاسد» . أخرجه البغويّ وغيره، وخالفه معمر، وقد رواه حماد بن سلمة فقال: عن ثابت، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث مرسلا، وهو حماد في ثابت أقوى من معمر، ولكن للحديث شاهد من رواية سالم بن أبي الجعد الأشجعيّ، عن رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام كان بدويا لا يأتي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هديّة، فرآه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يبيع سلعة فأخذ بوسطه ... الحديث.   (1) ليس في أ. (2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 5/ 187، تصحيفات المحدثين 554، تنقيح المقال 4190، الطبقات 48، الوافي بالوفيات 14/ 165، التاريخ الكبير 3/ 442، الأعلمي 19/ 8، أسد الغابة ت (1724) ، الاستيعاب ت (807) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 [وحرام والده يقال بالفتح والراء، ويقال بالكسر والزّاي. ووقع في رواية عبد الرزاق بالشكّ] «1» . 2786- زائدة بن حوالة العنزي «2» : [يأتي في ترجمة عبد اللَّه بن حوالة] «3» . [ذكره ابن عبد البرّ مختصرا، وتبعه ابن الأثير، وعلّم له الذهبي علامة أحمد، وذكره العماد بن كثير في تسمية الصحابة الذين أخرج لهم أحمد فقال: زائدة أو مزيدة بن حوالة في الجزء الثاني من مسند البصريين، فوجدت حديثه عند أحمد من طريق كهمس بن الحسن، عن عبد اللَّه بن شقيق: حدثني رجل من عنزة يقال له زائدة أو مزيدة بن حوالة، قال: كنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في سفر من أسفاره، فنزل الناس منزلا، ونزل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ظل دوحة، فرآني وأنا مقبل من حاجة وليس غيره وغير كاتبه، فقال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» ... الحديث. أخرجه يزيد بن هارون، عن كهمس. وأخرج أحمد أيضا في مسند عبد اللَّه بن حوالة عن إسماعيل بن عليّة، عن الحريري، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن ابن حوالة، فذكر نحوه. هكذا أخرجه في مسند عبد اللَّه بن حوالة، وليس في الخبر تسميته عبد اللَّه، لكن أخرجه الطبرانيّ من طريق حماد بن سلمة عن الحريري، فسمّاه عبد اللَّه. وعبد اللَّه بن حوالة صحابيّ مشهور نزل الشّام وهو مشهور بالأزديّ، وهو أشهر من زائدة راوي هذا الخبر، فلعل بعض رواته سماه عبد اللَّه ظنا منه أنه ابن حوالة المشهور، فسماه عبد اللَّه، والصّواب زائدة أو مزيدة على الشكّ وليس هو أخا عبد اللَّه، لأن عبد اللَّه أزديّ، ويقال عامري حالف الأزد، وزائدة عنزي، بمهملة ونون وزاي، ولم أر له ذكرا إلا في هذا الموضع من مسند أحمد] «4» . الزاي بعدها الباء 2787- زبان «5» : بفتح أوله وتشديد الموحدة ثم نون، ويقال براء بدل النون، ورجحه عبد الغنيّ- بن قسورة ويقال قيسور الكلفيّ.   (1) ليس في أ. (2) أسد الغابة ت (1725) ، الاستيعاب ت (868) ، تعجيل المنفعة 133، ذيل الكاشف 454. (3) سقط في ط. (4) ليس في أ. (5) أسد الغابة ت (1726) ، الاستيعاب ت (869) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 روى حديثه الدارقطنيّ في المؤتلف، من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عروة، عن أبيه، قال الدارقطنيّ: حديثه منكر. 2788 ز- زبّان العدويّ. روى حديثه أبو محمد بن قتيبة، من طريق عيسى بن يزيد بن دأب» قال: ذكرت الكهانة عند النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال زبان العدويّ: يا رسول اللَّه، رأيت عجبا. 2789- الزّبرقان بن بدر: بن امرئ القيس «2» بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مر التيمي السعديّ. يقال كان اسمه الحصين، ولقّب الزّبرقان لحسن وجهه، وهو من أسماء القمر. ذكر ابن إسحاق في وفود العرب قال: قدم وفد تميم فيهم عطارد بن حاجب في أشرافهم، منهم: الأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر- أحد بني سعد، وعمرو بن الأهتم، وقيس بن عاصم، فنادوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من وراء الحجرات ... فذكر القصّة بطولها، وفيها: ثم أسلموا. وذكر قصتهم ابن أبي خيثمة، عن الزبير بن بكّار، عن محمد بن الضحّاك، عن أبيه مرسلا بطولها. وأخرجها ابن شاهين من وجه آخر ضعيف، وذكرها أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين في ترجمة أكثم بن صيفي على سياق آخر. وروى أبو نعيم، من طريق حماد بن زيد، عن محمد بن الزبير الحنظليّ، قال: دخل على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عمرو بن الأهتم، وقيس بن عاصم، والزبرقان بن بدر، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لعمرو بن الأهتم: أخبرني عن هذا- يعني الزّبرقان- فذكر الحديث، وفيه قوله صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ من البيان لسحرا» «3» وإسناده حسن إلا أن فيه انقطاعا.   (1) في أ: يزيد بن دلب. (2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 1/ 188، الاستبصار 314، 315 الأعلام 3/ 41، تقريب التهذيب 1/ 257، 1/ 294، 2/ 161، الطبقات الكبرى 7/ 36، 1/ 294، 2/ 161، المشتبه 354 الجرح والتعديل 3/ 2760، البداية والنهاية 5/ 41، المعرفة والتاريخ 3/ 294، 356، أسد الغابة ت (1758) ، الاستيعاب ت (870) . (3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 269 عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إن من الشعر حكما ومن البيان سحرا وأخرجه الطبراني في الكبير 10/ 126، 207، 11/ 287 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 126 عن أنس عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال إن من البيان لسحرا وإن من الشعر حكمة قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه العباس بن الفضل الأزرق وهو متروك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 454 وأخرجه ابن شاهين، من طريق أبي المقوم الأنصاريّ، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس، قال: اجتمع عند النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قيس بن عاصم، والزّبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم.. فذكر الحديث بطوله. وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق وقاص بن سريع بن الحكم أن أباه حدثه، قال: حدّثني الزبرقان بن بدر، قال: قدمت على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فنزلت على رجل من الأنصار ... فذكر الحديث بطوله. قال ابن مندة: وذكر الطّبراني من هذا الوجه حديثا آخر وقصته مع الحطيئة، وقد ذكرتها في ترجمة الحطيئة في القسم الثالث من حرف الحاء المهملة. وقال أبو عمر بن عبد البرّ: ولّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صدقات قومه، فأدّاها في الردّة إلى أبي بكر فأقره ثم إلى عمر، وأنشد له وثيمة في الردّة في وفائه بأداء الزكاة، وتعرض قيس بن عاصم بأذواد الرسول: وفيت بأذواد الرّسول وقد أتت ... سعاة فلم يردد بعيرا مخرفا [الطويل] ويقول في أخرى: من مبلغ قيسا وخندف أنّه ... عزم الإله لنا وأمر محمّد [الكامل] قلت: وله في ذلك قصة مع قيس بن عاصم ذكرها أبو الفرج في ترجمة قيس، وعاش الزّبرقان إلى خلافة معاوية، فذكر الجاحظ في كتاب «البيان» أنه دخل على زياد وقد كفّ بصره، فسلّم خفيفا فأدناه زياد وأجلسه معه، وقال: يا أبا عبّاس، إن القوم يضحكون من جفائك. فقال: وإن ضحكوا، واللَّه: إن رجلا إلا يودّ أني أبوه لغيّة أو لرشدة. وذكره المراديّ في نسخة أخرى فيمن عمي من الأشراف. وذكر الكوكبيّ أنه وفد على عبد الملك، وقاد إليه خمسة وعشرين فرسا، ونسب كل فرس إلى آبائه وأمهاته، وحلف على كل فرس منّا يمينا غير التي حلف بها على غيرها، فقال عبد الملك: عجبي من اختلاف أيمانه أشدّ من عجبي بمعرفته بأنساب الخيل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 2790- الزّبرقان بن أصلم «1» : من آل ذي لعوة. ذكره ابن مندة في الصّحابة من طريق عمرو بن شمر «2» ، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي وائل، قال: برز الحسين بن علي يوم صفين ... فذكر قصة فيها: فقال له الزّبرقان بن أصلم: انصرف يا بني، فلقد رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مقبلا من ناحية قباء وأنت قدّامه، فما كنت لألقى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بدمك. 2791- الزّبيب بن ثعلبة «3» : بن عمرو بن سواء العنبريّ. قال البغويّ: سكن البادية. وقال غيره: نزل البصرة، وهو بموحدتين مصغّر عند الأكثر، وخالفهم العسكريّ فجعل الموحدة الأولى نونا، واعترف أنّ أصحاب الحديث يقولونها بموحدة «4» . وله حديث أخرجه أبو داود، روى عنه ابنه دجين وابن ابنه شعيث، وصرح بسماعه منه في سنن أبي داود. [وسيأتي له ذكر في ترجمة أمه أم زبيب في كنى النساء إن شاء اللَّه تعالى] «5» . 2792 ز- زبيد السلميّ. [أخرج حديثه محمد بن يحيى العدني] «6» بن أبي عمر «7» في مسندة، فقال: حدثنا سفيان، أخبرنا صاحب لنا يقال له عمرو بن حفص ثقة، عن شيخ من بني سليم يقال له زبيد قرأ القرآن عشر سنين يختمه في يوم وليلة، وعشرين سنة يختمه في يومين وليلتين، قال: واللَّه لقد كان على وجهه نور، إن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان إذا أنس من أصحابه   (1) أسد الغابة ت (1727) . (2) من أ: عمرو بن شمس. (3) أسد الغابة ت (1729) ، الاستيعاب ت (871) ، الثقات 3/ 144، تجريد أسماء الصحابة 1/ 188، الأنساب 9/ 87 الكاشف 1/ 317، تهذيب التهذيب 3/ 310، الطبقات 42، 178 تقريب التهذيب 1/ 257، التاريخ الكبير 3/ 447، الجرح والتعديل 13/ 2811، الوافي بالوفيات 14/ 176 الاستيعاب 1/ 212، الإكمال 4/ 163، المشتبه 332، تصحيفات المحدثين 753، 1129، بقي بن مخلد 528. (4) في أيقولونها بموحدة بدل النون. (5) بدل ما بين القوسين في أ. وروى حديثه أبو داود والطبراني، وأخرجه أبو عوانة في صحيحه من طرق. ومضى ذكر بعضه في ترجمة ذؤيب بن شهيم. (6) سقط في أ. (7) في أ: ذكره ابن أبي عمر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 456 غرّة أو غفلة نادى فيهم بأعلى صوته: أتتكم المنية لازمة إمّا بشقوة وإما بسعادة «1» . ذكر من اسمه الزبير 2793- الزبير بن عبد اللَّه الكلابيّ «2» . ذكره يعقوب بن سفيان فيمن لقي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال أبو عمر: لا أعلم له لقاء إلا أنه أدرك الجاهلية وعاش إلى خلافة عثمان. قلت: كأنه أراد ما رواه العلاء بن الزبير عن أبيه، قال: رأيت غلبة فارس الروم، ثم رأيت غلية الروم فارس، ثم رأيت غلبة المسلمين فارس، كل ذلك في خمس عشرة سنة. وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشّام. 2794 ز- الزبير بن عبيدة الأسدي «3» : من بني أسد بن خزيمة. ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد هو وأخوه تمام بن عبيدة. 2795 ز- الزّبير بن عدي: بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ ابن أخي ورقة بن نوفل. ذكره البلاذريّ. 2796- الزّبير بن العوّام «4» : بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب القرشي الأسدي، أبو عبد اللَّه، حواريّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وابن عمته. أمه صفية بنت عبد المطّلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستّة أصحاب الشّورى، كانت أمه تكنّيه أبا الطّاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطّلب، واكتنى هو بابنه عبد اللَّه فغلبت عليه، وأسلم وله اثنتا عشرة سنة وقيل ثمان سنين. وقال اللّيث: حدثني أبو الأسود، قال: كان عمّ الزّبير يعلقه في حصير ويدخّن عليه ليرجع إلى الكفر، فيقول: لا أكفر أبدا. وقال الزّبير بن بكّار في كتاب النّسب: حدّثني عمي مصعب، عن جدّي عبد اللَّه بن   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42099 وقال أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت والبيهقي في شعب الإيمان عن زيد المسلمي مرسلا وأورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 95 وضعفه. (2) أسد الغابة ت (1730) ، الاستيعاب ت (809) . (3) أسد الغابة ت (1731) ، الاستيعاب ت (810) . (4) أسد الغابة ت (1732) ، الاستيعاب ت (811) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 457 مصعب أن العوّام لما مات كان نوفل بن خويلد يلي ابن أخيه الزبير، وكانت صفية تضربه وهو صغير وتغلظ عليه، فعاتبها نوفل وقال: ما هكذا يضرب الولد، إنك لتضربينه ضرب مبغضة فرجزت به صفية: من قال إنّي أبغضه فقد كذب ... وإنّما أضربه لكي يلب ويهزم الجيش ويأتي بالسّلب ... ولا يكن لماله خبأ مخب يأكل في البيت من تمر وحب [الرجز] تعرض نوفل فقال: يا بني هاشم، ألا تزجرونها عنّي؟ وهاجر الزبير الهجرتين. وقال عروة: كان الزبير طويلا تخطّ رجلاه الأرض إذا ركب. أخرجه الزبير بن بكّار. وقال عثمان بن عفّان لما قيل له استخلف الزبير: أما إنه لأخيرهم وأحبهم إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرجه أحمد والبخاريّ، وفيه يقول حسّان بن ثابت فيما رواه الزبير بن بكّار: أقام على عهد النّبيّ وهديه ... حواريّه والقول بالفعل يعدل [الطويل] إلى أن قال: فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدّهر ما دام يذبل [الطويل] روى الزّبير بن بكّار، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: سألت الزبير عن قلة حديثه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: كان بيني وبينه من الرّحم والقرابة ما قد علمت، ولكني سمعته يقول: «من قال عليّ ما لم أقل فليتبوَّأ مقعده من النّار» «1» . وأخرجه البخاريّ من وجه آخر عن عروة قال: قاتل الزبير وهو غلام بمكة رجلا فكسر   (1) أخرجه أحمد 1/ 65، 2/ 158، 171، 365، 4/ 159، 334، 5/ 297، 301، وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (2214) والطبراني في الكبير 1/ 135، والشافعيّ كما في البدائع 16، والبخاري في التاريخ 6/ 209 والحاكم في المستدرك 1/ 102 وذكره المصنف في المطالب (3085) وابن سعد 2/ 2/ 100 وانظر كنز العمال (29490) وانظر المجمع 8/ 149. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 يده، فمرّ بالرجل محمولا على صفية فسألته عنه، فقيل لها. فقالت: كيف رأيت زبرا؟ أقطا وتمرا؟ أو مشمعلا صقرا. أخرجه ابن سعد، وعن عروة وابن المسيّب قال: أول رجل سلّ سيفه في اللَّه الزبير، وذلك أن الشيطان نفخ نفخة فقال «1» . أخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأقبل الزبير يشقّ الناس بسيفه والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأعلى مكة. أخرجه الزّبير بن بكّار من الوجهين. وفي رواية ابن المسيّب: فقيل: قتل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخرج الزبير متجرّدا بالسيف صلتا. وروى ابن سعد بإسناد صحيح عن هشام عن أبيه، قال: كانت على الزبير عمامة صفراء معتجرا بها يوم بدر، فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ الملائكة نزلت على سيماء الزّبير» «2» . وروى الطّبرانيّ من طريق أبي المليح، عن أبيه نحوه. ومن حديث عروة، عن ابن الزبير، قال: قال لي الزبير قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. «فداك أبي وأمّي» . وعن عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسّيف كنت أدخل أصابعي فيها: ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك. وروى البخاريّ عن عائشة أنها قالت لعروة: كان أبوك من الذين استجابوا للَّه وللرسول من بعد ما أصابهم القرح، تريد أبا بكر والزبير. وروى أيضا عن جابر قال: قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم بني قريظة: «من يأتيني بخبر القوم» ؟ فانتدب الزبير، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ لكلّ نبيّ حواريّا وحواريي الزّبير» . وروى أحمد، من طريق عاصم عن زرّ، قال: قيل لعلي: إن قاتل الزبير بالباب. قال: ليدخل قاتل ابن صفية النار، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ لكلّ نبي حواريّا، وإنّ حواريي الزّبير» .   (1) في ب: قال. (2) أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 1: 72. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 وروى هذا المتن ابن عديّ من حديث أبي موسى الأشعريّ. وروى أبو يعلى أنّ ابن عمر سمع رجلا يقول: أنا ابن الحواري. فقال: إن كنت من ولد الزبير وإلّا فلا. وروى يعقوب بن سفيان، عن مطيع بن الأسود أنه أوصى إلى الزّبير فأبى، فقال: أسألك باللَّه والرحم إلّا ما قبلت، فإنّي سمعت عمر يقول: إن الزبير ركن من أركان الدّين. وروى الحميديّ في «النوادر» أنه أوصى إليه عثمان، والمقداد، وابن مسعود، وابن عوف، وغيرهم، فكان يحفظ أموالهم وينفق على أولادهم من ماله، وزاد الزبير بن بكار، ومطيع بن الأسود، وأبو العاص بن الرّبيع. وروى يعقوب بن سفيان أنّ الزبير كان له ألف مملوك يؤدّون إليه الخراج، فكان لا يدخل بيته منها شيئا، يتصدق به كله. وقصّته في وفاء دينه وفيما وقع في تركته من البركة مذكور في كتاب الخمس من صحيح البخاريّ بطولها. وكان قتل الزّبير بعد أن انصرف يوم الجمل بعد أن ذكره عليّ، فروى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازني، قال: شهدت عليا والزبير توافيا يوم الجمل، فقال له علي: أنشدك اللَّه، أسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّك تقاتل عليّا، وأنت ظالم له؟» «1» قال: نعم. ولم أذكر ذلك إلى الآن. فانصرف. وروى ابن سعد بإسناد صحيح، عن ابن عبّاس أنه قال للزّبير يوم الجمل: أجئت تقاتل ابن عبد المطلب؟ قال: فرجع الزبير، فلقيه ابن جرموز فقتله. قال: فجاء ابن عبّاس إلى عليّ، فقال: إلى أين يدخل قاتل ابن صفية؟ قال: النّار. وكان قتله في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وله ست أو سبع وستون سنة، وكان الّذي قتله رجل من بني تميم يقال له عمرو بن جرموز قتله غدرا بمكان يقال له وادي السّباع: رواه خليفة بن خياط وغيره. وروى يعقوب بن سفيان في «تاريخه» من طريق حصين، عن عمرو بن جاوان، قال:   (1) أخرجه أبو يعلى في مسندة 2/ 30 (666) وقال الهيثمي في المجمع 7/ 235 وعزاه لأبي يعلى فيه عبد الملك بن مسلم قال البخاري لم يصح حديثه، وذكره ابن حجر في المطالب (4476) وأخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 35 وأورده ابن الجوزي في العلل 2/ 365 والمتقي الهندي في الكنز (31688) وعزاه فضلا عن هؤلاء لابن عساكر والبيهقي في الدلائل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 لما التقوا قام كعب بن سور ومعه المصحف ينشدهم اللَّه والإسلام، فلم ينشب أن قتل، فلما التقى الفريقان كان طلحة أول قتيل، فانطلق الزبير على فرس له فبلغ الأحنف، فقال: حمل مع المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق ببنيه، فسمعها عمرو بن جرموز، فانطلق فأتاه من خلفه فطعنه وأعانه فضالة بن حابس ونفيع، فقتلوه. 2797- الزّبير بن أبي هالة التميميّ «1» : روى ابن مندة من طريق عيسى بن يونس، عن وائل بن داود، عن البهيّ، عن الزبير بن أبي هالة، قال: قتل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجلا من قريش ثم قال: «لا يقتلنّ بعد اليوم رجل من قريش صبرا» «2» . وأخرجه ابن عديّ في «الكامل» في ترجمة مصعب بن سعيد، وقال: كان يحدّث عن الثقات بالمناكير، وساق في آخر هذا الحديث: إلا قاتل عثمان. وقال ابن أبي حاتم: جاء حديثه من طريق سيف بن عمر. قلت: روى سيف في «الفتوح» ، عن وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «اللَّهمّ بارك لأمّتي في أصحابي ... » «3» الحديث. لكن وقع في كثير من النسخ، عن الزبير بن العوّام. فاللَّه أعلم. الزاي بعدها الجيم، والخاء 2798 ز- الزّجاج: والد عبد الرحمن، غلام أم حبيبة. يأتي ذكره في ترجمة ولده إن شاء اللَّه تعالى. 2799 ز- زخي ّ «4» : بالمعجمة ومصغّر. ذكره ابن مندة، وأبو نعيم في حرف الزّاي، وذكره ابن فتحون في حرف الراء. وقد تقدّم ذكره في ترجمة ذؤيب بن شعثم.   (1) أسد الغابة، [1733] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189. (2) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 275 وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 826، وانظر كنز العمال (30167) . (3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 3/ 13، 7/ 81. (4) أسد الغابة ت [1734] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 الزاي بعدها الراء 2800 ز- زرارة بن أوفى النخعي ّ «1» ، أبو عمرو. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. ومات في زمن عثمان، وتبعه أبو عمر فلم يزد. قلت: فأما زرارة بن أوفى قاضي البصرة فهو تابعيّ معروف ثقة، وهو حرشيّ، بفتح المهملة والراء بعدها معجمة. 2801- زرارة بن جزي «2» أو جزء بن عمرو بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلابيّ. روى أبو يعلى، والحسن بن سفيان، من طريق زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة أن زرارة بن جزي قال لعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: إن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إلى الضّحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها. إسناده حسن. وله طريق أخرى تأتي في ترجمة شريك بن وائلة، وذكر الجاحظ في البيان أن زرارة بن جزي حين أتى عمر بن الخطاب وتكلّم عنده فرفع به أنشده: أتيت أبا حفص ولا يستطيعه ... من النّاس إلّا كالسّنان طرير ووفّقني الرّحمن لمّا لقيته ... وللباب من دون الخصوم صرير   (1) طبقات ابن سعد 7/ 150، العلل 1/ 283، التاريخ الكبير 3/ 438، التاريخ الصغير 76، تاريخ الثقات للعجلي، أخباره القضاة لوكيع 1/ 292، الجرح والتعديل 3/ 603، المراسيل 63، البيان والتبيين 3/ 210، الجامع الصحيح للترمذي 2/ 307، المعرفة والتاريخ 1/ 217، تاريخ الطبري 5/ 224، الثقات 4/ 266، مشاهير علماء الأمصار 701، رجال صحيح مسلم 1/ 229، حلية الأولياء 2/ 258، رجال صحيح البخاري 1/ 275، الفرج بعد الشدة 1/ 172، الأسامي والكنى 164، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155، العقد الفريد 6/ 97، الأنساب للسمعاني 4/ 108، الكامل في التاريخ 3/ 451، تهذيب الكمال 9/ 339، الكاشف 1/ 520، سير أعلام النبلاء 4/ 515، العبر 1/ 109، المعين في طبقات المحدثين 33، عهد الخلفاء الراشدين 611، دول الإسلام 1/ 68، البداية والنهاية 9/ 93، مرآة الجنان 1/ 185، جامع التحصيل 213، الوافي بالوفيات 14/ 192، تهذيب التهذيب 3/ 322، تقريب التهذيب 1/ 259، خلاصة تذهيب التهذيب 121، شذرات الذهب 1/ 102، أسد الغابة ت [1737] ، الاستيعاب ت [812] . (2) الجرح والتعديل 3/ 2726، التاريخ الكبير 4381، دائرة معارف الأعلمي 19/ 17، الإكمال 2/ 8225، بقي بن مخلد 258، أسد الغابة ت [1738] ، الاستيعاب ت [813] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 فقلت له قولا أصاب فؤاده ... وبعض كلام القائلين غرور [الطويل] وقال ابن الكلبيّ: عاش إلى خلافة مروان بن الحكم. وقال الزّبير بن بكّار: حدثني هارون أخي، حدثني بعض أهل البادية، قال: كان عبد العزيز بن زرارة رجلا شريفا ذا مال كثير، فأشرف عيينة فواجهه المال، فأعجبه، فقال: اللَّهمّ إنّي أشهدك أني حبست نفسي وأهلي ومالي في سبيلك، ثم أتى أباه فأخبره بذلك، فقال: ارتحل على بركة اللَّه. قال: فتوجّه نحو الشّام. وذكر الواقديّ أنه شهد مع يزيد بن معاوية غزاة القسطنطينية. وقيل: إنه مات في تلك الرحلة، فنعاه معاوية إلى زرارة، فقال: مات فتى العرب، فقال: ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك، فاسترجع. وروى هشام بن الكلبيّ أن مروان لما بويع بالخلافة اجتاز على زرارة وهو على ماء لهم وهو شيخ «كبير» ، فقال له: كيف أنت؟ قال بخير، أنبت اللَّه فأحسن نباتنا، ثم حصدنا فأحسن حصادنا. وكانوا قد هلكوا في الجهاد. 2802- زرارة بن عمرو النخعي «1» : قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من اليمن في النصف من المحرم سنة إحدى عشرة، وقال أبو عمر: بل كان قدومه في نصف رجب سنة تسع انتهى. والّذي ذكره أبو حاتم جزم به ابن سعد، وقال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلميّ، قال: كان آخر من قدم من الوفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفد النخع، وقدموا من اليمن للنّصف من المحرم سنة إحدى عشرة وهم مائتا رجل، وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل باليمن، وكان فيهم زرارة بن عمرو انتهى. وذكر له أبو عمر حديثا فيه: أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا له ألا تدركه الفتنة: والحديث المذكور أورده ابن شاهين من طريق أبي الحسن المدائني عن شيوخه، قالوا: قدم وفد النخع في المحرم سنة عشر عليهم زرارة بن عمرو، وهم مائتا رجل، فقال زرارة: يا رسول اللَّه، رأيت في طريقي رؤيا هالتني: رأيت أتانا خلفتها في أهلي ولدت جديا   (1) الثقات 3/ 143، أسد الغابة ت [1739] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 89، الطبقات الكبرى 1/ 346، 8/ 315، الوافي بالوفيات 14/ 192، الجرح والتعديل ج 3/ 2724، الاستيعاب ت [814] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 463 أسفع أحوى، ورأيت نارا خرجت من الأرض حالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو، وهي تقول: لظى لظى، بصير وأعمى، ورأيت النّعمان بن المنذر وعليه قرطان ودملجان ومسكتان، ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هل خلّفت أمة مسرّة حملا» ؟ قال: نعم. قال: «قد ولدت غلاما وهو ابنك» . قال: فما باله أسفع أحوى؟ قال: «ادن «مني» . فدنا، قال: «أبك برص تكتمه» ؟ قال: نعم، والّذي بعثك بالحق ما علمه أحد من الخلق قبلك. قال: فهو ذاك. وأمّا النّار فإنّها تكون فتنة بعدي» . قال: وما الفتن؟ قال: «يقتل النّاس إمامهم ويشتجرون- وخالف بين أصابعه- حتّى يصير دم المؤمن عند المؤمن أحلى من شرب الماء، يحسب المسيء أنّه محسن، فإن متّ أدركت ابنك، وإن أنت بقيت أدركتك» . قال: فادع اللَّه ألا تدركني، فدعا له. قال: فكان ابنه عمرو بن زرارة أول خلق اللَّه تعالى خلع عثمان بن عفان. قال: وأما النّعمان وما عليه فذاك ملك العرب يصير إلى فضل بهجة وزينة، والعجوز الشّمطاء بقية الدّنيا. وأخرج ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ: حدّثني رجل من جرم، عن رجل منهم، قال: وفد رجل من النخع يقال له زرارة بن قيس بن الحارث بن عديّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر نحوه، وقال في الحديث: قال فمات زرارة وأدركها ابنه عمرو، فكان أول الناس خلع عثمان بالكوفة، وبايع علي بن أبي طالب. 2803 ز- زرارة بن عمير: أخو مصعب بن عمير. وهو أبو عزيز. وهو بكنيته أشهر. يأتي في الكنى. 2804- زرارة بن قيس «1» : بن الحارث بن عدي النخعي. ذكره في زرارة بن عمرو الماضي قريبا. 2805- زرارة بن قيس: بن الحارث بن «2» فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ   (1) أسد الغابة ت [1741] . (2) أسد الغابة ت [1742] ، الاستيعاب ت [815] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189، الطبقات الكبرى 1/ 346، الوافي بالوفيات 14/ 193، تبصير المنتبه 3/ 1054، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 464 ذكره ابن عبد البرّ وقال: قتل باليمامة. 2806 ز- زرارة بن قيس: بن عمرو النخعيّ. أظنه ابن أخي الّذي قبله بترجمة. قال ابن شاهين: حدثنا المنذر بن محمد، حدّثنا الحسن بن محمد، حدّثني يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعيّ، عن الحسن بن الحكم، عن عبد الرّحمن بن عابس النخعيّ، عن أبيه عن زرارة بن قيس بن عمرو- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأسلم وكتب له كتابا ودعا له. 2807- زرارة الأنصاريّ: روى ابن شاهين وابن مردويه، من طريق عمر أبي حفص، عن خالد بن سلمة «1» ، عن سعيد بن عمرو بن جعدة المخزوميّ، عن ابن زرارة الأنصاريّ عن أبيه، قال: تلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوما هذه الآيات: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ- إلى قوله: بِقَدَرٍ [القمر: 47] ، فقال: أنزلت هذه الآيات في أناس يكونون في آخر أمتي يكذبون بالقدر. وأخرجه ابن شاهين أيضا وابن مندة من وجه آخر إلى حفص بن سليمان عن خالد بن سلمة بهذا الإسناد، لكن لم يقل الأنصاريّ. ومن ثمّ ظن ابن الأثير أنه النخعيّ. وقد صحّ أنه غيره. ورواه ابن مندة أيضا، وابن مردويه من طريق حفص بن سليمان أيضا، عن سعيد بن عمرو، عن زياد بن أبي زياد الأنصاري، عن أبيه، كذا قال. والاضطراب فيه من حفص بن سليمان وهو ضعيف، وكناه ابن مندة أبا عمرو بابنه عمرو. 2808 ز- زرّ بن جابر: بن سدوس بن أصمع الطائيّ النّبهانيّ. ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع زيد الخيل، وقد تقدم إسناد ذلك في ترجمة حارثة بن قعين. 2809- زرّ بن عبد اللَّه «2» : بن كليب الفقيميّ.   (1) في أخالد بن يشكر. (2) أسد الغابة ت [1736] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 قال الطّبريّ: له صحبة ووفادة، وكان من أمراء الجيوش في فتح خوزستان «1» ، وكان على جيش في حصار جنديسابور «2» وفتحها صلحا. ذكره ابن فتحون. وروى ابن شاهين من طريق سيف بن عمر، عن ورقاء بن عبد الرحمن، عن زرّ بن عبد اللَّه الفقيمي أنه وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في نفر من بني تميم، فأسلم، ودعا له النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولعقبه. ثم روى من طريق أبي معشر عن يزيد بن رومان، قال: وفد زرين بن عبد اللَّه الفقيميّ على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال أبو موسى: يقال إن هذا هو الصّواب- يعني بفتح الزّاي وتخفيف الراء المكسورة بعدها تحتانية ثم نون- واللَّه أعلم. 2810- زرعة بن خليفة اليمامي «3» : ذكره ابن أبي حاتم. وقال ابن السّكن: روى عنه حديث بإسناد مجهول، ثم ساقه من طريق أبي زرعة الرازيّ، عن موسى بن الحكم الخراساني، عن محمد بن زياد الراسبيّ، عن زرعة بن خليفة، قال: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يناديه باليمامة، فأتيناه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، وأسهم لنا، وقرأ في العشاء» بالتّين والزّيتون، وإنّا أنزلناه في ليلة القدر. قال ابن السّكن: لولا أن أبا زرعة حدّث به ما ذكرته، فليس في إسناده من يعرف غيره وغير شيخنا. قلت: أورده الشّيرازيّ في «الألقاب» ، من طريق أبي حاتم الرّازي، عن أبي زرعة، ثم قال: هكذا قال الخراساني. ورأيت في موضع آخر موسى بن الحكم أبو عمران الجرجانيّ.   (1) خوزستان: بضم أوله وبعد الواو الساكنة زاي وسين مهملة وتاء مثناة من فوق وآخره نون. وهو اسم لجميع بلاد الخوز، واستان كالنسبة في كلام الفرس، أرض خوزستان أشبه شيء بأرض العراق وهوائها وصحتها فإن مياهها طيبة جارية. انظر معجم البلدان: 2/ 462. (2) جنديسابور: بضم أوله وتسكين ثانيه وفتح الدال وياء ساكنة وسين مهملة وألف وباء موحدة مضمومة وواو ساكنة وراء. مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير فنسبت إليه وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده. انظر معجم البلدان 2/ 198. (3) أسد الغابة ت [1744] ، الاستيعاب ت [817] . (4) في أ: وقرأ في الصلاة بالتين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 وروى ابن السّكن أيضا، وابن مندة، من طريق محبوب بن مسعود البصريّ، حدّثنا أبو المعدل الجرجانيّ، قال: خرجت حاجّا، فقيل لي: هاهنا رجل قد رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له زرعة بن خليفة، فأتيت، فإذا هو شيخ معظّم في قومه، فقلت: أنت رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: أتيناه في جماعة من قومنا فلم نلقه بالمدينة، وقد كان خرج في بعض مغازيه، فانصرفنا فصادفناه، فحضرت صلاة الفجر فصلّى بنا فقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. قال ابن مندة: غريب. 2811- زرعة بن ضمرة العامريّ «1» : له ذكر في حديث لا يصحّ، قاله ابن مندة. 2812 ز- زرعة بن عامر بن مازن «2» : بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلميّ. قال ابن الكلبيّ: له صحبة قديمة، وشهد أحدا، واستشهد بها، وهو أول من قتل من المسلمين بها. 2813- زرعة الشّقريّ: كان اسمه أصرم، فسمّاه النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زرعة تقدم في الهمزة. 2814 ز- زرين «3» : تقدم في زر. الزاي بعدها العين والفاء 2815 ز- زعبة بن هشام الجهنيّ: ذكر الطبري أن له صحبة. 2816- زفر بن حرثان «4» : بن الحارث بن حرثان بن ذكوان بن كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية النصريّ ثم الكلفيّ. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا قال ابن سعد وابن جرير. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 2817 ز- زفر بن زرعة: ذكره أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» ، وساق بسنده عنه أنه استعاذ في شعر له بعظيم الوادي في فلاة على عادتهم في الجاهليّة، فسمع أراجيز يتجاوب بها الجنّ   (1) أسد الغابة ت [1747] . (2) أسد الغابة ت [1748] . (3) أسد الغابة ت [1750] . (4) أسد الغابة ت [1753] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 تدلّ على مبعث النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: فرجعت من سفري وقد شاع خبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر القصة. 2818- زفر بن يزيد بن هاشم «1» : بن حرملة. له ذكر في حديث قاله ابن مندة. الزاي بعدها الكاف 2819 - زكرة «2» بن عبد اللَّه: غير منسوب. ذكره الأزديّ في الصّحابة، وأخرج حديثه هو وعلي العسكريّ من طريق بقية. عن عمرو بن عتبة، عن أبيه، عن زياد بن سمية: سمعت زكرة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لو أعرف موضع قبر يحيى بن زكريّا لزرته» «3» . قال أبو حاتم: زياد بن سمية هذا ليس هو الأمير المشهور الّذي ادعاه معاوية، وقال ابن عبد البرّ: ليس إسناده بقوي. الزاي بعدها اللام والميم 2820 ز- زلعب الجنّي: يأتي ذكره في أول حرف الشّين المعجمة. 2821- زمعة بن أبي بن خلف الجمحيّ: ذكره عمر بن شبّة فيمن استوطن المدينة. واتخذ بها دارا، وأبوه قتله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأحد، ومضى ذكر ابن عمه ربيعة بن أمية. 2822 ز- زمعة بن الأسود: بن عامر القرشي، من بني عامر بن لؤيّ. ذكره أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام، فقال في تسمية من عقد له أبو بكر الصدّيق من أمراء الأجناد: ودعا زمعة بن الأسود بن عامر من بني عامر بن لؤيّ. فعقد له، ثم قال: أنت مع يزيد بن أبي سفيان، ثم أمر يزيد أن يولّيه مقدمته، وقال: إنه من صلحاء قومك ومن الفرسان. انتهى.   (1) أسد الغابة ت [1755] . (2) أسد الغابة ت [1756] ، الاستيعاب ت [874] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 190. (3) ذكره المتقي الهندي في الكنز [32442] ، وعزاه للديلمي عن زكرة بن عبد اللَّه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 468 وقد ذكرنا غير مرة أنّ من كان في عصر أبي بكر وعمر رجلا، وهو من قريش، فهو على شرط الصحبة، لأنه لم يبق بعد حجّة الوداع منهم أحد على الشّرك، وشهدوا حجّة الوداع مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جميعا، وذكرنا أيضا أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة. 2823- زمل بن عمرو بن عنز «1» : بن خشّاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنّة بن عبد بن كبير بن عذرة العذريّ. ويقال زمل بن ربيعة، ويقال له زميل- مصغر. له وفادة. ذكره هشام بن الكلبيّ فقال: رواه ابن سعد في الطبقات عنه عن الشرقي بن القطامي، عن مدلج بن المقداد العذريّ، عن عمه عمارة بن جزي، قال: وقال زمل: سمعت صوتا من صنم. فجئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «ذاك من مؤمني الجنّ» . قال: «فأسلم» ، وأنشأ يقول: إليك رسول اللَّه أعملت نصّها ... أكلّفها حزنا وقورا من الرّمل [الطويل] الأبيات: وذكر الحديث في قصّة إسلامه ووفادته، وعقد له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لواء على قومه، وكتب له كتابا، وشهد بلوائه المذكورة صفّين مع معاوية، وقتل يوم مرج راهط مع مروان سنة أربع وستين. وأخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» من طريق أبي حاتم السجستاني، عن أبي عبيدة، عن الشرقي، لكن قال: عن مدلج العذريّ، عن أبيه، عن زميل بن ربيعة به. وروى حديثه تمام في فوائده، عن أبي الحارث محمد بن الحارث بن هانئ، عن مدلج بن المقدام بن زمل بن عمرو العذريّ عن آبائه، وذكر أن اسم الصّنم خمام- بالخاء المعجمة. وقال أبو عبيدة: استعمله معاوية على شرطته [وكان أحد شهود التحكيم بصفّين، وأقطعه معاوية عند باب توما، واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه، وشهد بيعة مروان بالجابية.   (1) أسد الغابة ت [1758] ، تبصير المنتبه 3/ 99، الاستيعاب ت (875) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 قال ابن سعد: وكان ابنه مدلج شريفا، وتزوّج أمينة بنت عبد اللَّه القسريّ، أخت خالد] «1» . الزاي بعدها النون 2824- زنباع بن سلامة «2» : ويقال: بن روح بن سلامة بن حداد بن حديدة بن أمية الجذامي، والد روح. قال ابن مندة: عداده في أهل فلسطين، له صحبة. وقال أبو الحسين الرّازي: كانت له دار بدمشق عند درب العرنيّين. روى أحمد من طريق ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه- أنّ زنباعا أبا روح وجد غلاما مع جارية له فجدع أنفه وجبّه، فأتى العبد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر له ذلك، فقال لزنباع: «ما حملك على هذا» ؟ فذكره. فقال للعبد: «انطلق فأنت حرّ» . ورواه ابن مندة، من طريق المثنى بن الصّباح، عن عمرو بن شعيب، فسمّى العبد سندرا. وروى البغويّ، من طريق عبد اللَّه بن سندر، عن أبيه أنه كان عند زنباع بن سلامة الجذامي ... فذكره. وروى ابن ماجة القصّة من حديث زنباع نفسه بسند ضعيف. وذكر الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» ، عن المدائني، عن هشام بن الكلبيّ، عن أبيه- أنّ عمر خرج تاجرا في الجاهليّة مع نفر من قريش، فلما وصلوا إلى فلسطين قيل لهم: إنّ زنباع بن روح بن سلامة الجذامي يعشّر من يمرّ به للحارث بن أبي شمر. قال: فعمدنا إلى ما معنا من الذّهب فألقمناه ناقة لنا، حتى إذا مضينا نحرناها، وسلم لنا ذهبنا. فلما مررنا على زنباع قال فتّشوهم، ففتشونا فلم يجدوا معنا إلا شيئا يسيرا، فقال: اعرضوا عليّ إبلهم، فمرت به الناقة بعينها، فقال: انحروها. فقلت: لأي شيء؟ قال: إن كان في بطنها ذهب وإلّا فلك ناقة غيرها وكلها. قال: فشقوا بطنها، فسال الذهب، قال: فأغلظ علينا في العشر، ونال من عمر، فقال عمر في ذلك:   (1) ليس في أ. (2) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، تقريب 1/ 263، الطبقات الكبرى 7/ 505، 506، الوافي بالوفيات 14/ 215، أسد الغابة ت [1759] ، الاستيعاب ت 876. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 متى ألق زنباع بن روح ببلدة ... لي النّصف منه يقرع السّنّ من ندم ويعلم أنّ الحيّ حيّ ابن غالب ... مطاعين في الهيجا مضاريب في التّهم [الطويل] [وذكر ابن الكلبيّ في نسب بليّ أنه وقع بين حمزة بن الصليل البلوي وبين زنباع بن روح هذا في الجاهلية مخايلة، فجاء زنباع بالطّعام، وجاء حمزة بالدّراهم، فنثرها، فمال الناس إلى الدّراهم وتركوا الطّعام، فلما رأى ذلك زنباع أفحم فقيل فيه: لقد أفحمت حتّى لست تدري ... أسعد اللَّه أكبر أم جذام فما فضلي عليك ونحن قوم ... لنا الرّأس المقدّم والسّنام] «1» [الوافر] 2825- زنكل: غير منسوب. ذكره أبو محمّد بن حزم في «الوحدان» من «مسند بقي بن مخلد» ، واستدركه الذهبيّ في التجريد. وأنا أخشى أن يكون تصحيفا من رجل، فيكون مبهما. 2826 ز- زنيم: غير منسوب. قال الطّبريّ: له صحبة [واستعمله معاوية على شرطته، وكان أحد شهود التحكيم بصفين، وأقطعه معاوية عند باب توما، واستعمله يزيد بن معاوية على خاتمه، وشهد بيعة مروان بالجابية قال ابن سعد: وكان ابنه مدلج شريفا وتزوج أمينة بنت عبد اللَّه القسري أخت خالد] «2» قال عبد بن حميد في تفسيره: حدّثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة في قوله: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ [الفتح 24] ، قال: طلع رجل من الصّحابة الثّنية يقال له زنيم فقتله المشركون- يعني يوم الحديبيّة، فنزلت. وأخرجه الطّبريّ من طريق قتادة. انتهى لكن في مسلم من حديث سلمة بن الأكوع أن المقتول ابن زنيم. [2827- زنيم آخر، أو هو الّذي قبله] «3» : روى ابن أبي شيبة من طريق أبي جعفر الباقر مرسلا، قال: مرّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجل قصير- قال: فسجد سجدة الشّكر وقال: «الحمد للَّه الّذي لم يجعلني مثل زنيم» .   (1) سقط في أ، ت. (2) سقط في ط. (3) سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 ومن طريق يحيى بن الخراز أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ رجل به زمانة فسجد ولم يسمّه. ووصله أبو علي بن الأشعث من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دخل المسجد فإذا زنيم- وكان رجلا مشوّه الخلق قصيرا دميم الوجه- فخرّ ساجدا ثم رفع رأسه فقال: «الحمد للَّه الّذي لم يجعلني مثل زنيم» . الزاي بعدها الهاء 2828- زهرة بن حوية «1» : بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية، ابن عبد اللَّه ابن قتادة التميميّ السعديّ. ذكر سيف وابن الكلبيّ أنّ ملك هجر أوفده على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأسلم، ثم شهد القادسيّة مع سعد، وهو الّذي قتل الجالينوس، وعاش إلى زمن الحجّاج فقتل في وقعة شبيب الخارجيّ سنة سبع وسبعين. بعثه الحجاج مع عتّاب بن ورقاء وهو شيخ كبير فوطئته الخيل، فأخذ يذبّ عن نفسه، فمرّ به الفضل بن عامر الشيبانيّ فقتله، فجاء شبيب فوقف عليه فقال: من قتل هذا؟ فقال الفضل: أنا. فقال: أما واللَّه يا زهرة كيف كنت قتلت على ضلالة. لربّ يوم من أيام المسلمين قد حسن فيه غناؤك، وربّ خيل للمشركين قد هزمتها، وقرية من قراهم قد فتحتها، فذكره الطبريّ عن أبي مخنف. وزعم أبو عمر أنه قتل بالقادسيّة، وتعقّبه الرشاطيّ، فأصاب. ذكر من اسمه زهير 2829- زهير بن أبي أمية «2» : بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، أخو أم سلمة أم المؤمنين. ذكره هشام بن الكلبيّ في «المؤلّفة» . وروى ابن مندة من طريق مجاهد، عن السّائب شريك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: ذهب بي عثمان وزهير بن أبي أمية إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأثنيا   (1) أسد الغابة ت [1760] ، الاستيعاب ت [877] . (2) أسد الغابة ت [1763] ، الاستيعاب ت [821] . الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، العقد الثمين 4461. الطبقات الكبرى 1/ 201، 210. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 472 عليّ، فقال: «أنا أعلم به منكما ... » الحديث. وقال ابن إسحاق: إنه كان ممن قام في نقض الصّحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم، ولم يسلم منهم غيره وغير هشام بن عمرو. ووقع عند ابن سعد في تسمية من كان يؤذي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من قريش ويواجهه بالعداوة. وعن يعقوب بن عتبة أنه عدّهم عشرين رجلا وزيادة. ثم قال: ولم يسلم منهم أحد إلا أبو سفيان والحكم بن أبي العاص. قلت: ويرد عليه زهير بن أبي أميّة هذا. وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، أنه أخبره أن علقمة بن وقّاص أخبره أن أم سلمة شهدت لمحمد بن عبد اللَّه بن زهير بن أبي أمية أنّ أبا ربيعة بن أبي أميّة أعطى أخاه زهيرا نصيبه من ريعه، فقضى معاوية بذلك وعلقمة حاضر. 2830- زهير بن أبي جبل «1» : يأتي في القسم الرابع. 2831- زهير بن الحارث: في زهير بن عوف. 2832- زهير بن خطامة الكناني «2» : تقدّم ذكره في ترجمة الأسود بن خطامة أخيه. 2833- زهير بن صرد «3» : السعديّ الجشميّ، أبو جرول، ويقال أبو صرد. قال ابن مندة: سكن الشام. وقال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه- أن وفد هوازن أتوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد أسلموا قالوا: يا رسول اللَّه، إنا أهل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فامنن علينا، منّ اللَّه عليك. قال: وكان رجل من هوازن يكنى أبا صرد، فقال: يا رسول اللَّه، إنما في الحظائر عمّاتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كنّ يكفلنك، فذكر الحديث والشعر بطوله.   (1) أسد الغابة ت [1766] ، الاستيعاب ت [820] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، الوافي بالوفيات 14/ 227. (2) أسد الغابة ت [1767] . (3) أسد الغابة ت [1769] ، الاستيعاب ت [823] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 473 وقد وقع لي هذا الحديث وفيه الشّعر عاليا عشاري الإسناد، ذكرته في العشرة العشارية، وأمليته من وجه آخر في الأربعين المتباينة، وأعلّ ابن عبد البرّ إسناده بأمر غير قادح قد أوضحته في لسان الميزان في ترجمة زياد بن طارق. واللَّه المستعان. [و ذكر ابن سعد في الطّبقات في الترجمة النبويّة في قصة يوم حنين وقسمة الغنائم بالجعرانة عن الواقديّ، عن معمر، عن الزهريّ، وعن عبد اللَّه بن جعفر المسوريّ، وعن ابن أبي سبرة وغيره. قالوا: وقدم علينا أربعة عشر رجلا من هوازن مسلمين، وجاءوا بإسلام من وراءهم من قومهم، وفيه: فكان رأس القوم والمتكلم أبو صرد زهير بن صرد، فقال: يا رسول اللَّه، إنا أهل وعشيرة.. فذكره دون الشّعر، وفيه: «إنّ أبعدهنّ قريب منك، خضنّك في حجرهنّ، وأرضعنك بثديهنّ، وتوركنّك على أوراكهنّ، وأنت خير المكفولين.» ] «1» 2834- زهير بن طهفة الكنديّ: روى ابن مندة، من طريق إياد بن لقيط، عن زهير بن طهفة الكنديّ، قال: أنا واللَّه في الرّهط الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وفيهم ابنا مليكة ... الحديث. قال ابن مندة: غريب من حديث صدقة أبي عمران، وهو كوفي يجمع حديثه. 2835- زهير بن عاصم «2» : بن حصين بن مشمت. تقدم ذكر جدّه. قال ابن مندة: وفد زهير على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وله ذكر في حديث حصين بن مشمت، كأنه أشار إلى الحديث الّذي في ترجمة حصين أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أقطعه مياها عدة، فذكر الحديث. وقال في آخره: فقال زهير بن عاصم بن حصين في ذلك: إنّ بلادي لم تكن أملاسا ... بهنّ خطّ القلم الأنفاسا من النّبيّ حيث أعطى النّاسا [الرجز] قلت: وهذه الأبيات قد ناقضه فيها أبو نخيلة السعديّ الشّاعر المشهور في أواخر دولة بني أميّة، وليس في القصّة ما يصرح بوفادة زهير، فيحتمل أنه قال ذلك مفتخرا به وإن لم يدرك ذلك الزمن.   (1) ليس في أ. (2) أسد الغابة ت [1770] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 474 2836- زهير بن عبد اللَّه بن جدعان «1» : أبو مليكة التيميّ من رهط الصّديق. قال ابن شاهين: له صحبة. ووقع في صحيح البخاريّ من طريق ابن أبي مليكة عن جدّه، عن أبي بكر، قال ابن عبد البرّ: لجدّ ابن أبي مليكة صحبة، وأبوه عبد اللَّه بن جدعان مات قبل أن يسلم، وإذا عاش ولده إلى أن يحدّث عن أبي بكر دلّ على أن له صحبة: إذ لم يمت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعلى الأرض قرشيّ كافر. وذكر عمر بن شبّة في أخبار مكّة، عن عبد العزيز بن المطلب أنّ آل مسعود بن عمرو القارئ حالف عبد اللَّه بن جدعان، فحضرت ابن جدعان، الوفاة قالوا: يا أبا مساحق، إنه لا ولد لك، فاردد إلينا حلفنا، ففعل، فحالفوا نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. قال عبد العزيز: ثم ولد لابن جدعان أبو مليكة بعد وفاته، وهو من بنت أبي قيس بن عبد مناف بن زهرة. 2837- زهير بن عثمان الثقفيّ «2» : نزل البصرة، له حديث في الوليمة عند أبي داود والنسائيّ بسند لا بأس به. وقال ابن السّكن: ليس بمعروف في الصّحابة إلا أنّ عمرو بن علي ذكره فيهم. وقال البخاريّ: لا تعرف له صحبة، ولم يصحّ إسناده، وأثبت صحبته ابن أبي خيثمة، وأبو حاتم، والترمذي والأزديّ وغيرهم، زاد الأزديّ: تفرد بالرواية عنه عبد اللَّه بن عثمان الثقفيّ. 2838- زهير بن العجوة الهدلي: «3» قتل يوم حنين مسلما، استدركه الأشيريّ، وقد ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه أبي خراش، فقال: كان جميل بن معمر قتل زهيرا يوم الفتح مسلما. حكاه المبرد، وقال: وكان جميل يومئذ كافرا ثم أسلم. وقال أبو عبيدة: أسر زهير بن العجوة الهذلي يوم حنين، وكتّف، فرآه جميل بن معمر، فقال: أنت الماشي لنا بالمعايب، فقتله. وقال أبو خراش يرثيه ... فذكر المرثية، ويقال: إن العجوة لقب زهير نفسه.   (1) المعرفة والتاريخ 2/ 142، در السحابة 77، أسد الغابة ت [1772] . (2) الثقات 3/ 143، تجريد أسماء الصحابة 1/ 192، بقي بن مخلد 762، خلاصة تذهيب 1/ 340، تهذيب التهذيب 3/ 347، التاريخ الكبير 3/ 25، العقد الثمين 4/ 449، الطبقات 54، 183، 285، تقريب التهذيب 1/ 264 الوافي بالوفيات 14/ 230، أسد الغابة ت [1773] ، الاستيعاب ت [824] . (3) أسد الغابة ت [1774] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 475 2839- زهير بن علقمة الفرعيّ: قال ابن مندة: عداده في أهل الرّملة. وروى بإسناد له فيه مجاهيل من طريق الفارعة بنت المنذر بن زهير بن علقمة عن أبيها أن جدّها زهيرا كان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وتزوّج معاوية بنته كبشة. 2840- زهير بن علقمة «1» : ويقال ابن أبي علقمة البجلي أو النخعيّ. روى أبو مسعود، الرازيّ في مسندة، والطّبرانيّ وغيرهما، من طريق عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط، عن أبيه، عن زهير بن علقمة أنّ امرأة جاءت بابن لها قد مات. فكأن القوم عنّفوها، فقالت: يا رسول اللَّه، مات لي ابنان منذ دخلت في الإسلام سوى هذا. فقال: «لقد احتظرت بحظار شديد من النّار» . قال البغويّ: لا أعرف له صحبة، إلا أنهم أدخلوه في المسند. وقال ابن السّكن: لا صحبة له. وروى البخاريّ في التاريخ، من طريق أسلم المنقري، عن زهير بن علقمة، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده.» «2» قال البخاريّ: لا أراه إلا مرسلا. وأخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه إلا أنه قال عن زهير بن أبي علقمة الضّبعيّ، وقال رواه علي بن قادم، عن الثوريّ، فقال: روايته عن زهير الضّبابيّ. فاللَّه أعلم. 2841- زهير بن علقمة «3» : أو ابن أبي علقمة الضّبعيّ أو الضّبابيّ. فرّق أبو نعيم بينه وبين الّذي قبله، وعمل البخاريّ يشعر بأنهما واحد. 2842- زهير بن عمرو الهلالي «4» : نزيل البصرة.   (1) أسد الغابة ت [1775] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 192، ثقات 4/ 263، الوافي بالوفيات 14/ 229، التاريخ الكبير 3/ 426. الجرح والتعديل 3/ 2664. جامع التحصيل 214، دائرة معارف الأعلمي 19/ 49، 50 (2) أخرجه الترمذي 5/ 114 كتاب الأدب باب 54 ما جاء أن اللَّه تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده حديث رقم 2819 وقال هذا حديث حسن وأحمد في المسند 2/ 213، والحاكم في المستدرك 4/ 135. وكنز العمال حديث رقم 17174، 17192. (3) أسد الغابة ت [1777] . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 193، الرياض المستطابة 89، خلاصة تذهيب 1/ 340، تهذيب التهذيب 3/ 347، الطبقات 56، 184، تقريب التهذيب 1/ 264، الوافي بالوفيات 14/ 230، التاريخ الكبير 3/ 424، بقي بن مخلد 956، أسد الغابة ت [1779] ، الاستيعاب ت [826] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 روى عنه أبو عثمان النّهديّ، قال الأزديّ: تفرد أبو عثمان عنه، وقال العسكريّ: كانت له دار بالبصرة. قال البغويّ: لا أعلم له إلا حديث الإنذار. قلت: وقد أخرجه مسلم، ونقل ابن السّكن أن البخاريّ لم يصححه، لأنه لم يذكر السّماع. 2843- زهير بن عمرو البجليّ: قال ابن السّكن: ذكره بعضهم في الصّحابة، ولم يصح، لأنه لم يذكر سماعا ولا حضورا، وأفرده عن الّذي قبله. 2844 ز- زهير بن عوف: بن الحارث. ويقال زهير بن الحارث بن عوف، أبو زينب. مشهور بكنيته، يأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 2845- زهير بن عياض الفهري «1» : روى عبد الغني بن سعيد الثّقفي في تفسيره بسنده إلى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: أرسل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مقيس بن صبابة إلى بني النّجار، ومعه زهير بن عياض الفهريّ من المهاجرين، وكان من أهل بدر وأحد، فجمعوا لمقيس دية أخيه، فلما صارت الدّية إليه وثب على زهير بن عياض فقتله وارتدّ إلى الشّرك. وأخرجه الطّبرانيّ- وهو إسناد ضعيف- لكن روى ابن جرير، من طريق حجاج، عن ابن جريج عن عكرمة- أن رجلا من الأنصار قتل أخا مقيس بن صبابة، فأعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الدّية فقبلها، ثم وثب على قاتل أخيه فقتله. قال ابن جريج: وقال غيره: ضرب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ديته على بني النّجار، ثم بعت مقيسا، وبعث معه رجلا من بني فهر في حاجة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاحتمل مقيس الفهريّ، وكان أيّدا، فضرب به الأرض ورضخ رأسه بين حجرين، ثم تغني: قتلت به فهرا وحمّلت عقله ... سراة بني النّجّار أرباب فارع «2» [الطويل]   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 193، 5781، العقد الثمين 4501، أسد الغابة ت [1780] . (2) تنظر الأبيات في المغازي 408. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 477 فبلغ ذلك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «لئن أحدث حدثا لا أؤمنه في حلّ ولا حرم» . فقتل يوم الفتح. قال ابن جريج: وفيه نزلت: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً ... [النساء 93] الآية. 2846- زهير بن غزيّة «1» : بن عمرو بن عتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن. قال الطّبري، والدّارقطنيّ: له صحبة. 2847 ز- زهير بن قنفد الأسديّ: ذكره الفاكهيّ في «أخبار مكّة» من طريق زكريّا من طريق زكريّا بن قطن «2» ، عن صفية بنت زهير بن قنفد الأسديّة، عن أبيها أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يكون في حراء بالنهار، فإذا كان الليل نزل من حراء. فأتى المسجد الّذي في الشّعب وتأتيه خديجة من مكة فتلقاه بالمسجد الّذي في الشّعب، فإذا قرب الصّباح افترقا. 2848- زهير بن قيس البلويّ» : قال ابن يونس: يقال إن له صحبة، يكنى أبا شداد. شهد فتح مصر. وروى عن علقمة بن رمثة البلوي، وروى عنه سويد بن قيس- وقتلته الروم ببرقة سنة ست وسبعين، وذكر له قصّة مع عبد العزيز بن مروان قال فيها: إنه قال لعبد العزيز- وهو أمير على مصر وقد ندبه إلى برقة فخاطبه بشيء، فأجابه زهير: أتقول لرجل جمع ما أنزل اللَّه على نبيه قبل أن يجمع أبواك هذا؟ ونهض إلى برقة، فلقي الروم في عدد قليل فقاتل حتى قتل شهيدا. 2849- زهير بن مخشيّ «4» : الأزديّ. ذكره ابن شاهين من طريق إسماعيل بن أبي خالد الأزديّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم زهير بن مخشي. 2850 ز- زهير بن مذعور: بن ظبيان السدوسيّ.   (1) أسد الغابة ت [1781] ، الاستيعاب ت [827] . (2) في أ: فطن. (3) تاريخ خليفة 251، و 253، فتوح البلدان 730، الولاة والقضاة، 43، الحلة السيراء 2/ 327: 331، المعرفة والتاريخ 2/ 512، الوافي بالوفيات 14/ 226، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 396، تاريخ الإسلام 2/ 404، أسد الغابة ت [1783] . (4) أسد الغابة ت [1784] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 478 جاء عنه حديث من طريق أولاده في قصّة إسلام مرثد بن ظبيان، يأتي في ترجمة مرثد إن شاء اللَّه تعالى. 2851- زهير بن معاوية «1» : الجشميّ يكنّى أبا أسامة. ذكره أبو نعيم، وقال: شهد الخندق، وتبعه أبو موسى. 2852 ز- زهير بن الهيثم الأشهليّ: ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب. وذكره عمر بن شبّة بسنده إليه فيمن شهد العقبة. 2853- زهير الثّقفيّ «2» : ذكره الحسن بن سفيان في «مسندة» ، وأخرج من طريق عمرو بن حمران، عن شيخ كان بالمدينة، عن عبد الملك بن زهير، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا سمّيتم فعبّدوا.» «3» قال ابن مندة: رواه أبو أميّة بن يعلى، فقال: عن عبد الملك بن زهير، عن أبيه، عن جدّه. قلت: أخرجه الطّبرانيّ من «مسند مسدّد» ، قال: حدّثنا أبو أمية.. فذكره، وليس فيه عن جدّه. وأورده الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي زهير الثّقفيّ والد أبي بكر بإسناد معضل. فاللَّه أعلم. وقال ابن الأثير: قد ذكروا زهير بن عثمان الثقفيّ، فلا أدري أهو هذا أو غيره. قلت: بل هو غيره، وسيأتي هذا الحديث فيمن اسمه معاذ إن شاء اللَّه تعالى. الزاي بعدها الواو 2854- زوبعة الجنّي «4» : أحد الجنّ الذين استمعوا القرآن.   (1) أسد الغابة ت [1785] . (2) أسد الغابة ت [1765] . (3) قال الهيثمي في الزوائد 8/ 53، رواه الطبراني وفيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف. قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 95 قال السخاوي رواه أبو سلمى عن معاذ مرفوعا ورواه الحاكم في الكنى بإسناد معضل ورواه الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود، وقد رواه مسلم بلفظ رواية الطبراني ثم قال السخاوي وأما ما يذكر على الألسنة خير الأسماء ما حمد أو عبد فباطل أ. هـ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45196. (4) أسد الغابة ت [1787] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 479 روى الحاكم في «المستدرك» ، وابن أبي شيبة، وأحمد بن منيع مسنديهما، من طريق عاصم، عن زرّ، عن عبد اللَّه، قال: هبطوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يقرأ ببطن نخلة، فلما سمعوه قالوا: أنصتوا، وكانوا سبعة، أحدهم زوبعة «1» . إسناده جيّد، ووقع لنا بعلو في جزء ابن نجيح. قلت: أنكر ابن الأثير على أبي موسى إخراجه ترجمة هذا الجنيّ، ولا معنى لإنكاره، لأنهم مكلّفون، وقد أرسل إليهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فآمن منهم به من آمن، فمن عرف اسمه ولقيه للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فهو صحابي لا محالة. وأما قوله: كان الأولى أن يذكر جبرائيل، ففيه نظر، لأن الخلاف في أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هل أرسل إلى الملائكة مشهور، بخلاف الجنّ. واللَّه أعلم. الزاي بعدها الياء ذكر من اسمه زياد 2855- زياد بن الأخرس «2» : ويقال زيادة ويقال: هو ابن الأخرس «3» الجهنيّ. حليف الأنصار. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. 2856- زياد بن الجلاس «4» : عداده في أهل البصرة روى حديثه دلهاث بن مالك بن نهشل بن كثير، عن أبيه، عن جدّه، عنه. ذكره ابن مندة. 2857- زياد بن الحارث الصّدائي «5» : بضم المهملة، وقيل زياد بن حارثة.   (1) في أ: آخرهم زوبعة. (2) أسد الغابة ت [1788] . (3) في أ: ويقال: هو عمرو بن الأخرس. (4) أسد الغابة ت [1791] . (5) أسد الغابة ت [1793] ، الاستيعاب ت [830] . تجريد أسماء الصحابة 1/ 194، الأنساب 8/ 283، خلاصة تذهيب 1/ 342، التحفة اللطيفة 2/ 85، تهذيب التهذيب 3/ 359 علماء إفريقيا وتونس 75، الطبقات 75، 292، 306، تقريب التهذيب 1/ 266، حسن المحاضرة 1/ 200، الطبقات الكبرى 1/ 268، 7/ 503، التاريخ الكبير 3/ 344، الوافي بالوفيات 15/ 9- الميزان 2/ 88، تراجم الأحبار 1/ 453، الجرح والتعديل 3/ 2384، 2399، دائرة معارف الأعلمي 19/ 56، البداية والنهاية 5/ 83، المعرفة والتاريخ 2/ 151، 495، السابقة واللاحقة 120، مشاهير علماء الأمصار 399، طبقات علماء إفريقيا وتونس 96 بقي بن مخلد 345، 954. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 480 قال البخاريّ: والحارث أصح. له حديث طويل في قصّة إسلامه، وفيه «من أذّن فهو يقيم.» «1» أخرجه أحمد بطوله. وأخرجه أصحاب السّنن، وفي إسناده الإفريقي. قال ابن السّكن: في إسناده نظر. قلت: وله طريق أخرى، من طريق المبارك بن فضالة، عن عبد الغفار بن ميسرة، عن الصّدائي، ولم يسمه. وروى الباورديّ، من طريق عبد اللَّه بن سليمان، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم، عن زياد الصّدائيّ، فذكر طرفا من الحديث الطّويل. وقال ابن يونس: هو رجل معروف، نزل مصر. 2858- زياد بن حدرة «2» : بن عمرو بن عدي التميميّ. قال ابن أبي حاتم في باب الجيم من الآباء: روى عنه ابنه أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وروى أبو موسى من طريق جميع بن علي بن زياد بن حدرة، حدّثني أبي، عن أبيه زياد بن حدرة، قال: أتانا أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدعوننا إلى الإسلام، ففررنا منهم، فربطوا نواصينا، وجاءوا بنا في سبي بني العنبر، فأسلمنا عنده، ودعا لنا، ومسح رأس زياد، ودعا له. قلت: اختلف في ضبط أبيه، فقيل بالجيم، وقيل بالمهملة، وقيل بالمعجمة. 2859- زياد بن حنظلة التميميّ «3» : حليف بني عدي.   (1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 197، عن زياد بن الحارث الصّدائي بلفظه كتاب الصلاة باب في الرجل يؤذن ويقيم آخر حديث رقم 514 والترمذي في السنن 1/ 383- 384 كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء أنه من أذن فهو يقيم حديث رقم 199 قال أبو عيسى وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى القطان وغيره قال أحمد لا أكتب حديث الإفريقي ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره ويقول هو مقارب الحديث والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن من أذن فهو يقيم وابن ماجة في السنن 1/ 237 كتاب الأذان والسنة فيها (3) باب السنة في الأذان (3) حديث رقم 717، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 381، 399، وابن أبي شيبة في المصنف 1/ 116، والمتقي في كنز العمال حديث رقم 23181، 37075. (2) أسد الغابة ت [1794] ، الاستيعاب ت [831] . (3) أسد الغابة ت [1795] ، الاستيعاب ت [832] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 481 قال أبو عمر: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، ليتعاونا على قتل مسيلمة، ثم عاش زياد إلى أن شهد مع عليّ مشاهده. انتهى. وذكر سيف في «الفتوح» ، عن أبي الزهراء القشيري، عن رجال من بني قشير، قالوا: لما خرج هرقل من الرّها كان أول من أنبح كلابها زياد بن حنظلة، وكان من الصّحابة. وأنشد له سيف في «الفتوح» أشعارا كثيرة منها: سائل هرقلا حيث شئت وقوده ... شببنا «1» له حربا يهزّ القبائلا قتلناهم في كلّ دار وقيعة ... وأبنا بأسراهم تعاني السّلاسلا [الطويل] وكان أميرا في وقعة اليرموك. وروى عنه ابنه حنظلة، والعاص بن تمام. 2860- زياد بن سبرة «2» : اليعمريّ. روى ابن أبي عاصم والطّبري، من طريق عيسى بن يزيد الكناني، عن عبد الملك بن حذيفة أن زياد بن سبرة اليعمري قال: أقبلت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حتى وقف على ناس من أشجع وجهينة، فمازحهم وضحك معهم، وقال: «أما إنّهم خير من بني فزارة، ومن بني الشّريد، ومن قومك..» الحديث. 2861- زياد بن السّكن «3» : بن رافع بن امرئ القيس الأنصاريّ. قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثنا الحصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن عمرو، عن يزيد بن السّكن في قصة أحد، قال: فوثب خمسة من الأنصار منهم زياد بن السكن فقتلوا، قال: وبعض الناس يقول: هو عمارة بن زياد بن السّكن فوسّده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قدمه حتى مات عليها. وساقه البخاريّ في تاريخه في ترجمة يزيد بن السّكن مطوّلا. 2862- زياد بن طارق «4» : ويقال طارق بن زياد. ذكره ابن مندة هكذا، وصوّب الثاني.   (1) في أشبيبا، وفي ت سنيا. (2) أسد الغابة ت [1796] . (3) أسد الغابة ت [1799] ، الاستيعاب ت [833] . (4) أسد الغابة ت [1801] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 482 2863 ز- زياد بن عبد اللَّه: بن مالك الهلالي، ابن أخت ميمونة أم المؤمنين. ذكر الرّشاطيّ أنه قدم في وفد بني هلال مع عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن قبيصة بن مخارق، فدخل زياد منزل ميمونة أم المؤمنين وكانت خالته، واسم أمه عزّة، فدخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرآه عندها فغضب، فقالت: يا رسول اللَّه، إنه ابن أختي، فدعاه فوضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف أنفه، فكان بنو هلال يقولون: ما زلنا نعرف البركة في وجه زياد. [قلت: وذكر ابن سعد القصّة مطوّلة عن هشام بن الكلبيّ، عن جعفر بن كلاب الجعفريّ، عن أشياخ بني عامر ... فذكر القصّة، وفيها: وزياد يؤمئذ شابّ، وزاد في آخره: وقال الشّاعر لعلي بن زياد المذكور: يا ابن الّذي مسح الرّسول برأسه ... ودعا له بالخير عند المسجد ما زال ذاك النّور في عرنينه ... حتّى تبوّأ بيته في ملحد] «1» [الكامل] 2864- زياد بن عبد اللَّه الأنصاريّ «2» : روى ابن مندة من طريق قيس بن الربيع، عن فراس، عن الشعبيّ، عن زياد بن عبد اللَّه الأنصاريّ، قال: لما بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد اللَّه بن رواحة يخرص على أهل خيبر لم يجده أخطأ بحشفة. قال ابن مندة: تفرد به عبيد بن إسحاق، عن قيس. 2865 ز- زياد بن عمار: ذكره العسكريّ في الصّحابة: نقلته من خط مغلطاي. 2866- زياد بن عمرو «3» : وقيل ابن بشير الأنصاريّ، من بني ساعدة، وقيل مولى لهم. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا هو وأخوه ضمرة بن عمرو.   (1) ليس في أ. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، الاستبصار 347، التحفة اللطيفة 2/ 89، تهذيب التهذيب 3/ 379، مقاتل الطالبيين 213، تقريب التهذيب 1/ 269، الطبقات الكبرى 1/ 309، التاريخ الكبير 3/ 360، أسد الغابة ت [1802] ، الاستيعاب ت [834] . (3) أسد الغابة ت [1804] ، الاستيعاب ت [835] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 2867 ز- زياد بن عياض «1» : يأتي في عياض بن زياد. 2868- زياد بن عياض الأشعريّ: يأتي في القسم الثّالث. 2869 ز- زياد «2» : بن أبي الغرد الأنصاريّ. قال ابن حبّان: يقال له صحبة. وروى الباوردي، من طريق مسعود بن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الزهريّ، عن الزهريّ، عن زياد بن الغرد، وأبي اليسر أنهما سمعا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لعمار: «تقتلك الفئة الباغية.» قال ابن مندة: غريب. قلت: فيه انقطاع بين الزهريّ وبينهما. والغرد بالغين المعجمة والراء المكسورة وقيل ساكنة. وقيل بقاف بدل الغين. وقيل الفرد، بالفاء أو ابن أبي الفرد. 2870- زياد بن كعب: بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن كليب بن مودوعة الجهنيّ. قال ابن عبد البرّ: شهد بدرا وأحدا. 2871- زياد بن لبيد «3» : بن ثعلبة بن سنان بن عامر الأنصاريّ البياضيّ. ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد العقبة وبدرا. وذكر الواقديّ وغيره أنه كان عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على حضرموت، وولّاه أبو بكر قتال أهل الرّدة من كندة، وهو الّذي ظهر بالأشعث بن قيس فسيّره إلى أبي بكر. وقال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا أوان انقطاع العلم.» فقلت: يا رسول اللَّه، وكيف يذهب العلم، وقد أثبت ووعته القلوب؟ ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت [1805] ، الاستيعاب ت [836] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، الاستبصار 231، التاريخ الكبير 3/ 365. (2) الثقات 3/ 142، تجريد أسماء الصحابة 1/ 195، أسد الغابة ت [1807] ، الاستيعاب ت [837] . (3) أسد الغابة ت [1808] ، الاستيعاب ت [838] . أسد الغابة ت [1809] ، الاستيعاب ت [839] ، سيرة ابن هشام 2/ 340، الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار 583، المحبر لابن حبيب 126، المغازي للواقدي 171، الطبقات الكبرى 3/ 598، تاريخ خليفة 97، وطبقاته 100، التاريخ الكبير 3/ 344، التاريخ الصغير 1/ 41، تاريخ اليعقوبي 7612، أنساب الأشراف 1/ 245، تاريخ الطبري 3/ 147، الجرح والتعديل 3/ 543، المعجم الكبير 5/ 304، جمهرة أنساب العرب 356. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 وأخرجه الحاكم، وابن ماجة من هذا الوجه، وسالم لم يلق زيادا. وله شاهد أخرجه الطبرانيّ في «الأوسط» من طريق أبي طوالة عن زياد بن لبيد نحوه، وهو منقطع أيضا من أبي طوالة وزياد. وفي الترمذيّ والدارميّ، من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي الدّرداء، قال: كنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: هذا أوان يختلس العلم. فقال له زياد بن لبيد الأنصاريّ ... فذكر الحديث، قال: فلقيت عبادة بن الصّامت، فقال: صدق، وأول ما يرفع الخشوع. وأخرجه النّسائيّ، وابن حبّان، والحاكم، من طريق الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، قال: حدّثني عوف بن مالك أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نظر إلى السماء فقال: «هذا أوان رفع العلم ... » «1» الحديث. وفيه: فلقيت شداد بن أوس، فذكر قصّة الخشوع. ووقع في رواية النسائيّ لبيد بن زياد، وهو مقلوب، ولزياد بن لبيد ذكر في ترجمة عكرمة بن أبي جهل. 2872- زياد بن مطرف «2» : ذكره مطيّن، والباوردي، وابن جرير، وابن شاهين في الصّحابة، وأخرجوا من طريق أبي إسحاق عنه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنّة فليتولّ عليّا وذرّيته من بعده» «3» . وقال ابن مندة: لا يصحّ. قلت: في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي، وهو واه. 2873- زياد بن نعيم الحضرميّ «4» :   (1) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 115. (2) أسد الغابة ت [1810] . (3) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 220. والهيثمي في الزوائد 9/ 111 عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني. وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف، وأورده المتقي في كنز العمال حديث رقم 32959، 32960 وأخرجه أبو نعيم في الحلية 4/ 349. (4) أسد الغابة ت [1811] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 ذكره ابن أبي خيثمة، والبغويّ في الصّحابة. قال البغويّ: لا أدري أهو الّذي روى عنه الإفريقي أم لا؟ قلت: أخرج حديثه أحمد في مسندة، ولفظ المتن: «أربع فرضهنّ اللَّه في الإسلام ... » «1» الحديث. تفرد به ابن لهيعة، وزياد بن نعيم الّذي روى عنه الإفريقي تابعي باتّفاق. 2874- زياد بن نعيم الفهري «2» : قال أبو عمر: مذكور في الصّحابة، ولا أعرف له رواية. قتل يوم الدار مع عثمان. 2875- زياد الألهاني: والد محمد بن زياد الحمصي. أورد له عبد الصّمد في تاريخ الصّحابة الذين نزلوا حمص حديثا. 2876- زياد الباهليّ: والد الهرماس. روى الدّارقطنيّ من طريق عمرو بن نابل «3» بن القعقاع، حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه الهرماس بن زياد، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع أبي فولّاه على عشيرته من باهلة ... الحديث. وروى ابن مندة، من طريق عكرمة بن عمار، عن الهرماس بن زياد، قال: أبصرت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخطب الناس وأبي مردفي على جمل، وأنا صبيّ صغير. إسناده صحيح. 2877- زياد الغفاريّ «4» : يعدّ من أهل مصر، له صحبة. روى عنه يزيد بن نعيم، كذا ذكره ابن عبد البرّ وقال ابن السّكن. له صحبة. وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة، وابن السّكن، من طريق يزيد بن عمرو، عن زياد بن نعيم: سمعت زيادا الغفاريّ على المنبر بالفسطاط» يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 201. قال الهيثمي في الزوائد 1/ 52 رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده ابن لهيعة. والمنذري في الترغيب والترهيب 1/ 384، 541. (2) أسد الغابة ت [1812] ، الاستيعاب ت [840] . (3) في ب (بابل) . (4) أسد الغابة ت [1806] . (5) الفسطاط: وأصله أن عمرو بن العاص حين نزل على مصر ضرب في منزله لقتالهم بيتا من أدم أو شعر فلما فتحت مصر وحاز عمرو ومن معه ما كان في حصنها أجمع على المسير إلى الإسكندرية وأمر بفسطاطه أن يقوّض فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه، فقال: لقد تحرمت بجوارنا أقروا الفسطاط حتى تنقف ويطير فراخها فأقر فسطاطه ووكل به من يحفظه ألّا يباح ومضى إلى الإسكندرية فأقام عليها ستة أشهر حتى فتحها اللَّه عليه فكتب الى عمر يستأذنه في سكنها فكتب إليه: لا تنزل بالمسلمين منزلا يحول بيني وبينهم بحر ولا نهر فقال عمرو لأصحابه: أين ننزل؟ قالوا: نرجع إلى فسطاطك فيكون على ماء وصحراء فرجعوا ونزل عمرو فيه ونزل الناس حوله وجعلوا يقولون نزلت عن يمين الفسطاط وشماله فسميت البقعة بالفسطاط لذلك انظر مراصد الاطلاع 3/ 1036. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 وآله وسلّم يقول: «من تقرّب إلى اللَّه شبرا تقرّب اللَّه إليه ذراعا ... » «1» الحديث. 2878- زياد «2» : والد الأغرّ. تقدم ذكره في ترجمة حصين. 2879- زياد مولى سعد بن أبي وقاص «3» : ذكره ابن سعد، قال: حدّثنا الواقدي، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن الحليس بن هاشم بن عتبة، عن زياد مولى سعد، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أوضع في وادي محسّر. وأما ابن حبّان فذكره في التّابعين. ذكره من اسمه زيد 2880 - زيد بن أرقم «4» بن زيد: بن قيس بن النعمان بن مالك بن الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج.   (1) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد 13/ 521 (7536- 5737) ومسلم 4/ 2061 (2- 2675) . (2) أسد الغابة ت [1789] . (3) أسد الغابة ت [1797] . (4) طبقات ابن سعد 6/ 18، طبقات خليفة ت 594- 931، التاريخ الكبير 3/ 385، المعرفة والتاريخ 1/ 203، الجرح والتعديل 3/ 554، مشاهير علماء الأمصار ت 296، جمهرة أنساب العرب 365، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 143، تاريخ ابن عساكر 6/ 268، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 199، تهذيب الكمال 450، العبر 1/ 73، تذهيب التهذيب 1/ 247، تهذيب التهذيب 3/ 294، الوافي بالوفيات 15- 22، خلاصة تذهيب الكمال 108، شذرات الذهب 1/ 74، خزانة الأدب 1/ 363، سيرة ابن هشام 3/ 237، المغازي للواقدي 21، 216، تاريخ خليفة 264، المعارف 499، التاريخ الصغير 93، و 153، أنساب الأشراف 1/ 288، و 316، مقدمة مسند بقي بن مخلد 84، تاريخ الطبري 1/ 42، 2/ 310، و 5/ 425، الأسماء والكنى للحاكم 218، المعرفة والتاريخ 1/ 303، تاريخ واسط 103 و 288، المعجم الكبير 5/ 183: 242، الثقات لابن حبان 3/ 139، المعرفة والتاريخ 1/ 303، الأخبار الموفقيات 578، معجم البلدان 1/ 879، الكاشف 1/ 263، الكامل في التاريخ 2/ 57، و 192 و 235 و 4/ 62، سير أعلام النبلاء 3/ 165: 168، تحفة الأشراف 3/ 191: 205، تجريد أسماء الصحابة 1/ 196، تقريب التهذيب 1/ 272، النكت الظراف 3/ 192: 197، دول الإسلام 1/ 50، المعين في طبقات المحدثين 21، مرآة الجنان 1/ 143، تاريخ الإسلام 2/ 118، أسد الغابة ت [1819] ، الاستيعاب ت [842] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 مختلف في كنيته، قيل أبو عمر، وقيل أبو عامر، واستصغر يوم أحد. وأول مشاهده الخندق، وقيل المريسيع، وغزا مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سبع عشرة غزوة، ثبت ذلك في الصّحيح، وله حديث كثير ورواية أيضا عن عليّ. روى عنه أنس مكاتبة، وأبو الطّفيل، وأبو عثمان النهديّ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد خير، وطاوس، وله قصة في نزول سورة المنافقين في الصّحيح، وشهد صفّين مع علي، ومات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين. وقيل سنة ثمان وستين. قال ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن بعض قومه، عن زيد بن أرقم، قال: كنت يتيما لعبد اللَّه بن رواحة، فخرج بي معه مردفي- يعني إلى مؤتة ... فذكر الحديث. وهو الّذي سمع عبد اللَّه بن أبي يقول: لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [المنافقون: 8] ، فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسأل عبد اللَّه، فأنكر، فأنزل اللَّه تصديق زيد. ثبت ذلك في الصّحيحين. وفيه: فقال: «إنّ اللَّه قد صدقك يا زيد» . وقال أبو المنهال: سألت البراء عن الصّرف فقال: سل زيد بن أرقم، فإنه خير مني وأعلم. 2881- زيد بن الأزور الأسديّ: ذكر عمر بن شبّة أنه شهد اليمامة وأبلى فيها حتى قطعت رجلاه، وقتل، ويقال إنه أخو ضرار بن الأزور، ومن قوله في الحرب: هل تأبين جنوب عنّي مشهدي ... حين أردت الموت أدنى من يدي ملفّفا «1» في ثوبه المورّد ... آخر هذا اليوم أقصى من غد إلى ملاقاة النّبيّ أحمد [الرجز]   (1) في ب نلففا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 2882- زيد بن إساف بن غزيّة: بن عطية بن خنساء بن مبذول، والد نعيم. ذكر ابن سعد أنه شهد أحدا، وذكره العدويّ وقال: زيد بن يساف، بالياء التّحتانية. 2883- زيد بن أسلم «1» : بن ثعلبة بن عديّ بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلويّ، حليف بني العجلان. وهو ابن عم ثابت بن أقرم. ذكره موسى بن عقبة، والزّهريّ، وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقيل: إنه من بني عمرو بن عوف بن الأوس. وزعم ابن الكلبيّ أن طليحة قلته. وذكره ضرار بن صرد أحد الضعفاء بسنده عن عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي. 2884 ز- زيد بن أسيد بن حارثة الثقفيّ: ثم الزهريّ بالحلف. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة. 2885 ز- زيد بن أبي أوفى «2» : بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي، أخو عبد اللَّه، فيما جزم به ابن حبّان. وروى حديثه ابن أبي حاتم، والحسن بن سفيان، والبخاريّ في التّاريخ الصّغير، من طريق ابن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى، قال: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسجد المدينة، فجعل يقول: «أين فلان؟ أين فلان» ؟ فلم يزل يتفقدهم، ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده: فذكر الحديث في إخاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ولحديثه طرق: عن عبد اللَّه بن شرحبيل، وقال ابن السّكن: روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصحّ. وقال البخاريّ: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابع عليه. رواه بعضهم عن ابن أبي خالد عن عبد اللَّه بن أبي أوفى. ولا يصحّ. [قلت: ولم يأت عند أحد ممن خرج حديثه منسوبا إلى أسلم، بل ذكر ابن أبي عاصم أنّ بعض ولده ذكر له أنه كان من كندة] «3» .   (1) الجرح والتعديل 3/ 2509- الأعلمي 19/ 72، أسد الغابة ت [1821] ، الاستيعاب ت [843] . (2) الثقات 3/ 140، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، التاريخ الصغير 1/ 217، الطبقات 110، 737 الوافي بالوفيات 5/ 43- التاريخ الكبير 3/ 386، مقدمة مسند بقي بن مخلد 529، أسد الغابة ت [1822] ، الاستيعاب ت 844. (3) ليس في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 2886 ز- زيد بن بولا «1» : بالموحدة، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، أبو يسار. له حديث عند أبي داود، والترمذيّ، من رواية ولده بلال بن يسار بن زيد: حدّثني أبي عن جدّي، ذكر أبو موسى أن اسم أبيه بولا- بالموحدة- وقال غيره: اسمه زيد. وقال ابن شاهين: كان نوبيّا أصابه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة بني ثعلبة فأعتقه. 2887- زيد بن ثابت «2» : بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو سعيد. وقيل: أبو ثابت. وقيل غير ذلك في كنيته. استصغر يوم بدر. ويقال: إنه شهد أحدا، ويقال: أول مشاهده الخندق، وكانت معه راية بني النّجار يوم تبوك. وكانت أولا مع عمارة بن حزم، فأخذها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منه فدفعها لزيد بن ثابت، فقال: يا رسول اللَّه، بلغك عني شيء؟ قال: «لا، ولكنّ القرآن مقدّم» «3» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، التحفة اللطيفة 2/ 93، تقريب التهذيب 1/ 274، الوافي بالوفيات 15/ 44، أسد الغابة ت [1823] ، الاستيعاب ت [844] . (2) طبقات ابن سعد 2/ 358 طبقات خليفة 89، تاريخ خليفة 99، 207، 223، التاريخ الكبير، 3/ 380، 381، المعارف 260، 355، 447، تاريخ الفسوي 1/ 300، 483، أخبار القضاة 1/ 107، الجرح والتعديل 3/ 558، ابن عساكر 6/ 278، تهذيب الكمال 452، العبر 1/ 53، معرفة القراء 35، تهذيب التهذيب 3/ 399، خلاصة تذهيب الكمال 127، شذرات الذهب 1/ 54، 62، أسد الغابة ت [18245] ، الاستيعاب ت [840] . السير والمغازي لأبي إسحاق 130، المغازي للواقدي 3/ 1171، سيرة ابن هشام 2/ 180، المحبر لابن حبيب 286، ترتيب الثقات للعجلي 170، تاريخ اليعقوبي 2/ 80، مقدمة مسند بقي بن مخلد 83، العقد الفريد 2/ 127، فضائل الصحابة للنسائي 164، أخبار القضاة لوكيع 1/ 107، أنساب الأشراف 1/ 267، الثقات لابن حبان 3/ 135، مشاهير علماء الأمصار 10، المعجم الكبير للطبراني 5/ 111، جمهرة أنساب العرب 348، المستدرك للحاكم 3/ 421، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، الجامع بين رجال الصحيحين 1/ 142، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 446، معجم البلدان 1/ 269، تحفة الأشراف 3/ 205، الكاشف 1/ 264، العبر 1/ 53، سير أعلام النبلاء 2/ 226، تذكرة الحفاظ 1/ 30، صفة الصفوة 1/ 704، مروج الذهب 2581، الزيادات للهروي 94، مرآة الجنان 1/ 125، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 104، الوفيات لابن قنفذ 61، المعين في طبقات المحدثين 21، الوافي بالوفيات 15/ 24، غاية النهاية 1/ 296، تاريخ الإسلام 1/ 53، و 54. (3) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 421، عن زيد بن ثابت وابن عساكر في التاريخ 5/ 449. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 490 وكتب الوحي للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأمه النوار بنت مالك بن معاوية بن عديّ، وقتل أبوه يوم بعاث، وذلك قبل الهجرة بخمس سنين. أخرج الواقديّ ذلك من رواية يحيى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة عنه. وكان زيد من علماء الصحابة، وكان هو الّذي تولّى قسم غنائم اليرموك. روى عنه جماعة من الصّحابة، منهم: أبو هريرة، وأبو سعيد، وابن عمر، وأنس، وسهل بن سعد، وسهل بن حنيف، وعبد اللَّه بن يزيد الخطميّ.. ومن التّابعين: سعيد بن المسيب، وولداه: خارجة، وسليمان، والقاسم بن محمد، وسليمان بن يسار، وآخرون. وهو الّذي جمع القرآن في عهد أبي بكر، ثبت ذلك في الصّحيح. وقال له أبو بكر: إنك شابّ عاقل لا نتّهمك. وروى البخاريّ تعليقا، والبغويّ، وأبو يعلى موصولا، عن أبي الزّناد، عن خارجة بن زيد، عن أبيه، قال: أتى بي النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مقدمه المدينة، فقيل هذا من بني النّجار، وقد قرأ سبع عشرة سورة، فقرأت عليه، فأعجبه ذلك، فقال: تعلم كتاب يهود، فإنّي ما آمنهم على كتابي. ففعلت، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إليهم، وإذا كتبوا إليه قرأت له. ورويناه في مسند عبد بن حميد من طريق ثابت بن عبيد، عن زيد بن ثابت، قال: قال لي النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّي أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا عليّ أو ينقصوا، فتعلّم السّريانيّة» . فتعلمتها في سبعة عشر يوما. وروى الواقديّ من طريق زيد بن ثابت، قال: لم أجز في بدر ولا أحد وأجزت في الخندق. قال: وكان فيمن ينقل التراب مع المسلمين، فنعس زيد، فجاء عمارة بن حزم، فأخذ سلاحه وهو لا يشعر، فقال له النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا أبا رقاد. ويومئذ نهى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يروع المؤمن، ولا يؤخذ متاعه جادّا ولا لاعبا» «1» . وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن الشّعبي، قال: ذهب زيد بن ثابت ليركب، فأمسك ابن عباس بالرّكاب. فقال: تنحّ يا ابن عم رسول اللَّه. قال: لا هكذا نفعل بالعلماء والكبراء. وروى يعقوب أيضا من طريق ابن سيرين حجّ بنا أبو الوليد، فدخل بنا على زيد بن   (1) ابن عساكر كما في التهذيب 5/ 449. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 ثابت، فقال: هذا لام، وذا لام، وذا لام، فما أخطأ. وقال ثابت بن عبيد: ما رأيت رجلا أفكه في بيته ولا أوقر في مجلسه من زيد. وعن أنس قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أفرضكم زيد» . ورواه أحمد بإسناد صحيح: وقيل، إنه معلول، وروى ابن سعد بإسناد صحيح، قال: كان زيد بن ثابت أحد أصحاب الفتوى، وهم ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبيّ، وأبو موسى، وزيد بن ثابت. وروى بسند فيه الواقديّ من طريق قبيصة، قال: كان زيد رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض. وروى البغويّ بإسناد صحيح، عن خارجة بن زيد: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت إذا سافر، فقلما رجع إلا أقطعه حديقة من نخل. ومن طريق ابن عبّاس: لقد علم المحفوظون من أصحاب محمّد أنّ زيد بن ثابت كان من الرّاسخين في العلم. مات زيد سنة اثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين. وقيل سنة إحدى أو اثنتين أو خمس وخمسين، وفي خمس وأربعين قول الأكثر. وقال أبو هريرة حين مات: اليوم مات حبر هذه الأمة، وعسى اللَّه أن يجعل في ابن عباس منه خلفا، ولما مات رثاه حسّان بقوله: فمن للقوافي بعد حسّان وابنه ... ومن للمعاني بعد زيد بن ثابت [الطويل] 2888 ز- زيد بن ثابت، آخر. استدركه الذهبي وعزاه لبقي بن مخلد. 2889- زيد بن ثعلبة: بن عبد ربه الخزرجي «1» ، والد عبد اللَّه بن زيد الّذي أري النداء. يأتي في زيد بن عبد ربّه. 2890- زيد بن جارية: بالجيم «2» ، الأنصاريّ الأوسيّ.   (1) الثقات 3/ 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، أسد الغابة ت [1825] . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 292، التحفة اللطيفة 2/ 95، تهذيب التهذيب 3/ 400، التاريخ الصغير 1/ 161- تقريب التهذيب، التاريخ الكبير 3/ 386، تبصير المنتبه 1/ 231، 232، الإكمال 2/ 51، أسد الغابة ت [1816] ، الاستيعاب ت [846] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 492 روى ابن مندة، من طريق عثمان بن عبيد اللَّه بن زيد بن جارية، عن عمر بن زيد بن جارية، حدّثني أبي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية- يعني نفسه- والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وسعد ابن حبتة وابن عمر، وجابر. وروى البخاريّ في «التّاريخ» من طريق يعقوب بن مجمّع بن زيد بن جارية، عن أبيه، عن جدّه زيد بن جارية، قال: بعنا سهماننا من خيبر نخلة نخلة. وروى البيهقيّ في الشّعب، من طريق عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال جاء رجل إلى ابن عمر، فقال: إن زيد بن جارية مات وترك مائة ألف. قال: لكن هي لا تتركه. وله حديث آخر في المواقيت، أخرجه البغويّ. 2891 ز- زيد بن جارية: بالجيم أيضا، جدّ محمد بن خالد إن ثبت- روى ابن شاهين من طريق الوليد بن صالح، عن أبي المليح الرقيّ، حدّثنا محمد بن خالد بن زيد بن جارية عن أبيه، عن جدّه سمعت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إذا كان للعبد عند اللَّه درجة لم ينله إيّاها ابتلاه في الدّنيا ثمّ صبّره على البلاء لينيله تلك الدّرجة» «1» . قلت: هذا الحديث أورده ابن مندة في ترجمة للجلاح بن حكيم السلمي، وزعم أنه أخو الجحّاف بن حكيم، وأنه في أهل الجزيرة، وساق حديثه من طريق أبي المليح أيضا إلا أنه لم يسم والد خالد، بل قال: عن محمد بن خالد، عن أبيه عن جدّه، وهكذا أورده البخاريّ في ترجمة محمد بن خالد. وأخرجه أبو داود من رواية ابن راشد عنه في السّنن، ولم أر والد خالد مسمّى إلا في رواية ابن شاهين هذه واللَّه أعلم. 2892- زيد بن جارية: آخر. روى عنه أبو الطّفيل، وسيأتي في المبهمات، وجعله بعضهم الأول، والّذي ظهر لي أنه غيره. 2893 ز- زيد بن جبير الجهنيّ: إن كان محفوظا.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6815 وعزاه الى ابن شاهين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 أخرج الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاريّ من تأليفه من طريق إبراهيم بن صرمة، عن يحيى بن سعيد، حدّثني أبو بكر بن محمد، عن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، عن أبي حمزة، عن زيد بن جبير الجهنيّ أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرم جاره ... » الحديث وفيه: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ... » وبه «الضّيافة ثلاث، وما كان وراء ذلك فهو صدقة» «1» . قال الإسماعيليّ: كذا قال زيد بن جبير، وأبو حمزة، وهما عندي مصحّفان. قلت: ولم يبين بماذا تصحّفا، وأظن الصّواب زيد بن خالد الجهنيّ. 2894- زيد بن الجلاس «2» : في رجاء بن الجلاس. 2895- زيد بن الحارث بن قيس «3» : بن مالك بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، أخو زيد بن الحارث. شهد أحدا، قاله العدويّ، وتبعه الطّبريّ. 2896 ز- زيد بن الحارث: آخر: في ترجمة يزيد بن الحارث. 2897- زيد بن حارثة «4» : بن شراحيل الكعبي. تقدم نسبه في ترجمة ولده أسامة بن زيد قال ابن سعد: أمه سعدى بنت ثعلبة بن عامر، من بني معن من طيِّئ [وقال ابن عمر ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] الحديث أخرجه البخاريّ] «5» .   (1) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه 10/ 445 (6018) ومسلم 1/ 68 (75- 47) . (2) أسد الغابة ت [1827] ، الاستيعاب ت [847] . (3) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 124، طبقات الحفاظ 93، شذرات الذهب 1/ 9، التاريخ الصغير 1/ 315، الوافي بالوفيات 15/ 25، أسد الغابة ت [1828] . (4) أسد الغابة ت [1829] ، الاستيعاب [848] ، المسند لأحمد 4/ 161، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 27، طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 86، 87، التاريخ الكبير 3/ 390، التاريخ الصغير 1/ 23، الجرح والتعديل 3/ 559، ابن عساكر 6/ 291، 1، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 202، 203، تهذيب الكمال 453، العبر 1/ 9، مجمع الزوائد 9/ 274، العقد الثمين 4/ 459، 473، تهذيب التهذيب 3/ 401، خلاصة تذهيب الكمال 127، تهذيب تاريخ ابن عساكر 5/ 454. (5) ليس في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 وحدثنا هشام بن محمد بن السّائب الكلبيّ، عن أبيه، وعن جميل بن مرثد الطائي وغيرهما، قالوا: زارت سعدى أم زيد بن حارثة قومها وزيد معها، فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهليّة على أبيات بني معن، فاحتملوا زيدا وهو غلام يفعة، فأتوا به في سوق عكاظ فعرضوه للبيع، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهبته له، وكان أبوه حارثة بن شراحيل حين فقده قال: بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحيّ فيرجى أم أتى دونه الأجل [الطويل] في أبيات يقول فيها: أوصي به عمرا وقيسا كلاهما ... وأوصي يزيدا ثمّ بعدهم جبل «1» «2» [الطويل] يعني بعمرو وقيس أخويه، وبيزيد أخا زيد لأمه، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل، وبجبل ولده الأكبر، قال: فحجّ ناس من كلب، فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه، فقال: أبلغوا أهلي هذه الأبيات: أحنّ إلى قومي وإن كنت نائيا ... بأنّي قطين البيت عند المشاعر [الطويل] في أبيات. فانطلقوا فأعلموا أباه، ووصفوا له موضعا، فخرج حارثة وكعب أخوه بفدائه، فقدما مكة، فسألا عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا: يا بن عبد المطّلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم اللَّه تفكّون العاني وتطعمون الأسير، جئناك في ولدنا عبدك، فامنن علينا، وأحسن في فدائه، فإنا سنرفع لك. قال وما ذاك؟ قالوا: زيد بن حارثة. فقال: أو غير ذلك؟ أدعوه فخيّروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء. وإن اختارني فو اللَّه ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء قالوا: زدتنا على النّصف، فدعاه فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم، هذا أبي وهذا عمّي، قال: فأنا من قد   (1) في ت بجل. (2) ينظر البيت الأول والثاني في أسد الغابة ترجمة رقم (1829) والاستيعاب ترجمة رقم (848) الأول والأخير منهما وفي الطبقات 3/ 28. وسيرة ابن هشام 1/ 248. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 علمت، وقد رأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما. فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني بمكان الأب والعمّ. فقالا: ويحك يا زيد، أتختار العبوديّة على الحرية، وعلى أبيك وعمّك وأهل بيتك؟ قال: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا. فلما رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال: «اشهدوا أنّ زيدا ابني، يرثني وأرثه» ، فلما رأى ذلك أبوه وعمّه طابت أنفسهما، وانصرفا، فدعي زيد بن محمد حتى جاء اللَّه بالإسلام. وقد ذكر ابن إسحاق قصّة مجيء حارثة والد زيد في طلبه بنحوه. وقال ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: لما تبنّى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيدا زوّجه زينب بنت جحش، وهي بنت عمته أميمة بنت عبد المطّلب، وزوّجه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل ذلك مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة، ثم لما طلق زينب زوّجه أم كلثوم بنت عقبة، وأمها أروى بنت كريز، وأمها البيضاء بنت عبد المطّلب، فولدت له زيد بن زيد، ورقية، ثم طلق أم كلثوم، وتزوّج درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب، ثم طلقها وتزوّج هند بنت العوام أخت الزبير. وقال ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمّد حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] .. الحديث. أخرجه البخاريّ. ويقال: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاه زيدا لمحبة قريش في هذا الاسم، وهو اسم قصي وقد تقدم ذكر مجيء أبيه إلى مكّة في طلب فدائه في ترجمته. وقال عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهريّ، قال: ما نعلم أن أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزّاق: لم يذكره غير الزهريّ. قلت: قد ذكر الواقديّ بإسناد له عن سليمان بن يسار جازما بذلك. وقاله زائدة أيضا. وشهد زيد بن حارثة بدرا وما بعدها، وقتل في غزوة مؤتة، وهو أمير، واستخلفه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بعض أسفاره إلى المدينة. وعن البراء بن عازب أنّ زيد بن حارثة قال: يا رسول اللَّه، آخيت بيني وبين حمزة. أخرجه أبو يعلى. وعن عائشة: ما بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيد بن حارثة في سرية إلا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 أمره عليهم، ولو بقي لاستخلفه. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد قويّ عنها. وعن سلمة بن الأكوع، قال: غزوت مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سبع غزوات، ومع زيد بن حارثة سبع غزوات، يؤمّره علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرجه البخاريّ. قال الواقديّ: أول سرايا زيد إلى القردة «1» ثم إلى الجموم «2» ثم إلى العيص «3» ثم إلى الطّرف «4» ، ثم إلى حسمى ثم إلى أم قرفة، ثم تأميره على غزوة مؤتة، واستشهد فيها وهو ابن خمس وخمسين سنة، ولم يقع في القرآن تسمية أحد باسمه إلا هو باتفاق ثم السّجلّ إن ثبت. وعن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لزيد بن حارثة: «يا زيد، أنت مولاي، ومنّي وإليّ وأحبّ النّاس إليّ» أخرجه ابن سعد بإسناد حسن، وهو عند أحمد مطول. وعن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «وايم اللَّه إن كان لخليقا للإمارة- يعني زيد بن حارثة- وإن كان لمن أحبّ النّاس إليّ.» أخرجه البخاري. وروى التّرمذيّ وغيره من حديث عائشة، قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه حتى اعتنقه وقبّله. وعن ابن عمر: فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي، فسألته، فقال: إنه كان أحبّ إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منك، وإن أباه كان أحبّ إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أبيك. صحيح.   (1) قردة: بالتحريك: ماء أسفل مياه الثلبوت بنجد في الرمة لبني نعامة وقيل بالفاء وقد مرّ. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1077. (2) الجموم: هو أرض لبني سليم وبها كانت إحدى غزوات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، أرسل إليها زيد بن حارثة غازيا. انظر: معجم البلدان 2/ 190. (3) العيص: بالكسر واحد الّذي قبله: موضع في بلاد بين سليم به ماء يقال له ذنبان العيص وهو فوق السّوراقيّة والعيص: حصن بين ينبع والمروة وقيل: هو عرض من أعراض المدينة على ساحل البحر. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 975. (4) طرف: بالتحريك وآخره فاء. قال الواقدي: الطرف ماء قريب من المرمى دون النخيل وهو على ستة وثلاثين ميلا من المدينة وقال ابن إسحاق: الطرف من ناحية العراق وطرف القدّوم بتشديد الدال وضمّ القاف ثنيّة بالسراة مخفف والمحدّثون يشددونه م/ 2/ 885. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 497 وعن زيد بن حارثة رواية في الصحيح عن أنس عنه في قصة زينب بنت جحش. روى عنه أنس، والبراء بن عازب، وابن عبّاس، وابنه أسامة بن زيد، وأرسل عنه جماعة من التّابعين. 2898 ز- زيد بن حاطب: بن أميّة بن رافع الأنصاريّ الأوسيّ ثم الظّفريّ. قال الواقديّ: شهد أحدا، وجرح بها، فرجع بها، فرجع به قومه إلى أبيه وكان أبوه منافقا، فجعل يقول لمن يبكي عليه: أنتم فعلتم به هذا؟ غررتموه حتى خرج، ذكر ذلك الواقديّ في أثناء القصّة، ولم يذكره فيمن استشهد بأحد، فلعله أفاق من جراحته. وقرأت في حاشية جمهرة ابن الكلبيّ: يزيد بن حاطب بزيادة ياء تحتانية مثناة في أوله فاللَّه أعلم. واعتذر عن ترك ذكر الواقديّ له فيمن استشهد بأنه لم يستوعبهم. 2899 ز- زيد بن الحر العبسيّ: أحد التسعة الذين وفدوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ذكره الطّبريّ والباوردي وغيرهما. 2900 ز- زيد بن حصن: الطّائي، ثم السّنبسيّ. ذكره الهيثم بن عديّ، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر الهمدانيّ- أنه كان عامل عمر بن الخطاب على حدود الكوفة. أخرجه محمد بن قدامة في أخبار الخوارج له. قلت: وقد قدمت غير مرّة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزّمان إلا الصّحابة. 2901- زيد بن خارجة «1» : بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ. شهد أبوه أحدا، وشهد هو بدرا.   (1) أسد الغابة ت [1831] ، الاستيعاب ت [849] . الثقات 3/ 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 198، الكاشف 1/ 338، الاستبصار 116، عنوان النجابة 86، أصحاب بدر 241- خلاصة تذهيب 1/ 351، التحفة اللطيفة 2/ 98، تهذيب التهذيب 3/ 409، تقريب التهذيب 1/ 274، التاريخ الصغير 1/ 61، الطبقات الكبرى 8/ 364. الوافي بالوفيات 15/ 42- التاريخ الكبير 3/ 383- بقي بن مخلد 767. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 498 وذكر البخاريّ وغيره أنه الّذي تكلّم بعد الموت. وسيأتي بعض طرق ذلك في ترجمة أخيه سعد بن خارجة. وقال ابن السّكن: تزوج أبو بكر أخته، فولدت له أم كلثوم بعد وفاته. وروى النّسائيّ وأحمد من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن موسى بن طلحة، عنه، قال: سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كيف الصّلاة عليك؟ قال: «صلّوا فاجتهدوا، ثمّ قولوا: اللَّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد..» الحديث. 2902- زيد بن خالد الجهنيّ «1» : مختلف في كنيته: أبو زرعة، وأبو عبد الرّحمن، وأبو طلحة. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عثمان، وأبي طلحة، وعائشة. روى عنه ابناه: خالد، وأبو حرب، ومولاه أبو عمرة، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، وأبو سلمة، وآخرون. وشهد الحديبيّة، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح، وحديثه في الصّحيحين وغيرهما. قال ابن البرقيّ وغيره: مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة، وله خمس وثمانون. وقيل: مات سنة ثمان وستين، وقيل: مات قبل ذلك في خلافة معاوية بالمدينة «2» . 2903- زيد بن خريم «3» : روى ابن مندة، من طريق علي بن مسهر، عن سعيد بن عبيد بن زيد بن خريم، عن أبيه، عن جدّه، قال: سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن المسح على الخفّين فقال: «ثلاثة أيّام للمسافر، ويوم وليلة للمقيم.» 2904- زيد بن الخطاب «4» : بن نفيل العدويّ. يأتي نسبه في ترجمة أخيه عمر.   (1) الثقات 3/ 139، تجريد أسماء الصحابة 1/ 198، الكاشف 1/ 338، الرياض المستطابة 87، تاريخ من دفن بالعراق 186- تهذيب التهذيب 3/ 410- الطبقات 120- تقريب التهذيب 1/ 274 الأعلام 3/ 58- تاريخ جرجان 455- العبر 76، 79- الطبقات الكبرى 2/ 376، 4/ 344، 345- 5/ 83، 250- الوافي بالوفيات 15/ 41- التاريخ الكبير 3/ 384- بقي بن مخلد 41، أسد الغابة ت [1832] ، الاستيعاب ت [850] . (2) في أ: خلافة معاوية بالكوفة. (3) أسد الغابة ت [1832 ب] . (4) الثقات 3/ 136- تجريد أسماء الصحابة 1/ 198- حلية الأولياء 1/ 367- الكاشف 1/ 338- الرياض المستطابة 89- الاستبصار 296، 297- أصحاب بدر 83- خلاصة تذهيب 1/ 352- التحفة اللطيفة 2/ 99- صفة الصفوة 1/ 447- سير أعلام النبلاء 1/ 297 الملحق 147- تهذيب التهذيب 3/ 411- العقد الثمين 4/ 473- التاريخ الصغير 1/ 34- الطبقات 22- تقريب التهذيب 1/ 274- الأعلام 3/ 58- العبر 14- الطبقات الكبرى 3/ 376- 379- 415- 93- 457- 65- 67- 4/ 163- 5/ 285- 7/ 91- 8/ 345، 348 التاريخ الكبير 3/ 379- البداية والنهاية 6/ 336. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 أمّه أسماء بنت وهب من بني أسد. وكان أسنّ من عمر، وأسلم قبله، وشهد بدرا والمشاهد: واستشهد باليمامة. وكانت راية المسلمين معه سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر. وحزن عليه عمر حزنا شديدا، ولما قتل قال عمر: سبقني إلى الحسنيين: أسلم قبلي، واستشهد قبلي. له في الصّحيح حديث واحد في النّهي عن قتل حيات البيوت من رواية ابن عمر عنه مقرونا بأبي لبابة، ورجّح صالح جزرة أنّ الصّواب عن أبي لبابة وحده. 2905- زيد بن الدّثنة» : بفتح الدّال وكسر المثلثة بعدها نون، ابن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاريّ البياضيّ. شهد بدرا وأحدا، وكان في غزوة بئر معونة فأسره المشركون وقتلته قريش بالتّنعيم. قال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثنا عاصم بن عمر بن قتادة أنّ نفرا من عضل والقارة قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد أحد، فقالوا: إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقّهوننا في الدّين، فبعث معهم خبيب بن عدي وزيد بن الدّثنة ... فذكر القصّة بطولها وهي في صحيح البخاريّ من حديث أبي هريرة. 2906 ز- زيد بن ربيعة «2» : أو ربيعة بن أسد بن عبد العزّى. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بحنين وقيل اسم أبيه زمعة. وسيأتي قريبا. 2907- زيد بن رقيش «3» : بقاف ومعجمة مصغّر، حليف بني أمية. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة، وذكره ابن إسحاق فيهم، لكنه سمّى أباه قيسا، فكأنه حذف الراء وأهمل الشين. وسماه الزّهريّ يزيد- بزيادة تحتانية في أوله.   (1) الثقات 3/ 140، أسد الغابة ت [1834] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 199، الاستبصار 177، 264، 305، أصحاب بدر 184، صفة الصفوة 1/ 49، العقد الثمين 4/ 476، أزمنة التاريخ الإسلامي 3/ 625، الطبقات الكبرى 2/ 55، 3/ 389، 2/ 2، الوافي بالوفيات 15/ 45، الاستيعاب ت [851] . (2) أسد الغابة ت [1835] ، الاستيعاب ت [852] . (3) أسد الغابة ت [1839] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 500 2908 ز- زيد بن زمعة: بن الأسود بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ. ذكره الطّبريّ فيمن استشهد يوم حنين، واستدركه ابن فتحون، وقيل هو يزيد بن سلمة الآتي. 2909 ز- زيد بن أبي زهير الأنصاريّ: ذكر مقاتل في تفسير قوله تعالى: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ [النساء 34]- أنّ زيد ابن أبي زهير جاء بابنته حبيبة وقد لطمها ... فذكر القصّة في سبب نزول الآية، وقد ذكرها عبد بن حميد والطّبري وغيرهما ولم يسمّه أحد منهم. 2910- زيد بن سراقة «1» : بن كعب بن عمرو بن عبد العزّى بن خزيمة- أو غزيّة- ابن عمرو بن عوف بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجار الخزرجيّ النّجاريّ. استشهد يوم جسر أبي عبيد بالقادسيّة. ذكره ابن إسحاق، وأبو الأسود، عن عروة، وكان ذلك في سنة خمس عشرة. 2911- زيد بن سعنة «2» : الحبر الإسرائيليّ. اختلف في سعنة، فقيل بالنّون وقيل بالتحتانية. قال ابن عبد البرّ: بالنون أكثر. روى قصّة إسلامه الطّبراني، وابن حبّان، والحاكم، وأبو الشّيخ في كتاب «أخلاق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة بن يوسف، عن عبد اللَّه بن سلام، عن أبيه عن جدّه، عن عبد اللَّه بن سلام، قال: قال زيد بن سعنة: ما من علامات النّبوة شيء إلّا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت إليه إلا خصلتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ... فذكر الحديث بطوله، وفيه مبايعته النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم التّمر إلى أجل، ومقاضاته إياه عند استحقاقه. وفي آخره فقال زيد بن سعنة: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدا عبده ورسوله، وآمن وصدق، وشهد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مشاهده. واستشهد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر. ورجال الإسناد موثقون، وقد صرح الوليد فيه بالتحديث، ومداره على محمد بن أبي السري الراويّ له، عن الوليد.   (1) أسد الغابة ت [1840] الاستيعاب ت [853] . (2) بقي بن مخلد 918، أسد الغابة ت [1841] ، الاستيعاب ت [854] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 501 وثّقه ابن معين وليّنه أبو حاتم. وقال ابن عديّ: محمد كثير الغلط واللَّه أعلم. ووجدت لقصّته شاهدا من وجه آخر، لكن لم يسم فيه، قال ابن سعد: حدثنا يزيد، حدثنا جرير بن حازم، حدّثني من سمع الزهريّ يحدّث أن يهوديّا قال: ما كان بقي شيء من نعت محمد في التّوراة إلا رأيته إلا الحلم. فذكر القصة. 2912- زيد بن سهل «1» : بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عمرو بن مالك بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو طلحة. مشهور بكنيته، ووهم من سماه سهل بن زيد، وهو قول ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد العقبة. وقد قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا أبو طلحة من ولد أبي طلحة، قال اسم أبي طلحة زيد، وهو القائل: أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكلّ يوم في سلاحي صيد «2» [الرجز] كان من فضلاء الصّحابة، وهو زوج أم سليم. روى النّسائيّ من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: يا أبا طلحة، ما مثلك بردّ، ولكنك امرؤ كافر، وأنا مسلمة لا تحلّ لي، فإن تسلم فذلك مهري، فأسلم، فكأن ذلك مهرها. وقد رواه أبو داود الطيالسيّ في مسندة، عن جعفر، وسليمان بن المغيرة، وحمّاد بن سلمة كلّهم عن ثابت مطوّلا. وفي رواية ابن سعد خير من ألف رجل. وعن أنس أنه كان يرمي بين يدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم أحد. فرفع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ينظر، فرفع أبو طلحة صدره، وقال: هكذا لا يصيبك بعض سهامهم، نحري دون نحرك، صحيح الإسناد.   (1) مسند أحمد 4/ 28، طبقات ابن سعد 3/ 504، طبقات خليفة 88، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 3/ 381، المعارف 166، 308، تاريخ الفسوي 1/ 300، الجرح والتعديل 3/ 564، معجم الطبراني 5/ 91، المستدرك 3/ 351، 354، الاستبصار 50، ابن عساكر 6/ 305، جامع الأصول 9/ 73- 77. تهذيب الكمال 457- تاريخ الإسلام 2/ 119، العبر 1/ 35، مجمع الزوائد 9/ 312، تهذيب التهذيب 3/ 414، 415، خلاصة تذهيب الكمال 128، شذرات الذهب 1/ 40، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 4- 12، أسد الغابة ت [1843] ، الاستيعاب ت [855] . (2) ينظر البيت في الطبقات 3/ 64. والاستيعاب ترجمة رقم (855) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 502 وهذا قد يخالف قول من قال: إنه شهد العقبة، وقد جزم بذلك عروة وموسى بن عقبة، وذكروه كلهم فيمن شهد بدرا، وقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة. أخرجه أحمد مرسلا.» «1» واختلف في وفاته: فقال الواقديّ- وتبعه ابن نمير، ويحيى بن بكير، وغير واحد: مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان، وقيل قبلها بسنتين. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: عاش بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أربعين سنة، وكأنه أخذه من رواية شعبة عن ثابت، عن أنس، قال: كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من أجل الغزو، فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلا يوم أضحى أو فطر. قلت: فعلى هذا يكون موته سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين. وبه جزم المدائني. ويؤيده ما أخرجه في «الموطأ» ، وصحّحه الترمذيّ، من رواية عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة ... فذكر الحديث في التّصاوير، وعبيد اللَّه لم يدرك عثمان ولا عليّا. فدلّ على تأخر وفاة أبي طلحة. وقال ثابت، عن أنس أيضا: مات أبو طلحة غازيا في البحر، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغيّر. أخرجه الفسوي في «تاريخه» ، وأبو يعلى، وإسناده صحيح. روى أبو طلحة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ربيبه أنس، وابن عبّاس، وأبو الحباب سعيد بن يسار، وغيرهم. وروى مسلم وغيره من طريق ابن سيرين عن أنس أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما حلق شعره بمنى فرّق شقّه الأيمن على أصحابه: الشعرة، والشعرتين، وأعطى أبا طلحة الشقّ الأيسر كلّه. وفي الصّحيحين عن أنس، لما نزلت: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل   (1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 112، وأبو نعيم في الحلية 7/ 309 قال أبو نعيم مشهور من حديث ابن عيينة تفرد به عنه علي بن زيد بن جدعان. وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13/ 224. وابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 4: 62. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 315 عن أنس وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 503 عمران 92] قال أبو طلحة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ أحبّ أموالي إليّ بيرحا وإنها صدقة أرجو برّها وذخرها» . فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «بخ بخ، ذاك مال رابح ... » الحديث. 2913- زيد بن شراحيل الأنصاريّ «1» : أو يزيد. روى ابن عقدة في الموالاة من طريق عمر بن عبد اللَّه بن يعلى بن مرة، عن أبيه عن جدّه، قال: لما قدم على الكوفة نشد الناس: من سمع رسول اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه؟» فانتدب له بضعة عشر رجلا منهم زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاريّ. وإسناده ضعيف جدا. 2914- زيد بن أبي شيبة «2» : أبو شهم، مشهور بكنيته يأتي. 2915- زيد بن الصّامت «3» : ويقال ابن النّعمان، أبو عياش الزرقيّ مشهور بكنيته يأتي. 2916- زيد بن صحار «4» : بمهملتين، الثانية خفيفة، العبديّ. روى ابن مندة بإسناد ضعيف، من طريق جعفر بن زيد بن صحار العبديّ، عن أبيه، قال: قلت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إني أنبذ أنبذة، فما يحلّ لي؟ قال: «لا تشرب النّبيذ في المزفّت ولا القرع ولا الجرّ.» قال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. 2917- زيد بن صوحان «5» : بضم المهملة وسكون الواو ومهملة. يقال: إن له صحبة، وسيأتي ما ورد في ذلك في ترجمة زيد العبديّ. وقال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. والمعروف أنه مخضرم.   (1) أسد الغابة ت [1844] . (2) أسد الغابة ت [1845] . (3) أسد الغابة ت [1846] ، الاستيعاب ت [1856] . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 199، أسد الغابة ت [1847] . (5) طبقات ابن سعد 6/ 123، طبقات خليفة ت 1024. التاريخ الكبير 3/ 397، المعارف 402، مشاهير علماء الأمصار ت 745، تاريخ بغداد 8/ 439، تاريخ ابن عساكر 6/ 315، الوافي بالوفيات 15/ 32 مرآة الجنان 1/ 99، تعجيل المنفعة 97، شذرات الذهب 1/ 44، تهذيب ابن عساكر 6/ 12. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 504 وستأتي ترجمته مستوفاة في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى. 2918- زيد بن عاصم «1» : بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاريّ المازنيّ. تقدم ذكره في ترجمة ولده حبيب بن زيد، وأنه شهد أحدا. وذكر أبو عمر أنه شهد العقبة وبدرا، ويقال: إن كنيته أبو الحسن، وزاد أبو عمر في نسبه بين عاصم وعمرو بن عوف: كعب بن منذر، فاللَّه أعلم. 2919- زيد بن عامر الثقفيّ «2» : روى ابن مندة، من طريق إسحاق الرمليّ، عن عمرو بن إسماعيل بن عبد العزيز، سمعت أبي يحدّث عن زيد بن عامر عن أخيه يزيد بن عامر، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلمت، فقال لتميم الدّاري: سلني، فسأله بيت عينون ومسجد إبراهيم، فأعطاه، وقال لي: سلني يا زيد، فقلت: أسألك الأمن والأمان لولدي، فأعطاني ذلك. قال ابن مندة: وروى عبد العزيز بن قيس، عن حميد، عن أنس أن زيد بن عامر سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن النبيذ ... الحديث. 2920- زيد بن عائش «3» : المريّ. «4» [ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، والخطيب في المؤتلف من طريقه.] «5» روى حديثه ابنه حباب بن زيد عنه، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ أقبل قيس بن عاصم، فسمعته يقول: «هذا سيّد أهل الوبر.» وفي السّند عليّ بن قرين، وهو متروك. ذكره ابن ماكولا في حباب، بضم المهملة وبالموحدتين، وقال: له صحبة. 2921- زيد «6» : بن عبثر الزبيدي.   (1) أسد الغابة ت [1849] ، الاستيعاب ت [858] . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، أسد الغابة ت [1850] . (3) في أ: زيد بن عباس المزني. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، تبصير المنتبه 3/ 889، الإكمال 6/ 19، أسد الغابة ت [1851] . (5) ليس في أ. (6) هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 505 ذكره إسماعيل في الصحابة، وأخرج من طريق علي بن قرين، عن قيس بن الحارث اليماني، سمعت عبد اللَّه بن ربيعة القيسي يحدّث عن زيد بن عبثر الزبيديّ، قال: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عن البئر تكون بظهر الطريق ... الحديث في حريم البئر أربعون ذراعا. وقال الخطيب في «المتّفق» : إن عبد اللَّه بن ربيعة، وقيس بن الحارث، وزيد بن عبثر: الثلاثة مجهولون، وعلي بن قرين كان غير ثقة. 2922- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ «1» : قال ابن حاتم، عن أبيه: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان. وروى البخاريّ في «التّاريخ» ، والطّبراني في «الأوسط» ، من طريق الليث، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ، عن الحسن بن أبي الحسن، عن زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ، قال: عرضنا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رقية من الحية، فأذن لنا فيها، وقال: «إنّما هي مواثيق.» «2» قال ابن السّكن: لم نجد حديثه إلا من هذا الوجه، وليس بمعروف في الصّحابة. وقال الطّبرانيّ: لا يروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلا بهذا الإسناد. تفرّد به الليث. 2923- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ: قال ابن مندة: روى حديثه فراس عن الشّعبي، وأراه الّذي قبله. 2924 ز- زيد بن عبد اللَّه الأنصاريّ: هو ابن عبد ربه. 2925 ز- زيد بن عبد ربه: تقدم في زيد بن ثعلبة. 2926 ز- زيد بن عبد المنذر: أخو أبي لبابة الأنصاريّ. ذكر أبو عبيد أنه شهد العقبة الأخيرة استدركه ابن فتحون، وأنا أخشى أن يكون تصحّف عليه، وإنما هو زنبر: بسكون النون بعدها موحدة مفتوحة.   (1) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، الكاشف 1/ 340، الاستبصار 346، شذرات الذهب 1/ 39، الطبقات الكبرى 4/ 142، 5/ 203 التاريخ الكبير 3/ 385، أسد الغابة ت [1852] ، الاستيعاب ت [859] . (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 393. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 114 رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 506 2927 ز - زيد بن عبيد: بن عمرو الضّبعيّ. وفد مع جيرانه من بني حنيفة السبعة، وهم قيس بن طلق، وعلي بن سنان «1» ، وغيرهم، قال: فعدّ المذكور. 2928- زيد بن عبيد «2» : بن المعلّى بن لوذان الأنصاريّ الأوسيّ. ذكر العدويّ وحده أنه شهد بدرا، وقال هو وابن سعد: إنه استشهد يوم مؤتة. 2929- زيد بن عمرو بن غزيّة الأنصاريّ «3» : ذكره أبو عمر في ترجمة الحارث بن عمرو بن غزية، قال: وعمرو بن غزية ممن شهد ليلة العقبة، وكان له فيما يقول أهل النّسب من الولد أربعة كلّهم صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهم الحارث، وسعيد، وزيد، وعبد الرحمن. قلت: وبهذا جزم ابن السّكن في ترجمة الحارث بن عمرو. وقال أبو عمر أيضا في ترجمة عمرو بن غزية: كان له من الولد: الحارث، والحجاج، وزيد، وسعيد، وعبد الرحمن. ولم يصلح لعبد الرحمن ولا لزيد ولا لسعيد صحبة. كذا قال. 2930- زيد بن عمرو «4» : بن نفيل العدويّ، والد سعيد بن زيد. أحد العشرة، تأتي ترجمته في القسم الرابع، وابن عم عمر بن الخطاب. ذكره البغويّ، وابن مندة، وغيرهما في الصّحابة، وفيه نظر، لأنه مات قبل البعثة بخمس سنين، ولكنه يجيء على أحد الاحتمالين في تعريف الصّحابي، وهو أنه من رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مؤمنا به هل يشترط في كونه مؤمنا به أن تقع رؤيته له بعد البعثة فيؤمن به حين يراه أو بعد ذلك، أو يكفي كونه مؤمنا به أنه سيبعث كما في قصّة هذا وغيره؟ وقد روى «5» ابن إسحاق في الكتاب الكبير، عن هشام بن عروة أنه حدّثه عن أبيه، عن   (1) في أوعلي بن شيبان. (2) أسد الغابة ت [1857] . (3) أسد الغابة ت [1859] . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200، تهذيب التهذيب 2/ 421، المنمق 176، 177، 178، 200، 456، 532، العقد الثمين 4/ 482، الأعلام 3/ 60، الطبقات الكبرى 1/ 111، 162، 4/ 384، الوافي بالوفيات 15/ 38، أسد الغابة ت [1860] . (5) في ت وقد ذكر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 507 أسماء بنت أبي بكر، قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، والّذي نفسي بيده، ما أصبح منهم أحد على دين إبراهيم غيري. وأخرجه من طريق هشام البخاريّ، من طريق الليث تعليقا، والنسائي، من طريق أبي أسامة، والبغويّ، من طريق علي بن مسهر، كلّهم عن هشام. وزادوا فيه: وكان يحيي الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، فأنا أكفيك مؤنتها. وزاد ابن إسحاق: وكان يقول: اللَّهمّ إني لو أعلم أحبّ الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحته. وأخرجه البغويّ من رواية الزهريّ، عن عروة نحوه، قال موسى بن عقبة في المغازي سمعت من أرضى يحدّث أن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبحهم لغير اللَّه تعالى. وأخرج البخاريّ من طريق سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، قال: خرج زيد بن عمرو إلى الشام يسأل عن الدين، فاتفق له علماء اليهود والنّصارى على أنّ الدّين دين إبراهيم، ولم يكن يهوديا ولا نصرانيا. فقال- ورفع يديه: اللَّهمّ إني أشهدك أنّي على دين إبراهيم. وأخرج أبو يعلى، والبغويّ، والرّوياني، والطّبراني، والحاكم، كلّهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، ويحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب، عن أسامة بن زيد، عن أبيه، قال: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في يوم حارّ من أيام مكّة، وهو مردفي، فلقينا زيد بن عمرو، فقال: يا زيد، ما لي أرى قومك سبقوك؟ إلى أن قال: خرجت أبتغي هذا الدين، فذكر الحديث المشهور باجتماعه باليهوديّ وقوله: لا تكون من ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب اللَّه، وبالنصرانيّ وقوله: حتى تأخذ نصيبك من لعنة اللَّه، وفي آخره: إن الذين تطلبه قد ظهر ببلادك، قد بعث نبيّ طلع نجمه، وجميع من رأيت في ضلال، قال: فرجعت فلم أحسّ بشيء. وأخرج البغويّ بسند ضعيف، عن ابن عمر أنه «1» سأل سعيد بن زيد، وعمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن زيد بن عمرو، فقال له: أستغفر له؟ قال: نعم. وعند ابن سعد عن الواقديّ بسند له أن سعيد بن زيد قال: توفي أبي وقريش تبني الكعبة.   (1) في ت أن ابن عمر سأل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 508 قلت: كان ذلك قبل المبعث بخمس سنين. وذكر ابن إسحاق أن ورقة بن نوفل لما مات زيد بن عمرو رثاه. قال مصعب الزبيري، حدّثني الضّحاك بن عثمان، عن ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، بلغنا أن زيد بن عمرو بلغه مخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأقبل يريده، فقتله أهل مبقعة: موضع بالشام. وأخرج الفاكهيّ بسند له إلى عامر بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن عمرو وهو خارج من مكة يريد حراء، فقال: يا عامر، إني قد فارقت قومي، واتبعت ملّة إبراهيم وما كان يعبد إسماعيل من بعده: كان يصلّي إلى هذه البنية، وأنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل، ثم من ولد عبد المطّلب، وما أرى أني أدركه، وأنا أو من به وأصدّقه، وأشهد أنه نبيّ ... الحديث. وفيه سأخبرك بنعته حتى لا يخفى عليك فوصفه بصفته. وأخرج الواقديّ في حديث نحوه، فإذا طالت بك مدّة فرأيته فاقرأه مني السّلام. وفيه: فلما أسلمت أقرأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منه السّلام، فردّ وترحّم عليه، وقال: «قد رأيته في الجنّة يسحب ذيولا.» وفي مسند الطّيالسيّ، عن سعيد بن مزيد أنه قال للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إن أبي كان كما رأيت وكما بلغك. أستغفر له؟ قال: «نعم، فإنّه يبعث يوم القيامة أمّة واحدة.» 2931- زيد «1» : بن عمير الكنديّ. «2» ذكره ابن السّكن، وأشار إلى حديثه، ولم يخرجه. وأخرجه أبو موسى من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة- أحد المتروكين، قال: حدّثنا طلحة بنت أبي سعيد، قالت: حدّثتني أميّ، عن أبيها زيد بن عمير الكنديّ- أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، هل أغير مع قومي؟ فقال: «يا زيد، ذهب ذاك بالإسلام، وذهبت نخوة الجاهليّة، المسلمون إخوة.» 2932- زيد بن عمير العبديّ «3» : له صحبة. قاله أبو عمر، ولم يزد. وأظنّه الّذي قبله. وروى الحارث بن أبي أسامة من طريق الجارود أنه قرأ في نسخة عهد «4» العلاء بن   (1) هذه الترجمة سقط في ن. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، أسد الغابة ت [1863] . (3) أسد الغابة ت [1862] ، الاستيعاب ت [860] . (4) في أعبد العلاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 509 الحضرميّ: وشهد زيد بن عمير. وسيأتي في ترجمة شبيب بن قرّة شيء يتعلق به. 2933 ز- زيد بن غنم اللخميّ: ذكره أبو عمر في حاشية كتاب ابن السّكن، ولم يذكره في الاستيعاب، فنقلت من خطه أنه روي عنه حديث بإسناد مجهول مخرجه عن قوم من الأعراب، ثم ساق بسنده إلى قيس بن صخر بن ثوابة اللّخمي من أهل نابلس، عن محمد بن عاصم اللّخمي، من أهل عقرباء عن عبد العزيز- رجل منهم، عن عبد الأطول، عن زيد بن غنم اللّخمي قال: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض غزواته، فكان لي فرس يصهل فحصبته، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما كنت أحبّ ذلك..» الحديث. 2934 ز- زيد بن قنفذ: بن زيد بن جدعان التيميّ. وجدت له خبرا يدلّ على صحبته. قال عبد الرّزّاق في «مصنفه» ، عن ابن جريج: حدّثت أنه أوّل من قام بالنّاس بمكّة في خلافة عمر. وكان من شاء قام لنفسه ومن شاء طاف. قلت: ذكر أبو عمر في «التمهيد» أنّ أول ما جمع عمر النّاس على إمام في رمضان كان في سنة أربع عشرة، فمن يكون حينئذ إماما يكون في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مميّزا لا محالة، وهو قرشيّ، فثبت كونه صحابيّا، إذ لم يبق من قريش عند موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلا من أسلم وصحب، وسيأتي زيد بن المهاجر بن قنفذ. فاللَّه أعلم، هل هو أم عمه؟ 2935- زيد بن قيس «1» : تقدم في زيد بن رقيش. 2936- زيد بن كعب» : أو كعب بن زيد. روى حديثه البغويّ من طريق القاسم بن مالك، عن جميل بن زيد، قال: صحبت شيخا من الأنصار يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب، فحدّثني أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تزوّج امرأة من بني غفار، فلما دخل عليها وقعد على الفراش، ووضع ثوبه أبصر بكشحها بياضا، فقال: ضمّي إليك ثيابك، ولم يأخذ مما أعطاها شيئا.   (1) أسد الغابة ت [1864] . (2) الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، الكاشف 1/ 341، تاريخ من دفن بالعراق 200 الطبقات 52، خلاصة تذهيب 1/ 354، تهذيب التهذيب 3/ 424، تقريب التهذيب 1/ 276، أسد الغابة ت [1868] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 ومن طريق أبي معاوية عن جميل، عن زيد بن كعب، ولم يشك. قال البغويّ: روى عن جميل بن زيد عن ابن عمر. قلت: وأخرجه الباوردي، من طريق أبي معاوية كذلك. لكن قال زيد بن كعب بن عجرة. وأخرجه من طريق عباد بن العوام عن جميل، فقال: عن كعب بن زيد- ولم يشكّ. ورواه محمد بن أبي حفصة فقال: عن جميل، عن سعد بن زيد، وقيل عنه، عن سعيد بن زيد. وقيل: عنه، عن عبد اللَّه بن كعب. 2937- زيد بن كعب البهزي «1» : في ترجمة عمير بن سلمة عن البهزيّ في المبهمات. 2938- زيد بن لبيد «2» : بن ثعلبة الأنصاريّ البياضيّ. ذكره ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة فيمن شهد العقبة. وأخرجه أبو نعيم وغيره. 2939- زيد بن لصيت «3» : بلام مهملة ومثناة مصغرا، وقيل بنون أوله وآخره موحدة- القينقاعي. «4» قال ابن إسحاق في «المغازيّ» : حدّثني عاصم بن عمر، قال: في غزوة تبوك: وسار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلّت ناقته، فقال زيد بن لصيت، وهو في رحل عمارة بن حزم: يزعم محمد أنه نبيّ وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إنّ رجلا قال كذا وكذا، وإنّي واللَّه لا أعلم إلّا ما علّمني اللَّه، هي في الوادي، قد حبستها شجرة بزمامها، فذهبوا فوجدوها. فرجع عمارة إلى رحله فأخبره بما اتفق، فأعلموه بأن الّذي قال ذلك هو زيد فوجأ في عنقه، وقال: اخرج عني، واللَّه لا تصحبني. قال ابن إسحاق: وقال بعض الناس: إن زيدا تاب. وقيل: لا. 2940 ز- زيد بن لوذان الأنصاريّ: أبو المعلّى. في الكنى.   (1) أسد الغابة ت [1866] ، الاستيعاب ت [861] . (2) أسد الغابة ت [1869] . (3) في أ، ب لصيب. (4) أسد الغابة ت [1870] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 511 2941- زيد بن مربع «1» : ويقال عبد اللَّه بن مربع في ترجمة يزيد بن شيبان، عن ابن مربع في المبهمات. قال البخاريّ: قال أحمد: اسم ابن مربع زيد. وقال غيره: يزيد. انتهى. وقال عبّاس الدّوريّ، وابن أبي خيثمة، عن ابن معين أيضا: إن اسمه زيد. 2942- زيد بن المزين بن قيس «2» : بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق، وكذا سماه القداح في نسب الأنصار، وسماه الواقديّ يزيد- بزيادة ياء في أوله، وقال: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بينه وبين مسطح بن أثاثة. تنبيه المزين بضم الميم وزاي، آخره نون مصغر: ضبطه الدارقطنيّ وغيره، وزعم طاهر ابن معوز أنه بكسر الميم، وحكى ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة أنه المرس- كسر الميم وراء ساكنة مهملة بعدها مهملة. فاللَّه أعلم. 2943 ز- زيد بن معاذ الأنصاريّ الأوسيّ: أخو سعد سيّد الأوس. ذكر فيمن قتل كعب بن الأشرف، قال عبد بن حميد في التفسير: أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه عن عكرمة ... فذكر القصّة، وسمّاه فيهم، ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية. 2944- زيد بن معاوية النميريّ «3» : عم قرة «4» بن دعموص. له ذكر في حديث قرّة، وذكر في حديث علي بن فلان النميريّ. وقال ابن أبي حاتم: روى الشاذكوني، عن يزيد بن عبد الملك النميريّ، عن عائذ بن   (1) الثقات 3/ 140، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، بقي بن مخلد 161، الكاشف 1/ 342، الاستبصار 236، خلاصة التذهيب 1/ 355، تهذيب التهذيب 3/ 455، تقريب التهذيب 1/ 277، الوافي بالوفيات 15/ 26، التاريخ الكبير 3/ 380، أسد الغابة ت [1872] ، الاستيعاب ت [862] . (2) تبصير المنتبه 4/ 1278، أسد الغابة ت [1874] ، الاستيعاب [863] . (3) أسد الغابة ت [1875] . (4) في أفروة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 ربيعة، عن زيد بن معاوية. عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الماعون، قال: تفرد به الشاذكوني. وقد أخرجه الباوردي من طريق ليس فيها الشاذكوني. 2945 ز- زيد بن المعلى الأنصاريّ: قال أبو عبيد: شهد هو وإخوته: رافع، وعبيد، وأبو قيس- بدرا فيمن شهدها من بني مالك بن زيد مناة. استدركه ابن فتحون. 2946- زيد بن ملحان بن خالد «1» : بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار. شهد أحدا، واستشهد يوم جسر أبي عبيد قال العدويّ: واستدركه ابن الأثير، عن الأشيري. «2» 2947 ز- زيد بن المهاجر: بن قنفذ بن زيد بن جدعان التيميّ، والد محمد. لابنه صحبة، وأما زيد هذا فذكر ابن أبي حاتم أنّ محمد بن زيد بن المهاجر روى عن أبيه. قال: كنا نصلي مع عمر الجمعة، وإنا لنماري في الفداء «3» . انتهى. وهذا يدلّ على إدراكه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد تقدم ذكره في زيد ابن قنفذ. 2948- زيد الخيل «4» : بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد رضا بن أفصى بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ الطائي. وفد في سنة تسع، وسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زيد الخير. قال ابن أبي حاتم ليس يروى عنه حديث. وروى البخاريّ ومسلم، من طريق عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدريّ،   (1) أسد الغابة ت [1876] . (2) في أالأسدي. (3) في أ: وإنا لنتمارى في الغداء (4) أسد الغابة ت [1877] ، الاستيعاب ت [866] ، الثقات 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 202، الأعلام 3/ 61، الوافي بالوفيات 15/ 40. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513 أنّ عليا بعث إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من تربتها، فقسمها بين أربعة: الأقرع بن حابس، وعيينة بن بدر. وزيد الخيل، وعلقمة بن علاثة.. الحديث. وروى ابن شاهين، من طريق سنين مولى بني هاشم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه، قال: كنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأقبل راكب حتى أناخ، فقال: يا رسول اللَّه، إني أتيتك من مسيرة تسع أسألك عن خصلتين، فقال: «ما اسمك؟» قال: أنا زيد الخيل. قال: «بل أنت زيد الخير، سل» . قال: أسألك عن علامة اللَّه فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد ... الحديث. وأخرجه ابن عديّ في ترجمة بشير وضعّفه. قال أبو عمر: مات زيد الخيل منصرفه من عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقيل: بل مات في خلافة عمر. قال: وكان شاعرا خطيبا شجاعا كريما، يكنى أبا مكنف. وقال المرزبانيّ: اسم أمه قوسة بنت الأثرم، كليبة، وكان أحد شعراء الجاهلية وفرسانهم المعدودين، وكان جسيما طويلا موصوفا بحسن الجسم وطول القامة، وهو القائل: وخيبة من يخبّ على غنيّ ... وباهلة بن يعصر والرّكاب «1» [الوافر] قال أبو عبيدة: أراد وصفهم بعدم الامتناع والجبن، فإذا خاب من يريد الغنيمة منهم كان غاية في الإدبار. وقال ابن إسحاق: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لزيد الخيل: «ما وصف لي أحد في الجاهليّة فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون الصّفة غيرك» وسمّاه زيد الخير، وأقطعه فيدا، وكتب له بذلك، فخرج راجعا، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إن ينج زيد من حمّى المدينة فإنّه غالب» فأصابته الحمى بماء يقال له قردة، فمات به. وذكر هشام بن الكلبيّ هذه القصّة بلفظ: ما سمعت بفارس، وساقه بإسناد مجهول. وقال ابن دريد في «الأخبار المنثورة» : كتب إلي علي بن حرب الطائيّ سنة اثنتين   (1) ينظر البيت في الشعراء 46، والأغاني 16/ 52. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 514 وستين، وأجاز لي وأنا بعمان، قال: حدّثنا أبو المنذر، وقرأته عليه عن أبي مخنف، قال: وفد زيد الخيل ... فذكر نحوه مطوّلا، وقال فيه. وكان من أجمل الناس، وقال: في آخره فأقام بقردة ثلاثة أيام ومات، فأقام عليه قبيصة بن الأسود بن عامر المناحة سنة، ثم توجّه براحلته ورحله، وفيها كتاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما رأت امرأته الراحلة ليس عليها زيد ضربتها بالنّار فاحترفت فاحترق الكتاب، وأنشد له وثيمة في الردة، قال: وبعث بها إلى أبي بكر: أمام أما تخشين بنت أبي نصر ... فقد قام بالأمر الجليّ أبو بكر نجيّ رسول اللَّه في الغار وحده ... وصاحبه الصّدّيق في معظم الأمر [الطويل] قلت: وهذا إن ثبت يدل على أنه تأخرت وفاته حتى مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان بينه وبين كعب بن زهير مهاجاة. 2949- زيد بن وديعة: بن عمرو بن قيس بن جزيّ بن عديّ بن مالك بن سالم بن الحبلي بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو الأسود، عن عروة وابن إسحاق والكلبيّ وغيرهما. 2950- زيد بن يساف «1» : في يزيد بن إساف. 2951- زيد الثقفيّ: جد عطاء بن السّائب. ويقال: اسمه يزيد، ويقال مالك. يأتي في المبهمات. 2952- زيد: أبو حسن الأنصاريّ. روى ابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن يحيى البرلّسي، عن حيوة بن شريح، عن محمد بن عجلان، عن حكيم- رجل من أهل البصرة- عن أبي مسعود، عن زيد أبي حسن، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما بقي من كلام الأنبياء إلّا قول النّاس: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.» 2953- زيد الدّيلميّ «2» : مولى سهم بن مازن. ويقال: يزيد، يأتي في التحتانية.   (1) أسد الغابة ت [1881] . (2) أسد الغابة ت [1836] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 515 2954- زيد، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم «1» : هو ابن بولا. تقدم. 2955 ز - زيد، أبو عبد اللَّه «2» : روى ابن مندة من طريق بن أبي فديك، عن صالح بن عبد اللَّه بن صالح، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن زيد، عن أبيه، عن جدّه زيد، قال: وقف النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عشية عرفة، فقال: «أيّها النّاس، إنّ اللَّه قد تطوّل عليكم في يومكم هذا، فوهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، وغفر لكم ما كان منكم.» «3» قلت: قال البخاريّ: صالح بن عبد اللَّه منكر الحديث. 2956- زيد أبو عبد اللَّه: آخر. روى ابن مندة، من طريق ابن شهاب، عن طلحة بن زيد، عن ثور بن زيد، عن عبد اللَّه بن زيد، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أكرموا الخبز، فإنّ اللَّه أنزل معه بركات السّماء، وأخرج له بركات الأرض» . قلت: قال ابن المديني: طلحة بن زيد كان يضع الحديث. 2957 ز- زيد العبديّ: غير منسوب. ذكره شاعر عبد القيس فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منهم. فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، عن المنجاب بن الحارث، عن إبراهيم بن يوسف، حدثني رجل من عبد القيس، قال: قال رجل منّا شعرا يذكر فيه دعاء رسول اللَّه لعبد القيس فيها: منّا صحار والأشجّ كلاهما ... حقّا «4» يصدّق قاله المتكلّم سبقا الوفود إلى النّبيّ مهلّلا ... بالخير فوق النّاجيات الرّسّم في عصبة من عبد قيس أوجفوا ... طوعا إليه وحدّهم لم يكلم واذكر بني الجارود إنّ محلّهم ... من عبد قيس في المكان الأعظم   (1) أسد الغابة ت [1838] . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 200. (3) أخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 199، ولفظه أن اللَّه قد تطاول عليكم ... الحديث قال أبو نعيم غريب تفرد به عبد العزيز عن نافع ولم يتابع عليه. والهيثمي في الزوائد 3/ 259، ولفظه أيها الناس إن اللَّه عز وجل تطول عليكم ... الحديث قال الهيثمي رواه أبو يعلى وفيه صالح المري وهو ضعيف. (4) في ب بصدق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 516 ثمّ ابن سوّار على علّاته ... بذّ الملوك بسؤدد وتكرّم وكفى بزيد حين يذكر «1» فعله ... طوبى لذلك من صريع مكرم ذاك الّذي سبقت لطاعة ربّه ... منه اليمين إلى جنان الأنعم فدعا النّبيّ لهم هنالك دعوة ... مقبولة بين المقام وزمزم [الطويل] وقد ذكر ابن عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صوحان. وعلى هذا فهو صحابيّ لا محالة. 2958- زيد العجلانيّ «2» : ويقال عمير يأتي في العين. وروى أبو موسى، من طريق نافع: سمعت عبد الرحمن بن زيد العجلاني يحدث حديث ابن عمر عن أبيه أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم نهى أن يبال مستقبل القبلة. وفي رواية أخرى عن أبيه عن أبي العجلان. 2959 ز- زيد العقيليّ: استدركه أبو عمر على كتاب ابن السّكن، فقرأت بخطه، من طريق بقية، عن نافع بن زيد، أنه سمعه يحدّث عن نافع بن سليمان، عن زيد العقيلي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «سيكون من بعدي ناس من أمّتي يسدّ اللَّه بهم الثّغور، يؤخذ منهم الحقوق، ولا يعطون حقوقهم، أولئك منّي وأنا منهم» . 2960- زيد، أبو يسار «3» : هو ابن بولا- تقدم. 2961 ز- زيد غير منسوب: روى الطّبراني من طريق سكين بن دينار، عن مجاهد، عن زيد، أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنّة عاقّ ولا مدمن خمر ولا منّان.» «4»   (1) في ت تذكر. (2) أسد الغابة ت [1858] . (3) أسد الغابة ت [1880] . (4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 203 عن عبد اللَّه بن عمرو بلفظه وابن أبي شيبة من المصنف 8/ 8، 356- وعبد الرزاق حديث رقم 13859، وأبو بكر بن الخطيب في تاريخ بغداد 9/ 452 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 323، 4/ 176، والهيثمي في الزوائد 6/ 260 عن عبد اللَّه بن عمرو بلفظه وقال رواه النسائي غير قوله ولا ولد زنية- رواه أحمد والطبراني وفيه جابان وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43776. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 517 2962 ز- زيد، آخر: غير منسوب. أخرج ابن أبي شيبة، من طريق يوسف بن صهيب، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: انكشف الناس يوم حنين عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا رجل يقال له زيد، أخذ بعنان بغلته الشهباء التي أهداها إليه النجاشيّ، فقال: «يا زيد، ويحك، ادع النّاس» . فقال: يا أيها الناس، هذا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.. الحديث. [2963- زيد، جدّ يحيى بن سعيد الأنصاريّ: ذكره أبو داود في باب من فاتته ركعتا الفجر، فقال قال عبد ربه ويحيى ابنا سعيد: صلّى جدّنا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... هكذا قرأت بخط شيخنا البلقيني الكبير في هامش نسخة من تجريد الذهبيّ، ولم أر في النسخ المعتمدة من السّنن لفظ زيد، بل فيها جدّنا خاصة، فليحرر، فإنّ نسب يحيى بن سعيد ليس فيه أحد يقال له زيد إلّا زيد بن ثعلبة، وهو جد أعلى، جد هلك في الجاهليّة.] «1» القسم الثاني من حرف الزاي الزاي بعدها الفاء 2964 ز- زفر بن أوس «2» : بن الحدثان النصري، أخو مالك. قال ابن مندة: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يعرف له صحبة. قلت: كان أبوه من مشاهير الصّحابة، فإن كان لأبيه إدراك فهو من أهل القسم. الزاي بعدها الياء 2965 ز- زيد بن زيد: بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ. أخو أسامة. قال ابن سعد: أخبرنا ابن الكبيّ، عن أبيه، وعن شرقي بن قطامي وغيرهما، قالوا: أقبلت أم كلثوم بنت عقبة مهاجرة في الهدنة، فخطبت، فأشار عليها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يزيد بن حارثة، فولدت له زيد بن زيد بن حارثة، ورقية، فهلك زيد وهو صغير وماتت رقية في حجر عثمان. قلت: كانت الهدنة سنة ستّ، وقتل زيد بن حارثة سنة تسع.   (1) هذه الترجمة سقط في أ. (2) أسد الغابة ت [1754] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 518 2966 ز- زيد بن عمر بن الخطاب «1» : القرشيّ العدويّ، شقيق عبد اللَّه بن عمر المصغّر. أمّهما أم كلثوم بنت جرول كانت تحت عمر، ففرّق بينهما الإسلام لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة 10] ، فتزوجها أبو الجهم بن حذيفة، وكان زوجها قبله عمر. ذكر ذلك الزبير وغيره، فهذا يدل على أن زيدا ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فيكون من هذا القسم. 2967 ز- زبيد «2» : بالتّصغير، ابن الصّلت بن معديكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ، حليف بني جمح، أخو كثير بن الصّلت. ساق نسبة ابن سعد وقال الواقديّ: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان. وقال البخاريّ: سمع من عمر. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: حديثه عن أبي بكر مرسل. روى عنه عروة، والزهريّ، وإبراهيم بن قارظ، وقتادة، وغيرهم. وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن زيد بن الصلت: سمعت أبا بكر الصديق يقول: لو أخذت شاربا لأحببت أن بستره اللَّه. قلت وأخرجه ابن سعد من هذا الوجه ورواته ثقات، وهو يرد على ابن أبي حاتم، وثبت سماع زبيد من أبي بكر الصّديق.   (1) السير والمغازي 248، تاريخ اليعقوبي 2/ 260، نسب قريش 352، المعارف 188، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 78، مروج الذهب 1561، تاريخ الطبري 4/ 199، العقد الفريد 3/ 423، أنساب الأشراف 1/ 402، الجرح والتعديل 3/ 568، المعرفة والتاريخ 1/ 214، جمهرة أنساب العرب 38، الكامل في التاريخ 3/ 54، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 27، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 204، الوافي بالوفيات 15/ 37، سير أعلام النبلاء 3/ 502، في ترجمة أم كلثوم بنت علي رقم 114، تاريخ الإسلام 1/ 58. (2) أسد الغابة ت [1882] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 519 لقسم الثالث من حرف الزاي الزاي بعدها الباء 2968 ز- زبّاب بن رميلة: تقدم في حرف الرّاء. 2969 ز- زبّان بن الأصبغ: بن عمرو الكلبيّ له ذكر في ترجمة تماضر في النّساء. 2970 ز- زبيد الأعور: بن جيفر بن الجلندي الأزديّ. كان أبوه ملك عمان وقد تقدم ذكره، وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إليه فأسلم هو وأهله، ثم ارتد ولده زبيد في عهد أبي بكر، وحارب ثم رجع، فهو من أهل هذا القسم. 2971 ز- زبيد بن عبد الخولانيّ: له إدراك، وشهد فتح مصر، ثم شهد صفّين مع معاوية، وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحوّل إلى عسكر عليّ ذكره ابن يونس ومن تبعه. 2972 ز- الزّبير بن الأشيم الأسديّ: والد عبد اللَّه بن الزبير الشاعر المشهور. ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة عبد اللَّه بن الزبير المذكور ما يدل على أن لأبيه إدراكا، فإنه أنشد لعبد اللَّه شعرا ذكر فيه أنه كان عند عثمان «1» . الزاء بعدها الحاء 2973 ز- زحر: بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة- بمهملة ونون- الجعفيّ. له إدراك وكان من الفرسان، وكان مع عليّ فإذا نظر إليه قال: من سرّه أن ينظر إلى شهيد الحيّ فلينظر إلى هذا، واستعمله عليّ على المدائن، وكان لزحر أربعة أولاد نجباء أشراف بالكوفة أحدهم فرات قتله المختار، والثّاني جبلة قتل مع ابن الأشعث، وكان على الفراء، فقال الحجّاج: ما كانت فتنة قط فتنجلي حتى يقتل عظيم من العظماء، وهذا من عظماء اليمن، والثالث جهم بن زحر كان مع قتيبة بن مسلم بخراسان وولي جرجان، والرابع حمال بن زحر كان بالرستاق ذكر لك ذلك ابن الكلبيّ.   (1) في أ: كان عند عمر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 520 الزاي بعدها الراء [2974 ز- زرارة بن هودة: بن مالك بن عمرو بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامريّ ثم الحريشيّ «1» . له إدراك، وكان ابنه طفيل صاحب روابط هشام بن عبد الملك. ذكره ابن الكلبيّ] «2» . 2975 ز- زرارة بن عمرو: بن حطيان بن رائس الدهميّ. له إدراك، وكان ابنه قيس بن زرارة في صحابة علي بن أبي طالب. ذكره ابن الكلبيّ. 2976 ز- زرارة بن المخبّل السعدي: يأتي ذكره في ترجمة أخيه شيبان. 2977 ز- زرارة بن جزء بن عمرو «3» : بن عوف بن كعب بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب. له إدراك، وكان ولده عبد العزيز سيّد البادية في زمانه، وله أخبار مع بني أمية. ذكر ابن الكلبيّ عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه، قال: مر مروان بن الحكم سنة بويع على ماء لبني جزء عليه زرارة- شيخ كبير، فقال: كيف أنتم آل جزء؟ فقال: بخير، أنبتنا اللَّه فأحسن نباتنا، ثم حصدنا فأحسن حصادنا، وكانوا هلكوا بالرّوم في الجهاد. وقال ابن الكلبيّ: أتى زرارة بن جزء باب معاوية، فقال: من يستأذن لي اليوم استأذن له غدا، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين، إني رحلت إليك بالأمل، واحتملت جفوتك بالصبر، ورأيت أقواما أدناهم منك الحظّ، وآخرين باعدهم منك الحرمان، وليس ينبغي للمقرّب أن يأمن، ولا للباعد أن ييأس. فأعجب معاوية كلامه، فضمه إلى يزيد وفرض له في ألفين، وخرج مع بزيد إلى الصّائفة، فجاء نعي» عبد العزيز إلى معاوية وأبوه زرارة جالس. فقال معاوية لما قرأ الكتاب: في هذا الكتاب موت سيّد شباب العرب، فقال زرارة: ابني أو ابنك؟ قال: بل ابنك قال: والشّعر الّذي يروى في هذه القصة مصنوع. قلت: كانت بيعة مروان سنة أربع وستين من الهجرة، والّذي يوصف بأنه شيخ كبير يكون من أبناء السّبعين إلى الثمانين، فيكون زرارة من أهل هذا القسم.   (1) في ت الخرشي. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) في أ: زرارة بن حر. (4) في ت نعبه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 وقال المرزبانيّ: وفد زرارة وعبد العزيز على معاوية، فمات عبد العزيز جدّنا بعد أن استعمله على بعض أعماله، فقال زرارة أبو يرثيه: الآن إذ «1» مات عبد العزيز ... تصلى الحروب وسدّ الثّغورا وساد هناك بني عامر ... غلاما وقضي عليها الأمورا فكلّ فتى شارب كأسه ... فإمّا صغيرا وإمّا كبيرا [المتقارب] 2978- زرّ بن حبيش بن حباشة «2» : بن أوس بن بلال بن جعالة بن نصر بن غاضرة الأسديّ ثم الغاضريّ، أبو مريم- مشهور من كبار التّابعين، أورده أبو عمر لإدراكه. وقد روى عن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي ذر، وابن مسعود، والعبّاس، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة، وأبي بن كعب، وغيرهم. روى عنه إبراهيم النّخعيّ وعاصم بن أبي النجود، وعدي بن ثابت، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو إسحاق الشيبانيّ، وآخرون. قال عاصم: كان من أعرب الناس وكان ابن مسعود يسأله عن العربية.   (1) في ت إذا قتل. (2) أسد الغابة ت [1735] ، الاستيعاب ت [873] ، طبقات ابن سعد 6/ 104، التاريخ لابن معين 2/ 172، التاريخ الكبير 3/ 447، طبقات خليفة 140، والتاريخ له 288، مسند أحمد 5/ 129، العلل 1/ 14، التاريخ الصغير 79، تاريخ الثقات 165، المعرفة والتاريخ 1/ 232، تاريخ اليثربي 2/ 240، أنساب الأشراف 1/ 164، المعارف 427 تاريخ الطبري 4/ 196، الجرح والتعديل 3/ 622، مشاهير علماء الأمصار 740، البرصان والعرجان 31، أخبار القضاة لوكيع 1/ 51، الثقات لابن حبان 4/ 269، حلية الأولياء 4/ 181، السابق واللاحق 157، الإكمال 4/ 183، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 154، الأنساب 4/ 37، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 377، التبيين في أنساب القرشيين 101، الكامل في التاريخ 4/ 497، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 169، تهذيب الكمال 9/ 335، الزيادات للهروي 77، وفيات الأعيان 3/ 9، سير أعلام النبلاء 4/ 166، تذكرة الحفاظ 1/ 57، دول الإسلام 1/ 59، الكاشف 1/ 250، المعين في طبقات المحدثين 33، تجريد أسماء الصحابة 1/ 189، العبر 1/ 95، مرآة الجنان 1/ 166، الوافي بالوفيات 14/ 190، جامع التحصيل 213، غاية النهاية 1/ 294، تهذيب التهذيب 3/ 321، تقريب التهذيب 1/ 259، عهد الخلفاء الراشدين 9، خلاصة تذهيب التهذيب 130 طبقات الحفاظ للسيوطي 19، شذرات الذهب 1/ 91، الكنى والأسماء 2/ 110، المشتبه 10/ 337، رجال صحيح البخاري 1/ 274، رجال صحيح مسلم 1/ 228، صفة الصفوة 3/ 31، تاريخ الإسلام 3/ 66. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 وقال أيضا- عن زرّ: خرجت من الكوفة في وفد ما لي همّ إلا لقاء أصحاب محمّد فلقيت عبد الرحمن بن عوف وأبيّا. فجالستهما. وقال أيضا: كان أبو وائل عثمانيا وزرّ علويّا، وكان مصلّاهما في مسجد واحد، وكان أبو وائل معظما لزرّ وعنه قال: كان زرّ أكبر من أبي وائل. وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد: قلت لزرّ: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة. وروى ابن أبي شيبة، عن محمد بن عبيد، عن إسماعيل مثله. ومات سنة ثلاث وثمانين أو قبلها بقليل. وروى الطّبرانيّ، من طريق أبي بكر بن عيّاش، عن عاصم بن زرّ: خطبنا عمر بالشام ... فذكر الحديث. وقال البرديجي في الأسماء المفردة في التّابعين: زرّ بن حبيش كان جاهليّا- يعني أدرك الجاهلية، وكذا قال أبو أحمد الحاكم في الكنى. 2979- زرعة بن سيف «1» : بن ذي يزن الحميري. من مشاهير الملوك، كتب إليه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال ابن إسحاق في «المغازي» : وقدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتاب ملوك اليمن وملوك حمير مقدمة من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم، وبعث إليه زرعة بن سيف بن ذي يزن بإسلامهم، فكتب إليه من محمّد رسول اللَّه إلى الحارث بن عبد كلال، وإلى النعمان، وإلى زرعة ... فذكر القصّة مطوّلة. وروى ابن مندة، من طريق محمد بن عبد العزيز بن عفير، سمعت أبويّ يحدثان عن أبيهما عن جدّهما عفير عن أبيه زرعة بن سيف، قال: كتب إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكره مطوّلا. قال ابن مندة: لا أعرفه موصولا إلا من هذا الوجه. قلت: وله ذكر في ترجمة الحارث بن عبد كلال وكلام ابن الكلبيّ يدلّ على أن زرعة هذا نسب إلى جدّه الأعلى، وأنّ بينه وبين سيف خمسة آباء، فإنه في ذرية ذي يزن النعمان بن قيس بن عفير بن سيف بن ذي يزن.   (1) أسد الغابة ت [1745] ، الاستيعاب ت [818] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 523 ومن ولده عفير بن زرعة بن عفير بن الحارث بن النّعمان، كان سيد حمير بالشام أيام عبد الملك بن مروان انتهى. فزرعة المذكور في الحديث المذكور هو ابن عفير المذكور، وبينه وبين سيف عدة آباء 2980- زرعة بن غريب: ذكره أبو عبيدة من مناقب الفرس أنّ الأسود العنسيّ لما قتل بعث الفرس برأسه مع نفر منها. منهم عبد اللَّه بن الدئليّ «1» ، وزرعة بن غريب، وغيرهما، فأنذر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقدومهم قبل موته، وأوصى بهم وبمن باليمن منهم خيرا. 2981- زرعة بن أبي عقبة الحميري: ذكر وثيمة في «الردة» أنه قدم بكتاب من آل حمير إلى أبي بكر عند ما بلغهم موت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يذكرون فيه ثباتهم على دينهم. 2982 ز- زرعة السّيباني: بالمهملة والموحّدة، يكنى أبا عمرو يأتي في الكنى. 2983 ز- زريب «2» : بالتصغير ابن ثرملا. «3» ذكره الطّبريّ في الصّحابة. وروى الباوردي، من طريق عبد اللَّه بن معروف، عن أبي عبد الرحمن الأنصاريّ، عن محمد بن حسين بن علي أنّ سعد «4» بن أبي وقاص لما فتح حلوان «5» مرّ رجل من الأنصار يقال له جعونة بن نضلة بشعب، فحضرت الصّلاة، فتوضأ، ثم أذّن، فأجابه صوت، فنظر فلم ير شيئا، فأشرف عليه رجل من كهف شديد بياض الرأس واللّحية، فقال: من أنت؟ قال: أنا زريب بن ثرملا من حواري عيسى ابن مريم. وقد أردت الوصول إلى محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فحالت بيني وبينه فارس، فأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمّدا رسول اللَّه فانطلق جعونة فأخبر سعدا، فكتب سعد إلى عمر، فكتب عمر: أطلب لرجل فابعث به إليّ. فتتبعوا الشّعاب والأودية فلم يروا له أثرا.   (1) في أالديلميّ. (2) في أ: ابن زملا. (3) في أ: ابن زملا. (4) في أ: حسين بن علي بن سعيد. (5) حلوان: بالضم ثم السكون وحلوان في عدة مواضع: حلوان العراق وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد، حلوان مدينة عامرة ليس بأرض العراق بعد الكوفة والبصرة وواسط وبغداد وسرّ من رأى أكبر منها وهي بقرب الجبل وليس للعراق مدينة بقرب الجبل غيرها. انظر معجم البلدان 2/ 334. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 ورواه عبد الرّحمن بن إبراهيم الرّاسبيّ أحد الضّعفاء، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، كما تقدم في ترجمة جعونة بن نضلة من وجه آخر. ورواه أبو نعيم في «الدّلائل» من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، لكن في إسناده النضر بن سلمة شاذان، وهو متروك، وزاد فيه أن عيسى ابن مريم دعا له بطول العمر، وأنه يعيش إلى أن ينزل عيسى وله طريق أخرى. الزاي بعدها الفاء 2984- زفر بن [يزيد: بن] «1» حذيفة الأسديّ، أسد خزيمة «2» . كان من ساداتهم، وثبت على إسلامه حين ظهر، طليحة بن خويلد، وردّ على طليحة في خطبة طويلة وشعر يقول فيه: لهفي على أسد أضلّ سبيلهم ... بعد النّبيّ طليحة الكذّاب [الكامل] ذكره ابن الأثير. الزاء بعدها الميم 2985 ز- زمّان بن عمار الفزاريّ: كان ممن ارتدّ مع طليحة بن خويلد، وحارب المسلمين ثم تاب، وجاء إلى اليمامة فحذرهم عاقبة الردة، ودعاهم إلى الإسلام ذكره وثيمة. 2986 ز- زميل بن أبير: ويقال وبير بن عبد مناف بن عقيل بن هلال بن مازن بن فزارة الفزاريّ. يقال له ابن أمّ دينار. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال: إنه هو الّذي قتل ابن دارة في خلافة عثمان وأنشد له: يخبّرني أنّي به ذو قرابة ... وأنبأته أنّي به متلافي «3» علوت بنصل السّيف مفرق رأسه ... وقلت التحفه دون كلّ لحاف [الطويل]   (1) ليس في أ. (2) أسد الغابة ت [1754] . (3) في ب متلاقي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 وقال أيضا: أبلغ فزارة أنّي قد شريت لها ... مجد الحياة بسيفي مع ذوي الحلق «1» [البسيط] قلت: واسم ابن أبي دارة سالم بن مسافع، ودارة أمه وسيأتي سبب قتل زميل له في ترجمة في القسم الثالث من السين. الزاء بعدها الهاء 2987- زهرة بن حميضة: تقدم في أزهر بن حميضة] «2» . 2988 ز- زهير بن حرام الهذليّ: من بني سهم بن معاوية. مخضرم، هكذا ذكره المرزبانيّ مختصرا. 2989- زهير بن خيثمة بن أبي حمران الجعفي «3» : جدّ المحدث الشهير أبي خيثمة زهير بن معاوية. ذكر أبو أحمد العسكريّ أنه قدم المدينة مسلما في الليلة التي توفّي فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فنزل على أبي بكر الصدّيق. 2990- زهير بن قيس: بن مشجعة الجعفي. يأتي ذكره في ترجمة أخيه مرثد. وتقدم نسبه في ترجمة الأحيمر «4» . 2991 ز- زهير بن المغفل «5» بن عوف «6» : بن عمير بن كلب بن ذهل بن يسار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن عامر. له إدراك، وشهد القادسيّة في عهد عمر، فاستشهد بها. ذكره ابن الكلبيّ. الزاء بعدها الياء 2992 ز- زياد بن الأشهب: بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة العامريّ الجعديّ. له إدراك، وكان كبير القدر في قومه، وكان قد مشى في الصّلح بين عليّ ومعاوية. وفي ذلك يقول النابغة الجعديّ:   (1) في بن الخلق. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت [1768] . (4) في أ: في ترجمة الأخثم. (5) في أ: زهير بن العقل. (6) في ت عون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 مقام زياد عند باب ابن هاشم ... يريد صلاحا بينكم ويقرّب [الطويل] وفيه يقول زياد الأعجم: إذا كنت مرتاد السّماحة والنّدى ... فسائل تخبّر عن زياد الأشاهب [الطويل] قال ابن الكلبيّ: وكان زياد بن الأشهب من أشراف أهل الشّام. وكان عظيم المنزلة عند معاوية، وهو الّذي سأله ألّا يجعل لبشر على قيس «1» سبيلا لما أرسل بشرا إلى اليمن، وقد تقدم ذكر أخيه الحشرج بن الأشهب وابنه عبد اللَّه معا. 2993 ز- زياد بن جزء «2» : بن مخارق الزّبيدي. له إدراك، وجاهد في عهد عمر. ذكر ابن إسحاق. عن القاسم بن قزمان، عن زياد بن جزء بن مخارق، قال: كنت في البعث الّذي بعثه عمر مع عمرو بن العاص بفلسطين. قال ابن يونس: وليس هذا الحديث الّذي رواه ابن إسحاق عند أهل مصر. وذكره ابن حبّان في الثّقات. 2994 ز- زياد ابن أبيه «3» : وهو ابن سمية الّذي صار يقال له ابن أبي سفيان. ولد على فراش عبيد مولى ثقيف، فكان يقال له: زياد بن عبيد، ثم استلحقه معاوية، ثم لما انقضت الدولة الأمويّة صار يقال له زياد ابن أبيه، وزياد ابن سميّة، وكنيته أبو المغيرة. وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بإسناد صحيح، عن ابن سيرين، أنه كان يقال له زياد ابن أبيه.   (1) في أ: على عيسى سبيلا. (2) في أ: زياد بن حزن. (3) أسد الغابة ت [1800] ، الاستيعاب ت 829، طبقات ابن سعد 7/ 99، طبقات خليفة ت 1516، المحبر 184، 303، 479، التاريخ الكبير 3/ 357، التاريخ الصغير 1/ 115 المعارف 246، تاريخ الطبري 5/ 76- 214- 288، مروج الذهب 3/ 192- 215- تاريخ ابن عساكر 6/ 242، الكامل 3/ 493، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 198، العبر 1/ 58، تاريخ الإسلام 2/ 279، الوافي بالوفيات 15/ 10، مرآة الجنان 1/ 126، شذرات الذهب 1/ 59، خزانة الأدب 2/ 517، تهذيب ابن عساكر 5/ 49. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 ذكره أبو عمر في الصّحابة، ولم يذكر ما يدل على صحبته. وفي ترجمته أنه وفد على عمر من عند أبي موسى، وكان كاتبه، ومقتضى ذلك أن يكون له إدراك. وجزم ابن عساكر بأنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره، وأنه أسلم في عهد أبي بكر، وسمع من عمر. وقال العجليّ: تابعي، ولم يكن يتهم بالكذب. وفي تاريخ البخاريّ الأوسط، عن يونس بن حبيب، قال: بزعم آل زياد أنه دخل على عمر وله سبع عشرة سنة قال وأخبرني زياد بن عثمان أنه كان له في الهجرة عشر سنين، وكانت أمه مولاة صفيّة بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفيّ، وكانت من البغايا بالطّائف. وقال أبو عمر: كان من الدهاة الخطباء الفصحاء، واشترى أباه بألف درهم فأعتقه، واستكتبه أبو موسى، واستعمله على شيء من البصرة، فأقره عمر، ثم صار مع علي، فاستعمله على فارس، وكان استلحاق معاوية له في سنة أربع وأربعين، وشهد بذلك زياد بن أسماء الحرمازي، ومالك بن ربيعة السلوليّ، والمنذر بن الزبير فيما ذكر المدائني بأسانيده وزاد في الشهود جورية بنت أبي سفيان والمستورد بن قدامة الباهليّ، وابن أبي نصر الثقفيّ، وزيد بن نفيل الأزديّ، وشعبة بن العلقم المازنيّ، ورجل من بني عمرو بن شيبان، ورجل من بني المصطلق، وشهدوا كلهم على أبي سفيان أنّ زيادا ابنه، إلا المنذر فيشهد أنه سمع عليا يقول: أشهد أنّ أبا سفيان قال ذلك، فخطب معاوية فاستلحقه، فتكلّم زياد فقال: إن كان ما شهد الشّهود به حقا فالحمد للَّه، وإن يكن باطلا فقد جعلتهم بيني وبين اللَّه. وروى أحمد بإسناد صحيح، عن أبي عثمان لما ادعى زياد لقيت أبا بكرة فقلت: ما هذا؟ إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من ادّعى أبا في الإسلام غير أبيه فالجنّة عليه حرام» «1» فقال أبو بكرة: وأنا سمعته. وأصله في الصّحيح. وكان يضرب به المثل في حسن السياسة، ووفور العقل، وحسن الضبط لما يتولّاه. مات سنة ثلاث وخمسين، وهو أمير المصرين: الكوفة والبصرة، ولم يجمعا قبله لغيره، وأقام في ذلك خمس سنين. 2995- زياد بن حدير «2» : بالتّصغير، الأسدي، نزيل الكوفة. له إدراك، وكان كاتبا لعمر على العشور.   (1) أخرجه مسلم في الإيمان (114) وفي البيهقي 7/ 403. (2) طبقات ابن سعد 6/ 130، طبقات خليفة 155، التاريخ لابن معين 2/ 177، العلل لأحمد 1/ 230 و 281، التاريخ الكبير 3/ 348، المعرفة والتاريخ 2/ 642. تاريخ واسط 42، و 252، الزهد لابن المبارك 70، الكنى والأسماء 2/ 66، الجرح والتعديل 3/ 529، الثقات لابن حبان 4/ 251، تهذيب الكمال 9/ 449: 451، الكاشف 1/ 258، تهذيب التهذيب 3/ 361، تقريب التهذيب 1/ 266، خلاصة تذهيب التهذيب 124، تاريخ الإسلام 2/ 404. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 وروى عبد اللَّه بن أحمد في الزهد من طريق أبي حصين عنه، قال: استعملني عمر على العشور، وقال لي: أعشرهم في السّنة مرة. ومن طريق عاصم: قدمت على عمر فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ، فسألت ابنه عاصما، فقال: رأى عليك شيئا. قلت: ولزياد رواية عن بعض الصّحابة في سنن أبي داود وله قصّة مع ابن مسعود في البخاريّ. وروى عنه الشّعبيّ، وحبيب بن أبي ثابت، وآخرون. 2996- زياد بن عبد اللَّه الغطفانيّ: له إدراك، وكان ممن فارق عيينة بن حصن لما بايع طليحة في الردة، ولحق بخالد بن الوليد. ذكره وثيمة، وأنشد له شعرا يقول فيه: أبلغ عيينة إن عرضت لداره ... قولا يشير به الشّفيق النّاصح أعلمت أنّ طليحة بن خويلد ... كلب بأكناف البزاخة نابح كيف البقاء إذا أتاكم خالد ... ومهاجرون مسوّمون سرائج [الكامل] 2997- زياد بن عياض الأشعريّ: ختن أبي موسى. له إدراك، قال يونس بن أبي إسحاق، عن الشّعبي، عن زياد بن عيّاض: صلّى عمر فلم يقرأ، فأعاد. أخرجه البخاريّ في تاريخه. وأخرج ابن سعد، من طريق الشّعبي، عن زياد بن عيّاض، قال: صلّى عمر بنا العشاء بالجابية فلم يقرأ ... فذكر الحديث. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين. وروى ابن مندة، من طريق مغيرة، عن الشّعبي، عن زياد بن عياض، قال: كلّ شيء رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يفعله رأيتكم تفعلون غيره: إنكم لا تغتسلون في العيد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 وهذا وهم فيه شريك على مغيرة، إنما المحفوظ في هذا عن الشّعبيّ عن عياض الأشعريّ. وقد رواه عن شريك على الصّواب. وأخرجه البغويّ وغيره في ترجمة عياض، من طريق شريك. 2998- زياد بن فائد اللّخميّ: من بني سعد بن زرّ بن غنم. له إدراك، وشهد فتح مصر، وكان مسنّا، وعاش إلى أن رثى الأكدر بن حمام لما قتل في جمادى الآخرة سنة خمس وستين، ومروان يومئذ بمصر، ذكره أبو الكنديّ. 2999- زياد بن النّضر: أبو الأوبر الحارثيّ. له إدراك ورواية عن أبي هريرة. وعنه الشّعبيّ، وعبد الملك بن عمير، وغيرهما. وذكر الهيثم بن عديّ أنّ زياد النّضر يكنى أبا عائشة. قال الأصمعيّ، عن أبي عوانة، عن عبد الملك: حدّثني الشّعبي أن ّ زياد بن النضر الحارثي حدّثه، قال: كنا على غدير ماء في الجاهلية، ومعنا رجل من الحيّ يقال له عمرو بن مالك له بنت على ظهرها ذؤابة، فقال لها أبوها: خذي هذه الصفحة فأتيني بشيء من ماء هذا الغدير، فانطلقت فاختطفها جنيّ، فنادى أبوها في الحيّ، فخرجوا إلى كل شعب ونقب، فلم يجدوا لها أثرا، ومضت على ذلك السّنون حتى كان زمن عمر، فإذا هي قد جاءت متغيرة الحال فقال لها أبوها: أين كنت؟ فقالت: اختطفي جنّي، فكنت فيهم حتى الآن، فغزا هو وأهله قوما فنذر إن هم ظفروا أن يعتقني، فظفروا، فحملني فأصبحت فيكم، فذكر قصّة طويلة جدا فيها أن الجنيّ قال لهم: إني رعيتها في الجاهلية بحسبي، وصنتها في الإسلام بديني، وو الله إن نلت منها محرّما قط. وفيها أنه وصف لهم في دواء الحنّى الرّبع ذباب الماء الطّوال القوائم. يؤخذ منه واحدة فتجعل في سبعة ألوان صوف: أحمر، وأصفر، وأخضر، وأسود، وأبيض، وأزرق، وأكحل، ثم يفتل بأطراف الأصابع، ثم يعقد على عضد المريض الأيسر، وأنهم جرّبوا ذلك فصحّ أخرجه ابن عساكر. والّذي أظنّه أن أبا الأوبر الّذي روى عن أبي هريرة آخر غير صاحب هذه القصّة، وإن كان كلّ منهما يسمى زيادا، فإنّي لم أجد لأبي الأوبر رواية عن غير أبي هريرة: ومما يدل على قدم عصر زياد بن النضر أنّ سيف بن عمر ذكره فيمن خرج من أهل الكوفة إلى عثمان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 3000- زياد بن هوذة: بن شماس بن لاي التميمي ثم القريعي، أخو علقمة بن هوذة. تزوج ابنته يحيى بن أبي حفصة مولى مروان بن الحكم، فوقعت له منازعة من أهلها من جهة مولى، فترافعوا إلى عبد الملك بن مروان، فقال: لو تزوج بنت قيس بن عاصم ما نزعتها منه. وسيأتي ذكر أخيه علقمة بن هوذة في موضعه. 3001- زياد مولى آل دراج: له إدراك. ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه روى عن أبي بكر الصّديق، وعنه خالد بن معدان، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطّبقة الأولى التي تلي الصّحابة. وأنه حفظ عن أبي بكر. وذكر ابن سميع أنه من موالي بني مخزوم، وقيل مولى بني جمح. 3002- زيادة بن جهور اللخميّ «1» : عداده في أهل فلسطين روى الطّبراني في الصّغير، وابن مندة، من طريق خالد بن موسى بن نائل بن خالد بن زيادة عن أبيه، عن جدّه، عن زيادة بن جمهور، قال: ورد عليّ كتاب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فذكره. ورواه الوليد بن عمير بن سفيان بن نائل عن آبائه بهذا الإسناد. 3003- زيد بن حيلة: بمهملة وتحتانية، وقال بجيم وموحدة. ويقال زيد بن رواس التميميّ ثم البويّ- بفتح الموحدة وتشديد الواو. كان أحد رؤساء وفد تميم إلى عمر. ذكره الرّشاطيّ، وذكره ابن عساكر فيمن وفد على معاوية، وذكره بين زيد بن ثابت وزيد بن حارثة، فدلّ على أنه عنده بالجيم وساق نسبه، فقال: زيد بن جبلة بن مرداس بن بو بن عبد قيس بن مسلمة بن عامر «2» بن عبيد السعديّ البصريّ، أحد الفصحاء. ثم ساق من طريق يعقوب بن شيبة، قال: وبلغني أنّ عبد اللَّه بن عامر كان أول من اتخذ صاحب شرطة، فولّاها زيد بن حيلة. وكان زيد شريفا في الإسلام، كان الأحنف يقول: طالما خرقنا النّعال إلى زيد بن حبلة، فنتعلّم منه المروءة- يعني في الجاهليّة.   (1) أسد الغابة ت [1792] ، تبصير المنتبه 4/ 1401، الأعلمي 19/ 56، الإكمال 4/ 195. (2) في ت عالم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 قال: ولما بعث عثمان بالمصاحف إلى الأمصار بعث إلى أهل البصرة واحدا وأعطى زيد بن حيلة آخر، فهم يتوارثونه إلى اليوم. كذا قال يعقوب بن شيبة. وله قصّة مع معاوية يقول فيها: وإن خلفنا لجيادا جيادا، وأدرعا شدادا، وألسنا شدادا. وذكر الجاحظ في البيان أنه وفد هو والأحنف، وهلال بن وكيع على عمر، فقال كلّ منهم كلاما يحضّ عمر على إرفاده إلا الأحنف فإنه حضه على الإحسان إلى جميع أهل المصر. قال الجاحظ: يرويه بشار بن عبد الحميد عن أبي ريحانة. وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ عن العلاء بن الفضل، قال: مر عمرو بن الأهتم على الأحنف بن قيس، وزيد بن حيلة، وحارثة بن بدر، فسلم فردّوا عليه، فوقف متفكرا فقالوا: مالك؟ قال: ما في الأرض أنجب من آبائكم، كيف جاءوا بأمثالكم من أمثال أمهاتكم، فضحكوا من ذلك. وذكر ابن عساكر أنه وفد على معاوية فجرى بينهما كلام طويل فيه ما يدل على أنه كان مع علي بصفّين. 3004- زيد بن صوحان: بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان العبديّ أبو سليمان، ويقال أبو عائشة، أخو صعصعة وسيحان. قال ابن الكلبيّ في تسمية من شهد الجمل مع عليّ: وزيد بن صوحان أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وصحبه. وتعقبه أبو عمر، فقال: لا أعلم له صحبة، وإنما أدرك، وكان فاضلا ديّنا سيّدا في قومه. انتهى. وقد حكى الرّشاطيّ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أن له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبديّ ما يؤيد ذلك. وروى أبو يعلى، وابن مندة، من طريق حسين بن رماحس، عن عبد الرّحمن بن مسعود العبديّ، قال: سمعت عليّا يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من سرّه أنّ ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنّة فلينظر إلى زيد بن صوحان» «1» . وروى ابن مندة، من طريق الجريريّ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: ساق   (1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 6/ 13. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 532 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأصحابه فجعل يقول: «جندب، وما جندب؟ والأقطع الحبر زيد» ، فسئل عن ذلك، فقال: «أمّا جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمّة وحدة، وأمّا زيد فرجل من أمّتي تدخل الجنّة يده قبل بدنه» . فلما ولي الوليد بن عقبة الكوفة في زمن عثمان فذكر قصّة جندب في قتله السّاحر، وأما زيد بن صوحان فقطعت يده يوم القادسيّة وقتل يوم الجمل، فقال: أدفنوني في ثيابي، فإنّي مخاصم. وروى البخاريّ، ويعقوب بن سفيان في تاريخهما، من طريق العيزار بن حريث، عن زيد بن صوحان، قال: لا تغسلوا عنا دماءنا فإنّي رجل محاجّ. وقال يعقوب بن سفيان: كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمل، كان علي عبد القيس. وذكر البلاذريّ أنّ عثمان كان سيّره فيمن سيّره من أهل الكوفة إلى الشّام، فجرى بينه وبين معاوية كلام، فقال له زيد بن صوحان: إن كنا ظالمين فنحن نتوب، وإن كنا مظلومين فنحن نسأل اللَّه العافية، فقال له معاوية: يا زيد، إنك امرؤ صدق، وأذن له بالرجوع إلى الكوفة، وكتب إلى سعيد بن العاص يوصيه به لما رأى من فضله وهديه وقصده، وأمر بإحسان جواره، وكفّ الأذى عنه. وروى حنبل في «فوائده» ، من طريق عمارة الدّهني، قال: وطّأ عمر لزيد بن صوحان راحلته، وقال: هكذا فاصنعوا بزيد. وروى يعقوب بن شيبة، من طريق غيلان بن جرير، قال: كان زيد بن صوحان يحبّ سلمان، فمن شدّة حبّه له اكتنى أبا سلمان. وكان يكنّى أبا عبد اللَّه، ويقال أبا عائشة. وروى ابن مندة، من طريق إسماعيل بن عليّة، عن أيّوب، عن ابن سيرين، قال: أخبرت أنّ عائشة أخبرت بقتل زيد بن صوحان، فقالت له خيرا. وروى البيهقيّ، من طريق خالد بن الواشمة، قال: قالت لي عائشة: ما فعل طلحة والزّبير؟ قلت: قتلا قالت: إنا للَّه، يرحمهما اللَّه، ما فعل زيد بن صوحان؟ قلت: قتل، قالت: يرحمه اللَّه. 3005- زيد بن عمرو بن قيس: بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع التميمي اليربوعي. ذكره المرزبانيّ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له أبياتا يرثي بها رجلين من بني تميم، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 533 قتلهما بنو تيم اللَّه بن ثعلبة في مقتل عثمان يقول فيها: لتبك النّساء المرضعات بسحرة «1» ... وكيعا ومسعودا قتيل الحناتم كلا أخوينا كان فرعي دعامة ... ولا يلبث البيت انقضاض الدّعائم [الطويل] 3006- زيد بن كعب: تقدم ذكره في ترجمة أخيه أرطاة بن كعب. 3007- زيد بن مالك بن ثعلبة: [بن قرة] «2» بن خنبس بن عمرو بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن ذيبان «3» بن الحارث بن سعد هذيم. له إدراك، وولده زيادة هو قتيل هدبة بن الخشرم، وافتدى به هدبة في خلافة معاوية. وقصّة هدبة مشهورة مذكورة في كامل المبرد وغيره. 3008- زيد بن وهب الجهنيّ: أبو سليمان، نزيل الكوفة. كان في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسلما ولم يره. وروى أبو نعيم من طريق الخريبي، عن يحيى بن مسلم. عن زيد بن وهب، قال: خرجت وأنا أريد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبلغتني وفاته في الطّريق. وأخرجه البخاريّ من هذا الوجه في التّاريخ، وأغرب ابن حزم في المحلّى، فذكر صفة الصّلاة من المحلّى بعد أن ذكر رواية منصور، عن زيد بن وهب، قال: دخلت أنا وابن مسعود المسجد ... فذكر قصّة. قال ابن حزم: زيد بن وهب صاحب من الصّحابة، فإن خالفه ابن مسعود لم يبق في واحد منهما حجّة. قلت: ولزيد رواية عن عمر، وعلي، وأبي ذر، وحذيفة، وابن مسعود، وأبي الدّرداء وغيرهم. وروى عنه الأعمش، ومنصور، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وطلحة بن مصرّف وآخرون. واتفقوا على توثيقه إلا أن يعقوب بن سفيان أشار إلى أنه كبر وتغير ضبطه ومات سنة ست وتسعين.   (1) في ب بمرة. (2) ليس في أ. (3) في أ، ب: عبد اللَّه بن دينار. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 القسم الرابع من حرف الزاي لزاي بعدها الباء 3009 ز- الزّبير بن عبد الرحمن: بن الزّبير القرظيّ. ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: إنه رآه في كتاب البخاريّ، وقال: إنه سكن المدينة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا. قال البغويّ: لم يذكر الحديث. قلت: هو في «الموطأ» في قصة رفاعة وزوجته، لكنه مرسل، فقد وصله ابن وهب وأبو علي الحنفيّ عن مالك، فقال فيه: عن الزّبير بن عبد الرّحمن، عن أبيه، أخرجه ابن خزيمة من طريق ابن وهب، وقد ذكره البخاريّ في التّابعين، وكذا ابن حبّان وابن أبي حاتم. تنبيه: الزبير جدّ هذا بفتح الزاء، وأما هذا فبضمها- على الجادّة- وقيل كجدّه. الزاي بعدها الراء 3010- زرارة بن كريم «1» : بن الحارث بن عمرو بن الحارث السهميّ. أورده أبو نعيم، وقال: ذكره المتأخرون، ولم يخرج له شيئا. وقد تقدّم في الحارث بن عمرو، كذا قال. وتعقبه ابن الأثير بأن ابن مندة لم يفرده، وإنما ذكر روايته عن أبيه عن جدّه. قلت: ولم يتقدم لهم في ترجمة الحارث بن عمرو ما يدل على أن لزرارة صحبة ولا رؤية، نعم ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: من زعم أن له صحبة فقد وهم. [3011 ز- زرارة والد أسعد: في ترجمة عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة] «2» . الزاي بعدها العين 3012- زعبل «3» : بعين مهملة ثم موحدة، وزان جعفر. تابعيّ مجهول أرسل شيئا فذكره أبو موسى متعلقا بما أورده الخطيب في تكملة المؤتلف بسند لا بأس به إلى أبي قدامة الحارث بن عبيد عن زعبل، قال: قال رسول اللَّه   (1) أسد الغابة ت [1743] . (2) ليس في أ. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 190، أسد الغابة ت [1751] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 535 صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «تهادوا وتزاوروا ... » الحديث. قلت: وأبو قدامة لم يلق أحدا من الصّحابة، ولا من كبار التّابعين. الزاي بعدها الكاف 3013- زكريا بن علقمة الخزاعي» : صحّفه بعض الرواة. فذكره ابن شاهين في الصّحابة هنا وإنما هو كرز بن علقمة. أخرجه أحمد وغيره من طريق الزهري، عن عروة عنه. الزاي بعدها الهاء 3014- زهير بن الأقمر «2» : تابعيّ معروف، أرسل شيئا، فذكره ابن شاهين بسبب ذلك وقد أخرج النّسائيّ في التفسير الحديث المذكور من طريق زهير بن الأقمر، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص على الصّواب. 3015- زهير بن أبي جبل «3» : ذكره البغويّ وجماعة في الصّحابة، وهو تابعيّ. قال ابن أبي حاتم في المراسيل حديثه مرسل. مع أنه ذكره في الجرح والتعديل بين صحابيين، فاقتضى ذلك أنه صحابيّ. وقال أبو عمر : زهير بن أبي جبل الأزديّ هو زهير بن عبد اللَّه بن أبي جبل، روى عنه أبو عمران الجوني «4» حديث: من بات فوق إجّار. وقال أبو نعيم نحوه، وزاد: وقيل محمد بن زهير، ثم أسند الحديث من طريق غندر، عن شعبة، عن أبي عمران، عن محمد بن زهير بن أبي جبل، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ومن طريق حماد بن زيد، عن أبي عمران، عن زهير بن عبد اللَّه ... فذكره.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، العقد الثمين 4/ 443، أسد الغابة ت [1757] . (2) أسد الغابة ت [1761] . (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 191، الوافي بالوفيات 14/ 227. (4) أسد الحربي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 ومن طريق هشام الدستوائي، عن أبي عمران، قال: كنا بفارس وعلينا رجل يقال له زهير بن عبد اللَّه. فذكر الحديث. وأخرجه ابن شاهين، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمران، عن زهير بن عبد اللَّه أيضا. وقال البخاريّ في تاريخه زهير بن عبد اللَّه: حدّثنا موسى، حدّثنا الحارث بن عبيد، حدّثنا أبو عمران، عن زهير، عن رجل من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر الحديث «من بات فوق إجار» . وأخرجه في الأدب المفرد كذلك. قال ابن حبّان: زهير بن عبد اللَّه روى عن رجل من الصّحابة، وعنه أبو عمران. وسمع من أنس. قلت: وأبو عمران من صغار التّابعين وقول شعبة: محمد بن زهير- شاذّ لاتفاق الحمادين وهشام على أنه زهير بن عبد اللَّه، واللَّه أعلم. [ثم وجدته من طريق ابن المبارك عن شعبة، فقال: عن زهير بن أبي حبّان ليس فيه محمد، أخرجه الخطيب في المؤتلف] «1» . 3016 - زهير بن رهم «2» القضاعي المهريّ: له وفادة. قاله أبو عمر عن الطبريّ. قلت: وقد صحّفه أبو عمر، فالصّواب ذهبن، كما تقدم في الذّال المعجمة. 3017- زهير الأنماريّ «3» : شاميّ. روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الدّعاء، هكذا أخرجه أبو عمر فوهم تبعا لغيره والصّواب أبو زهير، وهو معروف في ذوي الكنى، وقد سبق إلى الوهم فيه أبو سعيد بن الأعرابي راوي السّنن عن أبي داود، ونبّه على وهمه فيه غير واحد، ثم إنه نميري لا أنماريّ واللَّه أعلم.   (1) ليس في أ. (2) في أ: زهير بن قرضم. (3) أسد الغابة ت [1764] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 191. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 537 الزاي بعدها الياء 3018- زياد أبو الأغرّ النهشلي «1» : ذكره الطّبرانيّ، والباورديّ، وابن شاهين، وابن مندة، ومن تبعهم في الصّحابة وفيه نظر، فإنّهم أخرجوا كلهم من طريق إسحاق الصوّاف، عن أبي الهيثم القصاب عن عتبان بن الأغر بن زياد النهشلي، حدثني أبي عن أبيه- أنه قدم بعير له إلى المدينة، فمسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأسه وقال: «أحسنوا بيعة الأعرابيّ» «2» هكذا قال إسحاق الصّواف. والصّواب ما قال الصّلت بن محمد، عن حسان بن الأغرّ بن حصين. حدّثني عمي زياد بن الحصين، عن أبيه، أخرجه كذلك النسائيّ والطّبرانيّ. وسبب الوهم أنها كانت عتبان بن الأغر أبو زياد فصارت ابن زياد. ومثل ذلك يقع كثيرا. والقصة لحصين لا لزياد. وقد تقدمت في ترجمته على الصّواب. وقد ذكر ابن الأثير زياد النهشلي بترجمتين، وتبعه الذّهبيّ، فقال في الأولى : زياد أبو الأغر النهشلي له حديث، روى عنه أولاده. وقال في الثانية: زياد النهشليّ، روى عنه ابنه الأغر إن صحّ، فأوهم أنهما اثنان، أحدهما صحيح، والآخر فيه نظر، فانظر وتعجّب. 3019- زياد بن جارية «3» : بالجيم- التميمي. تابعي، أرسل حديثا، فذكره بسببه ابن أبي عاصم في الصّحابة، وتبعه أبو نعيم، وأبو موسى، وهو حديث: «من سأل وله ما يعنيه ... » الحديث. وله عند أبي داود حديث من روايته عن حبيب بن مسلمة في النفل، وهو من رواية مكحول عنه ووقع عند ابن ماجة زيد بن جارية وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: من قال فيه يزيد بن جارية فقد وهم. وأخرج حديثه ابن أبي عاصم، من طريق يونس بن ميسرة، قال: كنت جالسا عند أم الدّرداء، فدخل زياد بن جارية، فقالت له أم الدّرداء: حديثك عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسألة فحدّث به. وقال الهيثم بن عمران العنسيّ دخل زياد بن جارية مسجد دمشق، وقد تأخرت   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 196، أسد الغابة ت [1813] . (2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 35 و 5/ 307. (3) أسد الغابة ت [1790] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 194- خلاصة تذهيب 1/ 342. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 صلاتهم الجمعة إلى العصر فقال: واللَّه ما بعت اللَّه نبيا بعد محمد يأمركم بتأخير هذه الصّلاة. قال: فأخذ فأدخل الخضراء فقطع رأسه، وذلك في زمن الوليد بن عبد الملك. 3020- زياد بن جهور: استدركه ابن الأثير، وعزاء لابن ماكولا وللعسكريّ. والصّواب زيادة- بزيادها- وقد تقدم في القسم الّذي قبله. 3021 ز- زياد بن سعد بن ضميرة «1» : تابعيّ معروف، ذكره ابن قانع وسقط من روايته شيخه، وذلك أنه أخرج من طريق محمد بن جعفر، عن زياد بن سعد حديثا، وهو عند أبي داود من هذا الوجه فقال فيه: عن زياد بن سعد، عن أبيه، وجده فذكره. 3022 ز- زياد بن أبي هند «2» : استدركه أبو موسى، وعزاه لأبي بكر بن أبي علي، ووهم في موضعين: أحدهما في جعله صحابيّا، وإنما الصحبة لأبيه، والرواية عنه جاءت من طريق سعيد بن زياد بن قائد بن زياد بن أبي هند الدّاري، عن أبيه، عن جدّه. ثانيهما في جعله مع من اسمه زياد. وإنما هو زيّاد- بفتح الزاي وتشديد الموحّدة. كذلك ضبطه ابن ماكولا. 3023- زياد السّهميّ: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه نهى أن تسترضع الحمقاء. وروى عنه ضمام بن إسماعيل. وأورده أبو داود في المراسيل. 3024 ز- زياد، مولى معيقيب: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه سعيد بن أبي أيّوب. قال البخاريّ: حديثه مرسل. 3025- زيد بن أرطاة العامريّ «3» : من بني عامر بن لؤيّ. ذكره ابن قانع في الصّحابة. وأخرج من طريق معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن جبير بن نفير، عن زيد بن أرطاة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله   (1) أسد الغابة ت [1798] . (2) أسد الغابة ت [1815] . (3) أسد الغابة ت [1818] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 539 وسلّم: «إنّكم لن تتقرّبوا إلى اللَّه تعالى بأفضل ممّا خرج منه» - يعني القرآن. انتهى. وهذا الحديث معروف من رواية معاوية بن صالح، عن العلاء، عن زيد بن أرطاة عن جبير بن الحارث، عن جبير بن نفير، عن زيد بن أرطاة، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، فكأنه انقلب على ابن قانع. وقد ذكر البخاريّ أن العلاء يروي عن زيد بن أرطاة، وأن زيدا يروي عن جبير بن نفير، وذكر أن زيدا أرسل عن أبي الدّرداء وأبي أمامة. 3026- زيد بن إسحاق الأنصاريّ «1» : روى أبو موسى من طريق عمرو بن خالد، عن ابن لهيعة، عن زيد بن إسحاق، قال: أدركني نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على باب المسجد ... فذكر الحديث في فضل لا حول ولا قوة إلا باللَّه. ثم قال أبو موسى يستحيل لابن لهيعة إدراك الصّحابي، فلعله سقط بينهما رجل أو سقط الصّحابي. قلت: سقطا جميعا، فإن البخاريّ قال في تاريخه: زيد بن إسحاق روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبد اللَّه بن أبي جعفر مرسل وقال ابن حبّان: أرسل عن عمر، وروى عن أنس: وقال ابن يونس: زيد بن إسحاق بن جارية الأنصاريّ مدنيّ قدم مصر، روى عنه عبيد اللَّه بن أبي جعفر. 3027- زيد بن ثعلبة: بن غنم بن مالك بن النجار، جدّ عال ليحيى بن سعيد الأنصاريّ. وقع في أصل سماعنا من سنن أبي داود ما يقتضي أنّه صحابي، فقال في باب من فاتته ركعتا الفجر بعد حديث محمد بن إبراهيم التميمي، عن قيس بن عمرو، قال: رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجلا يصلّي بعد الصبح ركعتين ... الحديث. وروى عبد ربّه، ويحيى، ابنا سعيد هذا الحديث: أن جدّهما زيدا صلّى مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. انتهى. فاعتزّ بذلك شيخنا البلقيني، فألحق زيد بن ثعلبة في حاشية التجريد في الصّحابة، وعزاه لأبي داود وزيد بن ثعلبة مات قبل الإسلام بدهر طويل، وهو الجدّ الرابع لقيس بن عمرو جد يحيى بن سعيد، وكنت أظن أن الرواة اختلفوا في اسم جد يحيى بن سعيد هل   (1) أسد الغابة ت [1820] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 197، الاستبصار 270، التاريخ الكبير 3/ 388. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 540 هو قيس بن عمرو، أو زيد بن عمرو كما قالوا فيه قيس بن فهد؟ ثم راجعت النسخ القديمة من سنن أبي داود، فوجدت فيها بدل قوله زيدا مرسلا، فهذا هو المعتمد، والأول تصحيف. واللَّه أعلم. 3028- زيد بن أبي حزامة «1» : أورده أبو موسى فوهم، والصّحبة لأبيه كما سيأتي في الكنى واضحا. 3029- زيد بن ربيعة الأسديّ «2» : صحّفه ابن لهيعة فيما ذكره الطّبرانيّ، وإنما هو زيد بن زمعة كما تقدم. وقيل يزيد. قال الطّبرانيّ: لا يعرف في بني أسد بن عبد العزّى أحد اسمه ربيعة، وإنما هو زمعة والد أم المؤمنين سودة. 3030- زيد بن سلمة «3» : قال ابن مندة: ذكره بعضهم في الصّحابة، وإنما هو يزيد. 3031- زيد بن طلحة بن ركانة: يأتي في زيد بن طلحة. 3032 ز- زيد بن طلحة التميميّ: أخرج حديثه الحاكم في «المستدرك» ، وهو تابعيّ صغير أرسل شيئا قال مالك في الموطّأ، عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه، أن امرأة أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: إنّها زنت ... الحديث. قال الحاكم: مالك هو الحكم في حديث المدنيين. قلت: ليس لزيد ولا لأبيه ولا لجدّه صحبة: فهو زيد بن طلحة بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة، وجدّه مشهور في التّابعين، وقد نسبه القعنبي وغيره من رواة الموطأ. ووقع عند يحيى بن الليثيّ عن يعقوب بن زيد، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن أبي مليكة، فذكره مرسلا. 3033- زيد بن عمرو بن نفيل: نقدم في القسم الأوّل. 3034- زيد بن كعب:   (1) أسد الغابة ت [1833] . (2) أسد الغابة ت [1837] . (3) أسد الغابة ت [1842] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 541 ذكره في التجريد، والصّواب يزيد: بمثناة تحتانية أوله. 3035- زيد بن كعب: في دريد بن كعب. 3036- زيد بن مالك «1» : وهم بعض الرواة في اسم والده، وإنما هو زيد بن ثابت: قال آدم بن أبي إياس في كتاب ثواب الأعمال: حدّثنا روح، حدّثنا أبان بن أبي عياش، عن أنس رضي اللَّه عنه، قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا أنا بزيد بن مالك، فوضع يده على منكبي يتكىء عليه، فجعلت وأنا شابّ أخطو خطو الشّباب، فقال لي زيد قارب الخطأ، فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «من مشى إلى المسجد كان له بكلّ خطوة عشر حسنات» «2» أخرجه أبو موسى في الذيل، من طريق آدم، وقال: كذا وقع هذا الاسم هنا، ورواه الناس عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن زيد بن ثابت، وهو الصّحيح. قلت: نسب زيد بن ثابت في هذه الرواية إلى جدّه الأعلى، فإنه زيد بن ثابت بن الضّحّاك بن زيد، يتصل نسبه إلى مالك بن النّجار، كما تقدم في ترجمته. 3037 ز- زيد بن المرس «3» : قد تقدمت الإشارة إليه في زيد بن المزيّن، وبينت وجه الصّواب في ضبط اسم والده. 3038- زيد بن وهب الجهنيّ «4» : تقدم في القسم الثالث أنّ ابن حزم ادّعى أنه صحابي، فوهم، وبينت وجهه هناك.   (1) أسد الغابة ت [1871] ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 201، الطبقات الكبرى 3/ 246، 8/ 450. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 150. والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 49. (3) أسد الغابة ت [1873] . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 202، تاريخ من دفن بالعراق 201، خلاصة تذهيب 1/ 355، غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 299، تهذيب التهذيب 3/ 447، الطبقات 158- تقريب التهذيب 1/ 277، الطبقات الكبرى 6/ 102، الوافي بالوفيات 15/ 41، التاريخ الكبير 3/ 407، أسد الغابة ت [1879] ، الاستيعاب ت [865] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 542 [ المجلد الثالث ] بسم اللَّه الرحمن الرحيم حرف السين المهملة القسم الأول السين بعدها الألف 3039- سابط بن أبي حميضة «1» : بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، والد عبد الرّحمن. قال ابن ماكولا: له صحبة. ذكره أبو حاتم في «الوحدان» . وروى بقيّ بن مخلد والباورديّ وابن شاهين، من طريق أبي بردة، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن أبيه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنّها من أعظم المصائب» «2» . وإسناده حسن، لكن اختلف فيه على علقمة. وروى أبو نعيم من طريق الحسن بن عمارة، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إنّ البيت الّذي يذكر اللَّه فيه ليضيء لأهل السّماء كما تضيء النّجوم لأهل الأرض» «3» . وإسناده ضعيف. وقد قيل: إن عبد الرّحمن بن سابط هذا هو ابن عبد اللَّه بن سابط، وإن الصّحبة والرواية لأبيه عبد اللَّه بن سابط، وبذلك جزم البغوي، فأخرج الحديث الأول في ترجمة عبد اللَّه بن سابط.. 3040- سارية بن أوفى المزنيّ «4» : ذكره ابن شاهين. ويأتي ذكره في ترجمة الوليد ابن زفر إن شاء اللَّه تعالى.   (1) بقي بن مخلد 676 أسد الغابة ت 1883، الاستيعاب ت 1132. (2) ذكره المتقي الهندي في الكنز (6655) وعزاه لابن السني في عمل اليوم والليلة وأبي نعيم عن بريدة. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1818، والحسيني في اتحاف السادة المتقين 4/ 446. (4) أسد الغابة ت 1885. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 3 3041- سارية بن زنيم «1» : بن عبد اللَّه بن جابر بن محمية بن عبد «2» بن عديّ بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الدئليّ- تقدّم في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم ما يشعر بأن له صحبة. وقال ابن عساكر: له صحبة. وقال مصعب الزّبيري فيما أنشد ابن أبي خيثمة لسارية بن زنيم معتذرا إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان بلغه أنه هجاه فتوعّده فأنشد: تعلّم رسول اللَّه أنّك قادر ... على كلّ حيّ من تهام ومنجد تعلّم رسول اللَّه أنّك مدركي ... وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد تعلّم بأنّ الرّكب آل عويمر ... هم الكاذبون المخلفو كلّ موعد ونبيّ رسول اللَّه أنّي هجوته ... فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي سوى أنّني قد قلت ويل أمّ فتية ... أصيبوا بنحس لا يطاق وأسعد أصابهم من لم يكن لدمائهم ... كفاء فعزّت عولتي وتجلّدي ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا «3» ... أولئك إلّا تدمع العين أكمد على أنّ سلمى ليس فيها كمثله ... وإخوته وهل ملوك كأعبد وإنّي لا عرضا خرقت ولا دما ... هرقت فذكّر عالم الحقّ واقصد «4» [الطويل] يقول فيها: فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد [الطويل] وقد تقدّم في ترجمة أسيد بن أبي إياس أنّ هذه الأبيات له، فاللَّه أعلم. وتقدّم أيضا بعض هذه الأبيات في ترجمة أنس بن زنيم، قال المرزبانيّ: أصدق بيت قالته العرب هذا البيت: فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد [الطويل] وجزم عمر بن شبة بأنه لأنس.   (1) أسد الغابة ت 1886. (2) في أ، ج عبيد. (3) في أ، ج تتايعوا. (4) تنظر الأبيات في سيرة ابن هشام 4/ 46. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 4 قال: وسارية ولّاه عمر ناحية فارس، وله يقول: يا سارية، الجبل. وقال المرزبانيّ: كان سارية مخضرما. وقال العسكريّ: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يلقه. وذكره ابن حبّان في التابعين. وذكر الواقديّ، وسيف بن عمر- أنه كان خليعا في الجاهليّة، أي لصّا كثير الغارة، وأنه كان يسبق الفرس عدوا على رجليه، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأمّره عمر على جيش، وسيّره إلى فارس «1» سنة ثلاث وعشرين، فوقع في خاطر عمر وهو يخطب يوم الجمعة أن الجيش المذكور لاقى العدو وهم في بطن واد وقد همّوا بالهزيمة وبالقرب منهم جبل، فقال في أثناء خطبته: يا سارية، الجبل، الجبل، ورفع صوته، فألقاه اللَّه في سمع سارية، فانحاز بالناس إلى الجبل، وقاتلوا العدوّ من جانب واحد ففتح اللَّه عليهم. قلت: هكذا أخرج القصة الواقديّ عن أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، وأخرجها سيف مطوّلة عن أبي عثمان وأبي عمرو بن العلاء، عن رجل من بني مازن، فذكرها مطولة. وأخرجها البيهقيّ في الدّلائل واللالكائي في شرح السنّة والزين «2» عاقولي في فوائده، وابن الأعرابي في «كرامات الأولياء» من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر، قال: وجّه عمر جيشا ورأس عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية، الجبل- ثلاثا، ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هزمنا، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي: يا سارية، الجبل- ثلاثا، فأسندنا ظهرنا إلى الجبل، فهزمهم اللَّه تعالى. قال: قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك. وهكذا ذكره حرملة في جمعه لحديث ابن وهب، وهو إسناد حسن. وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة. وروى ابن مردويه، من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عمر، عن أبيه- أنه كان يخطب يوم الجمعة، فعرض في خطبته أن قال: يا سارية، الجبل، من استرعى الذّئب ظلم، فالتفت الناس بعضهم إلى بعض، فقال لهم: ليخرجن مما «3» قال. فلما فرغ سألوه، فقال:   (1) فارس: ولاية واسعة، وإقليم فسيح كان أول حدودها من جهة العراق أرّجان ومن جهة كرمان السّيرحان ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف ومن جهة السند مكران. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1012. (2) في ب: والزين العقولي. (3) في ج بما. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 وقع في خلدي أنّ المشركين هزموا إخواننا، وأنهم يمرّون بجبل، فإن عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد، وإن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه. قال: فجاء البشير بعد شهر، فذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم، قال: فعدلنا إلى الجبل، ففتح اللَّه علينا. وقال خليفة: افتتح سارية أصبهان صلحا وعنوة فيما يقال. 3042- ساعدة بن محصن: ذكره ابن مندة، ولم يخرج له شيئا، وإنّما قال: ذكره البخاري في الصّحابة، وتبعه أبو نعيم على ذلك. وجوّز ابن الأثير أن يكون ساعدة بن محيّصة الآتي في القسم الرّابع. 3043- ساعد» : ويقال ساعدة بن هلوات المازني. تقدم ذكره في ترجمة ابنه أسمر بن ساعدة. 3044- ساعدة التميمي العنبري: ورد أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أقطعه. تقدّم ذكره في ترجمة أوفى بن مولة، وأفرده الذّهبي، فقال : ساعد- غير منسوب، أقطعه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بئرا في المعلاة «2» ، كذا ذكره بلا هاء. 3045- ساعدة الهذلي «3» : أبو عبد اللَّه. قال أبو عمر: في صحبته نظر. وروى أبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق عبد اللَّه بن يزيد الهذليّ، عن عبد اللَّه بن ساعدة الهذليّ، عن أبيه، قال: كنا عند صنمنا سواع، وقد جلبنا إليه غنما لنا مائتي شاة قد أصابها جرب فأدنيتها منه أطلب بركته، فسمعت مناديا من جوف الصنم ينادي: ذهب كيد الجن، ورمينا بالشّهب لنبي اسمه أحمد، قال: فصرفت وجه غنمي منحدرا إلى أهلي، فلقيت رجلا فخبّرني بظهور النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث وإسناده ضعيف. 3046- سالف بن عثمان «4» : بن عامر بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي.   (1) أسد الغابة ت 1889. (2) المعلاة: بالفتح ثم السكون: موضع بين مكة وبدر والمعلاة: من قرى الخرج باليمامة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1290. (3) أسد الغابة ت 1890، الاستيعاب ت 881. (4) أسد الغابة 1891. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 روى ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، وعن رجال المدائني، قالوا: لما قدم وفد ثقيف على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سألوه أن يتركهم على دينهم، فذكر القصة، وفيها: فلما أسلموا استعمل من الأحلاف سالف بن عثمان على صدقة ثقيف. وذكره ابن الكلبيّ في الأنساب الكبرى، وقال: ولّي الطّائف، ومدحه النّجاشي الشّاعر. ذكر من اسمه سالم 3047 ز- سالم بن ثبيتة: بن يعار بن عبيد بن زيد الأنصاريّ، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، قال: إنه بدريّ، ولا أعلم له رواية. قلت: ويغلب على ظني أنه وهم، وأنه سالم مولى ثبيتة، وهو سالم مولى أبي حذيفة الآتي قريبا. وثبيتة بمثلثة ثم موحدة ثم مثناة مصغّر، ويعار بتحتانية ومهملة. واللَّه أعلم. 3048- سالم بن حرملة: بن زهير «1» بن حشر- بفتح المهملة وسكون المعجمة ثم راء. وقيل خنيس- بمعجمة ثم نون ثم مهملة مصغّر. وقيل بفتح أوله وسكون النون بعدها موحدة مفتوحة ثم معجمة، وبالأول جزم الدارقطنيّ وابن ماكولا، والثالث وقع عند ابن السّكن، وساق نسبه إلى عديّ بن الرّباب العدويّ من بني عديّ بن الرباب. قال أبو عمر: له صحبة ورواية، ثم قال: سالم العدويّ مخرج حديثه عن ولده، ولا أحسبه من عدي قريش. انتهى. فجعل الواحد اثنين، وسيأتي التنبيه على ذلك في القسم الرابع. وقد روى حديثه البغويّ، والحسن بن سفيان، وابن الجارود، والباوردي، وابن السكن، والطبراني، كلّهم من طريق أبي الربيع سليمان بن عبد العزيز بن عبثر بن سالم بن حرملة، حدثني أبي عن أبيه أن أباه وفد إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيمن وفد إليه وهو حدث وله ذؤابة وقد كاد أن يبلغ فتطهّر من فضل وضوء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فشمت عليه رسول اللَّه ودعا له.   (1) أسد الغابة ت 1893، الاستيعاب ت 883. الثقات 2/ 159، تجريد أسماء الصحابة ط 2031، الطبقات 192، الإكمال 2/ 101. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 ووقع عند ابن قانع، من طريق سليمان بن عدي المذكور إلى قوله: إنّ أباه وفد، فقال في هذه الرواية: إن أباه أخبره عن جدّه سالم أنه وفد، فذكر الحديث. ووقع عند الذّهبي سالم بن حرملة بن حشر «1» من الإكمال، ففرق بينه وبين الّذي قبله، فوهم. 3049 ز- سالم بن حمير العبديّ: من بني مرة بن ظفر بن عمرو بن وديعة. ذكره الرّشاطيّ عن المدائني فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 3050 ز- سالم بن رافع الخزاعيّ: ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وقال: إنه مخضرم، أنشد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شعرا لما طرقتهم بكر بن عبد مناة بالوتير، قال: ومحمد بن إسحاق يروي هذه الأبيات لعمرو بن سالم بن حصيرة «2» الخزاعي، فلعل الشّعر له وكان سالم بن رافع رفيقه. 3051 ز- سالم بن عبد اللَّه: يأتي بعد ترجمة. 3052- سالم بن عبيد الأشجعي «3» : من أهل الصفة ثم نزل الكوفة، وروى له «4» من أصحاب السّنن حديثين بإسناد صحيح في العطاس. وله رواية عن عمر فيما قاله وصيفه «5» عند وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكلام أبي بكر في ذلك أخرجه يونس بن بكير في زياداته. روى عنه هلال بن يساف، ونبيط بن شريط، وخالد بن عرفطة. 3053- سالم بن عمير «6» : ويقال ابن عمرو، ويقال بن عبد اللَّه بن ثابت بن النّعمان بن أميّة بن امرئ القيس بن ثعلبة، ويقال في نسب جدّه ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ.   (1) في ب: ابن حر. (2) في أ: خضيرة، في الطبقات حضيرة. (3) أسد الغابة ت 1897، الاستيعاب 884. الثقات 3/ 158، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204، تقريب التهذيب 1/ 280. تهذيب التهذيب 3/ 440- تهذيب الكمال 1/ 363- خلاصة تذهيب 1/ 362، الكاشف 1/ 344، الجرح والتعديل 4/ 795، حلية الأولياء 1/ 371، الوافي بالوفيات 15/ 113، التاريخ الكبير 4/ 106، البداية والنهاية 6/ 336 المعرفة والتاريخ 1/ 455، 446، دائرة معارف الأعلمي 19/ 107 التاريخ لابن معين 3/ 187. بقي بن مخلد 103. (4) في أ: وقال له. (5) في أ: وصنعه. (6) أسد الغابة ت 1900، الاستيعاب ت 885. الطبقات الكبرى 3/ 480، المغازي للواقدي 3/ 160، سيرة ابن هشام 2/ 332 تاريخ اليعقوبي 2/ 27، الوافي بالوفيات 15/ 89، تاريخ الإسلام 1/ 60. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 ذكره موسى بن عقبة في البدريّين [وله ذكر في ترجمة أمامة أبي ندبة. يأتي في الكنى] «1» ، وقال ابن سعد ويونس بن بكير عن ابن إسحاق: هو أحد البكّاءين. وقال فيه سالم بن عمرو بن عوف، وكذا قال ابن مردويه من طريق مجمّع بن جارية، وزاد في نسبه العمري، يعني أنه من بني عمرو بن عوف. وقال أبو عمر: شهد العقبة وبدرا وما بعدها، ومات في خلافة معاوية. وروى ابن جرير، من طريق أبي معشر، عن محمد بن كعب وغيره في تسمية البكّاءين سالم بن عمير، من بني واقف. قلت: فهذا يحتمل أن يكون غير الأوّل. واللَّه أعلم. 3054 ز- سالم بن عمير الواقفي: ذكر في الّذي قبله. 3055- سالم بن عوف الأنصاريّ: من حلفاء بني زعوراء بن عبد الأشهل. ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق في المغازي فيمن شهد بدرا. 3056- سالم بن عوف: بن مالك الأشجعيّ. له ولأبيه صحبة. وروى ابن مردويه من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء عوف بن مالك الأشجعيّ إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن ابني أسره العدوّ وجزعت أمه، فما تأمرني؟ قال: «آمرك وإيّاها أن تستكثروا من قول: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» . فقالت المرأة: نعم ما أمرك به! فجعلا يكثران منها، فغفل عنه العدوّ، فاستاق غنمهم فجاء بها إلى أبيه وهي أربعة آلاف شاة، فنزلت: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ... [الطلاق: 2] الآية. ورواه الخطيب في ترجمة سعيد بن القاسم البغداديّ من «تاريخه» عن رواية جويبر عن الضّحاك عن ابن عبّاس كذلك. ورواه السّدي في تفسيره كذلك. وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه قال: جاء رجل- أراه عوف بن مالك- فذكر معناه. وأخرجه الثّعلبيّ من وجه آخر ضعيف، وزاد أنّ الابن يسمى سالما، وساق القصّة بالمعنى. وقال آدم في الثّواب: حدثنا عاصم بن محمد بن زيد، حدثنا عبد اللَّه بن الوليد،   (1) سقط في ج. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 عن محمد بن إسحاق، قال: جاء مالك الأشجعيّ، فقال: يا رسول اللَّه، أسر ابني عوف، فذكر الحديث، وهذا كأنه سقط منه ابن، فكان في الأصل جاء ابن مالك، فتوافق الرّوايات الأخرى، وإن ثبتت هذه الرواية فيكون لمالك صحبة. 3057- سالم بن وابصة الأسديّ «1» : ذكره الطبريّ وغيره في الصحابة، فإن كان وابصة أباه فهو ابن معبد فلا صحبة لسالم. وقال ابن مندة: مجهول. قلت: إن كان هو ابن معبد فليس بمجهول، وأبوه مجهول في الصّحابة. وقال ابن حبّان في الثّقات: من التابعين سالم بن وابصة بن معبد، يروي عن أبيه، روى عنه أهل الجزيرة. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: سألت عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن صخر عن ولد جدّه وابصة، فقال: هم سالم، وعتبة، وعبد الرّحمن، وعمر، فأكبرهم سالم وعتبة، قال: ومات سالم في آخر خلافة هشام، وكان في خلافة عثمان غلاما شابا. وأخرج إسحاق والحسن بن سفيان والطّبريّ وابن مندة من طريق بقية، عن مبشّر بن عبيد، عن حجاج بن أرطاة، عن فضيل بن عمرو، عن سالم بن وابصة- سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ألا إنّ شرّ السّباع الأثعل» ، أي الثعلب. وهذا إسناد ضعيف جدّا. وقد أخرجه البغويّ من طريق آخر عن بقيّة: فقال: عن سالم بن وابصة، وكذلك رواه محمد بن شعيب، عن مبشّر بن عبيد، وهذا يدل على أنه وقع في الإسناد الأول تصحيف، وأنه عن سالم عن وابصة لا سالم بن وابصة، فظهر أنه سالم بن وابصة بن معبد. وهو تابعيّ، كما تقدّم من حكاية أبي زرعة- أنه كان في خلافة عثمان شابا، لأنّ مولده يكون في خلافة عثمان أو في خلافة عمر. [وقد ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، فقال: سالم بن وابصة بن معبد الأسديّ، ويقال: اسم جدّه عتبة بن قيس بن كعب، وساق نسبه إلى أسد بن خزيمة، لأبيه وابصة رواية عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وكان سالم شاعرا مسلما متديّنا عفيفا، ولّي الرّقة عن محمد بن مروان. واللَّه أعلم] «2» .   (1) أسد الغابة ت 1901، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204 الجرح والتعديل 4/ 814، الأعلام 3/ 73. (2) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 3058- سالم الحجّام «1» : قال أبو عمر: سالم رجل من الصّحابة حجم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وشرب دم المحجمة، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أما علمت أنّ الدّم كله حرام» «2» . انتهى. وقال ابن مندة: يقال هو أبو هند. ويقال اسم أبي هند سنان، ثم أخرج من طريق يوسف بن صهيب حدثنا أبو الجحاف عن سالم، قال: حجمت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فلما وليت المحجمة منه شربته. فذكر الحديث. 3059- سالم: مولى أبي حذيفة «3» بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. أحد السّابقين الأولين. قال البخاريّ: مولاته امرأة من الأنصار. وقال ابن حبّان: يقال لها ليلى، ويقال ثبيتة بنت يعار «4» ، وكانت امرأة أبي حذيفة، وبهذا جزم ابن سعد. وقال ابن شاهين: سمعت ابن أبي داود يقول: هو سالم بن معقل، وكان مولى امرأة من الأنصار يقال لها فاطمة بنت يعار، أعتقه سائبة فوالى أبا حذيفة، وسيأتي في ترجمة وديعة أن اسمها سلمى. وزعم ابن مندة أنه سالم بن عبيد بن ربيعة، وتعقّبه أبو نعيم فأجاد «5» ، وإنما هو مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، فوقع فيه سقط وتصحيف. وقال ابن أبي حاتم: لا أعلم روي عنه شيء. قلت: بل روي عنه حديثان: أحدهما عند البغويّ من طريق عبدة بن أبي لبابة، قال: بلغني عن سالم مولى أبي حذيفة قال: كانت لي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حاجة، فقعدت في المسجد أنتظر، فخرج فقمت إليه فوجدته قد كبّر، فقعدت قريبا منه، فقرأ البقرة ثم النّساء والمائدة والأنعام ثم ركع. ثانيهما: عند سمويه في السّادس من فوائده، وعند ابن شاهين من طريق عمرو بن   (1) أسد الغابة ت 1896، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204. (2) أورده ابن حجر في تلخيص الحبير «1/ 30 رواه أبو نعيم في المعرفة وفي إسناده أبو الجحاف وفيه مقال، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40960 وعزاه لابن مندة عن سالم الحجام. (3) أسد الغابة ت 1892، استيعاب ت 886. (4) في أ: بنت لغات. (5) في ح: فأجاده. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 دينار قهرمان آل الزبير- حدّثني شيخ من الأنصار، عن سالم مولى أبي حذيفة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثل جبال تهامة، فيجعل اللَّه أعمالهم هباء، كانوا يصلّون ويصومون، ولكن إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا إليه» «1» . وأخرجه ابن مندة، من طريق عطاء بن أبي رباح عن سالم نحوه. وفي السّندين جميعا ضعف وانقطاع، فيحمل كلام ابن أبي حاتم على أنه لم يصحّ عنه شيء. وكان أبو حذيفة قد تبنّاه كما تبنّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم زيد بن حارثة، فكان أبو حذيفة يرى أنه ابنه، فأنكحه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة، فلما أنزل اللَّه: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] ردّ كل أحد تبنّى ابنا من أولئك إلى أبيه، ومن لم يعرف أبوه ردّ إلى مواليه. أخرجه مالك في «الموطأ» ، عن الزهري، عن عروة بهذا، وفيه قصة إرضاعه. وروى البخاريّ من حديث ابن عمر: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤمّ المهاجرين الأولين في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر. أخرجه الطّبراني من طريق هشام بن عروة عن نافع، وزاد: وكان أكثرهم قرآنا. وقصته في الرّضاع مشهورة، فعند مسلم من طريق القاسم عن عائشة أنّ سالما كان مع أبي حذيفة، فأتت سهلة بنت سهيل بن عمرو رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالت: إن سالم بلغ ما يبلغ الرجال، وإنه يدخل عليّ وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئا، فقال: أرضعيه تحرمي عليه» الحديث. ومن طريق الزّهري عن أبي عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن زمعة، عن أمه زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة- أن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قلن لعائشة: ما نرى هذا إلا رخصة رخّصها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لسالم. وقال مالك في الموطّأ عن الزّهري: أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة ... فذكر الحديث، قال: جاءت سهلة بنت سهيل- وهي امرأة أبي حذيفة- فقالت: يا رسول اللَّه، إنا كنا نرى سالما ولدا، وكان يدخل عليّ وأنا فضل، فماذا ترى فيه؟ فذكره. ووصله عبد الرّزّاق عن مالك، فقال: عن عروة، عن عائشة. وأخرجه البخاريّ من طريق اللّيث عن الزّهري موصولا.   (1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 178 عن سالم مولى أبي حذيفة. وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 67. وأورده الحسيني في اتحاف السادة المتقين 8/ 86. ودفع الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 وروى البخاريّ ومسلم والنّسائيّ والتّرمذيّ من طريق مسروق عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي- رفعه: «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيّ ابن كعب، ومعاذ بن جبل» . ومن طريق ابن المبارك في كتاب «الجهاد» له، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن ابن سابط- أن عائشة احتبست على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ما حبسك؟» قالت: سمعت قارئا يقرأ- فذكرت من حسن قراءته- فأخذ رداءه وخرج، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة. فقال: «الحمد للَّه الّذي جعل في أمّتي مثلك» - وأخرجه [أحمد، عن ابن نمير عن حنظلة] «1» وابن ماجة والحاكم في المستدرك، من طريق الوليد بن مسلم، حدثني حنظلة، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن عائشة ... ، فذكره موصولا، وابن المبارك أحفظ من الوليد، ولكن له شاهد أخرجه البزّار عن الفضيل بن سهل، عن الوليد بن صالح، عن أبي أسامة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة بالمتن دون القصّة، ولفظه: قالت: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سالما مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل فقال: «الحمد للَّه الّذي جعل في أمّتي مثله» . ورجاله ثقات. وروى ابن المبارك أيضا فيه أنّ لواء المهاجرين كان مع سالم، فقيل له في ذلك، فقال: بئس حامل القرآن أنا- يعني إن فررت- فقطعت يمينه، فأخذه بيساره، فقطعت، فاعتنقه إلى أن صرع، فقال لأصحابه: ما فعل أبو حذيفة؟ يعني مولاه، قيل: قتل، قال: فأضجعوني بجنبه، فأرسل عمر ميراثه إلى معتقته ثبيتة، فقالت: إنما أعتقه سائبة، فجعله في بيت المال، وذكر ابن سعد أن عمر أعطى ميراثه لأمه، فقال: كليه. 3060 - سالم «2» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: [روى ابن مندة من طريق عمر بن هارون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن سالم مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كنّ يجعلن رءوسهن بأربع قرون، فإذا اغتسلن جمعنهنّ على أوساط رءوسهن. قال: ورواه خارجة بن مصعب عن جعفر فقال: سلمى بدل سالم. وذكره العسكري فقال: سالم خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم] «3» .. يأتي في سلمى في القسم الرابع. 3061- سالم «4» : غير منسوب. قال الواقديّ: حدّثنا أبو داود سليمان بن سالم، عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي أن رجلا مرّ على مجلس بالمدينة فيه عمر بن الخطاب، فنظر إليه فقال: أكاهن أنت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هدى اللَّه بالإسلام كلّ جاهل،   (1) سقط في أ، ج. (2) أسد الغابة ت 1894. (3) سقط في ط. (4) الاستيعاب ت 887. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 بالحقّ كلّ باطل، وأقام بالقرآن كلّ مائل، وأغنى بمحمد كلّ عائل. فقال عمر: متى عهدك بها؟ يعني صاحبته- قال: قبيل الإسلام، أتتني فصاحت: يا سالم، يا سالم ... فذكرت قصّة. 3062- سالم العدويّ «1» : أفرده أبو عمر عن سالم بن حرملة، وهو هو. ذكر من اسمه السائب 3063- السّائب بن الأقرع «2» : بن عوف بن جابر بن سفيان بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم الثّقفيّ. قال البخاريّ: مسح النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم رأسه «3» ، وروى ابن مندة من طريق أبي حمزة، عن عطاء بن السّائب، عن بعض أصحابه، عن السّائب بن الأقرع أن أمه مليكة دخلت به على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو غلام فمسح رأسه ودعا له. قال ابن مندة: ولي أصبهان ومات بها، وعقبه بها، منهم مصعب بن الفضيل «4» بن السائب. وقال أبو عمر: شهد فتح نهاوند، وسار بكتاب عمر إلى النعمان بن مقرّن، واستعمله عمر على المدائن. قلت: أخرج ذلك ابن أبي شيبة بإسناد صحيح في قصة. وقال هشام بن الكلبيّ، عن أبيه، قال ابن عبّاس: لم يكن للعرب أمرد ولا أشيب أشدّ عقلا من السائب بن الأقرع. وحكى الهيثم بن عديّ عن الشعبي: أنّ السائب شهد فتح مهرجان ودخل دار الهرمزان فرأى فيها ظبيا من جصّ مادّا يده، فقال: أقسم باللَّه إنه ليشير إلى شيء، فنظر فإذا فيه خبيئة للهرمزان فيها سفط من جوهر. وروى ابن أبي شيبة، من طريق الشّيبانيّ، عن السّائب بن الأقرع نحوه.   (1) أسد الغابة ت 1898، الاستيعاب ت 888. (2) أسد الغابة ت 1902، الاستيعاب ت 889. الثقات 3/ 173، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204، الجرح والتعديل 4/ 30، الطبقات الكبرى 6/ 82، العقد الثمين 4/ 493، ذكر أخبار أصبهان 1/ 75، 243، الوافي بالوفيات 15/ 145، تاريخ بغداد 1/ 202، التاريخ الكبير 4/ 51. (3) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 182. عن ابن عباس. (4) في أالفضل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 وقال سعيد بن منصور «1» ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن حصين، عن أبي وائل، قال: كان السائب بن الأقرع عاملا لعمر، فذكر قصة طويلة، وسيأتي في ترجمة قريب بن ظفر أن عمر بعثه مع النعمان بن مقرّن لما وجّهه إلى نهاوند قاسما. 3064 ز - السّائب بن الحارث «2» : بن صبرة- بفتح المهملة وكسر الموحدة- ابن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي. قال البخاري: له صحبة. وهو السائب بن أبي وداعة، وروى البخاري من طريق إبراهيم بن المطلب أن السائب بن أبي وداعة تصدق بداره سنة سبع وخمسين [ومات فيها] «3» . وقال الزّبير بن بكّار، عن عمه: زعموا أنه كان شريكا للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة، وهو أخو المطلب بن أبي وداعة. وأما قول أبي عمر: إن السّائب هو المطلب فلم يتابع عليه. 3065- السّائب بن الحارث «4» : بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشيّ السهميّ. أحد السّابقين. قال ابن إسحاق: هاجر إلى الحبشة، وكذا ذكره موسى بن عقبة. وذكره ابن إسحاق فيمن قتل بالطّائف، وكذا ذكره الواقديّ، وزاد: وقتل معه أيضا أخوه عبد اللَّه، لكن ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب، ووافقه معمر عن ابن شهاب- أنه جرح وأنه عاش بعد ذلك إلى أن استشهد بالأردنّ يوم فحل» في أول خلافة عمر سنة ثلاث عشرة، وكذا ذكر ابن سعد وزاد: وأمه أم الحجاج كنانيّة. 3066- السّائب بن أبي حبيش «6» : بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشيّ الأسديّ أخو فاطمة. ذكره العسكريّ، وقال: لا أعلم له رواية.   (1) ثبت من أ. (2) أسد الغابة ت 1903. (3) سقط في ج. (4) أسد الغابة ت 1904، الاستيعاب ت 890. (5) فحل: بالفتح ثم الكسر: موضع وفحل بالفتح ثم السكون واللام: جبل بتهامة لهذيل يصبّ منه واد يسمى شجوة أسفله لقوم من بني أمية بالأردن قرب طبرية وفحل بكسر أوله ثم السكون موضع بالشام كانت للمسلمين مع الروم به وقعة، قتل فيها ثمانون ألفا من الروم وهي مشهورة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1018، 1019. (6) أسد الغابة ت 1905، الاستيعاب ت 891. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 وقال ابن سعد، في الطّبقة الرابعة ممن أسلم يوم الفتح: أمه أم جميل بنت الفاكه بن المغيرة المخزوميّة، وتزوّج عاتكة بنت الأسود بن المطلب، فولد له منها عبد اللَّه ورقيّة، وأسلم يوم الفتح، وأطعمه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر ثلاثين وسقا، ولا أعلمه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا، وكانت له سن عالية، وله بالمدينة دار كبيرة، ومات في زمن معاوية بالمدينة. وقال أبو عمر: هو الّذي قال فيه عمر: ذاك رجل لا أعلم فيه عيبا بخلاف غيره. وقد روي أن عمر قال ذلك في ولده عبد اللَّه بن السائب، وكان شريفا وسيطا أيضا، والأثبت أنه قاله في السّائب وهو أخو فاطمة المستحاضة. روى عنه سليمان بن يسار وغيره. وقال ابن مندة: روى عنه سليمان بن يسار أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «يا ابن أبي حبيش» . رواه الواقديّ ولم يزد ابن مندة في ترجمته على ذلك. 3067- السّائب بن حزن «1» : بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم المخزوميّ، عمّ سعيد بن المسيّب. قال ابن عبد البرّ: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمولده. وقال مصعب: المسيب، والسّائب، وعبد الرحمن، وأبو معبد إخوة، أمهم أم الحارث بنت سعيد بن أبي قيس العامريّة، ولم يرو منهم إلا المسيّب. وقال ابن عبد البرّ: لا أعلم له رواية. قلت: زاد ابن سعد في أولاد حزن: حكيم بن حزن، وقال: أسلم يوم الفتح، واستشهد باليمامة، ولم يذكر السّائب. 3068- السّائب بن خبّاب «2» : أبو مسلم- ويقال أبو عبد الرحمن صاحب المقصورة، ويقال: هو مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. والصّواب أنه غيره، فإن مولى فاطمة ولد سنة خمس وعشرين، ومات سنة تسع وتسعين. ذكر ذلك ابن حبّان في الثقات، وأما صاحب المقصورة فقال الدارقطنيّ: مختلف في صحبته.   (1) أسد الغابة ت 1906، الاستيعاب ت 892. (2) أسد الغابة ت 1907، الاستيعاب ت 893، تجريد أسماء الصحابة 1/ 215، تقريب التهذيب 1/ 282، تهذيب التهذيب 3/ 446، تهذيب الكمال 1/ 464، خلاصة تذهيب 1/ 364، الكاشف 1/ 346، الجرح والتعديل 4/ 1028، 1043، التلقيح 380، التحفة اللطيفة 2/ 113، تصحيفات المحدثين 430، 431، العقد الثمين 4/ 298، التاريخ الكبير 4/ 151، الإكمال 5/ 149، الثقات 4/ 327، مشاهير علماء الأمصار 554، بقي بن مخلد 686. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 قلت: ولكن تقدّم في ترجمة خبّاب والد السائب هذا أنه مولى فاطمة، فلعل ابن حبان لم يحرّر مولده. وقال البخاريّ: يقال له صحبة. وقال الدار الدّارقطنيّ: مختلف في صحبته. وروى له ابن ماجة حديث: «لا وضوء إلّا من صوت أو ريح» ، ولم ينسبه في روايته المشهورة. ووقع في نسخة: السائب بن يزيد وعليها اعتمد ابن عساكر، ونسبه أحمد من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عنه، فقال: عن السائب بن خبّاب. وقال البغويّ: لا أعلم له سندا غيره. انتهى. وقد أورد له ابن مندة آخر، وقال الأزدي: تفرد عنه محمد بن عمرو بن عطاء. انتهى. وقد قال أبو حاتم: روى عنه محمد بن عمرو بن عطاء، وإسحاق بن سالم- أنه قال: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال ابن قسيط، عن مسلم بن السّائب، عن أمه: توفي السّائب فأتيت ابن عمر ... فذكر قصّة. وذكر عمر بن شبّة في أخبار المدينة أن عثمان استعمل السائب بن خبّاب على المقصورة، ورزقه دينارين في كل شهر، فتوفي عن ثلاثة رجال: مسلم، وبكير، وعبد الرحمن. وغفل ابن حبّان فذكر في ثقات التابعين السّائب بن خبّاب. وروي عن ابن عمر أنه مات سنة تسع وتسعين، وليس هو صاحب المقصورة، ولذا فرقهما. 3069- السائب بن خلّاد «1» : بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة «2» بن امرئ القيس بن مالك الأنصاري الخزرجي، أبو سهلة. قال أبو عبيد: شهد بدرا، وولي اليمن لمعاوية، وله أحاديث. روى عنه ابنه خلاد،   (1) أسد الغابة ت 1909، الاستيعاب ت 895، تجريد أسماء الصحابة 1/ 205، تقريب التهذيب 1/ 282- تهذيب الكمال 1/ 464، خلاصة تذهيب 1/ 364، الكاشف 1/ 346، الجرح والتعديل 4/ 27، حلية الأولياء 1/ 372، الاستبصار 120، الطبقات 94، الطبقات الكبرى 8/ 363- التحفة اللطيفة 113، حسن المحاضرة 1/ 202، الوافي بالوفيات 15/ 135، التاريخ الكبير 4/ 150، الثقات 3/ 73، اسعاف 191، تاريخ الثقات 175، المعرفة والتاريخ 2/ 707، دائرة معارف الأعلمي 9/ 95، 96، تنقيح المقال 4586. (2) في أ، ب جارية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 وصالح بن حيوان، وعطاء بن يسار، وغيرهم. روى له أصحاب السّنن حديث رفع الصوت بالتلبية، وصححه الترمذيّ، وروى له النسائي آخر في فضل المدينة. وروى أبو داود من طريق صالح بن صفوان، عن أبي سهلة حديثا آخر، فزعم أبو عمران أنه السّائب بن خلاد الجهنيّ، وجزم غيره بأنه الأنصاريّ. قال البخاريّ: السّائب بن خلّاد أبو سهلة من الخزرج، وقال: قال أبو نعيم: إنه مات سنة إحدى وسبعين فيما قال الواقديّ. 3070- السّائب بن خلّاد الجهنيّ «1» : أبو خلّاد. روى البخاريّ في «التاريخ» ، والبغويّ، من طريق حماد بن الجعد، عن قتادة، عن خلاد الجهنيّ، عن أبيه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في الاستنجاء. وروى الطّبرانيّ وغيره، من طريق ابن أخي الزهري: أخبرني ابن خلّاد أن أباه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره. وأورد له الطّبرانيّ حديثا آخر في الدعاء اختلف فيه على ابن لهيعة. 3071- السائب بن سويد «2» : مدني. روى ابن أبي عاصم والبغوي من طريق محمد بن كعب، عن السائب بن سويد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ما من شيء يصيب من زرع أحدكم من العوافي إلّا كتب اللَّه له به أجرا» . قال البغوي: لا أعلم له غيره. 3072- السائب بن أبي السائب «3» : واسمه صيفي بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، والد عبد اللَّه بن السائب. روى له أبو داود والنّسائيّ من طريق مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب- أنه كان شريك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وقيل: عن مجاهد عن السائب بلا واسطة. وروى ابن أبي شيبة، من طريق يونس بن خباب، عن مجاهد: كنت أقود بالسائب فيقول لي: يا مجاهد، أدلكت الشمس؟ فإذا قلت: نعم- صلّى الظهر، وذكر سيف بن عمر في الردة أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الردة، وأنه بعثه بشيرا بالفتح إلى أبي بكر.   (1) أسد الغابة ت 1908، الاستيعاب ت 894. (2) أسد الغابة ت 1912، الاستيعاب ت 898. (3) أسد الغابة ت 1911، الاستيعاب ت 897. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 وروى الزّبير بن بكّار، من طريق يحيى بن كعب مولى سعيد بن العاص، عن أبيه- أنّ معاوية حجّ فطاف ومعه جنده، فزحموا السّائب بن صيفي فسقط فوقف عليه معاوية وقال: ارفعوا الشيخ، فقام فقال: هي يا معاوية؟ أجئتنا بأوباش الشام يصرعوننا حول البيت؟ أما واللَّه لقد أردت أن أتزوج أمك. فقال له معاوية: ليتك فعلت، فجاءت بمثل أبي السّائب- يعني عبد اللَّه بن السائب. وقد خالف الزبير بن بكّار ما دلّت عليه هذه القصّة، فذكر أن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافرا، فيحتمل أن يكون السّائب بن صيفي عنده غير السائب بن أبي السائب. 3073- السائب بن عبد اللَّه المخزوميّ «1» : قيل: هو ابن صيفي، وقيل غيره. روى أحمد من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن السّائب بن عبد اللَّه، قال: جيء بي إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم فتح مكّة، فجعل عثمان وغيره يثنون عليّ، فقال لهم: لا تعلموني به، كان صاحبي في الجاهليّة ... الحديث. وهذا لعله الماضي، فإنه هو الّذي كان شريكا، وسأذكر قصّة الشريك في ترجمة قيس بن السائب إن شاء اللَّه. وروى الطّبرانيّ، من طريق يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن السائب بن عبد اللَّه، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بين الرّكن اليماني والحجر الأسود يقول: «اللَّهمّ آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النّار» . وقيل: الصواب في هذا عن يحيى بن عبيد، عن أبيه عن عبد اللَّه بن السّائب. فاللَّه أعلم. 3074- السائب بن عبيد «2» : بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي، جد الإمام الشّافعي رضي اللَّه عنه. ذكر الخطيب في ترجمة الشّافعي بغير إسناد أن السائب أسلم يوم بدر: وكان صاحب راية بني هاشم مع المشركين، فأسر ففدى نفسه وأسلم. وروى الحاكم في مناقب الشافعيّ، من طريق إياس بن معاوية، عن أنس بن مالك،   (1) أسد الغابة ت 1913، الثقات 3/ 173، 4/ 326، تجريد أسماء الصحابة 1/ 205- تقريب التهذيب 1/ 282، تهذيب التهذيب 2/ 320، 3/ 448، تهذيب الكمال 1/ 464، خلاصة تذهيب 1/ 364، الكاشف 1/ 246، الجرح والتعديل 4/ 1037، التحفة اللطيفة 114، التاريخ الصغير 1/ 278، العقد الثمين 4/ 502، 499، طبقات الحفاظ 35، الوافي بالوفيات 15/ 138، 147، التاريخ الكبير 4/ 151، تنقيح المقال 4589، تبصير المنتبه 3/ 887. (2) أسد الغابة ت 1915، الاستيعاب ت 899، الأعلمي 19/ 96، العقد الثمين 4/ 504. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ذات يوم في فسطاط إذ جاء السّائب بن عبيد ومعه ابنه، فقال: «من سعادة المرء أن يشبه أباه» . ويقال: إن السّائب هذا كان ممن يشبه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال الزّبير في كتاب «النسب» : ولد عبيد بن عبد يزيد السائب، وكان يشبه بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وأسر يوم بدر. [وذكر ابن الكلبي أنه كان يشبه بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرج الحاكم في «مناقب الشّافعي» من طريق أبي محمد أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السّائب، قال: سمعت أبي يقول: اشتكى السائب بن عبيد، فقال عمر: اذهبوا بنا نعود السائب بن عبيد، فإنه من مصاصة قريش، قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حين أتى به وبعمه العباس: «هذا أخي» . قال البيهقي بعد تخريجه: فالسائب بن عبيد صحابي، وابنه شافع صحابي، وأخوه عبد اللَّه بن السائب صحابي. وقال زكريّا السّاجي في «مناقب الشّافعي» : سمعت أحمد بن محمد بن حميد العدوي النسابة يقول: أم السائب بن عبيد الشفاء بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف، وأم الشفاء هذه خالدة بنت أسد بن هاشم خالة علي بن أبي طالب وإخوته] «1» . 3075- السائب بن عثمان «2» : بن مظعون بن حبيب الجمحيّ. يأتي نسبه في ترجمة أبيه. قال ابن إسحاق: أسلم في أول الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا والمشاهد، واستشهد باليمامة، واستعمله النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على المدينة في غزوة بواط «3» . وكذا ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين. وقال ابن سعد: كان ابن الكلبيّ يقول: إن الّذي شهد بدرا السائب بن مظعون عمّ   (1) سقط في أ، ج. (2) أسد الغابة ت 1916، الاستيعاب ت 901. طبقات ابن سعد 3/ 1/ 292، نسب قريش 393، طبقات خليفة 25، الجرح والتعديل 4/ 241، 242، مشاهير علماء الأمصار ت 188، تاريخ الإسلام 1/ 368، العقد الثمين 4/ 505- 506. (3) بواط: بالضم، وآخره طاء مهملة واد من أودية القبلية وقالوا: هو جبل من جبال جهينة بناحية رضوى غزاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- في شهر ربيع الأول من السنة الثانية من الهجرة يريد قريشا ورجع ولم يلق كيدا. انظر معجم البلدان 1/ 596. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 هذا. قال ابن سعد: وذلك وهم منه لمخالفته جميع أهل السّير، فإنّهم كلهم أثبتوه فيمن شهد بدرا وما بعدها، وجرح باليمامة فمات من ذلك السهم، وهو ابن بضع وثلاثين سنة. 3076- السائب بن عمير القاري «1» : ويقال: الأزدي. له ذكر في حديث أخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن عصام، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، قال: أمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم السائب بن عمير القاري إن مات سعد بن خولة ألا يقبر بمكة. وأخرجه الفاكهيّ من طريق أخرى عن ابن جريج نحوه. وسيأتي في ترجمة عمرو بن القاري نحو هذا، لكن في حق سعد بن أبي وقاص. 3077- السائب بن العوّام القرشي «2» : الأسدي، أخو الزبير شقيقه. روى البخاريّ والبلاذريّ، من طريق هشام بن عروة عن أبيه، أنه استشهد باليمامة. وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق. ورأيت في ديوان حسّان رواية أبي سعيد السكري عن ابن حبيب: وليس للسائب بن العوام عقب. وقد شهد بدرا. وذكر ابن الكلبيّ أنه شهد الخندق وغيرها. 3078 ز- السائب بن قيس السّهمي: ذكر أبو حذيفة البخاري في الفتوح أنه استشهد بأجنادين، ولعله السائب بن الحارث بن قيس الّذي تقدم أو هو عمه إن ثبت. 3079- السائب بن مظعون الجمحيّ «3» : أخو عثمان- تقدم كلام ابن الكلبي في ترجمة السائب بن عثمان بن مظعون، واعتمد أبو عمر ذلك، فقال: ذكره ابن الكلبي فيمن شهد بدرا، ولم يذكره موسى بن عقبة. 3080- السائب بن نميلة «4» : قال أبو عمر: مذكور في الصحابة. وروى ابن شاهين، من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق، عن مجاهد، عن السائب بن نميلة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «صلاة القاعد على النّصف من صلاة القائم» «5» . قال أبو عمر: ولا أعلم له غيره، وأخشى أن يكون مرسلا.   (1) أسد الغابة ت 1917. (2) أسد الغابة ت 1918، الاستيعاب ت 902، التاريخ الصغير 1/ 34، 36، دائرة الأعلمي 19/ 96. (3) أسد الغابة ت 1922، الاستيعاب ت 904. (4) أسد الغابة ت 1923، الاستيعاب ت 905. (5) أخرجه النسائي في السنن 3/ 223 كتاب قيام الليل باب 21 فضل صلاة القاعد على صلاة القائم حديث رقم 1660. وابن ماجة في السنن 1/ 388 كتاب الصلاة والسنة فيها باب (141) صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم حديث رقم 1329، 1330، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 52. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1236، وأحمد في المسند 2/ 139، 3/ 425، 6/ 61، 71، والبيهقي في السنن 2/ 491 والطبراني في الكبير 18/ 236، والطبراني في الصغير 2/ 141، والدارقطنيّ في السنن 1/ 397.. وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 152 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه صالح بن أبي الأخضر وقد ضعفه الجمهور وقال أحمد يعتبر لحديثه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 قلت: ذكر ابن مندة أن السّائب بن أبي السائب يقال له السائب بن نميلة، فإن ثبت فهو هذا. 3081- السائب بن أبي وداعة «1» : تقدم في السائب بن الحارث. 3082- السائب الغفاريّ «2» : صحابي نزل مصر، ذكره ابن يونس. وأخرج البغويّ، وأبو نعيم، ومحمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر من طريق أبي قبيل: سمعت رجلا من بني غفار يقول: أتت بي أمي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعليّ تميمة فقطعها، وقال: «ما اسمك» ؟ قال: قلت: السائب. قال: «بل اسمك عبد اللَّه» . قال أبو قبيل: فقلت على أيهما تجيب؟ قال: على كليهما. فقلت: لكنّي واللَّه لو كنت أنا ما أجبت إلا على الاسم الّذي سماني به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مختصرا، قال: لا أعلم له غيره. وسيأتي في العبادلة أتمّ من هذا إن شاء اللَّه تعالى. 3083 ز- السائب الثقفي ّ «3» : مولى غيلان بن سلمة. روى ابن يونس في تاريخ مصر، من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن نافع بن السائب- أن أباه كان عبدا لغيلان بن سلمة الثقفي، فأسلم، فأعتقه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فلما أسلم غيلان ردّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليه ولاءه. 3084- السائب بن يزيد بن سعيد «4» : بن ثمامة «5» - ويقال: عائذ بن الأسود الكنديّ   (1) أسد الغابة ت 1925، الاستيعاب ت 906، الثقات 3/ 172، تجريد أسماء الصحابة 1/ 204، الجرح والتعديل 4/ 1026، التاريخ الصغير 1/ 102، العقد الثمين 4/ 493، الوافي بالوفيات 15/ 136، التاريخ الكبير 4/ 149- تنقيح المقال 4603. (2) أسد الغابة ت 1919، الاستيعاب ت 900. (3) أسد الغابة ت 1920. (4) أسد الغابة ت 1926، الاستيعاب ت 907، طبقات خليفة ت 39، التاريخ الكبير 4/ 150، المعرفة والتاريخ 1/ 358، مشاهير علماء الأمصار ت 141، معجم الطبراني 7/ 172، جمهرة أنساب العرب 428، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202، تاريخ ابن عساكر 7/ 26، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 208، تهذيب الكمال 466، تاريخ الإسلام 3/ 369، تذهيب التهذيب 3/ 450، خلاصة تذهيب الكمال 113، شذرات الذهب 1/ 99، تهذيب ابن عساكر 6/ 63. (5) في أيمامة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 أو الأزديّ، وقيل: هو كنانيّ ثم ليثيّ، وقيل: هذليّ، يعرف بابن أخت النمر، والنمر خال أبيه يزيد، هو النمر بن جبل، ووهم من قال إنه النمر بن قاسط، وسيأتي شيء من ذلك في ترجمة يزيد. وقال الزّهريّ: هو أزديّ، حالف بني كنانة، له ولأبيه صحبة. روى البخاريّ من طريق محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، قال: حجّ أبي «1» مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا ابن ستّ سنين. ومن طريق الزّهري عنه، قال: خرجت مع الصبيان نتلقّى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم «2» من تبوك. وفي الصحيحين أيضا من طريق محمد بن يوسف، عن السائب أن خالته ذهبت به وهو وجع، فمسح النبي صلّى اللَّه عليه وسلم رأسه ودعا له وتوضأ فشرب من وضوئه، ونظر إلى خاتم النبوة، [وأم أم السائب أم العلاء بنت شريح الحضرمية] «3» وكان العلاء بن الحضرميّ خاله. وقد روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث، وعن أبيه وعمر وعثمان وعبد اللَّه بن السعدي وخاله [نصر] «4» وحويطب بن عبد العزيز وطلحة وسعد وغيرهم. روى عنه الزّهريّ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وإبراهيم بن قارظ، وآخرون. قال مصعب الزّبيريّ: استعمله عمر على سوق المدينة هو وسليمان بن أبي خيثمة، وعبد اللَّه بن عتبة بن مسعود. وقال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وثمانين. وقيل بعد التسعين. وقيل: سنة إحدى وقيل: سنة أربع. وقال ابن أبي داود: هو آخر من مات بالمدينة من الصحابة، ووهم يعقوب بن سفيان فذكره فيمن قتل يوم الحرّة. السّين بعدها الباء 3085- سباع بن ثابت الزهريّ «5» : حليفهم. ذكره البغويّ وابن قانع في الصحابة، وأخرجا له من رواية عبيد اللَّه بن أبي يزيد عنه،   (1) في أحج بي. (2) في أصلّى اللَّه عليه وسلم مقدمه من تبوك. (3) سقط في أ، ج. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت 1928. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 قال: أدركت أهل الجاهليّة وهم يطوفون بين الصفا «1» والمروة، ويقولون: اليوم نقرّ عينا، بقرع المروتينا. ووجه الدلالة من هذا على صحبته ما تقدم من أنه لم يبق بمكة قرشي إلا شهد حجة الوداع مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وهذا قرشيّ أدرك الجاهليّة، وبقي بعد ذلك حتى سمع منه عبيد اللَّه بن أبي يزيد، وهو من صغار التّابعين. ولسباع هذا رواية أيضا عن عمر، وله حديث في السنن عن أم كرز الكعبية الصحابية، من رواية عبيد اللَّه عنه أيضا، وقيل: من رواية عبيد اللَّه عن أبيه عنه. 3086- سباع بن يزيد «2» : أو ابن يزيد، بن ثعلبة بن قزعة بن عبد اللَّه بن مخزوم بن مالك بن غلاب «3» بن قطيعة بن قيس العبسيّ. روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ، حدثني أبو الشغب العبسيّ، قال: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تسعة رهط من عبس، منهم سباع بن زيد بن قزعة، وأبو الحصين بن لقمان، فأسلموا، فدعا لهم وعقد لهم لواء، وقال: ابغوني رجلا يعشركم. وجعل شعارهم يا عشرة. ومن طريق الحسين بن محمد بن علي الأزدي: حدّثنا عائذ بن حبيب العبسيّ عن أبيه، حدّثني مشيخة من بني عبس عن سباع بن زيد أنهم وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكروا له قصّة خالد بن سنان، فقال: «ذاك نبيّ ضيّعه قومه» . 3087- سباع بن عرفطة الغفاريّ» : ويقال له الكنانيّ. له ذكر في حديث أبي هريرة، فروى ابن خزيمة والبخاريّ في التاريخ الصغير، والطحاوي من طريق خثيم بن عراك، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قدمت المدينة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر، وقد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة فشهدنا معه الصبح، وجهزنا فأتينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بخيبر.   (1) الصّفا: بالفتح والقصر المذكور في القرآن الكريم: مكان مرتفع من جبل أبي قبيس بينه وبين (المسجد الحرام عرض الوادي الّذي هو طريق وسوق وإذا وقف الواقف عليه كان حذاء الحجر الأسود ومنه يبتدئ السعي بينه وبين المروة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 843. (2) أسد الغابة ت 1929. (3) في ج: علاف. (4) أسد الغابة ت 1930، الاستيعاب ت 1134، الثقات 3/ 181، تجريد أسماء الصحابة 1/ 208، الجرح والتعديل 4/ 1361، التحفة اللطيفة 118، التاريخ الصغير 1/ 18، الطبقات الكبرى 2/ 62، 106، 4/ 328، البداية والنهاية 4/ 92، 5/ 7، المعرفة والتاريخ 2/ 739، 3/ 160. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 قال البخاريّ: ورواه وهيب، عن أبيه، عن نفر من قومه، قالوا: قدم أبو هريرة ... فذكره. قلت: وطريق وهيب هذه وصلها البيهقيّ في «الدّلائل» . وقال أبو حاتم: استعمله النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على المدينة في غزوة دومة الجندل. 3088- سبرة بن أبي سبرة «1» : هو ابن يزيد- يأتي. 3089 ز- سبرة بن عمرو: بن سابط الأنصاريّ. ذكره ابن حبان في الصّحابة. 3090- سبرة بن عمرو التميميّ «2» : ذكره ابن إسحاق في وفد بني تميم، منهم الأقرع، والقعقاع بن معبد. وذكر سيف أن خالد بن الوليد استعمله لما توجه إلى العراق، وأنه كان مع المثنى بن حارثة في جملة قوّاده في حروب العراق. 3091 ز- سبرة بن عوسجة «3» : ذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: مات في ولاية معاوية، وفرّق بينه وبين سبرة بن معبد، وقال غيره: هما واحد، وهو سبرة بن معبد بن عوسجة نسب لجده. 3092- سبرة «4» : كالذي قبله: بفتح أوله وسكون ثانيه، ويقال بميم مضمومة بدل الموحدة- ابن فاتك بن الأخرم الأسدي- بفتح الهمزة وسكون السين: هو الأزديّ، هكذا يقال بالسين والزاي، صرح بذلك أبو القاسم في «طبقات أهل حمص» ، وأما ابن أبي عاصم فقال إنه بفتح السين، ثم جعله من بني أسد بن خزيمة، وهو أخو خريم بن فاتك. روى الطّبرانيّ من طريق الشعبي عن أيمن بن خريم قال: كان أبي وعمي، شهدا بدرا، وذكر الواقدي هذا الكلام واستنكره، وقال: إنما أسلم خريم وأخوه بعد الفتح.   (1) أسد الغابة ت 1931، الاستيعاب ت 908. (2) أسد الغابة ت 1933، الاستيعاب ت 910. (3) الثقات 3/ 176، تجريد أسماء الصحابة 1/ 208، تقريب التهذيب ح 1/ 283، تهذيب التهذيب ج 3/ 453، خلاصة تذهيب 1/ 365، تهذيب الكمال 1/ 465، الكاشف 1/ 348، الجرح والتعديل 4/ 1281، تلقيح فهوم أهل الأثر 68- الطبقات 121، التحفة اللطيفة 118، التاريخ الكبير 4/ 178، الوافي بالوفيات 1/ 58، بقي بن مخلد 131. (4) أسد الغابة ت 1934، الاستيعاب ت 911، الثقات 3/ 175، تجريد أسماء الصحابة 1/ 208، الجرح والتعديل 4/ 79، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، الطبقات 35، الوافي بالوفيات 15/ 7، التاريخ الكبير 4/ 187، البداية والنهاية 3/ 319- ذيل الكاشف 505. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 قلت: ولهذا لم يذكرا في البدريّين. وقد وقع لي في غرائب شعبة لابن مندة، من طريق جبير بن نفير، عن سبرة بن فاتك، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الميزان بيد الرّحمن، يرفع أقواما ويضع آخرين ... » «1» الحديث. وأخرجه من طريق أخرى، فقال: سمرة. وروى ابن مندة أيضا، من طريق عبد اللَّه بن يوسف التّنّيسي قال: كان سبرة بن فاتك هو الّذي قسم دمشق بين المسلمين. وذكره محمد بن عائذ، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز مثله. وروى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين أن سبرة بن فاتك مرّ بأبي الدرداء فقال: إن مع سبرة نورا من نور محمد صلّى اللَّه عليه وسلم. ومن طريق محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، قال: لقد رأيت رجلا سبّ سبرة فكظم غيظه متحرّجا من جوابه حتى بكى من الغيظ. 3093- سبرة بن الفاكه «2» : ويقال ابن الفاكهة، ويقال ابن أبي الفاكه المخزومي. وقيل الأسديّ. صحابيّ نزل الكوفة. له حديث عند النّسائي بإسناد حسن، إلا أنّ في إسناده اختلافا، ولفظه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ الشّيطان قعد لابن آدم بأطرقة» ... الحديث في قضيّة «3» الجهاد. وقد صححه ابن حبّان، ووقع عنده سبرة بن أبي فاكه، روى عنه عمارة بن خزيمة، وسالم بن أبي الجعد. 3094- سبرة بن معبد: بن عوسجة «4» بن حرملة بن سبرة الجهنيّ، أبو ثريّة- بفتح   (1) أورده البيهقي في الأسماء والصفات 148، 341. (2) أسد الغابة ت 1935، الاستيعاب ت 912، الثقات 3/ 176، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268، تهذيب التهذيب 3/ 53- تهذيب الكمال 1/ 465، خلاصة تذهيب 1/ 365، الكاشف 1/ 347، الجرح والتعديل 4/ 1280، التلقيح 380، أصحاب بدر 129، العقد الثمين 4/ 12، الوافي بالوفيات 15/ 159، التاريخ الكبير 4/ 178، بقي بن مخلد 679. (3) في أفضل. (4) أسد الغابة ت 1936، الاستيعاب ت 913، مسند أحمد 3/ 404، طبقات ابن سعد 4/ 348، جمهرة أنساب العرب 445، مشاهير علماء الأمصار 35، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 209، الجرح والتعديل 4/ 295، المغازي للواقدي 1/ 180، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91، طبقات خليفة 121، التاريخ الكبير 4، تهذيب الكمال 10/ 203، تحفة الأشراف 3/ 365، الكاشف 1/ 274، الوافي بالوفيات 15/ 111، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 63، تهذيب التهذيب 3/ 453، تقريب التهذيب 1/ 283، خلاصة تذهيب التهذيب 133، تاريخ الإسلام 1/ 212. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 المثلثة وكسر الراء وتشديد التحتانية- وقيل: مصغّر. صحابي. نزل المدينة وأقام بذي المروة، وروى عنه ابنه الربيع، وذكر ابن سعد أنه شهد الخندق وما بعدها، ومات في خلافة معاوية. وقد علق له البخاريّ، وروى له مسلم وأصحاب السّنن، وعند مسلم وغيره من حديثه أنه خرج هو وصاحب له من بني سليم «1» يوم الفتح فأصابا جارية من بني عامر جميلة، فأرادا أن يستمتعا منها، قالت: فما تعطياني؟ فقال كل منا: بردي، قال: فجعلت تنظر فتراني أشبّ وأجمل من صاحبي، وترى برد صاحبي أجود من بردي، قال: فاختارتني على صاحبي، فكنت معها ثلاثا، ثم أمرنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن نفارقهنّ. وروى سيف في الفتوح أنه كان رسول عليّ لما ولي الخلافة بالمدينة إلى معاوية يطلب منه بيعة أهل الشّام. 3095- سبرة بن يزيد: بن مالك بن عبد اللَّه بن ذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل الجعفي- هو سبرة بن أبي سبرة. روى أبو أحمد الحاكم من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمير بن سعيد، عن سبرة بن أبي سبرة- أن أباه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: «ما ولدك؟» قال: عبد العزى، والحارث، وسبرة، فغيّر عبد العزى، فقال: «هو عبد اللَّه» . وقال: «إنّ من خير أسمائكم عبد اللَّه وعبد الرّحمن والحارث.» «2» وزعم ابن قانع أن أبا سبرة صاحب هذا الحديث هو معبد بن عوسجة الجهنيّ. فاللَّه أعلم. وروى أبو نعيم، من طريق زياد بن منذر عن عبد العزيز، عن أبي سبرة. حدّثني أبي- قال: كنا جلوسا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر قصة فيها، فأقبل علينا وهو يقول: «والّذي نفسي بيده ليخرجنّ من هذا المسجد فتن كصياصي البقر» . وسيأتي له ذكر في ترجمة «عزيز» . 3096- سبيع بن حاطب «3» : بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أميّة بن معاوية بن   (1) سقط في ط. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 72 عن موسى بن علي عن أبيه عن جده وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 137، عن موسى بن علي عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: ما ولد لك قال وما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك. وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 323. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 4695. (3) أسد الغابة ت 1937، الاستيعاب ت 914. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بها، لكن عند موسى سبيق- بقاف بدل العين. وحكى ابن هشام فيه سويبق: بالتصغير. 3097- سبيع بن قيس «1» : بن عائشة «2» بن أمية بن مالك بن عامرة بن عديّ بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ. ذكره ابن شاهين، ونقل عن ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا وأحدا. 3098- سبيع بن نصر المزنيّ: له ذكر في حديث، قال عمر بن شبّة: حدثنا موسى، حدّثنا حماد، عن عبد الملك بن عمير، قال: لما قدم الناس المدينة وكثروا بها قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يرحم اللَّه رجلا كفانا قومه» ، فقام سبيع بن نصر فقال: من كان هاهنا من مزينة فليقم. فقامت حتى خفّت المجالس، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «يرحم اللَّه مزينة» - ثلاث مرات. 3099- سبيق: مضى في سبيع. السين بعدها الجيم 3100- سجار «3» : يأتي في الشّين المعجمة. 3101- سجل «4» : كاتب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. أخرج أبو داود والنّسائيّ وابن مردويه من طريق أبي الجوزاء، عن ابن عبّاس، قال: السجلّ: كاتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى النّسائيّ من وجه آخر عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاس، أنه قال في قوله تعالى: يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ [الأنبياء 104]- قال: السجل هو الرجل. زاد ابن مردويه: والسّجل هو الرجل بالحبشية. وروى ابن مردويه وابن مندة من طريق حمدان بن سعيد، عن ابن نمير، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كاتب يقال له السّجل، فأنزل اللَّه عز وجل: يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ [الأنبياء 104]- قال: لا: السجل هو الرجل. زاد ابن مردويه: والسجل هو الرجل بالحبشية] .   (1) أسد الغابة ت 1938، الاستيعاب ت 915. (2) في ب: عائذ، وفي هـ: عابد، وفي الاستيعاب: عيشة. (3) أسد الغابة ت 1939، تجريد أسماء الصحابة 1/ 208. (4) أسد الغابة ت 1940. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 وأخرجه أبو نعيم، لكن قال حمدان بن عليّ، ووهم ابن مندة في قوله ابن سعيد، قال ابن مندة: تفرد به حمدان. قلت: إن كان هو ابن علي فهو ثقة معروف، واسمه محمد بن عليّ بن مهران، وكان من أصحاب أحمد، ولكن قد رواه الخطيب في ترجمة حمدان بن سعيد البغداديّ من «تاريخه» ، فترجحت رواية ابن مندة، ونقل عن البرقاني أنّ الأزدي قال: تفرّد به ابن نمير. قلت: ابن نمير من كبار الثّقات، فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع. نعم، ورد ما يخالفه، فأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الباقر أنّ السجل ملك كان له في أم الكتاب كل يوم ثلاث حجات، فذكر قصّة في أقوال الملائكة: أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها [البقرة 30] . وزاد النقاش في «تفسيره» أنه في السماء الثانية يرفع فيه أعمال العباد في كل اثنين وخميس. ونقل الثّعلبي وغيره عن ابن عبّاس ومجاهد: السّجلّ الصحيفة] «1» . السين بعدها الحاء 3102- سحيم «2» : - بالتّصغير، ابن خفاف. ذكره أحمد بن محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصّحابة. روى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين من طريق محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، قال: قال سحيم بن خفاف: قام فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقرّب السّاعة والدّجال حتى قمت إلى غنمي وهي خمسمائة شاة مرقد، كل شاة مرقد ناقة فبعتها شيئا فشيئا مما ظننت أنّ السّاعة حاضرة. 3103- سحيم: آخر غير منسوب- ويحتمل أنه الخزاعيّ. روى أحمد من طريق أبي الزبير: سألت جابرا عن القتيل الّذي قتل فأذّن فيه سحيم، فقال جابر: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سحيما أن يؤذّن في النّاس أن لا يدخل الجنّة إلا مؤمن «3» ، ولا أعلم أحدا قتل.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 1942. (3) أخرجه البخاري 5/ 169، ومسلم في الصيام باب 43 (145) الترمذي (3091) والنسائي في الإيمان باب (7) وأحمد 2/ 299، 3/ 349، 460، 515، 4/ 335، والدارميّ 2/ 24 وأبو عوانة 1/ 48، والطبراني في الكبير 11/ 400، 19/ 97، والبيهقي في الدلائل 4/ 253، وفي السنن 4/ 298، 8/ 197، 9/ 49، 224، 296. وانظر الدر المنثور 1/ 253، 3/ 210. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 وروى ابن شاهين من طريق محمد بن عبيد اللَّه «1» العرزميّ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، وسعيد بن المسيّب، عن عبد اللَّه بن عمرو- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال لعلي ومعاذ بن جبل وبديل بن ورقاء وسحيم: أن نادوا في النّاس، فانهوهم أن يصوموا أيام التّشريق، فإنّها أيام أكل وشرب. [3104- سحيم «2» : يأتي في سمحة] . السين بعدها الخاء 3105- سخبرة الأزدي: «3» بسكون الزاي- والد عبد اللَّه بن سخبرة، ويقال له الأسديّ بسكون السين. وروى التّرمذيّ من طريق أبي داود الأعلمي أحد المتروكين، عن عبد اللَّه بن سخبرة، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «من طلب العلم كان كفّارة لما مضى» . وله حديث آخر، أخرجه الطّبراني، من طريق عبد اللَّه بن سخبرة، عن أبيه، أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من ابتلي فصبر، وأعطي فشكر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» «4» . وفي سنده أبو داود أيضا. 3106 - سخبرة بن عبيدة «5» الأسدي: من بني أسد بن خزيمة. ذكره ابن إسحاق فيمن تقدم إسلامه من بني غنم بن دودان فيمن هاجر قديما. 3107- سخرور «6» : بفتح أوله وسكون ثانيه «7» بوزن عصفور، هو ابن مالك الحضرميّ.   (1) في أ، ج عبد اللَّه. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 1943، الاستيعاب ت 1135، الثقات 3/ 183، تجريد أسماء الصحابة 1/ 209، تقريب التهذيب 1/ 84، تهذيب التهذيب 3/ 454، تهذيب الكمال 1/ 465، خلاصة تذهيب 1/ 437، الكاشف 1/ 438، الجرح والتعديل 4/ 1391-. (4) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (5616) وعزاه للطبراني والبيهقي في الشعب. (5) أسد الغابة ت 1944. (6) أسد الغابة ت 1945، تجريد أسماء الصحابة 1/ 209. (7) في أبفتح أوله وسكون ثانيه، هو ابن مالك. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 ذكره ابن يونس في «تاريخه» ، فقال: له صحبة، وسكن مصر، وشهد فتحها، وله خطبة قام بها وذكر فيها حديثا عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد ذكرها أبو عمر الكنديّ، من طريق الوليد بن سليمان- أنه سمع عائذ بن جابر بن ربيعة الحضرميّ يقول: لما سار مروان إلى مصر أجمع أهل مصر على منعه إلا طائفة من أشرافهم، فقام في كل قبيل خطيب يحضّونهم على الطاعة لابن الزّبير، وقام سخرور بن مالك الحضرميّ خطيبا في حضرموت، وكان قد رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وبايعه فخطبهم، فقال: ألا إنه من نكث صفقة يمينه طائعا فقد خرج من الإسلام، فذكرها. قال: فلما صالح أهل مصر مروان على الدخول ودخلها قال سخرور: اللَّهمّ لا أراه ولا يراني، فقد طال عمري، فاقبضني إليك، فتوفي بعد دخول مروان مصر بتسع ليال. السين بعدها الراء 3108- سراج بن قرة: بن ربعي بن زرعة بن الكاهن بن عمرو بن عوف بن أبي ربيعة بن الصّموت بن عبد اللَّه عبد بن كلاب الشّاعر. جاهليّ معروف. زعم أبو الحسين بن سراج الأندلسيّ شيخ عياض أنه جدّه، وأنه وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يقول: إنه ابن قرة- بضم القاف والراء- والمعروف في الشاعر أنه ابن قوة- بالواو. قال عياض: لم أر أحدا تابع شيخنا على أنّ لسراج وفادة. وقد ذكر أبو مروان بن جناح مؤرّخ «الأندلس» أن عبد اللَّه بن مروان بن سراج من موالي عبد الرّحمن بن معاوية الدّاخل، وأن القاضي سراج بن عبد الملك كان يصرّح بولائهم، ويفتخر بكتاب عتق جده الأكبر سراج، وقد ذكر أبو الوليد بن طريف الكاتب في أخبار عبد الملك بن سراج أن سلفه أصابهم سباء فصيّرهم في موالي بني أمية. قال عياض: وشيخنا مسلم له ما ادعاه من ذلك لتقدّمه في علم الأثر وإمامته وثقته. [قلت: وقد ذكر المرزبانيّ في «معجم الشعراء» سراج بن قوّة العامري، أحد بني الصّموت بن عبد اللَّه بن كلاب، وقال: إنه جاهليّ، وأنشد له شعرا قاله في يوم من أيام الجاهليّة] «1» . 3109- سراج بن مجاعة: بن مرارة «2» بن سلمى اليماميّ الحنفيّ. لأبيه صحبة. وأما   (1) سقط في أ، ج. (2) أسد الغابة ت 1946، الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 209، تقريب التهذيب 1/ 284، تهذيب التهذيب 3/ 455، تهذيب الكمال 1/ 466، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 437، الكاشف 1/ 348، الجرح والتعديل 4/ 1374، المصباح المضيء 1/ 91. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 هو فقال ابن حبّان: له صحبة، ثم ذكره في التّابعين، وكذا ذكره في التابعين البخاري وأبو حاتم، وذكره الباوردي وابن السكن وابن قانع وجملة «1» في الصحابة، وأوردوا له من طريق عنبسة بن عبد الواحد القرشي، عن الرّحيل بن إياس بن نوح بن مجّاعة، عن عمه هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أعطى مجّاعة أرضا باليمامة ... » الحديث. وروى أبو داود، من طريق هلال بن سراج، عن أبيه سراج، عن أبيه مجّاعة حديثا. 3110- سراج التميميّ «2» : غلام تميم الدّاري، يكنى أبا مجاهد. ذكره ابن مندة والخطيب في المؤتلف. وقال ابن مندة: أنبأنا الحسن بن أبي الحسن العسكريّ بمصر، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الفهري، حدثنا سلامة بن سعيد بن زياد، حدثنا «3» يزيد بن عباس بن حكيم بن خيار بن عبد اللَّه بن يحيى بن علي بن مجاهد بن سراج، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه علي بن مجاهد، عن سراج، وكان اسمه فتحا، قال: قدمنا «4» على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم، وكانت تجارتنا الخمر، فأمرني النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فشققتها. وقال الخطيب، ومن خطه مضبوطا نقلت: أخبرني عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني، حدّثنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد، كذا حدثنا سلامة بن سعيد الداريّ، حدثني أبو حامد يزيد بن العباس بن حكيم بن خيار، فذكر النسب مثله إلى سراج، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده- كذا فيه مرتين- عن أبيه علي بن مجاهد، عن جده مجاهد، عن أبيه سراج سادن بيت المقدس، وكان اسمه فتحا- كذا بخطه بمثناة من فوق ساكنة ثم حاء مهملة- قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم الداريّ معه وكانت تجارتهم الخمر، فلما نزل تحريم الخمر على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمرني فشققتها، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لتميم: «بعني غلمانك لأعتقهم» ، فقال له تميم: قد أعتقتهم يا رسول اللَّه.   (1) في أجماعة. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 209، الإكمال 4/ 289. (3) بدل ما في القوسين في ج: روى ابن مندة من طريق ... (4) في أقدمت. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 قال: وكان يسرج في مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسعف النخل، فقدمنا بالقناديل والزيت والحبال فأسرجت المسجد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «من أسرج مسجدنا» ؟» فقال تميم: غلامي هذا، قال: «ما اسمه؟» قال: فتح. قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «بل اسمه سراج» ، فسماني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سراجا، فذكر قدومه وتشقيق الخمر. قلت: أغفل ابن مندة وغيره ذكره في فتح في حرف الفاء، ولم يستدركه أبو موسى، بل ذكر هناك تابعيا من أهل اليمن. وروى عن صحابيّ لم يسمّه، وحديثه في مسند أحمد، ونسبه إلى تخريج أبي بكر بن أبي علي وغيره، وأن جعفر المستغفري ضبطه بنون ثقيلة بعد الفاء وآخره جيم، وهو اسم فارسي فجوزت أن غلام تميم كان هذا اسمه، لكن رأيته كما تقدم بخط الخطيب بمثناة، وحاء مهملة، وكذا في نسخة الاستيعاب «2» . 3111- سرّار بن ربيع: ذكره ابن إسحاق وابن الأمين في ذيله على الاستيعاب من حديث محمد بن إسماعيل الصائغ، فليحرر. ذكر من اسمه سراقة 3112- سراقة بن جعشم: هو ابن مالك. يأتي. 3113- سراقة بن الحارث: «3» صحابيّ، قال الطبري: له رواية ولا يوقف على نسبه. 3114- سراقة بن الحارث: يأتي في الّذي بعده. 3115 - سراقة «4» بن الحباب: بن عديّ الأنصاريّ ثم العجلانيّ. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بحنين، وذكره ابن إسحاق كذلك، لكن سمّى أباه الحارث كذا في «تهذيب السّيرة لابن هشام» ، لكن ذكره يونس بن بكير عن ابن إسحاق في «المغازي» فسمّى أباه الحباب على الصّواب. ووهم ابن عبد البرّ ففرّق بين سراقة بن الحارث وسراقة بن الحباب، قاله ابن الأثير، قال: والحقّ أنهما واحد، وكذا نبّه عليه ابن فتحون.   (1) ذكره السيوطي في الدر 3/ 217، والفتي في التذكرة (37) . (2) بدل ما في القوسين في ج: وأنه أسرج في المسجد قنديلا بزيت، فسأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عمن أسرجه، فقال له تميم: غلامي هذا، قال: ما اسمه؟ قال: فتح. قال: بل اسمه سراج. (3) أسد الغابة ت 1948، الاستيعاب ت 916. (4) أسد الغابة ت 1949، الاستيعاب ت 917. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 3116- سراقة بن سراقة «1» : روى ابن مندة من طريق يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن عوف، عن سراقة بن سراقة، قال: أصاب سنان بن سلمة نفسه يوم خيبر بالسيف فلم يجعل له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دية. 3117- سراقة بن عمرو: بن زيد بن عبد مناة بن عامر بن عديّ بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ. ذكر العدوي أنه شهد أحدا وما بعدها، واستشهد يوم القادسيّة. 3118- سراقة بن عمرو «2» : بن عطيّة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ. قال أبو حاتم: بدري لا رواية له، وقال ابن سعد: أمه عتيلة بنت قيس بن زعوراء بن حرام النّجاريّ. شهد بدرا وأحدا والخندق وغيرها، واستشهد بمؤتة. وذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن شهد بدرا، واستشهد يوم مؤتة. وكذا قال أبو الأسود عن عروة. 3119- سراقة بن عمرو «3» : لقبه ذو النّور. قال أبو عمر: ذكروه في الصّحابة ولم ينسبوه. وكان أحد الأمراء بالفتوح، وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة. ذكر سيف في «الفتوح» أن عمر رد ّ سراقة بن عمرو إلى الباب، وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي، قال: وسراقة هو الّذي صالح سكان أرمينية، ومات هناك، فاستخلف عبد الرحمن فأقرّه عمر على عمله، وكان سراقة يدعى ذا النور، وكذلك عبد الرّحمن. 3120- سراقة بن عمير «4» : أحد البكّاءين. ذكره الطّبراني من طريق عبد الغني بن سعيد أحد الضّعفاء في تفسيره من طريق عطاء والضّحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ... [التوبة 92] الآية، منهم سراقة بن عمير.   (1) أسد الغابة ت 1950، جامع التحصيل 218، الأعلمي 19/ 134. (2) الاستيعاب ت 918. (3) الجرح والتعديل 4/ 1343، البداية والنهاية 7/ 122، الأعلمي 19/ 134. (4) أسد الغابة ت 1953. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 وقد تقدم سالم بن عمير بهذه القصّة، فيحتمل أن يكونا أخوين. 3121- سراقة بن كعب «1» : بن عمرو بن عبد العزى بن غزيّة- وقيل: عروة بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النّجار. ذكره ابن إسحاق وأبو معشر وغيرهما فيمن شهد بدرا. وقال ابن الكلبيّ: استشهد باليمامة، وأما أبو عمر فقال: عاش إلى خلافة معاوية. 3122- سراقة بن مالك بن جعشم «2» : بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرّة بن عبد مناة بن كنانة الكناني المدلجيّ. وقد ينسب إلى جدّه. يكنى أبا سفيان، كان ينزل قديدا. روى البخاريّ قصته في إدراكه النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، ودعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حتى ساخت رجلا فرسه، ثم إنه طلب منه الخلاص، وألّا يدل عليه، ففعل، وكتب له أمانا، وأسلم يوم الفتح. ورواها أيضا من طريق البراء بن عازب عن أبي بكر الصّديق رضي اللَّه عنه، وفي قصة سراقة مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول سراقة مخاطبا لأبي جهل: أبا حكم واللَّه لو كنت شاهدا ... لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه علمت ولم تشكك بأنّ محمّدا ... رسول ببرهان فمن ذا يقاومه؟ «3» [الطويل] وقال ابن عيينة عن إسرائيل أبي موسى، عن الحسن- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: «كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟ «4» » قال: فلما أتي عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة فألبسه، وكان رجلا أزبّ كثير شعر السّاعدين، فقال له: ارفع يديك،   (1) أسد الغابة ت 1954، الاستيعاب ت 920، الجرح والتعديل 4/ 1344، البداية والنهاية 8/ 31، الأعلمي 19/ 134. (2) أسد الغابة ت 1955، الاستيعاب ت 921، الثقات 3/ 180، تجريد أسماء الصحابة 1/ 210، تقريب التهذيب 1/ 284، تهذيب التهذيب 3/ 456، تهذيب الكمال 1/ 466، الكاشف 1/ 349، الجرح والتعديل 4/ 1342، شذرات الذهب 1/ 35، الرياض المستطابة 117، الطبقات 34، الطبقات الكبرى 9/ 78، التحفة اللطيفة 120، علل الحديث للمديني 66، 67، بقي بن مخلد 130، العقد الثمين 4/ 523، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 630، الوافي بالوفيات 15/ 185، العبر 1/ 27، الأعلام 3/ 80، الأنساب 7/ 116، الأعلمي 19/ 134. (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (1955) والاستيعاب ت 921. (4) أورده القاضي عياض في الشفا 1/ 674. والحسيني في اتحاف السادة المتقين 7/ 18. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 وقل: الحمد للَّه الّذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة الأعرابيّ. وروى ذلك عنه ابن أخيه عبد الرّحمن بن مالك بن جعشم، وروى عنه ابن عباس وجابر، وسعيد بن المسيّب، وطاوس. قال أبو عمر: مات في خلافة عثمان سنة أربع وعشرين. وقيل: بعد عثمان. 3123- سراقة بن مالك الأنصاريّ: أخو كعب بن مالك. ذكره الحاكم. وروي من طريق ابن إسحاق، عن الزّهري، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أخيه سراقة بن مالك- أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن الضالّة ترد حوضه فهل له أجر؟ .... الحديث. وفي إسناده ضعف، فإنّ فيه ابن لهيعة، ولم أر من ذكر سراقة هذا في الصّحابة إلا أنه سيأتي في ترجمة سهل بن مالك ذكر شيء رواه الطّحاوي من طريق عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن عمه، ولم يسمّه، فيحتمل أن يكون هو. 3124- سراقة بن مرداس السّلمي «1» : أخو العباس- لم أر من ذكره في الصّحابة، لكن وجدت ما يدلّ على ذلك، قال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان العبّاس بن مرداس يكنى أبا الهيثم، وفي ذلك يقول أخوه سراقة يرثيه: أعين ألا أبكي أبا الهيثم ... وأذري الدّموع ولا تسأمي [المتقارب] ووجه الدلالة من ذلك أن بقاءه إلى أن مات أخوه العباس، مع أن أباهما مات قبل الإسلام، يدلّ على إدراكه، وقد كان العبّاس يوم الفتح في ألف من بني سليم، فأخوه كان منهم لا محالة. ومات العبّاس في خلافة عمر أو عثمان «2» ، فإن في ترجمته أنه نزل البصرة، وكان يقيم بالبادية، ويقال: إنه قدم دمشق وابتنى بها دارا. 3125- سراقة بن المعتمر «3» : بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد اللَّه بن قرط بن   (1) المحبر 456، المؤتلف والمختلف للآمدي 134، أنساب الأشراف 5/ 169، 234، العقد الفريد 2/ 170، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 71. 73، الأخبار الطوال 302، الوافي بالوفيات 15/ 132، اللباب 1/ 107، تاريخ الطبري 6/ 51، 92، 214، تاريخ الإسلام 2/ 407. (2) في أ: قال. (3) أسد الغابة ت 1956. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 رزاح بن عدي بن كعب القرشيّ العدويّ، من رهط عمر. زعم ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا ولم يتابع على ذلك إلا أن يكون أراد أنه شهدها مشركا ثم أسلم بعد ذلك، وهو والد عمرو بن سراقة، ثم وجدت عن أبي عبيد نظير ما نقلته عن ابن الكلبيّ، وهو لا يزال يتبعه. وكان سراقة في أول الإسلام شديدا على المسلمين، حتى قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «أشدّ النّاس عذابا كلّ جبّار يعّار صخّاب في الأسواق مثل سراقة بن المعتمر» . حكاه البلاذريّ، وسقط أنس من نسبه عند ابن الأثير، وأما ابن الأمين فانتهى به إلى أنس، وذكر أنه شهد بدرا. وسيأتي ما جاء في ذلك في ترجمة أبيه عمرو بن سراقة. 3126- سرحان: مولى أبي راشد عبد الرحمن بن عبيد الأزديّ. يأتي ذكره في ترجمة مولاه عبد الرّحمن في حديث أخرجه الدولابيّ في الكنى. 3127- سرع «1» : بفتح أوله وسكون الراء. ذكره يحيى بن مندة عن عبد اللَّه بن إشكاب «2» أنه ذكره في الأفراد. 3128- سرق وحة: غير منسوب. ولا تحرّر لي ضبط اسمه. وحديثه في جامع ابن عيينة من روايته عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن عبيد بن عمير، قال: أتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم برجل يقال له سرقوحة ليقتل، فقال: «هل يصلّي؟» فقالوا: إذا رآه الناس، قال: «إنّي نهيت أن أقتل المصلّين» . «3» 3129- سرّق «4» : بضم أوله وتشديد الراء بعدها قاف، وضبطه العسكري بتخفيف الراء، وزن غدّر وعمّر، وأنكر على أصحاب الحديث تشديد الراء ويقال اسم أبيه أسد. صحابيّ نزل مصر، ويقال: كان اسمه الحباب، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو جهني، ويقال دئلي، ويقال أنصاريّ. قال ابن يونس والأزدي: له صحبة، وشهد فتح مصر، واختط بها. وروى ابن مندة من طريق عبد الصّمد بن عبد الوارث، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه   (1) أسد الغابة ت 1958. (2) في أ: إسكاب. (3) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 26 وابن عبد البر 4/ 235، 10/ 152، وانظر المجمع 1/ 296، والسيوطي في الدر 1/ 298، والمتقي في الكنز (11063) . (4) أسد الغابة ت 1959، الاستيعاب ت 1137، الثقات 3/ 183، تجريد أسماء الصحابة 1/ 210، تقريب التهذيب 1/ 285، تهذيب التهذيب 3/ 456، تهذيب الكمال 1/ 466، خلاصة تذهيب 1/ 438، الكاشف 1/ 349، الجرح والتعديل 4/ 1393، التلقيح 376، حسن المحاضرة 1/ 204، الوافي بالوفيات 15/ 191، الإكمال 4/ 295، بقي بن مخلد 492. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 ابن دينار، عن زيد بن أسلم، قال: رأيت شيخا بالإسكندرية يقال له سرّق، فقلت: ما هذا الاسم؟ فقال: سمّانيه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه أبو موسى «1» أيضا، والحسن بن سفيان، من طريق مسلم بن خالد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرّحمن بن البيلماني، قال: كنت بمصر، فقال لي رجل: ألا أدلك على رجل من الصّحابة؟ قلت: نعم، فذكر الحديث مطوّلا. وفيه سبب تسميته بذلك [وسيأتي في العبادلة من الكنى أنّ عبد الرحمن القيني- بقاف مفتوحة ثم ياء مثناة تحتانية ثم نون- حدّث بقصة سرّق المذكور. ومات في خلافة عثمان] «2» . وروى له ابن ماجة حديثا من طريق رجل من أهل مصر عنه في اليمين والشاهد واللَّه أعلم بالصواب. 3130 ز- سرّق: آخر. هو من الجنّ الذين آمنوا. روى البيهقيّ في الدّلائل من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن أبي معمر الأنصاريّ. قال: بينما عمر بن عبد العزيز يسير بفلاة من الأرض قاصدا مكة إذا هو بحية ميتة، فقال عليّ بمحفار، فحفر له، ثم لفّه في خرقة فدفنه فإذا بهاتف يهتف: رحمة اللَّه عليك يا سرق، فأشهد لسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «تموت يا سرّق بفلاة من الأرض فيدفنك خير أمّتي» . فقال له عمر بن عبد العزيز: من أنت؟ قال: أنا رجل من الجنّ، وهذا سرّق، ولم يكن بقي ممن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غيري وغيره. وروينا في خبر عباس التّرقفي «3» شبيه هذه القصّة. وسيأتي في حرف الخاء المعجمة من النّساء إن شاء اللَّه تعالى. 3131- سريع بن الحكم السعديّ: «4» من بني تميم. قال ابن السّكن: يعدّ في البصريين. وروى يعقوب بن سفيان في «تاريخه» عن سهل بن وقاص بن سريع، حدّثني عمي سريع بن سريع، حدّثنا عمي كريز بن أبي وقّاص أن أباه وقّاص بن سريع حدّثه، أن أباه سريع بن الحكم حدثه، قال: خرجت في وفد بني تميم حتى قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأدينا إليه صدقات أموالنا، فذكر الحديث بطوله.   (1) في ج: ابن يونس. (2) بدل ما بين القوسين في ج، وهذا اختلاف على زيد بن أسلم. (3) في أ. الرفقي. (4) أسد الغابة ت (1961) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 قال ابن مندة: هذا حديث غريب تفرّد به سهل، وأخرجه الباوردي وابن السّكن من طريق سهل بن وقاص. وذكر الباوردي أنه دلّ خالد بن الوليد لما توجّه إلى اليمامة ليقتل مسيلمة. وله في ذلك آثار حسنة. السين بعدها العين ذكر من اسمه سعد- ساكن العين 3132- سعد بن الأخرم: الطائيّ «1» . روى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، وابن أبي عمر، وابن أبي شيبة، من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن سعد الأخرم، عن أبيه أو عن عمه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعرفة وأخذت بزمام ناقته فدفعت عنه فقال: دعوه. فذكر الحديث في سؤاله عما يباعده من النار، قال: «تعبد اللَّه لا تشرك به شيئا ... » الحديث. وروى الحسن بن سفيان هذا الحديث من هذا الوجه وزاد فيه- شكّ الأعمش في أبيه أو عمه. وقال البغويّ: تفرد به يحيى بن عيسى عن الأعمش، كذا قال. وقد تابعه عيسى بن يونس عن الأعمش في رواية عبد اللَّه بن أحمد. قلت: ولسعد رواية عن ابن مسعود عند التّرمذي وغيره. وقد ذكره البخاريّ وأبو حاتم في التابعين. واسم عمه عبد اللَّه. قال أبو أحمد العسكريّ: وأما البخاريّ فقال: إنما هذا الحديث عن مغيرة بن عبد اللَّه اليشكريّ، وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن الأعمش، فقال فيه: عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكريّ عن أبيه. واللَّه أعلم بالصّواب. 3133- سعد بن إسحاق: لا أعرف من هو، وإنما ذكره ابن حزم فيمن له في مسند بقي بن مخلد حديثان، واستدركه الذّهبي في «التجريد» ، وأظنه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، فإن يكن هو فحديثه عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسل أو معضل. واللَّه أعلم. 3134- سعد بن أسعد «2» : بن خالد الأنصاريّ والد سهل بن سعد. هو سعد بن مالك. يأتي.   (1) أسد الغابة ت 1962، الاستيعاب ت 922 الثقات 3/ 150، 4/ 295، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211، تقريب التهذيب 1/ 286، تهذيب التهذيب 3/ 465، تهذيب الكمال 1/ 469، تذهيب تهذيب الكمال، 1/ 367، الجرح والتعديل 4/ 347، الكاشف 1/ 350، الوافي بالوفيات 15/ 223، التاريخ الكبير 4/ 54، الميزان 2/ 119، لسان الميزان، 7/ 226، جامع التحصيل 219، تاريخ الثقات 178، 181، معرفة الثقات 559، 575، الأعلمي 19/ 148. (2) أسد الغابة ت 1962. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 3135- سعد بن الأطول «1» : بن عبد اللَّه بن خالد بن واهب بن غياث بن عبد اللَّه بن سعيد بن عدي بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهنيّ. نسبه خليفة بن خياط، كنيته أبو مظفر. له حديث في ابن ماجة سيأتي في ترجمة أخيه يسار بن الأطول. وفي «تاريخ البخاريّ» و «معجم البغوي» التصريح بسماعه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 3136- سعد بن إياس «2» : البدريّ الأنصاريّ. روى أبو موسى من طريق الأحوص بن يوسف، عن السري بن يحيى، عن إسحاق بن إياس بن سعد بن أبي وقاص، حدثني جدي أبو أمي، حدثني سعد بن إياس الأنصاري البدري، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول للعباس: «يا عمّ، إذا كان غدا فلا ترم منزلك أنت وبنوك ... » الحديث. إسناده ضعيف، وله عند ابن ماجة طريق أخرى. 3137- سعد بن بجير «3» : بن معاوية بن قحافة بن نفيل بن سدوس البجلي حليف الأنصار. هو سعد بن حبتة- بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة- وهي أمه وبها يشهر. قال ابن سعد: هو جد أبي يوسف القاضي. وقال البغويّ: قال أبو يوسف عن أيوب بن النّعمان: شهدت جنازة سعد بن حبتة، فكبّر عليه زيد بن أرقم خمسا. وروى ابن الكلبيّ، من حديث أبي قتادة، قال: خرجت في طلب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلقيت مسعدة فضربته ضربة، وأدركه سعد بن حبتة فضربه فخرّ صريعا، وكان ذلك يوم أحد.   (1) أسد الغابة ت 1966، الاستيعاب ت 923، الثقات 3/ 152، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211، تقريب التهذيب 1/ 286، الكاشف 1/ 251، بقي بن مخلد 821، تهذيب التهذيب 3/ 466، تهذيب الكمال 1/ 469- تذهيب تهذيب الكمال 1/ 367، الجرح والتعديل 4/ 339، الطبقات 120، 188، التاريخ الصغير 1/ 141، التاريخ الكبير 4/ 45. (2) أسد الغابة ت 1968، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211، تاريخ من دفن بالعراق 203، غاية النهاية 1/ 303، الطبقات 219، 156، الطبقات الكبرى 6/ 104، التاريخ الصغير 1/ 229، طبقات الحفاظ 26، الوافي بالوفيات 15/ 251، التاريخ الكبير 4/ 47، الأعلام 3/ 84. (3) أسد الغابة ت 1970. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 3138- سعد بن تميم السّكونيّ «1» : قال يحيى بن معين، والبخاريّ، وأبو حاتم: له صحبة. وقال البغويّ: سكن دمشق. وروى أبو زرعة الدّمشقيّ من طريق عثمان بن مسلم- أنه سمع بلال بن سعد، وكان سعد قد أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ويقال إنه مسح رأسه ودعا له. قال أبو زرعة: هو سعد بن تميم. ويقال له القاريّ، وهو من السّكون، وكان يوم الجماعة بدمشق، وله بالشام عن النّبي صلى اللَّه عليه وسلم حديثان حسنا المخرج. وقال إبراهيم بن الجنيد: قيل لابن معين بلال بن سعد، هل لأبيه صحبة؟ قال: نعم. وقال ابن عمّار: كان من الصّحابة. وقال الحاكم: لم يرو عنه غير أبيه. وروى ابن أبي خيثمة من طريق ابن أبي جميلة، كان سعد والد بلال يقوم بنا في شهر رمضان، فإذا كان آخر ليلة لم يحضر وقام في بيته. ومن حديث بلال بن سعد عن أبيه ما رواه ابن جوصا من طريق عبد اللَّه بن العلاء بن زيد: سمعت بلال بن سعد يحدث عن أبيه، قال: قلنا يا رسول اللَّه، ما للخليفة من بعدك؟ قال: «مثل الّذي لي ما عدل لي الحكم ... » الحديث. وروى ابن أبي داود، من طريق ابن جابر، عن بلال بن سعد، أن أباه لما احتضر قال: أي بني أين بنوك؟ قال بلال: فأمرت أهلي فألبسوهم قمصا بيضا، ثم أتيته بهم، فقال: اللَّهمّ إني أعوذ بك من الكفر ومن ضلال في العمل ومن السّب ومن الفقر إلى بني آدم. ورواه ابن المبارك في الزّهد كذلك. وأخرجه الطّبرانيّ من وجه آخر إلى ابن جابر فرفعه فقال فيه: عن بلال بن سعد عن أبيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «أين بنوك» ؟ قال «2» : هم أولاء. قال: «فائتني بهم» . فذكره، وكأن رفعه وهم، واللَّه أعلم. 3139- سعد بن جنادة العوفيّ «3» : والد عطية. ذكر ابن السّكن والباورديّ في الصحابة. وروي ابن مندة من طريق يونس بن نفيع   (1) أسد الغابة ت 1972، الاستيعاب ت 925، الثقات 3/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 212، الجرح والتعديل 4/ 349، تلقيح فهوم أهل الأثر 381، الوافي بالوفيات 15/ 230، 202، التاريخ الكبير 4/ 46، 9/ 39، المعرفة والتاريخ 1/ 279، دائرة معارف الأعلمي 19/ 150. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 55، والهيثمي في الزوائد 9/ 417، وقال رواه الطبراني وإسناده حسن. (3) أسد الغابة ت 1974، تجريد أسماء الصحابة 1/ 212، الطبقات الكبرى 6/ 304. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 الحولي «1» ، عن سعد بن جنادة، قال: كنت في أول من أتى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم من أهل الطّائف فأسلمت ... الحديث. قال أبو نعيم: روى محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية قاضي بغداد، عن أبيه عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية عن يونس عن سعد بن جنادة عشرة أحاديث. 3140- سعد بن جارية» : بالجيم والتحتانية، وقيل بالمهملة والمثلثة- ابن لوذان ابن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاريّ السّاعديّ. قال ابن إسحاق: قتل باليمامة، وجعله من بني سالم بن عوف. 3141- سعد بن حبتة «3» : هو ابن بجير. تقدم. 3142- سعد بن أبي جندب: بن زيد بن أبي سمير، مولى الحكم بن عمرو، قال الطبري: له صحبة. 3143- سعد بن الحارث «4» : بن الصمّة الأنصاري، أخو جهيم. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة «5» . وقال ابن شاهين: له صحبة، وشهد صفين مع علي «6» . وقال الطّبري: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد مع علي صفين، وقتل يومئذ. 3144- سعد بن حبّان «7» : بن منقذ بن عمرو المازني. أمه هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب. قال العدويّ: شهد بيعة الرّضوان، وقتل يوم الحرّة. 3145- سعد بن حبتة «8» : أخرج الطبراني من طريق الواحدي، عن أيوب بن النّعمان، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد درعين.   (1) في ح: الجدلي. (2) أسد الغابة ت 1977. (3) الاستيعاب ت 928. (4) الاستيعاب ت 926. (5) سقط في ط. (6) سقط في ط. (7) أسد الغابة ت 1978. (8) الاستيعاب ت 928، المشتبه 214، علوم الحديث لابن الصلاح 336، الإكمال 3/ 121، وهذه الترجمة سقط في ط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 وذكر ابن حبّان ما يدلّ على أن اسم والد النعمان سعد بن حبتة، فإنه قال في ثقات التّابعين: النّعمان بن سعد ابن حبتة. روى عن علي، وزيد بن أرقم. روى عنه ابنه. انتهى. وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه النّعمان بن سعد. روى عنه ابنه، وللنعمان رواية أيضا عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك الأنصاريّ. 3146- سعد بن حمّاز «1» : بن مالك الأنصاري، ثم البلويّ، حليف بني ساعدة. اختلف في اسم أبيه فقيل: بكسر المهملة وتخفيف الميم باسم الحيوان. وقيل: بتشديد الميم وآخره نون، وهذا قول الأمير. وبالأول جزم الطّبري. وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة: هو سعد بن حبّان- بالموحدة بدل الميم. واللَّه أعلم. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة، وقال ابن شاهين: شهد أحدا وما بعدها. 3147- سعد بن حرة «2» : ذكره العسكري في الصّحابة، فروى أبو موسى، من طريق علي بن سعيد العسكريّ، ثم من طريق سعيد بن أبي أيّوب، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن سعد بن حرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إذا توضّأ أحدكم ثمّ خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبّكنّ بين أصابعه فإنّه في صلاة» «3» قلت: رجال هذا الإسناد ثقات، إلا أنني أظنّ فيه تصحيفا وسقطا. وقد أخرج المتن ابن ماجة والدّارميّ من طريقين «4» : عن المقبري عن سعد بن حرة وهكذا رواه طائفة عن ابن عجلان، لكن قال ابن جريج: عنه عن المقبري، عن بعض ولد كعب، عن كعب. وقال اللّيث: عن ابن عجلان، عن المقبري، عن رجل عن كعب. أخرجه التّرمذي، ورواه ابن عيينة عن ابن قسيط وابن عجلان، عن المقبري عن رجل من آل كعب عن كعب. ورواه القطّان، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال لكعب بن عجرة. وهكذا روي عن إسماعيل بن أميّة عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.   (1) أسد الغابة ت 1973، الاستيعاب ت 929. (2) أسد الغابة ت 1979. (3) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه 1/ 227 كتاب الصلاة باب 68 ذكر الدليل على أن الشطر في هذا الموضع القبل لا النصف حديث رقم 441. والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 230، والدارميّ في سننه 1/ 327، وأبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 202. (4) في أ: طريقه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 وقال شريك: عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال ابن أبي ذئب وأبو معشر: عن المقبري عن رجل من بني سالم عن أبيه عن جدّه كعب بن عجرة. قال ابن خزيمة بعد أن أخرجه: خلط فيه ابن عجلان، قال: ورواه عنه خالد بن حيّان فجاء بطامة، قال: عن ابن عجلان، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيد، قال: وأما ابن أبي ذئب فجوّد إسناده. وعندي أنّ الرّجل الّذي من بني سالم هو سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة. قلت: فيغلب على ظني أنّ الصّواب في رواية العسكري عن سعد بن عجرة، ويكون سعد بن إسحاق قد نسب إلى جدّ أبيه ثم صحّف. فاللَّه أعلم. 3148 - سعد «1» بن حنظلة: بن يسار. في ترجمة حنظلة «2» . 3149- سعد بن الحنظلية «3» : هو ابن الربيع. يأتي. 3150- سعد بن خارجة «4» : بن أبي زهير. أخو زيد. قتل يوم أحد هو وأبوه. وروى ابن مندة من طريق داود بن أبي هند، عن حبيب بن سالم، عن النّعمان بن بشير، قال: كان شابّ من سراة شباب الأنصار وخيارهم ويقال له زيد بن خارجة، وكان أبوه أو أخوه سعد بن خارجة أصيبا يوم أحد، وأنه تكلّم بعد موته ... فذكر القصّة. ورواها أبو نعيم مطوّلة، وفيها: إنه قال: يا عبد اللَّه بن خولة، هل أحسنت إلى خارجة وسعد، وكذا رويناها مطوّلة في الجزء الثاني من حديث محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن مكرم بإسناده عن إبراهيم بن مهاجر عن حبيب بن سالم، وفي الحادي عشر من أمالي المحاملي الأصبهانية «5» . 3151- سعد بن خليفة «6» : بن الأشرف بن أبي حزيمة- بفتح المهملة وكسر الزاي- ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة السّاعدي الأنصاريّ. ذكر ابن شاهين والطبري والعدويّ أنه شهد أحدا، وذكر العدويّ أنه استشهد بالقادسيّة.   (1) هذه الترجمة سقط في ج. (2) الجرح والتعديل 4/ 350، دائرة معارف الأعلمي 19/ 151. (3) الاستيعاب ت 930. (4) أسد الغابة ت 1980. (5) سقط في ج. (6) أسد الغابة ت 1981. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 3152- سعد بن خولة: القرشيّ العامريّ «1» . من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ، وقيل من حلفائهم، وقيل من مواليهم. قال ابن هشام: هو فارسي من اليمن حالف بني عامر. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريّين، وله ذكر في الصّحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص حيث مرض بمكّة فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «لكن البائس سعد بن خولة» يرثي له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن مات بمكة. وله في الصّحيحين ذكر في حديث سبيعة بنت الحارث أنها كانت تحت سعد بن خولة فتوفي عنها في حجّة الوداع وهي حامل، فأتت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 3153- سعد بن خولى الكلبيّ «2» : مولى حاطب بن أبي بلتعة. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن الكلبي: هو سعد بن خولى بن سبرة بن دريم «3» بن قيس بن مالك بن عميرة «4» بن عامر، قضاعي. عداده في بني أسد بن عبد العزّى، لأن حاطبا كان من حلفائهم، ويقال إن أباه خولى بن القوسار «5» بن الحارث بن مالك بن عميرة، وكان من مذحج وقد فرض عمر لابنه عبد اللَّه في الأنصار. وقال أبو عمر: لم يختلفوا أنه شهد بدرا مع مولاه، واستشهد بأحد. قال الكلبيّ والبلاذريّ: وزعم أبو معشر وحده أنه سعد بن خولة العامريّ، وغلط في ذلك، وسيأتي له ذكر في ترجمة سعد مولى عتبة بن غزوان إن شاء اللَّه تعالى. 3154 - سعد بن خولي «6» - آخر: فرّق ابن مندة بينه وبين سعد بن خولة الّذي مضى.   (1) الثقات 3/ 151، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213، الجرح والتعديل 4/ 359، شذرات الذهب 1/ 11، أصحاب بدر 125، الطبقات الكبرى 3/ 144، 8/ 278، الوافي بالوفيات 15/ 212، البداية والنهاية 3/ 319، علوم الحديث لابن الصلاح 342، المعرفة والتاريخ 1/ 369، تصحيفات المحدثين 1056، أسد الغابة ت 1983. (2) الاستيعاب ت 932، الثقات 3/ 155، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213، الجرح والتعديل 4/ 427، أصحاب بدر 97، عنوان النجابة 88، الطبقات الكبرى 3/ 115، 408، التحفة اللطيفة 127، الوافي بالوفيات 15/ 211، تصحيفات المحدثين 1056، دائرة معارف الأعلمي 19/ 151. (3) في ج: درهم. (4) في ج: مرة. (5) في ج: من الفرسان. (6) الاستيعاب ت 931. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 وقال أبو نعيم: هما واحد، فروى ابن عائذ في المغازي من حديث ابن عبّاس، قال: وممن هاجر مع جعفر إلى الحبشة في الهجرة الثانية سعد بن خولى، وروى عبد الغني بن سعيد الثقفيّ، أحد الضّعفاء، في تفسيره عن ابن عباس أنه ممن نزل فيه: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ... [الأنعام: 52] الآية. وقال ابن إسحاق في المغازي، في رواية إبراهيم بن سعد عنه: فيمن شهد بدرا: سعد بن خولى من بني عامر بن لؤيّ حليف لهم من أهل اليمن. قلت: فهذا يقوّي ما قاله أبو نعيم. 3155- سعد بن خيثمة «1» : بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط- بالنون والمهملة- ابن كعب بن حارثة بن غنم بن السّلم بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاريّ الأوسي. يكنى أبا خيثمة، وكان أحد النقباء بالعقبة. ذكره ابن إسحاق وغيره، وساق بإسناده عن كعب بن مالك قال: لما كانت الليلة التي واعدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فيها بمنى للبيعة اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، واتبعه العبّاس وحده، فقال: «أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيبا» «2» فذكرهم، وفيه: وكان نقيب بني عمرو بن عوف- سعد بن خيثمة. وروى البخاريّ في التاريخ من طريق رباح بن أبي معروف، سمعت المغيرة بن حكيم، سألت عبد اللَّه بن سعد بن خيثمة، هل شهدت بدرا؟ قال: نعم، والعقبة. ولقد كنت رديف أبي وكان نقيبا. وقال ابن إسحاق في المغازي: نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بقباء على كلثوم بن الهدم، وكان إذا خرج منه جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وكان يقال له بيت الغراب. وقال ابن إسحاق: استشهد سعد بن خيثمة يوم بدر. وقال موسى بن عقبة، عن ابن   (1) أسد الغابة ت 1986، الاستيعاب ت 934، الثقات 3/ 148، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213، الجرح والتعديل 4/ 357، شذرات الذهب 1/ 9، أصحاب بدر 163، الاستبصار 56، 265، 293، الطبقات الكبرى 9/ 79، التحفة اللطيفة 27، صفة الصفوة 1/ 468، سير أعلام النبلاء 1/ 266، التاريخ الصغير 1/ 161، الوافي بالوفيات 15/ 216، التاريخ الكبير 4/ 49، الأعلام 3/ 84، البداية والنهاية 3/ 319، تنقيح المقال 4679، دائرة معارف الأعلمي 19/ 151، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 47. (2) أخرجه الطبري في التفسير ح 4/ 490. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 452 عن عبد اللَّه بن أبي بكر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 شهاب: استهم يوم بدر سعد بن خيثمة وابنه سعد، فخرج سهم سعد، فقال له أبوه: يا بني، آثرني اليوم. فقال سعد: يا أبت، لو كان غير الجنّة فعلت. فخرج سعد إلى بدر فقتل بها وقتل أبوه خيثمة يوم أحد. وروى ابن المبارك بإسناد له إلى سليمان بن أبان نحو هذه القصّة. واختلف في قاتله فقيل طعيمة بن عديّ. وقيل عمرو بن عبد ودّ. وزعم أبو نعيم أن سعد بن خيثمة هذا هو أبو خيثمة الّذي تخلّف يوم تبوك ثم لحق، وساق [في ترجمته، من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه بن خيثمة، عن أبيه، عن جدّه، قال: تخلّفت في غزوة تبوك، وساق] «1» القصّة. والحقّ أنه غيره، لإطباق أهل السير على أن صاحب هذه الترجمة استشهد ببدر. وأورد ابن مندة وأبو نعيم في هذه الترجمة حديثا آخر من طريق إبراهيم أيضا، وهو وهم. وقال أبو جعفر بن حبيب في قول حسان بن ثابت: أروني سعودا كالسّعود الّتي سمت ... بمكّة من أولاد عمرو بن عامر أقاموا عماد الدّين حتّى تمكّنت ... قواعده بالمرهفات البواتر «2» قال: أراد بالسعود سبعة، وهم أربعة من الأوس وثلاثة من الخزرج، فمن الخزرج سعد بن عبادة، وسعد بن الرّبيع، وسعد بن عثمان أبو عبادة. ومن الأوس سعد بن معاذ، وسعد بن خيثمة، وسعد بن عبيد، وسعد بن زيد. 3156 ز- سعد بن خيثمة: السلمي، أبو خيثمة، الّذي تخلّف بتبوك. تقدم ذكره في الّذي قبله. وسيأتي في الكنى، وهو بكنيته أشهر. ويقال: اسمه مالك بن قيس، وهو خزرجيّ والّذي قبله أوسيّ.   (1) سقط في أ، ج. (2) أروني البيت لحسان بن ثابت كما في ديوانه وبعده: أقاموا عمود الدّين حتى تمكّنت ... قواعده بالمرهفات البواتر هم عقدوا للَّه ثمّ وفوا له ... بما ضاق عنه كلّ باد وحاضر السعود من الخزرج ومن الأوس: سعد بن معاذ، وسعد بن زيد، وسعد بن الربيع، وسعد بن عثمان، وسعد بن عمرو أحد بني الحارث بن الخزرج عن العدوي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 3157 - سعد بن أبي ذباب «1» الدّوسي: قال ابن حبّان: له صحبة. وروى أحمد وابن أبي شيبة من طريق بسر بن عبد اللَّه عن أبيه عن سعد بن أبي ذباب، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمت فاستعملني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على قومي، وجعل لهم ما أسلموا عليه من أموالهم ... الحديث- وفيه قصة له مع عمر في زكاة العسل. قال البغويّ: لا أعلم له غيره. 3158- سعد بن ذؤيب «2» : له ذكر في حديث أخرجه أبو داود والنّسائي وابن أبي شيبة والدارقطنيّ والحاكم من طريق السّدّي، عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم النّاس إلا أربعة أنفس: عكرمة بن أبي جهل، وعبد اللَّه بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، فأما ابن خطل فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة، استبق إليه سعد بن ذؤيب وعمار بن ياسر فكان سعد أشبّ الرّجلين فقتله ... الحديث. ووقع في بعض الرّوايات وهو عند أبي شيبة والبيهقيّ سعيد بن حريث، بدل سعد بن ذؤيب، فاللَّه أعلم. 3159- سعد بن أبي رافع «3» : ذكره ابن حبان في الصحابة، وروى الطّبرانيّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: قال سعد بن أبي رافع: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: «إنّك رجل مفئود، ائت الحارث بن كلدة ... » «4» الحديث. تفرّد يونس بن الحجاج، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح بقوله: سعد بن أبي رافع. ورواه الحسن بن سفيان، عن قتيبة، عن ابن عيينة، فقال: قال سعد، ولم ينسبه. وكذا أخرجه أبو داود وابن مندة من رواية ابن عيينة. وروى ابن إسحاق، عن إسماعيل بن   (1) أسد الغابة ت 1989، الاستيعاب ت 935، الثقات 3/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213، الجرح والتعديل 4/ 360، الطبقات 115، الوافي بالوفيات 15/ 424، تصحيفات المحدثين 665، المشتبه 283، الإكمال 3/ 308، دائرة معارف الأعلمي 19/ 147، ذيل الكاشف 509. (2) أسد الغابة ت 1990، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213. (3) الثقات 3/ 149، تجريد أسماء الصحابة 1/ 513، تقريب التهذيب 1/ 287، تهذيب التهذيب 3/ 469، التحفة اللطيفة 128. (4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 400، كتاب الطب باب من تمره العجوة حديث رقم 3875، وابن سعد في الطبقات 3: 1: 104 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28199، 28468. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 محمد بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، عن جدّه مثل هذا. فإما أن يكون يونس بن الحجّاج في قوله ابن أبي رافع أو تكون القصّة تعددت. 3160- سعد بن الربيع: بن عمرو «1» بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ، أحد نقباء الأنصار. تقدّم ذكره في ترجمة سعد بن خيثمة. وروى البخاريّ من حديث عبد الرّحمن بن عوف قال: لما قدمنا إلى المدينة آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع، فقال سعد: إني أكثر الأنصار مالا، فأقاسمك نصف مالي ... الحديث. وفي الصّحيحين من حديث أنس نحوه. وقال مالك في الموطأ، عن يحيى بن سعيد: لما كان يوم أحد قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يأتيني بخبر سعد بن الرّبيع» ؟ فقال رجل: أنا يا رسول اللَّه، فجعل يطوف بين القتلى، فلقيه فقال: أقرئ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم السلام، وأخبره أنني طعنت» اثنتي عشرة طعنة، وأني أنفذت مقاتلي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند اللَّه إن قتل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وواحد منهم حيّ. قال أبو عمر «في التمهيد» : لا أعرفه مسندا، وهو محفوظ «3» عند أهل السّير. وقد ذكره ابن إسحاق عن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني. قلت: وفي الصّحيح من حديث أنس ما يشهد لبعضه. وحكى ابن الأثير أنّ الرّجل الّذي ذهب إليه هو أبيّ بن كعب. وروى الطّبراني من طريق خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم سعد بنت سعد بن الربيع أنها دخلت على أبي بكر الصّديق، فألقى لها ثوبه حتى جلست عليه، فدخل عمر فسأله فقال: هذه ابنة من هو خير مني ومنك، قال: ومن هو يا خليفة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: رجل قبض على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تبوّأ مقعده من الجنّة وبقيت أنا وأنت.   (1) أسد الغابة ت 1993، الثقات 3/ 147، تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، الجرح والتعديل 4، ترجمة 361، التلقيح 132، أصحاب بدر 174، عنوان النجابة 89، الاستبصار 56، 114، الطبقات الكبرى 9/ 79، التحفة اللطيفة 128، صفة الصفوة 1/ 480، سير أعلام النبلاء 1/ 318، الوافي بالوفيات 15/ 217، العبر 1/ 360، الأعلام 3/ 85، البداية والنهاية 3/ 319. (2) في ج: أن بي اثنتي عشرة طعنة. (3) في ج: المحفوظ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 وروى إسماعيل القاضي «في أحكام القرآن» ، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن حزم، أنّ عمرة بنت حزم كانت تحت سعد بن الرّبيع، فقتل عنها بأحد، وكان له منها ابنة، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم تطلب ميراث ابنتها «1» ففيها نزلت: يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ ... [النساء الآية: 127] . اتفقوا على أنه استشهد بأحد. وذكر مقاتل في تفسيره أنه نزل فيه: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ ... [النساء الآية: 34] ، ووصفه بأنه من نقباء الأنصار، وكذلك ذكره إسماعيل بن أحمد الضرير في تفسيره، لكنه سمّاه أسعد، وذكره في حرف الألف، وهو تحريف. 3161- سعد بن الربيع بن عمرو «2» : بن عدي الأنصاري، أبو الحارث، ويعرف بسعد بن الحنظلية، وهو أخو سهل بن الحنظلية، والحنظلية أمهما، وقيل: جدّتهما. وقال أبو عمر بن عبد البرّ: قيل: إن اسم أبيهما عقيب. قلت: هو قول ابن سعد. وقال أبو حاتم: استشهد بأحد، وفيه نظر، ولعله أراد الّذي قبله، وأما هذا فذكر ابن سعد أنه شهد الخندق. 3162 ز- سعد بن زرارة الأنصاريّ. «3» : هو أخو أسعد، تقدم نسبه في ترجمة أخيه. ذكره أبو حاتم في الصّحابة والباوردي وابن شاهين، وروينا في الثالث من حديث أبي روق الهمدانيّ من طريق يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن سعد بن زرارة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان يدعو: «اللَّهمّ انصرني على من بغى عليّ ... » «4» : الحديث. وروى الطّبراني في ترجمة يونس بن راشد في مسند الشّاميين من حديث ابن عبّاس، قال: لما نزلت: وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ ... [البقرة الآية: 284]- أتى أبو بكر   (1) في ج: أبيها. (2) طبقات ابن سعد 3/ 2/ 77، تاريخ خليفة 71، الجرح والتعديل 4/ 82، 83، الاستبصار 114، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 210- 211- العبر 1/ 360، مجمع الزوائد 9/ 310، كنز العمال 13/ 420، أسد الغابة ت 1994، الاستيعاب ت 936. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، الجرح والتعديل 14 ترجمة 364، الاستبصار 59، الطبقات الكبرى 3/ 118، تراجم الأخبار 2/ 142. دائرة معارف الأعلمي 19/ 152. أسد الغابة ت 1996، الاستيعاب ت 937. (4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3774 وعزاه للباوردي عن سعد بن زرارة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 وعمر ومعاذ بن جبل وسعد بن زرارة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالوا: ما نزلت علينا آية أشدّ من هذه ... الحديث. وروى ابن مندة في ترجمته من طريق أبي الرّجال محمد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة أن أباه حدثه عن جدّه سعد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال يوما وهو يحدث عن ربّه: «ما أحبّ اللَّه من عبده ذكر شيء من النّعم ما أحبّ أن أذكره ما هداه له من الإيمان ... » الحديث. وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، لكن وقع عنده من وجه آخر عن جده أسعد، وأسعد وسعد معا جدّان لمحمد، أحدهما لأبيه والآخر لأمه، وهذا الحديث من حديث أسعد، ولذلك نسب أبو نعيم الوهم فيه لابن مندة، لكن قد ذكره غيره في الصّحابة. قال ابن عبد البر: فيه نظر، وأخشى ألّا يكون أدركه الإسلام، لأن أكثرهم لم يذكره، وقد ذكر الواقديّ والعدويّ أنه كان ينسب إلى النفاق، ولعله تاب. واللَّه أعلم. 3163- سعد بن زيد بن سعد الأشهليّ. «1» قال أبو حاتم: له صحبة، وروى البخاريّ «في التاريخ» والحاكم وابن مندة من طريق إبراهيم بن جعفر، من ولد محمد بن مسلمة، عن سليمان بن محمد بن محمود بن مسلمة عن سعد بن زيد بن سعد «2» الأشهلي أنه أهدى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سيفا ... الحديث. قال البغويّ: لا أعلم له غيره. وأخرجه ابن مندة والطبراني في الأوسط من وجه آخر، فجاء فيه سعيد. بزيادة ياء. والأول أرجح. 3164 ز- سعد بن زيد بن «3» : الفاكه. تقدم في أسعد. 3165- سعد بن زيد «4» : بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهلي. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا.   (1) أسد الغابة ت 1997، الاستيعاب ت 940. (2) سقط في ط. (3) أسد الغابة ت 1999. (4) الثقات، 3/ 149، تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، الأعلمي 19/ 152، أصحاب بدر 139، الاستبصار 226، الطبقات الكبرى 2/ 81، 146، 613، الوافي بالوفيات 15/ 206، التحفة اللطيفة 128، البداية والنهاية 3/ 319، 4/ 375، التاريخ الكبير 4/ 48، المعرفة والتاريخ 1/ 282، الجرح والتعديل 4/ 362، أسد الغابة ت (2000) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 وقال الواقديّ: شهد العقبة، وزعم أبو عمرو العسكريّ وأبو نعيم أنه راوي الحديث المتقدم قبل ترجمة، وهو وهم، فإنّ اسم ذاك سعد، وليس في نسب هذا من اسمه سعد، وله ذكر في السّيرة، وأنه الّذي هدم المنار الّذي كان بالمشلّل، وأنه الّذي بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بسبايا من بني قريظة، فاشترى بها من نجد خيلا وسلاحا. وفي ديوان حسّان بن ثابت: لما أغار عيينة بن حصن على سرح المدينة قال حسان في ذلك: هل سرّ أولاد اللّقيطة أنّنا ... سلم غداة فوارس المقداد؟ «1» [الكامل] قال: فعاتبه سعد بن زيد الأشهليّ، لأنه كان الرئيس يومئذ، كيف نسب الفوارس للمقداد ولم ينسبها إلي، فاعتذر إليه بالقافية، وأراد باللقيطة أم حصن بن حذيفة. 3166 - سعد بن زيد «2» الأنصاريّ: فرّق البغوي بينه وبين الّذي قبله، وأخرج من طريق يزيد بن أبي زياد، عن يزيد بن أبي الحسن، عن سعد بن زيد الأنصاري، أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حمل حسنا، ثم قال: اللَّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه» - مرتين. قال البغويّ: اختلف فيه على يزيد بن أبي زياد. 3167 ز- سعد بن زيد الطّائيّ، «3» : أو الأنصاري- في ترجمة زيد بن كعب. 3168- سعد بن سعد السّاعدي، «4» : أخو سهل بن سعد. روى الطّبرانيّ من طريق عبد المهيمن بن العبّاس بن سهل، عن أبيه، عن جدّه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ضرب لسعد بن سعد يوم بدر بسهم. والمشهور أن ذلك إنما وقع لسعد والد سهل كما سيأتي في ترجمته. وقد قيل: إنه سعد بن سعد، فإن يكن كذلك سقطت هذه الترجمة، لكن المعروف أنه سعد بن مالك كما سيأتي.   (1) ينظر البيت في ديوان حسان بن ثابت. وروي في سيرة ابن هشام 3/ 298: وأسر أولاد اللقيطة. (2) أسد الغابة ت 2001، الاستيعاب ت 941. (3) أسد الغابة ت 1998، الاستيعاب ت 938، تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 363، الاستبصار 358، التحفة اللطيفة 2/ 128، البداية والنهاية 3/ 319، الوافي بالوفيات 15/ 163، الثقات 4/ 294، الطبقات الكبرى 2/ 81، التاريخ الكبير 9/ 39. (4) أسد الغابة ت 2003. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 3169- سعد بن أبي سعد «1» : بن سعد الأنصاري، حليف بني نوفل. قال الطّبري وغيره: شهد أحدا، واستدركه أبو موسى. 3170 ز- سعد بن سعيد: زوج الجهنيّة. يأتي ذكره في باب هند من النساء إن شاء اللَّه تعالى. 3171- سعد بن سفيان: بن مالك بن حبيب بن مالك بن خفاف السلميّ. قال الرّشاطي: ذكر في الشّجرة البغداديّة في النّسب أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. 3172- سعد بن سلامة «2» : بن وقش الأشهليّ. قال ابن الكلبي: استشهد يوم الجسر مع أبي عبيد وقد قيل: هو اسم أبي نائلة. وقد فرق بينهما ابن الكلبيّ. والصواب أن اسم أبي نائلة: ملكان، ويأتي في الكنى. 3173- سعد بن سويد بن قيس، «3» : أو عبيد، بن الأبحر بن خدرة بن عوف بن الحارث بن خزرج الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وذكره ابن شهاب فيمن استشهد بأحد وكذا ذكر ابن الكلبي «4» : وهو الّذي سمى جده عبيدا. 3174- سعد بن سهل «5» : بن مالك بن كعب «6» : بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره ابن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وسمى أبو الأسود عن عروة أباه سهيلا- بالتصغير- فجعله ابن مندة بهذا السبب ترجمتين، وقال أبو معشر والواقديّ: سعيد بن سهيل فجعله أبو موسى ثالثا. وذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه سعيد- بالتصغير- فجعله ابن عبد البر آخر، وزعم أن ابن إسحاق أغفله، وليس كذلك. 3175- سعد بن ضميرة «7» : بن سعد «8» بن سفيان بن مالك بن حبيب بن زعب بن   (1) أسد الغابة ت 2004. (2) أسد الغابة ت 2005، الاستيعاب ت 943. (3) أسد الغابة ت 2006، الاستيعاب ت 945، الجرح والتعديل 4/ 369، تنقيح المقال 4693، دائرة معارف الأعلمي 19/ 153. (4) سقط في ط. (5) في ج: سهيل. (6) أسد الغابة ت 2008، الاستيعاب ت 943. (7) أسد الغابة ت 2009، الاستيعاب ت 947، الثقات 3/ 151، تجريد أسماء الصحابة 1/ 215، تقريب التهذيب 1/ 287، تهذيب التهذيب 7/ 472، تهذيب الكمال 1/ 418، تذهيب تهذيب الكمال 1/ 369، الكاشف 1/ 352، تعجيل المنفعة 649، دائرة الأعلمي 19/ 153، الجرح والتعديل 4/ 426، التاريخ الكبير 4/ 50. (8) في أ: سعيد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السّلمي- وقيل: الأسلميّ، وقيل فيه الضّمري، حجازي شهد حنينا، ساق نسبه ابن قانع. له عند أبي داود حديث في قصّة محلّم بن جثّامة بإسناد حسن. وسيأتي ذكره في ترجمة مكيتل إن شاء اللَّه تعالى. 3176- سعد بن طريف. «1» : ذكره الخطيب «في المتفق» ، وقال: يقال: إن له صحبة، وفي السند عدة من مجهولين، ثم روي من طريق سهل بن عبيد الواسطي، عن يوسف بن زياد، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن سعد بن طريف، قال: بينا أنا أمشي مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في ناحية المدينة وامرأة على حمار يطوف بها أسود في يوم طس إذ أتت يد الحمار على وهدة فزلق فصرعت المرأة، فصرف النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بصره، فقلت: يا رسول اللَّه، إنها متسرولة. «2» : فقال: «يرحم اللَّه المتسرولات» . قال الخطيب: لم أكتبه إلا من هذا الوجه. وفي إسناده غير واحد من المجهولين. وقال ابن الجوزيّ: يحتمل أن يكون هو سعد بن طريف الإسكاف، فسقط شيخه وشيخ شيخه. كذا قال. 3177- سعد بن عامر بن مالك الأنصاريّ: شهد هو وأخوه حمزة أحدا، قاله ابن سعد والعدويّ والطبريّ. 3178- سعد بن عائذ المؤذّن «3» : مولى عمّار بن ياسر. وقيل مولى الأنصار. ويقال اسم أبيه عبد الرّحمن، كان يتّجر في القرظ فقيل له سعد القرظ. وروى البغويّ، عن القاسم بن محمد بن عمر بن حفص بن عمر بن سعد القرظ، عن آبائه أن سعيدا اشتكى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قلة ذات يده، فأمره بالتجارة فخرج إلى السوق، فاشترى شيئا من قرظ فباعه فربح فيه، فذكر ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأمره بلزوم ذلك. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأذّن في حياته بمسجد قباء. روى عنه ابناه عمار وعمر، نقله أبو بكر من قباء إلى المسجد النبويّ، فأذّن فيه بعد بلال، وتوارث عنه بنوه الأذان.   (1) في أ: ظريف. (2) في أ: مسروله. (3) أسد الغابة ت 2011، الاستيعاب ت 948، الثقات 3/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 215، تقريب التهذيب 1/ 287، تهذيب التهذيب 3/ 474، تهذيب الكمال 1/ 471، خلاصة تذهيب 1/ 369، الكاشف 1/ 352، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 384، التحفة اللطيفة 130، التاريخ الصغير 1/ 44، 67، الوافي بالوفيات 15/ 215، الأعلمي 19/ 153، تبصير المنتبه 3/ 1126، التاريخ الكبير 4/ 46، المعرفة والتاريخ 1/ 280، 281. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 قال خليفة: أذّن سعد لأبي بكر ولعمر بعده. وروى يونس عن الزهري أنّ الّذي نقله عن قباء عمر. قال أبو أحمد العسكري: عاش القرظ إلى أيام الحجاج 3179- سعد بن عباد: ذكره ابن حزم أنّ له في مسند بقيّ حديثا واحدا، واستدركه الذّهبي «في التجريد» ، ولم أقف على إسناده. وفي «تاريخ البخاري» سعد بن عباد الزرقيّ، روى عن عمر. روى عنه ابنه عمر «1» ، فيحتمل أن يكون هذا. 3180- سعد بن عبادة بن دليم «2» : بن حارثة بن حرام بن حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ، سيّد الخزرج. يكنى أبا ثابت، وأبا قيس. وأمه عمرة بنت مسعود لها صحبة، وماتت في زمن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سنة خمس. وشهد سعد العقبة، وكان أحد النّقباء، واختلف في شهوده بدرا، فأثبته البخاريّ، وقال ابن سعد: كان يتهيأ للخروج فنهس فأقام، وقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «لقد كان حريصا عليها» . قال ابن سعد: وكان يكتب بالعربيّة، ويحسن العوم والرّمي، فكان يقال له الكامل، وكان مشهورا بالجود هو وأبوه وجده وولده، وكان لهم أطم ينادى عليه كل يوم: من أحبّ الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة، وكانت جفنة سعد تدور مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في بيوت أزواجه. وقال مقسم، عن ابن عباس: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في المواطن كلها رايتان، مع علي راية المهاجرين، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار. وروى له أحمد، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد: زارنا النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في منزلنا، فقال: «السّلام عليكم ورحمة اللَّه ... » الحديث. وفيه: ثم رفع يده فقال: «اللَّهمّ اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة» .   (1) في أ: عمرو. (2) طبقات ابن سعد 3/ 2/ 142، طبقات خليفة 97، تاريخ خليفة 117، 135، التاريخ الكبير 4/ 44، التاريخ الصغير 1/ 39، المعارف 259، الجرح والتعديل 4/ 88، مشاهير علماء الأمصار ت 201، الاستبصار 93، 97، ابن عساكر 7/ 56، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 212- 213، تهذيب الكمال 474، دول الإسلام 1/ 15، تاريخ الإسلام 1/ 379، العبر 1/ 19، تهذيب التهذيب 3/ 475، خلاصة تذهيب الكمال 134، شذرات الذهب 1/ 28، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 86- 93. أسد الغابة ت 2012، الاستيعاب ت 949. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 وروى أبو يعلى، من حديث جابر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «جزى اللَّه عنّا الأنصار خيرا لا سيّما عبد اللَّه بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة» . وروى ابن أبي الدّنيا من طريق ابن سيرين، قال: كان أهل الصفّة إذا أمسوا انطلق الرجل بالواحد، والرجل بالاثنين، والرجل بالجماعة، فأما سعد فكان ينطلق بثمانين. وروى الدّارقطنيّ كتاب الأسخياء، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان منادى سعد ينادي على أطمه: من كان يريد شحما ولحما فليأت سعدا. وكان سعد يقول: اللَّهمّ هب لي مجدا، لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللَّهمّ إنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه. وعن محمد بن سيرين: كان سعد بن عبادة يعشّي كل ليلة ثمانين من أهل الصّفة. وقصته في تخلفه عن بيعة أبي بكر مشهورة، وخرج إلى الشّام فمات بحوران «1» : سنة خمس عشرة، وقيل سنة ست عشرة. وروى عنه بنوه: قيس، وسعيد، وإسحاق، وحفيده شرحبيل بن سعيد. وروى عنه من الصّحابة أيضا ابن عبّاس وأبو أمامة بن سهل، وأرسل عنه الحسن وعيسى بن فائد. وروى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «اللَّهمّ اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة» . أخرجه في أثناء حديث. وقيل: إن قبره بالمنيحة- قرية بدمشق بالغوطة. وعن سعيد بن عبد العزيز أنه مات ببصرى، وهي أول مدينة فتحت من الشّام. 3181- سعد بن عبد اللَّه «2» : روى ابن مردويه في التفسير، من طريق يعلى بن الأشدق: حدّثنا سعد بن عبد اللَّه أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سئل عن قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ... «3» : [الحجرات الآية: 4] . قال: هم الجفاة من بني تميم، لولا أنهم من أشد الناس قتالا للأعور الدجّال لدعوت اللَّه أن يهلكهم «4» . قال ابن مندة: غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.   (1) حوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة ذات قرى كثيرة ومزارع وحرار وما زالت منازل العرب. انظر معجم البلدان 2/ 364. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 216، الاستبصار 195، تقريب التهذيب 1/ 288، المحن 167، الوافي بالوفيات 15/ 234، أسد الغابة ت 2013. (3) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 87. (4) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 87. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 قلت: ويعلى متروك الحديث. 3182- سعد بن عبد قيس. «1» في سعيد. 3183- سعد بن عبيد بن النعمان» : بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وقال ابن نمير في تاريخه: مات سعد بن عبيد القاري بالقادسيّة شهيدا سنة ست عشرة، وهو أبو زيد الّذي جمع القرآن. وروى الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة، عن عتبة بن عويم بن ساعدة أنّ سعد بن عبيد- وساق نسبه- كان يؤمّ في مسجد قباء في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأبي بكر وعمر، وتوفّي في زمنه، فأمر عمر مجمّع بن جارية أن يصلي بهم. وروى البخاريّ في تاريخه من طريق قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: شهد سعد بن عبيد القادسيّة، فقام خطيبا، فقال: إنا مستشهدون غدا فلا تكفنونا إلا في ثيابنا التي أصبنا فيها ... الحديث. وروى ابن جرير، من طريق قيس بن مسلم، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: قال عمر لسعد بن عبيد- وكان انهزم يوم أصيب أبو عبيد، وكان يسمى القارئ، ولم يكن أحد يسمى القارئ غيره- فذكر قصّته. قلت: اختلف في أبي زيد الّذي جمع القرآن في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقيل: هذا اسمه، وقيل: بل اسمه سعيد. وقيل: غير ذلك. 3184- سعد بن عثمان بن خلدة «3» : بن مخلّد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزرقيّ،   (1) أسد الغابة ت 2016. (2) الثقات 3/ 147، تجريد أسماء الصحابة 1/ 216، الجرح والتعديل 4/ 86، تاريخ من دفن بالعراق 206، أصحاب بدر 152، الاستبصار 71، الطبقات الكبرى 4/ 372، 374، التحفة اللطيفة 133، التاريخ الصغير 1/ 51، الوافي بالوفيات 15/ 521، التاريخ الكبير 4/ 60، 47 العبر 1/ 20، الأعلام 3/ 86، البداية والنهاية 3/ 319، الطبقات الكبرى 3/ 458، 7/ 402، 2/ 355، أسد الغابة ت 2017، الاستيعاب ت 951. (3) أسد الغابة ت 219، الاستيعاب ت 952، الثقات 3/ 151، المحن 168، تجريد أسماء الصحابة 1/ 216، الجرح والتعديل 4/ 387، أصحاب بدر 207، الاستبصار 170، الطبقات الكبرى 3/ 592، 5/ 278، التحفة اللطيفة 134، الوافي بالوفيات 15/ 205، البداية والنهاية 3/ 319، تبصير المنتبه 4/ 1269. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 أبو عبادة. ذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين. روى الزّبير بن بكار في «أخبار المدينة» من طريق محمد بن عبد الرحمن بن سعد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أتى بئر إهاب بالحرة، وهي يومئذ لسعد بن عثمان قد ترك عليها ابنه عبادة يسقي، فلم يعرفه عبادة، ثم جاء سعد فوصفه له، فقال: ذلك رسول اللَّه الحق به، فلحقه فمسح رأسه ودعا له. يقال: مات وهو ابن ثمانين سنة وما شاب. 3185 ز- سعد بن عديّ: حليف بني عبد الأشهل. ذكره الأمويّ فيمن استشهد يوم اليمامة، واستدركه ابن فتحون. 3186 ز- سعد بن عقيب. «1» مر في ترجمة سعد بن الربيع. 3187 ز - سعد بن عمارة الثعلبي. «2» قال عمر بن شبة: حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: جاء رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له: سعد بن عمارة، فقال: يا رسول اللَّه، ما تكلمت بكلمة قط إلا مخطومة مزمومة. وذكر سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد استعمل سعد بن عمارة فيمن استعمل من كماة الصّحابة على غطفان. وروى الطّبرانيّ، من طريق ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم وغيره، [عن سعد بن عمارة، أحد بني سعد بن بكر، وكانت له صحبة- أنّ رجلا قال له: عظني. قال: إذا قمت إلى الصّلاة فصلّ صلاة مودّع، وانظر إلى ما تعتذر عنه من القول والفعل فاجتنبه. وأخرجه البخاريّ في تاريخه من طريقين إلى ابن إسحاق، في أحدهما أنه سعد، وفي الآخر أنه سعيد، ورجّح أنه سعد. وكذا أخرجه أحمد في كتاب الإيمان، والطّبراني. ورجاله ثقات. وأخرجه أبو نعيم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري، عن أبيه، عن جده، فذكره مرفوعا، لكنه أفرده بترجمة، فقال: [سعد أبو محمد، وذكر هذا الحديث. والّذي يظهر أنه هو] «3» . 3188- سعد بن عمارة «4» : وقيل: عمارة بن سعد هو اسم أبي سعيد الزرقيّ. ويأتي في الكنى.   (1) أسد الغابة ت 2021. (2) أسد الغابة ت 2024. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 2023، الاستيعاب ت 953. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 3189- [سعد بن عمارة: «1» : أحد بني سعد بن بكر وكانت له صحبة، أن رجلا قال له: علمني، فقال: إذا قمت إلى الصلاة فصلّ صلاة مودع، وانظر إلى ما يصدر عنه من القول والفعل فاجتنبه، وأخرجه البخاري في «تاريخه» من طريقين إلى ابن إسحاق أحدهما: أنه سعد، وفي الأخرى سعيد، ورجح أنه سعد وكذا أخرجه أحمد في كتاب «الإيمان» ، والطبراني في «الكبير» ورجاله موثوقون وأخرجه أبو نعيم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري عن أبيه عن جده وذكره مرفوعا لكنه أفرده بترجمة فقال سعد أبو محمد وذكر هذا الحديث والّذي يظهر لي أنه هو] . 3190- سعد بن عمارة «2» : بن خنساء بن مبذول الأنصاريّ. تقدم ذكره في ترجمة أخيه حمزة. 3191- سعد بن عمرو «3» : بن ثقف «4» : بن مالك بن مبذول بن النّجار الأنصاري. ذكروه فيمن شهد أحدا، واستشهد هو وابنه الطفيل وابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف ببئر معونة. 3192 ز - سعد بن عمرو بن حرام: تقدم ذكره ونسبه في ترجمة أخيه الحارث، وليس أبوهما جدّ جابر بن عبد اللَّه، بل توافقا والنسب مختلف [وذكر أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام أن خالد بن الوليد استخلفه بالأنبار لما رحل من العراق إلى الشام. ويأتي له ذكر في ترجمة سويد بن قطبة في القسم الثالث] «5» . 3193- سعد بن عمرو «6» : بن عبيد بن الحارث بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري. ذكر العدويّ أنه شهد أحدا، واستشهد باليمامة، واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون، وتبعهما ابن الكلبي كما سبق «7» . 3194- سعد بن عمرو الأنصاريّ «8» : أخو الحارث بن عمرو. كانا ممن شهد صفّين من الصّحابة. قاله أبو عمر. ونقله ابن الكلبيّ كما تقدم في ترجمة الحارث بن عمرو.   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت 2022. (3) الاستيعاب ت 955. (4) في أ: ثقيف. (5) سقط في ح. (6) أسد الغابة ت 2028. (7) في ج: كما تقدم في ابن عمه الحارث بن عمرو. (8) أسد الغابة ت 2025، الاستيعاب ت 954. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 قلت: لعله الّذي قبله، فقد جزم ابن فتحون بأنهما واحد. 3195 ز- سعد بن عمرو: أبو صفية الثّقفي. ذكره خليفة بن خياط فيمن نزل البصرة من الصّحابة. 3196- سعد بن عمير «1» : قال ابن مندة: حديثه عند عمرو بن قيس عن محمد بن جحادة، عن أبيه، عنه. وقيل فيه: عمير بن سعد. 3197- سعد بن الفاكه «2» : بن زيد الأنصاريّ. ويقال سعيد بن زيد بن الفاكه. ويقال في أبيه يزيد. قال أبو نعيم: ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. قلت: وقد تقدّم في الألف أسعد بن الفاكه، فإن لم يكن هذا أخاه وإلا فهذا تصحيف. والّذي في المغازي لابن إسحاق ما نصّه: وشهدها من بني عامر بن زريق سعد ابن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر، فهذا هو المعتمد. 3198- سعد بن قرحاء «3» : قال ابن أبي شيبة: حدثنا عبد الوهاب الثقفيّ، عن أيوب أن سعد بن قرحاء رجل من الصّحابة جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها وقد مضى مثل هذا في جبلة من حرف الجيم. 3199- سعد بن قيس العنزي. «4» : وقيل العنسيّ. روى ابن مندة من طريق ضمرة بن مروان بن عبد اللَّه بن حكيم بن عبد اللَّه بن سعد بن قيس، حدثني أبي عن جدّي عن أبيه عبد اللَّه عن أبيه سعد بن قيس أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له: «ما اسمك؟» قال: سعد الخيل. قال: «بل أنت سعد الخير» «5» . ومن طريق يحيى بن سعد الأنصاريّ، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث سعد بن مالك وسعد الخير إلى مكّة. وروى ابن قانع وابن مندة، من طريق الحسن بن فرقد، عن الحسن، عن سعد بن قيس، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «قال اللَّه يا ابن آدم صلّ أربع ركعات أوّل النّهار أكفك آخره» «6» .   (1) أسد الغابة ت 2029. (2) في أ، ج: ابن عمارة. (3) أسد الغابة ت 2031. (4) أسد الغابة ت 2033، الاستيعاب ت 957، المعرفة والتاريخ 2/ 47، دائرة الأعلمي 19/ 157. (5) أسد الغابة ت 2034. (6) أخرجه التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 1313. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 وغاير ابن مندة بين صاحب الإسناد الأول وبين الّذي روى عنه الحسن مع قوله في الأول: روى عنه ابنه عبد اللَّه والحسن. 3200 ز - سعد بن مالك بن الأقيصر: بن مالك بن قريع بن ذهل بن الدئل بن مالك الأزدي، أبو الكنود. قال ابن يونس: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض، وشهد فتح مصر، وله بها عقب. روى عنه ابنه [القاسم بن أبي الكنود] «1» ، رواه سعيد بن عفير، عن عمرو بن زهير بن أسمر بن أبي الكنود أن أبا الكنود [وفد] ، فذكره. 3201- سعد بن مالك العذريّ «2» : قال ابن أبي حاتم عن أبيه: قدم على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد بني عذرة. وروى الواقديّ من طريق أبي عمرو بن حريث العبدري «3» ، قال: وجدت في كتاب آبائي، قالوا: قدم وفدنا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في صفر سنة تسع- اثنا عشر رجلا منهم جمرة بن النعمان وسعد وسليم ابنا مالك. 3202- سعد بن مالك «4» : بن أهيب ويقال له ابن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2037، الاستيعاب ت 960، تجريد أسماء الصحابة 1/ 218، تقريب التهذيب 1/ 290، تهذيب التهذيب 3/ 483، تهذيب الكمال 1/ 371، الكاشف 1/ 354، الرياض المستطابة 91، التلقيح 118، 364، الرياض النضرة 1/ 390، الطبقات 15/ 126، غاية النهاية 1/ 304، الاستبصار 194، 242، المحن 50، 55، 100، 123، 144، 254، 286، 287، المصباح المضيء 2/ 46، الطبقات الكبرى 9/ 80، حلية الأولياء 1/ 368، أصحاب بدر 65، عنوان النجابة 87، النجوم الزاهرة 1/ 20، التحفة اللطيفة 139، صفة الصفوة، تاريخ جرجان 82، 322، 335، 375، 467، 540، التاريخ الكبير 4/ 43، نكت الهميان 155، طبقات علماء إفريقيا 10، 11، 19 حسن المحاضرة 1/ 205، المؤنس 20، العبر 1/ 60119، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 632، طبقات الحفاظ 5، علماء إفريقيا وتونس 61، 63، 83، الوافي بالوفيات 15/ 199، تاريخ بغداد 1/ 144، تذكرة الحفاظ 1/ 22، الأعلام 3/ 87، روضات الجنان 3/ 180، 189، البداية والنهاية 3/ 319، 8/ 702- التعديل والتجريح 1301. (3) في أالعدوي. (4) طبقات خليفة ت 601، العبر 291، 429، المعارف 268، مشاهير علماء الأمصار ت 26، جمهرة أنساب العرب 362، معجم الطبراني الكبير 6/ 40، تاريخ بغداد 180، طبقات الشيرازي 51، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 158، تاريخ ابن عساكر 7/ 90، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 237، تهذيب الكمال 476، تاريخ الإسلام 3/ 220، تذكرة الحفاظ 1/ 41، العبر 1/ 84، تذهيب التهذيب 2/ 10، الوافي بالوفيات 15/ 148، مرآة الجنان 1/ 155، البداية والنهاية 9/ 3، تهذيب التهذيب 3/ 479، النجوم الزاهرة 1/ 192، شذرات الذهب 1/ 81، تهذيب ابن عساكر 6/ 110. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 كلاب القرشيّ الزهريّ، أبو إسحاق، بن أبي وقاص: أحد العشرة وآخرهم موتا، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبي سفيان بن حرب بن أمية. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كثيرا. روى عنه بنوه: إبراهيم، وعامر، ومصعب، وعمر، ومحمد، وعائشة، ومن الصحابة: عائشة، وابن عباس، وابن عمر، وجابر بن سمرة، ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، وعلقمة، والأحنف، وآخرون. وكان أحد الفرسان، وهو أول من رمى بسهم في سبيل اللَّه، وهو أحد الستة أهل الشورى. وقال عمر: إن أصابته الإمرة فذاك وإلا فليستعن به الوالي، وكان رأس من فتح العراق، وولى الكوفة لعمر وهو الّذي بناها، ثم عزل ووليها لعثمان. وكان مجاب الدعوة مشهورا بذلك. مات سنة إحدى وخمسين. وقيل ست. وقيل سبع. وقيل ثمان. والثاني أشهر. وقد قيل: إنه مات سنة خمس. وقيل سنة أربع. وقع في «صحيح البخاري» عنه أنه قال: لقد مكثت سبعة أيام وإني لثالث الإسلام. وقال إبراهيم بن المنذر: كان هو وطلحة والزبير وعلى عذار عام واحد، أي كان سنهم واحدا. وروى التّرمذيّ، من حديث جابر، قال: أقبل سعد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «هذا خالي فليرني امرؤ خاله» . وقال ابن إسحاق في «المغازي» : كان أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة يستخفون بصلاتهم، فبينا سعد في شعب من شعاب مكة في نفر من الصحابة إذ ظهر عليهم المشركون، فنافروهم وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فضرب سعد رجلا من المشركين بلحي جمل، فشجّه، فكان أول دم أريق في الإسلام. وروى التّرمذي، من حديث قيس بن أبي حازم، عن سعد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «اللَّهمّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 استجب لسعد إذا دعاك» «1» . فكان لا يدعو إلا استجيب له. وروينا في مجابي الدّعوة لابن أبي الدنيا من طريق جرير عن مغيرة عن أبيه، قال: كانت امرأة قامتها قامة صبي، فقالوا: هذه ابنة سعد غمست يدها في طهورها، فقال: قطع اللَّه يديك «2» فما شبّت بعد. ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولزم بيته. وروى الشّيخان والترمذي والنّسائي من حديث عائشة، قالت: لما قدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة أرق فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني إذ سمعنا صوت السلاح، فقال: «من هذا» ؟ قال: أنا سعد، فقام، وفي رواية: ودعا له. مات سعد بالعقيق، وحمل إلى المدينة، فصلى عليه في المسجد. وقال الواقديّ: أثبت ما قيل في وقت وفاته أنها سنة خمس وخمسين، [وقال أبو نعيم: مات سنة ثمان وخمسين] «3» . قال الزّبير: هو الّذي فتح مدائن كسرى، وكان مستجاب الدّعوة، وهو الّذي تولّى الكوفة، واعتزل الفتنة، وجاءه ابن أخيه هاشم بن عتبة، فقال: هاهنا مائة ألف سيف يرونك أحقّ بهذا الأمر، فقال: أريد منها سيفا واحدا إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا، وإذا ضربت به الكافر قطع. [وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند جيّد عن أبي إسحاق، قال: كان أشد أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أربعة: عمر، وعلي، والزبير، وسعد. وروينا في مسند أبي يعلى، من طريق شريك بن أبي نمر، أخو بني عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وتفرقهم اشترى أرضا ميتة ثم خرج واعتزل فيها بأهله على ما قال. وكان سعد من أحدّ الناس بصرا، فرأى ذات يوم شيئا يزول، فقال لمن معه: ترون شيئا؟ قالوا: نرى شيئا كالطائر. قال: أرى راكبا على بعير، ثم جاء بعد قليل عم سعد على بختي، فقال سعد: اللَّهمّ إنا نعوذ بك من شرّ ما جاء به] «4» .   (1) أخرجه الترمذي في سننه 5/ 607 كتاب المناقب باب 27 مناقب سعد بن أبي وقاص حديث رقم 3751. والحاكم في المستدرك 3/ 499، والطبراني في الكبير 1/ 105. (2) في أقرنك. (3) سقط في أ. (4) سقط في أ، ج. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 وقال عمر في وصيته: إن أصابت الإمرة سعدا فذاك، وإلا فليستعن به الّذي يلي الأمر، فإنّي لم أعزله عن عجز ولا خيانة. وكان عمر أمّره على الكوفة سنة إحدى وعشرين، ثم لما ولي عثمان أمّره عليها، ثم عزله بالوليد بن عقبة سنة خمس وعشرين. وقال الزّبير بن بكّار: حدثني ابن أبي أويس، عن جابر عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين، فنزعت له بسهم فأصيبت جبهته فوقع وانكشفت عورته، فضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وسماه الواقديّ، في روايته: حبان بن العرقة «1» ، وزاد أنه رمى بسهم فأصاب ذيل أم أيمن، وكانت جاءت تسقي الجرحى، فضحك منها فدفع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لسعد سهما فوقع السهم في نحر حبان فوقع مستلقيا وبدت عورته، فضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال: «استعاذ لها سعد» . وقال أبو العباس السّرّاج في «تاريخه» : حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا أبو النضر، عن مبارك بن سعيد، عن عبد اللَّه بن بريدة عمن حدّثه عن جرير أنه مرّ بعمر، فسأله عن سعد بن أبي وقاص، فقال: تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة «2» ، هو لهم كالأم البرة، يجمع لهم كما تجمع الذرة، أشد الناس عن الباس، وأحب قريش إلى الناس. وقال الزّبير: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، قال: كان سعد في جيش عبيدة بن الحارث حين بعثه رسول اللَّه إلى رابغ يلقى عير قريش فتراموا بالنبل، وكان سعد أول من رمى بسهم في سبيل اللَّه، قال: فحدثني محمد بن بجاد بن موسى «3» ، عن سعد، قال: قال سعد في ذلك: ألا هل أتى رسول اللَّه أنّي ... حميت صحابتي بصدور نبلي «4» [الوافر] قال: وزاد فيها: أذود بها عدوّهم ذيادا ... بكلّ حزونة وبكلّ سهل   (1) في ج: حيان بن القرفة. (2) في ج: وأجلهم سمعة. (3) في أ: ابن. (4) ينظر البيت في الطبقات 3/ 100. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 فما يعتدّ رام من معدّ ... بسهم في سبيل اللَّه قبلي [الوافر] وأخرجه يونس بن بكير في «زياداته» عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري بنحوه، وفيه الأبيات الثلاثة. 3203- سعد بن مالك بن خالد» : بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ الساعديّ، والد سهل بن سعد. قال الواقديّ: حدثنا أبيّ بن عباس بن سهل عن أبيه عن جدّه، قال: تجهّز سعد بن مالك ليخرج إلى بدر، فمرض فمات، فضرب له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسهمه «2» وأجره. وأخرجه الحارث في مسندة، عن يعقوب بن محمد الزهري، عن عبد المهيمن بن العباس بن سهل، عن أبيه، وزاد فيه: فكتب وصيته في آخر رحله، وأوصى للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم برحله وراحلته. وأخرج أبو نعيم من وجه آخر عن أبيّ بن عباس، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عند أبي أفراس ... الحديث. وسمّى أبو نعيم أباه سعدا، والمعروف أن اسمه مالك. 3204- سعد بن مالك «3» : بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو سعيد الخدريّ. مشهور بكنيته، استصغر بأحد، واستشهد أبوه بها وغزا هو ما بعدها. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الكثير. وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم. روى عنه من الصحابة: ابن عبّاس وابن عمر وجابر ومحمود بن لبيد، وأبو أمامة بن سهل، وأبو الطفيل. ومن كبار التّابعين: ابن المسيّب، وأبو عثمان النهدي، وطارق بن شهاب، وعبيد بن عمير، وممن بعدهم: عطاء وعياض بن عبد اللَّه بن أبي سرح، [وبشر بن   (1) أسد الغابة ت 2035، الاستيعاب ت 958، الجرح والتعديل 4/ 407، دائرة معارف الأعلمي 19/ 157، الطبقات الكبرى 9/ 80، والفهارس. (2) في أبسهم. (3) الاستيعاب ت 959. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 سعيد، ومجاهد، وأبو المتوكل الناجي، وأبو نضرة، ومعبد بن سيرين، وعبد اللَّه بن محيريز، وآخرون. وهو مكثر من الحديث، قال حنظلة بن أبي سفيان، عن أشياخه: كان من أفقه أحداث الصحابة] «1» وقال الخطيب: كان من أفاضل الصحابة وحفظ حديثا كثيرا. وروى الهيثم بن كليب في مسندة، من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنا وأبو ذرّ، وعبادة بن الصّامت، ومحمد بن مسلمة، وأبو سعيد الخدريّ، وسادس، على ألا تأخذنا في اللَّه لومة لائم، فاستقال السادس، فأقاله. وروى ابن سعد، من طريق حنظلة بن سفيان الجمحيّ، عن أشياخه، قال: لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أفقه من أبي سعيد الخدريّ. ومن طريق يزيد بن عبد اللَّه بن الشّخّير، قال: خرج أبو سعيد يوم الحرّة فدخل غارا فدخل عليه شاميّ، فقال: اخرج، فقال: لا أخرج وإن تدخل عليّ أقتلك، فدخل عليه فوضع أبو سعيد السيف وقال: بؤ بإثمك. قال: أنت أبو سعيد الخدريّ؟ قال: نعم. قال: فاستغفر لي. وروى أحمد وغيره، من طريق عطية، عن أبي سعيد، قال: قتل أبي يوم أحد شهيدا، وتركنا بغير مال، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أسأله، فحين رآني قال: «من استغنى أغناه اللَّه، ومن يستعفّ يعفّه اللَّه» . فرجعت. وأصل هذا الحديث في الصحيحين، من طريق عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد بقصة أخرى غير هذه، ولفظه: «من يستغن يغنه اللَّه، ومن يستعفف يعفّه اللَّه، ومن يتصبّر يصبّره اللَّه ... » الحديث. قال شعبة عن أبي سلمة: سمعت أبا نضرة، عن أبي سعيد- رفعه: «لا يمنعن أحدكم مخافة النّاس أنّ يتكلّم بالحقّ إذا رآه أو علمه» ، قال أبو سعيد: فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية فملأت أذنيه ثم رجعت. وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عمرو بن محمد بن عمرو بن معاذ الأنصاريّ، سمعت هند ابنة سعيد بن أبي سعيد الخدريّ، عن عمها: جاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عائدا إلى أبي سعيد، فقدمنا إليه ذراع شاة.   (1) سقط في ج. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 وقال سعيد بن منصور، حدثنا خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد، قلنا له: هنيئا له برؤية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وصحبته: قال: إنك لا تدري ما أحدثنا بعده. وقال عليّ بن الجعد: حدثنا شعبة، عن سعيد بن يزيد، سمع أبا نضرة يحدّث عن أبي سعيد، قال: تحدثوا، فإن الحديث يهيج الحديث. قال الواقديّ: مات سنة أربع وسبعين. وقيل أربع وستين. وقال المدائني: مات سنة ثلاث وستين. وقال العسكريّ: مات سنة خمس وستين. 3205- سعد بن محمد «1» : بن مسلمة الأنصاريّ. يأتي نسبه في ترجمة أبيه. ذكر ابن شاهين، عن ابن أبي داود- أنه شهد فتح مكة وما بعدها. وذكره القداح في أولاد محمد بن مسلمة وهم عشرة. 3206- سعد بن محيّصة «2» : بن مسعود بن كعب الأنصاريّ الأوسيّ، يأتي نسبه في ترجمة أبيه. قال البغويّ: ذكره محمد بن إسماعيل في الصحابة، ولم أجد له حديثا. وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيصة، عن أبيه- أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت، فقضى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ حفظ الأموال على أهلها بالنهار ... الحديث. اختلف فيه على الزهري اختلافا كثيرا. وقال الذّهليّ، وأبو داود في التفرد: لم يتابع عبد الرزاق على قوله: عن أبيه. وقد رواه مالك والياس، عن الزهري، عن حرام بن سعد مرسلا. وقال ابن عبد البر في «التمهيد» : ليست له صحبة، وإنما روايته عن أبيه. وروى ابن أبي شيبة، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن حرام بن سعد، عن أبيه أن محيصة سأل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن كسب الحجّام ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت 2039. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 218، تهذيب التهذيب 3/ 481، تقريب التهذيب 1/ 289، التحفة اللطيفة 137، تذهيب تهذيب الكمال 1/ 371، تعجيل المنفعة (طبعة الهند) 148، دائرة معارف الأعلمي 19/ 159. أسد الغابة ت 2041. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 وقال الذّهليّ: رواه مالك وغيره عن الزهري، عن ابن محيّصة، عن أبيه، وقول من قال عن حرام عن أبيه هو المحفوظ. 3207- سعد بن المدحاس «1» : ويقال بالمثناة بدل الدال. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: من أهل الشام، وقال ابن مندة: يعدّ في أهل حمص. وروى ابن السّكن والباورديّ، من طريق محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ: سمعت سعد بن المدحاس يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كذب عليّ ... » الحديث. وروى ابن حبّان من هذا الوجه عنه، قال: غزونا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى الطبراني في مسند الشاميين من هذا الوجه، قال ابن عائذ: قال أبو أمامة: قال سعد بن المدحاس- وكان من الصحابة- قال: أريت في المنام أني وردت عينا، فإذا الناس من جاء منهم بسقاء ملأه صغيرا كان أو كبيرا، فقلت: ما هذا؟ قيل: القرآن، فحلف سعد حينئذ ليقرأنّ البقرة وآل عمران. 3208- سعد بن مسعود الأنصاريّ «2» : له ذكر في حديث. روى الطّبرانيّ، وابن أبي عاصم، من طريق محمد بن عثمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- أنّ الحارث الغطفانيّ جاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال له: يا محمد، شاطرنا تمر المدينة، وذلك في وقعة الأحزاب، قال: حتى استأمر السعود، فبعث إلى سعد بن معاذ، وسعد بن خيثمة، وسعد بن عبادة، وسعد بن مسعود ... الحديث. قال ابن الأثير: في ذكر سعد بن خيثمة نظر، لأنه استشهد ببدر، والخندق كانت بعدها بثلاث سنين. قلت: لا يلزم من الغلط في سعد بن خيثمة الغلط في سعد بن مسعود، فإن ثبت الخبر فهو من كبار الأنصار بحيث كان يستشار في ذلك الوقت. 3209- سعد بن مسعود الكنديّ «3» :   (1) أسد الغابة ت 2042، الثقات 3/ 154، تجريد أسماء الصحابة 1/ 218. (2) أسد الغابة ت 2043. (3) أسد الغابة ت 2045، الاستيعاب ت 962، تجريد أسماء الصحابة 1/ 219، الجرح والتعديل 4/ 414، 417، الطبقات الكبرى 4/ 91، التحفة اللطيفة 137، العقد الثمين 4/ 547، التاريخ الكبير 4/ 41، 64. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 قال البغويّ: له صحبة. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصح له صحبة، وذكره البخاريّ في الصحابة. وروى في تاريخه، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: دخلنا على سعد بن مسعود نعوده فذكر قصته. وأوردها أبو موسى [تبعا للطبراني] «1» في ترجمة الّذي قبله وهو وهم. وأما ابن أبي حاتم فذكره في التابعين، وقال في ترجمته: إن عمر بن عبد العزيز بعثه يفقههم- يعني أهل مصر- فهذا يدلّ على تأخره. وروى ابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن مسلم بن يسار- أن سعد بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من بثّ فلم يصبر، ثمّ قرأ» : نَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ [يوسف: 86] . وأخرجه ابن جرير من وجه آخر، عن ابن أنعم، فأرسله، ولم يذكر الصحابي. وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر، عن ابن أنعم، فجعله من مسند عبد اللَّه بن عمرو. وابن أنعم ضعيف. وقال ابن المبارك في «الزهد» : أنبأنا رشدين بن سعد، عن ابن أنعم، عن سعد بن مسعود- أن عثمان بن مظعون أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ائذن لنا في الاختصاء ... » «2» فذكر الحديث. وروى الحكيم التّرمذيّ في كتاب أسرار الحج، من طريق المقبري، عن ابن أنعم، عن سعد بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إيّاكم ومحادثة النّساء، فإنه لا يخلونّ رجل بامرأة ليس لها محرما إلّا همّ بها ... » الحديث. وروينا في «الغيلانيات» ، من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن زحر، عن سعد بن مسعود، قال: سئل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: أيّ المؤمنين أكيس؟ فقال: «أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم له استعدادا» «3» .   (1) سقط في أ. (2) أخرجه ابن المبارك في الزهد 1/ 290 حديث (845) . (3) قال الهيثمي في الزوائد 10/ 312 رواه ابن ماجة باختصار. ورواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن أ. هـ. والطبراني في الكبير 12/ 417، والطبراني في الصغير 2/ 87. والمنذري في الترغيب 4/ 238. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 3210- سعد بن مسعود الثقفي «1» : عم المختار بن أبي عبيد. ذكره البخاريّ في الصحابة. وقال الطّبراني: له صحبة، وذكر أبو مخنف أنّ عليا ولّاه بعض عمله ثم استصحبه معه إلى صفين. وروى الطّبرانيّ، من طريق أبي حصين، عن عبد اللَّه بن سنان، عن سعد بن مسعود الثقفيّ، قال: كان نوح إذا لبس ثوبا حمد اللَّه، وإذا أكل وشرب حمد اللَّه، فلذلك سمي عبدا شكورا. 3211- سعد بن مسعود: روى عنه سعيد بن صفوان. قال ابن حبّان: له صحبة، هكذا في «التجريد» ، ولم يذكره ابن حبان في الصّحابة، وإنما ذكر ذلك في ترجمة سعيد بن صفوان من طبقة التابعين، وأظن أنه الكنديّ. وذكر ابن أبي حاتم في ترجمته أنه روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبد الرّحمن الإفريقي، وهو ابن أنعم المذكور في ترجمة الكنديّ. 3212- سعد بن معاذ «2» : بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النّبيت بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأشهليّ، سيّد الأوس. وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة، ويكنى أبا عمرو. شهد بدرا باتفاق، ورمي بسهم يوم الخندق، فعاش بعد ذلك شهرا، حتى حكم في بني قريظة، وأجيبت دعوته في ذلك، ثم انتقض جرحه، فمات، أخرج ذلك البخاريّ، وذلك سنة خمس. وقال المنافقون لما خرجت جنازته: ما أخفها! فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ الملائكة حملته» «3» .   (1) أسد الغابة ت 2044، الاستيعاب ت 961. (2) أسد الغابة ت 2046، الاستيعاب ت 963، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 2/ 13، طبقات خليفة 77، التاريخ الكبير 4/ 65، التاريخ الصغير 1/ 22، الجرح والتعديل 4/ 93، الاستبصار 205- 211، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 214، 215، تهذيب الكمال 477، العبر 1/ 7، 310، تهذيب التهذيب 3/ 481، خلاصة تذهيب الكمال 635، شذرات الذهب 1/ 11. (3) أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 44. والطبراني في الكبير 6/ 14، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 309. والبخاري في التاريخ الصغير 1/ 22، وابن عساكر في تاريخه 1/ 544. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33322. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 وفي الصحيحين وغيرهما من طرق أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «اهتزّ العرش لموت سعد بن معاذ» . وروى يحيى بن عبّاد بن عبد اللَّه بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. وذكر ابن إسحاق أنه لما أسلم على يد مصعب بن عمير قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تسلموا، فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام. وروى ابن إسحاق في قصة الخندق عن عائشة، قالت: كنت في حصن بني حارثة وأم سعد بن معاذ معي، فمرّ سعد بن معاذ وهو يقول: لبّث قليلا يلحق الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل «1» [الرجز] فقالت له أمه: الحق يا بني فقد تأخرت، فقلت: يا أم سعد، لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي، قال: فأصابه السهم حيث خافت عليه، وقال الّذي رماه: خذها وأنا ابن العرقة، فقال: عرق اللَّه وجهك في النار. وابن العرقة اسمه حبّان بن عبد مناف من بني عامر بن لؤيّ، والعرقة أمّه. وقيل: إن الّذي أصاب سعدا أبو أمامة الجشميّ. وروى البخاري، من حديث أبي سعيد الخدريّ أن بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد وجاء على حمار، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «قوموا إلى سيّدكم» . [وأخرج ابن إسحاق بغير سند أن أمّ سعد لما مات قالت: ويل أمّ سعد سعدا ... حزامة وجدّا وسيّدا سدّ به مسدّا [الرجز] فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «كلّ نادبة تكذب إلا نادبة سعد» . وأخرجه الطبراني بسند ضعيف، عن ابن عباس، قال: جعلت أم سعد تقول:   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2046) . وفي الطبقات 3/ 3، وقال السهيليّ في الروض: هو بيت تمثل به، عنى به حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي 4/ 192. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 ويل أمّ سعد سعدا ... حزامة وجدّا «1» [الرجز] فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا تزيدي على هذا، كان واللَّه ما علمت حازما وفي أمر اللَّه قويّا» . «2» ] «3» . 3213- سعد بن معاذ الأنصاري: آخر. ذكره البغوي في «الصحابة» ، وقال: رأيته في كتاب محمد بن إسماعيل، ولم يذكر حديثه. قلت: وله ذكر في ترجمة شبيب بن قرّة. وروى الخطيب في المتفق بإسناد واه، وأبو موسى في الذيل بإسناد مجهول، عن الحسن، عن أنس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما رجع من تبوك استقبله سعد بن معاذ الأنصاريّ، فقال: «ما هذا الّذي أرى بيدك؟» قال: من أثر المرّ والمسحاة أضرب وأنفق على عيالي، فقبّل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يده وقال: «وهذه يد لا تمسّها النّار» . ووقع في رواية أبي موسى سعد الأنصاريّ. 3214- سعد بن معاذ: أو معاذ بن سعد. وقع في البخاري بالشك فليحرر. 3215- سعد بن المنذر الأنصاريّ «4» : ذكره البخاريّ، وقال: روى حديثه ابن لهيعة، ولم يصح. قلت: وأخرجه ابن المبارك في الزهد، عن أبي لهيعة، حدثني واسع بن حبّان، عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصاري، أنه قال: يا رسول اللَّه، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: «نعم، إن استطعت» . وكان يقرؤه كذلك إلى أن توفّي. وأخرجه الحسن بن سفيان، والبغوي من طريق ابن لهيعة عن حبّان. وزعم ابن مندة أنه سعد بن المنذر بن عمير بن عدي بن خرشة، وأنه عقبي بدري   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (2046) والطبقات 3/ 3. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 10. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 2047، الاستيعاب ت 964، تجريد أسماء الصحابة 1/ 219، الجرح والتعديل 4/ 409- الطبقات 2/ 10، 125، التحفة اللطيفة. 13، التاريخ الكبير 4/ 50، 64. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 أحدي. وتعقّبه أبو نعيم بأنه لم يذكره ابن إسحاق ولا الزهري في البدريين ولا أهل العقبة، وهو كما قال. وفي كلام ابن مندة في نسبته نظر، فإن عديّ بن خرشة صحابيّ، ولم أر من ذكر المنذر في الصّحابة، فليحرّر. 3216- سعد بن المنذر السّاعدي: «1» والد أبي حميد. ذكره ابن أبي حاتم. قال أبو عمر: أخاف أن يكون هو الّذي قبله. قلت: نسبهما مختلف. 3217- سعد بن النّعمان «2» : بن زيد بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أميّة بن زيد ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، قال: أسر عمرو بن أبي سفيان يوم بدر، فقيل لأبي سفيان: ألا تفتديه؟ قال: قتلوا حنظلة وأفتدي عمرا؟ لا يجمع مالي ودمي، قال: فخرج سعد بن النعمان بن زيد بن أكال معتمرا فعدا عليه أبو سفيان فحبسه بمكّة، وقال: أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تفاقدتم لا تسلموا السّيّد الكهلا فإنّ بني عمرو بن عوف أذلّة ... لئن لم تفكّوا عن أسيرهم الكبلا «3» [الطويل] فمشوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأعطاهم عمرو بن أبي سفيان، فافتدوا به سعدا، وفي ذلك يقول حسّان: ولو كان سعد يوم مكّة مطلقا ... لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا «4» [الطويل]   (1) أسد الغابة ت 2048، الاستيعاب ت 965. (2) أسد الغابة ت 2049، الاستيعاب ت 966. (3) البيت لأبي سفيان كما في تاريخ الطبري 2/ 467، وفي ديوان حسان بن ثابت 265 منسوبا لأبي سفيان في التاريخ وفي الديوان تعاقدتم بدل من تفاقدتم، وفي أسد الغابة ترجمة رقم (2049) والاستيعاب ترجمة رقم (966) . (4) البيت لحسان بن ثابت كما في ديوانه ص 264 وبعده: بعضب حسام أو بصفراء نبعة ... تحنّ إذا ما أنبضت تحفز النّبلا. وفي أسد الغابة ترجمة رقم (2049) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 قال أبو عمر: ذكر ابن الكلبيّ هذه القصّة للنّعمان والد سعد. قلت: وبيت حسّان يشهد بصحة قول ما قال ابن إسحاق. واللَّه أعلم. 3218- سعد بن النعمان «1» : بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الظفري. ذكره ابن لهيعة عن الأسود، عن عروة، فيمن شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق ولا موسى بن عقبة. 3219- سعد بن هلال «2» : ذكره الطّبري في «الصّحابة» ، ولم يورد له شيئا، واستدركه أبو موسى. 3220- سعد بن وائل: بن عمرو العبديّ «3» الجذاميّ. قال ابن مندة: عداده في أهل الرّملة. وروى هو والباوردي من طريق عبد اللَّه بن كثير بن سعد، حدّثني أبو معاوية الحكم بن أبي سفيان العبديّ، سمعت سعد بن وائل يقول: إنه سمع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّدا رسول اللَّه فله الجنّة» . 3221- سعد بن أبي وقاص «4» : هو سعد بن مالك. مضى. 3222- سعد بن وهب الجهنيّ «5» : تقدّم ذكره في ترجمة رشدان. 3223- سعد بن وهب النضري «6» : بفتح النون والضاد المعجمة- ذكر الثّعلبي في «تفسيره» أنه لم يسلم من بني النّضير غيره وغير سفيان بن عمير بن وهب، وكذا ذكره أبو موسى بلا إسناد، واستدركه ابن فتحون. 3224- سعد بن يزيد بن الفاكه «7» : تقدم في أسعد. 3225- سعد الأسود السّلمي «8» : ثم الذّكواني. روى ابن عدي، وابن حبّان، والمخلص في الثاني من فوائده، كلّهم من طريق سويد بن سعيد، عن محمد بن عمر بن   (1) أسد الغابة ت 2050. (2) أسد الغابة ت 2052. (3) أسد الغابة ت 2053، تجريد أسماء الصحابة 1/ 219، التاريخ الكبير 4/ 46، تبصير المنتبه 3/ 985. (4) الاستيعاب ت 968. (5) أسد الغابة ت 2054، الاستيعاب ت 969. (6) أسد الغابة ت 2055. (7) أسد الغابة ت 2056. (8) أسد الغابة ت 1965، تجريد أسماء الصحابة 1/ 211، ذيل الكاشف 7/ 5. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 صالح، عن قتادة، عن أنس: جاء رجل إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، أيمنع سوادي ودمامتي من دخول الجنة؟ قال: «لا» ... الحديث. وفيه: أنه قال: وإني لفي حسب من قومي بني سليم ثم من ذكوان، معروف الآباء، ولكن غلب عليّ سواد أخوالي، وفيه: أنه زوّجه بنت عمر أو عمرو بن وهب الثقفيّ، فذكر قصّة شبيهة بقصة جليبيب، ومحمد بن عمر، ذكر الحاكم أنه روى حديثا موضوعا- يعني هذا. 3226- سعد الأسلمي» : يأتي ذكره في سعد العرجيّ. 3227- سعد الأحمسيّ: مولاهم. روى البغويّ، من طريق أبي محمد «2» عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد مولاهم، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ساجد. 3228- سعد، مولى أبي بكر الصّديق «3» : ويقال سعيد، والأول أشهر وأصحّ. قاله ابن عبد البرّ. روى حديثه ابن ماجة، وأشار إليه التّرمذيّ، وهو من رواية الحسن البصري عنه أنه كان يخدم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر الحديث في قران التمر، وله حديث آخر من هذا الوجه عند البغوي قال فيه: عن سعد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فظنّ ابن فتحون لهذا أنه مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الآتي، وليس كما ظن، لأنه إنما قيل في هذا مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لكونه كان يخدمه. وأما الآتي فقد اختلف في اسمه، كما سيأتي. 3229- سعد الأنصاريّ «4» : مضى ذكره في سعد بن عبادة. 3230- سعد الأنصاريّ: مضى ذكره في سعد بن عمارة. 3231- سعد مولى أوس بن حجر: ذكره العسكريّ. والمعروف الّذي ذكره غيره مسعود، وسيأتي.   (1) أسد الغابة ت 1964، الاستيعاب ت 670. (2) في أ: من طريق سابق بن محمد. (3) الثقات 3/ 154، تجريد أسماء الصحابة 1/ 212، تقريب التهذيب 1/ 290، تهذيب التهذيب 3/ 485، تهذيب الكمال 1/ 475، خلاصة تذهيب 1/ 372، الكاشف 1/ 354، الوافي بالوفيات 15/ 222، التاريخ الكبير 4/ 47، بقي بن مخلد 438. أسد الغابة ت 1971. (4) أسد الغابة ت 1967. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 3232- سعد، مولى ثابت بن قيس الأنصاريّ: أعتقه أبو بكر الصدّيق تنفيذا لوصية مولاه، إذ رآه بلال في المنام. ذكر ذلك الواقديّ في الردّة بإسناده. 3233- سعد الجهنيّ «1» : قال أبو عمر: في إسناد حديثه مقال، وهو من رواية سنان بن سعد الجهنيّ، عن أبيه- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ الإمام لا يخصّ نفسه بالدّعاء دون القوم» . 3234- سعد، مولى حاطب «2» : بن أبي بلتعة- تقدم في سعد بن خولى. 3235- سعد، مولى حاطب: آخر، عاش بعد أحد، فروى المغيرة وغيره من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضّاح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعد مولى حاطب، قال: قلت: يا رسول اللَّه، حاطب من أهل النّار؟ قال: «لن يلج النّار أحد شهد بدرا أو بيعة الرّضوان» . «3» قال البغوي: لا أرى ابن أبي خالد أدركه. قلت: وهم من خلطه بالأول، فإن بيعة الرّضوان كانت بعد أحد بمدة، والأوّل استشهد بأحد كما تقدم. وفي «صحيح مسلم» ، من حديث جابر، قال: جاء عبد لحاطب فقال: يا رسول اللَّه ... فذكر نحو حديث ابن أبي خالد ولم يسمّه. 3236- سعد الخير: أو سعد الخيل- تقدم في سعد بن قيس. 3237- سعد الدّوسي «4» : روى الباوردي من طريق أبي قلابة، عن أنس، قال: سأل أعرابيّ عن السّاعة فمرّ رجل من أزد شنوءة يقال له سعد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم «5» : «إن عمّر هذا حتّى يأكل عمره لا يبقى منكم عين مطرفة» . ورواه ابن مندة من وجه آخر، عن قيس بن وهب، عن أنس، فقال: مر ّ سعد الدّوسي. ورواه قرّة بن خالد، عن الحسن، عن أنس، فقال فيه: فقال لشاب من دوس يقال له سعد.   (1) الاستيعاب ت 971، أسد الغابة ت 1985، تجريد أسماء الصحابة 1/ 212. (2) أسد الغابة ت 1985، الاستيعاب ت 932. (3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 49. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33899، 37867، وعزاه للبغوي في شرح السنة وابن قانع عن سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة. (4) أسد الغابة ت 1987، الاستيعاب ت 972، تجريد أسماء الصحابة 1/ 213. (5) في الاستيعاب: إن يؤخر هذا ويهزم فستدركه الساعة، فلم يعمر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 ورواه معبد بن هلال، عن أنس، فقال فيه: فنظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة. ورواه قتادة عن أنس، فقال فيه: فمر غلام للمغيرة بن شعبة، وكان من أقراني. وسيأتي فيمن اسمه محمد شبيه هذه القصّة، والّذي يظهر تعدادها. 3238- سعد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «1» : قال أحمد: حدثنا جعفر بن عثمان بن عتاب، قال: كنت مع أبي عثمان- يعني النهدي- فقال رجل من القوم: حدثنا سعد أو عبيد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنهم أمروا بصيام، فجاء رجل فقال: يا رسول اللَّه، إن فلانة وفلانة بلغ بهما الجهد ... الحديث. ورواه الحسن بن سفيان، من طريق يحيى القطان، عن عثمان بن عتاب، قال: حدّثنا رجل في حلقة أبي عثمان، عن سعد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فذكره مطوّلا. وسيأتي هذا الحديث من رواية سليمان التيميّ، عن أبي عثمان، عن عبيد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فاللَّه أعلم. 3239- سعد: والد زيد «2» ، غير منسوب. روى ابن أبي عاصم من طريق ابن أبي حبيب، عن زيد بن سعد، عن أبيه أن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متلفّفا في ثياب أخلاق، حتى جلس على المنبر، فقال: «أيّها النّاس، احفظوني في هذا الحيّ من الأنصار ... » «3» الحديث. أورده ابن مندة في ترجمة سعد بن زيد الأشهليّ المتقدّم، وفرّق بينهما أبو حاتم وابن عبد البرّ. وهو الأشبه. 3240- سعد الظّفري «4» : ذكره أبو حاتم في الصّحابة، وروى الطّبراني من طريق عبد الرّحمن بن حرملة، عن سعد الظّفريّ أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن الكيّ. «5» وتردّد أبو موسى هل هو سعد بن النعمان الظفري أو غيره؟   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 214، التحفة اللطيفة 140، الوافي بالوفيات 15/ 220. أسد الغابة ت 1995، الاستيعاب ت 976. (2) أسد الغابة ت 2002. (3) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 40، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33731 وعزاه للطبراني في الكبير عن سعد بن زيد الأشهلي. (4) أسد الغابة ت 2010، الاستيعاب ت 973، تجريد أسماء الصحابة 1/ 215، الاستبصار 263، الوافي بالوفيات 15/ 229. (5) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 398 عن عمران بن حصين بلفظه كتاب الطب باب في الكنى حديث رقم 3865. وابن ماجة في السنن 2/ 1155 كتاب الطب (31) باب الكي (23) حديث رقم 3490، وأحمد في المسند 4/ 156، 430 والطبراني في الكبير 17/ 338، 18/ 122، 127. والحاكم في المستدرك 4/ 213، 416 عن عمران بن حصين بلفظه. قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 3241 - سعد، مولى عتبة «1» بن غزوان: ذكر عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره، عن ابن عباس، أنه نزل فيه قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ. [الأنعام: 52] . وفي سعد مولى حاطب، وفي حاطب وعتبة. وزعم أبو عمر أنه شهد بدرا مع مولاه، ولم يذكر ابن إسحاق في البدريّين إلا حبابا مولى عتبة بن غزوان. 3242- سعد العرجي «2» : روى الحارث بن أبي أسامة، من طريق عبد اللَّه بن سعد الأسلميّ، عن أبيه، قال: كنت دليل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من العرج إلى المدينة، قال: فرأيته يأكل متّكئا. وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند من وجه آخر إلى فائد مولى عبادل، قال: خرجت مع إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، فأرسل إلى ابن سعد، فأتانا بالعرج، قال ابن سعد: حدّثني أبي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أتاهم ومعه أبو بكر، وكانت لأبي بكر عندنا بنت مسترضعة، وأراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم اختصار الطريق، فدلّه سعد على طريق ركوبه ... فذكر الحديث في قدومه صلّى اللَّه عليه وسلم قباء ونزوله على سعد بن خيثمة، وفيه: إنه مرّ به رجلان فسألهما عن اسميهما، فقالا: نحن المهانان. فقال: «بل أنتما المكرمان» . ووقع لأبي عمر في هذا خبط، فإنه قال : سعد العرجي، من بني العرج بن الحارث ابن كعب بن هوازن، ويقال: إنه مولى الأسلميين، وإنما قيل له العرجي، لأنه اجتمع بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالعرج، وهو يريد المدينة فأسلم، ثم قال: سعد الأسلميّ روى عنه ابنه عبد اللَّه أنه نزل مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على سعد بن خيثمة. انتهى، فجعل الواحد اثنين. 3243- سعد، مولى عمرو بن العاص «3» : ذكره يوسف بن موسى وغيره في الصّحابة. قال ابن مندة: ولا يصح. وروى الحسن بن سفيان، من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن سعد مولى   (1) أسد الغابة ت 2018، الاستيعاب ت 977. (2) أسد الغابة ت 2020، الاستيعاب ت 974. (3) أسد الغابة ت 2027. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 عمرو بن العاص، قال: تشاجر رجلان في آية فارتفعا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «لا تماروا في القرآن، فإنّ من مارى فيه كفر» «1» . [وذكر ابن حبان في ثقات التابعين أنه مرسل] «2» . 3244- سعد، مولى قدامة بن مظعون «3» : ذكره ابن عبد البرّ، وقال: في صحبته نظر، وقتله الخوارج سنة إحدى وأربعين. 3245 ز- سعد الكنديّ: والد سنان. روى عنه ابنه. ذكره ابن يونس في تاريخ مصر. 3246- سعد الجهنيّ: وقد مضى يروي عنه ابنه سنان «4» . 3247 ز- سعد «5» : أبو الحارث. قال ابن حبّان في «الصّحابة» : يكنى أبا المطرف، وله صحبة. 3248 ز- سعد: غير منسوب. قال ابن مندة: روى عنه ابنه عبد اللَّه، مجهول. قلت: يحتمل أن يكون هو العرجي. 3249- سعد: غير منسوب. روى البغويّ من طريق يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن سعد، قال: لما بايع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم النّساء قامت امرأة جليلة كأنها من مضر، فقالت: يا رسول اللَّه، ما يحل لنا من أزواجنا؟ فقال: «الرّطب تأكلنه وتهدينه» . «6» قلت: أخرجه البزّار، وعبد بن حميد، ويحيى بن عبد الحميد الحمّاني في مسند سعد بن أبي وقاص، وأفرده البغوي وابن مندة، وهو الرّاجح، فإن الدّارقطنيّ ذكر الاختلاف فيه في العلل، ورجّح أنه سعد رجل من الأنصار، وأنّ من قال فيه سعد بن أبي وقاص فقد وهم.   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 170 عن أبي جهيم بن الحارث والطبراني في الكبير 5/ 169، وأبو نعيم في الحلية 2/ 216، وابن عبد البر في التمهيد 8/ 382. وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 162، عن زيد بن ثابت بلفظه، وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2032، الاستيعاب ت 978. (4) هذه الترجمة ساقطة في ط. (5) الثقات 3/ 153، تجريد أسماء الصحابة 1/ 219، التلقيح 381. (6) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 528، كتاب الزكاة باب المرأة تتصدق من بيت زوجها حديث رقم 1686. وابن أبي شيبة في المصنف 9/ 285، والحاكم في المستدرك 4/ 134، عن سعد بن أبي وقاص وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 193، وابن سعد في الطبقات 8/ 5. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 قلت: ويؤيد أنه غيره أن ابن مندة أخرج من طريق حماد بن سلمة، عن يونس عن عبيد عن زياد بن جبير- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث رجلا يقال له سعد على السّعاية، فلو كان هو ابن أبي وقّاص ما عبّر عنه الرّاوي بهذا. 3250 ز- سعد: والد محمد الأنصاريّ. ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق حماد بن أبي حماد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاريّ، عن أبيه، عن جدّه- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، أوصني وأوجز. قال: «عليك باليأس ممّا في أيدي النّاس ... » «1» الحديث. قال ابن الأثير: تقدّم هذا الحديث في ترجمة سعد بن عمارة، ونقل عن أبي موسى أنّ إسماعيل هذا هو ابن محمد بن سعد بن أبي وقّاص. قلت: إن كان كما قال أبو موسى فمن نسبه أنصاريّا غلط. وأما قول ابن الأثير: إن الحديث مضى في ترجمة سعد بن عمارة فذلك بسند آخر، وفي كلّ من الحديثين ما ليس في الآخر. 3250 (م) - سعد: مولى أبي محمد له ذكر في ترجمة سعد بن عمارة «2» . 3251 م- سعد: غير منسوب. أفرده البخاريّ «3» ، وأخرجه من طريق حفص بن المضاء السّلمي، عن عامر بن خارجة بن سعد، عن جدّه سعد- أنّ قوما شكوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قحط المطر، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «اجثوا على الرّكب، وقولوا: يا ربّ، يا ربّ ... » الحديث. وأورده غيره في مسند سعد بن أبي وقّاص. فاللَّه أعلم. 3252- سعدي «4» : آخره ياء تحتانية. وأورده ابن شاهين، وحكى عن ابن سعد أن له رواية عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في إبل الصّدقة: انتهى. ولم يتحرر لي ضبطه وأظنه بلفظ النسب. 3253- سعر «5» : بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره راء مهملة: هو الدئلي.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 326، عن سعد بن أبي وقاص قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 361، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43987. (2) هذه الترجمة ساقطة في ط. (3) في أأورده البغوي. (4) أسد الغابة ت 2058. (5) أسد الغابة ت 2059، الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 220، تقريب التهذيب 1/ 291، تهذيب التهذيب 3/ 487، تهذيب الكمال 1/ 476، خلاصة تذهيب 1/ 438، الكاشف 1/ 355، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 896، ذيل الكاشف 518. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 قال الدّارقطنيّ وابن حبّان: له صحبة، وذكره العسكريّ في المخضرمين، واختلف في اسم أبيه، فقيل: سوادة وقيل ديسم، ويقال إنه عامريّ، ويقال إنه قدم الشّام تاجرا في الجاهليّة. روى يعقوب بن شيبة، من طريق عبد اللَّه الحمراني، قال: كنت أجلس إلى قوم من ولد السعر بن سوادة فحدّثوني أنه قال: كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب، فقدمت الشّام، فدخلت مكّة، فرأيت رجلا أزهر اللون بين يديه جزائر تنحر، وإذا قائل يقول: يا وفد اللَّه، لهمّوا إلى الغداء، قال: وقد كنّا خبّرنا بالشام أن نبيّا سيبعث بالحجاز وقد طلعت نجومه، فتقدمت إليه، وقلت: السّلام عليك يا نبي اللَّه، فقال: «مه» ، وكأن قد، فقلت لرجل: من هذا؟ قال: هذا أبو نضلة هاشم بن عبد مناف. قال: قلت: هذا واللَّه المجد، لا مجد بني حنيفة. وأخرج الخطيب في المؤتلف هذه القصّة مطوّلة، من طريق إسحاق بن محمد النخعيّ، حدّثنا العلاء بن أبي سويّة المنقري، أخبرني أبو الخشناء عباد بن أبي كسيب، عن أبي عتوارة الخفاجي، عن سعد بن سوادة العامريّ، قال: كنت عسيفا ... فذكر نحو هذه القصّة مطوّلا، وفيها: فإذا رجل قائم على نشز من الأرض ينادي: يا وفد اللَّه الغداء، وآخر على مدرجة الطريق ينادي: ألا من طعم فليرح للعشاء، وفيه: إنه لما قال له: السلام عليك يا نبيّ اللَّه. قال: لست به، وكأن قد، ولتبشرنّ به. ويغلب على ظني أن العامريّ صاحب هذه القصّة مع هاشم بن عبد مناف والد جدّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير الدئلي الّذي أخرج له أبو داود والنّسائي أنّ مصدّقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أتياه يطلبان منه الصّدقة، لأن قصّة العامريّ تقتضي أنه عمّر عمرا طويلا جدا، لبعد عهد هاشم من زمان بعث السّعاة في طلب الصّدقة، ولأن داعية المذكور كانت متوفرة على تعرّف خبر النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ويبعد أن يبعث والمذكور في أرض الحجاز، ثم لا يسمع به إلا بعد نحو عشرين سنة. وفي رواية أبي عتوارة عنه ما يدل على أنه عاش بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، لأن أبا عتوارة تابعيّ، وعدّ هذا العامريّ في الصّحابة أقرب من عدّ الدئلي. واللَّه أعلم. وقد روى أبو داود والنسائيّ من طريق مسلم بن ثفنة عنه أنّ رجلين أتياه من عند النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في طلب الصّدقة ... الحديث. ووقع في سنن أبي داود ما يدلّ على أنه عاش إلى خلافة معاوية. ووقع عند أبي عمر أنه سعر بن شعبة بن كنانة، قال ابن الأثير: وفيه أوهام، لأنّ شعبة إنما هو والد مسلم الرّاوي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 عنه، وقيل فيه ثفنة، وأما كنانة فليس والد شعبة، وإنما الصّواب من كنانة فصحّف. «1» 3254 ز- سعنة: «2» بعين مهملة ونون، وزن حمزة، ويقال بمثناة تحتانية بدل النون- ابن عريض بن عاديا التيماوي- نسبة لتيماء التي بين الحجاز والشام، وهو ابن أخي السموأل بن عاديا اليهودي صاحب حصن تيماء في الجاهليّة الّذي يضرب به المثل في الوفاء، المذكور في المخضرمين. وسيأتي في القسم الثالث، لكن وجدت بخط ابن أبي طيِّئ في رجال السّبعة الإماميّة ما يقضي أنّ له صحبة، فنقل عن أبي جعفر الحائري أحد أئمة الإماميّة أنه روى بسند له أكثرهم من السّبعة إلى ابن لهيعة عن ابن الزّبير، قال: قدم معاوية حاجّا فدخل المسجد، فرأى شيخا له ضفيرتان كان أحسن الشيوخ سمتا وأنظفهم ثوبا، فسأل فقيل له: إنه ابن عريض، فأرسل إليه فجاء فقال: ما فعلت أرضك تيماء؟ قال: باقية، قال: بعنيها. قال: نعم، ولولا الحاجة ما بعتها، واستنشده مرثية ابنه لنفسه فأنشده، ودار بينهما كلام فيه ذكر عليّ فغضّ ابن عريض من معاوية، فقال معاوية: ما أراه إلا قد خرف، فأقيموه، فقال: ما خرفت، ولكن أنشدك اللَّه يا معاوية، أما تذكر يا معاوية لما كنّا جلوسا عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فجاء عليّ فاستقبله النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «قاتل اللَّه من يقاتلك، وعادى من يعاديك» . فقطع عليه معاوية حديثه، وأخذ معه في حديث آخر. قلت: وأصل هذه القصّة قد ذكرها عمر بن شبة بسنده إلى الهيثم بن عديّ دون ما فيها من قول ابن عريض: أنشدك اللَّه ... إلى آخره، فكأنه من اختلاف بعض رواته. وقد ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وحكى الخلاف في سعنة، هل هو بالنون أو الياء؟ وأورد له أشعارا في أمالي ثعلب بسند له أن الشّعر الّذي فيه في وصف الخمر: معتّقة كانت قريش تعافها ... فلمّا استحلّوا قتل عثمان حلّت [الطويل] من شعر ابن عريض هذا. ذكر من اسمه سعيد 3255- سعيد بن بجير «3» : بالموحدة والجيم مصغرا، الجشميّ.   (1) في ب فصحفه. (2) هذه الترجمة ساقطة في أ. (3) الاستيعاب ت 979. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 روى ابن السّكن وابن مندة، من طريق أبي ذكوان عمران الرّملي: سمعت عطيّة بن سليم بن سعيد رجلا من بني جشم يقول: سمعت أبي يقول: قدمت مع أبي على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ما اسمك؟» قلت: فلان. قال: «بل أنت سليم» «1» . 3256 ز- سعيد بن ثجير: بالمثلثة والجيم مصغرا. وضبطه ابن فتحون الشّقريّ. روى ابن السّكن من طريق جنادة بن مروان، عن ابن الحكم بن ثجير الشّقريّ- أنّ أباه أخبره أن جدّه سعيد بن ثجير قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم فتعرضت له بنو عامر في طريقه، وقالوا له: صبأت، قال: فأنشأ جدّي يقول: وتغضب عامر في غير جرم ... علينا أن رأونا مسلمينا [الوافر] قال ابن السّكن: لم أجد له ذكرا إلا في هذه القصّة. 3257- سعيد بن البختري» : بفتح الموحّدة وسكون المعجمة بعدها مثناة. قال ابن مندة: ذكره ابن خزيمة في الصّحابة، ولا يصحّ، ثم روى من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن بكير الطّائي، عن سعيد بن البختري أنه كان يضرب غلاما له، فجعل يتعوذ باللَّه، فمرّ به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فتعوذ به فتركه، فقال له: «اللَّه أمنع لعائذه» . قال: فإنّي أشهدك أنه حرّ. قال: «لو لم تفعل لسفع وجهك النّار» . قلت: أخشى أن يكون وقع فيه تحريف، وأن يكون في الأصل عن سعيد أبي البختري، وهو تابعيّ معروف، فيكون أرسل هذا. والسّبب في هذا أنني لا أعرف لبكير الطائي لقي أحدا من الصّحابة، والمتن مشهور لأبي مسعود الأنصاري. 3258- سعيد بن ثابت: بن الجذع الأنصاري. ذكر الطّبريّ أنه استشهد في حصار الطّائف، واستدركه ابن فتحون. 3259- سعيد بن الحارث: بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ، ابن عم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم إن ثبت. روى الحاكم في المستدرك، من طريق موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل، أنه قدم الشّام فقالوا له: ما قرابة بينك وبين معاذ؟ قلت: ابن عمي. قالوا: فإنه حدّثنا أنه سمع   (1) في أسعيد. (2) أسد الغابة ت 6062، تجريد أسماء الصحابة 1/ 220. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من لقي اللَّه لا يشرك به شيئا دخل الجنّة» . «1» قال موسى بن جبير: فحدثت به سليمان الأغرّ، فقال: أشهد لحدّثني سعيد بن الحارث بن عبد المطّلب مثله. قلت: في الإسناد ابن لهيعة، وهو ضعيف، ولم أر لسعيد هذا ذكرا في كتب الأنساب. وذكره الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة، وذكر له هذا الحديث، وذكر له حديثا آخر موقوفا، ولكن [نسبه فيه إلى جدّه] «2» ، فقيل سعيد بن نوفل «3» . 3260- سعيد بن الحارث «4» : بن قيس بن عديّ بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو القرشيّ السهميّ. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. وقال موسى بن عقبة: استشهد بأجنادين. وذكر ابن إسحاق وأبو الأسود عن عروة أنه استشهد باليرموك، وكذا قال الزّبير، وسيف وابن سعد. 3261- سعيد بن حاطب «5» : بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب «6» بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، أخو محمد بن حاطب. ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال ابن حبّان: وهم من زعم أن له صحبة. قلت: لا يبعد أن له رواية «7» ، وقد أخرج له ابن مندة من طريق الحسن بن صالح بن حيّ، عن أبيه، عنه، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يخرج فيجلس على المنبر ثم يؤذّن المؤذن، فإذا فرغ قام فخطب. 3262- سعيد بن حريث «8» : بن عمرو بن عثمان بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ. ممّن أسلم قبل فتح مكّة. قال الواقديّ: شهدها، وكان أسنّ من أخيه عمرو بن حريث.   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 6/ 29. (2) في أليست فيه القصة. (3) في أنوفل بن الحارث. (4) أسد الغابة ت 2064، الاستيعاب ت 981. (5) أسد الغابة ت 2065. (6) في أبن معجن. (7) في أ: رؤية. (8) تجريد أسماء الصحابة 1/ 221، تاريخ من دفن بالعراق 208، الطبقات 20، 126، بقي بن مخلد 96، التحفة اللطيفة 142، العقد الثمين 4/ 554، التاريخ الكبير 3/ 454. أسد الغابة ت 2066، الاستيعاب ت 982. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 وروى ابن ماجة، وابن أبي عاصم، من طريق عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن أخيه سعيد بن حريث، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من باع عقارا أو دارا ولم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه» «1» . وله ذكر في ترجمة سعد بن ذؤيب. مات بالكوفة، قاله ابن مندة، وقيل: قتل بالحرّة «2» ، قاله أبو عمر. 3263- سعيد بن خالد «3» : بن سعيد بن العاص بن أميّة. ذكره العسكريّ في الصّحابة، وذكر موسى بن عقبة أنه ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبوه إليها، وأنه استشهد بمرج الصّفّر. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: هو ممن حمل في السّفينتين. وروى ابن سعد أنه شقيق أم خالد بنت خالد أمهما حمينة، وقيل أمينة بنت خلف بن أسعد «4» الخزاعيّة. [وذكر سيف قصّة قتله بالمرج مطوّلة] «5» . 3264- سعيد بن أبي راشد «6» : يقال إنه جمحيّ. قال ابن حبّان: له صحبة. وروى الحسن بن سفيان، وابن أبي داود، وابن شاهين، وابن عديّ في الكامل، من طريق يونس بن حبّان، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعيد بن أبي راشد: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ في أمّتي لخسفا ومسخا وقذفا» «7» . في إسناده ضعف. وأما سعيد بن أبي راشد شيخ عبد اللَّه بن عثمان بن جشم، روى عنه عن رسول قيصر حديثا، فأظنه غير هذا.   (1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 467، عن سعيد بن حريث بلفظه وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 113 عن عمرو بن حريث ولفظه لا يبارك في ثمن أرض ولا دار. قال الهيثمي رواه أحمد وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري وغيرهما. وقد ضعفه ابن معين وأحمد وغيرهما. (2) في أ: بالحيرة. (3) أسد الغابة ت 2069، الاستيعاب ت 984. (4) في أسعد. (5) سقط في أ. (6) الثقات 3/ 175، تجريد أسماء الصحابة 1/ 221، الطبقات 125، العقد الثمين 4/ 557، بقي بن مخلد 604، أسد الغابة ت 2070، الاستيعاب ت 985. (7) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 83، وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 42، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 14، وقال رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه عمرو بن مجمع وهو ضعيف. أن من قلب ابن آدم مثل العصفور. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 3265- سعيد بن حيوة «1» : ويقال حيدة، وبالأوّل جزم ابن أبي حاتم والعسكريّ وغيرهما. وروى ابن مندة، والبيهقيّ في الدّلائل، وطائفة من طريق داود بن أبي هند، عن عباس بن عبد الرّحمن، عن كندير بن سعيد، عن أبيه، قال: حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف ويقول: يا ربّ ردّ راكبي محمّدا ... إليّ ربّي واصطنع عندي يدا «2» [الرجز] قلت: من هذا؟ قالوا: عبد المطّلب بن هاشم، بعث بابن له في طلب إبل، وما بعثه في حاجة قط إلّا نجح، قال: فما كان بأسرع من أن جاءه فضمّه إليه. قلت: لم أره في شيء من طرق حديثه أنه لقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعد البعثة. فاللَّه أعلم. وتقدّم نحو هذه القصّة لحيدة والد معاوية القشيري. 3266- سعيد بن الرّبيع «3» : بن عديّ بن مالك الأوسيّ، من بني جحجبى. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد باليمامة، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة، وذكره ابن مندة فيمن اسمه سعد- بسكون العين، وتعقّبه أبو نعيم. 3267- سعيد بن ربيعة الثّقفي «4» : ذكره ابن مندة، وأخرج له من طريق إبراهيم بن المختار، عن ابن إسحاق، عن عيسى بن عبد اللَّه، عن سعيد بن ربيعة، قال: قدم وفد ثقيف على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فضرب لهم قبّة في المسجد، فأسلموا في النّصف من رمضان، فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا ويقضوا ما فاتهم. هكذا أورده. ورواه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن ابن عيسى، فقال: عن عطيّة بن سفيان بن ربيعة الثقفي، عن بعض وفدهم، وهو المحفوظ. 3268- سعيد بن قيس «5» : بن ثابت «6» بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة.   (1) الاستيعاب ت 983. (2) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2068) . وفي الاستيعاب ترجمة رقم (983) . (3) أسد الغابة ت 2071. (4) أسد الغابة ت 2072. (5) في أرقيش. (6) ثقات 4/ 287، الجرح والتعديل 4/ 78، الطبقات الكبرى 3/ 89، مسند أحمد 1/ 187، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 275، 281، نسب قريش 433، طبقات خليفة 22، 127، تاريخ خليفة 218، التاريخ الصغير 1/ 101، المعارف 245- 246، الجرح والتعديل 4/ 21، مشاهير علماء الأمصار ت 11، حلية الأولياء 1/ 95. 97، ابن عساكر 7/ 115/ 2، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 217- 218، تهذيب الكمال 491، دول الإسلام 1/ 38، تاريخ الإسلام 1/ 285، العقد الثمين 4/ 559، 564 تهذيب التهذيب 4/ 34، خلاصة تذهيب الكمال 138، شذرات الذهب 1/ 57، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 129، 131. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة، ووقع عند ابن مندة أنه أنصاريّ، فوهم، وقد تعقبه أبو نعيم. 3269- سعيد بن زياد الطائي: في زيد بن كعب «1» . 3270- سعيد بن زيد: بن سعد الأشهليّ «2» . تقدّم في سعد. 3271- سعيد بن زيد: بن عمرو «3» بن نفيل بن عبد العزّى العدويّ. أحد العشرة المشهود لهم بالجنّة، وأمّه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعيّة، كانت من السّابقين إلى الإسلام. أسلم قبل دخول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر وشهد أحدا والمشاهد بعدها، ولم يكن بالمدينة زمان بدر، فلذلك لم يشهدها. روى عنه من الصّحابة: ابن عمر، وعمرو بن حريث، وأبو الطفيل، ومن كبار التابعين: أبو عثمان النهديّ، وابن المسيّب، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم. ذكر عروة وابن إسحاق وغيرهما في المغازي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ضرب له بسهمه يوم بدر، لأنه كان غائبا بالشام، وكان إسلامه قديما قبل عمر، وكان إسلام عمر عنده في بيته، لأنه كان زوج أخته فاطمة. وروى البخاريّ، من طريق قيس بن أبي حازم، عن سعيد بن زيد، قال: لقد رأيتني وإنّ عمر لموثقي على الإسلام. وكان سعيد من فضلاء الصّحابة، وقصته مع أروى بنت أنيس مشهورة في إجابة دعائه عليها، وقد شهد سعيد بن زيد اليرموك وفتح دمشق. وقال سعيد بن حبيب: كان مقام أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وسعد وسعيد وطلحة   (1) هذه الترجمة سقط في ط. (2) أسد الغابة ت (2075) . (3) أسد الغابة ت (2076) ، الاستيعاب ت (987) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 والزّبير وعبد الرّحمن بن عوف مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم واحدا، كانوا أمامه في القتال، وخلفه في الصلاة، أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما، وفي قصتها أنّ دعاءه استجيب فيها. وروى أبو نعيم في «الحلية» في ترجمة، من طريق أبي بكر بن حزم أنّ سعيدا قال: اللَّهمّ إنها قد زعمت أنها ظلمت، فإن كانت كاذبة فأعم بصرها، وألقها في بئرها، وأظهر من حقّي نورا بين المسلمين أني لم أظلمها. قال: فبينما هم على ذلك إذ سال العقيق سيلا لم يسل مثله قطّ، فكشف عن الحدّ الّذي كانا يختلفان فيه، فإذا سعيد بن زيد في ذلك قد كان صادقا، ثم لم تلبث إلّا يسيرا حتى عميت، فبينما هي تطوف في أرضها تلك سقطت في بئرها، قال: فكنّا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للآخر إذا تخاصما: أعمال اللَّه عمى أروى، فكنّا نظنّ أنه يريد الوحشيّة، وهو كان يريد ما أصاب أروى بدعوة سعيد بن زيد. قال الواقديّ: توفي بالعقيق، فحمل إلى المدينة، وذلك سنة خمسين. وقيل إحدى وخمسين. وقيل سنة اثنتين وعاش بضعا وسبعين سنة، وكان طوالا آدم أشعر. وزعم الهيثم بن عديّ أنه مات بالكوفة، وصلّى عليه المغيرة بن شعبة، قال: وعاش ثلاثا وسبعين سنة. 3272- سعيد بن سعد: بن عبادة الأنصاريّ «1» الخزرجيّ. تقدّم نسبه في ترجمة أبيه. ذكره الجمهور في الصّحابة، وقال ابن عبد البر: صحبته صحيحة، واختلف فيه قول ابن حبّان، فذكره في الصّحابة وفي ثقات التّابعين، وقال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، وقال الواقديّ: كان واليا لعليّ على اليمن. وحديثه في النّسائي وابن ماجة، من رواية أبي أمامة بن سهل، وروى عنه أيضا ابنه شرحبيل بن سعيد. 3273- سعيد بن سعيد: بن العاص «2» بن أمية، أخو أبان وخالد وعمرو أولاد أبي أحيحة. أسلموا كلهم.   (1) الثقات 3/ 156، تقريب التهذيب 1/ 297، تهذيب التهذيب 4/ 37، تهذيب الكمال 1/ 490، الكاشف 1/ 361، خلاصة تذهيب 1/ 380- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 98- التلقيح 376- الطبقات 254 أصحاب بدر 247- التحفة اللطيفة 146- طبقات فقهاء اليمن 43- التاريخ الصغير 1/ 86، الوافي بالوفيات 5/ 308، 222- التاريخ الكبير 3/ 455- طبقات ابن سعد 5/ 58- بقي بن مخلد 608. أسد الغابة ت 2078، الاستيعاب ت 988. (2) أسد الغابة ت 2078، الاستيعاب ت 989، طبقات ابن سعد 5/ 30 التاريخ الكبير 3/ 502، أنساب الأشراف 4/ 433، معجم الطبراني 6/ 73، المعرفة والتاريخ 1/ 292، مشاهير علماء الأمصار 4462، الجرح والتعديل 4/ 48، تاريخ الطبري 5/ 293، مروج الذهب 3/ 80، الأغاني 16/ 39، جمهرة أنساب العرب 80 وفيه سعيد هو أبو أحيحة، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 174، تاريخ ابن عساكر 7/ 127، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 218، تهذيب الكمال 497، تاريخ الإسلام، العبر 1/ 64، تذهيب التهذيب 2/ 22، الوافي بالوفيات 15- 227، البداية والنهاية 8/ 183، العقد الثمين 4/ 571، تهذيب التهذيب 4/ 48، خلاصة تذهيب الكمال 118، شذرات الذهب 1/ 65، تهذيب ابن عساكر 6/ 133. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 وهذا ذكره ابن إسحاق فيمه استشهد بالطائف. وذكر ابن شاهين عن شيوخه أنّ إسلامه كان قبل الفتح بيسير. واستعمله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على سوق مكة. 3274- سعيد بن سفيان الرّعلي «1» : ويقال: الرّعيني. [ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وروى من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان] «2» ، قال: أقطع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سعيد بن أبي سفيان الرّعلي، وكتب له بذلك كتابا كتبه خالد بن سعيد. 3275- سعيد بن سويد «3» : بن قيس بن عامر بن عباد بن الأبجر، وهو خدرة الأنصاريّ الخدريّ، أخو سمرة بن جندب لأمه. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وروى الأوزاعيّ، عن ثابت بن عمير، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سئل عن اللّقطة، كذا قال. والمشهور رواية ربيعة عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهنيّ، فإن كان محفوظا فلعبد الملك صحبة أو رؤية إن كان أرسل عن أبيه. 3276- سعيد بن سهيل «4» : تقدم فيمن اسمه سعد. 3277- سعيد بن شراحيل «5» : بن قيس بن الحارث بن سفيان بن فاتك» بن معاوية الكنديّ.   (1) أسد الغابة ت 2079. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2080، الاستيعاب ت 991، تجريد أسماء الصحابة 1/ 222، الجرح والتعديل 4/ 118، 119، مقاتل الطالبيين 69، التحفة اللطيفة 148، التاريخ الكبير 3/ 477، أسد الغابة ت 2081، الاستيعاب ت 990. (4) الجرح والتعديل 4/ 1380. (5) أسد الغابة ت 2082. (6) في ب سنان بن الفاتك. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ومعه ابن أخيه معروف بن قيس بن شراحيل، فارتد يوم البجير، وقتل على ردته- يعني معروفا. وجزم ابن سعد بأنّ المقتول سعيد المذكور. فاللَّه أعلم. [ورأيت في نسخة متقنة من الجمهرة شرحبيل- بدل شراحيل- وهو أصوب، ففي قصة شبيب الخارجي الّذي كان خرج على الحجاج أنّ عثمان بن سعيد بن شرحبيل بن عمرو قتل في تلك الواقعة، وكان يلقّب الجزل] «1» . 3278- سعيد بن العاص: بن سعيد بن العاص «2» بن أمية القرشيّ الأمويّ، أبو عثمان، ابن أخي سعيد بن سعيد الماضي قريبا، أمه أم كلثوم بنت عبد اللَّه بن أبي قيس «3» بن عمرو العامريّة. ولم يكن للعاص ولد غير سعيد المذكور. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. قلت: كان له يوم مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم تسع سنين، وقتل أبوه يوم بدر، قتله علي. ويقال: إن عمر قال لسعيد بن العاص: لم أقتل أباك، وإنما قتلت خالي العاص بن هشام. فقال: ولو قتلته لكنت على الحقّ، وكان على الباطل، فأعجبه قوله. وكان من فصحاء قريش، ولهذا ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن، قال ابن أبي داود في المصاحف: حدّثنا العباس بن الوليد، حدّثنا أبي، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، أنّ عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص، لأنه كان أشبههم لهجة برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وولي الكوفة، وغزا طبرستان «4» ففتحها، وغزا جرجان، وكان في عسكره حذيفة   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2083، الاستيعاب ت 992، تجريد أسماء الصحابة 1/ 223، تقريب التهذيب 1/ 299، تهذيب التهذيب 4/ 48، تهذيب الكمال 1/ 494، خلاصة تذهيب 1/ 382، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 4 ب، شذرات الذهب 1/ 40، التلقيح 381، المحن 43، 228، الطبقات الكبرى 5/ 155، التحفة اللطيفة 148، سير أعلام النبلاء 3/ 444، تاريخ جرجان 63، التاريخ الصغير 84، 100، 102، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 638، الوافي بالوفيات 15/ 319، العبر 1/ 34، 35، الأعلام 3/ 96، أخبار قزوين (66) . (3) في الطبقات: أم كلثوم بنت عمرو بن عبد اللَّه بن أبي قيس. وفي ب: بن أبي قيس عمرو، وفي أ: بن أبي عمرو. (4) طبرستان: بفتح أوله وثانيه وكسر الراء بلاد واسعة ومدن كثيرة يشملها هذا الاسم يغلب عليها الجبال وهي تسمى بمازندران وهي مجاورة لجيلان وديلمان وهي من الرّيّ وقومس. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 878. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 وغيره من كبار الصّحابة، وولى المدينة لمعاوية. وله حديث في الترمذي، من رواية أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جدّه- إن كان الضمير يعود على موسى. وله آخر في ترجمة جدّه يأتي في القسم الأخير. وروى الزّبير، من طريق عبد العزيز بن أبان، عن خالد بن سعيد عن أبيه، عن ابن عمر، قال: جاءت امرأة إلى النّبي صلى اللَّه عليه وسلم ببردة، فقالت: إني نذرت أن أعطي هذه البردة لأكرم العرب، فقال: «أعطيها لهذا الغلام» ، وهو واقف- يعني سعيدا هذا. قال الزّبير: والثياب السعديّة تنسب إليه. وروى له مسلم والنّسائيّ، من روايته عن عثمان وعائشة، وروى الهيثم بن كليب في مسندة، من طريق سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن جده: سمعت عمر يقول ... فذكر له حديثا، وسيأتي له ذكر في ترجمة جدّه في القسم الأخير. وأخرج الطّبرانيّ، من طريق محمد بن قانع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عاد سعيد بن العاص، فرأيته يكمده بخرقة. وسعيد بن العاص هذا يحتمل أن يكون صاحب الترجمة وتكون رواية جبير هذه بعد الفتح، ويحتمل أن يكون جدّه وتكون رؤية جبير له قبل الهجرة، ولا مانع من عيادة الكافر، ولا سيما في ذلك الزّمان لم يكن أذن فيه في قتال الكفار. وذكر ابن سعد في ترجمته قصّة ولايته على الكوفة بعد الوليد بن عقبة لعثمان، وشكوى أهل الكوفة منه وعزله مطوّلا. وكان معاوية عاتبه على تخلّفه عنه في حروبه فاعتذر، ثم ولاه المدينة، فكان يعاقب بينه وبين مروان في ولايتها. وروى ابن أبي خيثمة، من طريق يحيى بن سعيد، قال: قدم محمد بن عقيل بن أبي طالب على أبيه، فقال له: من أشرف الناس؟ قال: أنا وابن أمي، وحسبك بسعيد بن العاص. وقال معاوية: كريمة قريش سعيد بن العاص، وكان مشهورا بالكرم والبرّ، حتى كان إذا سأله السّائل وليس عنده ما يعطيه كتب له بما يريد أن يعطيه مسطورا، فلما مات كان عليه ثمانون ألف دينار، فوفاها عنه ولده عمرو الأشدق. وحجّ سعيد بالنّاس في سنة تسع وأربعين، أو سنة اثنتين وخمسين، ولبث بعدها، ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن يحيى بن كثير، عن اللّيث. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 وروي عن صالح بن كيسان، قال: كان سعيد بن العاص حليما وقورا، وكان إذا أحبّ شيئا أو أبغضه لم يذكر ذلك، ويقول: إنّ القلوب تتغيّر، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحا اليوم عائبا غدا. ومن محاسن كلامه: لا تمازح الشّريف فيحقد عليك، ولا تمازح الدنيء فتهون عليه. ذكره في المجالسة من طريق أبي عبيدة، وأخرجه ابن أبي الدّنيا من وجه آخر، عن ابن المبارك. ومن كلامه: موطنان لا أعتذر من العيّ فيهما، إذا خاطبت جاهلا، أو طلبت حاجة لنفسي، ذكره في المجالسة من طريق الأصمعيّ. وقال مصعب الزّبيريّ: كان يقال له عكّة العسل. وقال الزّبير بن بكّار: مات سعيد في قصره بالعقيق سنة ثلاث وخمسين. 3279- سعيد بن العاص: بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ. له حديث. [ذكر نسبه الذّهبي في «التجريد» ، فقال ما نصه: سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي، جدّ عكرمة بن خالد إن صحّ، ففي معجم الطبراني: حدثنا مطيّن، حدّثنا سفيان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه، عن جدّه، قال: إذا وقع الطاعون ... لكن سها هنا الطبراني فأورده في الخاء- يعني في خالد بن العاص] «1» . قلت: هذا الحديث قد ذكرته وبينت شاهد ذلك وتحريره في القسم الرابع في ترجمة العاص بن هشام، في حرف العين، كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى، [فإنّ الذّهبي ترجم للعاص بن هشام هناك تبعا للطبراني وأبي نعيم وأبي موسى] «2» . 3280- سعيد بن عامر «3» : بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح القرشيّ الجمحيّ.   (1) ، سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) الثقات 3/ 155، تجريد أسماء الصحابة 1/ 223، شذرات الذهب 2، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 205، التلقيح 381، الطبقات 25، 299، حلية الأولياء 1/ 368، مقاتل الطالبيين 192، الاستبصار 281، المحن 122، الطبقات الكبرى 7/ 242، 402، التحفة اللطيفة 151، صفة الصفوة 1/ 660، التاريخ الصغير 1/ 8، تاريخ جرجان 394، 497، طبقات الحفاظ 149، الوافي بالوفيات 15/ 320، التاريخ الكبير 3/ 53، الأعلام 3/ 97، البداية والنهاية 6/ 103، بقي بن مخلد 951، أسد الغابة ت 2084، الاستيعاب ت 993. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 من كبار الصّحابة وفضلائهم، وأمه أروى بنت أبي معيط. أسلم قبل خيبر، وهاجر فشهدها وما بعدها، وولّاه عمر حمص، وكان مشهورا بالخير والزهد. وروى عنه عبد الرحمن بن سابط الجمحيّ، وأرسل عنه شهر بن حوشب وغيره. وروى أبو يعلى، من رواية ابن سابط، عن سعيد بن حذيم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لو أنّ امرأة من الحور العين أخرجت يدها لوجد ريحها كلّ ذي روح ... » «1» الحديث- مختصرا. أخرجه أبو أحمد الحاكم، وابن سعد مطوّلا، وفيه قصة لسعيد مع زوجته في تفرقته المال الّذي يأتيه من عطائه. وروى محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في (تاريخه) ، من طريق زيد بن أسلم، قال: قال عمر لسعيد بن عامر بن حذيم: إنّ أهل الشّام يحبونك. قال: لأني أعاونهم وأواسيهم، فقال: خذ هذه عشرة آلاف فتوسّع بها. قال: أعطها من هو أحوج إليها منّي ... الحديث. وروى ابن سعد، من طريق ابن سابط، قال: أرسل عمر إلى سعيد بن عامر: إني مستعملك. فقال: لا تعنتني. قال: إنما أبعثك على قوم لست بأفضلهم، ولست أبعثك لتضرب أبشارهم، ولا لتهتك أعراضهم، ولكن تجاهد بهم عدوّهم وتقسم بينهم فيأهم. وروى أبو يعلى، والحسن بن سفيان، والبغويّ، من طريق ابن سابط أيضا عن سعيد بن عامر: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يجيء فقراء المسلمين يزفّون، فيقال لهم: قفوا في الحساب، فيقولون: واللَّه ما كان لنا شيء نحاسب عليه، فيقول اللَّه: صدق عبادي، فيدخلون الجنّة قبل النّاس بسبعين عاما» «2» . قال ابن سعد في الطّبقة الثالثة: مات سنة عشرين، وهو وال على بعض الشّام لعمر. وروى البخاريّ، من طريق الزّهري، قال: مات في زمن عمر.   (1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 21، 8/ 145 والترمذي في السنن 4/ 156 عن أنس ولفظه لغدوه في سبيل اللَّه أو روحه خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينها ... الحديث. كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء في الغدو والرواح في سبيل اللَّه (17) حديث رقم 1651 قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وأحمد في المسند 3/ 157 عن أنس، والطبراني في الكبير 6/ 72 وابن عدي في الكامل 2/ 570، وابن عساكر في التاريخ 6/ 147، والهيثمي في الزوائد 10/ 417، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5/ 393. (2) أخرجه الطبري في الكبير 6/ 71، وابن عساكر في التاريخ 6/ 147، 148. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 وقال أبو بكر البغداديّ في تسمية من نزل حمص من الصّحابة: استعمله عمر على حمص بعد عياض، فوليها دون نصف سنة، ومات، ولي في المحرم سنة عشرين ومات في جمادى الأولى. وأرّخه الهيثم بن عديّ وابن زبر سنة تسع عشرة، زاد الهيثم: ومات بقيسارية. وقال أبو عبيد: مات سنة إحدى وعشرين. فاللَّه أعلم. 3281- سعيد بن عامر: ذكر الثعلبي في تفسيره أنه أحد من أسلم من اليهود، ونزل فيهم: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ .... [البقرة: 121] الآية. 3282- سعيد بن عبد قيس «1» : وقيل سعيد بن عبيد بن قيس بن لقيط بن عامر بن أمية أو ربيعة [بن ظرب] بن الحارث بن فهر القرشيّ الفهريّ. ذكر ابن شاهين، من طريق ابن الكلبيّ وغيره، أنه أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة. وذكر البلاذريّ أنه قدم المدينة قبل جعفر بن أبي طالب، وهو أخو نافع بن عبد قيس. 3283 ز- سعيد بن عبيد «2» : بن أبي أسيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزّى بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفيّ. جدّ إسماعيل بن طريح الشّاعر. روى ابن مندة، من طريق إسماعيل، حدّثني أبي، عن جدّي، أن أبا سفيان رمى سعيد بن عبيد جدّه يوم الطّائف بسهم، فأصاب عينه، فأتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن هذه عيني أصيبت في سبيل اللَّه، فقال: «إن شئت دعوت اللَّه فردّ عليك عينك، وإن شئت فعين في الجنّة» . قال: عين في الجنة. قال: هذا غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. قلت: فيه لفظة منكرة، فإن أبا سفيان في حصار الطائف كان مسلما، فكيف يرمي سعيدا، إن كان سعيد مسلما؟ وأظنّ الصّواب أن أبا سفيان رماه سعيد، ويؤيد ذلك ما أخرجه الزّبير بن بكّار من هذا الوجه، فقال: عن سعيد بن عبيد، قال: رأيت أبا سفيان يوم الطائف قاعدا في حائط يأكل فرميته، فأصبت عينه ... فذكر الحديث. وروى ابن عائذ، عن الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز أنّ عين أبي سفيان أصيبت يوم الطّائف. وروى أبو الفرج الأصبهانيّ، من طريق أسامة بن زيد اللّيثي، عن القاسم بن محمد،   (1) أسد الغابة ت 2086، الاستيعاب ت 9942. (2) أسد الغابة ت 2087. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 قال: لم يزل السهم الّذي أصاب عبد اللَّه بن أبي بكر حتى قدم وفد الطّائف، فأراهم إياه، فقال سعيد بن عبيد: هذا سهمي أنا بريته، وأنا رميت به. فقال أبو بكر: الحمد للَّه الّذي أكرمه بيدك ولم يهنك «1» بيده. وله طريق أخرى في ترجمة عبد اللَّه بن أبي بكر، فثبتت بذلك صحبة سعيد بن عبيد، وتحررت الرّواية الأولى. والحمد للَّه. 3284 ز- سعيد بن عبيد بن النّعمان: تقدّم في سعد، وهو أصحّ وقد روى ابن أبي شيبة ما يدل على أنه سعيد، وأنه غير سعد الّذي مرّ، فقال: حدّثنا أبو إدريس، عن إسماعيل، عن الشّعبي، قال: قرأ القرآن على عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: أبي، ومعاذ، وزيد، وأبو الدّرداء، وسعيد بن عبيد ... الحديث. 3285 ز- سعيد بن عتاب: يأتي ذكره في ترجمة سليط بن سليط. 3286- سعيد بن عثمان الأنصاريّ «2» : شهد أحدا. روى إسحاق بن راهويه في مسندة من طريق الزّبير، قال: واللَّه إني لأسمع قول معتّب بن قشير والنّعاس يغشاني: لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا [آل عمران: 154] ، ثم قال: وقوله: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ [آل عمران: 155] ، قال: منهم عثمان بن عفان، وسعيد بن عثمان، وعلقمة بن عثمان الأنصاريان، قال: بلغوا جبلا بناحية المدينة ببطن الأعوص «3» ، فأقاموا هناك ثلاثا. قلت: ساقه ابن إسحاق في مسندة مع إدراجه، ومن قوله: ثم ... إلخ من كلام ابن إسحاق في المغازي. 3287 ز- سعيد بن عديّ الأنصاريّ: ذكره الأمويّ فيمن استشهد يوم اليمامة. واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم نظيره في سعد بن عثمان، فما أدري أهما أخوان أم واحد اختلف في اسمه.   (1) في ب وأسهمك. (2) أسد الغابة ت 2089. (3) أعوص: بفتح الواو والصاد المهملة موضع قرب المدينة والأعوص: واد في ديار باهلة لبني حصن منهم ويقال الأعوصين وكان عمر بن عبد العزيز يقول: لو كان لي أن أعهد لم أعد أحد الرجلين: صاحب الأعواص، أو أعمش بني تميم يعني القاسم بن محمد. معجم ما استعجم/ 173 معجم البلدان 1/ 264. وانظر لسان العرب/ 3170 «عوص» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 3288- سعيد بن عمارة في أسعد «1» . 3289 ز- سعيد بن عمارة: آخر تقدم في سعد [بن عمارة] «2» . 3290- سعيد بن عمرو التميميّ «3» : حليف بني سهم. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، في مهاجرة الحبشة، وقال موسى بن عقبة: استشهد بأجنادين هو وأخوه لأمّه تميم بن الحارث بن قيس، وكذا قال الزّبير: قاله الذّهبي. وذكره ابن سعد فيمن تقدم إسلامه، ولم يشهد بدرا، وسماه الواقديّ وأبو معشر وأبو الأسود عن عروة سعيدا «4» . فاللَّه أعلم. 3291- سعيد بن عمرو: «5» بن غزيّة الأنصاريّ، أخو الحارث. قال ابن السّكن: له صحبة. وقال ابن فتحون: ذكره ابن عبد البرّ في ترجمة أخيه الحارث، ولم يفرده بترجمة. قلت: بل قال أبو عمر في ترجمة أخيه زيد بن عمرو: لا يثبت لسعيد صحبة. 3292- سعيد بن عمرو الكندي: ذكره ابن الأثير، عن ابن ماكولا، إلا أنه قال: روى حديثه محمد بن المطلب، عن علي بن قرين، عن عبيدة بن حريث الكنديّ، عن الصلت بن حبيب الشّنّي عنه، قال: شهدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. 3293 ز- سعيد بن عمرو: العيذي- بالمهملة ثم التحتانية- المحاربيّ. ذكره أبو عبيد فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من قومه. قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 3294 ز- سعيد بن عمرو: «6» قيل: هو اسم أبي كبشة الأنماريّ فيما جزم به ابن حبّان، وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى. 3295- سعيد بن القشب الأزدي: حليف بني عبد مناف. يقال: ولّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على جرش «7» ، أخرجه أبو عمر.   (1) هذه الترجمة سقط في ط. (2) سقط في ط. (3) أسد الغابة ت 2091، الاستيعاب ت 995. (4) في أمعبدا. (5) أسد الغابة ت 2093. (6) أسد الغابة ت 2094، الاستيعاب ت 996. (7) جرش: بالتحريك: وهو اسم مدينة عظيمة كانت، وهي في شرق جبل السواد من أرض البلقاء. انظر معجم البلدان 2/ 148. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 3296- سعيد بن قيس «1» : بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عديّ بن غنم «2» بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السّلمي. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا. 3297 ز- سعيد بن مرّة العجليّ: ذكر سيف والطبري أنّ المثنى بن حارثة استعمله بالعراق سنة اثنتي عشرة، وكان من أشدّ النّاس على نصارى بني تغلب. واستدركه ابن فتحون. وقد تقدّم أنهم لم يكونوا يؤمّرون إلا الصّحابة. 3298 ز-[سعيد بن مقرّن المزني، أحد الإخوة. ذكره الطّبري في الصّحابة، وروى سيف في الفتوح أن خالد بن الوليد أمّره على شيء من العراق حين توجّه إلى الشام في خلافة أبي بكر. 3299 ز- سعيد بن المنذر: بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الأنصاريّ. ذكره ابن حبّان في الصّحابة] «3» . 3300- سعيد بن مينا «4» : مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- ذكر الخطيب في «المتفق» من طريق موسى بن سليمان الإيادي، عن عمر بن قيس بن الماصر، عن عطاء، عن سعيد بن مينا مولى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «فرّ من المجذوم فرارك من الأسد» . 3301 - سعيد «5» بن نوفل: بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم، ابن عمّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا في الاستئذان. وعنه عمار بن أبي عمار. ذكره ابن مندة. وقال أبو نعيم: هو عندي مرسل. قلت: كلام الدّارقطنيّ يدلّ على أنه سعيد بن الحارث أخو نوفل. فاللَّه أعلم. 3302- سعيد بن يربوع: بن عنكثة «6» بن عامر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ.   (1) أسد الغابة ت 2095. (2) في أعثمان. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 2097. (5) أسد الغابة ت 2099. (6) الجرح والتعديل 4/ ترجمة 304، تقريب التهذيب 1/ 8، تهذيب التهذيب 4/ 99 تهذيب الكمال 1/ 508- خلاصة تذهيب 1/ 393- الكاشف 1/ 375، شذرات الذهب 1/ 600، التلقيح 374 الطبقات 21، 278، - عنوان النجابة 99، الطبقات الكبرى 2/ 153، التحفة اللطيفة 163، سير أعلام النبلاء 2/ 542- المتحف 207، 509، 533، التاريخ الصغير 1/ 45، العقد الثمين 4/ 588- الوافي بالوفيات 15/ 382- العبر 1/ 59، التاريخ الكبير 3/ 453، 9/ 7- دائرة معارف الأعلمي 19/ 184، الثقات 3/ 155، أسد الغابة ت 2102، الاستيعاب ت 998. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 قال النّسائيّ وغيره: له صحبة، وكان اسمه الصّرم ويقال أصرم، حكاه البخاريّ والعسكريّ. وقال الزّبير: كان له ولدان: هود، والحكم، وكان يكنى أبا هود. وقال ابن سعد: كان يكنى أبا الحكم، وأمه لبني بنت سعيد بن رياب السهمية، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى حديثه أبو داود، من رواية ابنه عبد الرحمن عنه. وروى عنه أيضا ابن له آخر اسمه عثمان. وروى البغويّ وابن مندة من طريق عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن الصرم: حدثني جدّي، عن أبيه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «أيّنا أكبر أنا أو أنت؟» قال: أنت أكبر وأخير مني، وأنا أقدم سنّا، وغيّر اسمه فسمّاه سعيدا، وقال: الصرم قد ذهب. قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا بهذا الإسناد. قلت: بعضه عند أبي داود، وأخرج البغويّ في ترجمة الصرم من حرف الصاد حديثا آخر من هذا الوجه. وقال الزّبير وغيره: أسلم يوم الفتح، وقيل قبله، يكنى أبا هود، وشهد حنينا، وأعطي من غنائمها. وروى البخاريّ في تاريخه، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاريّ، قال: أصيب سعيد بن يربوع ببصره فعاده عمر- زاد غيره- فقال له: «لا تدع شهود الجمعة والجماعة» ، فقال: ليس لي قائد، فبعث إليه غلاما من السّبي. قال الزّبير: وهو أحد الأربعة الذين أمرهم عمر بتجديد أنصاب الحرم. وروى الواقديّ، من طريق نافع بن جبير، أنّ عمر لما قدم الشّام فوجد الطّاعون، واستشار مشيخة قريش كان منهم مخرمة بن نوفل، وسعيد بن يربوع، وحكيم بن حزام وغيرهم، قال: وكان الّذي كلّمه في الرجوع مخرمة بن نوفل، وأخبره أنّ قوما من قريش كانوا ثمانين رجلا خرجوا تجّارا فطرقهم الطّاعون، فماتوا أجمعين في ليلة إلا رجلين: أحدهما صفوان بن نوفل- يعني أخاه. قال الزّبير وغيره: مات سنة أربع وخمسين وله مائة وعشرون سنة. وقيل وزيادة أربع. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 3303- سعيد بن يزيد الأزديّ «1» : نزل مصر. قال ابن يونس في تاريخ الغرباء: هو من أهل فلسطين، كان أميرا على مصر ليزيد بن معاوية. روى عنه من أهل مصر أبو الخير مرثد اليزني، ثم ساق، من طريق اللّيث، وكذلك الحسن بن سفيان من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير، عن سعيد بن يزيد- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أوصني. قال: «أوصيك أن تستحي من اللَّه كما تستحي رجلا صالحا من قومك» . ورواه ابن أبي خيثمة، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي الخير، عن سعيد بن فلان. وقال أبو عمر: زعم أبو الخير أنّ له صحبة، والّذي رأينا من روايته فعن ابن عمر. انتهى. وذكر ابن أبي حاتم أنه اختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر، فروى بعضهم- يعني بالسّند- عنه عن سعيد بن مرثد، عن ابن عم له، قال: قلت: يا رسول اللَّه. وفي «المراسيل» لابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنا لا ندري له صحبة أو لا، فروى عنه عبد الحميد بن جعفر، عن أبي الخير، عن سعيد بن يزيد: رجل من الصّحابة- حديث: «استحي من ربّك» ، قال: فدلّنا على أن لا صحبة له، فعلى قوله يكون الصّواب فيما قاله أبو عمر: فعن ابن عمر- تصحيفا. وقد حكى أبو عمر الكنديّ أنّ رؤساء أهل مصر لما أمرّ عليهم قالوا: ما كان في زماننا شابّ مثله، فهذا يدل على أن لا صحبة له. 3304 ز- سعيد بن يزيد البلويّ: ذكره ابن أبي خيثمة، وابن شاهين في الصّحابة، وغايرا بينه وبين الّذي قبله، ووحّدهما غيرهما. 3305 ز- سعيد بن فلان: أو فلان بن سعيد. روى الحسن بن سفيان، من طريق يونس بن أبي يعقوب، عن أبيه، قال: جلست أنا وجعفر بن عمرو بن حريث، وسعيد بن أشوع إلى فلان بن سعيد أو سعيد بن فلان، فحدّثنا أنّ نفرا أتوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه، أرنا رجالا من أهل الجنّة. قال: «أنا من أهل الجنّة،   (1) الجرح والتعديل 4/ 303، جامع التحصيل 225، مراسيل الرازيّ 68، أسد الغابة ت 2103، الاستيعاب ت 999. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 وأبو بكر وعمر، فسمى جماعة، قال: فقال فلان بن سعيد أو سعيد بن فلان: وأنا من أهل الجنّة. قلت: أورده الحسن بن سفيان في مسند سعيد بن زيد، وفيه نظر، لأن ابن أشوع لم يدركه، فإن كان محفوظا فهو غيره. 3306- سعيد: والد ميسرة. يأتي ذكره في ترجمة مولاته كثيرة بنت سفيان. 3307 ز- سعيد الشّامي: والد عبد العزيز. جاءت عنه عدّة أحاديث من رواية ولده عنه، تفرّد بها عبد الغفور أبو الصّباح بن عبد العزيز، عن أبيه عبد العزيز، عن أبيه سعيد، منها ما أخرجه ابن عديّ، من طريق عامر بن سيار، عن أبي الصّباح بهذا الإسناد، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «لا يجمع الإيمان والبخل في قلب رجل مؤمن أبدا» «1» . قال ابن عديّ: وبهذا الإسناد اثنان وعشرون حديثا. وأخرج له ابن مندة، من طريق بقية، عن عبد الغفور بهذا الإسناد، قال فيه: عن أبيه وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا آخر. وأخرج له ابن قانع حديثا من رواية صالح بن مالك، عن عبد الغفور، عن عبد العزيز، عن أبيه، قال: صلّيت خلف النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فكنت قريبا منه ... الحديث. وأخرج له آخر نسبه فيه أنصاريّا، وسيأتي أبو «2» عبد العزيز في الكنى، في حديث، وهو هذا أخرجه الطبري في «التفسير» ، وابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وأورد البخاريّ في كتاب «الضعفاء» في ترجمة عبد الغفور من رواية عثمان بن مطر، عنه، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ اللَّه يمسخ خلقا كثيرا، وإنّ الإنسان يخلو بمعصية، فيقول اللَّه تعالى: استهان بي فيمسخه، ثمّ يبعثه يوم القيامة إنسانا يقول له: كما بدأكم تعودون، ثمّ يدخله النّار» «3» . وله عند بقيّ بن مخلد أربعة أحاديث. 3308- سعيد: بالتصغير- تقدم في سعيد بن سهل. 3309 ز- سعير: مصغرا، آخره راء- ابن خفاف التميميّ. ذكره سيف في الفتوح، وأنه كان عاملا للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على بطون تميم، وأقرّه أبو بكر.   (1) أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1966 وأورده الحسيني في اتحاف السادة المتقين 8/ 196. (2) في ب، ج: أبوه. (3) أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 77 وابن حجر في لسان الميزان 4/ 128 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43720. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 3310- سعير بن سوادة» العامريّ: وقيل: هو سفيان. روى ابن مندة، من طريق العلاء بن الفضل، عن أبي سويد المنقري، عن آبائه- أنّ سعير بن سوادة أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 3311- سعير بن العدّاء الفريعي «2» : ويقال البكائيّ. ذكره المدائني في كتاب رسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى من طريق عبد اللَّه بن يحيى، قال: أراني ابن لسعير بن العدّاء كتابا من محمد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتبه لسعير بن عدّاء، ورواه الباوردي وابن مندة من هذا الوجه، وزاد: إني أحفرتك الرجيح «3» . 3312 ز- سعية: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح المثناة التحتانية بعدها هاء التأنيث- ابن العريض- وقيل بالنّون، تقدّم قريبا. 3313- سفعة الغافقي: رجل من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، شهد فتح مصر. ذكره ابن يونس، وقال: ذكروه في كتبهم السين بعدها الفاء 3314- سفيان بن أسد «4» بفتحتين أو أسيد- بوزن عظيم- الحضرميّ. ذكره ابن أبي خيثمة وابن أبي عاصم وغيرهما في الصّحابة، وأخرجه من رواية بقية، أخبرني ضبارة، بفتح المعجمة والموحدة المخففة، ابن مالك الحضرميّ أنه سمع أباه يحدّث عن عبد الرّحمن بن جبير أن أباه حدّثه عن سفيان بن أسد الحضرميّ أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «كبرت خيانة أن تحدّث أخاك حديثا هو لك به مصدّق وأنت له كاذب» «5» .   (1) أسد الغابة ت 2105. (2) أسد الغابة ت 2106. (3) في ب، ج الوحيح، وفي أسد الغابة: الزج. (4) الثقات 3/ 183، تجريد أسماء الصحابة 1/ 225، تقريب التهذيب 1/ 30، تهذيب التهذيب 4/ 106، الكاشف 1/ 377، تذهيب التهذيب 1/ 395، التاريخ الكبير 4/ 86، أسد الغابة ت 2107، الاستيعاب ت 1001. (5) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 712 عن سفيان بن أسيد الحضرميّ كتاب الأدب باب في المعاريض حديث رقم 4971 والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 199، وابن سعد في الطبقات 7/ 139، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 4845، والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 86، وابن عساكر في التاريخ 5/ 178، وابن عدي في الكامل 4/ 1422، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 291، 595، والهيثمي في الزوائد 8/ 101 عن النواس بن سمعان وقال رواه أحمد والطبراني وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 قال ابن مندة: غريب. وذكر ابن عدي أن محمد بن ضبارة رواه عن أبيه متابعا لبقية، ورواه يزيد بن شريح، عن جبير بن نفير، فقال: عن النوّاس بن سمعان. فاللَّه أعلم. 3315 ز- سفيان بن أمية: بن أبي سفيان بن أمية بن عبد شمس القرشي الزّهري. ذكره البلاذريّ، وقال: هو الّذي ذهب بموت عليّ إلى أهل الحجاز، ولا عقب له، ومات أبوه كافرا، وكان ابن عم أبي سفيان بن حرب، وأما ولده سفيان صاحب الترجمة فمقتضى ما قالوا: إنه لم يبق بمكة قرشيّ بعد الفتح إلا أسلم، وحجّ مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حجّة الوداع- أن يكون له صحبة. 3316 ز- سفيان بن بشر «1» : يأتي في نسر- بنون ومهملة. 3317- سفيان بن ثابت الأنصاريّ «2» : من بني النّبيت «3» . ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه في الصّحابة. وقال ابن شاهين عن الواقديّ: استشهد ببئر معونة. 3318- سفيان بن حاطب «4» : بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاريّ الظّفريّ. قال ابن شاهين، عن ابن الكلبيّ: إنه شهد أحدا، واستشهد ببئر معونة. 3319- سفيان بن الحكم الثقفيّ «5» : مرّ في الحكم بن سفيان. 3320- سفيان بن خولي «6» : بن عبد عمرو بن خولي بن همام العبديّ. ذكر ابن الكلبيّ أن له وفادة. وقال الرّشاطي في الحدادي- بضم المهملة: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 3321- سفيان بن أبي زهير الأزديّ «7» : من أزد شنوءة. قال ابن المديني وخليفة:   (1) الاستيعاب ت 1002. (2) أسد الغابة ت 2108، الاستيعاب ت 1003، الجرح والتعديل 4/ 944، تنقيح المقال 4939، دائرة الأعلمي 19/ 188. (3) في أ: من بني الليث. (4) أسد الغابة ت 2109، الاستيعاب ت 1004. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 226، تقريب التهذيب 1/ 310- تهذيب التهذيب 4/ 109- تذهيب الكمال 1/ 398- أسد الغابة ت 2110، دائرة معارف الأعلمي 19/ 289، الاستيعاب ت 1005. (6) أسد الغابة ت 2111. (7) الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 226- تقريب التهذيب 1/ 311- تهذيب التهذيب 4/ 110- الكاشف 1/ 377، خلاصة تذهيب 1/ 339- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 949- التلقيح 372- التاريخ الكبير 4/ 86، الإكمال 5/ 110 بقي بن مخلد 305- أسد الغابة ت 2112، الاستيعاب ت 1006. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 اسم أبيه القرد، وقيل ابن نمير بن مرارة بن عبد اللَّه بن مالك، ويقال فيه النمريّ، لأنه من ولد النمر بن عثمان بن نصر بن زهران. نزل المدينة، وحديثه في البخاريّ من رواية عبد اللَّه بن الزبير عنه. وروى البخاريّ أيضا من طريق السّائب بن يزيد، عنه، قال: وهو رجل من أزد شنوءة من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من اقتنى كلبا ... » الحديث. 3322- سفيان بن زيد «1» : أو يزيد، الأزديّ. ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال: إن الحديث عنه منقطع، وهو من رواية روح بن عوف، عن ابن سيرين، عنه في العتيرة. 3323- سفيان بن زياد الحمصيّ «2» : ذكره عبد الصّمد بن سعيد في الصّحابة الذين نزلوا حمص. 3324- سفيان بن سهل «3» : أو ابن أبي سهل، الثقفيّ. له ذكر في حديث المغيرة بن شعبة. روى أحمد والنّسائيّ وابن حبّان وغيرهم، من حديث عبد الملك بن عمير، عن حصين بن عقبة، عن المغيرة بن شعبة، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو آخذ بحجزة سفيان بن أبي سهل، وهو يقول: «لا تسبل إزارك» - لفظ أحمد، وعند النّسائي سفيان بن سهل، ومداره عندهم على شريك بن عبد الملك، وقيل: عن شريك بن عبد الملك، وقيل عن شريك عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر بدل حصين بن عقبة، وقيل: عن عبد الملك عن المغيرة بغير واسطة، والأول أصحّ. 3325- سفيان بن صهابة: المهري المعروف «4» بالخرنق الشّاعر. ذكره ابن أبي داود في الصّحابة، وتبعه ابن مندة وغيره. وذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر، وأنه قال: كنت أنا والمقداد «5» لصّين في الجاهليّة.   (1) أسد الغابة ت 2113. (2) في أج الحضرمي. (3) أسد الغابة ت 2114، تجريد أسماء الصحابة 1/ 226. (4) أسد الغابة ت 2115. (5) في أكنت أنا والمقداد بن الأسود لصين في الجاهلية، أسد الغابة ت 2117، الاستيعاب ت 1008. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 3326- سفيان بن عبد اللَّه: بن أبي ربيعة «1» بن الحارث [بن مالك] «2» بن حطيط بن جشم الثقفيّ الطائفيّ. أسلم مع الوفد، وسأل النبيّ للَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عن أمر يعتصم به، فقال: «قل ربّي اللَّه، ثمّ استقم» «3» . أخرج حديثه مسلم والنسائيّ والترمذيّ، واستعمله عمر على صدقات الطّائف، ووقع في رواية مرسلة لابن أبي شيبة أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استعمله «4» على الطائف. [وروى عنه أولاده: عاصم، وعبد اللَّه، وعلقمة، وعمرو، وأبو الحكم، وغيرهم. وقال أبو الحسن المدينيّ: شهد سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة حنينا، فقتل أخوه عثمان، فاستقبل وقال لأبي سويد: لا خير في العيش بعده، فتخيّل أبو سويد حتى انهزم به، وذلك أنه قطع طرف عذاره، وكان على حصان وأبو سويد على أنثى، فأدناها من فرس سفيان حتى شمّها، ثم حرّك أبو سويد فرسه وذهب فرس سفيان ليتبعها، فلحقه سفيان ليحبسه، فانقطع اللّجام، واستمرّ فرسه يتبع فرس أبي سويد فنجيا جميعا، وأسلم سفيان بعد ذلك. قلت: ولم أقف على حال أبي سويد المذكور] «5» . 3327- سفيان بن عبد الأسد المخزوميّ «6» : ذكر أبو عمر أنه من المؤلّفة، وفيه نظر.   (1) الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 226، تقريب التهذيب 1/ 311- تهذيب التهذيب 4/ 115، خلاصة تذهيب 1/ 396، الكاشف 1/ 378، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 952، الطبقات 286، الأعلمي 19/ 191، التحفة اللطيفة 165، العقد الثمين 4/ 590، الوافي بالوفيات 15/ 404، التاريخ الكبير 86، تاريخ الثقات 194، بقي بن مخلد 304، الجمع بين رجال الصحيحين 732، تاريخ أسماء الثقات 499، تنقيح المقال 4951. (2) سقط في أ. (3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 65 عن سفيان بن عبد اللَّه الثقفي كتاب الإيمان (1) باب جامع أوصاف الإسلام (13) حديث رقم (62/ 38) والترمذي في السنن 4/ 525 كتاب الزهد باب (60) ما جاء في حفظ اللسان حديث رقم 2410 وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1314 كتاب الفتن (36) باب كف اللسان في الفتنة (12) حديث رقم 3972 وابن ماجة في صحيحه حديث رقم 2543، والدارميّ في السنن 2/ 298 وأحمد في المسند 3/ 413، والحاكم في المستدرك 4/ 313، والطبراني في الكبير 7/ 78، وأبو نعيم في الحلية 1/ 65، والسيوطي في الدر المنثور 3/ 347، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36524. (4) في أاستعمله عمر على صدقات الطائف. (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت 2116، الاستيعاب ت 1007. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 وذكره العدويّ في النّسب وأنه أخو أبي سلمة، ولم يذكر أنه أسلم. وعند ابن الكلبيّ، ما يدلّ على أنه أسلم، [فيكتب من ترجمة ربيبته أم عمر وبنت سفيان من النّساء] «1» . 3328 ز- سفيان بن عبد شمس: بن أبي وقّاص الزهري. ينظر من القسم الثاني. روى الطّبرانيّ، من طريق إسماعيل بن راشد أنّ معاوية بعثه رسولا إلى عمرو بن العاص يخبره بقتل علي. وقد تقدّم في سفيان بن أمية أنه كان رسولا إلى الحجاز بمثل ذلك. قال ابن عساكر: لم أر له ذكرا في كتب الأنساب ولا التواريخ «2» . 3329 ز- سفيان بن العديل: بن الحارث بن مصاد بن مازن بن ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم التميميّ. ذكره ابن سعد في «الطّبقات» ، فقال: أنبأنا هشام بن الكلبيّ، قال: حدّثني رجل من عبد القيس، قال: حدّثني محمد بن جناح، أخو بني عمرو بن كعب بن تميم، قال: وفد سفيان بن العديل على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، فقال له ابنه قيس: يا أبت، دعني آت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم معك. قال: ومات قيس في زمن أبي بكر مع العلاء بن الحضرميّ بالبحرين، فقال فيه بعض الشّعراء: فإن يك قيس قد مضى لسبيله ... فقد طاب قيس بالرّسول فأسلما [الطويل] [وروى عنه أولاده عاصم وعبد اللَّه وعلقمة وعمرو وأبو الحكم وغيرهم] «3» . وسيأتي ذكر ولده غنيم بن قيس في الغين المعجمة. 3330 ز- سفيان بن أبي عزّة الجذاميّ: كان نازلا في بني حنيفة ولم يرتدّ. ذكر ذلك وثيمة، وذكر أنّ خالد بن الوليد أخذه فيمن ظفر به من أهل اليمامة، فأراد قتله، فقال له سفيان: يا خالد، إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ما من عبد يقتل عبدا إلّا قعد له يوم القيامة على الصّراط. فخلّى سبيله» «4» ، وفيه يقول الشاعر: إنّني والحصين وابن أبي ... عزّة سفيان ديننا الإسلام [الخفيف]   (1) سقط في أ. (2) في ط التاريخ. (3) سقط في ط. (4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 46، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 33 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 197712 والحاكم في المستدرك 2/ 126 عن أبي بكرة ولفظه ما من عبد يقتل نفسا معاهدة إلا حرم اللَّه عليه الجنة ... الحديث قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 195. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 3331- سفيان بن عطية: بن ربيعة الثقفيّ «1» . روى البغويّ وعمه أحمد بن منيع، من طريق ابن إسحاق، عن عيسى بن عبد اللَّه، عن سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفيّ، قال: وفد ناس من ثقيف على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال ابن أبي خيثمة: هو عطية بن سفيان قدم مع وفد ثقيف. قلت: المحفوظ أنّ الحديث من رواية عيسى بن عطية بن سفيان بن ربيعة الثقفيّ عن بعض وفدهم. فاللَّه أعلم. 3332- سفيان بن عمير «2» : بن وهب النّضريّ. تقدّم في سعد بن وهب. 3333 - سفيان بن أبي «3» العوجاء الثقفيّ. ذكره ابن أبي عاصم في الصّحابة، وذكره الطّبراني في المعجم الكبير في الصّحابة، لكنه زعم أنه أبو ليلى الأنصاريّ والد عبد الرّحمن. وذكر العسكريّ أنّ جريرا روى في حديث سفيان بن أبي زهير، فقال: سفيان بن أبي العوجاء. 3334 ز- سفيان بن عوف الأسلميّ: أو الغامديّ «4» . يأتي في مالك بن وهب. وروى الحاكم عن مصعب الزّبيري، قال: وسفيان بن عوف الغامدي صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان له بأس ونجدة وسخاء، وهو الّذي أغار على هيت والأنبار في أيام عليّ، فقتل وسبى، وإياه عنى علي بن أبي طالب في خطبته حيث قال فيها: وإن أخا غامد قد أغار على هيت والأنبار، وقتل حسان بن حسان- يعني عامل عليّ- واستعمل معاوية سفيان بن عوف على الصّوائف «5» ، وكان يعظمه، ثم استعمل بعده ابن مسعود الفزاري، فقال له الشاعر:   (1) أسد الغابة ت 2118، الاستيعاب ت 1009، تجريد أسماء الصحابة 1/ 226. (2) أسد الغابة ت 2119. (3) أسد الغابة ت 2110. (4) فتوح الشام للأزدي 156، العقد الفريد 1/ 132، المعرفة والتاريخ 2/ 517، مروج الذهب 1668، فتوح البلدان 224، تاريخ الطبري 4/ 261، جمهرة أنساب العرب 256، المستدرك 3/ 446، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 183، الكامل في التاريخ 3/ 97، الوافي بالوفيات 15/ 283، تعجيل المنفعة 155، تاريخ الإسلام 1/ 231. (5) الصوائف: جبل بالحجاز قرب مكة لهذيل، قال أبو جندب الهذلي: وقد عصّبت أهل العرج منهم ... بأهل صوائف إذ عصّبوني انظر: مراصد الاطلاع 2/ 855. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 أقم يا بن مسعود قناة صليبة ... كما كان سفيان بن عوف يقيمها [الطويل] وروى ابن عائذ، من طريق صفوان بن عمرو، عن الفرج بن محمد، عن بعض أشياخه، قال: كنّا مع سفيان بن عوف الغامديّ سارين بأرض الرّوم، فأغار على باب الذّهب، حتى حرج أهل القسطنطينية، فقالوا: واللَّه ما ندري أخطأتم الحساب، أم كذب الكتاب، أم استعجلتم المقدّر؟ فإنّا وأنتم نعلم أنها ستفتح، ولكن ليس هذا زمانها. وقال ابن عساكر: سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمر بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدئل بن سعد مناة بن غامد بن الأزد» الغامديّ. شهد فتح الشّام، ثم روى من طريق سفيان بن مسلم الأزديّ، عن سفيان بن عوف الأزدي، قال: بعثنا أبو عبيدة إلى عمر بكتاب. وذكر خليفة أنه مات سنة ثلاث وخمسين، وأبو عبيد سنة اثنتين، والواقديّ سنة أربع. فاللَّه أعلم. وذكره ابن الكلبيّ، فقال: سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدول بن سعد بن زيد مناة بن غامد الغامديّ صاحب الصّوائف. 3335- سفيان بن القرد: وهو ابن أبي زهير. تقدّم. 3336 ز - سفيان بن قيس: بن الحارث «2» بن المطّلب القرشيّ المطلبيّ ابن أخي الطّفيل وعبيدة ابني الحارث. لهم صحبة. أخرج البغويّ، من طريق إبراهيم بن سعد، عن سليمان بن محمد الأنصاريّ، عن رجل من قومه يقال له الضّحاك، كان عالما قال: آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بين الحارث بن عبد المطّلب وسفيان بن قيس بن الحارث. 3337- سفيان بن قيس: بن أبان الثّقفيّ «3» . ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصّحابة،   (1) في ب: الأزدي. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) الثقات 3/ 182، تجريد أسماء الصحابة 1/ 227، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 951، الطبقات 54، 285، الطبقات الكبرى 8/ 492، العقد الثمين 4/ 592، أسد الغابة ت 2121، الاستيعاب ت 1010. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 وأخرج من طريق عبد ربّه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة، عن رقيقة قالت: جاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الطّائف يطلب النصر من ثقيف، فدخل عليّ فسقيته سويقا فشرب، وقال: «لا تعبدي طاغيتهم، ولا تصلّي إليها» . فقلت: إذن يقتلوني. قال: «فإن جاءوك فقولي ربّي ربّ هذه الطّاغية، وولّيها ظهرك إذا صلّيت» . قالت أميمة: فحدثني أخواي: وهب وسفيان ابنا قيس، قالا: لما أسلمت ثقيف قال لنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما فعلت أمّكما؟» «1» قالا: ماتت على الحال التي فارقتها عليها. قال: «أسلمت أمّكما إذن» . 3338 ز- سفيان بن قيس الثّعلبيّ «2» : قال البغويّ: ذكره البخاريّ في الصّحابة. 3339 ز- سفيان: ويقال نفير بن مجيب الثّمالي. قال ابن عساكر: سفيان أصح. روى ابن قانع وغيره من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن حجاج بن عبيد الثّمالي، وكان قد رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد معه حجة الوداع- أنّ سفيان بن مجيب حدّثه، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إنّ في جهنّم سبعة آلاف واد» ... الحديث. ووقع في رواية ابن قانع: بخيت- بموحدة ومعجمة وآخره مثناة مصغّر. قال الخطيب: ومجيب هو الصواب. ومدار حديثه على إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى. واختلف على إسماعيل، فقال أبو اليمان وغيره: نفير بن مجيب. وقال الهيثم بن خارجة: سفيان، ورجّح أبو حاتم وغيره سفيان على نفير. وانفرد الدار الدّارقطنيّ فرجّح نفيرا. وروى ابن عائذ في المغازي من طريق يزيد بن أبي حبيب، قال: قال عمرو بن العاص لمعاوية: ابعث إلى سفيان الأزديّ صاحب بعلبكّ «3» ، ليبعث بمن خرج منهم- يعني أهل مصر. قال: فبعث إلى سفيان بن مجيب، [فخرج في أثر عبد الرحمن بن عديس، فأدركوهم، قال: وزوجه معاوية حفصة بنت أميّة بن حرب.   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 93 وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 38 عن رقيقة ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. (2) أسد الغابة ت 2122. (3) بعلبكّ: مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة وقصور على أساطين الرّخام لا نظير لها في الدنيا. انظر معجم البلدان 1/ 37. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 وروى ابن عائذ أيضا، عن الوليد، عن أبي مطيع- أنّ معاوية وجّه سفيان بن مجيب] «1» الثمالي إلى طرابلس في جماعة ... فذكر قصّة. 3340- سفيان بن معمر «2» : بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ الجمحيّ. ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، في مهاجرة الحبشة، وكانت معه امرأته حسنة وهي والدة شرحبيل. وقال الزّبير بن بكّار: هو أخو جميل بن معمر. وذكر ابن إسحاق أنّ معمرا تبنّى سفيان، وكان أصله من الأنصار من بني زريق، فحالف معمرا فتبناه، فنسب إليه، قالوا: وهلك سفيان هذا وولداه جابر وجنادة في خلافة عمر. 3341- سفيان بن نسر «3» : بن زيد بن الحارث الأنصاريّ الخزرجيّ، من بني جشم بن الحارث. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد أحدا. واختلف في اسم أبيه، قال ابن الكلبيّ والواقديّ والقداح: نسر- بالنون والمهملة الساكنة، واستصوبه ابن ماكولا. وقال ابن إسحاق: بشر- بكسر الموحدة وسكون المعجمة. وقال ابن حبيب: هو خطأ. وقال أبو حاتم: شهد أحدا، كذا قال. 3342- سفيان بن همام المحاربيّ «4» : من محارب عبد القيس. وقيل من محارب خصفة. والأول أصحّ. وروى ابن أبي عاصم، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وابن شاهين، من رواية يزيد بن الفضل بن عمرو بن سفيان بن همام، عن أبيه، عن جدّه، عن سفيان بن همام، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «انه قومك عن نبيذ الجرّ» . ووقع في رواية ابن السكن، عن أبيه، عن جده فقط.   (1) سقط في ب. (2) الجرح والتعديل 4/ 946، التاريخ الصغير 1/ 3، الاستيعاب ت 1011، أسد الغابة ت 2124. (3) أسد الغابة ت 2125. تصحيفات المحدثين 584- المشتبه 80. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 227 أسد الغابة ت 2128، الاستيعاب ت 1012. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 واعتمد البزّار هذه الرواية، فأخرج الحديث في مسند عمرو بن سفيان، وقال: لا نعلم روى عمرو بن سفيان إلّا هذا. وتبعه أبو عمر [فقال: عمرو بن سفيان المحاربيّ يروي في نبيذ الجرّ أنه حرام. يعدّ في الشّاميين، كذا قال. وأما ابن مندة فقال: عمرو بن سفيان المحاربي سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يعدّ في أعراب البصرة، ثم ساق حديثه كما صنع البزّار، ثم إنه أخرج الحديث بعينه من الوجه المذكور في سفيان بن همّام، ولم يبيّنه في واحد من الموضعين على الاختلاف فيه، وكذا جرى لأبي عمر، فقال فيمن اسمه سفيان بن همام العبديّ من عبد القيس: روى في نبيذ الجرّ، روى عنه ابنه عمرو بن سفيان، ولم يبيّنه أيضا ولا ابن الأثير] «1» . 3343- سفيان بن وهب الخولانيّ «2» : أبو أيمن. قال أبو حاتم: له صحبة، وروى البخاريّ في تاريخه، من طريق غياث الحرّاني، قال: مرّ بنا سفيان بن وهب، وكانت له صحبة، فسلّم علينا. وقال ابن يونس: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر، وولي إمرة إفريقية في زمن عبد العزيز بن مروان، ومات سنة اثنتين وثمانين. وروى عن عمر والزّبير وغيرهما. روى عنه بكر بن سوادة وعبد اللَّه بن المغيرة، وأبو الخير، وأبو عشّانة وغيرهم. وروى الحسن بن سفيان وابن شاهين، من طريق سعيد بن أبي شمر السبائي: سمعت سفيان بن وهب الخولانيّ يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا تأت المائة وعلى ظهرها أحد باق» . قال: فحدثت به عبد العزيز، فقال: لعله أراد أنه لا يبقى أحد ممن كان معه إلى رأس المائة. وله في مسند أحمد حديث آخر، وعند ابن مندة ثالث. وحديثه عن عمر في مسند أبي يعلى. وقال ابن حبّان: من زعم أنّ له صحبة فقد وهم، [كذا قال في التابعين، وقال قبل ذلك في الصحابة: سكن مصر، له صحبة.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2129، الاستيعاب ت 1013، طبقات ابن سعد 7/ 440، التاريخ الكبير 4/ 87، المعرفة والتاريخ 2/ 487، الجرح والتعديل 4/ 217، مشاهير علماء الأمصار ت 922، تاريخ ابن عساكر 7/ 191، تاريخ الإسلام 3/ 251، تعجيل المنفعة 106، تهذيب ابن عساكر 6/ 187. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 وقال العجليّ: تابعيّ ثقة.] «1» . 3344- سفيان بن يزيد «2» : تقدم في ابن زيد. 3345 ز- سفيان الهذلي «3» : والد النضر. ذكره أبو عمر مختصرا. وسيأتي في القسم الثالث. 3346- سفينة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «4» : قيل: كان اسمه مهران. وقيل: طهمان، وقيل: مروان وقيل: نجران، وقيل: رومان، وقيل: ذكوان، وقيل: كيسان، وقيل سليمان، وقيل سنة «5» - بالمهملة والنون وقيل: بالمعجمة، وقيل: أيمن، وقيل: مرقنة «6» ، وقيل أحمر، وقيل أحمد، وقيل رباح، وقيل مفلح، وقيل عمير، وقيل معتب، وقيل قيس، وقيل عبس، وقيل عيسى، فهذه واحد وعشرون قولا، وكان أصله من فارس فاشترته أمّ سلمة، ثم أعتقته واشترطت عليه أن يخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقد روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن أم سلمة، وعليّ. وعنه ولداه: عبد الرحمن، وعمر، وسالم بن عبد اللَّه بن عمر، وأبو ريحانة، وغيرهم. قال حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في سفر، فكان بعض القوم إذا أعيا ألقى عليّ ثوبه حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا، فقال: ما أنت إلا سفينة، وكان يسكن بطن نخلة «7» . السّين بعدها الكاف 3347- سكبة بن الحارث الأسلميّ «8» : روى مسدّد في مسندة من طريق زياد بن   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2130، الاستيعاب ت 1014، الجرح والتعديل 14 ترجمة 953- تجريد أسماء الصحابة 22811- مقاتل الطالبين 335. (3) أسد الغابة ت 2126، الاستيعاب 1015. (4) أسد الغابة ت 2131، الاستيعاب 1140، التاريخ لابن معين 2/ 714، المحبر 128، التاريخ الصغير 94، 98، تاريخ اليعقوبي 2/ 87، أنساب الأشراف 1/ 490، تاريخ ابن زرعة 1/ 456، الثقات لابن حبان 4/ 348، المعجم الكبير 7/ 94، حلية الأولياء 1/ 368، تلقيح فهوم أهل الأثر 150، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 225، تجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 238، الكاشف 1/ 302، المعين من طبقات المحدثين 21 رقم 48، تقريب التهذيب 1/ 312، خلاصة تذهيب التهذيب 162، البداية والنهاية 8/ 323، مختصر التاريخ لابن الكازروني 54، تاريخ الإسلام 2/ 411. (5) في أسنينة. (6) في أمرقية. (7) بطن نخل: قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة. انظر معجم البلدان 1/ 533. (8) المشتبه 363، أسد الغابة ت 2132، الاستيعاب ت 1142. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 مخراق، عن رجل من أسلم، قال: كان منّا ثلاثة نفر صحبوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: بريدة، ومحجن، وسكبة. وروى ابن شاهين من طريق أبي إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن أبي بشر، عن عبد اللَّه بن شقيق العقيلي- أنّ عمران بن حصين دخل المسجد، فإذا سكبة بن الحارث يصلي وبريدة جالس، فقال: يا بريدة، ألا تصلي كما يصلي سكبة، فلم يكلّمه بريدة، ثم أتى باب المسجد، فحدّث أنه خرج مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: فاستقبلنا أحدا، فأشرف النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على المدينة، فقال: «يا ويحها قرية» ! ثم نزل. فلما بلغ باب المسجد إذا رجل يصلي، فقال: «من هذا» ؟ قلت: هذا من أمره كذا وكذا، قال: فأرسل يدي، ثم دخل، فقال: «خير دينكم أيسره» . ورواه أبو داود الطّيالسيّ في مسندة عن أبي بشر، لكن قال فيه: عن ابن شقيق، عن رجاء الأسلميّ: أقبلت مع محجن الأسلميّ، حتى انتهيت إلى المسجد، فوجدنا بريدة ... فذكر الحديث. وفيه: فقال بريدة: يا محجن، ألا تصلي كما يصلي سكبة، فلم يرد عليه، فقال محجن: أخذ بيدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره مقطعا في حديثين. ورواه عمر بن شبّة في أخبار المدينة، من طريق جرير، عن الأعمش، فذكر نحو رواية المؤدب، وزاد فيه: فإذا بريدة جالس، وسكبة- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- قائم يصلي الضّحى، فقال بريدة: يا عمران، ألا تصلي كما يصلّي سكبة؟ قال: فسكت عمران، ثم مضينا، فقال عمران: إني لأمشي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره. ثم أخرج من طريق شعبة، عن أبي بشر، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء الباهليّ، قال: دخل محجن المسجد، فرأى بريدة، فقال ما لك لا تصلي كما يصلي سكبة- رجل من خزاعة؟ فقال: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخذ بيدي. فذكر الحديث. ومن طريق كهمس، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن محجن بن الأدرع، قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لحاجة، ثم لقني وأنا خارج في بعض طرق المدينة. الحديث. ومن طرى الجريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن محجن نحوه. وروى أحمد بن منيع في مسندة، من طريق عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن بريدة الأسلمي، قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتى عليّ رجل، فقال: «أتراه مرائيا» ؟ قلت: إنه وإنه. قال: فقال «عليكم هديا قاصدا، فإنّه لن يشادّ هذا الدّين أحد إلّا غلبه» «1» .   (1) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1179، وأحمد في المسند 4/ 350، 361، 442، والحاكم في المستدرك 1/ 312 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8/ 91 والهيثمي في الزوائد 1/ 65، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5305. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 3348- السّكران بن عمرو «1» : بن عبد شمس بن عبد ودّ بن مالك [بن نصر] «2» بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ، أخو سهيل بن عمرو. ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة، وكذا قال ابن إسحاق، وزاد أنه رجع إلى مكة فمات بها فتزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعده زوجته سودة بنت زمعة، زوجه إياها أخوه حاطب. وزعم أبو عبيدة أنه رجع إلى الحبشة فتنصّر بها ومات. وقال البلاذريّ: الأول أصحّ. ويقال: إنه مات بالحبشة. 3349- السّكين: قيل هو اسم أبي ذرّ الغفاريّ. ويقال اسم أبيه. وسيأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 3350- السّكين الضّمري «3» : بالتصغير. وقيل السكن- بغير تصغير. قال أبو حاتم: له صحبة. روى البخاريّ في تاريخه، وابن أبي خيثمة، من طريق ابن جريج، حديثا عن عطاء ابن يسار: سمعت سكينا المصري يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «المؤمن يأكل في معى واحد ... » «4» الحديث. رواه صفوان بن هبيرة، عن ابن جريج، عن سهيل، عن عطاء، وقد حدّث به موسى بن عبيدة عن عطاء، فقال: عن جهجاه. فاللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت 2133، الاستيعاب ت 1141. (2) سقط في أ. (3) الثقات 3/ 168، الوافي بالوفيات 15/ 412، حاشية الإكمال 4/ 315، التاريخ الكبير 4/ 198، الجرح والتعديل 4/ 893، دائرة معارف الأعلمي 19/ 200، أسد الغابة ت 2134، الاستيعاب ت 1143. (4) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 92 ومسلم في الصحيح 3/ 1631 عن ابن عمر بتقديم وتأخير ... الحديث كتاب الأشربة (36) باب المؤمن يأكل من معى واحد ... (34) حديث رقم (182/ 2060) . والترمذي في السنن 4/ 235 كتاب الأطعمة (26) باب ما جاء أن المؤمن يأكل في معى واحد ... (20) حديث رقم 1818 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1084 كتاب الأطعمة (29) باب المؤمن يأكل من معى واحد ... (3) حديث رقم 3256، 3257، 3258، وأحمد في المسند 2/ 21، 318، 415، 435 والدارميّ في السنن 2/ 99، وابن أبي شيبة في المصنف 8/ 133. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 السّين بعدها اللّام 3351- سلام «1» : بالتخفيف، ابن أخت عبد اللَّه بن سلام. يأتي ذكره في ترجمة سلمة ابن أخي عبد اللَّه بن سلام. 3352- سلّام «2» : بالتثقيل، ابن عمرو. مختلف في صحبته. وقد ذكره ابن حبّان في التّابعين. وروى ابن مندة، من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سلّام بن عمرو- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- قال: «الكلاب رجس إلّا كلب صيد» . قال ابن مندة: ورواه شعبة عن أبي بشر، عن سلّام بن عمرو، عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال ابن مندة: هذا هو الصّواب. وفي مسند أحمد و «الأدب المفرد» للبخاريّ من طريق شعبة بهذا الإسناد متن آخر. 3353 ز- سلامة بن قيس الحضرميّ: يأتي في القسم الأخير. 3354- سلامة بن سالم الثعلبي: يأتي في سلمة بن سلامة. 3355 ز- سلامة بن عبد اللَّه: روى ابن مندة، من طريق وهب بن راشد، عن ثور بن يزيد، عن عمرو بن سلامة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ اللَّه بنى جنّة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من مسك ... » «3» الحديث. قال ابن مندة: لا تصحّ له صحبة. 3356- [سلامة بن عمير الأسلميّ «4» : قيل: هو اسم أبي حدرد الأسلميّ. يأتي في الكنى] «5» . 3357- سلامة بن قيصر «6» : ويقال سلمة. نزل مصر.   (1) أسد الغابة ت 2136. (2) أسد الغابة ت 2137. (3) أخرجه أبو نعيم في الحلية 3/ 95، والسيوطي في الدر المنثور 2/ 323 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13185، 39231. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 228، الإكمال 4/ 445، الطبقات 110، الطبقات الكبرى 4/ 309، بقي بن مخلد 694. أسد الغابة ت 2139. (5) هذه الترجمة ساقطة من أ. (6) الثقات 3/ 168، تجريد أسماء الصحابة 1/ 229، التلقيح 381، الطبقات 73، أسد الغابة ت 2140، الاستيعاب ت 1144. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 قال أحمد بن صالح: له صحبة، ونفاها أبو زرعة، وقال ابن صالح: سلمة عندنا أصحّ، وهو من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال البخاريّ: لا يصح حديثه، وأخرج حديثه مطيّن، والحسن بن سفيان، والطبراني، من طريق عمرو بن ربيعة الحضرميّ، سمعت سلامة بن قيصر، يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من صام يوما ابتغاء وجه اللَّه باعد اللَّه بينه وبين جهنّم كبعد غراب طار فرخا حتّى مات هرما» «1» . ومداره على ابن لهيعة: فرواه ابن وهب وجلّ أصحابه عنه هكذا، ورواية ابن وهب في مسند أبي يعلى، وقال عبد اللَّه بن يزيد المقرئ عنه بهذا الإسناد، عن سلمة بن قيصر، عن أبي هريرة. وعنه أخرجه أحمد في مسندة، ورجّح أبو زرعة هذه الزيادة، وأنكرها أحمد بن صالح، فقرأت بخط ابن عبد البرّ: حدثنا خلف بن القاسم، حدثنا أبو بكر بن خروف، سألت أحمد بن صالح، فقال: لم يصنع المقرئ شيئا. وقال ابن رشدين، عن أحمد بن صالح: هو خطأ من المقرئ. وقال ابن يونس: سلامة بن قيصر، وقيل سلمة بن قيصر الحضرميّ، من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى عنه عمرو بن ربيعة، ومرثد أبو الخير اليزني. وذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: سكن مصر، وحديثه عند أهلها، ومات ببيت المقدس، وقبره بها. 3358 ز- سلامة العذريّ: يقال له المهلب، ذكره علي بن حرب العراقي في كتاب البحار له أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. حكاه الرشاطيّ، ويقال هو والد قبيصة الآتي. 3359- [سلامة بن عمير: قيل: هو اسم أبي خدرد الأسلمي، يأتي في الكنى] » . 3360 ز- سلم: غير منسوب. ذكر أبو داود في السّنن بغير إسناد أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم غيّر اسم رجل كان اسمه حربا فقال: «أنت سلم» .   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 184 عن سلمة بن قيصر ... الحديث رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال سلامة بن قيصر وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. وعن أبي هريرة ... الحديث رواه أحمد والبزار وفيه رجل لم يسم. (2) هذه الترجمة سقط في ط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 3361 ز- سلم بن سمي بن الحارث: الأزديّ ثم الدّوسي، أبو العكر- بفتح المهملة والكاف. مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 3362- سلكان بن سلامة «1» : أبو نائلة. يأتي في الكنى. 3363- سلكان بن مالك «2» : أورده ابن الدباغ مستدركا على الاستيعاب، وقال: ذكره الواقديّ فيمن دخل مصر من الصحابة. 3364- سلمان بن ثمامة «3» : بن شراحيل بن الأصهب الجعفي. قال ابن مندة: أنبأنا علي بن أحمد الحراني، حدثنا محمد بن محمد الأديب- أنّ سلمان وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وغزا مع عليّ ونزل الرقّة. [وقال ابن الكلبيّ: كان سلمان اعتزل القتال في الفتنة هو وقوم ارتابوا بالقتال، فأقاموا بالرقّة، فكان عليّ يرسل إليهم الأعطية، ويقول: لا نمنعكم حقّكم من الفيء، لأنكم مسلمون، وإن امتنعتم من نصرتنا، قال: وكان سلمان ممّن قام مع حجر بن عديّ على زياد، فلما قبض زياد على حجر وأصحابه أفلت سلمان، وكان جدّه شراحيل رئيسا في الجاهليّة، وليس الأصهب والده، وإنما هو جد أبيه، وهو شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب، واسمه عوف بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مرّان بن جعفي بن سعد العشيرة. وكان كثير الغارة فقتله بنو جعدة، وفي ذلك يقول النابغة الجعديّ يفتخر بقتله: أرحنا معدّا من شراحيل بعد ما ... أراها مع الصّبح الكواكب مسفرا] «4» . [الطويل] 3365- سلمان بن خالد الخزاعيّ «5» : ذكره الطبراني في الصحابة. وروى من طريق عيسى بن يونس، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن سلمان بن خالد- أراه من خزاعة، قال: وددت أني صليت فاسترحت، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يا بلال، أقم الصّلاة وأرحنا بها» .   (1) أسد الغابة ت 2142، الاستيعاب ت 1145، الثقات 3/ 178- تجريد أسماء الصحابة 1/ 229. (2) الجرح والتعديل 4/ 1398- الطبقات الكبرى 8/ 322- أسد الغابة ت 2143. (3) جامع التحصيل 227- تنقيح المقال 5049- دائرة معارف الأعلمي 19/ 213 أسد الغابة ت 2145. (4) سقط في أ. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 229، العقد الثمين 4/ 595 أسد الغابة ت 2146. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 وقال عليّ بن مسهر، عن مسعر، عن عمرو، عن سالم بن أبي الجعد، عن رجل من خزاعة غير مسمّى. وقال ابن عيينة، عن مسعر، عن عمرو، عن رجل، عن عبد اللَّه بن محمد بن الحنفية، عن أبيه، عن رجل من الصّحابة غير مسمّى. وقال أبو حمزة الثّمالي: عن عبد اللَّه عن أبيه عن صهر لهم من أسلم. 3366- سلمان بن ربيعة «1» : بن يزيد بن عمرو بن سهم بن ثعلبة الباهلي. مختلف في صحبته، قال أبو حاتم: له صحبة، يكنّى أبا عبد اللَّه. وقال أبو عمر: ذكره العقيلي في الصحابة، وهو عندي كما قال أبو حاتم. وقال ابن مندة: ذكره البخاري في الصحابة، ولا يصحّ، ويقال له سلمان الخيل، وقال: روى عنه كبار التابعين كأبي وائل، وأبي ميسرة، وأبي عثمان النهدي، وسويد بن غفلة، وشهد فتوح الشام، ثم سكن العراق، وولي غزو أرمينية في زمن عثمان، فاستشهد قبل الثلاثين أو بعدها. ويقال: إنه أول من فرّق بين العتاق والهجين، فقيل له سلمان الخيل. وقال ابن حبان في ثقات التابعين: كان يلي الخيول أيام عمر، وهو أول من استقضي على الكوفة، وكان رجلا صالحا يحج كل سنة. وذكره في التابعين أيضا ابن سعد والعجليّ. وقال الآجريّ، عن أبي داود: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وما أقلّ ما روى، وعن أبي وائل: اختلفت إلى سليمان بن ربيعة أربعين صباحا فلم أجد عنده فيها خصما. وحديثه في صحيح مسلم، من روايته عن عمر. وله ذكر في حديث اللقطة، قال سلمة ابن كهيل، عن سويد بن غفلة: وجدت سوطا فأخذته فعاب علي ذلك زيد بن صوحان، وسلمان بن ربيعة، فذكرت ذلك لأبيّ بن كعب، فقال: أحسنت وأصبت السنة، وهو عند البخاري وغيره. وله ذكر في قصة أبي موسى حيث سئل عن بنت وابنة ابن، فوافقه سلمان بن ربيعة في القسم، وسئل أبو مسعود فخالفهما. أخرجها النسائي وأصلها في البخاري، وكانت في خلافة عثمان.   (1) أخبار قزوين 79، أسد الغابة ت 2147، الاستيعاب ت 1016. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 3367- سلمان بن صخر البياضي «1» : كذا وقع في الترمذي، وهو سلمة بن صخر. يأتي. 3368- سلمان بن عامر «2» : بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضّبيّ. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روت عنه ابنة أخيه أم الرائح «3» ، واسمها الرباب بنت صليع، [وحفيده عبد العزيز بن بشر بن سلمان الضبيّ. ووقع في رواية الدار الدّارقطنيّ في كتابه الّذي صنّفه في الضبيين: التصريح بأنه كان في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيخا] «4» . وروى عنه أيضا ابن سيرين وأخته حفصة بنت سيرين. سكن البصرة، ووهم من زعم أنه مات في خلافة عمر، فإن الصواب أنه عاش إلى خلافة معاوية. وعند الصّريفيني أنه مات في خلافة عثمان. وقال مسلم: ليس في الصحابة ضبّيّ غيره. كذا نقله ابن الأثير، وأقرّه هو ومن تبعه، وقد وجد في الصحابة جماعة ممن لهم صحبة. واختلف في صحبتهم من بني ضبّة منهم يزيد بن نعامة [جزم البخاريّ بأن له صحبة. وفي هذا الكتاب ممن ذكر في الصحابة جماعة منهم كدير الضبيّ، وحنظلة بن ضرار الضّبي] «5» . 3369- سلمان أبو عبد اللَّه الفارسيّ «6» : ويقال له سلمان ابن الإسلام وسلمان الخير.   (1) أسد الغابة ت 2148، الاستيعاب ت 1017. (2) أسد الغابة ت 2149، الاستيعاب ت 1018، الثقات 1/ 158 تجريد أسماء الصحابة 1/ 230، تقريب التهذيب 1/ 315، الجرح والتعديل 14 ترجمة 1291 تهذيب الكمال 1/ 520، خلاصة تذهيب 1/ 400، الكاشف 1/ 381، تهذيب التهذيب 4/ 137 الرياض المستطابة 115، الطبقات 39، 177، الطبقات الكبرى 8/ 484 طبقات علماء إفريقيا 23، الوافي بالوفيات 15/ 439، التاريخ الكبير 4/ 136، علل الحديث للمديني 106، بقي بن مخلد 163، التعديل والتجريح 1344. (3) في أالرابح. (4) سقط في أ. (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت 2150، الاستيعاب ت 1019، طبقات ابن سعد 4/ 54 طبقات خليفة 7/ 189، تاريخ خليفة 90، التاريخ الكبير 4/ 135، 136، المعارف 270، 271، الجرح والتعديل 4/ 296، 297، مشاهير علماء الأمصار ت 274، حلية الأولياء 1/ 715 2080، تاريخ أصبهان 1/ 48، تاريخ بغداد 1/ 163، 171 تهذيب الأسماء واللغات 1/ 226- 228 تهذيب الكمال 523، دول الإسلام 1/ 31، 344، تهذيب التهذيب 4/ 137، خلاصة تذهيب الكمال 147، شذرات الذهب 1/ 44، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 190، 211. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 [وقال ابن حبان: من زعم أن سلمان الخير آخر فقد وهم] «1» . أصله من رامهرمز، وقيل من أصبهان. وكان قد سمع بأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سيبعث، فخرج في طلب ذلك، فأسر وبيع بالمدينة، فاشتغل بالرّق، حتى كان أول مشاهده الخندق، وشهد بقية المشاهد، وفتوح العراق، وولي المدائن. وقال ابن عبد البر: يقال إنه شهد بدرا، وكان عالما زاهدا. روى عنه أنس، وكعب بن عجرة، وابن عباس، وأبو سعيد، وغيرهم من الصحابة. ومن التابعين: أبو عثمان النّهدي، وطارق بن شهاب، وسعيد بن وهب، وآخرون بعدهم. قيل: كان اسمه مابه- بكسر الموحدة ابن بود، قاله ابن مندة بسنده، وساق له نسبا. وقيل اسمه بهبود، ويقال إنه أدرك عيسى ابن مريم. وقيل: بل أدرك وصيّ عيسى. ورويت قصته من طرق كثيرة، من أصحها ما أخرجه أحمد من حديثه نفسه، وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضا، وأخرجه الحاكم من حديث بريدة، وعلق البخاري طرفا منها، وفي سياق قصته في إسلامه اختلاف يتعسّر الجمع فيه. وروى البخاريّ في صحيحه، عن سلمان، أنه تداوله بضعة عشر سيّدا. قال الذهبي: وجدت الأقوال في سنه كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين، والاختلاف إنما هو في الزائد، قال: ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين. قلت: لم يذكر مستنده في ذلك، وأظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وتزوّجه امرأة من كندة وغير ذلك، مما يدلّ على بقاء بعض النشاط، لكن إن ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه، وما المانع من ذلك، فقد روى أبو الشيخ في «طبقات الأصبهانيين» من طريق العباس بن يزيد، قال: أهل العلم يقولون: عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيها، قال أبو ربيعة الإيادي، عن أبي بريدة، عن أبيه- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ اللَّه يحبّ من أصحابي أربعة» ، فذكره فيهم. وقال سلمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان، ونحوه في البخاري من حديث أبي جحيفة في قصته. ووقع في هذه القصّة: فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأبي الدرداء: «سلمان أفقه منك» . مات سنة ست وثلاثين في قول أبي عبيد، أو سبع في قول خليفة. وروى عبد   (1) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس: دخل ابن مسعود على سلمان عند الموت. فهذا يدل على أنه مات قبل ابن مسعود، ومات ابن مسعود قبل سنة أربع وثلاثين، فكأنه مات سنة ثلاث أو سنة اثنتين. وكان سلمان إذا خرج عطاؤه تصدّق به وينسج الخوص ويأكل من كسب يده. 3370- سلمة بن الأدرع «1» : هو ابن ذكوان. يأتي. 3371 ز- سلمة بن الأزرق: تقدم ذكره في أبيه الأزرق. 3372- سلمة بن أسلم بن حريس «2» : بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الحارثي، أبو سعيد- وقد ينسب إلى جدّه. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، فأرسله النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم مع عمرو بن أمية بعد وقعة بني النضير ليقاتل أبا سفيان. حكاه الواقديّ. وقال أبو حاتم: قتل يوم جسر أبي عبيد. 3373- سلمة بن الأسود «3» : بن شجرة بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكنديّ. ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو وأخوه علي بن الأسود، وتبعه ابن شاهين والطّبري والدّارقطنيّ وغيرهم. 3374- سلمة بن الأكوع «4» : هو سلمة بن عمرو بن الأكوع- يأتي.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 230، التحفة اللطيفة 171 أسد الغابة ت 2151. (2) الثقات 3/ 167، تجريد أسماء الصحابة 1/ 230، أصحاب بدر 143، الاستبصار 248، الأعلام 3/ 112، الطبقات الكبرى 5/ 93، 94، الوافي بالوفيات 15/ 441 البداية والنهاية 3/ 391. أسد الغابة ت 2152، الاستيعاب ت 1020. (3) أسد الغابة ت 2153. (4) طبقات ابن سعد 4/ 305، طبقات ابن خليفة ت 689، التاريخ الكبير 4/ 69، المعارف 323، المعرفة والتاريخ 1/ 336، مشاهير علماء الأمصار ت 80، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 190، تاريخ ابن عساكر 7/ 245، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 229، تهذيب الكمال 525، تاريخ الإسلام 3/ 158، الوافي بالوفيات 15/ 321، البداية والنهاية 609، تهذيب التهذيب 4/ 150، شذرات الذهب 1/ 81، سيرة ابن هشام 3/ 229 و 4/ 264، المغازي للواقدي (فهرس الأعلام) 3/ 1179، تاريخ يحيى بن معين 2/ 225، تاريخ خليفة 271، التاريخ الصغير 92، تاريخ الثقات 196، أنساب الأشراف 1/ 351، تاريخ الطبري 2/ 596، و 3/ 22 و 4/ 224، الجرح والتعديل 4/ 166، المعجم الكبير 7/ 5: 41، جمهرة أنساب العرب 240، مقدمة مسند بقي بن مخلد 84، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 232: 234، معجم البلدان 4/ 55، الكامل في التاريخ 2/ 188، تحفة الأشراف 4/ 35: 48، الكاشف 1/ 307، المعين في طبقات المحدثين 21، تجريد أسماء الصحابة رقم 2404، سير أعلام النبلاء 3/ 326: 331، مرآة الجنان 1/ 155، دول الإسلام 1/ 54، تقريب التهذيب 1/ 318، النكت الظراف 4/ 36: 46، خلاصة تذهيب التهذيب 126، الوفيات لابن قنفذ 82، تاريخ الإسلام 2/ 412. أسد الغابة ت 2155، الاستيعاب ت 2121. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 3375- سلمة بن أمية: بن خلف الجمحيّ اللخمي «1» . تقدم نسبه في ترجمة أخيه ربيعة. ذكره خليفة بن خياط فيمن سكن مكّة من الصّحابة. وروى عمر بن شبّة في أخبار المدينة، من طريق سماك بن حرب، عن رجل- أن ّ سلمة بن أمية تزوّج مولاة له بشهادة أمها وأختها، فرفع ذلك إلى عمر، فقال: أبجهل فعلت ذلك؟ قال: نعم. قال: فأشهد ذوي عدل، وإلّا فرقت بينكما. قال عمر بن شبة: واستمتع سلمة بن أمية من سلمى مولاة حكيم بن أمية بن الأوقص الأسلمي فولدت له فجحد ولدها. قلت: وذكر ذلك ابن الكلبي، وزاد: فبلغ ذلك عمر، فنهى عن المتعة. وروى أيضا أن سلمة استمتع بامرأة، فبلغ عمر فتوعده. وقال ابن حزم في المحلى: ثبت على تحليل المتعة بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الصّحابة ابن مسعود وابن عباس وجابر وسلمة ومغيرة ابنا أمية بن خلف، وذكر آخرين. 3376- سلمة بن أمية: بن أبي عبيدة التميمي «2» ، أخو يعلى بن أمية. يأتي نسبه في يعلى. روى حديثه النسائيّ من رواية ابن أخيه صفوان بن عبد اللَّه بن يعلى بن أمية، عنه، في فضل الرجل الّذي عضّ يد الآخر. قال ابن عبد البرّ: ما له سوى حديث واحد عند ابن إسحاق. قال البخاريّ. يخالف فيه ابن إسحاق، يعني أنه من روايته. واختلف فيه في إسناده، وقد ذكروا أنّ سلمة نزل الكوفة. 3377- سلمة بن بديل «3» : بن ورقاء الخزاعيّ. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه، له صحبة، وذكر ابن مندة من طريق عبد الرّحمن بن   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت 2156، الاستيعاب ت 1022، تجريد أسماء الصحابة 1/ 230 تقريب التهذيب 1/ 315- الكاشف 1/ 313، الجرح والتعديل 14 ترجمة 687 تهذيب الكمال 1/ 522، خلاصة تذهيب 1/ 401، تهذيب التهذيب 1/ 141، الطبقات الكبرى 5/ 456 التحفة اللطيفة 69، العقد الثمين 4/ 596، التاريخ الكبير 4/ 72، دائرة معارف الأعلمي 19/ 222. (3) أسد الغابة ت 2158، الاستيعاب ت 1023. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 بشر بن الحكم أنه ذكره هو وإخوته في الصّحابة، وهو [260] عبد اللَّه، وعبد الرّحمن، وعثمان، وسلمة. 3378- سلمة بن ثابت: بن وقش «1» بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد، وكذا قال ابن الكلبيّ. 3379- سلمة بن الحارث «2» : أبو غليظ- يأتي في الكنى. 3380- سلمة بن حارثة «3» : يأتي في سهل بن حارثة. 3381- سلمة بن حارثة الأسلميّ: أحد الإخوة. تقدم ذكر أخيه حمران. «4» وقد ذكره صاحب الاستيعاب في ترجمة أخيه هند بن حارثة. 3382- سلمة بن حاطب «5» : بن عمرو بن عتيك بن أمية بن زيد الأنصاريّ، ذكروه فيمن شهد بدرا وأحدا. 3383- سلمة بن حبيش الأسديّ «6» : أسد خزيمة. تقدم ذكره في ترجمة حضرميّ بن عامر. وروى المدائنيّ بإسناده، قال: قال سلمة بن حبيش: لما قدم مع ضرار بن الأزور: إنّي وناقتي الخوصاء مختلف «7» ... منّا الهوى إذ بلغنا منزل التّين «8» «9» [البسيط] 3384- سلمة بن الخطل الكناني «10» : ثم العرجي. قال ابن عساكر: يقال له صحبة، ثم ساق من طريق المدائني، عن يعقوب بن داود، قال: خطب معاوية فقال: إنّ اللَّه ولّى عمر، فولّاني، فو اللَّه ما خنت ولا كذبت، فذكر الخطبة، فقام سلمة بن الخطل- أحد بني عريج «11» بن عبد مناة بن كنانة، فقال: واللَّه يا معاوية لقد أنصفت، وما كنت منصفا. فقال: اجلس، لا جلست، ثم قال له معاوية: لقد رأيتك حيث أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسلمت فردّ عليك، وأهديت إليه فقبل منك وأسلمت، فكنت من صالحي قومك. وروى الخطابيّ بعض خطبة معاوية هذه من طريق أبي حاتم السجستاني، عن العتبي،   (1) أسد الغابة ت 2159، الاستيعاب ت 1024. (2) أسد الغابة ت 2160. (3) أسد الغابة ت 2161. (4) في أأسماء. (5) أسد الغابة ت 2162، الاستيعاب ت 1025. (6) أسد الغابة ت 2163. (7) في أ: الحوصا لمختلف. (8) في أ، النفس، وفي ب: اليقين. (9) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ت 2163 الأول منها. (10) أسد الغابة ت 2165، تجريد أسماء الصحابة 1/ 231. (11) في أ: عويج. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 وأخرجها أبو بكر بن الأنباري في فوائده عن أبي الحسن بن البراء، عن محمد بن موسى، عن محمد بن عمارة، قال: خطب معاوية ... فذكر نحوه، وزاد في آخره: وإن أباك في يوم طرف البلقاء لذو غناء. [3385- سلمة بن الحيسمان: بن إياس الخزاعيّ. تقدّم نسبه عند ذكر أبيه الحيسمان. ذكره ابن الكلبيّ مع أبيه.] » 3386- سلمة بن ذكوان: ويقال هو ابن الأدرع. روى ابن مندة، من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن سلمة بن ذكوان، قال: كنت أحرس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ذات ليلة، فخرج لحاجته، فانطلقت معه، فمرّ برجل في المسجد يصلّي رافعا صوته ... الحديث. وأخرجه من وجه آخر، عن هشام، عن زيد، قال: قال ابن الأدرع. وأخرجه أبو يعلى في أثناء مسند سلمة بن الأكوع، من طريق داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، عن سلمة، ولم ينسبه. وقد ظهر من رواية هشام بن سعد أنه ابن الأدرع لا ابن الأكوع. وفي البخاري من حديث سلمة بن الأكوع أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ارموا وأنا مع ابن الأدرع» . «2» فقيل هو سلمة، وقيل هو محجن، وهو الأكثر. 3387 ز- سلمة بن ربيعة «3» : وهو ابن المحبّق الهذلي. اختلف في اسم المحبق. 3388- سلمة بن ربيعة العنزي «4» : ذكر ابن شاهين والطّبري أن له وفادة. 3389- سلمة بن زهير: في سمرة بن حصين «5» . 3390- سلمة بن سحيم الأسدي «6» : روى ابن قانع وابن شاهين، من طريق محمد ابن نضلة بن السّكن بن سلمة بن سحيم، حدّثني أبي عن أبيه عن سلمة بن سحيم، قال: كنت عند النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتاه رجل، فقال: إن صاحبا لنا ركب ناقة ... فذكر القصّة.   (1) سقط في أ. (2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 236، 7/ 9 عن محمد بن عمر. (3) أسد الغابة ت 2166. (4) أسد الغابة ت 2167. (5) في أحصين. (6) أسد الغابة ت 2168، تجريد أسماء الصحابة 1/ 231. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 وفي إسناده من لا يعرف، وفيه محمد بن إسحاق البلخيّ، وهو واه. 3391- سلمة بن سعد «1» : بن صريم العنزي «2» وقيل ابن سعيد، وزاد ابن قانع في نسبه بعد صريم: ابن همام بن كامل «3» قال ابن عبد البرّ: حديثه: نعم الحي عنزة مبغيّ عليهم منصورون قوم شعيب وأحبار موسى ... الحديث. لم يرو عنه غير ابنه سعيد بن سلمة. وروى الطّبرانيّ، من طريق حفص [بن سلمة بن حفص بن المسيب بن سلمة بن سعد بن صريم حدثني سلمة بن حفص عن أبيه عن] «4» ابن سنان بن قيس، عن سلمة بن سعد أنه وفد إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو وجماعة من أهل بيته وولده، فاستأذنوا وقالوا: هذا وفد عنزة، فقال: «بخ، بخ، نعم الحيّ عنزة مبغيّ عليهم منصورون، مرحبا بقوم شعيب، وأحبار «5» موسى، سل يا سلمة عن حاجتك ... » فذكر الحديث، وفي الإسناد من لا يعرف. وأخرجه ابن قانع، من رواية عبد اللَّه بن سويّة، عن حفص بن سلمة، فنقص من النّسب ذكر سنان، قال: عن حفص بن سلمة بن حفص بن المسيّب بن قيس بن سلمة بن سعد، حدثنا أبي، عن حفص بن المسيّب، عن المسيب، عن سلمة أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «بخ، بخ ... » الحديث ... إلى قوله: «منصورون مرحبا بقوم شعيب، وأحبار موسى] «6» . قال: وهو حديث طويل اختصرته. 3392- سلمة بن سلام الإسرائيليّ «7» : روى الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: نزلت هذه الآية: ... يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [النساء 136] الآية- في عبد اللَّه بن سلام وأسد وأسيد ابني كعب، وثعلبة بن قيس، وسلام ابن أخت عبد اللَّه بن سلام، وسلمة ابن أخيه، ويامين بن يامين، وهؤلاء مؤمنو أهل الكتاب. 3393- سلمة بن سلامة بن وقش «8» : بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ، أبو عوف. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما في أهل العقبة وبدر.   (1) أسد الغابة ت 2169. (2) في أالعنبري. (3) في أكاهل. (4) سقط في ط. (5) ، في أاختار. (6) في أاختار. (7) أسد الغابة ت 2170. (8) طبقات ابن سعد 4393- طبقات خليفة 77، تاريخ خليفة 207، التاريخ الكبير 4/ 68- 69، المعارف 263، تاريخ الفسوي 1/ 334، الاستبصار 222، تاريخ الإسلام 2/ 227، أسد الغابة ت 2171. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 قال الطّبريّ: شهد العقبة الأولى والثانية في قول جميعهم، وشهد بدرا والمشاهد بعدها. وروى أحمد، من طريق محمود بن لبيد، عن سلمة بن سلامة بن وقش- وكان من أصحاب بدر- قال: كان لنا جار يهودي في بني عبد الأشهل، قال: فخرج علينا فذكر البعث ... الحديث بطوله في إعلامه بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قبل مبعثه. وروى الطّبرانيّ، من طريق جبيرة والد زيد بن جبيرة، عن سلمة بن سلامة بن وقش- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أكل طعاما فلم يتوضأ، ويقال: إن عمر استعمله على اليمامة، وله ذكر في ترجمة عوف بن سلمة. وذكر ابن الكلبيّ أنّ عمر قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لما بلغه قول عبد اللَّه بن أبيّ في غزوة المريسيع، قال: ابعث سلمة بن سلامة بن وقش يأتيك برأسه، فحينئذ قال عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبيّ ما قال. وروى ابن أبي شيبة من طريق أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد أنه كان يؤمّ بني عبد الأشهل، وهو مكاتب، وفيهم من الصّحابة محمد بن سلمة وسلمة بن سلامة. قال إبراهيم بن المنذر: مات سنة أربع وثلاثين. وقال غيره: بل تأخّر إلى سنة خمس وأربعين [وبه جزم الطّبري، قال: ومات وهو ابن أربع وسبعين سنة بالمدينة] . «1» 3394- سلمة بن سلامة الثّعلبي: من أهل الكوفة. قال البغويّ: وروى من طريق عطاء بن السّائب: حدّثني هانئ بن عبد اللَّه، قال: قدم جدّي سلمة بن سلامة على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر قصّته، وفيه: قال يا رسول اللَّه أعشرهم؟، قال: «لا، إنّما العشور «2» على اليهود والنّصارى، ولكن خذ منهم الصّدقة» . وأخرجه الطّبريّ من وجه آخر، عن عطاء بن السّائب، فقال: عن حرب بن هلال، عن أبي أمّه رجل من بني ثعلب. فاللَّه أعلم. وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن عطاء، فقال: عن حرب بن عبد اللَّه، عن جده أبي أمّه، وترجم للصّحابي سلامة بن سالم الثّعلبي، وليس في السند الّذي ساقه هذا الاسم، فالمعتمد ما قاله البغوي.   (1) سقط في أ. (2) في أالغزو. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 3395 - سلمة بن أبي سلمة «1» : بن عبد الأسد. يأتي نسبه في ترجمة أبيه عبد اللَّه بن عبد الأسد. كان سلمة ربيب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى ابن إسحاق في المغازي من حديث أم سلمة قالت: لما أجمع أبو سلمة على الهجرة رحل بعيرا لي وحملني عليه، وحمل ابني سلمة في حجري، ثم خرج يقود بعيره. وقال ابن إسحاق: حدثني من لا أتهم عن عبد اللَّه بن شداد، قال: كان الّذي زوّج أم سلمة من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سلمة بن أبي سلمة ابنها فزوّجه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أمامة بنت حمزة، وهما صبيّان صغيران، فلم يجتمعا حتى ماتا، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: هل جزيت سلمة!. قال البلاذريّ: ويقال إن الّذي زوّجه إياها ابنها عمر، والأول أثبت. وزعم الواقديّ، وتبعه أبو حاتم وغيره، أنّ سلمة عاش إلى خلافة عبد الملك بن مروان، وأما ما وقع أوّلا أنهما لم يجتمعا حتى ماتا فالمراد أنها ماتت قبل أن يدخل بها، ومات هو بعد ذلك، لكن قال ابن الكلبيّ: يقال مات سلمة قبل أن يجتمع بأمامة. 3396 - سلمة بن أبي «2» سلمة: الجرمي «3» ، هو ابن نفيع. يأتي. 3397- سلمة بن أبي «4» : سلمة الهذليّ، وقيل الكندي. روى أبو يعلى، من طريق يحيى بن عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمدانيّ، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إلى قيس بن مالك: أما بعد ... 3398- سلمة بن صخر بن سلمان «5» : بن الصمة بن الحارث بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج الخزرجي- كان يقال له البياضي، لأنه كان حالفهم.   (1) أسد الغابة ت 2172، الاستيعاب ت 1027. (2) أسد الغابة ت 2173. (3) في أسلمة الجرمي بن أبي سلمة. (4) المحبر 64، تاريخ الإسلام 3/ 156، الوافي بالوفيات 15/ 318، العقد الثمين 4/ 598، أسد الغابة ت 2174. (5) أسد الغابة ت 2176، الاستيعاب ت 1028، تجريد أسماء الصحابة 1/ 232، تقريب التهذيب 1/ 317، تهذيب التهذيب 4/ 47، خلاصة تذهيب 1/ 403، تهذيب الكمال 1/ 524، الكاشف 1/ 384، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 723، الاستبصار 181- الطبقات 101، الطبقات الكبرى 2/ 165، التحفة اللطيفة 172، التاريخ الكبير 4/ 72، الوافي بالوفيات 15/ 447، بقي بن مخلد 240. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 ويقال: اسمه سلمان، وسلمة أصح، وهو الّذي ظاهر من امرأته. قال البغويّ: لا أعلم له حديثا مسندا إلا حديث الظهار، رواه عنه سعيد بن المسيّب، وسليمان بن يسار، وأبو سلمة، وسماك بن عبد الرّحمن، ومحمد بن عبد الرّحمن بن ثوبان. 3399- سلمة بن صخر: يقال اسم المحبّق صخر. يأتي. 3400- سلمة بن عرادة «1» : بن مالك الضبي، والد صفوان. ذكر الدّار الدّارقطنيّ عن كتاب النسب العتيق في أخبار بني ضبّة أن ّ سلمة بن عرادة نازع عيينة بن حصن فضل وضوء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «دع الغلام يتوضّأ» ، فتوضأ ثم شرب البقية، فمسح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رأسه ووجهه بيده. 3401- سلمة بن عمرو بن الأكوع «2» : واسم الأكوع سنان بن عبد اللَّه. يأتي بقية نسبه في عامر بن الأكوع. وقيل: اسم أبيه وهب، وقيل غير ذلك. أول مشاهده الحديبيّة، وكان من الشّجعان، ويسبق الفرس عدوا، وبايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عند الشّجرة على الموت. رواه البخاريّ من حديثه. وقد روى أيضا عن أبي بكر وعمر وغيرهما. وروى عنه ابنه إياس، والحسن بن محمد بن الحنفية، وزيد بن أسلم، ويزيد بن أبي عبيد مولاه، وآخرون. ونزل المدينة، ثم تحوّل إلى الرّبذة بعد قتل عثمان، وتزوّج بها وولد له، حتى كان قبل أن يموت بليال نزل إلى المدينة فمات بها، رواه البخاريّ، وكان ذلك سنة أربع وسبعين على الصّحيح. وقيل: مات سنة أربع وستين. وزعم الواقديّ ومن تبعه أنه عاش ثمانين سنة، وهو على القول الأول باطل، إذ يلزم منه أن يكون له في الحديبيّة نحو من عشر سنين ومن يكون في تلك السنّ لا يبايع على الموت. ثم رأيت عند ابن سعد أنه مات في آخر خلافة معاوية، وكذا ذكر البلاذريّ.   (1) أسد الغابة ت 2178. (2) أسد الغابة ت 2179، طبقات ابن سعد 4/ 305، طبقات خليفة 689، التاريخ الكبير 4/ 69، المعارف 313، المعرفة والتاريخ 1/ 336، مشاهير علماء الأمصار ت 80، جمهرة أنساب العرب 240، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 190، تاريخ ابن عساكر 7/ 245، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 229، تهذيب الكمال 525، تاريخ الإسلام 3/ 158، العبر 1/ 84، الوافي بالوفيات 15/ 321، البداية والنهاية 9/ 6، تهذيب التهذيب 4/ 150، معجم الطبراني 7/ 4105، خلاصة تذهيب الكمال 126، شذرات الذهب 1/ 81، تهذيب ابن عساكر 6/ 232. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 3402 ز- سلمة بن عياد: في عائذ بن سلمة. 3403- سلمة بن عياض الأسدي: ذكره الرّشاطي وقال: إنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو والجارود العبديّ، وإن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أخبرهما بما جاءا يسألان عنه قبل أن يسألاه في قصّة طويلة، قال: وأنشد سلمة: رأيتك يا خير البريّة كلّها ... نشرت كتابا جاء بالحقّ معلما شرعت لنا فيه الهدى بعد رجعنا ... عن الحقّ لمّا أصبح الأمر مظلما قال: ولم يذكره أبو عمر، ولا نبّه عليه ابن فتحون. 3404- سلمة بن قيس: الأشجعي الغطفانيّ «1» . له صحبة، يقال: نزل الكوفة، وله رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه هلال بن يساف، ويقال: إنه تفرد بالرواية عنه، جزم بذلك أبو الفتح «2» الأزدي ومن تبعه، وقد جاءت عنه رواية من طريق أبي إسحاق السّبيعي. وقال البغوي: روى ثلاثة أحاديث، وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح أنّ عمر استعمله على بعض مغازي فارس. 3405- سلمة بن قيصر «3» : تقدّم في سلامة. 3406- سلمة بن مالك السّلمي «4» : روى الباوردي، من طريق عبد اللَّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه، عن جدّه، عن عمار بن ياسر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أقطع سلمة بن مالك السلمي، وكتب له: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، هذا ما أقطع محمّد رسول اللَّه سلمة بن مالك ... » فذكره. قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. 3407 - سلمة بن المحبّق «5» الهذلي: وقيل اسم المحبق صخر. وقيل ربيعة. وقيل عبيد. وقيل المحبق جده. والأشهر فيه فتح الباء، وأنكره عمر بن شبّة فكسر الباء. قال العسكريّ: قلت لصاحبه أحمد بن عبد العزيز الجوهري إنّ أهل الحديث كلهم يفتحونها. قال: أيش المحبّق في اللّغة؟ قلت: المضرّط قال: إنما سماه المضرّط تفاؤلا بأنه يضرط أعداءه، كما قالوا في عمرو بن هند مضرّط الحجارة.   (1) أسد الغابة ت 2180، الاستيعاب ت 1029. (2) في ط: الفتوح. (3) أسد الغابة ت 2181. (4) أسد الغابة ت 2182. (5) الاستيعاب ت 1031. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 يكنى أبا سنان، له رواية، وسكن البصرة. روى عنه ابنه سنان، وجون بن قتادة، وقبيصة بن حريث، والحسن البصريّ، وغيرهم. وذكر أبو سليمان بن زبر «1» في «الصّحابة» أنّ سلمة لما بشّر بابنه سنان وهو بحنين قال: لسهم أرمي به عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أحبّ إليّ مما بشّرتموني به. 3408- سلمة بن مسعود: بن سنان الأنصاريّ «2» ، من بني غنم بن كعب. قال أبو عمر: استشهد باليمامة. 3409- سلمة بن معاوية: بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية، أبو قرّة الكنديّ. قال ابن سعد والطّبري: له وفادة. 3410- سلمة بن الميلاء الجهنيّ «3» : وقيل الملياء- بتقديم اللّام. ذكر ابن شاهين أنه قتل في خيل خالد بن الوليد يوم فتح مكة، ضلّ الطريق فقتل. 3411- سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي «4» : وقال البخاريّ وأبو حاتم: له ولأبيه صحبة. وروى الإمام أحمد، من طريق سالم بن أبي الجعد، عن سلمة بن نعيم- وكان من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من لقي اللَّه لا يشرك به شيئا دخل الجنّة، وإن زنى وإن سرق» . روى له أبو داود حديثا من روايته عن أبيه في قصة رسول مسيلمة. قال البغويّ: لا أعلم له غيره. 3412 ز- سلمة بن نصر: بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشيّ العدويّ. قال الزّبير: فولد غانم بن عامر نصر بن غانم، فولد نصر بن غانم سلمة، وأمه من بني   (1) في أ: زيد. (2) أسد الغابة ت 2184، الاستيعاب ت 1032. (3) أسد الغابة ت 2186، الاستيعاب ت 1033. (4) أسد الغابة ت 2187، الاستيعاب ت 1034، الثقات 3/ 166، تجريد أسماء الصحابة 1/ 233، تقريب التهذيب 1/ 319، تهذيب التهذيب 4/ 199، تهذيب الكمال 1/ 527، خلاصة تذهيب 1/ 405 الكاشف 1/ 387، الجرح والتعديل 4/ ترجمة (756) ، التحفة اللطيفة 174، التاريخ الكبير 4/ 71، بقي بن مخلد 705. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 فراس، وهلك نصر وولده بالطاعون- طاعون عمواس. وهذا يقتضي أن يكون لسلمة وابنه صحبة، لأنه لم يبق من قريش بمكّة أحد بعد الفتح إلا وأسلم، وشهد حجة الوداع، كما تقدم. 3413- سلمة بن نفيع الجرمي» : ذكره الطّبري منفردا عن سلمة والد عمرو الجرمي المكسورة لامه، وكذا قال ابن عبد البرّ. وقال: روى عنه جابر الجرمي. وأما ابن مندة فظنّ أنه والد عمرو. والصّواب خلافه، فإن والد عمرو بن سلمة بكسر اللّام على الأصحّ، واسم أبيه قيس لا نفيع. 3414- سلمة بن نفيل: السكونيّ «2» ثم التّراغمي- بمثناة وغين معجمة. قال أبو حاتم والبخاريّ: له صحبة. وروى عنه ضمرة بن حبيب، وجبير بن نفير، وكان قد نزل حمص، وله في النّسائي حديث يقال ما له غيره، وهو من رواية ضمرة بن حبيب: سمعت سلمة بن نفيل السكونيّ يقول: كنا جلوسا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال رجل: يا رسول اللَّه، وقد «3» أتيت بطعام من الجنة ... الحديث. وفيه: «إنّي غير لابث فيكم إلّا قليلا» . وفيه: «بين يدي السّاعة موتان شديد، ثمّ بعده سنوات الزّلازل» . وقد أخرجه منه ابن حبّان في النوع التاسع والستين من الثالث: «إنّي غير لابث فيكم إلّا قليلا ... » إلخ، ولم يذكر الأول، ووجدت له حديثا آخر أخرجه الطّحاوي، وهو في زيادات أبي عوانة من صحيحه. 3415- سلمة بن هشام: بن المغيرة «4» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، أخو أبي جهل والحارث. يكنى أبا هاشم. كان من السّابقين، وثبت ذكره في الصّحيح من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له لما رفع رأسه من الركوع أن ينجيه من الكفار، وكانوا قد حبسوه عن الهجرة، وآذوه، فروى عبد الرّزّاق من طريق عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام، قال: فرّ عياش بن أبي   (1) أسد الغابة ت 2188، الاستيعاب ت 1035. (2) أسد الغابة ت 2189، الاستيعاب ت 1036، الثقات 3/ 167، تجريد أسماء الصحابة 1/ 233، تقريب التهذيب 1/ 419، تهذيب التهذيب 4/ 159، تهذيب الكمال 1/ 527، خلاصة تذهيب 1/ 405، الكاشف 1/ 387، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 757، التلقيح 372، الأنساب 3/ 33، الطبقات 72، التاريخ الكبير 4/ 70، المعرفة والتاريخ 1/ 336، الإكمال 7/ 60، دائرة معارف الأعلمي 19/ 226. (3) في ج: وهل. (4) أسد الغابة ت 2190، الاستيعاب ت 1037. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 ربيعة، وسلمة بن هشام، والوليد بن الوليد من المشركين، فعلم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمخرجهم، فدعا لهم لما رفع رأسه من الرّكوع. وروى ابن إسحاق من حديث أم سلمة أنها قالت لامرأة سلمة بن هشام: ما لي لا أرى سلمة يصلّي مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قالت: كلما خرج صاح به النّاس يا فرار، وكان ذلك عقب غزوة مؤتة. ورواه الواقديّ من وجه آخر، وزاد: فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: بل هو الكرار. وروى ابن سعد أن سلمة لما هرب من قريش قالت أمّه ضباعة: لاهمّ ربّ الكعبة المحرّمة ... أظهر على كلّ عدوّ سلمة «1» [الرجز] قال: فلما مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج إلى الشّام فاستشهد بمرج الصّفّر في المحرم سنة أربع عشرة، وذكر عروة وموسى بن عقبة أنه استشهد بأجنادين، وبه جزم أبو زرعة الدمشقيّ، وصوّبه أحمد. 3416 ز- سلمة بن وهب بن الأكوع: مشهور بالنسبة لجدّه. والمعروف أنه سلمة بن عمرو، كما تقدم. ووقع في الجعليات سلمة بن وهب. 3417- سلمة بن يزيد: بن مشجعة «2» بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفي الجعفيّ. نزل الكوفة، وكان قد وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وحدّث عنه. وروى عنه حديث: قلت: يا رسول اللَّه: إن أمنا مليكة كانت تصل الرّحم ... الحديث. وفي صحيح مسلم من حديث وائل بن حجر: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكر حديثا. وابنه كريب بن سلمة كان شريفا، قاله ابن الكلبي، وحكي أنه يقال فيه يزيد بن سلمة.   (1) ينظر هذا البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2190) وفي الاستيعاب ترجمة رقم (1037) . (2) أسد الغابة ت 2191، الاستيعاب ت 1038، الثقات 3/ 165، تجريد أسماء الصحابة 1/ 234، تقريب التهذيب 1/ 19، تهذيب التهذيب 4/ 161، خلاصة تذهيب 1/ 406، تهذيب الكمال 1/ 528، الكاشف 1/ 88، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 767، الطبقات 73، 134، الطبقات الكبرى 1/ 324، التاريخ الكبير 4/ 72، بقي بن مخلد 260. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 [وقال المرزباني: وفد هو وأخوه لأمه قيس بن سلمة بن شراحيل، فأسلما، واستعمل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قيسا على بني مروان، وكتب له كتابا، قال: وسلمة بن يزيد هو القائل يرثي أخاه شقيقه قيس بن يزيد: ألم تعلمي أن لست ما عشت لاقيا ... أخي إن أتى من دون أوصاله القبر وهوّن وجدي أنّني سوف أفتدي ... على أثره يوما وإن نفس العمر فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر] «1» [الطويل] 3418 ز- سلمة بن يزيد الأشجعيّ: أحد النّفر الذين أخبروا ابن مسعود بقصّة بروع بنت واشق. ووهم ابن عساكر في الأطراف فجعله الجعفيّ. وقد وقع لي حديثه عاليا جدا في الثّاني من حديث ابن مسعود لابن صاعد، من رواية زائدة عن منصور. وفيه قال: فقال رجل من أشجع، قال منصور: أراه سلمة بن يزيد الأشجعيّ، فقال: في مثل هذا قضى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في امرأة منّا، وكذا أخرجه أحمد من طريق زائدة. وقد أخرجه النّسائيّ، عن شيخ ابن صاعد بإسناده، ولم يسمّه. وأخرجه من طريق داود عن الشّعبي عن علقمة، وفيه: فقام ناس من أشجع. وقد تقدّم في ترجمة الجراح الأشجعيّ طريق أخرى للحديث. 3419 ز- سلمة «2» : والد الأصيل بن سلمة. تقدّم ذكره في ترجمة ولده. [قال الواقدي: هو سلمة بن قرط بن عبيد] «3» . 3420- سلمة الخزاعيّ «4» : ذكره أبو نعيم، وبيّض. ويحتمل أن يكون أراد ابن بديل المتقدم. وقال الواقديّ: هو سلمة بن قرط بن عبيد. 3421 ز- سلمة، أبو سنان «5» : روى البغويّ من طريق ابن جريج، عن عبد الكريم ابن أبي المخارق، عن معاذ بن سعوة، عن سنان بن سلمة، عن أبيه، وكان قد صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث بدنتين مع رجل، وقال: «إن عرض لهما عارض فانحرهما ... » الحديث.   (1) سقط في أ، ج.. (2) أسد الغابة ت 2154. (3) سقط في ط. (4) أسد الغابة ت 2154. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 232، التلقيح 369. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 قال البغويّ: رواه ابن أبي يعلى، عن عبد الكريم، فلم يقل عن أبيه. 3422- سلمة، أبو يزيد: جدّ عبد الحميد الأنصاريّ. سمّى بعضهم أباه يزيد. وقال ابن حبّان: له صحبة. روى حديثه النّسائيّ، من طريق عثمان البتّي، عن عبد الحميد بن سلمة الأنصاريّ، عن أبيه، عن جدّه في قصة تخيير الغلام بين أبويه، وبيّن الدّارقطنيّ وغيره أن سلمة جدّ عبد الحميد، وأنه نسب إليه، وإنما هو عبد الحميد بن يزيد بن سلمة. وأورد له الدّارقطنيّ في الرؤيا حديثا آخر وترجم له. ذكر الرّواية عن سلمة جدّ عبد الحميد بن يزيد بن سلمة. وقد روى أبو داود حديث التخيير المذكور من رواية عبد الحميد بن جعفر، عن جدّه، فتوهّم بعضهم أنه اختلف في اسم أبيه، فذكروه في ترجمة رافع بن سنان جدّ عبد الحميد بن جعفر، وليس بشيء، ولا مانع أن تكون القصّة تعددت. [ومشى البغوي على ظاهر السند، فترجم في الكنى أبو سلمة، وساق الحديث من طريق عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جدّه. وما ذكره الدارقطنيّ هو الّذي ينبغي أن يعتمد] «1» . 3423- [سلمة الهذلي: أخرج له بقي حديثا واستدركه الذهبي] «2» . 3424- سلمة: بكسر اللام، هو ابن قيس «3» بن نفيع، ويقال: ابن لأم أو لأي بن قدامة الجرميّ. وقيل: هو بفتح اللّام أيضا، وهو والد عمرو بن سلمة. وسيأتي حديثه منسوبا إلى تخريج البخاريّ. وفيه ذكر وفادة سلمة في ترجمة عمرو ولده، وقد تقدّم أن بعضهم وحدّ بينه وبين سلمة بن نفيع، وهو وهم. 3425- سلمى بن حنظلة السّحيمي «4» : والد سالم. قال أبو عمر: له حديث واحد. قال ابن حبّان: له صحبة.   (1) سقط في أ. (2) سقط في ط. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 233، تقريب التهذيب 1/ 318، التعديل والتجريح 1371، الثقات 3/ 165، تهذيب الكمال 1/ 556، تهذيب التهذيب 4/ 154، الكاشف 1/ 386، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 741، التلقيح 381- 371، المحن 168- بقي بن مخلد 237، الطبقات 47، 130، الوافي بالوفيات 15/ 446، التاريخ الكبير 4/ 70، البداية والنهاية 7/ 133. (4) الثقات 3/ 162، تجريد أسماء الصحابة 1/ 234، الطبقات الكبرى 1/ 316، دائرة معارف الأعلمي 19/ 227، أسد الغابة ت 2194، الاستيعاب ت 1041. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 وروى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن بدر، عن أبيه، عن جدّه، أو عن أبي سالم سلمى بن حنظلة السّحيمي: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لبني أمية: «ويل لهم من فلان» . وذكر المدائنيّ وغيره أن سلمى المذكور كان هو الّذي خرّب بيعتهم باليمامة، وبنى بدلها المسجد، وكان في وفد بني حنيفة الأول. 3426- سلمى بن القين «1» : بن عمرو بن بكر بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة التميمي الحنظليّ. قال ابن الكلبيّ: له صحبة. وقد مضى له ذكر في ترجمة حرملة بن مريطة. 3427 ز- سلمي بن نوفل بن معاوية الدئليّ: ذكره ابن الكلبيّ، وسيأتي ذكر أبيه نوفل، وكان سلمى في آخر العهد النبويّ ابن تسع أو نحوها، وفي سلمى يقول الشاعر: تسوّد أقوام وليسوا بسادة ... بل السّيّد المحمود سلمى بن نوفل [الطويل] [أنشده المدائنيّ، قال: وكان سلمى جوادا. وأخرج أبو الفرج في الأغاني بسند له إلى شراحيل بن علي الإراشي أن أبا قزعة سلمى بن نوفل كان بينه وبين ابن الزّبير معارضة قبل أن يلي الخلافة، فلما ولي دخل سلمى المسجد وابن الزبير يخطب، فلما انصرف قال للحرسي: انهض إلى موضع كذا من المسجد فادع لي سلمى بن نوفل، فأتاه به، فقال: إنه ياذيخ. فقال: إن كل من بلغ سنّي وسنّك يسمى ذيخا، فذكر القصّة. قلت: فدلّ ذلك على أن سنّه قريب من سنّ ابن الزبير] «2» . 3428- سليط بن ثابت «3» : بن وقش الأنصاري. ذكر الطّبراني وغيره من طريق أبي الأسود عن عروة أنه شهد أحدا واستشهد بها. 3429- سليط بن الحارث الهلاليّ «4» : أخو ميمونة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الرّضاعة. روى ابن مندة، من طريق القاسم بن مطيّب، قال: خرج أبو المليح في جنازة، فأقبل   (1) أسد الغابة ت 2196، الاستيعاب ت 1042. (2) سقط في أ، ج. (3) أسد الغابة ت 2198. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 235، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 907، أسد الغابة ت 2199. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 على القوم، فقال: حدّثني سليط- وكان أخا ميمونة من الرّضاعة- أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من صلّى عليه أمّة من النّاس شفعوا إليه» . قلت: اختلف في إسناده، فقيل عن سليط، عن ميمونة. وقيل: عن عبد اللَّه بن سليط، عن ميمونة، وهو في النسائيّ. 3430 ز- سليط بن حرملة: يأتي في سويبط. 3431- سليط بن سفيان «1» : بن خالد بن عوف الأسلميّ. قال أبو عمر: هو أحد الثّلاثة الذين بعثهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم طلائع في آثار المشركين يوم أحد. وله ذكر في ترجمة مالك بن عوف الخزاعيّ. 3432- سليط بن سليط «2» : بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر القرشيّ العامريّ، ابن أخي سهيل بن عمرو- سيأتي ذكر والده. وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة فقال: وهاجر سليط بن عمرو وامرأته أمّ يقظة بنت علقمة، فولدت له هناك سليط بن سليط. وشهد سليط مع أبيه اليمامة، فاستشهد. وقال أبو معشر: بل عاش بعد ذلك. قال أبو عمر: هذا أصوب، لأن عمر حصلت له حلل، فقال: دلّوني على فتى هاجر هو وأبوه، فدلّوه عليه. وقال الزّبير بن بكّار: كانت عند عمر حلّة زائدة عما كسا أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: دلوني على فتى هاجر هو وأبوه، فقالوا: ابن عمر. فقال: ابن عمر هوجر به، ولكن سليط بن سليط، فكساه إياها. قلت: وهذه القصّة رواها عمر بن شبّة وغيره من طريق ابن سيرين، عن كثير بن أفلح- أنّ عمر كان يقسّم حللا، فوقعت له حلّة حسنة، فقيل له: أعطها ابن عمر، فقال: إنما هاجر به أبواه، سأعطيها للمهاجر ابن المهاجر سليط بن سليط، أو سعيد بن عتاب. قلت: اتفق الأكثر على أن أباه استشهد باليمامة، فلعل ذلك مراد ابن إسحاق. وإن   (1) أسد الغابة ت 2200. (2) الاستيعاب ت 1043، الثقات 3/ 181، تجريد أسماء الصحابة 1/ 235، الجرح والتعديل 4، المصباح المضيء 1/ 270، المنمق 496، والطبقات الكبرى 9/ 87، أسد الغابة ت 2201، الاستيعاب ت 1044. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 صحّ قول ابن إسحاق إنه ولد بالحبشة فلا ينطبق على قول عمر إنه المهاجر ابن المهاجر، فإنه حينئذ يكون شاركه في ذاك عدد كثير، كمحمد بن حاطب، وعبد اللَّه بن جعفر، ومن ثم غاير ابن مندة بين صاحب الترجمة وبين صاحب القصّة مع عمر. 3433 ز- سليط بن سليط: تقدم في الّذي قبله. [3434 ز- سليط بن سليط: يأتي ذكره في ترجمة أمّ سليط في الكنى من النساء] «1» . 3435- سليط بن عمرو: بن عبد شمس العامريّ «2» . تقدم نسبه في الّذي قبله، وتقدم ذكر أخيه السّكران بن عمرو قريبا، وأسلم سليط قديما قبل عمر. وقد ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، ولم يذكره موسى بن عقبة، وذكره الواقديّ وأبو معشر في البدريين، ولم يذكره موسى بن عقبة. وذكره ابن إسحاق في تسمية الرسل إلى الملوك، فقال: وسليط بن عمرو أرسله إلى هوذة بن علي رئيس اليمامة، ووصل هذا إسماعيل بن عيّاش، عن ابن إسحاق، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة. أخرجه الطّبراني. وقد تقدّم أن ابن إسحاق ذكره فيمن استشهد باليمامة، وكذا ذكره ابن الكلبيّ. [3436 ز - سليط بن عمرو بن زيد: ذكره ابن عائذ فيمن استشهد بأحد. 3437 ز- سليط بن عمرو الأنصاريّ: ذكره ابن سعد في باب بيعة النّساء من طبقات النّساء عند الواقديّ بسند له عن أم عمارة، قالت: رجعنا من بيعة العقبة إلى رحالنا، فلقينا رجلين من قومنا، وهما: سليط بن عمرو، وأبو داود المازني، يريدان أن يحضرا البيعة، فوجدا القوم قد بايعوه، فبايعا بعد ذلك أسعد بن زرارة، وكان رأس النقباء السّبعين ليلة العقبة] «3» . 3438- سليط بن قيس: بن عمرو بن عبد اللَّه «4» بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجار الأنصاريّ النّجاريّ. بدري، ذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود عن عروة، قال موسى: لا عقب له. وقال   (1) سقط في أ. (2) الثقات 3/ 181، تجريد أسماء الصحابة 1/ 235، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1228، المصباح المضيء 1/ 270، 2/ 47 الطبقات الكبرى 9/ 87، أسد الغابة ت 2203، الاستيعاب ت 1045. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 2205، الاستيعاب ت 1046، تجريد أسماء الصحابة 1/ 235، الثقات 3/ 181، الجرح والتعديل 4/ 1227، تاريخ من دفن بالعراق 221، أصحاب بدر/ 224، الاستبصار 43، الطبقات 92. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 ابن سعد: شهد المشاهد كلها، وقتل يوم جسر أبي عبيد، وكذا ذكر ابن الكلبيّ. وروى ابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن عبد اللَّه بن سليط بن قيس، عن أبيه- أنّ رجلا من الأنصار كان في حائط له نخلة لرجل آخر، فكان يأتيه بكرة وعشية، فأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يعطيه نخلة مما يلي الحائط. وأخرجه الإسماعيلي في مسند زيد بن أبي أنيسة، وقال في سياقه: عن عبد اللَّه بن سليط بن قيس الأنصاري، عن سليط- أنّ رجلا ... فذكره مطولا. ونسبه ابن الأثير لتخريج النّسائيّ، ولم أره في السّنن، وإنما أخرجه ابن مندة من طريقه. قلت: وهذا يرد قول موسى بن عقبة أنه لم يعقب. ويحتمل إن ثبت قول موسى أن يكون صاحب الحديث غير صاحب الترجمة. واللَّه أعلم. 3439- سليط التميميّ: قال أبو عمر «1» : له صحبة. يعدّ في البصريين. روى عنه ابن سيرين، والحسن. ومن رواية ابن سيرين عنه أنّ عثمان نهاهم عن القتال لما حوصر. قلت: ومن رواية الحسن عنه ما أخرجه الحسن بن سفيان، من طريق إسماعيل بن مسلم، عنه، عن سليط، قال: انتهيت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فسمعته يقول: «المسلم أخو المسلم ... » الحديث. 3440- سليط الأنصاريّ «2» : روى أبو نعيم في الدلائل، من طريق محمد بن سليمان بن سليط، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في الهجرة ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة وابن أريقط، فمرّوا على أمّ معبد الخزاعية، وهي لا تعرفهم ... فذكر الحديث بطوله. وأورده الطبرانيّ في ترجمة سليط بن قيس، وتقدّم في ترجمة سليط بن قيس إشارة إلى التعدّد أيضا. وقد وقع لابن مندة فيه وهم بيّنته في ترجمة علاقة. 3441 ز- سليط الجنيّ: تقدّم ذكره في ترجمة الأرقم الجني. 3442- سليك: بالتصغير وآخره كاف، ابن الأغر، أبو سليط. يأتي في الكنى.   (1) أسد الغابة ت 2197، الاستيعاب 1047. (2) أسد الغابة ت 2202. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 3443- سليك بن عمرو «1» : أو ابن هدبة، الغطفانيّ. ووقع ذكره في الصّحيح من حديث جابر أنه دخل يوم الجمعة والنّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يخطب، فقال: «أصلّيت» ؟ وهو في البخاري مبهم. ورواه أحمد والدّارقطنيّ، من طريق أبي سفيان، عن جابر، فقال عن السليك قال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه أحمد من وجه آخر، فقال: عن جابر: جاء رجل من غطفان يقال له سليك. روى ابن ماجة، وأبو يعلى، من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وعن أبي سفيان عن جابر، قالا: إن سليكا جاء. وهو عند مسلم وأبي داود وابن خزيمة من طريق جابر فقط. وروى عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وله أصل في النّسائي، من طريق عياض، عن أبي سعيد. ورواه جماعة عن أبي الزّبير. ووقع لي عاليا من طريق ليث عن أبي الزّبير، عن جابر، قال: جاء سليك الغطفانيّ ... الحديث. وهو في جزء أبي الجهم. 3444- سليك «2» : آخر، غير منسوب. غاير ابن مندة بينه وبين الغطفانيّ، ووحّدهما أبو نعيم فوهم. وقد تقدّم حديثه في ذي الغرّة في الذّال المعجمة. 3445- سليل: بوزن عظيم، وآخره لام، الأشجعيّ «3» . قال عبد الغني بن سعيد في المشتبه، وأبو عمر: له صحبة. وروى عنه أبو المليح بن أسامة، وروى البغويّ، وابن شاهين، والحسن بن سفيان، من طريق خالد بن عبد اللَّه الطحّان، عن الجريريّ، عن أبي المليح، عن السّليل الأشجعيّ، قال: كنّا ذات ليلة مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ففقدناه فسمعنا صوتا كأنه دويّ رحى ... الحديث. وفيه ذكر الشّفاعة. قال البغويّ: ليس للسّليل غيره. وقال ابن مندة: هذا وهم، والصّواب رواية ابن عليّة عن الجريريّ، عن أبي السّليل، عن أبي المليح، عن الأشجعيّ. وهو عوف بن مالك.   (1) أسد الغابة ت 2207، الثقات 3/ 179، تجريد أسماء الصحابة 1/ 235- التاريخ الكبير 4/ 206، حاشية الإكمال 4/ 232- الجرح والتعديل 4/ 1345- الأعلمي 19/ 228. (2) أسد الغابة ت 2208. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 235- التلقيح 381- بقي بن مخلد 919- أسد الغابة ت (2209) ، الاستيعاب ت (1149) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 وكذا جزم الخطيب في «المؤتلف» ، وتبعه ابن ماكولا في الإكمال بأنّ خالد بن عبد اللَّه وهم فيه، وساق علله وطرقه، ثم قال: والجريريّ لم يلق أبا المليح، وإنما أخذه عنه بواسطة أبي السّليل فخبط فيه خالد. قلت: وله طريق عن قتادة عن أبي المليح، عن عوف بن مالك. وفي الجملة فأمره محتمل. 3446- سليم بن أحمر «1» : في أحمر بن سليم. 3447- سليم بن أكيمة الليثي «2» : روى الطّبراني من طريق الوليد بن سلمة: حدّثني يعقوب بن عبد اللَّه بن سليم بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه، قال: أتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. فقال: «إذا لم تحلّوا حراما ولم تحرّموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس» . ورواه من وجه آخر عنه، فقال سليمان بدل سليم، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، واتّهم به الوليد بن سلمة، وليس كما زعم، فقد أخرجه ابن مندة من طريق أخرى، عن عمر بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه نحوه، ولكن عمر في زمن الوليد. وأخرجه ابن مندة من طريق أخرى، عن عمر بن إبراهيم، فقال: عن محمد بن إسحاق بن عبد اللَّه بن سليم، زاد في نسبه عبد اللَّه، ثم أورده في ترجمة عبد اللَّه بهذا السند. وأخرجه أبو القاسم بن مندة في كتاب الوصية من وجهين إلى الوليد بن سلمة، فقال: عن إسحاق بن يعقوب بن عبد اللَّه بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه، وفيه اختلاف آخر يأتي في ترجمة محمد بن عبد اللَّه بن سليم بن أكيمة إن شاء اللَّه تعالى. 3448- سليم بن ثابت» : بن وقش الأنصاريّ. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: شهد أحدا والخندق، واستشهد بخيبر. وأورده ابن شاهين. 3449- سليم بن جابر «4» : في جابر بن سليم. وروى ابن أبي الدّنيا في اصطناع   (1) أسد الغابة ت 2210. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 236، أسد الغابة ت 2211. (3) أسد الغابة ت 2213، الاستيعاب ت 1048. (4) الثقات 3/ 159، تجريد أسماء الصحابة 1/ 236، تقريب التهذيب 1/ 320، تهذيب التهذيب 4/ 266، الكاشف 1/ 389، تهذيب الكمال 1/ 429، 529، تذهيب تهذيب الكمال 1/ 407، الجرح والتعديل 4/ 899، شذرات الذهب 1/ 161، الطبقات 42، 179، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، الوافي بالوفيات 15/ 485، دائرة معارف الأعلمي 19/ 254، بقي بن مخلد 477، 439، أسد الغابة ت 2214، الاستيعاب ت 1049. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 المعروف، من طريق زياد الجصّاص، عن ابن سيرين، عن سليم بن جابر، قال: أتيت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «لا تحقّرنّ من المعروف شيئا ... » الحديث. وهذا هو أبو جريّ، فإنه حديثه المخرج في ترجمة جابر بن سليم. واللَّه أعلم. 3450- سليم بن الحارث «1» : بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النّجّار الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق في البدريّين. 3451 ز- سليم بن خلدة: أبو عمر الزّرقيّ. له ذكر في الفتوح للواقديّ. وروى ابن عساكر من طريقه أنه كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة لمّا وجّهه أبو بكر إلى الشام. 3452- سليم بن سعيد الجشمي «2» : ذكره ابن السكن في «الصّحابة» . وقد تقدّم ذكره مع أبيه. 3453- سليم بن عشّ العذريّ «3» : روى ابن السّكن والباوردي من طريق سليم بن مطيّن، عن أبيه، عن سليم بن عشّ، قال: صلّى بنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في المسجد الّذي في صعيد الفرع «4» فعلّمنا مصلّاه بحجارة، فهو الّذي يجمع فيه أهل البوادي. قال ابن السّكن: إسناده مجهول. وذكر الزّبير بن بكّار في «أخبار المدينة» من طريق سليم بن مطيّن بهذا الإسناد خبرا. واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون. 3454- سليم: بن عبد العزيز بن عبيد السّلميّ «5» ، أبو شجرة، أمه الخنساء الشّاعرة.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 236، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 907، 932، عنوان النجابة 101، الاستبصار 91- التحفة اللطيفة 191، التاريخ الصغير 22312، الوافي بالوفيات 15/ 482- التاريخ الكبير 4/ 124- البداية والنهاية 3/ 319، ذيل الكاشف 570، أسد الغابة ت 2215، الاستيعاب ت 1050. (2) أسد الغابة ت 2217. (3) أسد الغابة ت (2220) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 236، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 900- التحفة اللطيفة 192. (4) الفرع: بالضم ثم السكون وآخره عين مهملة وقيل بضمتين قرية من نواحي الرَّبَذَة. عن يسار السّقيا بينها وبين المدينة ثمانية برد على طريق مكة وقيل أربع ليال: قرية غناء كبيرة بينها وبين المريسيع ساعة من نهار وهي كالكورة بها عدة قرى ومنابر ومساجد للنّبيّ عليه السلام. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1028، 1029. (5) في أعبد العزى السلمي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 أسلم مع أمّه، ثم ارتدّ في زمن أبي بكر، وقاتل المسلمين. قال المبرّد في «الكامل» : كان من فتاك العرب، واشتهر عنه في زمن الردّة قوله في قصيدة: ألا أيّها المدلي بكثرة قومه ... وحظّك منهم أن تذلّ وتقهرا سل النّاس عنّا كلّ يوم كريهة ... إذا ما التقينا دار عين وحسّرا [الطويل] ويقول فيها: فروّيت رمحي من كتيبة خالد ... وإنّي لأرجو بعدها أن أعمّرا [الطويل] ثم أسلم وقدم على عمر، فقال له: أنا أبو شجرة السّلمي، فأعطني. فقال: ألست القائل: فروّيت رمحي- ثم علاه بالدّرّة، فسبقه عدوا وركب راحلته فنجا وهو يقول: قد ضنّ عنّا أبو حفص بنائله ... وكلّ مختبط يوما له ورق ما زال يضربني حتّى جذيت له ... وحال من دون بعض الرّعية الشّفق «1» [البسيط] 3455- سليم بن عقرب «2» : ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وأنه شهد بدرا، ولم يرو عنه أهل العلم، وذكره أبو عمر، فقال: ذكره بعضهم في البدريّين. 3456- سليم بن عمرو «3» : أو عامر بن حديدة بن عمرو بن غنم بن سواه بن غنم بن   (1) الأبيات لأبي شجرة السلمي وهي هكذا في تاريخ الطبري 3/ 267 ضنّ علينا أبو حفص بنائله ... وكلّ مختبط يوما له ورق ما زال يرهقني حتى حديت له ... وحال من دون بعض الرّغبة الشّفق لما رهبت أبا حفص وشرطته ... والشيخ يفزع أحيانا فينحمق ثمّ ارعويت إليها وهي جانحة ... مثل الطّريدة لم ينبت لها ورق أوردتها الخلّ من شوران صادرة ... إني الأزري عليها وهي تنطلق تطير مرو أبان عن مناسمها ... كما تنوقد عند الجهبذ الورق إذا يعارضها خرق تعارضه ... ورهاء فيها إذا استعجلتها خرق ينوء آخرها منها بأوّلها ... سرّح اليدين بها نهّاضه العنق (2) أسد الغابة ت 2221، الاستيعاب ت 1052، الجرح والتعديل 4/ 902- الأعلمي 19/ 254. (3) أسد الغابة ت 2223. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ. وقيل: اسمه سليمان. ذكره في أهل بدر والعقبة وفيمن استشهد بأحد. 3457- سليم بن قيس: بن قهد «1» بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّ. ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد بدرا، وذكر أن اسم قهد خالد. وأورده ابن شاهين، قال أبو عمر: مات في خلافة عثمان. 3458- سليم «2» : بن قيس بن لوذان بن ثعلبة الأنصاريّ. ذكره ابن جرير فيمن شهد أحدا، وذكره العدويّ وأنّ له عقبا بالكوفة. واستدركه ابن الدّباغ. 3459 ز- سليم بن مخنف: في مخنف بن سليم. 3460- سليم بن مالك العذري: تقدم ذكره في ترجمة أخيه سعيد. 3461- سليم بن ملحان الأنصاريّ «3» : استشهد مع أخيه حرام «4» يوم بئر معونة. ذكره ابن الكلبيّ وابن شاهين، وأنه شهد بدرا وأحدا. 3462- سليم الأنصاري «5» : من رهط معاذ بن جبل، يقال اسم أبيه الحارث. روى أحمد والطّبرانيّ والبغويّ والطّحاويّ من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن معاذ بن رفاعة الزرقيّ- أنّ رجلا من بني سلمة، يقال له سليم، أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إنا نظلّ في أعمالنا، فيأتي معاذ بن جبل، فيطيل بنا في الصّلاة. فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا معاذ، لا تكوننّ فتّانا» . ثم قال: «يا سليم، ما معك من القرآن ... » الحديث. وفيه أن سليما خرج إلى أحد فاستشهد. وأخرجه البغويّ أيضا، وأحمد، وابن مندة، من وجه آخر، عن عمرو بن يحيى، فقال: عن معان بن رفاعة، عن سليم- جعل الحديث من مسندة، وهو منقطع، فإن معان بن   (1) الثقات 3/ 159، تجريد أسماء الصحابة 1/ 237- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 103- أصحاب بدر 216، الاستبصار 61- الوافي بالوفيات 15/ 484- روضات الجنان 3/ 30، 32، البداية والنهاية 3/ 319، أسد الغابة ت 2224، الاستيعاب ت 1054. (2) أسد الغابة ت 2225. (3) الجرح والتعديل 4/ 901- الأعلمي 19/ 255، أسد الغابة ت 2227، الاستيعاب ت 1056. (4) في أحزام. (5) أسد الغابة ت 2212، الاستيعاب ت 1057. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 رفاعة لم يدركه، والإسناد الأول مع إرساله أصح. وقد زعم ابن مندة أنّ صاحب هذه القصّة هو الّذي تقدّم ذكره في سليمان بن الحارث، وأن ابن إسحاق قال: إنه شهد بدرا، واستشهد بأحد. وغاير بينهما ابن عبد البرّ. والظّاهر أنه أصوب، فإن ذاك من بني دينار بن النّجّار فهو خزرجي، وهذا من رهط سعد بن معاذ، ومعاذ بن جبل وهو أوسي. وأما جزم الخطيب بأنّ صاحب معاذ بن جبل يقال له سليم بن الحارث فلا يدل على التوحيد، إذ لا مانع من الاشتراك في اسم الأب كما اشترك الابن. واللَّه أعلم. 3463 ز- سليم العذري «1» : قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في وفد بني عذرة، فأسلموا، وكانوا اثني عشر رجلا. وروى ابن مندة بإسناد فيه الواقديّ، عن حريث بن سليم العذري، عن أبيه، قال: سألت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم عمّن فرّق بين السّبي، فقال: «من فرّق بين الوالد والولد فرّق اللَّه بينه وبين الأحبّة يوم القيامة» . وقد تقدم سليم بن مالك، وسليم بن عش، فما أدري أهو أحدهما أم ثالث؟. 3464- سليم السّلمي «2» : روى عنه أبو العلاء بن الشّخّير. ذكره أبو عمر. 3465- سليم، مولى عمرو بن الجموح «3» : له ذكر في كتاب الجهاد لابن المبارك، من حديث ابن عباس، قال: كان عمرو بن الجموح شيخا كبيرا أعرج ... فذكر الحديث في شهوده أحدا، قال: وكان معه غلام له يقال له سليم، فقال له: ارجع إلى أهلك. فقال: وما عليك أن أصيب معك اليوم خيرا. فتقدم العبد فقاتل حتى قتل. وأخرجه أبو موسى، وأخرجه الحاكم في «الإكليل» ، من حديث ابن المبارك، مطولا وظاهر سياقه أنه مرسل. 3466- سليم، أحد بني الحارث بن سعد. ذكره ابن السّكن. وأخرج من طريق عبد الملك عن عروة بن سليم أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه، قال: لما نزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تبوك أشار بيده، فقال: «الإيمان يمان والجفاء وغلظ القلوب في الفدّادين أهل الوبر» «4» .   (1) أسد الغابة ت 2216، الاستيعاب ت 1059. (2) أسد الغابة ت 2219، الاستيعاب ت 1058. (3) أسد الغابة ت 2222. (4) الفدّادون بالتشديد: الذين تعلوا أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، وأحدهم فدّاد، يقال: فد الرّجل يفدّ فديدا إذا اشتد صوته، وقيل: هم المكثرون من الإبل وقيل: هم الجمّالون والبقّارون والحمّارون والرّعيان وقيل: إنما هو «الفدادين» محقّقا واحدها: فدّان مشدد وهي البقر التي يحرث بها وأهلها أهل جفاء وغلظة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 واستدركه ابن فتحون، ولعله سليم بن مالك العذريّ، فإن بني الحارث بن سعد من بني عذرة. 3467- سليم، غير منسوب «1» : هو أبو كبشة. يأتي في الكنى. ذكر من اسمه سليمان- بزيادة ألف ونون 3468- سليمان بن أكيمة «2» : في سليم. 3469- سليمان بن أبي حثمة «3» : يأتي في القسم الثاني. 3470- سليمان بن صرد «4» : بن الجون «5» بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب، أبو المطرّف الخزاعيّ. يقال كان اسمه يسار، فغيره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقد روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن علي وأبي الحسن، وجبير بن مطعم. روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، ويحيى بن يعمر، وعبد اللَّه بن يسار، وأبو الضحى، وكان خيّرا فاضلا، شهد صفّين مع علي، وقتل حوشبا مبارزة، ثم كان ممّن كاتب الحسين، ثم تخلف عنه، ثم قدم هو والمسيب بن نجبة في آخرين، فخرجوا في الطلب بدمه وهم   (1) أسد الغابة ت 2226، الاستيعاب ت 1055. النهاية 3/ 419. (2) أسد الغابة ت 2228، تجريد أسماء الصحابة 1/ 237، تنقيح المقال 5179- مجمع الزوائد 1/ 154- دائرة معارف الأعلمي 19/ 232. (3) أسد الغابة ت 2229، الاستيعاب ت 1060، الثقات 3/ 191، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 237- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 564- الطبقات 235، التحفة اللطيفة 177- المنمق 372- الوافي بالوفيات 15/ 507. (4) أسد الغابة ت 2231، الاستيعاب ت 1061، طبقات ابن سعد 4/ 292، 6/ 25، طبقات خليفة ت 665، 941، المحبر 291، التاريخ الصغير 1/ 146، الكنى 2/ 117، تاريخ الطبري 5/ 583، الجرح والتعديل 4/ 123، مشاهير علماء الأمصار 305، جمهرة أنساب العرب 238، تاريخ بغداد 1/ 200، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 176، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 234، تهذيب الكمال 543، تاريخ الإسلام 3/ 17، العبر 1/ 72، تذهيب 2 لتهذيب 2/ 50، الوافي بالوفيات 15/ 392، العقد الثمين 4/ 607، تهذيب التهذيب 4/ 200، خلاصة تذهيب الكمال 1290، شذرات الذهب 1/ 73. (5) في أصرد بن أبي الجون. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 أربعة آلاف، فالتقاهم عبيد اللَّه بن زياد بعين الوردة «1» بعسكر مروان، فقتل سليمان ومن معه، وذلك في خمس وستين في شهر ربيع الآخر، وكان لسليمان يوم قتل ثلاث وتسعون سنة، وكان الّذي قتل سليمان يزيد بن الحصين بن نمير، رماه بسهم فمات وحمل رأسه ورأس المسيّب إلى مروان. 3471 ز- سليمان بن عمرو الزّرقيّ «2» : قال ابن حبان: له صحبة، وروى الباوردي من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن سليمان بن عمرو الزرقيّ- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى حضرموت وكندة. 3472- سليمان بن عمرو بن حديدة «3» : تقدم في سلم. 3473- سليمان بن أبي سليمان الشامي «4» : قال أبو حاتم: له صحبة. وروى البغويّ، من طريق عروة بن رويم، عن شيخ من جرش: حدثني سليمان، قال: كنت جالسا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّكم ستجنّدون أجنادا، ويكون لكم ذمّة وخراج وأرض يمنحها اللَّه لكم ... » الحديث. قال ابن أبي حاتم: أدخله أبو زرعة في مسند الشاميين، وقال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا الحديث. وأخرجه أبو حاتم في الوحدان، وقال فيه: عن سليمان صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 3474- سليمان السّلمي: أبو الحديد- قرأت بخط القطب الحلبي شيخ شيوخنا في تاريخ مصر له ما نصه: أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان بن أبي الحديد سليمان السلمي، صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكر عن بعض العلماء من المصريين أنه لقيه بمصر لما قدمها، قال: ورأيت معه قلادة نعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكر لنا أنه ورثها عن آبائه المذكورين إلى سليمان أبي الحديد صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ومات هذا سنة خمس وعشرين وستمائة عن   (1) عين الوردة: هو رأس عين المدينة المشهورة بالجزيرة كانت فيها وقعة للعرب ويوم من أيامهم. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 979. (2) أسد الغابة ت 2232. (3) الاستيعاب ت 1062. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 237- تقريب التهذيب 1/ 325، تهذيب التهذيب 4/ 197- تهذيب الكمال 1/ 539- خلاصة تذهيب 1/ 413- الكاشف 1/ 395، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 592- الطبقات الكبرى 6/ 345- التاريخ الكبير 4/ 16- التاريخ الصغير 2/ 57. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 غير وارث، وأخذ الأشرف بن العادل موجودة وكان شيئا كثيرا، فجعل الأشرف ذلك كله في أوقاف المدرسة الأشرفية بدمشق. قلت: ومن جملتها النعل المذكورة، وقد ذكرها الذهبي وغيره، ويعبّرون عنها بالأثر الشريف، وهذا أصلها. ومحمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد جدّه محدث مشهور، قد ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق. السّين بعدها الميم 3475- سماك: بكسر أوله وتخفيف الميم، ابن أوس بن خرشة، أبو دجانة. يأتي في الكنى، والأكثر بحذف أوس. 3476- سماك بن ثابت «1» : بن سفيان. تقدم في ترجمة أبيه ثابت. 3477- سماك بن الحارث: بن ثابت الخزرجيّ. ذكره ابن أبي حاتم في الصحابة. والمعروف الّذي قبله، وله أخ اسمه الحارث بن ثابت بن سفيان، فلعله اختلف عليه. 3478 ز- سماك بن خرشة الأنصاريّ: آخر. وهو غير أبي دجانة. قال سيف في الفتوح: وكان سماك بن مخرمة الأسديّ، وسماك بن عبيد العبسيّ، وسماك بن خرشة الأنصاريّ، وليس بأبي دجانة، هؤلاء الثلاثة أول من ولي مسالح دستبي «2» من أرض همذان، وقدم هؤلاء الثلاثة على عمر في وفود أهل الكوفة بالأخماس، وانتسبوا له، فقال: «اللَّهمّ بارك فيهم واسمك بهم الإسلام» . وذكر سيف أيضا أنّ سماك بن خرشة شهد القادسيّة. قال ابن فتحون: ذكر ابن عبد البر أن أبا دجانة شهد صفين، ولم يشهد أبو دجانة صفين، ولعله اشتبه عليه بهذا. انتهى. وإنما ذكرت هؤلاء في هذا القسم لما تقدّم من أنهم لم يكونوا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة.   (1) أسد الغابة ت 2235، الاستيعاب ت 1064، الجرح والتعديل 4/ 1199- الطبقات الكبرى 3/ 504، 8/ 373، دائرة معارف الأعلمي 19/ 257. (2) دستبي) بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة من فوق والباء الموحدة المكسورة: كورة كبيرة كانت مشتركة بين الرّيّ وهمذان فقسّمت كورتين وهذه هي كورة همذان التي أفردت لها تشتمل على قريب تسعين قرية وتسمّى قرية منها دستبي همذان. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 526. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 وقال ابن مسكويه: كان لسماك بن خرشة، وليس لأبي دجانة، ذكر في فتوح الري «1» 3479- سماك بن سعد «2» : بن ثعلبة الأنصاريّ، عم النعمان بن بشير. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، فيمن شهد بدرا، وشهد أحدا وليس له عقب. قال ابن أبي حاتم: لا أعلم روي عنه شيء. 3480- سماك بن عبيد العبسيّ: تقدم ذكره قبل ترجمة، ووقع ذكره في فتوح همذان أيضا، وأنه الّذي أسر دينارا الفارسيّ، وكان في ثمانية أنفس فقتلهم سماك بن عبيد، وأحضر دينارا إلى حذيفة، فصالحه وعاش دينار إلى آخر خلافة معاوية. وله مع أهل الكوفة قصّة، ولم أر التصريح بأنه أسلم. 3481- سماك بن مخرمة» : بن حمير بن ثابت الأسديّ، أسد خزيمة- تقدم أيضا. وذكره حمزة بن يوسف في «تاريخ جرجان» فيمن دخلها من الصحابة. وقال ابن أبي حاتم: إليه ينسب مسجد سماك بالكوفة، وهو خال سماك بن حرب. وبه سمّي. وقال أبو عمر: له صحبة. وعن ابن معين أنه قال: إنه من الصحابة. وقال عبيد اللَّه ابن عمرو الرقي: يقال إنه مات بالرقة. ويقال: عاش إلى خلافة معاوية. [وذكر ابن عساكر لسماك بن مخرمة قصّة مع معاوية يقول فيها: ولئن قدمت إلينا شبرا من غدر لنقدمنّ إليك باعا، لكن نسبه تميمي، فلعله آخر] «4» . 3482 ز- سماك بن النعمان: بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الأنصاريّ. قال الطبريّ: شهد أحدا هو وأخوه فضالة.   (1) الرّيّ: بفتح أوله، وتشديد ثانيه. مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الخيرات قصبة بلاد الجبال على طريق السابلة قال الإصطخري: كانت أكبر من أصفهان بكثير تفانى أهلها بالقتال في عصبيّة المذاهب حتى صارت كأحد البلدان. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 651. (2) أسد الغابة ت 2237، الاستيعاب ت 1066، الثقات 3/ 180، تجريد أسماء الصحابة 1/ 238- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1200- أصحاب بدر 177، الطبقات 94- الوافي بالوفيات 15/ 602- البداية والنهاية 3/ 329، الإكمال 4/ 349، 170، دائرة الأعلمي 19/ 257- المشتبه 196. (3) أسد الغابة ت 2238، الاستيعاب ت 1067، تجريد أسماء الصحابة 1/ 238، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1202- تاريخ جرجان 45، 46- الوافي بالوفيات 15/ 601. (4) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 3483 ز- سماك الخيبري: ذكر الواقديّ أنّ عمر أسره يوم خيبر، فلما فتحوا النّطاة «1» فقدمه ليضرب عنقه، فقال: أبلغني أبا القاسم صلّى اللَّه عليه وسلم فأبلغه، فدلّه على عوراتهم، ثم أسلم سماك وخرج من خيبر فلم يعد إليها بعد أن استوهب من النبي صلّى اللَّه عليه وسلم زوجته- نقيلة- فوهبها له. استدركه ابن فتحون، وذكره الرشاطي في الخيبريين. 3484- سمالي بن هزال «2» : ذكره العسكريّ في الأفراد. وأخرج أبو موسى من طريقه بإسناده إلى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه- أن سمالي بن هزال اعترف عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالزنا، فأمر به فرجم. قال أبو موسى: هذه القصة مشهورة بماعز بن مالك مع هزّال كما سيأتي، فلعله مصحّف. قلت: هو أمر محتمل. 3485 ز - سمحج «3» : بوزن أحمر، آخره جيم، الجنّي. روى الفاكهيّ في كتاب مكّة من حديث ابن عباس، عن عامر بن ربيعة، قال: بينا نحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة في بدء الإسلام إذ هتف هاتف على بعض جبال بمكة يحرّض على المسلمين، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «هذا شيطان، ولم يعلن شيطان بتحريض على نبيّ إلّا قتله اللَّه» . فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: قد قتله اللَّه بيد رجل من عفاريت الجن، يدعى سمحجا، وقد سميته عبد اللَّه، فلما أمسينا سمعنا هاتفا بذلك المكان يقول: نحن قتلنا مسعرا ... لما طغى واستكبرا وصغّر الحقّ وسنّ المنكرا ... بشتمه نبيّنا المظفّرا [الرجز] ومن طريق حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، قال: لما ظهر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة هتف رجل من الجنّ يقال له مسعر بالتحريض عليه، قال: فتذامرت قريش، واشتدّ خطبهم، فلما كان في الليلة القابلة قام مقامه آخر يقال له سمحج، فقال مثله، فذكر نحوه.   (1) نطاة: بالفتح وآخره هاء: اسم لأرض خيبر وقيل: حصن بخيبر وقيل: عين بها تسقي بعض نخيل قراها وهي وبيئة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1376. (2) أسد الغابة ت 2239. (3) أسد الغابة ت 2240. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 3486- سمحج: ويقال: بالهاء بدل الحاء، الجنّي. ما أدري هو الّذي قبله أو غيره. روى الدّارقطنيّ في «الأفراد» من طريق قال أبو موسى: أخرجناه تبعا له، لأن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان مبعوثا إلى الإنس والجنّ. قلت: وأخرجه الشّيرازيّ في الألقاب، من طريق محمد بن عروة الجوهري، حدّثنا عبد اللَّه بن الحسين بن جابر المصّيصي ح. وقال الطّبرانيّ في الكبير: حدثنا عبد اللَّه بن الحسين، قال: دخلت طرسوس، فقيل لي: ها هنا امرأة قد رأت الجنّ الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فذهبت إليها، فإذا امرأة مستلقية على قفاها، وحولها جماعة، فقلت لها: ما اسمك؟ قالت: منوسة، فقلت لها: هل رأيت أحدا من الجنّ الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قالت: نعم، حدثني سمحج، واسمه عبد اللَّه، قال: قلت يا رسول اللَّه، أين كان ربّنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: «كان على حوت من نور يتلجلج في النّور» . قلت: وعبد اللَّه بن الحسين من شيوخ الطبراني، وقد ذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء، فقال: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. ثم ذكر عن أحمد بن مجاهد عنه حديثين، من روايته عن محمد بن المبارك، وقال: له نسخة أكثرها مقلوبة. 3487- سمرة بن جنادة «1» : بن جندب بن حجير بن زبّاب بن سواءة السّوائي، والد جابر. لهما صحبة. وحديث سمرة من رواية أبيه في صحيح مسلم، وغلط ابن مندة في نسبه فقال سمرة بن جنادة بن حجر بن زياد، فأسقط منه اسم جندب وجعل حجيرا حجرا وزبابا زيادا. قال ابن سعد: أسلم في الفتح. وقال الخطيب: كان مع سعد بن أبي وقّاص بالمدائن وتزوج أخت سعد ثم نزل بالكوفة. وقال ابن حبّان وابن منجويه: مات بالكوفة في ولاية عبد الملك. وقرأت بخط الذهبي أن الّذي مات في ولاية عبد الملك ولده جابر، وأما سمرة فقديم.   (1) أسد الغابة ت 2241- الثقات 3/ 175- تجريد أسماء الصحابة 1/ 239- تقريب التهذيب 1/ 333- تهذيب التهذيب 4/ 336- تهذيب الكمال 1/ 550- خلاصة تذهيب 1/ 422 الكاشف 1/ 403- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 678- تاريخ من دفن بالعراق 226- دائرة الأعلمي 19/ 260- الجمع بين رجال الصحيحين 760. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 3488- سمرة بن جندب «1» : بن هلال بن حريج بن مرّة بن حزن بن عمرو «2» بن جابر بن خشين بن لأي بن عصيم بن فزارة الفزاريّ، يكنّى أبا سليمان. قال ابن إسحاق: كان من حلفاء الأنصار، قدمت به أمّه بعد موت أبيه، فتزوجها رجل من الأنصار، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار، فمرّ به غلام، فأجازه في البعث، وعرض عليه سمرة فردّه، فقال: لقد أجزت هذا ورددتني، ولو صارعته لصرعته، قال: فدونكه فصارعه، فصرعه سمرة فأجازه. وعن عبد اللَّه بن بريدة، عن سمرة: كنت غلاما على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فكنت أحفظ عنه. ونزل سمرة البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة، وكان شديدا على الخوارج، فكانوا يطعنون عليه، وكان الحسن وابن سيرين يثنيان عليه. وقال ابن سيرين: في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير. وروى عنه أبو رجاء العطارديّ، والشّعبي، وابن أبي ليلى، ومطرّف بن الشخير، وآخرون. وعبد اللَّه بن سليمان عنه. ومات سمرة قبل سنة ستين. قال ابن عبد البرّ، سقط في قدر مملوء ماء حارا، فكان ذلك تصديقا لقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم له ولأبي هريرة ولأبي محذورة: «آخركم موتا في النّار» . قيل: مات سنة ثمان، وقيل سنة تسع وخمسين، وقيل في أول سنة ستين. 3489- سمرة بن حبيب «3» : بن عبد شمس العبشمي. قال ابن حزم في الجمهرة: يقال إنه أسلم في أول الإسلام، ومات قديما. وذكر ابن الدّباغ عن ابن داسة أنه أسلم، وولّاه عثمان. انتهى. وهذا يقتضي أنه عاش إلى خلافة عثمان، وليس كذلك، بل الّذي ولّاه عثمان ولده عبد الرحمن بن سمرة.   (1) أسد الغابة ت 2242، الاستيعاب ت 1068، طبقات ابن سعد 6/ 34، 49، طبقات خليفة ت 423، 1404، المحبر 295، التاريخ الكبير 4/ 176، التاريخ الصغير 1/ 106، 107، المعارف 305، الجرح والتعديل 1544، مشاهير علماء الأمصار ت 123، جمهرة أنساب العرب 259، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 235، تهذيب الكمال 553، تاريخ الإسلام 2/ 290، العبر 1/ 65، تذهيب التهذيب 582، الوافي بالوفيات 15/ 454، مرآة الجنان 1/ 131، تهذيب التهذيب 4/ 236، خلاصة تذهيب الكمال 132، شذرات الذهب 1/ 65. (2) في أعامر. (3) أسد الغابة ت 2243. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 وروى ابن قانع، من طريق الشعبي، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن أبيه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان يوتر بسبّح، وقل يا أيّها الكافرون، وقل هو اللَّه أحد. قال ابن قانع: كذا قال: عن أبيه. 3490- سمرة بن ربيعة العدوانيّ «1» : ويقال العدويّ. روى ابن مندة من طريق حرام بن عثمان، عن محمّد وعبد اللَّه ابني جابر، عن أبيهما- أن سمرة بن ربيعة العدوانيّ جاء إلى أبي اليسر يتقاضاه حقّا له، فقال أبو اليسر لأهله: قولوا له ليس هو هنا، فجعل سمرة يستريح «2» ، فظنّ أبو اليسر أنه ذهب وأطلع رأسه فرآه سمرة، فقال أبو اليسر: أما سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من انظر معسرا أظلّه اللَّه في ظلّه ... » الحديث، فقال سمرة: أشهد لسمعته يقول ذلك. قلت: أصل هذه القصة في مسلم بغير هذا السياق، وليس فيها لسمرة ذكر، بل فيها أن الدّين كان لأبي اليسر على شخص آخر. وقد تقدم في الحارث بن يزيد شيء من ذلك. وحرام بمهملتين متروك. 3491- سمرة بن عمرو «3» : بن قرط العنبريّ، من ولد حبيب بن عديّ بن العنبر بن تميم. له ذكر في عدة أحاديث، فعند أبي داود في السنن، من طريق شعيب بن عبد اللَّه بن الزبير العنبري، عن أبيه، عن جدّه- بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلم جيشا إلى بني العنبر، فأخذهم ... الحديث. وفيه: «هل لكم بيّنة أنّكم أسلمتم قبل أن تؤخذوا» . «4» قالوا: سمرة رجل من بني العنبر، ورجل آخر. وأخرجه البغويّ وابن السّكن وغيرهما من هذا الوجه، فقالوا: سمرة بن عمرو. وذكر سيف في الفتوح أنّ خالد بن الوليد استعمل سمرة بن عمرو بن قرط على اليمامة بعد فتحها. وذكر ابن الأعرابيّ أنّ عثمان استعمل سمرة بن عمرو بن قرط على هوامي الإبل، فكان لا يخبر بضالّة إلا أخذها فعرفها، فكان من ضلّت له ناقة يطلبها عند سمرة، فبلغه أن   (1) أسد الغابة ت 2244، تجريد أسماء الصحابة 1/ 239- العقد الثمين 4/ 617. (2) في ط يسرع. (3) أسد الغابة ت 2246. (4) في أبينة على أنكم، أسد الغابة ت 2247. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 ناقة ضلت في بني وثيل فأتاهم وليس هناك منهم أحد، وكانت أمهم ليلى بنت شداد بن أوس، وهي عجوز كبيرة ... فذكر قصّة، فجاء سحيم بن وثيل إلى أمه، فأخبرته الخبر، فسكت حتى يلقى عبيد بن غاضرة بن سمرة فصرعه فدقّ فمه، فاستعدى عليه سمرة عثمان فحبسه. وسيأتي ذكر ولده غاضرة بن سمرة إن شاء اللَّه تعالى. 3492- سمرة بن فاتك «1» : ويقال ابن فاتكة الأسديّ. ويقال اسمه سبرة- بسكون الموحدة. روى أحمد والحسن بن سفيان والبخاريّ في تاريخه، والبغويّ وابن مندة وغيرهم من طريق بشر بن عبيد اللَّه، عن سمرة بن فاتكة الأسدي- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «نعم الرّجل سمرة لو أخذ من لمّته، وشمّر من مئزره» ، فبلغه ذلك، ففعل. وروى ابن المبارك في الجهاد من هذا الوجه عن سمرة أثرا آخر موقوفا قال فيه: ولوددت أنه لا يأتي عليّ يوم إلا عدا عليّ فيه قرني من المشركين عليه لأمته إن قتلني فذاك، وإن قتلته عدا عليّ مثله. وقد أورد ابن عساكر هذا المتن في ترجمة سمرة بن فاتك. والّذي عندي أنه غيره، وقد فرق بينهما البخاري في تاريخه، فقال في هذا: له صحبة، حديثه في الشّاميين، وأورد له هذا الحديث، وأورد في سبرة حديث جبير بن نفير عنه الّذي تقدم في ترجمته. 3493- سمرة بن معاوية «2» : بن عمرو بن سلمة بن أبي كرب بن ربيعة الكنديّ. ذكر ابن شاهين أنّ له وفادة، وجدّ أبيه سلمة يقال له المجرّ، لأنه طعن رجلا فأجرّه الرمح، أي نزل في نحره. وبنو المجرّ: بطن من ولده بالكوفة لهم فيها مسجد، ذكر ذلك ابن الكلبيّ. 3494 - سمرة «3» بن معير «4» : بن لوذان الجمحيّ، أخو أبي محذورة. وقيل هو اسم أبي   (1) تعجيل المنفعة 146- الجرح والتعديل 4/ 1279- الأعلمي 19/ 260- الثقات 207، بقي بن مخلد 325. (2) أسد الغابة ت 2248، الاستيعاب ت 1071. (3) أسد الغابة ت 2249، الاستيعاب ت 1070، تجريد أسماء الصحابة 1/ 239- الجرح والتعديل 4/ 680- التاريخ الصغير 1/ 106، 122، الوافي بالوفيات 15/ 613- التاريخ الكبير 4/ 177- المشتبه 597- التاريخ لابن معين 3/ 239- الأعلمي 19/ 260. (4) في أمعين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 محذورة. وقال ابن حزم في الجمهرة: ويظن أهل الحديث أن اسم أبي محذورة سمرة، وليس كذلك، وإنما سمرة أخ له. قلت: جزم بأن اسم أبي محذورة سمرة ابن معين وابن سعد وغيرهما. وقال مصعب الزبيري: اسم أبي محذورة أوس، وله أخ يقال له سمرة، فهذا مما اعتمد عليه ابن حزم. 3495- سمعان بن خالد «1» : من بني قريط «2» . روى ابن مندة من طريق مشنّج «3» بن سمعان بن الهيثم بن عقيل بن ثابت بن سمعان ابن خالد عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا له بالبركة لما وفد عليه ومسح ناصيته في حديث طويل. وفي إسناده من لا يعرف. وذكر أبو عمر في ترجمة النّواس بن سمعان أن سمعان بن خالد هذا هو والد النواس، ولم يفرده بترجمة. 3496- سمعان بن عمرو بن حجر الأسلميّ «4» : قال ابن مندة: له صحبة، وأخرج من طريق منصور بن عباد بن عمر بن بلال بن عمران بن خيار بن سمعان بن عمرو، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه سمعان بن عمرو- أنه وفد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فبايعه على الإسلام، وصدق الرسالة «5» ، وأقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أرضا. في إسناده مجاهيل، وابنه خيار بالخاء المعجمة والتحتانية. وعند أبي عمر في الأفراد من حرف السّين المهملة: سمعان بن عمرو الأسلميّ إسناد حديثه ليس بالقائم. 3497 ز- سمعان بن عمرو: بن قريط بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب الكلابي. ذكر أبو الحسن المدائني في كتاب رسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بأسانيده، قالوا: وبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى سمعان بن عمرو مع عبد اللَّه بن عوسجة فرقع بكتابه دلو، فقيل لهم بنو المرقع، ثم أسلم سمعان، وقدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنشده: أقلني كما أمّنت وردا ولم أكن ... بأسوإ ذنبا إذ أتيتك من ورد [الطويل]   (1) في أخالد الكلابي من بني قريط. (2) أسد الغابة ت 2250. (3) في أمسيح. (4) أسد الغابة ت 2251، الاستيعاب ت 1150. (5) في أإليه ماله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 يشير إلى ورد بن مرداس أحد بني سعد هذيم، وكان صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إليه في عسيب فعدا على العسيب فكسره، ثم إنه بعد ذلك أسلم، وغزا مع زيد بن حارثة وادي القرى، فاستشهد. ويحتمل أن يكون هو سمعان والد النواس، ويكون سقط اسم أبيه من نسبه، فهو النواس بن سمعان بن عمرو بن خالد بن عمرو بن قريط، وسائر نسبه كما ذكر هنا. 3498 ز- سمعون، حليف آل حضرموت: ذكره موسى بن سهل الدئليّ فيمن نزل فلسطين من الصحابة. 3499- ز: [سمعون، بمهملتين، ويقال بمعجمتين: هو أبو ريحانة. يأتي في المعجمة] «1» . 3500- سميحة «2» : ويقال سحيمة. استدركه الأشيريّ على ابن عبد البر، وأخرج من طريق خالد بن نجيح، عن بكر بن شريح، قال: كان لأبي لبابة الأنصاري جار يقال له سحيمة أو سميحة، وكانت له نخلة مظلة على دار أبي لبابة، فذكر الحديث. قلت: وستأتي هذه القصة في ترجمة أبي الدّحداح، وهي مشهورة به. 3501 ز- السّميدع الكناني: روى أبو الفرج الأصبهاني من طريق ابن دأب أن خالد بن الوليد لما توجه إلى بني كنانة يقاتلهم فقالوا: إنا صبأنا ولم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فقتلهم، فأرسل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عليا فأعطاهم ديات من قتل منهم، قال: فأقبل غلام من القوم يقال له السّميدع من بني أقرم حتى قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبره بأمرهم وبما صنع خالد بهم «3» [قال ابن دأب: فأخبرني صالح بن كيسان أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «هل أنكر عليه أحد ما صنع؟ قال: نعم، رجل أصفر ربعة، ورجل آخر طويل أحمر. فقال عمر: الأول ابني، والآخر مولى أبي حذيفة ... فذكر القصة] «4» . 3502- سمير بن الحصين «5» : بن الحارث بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف الخزرجيّ. ذكر العدويّ أنه شهد أحدا ومات في خلافة عمر [وكان من عماله، قال] «6» : وكانت له منه ناجية، وذكره الطّبري أيضا.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2252. (3) في أصنع خالد بهم فذكر القصة. (4) سقط في أ. (5) المشتبه 401- الأعلمي 19/ 264، أسد الغابة ت 2253. (6) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 3503- سمير بن زهير «1» : له ذكر في ترجمة عائذ بن سعد. وروى ابن مندة من حديث عائذ بن سعد، قال: وفدنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال سمير: يا رسول اللَّه، إن أخي سلمة بن زهير خرج مهاجرا إلى اللَّه ورسوله فقتل ... الحديث. 3504 ز- سمير بن كعب: ذكر سيف في الفتوح أنه كان من أمراء الفتوح مع أبي عبيدة ومع خالد بن الوليد. 3505- سمير، والد سليمان «2» : لعله سمرة بن جندب. روى ابن مندة من طريق مبشر بن إسماعيل، عن حريز بن عثمان، عن سليمان بن سمير، عن أبيه، قال: كنا نتمتّع على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. 3506- سميط البجلي «3» : ذكره البغويّ وغيره، فأخرج البغويّ وابن قانع من طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن أبي منصور عن السّميط البجلي: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من رابط يوما في سبيل اللَّه كان كعدل شهر، صيامه وقيامه» . 3507- سميفع «4» : في ذي الكلاع. السين بعدها النون 3508- سنان بن تيم الجهنيّ» : حليف بني عوف بن الخزرج. يأتي في سنان بن وبرة. 3509- سنان بن ثعلبة: بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاريّ «6» . شهد أحدا، قاله أبو عمر. 3510- سنان بن روح «7» : ذكر الدّارقطنيّ أنه مذكور فيمن نزل حمص من الصّحابة. وقيل: إنه سيّار- بفتح المهملة وتشديد التحتانية. 3511- سنان بن سلمة «8» : يأتي في عوف بن سراقة.   (1) أسد الغابة ت 2254. (2) أسد الغابة ت 2255. (3) أسد الغابة ت 2256، تجريد أسماء الصحابة 1/ 240. (4) أسد الغابة ت 2257. (5) الاستيعاب ت 1072. (6) الاستيعاب ت 1073. (7) الاستيعاب ت 1074، الإكمال 4/ 439. (8) الاستيعاب ت 1075، الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 240- تقريب التهذيب 1/ 334- تهذيب التهذيب 4/ 241- الكاشف 1/ 405- تهذيب الكمال 1/ 552- خلاصة تذهيب 1/ 423- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1079، شذرات الذهب 1/ 55- الطبقات 192- التاريخ الصغير 1/ 218- الوافي بالوفيات 15/ 627، 633، التاريخ الكبير 4/ 165، العبر 1/ 54. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 3512- سنان بن سنّة «1» : بفتح المهملة وتشديد النون- الأسلميّ. يقال إنه عم حرملة بن عمرو، ويقال جده [والأول أصح] «2» . وروي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «الطّاعم الشّاكر له مثل أجر الصّائم الصّابر» . أخرجه ابن ماجة. وروى أحمد عن طريق حرملة بن عمرو الأسلمي، قال: حججت حجة الوداع، فأردفني عمي سنان بن سنّة. قال ابن حبّان: يقال مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. [قلت: صحّفه بعض الرواة كما سيأتي في القسم الرابع من حرف الشّين المعجمة، وجاء عن سنان بن سنّة حديث آخر غلط فيه راويه، أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن معاذ بن سعوة، عن سنان بن سنّة، رفعه، في الهدي: «فليأكل فإن أكل غرم» . وقال عبيد اللَّه بن موسى، عن أبي ليلى بهذا الإسناد، سنان بن سلمة، أخرجه البغويّ وهو الصّواب. وسنان بن سلمة هو ابن المحبّق سيأتي في القسم الثاني] «3» . 3513- سنان بن أبي سنان «4» : بن محصن الأسديّ ابن أخي عكاشة. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وفي «الفتوح» لسيف بن عمر «5» عن سعيد بن عبيد بن حريث بن المعلى أن سنان بن   (1) أسد الغابة ت 2263، الاستيعاب ت 1078، الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 240- تقريب التهذيب 1/ 334- الإكمال 4/ 439، 5/ 535، تهذيب التهذيب 4/ 242- تهذيب الكمال 1/ 552- الكاشف 1/ 405- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1078، خلاصة تذهيب 1/ 424- التلقيح 373- الطبقات 112- الطبقات الكبرى 4/ 317، التاريخ الكبير 4/ 161، التحفة اللطيفة 195- الوافي بالوفيات 15/ 626- بقي بن مخلد 343. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 2261- الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 240- الجرح والتعديل 14/ ترجمة 1080- أصحاب بدر 93، الطبقات 248- المصباح المضيء 1/ 276- الطبقات الكبرى 3/ 89، 93، التحفة اللطيفة 195- الوافي بالوفيات 15/ 620- التاريخ الكبير 4/ 162- البداية والنهاية 3/ 319. (5) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 أبي سنان كان أول من كتب إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بخبر طليحة بن خويلد الأسديّ، وكان سنان على بني مالك. وزعم الواقديّ أنه أول من بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم تحت الشّجرة. وسيأتي في ترجمة أبي سنان وهب الأسدي أنه وصف بذلك وصفه به الشّعبي وزرّ بن حبيش من طريقين صحيحين. قالوا: مات سنة اثنتين وثلاثين. 3514 ز- سنان بن أبي سنان الأسدي ّ «1» : آخر. يأتي خبره في ترجمة والده أبي سنان، وفي ترجمة أمه أم سنان] «2» . 3515 ز- سنان بن سويد الجهنيّ: روى ابن السكن من طريق عبد اللَّه بن داود بن الدّلهاث الجهنيّ، قال: كان ياسر بن سويد، وسنان بن سويد، وسيار بن سويد، كلهم إخوة لقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. 3516- سنان بن شفعلة «3» : ويقال شمعلة، ويقال ابن شعلة الأوسي. روى أبو موسى من طريق ابن مردويه بإسناده إلى عباد بن راشد اليماني، حدّثني سنان بن شفعلة الأوسي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «حدّثني جبريل أنّ اللَّه تعالى لمّا زوّج فاطمة عليا أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقا بعدد محبّي آل بيت محمّد» . قال أبو موسى: ليس في إسناده من يعرف سوى عباد بن راشد، وفي السّند محمد بن فارس العطشي، وهو رافضيّ. 3517- سنان بن صيفي «4» : بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاريّ. قال ابن شاهين، عن رجاله: شهد بدرا وأحدا وما بعدها، وكذا ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه بدريّ، والّذي عند ابن إسحاق في البدريين أبو سنان بن صيفي، فإن لم يكن أخا هذا وإلا فأحد القولين وهم.   (1) الاستيعاب ت 1077. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2244، الإكمال 4/ 439. (4) أسد الغابة ت 2265، الاستيعاب ت 1079. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 3518- سنان بن ظهير الأسديّ «1» : قال أبو عمر: له صحبة. وروى أبو نعيم من طريق عقبة بن جودان «2» ، عن أبيه، عن سنان بن ظهير، قال: أهديت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ناقة فقال: «دع داعي اللّبن» . 3519- سنان بن عبد اللَّه: بن قشير بن خزيمة الأسلمي الملقب بالأكوع. ذكره ابن سعد في الطّبقة الثالثة من الصّحابة، وقال: إنه أسلم قديما وصحب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم هو وابناه عامر وسلمة، وكذا حكاه البغويّ والطّبريّ. وفي قوله: ابناه تجوّز، لأن عامرا ابنه وسلمة ابن ابنه كما مضى في ترجمته. واستبعده الذهبي «3» في «التجريد» ، ثم قال: هو خطأ بيقين، وأنه لم يدركه المبعث، وفيما قاله نظر لا يخفي. 3520- سنان بن عبد اللَّه الجهنيّ «4» : له ذكر في حديث ابن عبّاس. روى ابن خزيمة من طريق موسى بن سلمة الهذلي قال: انطلقت أنا وسنان بن سلمة معتمرين، فقلت لابن عباس: إن لي والدة أفأعتمر عنها؟ قال: أمرت امرأة سنان بن عبد اللَّه الجهنيّ أن يسأل لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن أمها ماتت فلم تحجّ، أفيجزى عن أمها أن تحجّ عنها؟ قال: «نعم» . ومن طريق أخرى قال فيها: فقال فلان الجهنيّ، وكذا هو عند أحمد. قال ابن مندة: ورواه محمد بن كريب، عن أبيه، فقال: سنان بن عبد اللَّه. قلت: هو في الطّبراني. وروى عن محمد بن كريب سفيان بدل سنان، وهو وهم، وقيل عن ابن عبّاس عن حصين بن عوف الخثعميّ، لكن الظّاهر أنه قصّة أخرى. 3521 ز- سنان بن أبي عبيد: بن وهب بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة الأنصاريّ. قال العدويّ: شهد أحدا. 3522- سنان بن غرفة «5» : بفتح الغين المعجمة والراء والفاء- كذا ضبطه ابن مفرج   (1) أسد الغابة ت 2267، الاستيعاب ت 1080، تجريد أسماء الصحابة 1/ 241، الطبقات الكبرى 1/ 293. (2) في أدودان، أسد الغابة ت 2269. (3) سقط في ط. (4) أسد الغابة ت 2268، الاستيعاب ت 1081، الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 241- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1084- الطبقات الكبرى 4/ 302، ذكر أخبار أصبهان 1/ 541- الوافي بالوفيات 15/ 623، التاريخ الكبير 4/ 161- الإكمال 4/ 439. (5) أسد الغابة ت 2270، تجريد أسماء الصحابة 1/ 241، الإكمال 4/ 439- تبصير المنتبه 3/ 942 تصحيفات المحدثين 975- دائرة معارف الأعلمي 19/ 267. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 في كتاب ابن السّكن، وكذا هو في الصّحابة للباوردي. قال ابن فتحون: ورأيته في نسخة من كتاب ابن السكن بكسر المهملة وسكون الراء بعدها قاف. وروى الباورديّ وابن السّكن والطّبرانيّ، من طريق بسر بن عبيد اللَّه، عن سنان بن غرفة، وكانت له صحبة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في المرأة تموت مع الرجال ليسوا بمحارم. قال: «تيمّم ولا تغسّل، وكذلك الرّجل» . 3523- سنان بن عمرو: بن طلق القضاعي «1» ، أبو المقنّع، حليف بني ظفر. قال ابن الكلبيّ: كانت له سابقة وشرف، وشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أحدا وغيرها، وأخرجه ابن شاهين. 3524- سنان بن مقرّن المزني «2» : أحد الإخوة. قال ابن سعد: له صحبة. وذكره أبو حاتم وابن شاهين وغير واحد في الصّحابة. وقال ابن مندة: له ذكر في المغازي. 3525- سنان بن وبرة «3» : أو وبر، الجهنيّ، حليف بني الحارث بن الخزرج. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: هو الّذي سمع عبد اللَّه بن أبيّ يقول: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ ... [المنافقون 8] الآية. وروى الطّبرانيّ من طريق خارجة بن الحارث بن رافع الجهنيّ، عن أبيه: سمعت سنان بن وبرة الجهنيّ يقول: كنّا مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في غزاة بني المصطلق، وكان شعارنا يا منصور أمت. وقال في الأوسط: لا يروى عن سنان إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن جهضم. وقال أبو عمر: هو سنان بن تيم. ويقال ابن وبرة، وهو الّذي نازع جهجاه الغفاريّ على الماء فاقتتلا. قلت: الحديث في الصّحيح بدون تسمية الرّجلين، وقد مضى في ترجمة جهجاه شيء من ذلك.   (1) أسد الغابة ت 2271، الاستيعاب ت 1082. (2) أسد الغابة ت 2272، الاستيعاب ت 1083. (3) أسد الغابة ت 2273، تجريد أسماء الصحابة 1/ 241- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1082، المصباح المضيء 1/ 176- الطبقات الكبرى 2/ 64، 65. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 3526- سنان الضمريّ «1» : ذكره أبو عمر، فقال: استخلفه أبو بكر على المدينة حين خرج لقتال أهل الرّدّة. ووقع في قصة سنين أبو جميلة، حين وجد اللقيط أن عمر سأل عنه عريفه، فقال: إنه رجل صالح، فذكر الشيخ أبو حامد أن اسم العريف سنان، فيحتمل أن يكون هو هذا. 3527- سنان «2» : غير منسوب- روى الباوردي، من طريق أبي خالد الأحمر، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، عن سنان- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأبي بكر: «تنقّ وتوقّ» . 3528- سنان «3» : يقال هو اسم أبي هند الحجّام «4» . وقد تقدم في سالم. 3529- سنبر «5» : بوزن جعفر بنون وموحدة، الإراشي- بكسر الهمزة وتخفيف الراء وبالمعجمة- رأيته بخط الخطيب مضبوطا. له ذكر في حديث أخرجه ابن شاهين وابن السّكن من طريق رشيد بن إبراهيم بن عاصم بن مالك بن عمرو البلوي، حدثني جدّي عن أبيه مالك، قال: عقلت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأتاه عمرو بن حسّان بوادي القرى برجل من بني إراش يقال له سنبر حليف له، فبايعه على الإسلام، وقال له: يا رسول اللَّه، أقطع حليفي فقطع له، وكتب له في عرجون، ووقع عند ابن فتحون سيار بدل سنبر، فلعله تصحيف، [وذكره الخطيب في المؤتلف، لكنه قال الأبواشي قرأت ذلك بخطه] «6» . 3530- سندر «7» : مولى زنباع الجذامي. تقدم ذكره في زنباع. قال البخاري ّ: سندر له صحبة، وروى الطّبراني من طريق ربيعة بن لقيط التّجيبي عبد اللَّه بن سندر عن أبيه أنه كان عبدا لزنباع، فغضب عليه فخصاه ... الحديث. وروى حديثه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه، وزاد فيه أن سندرا سأل عمر بن الخطاب أن يجعل ديوانه في مصر، فأجابه إلى ذلك، فنزلها. [أخرجه ابن مندة، وفي قصته أنه قال: يا رسول اللَّه، أوص بي. قال: «أوصي بك كلّ مسلم» . ثم جاء إلى أبي بكر فعاله حتى مات، ثم أتى عمر فقال: إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك مالا، فانظر أي المواضع أحبّ إليك فأكتب لك، فاختار مصر، فلما قدم على عمرو أقطعه أرضا واسعة ودارا.   (1) أسد الغابة ت 2266، الاستيعاب ت 1084. (2) أسد الغابة ت 2275. (3) أسد الغابة ت 2274. (4) هذه الترجمة سقط في أ. (5) أسد الغابة ت 2276. (6) هذه الترجمة سقط في أ. (7) أسد الغابة ت 2278، الاستيعاب ت 1151. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 قلت: رجّح ابن يونس أن قصّة عمر إنما كانت مع ابن سندر، وسيأتي بيان ذلك في ترجمة مسروح بن سندر. وقال الخطيب في «المؤتلف» : اختلف في الّذي خصاه زنباع، فقيل هو سندر نفسه، وقيل ابن سندر، وقيل أبو سندر. قلت: وقيل أبو الأسود. والرّاجح أن الّذي خصي هو سندر، وأنه يكنى أبا الأسود، وأن عبد اللَّه ومسروحا ولداه. وقال البخاريّ في «التاريخ» ، سندر أبو الأسود له صحبة. قال: وروى الزّهري عن سندر، عن أبيه] «1» . وذكر سعيد بن عفير، عن سماك بن نعيم، عن عثمان بن سويد الجروي أنه أدرك مسروح بن سندر الّذي جدعه زنباع. وعمّر سندر إلى زمان عبد الملك. وروى أبو موسى في «الذيل» ، من طريق أبي الخير عن سندر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أسلم سالمها اللَّه، وغفار غفر اللَّه لها، وتجيب أجابوا اللَّه» . وسيأتي في القسم الرّابع بيان ما وقع لأبي موسى هنا من الوهم. وذكر محمد بن الرّبيع الجيزي في الصّحابة الذين دخلوا مصر أن لأهل مصر عن سندر حديثين. 3531- سنين «2» : بالتّصغير، أبو جميلة السّلميّ. ويقال الضّمري. وقيل اسم أبيه واقد، حكاه ابن حبان. روى البخاريّ، من طريق الزّهري، عن أبي جميلة- أنه حجّ مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين، وقال: له أحاديث. وقال العجليّ: تابعيّ ثقة. 3532- سنين بن واقد الظفري «3» : ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: لا يعرف له مسند.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2279، الاستيعاب ت 1152. (3) أسد الغابة ت 2280، الثقات 3/ 179، تجريد أسماء الصحابة 1/ 242- تقريب التهذيب 1/ 335- تهذيب التهذيب 4/ 245- الكاشف 1/ 406- تهذيب الكمال 1/ 553- خلاصة تذهيب 1/ 440- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1394- الطبقات 249- التحفة اللطيفة 198- التاريخ الصغير 1/ 223- الوافي بالوفيات 15/ 661- الإكمال 2/ 129، 4/ 377. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 وروى البغويّ، من طريق عثمان بن عبد الملك، قال: سمعت سنين بن واقد الظفري صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «على الرّكن اليمانيّ ملك يؤمّن على كلّ من استلمه» . وأخرجه ابن قانع عن البغوي. ومنهم من وحّد بين هذا وبين الّذي قبله، والصّواب التغاير، [قال في «التجريد» : تأخر موته إلى بعد الستين] . «1» السين بعدها الهاء ذكر من اسمه سهل- بسكون الهاء 3533- سهل بن بيضاء القرشيّ» : وبيضاء أمه، واسمها دعد، واسم أبيه وهب بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر القرشيّ. كان ممن قام في نقض الصّحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم. وقال أبو حاتم: كان ممّن يظهر الإسلام بمكّة. [وقال البغويّ في ترجمة أبي بكر: حدّثني محمد بن عباد، حدّثني سفيان- يعني ابن عيينة، وسئل من أكبر أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ يعني في السنّ. فقال: حسين بن جدعان، أظنه عن أنس. قال أبو بكر: وسهل بن بيضاء] «3» . روى مسلم وأبو داود من طريق أبي سلمة، عن عائشة، قالت: ما صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على ابني بيضاء إلا في المسجد «4» : سهيل وأخيه، وأخرجه ابن مندة، فوقع في روايته سهل. وقال أبو عمر: أسلم سهل بمكّة فكتم إسلامه، فأخرجته قريش إلى بدر، فأسر يومئذ، فشهد له ابن مسعود أنه رآه يصلّي بمكة، فأطلق. ومات بالمدينة وصلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعلى أخيه سهيل في المسجد.   (1) سقط في أ. (2) الاستيعاب ت 1085، الجرح والتعديل 4/ 835، دائرة معارف الأعلمي 19/ 294، التاريخ الكبير 4/ 103، التاريخ الصغير 1/ 25، 104، در السحابة 778. (3) سقط في أ. (4) أخرجه النسائي 4/ 68 وعبد الرزاق (6578) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 قلت: ولم يزد مالك في روايته الحديث الماضي على ذكر سهيل. وزعم الواقديّ أن هذا مات بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال أبو نعيم: اسم أخي سهيل صفوان، ومن سمّاه سهلا فقد وهم، كذا قال. 3534- سهل بن الحارث بن عمرو «1» : أو عروة، بن عبد رزاح الأنصاريّ. قال العدويّ: شهد أحدا ولا عقب له. فأما تسميته عروة فعند ابن الأمين، وعمرو عند ابن الدّباغ، وتبعه ابن الأثير، وكلاهما نقله عن العدويّ. 3535- سهل بن حارثة الأنصاريّ «2» : ذكره ابن أبي عاصم في الآحاد. وروى من طريق الدّراوردي، عن سعد بن إسحاق، عن كعب بن عجرة، عن سهل بن حارثة الأنصاريّ، قال: شكا قوم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنهم سكنوا دارا وهم ذوو عدد فقلّوا، فقال: «فهلّا تركتموها ذميمة» . قال ابن مندة: لا تصح صحبته، وعداده في التّابعين. وذكره ابن حبّان في التّابعين أيضا، ونقل ابن الأثير، عن أبي علي الغساني، عن ابن القداح، أنّ حارثة بن سهل والد هذا شهد أحدا والمشاهد، وكذا ولده سهل. وقال ابن ماكولا نحوه، وزاد: ولسهل عقب بالمدينة وبغداد «3» ، وأخرج هذا الحديث أبو نعيم من طريق أبي ضمرة عن سعيد «4» ، فقال فيه سلمة بن حارثة، فاختلف في اسمه على سعد بن إسحاق. 3536- سهل بن أبي حثمة «5» : بن ساعدة بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. اختلف في اسم أبيه، فقيل عبد اللَّه، وقيل عامر. وأمّه أم الرّبيع بنت سالم بن عدي بن مجدعة.   (1) أسد الغابة ت 2285. (2) أسد الغابة ت 2284، الاستيعاب ت 1086، تجريد أسماء الصحابة 1/ 242- التحفة اللطيفة 204. (3) بغداد: تسمى بمدينة السلام وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها وادي السلام وهي بلدة مشهورة. انظر: معجم البلدان 1/ 41. (4) في أسعد. (5) الثقات 3/ 169، تجريد أسماء الصحابة 1/ 243- الرياض المستطابة 110- الاستبصار 245، 247- الطبقات 80- الطبقات الكبرى 5/ 304- التحفة اللطيفة 200- الوافي بالوفيات 16/ 8- التمهيد، التاريخ الكبير 4/ 97- اسعاف المبطإ 194، المعرفة والتاريخ 575 والفهارس، بقي بن مخلد 108- التعديل والتجريح 1339، أسد الغابة ت 2286، الاستيعاب ت 1087. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 قيل: كان لسهل عند موت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سبع سنين أو ثمان سنين. وقد حدّث عنه بأحاديث. وحدّث أيضا عن زيد بن ثابت، ومحمد بن مسلمة. روى عنه ابنه محمد، وابن أخيه محمد بن سليمان بن أبي حثمة، وبشير بن يسار، وصالح بن خوّات، ونافع بن جبير، وعروة، وغيرهم. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: بايع تحت الشّجرة، وشهد المشاهد إلا بدرا، وكان دليل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليلة أحد. وقال ابن القطّان: هذا لا يصح لإطباق الأئمة على أنه كان ابن ثمان سنين أو نحوها عند موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، منهم ابن مندة، وابن حبان، وابن السّكن، والحاكم أبو أحمد، والطبري، وجزم بأنه مات في أول خلافة معاوية. وغلط بأنّ ذلك أبوه، ويظهر لي أنه اشتبه على من قال: شهد المشاهد ... إلخ بسهل بن الحنظلية، فإنه الّذي وصف بما ذكر. ويقال بأنّ الموصوف بذلك أبوه أبو حثمة، وهو الّذي بعثه النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم خارصا، وكان الدليل إلى أحد. 3537- سهل بن حمار الأنصاريّ: استشهد باليمامة، من التجريد] «1» . 3538- سهل بن الحنظلية «2» : واسم أبيه الرّبيع. [وقيل: عبيد] «3» ، وقيل: عقيب بن عمرو وقيل عمرو بن عديّ. وهو الأشهر، عدي هو ابن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. قال ابن أبي خيثمة: والحنظلية أمّه. وقيل: الحنظلية جدّته. وقيل: أمّ جدّه. [وقال ابن سعد- بعد أن ساق هذا النسب: الحنظلية أمّ عمرو بن عدي. واسمها أم إياس بنت أبان بن دارم التميميّة، فمن كان من ولد عمرو بن عديّ قيل له ابن الحنظليّة.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (2287) ، الاستيعاب ت (1088) ، مسند أحمد 4/ 179، المغازي للواقدي 893، طبقات خليفة 196، مقدمة مسند بقي بن مخلد 113، التاريخ الكبير 4/ 98، التاريخ الصغير 61، الطبقات الكبرى 7/ 401، تاريخ أبي زرعة 231، المعرفة والتاريخ 1/ 338، الجرح والتعديل 4/ 195، مشاهير علماء الأمصار 52، المعجم الكبير 6/ 113، الزيارات 13، تهذيب الكمال 1/ 554، تحفة الأشراف 4/ 95، الكاشف 1/ 325، الوافي بالوفيات 16/ 7، تهذيب التهذيب 4/ 250، التقريب 1/ 336، خلاصة تذهيب التهذيب 157، تاريخ الإسلام 1/ 65. (3) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 وقال ابن البرقيّ: اسم أبيه عبيد، من بني عدي بن زيد] «1» ، شهد أحدا وما بعدها، ثم تحوّل إلى الشام حتى مات. وروي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه أبو كبشة السلولي، والقاسم بن عبد الرّحمن، ويزيد بن أبي مريم الشّامي وغيرهم. قال البخاريّ: له صحبة، وكان عقيما لا يولد له، وقد بايع تحت الشّجرة. وقال غيره: شهد المشاهد إلا بدرا. وقال أبو زرعة، عن دحيم: توفي في خلافة معاوية. [وفي جامع ابن وهب، من طريق القاسم مولى معاوية هجّرت يوم الجمعة في مسجد دمشق ومعاوية حينئذ خليفة، فرأيت رجلا بين الناس يحدثهم فاطلعت فإذا شيخ مصفرّ اللّحية، فقيل لي: هذا سهل بن الحنظلية صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرج له أحمد وأبو داود من طريق قيس بن بشر أخبرني أبي، وكان جليسا لأبي الدّرداء، قال: كان بدمشق رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له ابن الحنظلية، وكان رجلا متوحّدا قلّما يجالس النّاس، إنما هو صلاة، فإذا فرغ فإنما هو تسبيح وتكبير حتى يأتي أهله قريبا ونحن عند أبي الدّرداء، فقال أبو الدّرداء كلمة تنفعنا ولا تضرّك ... فذكر أحاديث مرفوعة في ثلاثة مواطن. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: توفي في صدر خلافة معاوية بن أبي سفيان] «2» . 3539- سهل بن حنظلة: العبشميّ. ويقال ابن الحنظلية، يأتي في سهيل مصغّرا. 3540- سهل بن حنيف «3» : بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حبيش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ. يكنى أبا سعد وأبا عبد اللَّه، من أهل بدر. روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعن زيد بن ثابت، روى له ابناه: أبو أمامة أسعد، وعبد اللَّه أو عبد الرحمن، وأبو وائل، وعبيد بن السبّاق «4» ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى وغيرهم.   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2289، الاستيعاب ت 1089، طبقات ابن سعد 6/ 15، 3/ 471، طبقات خليفة 85، 135، تاريخ خليفة 198، التاريخ الكبير 4/ 97، المعارف 291، تاريخ الفسوي 1/ 220، الاستبصار 321، تهذيب الكمال 557، تهذيب التهذيب 4/ 251، خلاصة تذهيب الكمال 157، شذرات الذهب 1/ 48. (4) في أالساق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 كان من السّابقين- وشهد بدرا، وثبت يوم أحد حين انكشف الناس، وبايع يومئذ على الموت، وكان ينفح عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بالنبل، فيقول: نبّلوا سهلا فإنه سهل. وكان عمر يقول سهل غير حزن. وشهد أيضا الخندق والمشاهد كلّها، واستخلفه عليّ على البصرة بعد الجمل، ثم شهد معه صفّين. ويقال: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين علي بن أبي طالب. ومات سنة ثمان وثلاثين. قال الواقديّ: حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الإماميّ، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه، قال: مات سهل بالكوفة وصلّى عليه عليّ. وقال المدائنيّ: مات سنة ثمان وثلاثين. وقال عبد اللَّه بن مغفّل: صلّى عليه عليّ فكبر ستّا، وفي رواية خمسا، ثم قال: إنه بدريّ. 3541- سهل بن رافع بن أبي عمرو «1» : بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ الخزرجيّ. يقال: إنه صاحب الصّاع. قال ابن مندة: يقال شهد أحدا، ومات في خلافة عمر. وروى عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان البلويّ، عن جدّته بنت عديّ- أنّ أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصّاع الّذي لمزه المنافقون خرج بزكاته صاع تمر وبابنته عميرة إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: ادع اللَّه لي ولها بالبركة فما لي غيرها، فوضع يده عليها، فدعا له. وأخرجه الطّبرانيّ في الأوسط، وقال: لا يروى عن عميرة بنت سهل إلا بهذا الإسناد. وزعم ابن الكلبيّ ومن تبعه أنه أخو سهيل، وأنهما صاحبا المربد الّذي كان موضع المسجد، وأما ابن إسحاق فقال: إن صاحبيّ المسجد سهل وسهيل ابنا عمرو. 3542- سهل بن رافع بن خديج «2» : بن مالك بن غنم بن سريّ بن سلمة بن أنيف البلويّ الإراشي، حليف بني عمرو بن عوف الأنصاريّ- وقال ابن الكلبي في الجمهرة: هو صاحب الصّاع الّذي لمزه المنافقون، وكذا حكاه أبو عمر. قلت: تقدّم في حرف الحاء أنه الحبحاب. والمحفوظ أنه أبو عقيل، فاختلف في اسمه. 3543- سهل بن الربيع «3» : بن عمرو بن عدي بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثي. شهد أحدا.   (1) تبصير المشتبه 3/ 1060، أسد الغابة ت 2291، الاستيعاب ت 1090. (2) أسد الغابة ت 2290، الاستيعاب ت 1091. (3) أسد الغابة ت 2292. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 قال العدويّ: وأخرجه أبو عمر. قلت: هو ابن الحنظلية الّذي تقدّم. 3544- سهل بن رومي «1» : بن وقش بن زغبة الأنصاريّ الأشهلي. استشهد بأحد، ذكره أبو عمر عن الواقديّ. 3545 ز- سهل بن زيد: تقدّم التنبيه عليه في زيد بن سهل. 3546- سهل بن سعد: بن مالك «2» بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ السّاعدي. من مشاهير الصّحابة، يقال: كان اسمه حزنا فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، [270] حكاه ابن حبّان. وروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن أبيّ، وعاصم بن عدي، وعمرو بن عبسة. وروى عن مروان، ومروان أصغر منه. روى عنه ابنه العبّاس، وأبو حازم، والزهري، وآخرون. قال الزّهريّ: مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وهو آخر من مات بالمدينة من الصّحابة، مات سنة إحدى وتسعين. وقيل قبل ذلك. قال الواقديّ: عاش مائة سنة، وكذا قال أبو حاتم، وزاد أو أكثر، وقيل ستا وتسعين. وزعم ابن أبي داود أنه مات بالإسكندرية. وروي عن قتادة أنه مات بمصر، ويحتمل أن يكون وهما، والصّواب أن ذلك ابنه العباس. 3547- سهل بن صخر: بن واقد «3» بن عصمة بن أبي عوف بن عبد مناة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثيّ. نسبه محمد بن سعد وغيره، ويقال اسمه سهيل. وروى ابن شاهين من طريق خالد بن عمير، عن سهيل بن صخر اللّيثي، قال: دخلت   (1) أسد الغابة ت 2293، الاستيعاب ت 1093. (2) أسد الغابة ت 2294، الاستيعاب ت 1094، طبقات خليفة ت 606، المعرفة والتاريخ 1/ 338، الجرح والتعديل 4/ 198، مشاهير علماء الأمصار ت 114، جمهرة أنساب العرب 366، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 186، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 238، تذهيب التهذيب 2/ 61، البداية والنهاية 9/ 83، تهذيب التهذيب 4/ 252، خلاصة تذهيب الكمال 133، شذرات الذهب 1/ 99. (3) أسد الغابة ت 2296، الاستيعاب ت 1096، تجريد أسماء الصحابة 1/ 244- الطبقات 30/ 175- الطبقات الكبرى 7/ 65، 292، 293. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 مع أبي على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ما اسمك يا غلام؟» قلت: سهل، قال: «ادن» ، فمسح على رأسي، وقال لي: «يا سهل، إن رزقك اللَّه مالا فاشتر به عبدا، فإنّ اللَّه جعل الخير في غرر الرّجال» . ورواه ابن مندة من هذا الوجه، وقال فيه: وكانت له صحبة. وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وخرجه الطّبراني فسمّاه سهيلا، وجعل الحديث موقوفا. وقال البغويّ- بعد أن ساق الحديث موقوفا، لكنه سماه سهلا: لا أعلم له عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا. 3548- سهل بن أبي صعصعة «1» : الأنصاريّ، أخو قيس. قال ابن سعد، والعدويّ: شهد أحدا. 3549- سهل بن عامر «2» : بن سعد، ويقال: سهيل «3» بن عامر بن عمرو بن ثقيف الأنصاريّ. ذكره موسى بن عقبة، وعروة فيمن استشهد ببئر معونة، وقال: إن سهلا عمه، ويقال أخوه. 3550 ز- سهل بن عبيد «4» : بن قيس. يأتي في سهل بن مالك. 3551- سهل بن عتيك «5» : بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النّجّار. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وعروة فيمن شهد بدرا، وسمّى أبو معشر أباه عبيدا فتبعه ابن مندة، وتعقّبه أبو نعيم. وقد رد على ذلك الطّبراني قبله على أبي معشر، ونقل الاتفاق على أن اسم أبيه عتيك، ووقع عند ابن الأثير. وقيل: سهيل. 3552- سهل بن عتيك الأنصاريّ «6» : غاير ابن مندة بينه وبين الّذي قبله، وأخرج من طريق الحميدي، عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبي عبادة الزرقيّ، عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لما أتي بجنازة   (1) أسد الغابة ت 2297. (2) أسد الغابة ت 2299، الاستيعاب ت 1097. (3) في أسهل. (4) الثقات 3/ 170، تجريد أسماء الصحابة 1/ 245- الوافي بالوفيات 16/ 5- التحفة اللطيفة 203. (5) أسد الغابة ت 2300، الاستيعاب ت 1098. (6) أسد الغابة ت 2301. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 سهل بن عتيك كبّر عليها أربعا، وقرأ بفاتحة الكتاب. [وقال: وقفه محمد بن الحسن وضحاك، وقاله عن يحيى- وهو غريب من حديث الزّهري، لا يعرف إلا من هذا الوجه] «1» . وأخرجه الطّبرانيّ في الأوسط من هذا الوجه بلفظ: أتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بجابر بن عتيك، أو سهل بن عتيك وكان أول من صلّى عليه في موضع الجنائز ... فذكره مطوّلا، [وزاد فيه: ثم كبّر الثّانية، وصلّى على نفسه وعلى المرسلين وقال: لم يروه عن الزّهري إلّا أبو عبادة ولا عنه إلا يحيى بن يزيد النوفليّ. تفرّد به سليم بن منصور، كذا قال. وكلام ابن مندة يرد عليه وعليهما معا في دعوى تفرّد أبي عبادة. اعتراض آخر، فإن الطّبراني أخرجه من طريق يعقوب بن يزيد، عن الزّهري، ولكن لا ذكر فيه لابن عتيك، ولا لرفع الحديث، بل هو موقوف على ابن عبّاس وهو شاذّ من حيث السّند، فإن المحفوظ عن الزّهري في هذا ما رواه يونس وشعيب عنه عن أبي أمامة بن سهل، عن رجال من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم موقوفا. ومن رواية الزهري عن محمد بن سويد عن الضّحاك بن قيس عن حبيب بن مسلمة موقوفا أيضا] «2» . 3553- سهل بن عدي بن زيد «3» : بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ. ذكر أبو عمر أنه استشهد يوم أحد. 3554- سهل بن عدّي بن مالك «4» : بن حرام بن خديج بن معاوية الخزرجيّ. تقدّم ذكره مع أخويه: ثابت، والحارث، وأنه شهد أحدا. وذكر الطّبري أنّ عمر كتب إلى أبو موسى الأشعري بالبصرة أن يؤمّر سهل بن عدي هذا، وهو الّذي فتح كرمان «5» ، وأعانه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبان الآتي ذكره في مكانه. 3555 ز - سهل بن عدي» : بن زيد بن عامر الخزرجي التميمي حليف «7» الأنصار. ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة.   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2303، الاستيعاب ت 1099. (4) أسد الغابة ت 2302. (5) كرمان: بالفتح ثم السكون وآخره نون وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة ولاية مشهورة وناحية معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1160. (6) سقط في ط. (7) أسد الغابة ت 2304. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 3556- سهل بن عمرو بن عبد شمس «1» : العامريّ، أخو سهيل. ذكر ابن سعد أنه أسلم بالفتح، وسكن المدينة، وله دار. وقال أبو عمر: مات في خلافة أبي بكر أو عمر. قلت: سيأتي له ذكر في ترجمة زوجته صفية بنت عمرو. 3557- سهل بن عمرو بن عديّ «2» : بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثيّ. قال أبو عمر: شهد أحدا وما بعدها. 3558- سهل بن عمرو الأنصاريّ «3» : النّجاري. له ذكر في حديث الهجرة. قال ابن إسحاق: وبركت النّاقة على باب المسجد وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النّجار، يقال لهما سهل وسهيل ابنا عمرو في حجر معاذ بن عفراء. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: وكان المسجد مربدا ليتيمين من بني النّجار في حجر أسعد بن زرارة، وهما سهل وسهيل ابنا عمرو. وأراد السّهيلي التوفيق بين هذا وبين ما تقدّم عن ابن الكلبي أنهما سهل وسهيل ابنا رافع، فقال: هما ابنا رافع بن عمرو. والأرجح قول ابن شهاب وابن إسحاق. وأما اختلافهما في حجر من كانا فيمكن الجمع بأنهما كانا تحت حجرهما معا، ولهذا وقع في الصّحيح أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «يا بني النّجار ثامنوني به» . 3559 ز- سهل بن قرط الأنصاريّ: الأوسيّ، من بني عمرو بن عوف. قال الدّار الدّارقطنيّ: تزوّج معاذة بنت عبد اللَّه وهلك عنها، فتزوجها بعده الحمير بن عديّ، واستدركه ابن فتحون. وسيأتي ذكر ذلك أيضا في ترجمة معاذة. 3560- سهل بن قرظة بن قيس «4» : بن عنترة بن أميّة بن زيد بن مالك بن الأوس. قال الطّبريّ وابن شاهين: شهد أحدا. 3561- سهل بن قيس بن أبي كعب «5» : بن القين بن كعب بن سواد بن كعب بن   (1) أسد الغابة ت 2306. (2) أسد الغابة ت 2307، الاستيعاب ت 2101. (3) أسد الغابة ت 2305. (4) أسد الغابة ت 2308. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 245، الجرح والتعديل 4/ 878- عنوان النجابة 104- الاستبصار 162- التحفة اللطيفة 203، الوافي بالوفيات 16/ 9- البداية والنهاية 3/ 319- دائرة معارف الأعلمي 19/ 297، أسد الغابة ت 2310. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 سلمة الأنصاريّ الخزرجيّ السّلمي. ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وهو صاحب القبر المعروف بأحد، وأمه نائلة بنت سلامة بن وقش الأشهلية. قال ابن سعد: بقي من عقب سهل هذا رجل وامرأة. 3562- سهل بن قيس المزني «1» : روى ابن مندة من طريق كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جدّه، عن سهل بن قيس المزني، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ليس على من أسلف مالا زكاة» «2» . قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. 3563- سهل بن قيس الأنصاريّ «3» : ضجيع حمزة بن عبد المطّلب- يأتي في عمرو ابن سهيل بن قيس، وأظنه سهل بن قيس بن أبي كعب المتقدّم. 3564- سهل بن منجاب التميميّ «4» : ذكر الطّبري أنه كان من عمال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم على صدقات بني تميم. مات النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو على ذلك. 3565 ز- سهل بن مالك «5» : بن أبي كعب بن القين الأنصاريّ، أخو كعب بن مالك الشّاعر المشهور. قال ابن حبّان: له صحبة. روى سيف بن عمر في أوائل «الفتوح» ، عن أبي همام سهل بن يوسف بن مالك، عن أبيه، عن جدّه، قال: لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من حجّة الوداع صعد المنبر. فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ أبا بكر لم يسؤني قطّ ... » «6» . الحديث. وأخرجه ابن شاهين، وأبو نعيم، من طريق سهل بطوله. وأخرجه ابن مندة من طريق خالد بن عمرو الأمويّ، عن سهل به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلت: خالد بن عمرو متروك واهي الحديث.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 245، الجرح والتعديل 4/ 878- التحفة اللطيفة 203، أسد الغابة ت 2311. (2) أخرجه ابن عدي من الكامل 6/ 2211. (3) أسد الغابة ت 2309. (4) أسد الغابة ت 2313. (5) أسد الغابة ت 2312، الاستيعاب ت 1103. (6) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 6/ 129. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 وروى أبو عوانة والطّحاويّ من طريق مالك عن الزّهري، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن عمه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم نهى الذين قتلوا ابن أبي الحقيق عن قتل النّساء والصّبيان «1» ، فإن كان محفوظا احتمل أن يكون اسم عمّه سهلا، لكن أخرجه أبو عوانة والطّحاوي من وجهين آخرين: عن الزّهري عن عبد الرّحمن عن أبيه، وزعم الدّمياطيّ أن جدّ سهل بن يوسف هو سهل بن قيس بن أبي كعب الماضي، وهو ابن عم هذا. ويردّه ما رويناه في فوائد الأبنوسي، من طريق محمد بن عمر المقدّمي، عن علي بن يوسف بن محمد بن سفيان، عن قنان بن أبي أيّوب، عن خالد بن عمرو، عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك ابن أخي كعب بن مالك عن أبيه عن جدّه ... فذكر الحديث. [وكذا زعم ابن عبد البرّ أنه سهل بن مالك بن عبيد بن قيس الأنصاريّ. ذكره أبو عمر، ثم قال: ويقال سهل بن عبيد بن قيس، ولا يصح واحد منهما. قال: ويقال إنه حجازي سكن المدينة. ومدار حديثه على خالد بن عمرو، وهو متروك، وفي إسناد حديثه مجهولون ضعفاء يدور على سهل بن يوسف بن سهل بن مالك، أو مالك بن يوسف بن سهل بن عبيد، وهو حديث منكر موضوع. انتهى. ووقع للطّبراني فيه وهم، فإنه أخرجه من طريق المقدّميّ، عن علي بن يوسف بن محمد، عن سهل بن يوسف، واغترّ الضّياء المقدسي بهذه الطّريق فأخرج الحديث في المختارة وهو وهم، لأنه سقط من الإسناد رجلان، فإن علي بن محمد بن يوسف إنما سمعه من قنان بن أبي أيّوب، عن خالد بن عمرو، عن سهل. وقد جزم الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد بأن خالد بن عمرو تفرّد به سهل، لكن طريق سيف بن عمر تردّ عليه، وقد خبط فيه أيضا ابن قانع، فجعله من مسند سهل بن حنيف] . 3566 ز- سهل بن نسير: بنون ومهملة مصغّرا، ابن عنبس الأنصاريّ الأوسيّ الظّفريّ. يأتي في حرف النّون في ترجمة والده] «2» . 3567 ز- سهل بن وهب: بن ربيعة «3» . هو ابن بيضاء. تقدم.   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 74. (2) سقط في أ. (3) الثقات 3/ 170- أصحاب بدر 127- التحفة اللطيفة 203- العقد الثمين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 3568 ز- سهل «1» : غير منسوب، مولى بني ظفر. قال ابن الكلبي وابن سعد وابن شاهين: شهد أحدا. 3569- سهل بن فلان بن عبادة: الأنصاريّ الخزرجيّ، ابن أخي سعد بن عبادة. روى الطّبرانيّ من طريق ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- أن أبا أسيد صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «خير دور الأنصار بنو النّجّار ... » الحديث. فبلغ ذلك سعد بن عبادة، فوجد في نفسه، فقال: أسرجوا لي حماري، حتى آتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال ابن أخي سهل: أتذهب ترد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قوله! اللَّه ورسوله أعلم، فأمر بحماره فحلّ عنه. وأصله في مسلم. وأخرجه ابن أبي خيثمة أيضا، ولم أر لسهل ذكرا في شيء من الكتب والمسانيد ولا في أنساب الأنصار. فاللَّه أعلم. 3570- سهل الأنصاريّ «2» : والد إياس، غير منسوب. ذكره البخاريّ في الصّحابة، وروى الحسن بن سفيان، والبغويّ، والباوردي، من طريق أبي حازم- أنه جلس إلى جنب إياس بن سهل الأنصاريّ من بني ساعدة بمسجدهم، فقال: ألا أحدثك عن أبي؟ قلت: نعم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لأن أصلّي الصّبح ثمّ أجلس في مجلسي أذكر اللَّه حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ من شدّ على جياد الخيل في سبيل اللَّه» . وفي إسناده محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف، ووقع عند البغويّ محمد بن إبراهيم، فقال: لا أعرف من هو، وهو هو فيما أحسب. 3571 ز- سهل الأنصاريّ: آخر. روى عمر بن شبّة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن أبي سندر الأسلمي، عن يحيى بن سهل الأنصاريّ، عن أبيه أنّ هذه الآية نزلت في أهل قباء، وكانوا يغسلون في أدبارهم من الغائط: فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ... [التوبة 108] الآية. 3572- سهم: آخره ميم، ابن عمرو الأشعريّ. ذكره ابن سعد، وقال: إنه ممن قدم مع أبي موسى في السّفينة، ثم نزل الشام.   (1) أسد الغابة ت 2314. (2) أسد الغابة ت 2281. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 3573- سهم بن مازن «1» : أو ابن مدرك، جدّ يزيد بن سنان. تقدم ذكره فيمن اسمه زيد. ذكر من اسمه سهيل، بالتصغير 3574- سهل بن بيضاء «2» : تقدم ذكر نسبه في ترجمة أخيه سهل وأن بيضاء أمّه. وذكر ابن إسحاق أنه شهد بدرا، وتوفّي سنة تسع. وذكره في البدريين أيضا موسى ابن عقبة، وزعم ابن الكلبيّ أنه الّذي أسر يوم بدر، فشهد له ابن مسعود. وردّ ذلك الواقديّ، وقال: إنما هو أخوه سهل، ويؤيد قول ابن الكلبي ما رواه الطّبراني بإسناد صحيح عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم بدر: «لا ينفلت منكم أحد إلّا بفداء أو ضربة» . قال عبد اللَّه: فقلت إلّا سهيل بن بيضاء. قال: وقد كنت سمعته يذكر الإسلام. قال: «إلّا سهيل بن بيضاء» . وروى ابن حبّان في صحيحه، من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن سعد بن الصّلت، ويقال سعيد بن الصّلت، عن سهيل بن بيضاء، من بني عبد الدّار، قال: بينا نحن في سفر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فذكر القصّة. وهو عند الطّبرانيّ من هذا الوجه عن سهل بن بيضاء: بينا نحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في سفر وسهيل بن بيضاء رديف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على بعيره إذ قال: «يا سهيل بن بيضاء» - ورفع صوته ... الحديث. وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه مرسل، لأن سعد بن الصّلت لم يدرك سهيلا، وهذا هو المعتمد، لأن عائشة قالت: ما صلّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد، أخرجه مسلم، فدل على أنه مات في حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأرّخ ابن سعد وفاته سنة تسع كما تقدّم. وقال ابن مندة: قد روى عن سعد بن الصّلت، عن عبد اللَّه بن أنيس، عن سهيل ابن بيضاء. قلت: هو كذلك عند البغويّ، وأكثر من رواه لم يذكروا ابن أنيس، وهو عند أحمد   (1) أسد الغابة ت 2315. (2) أسد الغابة ت 2316، الاستيعاب ت 1105، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 302، التاريخ الكبير 4/ 103، التاريخ الصغير 1/ 25، الجرح والتعديل 4/ 245، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 239، شذرات الذهب 1/ 13. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 من ثلاث طرق: عن يزيد بن الهاد ليس فيه عبد اللَّه بن أنيس، ومنهم من لم يذكر سعد بن الصّلت، ورواه بعضهم فأسقط محمد بن إبراهيم. وفي الصّحيح من حديث أنس في الّذي كان يسقيهم الفضيخ، فلما نزل تحريم الخمر قالوا: أرقها- ودّ فيهم في بعض الطرق سهيل بن بيضاء. 3575- سهيل بن حنظلة «1» : ويقال ابن الحنظلية العبشميّ. روى الحسن بن سفيان، من طريق قتادة، عن أبي العالية، عن سهيل بن الحنظلية، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما اجتمع قوم على ذكر فتفرّقوا عنه إلّا قيل لهم: قوموا مغفورا لكم» «2» . قال أبو نعيم: وقال مسلم بن إبراهيم عن أبان، عن قتادة ثم سهيل بن الحنظلية العبشميّ. قلت: أخرجه البخاريّ عن مسلم في ترجمة سهل بن الحنظلية الأنصاريّ، ثم قال: يقال: إن هذا غير الأول، وذكر أبو الفرج أن سهيل بن الحنظلية غنوي. 3576 ز - سهيل بن حنظلة بن الطّفيل العامريّ «3» : ابن أخي عامر بن الطّفيل. يأتي ذكره في القسم الثّالث، وفي سياق قصّته ما قد يشعر بأن له صحبة. 3577- سهيل بن خليفة المنقري «4» : أبو سويد. ذكره ابن مندة. [3578- سهيل بن دعد: هو ابن بيضاء. والبيضاء لقب] «5» . [3579- سهيل بن رافع «6» : بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا وأحدا، ويقال: إنه أحد صاحبي المربد] «7» . 3580- سهيل بن سعد «8» : السّاعدي، أخو سهل- تقدّم ذكر أخيه. وروى ابن مندة من طريق حفص بن عاصم: سمعت سهيل بن سعد أخا سهل يقول:   (1) أسد الغابة ت 2317. (2) أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 5092 وابن حجر في لسان الميزان 4/ 73 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1809، 1881، 1890، 3928. (3) أسد الغابة ت 2318. (4) تقريب التهذيب 1/ 338، تهذيب التهذيب 4/ 261، تهذيب الكمال 1/ 558، دائرة الأعلمي 19/ 3. (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت 2919، الاستيعاب ت 1106. (7) سقط في أ. (8) أسد الغابة ت 2320، الاستيعاب ت 1107. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 دخلت المسجد والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في الصّلاة فصلّيت، فلما انصرف رآني أركع فقال: «ما هاتان؟» «1» فذكرت له فسكت، وكان إذا رضي شيئا سكت. وفي إسناده عمر بن قيس، وقد ذكر أبو نعيم أنه وهم فيه، وأن الصّواب أنه عن قيس بن عمرو. قلت: إن كان حفظه فلا مانع من التعدد. 3581 ز- سهيل «2» بن السّمط: وقع ذكره في حديث سهيل بن بيضاء من رواية البغويّ، فأخرج الخطيب في «المتفق» من طريق أبي القاسم البغويّ، قال: حدثنا محمد بن علي الجوزجاني، حدثنا عبد اللَّه بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثني يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعد بن الصّلت، عن سهيل بن السمط، قال: بينما نحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في سفر وسهيل بن بيضاء رديف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا سهيل، ورفع صوته ... الحديث. وكان أخرجه قبل من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد عن سعد، لكن قال: عن سهل بن بيضاء، قال: بينما نحن في سفر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وسهيل ابن بيضاء رديفه، قال: «يا سهيل بن بيضاء» - ورفع صوته- مرتين أو ثلاثا، بذلك يجيبه سهيل، فلما سمع الناس صوت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عرفوا أنه يريدهم، فجلس من، كان بين يديه، ولحقه من كان خلفه حتى اجتمعوا، قال: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه حرّم اللَّه عليه النّار وأوجب له الجنّة» . وقد أخرجه أحمد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن يزيد، فخالف في شيخ يزيد، قال بدله محمد بن إبراهيم، عن سهيل بن بيضاء، قال: نادى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ذات ليلة وأنا رديفه ... فذكر الحديث. وفي سند هذا الحديث اختلاف كثير، ولكن ليس في شيء من طرقه لسهيل بن السمط ذكر إلا في رواية سعيد بن سلمة، وكنت أوردت سهيل بن السّمط في القسم الأخير، ثم تأملت سياقه فوجدته محتملا، فنقلته إلى هذا القسم. واللَّه المستعان.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 275 عن يحيى بن سعيد عن أبيه عن جده أنه جاء والنبي صلّى اللَّه عليه وسلم يصلي صلاة الفجر فصلى معه فلما سلم قام فصلّى ركعتي الفجر فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ما هاتان الركعتان فقال لم أكن صليتهما ... الحديث وقال الحاكم صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 456، 483، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 154، والدارقطنيّ في السنن 1/ 364 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1116 وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير 1/ 188 وعزاه للترمذي وقال غريب لا يعرف إلا من حديث سعد، وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والحاكم. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 22040. (2) أسد الغابة ت 2321، الاستيعاب ت 1108. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 3582- سهيل بن عامر بن سعد «1» : في سهل. 3583- سهيل بن عتيك «2» : ويقال ابن عبيد. تقدم في سهل. 3584- سهيل بن عديّ» : الأزديّ، من أزد شنوءة، حليف بن عبد الأشهل. قال أبو عمر: استشهد باليمامة. وقد تقدم ذكر أخيه سهل. 3585- سهيل بن عمرو «4» : صاحب المربد. تقدم ذكره مع أخيه سهل. وزعم ابن الكلبي أنّ هذا قتل بصفّين مع علي بن أبي طالب. 3586- سهيل بن عمرو بن عبد شمس «5» : بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ خطيب قريش. أبو يزيد. قال البخاريّ: سكن مكة ثم المدينة، وذكره ابن سميع في الأولى ممّن نزل الشام، وهو الّذي تولى أمر الصلح بالحديبية، وكلامه ومراجعته للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في ذلك في الصّحيحين وغيرهما. وله ذكر في حديث ابن عمر في الذين دعا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عليهم في القنوت، فنزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران 128] . زاد أحمد في روايته: فتابوا كلّهم. وروى حميد بن زنجويه «6» في كتاب «الأموال» ، من طريق ابن أبي حسين، قال: لما فتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مكّة دخل البيت ثم خرج فوضع يده على عضادتي الباب، فقال: «ماذا تقولون؟» «7» فقال سهيل بن عمرو: نقول خيرا، ونظنّ خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، وقد قدرت. فقال: «أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم» . وذكره ابن إسحاق فيمن أعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مائة من الإبل من المؤلّفة. وذكر ابن أبي حاتم، عن عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه عن الشافعيّ: كان سهيل محمود الإسلام من حين أسلم.   (1) الجرح والتعديل 1057، تنقيح المقال 5413. (2) أسد الغابة ت 2323. (3) أسد الغابة ت 2324، الاستيعاب ت 1109. (4) أسد الغابة ت 2325، الاستيعاب ت 1110. (5) أسد الغابة ت 2326، الاستيعاب ت 1111، طبقات ابن سعد 7/ 2/ 126- نسب قريش 417، 419، طبقات خليفة 26- 300، تاريخ خليفة 82، 90، التاريخ الكبير 4/ 103، 104، والمعارف 284، الجرح والتعديل 4/ 245، مشاهير علماء الأمصار ت 180، تهذيب الأسماء واللغات 1- 239، تاريخ الإسلام 2/ 26، العقد الثمين 4/ 624، 631، شذرات الذهب 1/ 30. (6) في أالجونة. (7) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 58 عن أبي هريرة بلفظه وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 34. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 وروى البيهقيّ في «الدّلائل» ، من طريق الحسن بن محمد بن الحنفية، قال: قال عمر للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: دعني أنزع ثنيّتي سهيل، فلا يقوم علينا خطيبا، فقال: «دعها، فلعلّها أن تسرّك يوما» . فلما مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قام سهيل بن عمرو، فقال لهم: من كان يعبد محمدا فإنّ محمدا قد مات، ومن كان يعبد اللَّه فإنّ اللَّه حيّ لا يموت. وروى أوله يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه عن محمد بن عمرو بن عطاء، وهو في المحامليات موصول، من طريق سعيد بن أبي هند، عن عمرة، عن عائشة ... وذكر ابن خالويه أنّ السرّ في قوله: أنزع ثنيتيه أنه كان أعلم، والأعلم إذا نزعت ثنيتاه لم يستطع الكلام. وذكر الواقديّ من طريق مصعب بن عبد اللَّه، عن مولى لسهيل، عن سهيل- أنه سمعه يقول: لقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السّماء، والأرض معلمين، يقاتلون ويأسرون. وروى أبو قرّة، من طريق ابن أبي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استهداه من ماء زمزم. وروى البخاريّ في تاريخه، والباوردي من طريق حميد عن الحسن، قال: كان المهاجرون والأنصار بباب عمر، فجعل يأذن لهم على قدر منازلهم، وثم جماعة من الطّلقاء، فنظر بعضهم إلى بعض، فقال لهم سهيل بن عمرو: على أنفسكم فاغضبوا، دعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم، فكيف بكم إذا دعيتم إلى أبواب الجنة؟ ثم خرج إلى الجهاد.. وأخرجه ابن المبارك في الجهاد أتمّ منه. وروى ابن شاهين، من طريق ثابت البناني، قال: قال سهيل بن عمرو: واللَّه لا أدع موقفا وقفته مع المشركين إلّا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقة أنفقتها مع المشركين إلا أنفقت على المسلمين مثلها، لعل أمري أن يتلو بعضه بعضا. وقال ابن أبي خيثمة: مات سهيل بالطاعون سنة ثمان عشرة، ويقال قتل باليرموك. وقال خليفة: بمرج الصّفر. والأول أكثر، وأنه مات بالطّاعون، وأخرجه ابن سعد بإسناد له إلى أبي سعد بن أبي فضالة. وكانت له صحبة، قال: اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام فسمعته يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «مقام أحدكم في سبيل اللَّه ساعة من عمره خير من عمله عمره في أهله» . قال سهيل: فإنما أرابط حتى أموت، ولا أرجع إلى مكّة، قال: فلم يزل مقيما بالشّام حتى مات في طاعون عمواس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 3587 ز- سهيل بن عمرو الجمحيّ: معدود في المؤلّفة، ووقع الخبر بذلك في ترجمة عبد الرحمن بن يربوع. 3588- سهيل بن قيس «1» : بن أبي كعب الأنصاريّ ابن عم كعب: ذكر ابن الكلبي أنه شهد بدرا. وقد تقدّم ذكر سهل، فما أدري أهما واحد أم اثنان؟. 3589 ز- سهيل الثّقفيّ: ويقال عمرو بن سفيان- تقدم في ترجمة الحارث بن بدل في القسم الرّابع من الحاء المهملة. السين بعدها الواو 3590- سواء بن الحارث المحاربي «2» : ذكر ابن سعد عن أبي وجزة السّعديّ، قال: قدم وفد محارب سنة عشر- عشرة أنفس، فيهم سواء بن الحارث وابنه خزيمة بن سواء، فأسلموا، وأجازهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كما يجيز الوفد. وروى الطّبرانيّ، وابن شاهين، من طرق عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة بن خزيمة بن ثابت، حدثني عمارة بن خزيمة عن أبيه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم اشترى فرسا من سواء بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال: «بم تشهد ولم تك حاضرا» ، قال: بصدقك وأنك لا تقول إلا حقّا. فقال: «من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه» . وأخرجه ابن شاهين فقال: عن سواء بن قيس، وأظنه وهما، فقد روى ابن شاهين أيضا وابن مندة من وجه آخر عن زيد بن الحباب، عن محمد بن زرارة، عن المطّلب بن عبد اللَّه، قال: قلت لبني الحارث بن سواء: أبو كما الّذي جحد بيعة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ فقالوا: لا تقل ذلك، فلقد أعطاه بكرة، وقال له: إن اللَّه سيبارك لك فيها، فما أصبحنا نسوق سارحا ولا نازحا إلّا منها. وأصل القصّة أخرجها مطوّلة أبو داود والنّسائي، ووقع لنا بعلوّ في جزء محمد بن يحيى الذهليّ، من طريق الزّهري: حدّثني عمارة بن خزيمة الأنصاريّ، عن عمّه، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المشي، فطفق رجال يعرضون للأعرابي فيساومونه بالفرس ... فذكر الحديث والقصّة. وفيه: فطفق الأعرابيّ يقول: هلم شهيدا يشهد أنّي قد بعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك، إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا، حتى جاء خزيمة بن ثابت، فاستمع مراجعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم والأعرابيّ، فقال له خزيمة: أنا أشهد أنك قد   (1) أسد الغابة ت 2327. (2) أسد الغابة ت 48212- الثقات 3/ 182- تجريد أسماء الصحابة 1/ 247 أسد الغابة ت 2328. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 بايعته. فأقبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على خزيمة، فقال: «بم تشهد؟» قال: بتصديقك يا رسول اللَّه، فجعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين. 3591 ز- سواء بن الحارث بن ظالم: بن حداد بن ذهل بن طريف بن محارب بن خصفة، أخو عاصم. سيأتي خبره في ترجمة عاصم، فليحرر هل هو سواء بن الحارث هذا أو غيره؟ ولعله الّذي قبله. 3592- سواء بن خالد «1» : تقدم مع أخيه حبّة بن خالد، وسماه وكيع عن الأعمش سوّارا، بزيادة راء في آخره مع التّشديد. والأول هو المعتمد. 3593 ز- سواد «2» : آخره دال مهملة، ابن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عديّ بن كعب بن سلمة الخزرجيّ. ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا. وقيل اسمه زريق، وقيل يزيد، وقيل رزن. 3594- سواد بن عمرو بن عطية «3» : بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم الأنصاريّ. ويقال سوادة. روى الطّبرانيّ من طريق ابن سيرين، عن سواد بن عمرو الأنصاريّ، قال: قلت يا رسول اللَّه، إني رجل حبّب إلى الجمال ... الحديث. وفيه «الكبر من بطر الحقّ وغمص النّاس» . وقال البخاريّ: حديثه مرسل، يعني أنّ ابن سيرين لم يسمعه منه، [وكذا أخرج له البغويّ حديثا آخر من رواية الحسن البصريّ عنه، فأرسله، لأنه لم يسمع منه. وسأذكره في الّذي بعده] «4» . 3595- سواد بن غزيّة الأنصاريّ «5» : من بني عدي بن النجار، ويقال سوادة. وقيل هو بلوي حليف الأنصار- المشهور أنه بتخفيف الواو. وحكى السهيليّ تشديدها. قال أبو حاتم: شهد بدرا، وهو الّذي أسر خالد بن هشام المخزومي. وروى الدّارقطنيّ من طريق عبد الحميد بن سهيل، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي   (1) أسد الغابة ت 2329، الاستيعاب ت 1153. (2) أسد الغابة ت 2331، الجرح والتعديل 4/ 1314. (3) أسد الغابة ت (2332) ، الاستيعاب ت 1112. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت 2333، الاستيعاب ت 1113. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 هريرة وأبي سعيد أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث سواد بن غزية أخا بني عدي وأمّره على خيبر، فقدم عليه بتمر جنيب ... الحديث. وهو في الصّحيحين غير مسمّى، ووقع في بعض النّسخ من الدّارقطنيّ سوّار بتشديد الواو وآخره راء. وقال أبو عمر: هو تصحيف. قلت: وكذا أخرجه ابن شاهين، عن ابن صاعد شيخ الدّارقطنيّ، عنه على الصّواب. ووقع في رواية عند الخطيب في المبهمات أنّ اسم العامل على خيبر فلان بن صعصعة. وروى ابن إسحاق عن حبّان بن واسع، عن أشياخ من قومه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عدل الصفوف في يوم بدر وفي يده قدح، فمرّ بسواد بن غزيّة فطعن في بطنه، فقال: أوجعتني فأقدني، فكشف عن بطنه فاعتنقه وقبّل بطنه، فدعا له بخير. قال أبو عمر: رويت هذه القصة لسواد بن عمرو. قلت: لا يمتنع التعدد، لا سيما مع اختلاف السّبب. وروى عبد الرّزّاق، عن ابن جريج، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يتخطّى بعرجون، فأصاب به سواد بن غزية الأنصاريّ، فذكر القصّة. وعن معمر، عن رجل، عن الحسن نحوه، لكن قال: فأصاب به سوادة «1» بن عمرو. وأخرجه البغويّ من طريق عمرو بن سليط، عن الحسن، عن سوادة بن عمر- وكان يصيب من الخلوق، فنهاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وفيها: فلقيه ذات يوم ومعه جريدة فطعنه في بطنه، فقال: أقدني يا رسول اللَّه. فكشف عن بطنه فقال له: «اقتصّ» . فألقى الجريدة وطفق يقبّله. قال الحسن: حجزه الإسلام. 3596- سواد بن قارب الدّوسيّ «2» : أو السّدوسيّ: قال البخاريّ وأبو حاتم والبرديجي. والدّارقطنيّ: له صحبة. وروى ابن أبي خيثمة، ومحمد بن هارون الرّوياني في «مسندة» «3» من طريق أبي جعفر الباقر، قال: دخل رجل يقال له سواد بن قارب الدّوسي على عمر، فقال: يا سواد،   (1) في أسواد. (2) أسد الغابة ت 2334، الاستيعاب ت 1114، الثقات 3/ 179 تجريد أسماء الصحابة 1/ 248- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1316- الوافي بالوفيات 16/ 35 التاريخ الكبير 4/ 202- الأعلام 3/ 144- نثر الدرر المكنونة 117. (3) سقط في ط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 نشدتك اللَّه هل تحسن من كهانتك شيئا اليوم؟ قال: سبحان اللَّه، واللَّه يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به. فقال: سبحان اللَّه يا سواد، ما كنا عليه من شركنا أعظم من كهانتك، فحدّثني حديثك. قال: إنه لعجب، كنت كاهنا في الجاهليّة، فبينا أنا نائم إذ أتاني نجيي فضربني برجله، ثم قال: يا سواد بن قارب، اسمع أقل لك. قلت: هات، قال: عجبت للجنّ وأرجاسها ... ورحلها العيس بأحلاسها تهوى إلى مكّة تبغي الهدى ... ما مؤمنوها مثل أنجاسها فأرحل إلى الصّفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى رأسها «1» [السريع] فذكر الخبر بطوله. وله طريق أخرى أخرجها ابن شاهين، من طريق الفضل بن عيسى القرشيّ عن العلاء بن زيدل، عن أنس بن مالك، قال: دخل رجل من دوس يقال له سواد بن قارب على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم .... فذكر القصّة بطولها، وفي آخرها شعره، وفي آخره: فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قارب «2» [الطويل] وله طريق ثالثة أخرجها الحسن بن سفيان، من طريق الحسن بن عمارة، عن عبد اللَّه ابن عبد الرّحمن، قال: دخل سواد بن قارب على عمر، فذكر الحديث بطوله. وله طريق رابعة أخرجها البخاريّ في تاريخه، والبغوي والطّبراني من طريق عباد بن عبد الصّمد: سمعت سعيد بن جبير، أخبرني سواد بن قارب، قال: كنت نائما ... فذكره بطوله، ولم يذكر القصّة الأخيرة. وله طريق خامسة أخرجها الحسن بن سفيان، وأبو يعلى، والحاكم، والبيهقيّ، والطّبراني من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقّاصي، عن محمد بن كعب القرظي، قال: بينا عمر قاعد في المسجد ... فذكره بطوله مثل حديث أبي جعفر وأتمّ منه. وله طريق سادسة أخرجها البيهقيّ في الدّلائل من طريق أبي إسحاق، عن البراء بن   (1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (2334) . والاستيعاب ترجمة رقم (1114) . (2) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (1114) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 عازب، قال: بينما عمر يخطب إذ قال: أيّها النّاس، أفيكم سواد بن قارب؟ فذكر القصّة. مطوّلة. وأصل هذه القصّة في صحيح البخاريّ من طريق سالم عن أبيه، قال: ما سمعت عمر يقول لشيء إني لأظنه إلا كان كما قال- قال: بينما عمر جالس إذ مرّ به رجل جميل، فقال: لقد أخطأ ظني لو أن «1» هذا على دينه، أو لقد كان كاهنهم على الرجل، فدعا له، فذكر القصّة مختصرة. قال البيهقيّ: يشبه أن يكون هو سواد بن قارب. وقال أبو عليّ القاليّ: خرج خمسة نفر من طيِّئ من ذوي الحجى «2» منهم برج بن مسهر أحد المعمّرين، وأنيف بن حارثة بن لأم، وعبد اللَّه بن سعد والد حاتم، وعارف الشاعر، ومرّة بن عبد رضا، يريدون سواد بن قارب ليمتحنوا علمه فقالوا: ليخبأ كلّ منا خبيئا، ولا يخبر أصحابه، فإن أصابه، عرفنا علمه، وإن أخطأ ارتحلنا عنه. ثم وصلوا إليه، فأهدوا إليه إبلا وطرفا، فضرب عليهم قبة ونحر لهم، فلما مضت ثلاثة أيام دعاهم فتكلم برج- وكان أسنّهم- فذكر القصّة في معرفته بجميع ما خبئوه، ثم بمعرفته بأعيانهم وأنسابهم، فقال فيه عارف الشاعر: ألا للَّه علم لا يجارى «3» ... إلى الغايات في حصني سواد كأنّ خبيئنا لمّا انتجينا ... بعينية يصرّح أو ينادي «4» [الوافر] 3597- سواد بن قطبة «5» : ذكره حمزة بن يوسف السّهمي فيمن دخل جرجان من الصّحابة. 3598- سواد بن مالك «6» : بن سواد الدّاري. قال ابن الكلبيّ: غيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسمّاه عبد الرّحمن. 3599- سواد بن مالك التميمي: ذكره سيف في الفتوح، وأنّ سعد بن أبي وقّاص أمّره على أول سرية خرجت له، وأمّره مرة أخرى على الطّلائع، ثم ذكر أنه أغار لما حاصروا القادسيّة، فغنم ثلاثمائة دابة، فأوقرها سمنا، وأتى بها فقسمت بين المسلمين.   (1) في ج أو أن. (2) في ج: من دور الحمى. (3) في ألا يجازى. (4) ينظر البيتان في الأمالي 2/ 290. (5) أسد الغابة ت 2335. (6) أسد الغابة ت 2336. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 3600 ز- سواد بن مقرّن المزني: أحد الإخوة. له ذكر في الفتوح، وبعثه أخوه نعيم بن مقرّن إلى قومس «1» ففتحها صلحا، وكاتبه صاحب جرجان فصالحه على الجزية. وقيل هو سويد الآتي ذكره قريبا، فلعله لقب بالتصغير. 3601- سوادة «2» : بزيادة هاء، ابن الرّبيع الجرمي. قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في البصريين. وروى أحمد من طريق سلم بن عبد الرّحمن، سمعت سوادة بن الربيع، قال: أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسألته فأمر لي بذود، وقال: «إذا رجعت إلى بنيك فمرهم فليحسنوا غذاء رباعهم وليقلّموا أظفارهم ... » الحديث. ورواه البغويّ من وجه آخر عن سلم عن سوادة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأمي، فأمر لها بشاة، وقال: «مري بنيك أن يقلّموا أظفارهم ... » الحديث. وروى الطّبرانيّ وابن شاهين، من طريق سلم الجرمي أيضا، عن سوادة بن الرّبيع- رفعه: «الخيل معقود في نواصيها الخير» «3» . وروى البغويّ والحسن بن سفيان من هذا الوجه أنه رأى على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خاتما. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قيل سواد بن قارب. وقيل ابن الربيع- يعني بالتخفيف والتثقيل في أبيه «4» . 3602- سوادة بن عمرو «5» : وسوادة بن غزية- تقدّما قريبا. 3603- سوّار بن همام: من بني مرة بن همام. ذكر الرّشاطي، عن المدائني، أنه وفد   (1) قومس: ثم السكون وكسر الميم وسين مهملة، تعريب كومس: كورة كبيرة واسعة بها مدن وقرى ومزارع من ذيل جبل طبرستان قصبتها دافعان بين الريّ ونيسابور وبسطام من مدنها. (2) انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1134، الثقات 3/ 179، تجريد أسماء الصحابة 1/ 248، الجرح والتعديل 4/ 1264. أسد الغابة ت 2338، الاستيعاب ت 1116. (3) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 34، 104، 252، ومسلم في الصحيح 2/ 683 كتاب الزكاة باب (6) اثم مانع الزكاة حديث رقم (26/ 987) . والترمذي في السنن 4/ 148 كتاب فضائل الجهاد (23) باب ما جاء من فضل من ارتبط فرسا في سبيل اللَّه (10) حديث رقم 1636 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في السنن 6/ 214 أول كتاب الخيل باب (1) حديث رقم 3561، وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 932 كتاب الجهاد (24) باب النية في القتال (13) حديث رقم 2787، 2788 وأحمد في المسند 2/ 49، 57، 101، 112. (4) في أأمه. (5) أسد الغابة ت 2340، الاستيعاب ت 1117. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثم حضر الفتوح بالعراق. وله فيها ذكر. وولده عبد اللَّه استعمله معاوية على بعض الهند، فاستشهد هناك. 3604- سويبط بن حرملة «1» : ويقال ابن سعد بن حرملة، ويقال حريملة بن مالك ابن عميلة بن السبّاق بن عبد الدّار القرشيّ العبديّ. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وعروة فيمن هاجر إلى الحبشة وشهد بدرا. وروى أحمد من طريق عبد اللَّه بن وهب بن زمعة، عن أمّ سلمة- أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكلاهما بدري، وكان سويبط على الزّاد، فقال له نعيمان: أطعمني. قال: حتى يجيء أبو بكر، وكان نعيمان مضحاكا مزّاحا، فذهب إلى ناس جلبوا ظهرا، فقال: ابتاعوا مني غلاما عربيّا فارها. قالوا: نعم، قال: إنه ذو لسان، ولعله يقول: أنا حرّ، فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوه عليّ. فقالوا: بل نبتاعه. فابتاعوه منه بعشر قلائص، فأقبل بها يسوقها، وقال: دونكم هو هذا. فقال سويبط: هو كاذب، أنا رجل حرّ. قالوا: قد أخبرنا خبرك، فطرحوا الحبل في رقبته، فذهبوا به، فجاء أبو بكر فأخبر، فذهب هو وأصحابه إليهم فردّوا القلائص وأخذوه، ثم أخبروا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك، فضحك هو وأصحابه منها حولا. وأخرجه أبو داود الطّيالسيّ والرّويانيّ. وقد أخرجه ابن ماجة فقلبه، جعل المازح سويبط والمبتاع نعيمان. وروى الزّبير بن بكّار في كتاب الفكاهة هذه القصّة من طريق أخرى عن أم سلمة إلا أنه سمّاه سليط بن حرملة، وأظنه تصحيفا، وقد تعقّبه ابن عبد البرّ وغيره. 3605 ز- سويبط بن عمرو «2» : أحد المهاجرين الأولين. ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه، قال أبو عمر: فرق أبو حاتم بين سويبط بن عمرو، وسويبط بن حرملة، وسويبط صاحب القصّة مع نعيمان في الزاد، والثلاثة واحد. قلت: أما سويبط بن حرملة فهو صاحب القصّة مع نعيمان كما تقدم، وأما سويبط بن عمرو فيحتمل أن يكون آخر. 3606- سويبق بن حاطب بن الحارث «3» : بن هيشة الأنصاريّ.   (1) أسد الغابة ت 2341، الاستيعاب ت 1154. (2) الجرح والتعديل 4/ 1387- الطبقات الكبرى 3/ 595. (3) أسد الغابة ت 2342، الاستيعاب ت 1155. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 استشهد بأحد، قتله ضرار بن الخطاب. ذكره أبو عمر، وهو سبيع الّذي تقدّم ذكره، ولم ينبه عليه. 3607 ز- سويد بن ثابت: تقدم ذكره في ترجمة أوس بن ثابت منسوبا إلى الثّعلبيّ. 3608- سويد بن الحارث الأزديّ «1» : روى أبو أحمد العسكريّ من طريق أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الدّاراني، سمعت شيخا بساحل دمشق يقال له علقمة بن يزيد بن سويد الأزديّ، حدثني أبي عن جدّي سويد بن الحارث، قال: وفدت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سابع سبعة من قومي فأعجبه سمتنا وهدينا فقال: «ما أنتم؟» قلنا: مؤمنون. قال: «فما حقيقة إيمانكم؟» » قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا أن نعمل بها، وخمس تخلّقنا بها في الجاهليّة فذكر الحديث بطوله. وساقه الرّشاطي، وابن عساكر، من وجهين آخرين عن أحمد بن أبي الحواري. ورواه أبو سعيد النّيسابوري في شرف المصطفى من وجه آخر، عن أحمد بن أبي الحواري، فقال: علقمة بن سويد بن علقمة بن الحارث، فذكر أبو موسى في الذّيل علقمة بن الحارث بسبب ذلك. والأول أشهر. 3609 ز- سويد بن حارثة: بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ، وهو والد مسعود الّذي تزوّج العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ابنته أمة اللَّه، فولدت له جعفرا أو عونا. ذكره الزّبير بن بكّار. 3610- سويد بن حنظلة «3» : قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا الحديث. قلت: أخرجه أبو داود وابن ماجة، ولفظه: «المسلم أخو المسلم» «4» . وفيه قصّة له مع وائل بن حجر، استفتى فيها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فذكر له ذلك. قال الأزديّ: ما روى عنه إلا ابنته، قال ابن عبد البرّ: لا أعلم له نسبا. قلت: قد زعم ابن حبّان أنه جعفي، وروى الثّوري عن عباس العامريّ عن سويد بن حنظلة البلوي «5» حديثا غير هذا، فما أدري هو الصّحابي أو غيره؟   (1) أسد الغابة ت 2344، تجريد أسماء الصحابة 1/ 249 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1004- التاريخ الكبير 4/ 143. (2) أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 571. (3) أسد الغابة ت 2345، الاستيعاب ت 1125. الثقات 3/ 177- بقي بن مخلد 493. (4) أخرجه من رواية أبي هريرة مسلم 4/ 1986 (33- 2564) . (5) في أالكبرى. أسد الغابة ت 2346. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 3611- سويد بن زيد الجذامي «1» : أخو رفاعة. ذكره موسى بن سهل الرّملي فيمن نزل فلسطين من الصّحابة. وقال ابن حبّان: له صحبة. ومات ببيت جبرين. وقال ابن مندة: وفد مع إخوته على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكره ابن هشام والأموي في المغازي والواقديّ والطّبريّ أنه كان ممّن أسر من بني جذام لما غزاهم زيد بن حارثة، فأسلموا فأطلقهم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 3612- سويد بن الصّامت «2» : بن حارثة بن عديّ بن قيس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ. قال ابن سعد والطّبريّ: شهد أحدا، [وأنشد له دعبل بن علي في «طبقات الشعراء» ، وكان قد ادّان دينا، وطولب فاستغاث بقومه فقصّروا عنه، فقال: وأصبحت قد أنكرت قومي كأنّني ... جنيت لهم بالدّين إحدى الفضائح أدين وما ديني عليهم بمغرم ... ولكن على الحزر الجلاد القرادح أدين على أثمارها وأصولها ... لمولى قريب أو لآخر نازح] «3» [الطويل] 3613- سويد بن صخر الجهنيّ «4» : ذكر الطّبري أنه كان أحد الأربعة الذين يحملون ألوية جهينة، وشهد الحديبيّة. وذكره الواقديّ في جملة العشرين الّذين خرجوا إلى العرنيين في سريّة غالب بن عبيد اللَّه الليثي. 3614- سويد بن طارق «5» : يأتي في طارق بن سويد. 3615- سويد بن عامر «6» : استدركه ابن فتحون، وأخرج من طريق الباوردي، ثم من   (1) الثقات 3/ 177، تجريد أسماء الصحابة 1/ 249، الجرح والتعديل 1021 ترجمة، الطبقات الكبرى 7/ 435، التاريخ الكبير 4/ 148. (2) الاستيعاب ت 1121. (3) سقط في أ. (4) الثقات 3/ 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 249. أسد الغابة ت 2349. (5) تقريب التهذيب 1/ 340- تهذيب التهذيب 4/ 276- الكمال 1/ 560 تذهيب تهذيب الكمال 1/ 431 أسد الغابة ت 22350، الاستيعاب ت 1122. (6) أسد الغابة ت 2351. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 رواية عبد العزيز بن كيسان، عن سويد بن عامر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «حوضي أشرب منه يوم القيامة ... » «1» الحديث. وقد ذكر أبو عمر سويد بن عامر مختصرا في الاستيعاب، فإن لم يكن هذا هو فقد بينت في القسم الأخير أنه لا صحبة له، وأن حديثه مرسل، وقد ذكر ابن أبي خيثمة في الصّحابة سويد بن عامر الأنصاريّ وقال: لا أدري هو والد عقبة أم لا. [وقال ابن مندة: سويد بن عامر بن زيد بن خارجة روى عنه مجمّع بن خارجة. لا تعرف له صحبة، ثم أورد في ترجمته الحديث الآتي في ترجمة سويد بن عمرو.] «2» 3616- سويد بن علقمة «3» : بن معاذ الأنصاريّ. ذكره ابن مندة مختصرا، وقال: لا يعرف. 3617- سويد «4» : بن [عمرو] «5» الأنصاريّ. قال ابن سعد: آخى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين وهب بن سعد بن أبي سرح، واستشهدا جميعا يوم مؤتة. [وأخرج ابن مندة من طريق مجمّع بن يحيى: حدثنا سويد بن عمرو الأنصاريّ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «بلّوا أرحامكم ولو بالسّلام» . قال ابن عساكر: إن كان هذا هو الّذي استشهد بمؤتة فالحديث مرسل. قلت: كيف يكون مرسلا ومجمّع يقول: حدّثنا، بل يكون الصّواب فيه سويد بن عامر، كما تقدم] «6» . 3618- سويد بن عيّاش الأنصاريّ «7» : كان ممن بعث لهدم مسجد الضّرار، رواه ابن مندة من طريق عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عبّاس. وذكره ابن إسحاق بإسناده أنّ من   (1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 3/ 312، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39179 وعزاه لحميد بن زنجويه وابن عساكر. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2354. (4) أسد الغابة ت 2355، الاستيعاب ت 1124. (5) في أعامر. (6) سقط في أ. (7) أسد الغابة ت 2356. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 الذين هدموه معن بن عدي ومالك بن [الدّخشم] «1» واللَّه أعلم. 3619- سويد بن غفلة «2» : روى ابن عساكر من طريق تمام الرّازي، ثم من رواية مبشر بن إسماعيل عن سليمان بن عبد اللَّه بن الزّبرقان، عن أسامة بن أبي عطاء، قال: كنت عند النّعمان بن بشير، فدخل سويد بن غفلة، فقال له النّعمان: ألم يبلغني أنك صليت خلف النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرّة، قال: لا، بل مرارا، كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إذا نودي بالأذان كأنه لا يعرف أحدا «3» . روى ابن مندة من طريق عمرو بن شمر، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد ابن غفلة، قال: رأيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أهدب الشعور، مقرون الحاجبين ... الحديث. قلت: سويد بن غفلة تابعي كبير، ذكر أنه رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وسيأتي في القسم الثالث أنه هاجر فدخل المدينة يوم دفن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فإن ثبت الإسناد الأول فلعله آخر، وأما الثّاني فلا يدلّ على صحبته، لاحتمال أن يكون رآه قبل أن يسلم. 3620- سويد بن قيس العبديّ «4» : أبو مرحب «5» . روى سماك بن حرب عنه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم اشترى منه رجل سراويل، أخرجه أحمد وأصحاب السّنن، واختلف فيه على سماك، فقيل عنه عن أبي صفوان بن مالك بن عميرة. وسيأتي في ترجمته. وكلام المزّي يوهم أن سويدا يكنى أبا صفوان، وليس كذلك. 3621- سويد بن كلثوم: بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن فهر الفهريّ.   (1) في أالدخضيم. (2) أسد الغابة ت 2357، الاستيعاب ت 1125، طبقات ابن سعد 6/ 68، طبقات خليفة ت 1049، تاريخ البخاري 4/ 142، المعارف 427، الجرح والتعديل ق م 2342 الحلية 4/ 174، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 340، تاريخ الإسلام 3/ 252، العبر 1/ 93، تذكرة الحفاظ 1/ 50، البداية والنهاية 9/ 37، تهذيب التهذيب 4/ 278، النجوم الزاهرة 1/ 203، طبقات الحفاظ 17، خلاصة تذهيب الكمال 159، شذرات الذهب 1/ 90. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18576 وعزاه. لابن عساكر في التاريخ عن أسامة بن أبي عطاء عن النعمان بن بشير. (4) الثقات 3/ 177- تجريد أسماء الصحابة 1/ 250- تقريب التهذيب 1/ 341 تهذيب التهذيب 4/ 279- تهذيب الكمال 1/ 562- تذهيب الكمال 1/ 432- الكاشف 1/ 412 تلقيح فهوم أهل الأثر 374- الطبقات 132- الوافي بالوفيات 16/ 51- التاريخ الكبير 4/ 141 المعرفة والتاريخ 2/ 518- بقي بن مخلد 422 أسد الغابة ت 2358، الاستيعاب ت 1126. (5) في أمرحبة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 قال الزّبير بن بكّار: ولي دمشق، وله ابن اسمه محمد استعمله أبو عبيدة على دمشق، ذكره أبو حذيفة في الفتوح، وله قصة في فتح حمص. وذكره الأزديّ في فتوح الشام. [وقال أبو حذيفة البخاريّ في كتاب «الفتوح» : خرج خالد في ألف رجل حتى انتهى إلى دمشق، وبها سويد بن كلثوم بن قيس الفهري، وكان أبو عبيدة استخلفه بدمشق في خمسمائة رجل، فقدمها خالد، فعسكر بها، وأمر سويد بن كلثوم أن يقيم في جوفها، وذكر القصّة في فتح حمص] «1» . 3622- سويد: بن مخشي الطّائيّ «2» . قال أبو عمر: ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا، ويقال فيه ارتدّ، وسيأتي في أبي مخشي في الكنى. 3623- سويد بن مقرّن «3» : بن عائذ المزني، يكنى أبا عائذ، أحد الإخوة. روى حديثه مسلم وأصحاب السّنن، ويقال: إنه نزل الكوفة. روى عنه ابنه معاوية ومولاه أبو شعبة وهلال بن يساف وغيرهم. 3624- سويد بن النّعمان «4» : بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ. يكنى أبا عقبة. روى حديثه البخاريّ في المضمضة من السّويق، وفيه أنه خرج مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى خيبر، وقد شهد بيعة الرضوان، وقد ذكر ابن سعد أنه شهد أحدا، وذكر العسكريّ أنه   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2359، الاستيعاب ت 1127، الجرح والتعديل 4/ 1000، الطبقات الكبرى 3/ 97- دائرة الأعلمي 19/ 291. (3) الثقات 2/ 493، 3/ 176 تجريد أسماء الصحابة 1/ 250- تهذيب التهذيب 4/ 279- تهذيب الكمال 1/ 562 خلاصة تذهيب 1/ 432- الكاشف 1/ 412- بقي بن مخلد 272- تقريب التهذيب 1/ 341 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 994- الطبقات 38؟ 128- التحفة اللطيفة 207 تاريخ جرجان 45، 46، 48- التاريخ الكبير 1614- الوافي بالوفيات 16/ 51- التاريخ الصغير 1/ 56 أسد الغابة ت 236، الاستيعاب ت 1128. (4) الثقات 17613 تجريد أسماء الصحابة 1/ 250- بقي بن مخلد 250- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 995 تقريب التهذيب 1/ 341- تهذيب التهذيب 4/ 280- التعديل والتجريح 1361- الكاشف 1/ 412 تهذيب الكمال 1/ 562- خلاصة تذهيب 1/ 432- الرياض المستطابة 116- الاستبصار 241، 250- الطبقات 80- الطبقات الكبرى 5/ 304، التحفة اللطيفة 207- الوافي بالوفيات 16/ 51- التاريخ الكبير 4/ 141 أسد الغابة ت 2361، الاستيعاب ت 1129. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 استشهد بالقادسية، وفيه نظر، لأنّ بشير بن يسار سمع منه وهو لم يلحق ذلك الزمان. 3625- سويد بن هبيرة: بن عبد الحارث الدئليّ «1» ، وقيل العبديّ. قاله أبو عمر. قال ابن الأثير: الدئليّ والعبديّ، لأنه من بني الدّئل بن عمرو، وهو بطن من عبد القيس، قال: وقال أبو أحمد هو عدويّ من عديّ بن عبد مناة، وكذا نسبه ابن قانع. وقال أبو عمر: إنه سكن البصرة. روى أحمد والطّبرانيّ من طريق مسلم بن بديل، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة، سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «خير المال مهرة مأمورة أو سكّة مأبورة «2» » «3» . قال ابن مندة: لم يقل سمعت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلا روح بن عبادة، عن أبي نعامة، عن مسلم. وقد رواه مروان بن معاوية عن عمرو بن عيسى، عن أبي نعامة، فقال برفع الحديث. قلت: وأخرجه الطّبرانيّ من طريق عبد الوارث، عن أبي نعامة [عن مسلم كذلك. وقد رواه مروان بن معاوية بن عمرو بن عيسى، عن أبي نعامة] «4» . كذلك. ورواه معاذ بن معاذ، عن أبي نعامة، فقال فيه إلى سويد: بلغني عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره البخاريّ في تاريخه. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: غلط فيه روح، وإنما هو تابعيّ. وقال ابن حبّان في ثقات التّابعين: يروي المراسيل. 3626 ز- سويد بن هشام التميمي: ذكره مقاتل في تفسيره في بني تميم الذين نزلت فيهم: «إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ... » [الحجرات 4] الآية. 3627- سويد «5» : ويقال: أبو سويد- يأتي في الكنى. 3628 ز- سويد الآهلي: ثم العكيّ. روى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عبد اللَّه بن سويد   (1) بقي بن مخلد 408، ذيل الكاشف 616، أسد الغابة ت 2362، الاستيعاب ت 1130. (2) مأمورة هي الكثيرة النّسل والنتاج، يقال: أمرهم اللَّه فأمروا أي كثروا، وفيها لغتان: أمرها فهي مأمورة، وآمرها فهي مؤمرة النهاية 1/ 65 والسّكّة: الطريقة المصطفّة من النّخل والمأبورة الملقحة يقال: أبرت النّخلة، وأبرتها فهي مأبورة ومؤبرة، والاسم الإبار، وقيل السّكّة: سكّة الحرث والمأبورة المصلحة له أراد: خير المال نتاج أو زرع النهاية 1/ 13. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 261 وقال رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات، وأورده ابن حجر في الفتح 8/ 395. (4) سقط في ب. (5) أسد الغابة ت 2363. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 الآهلي ثم العكّي عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ اللَّه جعل هذا الحيّ من لخم وجذام بالشّام معونة لأهل اليمن» . «1» وأخرجه في الكبير من هذا الوجه، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: أو حدثني من سمعه منه. وكذا أخرجه الباورديّ وابن السّكن وابن شاهين. [وقال أبو نعيم: يكنى أبا عبد اللَّه. وقيل إنه باهلي. وقيل ألهاني، وهو فخذ من الأشعريين. وعند ابن مندة الكلام الأخير، وهو تصحيف. والصّواب الآهلي كما تقدّم، وبه جزم الرّشاطيّ] » . 3629 ز- سويد «3» : مولى سلمان الفارسيّ. ذكر البخاريّ عن ابن قهزاد أنّ له صحبة، أخرج ذلك ابن مندة، وروى ابن أبي شيبة في الأوائل، من طريق أبي العالية، عن غلام لسلمان يقال له سويد. وأثنى عليه خيرا- قال: لما فتحت المدائن أصبت سلّة، فقال سلمان: هل عندك شيء؟ قلت: سلّة. قال: هاتها، فإن كان طعاما أكلناه أو مالا رفعناه إلى هؤلاء. قال: ففتحناها فإذا أرغفة حوّارى وجبنة، فكان أول ما رأت العرب الحوّارى. [3630 ز- سويد الأنصاري ّ «4» : ابن عم ثابت بن قيس، أو ابن عم سعد بن الربيع. تقدم في أوس بن ثابت، ويأتي في أم كجّة في كنى النّساء إن شاء اللَّه تعالى] «5» . 3631- سويد الجهنيّ: أو المزنيّ، ويقال الأنصاريّ، والد عقبة. قال ابن حبّان : سويد الجهنيّ له صحبة. وقال أبو عمر: حديثه عند الزّهري وربيعة من رواية ابنه عنه في اللقطة وفي أحد: يحبنا ونحبّه، وهما صحيحان. قلت: أما حديث الزّهري فقال: أخبرني عقبة بن سويد أن أباه حدّثه قال: لما قفل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من خيبر بدا له أحد فقال: «اللَّه أكبر! هذا جبل يحبّنا ونحبّه» «6» .   (1) قال الهيثمي في الزوائد 10/ 66 رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم وكنز العمال حديث رقم 4103، والطبراني في الكبير 7/ 108. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2347. (4) الاستيعاب ت 1131. (5) سقط في أ. (6) قال الهيثمي 6/ 158 رواه أحمد وعقبه ذكره ابن أبي حاتم وقال روى عنه عبد العزيز ولم يجرحه قلت وروي عن الزهري عند أحمد وبقية رجاله رجال الصحيح، والطبراني في الكبير 2/ 140، 6/ 152، وابن عساكر 1/ 88. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 رواه أحمد والبخاريّ في تاريخه، ورواه البغويّ، وابن أبي عاصم، وابن شاهين، وأبو نعيم من طريق الزّهري فوقع، في السند عن سويد بن عقبة الأنصاريّ أنه سمع أباه، وكان من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكر البخاريّ أنه وقع في رواية يونس بن زيد، وإسحاق بن راشد، عن الزّهريّ، عن عتبة- بالمثناة. وأما حديث ربيعة فذكره أبو داود تعليقا، ووصله الباوردي والطّبراني ومطيّن، من طريق محمد بن معن بن نضلة، عن ربيعة عن عتبة بن سويد- عن أبيه: سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن الشّاة. وقد فرّق البغويّ بين سويد الّذي روى حديثه الزّهري وبين سويد الّذي روى حديثه ربيعة، لافتراق النسب حيث وقع في رواية الزهري الجهنيّ، وفي رواية ربيعة الأنصاريّ، ويحتمل أن يكونا واحدا بأن يكون جهنيّا حالف الأنصار، ولم أقف على الرواية التي وقع فيها أنه مزني. 3632 ز- سويد: غير منسوب. ذكره ابن قانع. وأخرج من طريق أبي بكر الحنفي، حدثنا عبيد اللَّه «1» بن عبد الرّحمن بن موهب، عن سويد، قال: لقد رأيتنا نصلّي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلاة لو صلّاها أحدكم اليوم أعدتموها، يعني الجمعة- وقال: لا تذكر هذا لأميرنا، وذلك في إمرة عمر بن عبد العزيز، يعني على المدينة. [3633 ز- سويد، جد مسلم بن يسار: ذكر الخطيب في المتفق في ترجمة مسلم بن يسار الجهنيّ أن ابن شاهين قال: حدّثنا ابن صاعد، قال: قال لنا عبد اللَّه بن داود بن دلهاث، قال: حدثنا سويد جدّ مسلم بن يسار عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم] . «2» السين بعدها الياء 3634- سيابة: بكسر أوله والتخفيف، وبعد الألف موحدة- ابن عاصم بن شيبان «3» بن خزاخي بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السّلميّ. قال عبد الغنيّ بن سعيد: له صحبة، وقال له وفادة.   (1) في أ: عبد اللَّه، أسد الغابة ت 2364، الاستيعاب ت 1156. (2) سقط في أ. (3) في أسفيان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 وقال سعيد بن منصور: حدّثنا هشيم، عن يحيى بن عمرو القرشيّ، أخبرني سيابة بن عاصم السّلمي أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال يوم حنين: «أنا ابن العواتك» . وأغرب ابن عبد البرّ فقال: روى حديثه هشيم عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن العاص، عن أبيه عن جدّه، عن سيابة. انتهى، ولم أره عن هشيم كذلك، وإنما اختلف عليه، فقال عنه سعيد بن منصور كما تقدم، وتابعه إسحاق بن إدريس. وقال أبو حاتم: حدّثنا بعض أصحاب هشيم عنه هكذا، وحدّثنا عنه محمد بن الصّباح، فقال: عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن سعيد، عن سيابة، قال أبو حاتم: الأول أشبه. قلت: إسحاق ضعيف، وقد تابع محمد بن الصّباح عمرو بن عوف «1» ، أخرجه الطّبراني. قلت: وأخرجه البغويّ عن لوين عن هشيم، عن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد، عن سيابة، قال لوين: لا أدري لعل بينهما رجلا. وذكر البخاريّ الاختلاف على هشيم في الواسطة، وجزم بأنّ الحديث مرسل. وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه في تاريخه أن سيابة بن عاصم كان في زمن الحجاج، وقدم عليه رسولا من عبد الملك. 3635- سيّار بن بلز «2» : والد أبي العشراء، فيما قيل، وسيأتي في المبهمات. 3636 ز- سيّار: بن سويد الجهنيّ. مذكور في ترجمة سنان. 3637 ز- سيار: مذكور في ترجمة سنبر. 3638- سيّار بن روح «3» : في روح بن سيّار. 3639 ز- سيار: بن طلق اليمامي، جدّ محمد وأيوب ابني جابر- لم أر من ذكره في الصّحابة، وقد أخرج حديثه ابن عديّ في الكامل في ترجمة محمد بن جابر، فروى بسنده إلى محمد بن جابر: سمعت أبي يذكر عن جدّي أنه أول وفد وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من بني حنيفة فوجدته يغسل رأسه، فقال: اقعد يا أخا أهل اليمامة فاغسل رأسك، ففعلت فغسلت   (1) في أ، ب: عون. (2) أسد الغابة ت 2365. (3) أسد الغابة ت 2366، الاستيعاب ت 1157. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 رأسي بفضلة غسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهدت أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمدا عبده ورسوله، ثم كتب لي كتابا، فقلت: يا رسول اللَّه، أعطني قطعة من قميصك أستأنس بها، فأعطاني، قال محمد بن جابر: فحدّثني أبي أنها كانت عندنا نغسلها للمريض يستشفي بها. 3640 ز- سيّار بن عبد اللَّه: ذكره العسكريّ في الصّحابة. 3641- سيار، والد عبد اللَّه: روى عنه ابنه حديثا، كذا في التّجريد، فلا أدري أهو الّذي ذكره العسكريّ أو غيره. 3642 ز- سيّان الكوفي- ذكره دعبل بن علي الخزاعيّ في طبقات الشّعراء، وقال: كانت له صحبة، وكان يلي السّجن بالكوفة في خلافة عثمان، قال دعبل في ترجمة أبية الأزديّ لما ضرب جندب بن زهير الأزديّ السّاحر بين يدي الوليد بن عقبة حبسه الوليد، فقال في ذلك أبياتا منها: أمن ضربة السّحّار يحبس جندب ... ويقتل أصحاب النّبيّ الأوائل [الطويل] قال: وكان جندب لما بلغه عمل السّاحر اشتمل على سيف ودخل على الوليد، فقال للسّاحر: أنت تقتل رجلا ثم تحييه؟ قال: نعم، فضربه بالسيف فقتله، فأمر الوليد بسجنه فسجن، فسأله السّجان: فيم سجنت فأخبره فأطلقه، فقدم المدينة فأخبر عثمان، فكتب عثمان إلى الوليد أن لا سبيل لك عليه، فكفّ عنه، وقتل السّجان، واسمه سيان وكانت له صحبة، ففي ذلك يقول الشاعر ما قال. 3643 ز- سيحان بن صوحان: العبديّ، أحد الإخوة. ذكر سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف الأنصاريّ، عن القاسم بن محمد أنه كان أحد الأمراء في قتال أهل الرّدة. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة، ويقال إن سيحان قتل يوم الجمل. 3644- سيدان، والد عبد اللَّه «1» : روى الطبراني من طريق عبد اللَّه بن الغسيل، عن عبد اللَّه بن سيدان، عن أبيه، قال: أشرف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على أهل القليب، فقال: «يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربّكم حقا» «2» . فقالوا: يا رسول اللَّه، وهل يسمعون؟ قال: «نعم كما تسمعون، ولكن لا يجيبون» .   (1) أسد الغابة ت 2367. (2) أخرجه أحمد 2/ 131، 6/ 276 والطبراني في الكبير 7/ 97، 10/ 198 وانظر المجمع 6/ 90. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 3645- السيد بن بشر: بن عصر العامريّ بن عبد القيس، ثم من بني عامر بن الحارث بن أنمار. قال الرشاطيّ: كان سيّد بني عامر بعد أبيه، وكان شريفا جوادا، له وقائع وغارات في الجاهليّة، وأدرك الإسلام، ووفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم كان رأس قومه في قتال أهل الردّة مع الجارود العبديّ. انتهى ملخّصا. 3646- السيّد النّجراني: ذكر ابن سعد والمدائني أنه قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، فقال في ذكر الوفود وفد نجران، من حديث علي بن محمد القرشيّ، قال: قالوا: وكتب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى أهل نجران، فخرج عليهم وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى، فيهم العاقب، وهو عبد المسيح، رجل من كندة، وأبو الحارث بن علقمة، رجل من بني ربيعة وأخوه كرز، والسيّد، فذكر القصّة في مناظرتهم على دين النصرانية، وقوله صلّى اللَّه عليه وسلم: «إن أنكرتم ما أقول فهلم أباهلكم» ، وامتناعهم من المباهلة، وطلبهم المصالحة على الجزية، قال: فرجعوا إلى بلادهم، فلم يلبث السيد والعاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأسلما وأنزلهما دار أبي أيّوب الأنصاريّ. وقد تقدّم في حرف الألف أن اسم السيّد أيهم- بياء تحتانية مثناة، وزن جعفر. ويأتي له ذكر في ترجمة العاقب أيضا. 3647- سيف بن قيس «1» : بن معديكرب، أخو الأشعث بن قيس. ذكره ابن شاهين، وساق إلى الكلبيّ قال: وفد سيف مع أخيه، فأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يؤذّن، فلم يزل يؤذّن لهم حتى مات. وقال أبو عمر: سيف من ولد قيس بن معديكرب، له صحبة. وروى البغويّ، من طريق الحارث بن سليمان الكنديّ، حدثني غير واحد من بني بجيلة عن سيف، وهو من ولد قيس بن معديكرب، قال: قلت: يا رسول اللَّه، هب لي أذان قومي، فوهبه لي. ووقع عند ابن مندة سيف بن معديكرب، فنسبه إلى جدّه، فاستدركه أبو موسى. وتعقبه ابن الأثير، وقال ابن مندة: رواه يحيى بن معين، فقال: عن سيف، من ولد سيف بن معديكرب. فاللَّه أعلم. [قال ابن الكلبي: وأم سيف هذا التحيا قينة من حضرموت، وهي إحدى الشّوامت] «2» .   (1) أسد الغابة ت 2369، الاستيعاب ت 1158. (2) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 3648- سيمويه «1» : [ويقال سيماه] البلقاويّ. كان نصرانيّا فقدم المدينة بالتجارة فأسلم. روى الطّبرانيّ وابن قانع وابن مندة، من طريق منصور بن صبيح أخي الربيع بن صبيح، قال: حدّثني سيمويه. وفي رواية ابن قانع سيماه، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وسمعت من فيه إلى أذني، وحملت القمح من البلقاء «2» إلى المدينة فبعنا وأردنا أن نشتري التمر فمنعونا، فأتينا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «أما يكفيكم رخص هذا الطّعام بغلاء هذا التمر الّذي تحملونهم، ذروهم «3» يحملون» «4» . وكان سيمويه نصرانيّا شماسا فأسلم وحسن إسلامه، وعاش مائة وعشرين سنة «5» . [ظاهر سياق خبره عند الخطيب في المؤتلف أنه أسلم بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم] «6» . القسم الثاني السين بعدها الألف 3649- ساعدة بن حرام: بن محيّصة الأنصاريّ الأوسيّ «7» . ذكره البخاريّ في الصّحابة، ولم يخرج له شيئا قاله ابن مندة. ثم وجدت في تاريخ البخاري من طريق ابن إسحاق: حدّثني بشير بن يسار أن ساعدة بن حرام بن محيّصة حدّثه أنه كان لمحيّصة عبد حجّام يقال له أبو طيبة ... الحديث. وفيه: «اعلفه ناضحك» . قال ابن عبد البر: هذا عندي مرسل. قلت: محيّصة صحابي بلا ريب، وابنه حرام بن محيّصة تقدّم ذكره. وأما ساعدة فيحتمل أن يكون له رؤية. وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: يروي المراسيل. وأخرج مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن ابن محيّصة، أحد بني حارثة، أنه استأذن على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في إجارة الحجّام فنهاه ... الحديث. كذا قال ابن القاسم ويحيى بن يحيى.   (1) أسد الغابة ت 2371، الاستيعاب ت 1159. (2) البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى. انظر معجم البلدان 1/ 579. (3) في ج: الّذي يحملونه، ذرهم يحملونه. (4) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 201. (5) في أوعشرين سنة وبعضهم سماه سيما واللَّه أعلم. (6) سقط في أ. (7) أسد الغابة ت 1887. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 وقال جمهور الرواة، عن ابن شهاب، عن ابن محيّصة عن أبيه، قال أبو عمر: لا يختلفون أنّ شيخ الزهري هو حرام بن سعد بن محيّصة، يعني فيكون الحديث من مسند سعد بن محيّصة. 3650- السّائب بن أبي لبابة «1» : بن عبد المنذر الأنصاريّ. ذكر ابن سعد أنه ولد في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال ابن حبّان في ثقات التّابعين: روى عن عمر، ويقال إن له رؤية. وساق ابن مندة ذلك بسند صحيح. ومات بعد المائة. وروى له أبو داود حديثا من طريق الحسين بن السّائب بن أبي لبابة عن أبيه، ذكره تعليقا. 3651- السّائب بن هشام «2» : بن عمرو بن ربيعة القرشيّ العامريّ. قال ابن ماكولا: شهد فتح مصر. ويقال: إنه رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يلي الشّرطة بمصر لمسلمة بن مخلّد، وكان من جبناء قريش. وفي كلام ابن يونس أنه ولّي القضاء والشّرطة بمصر. وذكر غيره أن مسلمة ولّاه بعد سليم بن عتر، ثم عزله بعد يسير، لأنه بلغه أنه قال: لا ينبغي للقاضي أن يأتي الأمير، بل ينبغي للأمير أن يأتي القاضي، فعزله، وولى عابسا، ولم يذكر الكنديّ في قضاة مصر بين سليم وعابس أحدا، [وذكر أيضا أنه هو الّذي جاء بنعي خارجة بن حذافة لما قتل بمصر] «3» . السين بعدها العين 3652- سعد بن زيد الأنصاريّ «4» : من بني عمرو بن عوف. ذكر ابن سعد أنه ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى عن عمر بن الخطاب، وتوفي آخر خلافة عبد الملك.   (1) تهذيب الكمال 1/ 464، تقريب التهذيب 1/ 283، تهذيب التهذيب 3/ 450، الثقات 4/ 325، تنقيح المقال 4599، الجرح والتعديل 4/ 1036، التحفة اللطيفة 2/ 116، طبقات ابن سعد 5/ 65، الوافي بالوفيات 15/ 103، أسد الغابة ت 1921، الاستيعاب ت 903. (2) أسد الغابة ت 1924. (3) سقط في أ. (4) الاستيعاب ت 939. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 3653- سعد بن أبي العادية: يسار بن سبع المزني، ويقال الجهنيّ. قال ابن عساكر: ولد في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم ساق بسنده إلى مساور بن شهاب بن مسرور بن مساور بن سعد بن أبي العادية، حدّثني أبي عن أبيه مسرور بن مساور، عن جدّه سعد بن أبي العادية، عن أبيه، قال: فقد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أبا العادية في الصلاة فأقبل فقال: «ما خلّفك؟» فقال: ولد لي مولود. قال: «هل سمّيته؟» قال: لا. قال: «فجيء به» ، فجاء به فمسح على رأسه بيده وسمّاه سعدا. 3654 ز- سعيد بن ثابت: بن الجدع. استشهد أبوه بالطّائف. وروى سيف في الفتوح، عن عبد اللَّه بن سعيد بن ثابت بن الجدع حديثا. 3655 - سعيد «1» بن الحارث: بن نوفل بن عبد المطّلب الهاشميّ. مات أبوه سنة خمس عشرة، كما سبق في ترجمته، وكان سعيد فقيها، قاله الزّبير بن بكّار، وهو جدّ يزيد بن عبد الملك النّوفلي لأمه أمّ عبد اللَّه. السين بعدها الفاء 3656 ز- سفيان بن عبد شمس: بن أبي وقّاص الزّهري. له ذكر في مقتل علي، وأنه نعاه إلى أهل الحجاز. وروى الطّبرانيّ بسند له، عن إسماعيل بن راشد- أنه الّذي ذهب بنعي عليّ من معاوية إلى عمرو بن العاص. قلت: ذكرته في هذا القسم، لأن أباه مات كافرا، ولعله مات قبل الفتح، فإنّي لم أجد له ذكرا في شيء من كتب الأنساب ولا التواريخ ولا المغازي، فهذا إن لم يكن له صحبة فهو من أهل هذا القسم. واللَّه أعلم. السين بعدها اللام 3657 ز- سلمة بن طريف: بن أبان بن سلمة بن حارثة بن فهم الفهميّ. لأبيه صحبة، وله رؤية، وقتل ولده خفينة «2» بن قيس بن سلمة بن طريف مع الحسين بن عليّ يوم الطفّ «3» .   (1) في أسعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. (2) في أجعينة. (3) الطفّ: بالفتح والفاء المشددة وهو ما أشرف على أرض العرب على رديف العراق وطفّ الفرات: شاطئها والطفّ أرض من ضاحية الكوفة في طرق البرية بها كان مقتل الحسين رضي اللَّه عنه، بادية قريبة من الرّيف فيها عدة عيون ماء جارية منها عين الصيد والقطقطانة والرّهيمة وعين حمل وهي عيون كانت للموكلين بالمسالح التي كانت للفرس مراصد الاطلاع 3/ 888. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 3658 ز- سليم بن أحمر: في أحمر بن سليم. 3659- سليمان «1» : بن أبي حثمة بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عويج بن كعب القرشي العدويّ. قال ابن حبّان: له صحبة، وقال أبو عمر: رحل مع أمه إلى المدينة، وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم، واستعمله عمر على السّوق، وجمع النّاس عليه في قيام رمضان. قلت: هذا كله كلام مصعب الزّبيري، وذكره عند الزّبير بن بكّار، وقد ذكره ابن سعد فيمن رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يحفظ عنه، وذكره أباه في مسلمة الفتح. وقال في الطّبقة الأولى من تابعي أهل المدينة: ولد على عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكره خليفة في الطّبقة الأولى من أهل المدينة. وقال ابن مندة : سليمان بن أبي حثمة الأنصاري ذكر في الصّحابة ولا يصحّ، ثم ساق من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يكبّر على جنائزنا أربعا وخمسا. قلت: قوله الأنصاريّ وهم. وقد روى عبد الرّزّاق عن معمر، عن الزّهري، عن سليمان بن أبي حثمة، عن أمه الشّفاء، قالت: دخل عليّ عمر وعندي رجلان نائمان- تعني زوجها أبا حثمة، وابنها سليمان- فقال: أما صلّيا الصّبح؟ قلت: لم يزالا يصلّيان حتى أصبحنا فصلّيا الصّبح وناما. فقال: لأن أشهد الصّبح في جماعة أحبّ إليّ من قيام ليلة. وأخرجه ابن جريج عن ابن أبي مليكة، قال: جاءت الشّفاء إلى عمر، فقال: ما لي لا أرى أبا حثمة؟ فقالت: دأب ليلته فكسل أن يخرج فصلّى الصّبح ثم رقد ... فذكر نحوه. وأخرجه مالك عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أنّ عمر فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصّبح، فغدا على مسكنه، فمرّ على الشفاء فسألها فذكره. وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني محمد بن يحيى، عن محمد بن طلحة، قال: اصطلح الناس بأذرح- يعني في زمان التحكيم- على سليمان بن أبي حثمة يصلّي بهم، وكان قارئا مسنّا «2» .   (1) أسد الغابة ت 2229، الاستيعاب ت 1060. (2) في أ: وكان قارئا حسنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 200 3660 ز- سليمان بن خالد: بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ. وكان يكنى به، وكان أكبر ولده. قال الزّبير بن بكّار: أمه كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو العذريّة. 3661- سليمان بن هاشم «1» : بن عتبة بن أبي وقّاص الزّهري. لأبيه صحبة. وروى ابن مندة من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقّاص، قال: أتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسليمان بن هاشم بن عتبة فوضعه في حجره، فبال عليه، فأتي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بقدح من ماء فصبّه على مباله حيث بال، ما زاد على ذلك. وزعم ابن الأثير أن اسم والد عتبة المذكور ربيعة بن عبد شمس، وفيه نظر، لأن البخاريّ ذكر في ترجمة محمد بن إسماعيل بن سعد بن أبي وقّاص: قال ابن فضيل، عن محمد بن إسماعيل بن أبي وقّاص، قال: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بسليمان بن هاشم بن أبي وقاص فصبّ على مباله. انتهى. فهذا وإن كان فيه بعض مخالفة، لكنه شاهد، لأن القصّة إنما وقعت لشخص من آل أبي وقّاص لا من آل ربيعة بن عبد شمس. وأيضا فإنّ أهل النّسب لم يذكروا في آل عتبة بن ربيعة أحدا اسمه سليمان بن هاشم، وذكروه في آل أبي وقّاص، فثبت ما قلته. واللَّه أعلم. السين بعدها النون 3662- سنان بن سلمة» : بن المحبّق الهذلي. لأبيه صحبة. قال ابن أبي حاتم في المراسيل: سئل أبو زرعة عن سنان بن سلمة له صحبة، فقال: لا، ولكن ولد في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.   (1) أسد الغابة ت 2234. (2) الاستيعاب ت 1076. طبقات ابن سعد 7/ 124، المصنف لابن أبي شيبة 13/ 15706، طبقات خليفة 192، التاريخ له 209، التاريخ الكبير 4/ 162، التاريخ الصغير 106، تاريخ الثقات 508، المعرفة والتاريخ 1/ 333، تاريخ اليعقوبي 2/ 234، البرصان والعرجان 307، فتوح البلدان 531، الجرح والتعديل 4/ 250، المراسيل 67، الثقات لابن حبان 3/ 178، مشاهير علماء الأمصار 249، جمهرة أنساب العرب 196، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 205، معجم البلدان 1/ 761، تهذيب الكمال 12/ 149، تحفة الأشراف 4/ 87، تجريد أسماء الصحابة 1/ 2522، العبر 1/ 54، الكاشف 1/ 323، ربيع الأبرار 1/ 564، البصائر والذخائر 1/ 283، جامع التحصيل 233، الوافي بالوفيات 15/ 461، التذكرة الحمدونية 2/ 27، تهذيب التهذيب 4/ 241، تقريب التهذيب 1/ 334، خلاصة تذهيب التهذيب 156، شذرات الذهب 1/ 55، رجال مسلم 1/ 294، تاريخ الإسلام 3/ 74. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 وعن ابن الأعرابيّ أنه ولد يوم حنين فبشر به أبوه، فقال: لسنان، أطعن به في سبيل اللَّه أحبّ إليّ منه، فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سنانا. وروى وكيع عن أبيه عن سنان بن سلمة، قال: ولدت يوم حرب كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسماني سنانا. [وقال العسكريّ: ولد سنان بعد الفتح فسماه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان شجاعا بطلا] «1» . قلت: وقد روى سنان عن أبيه، وعن عمر، وابن عبّاس، وأرسل عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم [وحديثه عنه عند الطّبراني، ولفظه أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث معه بهدي ... الحديث. أخرجه من طريق الفريابي، عن الثّوري، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سعوة عنه. وقد اختلف فيه على الثّوري، وعلى شيخه. ورواه ابن جريج، عن عبد الكريم، فقال: عن معاذ، عن سنان بن سلمة، عن أبيه. أخرجه أحمد عن محمد بن بكر عنه. وقال أبو عاصم: عن ابن جريج، فقال بسنده عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبّق، أخرجه يعقوب بن سفيان عنه، والدّارقطنيّ من طريق أخرى عن أبي عاصم] «2» . وروى عنه قتادة، وسلم بن جنادة وغيرهما، ونزل البصرة. قال خليفة: ولّاه زياد غزو الهند سنة خمسين، وله خبر عجيب في ذلك. وقال عمر بن شبّة: ولّاه مصعب البصرة لما خرج لقتال عبد الملك بن مروان سنة اثنتين وسبعين. وذكره ابن سعد في التّابعين في الطّبقة الأولى من أهل البصرة. قال العجليّ: تابعيّ ثقة، وقال ابن حبّان في الصّحابة: مات في آخر ولاية الحجّاج. القسم الثالث السين بعدها الألف 3663 ز- سارية: بن عمرو الحنفيّ. ذكره ابن ماكولا، وقال: هو الّذي قال لخالد بن الوليد: إن كانت لك في أهل اليمامة حاجة فاستبق هذا، يعني مجّاعة بن مرارة. 3664 ز - ساعدة بن جوين: ويقال ابن جويّة.   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 شاعر مخضرم، ذكره المرزباني، وأنشد له. وقال أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي ّ: ساعدة بن جؤيّة أحد بني كعب بن كاهل بن الحارث بن سعد الهذلي، شاعر محسن جاهليّ، وشعره محشوّ بالغريب والمعاني الغامضة، وهو القائل في صفة سيف: ترى أثره في صفحتيه كأنّه ... مدارج شبثان لهنّ دبيب «1» [الطويل] قال: وهو جمع شبث- بمعجمة وموحدة مفتوحة ثم مثلثة: دويبة كثيرة الأرجل. 3665- ساعدة «2» : بن العجلان الهذليّ. شاعر مخضرم. ذكره المرزباني أيضا، وقال: كان يغير على رجليه. 3666 ز- سالم بن دارة «3» :، هو ابن مسافع. يأتي] . 3667- سالم بن ربيعة: له إدراك. ذكر القداميّ أنه شهد وقعة فحل في خلافة أبي بكر، وحدّث عنه النضر بن صالح، قال: لقيته في زمن مصعب بن الزّبير. 3668- سالم بن سالم العبسيّ «4» ، أبو شدّاد. يأتي في الكنى] «5» . 3669- سالم بن سنّة: بفتح النون المهملة وتشديد النون- ابن الأشيم بن ظفر بن مالك بن عثمان بن طريف الطّائي- كان يقال له سالم صفّار فله إدراك. ذكره البلاذريّ، وكان ولده نفيع بن سالم شاعرا يهاجي الأخطل في خلافة عبد الملك. 3670- سالم، مولى قدامة بن مظعون: له إدراك. قال أبو عمر في التمهيد: قال عبد الملك بن الماجشون: بلغنا أن عمر قال لمولى لقدامة بن مظعون يقال له سالم: إذا رأيت من يقطع من السّمر شيئا- يعني بالمدينة- فخذ فأسه. قال: وثوبه يا أمير المؤمنين؟ قال: لا.   (1) تنظر الأبيات في الأسدي (113) ، واللسان (شبث) . وتاج العروس (شبث) ، وفي هذه المراجع. «لهن هميم» . (2) أسد الغابة ت 1888. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 1895، الاستيعاب ت 882. (5) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 3671 ز- سالم بن مسافع «1» : بن دارة الشّاعر المشهور. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أدرك الجاهليّة والإسلام، ودارة لقب غلب على جدّه، واسمه يربوع بن كعب بن عديّ بن جشم بن بهثة بن عبد اللَّه بن غطفان. ذكره أبو عبيدة، قال: وأخوه عبد الرّحمن بن دارة من شعراء الإسلام. وقال المرزبانيّ: هو سالم بن مسافع «2» بن عقبة بن شريح بن يربوع، وساق نسبه، قال: وقيل إنّ دارة أم سالم نفسه. وقيل اسم جدّته. وقيل لقب شريح جدّ مسافع. وقرأت في ديوان شعر سالم أنه قتل في خلافة عثمان «3» قتله زميل بن أم دينار الفزاري، لأن سالما كان هجاه بقوله المشهور: لا تأمننّ فزاريّا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار [البسيط] ويقول فيها: أنا ابن دارة موصولا به نسبي ... وهل بدارة يا للنّاس من عار «4» [البسيط] قلت: وهو يشعر بأن دارة لقب جدّه، كما قال أبو عبيدة ولما قيل فيه: فلا تكثروا فيها الضجاج فإنّه ... محا السّيف ما قال ابن دارة أجمعا «5» [الطويل] وقال دعبل بن علي في طبقات الشّعراء، وأنشد له يخاطب عيينة بن حصن الفزاري، وكان قد ارتدّ في خلافة أبي بكر ثم عاد إلى الإسلام، وقال لأبي بكر قصتي وقصة الأشعث واحدة، فما بالكم أكرمتموه وزوّجتموه ولم تفعلوا ذلك بي؟ وكان أبو بكر زوّج الأشعث أخته، فأجاب سالم بن دارة عيينة عن ذلك بقوله: يا عيينة بن حصن آل عديّ ... أنت من قومك الصّميم صميم لست كالأشعث المعصّب بالتّاج ... غلاما قد ساد وهو فطيم جدّه آكل المرار وقيس ... خطبه في الملوك خطب عظيم إن تكونا أتيتما خطّتا الغدر ... سواؤكما يقدّ الأديم   (1) في أنافع. (2) في أنافع. (3) في أعمر. (4) ينظر البيت في الآمدي: 167، الخزانة 3/ 240. (5) ينظر البيت في الشعراء: 363 والخزانة 2/ 129. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 فله هيبة الملوك وللأشعث ... إن حان حادث وقديم إنّ للأشعث بن معديكرب ... عزّة وأنت بهيم] «1» [الخفيف] 3672 ز- سالم بن هبيرة: الحضرميّ. أسلم في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ورثاه بأبيات. ذكره سعيد بن يحيى الأموي في مغازيه. 3673 ز- السّائب بن الحارث: بن حزن الهلالي، أخو ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. يأتي نسبه في ترجمة أخيه قطن. 3674 ز- السّائب بن مهجان: آخره نون أو راء. له إدراك. روى ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرّحمن، عن السّائب بن مهجان- رجل من أهل إيلياء «2» ، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- قال: لما دخل عمر حمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قام فينا خطيبا كمقامي فيكم، فأمر بتقوى اللَّه ... الحديث. أخرجه ابن عساكر، من طريق جعفر بن أحمد بن سنان، عن عباس الدّوري، عن هارون بن معروف، عن ابن وهب. ومن طريق أخرى، عن ابن عبّاس، لكن قال فيه: وقد أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا أخرجه البخاريّ، عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب. وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطّبقة العليا من تابعي أهل الشّام، وكذا صنع ابن سميع وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: أدرك عمر. السين بعدها الباء والجيم 3675- سبيع بن قتادة: الحنفي اليمامي. له إدراك، قال وثيمة في الردة: إنه سبي يوم اليمامة وهو شيخ كبير، وذكر عنه كلاما كثيرا يخبر فيه أنه ثبت على إسلامه ونهى مسيلمة وقومه عن الرّدة، فعذره خالد بذلك. واللَّه أعلم. 3676 ز- سجف: بكسر أوله وسكون الجيم وآخره فاء. شيخ أدرك الجاهليّة،   (1) هذه الترجمة ساقطة من أ. (2) إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت اللَّه، وحكى الحفصي: فيه القصر وفيه لغة ثالثة، حذف الياء الأولى فيقال: إلياء بسكون اللام والمد قال أبو علي: وقد سمي البيت المقدس إيلياء» . انظر معجم البلدان 1/ 348. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 وسمع من معاذ بن جبل، ذكره البخاريّ في تاريخه. السين بعدها الحاء 3677 ز- سحبان وائل: الّذي يضرب به المثل في البلاغة. ذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: بلغني أنه وفد على معاوية. قلت: إن ثبت هذا فهو من أهل هذا القسم، فإن المعروف أنه جاهليّ. وقال أبو نعيم في كتاب «طبقات الخطباء» : كان سحبان خطيب العرب غير مدافع، وكان إذا خطب لم يعد حرفا، ولم يتلعثم ولم يتوقّف ولم يتفكر، بل كان يسيل سيلا. 3678 ز- سحيم: بمهملة مصغّرا- عبد لبني الحسحاس، بمهملات، شاعر مخضرم مشهور. روى أبو الفرج الأصبهانيّ من طريق أبي عبيدة قال: كان سحيم عبد أسود أعجميا أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقد تمثّل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشيء من شعره. روى المرزبانيّ في ترجمته، والدينَوَريّ في المجالسة، من طريق علي بن زيد، عن الحسن- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «كفى بالإسلام والشّيب للمرء ناهيا» فقال أبو بكر: إنما قال الشاعر: كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيا- فأعادها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كالأول، فقال أبو بكر: أشهد إنك لرسول اللَّه، «وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له» [يس] . وقال عمر بن شبّة: قدم سحيم بعد ذلك على عمر فأنشده القصيدة، أنبأنا بذلك معاذ بن جبل، عن ابن عوف، عن ابن سيرين، قال: فقال له: لو قدّمت الإسلام على الشّيب لأجزتك. وأخرج البخاريّ في الأدب المفرد، من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن السّائب، عن عمر، أنه كان لا يمرّ على أحد بعد أن يفيء الفيء إلا أقامه، ثم بينا هو كذلك إذ أقبل مولى بني الحسحاس يقول الشّعر، فدعا به فقال: كيف قلت؟ قال: ودّع سليمى إن تجهّزت غاديا ... كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيا «1» [الطويل]   (1) عميرة ودّع ... للمرء ناهيا. البيت من الطويل، وهو لسحيم عبد بني الحسحاس في الإنصاف 1/ 168، وخزانة الأدب 1/ 267، 2/ 102، 103، وسر صناعة الإعراب 1/ 141، وشرح التصريح 2/ 88، وشرح شواهد المغني 1/ 325، والكتاب 2/ 26، 4/ 225، ولسان العرب 15/ 226 (كفى) ، ومغني اللبيب 1/ 106، والمقاصد النحوية 3/ 665، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 144، وأوضح المسالك 3/ 253، وشرح الأشموني 2/ 364، وشرح عمدة الحافظ ص 425، وشرح قطر الندى ص 323، وشرح المفصل 2/ 115، 7/ 84، 148، 8/ 24، 93، 138، ولسان العرب 15/ 344 (نهى) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 فقال: حسبك، صدقت، صدقت. وقد قيل: إن سحيما قتل في خلافة عثمان. ويقال إنّ سبب قتله أنّ امرأة من بني الحسحاس أسرها بعض اليهود فاستخصّها لنفسه، وجعلها في حصن له، فبلغ ذلك سحيما فأخذته الغيرة، فما زال يتحيّل حتى تسوّر على اليهوديّ حصنه فقتله، وخلّص المرأة فأوصلها إلى قومه، فلقيته يوما فقالت له: يا سحيم، واللَّه لوددت أني قدرت على مكافأتك على تخليصي من اليهوديّ. فقال لها: واللَّه إنك لقادرة على ذلك، وعرّض لها بنفسها، فاستحيت وذهبت، ثم لقيته مرة أخرى فعرّض لها بذلك، فأطاعته وهويها وطفق يتغزّل فيها، وكان اسمها سميّة، ففطنوا له فقتلوه خشية العار عليهم بسبب سميّة. وقال ابن حبيب: أنشدت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قول سحيم عبد بني الحسحاس: الحمد للَّه حمدا لا انقطاع له ... فليس إحسانه عنّا بمقطوع «1» [البسيط] فقال: أحسن وصدق، وإن اللَّه ليشكر مثل هذا وإن سدّد وقارب، إنه لمن أهل الجنّة. 3679- سحيم بن وثيل: بالمثلثة مصغّرا، الرياحي- بالتحتانية. شاعر مخضرم. قال ابن دريد: عاش في الجاهليّة أربعين وفي الإسلام ستين، وله أخبار مع زياد ابن أبيه، وقد تقدّمت له قصّة مع سمرة بن عمرو العنبريّ. وذكر المرزبانيّ أنه هو الّذي تفاخر هو وغالب بن صعصعة والد الفرزدق فتناحرا الإبل فبلغ عليا، فقال: لا تأكلوا منه شيئا، فإنه أهلّ به لغير اللَّه. وأخرجها سعيد بن منصور: سمعت ربعي بن عبد اللَّه بن الجارود، سمعت الجارود ابن أبي سبرة، فذكر القصة في المنافرة والمناحرة. وحاصل القصّة فيما ذكر أهل الأخبار أن غالبا وسحيما خرجا في رفقة وقد خربت بلادهم وفي خلافة عثمان، فنحر غالب ناقة وأطعم، فنحر سحيم ناقة، فقيل لغالب: إنه يؤائمك، فقال: بل هو كريم، ثم نحر غالب ناقتين فنحر سحيم ناقتين، ثم نحر غالب عشرا   (1) ينظر البيت في ديوانه: 68. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 فنحر سحيم عشرا، فقال غالب: الآن علمت أنه يؤاثمني، فسكت إلى أن وردت إبله وكانت مائتين وقيل أربعمائة، فعقرها كلّها، فلم يعقر سحيم شيئا، ثم استدرك ذلك في خلافة عليّ فعقر بالكناسة مثلها، فقال علي: لا تأكلوها. [قال المرزبانيّ: وسحيم هو القائل: أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني وماذا يدرك الشّعراء منّي ... وقد جاوزت حدّ الأربعين أخو خمسين مجتمع أشدّي ... وتجديني مداورة الشّؤون] «1» «2» [الوافر] 3680 ز- سحيم: مولى عتبة بن فرقد. له إدراك، وقد أوفده مولاه على عمر. روى ذلك الحارث بن أبي أسامة من طريق أبي عثمان النهديّ، قال: وكنت مع عتبة بن فرقد بأذربيجان، فبعث مولاه سحيما وآخر على ثلاث رواحل إلى عمر، فقدم على عمر، فذكر قصّته. وإسناده صحيح. السين بعدها الدال 3681 ز- سديس العدوي: له إدراك. قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا مرحوم بن عبد العزيز، عن أبيه عن سديس العدويّ قال: غزونا الأبلّة «3» فظفرنا بهم، ثم انتهينا إلى الأهواز فظفرنا بهم، وسبينا كثيرا، فوقعنا على النّساء، فكتب أميرنا إلى عمر، فذكر قصّته، ولعله شويس الآتي في المعجمة، فليحرر. السين بعدها الراء 3682 ز- سراقة: والد عبد الأعلى.   (1) سقط في أ. (2) تنظر الأبيات في تاج العروس: خلا الأصمعيات: 19 وابن سلام (59) : وماذا يدري ... ؟ والمفضليات 4: وقد جاوزت رأس الأربعين. (3) الأبلّة: يضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها، قال أبو علي: الأبلّة اسم البلد، الأبلة: من طساسيج دجلة، قال ابن أحمر: جزى اللَّه قومي بالأبلّة نضرة ... وبدوا لنا حول الفراض وحضّرا قال الأصمعي: أراد: جزى اللَّه قومي بالبصرة فلم تستعصم له. معجم ما استعجم 1/ 91- الأبلة والأبلة بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الّذي يدخل إلى مدينة البصرة وهي أقدم من البصرة لأن البصرة مصّرت في أيام عمر بن الخطاب وكانت الأبلة حينئذ مدينة فيها مسالح من قبل كسرى. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 قال ابن عساكر: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وشهد اليرموك، ثم روى من طريق عبد الأعلى بن سراقة عن أبيه، قال: انتهينا إلى أبي هريرة يوم اليرموك وهو يقول: تزيّنوا للحور العين. 3683 ز- سرج «1» : بكسر الراء- بعدها جيم- اليرموكي، من أهل الكتاب. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأسلم بعده. وروى الدّولابيّ في الكنى من طريق حماد بن سلة، عن يعلى بن عطاء، عن بحير أبي عبيد عن سرج اليرموكي، قال: أجد في الكتاب أن هذه الآية اثني عشر رئيسا نبيهم أحدهم، فإذا وفت العدة طغوا وبغوا وكان بأسهم بينهم، قال: وكان عبد اللَّه بن عمر يتعلم من سرج هذا. السين بعدها العين 3684- سعد بن إياس: بن أبي إياس «2» ، أبو عمرو الشّيبانيّ. أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وقدم بعده، ثم نزل الكوفة واتفقوا على توثيقه. وروى الطّبراني، من طريق عيسى بن عبد الرحمن، سمعت أبا عمرو الشّيبانيّ يقول: بلغنا خروج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أرعى إبلا على أهلي بكاظمة «3» . ويقال: أدرك من حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أربعين سنة. والأصحّ دون ذلك. وروى عن أبي مسعود وعليّ وحذيفة وغيرهم. روى عنه أبو إسحاق الشّيبانيّ، والحارث بن شبل، والوليد بن العيزار، والأعمش، وآخرون. قال إسماعيل بن أبي خالد: عاش مائة وعشرين سنة. قلت: فكأنه مات سنة ستّ وتسعين، وقد أرّخه ابن عبد البرّ سنة خمس، وهو قريب.   (1) في أبسكون. (2) طبقات ابن سعد 6/ 104، طبقات خليفة ت 1131- المعارف 426، الجرح والتعديل ق 1 م 2 78، تهذيب الكمال 471، تاريخ الإسلام 4/ 83، تذكرة الحفاظ 1/ 63، العبر 1/ 116، تذهيب التهذيب 2/ 7، غاية النهاية ت 1327، تهذيب التهذيب 3/ 468، النجوم الزاهرة 1/ 208، طبقات الحفاظ للسيوطي 26، خلاصة تذهيب التهذيب 134، شذرات الذهب 1/ 113 أسد الغابة ت 1969، الاستيعاب ت 924. (3) كاظمة: معجمة الظاء: جوّ على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة بينها وبين البصرة مرحلتان وفيها رعايا كثيرة وماؤها شروب. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1143. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 وزعم ابن حبّان أن القادسيّة كانت سنة إحدى وعشرين، فيكون مات سنة إحدى ومائة. وسماه ابن حبّان سعيدا. وقال أبو نعيم: سعد أو سعيد. والأصح سعد، وهو مشهور بكنيته. 3685- سعد بن بالويه الفارسيّ: كان ممن أعان على قتل الأسود العنسيّ. ذكره الواقديّ في الردة عن إسماعيل بن أبي ربيعة، عن أبيه، قال: ولما قتل الأسود وقف سعد المذكور في نفر من المسلمين فمن مرّ من أصحاب الأسود فشهد أنّ الأسود كذّاب وإلّا قتلوه. [3686 ز- سعد بن بكر: له صحبة. روى أحمد بن حنبل قوله في كتاب الإيمان. قلت: الّذي في كتاب «الإيمان» لأحمد، من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه ابن أبي بكر، ويحيى بن سعد، أنهما حدّثاه عن سعيد بن عمارة أخي بني سعد بن بكر، وكانت له صحبة، فذكر الأثر المتقدم في ترجمة سعد بن عمارة أخي سعد بن عمارة، وقد تقدّم أنه قيل فيه سعد وسعيد، وكأن النسخة التي وقعت للذهبي تصحّفت قوله أخي بني، فصارت أخبرني، فخرج من ذلك أن سعد بن بكر له صحبة، والواقع أن قوله: وكانت له صحبة المراد بذلك سعد بن عمارة، وأما سعد بن بكر فهو جدّه الأعلى، وهو بطن كبير في ذرّية جماعة من الصّحابة بينهم وبينه عدّة آباء. واللَّه المستعان] «1» . 3687 ز- سعد بن عميلة الفزاريّ. له إدراك. وذكر سيف في الفتوح أنّ سعد بن أبي وقّاص أوفد على عمر بفتح القادسيّة. 3688 ز- سعد بن مالك: الأعرج، ويقال الأقرع اليماني. أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ووفد على عمر. روى البخاريّ في «تاريخه» من طريق سماك بن الفضل، عن شهاب بن عبد اللَّه، عن سعد الأعرج- أنه قدم المدينة، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الجهاد. قال: ارجع إلى صاحبك- يعني يعلى بن أمية، ويعلى يومئذ على اليمن، فإن عملا بحقّ جهاد حسن. وأخرجه عبد الرّزاق مطوّلا، وأخرج محمد بن الحسن في الآثار، عن أبي حنيفة، عن   (1) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 عطاء بن السّائب، عن الحسن- أنّ «1» عمر بعث سعد بن مالك أو سعيدا مصدّقا. 3689 ز- سعد بن نوفل: له إدراك، وكان عاملا لعمر على الجار. روى عنه ابنه عبد اللَّه، وذكر ذلك ابن حبّان في «ثقات» التّابعين، وقد تقدّم في القسم الأول سعيد بن نوفل، وأنه مختلف في صحبته، فيحتمل أن يكون هذا هو ذاك. 3690 ز- سعد السّبائي: ذكره الواقديّ فيمن أسلم في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من أهل سبإ. 3691- سعد: مولى الأسود بن سفيان. له إدراك وسماع من عمر. روى عنه ابنه عبد الرّحمن، وذكره البخاريّ في تاريخه، وابن أبي حاتم. [3692 ز- سعد المعطّل الهذلي: مخضرم، ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، ولم يذكر له شعرا] «2» . 3693 ز- سعر: آخره راء ابن مالك العبسيّ. أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وسمع من عمر، روى عنه حلّام بن صالح. ذكره البخاريّ، وابن حبّان في التّابعين. وقد تقدّم في الأول سعر بن سوادة، وأن العسكري ذكره في المخضرمين، وهو غير هذا. 3694- سعيد بن حيدة «3» : تقدّم في الأوّل، ونبهت على أنه من أهل هذا القسم. 3695 ز- سعيد بن سارية «4» : بن مرّة بن عمران بن رباح بن سالم بن غاضرة بن حبشية بن كعب الخزاعي. له إدراك، وكان على شرطة علي، وولاه أذربيجان. ذكره ابن الكلبيّ. 3696 ز- سعيد «5» : بن البارد وورود أحد الخمسة الذين كتب إليهم أبو بكر الصّديق بمعاونة فيروز على الأسود العنسيّ ومظاهرته. ذكره سيف وغيره. 3697 ز- سعيد: بن النّعمان العدويّ. ذكر سيف والطّبراني أنّ خالد بن الوليد أوفده   (1) في أ: ابن عمر. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2068. (4) هذه الترجمة سقط في أ. (5) في أ: ابن العافر وورود، وفي ج: بن الباورد وورود. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 على أبي بكر الصّديق بما فضل من الخمس بعد النّقل ومبشّرا بالفتح. 3698- سعيد بن نمران الهمدانيّ «1» : له إدراك، وقد شهد اليرموك، وسمع من أبي بكر وعمر، وكتب عن علي، قاله خليفة. وقال حمزة بن يوسف في «تاريخ جرجان» : كان فيمن حمل مع حجر بن عديّ يشفع فيه، فترك فحوّل إلى جرجان فسكنها واختطّ بها. وذكر سيف أن هاشم بن عتبة لما قدم بعد اليرموك فجعل في سبعين فيهم سعيد بن نمران. وقال ابن أبي خيثمة، عن سليمان بن أبي شيخ: أراد مصعب أن يولّيه القضاء فمنعه أخوه، وكتب إليه أنه من أصحاب عليّ. وروى مسدّد في مسندة، وابن المبارك في الزّهد، من طريق عامر البجلي، عن سعيد بن نمران، عن أبي بكر الصّديق في قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَقامُوا [الأحقاف 13]- قال: هم الّذين لم يشركوا باللَّه شيئا. وقال معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين، في تسمية أهل الكوفة: سعيد بن نمران سمع أبا بكر، فقال: مات في حدود السّبعين. 3699- سعيد بن وهب الخيواني «2» : بالخاء المعجمة وسكون التحتانية. له إدراك، وسمع من معاذ بن جبل باليمن في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. واستدركه ابن فتحون. وروى عن عليّ، وابن مسعود، وسلمان، وحذيفة، وغيرهم. روى عنه ابنه عبد الرّحمن وأبو إسحاق وعمارة بن عمير «3» . قال ابن حبّان: هو الّذي يقال له سعيد بن أبي حرّة» ، وقال ابن سعيد: لزم عليّا حتى لقب القراد. مات سنة خمس أو ست وتسعين. وذكره في التّابعين البخاريّ وابن سعد والعجليّ. 3700 ز- سعية: بسكون المهملة بعدها تحتانية، ابن غريض- بفتح المعجمة وآخره معجمة- ابن عاديا التيماوي [نسبة إلى تيماء التي بين الحجاز والشّام، وهو ابن أخي   (1) أسد الغابة ت 2098، الاستيعاب ت 997. (2) أسد الغابة ت 2101. (3) في أ: وغيرهم. (4) في أ: بن أبي خيره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 السموأل بن عاديا اليهوديّ الّذي يضرب به المثل في الوفاء] «1» أدرك الجاهليّة والإسلام. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: عمّر طويلا، وأدرك الإسلام فأسلم، ومات في آخر خلافة معاوية. ثم أسند عن الهيثم بن عديّ، قال: حج معاوية، فرأى شيخا يصلّي في المسجد، فقال: من هذا؟ قالوا: سعية بن عديّ، فأرسل إليه فأتاه فذكر قصّة طويلة في آخرها، فقال معاوية: قد خرف الشّيخ فأقيموه. [وقد اختلف في الحرف الّذي بعد العين في اسمه، فقيل بالنّون، وقيل: بالتحتانية، وهو الراجح، وتقدّمت الإشارة إلى ذلك في القسم الأول] «2» . السين بعدها الفاء 3701 ز- سفيان: بن السفيان «3» الجذامي. تقدّم مع أخويه حصن وحصين، وأنه كان ممن ثبت على إسلامه في الردّة. 3702 ز- سفيان بن عمرو السّلميّ: ذكر وثيمة أنه كان أحد من ثبت على إسلامه، وعذل قومه على الردة، وخطبهم خطبة بليغة، فشتموه، وأنشد له في ذلك شعرا، قال: فلما رأى أنهم لا يطيعونه رحل عنهم إلى المدينة فأقام بها. 3703- سفيان بن هانئ «4» : بن جبير بن عمرو بن سعيد بن ذاخر، أبو سالم الجيشانيّ، حليف المعارف. نزل مصر. قال ابن مندة: اختلف نزل مصر. قال: ابن مندة أخلفت في صحبته. قلت: اتّفق البخاريّ، ومسلم، وأبو حاتم، والعجليّ، وابن حبان، على أنه تابعيّ. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، وله رواية عن عليّ، وكان قد وفد عليه وصحبته. وروى أيضا عن أبي ذر، وعقبة بن عامر، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص وغيرهم. وروى عنه ابنه سالم، وحفيده سعيد بن سالم، ويزيد بن أبي حبيب، وبكر بن سوادة، وآخرون.   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) في أالسفين. (4) أسد الغابة ت 2127، تاريخ البخاري 4/ 87، المعرفة والتاريخ 2/ 462، الجرح والتعديل ق 1 ح 2 219، تهذيب الكمال 517، 1613، تاريخ الإسلام 3/ 217، 318، تهذيب التهذيب 4/ 122، خلاصة تذهيب الكمال 146. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 قال ابن يونس: مات بالإسكندريّة في إمرة عبد العزيز بن مروان. 3704 ز- سفيان الهذلي: والد النضر. له إدراك. أخرج أبو نعيم في الدّلائل من طريق النضر بن سفيان، عن أبيه، قال: خرجنا في عير لنا إلى الشّام، فلما كنّا بقرب معاوية عرّسنا، فإذا بفارس يقول- وهو بين السّماء والأرض: أيّها النّاس، هبّوا فليس ذا بحين رقاد، فقد خرج أحمد وطردت الشّياطين كل مطرد، فرجعنا إلى أهلنا فإذا هم يذكرون أنّ نبيا اسمه أحمد خرج من قريش بمكّة. قلت: وقد أخرجه الواقديّ من طريق مسلم بن جندب، عن النضر به. السين بعدها اللام 3705 ز- سلمة بن حبيش «1» : بن كنيف بن سنان بن بدر بن ثعلبة بن حبال «2» بن نصر بن غاضرة الأسديّ، أسد خزيمة. ذكره المرزبانيّ وقال: كان في جيش خالد بن الوليد باليمامة، وقال في ذلك: إنّي وناقتي الخوصاء مختلف ... منّا الهوى إذ بلغنا مدفع البين [البسيط] 3706 ز- سلمة بن سبرة: له إدراك، وسمع من عمر ومعاذ وسلمان. روى عنه أبو وائل. وروى مسدّد والبغويّ في الجعديات، من طريق أبي وائل، عن سلمة بن سبرة، قال: خطبنا معاذ بن جبل ... فذكر قصة. وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة. 3707 ز- سلمة بن مسلم الجهنيّ: قال ابن عساكر: له إدراك، وجاهد بالشّام فاستشهد بمرج الصّفّر سنة ثلاث عشرة، ثم أسند ذلك عن أبي حسّان الزيادي. 3708 ز- سليك الفزاري: له إدراك، وشهد وقعة جلولاء، فروى الثّوري عن راشد ابن سعد، قال: قال السّليك الفزاري: لما بعث سعد بن أبي وقّاص إلى جلولاء كنت فيهم. ذكره ابن أبي حاتم، وهذا غير السّليك بن سلكة التميميّ أحد صعاليك العرب المشهورين. مات في الجاهليّة. 3709 ز- سليك العقيلي: الأقطع. له إدراك، وشهد اليمامة فقطعت كفّه في قتال أهل الردّة، وفي ذلك يقول:   (1) أسد الغابة ت 2163. (2) في أ: حبان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 كيف تراني وأخي عطاردا ... نذود من حنيفة المذاودا أنشد كفّا ذهبت وساعدا ... أنشدها ولا أراني واجدا «1» [الرجز] في أبيات. [3710 ز- سليل بن زيد: بن مالك بن المعلّى الطّائي ثم السّنبسيّ. له إدراك، وشهد فتوح العراق، فغرق يوم عبر المسلمون إلى المدائن في دجلة، لم يغرق غيره. ذكره ابن الكلبيّ] «2» . 3711 ز- سليم بن عتر «3» : [بكسر المهملة وسكون المثناة] «4» - ابن سلمة بن مالك التّجيبي، أبو سلمة. له إدراك، وشهد فتح مصر، قاله سعيد بن عفير، وشهد خطبة عمر بالجابية، روى ذلك ابن عائذ من طريق بكر بن سوادة، عن عبد الرّحمن بن رافع عنه، وسمع أبا الدّرداء، قاله البخاريّ في «التاريخ» ، [وكان يقال له الناسك لكثرة عبادته، قاله ابن يونس] «5» . وروى ابن أبي حاتم، من طريق كعب بن علقمة، قال: كان سليم بن عتر من خير التّابعين. قال ابن يونس: كان قد هاجر في خلافة عمر، وشهد خطبته بالجابية، وجمع له معاوية القضاء والقصص بمصر، وكانت ولايته على القضاء سنة أربعين، ومات بدمياط سنة خمس وسبعين. وسيأتي له ذكر في ترجمة صلة بن الحارث الغفاريّ. وقال عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الرّحمن بن رافع، عن سليم بن عتر. سجد بنا عمر في الحج سجدتين. وقال ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد: قلت لحنش بن عبد اللَّه: قوله تعالى: كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ [الذاريات 17]- قال: هذه «6» واللَّه صفة سليم بن عتر، وأبي عبد الرّحمن الجبليّ.   (1) ينظر البيتان في الآسدي: 203. (2) سقط في أ. (3) الولاة والقضاة 303 و 307: 311، مرآة الجنان 1/ 156، تاريخ الطبري 4/ 125، الجرح والتعديل 3/ 211، العبر 1/ 86، سير أعلام النبلاء 4/ 131: 133، الوافي بالوفيات 15/ 335، النجوم الزاهرة 1/ 194، حسن المحاضرة 1/ 255 و 295، شذرات الذهب 1/ 83، تاريخ الثقات 200، الثقات لابن حبان 4/ 329، تاريخ الإسلام 2/ 409. (4) سقط في أ. (5) سقط في أ. (6) في أهذه وكذا صفة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 وقال ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد: كان يختم كلّ ثلاثة. وقيل: إنه كان يكثر الصّلاة بالليل والجماع، فلما مات قالت امرأته: رحمك اللَّه كنت ترضي ربك وتسرّ أهلك، أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن، وقد استوفيت أخباره في كتاب قضاة مصر. 3712 ز- سليم الأنصاري ّ «1» : أو المخزوميّ، مولاهم، أبو عامر. له إدراك. قال ابن أبي خيثمة، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم الرّازي: صلّى خلف أبي بكر. وقال أبو عمر: سليم بن عامر وأبو عامر وليس بالخبائري. وروى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين من طريق ثابت بن عجلان عن سليم أبي عامر، [وكان ممّن سباه خالد بن الوليد حين حاصر حلب، قال: فلما قدمنا على أبي بكر جعلني في المكتب. وعن سليم] «2» قال: رأيت أبا بكر وعمر وعثمان أكلوا مما مسّت النار ثم صلّوا ولم يتوضئوا. وروى دحيم، من طريق ثابت بن عجلان، عنه، قال: صليت خلف أبي بكر سبعة أشهر. وأخرجه البخاريّ في «تاريخه الصّغير» ، وزاد: وكان أبو بكر أخدمه عمار بن ياسر، وكان ممن أفاء اللَّه على خالد بن الوليد، ثم شهد فتح دمشق والقادسيّة. وقال أبو بكر البغداديّ في «تاريخ الحمصيين» : سباه خالد بن الوليد حين حاصر حلب. السين بعدها الميم 3713 ز- سمرة بن جعونة: له إدراك، وشهد يوم جلولاء، وله رواية عن علي. وروى عنه أبو إسحاق السّبيعي، ذكره ابن أبي حاتم وابن حبّان. 3714- السّمط: بن الأسود الكنديّ، والد شرحبيل. ذكر سيف في الفتوح أنه شهد اليرموك، وذكر في الردة أنه ثبت هو وولده شرحبيل على الإسلام لما ارتدّت كندة، وانضما إلى زياد بن لبيد، لكن رأيت في التاريخ للمظفريّ في ذكر ردّة أهل اليمن: وارتدت كندة كلّها إلا شرحبيل بن السّمط وابنه. واللَّه أعلم. ثم تبين لي أنّ الصّواب الأول، وسأذكره في ترجمة شرحبيل.   (1) أسد الغابة ت 2212، الاستيعاب ت 1057. (2) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 وأورد البيهقيّ في «السّنن» بسند له إلى الشّعبي أنّ عمر استعمل شرحبيل بن السّمط على المدائن، وأبوه بالشّام، فكتب إلى عمر: إنك تأمر ألّا تفرق السّبايا، وقد فرقت بيني وبين ابني، فكتب إليه فألحقه بابنه. 3715 ز- سمعان بن هبيرة «1» : بن مساحق بن بجير بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، أبو السمّال- آخره لام والميم مشددة- الشّاعر، له إدراك، ونزل الكوفة، قال أبو حاتم السّجستاني في المعمّرين: حدثنا مشيختنا أن سمعان بن هبيرة هو أبو السّمال الأسدي عاش مائة وسبعا وستين سنة. وقال الدّارقطنيّ في «المؤتلف» : كان مع طليحة في الرّدة، فلما دهمهم خالد قال لطليحة: بم أمرت ... فذكر القصّة. وقال الزّبير بن بكّار في كتاب «النسب» : حدّثني عمر بن أبي بكر الموصلي، عن أبي صالح الفقعسيّ، وأبي فقعس، الأسديين، وكان من علماء العرب، قال: ولد أسد بن خزيمة عمرا، فولد عمرو لخما وجذيمة وعاملة، وفي ذلك يقول أبو السمّال سمعان بن هبيرة، وساق نسبه كالذي هنا الأسدي: أبلغ جذاما ولخما معا ... على اليعملات أولات الحقيب وقولا لعاملة الأقربين ... كأنّ أولئك أولى نسيب قبائل منّا نأت دارهم ... وهم في القرابة أدنى قريب هلمّوا إلينا نخلوا إلى ... أخ معتف ومحلّ رحيب [المتقارب] وقال مغيرة بن مقسم: كان أبو السّمال لا يغلق باب داره، وكان له مناد ينادي: من ليس له خطّة فمنزله على أبي السمّال، قال: فبلغ ذلك عثمان، فاتخذ دارا لأضيافه. [وقال المرزبانيّ في «معجمه» : هو الّذي شرب في رمضان مع النّجاشي الحارثي، فأقام الحدّ على النّجاشي، وهرب أبو السمّال، وأنشد له في ذلك شعرا قاله] «2» . 3716 ز- سمير «3» بن عبد اللَّه: بن نهار بن غانم «4» بن سعد بن جبل بن كنانة بن ناجية بن مراد المرادي.   (1) في أبجير بن عمير. (2) سقط في أ. (3) في أسمير بن كعب بن عبد اللَّه. (4) في أعامر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 له إدراك، وله ابن يقال له زائدة، قتل مع عليّ بالنّهروان. ذكره ابن الكلبي، [وسيأتي ذكر أخيه عمرو بن عبد اللَّه بن نهار] «1» . 3717 ز- سميط بن عمير «2» : له إدراك، وكتب إلى عمر في وقعة جرت له. وله رواية عن عمران بن حصين، وعنه عمران بن حدير، وعاصم الأحول، وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. 3718- سميفع «3» : بفتح أوله وبالفاء- والسّمفعة «4» الإقدام والجرأة، قاله ابن دريد، ووهم من ضبطه بالقاف، وكذا من ضمّ أوله فصيّره مصغّرا، تقدم في ذي الكلاع. السين بعدها النون 3719- سندر أبو الأسود «5» : استدركه أبو موسى وتقدم على الصواب وهو مولى زنباع] «6» . 3720 ز- سناس: بفتح أوله وتخفيف النون وبعد الألف مهملة، يقال هو اسم أبي صفرة والد المهلّب. 3721 ز- سنان الوداعي: له إدراك. أخرج الدّارقطنيّ في السّنن من طريق صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيّب، قال: لما حجّ عمر حجّته الأخيرة غودر رجل من المسلمين قتيلا في بني وداعة، فبعث إليهم عمر فسألهم، فقالوا: لا نعلم من قتله، فأمر فاستخرج منهم خمسون شيخا، فأدخلهم الحطيم، واستحلفهم باللَّه ربّ هذا البيت الحرام والبلد الحرام والمشعر الحرام أنهم لم يقتلوه ولا علموا له قاتلا، فحلفوا بذلك، فقال: أدّوا ديته، فقال رجل منهم يقال له سنان: ما تجزيني يميني من مالي؟ قال: لا، إنما قضيت فيكم بقضاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وفي سنده، عمر بن صبح، وهو متروك. 3722 ز- سنان بن كعب: بن مالك بن الصّحبان بن الحارث بن عمرو بن عدي الأزديّ.   (1) سقط في أ. (2) الطبقات لخليفة 199، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 203، الجرح والتعديل 4/ 317، التاريخ لابن معين 2/ 240، المشتبه 401، الكاشف للذهبي 1/ 323، تهذيب التهذيب 4/ 240، تقريب التهذيب 1/ 334، تاريخ الإسلام 3/ 382. (3) أسد الغابة ت 2257. (4) في أالسميفعة. (5) أسد الغابة ت 2277. (6) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 له إدراك، وكان ولده عبد اللَّه من الفرسان الشّجعان، وكان مع المهلب، فكان المهلب يقول: ما وقعت في عظيمة قطّ فرأيت عبد اللَّه بن سنان إلا أفرخ روعي. ذكره ابن الكلبيّ. السين بعدها الهاء 3723- سهم بن حنظلة: بن خاقان بن خويلد بن حرثان الغنويّ. قال المرزبانيّ: شاعر شامي مخضرم، وأنشد له بيتا قاله من أبيات. 3724- سهم بن المسافر: بن هزمة [بسكون الزاي] ، ويقال جرم. له إدراك قاله ابن عساكر، قال: وشهد فتح دمشق، وروى من طريق سيف بن عمر، عن خالد وعبادة، قال: وبقي مع يزيد بن أبي سفيان بعد اليرموك من أهل اليمن عدد منهم سهم بن المسافر بن هرمة. 3725- سهيل بن أبي جندل: [ينظر مسند الحارث بن معاوية، ويحرّر من النّسب وغيره] «1» . 3726 ز- سهيل بن حنظلة: بن الطّفيل العامريّ، ابن أخي عامر بن الطفيل الفارس المشهور. وقع في الصّحيح أنّ رجلا عطس عند النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فحمد اللَّه فشمته، وعطس آخر فلم يحمد اللَّه فلم يشمته ... الحديث. وفسرا بأنهما عامر بن الطّفيل، وهو الّذي لم يحمد وابن أخيه وهو الّذي حمد فشمّته النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكر ذلك الطّبراني في مسند سهيل بن سعد من معجمه الكبير بسنده، ولم أر في الأنساب في أولاد الطّفيل من بقي حتى أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلا سهيلا هذا، فالظّاهر أنه هو بقي بعد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم دهرا، وتزوّج عبد العزيز بن مروان ابنته، فولدت له أمّ البنين التي تزوّجها الوليد بن عبد الملك، فإن كان سهيل حين حضر مع عمه عند النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لم يكن أسلم، فقد أسلم بعد ذلك فهو من أهل هذا القسم. ويحتمل أن يكون حين شمته النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان مسلما، وإن كان الظّاهر أنه لم يسلم تبعا لعمّه. فاللَّه أعلم. السين بعدها الواو 3727 ز- سوّار بن أوفى: بن سبرة بن سلمة بن قشير بن كعب القشيريّ. قال المرزبانيّ: مخضرم، كان يهاجي النّابغة، وهو القائل: يدعون سوّارا إذا احمرّ القنا ... ولكلّ يوم كريهة سوّار [الكامل]   (1) سقط في ط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 [قال ابن الكلبيّ: أمّه الحيا بنت خالد بن رباح الجرمي، وله يقول النابغة: تغلّب عليّ ابن الحيا وظلمتني ... وجمّعت قولا جانبيّا مضلّلا «1» [الطويل] ومن شعر سوّار يفتخر: أبو جمل عمّي ربيعة لم يزل ... لدن شبّ حتى مات في المجد راغبا ومنّا ابن عتّاب وناشد رجله ... ومنّا الّذي أدّى إلى الحيّ حاجبا [الطويل] وسيأتي خبر ابن عتاب في قيس، ومضى ناشد رجله في حياض] «2» . 3728 ز- سوّار بن حبان المنقري: شاعر جاهليّ إسلاميّ، ذكره أبو عبيد البكريّ في شرح الأمالي. 3729 ز- شويبط بن رباب النّهشلي: أخو الأشهب- تقدم في الأشهب. 3730 ز- سويد بن جهبل: له إدراك، وروى ابن أبي شيبة من طريق مسلم مولى سويد بن جهبل عنه شيئا من كلامه، وكان من أصحاب عمر. 3731 ز- سويد بن حطّان: وقيل: خطار، بمعجمة ثم مهملة وآخره راء، السّدوسي. أدرك الجاهليّة. وروى عن عمر. روى عنه سماك بن حرب، وشهد الفتوح في عهد عمر، ثم شهد الجمل. وروى ابن جريج من طريق شعبة، عن سماك بن حرب: حدثني عمي سويد بن حطان، قال: كنت في ذلك الجيش- يعني جيش أبي عبيد يوم الجسر. [3732 ز- سويد بن سلمة: يأتي في ابن كراع] «3» . 3733 ز- سويد بن عدي: بن عمرو بن سلمة الطائي. ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم أدرك الجاهليّة والإسلام فأسلم، وهو القائل، وكان كثير الشّعر: تركت الشّعر واستبدلت منه ... إذا داعي صلاة الصّبح قاما   (1) ينظر البيت في ابن سلام: 48. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 كتاب اللَّه ليس له شريك ... وودّعت المدامة والنّدامى [الوافر] [وقيل: اسمه عدي بن عمرو بن سويد. وسيأتي] «1» . [3734- سويد بن عمرو «2» : يأتي في ابن كراع] «3» . 3735- سويد بن غفلة» : بفتح المعجمة والفاء- ابن عوسجة بن عامر بن وداع بن معاوية بن الحارث الجعفي. يكنى أبا بهثة «5» . قال نعيم بن ميسرة، عن رجل، عن سويد بن غفلة: أنا لدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال المزي في ترجمته: يقال: إنه صلّى مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا يصح. والأصحّ أنه قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفنه صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد اليرموك. وروى عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وبلال، ومن بعدهم، وروى عن زرّ بن حبيش والصّنابحي، وهما من أقرانه. وروى عنه الشّعبي والنّخعي، وسلمة بن كهيل، ونعيم بن أبي هند، وآخرون. وكان موصوفا بالزّهد والتّواضع، وكان يؤمّ قومه قائما وهو ابن مائة وعشرين سنة، حكاه حسين بن علي الجعفي، عن أبيه، وعن عاصم بن كليب بلغ مائة وثلاثين. قال أبو نعيم: مات سنة ثمانين، وقال أبو عبيد: سنة إحدى وثمانين. وقال عمر بن علي سنة اثنتين. قلت: إن ثبت أنه كان لدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان قد جاوز المائة والثّلاثين، والحديث الّذي أشار إليه المزي أولا أخرجه ابن قانع بسند ضعيف، وقد تقدّمت الإشارة إليه في القسم الأول. 3736- سويد بن قطبة: الوائلي، له ذكر في الفتوح. قال أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام: لما قدم خالد بن الوليد موضع البصرة وجد بها رجلا يدعى سويد بن قطبة، من بني بكر بن وائل، قد اجتمع إليه جماعة، فذكر قصّة فيها: فجعل خالد بن الوليد سويد بن   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2355، الاستيعاب ت 1124. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 2357، الاستيعاب ت 1125. (5) في أأمية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 قطبة في أصحابه. وجعل سعد بن عمرو بن حزام الأنصاريّ في العسكر، وجعل عزيز بن سعيد الأنصاريّ على الرحالة، وبقي هو فيمن بقي. 3737 ز- سويد بن أبي كاهل: واسمه غطيف بن حارثة بن حسل بن مالك بن سعد ابن عدي بن جشم بن ذبيان [بن كنانة بن يشكر اليشكريّ، ويقال] «1» الوائليّ، ويقال: الغطفانيّ، يكنى أبا سعد. [وفي ذلك يقول: أنا أبو سعد إذا اللّيل دجا ... دخلت في سرباله ثمّ النّجا «2» [الرجز] ويقال اسم والده شبيب] «3» . قال ابن حبيب: مخضرم أدرك الجاهليّة والإسلام. وقال المرزبانيّ: مخضرم يكنّى أبا سعد، عاش في الجاهلية دهرا، وكانت العرب تسمي قصيدته العينية اليتيمة لما اشتملت عليه من الأمثال، وعمّر سويد في الإسلام إلى زمن الحجاج. ومن أبياته المذكورة: ربّ من أنضجت غيظا صدره ... قد تمنّى لي موتا لم يطع مزبد يخطر ما لم يرني ... فإذا أسمعته صوتي انقطع «4» [الرمل] وقد عدّه محمد بن سلام في طبقات الشّعراء مع عشيرته وذويه. وقال الحرمازي: هجا سويد بن أبي كاهل قوما من بني شيبان في ولاية عامر بن مسعود الجمحيّ على الكوفة، فاستعدوه عليه فحبسه، [ثم أخرجه وحلف ألّا يعود، وفي ذلك يقول: يكفّ لساني عامر وكأنّما ... بليت لسانا فيه صاب وعلقم ألم تعلموا أنّي سويد وأنّني ... إذا لم أجد مستأخرا أتقدّم [الطويل] وكان ذلك بعد السّتين من الهجرة] «5» .   (1) سقط في أ. (2) ينظر البيت في اللآلئ: 314. (3) سقط في أ. (4) ينظر البيتان في السير: 291، الفضليان: 196. (5) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 [3738 ز- سويد بن كراع العقيلي: يقال كراع أمه، واسم أبيه سويد، وقيل عمرو. مخضرم، وكان قديما خطب أم جرير الشّاعر، ثم عمّر إلى أن حكم بين جرير والفرزدق، وكان شاعرا محكما، وهو القائل يخاطب عثمان بن عفان: فإن تزجراني يا بن عفّان أزدجر «1» ... وإن تدعاني «2» أحم عرضا ممنّعا [الطويل] ذكره المرزبانيّ] «3» . 3739 ز- سويد، مولى عتبة بن غزوان: له إدراك، وكان مع مولاه في ولايته على البصرة، ووفد معه على عمر فردّه على البصرة، فلما بلغ عتبة قال: اللَّهمّ لا تردّني إليها، فمات في الطّريق، فرجع سويد إلى عمر يخبره بوفاته فكان ذلك في سنة ست عشرة. السين بعدها الياء 3740 ز- سياه الفارسيّ: قال المدائنيّ في المكايد: وكان سياه وأساورة أسلموا مع أبي موسى، فقال أبو موسى لسياه: ما أنت وأصحابك، كما كنا نظن، فذكر قصّته في تحيّله في فتح الحصن في حصار تستر، وأن صاحبها كتب على لسانه يطلب الأمان، ورمى بها في عسكر أبي موسى، فقرأ سياه الكتاب على أبي موسى، فكتب له أمانا في نشّابة فحضر، فأدخله، فذكر القصّة في فتح المدينة. 3741 ز- سيرين، أبو عمرة: والد محمد وإخوته. أدرك الجاهليّة، وسبي في خلافة أبي بكر، روى ابن المقبريّ في فوائده، من طريق أبي إسحاق: حدّثني صالح بن كيسان أنّ خالد بن الوليد مرّ حتى نزل بعين التمر، فأصاب سبيا منهم سيرين أبو عمرة. وذكره البخاريّ تعليقا، ووصله إسماعيل بن إسحاق في الأحكام من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن موسى بن أنس- أنّ سيرين سأل أنسا المكاتبة، وكان كثير المال، فأبى، فانطلق إلى عمر، فقال: كاتبه، فأبى، فضربه عمر بالدّرة وتلا عمر: فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً [النور 33] . [وأخرج البيهقيّ في المعرفة، من طريق معاذ بن معاذ: حدّثنا علي بن سويد بن   (1) في ب: أنزجر. (2) في ج: تتركني. (3) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 منجوف، عن أنس بن سيرين، عن أبيه، قال: كاتبني أنس بن مالك على عشرين ألفا، فكنت فيمن فتح تستر، فاشتريت رثّة فربحت فيها، فأتيت أنس بن مالك بكتابته، فأبى أن يقبلها مني] «1» . 3742 ز- سيف بن النّعمان: اللّخمي. ذكر سيف أنه شهد القتال مع أسامة بن زيد في حربه مع بني جذام في أول خلافة أبي بكر، وأنشد «2» له في ذلك شعرا. [3743 ز- سيماه البلقاوي ّ «3» : ويقال سيمويه، تقدّم في الأوّل] «4» . القسم الرابع السين بعدها الألف 3744- سابق خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم «5» : ذكره خليفة بن خيّاط في الصّحابة في موالي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكناه أبا سلام، وهو وهم، وإنما جاء الحديث عن سابق بن حية، عن خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. والحديث المذكور في كتب السّنن، وسيأتي بيانه في مكانه. 3745 ز- سارية الخلجي: بضم المعجمة وسكون اللام بعدها جيم، منسوب إلى الخلج، وهو قيس بن الحارث بن فهر. وقيل فيه بتحريك اللّام، كما سيأتي، ويقال إنه من العماليق فادعوا في بني فهر. قاله ابن الكلبيّ. وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: كانوا في بني عدوان، ثم انتقلوا إلى هوازن، ثم التحقوا ببني فهر في خلافة عثمان فعرفوا بذلك. وأما سارية المذكور فروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا، وليست له صحبة، قاله البخاريّ وابن حبّان. روى عنه أبو حزرة يعقوب بن مجاهد. قال ابن حبّان: روى سارية عن أنس بن مالك. 3746 ز- سالم بن أبي الجعد «6» : أحد ثقات التّابعين، ذكره بعضهم في المخضرمين   (1) سقط في أ. (2) في أ: وأورد. (3) أسد الغابة ت 2371، الاستيعاب ت 1159. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت 1884، الاستيعاب ت 1133. (6) طبقات ابن سعد 6/ 291، المصنف لابن أبي شيبة 13، التاريخ لابن معين 2/ 186، معرفة الرجال 1/ 125، العلل لابن المديني 63، تاريخ خليفة 320، طبقات خليفة 156، العلل ومعرفة الرجال لأحمد 405، التاريخ الكبير 4/ 107، التاريخ الصغير 103، تاريخ الثقات للعجلي 173، الجامع الصحيح للترمذي 5/ 278، أنساب الأشراف 1/ 161، المعارف 452، المعرفة والتاريخ 1/ 490، تاريخ أبي زرعة 1/ 293، أخبار القضاة لوكيع 3/ 48، المراسيل 79، الجرح والتعديل 4/ 881، تاريخ الطبري 2/ 316، الثقات لابن حبان 4/ 305، مشاهير علماء الأمصار 809، رجال صحيح مسلم 1/ 259، رجال صحيح البخاري 1/ 316، تاريخ اليعقوبي 1/ 282، ثمار القلوب 469، المحاسن والمساوئ 49، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 188، معجم البلدان 4/ 755، تهذيب الكمال 10/ 130، الكامل في التاريخ، العبر 1/ 119، سير أعلام النبلاء 5/ 108، ميزان الاعتدال 2/ 109، المغني في الضعفاء 1/ 250، الكاشف 1/ 270، المعين في طبقات المحدثين 37، عهد الخلفاء الراشدين 389، جامع التحصيل 217، البداية والنهاية 9/ 189، تهذيب التهذيب 3/ 432، تقريب التهذيب 1/ 279، الوافي بالوفيات 15/ 95، خلاصة تذهيب التهذيب 131، شذرات الذهب 1/ 118، تاريخ الإسلام 3/ 361. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 224 معتمدا على ما حكاه ابن زبر أنه مات سنة تسع وتسعين، وله مائة وخمسة عشرة سنة، فيكون أدرك من الحياة النبويّة ستّا وعشرين سنة، وهذا باطل، فقد جزم أبو حاتم الرّازي بأنه لم يدرك ثوبان ولا أبا الدّرداء ولا عمرو بن عبسة، فضلا عن عثمان، فضلا عن عمر، فضلا عن أبي بكر. 3747- سالم بن منصور: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وعنه يحيى بن محمد «1» ، فذكر حديثا موضوعا ركيكا إلى الغاية، فسمعت قصّاصا يورده، هكذا نقلت من خط الذّهبي في التجريد، ويمكن تتبع مثل هذا من كتاب: الذروة للبكريّ، وكذلك السبع حصون وغيرهما من تآليفه الطافحة بالكذب الظّاهر، وفيها من أسماء الصّحابة ما لا وجود له في الخارج، وإنما لم أذكر منه شيئا لأني اقتصرت على من ذكره بعض من صنّف في الصّحابة إلا نادرا. 3748- سالم العدويّ: ذكره ابن عبد البرّ، وقال: مخرج حديثه عن ولده. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو شابّ فشمت عليه ودعا له. قال أبو عمر: لا أحسبه من عديّ قريش. وتعقبه ابن الأثير بأنه سالم بن حرملة الماضي في القسم الأول، وهو كما قال. وقد ذكره ابن عبد البرّ بعد العدويّ باثنين، فقال سالم بن حرملة بن زهير له صحبة، ورواية، وقد نبه ابن فتحون على وهم أبي عمر فيه فأطنب وأجاد. 3749- سالم، خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: يأتي في سلمى من هذا القسم.   (1) في أفهر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 3750- السّائب «1» : والد خلّاد الجهنيّ. روى عنه ابنه خلاد عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في الاستنجاء بثلاثة أحجار، كذا قال ابن عبد البرّ: فغاير بينه وبين السّائب بن خلاد الجهنيّ الّذي تقدّم في القسم الأوّل، وهو واحد، وحديثه في الاستنجاء عند البخاريّ في تاريخه والبغويّ. وقد نبه ابن الأثير على وهم أبي عمر فيه حيث كرّره. 3751- السّائب بن يزيد «2» : مولى عطاء بن السّائب. فرّق ابن مندة بينه وبين السّائب ابن أخت النمر فوهم، وهو هو، فأخرج ابن مندة من طريق عطاء بن السّائب، قال: كان السّائب بن يزيد من مقدم رأسه إلى هامته أسود، وسائر لحيته ورأسه أبيض، فسألته، فقال: مرّ بي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال لي: «من أنت؟» قلت: السّائب بن يزيد، فمسح رأسي فلا يبيض موضع يده أبدا. قال أبو نعيم: هو عندي السّائب بن يزيد بن أخت النمر، ثم ساق رواية مصرحة بذلك، وكذا أورده البغويّ وابن سعد والبيهقيّ في «الدّلائل» ، ووقع في رواية العجليّ السّائب بن يزيد أخو النمر بن قاسط، زاد ابن قاسط، وتعقبه أبو عمر بأنه ليس من ولد النمر ابن قاسط. قلت: وقد تقدّم بيان ذلك في القسم الأول، وكان بعض الرّواة لما رأى النمر ظنه النمر بن قاسط، فنسبه «3» من عند نفسه. السين بعدها الحاء 3752- سحر الخير: خرّج حديثه ابن قانع، وهو رجل من هذيل، هكذا استدركه الذّهبي في التجريد، ونقلته من خطه بالسّين «4» المهملة، ولم يضبطها بفتح ولا كسر وبعدها حاء مهملة ساكنة ضبطها، وبعدها راء، وبعد لفظ هذا الاسم لفظة الخير، بفتح المعجمة وسكون المثناة التّحتانية.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 205، أسد الغابة ت 1910، الاستيعاب ت 896. (2) أسد الغابة ت 1924 طبقات خليفة ت 39، التاريخ الكبير 4/ 150، المعرفة والتاريخ 1/ 358 مشاهير علماء الأمصار ت 141، معجم الطبراني 7/ 172، جمهرة أنساب العرب 428، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202، تاريخ ابن عساكر 7/ 29، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 208، تهذيب الكمال 466، تاريخ الإسلام 3/ 369، تذهيب التهذيب 2/ 5 الوافي بالوفيات 15/ 104، مرآة الحنان 1/ 180، تهذيب التهذيب 3/ 450- خلاصة، تذهيب الكمال 113، شذرات الذهب 1/ 99. تهذيب ابن عساكر 6/ 63. (3) في أ: ونسبه. (4) في أ: في حرف السين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 وقد صحّفه ابن قانع تصحيفا شنيعا، وقال: سحر الخير الهذليّ ، حدّثنا عبد اللَّه بن الصّقر «1» بن هلال السكونيّ، حدّثنا محمد بن عقبة السّدوسي، حدّثنا معلى بن راشد، حدّثتني جدّتي، قالت: دخل «2» علينا رجل من هذيل يقال له سحر الخير، وكانت له صحبة، ونحن نأكل في قصعة، فقال: حدّثنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة. ورأيته في النّسخة مضبوطا بخاء معجمة ساكنة، وهذا الرّجل هو نبيشة الخير، وهو بنون ثم موحّدة ثم شين معجمة ثم هاء بصيغة التّصغير. وقد أخرج حديثه أحمد، والتّرمذيّ، وابن ماجة، والبغويّ، والدّارميّ، وابن أبي خيثمة، وابن السّكن، وابن شاهين، وآخرون من طريق معلى بن راشد المذكور بهذا السّند. قال التّرمذيّ: غريب لا نعرفه إلّا من حديث معلّى بن راشد. وقد رواه يزيد بن هارون وغير واحد من الأئمة عن معلى. وذكر الدّارقطنيّ في «الأفراد» أنّ معلى بن راشد تفرّد به عن جدّته أم عاصم، عن نبيشة- رجل من هذيل. قال أحمد: حدّثنا عفان، حدثنا المعلى بن راشد الهذليّ، حدّثتني أم عاصم، عن رجل من هذيل يقال له نبيشة. وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زياداته عن روح بن عبد المؤمن، وعبيد اللَّه القواريري، ومحمد بن جعفر هو الوركاني، قال: حدّثنا المعلى بن راشد، حدّثتني جدّتي أم عاصم- وكانت أم ولد لسنان بن سلمة، قالت: دخل علينا رجل من هذيل يقال له نبيشة الخير، وكانت له صحبة، ونحن نأكل في قصعة، فذكر لفظ التّرمذي، ولفظ البغوي نحوه، لكن قال: يقال له: نبيشة. وأخرجه ابن شاهين، عن أبي داود، عن نصر بن علي كالتّرمذيّ. وأخرجه ابن السّكن عن محمد بن منصور بن الجهم، عن نصر بن عليّ مثله، وقال فيه: نبيشة الخير. وقال الدّارميّ: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا أبو اليمان البراء هو المعلى بن راشد،   (1) في أ: الصفدي هلال. (2) في أ: كتب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 حدّثتني جدتي أم عطاء، قالت: دخل علينا نبيشة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وأخرجه ابن أبي خيثمة عن محمد بن إسحاق، عن المعلى بن راشد. وأخرجه ابن شاهين أيضا من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن المعلّى بن راشد الهذلي النّبّال صاحب القسم، وكنيته أبو اليمان، وقال في سياقه: عن رجل من هذيل يقال له نبيشة الخير. وكذا أخرجه من طرق أخرى عن معلّى، قال في بعضها: حدّثتني أم عاصم بنت عبد اللَّه. وقد أخرجه ابن قانع في ترجمة نبيشة في حرف النّون، وساق الحديث المذكور من وجه آخر عن نصر بن علي، عن المعلى بن راشد، لكنه خبط في سنده، فقال: عن معلى بن راشد القوّاس، حدّثني أبي عن جدّي، عن رجل من هذيل. يقال له نبيشة- رفعه: «من أكل في قصعة ثمّ لحسها استغفرت له» . وقوله: حدّثني أبي لعله كان أمي بالميم فحرفها، والجدّة يصحّ إطلاق اسم الأم عليها، ويكون قوله: «عن جدّي» زيادة لا يحتاج إليها، أو كان فيها حدّثني جدّتي، فحرّف الكلمتين، وزاد بينهما أبي عن. وهذا أقرب. واللَّه أعلم. السين بعدها الدال 3753- سديد، مولى أبي بكر: خرج بعهد عمر. رواه أحمد في مسندة، هكذا وقع في التّجريد في السّين المهملة، وإنما هو بالمعجمة كما سيأتي في حرف الشّين المعجمة من القسم الثّالث، وقد ذكره الذّهبي في المشتبه على الصّواب. السين بعدها الراء 3754- سراقة بن المعتمر: بن أنس. قال الذّهبي في التجريد: قال ابن الأثير: شهد بدرا، وتوفي في خلافة عثمان. وكذا ذكره بعد أن ترجم سراقة بن المعتمر بن أذاة بن رياح القرشيّ العدويّ. قال ابن الكلبيّ: شهد بدرا، وتوفّي في خلافة عثمان، وهذا نقله من الأصل، وساق ابن الأثير نسبه إلى عديّ بن كعب، وأسقط أنسا بين المعتمر وأذاة مع أنها ثابتة في جمهرة ابن الكلبيّ، وهو الّذي ذكره ابن الأمين. ونقله ابن الكلبيّ، فكأنه لما لم يقع في نسبه أنس ظنه الذّهبي آخر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 3755 ز- سرباتك «1» : بفتح أوله وسكون الراء ثم موحدة وبعد الألف مثناة ملك الهند. روى أبو موسى في «الذيل» من طريق بشر «2» بن أحمد الأسفرايني صاحب يحيى بن يحيى النيسابورىّ، حدثنا مكي بن أحمد البردعيّ، سمعت إسحاق بن إبراهيم الطّوسيّ يقول: هو ابن سبع وتسعين سنة، قال: رأيت سرباتك ملك الهند في بلدة تسمى قنّوج «3» - بقاف ونون ثقيلة وواو ساكنة وبعدها جيم، وقيل ميم بدل النّون، فقلت له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: سبعمائة «4» وخمس وعشرون سنة. وزعم أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنفذ إليه حذيفة وأسامة وصهيبا يدعونه إلى الإسلام فأجاب وأسلم، وقبل كتاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قال الذّهبيّ في التّجريد «5» : هذا كذب واضح، وقد عذر ابن الأثير «6» ابن مندة في تركه إخراجه، وقال أبو حامد بن محمد بن الجليل البلويّ: أنبأنا عمر بن أحمد بن محمد ابن عمر بن حفص النّيسابوري، أنبأنا أبو القاسم عبد اللَّه «7» بن الحسين بن بالويه بن بكر بن إبراهيم بن محمد بن فرحان الصّوفي الحافظ، سمعت أبا سعيد مظفر بن أسد الحنفي المتطبّب، سمعت سرباتك الهندي يقول: رأيت محمدا صلّى اللَّه عليه وسلم مرتين بمكّة، وبالمدينة مرة، وكان من أحسن الناس وجها ربعة من الرّجال. قال عمر: مات سرباتك سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ثمانمائة سنة وأربع وتسعين، قاله مظفر بن أسد «8» . 3756 ز- السّري، والد الربيع «9» : صوابه سبرة بن معبد، صحّفه بعض الرّواة، فذكره بعضهم في الصّحابة. حكى أبو موسى أنّ أبا بكر بن أبي علي، وعلي بن سعيد العسكريّ ذكراه، وتعجب من خفاء أمره عليهما، فساق من طريق العسكريّ، ثم من رواية عبد العزيز بن عمر بن عبد   (1) أسد الغابة ت 1957. (2) قنوج: بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره جيم موضع في بلاد الهند. انظر مراصد الاطلاع: 3/ 129. (3) أسد الغابة ت 1957. (4) في أسد الغابة: تسعمائة سنة. (5) في أعبيد اللَّه. (6) في أ: أسد. (7) في أعبيد اللَّه. (8) في أ: أسد. (9) أسد الغابة ت (1960) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 العزيز عن الرّبيع بن السّري عن أبيه، قال: رخّص رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في متعة النساء ثلاثة أيام ... الحديث. وهذا الحديث مشهور بهذا الإسناد عن الربيع بن سبرة بن معبد، عن أبيه، وهو الصّواب. كذا في «التجريد» . السين بعدها العين 3757- سعد بن بكر: له صحبة، نقل من الثّالث إلى هنا. 3758 سعد بن الربيع» : من بني جحجبي. ذكره ابن مندة. والصّواب سعيد بكسر العين، كما تقدّم في القسم الأول. 3759 ز- سعد: بن أبي سرح العامريّ. ذكره خليفة بن خياط في كتّاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو وهم كما نبّه عليه ابن كثير في «السّيرة النبويّة» من «تاريخه» ، وإنما هو ابنه عبد اللَّه كما سيأتي في العين إن شاء اللَّه تعالى. 3760- سعد بن سهل: تقدم في سعيد بن سهيل، وبيان الوهم فيه في الأوّل. 3761- سعد بن عياض الثّمالي «2» : ذكره أبو عمر، لكن نبّه على أنّ حديثه مرسل. قلت: ولا إدراك له، وإنما روى عن ابن مسعود وغيره. وقال ابن أبي حاتم: هو تابعيّ وحديثه مرسل، وقال في المراسيل: روى يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن سعد بن عياض، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قليل الحديث، فلما أمرنا بالقتال كان من أشدّنا بأسا «3» . قال ابن أبي حاتم: أدخل أبي هذا الحديث في الوحدان، ثم نبّه على علّته. 3762- سعد: بن محيّصة الأنصاريّ. ذكر الشّريف الحسينيّ الدّمشقيّ تلميذ الذّهبي في كتابه «التذكرة برجال العشرة» وعلم له علامة مسندي أحمد والشّافعي، وقال: له صحبة. حديثه في إجارة الحجّام، روى عنه ابنه حرام. انتهى. وأخطأ في ذلك خطأ فاحشا، فإن حراما اختلفت الرواية عن الزهري في جميع طرق الحديث عند أحمد حرام بن محيّصة لا ذكر لسعد في نسبه، ولا في رواية عند الشّافعي حرام بن سعد بن محيّصة، عن محيّصة لا رواية فيه لسعد أصلا.   (1) أسد الغابة ت (1992) . (2) أسد الغابة ت (2030) ، الاستيعاب ت (956) . (3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 349 وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 14. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 3763- سعد بن هذيم «1» : ذكره البغويّ في «الصّحابة» ، وأخرج من طريق عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزّهري، عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم، عن أبيه- أنه أخبره، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت أدوية نتداوى بها؟ الحديث. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، فقال: عن أبي خزامة، عن الحارث بن سعد بن هذيم، عن أبيه. وكذا أخرجه ابن زبر، من طريق فليح، عن الزهري- زاد فيه: «عن» أبي خزامة والحارث. وفي رواية البغويّ تصحيف، وذلك أنه كان فيها عن أبي خزامة أحد بني الحارث فتصحّف، فصارت أخبرني، وتغيّرت في رواية فليح، فصارت «عن» . وقد رواه على الصّواب الليث وابن المبارك وسليمان بن بلال، عن يونس. وكذا أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من طريق صالح بن كيسان عن الزهري. والمراد بقوله: أحد بني الحارث بن سعد أنه من ذريته، لا أنه ولده لصلبه على ما سنبينه. وقد اغترّ ابن أبي داود بظاهره، فحكى ابن شاهين أنه أخرجه من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث، ويونس عن الزهري، فقال: إن خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم أخبره أنّ أباه أخبره أنه قال ... فذكر الحديث. قال ابن أبي داود: لم يرو سعد عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير هذا. قلت: وسعد لا رواية له في هذا الحديث أصلا، فإنه لم يتأخر حتى جاء الإسلام، ولو كان كما ظنّ لكانت الصّحبة للحارث بن سعد، على أنّ ابن شاهين التزم هذا الوهم فذكر الحارث في الصّحابة، وأخرج من طريق الزّبيدي، عن الزّهري، عن أبي خزامة- أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه، أنه أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فذكره. ووهم فيه أبو عمر في الاستيعاب، فقال: سعد بن هذيل والد الحارث بن سعد، لم يرو عنه غير ابنه فيما علمت. حديثه عند ابن شهاب عن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن   (1) أسد الغابة ت (2051) ، الاستيعاب ت 967. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 أبيه، قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت رقى نسترقي بها ... انتهى. فتبع الواهم في وهمه فيه، وزاد في أنه صحّفه، وقال هذيل، وإنما هو هذيم بالميم، وقد تنبّه للوهم فيه أبو عمر في التمهيد، فأخرجه من طريق ابن عيينة عن الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه، ثم نقل عن إسماعيل القاضي أنه اختلف فيه على يونس، فقال: سليمان بن بلال عنه عن الزهري عن أبي خزامة- أحد بني الحارث بن سعد عن أبيه أنه سأل، وقال عثمان بن عمر: عن أبي خزامة إن الحارث بن سعد أخبره أن أباه أخبر به. قال إسماعيل: والصّواب قول سليمان، وتابعه عبد الرّحمن بن إسحاق عن الزهري، قاله يزيد بن زريع عنه. وقد رواه حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن إسحاق، فقال: عن الزهري، عن رجل من بني سعد، عن أبيه، ولم يسمّه ولم يكنّه. قلت: وسعد بن هذيم المذكور جدّ قبيلة كبيرة، وهو سعد بن زيد بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة، وإنما قيل له سعد هذيم، لأن هذيما كان عبدا حبشيا حضن سعدا فعرف به، وهذا مشهور عند أهل النّسب. والعجب كيف يخفى على ابن عبد البرّ مع معرفته بالنسب، وكذا ابن الأثير. وأبو خزامة المذكور شيخ الزّهري فيه لا نعرف اسمه، واسم أبيه يعمر بتحتانية أوله، وهو الصّحابي كما سيأتي في موضعه على الصّواب. 3764 ز- سعد، والد عبد اللَّه: غاير ابن مندة بينه وبين سعد بن الأطوال، وهو وهم، قاله أوب نعيم وغيره. 3765- سعد الدئلي «1» . قال أبو موسى: أورده ابن أبي علي فصحّف فيه، وإنما هو سعر- آخره راء. [3766- سعد بن زيد: بن الفاكه ذكره ابن مندة وصوابه سعد بن الفاكه بن زيد] «2» . 3767 ز- سعد بن زيد: بزيادة ياء، ابن أحمد بن معاوية التميمي. ذكره ابن فتحون فيمن اسمه سعيد مستدركا على ابن عبد البرّ، وإنما هو شعيل، بمعجمة مصغرا وآخره لام، وسيأتي على الصّواب.   (1) أسد الغابة ت 1988. (2) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 3768- سعيد بن إياس: أبو عمرو الشيبانيّ. ذكره الطّبراني، واستدركه أبو موسى، وهو وهم، وإنما هو سعد، بسكون العين، وهو مخضرم لا صحبة له، وقد مضى. 3769 ز- سعيد بن بكر: له صحبة. روى أحمد [بن حنبل قوله في كتاب الإيمان. [قلت: الّذي في كتاب «الإيمان» لأحمد] «1» من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، ويحيى بن سعيد، أنهما حدّثاه عن سعيد بن عمارة، أخي بني سعد بن بكر، وكانت له صحبة، فذكر الأثر المتقدم في ترجمة سعيد بن عمارة، وقد تقدم أنه قيل فيه: سعد وسعيد، وكأن النّسخة التي وقعت للذّهبي تصحف قوله أخي بني فصارت أخبرني، فخرج من ذلك أن سعد بن بكر له صحبة، والواقع أنّ قوله: وكانت له صحبة- المراد بذلك سعيد بن عمارة. وإنما سعد بن بكر فهو جدّه الأعلى، وهو بطن كبير، وفي ذرّيته جماعة من الصّحابة بينهم وبينه عدّة آباء. واللَّه المستعان] «2» . 3770- سعيد بن الحارث «3» : بن الخزرج. ذكره أبو عمر في أوّل من اسمه سعيد، فساق من طريق ابن وضّاح عن ابن أبي شيبة، عن الحسن بن موسى، عن اللّيث بإسناده عن أسامة، قال: أردفه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وراءه يعود سعد بن عبادة، وسعيد بن الحارث بن الخزرج ... الحديث. وهذا يقال إن ابن وضّاح وهم فيه، وقد حدّث غيره عن ابن أبي شيبة على الصّواب، فقال: يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وهكذا أخرجه الشّيخان وغيرهما من طريق اللّيث، وهكذا رواه ابن يونس، وسعيد بن عبد العزيز، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر عن الزّهري. 3771- سعيد بن حرب: يقال هو اسم أبي برزة الأسلميّ. ذكر عمر بن شبّة من مرسل سعيد بن جبير قال: لما فتحت مكّة أحد برزة الأسلميّ، وهو سعيد بن الحارث- عبد اللَّه بن خطل، وهو متعلّق بالأستار ... الحديث. قلت: وفيه تغيير بينته رواية غيره حيث قال: استبق إليه أبو برزة وسعيد بن حرب، وكان أشدّ الرّجلين ... الحديث، فهذا هو الصّواب.   (1) سقط في أ. (2) سقط في ج. (3) أسد الغابة ت 2063، الاستيعاب ت 980. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 3772- سعيد بن حصين «1» : ذكره ابن الدّباغ مستدركا على ابن عبد البرّ، وهو غلط نشأ عن تصحيف فيه وفي اسم أبيه، فإنه ذكر من رواية ابن الأعرابيّ بإسناده، عن محمد بن عمرو بن علقمة. عن أبيه، عن جدّه، عن عائشة، قالت: قدمنا من حجّ أو عمرة، فلقينا غلمان الأنصار، فلقوا سعيد بن حصين بموت امرأته فجعل يبكي، فقال له: أتبكي على امرأة ... الحديث. والصّواب في هذا أسيد بن حضير، كذا أخرجه أحمد وإسحاق، والكجّي، والطّبراني، والهيثم بن كليب، وسيمويه، وابن حبّان في «صحيحه» ، والحاكم من طريق محمد بن عمرو بهذا الإسناد. 3773- سعيد بن حيوة: والد كندير. ذكره ابن أبي حاتم، وتبعه ابن عبد البرّ، وقد تقدّم ذكره في الأوّل، وأن الرّاجح أنه من أهل القسم الثالث، ونبّهت عليه فيه، ووقع في التّجريد سعيد بن حيدة، وسعيد بن حيوة بواو بدل الدّال. وقد نبّه ابن الأثير على أن ابن عبد البرّ هو الّذي وهم في تسمية أبيه، وقد وقفت على سلفه فيه، وهو ابن أبي حاتم. 3774 ز- سعيد بن أبي ذباب: ذكره ابن حزم في الوحدان من مسند بقيّ بن مخلد. والصّواب سعد- بإسكان العين. 3775- سعيد بن ذي لعوة: أحد الضّعفاء من التّابعين، أرسل حديثا، فذكره العسكريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق ابن إسحاق عنه أنّ جعفر بن أبي طالب أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّ النّجاشيّ صدق» ، ثم قال العسكريّ: لا تصح له صحبة، وروايته مرسلة. قلت: اتفق الحفّاظ على أنه تابعيّ. 3776 ز- سعيد بن رسيم: يقال: بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على الصّدقة، كذا وقع في الكفاية لابن الرفعة، وهو غلط. والقصّة معروفة لسفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفيّ، فكأنه سقط عليه اسم أبيه وتصحّف جدّه. 3777- سعيد بن أبي سعيد: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في التغني بالقرآن من رواية عبيد اللَّه بن أبي نهيك عنه. والصّواب عن ابن أبي نهيك، عن سعد، هكذا استدركه الذّهبي في التجريد، وليست   (1) أسد الغابة ت 2067. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 لسعيد بن أبي سعيد صحبة، وإنما جاءت هذه الرواية من طريق مرسلة. وقد ذكر المزّيّ في «الأطراف» الحديث، وعزاه لأبي داود، وأبو داود قد بين اختلاف في مسندة عن اللّيث، ومن جملته هذه الرّواية، ثم ذكر المزي في «المراسيل» سعيد بن أبي سعيد المقبريّ حديث: ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن: تقدّم في ترجمة عبد اللَّه بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقّاص، وهذا هو الصّواب. 3778- سعيد بن سهيل: تقدم في سعد في الأول مع بيان الوهم فيه. 3779- سعيد: بن عامر اللّخميّ- ذكره ابن حزم في الوحدان من مسند بقيّ بن مخلد، وعزاه الذّهبي لأبي يعلى، وقد صحّف نسبه، وإنما هو الجمحيّ المتقدّم. 3780- سعيد العكّي «1» : ثم الآهلي. ذكره أبو موسى، عن أبي بكر بن أبي علي، ونبّه على أنّ الصّواب أنه سويد. 3781- سعيد بن العاص: بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. ذكره ابن حبّان في الصّحابة، فوهم فيه وهما شنيعا، وأعجب من ذلك أنه قال: هو المكبر الّذي زوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أم حبيبة، ثم وجدت لابن حبّان سلفا، فروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق مليح، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أن سعيد بن العاص قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «خياركم في الإسلام خياركم في الجاهليّة» . قال يعقوب بن سفيان: سعيد بن العاص هذا هو ابن أميّة بن عبد شمس، وسعيد بن العاص المذكور يكنّى أبا أحيحة، وكان من وجوه قريش. قال ابن عساكر: لم يدرك الإسلام، قال: ووهم يعقوب بن سفيان فيما زعم، وإنما الحديث لابن ابنه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وقال ابن أبي داود في المصاحف: حدّثنا العباس بن الوليد بن زيد، أخبرني أبي، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز أنّ عربية القرآن أقيمت على لسان سعيد بن العاص، لأنه كان أشبههم لهجة برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقتل العاص أبوه يوم بدر مشركا، ومات جدّه سعيد بن العاص قبل بدر مشركا. ووقع عند أبي داود من حديث أبي هريرة: كلّمت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يسهم لي، فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص، فقال: لا يسهم له. فقلت: ما هذا؟ قاتل ابن نوفل! فقال سعيد بن العاص: يا عجبا لوبر ... الحديث. وهذا يوهم أنّ سعيد بن العاص حاجّ أبا هريرة بسبب بعض ولده، وليس كذلك، بل   (1) أسد الغابة ت 2090. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 الصّواب: فقال أبان بن سعيد بن العاص. وقد أوضحت ذلك بحجاجه في شرح البخاريّ. ووقع في الطّبرانيّ من حديث جبير بن مطعم: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عاد سعيد بن العاص ... الحديث. وقد ذكرته في ترجمة حفيد هذا. وأبو أحيحة كان إذا اعتمّ بمكّة لم يعتمّ أحد بمثل عمامته إجلالا له، وأمّه ريطة بنت البياع بن عبد ياليل الثقفيّة، وكان سعيد قد قدم الشّام في تجارة، فحبسه عمرو بن جفنة لأجل عثمان بن الحارث، فقال سعيد في ذلك: يا راكبي إمّا عرضت ... فبلّغن قومي يزيدا عثمان أو عفّان أو ... أبلغ مغلغلة أسيدا فلأمدحنّ المادحين ... بمدحة تأتي شرودا [مجزوء الكامل] وكان حبس مع هشام بن سعيد بن عبد اللَّه بن أبي قيس العامريّ، فقال في ذلك: قومي وقومك يا هشام أجمعوا ... تركي وتركك آخر الأعصار [الكامل] في أبيات، فاجتمع رأي بني عبد شمس على أن يفتدوا سعيد بن العاص، فجمعوا مالا كثيرا فافتدوه به، ومات هشام في الحبس. 3782 ز- سعيد: بن عبد اللَّه الثقفيّ. وقع في كثير من نسخ المصابيح للبغويّ في كتاب الأدب في باب حفظ اللسان من الحسان حديث سعيد بن عبد اللَّه الثقفيّ قلت: يا رسول اللَّه، ما أخوف ما تخاف علي؟ قال: فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: «هذا» هكذا فيه. وفيه تصحيف، وإنما هو سفيان، وهو طرف من حديث أخرجه التّرمذيّ، وأصله عند ابن مسلم. 3783 ز- سعيد بن عبد العزيز «1» : له أربعة أحاديث عند بقي، وصوابه سعيد أبو عبد العزيز، كذا في التّجريد، وقد تقدّم في الأوّل سعيد الشّامي أبو عبد العزيز وأنّ ابن قانع نسبه أنصاريا، وذكر الذّهبي سعيدا الأنصاريّ ترجمة مفردة، وقال: يأتي بعد ابن عامر، وذكر بعد ابن عامر سعيدا يروي عنه ابنه عبد العزيز، فهؤلاء الثّلاثة واحد. 3784 ز- سعيد: بن عقبة الثقفيّ الطّائفي. وقع ذكره في ترجمة طريح عند ابن مندة،   (1) أسد الغابة ت 2085. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 ظاهر سياقه أنه صحابيّ، ولم يفرده ابن مندة بترجمة، ولا استدركه أبو موسى فأجاد، فإنه غلط نشأ عن خبط وقع في السّند، وذلك أنه قال في ترجمة طريح ما نصّه: أخبرنا سعيد بن يزيد الحمصي، حدّثنا محمد بن عوف، حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن حوشب، حدّثنا ابن إسماعيل بن طريح، عن أبيه، عن جدّه- أن أبا سفيان رمى جدّه سعيد بن عقبة بسهم، فأصاب عينه ... الحديث. وأورد ابن مندة هذا الحديث في ترجمة سعيد بن عبيد بهذا السند، لكن قال فيه بعد حوشب: حدّثنا إسماعيل بن سعيد بن عبيد الثقفيّ، من أهل الطّائف، حدّثني أبي عن جدّه أنّ أبا سفيان رمى جدّي سعيد بن عبيد يوم الطّائف بسهم ... الحديث. فهذا هو المعتمد، والصّحبة لسعيد بن عبيد، وفي سياق المتن شيء آخر قد بيّنته في ترجمة سعيد بن عبيد. 3785- سعيد: وقيل معبد بن عمرو التميمي، حليف بني سهم- كرره الذّهبي. 3786- سعيد «1» : بن وقش الأسديّ. صحّف فيه ابن مندة، وإنما هو رقيش- بالرّاء مصغّرا. 3787- سعيد: بن يزيد الأزديّ. تقدّم في القسم الأول. 3788- سعيد بالتصغير: تقدّم في سعيد بن سهيل في الأوّل، وبيان الوهم فيه. السين بعدها الفاء 3789 ز- سفيان بن بجير: بموحدة ومعجمة مصغّرا، هو ابن مجيب- بضم الميم بعدها جيم- تقدّم. 3790- سفيان بن أبي العوجاء: أبو ليلى. ذكره أبو نعيم، وظنّ أنه والد عبد الرّحمن بن أبي ليلى، فوهم، فوالد عبد الرّحمن أنصاريّ، وهذا سلمي، وذاك صحابيّ، وهذا تابعيّ باتفاق البخاري ومسلم وغيرهما. 3791- سفيان بن قيس الكنديّ «2» : ذكره ابن شاهين، وذكر له حديثا أنه كان مؤذّن وفد كندة. واستدركه أبو موسى. وفيه تصحيف، وإنما هو سيف بن قيس أخو الأشعث بن قيس. وقد تقدّم على الصّواب.   (1) أسد الغابة ت 2100. (2) أسد الغابة ت (2122) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 السين بعدها الكاف 3792- سكن بن أبي السّكن: استدركه ابن فتحون فوهم، فإنه نسبه إلى كتاب ابن أبي حاتم وأنه ذكره في ترجمة عثمان بن وكيع، قال: كان فينا سبعة من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منهم سكن بن أبي السّكن. قلت: وهم وفيه ابن فتحون وهما شنيعا، وذلك أن سكن بن أبي السّكن هو الّذي روى عن عثمان بن وكيع أنه كان فيهم سبعة من الصّحابة، وذلك واضح في كتاب ابن أبي حاتم. وسكن هذا يروي عن أتباع التّابعين، ولقد لقيه علي بن المديني وطبقته. والعجب أن الذّهبي ذكره بما ذكره ابن فتحون، فشاركه في الوهم. 3793- سكينة «1» : ذكره أبو موسى في الذّيل، وروى من طريق المحامليّ، حدّثنا أبو حاتم الرّازي، حدّثنا الحسن بن عبيد بن عبد اللَّه بن زياد بن سكينة، حدّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن جدّه سكينة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لو أنّ الدّين معلّق بالثّريّا» ... الحديث. قال: وقال سكينة: أوصى إليّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: ألّا أسأل أحدا شيئا. قال أبو موسى: هذا وهم، وإنما هو سفينة، بالفاء لا بالكاف، ثم أسنده من وجه آخر عن أبي حاتم الرّازي كذلك. قلت: وكذا رويناه من طريق عبد الغني بن سعيد المصريّ بإسناده عن أبي حاتم كذلك، وزاد في أوله: أنه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لأبي أيوب: لا تعيره بالفارسيّة. السين بعدها اللام 3794- سلّام: بن عمرو اليشكريّ. تقدّم في الأوّل. 3795 ز- سلام: بن قيس الحضرميّ. سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه عمرو بن ربيعة. ذكره هكذا البخاريّ، وتبعه ابن عديّ، وقال: لا يعرف. واستدركه مغلطاي في كتابه الإمامة. وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه. والصّواب قيصر، وقد تبدل الصّاد سينا، وقد قيل في اسمه هو سلامة بزيادة هاء، وقد تقدّم ذكره في رواية عمرو بن ربيعة في الأول.   (1) طبقات ابن سعد 8/ 475، نسب قريش 59، المحبر 438، التاريخ الصغير 1/ 205، الأغاني 17/ 41- 54، مصارع العشاق 272، وفيات الأعيان 2/ 394، 397، تاريخ الإسلام 4/ 253، الدر المنثور 244، أسد الغابة ت 2135، شذرات الذهب 1/ 154. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 3796 ز- سلمان الخير: فرّق بعضهم بينه وبين سلمان الفارسيّ، وهو هو، ونبّه على ذلك ابن حبّان. 3797- سلمة الأنصاريّ «1» : جدّ عبد الحميد بن يزيد بن سلمة، غاير [ ... ] بينه وبين سلمة بن يزيد، وهما واحد. 3798- سلمة بن أبي سلمة الجرمي: أفرده بعضهم، وأورده فيمن اسمه سلمة- بفتح اللّام وهو وهم على وهم، فإنه بكسر اللّام، وهو والد عمرو، واسم أبيه قيس على الصّحيح. وقد تقدّم على الصّواب في الأول، وأن بعضهم وحدّ بينه وبينه سلمة بن نفيع، والراجح التعدّد. 3799- سلمة الهذلي: فرّق أبو يعلى بينه وبين سلمة بن المحبّق. وتبعه أبو نعيم. وكذا هو في مسند بقيّ بن مخلد، وعلم له الذّهبي علامة بقي بن مخلد، فإنه أخرج له حديثين، وكلّ ذلك وهم، فإنّهما واحد، وقد نبّه على ذلك أبو موسى فأصاب. 3800- سلمة بن المجرّ «2» : ذكره ابن شاهين مختصرا، وقال: إن لهم مسجدا بالكوفة، وتبعه أبو موسى ولم يتعقّبه، وهو وهم نشأ عن تصحيف، وإنما هو سلمة المجرّ جدّ سمرة بن معاوية بن عمرو بن سلمة الماضي في القسم الأول، وكان سلمة المذكور قبل الإسلام. والمجر بالجيم بغير موحّدة، كما تقدّم. 3801- سلم بن يزيد: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وعنه يزيد بن أبي حبيب، قال أبو عمر: حديثه عندي مرسل. قلت: لم أر من ذكره في الصّحابة قبله، بل قال ابن أبي حاتم: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا، وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وأنه روى عن أنس، ثم إنني رأيت في عدة نسخ من الاستيعاب أنّ اسم أبيه نذير بالنّون والذّال مصغّرا وآخره راء، والمعروف فيه إنما هو يزيد بالتحتانية والزّاي وآخره دال بغير تصغير. 3802- سلمى «3» : خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره ابن شاهين، وتبعه أبو موسى، فأخرج من طريق جعفر الصّادق، عن أبيه، عن   (1) أسد الغابة ت 2157، الاستيعاب ت 1039. (2) أسد الغابة ت 2183. (3) أسد الغابة ت 2195. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 سلمى خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم- أنّ أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كنّ يجعلن رءوسهنّ أربعة قرون، فإذا اغتسلن جمعنها ... الحديث. وسلمى امرأة وهي أمّ رافع زوجة أبي رافع، فظنّ أن قوله خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا، وليس كذلك. وذكر ابن شاهين وأبو موسى من طريقه أنّ الراويّ قال مرة في هذا الحديث: عن سالم خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فكأنه تغيّر من سلمى. واللَّه أعلم. 3803- [سليط بن سليط: أورده ابن مندة عن سليط بن سليط بن عمرو وهما واحد] «1» . 3804- سليط بن عمرو «2» : بن مالك بن حسل العامريّ. أفرده الطّبرانيّ ومن تبعه عن سليط بن عمرو بن عبد شمس، وهو هو، فعمرو والده هو ابن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك، فنسب إلى جدّ أبيه فظنوه آخر، ولكن القصّة واحدة، وهو كونه كان الرسول إلى هوذة بن علي. 3805 ز- السّليل الأشجعيّ: ينظر من القسم الأوّل، فقد جزم ابن مندة وابن ماكولا بأنه وهم، وأنّ الصّواب أبو السّليل الّذي يروي عن أبي المليح. 3806 ز- سليمان، أبو عثمان: قال الحاكم في علوم الحديث: أدخله علي بن سعيد العسكريّ وغيره في الصّحابة، وأخرج من طريق زهير بن محمد، عن عثمان بن سليمان، عن أبيه- أنه سمع النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطّور، قال الحاكم: وهذا معلوم من ثلاثة أوجه: أحدها أن عثمان إنما هو ابن أبي سليمان، وأبو سليمان هو ابن محمد بن جبير بن مطعم، فليس لأبيه صحبة. ثانيها أنّ عثمان إنما رواه عن نافع بن جبير عن أبيه، فسقط نافع بن جبير. ثالثها أنّ سليمان لم يسمع من النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم. قلت: الثالث نتيجة ما قبله. 3807 ز- سلمان بن جابر: وقع حديثه في معجم ابن الأعرابيّ من رواية قرّة، عن سليمان بن جابر، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعليه بردة، وإنّ هدبها لعلى قدميه، فقلت: أوصني. فقال: «لا تحقّرنّ من المعروف شيئا ... » الحديث.   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت 2204. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 وقرأت بخط مغلطاي أنّ ابن مندة أورده في «تاريخه» في ترجمة محمد بن الصّلت بن غالب الهجيمي. قلت: وسليمان هذا صوابه سليم، وهو أبو جري الهجيمي، وسليمان تصحيف. 3808 ز- سليمان بن سعد: تابعي. أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصّحابة. قال ابن أبي حاتم: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا. روى عنه موسى بن أبي عائشة. 3809- سليمان بن مسهر «1» . ذكره الطّبريّ في «الصّحابة» ، وهو وهم، فروى ابن مندة من طريق أبي حريز أنّ رفاعة حدّثه أنّ صاحبا له قال له: انطلق بنا إلى المختار، فإنه يدعو إلى نصرة آل محمد، فدخلنا عليه، قال: فذكر كلمة فأهويت إلى قائم السّيف، فذكرت كلمة سليمان بن مسهر عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إذا ائتمنك رجل على دمه فلا تقتله» . قال ابن مندة: هذا وهم، والصّواب عن رفاعة، عن عمرو بن المحبّق. قلت: الّذي يظهر أن أبا حريز وهم في اسم والد سليمان بن صرد، فإنّ الحديث رواه ابن أبي ليلى، عن أبي عكاشة، عن رفاعة، عن سليمان بن صرد، فإن كان أبو حريز حفظ فيه سليمان بن مسهر فيكون من رواية تابعيّ عن تابعيّ، فإن رفاعة تابعيّ، وسليمان بن مسهر تابعيّ أيضا مشهور في تابعيّ أهل الكوفة، والمتن معروف من رواية رفاعة عن عمرو بن المحبّق، كما قال ابن مندة- أخرجه النّسائي وابن ماجة، وقد ذكرته من طريق أبي حريز في ترجمة المختار مطوّلا. 3810 ز- سليم، غير منسوب: استدركه ابن فتحون، وهو وهم نشأ عن تصحيف، فأخرج بإسناده من طريق ابن عيينة، عن إسحاق بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: صليت أنا وسليم في بيتنا خلف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وصلّت أمي من ورائنا. هكذا أخرجه من جزء يحيى بن يحيى النيسابوريّ المشهور، عن ابن عيينة. والحديث في الجزء المذكور على الصّواب بلفظ صلّيت أنا ويتيم، كذا أخرجه البخاريّ من رواية ابن عيينة، وقد قيل إن اسم اليتيم المذكور ضميرة. 3811 ز- سليم الضبي: ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق محمد بن هارون بن   (1) أسد الغابة ت 2233. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 حميد المجدّر، عن الحسن بن شاذان الواسطي، قال: حدثنا أبو عاصم، حدثنا أبو نعامة العدويّ، عن عبد العزيز بن بشير، عن سليم الضّبي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أبي كان يقري الضّيف، ويفعل كذا لأشياء عدّها، فقال: أدرك الإسلام؟ قلت: لا. قال: ليس بنافعه. فلما رأى ما بي قال: إنه لا يزال ذلك في عقبه لا يظلمون ولا يستذلون ولا يفتقرون. قال الخطيب: كذا قال، وإنما هو سلمان. قلت: هو ابن عامر الضّبي الصحابي المشهور، كذا أخرجه الطبراني والحاكم والدارقطنيّ والخطيب في المؤتلف، من طرق: عن أبي عاصم، عن أبي نعامة، عن عبد العزيز بن بشير، عن جده سلمان بن عامر الضبي، وهو الصّواب. 3812 ز- سليم بن خالد: الأنصاري الزّرقيّ. قال ابن عساكر: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وخرج إلى الشّام غازيا. وقال الواقدي: كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة. قلت: هكذا استدركه مغلطاي، وحرّف اسم والده، وإنما هو خلدة، كما تقدّم في القسم الأول. 3813 ز- سليم «1» : مصغرا، ابن عامر الخبائري. تابعي، استدركه مغلطاي، وقال: روى شعبة عن يزيد بن حمير: سمعت سليم بن عامر، وكان قد أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال ابن عساكر: ورواية من روى: وكان أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أصحّ. قلت: ما رأيت هذا الّذي نقله عن ابن عساكر في ترجمة سليم من تاريخه، بل ذكر الرواية التي فيها أدرك أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقط، نعم ذكر ذلك المزّي في ترجمته، لكن عبّر بالصحيح وهو الصواب، فإن سليم بن عامر هذا تابعيّ مشهور. ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة، قال: وكان ثقة قديما. وقال ابن معين في تاريخه: كان يقول: استقبلت الإسلام من أوله، وزعم أنه قرئ عليه كتاب عمر، ومراده بقوله: استقبلت ... إلى آخره المبالغة في إدراكه أيام الفتوح، وحضوره كتاب عمر يجوز أن يكون وهو صغير، فقد قال أبو حاتم في المراسيل: روى عن عوف بن مالك مرسلا، ولم يدرك المقداد بن الأسود، ولا عمرو بن عبسة، وأرّخوا، وفاته سنة ثلاثين.   (1) أسد الغابة ت 2218، الاستيعاب ت 1051. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 وقد تقرّر عند أهل الحديث أنه لم يبق أحد من الناس على رأس المائة من يوم قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل وفاته بشهر: «لا يبقى على الأرض ممّن هو عليها اليوم أحدا» ، فكان آخر من ضبطت وفاته ممّن رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة. واختلف في سنة وفاته، فأنهى ما قيل فيها سنة عشر ومائة، وذلك عند تكملة المائة سواء، فظهر أن قول من قال في الرواية المذكورة: إنه أدرك أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم هو الصواب: واللَّه أعلم. السّين بعدها الميم 3814- سمالي بن هزّال: ينظر من القسم الأول. وقد ذكر فيه أنّ أبا موسى أشار إلى أنه وهم، وأن الصواب قصّة ماعز مع هزّال التي ستأتي في حرف الهاء. السّين بعدها النّون 3815- سناح العبسيّ «1» : أحد التسعة من بني عبس. ذكره الطبري وغيره، وهكذا استدركه ابن فتحون، وكذا رأيته في التجريد للذّهبيّ، وهو وهم نشأ عن تصحيف. والصواب سباع، بكسر المهملة ثم موحدة خفيفة وآخره عين. 3816- سنان بن روح: كذا ذكره بعضهم. والصّواب سيار- بتحتانية وآخره راء. 3817- سنان بن سعد: وقع ذكره في الإحياء للغزالي في أواخر كتاب الفقر والزهد من الرابع الأخير، وهو ربع المنجيات، قال فيه: وعن سنان بن سعد، قال: حيكت للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جبّة من صوف، وجعلت حاشيتها سوداء، فلما لبسها قال: انظروا، ما أحسنها! وما لبسها، فقام إليه أعرابيّ، فقال: يا رسول اللَّه، هبها لي. قال: وكان إذا سئل شيئا لم يبخل به، فدفعها إليه، وأمر أن تحاك له جبة أخرى، فمات وهي في المحاكة. قال شيخنا في تخريجه هذا الحديث: أخرجه الطيالسي والطبراني من حديث سهل بن سعد، وهو عند الطبراني بالقصة الأخيرة، ووقع في كثير من نسخ الإحياء سنان بن سعد، وهو غلط. واللَّه أعلم. 3818 ز- سنان بن سلمة: أورده ابن شاهين، وأورد له حديثين من رواية سلمة بن جنادة، عنه، وأفرده عن سنان بن المحبّق، وهو وهم. وسنان له رؤية لا سماع، وقد خبط   (1) في أسنابح بن زر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 فيه أبو عمر، فقال: سنان بن سلمة الأسلميّ بصري. روى عنه قتادة، ومعاذ بن سعد، في حديثه اضطراب. قلت: فوهم في نسبه، وإنما هو هذلي. وقد بيّن البغويّ سبب الوهم، وأن بعض الرواة توهم صحبته من إرسال الحديث، فأخرج من طريق ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سعد، عن سنان بن سلمة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعث ببدنتين مع رجل ... الحديث. قال: ورواه ابن جريج، عن عبد الكريم، عن معاذ بن سعد، عن سنان بن سلمة، عن أبيه، وكانت له صحبة، فذكره. وهذا هو الصواب. [وقد تقدّم شيء منه في القسم الثاني] «1» . 3819- سندر «2» : أبو الأسود. استدركه أبو موسى، وأورد من طريق ابن لهيعة، عن يزيد، عن أبي الخير، عن سندر- رفعه: «أسلم سالمها اللَّه ... » الحديث. وفيه: تجيب أجابت. قلت: قد ذكره ابن مندة، فلا يستدرك، وكأن أبا موسى لما رآه في هذه الرواية كنى أبا الأسود ظنّه آخر. وليس كذلك، فإن كنيته أبو الأسود، وله ولد اسمه عبد اللَّه كني به أيضا. وسيأتي فيمن اسمه عبد اللَّه. السين بعدها الهاء 3820 ز - سهل بن ثعلبة: بن جزء الزبيدي. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في النهي عن استقبال القبلة للبول. رواه الليث عنه، قاله البخاريّ، هكذا استدركه ابن فتحون، فغلط غلطا شنيعا، وإنما قال البخاريّ: سهل بن ثعلبة، عن ابن جزء، فسقط «عن» ، وكيف يتخيل ابن فتحون أنّ الليث يروي عن صحابي، وقد أخرج الحديث الطبراني من طريق سهل، عن عبد اللَّه بن الحارث بن جزء. وسهل معدود في التابعين عند البخاريّ وأبي حاتم، وكل من ذكره. 3821- سهل بن حنظلة: تقدم في الأول، كرره في التجريد. 3822- سهل بن الربيع «3» : هو ابن الحنظلية. كرره أبو عمر. 3823- سهل بن أبي سهل «4» : روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «تهادوا ... » الحديث. وعنه سعيد بن أبي هلال. أورده أبو عمر.   (1) سقط في أ. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 241، الجرح والتعديل 4/ 1396 الأعلمي 19/ 268. (3) الاستيعاب ت 1092. (4) أسد الغابة ت 2295، الاستيعاب ت 1095، تجريد أسماء الصحابة 1/ 244 تقريب التهذيب 1/ 336، تهذيب التهذيب 4/ 253، تهذيب الكمال 1/ 555، خلاصة تذهيب 1/ 426، الكاشف 1/ 407، حسن المحاضر 1/ 207، طبقات الحفاظ 197، التاريخ الكبير 4/ 101، البر 1/ 91. تذكرة الحفاظ 2/ 452، الأعلام 3/ 142. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 قلت : سهل تابعيّ أرسل، وسعيد لم يلق أحدا من الصحابة. 3824- سهل: كان اسمه حزنا «1» . أفرده ابن مندة عن سهل بن سعد، فوهمه، وبيّن ذلك أبو نعيم فأجاد. 3825 ز- سهل بن معاذ الجهنيّ: أورده ابن شاهين في الصحابة، وهو وهم نشأ عن سقط، فإنه أخرج من طريق إسماعيل بن عباس، عن أسيد بن عبد الرحمن، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ الجهنيّ، قال: غزوت مع أبي الصّائفة، فنزلنا على حصن، فضيق الناس المنازل، وقطعوا الطرق، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مناديا، فنادى في الناس: «إنّ من ضيّق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له» . قلت: لو تدبّره ابن شاهين لعلم وجه الوهم، فإنه لم يكن في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صائفة، وسبب هذا الوهم أنه سقط من المتن شيء، وذلك واضح فيما أخرجه أحمد من طريق إسماعيل هذه بهذا الإسناد، فقال فيه- بعد قوله: وقطعوا الطرق: فقام معاذ بن أنس في الناس، فقال: أيّها الناس، إنّا غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غزوة كذا، فضيق النّاس المنازل، وقطعوا الطرق فبعث ... فذكره. وهو عند أبي داود دون القصة، وعنده من طريق الأوزاعي عن أسيد أيضا. وأخرجه الطّبرانيّ من الوجهين. وعند أبي يعلى من هذا الوجه عن سهل بن معاذ: غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان، وعلينا عبد اللَّه بن عبد الملك، فضيّق الناس المنازل، فقال معاذ: أيها الناس، إني غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره، فظهر أنّ الصحابي في هذا الحديث هو معاذ بن أنس لا ابنه سهل. 3826 ز- سهل بن يوسف: ذكره الذهبي من مسند بقيّ، فوهم، فإنه من أتباع التابعين. وقد تقدّم حديثه في ترجمة سهل بن مالك وهو جدّه. 3827 ز- سهم، غير منسوب: ذكره الباوردي، وأورد من طريق أبي حاتم أنه جلس إلى جنب إياس بن سهم، فقال: ألا أحدثك عن أبي عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، كذا قال، وإنما هو سهل باللام. وقد أخرجه مطين عن محمد بن يزيد- شيخ الباوردي، فيه على الصواب. وقد تقدم في أواخر من اسمه سهل مع الكلام عليه.   (1) في أحرزا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 السين بعدها الواو 3828- سواء بن قيس المحاربي «1» : فرّق ابن شاهين بينه وبين سواء بن الحارث، وهو هو. 3829- سوادة بن عمرو: روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ذكره أبو عمر مغايرا لسواد بن عمرو، وهو هو، والعجب أنه نبّه في ترجمة سواد بن عمرو على أنه يقال فيه بزيادة هاء، وكأنه أشار إلى صنيع ابن أبي حاتم، فإنه ذكر سواد بن عمرو فيمن اسمه سواد بلا هاء، وذكر قصّته في الخلوق، وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم طعنه في بطنه، فسأله أن يقتصّ منه، فكشف عن بطنه وشرع يقبله، وذكر قبل ذلك فيمن اسمه سوادة، بزيادة الهاء، هذه القصة بعينها لسوادة بن عمرو، وقال في كل منهما: روى عنه الحسن البصريّ، وكان ذكره قبل ذلك على صورة أخرى كما سأبينه في الّذي بعده. 3830 ز- سوّار بن خالد: تقدم في سواء بغير راء. 3831 ز- سوار بن عمرو: ذكره ابن أبي حاتم في أول من اسمه سوّار، بتشديد الواو وبعد الألف راء، فقال: بصريّ، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نخسة بجريدة النخل، فطالبه بالقصاص. روى عنه الحسن البصريّ، كذا قال. وهو تصحيف شنيع لم يتابعه عليه ابن عبد البرّ ولا غيره. والصّواب من هذا كله أن اسم الرّجل سوادة بزيادة هاء، وقد أشرت إلى ذلك في القسم الأول، وسقت حديثه من عند البغويّ في ترجمة سواد بن غزيّة لمعنى اقتضى ذلك. 3832 ز- سوّار بن غزية «2» : كذا وقع في بعض النسخ من الدارقطنيّ. والصواب سواد كما تقدم إيضاحه في القسم الأول. 3833- سويبق بن حاطب: أفرده أبو عمر، ولم ينبّه على أنه تقدم في سبيع «3» . 3834- سويد بن جبلة الفزاريّ «4» : ذكره أبو عمر الدمشقيّ في مسند الشاميين، وهو   (1) أسد الغابة ت 2330. (2) الثقات 3/ 179 تجريد أسماء الصحابة 1/ 248- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1315- أصحاب بدر 225- الاستبصار 47 التحفة اللطيفة 206- الوافي بالوفيات 16/ 34- البداية والنهاية 31913. (3) في أسبيق. (4) الثقات 4/ 325، الجرح والتعديل 4/ 1010، المعرفة والتاريخ 2/ 348، التاريخ الكبير 4/ 146، مراسيل الرازيّ 67، الوافي بالوفيات 16/ 47، بقي بن مخلد 737، أسد الغابة ت 2343، الاستيعاب ت 1119. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 غلط، وليست له صحبة. وحديثه مرسل، قاله ابن أبي حاتم. وقال الدارقطنيّ وابن مندة: لا يصح له صحبة، وحديثه مرسل. قلت: له حديثان مرسلان، أحدهما أخرجه البغويّ وغيره من طريق الجراح بن مليح، عن الزّبيدي، عن لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «لتزدحمنّ هذه الأمّة على الحوض ... » الحديث. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه، والطّبرانيّ في مسند الشاميين، من طريق عبد اللَّه بن سالم، عن الزبيدي بهذا الإسناد، فقال: عن سويد بن جبلة، عن العرباض بن سارية. وله عند الطّبرانيّ عن العرباض من هذا الوجه حديث آخر. ومن هذا الوجه أيضا عنده عن عمرو بن عبسة. الحديث الثاني أخرجه ابن شاهين وغيره من طريق بقية عن الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن سويد بن جبلة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «العارية مؤدّاة ... » الحديث، وهذا أخرجه النسائي من طريق الحجاج بن فرافصة، عن الزبيدي، عن أبي عامر، عنه، عن أبي أمامة. وهو الصواب. 3835 ز- سويد بن جملة: ذكره ابن شاهين، وساق الحديث الثاني في ترجمة الّذي قبله فصحّف أباه. 3836- سويد بن الصامت بن خالد» : بن عقبة الأوسيّ. ذكره ابن شاهين، وقال: شك في إسلامه. وقال أبو عمر: أنا أشك فيه كما شك غيري. ذكره بعضهم معتمدا على ما روى ابن إسحاق عن عاصم بن عمرو، عن أشياخ من قومه، قالوا: قدم سويد بن الصامت معتمرا، فدعاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الإسلام فلم يبعد، وقال: إن هذا القول حسن، ثم انصرف فقتل، فكان رجال من قومه يقولون: إنا لنراه مسلما. قلت: فإن صحّ ما قالوا لم يعدّ في الصحابة، لأنه لم يلق النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مؤمنا. 3837- سويد بن صبيع «2» : وقع ذكره في رسالة الغفران لأبي العلاء المعريّ بما يوهم   (1) أسد الغابة ت 2348. (2) في أ: صميع. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 أن له صحبة، وليس كذلك، فقال أبو العلاء ما نصه: ولو أدرك سويد بن صبيع لشاغبه أيام الربيع، وسويد هو الّذي يقول: إذا طلبوا منّي اليمين منحتهم ... يمينا كبرد الأتحميّ الممزّق وإن أحلفوني بالطّلاق أتيتها ... على خير ما كنّا ولم نتفرّق وإن أحلفوني بالعتاق فقد دري ... عبيد غلامي أنّه غير معتق [الطويل] وكان يألف فراش سودة أم المؤمنين، ويعرف مكانه الرسول، ولا يتحرّى عنه، فسألني بعض المشايخ عن ترجمة سويد هذا، وتوهم أنه صحابي، لكنه لم يجد من يعرف بحاله، وأنه كشف الاستيعاب، وما استدرك عليه فلم يجد له ذكرا، وكشف أنساب بني عامر بن لؤيّ رهط سودة فلم يذكروه، فأجبته بأن سويدا شاعر إسلامي، وكان ماجنا، وشعره يدلّ على كلّ من الأمرين المستتر والضمير في قول المعمري، وكان ليس هو لسويد، وإنما هو للذي خاطبه المعري بالرسالة المذكورة، وإنه شرع بعد أن أجابه عن مراسلته له يمدحه ويصفه بأنه لو أدرك فلانا لعرفه، ولو عاصر فلانا إلى غير ذلك، حتى ذكر عددا من الناس، لكنه اقتصر منهم على من يسمّى الأسود، أو من يشتق اسمه من السواد، لأن لون الّذي خاطبه كان إلى السواد أقرب، فإذا تقرّر هذا عرف أن الضمير في قوله «وكان» للمخاطب لا لسويد بن صبيع. واللَّه أعلم. 3838- سويد بن عامر: بن يزيد بن حارثة الأنصاريّ. تابعيّ صغير. لجدّه صحبة، وأما هو فأخرج له البغوي وأبو يعلى من طريق مجمّع بن يحيى، قال: سمعت سويد بن عامر أحد عمومتي قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «بلّوا أرحامكم ولو بالسّلام» . قال ابن حبّان في ثقات التابعين: حديثه مرسل. وقال البغويّ وابن مندة: لا صحبة له. 3839 ز- سويد الجهنيّ: والد عقبة. غاير البغويّ بينه وبين سويد الأنصاريّ، وهو هو، فإنه جهنيّ حالف الأنصار. 3840- سياه: ذكره ابن قانع، كذا استدركه في التجريد، وليس عند ابن قانع إلا سيابة- بزيادة موحدة بعد الألف. [وقد مضى في الأول] «1» .   (1) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 3841- سيف بن ذي يزن ملك حمير «1» : ذكر ابن مندة في الصحابة، وقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخبر جده عبد المطلب بنبوته وصفته، ثم ساق في ترجمته- حديث أنس أن ملك ذي يزن أهدى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حلّة. قلت: مات سيف قبل المبعث، والّذي أهدى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وكاتبه ولده زرعة، كما تقدم في ترجمته. وروى ابن هشام في الدفائن بسند منقطع عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ ظئره زوج حليمة أخبرهم أنهم لما أرادوا دفن سلول بن حبشية وقفوا على باب مغلق، فإذا فيه سرير عليه رجل وعند رأسه كتاب فيه: أنا أبو شمر ذو النون، فقال ذو النون: هو سيف بن ذي يزن. قلت: وهو صريح في أنه مات قبل البعثة، ولو كانوا يذكرون في الصحابة من فاه بذكر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ممن مات قبلهم للزمهم ذكر تبّع ومسعر وسطيح وقس بن ساعدة، وجمع كثير نحوهم «2» . آخر المجلد الأول من كتاب الإصابة في أسماء الصحابة لشيخ الإسلام قاضي القضاة أبي الفضل بن حجر الكناني العسقلاني، أمتع اللَّه المسلمين ببقائه وأدام علومه في معالي ارتقائه آمين آمين آمين. يتلوه إن شاء اللَّه تعالى في أول المجلد الثاني حرف الشين المعجمة ، القسم الأول، والحمد للَّه أولا وآخرا ظاهرا وباطنا. حسبنا اللَّه ونعم الوكيل. وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما أبدا إلى يوم الدين. ووافق الفراغ من تعليقه يوم الأحد 13 جمادى الأول سنة 842، أحسن اللَّه العواقب بمنه وكرمه آمين. والحمد للَّه رب العالمين. ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العليّ العظيم، وأمامه في الهامش: مررت على هذا الجزء من أوله إلى آخره. كتبه علي الحلبي الشافعيّ. عفي عنه.   (1) أسد الغابة ت 2368. (2) ثبت في أ: آخر المجلد الأول من كتاب الإصابة في أسماء الصحابة لشيخ الإسلام قاضي القضاة الفضل ابن حجر الكتاني العسقلاني أمتع اللَّه المسلمين ببقائه وأدام علومه في معالي ارتقاءه. آمين آمين آمين. يتلوه إن شاء اللَّه تعالى في أول المجلد الثاني حرف الشين المعجمة القسم الأول والحمد للَّه أولا وآخرا ظاهرا وباطنا. حسبنا اللَّه ونعم الوكيل وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما أبدا إلى يوم الدين ووافق الفراغ من تعليقه يوم الأحد 13 جمادى الأول سنة 842 أحسن اللَّه العواقب بمنه وكرمه آمين والحمد للَّه رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلي العظيم وأمامه في الهامش: مررت على هذا الجزء من أوله إلى آخره كتبه علي الحلي الشافعيّ عفي عنه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 حرف الشين المعجمة القسم الأول الشين بعدها الألف 3842 ز- شاصر «1» : أحد الجنّ الذين أسلموا: تقدم ذكره في الأرقم. 3843 ز- شاصر «2» : آخر من الجنّ. وقع ذكره في خبر غريب لسعد بن عبادة، أخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات، قال: حدثنا الرياشي، سمعت سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت يحدث، قال: حدثني أبي، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى حضرموت في حاجة له وهو بمكة، فلما كنت ببعض الطريق عرّست في الليل فسمعت هاتفا يقول: أبا عمرو تأوّبني السّهود ... وراح النّوم وامتنع الهجود [الوافر] فذكر أبياتا، قال: فناداه هاتف آخر، فقال: يا زلعب، ذهب بك العجب، إن أعجب العجب، بين مكة ويثرب. قال: وماذا يا شاصر «3» ؟ قال: نبي أرسل بخير الكلام، إلى جميع الأنام، يخرج من بين البلد الحرام، إلى نخيل وآطام. فقال آخر: ما هذا النبي المرسل، والكتاب المنزل؟ قال: رجل من لؤيّ بن غالب- فذكر القصة إلى أن قال: فسمعت صيحة كأنها صيحة حبلى، فطلع الفجر فرأيت عظاية وثعبانا ميتين، فقدمت فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة. 3844- شافع بن السائب «4» : [بن عبيد «5» ] بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب المطلبي، جد الإمام الشافعيّ.   (1) في أشاحر. (2) في أشاحر. (3) في أشاحر. (4) أسد الغابة ت 2372. (5) في أمربض. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 تقدم ذكره في ترجمة أبيه غير مسمى. وذكر الخطيب في تاريخه أنه سمع أبا الطيب طاهر بن عبد اللَّه الطبري يقول: شافع بن السائب الّذي ينسب إليه الإمام الشافعيّ قد لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو مترعرع، وأسلم أبوه يوم بدر. وسيأتي له ذكر في ترجمة عبد يزيد والد جدّه. 3845- شاو «1» : روى ابن أبي شيبة بإسناد حسن، لكنه مرسل، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن، قالا: كانت بين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وبين المشركين هدنة ... فذكر حديثا طويلا، وفيه: فقال صلّى اللَّه عليه وسلم: «وهي ساعتي هذه حرام لا يعضّد شجرها» . فقال له رجل يقال له شاو. والناس يقولون، قال العباس: يا رسول اللَّه إلا الإذخر ... الحديث. قلت: والّذي ثبت في الصحيحين أيضا أنّ القائل هو العباس، ولولا أنّ الراويّ مثبت لهذا الاسم لكتبته في الأوهام. وقد أخرج أبو موسى، من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة في هذا الحديث، فقال شاه اليماني: اكتب لي، وهذا وهم، وإنما هو أبو شاه، كما سيأتي في الكنى. الشين بعدها الباء 3846 - شباث «2» بن خديج بن سلامة: بن أوس بن عمرو بن كعب البلوي، حليف الأنصار. تقدّم ذكر أبيه. قال ابن سعد: شهد خديج وزوجه أم منيع بنت عمرو بن عديّ بن سنان العقبة، وولدت شباثا ليلة العقبة. وشباث ضبطه ابن ماكولا بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره مثلثة. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: لا يعرف. وقال أبو عمر: ليست له رواية. 3847- شبث بن سعد «3» : بن مالك البلوي. قال ابن يونس: له صحبة، وشهد فتح مصر، وله ذكر في كتاب «الفتوح» . وقال يحيى بن عثمان بن صالح، عن ابن عفير «4» : شهد بيعة الرضوان، وفتح مصر، ولا يحفظ له رواية، كذا قال. وقد أخرج ابن مندة، من طريق أحمد بن سيار بسند فيه ابن لهيعة عن شبث بن سعد   (1) أسد الغابة ت 2/ 501. (2) أسد الغابة ت 2374، الاستيعاب ت 1195. (3) أسد الغابة ت 2375، حسن المحاضرة 1/ 208 تجريد أسماء الصحابة 1/ 252، المشتبه 403. (4) في أ: عن أبي عقبة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إنّ العبد ليخرج له يوم القيامة كتاب فيه حسنات ... » الحديث. وأخرجه أبو نعيم في الصّحابة أيضا، ومن طريقه أبو منصور الديلميّ في مسند الفردوس. وشبث ضبطه ابن ماكولا بفتح أوله وثانيه وآخره مثلثة. وقيل هو بكسر أوله وسكون التحتانية ثم مثلثة «1» . واللَّه أعلم. 3848- شبر «2» : بفتح أوله وثانيه. وقال ابن ماكولا بسكون ثانيه- ابن صعفوق بفاء وقاف وزن عصفور. قال أبو موسى: وجدته بقافين. وقال أبو نصر: صعفوق بفتح أوله، ولم يأت على هذا الوزن غيره إلا خرنوب، مع أن الفصحاء يضمّون أوله. قال أبو أحمد الحاكم في ترجمة أبي عبيد السري بن يحيى أنّ جده شبر بن صعفوق بن عمرو الكاتب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم التميميّ الدّارميّ. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأمّره على صدقة قومه. 3849- شبرمة، غير منسوب «3» : وقد ذكره في حديث صحيح، فروى أبو داود، وأحمد، وإسحاق، وأبو يعلى، والدّارقطنيّ، والطّبراني، من طريق عزرة بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا يلبّي عن شبرمة، فقال: «أحججت؟» قال: لا. قال: «هذه عن نفسك. وحجّ عن شبرمة» . وروى الدّارقطنيّ، من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عبّاس نحوه. ورواه الدّارقطنيّ، من طريق أبي الزبير، عن جابر، من طريق عطاء عن عائشة نحوه. 3850- شبل بن خليد «4» : المزني. جاء عنه حديثان: أحدهما في قصة العسيف، والآخر في قصة الأمة إذا زنت. قال ابن السّكن: الاختلاف فيه عن الزّهري، فالأكثر قالوا: عنه، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي هريرة وزيد بن خالد، وابن عتبة مثلهم، لكن زاد: وشبل غير منسوب، وشعيب، وبكر بن وائل، عن عمرو بن شعيب، وعبيد اللَّه بن أبي   (1) في أمثناة. (2) أسد الغابة ت 2376. (3) أسد الغابة ت 2377. (4) الثقات 3/ 188 الجرح والتعديل 14 ترجمة 658- تقريب التهذيب 1/ 345- تهذيب التهذيب 4/ 304 تهذيب الكمال 2/ 570- التاريخ الكبير 4/ 257 الاستيعاب ت 1160. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 زياد، قالوا: عن أبي هريرة فقط. قال: وجاء يونس بالحديث على وجهه، فقال: عن الزّهري، عن عبيد اللَّه، عن شبل بن عامر «1» المزني، عن عبد اللَّه بن مالك الأوسيّ. ووافقه الزّبيدي وابن أخي الزّهري في السّند، لكن قالا: شبل بن خليد، قال ابن حبّان: له صحبة، ومن زعم أنه شبل بن حامد فقد وهم. وقال: في التّابعين شبل بن خليد «2» . روى عن عبد اللَّه بن مالك الأوسيّ، وهذا هو شبل بن خليد الّذي ذكره قبل. وقيل فيه شبل بن حامد. واشتبه أمره على ابن حبّان، وبقي من وجوه الاختلاف فيه رواية عقيل، فقال عن الزّهري، عن عبد اللَّه «3» ، عن شبل وخليد عن مالك بن عبد اللَّه الأوسيّ. قال ابن السّكن: شبل يقال له صحبة، وكان ابن عيينة يخطئ فيه فيقول شبل بن معبد. قال: والصّواب أنه شبل بن حامد. وأنه يروي عن عبد اللَّه بن مالك الأوسي. قلت: وهو غير شبل بن معبد البجلي الآتي في القسم الثّالث. 3851 ز- شبيب بن حرام «4» : بن مهان بن وهب بن لقيط بن يعمر الشّداخ «5» الكنّاني الليثيّ. شهد الحديبيّة، قاله ابن الكلبيّ والطّبريّ، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير. 3852- شبيب بن غالب «6» : بن أسيد الكنديّ. له صحبة. ذكره ابن مندة، وأخرج له من طريق شبيب بن حبيب بن غالب، عن عمه شبيب بن غالب، عن أبيه غالب بن أسيد «7» ، عن أبيه أسيد «8» بن شبيب «9» ، عن أبيه- أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن المسح على الخفّين. وفي مسندة علي بن قرين «10» ، وهو واه. 3853- شبيب بن قرّه «11» : أو ابن أبي مرثد الغسّاني. له ذكر في حديث أخرجه الحارث بن «12» أبي أسامة من طريق المسور بن عبد اللَّه الباهليّ، عن بعض ولد الجارود عن الجارود «13» أنه أخذ هذه النّسخة من نسخة عهد العلاء بن الحضرميّ حين بعثه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى   (1) في أحامل. (2) في أحفيد. (3) في أعبيد. (4) أسد الغابة ت 2380. (5) في أالسراح. (6) أسد الغابة ت 2382، تجريد أسماء الصحابة 1/ 252. (7) في أالسيد. (8) في أالسيد. (9) في أحبيب. (10) في أيونس. (11) أسد الغابة ت 2383. (12) سقط في ط. (13) سقط في ط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 البحرين، وشهد معاوية، وعثمان، والمختار بن قيس، وقصيّ بن أبي عميرة. وفي رواية ابن أبي عمرو، وسعد بن عبادة، والضّحاك بن أبي عمرو، وشبيب بن أبي مرثد. وفي رواية ابن قرة، والمستنير بن أبي صعصعة الخزاعي، وعوانة أو عبادة بن الشماخ الجهنيّ، وسعد بن مالك، وسعد بن معاذ، وزيد بن عمير. وفي رواية يزيد بن عميرة، وزاد في رواية: ونوفل بن طلحة. وسيأتي له سياق آخر في ترجمة عوانة بن الشمّاخ إن شاء اللَّه تعالى. 3854 - شبيب «1» بن نعيم» : أورده الطّبرانيّ من طريق بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن شبيب بن نعيم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أم ملدم تأكل اللّحم وتشرب الدّم، بردها وحرّها من جهنّم» . وقال البخاريّ في «تاريخه» : شبيب بن نعيم أبو روح الحمصي، روى عنه عبد الملك بن عمير، فما أدري هو ذا أو غيره، وأبو روح تابعيّ لا صحبة له. وسيأتي في القسم الأخير. 3855- شبيب، آخر: يأتي في المبهمات. الشين بعدها التاء 3856- شتيم: بالتّصغير. ذكره أبو القاسم البغويّ، وقال: أحسبه سكن المدينة، وأخرج من طريق إبراهيم بن جعفر، عن سعيد بن شتيم- أحد بني سهم بن مرة حدّثه أبوه أنه كان في جيش عيينة بن حصن لما جاء يمدّ يهود خيبر، قال: فسمعنا صوتا في عسكر عيينة: أيّها النّاس، أهلكم خولفتم إليهم، قال: فرجعوا لا يتناظرون، فلم ير لذلك نبأ، وما نراه كان إلا من السّماء. وأورده أبو نعيم في ترجمة شتيم والد عاصم الآتي، وهو خطأ وقد فرق بينهما البغويّ   (1) في أشبيث. (2) أسد الغابة ت 2384- تقريب التهذيب 1/ 246- تهذيب التهذيب 4/ 309 التاريخ الكبير 4/ 231- الوافي بالوفيات 16/ 102- تهذيب الكمال 2/ 572- الكاشف 412 خلاصة تهذيب التهذيب 1/ 442- تجريد أسماء الصحابة 1/ 252. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 والحسين بن علي البرديجي، وجعفر المستغفري وغيرهم. وذكر ابن الأمين أن ابن الفرضيّ قال: وجدته مضبوطا عن الصنابحي عن البغويّ بفتح أوله وكسر ثانيه. قلت: والّذي عندنا في النّسخ المعتمدة من كتاب البغوي بصيغة التّصغير كما ذكرته. الشين بعدها الجيم 3857- شجار «1» : بتخفيف الجيم، السّلفي- بضم المهملة. ذكره العسكريّ في الصّحابة. وقال أبو حاتم: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه أبو عيسى، وأخشى أن يكون حديثه مرسلا، وكذا قال أبو عمر، وأورده ابن قانع من طريق الحسن، قال: حدّثني رجل من بني سليط يقال له شجار أنه مرّ على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو جالس على باب المسجد. وهو يقول: «المسلم أخو المسلم .... » الحديث. قلت: فإحدى النسبتين تصحيف، والأصوب الثّاني فهو السليطي. 3858- شجاع: بن الحارث السّدوسي. روى ابن أبي خيثمة، وعبد بن حميد [في التفسير] «2» ، وأبو مسلم الكجّي، كلّهم من طريق العباس بن خليس عن عكرمة، قال: إن هذه الآية التي في النساء: وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ [النساء 24] نزلت في امرأة يقال لها معاذة، كانت تحت شيخ من بني سدوس يقال له شجاع بن الحارس، وكان معه ضرّة لها ولدت لشجاع أولادا، وأن شجاعا انطلق يمير أهله من هجر فمرّ بمعاذة ابن عمّ لها فقالت له: احملني إلى أهلي «3» ، فرجع الشيخ فلم يجدها، فانطلق إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فشكا إليه وأنشده: يا مالك النّاس وديّان العرب [الرجز] الأبيات. فقال: «انطلقوا فإن وجدتم الرّجل كشف لها ثوبا فارجموها، وإلّا فردّوا إلى الشّيخ امرأته» . قال: فانطلق ابن ضرتها مالك بن شجاع بن الحارث، فجاء بها، فلما أشرف على الحيّ استقبلته أمّ مالك ترميها «4» بالحجارة وتقول لابنها: يا ضار أمه. قال: فلما نزلت معاذة، واطمأنت جعل شجاع يقول:   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 253، أسد الغابة ت 2387، الاستيعاب ت 1198. (2) سقط في أ. (3) في أأهلي فحملها فرجع. (4) في أفرمتها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 لعمري «1» ما حبّي معاذة بالّذي ... يغيّره الواشي ولا قدم العهد [الطويل] قلت: وقد وقع نحو ذلك للأعشى المازني، كما تقدّم في الهمزة. 3859- شجاع بن وهب «2» : ويقال ابن أبي وهب بن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي. ذكره ابن إسحاق في السّابقين الأوّلين، وفيمن هاجر إلى الحبشة، وفيمن شهد بدرا، وكذا ذكره موسى بن عقبة، وابن الكلبي، وعروة. وقال ابن أبي حاتم : شجاع بن وهب أخو عقبة من المهاجرين الأولين. وروى الطّبرانيّ من حديث المسور بن مخرمة، قال: بعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني. وذكر ابن سعد عن الواقديّ بأسانيده أنه بعثه إلى الحارث بن أبي شمر. وروى ابن وهب عن يونس، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن شجاع بن وهب أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى جبلة، وكذا قال الواقديّ: عن شمر، عن الزهري، ورواه ابن مندة من طريق بريدة بن الحصيب نحوه. وقال ابن سعد وابن الكلبي وغيرهما: استشهد باليمامة، وكنيته أبو وهب. 3860 ز- شجرة النصريّ: بالنون. شهد حنينا مع هوازن، فلما انهزموا جاء فأسلم، وقال للمسلمين: أين الخيل البلق والرّجال الذين عليهم الثّياب البيض، ما كنا نراكم فيهم إلا كالشّامة. قالوا: تلك الملائكة. ذكره الأمويّ في مغازيه، واستدركه ابن فتحون. 3861 ز- شجرة الكندي ّ «3» : ذكره يحيى بن مندة مستدركا على جدّه. وقال سعيد بن يعقوب الأصبهاني: لا أدري له صحبة أم لا. وروى أحمد بن يونس الضبيّ، من طريق خالد بن طهمان، عن شجرة الكنديّ، قال:   (1) في أ، ب: لعمرك. (2) أسد الغابة ت 2388، الاستيعاب ت 1199. (3) أسد الغابة ت 2389، تجريد أسماء الصحابة 1/ 253 طبقات علماء إفريقيا 248، 351. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 شهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جنازة، فأثنى النّاس عليها خيرا، فجلس وهو يدفن، فأتاه جبريل فقال: «إنّ هذا الرّجل ليس كما أثنوا عليه، وإنّ اللَّه قبل شهادتهم وغفر له ما لا يعلمون» . الشين بعدها الدال 3862- شدّاد بن أسامة اللّيثي: هو ابن الهاد. يأتي. 3863- شدّاد بن الأسود: بن شعوب. يأتي. 3864 ز- شدّاد بن أسيد «1» : بفتح أوله على الأشهر، وحكى أبو عمر الضّم، أبو سليمان السّلميّ. قال أبو حاتم وابن ماكولا: له صحبة. وقال البغويّ: سكن البادية. وقال ابن السّكن: معدود في المدنيين. وروى البزّار والبغويّ والبخاريّ في «التّاريخ» والطّبرانيّ وابن قانع، من طريق عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد السّلمي، حدّثني أبي، عن جدّه شداد- أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فاشتكى، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، «ما لك يا شدّاد؟» قال: اشتكيت، ولو شربت من ماء بطحاء لبرئت. قال: «فما يمنعك؟» قال: هجرتي. قال: «فاذهب فأنت مهاجر حيثما كنت» . قال أبو عمر: تفرّد بحديثه زيد بن الحباب، ووقع في رواية ابن مندة عن عمرو بن قيظي: حدثني جدّي عن أبيه، ووقع عند ابن قانع عن أبيه عن جدّه عن شدّاد، زاد فيه «عن» قبل شدّاد، وهو وهم. وعند ابن أبي حاتم: روى عنه ابن ابنه قيظي بن عمرو بن شداد، كما قال. 3865- [شداد بن أميّة: الجهنيّ أبو عقبة، قال ابن مندة عداده في أهل الحجاز وله صحبة، ثم روى من طريق عبد اللَّه بن سلمة بن أسلم الجهنيّ حدّثني عقبة بن شدّاد بن أميّة الجهنيّ عن أبيه وكان شدّاد من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه جاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو شيخ كبير وأهدى له عسلا فقال: «من أين أتيت بهذا؟» قال: من ذي الضّلال. فقال: «لا، ولكن من ذي الهدى» - وهو وادي من نجد، هذا غريب من هذا الوجه] «2» .   (1) أسد الغابة ت 2391، الاستيعاب ت 1162. الثقات 3/ 186 الجرح والتعديل 14 ترجمة 1436- تجريد أسماء الصحابة 1/ 253- التلقيح 381 الطبقات 112- حلية الأولياء 1/ 372- المشتبه 24- التحفة اللطيفة 2/ 215 الوافي بالوفيات 6/ 124- التاريخ الكبير 4/ 225- الإكمال 1/ 58. (2) سقط في ط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 3866- شدّاد بن أوس «1» : بن ثابت الخزرجيّ، ابن أخي حسّان بن ثابت، أبو يعلى، ويقال أبو عبد الرّحمن. تقدم نسبه في ترجمة والده وعمه. قال خليفة: اسم أمه صريمة أو صرمة من بني عديّ بن النّجار. وقال أبو عمر: قال مالك: هو ابن عم حسّان، وتعقّب أبو عمر بأنه ابن أخى حسان لا ابن عمه، وفي العتبية: قال ابن القاسم: قال مالك: هو ابن عمه أو ابن أخيه، كذا قاله بالشّك، والصّواب الثاني. قال ابن البرقيّ: شهد أبوه بدرا، واستشهد بأحد. وفي الطّبرانيّ أوس بن ثابت عقبي، هو والد شدّاد. وقال البخاريّ: يقال شهد شدّاد بدرا، ولم يصح. وروى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وعن كعب الأحبار. وروى عنه ابناه يعلى ومحمد، ومحمود بن الربيع، ومحمود بن لبيد، وعبد الرحمن بن غنم، وبشير بن كعب، وآخرون. روى ابن أبي خيثمة من حديث عبادة بن الصّامت، قال : شدّاد بن أوس من الذين أوتوا العلم والحلم، ومن النّاس من أوتي أحدهما. وعند أبي زرعة الدّمشقيّ، عن أبي هريرة: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز: فضل شدّاد ابن أوس الأنصار بخصلتين: ببيان إذا نطق، وبكظم إذا غضب. وقال حسّان بن ثابت في قصيدته الدّالية التي تقدم منها في ترجمة أوس بن ثابت قوله: ومنّا قتيل الشّعب أوس البيت، وبعده: ومن جدّه الآتي «2» أبي وابن أمّه ... لأمّ أبي ذاك الشّهيد المجاهد «3» [الطويل]   (1) أسد الغابة ت 2393، الاستيعاب ت 1163. طبقات ابن سعد 7/ 401، طبقات خليفة 88، 303، تاريخ خليفة 227، التاريخ الكبير 4/ 224، المعارف 312، تاريخ الفسوي 1/ 356، 2/ 320، 719، الجرح والتعديل 4/ 328، الاستبصار 54، حلية الأولياء 1/ 264، تهذيب الكمال 574، تاريخ الإسلام 2/ 291 العبر 1/ 62، تهذيب التهذيب 4/ 315، خلاصة تذهيب الكمال 164، شذرات الذهب 1/ 64، تهذيب ابن عساكر 6/ 290. (2) في أالأدنى. (3) ينظر البيت في ديوان حسان: 117. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 قال محمّد بن حبيب: يريد شدّاد بن أوس، وكان خيارا. وأخرج الطّبرانيّ، من طريق محمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن شداد، سمعت أبي يحدّث عن أبيه عن جدّه شدّاد بن أوس «1» - أنه كان عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يجود بنفسه، فقال: «ما لك يا شدّاد؟» قال: ضاقت بي الدنيا. فقال: «ليس عليك، إنّ «2» الشّام سيفتح، وبيت المقدس سيفتح، وتكون أنت وولدك من بعدك أئمّة فيهم إن شاء اللَّه تعالى» . قال البغويّ: سكن حمص، وقال ابن سعد: مات سنة ثمان وخمسين، وهو ابن خمس وسبعين، وكانت له عبادة واجتهاد في العمل. وقال أبو نعيم: توفي بفلسطين أيام معاوية. وقال ابن حبّان: دفن ببيت المقدس سنة ثمان وخمسين، وفيها أرّخه غير واحد وهو ابن خمس وسبعين سنة. قال: يقال مات سنة إحدى وأربعين، ويقال سنة أربع وستين. قلت: رواه ابن «3» جوصا، عن محمّد بن عبد الوهاب بن محمد بن محمد «4» بن عمرو بن محمد بن شدّاد بن أوس، حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه، فذكر قصّة فيها هذا. وذكر «5» ابن زبالة في خبر المدينة، عن ابن أبي فديك «6» ، عن يزيد بن عياض، عن أبي بكر بن حرام «7» - أن أبا طلحة تصدّق بماله، فدفعه «8» رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أقاربه: أبيّ بن كعب، وحسّان بن ثابت، وشداد بن أوس بن ثابت، أو ابنه أوس بن ثابت، ونبيط «9» بن جابر، فتقاوموه، فصار لحسّان فباعه لمعاوية. 3867 ز- شدّاد بن ثمامة «10» : ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وقال: ليس بالمشهور فيهم، ثم روى من طريق القاسم ابن معن، عن حميد، عن أنس، قال: قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شدّاد بن ثمامة فسأله أن يكتب لبني كعب بن أوس كتابا، فكتب لهم، وبعث شدّاد بن ثمامة على الصّلاة وعلى الزّكاة ... الحديث.   (1) في أأوس قال: (2) في أإلا إلى. (3) في أجوحا. (4) سقط في أ. (5) في أوروى. (6) فرط شريك. (7) في أحرم. (8) في أفدفعه إلى رسول اللَّه- صلّى اللَّه عليه وسلم- فرده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم- إلى أقاربه. (9) في أسليط. (10) أسد الغابة ت 2394. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 قال ابن السّكن: تفرّد به عبد اللَّه بن ناصح الرقي «1» ، عن القاسم بن معن. قلت: وذكر ابن الكلبيّ في الأنساب عاقبة بن شداد بن ثمامة بن سلمة المذحجيّ، من بني مازن بن كعب بن أود. وقيل «2» : إنه قتل مع علي، ولأبيه إدراك، فلعله هذا. 3868- شدّاد بن حي «3» : ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة، وأخرج من طريق بشر بن عبد اللَّه السّلمي، أخبرني عروة بن رويم، عن شدّاد بن حي- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يغدر بهذا» - وأشار إلى عثمان رضي اللَّه عنه. 3869 ز- شدّاد بن شرحبيل «4» : الأنصاريّ. ذكره أبو القاسم عبد الصّمد فيمن نزل حمص من الصّحابة. قال ابن حبّان: سكن الشّام، له صحبة، وقال ابن مندة: حمصي، له صحبة. وقال ابن السّكن: ليس بمشهور. وروى ابن عاصم وابن السّكن والطّبراني والإسماعيليّ من طريق بقية: حدّثنا حبيب بن صالح، عن عياش بن يونس، عن شداد بن شرحبيل، قال: مهما نسيت من الأشياء فلم أنس أني رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى في الصّلاة. رواه جماعة عن بقيّة، فأدخلوا بين عياش وشدّاد رجلا. وفي رواية الإسماعيليّ ومن وافقه: عن عياش، عمّن حدّثه، عن شداد، ووهم أبو عمر في نسبه، فقال: الجهنيّ، والجهنيّ يكنى أبا عتبة، وهو ابن أميّة. وقد تقدّم. 3870 ز- شدّاد بن شعوب: هو أبو بكر. يأتي في الكنى. قال المرزبانيّ: شعوب أمّه، واسم أبيه الأسود بن عبد شمس بن مالك، من بني ليث بن بكر بن كنانة. 3871 ز- شدّاد «5» بن عارض الجشمي: له صحبة، وكان شاعرا مشهورا.   (1) في أالرحى. (2) في أوقال. (3) في أ: جني. (4) أسد الغابة ت 2395، الاستيعاب ت 1164، الثقات 3/ 186 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1437- تجريد أسماء الصحابة 1/ 254- الوافي بالوفيات 16/ 5- التاريخ الكبير 4/ 224. (5) أسد الغابة ت 2396. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 ذكره ابن إسحاق في المغازي، ولما سار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الطّائف قال شدّاد بن عارض الجشميّ في ذلك: لا تنصروا اللّات إنّ اللَّه مهلكها ... وكيف ينصر من هو ليس ينتصر إنّ الرّسول متى ينزل بلادكم ... يطعن وليس بها من أهلها بشر «1» [البسيط] وقال ابن إسحاق في موضع آخر: وقال شداد بن عارض يخاطب عيينة بن حصن الفزاريّ، فذكر له شعرا، وفي كل ذلك دلالة على صحبته. 3872 ز- شدّاد بن عامر: بن لقيط بن جابر بن وهب بن ضباب القرشي العامري، ومن ولده شديد «2» بن شداد، كان في زمن عبد الملك بن مروان، وهو القائل له في أبيات: عليك أمير المؤمنين بخالد ... ففي خالد عمّا تريد صدود «3» إذا ما نظرنا في مناكح خالد ... عرفنا الّذي يهوى وأين يريد [الطويل] يعني خالد بن يزيد بن معاوية، ولم يذكروا والده في الصّحابة فكأنه مات قديما، وكان ابن عم أبيه أبو الوليد بن عبدة بن جابر شاعرا فارسا، مات قبل الهجرة، ذكره الزّبير. 3873 ز- شدّاد بن عبد اللَّه «4» : القتباني» ويقال: القناني- بفتح القاف وتخفيف النون. وهو الصّواب. ذكره ابن إسحاق فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من بني الحارث بن كعب سنة عشر مع قيس بن الحصين، وعبد اللَّه قريط «6» ، ويزيد بن عبد المدان. وسيأتي كلّ منهم في مكانه. 3874 ز- شدّاد بن عمرو «7» : بن حسل بن الأحبّ بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشيّ الفهريّ، والد المستورد- لهما صحبة.   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (2396) . وسيرة ابن هشام 2/ 481، والأصنام للكلبي: 17. (2) في أ: سويد. (3) في أ، ب: صدود وعما يريد. (4) أسد الغابة ت 2397، الاستيعاب ت 1165. (5) في أ: الغساني. (6) في أعبد اللَّه بن قريط. (7) تجريد أسماء الصحابة 1/ 254. أسد الغابة ت 2398. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 261 وروى الطّبرانيّ من طريق الوليد بن مسلم: حدّثنا سفيان هو الثّوري، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شدّاد، عن أبيه: قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأخذت بيده، فإذا هي ألين من الحرير، وأبرد من الثّلج. قلت: إسناده على شرط الصّحيح. 3875 ز- شدّاد بن عوف «1» : ذكره أبو أحمد العسكري، وروى من طريق عمارة بن غزية، عن يعلى بن شداد بن عوف عن أبيه، قال: كنا نعدّ الرّياء على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الشّرك الأصغر، هكذا أورده ابن الأثير. وأنا أظنّ أن قوله: «عوف» تصحيف سمعي، وإنما هو أوس، فإن المتن مشهور من رواية يعلى بن شدّاد بن أوس عن أبيه. 3876 ز- شدّاد بن الهاد «2» : واسم الهاد أسامة بن عمرو، حكاه مسلم، وهو المشهور. وأما خليفة فقال: اسم شداد أسامة واسم الهادي عمرو، وبهذا جزم أبو عمر- بن عبد اللَّه «3» بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة اللّيثي، حليف بني هاشم. وإنما قيل لأبي الهاد، لأنه كان يوقد النّار ليلا للسارين. ذكره أبو عبيدة وغيره. قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن سعد: شهد الخندق، وسكن المدينة، وتحوّل إلى الكوفة، وله رواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعن ابن مسعود. روى عنه ابنه عبد اللَّه، وله رؤية، وإبراهيم بن محمد بن طلحة، وعبد الرّحمن بن أبي عمارة. وكانت تحته سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس، فكان من أسلاف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، لأن سلمى أخت ميمونة لأمها، ومن أسلاف أبي بكر. وله في المشارق حديث واحد. قال الدّوري، عن ابن معين: ليس له مسند غيره. 3877 ز- شداد بن يزيد: بن مرادس بن أبي عامر بن جارية- بالجيم- السّلمي.   (1) أسد الغابة ت 2399، تجريد أسماء الصحابة 1/ 254. أسد الغابة ت 2400، الاستيعاب ت 1166. (2) الثقات 3/ 186 تقريب التهذيب 1/ 348- الكاشف 2/ 6 تهذيب التهذيب 4/ 318- الطبقات 8، 30، 127 تهذيب الكمال 2/ 575- خلاصة تذهيب 1/ 444- بقي بن مخلد 853- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1435- تجريد أسماء الصحابة 1/ 254- تاريخ من دفن بالعراق 235- الطبقات الكبرى 6/ 126 التحفة اللطيفة 2/ 216- الوافي بالوفيات 16/ 124- التاريخ الكبير 4/ 224- أفراد مسلم 13. (3) في أ: عبيد اللَّه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 ذكر الرشاطي عن أبي علي الهجريّ أن له صحبة، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. الشين بعدها الراء 3878 ز- شراحيل بن أوس: يأتي في شرحبيل بن عبد الرحمن. 3879 ز- شراحيل «1» : بن زرعة الخضرميّ- قال ابن مندة: له ذكر في حديث ابن لهيعة، وقال أبو عمر: قدم في وفد حضرموت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلموا. 3880 ز- شراحيل بن غيلان «2» : بن سلمة الثقفيّ. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وغاير بينه وبين شرحبيل بن غيلان. وأخرج الباوردي، من طريق ابن إسحاق، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد قصة جرت لشراحيل بن غيلان في عهد عمر. ومات شراحيل في خلافة عمر. استدركه ابن فتحون. 3881 ز- شراحيل بن مرة «3» : ويقال الكنديّ. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: كان عاملا لعلي «4» على النّهرين «5» فيما رواه عبيدة الضبي عن إبراهيم النخعيّ. وذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: إنه غير معروف، قال: ويقال مرة بن شراحيل، ثم روى هو وابن شاهين وابن قانع والطبراني من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن أبي البختري، عن حجر بن عديّ: سمعت شراحيل بن مرة يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول لعليّ: «أبشر يا عليّ فإنّ حياتك وموتك معي» . وسمعته بعلو في الثالث من حديث أبي علي بن الصّواف. وذكره ابن أبي حاتم بهذا الحديث، ورواه خيثمة في الفضائل من طريق جابر الجعفي، عن محمد بن بشر، عن حجر بن عديّ، عن شرحبيل بن مرة أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم به. والأول أصح.   (1) أسد الغابة ت 2402، الاستيعاب ت 1167. (2) في أعبدان. (3) أسد الغابة ت 2404- تجريد أسماء الصحابة 1/ 254 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1624- الوافي بالوفيات 16/ 127. (4) في أعمر. (5) في أالنهري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 ويحتمل إن كان محفوظا أن يكون أخاه. 3882 ز- شراحيل الكندي «1» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عمرو بن قيس السكونيّ، عن شراحيل الكنديّ، وكان من الصحابة- أنه صلّى على جنازة فجعلهم ثلاثة صفوف. إسناده صحيح. وقال أبو نعيم: هو عندي شراحيل بن مرة. 3883 ز- شراحيل المنقري «2» : ويقال ابن المنقر، والمنقريّ أكثر. ذكره أبو القاسم بن سعيد في طبقات الحمصيين، وقال ابن أبي حاتم: شراحيل المنقري شاميّ، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه الهوزنيّ. [روى ابن شاهين، وابن أبي عاصم، وابن مندة، من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، حدثني أبو يزيد الهوزني] «3» عن شراحيل بن المنقر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من أثكل ثلاثة أولاد في سبيل اللَّه دخل الجنّة ... » الحديث. وإسناده ضعيف. 3884 ز- شراحيل، غير منسوب: وروى خليفة بن خياط، من طريق عطاء بن السّائب، عن يزيد بن شراحيل، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في فضل «قل هو اللَّه أحد» . استدركه ابن فتحون. 3885 ز - شرحبيل بن الأعور «4» : بن عمرو بن معاوية الكلابي، ثم الضّبابيّ. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: يقال إن له صحبة. 3886- شرحبيل «5» : بن أوس الجعفيّ. قال ابن أبي حاتم: له صحبة، وروى عنه ابنه عبد الرحمن. وقال ابن حبان: يقال له صحبة. قلت: وسيأتي في ابنه عبد الرحمن. 3887- شرحبيل «6» : بن أوس الكندي.   (1) أسد الغابة ت 2403، الاستيعاب ت 1169، الوافي بالوفيات 16/ 127. (2) الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1625- تجريد أسماء الصحابة 1/ 254 أسد الغابة ت 2405، الاستيعاب ت 1170. (3) سقط في أ. (4) الثقات 3/ 188- الطبقات الكبرى 6/ 46 الوافي بالوفيات 16/ 131. (5) أسد الغابة ت 2407، الاستيعاب ت 1171. (6) الثقات 3/ 188 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1482- تجريد أسماء الصحابة 1/ 255- الطبقات 72/ 325 الوافي بالوفيات 16/ 129- التاريخ الكبير 14/ 250- ذيل الكاشف 635 أسد الغابة ت 2406. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 قال البخاريّ وأبو حاتم: له صحبة، وقال البغويّ: سكن الشّام. وكذا ذكره ابن حبّان في الصحابة. وقال ابن أبي حاتم: قيل فيه شرحبيل بن أوس، وقيل أوس بن شرحبيل، فأما حريز فقال عن نمران، عن شرحبيل. وأما الزبيدي فقال: عن عباس بن يونس، عن عمران عن أوس بن شرحبيل. ورجّح أبو حاتم والبغويّ أنه شرحبيل، وبه جزم أبو زرعة في مسند الشاميين. وقال ابن السّكن. من النّاس من غاير بينهما. قلت: قد تقدّم ذكر ذلك في أوس بن شرحبيل. وأخرج حديث شرحبيل هذا أحمد والبغوي وابن السّكن وابن شاهين، والطّبرانيّ، من طريق حريز بن عثمان، عن نمران، عن شرحبيل بن أوس الكنديّ، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال في شارب الخمر: «اجلدوه» . وقال في الرابعة: «اقتلوه» . وقد تقدم في أوس أنّ حديثه غير هذا، فالراجح المغايرة، ولا مانع أن يروي نمران عن أوس بن شرحبيل، وعن شرحبيل بن أوس. 3888- شرحبيل بن حسنة «1» : وهي أمّه على ما جزم به غير واحد. وقال أبو عمر: بل تبنّته. وأبو عبد اللَّه بن المطاع بن عبد اللَّه الغطريف بن عبد العزّى بن جثّامة بن مالك الكنديّ. ويقال التميميّ، ويقال: إنه من ولد الغوث بن مرّ أخي تميم بن مرّ، فقيل له التميميّ لذلك. كانت أمه مولاة لمعمر بن حبيب الجمحيّ، فكان جنادة وجابر ابنا سفيان بن معمر بن حبيب إخوته لأمّه، ويقال: إنّ معمرا زوّج حسنة لرجل من الأنصار من بني زريق يقال له سفيان، وكان معمر قد تبناه، فنسب إليه، فولدت له جابرا وجنادة، فأسلم جابر وأخوه   (1) تقريب التهذيب 1/ 348، 349 تهذيب التهذيب 4/ 320- تهذيب الكمال 2/ 575- خلاصة تذهيب 1/ 445، 446- الكاشف 2/ 8 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1481- تجريد أسماء الصحابة 1/ 255- شذرات الذهب 1/ 24، 30 الإكمال 2/ 469- التلقيح 376- الاستبصار 179- المصباح المضيء 49- التحفة اللطيفة 2/ 217 الطبقات الكبرى 1/ 289، 4/ 98، 202، 7/ 514، 8/ 99- المنمق 308، 310، 403 التاريخ الصغير 1/ 3، 52، 73- العقد الثمين 5/ 6- حسن المحاضرة 1/ 208، العبر 1/ 15- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 658- الوافي بالوفيات 16/ 128 التاريخ الكبير 4/ 247- البداية والنهاية 6/ 93. أسد الغابة ت 2410، الاستيعاب ت 1172. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 وأخوهما لأمهما شرحبيل قديما، وهاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة، ونزلوا في بني زريق، ثم هلك سفيان وابناه في خلافة عمر، فحالف شرحبيل بني زهرة. وكان شرحبيل ممن سيّره أبو بكر في فتوح الشّام، ويكنى شرحبيل أبا عبد اللَّه، ويقال أبا عبد الرّحمن، ويقال أبا وائلة. وله رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم عن ابن ماجة، وعن عبادة بن الصامت. روى عنه ابناه: ربيعة، وعبد الرحمن بن غنم، وأبو عبد اللَّه الأشعريّ. قال ابن البرقيّ: ولّاه عمر على ربع من أرباع الشّام، ويقال: إنه طعن هو وأبو عبيدة في يوم واحد، ومات في طاعون عمواس، وهو ابن سبع وستين. وحديثه في الطاعون ومنازعته لعمرو بن العاص في ذلك مشهورة، أخرجه أحمد وغيره. وقال ابن زبر: الّذي افتتح طبريّة: وقال ابن يونس: أرسله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى مصر فمات شرحبيل بها. 3889- شرحبيل بن السّمط «1» : بن الأسود، أو الأعور، أو شرحبيل بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكنديّ، أبو يزيد. قال البخاريّ: له صحبة، وتبعه أبو أحمد الحاكم. وأما ابن السّكن فقال: زعم البخاريّ أن له صحبة، ثم قال: يقال: إنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهد القادسيّة، ثم نزل حمص «2» فقسمها منازل. وذكره البغويّ وابن حبان في الصحابة ثم أعاده في التابعين، زاد البغويّ: سكن الشام، وجدته في كتاب محمد بن إسماعيل، ولم أر له حديثا. وقال ابن سعد: جاهلي إسلامي، وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وشهد القادسيّة، وافتتح حمص. وقال ابن السّكن: ليس «3» في شيء من الروايات ما يدلّ على صحبته إلا حديثه من   (1) الثقات 3/ 187 تقريب التهذيب 1/ 348- الكاشف 2/ 7- تهذيب التهذيب 4/ 322- تهذيب الكمال 2/ 576 خلاصة تذهيب التهذيب 1/ 445- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1484- الطبقات 307 تجريد أسماء الصحابة 1/ 255- التاريخ الصغير 1/ 73، 110، 129- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 658- الوافي بالوفيات 16/ 128- تاريخ الإسلام 3/ 375- الأعلام 3/ 159 التاريخ الكبير 4/ 248 أسد الغابة ت 2411، الاستيعاب ت 1173. (2) في أحمص ووليها فقسمها. (3) في ألم أجد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 رواية يحيى بن حمزة، عن نصر بن علقمة، عن كثير بن مرة، عن أبي هريرة وابن السمط، قالا: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يزال من أمّتي عصابة قوّامة على الحقّ ... » الحديث. وأخرجه ابن مندة، وقال: غريب. وقال البغويّ: ذكر في الصحابة، ولم يذكر له حديث أسنده عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكر له سيف بسنده أنّ سعد بن أبي وقاص استعمل شرحبيل بن السّمط بن شرحبيل، وكان شابّا، وكان قاتل في الردّة، وغلب الأشعث على الشرق «1» ، وكان أبوه قدم الشام مع أبي عبيدة، وشهد اليرموك، وكان شرحبيل من فرسان أهل القادسيّة. قلت: وله رواية عن عمر، وكعب بن مرّة وعبادة وغيرهم. روى عنه سالم بن أبي الجعد، وجبير بن نفير، وسليم «2» بن عامر وآخرون. وقال ابن سعد: شهد القادسيّة وافتتح حمص، وله ذكر في البخاري في صلاة الخوف. وذكر خليفة أنه كان عاملا «3» على حمص نحوا من عشرين سنة. وقال أبو عمر: شهد صفّين مع معاوية، وله بها أثر «4» عظيم. وقال أبو عامر الهوزنيّ: حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل. وقال أبو داود: مات بصفين: وقال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربعين. وقال غيره: سنة اثنتين وأربعين. وقال صاحب تاريخ حمص «5» . سنة ست وثلاثين. قلت: وهو غلط، فإنه ثبت أنه شهد صفّين، وكانت سنة سبع وثلاثين، وفي ذلك يقول النّجاشي الشاعر يخاطب شرحبيل: شرحبيل ما للّذين فارقت أمرنا ... ولكن لبغض المالكيّ جرير «6» [الطويل] يعني جرير بن عبد اللَّه البجلي، وكان عليّ أرسله إلى معاوية في طلب بيعة أهل الشّام، وإنما نسبه مالكيا، لأنه من ذرية مالك بن سعد بن بدر بطن من بجيلة، وكان ما بين شرحبيل وجرير متباعدا.   (1) في أالشرف. (2) في أسليمان. (3) في أعاملا لمعاوية على حمص. (4) في أأمر. (5) في أ. قال صاحب تاريخ حمص: مات سنة ست وثلاثين. (6) ينظر البيت في أسد الغابة ت (2412) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 وذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: كان عاملا على حمص، ومات بها. 3890 ز- شرحبيل بن عبد اللَّه: هو ابن حسنة- تقدم. 3891 ز- شرحبيل «1» : بن عبد الرحمن الجعفيّ. كذا سمّى ابن مندة وابن فتحون أباه. وقال العسكريّ: شرحبيل بن أوس. قال أبو حاتم: له صحبة. وقال ابن السّكن: [له صحبة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة. وروى البخاريّ في «تاريخه» ، وابن السّكن، والطّبرانيّ من طريق حماد بن يزيد المنقري، عن مخلد بن عقبة بن عبد الرحمن ابن شرحبيل الجعفيّ، عن جده عبد الرحمن عن أبيه، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم وبكفي سلعة، فقلت: يا رسول اللَّه، إن هذه السّلعة قد آذتني، تحول بيني وبين قائم السيف، فقال: «ادن» فدنوت، فوضع يده على السّلعة فما زال يطحنها بكفه حتى رفع. وما أدري أين أثرها. وذكره البغويّ بلاغا فيمن اسمه شرحبيل. شرحبيل جدّ مخلد بن عقبة، يروي عنه حماد بن يزيد المنقري] «2» . وكذلك أخرجه الطبراني من طريق حماد بن زيد، عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل، فذكر حديث الأعرابيّ في قوله: شيخ كبير [به حمى تفور] «3» وحديث: من تعذرت عليه الضيعة. وقال أبو عمر: شرحبيل، ويقال شراحيل، له حديث في علامات النبوة في قصة السّلعة التي كانت في يده. وقال ابن مندة: جاء بهذا الإسناد عدة أحاديث. قلت: وروى ابن السّكن من هذا الوجه حديثا آخر متنه: من أعيت عليه التجارة فعليه بعمان. وقال: له صحبة، وقال في إسناده عن أبيه عن جدّه شرحبيل بن عقبة. والصواب عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن جده شرحبيل. وذكره البغويّ عن كتاب محمد بن إسماعيل، قال: شرحبيل أو عبد الرحمن بن شرحبيل سكن البصرة، ولم يذكر له حديثا.   (1) أسد الغابة ت 2412، الاستيعاب ت 1175، الثقات 3/ 88 الجرح والتعديل 14 ترجمة 1494- تجريد أسماء الصحابة 1/ 555. (2) سقط في أ. (3) في أمدحجى. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 3892 ز- شرحبيل بن غيلان «1» : بن سلمة بن معتّب بن مالك الثقفي. قال ابن سعد نزل الطائف، وله صحبة، ومات سنة ستين. وكذا ذكره ابن شاهين. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه، روى عنه ولم يذكر شيئا. وقال ابن حبّان: كان ممن وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ومات سنة ستين، وأمّه رائطة بنت وهب بن معتّب. وقال أبو عمر: له حديث في الاستغفار بين كل سجدتين، وليس مما يحتجّ بإسناده. قال: وكان أحد الخمسة الذين بعثتهم ثقيف بإسلامهم. 3893 ز- شرحبيل بن مرّة: تقدم في شراحيل. 3894 ز- شرحبيل بن معديكرب «2» : يأتي في عفيف. قال البغويّ: بلغني أن اسم عفيف الكنديّ شرحبيل. 3895 ز- شرحبيل» : غير منسوب. ذكره أبو موسى في «الذّيل» فقال: أورده أبو أحمد الغساني «4» في «الصحابة» . وروى أبو نعيم من طريق عباد بن كثير، عن مصعب بن شرحبيل، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من ابتاع سرقة أو خيانة وهو يعلم أنّها خيانة فقد شرك في إثمها وعارها» . إسناده ضعيف. وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه «5» إسحاق بن أبي فروة «6» في «كامل» ابن عديّ. 3896 ز- شرحبيل: آخر، غير منسوب. قال ابن مندة: له ذكر في الصحابة، وأخرج من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه، عن ابن أبي مليكة، عن شرحبيل، قال: لما قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة قدم في النصف من صفر، فجاءه جبريل فذكر حديثا طويلا.   (1) أسد الغابة ت 2415، الاستيعاب ت 1174، الثقات 3/ 187، 190 الجرح والتعديل 14 ترجمة 1485- تجريد أسماء الصحابة 1/ 255- الطبقات الكبرى 1/ 313 المصباح المضيء 1/ 273- الوافي بالوفيات 16/ 130. (2) أسد الغابة ت 2417. (3) أسد الغابة ت 2418. (4) في أالعسال. (5) في أأبي هريرة في ترجمة إسحاق. (6) في أجبريل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 3897 ز- شرحبيل الضّبابي «1» : يقال: إنه اسم ذي الجوشن «2» . حكاه البغويّ وأبو نعيم تقدم في الذال المعجمة. 3898- شريح بن أبرهة: اليافعي «3» . قال ابن مندة: له صحبة، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس. وروى ابن قانع وأبو نعيم من طريق شرقي بن قطامي، عن عمرو بن قيس، عن محل بن وداعة، عن شريح بن أبرهة، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كبّر في أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر حتى خرج من منى، وإسناده ضعيف. وأخرج ابن مندة من طريق الفضل بن عبد اللَّه، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المحل «4» بن وداعة: سمعت شريحا الحميريّ، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول في حجة الوداع.. فذكر حديثا في التلبية. قلت: قد أخرجه ابن عديّ في ترجمة عمرو بن شمر، عن عمرو بن قيس، فزاد في إسناده معاذ بن جبل، جعله في مسندة. وزعم أبو نعيم أن الصواب في المحل «5» بن وداعة أنه «6» بغير لام، ووقع عند أبي عمر: شريح بن أبي وهب «7» حديثه عند عمرو بن قيس، عن المحل بن وداعة عنه، فلعل أبرهة يكنى أبا وهب، ويافع من حمير. 3899- شريح بن الحارث: بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عمرو بن معاوية بن ثور وهو كندة، أبو أمية القاضي. نسبه ابن الكلبيّ، وساق له أبو أحمد الحاكم نسبا مخالفا لهذا، ويقال: إنه شريح بن الحارث بن شراحيل، من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، وكان حليف كندة. مختلف في صحبته. قال ابن السكن: روي عنه خبر يدلّ على صحبته.   (1) في أالضباء. (2) الاستيعاب ت 1176. (3) الجرح والتعديل 14 ترجمة 1457 تجريد أسماء الصحابة 1/ 256- حسن المحاضرة 1/ 208- تصحيفات المحدثين 491 دائرة معارف الأعلمي 20/ 43 أسد الغابة ت 2419. (4) في أالمعلم. (5) في أالمعلم. (6) في أ: أنه معل بغير لام. (7) في أأبي وهب الحميري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 وقال ابن مندة: ولّاه عمر القضاء، وله أربعون سنة [وقال عباس الدّوري عن ابن معين شريح بن هاني وشريح بن أرطاة كوفيان، فقلت: أين القاضي منهما؟. قال: ليس واحد منهما القاضي، شريح بن شرايح وهو أقدم. وقال يعقوب بن سفيان: شريح القاضي هو ابن شرحيل، ويقال: ابن شراحيل] «1» وكان في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره ولم يسمع عنه «2» . قلت: وهذا هو المشهور، ولكن روى ابن السكن وغير واحد من طريق علي بن عبد اللَّه بن معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي، حدثنا أبي، عن أبيه معاوية، عن أبيه ميسرة، عن أبيه شريح، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول «3» اللَّه، إن لي أهل بيت ذوي عدد باليمن. قال: «جيء بهم» «4» فجاء بهم والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قد قبض. وأخرج أبو نعيم بهذا الإسناد إلى شريح، قال: وليت القضاء لعمر، وعثمان، وعلي، فمن بعدهم، إلى أن استعفيت من الحجاج، وكان له يوم استعفى مائة وعشرون سنة، وعاش بعد ذلك سنة. وقال ابن المدينيّ: ولي قضاء الكوفة ثلاثا وخمسين سنة، ونزل البصرة سبع سنين. يقال إنه تعلم من معاذ إذ كان باليمن. وقال ابن السّكن: أخبار شريح كثيرة في أيام عمر وعثمان وعلي، غير أني لم أجد له ما يدلّ على لقيه لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غير هذا، واللَّه أعلم بصحته. وكان قاضي عمر على العراق يقال: إنه عاش مائة وعشرين سنة، ومات سنة ثمان وسبعين في قول الواقدي وجماعة. وقال ابن معين: كان في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يسمع منه. وقال العجليّ: كوفيّ تابعيّ ثقة. وقال ابن المديني. قضى لزياد بالبصرة سبع سنين، وقضى بالكوفة ثلاثا وخمسين سنة. وقد روى شريح عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم. روى عنه أبو وائل، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، ومجاهد، وابن سيرين وآخرون. وقال حنبل «5» ، عن ابن معين: هو أسنّ من شريح بن هانئ ومن شريح بن أرطاة.   (1) سقط في أ. (2) في أمنه. (3) في ألرسول اللَّه. (4) في أبهم قال فجاء بهم. (5) في أابن حنبل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 وقال أبو حصين: كان شاعرا فائقا. وقال ابن سيرين: كان كوسجا «1» . وقال: أبو إسحاق السّبيعي، عن هبيرة بن يريم «2» ، قال عليّ لشريح: أنت أقضى العرب. وقال عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء: أتانا زياد بشريح فقضى فينا- يعني بالبصرة- سنة لم يقض قبله مثله ولا بعده. قال أبو نعيم وجماعة: مات سنة ثمان وسبعين. وقال خليفة: سنة ثمانين، وقال المديني «3» : سنة اثنتين وثمانين. ويقال: سنة تسع وتسعين. وقيل غير ذلك. وادّعى حفيده علي بن عبد اللَّه- وليس بعمدة- أنه بقي إلى بعد سنة تسعين. 3900 ز- شريح «4» : بن أبي شريح الحجازي «5» . قال البخاريّ وأبو حاتم: له صحبة. وروى البخاريّ في التاريخ من طريق عمرو بن دينار وأبو الزبير، سمع شريحا رجلا أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «كلّ شيء في البحر مذبوح» . وعلقه في الصحيح، ورواه الدارقطنيّ، أبو نعيم من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن شريح، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وقال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر نحوه مرفوعا. والمحفوظ عن أبي جريج موقوف أيضا، أشار إلى ذلك أبو نعيم. 3901 ز- شريح بن ضمرة المزني «6» : قال أبو عمر: هو أول من قدم بصدقة مزينة على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 3902- شريح بن عامر «7» : بن قيس بن عامر بن عمير. وعند ابن قانع : شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن عامر بن صعصعة السعدي، من بني سعد بن بكر. قال أبو عمر: له صحبة، وولّاه عمر البصرة وقتل ب «الأهواز» . وروى عمر بن شبة من طريق قتادة، قال: كان قطبة بن قتادة كتب إلى عمر يستمدّه، فوجه بشريح بن عامر   (1) الكوسج: الّذي لا شعر على عارضيه، وقال الأصمعي: هو الناقص الأسنان. اللسان 5/ 3871. (2) في أمريم. (3) في أالمدائني. (4) أسد الغابة ت 2422. (5) تصحيفات المحدثين 490. (6) أسد الغابة ت 2423، الاستيعاب ت 1178. (7) الاستيعاب ت 1179. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 السعدي من بني سعد بن بكر فقال له: كن ردءا للمسلمين، فأقبل إلى البصرة، ثم سار إلى الأهواز فقتلوه بها، وهو جدّ القاسم بن سليمان. 3903 ز - شريح بن عامر «1» : ذكره البغويّ، وقال: بلغني أنه اسم ذي اللحية الكلاعيّ، يعني الّذي تقدم في الذال المعجمة، وبهذا جزم ابن قانع وابن الكلبي، كما تقدم. 3904- شريح بن عمرو الخزاعي «2» : ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأورد من طريق ابن شهاب، عن سلمة بن يزيد، أحد بني سعد بن بكر- أنه أخبره أن ّ شريح بن عمرو الخزاعيّ- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم [أن أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم] «3» يوم الفتح لقوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية، فقدم ليبايع على الإسلام فقتلوه، فبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فاشتدّ غضبه، فلما كان العشاء قام فأثنى على اللَّه بما هو أهله ... فذكر الحديث. قال شريح: فوادّه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى ابن شاهين أيضا، من طريق ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن شريح ابن عمرو الخزاعي: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليكرم جاره ... » الحديث. قال أبو موسى في «الذّيل» : هذان الحديثان مشهوران عن أبي شريح، واسمه خويلد بن عمرو الخزاعي، وليس العجب من وهم ابن شاهين فيهما، وإنما العجب كيف وقعا؟. قلت: لم يهم ابن شاهين، وإنما تبع ما وقع، والحديث الثاني غلط بلا ريب فإنه بهذا الإسناد والمتن مخرج في الصحيح من رواية أبي «4» شريح. وأما الأول فسياقه مخالف سندا ومتنا، فيحتمل احتمالا بعيدا أن يكون آخر. 3905 ز- شريح بن مالك: بن ربيعة. وهو أحد ما قيل في اسم ابن أم مكتوم. وقد ذكرت قائل ذلك في عبد اللَّه بن شريح. 3906 ز- شريح بن مرّة: بن سلمة بن مرة بن حجر بن عديّ بن ربيعة بن معاوية   (1) التمييز والفضل 2/ 495 أسد الغابة ت 2424. (2) أسد الغابة ت 2426. (3) سقط في أ. (4) في أآمين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 الكنديّ، وهو شريح بن المكدّد. قال ابن الكلبيّ: قيل له المكدد ببيت قاله، وهو: سلوني فكدّوني فإنّي لباذل ... لكم ما حوت كفّاي في اليسر والعسر «1» [الطويل] قال: ولشريح وفادة، وكذا قال الطّبريّ، واستخلفه الأشعث بن قيس على أذربيجان. 3907- شريح: بن أبي وهب الحميري «2» . تقدّم في ابن أبرهة. 3908- شريح الحضرميّ «3» : جاء ذكره في حديث صحيح، أخرجه النّسائيّ من طريق الزّهري، عن السّائب بن يزيد أن شريحا الحضرميّ ذكر عند النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال له: «ذاك رجل لا يتوسّد القرآن» «4» ، وهكذا قال أكثر أصحاب الزّهريّ. وأخرجه البغويّ والطّبرانيّ وابن مندة وغيرهم. وقال النّعمان بن راشد عن الزّهريّ السّائب: [ذكر مخرمة بن شريح، وهو وهم منه، كذا قال ابن مندة هنا، وأخرج] «5» في ترجمة مخرمة بن شريح عن أبي الطّاهر بن المدائني، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزّهري ... الحديث. فقال: مخرمة بن شريح، وكأنه وهم من ابن مندة، فإنّا رويناه في الجزء الثالث عشر من الخلعيات، عن أبي الطّاهر شيخه بهذا الإسناد، فقال: ذكر شريح، فأما طريق النّعمان فأخرجها الطّبراني موصولة [بهذا الإسناد] » . قال أبو نعيم- بعد أن أخرجه عن الطّبرانيّ: كذا قال النّعمان. والصّواب ما رواه ابن المبارك ومن تابعه عن يونس. قلت: قد رواه البغويّ من طريق الليث عن يونس، كما قال: قال النّعمان بن راشد. فاللَّه أعلم. 3909- شريح الكلابيّ «7» : هو ذو اللّحية. تقدم.   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2427) وتاج العروس «كد» . (2) الاستيعاب ت 1181. (3) أسد الغابة ت 2421، الاستيعاب ت 1182. (4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 449، والطبراني في الكبير 7/ 176، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 269 عن السّائب بن يزيد. (5) سقط في أ. (6) سقط في أ. (7) أسد الغابة ت 2425. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 3910- شريح «1» : غير منسوب. ذكره أبو عمر، فقال: روى واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن شريح- رجل من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «يقول اللَّه تبارك وتعالى: يا ابن آدم، امش إليّ أهرول إليك ... » الحديث. قال أبو عمر: لا أدري أهو أحد هؤلاء أم لا، يعني وكان قدم ذكر شريح الحضرميّ، وشريح الحجازيّ، وشريح بن عامر، وشريح بن أبي وهب. 3911- الشّريد «2» : بن سويد الثقفيّ. قال ابن السّكن: له صحبة، حديثه في أهل الحجاز، سكن الطّائف. والأكثر أنه الثقفيّ. ويقال إنه حضرمي، حالف ثقيفا [وتزوّج آمنة بنت أبي العاص بن أمية] «3» ، ويقال: كان اسمه مالكا فسمّي الشريد، لأنه شرد من المغيرة بن شعبة لما قتل رفقته الثقفيين، فروى عبد الرّزّاق في الجهاد، عن معمر، عن الزّهري، قال: صحب المغيرة قوما في الجاهليّة فقتلهم ... الحديث. قال معمّر: وسمعت أنهم كانوا تعاقدوا معه ألّا يغدر بهم حتى يعلمهم، فنزلوا منه منزلا، فجعل يحفر بنصل سيفه، فقالوا: ما هذا؟ قال: أحفر قبوركم فلم يفهموها، وأكلوا وشربوا، وناموا فقتلهم فلم ينج منهم أحد إلا الشّريد، فلذلك سمي الشّريد. وذكر الواقديّ القصّة مطوّلة، وفيها أنهم كانوا دخلوا مصر جميعا، فحباهم المقوقس وأكرمهم سوى المغيرة، فقصّر به فحنق عليهم ذلك، ففعل بهم ما فعل. قال البغويّ: سكن الطّائف والمدينة وله أحاديث. وروى مسلم وغيره من طريق عمرو بن الشّريد عن أبيه، قال: استنشدني النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شعر أميّة بن أبي الصّلت. وفي بعض طرقه في مسلم أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أردفه. وعلق له البخاريّ حديثا: لي الواجد يحلّ عرضه وعقوبته.   (1) أسد الغابة ت 2429، الاستيعاب ت 1183. (2) الثقات 3/ 188، 4/ 369- تقريب 1/ 350- تهذيب التهذيب 4/ 332 تهذيب الكمال 5/ 579- تجريد أسماء الصحابة 1/ 257- خلاصة تذهيب 1/ 456 بقي بن مخلد 115- الكاشف 2/ 10- العقد الثمين 5/ 7 التاريخ الكبير 4/ 259، 9/ 140- الإكمال 4/ 394 والحاشية- الجمع بين رجال الصحيحين 813- دائرة معارف الأعلمي 20/ 45، أسد الغابة ت 2430، الاستيعاب ت 1200. (3) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 ووصله النّسائيّ وغيره. وعند أبي داود من حديث الشّريد بن سويد. قال: مر بي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا جالس هكذا قد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري ... الحديث. ومن حديثه أيضا أفضت مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فما مسّت قدماه الأرض حتى أتى جمعا. وله عند النّسائيّ: رجمت امرأة في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فلما فرغنا منها جئناه، فذكر الحديث. وقال أبو نعيم: شهد بيعة الرّضوان، ووفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسماه الشّريد، وروى عنه أيضا أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعمرو بن نافع الثقفي وغيرهما. ووقع ذكر الشّريد من بني سليم في شعر هوذة الآتي ذكره في الهاء، وأظن أنه هذا. 3912- شريط: بفتح أوله، ابن أنس بن مالك «1» بن هلال الأشجعيّ، والد نبيط. له ولنبيط صحبة. قال ابن السّكن: له صحبة ورواية، وهو معدود في الكوفيين. وروى أحمد من طريق نبيط بن شريط، قال: إني رديف أبي في حجّة الوداع إذ تكلم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فوضعت يدي على عاتق أبي، فسمعته يقول: «إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ... » الحديث. وأخرجه البغويّ وابن السّكن من وجه آخر، فقال: عن نبيط بن شريط، عن أبيه شريط بن أنس. وقال ابن السّكن: لم يرو عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم غير هذا الحديث. وروى ابن مندة من طريق وكيع: سمعت سلمة بن نبيط يقول: أبي وجدّي من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ومن طريق عبد الحميد الحماني، عن سلمة، قال: كان أبي وجدّي وعمّي من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وهكذا أخرجه أحمد في كتاب الزّهد عن الحماني. 3913 - شريق «2» بوزن الّذي قبله، والد حبيبة. ذكره البغويّ في الصّحابة، وجرى ذكره في مسند أحمد وفي مسند بديل بن ورقاء، قال: حدّثنا أبو سعيد، حدّثنا سعيد بن سلمة، حدّثني مولى لآل عمر، حدّثنا صالح بن   (1) أسد الغابة ت 2431، الاستيعاب ت 1201 الثقات 3/ 190 تجريد أسماء الصحابة 1/ 257- الطبقات 317. (2) أسد الغابة ت 2432. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 كيسان، عن عيسى بن مسعود، عن الحكم الزّرقيّ، عن جدته حبيبة بنت شريق أنها كانت مع أبيها- يعني في حجّة الوداع، فإذا بديل بن ورقاء على العضباء ... الحديث. وأخرجه البغويّ، عن عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه بهذا. ورواه عبد اللَّه بن رجاء «1» عن سعيد بن سلمة بهذا الإسناد، فقال: إنها كانت مع أمها [أمته العجماء] «2» ، ويجمع بأنها ذكرت أباها مرة وأمها مرّة، فاللَّه أعلم. 3914- شريك: بوزن الّذي قبله، ابن أبي الأغفل بن سلمة بن عمرة بن قرط بن الحارث بن عبد يغوث التجيبي الشّاعر. قال ابن يونس وابن الكلبيّ: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وزاد ابن يونس: وشهد فتح مصر. وقال المرزبانيّ: إنه مخضرم، وأنشد له أبياتا في أمر الردّة التي كانت باليمن، وله ذكر في قصّة أوردها المعافي «3» في الجليس، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن أبي عبيدة بن عمار، قال: دخل عمرو بن معديكرب على عمر، وعنده الرّبيع بن زياد، وشريك بن أبي الأغفل. 3915- شريك «4» : بن أبي الحيسر أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. قال ابن الكلبيّ: شهد هو وابنه عبد اللَّه أحدا. وقال ابن السّكن: هو من الصّحابة، وليست له رواية. وأورده ابن شاهين من طريق محمد بن يزيد عن رجاله كما قال ابن الكلبيّ، وزاد أنّ أخاه الحارث شهد بدرا. 3916- شريك: بن حنبل «5» العبسيّ «6» .   (1) في أورقاء. (2) في أآمنة اللحماء. (3) في أ: المغافري. (4) أسد الغابة ت 2434. (5) في أ، ج: حسد. (6) تقريب التهذيب 1/ 3501 تهذيب التهذيب 4/ 332- الميزان 2/ 269- تهذيب الكمال 2/ 579- الكاشف 2/ 10 خلاصة تذهيب 1/ 448- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1593- تجريد أسماء الصحابة 1/ 257 المغني 2761- التاريخ الكبير 4/ 237- ترجمة الأخبار 2/ 189 لسان الميزان 7/ 242- مراسيل الرازيّ 87- الإكمال 56312 دائرة المعارف الأعلمي 20/ 48. أسد الغابة ت 2433. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 ذكر التّرمذيّ والبغويّ في الصّحابة، وزاد البغويّ: سكن الكوفة. وروى البغويّ وابن شاهين وابن مندة من طريق يونس بن أبي إسحاق عن عمير بن تميم، عن شريك بن حنبل: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ المسجد» . قال: ورواه قيس بن الربيع وغيره، عن أبي إسحاق، عن عمير، عن شريك عن علي. وقال ابن السّكن: روى عنه حديث واحد قيل فيه: عن شريك عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وقيل فيه عن شريك عن علي. وهو معدود في الكوفيين. وقال أبو حاتم والعسكريّ: لا تثبت له صحبة. وقد أدخله بعضهم في المسند، وحديثه مرسل. قلت: وأشار إليه التّرمذيّ في الأطعمة، وهو عند الطّبري في تهذيبه من مسند عمرو، ولا يصح الجزم بأنّ حديثه مرسل مع تصريحه بالسّماع إلا إن كان المراد أن راوي التصريح ضعيف. قال البخاريّ: قال بعضهم شريك بن شرحبيل، وهو وهم. وذكره ابن سعد وابن حبّان في التّابعين. 3917- شريك: ابن سحماء «1» - بفتح السّين وسكون الحاء المهملتين- وهي أمه. واسم أبيه عبدة بن مغيث بن الجدّ بن العجلان البلويّ حليف الأنصار. له ذكر في حديث ابن عباس في الصّحيحين، من طريق هشام بن حسّان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس- أن هلال بن أميّة قذف امرأته بشريك بن سحماء، وتابعه عبادة بن منصور عن عكرمة. وقال أيّوب عن عكرمة: مرسل. ورواه مسلم والنّسائي من طريق هشام بن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن أنس، وفيه: وكان شريك أخا البراء بن مالك لأمه. ونقل أبو نعيم أنّ بعضهم زعم أنّ شريكا صفة لهذا الرجل لا اسم، وإنما كان بينه وبين ابن سحماء شركة، فقيل له شريك بن سحماء، فعلى هذا يتعين كتابة ألف بين شريك وابن سحماء، ولكنه قول شاذّ. وقد يتقوّى بأن البراء بن مالك كان أخا أنس بن مالك شقيقه، فعلى هذا فأمّهم جميعا أم سليم، ولم ينقل أن أم سليم تزوّجت عبدة بن مغيث قط، لكن يجاب عن هذا بأنه كان أخا البراء لأمّه من الرّضاعة. وقد ذكر ابن الكلبيّ وغيره أن أمّ إبراهيم بن عربي الّذي كان والي اليمامة لعبد الملك   (1) أسد الغابة ت 2435 الثقات 3/ 189 تجريد أسماء الصحابة 1/ 257- تبصير المشتبه 3/ 908- استبصار 266، 300 التحفة اللطيفة 2/ 218. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 ابن مروان فاطمة بنت شريك ابن سحماء، وذكروا أيضا لفاطمة بنت شريك خبرا يوم الدّار، وأنها حملت مروان بن الحكم لما ضرب يوم الدّار فسقط، فأدخلته بيتا حتى سلم من القتل. ويقال: إنّ شريك بن سحماء بعثه أبو بكر الصّديق رسولا إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة. ويقال: إنه شهد مع أبيه أحدا، وروى ذلك ابن سعد عن الواقديّ بسند له، قال: فبعث أبو بكر إلى خالد أن يسير من اليمامة إلى العراق، وبعث عهده مع شريك بن عبدة العجلاني، وكان شريك أحد الأمراء بالشّام في خلافة أبي بكر، وبعثه عمر رسولا إلى عمرو بن العاص حين أذن له أن يتوجّه إلى فتح مصر، ذكره ابن عساكر ولم ينبّه على أنه ابن سحماء، فكأنه عنده آخر. 3918- شريك بن سلمة: يأتي بعد قليل. 3919- شريك: بن سميّ الغطيفيّ- بالمعجمة ثم المهملة مصغّرا- المراديّ. قال ابن يونس: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان على مقدمة عمرو بن العاص في فتح مصر. وفي كتاب مصر أنّ شريك بن سمي استأذن عمرا في الزّرع فلم يأذن له، فزرع بغير إذن، فكتب عمرو إلى عمر يخبره بذلك، فكتب إليه: ابعث إليّ به، فبعث به وهو في غاية الجزع، فلما وقف عليه، قال: من أي الأجناد أنت؟ قال: من جند مصر، قال: فلعلك شريك بن سمي. قال: نعم، قال: لأجعلنّك نكالا. قال: وتقبل مني ما قبل اللَّه من العباد؟ قال: وتفعل. قال: نعم. فكتب إلى عمرو إنّ شريكا جاءني تائبا فقبلت منه. 3920- شريك بن طارق: بن سفيان الحنظليّ «1» ، ويقال الأشجعيّ. ويقال المحاربيّ والأول أصحّ. ويقال: إنه ابن قرط بن ثعلبة بن عوف بن سفيان بن أسيد بن عامر بن ربيعة بن حنظلة بن تميم. وساق له ابن قانع نسبا إلى بكر بن وائل، وليس هو بعمدة في النّسب ولا السند. ذكره الواقديّ، وخليفة [بن خياط] «2» ، وابن سعد فيمن نزل الكوفة من الصّحابة، ونسبه خليفة أشجعيا.   (1) الثقات 3/ 188 الجرح والتعديل 14 ترجمة 1590- الطبقات 48، 142- التاريخ الكبير 4/ 239 بقي ابن مخلد 380 أسد الغابة ت 2436. (2) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 وقال ابن السّكن: سويد بن طارق روى عنه زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير، ولا صحبة له. وأخرج حديثه حسين بن محمد القباني في الوحدان من الصّحابة، والبغويّ، والبخاريّ في تاريخه، وأبو يعلى وابن حبّان في صحيحه وتاريخه، والباوردي وابن قانع والطّبرانيّ، فرووه كلهم من طريق زياد بن علاقة عن شريك بن طارق، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلّا وله شيطان ... » الحديث. قال البغويّ: ليس له مسند غيره، ووقع في رواية البخاريّ وغيره: عن شريك بن طارق الحنظليّ. وذكره ابن أبي حاتم في حرف الشّين شريك بن طارق- روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ويقال: روى عن فروة بن نوفل، عن عائشة. وقال في حرف الطاء: طارق بن شريك، ويقال شريك بن طارق روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلا. وروى أيضا عن فروة بن نوفل، وروى عنه زياد بن علاقة. قلت: رواية زياد الأولى لم تختلف في أنها عن شريك وطارق، والعمدة في كونه صحابيا على قول الواقديّ ومن وافقه، وأما جزم ابن أبي حاتم بأنه مرسل فهو لكونه لم يرد في شيء من طرقه تصريحه بالتّحديث، وانضمّ إلى ذلك أنه روى عن فروة «1» عن عائشة، [ولكن] «2» هو مبني على أنهما واحد، ثم لا يلزم من كونه روى عن فروة ألّا يكون له صحبة، فقد يكون من رواية الأكابر عن الأصاغر. وقد أخرجه الضّياء في الأحاديث المختارة مما ليس في الصّحيحين. وذكر ابن فتحون في أوهام بن عبد البرّ أنه وحّد بين الحنظليّ والأشجعيّ، وأنه وهم في ذلك، وأن الباوردي فرّق بينهما، فروى في ترجمة الحنظليّ حديثا وفي الأشجعيّ حديثا آخر غيره. قلت: وراوي كلّ منهما غير راوي الآخر، وهذا إن كان كما قال وأراد. واللَّه أعلم. 3921 ز- شريك «3» : بن طارق الأشجعيّ. آخر، ذكر في الّذي قبله. 3922 ز- شريك بن الطّفيل: بن الحارث الأزديّ. ويقال في نسبه غير ذلك كما سيأتي في الطّفيل.   (1) في أعروة. (2) سقط في أ. (3) الاستيعاب ت 1187. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 يأتي ذكره في ترجمة أمّه أم ّ شريك بنت أبي بكر «1» العامريّة القرشية في كنى النّساء. 3923 ز- شريك: بن عبد الرّحمن الصّباحي. ذكر الرّشاطي عن أبي عبيدة أنه كان ممّن وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع الأشجّ، ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 3924- شريك «2» : بن عبد عمرو بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الحارثيّ الأنصاريّ. قال ابن الكلبيّ: شهد مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أحدا هو وأخوه أبو ثابت، وذكره ابن شاهين، ووقع عند أبي موسى شريك بن عبد اللَّه، وهو تغيير في اسم أبيه. 3925- شريك «3» : بن عبدة العجلاني. تقدم في شريك بن سحماء. 3926 ز- شريك بن أبي العكر: واسمه سلمة «4» بن سلمى الأزديّ ثم الدّوسيّ. ذكره خليفة بن خيّاط في الصّحابة، وقال: أمّه أم شريك التي تزوّجها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، يعني ولم يدخل بها، ويأتي له ذكر في ترجمة أمه أم شريك. 3927 ز- شريك: بن وائلة الهذليّ «5» . ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأورد بإسناد صحيح، عن ابن إسحاق، عن الزّهري- أنه حدّثه قال: حدّثت عن المغيرة بن شعبة، قال: قدمت على عمر فوجدته لا يورّث الجدّتين، فحدثته بحديث حمل بن النّابغة فقال: لتأتيني على ذلك ببينة. فقال «6» : تمهّل حتى الموسم، قال: فأقبل رجل من هذيل يقال له شريك بن وائلة فقصّ على عمر قصّة حمل [بن] «7» النّابغة، قال: وأقبل إليه رجل من بني كلاب يقال له زرارة بن جزء، فحدّثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ورّث امرأة أشيم من دية زوجها. قلت: ساقه مطوّلا وأنا اختصرته.   (1) في أ. العسكر. (2) أسد الغابة ت 2437، الاستيعاب ت 1189. (3) الاستيعاب ت 1188. (4) في أمسلم. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 258 أسد الغابة ت 2438. (6) في أفقلت. (7) في أحمل امرأة النابغة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 3928- شريك «1» : غير منسوب، قال ابن السّكن: رجل من الصّحابة روي عنه حديث في إسناده نظر مخرجه عن أهل أصبهان. وقال ابن شاهين : شريك لا أعرف اسم أبيه، وهو من الصّحابة، ثم أخرج هو وابن السّكن وابن مندة من طريق يعقوب القمّي، عن عيسى بن جارية- بالجيم، عن شريك: رجل من الصّحابة. وفي رواية ابن مندة عن شريك- رجل له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من زنى خرج من الإيمان ... » الحديث. رجاله ثقات ووقع في رواية ابن شاهين زيادة عتبة الرّازي بين يعقوب وعيسى، وكذا وقع في رواية ابن قانع، ولم [ينسب] «2» في شيء مما وقفت عليه. وقد أورد ابن عبد البرّ حديثه هذا في ترجمة شريك بن طارق، وليس بجيّد، لأن الأئمة لم يذكروا لهذا راويا إلا عيسى بن جارية، فدلّ على أن هذا غيره، ولم ينبه ابن فتحون في أوهام ابن عبد البرّ على وهمه في هذا. الشين بعدها الصاد، والطاء 3929 ز- شصار الجنّي: تقدم ذكره في ترجمة خنافر بن التوأم الحميري في القسم الأول من حرف الخاء المعجمة. 3930- شطب الممدود «3» : أبو طويل الكنديّ. قال ابن السّكن: يقال له صحبة. حديثه في الشّاميين. وروى البغويّ وابن زبر وابن السّكن وابن عاصم والبزّار والطّبرانيّ، من طريق عبد الرحمن بن جبير، عن أبي طويل شطب الممدود- أنه أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها، فهل له من توبة؟ قال: «فهل أسلمت؟» قال: نعم. قال: «تفعل الخيرات، وتترك السّيّئات يجعلهنّ اللَّه لك خيرات كلّها» . قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: «نعم» . قال: اللَّه أكبر. قال ابن السّكن: لم يروه غير أبي نشيط، يعني عن المغيرة عن صفوان بن عمرو.. قلت: وهو حصر مردود، فقد أخرجه الطّبراني من غير طريقه. وقال ابن مندة: غريب تفرّد به أبو المغيرة. قلت: هو على شرط الصّحيح، وقد وجدت له طريقا أخرى، قال ابن أبي الدّنيا في   (1) أسد الغابة ت 2439. (2) في أولم يثبت في شيء. (3) أسد الغابة ت 2440، الاستيعاب ت 1202، تجريد أسماء الصحابة 1/ 258. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 282 كتاب حسن الظّن: حدّثنا عبيد اللَّه بن جرير، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر، عن مكحول، عن عمرو بن عبسة، قال: إن شيخا كبيرا أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو يدعم على عصا، فقال: يا نبي اللَّه، إن لي غدرات وفجرات، فهل تغفر لي؟ الحديث. وهذا ليس فيه انقطاع بين مكحول وعمرو بن عبسة. قال البغويّ: أظنّ أن الصّواب عن عبد الرّحمن بن جبير أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم طويلا شطبا، والشّطب يعني في اللغة الممدود، يعني فظنّه الرّاوي اسما، فقال فيه: عن شطب أبي طويل الشين بعدها العين 3931- شعبل: بن أحمر التميميّ «1» . تقدّم ذكره في ترجمة أبيه أحمر. واختلف في شعبل، فقيل بالتّصغير، وقيل بوزن أحمر وبالموحدة. 3932- شعبة العنبريّ: مضى ضبطه وسياق نسبه في ترجمة ولده ذؤيب، وفيها قول النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لذؤيب: «بارك اللَّه فيك ومتّع بك أبويك» . 3933- شعيب بن عمرو الحضرميّ «2» . ذكره ابن أبي عاصم والبغويّ والطّبرانيّ وغيرهم في الصّحابة. وقال أبو عمر: لا يصحّ حديثه. وقال ابن مندة: في إسناده نظر. وأخرج هو وابن أبي عاصم والطّبراني من طريق عائذ بن شريح: سمعت «3» أنسأ وشعيب بن عمرو وناجية الحضرميّ يقولون: رأينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يصبغ بالحنّاء. الشين بعدها الفاء، والقاف 3934- شفيّ الهذليّ» : والد النّضر. قال أبو عمر: يعدّ في أهل المدينة. ذكره بعضهم في الصّحابة ولا يصح. انتهى. وروى الواقديّ «5» من طريق النضر بن شفي، عن أبيه، قال: خرجنا في عير إلى   (1) أسد الغابة ت (2441) . (2) أسد الغابة ت 2443، الاستيعاب ت 1203، تجريد أسماء الصحابة 1/ 258- الوافي بالوفيات 16/ 161- التاريخ الكبير 14/ 519 المعجم الكبير الطبراني 7/ 375- تنقيح المقال 5589. (3) في أسمع. (4) أسد الغابة ت 2445، الاستيعاب ت 1204. (5) في أالواحدي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 الشام، فلما كنا بعمان «1» عرّسنا من الليل، فإذا بفارس يقول: أيّها النّاس هبّوا، فليس ذا بحين رقاد، قد خرج أحمد، وطردت الجن كل مطرد. ففزعنا ورجعنا إلى أهلنا، فإذا هم يذكرون خبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنه بعث. قلت: فهذا يدل على إدراك «2» زمن البعثة النبويّة، ووصفه بسكنى المدينة يشعر باللّقاء. 3935- شقران «3» : مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، يقال: كما كان اسمه صالح بن عديّ. قال مصعب: وكان حبشيا، يقال أهداه عبد الرّحمن بن عوف لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ويقال اشتراه منه فأعتقه بعد بدر. ويقال: إن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ورثه من أبيه هو وأمّ أيمن، ذكر ذلك البغويّ عن زيد بن أخرم، سمعت ابن داود يعني عبد اللَّه الخريبي يقول ذلك. قلت: وهذا يردّ قول من قال: اشتراه، ومن قال أهدي له. وذكر ابن سعد من رواية أبي بكر بن الجهم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم استعمله على جمع «4» ما يوجد في رجال أهل المريسيع وعلى جمع الذّريّة ناحية، وكان فيمن حضر غسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ودفنه. وقال أبو معشر: شهد بدرا، وهو عبد، فلم يسهم له. وقال أبو حاتم: يقال إنه كان على الأسارى يوم بدر، وكذا حكى ابن سعد، وزاد: لم يسهم له لكونه مملوكا، لكن كان كلّ من افتدى أسيرا وهب له شيئا، فحصل له أكثر مما حصل لمن شهد القسمة. وفي التّرمذيّ، عن شقران، قال: أنا واللَّه طرحت القطيفة تحت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في القبر. ورواه ابن السّكن من طريق ابن إسحاق عن الزّهري عن علي بن الحسين، قال: نزل في قبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم العبّاس، والفضل، وشقران، وأوس بن خولي، وكان شقران قد أخذ قطيفة كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يلبسها فدفنها في قبره.   (1) في أبمعان. (2) في أإدراكه. (3) أسد الغابة ت 2446، الاستيعاب ت 1205 الثقات 3/ 189 تقريب التهذيب 1/ 354- الكاشف 2/ 14- تهذيب التهذيب 4/ 310- تهذيب الكمال 2/ 587 خلاصة تذهيب 1/ 457- الطبقات 7- الجرح والتعديل 14 ترجمة 1692 تجريد أسماء الصحابة 1/ 259- حلية الأولياء 1/ 372- الطبقات الكبرى 2/ 64، 263، الوافي بالوفيات 16/ 171- التاريخ الكبير 4/ 268- البداية والنهاية 3/ 320. (4) في أبمعان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 وروى أحمد من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن شقران، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم متوجّها إلى خيبر على حمار يصلّي يومئ عليه إيماء. قال البغويّ: سكن المدينة، ويقال كانت له دار بالبصرة. قلت: روى عنه أيضا عبيد اللَّه بن أبي رافع. الشين بعدها الكاف 3936- شكل: بفتحتين، ابن حميد العبسيّ «1» . صحابيّ، نزل الكوفة. قال ابن السّكن: هو من رهط حذيفة بن اليمان. له صحبة. حديثه في الكوفيّين. وروى أصحاب السّنن من طريق بلال بن يحيى العبسيّ، عن شتير، بالمعجمة والمثناة مصغّرا، عن أبيه شكل بن حميد، قال: قلت: يا رسول اللَّه، علمني دعاء، وفي رواية الترمذيّ: تعوّذا أتعوذ به ... الحديث. قلت: وله رواية عن عليّ. رضي اللَّه عنه. الشين بعدها الميم 3937 ز- الشماخ بن ضرار: بن حرملة بن سنان بن أمامة بن عمرو بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الغطفانيّ، يكنّى أبا سعيد، وأبا كثير، وأمه معاذة بنت بجير بن خلف من بنات الخرشب، ويقال: إنهن أنجب نساء العرب. كان شاعرا مشهورا. قال أبو الفرج الأصبهانيّ أدرك الجاهليّة والإسلام، وقال يخاطب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: تعلّم رسول اللَّه أنّا كأنّنا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل تعلّم رسول اللَّه لم تر مثلهم ... أجرّ على الأدنى وأحزم للفضل «2» [الطويل]   (1) أسد الغابة ت 2448، الاستيعاب ت 1207، الثقات 3/ 190 تقريب التهذيب 1/ 354- تهذيب الكمال 2/ 588- بقي بن مخلد 141 تهذيب التهذيب 4/ 364- خلاصة تذهيب 1/ 457- الكاشف 2/ 15- الطبقات 49، 130 الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1691- تجريد أسماء الصحابة 1/ 259- التاريخ الكبير 4/ 264 أفراد مسلم 16- علوم الحديث لابن الصلاح 388، الأعلمي 20/ 95. (2) ينظر البيتان في الأغاني: 9/ 158، وفي الشعر والشعراء: 274. وفي الاستيعاب ص 1470 ترجمة رقم (2574) . وفي أسد الغابة ترجمة رقم (4858) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 قال ابن عبد البرّ: وأنمار رهط كان يهجوهم «1» وذو غسل: قرية لبني تميم، وأنمار قومه، وهم أنمار بن بغيض، والشماخ لقب، واسمه معقل، وقيل الهيثم. وذكر ابن عبد البرّ هذا البيت في أبيات لأخيه مزرد، وذكر في أواخر ترجمة النّابغة الجعديّ ما يقتضي أن له صحبة، فإنه قال: لم يذكر أحمد بن زهير يعني ابن أبي خيثمة لبيد بن ربيعة ولا ضرار بن الخطاب ولا ابن الزّبعرى، لأنهم ليست لهم رواية. قال: وكذلك الشماخ بن ضرار، وأخوه مزرّد، وأبو ذؤيب الهذليّ. قال: وذكر محمد بن سلام الجمحيّ النابغة والشّماخ ومزردا ولبيدا طبقة واحدة. انتهى. وهو كما قال، ذكرهم في الطّبقة الثّالثة، لكن لا يدل ذلك على ثبوت صحبة الشّماخ، إلا أن العمدة فيه على البيت الّذي أنشده أبو الفرج. وقال ابن سلّام: كان الشّماخ أشد كلاما من لبيد، إلا أن فيه كزازة، وكان لبيد أسهل منطقا منه. وقال الحطيئة في وصيته: أبلغوا الشّمّاخ أنه أشعر غطفان. وذكر ابن سلام للشّماخ قصة مع امرأته في زمن عثمان بن عفان، وأنها ادّعت عليه الطّلاق فألزمه كثير بن الصّلت اليمين فتلكأ ثم حلف، وقال: يقولون لي احلف ولست بفاعل ... أخاتلهم عنها لكيما أنالها ففرّجت همّ النّفس عنّي بحلفة ... كما شقّت الشّقراء عنها جلالها «2» [الطويل] وقال المرزبانيّ: اسم الشماخ معقل، وكان شديد متون الشّعر، صحيح الكلام، وأدرك الإسلام فأسلم، وحسن إسلامه، وقال: إنه توفي في غزوة موقان في زمن عثمان، وشهد الشماخ القادسيّة، وهو القائل في عرابة الأوسي: رأيت عرابة الأوسيّ يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين «3» [الوافر]   (1) في أقال أبو الفرج ذو غسل. (2) انظر ديوان الشماخ بن ضرار ص 292، الأغاني 8/ 100، شرح مقامات الحريري 1/ 129، سمط اللآلئ 1/ 188، حماسة البحتري ص 418، طبقات فحول الشعراء 112- 113، خزانة الأدب 1/ 525، الأغاني 8/ 100. الطبقات: 112. (3) انظر الديوان ص 335 أنساب الأشراف 1/ 27. الأغاني 8/ 102، شرح الحماسة 4/ 159، رغبة الآمل 2/ 94، اللسان «قطع» ، الشعراء: 278. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 وكان قدم المدينة، فأوقر له عرابة راحلته تمرا وبرّا وكساه وأكرمه. قال أصحاب المعاني «1» : قوله باليمين، أي بالقوة، ومنه «2» : لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [الحاقة: 45] . وقصّته معه مشهورة. ورأيت في ديوان الشّماخ وقال توفّي رجل من بني ليث يقال له بكر أصيب بأذربيجان وكان الشّماخ غزا أذربيجان مع سعيد بن العاص. وفيه أيضا: نزلت امرأة المدينة ومعها بنات لها وسيمات، فجعلت للشّماخ عن كل واحدة جزورا على أن يذكرهنّ، فذكر له قصيدة، وذكر فيه أيضا مهاجاة له مع الخليج بن سويد الثّعلبي وهما يسيران مع مروان بن الحكم، وهو حينئذ أمير المدينة، وقال العتبي: مما يتمثل به من شعر الشّماخ قوله: ليس بما ليس به بأس باس ... ولا يضرّ البرّ ما قال النّاس [الرجز] قالوا: وهوى الشّماخ امرأة اسمها كلبة بنت جوال [أخت جبل بن جوّال] الشّاعر التغلبيّ، وغاب فتزوّجها أخوه جزء فلم يكلمه بعد، وماتا متهاجرين. وروى الفاكهيّ بإسناد صحيح عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة- أنها حجّت مع عمر آخر حجة حجّها، فارتحل من الحصبة آخر اللّيل، فجاء راكب فسأل عن منزله فأناخ به ورفع عقيرته يتغنى: عليك سلام من أمير وباركت ... يد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق «3» [الطويل] الأبيات في رثاء عمر. قالت عائشة: فنظرنا مكانه فلم نجد أحدا، فحسبته من الجنّ، فنحل النّاس هذه الأبيات الشّماخ وأخاه جمّاع بن ضرار. وروى عمر بن شبّة هذه القصّة، فقال في آخرها أو أخاه جزء بن ضرار.   (1) في أالمغازي. (2) في أومثله. (3) انظر ديوان الشماخ ص 400، شرح أدب الكاتب ص 134، سمط اللآلئ 1/ 58، الاقتضاب ص 299، مجمع الأمثال 1/ 93، مجالس ثعلب 1/ 39، الشعر والشعراء 1/ 277، الطراز 3/ 359. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 ورواه من وجه آخر عن عروة عن عائشة قالت: ناحت الجنّ على عمر قبل أن يقتل، فذكرت هذه الأبيات. وقال ابن الكلبيّ: كان الشمّاخ أوصف الناس للحمر وللقوس. وقال أبو الفرج في الأغاني: كان للشّماخ أخوان شقيقان جزء بن ضرار، ومزرّد بن ضرار، واسمه يزيد، وإنما لقب مزردا لقوله: فقلت تزرّدها عبيد فإنّني ... لزرد القوافي في السّنين مزرّد «1» [الطويل] 3938- شمّاس بن عثمان: بن الشّريد «2» بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ. قال الزّبير بن بكّار: كان من أحسن الناس وجها. وقال ابن أبي حاتم: من المهاجرين الأوّلين. وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا، واتفقوا على أنه استشهد بأحد. وشذّ أبو عبيد فقال: إنه استشهد ببدر. وقال حسّان يرثيه ويعزي فيه أخته: أبقي حياءك في ستر وفي كرم ... فإنّما كان شمّاس من النّاس قد ذاق حمزة سيف اللَّه فاصطبري ... كأسا رواء ككأس المرء شمّاس «3» [البسيط] وأنشدها الزّبير لحسّان من طريق يعقوب بن محمد الزّهري، ثم أنشدها لزوج أخته أبي سنان بن حريث، ومن طريق الضّحاك بن عثمان. فاللَّه أعلم. قال الزّبير: وكان عثمان هذا يقي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بنفسه يوم أحد، فقال: ما شبهته يومئذ إلا بالجنّة- يعني بضم الجيم، وزاد في رواية: ما أوتي من ناحية إلا وقاني بنفسه. وهذا مما يؤيّد أنه قتل بأحد. وقد ذكر ابن إسحاق في المغازي سبب تسميته شماسا، وأن اسمه كان اسم أبيه عثمان.   (1) ينظر البيت في الاشتقاق: 174، والشعراء (247) باختلاف يسير. (2) الجرح والتعديل 4/ 1670، تنقيح المقال 5607 أسد الغابة (2449) الاستيعاب ت 1208. (3) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (1208) . وفي ديوان حسان بن ثابت ص 390. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 وذكر الواقديّ أنه لما قتل بأحد عاش يوما فحمل إلى المدينة فمات عند أم سلمة ودفن بالبقيع، قال: ولم يدفن به ممن شهد أحدا غيره. وقال غيره: ردّوه إلى أحد فدفن به. 3939 ز- الشّمردل: بن قباث الكعبيّ النجرانيّ. ذكره الخطيب في «المتّفق» في ترجمة قيس بن الربيع، وساق من طريق محمد بن أيوب، عن أبيه، عن الضّحاك بن عثمان، عن المقبريّ، عن نوفل بن مساحق، عن فاطمة بنت حسّان، عن قيس بن الرّبيع، عن الشمردل بن قباث الكعبيّ، وكان في وفد نجران بني الحارث بن كعب، قال: فنزل الشمردل بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، بأبي أنت وأمي، كنت كاهن قومي في الجاهليّة، وإني كنت أتطبّب فما يحلّ لي؟ فإنني تأتيني الشابة. قال: «فصد العرق، وتحسيم الطّعنة إن اضطررت، ولا تجعل في دوائك شبرما، وعليك بالسّنا، ولا تداو أحدا حتّى تعرف داءه» . قال: فقبّل ركبتيه، فقال: والّذي بعثك بالحق أنت أعلم بالطبّ مني. قال الخطيب: في إسناده نظر، قال ابن الجوزيّ في العلل المتناهية: في رواته مجاهيل. قلت: وقد أوردت كلامه في ترجمة قيس بن الربيع في لسان الميزان. 3940- شمغون «1» : بمعجمتين، ويقال بمهملتين، وبمعجمة وعين مهملة، أبو ريحانة، مشهور بكنيته، الأزديّ، ويقال الأنصاريّ، ويقال القرشيّ. قال ابن عساكر: الأول أصحّ. قلت [الأنصار كلّهم من الأزد] «2» ويجوز أن يكون حالف بعض قريش فتجتمع الأقوال. قال ابن السّكن: نزل الشّام، حديثه في المصريّين. ذكر أبو الحسين الرّازي والد تمام، عن شيوخه الدمشقيين أنه نزل أوّل ما فتح دمشق دارا كان ولده يسكنونها، ومنهم   (1) أسد الغابة ت 2450، الاستيعاب ت 1209، الثقات 3/ 189 تقريب التهذيب 1/ 354- الكاشف 2/ 15- تهذيب التهذيب 4/ 365- تهذيب الكمال 2/ 588، خلاصة تذهيب 1/ 457- الإكمال 4/ 362، 363- الجرح والتعديل 14 ترجمة 169 تجريد أسماء الصحابة 1/ 259- التحفة اللطيفة 2/ 223- حسن المحاضرة 1/ 246 علوم الحديث لابن الصلاح 294- التاريخ 4/ 264- الطبقات الكبرى 1/ 53- المحدث 573 تنقيح المقال 5613، (2) في أكلهم من الأنصار. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 محمد بن حكيم بن أبي ريحانة، وكان من كبار أهل دمشق، وهو أول من طوى الطّومار، وكتب فيه مدرجا مقلوبا. وقال البخاريّ في الشّين المعجمة: شمعون، أبو ريحانة الأنصاريّ، ويقال القرشيّ، سماه ابن أبي أويس عن أبيه، نزل الشّام له صحبة. [وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه نحوه، وزاد: وروى عنه أبو علي الهمدانيّ، وثمامة بن شفيّ، وشهر بن حوشب، قال أبو الحسن بن سميع في كتاب الصّحابة الذين نزلوا الشّام: أبو ريحانة الأسديّ بسكون السين المهملة، وهي بدل الزاي. وقال ابن البرقيّ: كان يسكن بيت المقدس، له خمسة أحاديث] «1» . وقال ابن حبّان: قيل اسمه عبد اللَّه بن النّضر. وشمعون أصحّ. وهو [حليف] «2» حضرموت، سكن بيت المقدس. وقال الدّولابي في الكنى: أبو ريحانة اسمه شمعون، وسمعت الجوزجاني يقوله. وسمعت موسى بن سهل يقول أبو ريحانة الكنانيّ. وقال ابن يونس: شمعون الأزديّ يكنى أبا ريحانة، ذكر فيمن قدم مصر من الصّحابة وما عرفنا وقت قدومه. روى عنه من أهل مصر كريب بن أبرهة، وعمرو بن مالك، وأبو عامر الحجريّ، ويقال بالعين، وهو أصحّ. ذكر ابن ماكولا، عن أحمد «3» بن وزير المصريّ أنه ذكره فيمن قدم مصر من الصّحابة. وذكره البرديجيّ في حرف الشّين المعجمة من الأسماء المفردة في الطّبقة الأولى. وأخرج عبد الغافر بن سلامة الحمصي في تاريخه، من طريق عميرة بن عبد الرّحمن الخثعميّ، عن يحيى بن حسان البكريّ، عن أبي ريحانة صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فشكوت إليه تفلّت القرآن ومشقته عليّ، فقال: «لا تحمل عليك ما لا تطيق، وعليك بالسّجود» . قال عميرة: قدم أبو ريحانة عسقلان، وكان يكثر السّجود. وأخرج أحمد والنّسائيّ والطّبرانيّ من طريق أبي علي الهمدانيّ عن أبي ريحانة أنه كان مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة، قال: فأوينا ذات ليلة إلى سرف فأصابنا برد شديد، حتى رأيت   (1) سقط في أ. (2) في أوهو جد من حضر موت. (3) في أأحمد بن يحيى بن وزير. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيها ويلقي عليه حجفته، فلما رأى ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من يحرسنا اللّيلة، فأدعو له بدعاء يصيب فضله» . فقام رجل من الأنصار، فقال: [أنا يا رسول] «1» اللَّه. قال: «من أنت» ؟ قال: فلان، قال: «ادنه» ، فدنا فأخذ ببعض ثيابه، ثم استفتح الدّعاء، فلما سمعت قلت: أنا رجل. قال: «من أنت» ؟ قال: أبو ريحانة، قال: فدعا لي دون ما دعا لصاحبي، ثم قال: «حرمت النّار على عين حرست في سبيل اللَّه ... » الحديث. وروى ابن المبارك في «الزّهد» من طريق ضمرة بن حبيب، عن مولى لأبي ريحانة الصّحابي أنّ أبا ريحانة قفل من غزوة له، فتعشّى ثم توضّأ وقام إلى مسجده فقرأ سورة، فلم يزل في مكانه حتى أذّن المؤذن، فقالت له امرأته: يا أبا ريحانة، غزوت فتعبت ثم قدمت، أفما كان لنا فيك نصيب؟ قال: بلى واللَّه، لكن لو ذكرتك لكان لك عليّ حقّ: قالت: فما الّذي شغلك. قال: التفكر فيما وصف اللَّه في جنّته ولذّاتها حتى سمعت المؤذّن. وبه «2» إلى ضمرة أن أبا ريحانة كان مرابطا بميّافارقين «3» ، فاشترى رسنا من قبطي من أهلها بأفلس، وقفل حتى انتهى إلى عقبة الرّستن، وهي بقرب حمص فقال لغلامه: دفعت إلى صاحب الرّسن فلوسه؟ قال: لا. فنزل عن دابته، فاستخرج نفقة فدفعها لغلامه، وقال لرفقته: أحسنوا معاونته حتى يبلغ أهله، وانصرف إلى ميّافارقين، فدفع الفلوس لصاحب الرّسن، ثم انصرف إلى أهله. وقال إبراهيم بن الجنيد في كتاب «الأولياء» : حدّثنا أحمد بن أبي العبّاس الواسطيّ، حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن عروة الأعمى مولى بني سعد، قال: ركب أبو ريحانة البحر، وكانت له صحف «4» ، وكان يخيط فسقطت إبرته في البحر، فقال: عزمت عليك يا رب إلا رددت عليّ إبرتي، فظهرت حتى أخذها. 3941 ز- شميحة الأنصاريّ: تقدّم في السين المهملة. 3942- شمير، غير منسوب: له حديث في مسند بقيّ بن مخلد، قال ابن حزم. واستدركه الذّهبي. قلت: وأنا أخشى أن يكون هو سمير بن عبد المدان الرّاوي عن أبيض بن حمّال، فلعله أرسل حديثا، ولم يتيقظ لذلك صاحب السّند المذكور، فقد وقع له من ذلك أشياء كثيرة.   (1) في أفقال: لنا رسول اللَّه. (2) في أنسبته. (3) في أعشاء فأرهق. (4) في أ: صحفة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 الشين بعدها النون 3943 ز- شنبر: في شهاب. 3944 - شنتم «1» ، غير منسوب: بوزن أحمد، ضبطه الدّارقطنيّ والبغويّ وابن السّكن وغيرهم بنون ثم مثناة، وذكره بعضهم بالمثناة بالتّصغير. وروى البغويّ وابن السّكن وابن قانع، من طريق همام، عن شقيق بن ليث، عن عاصم بن شنتم، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا سجد وقعت ركبتاه إلى الأرض قبل كفيه، وإذا قام يصلي الركعتين اعتمد على فخذيه ونهض على ركبتيه. قال البغويّ وابن السّكن: ليس له غيره. قال: وروى شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه، عن وائل بن حجر بعضه. قلت: وروى أبو داود من طريق همام عن محمد بن جحادة، عن عبد الجبّار بن وائل، عن أبيه، قال همام: حدّثنا شقيق، حدّثني عاصم بن كليب، عن أبيه ... فذكر الحديث. وفيه: قال أبو داود. وفي حديث أحدهما قال: وأكثر علمي أنه في حديث محمد بن جحادة: وإذا نهض نهض على ركبتيه. انتهى. وهذه الزّيادة إنما هي في رواية عاصم بن شنتم، فيغلب على الظّن أنه إذا كتبه من حفظه وقع له فيه وهم. وقال البغويّ: لا أعلم حدث به عن شريك إلا يزيد بن هارون، ولم أسمع شنتم يذكر إلا في هذا الحديث. وقال ابن السّكن: لم يثبت، وهو غير مشهور في الصّحابة، ولم أسمع به إلا في هذه الرّواية. فاللَّه أعلم. 3945 ز- شن، الجرشي: حليف الأنصار، ذكره وثيمة في الردّة أنه شارك وحشي بن حرب في قتل مسيلمة قال: وقال في ذلك: ألم تر أنّي ووحشيّهم ... قتلنا مسيلمة المفتتن فلست بصاحبه دونه ... وليس بصاحبه دون شن [المتقارب] واستدركه ابن فتحون.   (1) أسد الغابة ت 2451- تقريب التهذيب 1/ 355، تهذيب التهذيب 4/ 366- الإكمال 5/ 41- تهذيب الكمال 2/ 589- تجريد أسماء الصحابة 1/ 259 العقد الثمين 5/ 24. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 الشين بعدها الهاء 3946- شهاب بن أسماء «1» : بن مر بن شهاب بن أبي شمر بن معديكرب بن سلمة بن مالك بن الحارث بن معاوية الكنديّ. قال ابن الكلبيّ وابن سعد والطّبريّ: وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، وذكره ابن شاهين. 3947- شهاب بن خرفة «2» : غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم اسمه، فقال: أنت مسلم بن عبد اللَّه، يأتي إسناده في الميم إن شاء اللَّه تعالى. 3948- شهاب: بن زهير بن مذعور البكريّ «3» . روى ابن مندة وأبو نعيم من طريق محمد بن هشام، عن عمير بن حاجب بن يزيد بن شهاب، عن أبيه، عن جدّه، قال: وفدت أنا وخمسة من بكر بن وائل، أحدهم مرثد بن ظبيان، قال: وشهد مرثد حنينا، وكساه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حلّتين، وكتب معه إلى بكر بن وائل أن أسلموا تسلموا «4» . وأخرج أبو بكر الشّيرازيّ في الألقاب من طريق محمد بن يعقوب بن زياد بن حامد، حدّثني بهز بن حاجب بن يزيد بن شهاب بن زهير الذّهليّ، حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه شهاب بن زهير. قال: هاجر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خمسة من بكر ابن وائل. وسيأتي في ترجمة مرثد بن ظبيان إن شاء اللَّه تعالى. 3949- شهاب بن عامر الأنصاريّ: هو هشام يأتي ذكره- غيّره النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. 3950 ز- شهاب بن كليب: ويقال إنه ابن المجنون المذكور بعده. 3951- شهاب بن مالك «5» : يقال: إنه يمامي.   (1) أسد الغابة ت 2454. (2) أسد الغابة ت 2453- تجريد أسماء الصحابة 1/ 260. (3) أسد الغابة ت 2454- تجريد أسماء الصحابة 1/ 260. (4) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 120، 9/ 26، 131. ومسلم 3/ 1378 في كتاب الجهاد والسير باب 20 إجلاء اليهود من الحجاز حديث رقم 61- 1765. وأبو داود 2/ 171 في كتاب الخراج والفيء والإمارة باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة حديث رقم 3003، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1626، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 208. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 260، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1579، أسد الغابة ت 2457، الاستيعاب ت 1190. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 ذكر ابن أبي حاتم أن له صحبة ووفادة، وأنه روى عنه حفيده بقير بن عبد اللَّه بن شهاب بن مالك. وروى عليّ بن سعيد العسكريّ والبغويّ وابن قانع، من طريق عمارة بن عقبة بن عمارة الحنفي، عن بقير بن عبد اللَّه بن شهاب بن مالك أنه حدّثه قال: حدّثني جدّي شهاب بن مالك أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: وكان وفد إليه، فقالت له أم كلثوم ... فذكر حديثا في ذمّ النّساء. وبقير ضبطه ابن ماكولا بالموحدة والقاف مصغّرا. ووقع عند علي بن سعيد العسكري نفير، بنون وفاء، وعند ابن أبي حاتم بعير، بموحدة وعين مهملة، وعند سعيد بن يعقوب في الصّحابة يعيش، وكلّه تصحيف. 3952- شهاب بن المتروك» : أحد وفد عبد القيس، قاله ابن سعد. قال: واسم أبيه عباد بن عبيد. 3953- شهاب بن المجنون الجرمي «2» : يقال إنه جدّ عاصم بن كليب. قال ابن حبّان والبغويّ: شهاب الجرمي جدّ عاصم بن كليب، له صحبة. وقال ابن السّكن: شهاب الجرمي حديثه في الكوفيّين. يقال له صحبة، وليس بمشهور في الصحابة. وقال الطّبرانيّ: يقال اسمه شهاب، ويقال شبيب، ويقال شتير، وقال أبو عمر: له ولأبيه صحبة ورواية. وروى التّرمذيّ، وأبو يعلى، والبغويّ، ومطيّن، والباورديّ، والطّبري وآخرون من طريق أبي معدان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جدّه، قال: دخلت المسجد ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم واضع يده على فخذه يشير بالسّبابة، ويقول: «يا مقلّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك» . قال التّرمذيّ والبغويّ: غريب تفرّد به محمد بن حمران عن أبي معدان. وأخرج ابن السّكن من طريق عباد بن العوّام، عن عاصم بن كليب بهذا الإسناد: أتيت   (1) في أ: المبذول، وفي ج: المبروك. (2) أسد الغابة ت 2458، الاستيعاب ت 1191- الثقات 3/ 190، تقريب التهذيب 1/ 355- الكاشف 2/ 16- تهذيب التهذيب 4/ 368، خلاصة تذهيب 1/ 453- تهذيب الكمال 2/ 590- تجريد أسماء الصحابة 1/ 260، الطبقات 119، 139- الأنساب 3/ 252- الإكمال 2/ 452. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم انظر إليه كيف يصلّي ... الحديث، في رفع اليدين حيال أذنيه وأخذ يمينه بشماله، قال ابن السّكن: رواه جماعة عن عاصم عن أبيه عن وائل بن حجر. قلت: رجاله موثّقون، إلا أنّ أبا داود قال: عاصم بن كليب، عن أبيه، عن جدّه، ليس بشيء. 3954- شهاب القرشيّ «1» : مولاهم، نزيل حمص. روى ابن مندة من طريق محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ، قال: قال عبد اللَّه بن زغب: كان شهاب القرشيّ أقرأه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم القرآن كلّه، فكان عامة النّاس بحمص يقرءون منه. قال ابن مندة: غريب تفرد به نصر بن خزيمة. [3955- شهاب، آخر «2» : غير منسوب. قال البغويّ: ذكره البخاريّ في الصّحابة، فقال: رجل من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم سكن مصر، روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يذكر الحديث. وقال أبو عمر: هو أنصاريّ، روى الطّبراني من طريق، مسلم، عن أبي الذّيال، عن أبي سفيان، سمع جابر بن عبد اللَّه يحدّث عن شهاب- رجل من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان ينزل مصر- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من ستر على مؤمن عورة فكأنّما أحيا ميّتا» . وروى ابن مندة من طريق حفص الرّاسبي، قال: قال جابر بن عبد اللَّه لرجل يقال له شهاب: أما سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول ... فذكر نحوه. قال: فقال: نعم، فقال له جابر: أبشر، فإن هذا حديث لم يسمعه غيري وغيرك. وزعم ابن مندة أنّ حفصا هذا أبو سنان. قلت: وفيه نظر، فقد أخرجه الحسن بن سفيان، من طريق أبي همام الرّاسبي- وكان صدوقا: حدّثنا حفص أبو النّصر عن جابر به، وأتمّ منه] «3» . 3956 ز- شهاب العنبري: والد حبيب. روى عنه ابنه حبيب في مصنّف ابن أبي شيبة، قال: كنت أول من أوقد في باب تستر ورمي الأشعريّ فصرع، فلما فتحوها أمّرني على عشرة من قومي. إسناده صحيح. وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا من له صحبة.   (1) أسد الغابة ت 2456. (2) أسد الغابة ت 2459. (3) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 الشين بعدها لواو 3957- شويفع «1» : غير منسوب. ذكره الطّبرانيّ، وأورد من رواية عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمرو بن شويفع، عن أبيه عن جدّه شويفع، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من لم يستحي فيما قال أو قيل له فهو لغير رشدة» «2» . تفرد به الوليد بن سلمة عنه. وهو ضعيف نسبوه إلى وضع الحديث. الشين بعدها الياء 3958 ز- شيبان بن عباد: بن شيبان بن خالد بن سالم بن مرّة بن عبس بن الحارث ابن بهثة بن سليم السّلمي. أمه أروى بنت عبد المطّلب عمّة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره خليفة في الصّحابة: واستدركه ابن فتحون. 3959 ز- شيبان بن علقمة «3» : بن زرارة التميميّ، ابن عم القعقاع بن سعيد ابن زرارة. ذكر أبو عبيد أن له وفادة. وقد تقدّم له ذكر في ترجمة خالد بن مالك. 3960- شيبان بن مالك: الأنصاري السّلمي «4» - بفتحتين. قال مسلم وابن حبّان «5» : له صحبة، زاد مسلم: كوفيّ، وقال البغويّ: سكن الكوفة، وهو جدّ أبي هبيرة يحيى بن عباد، له حديث. وقال ابن مندة: يعد في الكوفيين. وقال ابن أبي حاتم: شيبان السّلمي المدنيّ الأنصاريّ. روى حديثه يحيى بن العلاء أحد الضّعفاء عن إسماعيل بن إبراهيم بن عباد بن   (1) أسد الغابة ت 2461. (2) يقال: هذا ولد رشدة إذا كان لنكاح صحيح كما يقال في ضده ولد زنية بالكسر فيهما، وقال الأزهريّ، في فصل بغى: كلام العرب المعروف: فلان ابن زنية وابن رشدة، وقد قيل: زنية ورشدة، والفتح أفصح اللغتين. النهاية 2/ 225. (3) في أمعبد. (4) الثقات 3/ 188- الجرح والتعديل 14 ترجمة 1553- تجريد أسماء الصحابة 1/ 261، الاستبصار 6/ 106- الوافي بالوفيات 16/ 199، أسد الغابة ت 2464. (5) في أابن حبان والبغوي: له صحبة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 شيبان، عن أبيه، عن جدّه، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم آمنة بنت عبد المطّلب. روى عنه ابن ابنه أبو هبيرة، وابنه عباد بن شيبان، والحديث الّذي أشار إليه ابن [أبي حاتم أخرجه ابن قانع من طريق حفص بن عمر، عن يحيى بن العلاء بسنده المذكور. وقال ابن مندة: شيبان الأنصاريّ، ثم ذكر أنه تقدّم في ترجمة إبراهيم. قلت: لم يتقدم هنالك إلا رواية إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه بالحديث الّذي ذكرته آنفا عن ابن أبي حاتم. وتعقّبها أبو نعيم بأنه وهم، والصّواب عنده: عن أبيه عن جدّه، وهو عباد بن عباد بن شيبان، وسيأتي] «1» . وروى الحسن بن سفيان، وابن السّكن، وابن شاهين، وابن أبي خيثمة، والطّبراني في الأوسط، من طريق «2» أبي هبيرة عن جدّه شيبان، قال: دخلت المسجد فاستندت إلى حجرة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فتنحنحت، فقال: «أبو يحيى؟» قلت: أبو يحيى. قال: «هلمّ إلى الغداء» . قلت: إني أريد الصّوم. قال: «وأنا أريد الصّوم، ولكنّ مؤذّننا هذا في بصره سوء، وإنّه أذّن قبل أن يطلع الفجر» . قال ابن السّكن: ليس يروي عنه غيره. وروى ابن السّكن من وجه آخر عن أشعث، عن يحيى بن عباد، عن شيبان، عن أبيه، عن جدّه ... فذكر نحوه في الإسناد عن أبيه، وأشار إلى رجحان الرواية الأولى. ويحيى بن عباد هو أبو هبيرة. وذكر ابن مندة أنّ جنادة بن مروان رواه عن أشعث، فقال: عن يحيى بن عباد، عن أبيه- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «يا أبا يحيى، هلمّ إلى الغداء» ، فجعل ابن مندة لعبّاد بن شيبان ترجمة بهذا السّبب، وسيأتي. وقد أخرج ابن مندة «3» من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي هبيرة «4» ، عن زيد بن ثابت حديثا غير هذا. فاللَّه أعلم. 3961- شيبان بن محرز «5» : بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد العزّى بن سحيم ابن مرة بن الدّئل بن حنيفة اليمانيّ الحنفيّ، والد عليّ بن شيبان.   (1) سقط في أ. (2) في أعن أبي هريرة. (3) في أماجة. (4) في أأبي هبيرة عن أبيه عن زيد. (5) بقي بن مخلد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 قال أبو عمر: حديثه يدور على محمد بن جابر. قلت: وقع في مسند بقي بن مخلد حديث، وهو من رواية محمد بن جابر، عن عبد اللَّه بن بدر، عن علي بن شيبان، عن أبيه، قال: صليت خلف النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فرفع رجل رأسه قبله، فلما انصرف قال: «من رفع رأسه قبل الإمام أو وضعه فلا صلاة له» . قلت: وقد أخرج ابن ماجة هذا الحديث من هذا الوجه، لكن قال: عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرّحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، وهو المعروف. وولده عليّ صحابيّ، وقد أخرج له أيضا أبو داود وغيره. وأورد ابن قانع في ترجمة شيبان حديثا آخر من رواية ملازم «1» بن عمرو، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرّحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، عن شيبان «2» - رفعه: «لا صلاة لمن صلّى خلف الصّغير «3» » . يعني وحده. قلت: وهذا الحديث أخرجه أحمد وابن حبّان «4» من هذا الوجه، لكن ليس فيه عن شيبان، وإنما فيه عن عبد الرّحمن بن علي بن شيبان فصحّفت- ابن- فصارت- عن- واللَّه أعلم. 3962- شيبة بن عبد الرّحمن «5» : السّلمي. ذكره أبو نعيم، وقال: مختلف في صحبته. وأورد له من طريق عبد الصّمد بن سليمان المكيّ، عن أبيه: حدّثنا شيبة بن عبد الرّحمن السّلمي، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يسمّي الشّاة بركة. واستدركه أبو موسى. 3963 - شيبة «6» بن عتبة: بن ربيعة بن عبد شمس، أبو هاشم- مختلف في اسمه، وممّن سماه شيبة الطّبراني. مشهور بكنيته، يأتي في الكنى. 3964- شيبة بن عثمان «7» : وهو الأوقص، بن أبي طلحة بن عبد اللَّه بن عبد العزّى بن   (1) في أسلام. (2) في أسنان. (3) في أالصنف. (4) في أماجة. (5) أسد الغابة ت 2465- تجريد أسماء الصحابة 1/ 561، تاريخ جرجان 322- جامع التحصيل 240- دائرة معارف الأعلمي 20/ 135. (6) أسد الغابة ت 2466. (7) الثقات 3/ 186، تهذيب التهذيب 4/ 376- تهذيب الكمال 2/ 592- خلاصة تذهيب 1/ 455- الكاشف 2/ 17، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1470- التلقيح 381- تجريد أسماء الصحابة 1/ 261- شذرات الذهب 1/ 65، الطبقات 14، 277- صفة الصفوة 1/ 727- سير أعلام النبلاء 3/ 12- العقد الثمين 5/ 19، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 664- الوافي بالوفيات 16/ 201- التاريخ الكبير 4/ 241، البداية والنهاية 8/ 213- الأنساب 8/ 208- التعديل والتجريح 1389. أسد الغابة ت 2467، الاستيعاب ت 1210. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 عبد الدّار القرشي العبدريّ الحجبي، أبو عثمان. قال ابن السّكن: أمّه أم جميل هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدّار أخت مصعب بن عمير. قال البخاريّ وغير واحد: له صحبة. أسلم يوم الفتح، وكان أبوه ممن قتل بأحد كافرا، ولبنته صفية بنت شيبة صحبة، وكان شيبة ممن ثبت يوم حنين بعد أن كان أراد أن يغتال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقذف اللَّه في قلبه الرّعب، فوضع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يده على صدره، فثبت الإيمان في قلبه، وقاتل بين يديه، رواه ابن أبي خيثمة عن مصعب النميري. وذكره ابن إسحاق في المغازي بمعناه. وكذا أخرجه ابن سعد عن الواقديّ بإسناد له مطوّل، وكذا ساقه البغويّ بإسناد آخر عن شيبة، وفيه فجئته من خلفه فدنوت ثم دنوت حتى إذا لم يبق إلا أن أترّه «1» بالسّيف وقع لي شهاب من نار كالبرق، فرجعت القهقرى، فالتفت إليّ فقال: تعال يا شيبة. فوضع يده على صدري، فرفعت إليه بصري، وهو أحبّ إليّ من سمعي وبصري «2» ... الحديث. قال ابن السّكن: في إسناد قصّة إسلامه نظر. روى ابن سعد عن هوذة، عن عوف، عن رجل من أهل المدينة، قال: دعا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم شيبة بن عثمان فأعطاه مفتاح الكعبة، فقال: دونك هذا فأنت أمين اللَّه على بيته «3» . وقال مصعب الزّبيريّ: دفع إليه وإلى عثمان بن طلحة وقال: خذوها بابني أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم. وذكر الواقديّ أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أعطاه يوم الفتح لعثمان، وأن عثمان ولي الحجابة إلى أن مات، فوليها شيبة، فاستمرت في ولده.   (1) في أأسوره. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 358. وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 187 وقال رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. (3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 6/ 301. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 وروى ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: أسلم العبّاس وشيبة ولم يهاجرا، أقام العبّاس على سقايته وشيبة على حجابته. وقال يعقوب بن سفيان: أقام شيبة للناس الحجّ سنة تسع وثلاثين. قال خليفة: وكان السّبب في ذلك أنّ عليا بعث قثم بن العباس ليقيم للناس الحجّ، وبعث معاوية يزيد بن شجرة فتنازعا، فسعى بينهما أبو سعيد الخدريّ وغيره، فاصطلحا على أن يقيم الحج شيبة بن عثمان، ويصلّي بالنّاس. وقد روى شيبة عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر. روى عنه أبو وائل، وابنه مصعب بن شيبة، وحفيده مسافع بن عبد اللَّه بن شيبة، وعبد الرّحمن بن الزّجاج، وآخرون. قال خليفة وغير واحد: مات سنة تسع وخمسين. وقال ابن سعد: عاش إلى خلافة يزيد بن معاوية، وأوصى إلى عبد اللَّه بن الزبير. ووقع عند ابن مندة أنه مات سنة ثمان وخمسين، وهو ابن ثمان وخمسين، وهو غلط. وكذا وقع له في سياق نسبه غلط فاحش. 3965- شيبة «1» : بن أبي كثير الأشجعيّ. ذكره الطّبرانيّ وغيره، وأوردوا من طريق يحيى بن عمير المدني، حدّثني عمر بن شيبة بن أبي كثير، عن أبيه، قال: كنت أداعب امرأتي فماتت، وذلك في غزوة تبوك، فسألت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «لا ترثها» «2» . وروى البغويّ وابن قانع والطّبرانيّ، من طريق الواقديّ، عن أخيه شملة بن عمر بن واقد، عن عمر بن شيبة الأشجعيّ. وفي رواية الطّبراني عن عمر بن شيبة بن أبي كثير، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «خدر الوجه من النّبيذ تتناثر منه الحسنات» . قال البغوي: لم يحدّث بهذا الحديث غير محمد بن عمر. قال أبو أحمد «3» بن عديّ في ترجمة الواقديّ من «الكامل» : حدّثنا محمد بن عبد اللَّه بن حفص، حدثنا محمد بن يحيى الأزديّ، حدّثنا الواقدي، عن أخيه شملة، عن عمر بن كثير   (1) أسد الغابة ت 2468- أسد الغابة 2/ 536- تجريد أسماء الصحابة 1/ 261. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 364، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 233 عن عمر بن شيبة بن أبي بكر بزيادة في أوله. قال الهيثمي: رواه الطبراني وعمر بن شيبة. قال: أبو حاتم مجهول. (3) في أعن النبي- صلّى اللَّه عليه وسلم- قال أبو أحمد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 300 ابن شيبة الأشجعيّ، عن أبيه ... فذكر الحديث، فاختلف على الواقديّ في تسمية صحابيّ هذا الحديث. والعلم عند اللَّه تعالى. 3966- شبيب بن سعد: تقدم في أوائل هذا الحرف. 3967- شيحة العوسجي: قرأت بخط الذّهبي في «التجريد» : جاء ذكره في خبر موضوع لا يحلّ سماعه، أخرجه ابن عساكر في مجلس نفي الجهة. وفي التّابعين شيحة الضّبعي. روى عن عليّ، ذكره ابن أبي حاتم، وهو غير هذا. 3968 ز- شيطان: ذكره أبو داود في السّنن بغير إسناد [فيمن غيّر النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم اسمه] «1» . 3969- شييم «2» : بكسر أوله وتحتانيتين الأولى مفتوحة والثّانية ساكنة. وقال أبو الوليد الفرضيّ: قرأته مضبوطا عن المنائحي، عن البغويّ بمعجمة ثم مثناة مصغّرا، وكذا قال ابن الأثير عن ابن قانع، وهو السّهمي من بني سهم بن مرة. روى البغويّ من طريق إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن سعيد بن شييم- أحد بني سهم بن مرة- أن أباه حدّثه أنه كان في جيش عيينة بن حصن حين جاء يمد يهود خيبر، قال: فسمعنا صوتا في عسكر عيينة: يا أيها الناس، أهلكم خولفتم إليهم. قال: فرجعوا لا يتناظرون، فلم نر لذلك نبأ، وما نراه كان إلا من السّماء. وأورد ابن قانع وأبو نعيم حديثه في ترجمة شييم والد عاصم المتقدم، وهو خطأ، فقد فرّق بينهما البغويّ، والحسين بن علي البرذعيّ، وجعفر المستغفريّ وغيرهم. والاسمان مختلفان في النّطق بهما وإن ائتلفا في الخط كما ضبطتهما. 3970 ز- شييم: آخر، هو ابن عبد العزّى بن خطل، واسمه عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كبير، بالموحدة، ابن تيم بن غالب ابن أخي هلال بن خطل المقتول يوم الفتح. وكان شييم يومئذ موجودا، وشهد ولده عبد اللَّه يوم الجمل فقتل، وكان مع طلحة، ورثاه أخوه قطبة بن شييم، ذكر ذلك الزّبير في كتاب النّسب. وقد ذكرنا غير مرة أنه لم يبق من قريش وثقيف ممن كان بمكّة والطّائف في حجة   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2469، تجريد أسماء الصحابة 1/ 261، الكاشف 2/ 17- تقريب التهذيب 1/ 357- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1675 تهذيب التهذيب 4/ 379- خلاصة تذهيب 1/ 458- تهذيب الكمال 2/ 593. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 الوداع أحد إلا أسلم وشهدها، فيكون شييم هذا من أهل هذا القسم. القسم الثاني من حرف الشين المعجمة الشين بعدها التاء 3971- شتير «1» : بن شكل العبسيّ. تابعيّ مشهور. ذكر أبو موسى المدينيّ أنه أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قلت: تقدّم ذكر أبيه، وأن له صحبة ورواية من طريق ابنه هذا وحده عنه، وإسناده صحيح عند النّسائي، فمقتضاه أن تكون له رؤية وهو وأبوه لا نظير لهما في الأسماء، ولشتير رواية عن ابن مسعود وحذيفة وعليّ وغيرهم، وكنيته أبو عيسى. روى عنه الشّعبيّ، وأبو الضّحى، وبلال بن يحيى، وغيرهم. وقال ابن حبّان في الثّقات: مات في ولاية ابن الزّبير. وقال ابن سعد: مات في ولاية مصعب. وقال العجليّ: ثقة من أصحاب ابن مسعود. الشين بعدها الياء 3972- شييم: بمعجمة، مصغّرا. ذكر في آخر القسم الّذي قبله. القسم الثالث من حرف الشين الشين بعدها الألف 3973 ز- شابة: بن مغفل بن المعلّى بن تيم الطّائي. له إدراك، وكان لولده قيس ذكر بالكوفة زمن الحجّاج. ذكره الكلبيّ. الشين بعدها الباء 3974 ز- شبث «2» : بفتح أوله والموحدة، ثم مثلثة، ابن ربعي التميميّ اليربوعيّ، أبو   (1) أسد الغابة ت 2386. (2) طبقات ابن سعد 6/ 216، طبقات خليفة ت 1100، تهذيب الكمال 569، تاريخ الإسلام 3/ 159، تذهيب التهذيب 2/ 68، تهذيب التهذيب 4/ 303، خلاصة تذهيب التهذيب 168. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 عبد القدّوس. له إدراك ورواية عن حذيفة وعليّ. روى عنه محمّد بن كعب القرظيّ وسليمان التيميّ. قال الدّارقطنيّ: يقال إنه كان مؤذّن سجاح التي ادّعت النّبوّة، ثم راجع الإسلام. وقال ابن الكلبيّ: كان من أصحاب عليّ، ثم صار مع الخوارج، ثم تاب، ثم كان فيمن قاتل الحسين. وقال المدائنيّ: ولى بعد ذلك شرطة» القباع بالكوفة. وقال العجليّ: كان أول من أعان على قتل عثمان، وبئس الرجل هو. وقال معتمر، عن أبيه، عن أنس: قال شبث: أنا أول من حرّر الحرورية. وذكر الطّبريّ من طريق إسحاق بن طلحة «2» ، قال: لما أخرج المختار الكرسي الّذي كان يزعم أنه كالسّكينة التي كانت في بني إسرائيل صاح شبث بن ربعي: يا معشر مضر، لا تكفروا ضحوة. قال: فاجتمعوا فأخرجوه. قال إسحاق: إني لأرجوها له. ومات شبث في حدود السّبعين. 3975- شبر: بن علقمة العبديّ الكوفي. له إدراك، وشهد القادسيّة، وله رواية عن ابن مسعود. وروى عبد الرّزّاق وابن أبي شيبة من طريق الأسود بن قيس عن شبر بن علقمة قال: بارزت رجلا يوم القادسيّة فقتلته، فبلغ سلبه اثني عشر ألفا، فنفّلني الأمير سلبه. وروى ابن حبّان في الثّقات، من طريق الأصبغ بن علقمة، عن حميد بن مرة الربعيّ، عن شبر- أنه صحب عمر فرآه يتوضأ غدوة إلى اللّيل ويمسح على خفّيه. قلت: فلا أدري هو ذا أم غيره، ثم رأيته في كتاب ابن أبي حاتم أنه روى عن عمر رضي اللَّه عنه. 3976- شبل «3» : بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن علي بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسي. نسبه الطّبريّ والعسكريّ وقال: لا يصح له سماع عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.   (1) في أشرطة الحارث القباع. (2) في أبن يحيى بن طلحة. (3) أسد الغابة ت 2379. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وأمه سميّة والدة أبي بكرة وزياد. وروى الطّبرانيّ «1» في ترجمته من طريق سليمان التميميّ عن أبي عثمان قال: شهد أبو بكرة، ونافع، وشبل بن معبد على المغيرة، وأنهم نظروا إليه كما ينظرون المرود في المكحلة، فجاء زياد فقال عمر: جاء رجل لا يشهد إلا بحق «2» ، فقال: رأيت منظرا قبيحا وابتهارا، ولا أدري ما وراء ذلك، فجلدهم عمر الحدّ. وروى القصّة مطولة ابن أبي شيبة والطّبري من طريق الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، وجاء ذكر شبل بن معبد في حديث آخر وقع في رواية ابن عيينة عن الزّهري عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبيه هريرة، وزيد بن خالد، وشبل بن معبد في الأمة إذا زنت. قال ابن معين: أخطأ ابن عيينة في هذا فظنّه شبل بن معبد الّذي شهد على المغيرة. والصّواب أنه شبل بن حامد، كذا قال سعيد بن أبي مريم عن ابن معين، وحكى عنه ابن أبي خيثمة أنه قال: شبل بن معبد أشبه بالصّواب. قلت: وفيه نظر، فإنه قال في رواية الدّوري عنه: أهل مصر يقولون شبل بن حامد، عن عبد اللَّه بن مالك، وهذا عندي أشبه، قال: وليست لشبل صحبة. قلت: والحديث عند أصحاب السّنن من طريق ابن عيينة، فقالوا فيه: وشبل، ولم يذكروا أباه. وأخرجه البخاريّ ومسلم فلم يذكرا شبلا. ورواه النّسائي من طريق آخر عن الزّهري فقال: عن شبل، عن عبد اللَّه بن مالك الأوسيّ. قال النّسائي: هذا هو الصّواب. وحديث ابن عيينة خطأ، وكذا قال البغويّ. وقال التّرمذيّ: حديث ابن عيينة وهم، وشبل بن خليد [لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وجاء عن ابن عيينة أنه شبل بن حامد، وهو خطأ، إنما هو شبل بن خليد] «3» أو ابن خالد. وغاير ابن حبّان بين شبل بن خليد فذكره في الصّحابة ولم يذكر له رواية، وبين شبل ابن حامد فذكره في التّابعين، وقال: إنه يروي عن عبد اللَّه بن مالك الأوسي. وقال الدّار الدّارقطنيّ: يعدّ في التابعين. وقال أبو عمر: شبل بن معبد البجلي هو الّذي عزل عثمان أبا موسى الأشعريّ على يده، ولا ذكر له في الصّحابة إلا في رواية ابن عيينة، يعني المشار إليها.   (1) في أالطبراني. (2) في أبالحق. (3) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 وقال الدّار الدّارقطنيّ: تابعيّ، وادعى ابن الأثير، أن ابن مندة، وأبا عمر، وأبا أحمد العسكريّ، وأبا نعيم تواردوا على أن شبل بن معبد وشبل بن خليد وشبل بن حامد واحد، كذا قال، وكأنه أراد كونهم أوردوا في كل منهم رواية ابن عيينة المذكورة، وقد أوضحت حاله في شبل بن خليد في القسم الأوّل. 3977 ز- شبيب بن برد: بن حارثة اليشكريّ. تقدّم ذكره مع والده. 3978 ز- شبيب بن حجل: بن نضلة «1» الباهليّ. له قصة مع أبي موسى الأشعريّ في الفتوح تدلّ أنه أدرك الجاهليّة وعمّر حتى شاخ. ذكر الزّبير بن بكّار في الموفقيات بغير إسناد أن أبا موسى الأشعريّ عرض الخيل فمرّ به شبيب بن حجل بن نضلة الباهليّ على فرس أعجف، فقال: بال على بال، فبلغه ذلك فأنشد: رآني الأشعريّ فقال بال ... على بال ولم يعلم بلائي ومثلك قد قضيت «2» الرّمح فيه ... فباء بدائه وشفيت دائي [الوافر] 3979 ز- شبيب بن عبد اللَّه: بن شكل بن حيّ بن جدية، بفتح الجيم وسكون الدّال بعدها تحتانية، المذحجيّ. له إدراك، وشهد مع عليّ مشاهده، ثم غضب عليه وأمره بالخروج من الكوفة وأجّله ثلاثا، فقال: ثلاث كثلاث ثمود، لا واللَّه لا يكون ذلك، فأجّله عشرا. ذكر ذلك ابن الكلبيّ. 3980- شبيل «3» : بن عوف البجليّ الأحمسيّ، أبو الطّفيل، ويقال له شبل بغير تصغير. أدرك الجاهليّة، وشهد القادسيّة، وله رواية عن عمر وأبي جبيرة الأنصاريّ، وغيرهما. روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وحبيب بن عبد اللَّه الأزديّ، قال ابن أبي حاتم: يكنى أبا الطّفيل. ما أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكر ابن مندة أنه روى عن أبيه، وأن أباه أدرك الجاهليّة.   (1) في أ: فضلة. (2) في ج: وقيل قد قصيت. (3) أسد الغابة ت 2385، الاستيعاب ت 1197. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 وقال ابن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرحمن، عن ابن أبي خالد، عن شبيل بن عوف- وكان أدرك الجاهليّة ... فذكر حديثا. قال العسكريّ وأبو نعيم: أدرك الجاهليّة ولم يسمع من النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وذكره ابن سعد وابن حبّان في التّابعين. الشين بعدها الجيم 3981 ز- شجرة بن الأغر: له إدراك، وكان على ساقة خالد بن الوليد لما توجّه من اليمامة إلى الحرّة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر. ذكره سيف والطّبريّ. الشين بعدها الحاء، والدال 3982- شحريب: رجل من بني نجران. له إدراك، وكان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الرّدة باليمن، وبعثه بشيرا إلى أبي بكر وصحبته خمس الغنيمة. ذكر ذلك سيف، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق. 3983- شدّاد «1» : بن الأزمع الكوفيّ. قال أبو موسى: يقال أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وهو تابعيّ كوفي. يروي عن ابن مسعود، وذكره ابن حبّان في التّابعين ونسبه وادعيّا، وكذا قاله عمران بن محمد في تابعي أهل الكوفة. 3984- شدّاد بن ثمامة: تقدّم في الأول. 3985 ز- شديد، مولى أبي بكر: الصّدّيق. له إدراك، وكان هو الّذي أحضر عهد عمر بعد موت أبي بكر، فروى أحمد من طريق قيس بن أبي حازم، قال: رأيت عمر بيده عسيب نخل يجلس النّاس يقول: اسمعوا وصية خليفة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فجاء مولى لأبي بكر يقال له شديد بصحيفة فقرأها على الناس: يقول أبو بكر: اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصحيفة، فو اللَّه ما ألويكم. قال قيس: ثم رأيت عمر بعد ذلك قد صعد المنبر.   (1) أسد الغابة ت (2380) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 الشين بعدها الراء 3986 ز- شراحيل بن مرثد،: ويقال ابن عمرو، أبو عثمان الصنعاني، من صنعاء الشام. قال ابن عساكر: له إدراك، وشهد اليمامة وفتح دمشق. وله رواية عن سليمان الفارسيّ وأبو الدّرداء وغيرهما. روى عنه أبو الأشعث الصّنعاني وجماعة من أهل الشام. وقال ابن حبّان في الثّقات: شراحيل بن مرثد، أبو عثمان الصّنعاني، صاحب الفتوح، يروي المراسيل. روى عنه أهل الشام. وقال أبو الحسن بن سميع: أدرك أبا بكر وشهد فتح دمشق. وقال ابن أبي حاتم: شهد قتل مسيلمة. 3987- شرحبيل بن حجية: المرادي- أحد الأبطال. له إدراك، وشهد فتح مصر، وكان هو والزبير أول من طلع الحصن حين فتحت مصر. 3988- شرحبيل «1» : بن عبد كلال من أقيال اليمن، وهو أحد من كتب إليه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بحديث الصدقة الطويل. أخرجه النّسائي. تقدّم ذكره في الحارث بن عبد كلال. 3989- شريح: بن الحارث القاضي. تقدّم في الأول. 3990 ز - شريح بن عبد كلال: أحد الإخوة. يأتي ذكره في نعيم بن عبد كلال. 3991 ز- شريح بن هانئ «2» : بن يزيد بن نهيك، ويقال شريح بن هانئ بن يزيد ابن الحارث بن كعب الحارثي، أبو المقدام.   (1) أسد الغابة ت 2413. (2) أسد الغابة ت 2428، الاستيعاب ت 1180، طبقات ابن سعد 6/ 128، التاريخ لابن معين 2/ 251، مشيخة ابن طهمان رقم 208، طبقات خليفة 148، تاريخ خليفة 277، العلل لأحمد 1/ 278، التاريخ الكبير 4/ 228، الأخبار الطوال 166، المعرفة والتاريخ 3/ 79، الجامع الصحيح 4/ 87، تاريخ أبي زرعة 1/ 668، أنساب الأشراف 1/ 235، فتوح البلدان 378، الجرح والتعديل 4/ 333، الثقات لابن حبان 4/ 353، مشاهير علماء الأمصار رقم 763، الثقات لابن شاهين رقم 531، جمهرة أنساب العرب 417، الإكمال لابن ماكولا 4/ 277، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 416، الكامل في التاريخ 3/ 160، 39، مروج الذهب 1705، الخراج وصناعة الكتابة 397، تهذيب الكمال 12/ 452، الكاشف 2/ 9، سير أعلام النبلاء 4/ 107، العبر 1/ 89، تذكرة الحفاظ 1/ 56، تجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2705، الوافي بالوفيات 16/ 139، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 318، مرآة الجنان 1/ 160، تهذيب التهذيب 4/ 330، تقريب التهذيب 1/ 350، البداية والنهاية 9/ 29، طبقات الحفاظ 20، خلاصة تذهيب التهذيب 165، النجوم الزاهرة 1/ 201، شذرات الذهب 1/ 86، تاريخ الإسلام 2/ 423. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يهاجر إلا بعده، ووفد أبوه على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فسأله عن أكبر ولده، فقال: شريح. فقال: أنت أبو شريح. وكان قبل ذلك يكنى أبا الحكم، أخرج ذلك أبو داود والنّسائي وابن حبّان. وذكره مسلم في المخضرمين. ولشريح رواية عند مسلم وغيره عن عائشة وعليّ وبلال وغيرهم. روى عنه ابناه: المقدام، ومحمّد، والشّعبيّ، وآخرون. قال ابن سعد: كان من أصحاب عليّ، وذكر بسنده أن عليّا بعث في التحكيم أبا موسى ومعه أربعمائة رجل عليهم شريح بن هانئ ومعهم عبد اللَّه بن عبّاس يصلّي بهم. وقال معاوية بن صالح، عن ابن معين: وفد أبوه، وأخبر النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم باسم ولده. وعدّه يعقوب بن سفيان في أمراء عليّ في وقعة الجمل مع عليّ. قال أبو نعيم الفضل بن دكين: عاش مائة وعشر سنين. وقال القاسم بن مخيمرة «1» : ما رأيت أفضل منه، وقتل غازيا مع عبد اللَّه بن أبي بكرة بسجستان سنة ثمان وسبعين، وكان الكفار قد أخذوا الدّروب على المسلمين فقتل عامّة ذلك الجيش، وفي هذا اليوم يقول شريح بن هانئ أبياته المذكورة «2» الدّالة على إدراكه: أصبحت ذا بثّ أقاسي الكبرا ... قد عشت بين المشركين أعصرا ثمّت أدركت النبيّ المنذرا ... وبعده صديقه وعمرا ويوم مهران ويوم تسترا ... والجمع في صفّينهم والنّهرا وباخميراوات والمشقرا ... هيهات ما أطول هذا العمرا «3» [الرجز] 3992 ز - شريك بن أرطاة: بن عمرو بن الوحيد بن كعب بن عمرو بن كلاب-   (1) في أمجهرة. (2) في أالمشهورة. (3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (2428) وفي تاريخ الطبري 6/ 323 وفي المعمرين والوصايا لأبي حاتم السجستاني 491. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 ولقب أرطاة صبير- بمهملة وموحدة مصغّر، له إدراك. كان مشهورا في الجاهليّة، وهو الّذي كان تحت يده رهن عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة، وابنه عبد اللَّه بن شريك كان مع المختار بالكوفة. 3993- شريك: بن خباشة النميري. قال ابن الكلبيّ: هو من بني عمرو بن نمير، له إدراك وله قصّة مع عمر رواها ابن حبان في الثّقات، من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن شريك بن خباشة النميري أنه ذهب يستسقي من جبّ سليمان ببيت المقدس، فانقطع دلوه، فنزل ليخرجه، فبينما هو في طلبه إذ هو بشجرة فتناول منها ورقة فأخرجها معه فإذا هي ليست من شجر الدنيا، فأتى بها عمر، فقال: أشهد أنّ هذا هو الحقّ، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يدخل «1» من هذه الأمة رجل من أهل الجنّة» . فجعل الورقة بين دفتي المصحف. وهكذا رواه الطّبراني في مسند الشاميين من هذا الوجه. وأخرجه ابن الكلبيّ من وجه آخر، عن امرأة شريك بن خباشة، قالت: خرجنا مع عمر أيام خرج إلى الشّام، فذكر القصة مطوّلة، ولم يذكر المرفوع، وفيه أن عمر أرسل إلى كعب، فقال: هل تجد في الكتاب أنّ رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدّنيا؟ قال: نعم، وإن كان في القوم أنبأتك به. قال: فهو في القوم فتأمّلهم، فقال: هو هذا، فجعل شعار بني نمير خضرة بهذه الورقة إلى اليوم، وأبوه خباشة بضم المعجمة وتخفيف الموحدة وبعد الألف شين معجمة وقيل مهملة. 3994 ز- شريك بن سلمان: بن خويلد بن سلمة بن عامر بن نمير بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد الأسديّ الوالبي. له إدراك. وكان ولده فضالة شاعرا مشهورا في زمن معاوية، وله مع عبد اللَّه بن الزبير قصّة، وهجا ابن الزبير بأبيات يقول فيها: وما لي حين أقطع ذات عرق ... إلى ابن الكاهليّة من معاذ [الوافر] ورثى آل أبي سفيان بعد موت يزيد بن معاوية، وهو مشهور ذكره المرزبانيّ وغيره. 3995 ز- شريك بن نملة: أبو حكيم، له إدراك. وروى الطّبرانيّ من طريق الصّعب بن حكيم بن شريك بن نملة عن أبيه، عن جدّه، قال: ضفت عمر، فأطعمني من رأس بعير بزيت.   (1) في أيدخل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 وقال ابن أبي حاتم: روى جابر بن عبد اللَّه عن شريك بن نملة: استعملني عمر على الصّدقات. 3996 ز- شريك الفزاري: ذكر سيف أنه وفد على أبي بكر الصّديق حين فرغ خالد بن الوليد من حرب طليحة. وقد تقدّم ذلك في ترجمة خارجة بن حصن. 3997 ز- شرية: بفتح أوله وسكون الرّاء وفتح التحتانية، ابن عبيد بن قليب بن خولى بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن ذهل بن مالك بن خريم بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفيّ المعمر. أدرك الجاهليّة والإسلام، قال عمر بن شبّة: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن حكيم، قال: عاش شرية بن عبيد ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام، ودخل المدينة في عهد عمر، فقال: لقد أدركت هذا الوادي الّذي أنتم فيه وما فيه قطرة، ولقد أدركت من يشهد أن لا إله إلا اللَّه، قال: وكان معه ابن له قد خرف، فذكر قصّة طويلة، وكذا ذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين، وكذا ذكره ابن الكلبيّ عن أبي بكر بن قيس الجعفيّ، عن أشياخه وهو نسبه، وهو القائل: فو اللَّه لا يغرني نصر واحد ... ولا اثنان إني بالثّلاثة معذور «1» [الطويل] 3998 ز- شرية الجرهميّ: قال عمر بن شبة: حدثنا المدائني عن عيسى بن دأب، قال: أرسل معاوية إلى عبيد بن شرية الجرهميّ. الشين بعدها العين، والفاء 3999 ز- شعبة: بن قمير الطّهويّ. جاهليّ أدرك الإسلام، قاله الآمديّ، وأنشد له شعرا يقول فيه: وعدت بنصل السّيف رثّت جفونه ... وأبدانه والنّصل غير كليل [الطويل] 4000- شقيق بن جزء بن رياح «2» : ويقال: اسم أبيه جرير الباهليّ. له إدراك.   (1) في أ: بعد درهم. (2) طبقات ابن سعد 6/ 96، 180، طبقات خليفة ت 1114، تاريخ البخاري 4/ 245، المعارف 449، المعرفة والتاريخ 2/ 574، الجرح والتعديل ق 1/ م 2/ 371، الحلية 4/ 101، تاريخ بغداد 9/ 268، تاريخ ابن عساكر 8/ 53، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ع 1/ 247، وفيات الأعيان 2/ 476، تهذيب الكمال 586، تذكرة الحفاظ 1/ 56، تاريخ الإسلام 3/ 255، تهذيب التهذيب 4/ 361، النجوم الزاهرة 1/ 201، غاية النهاية ت (1429) ، طبقات الحفاظ للسيوطي 20، خلاصة تذهيب التهذيب 167، تهذيب ابن عساكر 6/ 336. أسد الغابة ت 2447، الاستيعاب ت 1206. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 واستشهد باليرموك. وقد تقدّم في ترجمة حكيم بن قبيصة بن ضرار الضّبي. ذكره ابن عساكر. 4001- شقيق بن سلمة الأسديّ: أبو وائل، صاحب ابن مسعود. أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهاجر بعده. وروى عن أبي بكر وعمر وعليّ وحذيفة وخبّاب وغيرهم. روى عنه الأعمش، ومنصور وعاصم، وعمرو بن مرة وأبو حصين وآخرون. قال مغيرة بن مقسم: عن أبي وائل: أتانا مصدّق النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأتيته بكبش، فقلت: خذ صدقة هذا. فقال: ليس فيه صدقة. وقال الأعمش: قال لي أبو وائل: يا سليمان، لو رأيتنا ونحن هراب من خالد بن الوليد، فوقعت عن البعير فلو متّ كانت البارقة. قال يزيد بن أبي زياد: قلت له: أيما أكبر أنت أو مسروق؟ قال: أنا. وقال عمرو بن مرّة: قلت لأبي عبيدة: من أعلم النّاس بحديث أبيك؟ قال: أبو وائل. وقال ابن حبّان: مولده سنة إحدى من الهجرة. وقال أبو زرعة: روايته عن أبي بكر مرسلة. قلت: كأنه هاجر بعده. وروى أحمد، عن علي بن ثابت، عن أبي العنبس، قال: قال أبو وائل: بعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أمرد ولم يقض لي أن ألقاه. روى محمد بن حميد الرّازي، من طريق عاصم، عن أبي وائل: كنت في إبل لأهلي فمرّ بي ركب فنفرت إبلي، فقال رجل: ردّوا على الغلام إبله. فقلت لرجل: من هذا؟ قال: ذاك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. أورده ابن مندة في ترجمة أبي وائل، وقال: لا يثبت. قلت: ولا دلالة فيه على صحبته، لأنه ليس فيه أنه أسلم حينئذ. واللَّه أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 الشين بعدها الميم. 4002- شمّاس بن لأي التميميّ: تقدم ذكره في ترجمة بغيض بن عامر. 4003 ز- شمر بن جعونة: له إدراك. قال ابن أبي حاتم: روى أبو إسحاق الهمدانيّ عنه، قال: اشترى منّي عمر رضي اللَّه عنه قباء ديباج. 4004 ز- شهاب: بن جمرة بن ضرام بن مالك بن ثعلبة بن جهيش بن عامر بن ثعلبة ابن مودوعة بن جهينة الجهنيّ. نسبه البلاذريّ والرّشاطيّ، عن ابن الكلبيّ. له إدراك، وقصّة مع عمر. رواه أبو حاتم السّجستانيّ، عن أبي عبيدة، قال: وفد شهاب بن جمرة الجهنيّ على عمر، فقال: ما اسمك؟ قال: شهاب. قال: ابن من؟ قال: ابن جمرة قال: ممن؟ قال: من الحرقة، قال: من أيهم؟ قال: من بني ضرام، قال: فمن أين أقبلت؟ قال: من حرّة النّار؟ قال: فأين تركت أهلك؟ قال: بلظى. قال: ويحك! ما أظنّ أهلك إلا قد احترقوا. فانصرف فوجد نارا قد أحاطت بهم «1» . وقد تقدّم في ترجمة ابن شهاب. الشين بعدها الهاء، والواو 4005- شهر «2» : بن باذام الفارسيّ. استعمله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على صنعاء بعد موت أبيه. روى ذلك سيف بسنده. وقال الطّبريّ: لما غلب الأسود الكذّاب على صنعاء وقتل شهر بن باذام تزوّج زوجته، فكانت هي التي أعانت على قتل الأسود بقصاصه. 4006 ز- شهر ذو يناق «3» : أحد أقيال اليمن. قال الطّبريّ: كتب أبو عمر «4» إلى عمير ذي مران، وسعيد ذي رود، وشهر ذي يناق يأمرهم فيه بمطاوعة فيروز في محاربة أهل الرّدّة. 4007 ز- شويس بن حيّاش «5» : العدويّ. له إدراك.   (1) في أبهم فبادر فأطفأها وقد تقدم. (2) أسد الغابة ت 2460. (3) في أبكر. (4) في أعمه ابن ذي مدار. (5) الطبقات لخليفة 193 وفيه «حباش» بالباء الموحدة، التاريخ الكبير لخليفة 4/ 265، الجرح والتعديل 4/ 389، المشتبه للذهبي 1/ 207، تهذيب التهذيب 4/ 372، تقريب التهذيب 1/ 356، تاريخ الإسلام 3/ 388. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 ذكر أبو عبيد الكبريّ في شرح الأمالي أنه كان يقول: أنا ابن التاريخ ولدت عام الهجرة. قال: وعمّر حتى أدرك خلافة الرّشيد، له ذكر في ترجمة سديس العدوي. روى أحمد في الزّهد من طريق أبي خلدة، قال: قال لي أبو العالية: من بقي من شيوخ بني عدّي؟ قلت: أبو السوار. قال: ذاك من الفتيان. قلت: شويس العدويّ. قال: نعم، وذاك ممن أخذ العطاء في عهد عمر. قال: وقوله حتى أدرك خلافة الرّشيد غلط محض. الشين بعدها الياء 4008 ز- شيبان: بن دثار النميريّ. ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وقال: إنه من المخضرمين، وأنشد له مدحا في الزّبرقان بن بدر: فمن يك سائلا عني فإنّي ... أنا النّمريّ جار الزّبرقان كأني إذ حللت به طريدا ... حللت على الممنّع من أبان فحلّوا عنهم يا آل لأي ... فليس لكم بسعيهم يدان «1» [الوافر] 4009 ز- شيبان: بن محرث. له إدراك وشهد مع علي صفّين. 4010 ز- شيبان: بن المخبل السّعديّ. له إدراك. قال: الأصمعيّ، وأبو عبيدة، وابن الأعرابيّ: خرج شيبان بن المخبّل السّعديّ بعد أن هاجر في خلافة عمر مع سعد بن أبي وقّاص إلى حرب الفرس، فجزع «2» عليه أبوه، وكان قد أسنّ وضعف، [وكاد يغلب على عقله] «3» ، فعمد «4» إلى ماله ليبيعه ويلحق بابنه، فمنعه علقمة بن هوذة، وأعطاه فرساه، قال له: أنا أكلم لك عمر في ردّ ابنك، وتوجّه إلى عمر، وأنشده قول المخبل: أيملكني شيبان في كلّ ليلة ... بقلبي من خوف الفراق وجيب ويخبرني شيبان أن لن يعقّني ... يعقّ إذا فارقتني ويحوب «5» [الطويل]   (1) تنظر الأبيات في الأغاني 2/ 191. (2) في أفحرج. (3) سقط في أ. (4) في أفتعهد. (5) ينظر البيتان في اللآلئ: 900. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 ويقول فيها: فإن يك غصني أصبح اليوم باليا ... وغصنك من ماء الشّباب رطيب إذا قال صحبي يا ربيع ألا ترى ... أرى الشّخص كالشّخصين وهو قريب [الطويل] قال: فبكى عمر رقة له، وكتب إلى سعد أن يقفله، فانصرف شيبان إلى أبيه، فكان معه حتى مات. 4011 ز- شيبان النّخعي: له إدراك. روى إبراهيم الحربيّ، من طريق مخالد، عن الشّعبي، قال: خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر، فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه، فامتنع فقام فتوضّأ ثم قام عند رأسه، فقال: اللَّهمّ إني أسلمت لك طائعا، وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك، وإنّ حماري كان يعينني ويكفيني عن النّاس، فقوّني به وأحيه لي، ولا تجعل لأحد عليّ منّة غيرك، فنقض الحمار رأسه، وقام فشدّ عليه ولحق بأصحابه. 4012 ز- شيبان آخر: غير منسوب. أظنّه ابن المخبّل. روى ابن أبي شيبة من طريق مسعر عن معن بن عبد الرّحمن، قال: غزا رجل نحو الشّام في عهد عمر يقال له شيبان وله أب شيخ كبير ... فذكر قصّة. 4013 ز- شيمان كالذي قبله: إلا أن بدل الموحّدة الميم، وهو ابن عكيف بن كيّوم بن عبد، الأزديّ ثم الحدانيّ. له إدراك، وكان ولده صبرة رأس الأزد يوم الجمل مع عائشة، وله ذكر في ذلك. ذكره ابن الكلبيّ: وتبعه أبو عبيد. وقال: إن صبرة قتل حينئذ، وفيه نظر، لأن ابن دريد ذكر في الاشتقاق أنه أجار زيادا يوم الجمل، والمبرّد في الكامل ذكر أنه وفد على معاوية، فقال له: يا أمير المؤمنين- في قصّة ذكرها. وهذا يدل على أنه عاش بعد الجمل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 القسم الرابع من حرف الشين المعجمة الشين بعدها الألف 4014- شاه «1» : صوابه أبو شاه اليماني- تقدّم التنبيه عليه في أوّل هذا الحرف. الشين بعدها الباء 4015 - شبل «2» ، والد عبد الرّحمن: بن شبل- يأتي نسبه في ترجمة ولده. قال أبو عمر: روى عنه ابنه عبد الرّحمن، لم يرو عنه غيره، وليس بمعروف ولا ابنه، ولا يصح، فمن حديثه عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب في الصلاة «3» وأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا تقوم السّاعة حتى يؤخذ نعل قرشيّ في القمامة، فيقال: هذه نعل قرشيّ» . وهو حديث منكر لا أصل له. وشبل مجهول. انتهى كلام أبي عمر. فأما قوله: ليس بمعروف ولا ابنه فمردود، لأن عبد الرّحمن بن شبل صحابيّ معروف، مخرج له في السنن، وصحّح حديثه في نقرة الغراب ابن خزيمة وغيره. وأخرجه أيضا أحمد وأصحاب السّنن والحاكم والبغويّ وابن شاهين، عن عبد الرّحمن بن شبل، ليس فيه عن أبيه، [وحديث نعل القرشي أخرجه البغوي في ترجمة عبد الرّحمن بن شبل، من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن عمه، عن ابن عبد الرّحمن بن شبل. عن أبيه] «4» فلعل هذا مستند أبي عمر سقط من نسخته لفظ ابن، فصارت عن عبد الرّحمن بن شبل عن أبيه، فظنّ الصّحبة لشبل، فتركّب من هذا هذه الأوهام ثم وقفت على علته، فأخرج ابن قانع الحديث المذكور في ترجمة شبل هذا من هذا الوجه الّذي أخرجه البغويّ، لكن قال: عن عبد الرّحمن بن شبل عن أبيه، قال. وقال مرة: عن ابن لعبد الرّحمن بن شبل عن أبيه. قال ابن قانع: وهو الصّواب.   (1) أسد الغابة ت 2373. (2) أسد الغابة ت 2378، الاستيعاب ت 1161. (3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 290 عن عبد الرحمن بن شبل. كتاب الصلاة باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود حديث رقم 862، وأحمد في المسند 5/ 477، والحاكم في المستدرك 1/ 229، عن عبد الرحمن بن شبل: قال الحاكم هذا حديث صحيح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 118، وابن سعد 4: 2: 87. (4) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 4016 ز- شبل بن حامد: تقدّم ذكره وتحرير روايته في ترجمة شبل بن خليد في القسم الأول. 4017 ز- شبل: بن مالك. ذكره ابن قانع فأخطأ فيه خطأ فاحشا، فإنه أورد في ترجمته من طريق جرير بن حازم، عن يونس، عن الزّهريّ، عن عبيد اللَّه، عن شبل بن مالك المزني- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «إذا زنت الأمة فاجلدوها ... » الحديث. ونشأ هذا الخبط» عن سقط، فإنّما هو: عن يونس «2» عن الزّهري، عن عبيد اللَّه، عن شبل بن حامد، عن عبد اللَّه بن مالك، فسقط بن حامد عن عبد اللَّه فصار عن شبل بن مالك، وقد بينت الاختلاف فيه على الزّهري في شبل بن خليد في القسم الأول. 4018 - شبيب «3» بن ذي الكلاع: أبو روح. قال: صليت خلف النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الصّبح، فقرأ الرّوم. قال أبو عمر: حديثه مضطرب الإسناد، روى عنه عبد الملك بن عمير. قلت: المعروف أنه شبيب بن أبي روح، أو شبيب بن نعيم أبو روح الكلاعي الحمصي، هكذا ذكره البخاريّ وغيره. وبالثّاني جزم ابن أبي حاتم، وقال: إنه حمصي وحاظي، وإنه روي عن أبي هريرة أيضا، وعن يزيد بن حميد «4» . روى عنه حريز بن عثمان وجماعة. وأما الحديث فأخرجه ابن قانع هكذا، وسقط من إسناده رجل. وقد رواه الحفّاظ من طريق عبد الملك بن عمير، عن شبيب أبي روح، عن رجل له صحبة، ومنهم من سماه الأغر كما تقدّم في ترجمته. وتفرّد أبو الأشهب بإسقاط الصّحابي، فصارت روايته معتمد من ذكر شبيبا في الصّحابة، وهو وهم. الشين بعدها الحاء، والراء 4019- شحرور الحضرميّ: أعاده الذّهبي في التّجريد هنا، فوهم وصحف.   (1) في أالخطأ. (2) في أعند. (3) أسد الغابة ت 2381، الاستيعاب ت 1196. (4) في أزيد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 والصّواب بالسّين المهملة ثم الخاء المعجمة، كذلك ذكره ابن يونس وغيره. وقد مضى. 4020 ز- شراحيل الحنفي «1» : - كذا ذكره ابن عبد البر وعزاه لابن المديني، والصّواب شرحبيل. وقد تقدّم ذكره وحديثه. وذكره البخاريّ عن علي بن المديني على الصّواب، فقال شرحبيل. وأما الحنفي فتصحيف من الجعفيّ. وقد ذكره أبو عمر في شرحبيل على الشّكّ، فقال: شرحبيل أو شراحيل كما تقدم. 4021- شرحبيل «2» : بن حبيب، زوج الشفاء بنت عبد اللَّه. ذكره ابن مندة، وأورد من طريق موسى بن عبيدة عن عبد المجيد بن سهيل، عن أبي سلمة، عن الشفاء بنت عبد اللَّه أنها قالت: دخلت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهي تحت شرحبيل بن حبيب، وهو في البيت، فذكر حديثا، هكذا قال. وتعقبه أبو نعيم بأن قال: وهم فيه في موضعين: الأول أنه صحف فيه فقال: ابن حبيب، وإنما هو ابن حسنة. الثاني أنه قال: دخلت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وإنما هو دخلت على ابنتي، ثم ساقه من وجه آخر عن أبي سلمة عن الشفاء بنت عبد اللَّه، قالت: دخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت، فقلت له: حضرت الصلاة. فقال: يا خالد «3» لا تلومني ... الحديث. فذكر قصّة. قلت: ووهم ابن مندة أيضا في قوله زوج الشفاء، وإنما هو زوج بنتها. [شرحبيل، والد عبد الرحمن. فرق ابن فتحون بينه وبين شرحبيل الجعفيّ، وهما واحد] «4» . 4022 ز- شرحبيل العبسيّ: ذكره ابن قانع في الصحابة، وأخرج من طريق عمرو بن تميم، سمعت شرحبيل العبسيّ يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من أكل من هذه الشّجرة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا» .   (1) أسد الغابة ت 2401، الاستيعاب ت 1168. (2) أسد الغابة ت 2409. (3) في أخالة. (4) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 هكذا ذكره فيمن اسمه شرحبيل، وهو غلط فاحش، فالحديث إنما هو لشريك بن حنبل، وسيأتي في القسم الأول على الصواب، وقد أعاده هو بهذا الحديث فيمن اسمه سويد «1» ، لكن أخطأ في اسم أبيه. فقال شرحبيل، وإنما هو حنبل. 4023- شرحبيل، غير منسوب: قال مغلطاي: ذكره الصّغاني في المختلف في صحبتهم. قلت: والصّغاني لم يزد على ما في أسد الغابة، فهو واحد ممن مضى في الأول. 4025 «2» - شرحبيل، والد عمرو «3» : ذكره ابن قانع وبقي بن مخلد في مسندة، وهو وهم، فأخرجا من طريق أبي معشر، عن عبد الوهاب، عن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده، قال: جاء رجل فقال: يا رسول اللَّه، رجل وجد على بطن امرأته رجلا فضربه بالسيف ... الحديث. قلت: والضمير في قوله: عن جده يعود على عمرو لا على عبد الوهاب، فشرحبيل   (1) في أشريك. (2) سقط سهوا الرقم 4024 عند الترقيم. (3) أسد الغابة ت 2414. طبقات ابن سعد 6/ 131: 145، الأخبار الموفقيات ت 44، طبقات خليفة 145، تاريخ خليفة 155، المحبر 305، التاريخ لابن معين 2/ 250، المصنف لابن أبي شيبة 13/ 15781، العلل لابن المديني 43، العلل لأحمد 1/ 98، التاريخ الكبير 4/ 228، التاريخ الصغير 79، تاريخ الثقات للعجلي 216، الثقات لابن حبان 4/ 352، المعارف 433، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، أنساب الأشراف 1/ 216، الشعر والشعراء 1/ 17، المعرفة والتاريخ 1/ 217، تاريخ أبي زرعة 1/ 205، مشاهير علماء الأمصار رقم 736، مروج الذهب 1826، أخبار القضاة لوكيع 2/ 187، المثلث للبطليوسي 2/ 370، الجرح والتعديل 4/ 332، ثمار القلوب 173، الثقات لابن شاهين رقم 533، حلية الأولياء 4/ 132، جمهرة أنساب العرب 425، الهفوات النادرة 83، ربيع الأبرار 1/ 233، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 113، الأسامي والكنى للحاكم 1/ 37، الإكمال لابن ماكولا 4/ 277، العقد الفريد 7/ 119، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 305، معجم البلدان 2/ 493، الكامل في التاريخ 2/ 562، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 243، وفيات الأعيان 2/ 460، تاريخ العظيمي 192، نهاية الأرب 21/ 228، تهذيب الكمال 12/ 435، العبر 1/ 89، تذكرة الحفاظ 1/ 59، تجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2696، سير أعلام النبلاء 4/ 100، المعين في طبقات المحدثين 33 رقم 206، الكاشف 2/ 8، دول الإسلام 1/ 56، طبقات الفقهاء للشيرازي 80، البداية والنهاية 9/ 22، مرآة الجنان 1/ 158، جامع التحصيل 282، الوافي بالوفيات 16/ 140، الأغاني 17/ 144، الزيارات للهروي 79، التذكرة الحمدونية 1/ 403، مختصر التاريخ 77، تهذيب التهذيب 4/ 328، النجوم الزاهرة 1/ 194، شذرات الذهب 1/ 85، تاريخ الإسلام 2/ 420. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 هو ابن سعيد بن سعد بن عبادة، والحديث لسعيد أو لأبيه سعد. وقد أخرجه أحمد في مسندة من مسند سعيد بن سعد بن عبادة، وساقه من طريق أبي معشر بهذا الإسناد. 4026 ز - شريح بن الحارث «1» : صوابه الحارث بن شريح. وقد تقدم. وقع مقلوبا عند عمر بن شبة. 4027- شريح «2» : بن عمرو الخزاعيّ. تقدم التنبيه عليه في الأوّل. 4028- شريح «3» : بن أبي وهب الحميري. قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يلبي، روى عنه محلم بن وداعة، هكذا أورده ابن عبد البر، وهو وهم نشأ عن تصحيف في اسم أبيه، والصواب شريح بن أبرهة كما تقدم مجودا، وكذا أورده ابن أبي حاتم عن أبيه. وقد يجوز أن يكون أبرهة يكنى أبا وهب. 4029- شريح اليافعيّ «4» : غاير في التجريد بينه وبين ابن أبرهة، وهو هو كما تقدم في الأول أنه تابعي. 4030- شريق، والد الأخنس: له ذكر في مسند أحمد بلا رواية. قلت: المذكور عند أحمد هو شريق والد حسنة «5» ، وقد ذكره قبل هذا، والأخنس والد شريق مات في الجاهلية وولده الأخنس كان حليف بني زهرة رهط آمنة أم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم بدر، ورجع بهم فلم يشهدوا القتال وأسلم. وقد تقدم في حرف الألف في الأول، وأنه ارتد بعد إسلامه، وأنه اختلف هل مات مسلما. 4031 ز- شريك بن شرحبيل: تقدم في شريك بن حنبل في الأول.   (1) الاستيعاب ت (1177) ، أسد الغابة ت (2420) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 256، أسد الغابة ت (2426) ، (3) الاستيعاب ت (1181) ، (4) طبقات ابن سعد 6/ 131، طبقات خليفة ت 1037، تاريخ البخاري 4/ 228، المعارف 433، المعرفة والتاريخ 2/ 586، الجرح والتعديل ت 2/ م 1/ 332، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ح 1 243، وفيات الأعيان 2/ 460، تهذيب الكمال 576، تاريخ الإسلام 3/ 160، العبر 1/ 89، تذكرة الحفاظ 1/ 55، البداية والنهاية 9/ 22، 74، تهذيب التهذيب 4/ 328، النجوم الزاهرة 1/ 194، طبقات الحفاظ للسيوطي 20، خلاصة تذهيب الكمال 165، شذرات الذهب 1/ 85. (5) في أحبيبة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 الشين بعدها العين 4032- شعبة بن التوأم الضّبي «1» : [ذكره خليفة فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من بني ضبة] «2» تابعي معروف، وقع له في مسند بقي بن مخلد وكتاب الصحابة لسعيد بن يعقوب حديث مرسل، فأخرجا من طريق مغيرة عن ابنه عنه أن قيس بن عاصم سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن الحلف، فقال: «لا حلف في الإسلام» . قال أبو موسى: أكثر من رواه قال فيه: عن شعبة، عن التّوأم، عن قيس بن عاصم. قلت: قال ابن أبي حاتم، عن أبيه ولد شعبة بن التّوأم في عهد عمر أو عثمان، وله رواية أيضا عن ابن عباس. وقال أبو أحمد العسكريّ: روايته عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلة. قال: وروايته في مسند جرير بن عبد الحميد في الوحدان، وهو وهم، وكان مولده في عهد عمر. 4033 ز- شعيب بن زريق «3» : بتقديم الزاي المضمومة الكلفي، بضم الكاف وفتح اللّام. ذكره ابن قانع في الصحابة، وساق من طريق شهاب بن خراش عن شعيب بن زريق الكلفي. قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «يا أيّها النّاس، لن تطيقوا كلّ ما أمرتم به فسدّدوا ويسّروا» . قلت: هذا خطأ نشأ عن سقط، والصواب عن شعيب بن زريق الطائفي قال: كنت جالسا إلى رجل يقال له الحكم بن حزن الكلفي، قال: قدمنا ... إلى آخره، كذلك أخرجه أبو داود وأبو يعلى وغيرهما، ومضى على الصواب في الحاء، فسقط من الطائفي «4» إلى حزن، فصارت ابن زريق الكلفي إلى آخره، فخرج من ذلك أن لشعيب صحبة. وليس كذلك، بل هو تابعيّ قليل الحديث صدوق. لم يرو عنه إلا شهاب. وقد أورده هو في حرف الحاء من وجه آخر، عن شهاب بن خراش، عن شعيب بن   (1) الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1605، تجريد أسماء الصحابة 1/ 258- بقي بن مخلد 157- التلقيح 381- الطبقات 39، 128، التاريخ الكبير 4/ 243، أسد الغابة ت 2442. (2) سقط في ط. (3) في أالمنقوطة. (4) في أالكلفي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 زريق، سمعت شيخا يقال له الحكم بن حزن الكلفي له صحبة، قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر الحديث، وفي آخره: وقال: «يا أيّها النّاس لن تطيقوا» . فذكره. 4034 ز- شعيب العنبريّ: ذكره ابن قانع في الصحابة، وهو [آخر] «1» اسم عنده في حرف الشين المعجمة، فقال: حدثنا محمد بن يونس، حدثنا الأزرق بن هارون، حدثنا شعيب بن عبد اللَّه بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قضى بشاهد ويمين، وهذا خطأ فاحش. وشعيب بن عبد اللَّه آخره ثاء مثلثة لا موحدة، واسم جدّه زبيب، بزاي وموحدتين مصغّرا. وقد أخرجه ابن قانع عن محمد بن يونس بهذا الإسناد على الصّواب في حرف الزّاي قبل الزبرقان «2» وبعد زرعة، وضبط شعيث بن عبد اللَّه بالمثلثة، وساق نسبه في روايته المذكورة، فقال: عن شعيث بن عبد اللَّه بن زبيب بن ثعلبة العنبريّ. وأخرجه مطولا من وجه آخر عن شعيث. وتقدم ذكر زبيب في حرف الزّاي على الصّواب. وللَّه الحمد. 4035- شعيث: آخره مثلثة أيضا، ابن شداد. أرسل حديثا فظنه بعضهم صحابيا، وجزم ابن أبي حاتم بأنه مرسل، روى له أبو بكر ابن أبي سبرة. الشين بعدها الفاء 4036 ز- شفيّ: بالفاء مصغرا، ابن ماتع «3» ، بمثناة مكسورة، الأصبحيّ، أبو عثمان. مشهور في التابعين. ذكره ابن شاهين والطّبراني وغيرهما لحديث أرسله، فأخرجوا من طريق ثعلبة بن مسلم، عن أيوب بن بشير العجليّ، عن شفيّ بن ماتع- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «أربعة يؤذون أهل النّار على ما بهم من الأذى ... » الحديث. ومن هذا الوجه مرفوعا: «إنّ في السّماء أربعة أملاك ينادون من أقصاها إلى أدناها، يا   (1) سقط في أ. (2) في أالزبرقان. (3) أسد الغابة ت 2444، الطبقات 294، 311، تقريب التهذيب 1/ 353- تهذيب التهذيب 4/ 360- تهذيب الكمال 2/ 578- الكاشف 2/ 14، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1704- بقي بن مخلد 862- تجريد أسماء الصحابة 1/ 258، حسن المحاضرة 1/ 209- الوافي بالوفيات 16/ 170- التاريخ الكبير 4/ 266. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 صاحب الخير أبشر، يا صاحب الشّرّ أقصر ... » الحديث. أخرجه ابن شاهين. قلت: وأورد حديثه بقي بن مخلد في مسندة أيضا، ولم أر له رواية عن صحابيّ إلا عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وحديثه عنه في السنن، وجزم بأنه تابعي وأن حديثه «1» مرسل البخاريّ وابن حبّان وأبو حاتم الرازيّ وغيرهم. [4037- شويس: آخره سين مهملة بالتصغير، أبو الرماد تقدم في آخر الثالث] «2» . الشين بعدها الياء 4038- شيبان بن محرز: الحنفي اليماميّ، والد علي بن شيبان. تقدم بيان غلط ابن قانع فيه، ويأتي في طلق من حرف الطاء بيان غلط له آخر. وقال ابن عبد البر: شيبان والد علي «3» ، حديثه يدور على محمد بن جابر. 4039- شيبان الأسلميّ: عمّ حرملة بن عمرو. ذكره البغويّ، وقال: زعم أبو يوسف العلويّ «4» أن اسم عمّ حرملة شيبان. وقال: غيره اسمه سنان «5» ، بكسر المهملة ثم نون. قلت: وهو صحيح كما مضى بيانه في القسم الأول من السين المهملة. 4040- شيبان الأنصاري «6» : أفرده ابن مندة عن شيبان بن مالك السلمي الأنصاريّ، وهو كما ثبت ذلك في ترجمته. 4041- شيبة المهريّ: ذكره ابن قانع، كذا استدركه ابن الأمين، وتبعه الذهبي، وهو وهم نشأ عن سقط، وذلك أنّ الصواب أبو شيبة، فسقطت أداة الكنية. وقد ذكر الدّارقطنيّ في «العلل» أنّ حماد بن سلمة روى عن عبد الكريم «7» بن عمير عن أبي شيبة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ثلاث يصفين لك ودّ أخيك ... » «8» الحديث.   (1) في أوأنه حديث مرسل. (2) هذه الترجمة سقط في ط. (3) في أوالذهلي. (4) في ج: العلوسي. (5) في أاسمه سنان أي بكسر المهملة. (6) في أأورده. (7) في أعبد الملك. (8) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 85 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبد الملك بن عمير وهو ضعيف والحاكم في المستدرك 3/ 429، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 520. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 قال: ورواه موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، وعن شيبة بن عثمان عن عمه فإن كان حفظه فقد جوده. 4042 ز- شيبة الخير: ذكره ابن قانع، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وذلك أنه أورد من طريق المعلى بن زياد النبال: حدثني جدي عن شيبة الخير، وكانت له صحبة، قال: دخل علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن نأكل في قصعة، فقال: «من أكل في قصعة ثمّ لحسها استغفرت له» . وهذا الحديث إنما هو عن نبيشة، بنون ثم موحدة ثم معجمة مصغّرا، وهو عند الترمذيّ وابن ماجة من هذا الوجه على الصّواب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 حرف الصاد المهملة القسم الأول الصاد بعدها الألف 4043- صالح الأنصاري «1» : من بني سالم. ذكره أبو نعيم في «الصحابة» ، وروى أبو يعلى من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدريّ، عن أبيه، عن جده، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فمر بقرية» بني سالم، فهتف برجل من أصحابه يقال له صالح، فخرج إليه ... الحديث في قوله: «الماء من الماء» «3» . وهذا الحديث في الصحيح من طريق أبي صالح عن أبي سعيد، ولم يسمّ الرجل، واسمه عبد الغني في المبهمات، واستدل بهذا الحديث من طريق أبي يعلى. وإسناده حسن. وقد روى الباورديّ من طريق محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد بدرا، وشهد صفين مع علي : صالح الأنصاريّ، فما أدرى هو ذا أو غيره. 4044- صالح بن عدي: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم هو شقران. تقدم. 4045- صالح بن عبد اللَّه: النحّام. يأتي في نعيم. 4046- صالح القرظيّ «4» : سار من مصر إلى المدينة مع مارية القبطية، كذا ذكره ابن الأثير مختصرا. والصواب القبطي. قلت: أخذه من ترجمة مارية من المعرفة لأبي نعيم، فإنه أخرج من طريق يعقوب بن محمد، عن مجاشع بن عمرو، عن الليث، عن الزهري، حدثني أنس أن صالحا القبطي   (1) أسد الغابة ت 2470. (2) في أبقرب بني سالم. (3) أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1864. (4) أسد الغابة ت 2473. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 خرج مع مارية ولم يهده المقوقس، وإنما كان اتبعها من قريتها، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أنزلها منزل أبي أيوب. ومجاشع ضعيف. 4047- صالح بن المتوكل «1» : مولى مازن بن الغضوبة. قال ابن مندة: روى علي بن حرب، عن الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه عن جده، قال: كان أبي أبو كثير رجلا وسيما جميلا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لمازن: «من هذا الّذي معك؟» قال: هذا غلامي صالح بن المتوكل. قال: «استوص به خيرا» . فأعتقه عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال ابن مندة: قتل صالح هو ومولاه مازن في خلافة عثمان ببرذعة «2» . 4048- صالح غير منسوب «3» : روى ابن مندة من طريق العرزميّ، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء رجل يقال له صالح بأخيه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، أريد أن أعتق أخي هذا. فقال: «إنّ اللَّه قد أعتقه حين ملكته» . إسناده ضعيف جدا. وأخرجه الدّارقطنيّ من طريق العرزميّ، وقال العرزميّ: تركه ابن المبارك والقطّان وابن مهديّ. والكلبي هو القائل: كل ما حدثت عن أبي صالح كذب. قلت: ولكن وجدت له طريقا أخرى، قال زكريا الساجي: حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا حفص بن سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مولى يقال له صالح، فاشترى أخا له مملوكا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «قد عتق عليه حين ملكه» ، وابن أبي ليلى هو محمد، سيّئ الحفظ، وحفص بن سليمان هو القاري واهي الحديث، وسليمان بن داود إن يكن الشاذكوني فمعروف الحال، وإلا فلينظر فيه. وقال البيهقيّ: حفص ضعّفه شعبة، وأحمد ويحيى، وغيرهم من أئمة الحديث.   (1) أسد الغابة ت 2474. (2) برذغة: وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة والعين مهملة عند الجميع بلد من أقصى أذربيجان، كان أول من أنشأ عمارتها قباذ الملك وهي في سهل من الأرض، عمارتها بالآجر والجص. انظر معجم البلدان 1/ 451، (3) أسد الغابة ت 2476. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 4049 ز- صامت «1» : مولى حبيب بن خراش حليف الأنصار. زعم ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا هو ومولاه، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير. الصاد بعدها الباء 4050 ز - صباح: بضم أوله، ابن العباس العبديّ، أحد الوفد مع الجارود، وأظنه أخا صحار بن العباس الآتي قريبا. ذكر وثيمة في الردة أنه شيع أبان بن سعيد لما بلغهم موت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم حتى ورد على أبي بكر في ثلاثين من قومه، وفي ذلك يقول أبان: جزى الجارود خيرا ... عن أبان بن سعيد وصباح وأخوه ... هرم خير عميد [مجزوء الرمل] وذكر الطّبريّ عن سيف أن خالد بن الوليد أرسل بخمس ما ظفر به من بني تغلب مع صباح، فما أدري أراد هذا أم لا. 4051- صباح: مولى العباس بن عبد المطلب. روى عمر بن شبة، من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن عمر بن عبد العزيز، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم استعمل صباحا مولى العباس بن عبد المطلب، فأعطاه عمالته. وقرأت في المبهمات لابن بشكوال قال: قرأت بخط ابن حبان قال: ذكر عبد اللَّه بن حسين الأندلسي في كتابه في الرجال عن عمر بن عبد العزيز أن المنبر عمله صباح مولى العباس. 4052 ز- صبرة: بفتح أوله وكسر ثانيه، والد لقيط بن صبرة. ذكره ابن شاهين في الصحابة، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق، حدثني جدي إسحاق بن بهلول، حدثنا محبوب، عن إسماعيل بن مسلم المكيّ، عن عبادة بن كثير، عن أبي هاشم، عن لقيط بن صبرة، قال: قال صبرة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا تحسبنّ» ولم يقل: ولا تحسبنّ- يعني بفتح السين- قال: فأخبرت عبد اللَّه بن كثير المكيّ، فقال: واللَّه لا أدعها حتى أموت. قلت: عبادة والرّاوي عنه ضعيفان، والحديث مخرج في السنن وصحيح ابن حبان   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 262، التحفة اللطيفة 2/ 237، أسد الغابة ت 2478. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 وغيرهما من طرق عن أبي هاشم، عن لقيط بن صبرة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليس فيه: قال: قال صبرة. وهو طرف من حديث طويل في قصة وقعت للقيط مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وهي مذكورة في ترجمته في حرف اللام، فإن كان عبادة حفظه فلعل صبرة كان مع ولده لما وفد، ويغلب على ظني أنه غلط، لكن كتبته هنا للاحتمال. 4053- صبيح «1» : بالتصغير، مولى أم سلمة. روى الطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة، عن جده صبيح، قال: كنت بباب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فجاء علي وفاطمة والحسن والحسين، فجلسوا، فجاء النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فجللهم بكساء له خيبري ... الحديث، وقال: لا يروى عن صبيح إلا بهذا الإسناد، وقد رواه السدي عن صبيح عن زيد بن أرقم. قلت: صبيح شيخ السدي، وصفوه بأنه مولى زيد بن أرقم، وأنه تابعي، فإن كانت رواية إبراهيم محفوظة فهما اثنان، وكلام أبي حامد يقتضي أنهما واحد. 4054 ز- صبيح، مولى أسيد: ذكره يعقوب بن شيبة في مسندة من طريق ابن جريج، عن عكرمة في قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ... [الأنعام: 52] الآية. قال: منهم صبيح مولى أسيد، وهو عند سعد بن داود في تفسيره، عن حجاج، عن ابن جريج، وفيه: كانوا ثلاثة: عمار بن ياسر، وسالم مولى أبي حذيفة، وصبيح. 4055- صبيح «2» : مولى أبي العاص بن أمية، ويقال مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص. وهو قول الأكثر. وذكره ابن إسحاق في «المغازي» ، وقال: خرج إلى بدر، فمرض فحمل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على بعيره أبا سلمة بن عبد الأسد، ثم شهد المشاهد بعدها. وحكى ابن سعد أنه هو الّذي حمل أبا أسامة «3» ، وذكره ابن ماكولا. 4056 ز- صبيح: بالتصغير، والد أبي الضّحى مسلم بن صبيح. وقال: وهو مولى سعيد بن العاص. قلت: وهو عندي غير هذا. وقال أبو حاتم: صبيح مولى العاص ذكر بعض الناس أنه   (1) أسد الغابة ت 2481. (2) أسد الغابة ت 2479، الاستيعاب ت 1239. (3) في أأبا سلمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 تجهز إلى بدر، فذكر نحو ما قال ابن إسحاق، وذكره ابن ماكولا. 4057 ز- صبيح، «1» مولى حويطب: بن عبد العزى. قال ابن السّكن وابن حبّان: يقال له صحبة. وقال البخاري في «تاريخه» عبد اللَّه بن صبيح عن أبيه: كنت مملوكا لحويطب- هو خال محمد بن إسحاق. انتهى. وروى ابن السّكن والباورديّ من طريق ابن إسحاق عن خاله، عن عبد اللَّه بن صبيح عن أبيه، وكان جد ابن إسحاق أبا أمه، قال: كنت مملوكا لحويطب فسألته الكتابة ففيّ أنزلت: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ ... [النور: 33] الآية. قال ابن السكن: لم أر له ذكرا إلا في هذا الحديث. 4058- صبيحة «2» : بن الحارث بن حميد بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيميّ. من مسلمة الفتح، وهو أحد من بعثه عمر لتحديد أنصاب الحرم. وسيأتي ذكر ابنه عبد الرحمن، ذكره أبو عمر. قال الفاكهيّ، عن الزّبير بن بكار نحوه، لكن قال: جبلة بدل حميد، وروايته «3» في الأصل المعتمد منه مضبوطا بالتصغير، قال: وكان عمر قد دعاه إلى صحبته في سفر خرجه إلى مكة، فوافقه، وكذا ذكره الرشاطي كالفاكهي. وهو في كتاب النسب للزبير بن بكار «4» . وهو الصواب في اسم جده. 4059 ز- صبيرة: بن سعد بن سهم. يأتي في الثالث. الصاد بعدها الحاء 4060 ز- صحار «5» : بن صخر- في الّذي بعده. 4061- صحار بن العباس «6» : ويقال بتحتانية وشين معجمة، ويقال عابس، حكاهما   (1) أسد الغابة ت 2480. (2) أسد الغابة ت 2482، الاستيعاب ت 1240. (3) في أورأيته. (4) في أكذلك. (5) الاستيعاب ت 1241. (6) أسد الغابة ت 2483، الثقات 3/ 194، تجريد أسماء الصحابة 1/ 263- رجال السند والهند 2/ 335- حسن المحاضرة 1/ 209، ذيل الكاشف 666- العقد الثمين 64- التاريخ الكبير 4/ 327- الأعلام 3/ 201، الجرح والتعديل 4/ 2006، 2007- تلقيح فهوم أهل الأثر 372- كتاب الطبقات 85، 61، الطبقات الكبرى 5/ 562، 7/ 87- تبصير المشتبه 3/ 902- بقي بن مخلد 284. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 أبو نعيم. ويقال ابن صخر بن شراحيل بن منقذ بن عمرو بن مرة العبديّ. قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن السكن: له صحبة، حديثه في البصريين، وكان يكنى أبا عبد الرحمن بابنه. وقال ابن حبّان: صحار بن صخر، ويقال له صحار بن العباس، له صحبة، سكن البصرة ومات بها، وروى أحمد وأبو يعلى والبغوي والطبراني من طريق يزيد بن الشّخير، عن عبد الرحمن بن صحار العبديّ، عن أبيه: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا تقوم السّاعة حتّى يخسف بقبائل من بني فلان وبني فلان» «1» ، قال: فعرفت أنّ بني فلان من العرب، لأن العجم إنما تنسب إلى قراها. لفظ أبي يعلى. وفي رواية البغوي، عن عبد الرحمن بن صحار، وكان من عبد القيس، قال البغوي: لا أعلمه روى غير هذا. وروى ابن شاهين له بهذا الإسناد أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني رجل مسقام، فأحبّ أن تأذن لي في جرّة أنتبذ فيها. وأورد له حديثا آخر بسند ضعيف. وأخرج البغويّ من طريق خلدة بنت طلق: حدثني أبي أنه كان عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فجاء صحار عبد القيس، فقال: يا رسول اللَّه، ما ترى في شراب نصنعه في أرضنا ... الحديث. وروى عنه أيضا ابنه جعفر بن صحار، ومنصور، بن أبي منصور وجيفر بن الحكم. وقال ابن حبّان في الصّحابة: مات بالبصرة. قلت: ولصحار أخبار حسان، وكان بليغا مفوّها، ذكر الجاحظ في الحيوان أنه قيل له: ما يقول الرّجل لصاحبه عند تذكيره إياه أياديه وإحسانه؟ قال: يقول: أما نحن فإنّا نرجو أن نكون قد بلغنا من أداء ما يجب لك علينا مبلغا مرضيا. قال صحار: وكانوا يستحبون أن يدعوا للقول متنفسا، وأن يتركوا فيه فضلا، أن يتجافوا عن حقّ إن أرادوه، ولم يمنعوا منه.   (1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 483 عن عبد الرحمن بن صحار العبديّ عن أبيه ... الحديث. والطبراني في الكبير 8/ 87، وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 41، والحاكم في المستدرك 4/ 445، عن عبد الرحمن بن صحار العبديّ عن أبيه بلفظه قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 11، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38721، 39734، وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 61. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 وقال الجاحظ في كتاب البيان: قال معاوية لصحار: ما البلاغة؟ قال: الإيجاز. قال: ما الإيجاز؟ قال: ألا تبطئ ولا تخطىء. وقال الرّشاطيّ: ذكر أبو عبيدة أنّ معاوية قال لصحار: يا أزرق. قال: القطامي أزرق. قال: يا أحمر. قال: الذّهب أحمر. قال: ما هذه البلاغة فيكم؟ قال: شيء يختلج في صدورنا فنقذفه كما يقذف البحر بزبده. قال: فما البلاغة؟ قال: أن تقول فلا تبطئ وتصيب فلا تخطىء. وقال محمّد بن إسحاق النّديم في «الفهرست» روى صحار عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم حديثين أو ثلاثة، وكان عثمانيا أحد النّسابين والخطباء في أيام معاوية، وله مع دغفل النسابة محاورات. وقال الرّشاطيّ: كان ممن طلب «1» بدم عثمان. وروى ابن شاهين، من طريق حسين بن محمّد، حدّثنا أبي، حدّثنا جيفر بن الحكم العبديّ، عن صحار بن العبّاس، ومزيدة بن مالك في نفر من عبد القيس، قالوا: كان الأشجّ أشجّ عبد القيس، واسمه المنذر بن عائذ بن الحارث بن المنذر بن النّعمان العصري صديقا لراهب ينزل بدارين «2» ، فكان يلقاه في كل عام، فلقيه عاما بالزّارة «3» ، فأخبر الأشجّ أنّ نبيا يخرج بمكّة، يأكل الهديّة ولا يأكل الصّدقة، بين كتفيه علامة يظهر على الأديان، ثم مات الرّاهب، فبعث الأشجّ ابن أخت له من بني عامر بن عصر، يقال له عمرو بن عبد القيس، وهو على بنته أمامة بنت الأشجّ، وبعث معه تمرا ليبيعه، وملاحف، وضمّ إليه دليلا يقال له الأريقط، فأتى مكّة عام الهجرة، فذكر القصّة في لقيه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وصحة العلامات، وإسلامه، وأنه علمه الحمد و «اقرأ باسم ربّك» ، وقال له: ادع خالك إلى الإسلام. فرجع وأقام دليله بمكّة، فدخل عمرو منزله، فسلم، فخرجت امرأته إلى أبيها، فقالت له: إن زوجي صبأ، فانتهرها وجاء الأشجّ فأخبره الخبر، فأسلم الأشج، وكتم الإسلام حينا، ثم   (1) في ج: يوم. (2) دارين: فرصة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند والنسبة إليها داريّ وفي كتاب سيف، أن المسلمين، اقتحموا دارين البحر مع العلاء بن الحضرميّ فأجازوا ذلك الخليج بإذن اللَّه جميعا يمشون على مثل رملة ميناء فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل فالتقوا وقتلوا وسبوا فبلغ منهم الفارس ستة آلاف والراحل ألفين. انظر معجم البلدان 2/ 492. (3) الزارة: عين الزارة بالبحرين معروفة، والزارة: قرية كبيرة بها. والزارة أيضا: من قرى طرابلس الغرب. والزارة: كورة بالصعيد قرب قعط. انظر: مراصد الاطلاع. 2/ 654. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 خرج في ستة عشر رجلا من أهل هجر، منهم من بني عصر: عمرو بن المرحوم بن عمرو. وشهاب بن عبد اللَّه بن عصر، وحارثة بن جابر، وهمام بن ربيعة، وخزيمة بن عبد عمرو. ومنهم من بني صباح: عقبة ابن حوزة، ومطر العنبري، أخو عقبة لأمه. ومن بني عثمان: منقذ بن حبّان، وهو ابن أخت الأشجّ أيضا، وقد مسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وجهه. ومن بني محارب: مزيدة بن مالك، وعبيدة بن همام. ومن بني عابس بن عوف: الحارث بن جندب. ومن بني مرة: صحار بن العبّاس، وعامر بن الحارث، فقدموا المدينة، فخرج النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الليلة التي قدموا في صبحها، فقال: «ليأتينّ ركب من قبل المشرق، ولم يكرهوا على الإسلام، لصاحبهم علامة» . فقدموا فقال: «اللَّهمّ اغفر لعبد القيس» «1» ، وكان قدومهم عام الفتح، وشخص النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إلى مكّة ففتحها، ثم رجع إلى المدينة، فكتب عهدا للعلاء بن الحضرميّ، واستعمله على البحرين، وكتب معه إلى المنذر بن ساوى، فقدموا فبنوا البيعة مسجدا، وأذّن لهم طلق بن عليّ ... فذكر الحديث بطوله. وبعثه الحكم بن عمرو الثّعلبي بشيرا بفتح مكران، فسأله عمر عنها، فقال: سهلها جبل، وماؤها وشل، وتمرها دقل، وعدوها بطل، فقال: لا يغزوها جيش ما غربت شمس أو طلعت. 4062- صحار بن عبد القيس: لعله الّذي قبله نسب إلى جدّه الأعلى. أخرج أحمد في كتاب «الأشربة» التي وقع لنا من طريق أبي القاسم البغويّ عنه، قال: حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا ملازم بن عمرو السحيمي، حدّثنا سراج بن عقبة، عن عمته خلدة بنت طلق، قالت: حدّثني أبي طلق أنه كان عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جالسا فجاء صحار بن عبد القيس، فقال: يا رسول اللَّه، ما ترى في شراب نصنعه «2» بأرضنا من ثمارنا ... الحديث. وقد أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في مسند أبيه، فقال: وجدت بخط أبي وفي روايته: فجاء صحار عبد القيس بالإضافة ليس بينهما لفظة ابن، فتقوّى بهذا أنه الأوّل. وكذا أخرجه الطّبرانيّ في المعجم الكبير من وجه آخر عن ملازم، وينبغي أن يحوّل هذا إلى القسم الرّابع. [4063- صحار بن صخر:   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 60 عن أبي خيرة الصباحي. (2) في أنصيبه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزي في الصّحابة الذين شهدوا فتح مصر، ولعله الّذي قبله، فقد قيل في اسم والده صخر] «1» . الصاد بعدها الخاء 4064 ز- صخر بن أميّة «2» : بن خنساء بن عبيد بن عديّ الأنصاريّ. ذكر يحيى بن سعيد الأمويّ في «المغازي» ، عن ابن إسحاق، أنه شهد بدرا. ولو وقع في تفسير الثّعلبي أنّ صخر بن خنساء واقع امرأته في رمضان، فأنزل اللَّه الكفّارة. والمشهور أن صاحب قصّة الوقاع سلمة بن صخر، فلعله تحريف في الرّواية المذكورة. واللَّه أعلم. 4065- صخر بن جبر الأنصاريّ «3» : قال أبو موسى: ذكره الطبريّ «4» ، ولم يخرج له شيئا. وذكره سعيد بن يعقوب من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه، عن الحسن، بن سالم [عن رجاله] «5» ، قال: قال صخر بن جبر «6» : قدمنا لأربع مضين من ذي الحجّة مهلّين بالحجّ، فأمرنا النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فنقضنا حجّنا وجعلناه عمرة ... الحديث. وروى الطّبراني من طريق جبر بن صخر عن أبيه أنه كان حارس النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم .... فذكر حديثا، فيحتمل أن يكون هو هذا. وافق اسم أبيه كنيته. 4066- صخر بن حرب: بن أمية «7» بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو سفيان القرشيّ الأمويّ.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2484. (3) أسد الغابة 913- تجريد أسماء الصحابة 1/ 363. (4) في أالطبراني. (5) في أ: بن سالم. (6) في أبن حرب. (7) تهذيب الكمال 603، تاريخ الإسلام 2/ 97، العبر 1/ 31، تهذيب التهذيب 4/ 411، 412- خلاصة تذهيب الكمال 172، شذرات الذهب 1/ 30، 37، تهذيب ابن عساكر 6/ 390، 409، طبقات خليفة 10، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 4/ 310، المعارف 73، 74، 125، 3- 167، الجرح والتعديل 4/ 426، ابن عساكر 8/ 119- 2، جامع الأصول 9/ 106، أسد الغابة ت 2486، الاستيعاب ت 1211. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 مشهور باسمه وكنيته، وكان يكنى أيضا أبا حنظلة، وأمه صفيّة بنت حزن الهلالية، عمة ميمونة زوج النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان أسنّ من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعشر سنين. وقيل غير ذلك بحسب الاختلاف في سنة «1» موته. وهو والد معاوية. أسلم عام الفتح، وشهد حنينا والطّائف، كان من المؤلفة، وكان قبل ذلك رأس المشركين يوم أحد ويوم الأحزاب، ويقال: إن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم استعمله على نجران، ولا يثبت. قال الواقديّ: أصحابنا ينكرون ذلك، ويقولون: كان أبو سفيان بمكّة وقت وفاة النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان عاملها حينئذ عمرو بن حزم. وذكر ابن إسحاق أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وجّهه إلى مناة فهدمها، وتزوّج النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم ابنته أم حبيبة قبل أن يسلم، وكانت أسلمت قديما، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة، فمات هناك. وقد روى أبو سفيان عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه ابن عبّاس، وقيس بن حازم، وابنه معاوية. قال جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن ثابت البناني: إنما قال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» «2» ، لأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا آوى بمكّة دخل دار أبي سفيان، رواه ابن سعد. وروى ابن سعد أيضا بإسناد صحيح عن عكرمة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أهدى إلى أبي سفيان بن حرب تمر عجوة، وكتب إليه يستهديه أدما مع عمرو بن أميّة، فنزل عمرو على إحدى امرأتي أبي سفيان، فقامت دونه، وقبل أبو سفيان الهديّة، وأهدى إليه أدما. وروى ابن سعد من طريق أبي السّفر، قال: لما رأى أبو سفيان الناس يطئون عقب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حسده، فقال في نفسه: لو عاودت الجمع لهذا الرجل. فضرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في صدره، ثم قال: «إذا يخزيك اللَّه» . فقال: أستغفر اللَّه وأتوب إليه، واللَّه ما تفوّهت به، ما هو إلا شيء حدّثت به نفسي. ومن طريق أبي إسحاق السّبيعي نحوه. وقال: ما أيقنت أنك رسول اللَّه حتى السّاعة.   (1) في أسبب. (2) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1405 عن أبي هريرة بزيادة في أوله وآخره كتاب الجهاد (32) باب فتح مكة (31) حديث رقم (84/ 1780) . وأبو داود في السنن 2/ 177 عن ابن عباس ... كتاب الخراج والفيء والامارة. باب ما جاء في خبر مكة حديث رقم 3021، 3022. وأحمد في المسند 2/ 292، 538، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 34، 9/ 117. والطبراني في الكبير 8/ 9، وابن أبي شيبة في المصنف 14/ 475. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 ومن طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال: قال أبو سفيان في نفسه: ما أدري بما يغلبنا محمد! فضرب في ظهره وقال: «باللَّه يغلبك» . فقال: أشهد أنك رسول اللَّه. وروى الزّبير بن بكّار، من طريق إسحاق بن يحيى، عن أبي الهيثم، عمن أخبره أنه سمع أبا سفيان بن حرب يمازح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بيت بنته أم حبيبة، ويقول: واللَّه إن هو إلا أن تركتك فتركتك العرب، إن انتطحت فيك جمّاء ولا ذات قرن. ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يضحك. ويقول: «أنت تقول ذلك «1» يا أبا حنظلة» !. وروى» الزّبير من طريق سعيد بن عبيد الثّقفيّ، قال: رميت أبا سفيان يوم الطّائف فأصبت عينه، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل اللَّه. قال: «إن شئت دعوت فردّت عليك، وإن شئت فالجنّة» «3» . قال: الجنّة. وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد بإسناد صحيح، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه، قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول: يا نصر اللَّه اقترب. قال: فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد. ويقال: فقئت عينه يومئذ. وروى يعقوب أيضا من طريق ابن إسحاق، عن وهب بن كيسان، عن ابن الزّبير، قال: كنت مع أبي عام اليرموك، فلما تعبّى المسلمون للقتال لبس الزّبير لأمته، ثم جلس على فرسه، وتركني، فنظرت إلى ناس وقوف على تلّ يقاتلون مع الناس، فأخذت ترسا، ثم ذهبت فكنت معهم، فإذا أبو سفيان في مشيخة من قريش، فجعلوا إذا مال المسلمون يقولون: أيّده ببني الأصفر، وإذا مالت الروم قالوا: يا ويح بني الأصفر. وهذا يبعده ما قبله، والّذي قبله أصحّ «4» . وروى البغويّ بإسناد صحيح عن أنس أنّ أبا سفيان دخل على عثمان بعد ما عمي وغلامه يقوده. وروى الأزرقيّ من طريق علقمة بن نضلة أن أبا سفيان بن حرب قام على ردم المرأتين «5» ، ثم ضرب برجله، فقال: سنام الأرض، إن له سناما يزعم ابن فرقد أني لا   (1) في أذاك. (2) في أوأورد. (3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 138 وابن عساكر في تاريخه 6/ 408. (4) في أأصح سندا. (5) في أالحدابين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 أعرف حقّي من حقّه، لي بياض المروة «1» ، وله سوادها. فبلغ عمر، فقال: إن أبا «2» سفيان لقديم الظّلم، ليس لأحد حقّ إلا ما أحاطت عليه جدرانه. قال عليّ بن المدينيّ: مات لستّ خلون من خلافة عثمان. وقال الهيثم: لتسع خلون. وقال الزّبير: في آخر خلافة عثمان. وقال المدائنيّ: مات سنة أربع وثلاثين. وقيل: مات أبو سفيان سنة إحدى، وقيل اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. وقيل: مات سنة أربع وثلاثين. وقيل عاش ثلاثا وتسعين سنة. وقال الواقديّ: هو ابن ثمان وثمانين. وقيل غير ذلك. 4067 - صخر «3» بن سليمان «4» : ذكر ابن مندة من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس- أنه من جملة البكّاءين الذين نزلت فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ... [التوبة: 92] الآية. 4068- صخر «5» : بن صعصعة الزّبيدي، أبو صعصعة. ادّعى الهيثم بن سهل أحد المتروكين أنه جدّ له، وأن أباه سهل بن عبد اللَّه بن بحر بن [شتر بن مدركة] «6» بن صخر بن معاوية «7» ثم روى من طريق واهية مجهولة الرواة أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال لصخر بن صعصعة «8» صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ناد في النّاس، لا يصحبنا مضعف» «9» [ولا مصعب] «10» ذكره ابن مندة. 4069- صخر بن العيلة «11» : بفتح المهملة وسكون التّحتانية، ابن عبد اللَّه بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن أسلم بن أحمس البجلي الأحمسيّ.   (1) في أالمروع، وفي ج: المروءة. (2) في ألأبي سفيان. (3) أسد الغابة ت 2487. (4) في ألأبي سفيان. (5) في أبن سلمان. (6) أسد الغابة ت 1488. (7) في أبسر بن مدرك. (8) في أصعصعة. (9) في ألا يصحبنا ضعيف ولا مضعف. (10) سقط في أ. (11) أسد الغابة ت 2490، الاستيعاب ت 1212، الثقات 3/ 193، تجريد أسماء الصحابة 1/ 263- الكاشف 2/ 26- تهذيب التهذيب- الطبقات 118، خلاصة تذهيب 1/ 466- تهذيب الكمال 2/ 603- التاريخ الكبير 4/ 310- الإكمال 2/ 279، 6/ 307، تقريب التهذيب 1/ 365- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1871- الوافي بالوفيات 16/ 289، تلقيح فهوم أهل الأثر 381- الطبقات الكبرى 6/ 31- تبصير المشتبه 3/ 912- بقي بن مخلد 823. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 [قال ابن السّكن] «1» قال ابن ماكولا: كنيته أبو حازم: وقال أبو عمر: يقال إن العيلة أمه. ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، وقال: روى أحاديث. وقال البغويّ: سكن الكوفة. وأخرج أبو داود حديثه من طريق أبان بن عبد اللَّه بن أبي حازم، عن عمه عثمان، عن أبيه، عن جدّه صخر بن العيلة- أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم غزا ثقيفا ... فذكر طرفا من الحديث. وأورده الفريابيّ في مسندة «2» مطوّلا، والبغويّ، وهو عند ابن شاهين من طريق. [وأوله أخذت عمة المغيرة فقدمت بها إلى المدينة، فقام المغيرة فقال: يا رسول اللَّه، عمّتي عند صخر. فقال: «يا صخر، إنّ الرّجل إذا أسلم أحرز أهله» «3» . فردّ على الرّجل عمّته. قال البغويّ: رواه أبو أحمد عن أبان، فقال عن صخر، ومعمر وغير واحد قالوا: عن أبي حازم عن صخر. والصّواب عندهم رواية أبي نعيم] «4» قال البغوي «5» ليس له غيره. وأخرج البغويّ من طريق أبي نعيم، عن أبان بن عبد اللَّه: حدّثنا عثمان بن أبي حازم عمّي «6» عن صخر، وروى أحمد عنه أن قوما من بني سليم فرّوا عن أرضهم حين جاء الإسلام فأخذتها فأسلموا، فخاصموني فيها إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فردّها «7» عليهم، وقال: إذا أسلم الرّجل فهو أحقّ بأرضه وماله «8» . [وهذا القدر طرف من الحديث الأول] «9» . 4070- صخر بن قدامة «10» : العقيلي.   (1) سقط في أ. (2) في أفي مسندة والبغوي مطولا. (3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 467، وابن سعد في الطبقات 6/ 19، والبخاري في التاريخ الكبير 4/ 310، والطبراني في الكبير 8/ 30، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 114، وأورده الزيلعي في نصب الراية 3/ 411. (4) سقط في أ. (5) في أ: قال البغوي، وابن السكن. (6) في أعمر. (7) في أودعا عليهم. (8) أخرجه أحمد في المسند 4/ 310 عن صخر بن عيلة. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 395، وعزاه إلى أحمد في المسند. (9) سقط في أ. (10) أسد الغابة ت 2491، الاستيعاب ت 1213، الوافي بالوفيات 16/ 290، تجريد أسماء الصحابة 1/ 264. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 روى الطّبرانيّ وابن شاهين من طريق حماد بن زيد، عن أيّوب، عن الحسن، عن صخر بن قدامة العقيليّ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يولد بعد مائة سنة مولود للَّه فيه حاجة» «1» قال أيوب: فلقيت صخر بن قدامة فسألته عنه، فقال: لا أعرفه. قال ابن شاهين: هذا حديث منكر. وهذا البغداديّ يعني محمد بن جعفر بن أعين لا أعرفه. قلت: هو ثقة مشهور، ولم يتفرد به، لكن حكى السّاجي عن علي بن المديني أنه كان يضعف خالد بن خداش راوية عن حماد بن زيد، وعن يحيى بن معين: أن خالدا تفرّد عن حمّاد بأحاديث، وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، ونقل عن أحمد أنه قال: ليس بصحيح، وقال ابن مندة: صخر بن قدامة مختلف في صحبته. قلت: لم يصرح بسماعه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يصرح الحسن بسماعه منه، فهذه علّة أخرى لهذا الخبر. 4071- صخر بن القعقاع الباهليّ «2» : خال سويد بن حجير. روى الطّبرانيّ وابن مندة من طريق قزعة بن سويد الباهليّ، حدّثني أبي، حدّثني خالي صخر بن القعقاع، قال: لقيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بين عرفة والمزدلفة، فأخذت بخطام راحلته، فقتل: يا رسول اللَّه، ما يقرّبني إلى الجنّة ويباعدني من النّار؟ ... الحديث. وفي آخره: «خلّ خطام الناقة» . 4072 ز- صخر بن نصر: بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن كعب ابن لؤيّ القرشيّ العدويّ. ذكره موسى بن عقبة، وعروة، فيمن استشهد بأجنادين. قال ابن عساكر: أدرك النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا أعرف له رواية. قلت: وزعم سيف أنه قتل باليرموك. وذكر الزّبير بن بكّار أنه استشهد بطاعون عمواس هو وإخوته وأبوهم. 4073 ز- صخر: بن واقد بن عصمة اللّيثي، والد شريك «3» ، تقدّم ذكره في ترجمة ابنه سهل.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 162 عن صخر بن قدامة بلفظه، وقال رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن القاسم بن مساور ومحمد بن جعفر بن أعين ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح. (2) أسد الغابة ت 2492- تجريد أسماء الصحابة 1/ 264. (3) في أسهل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 4074- صخر بن وداعة «1» : وقال ابن حبّان: صخر بن وديعة، ويقال ابن وداعة الغامديّ، نسبة إلى غامد بالمعجمة، ابن عمرو بن عبد اللَّه بن كعب بن الحارث- بطن من الأزد. وقال البغويّ: سكن صخر الطّائف. وقال ابن السّكن مثله، وزاد: يعدّ في أهل الحجاز. روى حديثه أصحاب السنن، وأحمد، وصححه ابن خزيمة وغيره، وهو: «اللَّهمّ بارك لأمّتي في بكورها» . وفي بعض طرقه: وكان صخر رجلا تاجرا، فكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النّهار فأثرى وكثر ماله. قال الترمذيّ والبغويّ: ما له غيره. وتعقّب بأن الطّبراني أخرج له آخر متنه: «لا تسبّوا الأموات» . وقال أبو الفتح «2» الأزديّ وابن السّكن: لم يرو عنه إلا عمارة بن حديد. 4075 ز- صخر «3» : يقال هو اسم أبي حازم. والد قيس. والرّاجح أن اسمه عوف. وأما صخر أبو حازم فهو ابن العيلة. 4076 ز- صخر الأنصاريّ: لعله بعض من تقدّم، جرى ذكره في حديث لأنس أنه قتل في بعض المغازي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فروى ابن عساكر من طريق سلمة بن رجاء، عن شعبة بن «4» خالد الحذّاء، عن أنس، قال: قتل عكرمة بن أبي جهل صخرا الأنصاريّ، فبلغ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فضحك، فقال الأنصار: يا رسول اللَّه، أتضحك أن قتل رجل من قومك رجلا من قومنا؟ فقال: ما ذاك أضحكني، ولكنه قتله وهو معه في درجته. 4077- صخر، غير منسوب: وقع ذكره في حديث روى الطّبراني من حديث موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن   (1) أسد الغابة ت 2496، الاستيعاب ت 1215- الثقات 3/ 193، تجريد أسماء الصحابة 1/ 264- الكاشف 2/ 26- تهذيب التهذيب 4/ 413- الكمال 2/ 603، التاريخ الكبير 4/ 310- تقريب التهذيب 1/ 365- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1870- العقد الثمين 5/ 15، الوافي بالوفيات 16/ 289- الطبقات 113، 285- تلقيح فهو أهل الأثر 376، 381، الطبقات الكبرى 5/ 527- الإكمال 7/ 42- تبصير المشتبه 3/ 1053- بقي بن مخلد 479. (2) في أأبو المليح. (3) أسد الغابة ت 2485. (4) في أ: عن. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 عقبة بن عامر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من يبلغنا لبن لقاحنا» فقام رجل فقال: أنا. فقال: «ما اسمك» ؟ قال: صخر. أو جندل. فقال: «اجلس» . ثم قال: «من يبلغنا» . فقام آخر فقال: أنا. فقال: «ما اسمك» ؟ قال: يعيش. قال: «أنت» » . 4078- صخير: بالتصغير، ابن نصر بن غانم. تقدّم ذكر أخيه قريبا، ومضى ذكره هو في ترجمة أخيه حذافة بن نصر، وفي ترجمة أخيه صخر أيضا. الصاد بعدها الدال 4079- صديّ: بالتّصغير، ابن عجلان بن الحارث «2» . ويقال ابن وهب، ويقال ابن عمرو بن وهب بن عريب بن وهب بن رياح بن الحارث بن معن بن مالك بن أعصر الباهليّ، أبو أمامة. مشهور بكنيته. روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعن عمر وعثمان وعلي وأبي عبيدة، ومعاذ، وأبي الدّرداء، وعبادة بن الصّامت، وعمرو بن عبسة، وغيرهم. روى عنه أبو سلام الأسود، ومحمد بن زياد الألهاني، وشرحبيل بن مسلم، وشداد، وأبو عمار، والقاسم بن عبد الرّحمن، وشهر بن حوشب، ومكحول، وخالد بن معدان، وآخرون. قال ابن سعد: سكن الشّام، وأخرج الطّبرانيّ ما يدلّ على أنه شهد أحدا، لكن بسند ضعيف. وروى أبو يعلى من طريق أبي غالب، عن أبي أمامة، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33623 وعزاه لابن عساكر عن أنس. أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 109، عن عقبة بن عامر ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه سعيد بن أسد بن موسى، روى عنه أبو زرعة الرازيّ ولم يضعفه أحد وبقية رجاله ثقات. (2) أسد الغابة ت 2497، الاستيعاب ت 1242، الثقات 3/ 195، طبقات ابن سعد 7/ 411، والمحبر لابن حبيب 291، طبقات تاريخ الإسلام 3/ 89، خليفة 26، و 302. وتاريخ خليفة 292، والتاريخ لابن معين 2/ 69، والمعارف 81، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 81، والمعرفة والتاريخ 2/ 353 و 3/ 169، وتاريخ أبي زرعة 1/ 55، و 189. تجريد أسماء الصحابة 1/ 264- الكاشف 2/ 28- صفة الصفوة 1/ 733، الرياض المستطابة 127- خلاصة تذهيب 1/ 473- شذرات الذهب 1/ 96، تهذيب التهذيب 4/ 420- تهذيب الكمال 2/ 606- حسن المحاضرة 1/ 243- التاريخ الكبير 4/ 326- تقريب التهذيب 1/ 366- الجرح والتعديل 4/ 200، الوافي بالوفيات 16/ 305- العبر 1/ 101- الأعلام 3/ 291- الأعلام 3/ 291- التعديل والتجريح 762. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 قوم فانتهيت إليهم وأنا طاو وهم يأكلون الدّم، فقالوا: هلم. قلت: إنما جئت أنهاكم عن هذا، فنمت وأنا مغلوب، فأتاني آت بإناء فيه شراب، فأخذته وشربته، فكظّني بطني فشبعت ورويت، ثم قال لهم رجل منهم: أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تتحفوه، فأتوني بلبن، فقلت: لا حاجة لي به، وأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم. ورواه البيهقيّ في «الدلائل» ، وزاد فيه أنه أرسله إلى قومه باهلة. وقال ابن حبّان: كان مع علي بصفّين. مات أبو أمامة [الباهلي] «1» سنة ست وثمانين. قال ابن البرقي: بغير خلاف، وأثبت غيره الخلاف، فقيل سنة إحدى، [قاله محمد بن سعد] «2» وقال عبد الصّمد بن سعيد «3» ولما مات خلف ابنا يقال له المغلس [وله- يعني صاحب الترجمة- مائة وستّ سنين، فقد صحّ عنه أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مات وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة] «4» . وأخرج البخاريّ في تاريخه، من طريق حميد [بن ربيعة] «5» : رأيت أبا أمامة خرج من عند الوليد بن عبد الملك [في ولايته] «6» سنة ست وثمانين، ومات ابنه الوليد سنة ست وتسعين، [قال: وقال الحسن- يعني ابن رافع عن ضمرة] «7» [ .... ] في «فضائل الصحابة» لخيثمة من طريق وهب بن صدقة: سمعت جدّي يوسف بن حزن الباهليّ، سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: لما نزلت: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ [الفتح: 18] فقلت: يا رسول اللَّه، أنا ممّن بايعك تحت الشّجرة. قال: «أنت منّي وأنا منك» «8» . وأخرج أبو يعلى، من طريق رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة: أنشأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم غزوا فأتيته فقلت: ادع اللَّه لي بالشّهادة. فقال: «اللَّهمّ سلّمهم وغنّمهم ... » «9» . [وأخرج البيهقي من طريق سليمان بن عامر، جاء رجل إلى أبي أمامة فقال: إني   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) في أبن سعيد أن أبا أمامة خلف. (4) سقط في أ. (5) في أسعيد. (6) سقط في أ. (7) سقط في أ. (8) أخرجه أحمد في المسند 5/ 204، والطبراني في الكبير 19/ 89، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 186. (9) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 185، روى النسائي طرفا منه يسيرا في الصيام، رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح. أحمد في المسند 5/ 248، 249، 255، 258- والطبراني من الكبير 8/ 108 وابن خزيمة من صحيح حديث رقم 929- حلية 5/ 174، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 7899، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 234، وكنز العمال 21648. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك كلما دخلت وكلما خرجت وكلما قمت وكلما جلست، الحديث سنده صحيح] «1» . الصاد بعدها الراء 4080- صرد: بن عبد اللَّه الأزديّ «2» . قال ابن حبّان: جرشي، له صحبة. وقال ابن إسحاق في المغازي: وقدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صرد بن عبد اللَّه الأزديّ، فأسلم وحسن إسلامه، وأمّره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد المشركين ... فذكر قصّة طويلة، قال: وكان ذلك في سنة عشر. وروى الواقديّ أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم توفّى وعامله على جرش صرد بن عبد اللَّه الأزديّ. وأخرجه ابن شاهين، وقبله «3» ابن سعد. 4081- صرمة بن أنس «4» : ويقال ابن أبي أنس، ويقال ابن قيس بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجّار، أبو قيس الأوسيّ، مشهور بكنيته. قال ابن إسحاق في «المغازي» : وقال صرمة بن أنس حين قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة وآمن بها هو وأصحابه: ثوى في قريش بضع عشرة حجّة ... يذكّر لو يلقى صديقا مواتيا «5» [الطويل] وأخرج الحاكم من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قلت لعروة: كم لبث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بمكّة؟ قال: عشر سنين. قلت: فابن عبّاس يقول: لبث بضع عشرة حجة. قال: إنما أخذه من قول الشّاعر. قال ابن عيينة «6» : سمعت عجوزا من الأنصار تقول: رأيت ابن عبّاس يختلف إلى صرمة ابن قيس يتعلّم منه هذه الأبيات.   (1) سقط في ط. (2) الثقات 3/ 196- تجريد أسماء الصحابة 1/ 64. أسد الغابة ت 2498، الاستيعاب ت 1243. (3) في أوقاله. (4) أسد الغابة ت 2500، تجريد أسماء الصحابة 1/ 264- التحفة اللطيفة 2/ 239- الأعلام 3/ 203، تبصير المشتبه 3/ 998. (5) ينظر البيت في أسد الغابة ت (2501) ، والاستيعاب ت 1244. (6) في أقال ابن عيينة: فسمعت حنا بن سعيد يقول: سمعت عجوزا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 قال ابن إسحاق: وحدّثني محمد بن جعفر بن الزّبير: كان أبو قيس صرمة ترهّب في الجاهلية، [واغتسل من الجنابة، وهمّ بالنّصرانية، ثم أمسك، فلما قدم النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم المدينة أسلم،] «1» وكان قوّالا بالحق، وله شعر حسن، وكان لا يدخل بيتا فيه جنب ولا حائض، وكان معظّما في قومه إلى أن أدرك الإسلام شيخا كبيرا، وكان يقول شعرا حسنا فمنه: يقول أبو قيس وأصبح غاديا ... ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا أوصّيكم بالبرّ والخير والتّقى ... وإن كنتم أهل الرّئاسة فاعدلوا وإن أنتم أمعرتم فتعفّفوا ... وإن كان فضل الخير فيكم فأفضلوا «2» [الطويل] وقال المرزبانيّ: عاش أبو قيس عشرين ومائة سنة. قال ابن إسحاق: وهو الّذي نزلت فيه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة 187] . ووصل ذلك أبو العبّاس السّراج من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزّبير، عن عبد الرّحمن بن عويم بن ساعدة. قلت: واسم الّذي نزل فيه اختلف فيه اختلافا كثيرا كما سأبينه في الّذي بعده. ومقال المرزبانيّ: أبو قيس صرمة بن أبي أنس بن قيس بن مالك عاش نحوا من عشرين ومائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم وهو شيخ كبير، وهو القائل: بدا لي أنّي عشت تسعين حجّة ... وعشرا ولي ما بعدها وثمانيا فلم ألفها لمّا مضت وعددتها ... يحسّنها في الدّهر إلّا لياليا «3» [الطويل] 4082- صرمة: بن مالك الأنصاريّ. ذكره ابن شاهين وابن قانع في «الصّحابة» ، وأخرج من طريق هشيم بن حصين، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، أنّ رجلا من الأنصار يقال له صرمة بن مالك، وكان شيخا كبيرا، فجاء أهله عشاء وهو صائم، وكانوا إذا نام أحدهم قبل أن يفطر لم يأكل إلى مثلها، والمرأة   (1) سقط في أ. (2) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (1244) ، ص 1736، في الاستيعاب ترجمة رقم (3179) ، الأول والثالث والسادس منهم. (3) ينظر البيتان في المعمرين: 84. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 إذا نامت لم يكن لزوجها أن يأتيها حتى مثلها، فلما جاء صرمة إلى أهله دعا بعشائه فقالوا: أمهل حتى نجعل لك سخنا تفطر عليه، فوضع الشّيخ رأسه فنام فجاءوا بطعامه، فقال: قد كنت نمت، فلم يطعم، فبات ليلته يتقلق بطنا لظهر، فلما أصبح أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبره، فأنزلت هذه الآية: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ... [البقرة 187] ، فرخص لهم أن يأكلوا اللّيل كله من أوله إلى آخره، ثم ذكر قصّة عمر في نزول قوله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ [البقرة: 187] . وهذا مرسل. صحيح الإسناد. كذلك أخرجه عبد بن حميد في التفسير عن عمرو بن عوف، عن هشيم، وأخرجه الطّبرانيّ من حديث عبد اللَّه بن إدريس كذلك، وأخرجه ابن شاهين أيضا من طريق المسعوديّ عن عمرو بن مرة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال: أحلّ صيام ثلاثة أحوال، فذكر الحديث، وفيه: وكانوا إذا صاموا فناموا قبل أن يفطروا لم يحل لهم الطّعام ولا النكاح، فجاء صرمة وقد عمل يومه في حائطه، وقد أعيا فضرب برأسه فنام قبل أن يفطر، فاستيقظ فلم يأكل ولم يشرب واستيقظ وهو ضعيف. وأخرجه أبو داود في «السّنن» من هذا الوجه ولم يتصل سنده، فإن عبد الرّحمن لم يسمع من معاذ. ويقال: إن القصّة وقعت لصرمة بن أنس المبدإ بذكره، أخرجه ذلك هشام بن عمار في فوائده، عن يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن أبي فروة، عن الزّهري، عن القاسم بن محمد، قال: كان بدء الصوم أن يصوم من عشاء إلى عشاء، فإذا نام لم يصل أهله ولم يأكل ولم يشرب، فأمسى صرمة بن أنس صائما، فنام قبل أن يفطر ... الحديث. وإسحاق متروك. وأخرج الطّبريّ من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبّان- أن صرمة بن أنس أتى أهله وهو صائم، وهو شيخ كبير ... فذكر نحو القصّة. وأخرج الطّبريّ من طريق السّدّي في قوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ [البقرة 183] ، قال: كتب صيام رمضان على النّصارى وألّا يأكلوا ولا يشربوا، ولا يأتوا النّساء بعد النّوم في رمضان، فلم يزل المسلمون يصنعون ذلك حتى أقبل رجل من الأنصار يقال له أبو قيس بن صرمة ... فذكر القصّة نحوه. ووقع في صحيح البخاريّ أنّ الّذي وقع له ذلك قيس بن صرمة، أخرجه من طريق البراء بن عازب كما سأذكره في ترجمته في حرف القاف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 ووقع عند أبي داود من هذا الوجه صرمة بن قيس. وفي رواية النّسائي أبو قيس بن عمرو، فإن حمل في هذا الاختلاف على تعدد أسماء من وقع له ذلك، وإلا فيمكن الجمع بردّ جميع الرّوايات إلى واحد، فإنه قيل فيه: صرمة بن قيس، وصرمة بن مالك، وصرمة بن أنس. وقيل فيه: قيس بن صرمة، وأبو قيس بن صرمة، وأبو قيس بن عمرو، فيمكن أن يقال: إن كان اسمه صرمة بن قيس، فمن قال فيه قيس بن صرمة قلبه، وإنما اسمه صرمة وكنيته أبو قيس أو العكس، وأما أبوه فاسمه قيس أو صرمة على ما تقرر من القلب، وكنيته أبو أنس. ومن قال فيه أنس حذف أداة الكنية، ومن قال فيه ابن مالك نسبه إلى جدّ له. والعلم عند اللَّه تعالى. 4083- صرمة العذريّ «1» : وذكره أبو عمر بالفاء بدل الميم. روى الطّبرانيّ من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن يحدث عن صرمة العذريّ، قال: غزا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بني المصطلق، فأصبنا كرائم العرب ... الحديث. قال ابن مندة: هذا وهم، والصّواب ما رواه يحيى بن أيوب، عن محمد بن يحيى ابن حبّان، عن ابن محيريز «2» ، قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدريّ. قلت: هو على الاحتمال. 4084- صرمة بن يربوع «3» : تقدّم في سعيد. الصاد بعدها العين 4085- الصّعب بن جثّامة: بن قيس «4» بن ربيعة بن عبد اللَّه بن يعمر اللّيثي، حليف قريش. أمه أخت أبي سفيان بن حرب، واسمها فاختة. وقيل زينب. ويقال: هو أخو محلم بن جثّامة.   (1) أسد الغابة ت 2502، الاستيعاب ت 1245. (2) في أمحبر. (3) أسد الغابة ت 2499. (4) أسد الغابة ت 2503، الاستيعاب ت 1246، الثقات 3/ 196، تجريد أسماء الصحابة 1/ 265- الكاشف 2/ 28- تهذيب التهذيب 4/ 421- الأعلام 3/ 204، الرياض المستطابة 128- خلاصة تذهيب 1/ 468- تهذيب الكمال 2/ 607- التاريخ الصغير 1/ 36، 39- التاريخ الكبير 4/ 322- تقريب التهذيب 1/ 367- الطبقات 29، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1983- الوافي بالوفيات 16/ 310- تلقيح فهوم أهل الأثر 368- بقي بن مخلد 141- التعديل والتجريح 761. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 344 وكان الصّعب ينزل ودّان. [ويقال: مات في خلافة أبي بكر] «1» ، ويقال: في آخر خلافة عمر، قاله ابن حبّان. ويقال: مات في خلافة عثمان، وشهد فتح إصطخر، فقد روى ابن السّكن من طريق صفوان ابن عمرو، حدثني راشد بن سعد، قال: لما فتحت إصطخر نادى مناد: ألا إنّ الدجال قد خرج، فلقيهم الصّعب بن جثّامة، قال: لقد سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا يخرج الدّجّال حتّى يذهل النّاس عن ذكره ... » «2» الحديث. قال ابن السّكن: إسناده صالح. قلت: فيه إرسال، وهو يرد على من قال: إنه مات في خلافة أبي بكر. وقال ابن مندة: كان الصّعب ممن شهد فتح فارس. وقال يعقوب بن سفيان: أخطأ من قال: إن الصّعب بن جثّامة مات في خلافة أبي بكر خطأ بيّنا، فقد روى ابن إسحاق عن عمر بن عبد اللَّه أنه حدّثه عن عروة، قال: لما ركب أهل العراق في الوليد بن عقبة كانوا خمسة، منهم: الصّعب بن جثّامة، وللصّعب أحاديث في الصّحيح من رواية ابن عبّاس عنه. وذكر ابن الكلبيّ في «الجمهرة» أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال في يوم حنين: «لولا الصّعب بن جثّامة لفضحت الخيل» . وأخرج أبو بكر بن لال في كتاب «المتحابّين» ، من طريق جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بين عوف بن مالك والصّعب بن جثّامة، فقال كل منهما للآخر: إن متّ قبلي فتراء لي، فمات الصّعب قبل عوف فتراءى له. فذكر قصّة. 4086 - الصّعب «3» بن منقر «4» : روت عنه بنته أم البنين. وقيل ابن منقذ، كذا في «التجريد» وفي أصله. وذكره زائدا على الأربعة التي جمعها.   (1) سقط في أ. (2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 72، عن راشد بن سعد. وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 338، عن راشد بن سعد. قال الهيثمي رواه عن عبد اللَّه بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو وهي صحيحة كما قال ابن معين وبقية رجاله ثقات. (3) أسد الغابة ت 2504. (4) في أحنة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 وقد سبق إلى ذكره أبو علي بن السكن، فقال: الصّعب بن منقر القيسي، حديثه ليس بالقائم، ثم أورد عن محمد بن أبي أسامة، عن عبد اللَّه بن أحمد القطّان، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة الباهليّ، حدّثنا سلامة بنت عمرو القادسيّة، سمعت جدّتي أمّ البنين تحدّث عن أبيها الصّعب بن منقر أنه استحفر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حفيرة فأحفره، وأمره ألّا يمنع أحدا، وكان اسمه عبد الحارث فسمّاه عبد اللَّه، وكان رجلا من بني قيس فحفر، فجاءت مالحة مرّة وكان فيها دوابّ، فدفع إليه سهما فوضعه فيها فعذب ماؤها، وذهب ما فيها من الدّواب. قال: لم يروه غير عبد الرّحمن بن جبلة. انتهى كلام ابن السّكن. وقد ذكره الخطيب في «ذيل المؤتلف» ، وأخرج هذا الحديث من طريق أحمد بن محمد بن علي الدّيباجي، عن أحمد بن عبد اللَّه بن زياد التّستري، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة، فذكره، لكنه قال الصّعب بن منقذ بذال معجمة بدل الدّال، وقال: فكان اسمه عبد الوارث، هكذا بواو بدل الحاء المهملة، وعنده أيضا بلفظ: وكان رجل من بني قيس يحفر، وقد أغفل ابن الأثير ذكر عبد الواحد أو الوارث الّذي غير اسمه، ولم يذكره ابن عبد البرّ، ولا ذكر أيضا الصّعب، مع أن النّسخة التي نقلت منها من كتاب ابن السّكن هي نسخة ابن عبد البرّ، وفيها بخطه استدراكات عليه، فسبحان من لا يسهو. 4087- صعصعة بن معاوية «1» : بن حصن بن عبادة بن النزّال بن مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد التميمي السّعديّ، عمّ الأحنف بن قيس. روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وعمر، وأبي ذرّ، وأبي هريرة، وعائشة، وعنه ابنه عبد اللَّه، والأحنف، ومروان الأصغر، والحسن البصريّ. وذكره العسكريّ وغيره في الصّحابة. وأخرج النّسائي الحديث الآتي بعد هذا في ترجمة الّذي بعده من طريق جرير بن حازم، عن الحسن، عن صعصعة، عمّ الفرزدق، كذا عنده، وليس للفرزدق عمّ اسمه صعصعة، وإنما هو عمّ الأحنف بن قيس. وقال النّسائيّ: ثقة، وهذا مصير منه إلى أن لا صحبة له، وكذا ذكره في التّابعين خليفة وابن حبّان. وقال الزّبير بن بكّار: حدّثني محمد بن سلام، عن الأحنف بن قيس، قال لأصحابه: أتعجبون من حلمي وخلقي، وإنما هذا شيء استفدته من عمّي صعصعة بن معاوية، شكوت إليه وجعا في بطني، فأسكتني مرتين، ثم قال لي: يا بن أخي، لا تشك الّذي نزل بك إلى أحد، فإنّ النّاس رجلان إما صديق فيسوؤه وإما عدوّ فيسره، ولكن أشك الّذي نزل بك إلى   (1) بقي بن مخلد 691، أسد الغابة ت 2506، الاستيعاب ت 1217. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 346 الّذي ابتلاك، ولا تشك قط إلى مخلوق مثلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه مثل الّذي نزل بك، يا بن أخي، إن لي عشرين سنة لا أرى بعيني هذه سهلا ولا جبلا فما شكوت ذلك لزوجتي ولا غيرها. 4088 - صعصعة «1» بن ناجية: بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميميّ الدّارميّ، جدّ الفرزدق الشّاعر. قال ابن السّكن: له صحبة. وقال البغويّ: سكن البصرة. روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى عنه ابنه عقال، والطّفيل بن عمرو، والحسن. واختلف عليه فقيل: عنه، عن صعصعة، عم الأحنف. ورجّحه العسكريّ. وقيل: عنه، عن صعصعة، عمّ الفرزدق، وبه جزم أبو عمر، لكن ليس للفرزدق عمّ اسمه صعصعة وإنما صعصعة جده. وقد روى النّسائي في «التّفسير» من طريق جرير بن حازم، عن الحسن، حدّثنا صعصعة عمّ الأحنف، قال: قدمت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسمعته يقول: «من يعمل مثقال ذرّة خيرا يره» [الزلزلة 7] . قلت: حسبي حسبي. وروى ابن أبي عاصم وابن السّكن والطّبرانيّ، من طريق الطفيل بن عمرو، عن صعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق، قال: قدمت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمت، وعلّمني آيات من القرآن، فقلت: يا رسول اللَّه، إني عملت أعمالا في الجاهليّة، فهل لي فيها من أجر؟ قال: «وما عملت؟» فذكر القصّة في افتدائه الموءودة، وفي ذلك يقول الفرزدق: وجدّي الّذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يوأد «2» [المتقارب] ويقال: إنه أوّل من فعل ذلك. قلت: وقد ثبت أن زيد بن «3» عمرو بن نفيل كان يفعل ذلك، فيحتمل أوّليّة صعصعة على خصوص تميم ونحوهم، وأولية زيد على خصوص قريش. وكان صعصعة من أشراف بني مجاشع في الجاهليّة والإسلام، وهو ابن عمر الأقرع ابن حابس. وروى ابن الأعرابيّ في معجمه، من طريق عقال بن شبّة بن عقال بن صعصعة بن   (1) أسد الغابة ت (2507) ، الاستيعاب ت (1218) . (2) ينظر البيت في أسد الغابة ت (2507) ، الاستيعاب ت 1218، واللسان مادة (وأد) . (3) في أيزيد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 ناجية، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنّة» .» وروى أبو يعلى والطّبرانيّ بهذا الإسناد، وقال: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه- يعني بمن أبدأ؟ قال: «أمّك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك» . وذكر الزّبير بن بكار في الموفقيات، عن المدائني، عن عرابة بن الحكم، قال: دخل صعصعة بن ناجية المجاشعيّ جدّ الفرزدق على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: كيف علمك بمضر؟ قال: يا رسول اللَّه، أنا أعلم النّاس بهم، تميم هامتها، وكاهلها الشّديد الّذي يوثق به ويحمل عليه، وكنانة وجهها الّذي فيه السّمع والبصر، وقيس فرسانها ونجومها، وأسد لسانها. فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: صدقت. 4089- صعصعة بن صوحان «2» : له ذكر في السّنن مع عمر «3» . ذكر الإمام أبو بكر الطّرطوسيّ في مصنفه في السّماع أنه من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يذكر له مسند «4» ، وما أظنه ذكره كذلك إلا بالتوهّم لشهرته في عصر كبار الصّحابة. وسيأتي في القسم الثّالث، وفيه جزم ابن عبد البرّ بخلاف ما قال. 4090- الصّعق: بكسر العين المهملة، غير منسوب.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 303 عن عائشة ... الحديث. وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن جابر الحديث بلفظه وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43205. (2) أسد الغابة ت 2505، الاستيعاب ت 1216، طبقات ابن سعد 6/ 221، والتاريخ الكبير 4/ 319، والمعرفة والتاريخ 2/ 53، 92، 581، وجمهرة أنساب العرب 297، وربيع الأبرار 4/ 133، 172، وطبقات خليفة 144، وتاريخ خليفة 171، 195، ومروج الذهب 2/ 228، والمعارف 2/ 4 و 624، والشعر والشعراء 621، والبدء والتاريخ 5/ 227، والفهرست 181، وعيون الأخبار 2/ 173 و 3/ 21، والعقد الفريد 1/ 154، و 239، والأخبار الموفقيات 155، والأخبار الطوال 168، والجرح والتعديل 4/ 446، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 204، والكامل في التاريخ 3/ 138، 144، 245، وتهذيب الكمال 2/ 607، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 425- 429، والكاشف 2/ 26، وسير أعلام النبلاء 3/ 528، 529، والمغني في الضعفاء 1/ 307، وميزان الاعتدال 2/ 315، والوافي بالوفيات 6/ 309، وعهد الخلفاء الراشدين 430، 508، والتذكرة الحمدونية 2/ 64، و 325، وتهذيب التهذيب 4/ 422، وتقريب التهذيب 1/ 367، وخلاصة تذهيب التهذيب 147، ومقاتل الطالبيين 370، تاريخ الإسلام 1/ 240. (3) في أعثمان. (4) في أمستندا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 روى سعيد بن يعقوب في «الصّحابة» بإسناد ضعيف من طريق عبد اللَّه بن الصّعق: حدّثني أبي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا تغضبوا في كسر الآنية، فإنّ لها آجالا كآجال الإنس» «1» . الصاد بعدها الفاء 4091- صفرة «2» : أبو معدان. ذكره أحمد بن محمّد بن ياسين فيمن قدم هراة من الصّحابة. واستدركه يحيى بن مندة على جدّه وأبو موسى. 4092 ز- صفوان: بن أسيّد التميميّ، ابن أخي أكثم بن صيفي. تقدّم ذكره في ترجمة أكثم في القسم الثّالث، وذكر أبو حاتم في المعمّرين عن شيخ له عن أشعث عن الشّعبي، قال: بينا صفوان بن أسيّد في بعض ضواحي المدينة يسير بعد قدوم حاجب بن زرارة بزمان إذ مرّ به رجل من بني ليث قد كان يطلب بني تميم بدم، فقتله فوثب عليه حاجب ووكيع ابنا زرارة، فأخذاه، فأتيا به النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالا: هذا قتل صاحبنا. فقال: لم أعرفه، وظننت أنه لم يسلم، فعرض عليهم الدّية، فقالا: غيرنا أحقّ- بها يعنيان أولياءه، فأمكنهم فبعثوه إلى بني أخ له أيتام وأخبروهم بهوى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في قبولهم الدّية، فعفوا عنه ووهبوه لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بغير دية. قال أبو حاتم: وقالوا: إنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث حاجبا على صدقات قومه، ولم يلبث أن مات، فخرج بعد ذلك عطارد بن حاجب والزّبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، والأقرع بن حابس، حتى قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فكان من مفاخرتهم إياه ما كان. 4093- صفوان بن أميّة «3» : بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح، أبو وهب الجمحيّ. أمه صفيّة بنت معمر بن حبيب، جمحية أيضا.   (1) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 498 عن عبد اللَّه بن الصعق وضعفه. وأورده الفتني في تذكرة الموضوعات 190. (2) أسد الغابة ت 2509. (3) طبقات ابن سعد 5/ 449، طبقات خليفة 24، 278، تاريخ خليفة 111- 205، التاريخ الكبير 4/ 304، المعارف 342، تاريخ الفسوي 1/ 309، الجرح والتعديل 4/ 421، المستدرك 3/ 428، الاستبصار 93، ابن عساكر 8/ 159، تهذيب الكمال 608، تاريخ الإسلام 2/ 228، العبر 1/ 50، تهذيب التهذيب 4/ 424، 425، خلاصة تذهيب الكمال 1740، شذرات الذهب 1/ 52، تهذيب ابن عساكر 6/ 429. أسد الغابة ت 2510، الاستيعاب ت 1219، أخبار مكة 2/ 164 و 165، السير والمغازي لابن إسحاق 322، 323، المغازي للواقدي 3/ 1185، 1186، وسيرة ابن هشام 1/ 220، و 3/ 43- 45، نسب قريش 166، والمحبر لابن حبيب 104 و 133، والطبقات الكبرى 5/ 449، وأنساب الأشراف 1/ 194 و 203، وتاريخ اليعقوبي 2/ 56، المعرفة والتاريخ 1/ 309، والعقد الفريد 1/ 148، وتاريخ الطبري 2/ 261، و 472- 474، والمعجم الكبير 8/ 54، ومشاهير علماء الأمصار 31، وجمهرة أنساب العرب 159، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 429- 434، تحفة الأشراف 4/ 187، والكامل في التاريخ 2/ 68 و 131، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 249، وتهذيب الكمال 2/ 608، والزيادات للهواري 77، ووفيات الأعيان 3/ 9، جامع التحصيل 213، وغاية النهاية 1/ 294، وطبقات الحفاظ للسيوطي 19، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 110، المشتبه 1/ 337، ورجال البخاري 1/ 274، 275، ورجال مسلم 1/ 228، 229، وصفة الصفوة 3/ 31. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قتل أبوه يوم بدر كافرا. وحكى الزبير أنه كان إليه أمر الأزلام في الجاهليّة، فذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما، وأورده مالك في الموطأ عن ابن شهاب قالوا: إنه هرب يوم فتح مكّة، وأسلمت امرأته وهي ناجية بنت الوليد بن المغيرة، قال: فأحضر له ابن عمه عمير بن وهب أمانا من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فحضر. وحضر وقعة حنين قبل أن يسلم ثم أسلم. ورد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم امرأته بعد أربعة أشهر. رواه ابن إسحاق. [عن الزهري] «1» . وكان استعار النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم منه سلاحه لما خرج إلى حنين، وهو القائل يوم، حنين: لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن، وأعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قال الزبير: أعطاه من الغنائم فأكثر فقال: أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبيّ، فأسلم. وروى له مسلم والتّرمذيّ من طريق سعيد بن المسيّب، عن صفوان بن أمية، قال: واللَّه لقد أعطاني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وإنه لأبغض النّاس إليّ، فما زال يعطيني حتى إنه لأحبّ النّاس إليّ. وأخرج التّرمذيّ من طريق معروف بن خرّبوذ، قال: كان صفوان أحد العشرة الذين انتهى إليهم شرف الجاهليّة، ووصله لهم الإسلام من عشر بطون. ونزل صفوان على العبّاس بالمدينة، ثم أذن له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في الرجوع إلى مكّة، فأقام بها حتى مات بها مقتل عثمان. وقيل: دفن «2» مسير الناس إلى الجمل. وقيل: عاش إلى أول خلافة معاوية، قال المدائني: سنة إحدى. وقال خليفة: سنة اثنتين وأربعين. قال الزّبير: جاء نعي عثمان حين سوّي على صفوان، حدّثني بذلك محمد بن سلام،   (1) سقط في ط. (2) في أوقت. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 عن أبان بن عثمان. وقال ابن سعد: لم يبلغنا أنه غزا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولا بعده، وكان أحد المطعمين في الجاهليّة والفصحاء. روى عنه أولاده: عبد اللَّه، وعبد الرّحمن، وأميّة، وابن ابنه صفوان بن عبد اللَّه، وابن أخيه حميد بن حجير، وعبد اللَّه بن الحارث، وسعيد بن المسيّب، وعامر بن مالك، وعطاء، وطاوس، وعكرمة، وطارق بن المرقّع، ويقال: إنه شهد اليرموك. حكى سيف أنه كان حينئذ أميرا على كردوس. وقال الزّبير: حدّثني عمّي وغيره من قريش، قالوا: وفد عبد اللَّه بن صفوان على معاوية هو وأخوه عبد الرّحمن الأكبر، وكان معاوية خال عبد الرّحمن، فقدم معاوية عبد اللَّه على عبد الرّحمن، فعاتبته أخته أم حبيبة «1» في تأخير ابن أختها، فأذن لابنها، فدخل عليه، فقال له: «سل حوائجك» ، فذكر دينا وعيالا، فأعطاه وقضى حوائجه، ثم أذن لعبد اللَّه فقال: «سل حوائجك» . قال: تخرج العطاء، وتفرض للمنقطعين، وترفد الأرامل والقواعد، وتتفقد «2» أحلافك الأحابيش. قال: أفعل كلّ ما قلت، فهلم حوائجك. قال: وأي حاجة لي غير هذا؟ أنا أغنى قريش. ثم انصرف. فقال معاوية لأخته: كيف رأيت؟. ثم كان عبد اللَّه بن صفوان مع ابن الزبير يؤيّده ويشيد أمره، وصبر معه في الحصار حتى قتلا في يوم واحد. وذكر الزّبير أنّ معاوية حجّ عاما فتلقاه عبد اللَّه بن صفوان على بعير فسايره، فأنكر ذلك أهل الشّام، فلما دخل مكّة إذا الجبل أبيض من غنم كانت عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، هذه ألفا شاة أجزرتها، فقال أهل الشّام: ما رأينا أسخى من هذا الأعرابيّ أي عم أمير المؤمنين. قال: وقدم رجل على معاوية من مكّة فقال: من يطعم الناس اليوم بمكّة؟ قال: عبد اللَّه بن صفوان. قال: تلك نار قديمة. [مات قبل عثمان. وقيل عاش إلى زمن عليّ] «3» . 4094- صفوان بن أهيب: في ابن وهب. 4095 - صفوان «4» بن بيضاء: هو صفوان بن سهل «5» ، أو ابن وهب.   (1) في أحبيب. (2) في أوفيه. (3) سقط في أ. (4) الاستيعاب ت 1221. (5) في أأكهل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 4096 - صفوان «1» بن صفوان: بن أسيد التميميّ. قال سيف في أوائل «2» «الرّدة» : وكان عامل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على بني عمرو صفوان «3» واستدركه الأشيري «4» ولم ينسبه. وقال الطبري: لما مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قدم صفوان بن صفوان بصدقته على أبي بكر. وروى سيف في الرّدة أيضا بإسناد له إلى ابن عبّاس أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بعث صلصل بن شرحبيل إلى صفوان بن صفوان التميميّ، وإلى وكيع بن عدس الدّاريّ، وإلى غيرهم، يحضّهم على قتال أهل الرّدة. وروى ابن قانع من طريق شعيث بن مطير، عن أبيه، عن صفوان بن صفوان بن أسيد، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «إنّ اللَّه إذا جعل لقوم عمادا أعانهم بالنّصرة» «5» . فعلى هذا فهو ولد صفوان بن أسيد المتقدم. 4097- صفوان بن عبد اللَّه الخزاعيّ «6» : روى عبد العزيز بن أبّان، عن حمّاد، عن أبي سنان، عن عبد اللَّه بن أوس، قال: أوصى صفوان بن عبد اللَّه- وله صحبة- قال: إذا متّ فشقّوا ما يلي الأرض من أكفاني، وأهيلوا عليّ التّراب. وأخرجه ابن مندة. 4098- صفوان بن عبد الرّحمن «7» : أو عبد الرّحمن بن صفوان- على الشّك. يأتي في عبد الرّحمن. 4099- صفوان بن عبيد «8» : قال ابن حبّان: له صحبة. روى الباورديّ من طريق الوليد بن عقبة: حدّثني حذيفة بن أبي حذيفة، عن صفوان   (1) أسد الغابة ت 2512. (2) في أقتال أهل الردة. (3) في أصفوان بن صفوان. (4) في أالأستري. (5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1134، 11256. (6) أسد الغابة ت 2513، طبقات ابن سعد 5/ 274، والتاريخ الكبير 4/ 305، وتاريخ الثقات للعجلي 228، والمعرفة والتاريخ 1/ 337 و 375، والجرح والتعديل 4/ 421، تاريخ الإسلام 3/ 89. (7) الثقات 3/ 192، تجريد أسماء الصحابة 1/ 266- الوافي بالوفيات 16/ 316- العقد الثمين 5/ 24، تقريب التهذيب 1/ 68- تهذيب التهذيب 4/ 407، 428- تهذيب الكمال 2/ 610- الكاشف 2/ 29، خلاصة تذهيب الكمال 1/ 470- الجمع بين رجال الصحيحين 831- تراجم الأحبار 2/ 206، 217، إسعاف المبطإ 195- مشاهير علماء الأمصار 608- معرفة الثقات 763، تاريخ الثقات 763- دائرة معارف الأعلمي 2/ 203، أسد الغابة ت 2516، الاستيعاب ت 1222. (8) الثقات 3/ 193. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 ابن عبيد، قال: دخلت على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. فتوضّأ ومسح على خفّيه في السّفر والحضر «1» . وقيل: إنه صفوان بن عسّال، فصحّف. 4100- صفوان بن عسّال «2» : بمهملتين مثقّل، المرادي، من بني زاهر «3» بن عامر بن عوثبان بن مراد. قال أبو عبيد: عداده في بني حمد. له صحبة. وقال البغويّ: سكن الكوفة. وقال ابن أبي حاتم: كوفيّ له صحبة مشهور. روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث. روى عنه زرّ بن حبيش، وعبد اللَّه بن سلمة، وغيرهما. وذكر أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة. أخرجه البغويّ من طريق عاصم، عن زرّ، عنه. وقال ابن السّكن: حديث صفوان بن عسّال في المسح على الخفّين وفضل العلم والتّوبة مشهور من رواية عاصم عن زرّ عنه، رواه أكثر من ثلاثين من الأئمة عن عاصم. ورواه عن زرّ أيضا عدة أنفس. 4101- صفوان بن أبي العلاء: جرى ذكره في حديث ذكره ابن أبي حاتم من رواية ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن صفوان بن أبي العلاء: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا يجتمع غبار في سبيل اللَّه ودخان جهنّم في منخري رجل مسلم» «4» . قال ابن أبي حاتم: هذا من تخليط ابن لهيعة. والصّواب ما رواه غيره عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة. قلت: ذكرته هنا للاحتمال. 4102 - صفوان «5» بن عمرو السّلمي: يقال الأسلميّ. كذا قال أبو عمر فوهم الاصإبة/ ج 3/ م 23   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 259، وقال رواه أحمد وفيه رجل لم يسم. (2) أسد الغابة ت 2517، الاستيعاب ت 1223، الثقات 3/ 191، تجريد أسماء الصحابة 1/ 266- الكاشف 2/ 30- خلاصة تذهيب 1/ 470، تهذيب التهذيب 4/ 428- تهذيب الكمال 2/ 610- التاريخ الكبير 4/ 304- تقريب التهذيب 1/ 368، بقي بن مخلد 129- الجرح والتعديل 4/ ترجمة 1845- الوافي بالوفيات 16/ 317، تلقيح فهوم أهل الأثر 367- الطبقات 74، 134- الأنساب 3/ 332- المعرفة والتاريخ 3/ 400، الطبقات الكبرى 1/ 451، 6/ 207- دائرة معارف الأعلمي 20/ 203. (3) في أ: من بني أزهر. (4) أخرجه الترمذي (1633) (2311) والنسائي 6/ 13، وابن ماجة (2774) وأحمد 2/ 256 والحاكم 2/ 72، وابن حبان ذكره الهيثمي في (الموارد 1599) والبيهقي 9/ 161. (5) أسد الغابة ت 2518، الاستيعاب ت 1224. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 والصّواب الأسديّ. وجزم أبو عمر مرة أنه سلميّ حالف بني أسد، فهذا أشبه. وقد أزال البلاذريّ الإشكال، فنقل عن ابن الكلبي أنه من بني حجر بن عمرو بن عباد بن يشكر بن غدوان، وأنهم حلفاء بني غنم بن دودان بن أسد، قال: وكان الواقديّ يقول: إنهم سلميون. قال البلاذريّ: والأول أثبت. قال إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق في «المغازي» : تتابع المهاجرون إلى المدينة إرسالا، وادّعت بنو غنم بن دودان هجرة نسائهم ورجالهم، منهم صفوان بن عمرو، وشهد صفوان أحدا ولم يشهد بدرا، وشهدها إخوته: ثقف، ومالك، ومدلاج. كذا قال ابن إسحاق، وقال ابن الكلبيّ: شهد الأربعة بدرا. 4103 ز- صفوان: بن غزوان الطائيّ. روى العقيليّ في «الضّعفاء» في ترجمة الغار بن جبلة، من طريق إسماعيل بن عبّاس، عن الغار بن جبلة، عن صفوان بن غزوان الطّائيّ- أنّ رجلا كان نائما مع امرأته، فقامت فأخذت سكينا وجلست على صدره ووضعت السكين على حلقه، وقالت له: طلّقني وإلا ذبحتك. فطلّقها ثلاثا. فذكرت ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «لا قيلولة في الطّلاق» «1» . وأخرجه من طريق محمد بن جبير، عن الغار بن جبلة، عن صفوان الأصمّ- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: إن امرأتي وضعت السّكين على بطني، قال ... فذكر نحوه. [ونقل] «2» عن البخاريّ أن الغار بن جبلة حديثه منكر. 4104 ز- صفوان بن قتادة: يأتي خبره في ترجمة ولده عبد الرّحمن بن صفوان. 4105- صفوان «3» : بن قدامة التميميّ المزنيّ، من بني امرئ القيس بن زيد مناة ابن تميم. قال ابن السّكن: يقال له صحبة. حديثه في البصريّين. وروى الطّبرانيّ عن موسى بن هارون، عن موسى بن ميمون بن موسى المزني، عن   (1) أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 159. والعقيلي في الضعفاء 2/ 211، 3/ 442. والزيلعي في نصب الراية 3/ 222، عن صفوان بن غزوان الطائي، وأخرجه ابن حزم في المحلى في الطلاق 10/ 203. وفي لسان الميزان 4/ 412 قال ابن عدي ليس له إلا هذا الحديث. الواحد أ، هـ. (2) في أ: وقال أبو يعلى عن البخاري. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 267، عنوان النجابة 106- التحفة اللطيفة 2/ 241- الوافي بالوفيات 16/ 315. التمييز والفصل 2/ 586. أسد الغابة ت 252، الاستيعاب ت 1225. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 أبيه ميمون، عن أبيه موسى، عن جدّه عبد الرّحمن بن صفوان بن قدامة، قال: هاجر أبي صفوان إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فبايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على الإسلام، وقال له: إني أحبّك. قال: «المرء مع من أحبّ» «1» . ورواه ابن مندة مطوّلا، وفيه: وكان معه ابناه: عبد الرّحمن، وعبد اللَّه، وكان اسمهما عبد العزّى، وعبد تميم، وغيّرهما النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. قال: وفي ذلك يقول ابن أخيه نصر بن نصر بن قدامة: نحمّل صفوان فأصبح غاديا ... بأبنائه عمدا وخلّى المواليا «2» فيا ليتني يوم الحنين اتّبعتهم ... قضى اللَّه في الأشياء ما كان قاضيا [الطويل] وأجابه صفوان: من مبلغ نصرا رسالة عاتب ... بأنّك بالتّقصير أصبحت راضيا [الطويل] فأقام صفوان بالمدينة حتى مات، فرثاه ابنه عبد الرحمن بأبيات منها: وأنا ابن صفوان الّذي سبقت له ... عند النّبيّ سوابق الإسلام [الكامل] ثم إنّ عمر بعث عبد الرّحمن بن صفوان مددا إلى المثنى بن حارثة بالعراق. وروى أبو عوانة في صحيحه المرفوع منه فقط من طريق مهدي بن موسى بن عبد الرّحمن: حدّثني أبي، عن أبيه، عن صفوان بن قدامة. قال ابن السّكن: لا يروى حديثه إلا بهذا الإسناد. 4106- صفوان: بن مالك بن صفوان بن البدن بن الحلاحل التميميّ» الأسديّ. له صحبة. وكان من خيار المهاجرين، قاله ابن الكلبيّ واستدركه ابن الأثير. 4107- صفوان: بن مخرمة القرشيّ الزهريّ «4» .   (1) أخرجه البخاري 10/ 557 (6169) ومسلم 4/ 2034 (165- 2640) . (2) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ت 2520. (3) أسد الغابة ت 2521. (4) الثقات 3/ 191- تجريد أسماء الصحابة 1/ 267- التاريخ الكبير 4/ 305، الجرح والتعديل 4/ 1847- العقد الثمين 5/ 43- الوافي بالوفيات 21/ 315، بقي بن مخلد 713- ذيل الكاشف 673. أسد الغابة ت 2523، الاستيعاب ت 1227. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 قال أبو حاتم والبخاريّ وابن السّكن: له صحبة. وقال البغويّ: سكن المدينة. وروى أحمد من طريق بشير بن سلمان، عن القاسم بن صفوان، عن أبيه صفوان بن أمية. وفي رواية الحاكم: سمعت القاسم بن صفوان عن أبيه، وكانت له صحبة، أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «أبردوا بصلاة الظّهر «1» ، فإنّ شدّة الحرّ من فيح جهنّم» «2» . وقال ابن السّكن: يقال إنه أخو المسور بن مخرمة، ولم يرو عنه غير ابنه القاسم. وقال أبو حاتم: لا يعرف النّاس القاسم بن صفوان إلا في هذا الحديث. قلت: ولم ينسب صفوان في هذا الحديث، فغاير بعضهم بينه وبين أخي المسور، لكن قد جزم الجعابيّ بأنّ صفوان بن مخرمة بن نوفل روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.. وقال الطّبريّ في ترجمة مخرمة بن نوفل: وكان له من الولد صفوان، وبه كان يكنى، والمسور، والصّلت، وهو أكبرهم، وأمّهم عاتكة بنت عوف أخت عبد الرّحمن. 4108- صفوان بن محمد «3» : أو محمد بن صفوان. هكذا جاء حديثه على الشّك في بعض الطّرق. وسيأتي بيانه في محمد إن شاء اللَّه تعالى. 4109- صفوان بن المعطّل: بن ربيعة «4» ، بالتّصغير، ابن خزاعيّ بلفظ النّسب، ابن محارب بن مرة بن فالج بن ذكوان السّلمي ثم الذّكوانيّ. هكذا نسبه أبو عمر، لكن عند ابن الكلبي رحضة بدل ربيعة، وزاد بينه وبين خزاعيّ المؤمل. قال البغويّ: سكن المدينة، وشهد صفوان الخندق والمشاهد في قول الواقديّ، ويقال: أول مشاهدة المريسيع جرى ذكرها في حديث الإفك المشهور في الصّحيحين   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 251 عن القاسم بن صفوان الزهري. يذكر عن أبيه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال ابردوا بصلاة الظهر فإن شده الحر من فيح جهنم. والنسائي 1/ 249 كتاب المواقيت باب 5 الإبراد بالظهر إذا اشتد الحر 501. والبخاري 1/ 142، وابن ماجة حديث رقم 679، 681. وأحمد في المسند 2/ 377، 4/ 262- والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 437 وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 331. (2) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 142، وأحمد في المسند 2/ 349 394، 3/ 35. (3) أسد الغابة ت 2522، الاستيعاب ت 1226، تجريد أسماء الصحابة 1/ 267- الطبقات الكبرى 6/ 61. (4) أسد الغابة ت 2524، الاستيعاب ت 1228، تجريد أسماء الصحابة 1/ 267- التحفة اللطيفة 2/ 241- التاريخ الصغير 1/ 43- التاريخ الكبير 4/ 305- الجرح والتعديل 4/ 1844- الوافي بالوفيات 16/ 3200- الأعلام 3/ 206- تاريخ الإسلام 3/ 110- الأعلام 3/ 296، ذيل الكاشف 674. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 وغيرهما، وفيه قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما علمت عليه إلّا خيرا» «1» . وقصته مع حسّان مشهورة أيضا، ذكرها يونس بن بكير في زيادات المغازي موصولة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: وقعد صفوان بن المعطل لحسان فضربه بالسيف قائلا: تلقّ ذباب السّيف منّي فإنني ... غلام إذا هو جيت لست بشاعر «2» [الطويل] فجاء حسّان إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فاستعداه على صفوان، فاستوهبه الضربة فوهبها له. وذكره موسى بن عقبة في «المغازي» ، عن الزّهري نحوه. وزاد أنّ سعد بن عبادة كفن «3» صفوان حلّة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «كساه اللَّه من حلل الجنّة» «4» . قال البغويّ عن الواقديّ: يكنى أبا عمرو. وله ذكر في حديث آخر أخرجه ابن حبّان وابن شاهين من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: سأل صفوان بن المعطّل عن ساعات الليل والنهار، هل فيها شيء يكره فيه الصّلاة؟ فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «نعم ... » الحديث. ووقع عند أبي يعلى، وعبد اللَّه بن أحمد، عن سعيد المقبري عن صفوان، والأول أصحّ.. قال ابن إسحاق: قتل صفوان في خلافة عمر في غزاة أرمينية شهيدا سنة تسع عشرة. وقد روى ذلك البخاريّ في تاريخه، وثبت في الصّحيح عن عائشة أنه قتل في سبيل اللَّه. وروى أبو داود من طريق أبي صالح عن أبي سعيد، قال: جاءت امرأة صفوان إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه، إن زوجي صفوان يضربني ... الحديث. وإسناده صحيح، ولكن يشكل عليه أن عائشة قالت في حديث الإفك: إنّ صفوان قال: واللَّه ما كشفت كنف أنثى قطّ.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 366- 367، عن سعد مولى أبي بكر قال شكا رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صفوان ابن المعطل وكان يقول هذا الشعر فقال صفوان هجاني فقال دعوا صفوان فإن صفوان خبيث اللسان طيب القلب. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح بن رستم وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح قلت: وثبت في الصحيح أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: ما علمت عليه إلا خيرا. (2) ينظر البيت في أسد الغابة ت (2524) ، الاستيعاب ت (1228) . (3) في أكسا. (4) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 6/ 444. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 وقد أورد هذا الإشكال قديما البخاري، ومال إلى تضعيف الحديث أبو سعيد بذلك، ويمكن أن يجاب بأنه تزوّج بعد ذلك. روى البغويّ وأبو يعلى من حديث الحسن، عن سعيد مولى أبي بكر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «دعوا صفوان بن المعطّل، فإنّه طيّب القلب خبيث اللّسان ... » «1» الحديث. وفيه قصّة طويلة. ووقع له حديث في ابن السّكن والمعجم الكبير وزيادات عبد اللَّه بن أحمد من طريق أبي بكر بن عبد الرّحمن عنه، إلا أن في الإسناد عبد اللَّه بن جعفر بن المديني. وقال الواقديّ: كان مع كرز بن جابر في طلب العرنيين، ويقال: إن له دارا بالبصرة، ويقال: عاش إلى خلافة معاوية، فغزا الرّوم، فاندّقت ساقه، ثم نزل يطاعن حتى مات. وقال ابن السّكن مثله، لكن قال في خلافة عمر. وذكر عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح بسند له أنّ صفوان بن المعطّل حمل على رومي فطعنه فصرعه، فصاحت امرأته، فقال: ولقد شهدت الخيل يسطع نقعها ... ما بين داريّا «2» دمشق إلى نوى وطعنت ذا حلي فصاحت عرسه ... يا ابن المعطّل ما تريد بما أرى [الكامل] وكان ذلك سنة ثمان وخمسين. وقال ابن إسحاق: سنة تسع عشرة. وقيل سنة ستين بسميساط «3» . وبه جزم الطّبري. وسيأتي عنه حديث في ترجمة عمرو بن جابر الجنّي. 4110- صفوان بن وهب «4» : ويقال أهيب، ويقال ابن سهل بن ربيعة بن عمرو بن   (1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 47. أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 366، وقال رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: ما علمت عليه إلا خيرا. (2) داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة والنسبة إليها داراني على غير قياس. انظر معجم البلدان 2/ 491. (3) سميساط: بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثنّاة من تحت ساكنة، وسين أخرى ثم بعد الألف طاء مهملة: مدينة على شاطئ الفرات في طرف الروم على غربي الفرات ولها قلعة من شقّ منها يسكنها الأرمن. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 741. (4) طبقات ابن سعد 3/ 1/ 302، التاريخ الكبير 4/ 103، التاريخ الصغير 1/ 25، الجرح والتعديل 4/ 245، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 239، شذرات الذهب 1/ 13. أسد الغابة ت 2525. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 عامر بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشيّ الفهريّ. وهو ابن بيضاء، أخو سهل وسهيل، وهي أمّهم، ويكنى أبا عمرو. قيل: إنه الأخ المذكور في حديث عائشة: ما صلّى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم على سهيل بن بيضاء وأخيه إلا في المسجد، اتفقوا على أنه شهد بدرا. وروى ابن إسحاق أنه استشهد ببدر. وكذا ذكره موسى بن عقبة وابن سعد وابن أبي حاتم. رواه عن أبيه، قتله طعيمة بن عديّ. وجزم ابن حبّان «1» بأنه مات سنة ثلاثين، وقيل سنة ثمان وثلاثين، وبه «2» جزم الحاكم أبو أحمد تبعا للواقديّ. وقال مصعب الزّبيريّ: رجع إلى مكّة بعد بدر، فأقام بها ثم هاجر. وقيل: أقام إلى عام الفتح. وقيل: مات في طاعون عمواس. وذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا، وفي السّرية التي خرجت مع عبد اللَّه بن جحش. وذكره ابن مندة، من طريق عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس مطوّلا، وفيهم نزل: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ ... [البقرة: 217] الآية. 4111- صفوان بن اليمان «3» : أخو حذيفة. قال أبو عمر: شهد أحدا مع أبيه وأخيه. 4112- صفوان: أو ابن «4» صفوان، غير منسوب. روى التّرمذيّ، من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي الزبير «5» ، عن جابر أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: الم تَنْزِيلُ السّجدة، وتَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ «6» . ثم أخرج من طريق زهير قال: قلت لأبي الزبير: أحدّثك جابر؟ فذكره، فقال: ليس جابر حدّثني، ولكن حدّثنيه صفوان أو ابن صفوان، وهكذا أخرجه البغويّ، وسعيد بن يعقوب القرشيّ، من طريق زهير. وقال: ما روى عنه غير أبي الزّبير حديثا واحدا، ويقول «7» : إنه حكى قال   (1) في أ: ابن حاتم. (2) في أ: قد جزم. (3) أسد الغابة ت 2526، الاستيعاب ت 1229. (4) أسد الغابة ت 2527، الاستيعاب ت 1230. (5) في أ: عن ابن الزبير. (6) أخرجه الترمذي (2892، 3404) وأحمد 3/ 340، والحاكم 2/ 412، وابن أبي شيبة 10/ 424، وابن السني (669) . (7) في أ: ويقال. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 أبو موسى: قد روى أبو الزّبير [عن صفوان بن عبد اللَّه، عن أم الدّرداء حديثا غير هذا، فما أدري أهو هذا أم غيره؟ وأورد أبو موسى] «1» في هذه الترجمة ما أخرجه أبو نعيم والطّبراني من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، عن سماك: سمعت صفوان أو ابن صفوان، بعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم رجل سراويل ... الحديث. قال أبو موسى: [ورواه ابن مهدي عن شعبة، فقال: عن سماك: سمعت أبو صفوان مالك بن عميرة، وكأنه أصح. قلت: هذا الثّاني هو المحفوظ عن شعبة، كذا هو في السّنن، والأول شاذّ] «2» ، وقد خولف فيه شعبة أيضا، عن سماك، كما سيأتي بيانه في ترجمة مالك بن عميرة في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى وهذا غير شيخ أبي الزّبير قطعا، فلا معنى لخلطه به، والأقرب أن يكون هو صفوان بن عبد اللَّه الرّاوي عن أم الدّرداء، وهو تابعيّ، وإنما ذكرته هنا للاحتمال، وأما شيخ سماك فسأذكره في الرّابع. الصاد بعدها اللام 4113- الصّلت بن مخرمة: بن المطّلب بن عبد مناف المطلبي «3» ، أبو قيس. ذكره ابن إسحاق فيمن أطعمه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من خيبر. 4114- الصّلت بن مخرمة: بن نوفل الزّهري، أخو المسور. تقدّم قريبا مع أخيه صفوان. 4115- الصّلت بن معديكرب: بن معاوية الكنديّ، والد كثير بن الصّلت. وروى ابن مندة من طريق الصّلت بن زبيد بن الصلت المديني، عن أبيه، عن جدّه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم استعمله على الخرص ... الحديث. وزبيد بالزاي والتحتانية مصغّر. ورويناه في «الثقفيّات» من الوجه الّذي أخرجه منه ابن مندة، وقد ذكره ابن سعد أن عمومة كثير بن الصّلت وفدوا على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم وأسلموا، ثم رجعوا إلى بلادهم، فارتدّوا فقتلوا يوم البجير، ثم هاجر كثير وزبيد وعبد الرّحمن بنو الصّلت إلى المدينة فسكنوها. 4116 ز- الصّلت بن النّعمان: بن عمرو بن عرفجة بن العامل «4» بن امرئ القيس.   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2530. (4) في أالصائل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وفد هو وأبوه وعماه على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وكذا ذكره الطّبري، وزاد أنه كان في ألفين وخمسمائة من العطاء في عهد عمر. 4117 ز- الصّلت الجهنيّ: جد غنم. ينظر في الرّابع. 4118- الصلصال بن الدّلهمس «1» : بن جندلة بن المحتجب بن الأغر بن الغضنفر «2» بن تميم بن ربيعة بن نزار، أبو الغضنفر. قال ابن حبّان: له صحبة، حديثه عند ابن الضوء «3» . وقال المرزبانيّ: يقال إنه أنشد النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم شعرا. وذكر ابن الجوزيّ أن الصّلصال قدم مع بني تميم، وأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أوصاهم بشيء، فقال قيس بن عاصم: وددت لو كان هذا الكلام شعرا نعلّمه أولادنا، فقال الصلصال: أنا أنظمه يا رسول اللَّه، فأنشده أبياتا. وأوردها ابن دريد في أماليه عن أبي حاتم السّجستاني، عن العتبي، عن أبيه، قال: قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم، فدخلت عليه، وعنده الصلصال بن الدّلهمس، فقال قيس: يا رسول اللَّه، عظنا عظة ننتفع بها، فوعظهم موعظة حسنة، فقال قيس: أحب أن يكون هذا الكلام أبياتا من الشّعر نفتخر به على من يلينا وندّخرها، فأمر من يأتيه بحسّان، فقال الصّلصال: يا رسول اللَّه قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما أراد قيس، فقال: هاتها، فقال: تجنّب خليطا من مقالك إنّما ... قرين الفتى في القبر ما كان يفعل ولا بدّ بعد الموت من أن تعده ... ليوم ينادى المرء فيه فيقبل وإن كنت مشغولا بشيء فلا تكن ... بغير الّذي يرضى به اللَّه تشغل ولن يصحب الإنسان من قبل موته ... ومن بعده إلّا الّذي كان يعمل ألا إنّما الإنسان ضيف لأهله ... يقيم قليلا بينهم ثمّ يرحل [الطويل] وروى ابن مندة من طريق محمد بن الضّوء بن الصّلصال، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «لا تزال أمّتي على الفطرة ما لم يؤخّروا صلاة المغرب إلى اشتباك النّجوم» . قال: وهذا غريب.   (1) أسد الغابة ت 2531، الاستيعاب ت 1247، الثقات 3/ 196، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268. (2) في أالعضنفة. (3) في أعند أبيه، وفي ب، ج: عن ابنه، والمثبت في أسد الغابة: روى عن علي بن سعيد، ومحمد بن الضوء. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 وعنده بهذا الإسناد أحاديث أخر. قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج بمحمد بن الضوء، وكذبه الجوذقاني والخطيب. 4119- صلصل بن شرحبيل «1» : تقدم ذكره في ترجمة صفوان بن صفوان. قال أبو عمر: لا أقف على نسبه، ولا أعرف له رواية. 4120- صلة بن الحارث: الغفاريّ «2» . قال البخاريّ وابن حبّان وابن السّكن: له صحبة. وقال البغويّ: سكن مصر. وقال ابن السّكن: حديثه عند المصريين بإسناد جيد. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. وروى البخاريّ والبغويّ ومحمّد بن الرّبيع الجيزيّ، وابن السّكن، والطّبريّ، من طريق سعيد بن عبد الرحمن الغفاريّ- أنّ سليم بن عتر كان يقصّ وهو قائم، فقال له صلة ابن الحارث الغفاريّ، وهو من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: واللَّه ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا. قال ابن السّكن: ما له غيره. وقال محمّد بن الرّبيع المصريّ: عنه حديث واحد: وفي رواية لمحمد بن الربيع: بينما سليم بن عتر يقصّ على الناس إذ قال شيخ من بني غفار له صحبة ... فذكره بلفظ حتى قام هذا أو نحوه. وقال ابن السّكن: ليس لصلة غير هذا الحديث. الصاد بعدها النون 4121- الصّنابح بن الأعسر «3» : العجليّ «4» الأحمسيّ. حديثه عند قيس بن أبي حازم عنه. وهو عند أحمد وابن ماجة والبغوي» من رواية   (1) أسد الغابة ت 2532، الاستيعاب ت 1248. (2) الثقات 3/ 194، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268- حسن المحاضرة 1/ 210- التاريخ الكبير 4/ 321، تلقيح فهوم أهل الأثر 381، أسد الغابة ت 2534، الاستيعاب ت 1249. (3) أسد الغابة ت 2535، الاستيعاب ت 1250- تجريد أسماء الصحابة 1/ 268، الكاشف 2/ 32- خلاصة تذهيب 1/ 474- تهذيب التهذيب 4/ 438- تهذيب الكمال 2/ 613، التاريخ الصغير 1/ 167- التاريخ الكبير 4/ 327- تقريب التهذيب 1/ 370- الطبقات 118/ 139، الجرح والتعديل 4/ ترجمة 2005- الطبقات الكبرى 6/ 63- بقي بن مخلد 135- الإكمال 5/ 199. (4) في أالبجلي. (5) في أابن ماجة والمنصور من رواية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس ووقع في رواية ابن المبارك ووكيع عن إسماعيل: الصّنابحي- بزيادة ياء، وقال الجمهور من أصحاب إسماعيل بغير ياء، وهو الصّواب، ونصّ ابن المديني والبخاريّ ويعقوب بن شيبة وغير واحد على ذلك. وقال أبو عمر، روى عن الصّنابح هذا قيس بن أبي حازم وحده، وليس هو الصّنابحي الّذي روى عن أبي بكر الصّدّيق، وهو منسوب إلى قبيلة من اليمن، وهذا اسم لا نسب، وذاك تابعيّ، وهذا صحابيّ، وذاك شاميّ، وهذا كوفيّ. وقال ابن البرقيّ: جاء عن الصّنابح بن الأعسر حديثان. قلت: ذكرهما التّرمذيّ في «العلل» عن البخاري وأعلّ الثاني بمجالد، وأخرجهما الطّبرانيّ، وزاد ثالثا من رواية الحارث بن وهب عنه، لكن جزم يعقوب بن شيبة بأنّ الحارث بن وهب إنما روى عن الصّنابحي التابعيّ. قلت: إلا أنه وقع عند الطّبرانيّ عن الحارث بن وهب عن الصّنابح بغير ياء، فهذا سبب الوهم، نعم أخرجه البغويّ من طريق الحارث بن وهب، فقال الصّنابحيّ، فتبين من هذا أن كلا منهما قيل فيه صنابح وصنابحي، لكن الصّواب في ابن الأعسر أنه صنابح بغير ياء وفي الآخر بإثبات الياء، ويظهر الفرق بينهما بالرّواية «1» عنهما، فحيث جاءت الرّواية عن قيس بن أبي حازم عنه فهو ابن الأعسر، وهو الصّحابي، وحديثه موصول، وحيث جاءت الرّواية عن غير قيس «2» عنه فهو الصّنابحي، وهو التّابعي، وحديثه مرسل. واختلف في اسم أبيه، فالمشهور أنه عبد الرّحمن بن عسيلة، وقيل عبد اللَّه. وقيل: بل عبد اللَّه الصّنابحي الّذي روى عنه عطاء بن يسار آخر صحابيّ، وهو غير عبد الرّحمن بن عسيلة الصنابحي المشهور. وسأوضّح ذلك في العبادلة إن شاء اللَّه تعالى. الصاد بعدها الهاء 4122- صهبان بن عثمان «3» : أبو طلاسة الحرسي، بفتح المهملتين. روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن عبد الكبير، عن أبيه: سمعت أبي صهبان أبا طلّاسة، قال: قدم علينا عبد الجبّار بن الحارث بعد مبايعة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم رجع فغزا معه غزاة فقتل بين يدي النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.   (1) في أبالرواة. (2) في أعن قيس بن أبي حازم. (3) أسد الغابة ت 2537، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 قلت: ذكر ابن حبّان في «التّابعين» صهبان بن عبد الجبّار اللّخميّ يكنى أبا طلّاسة، روى عن عمرو، روى عنه أهل فلسطين، فكأنه هو. 4123- صهبان بن شمر: بن عمرو الحنفيّ اليماميّ. ذكره وثيمة في الرّدّة، واستدركه ابن فتحون، وذكر له قصّة مع بني حنيفة لما ارتدّوا مع مسيلمة، وفيها أنه كتب إلى بكر الصدّيق يقول له: إن الناس قبلنا ثلاثة أصناف: كافر مفتون، ومؤمن مغبون، وشاك مغموم، وكتب في الكتاب: إنّي بريء إلى الصّدّيق معتذر ... ممّا مسيلمة الكذّاب ينتحل [البسيط] قال: ففرح المسلمون بكتابه. قال: وفيه يقول شاعر المسلمين: لنعم المرء صهبان بن شمر ... له في قومه حسب ودين [الوافر] 4124- صهيب بن سنان «1» : بن مالك. ويقال خالد بن عبد عمرو بن عقيل. ويقال: طفيل بن عامر بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس بن زيد مناة بن النمر بن قاسط النمريّ، أبو يحيى. وأمه من بني مالك بن عمرو بن تميم، وهو الرّوميّ. قيل له ذلك لأن الرّوم سبوه صغيرا. قال ابن سعد: وكان أبوه وعمه على الأبلّة من جهة كسرى، وكانت منازلهم على دجلة من جهة الموصل، فنشأ صهيب بالروم، فصار ألكن، ثم اشتراه رجل من كلب فباعه بمكّة فاشتراه عبد اللَّه بن جدعان التميميّ فأعتقه. ويقال: بل هرب من الرّوم فقدم مكّة، فحالف ابن جدعان. [وروى ابن سعد أنه أسلم هو وعمّار، ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في دار الأرقم] «2» .   (1) أسد الغابة ت 1538، الاستيعاب ت 1231، طبقات ابن سعد 3/ 226، طبقات خليفة 19، 62، التاريخ الكبير 4/ 315، الجرح والتعديل 4/ 444، معجم الطبراني 8/ 33، 53، المستدرك 3/ 397- 402، ابن عساكر 8/ 186، تهذيب الكمال 613، تاريخ الإسلام 2/ 185، 186، العبر 1/ 144، مجمع الزوائد 9/ 305، تهذيب التهذيب 4/ 438 439، خلاصة تذهيب الكمال 175- كنز العمال 13/ 437، شذرات الذهب 1/ 47. (2) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 ونقل الوزير أبو القاسم المغربيّ أنه كان اسمه عميرة فسمّاه الرّوم صهيبا، قال: وكانت أخته أميمة تنشده في المواسم، وكذلك عماه: لبيد، وزحر، ابنا مالك. وزعم عمارة بن وثيمة أن اسمه عبد الملك. ونقل البغويّ أنه كان أحمر شديد الصهوبة تشوبها حمرة، وكان كثير شعر الرأس يخضب بالحناء، وكان من المستضعفين ممن يعذّب في اللَّه، وهاجر إلى المدينة مع علي بن أبي طالب في آخر من هاجر في تلك السّنة فقدما في نصف ربيع الأول وشهد بدرا والمشاهد بعدها. وروى ابن عديّ من طريق يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب عن آبائه عن صهيب، قال: صحبت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قبل أن يبعث، ويقال: إنه لما هاجر تبعه نفر من المشركين، فسئل، فقال: يا معشر قريش، إني من أرماكم ولا تصلون إليّ حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم بسيفي، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، فرضوا فعاهدهم ودلّهم فرجعوا فأخذوا ماله، فلما جاء إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «ربح البيع» ، فأنزل اللَّه عزّ وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة: 207] . وروى ذلك ابن سعد وابن أبي خيثمة من طريق حمّاد، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن المسيّب في سبب نزول الآية. ورواه ابن سعد أيضا من وجه آخر عن أبي عثمان النهديّ، ورواه الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس. وله طريق أخرى. وروى ابن عديّ من حديث أنس، والطبراني من حديث أم هانئ، ومن حديث أبي أمامة عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «السّبّاق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الرّوم، وبلال سابق الحبشة، وسليمان سابق الفرس» . وروى ابن عيينة في تفسيره، وابن سعد من طريق منصور عن مجاهد: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكره فيهم. وروى ابن سعد من طريق عمر بن الحكم، قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكذا صهيب وأبو فائد، «1» وعامر بن فهيرة وقوم، وفيهم نزلت هذه الآية: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا [النحل: الآية 110] . وروى البغويّ من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه: خرجت مع عمر حتى دخلت على   (1) في أفكيهة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 صهيب بالعالية، فلما رآه صهيب، قال: يا ناس. فقال عمر: ما له يدعو الناس! قلت: إنما يدعو غلامه يحنس. فقال له: يا صهيب، ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال: أراك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي، وتكنى باسم نبي، وتبذر مالك، قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حق، وأما كنيتي فكنّانيها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأما انتمائي إلى العرب فإنّ الرّوم سبتني صغيرا، فأخذت لسانهم. ولما مات عمر أوصى أن يصلّي عليه صهيب، وأن يصلي بالناس إلى أن يجتمع المسلمون على إمام. رواه البخاري في تاريخه. وروى الحميديّ والطبرانيّ من حديث صهيب من طريق «1» آل بيته عنه، قال: لم يشهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر سريّة قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة «2» إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بيني وبين العدو قط، حتى توفّي. ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين: وقيل سنة تسع. وروى عنه أولاده: حبيب، وحمزة، وسعد، وصالح، وصيفي، وعباد، وعثمان، ومحمد، وحفيده زياد بن صيفي. وروى عنه أيضا جابر الصحابي، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون. قال الواقديّ: حدثني أبو حذيفة- رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين. 4125- صهيب بن النعمان «3» : ذكره عمر بن شبّة في الصحابة. وروى الطبراني والمعمريّ في اليوم والليلة من طريق قيس بن الربيع، عن منصور بن هلال بن يساف عن صهيب بن النعمان، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «فضل صلاة الرّجل في بيته على صلاته حيث يراه النّاس كفضل المكتوبة على النّافلة» .   (1) في ط السنة. (2) في أغزاة قط إلا كنت. (3) أسد الغابة ت 2539، الاستيعاب ت 1232، تجريد أسماء الصحابة 1/ 268- بقي بن مخلد 632- الوافي بالوفيات 16/ 338، تبصير المشتبه 3/ 841. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 الصاد بعدها الواو 4126- صؤاب «1» : بضم أوله وبهمزة على الواو. ضبطه ابن نقطة. ذكره البغويّ في «الصحابة» ، وقال: أحسبه نزل البصرة. وروى أحمد في الزهد من طريق همام عن جار لهم يكنى أبا يعقوب قال: كان هاهنا رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له صؤاب، كان لا يصنع طعاما إلا دعا يتيما أو يتيمين، وأخرجه البغوي من طريق همام. الصاد بعدها الياء 4127- صيفي «2» : بلفظ النسب، ابن الأسلت، أبو قيس. يأتي في الكنى. 4128- صيفي «3» : بن ربعي بن أوس الأنصاريّ. قال أبو عمر: في صحبته نظر، وشهد صفين مع علي. 4129 ز- صيفي: بن ساعدة بن عبد الأشهل بن مالك بن لوذان بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس الأنصاريّ أبو الخريف. قال ابن الكلبيّ: خرج مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض المغازي، فتوفي بالكديد «4» ، فكفنه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في قميصه. واستدركه ابن فتحون. 4130- صيفي «5» : بن سواد بن عباد بن عمرو بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلمي. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية. وقال أبو الأسود، عن عروة: شهد بدرا. 4131- صيفي «6» : بن عامر، سيّد بني ثعلبة. أمّره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على قومه. ذكره أبو عمر مختصرا. وقال ابن السّكن: في إسناد حديثه نظر، وهو من رواية البصريين. وأورد من طريق عبيد اللَّه بن ميمون بن عمرو بن خباب   (1) أسد الغابة ت 2540. (2) أسد الغابة ت 2541، الاستيعاب ت 1233. (3) أسد الغابة ت 2543، الاستيعاب ت 1234. (4) الكديد: قيل بالفتح وبالكسر وآخره دال أخرى، موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلا من مكة بين عسفان وأمج. انظر مراصد الاطلاع 30/ 1152. (5) أسد الغابة ت 2544، الاستيعاب ت 1235. (6) أسد الغابة ت 2545، الاستيعاب ت 1236. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 العبديّ، قال: حضرت عمرا ومحمدا والصلت بني كريب العبديين، قال: جاءوا بكتاب فوضعوه على يد ثمامة بن خليفة، وكانوا تشاحوا فيه، فقالوا: إن جدّنا دفع إلينا [هذا الكتاب، وأخبرنا أن صيفي بن عامر دفعه إليه، وذكر صيفي أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كتبه له] «1» فإذا فيه: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. هذا كتاب من محمد رسول اللَّه لصيفي بن عامر على بني ثعلبة ابن عامر من أسلم منهم وأقام الصّلاة، وآتى الزّكاة، وأعطى خمس المغنم، وسهم النّبي والصّفي فهو آمن بأمان اللَّه ... » الحديث. 4132- صيفي بن أبي عامر: الراهب، أخو حنظلة غسيل الملائكة. قال ابن سعد والطّبرانيّ: شهد أحدا. 4133 ز- صيفي بن عائذ: أبو السائب المخزوميّ: مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 4134- صيفي بن عليّة: بن شامل. ذكره سيف في أوائل الرّدّة والفتوح له. وقال: هو أحد العشرة الذين وجههم أبو عبيدة بن الجراح لما ولاه الشّام، وكانوا كلهم من الصحابة. وكذا ذكره الطبري. واستدركه ابن فتحون. وعلية ضبطه ابن ماكولا بضم المهملة وسكون اللّام بعدها موحدة. 4135 ز- صيفي بن عمرو: بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري، عم علبة بن زيد. يقال: إنه كان من البكاءين الذين نزلت فيهم: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ [التوبة: 92] . ذكره ابن فتحون. 4136- صيفي بن قيظي «2» : بن عمرو بن سهل بن مخرمة بن قلع «3» بن حريش بن عبد الأشهل، أخو الحباب، وهو ابن الصّعبة بنت التيّهان أخت أبي الهيثم. ذكره أبو حاتم في «الصحابة» . وقال: قتل يوم أحد. وكذا ذكره ابن إسحاق. وقال: قتله «4» ضرار بن الخطاب.   (1) سقط في أ. (2) تبصير المشتبه 3/ 1158، أسد الغابة ت 2546، الاستيعاب ت 1237. (3) في أكلغ. (4) في أفيه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 القسم الثاني من حرف الصاد المهملة الصاد بعدها الألف 4137 ز- صالح بن نهشل: بن عمرو الفهريّ. يأتي ذكره في ترجمة نهشل. 4138- صالح بن العباس: بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّ، ابن عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. عدّه أبو بكر بن دريد في أسماء أولاد العباس، وكانوا عشرة، وفيهم يقول: تموا بتمام فصاروا عشرة. وقال أبو عمر: لكل ولد العباس صحبة أو رؤية، وكان أكبرهم الفضل ثم عبد اللَّه، ثم قثم. الصاد بعدها الفاء 4139- صفوان بن عبد الرحمن: بن صفوان بن أميّة بن خلف. تقدم ذكر جده. له رؤية ولأبيه صحبة ولجده. وذكر أبو عمر في ترجمة هذا أنه هو الّذي جاء بابنه ليبايع يوم الفتح على الهجرة، فامتنع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. والصواب أن هذه القصة لعبد الرحمن بن صفوان، كما سيأتي في موضعه على الصواب. القسم الثالث من حرف الصاد المهملة الصاد بعدها الألف 4140 ز- صالح بن شريح السكوني ّ «1» : له إدراك. وذكر أبو الحسين الرّازيّ أنه كان كاتبا لأبي عبيدة بن الجراح.   (1) التاريخ الكبير 4/ 282، تاريخ أبي زرعة 1/ 603، الجرح والتعديل 4/ 405، الثقات لابن حبان 4/ 376، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 372، تاريخ الإسلام 3/ 88. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 وقال البخاري: كان كاتب عبد اللَّه بن قرط عامل أبي عبيدة على حمص. وروى عن أبي عبيدة. روى عنه ابنه محمد. وروى الرّويانيّ في مسندة، وأبو القاسم الحمصيّ في «تاريخ الحمصيين» من طريق عيسى بن أبي رزين: حدثني صالح بن شريح: رأيت أبا عبيدة يمسح على الخفين. وقال أبو عبيدة: ما نزعتهما منذ خرجت من دمشق. وقال أبو بكر البغداديّ في «طبقات أهل حمص» : كان صاحب معاذ بن جبل. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: عاش إلى خلافة عبد الملك، وله رواية في ترجمة النعمان بن الرازية. 4141 ز- صالح بن كيسان: التابعيّ المشهور. زعم الحاكم أنه مات وله مائة ونيّف وستون سنة، فعلى هذا يكون أدرك الجاهلية ويكون مولده قبل البعثة بسنين. والّذي ذكره غيره أنه ما بلغ تسعين سنة. واللَّه أعلم. 4142 ز- صبي رة بن سعد: بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ السهمي. ذكره أبو مخنف في «المعمرين» ، وقال: عاش مائة وثمانين سنة، وأدراك الإسلام فأسلم، وقيل: لم يسلم. هذا هو الصحيح، وفيه قول ابنته ترثيه: من يأمن الحدثان بعد صبيرة السّهميّ ماتا ... سبقت منيّته المشيب وكان ذلكم انفلاتا «1» [مجزوء الكامل] 4143 ز- صبيغ: بوزن عظيم، وآخره معجمة، ابن عسل، بمهملتين الأولى مكسورة [والثانية] «2» ساكنة، [ويقال بالتصغير] «3» ، ويقال [ابن سهل] «4» الحنظليّ. له إدراك، وقصته مع عمر مشهورة. روى الدّارميّ من طريق سليمان بن يسار، قال: قدم المدينة رجل يقال له صبيغ، [بوزن عظيم وآخره مهملة، ابن عسل] «5» ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر فأعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد اللَّه صبيغ، قال: وأنا عبد اللَّه عمر، فضربه حتى [أدمى] «6» رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الّذي كنت أجده في رأسي.   (1) ينظر البيتان في المعمرين (25) . (2) في أوالياء ساكنة. (3) سقط في أ. (4) في أأنه شريك. (5) سقط في أ. (6) في أدمي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 وأخرجه من طريق نافع أتمّ منه، قال: ثم نفاه إلى البصرة، وأخرجه الخطيب وابن عساكر من طريق أنس، والسائب بن زيد، وأبي عثمان النهدي مطولا ومختصرا. وفي رواية أبي عثمان: وكتب إلينا عمر: لا تجالسوه. قال: فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا. وروى إسماعيل القاضي في «الأحكام» ، من طريق هشام عن محمد بن سيرين، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى: لا تجالس صبيغا واحرمه عطاءه. وروى الدارميّ في حديث نافع أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه صلح حاله فعفا عنه. وذكر ابن دريد في كتاب «الاشتقاق» أنه كان يحمّق وأنه وفد على معاوية. وروى الخطيب من طريق عسل بن عبد اللَّه بن عسيل التميمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمه صبيغ بن عسل، قال: جئت عمر ... فذكر قصة. [ومن طريق يحيى بن معين، قال: صبيغ بن شريك] «1» . قلت: ظاهر السياق أنه عمّ عطاء، وليس كذلك، بل الضمير في قوله: «عن عمه» يعود على عسل. وذكره ابن ماكولا في «2» عسل- بكسر أوله وسكون ثانيه والمهملتين، وقال مرّة: عسيل مصغرا. وقال الدارقطنيّ في الأفراد بعد رواية سعيد بن سلامة العطّار، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر، فسأله عن الذاريات ... الحديث. وفيه: فأمر به عمر فضرب مائة سوط، فلما بريء «3» دعاه فضربه مائة أخرى، ثم حمله على قتب، وكتب إلى أبي موسى: حرم على الناس مجالسته، فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى، فحلف له أنه لا يجد في نفسه شيئا، فكتب إلى عمر، فكتب إليه: خلّ بينه وبين الناس. غريب تفرّد به ابن أبي سبرة. قلت: وهو ضعيف، والراويّ عنه أضعف منه، ولكن «4» أخرجه ابن الأنباري من وجه آخر عن يزيد بن خصيفة، عن السّائب بن يزيد، عن عمر بسند صحيح، [وفيه: فلم يزل صبيغ وضيعا في قومه بعد أن كان سيّدا فيهم.   (1) سقط في أ. (2) في ألأبي عسل. (3) في أدعي به. (4) في أولكونه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 قلت: وهذا يدلّ على أنه كان في زمن عمر رجلا كبيرا. وأخرجه الإسماعيلي في جمعه حديث يحيى بن سعيد من هذا الوجه. وأخرجه أبو زرعة الدّمشقيّ من وجه آخر من رواية سليمان التميمي، عن أبي عثمان النهدي به. وأخرجه الدّارقطنيّ في «الأفراد» مطوّلا. قال أبو أحمد العسكريّ: اتهمه عمر برأي الخوارج] «1» . 4144 ز- صبيّ» : بصيغة التصغير، ابن معبد «3» التغلبي، بمثناة ثم معجمة ثم لام مكسورة. له إدراك. وحجّ في عهد عمر، فاستفتاه عن الجمع بين الحجّ والعمرة. روى حديثه أصحاب السنن من رواية أبي [وائل عنه. وروى أبو] «4» إسحاق وغيره عنه أيضا، وكان سليمان بن ربيعة وزيد بن صوحان نهياه عن ذلك، فقال له عمر: هديت لسنّة نبيك. وقال العسكريّ: روى عن عمر ولم يلحق له كذا قال. الصاد بعدها الخاء 4145- صخر: بن أعيا الأسديّ. له إدراك. وله ذكر في شعر الحطيئة، وكان قد نزل به فسقاه شربة لبن، وأنشده: شددت حيازيم ابن أعيا بشربة ... على ظمإ شدّت أصول الجوانح [الطويل] 4146- صخر «5» : بن قيس، يقال: إنه اسم الأحنف بن قيس. تقدم. 4147 ز - صخر بن عبد اللَّه: الهذلي المعروف بصخر الغيّ. [ذكره المرزبانيّ في معجمه وقال: إنه مخضرم] «6» ، وأنشد له قوله: لو أنّ حولي من قريم رجلا ... لمنعوني نجدة أو رسلا [الرجز] [أي بقتال أو بغير قتال] «7» .   (1) سقط في أ. (2) في أالتمريض. (3) في أسعيد. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت 2493، الاستيعاب ت 1214. (6) سقط في أ. (7) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 الصاد بعدها الراء 4148 ز- صرد بن شمير: بن مليل بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب الكلابيّ. [له إدراك، وابنه عبد الرحمن له ذكر في الفتوح، ومن ذريته المحدث المشهور عبدة بن سليمان الكلابي شيخ البخاري] «1» . ذكره ابن سعد في ترجمة عبدة. وقال: أدرك الإسلام وأسلم. الصاد بعدها العين 4149 ز- الصّعب بن عثمان «2» : السّحيمي [اليمانيّ] . ذكر وثيمة في الردة أنه كان شيخا كبيرا معمرا، وأنه وفد على النعمان بن المنذر في الجاهلية، ثم أدرك الإسلام فأسلم وحذر قومه من الردة لما تنبأ مسيلمة، وأنشد له في ذلك شعرا. 4150- صعصعة بن صوحان «3» : العبديّ. تقدم ذكر أخويه سيحان وزيد. قال أبو عمر: كان مسلما في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يره. قلت وله رواية عن عثمان وعليّ، وشهد صفين مع علي، وكان خطيبا فصيحا، وله مع معاوية مواقف. وقال الشعبيّ: كنت أتعلم منه الخطب. وروى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي، والمنهال بن عمرو، وعبد اللَّه بن بريدة، وغيرهم. مات بالكوفة في خلافة معاوية. وقيل بعدها. وذكر العلائيّ في أخبار زياد أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة، أو إلى البحرين. وقيل إلى جزيرة ابن كافان، فمات بها، وأنشد له المرزباني: هلّا سألت بني الجارود: أيّ فتى ... عند الشّفاعة «4» والباب ابن صوحانا كنّا وكانوا كأمّ أرضعت ولدا ... عقّت ولم تجز بالإحسان إحسانا «5» [البسيط]   (1) سقط في أ. (2) في أالبخاري. (3) في أإخوته. (4) في الشفاء عند. (5) ينظر البيتان في الشعراء (621) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 الصاد بعدها القاف 4151 ز- الصّقر بن عمرو: بن محصن. له إدراك، وكان من الفرسان المعروفين. وقتل بصفين مع عليّ، فبلغ أهل العراق أن أهل الشام فخروا بقتله فقال قائلهم: فإنّ تقتلوا الصّقر بن عمرو بن محصن ... فنحن قتلنا ذا الكلاع وحوشبا «1» [الطويل] وكان ذو الكلاع وحوشب من عظماء اليمن بالشام وقتلا يومئذ. الصاد بعدها اللام 4152- صلة بن أشيم «2» : بوزن أحمد بمعجمة وتحتانية، أبو الصهباء العبديّ. تابعيّ مشهور، أرسل حديثا، فذكره ابن شاهين، وسعيد بن يعقوب في الصحابة، وهو من طريق حماد عن ثابت عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من صلّى صلاة لا يذكر فيها شيئا من أمر الدّنيا لم يسأل اللَّه شيئا إلّا أعطاه» . وكذا أخرجه ابن شاهين. وذكره في التابعين البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وقال: قتل في أول ولاية الحجاج على العراق سنة خمس وسبعين. قال: وقيل في خلافة يزيد بن معاوية. وذكر أبو موسى أنه قتل بسجستان سنة خمس وثلاثين وهو ابن مائة وثلاثين سنة. قلت: فعلى هذا فقد أدرك الجاهلية. وروى أبو نعيم في «الحلية» من طريق ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: بلغنا أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «يكون في أمّتي رجل يقال له صلة يدخل الجنّة بشفاعته كذا وكذا» «3» .   (1) ينظر البيت في الاشتقاق: 433، ووقعة حنين: 401. (2) تاريخ خليفة 236، طبقات خليفة 192، تاريخ الثقات للعجلي 229، الثقات لابن حبان 4/ 380، تاريخ الطبري 5/ 472، المعرفة والتاريخ 2/ 77، طبقات ابن سعد 7/ 134، فتوح البلدان 490، التاريخ الكبير 4/ 321، الجرح والتعديل 4/ 447، الكامل في التاريخ 4/ 96، حلية الأولياء 2/ 237، سير أعلام النبلاء 3/ 497، الوافي بالوفيات 16/ 330، صفة الصفوة 3/ 139، البداية والنهاية 9/ 15، التذكرة الحمدونية 1/ 207، طبقات الشعراني 1/ 39، ربيع الأبرار 4/ 185، الأسماء والكنى للحاكم ورقة 288، والزهد لابن المبارك 198، الملحق بكتاب الزهد 62، تاريخ الإسلام 2/ 127. أسد الغابة ت 2533. (3) أورده المصنف في لسان الميزان حديث رقم 923. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 الصاد بعدها الياء 4153 ز- صيحان: بن صوحان العبديّ. له ذكر في قتال أهل الردة. وكان بعمان لقيط بن مالك الأزديّ، فادّعى النّبوة، فقاتل «1» عكرمة وعرفجة وجبير وعبيد فاستعلاهم، فأتى المسلمين مدد من بني ناجية وعبد القيس عليهم الحارث بن راشد «2» وصيحان بن صوحان العبديّ، فقوي المسلمون، وانهزم لقيط، وقتل «3» ممن كان معه عشرة آلاف، ذكره سيف. القسم الرابع من حرف الصاد المهملة الصاد بعدها الألف 4154 ز- صالح بن خيوان «4» : بالخاء المعجمة، السّبائي، بفتح المهملة والموحدة بعدها همزة. تابعيّ معروف، أرسل حديثا فذكره علي بن سعيد، وابن أبي علي في الصحابة، وأورد من طريق بكر بن سوادة، عن صالح بن خيوان- أن رجلا سجد إلى جنب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على عمامته، فحسر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عن جبهته. قال أبو موسى في الذيل: صالح هذا يروي عن عقبة بن عامر، ولا أرى له صحبة. قلت: قد أخرجه أبو داود من هذا الوجه، فقال: عن صالح عن السائب. وقال ابن أبي حاتم: روى عن أبي عقبة، وأبي سهلة السّائب بن خلّاد «5» . [4155 ز- صالح بن رتبيل: تابعيّ مشهور. أرسل حديثا، فذكر بعضهم في الصحابة. قال أبو حاتم] «6» [روى عنه بكر بن سوادة] «7» والعسكريّ. حديثه مرسل، روى عنه عمران بن حدير. 4156- الصامت الأنصاريّ «8» : جد عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت. وذكره الترمذيّ في «الصّحابة» ، وفي «الجامع» ، فيمن رأى الصلاة في ثوب واحد «9» .   (1) في أفقاتله. (2) في أأسد. (3) في أوقيل له. (4) أسد الغابة ت 2469. (5) في أ: روى عنه بكر بن سوادة. (6) سقط في ب. (7) سقط في أ. (8) أسد الغابة ت 2477. (9) أخرجه أبو عوانة في مسندة 2/ 60. وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 51 وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 وذكره ابن قانع في الصحابة. واستدركه ابن فتحون وغيره، وهو وهم نشأ عن حذف. وقد تقدم قول أبي عمر في ثابت بن الصامت ولد هذا: إنه مات في الجاهلية، فكيف يستدرك الصامت عليه؟ فروى إبراهيم الحربي، وابن قانع، من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه عن جده أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في ثوب واحد. انتهى. وقد بينت أمره واضحا في ترجمة ثابت بن الصامت في حرف الثاء المثلثة. الصاد بعدها الباء، والحاء، والخاء 4157- صبرة، والد لقيط: ذكره ابن شاهين، وقد تقدم في القسم الأول. 4158- صحمة: تقدم في أصحمة. 4159 ز- صخر «1» : بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجيّ. مشهور من أتباع التابعين، أرسل حديثا فذكره سعيد بن يعقوب في الصحابة، وأورد من طريق محمد بن أبي يحيى، عن صخر بن عبد اللَّه بن حرملة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من لبس ثوبا فحمد اللَّه غفر له» . قال أبو موسى: صخر هذا لم يلق «2» الصحابة، وإنما يروي عن التابعين. قلت: حديثه في الترمذي وأكبر شيخ رأيته له أبو سلمة بن عبد الرحمن. 4160 ز- صخر بن مالك: تابعيّ أرسل حديثا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الضبّ. روى عنه معاوية بن صالح، قاله ابن أبي حاتم عن أبيه، ووهم من ذكره في الصحابة. 4161- صخر بن معاوية النميري «3» : ذكره ابن قانع فصحفه، وتبعه الذهبي، وإنما هو مخمر، بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الميم الأخرى. وقد أخرج ابن ماجة في الحديث الّذي أورده له ابن قانع من الوجه الّذي أورده له على الصواب. وذكره البغويّ في حكيم بن معاوية. فاللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت 2489. (2) في أيرى. (3) أسد الغابة ت 2495. تجريد أسماء الصحابة 1/ 264. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 الصاد بعدها الراء 4162- صرمة بن أنس: فرق ابن مندة بينه وبين صرمة بن أبي أنس، وهو هو، وقد أوضحت ذلك فيما مضى. 4163- صرمة الأنصاريّ: وقع في معجم ابن الأعرابيّ من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال ... الحديث بطوله. وفيه: فجاء رجل يقال له صرمة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، رأيت رجلا ينزل من السماء عليه ثوبان أخضران على حريم «1» حائط، فأذّن مثنى مثنى، ثم قعد ثم قام فأقام. قلت: وهو غلط نشأ عن سقط، وذلك أن القصة عند عبد بن حميد في تفسير قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة: 187] ، فذكر الحديث بطوله. وصرمة إنما جرى [315] له ما تقدم في الّذي قبله أنه نام قبل أن يفطر، والّذي جاء فذكر الرؤيا في الأذان، وهو عبد اللَّه بن زيد، فسقط من السياق من ذكر صرمة إلى ذكر عبد اللَّه بن زيد على الصواب عند أبي داود والنسائي «2» وغيرهما. الصاد بعدها العين 4164 ز- صعير، غير منسوب: ذكره الباوردي، وأورده من طريق الزهري، عن عبد اللَّه بن ثعلبة، عن صعير، قال: قام النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فينا، فأمرنا بصدقة الفطر «3» .. الحديث. وهو وهم نشأ عن تصحيف، والصواب عن عبد اللَّه بن ثعلبة بن صعير، عن أبيه. وثعلبة بن صعير ويقال فيه ابن أبي صعير تقدم على الصواب في المثلثة. الصاد بعدها الفاء 4165- صفوان بن أمية: بن عمرو السلمي، حليف بني أسد. واختلف في شهوده بدرا، وشهدها أخوه مالك بن أمية، وقتلا جميعا باليمامة. هكذا   (1) في أحرم. (2) في أأبي داود والطبراني وغيرهما. (3) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 587 كتاب الزكاة باب 2123- صدقة الفطر حديث رقم 1830، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2423 والحاكم في المستدرك 3/ 279 والدارقطنيّ في السنن 1/ 142، 2/ 148 وكنز العمال حديث رقم 2451. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 أورده أبو عمر، فوهم في زيادة أمية، وإنما هو صفوان بن عمرو. وقد مضى في الأول على الصواب واضحا. 4166- صفوان بن عبد اللَّه: أو عبد اللَّه بن صفوان. ذكره ابن قانع، وأخرج له حديث صيد الأرنب. والصواب صفوان بن محمد، أو محمد بن صفوان. 4167- صفوان بن عبد اللَّه الخزاعي: ذكره بعضهم. والصواب عبد اللَّه بن صفوان الخزاعي. وسيأتي. 4168 ز- صفوان بن أبي العلاء. من أتباع التابعين، وهم ابن لهيعة، فروى عن خالد بن أبي عمران، عنه، أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر حديثا قدمته في الأول. قال ابن أبي حاتم: الصواب ما رواه عبيد اللَّه بن أبي جعفر، ومحمد بن عمرو، وسهيل بن أبي صالح، عن صفوان بن أبي يزيد، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة. قلت: لم يتفقوا على القعقاع بن اللّجلاج، بل هي رواية سهيل في المشهور عنه. واختلف على سهيل أيضا. وقال محمد بن عمرو: حصين بدل القعقاع، وتابعه ابن إسحاق، عن صفوان، لكن قال: ابن سليم، فلعل سليم يكنى أبا يزيد «1» . وكان هذا سبب وهم ابن لهيعة فيه، فإنه سمعه من خالد بن أبي عمران رفيق عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن صفوان بن أبي يزيد، فانقلب على ابن لهيعة، فجعل كنية شيخ صفوان اسم أبيه، وحذف الواسطة، فتركب منه هذا الوهم. ورواه حمّاد بن سلمة [عن سهيل] «2» فقال: عن صفوان بن سليم، عن خالد بن اللجلاج. وهذا يقوي رواية أبي عمرو وابن إسحاق، لكن لم يتابع في خالد. وقال ابن عجلان: عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة- سلك الجادة. وقد أخرج النّسائيّ أكثر هذه الطرق، وذهل ابن حبان فأخرج من طريق ابن عجلان وغفل عما فيها من الاضطراب. 4169- صفوان بن عمرو الأسلمي «3» : أورده أبو عمر فتعقبه ابن الأثير بأن الصواب الأسدي، وليس لأبي عمر» فيه ذنب إلا في قوله الأسلمي، فإن الصواب الأسديّ. والذنب لابن   (1) في أ: وأما ابن أبي جعفر فقال عن أبي العلاء ابن اللجلاج. (2) سقط في أ. (3) في أالسلمي أو الأسلمي. (4) في ألابن. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 الأثير في مغايرته بين هذا الّذي ذكره أبو عمر وبين الأسدي الّذي ذكره غيره. وقد قال أبو عمر «1» : إنه حليف بني أسد، فلا معنى للتعدد. والعجب أن ابن الأثير خفي عليه ما وقع لأبي عمر فيه من الوهم في مغايرته بين صفوان بن عمرو وصفوان بن أمية بن عمرو لما بينته. 4170- صفوان بن محرز «2» : تابعيّ مشهور. ذكره ابن شاهين في «الصحابة» ، وعو غلط نشأ عن فهم فاسد، وذلك أنه أورد من طريق أبي تميمة، قال: شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم- يعني صفوان بن محرز. والحديث حديث جندب بن عبد اللَّه البجلي- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقد روى عنه أحاديث فقالوا: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا؟ قال: سمعته يقول: «من سمّع اللَّه به يوم القيامة ... » «3» الحديث. ظن ابن شاهين أن الحديث لصفوان لجريان ذكره فيه، وليس كذلك، وإنما هو لجندب، والضمير في قوله: وهو يوصيهم لجندب، والموصوف بأنه رجل من الصحابة هو جندب وهو المقول له: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ والحديث المذكور مخرج في الصحيحين من طريق أبي تميمة. وأخرجه ابن شاهين من طريقيه فإنّ ابن شاهين أخرجه عن أبي محمد بن صاعد، عن إسحاق بن شاهين، عن خالد الطحان، عن الجريريّ، عن أبي تميمة. وأخرجه البخاريّ في الأحكام عن إسحاق بن شاهين بهذا السند، ولفظه عن أبي تميمة، قال: شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم، فقالوا: له سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من سمّع سمّع اللَّه به ... » الحديث. وفي آخره قيل لأبي عبد اللَّه وهو البخاري: من يقول سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، جندب؟ قال: نعم [من يقول سمعت] «4» جندب.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 147، طبقات خليفة ت 1540، تاريخ البخاري 4/ 305، المعارف 458، المعرفة والتاريخ 2/ 48، الجرح والتعديل ق 1 م 2 423 الحلية 2/ 213، تاريخ الإسلام 4/ 14، تذكرة الحفاظ 1/ 57، تذهيب التهذيب 2/ 95، تهذيب التهذيب 4/ 430، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 21، خلاصة تذهيب التهذيب 174. (2) طبقات ابن سعد 7/ 147، طبقات خليفة ت 1540، تاريخ البخاري 4/ 305، المعارف 458، المعرفة والتاريخ 2/ 48، الجرح والتعديل ق 1 م 2 423 الحلية 2/ 213، تاريخ الإسلام 4/ 14، تذكرة الحفاظ 1/ 57، تذهيب التهذيب 2/ 95، تهذيب التهذيب 4/ 430، طبقات الحفاظ للسيوطي ص 21، خلاصة تذهيب التهذيب 174. (3) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 130، 9/ 80. ومسلم في الصحيح 4/ 2289 عن ابن عباس بلفظة كتاب الزهد والرقائق (53) باب من أشرك في عمله غير اللَّه حديث (47/ 2986) ، أحمد في المسند 5/ 45 وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 526، والطبراني في الكبير 2/ 179 والبغوي في شرح السنة 4/ 237 والهيثمي في الزوائد 8/ 98، 10/ 225، 226. (4) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 وأخرج البخاريّ ومسلم، هذا الحديث وهو: «من سمّع سمّع اللَّه به» من وجه آخر عن جندب، أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، ومسلم في أواخر الصحيح كلاهما من طريق سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل، عن جندب. وصفوان بن محرز له في صحيح مسلم حديث عن جندب غير هذا، وهو من أوساط التابعين، وأقدم شيخ له عبد اللَّه بن مسعود ثم الأشعريّ، وحكيم بن حزام، وعمران بن حصين، ثم ابن عباس، وجندب، وكان من عباد أهل البصرة، قال العجليّ: تابعي ثقة، وقال «1» : له فضل وورع. وقال خليفة: مات بعد انقضاء أمر ابن الزبير، وأرّخه ابن حبان سنة أربع وسبعين وهي السنة التي قتل فيها ابن الزبير. 4171- صفوان بن يعلى: بن أمية. تابعيّ مشهور. ووقع في صحيح البخاري في رواية أبي ذرّ «2» ما يقتضي أن له صحبة، وهو وهم، سقط من الإسناد عن أبيه، ولا بدّ منه. 4172- صفوان: أو ابن صفوان، صوابه: عن أبي صفوان، وهو مالك بن عميرة. وقد أوضحت حاله في آخر من اسمه صفوان من القسم الأول. 4173 ز- صفوان أبو كليب «3» : وهم فيه بعض الرواة، فأخرج ابن مندة من طريق سليمان بن مروان العبديّ، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن عثيم بن كليب بن الصلت، عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «احلق عنك شعر الكفر» «4» . قال ابن مندة: هذا وهم. قلت: أخرجه هو فيمن اسمه كليب من طريق سعيد بن الصلت، عن ابن أبي يحيى، فقال: عن عثيم بن كثير بن كليب، عن أبيه، عن جدّه. وروى أبو داود هذا الحديث من طريق ابن جريج: أخبرت عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده، فكأن عثيما في هذه الرواية نسب إلى جده، وكأن ابن جريج سمعه من ابن أبي يحيى، فله عادة بالتدليس عنه. وقال أبو نعيم: روى عبد اللَّه بن منيب، عن عثيم بن كثير بن كليب، عن أبيه، عن جده بهذا الحديث.   (1) في أوقال العجليّ: ثقة له. (2) في أزياد. (3) أسد الغابة ت 2529. (4) أخرجه ابن عدي من الكامل 1/ 222 عن كليب الحضرميّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 قلت: لكن روى ابن شاهين من طريق الواقديّ عن عبد اللَّه بن منيب حديثا آخر، فقال: عن عثيم بن كثير بن الصلت الجهنيّ، عن أبيه، عن جده. وله صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الأكبر في الإخوة بمنزلة الأب» «1» . واللَّه أعلم. الصاد بعدها اللام 4174- صلة بن أشيم: تقدم في القسم الثالث. 4175 ز- الصّلت السدوسي: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الذبيحة. وعنه ثور بن يزيد الرحبيّ. ووهم من ذكره في الصحابة، بل هو تابعي، بل ذكره ابن حبان في أتباع التابعين. الصاد بعدها النون 4175 م ز- صحمة: تقدم في أصحمة. 4176 ز- الصّنابح «2» : غير منسوب. «3» تقدم بيان من وهم فيه في الصنابح بن الأعسر. قال أبو نعيم: أفرده، يعني ابن مندة- وهو عندي ابن الأعسر. الصاد بعدها الياء 4177- صيفي، غير منسوب: ذكره سعيد بن يعقوب، من طريق وكيع، عن سعيد بن زيد، عن واصل مولى ابن عيينة، عن عبيد بن صيفي، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله. وهذا وهم نشأ عن سقط. وفي إسناده إلى وكيع ضعف. والصواب ما رواه يحيى بن إسحاق، عن سعيد بن يزيد، عن واصل، عن يحيى بن عبيد عن أبيه. هكذا أخرجه ابن قانع والحارث في مسندة. وقد رواه الطبراني في الأوسط، فزاد في الإسناد: عن أبي هريرة. 4178 ز- صيفيّ أبو المرقع «4» : ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه طلق ابن غنام،   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 244، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45472، والهيثمي في الزوائد 8/ 152 وقال رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف. (2) سقط في ط. (3) أسد الغابة ت 2536. (4) أسد الغابة ت 2547. تجريد أسماء الصحابة 1/ 268. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 عن عمرو بن المرقع بن صيفي عن أبيه عن جده أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن قتل النملة «1» . انتهى. وفيه أوهام: أحدها: إعادة الضمير في جده على عمرو، وإنما هو على المرقع، والصحبة لوالد صيفي وهو رباح بن الحارث. ثانيها: قوله عمرو، والصواب عمر بضم العين ثالثها: النملة وإنما هو المرأة. والحديث على الصواب عند أبي داود والنسائي، وصحّحه الحاكم وغيره. وقد مضى في البراء.   (1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 91. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 حرف الضاد المعجمة القسم الأول الضاد بعدها الباء والجيم والحاء 4179- ضب بن مالك: له وفادة، ذكره المدائنيّ. 4180- الضحاك بن أبي جبيرة «1» : الأنصاري. قال ابن حبّان: له صحبة. وروى ابن مندة [316] من طريق المسعوديّ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن الضحاك بن أبي جبيرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين» «2» - وأشار بإصبعيه. وأورده البغويّ وابن مندة وغيرهما في ترجمة حديث سبب نزول: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ [الحجرات: 11] وهو مقلوب. والصواب أبو جبيرة بن الضحاك كما سيأتي في الكنى، وسيأتي له مزيد ذكر في القسم الرابع. 4181- الضحاك بن حارثة «3» : بن زيد بن ثعلبة بن عبيد الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وذكره عروة فيمن شهد العقبة،   (1) أسد الغابة ت 2550، الاستيعاب ت 1252. الثقات 3/ 199- تجريد أسماء الصحابة 1/ 269- الكاشف 3/ 321 الوافي بالوفيات 16/ 353. (2) أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 131، 132، ومسلم 4/ 2269 في كتاب الفقه وأشراط الساعة باب 27 قرب الساعة حديث رقم 135/ 2951، والنسائي 3/ 189 كتاب صلاة العيدين باب 22 كيف الخطبة حديث رقم 1578، والترمذي 4/ 430 كتاب الفتن باب 39 ما جاء في قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين يعني السبابة والوسطى حديث رقم 2214 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1341 كتاب الفتن باب 25 أشراط الساعة حديث رقم 4040. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1785، والطبراني في الكبير 2/ 227 وأحرر في المسند 3/ 124، 130، 131.. (3) الجرح والتعديل 4/ 2020 أسد الغابة ت 2551، الاستيعاب ت 1253. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 فقال أبو حاتم: عقبي بدريّ، لم يرو عنه العلم. 4182- الضحاك بن خليفة «1» : بن ثعلبة بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. قال أبو حاتم: شهد غزوة بني النضير، وله ذكر، وليست له «2» رواية: وقال أبو عمر: هو ولد أبي جبيرة بن الضحاك، شهد أحدا، وعاش إلى خلافة عمر. قال ابن سعد: كان مغموصا عليه، وهو الّذي تنازع هو ومحمد بن مسلمة في الساقية فترافعا إلى عمر، فقال لمحمد: ليمرنّ بها ولو على بطنك. وقال ابن شاهين: سمعت ابن أبي داود يقول: هو الّذي قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عنه: «يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة ذو مسحة من جمال زنته يوم القيامة زنة أحد» «3» . فاطلع «4» الضحاك بن خليفة، قال: وهو الّذي اشترى نفسه من ربّه بماله الّذي يدعى مال الضحاك بالمدينة. قلت: بين هذا الكلام وكلام ابن سعد بون: والّذي رأيته في ديوان حسان رواية أبي سعيد السكري: وقال يهجو الضحاك بن خليفة الأشهلي في شأن بني قريظة، وكان أبو الضحاك منافقا، وهو جدّ عبد الحميد بن أبي جبيرة، فذكر شعرا. قلت: فلعل هذا سلف ابن سعد، لكنه في والد الضحاك لا فيه. وذكر ابن إسحاق في غزوة تبوك قال: وبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنّ ناسا من المنافقين يجتمعون في بيت شويكر اليهودي يثبّطون الناس عن الغزو، فبعث طلحة في قوم من الصحابة وأمره أن يحرق عليهم البيت، ففعل، فاقتحم الضحاك بن خليفة من ظهر البيت فانكسرت رجله وأفلت، وقال في ذلك:   (1) أسد الغابة ت 2553. (2) في أويسر له. (3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 581 عن عبد اللَّه بن مسعود بلفظه كتاب المناقب (50) باب في مناقب عمر بن الخطاب (18) حديث رقم 3694. وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب من حديث ابن مسعود وأحمد في المسند 3/ 166، 380، والحاكم في المستدرك 3/ 73 وصححه وأقره الذهبي، والطبراني من الكبير 10/ 206، وأبو نعيم في الحلية 10/ 393، وابن عدي من الكامل 4/ 1514، وابن عساكر في التاريخ 6/ 101، والذهبي في ميزان الاعتدال حديث 1864 وأورده ابن حجر في لسان الميزان 2/ 944، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3611. (4) في أ: فطلع. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 كادت وبيت اللَّه نار محمّد ... يسقط بها الضّحّاك وابن أبيرق سلام عليكم لا أعود لمثلها ... أخاف ومن يشمل به الرّيح يحرق «1» [الطويل] وكأنه كان كما قال [ابن سعد، ثم] «2» تاب بعد ذلك وانصلح حاله. 4183- الضحاك بن ربيعة «3» : ويقال ابن أبي عمرو الحميري. قال أبو عمر: له ذكر في كتاب العلاء بن الحضرميّ. قلت: تقدم الخلاف في ترجمة شبيب بن قرة. 4184- الضحاك بن زمل الجهنيّ «4» : يأتي في عبد اللَّه بن زمل. 4185- الضحاك بن سفيان «5» : بن الحارث بن زائدة بن عبد اللَّه بن حبيب بن مالك ابن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ. قال ابن الكلبيّ: له صحبة، وكذا ذكره ابن سعد وابن البرقي وابن حبان «6» ، وقالوا جميعا: عقد له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم راية. وقال وثيمة في الرّدّة: كان صاحب راية بني سليم ورأسهم، وقال لهم حين تبعوا الفجاءة السّلمي: يا بني سليم، بئس ما فعلتم وبالغ في وعظه، قال: فشتموه وهمّوا به، فارتحل عنهم، فندموا وسألوه أن يقيم فأبى، وقال: ليس بني وبينكم هوادة. وقال في ذلك شعرا، ثم رجع مع المسلمين إلى قتالهم فاستشهد، ومن شعره: لقد جرّ الفجاء على سليم ... مخازي عارها في الدّهر باق [الوافر]   (1) في أيغرق. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2553. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 270 الجرح والتعديل 4/ 2033 أسد الغابة ت 2554. (5) أسد الغابة ت 2555. الثقات 3/ 198 تجريد أسماء الصحابة 1/ 270- الكاشف 2/ 35- تهذيب التهذيب 4/ 444- التحفة اللطيفة 2/ 250 خلاصة تذهيب 2/ 3- تهذيب الكمال 2/ 165- التاريخ الكبير 4/ 331- تقريب التهذيب 1/ 372 الجرح والتعديل 4/ 2108- الوافي بالوفيات 16/ 352- الأعلام 2/ 214- الطبقات 58 تلقيح فهوم أهل الأثر 373- علل الحديث 68- المعرفة والتاريخ 3/ 269- بقي بن مخلد 350 التمهيد 3/ 199، 8/ 154- دائرة معارف الأعلمي 28/ 255- التمييز والفصل 2/ 496. (6) في أوابن حبيب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 وذكر أبو عمر في ترجمة الضحاك الكلابي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لما سار إلى فتح مكة كان بنو سليم تسعمائة، فقال لهم: هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا «1» ، فوافاهم بالضحاك، وكان رئيسهم، وفيه يقول العباس بن مرداس السّلميّ: إنّ الّذين وفوا «2» بما عاهدتهم ... جيش بعثت عليهم الضّحّاكا [أمّرته ذرب السّنان كأنّه ... لمّا تكشّفه العدوّ يراكا] «3» طورا يعانق باليدين وتارة ... يفري الجماجم صارما بتّاكا «4» [الكامل] وذكر ابن شاهين نحوه، لكن لم يعين اسم [الغزوة] «5» . قلت: ويخطر لي أن صاحب هذه الترجمة هو هذا الآتي. واللَّه أعلم. 4186- الضحاك بن سفيان» : بن عوف بن أبي بكر بن كلاب الكلابيّ، أبو سعيد. قال ابن حبّان وابن السّكن: له صحبة. وسيأتي له ذكر في ترجمة قرّة بن دعموص النميري. قال أبو عبيد: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وعقد له لواء، وقال الواقديّ: كان على صدقات قومه، وكان من الشجعان، يعدّ بمائة فارس، وبعثه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم على سرية. وفيه يقول العباس بن مرداس: إنّ الّذين وفوا بما عاهدتهم ... جيش بعثت عليهم الضّحّاكا «7» [الكامل] وقال ابن سعد: كان ينزل نجدا في موالي ضرية، وكان واليا على من أسلم هناك من قومه.   (1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 7/ 261 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37156 عزاه لابن عساكر عن ضحاك بن سفيان. (2) في أدنوا. (3) سقط في أ. (4) في أفتاكا تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (2556) والاستيعاب ترجمة رقم (1255) . وسيرة ابن هشام: 2/ 461. (5) في أالغزاة. (6) أسد الغابة ت 2556، الاستيعاب ت 1255. (7) تنظر هذا البيت في المراجع السابقة لهذه الترجمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 وأخرج ابن السّكن بسند صحيح عن عائشة قالت: نزل الضحاك بن سفيان الكلابيّ على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال له وبيني وبينه الحجاب: هل لك في أخت أم شبيب امرأة الضحاك، فتزوّجها النبي صلّى اللَّه عليه وسلم ثم طلّقها، ولم يدخل بها. ولما رجع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الجعرانة بعثه على بني كلاب يجمع «1» صدقاتهم. وروى سعيد بن المسيب عنه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها. أخرجه أصحاب السنن. روى عنه الحسن البصريّ حديثا أخرجه البغويّ، وسيأتي في ترجمة موله «2» بن كثيف ما أخرجه البغويّ وابن قانع من طريقه أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان سيّافا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قائما على رأسه متوشحا بسيفه. 4187- الضحاك بن عبد عمرو «3» : بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النّجّار الأنصاريّ الخزرجيّ النجاريّ. قال ابن حبّان: شهد بدرا. وذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وقال أبو حاتم: لم يرو عنه العلم. قال أبو حاتم: لم يرو عن العلم. قال أبو نعيم: شهد أيضا أحدا، وهو أخو النعمان بن عبد عمرو. 4188- الضحاك «4» : بن عرفجة السعديّ. روى ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن عرادة، عن عبد الرّحمن بن طرفة، عن الضّحاك ابن عرفجة أنه أصيب أنفه يوم الكلاب، فأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب، هكذا ورد، والمشهور أن الّذي أصيب أنفه عرفجة، كذا أورده «5» ابن المبارك عن أبي الأشهب عن أبي طرفة بن عرفجة، عن جدّه عرفجة. 4189- الضحاك بن قيس «6» : بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن   (1) في أ: فجمع. (2) في أ: هوده. (3) أسد الغابة ت 2557، الاستيعاب ت 1256. الثقات 3/ 198- تجريد أسماء الصحابة 1/ 270- الاستبصار 91- أصحاب بدر 230 التحفة اللطيفة 2/ 251- الجرح والتعديل 4/ 2021- الطبقات الكبرى 3/ 520، 521 موسوعة الأعلمي 20/ 255. (4) أسد الغابة ت 2558، الاستيعاب ت 1257. (5) في أرواه. (6) أسد الغابة ت 2559، الاستيعاب ت 1258. طبقات ابن سعد 7/ 410، نسب قريش 447، المعبر 295، 302، التاريخ الكبير 4/ 332، المعارف 412، الجرح والتعديل 4/ 457، مشاهير علماء الأمصار ت 368، جمهرة أنساب العرب 178، تاريخ ابن عساكر 8/ 205، - الكامل 4/ 149 تهذيب الكمال 617، تاريخ الإسلام 3/ 21، العبر 1/ 70، تذهيب التهذيب 2/ 98- البداية والنهاية 8/ 241، العقد الثمين 5/ 48، تهذيب التهذيب 4/ 448، خلاصة تذهيب الكمال 149. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 سنان بن محارب بن فهر الفهريّ، أبو أنيس وأبو عبد الرحمن، أخو فاطمة بنت قيس. قال البخاريّ: له صحبة. ووقع في الكنى لمسلم أنه شهد بدرا، وهو وهم فظيع نبّه عليه ابن عساكر. وروى له النّسائيّ حديثا صحيح الإسناد من رواية الزّهريّ، عن محمد بن سويد الفهري، عنه، واستبعد بعضهم صحة سماعه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا بعد فيه، فإن أقلّ ما قيل في سنّه عند موت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أنه كان ابن ثمان سنين. وقال الطّبريّ: مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو غلام يافع. وقول الواقديّ: وزعم غيره أنه سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وروى أحمد، والحسن بن سفيان في مسندة، من طريق علي بن زيد، عن الحسن، قال: كتب الضّحاك بن قيس لما مات يزيد بن معاوية: أما بعد فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ بين يدي السّاعة فتنا كقطع الدّخان ... » «1» الحديث. وروى عنه أيضا محمد بن سوقة «2» ، وأبو إسحاق السّبيعي «3» ، وتميم بن طرفة، وميمون بن مهران، وعبد الملك بن عمير، والشعبي، وهارون «4» . وروى عن حبيب بن سلمة، وهو من أقرانه وأقاربه. وروينا عن فوائد ابن أبي شريح، من طريق ابن جريج، عن محمد بن طلحة، عن   (1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 502 كتاب الفتن والملاحم باب ذكر الفتنة ودلائلها حديث رقم 4259، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1869 وابن ماجة في سننه 2/ 1310 كتاب الفتنة باب 11 التثبت من الفتن حديث رقم 3961، وأحمد في المسند 2/ 272، 277، 416 والطبراني في الكبير 8/ 357، والحاكم في المستدرك 3/ 525 وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 311 وقال رواه أحمد والطبراني من طرق فيها علي بن زيد وهو سيء الحفظ وقد وثقه وبقية رجال أحمد رجال الصحيح وأبو نعيم من الحلية 10/ 171. (2) في أسويد. (3) في أالتميمي. (4) في أوالشعبي وآخرون. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 معاوية بن أبي سفيان، أنه قال على المنبر: حدّثني الضّحاك بن قيس، وهو عدل- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «لا يزال وال من قريش» «1» . قال الزّبير: كان الضّحاك بن قيس مع معاوية بدمشق، وكان ولّاه الكوفة، ثم عزله ثم ولّاه دمشق، وحضر موت معاوية، فصلّى عليه، وبايع الناس ليزيد، فلما مات يزيد بن معاوية ثم معاوية بن يزيد دعا الضّحاك إلى نفسه. وقال خليفة: لما مات زياد سنة ثلاث وخمسين استخلف على الكوفة عبد اللَّه بن خالد ابن أسيد، فعزله معاوية، وولى الضّحاك بن قيس، ثم عزله وولى عبد الرّحمن بن أم الحكم، ثم ولى معاوية الضّحاك دمشق فأقرّه يزيد حتى مات، فدعا الضّحاك إلى ابن الزبير وبايع له حتى مات معاوية بن يزيد. وقال غيره: خدعه عبيد اللَّه بن زياد فقال: أنت شيخ قريش، وتبايع لغيرك! فدعا إلى نفسه، فقاتله مروان، ثم دعا إلى ابن الزّبير فقاتله مروان فقتل الضّحاك بمرج راهط سنة أربع وستين أو سنة خمسين. وقال الطّبريّ: كانت الوقعة في نصف ذي الحجّة سنة أربع، وبه جزم ابن مندة. وذكر ابن زيد في وفياته من طريق يحيى بن بكير، عن اللّيث أن وقعة مرج راهط كانت بعد عيد الأضحى بليلتين. 4190 - الضّحاك «2» بن النعمان: بن سعد. ذكره ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وروى من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن سليمان ابن عمرو، عن الضّحاك بن النّعمان بن سعد- أنّ مسروق بن وائل قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم، فقال: أحب أن تبعث معي رجالا إلى قومي يدعونهم إلى الإسلام، فأمر معاوية وكتب: «من محمّد رسول اللَّه إلى الأقيال «3» من حضرموت، فذكر الكتاب، وبعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم زياد بن لبيد. وسيأتي له طريق في ترجمة مسروق. 4191- الضّحاك الأنصاري «4» : غير منسوب.   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 357 والحاكم في المستدرك 3/ 525 عن الضحاك بن قيس وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 198 عن الضحاك بن قيس ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه سنيد وهو ثقة وقد تكلم من روايته عن الحجاج بن سليمان وهذا منها واللَّه أعلم. (2) أسد الغابة ت 2561. (3) في أالإقبال. (4) أسد الغابة ت 2549. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 ذكره الطّبريّ، وأخرج من طريق إسماعيل بن زياد، عن إبراهيم بن بشير الأنصاري، عن الضّحاك الأنصاريّ، قال: لما سار النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم إلى خيبر جعل عليّا على مقدمته، قال: فقال له النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: إن جبرئيل يحبّك. قال: وبلغت أن جبريل يحبني؟ قال: نعم. ومن هو خير من جبرئيل. إسناده ضعيف. وقد تقدّم ذكر الضّحّاك الأنصاريّ في ترجمة سفيان «1» بن قيس بن الحارث في حديث آخر ووصف بكونه عالما، فلعله هذا. الضاد بعدها الراء 4192- ضرار بن الأزور «2» : واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة «3» الأسديّ، أبو الأزور. ويقال أبو بلال. قال البخاريّ وأبو حاتم وابن حبّان: له صحبة. وقال البغويّ: سكن الكوفة. وروى ابن حبّان والدّارميّ والبغويّ والحاكم من طريق الأعمش عن بجير بن يعقوب، عن ضرار بن الأزور، قال: أهديت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لقحة، فأمرني أن أحلبها فجهدت حلبها، فقال: «دع داعي اللّبن» «4» . وفي رواية البغويّ: بعثني أهلي إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بلقوح ... الحديث. وأخرجه البغويّ «5» من طريق سفيان، عن الأعمش، فقال: عن عبد اللَّه بن سنان، عن ضرار. وروى ابن شاهين من طريق موسى بن الملك بن عمير، عن أبيه، عن ضرار بمعناه. وروى البغويّ وابن شاهين، من طريق عبد العزيز بن عمران عن ماجد بن مروان، حدّثني أبي عن أبيه، عن ضرار بن الأزور، قال: أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فأنشدته: خلعت القداح وعزف القيان ... «6» والخمر أشربها والثّمالا   (1) في أشيبان. (2) أسد الغابة ت 2562، الاستيعاب ت 1259. (3) في أقيس بن خزيمة. (4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 76، 311، 322، 339 والدارميّ في السنن 2/ 88 والطبراني في الكبير 8/ 354 والحاكم في المستدرك 2/ 63، 3/ 237 وابن سعد في الطبقات 6/ 112 وابن عساكر 7/ 33 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 199 وقال: رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات. (5) في أ: وأخرجه أحمد والبغوي. (6) في أ: وعرفت العيان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 وكرّي المجبّر في غمرة ... وجهدي على المشركين «1» القتالا [وقالت جميلة بدّدتنا ... وطرّحت أهلك شتّى شمالا] «2» فيا ربّ لا أغبنن صفقة «3» ... فقد بعت أهلي ومالي بدالا «4» [المتقارب] فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «ربح البيع» «5» . ورواه الطّبرانيّ «6» من طريق سلام أبي المنذر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن ضرار، قال البغويّ: لا أعلم لضرار غيرهما. ويقال: إنه كان له ألف بعير برعاتها، فترك جميع ذلك. ويقال: إنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أرسله إلى منع الصّيد من بني أسد. واختلف في وفاته، فقال الواقديّ: استشهد باليمامة. وقال موسى بن عقبة: بأجنادين، وصحّحه أبو نعيم. وقال أبو عروبة الحرّانيّ: نزل حران ومات بها. ويقال: شهد اليرموك وفتح دمشق. ويقال: مات بدمشق، فروى البخاريّ في تاريخه من طريق ابن المبارك، عن كهمس، عن هارون بن الأصم. قال: جاء كتاب عمر وقد توفي ضرار، فقال خالد: ما كان اللَّه ليخزي ضرارا. وأخرجه يعقوب بن سفيان مطوّلا من هذا الوجه، فقال: كان خالد بعث ضرارا في سرية، فأغاروا على حيّ من بني أسد، فأخذوا امرأة جميلة، فسأل ضرار أصحابه أن يهبوها له ففعلوا فوطئها ثم ندم، فذكر ذلك لخالد، فقال: قد طيّبتها لك، فقال: لا، حتى تكتب   (1) في أ: المسلمين. (2) سقط في أ. (3) في أ: اعتنق صبيتي، وفي أسد الغابة، والاستيعاب: صفقتي. (4) تنظر هذه الأبيات في خزانة الأدب 3/ 325، والاستيعاب ترجمة رقم (1259) وأسد الغابة ترجمة رقم (2562) . (5) أخرجه الطبراني الكبير 8/ 43، وأبو نعيم في الحلية 1/ 151، 152 وابن سعد في الطبقات 3: 1: 163، وابن عساكر في تاريخه 6/ 453، 454، 7/ 33، والحاكم في المستدرك 3/ 398 عن عكرمة وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3552 والهيثمي في الزوائد 6/ 67 وقال رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن ابن زبالة وهو متروك، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33354، 37155. (6) في أالطبري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 إلى عمر «1» ، فكتب: ارضخه بالحجارة، فجاء الكتاب وقد مات، فقال خالد: ما كان اللَّه ليخزي ضرارا. ويقال إنه الّذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد. ويقال: إنه ممن شرب الخمر مع أبي جندب، فكتب فيهم أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر، فكتب إليه: ادعهم فسائلهم، فإن قالوا إنها حلال فاقتلهم، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم، ففعل، فقالوا: إنها حرام. وقال البخاريّ في تاريخه، عقب قول موسى بن عقبة: إن ضرار بن الأزور استشهد في خلافة أبي بكر: وهم، وإنما هو ضرار بن الخطّاب.. 4193- ضرار بن الخطّاب «2» : بن مرداس بن كثير بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهريّ. قال ابن حبّان: له صحبة، وكان فارسا شاعرا، وكان أبوه رئيس بني فهر في زمانه، قال الزّبيريّ، قال: وكان ضرار من الفرسان، ولم يكن في قريش أشعر «3» منه وبعده ابن الزّبعرى.. وقال ابن سعد: كان قاتل «4» مع المسلمين في الوقائع أشدّ القتال، وكان يقول: زوّجت عشرة من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالحور العين. وله ذكر في أحد والخندق، ثم أسلم في الفتح، وقتل باليمامة شهيدا.. وقال الخطيب: بل عاش إلى أن حضر فتح المدائن ونزل الشّام.. وقال ابن مندة في ترجمته: له ذكر، وليس له حديث. وحكى عنه عمر بن الخطّاب، وتعقّبه أبو نعيم بأنه لم يذكره أحد في الصّحابة، ولا فيمن أسلم. وتعقبه ابن عساكر بأن الصّواب مع ابن مندة ... وروى الذّهليّ في «الزهريات» من حديث الزّهري، عن السّائب بن يزيد، قال: بينا   (1) في أحتى تكتب إلى عمر فكتب: أرضخه ... (2) / 483- الثقات 3/ 200 تجريد أسماء الصحابة 1/ 271- تاريخ بغداد 1/ 200- التاريخ الصغير 1/ 35- التاريخ الكبير 4/ 340 الوافي بالوفيات 16/ 363- الأعلام 3/ 215- العقد الثمين 5/ 50- الطبقات الكبرى 2/ 67، 68، 70- البداية والنهاية 3/ 341- 4/ 131- 7/ 72- دائرة معارف الأعلمي 20/ 258- تبصير المشتبه 3/ 1188 أسد الغابة ت 2563، الاستيعاب ت 1260. (3) في أأصغر. (4) في أان يقاتل المسلمين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 نحن مع عبد الرّحمن بن عوف في طريق مكّة إذ قال عبد الرحمن لرباح بن المعترف: غنّنا، فقال له عمر: إن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطّاب.. وقال أبو عبيدة: كان الّذي شهر وفاء أم جميل الدّوسيّة من رهط أبي هريرة أنّ هشام ابن الوليد بن المغيرة قتل أبا أزيهر الدوسيّ، وكان صهر أبي سفيان، فبلغ ذلك قومه فوثبوا على ضرار بن الخطّاب ليقتلوه، فسعى فدخل بيت أم جميل، فعاذ بها، فرآه رجل فلحقه فضربه فوقع ذباب السّيف على الباب، وقامت أم جميل في وجوههم، ونادت في قومها فمنعوه، فلما قام عمر ظنّت أنه أخوه فأتته، فلما انتسب عرف القصّة، فقال: لست بأخيه إلا في الإسلام، وهو غاز، وقد عرفنا منّتك عليه، فأعطاها على أنها ابنة سبيل، فهذا صريح في إسلامه، فلا معنى لتعقب أبي نعيم.. وذكر الزّبير بن بكّار أن التي أجارت ضرارا أم غيلان الدّوسيّة، وفيها يقول ضرار: جزى اللَّه عنّي أمّ غيلان صالحا ... ونسوتها إذ هنّ شعث عواطل وعوفا جزاه اللَّه خيرا فما ونى ... وما بردت منه لديّ المفاصل [الطويل] قال: وعوف ولدها ... وأنشد الزّبير لضرار بن الخطاب يخاطب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم يوم الفتح: يا نبيّ الهدى إليك لجا ... حيّ قريش ولات حين لجاء حين ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السّماء [والتقت حلقتا البطان على القوم ... ونودوا بالصّيلم الصّلعاء إنّ سعدا يريد قاصمة الظّهر ... بأهل الحجون والبطحاء» ] «2» [الخفيف] الأبيات.. قال: وكان ضرار قال لأبي بكر: نحن خير لقريش منكم، أدخلناهم الجنّة وأنتم أدخلتموهم النّار. 4194 - ضرار «3» بن القعقاع: أبو بسطام. ذكره بن مندة، وذكر من طريق زيد بن   (1) تنظر هذه الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (2563) والاستيعاب ترجمة رقم (1260) . (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 2564. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 ضرار بن القعقاع عن أبيه عن جدّه، قال: وفد أبي على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا معه ومعنا رجال كثير، فأمر لكل رجل منا ببردين. 4195- ضرار «1» : بن مقرّن المزنيّ، أحد الإخوة. ذكر سيف والطّبريّ أنّ خالد بن الوليد أمّره لما حاصر الحيرة، وذلك سنة اثنتي عشرة، وكانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة. 4196 - ضرس «2» بن قطيعة التميميّ «3» : يقال هو اليتيم المذكور في حديث «4» حنيفة ابن حذيم الّذي قال فيه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: عظمت هذه هراوة يتيم. وقد مضى في حنيفة. الضاد بعدها الميم 4197- ضماد بن ثعلبة الأزديّ «5» : من أزد شنوءة. وله ذكر في حديث أخرجه مسلم والنّسائيّ من طريق عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس- أنّ ضمادا قدم مكّة وكان يرقى، فسمع أهل مكّة يقولون لمحمد ساحر أو كاهن أو مجنون فلقيه فقال: يا محمد، إني أعالج. فقال: «الحمد للَّه نحمده ونستعينه ... » «6» الحديث. وفيه: فأسلم ضماد وبايع عن قومه. ورواه البغويّ وزاد فيه: فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جيشا فمرّوا ببلاد ضماد، فقال أميرهم: لا تأخذوا لهم شيئا. وروى مسدّد في مسندة في أوله زيادة: قال: وكان ضماد صديقا للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يتطبّب، فخرج يطلب العلم، ثم جاء وقد   (1) أسد الغابة ت 2565. (2) أسد الغابة ت 2566. (3) في أقطعة. (4) في أترجمة حنيفة. (5) أسد الغابة ت 2569، الاستيعاب ت 1267. الثقات 3/ 200، 201- تجريد أسماء الصحابة 1/ 72- صفة الصفوة 1/ 604- التاريخ الكبير 4/ 340- الجرح والتعديل 4/ 2059- الطبقات الكبرى 1/ 299- دائرة المعارف للأعلمي 2/ 261- تبصير المتنبه 3/ 587. (6) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 593 كتاب الجمعة باب (13) تخفيف الصلاة والخطبة حديث رقم 46/ 868. وأبو داود في السنن 1/ 355 كتاب الصلاة باب الرجل يخطب على قوس حديث رقم 1097. والنسائي في السنن 3/ 105 كتاب الجمعة باب 24 كيفية الخطبة حديث رقم 1404. وابن ماجة في السنن 1/ 609 كتاب النكاح باب (19) خطبة النكاح حديث رقم 1892، 1893، والدارميّ في السنن 2/ 142. وأحمد في المسند 1/ 350، والطبراني في الكبير 10/ 121 والحاكم في المستدرك 2/ 182، والهيثمي في الزوائد 9/ 373 والمتقي الهندي في كنز العمال 12350، 37157، 43620. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 بعث النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فذكره. قال البغويّ: لا أعلم لضماد غيره. ووقع في الصّحابة لابن حبّان ضماد الأزديّ كان صديقا للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، كذا رأيته بخط الحافظ أبي عليّ البكريّ، وكذا قال ابن مندة إنه يقال فيه: ضماد، وضمام. 4198- ضمام بن ثعلبة السّعديّ «1» : من بني سعد بن بكر. وقع ذكره في حديث أنس في الصّحيحين، قال: بينما نحن عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إذ جاء أعرابيّ، فقال: أيكم ابن عبد المطّلب ... الحديث. وفيه: أنه أسلم، وقال: أنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة. ومداره عند البخاريّ على اللّيث، عن سعيد المقبريّ، عن شريك، عن أنس. وعلّقه البخاريّ أيضا، ووصله مسلم من رواية سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس. وأخرجه النّسائيّ والبغويّ من طريق عبيد اللَّه بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة، وعروة، وهما في السند. وفي آخر المتن قبل قوله: وأنا ضمام بن ثعلبة، فأما هذه الهنات- يعني الفواحش، فو اللَّه إنا كنا لنتنزّه عنها في الجاهليّة. فلما أن ولّى قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «فقه الرّجل» «2» . وكان عمر بن الخطّاب يقول: ما رأيت أحدا أحسن مسألة، ولا أوجز من ضمام بن ثعلبة. وروى أبو داود، من طريق ابن إسحاق، عن سلمة بن كهيل، وغيره عن كريب، عن ابن عبّاس، قال: بعث بنو سعد ضمام بن ثعلبة إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره مطوّلا، وفي آخره، فما سمعنا بوافد قوم قط كان أفضل من ضمام. قال البغويّ: كان يسكن الكوفة «3» . وروى ابن مندة وأبو سعيد النيسابورىّ من طريق عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن دينار «4» ، عن أبيه، عن ابن عمر، عن رجل من بني تميم يقال له ضمام بن ثعلبة ... فذكر نحوه.   (1) أسد الغابة ت 2570، الاستيعاب ت 1268. الثقات 3/ 200، 201- تجريد أسماء الصحابة 1/ 272- صفة الصفوة 1/ 604 التاريخ الكبير 4/ 340- الجرح والتعديل 4/ 2059- الطبقات الكبرى 1/ 299- دائرة معارف الأعلمي 20/ 261- تبصير المشتبه 3/ 857. (2) أورده ابن حجر في فتح الباري 1/ 153 والحسيني في اتحاف السادة المتقين 8/ 430 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1373. (3) في أالبادية. (4) في أوثار. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 وقوله من بني تميم وهم «1» . وزعم الواقديّ أنّ قدومه كان في سنة خمس، وفيه نظر. وذكر ابن هشام عن أبي عبيدة أن قدومه كان سنة تسع. وهذا عندي أرجح. 4199 - ضمام «2» بن زيد: بن ثوابة بن الحكم بن سلمان بن عبد عمرو [بن] الخارف «3» بن مالك بن عبد اللَّه بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان «4» ابن نوف بن همدان الهمدانيّ ثم الخارفي. قال ابن الكلبيّ والطّبريّ والهمدانيّ: وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فأسلم. 4200- ضمام «5» : بن مالك السلماني. قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم مرجعه من تبوك. ذكره أبو عمر في ترجمة مالك بن نمط. وزعم الرّشاطي. أنه هو الّذي قبله. وقال أبو إسحاق السّبيعي: قدم وفد همدان منهم مالك بن نمط. 4201 ز- ضمرة «6» بن بشر: يأتي في ابن عمرو. 4202 - ضمرة «7» بن ثعلبة البهزي: وهو السّلمي.. قال أبو حاتم: له صحبة. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة. وقال البغويّ: سكن الشّام. وقال ابن حبّان: حديثه عند أهل الشام. وروى أحمد والبغويّ من طريق يحيى بن جابر، عن ضمرة بن ثعلبة، أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم حلّتان من حلل اليمن، فقال: «يا ضمرة، أترى ثوبيك مدخليك الجنّة؟ قال: لئن استغفرت لي أقعد حتى أنزعهما. فقال: «اللَّهمّ اغفر لضمرة» «8» فانطلق مسرعا فنزعهما.. قال البغويّ: لا أعلم له غيره. انتهى. وروى ابن السّكن والطّبرانيّ وابن شاهين من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن   (1) في أوهل. (2) أسد الغابة ت 2571. (3) في أالخازن. (4) في أخيران. (5) الاستيعاب ت 1269. (6) الاستيعاب ت 1262. (7) أسد الغابة ت 2573، الاستيعاب ت 1261. (8) أخرجه أحمد في المسند 4/ 339 عن صخرة بن ثعلبة بلفظه وأورده المنذري في الترغيب 3/ 155 والهيثمي في الزوائد 5/ 139 عن صخرة بن ثعلبة بلفظ وقال رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن بقية مدلس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 عبيد عن أبي بحريّة، عن ضمرة «1» بن ثعلبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لن تزالوا بخير ما لم تحاسدوا» . قال ابن مندة: غريب، ثم وجدت له ثالثا أخرجه الطّبراني بالسّند من طريق يحيى بن جابر أيضا، عن ضمرة بن ثعلبة البهزيّ صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ادع لي بالشّهادة. فقال: «اللَّهمّ إنّي أحرّم دم ابن ثعلبة على المشركين» «2» . قال: فعمّر زمانا من دهره، وكان يحمل على القوم حتى يخرق الصفوف «3» ثم يعود. 4203 ز- ضمرة بن جندب: تقدم في جندع بن ضمرة. 4204 ز- ضمرة بن الحارث: بن جشم بن حبيب بن مالك السّلميّ. ذكره ابن هشام والأمويّ عن ابن إسحاق أنه شهد حنينا وهو القائل من أبيات: إذ لا أزال على رحالة نهدة ... جرداء تلحق بالنّجاد إزاري يوما على أثر النّهاب وتارة ... كتبت مجاهدة مع الأنصار «4» [الكامل] وأنشد له الأمويّ شعرا آخر قاله يوم الطّائف، ويقال إنه ضمضم. وسيأتي. 4205- ضمرة بن الحصين: بن ثعلبة البلويّ. ذكره أبو عبد اللَّه «5» محمّد بن الرّبيع الجيزي «6» عن سعيد بن كثير بن عفير أنه ممن بايع تحت الشّجرة ثم نزل مصر فسكنها. 4206- ضمرة بن ربيعة السّلميّ «7» : وقيل ابن سعد. وهو الأشهر. وقيل ضميرة- بالتّصغير.. قال البخاريّ وابن السّكن: له صحبة. وقال البغويّ: سكن المدينة. وقال ابن مندة له «8» ولأبيه سعد صحبة. قلت: وحديثه عند أبي داود والبغويّ وغيرهما من رواية زياد بن ضميرة بن سعد، عن أبيه. قال البغويّ: لا أعلم له غيره. وسيأتي في ترجمة مكيتل، وفيه: أن ضميرة وابنه سعدا «9» شهدا حنينا.   (1) في أمخرمة. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 369. (3) في أالصف. (4) ينظر البيتان في سيرة ابن هشام 4/ 114. (5) في أعبيد. (6) في أالجبرتي. (7) الثقات 3/ 199، تجريد أسماء الصحابة 1/ 272. (8) في ألم يجد لأبيه سعد صحبة. (9) في أسعيدا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 وفي «المغازي» لابن إسحاق: حدّثني محمد بن جعفر، سمعت زياد بن ضمرة بن سعد يحدث عن عروة أن أباه وجده شهدا حنينا، ثم ساق من طريق الحكم بن الحارث بن محمود بن سفيان بن ضمرة بن سعد عن جده محمود عن أبيه سفيان عن ضمرة بن سعد أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أقطعه السّوارقيّة «1» بداية هجرته التي يقال لها دار ضمرة. وقال: غريب. 4207- ضمرة بن عمرو الخزاعيّ «2» : مضى في جندع. 4208- ضمرة بن عمرو: بن كعب الجهنيّ. وقيل ضمرة بن بشر، حليف بني طريف من الخزرج من الأنصار. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وقال ابن الكلبيّ: هو أخو بسبس بن عمرو بن ثعلبة. وقد تقدّم نسبه في الموحّدة، وعداده في الأنصار. 4209- ضمرة» بن عياض الجهنيّ: حليف بني سواد من الأنصار. شهد أحدا وقتل باليمامة، قاله أبو عمر. 4210 - ضمرة «4» بن أبي العيص: أو ابن العيص. ذكره ابن قانع في الصّحابة، وأخرج من طريق الوليد بن كثير، عن يزيد بن قسيط أنّ ضمرة بن العاص الجندعي أسلم. وعلّقه ابن مندة لأبي أسامة عن الوليد بن كثير. وقال «الفريابيّ» في تفسيره: حدّثنا قيس هو ابن الرّبيع، عن سالم «5» الأفطس، عن سعيد ابن جبير، قال: لما نزلت: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ... [النساء 95] الآية. ثم ترخص عنها أناس من المساكين «6» ممن بمكّة حتى نزلت: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ ... [النساء 97] الآية. فقالوا: هذه مرجفة حتى نزلت: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا   (1) السّوارقيّة: بفتح أوله وضمه، وبعد الراء قاف وياء النسبة ويقال السّويرقيّة بلفظ التصغير قرية أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه بين مكة والمدينة وهي نجدية بها مزارع ونخل كثير. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 751. (2) أسد الغابة ت (2577. (3) أسد الغابة ت 2578، الاستيعاب ت 1263. (4) أسد الغابة ت 2579، الاستيعاب ت 1264. (5) في أسلام. (6) في أالمسلمين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 398 [النساء 98] ، فقال ضمرة بن العيص أحد بني ليث، وكان مصاب البصر وكان موسرا: لئن كان ذهاب بصري إني لأستطيع الحيلة، لي مال ورقيق، احملوني، فحمل ودبّ وهو مريض فأدركه الموت، وهو عند التنعيم، فدفن عند مسجد التنعيم فنزلت فيه خالصة: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... [النساء 100] الآية. وعلّقه «1» ابن مندة لهشيم عن سالم. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق إسرائيل عن سالم الأفطس فقال: عن سعيد بن جبير، عن أبي ضمرة بن العيص الزرقيّ. ومضى بيانه في ترجمة جندع بن ضمرة. وأخرج ابن مندة من طريق يزيد بن أبي حكيم، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة: سمعت ابن عباس يقول: طلبت اسم رجل في القرآن وهو الّذي خرج مهاجرا إلى اللَّه ورسوله وهو ضمرة بن أبي العيص. قاله ابن مندة: ورواه أبو أحمد الزّبيري، عن محمد بن شريك، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: كان رجل يقال له ضمرة أو ابن ضمرة ... فذكر الحديث. ومن طريق أشعث بن سوار، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: خرج ضمرة بن جندب ... فذكره. وفيه اختلاف آخر ذكره في ترجمة جندع بن ضمرة في حرف الجيم. والقصّة واحدة لواحد اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من عشرة أوجه. واللَّه أعلم. 4211- ضمرة بن غزية «2» : بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول الأنصاريّ النّجّاريّ. ذكره أبو عمر، فقال: شهد أحدا مع أبيه، وقتل يوم جسر أبي عبيد. 4212- ضمرة بن كعب «3» . بن عمرو بن عدي الجهنيّ «4» ، حليف بني ساعدة ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدا. قال البغويّ: لا أعلم له حديثا. 4213- ضمرة اليمامي: غير منسوب.   (1) في أوعقبة. (2) أسد الغابة ت 2580، الاستيعاب ت 1265. (3) في أكعب بن عبد بن عبد الجهنيّ. (4) أسد الغابة ت 2581. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 ذكره أبو زرعة الرّازيّ في «الأفراد» . وروى ابن مندة من طريق محمد بن جابر، عن عكرمة بن عمار، حدّثني أبو المنهال، عن عبد اللَّه بن ضمرة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «تخرج حروريّة بين أنهار باليمامة» . قلت: ليس بها أنهار، قال: إنها ستكون. قال: غريب من هذا الوجه، وسيأتي لهذا المتن ذكر في ترجمة طلق بن علي في القسم الأخير. 4214 ز- ضمرة، آخر «1» : غير منسوب. ذكره الدّارقطنيّ في «العلل» في ترجمة سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة- أنّ سفيان ابن حسين روى عن الزّهري عن سعيد، عن ضمرة مرفوعا في حريم البئر، قال: وقيل عن معمر، عن الزّهريّ، عن سعيد عن أبي هريرة، قال: وقال إسماعيل بن أمية عن الزّهري عن سعيد مرسلا، وهو أشبه.. قلت: وطريق سفيان بن حسين وصلها ابن مندة في ضمرة غير منسوب، وقال: غريب لم يكتبه إلا من حديث سفيان بن حسين. 4215- ضمضم بن الحارث «2» : ذكره ابن الأثير، وأنشد له البيتين الماضيين في ضمرة بن الحارث ولم يعزه لأحد. 4216 ز- ضمضم بن عمرو «3» : في جندع بن ضمرة. 4217- ضمضم بن قتادة «4» : له ذكر في حديث، أورده عبد الغني بن سعيد المصريّ في المبهمات «5» ، ومن طريق مطر بن العلاء عن عمته قطبة بنت هرم بن قطبة أن مدلوكا حدثهم أن ضمضم بن قتادة ولد له مولود أسود من امرأة من بني عجل، فأوجس لذلك، فشكا إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «هل لك من إبل؟» قال: نعم. قال: «فما ألوانها؟» قال: فيها الأحمر والأسود وغير ذلك. قال: «فأنّى ذلك؟» قال: عرق نزع. قال: «وهذا عرق نزع» «6» . وقال: فقدم عجائز من بني عجل فأخبروني أنه كان للمرأة جدة سوداء.   (1) أسد الغابة ت 2582. (2) أسد الغابة ت 2583. (3) أسد الغابة ت 2584. (4) أسد الغابة ت 2585. (5) في أفي المهمات له من طريق ... (6) أخرجه البخاري من الصحيح 1/ 90. وابن عساكر في التاريخ 2/ 245. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45598 هذا كتاب من محمد رسول اللَّه لصيفي بن عامر 3/ 256. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 قال أبو موسى في «الذيل» : إسناده عجيب. قلت: أصل القصّة في الصّحيحين من حديث أبي هريرة من غير تسمية الرّجل ولا الزّيادة التي في آخره. واستدركه ابن فتحون أيضا من هذا الوجه. 4218 ز- ضمضم بن مالك «1» : بن المضرّب بن عمرو بن وهب بن عمرو بن حجر ابن عمرو بن معيص القرشيّ العامريّ. من مسلمة الفتح. وقتل أخوه شيبة بن مالك يوم أحد كافرا. ومن ولد ضمضم عبد الرّحمن بن بشر بن ضمضم. ذكر له «2» الزّبير بن بكّار قصّة، كأنها في خلافة معاوية. 4219- ضميرة «3» : بالتّصغير، ابن أنس. وقيل ابن جندب. وقيل ابن حبيب. تقدّم في جندع في حرف الجيم. 4220- ضميرة بن سعد «4» : تقدم في ضمرة بن ربيعة. 4221 ز- ضميرة «5» : بن أبي ضميرة الليثي. قال ابن حبّان: له صحبة. 4222 ز- ضميرة، غير منسوب: يحتمل أنه الّذي قبله. روى إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث من طريق عبد اللَّه بن حسن بن حسن، قال: جاء ضميرة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، جئت أحالفك. قال: «حالف عليّا» . قال: فإنني أحالفه ما دام الصّالف «6» مكانه. قال: «بل حالفه ما دام أحد مكانه فهو خير» . قال عبد اللَّه بن حسين: الصّالف جبل، كانوا يتحالفون عنده في الجاهلية. 4223 ز- ضميرة، آخر: وهو جد حسين بن عبد اللَّه. وقيل إنه ابن سعيد الحميريّ. وقال ابن حبّان: ضميرة بن أبي ضميرة الضميريّ اللّيثيّ.   (1) في أالنصر. (2) في أذكر ذلك الزبير. (3) أسد الغابة ت 2586، الاستيعاب ت 1266. (4) أسد الغابة ت 2587. (5) أسد الغابة ت 3/ 64- الثقات 3/ 199- تجريد أسماء الصحابة 1/ 274- التحفة اللطيفة 2/ 254 أسد الغابة ت 2588. (6) صائف: على لفظ فاعل من صاف يصيف، من نواحي المدينة وقيل موضع حجازي قريب من ذي طوى. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 831. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 وروى البخاريّ في تاريخه والحسين بن سفيان «1» من طريق ابن أبي ذئب «2» ، عن حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة، عن أبيه عن جدّه ضميرة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرّ بأمّ ضميرة وهي تبكي، فقال: «ما يبكيك؟» قالت: يا رسول اللَّه، فرّق بيني وبين ابني، فأرسل إلى الّذي عنده ضميرة فابتاعه منه ببكر. ورويناه بعلو في الأول من حديث المخلص، قال ابن صاعد: غريب، تفرّد، به ابن وهب عن ابن أبي ذئب. قلت: ذكر ابن مندة أن زيد بن الحباب تابع ابن ذئب فرواه عن حسين أيضا وأخرجه ابن مندة من طريق وزّاد، قال ابن أبي ذئب: أقرأني حسين كتابا فيه: «من محمّد رسول اللَّه لأبي ضميرة وأهل بيته أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أعتقهم» . قلت: وللحديث شاهد عند ابن إسحاق بسند منقطع. وقد تابع ابن أبي ذئب أيضا إسماعيل بن أبي أويس، وأخرجه محمد بن سعد، وأورده البغويّ عنه عن إسماعيل بن أبي أويس، أخبرني حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة بن أبي ضميرة، أنّ الكتاب الّذي كتبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى ضمرة «3» فذكره كما تقدّم، وفيه: أنهم كانوا أهل بيت من العرب، وكان ممن أفاء اللَّه على رسوله فاعتذر «4» ، ثم خيّر أبا ضميرة إن «5» أحبّ أن يلحق بقومه فقد أمّنه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وإن أحبّ أن يمكث مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فيكون من أهل بيته، فاختار أبو ضميرة اللَّه ورسوله، ودخل في الإسلام، فلا يعرض لهم أحد إلا بخير، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا. وكتب إلى أبي بن كعب. انتهى. وسيأتي لهم ذكر في أبي ضميرة، ومن حديث «6» ضميرة ما أخرجه البغويّ من رواية القعنبي «7» عن حسين بن ضميرة عن أبيه عن جدّه أنّ رجلا جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا نبيّ اللَّه، أنكحني فلانة. قال: «ما معك تصدقها إيّاه» «8» ؟ قال: ما معي شيء. قال: «لمن هذا الخاتم» ؟ قال: لي. قال: «فأعطها إيّاه» . فأنكحه، وأنكح آخر على سورة البقرة، ولم يكن معه شيء.   (1) في أبن سفيان والبزار. (2) في أأبي ذؤيب. (3) في أأبي ضميرة. (4) في أأعتقه. (5) في أأني أحبه. (6) في أمن حديث أبي ضميرة. (7) في أالقعيني. (8) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 368 وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 284 عن حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة عن أبيه عن جده ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وحسين متروك. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 أورده البغويّ في ترجمة أبي ضميرة على ظاهر السّياق، وإنما هو من رواية ضميرة. وقول القعنبي «1» عن حسين بن ضميرة تجوّز فيه، فنسبه لجده وهو حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة، فالحديث لضميرة لا لولده. وزعم عبد الغني المقدسيّ في العمدة أنّ ضميرة هذا هو اليتيم الّذي صلّى مع أنس لما صلّى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في بيتهم، قال: فقمت أنا واليتيم وراءه والعجوز «2» من ورائنا. القسم الثاني من حرف الضاد المعجمة الضاد بعدها الحاء 4224- الضّحاك بن قيس الفهري: تقدّم في الأول. القسم الثالث من حرف الضاد المعجمة الضاد بعدها الألف 4225 ز- ضابىء بن الحارث: بن أرطاة بن شهاب بن عبيد بن حادل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم- هكذا نسبه ابن الكلبيّ، له إدراك، وجنى جناية في خلافة عثمان فحبسه، فجاء ابنه عمير بن ضابىء، فأراد الفتك بعثمان، ثم جبن عنه، وفي ذلك يقول: هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله [الطويل] وفيها يقول: وقائلة لا يبعد اللَّه ضابئا ... ولا يبعدن أخلاقه وشمائله «3» [الطويل]   (1) في أالقعيني. (2) في أواليتيم. (3) ينظر البيت في الشعراء 310، الكامل: 217، خزانة الأدب 9/ 223، 327، ولسان العرب 5/ 125 (قير) ، ومعاهد التنصيص 1/ 187، وفي حماسة البحتري ص 11. والطبراني 4/ 42.. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 ثم لما قتل عثمان وثب عمير بن ضابىء عليه فكسر ضلعين من أضلاعه، فلما قدم الحجاج الكوفة أميرا ندب الناس إلى قتال الخوارج، وأمر مناديا فنادى من أقام بعد ثلاثة قتل، فجاءه بعد ثلاثة عمير بن ضابىء وهو شيخ كبير، فقال: إني لا حراك بي، ولي ولد أشبّ مني فأجزه بدلا مني، فأجابه الحجاج لذلك، فقال له عنبسة بن سعيد بن العاص: هذا عمير بن ضابىء القائل كذا، وأنشده الشعر، فأمر به فضرب عنقه، فقال في ذلك عبد اللَّه بن الزّبير الأسديّ من أبيات: تجهّز فإمّا أن تزور ابن ضابىء ... عميرا وإمّا أن تزور المهلّبا [الطويل] وكان الحجّاج قال له: ما حملك على ما فعلت بعثمان؟ قال: حبس أبي وهو شيخ كبير، فقال: هلا بعثت أيها الشّيخ إلى عثمان بديلا. وكان السّبب في حبس عثمان له أنه كان استعار من بعض بني حنظلة كلبا يصيد «1» به فطالبوه به فامتنع فأخذوه منه قهرا، فغضب وهجاهم بقوله من أبيات: وأمّكم لا تتركوها وكلبكم ... فإنّ عقوق الوالدين كبير [الطويل] فاستعدوا عليه عثمان فحبسه. روى القصّة بطولها الهيثم بن عديّ، عن مجالد وغيره، عن الشّعبي. وقال محمّد ابن قدامة الجوهريّ في أخبار الخوارج» له: حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح، حدّثنا أبو بكر بن عياش، قال: كان عثمان يحبس في الهجاء، فهجا ضابىء قوما فحبسه عثمان، ثم استعرضه فأخذ سكينا فجعلها في أسفل نعله، فأعلم عثمان بذلك فضربه وردّه إلى الحبس. قلت: من يكون شيخا في زمن عثمان ويكون له ابن شيخ كبير في أول ولاية الحجاج يكون له إدراك لا محالة. الضاد بعدها الباء 4226 ز- ضبّة بن محصن: العنزي «3» البصريّ. تابعيّ مشهور، له إدراك، وذلك في   (1) في أيتصيد به. (2) في أالجواهر. (3) طبقات ابن سعد 7/ 103، وطبقات خليفة 198، والتاريخ الكبير 4/ 342 الجرح والتعديل 4/ 469، والثقات لابن حبّان 4/ 390، والإكمال لابن ماكولا 5/ 214، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 230، والكامل في التاريخ 3/ 47، وتهذيب التهذيب 4/ 442، 443، وتقريب التهذيب 1/ 372، وخلاصة تذهيب التهذيب 178، ورجال مسلم 1/ 326 تاريخ الإسلام 3/ 92. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 ترجمة زياد بن أميّة من تاريخ ابن عساكر. وقد روى ضبة عن عمر وأبي موسى وغيرهما. روى عنه عبد الرّحمن بن أبي ليلى، والحسن البصريّ. وأخرج له مسلم وأبو داود وغيرهما. قال ابن سعد: كان قليل الحديث. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. الضاد بعدها الحاء، والراء 4227- الضّحاك «1» : بن قيس التميميّ، هو الأحنف. تقدّم في حرف الألف على الصّواب. 4228- ضرار بن الأرقم: قال ابن عساكر: له إدراك. وذكر أبو حذيفة في المسند أنه استشهد بأجنادين. 4229 ز- ضريس القيسي: له ذكر في الفتوح، وكان لأبي أرطبون، فقطع أرطبون يده وقتله القيسي. الضاد بعدها الغين 4230- ضغاطر الرومي «2» : الأسقف. ويقال اسمه تغاطر. روى عبدان بن محمّد المروزيّ «3» ، من طريق سلمة بن كهيل، عن عبد اللَّه بن شداد، عن دحية الكلبيّ، قال: بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى قيصر ... فذكر الحديث إلى أن قال: فأرسلني إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم، فأخبره، وأقرأه الكتاب، فقال: هذا النبيّ الّذي كنا ننتظر، قال: فما تأمرني؟ قال: أما أنا فمصدّقه ومتّبعه. قال قيصر: أما أنا إن فعلت يذهب ملكي. ورواه سعيد بن منصور، من طريق حصين، عن عبد اللَّه بن شدّاد نحوه وأتمّ منه، وفيه قصّة أبي سفيان، وفيه: فقال تغاطر لهرقل: إنه واللَّه للنّبيّ الّذي نعرف. فقال له: ويحك! إن اتبعته قتلني الروم. قال: لكني أتبعه. فذكر قصة قتله مطوّلا. قال عبدان: وحدّثني عمّار- يعني ابن رجاء، عن سلمة- هو ابن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني بعض أهل العلم أنّ هرقل قال لدحية: ويحك! إني واللَّه لأعلم أن   (1) أسد الغابة ت 2560. (2) أسد الغابة ت 2568. (3) في أالدوري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 صاحبك نبيّ مرسل، وإنه للذي كنا ننتظر ونجده في كتابنا، ولكني أخاف الرّوم على نفسي، ولولا ذلك لا تبعته، فاذهب إلى ضغاطر الأسقف، فاذكر له أمر صاحبكم فهو أعظم في الرّوم مني وأجوز قولا. فجاءه دحية فأخبره، فقال له: صاحبك واللَّه نبيّ مرسل نعرفه بصفته واسمه، ثم دخل فألقى ثيابه ولبس ثيابا بيضا، وخرج على الرّوم فشهد شهادة الحق، فوثبوا عليه فقتلوه. وهكذا ذكره يحيى بن سعيد الأمويّ في المغازي والطّبريّ عن ابن إسحاق. الضاد بعدها الواو 4231- ضوء اليشكريّ: له إدراك، وله ذكر في الفتوح لسيف، قال: كان باليمامة رجال يكتمون إسلامهم منهم ضوء اليشكريّ، وقال في ذلك من أبيات: إنّ ديني دين النّبيّ وفي القوم ... رجال على الهدى أمثالي أهلك القوم محلّم «1» بن طفيل ... ورجال ليسوا لنا برجال «2» [الخفيف] القسم الرابع من حرف الضاد المعجمة الضاد بعدها الباء 4232- ضب بن مالك: له وفادة، ذكره المدائني، كذا استدركه صاحب التجريد في أول حرف الضّاد المعجمة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير، وإنما هو ضمام بن مالك الماضي في الأول. الضاد بعدها الحاء 4233- الضّحاك: بن أبي جبيرة الأنصاريّ. وقع ذكره عند أبي يعلى والبغويّ وابن السّكن، وهو مقلوب، قال أبو نعيم: قلبه حماد بن سلمة، عن داود، عن الشّعبي، عنه بحديث الألقاب. وقال ابن عليّة غيره عن داود عن الشّعبي، عن أبي جبيرة بن الضّحاك، وهو الصّواب، وزاد فيه حفص بن غياث، عن داود، فقال: عن أبي جبيرة عن أبيه وعمومته.   (1) في أبحكم. (2) البيتان في الآمدي 2150.. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 406 قلت: فأبوه هو الضّحاك بن خليفة الماضي، وروى البغويّ وابن السكن من طريق هدبة، عن حماد بهذا الإسناد حديثا آخر في نزول قوله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة: 195] . قال ابن السّكن: تفرد به هدبة بن خالد. 4234- الضّحاك: بن عبد الرّحمن الأشعريّ «1» . ذكره ابن قانع واستدركه في «التّجريد» ، فقال: ذكره الدّارقطنيّ، روى عنه محمد بن زياد الألهانيّ لم يصح خبره. قلت: وهو غلط نشأ عن سقط، أما ابن قانع، فأخرج له من طريق الوليد بن مسلم «2» ، عن عبد اللَّه بن العلاء، سمعت الضّحاك بن عبد الرّحمن الأشعريّ يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «أوّل ما يسأل العبد عنه يوم القيامة: ألم أصح جسمك، وأروك من الماء البارد» «3» ! وهذا سقط منه ذكر الصّحابي، فقد أخرج الحديث المذكور ابن حبّان والحاكم من طريقين آخرين، عن الوليد بن الوليد بن مسلم. وأخرجه التّرمذي من طريق شبابة بن سوّار كلاهما عن عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، عن الضّحاك بن عبد الرّحمن بن عرزم الأشعريّ، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ أوّل ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النّعيم أن يقال له» ... فذكره. وقال: غريب. ويقال له عرزب وعرزم، وبالميم أصح. وهكذا رواه زيد بن يحيى، عن عبد اللَّه بن العلاء، وكذا رواه إبراهيم بن عبد اللَّه بن العلاء عن أبيه، وذكره ابن عساكر في ترجمته من طرق في جميعها: عن الضّحاك، عن أبي هريرة. وذكره في التّابعين البخاري وابن أبي حاتم وابن سعد والعجليّ ووثّقه. وذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة وأنه صحابيّ.   (1) تاريخ البخاري 4/ 333، الجرح والتعديل ق 1 م 2 459 تاريخ ابن عساكر 8/ 203، تهذيب الكمال ص 616، تاريخ الإسلام 4/ 124، ميزان الاعتدال 2/ 324، تذهيب التهذيب 2/ 97، تهذيب التهذيب 4/ 446، خلاصة تذهيب التهذيب 176، تهذيب ابن عساكر 7/ 6. (2) في أمسلمة. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 296 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه القسم بن عثمان قال البخاري له أحاديث لا يتابع عليها وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ، ورواه الطبراني أيضا في الأوسط وفيه خليد بن دعلج ضعفه أحمد والنسائي والدارقطنيّ وقال ابن عدي عامة حديثه تابعه عليه غيره أ. هـ أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18884، 18886. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 روى عنه أبو موسى الأشعريّ، ومع ذلك فقال أبو حاتم: إن روايته عنه مرسلة، ورجّح أبو حاتم عرزب بالموحدة. وقال أبو الحسن بن سميع: ولاه عمر بن عبد العزيز ولاية دمشق، وكذلك يزيد بن عبد الملك وهشام. وقال الأوزاعيّ: حدّثني مكحول، عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن، وكان عمر بن عبد العزيز ولّاه دمشق ومات وهو عليها، وكان من خير الولاة. وقال خليفة بن خيّاط: مات سنة خمس ومائة، وعلي قول ابن سميع يكون تأخر بعد ذلك. 4235- الضّحاك بن عرفجة: أصيب أنفه يوم الكلاب. قال ابن عرادة، عن عبد الرّحمن بن طرفة بن عرفجة: إنه الضّحاك بن عرفجة. والصّواب عرفجة بن أسعد، هكذا ذكره ابن مندة. وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخّرين، فساق كلامه ولم يزد عليه سوى قوله: وهو وهم ذكرها قبل قوله والصّواب. قلت: وهي غفلة عجيبة، فإن الاختلاف إنما وقع في اسم التّابعي وهو طرفة لا في اسم جدّه، وقول ابن عرادة عن عبد «1» الرحمن بن الضّحاك غلط فاحش، وإنما هو عبد الرّحمن بن طرفة، وطرفة هو ابن عرفجة بن أسعد «2» ، والّذي أصيب أنفه هو عرفجة. وسيأتي حديثه على الصّواب في حرف العين فيمن اسمه عرفجة إن شاء اللَّه تعالى. 4236- الضّحّاك بن قيس: قال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «يا أمّ عطيّة، اخفضي ولا تنهكي» «3» . أخرجه البيهقيّ. وقال يحيى بن معين: الضّحّاك هذا ليس بالفهريّ، كذا استدركه في التجريد، وهذا تابعي أرسل هذا الحديث، وقد أخرجه الخطيب في المتفق من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرقي، عن رجل من أهل الكوفة، عن عبد الملك بن عمير، عن الضّحاك بن قيس، قال: كان بالمدينة خافضة يقال لها أم عطيّة ... فذكر الحديث. ثم أخرج من طريق المفضل بن   (1) في أعن عبد الرحمن. (2) في أأسور. (3) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 324 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45313، 45315 وعزاه للطبراني في الأوسط، وابن عدي والبيهقي والخطيب عن أنس بن مالك وابن مندة وابن عساكر عن الضحاك بن قيس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 غسان العلائيّ في تاريخه، قال: سألت ابن معين عن حديث حدّثناه عبد اللَّه بن جعفر الرقي عن عبيد اللَّه ... فذكر هذا، فقال الضّحاك بن قيس هذا ليس هو بالفهري. قلت: وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود من طريق مروان بن معاوية، عن محمد ابن حسّان الكوفي، عن عبد الملك بن عمير، عن أم عطيّة بالمتن، ولم يذكر الضّحاك، قال: ورواه عبيد اللَّه بن عمرو بن عبد الملك بمعناه: وليس بقويّ. ومحمد بن حسّان مجهول، وقد روي مرسلا. وأخرجه البيهقيّ من الطريقين معا، وظهر من مجموع ذلك أن عبد الملك دلّسه على أم عطيّة، والواسطة بينهما، وهو الضّحاك بن قيس المذكور. 4237- الضّحاك بن قيس: عامل النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره الطّبرانيّ، وأخرج هو والحارث من طريق جرير بن حازم، قال: جلس إلينا شيخ عليه جبّة صوف، فقال: حدّثني مولاي قرّة بن دعموص، قال: قدمت المدينة فناديت: يا رسول اللَّه، استغفر للغلام النميري. قال: غفر اللَّه لك «1» . وبعث الضّحاك بن قيس ساعيا على قومي ... الحديث. ورواه «2» أبو مسلم الكجّي من هذا الوجه، فقال: الضّحاك بن سفيان. وهكذا أخرجه ابن قانع عن أبي مسلم، وهو الصّواب. الضاد بعدها الراء 4238- ضريح بن عرفجة «3» : أو عرفجة بن ضريح. ذكره ابن شاهين من طريق ليث بن أبي سليم عن زياد بن علاقة عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّها ستكون هنات وهنات، فمن رأيتموه يريد أن يفرّق أمر أمّة محمّد- وأمرها جميع- فاقتلوه كائنا من كان» . هكذا قال ليث. والمشهور عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن ضريح «4» ، كذلك أخرجه مسلم. الضاد بعدها الميم 4239- ضمرة «5» : بن أنس الأنصاريّ. استدركه ابن الأثير على من تقدّمه، وهو خطأ   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 161، 5/ 72 والحاكم في المستدرك 3/ 74 وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه والطبراني في الكبير 19/ 34، والدارقطنيّ في السنن 1/ 413 والطبراني في الصغير 2/ 24، والهيثمي في الزوائد 3/ 85، 10/ 126. (2) في أورواية. (3) أسد الغابة ت 2567. (4) في أ: شريح. (5) أسد الغابة ت 2572. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 نشأ عن تصحيف، فإنه ساق عن جزء بن أبي ثابت بإسناده عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: كان المسلمون إذا صلّوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطّعام والشّراب والنّساء، وإن ضمرة بن أنس الأنصاري غلبته عينه فنام .... الحديث: في نزول قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ... [البقرة: 187] الآية. هكذا قال. والصّواب صرمة بن أنس، وقد مضى القول فيه في القسم الأوّل، وبيان الاختلاف فيه، وباللَّه التوفيق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 حرف الطاء المهملة القسم الأول الطاء بعدها الألف 4240- طارق بن أحمر «1» : ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق ابن علاثة، عن أخيه عثمان، عن طارق بن أحمر، قال: رأيت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [321] كتابا: من محمّد رسول اللَّه «لا تبيعوا الثّمر حتّى يينع ... » الحديث. قلت: وطارق ذكره ابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهما في التّابعين، ولم يذكروا له رواية إلا عن ابن عمر، فاللَّه أعلم. وكذا ذكر الدّارقطنيّ أنه إنما روى عن ابن عمر. فاللَّه أعلم. وأظن قوله مع رسول اللَّه غلط، وإنما كانت مع صحابي، ولعلي أقف عليه بعد هذا إن شاء اللَّه تعالى. 4241- طارق بن أشيم «2» : بن مسعود الأشجعيّ، والد أبي مالك. قال البغويّ: سكن الكوفة. قال مسلم: تفرد ابنه بالرّواية عنه، وله عنده حديثان. قلت: وفي ابن ماجة أحدهما، وصرّح فيه بسماعه من النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وفي السّنن حديث.   (1) أسد الغابة ت 2589- تجريد أسماء الصحابة 1/ 274. (2) أسد الغابة ت 2590، الاستيعاب ت 1270. الثقات 3/ 202- تهذيب التهذيب 5/ 2- تقريب التهذيب 1/ 376- خلاصة تذهيب 2/ 8- الطبقات 47، 159- تجريد أسماء الصحابة 1/ 274- الرياض المستطابة 139- الكاشف 2/ 40- تهذيب الكمال 2/ 621- تلقيح فهوم أهل الأثر 373، 368- الوافي بالوفيات 16/ 380. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 آخر عن أبي مالك الأشجعي: قلت لأبي: يا أبت، قد صليت الصّبح خلف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ هاهنا بالكوفة نحوا من خمس سنين، أكانوا يقنتون؟ قال: يا بني، محدث. وصححه التّرمذيّ. وأغرب الخطيب، فقال في كتاب «القنوت» : في صحبته نظر، وما أدري أيّ نظر فيه بعد هذا التّصريح، ولعله رأى ما أخرجه ابن مندة من طريق أبي الوليد عن القاسم بن معن، قال: سألت آل أبي مالك الأشجعي، أسمع أبوهم من النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قالوا: لا، وهذا نفي يقدم عليه من أثبت، ويحتمل أنه عنى بقوله: أبوهم أبا مالك، وهو كذلك لا صحبة له، إنما الصّحبة لابنه. واللَّه أعلم. 4242 ز- طارق: بن رشيد الجعفيّ. قال ابن حبّان: له صحبة، أفرده «1» عن طارق بن سويد الحضرميّ، وأظنّه هو، وقوله رشيد: أظنه غلطا من النّاسخ، وإنما هو سويد كما جزم به ابن السّكن. وسأذكره في القسم الأخير. 4243- طارق بن سويد: الحضرميّ «2» ، أو الجعفيّ. ويقال سويد بن طارق. قال ابن مندة: وهو وهم. وقال ابن السكن والبغويّ: له صحبة. وروى البخاريّ في تاريخه، وأحمد، وابن ماجة، والبغويّ، وابن شاهين، من طريق حماد بن سلمة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن طارق بن سويد، قال: قلت يا رسول اللَّه: إن بأرضنا أعنابا نعتصرها فنشرب منها؟ قال: لا. وأخرجه أبو داود، من طريق شعبة عن سماك، فقال: سأل سويد بن طارق، أو طارق بن سويد. وقال البغويّ: رواه غير حماد. فقال: سويد بن طارق. والصّحيح عندي طارق بن سويد. وقد أخرجه ابن شاهين من طريق إبراهيم بن طهمان، عن سماك كما قال حماد بن سلمة سواء، ونسبه جعفيا.   (1) في أأورده. (2) أسد الغابة ت 2592، الاستيعاب ت 1272- الثقات 3/ 201- تهذيب التهذيب 5/ 30- تقريب التهذيب 1/ 376- خلاصة تذهيب 2/ 8- الطبقات 134- تجريد أسماء الصحابة 1/ 274- الكاشف 2/ 40- الطبقات الكبرى 6/ 64- تلقيح فهوم أهل الأثر 381- الوافي بالوفيات 16/ 381- بقي بن مخلد 833. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 وقال أبو زرعة: طارق بن سويد أصحّ. وقال ابن مندة: سويد بن طارق وهم، وجزم أبو زرعة والتّرمذيّ أيضا وابن حبّان بأنه طارق بن سويد، عكس أبو حاتم. وقال البخاريّ: قال شريك عن سماك: طارق بن زياد، أو زياد بن طارق. وقال أبو النضر: عن شعبة، عن سماك، عن علقمة، عن أبيه: سأل سويد بن طارق، وجعله من مسند وائل، وجزم بأنه سويد بن طارق. وأخرجه ابن قانع من رواية شريك عن سماك، فقال: طارق بن زياد، ولم يشك. ورواه ابن مندة من طريق وهب بن جرير، عن شعبة كذلك، لكن قال: عن أبيه وائل الحضرميّ، عن سويد بن طارق أو طارق بن سويد: رجل من جعفي. ورواه ابن السّكن والبغويّ، من طريق غندر، عن شعبة، فقال: عن علقمة بن طارق بن سويد سأل. قال ابن السّكن: قال أسامة «1» وأبو عامر وأبو النّضر عن شعبة: إنّ سويد بن طارق. وقال وهب وأبو داود: عن شعبة إن سويد بن طارق أو طارق بن سويد، قال: والصّواب قول غندر. رواه إسرائيل عن سماك، فاختلف عليه: هل هو طارق بن سويد، أو سويد بن طارق؟ وفيه اختلاف آخر على سماك ذكرته في القسم الأخير. واللَّه أعلم. 4244- طارق بن شريك «2» : في شريك بن طارق. 4245- طارق بن شهاب: بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن عمرو بن لؤيّ بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس البجليّ الأحمسيّ، أبو عبد اللَّه «3» .   (1) في أشبانة. (2) أسد الغابة ت 2593، الاستيعاب ت 1273. تجريد أسماء الصحابة 1/ 274- الوافي بالوفيات 16/ 381. (3) أسد الغابة ت 2594، الاستيعاب ت 1274. طبقات خليفة ت 735، 958- التاريخ الكبير 4/ 352- الجرح والتعديل 4/ 485، مشاهير علماء الأمصار ت 319 جهرة أنساب العرب 389، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 234- تاريخ ابن عساكر 8/ 242، - تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 251- تهذيب الكمال 622، تاريخ الإسلام 3/ 259- تذهيب التهذيب 2/ 101، البداية والنهاية 9/ 51، تهذيب التهذيب 5/ 3، طبقات ابن سعد 6/ 66، التاريخ لابن معين 2/ 275، التاريخ الكبير 4/ 352، 353، وتاريخ الثقات للعجلي 33، مقدمة بقي بن مخلد 144 تاريخ أبي زرعة 1/ 546 و 567، وتاريخ الطبري 2/ 434، المراسيل 98 الثقات لابن حبان 3/ 201، رجال الطوسي 46، سير أعلام النبلاء 3/ 486، الوافي بالوفيات 16/ 380 تاريخ الإسلام 3/ 93، خلاصة تذهيب الكمال 151. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وهو رجل. ويقال: إنه لم يسمع منه شيئا. قال البغويّ: ونزل الكوفة. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليست له صحبة. والحديث الّذي رواه مرسل. قلت: قد أدخلته في الوحدان، قال: لقوله: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قلت: إذا ثبت أنه لقي النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فهو صحابيّ على الرّاجح، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابيّ، وهو مقبول على الرّاجح. وقد أخرج له النّسائيّ عدّة أحاديث، وذلك مصير منه إلى إثبات صحبته. وأخرج له أبو داود حديثا واحدا، وقال: طارق رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا. قلت: المتن في غسل الجمعة وقد أخرجه الحاكم من طريقه، فقال: عن طارق، عن أبي موسى وخطئوه فيه. وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر، وهذا إسناد صحيح، وبهذا الإسناد قال: قدم وفد بجيلة على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: ابدءوا بالأحمسيّين» «1» . ودعا لهم. وقال عليّ بن المدينيّ: هو أخو كثير بن شهاب الّذي روى عن عمر. قلت: وحديث طارق عن الصّحابة «2» في الكتب الستّة، منهم الخلفاء الأربعة. وأخرج البغويّ من طريق شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر. وروى عنه أيضا سماك، ومخارق، وعلقمة بن مرثد، وإسماعيل بن أبي خالد. مات سنة اثنتين وثمانين أو ثلاث أو أربع، ووهم من أرّخه بعد المائة، وجزم ابن حبّان بأنه مات سنة ثلاث وثمانين «3» . 4246- طارق بن عبد اللَّه المحاربيّ «4» : من محارب خصفة. صحابيّ آخر. نزل الكوفة.   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 315 عن طارق بن شهاب قال الهيثمي في الزوائد 10/ 52 عن طارق بن شهاب ... الحديث رواه أحمد وروي الطبراني بعضه الا أنه قال ابدءوا بالأحمسيين قبل القيسيين ورجالهما رجال الصحيح. (2) في أالضحاك. (3) في أثلاث وثمانين. (4) أسد الغابة ت 2595، الاستيعاب ت 1275. الثقات 3/ 202- تهذيب التهذيب 5/ 4- الطبقات 49، 130- تقريب التهذيب 1/ 376- خلاصة تذهيب 2/ 8- تجريد أسماء الصحابة 1/ 274- تهذيب الكمال 2/ 622- الكاشف 2/ 40- تلقيح فهوم أهل الأثر 381- الوافي بالوفيات 16/ 380- التمييز والفصل 2/ 546- بقي بن مخلد 242، 617. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 وروى عنه أبو الشّعثاء، وربعيّ بن خراش، وأبو ضمرة «1» ، قال ابن البرقيّ: له حديثان. وقال ابن السّكن: ثلاثة. حديثه في الكوفيّين، وله صحبة. ومن حديثه عند النّسائي وغيره: قدمت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وإذا هو قائم على المنبر يخطب ويقول: «يد المعطي العليا ... » الحديث. وروى التّرمذيّ من حديثه أنه رأى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل الهجرة بذي المجاز، وذكر له قصة مع عمه أبي لهب. 4247- طارق بن عبيد: بن مسعود الأنصاريّ «2» . روى محمّد بن مروان السّدّي في تفسيره، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: قال طارق بن عبيد بن مسعود، وأبو اليسر، ومالك بن الدّخشم يوم بدر: يا رسول اللَّه، إنك قلت: «من قتل قتيلا فله سلبه» ، وقد قتلنا سبعين ... الحديث، في نزول قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ [الأنفال: 1] . وقال ابن مندة: هو الّذي أسر العبّاس، ومعه أبو اليسر الأنصاريّ. 4248- طارق بن علقمة: بن أبي رافع «3» ، والد عبد الرّحمن. قال البغويّ: سكن الكوفة، وقال ابن مندة: له ذكر في حديث أبي إسحاق، وله حديث مرفوع مختلف فيه، فروى الطّبرانيّ، وابن شاهين، من طريق عمرو بن عليّ، عن أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد، عن عبد الرّحمن بن طارق بن علقمة، أخبره عن أبيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا حاذى مكانا عند دار يعلى بن أميّة استقبل البيت ودعا. وهذا وهم ممن دون عمرو بن علي، فقد أخرجه النّسائيّ عنه، فقال عن أمه. ولم يقل عن أبيه. وكذا أخرجه البخاريّ في تاريخه، عن أبي عاصم. وكذا أخرجه البغويّ والطّبريّ من طريق أبي عاصم. وكذا أخرجه عبد الرّزّاق عن ابن جريج، وتابعه هشام بن يوسف.   (1) في أأبو صخر. (2) أسد الغابة 2596- تجريد أسماء الصحابة 1/ 74. (3) أسد الغابة ت 2597. تجريد أسماء الصحابة 1/ 275. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 وهو عند أبي داود، واغتر الضّياء المقدسيّ [بنطاقة] » السّند، فأخرجه من طريق الطّبرانيّ في «المختارة» ، وهو غلط، فقد أخرجه البغويّ وابن السّكن وابن قانع من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج كالأول، وأن البرساني رواه عن ابن جريج، فقال: عن عمه، فهذا اضطراب يعلّ به الحديث، لكن يقوي أنه عن أمه لا عن أبيه ولا عن عمه أن في آخر الحديث عن أبي نعيم: فنخرج معه يدعو ونحن مسلمات. وحكى البغويّ أنه قيل: إن رواية روح أصحّ. 4249- طارق بن كليب: ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» مستدركا على من تقدّمه، ونسبه لبقي بن مخلد، وقال: يقال إنه ابن محاسن. قلت: وطارق بن محاسن تابعيّ من الطّبقة الثّانية، حديثه عند أبي داود والنّسائيّ، فلعل ابن مخلد أخرج له إسنادا مما أرسله. 4250- طارق «2» : بن المرقّع الكنانيّ. [له ذكر في حديث ميمونة بنت كردم، أخرجه أبو داود وأحمد، ومن حديثها قالت: خرجت مع أبي في حجة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فرأيته قد دنا إليه أبي، فأخذ بقدمه فأقر له، ووقفت عليه أستمع منه «3» ، فقال له أبي: حضرت جيش عثران، فقال طارق بن المرقّع: من يعطيني رمحا بثوابه؟ قلت: وما ثوابه؟ قال: أزوّجه أول بنت لي، فأعطيته، ثم غبت عنه، ثم جئت فقلت: جهّز لي أهلي، فحلف أن لا يفعل إلّا بصداق جديد ... الحديث. قال أبو نعيم: طارق بن المرقّع زعم بعض النّاس أنه حجازي له صحبة، ولم يذكر ما يدلّ على ذلك، لأن الّذي خطب إليه كردم لا يعرف له إسلام، وطارق بن المرقّع إن كان إسلاميا فهو آخر تابعيّ، يروي عن صفوان بن أميّة. روى عن عطاء بن أبي رافع «4» ، ثم ساق روايته. قلت: أشار ابن مندة إلى ذلك، لكن جعلهما واحدا، فقال: ولطارق بن المرقّع حديث عن صفوان بن أميّة مسند.   (1) بياض في ج. (2) أسد الغابة ت 2598، الاستيعاب ت 1276. تجريد أسماء الصحابة 1/ 275. (3) في أووقف عليه وأسمع منه. (4) في أأبي رباح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 قلت: بل هما اثنان بلا مريّة، فالصّحابي كان شيخا كبيرا في حجّة الوداع، والّذي روى عن صفوان معدود في الطّبقة الثّانية من التّابعين، وقصّة كردم ظاهرة في أنّ طارقا كان معهم في تلك الحجّة، لأن كلامه يدل على أنه كان يطلب محاكمته إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال أبو عمر: طارق بن المرقّع روى عنه ابنه عبد اللَّه بن طارق، وعطاء. أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلا. قلت: وهذا هو التّابعيّ. 4251 ز- طارق: بن المرتفع الكنانيّ] «1» . عامل عمر بن الخطّاب على مكّة، ومات في عهده. ذكره الطّبريّ، وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج، عن عطاء، قال: كان طارق بن المرتفع عاملا لعمر على مكة، فأعتق سوائبه، ومات، ثم مات بعض أولئك، فأعطى عمر ميراثه لذرية طارق. وقال الطّبري: ولّاه عمر على مكة لما عزل نافع بن عبد الحارث. قلت: لم أر من ذكره في الصّحابة صريحا، وهو صحابيّ لا محالة، لأنه من جيران قريش، ولم يبق بعد حجة الفتح إلى حجة الوداع أحد من قريش ومن حولهم إلا من أسلم. وشهد الحجّة كما «2» تقدّم غير مرّة، ولولا صحبته لم يؤمّره عمر. 4252 ز- طارق الخزاعيّ: جرى له ذكر في غزوة المريسيع. قال أبو سعيد العسكريّ، عن أبي عمرو الشّيبانيّ: أصيب قوم من رهط بن الأسكر الليثي، أصابهم أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة المريسيع دلّهم عليه طارق الخزاعيّ، وكانوا جيران بني المصطلق، فقال أمية بن الأسكر «3» : لعمرك إنّي والخزاعيّ طارقا ... كصيحة «4» عاد حتفها يتحفّر سمت بقوم من صديقك أهلكوا ... أصابهم يوما من الدّهر أغبر [الطويل] فأجابه طارق: عجبت لشيخ من ربيعة مهتر ... أمرّ له يوم من الدّهر منكر [الطويل] في أبيات.   (1) سقط في ج. (2) في أشهد حجة الوداع. (3) في أالأشكر. (4) في أكنفخة وفي ب، ج كنقمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 4253- طاهر «1» : بن أبي هالة التميميّ الأسديّ، أخو هند، ربيب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. روى سيف في أوائل الردّة، من طريق أبي موسى، قال: بعثني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خامس خمسة على مخاليف اليمن أنا ومعاذ وطاهر بن أبي هالة، وخالد بن سعيد، وعكاشة بن ثور. وروى البغويّ في ترجمة عبيد بن صخر بن لوذان من طريقه، قال: لما مات باذام فرّق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عمّاله بين شهر «2» بن باذام، وعامر بن شهر، والطّاهر بن أبي هالة، وذكر جماعة. وأنشد له المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» من شعره في قتال أهل الرّدّة: فلم تر عيني مثل يوم رأيته ... بخبث المخازي في جموع الأخابث فو اللَّه لولا اللَّه لا ربّ غيره ... لما فضّ بالأجزاع جمع العثاعث [الطويل] وكان أول من ارتد من أزد تهامة عكّ، فصار إليهم الطاهر فغلبهم، وأمنت الطّرق، وسمّوا الأخابث. الطاء بعدها الباء، والحاء، والخاء 4254 ز- طبابة: يأتي في آخر القسم. 4255 ز- طحيل بن رباح: أخو بلال. له ذكر في ترجمة أخيه خالد بن رباح في تاريخ دمشق. 4256 ز- طحيلة الدئلي: ذكره البغويّ، فقال: رأيت في كتاب محمد بن إسماعيل البخاريّ طحيلة الدئلي سكن المدينة، وروى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم حديثا. 4257- طخفة بن قيس «3» : يأتي في طهنفة. 4258 ز- طخفة، آخر: يأتي في طهيه.   (1) أسد الغابة ت 2599، الاستيعاب ت 1305. (2) في أ: أعماله. (3) أسد الغابة ت 2600. التاريخ الصغير 1/ 151 د، 152- تهذيب التهذيب 5/ 10- الحلية 1/ 373 المعرفة والتاريخ 2/ 476، 478. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 الطاء بعدها الراء 4259- طرفة بن عرفجة: أصيب أنفه يوم الكلاب فأنتن، فأذن له النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب، قاله ثابت بن يزيد، عن أبي الأشهب، وخالفه ابن المبارك فجعله لعرفجة، وهو أصحّ، هكذا قال أبو عمر. ورواية ثابت بن زيد أخرجها ابن قانع، وهو كما قال، وصاحب القصّة هو عرفجة على الصّحيح ومقابله وهم، لكن في سياق أبي داود ما يقتضي أن يكون الحديث عن طرفة، وإن كانت القصّة لعرفجة، فإنه أخرج من طريق ابن عليّة، عن أبي الأشهب، عن عبد الرّحمن بن طرفة بن عرفجة، عن أبيه- أن عرفجة أصيب أنفه ... الحديث. فظاهره أن الحديث لطرفة، وأكثر ما ورد في الرّوايات عن أبي الأشهب، عن عبد الرّحمن بن طرفة، عن جدّه. وقيل: عن أبيه عن جدّه. وقد أخرج النّسائيّ من طريق يزيد بن زريع، عن أبي الأشهب، قال: حدّثني عبد الرحمن بن طرفة، عن عرفجة بن أسعد، وكان عرفجة جدّه، وحدثني أنه رأى جدّه، قال: أصيب أنفه. واللَّه أعلم. 4260- طرفة الطائيّ «1» : والد تميم. أورده سعيد بن يعقوب في «الصّحابة» . وروى عن أحمد بن عصام، عن أبي بكر الحنفيّ، عن الثّوريّ، عن سماك، عن تميم بن طرفة، عن أبيه، قال: كان النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى في الصّلاة «2» . قال سعيد: لا أدري له صحبة أم لا. قلت: أخرجه ابن أبي حاتم في «العلل» ، عن أحمد بن عصام، وقال: إنه سأل أباه عنه، فقلت: إنما هو عن سماك عن قبيصة بن هلب، عن أبيه. قلت: أخرجه أصحاب السّنن إلا النّسائيّ من طريق سماك عن قبيصة، فإن كان محفوظا فلعلّ لسماك فيه شيخين. 4261 ز- طرود السلميّ: له ذكر في شعر هوذة السّلمي الآتي في القسم الثالث من الهاء.   (1) أسد الغابة ت 2601. (2) أخرجه ابو داود (759) وعبد الرزاق (3317) والطبراني من الكبير 3/ 312، 10/ 212. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 4262 ز- طريف بن أبان «1» : بن سلمة بن جارية بن فهم بن بكر بن عبلة بن أنمار بن عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار «2» الأنماريّ. له وفادة، وحفيده جفينة بن قيس بن مسلمة بن طريف قتل مع الحسين بن علي، قاله ابن الكلبيّ، واستدركه ابن فتحون. قلت: جارية بالجيم، وعبلة بفتح المهملة وسكون الموحدة. وعميرة بالفتح. 4263- طريفة «3» : [بن أبان بن سلمة] «4» بن حاجر السّلميّ. قال أبو عمر: مذكور في الصّحابة، وذكر سيف أنه هو الّذي كتب إليه أبو بكر في قصة الفجاءة السّلمي، فسار طريفة في طلبة حتى ظفر به طريفة، فأنفذه إلى أبي بكر فحرقه بالنّار، وكان طريفة وأخوه معن بن حاجر مع خالد بن الوليد. وذكر سيف أيضا عن سهل بن يوسف أن أبا بكر الصّديق أمّر طريفة المذكور، وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصّحابة. الطاء بعدها العين، والغين 4264- طعمة: بن أبيرق بن عمرو الأنصاريّ «5» . ذكره أبو إسحاق المستمليّ في «الصّحابة» ، وقال: شهد المشاهد كلّها إلا بدرا، وساق من طريق خالد بن معدان عنه قال: سمعت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا أمشي قدّامة، فسأله رجل: ما فضل من جامع أهله محتسبا. قال: «غفر اللَّه لهما البتّة» استدركه يحيى بن مندة على جدّه، وإسناده ضعيف، قاله أبو موسى، وقال: وقد تكلّم في إيمان طعمة. 4265- طغفة بن قيس: يأتي في طهفة. الطاء بعدها الفاء 4266- الطّفيل بن الحارث: بن المطلب «6» بن عبد مناف القرشيّ المطلبيّ.   (1) أسد الغابة ت 2604. (2) في أنهار. (3) أسد الغابة ت 2605، الاستيعاب ت 1307. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت 2606- تجريد أسماء الصحابة 1/ 275. (6) أسد الغابة ت 2608، الاستيعاب ت 1278. الثقات 3/ 202- بداية ونهاية 7/ 156- الطبقات 115، 138- تجريد أسماء الصحابة 1/ 276- العقد الثمين 5/ 66- أصحاب بدر 77- الأعلام 3/ 227- تاريخ الإسلام 3/ 193، 212- الطبقات الكبرى 3/ 51، 52، 230، 473- 8/ 115 الجرح والتعديل 4/ 2147- تنقيح المقال 7924- دائرة معارف الأعلمي 20/ 299. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال أبو عمر: شهد أحدا وما بعدها، ومات هو وأخوه حصين سنة إحدى وثلاثين، وقيل سنة اثنتين، وقيل سنة ثلاث. وقال ابن أبي حاتم: ليست له رواية. قلت: قد ذكر ابن مندة له رواية، لكن في السّند جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ، وهو متروك عند البغويّ، من طريق سليمان بن محمد الأنصاريّ، عن رجل من قومه يقال له الضّحاك كان عالما: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم آخى بين الطّفيل بن الحارث وسفيان بن قيس بن الحارث. 4267 ز- الطّفيل: بن الحارث الأزديّ. يأتي في الطّفيل بن عمرو. 4268- الطّفيل «1» : بن زيد الحارثي. له وفادة. قال ابن الكلبيّ، عن عوانة، قال عمر لجلسائه: هل فيكم أحد وقع له خبر من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في الجاهلية؟ فقال طفيل بن زيد الحارثي- وكان قد أتت عليه ستون ومائة سنة: نعم يا أمير المؤمنين، وكان المأمون بن معاوية على ما بلغك «2» من كهانته ... فذكر الحديث في إنذاره بالنّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وقوله: يا ليت أني ألحقه، وليتني لا أسبقه، قال: وكان نصرانيّا. قال الطّفيل: فأتانا خير النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن بتهامة، فقلت: يا نفس، هذا ذاك الّذي أنذر به المأمون. قال: ومن أحبّ الأيّام إليّ أن وفدت فأسلمت، رواه أبو موسى في الذّيل من طريق أبي سعيد النقاش بسنده إلى ابن الكلبيّ. 4269- الطّفيل بن سخبرة الأزدي «3» : حليف قريش. ويقال الطّفيل بن الحارث بن سخبرة، ويقال الطّفيل بن عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة. قال ابن حبّان: له صحبة، وقال ابن السّكن: يقال له صحبة. وأما الّذي روى عنه الزّهري فليست له صحبة، كذا قال. وقد روى حمّاد بن سلمة عن الطّفيل بن سخبرة، عن القاسم، عن عائشة حديث:   (1) أسد الغابة ت 2610. (2) في أتلفظ. (3) الاستيعاب ت 1279. الثقات 3/ 203- تهذيب التهذيب 5/ 14- تقريب التهذيب 1/ 378- التحفة اللطيفة 2/ 258- تجريد أسماء الصحابة 1/ 276- تهذيب الكمال 2/ 626- الكاشف 2/ 43- تلقيح فهوم أهل الأثر 381- تعجيل المنفعة 197- بقي بن مخلد 834. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 «أعظم النّساء بركة أيسرهنّ مؤنة» ، فلعلّه الّذي روى عنه الزّهري. وقال الواقديّ: هو أخو عائشة لأمها أم رومان، وكان عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة قدم مكّة فحالف أبا بكر فمات فخلفه أبو بكر بعده على أم رومان. قلت: فيكون الطّفيل أكبر من عائشة، ومن أخيها عبد الرّحمن. قلت: وحديثه عند «1» ابن ماجة من طريق ربعي بن خراش أحد كبار التّابعين عنه، قال البغويّ: لا أعلم له غيره، وهو في قوله: ما شاء اللَّه وشاء محمّد. وفي السّند عندهم عن الطّفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها. ووقع عند ابن قانع من طريق أبي الوليد، عن شعبة بسنده، عن الطّفيل أو أبي الطّفيل- شكّ أبو الوليد. وقال مصعب الزّبيري ّ: الطّفيل بن عبد اللَّه بن سخبرة هو والد الحارث بن طفيل أخو عائشة لأمها، حدثنا بذلك عبد اللَّه بن معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه. 4270- الطفيل «2» : بن سعد بن عمرو بن ثقف الأنصاريّ النجاريّ. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد ببئر معونة. وقال أبو عمر: شهد أحدا. 4271 ز- الطفيل: بن سنان الأسديّ، ابن عم نقادة- له ذكر في حديثه. 4272- الطفيل بن عبد اللَّه «3» : بن سخبرة. تقدم في الطفيل بن سخبرة. 4273- الطفيل بن عمرو «4» : بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدّوسي. وقيل: هو ابن عبد عمرو بن عبد اللَّه بن مالك بن عمرو بن فهم، لقبه ذو النّور. وحكى المرزبانيّ في معجمه أنه الطفيل بن عمرو بن حممة «5» . قال البغويّ: أحسبه سكن الشّام. وروى البخاريّ في صحيحه، من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قدم الطفيل بن عمرو الدّوسي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه،   (1) في أوحديثه عند أحمد وابن ماجة. (2) أسد الغابة ت 2611، الاستيعاب ت 1280. (3) أسد الغابة ت 2612. (4) أسد الغابة ت 2613، الاستيعاب ت 1281. طبقات ابن سعد 104/ 175، طبقات خليفة 13/ 114، تاريخ خليفة 111، الجرح والتعديل 4/ 489، ابن عساكر 8/ 275، العبر 1/ 14، تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 62. (5) في أسخبرة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 422 إن دوسا قد عصت فادع اللَّه عليهم. فقال: «اللَّهمّ اهد دوسا» «1» . وروى ابن إسحاق في نسخة من «المغازي» ، من طريق صالح بن كيسان، عن الطفيل بن عمرو في قصة إسلامه خبرا طويلا، وفيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بعثه إلى ذي الكفّين- صنم عمرو بن حممة، فأحرقه بالنار ويقول: يا ذا الكفّين لست من عبّادكا ... [ميلادنا أكبر من ميلادكا] «2» [الرجز] إنّي حشوت النّار في فؤادكا «3» وفيه أنه رأى في عهد أبي بكر أن رأسه خلق، وخرج من فمه طائر، وأن امرأة أدخلته في فرجها، وأن ابنه طلبه طلبا حثيثا فلم يقدر عليه، وأنه أوّلها أن رأسه يقطع، وأن الطائر روحه، والمرأة الأرض يدفن فيها، وأن ابنه عمرو بن الطفيل يطلب الشهادة فلا يلحقها، فقتل الطّفيل يوم اليمامة، وعاش ابنه بعد ذلك. وذكرها ابن إسحاق في سائر النسخ بلا إسناد، وأخرجه ابن سعد أيضا مطولا من وجه آخر، وكذلك الأمويّ عن ابن الكلبي بإسناد آخر. وقال ابن سعد: أسلم الطفيل بمكّة، ورجع إلى بلاد قومه، ثم وافى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في عمرة القضيّة، وشهد الفتح بمكة. وكذا قال ابن حبّان. وقال ابن أبي حاتم: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مع أبي هريرة بخيبر، ولا أعلم روى عنه شيئا. قلت: وقد أخرج البغويّ من طريق إسماعيل بن عياش: حدّثني عبد ربه بن سليمان، عن الطفيل بن عمرو الدّوسي، قال: أقرأني أبيّ بن كعب القرآن، فأهديت له قوسا ... الحديث.   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 54، 5/ 250، 8/ 105 ومسلم 4/ 1957 في كتاب فضائل الصحابة باب 47 من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيِّئ حديث رقم 197- 2524، وأحمد في المسند 2/ 243، 448 وابن عساكر 7/ 65، 66- كنز العمال 3401 والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 359، 362. وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 180، 181 عن عبد الواحد بن أبي عون. (2) سقط في أ. (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (2613) والاستيعاب ترجمة رقم (1281) . وشرح القاموس مادة «كف» والسهيليّ في الروض 1/ 235، والمغازي: 870، الطبقات 4/ 175. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 423 قال: غريب، وعبد ربه يقال له ابن زيتون، ولم يسمع من الطفيل بن عمرو. وروى الطبريّ من طريق ابن الكلبيّ قال: سبب تسمية الطفيل بذي النّور أنه لما وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا لقومه قال له: ابعثني إليهم، واجعل لي آية. فقال: «اللَّهمّ نوّر له» . فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب، أخاف أن يقولوا مثلة، فتحوّل إلى طرف سوطه، فكان يضيء له في الليلة المظلمة. وذكر أبو الفرج الأصبهانيّ من طريق ابن الكلبيّ أيضا أن الطّفيل لما قدم مكّة ذكر له ناس من قريش أمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وسألوه أن يختبر حاله، فأتاه فأنشده من شعره، فتلا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الإخلاص والمعوّذتين، فأسلم في الحال، وعاد إلى قومه، وذكر قصّة سوطه ونوره. قال: فدعا أبويه إلى الإسلام، فأسلم أبوه ولم تسلم أمه، ودعا قومه، فأجابه أبو هريرة وحده، ثم أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: هل لك في حصن حصين ومنعة- يعني أرض دوس؟ قال: ولما دعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لهم قال له الطفيل: ما كنت أحبّ هذا. فقال: إن فيهم مثلك كثيرا. قال: وكان جندب بن عمرو بن حممة بن عوف الدّوسي يقول في الجاهلية: إن للخلق خالقا، لكني لا أدري من هو. فلما سمع بخبر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم خرج ومعه خمسة وسبعون رجلا من قومه، فأسلم وأسلموا. قال أبو هريرة: فكان جندب يقدمهم رجلا رجلا. وكان عمرو بن حممة حاكما على دوس ثلاثمائة سنة، وإليه ينسب الصّلح المقدّم ذكره. وأنشد المرزبانيّ في معجمه للطفيل بن عمرو يخاطب قريشا، وكانوا هدّدوه لما أسلم ألا أبلغ لديك بني لؤيّ ... على الشنآن والعضب المردّ بأنّ اللَّه ربّ النّاس فرد ... تعالى جدّه عن كل ندّ وأنّ محمّدا عبد رسول ... دليل هدى وموضح كلّ رشد وأنّ اللَّه جلّله بهاء ... وأعلى جدّه في كلّ جدّ [الوافر] قيل: استشهد باليمامة. قاله ابن سعد تبعا لابن الكلبي. وقيل باليرموك، قاله ابن حبان. وقيل بأجنادين، قاله موسى بن عقبة عن ابن شهاب وأبو الأسود عن عروة. وسيأتي في ترجمة ولده عمرو بن الطفيل: هو الّذي استشهد باليرموك. 4274- طفيل بن مالك «1» : بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب الأنصاريّ.   (1) التحفة اللطيفة 2/ 258- تجريد أسماء الصحابة 1/ 276- أصحاب بدر 243- الاستبصار 146 الجرح والتعديل 4/ 2145- الأعلمي 20/ 99- الطبقات الكبرى 8/ 391، 403- تنقيح المقال 5/ 592. أسد الغابة ت 2614. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق وابن الكلبيّ. وقال البغويّ وابن مندة: لا يعرف له رواية. وقال ابن أبي حاتم: قتل يوم الخندق وهو عقبي. 4275- طفيل بن مالك «1» : آخر. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: روى عامر بن عبد اللَّه بن الزبير عن الطفيل بن مالك، قال: طاف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وبين يديه أبو بكر، وهو يرتجز بأبيات أبي أحمد بن جحش المكفوف: حبّذا مكّة من وادي ... بها أهلي وأولادي بها أمشي بلا هادي [الرمل] 4276- طفيل بن النعمان» : بن خنساء «3» بن سنان، ابن عم الماضي. ذكروه كلّهم فيمن شهد بدرا، وذكره عروة فيمن شهد العقبة. وقال ابن إسحاق وموسى بن عقبة: استشهد الطفيل بن النعمان بالخندق، وزعم أبو عمر أنه الطفيل بن النّعمان بن مالك بن خنساء. قال: وقتل الطفيل بن النعمان بن خنساء فوجده مع الماضي. والصواب أنهما اثنان، وذكر في المغازي أن الطفيل بن النّعمان جرح أحد «4» ثلاثة عشر جراحة. الطاء بعدها اللام 4277- طلحة بن البراء «5» : بن عمير بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سريّ بن سلمة بن أنيف البلويّ، حليف بني عمرو بن عوف الأنصاريّ. وروى أبو داود من حديث الحصين بن وحوح أن «6» طلحة بن البراء مرض، فأتاه   (1) أسد الغابة ت 2615، الاستيعاب ت 1283. (2) أسد الغابة ت 2616، الاستيعاب ت 1282. (3) في أحسان بن سفيان. (4) في أجرح بأحد. (5) أسد الغابة ت 2618، الاستيعاب ت 1284، تجريد أسماء الصحابة 1/ 277، الاستبصار 319، 320، الإكمال 4/ 294. (6) في أبن. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يعوده، فقال: «إنّي لا أرى طلحة إلّا قد حدث به الموت، فآذنوني به، وعجّلوا، فإنّه لا ينبغي لمسلم أن يحبس بين ظهراني أهله» «1» . هكذا أورده أبو داود مختصرا كعادته في الاقتصار على ما يحتاج إليه في بابه. أورده ابن الأثير من طريقه، ثم قال بعده: وروى أنه توفّي ليلا، فقال: ادفنوني وألحقوني بربي، ولا تدعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فإنّي أخاف عليه اليهود، وأن يصاب في سببي. فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره، وصف الناس معه ثم رفع يديه وقال: «اللَّهمّ الق طلحة وأنت تضحك إليه وهو يضحك إليك» «2» . قلت: وفيما صنع قصور شديد، فإن هذا القدر هو بقية الحديث، أورده البغويّ، وابن أبي خيثمة، وابن أبي عاصم، والطبراني، وابن شاهين، وابن السكن، وغيرهم، من هذا الوجه الّذي أخرجه منه أبو داود مطولا ومختصرا في أوله: أنه لما لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم جعل يدنو منه ويلتصق به، ويقبّل قدميه، فقال له: يا رسول اللَّه، مرني بما أحببت، لا أعصي لك أمرا، فعجب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لذلك وهو غلام، فقال له: «اذهب فاقتل أباك» ، فذهب ليفعل، فدعاه فقال: «أقبل، فإنّني لم أبعث بقطيعة رحم» . قال: فمرض طلحة بعد ذلك ... فذكر الحديث أتمّ مما مضى أيضا. قال الطبرانيّ لما أخرجه في الأوسط: لا يروى عن حصين بن وحوح إلا بهذا الإسناد، وتفرّد به عيسى بن يونس. قلت: اتفقوا على أنه من مسند حصين، لكن أخرجه ابن السكن من طريق يزيد بن موهب، عن عيسى بن يونس، فقال فيه: عن حصين، عن طلحة بن البراء أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: يقول: «لا ينبغي لجسد مسلم أن يترك بين ظهراني أهله» «3» . وأخرج ابن السّكن من طريق عبد ربه بن صالح، عن عروة بن رويم، عن أبي مسكين، عن طلحة بن البراء، أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «ابسط يدك أبايعك» ، قال: على ماذا؟ قال: «على الإسلام» . قال: وإن أمرتك أن تقتل أباك؟ قال: لا. ثم عاد فقال مثل قوله حتى فعل ذلك ثلاثا، فقال: «نعم» . وكانت له والدة وكان من أبرّ النّاس بها، فقال: «يا   (1) أخرجه أبو داود في الجنائز باب (38) وانظر المجمع 3/ 37 والكنز (42373) . (2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 73، 8/ 373 قال الهيثمي في الكبير وإسناده حسن وأورده المتقي الهندي في كنز العمال 33378، 37159. (3) أخرجه أبو داود في الجنائز باب (38) وابن عبد البر في التمهيد 6/ 272. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 طلحة إنّه ليس في ديننا قطيعة رحم» . قال: فأسلم وحسن إسلامه، فذكر الحديث نحوه. ورواه الطّبرانيّ من هذا الوجه، لكنه قال فيه: «وإن أمرتك بقطيعة والديك» ، وزاد فيه بعد قوله: «قطيعة رحم» - «ولكن أحببت ألّا يكون في دينك ريبة» . وقال في أثناء الحديث: لا ترسلوا إليه في هذه السّاعة فتلسعه دابّة أو يصيبه شيء، ولكن إذا أصبحتم فاقرءوه منّي السّلام، وقولوا له: فليستغفر لي. وروى عليّ بن عبد العزيز في مسندة، عن أبي نعيم: حدثنا أبو بكر- هو ابن عياش- حدثني رجل من بني عم طلحة بن البراء من بليّ أن طلحة أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكره باختصار. وروى أبو نعيم من طريق أبي معشر، عن محمد بن كعب، عن طلحة بن البراء- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «اللَّهمّ الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك» . وهو مختصر من الحديث الطويل. 4278- طلحة بن أبي حدرد «1» : الأسلميّ، واسم أبي حدرد سلامة. قال ابن السّكن: حديثه في أهل المدينة، يقال له صحبة. وأما ابن حبّان فذكره في التابعين، وقال: يروي المراسيل. وروى البخاريّ في التاريخ من طريق محمد بن معن، عن عمه، عن طلحة بن أبي حدرد، قال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «من أشراط السّاعة أن تروا الهلال فتقولوا ابن ليلتين وهو ابن ليلة» . وذكر ابن مندة، من طريق ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن أبي حدرد، عن أخ له يقال له طليحة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: إني مررت بملإ من اليهود، فقلت: أي قوم أنتم لولا قولكم: عزيز ابن اللَّه ... الحديث. 4279- طلحة بن خراش «2» : بن الصمّة.   (1) أسد الغابة ت 2619، الاستيعاب ت 1285. التحفة اللطيفة 2/ 262- ثقات 4/ 394 تجريد أسماء الصحابة 1/ 277- الوافي بالوفيات 16/ 479- الجرح والتعديل 4/ 277 التاريخ الكبير 4/ 345- دائرة معارف الأعلمي 20/ 301. (2) أسد الغابة ت 2620 تاريخ الإسلام 5/ 88- تقريب التهذيب 1/ 378- تذهيب التهذيب 5/ 15- الكاشف 2/ 43- تهذيب الكمال 6/ 627- الميزان 2/ 338- تذهيب الكمال 2/ 10- التاريخ الكبير 4/ 347- تراجم الأخبار 2/ 237- الجرح والتعديل 4/ 2084- التحفة اللطيفة 2/ 261- ترغيب 4/ 572- لسان الميزان 7/ 251- مشاهير علماء الأمصار 557 دائرة معارف الأعلمي 20/ 301. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 ذكره ابن شاهين، وروى عن الحسن بن أحمد، عن عباس الدّوري، عن يحيى بن معين، قال: طلحة بن خراش بن الصّمّة من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، كذا قال: والمعروف المشهور أن طلحة بن خراش بن عبد الرحمن بن خراش بن الصّمة تابعيّ. روى عن ابن جابر، والظّاهر أنه ابن أخي صاحب هذه الترجمة. 4280- طلحة بن داود «1» : غير منسوب. ذكره الطبرانيّ وأبو نعيم في «الصحابة» . وقال سعيد بن يعقوب: ليس له صحبة. وأخرجوا من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج عن عنبسة مولى آل طلحة بن داود، عن طلحة- أنه سمعه يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «نعم المرضعون أهل عمان» «2» . وفي رواية سعيد أهل نعمان. 4281- طلحة بن ركانة: بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشيّ المطلبيّ. ذكره ابن عبد البرّ في «التمهيد» ولم يذكره في الاستيعاب. وقال مالك في الموطأ: عن سلمة بن صفوان، عن يزيد بن طلحة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «لكلّ دين خلق، وخلق الإسلام الحياء» «3» . ورواه وكيع عن مالك، فقال: عن يزيد بن طلحة بن ركانة عن أبيه. قال ابن عبد البرّ: إن كان وكيع حفظه فالحديث مسند، وكان يحيى بن معين ينكر على وكيع قوله فيه عن أبيه، قال: وقد جاء مثل هذا المتن من حديث معاذ بن جبل. قلت: ورواية وكيع أخرجها الدارقطنيّ في الغرائب، عن إسماعيل الصّفار، عن ابن أبي خيثمة عن علي بن الحسن الصّفار، عن وكيع. وأخرجه أيضا من طريق مسعدة بن السبع، عن مالك، عن سلمة بن صفوان، عن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن أبي هريرة. وقال الدّارقطنيّ: وهم فيه مسعدة، وإنما هو يزيد بن طلحة بن ركانة، ووهم أيضا في   (1) أسد الغابة ت 2621. تجريد أسماء الصحابة 1/ 277- العقد الثمين 5/ 68. (2) أورده المتقي الهندي من كنز العمال حديث رقم (34017) وعزاه للطبراني عن طلحة بن داود. (3) أخرجه أبو بكر الخطيب من تاريخ بغداد 8/ 4 وابن عساكر في التاريخ 4/ 287 وأورده ابن حجر من المطالب العالية حديث رقم 2599. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 قوله: عن أبي هريرة، وإنما هو مرسل، ثم ساقه من مسند أحمد بن سنان القطان، عن ابن مهدي، كما في الموطأ، وأخرجه من طريق محمد أحمد بن الأشعث، عن نصّار بن حرب، عن ابن مهدي مثل ما قال وكيع. قال الدّارقطنيّ: وهم فيه هذا الشيخ. والصواب مرسل، ثم ذكر الاختلاف ابن أبي الأرقم على مالك، وذكر أبو عمر اختلافا فيه آخر، قال: رواه عيسى بن يونس، عن مالك، عن الزّهريّ، عن أنس. 4282 ز- طلحة بن زيد الأنصاري ّ «1» : ذكره أبو عمر، فقال: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين الأرقم «2» ، قال: وأظنّه أخا خارجة بن زيد بن أبي زهير. 4283- طلحة بن سعيد «3» : بن عمرو بن مرة الجهنيّ. قال ابن الكلبيّ: له صحبة، واستدركه ابن الأثير. قلت: لم أر لأبيه سعيد ذكرا في الصحابة، فيحتمل أن يكون مات صغيرا، وجدّه عمرو صحابيّ مشهور. 4284 ز- طلحة بن عبد اللَّه الليثي «4» : ذكره ابن حبّان في «الصحابة» ، فقال: يقال له صحبة. وقال الدّوري عن ابن معين: طلحة بن عبد اللَّه النّضري يقولون له صحبة. أخرجه ابن شاهين وابن السكن، وكذا قال ابن سعد. وزاد: وهو من بني ليث. وقال أبو أحمد العسكريّ: طلحة بن مالك اللّيثي، ويقال طلحة بن عبد اللَّه. قلت: خلط ابن الأثير تبعا لغيره ترجمة بترجمة طلحة بن عمرو النضري الآتي قريبا، وأظنه الصواب.   (1) أسد الغابة ت 2623، الاستيعاب ت 1286. والاستيعاب. (2) في أوبين الأرقم أبي الأرقم. (3) أسد الغابة ت 2625. (4) تاريخ خليفة 268 طبقات ابن سعد 5/ 160، طبقات خليفة ت 2078، المعارف 235، المعرفة والتاريخ 1/ 368، أخبار القضاة 1/ 120، الجرح والتعديل ق 1 م 472، تاريخ ابن عساكر 8/ 266، تهذيب الكمال ص 627، تاريخ الإسلام 4/ 16، تذهيب التهذيب 2/ 104، المحبر لابن حبيب 356 تهذيب التهذيب 5/ 19، خلاصة تذهيب التهذيب 179، 150 شذرات الذهب 1/ 112، تهذيب ابن عساكر 7، 72، نسب قريش 273، مشاهير علماء الأمصار 67، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 435، أخبار القضاة لوكيع 1/ 120، الكاشف 2/ 39، سير أعلام النبلاء 4/ 174، جامع التحصيل 245، طبقات الحفاظ 25. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 4285- طلحة بن عبيد اللَّه «1» : بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشيّ التيميّ، أبو محمد، أحد العشرة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أصحاب الشورى. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وعنه بنوه: يحيى، وموسى، وعيسى بنو طلحة، وقيس «2» بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والأحنف، ومالك بن أبي عامر، وغيرهم. وأمه الصعبة بنت الحضرميّ امرأة من أهل اليمن، وهي أخت العلاء بن الحضرميّ، واسم الحضرميّ عبد اللَّه بن عباد «3» بن ربيعة، وكان عند وقعة بدر في تجارة في الشام، فضرب له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بسهمه وأجره، وشهد أحدا، وأبلى فيها بلاء حسنا، ووقى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بنفسه، واتقى النبل عنه بيده حتى شلّت إصبعه. وأخرج الزّبير بن بكّار، من طريق إسحاق بن يحيى، عن عمه موسى بن طلحة، قال: كان طلحة أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعا إلى القصر أقرب، رحب الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمين، إذا التفت التفت جميعا. قال الزّبير: حدّثني إبراهيم بن حمزة، عن إبراهيم بن بسطام «4» ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، قال: مر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في غزوة ذي قرد على ماء يقال له بيسان «5» مالح، فقال: هو نعمان، وهو طيب، فغيّر اسمه فاشتراه طلحة ثم تصدّق به، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ما أنت يا طلحة إلا فيّاض» «6» ، فبذلك قيل له طلحة الفياض. ويقال: إن سبب إسلامه ما أخرجه ابن سعد من طريق مخرمة بن سليمان، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، قال: قال طلحة: حضرت سوق بصرى، فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم، أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: نعم أنا. فقال: هل ظهر أحمد؟ قلت: من أحمد؟ قال: ابن عبد اللَّه بن عبد المطلب، هذا شهره   (1) أسد الغابة ت 2627، الاستيعاب ت 1287. (2) في أوعيسى. (3) في أبن عباد مالك بن ربيعة. (4) في أبسطاس. (5) بيسان: بالفتح ثم السكون وسين مهملة ونون: مدينة بالأردن بالغور الشامي ويقال هي لسان الأرض وهي بين حوران وفلسطين. انظر معجم البلدان 1/ 625. (6) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 7/ 82. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33370. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 الّذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل وحرّة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه، فوقع في قلبي، فخرجت سريعا حتى قدمت مكّة فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، فخرجت حتى أتيت أبا بكر، فخرج بي إليه، فأسلمت، فأخبرته بخبر الراهب. وقال الواقديّ: كان طلحة بن عبيد اللَّه آدم كثير الشعر، ليس بالجعد ولا بالسبط، حسن الوجه، دقيق العرنين، إذا مشى أسرع، وكان لا يغير شيبة. وذكر الزّبير بسند له مرسل أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لما آخى بين أصحابه بمكة قبل الهجرة آخى بين طلحة والزبير، وبسند آخر مرسل أيضا قال: آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار لما قدم المدينة، فآخى بين طلحة وأبي أيّوب. وأخرج التّرمذيّ وأبو يعلى من طريق محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الزبير: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «يومئذ أوجب طلحة حين صنع يوم أحد ما صنع» . قال ابن إسحاق: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد نهض إلى صخرة من الجبل ليعلوها، وكان قد ظاهر بين درعين، فلما ذهب لينهض لم يستطع، فجلس تحته طلحة، فنهض حتى استوى عليها، لفظ أبي يعلى. وأخرجه يونس بن بكير في «المغازي» ، ولفظه: عن الزبير، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة، وكان قد ظاهر ... إلى آخره، فقال: أوجب طلحة. وأورد الزبير بسند له عن ابن عباس، قال: حدثني سعد بن عبادة، قال: بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حين انهزم المسلمون، فصبروا، وجعلوا يبذلون نفوسهم دونه حتى قتل منهم من قتل، فعد فيمن بايع على ذلك جماعة، منهم: أبو بكر، وعمر، وطلحة، والزبير، وسعد، وسهل بن حنيف، وأبو دجانة. وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في الأفراد من طريق هشيم، عن إبراهيم بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وعن موسى بن طلحة، عن أبيه أنه لما أصيبت يده مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وقاه بها. فقال: حس حس، فقال: لو قلت بسم اللَّه لرأيت بناءك الّذي بنى اللَّه لك في الجنّة وأنت في الدنيا «1» .   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30073 وعزاه للدارقطنيّ في الأفراد وابن عساكر عن طلحة وحديث رقم 33375. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 قال: تفرد به هشيم وهو من قديم حديثه، وأخرج البخاريّ من طريق قيس بن أبي حازم، قال: رأيت يد طلحة شلّاء وقى بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد. وقال ابن السّكن: يقال: إن طلحة تزوّج أربع نسوة عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أخت كل منهن: أم كلثوم بنت أبي بكر أخت عائشة، وحمنة بنت جحش أخت زينب، والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة، ورقيّة بنت أبي أمية أخت أم سلمة. وقال يعقوب بن سفيان في «تاريخه» : حدّثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن عبد الملك ومجالد فرقهما عن قبيصة بن جابر: صحبت طلحة فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه. وروى خليفة في «تاريخه» من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: رمى طلحة يوم الجمل بسهم في ركبته، فكانوا إذا أمسكوها انتفخت، وإذا أرسلوها انبعثت، فقال: دعوها. وروى ابن عساكر من طرق متعددة أن مروان بن الحكم هو الّذي رماه فقتله منها. وأخرجه أبو القاسم البغويّ بسند صحيح من الجارود بن أبي سبرة قال: لما كان يوم الجمل نظر مروان إلى طلحة فقال: لا أطلب ثأري بعد اليوم، فنزع له بسهم فقتله. وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم أنّ مروان بن الحكم رأى في الخيل فقال: هذا أعان على عثمان، فرماه بسهم في ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات،. أخرجه عبد الحميد بن صالح، عن قيس، وأخرجه الطبراني من طريق يحيى بن سليمان الجعفي، عن وكيع بهذا السند، قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته، فما زال الدم يسيح إلى أن مات، وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة، وروى ابن سعد أن ذلك كان في يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة، وله أربع وستون سنة. 4286- طلحة بن عبيد اللَّه «1» : بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم التيميّ.   (1) أسد الغابة ت 2628 طبقات ابن سعد 3/ 1/ 152، 161، طبقات خليفة 18/ 189، تاريخ خليفة 181، المحبر 355، ابن سعد 3/ 1/ 152/ 161، طبقات خليفة 18/ 189، الجرح والتعديل 4/ 471، مشاهير علماء الأمصار ت 18 البدء والتاريخ 5/ 82، المعجم الكبير للطبراني 1/ 68، 77، حلية الأولياء 1/ 87، الجمع بين رجال الصحيحين 230، تاريخ ابن عساكر 8/ 270، صفوة الصفوة 1/ 130، اللباب 2/ 88، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 251، الرياض النضرة 2/ 249، تهذيب الكمال دول الإسلام 1/ 30، 31- تاريخ الإسلام 2/ 163، العبر 1/ 37، العقد الثمين 5/ 68، 69، طبقات القراء 1/ 342، تهذيب التهذيب 5/ 20، خلاصة تذهيب الكمال 181، شذرات الذهب 1/ 42، 43، تهذيب ابن عساكر 7/ 47، 90، رغبة الآمل 3/ 16. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 يقال: هو الّذي نزل فيه: وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ، وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً [الأحزاب: 53] ، وذلك أنه قال: لئن مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم لأتزوّجن عائشة. وذكره أبو موسى في «الذّيل» عن ابن شاهين بغير إسناد، وقال: إن جماعة من المفسّرين غلطوا فظنوا أنه طلحة أحد العشرة، قال: وكان يقال له طلحة الخير، كما يقال لطلحة أحد العشرة. قلت: قد ذكر ابن مردويه في تفسيره عن ابن عباس القصة المذكورة، ولم يسمّ القائل. 4287- طلحة بن عتبة «1» : الأنصاريّ الأوسيّ، من بني جحجبى. شهد أحدا، واستشهد باليمامة. ذكره ابن شاهين وأبو عمر، وذكره موسى بن عقبة: طليحة، بالتصغير. 4288 ز- طلحة بن عتبة: آخر. روى ابن عساكر بسند صحيح إلى موسى بن عقبة أنه استشهد باليرموك، فلا أدري هو الّذي قبله أو غيره. 4289- طلحة «2» : بن عمرو النّضري. قال البخاريّ: له صحبة، وقال ابن السكن: يقال كان من أهل الصّفّة. وروى أحمد والطّبرانيّ وابن حبّان والحاكم من طريق أبي حرب بن أبي الأسود: أن طلحة حدثه، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ذات يوم، فقال رجل من أهل «3» الصفّة: أحرق بطوننا التمر، فصعد المنبر فخطب فقال: لو وجدت خبزا ولحما لأطعمتكموه، أما إنكم توشكون أن تدركوا ذلك أن يراح عليكم بالجفان وتسترون بيوتكم كما تستر الكعبة «4» .   (1) أسد الغابة ت 2629، الاستيعاب ت 1288. (2) أسد الغابة ت 3631، الاستيعاب ت 1289- حلية الأولياء 1/ 374 تجريد أسماء الصحابة 1/ 278- ذيل الكاشف 697- المعرفة والتاريخ 1/ 277 تصحيفات المحدثين 1177- تبصير المشتبه- الثقات 3/ 204- الطبقات 55، 183، المشتبه 83- الأعلمي 20/ 303- الجرح والتعديل 4/ 2073. (3) في أأصحاب. (4) أخرجه أحمد في المسند 3/ 487 عن أبي حرب بن طلحة عن رجل من أصحاب الصفة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 قال: وكانت الكعبة تستر بثياب بيض تحمل من اليمن، يزيد أحدهم على الآخر كلّهم من طرق، عن داود بن أبي هند، عنه، منهم من قال: عن طلحة ولم ينسب، ومنهم من قال طلحة بن عمرو. وقال ابن السّكن: ليس لطلحة غيره. ورواه عديّ بن الفضل- أحد المتروكين- عن داود عن أبي حرب، فقال: عن عبيد اللَّه بن فضالة، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... أخرجه ابن شاهين. والأول هو الصحيح. 4290 ز- طلحة بن عمرو: بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن أكبر الحضرميّ. شهد بدرا والعقبة، حكاه الرّشاطي عن الهمدانيّ، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 4291- طلحة بن أبي قتادة «1» : في القسم الرّابع. 4292- طلحة بن مالك الخزاعيّ «2» : ويقال الليثي. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال: قال ابن السّكن قال البغويّ: طلحة بن مالك سكن البصرة، ونسبه ابن حبان سلميا. وروى البخاريّ في التّاريخ، وابن أبي عاصم، والحارث، وسمّويه، والبغويّ، والطّبراني، وابن السّكن- من طريق أم الحرير، وهي بفتح المهملة، قالت: سمعت مولاي يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ من اقتراب السّاعة هلاك العرب» «3» . قال محمّد بن أبي رزين رواية عن أمه، عن أم الحرير اسم مولاها طلحة بن مالك. قال ابن السّكن: لا يروي عن طلحة غيره، ولم يروه غير سليمان بن حرب عن محمد. 4293- طلحة بن معاوية» : بن جاهمة. قد ذكرته في القسم الرّابع.   (1) الإكمال 7/ 98. (2) أسد الغابة ت 2632، الاستيعاب ت 1290. تهذيب التهذيب 5/ 25- تقريب التهذيب 1/ 379 خلاصة تذهيب 2/ 12- تجريد أسماء الصحابة 1/ 278- العقد الثمين 5/ 71 تهذيب الكمال 2/ 631- الكاشف 2/ 45- تلقيح فهوم أهل الأثر 381. الوافي بالوفيات 16/ 478- الثقات 3/ 204- المشتبه 151- بقي بن مخلد 689. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38618، 38427 وعزاه لأبي الشيخ في كتاب الفتن وابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في البعث عن طلحة بن مالك. (4) أسد الغابة ت 3634، الاستيعاب ت 1292- تجريد أسماء الصحابة 1/ 278- تلقيح فهوم أهل الأثر 381 الوافي بالوفيات 16/ 479، بقي بن مخلد 717. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 4294- طلحة بن نضيلة «1» : بالنون والمعجمة مصغّر. روى عنه القاسم بن مخيمرة، يكنى أبا معاوية، وعداده في أهل الكوفة، أورده أبو عمر مختصرا، وساق حديثه ابن السّكن من طريق أيّوب بن خالد، عن الأوزاعيّ: حدّثني أبو عبيد صاحب سليمان، حدّثني طلحة بن نضيلة، قال: قيل يا رسول اللَّه، سعّر لنا، فقال: «لا يسألني اللَّه عن سنّة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها، ولكن سلوا اللَّه من فضله» «2» . وكذا ساقه أبو موسى من طريق أبي بكر بن أبي علي بسنده إلى أيّوب بن خالد، قال ابن السّكن: روي عنه حديث لم يذكر فيه سماعا ولا حضورا، وهو غير معروف في الصّحابة. قلت: ورواه ابن قانع والطّبراني من طريق عمرو بن هاشم، عن الأوزاعيّ، فلم يسمّه. وأخرجه الطّبرانيّ من طريق المفضل بن يونس، عن الأوزاعيّ، فقال في روايته: عن ابن نضيلة، وكانت له صحبة، ولم يسمّه. وكذلك رواه أبو المغيرة، ومحمد بن جرير، وغير واحد عن الأوزاعيّ، منهم: المعافى بن عمران. وأخرجه نصر المقدسيّ في كتاب «الحجّة» ، لكن ترجم له الطّبراني عبيد بن نضيلة، وترجم له ابن قانع علقمة بن نضيلة، ووقع في رواية ابن قانع: ابن نضيلة أو نضلة، فظن أن التردد في اسم الصّحابي، فترجم له في نضلة في النّون، وترجم له ابن مندة عمرو بن نضيلة، وأورد هذا الحديث بعينه، لكن من وجه آخر من طريق معاذ بن رفاعة، عن أبي عبيد، عن القاسم، عن ابن نضلة، ولم يسمه أيضا. وقد ظهر من رواية أيوب بن خالد أن اسمه طلحة، ومن رواية المفضل بن يونس أن له صحبة، هذا هو المعتمد، وما عداه وهم. 4295 ز- طلحة الأنصاري ّ «3» : غير منسوب.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 78. (2) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 103 عن أبي فضيلة الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه بكر بن سهل الدمياطيّ ضعفه النسائي ووثقه غيره وبقية رجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38026. (3) أسد الغابة ت 2617، تجريد أسماء الصحابة 1/ 267، شذرات الذهب 1/ 40، التاريخ الصغير 18، 62، سير أعلام النبلاء 2/ 27، الطبقات الكبرى 2/ 298، 3/ 364، تاريخ جرجان 380. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق ابن المنذر عن إسماعيل بن محمد بن طلحة الأنصاريّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ أسعد العجم بالإسلام أهل فارس ... » الحديث. وإسناده ضعيف، استدركه أبو موسى. 4296- طلحة الزّرقيّ «1» : ذكره أبو نعيم أيضا، وقال: قيل إنه ابن أبي حدرد. وأخرج من طريق عمرو بن دينار، عن عبيد بن طلحة الزّرقيّ، عن أبيه، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: «اللَّهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسّلامة والإسلام، ربّي وربّك اللَّه» «2» . وإسناده ضعيف، وهذا المتن أخرجه الترمذيّ من وجه آخر عن طلحة بن عبيد اللَّه، أحد العشرة. 4297- طلحة السّلمي «3» : والد عقيل. ذكر البخاريّ في «الصّحابة» . وقال البغويّ: له صحبة. وقال ابن حبّان: سكن الشّام، وحديثه عند أهلها. وأخرج البخاريّ في تاريخه، وابن أبي خيثمة، والبغويّ من طريق ضمرة عن ابن شوذب، عن عقيل بن طلحة [وكانت له صحبة] «4» . [ورواه أبو الوليد الطّيالسيّ عن سلام بن مسكين، حدّثني عقيل بن طلحة السّلمي] «5» . وكانت «6» لأبيه صحبة. ووقع في رواية ابن أبي خيثمة عن عقيل بن طلحة، وكان لطلحة- يعني أباه- صحبة.   (1) أسد الغابة ت 2622. (2) أخرجه الترمذي 5/ 470 في كتاب الدعوات باب 51 ما يقول عند رؤية الهلال حديث رقم 3451 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب والحاكم في المستدرك 4/ 285، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2374 والطبراني في الكبير 12/ 356، والهيثمي في الزوائد 10/ 139. (3) أسد الغابة ت 2630، الاستيعاب ت 1293. (4) في أبن طلحة السلمي. (5) سقط في أ. (6) في أ: وكان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 4298- طلحة، غير منسوب «1» : ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر هو وأوس بن العائذ. 4299 ز- طلق بن بشر: تقدم في بشر والد خليفة. روى الطّبرانيّ من طريق خليفة بن بشر، عن أبيه- أنه أسلم فردّ عليه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ماله وولده، ثم لقيه هو وابنه طلقا مقرونين بالحبل، فقال: ما هذا؟ فقال: حلفت لأحجّنّ مقرونا، فأخذ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الحبل فقطعه، وقال: حجّا، فإن هذا من الشّيطان. 4300 ز- طلق بن ثمامة: هو ابن علي- حكاه ابن السّكن. 4301- طلق بن خشّاف: قال مسلم بن إبراهيم، عن سوادة بن أبي الأسود القيسي، عن أبيه- أنه سمع طلق بن خشّاف يدعو، وكانت له صحبة. استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، ونقلته من خطه، وأما البخاريّ وابن حبّان وابن أبي حاتم فذكروا أنه تابعيّ، وأنه يروي عن عثمان وعائشة. 4302- طلق بن علي «2» : بن طلق بن عمرو، ويقال: ابن علي بن المنذر بن قيس بن عمرو. ويقال: هو طلق بن قيس بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد العزّى «3» بن سحيم الحنفي السّحيمي، يكنى أبا علي. مشهور، وله صحبة ووفادة ورواية. ويقال هو طلق بن ثمامة، حكاه ابن السّكن. ومن حديثه في السّنن أنه بنى معهم في المسجد، فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «قرّبوا له الطّين فإنّه أعرف» . روى عنه ابنه قيس وابنته خلدة، وعبد اللَّه بن بدر، وعبد الرّحمن بن علي بن سنان. 4303- طلق بن يزيد «4» : أو يزيد بن طلق- على الشّك.   (1) أسد الغابة ت 2635، الاستيعاب ت 7294. (2) أسد الغابة ت 2636، الاستيعاب ت 1308. الثقات 3/ 205- تهذيب التهذيب 5/ 33- تقريب التهذيب 1/ 380 بقي بن مخلد 150- التحفة اللطيفة 2/ 267- خلاصة تذهيب 1412- الطبقات 65، 289- تجريد أسماء الصحابة 1/ 278- تهذيب الكمال 2/ 632 الطبقات الكبرى 1/ 316- الوافي بالوفيات 16/ 492. (3) في أعبد العزيز. (4) أسد الغابة ت 2637. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 ذكره أحمد، وابن أبي خيثمة، وابن قانع، والبغويّ، وابن شاهين، كلهم من طريق شعبة عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «إنّ اللَّه لا يستحي من الحقّ، لا تأتوا النّساء في أستاههنّ» «1» . هكذا رواه، وخالفه معمر عن عاصم، فقال: طلق بن علي، ولم يشك. وكذا قال أبو نعيم عن عبد الملك بن سلام، عن عيسى بن حطّان، قال ابن أبي خيثمة: هذا هو الصّواب. وروى إبراهيم الحربيّ في «الغريب» ، من طريق سراج بن عقبة أنّ عمته خلدة بنت طلق حدّثته عن أبيها قال: كنّا بأرض وبئة محمّة، فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «اشربوا ما طاب لكم» «2» . 4304- طليب «3» : بالتصغير، ابن أزهر بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشيّ الزّهريّ، أخو المطّلب. أسلما «4» قديما، ذكرهما الزّبير فيمن هاجر إلى الحبشة ومات بها. 4305- طليب بن عرفة «5» : بن عبد اللَّه بن ناشب. ذكر أبو قرّة الزّبيديّ في السّنن عن المثنى بن الصّباح، عن كليب بن طليب، عن أبيه- أنه قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسمعه يقول: «اتّق اللَّه في عسرك ويسرك» . 4306 ز- طليب بن كثير: بن عبد بن قصيّ بن كلاب القرشيّ. ذكره عمر بن شبّة عن أبي غسّان فيمن اتخذ بالمدينة من الصّحابة دارا، قال: وصارت داره في يد ابن أخيه كثير بن زيد كثير، ثم خرجت من أيديهم. انتهى.   (1) أخرجه الترمذي 3/ 468 كتاب الرضاع باب 12 ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن حديث رقم 1164 وقال حديث حسن وأخرجه أبو داود كتاب الطهارة باب فيمن يحدث في الصلاة حديث رقم 205 وابن ماجة 1/ 619 كتاب النكاح باب 29 النهي عن إتيان النساء في أدبارهن حديث رقم 1924، وأحمد في المسند 1/ 86، 4/ 342، 5/ 213، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1299 والطبراني في الكبير 4/ 97، 102، 103 والدارميّ في السنن 2/ 145. (2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 355، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13300. (3) أسد الغابة ت 2638، الاستيعاب ت 1295. (4) في أ: سلم. (5) أسد الغابة ت 2639، الاستيعاب ت 1296. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده وقع فيه تصحيف وسقط. 4307- طليب بن عمير «1» : بالتصغير، أو عمرو، بن وهب بن أبي كثير بن عبد بن قصيّ بن كلاب بن مرّة، أبو عديّ. أمه أروى بنت عبد المطّلب. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة. وذكر ابن سعد أن الواقديّ تفرد بذكره في أهل بدر، نعم، حكى ذلك ابن مندة عن موسى بن عقبة، وذكر أنه استشهد بأجنادين. وكذا قال ابن إسحاق في المغازي والزّبير في النّسب: إنه قتل بأجنادين. قال الزّبير: وانقرض ولد عبد بن قصيّ، فورثهم عبد الصّمد بن علي وعبد اللَّه بن عروة بن الزبير بالتعدد، قال الزّبير: وطليب المذكور أول من ادمى «2» مشركا في الإسلام بسبب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فإنه سمع عوف بن صبرة السّهمي يشتم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأخذ له لحي جمل فضربه فشجّه، فقيل لأروى: ألا ترين ما فعل ابنك؟ فقالت: إنّ طليبا نصر ابن خاله ... واساه في ذي دمه وماله «3» [الرجز] وقيل: إن المضروب أبا إهاب بن عزيز الدّارميّ، وكانت قريش حملته على الفتك «4» برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلقيه طليب فضربه فشجّه. وحكى البلاذريّ أن طليبا شجّ أبا لهب لما حصر المشركون المسلمين في الشّعب، فأخذوا طليبا فأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى يخلصه، وشكاه إلى أمّه، وهي أخت أبي لهب، وقالت: خير أيامه أن ينصر محمدا. قال ابن أبي حاتم: ليست له رواية. قلت: أخرج الحاكم في مستدركه من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، قال: أسلم طليب بن عمير في دار الأرقم، ثم خرج فدخل على أمه أروى بنت عبد المطّلب، فقال: تبعت محمدا، وأسلمت للَّه رب العالمين. فقالت أمه: إن أحقّ من وازرت ومن عاضدت ابن خالك، فو اللَّه لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرّجال لا تبعناه ولذببنا عنه.   (1) أسد الغابة ت 2640، الاستيعاب ت 1297. (2) في أ: دما. (3) في أ: وحاله. (4) في أ: بالفتك. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 قال: فقلت: يا أمّاه، ما يمنعك أن تسلمي ... فذكر الحديث. وفيه قصّة إسلامها كما سيأتي في ترجمتها. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري. قلت: وليس كما قال، فإن موسى ضعيف، ورواية أبي سلمة عنه مرسلة، وهي قوله: قال فقلت: يا أماه ... إلى آخره. 4308 ز- طليحة: بالتّصغير، ابن بلال القرشيّ العبدريّ. ذكر ابن جرير أنه كان على خيل المسلمين يوم جلولاء، وكان على الجميع هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص. وقد تقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة، واستدركه ابن فتحون. 4309 ز- طليحة بن خويلد: بن نوفل «1» بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس الأسديّ الفقعسيّ. روى ابن سعد، من طرق، عن ابن الكلبيّ وغيره- أنّ وفد بني أسد قدموا على رسول صلّى اللَّه عليه وسلم فيهم حضرمي بن عامر، وضرار بن الأزور، ووابصة بن معبد، وقتادة بن القائف، وسلمة بن حبيش، وطليحة بن خويلد، ونقادة بن عبد اللَّه بن خلف، فقال حضرمي بن عامر: أتيناك نتدرّع الليل البهيم في سنة شهباء، ولم تبعث إلينا بعثا، فنزلت: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ... [الحجرات: 17] الآية. والسّياق لابن الكلبي. وفي رواية محمّد بن كعب لم يسمّ منهم سوى طليحة، وزاد: فارتد طليحة وأخوه سلمة بعد ذلك، وادّعى طليحة النّبوّة، فلقيهم خالد بن الوليد ببزاخة فأوقع بهم، وهرب طليحة إلى الشّام، ثم أحرم بالحج، فرآه عمر، فقال: إني لا أحبك بعد قتل الرّجلين الصّالحين: عكّاشة بن محصن، وثابت بن أقرم، وكانا طليقين لخالد، فلقيهم طليحة وسلمة فقتلاهما، فقال طليحة، هما رجلان أكرمهما اللَّه بيدي ولم يهني بأيديهما. وشهد القادسيّة ونهاوند مع المسلمين. وذكر له الواقديّ ووثيمة وسيف مواقف عظيمة في الفتوح.   (1) أسد الغابة ت 2641، الاستيعاب ت 1298، تاريخ خليفة 102، 103، 104، ابن عساكر 11/ 375/ 2، أسد الغابة ت 3/ 95، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 254، 255، دول الإسلام 1/ 17 تاريخ الإسلام 2/ 41، العبر 1/ 26، شذرات الذهب 1/ 32 تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 93، 106. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 440 وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق الزّهري، قال: خرج أبو بكر غازيا، ثم أمر خالدا وندب معه الناس، وأمره أن يسير في ضاحية مضر «1» فيقاتل من ارتدّ، ثم يسير إلى اليمامة، فسار فقاتل طليحة فهزمه اللَّه تعالى، فذكر القصّة. قال سيف، عن الفضل بن مبشر، عن جابر: لقد اتهمنا ثلاثة نفر، فما رأينا كما هجمنا عليه من أمانتهم وزهدهم: طليحة، وعمرو بن معديكرب، وقيس بن المكشوح. روى الواقديّ، من طريق محمد بن إبراهيم التيميّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، من طريق عبد الملك بن عمير نحو القصّة الأولى، وفيها: أنه قال لعمر: يا أمير المؤمنين، فمعاشرة جميلة، فإن النّاس يتعاشرون مع البغضاء، قال: وأسلم طليحة إسلاما صحيحا ولم يغمص عليه في إسلامه بعد، وأنشد له في صحة إسلامه شعرا. ويقال: إنه استشهد بنهاوند سنة إحدى وعشرين. قلت: وقع في «الأمّ» للشّافعي في باب قتل المرتد قبيل باب الجنائز أنّ عمر قتل طليحة وعيينة بن بدر، وراجعت في ذلك القاضي جلال الدين البلقيني فاستغربه جدّا، ولعله قبل بالباء الموحّدة، أي قبل منهما الإسلام. فاللَّه أعلم. 4310- طليحة بن عتبة «2» : تقدّم في طلحة. 4311- طليحة الدئليّ «3» : ذكره أبو عمر، فقال: مذكور في الصّحابة، ولا أقف له على خبر. 4312- طليق بن سفيان «4» : بن أميّة بن عبد شمس. ذكره أبو عمر فقال: مذكور هو وابنه في المؤلّفة قلوبهم. 4313- طليق: استدركه ابن فتحون، ولعله الّذي قبله. يأتي في القسم الرّابع. الطاء بعدها الهاء 4314 ز - طهفة بن زهير «5» : يأتي بعد قليل في طهية.   (1) في ج مصر. (2) أسد الغابة ت 2643. (3) أسد الغابة ت 2642، الاستيعاب ت 1299. (4) أسد الغابة ت 2644، الاستيعاب ت 309. (5) أسد الغابة ت 2645، الاستيعاب ت 1300، تجريد أسماء الصحابة 1/ 279. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 4315- طهفة «1» : ويقال طخفة بالخاء المعجمة، ويقال طغفة بالغين المعجمة. ورجّح البخاريّ في «الأوسط» طخفة على طهفة بن قيس الغفاريّ. صحابيّ. أخرج حديثه أبو داود والنّسائي وغيرهما في كراهة النوم على البطن من طريق هشام، عن يحيى بن أبي كثير «2» ، عن يعيش بن طخفة، عن أبيه. وأخرجه ابن حبّان من طريق الأوزاعيّ، عن يحيى، فقال: طغفة. ورواه النّسائيّ من طريق سفيان، عن يحيى، عن أبي سلمة- أنّ يعيش بن طخفة، أو قيس بن طخفة حدّثه عن أبيه، فعلى هذا الصّحبة لقيس بن طخفة. ورواه من طريق الأوزاعيّ، فقال في روايته: حدّثني قيس بن طغفة، حدّثني أبي. وهذه مثل رواية ابن حبّان. وقال في روايته: عن قيس بن طخفة عن أبيه، وفي آخره: حدّثني ابن يعيش بن طخفة، عن أبيه، وكان من أصحاب الصّفة. وفي أخرى: عن يحيى بن «3» محمد بن إبراهيم التيميّ، حدّثنا عطيّة بن قيس، عن أبيه نحوه. ووقع في ابن ماجة من طريق الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي أسامة» ، عن قيس بن طهفة، عن أبيه. وقال ابن السّكن: طخفة، ويقال طهفة، روى عنه ابنه يعيش، واختلفوا في اسمه، وكان من أصحاب الصفة، ثم كان يسكن عيقة من الصّفراء. ويقال: إن الصّحبة لابنه عبد اللَّه بن طهفة، وأنه صاحب القصّة، ثم روى من طريق محمد بن عمرو، عن نعيم المجمر، عن ابن الطخفة الغفاريّ، عن أبيه- أنه أضاف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم.   (1) أسد الغابة ت 2646، الاستيعاب ت 1301، الثقات 3/ 205- تهذيب التهذيب 5/ 10- تقريب التهذيب 1/ 377 التحفة اللطيفة 2/ 257، 267- خلاصة تذهيب 2/ 15- تجريد أسماء الصحابة 1/ 279 التاريخ الكبير 151، 152- تهذيب الكمال 2/ 626، 623- عنوان النجابة 109- الكاشف 2/ 42 حلية الأولياء 1/ 273- تلقيح فهوم أهل الأثر 381- الوافي بالوفيات 16/ 498. (2) في أعن يحيى بن كثير عن أبي سلمة عن يعيش. (3) في أعن يحيى عن محمد بن إبراهيم. (4) في أعن يحيى عن أبي سلمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 442 ومن طريق موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي سلمة، عن يعيش بن طخفة بن قيس، عن أبيه- وكان من أصحاب الصّفة «1» . وقال ابن حبّان: عبد اللَّه بن طخفة الغفاريّ له صحبة. ويقال: عبد اللَّه بن طغفة، ويقال عبد اللَّه بن طهفة. وقال ابن عبد البرّ: اختلفوا في راوي حديث: «هذه نومة يبغضها اللَّه» ، فقيل طهفة ابن قيس، وقيل طخفة، وقيل طغفة، وقيل: قيس بن طخفة، وقيل: يعيش بن طخفة، وقيل عبد اللَّه بن طخفة. وقال البغويّ: عبد اللَّه بن طهفة الغفاريّ من أهل الصّفة، ثم ساق حديثه من طريق الحارث بن عبد الرّحمن، عن ابن لعبد اللَّه بن طهفة: حدّثني أبي، قال: اضطجعت على وجهي في المسجد، فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقال: «من هذا» ؟ قلت: أنا عبد اللَّه بن طهفة. قال: «إنّها ضجعة لا يحبّها اللَّه» . ومن هذا الوجه أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كان يوقظ أهله: الصّلاة، الصّلاة «2» . وأخرج ابن أبي خيثمة هذين الحديثين من هذا الوجه في سياق واحد، وفيه، عن الحارث: كنت مع أبي سلمة إذ طلع ابن لعبد اللَّه بن طهفة رجل من بني غفار، فقال له أبو سلمة: حدّثنا حديث أبيك، فقال: حدّثني أبي عبد اللَّه بن طهفة ... فذكره مطوّلا. 4316- طهمان، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم «3» : تقدّم ذكره في ذكوان. 4317- طهمان، مولى آل سعيد «4» : بن العاص. تقدّم في ذكوان أيضا. 4318- طهية «5» : بن أبي زهير النهدي. وقال أبو عمر: طهفة بن زهير النّهدي، قاله بالفاء، وضبطه غيره بالياء المثناة التحتانية بدل الفاء بوزنه. وروى ابن الأعرابيّ في «معجمه» وأبو نعيم من طريق العوّام بن حوشب، عن   (1) ثبت في أ: ورواه سلمة بن علي عن زيد بن وافد عن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن طهفة عن أبيه. (2) الترمذي (795) وأحمد 1/ 333 وعبد الرزاق 7703 وابن أبي شيبة 2/ 513، 3/ 77 وأبو نعيم في الحلية 7/ 135 والرازيّ في العلل (760) . (3) أسد الغابة ت 2647، الاستيعاب ت 1303- الثقات 20613- التحفة اللطيفة 2/ 267 تجريد أسماء الصحابة 1/ 279- الوافي بالوفيات 16/ 499. (4) أسد الغابة ت 2648، الاستيعاب ت 1304. (5) أسد الغابة ت 2649. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 443 الحسن، عن عمران بن حصين، قال: وقدم وفد بني نهد على النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقام طهفة بن أبي زهير، فقال: أتيناك يا رسول اللَّه من غورى تهامة على أكوار تميس، نرمي بها العيس، ونستخلب الخبير، ونستخلب الصّبير، [ونستعضد البرير] «1» ... فذكر الحديث، وفيه غريب كثير. وفيه أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم دعا لهم، وكتب لهم كتابا، فقال أبو نعيم: كذا قال شريك عن العوام. وقال زهير بن معاوية [يعني بسند آخر: طهفة بن أبي زهير. ثم أفرده بترجمة، وأخرج من طريق الوليد بن عبد الواحد عن زهير] «2» . [وكذا ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث من طريق زهير بن معاوية] «3» ، عن ليث، عن حبّة العرني، عن حذيفة بن اليمان، قال: قدم طهفة. ورواه ابن الجوزيّ في «العلل» من وجه ضعيف جدّا من حديث علي بن أبي طالب. فقال فيه: قدم وفد بني نهد وفيهم طخفة بن زهير، كذا وقع فيه بالخاء المعجمة والفاء، ووقع عند الرّشاطي عن الهمدانيّ طهفة بن أبي زهير، وذكر حديثه مطوّلا بغير إسناد. الطاء بعدها الياء 4319- الطّيب بن عبد اللَّه الداريّ «4» : ويقال ابن برّ، ويقال: ابن البراء، أخو أبي هند. قال ابن أبي حاتم: قدم على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم منصرفه من تبوك، وهو أحد الوفد، فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه. وروى أبو نعيم من طريق سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الدّاريّ، عن آبائه إلى أبي هند، قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ونحن ستة نفر: تميم بن أوس، وأخوه نعيم بن أوس، ويزيد بن قيس، وأبو هند وهو صاحب الحديث، وأخوه الطّيب، فسمّاه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عبد الرّحمن، ورفاعة بن النّعمان، فأسلمنا وسألناه أن يعطينا أرضا من أرض   (1) في أنستصغر البرم. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 2650، الاستيعاب ت 1310- الثقات 3/ 204- تجريد أسماء الصحابة 1/ 280 الجرح والتعديل 4/ 2189. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 الشّام، فكتب لنا كتابا. وسيأتي ذكر وفادتهم من طريق الواقديّ في ترجمة نعيم بن أوس. 4320- طيابة بن معيص: بن خثيم بن سالم بن غنم الأنصاريّ. قال العدويّ: شهد أحدا، واستشهد بالقادسيّة، واستدركه ابن فتحون، وهو طيابة بعد الطاء تحتانية. وأورده الذّهبيّ بعد طاهر. وقبل طخفة، فكأنه ظنه بالموحّدة، وهو محتمل، ثم رأيته مضبوطا بضم أوله وبالموحدة قبل الألف في نسختين من استدراك ابن الأمين. القسم الثاني من حرف الطاء المهملة الطاء بعدها الألف 4321 ز- الطّاهر: ابن سيد الخلق محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطّلب بن هاشم، أمّه خديجة بنت خويلد. قال الزّبير بن بكّار في ترجمة خديجة من كتاب النّسب: حدّثني ابن عمي مصعب، قال: ولدت خديجة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم القاسم والطاهر، وكان يقال له الطيب، وولد الطاهر بعد النبوة، ومات صغيرا، واسمه عبد اللَّه [وذكر البنات الأربع] «1» . وكذا اقتصر يزيد بن عياض، عن الزهري، على القاسم وعبد اللَّه. وأخرجه الزّبير بن بكّار عن محمد بن حسن، عن محمد بن فليح، عنه «2» . وقال الزّبير: وحدّثني إبراهيم بن حمزة، قال: ولدت خديجة القاسم والطاهر، ويقولون عبد اللَّه والطّيب، وذكر البنات. ومن طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود يتيم عروة، قال: ولدت خديجة القاسم والطيب والطّاهر وعبد اللَّه، وذكر البنات. ومن طريق أبي ضمرة، عن أبي بكر بن عثمان وغيره- أنّ خديجة ولدت الذكور الأربعة وسماهم، والبنات الأربع وسمّاهن. قال: فأما الذكور فماتوا كلهم بمكّة، وأما البنات فتزوجن وولدن.   (1) سقط في أ. (2) في أوذكر البنات الأربع. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 قال: وحدثني محمد بن فضالة، قال: ولدت له خديجة ثلاث ذكور: القاسم، والطاهر، وعبد اللَّه، قال: وحدّثني علي بن صالح، عن جدي عبد اللَّه بن مصعب أن الزّبير كنته أمّه صفية أبا الطاهر [باسم] «1» ابن أخيها الطاهر، وبه كان يكنى أخوها [ابنها] «2» الزبير، وكان ابنه من أظرف الفتيان بمكة، وبه سمّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ابنه. وذكر في «الموفقيات» نحو ذلك عن محمد بن فضالة، وفيه أن الطاهر بن الزبير ولد في الشّعب، «3» وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم سمّى ابنه الطاهر على اسمه. [وسيأتي بقية خبره في ترجمة عبد اللَّه إن شاء اللَّه تعالى] «4» . الطاء بعدها الفاء، واللام 4322- الطّفيل «5» : بن أبي بن كعب الأنصاريّ، سيد القراء. قال الواقديّ والجعابيّ: يقال ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، واستدركه أبو موسى، وهو مشهور في ثقات التابعين. [4323 ز- طلحة بن الحارث: بن طلحة بن أبي طلحة العبدري، جد منصور بن عبد الرّحمن بن طلحة الحجبي. قتل أبوه الحارث وجدّه طلحة بن أبي طلحة يوم أحد كافرين، ولم أرهم ذكروا طلحة هذا في الصحابة، فيكون له رؤية، وهو من هذا القسم لا محالة] «6» . 4324 ز- طلحة: بن عبد اللَّه بن عوف الزهريّ. مشهور في التابعين. ذكر بعض المتأخرين، عن أبي القاسم المغربي الوزير أنه ذكر في المشهور ما يدلّ على أن له رؤية، فإنه قال: مات سنة ست أو سبع وتسعين، وله اثنتان وتسعون سنة.   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) في أمات. (4) سقط في ط. (5) طبقات ابن سعد 5/ 76، 77، وطبقات خليفة 237، والتاريخ الكبير 4/ 364، وتاريخ الثقات 234، والجرح والتعديل 2/ 489، والثقات لابن حبان 4/ 397، وتهذيب الكمال 13/ 387، 389، وتجريد أسماء الصحابة والكاشف 2/ 38، والوافي بالوفيات 16/ 460، وتهذيب التهذيب 5/ 14، وتقريب التهذيب 1/ 378، والمعجم الكبير 8/ 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 179، والمعارف 561، تاريخ الإسلام 3/ 94، أسد الغابة ت 2607، الاستيعاب ت 1277. (6) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 القسم الثالث من حرف الطاء المهملة الطاء بعدها الفاء، والميم، والياء 4325 ز- طفيل بن عمرو: بن ثعلبة بن الحارث بن حصن الكلبيّ. له إدراك، وكان ولده أبيّ بن الطفيل مع عليّ بالكوفة، وله معه أخبار وأشعار حسان، ذكره ابن الكلبيّ. 4326 ز- الطماح بن يزيد: العقيليّ، ثم الخويلدي أسد بني خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل. ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، كثير الشعر، وذكر له شعرا يردّ فيه على تميم بن مقبل. 4327 ز- الطيّب، ولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: تقدم في الطاهر. وسيأتي له زيادة في عبد اللَّه. القسم الرابع من حرف الطاء المهملة الطاء بعدها الألف 4328- طارق بن زياد «1» : ذكره أبو عمر، فقال: حديثه عند سماك بن حرب، عن سنان بن سلمة، عن طارق بن زياد، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن لنا كرما ونخلا ... الحديث. قلت: إنما هو ابن سويد الماضي، وقد أوضحت الاختلاف فيه في القسم الأول، والمعروف عن سماك عن علقمة بن وائل، عن ثوبان بن سلمة. وفي الرواة طارق بن زياد كوفي يروي عن علي في الخوارج، وعنه إبراهيم بن عبد الأعلى، وهو غير هذا.   (1) أسد الغابة ت 2591، الاستيعاب ت 1271، تجريد أسماء الصحابة 1/ 274 المعارف 570، جمهرة أنساب العرب 502، تاريخ الرسل والملوك 3/ 552 6/ 468، جذوة المقتبس 230، بغية الملتمس 11/ 315، تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 41، الكامل في التاريخ 4/ 556، المعجب 9، سير أعلام النبلاء 4/ 500، 502، البيان المغرب 1/ 43 نفح الطيب للمقري 1/ 229 الوافي بالوفيات 16/ 382، تاريخ الإسلام 3/ 393. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 4329 ز- طارق: بن سويد الجعفيّ. فرّق ابن السّكن بينه وبين الحضرميّ، وهما واحد، والحديث واحد، اختلف بعض الرواة في نسبته. 4330 ز- طارق بن شمر «1» : الجعفيّ. أورده ابن حبّان فوهم، وإنما هو طارق بن سويد، فقد حكى أبو نعيم أن الوليد بن أبي ثور يروي حديثه عن سماك بن حرب، فقال: طارق بن شمر، فصحّف أباه، فهؤلاء الثلاثة واحد مع أنه تقدم. 4331- طارق بن المرقع: تابعيّ تقدم التنبيه عليه في القسم الأول. الطاء بعدها الراء 4332- طريح «2» : بن سعيد بن عقبة الثقفي «3» ، أبو إسماعيل. قال ابن مندة: ذكره محمد بن عوف في الصحابة، وأورده من طريق إسماعيل بن [طريح] «4» بن إسماعيل «5» بن عقبة، عن أبيه، عن جده- أن جده سعيد بن عقبة رمى أبا سفيان «6» يوم الطائف. قلت: طريح هذا هو ابن إسماعيل كما في الإسناد، نسبه ابن مندة إلى جدّه، ثم استدل ابن مندة على أن لطريح إدراكا بما أخرجه من طريق العلاء بن الفضل، حدثني محمد بن إسماعيل بن طريح، حدثني أبي عن جدي، قال: حضرت أمية بن أبي الصلت الوفاة ... فذكر القصة بطولها، وأخرجه محمد بن عدي في ترجمة محمد بن إسماعيل المذكور من كامله، وقال بعده: محمد معروف بهذا الحديث، ولا يتابع عليه. قال البخاريّ: ولا يعرف له غيره. قلت: ورويناه في الجزء الحادي والستين من أمالي الضبي، ووقع في هذا السياق سقط، فقد رواه البخاريّ، وابن أبي الدنيا، وإسماعيل القاضي، ومن طريقه البيهقيّ في الدلائل ومن طريق العلاء، فقالوا: عن محمد بن إسماعيل بن طريح، حدثني أبي، عن أبيه، عن جد أبيه، قال: شهدت أمية ... فذكره.   (1) الثقات 3/ 202، 203. (2) في أعتبة. (3) أسد الغابة ت 2603، تجريد أسماء الصحابة 1/ 275. (4) سقط في أ. (5) في أابن سعيد. (6) سقط في ط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 وظهر من هذا أن لا صحبة لطريح ولا إدراك، وما أبوه إسماعيل فيحتمل أن يكون له إدراك. وأما طريح فشاعر مشهور ماجن نادم الوليد بن يزيد، وعاش إلى خلافة المهديّ بن المنصور، فروى القاضي محمد بن خلف، ووكيع في كتاب الغرر من الأخبار له بإسناد له عن طريح، قال: خصصت بالوليد بن يزيد حتى صرت أخلو معه ... فذكر قصة طويلة. وذكره المرزبانيّ وقال: هو شاعر مجيد، وفد على الوليد بن يزيد، وتوسّل له بالخئولة، لأن أم الوليد ثقفية. وقال الطبريّ: قال ابن سلام: بلغني أن طريحا دخل على المهديّ فأستأذنه أن يسمع منه من شعره فأبى. وقال أبو الفرج في «الأغاني» : واستفرغ طريح شعره في الوليد بن يزيد، وأدرك دولة بني العباس، ومات في أيام الهادي، وأمّه بنت عبد اللَّه بن سباع بن عبد العزى الّذي قتل حمزة بن عبد المطلب جدها سباعا يوم أحد. وقال له: يا ابن مقطعة البظور. الطاء بعدها الفاء 4333- الطّفيل «1» : ابن أخي جويرية بنت الحارث زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره ابن مندة في «الصحابة» ، وقال: روى الحسن بن سوار، عن شريك عن جابر- هو الجعفي، عن عمته أم عثمان، عن الطفيل بن أخي جويرية: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من لبس الحرير في الدّنيا ... » «2» . وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، فذكر كلام ابن مندة هذا ولم يتعقبه، وهو وهم من الحسن في قوله: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وإنما رواه الطفيل عن عمته جويرية، كذلك أخرجه أحمد في مسندة عن الأسود بن عامر بن شاذان، وحجاج بن محمد، كلاهما عن شريك بهذا السند إلى الطفيل عن جويرية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «من لبس ثوب حرير في الدّنيا ألبسه اللَّه ثوبا من نار أو ثوب مذلّة» .   (1) أسد الغابة ت 2609، تجريد أسماء الصحابة 1/ 275. (2) لهذا الحديث أربع طرق متفق عليه من طريقين، وانفرد كل واحد من الشيخين بطريق اتفقا عليه من رواية أنس رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري 10/ 284 (5832) ومسلم 3/ 1645 (21- 2073) واتفقا عليه من رواية عمر رضي اللَّه عنه أخرجه البخاري (5814) ومسلم 3/ 1641 (11/ 2069) وأخرجه من رواية عبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه عنه البخاري (5833) ، وأخرجه مسلم من رواية أبي أمامة رضي اللَّه عنه 3/ 1646 (22- 2074) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 449 قلت: وجابر ضعيف. واللَّه أعلم. الطاء بعدها اللام 4334- طلحة السّحيمي «1» : صوابه طلق. قال أبو موسى: ذكره علي بن سعد العسكري في الصحابة، وروى من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن طلحة السّحيمي، عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «لا ينظر اللَّه إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه [329] في ركوعه وسجوده» «2» . قلت: هذا الحديث أخرجه أحمد والطبراني في ترجمة طلق بن علي، وهو السّحيمي. 4335- طلحة «3» : أخو عبد الملك «4» . استدركه أبو موسى، فوهم، فإنه مذكور عند ابن مندة، وهو طلحة بن أبي حدرد المتقدّم. 4336 ز- طلحة، غير منسوب: من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره ابن شاهين، وأخرج له حديث: أحرق بطوننا. وقد تقدم في ترجمة طلحة بن عمرو. 4337 ز- طلحة بن أبي قنان «5» : تابعي معروف، أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. وقال أبو أحمد العسكريّ بعد أن ذكره: حديثه مرسل، وكذا قال الدارقطنيّ في المؤتلف، وأخرج أبو داود حديثه في المراسيل. 4338- طلحة: بن معاوية بن جاهمة السلميّ. روى عنه ابنه محمد، كذا قال أبو عمر.   (1) أسد الغابة ت 2624، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 277، تهذيب التهذيب 5/ 28. (2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 22 عن طلق بن علي الحنفي بلفظه والطبراني في الكبير 8/ 406 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 123 عن طلق بن علي الحنفي بلفظه وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19758، 19759. (3) أسد الغابة ت 2626. (4) في أعبد المطلب. (5) الإكمال 7/ 98 أسد الغابة ت 2617. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 قلت: أخرج حديثه بقي بن مخلد في مسندة، ورواه ابن أبي شيبة من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن طلحة، عن أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إني أريد الجهاد معك. قال: «أو حيّة أمّك» ؟ قلت: نعم. قال: «الزمها» . وأخرجه أبو نعيم من طريقه، ومن طريق علي بن مسهر، عن ابن إسحاق، قال ابن مندة: رواه ابن إسحاق، وخالفه ابن جريج كما تقدم- يعني في ترجمة جاهمة. وقد أوضحت هناك بيان الوهم فيه، وأن محمد بن طلحة لا قرابة بينه وبين طلحة بن معاوية ابن جاهمة. 4339 ز- طلحة الحجبيّ: ذكره عمر بن شبّة في أخبار مكة، فقال: حدثنا الحسن بن إبراهيم، حدثنا فليح، عن نافع، عن ابن عمر، قال: أقبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عام الفتح وهو مردف أسامة على القصواء، ومعه بلال وعثمان وطلحة، فدخلوا البيت ... الحديث، كذا فيه. وطلحة- بالواو، والصواب وعثمان بن طلحة، وكذلك أخرجه البخاريّ عن شريح بن النعمان، عن فليح على الصواب. 4340 ز- طلق بن علي: بن شيبان بن محرز بن عمرو بن عبد الرحمن، ابن عم طلق بن علي. ذكره ابن قانع في «الصحابة» ، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن بكر بن بكار، عن عكرمة بن عمار، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي، عن طلق بن علي بن شيبان، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فذكر الخوارج فقال: «يا يماميّ، أما إنّهم سيخرجون في أرض بين أنهار» . قلت: يا رسول اللَّه، واللَّه ما بأرضنا أنهار، قال: إنها ستكون. هكذا أورده فأخطأ في قوله: طلق بن علي، وإنما الحديث لعلي بن شيبان يأتي في حرف العين، فإن له عند أحمد وأبي داود وابن ماجة عدة أحاديث من رواية عبد اللَّه بن بدر بن عبد الرحمن بن شيبان، عن أبيه، لا ذكر لطلق بن علي في شيء من أسانيدها، فهو غلط نشأ عن زيادة رجل في السند لا أصل له فيه. وقد تقدم هذا المتن في ضمرة غير منسوب من طريق محمد بن جابر، عن عكرمة بن عمار، بسند آخر إلى ضمرة واللَّه أعلم. 4341- طلق، غير منسوب: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 ذكره ابن قانع في «الصحابة» ، وأخرج من حديث قيس بن طلق، عن أبيه: كنت جالسا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأتاه رجل فقال: مسست ذكري. وهذا هو طلق بن علي اليمامي الّذي تقدم ذكره في القسم الأول، كرره بغير فائدة، وقد أخرج هو في ترجمة طلق بن علي حديثا آخر من رواية قيس بن طلق بن علي عن أبيه. 4342 ز- طليق: مصغر. غاير ابن قانع بينه وبين طلق بن علي، وهو واحد، فأخرج ابن قانع من طريق سراج ابن عقبة، عن عمته خلدة بنت طليق، حدثني أبي، قال: كنا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فجاء صحار العبديّ ... فذكر الحديث في الأشربة. قلت: وأخرجه البغويّ والطّبرانيّ من طريق سراج عن عمته خلدة، ويقال خالدة، عن أبيها، وسراج بن عقبة هو ابن طلق بن علي، فطلق جده لأبيه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 حرف الظاء المشالة القسم الأول الظاء بعدها الألف 4343 ز- ظالم بن أثيلة: تقدم في راشد. 4344- ظالم بن سارق» : أبو صفرة- في الكنى. وحكى أبو الفرج في ترجمة كعب الأشعريّ أنه سمى أبو صفرة في قصيدة سناس، بمهملتين الأولى مفتوحة ونون خفيفة. الظاء بعدها الباء 4345- ظبيان بن عمارة «2» : ذكره ابن مندة، وقال: ذكره البخاريّ في الصحابة، وهو ممن يروى عن علي. روى عنه سويد أبو قطبة. انتهى. وتعقبه أبو نعيم بأن البخاريّ لم يذكره إلا بروايته عن علي فقط. قلت: كذا صنع في التاريخ، ولا يلزم من ذلك ألا يكون ذكره في كتابه المفرد في الصحابة، وقد ذكره في التابعين ابن أبي حاتم وابن حبان، وقرأت بخط الذهبي: لا صحبة له، فكأنه اعتمد قول أبي نعيم. 4346- ظبيان بن كرادة «3» : وقيل: ابن كدادة الإيادي «4» ، أو الثقفيّ.   (1) أسد الغابة ت 2651. (2) أسد الغابة ت 2654. (3) أسد الغابة ت 2655، الاستيعاب ت 1311، الاستيعاب ت 3/ 104، تجريد أسماء الصحابة 1/ 280 الوافي بالوفيات 16/ 542. (4) في أكيرار الأثاري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 قال أبو عمر: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلم ... في حديث طويل يرويه أهل الأخبار والغريب، فأقطعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من بلاده، ومن قوله: فأشهد بالبيت العتيق وبالصّفا ... شهادة من إحسانه متقبّل بأنّك محمود لدينا مبارك ... وفيّ أمين صادق القول مرسل «1» [الطويل] وقال ابن مندة: ظبيان بن كرادة قال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّ نعيم الدّنيا يزول» . رواه عبد اللَّه بن حرب عن يونس بن خبّاب، عن عطاء الخراساني، عنه، وعطاء عنه منقطع. الظاء بعدها الهاء 4347- ظهير: بالتصغير، ابن رافع بن عدي بن «2» زيد بن جشم بن حارثة الأنصاريّ الأوسيّ الحارثيّ. شهد بدرا، وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد العقبة. القسم الثاني لم يذكر فيه أحد. القسم الثالث الظاء بعدها الألف 4348- ظالم بن عمرو «3» : بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حليس بن نفاثة بن   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (2655) ، والاستيعاب ترجمة رقم (1311) . (2) أسد الغابة ت 2656، الاستيعاب ت 1312- الثقات 3/ 206- تهذيب التهذيب 5/ 37 تقريب التهذيب 1/ 382- التحفة اللطيفة 2/ 567- خلاصة تذهيب 2/ 16 تجريد أسماء الصحابة 2/ 280- الاستبصار 239- الرياض المستطابة 139 تهذيب الكمال 2/ 633- الكاشف 20/ 48- تلقيح فهوم أهل الأثر 376 الوافي بالوفيات 16/ 547- تبصير المشتبه 4/ 1295- الإكمال 7/ 261- التعديل والتخريج 435. (3) أسد الغابة ت 2652، طبقات ابن سعد 7/ 99، طبقات خليفة ت 1515، تاريخ البخاري 6/ 334، المعارف 434، الكنى للدولابي 107 الجرح والتعديل ق 2 م 1 503، مراتب النحويين 11، الأغاني 12/ 297، أخبار النحويين البصريين 13، معجم الشعراء للمرزباني 67، طبقات النحويين 21، الأغاني 12/ 297، الفهرست لابن النديم 39، سمط اللآلي 66، تاريخ ابن عساكر 8/ 303، نزهة الألباء 1/ 8، معجم الأدباء 12/ 34 وفيات الأعيان 2/ 535، تهذيب الكمال 632، 1580، تاريخ الإسلام 3/ 94، العبر 1/ 77، البداية والنهاية 8/ 312، طبقات القراء لابن الجزري ت 1493 كنى ت 88/ 99، تهذيب التهذيب 12/ 10، النجوم الزاهرة 1/ 184، بغية الوعاة 2/ 22، خلاصة تذهيب الكمال 443 خزانة الأدب 1/ 136، تهذيب ابن عساكر 7/ 104 سمط اللآلي 66/ 642، الفرج بعد الشدة 4/ 46. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 عديّ بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. هذا قول الأكثر في اسمه. وقال دعبل وعمر بن شبّة: هو عمرو بن ظالم بن سفيان، وسيأتي نسبه سواء، وقال الواقديّ: اسمه عويمر بن ظويلم «1» ، وقيل هو عمرو بن عمران، وقيل عثمان بن عمر. وأبو الأسود الدئليّ مشهور بكنيته، وهو من كبار التابعين، مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. وروى عن عمر، وعلي، ومعاذ، وأبي ذرّ، وابن مسعود، والزّبير، وأبيّ بن كعب، وعمران بن حصين، وابن عباس، وغيرهم. وروى عنه أبو حرب «2» ، ويحيى بن يعمر، وعبد اللَّه بن بريدة، وعمر مولى عفرة «3» ، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش. قال أبو حاتم: ولي قضاء البصرة، ووثقه ابن معين والعجليّ وابن سعد. وقال أبو عمر: كان ذا دين وعقل ولسان وبيان وفهم وحزم. وقال ابن سعد أيضا: استخلفه ابن عبّاس على البصرة، فأقره عليّ. وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: ذكر أبو عبيدة أنه أدرك الإسلام وشهد بدرا مع المسلمين، قال: وما رأيت ذلك لغيره، ثم ساق سنده إليه بذلك، وهو وهم، ولعله مع المشركين، فإنّهم ذكروا أن أباه قتل كافرا في بعض المشاهد التي قاتل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فيها المشركين. قلت: هو قول ابن القطان. قال المرزباني: هاجر أبو الأسود إلى البصرة في خلافة عمر، وولاه على البصرة خلافة لابن عباس، وكان علويّ المذهب. وقال الجاحظ: كان أبو الأسود معدودا في طبقات من الناس، مقدما في كل منها، كان يعدّ في التابعين، وفي الشعراء والفقهاء والمحدثين والأشراف والفرسان والأمراء والنحاة والحاضري الجواب، والشيعة، والصلع، والبخر، والبخلاء. وقال أبو علي القاليّ: حدثنا أبو إسحاق الزجاج، حدثنا أبو العباس المبرد، قال: أول   (1) في أ: طويل. (2) في أ: وروى عنه ابنه أبو حرب. (3) في أ: عفيرة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 455 من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود، وقد سئل أبو الأسود عمّن نهج له الطريق، فقال: تلقيته عن علي بن أبي طالب. وقيل: كان الّذي حداه على ذلك أن ابنته قالت له: يا أبت، ما أشدّ الحرّ؟ وكان في شدة القيظ. فقال: ما نحن فيه؟ فقالت: إنما أردت أنه شديد. فقال: قولي ما أشدّ، فعمل باب التعجب. وروى عمر بن شبّة بإسناد له عن عاصم بن بهدلة، قال: أول من وضع النحو أبو الأسود، استأذن زيادا، وقال له: إن العرب خالطت العجم، ففسدت ألسنتها، فلم يأذن له، حتى جاء رجل «1» فقال: أصلح اللَّه الأمير، مات أبانا وترك بنون. فقال له زياد: ادع أبا الأسود، فأذن له حينئذ. وروى ابن أبي سعد أن سبب ذلك أنه مرّ به فارسي فلحن، فوضع باب الفاعل والمفعول، فلما جاء عيسى بن عمر تبع الأبواب، فهو أول من بلغ الغاية فيه. ومن لطيف قول أبي الأسود: ليس السّائل «2» : الملحف خيرا من المانع الحابس. ومن عجائب أجوبته وبليغها أنه قيل: أبو الأسود، أظرف النّاس لولا بخل فيه. فقال: لا خير في ظرف لا يمسك ما فيه. ومن محاسن الحكم في شعره: لا ترسلنّ مقالة مشهورة ... لا تستطيع إذا مضت إدراكها لا تبدينّ نميمة نبّئتها «3» ... وتحفظنّ من الّذي أنباكها [الكامل] وقوله السائر: ما كلّ ذي لبّ بمؤتيك نصحه ... وما كلّ مؤت نصحه بلبيب ولكن إذا ما استجمعا عند واحد ... فحقّ له من طاعة بنصيب قال ابن أبي خيثمة وغيره: مات في الجارف سنة تسع وستين، وهو ابن خمس وثمانين سنة، وكذا قال المرزبانيّ. وقال المدائنيّ: يقال: إنه مات قبل الجارف. قلت: وعلى هذا التقرير يكون قد أدرك من الأيام النبويّة أكثر من عشرين سنة.   (1) في أ: جاءه. (2) في أ: للسائل. (3) في أ: أنبئتها، وفي ج أثبتها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 قال المدائنيّ: الأشبه أنه مات قبل الجارف، ولأنا لم نسمع له في قصّة المختار ذكرا. الظّاء بعدها الباء، والفاء 4349- ظبيان بن ربيعة: تقدم في ذبيان في الذّال المعجمة. 4350- ظفر بن دهى. له إدراك، وشهد الفتوح في خلافة أبي بكر، فروى سيف بن عمر في الردة من طريقه، قال: فأغار بنا خالد بن الوليد على أهله مصبح بهراء، وهم غارّون، ورفقة منهم تشرب في وجه الصّبح وساقيهم يغنّي: ألا اسقياني قبل جيش أبي بكر ... لعلّ منايانا قريب ولا ندري «1» [الطويل] قال: فضربت عنقه، فاختلط دمه بخمرة. الظاء بعدها الهاء 4351- ظهير بن سنان الأسديّ «2» . ذكر ابن مندة أنه عاصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وأهدى له ناقة، ولم يرد ذكر وفادته. قلت: سيأتي ذكر ذلك في ترجمة نقادة إن شاء اللَّه تعالى. القسم الرابع من حرف الظاء المشالة الظاء بعدها الألف 4352- ظالم بن عمرو: بن سفيان، أبو الأسود الدئليّ. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقد ذكرت سبب وهمه فيه في الكنى، وقدّمت في القسم الّذي قبل هذا ما قاله أبو عبيدة فيه، وبيّنت ما فيه من الوهم أيضا بحمد اللَّه عزّ وجل «3» .   (1) ينظر البيت في الطبري 3/ 416. (2) بقي بن مخلد 517. (3) ثبت في ج: تم الجزء الأول بحمد اللَّه يتلوه إن شاء اللَّه حرف العين المهملة ، وصلّى اللَّه على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. إن تجد عيبا فسدّ الخللا ... هل من لا فيه عيب وعلا وفي ب: يتلوه إن شاء اللَّه حرف العين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 حرف العين المهملة القسم الأول العين بعدها الألف 4353- عابد بن السائب: يأتي في عائذ، بعد الألف مثناة تحتية «1» وذال معجمة 4354- عابس بن جعدة «2» : التميمي، من بني السعيراء «3» . ذكر أبو الحسن المدائنيّ ما يدل على أن له صحبة، وما ورد في أخبار الأحنف بن قيس له من طريق عامر بن عبيد، قال: قال صعصعة بن معاوية للأحنف: أتراني أخطب إلى قوم فيردّونني؟ فقال: نعم، لو أتيت بني الشّعيراء لردوك. فقال: لا جرم، لا أنزل عن دابّتي حتى آتيهم. فأتاهم فوقف على عابس بن جعدة- وكان عابس بن جعدة يقول: كنت في مجلس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فرشّ عليّ قوم في المجلس ماء، فأصابني من رشّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: فوقف صعصعة فخطب إلى عابس، فقال: انزل، فنزل فأمر بدابّته فضرب في وجهها حتى رجعت إلى دار صعصعة، فلم يلبثوا أن جاء صعصعة يسبّ بني الشّعيراء. 4355- عابس بن ربيعة: بن عامر الغطيفي «4» . روى ابن مندة من طريق عمرو بن أبي المقدام- أحد المتروكين، عن عبد الرّحمن بن عابس بن ربيعة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «خير إخواني عليّ وخير أعمامي حمزة» «5» .   (1) في أتحتانية. (2) بقي بن مخلد 375. (3) في أالشعيراء. (4) أسد الغابة ت 2659- تجريد أسماء الصحابة 1/ 281، الطبقات 148- تقريب التهذيب 1/ 383، تهذيب التهذيب 5/ 38. (5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32893 وعزاه للديلمي في مسند الفردوس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 وأورد ابن الأثير هنا حديث عابس بن ربيعة عن النخعيّ، قال: رأيت عمر يقبّل الحجر ... الحديث. والنّخعيّ غير الغطيفي، وفرّق بينهما ابن ماكولا وغيره، والنّخعيّ متفق عليه أنه تابعي. 4356- عابس بن عبس «1» : الغفاريّ «2» . ويقال له عبس بن عابس «3» . قال البخاريّ: له صحبة، وروى الطّبرانيّ، وابن شاهين، من طريق موسى الجهنيّ، عن زادان، قال: كنت مع رجل من أصحاب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقال له عابس أو ابن عابس على سطح، فرأى النّاس يتحمّلون، فقال: ما للنّاس؟ فقيل: يفرّون من الطّاعون؟ فقال: يا طاعون خذني. فقال له رجل له صحبة: أتدعو بالموت، وقد سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ينهى عنه؟ فقال: لستّ خصال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يتخوّفهن على أمّته ... الحديث. لفظ ابن شاهين. ورواه أحمد من طريق عثمان بن عمير عن زادان، فسمى المبهم الأول حكيما «4» الكنديّ. ورواه أبو بكر بن أبي عليّ من هذا الوجه، فقال فيه: فقال له ابن عم له كانت له صحبة. وأخرجه البخاريّ في تاريخه من طريق ليث عن عمير، عن زادان، عن عابس وحده. وروى ابن شاهين، من طريق القاسم، عن أبي أمامة، عن عابس الغفاريّ صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر الخصال. 4357- عابس، مولى حويطب «5» : بن عبد العزّى. قيل نزل فيه وفي صهيب: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ ... [البقرة: 207] الآية. أخرجه ابن مندة من طريق السّدي، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس. 4358 ز - عازب: غيّر النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم اسمه فسماه عفيفا. يأتي في عفيف.   (1) في أعيسى. (2) أسد الغابة ت 2660 الثقات 3/ 322 تجريد أسماء الصحابة 1/ 281- الجرح والتعديل 3/ ترجمة 35- الإكمال 6/ 16 التاريخ الكبير 7/ 80، تلقيح فهوم أهل الأثر 381. (3) في أعيسى. (4) في أعليما. (5) أسد الغابة ت 2658. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 4359- عازب: بن الحارث بن عدي الأنصاريّ الأوسيّ «1» ، والد البراء. تقدّم نسبه في ترجمة ابنه البراء. وفي الصّحيحين عن البراء بن عازب، قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلا، فقال لعازب: مر ابنك فليحمله معي. قال: لا، حتى تحدّثنا كيف هاجرت أنت ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ... فذكر الحديث بطوله. وقد وقع لنا بعلوّ في جزء «لوين» . قال ابن سعد: قالوا: وكان عازب قد أسلم ولم يسمع له بذكر في «المغازي» ، وقد سمعنا بحديثه في الرّحل الّذي اشتراه منه أبو بكر الصديق. 4360 ز- العاص بن الأسود: يأتي في مطيع. 4361 ز- العاص بن الحارث: بن جزء «2» . يأتي في عبد اللَّه. 4362 ز- العاص بن سهيل «3» : بن عمرو. قيل هو اسم أبي جندل، ويأتي في عبد اللَّه. 4363 ز- العاص بن عامر: بن عوف «4» . يأتي في مطيع، وكذا العاص بن ذي يزن «5» . 4364 ز- العاص بن عمرو: وهو عبد اللَّه الصّحابي الجليل، وهؤلاء غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أسماءهم. 4365- عاصم بن ثابت «6» : بن أبي الأقلح. [واسم أبي الأقلح] » قيس بن عصمة بن النّعمان بن مالك بن أميّة بن صبيعة بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف الأنصاريّ. جدّ عاصم بن عمرو بن الخطاب لأمّه، من السّابقين الأولين من الأنصار.   (1) أسد الغابة ت 2661، الثقات 3/ 311، تجريد أسماء الصحابة 1/ 281، الطبقات الكبرى 4/ 365، الاستبصار 249. (2) في أالدبيري. (3) طبقات ابن سعد 7/ 2/ 127، طبقات خليفة 26/ 300 تاريخ خليفة 113، التاريخ الصغير 1/ 50- تهذيب الأسماء واللغات 2/ 205، 206، تاريخ الإسلام 2/ 26 العبر 1/ 22، العقد الثمين 8/ 33، 34- شذرات الذهب 1/ 30، تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 134، 137. (4) التمييز والفصل 2/ 496 أسد الغابة ت 2662. (5) في أجني. (6) أسد الغابة ت 2665، الاستيعاب ت 1313. (7) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 روى الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق رفاعة بن الحجاج، عن أبيه، عن الحسين بن السّائب، قال: لما كانت ليلة العقبة أو ليلة بدر قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم لمن معه، كيف تقاتلون؟ فقام عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فأخذ القوس والنبل، وقال: إذا كان القوم قريبا من مائتي ذراع كان الرّمي، وإذا دنوا حتى تنالهم الرّماح كانت المداعسة حتى تقصف، فإذا تقصّفت وضعناها وأخذنا بالسيوف وكانت المجالدة، فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «هكذا نزلت «1» الحرب «2» ، من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم» . وفي «الصّحيحين» من طريق عمرو بن أبي سفيان، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريّة وأمّر عليهم عاصم بن أبي الأقلح ... الحديث بطوله في قصّة خبيب بن عديّ. وفيه قصّة طويلة. وفيه: إن عاصما قال: لا أنزل في ذمّة مشرك، وكان قد عاهد اللَّه ألّا يمس مشركا ولا يمسه مشرك، فأرسلت قريش ليؤتوا بشيء من جسده، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر، فبعث اللَّه عليه مثل الظّلة من الدّبر، فحمته منهم، ولذلك كان يقال حميّ الدّبر. وفي هذه القصّة يقول حسّان: لعمري لقد ساءت هذيل بن مدرك ... أحاديث كانت في خبيب وعاصم أحاديث لحيان صلوا بقبيحها ... ولحيان ركّابون «3» شرّ الجرائم «4» [الطويل] 4366- عاصم «5» : بن أبي جبل، بفتح الجيم والموحدة، واسم أبي جبل قيس، ويقال: عبد اللَّه بن قيس بن عزيز «6» بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسي. قال العدويّ «7» في «نسب الأوسي» : صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يكن له ذلك الذّكر، وكان له شرف في عهد عمر. انتهى. وذكره الواقديّ، فقال: عاصم بن عبد اللَّه بن قيس. وقيس هو أبو جبل. شهد أحدا.   (1) في أأنزلت. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11393 وعزاه للطبراني في الكبير عن أبي لبابة. (3) في أ: ركبان. (4) انظر البيتين في أسد الغابة ترجمة (2665) ، وسيرة ابن هشام 2/ 180. (5) أسد الغابة ت 2666. (6) في أ: عمرو. (7) في أ: العذري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 461 وكذا ذكره الطّبريّ. وقال الخطيب في «المؤتلف» : عاصم بن أبي جبل أحد أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وذكر ابن القدّاح في نسب الأنصار في ذرية عزيز بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف: عاصم بن أبي جبل، وهو قيس، وساق نسبه، ثم قال: صحب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، ولم يكن له ذاك الذّكر، ولا شهد شيئا من المشاهد، وكان له شرف في زمن عمر بن الخطاب، واتصل شرفه. وآخر من عرف من حفدته عبد اللَّه بن عمارة بن عبد الرّحمن بن عاصم، وهو أحد القرّاء الأربعة الذين قدموا على المهدي. انتهى. وقد مضى في الزّاي زهير بن أبي جبل، فما أدري أهو أخوه أم لا. 4367- عاصم: بن حدرد الأنصاريّ «1» ويقال حدرة، آخر هاء، وهذا هو المعتمد عند ابن ماكولا. قال عيسى بن شاذان: له صحبة. وروى ابن مندة من طريق سعيد بن بشر، عن قتادة، عن الحسن، قال: دخلنا على عاصم بن حدرد، فقال: ما كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بوّاب قط، ولا خوان قط، ولا مشى معه بوسادة قط. قال الصّوريّ: فيما قرأت في فوائد الطّيوري: لا أعلم له حديثا غير هذا، ولا له مخرج إلا هذا. 4368- عاصم بن حصين «2» : بن مشمت. قال أبو عمر: قيل إنه وفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع أبيه. 4369- عاصم بن الحكم «3» : قال ابن حبّان: له صحبة. وروى أبو يعلى والباورديّ من طريق طالب بن مسلم بن عاصم، حدّثني بعض أهلي أنّ جدي حدّثه أنه شهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في حجّته خطب فقال: «إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ... » الحديث. وبه قال: «إنّ اللَّه نظر إلى أهل الجمع فقبل من محسنهم، وشفّع محسنهم في مسيئهم» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 281، الجرح والتعديل 6/ 3041، الاستبصار 351، أسد الغابة ت 2668، الاستيعاب ت 1314. (2) أسد الغابة ت 2669، الاستيعاب ت 1315. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 281 أسد الغابة ت 2670. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 قال ابن فتحون: يحتمل أن يكون عاصم هذا أخا لمعاوية بن الحكم السّلمي من جملة إخوته. 4370- عاصم: بن سفيان الثقفي «1» . قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البغويّ وابن السّكن: يقال له صحبة، سكن المدينة. وقال أبو عمر: روى عنه ابنه قيس، لا يصح حديثه، كذا حرّف اسم ولده، وإنما هو بشر. وقال ابن مندة: عاصم أبو بشر الّذي روى حديثه حشرج بن نباتة، عن هشام بن حبيب، عن بشر بن عاصم، عن أبيه: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إذا كان يوم القيامة أتي بالوالي فوقف على جسر جهنّم ... » الحديث «2» . قلت: أخرجه البغويّ من هذا الوجه، وكان ابن السّكن، وأبو نعيم، وأظن من قال فيه الثّقفي فقد وهم، لأن ذلك لم يقع في سياق حديثه، وكأنه اشتبه على من نسبه كذلك بعاصم بن سفيان الثّقفيّ التّابعي المشهور الّذي يروي عن أبي أيوب، وعقبة بن عامر، وعبد اللَّه بن عمرو، وغيرهم. وقد سمى البخاريّ جدّه عبد اللَّه بن ربيعة، وقال: إنه أخو عبد اللَّه. قلت: هذا الصّحابيّ. وقد سمى الذّهبي أباه عاصما، لكنه ظنه آخر، فقال: عاصم ابن عاصم بن بشر. روى ابن أبي طرخان حديثه في الوحدان، كذا قال، فلعله كان فيهم عاصم بن أبي عاصم. واللَّه أعلم. 4371- عاصم بن عدي «3» : بن الجدّ بن العجلان «4» بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلويّ العجلانيّ، حليف الأنصار. كان سيد بني عجلان، وهو أخو معن بن عديّ، يكنى أبا عمرو، ويقال أبا عبد اللَّه. واتفقوا على ذكره في البدريّين، ويقال: إنه لم يشهدها، بل خرج فكسر فردّه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم من الرّوحاء، واستخلفه على العالية «5» من المدينة، وهذا هو المعتمد، وبه جزم ابن إسحاق وغيره وله رواية عند أحمد.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 282، تقريب التهذيب 1/ 383، الجرح والتعديل 6/ 344 تهذيب التهذيب 5/ 41، التاريخ الكبير 6/ 479، تهذيب الكمال 2/ 634 التحفة اللطيفة 2/ 268، خلاصة تذهيب 2/ 17، الكاشف 2/ 49، أسد الغابة ت 2671، الاستيعاب ت 1316. (2) أورده ابن حجر في المطالب العالية 2/ 202 حديث رقم (2048) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 206 رواه الطبراني من طريق سويد بن عبد العزيز وهو متروك. (3) أسد الغابة ت 2672، الاستيعاب ت 1317. (4) في أابن عدي العجلاني بن حارثة. (5) العالية: كل ما كان من جهة نجد من المدينة قراها وعمائرها إلى تهامة العالية وما كان دون ذلك السافلة وقيل: عالية الحجاز أعلاها بلدا وأشرفها موضعا وهي بلاد واسعة وقيل: العالية ما جاوز الرّمة إلى مكة. انظر) مراصد الاطلاع 2/ 911. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 463 وأورد الواقديّ بسند له إلى أبي القداح بن عاصم أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خلّف عاصما على أهل قباء والعالية لشيء بلغه عنهم، وضرب له بسهمه وأجره، وقال: شهد أحدا وما بعدها. وفي الموطّأ والسّنن من طريق أبيه إلى أبي القداح «1» بن عاصم عنه. وأخرجها البخاريّ في «التاريخ» عن أبي عاصم، عن مالك. وروى عنه أيضا الشّعبي والطّبراني، وله ذكر في الصّحيح من حديث سهل بن سعد في قصة المتلاعنين. وغاير البغويّ بين عاصم بن عديّ العجلاني وبين عاصم والد أبي القداح «2» ، فوهم. وصرّح ابن خزيمة في صحيحه بأنّ والد ابن القداح «3» هو عاصم بن عديّ العجلاني. وقال ابن سعد وابن السّكن وغيرهما: مات سنة خمس وأربعين، وهو ابن مائة وخمس عشرة. وقيل عشرين. وقال الزّبير بن بكّار في ترجمة عبد الرّحمن بن عوف: ومن ولده عمرو ومعن وزيد، وأمهم سهلة بنت عاصم بن عدي العجلانيّ، كان عبد العزيز بن عمران يحدّث عن أبيه، عن جدّه عبد العزيز بن عمر بن عبد الرّحمن بن عوف، قال: عاش عاصم بن عديّ عشرين ومائة سنة، فلما حضرته الوفاة بكى عليه أهله، فقال: لا تبكوا علي، إنما فنيت فناء. وذكر الطّبري أنه كان قصير القامة. 4372- عاصم بن البكير «4» : بصيغة التّصغير، المزنيّ، حليف الأنصار «5» . ذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا. وقال أبو عمر: فيه نظر. قلت: قد وافقه غير واحد آخرهم أبو جعفر الطّبريّ. 4373 ز- عاصم بن عمرو «6» : بن خالد بن حرام، بمهملتين، ابن أسعد بن وديعة بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة اللّيثي، أبو نصر. ذكره ابن أبي خيثمة وغيره في الصّحابة. وروى البغويّ من طريق نصر بن عاصم   (1) في أالنداح. (2) في أالنداح. (3) في أالنداح. (4) في أالعكير. (5) تبصير المشتبه 3/ 962. (6) أسد الغابة ت 2675، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 282، الطبقات 29/ 75. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 الليثي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «ويل لهذه الأمّة من فلان ذي الأستاه» . قال البغويّ: ولا أدري له صحبة أم لا. قلت: قد أخرجه الطّبرانيّ من الوجه الّذي أخرجه منه البغويّ، فزاد في أوله ما يدل على صحبته، وهو قوله: دخلت المسجد، مسجد المدينة، وأصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقولون: نعوذ باللَّه من غضب اللَّه، وغضب رسوله. قلت: ممّ ذاك؟ قالوا: كان يخطب آنفا، فقام رجل فأخذ بيد ابنه ثم خرجا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لعن اللَّه القائد والمقود به، ويل لهذه الأمّة من فلان ذي الأستاه» «1» . 4374- عاصم «2» : بن عمرو التميميّ، أحد الشعراء الفرسان، أخو القعقاع بن عمرو. وقال سيف في «الفتوح» : وبعث عمر ألوية مع من ولى مع سهيل بن عدي، فدفع لواء سجستان إلى عاصم بن عمرو التميميّ، وكان عاصم من الصّحابة، وأنشد له أشعارا كثيرة في فتوح العراق. وقال أبو عمر: لا يصحّ له عند أهل الحديث صحبة ولا رواية، وكان له ولأخيه بالقادسيّة مقامات محمودة وبلاء حسن. 4375 ز- عاصم «3» : بن فضالة الليثي، أخو عبد اللَّه. ذكره الطّبريّ فيمن استقضاه زياد من الصّحابة لما ولى البصرة. 4376- عاصم بن قيس «4» : بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا وغيرها. 4377 ز- عاصم بن الوليد: بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. قتل أبوه وجدّه يوم بدر كافرين، ونشأ هو بمكّة، وكان له يوم حجّة الوداع نحو ثمان سنين. قال ابن سعد: انقرض ولد عتبة بن ربيعة إلا من ولد المغيرة بن عمران بن عاصم بن الوليد بن عتبة. ذكره البلاذريّ، لكنه قال عمار، بدل عمران.   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 176. (2) الاستيعاب ت 1320. (3) الاستيعاب ت 1321. (4) الاستيعاب ت 1322. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 4378 ز- العاقب العمراني: ذكر في السيد النجراني. 4379- عاقل بن البكير «1» : بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة، بالمعجمة والتحتانية، ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة الليثي، حليف ابن عديّ. كان من السّابقين الأولين، وشهد بدرا هو وإخوته: إياس، وعمالة وعامر، واستشهد عاقل ببدر، قاله موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما. وقال: كان اسمه غافلا، بالمعجمة والفاء، فعيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. حكاه ابن سعد. ويقال: إنه أول من بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في دار الأرقم. حكاه الواقديّ بسنده. 4380- عامر بن الأسود «2» : الطّائي. له ذكر. روى سعيد بن إشكاب، من طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جدّه، عن عمرو- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كتب لعامر بن الأسود. «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. هذا كتاب من محمّد رسول اللَّه لعامر بن الأسود المسلم- أنّ له ولقومه على ما أسلموا عليه من بلادهم ما أقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة ... » وكتب المغيرة. 4381- عامر «3» : بن الأضبط الأشجعيّ. ذكره ابن شاهين وغيره، وساق قصّة تدلّ على أنه قتل حين أسلم قبل أن يلقى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وقد ذكرته في القسم الثالث وسقت قصّته في ترجمة محلم بن جثّامة في حرف الميم في القسم الأول. 4382- عامر بن الأكوع «4» : يأتي في عامر بن سنان. 4383- عامر بن أمية «5» : بن زيد بن الحسحاس، بمهملات، ابن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم، بن عديّ بن النّجار الأنصاريّ، الخزرجيّ، والد هشام. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، فيمن شهد بدرا. وفي صحيح مسلم، عن سعد بن هشام، عن عائشة، قالت: نعم المرء كان عامر أصيب يوم أحد.   (1) أسد الغابة ت 2677. (2) أسد الغابة ت 2678. (3) أسد الغابة ت 2679، الاستيعاب ت 1324. (4) أسد الغابة ت 2680، الاستيعاب ت 1325. (5) أسد الغابة ت 2681، الاستيعاب ت 1326. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 466 وروى أبو داود والنّسائيّ [من طريق حميد بن مالك، عن هشام بن عامر، قال: جاءت الأنصار إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد، فقال: «احفروا وأعمقوا» «1» ... الحديث. وفيه: وأصيب يومئذ أبو عامر فدفن بين اثنين، وله طرق أخرى غيرها. 4384- عامر بن أبي أمية» : بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، صهر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، أخو أم المؤمنين أم سلمة. أسلم يوم الفتح. وله حديث عن أخته أم سلمة في النسائي «3» . روى عنه سعيد بن المسيب، وذكره البخاري، وخليفة، ويعقوب بن سفيان، وابن أبي حاتم، وابن أبي خيثمة، وابن حبان في التابعين. وذكره ابن مندة في الصحابة، فعاب ذلك عليه أبو نعيم، ولا عيب عليه، لأن أباه قتل في الجاهلية، ولم يبق بعد الفتح قرشي إلا أسلم، وشهد حجة الوداع، وفي سياق حديثه عن أحمد عن عامر بن أمية عن أخته أم سلمة. 4385- عامر بن أوس: بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. قال الطبري في الذيل: له صحبة، وشهد الخندق وما بعدها. وقتل يوم الحرّة. 4386- عامر بن البكير «4» : أخو عاقل. تقدم معه. 4387- عامر بن ثعلبة «5» : يقال هو اسم أبي الدرداء. 4388- عامر بن ثابت «6» : بن سلمة بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ.   (1) أخرجه الترمذي 4/ 185 في كتاب الجهاد باب 33 ما جاء في دفن الشهيد حديث رقم 1713، والبيهقي في دلائل النبوة ج 3/ 297، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 413، 4/ 234. (2) أسد الغابة ت 2682، الاستيعاب ت 1327، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 283، تقريب التهذيب 1/ 386، الجرح والتعديل 6/ 319، تهذيب التهذيب 5/ 61، التاريخ الكبير 6/ 450، أصحاب بدر 225، تهذيب الكمال 2/ 641، التحفة اللطيفة 2/ 274، خلاصة تذهيب 2/ 21 الكاشف 2/ 54، العقد الثمين 5/ 82. (3) سقط في ب، ج. (4) أسد الغابة ت 2683، الاستيعاب ت 1328، الثقات 3/ 1293، تجريد أسماء الصحابة 1/ 283، أصحاب بدر 119 الطبقات الكبرى 3/ 388، العقد الثمين 5/ 82. (5) أسد الغابة ت 2684. (6) أسد الغابة ت 2686، الاستيعاب ت 1331. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 استشهد باليمامة، قاله ابن إسحاق. 4389- عامر «1» : بن ثابت الأنصاري، حليف بني جحجبى. قال ابن شاهين، عن رجاله: شهد أحد. وقال أبو عمر: استشهد باليمامة. 4390- عامر بن ثابت «2» : بن أبي الأفلح، أخو عاصم الماضي. قال أبو عمر: يقال هو الّذي ضرب عنق عقبة بن أبي معيط في بدر. 4391- عامر بن الحارث «3» : بن ثوبان. له صحبة، وشهد فتح مصر، ولا يعرف له رواية، قاله ابن مندة. 4392- عامر بن الحارث: بن زهير بن شداد بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر الفهري. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وسماه موسى بن عتبة عمرو بن الحارث، وكذا قال زياد البكائيّ، عن ابن إسحاق. 4393- عامر بن الحارث «4» : بن هانئ بن كلثوم الأشعري. يقال: هو اسم أبي «5» مالك. 4394- عامر بن حثمة «6» . ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال: كان أحد الأمراء العشرة من الصحابة الذين قدّمهم أبو عبيدة بين يديه إلى فحل. وشهد اليرموك ومرج الصّفّر، وغيرهما. ذكره الطبري. 4395 ز- عامر بن حديد «7» : ذكره أبو عمر فيمن يكنى أبا زيد من الصحابة. وفيه نظر. 4396- عامر بن حذيفة «8» : يقال هو اسم أبي الجهم.   (1) أسد الغابة ت 2685، الاستيعاب ت 1330. (2) الاستيعاب ت 2687، الاستيعاب ت 1329. (3) الاستيعاب ت 2688. (4) الاستيعاب ت 2690. (5) الاستيعاب ت 2690. (6) في أ: ابن. (7) في أجديدة. (8) الثقات 3/ 391، تجريد أسماء الصحابة 1/ 284، الجرح والتعديل 6/ 320، التاريخ الكبير 6/ 445، الوافي بالوفيات 16/ 577، أسد الغابة ت 2691، الاستيعاب ت 1333. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 4397 ز - عامر بن أبي الحسن «1» : المازني، مازن الأنصار. ذكره ابن فتحون، وعزاه الدارقطنيّ. 4398 ز- عامر بن الحضرمي ّ «2» : ذكر مقاتل في تفسيره أن قوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل: 106] نزلت في خير «3» مولى عامر بن الحضرميّ، وكان قد أسلم، فأكرهه عامر على الكفر، فجاء «4» ثم أسلم عامر بعد ذلك وهاجر هو ومولاه جميعا. قلت: هو أخو العلاء بن الحضرميّ الصحابي المشهور. 4399- عامر «5» : بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن سعد بن عبد اللَّه بن الحارث بن رفيدة بن عنز بن وائل العنزي. وقيل في نسبه غير ذلك. وعنز بسكون النون أخو بكر بن وائل حليف بني عديّ، ثم الخطاب والد عمر، منهم من ينسبه إلى مذحج. كان أحد السابقين الأولين، وهاجر إلى الحبشة، ومعه امرأته ليلى بنت أبي خيثمة، ثم هاجر إلى المدينة أيضا، وشهد بدرا وما بعدها، وله رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم من طريق أبيه عبد اللَّه «6» ، ومن طريق عبد اللَّه بن عمر، وعبد اللَّه بن الزبير، وأبي أسامة بن سهل، وغيرهم. وذلك في الصحيحين وغيرهما، وكان صاحب عمر لما قدم الجابية، واستخلفه عثمان على المدينة لما حجّ. وقال ابن سعد: كان الخطاب قد تبنّى عامرا، فكان يقال عامر بن الخطاب حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [الأحزاب: 5] . وقال يحيى بن سعد الأنصاريّ، عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة: قام عامر بن ربيعة يصلّي من الليل، وذلك حين نشب «7» الناس في الطعن على عثمان، فنام فأتاه آت فقال له: قم فاسأل اللَّه أن يعيذك من الفتنة. فقام فصلّى ثم اشتكى فما خرج بعد إلا بجنازته. أخرجه مالك في الموطأ.   (1) في أعامر بن حسن المازني. (2) أسد الغابة ت 2692. (3) في أنزل في خبر. (4) في أقال: ثم أسلم عامر. (5) أسد الغابة ت 2693، الاستيعاب ت 3335. (6) في أ: وأبي أمامة من طريف ابنه عبد اللَّه. (7) في أتشعب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 قال مصعب الزّبيريّ: مات سنة اثنتين وثلاثين، كذا قال أبو عبيدة، ثم ذكره في سنة سبع وثلاثين، وقال: أظن هذا أثبت. وقال الواقديّ: كان موته بعد قتل عثمان بأيام. وقيل في وفاته غير ذلك. 4400- عامر بن أبي ربيعة «1» : ذكره الطّبرانيّ، وأخرج من طريق شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن «2» ابن أبي ربيعة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «لا يزال النّاس بخير ما عظموا هذه الحرمة» - يعني الكعبة. 4401- عامر بن ساعدة الأنصاري «3» : يقال هو أبو خيثمة، والد سهل. 4402 ز- عامر بن سحيم المزنيّ. سكن المدينة، وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم. ذكره البغويّ عن البخاريّ، قال: لم يخرج حديثه. 4403- عامر بن سعد «4» : بن الحارث بن عبادة بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى. ذكره ابن الدّباغ مستدركا على أبي عمر، فقال: استشهد هو وأخوه عمرو يوم مؤتة، ذكره ابن هشام عن الزّهري. انتهى. وذكره الدّولابيّ في الكنى في ترجمة أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن عمرو بن حزم. وروى بإسناده إليه، قال: قتل في مؤتة عمرو بن عامر، حدثنا سعد بن الحارث. واستدركه ابن فتحون. 4404- عامر بن سعد «5» : بن عمرو بن ثقيف الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره العدويّ أنه شهد بدرا فيما يقال، وذكره ابن القداح، واستدركه ابن الدباغ.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 284، شذرات الذهب 1/ 40، بقي بن مخلد 615 أسد الغابة ت 2694. (2) في أعامر. (3) الثقات 3/ 291 تجريد أسماء الصحابة 1/ 284، الجرح والتعديل 6/ 321، التحفة اللطيفة 2/ 275 أسد الغابة ت 2695، الاستيعاب ت 1336. (4) أسد الغابة ت 2696. (5) أسد الغابة ت 2698. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 4405- عامر «1» : بن سعد، ويقال هو اسم أبي سعد الأنماريّ. 4406 ز - عامر: بن سعد، أو سعيد. ويقال هو اسم أبي كبشة الأنماريّ. 4407 ز- عامر: بن السكن الأنصاري. ذكر الثّعلبيّ في تفسيره أنه أحد من وجّه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لهدم مسجد الضّرار. قلت: وهو غير عامر بن يزيد بن السكن الآتي، فإنه استشهد بأحد، ومسجد الضّرار كان بعد ذلك بمدة. 4408- عامر: بن سلمة بن عبيد بن ثعلبة الحنفيّ، عم ثمامة بن أثال اليماميّ. ذكر الواقديّ أنه أسلم، فروى بسند له عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم العلاء بن الحضرميّ إلى المنذر بن ساوى في رجب سنة تسع، فأسلم المنذر ورجع العلاء فمرّ باليمامة، فقال له ثمامة بن أثال: أنت رسول محمد؟ قال: نعم. قال: لا تصل إليه أبدا. فقال له عمه عامر: مالك وللرجل؟ قال: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «اللَّهمّ اهد عامرا وأمكنّي من ثمامة» «2» . فأسلم عامر وأسر ثمامة. وذكر هذا «3» سيف في الفتوح من وجه آخر مطوّلا. 4409- عامر «4» : بن سلمة بن عامر الأنصاري البلويّ. ذكره موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا. وحكى أبو عمر أنه قيل فيه عمر بدل عامر. 4410- عامر «5» : بن سليم الأسلميّ. ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور، وأنه كان حامل راية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بعض «المغازي» ، وتوفي بنيسابور. 4411- عامر بن سنان «6» : بن عبد اللَّه بن قشير الأسلميّ، المعروف بابن الأكوع، عمّ   (1) أسد الغابة ت 2697، الثقات 3/ 294، الاستبصار 124 تجريد أسماء الصحابة 1/ 284، أصحاب بدر 235، التاريخ الصغير 1/ 49. (2) أورده الزيلعي في نصب الراية 3/ 392 وعزاه للبيهقي في دلائل النبوة في آخر حديث الإفك. (3) في أ: هذه القصة. (4) أسد الغابة ت 2699، الاستيعاب ت 1337. (5) أسد الغابة ت 2700. (6) أسد الغابة ت 2071، الأعلام 3/ 251، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 283، 285، الطبقات الكبرى 2/ 107. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 سلمة بن عمرو بن الأكوع، واسم الأكوع سنان- ويقال أخوه. ثبت ذكره في الصحيح من حديث سلمة في قصة خيبر، قال: فقاتل أخي عامر قتالا شديدا فارتدّ عليه سيفه فقتله فقالوا: حبط عمله، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «كذب من قاله، إنّه لجاهد ومجاهد، قلّ عربي نشأ بها مثله» . وفي بعض الطرق أنّ سلمة قال: إن عامرا عمه، فيمكن التوفيق أن يكون أخاه من أمه على ما كانت الجاهلية تفعله أو من الرضاعة، ففي مسلم من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: وخرج عمي عامر إلى خيبر فجعل يرتجز، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من هذا» ؟ قالوا: عامر. فقال: «غفر اللَّه لك» . فقال عمر: لو متعنا به. قال سلمة: وبارز عمي عامر مرحبا اليهوديّ فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، ورجع سيف عامر على ساقه ... الحديث، وفيه: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «بل له أجره مرّتين» . وروى ابن إسحاق في «المغازي» ، عن محمد بن إبراهيم التيميّ، أنه حدّثه عن أبي الهيثم، عن أبيه- أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول في سيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع، وكان اسم الأكوع سنانا ... الحديث. 4412- عامر بن شهر الهمدانيّ «1» : ويقال البكيلي، بالموحدة وكسر الكاف الخفيفة، ويقال الناعظي، بالنون والمهملة والظاء المعجمة، أبو شهر. ويقال أبو الكنود. وله في أبي داود حديث من رواية الشعبي عنه، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقالت لي همدان: هل أنت آت هذا الرجل، ومرتاد لنا ... الحديث. ومتنه: فقدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فجلست عنده. وأخرجه أبو يعلى مطولا، وفيه أنه لما رجع مرّ بالنجاشي، وفيه: أسلم قومي ونزلوا إلى السهل، وكتب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى عمير ذي مرّان، وبعث مالك بن مرارة الرهاوي إلى اليمن جميعا، وأسلم عكّ ذو خيوان. وروى له حديثا آخر، قال: كنت عند النجاشي فقرأ ابن له آية من الإنجيل فضحكت،   (1) أسد الغابة ت 2702، الاستيعاب ت 1338، الثقات 3/ 293، تجريد أسماء الصحابة 1/ 285، طبقات فقهاء اليمن 21، 23، المصباح المضيء 1/ 245، تقريب التهذيب 1/ 387، بقي بن مخلد 707، الجرح والتعديل 6/ 322، تهذيب التهذيب 5/ 69، التاريخ الكبير 6/ 445، الوافي بالوفيات 16/ 582، تهذيب الكمال 2/ 644، خلاصة تذهيب 2/ 23، الكاشف 2/ 55 تلقيح فهوم أهل الأهل 381، علوم الحديث لابن الصلاح 287. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 فقال: «أتضحك من كلام اللَّه ... » وهو طرف من الحديث الطويل. وذكر سيف في الفتوح بسند له عن ابن عباس أن ّ عامر بن سهل كان أول من اعترض على الأسود العنسيّ لما ادّعى النبوة، وكان عامر بن شهر أحد عمال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم على اليمن. 4413- عامر بن صبرة» : [بن عبد اللَّه بن] المنتفق العامري العقيليّ، والد أبي رزين لقيط بن عامر. ذكر ابن قانع وغيره في الصحابة، وأورد له الحديث الّذي أخرجه النسائيّ وابن الجارود من طريق عمرو بن أوس، عن أبي رزين أنه قال: يا نبي اللَّه، إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحجّ والعمرة. قال: «حجّ عن أبيك واعتمر» . قلت: لم أر في شيء من طرقه التصريح بوفادة والد أبي رزين. 4414- عامر «2» : بن الطّفيل بن الحارث الأزديّ. ذكره وثيمة في الرّدة، عن ابن إسحاق، وذكر أنه كان وافد قومه والقائم فيهم في زمن الردة يحرضهم على الإسلام، وذكر له قصة طويلة، وقصيدة حسنة، وله مرثية في النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: بكت الأرض والسّماء على النّور ... الّذي كان للعباد سراجا من هدينا به إلى سبل الحقّ ... وكنّا لا نعرف المنهاجا [الخفيف] 4415 ز- عامر بن الطفيل «3» : آخر، لم يذكر نسبه. ذكره التّرمذيّ والطّبريّ في الصحابة. وروى المستغفري من طريق القاسم عن أبي أمامة، عن عامر بن الطفيل، أنه قال: يا رسول اللَّه، زوّدني كلمات أعيش بهن. قال: «يا عامر، أفش السّلام، وأطعم الطّعام، واستحي من اللَّه كما تستحيي رجلا من أهلك، وإذا   (1) أسد الغابة ت 2703. (2) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 270 في كتاب الحج باب 87 حديث رقم 930 وقال أبو عسى الترمذي حديث حسن صحيح وأبو داود في السنن 1/ 563 كتاب المناسك باب الرجل يحج عن غيره حديث رقم 1810 وابن ماجة في السنن 2/ 970 كتاب المناسك باب (10) الحج عن الحي إذا لم يستطع حديث رقم 2906، والنسائي في السنن 5/ 111 كتاب الحج باب (1) وجوب الحج حديث رقم 2621، والدارميّ في السنن 2/ 41، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 961، وأحمد في المسند 1/ 244، والطبراني في الكبير 1/ 231، والطبراني في الصغير 2/ 18. (3) أسد الغابة ت 2704، الاستيعاب ت 1339. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 أسأت فأحسن، فإن الحسنات يذهبن السّيّئات» «1» . أورده المستغفريّ في ترجمة عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابيّ رئيس بني عامر في الجاهلية، وهو خطأ صريح، فإن عامر بن الطفيل مات كافرا، وقصته معروفة، وكان قدومه على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وهو ابن ثمانين سنة فقال له: «أبايعك على أنّ «2» أعنّة الخيل» ، فامتنع. والحديث الّذي أورده إن صحّ فهو آخر، وأظنّه الأسلميّ الّذي روى البغويّ والطبري في ترجمة عامر بن مالك ملاعب الأسنة، من طريق عبد اللَّه بن بريدة الأسلميّ، قال: حدثني عمي عامر بن الطفيل عن عامر بن مالك، فذكر حديثا سيأتي في ترجمة عامر بن مالك. 4416- عامر بن أبي عامر الأشعريّ «3» : ذكره ابن سعد في تسمية من نزل الشام من الصحابة، وذكره يعقوب بن سفيان وابن السكن والباوردي، وابن زبر في الصحابة. وقال ابن البراء: سئل عنه علي بن المديني فقال: إن لم يكن أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فلم يسمع من أبيه، لأن أبا عامر قتل في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا قال الطبري. قلت: وهذا مبني على أن أباه عامر عمّ أبي موسى الأشعري، وقد جزم أبو أحمد الحاكم في الكنى بأنه غيره، فترجم لأبي عامر الأشعري عمّ أبي موسى. وقال ابن سعد والبغويّ والطبري ّ: عامر بن أبي عامر الأشعري قد صحب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وغزا معه، وروى يحيى بن سليم عن أبي خثيم، عن شهر بن حوشب، عن عامر الأشعري أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال للمرأة التي سألته عن زوجها: «لو كان أجذم يسيل منخراه دما فمصصت ذلك لم تقضي حقّه» . وروى الطبرانيّ والحاكم، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: قدم أبو موسى الأشعريّ، فدعا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لأكبر أهل السفينة وأصغرهم.   (1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 295، 323، والحاكم في المستدرك 4/ 129، 160، والطبراني في الكبير 8/ 273 وكنز العمال حديث رقم 43447. (2) في أ: على أن لي، وبياض في باقي النسخ. (3) أسد الغابة ت 2706، الثقات 3/ 291، تجريد أسماء الصحابة 1/ 285، تقريب التهذيب 1/ 388، الجرح والتعديل 6/ 326، تهذيب التهذيب 5/ 72، التاريخ الكبير 6/ 450- الطبقات الكبرى 8/ 346، تهذيب الكمال 4/ 144، خلاصة تذهيب 2/ 23، الكاشف 2/ 56. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 474 وقال أبو عامر الأشعريّ: يقول: كنت أنا أكبر أهل السفينة وابني أصغرهم. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال: كان على القضاء زمن عمر قلت: لا يكون على القضاء في ذلك الوقت إلا وهو رجل. وقال ابن حبّان: عامر بن أبي عامر الأشعري سكن الشام، له صحبة. ومات في خلافة عبد الملك، ثم غفل فذكره في التابعين، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الصحابة الذين نزلوا الشام. 4417- عامر بن عبد الأسد: [له إدراك ذكر الطبري أن العلاء بن الحضرميّ كتب إليه يأمره بالتمادي على جديد اجتهاده في قتال أهل الردّة والفحص عن أمورهم والتتبع لأخبارهم ذكره ابن فتحون. قلت: لم ينسبه وإن كان هو أخاه أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي زوج أم سلمة وهو صحابي وينظر في القسم الثالث] «1» . 4418- عامر بن عبد اللَّه «2» : بن الجراح بن هلال بن أهيب، ويقال وهيب، بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهريّ، أبو عبيدة بن الجرّاح، مشهور بكنيته، وبالنسبة إلى جدّه. ومنهم من لم يذكر بين عامر والجراح عبد اللَّه، وبذلك جزم مصعب الزبيري في نسب قريش. والأكثر على إثباته. وكان إسلامه هو وعثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث «3» بن المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد في ساعة واحدة قبل دخول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم دار الأرقم. ذكره ابن سعد من رواية يزيد بن رومان، وأنكر الواقدي ذلك، وزعم أن أباه مات قبل الإسلام وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامر بن عميرة، أحد العشرة السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا وما بعدها، وهو الّذي انتزع الحلقتين من وجه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فسقطت ثنيتا أبي عبيدة، وقال فيه النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لكلّ أمّة أمين وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح» «4» . أخرجاه في الصحيح من طريق أبي قلابة، عن أنس والبخاريّ نحوه من حديث حذيفة.   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت 2707، الاستيعاب ت 1340. (3) في ج، ج الجون. (4) أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 32 ومسلم 4/ 1881 في كتاب فضائل الصحابة باب 7 فضائل أبي عبيدة ابن الجراح رضي اللَّه عنه حديث رقم 53، 54، وأحمد في المسند 3/ 189، 245 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 210، 371، وأبو نعيم في الحلية 1/ 101. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 وقال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أنّ أهل اليمن لما قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قالوا: ابعث معنا رجلا يعلّمنا السنة والإسلام، فأخذ بيدي أبي عبيدة الجراح «1» فقال: هذا أمين هذه الأمة، وسيّره إلى الشام أميرا، فكان فتح أكثر الشام على يده وقال: إنه قتل أباه يوم بدر، ونزلت فيه: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... [المجادلة الآية: 22] . وهو فيما أخرجه الطّبرانيّ بسند جيد، عن عبد اللَّه بن شوذب، قال: جعل والد أبي عبيدة يتصدّى لأبي عبيدة يوم بدر، فيحيد عنه، فلما أكثر قصده فقتله، فنزلت. وله عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث، وذكر عنه اللَّه في الصحيح قوله للجيش الذين أكلوا من العنبر: نحن رسل رسول اللَّه، وفي سبيل، فكلوا. وروى عنه العرباض بن سارية، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة، وسمرة وغيرهم. قال خليفة: وكانت أمه من بني الحارث بن فهر، أدركت الإسلام، وأسلمت. وقال الواقديّ: آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين «2» سعد بن معاذ، وهو الّذي قال لعمر: أنفرّ من قدر اللَّه؟ فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. نعم نفرّ من قدر اللَّه تعالى إلى قدر اللَّه تعالى. وذلك دالّ على جلالة أبي عبيدة عند عمر. وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وأسند ابن سعد من طريق مالك بن عامر أنه وصف أبا عبيدة، فقال: كان رجلا نحيفا معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالا أجنأ أثرم «3» .   (1) طبقات ابن سعد 3/ 1/ 297، 304 نسب قريش 445، طبقات خليفة 27/ 300، تاريخ خليفة 138، التاريخ الكبير 6/ 444، 445، التاريخ الصغير 1/ 48 المعارف 247، 248، تاريخ الطبري 3/ 202، والجرح والتعديل 6/ 325، مشاهير علماء الأمصار ت 13، البدء والتاريخ 5/ 87، معجم الطبراني 1/ 117، 120، حلية الأولياء 1/ 100، 102، تاريخ ابن عساكر 7/ 157، صفوة الصفوة 1/ 42، الكامل في التاريخ 2/ 325، 332 تهذيب الأسماء واللغات 2/ 259، الرياض النضرة 2/ 307، تهذيب الكمال 645، دول الإسلام 1/ 15، تاريخ الإسلام 2/ 23، العبر 1/ 15/ 24، العقد الثمين 5/ 84، تهذيب التهذيب 5/ 73، تاريخ الخميس 2/ 244، كنز العمال 3/ 214، 219، شذرات الذهب 1/ 29، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 160، 168. (2) في أ: آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين محمد بن سلمة وقال ابن إسحاق: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين سعد ابن معاذ. (3) الجنأ: ميل في الظهر، وقيل: في العنق النهاية 1/ 302 والثرم: سقوط الثّنيّة من الأسنان، وقيل الثنيّة والرّباعية، وقيل: هو أن تنقلع السن من أصلها مطلقا. النهاية 1/ 210. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 476 وقال موسى بن عقبة في «المغازي» : أمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، وهي من مشارف الشام في بليّ ونحوهم من قضاعة، فخشي عمرو، فبعث يستمد، فندب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الناس من المهاجرين الأولين، فانتدب أبو بكر وعمر في آخرين، فأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح مددا لعمرو بن العاص، فلما قدموا عليه قال: أنا أميركم. فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عبيدة أمير المهاجرين. فقال: إنما أنتم مددي. فلما رأى ذاك أبو عبيدة- وكان حسن الخلق متبعا لأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وعهده، فقال: تعلم يا عمرو أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال لي: «إن قدمت على صاحبك فتطاوعا» ، وإنك إن عصيتني أطعتك. وفي فوائد ابن أخي سمي بسند صحيح إلى الشعبي، قال: قال المغيرة بن شعبة لأبي عبيدة: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أمّرك علينا، وإن ابن النابغة ليس لك معه أمر- يعني عمرو بن العاص. فقال أبو عبيدة: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أمرنا أن نتطاوع، وأنا أطيعه، لقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال أبو يعلى: حدثنا موسى بن محمد بن حبان، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا كهمس، حدثنا عبد اللَّه بن شقيق، سألت عائشة: من كان أحب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قالت: أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح. وقال أحمد: حدثنا إسماعيل- هو ابن علية- ويزيد بن هارون، قالا: أنبأنا الجريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق: قلت لعائشة: أيّ أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قالت: عمر. قلت: ثم من؟ قالت: أبو عبيدة بن الجرّاح. وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا حجاج، حدثنا حماد، عن زياد الأعلم، عن الحسن- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «ما من أحد من أصحابي إلّا لو شئت لأخذت عليه في خلقه، ليس أبا عبيدة بن الجرّاح» . هذا مرسل، ورجاله ثقات. وفي الطّبرانيّ من طريق عبد اللَّه بن عمرو، قال: ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوها، وأحسنهم خلقا، وأشدهم حياء: أبو بكر، وعثمان، وأبو عبيدة. في سنده ابن لهيعة. وأخرج ابن سعد بسند حسن أن معاذ بن جبل بلغه أنّ بعض أهل الشام استعجز أبا عبيدة أيام حصار دمشق، ورجّح خالد بن الوليد، فغضب معاذ، وقال: أبأبي عبيدة يظن! واللَّه إنه لمن خيرة من يمشي على الأرض. وقال ابن المبارك، في كتاب الزهد: حدثنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه: قدم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 عمر الشام فتلقاه أمراء الأجناد، فقال: أين أخي أبو عبيدة؟ فقالوا: يأتي الآن. فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه وساء له حتى أتى منزله، فلم نر فيه شيئا إلا سيفه وترسه ورحله. فقال له عمر: لو اتخذت متاعا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن هذا يبلغنا المقيل. وأخرج يعقوب بن سفيان بسند مرسل أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر، فيقول: ألا رب مبيّض لثيابه وهو مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، غدا ادفعوا السيئات القديمات بالحسنات الحادثات. وأخرج ابن أبي الدّنيا بسند جيد، عن ثابت البناني، قال: كان أبو عبيدة أميرا على الشام فخطب فقال: واللَّه ما منكم أحد يفضلني بتقى إلا وددت أني في سلامة. وأخرج الحاكم في «المستدرك» من طريق عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبي سعيد المقبريّ، قال: لنا طعن أبو عبيدة، قالوا: يا معاذ، صلّ بالناس. فصلّى. ثم مات أبو عبيدة فخطب معاذ، فقال في خطبته: وإنكم فجعتم برجل، ما أزعم واللَّه أني رأيت من عباد اللَّه قط أقل حقدا، ولا أبرّ صدرا، ولا أبعد غائلة، ولا أشد حياء للعاقبة، ولا أنصح للعامة منه، فترحموا عليه. اتفقوا على أنه مات في طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة، وأرّخه بعضهم سنة سبع عشرة. وهو شاذّ. وجزم ابن مندة تبعا للواقدي والفلاس أنه عاش ثمانيا وخمسين سنة. وأما ابن إسحاق، فقال: عاش إحدى وأربعين سنة. وقال ابن عائذ: قال الوليد بن مسلم: حدثني من سمع عروة بن رويم، قال: انطلق أبو عبيدة يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله، فتوفي هناك، وأوصى أن يدفن حيث قضى، وذلك بفحل من أرض الأردن، ويقال: إن قبره ببيسان، وقالوا: إنه كان يخضّب بالحناء والكتم. 4419- عامر بن عبد اللَّه البدريّ «1» : روى الطبرانيّ من طريق عمرو بن يحيى، عن عمرو بن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه عن عامر بن عبد اللَّه البدري، قال: كانت بدر صبيحة يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان.   (1) أسد الغابة ت 2708. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 وأخرجه أبو نعيم وأبو موسى أيضا. 4420- عامر «1» : بن عبد اللَّه بن جهم الخولانيّ. من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس، وأخرجه ابن مندة. 4421 - عامر بن عبد «2» عمرو «3» : وقيل ابن عمرو. ويقال: هو اسم أبي حبّة البدريّ الآتي في الكنى. 4422- عامر «4» : بن عبد غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال السّهميّ. ذكر ابن الكلبيّ أنه من مهاجرة الحبشة، وقال أبو عمر: إنما هو عثمان. قلت: إن كان حفظه يحتمل أن يكون أخاه. 4423- عامر «5» : بن عبد قيس الحضرميّ «6» . له وفادة، وهو أخو عمرو، وذكره في التجريد. 4424 ز- عامر «7» : بن عبدة الرقاشيّ «8» . يقال: هو اسم أبي حرة الرّقاشي الآتي في الكنى. 4425 ز- عامر: بن عبيد الأشعريّ. هو ابن أبي عامر، تقدم. 4426- عامر: بن البكير «9» الأنصاريّ. قال المستغفريّ: شهد بدرا، أخرجه أبو موسى. قلت: والمعروف عاصم بن البكير «10» كما تقدّم، ولولا احتمال أن يكون أخاه لذكرته في القسم الرّابع، لكن الّذي شهد بدرا هو عاصم بن العكير. واللَّه أعلم. 4427- عامر «11» : بن عمرو بن حذافة بن عبد اللَّه بن المهزم، بكسر الميم وسكون الهاء، ابن الأغم التجيبي، أبو بلال.   (1) أسد الغابة ت 2709. (2) سقط في ط. (3) الثقات 3/ 292، تجريد أسماء الصحابة 1/ 286- التعديل والتجريح 1124، الجرح والتعديل 6/ 326، التحفة اللطيفة 2/ 578. أسد الغابة ت 2712، الاستيعاب ت 1342. (4) أسد الغابة ت 2713. (5) أسد الغابة ت 2714. (6) في أ: العصري. (7) أسد الغابة ت 2715. (8) في أ: الرواسي. (9) في أ: العكير. (10) في أ: العكير. (11) أسد الغابة ت 2718. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 له صحبة، وشهد فتح مصر، ذكره ابن يونس وابن مندة عنه. 4428- عامر: بن عمرو المزنيّ «1» ، والد هلال. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة. وقال أبو معاوية، عن هلال بن عامر المزني، عن أبيه: قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يخطب الناس بمنى على بغلة بيضاء ... الحديث. أخرجه أحمد عنه وأبو داود من طريقه. قال ابن السّكن: يقال: إن أبا معاوية أخطأ فيه. وقال مروان وغيره، عن هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو. وصوّب هذا الثّاني البغويّ. قلت: لم ينفرد أبو معاوية بذلك، فقد روى أحمد أيضا عن محمد بن عبيد، عن شيخ من بني فزارة، عن هلال بن عامر، عن أبيه، فيحتمل أن يكون هلال سمعه من أبيه ومن عمه رافع، وأخرج في ترجمته حديثا آخر من طريق بسطام بن مسلم، عن عبد اللَّه بن خليفة، عن عامر بن عمرو، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا» . قلت: هو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عائذ بن عمرو، وكذلك أخرجه النّسائي وأحمد وغير واحد. 4429- عامر «2» : بن عمير النميري. ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصّحابة، فروى الطّبراني من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أبي يزيد المديني، عن عامر بن عمير، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ثلاثا لا يخرج إلا إلى صلاة مكتوبة ... الحديث في ذكر السّبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب. وهذا اختلف فيه على ثابت، ثم على سليمان، فأما ثابت فقال: حماد بن سلمة عنه عمرو بن عمير. وقال عمارة بن زادان، عن ثابت بن عمارة بن عمير. وقال الضّحّاك بن مرداس: عنه عمرو بن حرام.   (1) أسد الغابة ت 2719، الاستيعاب ت 1344، الثقات 3/ 291، تجريد أسماء الصحابة 1/ 286، تقريب التهذيب 1/ 389، تهذيب التهذيب 5/ 79، تهذيب الكمال 2/ 646، خلاصة تهذيب 2/ 25، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، الكاشف 2/ 57. (2) أسد الغابة ت 2720. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 وأما سليمان فقيل عنه أيضا: عمرو أو عامر على الشك. اختلف في صحابي هذا المتن، فقيل عمرو الأنصاريّ. وقيل عمرو بن بلال. وقيل عمرو بن عمرو. وقد وجدت لعامر بن عمير حديثين آخرين: أخرج ابن عقدة في الموالاة من طريق موسى بن أكيل بن عمير النميريّ، حدّثنا عمّي عامر بن عمير، فذكر حديث غدير خمّ. وروى ابن مندة من هذا الوجه عن عامر بن عمير أنه شهد حجّة الوداع، قال: آخر ما تكلم به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الصّلاة الصّلاة» «1» . 4430 ز- عامر بن عنجدة: في رافع بن عنجدة. 4431- عامر بن عوف «2» : بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ السّاعديّ. ذكره ابن إسحاق في رواية سلمة بن الفضل عنه فيمن شهد بدرا. 4432- عامر بن غيلان «3» : بن سلمة بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفيّ. قال هشام بن الكلبيّ: حدّثني أبي، قال: تزوّج غيلان بن سلمة من خالدة بنت أبي العاص، فولدت له عمارا وعامرا، فهاجر عامر إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فعمد خازن غيلان بن سلمة إلى مال له فسرقه، وقال له: إن ابنك عامرا سرقه، فأشاع ذلك غيلان، وشكاه إلى الناس، ثم ظهرت براءته. وقيل: إن ذلك وقع لعمار في قصة ستأتي في ترجمة عمار، فلما أسلم غيلان كان حلف ألّا ينظر إلى وجه ولده عامر أبدا. وقيل: بل حلف عمار ألّا ينظر إلى وجه أبيه لكونه صدّق الخازن، وفيه: فرحل عامر وأخوه عمار إلى الشّام مع خالد بن الوليد فتوفي عامر   (1) أخرجه أبو داود عن علي بن أبي طالب بلفظ كان آخر كلام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الصلاة الصلاة اتقوا اللَّه فيما ملكت أيمانكم. أبو داود كتاب الأدب باب 124 في حق المملوك ح 2/ 761 حديث 5156. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 57، عن أنس بلفظه كان آخر وصية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم. وقد صححه الحاكم وأقره الذهبي وأحمد في المسند 6/ 290، 311، 315، 321. وابن سعد في الطبقات 2: 2: 44، وابن عساكر في تاريخه 2/ 219، والطبري في تفسيره 22/ 6. (2) أسد الغابة ت 2721. (3) أسد الغابة ت 2722، الاستيعاب ت 1345. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 بطاعون عمواس، وكان فارس ثقيف يومئذ فرثاه أبوه غيلان، فمن قوله فيه: عيني تجود بدمعها الهتان ... سحّا وتبكي فارس الفرسان لو أستطيع جعلت منّي عامرا ... تحت الضّلوع وكلّ حيّ فان [الكامل] وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان إسلام عامر بعد فتح الطائف. 4433- عامر «1» : بن فهيرة التيميّ، مولى أبي بكر الصّديق، أحد السّابقين. وكان ممن يعذّب في اللَّه. له ذكر في الصّحيح، حديثه في الهجرة عن عائشة قالت: خرج معهم عامر بن فهيرة. وعنها: لما قدمنا المدينة اشتكى أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، منهم أبو بكر، وبلال، وعامر بن فهيرة ... الحديث. وفيه: وكان عامر بن فهيرة إذا أصابته الحمى يقول: إنّي وجدت الموت قبل ذوقه ... إنّ الجبان حتفه من فوقه كلّ امرئ مجاهد بطوقه ... كالثّور يحمي جلده بروقه [الرجز] وقال ابن إسحاق في «المغازي» ، عن عائشة: كان عامر بن فهيرة مولدا من الأزد، وكان للطّفيل بن عبد اللَّه بن سخبرة، فاشتراه أبو بكر منه فأعتقه، وكان حسن الإسلام. وذكره ابن إسحاق وجميع من صنف في المغازي فيمن استشهد ببئر معونة. وقال ابن إسحاق: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه- أنّ عامر بن الطفيل كان يقول من رجل منكم لما قتل رأيته رفع بين السّماء والأرض؟ فقالوا: عامر بن فهيرة. وروى البخاريّ، من طريق أبي أسامة، عن هشام- أنّ عامر بن الطّفيل سأل عمرو بن أميّة عن ذلك. وأورد ابن مندة «2» في ترجمته حديثا من رواية جابر، عن عامر بن فهيرة، قال: تزوّد أبو بكر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في جيش العسرة بنحي من سمن وعكيكة من عسل على ما كنّا عليه من الجهد. وهذا منكر، فإن جيش العسرة هو غزوة تبوك باتفاق، وعامر قتل قبل ذلك بست سنين.   (1) تلقيح المقال 2/ 6059، أسد الغابة ت 2724، الاستيعاب ت 1346.. (2) في أ: أبو نعيم.. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 وقد عاب أبو نعيم على ابن مندة إخراجه هذا الحديث، ونسبه إلى الغفلة والجهالة فبالغ، وإنما اللّوم في سكوته عليه، فإن في الإسناد عمرو بن إبراهيم الكرديّ، وهو متّهم بالكذب، فالآفة منه، وكان ينبغي لابن مندة أن ينبّه على ذلك. 4434 ز- عامر: بن قيس الأنصاريّ، ابن عم الجلاس بن سويد. ذكره موسى بن عقبة في «المغازي» ، وأنه أحد من سمع الجلاس بن سويد يقول: إن كان ما يقول محمد حقا لنحن شرّ من الحمر، فبلغ ذلك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فحلف الجلاس ما قال ذلك، فنزلت: يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ... [التوبة: 74] الآية، وكذلك ذكره أبو الأسود عن عروة، ونقله الثعلبي عن قتادة والسديّ. والقصة مشهورة لعمير بن سعد. 4435- عامر بن قيس الأشعريّ» : ويقال: إنه اسم أبي بردة، أخو أبي بردة، أخو أبي موسى. 4436- عامر بن كريز «2» : بن ربيعة [بن حبيب] بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ العبشميّ. والد عبد اللَّه، وأمه البيضاء بنت عبد المطّلب. ذكر ابن شاهين وغير واحد أنه أسلم يوم الفتح، وعاش حتى قدم البصرة على ابنه عبد اللَّه لما كان أميرا عليها في زمن عثمان. ويقال: إنه كان محمّقا، وأنه لما استأذن عثمان في زيادة ابنه اشترط عليه ألّا يقيم، فقدم البصرة يوم الجمعة فرأى ابنه وهو يخطب فأعجبه فقال لجليسه- وأشار إلى ابنه: لقد خرج من هذا- وأشار إلى ذكره، وحكى ذلك هشام بن الكلبيّ. 4437 ز- عامر بن كعب: أبو زعنة الشاعر. يأتي في الكنى. 4438- عامر بن لقيط العامريّ «3» : أورد له الطّبرانيّ من رواية يعلى بن الأشدق، حدثني عامر بن لقيط العامريّ، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أبشّره بإسلام قومي وطاعتهم، فقال: «أنت الوافد الميمون، بارك اللَّه فيك» . وصافحني ومسح على ناصيتي ... الحديث.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 287، التاريخ الصغير 1/ 211، 248، 249، 252، 253، العبر 1/ 128، بقي بن مخلد 883، أسد الغابة ت 2725، الاستيعاب ت 1147. (2) أسد الغابة ت 2726، الاستيعاب ت 1348. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 287، أسد الغابة ت 2728. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 وفيه: فلما دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم البيت قال: «هل أطعمتم ضيفكم شيئا» ؟ قالت عائشة: وضعنا بين يديه تمرا. قال: فراحت الغنم، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بشاة فذبحت. قال: فرعت «1» . فقال: إنما ذبحناها لأنفسنا، إنّ غنمنا إذا زادت على المائة ذبحناها، هكذا أورده. وأخرجه أبو موسى مختصرا، وقال: الصّواب ما رواه غيره عن يعلى، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه. قلت: يعلى متروك، وحديث لقيط بن صبرة يشبه هذا، ولكنه معروف من رواية غير يعلى عن عاصم بن لقيط. واللَّه أعلم. 4439- عامر بن ليلى بن ضمرة «2» : ذكره ابن عقدة في «الموالاة» ، وأخرج بإسناده من طريق عبد اللَّه بن سنان، عن أبي الطّفيل، عن حذيفة بن أسيد، وعامر بن ليلى بن ضمرة، قال: لما صدر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من حجة الوداع أقبل حتى إذا كان بالجحفة ... فذكر الحديث في غدير خمّ. وأخرجه أبو موسى من طريق ابن عقدة، وقال: غريب جدّا. 4440- عامر بن ليلى الغفاريّ «3» : ذكره ابن عقدة أيضا. وأورد من طريق عمر بن عبد اللَّه بن يعلى بن مرّة، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، فلما قدم عليّ الكوفة نشد النّاس فانتشد له سبعة عشر رجلا، منهم عامر بن ليلى الغفاريّ، وجوّز أبو موسى أن يكون هو الّذي قبله، وتبعه ابن الأثير، ووجّهه بأن يكون الأول عامر بن ليلى من ضمرة، فصحّفت من فصارت «ابن» ، ولا شك أن كلّ غفاري فهو من ضمرة، لأنه غفار بن مليل بن ضمرة. قلت: إلا أن اختلاف المخرج يرجّح التعدد. واللَّه أعلم. 4441- عامر بن مالك «4» : بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزّهري، ومالك هو أبو وقّاص، يكنى أبا عمرو. وهو أخو سعد. ذكره الواقديّ، وقال: أسلم بعد عشرة رجال. وروى بإسناده من طريق عامر بن سعد   (1) في أ: فتكرهت. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 287، أسد الغابة ت 2729. (3) أسد الغابة ت 2730. (4) أسد الغابة ت 2732. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 عن أبيه، قال: جئت فإذا النّاس مجتمعون على أمي حمنة، وهي ابنة سفيان بن أمية، وعلى أخي عامر حين أسلم، فقال: ما شأن النّاس؟ قالوا: هذه أمّك قد عاهدت اللَّه ألّا يظلها ظلّ حتى يرتدّ عامر، فأنزل اللَّه تعالى: وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما [لقمان: 15] . وروينا في الجزء الثاني من حديث أبي العبّاس بن مكرم بإسناده، عن عاصم بن كليب عن أبيه: حدّثني رجل من الأنصار، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في جنازة وأنا غلام مع أبي يومئذ ... فذكر الحديث في قصّة المرأة التي أضافتهم بالشّاة، وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أخذ لقمة فلاكها ولم يسغها، فقالت المرأة: أرسلت إلى البقيع فلم أجد شاة تباع، وكان أخي عامر بن أبي وقاص عنده شاة فدفعها أهلها إلى رسول اللَّه وهو غائب ... الحديث. وقال البلاذريّ: هاجر عامر الهجرة الثانية إلى الحبشة، وقدم مع جعفر، ومات بالشام في خلافة عمر. وقال عمر بن شبّة في أخبار المدينة: واتخذ عامر بن أبي وقّاص داره التي في زقاق حلوة بين دار حويطب ودار أمه بنت سعد بن أبي سرح. 4442 ز- عامر بن مالك «1» : بن جعفر بن كلاب العامريّ الكلابيّ، أبو براء المعروف بملاعب الأسنة. ذكره خليفة، والبغويّ، وابن البرقيّ، والعسكريّ، وابن قانع، والباورديّ، وابن شاهين، وابن السّكن في الصّحابة. وقال الدّار الدّارقطنيّ: له صحبة. وروى ابن الأعرابي في معجمه، من طريق مسعر، عن خشرم بن حسّان، عن عامر بن مالك، قال: بعثت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ألتمس منه دواء، فبعث إلي بعكة من عسل. ورواه ابن مندة من هذا الوجه، فقال: عن عامر بن مالك أنه بعث ورواه البغويّ، فقال: عن خشرم الجعفري: أنّ ملاعب الأسنة بعث ... ورواه ابن شاهين فقال ... وأخرجه أيضا بإسناد صحيح عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد- أنّ ملاعب الأسنة بعث إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم يسأله الدواء من وجع بطن ابن أخ له، فبعث إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عكّة عسل، فسقاه فبرأ. وروى سعيد بن إشكاب، من طريق الزّهري، عن عبد الرّحمن بن كعب بن مالك، عن   (1) أسد الغابة ت 2733. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 أبيه في رجال من أهل العلم، حدثوه أنّ عامر بن مالك الّذي يقال له ملاعب الأسنة قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بتبوك، فعرض عليه الإسلام، فأبى، فأهدى إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّا لا نقبل هديّة مشرك» «1» . ورواه أكثر أصحاب الزّهري، فلم يقولوا فيه: عن أبيه، وهو المحفوظ. وكذا لم يقولوا: بتبوك. أخرجه الذّهليّ في «الزهريات» من طرق، وكذا أخرجه ابن البرقي، وابن شاهين. وأخرجه من طريق ضعيفة عن الزّهري، فقال أيضا: عن عبد الرّحمن بن كعب، عن أبيه. والّذي في مغازي موسى بن عقبة قال: كان ابن شهاب يقول: حدّثني عبد الرّحمن بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أنّ عامر بن مالك الّذي يدعى ملاعب الأسنة قدم وهو مشرك، فعرض النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عليه الإسلام فأبى، وأهدى للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّي لا أقبل هديّة مشرك» . فقال له عامر بن مالك: ابعث معي من شئت من رسلك، فأنا لهم جار، فبعث رهطا ... فذكر قصّة بئر معونة. وقد ساقها الواقديّ مطوّلة، وأخرجها ابن إسحاق عن المغيرة بن عبد الرّحمن المخزوميّ وغيره، قالوا: قدم أبو البراء عامر بن مالك ملاعب الأسنة فذكرها، وجميع هذا لا يدلّ على أنه أسلم. وعمدة من ذكره في الصّحابة ما وقع في السياق من الرّواية عنه، وليس ذلك بصريح في إسلامه، بل ذكر أبو حاتم السّجستاني في المعمرين، عن هشام بن الكلبيّ- أن عامر بن الطّفيل لما أخفر ذمّة عمه عامر بن مالك عمد عمّه عامر بن مالك إلى الخمر فشربها صرفا حتى مات، ولم يبلغنا أن أحدا من العرب فعل ذلك إلا هو وزهير بن جناب، وعمرو بن كلثوم، نعم ذكر عمر بن شبّة في الصّحابة له بإسناده عن مشيخة من بني عامر قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم خمسة وعشرون رجلا من بني جعفر، ومن بني أبي بكر، فيهم عامر بن مالك الجعفريّ، فنظر إليهم، فقال: قد استعملت عليكم هذا، وأشار إلى الضّحاك بن سفيان الكلابيّ، وقال لعامر بن مالك: أنت على بني جعفر، وقال للضّحاك: استوص به خيرا، فهذا يدلّ على أنه وفد بعد ذلك مسلما، وأوّل من لقب ملاعب الأسنّة درار بن عمرو القيسي ولقبه الرّويم، وذلك في يوم السّوبان، وهو من أيام العرب، أغارت بنو عامر على   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 18، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 155، وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد وهو ثقة، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 1: 45. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 بني تميم وضبّة، ورئيس ضبة حسان بن وبرة، فأسره يزيد بن الصّعق، فحسده عامر بن مالك، فشدّ على درار بن عمرو القيسي، فقال لولده: أغنه عنّي، فطعنه فتحوّل عن سرجه إلى جنب الدابة ثم لحقه. فقال لابنه الآخر: أغنه عنّي، ففعل مثل ذلك، فقال درار: ما هذا إلا ملاعب الأسنّة، فغلبت عليه. 4443- عامر بن مالك القشيري «1» : ويقال الكعبيّ. قال ابن حبّان والمستغفريّ: له صحبة. وروى البلاذريّ «2» ، وسعيد بن يعقوب، من طريق شريك، عن أشعث بن سوّار، عن علي بن زيد، عن زرارة بن أبي أوفى، عن عامر بن مالك، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم إذ جاءه سائل، فقال: «هلمّ أحدّثك، إنّ اللَّه وضع عن المسافر الصّوم وشطر الصّلاة» «3» . قلت: هذا المتن معروف لأنس بن مالك الكعبيّ القشيريّ، وقد تقدّم، في ترجمة أبي بن مالك القشيريّ، أنّ علي بن زيد روى حديثه عن زرارة، فقال: عن عامر بن مالك. فاللَّه أعلم بحقيقة الحال في ذلك. 4444- عامر «4» : بن مخرمة بن نوفل القرشيّ الزهريّ، أخو المسور. يقال: له صحبة. وروى عند الأعرج مقطوعا، هكذا ذكره ابن مندة. وقد روى الطّبرانيّ في «الأوسط» من طريق يعقوب بن زيد، عن الزّهري، عن أبي الطّفيل، قال: خاصم عليّ العبّاس في السّقاية، فشهد طلحة، وعامر بن مخرمة بن نوفل، وأزهر بن عبد عوف، أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم دفعها للعبّاس يوم الفتح، قال: لم يروه عن الزّهري إلا يعقوب، تفرد به الواقديّ. 4445- عامر بن مخلّد «5» : بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّ الخزرجيّ.   (1) أسد الغابة ت 2735. الثقات 3/ 293، تجريد أسماء الصحابة 1/ 288، الجرح والتعديل 6/ 327. (2) في أالباوردي. (3) أخرجه الترمذي 3/ 94، كتاب الصوم باب 21 ما جاء في الرخصة من الإفطار للحبلى والمرضع حديث رقم 715. وأبو داود في السنن 1/ 732 كتاب الصيام باب اختيار الفطر حديث رقم 2408، وابن ماجة 1/ 532، كتاب الصيام باب 11 ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع حديث رقم 1667. والنسائي 4/ 181، باب 51 ذكر اختلاف معاوية بن سلام وعلي بن المبارك حديث رقم 2280، 2281، 2282. وأحمد في المسند 4/ 347، 5/ 29. (4) أسد الغابة ت 2737. (5) تبصير المشتبه 4/ 1269، أسد الغابة ت 2738، الاستيعاب ت 1349. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد. 4446- عامر «1» : بن مرقّش الهذلي. ذكره سعيد بن يعقوب في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن الفضل، عن أبي قيس البكري، عن عامر بن مرقّش- أنّ حمل بن مالك بن النابغة الهذليّ مرّ بأثيلة بنت راشد وهي تهشّ على غنمها وقد رفعت برقعها، فنظر إلى جمالها فأناخ راحلته فأتاها يريدها عن نفسها، فقالت: مهلا يا حمل، اخطبني إلى أبي، فإنه لا يردّك، فأبى عليها، فاحتملته فجلدت به الأرض، وجلست على صدره، وعاهدته ألّا يعود، فقامت عنه، فعاد إليها ثلاثا، فأخذت فهرا فشدخت به رأسه وساقت غنمها، فمرّ به ركب من قومه فسألوه، فقال: عثرت بي راحلتي، فقالوا: هذه راحلتك معقولة، وهذا فهر إلى جنبك شدخت به، فاحتملوه فحضره الموت، فقال لأهله: النّاس براء من ذنبي إلا أثيلة، فلما مات جاءت هذيل تطلب دم حمل من راشد، فأرسل إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان يسمى ظالما، فسمّاه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم راشدا، فسأله فأنكر، فقالوا: أثيلة، فقال: لا علم لي، ثم جاء إليها فسألها، فقالت: وهل تقتل المرأة الرّجل؟ ولكن رسول اللَّه لا يكذب، فجاءت فأخبرت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بذلك، فقال: «بارك اللَّه فيك» «2» . وأهدر دمه. قلت: في إسناده غير واحد من المجهولين، ويعارضه ما أخرجه أحمد وأصحاب السّنن بإسناد صحيح، من طريق طاوس، عن ابن عبّاس- أنّ عمر نشد الناس أيكم سمع قضاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في الجنين، فقام حمل بن مالك بن النابغة فشهد، فمن يموت في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كيف يشهد في خلافة عمر؟ فلعل في القصّة تحريفا، كأن يكون فيها ابن حمل أو نحو ذلك. ويحتمل عن بعد أن يكون له أخ باسمه، فإن مثل ذلك وقع كثيرا. 4447- عامر بن مسعود: بن أمية «3» بن خلف الجمحيّ.   (1) أسد الغابة ت 2739. (2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 201، 3/ 409، 5/ 68. والطبراني في الكبير 7/ 190، 205. والهيثمي في الزوائد 9/ 411، وقال رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وأحمد في حديث طويل ورجال أحمد ثقات. والدار الدّارقطنيّ في السنن 1/ 234، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23200. (3) أسد الغابة ت 2741، الاستيعاب ت 1350، تجريد أسماء الصحابة 1/ 289، الجرح والتعديل 6/ 327، تهذيب التهذيب 5/ 80، التاريخ الكبير 6/ 450، تهذيب الكمال 2/ 646، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 55، بقي بن مخلد 780، تلقيح فهوم أهل الأثر 381، الكاشف 2/ 57، العقد الثمين 5/ 87. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 488 له حديث عند التّرمذيّ بإسناد صحيح إلى أبي إسحاق عن نمير بن غريب عن عامر بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الصّوم في الشّتاء الغنيمة الباردة» . قال التّرمذيّ: هذا مرسل، وعامر بن مسعود لم يدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. انتهى. وقال في «العلل الكبير» : قال محمد- يعني البخاريّ: لا صحبة له ولا سماع. وقال أبو داود: سألت أحمد عنه: أله صحبة؟ فقال: لا أدري. وسمعت مصعبا يقول: له صحبة. وقال ابن حبّان في الثّقات: يروي المراسيل، ومن زعم أن له صحبة بلا دلالة فقد وهم. وقال البغويّ، عن محمد بن علي، عن أحمد: ما أرى له صحبة. وقال الدّوري، عن ابن معين: له صحبة. وقال ابن السّكن: روى حديثين مرسلين، وليست له صحبة. قلت: الحديث الثّاني من رواية عبد العزيز بن رفيع عنه عند الطّبراني، وابن عدي وغيرهما. وقال ابن أبي حاتم، عن أبي زرعة: هو من التّابعين. وذكر محمّد بن حبيب في شعر فضالة بن شريك الأسديّ أنّ عامر بن مسعود كان مقلا، وأنه تزوّج امرأة بالكوفة من بني نصر بن معاوية، فسأل في صداقها، فكان يأخذ من كل أحد «1» درهمين، فهجاه فضالة بن شريك، فذكر شعرا. وكان عامر يلقّب دحروجة الجعل، لأنه كان قصيرا، ثم اتّفق عليه أهل الكوفة بعد موت يزيد بن معاوية، فأقره ابن الزّبير قليلا ثم عزله بعد ثلاثة أشهر، وولّاها عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، ويقال: إنه خطب أهل الكوفة فقال: إن لكل قوم شرابا فاطلبوه في مظانّه «2» ، وعليكم بما يحلّ ويحمد، واكسروا شرابكم بالماء، وفي ذلك يقول الشاعر: من ذا يحرّم ماء المزن خالطه ... في قعر خابية ماء العناقيد إنّي لأكره تشديد الرّواة لنا ... فيها ويعجبني قول ابن مسعود «3» [البسيط]   (1) في أرجل. (2) في أمكانه. (3) انظر البيتين في أسد الغابة ت (2741) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 489 وكثير من النّاس من يظنّ أن الشاعر عنى عبد اللَّه بن مسعود، وليس كذلك، وإنما عنى هذا. وسيأتي لعامر ذكر في ترجمة والده. 4448 ز - عامر بن مسعود «1» : بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن حوالة بن غالب بن محلّم بن عائذة بن أيثع بن الهون بن خزيمة. قال ابن حبّان: له صحبة. 4449- عامر بن مطر «2» : الشّيبانيّ. ذكره الطّبرانيّ، وأورد من طريق سهل بن زنجلة، عن وكيع، عن مشعر، عن جبلة بن سحيم، عن عامر بن مطر، قال: تسحّرنا مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم ثم قمنا إلى الصّلاة «3» ، فقال أبو نعيم: الصّواب عن عامر بن مطر، عن ابن مسعود. وقال أبو موسى: رواه غيره عن وكيع، فقال: عن عامر بن مطر: تسحّرنا مع ابن مسعود، وذكره ابن حبّان في التّابعين بهذا. وقال: روى عن ابن مسعود، روى عنه جبلة بن سحيم. 4450 ز- عامر بن نابي «4» : بن زيد بن حرام الأنصاري، والد عقبة. ذكر هشام بن الكلبي أنه شهد العقبة. 4451- عامر بن هذيل «5» : ذكره سعيد بن يعقوب في الصحابة «6» ، وأخرج من طريق زياد النميريّ، عن نفيع، عن عامر بن هذيل، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من حضر الجمعة بالإنصات وصلّى حتّى يخرج الإمام فهو كفّارة لما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيّام» «7» . وإسناده ضعيف جدا. 4452- عامر بن هلال «8» : أبو سيّارة المتعي «9» . يأتي في الكنى.   (1) الثقات 3/ 293. (2) أسد الغابة ت 2742. (3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 771 كتاب الصيام باب 9 فضل السحور وتأكيد استحبابه ... حديث رقم 47/ 1097. (4) أسد الغابة ت 2743. (5) أسد الغابة ت 2744. (6) في أ: أصحابه. (7) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 92. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21271 وعزاه للخطيب عن أبي هريرة.. (8) أسد الغابة ت 2746، الاستيعاب ت 1351.. (9) في أالبرقي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 490 4453- عامر «1» : بن أبي وقاص الزهري. هو عامر بن مالك. تقدم. 4454- عامر «2» : بن واثلة بن عبد اللَّه بن عمير الكناني الليثي، أبو الطفيل، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 4455- عامر بن يزيد «3» : بن السكن الأنصاريّ، أخو أسماء. ذكر أبو عمر: في ترجمة أبيه أن له صحبة، وذكر العدويّ أنه استشهد هو وأبوه يوم أحد. 4456- عامر» الرّامي «5» : أخو الخضر، بضم الخاء وسكون الضاد بمعجمتين، المحاربي، من ولد مالك [بن طريف بن خلف بن محارب. وكان يقال لولد مالك] «6» الخضر، لأنه كان شديد الأدمة، وكان عامر راميا حسن الرمي، فلذلك قيل له الرّامي. وكان شاعرا، وفيه يقول الشماخ: فحلأها عن ذي الأراكة عامر ... أخو الخضر يرمي حيث تردي «7» الهواجر «8» [الطويل] حكاه الرّشاطيّ «9» ، وروى أحمد وأبو داود من طريق ابن إسحاق عن أبي منظور، عن عمه عامر الرامي قال: إنا لببلادنا «10» إذا رفعت لنا رايات وألوية، فقلت: ما هذا؟ قالوا: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأقبلت فإذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم جالس تحت شجرة وحوله أصحابه ... فذكر الحديث في ثواب الأسقام. وذكر البخاريّ في تاريخه أن أبا أويس رواه عن ابن إسحاق، فقال: عن الحسن بن عمارة، عن أبي منظور.   (1) أسد الغابة ت 2748، الاستيعاب ت 1353. (2) الثقات 3/ 291، تجريد أسماء الصحابة 1/ 289، تقريب التهذيب 1/ 389، الجرح والتعديل 6/ 328، بقي بن مخلد 199، تهذيب التهذيب 5/ 82، التاريخ الصغير 1/ 250، 252، أزمنة التاريخ الإسلامي 687، التاريخ الكبير 6/ 446، الوافي بالوفيات 16/ 584، الطبقات الكبرى 5/ 457، تهذيب الكمال 2/ 647، الأعلام 3/ 255، الرياض المستطابة 234، الاستبصار 8، 33، الكاشف 2/ 58، سير أعلام النبلاء 3/ 467، المحن 78، 80، شذرات الذهب 1/ 118، خلاصة تذهيب 2/ 25، العقد الثمين 5/ 587، تفسير الطبري 15/ 18293، أسد الغابة ت 2747، الاستيعاب ت 1352. (3) أسد الغابة ت 2749. (4) أسد الغابة ت 2692، الاستيعاب ت 1334، تجريد أسماء الصحابة 1/ 284، تهذيب التهذيب 5/ 84، التاريخ الكبير 6/ 446، خلاصة تذهيب 2/ 26، الكاشف 2/ 58، بقي بن مخلد 726. (5) في أ: الراعي. (6) سقط في ب، ج. (7) في أ: تروى. (8) انظر تهذيب التهذيب 5/ 85. (9) في أ: المرشاطي. (10) في أ: ببلادنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 491 وقد أخرج ابن أبي خيثمة وابن السّكن وغيرهما الحديث من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني رجل من أهل الشام يقال له أبو منظور، فهذا يدل على وهم أبي أويس، أو يكون ابن إسحاق سمعه من الحسن عن أبي منظور «1» . قال البخاريّ: أبو منظور لا يعرف إلا بهذا. 4457 ز- عامر الشّامي: أحد الثمانية الذين قدموا من الحبشة مع جعفر. تقدّم في أبرهة. 4458- عامر التيميّ «2» : والد عروة. ذكره المستغفريّ في «الصّحابة» ، وروى من طريق البغويّ، عن القواريري، عن عاصم بن هلال، عن عاصم «3» بن عروة، عن أبيه، قال: قدمت المدينة مع أبي فمرّ بنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم فسمعته يقول ... فذكر حديثا أورده أبو موسى، وقال: رواه جماعة عن عاصم، فلم يقولوا فيه: عن أبي. قلت: كذا أخرجه إلا أنه ساقه على لفظ عمرو بن علي، عن عاصم. واللَّه أعلم. ذكر من اسمه عائذ بتحتانية ثم معجمة 4459- عائذ اللَّه بن سعد «4» «5» : يأتي قريبا. 4460- عائذ بن ثعلبة «6» : بن وبرة البلويّ. له صحبة، وشهد فتح مصر، وقتلته الروم بالبرلس «7» سنة ثلاث وخمسين، قاله ابن يونس. ذكر محمّد بن الرّبيع الجيزي أنه شهد بيعة الرضوان، وله خطة بمصر. 4461- عائذة بن السائب: المخزوميّ. ذكره ابن عبد البرّ في ترجمة أخيه عامر وأن عامرا أسر يوم بدر مشركا، ثم أسلم. وقيل: إن اسمه عابد- بموحدة ثم مهملة.   (1) في أ: عن أبي منظور ثم لقي أبو منظور. (2) في أ: الفقيمي. (3) في أ: عاصرة. (4) أسد الغابة ت 2757، الاستيعاب ت 1359. (5) في أسعيد. (6) أسد الغابة ت 2750. (7) برلّس: بفتحتين، وضم اللام، بليدة على شاطئ نيل مصر قرب البحر من جهة الإسكندرية. انظر معجم البلدان 1/ 478. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 4462- عائذ بن سعيد «1» : بن زيد بن جندب بن جابر بن زيد بن الحارث بن بغيض بن شكم، بفتح المعجمة وسكون الكاف، المحاربي، الجسري، بفتح الجيم وسكون المهملة. ويقال عائذ اللَّه مضافا إلى اسم اللَّه. قال أبو عمر، عن الطبري: له وفادة. وذكر الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق أم البنين بنت شراحيل الجسرية، عن عائذ بن سعيد الجسري، قال: وفدنا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فتقدم عائذ، فقال: يا رسول اللَّه، امسح وجهي، وادع لي بالبركة، قال: ففعل، فكان وجهه يزهو. وكانت أمّ البنين امرأته. قال البلاذريّ: من ولد لقيط بن بكير بن النضر بن سعيد بن عائذ بن سعيد، وكان راوية عالما، وكان أبو بكير بن النضر صدوقا عالما، وشهد عائذ الجمل وصفين مع علي، ومعه راية بني محارب. وشهد قبل ذلك القادسية وجلولاء، وبها ولد أيام الفتوح وقتل بصفّين. 4463- عائد بن سلمة: ملك عمان، ويقال سلمة بن عباد. وذكره المرزبانيّ «2» ، وقال: إنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وأنشد: رأيتك يا خير البريّة كلّها ... نشرت كتابا جاء بالحق معلما [الطويل] قلت: نسب الرّشاطيّ هذه الأبيات لسلمة بن عياض، ونسبه أسديّا، ولم يعرفه بكونه ملك عمان. وينبغي أن يكون الأسدي- بسكون المهملة، لأن ملوك عمان من الأزد بسكون الزاي، وكثيرا ما يقلبون هذه الزاي سينا. 4464- عائذ بان أبي عائذ «3» : الجعفيّ. ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم. وقال ابن مندة: روى حديثه محمد بن ربيعة، عن الجعد بن الصّلت، عنه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مرّ بقوم يرفعون حجرا، قال: وكنا نسميه حجر الأشداء. وذكره ابن حبّان في التابعين، وقال: إنه يروي المراسيل. روى عنه الجعد [بن أبي الصّلت] «4»   (1) أسد الغابة ت 2751، الاستيعاب ت 1354، الأنساب 3/ 276، الجرح والتعديل 7/ 77، تنقيح المقال 6129، الإكمال 6/ 5. (2) في أذكره المرزباني في معجم الشعراء. (3) الجرح والتعديل 7/ 16، 77، غاية النهاية 1/ 351، تنقيح المقال 6129، الإكمال 6/ 5، أسد الغابة ت 2752. (4) في أروى عنه الجعد وابنه مسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 4465- عائذ «1» : بن عبد عمرو الأزديّ. عداده في البصريّين. توفّي بعد عثمان. أخرجه ابن مندة مختصرا، وقال: ذكره البخاريّ في الوحدان، ولم يخرج حديثه. 4466 ز - عائذ: بن عمرو الأنصاريّ. ذكره البلاذريّ «2» . وروى بسنده عن عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه عدّه فيمن شهد صفّين مع علي بن الصحابة، وإسناده بذلك ضعيف. 4467- عائذ بن عمرو بن هلال «3» : بن عبيد بن يزيد المزني، أبو هبيرة. كان ممّن بايع تحت الشجرة ثبت ذلك في البخاري، وله عند مسلم في الصحيح حديثان غير هذا، وسكن البصرة، ومات في إمارة ابن زياد، فروى مسلم من طريق الحسن أنّ عائذ بن عمرو- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وسلم- دخل على عبد اللَّه بن زياد، فقال: أي شيء سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «إنّ شرّ الرّعاء الحطمة ... » الحديث. روى الحسن، ومعاوية بن قرّة، وعامر الأحول، وأبو حمزة الضبعي، وابنه حشرج، وغيرهم، قال أبو الشيخ: هو أخو رافع بن عمرو المزني. وروى البغويّ من طريق أسماء بن عبيد: كان عائذ بن عمرو لا يخرج من داره ماء إلى الطريق لا ناسما «4» ولا غيره، فسئل، فقال: لأن أصب طستي في حجرتي أحبّ إليّ من أن أصبه في طريق المسلمين. 4468- عائذ «5» : بن قرط السكونيّ، ويقال الثمالي «6» .   (1) أسد الغابة ت 2753. (2) في أذكره الباوردي. (3) أسد الغابة ت 2754، الاستيعاب ت 1355، الثقات 3/ 313، الطبقات 37، 176، تقريب التهذيب 1/ 390، الجرح والتعديل 7/ 16، تهذيب التهذيب 5/ 89، التاريخ الصغير 1/ 128، التاريخ الكبير 7/ 58، الوافي بالوفيات 16/ 595، الطبقات الكبرى 4/ 300، 7/ 13، تهذيب الكمال 2/ 648، تاريخ من دفن بالعراق 284، خلاصة تذهيب 2/ 27، الكاشف 2/ 59، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، ذكر أخبار أصفهان 1/ 65، الإكمال 6/ 5، بقي بن مخلد 221. (4) في ألا ماء سماء. (5) أسد الغابة ت 2755، الاستيعاب ت 2756، التاريخ الكبير 7/ 59، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، الإكمال 7/ 110. (6) في أاليماني. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 ذكره البخاريّ. قال البغويّ: سكن الشّام، وروى هو والطبراني وابن أبي خيثمة، وابن شاهين، من طريق قيس بن مسلم السكونيّ، عن عائذ بن قرط- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «من صلّى صلاة لم يتمها زيد فيها من سبحاته حتّى تتمّ» «1» وإسناده حسن. وروى الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير وعائذ بن قرط، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: «لا تمثّلوا بشيء من خلق اللَّه» . 4469- عائذ بن ماعص «2» : بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ. قال ابن إسحاق: شهد بدرا هو وأخوه معاذ. واستشهد عائذ يوم بئر معونة. ويقال باليمامة. ويقال: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين سويبط بن حرملة. 4470- عائذ بن معاذ: بن أنس، أخو أبيّ وأنس. ذكر العدويّ أنه شهد أحدا، واستشهد يوم جسر أبي عبيد، وذكر أنّ ابنه عبد الرّحمن شهد أحدا، واستشهد بالقادسيّة. العين بعدها الباء ذكر من اسمه عبّاد بفتح أوله والتشديد 4471- عبّاد بن أخضر «3» : ويقال ابن أحمر. ذكره مطين وغيره في الصحابة. وروى البغوي والطبراني وغيرهما من طريق جابر الجعفي، عن معقل الزبيديّ، عن عباد بن أخضر، أو ابن أحمر- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قرأ: «قل يا أيّها الكافرون» ، حتى يختمها، وهو غير عباد بن أحمر المازني الآتي في القسم الأخير. 4472- عباد بن بشر «4» : بن قيظي الأنصاريّ الأوسيّ، من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وروى ابن مندة، من طريق إبراهيم بن جعفر بن   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20032 وعزاه للطبراني في الكبير عن سعد بن عائذ القرظ. (2) أسد الغابة ت 2756، الاستيعاب ت 1357. (3) أسد الغابة ت 2759، الاستيعاب ت 1361، تجريد أسماء الصحابة 1/ 291، الأعلام 3/ 257، تقريب التهذيب 1/ 391، الجرح والتعديل 6/ 77، خلاصة تذهيب 2/ 27. (4) أسد الغابة ت 2760. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 495 محمود بن محمد بن مسلمة، حدثني أبي عن جدتي تويلة بنت أسلم، وكانت من المبايعات، قالت: جاء رجل من بني حارثة يقال له عباد بن بشر بن قيظي، فقال: إن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام، فتحوّلوا إليه. ورواه يعقوب بن إبراهيم، عن شريك، عن أبي بكر بن صخر، عن إبراهيم بن عباد، عن أبيه، وكان يؤم بني حارثة. ووقع لابن مندة أنه من بني النّبيت، ثم من بني عبد الأشهل، وهو وهم، فإن بني عبد الأشهل من ولد جشم بن الحارث بن الخزرج أخوه حارثة بن الحارث، وكأنه التبس عليه بالذي بعده، وأراد أبو نعيم أن يسلم من هذا الوهم فوحّدهما فوهم أيضا] «1» . 4473- عباد بن بشر: بن وقش «2» بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، قال: واستشهد باليمامة وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكان ممن قتل كعب بن الأشرف. وقال في ذلك شعرا. وقالت عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتدّ عليهم فضلا كلّهم من بني عبد الأشهل: أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ، وعباد بن بشر. صحيح. وفي الصحيح عن عائشة رضي اللَّه عنها أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم سمع صوت عباد بن بشر، فقال: «اللَّهمّ ارحم عبادا ... » «3» الحديث. وله ذكر في الصحيح من حديث أنس أنّ عباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في ليلة مظلمة، فأضاءت عصا أحدهما، فلما افترقا أضاءت عصا كلّ واحد منهما. وأورد له أبو داود في «فضائل الأنصار» ، من طريق ابن إسحاق: حدثنا حسين بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن عباد بن بشر، والطبراني، وابن شاهين، وغيرهم حديثا. وقال إسماعيل القاضي عن ابن المديني: لا أعلم له غيره.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 2761، الاستيعاب ت 1362، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 16- طبقات خليفة 78- تاريخ خليفة 113- التاريخ الصغير 36- الجرح والتعديل 6/ 77، مشاهير علماء الأمصار ت: 113- الاستبصار 220- 222- تاريخ الإسلام 1/ 370، سير أعلام النبلاء 1/ 337. (3) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 225، وابن حجر في الفتح 5/ 264، 265. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 4474- عباد: بن تميم بن غزية الأنصاري الخزرجي. تقدم ذكر أبيه بأنه ذكر عمه لأمه عبد اللَّه بن زيد راوي حديث الوضوء. ذكر الواقديّ عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن موسى بن عقبة، عن عباد بن تميم، قال: كنت يوم الخندق ابن خمس سنين. قلت: والخندق كانت سنة خمس أو أربع أو ستّ، وعلى كل تقدير، فكان عند الوفاة النبويّة ابن عشر يزيد أو ينقص، فيكون من هذا القسم لاحتماله، ولكن المشهور أنه تابعيّ. وذكر الشيخ شمس الدين الكرمانيّ شارح البخاري في شرحه أنه رأى في بعض النسخ في حديث عائشة: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم صوت قارئ في المسجد، فقال: «أصوت عباد هو؟» «1» قال الكرماني في بعض النسخ: عباد بن تميم. قلت: وهو غلط، وإنما فسر بعباد بن بشر كما بينته في فتح الباري، وعباد هذا روى عن أبيه وعن عمه لأمه، وعن عويمر بن أشقر، وأبي سعيد الخدريّ. روى عنه الزّهريّ، وعمرو بن يحيى المازني، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وآخرون. وثقه العجليّ والنسائيّ وغيرهما، وحديثه في الصحيحين. 4475- عباد بن جعفر» : بن رفاعة بن أمية بن عائذ «3» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، والد محمد بن عباد التابعي المشهور. ذكره ابن مندة، وقال: له ذكر في الصحابة، ولا تعرف له رواية ولا صحبة. قلت: مات أبوه قبل فتح مكة، فله رواية إن لم يكن له صحبة. 4476- عباد «4» : بن الحارث بن عديّ بن الأسود بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة «5» ابن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. يعرف «6» بفارس ذي الخرق، وهي فرس له. شهد أحدا وما بعدها، واستشهد باليمامة. ذكره أبو عمر. 4477 ز- عبّاد: بن حنيف، أخو عثمان وسهل الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره أبو عبيد مع إخوته.   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 225. (2) أسد الغابة ت 2763. (3) في أ: عامر. (4) أسد الغابة ت 276، الاستيعاب ت 1364. (5) في أعليه. (6) في أمعروف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 4478- عبّاد «1» : بن خالد الغفاريّ. ذكره المستغفريّ، وقال إنه من أهل الصفة «2» ، ويقال فيه عباد، بكسر المهملة والتخفيف، كذا ضبطه ابن عبد البر، وقال: له صحبة وحديثان عند عطاء بن السائب عن أبيه عن خالد بن عباد بن خالد عن ابنه عباد عن أبيه. وقال البغويّ: كان من أهل الصفّة فيما بلغني. وروى أبو سعد النيسابورىّ في شرف المصطفى، من طريق مصعب بن محمد بن عبد اللَّه بن أبي أميّة، عن أم سلمة، قالت: كان أهل الحاجة من الصحابة ربيعة بن كعب، وأسماء وهند ابنا حارثة، وطهية الغفاريّ، وعباد ابن خالد الغفاريّ، وجعيل بن سراقة، وعرباض بن سارية، وعمرو بن عوف، وعبد اللَّه بن مغفل، وأبو هريرة، وواثلة بن الأسقع. قال البلاذريّ: مات عباد بن خالد الغفاريّ في أيام معاوية، ورأيت مضبوطا في نسخة مجوّدة من كتاب البلاذريّ عباد، بالتشديد. 4479 ز- عباد بن الخشخاش «3» : بمعجمات. يأتي في عبادة. 4480- عباد بن سابس «4» : ذكره يحيى بن مندة مستدركا على جده، ولم يخرج له شيئا، وقال: روى عنه أبو هريرة، حكاه موسى. 4481- عباد بن سحيم الضبي «5» : ذكره ابن أبي عاصم في «الصّحابة» ، ولم يخرج له شيئا. وقال البخاريّ: هو تابعيّ، حكاه ابن مندة. قلت: لم أره في تاريخه. 4482 ز- عباد بن سنان «6» : بن سالم بن جابر بن سالم بن مرّة السّلميّ.   (1) أسد الغابة ت 2785، الاستيعاب ت 1365، تجريد أسماء الصحابة 1/ 291، الطبقات الكبرى 4/ 315. (2) في أ: البصرة. (3) أسد الغابة ت 2766، الاستيعاب ت 1366. (4) أسد الغابة ت 2767. (5) أسد الغابة ت 2768. (6) أسد الغابة ت 2769. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 قال ابن الكلبيّ: له صحبة، وكذا قال ابن السكن. وجزم الرشاطي بأنه عباد بن شيبان الأحمسي. 4483- عباد «1» : بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق أنه استشهد بأحد، قتله صفوان بن أمية. 4484- عباد «2» : بن شرحبيل، ويقال شراحيل، اليشكري، ثم الغبري من بني غبر، بضم المعجمة وفتح الموحدة الخفيفة، ابن يشكر. نزل البصرة. قال ابن السكن: يقال له صحبة، وفيه نظر. قلت: روى حديثه أبو داود، والنسائي، وابن أبي عاصم بإسناد صحيح، عن أبي بشر، وهو جعفر بن أبي وحشية، سمعت عباد بن شرحبيل- رجلا منا من بني غبر، قال: أصابتنا سنة فدخلت حائطا من حيطان المدينة، فأخذت فسيلا فعركته فأكلته، فجاء صاحب الحائط وضربني وأخذ كسائي، فأتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فأخبرته، فقال له: ما علّمته إذ كان جاهلا، ولا أطعمته إذ كان جائعا. وأمره فردّ إليه ثوبه ... الحديث «3» . وفي بعض طرقه: خرجت أنا وعمي إلى المدينة، كذا هو في الأوسط للطبراني. ووقع في نسخة منه ابن شراحيل بدل شرحبيل. وقال البغويّ: ما له «4» غيره. 4485- عباد بن شيبان «5» : أبو إبراهيم، حليف قريش- كذا قال ابن مندة. وقال أبو عمر : عباد بن شيبان، قال: خطبت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمامة بنت ربيعة، فأنكحني، ولم يشهد. روى عنه ابناه: إبراهيم، ويحيى. وكذا ذكر ابن سعد نحوه، وقال: إنه حليف بني عبد المطلب.   (1) أسد الغابة ت 2770، الاستيعاب ت 1367. (2) أسد الغابة ت 2771، الاستيعاب ت 1368. (3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 45 عن عباد بن شرحبيل ... الحديث. كتاب الجهاد باب من ابن السبيل يأكل من التمر ويشرب من اللبن إذا مر به حديث رقم 2620. والنسائي في السنن 8/ 240 كتاب آداب القضاة باب الاستعداء (21) حديث رقم 5409، وأحمد في المسند 4/ 167. والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 2، والحاكم في المستدرك 4/ 133. وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45418. والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 1489. (4) في أما قاله. (5) الاستيعاب ت 1369. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 وأورد ابن مندة من طريق يحيى بن العلاء، عن إسحاق بن عبد اللَّه، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عباد بن شيبان، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال له: «ألا أنكحك أميمة بنت ربيعة بن الحارث» ! قال: بلى. قال: وأنكحتكها. ولم يشهد، من وجه آخر عن يحيى بن العلاء عن إسماعيل به بغير واسطة إسحاق. وكذا أخرجه ابن قانع في ترجمة شيبان، لكن وقع عنده أمامة بنت عبد المطلب، نسبها لجد أبيها، ورواه شعبة عن يحيى بن العلاء، عن رجل، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن رجل من سليم، قال: خطبت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أمامة. وأخرجه ابن السّكن من طريق يزيد بن عياض، عن إسماعيل بن إبراهيم بن سنان، عن أبيه، عن جده بنحوه، وكذا وقع عنده سنان، وقد أخرجه أبو نعيم. والظاهر أنه تصحيف، فقد ذكر الطبري في تاريخه: في سنة ثمان لخمس ليال بقين من رمضان هدم خالد بن الوليد العزى ببطن نخلة، صنم لبني شيبان بطن من بني سليم حلفاء بني هاشم. وظاهر هذه الروايات في أن الصحبة لعباد. ومنهم من أعاد الضمير لإبراهيم، فجعل القصة لشيبان كما تقدم في القسم الأول من الشين المعجمة. وقال ابن السّكن: روى محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده حديثا آخر، ولم يسمه. 4486 ز- عباد بن شيبان الأنصاريّ السّلمي «1» : بفتحتين. والد أبي هريرة يحيى بن عباد. تقدم ما يتعلق به في ترجمة شيبان في الشين المعجمة. وذكره البخاريّ في «التابعين» ، وقد خلط بعضهم هذه الترجمة بالتي قبلها. والصواب المغايرة بينهما. 4487- عباد بن عبد العزى «2» : بن محصن بن عقيدة بن وهب بن الحارث بن جشم بن لؤيّ بن غالب. كان يلقب بالخطيم، لأنه ضرب على أنفه يوم الجمل.   (1) أسد الغابة ت 2772. (2) أسد الغابة ت 2773، الاستيعاب ت 1370. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 وقد ذكر أبو عمر عن ابن الكلبيّ أن له صحبة. 4488 ز - عباد بن عبد عمرو «1» : يأتي في عياذ، بالمثناة من تحت والذال المعجمة. 4488- عباد بن عبيد «2» : بن التيّهان ذكر أبو عمر من الطبري أنه شهد بدرا. 4490- عباد «3» : بن عمرو الدّيليّ، ويقال الليثي. ذكره البغويّ وغيره في «الصحابة» . وروى البخاريّ وابن أبي خيثمة وغيرهما من طريق مسعود بن سعد، عن عطاء بن السائب، عن ابن عباد، عن أبيه- أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الجاهلية واقفا في موقف، ثم رآه بعد ما بعث واقفا فيه، قال: وجاء رجل من بني ليث فقال لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: ألا أنشدك! قال: «لا» . فأنشده بعد الرابعة مدحه له، فقال: إن كان أحد من الشعراء قد أحسن فقد أحسنت. قال ابن مندة: رواه جرير، عن عطاء، فقال ابن ربيعة عن عباد عن أبيه. رواه شعيب بن صفوان، عن عطاء، فقال: عن ابني ربيعة عن أبيهما. قلت: تقدم فيمن اسمه ربيعة- ربيعة بن عباد، لكنه بكسر المهملة والتخفيف. وقد تقدم في ترجمة ربيعة في حرف الراء ما يقتضي أن لأبيه صحبة. فالظاهر أنه هذا. 4491 ز- عباد: بن عمرو الأزديّ. ويقال عياذ، بتحتانية معجمة، يأتي. 4492- عباد بن عمرو «4» : له حديث في فتح مكة يرويه أبو عاصم. ذكره البغويّ والمستغفريّ، واستدركه أبو موسى. 4493- عباد «5» : بن قيس بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة وبدرا. 4494- عباد بن قيس «6» : بن عبسة بن أمية بن مالك بن عامر بن عديّ بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.   (1) الثقات 3/ 306، تجريد أسماء الصحابة 1/ 292. (2) أسد الغابة ت 2774، الاستيعاب ت 1371. (3) أسد الغابة ت 2776. (4) أسد الغابة ت 2777. (5) أسد الغابة ت 2779، الاستيعاب ت 1372. (6) الثقات 3/ 306، تجريد أسماء الصحابة 1/ 292، الاستبصار 127، الاستيعاب ت 1374. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 ذكره ابن سعد فيمن شهد بدرا هو وأخوه سبيع، قال: وهو عمّ أبي الدّرداء. ذكره ابن إسحاق، وعروة، والواقديّ، وغيرهم فيمن استشهد بمؤتة، ويقال اسمه عبادة، بالضّم والتخفيف وزيادة هاء. 4495- عبّاد «1» : بن قيظي الأنصاريّ الحارث، أخو عبد اللَّه وعقبة. لهم صحبة، واستشهدوا يوم جسر أبي عبيد، قاله أبو عمر. 4496- عبّاد: بن كثير الأنصاريّ الأشهليّ. ذكره الأمويّ في مغازيه أنه استشهد باليمامة. واستدركه ابن فتحون. 4497- عباد «2» : بن مرّة الأنصاريّ، ويقال: مرّة بن عباد. ذكره ابن مندة، قال: عداده في الشّاميين. روى حديثه سعيد بن سنان، عن أبي الزّاهريّة، عن جبير بن نفير عنه- أنه خرج يوما فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم متغير اللون، فسأله، فقال: من الجوع ... الحديث. ورواه «3» أبان بن أبي عيّاش، عن سعيد بن المسيّب، عن مرة بن عباد. قلت: أخرجه ابن قانع من طريقه فيمن اسمه مرّة. 4498- عبّاد «4» : بن ملحان الأنصاريّ الأوسيّ. شهد أحدا، واستشهد يوم الجسر. ذكره العدويّ. 4499- عباد «5» : بن نهيك الأنصاريّ الخطميّ. ذكر أبو عمر أنه الّذي أخبر قومه بأن القبيلة «6» قد حوّلت. قلت: وقد تقدّم هذا في ترجمة عباد بن بشر بن قيظي. 4500- عبّاد: بن نوفل بن خراش العبديّ ثم المحاربي. ذكر أبو عبيدة أنه وفد هو وابنه عبد الرّحمن على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم مع وفد عبد القيس قاله   (1) أسد الغابة ت 2780، الاستيعاب ت 1374. (2) أسد الغابة ت 2781، الثقات 3/ 302، تجريد أسماء الصحابة 1/ 293. (3) في أ: قال عبد. (4) الاستيعاب ت 1375. (5) أسد الغابة ت 2783، الاستيعاب ت 1376. (6) في أ: القبلة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 502 الرّشاطي «1» . قال: ولم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون. 4501- عبّاد: بن وهب الأنصاريّ. يقال: إنه الّذي أخبر قومه بأن القبلة قد تحوّلت «2» . والمحفوظ في ذلك عباد بن بشر ابن قيظي. 4502- عبّاد الزّرقيّ: يأتي في عبادة. 4503- عبّاد العبديّ» : والد ثعلبة. قال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وروى الطّبراني، وابن السّكن، وابن شاهين، من طريق قيس بن الرّبيع، عن الأسود بن قيس «4» ، عن ثعلبة بن عباد، عن أبيه، قال: لا أدري كم سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول أزواجا وأفرادا: «ما من عبد يتوضّأ فيحسن الوضوء، فيغسل وجهه حتّى يسيل الماء على ذقنه ... » الحديث. في فضل الوضوء. تفرد به قيس بن الرّبيع، قاله ابن السّكن. قال ابن يونس وابن ماكولا وأبو عمر: هو بكسر المهملة وتخفيف الموحدة. وذكره ابن مندة وغيره في تضاعيف من اسمه عبّاد بالمشددة. فاللَّه أعلم. 4504- عبّاد العدويّ «5» : ذكره البخاريّ في «الصّحابة» ، قاله ابن مندة، وروى البخاريّ، وابن السّكن، والباوردي، من طريق ثابت بن محمد، عن أبي بكر بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن عائشة بنت ضرار، عن عباد العدويّ، قال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «ويل للأمناء، وويل للعرفاء» «6» . قال ابن مندة: ورواه غيره، فقال: عن عباد، عن رجل من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم.   (1) في أ: المرشاطي. (2) في أ: بتحويل القبلة. (3) أسد الغابة ت 2762. (4) في أبن ثعلبة. (5) أسد الغابة ت 2775. (6) أخرجه أحمد في المسند 2/ 352 عن أبي هريرة بزيادة في أوله وآخره، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20660، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 97. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 203 عن أبي هريرة ولفظه. ويل للأمراء وويل للعرفاء، وويل للأمناء ... الحديث. قال الهيثمي رواه أحمد ورجاله ثقات في طريقين من أربعة. ورواه أبو يعلى والبزار. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 وقال ابن السّكن: لم يصح حديثه، ولم يذكر سماعا، ومخرجه عن ليث بن أبي سليم أحد الضّعفاء. 4505- عبّاد الشيبانيّ: ذكره البغويّ، وقال: روى ابن وهب من طريق أبي عبد الرّحمن المعافريّ، عن عبّاد الشّيبانيّ، قال: قال رسول اللَّه: «من قال بعد المغرب أو الصّبح: لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له ... » الحديث. ذكر من اسمه عباد، بكسر أوله والتخفيف 4506- عبّاد «1» : بن خالد الغفاريّ. تقدم في عبّاد. 4507- عبّاد: بن عمرو الدئليّ. تقدّم في عبّاد أيضا. 4508- عباد العبديّ: والد ثعلبة. تقدم في عبّاد أيضا. ذكره من اسمه عبادة، بالضّم والتخفيف، وزيادة هاء آخره 4509- عبادة «2» : بن الأشيب العنزيّ، بسكون النون. قال ابن مندة: عداده في أهل فلسطين، ثم ساق من طريق مطرف بن أبي الجبير بن المصادق بن أمية العنزي، عن أبيه، عن جدّه المصادق، عن عبادة بن الأشيب العنزي، قال: خرجت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فأسلمت، فكتب لي كتابا: «من محمّد نبيّ اللَّه إلى عبادة بن أشيب، إنّي أمّرتك على قومك ... » الحديث. وفي إسناده مجهولون، وأخرجه الإسماعيلي في معجم الصّحابة من هذا الوجه، وساق الحديث بتمامه، وفي آخره قال: فجئت إلى قومي فأسلموا. 4510- عبادة بن أوفى «3» : أو ابن أبي أوفى، ابن حنظلة بن عمرو بن رياح بن جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة، أبو الوليد النميري. قال ابن مندة: اختلف في صحبته، وعداده في أهل الشّام، وروى عنه أبو سلام، وربيعة بن يزيد. وتعقبه أبو نعيم بأنه شامي. روى عن عمرو بن عبسة فيمن أعتق مسلما، قال: ولم يذكره أحد في الصّحابة.   (1) أسد الغابة ت 2785. (2) أسد الغابة ت 2786، الاستيعاب ت 1377، تبصير المشتبه 3/ 1028، الإكمال 7/ 44. (3) أسد الغابة ت 2787، الاستيعاب ت 1378. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 وردّ عليه ابن الأثير بأن ابن عبد البرّ ذكره وهو ردّ عجيب، فإن ابن عبد البرّ بعد أبي نعيم، فكيف يردّ عليه قوله بمن جاء بعده، مع أن أبا عمر قال مع ذلك: يقال: إن حديثه مرسل. قلت: وقد استوعب ابن عساكر ترجمته، فلم يذكر ما يدلّ على أن له صحبة، وذكره في التّابعين البخاريّ، وابن أبي حاتم، وأبو زرعة الدّمشقيّ، وأبو بكر بن عيسى، وأبو الحسين بن سميع، وابن حبّان، وغيرهم. 4511- عبادة بن الخشخاش «1» : بمعجمات، ابن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو البلويّ، حليف الأنصار. نسبه ابن الكلبيّ. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، ودفن هو والمجذّر بن ذياد، والنّعمان بن مالك في قبر واحد.. وذكر ابن إسحاق وأبو معشر في «البدريّين» ، وسماه الواقديّ عبدة، وسماه أبو عمر عبّاد، بالفتح والتّشديد بغيرها. وقال فيه ابن مندة: العنبريّ، وهو وهم منه، فإنّهم اتفقوا على أنه بلويّ، وأنه حليف بني سليم. وقد روى ابن مندة من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق: وقتل يوم أحد من بني عوف بن الخزرج، ثم من بني سالم عبادة بن الخشخاش. قال ابن الأثير: لعل ابن مندة رأى الخشخاش العنبريّ في الصّحابة، فظن أن هذا ولده، وليس كذلك. 4512- عبادة «2» : بن رافع الأنصاريّ. ذكره المستغفريّ، وروى من طريق ثابت بن سعد، حدّثني عمّي خالد بن ثابت، عن عبادة بن رافع- وكان من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم- قال: إن المؤمنين إذا التقيا فيحضرهما سبعون حسنة فأيهما أبش لصاحبه، كان له تسع وستون، وللآخر حسنة. 4513- عبادة: بن سعد بن عثمان الزّرقيّ. يأتي في عبادة الزّرقيّ. 4514- عبادة: بن الشماخ، أو عوانة. ذكره أبو عمر مختصرا. 4515- عبادة بن الصّامت «3» : بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن   (1) أسد الغابة ت 2788، الاستيعاب ت 1379. (2) أسد الغابة ت 2789. (3) أسد الغابة ت 2791، الاستيعاب ت 1380، طبقات ابن سعد 3/ 546 و 621- تاريخ خليفة 168 التاريخ الكبير 6/ 92- المعارف 255- 327- تاريخ الفسوي 1/ 316- الجرح والتعديل 6/ 95 المستدرك 3/ 354- 357- الاستبصار 188- 189- تاريخ ابن عساكر: عبادة 8/ 427/ 2، تهذيب الكمال 655- تاريخ الإسلام 2/ 118- العبر 1/ 35- تذهيب التهذيب 5/ 111- 112- خلاصة تهذيب الكمال 188- شذرات الذهب 1/ 40 و 62- تهذيب ابن عساكر 7/ 209، سير أعلام النبلاء 2/ 5. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو الوليد. قال خليفة بن خيّاط: وأمه قرّة العين بنت عبادة بن نضلة بن العجلان. شهد بدرا. وقال ابن سعد: كان أحد النقباء بالعقبة، وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنويّ، وشهد المشاهد كلّها بعد بدر. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان أمير ربع المدد. وفي الصّحيحين، عن الصّنابحي، عن عبادة، قال: أنا من النّقباء الذين بايعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ليلة العقبة ... الحديث. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم كثيرا. وروى عنه أبو أمامة، وأنس، وأبو أبيّ أنس ابن أم حرام، وجابر، وفضالة بن عبيد «1» من الصّحابة، وأبو إدريس الخولانيّ، وأبو مسلم الخولانيّ. وعبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي، وحطان الرّقاشي، وأبو الأشعث الصّنعاني، وجبير بن نفير، وجنادة بن أميّة، وغيرهم من كبار التّابعين ومن بعدهم. وبنوه: الوليد، وعبد اللَّه، وداود، وآخرون. أخرج حميد بن زنجويه في كتاب التّرغيب، من طريق أبي الأشعث أنه راح إلى مسجد دمشق، فلقي شداد بن أوس والصّنابحي، فقالا: اذهب بنا إلى أخ لنا نعوده، فدخلا على عبادة، فقالا: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت بنعمة من اللَّه وفضل. قال عبد الصّمد بن سعيد في تاريخ حمص: هو أول من ولى قضاء فلسطين. ومن «2» مناقبه ما ذكره في المغازي لابن إسحاق: حدّثني أبي إسحاق بن يسار، عن عبادة «3» بن الصّامت، قال: لما حارب بنو قينقاع بسبب ما أمرهم عبد اللَّه بن أبي، وكانوا حلفاءه، فمشى عبادة بن الصّامت، وكان له من الحلف مثل الّذي لعبد اللَّه بن أبيّ، فخلعهم وتبرّأ إلى اللَّه ورسوله من حلفهم، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى ... [المائدة 51] الآية.   (1) في أ: وفضالة بن عبيد ومن بعدهم. (2) سقط في ج. (3) في أ: عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 وذكر خليفة أن أبا عبيدة ولّاه إمرة حمص، ثم صرفه، وولى عبد اللَّه بن قرط. وروى ابن سعد في ترجمته من طريق محمد بن كعب القرظي أنه ممّن جمع القرآن في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وكذا أورده البخاريّ في «التّاريخ» «1» من وجه آخر عن محمد بن كعب، وزاد: فكتب يزيد بن أبي سفيان إلى عمر: قد احتاج أهل الشّام إلى من يعلّمهم القرآن ويفقههم، فأرسل معاذا وعبادة وأبا الدّرداء، فأقام عبادة بفلسطين. وقال السراج في تاريخه: حدّثنا قتيبة، حدّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن جنادة: دخلت على عبادة- وكان قد تفقّه في دين اللَّه. هذا سند صحيح. وفي مسند إسحاق بن راهويه، «والأوسط» للطّبرانيّ، من طريق عيسى بن سنان، عن يعلى بن شداد، قال: ذكر معاوية الفرار من الطّاعون، فذكر قصة له مع عبادة، فقام معاوية عند المنبر بعد صلاة العصر، فقال: الحديث كما حدّثني عبادة، فاقتبسوا منه، فهو أفقه مني. ولعبادة قصص متعددة مع معاوية، وإنكاره عليه أشياء، وفي بعضها رجوع معاوية له، وفي بعضها شكواه إلى عثمان منه، تدلّ على قوته في دين اللَّه، وقيامه في الأمر بالمعروف. وروى ابن سعد في ترجمته أنه كان طوالا جميلا جسيما، ومات بالرّملة سنة أربع وثلاثين. وكذا ذكره المدائنيّ، وفيها أرّخه خليفة بن خياط، [وآخرون، منهم من قال: مات بيت المقدس] «2» . وأورد ابن عساكر في ترجمته أخبارا له مع معاوية تدلّ على أنه عاش بعد ولاية معاوية الخلافة، وبذلك جزم الهيثم بن عديّ. وقيل: إنه عاش إلى سنة خمس وأربعين. 4516- عبادة بن طارق الأنصاريّ: ذكر الواقديّ فيمن قسم عمر بن الخطاب بينهم خيبر لمّا أجلى اليهود عنها، واستدركه ابن فتحون.   (1) في أ: في تاريخه. (2) سقط في أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 4517- عبادة بن عبد اللَّه: بن أبيّ بن سلول الخزرجيّ، أخو عبد اللَّه بن عبد اللَّه. مات أبوه سنة تسع، وكان هذا حينئذ رجلا، وله ولد اسمه جليحة تزوّج زيد بن ثابت بنته أمامة. ذكروه في أنساب الخزرج. 4518- عبادة «1» : بن عمرو بن محصن الأنصاريّ. ذكره العسكريّ، وقال أبو أحمد: إنه استشهد يوم بئر معونة. وكذا ذكره خليفة بن خيّاط. 4519- عبادة بن قرط «2» : أو قرص بن عروة بن بجير بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الضبي «3» . نزل البصرة. قال ابن حبّان: له صحبة. والصّحيح أنه ابن قرص بالصّاد، ذكره البخاريّ عن علي بن المديني، عن رجل من قومه. وروى أحمد من طريق حميد بن هلال، قال: قال عبادة بن قرط: إنكم لتأتون أمورا هي أدقّ في أعينكم من الشّعر كنّا نعدّها على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم من الموبقات. وأدخل أحمد في مسندة والحارث والطّيالسي وغيرهم بين حميد وعبادة رجلا، وهو أبو قتادة العدويّ. وروى الطّبرانيّ من طريق حميد بن هلال أيضا، عن عبادة بن قرط اللّيثي أنه قال للخوارج حين أخذوه بالأهواز: ارضوا بما رضي به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم منّي، حين أسلمت، قال بالشّهادتين، قال: فأخذوه فقتلوه. قال ابن حبّان: كان ذلك سنة إحدى وأربعين. وأخرجه البغويّ مطوّلا، وفي أوله أن عبادة بن قرط غزا، فلما رجع، وكان قريبا من الأهواز، سمع أذانا فقصده ليصلّي جماعة، فأخذه الخوارج، فذكره. وأخرجه من وجه آخر، قال فيه: عن عبادة بن قرط أو قرص، وكان له صحبة.   (1) أسد الغابة ت 2792. (2) أسد الغابة ت 2794، الاستيعاب ت 1382، تجريد أسماء الصحابة 1/ 294، الطبقات 29، 174، الجرح والتعديل 6/ 95، التاريخ الكبير 6/ 93، التاريخ الصغير 1/ 115، المحن 126، 127، الوافي بالوفيات 16/ 620، حلية الأولياء 2/ 16، تعجيل المنفعة 209، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الإكمال 7/ 111، بقي بن مخلد 744، ذيل الكاشف 729. (3) في أالليثي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 4520- عبادة بن قيس «1» : تقدم في عباد. 4521- عبادة «2» : بن مالك الأنصاريّ. يأتي في عباية. 4522 - عبادة «3» الزّرقيّ: قال موسى بن هارون: له صحبة، ومن زعم أنه عبادة بن الصّامت فقد وهم. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: كان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال ابن حبّان: له صحبة. وقال أبو عمر: لا ندفع صحبته. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وليس له غير حديث واحد، ثم أخرجه من طريق عبد الرّحمن بن حرملة، عن يعلى، عن عبد الرّحمن بن هرمز- أن عبد اللَّه بن عبادة الزّرقيّ أخبره أنه كان يصيد العصافير، قال: فرآني أبي عبادة، وقد أخذت عصفورا فنزعه مني، وقال: «إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم حرّم ما بين لابتيها» . قال: وكان عبادة من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم. وهكذا أخرجه البخاريّ في تاريخه، وموسى بن هارون، وأبو نعيم. وذكر ابن مندة أن دحيما وغيره رووه عن أبي ضمرة، فقالوا عباد. قلت: وكذا قال عبد الرّحمن «4» بن أحمد في زيادات المسند، عن محمد بن عبادة، وغيره، عن أبي ضمرة. ووجدت الّذي أشار إليه موسى بن هارون عن أحمد في مسندة، فإنه خرّج الحديث عن علي بن المديني، عن أنس بن عياض، وهو أبي ضمرة، فقال فيه: إن عبد اللَّه بن عباد الزّرقيّ أخبره أنه كان يصيد العصافير، قال: فرآني عبادة بن الصّامت، وترجّح قول من قال فيه عبادة الزّرقيّ رواية ابن وهب التي أخرجها ابن السّكن من طريقه، عن يحيى بن عبد اللَّه بن سالم عن عبد الرّحمن بن حرملة. وقد تقدّم في ترجمة سعد بن عثمان الزّرقيّ أن له ابنا يقال له عبادة له صحبة، فهو هذا.   (1) أسد الغابة ت 2795، الاستيعاب ت 1383. (2) أسد الغابة ت 2796. (3) أسد الغابة ت 2790، الاستيعاب ت 1384، الثقات 3/ 304، تجريد أسماء الصحابة 1/ 294، تقريب التهذيب 1/ 396، الجرح والتعديل 6/ 95، ذيل الكاشف 729، تهذيب التهذيب 5/ 114، التاريخ الكبير 6/ 94، الوافي بالوفيات 16/ 620، تهذيب الكمال 2/ 657، التحفة اللطيفة 2/ 281، خلاصة تذهيب 2/ 33. (4) في أعبد اللَّه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 وقد ذكر ابن سعد أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم مسح رأس عبادة بن سعد بن عثمان الزّرقيّ. قلت: وله في هذا قصّة ذكرتها في ترجمة والده أبي عبادة سعد بن عثمان الزرقيّ. واللَّه أعلم. ذكر من اسمه العباس 4523- العباس بن أنس «1» : بن عامر السّلمي ثم الرّعلي. تقدّم نسبه في ترجمة ولده أنس بن العبّاس. ذكر ابن إسحاق من طريق أبي بكر بن أبي الجهم، قال: كان العبّاس بن أنس شريكا لعبد اللَّه بن عبد المطّلب والد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم شهد الخندق مع المشركين، فلما هزم اللَّه الأحزاب أسلم العباس في بني سليم. أخرجه أبو موسى. وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ أنه كان رئيس بني سليم، قال: وأثنى عليه خفاف بن ندبة السّلمي لما مات، فقال: كان يتقي بخيله عند الموت، ولا يكالب الصّعاليك على الأسلاب، ولا يقتل الأسرى، قال: وكان موته في زمن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان ابنه أنس بن العباس من الأمراء في الفتوح. وقد تقدّم ذكر ولده رزين بن أنس. وقال المرزبانيّ في معجم الشّعراء: هو العبّاس بن ريطة، وهي والدته، وكان ربما ينسب إليها، وأنشد له قوله: وأهلكني أن لا يزال يكيدني ... أخو حنق في القوم حرّاب عامر أكبّ إذا ما الخيل كانت كأنّها ... قنابل يملؤها قنا متواتر [الطويل] قال: ويروي لولده أنس. 4524- العبّاس «2» : بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف الأنصاريّ الخزرجيّ. من أصحاب العقبة. ذكر ابن إسحاق، قال: حدّثني معبد بن كعب، عن أخيه عبد اللَّه، عن أبيه، قال:   (1) أسد الغابة ت 2797. (2) الثقات 3/ 288، تجريد أسماء الصحابة 1/ 295، الوافي بالوفيات 16/ 634، التحفة اللطيفة 2/ 285، أسد الغابة ت 2798، الاستيعاب ت 1385. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 خرجنا إلى مكّة معنا حجّاج قومنا ... فذكر الحديث في قصّة بيعة العقبة. قال: فقال العبّاس بن عبادة بن نضلة: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تأخذون محمدا؟ فإنكم تأخذونه على حرب الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكتم أسلمتموه، فمن الآن فاتركوه، وإن صبرتم على ذلك فخذوه. قال: فقلنا: بل نأخذه على ذلك. قال ابن إسحاق: فحدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد اللَّه بن أبي بكر نحوه، قال: فقال عاصم: واللَّه ما قال ذلك العبّاس إلا ليشدّ لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم العقد. قال: وقال عبد اللَّه بن أبي بكر ما قال ذلك إلا لمحضر عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول. قال: وأقام العبّاس بمكّة حتى هاجر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى المدينة فهاجر، وكان أنصاريّا مهاجريا، واستشهد بأحد. 4525- العبّاس «1» : بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشيّ الهاشميّ. عمّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، أبو الفضل. أمه نتيلة بنت جناب بن كلب. ولد قبل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسنتين، وضاع وهو صغير، فنذرت أمه إن وجدته أن تكسو البيت الحرير، فوجدته فسكت البيت الحرير، فهي أوّل من كساه ذلك، وكان إليه في الجاهليّة السّقاية والعمارة، وحضر بيعة العقبة مع الأنصار قبل أن يسلم، وشهد بدرا مع المشركين مكرها، فأسر فافتدى نفسه، وافتدى ابن أخيه عقيل بن أبي طالب، ورجع إلى مكّة، فيقال: إنه أسلم، وكتم قومه ذلك، وصار يكتب إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالأخبار، ثم هاجر قبل الفتح بقليل، وشهد الفتح، وثبت يوم حنين، وقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «من آذى العبّاس فقد آذاني «2» ، فإنّما عمّ الرّجل صنو أبيه» ، أخرجه الترمذيّ في قصّة. وقد حدّث عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بأحاديث، روى عنه أولاده، وعامر بن سعد، والأحنف بن قيس، وعبد اللَّه بن الحارث، وغيرهم.   (1) الثقات 3/ 288، تجريد أسماء الصحابة 1/ 295، الطبقات 4، طبقات فقهاء اليمن 136، 175، بقي ابن مخلد 87، تقريب التهذيب 1/ 397، الجرح والتعديل 6/ 210، تهذيب التهذيب 5/ 122، التاريخ الصغير 1/ 15، 69، 70، التاريخ الكبير 7/ 2، أزمنة التاريخ الإسلامي 690، الوافي بالوفيات 16/ 629- الطبقات الكبرى 1/ 88، 498، 2/ 182- 9/ 108، تهذيب الكمال 2/ 658، تاريخ الإسلام 3/ 13، الأعلام 3/ 262، الرياض المستطابة 209، الاستبصار 143، 163، 164، أسد الغابة ت 2799، الاستيعاب ت 1386. (2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 165، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث. ابن عبد المطلب ... الحديث. وابن سعد في الطبقات 4: 1: 17، وابن عساكر في التاريخ 7/ 237، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33401. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 511 وقال ابن المسيّب، عن سعد: كنا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأقبل العبّاس، فقال: «هذا العبّاس أجود قريش كفّا وأوصلها» . أخرجه النسائي. وأخرج البغويّ في ترجمة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب بسند له إلى الشّعبي، عن أبي هياج، عن أبي سفيان بن الحارث، عن أبيه، قال: كان العبّاس أعظم الناس عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، والصّحابة يعترفون للعباس بفضله ويشاورونه، ويأخذون رأيه. ومات بالمدينة في رجب أو رمضان سنة اثنتين وثلاثين، وكان طويلا جميلا أبيض. 4526- العبّاس: بن عتبة بن أبي لهب الهاشميّ. مات أبوه كافرا بدعوة النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل الهجرة، وخلف هذا، وكان عند وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم رجلا، وله ولد اسمه الفضل شاعر مشهور، وهو صاحب الأبيات المشهورة في مدح علي: ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا ... عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن [البسيط] 4527- عباس بن قيس الحجري «1» ذكره البغويّ. وقال: بلغني أنه حدّث عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم فيما رواه «2» عن ربه تعالى، قال: «يا ابن آدم، أعطيتك ثلاثا لم يكن لك في ذلك حق: «ثلث مالك يكفّر خطاياك بعدك ... » الحديث. وذكره المستغفريّ ولم يورد له شيئا. وأخرج الإسماعيلي الحديث المذكور من طريق قيس بن بدر الحجريّ، عن عبّاس بن قيس، فذكره. 4528- عباس بن قيس: بن عامر بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ. ذكر الرّشاطيّ عن ابن الكلبيّ أنه شهد العقبة. قال ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 4529- العباس بن مرداس «3» : بن أبي عامر بن حارثة بن عبد قيس «4» بن رفاعة بن   (1) أسد الغابة ت 2800، تجريد أسماء الصحابة 1/ 295. (2) في أ: فيما يرويه. (3) أسد الغابة ت 2801، الاستيعاب ت 1387، الثقات 3/ 288، تجريد أسماء الصحابة 1/ 295، تاريخ جرجان 281، الطبقات 50، 181، تقريب التهذيب 1/ 399، الجرح والتعديل 6/ 210، تهذيب التهذيب 5/ 130، أزمنة التاريخ الإسلامي 191، التاريخ الكبير 7/ 2، الوافي بالوفيات 16/ 634، الطبقات الكبرى 9/ 8، تهذيب الكمال 2/ 660، الأعلام 3/ 267، التحفة اللطيفة 2/ 288، خلاصة تذهيب 2/ 37، تاريخ من دفن بالعراق 286، الإكمال 2/ 43، الكاشف 2/ 68، تلقيح فهوم الأثر 373. (4) في أ: بن عبس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 512 الحارث بن يحيى بن الحارث بن بهثة بن سليم، أبو الهيثم السلميّ. مات أبوه وشريكة حرب بن أمية والد أبي سفيان في يوم واحد، قتلهما الجنّ، ولهما في ذلك قصّة. وشهد العبّاس بن مرداس مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم الفتح وحنينا، وهو القائل لما أعطى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن من غنائم حنين أكثر مما أعطاه: أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع «1» [المتقارب] الأبيات. والعبيد بالتصغير: اسم فرسه. وقال ابن سعد: لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم بالمشلّل وهو متوجّه إلى فتح مكّة، ومعه سبعمائة من قومه، فشهد بهم الفتح. وذكر ابن إسحاق أن سبب إسلامه رؤيا رآها في صنمه ضمار. وزعم أبو عبيدة أن الخنساء الشّاعرة المشهورة أمّه. وقد حدّث عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وروى عنه كنانة، وعبد الرّحمن بن أنس السّلمي، ويقال: إنه ممن حرّم الخمر في الجاهليّة. وسأل عبد الملك بن مروان جلساءه: من أشجع النّاس في شعره؟ فتكلموا في ذلك، فقال: أشجع الناس العبّاس بن مرداس في قوله: أكرّ على الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها «2» [الوافر] وكان ينزل البادية بناحية البصرة. 4530- العبّاس بن معديكرب الزّبيدي» :   (1) البيتان العباس بن مرداس، انظر تاريخ الطبري 3/ 91، وانظر سيرة ابن هشام مع الروض 4/ 154. (2) البيت من الوافر، وهو العباس بن مرداس في خزانة الأدب 2/ 438، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 158، وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 296، وخزانة الأدب 3/ 438، أسد الغابة ت (2801) ، الاستيعاب ت (1387) ، وفي عيون الأخبار 2/ 194. (3) أسد الغابة ت 2802، الثقات 3/ 289، تجريد أسماء الصحابة 1/ 295. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513 قال ابن حبّان والمستغفريّ: له صحبة، واستدركه أبو موسى. 4531- العبّاس الحميدي: ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، فقال: روى الأويسي عن سعيد بن عبد الرّحمن، عن عبد اللَّه بن رافع، عن ابن عبّاس الحميدي «1» ، عن أبيه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم: «كيف بكم إذا فسق شبابكم ... » الحديث. 4532- العبّاس «2» : مولى بني هاشم. روى ابن مندة من طريق قيس بن الرّبيع، عن عاصم بن سليمان، عن العبّاس مولى بني هاشم- قديم أدرك النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى المسجد، فرأى نخامة في المسجد في القبلة فحكّها ثم لطخها بزعفران. 4533- العباس الرّعلي «3» : استدركه ابن فتحون، وعزاه للطّبريّ، وقال: ليس هو ابن مرداس. قلت: إلا أني أظنّ أنه ابن أنس المتقدّم. 4534- عباية: بالتخفيف وبعد الألف تحتانية، ابن بحير الباهليّ. له ولأبيه يزيد صحبة. وذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنه أنكر عليه وسمه إبله عند الخطام. 4535- عباية «4» : بن مالك الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق وقال: إنه كان على ميسرة المسلمين يوم مؤتة. وقال ابن هشام: يقال هو عبادة. 4536- عباية «5» : والد أبي نعامة قيس بن عباية. روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم في الصّوم. وروى عنه ابنه قيس. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة «6» ، ولا يصحّ.   (1) في أ: الحميري. (2) أسد الغابة ت 2803. (3) في أالذعلي. (4) أسد الغابة ت 2805. (5) أسد الغابة ت 2804. (6) في ط الصحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 [ المجلد الرابع ] بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم [ تتمة حرف العين المهملة ] [ تتمة القسم الأول من حرف العين ] [ تتمة العين بعدها الباء ] ذكر من اسمه عبد اللَّه 4537- عبد اللَّه بن أبي «1» بن خلف القرشي الجمحيّ. قال أبو عمر: أسلم يوم الفتح، وقتل يوم الجمل. 4538- عبد اللَّه بن أبي بن قيس بن زيد «2» بن سواد الأنصاريّ، أبو أبيّ بن أم حرام، مشهور بكنيته. وقيل: اسمه عبد اللَّه بن عمرو. وقيل عمرو بن عبد اللَّه. وقيل غير ذلك. يأتي في الكنى. 4539- عبد اللَّه بن أحقّ: يأتي في ابن أوس بن وقش «3» . 4540- عبد اللَّه بن الأخرم «4» بن سيدان بن فهم بن غيث بن كعب التميمي. ويقال: الطائي. عم المغيرة بن سعد بن الأخرم. تقدّم له حديث في ترجمة سعد بن الأخرم، وذكر له خليفة حديثا آخر، وسمّى أباه ربيعة، فكأنّ الأخرم لقبه. وقال البخاريّ: قال لي أبو حفص «5» : حدثنا ابن داود، سمعت الأعمش، عن عروة، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم أن عمّه أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. قال البخاريّ: مغيرة بن سعد بن الأخرم لا يصحّ، إنما هو مغيرة بن عبد اللَّه. 4541- عبد اللَّه بن الأدرع: وقيل ابن أزعر «6» ، وهو ابن أبي حبيبة «7» . يأتي.   (1) أسد الغابة ت (2807) . (2) في أ: قيس بن زيد. (3) في أ: أوس بن يرقش. (4) في أسد الغابة: واسم الأخرم ربيعة بن سيدان. (5) في أ: قال أبو حفص. (6) في أ: وقيل ابن الأزعر. (7) أسد الغابة ت (2810) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 3 4542- عبد اللَّه بن إدريس الخولانيّ: يأتي في ابن عمرو. 4543- عبد اللَّه بن الأرقم «1» بن أبي الأرقم، واسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري. قال البخاريّ: عبد يغوث جده، وكان خال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، أسلم يوم الفتح، وكتب للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولأبي بكر وعمر، وكان على بيت المال أيام عمر، وكان أميرا عنده. حدثت حفصة «2» أنه قال لها: لولا أن ينكر عليّ قومك لاستخلفت عبد اللَّه بن الأرقم. وقال السّائب بن يزيد: ما رأيت أخشى للَّه منه. وأخرج البغويّ من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد اللَّه بن الزبير، أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استكتب عبد اللَّه بن الأرقم بن عبد يغوث، وكان يجيب عنه الملوك، وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب ويختم ولا يقرؤه لأمانته عنده. واستكتب أيضا زيد بن ثابت، وكان يكتب الوحي، وكان، إذا غاب ابن الأرقم وزيد بن ثابت، واحتاج أن يكتب إلى أحد، أمر من حضر أن يكتب، فمن هؤلاء: عمر، وعلي، وخالد بن سعيد، والمغيرة، ومعاوية. ومن طريق محمد بن صدقة الفدكي «3» ، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: قال عمر: كتب إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كتاب، فقال لعبد اللَّه بن الأرقم الزهري: أجب هؤلاء عني. فأخذ عبد اللَّه الكتاب فأجابهم، ثم جاء به فعرضه على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: أصبت. قال عمر: فقلت: رضي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بما كتبت، فما زالت في نفسي- يعني حتى جعلته على بيت المال. وقد روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعنه عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وأسلم مولى عمر، ويزيد بن قتادة، وعروة.   (1) أسد الغابة ت (2811) ، الاستيعاب ت (1477) ، الثقات 3/ 218، التاريخ الصغير 1/ 67، 68، البداية والنهاية 7/ 311، تجريد أسماء الصحابة 1/ 296، تهذيب التهذيب 5/ 146، العقد الثمين 5/ 103، المصباح المضيء 1/ 172، 173، 174، الجرح والتعديل 5/ 1، الطبقات 16، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، 377، الطبقات الكبرى 5/ 179، 6/ 96- 8/ 248، الكاشف 2/ 72، تقريب التهذيب 1/ 401، خلاصة تذهيب 2/ 40- نكت الهميان 18، الوافي بالوفيات 17/ 64، بقي بن مخلد 451. (2) في أ: حتى أبي حفصة حكت عنه أنه قال. (3) في أ: صدقة القرعي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 4 قال ابن السّكن: توفي في خلافة عثمان، وهو مقتضى صنيع البخاري في «تاريخه الصغير» ، ووقع في «ثقات ابن حبّان» أنه توفي سنة أربع وأربعين «1» ، وهو وهم. وقال مالك: بلغني أن عثمان أجاز عبد اللَّه بن الأرقم بثلاثين ألفا، فأبى أن يقبلها، وقال: إنما عملت للَّه. وأخرج البغويّ من طريق ابن عيينة، عن عمرو بن دينار: استعمل عثمان عبد اللَّه بن الأرقم على بيت المال، فأعطاه عمالة ثلاثمائة ألف، فأبى أن يقبلها، فذكر نحوه. 4544- عبد اللَّه بن أريقط «2» : ويقال: أريقد، بالدال بدل الطاء المهملتين، ويقال: بقاف بصيغة التصغير، الليثي، ثم الدّيلي. دليل النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأبي بكر لما هاجرا إلى المدينة، ثبت ذكره في الصحيح، وأنه كان على دين قومه. وسيأتي له ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن أبي بكر الصديق قريبا يتعلّق بالهجرة أيضا، ولم أر من ذكره في الصحابة إلا الذهبي في التجريد، وقد جزم عبد الغني المقدسي في السيرة له بأنه لم يعرف له إسلاما، وتبعه النّووي في تهذيب الأسماء. 4545- عبد اللَّه بن إسحاق الأعرج «3» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عبد الملك بن إبراهيم، قال: أخبرني حاجب بن عمر، قال: كان اسم جدي عبد اللَّه بن إسحاق، وكان أصيبت رجله مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فسماه الأعرج. 4546- عبد اللَّه بن أسعد «4» بن زرارة الأنصاري. ذكره ابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهما في الصحابة، وقال البغويّ: ذكره البخاريّ في الصحابة، وهو خطأ. وروى أبو بكر بن أبي شيبة، والبزار، والبغوي، وابن السكن، والحاكم، من طريق هلال الصيرفي، عن أبي كثير الأنصاري، عن عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «انتهيت إلى سدرة المنتهى ليلة أسري بي، فأوحى إليّ في عليّ أنه إمام المتقين ... » «5» الحديث.   (1) في أ: سنة أربع وستين. (2) في أ: وهو بقاف بصيغة التصغير. (3) أسد الغابة ت (2812) . (4) أسد الغابة ت (2813) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 597، الثقات 3/ 242، الاستبصار 58، الجرح والتعديل 5/ 221، تنقيح المقال 6746. (5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 128- والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31858. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 وأشار إليه ابن أبي حاتم بقوله: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه أبو كثير، وأخرج البغويّ طرفا منه، ولفظه: أسرى بي في قفص لؤلؤ فراشه من ذهب، ولم يذكر قصة «1» علي معه، لكن وقع عنده عن عبد اللَّه بن سعد بن زرارة، وبهذا قال أولا إنه خطأ. وأسعد بن زرارة مات في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فلا يبعد الصحبة لابنه. وأما قول ابن سعد: إنه لا عقب له إلا من البنات فلا يمنع أن خلف «2» ولدا ذكرا ويموت ولده عن غير ذكر فينقرض عقبه من الذكور «3» . وسيأتي ذكر عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، وما في اسم أبيه من الاختلاف. وقد ذكر الخطيب الاختلاف في سند هذا الحديث في الموضح، قال الخطيب «4» : هكذا رواه أحمد بن المفضل، ويحيى بن أبي بكر الكرماني، عن جعفر الأحمر، وخالفهما نصر بن مزاحم، عن جعفر، فزاد في السند عن أبيه، فصار من مسند أسعد بن زرارة. وخالف جعفر المثنى بن القاسم، فقال: عن هلال، عن أبي كثير الأنصاري، عن عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة، عن أنس، عن أبي أمامة- رفعه. وقيل: عن المثنى «5» ، عن هلال، كرواية نصر بن مزاحم. ورواه أبو معشر الدارميّ عن عمرو بن الحصين، عن يحيى بن العلاء، عن حماد بن هلال، عن محمد بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، عن جده. وقال محمد بن أيوب بن الضّريس، عن عمرو بن الحصين بهذا السند مثل رواية نصر ابن مزاحم. انتهى كلام الخطيب ملخصا. ويمكن الجمع بأن يكون عبد اللَّه بن أسعد ليس ولدا لأسعد لصلبه، بل هو ابن ابنه، ولعل أباه هو محمد، فيوافق رواية نصر، وهذه الرواية الأخيرة، ويكون قوله: رواية المثنى بن القاسم عن أنس تصحيفا، وإنما هي عن أبيه. وأما أبو أمامة فهو أسعد بن زرارة، هكذا كان يكنى. واللَّه أعلم. ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء، والمتن منكر جدا. واللَّه أعلم. 4547- عبد اللَّه بن الأسقع الليثي «6» .   (1) في أ: ولم يذكر قصة علي معه. (2) في أ: أن يخلف ولدا ذكرا. (3) في أ: فتوفي عقبه من الذكور. (4) في أ: في الموضح فقال. (5) في أ: وقيل: عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عن هلال. (6) أسد الغابة ت (2814) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 روى حديثه أبو شهاب، عن المغيرة بن زياد، عن مكحول، عنه، مرسلا. هكذا أخرجه ابن مندة. وقال البغويّ: يقال هو أخو واثلة، وأسند حديثه هو وابن قانع. ولفظ المتن: «يحشر النّاس آحادا ... » الحديث. وصوّب ابن عساكر في تاريخه أنّ الحديث من رواية مكحول عن واثلة بن الأسقع. 4548- عبد اللَّه بن أسلم الأنصاري: بن زيد بن بيحان بن عامر بن مالك بن عامر بن أنيف البلوي، حليف الأنصار الأنصاريّ. قال ابن سعد: بايع تحت الشّجرة، وكذا قال ابن الكلبي، والبغويّ، والطّبري. 4549- عبد اللَّه بن الأسود السدوسي «1» بن شعبة بن علقمة بن شهاب بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس السدوسي. ذكره ابن أبي حاتم في الصّحابة. وقال البغويّ: ذكر أولاده أنّ له صحبة ووفادة، ولا أعلم له حديثا. قلت: بل له حديث أخرجه البزّار والطبراني وغيرهما من طريق عبد الحميد بن عقبة، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن أبي جده عبد اللَّه بن الأسود، قال: خرجنا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد بني سدوس، فأهدينا له تمرا، فقربناه إليه على نطع، فأخذ الحفنة من التمر، فقال: «أيش هذا؟» فجعل يسمي «2» له ... فذكر الحديث. قال البزّار: لا نعلمه روى [إلا هذا، وذكره بهذا الحديث ابن أبي حاتم، فقال: ذكر أنه وفد. روى] «3» عبد الحميد، فذكره. وقال مسلم بن إبراهيم، عن الصعق بن حزن «4» ، عن قتادة: هاجر من ربيعة أربعة: بشير بن الخصاصية، وفرات بن حيان، وعمرو بن ثعلب، وعبد اللَّه بن الأسود. قلت: وله ذكر في ترجمة الخمخام. 4550- عبد اللَّه بن أسيد: بالفتح، الثقفي.   (1) أسد الغابة ت (2815) ، الاستيعاب ت (1478) ، الطبقات 64، 181، 187، تجريد أسماء الصحابة 1/ 297، الجرح والتعديل 5/ 2. (2) في أ: فجعلنا نسمي له. (3) سقط في ب. (4) في أ: الصعق بن حرب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 وذكر الثّعلبي في تفسيره أنه ممّن نزل فيه: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ... [النحل: 110] الآية. واستدركه ابن فتحون. ويحتمل أن يكون هو عتبة بن أسيد، وهو أبو نصر، وإلا فأخوه. 4551- عبد اللَّه بن أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن الأسلمي. قال ابن الكلبيّ: له صحبة، ويقال: هو عبد اللَّه بن مالك بن أبي أسيد الآتي، أو هو عمّه. 4552- عبد اللَّه بن أصرم بن عمرو بن شعيثة» الهلالي «2» . ذكره ابن شاهين. وروى من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، قال: قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عبد عوف بن أصرم بن عمرو، فقال: «من أنت» ؟ قال: عبد عوف. قال: «أنت عبد اللَّه» ، فأسلم. وفي ذلك يقول رجل من ولده: جدّي «3» الّذي أختارت هلال كلّها ... إلى النبيّ عبد عوف وافدا [الرجز] وقد مضى له ذكر في ترجمة زياد بن عبد اللَّه بن مالك الهلالي. وشعيثة بمعجمة ثم مهملة مثلثة مصغرا. 4553- عبد اللَّه بن الأعور المازني «4» : الأعشى الشاعر. ذكره ابن أبي حاتم في الصحابة، وسمى أباه الأعور، ثم أعاده وسمّى أباه عبد اللَّه. وقال المرزبانيّ: اسم الأعور رؤبة بن قراد بن غضبان بن حبيب بن سفيان بن مكرز بن الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم، يكنى أبا شعيثة. وكذا نسبه الآمدي. وقال أهل الحديث: يقولون المازني. وإنما هو الحرمازي، وليس في بني مازن أعشى. وروى حديثه عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند من طريق عوف بن كهمس بن   (1) في أ: عمرو بن شعبة (2) أسد الغابة ت (2817) . (3) في أ: جل الّذي. (4) أسد الغابة ت (2818) ، الاستيعاب ت (1479) ، التمييز والفصل 2/ 515، الطبقات الكبرى 7/ 53، الجرح والتعديل 5/ 34. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 الحسن، عن صدفة بن طيسلة: حدثني معن بن ثعلبة المازني، والحيّ بعده، قالوا: حدّثنا الأعشى، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأنشدته: يا مالك النّاس وديّان العرب ... إنّي لقيت ذربة من الذّرب [الرجز] الأبيات. وفيه قصة امرأته وهربها. وفي الأبيات قوله: وهنّ شرّ غالب لمن غلب [الرجز] قال: فجعل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «وهنّ شرّ غالب لمن غلب» . يتمثّلهن. وروى عن صدقة عن ثعلبة بن معن، عن الأعشى، وعن صدقة عن بقيّة «1» بن ثعلبة، عن الأعشى، وروى عنه طيسلة بن صدقة، حدثني أبي وأخي، عن الأعشى. وسيأتي في ترجمة نضلة بن طريف، من وجه آخر، وفيه تسمية الأعشى عبد اللَّه بن الأعور الحرمازي. وزعم المرزباني أن الأعشى هذا هو القائل: يا حكم بن المنذر بن الجارود ... سرادق المجد عليك ممدود أنت الجواد ابن الجواد المحمود ... نبتّ في الجود وفي بيت الجود والعود قد ينبت في أصل العود «2» [الرجز] قلت: مقتضاه أن يكون عاش إلى خلافة بني مروان. 4554- عبد اللَّه بن أقرم «3» بن زيد الخزاعي، أبو سعيد. قال البخاريّ وأبو حاتم: له صحبة. وروى أحمد والنسائي والترمذي وصححه «4» ، من طريق داود بن قيس، عن عبيد   (1) في أ: عن عقبة بن ثعلبة. (2) تنظر الأبيات في الاستيعاب ت (1479) مع اختلاف يسير. (3) أسد الغابة ت (2819) ، الاستيعاب ت (1480) ، الثقات 3/ 242، تجريد أسماء الصحابة 1/ 297، تهذيب التهذيب 5/ 149، الجرح والتعديل 5/ 1، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، التاريخ الكبير 3/ 32، تهذيب الكمال 2/ 666، الكاشف 2/ 72 تقريب التهذيب 1/ 402، خلاصة تذهيب 2/ 40. (4) في أ: سقط في ط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 اللَّه بن عبد اللَّه بن أقرم الخزاعيّ، عن أبيه، قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة «1» ، فمرّ بنا ركب فأناخوا، فقال أبي: كن ها هنا حتى آتى هؤلاء القوم، فدنا منهم، فدنوت معه، فإذا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيهم، فكنت انظر إلى عفرة «2» إبطي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو ساجد. وله عند البغوي حديث آخر. 4555- عبد اللَّه بن أكيمة الليثي: تقدم في سليم. 4556- عبد اللَّه بن أبي أمامة الحارثي «3» : 4557- عبد اللَّه بن أم حرام «4» : هو أبو أبي بن عمرو. يأتي في الكنى. 4558- عبد اللَّه بن أم مكتوم: يأتي في ابن عمرو. 4559- عبد اللَّه بن أمية بن عرفطة. يعدّ في أهل بدر، حكاه الحافظ الضياء «5» . 4560- عبد اللَّه بن أمية: بن زيد الأنصاري. ذكره العدويّ عن ابن القداح فيمن شهد أحدا، واستدركه ابن فتحون. 4561- عبد اللَّه بن أبي أمية «6» : واسمه حذيفة، وقيل: سهل، بن المغيرة بن عبد اللَّه «7» بن عمرو بن مخزوم المخزوميّ، صهر النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وابن عمته عاتكة، وأخو أم سلمة. قال البخاريّ: له صحبة: وله ذكر في الصحيحين. ومن طريق زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: دخل علي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعندي مخنث، فسمعته يقول لعبد اللَّه بن أبي أمية أخي: «إن فتح اللَّه عليكم «8» الطّائف غدا فعليك بابنة غيلان» .. الحديث.   (1) نمرة: بفتح النون وكسر الميم بعدهما رواء: موضع بعرفة قال الأزرقي: هو الجبل الّذي عليه أنصاب الحرم عن يمينك إن خرجت من المأزمين إلى عرفة. انظر المطلع/ 195. (2) في أ: إلى عفيرة، والعفرة: بياض ليس بالناصع، ولكنه كلون عفر الأرض وهو وجهها. النهاية 3/ 261. (3) الاستيعاب ت (1481) . (4) في أ: هو أبو أبي بن عمرو. (5) في أ: الحافظ أيضا. (6) أسد الغابة ت (2820) ، الاستيعاب ت (1482) ، الثقات 3/ 215، تجريد أسماء الصحابة 1/ 297، الجرح والتعديل 5/ 10، التاريخ الكبير 3/ 7، الطبقات الكبرى 1/ 122- 2/ 107، 158، طبقات فقهاء اليمن 35، تعجيل المنفعة 211، بقي بن مخلد 881. (7) في أ: إن فتح اللَّه عليك الطائف. (8) في أ: إن فتح اللَّه عليك الطائف. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 وله ذكر وحديث آخر في الصحيح أنه قال لأبي طالب: «أترغب في ملّة عبد المطلب..» الحديث- في قصة موت أبي طالب. وروى ابن أبي الزّناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد اللَّه بن أبي أمية أنه أخبره قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد ملتحفا به «1» أخرجه البغوي، وفيه وهم، لأن موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما ذكروا أنّ عبد اللَّه ابن أمية استشهد بالطائف، فكيف يقول عروة إنه أخبره، وعروة إنما ولد بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بمدة، فلعله كان فيه: عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي أمية، فنسب في الرواية إلى جده، أو يكون الّذي روى عنه عروة أخ آخر لأمّ سلمة اسمه عبد اللَّه أيضا. وقد مشى الخطيب على ذلك في «المتفق» ، وقد وجدت ما يؤيد هذا الأخير، فإنّ ابن عيينة روى عن الوليد بن كثير، عن وهب بن كيسان: سمعت جابر بن عبد اللَّه يقول: لما قدم مسلم بن عقبة المدينة بايع الناس، يعني بعد وقعة الحرّة، قال: وجاءه بنو سلمة فقال: لا أبايعكم حتى يأتى جابر، قال: فدخلت على أم سلمة أستشيرها، فقالت: إني لأراها بيعة ضلالة، وقد أمرت أخي عبد اللَّه بن أبي أمية أن يأتيه فيبايعه. قال: فأتيته فبايعته. ويحتمل في هذا أيضا أن يكون الصواب فأمرت ابن أخي، وإلى ذلك نحا ابن عبد البرّ في «التمهيد» . قال مصعب الزّبيري: كان عبد اللَّه بن أبي أمية شديدا على المسلمين، وهو الّذي قال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً [الإسراء: 90] ، وكان شديد العداوة له، ثم هداه اللَّه إلى الإسلام، وهاجر قبل الفتح، فلقي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بطرف مكة هو وأبو سفيان بن الحارث. وبنحو ذلك ذكر ابن إسحاق، قال: فالتمسا الدخول عليه، فمنعهما، فكلمته أمّ سلمة، فقالت: يا رسول اللَّه، ابن عمك- تعني أبا سفيان، وابن عمتك- تعني عبد اللَّه، فقال: «لا حاجة فيهما، أمّا ابن عمّي فهتك عرضي، وأما ابن عمّتي فقال لي بمكة ما قال» «2» ، ثم أذن لهما، فدخلا وأسلما وشهدا الفتح وحنينا والطائف.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 51، عن عبد اللَّه بن المغيرة المخزومي وقال رواه أحمد مخالفا بين طرفيه ذكره من رواية أخرى ورجاله ثقات. (2) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 43 عن ابن عباس بزيادة في أوله وآخره قال الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 وقال الزّبير بن بكّار: كان أبو أمية بن المغيرة يدعى زاد الرّكب، وكان ابنه عبد اللَّه شديد الخلاف على المسلمين، ثم خرج مهاجرا فلقي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بين السّقيا والعرج هو وأبو سفيان بن الحارث، فأعرض عنهما، فقالت أم سلمة: لا تجعل ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك. وقال علي لأبي سفيان: ائت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من قبل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف، ففعل، فقال: «لا تثريب عليكم اليوم» [يوسف: 92] وقبل منهما وأسلما، وشهد عبد اللَّه الفتح وحنينا، واستشهد بالطائف. وثم وقع في كتاب ابن الأثير: وروى مسلم بإسناده، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن أبي أمية أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يصلّي في ثوب واحد ... الحديث. قال: وروى مثله ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة. وهو غلط. قلت: ليس ذلك في كتاب مسلم أصلا، وكأنه قول أبي عمر. قال مسلم: روى عنه عروة، فظنّ أن مراده بأنه ذكر ذلك في الصحيح، وليس كذلك. والحديث المذكور عند البغوي من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد اللَّه بن أبي أمية، وعن أبيه عن عروة، عن عمر بن أم سلمة. 4562- عبد اللَّه بن أبي أمية «1» : أخو الّذي قبله. ذكره الخطيب في «المتفق» ، وقال: ذكره غير واحد من أهل العلم، وأنه غير الّذي قتل بالطّائف، ثم ساق الحديث من طريق سليمان بن داود الهاشمي، عن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة: أخبرني عبد اللَّه بن أبي أمية ... فذكره. ثم أسند الخطيب من طريق البغوي قال: قال محمد بن عمر: مات النبي ولعبد اللَّه بن أبي أمية ثمان سنين، قال الخطيب: وأنكر بعض العلماء أن يكون لأم سلمة أخ آخر يسمى عبد اللَّه، ورجّحه الخطيب مستندا إلى أنّ أهل العلم بالنسب لم يذكروه. 4563- عبد اللَّه بن أبي أمية بن وهب الأسدي «2» بالحلف. ذكر الواقديّ أنه استشهد بحنين، ولم يذكره ابن إسحاق. 4564- عبد اللَّه بن أنس: أبو فاطمة الأزدي «3» ، ويقال له الأسدي- بسكون المهملة أيضا.   (1) في أ: عبد اللَّه بن أبي أمية المخزومي. (2) أسد الغابة ت (2821) ، الاستيعاب ت (1483) . (3) أسد الغابة ت (2822) ، الاستيعاب ت (1484) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 ذكره البغويّ والباوردي، وأخرجا من طريق إياس بن أبي فاطمة، عن أبيه عن جده، ولم يقع مسمى عندهما. وقال أبو عمر: روى عنه زهرة بن معبد. قلت: وقد نبّه ابن فتحون على ما في ذلك. 4565- عبد اللَّه بن أنيس «1» : ويقال ابن أنس الأسلمي. له ذكر في ترجمة هزّال من كتاب ابن مندة، فقال: إنه الّذي مات ماعز من رجمه «2» ، وجوّز أبو موسى أنه الجهنيّ، وليس ببعيد. 4566- عبد اللَّه بن أنيس السلمي: ذكره الواقديّ فيمن استشهد باليمامة. وروى محمد بن نصر المروزي في قيام الليل من طريق أبي النضر، عن بسر بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن أنيس السلمي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أريت ليلة القدر فأنسيتها ... » «3» الحديث، هكذا قال: وفي الإسناد محمد بن الحسن المخزومي أحد الضعفاء. وأظنه وهم في قوله السلمي، وإنما هو الجهنيّ. والحديث معروف من طريقه، أخرجه مسلم وغيره من رواية أبي النضر بسنده. وذكر الواقديّ أيضا أن الّذي قال في حق كعب بن مالك: حبسه برداه «4» والنظر في عطفية، هو عبد اللَّه بن أنيس. والّذي في الصحيح: فقال رجل من بني سلمة، فوضح أنه هذا. 4567- عبد اللَّه بن أنيس «5» : بن المنتفق بن عامر العامري. يأتي في عبد اللَّه بن عامر. 4568- عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ: أبو يحيى المدني، حليف بني سلمة من الأنصار.   (1) أسد الغابة ت (2827) ، الاستيعاب ت (1485) . (2) في أ: ماعز من رجمته. (3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 60، قال الهيثمي في الزوائد 7/ 351، رواه البزار ورجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24056. (4) في أ: حبسه بردائه. (5) أسد الغابة ت [2826] . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 وقال ابن الكلبيّ والواقديّ: هو من ولد البرك بن وبرة من قضاعة. قال ابن الكلبيّ: واسم جده أسعد «1» بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن تميم. وقد دخل ولد البرك في جهينة، فقيل له الجهنيّ، والقضاعي، والأنصاري، والسّلمي، بفتحتين كذلك. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه أولاده: عطية، وعمرو، وضمرة، وعبد اللَّه، وجابر بن عبد اللَّه الأنصاري، وآخرون. وكان أحد من يكسر أصنام بني سلمة من الأنصار. وذكر المزي «2» في «التهذيب» ، عن ابن يونس أنه أرّخ وفاته سنة ثمانين، وتعقب «3» بأن الّذي في تاريخ ابن يونس أنه مات في هذه السنة أو غيره، وهو مذكور بعد عبد اللَّه بن أنيس [بترجمتين] «4» فكأنه دخلت للمزي ترجمة في ترجمة. والمعروف أنه مات بالشام سنة أربع وخمسين. [وروى البخاريّ في «التاريخ» ما يصرّح بأنه مات بعد أبي قتادة، فأخرج من طريق أم سلمة بنت معقل، عن جدتها خالدة بنت عبد اللَّه بن أنيس، قال: جاءت أمّ البنين بنت أبي قتادة بعد موت أبيها بنحو نصف شهر إلى عبد اللَّه بن أنيس وهو مريض، فقالت: يا عم، أقرئ أبي مني السلام] «5» . قال ابن إسحاق: شهد العقبة وما بعدها، وبعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى خالد بن نبيح العنزي وحده، فقتله أخرجه. أبو داود وغيره. وقال ابن يونس: صلّى إلى القبلتين، ودخل مصر، وخرج إلى إفريقية. قلت: وحديث جابر عند أحمد وغيره من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، عن جابر، قال: بلغني حديث في القصاص وصاحبه بمصر، فرحلت إليه مسيرة شهر ... فذكره. وقال البخاريّ في كتاب العلم من «الصحيح» : ورحل جابر إلى عبد اللَّه بن أنيس   (1) في أ: واسم جده أسيد. (2) في أ: وذكر المزني. (3) في أ: وتعقبه. (4) ليس في أ. (5) في أ: تأتي هذه الرواية قبل رواية أبي داود. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 مسيرة شهر. وقال في كتاب التوحيد: ويذكر عن عبد اللَّه بن أنس [الأنصاري] «1» ... فذكر طرفاً من الحديث. وروى أبو داود والتّرمذي: من طريق عيسى بن عبد اللَّه بن أنيس الأنصاري، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم دعا يوم أحد بإداوة، فقال: «اخنث» فم الإداوة ثمّ اشرب..» «3» الحديث. ففرّق علي بن المديني وخليفة وغير واحد بينه وبين الجهنيّ. وجزم البغويّ وابن السّكن وغيرهما بأنهما واحد، وهو الراجح بأنه جهني حليف بني سلمة من الأنصار. وروى عبد الرّزّاق، من طريق عيسى بن عبد اللَّه بن أنيس الزّهري، عن أبيه- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، انتهى إلى قربةً معلقة فخنثها، فشرب منها، فأفرده أبو بكر بن علي فيما حكاه أبو موسى عن الجهنيّ، ووحّد غيره بينهما، وقال: إنه زهري من بطن من جهينة يقال لهم بنو زهرة، وبذلك جزم أبو الفضل بن طاهر. وقد أخرج الطبراني الحديث المذكور في ترجمة الجهنيّ. واللَّه أعلم. 4569- عبد اللَّه بن أنيس الأنصاري «4» : أو الزهري، تقدم في الّذي قبله. قال البغويّ: يقال عبد اللَّه بن أنيس اثنان «5» . 4570- عبد اللَّه بن أوس بن قيظي بن عمرو «6» بن زيد «7» بن جشم بن حارثة الأنصاري الأوسي. قال الطّبريّ: شهد أحداً. وقد تقدم ذكره في ترجمة أبيه أوس. 4571- عبد اللَّه بن أوس: بن حذيفة الثقفي. ذكره الباورديّ، وأخرج من طريق معتمر بن سليمان، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن   (1) ليس في أ. (2) خنثت السقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج وشربت منه. النهاية 2/ 82. (3) أخرجه أبو داود 2/ 363 في كتاب الأشربة باب اختناث الاسقية حديث رقم 3721. (4) أسد الغابة ت [2824] ، الثقات 3/ 234، عنوان النجابة 117، حلية الأولياء 2/ 5 حسن المحاضرة 1/ 211، الرياض المستطابة 532، شذرات الذهب 1/ 60، البداية والنهاية 8/ 57، تجريد أسماء الصحابة 1/ 298، تهذيب التهذيب 5/ 149، العبر 1/ 59، رياض النفوس 1/ 45، الاستبصار 137، 166، 167، 168، 169، الجرح والتعديل 5/ 1، تلقيح فهوم أهل الأثر. (5) ليس في أ.. (6) أسد الغابة ت (2828) (7) في أ: عمرو بن يزيد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 الطائفي، عن عثمان بن عبد اللَّه بن أوس، عن أبيه، وكان في الوفد الذين وفدوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث في نزولهم المدينة. ورواه أبو خالد الأحمر «1» ، عن عبد اللَّه، فقال: عن عثمان، عن أبيه، عن جدّه. وأخرجه من طريقة أبو داود، وابن ماجة، ومال ابن فتحون إلى جواز أن يكون عبد اللَّه أيضاً كان في الوفد. واللَّه أعلم. 4572- عبد اللَّه بن أوس بن وقش. وقيل عبد اللَّه بن حقّ «2» . ويقال أحق- بزيادة ألف- ابن أوس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً. ويقال: بل اسمه عبد ربه بن حق. وسيأتي في ترجمة عبد اللَّه بن حق. فاللَّه أعلم. 4573- عبد اللَّه بن أبي أوفى «3» : واسمه علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي، أبو معاوية. وقيل أبو إبراهيم. وبه جزم البخاريّ. وقيل: أبو محمد له ولأبيه صحبة، وشهد عبد اللَّه الحديبيّة، وروى أحاديث شهيرة، ثم نزل الكوفة سنة ست أو سبع «4» وثمانين، وجزم أبو نعيم فيما رواه البخاريّ عنه سنة سبع، وكان آخر من مات بها من الصحابة. ويقال: مات سنة ثمانين. وروى أحمد، عن يزيد، عن إسماعيل: رأيت على ساعد عبد اللَّه بن أبي أوفى ضربة، فقال: ضربتها يوم حنين، فقلت: أشهدت حنينا؟ قال: نعم. وقيل غير ذلك. وروى عنه أيضا أبو إسحاق الشّيبانيّ، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وإبراهيم بن السكسكي، وعمرو بن مرة، وشعثاء الكوفية، ورواه الأعمش.   (1) في أ: أبو خالد الأصم. (2) أسد الغابة ت (2829) . (3) أسد الغابة ت (2830) ، الاستيعاب ت (1486) ، الثقات 3/ 223، الرياض المستطابة 203، شذرات الذهب 1/ 96، العبر 1/ 192، تجريد أسماء الصحابة 1/ 299، تهذيب التهذيب 5/ 151، تاريخ من دفن بالعراق 304، الجرح والتعديل 5/ 120، البداية والنهاية 9/ 75، تلقيح فهوم أهل الأثر 315، التاريخ الكبير 3/ 24، تهذيب الكمال 2/ 667، بقي بن مخلد 39، الطبقات 110، 137، الطبقات الكبرى 2/ 172- 3/ 183- 6/ 344، الكاشف 2/ 73، طبقات الحفاظ 44، 46، 66، 67، تقريب التهذيب 1/ 402، خلاصة تذهيب 2/ 41، التعديل والتجريح 781، الوافي بالوفيات 17، 78، روضات الجنان 4/ 75، الجمع بين رجال الصحيحين 888، التاريخ الصغير 1/ 165، 217. (4) في أ: سنة أربع وثمانين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 وفي الصّحيح، عن شعبة، عن عمرو بن مرة: سمعت ابن أبي أوفى- وكان من أصحاب الشجرة. وفي «الصحيح» عنه، قال: غزوت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ستّ غزوات نأكل الجراد. وفي رواية سبع غزوات. قال سفيان، وعطاء «1» - هو ابن السّائب: رأيت عبد اللَّه بن أبي أوفى بعد ما ذهب بصره. 4574- عبد اللَّه بن بحينة «2» : يأتي في ابن مالك. 4575- عبد اللَّه بن بدر: بن بعجة «3» بن معاوية بن خشّان- بالخاء المعجمة المكسورة والشين المعجمة أيضا- ابن أسعد بن وديعة بن عدي بن غنم بن الربعة الجهنيّ، والد بعجة. قال البخاريّ، وأبو حاتم، وابن حبّان: له صحبة. وروى ابن السّكن والطّبرانيّ من طريق يحيى بن أبي كثير، عن بعجة بن عبد اللَّه- أنّ أباه أخبره أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لهم: هذا يوم عاشوراء فصوموه. وهذا إسناد صحيح، ذكره الدار الدّارقطنيّ في الإلزامات. وروى له أبو نعيم حديثا آخر من رواية معاذ بن عبد اللَّه الجهنيّ، عن عبد اللَّه بن بدر الجهنيّ في السرقة. وأورده البغويّ، لكنه جعله بترجمة مفردة عن والد بعجة. فاللَّه أعلم. قال ابن سعد: كان اسمه عبد العزّى، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى ابن شاهين من طريق ابن الكلبيّ، عن أبي عبد الرحمن المدني، عن علي بن عبد اللَّه بن بعجة الجهنيّ، قال: لما قدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة وفد إليه عبد العزّى بن بدر بن زيد بن معاوية ومعه أخوه لأمه يقال له أبو سروعة وهو ابن عمه، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما اسمك؟» قال: عبد العزّى. قال: «أنت عبد اللَّه» . ثم قال له: «ممّن أنت» ؟ قال: من بني غيّان. قال: «بل أنتم بنو رشدان» . وكان اسم والديهم غويا [فسماه راشدا. وقال لأبي   (1) في أ: وعن عطاء. (2) أسد الغابة ت (2831) ، الاستيعاب ت (1487) بقي بن مخلد 395، 715. (3) أسد الغابة ت (2832) ، الثقات 3/ 239، تجريد أسماء الصحابة 1/ 299، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، الطبقات الكبرى 1/ 333- 5/ 556، الكاشف 2/ 74، تعجيل المنفعة 212، الجروح والتعديل 5/ 55، التاريخ الكبير 5/ 23، دائرة معارف الأعلمي 21/ 173، ذيل الكاشف 739. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 سروعة: «رعت العدوّ] «1» إن شاء اللَّه تعالى» . وأعطى اللواءين «2» يوم الفتح لعبد اللَّه بن بدر، وكان شهد معه أحدا، وخطّ له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو أول من خطّ مسجدا بالمدينة. وذكر ابن سعد أنه مات في خلافة معاوية. وقال ابن حبّان: كان حامل لواء جهينة يوم الفتح، ونزل القبلية «3» من جبال «4» جهينة. 4576- عبد اللَّه بن بدر «5» : آخر. غاير البغوي والطبراني بينه وبين الّذي قبله. وقال ابن السّكن: إنه هو. وروى ابن أبي شيبة، ومطين، والطّبراني، من طريق شعبة، عن أبي الجويرية: سمعت عبد اللَّه بن بدر يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا نذر في معصية اللَّه» «6» . فهذا آخر. 4577- عبد اللَّه بديل: بن ورقاء الخزاعي «7» . تقدم ذكر أبيه ونسبه. قال الطّبرانيّ وغيره: أسلم يوم الفتح مع أبيه، وشهد حنينا والطائف وتبوك. وقال ابن الكلبيّ: كان هو وأخوه عبد الرحمن رسولي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى اليمن، ثم شهدا صفّين مع عليّ وقتلا بها، وكان عبد اللَّه على الرحال «8» . وروى ابن إسحاق في كتاب الفردوس، من طريق حصين، عن يسار بن عوف، قال:   (1) في أ: فسماه رشدا وقال لأبي مراوعة، رعب العدوان. (2) في أ: وأعطى اللواء يعني يوم الفتح. (3) بالتحريك كأنه نسبة إلى الناحية من نواحي القرع من أعمال المدينة وهي سراة فيما بين المدينة وينبع ما سال منها إلى ينبع سمي بالغور وما سال منها إلى أودية المدينة سمي بالقبلية. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1065. (4) في أ: ونزل القبلية بالبادية من جناب جهينة. (5) أسد الغابة ت (2833) . (6) أخرجه مسلم في كتاب النذر باب 3 رقم (8) وأحمد 2/ 190، 2/ 207، 4/ 432، وعبد الرزاق (13899) (115811) وأبو داود (3290) والترمذي (1524، 1525) والنسائي 7/ 26 وابن ماجة (24/ 2) . (7) أسد الغابة ت (2834) ، الاستيعاب ت (1489) ، التاريخ الصغير 1/ 85، 95، 111، التاريخ الكبير 3/ 57، تجريد أسماء الصحابة 1/ 299، الجرح والتعديل 5/ 14، الكاشف 2/ 74، تهذيب الكمال 2/ 667، الطبقات الكبرى 4/ 294، تقريب التهذيب 1/ 403، خلاصة التذهيب 2/ 42، الإكمال 2/ 76. (8) في أ: وكان عبد اللَّه على الرحالة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 لما قدم عبيد اللَّه بن عمر الكوفة أتيته أنا وعبد اللَّه بن بديل، فقال له عبد اللَّه بن بديل: اتّق اللَّه يا عبيد اللَّه، لا تهرق دمك في هذه الفتنة. قال: وأنت فاتّق اللَّه. قال: إنما أطلب بدم أخي، قتل ظلما. فقال: وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم. قال: فلقد رأيتهما قتيلين بصفّين ما بينهما إلا عرض الصف. وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم بسنده إلى زيد بن وهب: إن عبد اللَّه بن بديل قام بصفين فقال: إن معاوية نازع الأمر أهله، وصال عليكم بالأحزاب والأعراب، وأنتم واللَّه على الحقّ، فقاتلوا. ومن طريق الشّعبي قال: كان على عبد اللَّه بن بديل بصفين درعان، ومعه سيفان، فكان يضرب أهل الشام وهو يقول: لم يبق إلّا الصّبر والتّوكّل ... ثمّ التّمشّي في الرّعيل الأوّل «1» مشي الجمال في حياض المنهل ... واللَّه يقضي ما يشا ويفعل [الرجز] وقال عبد الرّزاق، عن معمر، عن الزهري: ثارت الفتنة ودهاة الناس خمسة، فمن قريش معاوية وعمرو، ومن ثقيف المغيرة، ومن الأنصار قيس بن سعد، ومن المهاجرين عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء. وهكذا أخرجه البخاريّ في «التاريخ» في ترجمة المغيرة بن شعبة «2» ، فقال: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا هشيم بن يوسف، عن معمر بهذا. وأغرب أبو نعيم، فقال: إنه كان في زمن عمر صبيّا صغير السنّ، وإنه قتل وهو ابن أربع وعشرين سنة. وذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» ، وقال: قتل يوم صفّين في أصحاب علي. وقيل قتل يوم الحمل. ووصف الزهري له بأنه من المهاجرين يردّ «3» جميع ذلك. قلت: وفي الرّواة عبد اللَّه بن بديل الخزاعي متأخر، يروي عن الزّهري، وعمرو بن دينار، وهو حفيد هذا أو ابن أخته. وروى عنه أبو عامر العقدي، وأبو داود الطيالسي، وزيد بن الحباب، وغيرهم.   (1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة (1489) ، أسد الغابة ترجمة (2834) . (2) في أ: المغيرة بن سعيد. (3) في أ: من المهاجرين فرد جميع ذلك. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 4578- عبد اللَّه بن بديل «1» آخر. روى عن النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم في المسح على الخفّين، ذكره ابن مندة مختصرا. 4579- عبد اللَّه بن براء الداريّ «2» . كان اسمه الطّيب فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه. ذكره أبو علي الغساني مستدركا على أبي عمر بإرساله «3» لابن إسحاق. 4580- عبد اللَّه بن البراء «4» : أبو هند الداريّ «5» ، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى، ولعله الّذي قبله. 4581- عبد اللَّه بن برير: مصغّر، ويقال آخره دال، ابن ربيعة. روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي. ذكره ابن مندة، عن ابن يونس. وتعقّبه أبو نعيم بأنه ليس فيما ذكره ابن يونس ما يدل على صحبة ولا رؤية. 4582- عبد اللَّه بن بسر «6» : بضم الموحدة وسكون المهملة، المازني، أبو بسر الحمصي.   (1) أسد الغابة ت (2835) . (2) أسد الغابة ت (2836) . (3) في أ: على أبي عمر ناسبا له. (4) أسد الغابة ت (2837) . (5) في أ: أبو هند الدارميّ. (6) أسد الغابة ت (2839) ، الاستيعاب ت (1490) ، الثقات 3/ 232، التاريخ الصغير 2/ 76، أزمنة التاريخ الإسلامي 716، الرياض المستطابة 205، شذرات الذهب 1/ 98، 111، تجريد أسماء الصحابة 1/ 300، تهذيب التهذيب 5/ 158، العبر 103، 113- البداية والنهاية 9/ 75، الأعلام 4/ 74، تلقيح فهوم أهل الأثر 365، التاريخ الكبير 3/ 14، الطبقات الكبرى 7/ 463، الكاشف 2/ 74، بقي بن مخلد 65، تقريب التهذيب 1/ 404، الوافي بالوفيات 17/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 45، المعرفة والتاريخ 1/ 258- 2/ 343، 355، المشتبه 564- تبصير المنتبه 564، التعديل والتجريح 768. طبقات ابن سعد 7/ 413، طبقات خليفة 52 و 301، ومسند أحمد 4/ 187، ومقدمة مسند بقي بن مخلد 85، وتاريخ أبي زرعة 1/ 70، و 109، و 209، وتاريخ الطبري 2/ 236، و 3/ 181، والمعارف 341، وأنساب الأشراف 1/ 248، وفتوح البلدان 182، والأسامي والكنى للحاكم 285، والثقات لابن حبان 3/ 232، ومشاهير علماء الأمصار 375، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 243، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، والكامل في التاريخ 4/ 534، وتهذيب الكمال 14/ 333، والعبر 1/ 103، ومرآة الجنان 1/ 178، والبداية والنهاية 9/ 75، مجمع الزوائد 9/ 404، وتهذيب التهذيب 5/ 158، وشذرات الذهب 1/ 98، و 111، والجامع لشمل القبائل 724، ورجال البخاري 1/ 394، ورجال مسلم 1/ 343، والعلل لأحمد 288، 1244، تاريخ الإسلام 3/ 99، و 100. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 وقال البخاريّ: أبو صفوان السلمي المازني، من مازن بن منصور أخو بني سليم. وقيل من مازن الأنصار، وهو قول ابن حبان، وهو مقتضى صنيع ابن مندة، فإنه قال فيه: السّلمي المازني. وعاب ذلك ابن الأثر، ولم يفهم مراده «1» ، بل استبعد اجتماع النسبة لشخص إلى بني سليم وإلى بني مازن، ولعل ابن مندة وإنما ذكره بفتح السّين نسبة إلى بني سلمة من الأنصار، لكن يرد أيضا أنّ بني مازن الأنصار ليسوا من بني سلمة. له ولأبويه وأخويه: عطية والصماء- صحبة. وروى هو عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن أبيه وأخيه، وقيل عن عمته. روى عنه أبو الزاهرية، وخالد بن معدان، وصفوان بن عمرو، وحريز بن عثمان، والحسن بن أيوب، والحكم بن الوليد، وآخرون. مات بالشام، وقيل بحمص منها سنة ثمان وثمانين، وهو ابن أربع وتسعين، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة. وقال أبو القاسم بن سعد «2» : مات سنة ست وتسعين، وهو ابن مائة سنة. وكذا ذكره أبو نعيم، وساق في ترجمته ما رواه البخاري في التاريخ الصغير أيضا عن عبد اللَّه بن بسر- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «يعيش هذا الغلام قرنا» » ، فعاش مائة سنة. وقال البخاريّ في «التاريخ» : قال علي بن عبد اللَّه: سمعت سفيان، قلت للأحوص: أكان أبو أمامة آخر من مات عندكم من الصحابة؟ قال: كان بعده عبد اللَّه بن بسر. وروى البخاريّ في «الصحيح» من طريق حريز بن عثمان: سألت عبد اللَّه بن بسر:   (1) في أ: قلت استبعد اجتماع. (2) في أ: أبو القاسم بن سعيد. (3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 323. وأخرجه البخاري في التاريخ الصغير 1/ 186، والحاكم في المستدرك 4/ 500 عن عبد اللَّه بن بسر. والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 503. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33595، 37278. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: كان في عنفقته «1» شعرات بيض. وفي سنن أبي داود، وابن ماجة، من طريق سليم بن عامر، عن عبد اللَّه بن بسر، قال: دخل علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقدمنا له زبدا وتمرا، وكان يحبّ الزبد والتمر. وفي النّسائي من طريق صفوان بن عمرو، عن عبد اللَّه بن بسر، قال: قال أبي لأمي: لو صنعت لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم طعاما ... الحديث. ورواه مسلم والثلاثة من طريق يزيد بن خمير الرّحبي عنه، قال: نزل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على أبي، فقربنا إليه طعاما. وله عندهم غير ذلك، وإنما اقتصر من حديث الرجل على ما يتعلق بترجمته في إثبات صحبته أو فضيلة له أو نحو ذلك. 4583- عبد اللَّه بن بسر: النصري «2» ، بالنون. قال أبو زرعة الدّمشقيّ: له صحبة، خلطه الطبراني بالمازني، فتوهم. وبنو مازن غير بني نصر. قلت: لا سيما إن كان من مازن الأنصار. وروى ابن أبي عاصم، وأبو زرعة، والطّبراني، وتمّام في فوائده، من طريق الأوزاعي، قال: مررت بعبد الواحد بن عبد اللَّه بن بسر وأنا غاز وهو أمير على حمص، فقال لي: يا أبا عمرو، ألا أحدثك بحديث يسرّك؟ قلت: بلى. قال: حدثني أبي قال: بينما نحن بفناء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل، فسألناه فقال: «إنّ اللَّه أعطاني الشّفاعة» . قلنا: في قومك خاصة؟ قال: «لا، بل في أمّتي المذنبين المثقلين» . وقد فرق ابن جوصا بين المازني والنصري، وقال: إن النصري دمشقي، والمازني حمصي. وقد فرق بينهما «3» الدار الدّارقطنيّ، والخطيب، وابن عبد البر، وابن عساكر، واللَّه أعلم. 4584- عبد اللَّه بن بشر «4» : بكسر أوله وبالمعجمة، الحمصي.   (1) العنفقة: ما بين الشّفة السّفلى والذّقن منه لخفة شعرها، وقيل: العنفقة ما بين الذقن وطرف الشفة السفلى كان عليها شعر أو لم يكن، وقيل: العنفقة ما نبت على الشّفّة السفلى من الشّعر. اللسان 4/ 3133. (2) أسد الغابة ت (2840) ، الاستيعاب ت (1491) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 300، التاريخ الكبير 3/ 48، تقريب التهذيب 1/ 404. (3) في أ: فرق بينهما أيضا الدار الدّارقطنيّ. (4) ذيل الكاشف 740. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 [ذكره البغويّ في «معجم الصّحابة» . وأورد له من طريق يحيى بن حمزة، عن أبي عبيدة] «1» الحمصي، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عليّ بن أبي طالب على بعث فعمّمه بعمامة سوداء، ثم أرسلها من ورائه، أو قال على كتفه «2» ، وقال: «عليكم بالقنا والقسيّ العربيّة، فبها ينصر اللَّه دينكم ويفتح لكم البلاد» «3» . وقال البغويّ: لا أحسب له صحبة. وأخرج من طريق علي بن هاشم، عن أشعث بن سعد، عن عبد اللَّه بن بشر، عن أبي راشد الحبراني. عن علي، قال: عمّمني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم غدير خمّ بعمامة سوداء «4» طرفها على منكبي ... فذكر نحو هذا الحديث. قال البغويّ: أشعث هو أبو الربيع السمّان ضعيف له رواية باطلة. قلت: لولا ذلك لكانت روايته هذه أشبه من الأولى، ولكن ذكرته للاحتمال. 4585- عبد اللَّه بن أبي بكر: بن ربيعة السعدي «5» . ويقال عبد اللَّه بن ربيعة بن مسروح، وهذه رواية أبي علي بن السكن، وقال الأغفل- بالمعجمة والفاء- بدل مسروح، قاله ابن أبي حاتم. قال ابن السّكن: له صحبة. وقال أبو يعلى في مسندة: حدثتنا أم الهيثم بنت عبد الرحمن ابن فضالة السّعدية، وزعمت أنّ جدتها حليمة مرضعة «6» النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قالت: [حدثني أبي فضالة، حدثني أبي «7» عبد اللَّه بن أبي بكر بن ربيعة، وكان قد رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ عامر بن الطفيل انتهى إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا عامر بن الطّفيل، أسلم تسلم» .... الحديث. وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة عن أمّ الهيثم. ورواه ابن مندة من وجه آخر عنها وسماها غيثة. وكذا أخرجه ابن السكن من طريق صالح جزرة عنها، وسماها وسمي جدها عبد اللَّه بن ربيعة بن مسروح.   (1) في أ: بدل ما بداخل القوسين: حدثني عبد اللَّه بن بسر. (2) في أ: على كتفيه. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم (10896) 4114 وعزاه للطبراني في الكبير عن عبد اللَّه ابن بسر. (4) في أ: بعمامة سدل طرفها. (5) أسد الغابة ت (2842) . (6) في أ: جدتها حليمة مرضع النبي. (7) في أ: حدثني ابن فضالة قال: حدثني أبو عبد اللَّه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 وأخرجه الطّبرانيّ وغيره من وجه آخر عن أم الهيثم، لكن قال في نسبها فضالة بن معاوية بن ربيعة الجشمي. ويمكن الجمع بين هذا الاختلاف بأن عبد اللَّه سقط من رواية الطبراني، كما سقط أبو بكر من رواية ابن السكن وغيره، ويكون أبو بكر اسمه معاوية، وقد أورد ابن فتحون هذا الحديث مستدركا به على أبي عمر في ترجمة «1» معاوية معتمدا على هذه الرواية، ولا معنى لاستدراكه لاتّحاد المخرج. واللَّه أعلم. 4586- عبد اللَّه بن أبي بكر الصديق «2» : وهو عبد اللَّه بن عبد اللَّه، بن عثمان، وهو شقيق أسماء بنت أبي بكر. ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: مات قبل أبيه. وثبت ذكره في البخاري في قصة الهجرة عن عائشة، قالت: وكان عبد اللَّه بن أبي بكر يأتيهما بأخبار قريش وهو غلام شابّ فطن، فكان يبيت عندهما ويخرج من السحر فيصبح مع قريش. وذكر الطّبريّ في «تاريخه» أن عبد اللَّه بن أريقط الدئلي الّذي كان دليل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لما رجع بعد أن وصل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى المدينة أخبر عبد اللَّه بن أبي بكر الصديق بوصول أبيه إلى المدينة، فخرج عبد اللَّه بعيال أبي بكر، وصحبتهم طلحة بن عبيد اللَّه حتى قدموا المدينة. وقال أبو عمر: لم أسمع له بمشهد إلا في الفتح وحنين والطائف، فإن أصحاب المغازي ذكروا أنه رمي بسهم، فجرح ثم اندمل ثم انتقض فمات في خلافة أبيه في شوال سنة إحدى عشرة. وروى الحاكم بسند له عن القاسم بن محمد أن أبا بكر قال لعائشة: أتخافون أن تكونوا دفنتم عبد اللَّه بن أبي بكر وهو حي، فاسترجعت، فقالت «3» : أستعيذ باللَّه.   (1) في أ: مستدركا له على أبي عمر في ترجمته. (2) أسد الغابة ت (2843) ، الاستيعاب ت (1492) ، التاريخ الصغير 1/ 300، عنوان النجابة 113، تاريخ الإسلام 3/ 49، تجريد أسماء الصحابة 1/ 300، البداية والنهاية 6/ 338، الأعلام 4/ 99، التاريخ الكبير 3/ 2- 5/ 2، الطبقات 18، بقي بن مخلد 666، 777، الطبقات الكبرى 1/ 229، 238- 2/ 158، 281، 287، 3/ 112، 173، 201- 8/ 62، 165، 265، 266، الوافي بالوفيات 17/ 85. (3) في ط: فقال. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 ثم قدم وفد ثقيف فسألهم أبو بكر: هل فيكم من يعرف هذا السهم؟ فقال سعيد بن عبيد: أنا بريته ورشته، وأنا رميت به. فقال: الحمد للَّه، أكرم [اللَّه] «1» عبد اللَّه بيدك ولم يهنك بيده، قال: ومات بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بأربعين ليلة، وفيهم الهيثم بن عدي وهو واه، قالوا: لما مات نزل حفرته عمر، وطلحة، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وكان يعدّ من شهداء الطّائف. قال المرزباني في معجم الشّعراء: أصابه حجر في حصار الطّائف فمات شهيدا، وكان قد تزوّج عاتكة وكان بها معجبا فشغلته عن أموره، فقال له أبوه: طلّقها فطلّقها ثم ندم فقال: أعاتك لا أنساك ما ذرّ شارق ... وما لاح نجم في السّماء محلّق لها خلق جزل ورأي ومنصب ... وخلق سويّ في الحياة ومصدق ولم أر مثلي طلّق اليوم مثلها ... ولا مثلها في غير شيء تطلّق [الطويل] وله فيها غير هذا. فرّق له أبو بكر، فأمره بمراجعتها (فراجعها) «2» ومات وهي عنده، ولها مرثية. روى البخاريّ في «تاريخه» من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري أنّ عبد اللَّه بن أبي بكر كان تزوّج «3» عاتكة بنت زيد بن عمرو أخت سعيد بن زيد وأنه قال لها عند موته: لك حائطي ولا تزوّجي «4» بعدي. قال: فأجابته إلى ذلك. فلما انقضت عدّتها خطبها عمر فذكر القصة في تزويجه. ورواه غيره، فذكر معاتبة عليّ لها على ذلك. وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كفن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في بردي حبرة حتى مسّا جلده ثم نزعهما، فأمسكهما عبد اللَّه ليكفّن فيهما، ثم قال: وما كنت لأمسك شيئا منع اللَّه رسوله منه فتصدق بهما. ورواه البخاريّ من وجه آخر، عن عروة. وأخرجه الحاكم في المستدرك، وهو عند أحمد في مسند عائشة رضي اللَّه عنها ضمن حديث من طريق حماد بن سلمة عن هشام،   (1) ليس في أ. (2) ليس في أ. (3) في أ: كان زوج عاتكة. (4) في أ: ولا تتزوجي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 ورواه أبو ضمرة عن هشام، فقال عبد الرحمن: قال البغوي «1» : والصحيح عبد اللَّه. قلت: ووجدت له حديثا مسندا أخرجه البغوي «2» ، وفي إسناده من لا يعرف، [قال هشام: فقال عبد الرحمن] «3» : قال البغويّ: لا أعرف عبد اللَّه أسند غيره وفي إسناده ضعف وإرسال. قلت: وأخرجه مع ذلك الحاكم. قال الدّارقطنيّ: وأما عبد اللَّه بن أبي فأسند عنه حديث في إسناده نظر تفرّد به عثمان بن الهيثم المؤذن عن رجال ضعفاء. قلت: قد أوردته في كتاب الخصال المكفرة، وجمعت طرقه مستوعبا وللَّه الحمد. 4587- عبد اللَّه بن التّيهان: أبو الهيثم. سمّي في مصنف عبد الرّزّاق في الزّكاة. وستأتي ترجمته في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 4588- عبد اللَّه بن ثابت «4» بن عتيك الأزدي. ذكر أبو عبيد أن استشهد باليمامة «5» . 4589- عبد اللَّه بن ثابت «6» بن الفاكه الأنصاري. أخو ذي الشهادتين. شهد الخندق وله عقب بالمدينة. قال العدوي: وذكره الطبري في ترجمة أخيه خزيمة. 4590- عبد اللَّه بن ثابت بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. ويقال: إنه ظفري، أبو الربيع. مات في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، تقدم ذلك في ترجمة جابر بن عتيك. وقال الواقديّ وابن الكلبيّ: هو عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثابت، وله لأبيه صحبة. وقال ابن الكلبيّ: دفنه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في قميصه، وعاش الأب إلى خلافة عمر، وكانا   (1) في أ: قال البخاري. (2) في أ: أخرجه البغوي وغيره. (3) ليس في أ. (4) الثقات 3/ 242، تجريد أسماء الصحابة 1/ 300، الجرح والتعديل 5/ 19، التاريخ الكبير 3/ 39، الطبقات 104. (5) في أ: استشهد يوم اليمامة. (6) أسد الغابة ت (2847) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 جميعا قد شهدا أحدا. وكذا قال الطبري وابن السكن وآخرون «1» . وقال بعضهم: إنه أخو خزيمة بن ثابت. 4591- عبد اللَّه بن ثابت الأنصاري «2» . قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البخاريّ: لا يصح حديثه. وروى أحمد من طريق جابر الجعفي، عن الشعبي، عن عبد اللَّه بن ثابت الأنصاري، قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إني مررت بأخ لي من بني قريظة، فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك؟ فتغير وجه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وقيل فيه: عن جابر عن الشعبي «3» . والأول أرجح. قال البخاريّ: قال مخالد، عن الشعبي، عن جابر، إن عمر أتي بكتاب ولا يصحّ. وجعل البغويّ هذا الحديث لعبد اللَّه بن ثابت بن قيس الماضي، وهو خطأ. وقد وجدت له حديثا آخر يأتي في ترجمة عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري إنّ شاء اللَّه تعالى. 4592- عبد اللَّه بن ثابت الأنصاري «4» خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. يقال هو الّذي قبله، وغاير بينهما ابن أبي حاتم، وابن مندة. ويقال: أبو أسيد الّذي روى عنه حديث: «كلوا الزّيت وادّهنوا به» . ولفظ ابن أبي حاتم: وأبو أسيد، يعني بالضم، ومنهم من يقوله بالشك أبو أسيد، أو أبو أسيد خادم النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم- روى عنه حديث: «كلوا الزّيت وادّهنوا به» . وأرد ابن صاعد من طريق جابر الجعفي، عن أبي الطّفيل، عن عبد اللَّه بن ثابت الأنصاري أنه دعا بنيه فقال: ادهنوا رءوسكم بهذا الزيت، فامتنعوا، فأخذ عصا وضربهم، وقال: أترغبون عن دهن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وادعى أبو عمر أنه الّذي قبله، ورجّحه ابن الأثير. واللَّه أعلم. 4593- عبد اللَّه بن ثعلبة بن خزيمة «5» الأنصاري. تقدم نسبة في ترجمة أخيه بحّاث بن ثعلبة.   (1) في أ: قال البغوي: قال بعضهم. (2) أسد الغابة ت (2845) ، الاستيعاب ت (1493) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، تهذيب التهذيب 5/ 149، الاستبصار 202، الطبقات الكبرى 3/ 99، الإكمال 2/ 446، 52/ 182، تبصرة المنتبه 3/ 998، 999. (3) في أ: عن الشعبي عن جابر. (4) أسد الغابة ت (2846) ، الاستيعاب ت (1494) . (5) أسد الغابة ت (2848) ، الاستيعاب ت (1495) ، الثقات 3/ 229، تجريد أسماء الصحابة 1/ 301، تهذيب التهذيب 5/ 149، الاستبصار 202، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، الطبقات الكبرى 3/ 99، الإكمال 2/ 446، 5/ 182، تبصير المنتبه 3/ 998، 999. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن حبان: بدري، له صحبة. 4594- عبد اللَّه بن ثعلبة: بن صعير «1» ، بمهملتين مصغّرا، العذريّ. تقدم له ذكر في ترجمة أبيه. وقال البغويّ «2» : رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وحفظه عنه، له صحبة. وذكره ابن حبّان في الصحابة. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة. وقال غيره: مسح النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وجهه ورأسه عام الفتح ودعا له. وهكذا أخرجه البخاريّ. ويقال: إنه ولد قبل الهجرة. ويقال بعدها. وقد روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم [و] » قال البخاريّ: وهو مرسل. وقال ابن السّكن: وحديثه في صدقة الفطر، يعني الّذي أخرجه الدار الدّارقطنيّ- مختلف فيه. والصّواب أنه مرسل، ولم يصرح في شيء من الروايات بسماعه. قلت: وذكر البخاريّ [في] «4» الاختلاف فيه: هل رواه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أو عن أبيه عنه؟ وقال أبو حاتم: رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو صغير. وأخرج البخاريّ بسند صحيح عن ابن شهاب أنه كان خاله «5» يتعلّم منه الأنساب، قال: فسألته عن شيء من الفقه فدلّني على سعيد بن المسيّب. وروى أيضا عن أبيه، وعن عمر، وعلي، وسعد، وغيرهم. روى عنه الزّهريّ، وأخوه عبد اللَّه بن مسلم، وسعد «6» بن إبراهيم وغيرهم.   (1) أسد الغابة ت (2849) ، الاستيعاب ت (1496) ، التاريخ الصغير 1/ 224، الثقات 3/ 246، عنوان النجابة 117، الرياض المستطابة 230، العبر 1/ 104، شذرات الذهب 1/ 98، الجرح والتعديل 5/ 19، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، التاريخ الكبير 3/ 35، تهذيب الكمال 2/ 669، الطبقات 23، 238، الطبقات الكبرى 2/ 382، الكاشف 2/ 76، تقريب التهذيب 1/ 405، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 44، الوافي بالوفيات 17/ 29، الإكمال 5/ 82، الأنساب 4/ 146. (2) في أ: قال الدار الدّارقطنيّ وقال البغوي. (3) ليس في أ. (4) في أ: أنه كان مجالسة. (5) في أ: أنه كان مجالسة. (6) في أ: مصعب بن إبراهيم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 مات سنة سبع أو تسع وثمانين، وله ثلاث وثمانون، وقيل تسعون. وقيل غير ذلك، ذكرته «1» هنا للاختلاف في نسبه. 4595- عبد اللَّه بن ثعلبة أبو أمامة الحارثي. مشهور بكنيته. يأتي. حكى البغوي عن أحمد أنّ اسمه عبد اللَّه، والمشهور أن اسمه إياس. 4596- عبد اللَّه بن ثور بن معاوية البكّائي. يقال له صحبة، قرأته بخط مغلطاي في حاشية أسد الغابة. وسيأتي ذكر أخيه معاوية ابن ثور. وذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» عبد اللَّه هذا، وقال: إنه شاعر معروف، وأنشد له شعرا رثى به هشام بن المغيرة والد أبي جهل. قلت: وكلام المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» يقتضي أنه جاهلي، وقد أنشد له الزبير ابن بكّار مرثية في هشام بن المغيرة، والد أبي جهل، وكان من رؤساء قريش في الجاهلية يقول فيها: إذا ما كان عام ذو عرام ... حسبت قدوره خيلا صياما «2» فمن للركب إذ فزعوا طروقا ... وخلّفت «3» البيوت فلا هشاما [الوافر] فإن ثبت ما قاله مغلطاي فكأنه عمّر طويلا، وسيأتي في ترجمة أخيه معاوية أنه عمّر أيضا. 4597 ز- عبد اللَّه بن ثور أحد بني الغوث. ذكره سيف في «الفتوح» في غير مكان، و [قال] «4» إنه كان أميرا في الردة، وإن أبا بكر كتب إليه لما مات النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أن يجمع إليه من أطاعه من العرب ومن استجاب له من أهل «تهامة» حتى يأتيه أمره. وذكر أيضا أنه توجّه مع المهاجر بن أبي أمية إلى جرش أميرا عليها.   (1) في أ: ذكره هنا للاختلاف. (2) في أ: قياما. (3) في أ: وغلقت. (4) ليس في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزمان إلا الصحابة. 4598- عبد اللَّه بن جابر الأنصاري البياضي «1» . ذكره البخاريّ في الصّحابة. وقال ابن حبان: له صحبة. وروى أحمد من طريق ابن عقيل، عن عبد اللَّه بن جابر، قال: انتهيت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وقد اهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه ... الحديث في فضل الفاتحة. وروى الطّبراني وابن أبي عاصم، من طريق عبد اللَّه بن أبي سفيان المدني، عن جده، قال: رأيت عبد اللَّه بن جابر البياضي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم واضعا إحدى ذراعيه على الأخرى في الصلاة. ورواه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: عن جدّه- يعني عقبة بن أبي عائشة- فذكره، وزاد فيه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كان يفعله، وكذا سمى الطّبراني جدّه عبد اللَّه بن أبي سفيان. قال ابن السّكن: لا يروي عن عبد اللَّه بن جابر غيره، كذا قال. 4599- عبد اللَّه بن جابر العبديّ «2» : أحد وفد عبد القيس. ذكره البخاريّ في «الصّحابة» وقال: كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال البغويّ: سكن البصرة. قلت: وتقدم حديثه في ترجمة والده جابر، وعاش عبد اللَّه إلى أن شهد الجمل، وتقدمت روايته عن الحسن أيضا «3» في ترجمة جابر أيضا. وأعاده ابن مندة فيمن اسمه عبد الرحمن، فأخرج حديثه من طريق أبي حاتم الرازيّ، عن عليّ بن المديني، عن الحارث بن مرة، عن قيس العبديّ، عن عبد الرحمن بن جابر العبديّ، فذكر الحديث والقصة، وكان ذكره في العبادلة من رواية أبي مسعود الرازيّ، عن علي بن المديني بهذا الإسناد، فقال: عن عبد اللَّه بن جابر، وهذا هو المحفوظ. وكذا أخرجه من طريق شريح بن يونس، ومحمد بن يحيى بن أبي سمية بن الحارث،   (1) أسد الغابة ت (2853) ، الاستيعاب ت (1498) ، الثقات 3/ 232، تجريد أسماء الصحابة 1/ 301، الاستبصار 179، الجرح والتعديل 5/ 26، التاريخ الكبير 3/ 22- 5/ 22، تعجيل المنفعة 216. (2) أسد الغابة ت (2854) ، الاستيعاب ت (1499) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 301، الجرح والتعديل 5/ 25، التاريخ الكبير 3/ 13، 59، 60. (3) في أ: عن الحسن بن علي في ترجمة جابر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 وكذا أخرجه أحمد بن حنبل في مسندة عن الحارث. وقد أشار إلى وهم ابن مندة فيه أبو نعيم، وقال: حدّث به في الموضعين علي بن المديني. والصواب عبد اللَّه. انتهى. والظاهر أنّ الأمر كما قال، لكن يحتمل أن تكون القصة وقعت للأخوين إن كان محفوظا، لأنّ الروايتين له عن علي بن المديني من كبار الحفاظ. 4600- عبد اللَّه بن جبير بن النعمان الأنصاري «1» ، أخو خوّات بن جبير. تقدم ذكر نسبه في أخيه. قال البخاريّ: حديثه في أهل المدينة، شهد العقبة وبدرا، واستشهد بأحد، وكان أمير الرّماة يومئذ، ثبت ذكره في حديث البراء بن عازب في الصحيح، وفيه: أن المشركين لما انهزموا ذهبت «2» الرّماة ليأخذوا من الغنيمة، فنهاهم عبد اللَّه بن جبير، فمضوا وتركوه. [فاستشهد عبد اللَّه يومئذ] «3» . 4601- عبد اللَّه بن جحش الأسدي «4» بن رياب، براء وتحتانية وآخره موحدة، ابن يعمر الأسدي. حليف بني عبد شمس. أحد السابقين. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن إسحاق: هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا. وروى البغويّ، من طريق إبراهيم بن سعد، عن مسلم بن محمد الأنصاري، عن رجل من قومه، قال: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بين عبد اللَّه بن جحش وعاصم بن ثابت. ومن طريق زياد بن علاقة، عن سعد بن أبي وقاص، قال: بعثنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في سريّة، وقال: «لأبعثنّ عليكم رجلا أصبركم على الجوع والعطش» ، فبعث علينا عبد اللَّه بن جحش، فكان أوّل أمير في الإسلام.   (1) أسد الغابة ت (2857) ، الاستيعاب ت (1501) ، الثقات 3/ 220، 242، عنوان النجابة 121، تجريد أسماء الصحابة 1/ 301، الاستبصار 322، التاريخ الكبير 3/ 34، الطبقات 86، الطبقات الكبرى 3/ 53، 478- 2/ 39، 41، 42، 47، - 4/ 7- 8/ 31. (2) في أ: ذهب. (3) سقط في ط. (4) أسد الغابة ت (2858) ، الإستيعاب ت (1502) ، الثقات 3/ 237، صفوة الصفوة 1/ 385، أزمنة التاريخ الإسلامي 717، حلية الأولياء 1/ 108، 109، أصحاب بدر 91، شذرات الذهب 1/ 54، تجريد أسماء الصحابة 1/ 302، تهذيب التهذيب 5/ 143، الجرح والتعديل 5/ 22، 101، الأعلام 4/ 76، الطبقات الكبرى 2/ 7، 11، 3/ 10، 101، 39، 462، 4/ 101، 131، 137، 8/ 46، 241، 245، التاريخ لابن معين 3/ 299، دائرة معارف الأعلمي 31/ 177، معجم الثقات 295، تنقيح المقال 1782. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 وروى السّراج، من طريق زرّ بن حبيش، قال: أول راية عقدت في الإسلام لعبد اللَّه بن جحش. وقال ابن إسحاق: حدّثني يزيد بن رومان، عن عروة، قال: بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه بن جحش إلى نخلة، فذكر القصة بطولها. وروى الطّبرانيّ من طريق أبي السّوار، عن جندب بن عبد اللَّه البجلي، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جحش على سريّة، فذكر الحديث بطوله. وقال ابن أبي حاتم: له صحبة، دعا اللَّه يوم أحد أن يرزقه الشهادة فقتل بها. وروى عنه سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن المسيّب. انتهى. وروى البغويّ من طريق إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، حدّثني أبي أنّ عبد اللَّه بن جحش قال له يوم أحد: ألا تأتي فندعو! قال: فخلونا «1» في ناحية فدعا سعد، فقال: يا رب، إذا لقينا القوم غدا فلقّني رجلا شديدا حرده «2» ، أقاتله فيك، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه. قال: فأمّن عبد اللَّه بن جحش، ثم قال عبد اللَّه: اللَّهمّ ارزقني رجلا شديدا حرده، أقاتله فيك حتى يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك قلت: هذا فيك وفي رسولك، فتقول: صدقت. قال سعد: فكانت دعوة عبد اللَّه خيرا من دعوتي، فلقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط. وأخرجه ابن شاهين، من وجه آخر، عن سعيد بن المسيب- أنّ رجلا سمع عبد اللَّه ابن جحش، فذكر نحوه. وهذا أخرجه ابن المبارك في الجهاد مرسلا. وقال الزّبير: كان يقال له المجدّع في اللَّه، وكان سيفه انقطع يوم أحد، فأعطاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عرجونا، فصار في يده سيفا، فكان يسمى العرجون. قال: وقد بقي هذا السيف حتى بيع من بغا التركي «3» بمائتي دينار. وروى زكريّا السّاجي، من حديث أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه، قال: استشار النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أبا بكر وعمر وعبد اللَّه بن جحش في أسارى بدر «4» ، فذكر القصة.   (1) في أ: فخلوا. (2) في أ: أجرده. (3) في أ: الكبير. (4) قال الهيثمي في الزوائد 9/ 49 رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 وأخرجه أحمد. وكان قاتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، ودفن هو وحمزة في قبر واحد، وكان له يوم قتل نيف وأربعون سنة. 4602- ز- عبد اللَّه بن جحش: آخر. جاء ذكره في حديث ضعيف، ووصف بكونه أعمى، وليس الّذي قبله أعمى، فذكر الكلبي في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس أنه نزل فيه وفي ابن أم مكتوم: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ» [النساء: 95] . والّذي في الصحيح أنها نزلت في ابن أم مكتوم. وقد نقله الثّعلبي عن ابن الكلبيّ، فقال: لما ذكر اللَّه فضيلة المجاهدين جاء عبد اللَّه بن أم مكتوم، وعبد اللَّه بن جحش- وليس بالأسديّ- وكانا أعميين، فقالا: حالانا على ما ترى، فهل من رخصة؟ فنزلت. 4603- عبد اللَّه بن الجدّ: بن قيس الأنصاري «1» . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وذكره ابن حبان في الصحابة. 4604 - عبد اللَّه بن أبي الجدعاء «2» التميمي: ويقال الكناني. ويقال العبديّ. ذكره البخاريّ في الصّحابة، وروى له الترمذي، وأحمد، من طريق عبد اللَّه بن شقيق عنه، قال: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ليدخلنّ الجنّة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم» . صححه الترمذي، وقال: لا يعرف له إلا هو. كذا قال. وقد اختلف في «3» عبد اللَّه بن شقيق في حديث: «متى كنت نبيّا؟ هل هو عن عبد اللَّه بن أبي الجدعاء «4» أو ميسرة الفجر. وقيل إنه هو، وزعم بعضهم أيضا أن عبد اللَّه بن أبي الجدعاء هو عبد اللَّه بن أبي الحمساء. والصحيح أنه غيره. 4605- ز- عبد اللَّه بن جدعان:   (1) أسد الغابة ت (2859) ، الاستيعاب ت (1503) ، الثقات 3/ 237، تجريد أسماء الصحابة 1/ 302، الاستبصار 145، الطبقات الكبرى 3/ 583- 7/ 387. (2) أسد الغابة ت (2860) ، الاستيعاب ت (1504) ، الثقات 3/ 240، تجريد أسماء الصحابة 1/ 302، تهذيب التهذيب 5/ 168، الجرح والتعديل 5/ 28، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، التاريخ الكبير 3/ 26، تهذيب الكمال 2/ 669، الطبقات 125، الكاشف 2/ 76، تقريب التهذيب 1/ 406، خلاصة التذهيب 2/ 45. (3) في أ: وقد اختلف على عبد اللَّه بن شفيق. (4) في أ: أبي الجدعاء ادعى أو ميسرة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 وقع ذكره في الطبراني الأوسط، من طريق ابن أبي أمية بن يعلى أحد الضعفاء، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لعبد اللَّه بن جدعان: «إذا اشتريت نعلا فاستجدها، وإذا اشتريت ثوبا فاستجده، وإذا اشتريت دابّة فاستفرهها، وإذا كان عندك كريمة قوم فأكرمها «1» . قال: لم يروه عن نافع إلا أبو أمية. تفرد به حاتم بن إسماعيل: فأما عبد اللَّه بن جدعان التيمي جدّ علي بن زيد بن جدعان فقرشي مشهور، واسم جده عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة، يجتمع مع أبي بكر الصديق في عمرو بن كعب، ومات قبل الإسلام، وقد قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «شهدت مأدبة في دار ابن جدعان» «2» وقد مدحه أمية بن أبي الصلت بأبيات مشهورة، ورثاه لما مات. وأورد أبو الفرج الأصبهاني له ترجمة طويلة، وسألت عنه عائشة نبي اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وذكرت له ما كان فيه من الجود، فقال: «إنّه لم يقل ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين» . 4606- عبد اللَّه بن جراد: بن المنتفق «3» بن عامر بن عقيل العامري العقيلي. نسبه ابن ماكولا. وأما يعلى بن الأشدق فقال: حدثني عمي عبد اللَّه بن جراد بن معاوية بن فرج بن خفاجة بن عمرو بن عقيل. قال البخاري وابن حبان وابن ماكولا: عبد اللَّه بن جراد له صحبة. وقال ابن مندة: عداده في أهل الطائف. وذكره يعقوب بن سفيان وغيره في الصحابة. روى عنه يعلى بن الأشدق أحد الضعفاء وأبو قتادة الشامي راو. وثّقه ابن حبّان، وفرّق البخاري بينه وبين أبي قتادة الحرّاني أحد الضعفاء، قال البخاري: قال لي أحمد بن الحارث: حدثنا أبو قتادة الشامي، وليس بالحراني، هذا آخر، مات سنة أربع وستين ومائة، حدثني عبد اللَّه بن جراد، قال: صحبني رجل من بني مزينة، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا معه، فقال: يا رسول اللَّه، ولد لي مولود فما خير الأسماء؟ قال: «خير   (1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 366 عن ابن أبي الجعد وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 384 عن أبي أمامة الحديث ... الحديث. وقال رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني رجالهم رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة. (2) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 609 عن عبد اللَّه بن شفيق عن ميسرة الفخر، قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (3) أسد الغابة ت (2861) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 302، فهوم أهل الأثر 367، الإكمال 2/ 174، التاريخ الكبير 3/ 35، بقي بن مخلد 125. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 أسمائكم الحارث وهمّام، ونعم الاسم عبد اللَّه وعبد الرّحمن» ... الحديث. في إسناده نظر. وقال ابن المديني في «العلل» : حديث عبد اللَّه بن جراد وصلّى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في مسجد جمع في بردة قد عقدها حديث شامي، إسناده مجهول. وذهل ابن حبّان فأرّخ وفاة عبد اللَّه بن جراد سنة أربع وستين ومائة، وطعن لأجل ذلك في صحبته، وكأنه اشتبه عليه كلام البخاريّ، والبخاري إنما قصد بيان وفاة أبي قتادة الراويّ عن عبد اللَّه بن جراد، ليميز بينه وبين الحراني، ولبعد اللَّه بن جراد رواية عن أبي هريرة. ووهم من زعم كالبغوي أنّ يعلى بن الأشدق تفرّد بالرواية عنه، نعم صنيع البخاري يقتضي التفرقة بين عبد اللَّه بن جراد هذا فذكره في الصحابة، وبين عبد اللَّه بن جراد الّذي روى عنه يعلى بن الأشدق فذكره «1» فيمن يعدّ في الصحابة، وقال عبد اللَّه بن جراد: واه ذاهب الحديث، ولم يثبت حديثه. 4607- عبد اللَّه بن جراد «2» : قد ذكر في الّذي قبله. 4608- عبد اللَّه بن جزء بن أنس بن عامر السلمي «3» . ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا، وتقدم ذكر حديثه في ترجمة رزين بن أنس السلمي وهو عمّه. 4609- عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب «4» بن عبد المطلب الهاشمي، أبو محمد،   (1) في أ: فذكره. (2) الاستيعاب ت (1505) . (3) أسد الغابة ت (2862) . (4) تنقيح المقال 6784 العبر 1/ 41، 91، 243، التمهيد 1/ 53، علوم الحديث لابن الصلاح 303، السابق واللاحق 217، التاريخ الكبير 3/ 7- 5/ 7، الثقات 3/ 207، أزمنة التاريخ الإسلامي 717، عنوان النجابة 119، الرياض المستطابة 200، شذرات الذهب 1/ 87، تجريد أسماء الصحابة 1/ 302، الأعلام 4/ 76، تهذيب التهذيب 5/ 170، الجرح والتعديل 5/ 21، تلقيح فهوم أهل الأثر 367، تهذيب الكمال 2/ 670، الطبقات الكبرى 5/ 124، 145، الطبقات 5، طبقات الحفاظ 45، 55، الكاشف 2/ 77، تقريب التهذيب 1/ 406، خلاصة تذهيب 2/ 46، الوافي بالوفيات 17، 107، بقي بن مخلد 105، التعديل والتجريح 770، أسد الغابة ت (2864) ، الاستيعاب ت (1506) . الأخبار الموفقيات 80، السير والمغازي 48، المغازي للواقدي 766، سيرة ابن هشام 1/ 187، المحبر 55، تاريخ الثقات 251، المعرفة والتاريخ 1/ 223، تاريخ أبي زرعة 1/ 71، الثقات لابن حبان 3/ 207، الشعر والشعراء 1/ 287، الأخبار الطوال 184، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 66، مشاهير علماء الأمصار رقم 15، المعارف 205، تاريخ اليعقوبي 2/ 65، أنساب الأشراف 3/ 292، تاريخ الطبري 10/ 305، المنتخب من ذيل المذيل 547، الأسامي والكنى للحاكم 1/ 99، الولاة والقضاة 21، المستدرك على الصحيحين 3/ 566، ربيع الأبرار 1/ 832، ثمار القلوب 88، مروج الذهب 1515، العقد الفريد 7/ 125، جمهرة أنساب العرب 38، السابق واللاحق 1/ 217، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 239، مقدمة مسند بقي بن مخلد 89، التبيين في أنساب القرشيين 39، معجم البلدان 2/ 803، الكامل في التاريخ 1/ 460، تهذيب تاريخ دمشق 17، تحفة الأشراف 4/ 299، سير أعلام النبلاء 3/ 456، تجريد أسماء الصحابة 1، تلخيص المستدرك 3/ 566، الكاشف 2/ 69، المعين في طبقات المحدثين 23، دول الإسلام 3/ 58، فوات الوفيات 2/ 170، البداية والنهاية 9/ 33، مرآة الجنان 1/ 161، لباب الآداب 85، نهاية الأرب 21/ 228، الوفيات لابن قنفذ 83، تقريب التهذيب 1/ 406، النكت الظراف 4/ 299، الوافي بالوفيات 17/ 107، خلاصة التذكرة الحمدونية 2/ 506، تاريخ الإسلام 2/ 428. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 وأبو جعفر، وهي أشهر. وحكى المرزبانيّ أنه كان يكنى أبا هاشم. أمّه أسماء بنت عميس الخثعمية أخت ميمونة بنت الحارث لأمها، ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبواه إليها، وهو أول من ولد بها من المسلمين، وحفظ عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى عنه وعن أبويه، وعمه علي، وأبو بكر، وعثمان، وعمار بن ياسر. روى عنه بنوه: إسماعيل، وإسحاق، ومعاوية، وأبو جعفر الباقر، والقاسم بن محمد وعروة، والشعبي «1» ، وآخرون. قال محمد بن عائذ: حدثنا محمد بن شعيب، حدثنا عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس: خرج جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، ومعه امرأته أسماء بنت عميس فولدت له بأرض الحبشة عبد اللَّه ومحمدا. وقال مصعب: ولد للنجاشي ولد فسماه عبد اللَّه، فأرضعته أسماء حتى فطمته، ولما توجّه جعفر في السفينة إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حمل امرأته أسماء وأولاده منها: عبد اللَّه، ومحمدا، وعونا، حتى قدموا المدينة. وقال ابن جريج: أنبأنا جعفر بن خالد بن سارة أنّ أباه أخبره عن عبد اللَّه بن جعفر، قال: مسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رأسي، وقال: «اللَّهمّ أخلف جعفرا في ولده» «2» . وقال: وكنا   (1) في أ: وشعبة. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 362، وأحمد في المسند 1/ 205، قال الهيثمي في الزوائد 9/ 276، رواه الطبراني وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33210، 36911، وابن عساكر 7/ 329. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 نلعب فمر بنا على دابة فقال: «ارفعوا هذا إليّ» » فحملني أمامه. أخرجه أحمد وغيره بسند «2» قوي، وسيأتي في ترجمة عبيد اللَّه بن العباس. ومن طريق محمد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد اللَّه بن جعفر، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة ... فذكر الحديث بطوله في قصة مؤتة، وقتل جعفر، وفيه: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «وأمّا عبد اللَّه فيشبه خلقي وخلقي» ، ثم أخذ بيدي، فقال: «اللَّهمّ اخلف جعفرا في أهله، وبارك لعبد اللَّه في صفقة يمينه» - قالها ثلاث مرات. وفيه: «وأنا وليّهم في الدّنيا والآخرة» . وقال البغويّ: حدّثنا القواريري، حدثنا عبد اللَّه بن داود، عن فطر بن خليفة، عن أبيه، عن عمرو بن حريث- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مرّ بعبد اللَّه بن جعفر وهو يبيع مع الصبيان، فقال: «اللَّهمّ بارك له في بيعه أو صفقته» . وروى مسلم، من طريق الحسن بن سعد، عن عبد اللَّه بن جعفر، قال: أردفني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وراءه ذات يوم، فأسرّ إلى حديثا لا أحدّث به أحدا من الناس ... الحديث. قال الزّبير بن بكّار عن عمّه: ولدت أسماء لجعفر بالحبشة عبد اللَّه ومحمدا وعونا. وقال ابن حبّان: كان يقال له قطب السخاء، وكان له عند موت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عشر سنين. وقال يعقوب بن سفيان: كان أحد أمراء عليّ يوم صفّين. انتهى. وقد تزوج أمّه أبو بكر الصديق، فكان محمد أخاه لأمه، ثم تزوجها عليّ فولدت له يحيى. وأخباره في الكرم كثيرة شهيرة. مات سنة ثمانين عام الجحاف، وهو سيل كان ببطن مكة جحف الحاجّ، وذهب بالإبل، وعليها الحمولة، وصلى عليه أبان بن عثمان وهو أمير المدينة حينئذ لعبد الملك بن مروان، هذا هو المشهور. وقال الواقديّ: مات سنة تسعين، وكان له يوم مات تسعون سنة، كذا رأيته في ذيل الذيل لأبي جعفر الطبري.   (1) سقط في ط. (2) في أ: وغيره وسنده قوي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 وقال المدائنيّ: مات عبد اللَّه بن جعفر سنة أربع أو خمس وثمانين وهو ابن ثمانين. قلت: وهو غلط أيضا. وقال خليفة: مات سنة اثنتين. وقيل سنة أربع وثمانين. وقال ابن البرقي ومصعب: [في سنة سبع وثمانين] «1» فهذا يمكن أن يصحّ معه قول الواقدي إنه مات وله تسعون سنة، فيكون مولده قبل الهجرة بثلاث. وقد أخرج البغويّ، من طريق هشام، عن عروة، عن أبيه- أنّ عبد اللَّه بن جعفر وعبد اللَّه بن الزبير بايعا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهما ابنا سبع سنين. والصّحيح أن ابن الزبير ولد عام الهجرة. وأخرج ابن أبي الدّنيا والخرائطيّ بسند حسن إلى محمد بن سيرين أنّ دهقانا من أهل السّواد «2» كلّم ابن جعفر في أن يكلّم عليّا في حاجة، فكلمه فيها، فقضاها، فبعث إليه الدهقان أربعين ألفا، فقالوا: أرسل بها الدهقان فردّها، وقال: «إنا لا نبيع معروفا» «3» . وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: جلب رجل من التجار سكرا إلى المدينة فكسد عليه، فبلغ عبد اللَّه بن جعفر، فأمر قهرمانه أن يشتريه «4» وينهبه الناس. وأخرج الطّبريّ «5» والبيهقيّ في «الشّعب» ، من طريق ابن إسحاق المالكي، قال: وجّه يزيد بن معاوية إلى عبد اللَّه بن جعفر مالا جليلا هدية، ففرّقه في أهل المدينة ولم يدخل منزله منه شيئا، وفي ذلك يقول عبيد اللَّه بن قيس الرّقيات: وما كنت إلّا كالأغرّ بن جعفر ... رأى المال لا يبقى فأبقى له ذكرا [الطويل]   (1) ما بداخل القوسين في أ: مات سنة ثمانين. (2) السواد: موضعان أحدهما قرب البلقاء سميت بذلك لسواد حجارتها والثاني يراد به رستاق من رساتيق العراق وضياعها التي افتتحها المسلمون على عهد عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه سمّي سوادا لخضرته بالنخل والزرع وحدّ السواد قال أبو عبيد: من حدثية الموصل طولا إلى عبادان ومن عذيب القادسية إلى حلوان عرضا فيكون طوله مائة وستين فرسخا فطوله أكثر من طول العراق لأن أول العراق في شرقي دجلة العلث على حدّ طسوج بزر جسابور وهي قرية تناوح حربي تمتد إلى آخر أعمال البصرة من جزيرة عبّادان وكانت تعرف بميان روذان ومعناه بين الأنهر وهي من كورة بهمن أردشير فطول العراق ثمانون فرسخا وهذا التفاوت لعله غلط فعرض العراق هو عرض السواد لا يختلف وذلك ثمانون فرسخا كما ذكر واللَّه أعلم. مراصد الاطلاع 2/ 750. (3) في أ: بدل ما بداخل القوسين: إنا أهل البيت لا نبيع المعروف. (4) في أ: أن يشتريه وأن ينهيه. (5) في أ: وأخرج الطبراني من طريقه والبيهقي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: حدّثنا محمد بن أبي أسامة، عن ضمرة، عن علي بن أبي حملة، قال: وفد عبد اللَّه بن جعفر على يزيد بن معاوية فأمر له بألفي درهم. وقال ابن أبي الدّنيا: حدثني ابن أخي الأصمعي، حدثنا عمي، حدثني خلف الأحمر، قال: قال الشماخ بن ضرار يمدح عبد اللَّه بن جعفر: إنّك يا ابن جعفر نعم الفتى ... ونعم مأوى طارق إذا أتى وربّ ضيف طرق الحيّ سرى ... صادف زادا وحديثا ما اشتهى «1» [الرجز] 4610- ز عبد اللَّه بن جميل: الّذي وقع في الصحيحين في الزكاة. قال عمر: منع العباس بن عبد المطلب، وخالد بن الوليد وابن جميل. لم أقف على اسمه إلا في تعليق القاضي حسين، وتبعه الرّوياني فسمّياه عبد اللَّه. وقد تقدم في الحاء المهملة أنّ عبد العزيز بن بزيزة «2» المغربي التميمي من شرح الأحكام لعبد الحق سمّاه حميدا، وادّعى القاضي حسين أنه كان منافقا، فقال: وإنه الّذي نزل «3» فيه: وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ ... [التوبة: 75] الآية. والمشهور أنها نزلت في ثعلبة، وحكى المهلب أنه كان منافقا ثم تاب بعد ذلك. 4611- عبد اللَّه بن جهيم الأنصاري «4» : أبو جهيم. قيل ابن الحارث بن الصمة. وقيل غيره، وهو اختيار ابن أبي حاتم. وسيأتي في ترجمة أبي جهيم في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 4612- عبد اللَّه بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم «5» بن عامر بن عبد اللَّه «6» بن عبيد بن عويج بن عدي «7» بن كعب القرشي العدوي.   (1) انظر ديوان الشماخ ص 465، شرح الشافية للبغدادي ص 204 أمالي بن الشجري 2/ 205، خزانة الأدب 2/ 180، والأغاني 8/ 102، البيان والتبيين 1/ 10، بلا نسبة أمالي الزجاجي ص 205 لبعض الأعراب المستطرف 1/ 156، بلا نسبة شرح الحماسة للتبريزي 4/ 132، شرح الحماسة للمرزوقي 4/ 1750، أمالي المرتضى 1/ 493 شرح الشواهد للعيني 4/ 547. (2) في أ: بريدة. (3) في أ: نزلت. (4) الاستيعاب 3/ 882، أسد الغابة ت 3/ 201، تجريد أسماء الصحابة 1/ 302، الجرح والتعديل 5/ 21، بقي بن مخلد 485، أسد الغابة ت (2867) ، الاستيعاب ت (1508) . (5) أسد الغابة ت (2866) ، الاستيعاب ت (1507) . (6) في أ: عبيد اللَّه. (7) في أ: عرج بن عدي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 قال ابن سعد: أسلم عام الفتح مع أبيه، وخرج إلى الشام غازيا، فاستشهد بأجنادين، وكذا قال البغويّ والزّبير بن بكّار وغيرهما. واسم أبي الجهم عامر. وقيل عبيد اللَّه، وعبد اللَّه أخو عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب لأمه، أمّهما أم كلثوم بنت جرول الخزاعية، وكأنها كانت عند أبي الجهم قبل عمر. وأنشد له المرزبانيّ في «معجم الشعراء» أبياتا قالها في حرب بني عدي: رددنا بني العجماء عنّا وبغيهم ... وأحمر عاد في العواة الأشائم بحول من اللَّه العزيز وقوّة ... ونصر على ذي البغي جاني المآثم أبينا فلم نعط العدوّ ظلامة ... ونحمي حمانا بالسّيوف الصّوارم [الطويل] قال: ولأخيه صخر بن أبي الجهم جواب عن هذه الأبيات. قلت: وهذا يدل على أن عبد اللَّه بن أبي الجهم عاش بعد أجنادين دهرا، فيحتمل أن يكون له أخ باسمه. 4613- ز- عبد اللَّه بن حاجب: تقدم ذكره في ترجمة الحباب الفزاري. 4614- عبد اللَّه بن الحارث «1» بن أسيد البدري «2» . قيل هو اسم أبي رفاعة. 4615- عبد اللَّه بن الحارث «3» بن أمية الأصغر ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. أدرك الإسلام وهو شيخ كبير، ثم عاش بعد ذلك إلى خلافة معاوية، فروى الكوكبي من طريق عنبسة بن عمرو، قال: وفد عبد اللَّه بن الحارث على معاوية، فقال له معاوية: ما بقي منك؟ قال: ذهب واللَّه «4» خيري وشري. فذكر قصة. وقال هشام بن الكلبيّ: ورث عبد اللَّه بن الحارث دار عبد شمس بمكة، لأنه كان أقعدهم نسبا، فلما حج معاوية دخل الدار ينظر إليها، فخرج إليه عبد اللَّه بمحجن ليضربه، وهو يقول: أما تكفيك الخلافة! فخرج معاوية وهو يضحك. وهو جدّ الثريا بنت [علي بن عبد اللَّه بن الحارث التي كان عمر بن أبي ربيعة ينظم فيها الشعر المشهور. وقيل: هي الثريا بنت] «5» عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن الحارث   (1) أسد الغابة ت (2869) . (2) في أ: العدوي. (3) أسد الغابة ت (2870) . (4) في أ: وللَّه. (5) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 المذكور، وأنها أخت أبي «1» جراب محمد بن عبد اللَّه العبشمي الّذي قتله داود بن علي، حكاه الشريف المرتضى. 4616- عبد اللَّه بن الحارث «2» بن جزء بن عبد اللَّه بن معديكرب بن عمرو بن عسم، بمهملتين، وقيل بالصاد بدل السين، ابن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد الزّبيدي. حليف أبي وداعة السهمي، وابن أخي محمية بن جزء الزّبيدي. قال البخاريّ: له صحبة، سكن مصر. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث حفظها، وسكن مصر، فروى عنه المصريون، ومن آخرهم يزيد بن أبي حبيب. قال ابن يونس: مات سنة ست وثمانين بعد أن عمي. وقيل سنة خمس. وقيل سبع. وقيل ثمان، وكانت وفاته بسفط القدور، قاله الطحاوي. وحكى الطّبريّ أنه كان اسمه العاصي فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم (عبد اللَّه) «3» . وهو آخر من مات بمصر من الصحابة. ووقع لابن مندة فيه خبط فاحش، فإنه حكى عن ابن يونس أنه شهد بدرا، وأنه قتل باليمامة، وهذا أظنه في حقّ عمه محمية بن جزء. فاللَّه أعلم. 4617- عبد اللَّه بن الحارث «4» بن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة الضبي، نسبه ابن الكلبي وابن حبيب، وقالا: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فسماه عبد اللَّه. وقال ابن الأثير: هكذا قال أبو عمر، لكن الّذي في جمهرة الكلبي رواية ابن حبيب عنه عبد اللَّه بن زيد بن صفوان، وهو الصواب، وسيأتي سبب وهمه في عبد اللَّه بن زيد] «5» .   (1) في أ: أخت ابن جراب. (2) أسد الغابة ت (2873) ، الاستيعاب ت (1509) ، الثقات 3/ 239، حسن المحاضرة 1/ 212، الرياض المستطابة 205، شذرات الذهب 1/ 97، تجريد أسماء الصحابة 1/ 303، العبر 1/ 101، تهذيب التهذيب 5/ 78، تلقيح فهوم أهل الأثر 368، الأعلام 4/ 77، الجرح والتعديل 5/ 30، التاريخ الكبير 3/ 21، 64- 5/ 23، الكاشف 2/ 78، الطبقات 74، 292، خلاصة تذهيب 2/ 47، تهذيب الكمال 2/ 672، النجوم الظاهرة 1/ 21، تقريب التهذيب 1/ 407، الوافي بالوفيات 17/ 116، الإكمال 2/ 91، الحلية 2/ 6، تقصيفات المحدثين 735، المعرفة والتاريخ 632، بقي بن مخلد 140. (3) في أ: عبدا. (4) أسد الغابة ت (2868) . (5) سقط هذه الترجمة من ط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 4618- عبد اللَّه بن الحارث «1» بن أبي ضرار المصطلقي. قال أبو عمر: قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في فداء بني المصطلق، وغيّب ذودا معه في الطريق، فذكر نحو ما تقدم من تخريج ابن إسحاق في ترجمة الحارث بن أبي ضرار. وروى ابن مندة بسند ضعيف، عن عبد اللَّه بن الحارث، قال: كنت أنا وجويرية بنت الحارث- يعني أخته- في السبي، فهذا يدل على أن القصة للحارث بن أبي ضرار والدهما، فهو الّذي أتى في طلب السبي. وذكر ابن أبي حاتم، من طريق عبد العزيز بن عمران، عن مطر بن موسى بن عبد اللَّه بن الحارث أنه كان ممن أصابه السبي، فهذا يدل على أن القصة للحارث بن أبي ضرار والدهما، فهو الّذي أتى في طلب السبي. وذكر ابن أبي حاتم، من طريق عبد العزيز بن عمران، عن مطر بن موسى بن عبد اللَّه بن الحارث أنه كان ممن أصابه السبي يوم بني المصطلق، قال: وعبد العزيز يضعف في الحديث. 4619- عبد اللَّه بن الحارث «2» بن أسد بن عدي، أبو رفاعة «3» العدوي. مشهور بكنيته يأتي في الكنى، سماه ونسبه مصعب الزبيري. 4620 ز- عبد اللَّه بن الحارث بن عبد العزى السعدي، أخو النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة. تقدم في ترجمة والده. 4621- عبد اللَّه بن الحارث «4» بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، ابن عم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كان اسمه عبد شمس فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قاله مصعب الزبيري. قال: ومات عبد اللَّه بالصّفراء، فدفنه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وكفنه في قميصه. وذكره الطّبرانيّ في «الصحابة» ، وساق من طريق عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن عبد شمس بن الحارث: خرج من مكة قبل الفتح مهاجرا، فقدم المدينة، فسماه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، وخرج معه في غزاة، فمات بالصفراء. وهكذا ذكره ابن سعد والبغوي عنه. وقال الدّار الدّارقطنيّ في «كتاب الإخوة» : لا عقب له ولا رواية، وكذا قال قبله شيخه البغوي.   (1) أسد الغابة ت (2877) ، الاستيعاب ت (1513) ، الجرح والتعديل 5/ 134. (2) أسد الغابة ت (2875) ، الاستيعاب ت (1511) . (3) في أ: عبد اللَّه بن الحارث بن عدي أبو وداعة العدوي. (4) أسد الغابة ت (2878) ، الاستيعاب ت (1514) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 4622- عبد اللَّه بن الحارث بن عمير، ويقال عويمر الأنصاري. قال أبو عمر: روى محمد بن نافع بن عجير عنه. وروى ابن مندة من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن نافع بن عجير: سمعت عبد اللَّه بن الحارث بن عمير يقول: لقد كان من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في عمتي سهيمة بنت عمرو قضاء ما قضي به في امرأة من المسلمين قبلها قلت: نسبوه أنصاريا، ولم يذكروا أباه في الصحابة. ويحتمل أن يكون أبوه هو الحارث بن عمير الأسدي، ثم وجدت الخطيب ذكره، فقال: عبد اللَّه بن الحارث بن عويمر «1» المزني، ذكره بعض أهل العلم في الصحابة، وساق الحديث من طريق ابن إسحاق: حدثني محمد بن نافع بن عجير- وكان ثقة، عن عبد اللَّه بن الحارث بن عويمر المزني، قال: لقد كان من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في سهيمة بنت عمرو ... فذكره، ولم يقل عمته، ونسبه مزنيا، فهذا أولى. ووقع عندهم عن اسم جده عمير أبو عويمر. وفي سياق الحديث أن عمته سهيمة بنت عمرو، فيكون اسم جدّه عمرا إلا أن تكون سهيمة أخت أبيه من أمّه. 4623- عبد اللَّه بن الحارث بن قيس الأنصاري. ذكره الواقديّ في «الردة» ، وقال: بعثه خالد بن الوليد في قتال الردة بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في سرية وقعة النطاح. 4624- عبد اللَّه بن الحارث «2» بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن هاجر إلى الحبشة، ولم يذكر ابن الكلبي في نسبه سعيد المصغر، وذكر له شعرا يحرض المسلمين على الهجرة إلى الحبشة، ويصف ما لقوا فيها من الأمن، فمنه: يا راكبا بلّغا عنّي مغلغلة ... من كان يرجو لقاء اللَّه والدّين إنّا وجدنا بلاد اللَّه واسعة ... تنجي من الذّلّ والمخزاة والهون فلا تقيموا على ذلّ الحياة ولا ... خزي الممات وعتب غير مأمون   (1) في أ: عمير. (2) أسد الغابة ت (2881) ، الاستيعاب ت (1517) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 إنّا تبعنا رسول اللَّه واطّرحوا «1» ... قول النّبيّ وغالوا في الموازين «2» [البسيط] وذكر ابن إسحاق والزّبير بن بكّار أنه استشهد بالطائف. وقال ابن سعد والمرزبانيّ: قتل باليمامة. وكذا قال موسى بن عقبة، لكنه كناه أبا قيس، ولم يسمّه. وقال المرزبانيّ: كان يلقب المبرق لقوله: إذا أنا لم أبرق فلا يسعنّني» ... من الأرض برّ ذو فضاء ولا بحر «4» [الطويل] فذكر الأبيات التي تقدمت في ترجمة ربيعة بن ليث في حرف الراء. وفي كتاب البلاذريّ وذيل الطّبراني أنه مات بالحبشة. فاللَّه أعلم. وقد تقدم ذكر أخيه السائب بن الحارث. 4625- ز- عبد اللَّه بن الحارث بن كثير، أبو ظبيان الأعرج الغامدي. قال ابن الكلبيّ: كان اسمه عبد شمس فغيّره النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لما وفد عليه، وكتب له كتابا، وهو صاحب راية قومه يوم القادسية، وهو القائل: أنا أبو ظبيان غير المكذبة ... أنا «5» أبو العفا وحقّ اللهبه أكرم من تعلمه «6» من ثعلبة ... ذبيانها وبكرها في المكتبة «7» نحن صاحب الجيش يوم الأحسبه [الرجز] قال ابن الكلبيّ: عنى باللهبة مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة، وكان شريفا. قلت: وسيأتي ذكر عائذ بن مالك هذا في القسم الثالث.   (1) في أ: وأطرقوا. (2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة (2881) ، وسيرة ابن هشام 1/ 331. (3) في أ: فلم يسعني. (4) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (1517) ، وفي أسد الغابة ترجمة (2881) . (5) في أ: أني. (6) في أ: يعل. (7) في أ: اللَّه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 4626- ز- عبد اللَّه بن الحارث «1» بن خلدة الثقفي. ذكره الأمويّ في المغازي، وأنه كان ممن كلّم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في أن يردّ عليهم عبيدهم الذين كانوا خرجوا يوم الطائف. 4627 ز - عبد اللَّه بن الحارث بن معمر بن حبيب القرشي الجمحيّ. ذكره هشام بن الكلبيّ، وحكى في كتاب «المثالب» أنّ أبا بكر الصديق رجمه في الزنا، وضمّ ولده فزوّجهم. 4628- عبد اللَّه بن الحارث «2» بن هيشة بن الحارث بن أمية الأنصاري. قال ابن سعد: شهد أحدا. وكذا قال البغوي والطبري. وقال العدوي: لا عقب له. وسيأتي له ذكر بعد قليل. 4629 ز- عبد اللَّه بن الحارث بن يعمر. يأتي في عبد اللَّه بن أبي مسروح. 4630- عبد اللَّه بن الحارث الباهلي: قيل هو اسم أبي مجيبة. 4631 ز- عبد اللَّه بن الحارث الصّدائي: ذكره الطحاوي، وروى من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد، عن زياد بن الحارث بن نعيم، عن عبد اللَّه بن الحارث الصّدائي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: من أذّن فهو يقيم. هكذا رأيته في نسخ من هذا الكتاب. والمشهور رواية المصريين عن عبد الرحمن بن زياد، عن زياد بن الحارث الصّدائي. واللَّه أعلم. 4632 ز- عبد اللَّه بن الحارث: يعرف بابن فسحم، وهي امرأة من بني القين. ذكر أبو عمر أخاه يزيد بن فسحم. وذكر ابن فتحون هذا، وعزا ذلك لأبي عبيد أنه ذكرهما جميعا. 4633 ز- عبد اللَّه بن الحارث: ينظر في حرف الألف. 4634 ز- عبد اللَّه بن حارثة «3» بن النعمان الأنصاري. تقدّم نسبه مع أبيه. قال أبو عمر: كان أبوه من كبار الصحابة، ولعبد اللَّه صحبة.   (1) في أ: الحارث بن كلدة. (2) أسد الغابة ت (2884) . (3) أسد الغابة ت (2885) ، الاستيعاب ت (1520) ، الجرح والتعديل 5/ 130. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 وقال ابن سعد: أمه أم خالد بن يعيش أسلمت وبايعت، ولأخواته: أم هشام، وعمرة، وسودة صحية. وقال البغويّ: سكن المدينة، وأخرج من طريق إسحاق بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حارثة بن النعمان، عن أبيه، عن جده- مرفوعا، قال: «نعم البيت بنو الحارث بن هيشة» . وروى ابن أبي خيثمة، وابن مندة من هذا الوجه، قال: لما قدم صفوان بن أمية المدينة قال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «على من نزلت يا أبا وهب؟» قال: على العباس ... الحديث. وأخرجه أبو نعيم، وقال في الإسناد: عن جده عبد اللَّه بن حارثة. وأخرجه البغويّ ويعقوب بن سفيان من هذا الوجه. فقال: عبد اللَّه بن حارثة، ولم يصفه بأنه جدّه. وقال ابن أبي حاتم: وروى عنه ابنه إبراهيم بن عبد اللَّه بن حارثة. 4635- عبد اللَّه بن حبشي «1» : بضم المهملة وسكون الموحدة بعدها معجمة تحتانية مشددة، الخثعميّ، أبو قبيلة. له حديث عند أبي داود، والنسائي، وأحمد، والدارميّ بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير، عن عبد اللَّه بن حبشي إن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سئل: أيّ العمل أفضل؟ قال: «إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحجّ مبرور» «2» . لكن ذكر البخاريّ في «التاريخ» له علة، وهي الاختلاف على عبيد بن عمير في سنده: فقال علي الأزدي عنه هكذا. وقال عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده، واسم جده قتادة الليثي، ولكن لفظ المتن قال: السماحة والصبر، فمن هنا يمكن أن يقال: ليست العلة بقادحة. وقد أخرجه هكذا موصولا من وجهين في كل منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري، عن عبد اللَّه بن عبيد، عن أبيه- مرسلا، وهذا أقوى. 4636- عبد اللَّه بن حبيب الأسلمي «3» :   (1) أسد الغابة ت (2886) ، الاستيعاب ت (1522) ، الثقات 3/ 241، تجريد أسماء الصحابة 1/ 304، الكاشف 2/ 29، تهذيب التهذيب 5/ 183، التاريخ الكبير 3/ 25، 5/ 25، الحلية 2/ 14، تهذيب الكمال 2/ 673، الطبقات 116، تقريب التهذيب 1/ 408، خلاصة تذهيب 2/ 48، الإكمال 2/ 384. (2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 348، 3/ 412 عن أبي هريرة. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 304، تاريخ بغداد 9/ 430، غاية النهاية 1/ 413، تهذيب الكمال 2/ 673، الطبقات 106، طبقات الحفاظ 19، تقريب التهذيب 1/ 408، الطبقات الكبرى 6/ 172، 173، 174، خلاصة تذهيب 2/ 48، الكاشف 2/ 79، تذكرة الهميان 78، الوافي بالوفيات 17/ 121، بقي بن مخلد 413. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 ذكره الباوردي، وأخرج من طريق يزيد بن رومان، عن عمار بن عقبة، عن عبد اللَّه ابن حبيب الأسلمي، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في عمرة حتى إذا كنا ببطن رابع استقبلنا ضبابة، فأضللنا «1» الطريق ... فذكر الحديث، وفيه: ذكر المعوذتين. وأخرج البزاز هذا الحديث من هذا الوجه، لكن قال: عبد اللَّه الأسلمي لم يسم أباه، وقال بعده: رواه غير يزيد بن رومان عن غير عبد اللَّه. قلت: هو معروف من رواية معاذ بن عبد اللَّه بن حبيب الجهنيّ، عن أبيه. واسم الجهنيّ خبيب، بالمعجمة مصغّر. فاللَّه أعلم. 4637- عبد اللَّه بن حبيب «2» : آخر. ذكره ابن مندة [وأبو نعيم] «3» وأورد له من طريق صفوان بن سليم، عن عبد اللَّه بن كعب، عن عبيد اللَّه بن عمير، عن عبد اللَّه بن حبيب- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «من ضنّ بالمال أن ينفقه، وباللّيل أن يكابده فعليه بسبحان اللَّه وبحمده» «4» . 4638- عبد اللَّه بن حبيب: قيل هو اسم أبي محجن الثقفي. يأتي في الكنى. 4639- عبد اللَّه بن أبي حبيبة «5» : واسمه الأدرع «6» بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي «7» . قال ابن أبي داود: شهد الحديبيّة. وذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في الصحابة. وقال البغويّ: كان يسكن «8» قباء. وقال ابن السّكن: إسناد حديثه صالح.   (1) في أ: فأضلتنا. (2) أسد الغابة ت (2887) . (3) ليس في أ. (4) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 93 عن عبد اللَّه بن مسعود بزيادة في أوله ... قال الهيثمي رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2017. (5) أسد الغابة ت (2888) ، الاستيعاب ت (1523) ، الثقات 3/ 231، تجريد أسماء الصحابة 1/ 304، الجرح والتعديل 5/ 42، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، التاريخ الكبير 3/ 17، الطبقات 86، الطبقات الكبرى 1/ 480- 3/ 471- 44018، بقي بن مخلد 392. (6) في أ: الأزعر. (7) في أ: الأزعر. (8) في أ: سكن قباء. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 وروى أحمد، وابن أبي شيبة، وابن أبي عاصم، والبغوي، والطبراني، من طريق مجمّع بن يعقوب، حدثني محمد بن إسماعيل- أنّ بعض أهله قال لجده من قبل أمه، وهو عبد اللَّه بن أبي حبيبة: ما أدركت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: جاءنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في مسجدنا وأنا غلام حدث حتى جلست عن يمينه، فدعا بشراب فشرب، ثم أعطانيه فشربت منه ... الحديث. ورواه البخاريّ من هذا الوجه، فقال: عن بعض كبراء أهله، قال لعبد اللَّه بن أبي حبيبة: ماذا أدركت من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: جاءنا وأنا غلام حديث السن فصلّى في قبلته. قال البغويّ: لا أعلم له مسندا غيره. 4640- عبد اللَّه بن أبي حدرد «1» : واسمه سلامة، وقيل عبيد، بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن سنان بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى الأسلمي، أبو محمد. له ولأبيه صحبة. وقال ابن مندة: لا خلاف في صحبته. وقال البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان: له صحبة. وقال ابن سعد: أول مشاهده الحديبيّة ثم خيبر. وقال ابن عساكر: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى عن عمر. روى عنه يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، وأبو بكر محمد بن عمر بن حزم، وابنه القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد شهد الجابية مع عمر. وقال ابن البرقيّ: جاءت عنه أربعة أحاديث. وفي الصحيح، عن الزّهري، عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه أنه تقاضى [من] «2» ابن أبي حدرد دينا كان له عليه، فارتفعت أصواتهما في المسجد، فسمعهما النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وفي رواية البخاري من طريق الأعرج، عن عبد اللَّه بن كعب- سمّاه في هذا الحديث   (1) أسد الغابة ت (2890) ، الاستيعاب ت (1524) ، المغازي للواقدي 3/ 195، طبقات ابن سعد 4/ 309، طبقات خليفة 110، تاريخ خليفة 85، المحبر 122، التاريخ الكبير 5/ 75، الجرح والتعديل 5/ 38، مشاهير علماء الأمصار رقم 121، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 52، جمهرة أنساب العرب 241، تاريخ دمشق 105، المعرفة والتاريخ 1/ 265، تاريخ الطبري 3/ 34، البداية والنهاية 8/ 347، مرآة الجنان 1/ 145، مسند أحمد 6/ 11، المستدرك على الصحيحين 3/ 572، تاريخ الإسلام 2/ 432. (2) ليس في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 عبد اللَّه، ولكن وقع فيه عبد اللَّه بن أبي حدرد [الأسلمي] «1» . [وسيأتي في ترجمة عامر بن الأضبط: عن عبد اللَّه بن أبي حدرد] «2» قال: بعثنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في سرية. روى ابن إسحاق في المغازي، عن يعقوب بن عيينة، عن ابن شهاب، عن أبي حدرد أن ابنه عبد اللَّه قال: كنت في خيل خالد بن الوليد ... فذكر الحديث في قصة المرأة التي عشقها الرجل، وضربت عنقه فماتت عليه. وروى أحمد، من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي، [وسيأتي في ترجمة عامر بن الأضبط أنه] «3» كان ليهودي عليه «4» أربعة دراهم، فاستعدى عليه «5» فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أعطه حقّه» «6» ... الحديث. وفيه: وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إذا قال ثلاثا لا يراجع «7» . وروينا في فوائد ابن قتيبة، ومسند الحسن بن سفيان، من طريق إسماعيل بن القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد، قال: تزوج جدي عبد اللَّه بن أبي حدرد امرأة على أربع أوراق، فأخبر بذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «لو كنتم تنحتون من الجبل ما زدتم» . وأخرجه أحمد، من طريق عبد الواحد بن أبي عون، عن جدته، عن ابن أبي حدرد بمعناه، وأتمّ منه. وروى الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاري، من طريقه، عن محمد- غير منسوب- أنه حدثه أن أبا حدرد الأسلمي استعان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في نكاح، فسأله كم أصدقت؟ كذا قال، قال: ومحمد قيل «8» هو ابن إبراهيم التيمي، وقيل ابن يحيى بن حبان، وقيل ابن سيرين. وحكى الطّبريّ عن الواقدي أنّ هذا الحديث غلط، وإنما هو لابن أبي حدرد، وهو الّذي استعان.   (1) ليس في أ. (2) ليس في أ. (3) بدل ما داخل القوسين في أ: عن ابن أبي حدرد الأسلمي أنه قال. (4) في أ: علي. (5) في أ: علي. (6) أخرجه أحمد في المسند 3/ 423، والطبراني في الصغير ص 234. قال الهيثمي في الزوائد 4/ 133، رواه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات إلا أن محمد بن أبي يحيى لم أجد له رواية عن الصحابة فيكون مرسلا صحيحا. (7) أخرجه أحمد في المسند 3/ 423، وابن عساكر في التاريخ 7/ 354. (8) في أ: ومحمد قيل هو. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 وعكس ذلك أبو أحمد الحاكم. وروى البغوي من طريق عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه، عن ابن أبي حدرد، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: تمعددوا واخشوشنوا، وانتضلوا، وامشوا حفاة» . وقال ابن عساكر: أورده البغوي في ترجمة عبد اللَّه بن أبي حدرد ظانّا أن «1» ابن حدرد [عبد اللَّه] «2» فوهم، فإن القعقاع بن عبد اللَّه ابنه. وقد أورده البغويّ في حرف القاف في ترجمة القعقاع، فوهم أيضا، لأنه تابعي لا صحبة له. وذكر ابن عساكر «3» في «المغازي» بأسانيد جمعها: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه بن أبي حدرد الأسلمي، فمكث يوما أو يومين. وفي هذا وغيره مما أوردته ما يدفع قول أبي أحمد الحاكم: إنه لا يصح ذكره في الصحابة، قال: والمعتمد ما روي عنه عن أبيه، أو عن غير أبيه، فأما ما روي عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فغير محتمل. وقد أخرج أحمد عن إبراهيم بن إسحاق، عن حاتم بن إسماعيل، عن عبد اللَّه بن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن ابن أبي حدرد الأسلمي- أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم، فاستعدى عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ادفع إليه حقّه» . فقال: لا أجد، فأعادها ثلاثا [وكان إذا قال ثلاثا] » لم يراجع، فخرج إلى السوق فنزع عمامته فاتّزر بها «5» ، ودفع إليه البرد الّذي كان متّزرا به، فباعه بأربعة دراهم، فدفعها إليه، فمرت عجوز فسألته عن حاله، فأخبره «6» فدفعت له بردا كان عليها. قال المدائنيّ، والواقديّ، ويحيى بن سعيد، وابن سعد: مات سنة إحدى وسبعين، وله إحدى وثمانون سنة. 4641- عبد اللَّه بن حذافة «7» بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي،   (1) في أ: ابن أبي حدرد. (2) ليس في أ. (3) في أ: وذكر ابن إسحاق في المغازي. (4) ليس في أ. (5) في أ: فاتزرها. (6) في أ: فأخبرها. (7) أسد الغابة ت (2891) ، الاستيعاب ت (1526) ، الثقات 3/ 26، المحن 386، تاريخ الإسلام 3/ 196، حسن المحاضرة 1/ 212، تجريد أسماء الصحابة 1/ 305، تهذيب التهذيب 5/ 185، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، الأعلام 4/ 78، التاريخ الكبير 3/ 8، الطبقات 26، الطبقات الكبرى 1/ 259، 2/ 163، الكاشف 2/ 79، تقريب التهذيب 1/ 409، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 49، الوافي بالوفيات 17/ 125، معجم الثقات 296، الضعفاء الكبير 4/ 1536، البداية والنهاية 7/ 220، المعرفة والتاريخ 1/ 252. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 أبو حذافة أو أبو حذيفة. وأمه تميمة بنت حرثان، من بني الحارث بن عبد مناة من السابقين الأولين. يقال: شهد بدرا، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق ولا غيرهما من أصحاب المغازي. وفي «الصحيح» من حديث الزهري، عن أنس- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرج حين زاغت الشمس فصلّى الظهر، فلما سلم قام على المنبر فقال: «من أحبّ أن يسأل «1» عن شيء فليسأل عنه، فو اللَّه لا تسألوني عن شيء إلّا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا» . قال: فسأله عبد اللَّه بن حذافة، من أبي؟ فقال: «أبوك حذافة» . قال ابن البرقيّ: حفظ عنه ثلاثة أحاديث ليست بصحيحة الاتصال. وفي الصحيح عن ابن عباس أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أمّره على سريّة، فأمرهم أن يوقدوا نارا فيدخلوها، فهمّوا أن يفعلوا، ثم كفوا، فبلغ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «إنّما الطّاعة في المعروف» «2» . وفي «صحيح البخاري» ، عن ابن عباس، قال: نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء: 59] في عبد اللَّه بن حذافة، بعثه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في سرية. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. وحكى خلف في الأطراف أن مسلما أخرج في الأضاحي عن إسحاق، عن روح، عن مالك، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد اللَّه بن حذافة، قال: نهى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث. قال عبد اللَّه بن أبي بكر: فذكرت ذلك لعمرة، فقالت: صدق. قال ابن عساكر الّذي في كتاب مسلم عن عبد اللَّه بن واقد: ليس لعبد اللَّه بن حذافة فيه ذكر، وهو خارج الصحيح عن عبد اللَّه بن واقد، عن ابن عمر.   (1) في أ: يسألني. (2) أخرجه البخاري في صحيحه 9/ 79، ومسلم 3/ 1469 كتاب الإمارة باب 8 وجوب طاعة الأمراء في غير معصية. وتحريمها في المعصية حديث رقم 39/ 1840. وأحمد في المسند 1/ 82، 124، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 156، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14398، 14800. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 وقد أخرجه البرقاني من طريق سفيان، عن سالم أبي «1» النضر، وعبد اللَّه بن أبي بكر، عن سليمان بن يسار- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أمر ابن حذافة. قلت: وذكر ابن عساكر الاختلاف فيه عن الزهري من كتاب حديث الزهري لمحمد بن يحيى الذّهليّ. وذكره من طريق قرّة عن الزهري، عن مسعود بن الحكم، عن عبد اللَّه بن حذافة، قال: أمرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أن أنادي أهل منى «2» ألا يصوم هذه الأيام أحد. ومن طريق شعيب، عن الزهري، عن مسعود: أخبرني بعض أصحابه أنه رأى ابن حذافة. وأخرجه من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن روح، عن صالح، عن ابن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعث عبد اللَّه بن حذافة. وأخرجه أبو نعيم في «المعرفة» من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد، عن عبد اللَّه بن حذافة، والاحتمال فيه كثير جدا. وقال البخاريّ في «التاريخ» (يقال له صحبة. ولا) «3» يصح إسناد حديثه. يقال: مات في خلافة عثمان، حكاه البغويّ. وقال أبو نعيم: توفّي بمصر في خلافة عثمان، وكذلك قال ابن يونس: إنه توفي بمصر ودفن بمقبرتها. ومن مناقب عبد اللَّه بن حذافة ما أخرجه البيهقي من طريق ضرار «4» بن عمرو، عن أبي رافع، قال: وجّه عمر جيشا إلى الروم وفيهم عبد اللَّه بن حذافة فأسروه، فقال له ملك الروم: تنصّر أشركك في ملكي، فأبى، فأمر به فصلب، وأمر برميه بالسهام، فلم يجزع، فأنزل وأمر بقدر فصبّ فيها الماء وأغلي عليه، [وأمر بإلقاء أسير فيها، فإذا عظامه تلوح] «5» ، فأمر بإلقائه إن لم يتنصر، فلما ذهبوا به بكى. قال: ردّوه. فقال: لم بكيت؟ قال: تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في اللَّه، فعجب. فقال «6» : قبّل رأسي وأنا أخلّي عنك. فقال: وعن جميع أسارى المسلمين؟ قال: نعم. فقبّل رأسه، فخلّى بينهم «7» ، فقدم بهم على عمر، فقام عمر فقبّل رأسه.   (1) في أ: سالم بن النفير. (2) في أ: أهل منى أنه ألا يصوم. (3) في أ: يقال له صحبة ولم يصح. (4) في أ: صدار. (5) ليس من أ. (6) في أ: وقال. (7) في أ: عنهم.. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 وأخرج ابن عساكر لهذه القصة شاهدا من حديث ابن عباس موصولا، وآخر من فوائد هشام بن عثمان «1» من مرسل الزهري. 4642 ز- عبد اللَّه بن أم حرام: أبو أبيّ «2» . يأتي في الكنى. وهو عبد اللَّه بن عمرو ابن قيس. وقيل ابن أبيّ. وقيل غير ذلك. 4643- عبد اللَّه بن حرملة المدلجي «3» : ذكره ابن السّكن، فقال: يقال له صحبة، وليس بمشهور في الصحابة، ولم يصح إسناده، وأشار إلى ما أخرجه ابن مندة وغيره من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن خالد بن عبد اللَّه بن حرملة، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الحارث «4» ، عن عبد اللَّه بن حرملة المدلجي- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، إني أحبّ الجهاد والهجرة ... الحديث. وزعم ابن عبد البر أنّ هذه القصّة لأبيه حرملة. وروى مطيّن، والحسن بن سفيان، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن خالد بن عبد اللَّه بن حرملة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «خيركم الذّابّ عن قومه ما لم يأثم» «5» . وإسناده حسن. 4644- عبد اللَّه بن حريث البكري «6» : قال البخاريّ: له صحبة. وقال أبو عمر: روت عنه بنته بهية حديث: أفضل الأعمال إسباغ الوضوء. وأورده ابن مندة من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن ابنه الشماخ حدثتني بهية «7» بنت عبد اللَّه البكرية، عن أبيها ... فذكره. 4645- عبد اللَّه بن حصن الدارميّ «8» : أبو مدينة. معروف بكنيته.   (1) في أ: هشام بن عمار. (2) أسد الغابة ت (2893) ، الاستيعاب ت (1527) . (3) أسد الغابة ت (2894) . (4) في أ: عبد الرحمن بن الحارث. (5) ذكره الحنفي الهندي في الكنز (6961) بلفظ خيركم الموانع ... الحديث وعزاه لابن أبي عاصم ولحسن بن سفيان ومطين والبغوي وابن قانع والطبراني والبيهقي في الشعب وأبو نعيم. (6) أسد الغابة ت (2895) ، الاستيعاب ت (1528) . (7) في أ: كليلة.. (8) تجريد أسماء الصحابة 1/ 305، الجرح والتعديل 5/ 39، التاريخ الكبير 3/ 71، الطبقات 209، تعجيل المنفعة 219 طبعة الهند، أسد الغابة ت (2898) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 سمّاه الطّبرانيّ، وأخرج من طريق حماد، عن ثابت، عن أبي مدينة الدّارميّ. وكانت له صحبة، قال: كان الرجلان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر: والعصر ... إلى آخرها، ثم يسلّم أحدهما على الآخر. قلت: وفي التابعين أبو مدينة عبد اللَّه بن حصن الدّوسي «1» ، يروى عن أبي موسى الأشعري حديثه في مسند الشافعيّ، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، فإن «2» كان الطبراني ضبط أن اسم الصحابي عبد اللَّه بن حصن ولم يلتبس عليه بهذا الشافعيّ «3» فقد اتفقا في الاسم، واسم الأب والكنية، وافترقا في النسبة، وإلا فالاسم والكنية للتابعي. وأما الصحابي الدارميّ فلم يسمّ. 4646- عبد اللَّه بن حصن بن سهل: ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة. 4647- عبد اللَّه بن الحصيب الأسلمي: أخو بريدة. ذكره الحاكم في أول تاريخه، وقال: له صحبة ورواية. 4648- عبد اللَّه بن الحصين: بن الحارث بن المطلب القرشي المطلبيّ. ذكره البلاذريّ في الأنساب، وقال: كان شاعرا، وأمّه أم عبد اللَّه بنت عدي بن خويلد الأسدية بنت أخي خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها. 4649 ز- عبد اللَّه بن حفص: بن غانم القرشي، ذكره سيف والطّبريّ في «الفتوح» ، وقالا: كانت بيده راية المهاجرين يوم اليمامة، فاستشهد يومئذ. 4650 ز- عبد اللَّه بن حقّ بن أوس «4» بن وقش بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ الأوسيّ. وقيل في نسبه غير ذلك كما تقدم في عبد اللَّه بن أوس. ذكره البغويّ في الصّحابة. وروى الأموي عن ابن إسحاق أنه ذكره هكذا فيمن شهد بدرا.   (1) في أ: السدوسي. (2) في أ: قال. (3) في أ: التابعي. (4) في أ: أويس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 وذكره ابن هشام عن ابن إسحاق، فقال: عبد اللَّه «1» بن حق، وساق نسبه بخلاف هذا، ووافقه موسى بن عقبة على اسمه، ووافق سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، على نسبه، لكن سماه عبد اللَّه. وقال يونس بن بكير: عبد اللَّه بن أوس بن وقش «2» اسم أبيه. وقيل: عن ابن إسحاق: عبد اللَّه بن حق أو ابن أحق. وحكى أبو نعيم عن ابن إسحاق أيضا عبد اللَّه بن سعيد بن أوس، والاعتماد فيه على ما قال موسى بن عقبة. 4651- عبد اللَّه بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي «3» . قال أبو مسعود: أسلم بالفتح، وصحب «4» النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وقتل مع عائشة يوم الجمل، حكاه أبو موسى. وقال هشام بن الكلبيّ: أسلم حكيم وبنوه: هشام، وخالد، وعبد اللَّه، ويحيى يوم الفتح. وقال أبو عمر: كان معه لواء طلحة يوم الجمل. وسيأتي في ترجمة أمه زينب بنت العوام أنها رثته لما قتل. 4652- عبد اللَّه بن حكيم الضبيّ «5» : ذكر الدار الدّارقطنيّ من طريق سيف بن عمر في الفتوح، عن الصعب بن عطية، عن بلال بن أبي هلال، عن أبيه، عن الحارث «6» بن حكيم الضبي أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ما اسمك؟» قال: عبد الحارث بن حكيم. قال: «أنت عبد اللَّه» . وولّاه صدقات قومه. وفي رواية عن «7» الحارث بن حكيم والصحيح عبد الحارث» ، كذا قال أبو موسى. قلت: وسيأتي في عبد اللَّه بن زيد الضبي ثمل ذلك، ومضى في عبد اللَّه بن الحارث بن زيد بن صفوان، قال ابن الأثير: أظن الثلاثة واحدا، فإن بني ضبة لم يكن فيمن أسلم منهم من الكثرة ما ينتهي إلى أن تشتبه أسماؤهم وأسماء آبائهم.   (1) في أ: عبد اللَّه فقال عبد ربه بن حق. (2) في أ: وقش أسقط اسم أبيه. (3) أسد الغابة ت (2901) ، الاستيعاب ت (1530) . (4) في أ: وصحبه النبي. (5) أسد الغابة ت (2902) . (6) في أ: عن عبد الحارث.. (7) في أ: وفي رواية عبد الحارث. (8) في أ: والصحيح عبد الوارث. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 4653- عبد اللَّه بن أبي الحمساء «1» : بالمهملتين المفتوحتين والميم بينهما ساكنة، العامري. له حديث عند أبي داود والبزار، من طريق عبد الكريم، عن عبد اللَّه بن شقيق عن أبيه «2» عنه قال: بايعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد قيل: إنه عبد اللَّه بن أبي الجدعاء المتقدم، والراجح أنه غيره. 4654- عبد اللَّه بن الحميّر الأشجعي: حليف الأنصار «3» . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وضبط الأمويّ عن ابن إسحاق «4» الحميّر بالتصغير والتثقيل والحاء المهملة، وبه جزم ابن ماكولا. وذكره يونس بن بكير في الخاء «5» المعجمة والتصغير بغير تثقيل، وهكذا ذكره ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة. 4655- عبد اللَّه بن حنطب بن الحارث «6» بن عبيد بن عمرو بن مخزوم القرشي، المخزومي والد المطلب. قال ابن أبي حاتم: له صحبة. وذكره ابن حبان في الصحابة. وقال أبو عمر: له صحبة. وروى عنه المطلب ابنه حديثا مرفوعا في فضائل قريش، وله في فضائل أبي بكر وعمر حديث مضطرب لا يثبت. قلت: أخرجه الترمذي عن قتيبة، عن ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب بن حنطب، عن أبيه، عن جده عبد اللَّه بن حنطب- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رأى أبا بكر وعمر فقال: «هذان السّمع والبصر» . قال الترمذي: هذا مرسل. وعبد اللَّه بن حنطب لم يدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أسد الغابة ت (2905) ، الاستيعاب ت (1532) ، الثقات 3/ 239، تجريد أسماء الصحابة 1/ 306، الكاشف 2/ 81، تهذيب التهذيب 5/ 192، الجرح والتعديل 5/ 42، التاريخ الكبير 3/ 26، تهذيب الكمال 2/ 676، الطبقات 60، 125، 185، تقريب التهذيب 1/ 410، خلاصة تذهيب 2/ 49.. (2) في أ: عن أبيه قال. (3) أسد الغابة ت (2906) ، الاستيعاب ت (1533) . (4) في أ: ذكره أبو إسحاق. (5) في أ: بالخاء. (6) أسد الغابة ت (2907) ، الاستيعاب ت (1534) ، الثقات 3/ 219، تجريد أسماء الصحابة 1/ 306، الكاشف 2/ 81 تهذيب التهذيب 5/ 192، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، تهذيب الكمال 2/ 676، تقريب التهذيب 1/ 411، خلاصة تذهيب 2/ 51.. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 قلت: قد أخرجه ابن مندة من طريق موسى بن أيوب، عن ابن فديك «1» ، فقال فيه: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. فهذا اقتضى ثبوت صحبته. ورواه ابن مندة أيضا من طريق دحيم، عن ابن أبي فديك: حدثني غير واحد عن عبد العزيز، وكذا هو عند البغوي، وسمى منهم عمرو بن أبي عمرو، وعلي بن عبد الرحمن بن عثمان. فهذا يدل على أن ابن أبي فديك لم يسمعه من عبد العزيز. وقد رواه أحمد بن صالح المصريّ، وآخرون عن ابن أبي فديك هكذا، وسمّوا المبهمين «2» : علي بن عبد الرحمن، وعمرو بن أبي عمرو. وأخرجه الحاكم من طريق آدم عن ابن أبي فديك، فسمّى الواسطي الحسن بن عبد اللَّه بن عطية. ورواه جعفر بن مسافر، عن ابن أبي فديك، فقال: عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم .... فذكره، فهذا اختلاف آخر يقتضي أن يكون الحديث من رواية حنطب والد عبد اللَّه. وقد قيل في المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب: إنه المطلب بن عبد اللَّه بن المطلب بن حنطب، فإن ثبت فالصحبة للمطلب بن حنطب. واللَّه أعلم. 4656- عبد اللَّه بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري «3» . تقدّم نسبه عند ذكر أبيه، يكنى أبا عبد الرحمن، ويقال كنيته أبو بكر، وهو المعروف بغسيل الملائكة، أعني حنظلة.   (1) في أ: عن ابن أبي فديك. (2) في أ: وسموا منه المتهمين.. (3) أسد الغابة ت (2908) ، الاستيعاب ت (1535) ، الثقات 3/ 226، التاريخ الكبير 1/ 125، عنوان النجابة 118، تجريد أسماء الصحابة 1/ 306، تهذيب التهذيب 5/ 193، العبر 1/ 68، الاستبصار 289، 290، 291، تلقيح فهوم أهل الأثر 371، التاريخ الكبير 3/ 67، 68، تهذيب الكمال 2/ 676، الطبقات الكبرى 5/ 81، 554، الكاشف 2/ 82، النجوم الزاهرة 118، تقريب التهذيب 1/ 411، خلاصة تذهيب 2/ 51، الوافي بالوفيات 17/ 155، بقي بن مخلد 259، مسند أحمد 5/ 222، المعرفة والتاريخ 1/ 261، الأخبار الطوال 265، عيون الأخبار 1/ 1، العقد الفريد 4/ 388، سيرة ابن هشام 3/ 158، تاريخ الطبري 2/ 537، الجرح والتعديل 5/ 29، مروج الذهب 1925، أنساب الأشراف 1/ 320، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 370، تاريخ دمشق 199، جمهرة نسب قريش 4333، الكامل من التاريخ 4/ 102، تحفة الأشراف 4/ 314، سير أعلام النبلاء 3/ 321، الوافي بالوفيات 17/ 155، البداية والنهاية 8/ 224، جامع التحصيل 255، شذرات الذهب 1/ 71، تاريخ الإسلام 2/ 144. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 قتل حنظلة يوم أحد شهيدا، وولد عبد اللَّه بن حنظلة «1» ، وأمه جميلة بنت عبد اللَّه، ابن أبيّ. وقد حفظ عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وروى عنه، وعن عمر، وعبد اللَّه بن سلام، وكعب الأحبار. وروى عنه قيس بن سعد، وهو أكبر منه، وعبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، وعبد اللَّه بن أبي مليكة، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأسماء بنت زيد بن الخطاب، وضمضم بن جوس «2» قال ابن سعد: قتل عبد اللَّه يوم الحرّة، وكان أمير الأنصار يومئذ، وذلك سنة ثلاث وستين في ذي الحجة، وكان مولد عبد اللَّه سنة أربع، قال ابن سعد: بعد أحد بسبعة أشهر في ربيع الأول أو الآخر. وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق قدامة بن محمد الحرمي، حدثني محمد بن خوط- وكان من خيار أهل المدينة، عن صفوان بن سليم، قال: يحدث أهل المدينة أن عبد اللَّه بن حنظلة لقيه الشيطان وهو خارج من المسجد، فقال: تعرفني يا ابن حنظلة؟ قال: نعم، أنت الشّيطان. قال: كيف علمت ذلك؟ قال: خرجت وأنا أذكر اللَّه، فلما رأيتك تلهث شغلني النظر إليك عن ذكر اللَّه. وقال خليفة بن خيّاط: حدثنا وهب بن جرير، حدثنا جويرية بن أسماء، [سمعت أشياخنا من أهل المدينة أن ممّن وفد] «3» إلى يزيد بن معاوية عبد اللَّه بن حنظلة معه ثمانية بنين له، فأعطاه مائة ألف، وأعطى بنيه كلّ واحد عشرة آلاف، فلما قدم المدينة أتاه الناس فقالوا: ما وراءك؟ قال: أتيتكم من عند رجل واللَّه لو لم أجد إلا نبيّ هؤلاء لجاهدته بهم. قال: فخرج أهل المدينة بجموع كثيرة. وأخرج أحمد بسند صحيح، عن يحيى بن عمارة: قيل لعبد اللَّه بن زيد يوم الحرّة: هذاك عبد اللَّه بن حنظلة يبايع الناس. قال: علام يبايعهم؟ قالوا: على الموت، قال: لا أبايع عليه أحدا. وقال إبراهيم بن المنذر: توفي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو ابن سبع سنين. وذكره البخاريّ فيمن يعدّ في الصّحابة، مع أنه ذكر في ترجمته «4» حديث ابن إسحاق،   (1) في أقتله. (2) في أ: جوشن. (3) في أ: سمعت صائحا من أهل المدينة ممن وفد. (4) في أ: ترجمة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، قال: حدثت أسماء بنت زيد بن الخطاب عبد اللَّه بن عمر بن عبد اللَّه بن حنظلة، قال: أمرنا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالوضوء لكل صلاة .... الحديث. وأخرجه من وجه آخر عن ابن إسحاق، لكن بلفظ: أن النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم أمر. وقال فيه: عبد اللَّه بن حنظلة بن أبي عامر. 4657- عبد اللَّه بن حنين: بن أسد بن هاشم بن عبد المطلب ابن خال عليّ وجعفر وعقيل أولاد أبي طالب. نقل «1» ابن الكلبيّ ما يدل على أنه من أهل هذا القسم، فإنه ذكر أن مسلم بن عبد اللَّه بن مالك الفزاري تزوّج بنت عبد اللَّه بن حنين، فانتقلها إلى بلاد قومه، فتغربت عن أهلها في الإسلام. 4658- عبد اللَّه بن حوالة الأزدي «2» : بالمهلمة وتخفيف الواو، يكنى أبا حوالة. وقيل أبا محمد «3» . قال البخاريّ: له صحبة، ونسبه الواقدي إلى بني عامر بن لؤيّ. ونسبه الهيثم إلى الأزد، وهو الأشهر. قال ابن الأثير: ويمكن أن يكون حليفا لبني عامر، وأصله من الأزد. قلت: أنكر كونه من الأزد ابن حبان، وقال: إنما هو الأردنيّ، بالراء وبعد الدال نون ثقيلة، لكونه نزلها. وقال عبد اللَّه بن يونس وابن عبد البرّ: إنه مات سنة ثمانين بالشام. روى عنه أبو إدريس الخولانيّ، وعبد اللَّه بن شقيق، وأبو قتيلة مرثد بن وداعة، وجبير بن نفير، وربيعة بن لقيط، والحارث بن الحارث الحمصي، وبشر بن عبيد اللَّه، ويحيى بن جابر، وآخرون.   (1) في أ: ذكر ابن الكلبي. (2) أسد الغابة ت (2909) ، الاستيعاب ت (1536) الثقات 3/ 243، حلية الأولياء 2/ 3، حسن المحاضرة 1/ 212، تجريد أسماء الصحابة 1/ 306، تهذيب التهذيب 5/ 194، العبر 1/ 62، تاريخ فهوم أهل الأثر 368، التاريخ الكبير 3/ 33، تهذيب الكمال 2/ 676، الطبقات 115، 305، الطبقات الكبرى 7/ 414، الكاشف 2/ 82، تقريب التهذيب 1/ 411، خلاصة تذهيب 2/ 51، الوافي بالوفيات 17/ 156، الأنساب 1/ 181، 311، بقي بن مخلد 135. (3) في أ: وقيل أبو محمد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 روى أبو داود من طريق ضمرة أن ابن زغب الأيادي حدّثهم عن عبد اللَّه بن حولة، قال: بعثنا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لنغنم على أقدامنا، فرجعنا ولم نغنم شيئا ... الحديث. ومن طريق أبي قتيلة عن عبد اللَّه بن حوالة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «سيصير الأمر أن تكونوا أجنادا مجنّدة: جند بالشّام، وجند باليمن ... » الحديث. ورويناه في نسخة أبي مسهر، من طريق أبي إدريس الخولانيّ، عن عبد اللَّه بن حوالة بتمامه، وفيه: فقال عبد اللَّه بن حوالة: يا رسول اللَّه، اختر لي. قال: «عليك بالشّام» ... الحديث. وأخرجه أحمد، من طريق ضمرة بن حبيب، أن ابن زغب الأيادي حدثه، قال: نزل عليّ عبد اللَّه بن حوالة الأزدي، فقال لي: بعثنا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حول المدينة على أقدامنا لنغنم، فرجعنا ولم نغنم شيئا، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا، فقال: «اللَّهمّ لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها «1» ، ولا تكلهم إلى النّاس فيتأمّروا «2» عليهم» ، ثم قال: «ليفتحنّ عليكم الشّام والرّوم وفارس حتّى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن النّعم كذا وكذا، حتّى يعطى أحدكم مائة دينار فيسخطها، ثمّ وضع يده على رأسي فقال: يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدّسة فقد دنت الزّلازل والأمور العظام ... » الحديث. وأخرجه الطّبرانيّ من طريق صالح بن رستم مولى بني هاشم، عن عبد اللَّه بن حوالة الأزدي أنه قال: يا رسول اللَّه، خر لي بلدا أكون فيه، فلو أعلم أنك تبقى لم اختر على قربك شيئا. قال: «عليك بالشّام» . فلما رأى كراهتي للشام قال: «أتدرون ما يقول اللَّه للشّام؟ يا شام، أنت صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي ... » الحديث. ومات عبد اللَّه بن حوالة سنة ثمان وخمسين، قاله محمود بن إبراهيم والواقدي وغيرهما. وقيل: مات سنة ثمانين، وبه جزم ابن يونس وابن عبد البر. 4659- عبد اللَّه بن حوليّ «3» : بالحاء المهملة والواو ساكنة وبعد اللام تحتانية ثقيلة. له حديث في المسند لأحمد. قال ابن ماكولا: يقال هو ابن حوالة. قلت: جزم بذلك عبد الغني بن سعيد وضبطه بالحاء المهملة. ووقع في التّجريد يقال هو ابن حوالي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، كذا ذكره ابن ماكولا، والّذي في الإكمال ابن حوالة.   (1) في أ: اللَّهمّ لا تكلهم إلى ما ضعف عنهم ولا تكلهم .... (2) في أ: فيستأثروا. (3) أسد الغابة ت (2910) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 4660- عبد اللَّه بن خازم: بالمعجمتين، ابن «1» أسماء بن الصّلت بن حبيب بن حارثة «2» بن هلال بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، أبو صالح الأمير المشهور. يقال: له صحبة. وذكره الحاكم فيمن نزل خراسان من الصحابة، وفي ثبوت ذلك نظر. وقد قال أبو نعيم: زعم بعض المتأخرين أن له إدراكا، ولا حقيقة لذلك. قلت: لكن روى أبو سعد الماليني، من طريق محمد بن حمدان الخرقي، بفتح المعجمة والراء بعدها قاف، عن أبيه- أنه سمع محمد بن قطن الخرقي، عن خالهم «3» . وكان وصي ّ عبد اللَّه بن خازم، وكانت لعبد اللَّه بن خازم عمامة سوداء يلبسها في الجمع والأعياد والحرب، فإذا فتح عليه تعمّم بها تبرّكا بها، ويقول: كسانيها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد أخرج أبو داود، والبخاريّ في «التاريخ» ، من طريق سعد بن عثمان الدّشتكي، عن أبيه، قال: رأيت رجلا ببخارى عليه عمامة سوداء يقول: كسانيها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال عبد الرحمن: نراه عبد اللَّه بن خازم السلمي. وأخرج الحاكم من طريق عبد اللَّه بن سعد بن الأزرق «4» ، عن أبيه، قال: رأيت رجلا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ببخارى «5» على رأسه عمامة خزّ سوداء، وهو يقول: كسانيها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو عبد اللَّه بن خازم. وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، ويعضده رواية الماليني، لكن إسناده مجهول.   (1) في أ: أو أسماء. (2) تاريخ خليفة 167، المحبر 375، البيان والتبيين 2/ 108، تاريخ اليعقوبي 2/ 406، المعارف 418، تاريخ واسط 108، عيون الأخبار 1/ 168، تاريخ الطبري 5/ 210، العقد الفريد 1/ 117، جمهرة أنساب العرب 118، الإكمال لابن ماكولا 2/ 291، فتوح البلدان 437، تاريخ دمشق 226، الكامل في التاريخ 3/ 102، تهذيب الكمال 14/ 441، تجريد أسماء الصحابة رقم 3244، نهاية الأرب 21/ 80، البداية والنهاية 8/ 326، أنساب الأشراف 5/ 188، دول الإسلام 1/ 53، التذكرة الحمدونية 2/ 406، الوافي بالوفيات 17/ 157، تهذيب التهذيب 1/ 411، خلاصة تذهيب التهذيب 195، تاريخ الإسلام 2/ 434، أسد الغابة ت (2911) . (3) في أ: ابن خالهم. (4) في أ: سعد بن البراء بن مغرور عن أبيه. (5) بخارى: بالضم من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلّها وكانت قاعدة ملك السامانية. انظر: معجم البلدان 1/ 419. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 قال أبو أحمد العسكريّ: كان عبد اللَّه بن خازم من أشجع الناس، وولي خراسان عشر سنين. وقال السّلامي في تاريخه: لما وقعت فتنة ابن الزّبير كتب إلى ابن خازم فأقرّه على خراسان، فبعث إليه عبد الملك فلم يقبل، فلما قتل مصعب بن الزبير بعث إليه عبد الملك برأسه فغسله وصلّى عليه، ثم ثار عليه وكيع بن الدورقية فقتله. وحكى ذلك الطّبريّ بمعناه، وزاد، وذلك سنة اثنتين وسبعين. وقيل: إن الرأس التي وجهت له هي رأس عبد اللَّه بن الزبير، وأن قتله هو كان بعد ذلك. وذكره خليفة في فتح خراسان مع عبد اللَّه بن عامر، وأنه قام بالناس «1» في وقعة فاران بباذغيس، فأقرّه ابن عامر على خراسان حتى قتل عثمان. وقال المبرّد في «الكامل» في قول الفرزدق: عضّت سيوف تميم حين أغضبها ... رأس ابن عجلي فأضحى رأسه شذبا «2» [البسيط] ابن عجلي: هو عبد اللَّه بن خازم، وعجلي أمه، وكانت سوداء، وكان هو أسود، وهو أحد غربان العرب. وسأل المهلب عن رجل يقدمه في الشّجاعة. فقيل له: فأين ابن الزبير وابن خازم! فقال: إنما سألت عن الإنس. ولم أسأل عن الجن، فقال: إنه كان يوما عند عبيد اللَّه بن زياد وعنده جرذ أبيض، فقال: يا أبا صالح، هل رأيت مثل هذا، ودفعه له فنضا إلى عبد اللَّه وفزع واصفر، فقال عبيد اللَّه: أبو صالح يعصي السلطان، ويطيع الشيطان، ويقبض على الثعبان، ويمشي إلى الأسد، ويلقي الرماح بوجهه، ثم يجزع من جرذ، أشهد أن اللَّه على كل شيء قدير [وأرخ الليث بن سعد فيما أسنده أبو بشر الدولابي وفاته سنة سبع وثمانين] «3» . 4661- عبد اللَّه بن خالد بن أسيد المخزومي «4» .   (1) في أ: بأمر الناس. (2) البيت منه قاله الفرزدق يهجوا به حازم السلمي وكانت أمه سوداء واسمها عجلي. الشذب: المقطوع والبيت في ديوانه ص 83. (3) سقط في ط. (4) أسد الغابة ت (2912) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 307، الطبقات الكبرى 4/ 158- 6/ 336، 385- 8/ 469. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 ذكره ابن مندة، وقال: في صحبته وروايته نظر. وتبعه أبو نعيم، لكن عرفه بأنه ابن أخي عتاب بن أسيد، وذلك يقتضي أنه أموي لا مخزومي. قال ابن الأثير: هو أموي، لا شبهة فيه. وروى الحسن بن سفيان، من طريق ابن جريج، حدثني أبي، سمعت عبد اللَّه بن خالد بن أسيد أنه سئل عن غسل الجنابة، فقال: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يأخذ بكفيه ثلاثا ... الحديث. وروى ابن مندة، من طريق السفاح بن مطر، عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن خالد ولد هذا حديثا سيأتي بيانه في ترجمة عبد العزيز في القسم الأخير. وقد تقدم في ترجمة خالد بن أسيد أنه مات في أول خلافة أبي بكر، فلا يبعد أن يكون لأبيه صحبة أو رؤية. وقال عمر بن شبّة في «كتاب مكّة» : لما استخلف عثمان وكثر الناس وسّع المسجد [الحرام،] «1» واشترى دورا وهدمها، وزاد فيه، وهدم على قوم من جيران المسجد دورهم أبوا أن يبيعوا، ووضع لهم الأثمان [فضجّوا عند البيت] «2» ، فأمر بحبسهم حتى كلّمه فيهم عبد اللَّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص. وقد عاش عبد اللَّه هذا إلى أن ولي فارس من قبل زياد في خلافة معاوية، واستخلفه زياد على البصرة لما مات، فأقره معاوية. 4662- عبد اللَّه بن خالد بن سعد «3» : يأتي في عبد اللَّه بن سعد. 4663- عبد اللَّه بن خالد بن عروة بن شهاب العذري» . روى حديثه مهدي بن عقبة، سمعت عيسى بن عبد الجبار العذري يحدّث عن عبد اللَّه ابن خالد بن عروة بن شهاب، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فبايعته ... الحديث. أورده ابن فتحون، وذكره ابن الأثير أيضا بغير إسناد. 4664 ز- عبد اللَّه بن خالد «5» بن الوليد بن المغيرة المخزومي.   (1) ليس في أ. (2) ليس في أ. (3) الكاشف 2/ 12، أسد الغابة ت (2913) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 307. (4) أسد الغابة ت (2914) . (5) أسد الغابة ت (2915) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 ذكره الزّبير بن بكّار أنه استشهد مع أبيه في وقعة اليرموك، ومقتضى ذلك أن تكون له صحبة. 4665- عبد اللَّه بن أبي خالد: بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل «1» بن حارثة بن دينار بن النجار الخزرجي. قال ابن الكلبيّ: قتل يوم الخندق، وأورده ابن الأثير. 4666- عبد اللَّه بن خبّاب: بن الأرتّ التميمي «2» . ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصّحابة. وقال عبد الرحمن بن خراش: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى ابن مندة من طريق خالد بن يزيد، عن زكريّا بن العلاء، قال: أول مولود ولد في الإسلام عبد اللَّه [بن الزبير، وعبد اللَّه بن خبّاب. وروى ابن عقدة، من طريق جعفر بن عبد اللَّه] «3» بن عمرو بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه بن خبّاب عن آبائه إلى عبد اللَّه بن خباب أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سماه عبد اللَّه، وقال لخباب: «أنت أبو عبد اللَّه» . وروى الطّبرانيّ، من طريق الحسن البصري أنّ الصّرم لقي عبد اللَّه بن خبّاب بالدار، وهو متوجّه إلى عليّ بالكوفة، ومعه امرأته وولده، فقال: هذا رجل من أصحاب محمد نسأله عن حالنا وأمرنا ومخرجنا، فانصرفوا إليه فسألوه، فقال: أمّا فيكم بأعيانكم فلا، ولكن سمعت رسول اللَّه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون من بعدي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم» «4» ... الحديث. وفيه أنهم قتلوه وقتلوا امرأته، وهي حامل متمّ. 4667- عبد اللَّه بن خبّاب السّلمي: في عبد الرحمن، ذكره هنا البغوي. 4668- عبد اللَّه بن خبيب «5» : بالمعجمة مصغرا، الجهنيّ، حليف الأنصار، والد معاذ.   (1) أسد الغابة ت (2916) . (2) أسد الغابة ت (2917) ، الاستيعاب ت (1537) . (3) سقط في ب. (4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31254 وعزاه للطبراني عن عبد اللَّه بن خباب بن الأرت وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 233 عن الحسن بن أبي الحسن عن عبد اللَّه بن خباب ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه محمد عمر الكلاعي وهو ضعيف. (5) أسد الغابة ت (2918) ، الاستيعاب ت (1538) ، الثقات 3/ 232، تجريد أسماء الصحابة 1/ 307، تهذيب التهذيب 5/ 197، الجرح والتعديل 5/ 43، التاريخ الكبير 3/ 21، تهذيب الكمال 2/ 677، الكاشف 2/ 83، تقريب التهذيب 1/ 412، خلاصة تذهيب 2/ 52، الإكمال 2/ 302. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 وروى أبو داود وغيره، من طريق ابن أبي أسيد البراد «1» ، عن معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب، عن أبيه، قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة، فطلب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وفيه: فضل المعوذتين، وقل هو اللَّه أحد، وأن من قالها حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات يكفي من كل شيء. وأخرجه البخاريّ في «التاريخ» ، والنّسائيّ من طريق زيد بن أسلم، عن معاذ، وأورده من وجهين عن معاذ بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، وله عن عقبة طرق أخرى عند النسائي وغيره مطولا ومختصرا، ولا يبعد أن يكون الحديث محفوظا من الوجهين، فإنه جاء أيضا من حديث ابن عابس الجهنيّ، ومن حديث جابر بم عبد اللَّه الأنصاريّ، ولعبد اللَّه بن خبيب عند البغوي حديث آخر بسند ضعيف. 4669- عبد اللَّه بن خلف بن أسعد بن عامر «2» بن بياضة الخزاعيّ، والد طلحة الطلحات. قال أبو عمر: لا أعلم له صحبة، وكان كاتبا لعمر بن الخطاب على ديوان البصرة، وأمه حبيبة بنت أبي طلحة من بني «3» عبد الدّار، وشهد وقعة الجمل مع عائشة، فقتل، وكان أخوه عثمان مع علي. قلت: ذكره ابن الكلبيّ، وسمّى أمه، ولم يذكر لأبويه إسلاما، واستكتاب «4» عمر له يؤذن بأن له صحبة. وقد ذكر ذلك ابن دريد في أماليه بسنده إلى مجالد بن سعيد. 4670 ز- عبد اللَّه بن خمير «5» : تقدم في عبد اللَّه بن الحمير. 4671 ز- عبد اللَّه بن خنيس «6» : يأتي في عبد الرحمن. 4672 ز- عبد اللَّه بن أبي خولي «7» . ذكره ابن الكلبيّ وغيره فيمن شهد بدرا، وقد تقدّم ذكر ذلك في ترجمة أخيه خولي. 4673 ز- عبد اللَّه بن خيثمة الأوسي: أخو سعيد بن خيثمة. قال ابن الجعابيّ: شهد أحدا، ووحده أبو موسى مع الّذي بعده، وردّ ذلك ابن الأثير، لكن الصواب أن عبد اللَّه ولد سعيد بن خيثمة لا أخوه.   (1) في أ: البردعي. (2) أسد الغابة ت (2920) . (3) سقط في ط. (4) في أ: فاستكتاب. (5) أسد الغابة ت (2921) . (6) أسد الغابة ت (2922) ، الاستيعاب ت (1541) . (7) أسد الغابة ت (2924) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 قلت: ويحتمل أن يكون له ابن اسمه عبد اللَّه، وأخ اسمه عبد اللَّه. 4674- عبد اللَّه بن خيثمة السالمي «1» : أبو خيثمة من بني سالم بن الخزرج. له ذكر في مغازي ابن إسحاق، قال: وقال عبد اللَّه بن رواحة أو ابن خيثمة «2» أخو بني سالم في الّذي كان من أمر زينب بنت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فذكر الشعر وصحح ابن هشام أنه لأبي خيثمة لا لابن رواحة. واللَّه أعلم. وقال ابن حبّان: هو أبو خيثمة المذكور في حديث كعب بن مالك في قصة تبوك، وسيأتي بقية ترجمته في أبي خيثمة في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 4675- عبد اللَّه بن درّاج: ذكره أبو بكر بن عيسى فيمن نزل حمص من الصحابة. روى عنه شريح بن عبيد. 4676 ز أ- عبد اللَّه بن الديان: هو ابن يزيد بن قطن «3» . يأتي. 4676 ب- عبد اللَّه بن ذياد «4» : أخو المجذّر بن ذياد. يأتي في ترجمة المجذّر. ويقال هو المجذّر نفسه، وجزم ابن الكلبيّ أن «5» كلّا منهما يسمى عبد اللَّه. 4677 ز- عبد اللَّه بن ذر. ذكره البغويّ وابن قانع في الصّحابة. وقال البغويّ: شك «6» في سماعه، وأخرجا من طريق علي بن أبي طلحة عن عبد اللَّه بن ذر أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم واصل يومين، فجاءه جبرائيل فقال: «إنّ اللَّه قد قبل مواصلتك ولا يحلّ لأمّتك» . 4678 ز- عبد اللَّه بن ذرة بن عائذ بن طابخة بن لأي بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور المزني. نسبه أبو أحمد العسكري، تقدم ذكر وفادته «7» في ترجمة خزاعيّ بن عبد نهم. وذكره خليفة فيمن نزل البصرة وقال: لا تحفظ له رواية.   (1) أسد الغابة ت (2925) ، الثقات 3/ 239، تجريد أسماء الصحابة 1/ 308، بقي بن مخلد 618. (2) في أ: عبد اللَّه بن رواحة أو أبي خيثمة. (3) أسد الغابة ت (2927) ، الاستيعاب ت (1542) . (4) أسد الغابة ت (2929) . (5) في أ: وجزم ابن الكلبي بأن. (6) في أ: يشك. (7) في أ: وفاته. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 وقال الوليد بن هشام: حدثني أبي عن ابن عون عن أبيه عن جده أرطبان «1» ، قال: كنت شمّاسا في بيعة، فوقعت في السهم لعبد اللَّه بن ذرة المزني. روى محمد بن الحسن المخزوميّ في أخبار المدينة بإسناد له أنّ أوّل صلاة عيد صلّاها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث، قال: ثم صلى الثالث عند دار عبد اللَّه بن ذرة المزني. وعن يحيى «2» بن محمد أنه بلغه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يصلي إلى دار عبد اللَّه بن ذرة المزني، فجعل أطم بني زريق إلى شحمة أذنه. 4679 ز- عبد اللَّه بن ذي الرمحين: هو ابن أبي ربيعة. يأتي. 4680- عبد اللَّه بن راشد الكندي «3» . ذكر الخطيب في ترجمة أحمد بن عمرو بن مصعب، عن والد مصعب: هو بشر بن فضالة بن عبد اللَّه بن راشد- أنّ عبد اللَّه بن راشد جدّه كان أحد الوفد الذين وفدوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم مع الأشعث بن قيس. 4681- عبد اللَّه بن رافع بن سويد بن حرام «4» بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري. شهد أحدا، قاله البغوي، وأبو عمر. 4682- عبد اللَّه بن الربيع بن قيس بن عمرو بن عباد بن الأبجر «5» ، وهو خدرة بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، وكذا ذكره ابن إسحاق فيمن شهدها، وقال: شهد العقبة. 4683- عبد اللَّه بن ربيعة بن الأغفل «6» : وقيل ابن مسروح. تقدم في عبد اللَّه بن أبي بكر بن ربيعة. 4684- عبد اللَّه بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي «7» .   (1) في أ: أبي ظبيان. (2) في أ: وعن محمد. (3) أسد الغابة ت (2931) . (4) أسد الغابة ت (2932) ، الاستيعاب ت (1533) . (5) أسد الغابة ت (2933) ، الاستيعاب ت (1544) . (6) أسد الغابة ت (2934) ، الاستيعاب ت (1545) . (7) أسد الغابة ت (2935) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 روى ابن مندة من طريق الفضل بن الحسن الضّمري، عن عبد اللَّه بن ربيعة- أن أم الحكم بنت الزّبير أرسلته وهو غلام في أثر «1» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يريد بيت أمّ سلمة، فأمرته أن يدرك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فينزع عنه رداءه، فالتفت إليّ، قال: «من أنت؟ فأخبرته» ، وقلت: أمّي أمرتني بهذا، فلفّ رداءه ثم أعطانيه، وقال: «مر أمّك تشقّه فتختمر به هي وأختها» . وقع لابن مندة في تسمية جده المطلب، والصواب عبد المطلب. وذكر الزّبير أن ربيعة «2» بن الحارث تزوّج أم حكيم بنت الزّبير بن عبد المطّلب. وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب هو الّذي تقدم ذكره مفصلا. 4685 ز- عبد اللَّه بن ربيعة «3» . ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، ونسبه عقبيا، وقال: له حديث مسند لم يقع إليّ، ثم أورد من طريق أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد اللَّه بن ربيعة- أنه كان يؤمّ أصحابه في التطوع في سوى «4» رمضان. 4686- عبد اللَّه بن ربيعة بن الأخرم» . تقدّم في ابن الأخرم، والصّواب أن الأخرم لقب ربيعة، لا اسم أبيه. 4687 ز- عبد اللَّه بن ربيعة النميري «6» : أبو يزيد. ذكره مطين في «الوحدان» ، والباوردي، وبقيّ بن مخلد، وأبو نعيم، وأوردوا من طريق عفيف بن سالم، عن يزيد بن عبد اللَّه بن ربيعة النميري، عن أبيه- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعث إلى أهل قريتين بكتابين يدعوهم إلى الإسلام، فترب أحد الكتابين ولم يترب الآخر، فأسلم أهل القرية التي ترّب كتابهم. 4688- عبد اللَّه بن أبي ربيعة الثقفي «7» : والد سفيان. روى ابن مندة من طريق حميد بن الأسود، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن   (1) في أ: بأمر رسول اللَّه. (2) في أ: أن أبي بن ربيعة. (3) أسد الغابة ت (2936) . (4) في أ: من شهر رمضان. (5) الطبقات 42، 179، تجريد أسماء الصحابة 1/ 296. (6) بقي بن مخلد 633، أسد الغابة ت (2937) . (7) أسد الغابة ت (2938) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 سفيان بن عبد اللَّه الثقفي، أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» . وعن هشام عن فاطمة بنت أسماء نحوه. قلت: الإسناد الثاني هو المحفوظ، فإن كان الأول محفوظا فيكون لوالد «1» سفيان بن عبد اللَّه الثقفي الصحابي المشهور صحبة «2» . [وقد وقع عند النسائي في حديث سفيان المشهور في قوله: «آمنت باللَّه ثمّ استقم» «3» ، في بعض طرقه من طريق عبد اللَّه بن سفيان الثقفي، عن أبيه: له ذكر ورواية أخرى من رواية سفيان عن أبيه فجزم المديني بأنه غلط] «4» . [4689- عبد اللَّه بن أبي ربيعة: واسمه عمرو، وقيل حذيفة، ويلقب ذا الرّمحين «5» ، ابن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد الرحمن. كان اسمه بجيرا، بالموحدة والجيم مصغرا، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم] «6» . وهو أخو عياش بن أبي ربيعة لأبويه، أمهما أسماء بمن مخرمة، وهو والد عمر بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة الشاعر المشهور. وذكر صاحب التّاريخ المظفريّ أنه تفضّل على الزّبرقان بن بدر بمائه الّذي يقال له ثنيان فجلاه عنه، فشكاه لعمر، فقال الزبرقان: ألا أمنع ما حفرت! فقال عمر: لئن منعت ماءك من ابن السبيل لا تساكنني بنجد أبدا. وولى عبد اللَّه الجند لعمر، واستمر إلى أن جاء لينصر عثمان، فسقط عن راحلته بقرب «7» مكة، فمات.   (1) في أ: ولد سفيان. (2) في أ: صحبته. (3) أخرجه مسلم في الإيمان باب 13 (62) وأحمد 3/ 413، 4/ 385، والطبراني في الكبير 7/ 79 والخطيب في التاريخ 2/ 370، 9/ 454. (4) سقط في ط. (5) الثقات 3/ 217، التاريخ الصغير 1/ 3، 62، تاريخ الإسلام 3/ 276، العبر 1/ 36، شذرات الذهب 1/ 40، تجريد أسماء الصحابة 1/ 310، تهذيب التهذيب 5/ 208، الجرح والتعديل 5/ 51، الطبقات 21، الاستيعاب ت (1546) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، التاريخ الكبير 3/ 9، الطبقات الكبرى 2/ 36، 40، طبقات فقهاء اليمن 37، 40، 41، الكاشف 2/ 85، تقريب التهذيب 1/ 414، خلاصة تذهيب 2/ 54، الوافي بالوفيات 17/ 164، أسد الغابة ت (2939) . (6) سقط في أ. (7) في أ: بقرية. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 ويقال: إن عمر قال لأهل الشّورى: لا تختلفوا، فإنكم إن اختلفتم جاءكم معاوية من الشام، وعبد اللَّه بن أبي ربيعة من اليمن، فلا يريان لكم فضلا لسابقتكم، وإن هذا الأمر لا يصلح للطلقاء «1» ، ولا لأبناء الطلقاء «2» . فهذا يقتضي أن يكون عبد اللَّه من مسلمة الفتح، وقد جاء ذلك صريحا. روى البخاريّ من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده عبد اللَّه بن أبي ربيعة، أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم استسلفه مالا ببضعة عشر ألفا- يعني لما فتح مكة، فلما رجع يوم حنين قال: «ادعوا لي ابن أبي ربيعة» . فقال له: «خذ ما أسلفت، بارك اللَّه لك في مالك وولدك، إنما جزاء السّلف الحمد والوفاء» «3» . قال البخاريّ: إبراهيم هذا لا أدري سمع من أبيه أو لا. انتهى. وأخرج هذا الحديث النسائي، والبغوي. وقال أبو حاتم: إنه مرسل- يعني بين «4» إبراهيم وأبيه. وفي الجزم بذلك نظر، قال البخاري: وعبد اللَّه هو الّذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى الحبشة، وهو أخو أبي جهل لأمه. انتهى. ويقال: إنه هو الّذي أجارته أمّ هانئ، وفي عبد اللَّه يقول ابن الزّبعرى: بجير ابن ذي الرّمحين قرّب مجلسي ... وراح علينا فضله غير عاتم «5» [الطويل] 4690- عبد اللَّه بن ربيعة «6» : بالتصغير والتثقيل، السلمي. كوفي، مختلف في صحبته.   (1) في أ: للخلفاء. (2) في أ: الخلفاء. (3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 5/ 10 والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 355. (4) في ط: يعني عن إبراهيم. (5) في أ: عالم. (6) الثقات 3/ 231، تجريد أسماء الصحابة 1/ 310، تهذيب التهذيب 5/ 208، الجرح والتعديل 5/ 54، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، التاريخ الكبير 3/ 86، تهذيب الكمال 2/ 680، الطبقات 142، الطبقات الكبرى 6/ 206، تقريب التهذيب 1/ 414، خلاصة تذهيب 2/ 55، أسد الغابة ت (2940) ، الاستيعاب ت (1547) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 روى له النسائي، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، من طريق الحكم، عن أبي ليلى، عنه- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سمع صوت مؤذن، فجعل يقول مثل ما يقول ... الحديث. وقال ابن المبارك، عن شعبة في روايته: وله صحبة. قال البخاري: لم يتابع شعبة على ذلك. قلت: الحديث أخرجه أبو داود من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللَّه بن ربيعة السلمي- وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، عن عبيد بن خالد السلمي ... فذكر حديثا. وقال عليّ بن الأقمر: رأيت عبد اللَّه بن ربيعة يمشي ويبكي، ويقول: شغلوني عن الصلاة. وقال ابن حبّان: له صحبة، وقال في موضع آخر: يقال له صحبة. وقال علي بن المديني: له صحبة، وهو خال عمرو بن عقبة بن فرقد السلّمي، وأخوه عتاب بن ربيّعة هو عمّ منصور بن المعتمر المحدث المشهور. 4691- عبد اللَّه بن رزق المخزومي «1» : ويقال الرومي. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في فضل قريش وفارس. روى عنه عمران بن أبي أنس. ذكره ابن شاهين، وابن مندة، من طريق معن عيسى عمّن حدثه عن عمران. وقال ابن مندة: لا يعرف له صحبة ولا رؤية. 4692- عبد اللَّه بن رفاعة «2» : بن رافع الزرقيّ. ذكره أحمد والباورديّ، والحسن بن سفيان، وغيرهم في الصحابة، وأخرجوا من طريق عبد الواحد، عن عبد اللَّه بن رفاعة الزّرقيّ، عن أبيه، قال: لما كان يوم أحد وانكشف «3» المشركون قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «استووا حتّى أثنى على ربّي» «4» .   (1) أسد الغابة ت (2941) . (2) أسد الغابة ت (2942) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 310. (3) في أ: وانكفأ. (4) قال الهيثمي في الزوائد 6/ 124 رواه أحمد والبزار واقتصر على عبيد بن رفاعة عن أبيه وهو صحيح ورجال أحمد رجال الصحيح والحاكم في المستدرك 1/ 506، 3/ 23، والطبراني في الكبير 5/ 40 وأبو نعيم في الحلية 10/ 127، والبخاري في التاريخ الكبير 299. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 قلت: والحديث عند النسائي والطبراني من طريق أخرى، عن عبد الواحد، لكن قال: عن عبيد بن رفاعة عن أبيه. 4693- عبد اللَّه بن رفيع السلمي: ذكر أبو عمر «1» في السيرة له. أنه قاتل دريد بن الصمة، وذكر في الاستيعاب أن قاتله ربيعة بن رفيع. وذكر ابن هشام أن قاتله عبد اللَّه بن رفيع «2» بن أهبان بن ثعلبة بن رفيع السلمي، وضبط أباه بالقاف والنون مصغرا، وذكر أنه أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان اسمه عبد عمرو فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. واللَّه أعلم. 4694- عبد اللَّه بن رواحة «3» : بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس ابن مالك الأغر «4» بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجيّ، الشاعر المشهور. يكنى أبا محمد. ويقال كنيته أبو رواحة. ويقال أبو عمرو. وأمه كبشة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة خزرجية أيضا، وليس له عقب من السابقين الأولين من الأنصار. وكان أحد النقباء ليلة العقبة، وشهد بدرا وما بعدها إلى أن استشهد بمؤتة.   (1) في أ: ذكر أنه عمر. (2) في أ: قنيع. (3) أسد الغابة ت (2943) ، الاستيعاب ت (1548) ، الثقات 3/ 221، التاريخ الصغير 1/ 23، أزمنة التاريخ الإسلامي 720، حلية الأولياء 1/ 118، 121، تجريد أسماء الصحابة 1/ 310، تهذيب التهذيب 5/ 212، العبر 1/ 9، سير أعلام النبلاء 1/ 230، الاستبصار 53، 56، 108، 109، 110، 121، 347، المصباح المضيء 1/ 184، 185، 186، 187، 188، 189، الجرح والتعديل 5/ 50، تلقيح فهوم أهل الأثر 132، 382، الأعلام 4/ 86، صفة الصفوة 1/ 481، تهذيب الكمال 2/ 681، الطبقات 93، الطبقات الكبرى 2/ 19، 59، 92، 121، 128، 129، 130، 7/ 47، 448، 526، 527، 531، 4/ 37، 40، 159- 7/ 391، طبقات الحفاظ 509، 512، الكاشف 2/ 86، تقريب التهذيب 1/ 415، خلاصة تذهيب 2/ 55، الوافي بالوفيات 17/ 168، روضات الجنات 3/ 22، 23- 5/ 151، 152، البداية والنهاية 4/ 257، المعرفة والتاريخ 1/ 259، 391، بقي بن مخلد 885. (4) في أ: الأبجر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 روى عنه ابن عباس، وأسامة بن زيد، وأنس بن مالك، ذكر ذلك أبو نعيم. وأخرج البغويّ، من طريق إبراهيم بن جعفر، عن سليمان بن محمد، عن رجل من الأنصار كان عالما- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم آخى بين عبد اللَّه بن رواحة والمقداد. وقد أرسل عنه جماعة من التابعين، كأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعكرمة، وعطاء بن يسار. قال ابن سعد: كان يكتب للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو الّذي جاء ببشارة وقعة بدر إلى المدينة، وبعثه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في ثلاثين راكبا إلى أسير بن رفرام «1» اليهودي [بخيبر فقتله، وبعث بعد فتح خيبر فخرص عليهم] «2» . وفي فوائد أبي طاهر الذهلي، من طريق ابن أبي ذئب، عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «نعم الرّجل عبد اللَّه بن رواحة ... » في حديث طويل. وفي الزّهد لأحمد، من طريق زياد النيمري، عن أنس: كان عبد اللَّه بن رواحة إذا لقي الرجل من أصحابه يقول: تعال نؤمن بربنا ساعة ... الحديث. وفيه أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «رحم اللَّه ابن رواحة، إنّه يحبّ المجالس الّتي تتباهى بها الملائكة» . وأخرج البيهقي بسند صحيح، من طريق ثابت، عن أبي ليلى. كان النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يخطب، فدخل عبد اللَّه بن رواحة، فسمعه يقول: «أجلسوه» «3» ، فجلس مكانه خارجا من المسجد، فلما فرغ قال له: «زادك اللَّه حرصا على طواعية اللَّه وطواعية رسوله» «4» . وأخرجه من وجه آخر إلى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة [والمرسل أصحّ سندا] «5» . وقال ابن سعد: حدثنا عفان، حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني، قال: مرض عبد اللَّه بن رواحة، فأغمى عليه، فعاده النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «اللَّهمّ إن كان أجله قد حضر فيسّره   (1) في أ: ورام. (2) ليس في أ. (3) أجلسوا. (4) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/ 257 عن عبد اللَّه بن رواحة مرسلا وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37171 وعزاه للديلمي عن عبد اللَّه بن رواحة. (5) سقط في ط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 عليه، وإن لم يكن حضر أجله فاشفه» فوجد خفة. فقال: يا رسول اللَّه، أمي تقول وا جبلاه! وا ظهراه! وملك قد رفع مرزبة من حديد يقول: أنت كذا هو. قلت: نعم، فقمعني بها. وفي «الزّهد» لعبد اللَّه بن المبارك بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: تزوج رجل امرأة عبد اللَّه بن رواحة، فسألها عن صنيعه، فقالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين، وإذا دخل بيته صلى ركعتين، لا يدع ذلك، قالوا: وكان عبد اللَّه أول خارج إلى الغزو، وآخر قافل. وقال ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، وقال: كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد اللَّه بن رواحة، فخرج معه إلى سرية مؤتة فسمعه في الليل يقول: إذا أدنيتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك فانعمي وخلاك ذمّ ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي وجاء المؤمنون وخلّفوني ... بأرض الشّام مشهور الثّواء «1» [الوافر] فبكى زيد فخفقه بالدرة، فقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني اللَّه الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل ... فذكر القصة في صفة قتله في غزوة مؤتة بعد أن قتل جعفر وقبله زيد بن حارثة. وقال ابن سعد: أنبأنا «2» يزيد بن هارون، أنبأنا حماد، عن هشام، عن أبيه: لما نزلت: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ [الشعراء: 224] قال عبد اللَّه بن رواحة: قد علم اللَّه أني منهم، فأنزل اللَّه: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... [الشعراء: 227] الآية. وقال ابن سعد: حدثنا عبيد اللَّه بن موسى، حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن مدرك بن عمارة، قال: قال عبد اللَّه بن رواحة: مررت في مسجد الرسول ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جالس، وعنده أناس من الصحابة في ناحية منه، فلما رأوني قالوا: يا عبد اللَّه بن رواحة، فجئت، فقال: «اجلس ها هنا، فجلست بين يديه» ، فقال: «كيف تقول الشّعر؟» قلت: انظر في ذلك، ثم أقول. قال: «فعليك بالمشركين» . ولم أكن هيّأت شيئا، فنظرت ثم أنشدته فذكر الأبيات، فيها:   (1) انظر الأبيات في أسد الغابة ت (4694) ، سيرة ابن هشام 1/ 443. (2) في أ: أخبرنا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 فثبّت اللَّه ما آتاك من حسن ... تئبيت موسى ونصرا كالّذي نصروا [البسيط] قال: فأقبل بوجهه متبسما، وقال: «وإيّاك فثبّتك اللَّه» . ومناقبه كثيرة، قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان عظيم القدر في الجاهلية والإسلام، وكان يناقض قيس بن الخطيم «1» في حروبهم: ومن أحسن ما مدح به النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قوله: لو لم تكن فيه آيات مبيّنة ... كانت بديهته تنبيك بالخبر [البسيط] وأخرج أبو يعلى بسند حسن، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: دخل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مكة في عمرة القضاء وابن رواحة بين يديه، وهو يقول: خلّوا بني الكفّار عن سبيله ... اليوم نضر بكم على تأويله ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله [الرجز] فقال عمر: يا بن رواحة، أفي حرم اللَّه وبين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم تقول هذا الشّعر؟ فقال: «خلّ عنه يا عمر، فو الّذي نفسي بيده لكلامه أشدّ عليهم من وقع النّبل» » . 4695 ز- عبد اللَّه بن رياب: قال ابن فتحون في أوهام الاستيعاب: ذكر العدل أبو علي حسن بن خلف في أخبار المدينة أنه أحد السبعة أو الثمانية السابقين من الأنصار إلى الإسلام، قال: وأفادني الحافظ أبو الوليد أنّ عبد اللَّه بن رياب قال يوم أحد لعبد اللَّه بن أبيّ حين هم بالانصراف: أذكركم اللَّه في دينكم وشرطكم الّذي شرطتم. قلت: وأغفله ابن فتحون من الذيل ظنّا منه أنه المذكور في الاستيعاب، والحق أنه غيره، لأن المذكور هناك قال فيه أبو عمر: حديثه مرسل. وسيأتي بيان ذلك هناك، وأنه اختلف في اسم أبيه أيضا.   (1) في أ: الخطيم الأوسي. (2) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 127 كتاب الأدب باب 70 من جاء في إنشاد الشعر حديث رقم 2847 قال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وأخرجه النسائي 5/ 202 كتاب مناسك الحج باب 109 إنشاد الشعر في الحرم وإنشاده بين يدي الإمام حديث رقم 2873 وأبو نعيم في الحلية 6/ 292- والبغوي في شرح السنة 5/ 131. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 4696- عبد اللَّه بن زائدة بن الأصم «1» : يقال هو ابن أم مكتوم. ويقال عبد اللَّه بن عمرو. ذكره البخاريّ، عن ابن إسحاق، قال: عبد اللَّه بن عمرو بن شريح بن قيس بن زائدة بن الأصم، من بني عامر بن لؤيّ، وقيل اسمه [هو] «2» عمرو، وهو قول الأكثر. ويأتي في عمرو بن أم مكتوم. 4697- عبد اللَّه بن الزّبعرى «3» : بكسر الزاي والموحدة وسكون المهملة بعدها راء مقصورة، بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي. أمه عاتكة بنت عبد اللَّه بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح. كان من أشعر قريش، وكان شديدا على المسلمين، ثم أسلم في الفتح. قال ابن إسحاق: لما فتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم مكّة هرب هبيرة بن أبي وهب وعبد اللَّه بن الزّبعرى إلى نجران، فحدثني سعيد بن عبد الرحمن بن حسان، قال: رمى حسان بأبيات منها: لا تعدمن رجلا أحلّك بغضه ... نجران في عيش أجدّ لئيم «4» [الكامل] فبلغ ذلك عبد اللَّه، فقدم فأسلم. ومن شعره لما أسلم: يا رسول اللَّه «5» ، إنّ لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور إذ أجاري الشّيطان في سنن الغييّ ... ومن مال ميله مثبور جئتنا باليقين والبرّ والصّدق ... وفي الصّدق واليقين السّرور «6» [الخفيف]   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 311، الطبقات الكبرى 4/ 212، الطبقات 27، تفسير الطبري 9/ 10235، أسد الغابة ت (2945) ، الاستيعاب ت (1550) . (2) ليس في أ. (3) أسد الغابة ت (2946) ، الاستيعاب ت (1551) . (4) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم «1551» وفي أسد الغابة ت (2946) ، وسيرة ابن هشام 2/ 418، المغازي للواقدي: 847. (5) في أالإله. (6) الأبيات هكذا في تاريخ الطبري 3/ 64 إذ أباري الشيطان في سنن الرّيح ... ومن مال ميله مثبور آمن اللّحم والعظام لربّي ... ثم نفسي الشهيد أنت النّذير إنّني عنك زاجر ثمّ حيّ ... من لؤيّ فكلّهم مغرور وتنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2946) ومن أسد الغابة ت (2946) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 76 ومن قوله من أبيات: إنّي لمعتذر إليك من النّبي ... أسديت إذ أنا في الضّلال أهيم أيّام تأمرني بأغوى خطّة ... سهم وتأمرني بها مخزوم وأمدّ أسباب الهوى ويقودني ... أمر الغواة وأمرهم مشئوم فاليوم آمن بالنّبيّ محمّد ... قلبي ومخطئ هذه محروم «1» [الكامل] قال المرزبانيّ: يكنى أبا سعد، كان شاعر قريش، ثم أسلم ومدح النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فأمر له بحلة. وقال الزّبير: عندي أنّ شعر ضرار أقوى منه، وأقل سقطا. 4698- عبد اللَّه بن زبيب «2» : بالتصغير، الجندي. يأتي في القسم الأخير. 4699- عبد اللَّه بن الزّبير: بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي «3» ، ابن عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من الصحابة، وقال: أمّه عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وحكي عن الواقديّ قال: لا نعلم له حديثا. وروى الزّبير من طريق حسين بن علي، قال: كان ممّن ثبت يوم حنين العباس، وعلي، وعبد اللَّه بن الزبير بن عبد المطلب وغيرهم، وكذا قال الواقدي، وابن عائذ، وأبو حذيفة. وحكى المبرّد في «الكامل» أن ّ عبد اللَّه بن الزّبير أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فكساه حلّة، وأقعده إلى جنبه، وقال: «إنّه ابن أمّي» ، وكان أبوه بي برّا.   (1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم «2946» في السيرة: 2/ 419، وفي الاستيعاب ترجمة «1551» . (2) أسد الغابة ت (2947) . (3) أسد الغابة ت (2948) ، الاستيعاب ت (1552) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 ويقال: إنّ الزّبير بن عبد المطلب كان يرقص النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم هو صغير ويقول: محمد بن عبدم. عشت بعيش أنعم. في عزّ فرع أسنم. قال الواقديّ وغيره: قتل بأجنادين سنة ثلاث عشرة. قال الواقديّ: وكان أول قتيل من الروم المبارز لعبد اللَّه بن الزبير، فقتله عبد اللَّه، ثم برز آخر فقتله. ثم وجد في المعركة قتيلا وحوله عشرة من الروم قتلى، وكان له يوم توفي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نحو ثلاثين سنة. 4700- عبد اللَّه بن الزّبير: بن العوّام بن العوّام «1» بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسديّ. أمّه أسماء بنت أبي بكر الصديق. ولد عام الهجرة، وحفظ عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو صغير، وحدّث عنه بجملة من الحديث، وعن أبيه، وعن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وخالته عائشة، وسفيان بن أبي زهير وغيرهم. وهو أحد العبادلة وأحد الشجعان من الصحابة، وأحد من ولى الخلافة منهم. يكنى أبا بكر. ثم قيل له أبو خبيب بولده. روى عنه أخوه عروة، وابناه: عامر، وعباد، وابن أخيه محمد بن عروة، وأبو ذبيان «2»   (1) الثقات 3/ 212، التاريخ الصغير 1/ 159، 160، 162، 163، 164، المنمق 220، 387، 388، 389، 394، 433، 450، 471، 476، 480، 501، 508، 537، 12، 14، 43، 52، 65، 70، 71، 73، 128، 129، 130، 149، 174، 177، 180، 188، 195، 221، 234، 246، 291، 308، 309، 336، 337، 358، 383، 396، 407، 460، 466، حلية الأولياء، 1/ 329، 337، حسن المحاضرة 1/ 212، الرياضة المستطابة 201، شذرات الذهب 1/ 42، 44، البداية والنهاية 8/ 238، تجريد أسماء الصحابة 1/ 311، تهذيب التهذيب 5/ 213، العبر 1/ 4، 60، 69، 70، 71، 72، 74، 77، 81، 82، 102، 206، 377، رياض النفوس 1/ 42، الاستبصار 73، 98، الجرح والتعديل 5/ 56، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، الأعلام 4/ 87، غاية النهاية 1/ 419، التاريخ الكبير 3/ 6، صفوة الصفوة 9/ 117، تهذيب الكمال 2/ 682، طبقات فقهاء اليمن 51، 53، 58، الطبقات 13، 189، 232، الطبقات الكبرى 9/ 117، طبقات الحفاظ 41، 49، الكاشف 2/ 86، تقريب التهذيب 1/ 415، علماء إفريقيا وتونس 61، 68، 74، 75 خلاصة تذهيب 2/ 56، الوافي بالوفيات 17/ 172، روضات الجنات 1/ 10، 93، 4/ 98، 209، 280، المؤتلف والمختلف 63، التبصرة والتذكرة 1/ 156، تفسير الطبري 1/ 9912، 9913، 13/ 5538، 15540، العلل للدار للدّارقطنيّ 2/ 19، بقي بن مخلد 90، التعديل والتجريح 771، أسد الغابة ت (2949) ، الاستيعاب ت (1553) . (2) في أ: دهمان.. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 خليفة بن كعب، وعبيدة بن عمرو السماني، وعطاء، وطاوس، وعمرو بن دينار، ووهب بن كيسان، وابن أبي مليكة، وسماك بن حرب، وأبو الزبير، وثابت البناني، وآخرون. وبويع بالخلافة سنة أربع وستين عقب موت يزيد بن معاوية، ولم يتخلف عنه إلا بعض أهل الشام. وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة، وحنكه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وسماه باسم «1» جده، وكناه بكنيته. وزعم الواقديّ أنه ولد في السنة الثانية. والأصح الأول. وقال الزّبير بن بكّار: حدثني عمي، قال: سمعت أصحابنا يقولون: ولد سنة الهجرة، وأتاه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في اليوم الّذي ولد فيه يمشي، وكانت أسماء مع أبيها بالسّنح «2» ، فأتى به فحنّكه. قال الزّبير: والثبت عندنا أنه ولد بقباء، وإنما سكن أبوه السّنح لما تزوّج مليكة بنت خارجة بن زيد. قال الواقديّ ومن تبعه: ولد في شوال سنة اثنتين، ووقع في الصّحيح من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء أنها حملت بعبد اللَّه بن الزبير بمكّة، قالت: فخرجت وأنا متم، فأتيت المدينة، ونزلت بقباء فولدته بقباء، ثم أتيت به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل في جوفه. ريق النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم حنّكه بالتمرة، ثم دعا له وبرّك عليه وكان أول مولود ولد في الإسلام، لفظ أحمد في مسندة. وقد وقع في صحيح البخاريّ أنّ الزّبير كان بالشام لما هاجر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنه قدم المدينة لما قدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فكساه ثوبا أبيض، وإذا كان كذلك فمتى حملت أسماء منه بعد ذلك؟ بل الّذي يدلّ عليه الخبر أنها حملت منه قبل أن يسافر إلى الشام، فلما هاجر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى المدينة وتبعه أصحابه أرسالا، خرجت أسماء بنت أبي بكر بعد أن هاجر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بأشهر، فإن كان قدومها في شوال محفوظا فتكون سنة إحدى. وقد وقع في بعض طرق الحديث أن عبد اللَّه بن الزبير جاء إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليبايعه، وهو ابن سبع سنين، أو ثمان، كما أخرجه ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عروة، حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، قال: خرجت أسماء حين هاجرت وهي حامل، قالت:   (1) في أ: هاشم. (2) سنح: بالضم ثم السكون وآخره حاء مهملة إحدى محال المدينة كان بها منزل أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه وهي منازل بني الحارث بن الخزرج بعوالي المدينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 745. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 79 فنفست به فأتيته به ليحنّكه، فأخذه فوضعه في حجره وأتى بتمرة فمصّها، ثم مضغها في فيه، فحنّكه، فكان أول شيء دخل بطنه ريق النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم مسحه، وسمّاه عبد اللَّه، ثم جاء بعد وهو ابن سبع أو ثمان ليبايع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، أمره بذلك الزبير فتبسّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم حين رآه وبايعه، وكان أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة، وكانت اليهود تقول: قد أخذناهم فلا يولد لهم بالمدينة ولد، فكبّر الصحابة حين ولد. وقد قال الزّبير بن بكّار: حدّثني عمي مصعب، سمعت أصحابنا يقولون: ولد عبد اللَّه بن الزّبير سنة الهجرة. وأما ما رواه البغوي في الجعديات، من طريق إسماعيل عن أبي إسحاق عمن حدثه، عن أبي بكر، أنه طاف بعبد اللَّه بن الزبير في خرقة، وهو أوّل مولود ولد في الإسلام، فقد ذكر ابن سعد أن الواقديّ أنكره، وقال: هذا غلط بيّن، فلا اختلاف بين المسلمين أنه أول مولود ولد بعد الهجرة، ومكة يومئذ حرب لم يدخلها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حينئذ ولا أحد من المسلمين. قلت: يحتمل أن يكون المراد بقوله: طاف به «1» من مكان إلى مكان، وإلا فالذي قاله الواقديّ متجه، ولم يدخل أبو بكر مكة من حين هاجر إلا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في عمرة القضيّة، ولم يكن ابن الزبير معه. وفي الرّسالة للشّافعيّ أنّ عبد اللَّه بن الزبير كان له عند موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تسع سنين، وقد حفظ عنه. وقال الدّينوريّ في «المجالسة» : حدثنا إبراهيم بن يزيد «2» ، حدثنا أبو غسان، حدثنا محمد بن يحيى، أخبرنا مصعب بن عثمان، قال: قال عبد اللَّه بن الزبير: هاجرت وأنا في بطن أمي. وأخرج الزّبير، من طريق مسلم بن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير، عن أبيه أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كلّم في غلمة من قريش ترعرعوا: عبد اللَّه بن جعفر، وعبد اللَّه بن الزبير، وعمرو بن أبي سلمة، فقيل لو بايعتهم فتصيبهم بركتك، ويكون لهم ذكر، فأتى بهم إليه، فكأنهم تكعكعوا، فاقتحم عبد اللَّه بن الزبير أولهم، فتبسّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وقال: «إنّه «3» ابن أبيه» . ومن طريق عبد اللَّه بن مصعب: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم قد جمع أبناء المهاجرين والأنصار   (1) في أ: طاف به مشى به من مكان ... (2) في أ: ديريل. (3) في أ: وقال: له ابن أبيه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 80 الذين ولدوا في الإسلام حتى ترعرعوا «1» ، فوقفوا بين يديه، فبايعهم وجلس لهم، فجمع منهم ابن الزبير. وأخرج البخاريّ في ترجمة عبد اللَّه بن معاوية، عن عاصم بن الزبير أنه روى عن هشام بن عروة، عن أبيه أن الزبير قال لابنه عبد اللَّه: أنت أشبه الناس بأبي بكر. وأخرج أبو يعلى والبيهقيّ في «الدّلائل» ، من طريق هنيد بن القاسم: سمعت عامر بن عبد اللَّه بن الزبير أن أباه حدثه أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يحتجم، فلما فرغ قال: «يا عبد اللَّه، اذهب بهذا الدّم فأهرقه حيث لا يراك أحد» . فلمّا برز عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عمد إلى الدم فشربه، فلما رجع قال: «يا عبد اللَّه، ما صنعت [بالدّم] «2» قال: جعلته في أخفى مكان علمت أنه يخفى على الناس. قال: «لعلّك شربته» ! قال: نعم. قال: «ولم شربت الدم؟» «ويل للنّاس منك! وويل لك من النّاس!» . قال [أبو] «3» موسى: قال أبو عاصم: فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم. وله شاهد من طريق كيسان مولى ابن الزّبير، عن سلمان الفارسيّ، رويناه في جزء الغطريف، وزاد في آخره: لا تمسّك النار إلا تحلّة القسم. وأخرج عن أسماء بنت أبي بكر في معجم البغوي، وفي البخاري عن ابن عباس أنه وصف ابن الزّبير فقال: عفيف الإسلام، قارئ القرآن، أبوه حواريّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأمّه بنت الصديق، وجدّته صفية عمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعمة أبيه خديجة بنت خويلد. وقال ابن أبي خيثمة: حدّثنا أحمد بن يونس، حدثنا الزنجي بن خالد، عن عمرو بن دينار، قال: ما رأيت مصلّيا أحسن صلاة من ابن الزّبير. وأخرج أبو نعيم بسند صحيح، عن مجاهد: كان ابن الزبير إذا قام للصلاة كأنه عمود. وقال ابن سعد: حدثنا روح، حدثنا حسين الشهيد، عن ابن أبي مليكة: كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام، ثم يصبح اليوم الثامن وهو إلينا. وأخرج البغويّ، من طريق ميمون بن مهران: رأيت ابن الزبير واصل «4» من الجمعة إلى الجمعة.   (1) في أ: يبايعهم فوقفوا. (2) ليس في أ. (3) ليس في أ. (4) في أ: ابن الزبير يواصل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 وأخرج ابن أبي الدّنيا، من طريق ليث، عن مجاهد، ما كان باب من العبادة إلا تكلّفه ابن الزّبير. ولقد جاء سيل بالبيت «1» ، فرأيت ابن الزبير يطوف سباحة. وشهد ابن الزّبير اليرموك مع أبيه الزبير، وشهد فتح إفريقية، وكان البشير «2» بالفتح إلى عثمان. ذكره الزبير وابن عائذ: واقتصّ الزبير قصة الفتح. وإن الفتح كان على يده، وشهد الدار، وكان يقاتل عن عثمان، ثم شهد الجمل مع عائشة، وكان على الرّجالة. قال الزّبير: حدثني يحيى بن معين، عن هشام بن يوسف، عن معمر: أخبرني هشام بن عروة، قال: أخذ عبد اللَّه بن الزبير من وسط القتلى يوم الجمل، وفيه بضع وأربعون جراحة، فأعطت عائشة البشير الّذي بشّرها بأنه لم يمت عشرة آلاف، ثم اعتزل ابن الزبير حروب علي ومعاوية، ثم بايع لمعاوية فلما أراد أن يبايع ليزيد امتنع وتحوّل إلى مكة، وعاد بالحرم، فأرسل إليه يزيد سليمان أن يبايع له، فأبى، ولقّب نفسه عائذ اللَّه، فلما كانت وقعة الحرّة وفتك أهل الشّام بأهل المدينة ثم تحولوا إلى مكّة فقاتلوا ابن الزبير واحترقت الكعبة أيام ذلك الحصار ففجعهم الخبر بموت يزيد بن معاوية، فتوادعوا ورجع أهل الشام وبايع الناس عبد اللَّه بن الزبير بالخلافة، وأرسل إلى أهل الأمصار يبايعهم إلا بعض أهل الشام، فسار مروان فغلب على بقية الشام، ثم على مصر، ثم مات، فقام عبد الملك بن مروان فغلب على العراق، وقتل مصعب بن الزبير ثم جهّز الحجاج إلى ابن الزبير، فقاتله إلى أن قتل ابن الزبير في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين من الهجرة. وهذا هو المحفوظ، وهو قول الجمهور. وعند البغويّ عن ابن وهب عن مالك أنه قتل على رأس اثنتين وستين «3» ، وكأنه أراد بعد انقضائها. 4701- عبد اللَّه بن زغب الإيادي «4» : قال أبو زرعة الدّمشقيّ، وابن ماكولا: له صحبة. وقال العسكريّ: خرجه بعضهم في   (1) في أ: سبل طبق البيت. (2) في أ: وكتب الحسين بالفتح. (3) في أ: وسبعين. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 311، تهذيب التهذيب 5/ 217، الكاشف 2/ 87، تقريب التهذيب 1/ 416، خلاصة تذهيب 2/ 57، أسد الغابة ت (2950) ، الاستيعاب ت (1554) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 المسند. وقال أبو نعيم: مختلف فيه. وقال ابن مندة: لا يصح. ثم أخرج من طريق محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عبد اللَّه بن زغب الإيادي قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» . وأخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه، وجاء عنه عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قصة قس بن ساعدة، وله رواية عن عبد اللَّه بن حوالة في سنن أبي داود. 4702- عبد اللَّه بن زمعة: بن الأسود «1» بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ، ابن أخت أم سلمة زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. واسم أمه قريبة بنت أبي أمية. ووقع في الكاشف أنه أخو سودة أم المؤمنين، وهو وهم يظهر «2» صوابه من سياق نسبها. قال البغويّ: كان يسكن المدينة، روى أحاديث، وله في الصّحيح حديث يشتمل على ثلاثة أحكام: أحدها في قصّة ناقة ثمود، والآخر في النهي عن الضّحك من الضرطة، والثالث عن جلد المرأة. وربما فرّقها بعض الرواة. وله عند أبي داود أنه قال لعمر: صلّ بالناس- في مرض النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما لم يحضر أبو بكر. ويقال: إنه كان يأذن على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. يقال: قتل يوم الدّار سنة خمس وثلاثين، وبه جزم أبو حسان الزيادي، وجزم ابن حبان بأنه قتل يوم الحرّة، وبه جزم «3» الكلبي. قال أبو عمر: المقتول بالحرة ابنه يزيد، وكان له في الهجرة خمس سنين، قاله ابن حبان، ومات أبوه قبل الهجرة كافرا. 4703- عبد اللَّه بن زمل الجهنيّ «4» :   (1) الثقات 3/ 217، التاريخ الصغير 1/ 115، عنوان النجابة 123 الرياض المستطابة 203، تجريد أسماء الصحابة 1/ 311، تهذيب التهذيب 5/ 218، الاستبصار 42، الجرح والتعديل 5/ 59، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، الأعلام 4/ 143، التاريخ الكبير 3/ 7، 218، تهذيب الكمال 2/ 683، الطبقات 14، الطبقات الكبرى 1/ 144، 2/ 220، 8/ 461، الكاشف 2/ 87، تقريب التهذيب 1/ 1160، خلاصة تذهيب 2/ 57، الوافي بالوفيات 17/ 182، الجمع بين رجال الصحيحين 282، المعرفة والتاريخ 1/ 243، بقي بن مخلد 804، 931، التعديل والتجريح 772، أسد الغابة ت (2951) ، الاستيعاب ت (1555) . (2) في أ: فظهر. (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (2952) ، الثقات 3/ 235، تجريد أسماء الصحابة 1/ 311، بقي بن مخلد 588. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 83 ذكره ابن السّكن، وقال: روى عنه حديث: «الدّنيا سبعة آلاف سنة» . بإسناد مجهول، وليس بمعروف في الصّحابة، ثم ساق الحديث، وفي إسناده ضعيف، قال: وروى عنه بهذا الإسناد أحاديث مناكير. قلت: وجميعها جاء عنه ضمن حديث واحد أخرجه بطوله الطبراني في المعجم الكبير، وأخرج بعضه ابن السني في [عمل] «1» اليوم والليلة، ولم أره مسمّى في أكثر الكتب، ويقال اسمه الضحاك، ويقال عبد الرحمن. والصّواب الأول. والضّحاك غلط، فإن الضحاك بن زمل آخر من أتباع التابعين. وقال أبو حاتم، عن أبيه الضحاك بن زمل بن عمرو السكسكي: روى عن أبيه، روى عنه الهيثم بن عدي. وذكر ابن قتيبة في [غريبه هذا الحديث بطوله] «2» ولم يسمّه أيضا. وقال ابن حبّان: عبد اللَّه بن زمل له صحبة، لكن لا أعتمد على إسناده خبره. قلت: تفرد برواية حديثه سليمان بن عطاء القرشي الحراني عن مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ. 4704- عبد اللَّه بن زيد: بن ثعلبة «3» بن عبد اللَّه» [بن ثعلبة] بن زيد [من بني جشم] «5» بن الحارث بن الخزرج الأنصاري رائي «6» الأذان. كذا نسبه أبو عمر، فزاد في نسبه ثعلبة، والمعروف إسقاطه. بدري عقبي. قال التّرمذيّ: لا نعرف له عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم شيئا يصحّ إلا هذا الحديث الواحد. وقال ابن عديّ: لا نعرف له شيئا يصح غيره، وأطلق غير واحد أنه ليس له غيره، وهو خطأ، فقد جاءت عنه عدة أحاديث ستة أو سبعة جمعتها في جزء مفرد.   (1) سقط في أ. (2) في أ: غريب الحديث هذا والحديث غريب. (3) أسد الغابة ت (2955) ، الاستيعاب ت (1557) ، الثقات 3/ 223، تجريد أسماء الصحابة 1/ 312، الاستبصار 131، العبر 1/ 33، المصباح المضيء 1/ 196، 197، التاريخ الكبرى 3/ 12، 5/ 12، تهذيب الكمال 2/ 684، الطبقات 96، تقريب التهذيب 1/ 417، الطبقات الكبرى 1/ 246، 247، خلاصة تذهيب 2/ 57، التعديل والتجريح 773، الوافي بالوفيات 17/ 183، التاريخ لابن معين 2/ 151، حاشية الإكمال 6/ 36، التاريخ الصغير 1/ 139، البداية والنهاية 5/ 350. (4) في أ: ابن عبد ربه. (5) سقط في أ. (6) في أ: رأى الأذان. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 وجزم البغويّ بأن ما له غير حديث الأذان، وحديثه عند التّرمذي من رواية ابنه محمد بن عبد اللَّه، وصحّحه. وفي النّسائي له حديث: أنه تصدق على أبويه ثم توضّأ «1» . وقد أخرج البخاري في التاريخ من طريق يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة حدثه أن محمد بن عبد اللَّه بن زيد حدثه أن أباه شهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عند المنحر، وقد قسم «2» النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الضحايا فأعطاه من شعره ... الحديث. قال المدائنيّ، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن حنطب، عن محمد بن عبد اللَّه بن زيد: مات أبي سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن أربع وستين، وصلّى عليه عثمان. وقال الحاكم: الصحيح أنه قتل بأحد، فالروايات كلها منقطعة. انتهى. وخالف ذلك في «المستدرك» ، وفي الحلية في ترجمة عمر بن عبد العزيز بسند صحيح عن عبد اللَّه العمري، قال: دخلت ابنة عبد اللَّه بن زيد بن ثعلبة على عمر بن عبد العزيز فقالت: أنا ابنة عبد اللَّه بن زيد شهد أبي بدرا وقتل بأحد، فقال: سليني ما شئت فأعطاها. 4705- عبد اللَّه بن زيد: بن صفوان بن صباح «3» بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبّة «4» الضبي. ذكر الدّارقطنيّ في «المؤتلف» من طريق سيف بن عمر بسنده إلى بلال بن أبي بلال الضبي عن أبيه، قال: وفد عبد الحارث بن زيد الضبي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فانتسب له، فدعاه فأسلم، وقال: «أنت عبد اللَّه لا عبد الحارث» . وذكره ابن الكلبي والطّبريّ. قال الرشاطي: سماه أبو عمر عبد اللَّه بن الحارث، فوهم، وسبق بيان ذلك في عبد اللَّه بن الحارث، ويأتي في الأخير. 4706- عبد اللَّه بن زيد: بن عاصم «5» بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن   (1) في أ: ثم توفي. (2) في أ: عند النحر فقسم. (3) أسد الغابة ت (2957) . (4) في أ: سعد بن سنة الضبي. (5) أسد الغابة ت (2958) ، السير والمغازي لابن إسحاق 298، مقدمة مسند بقي بن مخلد 89، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 267، المعرفة والتاريخ 1/ 260، الكامل من التاريخ 4/ 117، مشاهير علماء الأمصار 19، أنساب الأشراف 1/ 325، فتوح البلدان 107، التاريخ لابن معين 2/ 308، الجرح والتعديل 5/ 57، المغازي للواقدي 270، طبقات خليفة 92، تاريخ خليفة 110، التاريخ الصغير 72، مسند أحمد 4/ 18، المستدرك 3/ 520، تحفة الأشراف 4/ 335، تهذيب الكمال 684، الاستبصار 81، طبقات ابن سعد 5/ 531، سير أعلام النبلاء 2/ 377، العبر 1/ 68، الكاشف 2/ 79، تلخيص المستدرك 3/ 520، الوافي بالوفيات 17/ 84، تهذيب التهذيب 5/ 223، تقريب التهذيب 1/ 417، النكت الظراف 4/ 336، خلاصة تذهيب التهذيب 198، شذرات الذهب 1/ 71، تاريخ الإسلام 2/ 146، الاستيعاب ت (1558) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 عمرو بن غنم بن مازن الأنصاريّ المازني، أبو محمد. اختلف في شهوده بدرا، وبه جزم أبو أحمد الحاكم، وابن مندة، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» ، وقال ابن عبد البرّ: شهد أحدا وغيرها، ولم يشهد بدرا. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حديث الوضوء، وعدة أحاديث. روى عنه ابن أخيه عباد بن تميم، ويحيى بن عمارة، وواسع بن حبّان، وآخرون. وكان مسيلمة قتل حبيب بن زيد أخاه، فلما غزا الناس اليمامة شارك عبد اللَّه بن زيد وحشيّ بن حرب في قتل مسيلمة. وأخرج البخاريّ من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن عبّاد بن تميم، عن عبد اللَّه ابن زيد، قال: لما كان زمن الحرة أتاه آت، فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال: لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. يقال: قتل يوم الحرّة سنة ثلاث وستين. 4707- عبد اللَّه بن زيد: بن عمرو بن مازن الأنصاري، ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، أنه كان على ثقل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وتعقبه أبو نعيم بأن الّذي كان على الثقل عبد اللَّه بن كعب بن عمرو «1» بن غنم بن مازن، فأسقط من النسب من بين عمرو ومازن وغيّر كعبا فصيّره زيدا، وقوله على الثقل ذكره بالمثلثة والقاف، وإنما هو بالنون والفاء. قال ابن الأثير: لا لوم على ابن مندة، فإنه نقل ما سمع. قلت: ولا مانع عن تعدّد القصّة، والحكم عليه بالتصحيف فيه صعوبة، لأن صورة الكلمتين محتملة «2» .   (1) في أ: عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم. (2) في أ: متخيل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 4708 ز- عبد اللَّه بن زيد الضّمري: ذكره المدائني في كتاب رسل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى الملوك، وقد تقدّم إسناده في ترجمة شيبان «1» بن عمرو، فقال: وأتى الحارث بن أبي شمر شجاع بن وهب. قال: ويقال إنه كان على يد عبد اللَّه بن زيد الضمريّ، وتقدم في ترجمة الحارث بن عبد كلال أنّ من جملة الرسل إليه وإلى من معه عبد اللَّه بن زيد، فما أدري أهو هذا أو غيره. 4709 ز- عبد اللَّه بن زيد: غير منسوب. ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق محمد بن كعب أنه سأل عبد الرحمن: ما سمعت من أبيك؟ قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «مثل الّذي يلعب بالنّرد ثمّ يقوم يصلّي مثل الّذي يتوضّأ بقيح ودم» . قال عبد اللَّه بن الحكم: سمعت بعض أصحابنا يقول هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن زيد. 4710- عبد اللَّه بن زبيب الجندي «2» : يأتي في القسم الرابع. 4711- عبد اللَّه بن سابط «3» بن أبي خميصة بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ. قال ابن حبّان: له صحبة، وهو والد عبد الرحمن بن سابط. وقال البغويّ: هو أبو عبد الرحمن. وقال أبو عمر: هو معروف النسب، مذكور في الصحابة. قال: وزعم بعض أهل العلم أن عبد اللَّه هذا وأخاه عبد الرحمن كانا صغيرين «4» لا صحبة لهما. وقال مصعب الزّبيريّ، والزبير بن بكار: كان لسابط من الولد عبد الرحمن، وعبد اللَّه، وربيعة، وموسى، وفراس، وعبيد اللَّه، وإسحاق، والحارث، أمّهم أم موسى بنت الأعور، وهو خلف بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح. وجزم البغويّ بأن الراويّ هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سابط، وأن الصحبة لعبد   (1) في أ: في ترجمة سفيان فقال:. (2) في أ: الجهنيّ. (3) الثقات 3/ 234، تجريد أسماء الصحابة 1/ 312، أسد الغابة ت (2960) ، الاستيعاب ت (1559) . (4) في أ: فقيهين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 اللَّه، وأورد في ترجمته الحديث الّذي تقدم في ترجمة سابط. قلت: وافقه ابن شاهين إلا أنّه قلبه. 4712- عبد اللَّه بن ساعدة الأنصاريّ «1» : قيل هو اسم أبي خيثمة. 4713- عبد اللَّه بن ساعدة «2» : بن عائش بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي، أخو عويم بن ساعدة. قال ابن الكلبيّ: ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. وروى البغويّ والبزّار في مسندة، من طريق مسلم بن جندب، عن عبد اللَّه بن ساعدة أخي عويم بن ساعدة الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من كانت له غنم فلينأ بها عن المدينة، فإنّها أقلّ أرض اللَّه مطرا» «3» . وسنده ضعيف. قال ابن مندة: مات سنة مائة. قلت: وهو غلط: فإن الّذي مات سنة مائة آخر اسمه عبد اللَّه بن ساعدة الهذلي، ذكره ابن شاهين. 4714- عبد اللَّه بن سالم «4» : ذكره ابن مندة وقال: روى حديثه هشام بن عمار من طريق عبادة بن نسي عنه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، نجد في كتابنا أمة «5» حمادين ... فذكر الحديث بطوله، كذا قال. 4715- عبد اللَّه بن السائب «6» : بن أبي حبيش، بالمهملة والموحدة والمعجمة مصغرا، ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي، ابن عمة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عاتكة، وهو ابن أخي فاطمة بنت أبي حبيش.   (1) أسد الغابة ت (2961) ، الاستيعاب ت (1560) . (2) أسد الغابة ت (2962) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 312، الاستبصار 279.. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 70 عن عبد اللَّه بن ساعدة أخي عويم بن ساعدة .... الحديث بلفظه وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازيّ وهو ثقة وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34920. (4) أسد الغابة ت (2964) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 313، تهذيب التهذيب 5/ 228، الكاشف 2/ 89، طبقات فقهاء اليمن 192، 205، الوافي بالوفيات 17/ 187. (5) في أ: أنه. (6) أسد الغابة ت (2965) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 قال أبو موسى: ذكره بعض مشايخنا في الصحابة. قال ابن الأثير: ويبعد أن يكون له صحبة. قلت: لم يبين وجه البعد، بل لا بعد في ذلك، فإن عاتكة قديمة الموت، فكيف لا يكون لولدها صحبة. وقد ذكره العسكري في الصحابة ولم يتردّد. 4716- عبد اللَّه بن السائب «1» : بن «2» صيفي بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ. قال البخاريّ: أبو عبد الرحمن [بن أبي السائب] «3» كناه الضحاك بن مخلد، تقدم في ذكر [صيفي أنه أبو] «4» السائب، ومضى له ذكر معه. وكان عبد اللَّه من قرّاء القرآن، أخذ عنه مجاهد، ووهم ابن مندة فقال: القارئ من القارة «5» ، هذا بعد أن قال فيه المخزومي، والوهم في قول من القارة إنما هو القارئ بالهمزة، فقد وصفوه بأنه كان قارئ أهل مكة. وقد روى له مسلم حديثا من رواية محمد بن عباد بن جعفر، عنه- أنه شهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في الفتح قرأ في صلاة الصبح سورة المؤمنين ... الحديث. وعلّقه البخاريّ لعبد اللَّه بن السائب، وأسنده في التاريخ، وأسند البخاري بسند صحيح من طريق ابن أبي مليكة: رأيت عبد اللَّه بن عباس وقف على قبر عبد اللَّه بن السائب. قال البغويّ: قال أبو عبيد: كان يسكن مكة.   (1) أسد الغابة ت (2966) ، الاستيعاب ت (1561) ، التاريخ الصغير 66، طبقات خليفة 20، المحبر 174، طبقات ابن سعد 5/ 445، المغازي للواقدي 1098، مسند أحمد 3/ 410، جمهرة أنساب العرب 143، مقدمة مسند بقي بن مخلد 100، التاريخ الكبير 5/ 8، الجرح والتعديل 5/ 65، المعرفة والتاريخ 1/ 222، تحفة الأشراف 4/ 346، تهذيب الكمال 685، تاريخ بغداد 9/ 460، الكاشف 2/ 80، سير أعلام النبلاء 3/ 388، الوافي بالوفيات 17/ 187، معرفة القراء الكبار 1/ 42، الجمع بين رجال الصحيحن 1/ 246، غاية النهاية 1/ 419، مجمع الزوائد 9/ 409، العقد الثمين 5/ 163، تهذيب التهذيب 5/ 229، تقريب التهذيب 1/ 417، خلاصة تذهيب التهذيب 168، تاريخ الإسلام 2/ 146. (2) في أ: السائب بن أبي السائب صيفي. (3) سقط في أ. (4) سقط في أ. (5) في أ: النار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 وأخرج له أبو داود، والنسائي، من رواية عطاء عنه: شهدت العيد مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وحديث: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول بين الركنين: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ... [البقرة: 201] الآية. وأخرج البغويّ في ترجمته من طريق أبي عبيدة بن معين، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبيد اللَّه بن السائب، قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة لأبايعه، فقلت: أتعرفني؟ قال: «نعم، ألم تكن شريكا لي مرّة ... » الحديث. والمحفوظ أن هذا لأبيه السائب، ولعبد اللَّه بن السائب [ذكر في ترجمة أبي برزة] «1» في الكنى، ومات عبد اللَّه بن السائب بمكة في إمارة ابن الزّبير وصلّى عليه ابن عباس. 4717- عبد اللَّه بن السائب «2» : بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم «3» بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي. قال ابن الكلبيّ: له صحبة. وقال أبو عبيد: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وهو أخو شافع بن السائب جدّ الإمام الشافعيّ، وقد تقدم ذكر شافع وأبيه. 4718- عبد اللَّه بن سباع: بن عبد العزى الخزاعي. قتل أبوه بأحد كافرا، ثبت ذلك في حديث وحشي في قصة قتل حمزة، قال: فقال حمزة لسباع: هلم يا بن مقطّعة البظور، فقتله، وعاش عبد اللَّه إلى خلافة بني مروان، وهو جدّ طريح بن إسماعيل لأمه. ذكر ذلك ابن الكلبي. وهذا يقتضي أن يكون له صحبة، لأنه من أهل الحجاز، ولم يبق منهم بعد الفتح إلا من أسلم وشهد حجة الوداع. 4719- عبد اللَّه بن سبرة الجهنيّ «4» : ذكره البخاريّ في «التاريخ» : قال ابن السّكن: يقال له صحبة. وقال ابن أبي حاتم، عن أبى: بصري. وروى أبو يعلى، وبقي بن مخلد، والبخاري في التاريخ، وابن حبان، والطبراني، وابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن نسيب، عن سلمة، عن عبد اللَّه بن سبرة، عن أبيه- أنه   (1) في أ: ذكر من أبي برة. (2) في أ: ذكر من أبي برة. (3) الاستيعاب ت (1562) . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 313، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، الاستيعاب ت (1563) ، التاريخ الكبير 3/ 27، بقي بن مخلد 665، أسد الغابة ت (2967) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أنهاكم عن ثلاث: عن قيل وقال ... » الحديث. قال البغويّ: لا أعرف له غيره. وقال الطبراني في الأوسط: لا يروى عن عبد اللَّه بن سبرة إلا بهذا الإسناد. وقال ابن السّكن: تفرد به معتمر. وفي إسناده نظر. 4720- عبد اللَّه بن سبرة الهمدانيّ «1» : ذكره ابن أبي خيثمة في الصّحابة، وقال البغويّ: أحسبه سكن مصر أو الشام، ولا أدري له صحبة أم لا. وروى ابن أبي خيثمة من طريق محمد بن مهاجر، عن محمد بن سعد، عن عبد اللَّه بن سبرة الهمدانيّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما من عبد تصيبه زمانة إلّا كانت كفّارة لذنوبه، وكان عمله يعد فضلا» . قال أبو نعيم: عندي أنه الّذي قبله. قلت: لم يصب في ذلك، فإن جهينة وهمدان لا يجتمعان، ولا سيما ومخرج الحديثين مختلف. وقد قال ابن عبد البر: يقال إنه عبدي من عبد القيس. 4721- عبد اللَّه بن سبرة القرشي «2» : قال ابن حبّان: له صحبة. قلت: يحتمل أن يكون أحد اللذين قبله، فلا تنافي بين نسبهما وبين القرشي، لاحتمال أن يكون حالف قريشا. 4722- عبد اللَّه بن سراقة «3» : بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي، من رهط عمر. وهو أخو عمرو بن سراقة، أمهما أمة» بنت عبد اللَّه بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح. وقال ابن إسحاق، والزبير، وخليفة: شهد بدرا. واختلف على موسى بن عقبة في شهوده بدرا «5» .   (1) الاستيعاب ت (1564) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 313، أسد الغابة ت (2968) . (2) الثقات 3/ 237. (3) أسد الغابة ت (2970) ، الاستيعاب ت (1565) . (4) في أ: أمية. (5) في أ: شهد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 وقال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن سعد، وأبو معشر: لم يشهد بدرا، وزاد ابن سعد: شهد أحدا وما بعدها، وليست له رواية ولا عقب. وقال الزبير: ولد سراقة عبد اللَّه وزينب شقيقان، وعمرو بن سراقة أمّه أمة، شهد عمرو وعبد اللَّه بدرا، وليس لعمرو عقب، وولد لعبد اللَّه عبد اللَّه، أمّه أميمة بنت الحارث بن عمرو بن المؤمل «1» . وذكر من ذرية عبد اللَّه بن سراقة عمرو «2» بن عبد اللَّه، وأخاه زيدا، وأيوب بن عبد الرحمن بن عثمان، وقال: كان من وجوه قريش، ونزل عبد اللَّه بن سراقة لما هاجر على رفاعة بن عبد المنذر. وأورد ابن مندة في ترجمته حديثا من طريق شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن رجل من الصحابة عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «في السّحور بركة» . وقال بعده: رواه خالد الحذّاء، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن عبد اللَّه بن سراقة موقوفا، ثم قال ابن مندة: روى عمران القطان، عن قتادة، عن عقبة بن وشاج، عن عبد اللَّه بن سراقة مرفوعا: «تسحّروا ولو بالماء» «3» . وتعقّبه أبو نعيم بأن رواية عمران بهذا الإسناد إنما هي عن عبد اللَّه بن عمرو، لا عبد اللَّه بن سراقة، ثم ساقه كذلك. واللَّه أعلم. 4723- عبد اللَّه بن سرجس «4» : بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم وبعدها مهملة، المزني، حليف بني مخزوم. قال البخاريّ وابن حبّان: له صحبة، ونزل البصرة، وله عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث عند مسلم وغيره. وروى أيضا عن عمرو وأبي هريرة.   (1) في أ: النوفل. (2) في أ: عثمان بن عبد اللَّه. (3) أخرجه ابن حبان في صحيح حديث رقم 884 والهيثمي في الزوائد 3/ 153 وقال رواه أحمد وفيه أبو رفاعة ولم أجد من وثقه ولا جرحه وبقية رجاله رجال الصحيح وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 199 وعزاه لابن حبان عن ابن عمر مرفوعا ولفظه إن اللَّه وملائكته يصلون على المتسحرين وتسحروا ولو بجرعة من ماء والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23968، 23974. (4) أسد الغابة ت (2971) ، الاستيعاب ت (1566) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 وروى عنه قتادة، وعاصم الأحول، وعثمان بن حكيم، ومسلم بن أبي مريم، وغيرهم. وأورد «1» البخاريّ وابن حبّان الّذي روى عن أبي هريرة ومن «2» روى عنه عثمان بن حكيم، فذكراه في التابعين. وقال شعبة «3» ، عن عاصم الأحول، قال: رأى عبد اللَّه بن سرجس النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يكن له صحبة. قال أبو عمر: أراد الصّحبة الخاصة، وإلا فهو صحابي صحيح السماع، من حديثه «4» عند مسلم وغيره: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأكلت معه خبزا ولحما، ورأيت الخاتم ... الحديث. وفيه: فقلت: استغفر لي يا رسول اللَّه. 4724 ز - عبد اللَّه بن سعد بن أوس «5» : تقدم في عبد اللَّه بن حق. 4725 ز- عبد اللَّه بن سعد «6» : بن جابر بن عمير بن [بشير بن بشير] بن عويمر بن الحارث بن كثير بن صدقة «7» بن مظّة بن سلهم السلهمي، من مذحج. ذكره ابن الكلبيّ، والرّشاطيّ، وأنه سكن مكّة. حالف قريشا وتزوج آمنة بنت عفان أخت عثمان، فولدت له ابنه محمدا، وولده بالمدينة، وكانت تحته أخت أم سلمة زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أيضا. 4726 ز- عبد اللَّه بن سعد بن خولي: مولى حاطب بن أبي بلتعة. استشهد أبوه بأحد، وبقي هو إلى أن فرض له عمر في الأنصار، ذكره البلاذريّ، وذكر ذلك أبو عمر أيضا في ترجمة أبيه، واستدركه ابن فتحون. 4727- عبد اللَّه بن سعد «8» : بن خيثمة بن الحارث بن مالك الأنصاري الأوسي.   (1) في أ: وأفرد. (2) في أ: وقالا. (3) في أ: سعيد. (4) في أ: حديثيه. (5) سقط في أ. (6) في أ: بسبس. (7) في أ: حدقة. (8) أسد الغابة ت (2975) ، الاستيعاب ت (1570) ، طبقات ابن سعد 7/ 501، الأخبار الموفقيات 117، المحبر 3، مسند أحمد 4/ 342، طبقات خليفة 83، تاريخ خليفة 271، مقدمة مسند بقي بن مخلد 161، التاريخ الكبير 5/ 13، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 269، الوافي بالوفيات 17/ 194، العقد الفريد 4/ 378، مشاهير علماء الأمصار رقم 123، تجريد أسماء الصحابة 1/ 314، تاريخ الإسلام 2/ 448. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 تقدّم نسبه مع أبيه. قال ابن عبد البرّ: روى ابن المبارك، عن رباح بن أبي معروف، عن المغيرة بن الحكم: سألت عبد اللَّه بن سعد بن خيثمة: أشهدت أحدا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: نعم والعقبة، وأنا رديف أبي. قال: ورواه بشر «1» بن السّرى، عن رباح [به، لكن قال بدرا بدل أحد. وقد رواه أبو عاصم، وأبو داود الطيالسي في آخرين عن رباح] «2» كما قال بشر، بل رواه البخاري في تاريخه من طريق ابن المبارك كذلك، وهو الموجود في الروايات في هذا الحديث عند البغوي، وابن السكن، والطبراني، وغيرهم من طرق عن رباح، [ومن ثمّ قال] «3» البخاري: شهد بدرا والعقبة. وقال ابن أبي داود: ليس في الدنيا عقبي ابن عقبيّ سوى هذا وجابر. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه، وابن حبّان: له صحبة. وقال البغويّ: بلغني أن الواقدي أنكر أن يكون شهد بدرا وأحدا، وقال: إنما شهد الحديبيّة وخيبر [ولم يزد] «4» ابن الكلبي في ترجمته على قوله: بايع بيعة الرضوان. وقال الواقديّ: عاش عبد اللَّه هذا إلى أن اجتمع الناس على عبد الملك، وحكى ابن شاهين أنه استشهد باليمامة. 4728 ز- عبد اللَّه بن سعد بن زرارة: تقدم في عبد اللَّه بن أسعد. 4729- عبد اللَّه بن سعد «5» بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب، بالمهملة مصغرا، ابن حذافة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. وأدخل بعضهم بين حذافة ومالك نصرا. والأوّل أشهر. يكنى أبا يحيى، وكان أخا عثمان من الرضاعة، وكانت أمة أشعرية، قاله الزبير بن بكار. وقال ابن سعد: أمها «6» مهابة بنت جابر. قال ابن حبّان: كان أبوه من المنافقين الكفار، هكذا قال، ولم أره لغيره. وروى الحاكم من طريق السدي، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم فتح مكة أمّن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الناس كلهم إلا أربعة نفر، وامرأتين: عكرمة، وابن خطل،   (1) في أ: أنس. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. (4) في أ: وروى. (5) أسد الغابة ت (2976) ، الاستيعاب ت (1571) . (6) في أ: اسمها. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 ومقيس بن صبابة، وابن أبي سرح ... فذكر الحديث، قال: فأما عبد اللَّه فاختبأ عند عثمان، فجاء به حتى أوقفه على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو يبايع الناس، فقال: يا رسول اللَّه، بايع عبد اللَّه، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: «ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين «1» رآني كففت يدي عن مبايعته فيقتله» . ومن طريق يزيد «2» النحويّ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح يكتب للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأزلّه الشيطان فلحق بالكفار، فأمر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يقتل- يعني يوم الفتح، فاستجار له عثمان، فأجاره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه أبو داود. وروى ابن سعد من طريق ابن المسيّب، قال: كان رجل من الأنصار نذر إن رأى ابن أبي سرح أن يقتله، فذكر نحوا من حديث مصعب بن سعد عن أبيه. وروى الدّار الدّارقطنيّ، من حديث سعيد بن يربوع المخزومي نحو ذلك، من طريق الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بمعناه. أوردها ابن عساكر من حديث «3» عفان أيضا، وأفاد سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان أنّ الأنصاريّ الّذي قال: هلا أومأت إلينا هو عباد بن بشر، قال: وقيل إن الّذي قال ذلك هو عمر. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، واختط بها، وكان صاحب الميمنة في الحرب مع عمرو بن العاص في فتح مصر، وله مواقف محمودة في الفتوح، وأمّره عثمان على مصر، ولما وقعت الفتنة سكن عسقلان، ولم يبايع لأحد، ومات بها سنة ست وثلاثين، وقيل: كان قد سار من مصر إلى عثمان، واستخلف السائب بن هشام بن عمير «4» ، فبلغه قتله، فرجع فغلب على مصر محمد بن أبي حذيفة فمنعه من دخولها، فمضى إلى عسقلان، وقيل: إلى الرّملة، وقيل: بل شهد صفين، وعاش إلى سنة سبع «5» وخمسين. وذكره ابن مندة. قال البغويّ: له عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حديث واحد وحرفه «6» ، ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة. وذكره ابن سعد في تسمية من نزل مصر من الصحابة، وهو الّذي افتتح إفريقية زمن عثمان، وولى مصر بعد ذلك، وكانت ولايته مصر سنة خمس وعشرين، وكان فتح إفريقية   (1) في أ: حيث. (2) في أ: زيد. (3) في أ: عثمان بن عفان. (4) في أ: عمرو. (5) في أ: تسع. (6) في أباب: خرجه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 من أعظم الفتوح، بلغ سهم الفارس فيه ثلاثة آلاف دينار، وذلك سنة ثمان. وأما الأساود فكان فتحها سنة إحدى وثلاثين بالنوبة، وهو هادنهم الهدنة الباقية بعده. وقال خليفة: سنة سبع وعشرين عزل عمرو عن مصر، وولى عبد اللَّه بن سعد، فغزا «1» إفريقية، ومعه العبادلة. وأرّخ الليث عزل عمرو سنة خمس وعشرين، وغزا إفريقية سنة سبع وعشرين، وغزا الأساود سنة إحدى وثلاثين، وذات الصواري سنة أربع وثلاثين. وقال ابن البرقيّ في «تاريخه» : حدثنا أبو صالح، عن الليث، قال: كان ابن أبي سرح على الصعيد في زمن عمر، ثم ضمّ إليه عثمان مصر كلها، وكان محمودا في ولايته، وغزا ثلاث غزوات: إفريقي وذات الصّواري والأساود. وروى البغويّ بإسناد صحيح، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: خرج ابن أبي سرح إلى الرّملة، فلما كان عند الصبح قال: اللَّهمّ اجعل آخر عملي الصبح، فتوضأ ثم صلى فسلم عن يمينه ثم ذهب يسلم عن يساره، فقبض اللَّه روحه. يرحمه اللَّه. وذكره البخاريّ من هذا الوجه: وأخرج السّراج، عن عبد العزيز بن عمران، قال: مات ابن أبي سرح سنة تسع وخمسين في آخر سني معاوية. 4730- عبد اللَّه بن سعد «2» : بن سفيان بن خالد بن عبيد الشاعر بن سالم بن مالك بن سالم بن عوف الأنصاري. قال ابن القداح: شهد أحدا، وما بعدها، وتوفي منصرف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم من تبوك. وزعم ابن عوف أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كفنه في قميصه. استدركه أبو علي الجياني، وتبعه ابن فتحون، وابن الأثير، وابن الأمين، وذكره المرزبانيّ في ترجمة جد جده عبيد بن سالم الشاعر «3» [لكنه سمي مريّ بدل سفيان. فاللَّه أعلم] «4» . 4731 ز- عبد اللَّه بن سعد «5» : بن مري «6» . أفرده الذهبي، وعزاه لابن القداح. والظاهر أنهما واحد. اختلف في اسم جده.   (1) في أ: فغزا. (2) أسد الغابة ت (2977) . (3) أسد الغابة ت (2977) . (4) بدل ما بداخل القوسين في أ: لكنه قال. (5) بقي بن مخلد 594. (6) في أ: موسى، سمى جده مرئي بدل سفيان واللَّه أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 4732 ز- عبد اللَّه بن سعد: بن معاذ الأشهلي، ابن سيّد الأوس. ذكر العدويّ في النسب أن له صحبة، ولا عقب له. واستدركه الجياني، وتبعه ابن فتحون، وابن الأثير. 4733- عبد اللَّه بن سعد الأزدي» : يأتي في الأنصاري. 4734- عبد اللَّه بن سعد الأسلمي «2» : قالع الواقديّ: حدثنا هشام، عن عاصم الأسلمي، عن عبد اللَّه بن سعد الأسلمي: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ الأرض تطوي بالليل ما لا تطوي بالنّهار» «3» ذكره أبو عمر. 4735- عبد اللَّه بن سعد الأنصاري «4» : ويقال القرشي، ويقال: الأزدي. وهو عم حزام بن حكيم. ويقال: هو عبد اللَّه بن خالد بن سعد، سكن دمشق. روى عنه حزام، وخالد بن معدان. وقال أبو حاتم، وابن حبان: له صحبة. وروى أحمد وابن خزيمة والبخاري في تاريخه، وأبو داود من طريق العلاء بن الحارث، عن حزام بن حكيم، عن عمه عبد اللَّه بن سعد، قال: سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عما يوجب الغسل ... الحديث [وفيه: «كلّ فحل يمذي» . وفيه سؤاله عن الصلاة في البيت، وغير ذلك] «5» ومنهم من يقطع هذا الحديث. قال البغويّ: لا أعلم له غيره. وأورد البخاري في ترجمته من طريق خالد بن معدان، عن عبد اللَّه بن سعد، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم «6» «إنّ اللَّه أمدّني بفارس، وأمدّني بحمير» . كذا صنع ابن أبي حاتم، وأبو زرعة الدمشقيّ، وعبد الصمد بن سعيد، وابن مندة، وابن سميع.   (1) أسد الغابة ت (2972) ، الاستيعاب ت (1567) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 314، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، أسد الغابة ت (2973) ، الاستيعاب ت (1568) . (3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 305، 382 والحسين في إتحاف السادة المتقين 6/ 406. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 314، التاريخ الكبير 3/ 28، خلاصة تذهيب 2/ 61 تهذيب الكمال 2/ 687، الكاشف 2/ 91، تقريب التهذيب 1/ 419، الاستيعاب ت (1569) ، تهذيب التهذيب 5/ 235، بقي بن مخلد 291، أسد الغابة ت (2974) . (5) سقط في أ. (6) في أ: قال: إن اللَّه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 وقال ابن عبد البرّ: إن شيخ خالد بن معدان أزدي، وعم حزام بن حكيم أنصاريّ، وغاير بينهما، والّذي يظهر أنهما واحد. ووقع في الوحدان لابن أبي عاصم من طريق العلاء بن الحارث، عن حزام بن حكيم بن خالد بن سعد عن عمه، فذكر حديث العسل. وترجم عبد اللَّه بن خالد بن سعد الفهري. وذكر ابن سميع أنه من بني أميّة، وذكره أبو أحمد العسكريّ في بني تميم. فاللَّه أعلم. 4736- عبد اللَّه بن السعدي «1» : واسم السعدي وقدان، وقيل قدامة، وقيل عمرو بن وقدان، وقيل له السعدي، لأنه كان استرضع في بني سعد بن بكر، [وذلك هو ابن عبد شمس بن] «2» عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري، أبو محمد. قال البخاريّ: قال وفدت على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج حديثه هو، وأبو حاتم، وابن حبّان، من طريق عبد اللَّه بن (محيريز، عن] «3» عبد اللَّه بن السعدي، قال: وفدت مع قومي على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا من أحدثهم سنّا، فخلفوني في رحالهم وقضوا حوائجهم، فجئت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: حاجتي. قال: «وما حاجتك؟» فذكر حديث: «لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدوّ» . واختلف فيه على ابن محيريز «4» كما سيأتي في ترجمة محمد بن حبيب. وأخرجه النسائي بنحوه من طريق أبي إدريس الخولانيّ عن عبد اللَّه بن وقدان السعدي. وفي رواية له عن عبد اللَّه بن السعدي، قال أبو زرعة الدمشقيّ: هذا الحديث عن عبد اللَّه بن السعدي حديث صحيح متقن، رواه الأثبات عنه. ونزل عبد اللَّه بن السعدي الأردن. وقال البغويّ: سكن المدينة- يعني أولا.   (1) أسد الغابة ت (2979) ، الاستيعاب ت (1572) ، الثقات 3/ 240، شذرات الذهب 1/ 61، تجريد أسماء الصحابة 1/ 314، تهذيب التهذيب 5/ 235، العبر 1/ 62، تلقيح فهوم أهل الأثر 374 التاريخ الكبير 3/ 27، تهذيب الكمال 2/ 688، الكاشف 2/ 91، تقريب التهذيب 1/ 419 خلاصة تذهيب 2/ 61، الوافي بالوفيات 17/ 193، بقي بن مخلد 386. (2) بدل ما بداخل القوسين في أ: ووفدان هو ابن عيسى. (3) في أ: بحير بن. (4) في أ: محيري. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 وروى عن عمر بن الخطاب حديث العمالة، وهو في الصحيح. وفي رواية لمسلم: ابن الساعدي. روى عنه حويطب بن عبد العزى وآخرون. وقال ابن حبّان: مات في خلافة عمر. قال ابن عساكر: لا أراه محفوظا. وقد قال الواقدي: إنه مات سنة سبع وخمسين. 4737 ز - عبد اللَّه بن سعيد: بن ثابت بن الجذع الأنصاري. ذكره الطّبريّ، وقال: استشهد أبوه بالطائف، وحضر هو الفتوح، وقاتل فيها. واستدركه ابن فتحون. 4738- عبد اللَّه بن سعيد «1» : بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشيّ «2» الأمويّ. تقدّم فيمن اسمه الحكم. استشهد بمؤتة. وقيل باليمامة. 4739- عبد اللَّه بن سفيان «3» : بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي، ابن أخي أبي سلمة. وأمه بنت عبد بن أبي قيس بن عبد اللَّه، من بني عامر بن لؤيّ. ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة، وأنه استشهد يوم اليرموك، وكذا ذكره ابن إسحاق، وأبو الأسود عن عروة. وقال الزّبير: والّذي قتل باليرموك أخوه عبيد اللَّه- بالتصغير. وقال ابن سعد في عبد اللَّه بن سفيان: كان قديم الإسلام، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية في قول جميعهم. وذكر البغويّ وابن أبي حاتم وابن مندة في ترجمته حديث: «لا صام من صام الأبد» . وسيأتي القول فيه بعد ترجمة. 4740 ز- عبد اللَّه بن سفيان الأزدي «4» : نزيل حمص.   (1) ليس في أ. (2) أسد الغابة ت (2980) ، الاستيعاب ت (1574) . (3) أسد الغابة ت (2983) ، الاستيعاب ت (1577) . (4) أسد الغابة ت (2981) ، الاستيعاب ت (1575) ، الثقات 3/ 238، تاريخ الإسلام 3/ 93، تجريد أسماء الصحابة 1/ 315، الجرح والتعديل 5/ 66، 312، التاريخ الكبير 3/ 30، 102، 5/ 102، 30. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 ذكره البخاريّ وابن السّكن في الصّحابة. قال أبو حاتم وابن حبّان: له صحبة. وروى الطّبراني من طريق عثّامة بن قيس، عن عبد اللَّه بن سفيان الأزدي، من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ما من رجل يصوم يوما في سبيل اللَّه إلّا باعده اللَّه عن النّار مقدار مائة عام» «1» . فقال عثامة بن قيس: لقد ظننت أنه قال مائتي عام. فقال عبد اللَّه بن سفيان «2» : لا أحدثكم [إلا بما سمعت] «3» ، لست أحدثكم بما يحدثون. وذكر ابن فتحون أن ابن مفرج ضبطه عبد اللَّه بن شقير- بالشين المعجمة والقاف مصغّرا. قلت: رأيته بخط ابن مفرج في الصحابة لابن السكن كذلك، وهو تصحيف لا شكّ فيه. 4741- عبد اللَّه بن سفيان «4» : غير منسوب. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا صام من صام الأبد» «5» . روى عنه عمرو بن دينار. ذكره ابن أبي حاتم هكذا غير منسوب. وروى البغويّ، والحسن بن سفيان، وابن مندة، من هذا الوجه حديث: «لا صام من صام الأبد» . وروى ابن أبي شيبة والطبراني من هذا الوجه حديث: إن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم احتجم وهو صائم «6» .   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 197 عن عبد اللَّه بن سفيان الأزدي وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط الكبير بنحوه وأبو بشر لا أعرفه وبقية رجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10811. (2) في أ: شيبان. (3) في أ: الآن لسمعت. (4) أسد الغابة ت (2984) . (5) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 815 عن عبد اللَّه بن عمرو كتاب الصيام (13) باب النهي عن صوم الدهر ... (35) حديث رقم (186/ 1159، 187/ 1159) والنسائي في السنن 4/ 206 كتاب الصيام باب الاختلاف على عطاء من الخبر فيه (71) حديث رقم 2375، 2376، 2377، 2378 وابن ماجة في السنن 1/ 544 عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير عن أبيه .... كتاب الصيام (7) باب ما جاء في صيام الدهر (28) حديث رقم 1705، 1706، وأحمد في المسند 2/ 164، 189، 190، 199، 212 وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 78 والطبراني في الكبير 12/ 129، وعبد الرزاق حديث رقم 7863 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23894، 23895، 23904. (6) أورده ابن عدي في الكامل 3/ 958 أخرجه الترمذي 3/ 147 في كتاب الصوم باب 61 ما جاء في الرخصة من ذلك ح 776 أخرجه أبو داود عن ابن عباس أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم احتجم وهو صائم محرم أبو داود 1/ 723 في كتاب الصيام باب في الرخصة في ذلك حديث رقم 2372، 2373 وابن عدي في الكامل 3/ 326 عن ابن عمر قال الهيثمي في الزوائد 2/ 217 رواه البزار والطبراني في الأوسط والصواب رواية الطبراني وفي رواية الطبراني عامر بن خارجة بن سعد ذكره الذهبي في ترجمة عامر بن خارجة وضعفه والبخاري في التاريخ الكبير 6/ 457 وابن حجر في لسان الميزان 5/ 407. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 وروى ابن أبي عاصم من طريق مجاهد، عن عبد اللَّه بن سفيان، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يصلّي قبل أن تزول الشمس أربع ركعات، ويقول: «إنّها ساعة تفتح فيها أبواب السّماء ... » «1» الحديث. وحديث عمرو بن دينار أورده البغوي وطائفة في ترجمة المخزومي. وفيه نظر، لأن عمرو بن دينار لم يدركه. وأخرجه البغويّ أيضا من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن رجل، عن عبد اللَّه بن سفيان، والّذي يظهر أن هذا مكي، لرواية مجاهد عنه، والّذي قبله شامي قديم. واللَّه أعلم. 4742- عبد اللَّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، أبو الهيّاج. أمه فقمة بنت همام بن الأرقم «2» الأسدية. ترجم له ابن أبي حاتم. وذكره البغويّ في الصحابة، وأورد له من طريق سماك بن حرب: سمعت عبد اللَّه بن أبي سفيان- وكان كثيرا ما يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا يقدّس اللَّه أمة لا يأخذ ضعيفها من قويّها» . وهو غير معنعن «3» . وأورد من وجه آخر، عن سماك، عن عبد اللَّه بن أبي سفيان بن الحارث. وروى الطّبراني من طريق سماك عن عبد اللَّه بن أبي سفيان، قال: جاء يهوديّ يتقاضى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأغلظ له، فهمّ به أصحابه ... فذكر الحديث الأول. قال البخاريّ في تاريخه: روى عنه سماك مرسل [وذكر الواقديّ في مقتل الحسين أن أبا الهيّاج قتل معه. قال: وكان شاعرا.   (1) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 443 كتاب أبواب الصلاة باب 16 ما جاء في الصلاة عند الزوال حديث رقم 478 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن غريب وأحمد في المسند 5/ 418، والطبراني في الكبير 4/ 203 وكنز العمال حديث رقم 21758، 21766. (2) في أ: الأفقم. (3) في أ: منعنع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 وقال الحميديّ، عن ابن عيينة، عن عمر، وقال: خلف أبو الهيّاج بن أبي سفيان بن الحارث على أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد علي] «1» . وذكر عبيد بن عليّ أنّ عبد اللَّه بن أبي سفيان بن الحارث بلغه أن عمرو بن العاص يعيب بني هاشم ويتنقّصهم، وكان يكنى أبا الهياج، فقدم على معاوية، فحكى له قصة طويلة جرت له مع عمرو بن العاص فتهيّأ عمرو للجواب، فنهاه معاوية، وأمره بالصبر. ورأيت له رواية عن عمه عليّ في قصة جرت بين عبد اللَّه هذا وقنبر «2» مولى عليّ، من رواية قرة العين [بنت خوات] «3» الضبية، عن عبد اللَّه هذا، أوردها الخطيب في المؤتلف. وقال ابن عساكر: ورد عبد اللَّه هذا المدائن مع عليّ. ولم يذكره الخطيب، وقصة وروده في مسند مسدّد. وذكره الجعابيّ في كتاب من حدّث هو وأبوه عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن مندة: لا يصح له صحبة ولا رؤية. 4743- عبد اللَّه بن سلام «4» : بن الحارث، أبو يوسف، من ذرية يوسف النبي عليه السّلام، حليف القوافل من الخزرج، الإسرائيلي ثم الأنصاري. كان حليفا لهم، وكان من بني قينقاع، يقال كان اسمه الحصين، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وجزم بذلك الطبري، وابن سعد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في «تاريخه» ، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن عبد العزيز، قال: كان اسم عبد اللَّه بن سلام الحصين فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه. روى عن ابنه: يوسف، ومحمد. ومن الصحابة فمن بعدهم: أبو هريرة، وعبد اللَّه بن معقل، وأنيس، وعبد اللَّه بن حنظلة، وخرشة بن الحرّ، وقيس بن عباد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون.   (1) سقط من أ. (2) في أ: فيه. (3) في أ: أنه حول. (4) الثقات 3/ 228، التاريخ الصغير 1/ 71، 72، 74، 92، 93، بقي بن مخلد 107، الاستيعاب ت (1579) ، أزمنة التاريخ الإسلامي 732، المحسن 60، 67، 68، 76، العبر 1/ 51 عنوان النجابة 24، الرياض المستطابة 193، شذرات الذهب 1/ 53240 تهذيب التهذيب 5/ 249، الأعلام 4/ 90، الجرح والتعديل 5/ 62، الطبقات 8 تلقيح فهوم أهل الأثر 155، 367، التعديل والتجريح 783، التاريخ الكبير 3/ 18 صفة الصفوة 1/ 718، تهذيب الكمال 2/ 691، طبقات الحفاظ 7 تقريب التهذيب 1/ 422، علماء إفريقيا وتونس 215، خلاصة تذهيب 2/ 64، الوافي بالوفيات 17/ 198، تذكرة الحفاظ 1/ 26، الإكمال 4/ 403، التبصرة والتذكرة 3/ 12829، أسد الغابة ت (2986) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 أسلم أول ما قدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة. وقيل: تأخّر إسلامه إلى سنة ثمان. قال قيس بن الرّبيع، عن عاصم، عن الشعبي، قال: أسلم عبد اللَّه بن سلام قبل وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعامين. أخرجه ابن البرقي. وهذا مرسل. وقيس ضعيف. وقد أخرج أحمد وأصحاب السّنن من طريق زرارة بن أبي أوفى عن عبد اللَّه بن سلام، قال: لما قدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة كنت ممن انجفل، فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، فسمعته يقول: «أفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام ... » «1» الحديث. وفي البخاريّ، من طريق حميد عن أنس، أن عبد اللَّه بن سلام، أتى رسول «2» اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم مقدمه «3» المدينة، فقال: «إني سائلك عن ثلاث خصال لا يعلمها إلا نبيّ ... » الحديث. وفيه قصته مع اليهود، وأنهم قوم بهت. ومن طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، قال: أقبل نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى المدينة، فاستشرفوا ينظرون إليه، فسمع به عبد اللَّه بن سلام وهو في نخل لأهله، فعجل وجاء فسمع من نبيّ للَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: أشهد أنك رسول اللَّه حقّا، وأنك جئت بحق، ولقد علمت أني سيدهم وأعلمهم، فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي ... الحديث. وفي «الصّحيح» ، عن سعد بن أبي وقاص، قال: ما سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول لأحد يمشي على الأرض: «إنّه من أهل الجنّة إلّا لعبد اللَّه بن سلام» . وفي «التّاريخ الصّغير» للبخاريّ، بسند جيد، عن يزيد بن عميرة، قال: حضرت معاذا الوفاة فقيل له: أوصنا. فقال: التمسوا العلم عند أبي الدّرداء، وسلمان، وابن مسعود، وعبد اللَّه بن سلام الّذي كان يهوديّا فأسلم، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّه عاشر عشرة في الجنّة» . وأخرجه التّرمذيّ، عن معاذ مختصرا. وأخرج البغويّ في «المعجم» بسند جيد عن عبد اللَّه بن معقل، قال: نهى عبد اللَّه بن سلام عليّا عن خروجه إلى العراق، وقال: الزم   (1) أخرجه مسلم 1/ 74 كتاب الإيمان باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون وأن إفشاء السلام سبب حصولها حديث رقم 93- 54 وابن ماجة 2/ 1217 كتاب الأدب باب 11 إفشاء السلام حديث رقم 3692 وأحمد في المسند 1/ 165، 2/ 391، 442، 477، 495، 512 والحاكم في المستدرك 4/ 167، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 232 والبغوي في شرح السنة 1/ 567، وابن حجر في المطالب الغالية حديث رقم 2651. (2) في أ: أن رسول اللَّه. (3) في أ: لما قدم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 منبر «1» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فإن تركته لا نراه أبدا. فقال علي: إنه رجل صالح منا. وأخرج ابن عساكر «2» بسند جيد، عن أبي بردة بن أبي موسى: أتيت المدينة، فإذا عبد اللَّه بن سلام جالس في حلقة متخشعا عليه سيما الخير. [وروى الزّبيدي من طريق ابن أخي عبد اللَّه بن سلام، قال: لما أريد عثمان جاء عبد اللَّه بن سلام، فقال: جئت لأنصرك، فخرج عبد اللَّه فقال: إنه كان اسمي في الجاهلية فلانا، فسمّاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عبد اللَّه، ونزلت في آيات من كتاب اللَّه، ونزل فيّ: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ [الأحقاف: 10] . ونزل فيّ: قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ» [الرعد: 43] . قال الطّبريّ: مات في قول جميعهم بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. قلت: وفيها أرّخه الهيثم بن عدي، وابن سعد، وأبو عبيد، والبغوي، وأبو أحمد العسكري، وآخرون. 4744- عبد اللَّه بن سلامة: بن عمير الأسلمي «4» . قيل هو اسم أبي حدرد. 4745- عبد اللَّه بن سلمة: بن مالك «5» بن الحارث بن عديّ بن الجد «6» بن حارثة بن ضبيعة البلوي الأنصاري بالحلف، أبو محمد. أمه أنيسة بنت عدي. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وذكره ابن إسحاق فيهم، وفيمن استشهد بأحد. وروى ابن أبي خيثمة والطبري، من طريق سعيد بن عثمان البلوي، عن جدته أنيسة بنت عدي، أنها جاءت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: يا رسول اللَّه، إن ابني عبد اللَّه بن سلمة وكان بدريّا قتل يوم أحد أحببت أن أنقله فآنس بقربة، فأذن لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في نقله، فعدلته بالمجذّر بن ذياد على ناضج له في عباءة، فمرت بهما، فعجب لهما الناس. وكان عبد اللَّه ثقيلا جسيما، وكان المجذّر قليل اللحم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «سوّى ما بينهما عملهما» .   (1) في أ: قبة. (2) في أ: ابن سعد. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (2987) ، الاستيعاب ت (1580) . (5) أسد الغابة ت (2988) ، الاستيعاب ت (1581) . (6) في أ: والد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 وعبد اللَّه بن سلمة هو الّذي يقول: أنا الّذي يقال أصلي من بليّيّ «1» ... أطعن بالصّعدة حتّى تنثني ولا يرى مجذّرا يفري فريّي [الرجز] إسناده حسن، وسلمة والد عبد اللَّه ضبطه الدار الدّارقطنيّ بالكسر. 4746- عبد اللَّه بن أبي سليط «2» : كان أبوه بدريا، في صحبة عبد اللَّه نظر، وهو مدني. روى في النهي عن لحوم الحمر الأهلية، ذكره أبو عمر. قلت: وذكره ابن حبان في الصحابة ثم في التابعين، وقال: له صحبة فيما يزعمون. 4747- عبد اللَّه بن سليم «3» : أو سليمان بن أكيمة «4» في السنن المهملة. 4748- عبد اللَّه بن سنان: بن نبيشة المزني «5» ، والد علقمة. وقيل عبد اللَّه بن عمرو بن سنان. قال خليفة: له صحبة. وسيأتي نسبته إلى مزينة، قال: وله دار بالبصرة، ومات في خلافة معاوية، قال: وهو غير عبد اللَّه والد بكر، وكذا قال الآجري عن أبي داود، وليس علقمة وبكر أخوين، وخالفه البخاري، فقال: هما أخوان، وتبعه ابن حبّان. ويؤيد قول أبي داود أنّ والد بكر قيل فيه عبد اللَّه بن عمرو بن هلال، وفي أبي داود والتّرمذي من رواية علقمة بن عبد اللَّه [بن سنان] «6» حديثان. وأخرج له أبو نعيم في المعرفة ثالثا. 4749- عبد اللَّه بن سندر الجذامي «7» :   (1) في أ: عملي. (2) أسد الغابة ت (2990) ، الاستيعاب ت (1582) ، الثقات 3/ 245، تجريد أسماء الصحابة 1/ 316، الجرح والتعديل 5/ 67، غاية النهاية 1/ 421، معرفة القراء الكبار 1/ 352 التاريخ الكبير 1/ 98، تقريب التهذيب 1/ 421، الوافي بالوفيات 17/ 204، روضات الجنان 5/ 185. (3) في أ: سليمان. (4) في أ: تقدم في سليم بن أكيمة. (5) أسد الغابة ت (2992) . (6) سقط في أ. (7) أسد الغابة ت (2993) ، الاستيعاب ت (1583) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 قال ابن أبي حاتم: يكنى أبا الأسود. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: غفار غفر اللَّه لها. وقال: إنه سمعه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى حديثا آخر في قصّة أبيه. قلت: المعروف أن الصحبة لسندر، وكذلك الحديث المذكور كما تقدم في السين، لكن إذا خصي «1» سندر في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم اقتضى أن يكون لابنه عبد اللَّه صحبة أو رؤية. وقيل إن اسمه عبد الرحمن كما سيأتي. ووجدت له في كتاب مصر ما يدل على أنه كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كبيرا، فذكر الليث بن سعد، قال: لم يبلغنا أن عمر أقطع أحدا من الناس شيئا إلا ابن سندر، فإنه أقطعه من الأرض منية الأصبغ، فلم تزل له حتى مات، فاشتراها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان من ورثته «2» ، ليس بمصر قطعة «3» أفضل منها، ولا أقدم. وسيأتي مزيد في ذلك في مسروح في حرف الميم. 4750- عبد اللَّه بن سهل: بن رافع الأنصاري «4» ثم الأشهلي، من بني زعوراء. وقيل إنه غساني، حالف بني عبد الأشهل. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق في البدريين، وهو أخو رافع بن سهل في قول ابن الأثير، وفيه نظر، لاختلاف النسبين، ويقال: إن عبد اللَّه بن سهل هذا قتل يوم الخندق. 4751- عبد اللَّه بن سهل: بن زيد الأنصاري الحارثي «5» . له ذكر في حديث سهل بن أبي خيثمة أنه قتل بخيبر فجاء أخوه عبد الرحمن بن سهل يتكلم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «كبّر كبّر ... » الحديث بطوله في القسامة، أخرجه الشيخان، والموطأ وغيرهم. ووقع في رواية ابن إسحاق أنه خرج مع أصحابه إلى خيبر يمتارون تمرا فوجد في عين قد كسرت عنقه ثم طرح فيها. 4752 ز- عبد اللَّه بن سهل بن بشير: يأتي في القسم الثالث «6» . 4753 ز- عبد اللَّه بن سهيل:   (1) في أ: خص. (2) في أ: زريته. (3) في أ: قطيعة. (4) أسد الغابة ت (2995) ، الاستيعاب ت (1584) . (5) تقريب التهذيب 1/ 421، تهذيب التهذيب 5/ 247، تقريب الكمال 2/ 691 الجرح والتعديل 5/ 319، التاريخ الكبير 5/ 98، الجمع بين رجال الصحيحين 5/ 57 تنقيح المقال 9894، أسد الغابة ت (2996) ، الاستيعاب ت (1585) . (6) في أ: الثاني. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى عنه ... كذا ذكره ابن أبي حاتم وبيض له، ولعله الّذي بعده. 4754- عبد اللَّه بن سهيل بن عمرو «1» : أبو سهيل. أمه فاختة «2» بنت عامر بن نوفل ابن عبد مناف. قال ابن مندة: لا نعرف له رواية. وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. وروى ابن مندة في مغازي ابن عائذ بسنده إلى ابن عباس قال: وممّن هاجر إلى الحبشة عبد اللَّه بن سهيل بن عمرو. وقال البلاذري: هو مجمع «3» عليه. وقال الواقديّ: أخذه أبوه بعد أن رجع من الحبشة ففتنه عن دينه، فأظهر الرجوع، وخرج معهم إلى بدر ففرّ إلى المسلمين، وكان أحد الشهود بعد ذلك في صلح الحديبيّة، وكان أسنّ من أخيه أبي جندل، وهو الّذي أخذ الأمان لأبيه يوم الفتح، وكان سهيل يقول بعد ذلك: قد جعل اللَّه [لا بني في الإسلام] «4» خيرا كثيرا. واستشهد عبد اللَّه هذا باليمامة، ويقال جواثا من البحرين، وله ثمان وثمانون سنة «5» . روى البغويّ، عن ابن شهاب، وعن ابن إسحاق قصة فراره من أبيه يوم بدر، وكان مع أبيه فتركه وانتقل إلى المسلمين فاستمرّ معهم. 4755 ز- عبد اللَّه بن سهيل: من مهاجرة الحبشة «6» . ذكره ابن مندة، وقال: يقال: إنه غير الأول. ثم أسند من طريق مغازي ابن عائذ بسنده إلى ابن عباس، قال: وممّن هاجر إلى الحبشة عبد اللَّه بن سهيل. 4756- عبد اللَّه بن سويد: الأنصاري الحارثي «7» . قال البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن السّكن، وابن حبّان «8» له صحبة.   (1) أسد الغابة ت (2997) ، الاستيعاب ت (1586) . (2) في أ: فاطمة. (3) في أ: مجتمع. (4) بدل ما بداخل القوسين في أ: لي من إسلام ابني. (5) في أ: ثلاثون. (6) أسد الغابة ت (2999) . (7) الثقات 3/ 234، تجريد أسماء الصحابة 1/ 317، تهذيب التهذيب 5/ 249 الجرح والتعديل 5/ 66، التاريخ الكبير 3/ 19، 109، 5/ 19 تهذيب الكمال 2/ 691، تقريب التهذيب 1/ 422، ذيل الكاشف 773 خلاصة تذهيب 2/ 64، أسد الغابة ت (3000) ، الاستيعاب ت (1587) . (8) في أ: وابن حبان وغيرهم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 وروى ابن مندة، من طريق عقيل، عن الزهري، عن ثعلبة بن أبي مالك أنه سأل عبد اللَّه بن سويد الحارثي عن العورات الثلاث. قال ابن مندة: ورواه ابن إسحاق، وقرّة، عن الزّهري، عن ثعلبة- أنه سأل عبد اللَّه ابن سويد- وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: لكن عند البغوي وابن السكن وابن قانع من طريق قرة عن الزهري سويد بخلاف «1» عبد اللَّه، والأول أصح. قال البغويّ: يقال: إن الثاني وهم، ثم رواه من وجه آخر عن قرة على الصواب. وقال ابن السّكن: رأيته في روايات أصحاب ابن وهب موقوفا، ورفعه بعضهم، ولا أدري من أخطأ فيه «2» . وقال أبو أحمد العسكريّ: هو ابن أخي أم حميد زوج أبي حميد السّاعدي، وله عنها رواية، ولم يصحح بعضهم صحبته. قلت: ما عرفت من ذكر ابن أخي حميد في الصحابة. قال البخاريّ في «التاريخ» : عبد اللَّه بن سويد الأنصاري عن عمته أم حميد، وعنه داود بن قيس، وكذا ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين. 4757- عبد اللَّه بن سيدان المطرودي «3» : بكسر الميم وسكون الطاء، من بني مطرود. فخذ من بني سليم. قال ابن حبّان: يقال له صحبة، ونزل الرّبذة. وقال ابن شاهين وابن سعد: ذكروا أنه رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال البخاري: لا يتابع عليه- يعني حديثه عن أبي بكر في صلاة الجمعة قبل نصف النهار. وقال ابن عديّ: له حديث واحد، وهو شبه المجهول. وأعاده ابن حبّان في التّابعين، فقال: روى عن أبي ذرّ، وحذيفة. روى عنه ميمون بن مهران وغيره، كذا قال البخاريّ.   (1) في أ: بحذف. (2) في أ: ممن الخطأ فيه. (3) أسد الغابة ت (3001) . الثقات 3/ 247، الطبقات 318 تجريد أسماء الصحابة 1/ 317، الجرح والتعديل 5/ 68. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 4758- عبد اللَّه بن سيلان «1» : سمّاه البغويّ ومن تبعه، لم يأت في الروايات إلا مبهما، فروى ابن أبي عاصم والبغوي وغيرهما من طريق قيس بن أبي حازم: حدثني أبي سيلان أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول- ورفع بصره إلى السماء: «سبحان اللَّه يرسل عليكم الفتن إرسال القطر» «2» . إسناده صحيح. 4759- عبد اللَّه بن شبل بن عمرو الأنصاري «3» : ذكره ابن أبي حاتم «4» في الوحدان، وذكره البغويّ وابن السّكن أنه أخو عبد الرحمن بن شبل، ومخرج حديثه عن الشاميين. وروى أبو عروبة، وابن أبي عاصم، والبغوي، من طريق شريح بن عبيد، قال: قال يزيد بن حمير، عن عبد اللَّه بن شبل، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «اللَّهمّ العن فلانا، واجعل قلبه قلب سوء، واملأ جوفه من رضف جهنّم» » «6» . وقال ابن عيسى: فيمن نزل حمص من الصحابة، وكان أحد النقباء. وقال ابن أبي حاتم: عبد اللَّه بن شبل، وكان أحد النقباء. روى عنه أبو راشد الحبراني، ويزيد بن حمير. 4760- عبد اللَّه بن شبيل: بالتصغير، الأحمسي «7» : ذكره أبو عمر، فقال: في صحبته نظر. قال: وقدم أذربيجان سنة ثمان وعشرين غازيا في خلافة عثمان فأعطوه الصلح.   (1) الثقات 3/ 246 تجريد أسماء الصحابة 1/ 317، تهذيب التهذيب 5/ 249، تهذيب الكمال 2/ 692، تقريب التهذيب 1/ 422، أسد الغابة ت (3002) . (2) أورده الهيثمي في الزوائد 7/ 310 عن جرير وقال رواه الطبراني وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل وهو ضعيف. (3) أسد الغابة ت (3003) ، الاستيعاب ت (1588) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 317، الاستبصار 326، الجرح والتعديل 5/ 79، 371. (4) في أ: عاصم. (5) الرّضف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها: رضفة النهاية 2/ 231. (6) أخرجه البخاري في صحيح 5/ 127، 6/ 47، 48، 8/ 104، 9/ 131 وأخرجه النسائي 2/ 203 كتاب التطبيق باب 31 لعن المنافقين في القنوت حديث رقم 1078 وابن خزيمة في صحيح حديث رقم 622، والطبراني في الكثير 12/ 280. (7) أسد الغابة ت (3004) ، الاستيعاب ت (1589) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 وذكره الطّبريّ، وقال: كان على مقدمة الوليد بن عقبة لما غزا أذربيجان، فأغار على أهل موقان ففتح وغنم، فطلب أهل أذربيجان الصّلح. قلت: وقد تقدم غيره مرة أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة. 4761- عبد اللَّه بن الشّخّير «1» : بكسر المعجمتين الثانية ثقيلة، ابن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش، بفتح المهملة وكسر الراء وآخره معجمة، ابن كعب بن ربيعة بن عامر العامري ثم الحرشيّ. 4762- عبد اللَّه بن أبي شديدة بن عبد بن ربيعة بن الحارث «2» بن حبيب بن الحارث بن مالك الثقفي الطائفي. ذكره البخاريّ فيمن بعد الصّحابة. وروى ابن قانع من طريق محمد بن سعد «3» الطائفي: أخبرني أخي المغيرة بن سعد، عن عبد اللَّه بن أبي شديدة، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من قطع سدرة إلّا من [حرث بنى اللَّه] «4» له بيتا في النّار» «5» . وكذا وقع عند ابن السكن بلا هاء، لكن لم أر عنده ولا عند غيره التصريح بسمعت إلّا في رواية ابن قانع. قال ابن السّكن: لم يثبت إسناده، ورواه ابن مندة، وفيه قصة. وقال أبو نعيم: لا تصح له صحبة. وقال البخاري: حديثه مرسل. وقال ابن أبي حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا في السدر. وروى عنه مغيرة بن سعد الهذلي «6» . وسألت أبي عنه، فقال: مجهول. 4763- عبد اللَّه بن شرحبيل «7» :   (1) الثقات 3/ 238، الرياض المستطابة 533، تجريد أسماء الصحابة 3/ 317 تهذيب التهذيب 5/ 251، الجرح والتعديل 5/ 79، التاريخ الكبير 3/ 31، تهذيب الكمال 2/ 692، الطبقات 58، 184 الطبقات الكبرى 1/ 311، الكاشف 2/ 95، تقريب التهذيب 1/ 422 خلاصة تذهيب 2/ 65، الإكمال 5/ 17047، أسد الغابة ت (3005) ، الاستيعاب ت (1590) . (2) أسد الغابة ت (3007) . (3) في أ: سعيد. (4) في أ: من حدث شيء أنه له. (5) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 41، والبيهقي 6/ 140، وانظر المجمع 4/ 69، وكشف الخفاء 2/ 145. (6) في أ: الهلالي. (7) أسد الغابة ت (3008) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 يقال: إنه والد علقمة. قاله البغويّ: وقد تقدم في عبد اللَّه بن سنان، وكذا سمي أباه يحيى بن يونس الشيرازي. وقال ابن مندة: ذكر «1» في الصحابة، وعداده في التابعين. 4764- عبد اللَّه بن شريح «2» : يقال: إنه ابن أمّ مكتوم. قال البغويّ في معجمه: حدّثني الزّعفراني، حدّثنا حجّاج، قال: قال ابن جريج. أخبرني عبد الكريم أنه سمع مقسما يحدّث عن ابن عباس، قال : عبد اللَّه بن شريح أو شريح بن مالك بن ربيعة هو ابن أمّ مكتوم الأعمى. قال البغويّ: وقال أبو موسى هارون بن عبد اللَّه «3» . ويقال عمرو بن أم مكتوم. ويقال عبد اللَّه بن شريح. قلت: وستأتي ترجمته فيمن اسمه عمرو إن شاء اللَّه تعالى. 4765- عبد اللَّه بن شريك «4» بن أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. شهد أحدا مع أبيه شريك، [وليس هو أبا الخير] «5» . 4766 ز- عبد اللَّه بن شعيب: قرأت بخط مغلطاي، قال: أخرج ابن أبي العوام في مناقب أبي حنيفة من طريق أبي أسامة عنه، عن رشدين، عن طارق بن شهاب، عن عبد اللَّه بن شعيب، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «أفضل الأعمال العجّ والثّجّ» «6» . 4767- عبد اللَّه بن شفيّ بن رقي الرّعيني، ثم العتكيّ «7» . قال ابن يونس: له وفادة، ثم رجع إلى اليمن فقاتل أهل الردة فقتل أخوه جرادة بن شفي، ثم شهد عبد اللَّه فتح مصر.   (1) في أ: ذكروه. (2) أسد الغابة ت (3009) ، الاستيعاب ت (1592) . (3) في أ: عبد اللَّه بن عبد اللَّه. (4) أسد الغابة ت (3010) ، الاستيعاب ت (1593) . (5) بدل ما بداخل القوسين في أ: وأنس هو أبو الحسن. (6) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 227، رواه أبو يعلى وفيه رجل ضعيف. (7) أسد الغابة ت (3011) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 ذكره هشام بن المنذر، أخرجه أبو موسى. 4768- عبد اللَّه بن شقير: في عبد اللَّه بن سفيان. 4769- عبد اللَّه بن شمر «1» : ويقال ابن شمران «2» الخولانيّ. قال ابن يونس: هو من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، معروف، من أهل مصر. شهد فتح مصر. وقال أبو نعيم: عداده في التابعين. 4770 ز- عبد اللَّه بن شهاب: بن عبد اللَّه بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي «3» الزّهري. جدّ الفقيه ابن شهاب الزهري من قبل أبيه. وشهاب اسم جدّه «4» . وهو محمد بن مسلم بن «5» عبد اللَّه بن شهاب، وله جدّ آخر من قبل أبيه يقال له عبد اللَّه بن شهاب أيضا أخو هذا، وهما أخوان، اسم كل واحد منهما عبد اللَّه، فأما جدّه من قبل أمه فشهد أحدا مع الكفار. ويقال: هو الّذي شجّ وجه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثم أسلم بعد ذلك، ومات بمكة، قاله أبو عمر تبعا للزبير بن بكار. وسيأتي في ترجمة ابنه عبيد اللَّه له حديث يمكن أن يكون من رواية عبد اللَّه إن صحّ. وقد رويناه من طريق يعيش بن الجهم، حدّثنا داود بن سليمان الحديثي، عن الزهري، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا بدا شيب الرّجل في عارضيه فذلك من همّه، وإذا بدا في مقدمه، فذاك من كرمه، وإذا بدا في قفاه فذاك من لؤمه، وإذا بدا في شاربه فذاك من فسقه» . وهذا متن منكر جدّا، وإسناده مجهول. وذكر البلاذريّ أنه مات في أيام «6» عثمان. 4771 ز- عبد اللَّه بن شهاب: بن عبد اللَّه بن زهرة بن كلاب الزّهريّ «7» . وهو الّذي قبله. وهو جدّ الزهري من قبل أمّه. وكان من السابقين. ذكره الزّهريّ، والزّبير، وغيرهما فيمن هاجر إلى الحبشة، ومات بمكة قبل هجره المدينة، وكذا قال الطبري.   (1) أسد الغابة ت (3012) . (2) في أ: عمران. (3) أسد الغابة ت (3014) . (4) في أ: اسم جد جده. (5) في أ: مسلم بن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه. (6) في أ: في خلافة. (7) أسد الغابة ت (3013) ، الاستيعاب ت (1594) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 وقال ابن سعد والزّبير: كان اسمه عبد الجان فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، زاد بن سعد: وليس له حديث. وزعم السّهيليّ أنه مات بمكة بعد الفتح، ولعل مستنده ما ذكره الوقّاصي عن الزهري أن عبد اللَّه بن شهاب قدم مع جعفر في السفينة، لكن الوقاصي ضعيف. وروى البخاريّ في تاريخه الأوسط من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيّب، وعروة، قالوا: وممن أقام بالحبشة عبد اللَّه بن شهاب. [4772 ز- عبد اللَّه بن شهاب: كان اسمه عبد الجان فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم] «1» . 4773- عبد اللَّه بن الشّياب «2» : تفرد ابن أبي داود بتسميته، ولا يأتي في الروايات إلا مبهما. وأخرج حديثه ابن أبي عاصم وابن مندة وغيرهما من طريق خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، قال: قال ابن الشّيّاب: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يوم الشّعب آخر الصحابة، ليس بينه وبين العدوّ غير حمزة يقاتل العدو، فرصده وحشي فقتله ... الحديث. 4774- عبد اللَّه بن أبي شيخ المحاربي «3» : قال ابن السّكن: يقال له صحبة، وفي إسناده نظر. قلت: تفرد بتسميته أيضا ابن أبي داود، ولا يأتي في الروايات إلا مبهما. روى ابن السّكن وابن شاهين والباوردي وغيرهم، من طريق قيس بن الربيع، عن امرئ القيس، عن عاصم بن بحير، عن ابن أبي شيخ- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أتاهم فقال: «يا معشر محارب، نصركم اللَّه ولا تسقوني حلب امرأة» «4» . قال ابن أبي داود: لم يرو غيره. 4775- عبد اللَّه بن الصدفي: ذكر الرّشاطيّ في الأنساب أنّ له وفادة.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (3015) . (3) أسد الغابة ت (3016) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 318. (4) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 28. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 86، عن ابن أبي شيخ. وقال رواه البزار وفيه جماعة لم أعرفهم. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41056. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 4776 ز- عبد اللَّه بن صرد الجشميّ: ذكر وثيمة في «الردة» أنه كان زوج المرأة التي أسرها عيينة بن حصن، فقدم زوجها عبد اللَّه بن صرد في فدائها، فأبى عيينة أن يفاديها، فأتى عبد اللَّه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إن عيينة أبى أن يفادي بامرأتي، وعلام «1» يمسكها؟ فو اللَّه ما ثديها بناهد، ولا بطنها بوالد، ولا فوها ببارد. قلت: أحسبه أخا زهير بن صرد الماضي في حرف الزاي. 4777- عبد اللَّه بن صعصعة بن وهب بن عدي بن مالك «2» بن عدي بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجار الأنصاري الخزرجي. شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم الجسر، ذكره العدوي، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير. 4778- عبد اللَّه بن صفوان بن قدامة التميمي «3» . قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع أبيه، وهو أخو عبد الرحمن بن صفوان الآتي. 4779- عبد اللَّه بن صفوان: في محمد بن صفوان «4» . 4780 ز - عبد اللَّه بن صفوان الخزاعي» : قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الرواة، وقال له صحبة، وهو عندي مجهول. قلت: كأنه عني البخاريّ، فإنه قال عبد اللَّه بن صفوان الخزاعي، له صحبة. وتبعه ابن أبي حاتم. وذكره ابن السّكن أيضا. ومثل هذا لا يقال بأنه مجهول، كيف وقد روى ابن مندة من طريق حماد بن سلمة، حدثنا ابن سنان، عن يعلى بن شداد، أن عبد اللَّه بن صفوان- وكانت له صحبة- أوصى أن يشقّ مما يلي الأرض من أكفانه، وأن يهال عليه التراب هيلا. وسيأتي له ذكر في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الرحمن. 4781 ز- عبد اللَّه بن صفوان: غير منسوب.   (1) في أ: وعلي منه. (2) أسد الغابة ت (3017) . (3) أسد الغابة ت (3021) ، الاستيعاب ت (1597) . (4) أسد الغابة ت (3019) . (5) أسد الغابة ت (3020) ، الاستيعاب ت (1596) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 ذكره العسكريّ في الصّحابة، وساق من طريق إبراهيم بن طهمان، عن رجل، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن صفوان، قال: ذهب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوما لحاجته، فقال: «ائتني بشيء أستنجي به» «1» . قلت: والّذي يظهر أنه وقع في تسمية أبيه خطأ، فإن الحديث من هذا الوجه معروف بابن مسعود، أخرجه البخاريّ وغيره من رواية زهير بن معاوية وشريك وغيرهما، عن أبي إسحاق السّبيعي. عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن أبي «2» مسعود، إلا أنه يحتمل «3» التعدد على بعد. 4782- عبد اللَّه بن صوريا: ويقال ابن صور «4» الإسرائيلي. وكان من أحبار اليهود، يقال: إنه أسلم. وذكر الثّعلبيّ عن الضّحّاك أن قوله تعالى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ [البقرة: 121] نزلت في عبد اللَّه بن سلام، وعبد اللَّه بن صوريا، وغيرهما. وذكر السّهيليّ عن النّقّاش أنه أسلم، وخبره في قصّة الزانيين والرّجم مشهور من حديث ابن عمر في الصحيحين وغيرهما، ولكن ليس فيه ما يدلّ على أنه أسلم. وقد ذكر مكيّ في تفسيره أن قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ [المائدة: 41] ، نزلت في عبد اللَّه بن صوريا، وهذا إن صحّ أنه أسلم لا ينافيه، لكن في التاريخ المظفري عن مكي أنه قال: ارتد ابن صوريا بعد أن أسلم. فاللَّه أعلم. ثم وجدت ذلك في السيرة لابن إسحاق، فإنه قال في الفصل المتعلق باليهود بعد الهجرة، وما أنزلت بسبب ذلك من الآيات، فقال ما نصه: واجتمع أحبارهم في بيت المدارس «5» ، فأتوا برجل وامرأة زنيا بعد إحصانهما، فقالوا: حكّموا فيهما محمدا، فذكر القصة مطوّلة، وفيها: فأخرجوا له عبد اللَّه بن صوريا فخلا به فناشده: «هل تعلم أنّ اللَّه حكم فيمن زنا بعد إحصانه بالرّجم في التّوراة» ؟ قال: اللَّهمّ نعم، أما واللَّه يا أبا القاسم، إنهم ليعرفون أنك نبيّ مرسل، ولكنهم يحسدونك، قال: فخرج فأمر بهما فرجما ثم جحد   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 426 عن عبد اللَّه بن مسعود والطبراني في الكبير 10/ 75 (2) في أ: ابن. (3) في أ: تحرق. (4) في ب: صورا. (5) في أ: الرواس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 ابن صوريا بعد ذلك نبوّة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فأنزل اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ ... [المائدة: 41] الآية. وهو الّذي سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ما للرجل وما للمرأة من الولد؟ فقال: «للمرأة اللحم والدّم والظّفر والشّعر، وللرّجل العظم والعصب والعروق» . فقال: صدقت. 4783- عبد اللَّه بن صيفي بن وبرة بن ثعلبة «1» بن غنم بن سرى بن أنيف الأنصاري. ذكر ابن الكلبيّ والطّبريّ أنه من قضاعة ثم من بني أراش بن عامر، وكان حليفا لبني عمرو بن عوف. وذكر البغويّ وابن شاهين أنه شهد الحديبيّة، وبايع تحت الشّجرة، وهو ابن عمّ طلحة ابن البراء بن عمير وبرة. 4784 ز- عبد اللَّه بن ضمار بن مالك: هو العلاء بن الحضرميّ. قال ابن السّكن: العلاء لقب، واسمه عبد اللَّه. 4785- عبد اللَّه بن ضمرة: بن مالك بن سلمة بن عبد العزي البجلي «2» . روى ابن شاهين، وابن السّكن، وابن مندة، وأبو سعد في «شرف المصطفى» ، كلّهم من طريق صابر «3» بن سالم بن حميد بن يزيد بن عبد اللَّه بن ضمرة: حدثني أبي عن أبيه، حدثني يزيد، حدثتني أختي أم القصاف بنت عبد اللَّه، حدثني أبي بينما هو قاعد عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في جماعة من أصحابه إذ قال لهم: «سيطلع عليكم من هذه الثنيّة خير ذي يمن «4» » ، فإذا هم بجرير بن عبد اللَّه ... فذكر الحديث، وفيه: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» . وكلهم سواء إلا أن ابن السكن سقط «5» من روايته حدثتني أختي جبلة من رواية يزيد عن أبيه، وزاد ابن شاهين قال صابر: وحدّثني يزيد بن تيّهان، حدثني أبي تيهان بن يزيد، حدّثني أبي يزيد بن عبد اللَّه، حدثتني أختي، حدثني أبي عبد اللَّه البجلي بنحوه. وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى: أبو أحمد صابر «6» بن سالم بن حميد بن يزيد بن عبد اللَّه بن ضمرة بن مالك البجلي. وقال ابن مندة: عبد اللَّه بن ضمرة بن مالك البجلي عداده في أهل البصرة وإسناده مجهول.   (1) أسد الغابة ت (3024) . (2) أسد الغابة ت (3025) ، الاستيعاب ت (1598) . (3) في أ: جابر. (4) في أ: تمر. (5) في أ: سقطت. (6) في أ: جابر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 وكذا أخرجه الحكيم التّرمذي عن صابر «1» نفسه، وسياق المتن عنده أتمّ. وكذلك أخرجه أبو نعيم من طريق صابر «2» مطوّلا، وذكره ابن عبد البرّ مختصرا، فقال: عبد اللَّه بن ضمرة البجلي مخرج حديثه عن قوم من ولده في [فضل جرير] «3» البجلي، ومن ولده صابر «4» بن سالم أبو أحمد المحدث، وساق نسبه كما تقدم. وقيل: هو عبد اللَّه بن يزيد بن ضمرة نسب كذلك، ذكره ابن قانع، وقال: حدثنا يموت بن المزرّع «5» ، وأحمد بن حمّويه بتستر، قال: [أنبأنا صابر] «6» بن سالم- فساقه مثل الأول إلا أنه قال: حدّثتني أختي أم الفضل بنت عبد اللَّه «7» أنه كان قاعدا عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث. كذا وقع عنده أم الفضل، والصواب أم القصاف «8» كما تقدم. وكذا وقع عنده عبد اللَّه بن يزيد. فاللَّه أعلم. 4786 ز- عبد اللَّه بن أبي «9» ضمرة «10» : هو عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ. أفرده البغويّ، واستدركه ابن فتحون، ونبّه على أنه ابن أنيس والد موسى فأجاد. 4787- عبد اللَّه بن طارق: بن عمرو بن مالك البلوي «11» ، حليف بني ظفر من الأنصار، وكان أخا معتّب بن عبيد لأمه. ذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود، عن عروة في أهل بدر، وذكروه في الستة الذين بعثهم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى عضل والقارة فقتل منهم «12» عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح سنة ثلاث من الهجرة. وفرّق ابن سعد بين البلوي والظفري، وقال: إنهما أخوان لأم، ورثاهم حسان وذكر أسماءهم في أبياته الثانية. 4788 ز- عبد اللَّه بن الطّفيل بن عبد اللَّه بن الحارث «13» بن سخبرة الأزدي. ذكره ابن حبّان، والباوردي في الصحابة. وقد مضى ذكر أبيه، وأنه أخو عائشة لأمها. وفي صحيح البخاري ما يقتضي أنّ عبد اللَّه هذا كان رجلا في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ففي   (1) ، في أجابر. (2) ، في أجابر. (3) في أ: قصة دبر. (4) في أجابر. (5) في أ: بن الزرع. (6) في أ: أخبرنا جابر. (7) في أ: عبد اللَّه حدثني أبي عبد اللَّه بن يزيد. (8) في أ: القصافت. (9) في أ: أبو ضمرة. (10) تجريد أسماء الصحابة 1/ 319. (11) أسد الغابة ت (3026) ، الاستيعاب ت (1599) . (12) في أ: مع عاصم. (13) الثقات 3/ 233، الوافي بالوفيات 17/ 225. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 117 غزوة الرّجيع من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة في حديث الهجرة، وفيه: وكانت لأبي بكر منحة «1» ، وكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد اللَّه بن الطّفيل بن سخبرة أخي عائشة لأمها يروح بها ويغدو عليهم ويصبح فيدلج إليها ثم يسرح فلا يفطن به أحد. 4789- عبد اللَّه بن طهفة «2» : في طهفة. 4790- عبد اللَّه بن عامر: بن أنيس بن المنتفق بن عامر العامري «3» . وقيل عبد اللَّه بن أنيس بحذف عامر. روى الحسن بن سفيان في مسندة: حدثنا أبو وهب الحرّاني، حدّثنا يعلى بن الأشدق، عن عبد اللَّه بن عامر بن أنيس، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أبشّره بإسلام قومي، قال: فصافحه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وحيّاه، وقال: «أنت الوافد المبارك» ، كذا أخرجه. وقال الخطيب في «المتفق» : أنبأنا محمد بن أبي نصر، حدّثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان بهذا السند، فقال: عن عبد اللَّه بن أنيس، ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن أنيس من المتفق. 4791- عبد اللَّه بن عامر البلوي «4» : حليف بني ساعدة من الأنصار. ذكره أبو عمر مختصرا، وقال: شهد بدرا. قلت: ولعله عبد اللَّه بن طارق الماضي قريبا. 4792 ز- عبد اللَّه بن عامر السلماني: من بني سلمان بن معمر. ذكر الرّشاطيّ أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 4793- عبد اللَّه بن عامر بن لويم «5» : يأتي في عبد اللَّه بن عمرو. 4794 ز- عبد اللَّه بن عامر: ذكره البغويّ غير منسوب. وأخرج من طريق عثمان بن عبدان التّيمي، قال: مطرنا في   (1) المنحة: غنم فيها لبن. النهاية 4/ 364. (2) أسد الغابة ت (3028) ، الاستيعاب ت (1601) ، الإكمال 5/ 241، الثقات 3/ 240، تجريد أسماء الصحابة 1/ 320. (3) أسد الغابة ت (3029) ، بقي بن مخلد 756. (4) أسد الغابة ت (3030) ، الاستيعاب ت (1612) . (5) أسد الغابة ت (3034) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 زمان أبان بن عثمان بالمدينة، فصلّى بنا العيد في المسجد، ثم قال لعبد اللَّه بن عامر: قم فأخبر الناس بما حدثتني، فقال عبد اللَّه بن عامر: مطرنا في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في ليلة عيد، فصلى عمر بالناس في المسجد، ثم قال: أيها الناس، إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يخرج بالناس إلى المصلّى من شعبه، فلما أن كان هذا المطر فالمسجد أرفق بهم. قلت: أظن في قوله في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غلطا. والصواب في عهد عمر، فإن ما في سياقه يدل على ذلك. وأظن عبد اللَّه بن عامر هذا هو ابن ربيعة الآتي في الثالث. 4795- عبد اللَّه بن عامر: بن ربيعة «1» بن مالك بن عامر العنزي، بسكون النون، حليف بني عدي ثم الخطاب والد عمر، وأبوه من كبار الصحابة. تقدم ذكره. ذكر الزّبير أنه استشهد بالطائف، وهو عبد اللَّه بن عامر الأكبر، وأما الأصغر فله رؤية، وسيأتي. وأمهما ليلى بنت أبي حثمة بن عبد اللَّه بن عويج «2» . قال الواقديّ: قتل الأكبر بالطائف. وروى عباس الدّوري في تاريخه عن يحيى بن معين، قال في رواية أبي معشر، قال: قتل عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة بالطائف، أصابته رمية، وولد لأمه آخر، فسماه أبوه عبد اللَّه، يعني على اسمه، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لأمه: «أبشري بعبد اللَّه خلف عن عبد اللَّه» . قلت: وهذا لا يصحّ لما سأذكره في ترجمة أخيه أنه حفظ عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم شيئا وهو غلام. والطائف كانت في آخر سنة ثمان من الهجرة، فمن يولد بعدها إنما يدرك من حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سنتين فقط، ومثله لا يقال له غلام، إنما يقال له طفل. 4796- عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة» : أخو الّذي قبله، وهو الأصغر، يكنى أبا محمد. ذكره التّرمذيّ في الصحابة، وقال: رأي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وما سمع منه حرفا، وإنما روايته عن الصحابة «4» .   (1) أسد الغابة ت (3031) ، الاستيعاب ت (1603) ، الثقات 3/ 219، المنمق 382، المحسن 52، 69، عنوان النجابة 125، شذرات الذهب 1/ 56، 58، 96، البداية والنهاية 8/ 88، تجريد أسماء الصحابة 1/ 320، العبر 1/ 100، تهذيب التهذيب 5/ 270، الجرح والتعديل 5/ 122، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، تهذيب الكمال 2/ 697، الطبقات 23، 63، 235، الكاشف 2/ 99، الطبقات الكبرى 2/ 383، 4/ 177، 5/ 334- تقريب التهذيب 1/ 425، خلاصة تذهيب 2/ 69، الوافي بالوفيات 17/ 228، الجمع بين رجال الصحيحين 892، جوامع التحصيل 259. (2) في أ: عوثج. (3) أسد الغابة ت (3032) ، الاستيعاب ت (1604) . (4) في أ: الضحاك. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 وقال أبو حاتم الرّازيّ: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، دخل على أمه وهو صغير. وقال أبو زرعة: أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن حبّان لما ذكره في الصحابة: أتاهم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في بيتهم وهو غلام، وأشاروا كلّهم «1» إلى الحديث الّذي أخرجه أحمد والبخاري في التاريخ وابن سعد والطّبرانيّ والذّهليّ، من طريق محمد بن عجلان، عن زياد مولى عبد اللَّه بن عامر، قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم على أمّي وأنا غلام فأدبرت خارجا، فنادتني أمي: يا عبد اللَّه، تعال [أعطك] هاك. فقال لها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما تعطينه» ؟ قالت: أعطيه تمرا. قال: «أما أنّك لو تفعلي لكتبت عليك كذبة» «2» . ورواية البخاري مختصرة: جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى بيتنا وأنا صبيّ. ونقل ابن سعد عن الواقدي أنه قال: ما أراه محفوظا مع أنه نقل عنه أنّ عبد اللَّه يكون ابن خمس سنين عند وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وكذا قال ابن مندة: كان ابن خمس، وقيل أربع. وأسند البخاري من طريق شعيب، عن الزّهري: أخبرني عبد اللَّه بن عامر، وكان أكبر بني عديّ. وذكره في التّابعين العجليّ، فقال: من كبار التابعين. وقال ابن معين: لم يسمع من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ونقل عن الدوري عن أبي معشر ما تقدم في ترجمة أخيه الّذي قبله، ولا أرى ذلك يفسد ما قال ابن حبان: جلّ «3» روايته عن الصحابة. قلت: روى عن أبيه، وعمر، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وحارثة بن النعمان، وعائشة، وجابر. روى عنه الزّهريّ، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعاصم بن عبيد اللَّه، ومحمد بن زيد بن المهاجر، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، وآخرون. وكان لعبد اللَّه بن عامر شعر، فمنه ما رثى به زيد بن «4» الخطاب، وكان قد خرج بقتلى «5» بين فريقين من بني عدي، ووقع بينهم منازعة، وأحد الفريقين من آل أبي حذيفة، والآخر من آل مطيع بن الأسود، فقتل زيد بن الخطاب بينهم، فقال عبد اللَّه بن عامر يرثيه:   (1) في أ: لهم. (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 447، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 198، 199. (3) في أ: نقل. (4) في أ: زيد بن عمر بن الخطاب. (5) في أ: يصلي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 120 إنّ عديّا ليلة البقيع ... تكشّفوا عن رجل صريع مقاتل في الحسب الرّفيع ... أدركه شؤم بني مطيع «1» [الرجز] [وقال الزّهري في روايته عنه، أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، وكان من أكبر بني عدي، يعني بالحلف] «2» . قال الهيثم بن عدي: مات سنة بضع وثمانين. وقال الطبري في الذيل: مات سنة خمس وثمانين «3» . 4797- عبد اللَّه بن عائذ بن قرط «4» : ويقال ابن قريط. تقدم في عائذ بن قرط. 4798 - عبد اللَّه بن عائذ «5» الثّمالي «6» : ذكره ابن حبّان في التّابعين، لكن قال: يقال له صحبة. وخلط أبو أحمد العسكري ترجمته بترجمة عبد اللَّه بن عبد، فوهم، وكذا من تبعه. 4799- عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب «7» بن هاشم بن عبد مناف القرشي   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم «3032» ، الاستيعاب ترجمة «1604» . (2) سقط في أ. (3) في أ: ثلاثين. (4) أسد الغابة ت (3036) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 320. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 320، الثقات 5/ 39، الجرح والتعديل 5/ 122، 558، 965، أسد الغابة ت (3035) . (6) في أ: اليماني. (7) الثقات 3/ 208، أزمنة التاريخ الإسلامي 726، معالم الإيمان 1/ 107، التبصرة والتذكرة 1/ 134، طبقات القراء 1/ 4200، شذرات الذهب 1/ 75، المحن 42، 49، 56، 60، 136، 141، 196، 214، 224، 321، 394، 407، 410، 433، العبر 1/ 76، حسن المحاضرة 1/ 214، حلية الأولياء 1/ 314، 329، الرياض المستطابة 198، البداية والنهاية 8/ 295، معجم الثقات 299، التاريخ لابن معين 3/ 315، نكت الهميان 180، الصمت وآداب اللسان (فهرس) 66، تجريد أسماء الصحابة 1/ 320، تهذيب التهذيب 5/ 276، رياض النفوس 1/ 41، العبر 1/ 41، 63، 76، 96، 108، 117، 125، 126، 127، الجرح والتعديل 5/ 116، الأعلام 4/ 95، تلقيح فهوم أهل الأثر 158، 363، غاية النهاية 1/ 425، معرفة القراء الكبار 1/ 41، بقي بن مخلد 5، التاريخ الكبير 3/ 3- 5/ 3- 7/ 2، صفة الصفوة 1/ 746، تهذيب الكمال 2/ 698، الطبقات 3/ 126، 189، 284، تذكرة الحفاظ 1/ 40، الطبقات الكبرى 9/ 118، 119، روضات الجنان 1/ 9، 353، 357- 4/ 39- 6/ 178- 7/ 49، 233، طبقات الحفاظ 10، 28، 31، 32، 35، 37، 43، 44، 51، الكاشف 2/ 100، تقريب التهذيب 1/ 425، علماء إفريقيا وتونس 704، خلاصة تذهيب 2/ 69، 172، الوافي بالوفيات 17/ 231، مسند ابن الجعد 1849- 1850، الجمع بين رجال الصحيحين 878، مقدمة الكامل 84، الاستيعاب ت (1606) ، أسد الغابة ت (3037) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 الهاشمي، أبو العباس، ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية. ولد وبنو هاشم بالشّعب قبل الهجرة بثلاث. وقيل بخمس. والأول أثبت، وهو يقارب ما في الصحيحين عنه: أقبلت وأنا راكب على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت سنّ الاحتلام، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يصلّي بمنى إلى غير جدار ... الحديث. وفي «الصحيح» عن ابن عباس: قبض النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا ختين «1» . وفي رواية: وكانوا لا يختنون «2» الرجل حتى يدرك. وفي طريق أخرى: قبض وأنا ابن عشر سنين، وهذا محمول على إلغاء الكسر. روى الترمذي من طريق ليث، عن أبي جهضم، عن ابن عباس أنه رأى جبرائيل، عليه السلام مرتين. وفي الصحيح عنه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ضمّه إليه، وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة» ، وكان يقال له: حبر «3» العرب. ويقال: إن الّذي لقبه بذلك جرجير ملك المغرب، وكان قد غزا مع عبد اللَّه بن أبي سرح إفريقية، فتكلم مع جرجير فقال له: ما ينبغي إلا أن تكون حبر «4» العرب. ذكر ذلك ابن دريد في الأخبار المنثورة له. وقال الواقديّ: لا خلاف عند أئمتنا أنه ولد بالشعب حين حصرت قريش بني هاشم، وأنه كان له عند موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث عشرة سنة. وروى أبو الحسن المدائني عن سحيم بن حفص، عن أبي بكرة، قال: قدم علينا ابن عباس البصرة وما في العرب مثله جسما وعلما «5» وثيابا وجمالا وكمالا. وأخرج الطّبرانيّ، من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن النعمان- أن حسان بن ثابت قال: كانت لنا عند عثمان أو غيره من الأمراء حاجة فطلبناها إليه: جماعة من الصحابة، منهم ابن عباس، وكانت حاجة صعبة شديدة، فاعتلّ علينا، فراجعوه إلى أن عذروه وقاموا «6» إلا ابن عباس، فلم يزل يراجعه بكلام جامع حتى سدّ عليه كلّ حاجة، فلم ير بدّا   (1) في أ: صبي. (2) في أ: يحسبون. (3) في أ: خير. (4) في أ: خير. (5) في أ: علما ودينا. (6) في أ: وقالوا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 من أن يقضي حاجتنا، فخرجنا من عنده وأنا آخذ بيد ابن عباس، فمررنا على أولئك الذين كانوا عذروا وضعفوا فقلت: كان عبد اللَّه أولاكم به «1» . قالوا: أجل. فقلت أمدحه «2» : إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بملتقطات لا ترى بينها فصلا كفى وشفى ما في الصّدور ولم يدع ... لذي إربة في القول جدّا ولا هزلا سموت إلى العليا بغير مشقّة ... فنلت ذراها لا دنيّا ولا وغلا [الطويل] [وروى الزّبير بن بكّار بسند له إلى حسان بن ثابت بدت لنا حاجة إلى الأمير وكان أمرا صعبا فمشينا إليه برجال من قريش، فاعتذر فعذروه إلا ابن عباس، فو اللَّه ما وجد بدا من قضاء حاجتنا، قال: فجئنا المسجد والقوم في أنديتهم، قال حسان فصحت صيحة أسمعهم وأنشأ يقول: إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه ... رأيت له في كل مجمعه فضلا إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بملتقطات لا ترى بينها فصلا الأبيات .... ] «3» . قال ابن يونس: غزا إفريقية مع عبد اللَّه بن سعد سنة سبع وعشرين. وقال ابن مندة: كان أبيض طويلا مشربا صفرة جسيما وسيما صبيح الوجه له وفرة يخضب بالحنّاء. وقال محمد بن عثمان بن أبي خيثمة في تاريخه «4» : حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق: رأيت ابن عباس رجلا جسيما قد شاب مقدم رأسه وله جمّة.   (1) في أ: أولاكم بها. (2) الأبيات في ديوان حسان 246. قال الأثرم: حدثني جماعة أصحابنا أن حسان بن ثابت مشى بعبد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب في تفرقة المهاجرين إلى عمر بن الخطاب، فاعتذر إليهم عمر، فقبلوا عذره، وجثا ابن عباس على ركبتيه فجعل يقول: إن من حق الأنصار كذا ثم كذا ولحسان حق بكذا أو كذا، فلم يزل به حتى قضى حاجته، فخرج حسان آخذا بيد عبد اللَّه يطوف به على حلق المهاجرين في المسجد ويقول: هو واللَّه كان أولاهم بها، إنها واللَّه، إنها واللَّه صبابة النبوة ووراثة أحمد صلى اللَّه عليه وسلّم وقالوا: أجل فأجمل يا بن الفريعة فقال يمدح عبد اللَّه بن عباس بهذه الأبيات. وتنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (1606) . (3) سقط في ط. (4) في أ: شيبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 وقال أبو عوانة، عن أبي حمزة: كان ابن عباس [إذا قعد أخذ مقعد] «1» رجلين. وفي معجم البغويّ، من طريق داود بن عبد الرحمن، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، أنه كان يقرّب ابن عباس، ويقول: إني رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم دعاك «2» فمسح رأسك وتفل في فيك، وقال: «اللَّهمّ فقّهه في الدّين وعلّمه التّأويل» . ورواه ابن خثيم «3» ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بالمرفوع نحوه. وفي فوائد أبي الطاهر الذّهليّ، من طريق سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه سكب للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وضوءا عند خالته ميمونة، فلما فرغ قال: «من وضع هذا؟» فقالت: ابن عباس. فقال: «اللَّهمّ فقّهه في الدّين وعلّمه التأويل» «4» . وفي مسند أحمد من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينار- أنّ كريبا أخبره أن ابن عباس قال: صليت خلف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأخذ بيدي فجرّني حتى جعلني حذاءه، فلما أقبل على صلاته خنست. فلما انصرف قال لي: «ما شأنك؟» فقلت: يا رسول اللَّه، أو ينبغي لأحد أن يصلّي حذاءك، وأنت رسول اللَّه! فدعا لي أن يزيدني اللَّه علما وفهما. وقال ابن سعد: حدثنا الأنصاري، حدثنا إسماعيل بن مسلم، حدثني عمرو بن دينار، عن طاوس: عن ابن عباس: دعاني «5» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فمسح على ناصيتي وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب» «6» . وقال ابن سعد: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن شعيب بن يسار، عن عكرمة، قال: أرسل العباس عبد اللَّه إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فانطلق، ثم جاء، فقال: رأيت عنده رجلا لا أدري- ليت- من هو. فجاء العباس إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فأخبره بالذي قال عبد اللَّه، فدعاه، فأجلسه في حجره «7» ، ومسح رأسه، ودعا له بالعلم.   (1) في أ: إذا قصد انسد مقصد رجلين. (2) في أ: دعاه. (3) في أ: خيثمة. (4) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 48. ومسلم 4/ 1927، في كتاب فضائل الصحابة باب 30 فضائل عبد اللَّه بن عباس حديث رقم 138- 2477، وأحمد في المسند 1/ 266، 314. والطبراني في الكبير 10 10/ 320، والطبراني في الصغير 1/ 197. والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 192، 193. (5) في أ: دعا لي. (6) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 58 المقدمة باب 11 في فضائل أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم حديث رقم 166، والطبراني في الكبير 10/ 293، 11/ 345- حلية الأولياء 1/ 315. (7) في أ: ثم مسح. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 وروى الزّبير بن بكّار، من طريق داود، عن عطاء، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر: دعا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لابن عباس، فقال: «اللَّهمّ بارك فيه وانشر منه» . وروى ابن سعد من طريق يسر بن سعيد، عن محمد بن أبيّ بن كعب، عن أبيه، أنه سمعه يقول- وكان عنده ابن عباس فقام: قال هذا يكون حبر هذه الأمة أوتي عقلا وجسما «1» . ودعا له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يفقه في الدين. وقال ابن سعد: حدثنا ابن نمير، عن زكريا بن عامر- هو الشعبي، قال: دخل العباس على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال له ابنه عبد اللَّه: لقد رأيت عنده رجلا. فقال: ذاك جبرائيل» . وقال الدّارميّ والحارث في مسنديهما جميعا: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم قلت لرجل من الأنصار: هلمّ فلنسأل أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فإنّهم اليوم كثير. قال [فقال] «3» : وا عجبا لك! أترى الناس يفتقرون «4» إليك؟ قال: فترك ذلك وأقبلت أسأل، فإن كان [ليبلغني الحديث] «5» عن رجل فآتي بابه وهو قائل، فأتوسّد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول اللَّه، ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: لا، أنا أحقّ أن آتيك، فأسأله عن الحديث. فعاش الرجل الأنصاريّ حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني. فقال: هذا الفتى كان أعقل مني. وقال محمد بن هارون الرّوياني في مسندة: حدثنا محمد بن زياد، حدثنا فضيل بن عياض، عن فائد، عن عبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع: كان ابن عباس يأتي أبا رافع فيقول: ما صنع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم كذا؟ ومع ابن عباس [من يكتب ما يقول] «6» . وأخرج البغويّ، من طريق محمد بن عمرو «7» عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، قال: وجدت «8» علم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عند هذا الحيّ من الأنصار، إن كنت «9» لأقيل بباب أحدهم، ولو شئت أن يؤذن عليه لأذن، لكن أبتغي بذلك طيب نفسه. وقال عبد الرّزّاق: أنبأنا «10» معمر، عن الزهري، قال: قال المهاجرون لعمر: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ قال: ذاكم فتى الكهول، له لسان سئول، وقلب عقول.   (1) في أ: وفيهما. (2) في أ: جبريل. (3) سقط في أ. (4) في أ: يبتدرون. (5) في أ: من قومي يحدث. (6) ليس في أ. (7) في أ: من طريق محمد بن عمرو. (8) في أ: وجدت عامة علم. (9) في أ: شئت. (10) في أ: أخبرنا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 125 وفي تاريخ يعقوب بن سفيان، من طريق يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، قال: قدم على عمر رجل فسأله عن الناس، فقال: قرأ منهم القرآن كذا وكذا. فقال ابن عباس: ما أحبّ أن [يسأل عن آي] «1» القرآن. قال: فزبرني عمر «2» ، فانطلقت إلى منزله، فقلت: ما أراني إلا قد سقطت من نفسه، فبينا أن كذلك إذ جاءني رجل فقال: أجب. فأخذ بيدي ثم خلا بي، فقال: ما كرهت مما قال الرجل؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إن كنت أسأت فأستغفر اللَّه. قال: لتحدثني. قلت: إنهم متى تنازعوا اختلفوا، ومتى اختلفوا اقتتلوا. فقال: للَّه أبوك! لقد كنت أكتمها الناس. وفي المجالسة من طريق المدائني، قال عليّ في ابن عباس [إنا لننظر] «3» إلى الغيث من ستر رقيق لعقله وفطنته. ومن طريق ابن المبارك، عن داود- وهو ابن أبي هند، عن الشعبي، قال: ركب زيد بن ثابت فأخذ ابن عباس بركابه، فقال: لا تفعل يا ابن عم رسول اللَّه. فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا. فقبّل زيد بن ثابت يده، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا. وأخرج يعقوب بن سفيان، عن سليمان بن حرب، عن جرير «4» بن حازم، عن أيوب- مثل ما أخرج أحمد، عن إسماعيل، عن أيوب، عن عكرمة- أنّ عليا حرق ناسا، فبلغ ابن عباس، فقال: لم أكن لأحرقهم ... الحديث. زاد سليمان: فبلغ عليّا قوله، فقال: ويح ابن أم الفضل، إنه لغوّاص. وقال أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم- هو أبو الضحى، عن مسروق، قال: قال عبد اللَّه- هو ابن مسعود. أما إن ابن عباس لو أدرك أسناننا «5» ما عاشره منا أحد. زاد جعفر بن عوف، عن الأعمش: وكان يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. أخرجهما البيهقي. وأخرجه، يعقوب بن سفيان، عن إسماعيل بن الخليل، عن علي بن مسهر، عن الأعمش كرواية أبي معاوية، وزاد: قال الأعمش «6» وسمعتهم يتحدثون عن عبد اللَّه، [قال] «7» : ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس.   (1) في أ: تسارعوا في. (2) سقط في أ. (3) في أ: إنه لينظر. (4) في أ: جبر. (5) في أ: أشيابنا. (6) في أ: الأعمش وشعبة. (7) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن سلمة بن كهيل، قال: قال عبد اللَّه: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. وفي تاريخ محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأبي زرعة الدمشقيّ جميعا، من طريق عمير «1» بن بشر الخثعميّ، عمن سأل ابن عمر عن شيء، فقال: سل ابن عباس، فإنه أعلم من بقي بما أنزل اللَّه على محمد. وأخرجه ابن أبي خيثمة من وجه آخر، عن ابن عمر، لكن فيه جابر الجعفي. وأخرج أبو نعيم من طريق حمزة بن أبي محمد، عن عبد اللَّه بن دينار- أنّ رجلا سأل ابن عمر عن قوله تعالى: كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما [الأنبياء: 30] فقال: اذهب إلى ذلك الشيخ فسله ثم تعال فأخبرني. فذهب إلى ابن عباس، فسأله، فقال: كانت السموات رتقاء لا تمطر، والأرض رتقاء لا تنبت، ففتق هذه بالمطر، وهذه بالنبات. فرجع الرجل فأخبر ابن عمر، فقال: لقد أوتي ابن عباس علما صدقا، هكذا، لقد كنت أقول ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن، فالآن «2» قد علمت أنه قد أوتي علما. وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن يحيى بن سعيد الأنصاري: لما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة: مات حبر هذه الأمة، ولعلّ اللَّه أن يجعل في ابن عباس خلفا. وقال عمرو بن حبشي «3» : سألت ابن عمر عن آية، فقال: انطلق إلى ابن عباس فاسأله، فإنه أعلم من بقي بما أنزل اللَّه تعالى على محمد. وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن شبيب، قال: قالت عائشة: هو أعلم الناس بالحج. وفي فوائد ابن المقرئ «4» ، من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة أنّ عمر كان يأخذ بقول ابن عباس في العضل، قال: وعمّر عمرا. وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة: سألت أبي عن ابن عباس، فقال: ما رأيت مثل ابن عباس قط. وفي معجم البغويّ، من طريق عبد الجبار بن الورد، عن عطاء: ما رأيت قط أكرم من   (1) في أ: محمد. (2) في أ: قال وقد علمت. (3) وحشي. (4) في أ: العربيّ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 127 مجلس ابن عباس أكثر فقها، وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلّهم من واد واسع. وعند ابن سعد من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاوس: رأيت سبعين من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا تدارءوا في أمر صاروا إلى قول ابن عباس. وعند البغويّ من وجه آخر، عن طاوس: أدركت خمسين أو سبعين من الصحابة إذا سئلوا عن شيء فخالفوا ابن عباس لا يقومون حتى يقولوا هو كما قلت، أو صدقت. وفي تاريخ عباس الدّوري، عن ابن معين، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح «1» : ما رأيت مثل ابن عباس قط، ولقد مات يوم مات، وإنه لحبر هذه الأمة. وأخرجه ابن سعد، عن أبي نعيم، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن سعيد بن عمرو، وأخرجه يعقوب بن سفيان، عن الحميدي، [كلهم] «2» عن سفيان. ومن طريق أبي أمامة «3» ، عن الأعمش، عن مجاهد: كان ابن عباس يسمّى البحر لكثرة علمه. وفي «الجعديات» عن شعبة بن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد: سألت البحر عن لحوم الحمر، وكان يسمى ابن عباس البحر ... الحديث. وأصله في البخاري. وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن ميمون بن مهران، قال: لو أتيت ابن عباس بصحيفة فيها ستون حديثا لرجعت ولم تسأله عنها، وسمعتها يسأله الناس فيكفونك. وفي «أمالي الصولي» ، من طريق شريك، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس، فإذا نطق قلت: أفصح النّاس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس. وقال يعقوب بن سفيان: حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: قرأ ابن عباس سورة النور فجعل يفسّرها، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت. وفي رواية أبي العباس السّراج، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش بهذا السند:   (1) في أ: أبي نجيح عن مجاهد. (2) سقط في أ. (3) في أ: أسامة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 خطب ابن عباس، وهو على الموسم، فجعل يقرأ ويفسّر، فجعلت أقول: لو سمعته فارس والروم لأسلمت. وزاد ابن أبي شيبة، من طريق عاصم، عن أبي وائل: سنة «1» قتل عثمان، وكان أمّره على الحج تلك السّنة. وزاد: قال أبو وائل: قال رجل: إني لأشتهي أن أقبّل رأسه- يعني من حلاوة كلامه. وقال سعيد بن منصور: حدثنا سفيان، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير: كنت أسمع الحديث من ابن عباس فلو يأذن لقبّلت رأسه. وعند الدارميّ وابن سعد بسند صحيح، عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد: كان ابن عباس إذا سئل فإن كان في القرآن أخبر به، فإن لم يكن وكان عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أخبر به، فإن لم يكن وكان عن أبي بكر وعمر أخبر به، فإن لم يكن قال برأيه. وفي رواية ابن سعد: اجتهد رأيه. وعند البيهقيّ من طريق كهمس بن الحسن، عن عبد اللَّه «2» بن بريدة، قال: شتم رجل ابن عباس، فقال: إنك لتشتمني وفيّ ثلاث: إني لأسمع بالحاكم من حكّام المسلمين يعدل في حكمه فأحبه، ولعلّي لا أقاضي إليه «3» أبدا، وإني لأسمع بالغيث يصيب البلاد «4» من بلدان المسلمين فأفرح به وما لي بها سائمة ولا راعية، وإني لآتي على آية من كتاب اللَّه تعالى فوددت «5» أن المسلمين كلهم يعلمون منها مثل ما أعلم. وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني ابن وهب، أخبرني ابن يونس، عن ابن شهاب، قال: سنة قتل عثمان حجّ بالناس عبد اللَّه بن عباس بأمر عثمان. وعن يحيى بن بكير، عن الليث: سنة خمس وثلاثين. وذكر خليفة أن عليّا ولّاه البصرة وكان على الميسرة يوم صفين، واستخلف أبا الأسود على الصلاة وزيادا على الخراج، وكان استكتبه فلم يزل ابن عباس على البصرة حتى قتل علي، فاستخلف على البصرة عبد اللَّه بن الحارث، ومضي إلى الحجاز. وأخرج الزّبير بسند له- أنّ ابن عبّاس كان يغشى الناس في رمضان وهو أمير البصرة، فما ينقضي الشهر حتى يفقّههم.   (1) في أ: به قتل عثمان. (2) في أ: عبيد اللَّه. (3) في أ: اللَّه. (4) في أ: البلدة. (5) في أ: لوددت. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 قال: وحدثني محمد بن سلام، قال: سعى ساع إلى ابن عباس برجل، فقال: إن شئت نظرنا. فإن كنت كاذبا عاقبناك، وإن كنت صادقا نفيناك «1» ، وإن شئت أقلتك: قال: هذه. وفي كتاب الجليس للمعافي من طريق ابن عائشة، عن أبيه: نظر الحطيئة إلى ابن عباس في مجلس عمر، وقد فرع بكلامه، فقال: من هذا الّذي نزل عن القوم بسنه، وعلاهم في قوله؟ قالوا: هذا ابن عباس، فأنشأ يقول: إنّي وجدت بيان المرء نافلة ... يهدي له ووجدت العيّ كالصّمم المرء يبلى ويبقى الكلم «2» سائرة ... وقد يلام الفتى يوما ولم يلم «3» [البسيط] وقال الزّبير بن بكّار: حدثت «4» عن عمرو بن دينار، قال: لما مات عبد اللَّه بن العباس قال» مات رباني هذه الأمة. وساق بسند له إلى موسى بن عقبة، عن مجاهد- أنّ ابن عباس مات بالطائف نصلّي عليه ابن الحنفية، فجاء طائر أبيض، فدخل في أكفانه، فما خرج منها، فلما سوّى عليه التراب قال ابن الحنفية: مات واللَّه اليوم حبر هذه الأمة. وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق عبد اللَّه بن يامين: أخبرني أني أنه لما مرّ بجنازة عبد اللَّه بن عباس جاء طائر أبيض يقال له الغرنوق، فدخل في النعش فلم ير بعد. وأخرج ابن سعد من طريق يعلى بن عطاء عن بجير بن عبد اللَّه، قال: لما خرج نعش ابن عباس جاء طائر أبيض عظيم من قبل وجّ حتى خالط أكفانه فلم يدر أين ذهب، فكانوا يرون أنه علمه. وروينا في جزء الحسن بن عرفة: حدثنا مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، قال: مات ابن عباس بالطائف، فشهدت جنازته، فجاء طائر أبيض لم ير على خلقته، فدخل في نعشه ولم ير خارجا منه، فلما دفن تليت هذه الآية: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ ... إلى آخر السورة [الفجر: 27، 28] .   (1) في أ: مقتناك. (2) في أ: العلم. (3) تنظر الأبيات في الاستيعاب ت (1606) . (4) في أ: حدثني. (5) في أ: قال محمد بن علي بن الحنفية. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 وفي وفاته أقوال: سنة خمس وستين. وقيل سبع. وقيل ثمان، وهو الصحيح في قول الجمهور. وقال المدائنيّ، عن حفص بن ميمون، عن أبيه: توفي عبد اللَّه بن عباس بالطائف، فجاء طائر أبيض فدخل بين النعش والسرير، فلما وضع في قبره سمعنا تاليا يتلو: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ... الآية. [الفجر: 27] . [واتفقوا على أنه مات بالطائف سنة ثمان وستين] «1» . واختلفوا في سنّه، فقيل ابن إحدى وسبعين. وقيل ابن اثنتين. وقيل ابن أربع. والأوّل هو القويّ. 4800 ز- عبد اللَّه بن عباس بن علقمة: ذكر الزّبير بن بكّار له قصّة مع معاوية في ترجمة عثمان بن الحويرث قد يؤخذ منها أن له صحبة. 4801- عبد اللَّه بن عبد الأسد «2» بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي. من السّابقين الأولين إلى الإسلام. قال ابن إسحاق: أسلم بعد [عشرة أنفس] «3» ، وكان أخا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة كما ثبت في الصحيحين، وتزوّج أمّ سلمة، ثم صارت بعده إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان ابن عمة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: أمه برة بنت عبد المطلب، وهو مشهور بكنيته أكثر من اسمه، ومات بالمدينة بعد أن رجعوا من بدر، كذا قال ابن مندة. وقال ابن إسحاق: بعد أحد. وهو الصحيح. وروى ابن أبي عاصم في الأوائل من حديث ابن عباس: أول من يعطى كتابه بيمينه أبو سلمة بن عبد الأسد، وأول من يعطى كتابه بشماله أخوه سفيان بن عبد الأسد. وقال أبو نعيم: كان أول من هاجر إلى المدينة: زاد ابن مندة: وإلى الحبشة. وذكره موسى بن عقبة وغيره من أصحاب المغازي فيمن هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وفيمن شهد بدرا. وأخرج البغويّ بسند صحيح إلى قبيصة بن ذؤيب أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتى أبا سلمة يعوده وهو   (1) سقط في أ. (2) الاستيعاب ت (1607) ، أسد الغابة ت (3038) . (3) بدل ما بالقوس في أ: عبد القيس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 ابن عمته، وأول من هاجر بظعينته إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة. وأخرج البغويّ، من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت: حدثني ابن أم سلمة أنّ أبا سلمة جاء إلى أم سلمة فقال: سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا أحبّ إليّ من كذا وكذا، سمعته يقول: «لا يصيب أحدا مصيبة فيسترجع عند اللَّه «1» ، ثمّ يقول: اللَّهمّ عندك احتسبت مصيبتي هذه، اللَّهمّ اخلفني فيها إلّا أعطاه اللَّه» «2» . قالت أمّ سلمة: فلما أصيب أبو سلمة قلت- ولم تطب نفسي أن أقول: اللَّهمّ اخلفني منها، ثم قلت: من خير من أبي سلمة! أليس؟ أليس؟ ثم قلت ذلك. فلما انقضت عدّتها أرسل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فتزوجته. وأخرجه التّرمذيّ والنّسائيّ وابن ماجة، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، عن أبي سلمة، قال التّرمذيّ: حسن غريب، ولفظه: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، اللَّهمّ عندك احتسبت مصيبتي ... » «3» الحديث. ولم يذكر ما في آخره. وفي رواية النسائي- وهي عند أبي داود والبغويّ، عن حماد، عن ثابت [عن أبي بكر بن أبي سلمة] «4» ، عن أبيه، عن أمّ سلمة، وليس فيه عن أبي سلمة. وأخرجه ابن ماجة، من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحيّ، عن أبيه، عن عمر «5» بن أبي سلمة، عن أم سلمة، عن أبي سلمة ... فذكر نحو الأول. وفيه: فلما توفي أبو سلمة ذكرت الّذي كان حدثني، فقلت فلما أردت أن أقول اللَّهمّ عضني «6» خيرا منها- قلت في نفسي: أعاض خيرا من أبي سلمة؟ ثم قلتها: فعاضني اللَّه محمدا صلى اللَّه عليه وسلّم. قال البغويّ: قال أبو بكر بن زنجويه: توفي أبو سلمة في سنة أربع من الهجرة بعد منصرفه من أحد، انتقض به جرح كان أصابه بأحد، فمات منه، فشهده رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم.   (1) في أ: ذلك. (2) أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 227. (3) أخرجه الترمذي 5/ 498 في كتاب الدعوات باب 84 حديث رقم 3511. وقال الترمذي هذا حديث غريب من هذا الوجه. وابن ماجة 1/ 510، في كتاب الجنائز باب 55 ما جاء في الصبر على المصيبة حديث رقم 1598، 1599. والحاكم في المستدرك 4/ 16، عن أم سلمة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأخرجه الدارميّ في السنن 1/ 40، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6631. وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 71 عن عمر بن أبي سلمة. (4) بدل ما بداخل القوسين في أ: عن ابن كريب ابن ثعلبة. (5) في أ: محمد. (6) في أ: أعقبتني الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 وكذا قال ابن سعد: إنه شهد بدرا وأحدا فجرح بها، ثم بعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على سرية إلى بني أسد في صفر سنة أربع ثم رجع، فانتقض جرحه، فمات في جمادى الآخرة. وبهذا قال الجمهور، كابن أبي خيثمة، ويعقوب بن سفيان، وابن البرقي، والطبري، [وآخرون] «1» وأرّخه ابن عبد البرّ في جمادى الآخرة سنة ثلاث. والرّاجح الأول. 4802- عبد اللَّه بن عبد اللَّه «2» : بن أبي بن مالك بن الحارث بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. وهو ابن أبي ابن سلول، وكانت سلول امرأة من خزاعة، وكان أبوه رأس المنافقين، وكان اسم هذا الحباب- بضم المهملة والموحدتين- وبه يكنى أبوه، فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه. وشهد عبد اللَّه هذا بدرا وأحدا والمشاهد. قال ابن أبي حاتم: له صحبة. روت عنه عائشة، وذكره ابن شهاب وعروة وغيرهما فيمن شهد بدرا. وقال ابن حبّان: لم يشهدها. ويقال: إنه استأذن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في قتل أبيه، فقال: «بل أحسن صحبته» . وروى ذلك ابن مندة من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بهذا. وفيه قصة. وروى الطّبرانيّ من طريق عروة، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبيّ أنه استأذن ... نحوه، فقال: «لا تقتل أباك» «3» . وفي الصّحيحين والترمذي عن ابن عمر: لما مات عبد اللَّه بن أبيّ جاء ابنه عبد اللَّه بن عبد اللَّه إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: أعطني قميصك أكفّنه فيه ... الحديث. وروى أبو نعيم، وابن السكن، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (3039) ، الاستيعاب ت (1608) ، الثقات 3/ 244، تاريخ الإسلام 3/ 48، تجريد أسماء الصحابة 1/ 321، سير أعلام النبلاء 1/ 321، الاستبصار 184، الطبقات الكبرى 2/ 65. (3) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 588. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6627. وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 224. والهيثمي في الزوائد 9/ 321، عن عبد اللَّه بن أبي إنه استأذن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يقتل أباه. قال لا تقتل أباك. قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن عروة بن الزبير لم يدرك عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبيّ أنه ندرت ثنيته فأمره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يتخذ أنفا من ذهب، وهذا المراد بقول ابن أبي حاتم. روت عنه عائشة، لكن أخرجه البغويّ من طريق أخرى عن هشام بن عروة يقال فيه: إن عبد اللَّه أصيبت أنفه ... لم يذكر فيه عائشة. ووهم ابن مندة فقال: أصيبت أنفه. وذكره ابن عبد البرّ فيمن كتب للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. واستشهد عبد اللَّه باليمامة في قتال الردّة سنة اثنتي عشرة. 4803- عبد اللَّه بن عبد اللَّه «1» بن أبي أمية المخزومي. تقدّم نسبه في ترجمة أبيه. قال أبو حاتم: له صحبة. وقال الطّبريّ: أسلم عبد اللَّه «2» مع أبيه. وقال ابن حبّان: قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وله ثمان سنين. وقال الواقديّ: حفظ عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم أعاده ابن حبان في التابعين، وفيهم ذكره البخاري، وذكر له رواية عن عمر، من رواية سليمان بن يسار عنه وعن أم سلمة من رواية محمد بن ثوبان عنه. [وقال الطّبريّ: أسلم عبد اللَّه مع أبيه] «3» ، وذكره في الصّحابة الباوردي، وابن زبر، وابن قانع وغيرهما. وروى أحمد من طريق ابن إسحاق: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي أمية- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يصلّي في ثوب واحد متوشحا به ما عليه غيره. وأخرجه أيضا هو والطبراني من طريق أبي الزناد، عن عروة، أخبرني عبد اللَّه بن أبي أمية: فيحتمل أن يكون نسب إلى جده. وإلّا فعبد اللَّه بن أبي أمية لم يدركه عروة، لأنه استشهد بالطائف. وقد اختلف فيه على هشام، ففي الصحيح عنه عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة، ورجّح هذه أبو حاتم، وأبو زرعة، وأن رواية ابن إسحاق وهم. وقال ابن عبد البرّ: قال مسلم: روى عروة عن عبد اللَّه بن أبي أمية، فذكر هذا   (1) أسد الغابة ت (3041) ، الاستيعاب ت (1610) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 321، ذيل الكاشف 778، الجرح والتعديل 5/ 89، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، 501، التاريخ الكبير 3/ 159، الطبقات 234، الطبقات الكبرى 3/ 116، تعجيل المنفعة 225. (2) في أ: أسلم عبد اللَّه مع أبيه. (3) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 134 الحديث، قال: وذلك غلط، إنما روى عروة عن عبد اللَّه بن أبي أمية. انتهى. وقال ابن فتحون: نسبة مسلم إلى الغلط في هذه لا تتّجه مع وجود الرواية بذلك. قلت: قد ذكرت في ترجمة عبد اللَّه بن أبي أمية ما يحتمل أن يكون لأم سلمة أخوان كل منهما اسمه عبد اللَّه. فاللَّه أعلم. 4804- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثابت بن قيس الأنصاري «1» . في ترجمة عبد اللَّه بن ثابت. 4805- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن سراقة: يأتي في القسم الأخير «2» . 4806- عبد اللَّه بن عبد اللَّه: بن عتبان الأموي الأنصاري «3» . ذكره أبو الشّيخ في تاريخه، قال: وقال أهل التاريخ: كان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو الّذي كتب الصلح بينهم وبين أهل حي. وذكر عن محمد بن عاصم بإسناده قصة إمرته «4» وقدومه أصبهان. قلت: وله ذكر في الردة لسيف بن عمر، قال: وكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص أن سرّح عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبان إلى أهل نصّيبين. وكان شجاعا بطلا من أشراف الصّحابة ووجوه الأنصار وحليفا لبني الحبلى «5» من الأنصار. وقد استخلفه سعد لما رحل إلى عمر، فلما عزل عمر سعدا أقرّ عبد اللَّه على عمله، ثم ولّى عوضه زياد بن حنظلة، فاستعفى، فولى عمار بن ياسر، وعقد عمر لعبد اللَّه بن عبد اللَّه على أصبهان فدخلها وعلى مقدمته عبد اللَّه بن ورقاء الرياحي، فقتل مقدم الفرس، ثم صالحهم. وسيأتي عبد اللَّه بن عتبان. وكأنه والد هذا. فاللَّه أعلم. 4807- عبد اللَّه بن عبد اللَّه: بن عثمان بن عامر «6» . هو ابن أبي بكر الصديق. تقدّم في ابن أبي بكر. 4808- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن مالك:   (1) أسد الغابة ت (3042) . (2) في أ: الثاني. (3) أسد الغابة ت (3043) . (4) في أ: امرأته. (5) في أ: وخليفا لبني الجبل. (6) أسد الغابة ت (3044) ، الثقات 3/ 210، تجريد أسماء الصحابة 1/ 321، الجرح والتعديل 5/ 92. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 ذكره أبو الفتح الأزدي في كتاب من وافق اسمه اسم أبيه، وقال: له صحبة. وقد تقدّم عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي بن مالك، فلعل اسم جده سقط ذكره. وغاير بينهما ابن حبّان في الصحابة. 4809- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن هلال «1» : يأتي قريبا. 4810- عبد اللَّه بن عبد اللَّه: هو الأعشى المازني «2» . تقدم في ابن الأعور. 4811 ز- عبد اللَّه بن عبد الخالق: يأتي في عبيد اللَّه- مصغرا. 4812 ز- عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري «3» :. ذكره الطّبري والباوردي وأبو يعلى في الصّحابة. وأوردوا له من طريق الخطاب بن سعيد، عن سليمان بن محمد بن إبراهيم الأنصاري، عنه- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «خير المال النّخل ... » الحديث. 4813 ز- عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري:. ما أدري هو شيخ سليمان أو غيره؟ روى حديثه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني المشهور الضّعف، عن إبراهيم بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرّحمن الأنصاري. عن أبيه عن جدّه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «المطعون شهيد [وصاحب الهدم شهيد] «4» ... » الحديث. ذكره إسحاق بن إبراهيم، وروى شاذان في فوائده عن سعد بن الصّلت، عن ابن أبي يحيى، والنّسخة عند أبي عبد اللَّه بن مندة مرويّة لنا من طريقه بعلوّ إليه، عن محمد «5» عن إسحاق، ولم يذكره في معرفة الصّحابة، ولا استدركه أبو موسى. وذكره شيخ شيوخنا صلاح الدين العلائي في الوشي، ولم يذكر لإبراهيم ترجمة ولا لأبيه ولا لجدّه هذا.   (1) الاستيعاب ت (1611) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 322، الجرح والتعديل 5/ 102. (2) الاستيعاب ت (1609) . (3) أسد الغابة ت (3047) ، الثقات 3/ 244، تجريد أسماء الصحابة 1/ 321، الكاشف 2/ 105، تهذيب التهذيب 5/ 300، الاستبصار 84، 231، الجرح والتعديل 5/ 94، بقي بن مخلد 795، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، التاريخ الكبير 3/ 131، تهذيب الكمال 2/ 705، تقريب التهذيب 1/ 429، خلاصة تذهيب 2/ 75، الطبقات الكبرى 5/ 308- 8/ 75، 77، 467. (4) سقط في أ. (5) في أ: عبد محمد بن عمر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 4814 ز- عبد اللَّه بن عبد الرحمن: أبو رويحة الخثعميّ «1» . مشهور بكنيته. يأتي. 4815 ز- عبد اللَّه بن عبد الرحمن: هو [المخشي بن حمير] «2» يأتي بيان ذلك في حرف الميم. 4816 ز- عبد اللَّه بن عبد العزّى السّلمي: أبو سخبرة «3» . يأتي في الكنى. 4817 ز- عبد اللَّه بن عبد الغافر: وقيل عبيد بن عبد الغافر. مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى أبو موسى، من طريق علي بن محمد المنجوراني «4» ، عن حماد، عن ثابت، عن عبد اللَّه بن عبد الغافر- وكان مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا» «5» ... الحديث. وفي إسناده محمد بن علي الحناحاني، ذكره الحاكم، فقال: أكثر أحاديثه مناكير، وأخرجه ابن مندة من غير طريقة مختصرا لكنه قال: عبيد بن عبد الغافر. 4818- عبد اللَّه بن عبد المدان» : واسمه عمرو بن الديّان، واسمه يزيد بن قطن بن الحارث بن مالك بن ربيعة «7» بن كعب بن الحارث الحارثي. قال ابن حبّان: له صحبة، وقال ابن سعد والطبري: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن الكلبيّ: كان اسمه عبد الحجر، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن الكلبي: كان اسمه عبد الحجر، فغيّره النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر وثيمة أنه قام في قومه بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فنهاهم عن الردة، ويقال: إنه عاش إلى خلافة علي فقتله بسر بن أبي أرطاة لما غزا اليمن من قبل معاوية.   (1) أسد الغابة ت (3048) ، الاستيعاب ت (1613) . (2) في أ: مخشي بن ضمير. (3) أسد الغابة ت (3051) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 302، روضات الجنان 1/ 199. (4) في أ: النجوري. (5) قال الهيثمي في الزوائد 7/ 205 رواه الطبراني وفيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح وأخرجه الطبراني في الكبير 2/ 93، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 53، وعزاه إلى الطبراني وأبو نعيم في الحلية والخطيب، وابن عساكر في تاريخه 1/ 30، 93، 4/ 114. (6) الثقات 3/ 245، تجريد أسماء الصحابة 1/ 322، الأعلام 4/ 100، الطبقات الكبرى 1/ 399، طبقات فقهاء اليمن 49، أسد الغابة ت (3050) ، الاستيعاب ت (1614) . (7) في أ: سعد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 وذكره المرزبانيّ، وقال: كان هو وابنه مالك بن عبد اللَّه صديقين لعبد اللَّه بن جعفر، وكان عبيد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب [لما صاهر] «1» عبد اللَّه على ابنته واستعانة «2» على اليمن لما أمّره عليّ عليها، ولما بلغه مسير بشر بن أبي أرطاة من قبل معاوية إلى اليمن خرج عنها عبيد اللَّه، واستخلف صهره هذا، فقدم بشر، فقتل عبد اللَّه وابنه مالكا وولدي عبد اللَّه ابن العباس ابن أخت مالك، فلما بلغ ذلك عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب قال يرثيهم «3» من أبيات يقول «4» فيها: ولولا أن تعنّفني قريش ... بكيت على بني عبد المدان فإنّهم أشدّ النّاس فجعا ... وكلّهم لبيت المجد باني لهم أبوان قد علمت يمان ... على آبائهم «5» متقدّمان [الوافر] وكذا ذكر ابن الكلبيّ أن بشرا قتل مالكا وأباه عبد اللَّه. 4819 ز- عبد اللَّه بن عبد المدان: أخو الّذي قبله، وكان الأكبر. فرق بينهما ابن الكلبي وقال في هذا: كان شاعرا رئيسا. وسيأتي له ذكر في قيس بن الحصين. 4820- عبد اللَّه بن عبد الملك الغفاريّ «6» : هو آبي اللحم. تقدم. وسمّى المرزبانيّ والده عبد ملك بفتح الميم وسكون اللام ليس أوله ألف ولام. وقد تقدّمت الإشارة إليه في حرف الهمزة. وقال المرزبانيّ: كان شاعرا جاهليا، فكأنه لم يستحضر أنّ له صحبة، وإلا لكان يقول: إنه مخضرم كعادته فيمن أدرك الجاهلية والإسلام من الشعراء. 4821- عبد اللَّه بن عبد مناف: بن النعمان بن سنان بن عبيد «7» بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، أبو يحيى.   (1) في أ: صهر. (2) في أ: استنابة. (3) في أ: يرثيهما. (4) في أ: تذكرة. (5) في أ: إمامهم. (6) أسد الغابة ت (3052) ، الاستيعاب ت (1615) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 322، الأعلام 4/ 100، الطبقات 32، 34، الطبقات الكبرى 5/ 234، 282، الوافي بالوفيات، 17/ 100. (7) أسد الغابة ت (3053) الاستيعاب ت (1616) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 ذكره عروة وابن شهاب وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وأحدا. 4822 ز - عبد اللَّه بن عبد نهم بن عفيف «1» بن سحيم بن عدي بن ثعلبة بن سعد المزني. يقال: كان اسمه عبد العزّى فغيره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وهو عم عبد اللَّه بن مغفّل بن عبد نهم المزني. وقال ابن حبّان: له صحبة، وقال ابن إسحاق: حدّثني محمد بن إبراهيم التيمي، قال: كان عبد اللَّه رجلا من مزينة، وهو ذو البجادين، يتيما في حجر عمه، وكان محسنا له، فبلغ عمه أنه أسلم فنزع منه كلّ شيء أعطاه، حتى جرّده من ثوبه، فأتى أمّه، فقطعت له بجادا لها باثنتين، فاتّزر نصفا وارتدى نصفا، ثم أصبح، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أنت عبد اللَّه ذو البجادين» [فالتزم بابي، فالتزم] «2» بابه، وكان يرفع صوته بالذكر، فقال عمر: أمراء هو؟ «بل هو أحد الأوّاهين» . قال التّيميّ: وكان ابن مسعود يحدّث قال: قمت في جوف الليل في غزوة تبوك، فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر، فاتبعتها، فإذا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبو بكر وعمر، وإذا عبد اللَّه ذو البجادين قد مات، فإذا هم قد حفروا له ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في حفرته، فلما دفناه «3» قال: «اللَّهمّ إنّي أمسيت عنه راضيا فارض عنه» . رواه البغويّ بطوله من هذا الوجه، ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا، وهو كذلك في السيرة النبويّة. وأخرجه ابن مندة من طريق سعد بن الصلت، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال .... فذكره. ومن طريق كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده نحوه. وأخرج أحمد وجعفر بن محمد الفريابي في كتاب الذكر، من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباح، عن عقبة بن عامر- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لرجل يقال له ذو البجادين: «إنّه أوّاه» ، وذلك أنه كان يكثر ذكر اللَّه بالقرآن والدعاء، ويرفع صوته. وروى عمر بن شبّة، من طريق عبد العزيز بن عمران قال: لم ينزل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في   (1) الاستيعاب ت (1710) ، الثقات 3/ 232، الأعلام 4/ 101. (2) في أ: فالزم بابه فلزم. (3) في أ: ولياه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 قبر أحد إلا خمسة، منهم عبد اللَّه المزني ذو البجادين، قال: وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم لما هاجر وعرت عليه الطريق فأبصره ذو البجادين، فقال لأبيه: دعني أدلّه على الطريق فأبى ونزع ثيابه عنه وتركه عريانا، فاتخذ بجادا من شعر وطرحه على عورته، ثم لحقهم، فأخذ بزمام ناقة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأنشأ يرتجز: هذا أبو القاسم فاستقيمي ... تعرّضي مدارجا وسومي تعرّض الجوزاء في النّجوم [الرجز] 4823- عبد اللَّه بن عبد «1» بن هلال الأنصاري «2» . من أهل قباء. قال ابن أبي حاتم: روى عنه مولاه بشر «3» . قال أبو نعيم: يقال : عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن هلال. وقال ابن حبّان: عبد اللَّه بن عبد هلال له صحبة. وقال البغوي والباوردي: عبد اللَّه بن هلال. وروى الطّبرانيّ من طريق زيد بن الحباب، عن بشير بن عمران: حدّثني مولاي عبد اللَّه بن عبد هلال، قال: ما أنسى حين ذهب بي أبي إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه له وبارك عليه. قال: فما أنسى برد يد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم على يافوخي، قال: فكان يقوم اللّيل ويصوم النّهار، وهو أبيض الرأس واللحية. تفرّد زيد بن الحباب بالرواية عن بشير بن عمران. ووقع في نسخة من الطّبراني بشير ابن مروان، وهو وهم. 4824- عبد اللَّه بن عبد «4» : ويقال ابن عابد «5» . ويقال عبد بن عبد الثّمالي، أبو الحجاج. وثمالة بطن من الأزد. نزل حمص. ذكره ابن سميع في الطّبقة الثانية. وقال أبو زرعة الدمشقيّ، وابن السّكن: له صحبة. وقال ابن السّكن: معروف بكنيته. وقال ابن حبان: يقال له صحبة. وروى ابن مندة من طريق عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي، عن عبد اللَّه بن عبد الثمالي- أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لو خلفت لبررت إنّه لا يدخل الجنّة قبل الأوّل من أمّتي إلّا إبراهيم وإسماعيل ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى ابن مريم» «6»   (1) في أ: بن عبيد. (2) أسد الغابة ت (3054) . (3) في أ: مولاه بشير. (4) أسد الغابة ت (3055) . (5) في أ: ويقال ابن عائذ. (6) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 140. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 140 قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قال إسماعيل بن عيّاش: في حديثه عبد اللَّه بن عابد «1» . قلت: وكذا قال ابن حبّان، قال: وقال أبو اليمان، عبد اللَّه بن عبيد، وهو الصّواب. وذكره ابن أبي حاتم في الموضعين، وهما واحد. 4825- عبد اللَّه بن عبس: الأنصاري الخزرجي «2» ويقال ابن عبيس بالتصغير. قال الزّهريّ: شهد بدرا، وكذا قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق. 4826 ز- عبد اللَّه بن الأقمر «3» بن عبيد: ويقال ابن عامر بن حذيفة بن غانم، هو عبد اللَّه بن أبي الجهم. قال الزّبير بن بكّار: أمه أم كلثوم بنت جرول والدة عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب. وأسلم عبد اللَّه يوم الفتح مع أبيه، واستشهد بأجنادين بالشام، كذا ذكره ابن سعد والبغوي. 4827 ز- عبد اللَّه بن عبيد بن عدي: يأتي في عبد اللَّه بن عمير. 4828 ز - عبد اللَّه بن عتبان الأنصاري «4» : من بني أسد بن خزيمة حليف بني الحبلى من الأنصار. ذكره موسى ابن عقبة فيمن استشهد باليمامة. 4829- عبد اللَّه بن عتبان الأنصاري: ذكره البغويّ وابن قانع، وأوردا من طريق المطلب بن عبد اللَّه عن ابن عتبان، قال: قلت: يا رسول اللَّه: إني كنت مع أهلي، فلما سمعت صوتك أعجلت فاغتسلت فقال: «إنّما الماء من الماء» «5» أورده أبو موسى من طريقه وقال: قيل كان صاحب هذه القصة عتبان. قلت: هو في مسند أحمد في ترجمة عتبان، إلا أن في إسناده عن عتبان أو ابن عتبان.   (1) في أ: عبد اللَّه بن عائذ. (2) أسد الغابة ت (3056) ، الاستيعاب ت (1618) . (3) في أعبد اللَّه بن عبيد اللَّه. (4) أسد الغابة ت (3059) . (5) أخرجه مسلم 1/ 269، كتاب الحيض باب (21) إنما الماء من الماء. حديث رقم 80/ 343، 81/ 343. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 233، وأحمد في المسند 3/ 47، والطبراني في الكبير 4/ 317، وابن حجر في تلخيص الحبير 1/ 134، 135. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 وقد أخرجه البغويّ وابن قانع عن عبد اللَّه بن حنبل بإسناده، فأسقطا قوله: عتبان، وسمّياه عبد اللَّه. فاللَّه أعلم. قال البغويّ: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث. 4830- عبد اللَّه بن عتبة الذّكواني «1» : أبو قيس. قال ابن حبّان: عبد اللَّه بن عتبة الأنصاري له صحبة. وروى ابن أبي خيثمة والبغويّ وابن شاهين من طريق سالم بن عبد اللَّه، قال: خرجنا مع عبد اللَّه بن عتبة، وهو من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إلى أرض له برئم، وريم من قريب ثلاثين ميلا من المدينة فقصّ. ووقع للبغويّ أنه عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، فإن كان محفوظا فالحديث لغير صاحب الترجمة. 4831- عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود الهذلي «2» ، ابن أخي عبد اللَّه بن مسعود، أبو عبد الرحمن، ويقال أبو عبيد اللَّه- بالتصغير.   (1) أسد الغابة ت (3060) ، الاستيعاب ت (1620) ، الثقات 3/ 237، الرياض المستطابة 185، الجرح والتعديل 5/ 124، 569، التحفة اللطيفة 2/ 35، 356، تجريد أسماء الصحابة 1/ 323، الكاشف 2/ 107، تقريب التهذيب 1/ 432، تهذيب التهذيب 5/ 311، 312، الأعلمي 21/ 212، التاريخ الصغير 1/ 68، 212، 213، 225، التاريخ الكبير 5/ 157، خلاصة التذهيب 2/ 77، تهذيب الكمال 2/ 77، 708، الوافي بالوفيات 17/ 305، شذرات الذهب 1/ 82، 86، العبر 1/ 85- 116، الطبقات الكبرى 3/ 316، الطبقات 141، 143، 236، تاريخ الثقات 5/ 17، الجمع بين رجال الصحيحين 935، تراجم الأحبار 2/ 296، التمهيد 2/ 117، جامع التحصيل 261، المشتبه 482، المعرفة والتاريخ 3/ 111، معرفة الثقات 930، 970، السابق واللاحق 117، مشاهير علماء الأمصار 765. بقي بن مخلد 867. (2) طبقات ابن سعد 5/ 85، المحبر 378، طبقات خليفة 141، تاريخ خليفة 269، العلل لأحمد 2/ 6، التاريخ الكبير 5/ 157، التاريخ الصغير 1/ 68، تاريخ الثقات للعجلي 268، الثقات لابن حبان 5/ 17، مشاهير علماء الأمصار رقم 765، المعرفة والتاريخ 2/ 618، المعارف 250، البيان والتبيين 3/ 146، أنساب الأشراف 5/ 229، الجرح والتعديل 5/ 124، السابق واللاحق 117، مروج الذهب 1578، العقد الفريد 5/ 167، البدء والتاريخ 6/ 39، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 256، الكامل في التاريخ 4/ 288، الكاشف 2/ 96، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 278، تهذيب الكمال 15/ 269، تحفة الأشراف 5/ 282، العبر 1/ 85، تجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3405، جامع التحصيل رقم 382، مرآة الجنان 1/ 156، الوافي بالوفيات 17/ 305، تهذيب التهذيب 5/ 311، تقريب التهذيب 1/ 432، خلاصة تذهيب التهذيب 206، شذرات الذهب 1/ 86، التذكرة الحمدونية 1/ 179، تاريخ الإسلام 2/ 254، أسد الغابة ت (3061) ، الاستيعاب ت (1621) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 كان صغيرا على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، [وقد حفظ عنه يسيرا. قال أبو عمر: ذكره العقيلي في الصحابة، وغلط، إنما هو تابعي. قلت: المعروف أن أباه مات في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكره ابن البرقيّ فيمن أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم] ، ولم يثبت عنه رواية، ولم يزد البخاري في ترجمته على قوله: سمع عمر. يروي عنه حميد بن عبد الرحمن. وذكره ابن سعد فيمن ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم روى بسند صحيح إلى الزهري أنّ عمر استعمله على السوق. انتهى. ولهذا ذكرته في هذا القسم، لأن عمر لا يستعمل صغيرا، لأنه مات بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بثلاث عشرة سنة وتسعة أشهر، فأقلّ ما يكون عبد اللَّه أدرك من حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ستّ سنين، فكأن هذا عمدة العقيلي في ذكره في الصّحابة، وقد اتفقوا على ثقته. وروى عن عمه وعمر وعمار وغيرهم. روى عنه ابناه: عبيد اللَّه وهو الفقيه المشهور، وعوف والشّعبي، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن سيرين، وآخرون. وقال ابن سعد: كان رفيعا، أي رفيع القدر، كثير الحديث والفتيا فقيها. وقال ابن حبّان في «الثّقات» : كان يؤمّ الناس بالكوفة. ومات في ولاية بشر بن مروان على العراق سنة أربع وسبعين. وقيل سنة ثلاث. 4832 ز- عبد اللَّه بن عتبة الأنصاري:. أحد من توجّه إلى قتل ابن أبي الحقيق. وقع ذلك في حديث البراء عند البخاريّ. وسيأتي في عبد اللَّه بن عتيك. 4833 ز- عبد اللَّه بن عتيق بن عثمان: وهو عبد اللَّه بن أبي بكر الصديق. تقدم قريبا. 4834- عبد اللَّه بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مريّ «1» بن كعب بن غنم بن سلمة بن الخزرج الأنصاري. كذا نسبه ابن الكلبيّ، وخليفة، وابن حبيب، وهو أخو جبر بن عتيك. وأما ابن إسحاق فيما ذكره البخاريّ عن سلمة، عنه، وتبعه ابن مندة، فقال: هو أخو جابر بن عتيك، وتبعه أبو نعيم.   (1) أسد الغابة ت (3062) ، الاستيعاب ت (1623) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 قيل: وفيه نظر، لأن جابرا هو ابن عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية، من الأوس، لكن قال البخاريّ في التّاريخ: عن عبد اللَّه بن عتيك من بني مالك بن معاوية بن عوف. قال أبو عمر: لا يختلفون أنه شهد أحدا وما بعدها. وأظنه شهد بدرا. وزعم ابن أبي داود أن جابرا وجبرا أخوان، وأنّ عبد اللَّه استشهد باليمامة. وأما ابن الكلبيّ فقال: شهد صفّين. وروى أحمد، والبخاريّ في التّاريخ، وابن أبي خيثمة، وابن شاهين، والطّبرانيّ، من طريق ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عبد اللَّه بن عتيك، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من خرج مجاهدا في سبيل اللَّه فخرّ عن دابّته فمات فقد وقع أجره على اللَّه» «1» . وروى الحسن بن سفيان، من طريق الزّبيدي، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن عبد اللَّه بن عتيك- أنج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حين بعثه وأصحابه لقتل ابن أبي الحقيق نهى عن قتل النساء والصبيان، قال ابن أبي حاتم: تفرد به الزبيدي. وأما ابن عيينة فقال: عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن عمه. وقال يونس وابن مجمع: عن أبيه. وروى ابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن عبد اللَّه بن عتيك، قال: قدمنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فيمن قتل ابن أبي الحقيق وهو على المنبر، فلما رآنا قال: أفلحت الوجوه. وروى البخاريّ، من طريق أبي إسحاق، عن البراء، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم رجالا من الأنصار إلى أبي رافع، وأمّر عليهم عبد اللَّه بن عتيك ... فذكر القصة. ورواه من وجه آخر، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أبي رافع عبد اللَّه بن عتيك، وعبد اللَّه بن عتبة في ناس معهم ... فذكر القصة قال البغويّ: بلغني أنّ عبد اللَّه بن عتيك قتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة. 4835- عبد اللَّه بن عثمان بن عامر «2» بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن   (1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 294. (2) أسد الغابة ت (3066) ، الرياض المستطابة 140، الجرح والتعديل 5/ 111، التحفة اللطيفة 2/ 358، 378 أصحاب بدر 41، المحن 48، 50، 53، 54، 64، 67، 82، 100، 108، 115، 141، 151، 212، 256، 280، 297، 309، 359، 360، 381، 445، تجريد أسماء الصحابة 1/ 323، تقريب التهذيب 1/ 432، تهذيب التهذيب 5/ 315، تاريخ الإسلام 2/ 97، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 714، خلاصة التذهيب 2/ 78، تهذيب الكمال 2/ 709، الدر المكنون 70، طبقات فقهاء اليمن 11، 20، 30، 31، 34، 37، الأعلام 4/ 102، الرياض النضرة 1/ 61: 234، المنح 361، 370، 440، 495، 505، 533، الكاشف 2/ 108، صفة الصفوة 1/ 235: 263، الوافي بالوفيات 17/ 305، غاية النهاية 1/ 431، تذكرة الحفاظ 1/ 2، الطبقات الكبرى 3/ 54، 170، 243، 5/ 187، 2500- 8/ 240، التعديل والتجريح 767، الجمع بين رجال الصحيحين 875، معرفة الثقات 93، تنقيح المقال 6951، الصمت وآداب اللسان (فهرس) 667. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 كعب بن لؤيّ القرشي التميمي، أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، خليفة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. أمّه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر ابنة عم أبيه. ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر. أخرج ابن البرقيّ من حديث عائشة: تذاكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبو بكر ميلادهما عندي، فكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أكبر. وصحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قبل البعثة، وسبق إلى الإيمان به، واستمرّ معه طول إقامته بمكة، ورافقه في الهجرة، وفي الغار، وفي المشاهد كلها إلى أن مات، وكانت الراية معه يوم تبوك، وحجّ [في الناس] «1» في حياة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم سنة تسع، واستقرّ خليفة في الأرض بعده، ولقّبه المسلمون خليفة رسول اللَّه. وقد أسلم أبوه، وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى عنه عمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عمرو، وابن عباس، وحذيفة، وزيد بن ثابت، وعقبة بن عامر، ومعقل بن يسار، وأنس، وأبو هريرة، وأبو أمامة، وأبو برزة، وأبو موسى، وا بنتاه: عائشة، وأسماء، وغيرهم من الصحابة. وروى عنه من كبار التابعين الصّنابحي، ومرّة بن شراحيل الطيّب «2» ، وأوسط البجلي، وقيس بن أبي حازم، وسويد بن غفلة، وآخرون. قال سعيد بن منصور: حدثني صالح بن موسى، حدثنا معاوية بن إسحاق، عن عائشة   (1) في أ: بالناس. (2) في أ: الخطيب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: اسم أبي بكر الّذي سماه به أهله عبد اللَّه، ولكن غلب عليه اسم عتيق. وفي «المعرفة» لابن مندة: كان أبيض نحيفا، خفيف العارضين، معروق الوجه، ناتىء الجبهة، يخضّب بالحنّاء والكتم. وقد ذكر ابن سعد عن الواقديّ، وأسنده الزّبير بن بكّار عنه بسند له إلى عائشة. وأخرج ابن أبي الدنيا، عن الزّهري: كان أبيض لطيفا جعدا مشرف «1» الوركين. وأخرج أبو يعلى، عن سويد بن غفلة، عن صالح بن موسى بهذا السند إلى عائشة، قالت: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وأصحابه بفناء البيت إذ جاء أبو بكر، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من سرّه أن ينظر إلى عتيق من النّار فلينظر إلى أبي بكر» «2» ، فغلب عليه اسم عتيق. وأخرج ابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، عن أبيه، قال: سألت عائشة عن اسم أبي بكر، فقالت: عبد اللَّه. فقلت: إنّ الناس يقولون عتيق؟ قالت: إن أبا قحافة كان له ثلاثة أولاد فسمّى واحدا عتيقا، والثاني معتقا، والثالث عتيقا، أي بالتصغير. وفي السند ابن لهيعة. وقال عبد الرّزّاق: أنبأنا معمر، عن محمد بن سيرين، قال: كان اسم أبي بكر عتيق بن عثمان. وأخرج ابن سعد، وابن أبي الدنيا، من طريق ابن أبي مليكة: كان اسم أبي بكر عبد اللَّه، وإنما كان عتيق لقبا. وفي «المعرفة» لأبي نعيم، من طريق الليث: سمّي أبو بكر عتيقا لجماله. [وذكر عباس الدّوريّ، عن يحيى بن جعفر، نحوه] » . وفي تاريخ الفضل بن دكين: سمي عتيقا لأنه قديم في الخير. وقال الفلاس في تاريخه: سمي عتيقا لعتاقة وجهه.   (1) في أ: مسترق. (2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 3: 1: 120. وابن عدي في الكامل 4/ 1387. والحاكم في المستدرك 3/ 61- 62، عن عائشة رضي اللَّه عنها بلفظه. قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولم يوافقه الذهبي وقال صالح ضعفوه والسند مظلم. وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3896، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32617. (3) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 وأخرج الدّولابي في الكنى، وابن مندة، من طريق عيسى بن موسى بن طلحة، عن أبيه، عن جده: كانت أمّ أبي بكر لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت، فقالت: اللَّهمّ إن هذا عتيقك من الموت، فهبه لي. وقال مصعب الزّبيريّ: سمي عتيقا لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به. قال ابن إسحاق: كان أنسب العرب. وقال العجليّ: كان أعلم قريش بأنسابها. وقال ابن إسحاق في السيرة الكبرى: كان أبو بكر رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلمهم مما كان منها من خير أو شر، وكان تاجرا ذا خلق ومعروف، وكانوا يألفونه لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته. فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به، فأسلم على يديه عثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف. وفي «تاريخ» محمد بن عثمان بن شيبة، عن سالم بن أبي الجعد: قلت لمحمد بن الحنفية: لأي شيء قدم أبو بكر حتى لا يذكر فيهم غيره؟ قال: لأنه كان أفضلهم إسلاما حين أسلم، فلم يزل كذلك حتى قبضه اللَّه. وأخرج أبو داود في «الزّهد» بسند صحيح عن هشام بن عروة: أخبرني أبي، قال: أسلم أبو بكر وله أربعون ألف درهم. قال عروة: وأخبرتني عائشة أنه مات وما ترك دينارا ولا درهما. وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا هشام، عن أبيه: أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا فأنفقها في سبيل اللَّه، وأعتق سبعة كلهم يعذّب في اللَّه: أعتق بلالا، وعامر بن فهيرة، وزنيرة «1» ، والنهدية وابنتها، وجارية بني المؤمل «2» ، وأم عبيس. وفي المجالسة للدينوري من طريق الأصمعي: أعتق سبعة، فذكرهم، لكن قال: وأم عبيس، وجارية بن عمرو بن المؤمل. وقال مصعب الزّبيريّ: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أعتق أبو بكر ... فذكر كالأول، ولكن قال: وأم عبيس، وجارية بن المؤمل. وأخرج من طريق أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه: كان أبو بكر معروفا بالتجارة،   (1) في أ: وزبير. (2) في أ: مؤمل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 ولقد بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعنده أربعون ألفا فكان يعتق منها ويعول المسلمين حتى قدم المدينة بخمسة آلاف، وكان يفعل فيها كذلك. وأخرجه ابن الأعرابي في «الزهد» بسند آخر إلى ابن عمر نحوه. وأخرج الدار الدّارقطنيّ في «الأفراد» من طريق أبي إسحاق عن أبي يحيى قال: لا أحصي كم سمعت عليا يقول على المنبر: إن اللَّه عز وجل سمّى أبا بكر على لسان نبيه صلى اللَّه عليه وسلّم صدّيقا. ومناقب أبي بكر رضى اللَّه عنه كثيرة جدّا، وقد أفرده جماعة بالتصنيف، وترجمته في تاريخ ابن عساكر قدر مجلدة، ومن أعظم مناقبه قول اللَّه تعالى: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ، إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا [التوبة: 40] فإنّ المراد بصاحبه أبو بكر بلا نزاع، إذ لا يعترض بأنه لم يتعين، لأنه كان مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الهجرة عامر بن فهيرة، وعبد اللَّه بن أبي بكر، وعبد اللَّه بن أريقط الدليل، لأنا نقول: لم يصحبه في الغار سوى أبي بكر لأن عبد اللَّه بن أبي بكر استمرّ بمكة، وكذا عامر بن فهيرة، وإن كان تردّدهم «1» إليهما مدة لبثهما في الغار استمرت لعبد اللَّه من أجل الإخبار بما وقع بعدهما، وعامر بسبب ما يقوم بغذائهما من الشياه، والدليل لم يصحبهما إلا من الغار، وكان على دين قومه مع ذلك كما في نفس الخبر. وقد قيل: إنه أسلم بعد ذلك وثبت في الصحيحين، من حديث أنس أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لأبي بكر وهما في الغار: «ما ظنّك باثنين اللَّه ثالثهما» «2» . والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة، ولم يشركه في هذه المنقبة غيره. وعند أحمد، من طريق شهر بن حوشب، عن أبي تميم أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لأبي بكر وعمر: «لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما» . [وأخرج الطبراني، من طريق الوضين بن عطاء، عن قتادة بن نسي «3» ، عن عبد الرحمن بن تميم، عن معاذ بن جبل- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم لما أراد أن يرسل معاذا إلى اليمن استشار، فقال كلّ برأيه، فقال: «إنّ اللَّه يكره فوق سمائه أن يخطّأ أبو بكر» ] . وعند أبي يعلى، من طريق أبي صالح الحيثي «4» ، عن علي، قال: قال لي رسول اللَّه   (1) في أ: ترددهما. (2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 4، 6/ 83. ومسلم في الصحيح 4/ 1854، عن أنس بن مالك ... الحديث. كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه (1) . حديث رقم (1/ 2381) ، وأحمد في المسند 1/ 4. وابن أبي عاصم في السنة 2/ 576. (3) في أ: أنس. (4) في أ: الحنفي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم بدر ولأبي بكر: «مع أحدكما جبرائيل، ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال» . وفي الصحيح عن عمرو بن العاص: قلت يا رسول اللَّه: أيّ الناس أحبّ إليك؟ قال: «عائشة» . قلت: من الرجال؟ قال: «أبوها» . قلت: ثم من؟ فذكر رجالا. وأخرج الترمذيّ والبغويّ والبزّار جميعا عن أبي سعيد الأشجّ، عن عقبة بن خالد، عن شعبة، عن الجريريّ، عن أبي نصرة، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال أبو بكر: ألست أوّل من أسلم؟ ألست أحقّ بهذا الأمر؟ ألست كذا؟ ألست كذا؟ رجاله ثقات، لكن قال التّرمذيّ والبزّار: تفرد به عقبة بن خالد. ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة، فلم يذكر أبا سعيد. قال الترمذي: وهو أصح. وأخرج البغويّ، من طريق يوسف بن الماجشون: أدركت مشيختنا: ابن المنكدر، وربيعة، وصالح بن كيسان، وعثمان بن محمد، لا يشكون أنّ أبا بكر أوّل القوم إسلاما. وأخرج البغويّ بسند جيّد عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن جعفر، قال: ولينا أبو بكر فخير خليفة أرحم بنا وأحناه علينا. وقال إبراهيم النخعي: كان يسمى الأوّاه لرأفته. وقال ميمون بن مهران: لقد آمن أبو بكر بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من زمن «1» بحيرا الراهب. واختلف بينه وبين خديجة حتى تزوجها، وذلك قبل أن يولد عليّ. وقال العسكريّ: كانت تساق إليه الأشناق في الجاهلية، وهي الديات التي يتحملها ممن يتقرّب لذلك من العشيرة، فكان إذا حمل شيئا من ذلك فسأل فيه قريشا مدحوه «2» وأمضوا إليه حمالته، فإن احتملها غيره لم يصدقوه. ومن أعظم مناقب أبي بكر أن ابن الدّغنّة سيد القارة لما ردّ إليه جواره بمكة وصفه بنظير ما وصفت به خديجة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما بعث، فتواردا فيهما على نعت واحد من غير أن يتواطئا على ذلك، وهذا غاية في مدحه، لأن صفات النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم منذ نشأ كانت أكمل الصفات، وقد أطنب أبو القاسم بن عساكر في ترجمة الصديق حتى إن ترجمته في تاريخه على كبره تجيء قدر ثمن عشره، وهو مجلد من ثمانين مجلدا. وذكر ابن سعد من طريق الزهري أنّ أبا بكر والحارث بن كلدة أكلا خزيرة أهديت لأبي بكر، وكان الحارث طبيبا، فقال لأبي بكر: ارفع يدك، واللَّه إن فيها لسم سنة، فلم   (1) في أ: في زمن. (2) في أ: صدقوه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 يزالا عليلين حتى ماتا عند انقضاء السنة في يوم واحد. وكانت وفاته يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة. ومن الأوهام ما أخرجه البغويّ عن علي بن مسلم، عن زياد البكّائي، عن محمد بن إسحاق، قال: كانت خلافة أبي بكر سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما، توفّي في جمادى الأولى. وهذا غلط إما في المدة وإما في الشهر، فمن ذلك ما أخرجه من طريق اللّيث، قال: مات أبو بكر لليلة خلت من ربيع الأول. وقال البغوي: حدثنا محمد بن بكار، حدثنا أبو معشر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، وعن عمر مولى عفرة، وعن محمد بن بزيغ: توفّي أبو بكر لثمان بقين من جمادى الآخرة. قلت: وهذا يطابق المدة التي في رواية ابن إسحاق. ويخلص الوهم إلى الشهر. 4836 ز- عبد اللَّه بن عثمان: بن عبد اللَّه بن ربيعة بن الحارث الثقفي، زوج أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب، ووالد عبد الرحمن بن أم الحكم. ذكره ابن سعد عبد الرّحمن في الطبقة الأولى من التابعين، وقال في ترجمته: إن جده عثمان كان يحمل لواء المشركين يوم حنين قتله عليّ. وأما أبوه فلم أر من ذكره، وبمقتضى ما ذكروا من مولد ولده عبد الرحمن يكون لعبد اللَّه هذا صحبة. وقد ذكرنا غير مرة قول من قال: إنه لم يبق في حجة الوداع أحد من الأوس «1» وثقيف إلا أسلم. وتقدّم في زهير بن عثمان الثقفي أنّ من الرواة من قال فيه عبد اللَّه بن عثمان، فلعله أخوه، وثبت ذكر عبد اللَّه بن عثمان هذا في صحيح البخاري في الطلاق في حديث ابن عباس لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة: 10] ، طلق عياض بن غنم أم الحكم بنت أبي سفيان فتزوجها عبد اللَّه بن عثمان الثقفي. 4837- عبد اللَّه بن عثمان الأسدي «2» : من بني أسد بن خزيمة، حليف لبني عوف ابن الخزرج من الأنصار.   (1) في أ: من قريش. (2) أسد الغابة ت (3063) ، الاستيعاب ت (1624) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 ذكره البغويّ فيمن استشهد باليمامة. 4838- عبد اللَّه بن عجرة السلمي «1» : يعرف بابن غنيّة. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» له، وقال: هو أحد بني معيط بن عبد اللَّه بن معطة. وأنشد له ما قاله يوم فتح مكّة: نصرنا رسول اللَّه من غضب له ... بألف كميّ لا تعدّ حواسره وكنّا له دون الجنود بطانة ... يشاورنا في أمره ونشاوره دعانا فسمّانا الشّعار مقدّما ... وكنّا له عونا على من ينافره جزى اللَّه خيرا من نبيّ محمدا ... وأيّده بالنّصر واللَّه ناصره [الطويل] وذكره ابن سيّد النّاس في «شعراء الصحابة» ، وقال: صحابي ذكره المرزبانيّ. كذا قال. وتبعه الذّهبيّ. والّذي رأيته في «معجم الشعراء» للمرزباني بعد أن ذكره ونسبه قال: عبد اللَّه مخضرم. فاللَّه أعلم. 4839- عبد اللَّه بن عدي س «2» : البلوي، أخو عبد الرحمن بن عديس. شهد فتح مصر، وله بها خطة، ولا يعرف له رواية. ذكره ابن مندة، عن ابن يونس، فقال: له صحبة. وذكره محمد بن الربيع في الصحابة الذين دخلوا مصر، وأورده له حديثا من طريق أبي الحصين الحجري عنه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «يخرج أناس من أمتي يمرقون من الدّين ... » الحديث. قال ابن الربيع: لا أعلم له غيره. 4840- عبد اللَّه بن عدي: بن الحمراء «3» القرشيّ الزهري «4» . ويقال: إنه ثقفي، حالف بني زهرة.   (1) في أ: السلمي السلولي. (2) تبصير المنتبه 3/ 935، أسد الغابة ت (3071) . (3) في أ: الحميراء. (4) الثقات 3/ 215، الجرح والتعديل 5/ 121، تجريد أسماء الصحابة 1/ 324، تقريب التهذيب 1/ 433، تهذيب التهذيب 5/ 318، خلاصة تذهيب 2/ 79، الاستيعاب ت (1626) ، تهذيب الكمال 2/ 710، الكاشف 2/ 109، الطبقات 106، التمهيد 2/ 288، بقي بن مخلد 468، ذيل الكاشف 798، أسد الغابة ت (3070) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 قال البخاريّ: له صحبة، يكنى أبا عمر «1» وأبا عمرو. وكان ينزل قديدا، وهو من مسلمة الفتح. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في فضل مكّة. روى عنه أبو سلمة، ومحمد بن جبير بن مطعم. وقال البغويّ: سكن المدينة. قلت: انفرد برواية حديثه الزهري، واختلف عليه فيه، فقال: الأكثر: عنه، عن أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء. وقال معمر فيه «2» : عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ومرة أرسله. وقال ابن أخي الزّهريّ: عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد اللَّه بن عدي. والمحفوظ الأول. قال البغويّ: لا أعلم له غيره. وجاء عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزّهريّ، عن أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن عدي بن الخيار. وهو تصحيف. 4841- عبد اللَّه بن عديّ الأنصاري «3» قال إسماعيل القاضي: وليس هو ابن الحمراء الّذي روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن. وكذا قال ابن المديني. وروى أحمد من طريق عطاء بن زيد، عن عبد اللَّه بن عدي بن الخيار، عن عبد اللَّه بن عدي الأنصاري، قال: بينما رسول اللَّه في أصحابه إذ جاءه رجل فسارّه في قتل رجل من المنافقين ... الحديث. إسناده صحيح. وقد جوّده معمر عن الزّهريّ. ورواه مالك، والليث، وابن عيينة عن الزهري، فقالوا: عن رجل من الأنصار ولم يسمّوه. 4842- عبد اللَّه بن عرابة الجهنيّ «4» : روى ابن مندة من طريق موسى بن جبير، عن معاذ بن عبد اللَّه بن خبيب، عن عبد اللَّه بن عرابة الجهنيّ صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: أقبلنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة الفتح   (1) في أ: أبا عمر ويقال: أبا عمرو. (2) في أ: مرة. (3) الثقات 3/ 235، الاستبصار 348- تقريب التهذيب 1/ 433- تهذيب التهذيب 5/ 319، خلاصة تذهيب 2/ 79، تهذيب الكمال 2/ 710، أسد الغابة ت (3069) ، الاستيعاب ت (1625) . (4) أسد الغابة ت (3032) ، تجريد أسماء الصحابة 324. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 حتى إذا كنّا بالكديد أتاه ناس يسألونه التسريح إلى أهلهم، فأذن لهم ... الحديث. هكذا أخرجه ابن مندة عن علي بن محمد، عن هشام بن علي، عن سعيد بن سلمة، عن موسى. وأخرج فيمن اسمه عبد الرحمن، عن أحمد بن إبراهيم الوراق، عن هشام بن علي بهذا الإسناد «1» إلى معاذ بن عبد اللَّه، قال: عن عبد الرحمن بن عرابة الجهنيّ، وله صحبة، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أدنى أهل الجنّة حظّا قوم يخرجهم من النّار فيدخلهم الجنّة فيقول تمنّوا ... » الحديث. وكذا أخرجه ابن السّكن، عن ابن صاعد، عن هشام. والمحفوظ ما أخرجه أحمد من طريق هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن رفاعة بن عرابة الجهنيّ، فإن كان الأول محفوظا فهو أخوه. وتقدم للحديث الأول وجه آخر في ترجمة عبد اللَّه بن رفاعة بن رافع الزّرقيّ. 4843- عبد اللَّه بن عرفجة السالمي «2» : ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا من بني غنم بن سالم بن مالك بن الأوس. 4844- عبد اللَّه بن عرفطة بن عدي «3» بن أمية بن خدرة «4» الأنصاريّ. ذكره عروة بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. وقال ابن عبد البرّ: كان حليفا [لبني الحارث بن الخزرج] «5» ، وكان من مهاجرة الحبشة مع جعفر بن أبي طالب، روى ذلك خديج بن معاوية عن ابن إسحاق عن عبد اللَّه بن عيينة عن ابن مسعود. قلت: الّذي في الحديث: ونحن نحو من ثمانين رجلا، فينا جعفر بن أبي طالب، وعثمان بن مظعون، وعبد اللَّه بن عرفطة. والّذي أظنه غير صاحب الترجمة أنصاري متّصل النسب. وقد حكى العدوي عن القداح أنّ عبد اللَّه بن عرفطة الأنصاري هو عبد اللَّه بن عبس الّذي مضى، فهذا مما يقوي أنه غير الّذي هاجر إلى الحبشة.   (1) في أ: بهذا السند. (2) أسد الغابة ت (3073) . (3) أسد الغابة ت (3074) ، الاستيعاب ت (1627) . (4) في أ: أمية بن خدارة. (5) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 4845 ز- عبد اللَّه بن عرفطة: ينظر في الّذي قبله. 4846- عبد اللَّه بن عاصم الأشعري «1» : شامي. روى عبد اللَّه بن محيريز عنه أنه قال: لعن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عشرة: العاضهة- يعني الساحرة، والواشرة «2» ... الحديث «3» . أخره «4» ابن مندة وأبو نعيم، هكذا ذكره ابن الأثير، ولم أر له في الكتابين ذكرا ولا في تاريخ ابن عساكر. نعم في تاريخ ابن عساكر عبد اللَّه بن عضاه الأشعري وأبو عضاه- بضاد معجمة وآخره هاء عوض الميم. وذكر أنه شهد صفّين مع معاوية، وكان رسول يزيد بن معاوية إلى عبد اللَّه بن الزبير في طلب البيعة له، وأنه كان ممن استخلفه مسلم بن عقبة لما فرغ من وقعة الحرّة وقصد مكة فأدركته الوفاة، ولم يذكر من أمره غير ذلك ولا ذكر لعبد اللَّه بن محيريز عنه رواية. 4847 ز- عبد اللَّه بن أبي عقيل الثقفي: أخو عبد الرحمن. ذكره الطّبريّ، وأنه نزل الكوفة، وكان أحد الأمراء الأربعة الذين توجهوا في خلافة عمر سنة إحدى وعشرين مادة للأحنف بمرو الشاهجان. 4848- عبد اللَّه بن عكبرة «5» : يقال: إنه من أهل اليمن. وروى أبو أحمد العسكري والطبراني من طريق عبد الكريم بن أبي أمية، عن مجاهد، عن عبد اللَّه بن عكبرة، وكان «6» له صحبة، قال: التخليل من السنّة. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه. 4849- عبد اللَّه بن عكيم الجهنيّ «7» : يأتي في القسم الثالث.   (1) أسد الغابة ت (3076) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 324. (2) الواشرة: المرأة التي تحدّد أسنانها وترقّق أطرافها، نفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشواب. النهاية 5/ 188. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 276، عن عبد اللَّه بن مسعود وقال هو في الصحيح باختصار المتشبهين والمتشبهات والسالخة ورواه الطبراني في الأوسط وفيه سعد بن طريف وهو ضعيف. (4) في أ: أخرجه. (5) أسد الغابة ت (3077) . (6) في أ: وكانت. (7) أسد الغابة ت (3078) ، الاستيعاب ت (1628) ، الثقات 3/ 247، الجرح والتعديل 5/ 121، تجريد أسماء الصحابة 1/ 324، تقريب التهذيب 1/ 434، تهذيب التهذيب 5/ 323، تاريخ بغداد 10/ 3، خلاصة تذهيب 2/ 80، تهذيب الكمال 2/ 712، الطبقات الكبرى 6/ 113، الكاشف 2/ 111، الطبقات 121، 139، سير أعلام النبلاء 3/ 510، بقي بن مخلد 168، طبقات ابن سعد 6/ 113، التاريخ لابن معين 2/ 320، تاريخ الطبري 4/ 252، الجرح والتعديل 5/ 121، المعرفة والتاريخ 1/ 231، مسند أحمد 4/ 310، تاريخ الإسلام 3/ 115. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 قال البخاريّ: أدرك زمان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولا يعرف له سماع صحيح. 4850 ز- عبد اللَّه بن علقمة: بن خالد بن الحارث الأسلمي، وهو ابن أبي أوفى الصحابي المشهور. 4851 ز- عبد اللَّه بن علقمة: بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي «1» ، يكنى أبا نبقة. مشهور بكنيته، وسيأتي. 4852- عبد اللَّه بن عمر: بن الخطاب» بن نفيل القرشي العدوي، يأتي نسبه في ترجمة أخيه، أبو عبد الرحمن.   (1) أسد الغابة ت (3079) . (2) أسد الغابة ت (3082) ، الاستيعاب ت (1630) ، الثقات 3/ 209، الرياض المستطابة 194، رياض النفوس 41، الجرح والتعديل 5/ 107، المحن 45، 47، 49، 53، 56، 58، 60، 62، 69، 70، 78، 119، 183، 196، 199، 200، 203، 214، 221، 233، 293، 297، 321، 323، 338، 449، 450- بقي بن مخلد 2، التحفة اللطيفة 2/ 366، تجريد أسماء الصحابة 1/ 325، تقريب التهذيب 1/ 435، نكت الهميان 183، تهذيب التهذيب 5/ 328، التاريخ الصغير 1/ 154، 155، 157، الأعلام 4/ 108، التاريخ الكبير 5/ 2، 145، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 730، خلاصة تذهيب 2/ 81، طبقات فقهاء اليمن 51، 59، 141، طبقات علماء إفريقيا وتونس 45، 62، 68، 73، 78، 91، 93، 128، 157، 204، تهذيب الكمال 2/ 713، الكاشف 2/ 1120، النجوم الزاهرة 20، صفة الصفوة 1/ 563، الوافي بالوفيات 13/ 262، شذرات الذهب 2/ 15، 20، 22، 33، 42، 45، 46، 62، 81، 83، الطبقات الكبرى 9، الفهرس/ 120، الطبقات 22، 190، غاية النهاية 1/ 437، سير أعلام النبلاء 3/ 203، روضات الجنان 8/ 197، حلية الأولياء 2/ 7، طبقات الحفاظ الفهرس/ 616، تذكرة الحفاظ 1/ 37، مسند ابن الجعد 2، 29، الزهد الكبير 91، الجمع بين رجال الصحيحين 877، التبصرة والتذكرة 1/ 18، الزهد الوكيع 11، الفوائد العوالي 91، تفسير الطبري 1/ 11813، 11976، الصمت وآداب اللسان (فهرس) 117، التعديل والتجريح 777، سيرة ابن هشام 4/ 6، السير والمغازي لابن إسحاق 97، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1197، المحبر لابن حبيب 24، مصنف ابن أبي شيبة 13/ 15707، التاريخ لابن معين 2/ 321، طبقات خليفة 22، مسند أحمد 2/ 2، العلل لابن المديني 47، تاريخ الثقات للعجلي 269، المعرفة والتاريخ (فهرس الأعلام) 3/ 645، الزهد لابن المبارك 5 و 47، أنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 660، 4/ 161، الشعر والشعراء 2/ 458، فتوح البلدان 267، تاريخ واسط 77، الثقات لابن حبان 3/ 209، مشاهير علماء الأمصار رقم 55، المعارف (انظر فهرس الأعلام) 743، تاريخ الطبري 10/ 312، تاريخ اليعقوبي 2/ 312، مروج الذهب 1707، أخبار القضاء لوكيع 3/ 9، المعجم الكبير للطبراني 12/ 257: 457، الولاة والقضاة للكندي 407، جمهرة أنساب العرب 152، العقد الفريد 7/ 127، الآمالي للقالي 2/ 55، الذيل 27، ربيع الأبرار 4/ 532، تاريخ بغداد 1/ 171، الوزراء والكتاب 254، البدء والتاريخ 5/ 91، الخراج وصناعة الكتابة 343، التبيين في أنساب القرشيين 55، معجم البلدان 1/ 203، الكامل في التاريخ، تاريخ العظيمي 94، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 278، لباب الآداب/ 490، وفيات الأعيان 3/ 28، تاريخ دمشق 11/ 165، العبر 1/ 27، المعين في طبقات المحدثين 23، عهد الخلفاء الراشدين 255، البداية والنهاية 9/ 4، مرآة الجنان 1/ 154، دول الإسلام 1/ 54، فوات الوفيات 1/ 201، طبقات الفقهاء للشيرازي 49، معالم الإيمان للباغ 1/ 79، نكت الهميان 183، جامع الأصول 9/ 64، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 80، المستدرك على الصحيحين 3/ 556، تلخيص المستدرك 3/ 556، خلاصة تذهيب التهذيب 175، التذكرة الحمدونية 1/ 49، مختصر التاريخ لابن الكازروني 69، تاريخ الإسلام 2/ 453. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 أمه زينب بنت مظعون الجمحية. ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي فيما جزم به الزّبير بن بكّار، قال: هاجر وهو ابن عشر سنين. وكذا قال الواقدي حيث قال: مات سنة أربع وثمانين «1» . وقال ابن مندة: كان ابن إحدى عشرة ونصف. ونقل «2» الهيثم بن عديّ عن مالك أنه مات وله سبع وثمانون سنة، فعلى هذا كان له في الهجرة ثلاث عشرة. وقد ثبت عنه أنه كان له يوم بدر ثلاث عشرة، وبدر كانت في السنة الثانية. وأسلم مع أبيه وهاجر وعرض على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ببدر فاستصغره ثم بأحد فكذلك ثم بالخندق فأجازه، وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة كما ثبت في الصحيح. وأخرج البغويّ في ترجمته، من طريق علي بن زيد، عن أنس وسعيد بن المسيب، قالا: شهد ابن عمر بدرا. ومن طريق مطرف، عن ابن إسحاق، عن البراء: عرضت أنا وابن عمر يوم بدر فردّنا، وحفظ وقت إسلام أبيه كما أخرج البخاري من طريق عبد اللَّه. وقال البغويّ: أسلم مع أبيه، ولم يكن بلغ يومئذ. وأخرج من طريق أبي إسحاق: رأيت ابن عمر في السعي بين الصفا والمروة، فإذا رجل ضخم آدم، وهو من المكثرين عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأبي ذرّ، ومعاذ، وعائشة وغيرهم. وروى عنه من الصحابة: جابر، وابن عباس، وغيرهما، وبنوه: سالم، وعبد اللَّه، وحمزة، وبلال، وزيد، وعبد اللَّه، وابن أخيه حفص بن عامر «3» ، ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وأسلم مولى عمر، وعلقمة بن وقاص، وأبو عبد الرحمن النّهدي، ومسروق، [وجبير بن نفير] «4» ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى في آخرين، وممّن بعدهم مواليهم: عبد اللَّه بن دينار، ونافع، وزيد، وخالد بن أسلم، ومن غيرهم: مصعب بن سعد،   (1) في أ: سبعين. (2) في أ: يقال. (3) في أ: عاصم. (4) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 وموسى بن طلحة، وعروة بن الزبير، وبشر بن سعيد، وعطاء، وطارق «1» ، ومجاهد، وابن سيرين، والحسن، وصفوان بن محرز، وآخرون. وفي الصحيح عن سالم عن ابن عمر: كان من رأى رؤيا في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قصّها عليه، فتمنيت أن أرى رؤيا، وكنت غلاما شابّا عزبا أنام في المسجد، فرأيت في المنام كأن ملكين أتياني فذهبا بي ... الحديث. وفي آخره: فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «نعم الرّجل عبد اللَّه لو كان يصلّي من الليل» «2» فكان بعد لا ينام من الليل إلا القليل. وفي الصحيح أيضا عن نافع، عن ابن عمر: فرأيت في يدي سرقة من حرير، فما أهوي بها إلى مكان من الجنة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة فقصّتها «3» على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إنّ أخاك أو إنّ عبد اللَّه رجل صالح» . وفي «الزّهد» لأحمد، من طريق إبراهيم النخعي، قال: قال عبد اللَّه- يعني ابن مسعود: إنّ أملك شباب قريش لنفسه في الدنيا عبد اللَّه بن عمر. وأخرجه أبو الطّاهر، والذهلي في فوائده، من طريق ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد اللَّه بمعناه، فوصله، ولفظه: لقد رأيتنا ونحن متوافرون، فما بيننا «4» شابّ هو أملك لنفسه من عبد اللَّه بن عمر. وأخرج أبو سعيد [بن] الأعرابي بسند صحيح- وهو في الغيلانيات والمحامليات، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر: ما منّا من أحد أدرك الدنيا إلا [مالت به ومال] «5» بها غير عبد اللَّه بن عمر. وفي تاريخ أبي العباس السراج بسند حسن عن السدي: رأيت نفرا من الصحابة كانوا   (1) في أ: وطاوس. (2) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 61، 69، 5/ 31، ومسلم في الصحيح 4/ 1928، عن ابن عمر بزيادة في أوله وآخره كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل عبد اللَّه بن عمر ... (31) حديث رقم (140/ 2479) ، وأحمد في المسند 2/ 146، والدارميّ في السنن 2/ 127، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 1645، وأبو نعيم في الحلية 1/ 303، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23403، 33515. (3) في أ: فقصتها حفصة. (4) في أ: وما فينا. (5) في أ: قالت به وقال. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 يرون أنه ليس أحد فيهم على الحالة التي فارق عليها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلا ابن عمر. وفي «الشّعب» للبيهقي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: مات ابن عمر وهو مثل عمر في الفضل. ومن وجه آخر عن أبي سلمة: كان عمر في زمان له فيه نظراء وكان ابن عمر في زمان ليس له فيه نظير. وفي معجم البغوي بسند حسن عن سعيد بن المسيب: لو شهدت لأحد من أهل الجنة لشهدت لابن عمر. ومن وجه صحيح: كان ابن عمر حين مات خير من بقي. وقال يعقوب بن أبي سفيان: حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن طاوس: ما رأيت رجلا أورع من ابن عمر. وأخرج السّراج في «تاريخه» ، وأبو نعيم من طريقه بسند صحيح، عن ميمون بن مهران، قال: مرّ أصحاب نجدة الحروري بإبل لابن عمر، فاستاقوها فجاء الراعي، فقال: يا أبا عبد الرحمن، احتسب الإبل، وأخبره الخبر. قال: فكيف تركوك؟ قال: انفلت منهم لأنك أحبّ إليّ منهم، فاستحلفه، فحلف، فقال: إني أحتسبك معها، فأعتقه، فقيل له بعد ذلك: هل لك في ناقتك الفلانية؟ تباع في السوق، فأراد أن يذهب إليها، ثم قال: قد كنت احتسب الإبل، فلأيّ معنى أطلب الناقة؟. ومن طريق عبد اللَّه بن أبي عثمان، قال: أعتق عبد اللَّه بن عمر جارية له يقال لها رمثة كان يحبّها، وقال: سمعت اللَّه تعالى يقول: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران: 92] . [وقال ابن المبارك: أنبأنا عمر بن محمد بن زيد أن أباه أخبره أنّ عبد اللَّه بن عمر كان له مهراس فيه ماء فيصلي ما قدر له، ثم يصير إلى الفراش فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم فيتوضأ، ثم يصلي فيرجع إلى فراشه فيغفي إغفاء الطائر، ثم يثب فيتوضّأ ثم يصلّي، يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسا] . وأخرج البيهقيّ، من طريق عاصم بن محمد العمري، عن أبيه، قال: أعطى عبد اللَّه ابن جعفر في نافع لعبد اللَّه بن عمر عشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فقيل له: ماذا تنظر؟ قال: فهلّا ما هو خير من ذلك؟ هو حرّ «1» . وقال عبد الرّزاق: أنبأنا معمر، عن الزّهري، عن سالم، قال: ما لعن ابن عمر خادما قط إلا واحدا، فأعتقه.   (1) في أ: خير. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 وبه عن الزّهري: وأراد ابن عمر أن يلعن خادما فقال: اللَّهمّ الع، فلم يتمّها، وقال: إنها كلمة ما أحبّ أن أقولها. وقال ابن المبارك عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر، عن نافع: إن ابن عمر اشتكى فاشتري له عنقود بدرهم، فأتاه مسكين، فقال: أعطوه إياه، فخالف إنسان فاشتراه منه بدرهم، ثم جاء به إليه، فجاءه السّائل فقال: أعطوه إياه، فخالف إنسان آخر، فاشتراه بدرهم، ثم أراد أن يرجع فمنع، ولو علم ابن عمر بذلك لما ذاقه. وقال [عبد الرزّاق: أنبأنا] «1» معمر، عن الزّهري، عن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، قال: لو أن طعاما كثيرا كان عند ابن عمر لما شبع منه بعد أن يجد له آكلا. وقال الخرائطيّ: حدّثنا أحمد بن منصور، حدّثنا عليّ بن عبد اللَّه، حدّثنا ابن مهدي، عن العمري، عن زيد بن أسلم، قال: جعل رجل يسبّ ابن عمر وابن عمر ساكت، فلما بلغ باب داره التفت إليه، فقال: إني وأخي عاصما لا نسبّ الناس. وقال يعقوب بن سفيان: حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان عن [أبي الدارع] «2» ، قلت لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك اللَّه لهم، فغضب وقال: إني لأحسبك عراقيا، وما يدريك علام أغلق بابي؟. وأخرج البغويّ، من طريق ابن القاسم، عن مالك، قال: أقام ابن عمر بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ستين سنة يقدم عليه وفود الناس. وأخرجه البيهقيّ في المدخل من طريق إبراهيم بن ديزيل، عن عتيق بن يعقوب، عن مالك، عن الزّهري، وزاد: فلم يخف عليه شيء من أمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ولا أصحابه. وأخرجه ابن مندة، من طريق الحسن بن جرير، عن عتيق، فلم يذكر الزهري. وأخرج يعقوب بن سفيان «3» من طريق ابن وهب عن مالك نحوه، وزاد: وكان ابن عمر من أئمة الدين. ومن طريق حميد بن الأسود، عن مالك: كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد- ابن عمر. وأخرج البيهقي «4» من طريق يحيى بن يحيى، قلت لمالك: أسمعت المشايخ يقولون من أخذ بقول ابن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئا؟ قال: نعم.   (1) في أ: عبد الرزاق أخبرنا. (2) في أ: سليمان. (3) في أ: ابن الوارع. (4) في أ: وأخرج البيهقي عن مالك. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» عن حيوة «1» بن شريح، عن عقبة بن مسلم- أن ابن عمر سئل عن شيء فقال: لا أدري. ثم قال: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا جسورا في جهنم؟ تقولون: أفتانا بهذا ابن عمر. وقال الزّبير بن بكّار: وكان ابن عمر يحفظ ما سمع من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، ويسأل من حضر إذا غاب عن قوله وفعله، وكان يتبع آثاره في كل مسجد صلّى فيه، وكان يعترض براحلته في طريق رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عرض ناقته، وكان لا يترك الحجّ، وكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الّذي وقف فيه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرج البغويّ، من طريق محمد بن بشر، حدّثنا خالد، حدّثنا سعيد- وهو أخو إسحاق بن سعيد، عن أبيه: ما رأيت أحدا كان أشد اتّقاء للحديث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم من ابن عمر. ومن طريق ابن جريج عن مجاهد: صحبت ابن عمر إلى المدينة فما سمعته يحدّث عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا واحدا. وفي «الزّهد» للبيهقي بسند صحيح عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر: سمعت أبي يقول ما ذكر ابن عمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا بكى، ولا مرّ على ربعهم إلا غمض عينيه. وأخرجه الدّارميّ من هذا الوجه في تاريخ أبي العباس السّرّاج بسند جيد عن نافع: كان ابن عمر إذا قرأ هذه الآية: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ [الحديث: 16] يبكي حتى يغلبه البكاء. وعند ابن سعد بسند صحيح قيل لنافع: ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما. وعند الطّبرانيّ- وهو في الحلية بسند جيد عن نافع- أن ابن عمر كان يحيي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا، فيقول: لا، فيعاود، فإذا قال نعم قعد يستغفر اللَّه حتى يصبح. ومن طريق أخرى، عن نافع: كان ابن عمر إذا فاتته صلاة العشاء في الجماعة أحيا بقية ليله «2» وعند البيهقي: إذا فاتته صلاة في جماعة صلّى إلى الصّلاة الأخرى. وفي «الزّهد» لابن المبارك: أنبأنا «3» عمر بن محمد بن زيد، أنّ أباه أخبره أن ابن عمر كان يصلّي   (1) في أ: صفوة. (2) في أ: ليلته. (3) في أ: أخبرنا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 ما قدر له، ثم يأوي إلى فراشه، فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم فيتوضّأ ويصلي ثم يرجع، فكان يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسا. وفي «الزّهد» لأحمد، عن ابن سيرين: كان ابن عمر كلما استيقظ من الليل صلّى. وعند ابن سعد بسند جيد عن نافع: أنّ ابن عمر كان لا يصوم «1» في السّفر، ولا يكاد يفطر في الحضر. ومن طريق أخرى عن نافع أيضا قال: كانت لابن عمر جارية معجبة، فاشتد عجبه بها، فأعتقها وزوّجها مولى له، فأتت منه بولد، فكان ابن عمر يأخذ الصبي فيقبّله ثم يقول: واها لريح فلانة. وعند البيهقي من طريق زيد بن أسلم: مرّ ابن عمر براع فقال: هل من جزرة؟ قال: ليس هاهنا ربها. قال: تقول له: إن الذئب أكلها. قال: فاتّق اللَّه، فاشترى ابن عمر الراعي والغنم وأعتقه ووهبها له. قال البخاريّ «في التاريخ» [حدثني الأويسي] «2» ، حدثني مالك أنّ ابن عمر بلغ سبعا وثمانين سنة. وقال غير مالك: عاش أربعا وثمانين، والأول أثبت، وقال ضمرة بن ربيعة في تاريخه: مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين، وجزم مرة بثلاث، وكذا أبو نعيم ويحيى بن بكير والجمهور، وزاد بعضهم في ذي الحجة. وقال الفلاس مرة: سنة أربع، وبه جزم خليفة وسعيد بن جبير وابن زبر. ذكر من اسمه عبد اللَّه، واسم أبيه عمرو- بفتح أوّله وسكون الميم 4853- عبد اللَّه بن عمرو: بن بجرة «3» بضم الموحدة وسكون الجيم، ابن خلف بن صداد بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وابن سعد، وغيرهم فيمن استشهد باليمامة. وقال أبو عمر: أسلم يوم الفتح. وقال أبو معشر: هو من بيت من اليمن تبنّاهم بجرة المذكور، فنسبوا إليه. 4854- عبد اللَّه بن عمرو بن بليل: يأتي في ابن عمرو بن مليل «4» . 4855 ز- عبد اللَّه بن عمرو بن جحش الكنانيّ، جدّ أبي الطّفيل عامر بن واثلة.   (1) في أ: لا يصوم. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (3084) ، الاستيعاب ت (1631) . (4) في أ: عمرو بن مليك. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 ذكره أبو علي بن السّكن في الصّحابة، وأخرج من طريق الطّفيل عن أبيه عن جدّه، قال: رأيت الحجر الأسود في الجاهلية أبيض. قلت: وهذا الحديث أخرجه البغويّ في ترجمة واثلة، فوقع عنده عن أبي الطفيل عن أبيه، ولم يقل عن جدّه. 4856- عبد اللَّه بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام الأنصاريّ الخزرجيّ السّلمي «1» ، والد جابر بن عبد اللَّه الصّحابي المشهور. معدود في أهل العقبة وبدر، وكان من النقباء، واستشهد بأحد، ثبت ذكره في الصّحيحين من حديث ولده، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في دين كان على أبي فدفعت «2» عليه الباب ... الحديث بطوله. ومن حديثه أيضا قال: لما قتل أبي يوم أحد جعلت أكشف الثوب عن وجهه ... الحديث، وفيه: «ما زالت الملائكة تظلّه بأجنحتها» . وروى التّرمذي من حديث جابر: لقيني النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «يا جابر، ما لي أراك منكسرا» ؟ فقلت: يا رسول اللَّه، قتل أبي، وترك دينا، وعيالا. فقال: «ألا أخبرك ما كلّم اللَّه أحدا قط إلّا من وراء حجاب، وكلّم «3» أباك كفاحا «4» » «5» . قال: «يا عبدي، سلني أعطك ... » الحديث «6» . وقال جابر: حوّلت أبي بعد ستة أشهر، فما أنكرت منه شيئا إلا شعرات من لحيته كانت مسّتها الأرض.   (1) أسد الغابة ت (3086) ، الاستيعاب ت (1633) ، الثقات 3/ 221، الاستبصار 56، 150، 151، الجرح والتعديل 5/ 116، التحفة اللطيفة 12/ 363، تجريد أسماء الصحابة 1/ 325، أصحاب بدر 239، تاريخ الإسلام 2/ 205، التاريخ الصغير 1/ 21، عنوان النجابة 126- الأعلام 4/ 11، صفوة الصفوة 1/ 486، الطبقات الكبرى 4/ 271، الطبقات 101، سير أعلام النبلاء 1/ 324، حلية الأولياء 2/ 4. (2) في أ: فدققت. (3) في أ: وأنه كلم. (4) في أ: كباحا. (5) أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول. النهاية 4/ 185. (6) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 68، عن طلحة بن خراش سمعت جابر ... المقدمة باب فيما أنكرت الجهمية (13) حديث رقم 190. قال السندي ليس هذا الحديث من أفراد ابن ماجة لا متنا ولا سندا. أخرجه الترمذي في التفسير ثم قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم روى عنه كبار أهل الحديث، وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 95، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 6237، والحسيني في اتحاف السادة المتقين 10/ 383. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 وروى مالك في «الموطأ» ، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أنّ عمرو بن الجموح، وعبد اللَّه بن عمرو بن حرام، كانا قد حفر السيل عن قبرهما، وكانا في قبر واحد مما يلي السيل، فحفر عنهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدهما وضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين الوقتين ستّ وأربعون سنة. وروى أبو يعلى، وابن السّكن، من طريق حبيب بن الشهيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «جزى اللَّه الأنصار عنّا خيرا لا سيّما عبد الرحمن بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة» «1» . وأخرجه النّسائي من هذا الوجه، لكن لفظه لا سيما آل عمرو بن حرام. 4857- عبد اللَّه بن عمرو بن حزم الأنصاري «2» . له ذكر في المغازي، ولا تعرف له رواية، قاله ابن مندة. قلت: وزعم المفيد بن النعمان شيخ الرافضة في كتابه الّذي جمعه في مناقب عليّ أنّ هذا كان رئيس الرماة في غزوة أحد. والمعروف في الحديث الصحيح أنه غيره. 4858- عبد اللَّه بن عمرو الحضرميّ: حليف بني أمية، وهو ابن أخي العلاء بن الحضرميّ. قتل أبوه في السنة الأولى من الهجرة النبويّة كافرا، استدركه ابن معوذ وابن فتحون، واستند لما نقله ابن عبد البر والواقدي «3» أنه ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: ومقتضى موت أبيه أن يكون له عند الوفاة النبوية نحو تسع سنين، فهو من أهل هذا القسم. 4859- عبد اللَّه بن عمرو بن حلحلة «4» : ذكره ابن مندة، وقال: له ذكر في الصّحابة، وهو وهم ما لم يبين وجهه.   (1) جوامع التحصيل 4/ 111. (2) أسد الغابة ت (3087) . (3) في أ: عن الواقدي. (4) أسد الغابة ت (3089) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 وأخرج من طريق عبد العزيز بن عبد اللَّه، عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن حلحلة، عن أبيه، ورافع بن خديج أنهما قالا: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «غسل يوم الجمعة واجب على كلّ محتلم والسّواك» » . 4860 ز- عبد اللَّه بن عمرو: بن خلف العدوي. هكذا ذكره البغوي، واسم جده بجرة بن خلف، قد تقدم. 4861- عبد اللَّه بن عمرو: بن زيد بن عوبثان «2» بن عمرو بن مالك الألهاني «3» . ذكره ابن الكلبيّ في «النّسب» ، وقال: وفد إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فسأله عن اسمه، فقال: عبد العزّى، فقال: «أنت عبد اللَّه» . استدركه ابن الأثير. 4862- عبد اللَّه بن عمرو بن سبيع الثعلبي. ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة، وحكى عن الهيثم بن عدي، عن عبد اللَّه بن عباس، عن الشعبي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمله على بني ثعلبة وعبس وبني عبد اللَّه بن غطفان. استدركه ابن الأثير «4» . 4863 ز- عبد اللَّه بن عمرو بن شريح: هو ابن أم كلثوم. سماه ونسبه هكذا ابن إسحاق كما تقدم في عبد اللَّه بن زائدة. 4864- عبد اللَّه بن عمرو «5» بن الطفيل الأزدي، ثم الأوسي. استشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة، وهو حفيد الطفيل ذي النور.   (1) أخرجه أبو داود عن أبي سعيد الخدريّ. كتاب الطهارة باب في الغسل يوم الجمعة حديث رقم 341، والنسائي في السنن 3/ 93، كتاب الجمعة باب إيجاب الغسل يوم الجمعة (8) حديث رقم 1378. وابن ماجة في السنن 1/ 346، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5) باب. باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة (80) حديث رقم 1089. وأحمد في المسند 3/ 60، والطبراني في الصغير 2/ 137، وابن عساكر في التاريخ 6/ 435، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 102، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 21282، 21283، غطوا عورته 6/ 62. أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 257، عن محمد بن عياض قال الذهبي إسناده مظلم ومتنه منكر. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19111. (2) في أ: عوسان. (3) أسد الغابة ت (3090) . (4) في أ: ابن فتحون. (5) أسد الغابة ت (3091) ، الاستيعاب ت (1635) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 4865- عبد اللَّه بن عمرو بن العاص «1» بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤيّ القرشيّ السّهمي. كنيته أبو محمد عند الأكثر. ويقال أبو عبد الرحمن، حكاه عباس عن ابن معين. وحكى أبو نعيم قولا أن كنيته أبو نصير «2» . أمّه ريطة بنت منبه بن الحجاج السّهمي. ويقال: كان اسمه العاص فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو زرعة الدّمشقيّ في «تاريخه» : حدثنا عبد اللَّه بن صالح، حدثنا الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللَّه بن الحارث بن جزء أنهم حضروا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جنازة، فقال له: «ما اسمك» ؟ قال: العاص. وقال لابن عمرو بن العاص: «ما اسمك» ؟ قال: العاص. وقال لابن عمر: «ما اسمك» ؟ قال: العاص، فقال: «أنتم عبيد اللَّه» ، فخرجنا وقد غيّرت أسماؤنا. وفي نسخة حرملة عن عبد اللَّه بن وهب: أخبرني اللّيث ... فذكره بلفظ: توفّي صاحب لنا غريب بالمدينة، وكنّا على قبره، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما اسمك» ؟ فقلت: العاص. وقال لابن عمر: «ما اسمك» ؟ فقال: العاص. وقال لابن عمرو بن العاص: «ما اسمك» ؟ فقال: العاص، فقال: «انزلوا فاقبروه، فأنتم عبيد اللَّه» . قال: فقبرنا أخانا وخرجنا وقد بدّلت أسماؤنا. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كثيرا، وعن عمر، وأبي الدرداء، ومعاذ، وابن عوف، وعن والده عمرو.   (1) أسد الغابة ت (3092) ، الاستيعاب ت (1636) ، الثقات 3/ 211، الرياض المستطابة 196، الكاشف 2/ 113، الجرح والتعديل 5/ 116، التحفة اللطيفة 2/ 363، تجريد أسماء الصحابة 1/ 326، تقريب التهذيب 1/ 436، تهذيب التهذيب 5/ 337، التاريخ الصغير 1/ 124، 140، 239، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 731، خلاصة تذهيب 2/ 83، بقي بن مخلد 9، طبقات فقهاء اليمن 71، الأعلام 4/ 111، طبقات علماء إفريقيا وتونس 44، 59، 62، 38، 73، النجوم الزاهرة 20، صفة الصفوة 1/ 655، الوافي بالوفيات 17/ 380، شذرات الذهب 1/ 62، 73، العبر 1/ 72، غاية النهاية 1/ 439، سير أعلام النبلاء 3/ 79، طبقات الحفاظ 10، تذكرة الحفاظ 1/ 41، تهذيب الكمال 2/ 716، الأنساب 7/ 317، الجمع بين رجال الصحيحين 879، الزهد الكبير 148، التبصرة والتذكرة 1/ 251، الصمت وآداب اللسان (فهرس) 667، تفسير الطبري 10/ 11813، 12073، 12075- 14/ 17001، صيانة صحيح مسلم 232. (2) في أ: أبو نصر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 قال أبو نعيم: حدث عنه من الصحابة ابن عمر، وأبو أمامة، والمسور، والسائب بن يزيد، وأبو الطفيل، وعدد كثير من التابعين. قلت: منهم سعيد بن المسيّب، وعروة، وطاوس، وعمرو بن العاص «1» ، وأبو العباس السّائب «2» ، وعطاء بن يسار، وعكرمة، ويوسف بن ماهك، ومسروق بن الأجدع، وعامر الشعبي، وأبو زرعة بن عمرو، وأبو عبد الرحمن البجلي «3» ، وأبو أيوب المراغي، وأبو الخير اليزني «4» ، وآخرون. [قال الطّبريّ: قيل: كان طوالا أحمر، عظيم السّاقين، أبيض الرأس واللحية، وعمي في آخر عمره] «5» . وقال ابن سعد: أسلم قبل أبيه، ويقال: لم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة. أخرجه البخاريّ عن الشّعبي، وجزم ابن يونس بأن بينهما عشرين سنة. وقال الواقديّ: أسلم عبد اللَّه قبل أبيه. وفي الصّحيحين قصة عبد اللَّه بن عمرو مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في نهيه عن مواظبة قيام الليل وصيام النهار وأمره بصيام يوم بعد يوم، وبقراءة القرآن في كل ثلاث، وهو مشهور، وفي بعض طرقه أنه لما كبر كان يقول: يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى أحمد والبغويّ من طريق واهب المعافري [عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: رأيت فيما يرى النائم كأن في إحدى يدي عسلا، وفي الأخرى سمنا، وأنا ألعقهما] «6» ، فذكرت ذلك للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «تقرأ الكتابين التّوراة والقرآن» «7» ، وكان يقرؤهما. وفي سنده ابن لهيعة. وفي البخاريّ والبغويّ، من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة: ما أجد من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد اللَّه بن عمرو، فإنه كان يكتب.   (1) في أ: أوس. (2) في أ: الشاعر. (3) في أ: السلمي. (4) في أ: البرقي. (5) سقط في أ. (6) سقط في أ. (7) أخرجه أحمد في المسند 2/ 222، وأبو نعيم في الحلية 1/ 289، وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 187، وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف انتهى.. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 قال الواقديّ: مات بالشام سنة خمس وستين، وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين. وقال ابن البرقي: وقيل مات بمكة، وقيل بالطائف، وقيل بمصر. ودفن في داره، قاله يحيى بن بكير. وحكى البخاريّ قولا آخر: إنه مات سنة تسع وستين، وبالأول جزم ابن يونس. وقال ابن أبي عاصم: مات بمكة وهو ابن اثنتين وسبعين، وقيل: مات سنة ثمان وستين. وقيل تسع وستين. 4866- عبد اللَّه بن عمرو بن عوف «1» : ذكره الواقديّ في الذين خرجوا إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. 4867- عبد اللَّه بن عمرو بن عويم «2» : يأتي بعد ترجمة. 4868- عبد اللَّه بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النّجّار أبو أبي بن أم حرام، أمه خالة أنس بن مالك، وهي امرأة عبادة بن الصّامت، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. روى البغويّ وغيره، من طريق إبراهيم بن أبي عبلة: سمعت عبد اللَّه بن أمّ حرام وقد صلّى القبلتين جميعا- يعني مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال شدّاد بن عبد الرحمن: كان يسكن بيت المقدس. 4869- عبد اللَّه بن عمرو: بن لويم المزني «3» . يقال: اسم أبيه عامر. ويقال اسم جده مليل. ويقال عويم. قال ابن أبي خثيمة وابن السّكن: له صحبة. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. وروى البخاري في التاريخ، وابن مندة من طريق بكر بن عبد اللَّه المزني، عن عبد اللَّه بن عمرو بن لويم، وكانت له صحبة، قال: ولدت امرأته، فجاءت بعد عشرين ليلة، قال: تريدين أن تخدعيني عن ديني، واللَّه حتى يتم لك أربعون. وله حديث آخر عند أبي داود في كتاب الأطعمة بعد أن أخرج حديث غالب بن أبجر في الحمر الأهلية، فقال: روى هذا الحديث شعبة عن [عبيد بن] «4» الحسن عن عبد الرحمن بن معقل، عن عبد الرحمن بن بشر، عن   (1) أسد الغابة ت (3093) . (2) الثقات 3/ 233، تجريد أسماء الصحابة 1/ 326. (3) أسد الغابة ت (3095) . (4) في أ: عتبة أبي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 إياس بن مزينة- أن سيّد مزينة أبجر [أو ابن] «1» أبجر، سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وحدثنا محمد بن سليمان، حدثنا أبو نعيم، عن مسعر، عن عبيد، عن ابن معقل، عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر : عبد اللَّه بن عمرو بن عويم، والآخر غالب بن أبجر، قال مسعر: أرى عليّا «2» الّذي أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بهذا الحديث. ومع «3» هذا كله في رواية أبي الحسن بن العبد، وأبي بكر بن داسة، عن أبي داود، ولم يقع في رواية اللؤلؤي إلا الطريق الأولى، وهي التي اقتصر عليها المزي في الأطراف، لكن قال بعدها: رواه أبو أحمد الزبيري، وأبو نعيم، عن مسعر، عن عبيد، عن ابن معقل، ولم يسمّه عن رجلين من مزينة أحدهما عبد اللَّه بن عمرو بن بليل. وقال أبو نعيم: ابن لويم، والآخر غالب بن أبجر، رواه غيرهما عن مسعر، عن عبيد ابن حسن، عن ابن معقل، عن أناس من مزينة، عن غالب. ورواه أبو العميس، عن عبد اللَّه بن معقل، عن غالب. ورواه شريك، عن منصور، عن عبيد، عن غالب بن ذريح. ورواه أبو داود الطيالسي، عن شعبة عن عبيد: سمعت عبد اللَّه بن معقل، عن عبد اللَّه بن بشر، عن ناس من مزينة أن أبجر أو ابن أبجر سأل، هذه رواية يونس بن حبيب، عن أبي داود، ورواية أحمد بن إبراهيم عن أبي داود مثله، لكن قال: سمعت ابن معقل ولم يسمّه عن عبد الرحمن بن بشر. وقال وكيع، عن مسعر، وشعبة جميعا، عن عبيد عن عبد الرحمن وابن معقل، عن ناس من مزينة، عن غالب بن أبجر. ورواه ابن مندة من طريق أبي نعيم عن مسعر كذلك. ورواه الطبراني عن فضيل بن محمد عن أبي نعيم، لكن قال: عبد اللَّه بن عامر بن لويم. ورواه البغويّ والعسكريّ من طريق أبي أحمد الزبيري عن مسعر، لكن قال عبد اللَّه بن عمرو بن مليك. ورأيت في نسخة معتمدة عتيقة من معجم البغوي بليل، بفتح الموحدة وبلامين الأولى مكسورة. فاللَّه أعلم. 4870- عبد اللَّه بن عمرو: بن محصن الأنصاري. ذكره الباوردي في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون. 4871- عبد اللَّه بن عمرو بن المغيرة بن ربيعة بن عمرو بن مخزوم المخزومي، أبو شهاب، والد المغيرة.   (1) في أ: وابنه. (2) في أ: غالبا. (3) في أ: وقع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 ذكروا أن لأبيه إدراكا. قال الذّهبي: لم يذكروه، وكأنه من مسلمة الفتح، وكذا قرأت في التجريد «1» له. 4872- عبد اللَّه بن عمرو بن مليل «2» المزني «3» . له صحبة، قال أبو عمر. قلت: ذكره العسكري [في رواية ابن] «4» أبي خيثمة في الصّحابة. وقال أبو حاتم: لا أعرفه، وقد ذكر قبل ترجمة. وقيل فيه بليل، بفتح الموحدة ولامين، بوزن عظيم. 4873- عبد اللَّه بن عمرو بن هلال المزني «5» . قال البخاريّ: له صحبة، وهو والد علقمة وبكر، كذا قال. وفرق غيره بينه وبين والد علقمة ووالد بكر، منهم أبو داود، وبه جزم أبو صاعد فيما حكاه ابن السكن. وقال البغويّ: حدثنا علي بن الحسن، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد اللَّه المزني، قال: قال لي علقمة بن عبد اللَّه المزني: غسّل أباك أربعة من أصحاب بدر. قلت: وليس في هذا ما يثبت كون بكر أخا علقمة ولا ما يثبته «6» . وروى ابن جرير، من طريق أبي معشر، عن محمد بن كعب وغيره في تسمية البكّاءين الذين أتوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ليحملهم، فذكر منهم «7» عبد اللَّه بن عمرو المزني، وكذا ذكره ابن مردويه من حديث مجمع بن حارثة. قلت: وقد تقدم أن والد علقمة هو عبد اللَّه بن سنان، فكأن صاحب هذه الترجمة هو والد بكر. ومن حديث عبد اللَّه والد علقمة ما رواه من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن   (1) في أ: في المجالسة. (2) في أ: عمرو بن مليك. (3) الاستيعاب ت (1638) . (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (3097) ، الاستيعاب ت (1640) ، الثقات 3/ 238، تجريد أسماء الصحابة 1/ 326- تهذيب التهذيب 5/ 341، تاريخ الإسلام 3/ 107، تهذيب الكمال 2/ 717، بقي بن مخلد 248، ذيل الكاشف 807. (6) في أ: ينفيه. (7) في أ: فيهم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 علقمة بن عبد اللَّه المزني، عن أبيه، قال: نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن كسر سكّة المسلمين «1» . 4874- عبد اللَّه بن عمرو بن وقدان «2» : هو ابن السعدي. تقدم. 4875- عبد اللَّه بن عمرو بن وهب بن ثعلبة «3» بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي. ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد. ووقع في السيرة أنه من رهط سعد بن معاذ، وهو سهو، وإنما هو من رهط سعد بن عبادة. وقد نبه على ذلك ابن هشام، وهو على الصواب عند ابن سعد وغيره. 4876- عبد اللَّه بن عمرو: يقال ابن إدريس، ولد أبي إدريس الخولانيّ. قال البخاريّ: له صحبة، وروى حديثه إسماعيل بن عيّاش، عن محمد بن عطية، عن عبد اللَّه بن أبي وهب «4» ، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبيه. وقال ابن حبّان: عبد اللَّه والد أبي إدريس، يقال له صحبة، وذكره الذّهبيّ في عبد اللَّه الخولانيّ فيمن لم يسمّ إلا أبوه. 4877- عبد اللَّه بن عمرو الجمحيّ» : روى «6» عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنه كان يأخذ من شاربه وظفره يوم الجمعة. روى عنه إبراهيم بن قدامة، ذكره أبو عمر، قال: وفي إسناده نظر. 4878 ز- عبد اللَّه بن عمرو الدّوسي: قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: قتل يوم أحد «7» ، وكذا أخرجه ابن زبر، وكذا ذكره أبو الأسود عن عروة، قال: قتل يوم أجنادين الطفيل بن عمرو، وعبد اللَّه بن عمرو، وهما من دوس.   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 761 عن علقمة بن عبد اللَّه عن أبيه، بلفظه كتاب التجارات (12) باب النهي عن كسر الدراهم والدنانير (52) حديث رقم 2263. وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 215، والخطيب في تاريخ بغداد 6/ 346. (2) أسد الغابة ت (3099) ، الاستيعاب ت (1639) . (3) أسد الغابة ت (3098) ، الاستيعاب ت (1641) . (4) في أ: بن أبي رزيب. (5) أسد الغابة ت (3085) ، الاستيعاب ت (1634) . (6) في أ: الّذي روى. (7) في أ: أجنادين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 4879 ز- عبد اللَّه بن عمرو: أبو زعبة. في الكنى. 4880 ز- عبد اللَّه بن عمرو «1» : قيل هو اسم أبي هريرة، وسماه هكذا الواقدي. 4881- عبد اللَّه بن عمرو اليشكري «2» : كان اسمه الأعرس، فغيره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. تقدم في الألف. 4882- عبد اللَّه بن عمير الأشجعي «3» : قال ابن أبي حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن مندة: عداده في أهل المدينة. وروى الطّبرانيّ، من طريق يحيى بن مسلم، عن ابن «4» وقدان، عن عبد اللَّه بن عمير الأشجعي: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا خرج عليكم خارج وأنتم مع رجل جميعا يريد أن يشقّ عصا المسلمين ويفرّق جمعهم فاقتلوه» «5» . وأخرجه ابن مندة من وجه آخر إلى يحيى المذكور بسنده، وزاد في آخره: واللَّه ما سمعته استثنى أحدا. وقال. هذا حديث غريب. 4883- عبد اللَّه بن عمير الخطميّ «6» : كان إمام مسجد قومه. قال ابن أبي حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه عروة. وروى الحسن بن سفيان، والبغوي من طريق هشام بن عروة عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمير- أنه كان إمام بني خطمة وهو أعمى على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وشاهد «7» مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو أعمى، ورجاله ثقات، لكن قال ابن مندة: لم يتابع جرير عليه. وقال أبو معاوية، عن هشام، عن أبيه، عن عدي بن عمير، عن أبيه، وكانت له صحبة، وكان يؤمّ قومه وهو مكفوف.   (1) أسد الغابة ت (3096) . (2) أسد الغابة ت (3100) . (3) أسد الغابة ت (3101) ، الاستيعاب ت (1642) ، الجرح والتعديل 5/ 123، تجريد أسماء الصحابة 1/ 326، العقد الثمين 66، تهذيب الكمال 2/ 718، الجرح والتعديل 5/ 565، 665، التاريخ الكبير 5/ 34. (4) في أ: أبي. (5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14823 وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن عبد اللَّه بن عمر الأشجعي. قال الهيثمي في الزوائد 6/ 236، رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.. (6) أسد الغابة ت (3102) ، الاستيعاب ت (1643) . (7) في أ: وجاهد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 قلت: وسيأتي بقية طرق هذا الحديث في ترجمة عمير بن عدي. 4884- عبد اللَّه بن عمير «1» : بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. شهد بدرا في قول جميعهم، قاله أبو عمر، كذا نسبه. وقال ابن ماكولا: هو عبد اللَّه بن عمير بن حارثة بن ثعلبة بن خلّاس بن أمية بن خدارة. وهذا هو الصواب في نسبه. وقال ابن إسحاق فيمن شهد بدرا: من بني خدارة عبد اللَّه بن عمير. كذا ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود، عن عروة في البدريين، ووقع عند البغويّ في معجمه أنه عبد اللَّه بن عبيد بن عدي، وكذا ذكره العدوي عن ابن القداح، فكأنه اختلف في اسم أبيه] «2» . 4885- عبد اللَّه بن عمير السدوسي: ويقال الجرمي. قال ابن السّكن: يقال له صحبة. وقال ابن أبي حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من رواية أبي موسى بن المثنى عن عمرو بن سفيان السدوسي، عن أبيه عن جده عبد اللَّه السدوسي. وأخرج حديثه الطّبرانيّ من طريق عبد اللَّه بن المثنى أخي أبي موسى، عن عمر بن شقيق، عن عبد اللَّه بن عمير السدوسي، حدثني أبي عن جدي أنه جاء بإداوة من عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنه قال له: «إذا أتيت بلادك رشّ به تلك البقعة، واتّخذها مسجدا» . وقال في «الأوسط» : لا يروى عن عبد اللَّه بن عمير إلا بهذا الإسناد. ووقع عند بن مندة عمرو بن سفيان فصحفه، وتعقبه أبو نعيم فأصاب وقد ذكره على الصواب ابن أبي حاتم، وابن السكن والباوردي. ووقع عند ابن السّكن أنه جرمي، وفي السند أنه سدوسي، وخبط فيه ابن قانع، فإنه سقط عنده عبد اللَّه من السند، فصار عن عمرو بن شقيق بن عمير، فترجم لعمير السدوسي فأسقط وصحّف. 4886- عبد اللَّه بن عنبة «3» : أبو عنبة الخولانيّ. سماه الطبراني. يأتي في الكنى. 4887- عبد اللَّه بن عنمة المزني «4» : قال ابن مندة: شهد فتح مصر. وله ذكر في الصحابة، ولا يعرف له رواية، قاله لي أبو   (1) أسد الغابة ت (3104) ، الاستيعاب ت (1645) . (2) في أ: عبد اللَّه بن عمير بن عدي بعد عبد اللَّه بن عمير السدوسي. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 327، تهذيب الكمال 2/ 719، أسد الغابة ت (3107) . (4) أسد الغابة ت (3108) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 سعيد بن يونس. وقال ابن يونس: شهد فتح الإسكندرية، وله صحبة. وقد روى أبو داود والنسائي من طريق عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد اللَّه بن عنمة، عن عمار، حديثا في الصلاة، فيحتمل أن يكون هذا، وفي الرواة أيضا أبو لاس الخزاعي، يقال اسمه عبد اللَّه بن عنمة. والحقّ أنه لا يعرف اسمه. وفي الشّعراء «1» من له إدراك: عبد اللَّه بن عنمة الضبي، قاله ابن ماكولا: شهد القادسية 4888- عبد اللَّه بن عوسجة العرني «2» : ذكره أبو موسى في الذّيل، وقال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه إلى بني حارثة بن عمرو بن قريط يدعوهم إلى الإسلام، فأخذوا الصحيفة فغسلوها ورقعوا بها أسفل دلوهم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أذهب اللَّه عقولهم فهم أهل سفه وعجلة وكلام مختلط» . قلت: كذا ذكره بغير إسناد وسلفه فيه ابن شاهين، فلذلك ذكره بغير إسناد، وكأنه نقله من مغازي الواقدي، فإنه كذلك ذكره بغير إسناد، وتبعه ابن حبان والطبري، وقال: كان ذلك مستهل شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة. قلت: وتقدم له ذكر في ترجمة. 4889- عبد اللَّه بن عوف «3» بن عبد عوف الزهري، أخو عبد الرحمن. قال ابن شاهين: أسلم يوم الفتح. وقال الزّبير بن بكّار: لم يهاجر. وقال الآجري: قلت لأبي داود: تقادم موته؟ قال: نعم. قلت: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. وذكره الطّبريّ، وابن السّكن، والباوردي في الصّحابة، وقال الواقديّ: أسلم بعد الفتح، وسكن المدينة. وذكر عمر بن شبّة أنه سكن المدينة وبنى بها دارا للبلاط، وهو والد طلحة بن عبد اللَّه بن عوف المعروف بطلحة الجود، قاله الطبريّ. وقال الجوزجاني في تاريخه: لا أعلم له حديثا، وكان باقيا بعد عبد الرحمن بن عوف   (1) في أ: وفي الشعراء ممن. (2) أسد الغابة ت (3109) ، الثقات 3/ 241، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 327، التاريخ الكبير 5/ 161، الطبقات الكبرى 1/ 280. (3) أسد الغابة ت (3112) ، الجرح والتعديل 5/ 125، التحفة اللطيفة 2/ 375، تجريد أسماء الصحابة 1/ 327، تبصير المنتبه 3/ 1023. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 لما طلق تماضر بنت الأصبغ في مرض موته، ثم مات، قال عبد اللَّه بن عوف أخوه: لا أورثها «1» ... الحديث. 4890- عبد اللَّه بن عوف العبديّ «2» : قال ابن شاهين: كان من الوفد، نزل البصرة. وفي كتاب البغوي إشعار بأنه اسم الأشجّ العصري المشهور، والمعروف أن اسم الأشج المنذر. وذكر الطبري عن الواقدي أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كتب إلى العلاء بن الحضرميّ أن يقدم عليه من البحرين بعشرين رجلا من عبد القيس، فقدم بهم، ورأسهم عبد اللَّه بن عوف الأشج. انتهى. وهذا يحتمل أن يكون هو الأشج المشهور، ويكون اختلف في اسمه، ويحتمل أن يكون غيره، وكلام وثيمة يقوّي هذا الاحتمال الثاني، فإنه ذكر عبد اللَّه بن عوف في ذكر ردّة ربيعة، وفرّق بينه وبين الأشجّ. 4891- عبد اللَّه بن عوف «3» : ذكره ابن أبي عاصم والطّبرانيّ. وسيأتي في القسم الأخير، فإن الّذي يظهر أنه الكناني الآتي هناك. 4892- عبد اللَّه بن أبي عوف «4» بن عويف بن مالك بن كيسان بن ثعلبة بن عمرو ابن يشكر البجلي. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: له وفادة. وكان اسمه عبد شمس، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكره الطبري في الصحابة. واستدركه ابن فتحون وابن الأثير. 4893- عبد اللَّه بن عويم «5» بن ساعدة الأنصاري. سيأتي ذكر أبيه. قال ابن السّكن: له صحبة، ولم يخرج حديثه. وأخرجه البغوي من رواية عبد الرحمن بن مالك بن عبد اللَّه بن عويم عن ساعدة، عن أبيه، عن جدّه- رفعه: «إنّ اللَّه اختارني واختار لي أصحابا ... » «6» الحديث.   (1) في أ: أقررتها. (2) أسد الغابة ت (3111) . (3) أسد الغابة ت (3110) . (4) أسد الغابة ت (3113) . (5) أسد الغابة ت (3114) ، الجرح والتعديل 5/ 133، 620، تجريد أسماء الصحابة 1/ 328. (6) أخرجه المستدرك 3/ 632، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي عليه بقوله صحيح. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 وفي الجرح والتعديل عبد اللَّه بن عويم روى، وبيّض لشيخه والراويّ عنه، ولم يذكر فيه شيئا، فلعله هذا. 4894- عبد اللَّه بن عيّاش الجهنيّ. روى له الباوردي حديثا في المعوّذتين. 4895- عبد اللَّه بن عياش «1» : بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. كان أبوه قديم الإسلام، فهاجر إلى الحبشة، فولد له هذا بها، وحفظ عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن عمر وغيره. روى عنه ابنه الحارث، ونافع، وسليمان بن يسار، وغيرهم. وذكره عروة وابن سعد فيمن ولد بأرض الحبشة. وقال البغويّ: سكن المدينة، وكان أبوه من مهاجرة الحبشة، وأقام بالمدينة ومات بها، ولا أعرف لعبد اللَّه هذا حديثا مسندا. قلت: وروى ابن عائذ في المغازي، عن ابن سابور، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عياش، قال ابن مندة: ولم يعرف «2» إلا بهذا الإسناد، وأنكر الواقدي وأتباعه أن يكون له رواية عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد روى الذهلي في الزهريات، من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن أخيه عبد اللَّه ابن الحارث المخزوميّ، عن عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة، قال: جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعض بيوت آل ربيعة إما لعيادة أو لغير ذلك، فقالت له أسماء بنت مخرمة التميمية- وكانت تكنى أم الجلاس، وهي أم أولاد عياش: يا رسول اللَّه، ألا توصيني. فأوصاها بوصية، ثم أتى بصبيّ من ولد عياش ذكرت به مرضا، فجعل يرقيه ويتفل عليه، فجعل الصبي يفعل مثل ذلك، فينهاه بعض أهل البيت فيكفهم «3» عنه.   (1) أسد الغابة ت (3115) ، الاستيعاب ت (1646) ، الثقات 3/ 518، الجرح والتعديل 5/ 125، التحفة اللطيفة 5/ 375، تجريد أسماء الصحابة 1/ 328، التاريخ الكبير 5/ 149، العبر 1/ 55، الوافي بالوفيات 17/ 392، شذرات الذهب 1/ 55، غاية النهاية 1/ 439، الطبقات الكبرى 4/ 129- 5/ 305، 444، معرفة القراء 1/ 49، الطبقات 234. (2) في أ: ولا يعرف. (3) في أ: فبلغهم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 وقد أخرجه ابن مندة من وجه آخر بهذا الإسناد، قال: ما قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لتلك الجنازة إلا أنها كانت يهودية، فآذاه ريح بخورها. روى الحسن بن سفيان من طريق زياد مولى ابن عباس، عن عبد اللَّه بن عياش حديثا في قصة موت عثمان بن مظعون. وروى ابن جوصا حديثا يدلّ على أنه أدرك من حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثمان سنين. وبذلك جزم ابن حبّان. وقال: مات حين جاء نعي يزيد بن معاوية سنة أربع وستين. 4896 ز- عبد اللَّه بن عياش الأنصاريّ الزّرقيّ. ذكره الباوردي في الصّحابة، وأورد من طريقه خبرا في صفة عليّ موقوفا. وسيأتي في عبد اللَّه بن غنام أنّ بعضهم صحّفه، فقال: عبد اللَّه بن عياش، لكن الثاني بياضي وهذا زرقي. 4897- عبد اللَّه بن عيسى «1» : له حديث في مسند بقي بن مخلد، كذا أورده الذهبي في التجريد، وأنا أخشى أن يكون تابعيا أرسل. وقد تكرر مثل ذلك. وقد تقدّم عبد اللَّه بن عبس، بفتح أوله وموحدة، فلو ذكروا الرواية لاحتمل أن يكون هو. 4898- عبد اللَّه بن غالب «2» الثقفي «3» . من كبار الصحابة، بعثه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في سريّة سنة اثنتين من الهجرة. كذا ذكره أبو عمر مختصرا، وأظنه انقلب. وسيأتي في الغين المعجمة. 4899- عبد اللَّه بن الغسيل «4» : ذكره ابن مندة، وقال: إنه مجهول. يعدّ في بادية البصرة، وأورد له من طريق غريبة عن عامر بن عبد الأسود العبقسيّ، عن عبد اللَّه بن الغسيل، قال: كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فمرّ بالعباس فقال: يا عمّ، اتبعني ببنيك. فانطلق بستة من بنيه: الفضل، وعبيد اللَّه، وعبد   (1) مقدمة مسند بقي بن مخلد 752. (2) أسد الغابة ت (3116) ، الاستيعاب ت (1647) . (3) في أ: الليثي. (4) أسد الغابة ت (3117) ، أسد الغابة 3/ 361، تجريد أسماء الصحابة 1/ 328. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 اللَّه، وقثم، ومعبد، وعبد الرحمن، فأدخلهم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بيتا وغطّاهم بشملة سوداء مخططة بحمرة، فقال: «اللَّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي ... » الحديث. وجوز ابن الأثير أن يكون هو عبد اللَّه بن حنظلة الأنصاريّ، فإنه يقال له ابن الغسيل، وابن غسيل الملائكة، لكن قول ابن مندة: إنه من بادية البصرة يدلّ على تغايرهما. 4900- عبد اللَّه بن غنّام «1» بن أوس بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي. قال البغويّ، عن أحمد بن صالح: له صحبة. وله حديث في سنن أبي داود والنسائي في القول عند الصباح. وقد صحّفه بعضهم فقال: ابن عباس. وأخرج النسائي الاختلاف فيه، وجزم أبو نعيم بأنّ من قال فيه ابن عباس فقد صحف، ويأتي في أكثر الروايات غير مسمّى. وسماه بعضهم عبد الرحمن. وهو وهم. وسيأتي التنبيه عليه. 4901- عبد اللَّه بن فضالة المزني «2» : ذكره ابن عقبة» في كتاب الموالاة، وابن شاهين في الصحابة، وأورد من طريق إبراهيم بن جعفر، عن أبيه جعفر بن عبد اللَّه بن سلمة، عن عمرو بن مرّة الجهنيّ، وعبد اللَّه بن فضالة المزني، وكانت لهما صحبة عن جابر أنهم كانوا يقولون: عليّ بن أبي طالب أوّل من أسلم. قلت: في إسناده من لا يعرف. 4902- عبد اللَّه بن قارب الثقفي «4» : يأتي ذكره في ترجمة أبيه قارب إن شاء اللَّه تعالى. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن أبي حاتم: روى عمر بن ذرّ، عن محمد بن عبد   (1) أسد الغابة ت (3119) ، الاستيعاب ت (1648) ، الاستبصار 178، تجريد أسماء الصحابة 1/ 328، تقريب التهذيب 1/ 440، تهذيب التهذيب 5/ 355، خلاصة تذهيب 2/ 87، الكاشف 2/ 117، تهذيب الكمال 2/ 722. (2) أسد الغابة ت (3121) . (3) في أ: عقدة. (4) أسد الغابة ت (3123) ، الاستيعاب ت (1650) ، الثقات 3/ 240، الجرح والتعديل 5/ 659، تجريد أسماء الصحابة 1/ 329، بقي بن مخلد 415. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 اللَّه بن قارب، عن أبيه- أنه كان صديقا لعمر، فارتفع إليه في جارية اشتراها وأسقطت سقطا في البائع. 4903 ز- عبد اللَّه بن قتادة بن النعمان الأنصاريّ الظّفري. يأتي نسبه في ترجمة والده. ذكر ابن شاهين في ترجمة قتادة بن النعمان قصة. وهو الّذي أصيبت عينه يوم أحد، فردّها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعد ما سقطت على وجهه، فكانت أحسن عينيه إلى أن مات. وابنه عبد اللَّه بن قتادة صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد بيعة الرّضوان والمشاهد بعدها، [وحضر بيعة الرضوان والمشاهد] «1» وحضر فتح العراق، سمعت عبد اللَّه بن أبي داود يقول ذلك كله في مسند الأنصار. قلت: وذكر ابن سعد في ترجمته عن عبد اللَّه بن محمد بن عمارة أنّ قتادة كان يكنى أبا عمر «2» . وقال ابن سعد: ولد لقتادة من هند بنت أوس بن خزيمة عبد اللَّه أم عمرو «3» . وولد له من خنساء بنت خنيس. وقيل من عائشة بنت جريّ عمرو وحفصة، فكان عبد اللَّه أكبر أولاده، ولم يفرد ابن هشام عبد اللَّه هذا بترجمة ولا رأيته في كتب أحد ممّن صنف في الصحابة، وهو على شرطهم. وباللَّه التوفيق. 4904- عبد اللَّه بن قداد «4» ، ويقال قراد بن قريط الحارثي ثم الزيادي، من بني زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعب المذحجي. قدم مع خالد بن الوليد في وفد بني الحارث بن كعب، فأسلموا. ذكره ابن إسحاق في المغازي، وسماه يونس بن بكير عبد اللَّه بن قريط. ووقع عند ابن هشام بن قداد، وعند الواقدي بن قراد، وهو واحد، وسيأتي بيان ذلك في قيس بن الحصين، وفي سويد «5» بن عبد المدان. 4905- عبد اللَّه بن قدامة العقيلي: أبو صخر. مشهور بكنيته: يأتي. 4906- عبد اللَّه بن قدامة السعدي: تقدم ذكره في عبد اللَّه بن السعدي.   (1) سقط من أ. (2) في أ: أبا عبد الرحمن. (3) في أ: عميرة. (4) الثقات 3/ 244، تجريد أسماء الصحابة 1/ 329، الطبقات 287، الطبقات الكبرى 1/ 339، أسد الغابة ت (3124) . (5) في أ: بريد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 4907- عبد اللَّه بن قراد: تقدم في ابن قداد. 4908- عبد اللَّه بن قرط «1» : الأزدي الثّمالي. قال البخاريّ وأبو حاتم وابن حبّان: له صحبة، فروى حديثه أبو داود، والنسائي، وابن حبّان، والحاكم من طريق عبد اللَّه بن لحيّ، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أفضل الأيّام عند اللَّه يوم النّحر» «2» . وقرب إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بدنات فطفقن يزدلفن، فلما وجبت جنوبها قال كلمة خفيفة لم أفهمها. فسألت بعض من يليه، قال: قال: «من شاء اقتطع» . قال الطبراني: تفرد به ثور بن زيد. وروى أحمد بن حنبل بإسناد حسن أنه كان اسمه شيطانا فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ورويناه في الذكر للفريابي من طريق عبد الرحمن بن عمرو السلمي. قال: كان علينا عبد اللَّه بن قرط صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصة. وقال ابن أبي حاتم في ترجمة صالح بن شريح، كان كاتب عبد اللَّه بن قرط، وكان عبد اللَّه بن قرط أميرا لأبي عبيدة. وذكر أبو [عبيدة «في الفتوح» ] «3» أنه شهد اليرموك، وأرسله يزيد بن أبي سفيان بكتابه إلى أبي بكر، واستعمله أبو عبيدة على حمص في عهد عمر. وسيأتي له ذكر في ترجمة أبي جندل في الكنى، وكان «4» على حمص في خلافة معاوية. وفي «التجريد» أن الخطيب سمى أباه قرّة. قال ابن يونس: استشهد بأرض الروم سنة ست وخمسين. 4909- عبد اللَّه بن قرّة «5» : بن نهيك الهذلي «6» . دعا له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالبركة. وأمّه أسماء بنت أبي بكر الصديق. ذكره ابن مندة هكذا مختصرا.   (1) الثقات 3/ 243، الجرح والتعديل 5/ 140، تجريد أسماء الصحابة 1/ 329، تقريب التهذيب 1/ 441، تهذيب التهذيب 5/ 361، خلاصة تذهيب 2/ 89، الطبقات 114، 305، تهذيب الكمال 2/ 724، التاريخ الكبير 5/ 34، الإكمال 7/ 110، أسد الغابة ت (3126) ، الاستيعاب ت (1654) . (2) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 1044، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 350، والنسائي في الكبرى ذكره المزي في تحفة الأشراف 6/ 405، برقم 8977، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 4/ 221، حديث رقم 917، والحاكم في المستدرك 4/ 221، وأبو داود 1/ 548، كتاب المناسك باب 19، في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ حديث رقم 1765. (3) في أ: حذيفة في الشرح. (4) أسد الغابة ت (3128) . (5) في أ: ثم كان. (6) في أ: الهلالي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 4910- عبد اللَّه بن قرّة «1» : في عبد اللَّه بن قرط. 4911- عبد اللَّه بن قريط «2» : تقدم في ابن قراد. 4912- عبد اللَّه بن قمامة السلمي «3» : أخو وقّاص. روى ابن مندة، من طريق عتيق بن يعقوب، عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن حزم- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كتب لوقاص وعبد اللَّه ابني قمامة: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، هذا ما أعطى محمّد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وقّاص بن قمامة، وعبد اللَّه بن قمامة السّلميين من بني حارثة ... » فذكر حديثا. وحكاه أبو نعيم من رواية عتيق، فقال: عبد اللَّه بن قدامة، وجزم ابن الأثير بأنه عبد اللَّه بن قدامة بن السعدي، وليس كذلك فيما يظهر لي، لأن في سياق قصة هذا أنه سلميّ من بني حارثة، وابن السعدي من بني عامر بن لؤيّ من قريش، فكيف يكونان واحدا؟. 4913- عبد اللَّه بن قنيع السلمي «4» : تقدم في ابن رفيع. 4914- عبد اللَّه بن قيس: بن خالد بن خلدة بن الحارث بن سواد بن مالك «5» بن غنم بن مالك بن النّجّار «6» الأنصاريّ الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا. وذكر ابن سعد عن ابن عمارة أنه استشهد بأحد، وأنكر ذلك الواقدي، وقال: بل عاش حتى مات في خلافة عثمان. قلت: ولعل الّذي أشار إليه ابن عمارة أو الواقدي عبد اللَّه بن قيس الأنصاري الآتي بعده. واللَّه أعلم. 4915- عبد اللَّه بن قيس بن زائدة «7» : هو ابن أم مكتوم، وقيل اسمه عمرو، وهو الأشهر. سيأتي في عمرو بن أم مكتوم.   (1) بقي بن مخلد 463، أسد الغابة ت (3127) . (2) أسد الغابة ت (3129) ، الاستيعاب ت (1653) . (3) أسد الغابة ت (3130) . (4) أسد الغابة ت (3131) . (5) أسد الغابة ت (3134) ، الاستيعاب ت (1654) . (6) في أ: البخاري. (7) تجريد أسماء الصحابة 1/ 330، أسد الغابة ت (3136) ، الاستيعاب ت (1656) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 4916- عبد اللَّه بن قيس «1» بن سليم بن حضّار بن حرب بن عامر بن غنم بن بكر بن عامر بن عذر «2» بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر، أبو موسى الأشعري. مشهور باسمه، وكنيته معا، وأمه ظبية «3» بنت وهب بن عك، أسلمت وماتت بالمدينة، وكان هو سكن الرّملة «4» ، وخالف سعيد بن العاص ثم أسلم وهاجر إلى الحبشة. وقيل: بل رجع إلى بلاد قومه ولم يهاجر إلى الحبشة، وهذا قول الأكثر، فإن «5» موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي لم يذكروه في مهاجرة الحبشة. وقدم المدينة بعد فتح خيبر، صادفت سفينته سفينة جعفر بن أبي طالب، فقدموا جميعا. واستعمله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على بعض اليمن: كزبيد، وعدن وأعمالهما، واستعمله عمر على البصرة بعد المغيرة، فافتتح الأهواز ثم أصبهان، ثم استعمله عثمان على الكوفة، ثم كان أحد الحكمين بصفين، ثم اعتزل الفريقين. وأخرج ابن سعد والطّبريّ من طريق عبد اللَّه بن بريدة أنه وصف أبا موسى فقال: كان خفيف الجسم، قصيرا ثطّا «6» . وروى أبو موسى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن الخلفاء الأربعة، ومعاذ، وابن مسعود، وأبيّ بن كعب، وعمار.   (1) تاريخ من دفن بالعراق 312، الثقات 3/ 421، الجرح والتعديل 5/ 138، 643، 644، المحن 70، تقريب التهذيب 1/ 441، تجريد أسماء الصحابة 1/ 330، تهذيب الكمال 5/ 362، 363، تاريخ الإسلام 3/ 102، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 732، خلاصة تذهيب 2/ 89، الدر المكنون 77، طبقات القراء، الأعلام 4/ 114، الكاشف 2/ 119، طبقات فقهاء اليمن 8، 9، 10، 17، 21، 23، 24، 25، صفة الصفوة 1/ 556، الوافي بالوفيات 17/ 407، معرفة القراء 1/ 37، الطبقات 68، 132، 182، غاية النهاية 1/ 442، 1/ 442، سير أعلام النبلاء 2/ 380، تهذيب الكمال 2/ 724، الزهد لوكيع 3، التبصرة والتذكرة 1/ 174، 176، شرف أصحاب الحديث 92، 93، التاريخ الكبير 5/ 22، 172، دائرة معارف الأعجمي 21/ 223، المعرفة والتاريخ 1/ 267، 270، وفهارس 3/ 648، ابن حزم 397، تاريخ الثقات 272، الجمع بين رجال الصحيحين 885، تراجم الأحبار 298، رجال الموطأ 200، العقد الثمين 5/ 233، تنقيح المقال 7015، أسد الغابة ت (3137) ، الاستيعاب ت (1657) . (2) في أ: عدي. (3) في أ: نجيبة. (4) في أ: مكة. (5) في أ: قال. (6) الثّطّ: هو الكوسج الّذي عري وجهه من الشّعر إلا طاقات في أسفل حنكه. النهاية 1/ 211. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 روى عنه أولاده: موسى، وإبراهيم، وأبو بردة، وأبو بكر، وامرأته أم عبد اللَّه ومن الصحابة: أبو سعيد، وأنس، وطارق بن شهاب. ومن كبار التابعين فمن بعدهم: زيد بن وهب، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبيد بن عمير، وقيس بن أبي حازم، وأبو الأسود، وسعيد بن المسيب، وزرّ بن حبيش، وأبو عثمان النهدي، وأبو رافع الصائغ، وأبو عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود، وربعي بن حراش، وحطّان الرقاشيّ، وأبو وائل، وصفوان بن محرز، وآخرون. قال مجاهد «1» ، عن الشعبي: كتب عمر في وصيته: لا يقر لي «2» عامل أكثر من سنة، وأقروا الأشعري أربع سنين، وكان حسن الصوت بالقرآن. وفي الصحيح المرفوع: لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود. وقال أبو عثمان النهدي: ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا ناي أحسن من صوت أبي موسى بالقرآن، وكان عمر إذا رآه قال: ذكّرنا ربّنا يا أبا موسى. وفي رواية شوّقنا إلى ربنا، فيقرأ عنده. وكان أبو موسى هو الّذي فقّه أهل البصرة وأقرأهم. وقال الشعبي: انتهى العلم إلى ستّة، فذكره فيهم. وذكره البخاريّ من طريق الشعبي بلفظ العلماء. وقال ابن المدائنيّ: قضاة الأمة أربعة: عمر، وعلي، وأبو موسى، وزيد بن ثابت. وأخرج البخاري من طريق أبي التيّاح، عن الحسن، قال: ما أتاها- يعني البصرة- راكب خير لأهلها منه، يعني من أبي موسى. وقال البغويّ: حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس: كان لأبي موسى سراويل يلبسه بالليل مخافة أن ينكشف- صحيح. وقال أصحاب الفتوح: كان عامل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على زبيد وعدن وغيرهما من اليمن وسواحلها، ولما مات النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قدم المدينة وشهد فتوح الشام ووفاة أبي عبيدة، واستعمله عمر علي إمرة البصرة بعد أن عزل المغيرة، وهو الّذي افتتح الأهواز وأصبهان، وأقره عثمان علي عمله قليلا ثم صرفه، واستعمل عبد اللَّه بن عامر، فسكن الكوفة وتفقّه به أهلها حتى استعمله عثمان عليهم بعد عزل «3» سعيد بن العاص.   (1) في أ: مخالد. (2) في أ: يؤتى. (3) في أ: ثم عزل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 قال البغويّ: بلغني أنّ أبا موسى مات سنة اثنتين. وقيل أربع وأربعين، وهو ابن نيّف وستين. قلت: بالأول جزم ابن نمير، وغيره، وبالثاني أبو نعيم وغيره. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: عاش ثلاثا وستين. وقال الهيثم وغيره: مات سنة خمسين، زاد خليفة: ويقال سنة إحدى. وقال المدائني: سنة ثلاث وخمسين. واختلفوا هل مات بالكوفة أو بمكة؟ 4917- عبد اللَّه بن قيس بن صخر «1» بن حرام بن ربيعة بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي، من بني سلمة. ذكره ابن إسحاق في البدريين، ولم يذكره موسى بن عقبة، وذكروه كلهم فيمن شهد أحدا، وهو أخو معبد بن قيس الآتي. 4918- عبد اللَّه بن قيس بن صرمة «2» بن أبي أنس الأنصاري، من بني عديّ بن النجار. استشهد يوم بئر معونة. قال العدوي: واستدركه أبو علي الغساني. وقال ابن سعد: شهد أحدا، وكذا ذكره البغوي والطبراني، واستدركه ابن فتحون. 4919- عبد اللَّه بن قيس بن عدي بن الجعديّ، قيل هو اسم النابغة. 4920- عبد اللَّه بن قيس الأسلمي «3» : قال البخاريّ: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكره البغوي، وأبو نعيم، وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا له من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن أبي معاوية الأسلمي، عن عبد اللَّه بن قيس الأسلمي- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابتاع من رجل من بني غفار سهما من خيبر ببعير، وقال له: «اعلم أنّ الّذي أخذت منك خير من الّذي أعطيتك، وأنّ الّذي تعطيني خير من الّذي تأخذ منّي، فإن شئت فخذ وإن شئت فاترك» . قال: قد رضيت يا رسول اللَّه. قال البغوي: لا أعلم له غيره. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا، وهو مجهول، ولا أعلم له صحبة- يعني من غير هذه الطريق.   (1) أسد الغابة ت (3138) ، الاستيعاب ت (1658) . (2) أسد الغابة ت (3139) ، الاستيعاب ت (1659) . (3) أسد الغابة ت (3132) ، الاستيعاب ت (1655) ، الجرح والتعديل 5/ 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 329، التاريخ الكبير 5/ 172، الإكمال 7/ 50، التعديل والتجريح 782. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 4921- عبد اللَّه بن قيس الأنصاري» : يقال: استشهد بأحد. وقد تقدم في ترجمة عبد اللَّه بن قيس بن خالد. وروى عبد بن حميد في مسندة، من طريق أبي عبد اللَّه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه سمع ابن عباس يقول: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما على الأرض رجل يموت وفي قلبه مثقال حبّة من خردل من الكبر إلّا جعله اللَّه في النّار» ، فلمّا سمع عبد اللَّه بن قيس الأنصاريّ ذلك بكى، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «لم تبكي» ؟ قال: من كلمتك. قال: «فإنّك من أهل الجنّة» . فبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعثا فغزا فقتل فيهم شهيدا. ورواه الحسن الحلوانيّ من هذا الوجه، وقال أبو عبيد اللَّه: المذكور هو موسى الجهنيّ. أخرجه ابن مندة من طريقه، ورجاله ثقات. وجوّز أبو موسى أن يكون هو الّذي جدّه خالد، وفيه بعد، لأن في سياق خبره أنه قتل في بعث من البعوث، وغزوة حنين لا يقال: إنها من البعوث. فاللَّه أعلم. 4922- عبد اللَّه بن قيس الخزاعي «2» : ذكره ابن عاصم «3» وغيره، وأخرجوا من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عبد اللَّه بن قيس الخزاعي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من راءى بأمر، يريد به سمعة فإنّه في مقت من اللَّه حتّى يجلس» . وله طريق أخرى عند الطبراني من رواية يزيد بن عياض، عن الأعرج، عن عبد اللَّه بن قيس الخزاعي. وجوّز «4» ابن عبد البر بأنه الأسلمي. والّذي يظهر أنه غيره. وقد فرّق ابن أبي حاتم عن أبيه بينهما. 4923 ز- عبد اللَّه بن قيس الصّباحي: ذكر الرشاطيّ عن أبي عبيدة بن المثنى أنه أحد الوفد الذين وفدوا من عبد القيس مع الأشج.   (1) أسد الغابة ت (3133) . (2) أسد الغابة ت (3135) . (3) في أ: ابن أبي عاصم. (4) في أ: وجزم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 وذكر وثيمة عن ابن إسحاق أنه دلّ المسلمين على عورة أهل الحصن بالبحرين، وساق القصة، وأنشدوا له شعرا منه: لا توعدونا بمغرور وأسرته ... من يلقنا يلق منّا سنّة الحطم [البسيط] 4924 - عبد اللَّه بن قيس «1» القيني «2» : ذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر، وله صحبة، ولا تعرف له رواية. ومات سنة تسع وأربعين. 4925 ز- عبد اللَّه بن قيس: من بني رياب «3» يعرف بابن العوراء. ذكر ابن إسحاق في «المغازي» ، وقال: لما استحرّ القتل في بني نصر بن رياب زعموا أن عبد اللَّه بن قيس- وهو الّذي يقال له ابن العوراء- قال: يا رسول اللَّه، هلكت بنو رياب. فذكروا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ اجبر مصيبتهم» . 4926- عبد اللَّه بن قيظي بن قيس بن لوذان «4» بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة ابن حارثة الأنصاري. ذكره أبو عمر، فقال: «شهد أحدا» ، وقتل يوم جسر أبي عبيد هو وأخواه: عقبة، وعباد. 4927- عبد اللَّه بن كامل بن حبيب السلمي. شاعر، شهد وقعة مرج الصّفر، وكذا ذكره الذهبي في التجريد، واستدركه على ابن الأثير، وذكره المرزباني فقال: إنه مخضرم. ويأتي في الثالث. 4928- عبد اللَّه بن كثير المازني: ذكره ابن عساكر في تاريخه فقال: حكى عبد اللَّه بن سعد القطر بلي عن الواقدي أنه من الصحابة، وأنه شهد فتح قبرس مع معاوية بن أبي سفيان سنة ثلاث وثلاثين. قال ابن عساكر: لم أجده عند غيره. 4929 ز- عبد اللَّه بن كرامة: أبو رائطة. يأتي في الكنى.   (1) أسد الغابة ت (3140) . (2) في أ: العنقي. (3) أسد الغابة ت (3144) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 330. (4) أسد الغابة ت (3145) ، الاستيعاب ت (1660) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 4930- عبد اللَّه بن أبي كرب: بن الأسود بن شجرة بن معاوية «1» بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكندي. ذكر ابن شاهين أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، أورده مختصرا. وقال ابن الأثير: يكنى أبا لينة، قال: وهو والد عياض بن أبي لينة صاحب عليّ. وقد ذكره الطبريّ. واستدركه ابن فتحون. 4931 - عبد اللَّه بن كرز «2» الليثي: وقع ذكره في حديث لعائشة أورده جعفر الفريابي في كتاب الكنى له، وابن أبي عاصم في الوحدان، وابن شاهين، وابن مندة في الصحابة، وابن أبي الدنيا في الكفالة «3» ، والرامهرمزيّ في الأمثال، كلّهم من طريق محمد بن عبد العزيز الزّهري، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لأصحابه: «إنّما مثل أحدكم ومثل ماله ومثل عمله ومثل أهله كمثل رجل له ثلاثة إخوة، فقال لأخيه الّذي هو ماله حين حضره الموت: قد نزل بي ما ترى، فماذا عندك؟ قال: مالك عندي غنى ولا نفع إلّا ما دمت حيّا، فإن فارقتني ذهب بي إلى غيرك. فالتفت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: فقال: «أيّ أخ ترونه؟» قالوا: ما نرى طائلا. قال: ثمّ التفت «4» لأخيه الّذي هو أهله- فذكر نحوه- فقال: أقوم عليك فأمرّضك فإذا متّ غسّلتك وكفّنتك وحملتك ودفنتك ثمّ أرجع فأخبر عنك من سأل. قال: فأيّ أخ هذا؟ قالوا: ما نرى طائلا. ثمّ قال لأخيه الّذي هو عمله نحوه، فقال: أتبعك إلى قبرك وأقيم معك وأونس وحشتك وأقعد في كفنك فلا أفارقك. فأيّ أخ هذا؟ قالوا: خير أخ، قال: فقام عبد اللَّه بن كرز الليثيّ فقال: أي رسول اللَّه، أتأذن لي أن أقول على هذا شعرا؟ قال: «نعم» «5» . قال: فبات ليلته وغدا فقام على رأس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: إنّي ومالي والّذي قدّمت يدي ... كراع إليه صحبة ثمّ قائل لأصحابه إذ هم ثلاثة إخوة ... أعينوا على أمري الّذي بي نازل [الطويل] الأبيات.   (1) أسد الغابة ت (3146) . (2) أسد الغابة ت (3147) . (3) في أ: النكالة. (4) في أ: ثم قال. (5) أورده المتقي الهندي من كنز العمال حديث رقم 42981 وعزاه للرامهرمزيّ في الأمثال وفيه عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثي عن محمد بن عبد العزيز الزهري ضعيفان. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 قال: فما بقي عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ذو عين تطرف إلا دمعت عيناه. 4932 ز - عبد اللَّه بن كعب بن عبادة بن البكاء العامري، ثم البكّائي. يأتي في [عبد عمرو] «1» ، فإن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسمه. 4933- عبد اللَّه بن كعب بن عمرو «2» بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري. قال الطّبريّ وغيره: كان على ثقل غنائم بدر. وذكره موسى بن عقبة أيضا في البدريين. وروى ابن السكن من طريق يعقوب بن محمد المدني: حدثتني كرامة بنت الحسين بن جعفر بن الحارث بن عبد اللَّه بن كعب المازني، وكان عبد اللَّه بن كعب على ثقل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن الكلبي: له ولأخيه أبي ليلى عبد الرحمن بن كعب بن عمرو- صحبة. 4934- عبد اللَّه بن كعب بن زيد بن عاصم «3» ، من بني مازن بن النجار. قال ابن إسحاق: كان على الثقل الّذي أصابه المسلمون يوم بدر. وقال الواقدي: مات في زمن عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين، وكنيته أبو الحارث. وتبع الواقدي المدائني وابن أبي خيثمة، والعسكري وغيرهم، وأسقط ابن سعد زيدا من نسبه، وتبعه المدائني والبغوي وغيرهما. وأما ابن الكلبي فجعل الكنية والوظيفة والوفاة للذي قبله. 4935- عبد اللَّه بن كعب: الحميري «4» الأزدي. عداده في أهل الشام. توفي سنة ثمان وخمسين. ذكره ابن مندة هكذا، ولم أر له ذكرا في تاريخ ابن عساكر. 4936- عبد اللَّه بن كعب المرادي: قتل يوم صفّين، وكان من أعيان أصحاب عليّ. ذكره أبو عمر مختصرا. 4937 ز- عبد اللَّه بن كعب الأنصاري: يقال هو اسم أبيّ، أي ابن أمّ حرام. 4938- عبد اللَّه بن كليب: بن ربيعة الخولانيّ «5» .   (1) في أ: عبده. (2) أسد الغابة ت (3151) ، الاستيعاب ت (1661) ، الثقات 3/ 227، الاستبصار 83، التحفة اللطيفة 2/ 380 أصحاب بدر 227، تجريد أسماء الصحابة 1/ 331، تاريخ الإسلام 3/ 193، 238 عنوان النجابة 127، الأعلام 4/ 115، الطبقات الكبرى 2/ 18، 8/ 413. (3) أسد الغابة ت (3150) . (4) أسد الغابة ت (3149) ، بقي بن مخلد 864. (5) أسد الغابة ت (3154) ، الاستيعاب ت (1663) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 كان اسمه ذؤيبا، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. تقدم في الذال. 4939- عبد اللَّه بن لبيد بن ثعلبة الأنصاري البياضي «1» ، أخو زياد. ذكر ابن القداح أنه شهد أحدا وما بعدها. واستدركه الغساني، وابن فتحون. 4940- عبد اللَّه بن اللّتبيّة «2» بن ثعلبة الأزدي. مذكور في حديث أبي حميد الساعدي في الصحيحين أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعث رجلا على الصدقات يدعى ابن اللّتبيّة ... الحديث بطوله، وإنما يأتي في أكثر الروايات غير مسمّى. وسماه ابن سعد، والبغوي، وابن أبي حاتم، والطبراني، [وابن حبان، والباوردي، وغير واحد: عبد اللَّه] «3» . 4941- عبد اللَّه بن أبي ليلى الأنصاري «4» : ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: روى عنه حديث عند الكوفيين، في إسناده نظر، ثم ساق من طريق أحمد بن محمد بن حماد بن عبد الرحمن: أخبرني أبي، عن أبيه عبد الرحمن، قال: كنت من سبي عين التمر فاشتراني عبد اللَّه بن أبي ليلى فأعتقني وسمّاني عبد الرحمن، قال: وسمعت عبد اللَّه بن أبي ليلى يقول: تلقيت «5» النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حين هبط من الثنيّة على بعير والناس حوله، توفي وأنا يافع. استدركه ابن فتحون. وابن الأثير. 4942 - عبد اللَّه بن ماعز «6» التميمي «7» : ذكره في الصحابة البغوي. وقال ابن مندة: عداده في أهل البصرة. وروى هو وسمّويه من طريق هنيد أن عبد اللَّه بن ماعز حدثه أنّ ما عزا أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فبايعه، وقال: إن ما عزا أسلم آخر قومه، وإنه لا يجني عليه إلا يده، فبايعه على ذلك. وأورده ابن مندة بلفظ آخر بهذا السند إلى هنيد، عن عبد اللَّه بن ماعز: حدثه أنه أتى النبيّ   (1) أسد الغابة ت (3155) . (2) أسد الغابة ت (3156) ، الثقات 3/ 238، تجريد أسماء الصحابة 1/ 332. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (3157) . (5) في أ: فلقيت النبيّ. (6) أسد الغابة ت (3158) . (7) في أبعد التميمي: عداده في البصريين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: إن ماعزا أخذ ماله وإنه لا عبا، ثم بايعه على ذلك، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. كذا أورد المتن، وأظن أن فيه «1» تصحيفا. وذكر البغويّ أن البخاري ذكره في الصحابة، وأخرج له الحديث المذكور، والّذي رأيته أنا أن البخاري ذكره في التابعين من تاريخه، ولم يزد على قوله: روى عنه هنيد بن القاسم. وقال ابن أبي حاتم: روى حديثا، وليس هو بالمشهور. 4943- عبد اللَّه بن ماعز بن مالك الأسلمي الّذي رجم أبوه في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكر أبو عمر في ترجمة ماعز أنّ ابنه عبد اللَّه روعي عنه، فإن يكن كذلك فهو من الصحابة، ولكن أخشى أن يكون التبس عليه بالذي قبله. 4944 ز- عبد اللَّه بن ماعز بن مجالد «2» بن ثور البكّائي. تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكّائي. 4945- عبد اللَّه بن مالك: بن أبي أسيد بن رفاعة الأسلمي «3» ، ابن عم أبي أوفى، والد عبد اللَّه بن أبي أوفى بن الحارث بن أبي أسيد. قال ابن الكلبيّ: له صحبة، وتبعه أبو أحمد العسكري، واستدركه الغساني وابن فتحون. وقد ذكر ابن الكلبي أيضا عبد اللَّه بن أبي أسيد. قلت: فكأنه عمّ هذا. 4946- عبد اللَّه بن مالك بن القشب «4» ، واسم القشب- هو بكسر القاف وسكون المعجمة ثم موحدة- جندب بن نضلة بن عبد اللَّه بن رافع بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبد اللَّه بن كعب بن عبد اللَّه بن نصر بن الأزد، أبو محمد [الأزدي] «5» . ويقال له أيضا الأسدي، بالسين «6» . قال البخاريّ: أمه مجيبة بنت الحارث بن عبد المطلب. وقال ابن سعد: حالف مالك بن القشب المطّلب بن عبد مناف، وتزوج بحينة بنت   (1) في أ: وأظن فيه تصحيفا. (2) من أ: مجالد. (3) أسد الغابة ت (3159) . (4) أسد الغابة ت (3160) ، الاستيعاب ت (1664) ، الثقات 3/ 240. (5) سقط من أ. (6) في أ: بالسكون. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 الحارث بن عبد المطلب، فولدت له عبد اللَّه، وهي بالموحدة والمهملة ثم النون مصغر. وقيل: إنها أم أبيه مالك. وصحّح أبو عمر الأول، وهو قول الجمهور. وقال البخاريّ: قال بعضهم: مالك بن بحينة. والأول أصوب، وقال: إن قول من قال عن مالك بن بحينة خطأ، وكان حليف بني المطلب بن عبد المناف، له صحبة. وروى عنه علي «1» بن عبد اللَّه. قلت: وله أحاديث في الصحيح والسنن من رواية الأعرج، ومحمد بن يحيى بن حبان، وحفص بن عاصم عنه. قال ابن سعد: أسلم قديما، وكان ناسكا فاضلا يصوم الدهر، وكان ينزل ببطن رئم على ثلاثين ميلا من المدينة. ومات في» إمارة مروان الأخيرة على المدينة، وأرّخه ابن زبر سنة ست وخمسين. 4947- عبد اللَّه بن مالك: أبو كاهل «3» . مشهور بكنيته، يأتي. وقيل اسمه قيس، سماه ابن شاهين وابن السكن عبد اللَّه. 4948- عبد اللَّه بن مالك: الأنصاري الأوسي «4» ، حجازي. قال البخاريّ وابن حبّان: له صحبة. روى حديثه أحمد «5» والنسائي من طريق الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن شبل عنه: «إذا زنت الأمّة فاجلدوها ... » «6» الحديث. وإسناده صحيح. وزعم ابن عبد البرّ أنّ الصواب فيه مالك بن عبد اللَّه. وسيأتي بيان ذلك في الميم. وقد نبّه البخاري «7» في التاريخ، من طريق الزبيدي، وابن أخي الزهري، وغيرهما،   (1) في أ: وروى عنه ابنه علي. (2) في أ: ومات في إمارة مروان. (3) أسد الغابة ت (3164) ، الاستيعاب ت (1667) . (4) أسد الغابة ت (3161) ، الاستيعاب ت (1665) . (5) في أ: روى حديثه. (6) أخرجه البخاري 3/ 197 كتاب الحدود باب الاعتراف بالزنا ومسلم 3/ 1328 كتاب الحدود باب 6 رجم اليهود أهل الذمة في الزنا حديث رقم 30، 1703. والترمذي 4/ 30 كتاب الحدود باب 8 ما جاء في الرجم على الثيب حديث رقم 1433. وابن ماجة 2/ 856 في كتاب الحدود باب 13 إقامة الحدود على الإماء حديث رقم 2566 وأحمد في المسند 6/ 65 والدار الدّارقطنيّ 3/ 197، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 13600، والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 19 وابن عدي في الكامل 5/ 1729. (7) في أ: بينه البخاري. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 عن الزهري، فقالوا: عبد اللَّه، وأورده من رواية عقيل على الوجهين. وفي رواية «1» يونس كذلك، ثم قال. والصحيح شبل بن خليد عن عبد اللَّه بن مالك. 4949- عبد اللَّه بن مالك الغافقي «2» : أبو موسى. [سكن مصر. روى حديثه ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن سليمان، عن ثعلبة بن أبي الكنود، عن عبد اللَّه بن مالك الغافقي] «3» قال: أكل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوما طعاما ثم قال لي: «استر عليّ حتّى أغتسل» ، فقلت: أكنت جنبا؟ قال: «نعم، إذا توضّأت أكلت وشربت» «4» . أخرجه البغوي، والدار الدّارقطنيّ، والطبري، والبيهقي، وابن مندة، ووقع في رواية الأخيرين أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر البيهقي أنّ الواقدي رواه أيضا عن عبد اللَّه بن سليمان به، ولأبي موسى الغافقي رواية عن جابر وغيره. ويقال: إن اسم أبي موسى مالك بن عبد اللَّه، فعلى هذا فهو غير صاحب الحديث المذكور. 4950- عبد اللَّه بن مالك بن أبي القين الخزرجي «5» ، أخو كعب بن مالك الشاعر. قال ابن مندة: له ذكر في حديث ابن أخيه عبد اللَّه بن كعب، ولا يعرف له رواية. 4951- عبد اللَّه بن مالك: بن المعتم «6» العبسيّ. ذكر الطبري والباوردي أنه أحد التسعة الذين وفدوا على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من عبس. وذكر أبو عبيدة أنه كان على إحدى المجنّبتين يوم القادسية. وقد تقدم في ترجمة الحارث بن الربيع بن زياد العبسيّ شرح وفادة التسعة المذكورين. وقال ابن مندة: عقد له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لواء أبيض. وله ذكر بالقادسية، ولا يعرف له رواية. 4952- عبد اللَّه بن مالك: غير منسوب «7» . ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وساق من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن   (1) في أ: ومن رواية. (2) أسد الغابة ت (3162) ، الاستيعاب ت (1666) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 332. (3) سقط في أ. (4) أخرجه الدار الدّارقطنيّ في سننه 1/ 119. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث 27463. (5) أسد الغابة ت (3163) . (6) في أ: الغنم. (7) أسد الغابة ت (3165) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 عبد اللَّه بن الحارث، عن عبد اللَّه بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إيّاكم والظّلم، فإنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة» «1» . وذكر ابن أبي حاتم أنّ الزهري روى عن شداد بن الحارث بن الهاد، عن عبد اللَّه بن مالك- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم جاءته امرأة فقالت: نزلنا دارا ونحن كثير عددنا، فلم يبق منا أحد، فقال: «ألا تركتموها ذميمة» ، فما أدري أهما واحد أم اثنان. 4953 ز- عبد اللَّه بن مالك الأرحبي: ذكر وثيمة في الردة أنّ له صحبة، وأنشد له شعرا في ذلك، قال: قال ابن إسحاق: لما همّت همدان بالردّة قام فيهم عبد اللَّه بن مالك الأرحبي، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، له هجرة وفضل في دينه، فاجتمعت إليه همدان، فقال: يا معشر همدان، إنكم لم تعبدوا محمدا، إنما عبدتم ربّ محمد، وهو الحي الّذي لا يموت، غير أنكم أطعتم رسوله بطاعة اللَّه. واعلموا أنه استنقذكم من النار، ولم يكن اللَّه ليجمع أصحابه على ضلالة، وذكر له خطبة طويلة يقول فيها: لعمري لئن مات النّبيّ محمّد ... لما مات يا ابن القيل ربّ محمّد دعاه إليه ربّه فأجابه ... فيا خير غوريّ ويا خير منجد [الطويل] 4954- عبد اللَّه بن مبشر السعدي «2» : ذكر وثيمة في الردة عن ابن إسحاق أنه فارق هوازن لما أرادوا أن يرتدّوا، وثبت على إسلامه، وقال في ذلك. واستدركه أبو علي الغساني. 4955- عبد اللَّه بن محصن الأنصاري «3» : ذكره الطبري، واستدركه ابن فتحون. وذكر ابن حبان أن اسمه أبو عمر. 4956- عبد اللَّه بن محمد «4» : بن مسلمة الأنصاري.   (1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 106، 191، 195، 431، 3/ 323 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1566 والدارميّ من سننه 2/ 240، والهيثمي في الزوائد 5/ 238 وقال رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف، والحاكم في المستدرك 1/ 11، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43899. (2) الاستيعاب ت (1668) ، أسد الغابة ت (3168) . (3) الثقات 3/ 235، تهذيب التهذيب 5/ 390، الكاشف 2/ 124. (4) أسد الغابة ت (3169) ، 381، الجرح والتعديل 1/ 174 الثقات 3/ 238، تجريد أسماء الصحابة 4/ 227، التاريخ الكبير 5/ 201. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 يأتي نسبه في ترجمة أبيه. ذكره ابن أبي داود، وابن شاهين في الصحابة عنه. وقال: له صحبة، وشهد فتح مكة والمشاهد بعدها. 4957 ز- عبد اللَّه بن مخرمة «1» : بن عبد العزّى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري، أبو محمد. وأمه بهنانة بنت صفوان بن أمية بن محرّث الكنانية. ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب، ثم هاجر إلى المدينة، واستشهد يوم اليمامة وله ثلاثون سنة. وذكر البغوي وابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب- أنّ عبد اللَّه بن مخرمة دعا اللَّه أن لا يميته حتى يقع في كل مفصل منه ضربة في سبيل اللَّه، فجرى له ذلك يوم اليمامة، واستشهد. وروى ابن أبي شيبة والبخاريّ في تاريخه من طريق ابن عمر، قال: أتيت على عبد اللَّه ابن مخرمة صريعا يوم اليمامة فقال: يا عبد اللَّه، هل أفطر الصائم؟ قلت: نعم. قال: فاجعل لي في هذا المجنّ ماء فإلى أن أتيته به وجدته قد قضى. وأخرجه ابن المبارك في الجهاد من وجه آخر، عن ابن عمر، أتمّ منه. ذكر عمر بن شبّة، عن أبي غسان المدني- أن عبد اللَّه بن مخرمة العامري بنى داره التي بالبلاط «2» قبالة دار عبد اللَّه بن عوف. [وذكره ابن إسحاق في البدريين، وآخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين فروة بن عمرو البياضي] . 4958 ز- عبد اللَّه بن مخمر. يأتي بيانه في عبد اللَّه بن محمد في القسم الأخير. 4959- عبد اللَّه بن المدني:   (1) أسد الغابة ت (3173) ، الاستيعاب ت (1671) ، الثقات 3/ 236، الاستبصار 177، 297، الجرح والتعديل 5/ 153 تجريد أسماء الصحابة 1/ 333، أصحاب بدر 125، تاريخ الإسلام 4613 التاريخ الصغير 1/ 34، 41، الطبقات الكبرى 3/ 569، 623. (2) البلاط: يروي بكسر الباء وفتحها وهو في مواضع، منها: بيت 25/ 565 البلاط، من قرى غوطة دمشق ومنها البلاط مدينة عتيقة بين مرعش وأنطاكية يشقها النهر الأسود الخارج من الثغور وهي من أعمال حلب ومنها البلاط: موضع بالقسطنطينية ومنها بلاط عوسجة: حصن بالأندلس من أعمال شنبرية ومنها البلاط موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد الهول وسوق المدينة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 ذكره الرشاطي في الأنساب، وقال: له وفادة على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 4960- عبد اللَّه بن مربع «1» : يأتي في المبهمات. ويقال اسمه زيد. 4961- عبد اللَّه بن مربع: بن قيظي بن عمرو «2» بن يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي. قال أبو عمر: شهد أحد والمشاهد بعدها، واستشهد يوم جسر أبي عبيد هو وأخوه عبد الرحمن، وكان أبوهما مربع منافقا. وروى الواقديّ من طريق عبد الرحمن ابن بحينة الحارثي: سمعت عبد اللَّه بن مربع ابن قيظي الحارثي يقول: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول- حين رأى البيت، وانتهى إلى زمزم فأمر بدلو فنزع له ولم ينزع هو، وقال: «لولا أن تغلبوا لنزعت معكم» . وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه، وقال: تفرد بن الواقدي. وفرّق أبو عمر بينه وبين الّذي قبله، وكلام البغوي يقتضي أنهما واحد. 4962 ز- عبد اللَّه بن أبي مرداس: بن عمر بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ. ذكره الزّبيريّ، وقال: مات بالشام. 4963 ز- عبد اللَّه بن مرقّع «3» : في عبد الرحمن. 4964 ز- عبد اللَّه بن المزيّن «4» : أخو زيد. ذكره موسى بن عقبة في البدريين. وقال الطبري: لم يذكره ابن إسحاق. 4965- عبد اللَّه بن مسافع «5» : بن طلحة بن أبي طلحة القرشي العبدري «6» . قتل أبوه يوم أحد، وعاش هو إلى أن قتل يوم الجمل مع عائشة. ذكره الزبير بن بكار، قال: وأمّه سلمى بنت قطن، من بكر بن وائل.   (1) الاستيعاب ت (1672) ، أسد الغابة ت (3175) . (2) الاستيعاب ت (1673) ، أسد الغابة ت (3176) تجريد أسماء الصحابة 1/ 334. (3) أسد الغابة ت (3177) ، بقي بن مخلد 495، تجريد أسماء الصحابة 1/ 334. (4) أسد الغابة ت (3179) . (5) في أ: شافع. (6) أسد الغابة ت (3174) ، الجرح والتعديل 5/ 176، تهذيب التهذيب 6/ 26، الكاشف 2/ 116، تاريخ أبي زرعة 1/ 515، التاريخ الكبير 5/ 210، تقريب التهذيب 1/ 450، تاريخ الإسلام 3/ 409. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 4966- عبد اللَّه بن أبي سبقة «1» : ويقال سقبة «2» الباهلي «3» . ذكره البغويّ وغيره في الصحابة، وأوردوا من طريق سعيد بن أبي حبان الباهلي، حدثنا شبل بن نعيم الباهلي، حدثنا عبد اللَّه بن أبي سقبة «4» الباهلي، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو واقف على بعيره وكأن رجله في غرزة لحماره فاحتضنتها، فقرعني بالسّوط، فقلت: يا رسول اللَّه، القصاص، فناولني السّوط فقبّلت ساقه ورجله. ورواه ابن مندة من هذا الوجه، وزاد في حجة الوداع، وقال: غريب. ووقع في روايته سعيد بن أبي حبان. وصوّب أبو نعيم الأول. وحكى ابن قانع أنه قيل فيه عبد اللَّه بن أبي سقبة «5» . 4967- عبد اللَّه بن المستورد «6» : قال البغوي: يزعمون أن له صحبة. وقال ابن أبي حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه موسى بن وردان. وفي إسناده ابن لهيعة. وساق البغوي حديثه. 4968- عبد اللَّه بن أبي مرّة: بن عوف بن السّباق بن عبد الدار القرشي العبدري. من مسلمة الفتح، واستشهد يوم الدار مع عثمان، ذكره البلاذري. وكذا ذكره الزبير وأنه ممن بقي من بني السبّاق بن عبد الدار، وكانوا قد بغوا بمكة فأهلكوا إلا القليل منهم. وذكر أبو عمر أنه عبد اللَّه بن أبي ميسرة، وعزاه إلى العدوي، وقال: في صحبته نظر. 4969 ز- عبد اللَّه بن أبي مسروح: بن عمرو، من بني سعد بن بكر. وأمّه بنت المقوم بن عبد المطلب. وتزوّج عبد اللَّه بنتا للعباس بن عبد المطلب. ذكره الفاكهي. وقال ابن الكلبيّ في أنساب بني سعد: منهم أبو مسروح، واسمه الحارث بن يعمر بن حيّان بن عميرة بن ملّان، كان حليف العباس بن عبد المطلب، وزوّجه العباس أيضا ابنته صفية. وقال ابن اليقظان والزبير: إن عبد اللَّه بن أبي مسروح ولدت له صفية بنت العباس بن عبد المطلب ولده محمدا.   (1) في أ: مستقة. (2) في أ: مسقنة. (3) أسد الغابة ت (3180) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 334. (4) في أ: مسقنة. (5) في أ: سعيد. (6) الاستيعاب ت (1674) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 وأنشد المرزبانيّ في معجم الشعراء لعبد اللَّه بن أبي مسروح شعرا رثى به عبد اللَّه بن الزّبير بن عبد المطلب يقول فيه: لقد أردت كتائب أهل حمص ... بعبد اللَّه طرفا غير وغل شجاع الحرب إن وجدت وقودا ... وللحاد بن جبر كلّ رحل [الوافر] في أبيات: وقال ابن سعد: زوجته أروى بنت المقوّم، ولدت له عبد اللَّه بن أبي مسروح] «1» . وذكره في ترجمة أروى. 4968- عبد اللَّه بن مسعدة: بن حكمة بن مالك بن حذافة بن بدر الفزاري. ويقال ابن مسعدة بن مسعود بن قيس، هكذا نسبه ابن عبد البر، وكذا قال ابن حبان في الصحابة عبد اللَّه بن مسعدة بن مسعود الفزاري صاحب الجيوش، لم يزد في ترجمته على ذلك. والأول نقله الطبري عن ابن إسحاق. ويقال: كان مسعدة صاحب الجيوش، قيل له ذلك لأنه كان يؤمّر على الجيوش في غزو الروم أيام معاوية، وهو من صغار الصحابة، ذكره البغوي وغيره في الصحابة، وأخرجوا من طريق ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن مسعدة صاحب الجيوش، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تسبقوني بالرّكوع ولا بالسّجود» » . قلت: فيه انقطاع بين عثمان وابن مسعدة. وأخرج الطّبراني في الأوسط من طريق ابن جريج بهذا الإسناد حديثا آخر، لكن نقل فيه عن ابن مسعدة: سمعت، وقال اسم ابن «3» مسعدة عبد اللَّه. وقال محمد بن الحكم الأنصاري «4» ، عن عوانة. قال: حدثني خديج خصيّ لمعاوية، قال: قال لي معاوية: ادع لي عبد اللَّه بن مسعدة الفزاري، فدعوته، وكان آدم شديد الأدمة، فقال: دونك هذه الجارية- لجارية رومية بيّض بها ولدك، وكان عبد اللَّه في سبي بني فزارة، فوهبه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لابنته   (1) سقط من أ. (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 154 عن أنس بن مالك وابن حبان في صحيحه حديث رقم 382 مالك يا أم السائب 8/ 237. (3) في أ: اسم أبي مسعدة. (4) في أ: الأخباري. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 فاطمة فأعتقته، وكان صغيرا فتربّى عندها، ثم كان عند عليّ، ثم كان بعد ذلك عند «1» معاوية، وصار أشدّ الناس على عليّ، ثم كان على جند دمشق بعد الحرّة، وبقي إلى خلافة مروان. وحكى خليفة، عن ابن الكلبي- أنه غزا الروم سنة تسع وأربعين. وحكى عبد اللَّه بن سعد القطربلي، عن الواقدي، عن مشيخة من أهل الشام، قالوا: كان سفيان بن عوف قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية، فسمى من جند دمشق عبد اللَّه بن مسعدة الفزاري. وحكى الواقديّ عن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، قال: لقد رأتني يوما من أيام الحصين ابن نمير، يعني حين حاصرهم بمكة أيام يزيد بن معاوية «2» ، فخرجت لنا كتيبة فيها عبد اللَّه بن مسعدة، فخرج إليه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فضربه ضربة جرحه، فلم يخرج لنا بعد. وذكر الطّبريّ عن ابن إسحاق في سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة، قال: وأسروا عبد اللَّه بن مسعدة وأخته، وقتل أبوهما مسعدة يومئذ، وأسرت أمهما أم قرفة، فصارت أخته في سهم سلمة بن الأكوع، ثم استوهبها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم منه فأعطاها له فوهبها لخاله حزن بن أبي وهب، فولدت له عبد الرحمن بن حزن. وأما أم قرفة فكانت عجوزا كبيرة، وكانت شديدة على المسلمين، فأمر زيد بن حارثة بها فربطت بين بعيرين وأرسلهما حتى شقّاها نصفين. وقال ابن عساكر: ذكر الواقدي في موضع آخر أن مسعدة قتل في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلعله آخر باسمه. قلت: وهذا متعين، لأن الواقدي قد ذكر لعبد اللَّه بن مسعدة أخبارا بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قد ذكرنا بعضها. ويحتمل أن يكون في النقل عنه وهم، وإنما ذكر أن الّذي قتل في العهد النبوي مسعدة والد عبد اللَّه. وقال ابن الكلبيّ: حدثنا عبد اللَّه بن الأجلح، عن أبيه، عن الشعبي، قال: دخل أبو قتادة على معاوية وعليه برد عدني، وعند معاوية عبد اللَّه بن مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري، فسقط رداء أبي قتادة على عبد اللَّه بن مسعدة فنفضها عنه، فغضب   (1) في أ: مع معاوية. (2) في أ: عمر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 فقال أبو قتادة: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: عبد اللَّه بن مسعدة. قال: أنا واللَّه دفعت بحصين أبي هذا بالرّمح يوم أغار على سرح المدينة، فسكت عبد اللَّه بن مسعدة. وقال الزّبير بن بكّار في الموفقيات: حدثني علي بن عبد اللَّه، عن عوانة بن الحكم- أنّ معاوية استعمل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد على الصائفة، ثم قال له: ما تصنع بعهدي؟ قال: أتخذه إماما لا أعصيه. وقال: اردد عليّ عهدي، عليّ بسفيان بن عوف. فكتب له، ثم قال له: ما تصنع بعهدي؟ قال: اتخذه إماما [أمام الحرم] «1» ، فإن خالف خالفت، قال: سر على بركة اللَّه، فسار فهلك بأرض الروم، واستخلف عبد اللَّه بن مسعود الفزاري، وهي أول ولاية وليها، فأقدم بالمسلمين، فقال له شاعر: أقم يا ابن مسعود قناة قويمة ... كما كان سفيان بن عوف يقيمها [الطويل] فلما دخل على معاوية سأله عن الشعر، فقال: إن الشاعر ضمني إلى من لست له بكفء. وقد مضى في ترجمة سفيان بن عوف الغامدي الخلاف في سنة وفاته. وكأنّ الشاعر نسب ابن مسعدة إلى جده، وهو يقوي ما قاله ابن عبد البر وابن حبان في تسمية جده، ولعله كان بين مسعدة، وحكمة مسعود. 4969 ز- عبد اللَّه بن مسعدة «2» : الفزاري. ذكر الواقديّ أنه قتل في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فإن ثبت فهو آخر. 4970- عبد اللَّه بن مسعود بن غافل- بمعجمة [وفاء] «3» - ابن حبيب «4» بن شمخ بن   (1) في أ: يا أم الحرير. (2) الثقات 3/ 229، تجريد أسماء الصحابة 1/ 334، الأعلام 4/ 137، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 738- الوافي بالوفيات 17/ 604، الاستيعاب ت (1675) ، الطبقات الكبرى 5/ 159، أسد الغابة ت (3181) . (3) ليس في أ. (4) الاستيعاب ت (1677) ، أسد الغابة ت (3182) ، الثقات 3/ 208، الاستبصار 65، 139، البداية والنهاية 7 أصحاب بدر 101، الجرح والتعديل 5/ 149، المحسن 61، 321، 355، 390، 404 التحفة اللطيفة 2/ 415، المنمق 295، 296، تجريد أسماء الصحابة 1/ 334 تقريب التهذيب 1/ 450، تهذيب التهذيب 6/ 27، تاريخ الإسلام 3/ 215 التاريخ الصغير 1/ 60، 72، 73، 74، عنوان النجابة 27، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 738 خلاصة تذهيب 2/ 99، بقي بن مخلد 8، الكاشف 2/ 130 صفة الصفوة 1/ 2395، الوافي بالوفيات 17/ 104، الزهد الكبير 124 شذرات الذهب 1/ 32، 38، 62، 63، العبر 1/ 25، 33، 66، 68، 73، 79، 95، 100، 116، الطبقات الكبرى والفهرس/ 122 الطبقات 16، 126، 128، معرفة القراء الكبار 1/ 33، غاية النهاية 1/ 458 سير أعلام النبلاء 1/ 461، حلية الأولياء 1/ 375، تذكرة الحفاظ 1/ 13، 31 طبقات الحفاظ 5، 12، 13، 14، 25، تهذيب الكمال 2/ 740 التاريخ لابن معين 2/ 47، التمييز والفصل 2/ 779، تاريخ بغداد 1/ 147 طبقات بن سعد 3/ 106، طبقات الشيرازي 43، طبقات القراء للذهبي 1/ 33 النجوم الزاهرة 1/ 89، مسند ابن الجعد 108، منجم طبقات الحفاظ 126 صيانة صحيح مسلم 1/ 252، الصمت وآداب اللسان (فهرس) 668 التبصرة والتذكرة 1/ 30، تفسير الطبري 4/ 3956، 19995 5/ 6175- 9/ 355. 1، 14235- 12/ 14235- 13/ 15581 التعديل والتجريح 774. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تيم بن سعد بن هذيل الهذلي، أبو عبد الرحمن. حليف بني زهرة، وكان أبوه حالف عبد الحارث بن زهرة. أمه أمّ عبد اللَّه بنت عبد ودّ بن سواءة- أسلمت وصحبت أحد السابقين الأولين. أسلم قديما وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها، ولازم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان صاحب نعليه. وحدّث عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالكثير، وعن عمر، وسعد بن معاذ. وروى عنه ابناه: عبد الرحمن، وأبو عبيدة، وابن أخيه عبد اللَّه بن عتبة [وامرأته زينب الثقفية] ، ومن الصحابة العبادلة وأبو موسى، وأبو رافع، وأبو شريح، وأبو سعيد، وجابر، وأنس، وأبو جحيفة، وأبو أمامة، وأبو الطفيل، ومن التابعين: علقمة، وأبو الأسود، ومسروق، والربيع بن خثيم، وشريح القاضي، وأبو وائل، وزيد بن وهب، وزرّ بن حبيش، وأبو عمرو الشيبانيّ، وعبيدة «1» بن عمرو السلماني، وعمرو بن ميمون، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عثمان النهدي، والحارث بن سويد، وربعي بن حراش، وآخرون. وآخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين الزبير، وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ، وقال له في أول الإسلام: إنك لغلام معلم. وأخرج البغويّ من طريق القاسم بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، قال: قال عبد اللَّه: لقد رأيتني سادس ستّة، وما على الأرض مسلم غيرنا. وبسند صحيح عن ابن عباس، قال: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بين أنس وابن مسعود.   (1) في أ: وعبد اللَّه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 وقال أبو نعيم: كان سادس من أسلم وكان يقول: أخذت من في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سبعين سورة. أخرجه البخاري. وهو أوّل من جهر بالقرآن بمكة، ذكره ابن إسحاق عن يحيى بن عروة، عن أبيه. وقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما نزل فليقرأ على قراءة ابن أمّ عبد» «1» . وكان يلزم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ويحتمل نعليه، وقال علقمة: قال لي أبو الدرداء: أليس فيكم صاحب النعلين والسواك والوساد، يعني عبد اللَّه. وقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّك «2» على أن ترفع الحجاب، وتسمع سوادي حتّى أنهاك» . أخرجهما أصحاب الصحيح عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «تمسّكوا بعهد ابن أمّ عبد» «3» . أخرجه الترمذي في أثناء حديث. وأخرج التّرمذيّ أيضا من طريق الأسود بن يزيد، عن أبي موسى، قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، وما نرى ابن مسعود إلا أنه رجل من أهل بيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما نرى من دخوله ودخول أمّه على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وعند البخاريّ في التاريخ بسند صحيح عن حريث بن ظهير. جاء نعي عبد اللَّه بن مسعود إلى أبي الدرداء، فقال: ما ترك بعده مثله. وقال البخاريّ: مات قبل قتل عمر «4» . وقال أبو نعيم وغيره: مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وقيل مات سنة ثلاث. وقيل: مات بالكوفة. والأول أثبت. وعن عبد الرحمن بن زيد النخعي، قال: أتينا حذيفة، فقلنا حدّثنا بأقرب الناس من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم هديا ودلا نلقاه فنأخذ عنه ونسمع منه. قال: كان أقرب الناس هديا ودلّا وسمتا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ابن مسعود، لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى اللَّه عليه وسلّم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى اللَّه زلفى. أخرجه الترمذي بسند صحيح. وأخرج من طريق الحارث عن علي- رفعه: «لو كنت مؤمّرا أحدا بغير مشورة لأمّرت ابن أمّ عبد» .   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 7- 36 والبيهقي في السنن 1/ 452 وذكره المتقي الهندي في الكنز (33463) . (2) في أ: إذنك. (3) أخرجه الطحاوي في المشكل 2/ 83 وابن أبي خيثمة 14/ 569 وأبو نعيم في الحلية 1/ 125. (4) في أ: قتل عثمان. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 ومن أخباره بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنه شهد فتوح الشام، وسيّره عمر إلى الكوفة ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمّارا أميرا، وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد فاقتدوا بهما. ثم أمّره عثمان على الكوفة، ثم عزله، فأمره بالرجوع إلى المدينة. وأخرج ابن سعد، من طريق الأعمش، قال: قال زيد بن وهب: لما بعث عثمان إلى ابن مسعود يأمره بالقدوم إلى المدينة اجتمع الناس، فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فقال: إن له عليّ حقّ الطاعة ولا أحبّ أن أكون أول من فتح باب الفتن. وقال علي: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لرجل عبد اللَّه أثقل في الميزان من أحد» . أخرجه أحمد بسند حسن. ومن طريق تميم بن حرام: جالست أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فما رأيت أحدا أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة، ولا أحبّ إليّ أن أكون في صلاحه من ابن مسعود. أخرجه البغوي من طريق يسار «1» ، عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل إزاره، فقال: ارفع إزارك «2» ، وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك. فقال: إني لست مثلك، إن بساقي. حموشة «3» ، وأنا آدم الناس، فبلغ ذلك عمر، فضرب «4» الرجل، ويقول: أتردّ على ابن مسعود! وأخرج التّرمذيّ عن عليّ- رفعه: لو كنت مؤمّرا أحدا بغير مشورة لأمّرت ابن أم عبد. 4971- عبد اللَّه بن مسعود «5» : بن عمرو الثقفي، أخو أبي عبيد. استشهد يوم الجسر مع أخيه. 4972- عبد اللَّه بن مسعود الغفاريّ «6» : يأتي في المبهمات، ويأتي في الكنى «7» ، ويقال اسمه عروة.   (1) في أسيار. (2) في أ: فقال: وأنت. (3) يقال: رجل حمش الساقين وأحمش الساقين أي دقيقهما النهاية 1/ 440. (4) في أ: فجعل يضرب. (5) الاستيعاب ت (1676) . (6) أسد الغابة ت (3183) . (7) في أ: في المبهمات وفي الكنى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 4973- عبد اللَّه بن مسلم: «1» وقع ذكره في فوائد أبي علي عبد الرحمن بن محمد النيسابورىّ رواية أبي بكر بن زيدك «2» ، عنه، قال: سمعت أبا محمد حبيب بن محمد بن داود الصغاني «3» بمرغينان «4» يقول: سمعت أبي محمد بن داود يقول: سمعت عبد اللَّه بن مسلم يقول: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «جاءني جبريل، فقال: يا محمّد، طالب الجنّة لا ينام، وهارب النّار لا ينام» . قال عبد اللَّه: كان اسمي دينار فسمّاني النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما أسلمت: عبد اللَّه. 4974- عبد اللَّه بن مسلم: آخر. ذكر أبو موسى من طريق سعيد بن سليمان، عن عباد بن حصين، سمعت عبد اللَّه بن مسلم- وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما من مملوك يطيع اللَّه ويطيع مالكه إلّا كان له أجران» . وسيأتي في عبيد بن مسلم مثله. 4975- عبد اللَّه بن المسيّب «5» بن أبي السائب بن صيفي بن عائذ المخزومي. ذكره البغويّ في الصحابة. وأورد له من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج: سمعت محمد بن عباد بن جعفر يحدّث عن عبد اللَّه بن المسيب المخزومي، قال: ركعت ركعة وأنا أقوم للناس في رمضان إذ سمعت تكبير عمر قدم معتمرا، فصلّى ورائي ركعة، وقد صلّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خلف عبد الرحمن بن عوف. قال البغويّ: رواه حجاج، عن ابن جريج، عن محمد بن عباد، عن عبد اللَّه بن السائب، وهو الصواب عندي. قلت: عبد اللَّه بن المسيب، وعبد اللَّه بن السائب ولدا عم، ومحمد بن عباد روى عنهما جميعا، ولعبد اللَّه بن المسيب حديث ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن عمرو في القسم الأخير.   (1) أسد الغابة ت (3184) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335 المحسن 105، التاريخ الكبير 5/ 191، تهذيب الكمال 2/ 741. (2) في أ: زيرك. (3) في أ: الصنعاني. (4) مرغينان: بالفتح ثم السكون وغين معجمة مكسورة وياء ساكنة ونون وآخره نون أخرى: بلدة بما وراء النهر من أشهر البلاد من نواحي فرغانة، انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1259. (5) أسد الغابة ت (3185) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 315، تهذيب الكمال 2/ 742. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 202 4976- عبد اللَّه بن أبي مطرف الأزدي «1» : قال البخاريّ: له صحبة، ولم يصح إسناده. وقال ابن السكن: في إسناده نظر. وروى الحسن بن سفيان والبغوي، من طريق صالح بن راشد: أتى الحجاج بن يوسف برجل قد اغتصب أخته نفسها، فقال الحجاج: احبسوه وسلوا من هاهنا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. فسألوا [فقالوا] «2» عبد اللَّه بن أبي مطرف، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من تخطّى الحرمتين فخطّوا رأسه بالسّيف» . قال: فكتب «3» إلى عبد اللَّه بن عباس فكتب لهم بمثل ذلك. قال ابن مندة: غريب. وقال العسكريّ- تبعا لأبي حاتم: إن رفدة بن قضاعة راويه وهم فيه، وإنما هو عبد اللَّه بن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخّير. وروى ابن أبي شيبة، من طريق حميد، عن بكر بن عبد اللَّه، قال: أتى الحجاج برجل أعمى وقع على ابنته، وعنده عبد اللَّه بن مطرف بن الشخّير وأبو بردة، فقال له أحدهما: اضرب عنقه، فضرب عنقه. وروى الخرائطي في اعتلال القلوب، من طريق قتادة، نحوه. وذكر البخاريّ في تاريخه أنّ عبد اللَّه بن مطرف بن عبد اللَّه مات قبل أبيه. قلت: ويضعف رواية رفدة بن قضاعة أن ابن عباس مات قبل أن يلي الحجاج الأمر بمدة طويلة، فإنه ولي إمارة الحجاز بعد «4» قتل عبد اللَّه بن الزبير سنة ثلاث وسبعين، فأقام سنتين، ثم ولي إمرة العراق، وكان موت عبد اللَّه بن عباس سنة ثمان وستين. 4977- عبد اللَّه بن المطلب «5» : بن أزهر «6» بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة القرشي الزهري. ذكر ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة المطلب بن أزهر وامرأته رملة بنت أبي عون» ، فولدت له هناك عبد اللَّه، ومات المطلب بالحبشة فورثه عبد اللَّه، فهو أول من ورث أباه في الإسلام.   (1) الجرح والتعديل 2/ 152، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، التاريخ الصغير 1/ 183 الكاشف 2/ 132، الطبقات الكبرى 7/ 114، تهذيب الكمال 2/ 743 بقي بن مخلد 868، أسد الغابة ت (3187) ، الاستيعاب ت (1678) . (2) سقط من أ. (3) في أ: فكتبوا. (4) في أ: عقب. (5) أسد الغابة ت (3187) . (6) في أ: أبي هريرة. (7) في أ: عوف. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 4978- عبد اللَّه بن المطلب بن حنطب «1» : تقدم الخلاف فيه في عبد اللَّه بن حنطب. 4979- عبد اللَّه بن مطيع: بن الأسود «2» بن المطلب بن أسد بن عبد العزى. تأتي الإشارة إليه في عبد الرحمن بن مطيع. 4980- عبد اللَّه بن مظعون الجمحيّ «3» : يأتي نسبه في ترجمة أخيه عثمان، يكنى أبا محمد، وأمه سخيلة بنت النعمان بن وهبان، ذكره ابن إسحاق وابن عقبة في البدريين. وذكر ابن عائذ في المغازي في مهاجرة الحبشة قدامة وعبد اللَّه ابنا مظعون. وروينا في الجزء التاسع من أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده- أنّ غلاما كان لعبد اللَّه بن مظعون قبطيا أسلم فحسن إسلامه على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعجب عبد اللَّه بإسلامه ... فذكر القصة في ارتداد الغلام نصرانيا في عهد عمر، فقتله على الردّة. 4981- عبد اللَّه بن معاوية الغاضري «4» : من غاضرة قيس.   (1) الجرح والتعديل 5/ 176 التحفة اللطيفة 2/ 420، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، الكاشف 2/ 132 تقريب التهذيب 1/ 451، تهذيب التهذيب 6/ 35، تهذيب الكمال 2/ 743 خلاصة تذهيب الكمال 2/ 101، أسد الغابة ت (3189) . (2) الاستيعاب ت (1679) ، أسد الغابة ت (3190) ، طبقات ابن سعد 5/ 144، تاريخ خليفة 237، طبقات خليفة 234، تاريخ أبي زرعة 1/ 636، الثقات 149 لابن حبان 5/ 47، التاريخ الكبير 5/ 199، التاريخ الصغير 69، المعارف 395، تاريخ اليعقوبي 2/ 255، المحبر 147، أنساب الأشراف 1/ 16، أخبار القضاة لوكيع 1/ 154، مروج الذهب 1925، العقد الفريد 4/ 167، البصائر والذخائر 4/ 407، المعرفة والتاريخ 1/ 553، تحفة الأشراف 7/ 170، الكاشف 2/ 118، البداية والنهاية 8/ 345، تهذيب التهذيب 6/ 36، تقريب التهذيب 1/ 452، خلاصة تذهيب التهذيب 215، شذرات الذهب 1/ 80، التذكرة الحمدونية 2/ 35، الوافي بالوفيات 17/ 620، مختصر التاريخ لابن الكازروني 86، الأخبار الطوال 228، رجال مسلم لابن منجويه 1/ 390، تاريخ الإسلام 2/ 469. (3) الثقات 3/ 232، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، أصحاب بدر 122 تاريخ الإسلام 3/ 193، الأعلام 4/ 139، المنمق 297، الوافي بالوفيات 7/ 622، الطبقات الكبرى 3/ 395، 399، الطبقات 25، سير أعلام النبلاء 1/ 163، الاستيعاب ت (1680) ، أسد الغابة ت (3191) . (4) الاستيعاب ت (1681) ، أسد الغابة ت (3193) ، تهذيب الكمال 2/ 744، تهذيب التهذيب 6/ 39، (65) الكاشف 2/ 133 تقريب التهذيب 1/ 452 (652) ، تاريخ البخاري 5/ 31، الثقات 3/ 237 الجرح والتعديل 5/ 151، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 204 صحابي، نزل حمص. روى حديثه أبو داود، والطبراني، من طريق يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، عن عبد اللَّه بن معاوية الغاضري- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: قال: «ثلاث من فعلهنّ فقد ذاق طعم الإيمان» من طريق عبد اللَّه وحده الحديث. قال أبو حاتم الرّازيّ وابن حبّان: له صحبة. وأخرج البخاريّ في تاريخه، من طريق يحيى بن جابر أنّ عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدّثه أن أباه حدثه أنّ عبد اللَّه بن معاوية الغاضري حدثهم، قال: قيل للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: ما تزكية المرء نفسه؟ قال: «أن يعلم أنّ اللَّه معه حيثما كان» . 4982- عبد اللَّه بن المعتمّ «1» : بضم الميم وسكون المهملة وفتح المثناة وتشديد الميم: العبسيّ. ضبطه ابن ماكولا. وأما ابن عبد البر فقال: عبد اللَّه بن المعمّر- بتشديد الميم بعدها راء، فصحفه. قال أبو عمر: له صحبة، وهو ممن تخلف عن عليّ يوم الجمل. وقال أبو أحمد العسكريّ: عبد اللَّه بن معتمر له صحبة. كذا ذكره بسكون المهملة وكسر الميم الخفيفة بعدها راء، وقيل المعتم بغير راء. وقال أبو زكريّا الموصليّ في تاريخ الموصل: هو الّذي فتح الموصل. وذكر ذلك سيف بن عمر في الردة، وكان عبد اللَّه على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن، وسيّره سعد من العراق إلى تكريت «2» ، ومعه عرفجة بن هرثمة، وربعي بن الأفكل، ففتح تكريت. وقد تقدم ذكر عبد اللَّه بن مالك بن المعتمّ العبسيّ، فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو غيره؟ 4983- عبد اللَّه بن المعتمر «3» : يأتي في ابن مغنم قريبا. 4984 - عبد اللَّه بن معرّض «4» الباهلي:   (1) أسد الغابة ت (3197) ، الكامل 4/ 1536، التاريخ الكبير 5/ 27، البداية والنهاية 7/ 71. (2) - تكريت: بفتح التاء والعامة يكسرونها: بلدة مشهورة بين بغداد والموصل وهي إلى بغداد أقرب، انظر معجم البلدان 2/ 45. (3) الجرح والتعديل 5/ 151، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 336، أسد الغابة ت (3196) . (4) أسد الغابة ت (3198) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 ترجم له ابن أبي حاتم، وبيّض. وقال ابن مندة: سكن البادية. وقال خليفة: سكن اليمامة. وروى البغويّ وابن أبي داود والطّبريّ من طريق خليفة بن خيّاط، ومحمد بن سعيد ابن عمرو، عن الفضل بن ثمامة: حدثني عبد اللَّه بن حمزة، عن أبيه، عن جده عبد اللَّه بن معرّض الباهلي- أنه وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فجعل له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فريضة في إبلهم ... الحديث. إسناده غريب. وقال ابن قانع: وجدت في كتابي [عن] خليفة، ولم أحفظ من حدثني به، فذكره بسنده، لكنه قال: عبد بن معاوية بغير اسم أبيه، وقال في السند: عبد اللَّه بن حمزة بن أيمن الباهلي، فإن كان محفوظا فالضمير في قوله عن جده لحمزة لا لعبد اللَّه بن حمزة. 4985- عبد اللَّه بن أبي معقل الأنصاري «1» : شهد أحدا مع أبيه، قاله البغوي. وذكره أبو الفرج الأصبهانيّ، فقال عبد اللَّه بن معقل بن عتيك «2» بن إساف بن عديّ بن يزيد بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النّبيت بن مالك بن الأوس: شاعر مقلّ، من شعراء الدولة الأموية، وهو ابن أخي عباد بن نهيك الصحابي المعروف. قال ابن القداح: كان عبد اللَّه محسودا في قومه، وكان بنى قصرا له في بني حارثة، وكان كثير الأسفار «3» ، وفد على مصعب وغيره، ومات في حدود السبعين. 4986- عبد اللَّه بن المعتمر: تقدم في ابن المعتم. 4987- عبد اللَّه بن معيّة «4» : يأتي في عبيد اللَّه، بالتصغير. 4988- عبد اللَّه بن مغفّل بن عبد غنم «5» ، وقيل عبد نهم بن عفيف بن أسحم بن   (1) أسد الغابة ت (3199) . (2) في أ: نهيك. (3) في أ: الأشعار. (4) الاستيعاب ت (1684) ، أسد الغابة ت (3201) . (5) الاستيعاب ت (1685) ، أسد الغابة ت (3202) ، تهذيب الكمال 2/ 745، تهذيب التهذيب 6/ 42، (74) ، تقريب التهذيب 1/ 453 خلاصة تهذيب الكمال 2/ 103، الكاشف 2/ 134، تاريخ البخاري الكبير 5/ 23 تاريخ البخاري الصغير 1/ 28، 129، الجرح والتعديل 5/ 149، الثقات 3/ 236 التجريد 1/ 336، الوافي بالوفيات 17/ 632، سير أعلام 2/ 483 طبقات ابن سعد 2/ 165، 7/ 129، أسماء الصحابة الرواة ت 73. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 ربيعة بن عديّ، وقيل عدي بن ثعلبة بن ذؤيب. وقيل دويد بن سعد بن عدّاء «1» بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة المزني، أبو سعيد، وأبو زياد. ونقل البخاريّ عن يحيى بن معين أنه كان يكنى أبا زياد، وعن بعض ولده أنه كان يكنى بهما، وأنه كان له عدّة أولاد، منهم: سعيد، وزياد من مشاهير الصحابة. قال البخاريّ: له صحبة، سكن البصرة، وهو أحد البكاءين في غزوة تبوك، وشهد بيعة الشجرة، ثبت ذلك في الصحيح. وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر ليفقّهوا الناس بالبصرة، وهو أول من دخل من باب مدينة تستر «2» . ومات بالبصرة سنة تسع وخمسين، قاله مسدّد. وقيل: سنة ستين، فأوصى أن يصلّي عليه أبو برزة الأسلمي، فصلّى عليه. ومات سنة إحدى وستين. 4989- عبد اللَّه بن مغنم «3» : بالمعجمة، والنون، وزن جعفر، ضبطه ابن ماكولا، وقال له صحبة ورواية. روى عنه سليمان بن شهاب العبسيّ في ذكر الدجال. وروى حديثه البخاريّ في تاريخه، وابن السكن، والحسن بن سفيان، والطبراني، من طريق حلّام بن صالح، عن سليمان بن شهاب العبسيّ، قال: نزل علي ّ عبد اللَّه بن مغنم، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فحدثني عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «الدّجّال ليس به خفاء، وإنّما يأتي من قبل المشرق، فيدعو إلى حقّ فيتّبع، ويظهر على النّاس فلا يزال على ذلك حتّى يقول: إنّه نبيّ ... » الحديث [بطوله] «4» . قال البخاري: له صحبة، ولم يصح إسناده. وقال أبو حاتم وأبو أحمد العسكري وابن عبد البر في اسم أبيه المعتمر، بضمّ أوله والمهملة وفتح المثناة وآخره راء. ونسبه ابن عبد البر كنديا. ذكره الخطيب في المؤتلف، وأخرج حديثه من معجم الصحابة للإسماعيلي، وضبطه بالمعجمة والنون.   (1) في أ: عدي. (2) في أ: تسعر. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 336، تبصير المنتبه 4/ 299، الإكمال 7/ 73، الاستيعاب ت (1686) ، أسد الغابة ت (3203) . (4) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 4990- عبد اللَّه بن مغول «1» : ذكره في التجريد ونسبه لبقي بن مخلد. 4991- عبد اللَّه بن مغيث «2» : ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ من طريق يحيى بن أيوب، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عبد اللَّه بن مغيث- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مرّ على رجل يبيع طعاما فأدخل يده فإذا هو مبتلّ، فقال: «من غشّنا فليس منّا» . أخرجه أبو موسى. وذكره ابن الأثير في موضعين للاختلاف في ضبط اسم أبيه، فقيل معتّب بفتح المهملة وتشديد المثناة المكسورة. وقيل بسكون المهملة بلا تشديد، وقيل بكسر المعجمة وسكون المثناة التحتية «3» . أما عبد اللَّه بن مغيث بالمعجمة والمثلثة ابن أبي بردة الظفري فتابعي، ذكره البخاري فيهم «4» ، وقال: نسبه ابن إسحاق. 4992- عبد اللَّه بن المغيرة بن الحارث «5» بن عبد المطلب، هو عبد اللَّه بن أبي سفيان. تقدم. 4993 ز - عبد اللَّه بن المغيرة بن معيقيب «6» : من مهاجرة الحبشة. ذكره أبو أحمد العسكريّ مختصرا، كذا استدركه ابن الأثير. 4993 (م) - عبد اللَّه بن مقرّن المزني: أحد الإخوة. روى عنه محمد بن سيرين، وعبد الملك بن عمير، كذا قال ابن مندة، ولم يخرج له شيئا. وقد وقع له ذكر في الفتوح. قال سيف في كتاب الردة، عن سهل بن يوسف، عن   (1) بقي بن مخلد. (2) أسد الغابة ت (3204) ، الجرح والتعديل 5/ 174، التحفة اللطيفة 2/ 454، تجريد أسماء الصحابة 1/ 336، التاريخ الكبير 5/ 201. (3) في أ: التحتانية. (4) في أ: قبله. (5) أسد الغابة ت (3205) ، رياض النفوس 81، الجرح والتعديل 5/ 15، تجريد أسماء الصحابة 1/ 336. (6) أسد الغابة ت (3206) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 القاسم بن محمد، قال: وخرج أبو بكر يمشي وعلى ميمنته النعمان بن مقرّن، وعلى ميسرته عبد اللَّه بن مقرن، وعلى الساقة سويد بن مقرن، فما طلع الفجر إلا وهم والعدوّ بصعيد واحد ... فذكر القصة في قتال أهل الردة. 4994- عبد اللَّه بن أم مكتوم «1» : تقدم في عبد اللَّه بن زائدة. وتأتي ترجمته فيمن اسمه عمرو. 4995- عبد اللَّه بن مكمل: بن عبد بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب. ذكره الطّبريّ، وقال: روى الزهري عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه هذا، وكان عبد اللَّه من أقران عبد الرحمن بن أزهر وابن عمه. وذكره عمر بن شبّة في الصحابة، وذكر أنه اتخذ دارا بالمدينة عند دار القضاء، قال: وأراه الّذي توفي في عهد عثمان بعد أن طلّق نساءه في مرضه فورّثهنّ عثمان منه، استدركه ابن فتحون، قال: وأكثر ما يأتي في الرواية ابن مكمل غير مسمى، وسماه بعضهم عبد الرحمن، وهو وهم، وإنما عبد الرحمن ابنه، وهو شيخ الزّهري. قلت: وذكر في النسب أزهر بن مكمل أخا هذا، وذكر له قصة، وأنه عاش إلى خلافة عبد الملك، وذكر عمر بن شبّة في أخبار المدينة أن دار عبد اللَّه بن مكمل وهبها له عبد الرحمن بن عوف، فباعها بعض ذرّيّته من المهدي. 4996- عبد اللَّه بن المنتفق اليشكري «2» : يكنى أبا المنتفق. قال ابن أبي حاتم: هو والد المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، ووهم في ذلك، ووالد المغيرة يقال له عبد اللَّه بن أبي عقيل، وابن المنتفق غيره، وقد وقع بيان ذلك فيما أخرجه أحمد والطبراني من طريق محمد بن جحادة: حدثني المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه. وفي رواية الطّبرانيّ أن أباه حدثه، قال: انطلقت إلى الكوفة فدخلت المسجد، فإذا رجل من قيس يقال له ابن المنتفق، وهو يقول: وصف لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وحكى لي فطلبته بمكة، فقيل لي: هو بمنى، فطلبته فقيل لي: هو بعرفات، فانطلقت إليه فزاحمت عليه فقيل   (1) الاستيعاب ت (1687) ، الثقات 3/ 214 التحفة اللطيفة 2/ 298، تجريد أسماء الصحابة 1/ 317، التاريخ الكبير 5/ 7 الطبقات الكبرى 2/ 31، 39، 49، 66، 74، 79، 80، 95، 135، 141- 4/ 205 حلية الأولياء 2/ 4، الأنساب 1/ 315. (2) تعجيل المنفعة 590، 1468، الجرح والتعديل 5/ 698 الثقات 3/ 242، الاستيعاب ت (1688) أسد الغابة ت (3209) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 لي: إليك عن طريق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «دعوا الرّجل، أرب «1» ما له» ، فزاحمتهم «2» حتى خلصت إليه، فأخذت بخطام راحلته أو زمامها، قال: فما غيّر عليّ، قلت: شيئين أسألك عنهما: ما ينجيني من النار؟ وما يدخلني الجنة؟ فذكر الحديث. تابعه يونس عن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد اللَّه، عن أبيه، قاله ابن أبي حاتم. قلت: وهو عند أحمد أيضا عن وكيع وأبي قطن، وهما عن يونس. وأخرجه أيضا من طريق عمرو بن حسان المكّي: حدثني المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: دخلت مسجد الكوفة أول ما بنى ... الحديث. ورواه البغويّ من طريق عبد الرحمن بن زيد اليمامي، عن أبيه، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: انتهيت إلى ابن المنتفق وهو في مسجد الكوفة فسمعته يقول: استفرهت ناقة لي، فخرجت أطلب محمدا ... فذكره. [ورواه ابن عدي عن ابن عوف، عن محمد بن جحادة، عن رجل، عن زميل له، عن أبيه، وكان أبوه يكنى أبا المنتفق، قال: كان بمكة فسأل] «3» . وقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد اللَّه، عن أبيه، قال: انتهيت إلى رجل يحدّث قوما ... فذكره، ولم يقل ابن المنتفق «4» .   (1) في هذه اللفظة ثلاث روايات: إحداها: أرب بوزن علم، ومعناها الدعاء عليه أي أصيبت آرابه وسقطت، وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، كما يقال: تربت يداك، وقاتلك اللَّه، وإنما تذكر في معرض التعجب، وفي هذا الدعاء من النبيّ- صلى اللَّه عليه وسلّم- قولان: أحدهما: تعجبه من حرص السائل ومزاحمته. والثاني: أنه لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه، وقد قال في غير هذا الحديث «اللَّهمّ إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي له رحمة» وقيل: معناه احتاج فسأل، من أرب الرجل يأرب إذا احتاج، ثم قال: «ما له» أي أي شيء به؟ وما يريد؟. والرواية الثانية «أرب مّا له» بوزن جمل أي حاجة له وما زائدة للتقليل أي له حاجة يسيرة، وقيل معناه حاجة جاءت به فحذف، ثم سأل فقال: «ما له» . والرواية الثالثة: أرب بوزن كتف، والأدب الحاذق الكامل أي هو أرب فحذف المبتدأ ثم سأل فقال: ما له أي ما شأنه النهاية 1/ 35. (2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 124 عن عبد اللَّه أبو المغيرة وأخرجه أحمد من المسند 6/ 383، والطبراني في الكبير 19/ 209 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1455. (3) سقط من أ. (4) في أقال كان يملكه فسأله. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 قلت: تقدم سعد بن الأخرم، وأن المغيرة بن سعد بن الأخرم روى عن أبيه أو [عن] «1» عمه على الشك، وقالوا: اسم عمه عبد اللَّه. وقد حكى البخاريّ الاختلاف فيه، ورجّح رواية من قال المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه. ويحتمل إن كان ابن سعد بن الأخرم محفوظا أن يكون [كلّ من] «2» المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري والمغيرة بن سعد بن الأخرم رويا الحديث جميعا. 4997 ز- عبد اللَّه بن المنتفق العامري: قال ابن حبّان: له صحبة، وغاير بينه وبين عبد اللَّه بن جراد بن المنتفق العامري. ويحتمل أن يكون هو اليشكري الّذي قبله اختلف في نسبه. 4998 ز- عبد اللَّه بن منقر القيسي: كان اسمه عبد الحارث فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه. ذكره ابن فتحون عن ابن السكن. وقد تقدم ذلك في ترجمة الصعب بن منقر، فلعل الصعب كان لقبه، والعلم عند اللَّه تعالى. 4999- عبد اللَّه بن منيب الأزدي» : ترجم له ابن أبي حاتم، قال: تلا علينا «4» النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم هذه الآية: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن: 29] . وقال ابن السّكن: عبد اللَّه والد منيب له صحبة. وروى الحسن بن سفيان، وابن السكن، وابن مندة، من طريق عبدة بن رباح، عن منيب بن عبد اللَّه بن منيب الأزدي، عن أبيه، قال: تلا علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم هذه الآية: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ، فقلنا: ما هذا الشأن يا رسول اللَّه؟ قال: «أن يغفر ذنبا، ويفرّج كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين» . قال ابن مندة: غريب جدا. وقال ابن عبد البر: أخشى أن يكون حديثه مرسلا. قلت: رواية الحسن المذكورة دالّة على اتصال حديثه. 5000- عبد اللَّه بن أبي ميسرة: تقدم في «5» ميسرة «6» .   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) الجرح والتعديل 5/ 152- تجريد أسماء الصحابة 1/ 337، تعجيل المنفعة 239 (طبعة الهند) ، أسد الغابة ت (3210) ، الاستيعاب ت (1689) . (4) في أ: لما علمنا. (5) في أ: تقدم في ابن أبي ميسرة. (6) الاستيعاب ت (1690) ، أسد الغابة ت (3211) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 5001- عبد اللَّه بن ناشح «1» : الحضرميّ الحمصي. ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة، وأخرج من طريق سعيد بن سنان عن شريح بن المسيب «2» ، عن عبد اللَّه بن ناشح، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، أنه قال: «لا تزال شعبة من اللوطيّة في أمّتي إلى يوم القيامة» . قال أبو نعيم: لا يصح له صحبة. وقال ابن أبي حاتم: عبد اللَّه بن ناشح الحضرميّ. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه شرحبيل بن شفعة، قال: وأخرجه البخاري في النون في ناشح، وخطأه في ذلك أبيّ وأبو زرعة، وقالا: إنما هو عبد اللَّه بن ناسح. قلت: وناسح، بنون ومهملتين على الراجح. وقيل بمعجمة وجيم، وقيل بمعجمة ثم مهملة، حكاها أبو أحمد العسكري. 5002 ز- عبد اللَّه بن نبتل: بن الحارث الأنصاري. سيأتي ذكر أبيه، وقد ذكر الواقدي لولد هذا قصة في عهد عمر. وقيل: إن هذا كان من المنافقين. 5003- عبد اللَّه بن النحّام «3» : ويقال ابن النحماء. قال ابن مندة: له ذكر في حديث طلحة، عن آبائه. روى أبو نعيم، من طريق عبيد بن آدم بن أبي إياس، عن أبيه، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن النحام، قال: دخلت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أبيض الرأس واللحية، فقال لي: «إنّ اللَّه يحاسب الشيخ حسابا يسيرا» . ورويناه في فوائد أبي عثمان الصابوني من وجه آخر عن الربيع بن صبيح، لكن في إسناده أحمد غلام خليل، وهو كذّاب. 5004- عبد اللَّه بن نضلة الأسلمي «4» : قيل: هو اسم أبي برزة. والمشهور نضلة «5» بن عبيد.   (1) أسد الغابة ت (3212) ، تعجيل المنفعة 593، الذيل على الكاشف 833، تاريخ البخاري الكبير 9/ 129، الجرح والتعديل 5/ 859، تاريخ الثقات 274. (2) في أ: كسيب. (3) أسد الغابة ت (3213) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 337. (4) أسد الغابة ت (3215) . (5) في أ: نضيلة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 5005- عبد اللَّه بن نضلة: بن مالك بن «1» العجلان بن زيد بن سالم بن عوف بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. شهد بدرا، واستشهد بأحد، قاله ابن الكلبي. واستدركه ابن الأثير معتمدا عليه. 5006- عبد اللَّه بن نضلة العدوي «2» : من مهاجرة الحبشة «3» . ذكره ابن مندة، وساق من طريق مغازي ابن عائذ بسنده إلى عطاء الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: وممن هاجر مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة عبد اللَّه بن نضلة من بني عدي بن كعب. وتعقبه أبو نعيم بأنه وهم، ولا يختلف أحد من أهل المغازي أنه معمر بن عبد اللَّه بن نضلة. قلت: وليس في هذا ما يدفع أن يكون الأب والابن هاجرا. 5007- عبد اللَّه بن نضلة الكناني «4» : أخرج ابن مندة، من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن عمر بن سعيد، عن أبي حسين، عن عثمان بن أبي سليمان: حدثني عبد اللَّه بن نضلة الكناني، قال: توفي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر وعمر، وما تباع دور مكة. قال ابن مندة: لم يتابع الفريابي عليه. والصواب عثمان بن أبي سليمان، عن نافع بن جبير، عن علقمة بن نضلة. انتهى. وأخرجه الطّبرانيّ من طريق أبي حذيفة، عن الثوري، فقال: عن عثمان، عن علقمة، لم يذكر نافع بن جبير. وأخرجه ابن ماجة، من طريق عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد، عن عثمان، عن علقمة بن نضلة بلفظ: وما تدعى رباع مكة إلّا السوائب. وسيأتي القول فيه. 5008- عبد اللَّه بن النعمان: «5» بن بلذمة، بفتح الموحدة والمعجمة بينهما لام ساكنة، وقيل بضمتين ومهملة- ابن خناس، بضم المعجمة وتخفيف النون وآخره مهملة- ابن عبيد بن عديّ بن كعب بن سلمة، بكسر اللام، السلمي الخزرجي الأنصاري ابن عم «6» أبي قتادة بن ربعي.   (1) أسد الغابة ت (3218) . (2) في أ: الكدوي. (3) أسد الغابة ت (3216) . (4) أسد الغابة ت (3217) . (5) الاستيعاب ت (1692) ، أسد الغابة ت (3219) . (6) في أ: عمر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وزاد ابن إسحاق: وشهد أحدا. 5009- عبد اللَّه بن النعمان بن بزرج: بضم الموحدة والزاي وسكون الراء بعدها جيم. ذكره سيف، والطّبريّ، والواقديّ، وذلك أن وبر بن يحنّس لما قدم رسولا من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى اليمن يدعو الناس إلى الإسلام، فنزل على أختي عبد اللَّه بن النعمان فأسلمنا، ثم أرسل إلى أخيهما عبد اللَّه فأسلم. 5010- عبد اللَّه بن النعمان «1» : قيل: هو عبد اللَّه الّذي كان يقال له حمار، وينظر خبره من النعيمان بن عمرو في حرف النون. 5011- عبد اللَّه بن نعيم الأشجعي «2» : ذكره أبو القاسم البغويّ في الصحابة، وقال: كان دليل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، إلى خيبر، ولم يذكر سنده في ذلك، وكذا ذكره أبو جعفر الطبري، واستدركه ابن فتحون. 5012- عبد اللَّه بن نعيم الأنصاري «3» : أخو عاتكة بنت نعيم. ذكره ابن عبد البرّ مختصرا، هكذا لم يزد، وقال: له صحبة. وسيأتي في النساء عاتكة بنت نعيم بن عبد اللَّه العدوية، فما أدري أهي التي أشار إليها أو غيرها؟ 5013- عبد اللَّه بن نعيم بن النحّام «4» : ذكره البخاريّ والبغويّ في الصحابة، وقال: سكن المدينة، وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وأبو نعيم بن النحام سيأتي، وهو نعيم بن عبد اللَّه بن النحام نسب لجده. وقال ابن مندة: روى عنه نافع مولى ابن عمر، وأبو الزبير، ثم أسند من طريق حرب، عن أبي الزبير، عن عبد اللَّه بن نعيم، قال: بينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بأصحابه «إذ مرّت بهم امرأة، فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته، وخرج، فقال: «إذا رأى أحدكم امرأة   (1) في أ: النعيمان. (2) أسد الغابة ت (3221) . (3) الاستيعاب ت (1693) ، أسد الغابة ت (3222) . (4) أسد الغابة ت (3223) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 338، تهذيب الكمال 2/ 748. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 فأعجبته فليأت أهله، فإنّ المرأة تقبل في صورة شيطان» . أخرجه من طريق ابن أبي الحسين، عن معلى بن أسد عن حرب بن شدّاد به، وقال: هكذا رواه معلّى. وتعقّبه أبو نعيم فقال: وهو وهم، وإنما رواه معلى بن أسد، ومعلى بن هلال، وعبد الصمد بن عبد الوارث، عن حرب، عن أبي الزبير، عن جابر، وكذا رواه معقل بن عبيد اللَّه، عن أبي الزبير. قلت: ورواه عبد الصمد عن «1» مسلم، وكذا رواه معقل، وعنده أيضا من رواية هشام الدّستوائي عن أبي «2» الزبير. 5014- عبد اللَّه بن نفيل «3» : بنون وفاء مصغرا، الكناني، ويقال الكندي. ذكره ابن مندة في حرف الباء الموحدة من آباء العبادلة، وقال: لا يعرف له صحبة. روى عنه سليمان بن سليم، وأخرج حديثه أبو موسى في الذيل من طريق ابن أبي عاصم، ثم من رواية عبد اللَّه بن سالم الحمصي، عن سليمان بن سليم، عن عبد اللَّه بن نفيل الكندي، قال: دنوت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديث: «لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين «4» على من ناوأهم» ، ثم قال ابن أبي عاصم: أخطأ فيه سليمان، وإنما هو سلمة بن نفيل. قلت: ويدفع ذلك أن الطبري ذكره في الصحابة، وساق له حديثا آخر من رواية عبد اللَّه بن سالم أيضا عن سليمان بن مسلم، عن عبد اللَّه بن نفيل- رفعه: «ثلاث قد فرغ اللَّه من القضاء فيهنّ ... » «5» الحديث في ذكر البغي والمكر والنّكث. وهكذا أخرجه ابن مردويه في تفسيره، من طريق عبد اللَّه بن سالم، ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين سليمان والصحابي، فإن روايته إنما هي عن طبقة الزهري. 5015- عبد اللَّه بن أبي نملة الأنصاري «6» :   (1) في أ: عند مسلم. (2) في أ: ابن الزبير. (3) أسد الغابة ت (3224) ، أسد الغابة 3/ 307- تجريد أسماء الصحابة 1/ 338. (4) في أ: ظاهرة. (5) أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 303 وعزاه لابن مردويه عن عبد اللَّه بن نفيل الكناني رضي اللَّه عنه. (6) الاستيعاب ت (1694) ، أسد الغابة ت (3225) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 ذكره العقيليّ في الصحابة، وسيأتي ذكر والده. 5016 ز- عبد اللَّه بن نهشل: بن نافع بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر الليثي. ذكره بعضهم في الصحابة، وهو والد المتوكل بن عبد اللَّه الليثي الشاعر الّذي مدح معاوية وغيره. 5017- عبد اللَّه بن نهيك «1» : أحد بني مالك بن حسل. ذكر ابن دأب أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه إلى بني معيص، وإلى بني محارب بن فهر يدعوهم إلى الإسلام، هكذا استدركه ابن الأثير. 5018- عبد اللَّه بن نوفل: بن الحارث بن عبد المطلب «2» . قال الزّبير بن بكّار: كان يشبه بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وولى قضاء المدينة لمروان في خلافة معاوية، وهو أوّل من ولي قضاءها. ومات سنة أربع وثمانين. وقال بعض أهله: مات في زمن معاوية. 5019- عبد اللَّه بن هانئ الأشعري: يقال: هو اسم أبي عامر الأشعري. ويأتي بيانه في عبيد بن هانئ. 5020- عبد اللَّه بن هبيب: بموحدتين مصغّرا، ابن أهيب «3» ، ويقال وهيب بن سحيم بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة الليثي، حليف بني أسد، وكانت أمّة منهم. ذكره أبو نعيم من طريق أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر، وكذا ذكره ابن مندة من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن ابن إسحاق. وذكره ابن إسحاق من رواية يونس بن بكير عنه، لكن قال: عبد اللَّه بن فلان «4» بن   (1) تهذيب التهذيب 6/ 58 (111) ، تقريب التهذيب 1/ 457 (700) تاريخ البخاري الكبير 5/ 213، الجرح والتعديل 5/ 852، ميزان الاعتدال 2/ 516 لسان الميزان 7/ 272، طبقات ابن سعد 8/ 327، الثقات 5/ 47 أسد الغابة ت (3227) . (2) الاستيعاب ت (1695) ، أسد الغابة ت (3226) . (3) الاستيعاب ت (1696) ، أسد الغابة ت (3230) . (4) في أ: عبد اللَّه بن بلال. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 وهيب، وكذا سماه ابن عبد البر وجماعة. وذكر الواقدي أنه استشهد هو وأخوه عبد الرحمن بأحد، والأوّل أولى. 5021 ز- عبد اللَّه بن الهدير: بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعيد بن تيم بن مرة التيمي. من رهط الصديق. لم أر من ذكر له صحبة [وهي محتملة، فإنّهم ذكروا ولده المنكدر والد محمد في الصحابة، وذكروا له حديثا، فقال ابن عبد البر: له رؤية، وليس له صحبة. قلت: فمقتضى ذلك أن يكون لوالده صحبة، إلا إن كان مات قبل الفتح، وخلف المنكدر صغيرا. 5022- عبد اللَّه بن هشام «1» : بن زهرة بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشي التيمي] «2» . له ولأبيه صحبة. روى عنه حفيده أبو عقيل زهرة بن معبد. قال البغوي: سكن المدينة. وقال ابن مندة: كان مولده سنة أربع. وذكر الذهبي في التجريد أنّ البخاري أخرج حديثه في الأضحية، ولم أر فيه، وإنما أخرج حديثه البخاري في كتاب الشركة من رواية أبي عقيل عن جدّه عبد اللَّه بن هشام، وكان قد أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وذهبت به أمّه زينب بنت حميد إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، بايعه، فقال: «هو صغير» ، فمسح رأسه ودعا له. هذا آخر ما عنده. وأخرجه أبو داود من وجه آخر عن زهرة مختصرا. وأخرجه الإسماعيليّ بتمامه، فزاد «3» فكان يضحّي بالشاة الواحدة عن جميع أهله، فهذا مراد الذهبي بقوله في الأضحية، ولم يرد أنّ البخاري أخرجه في كتاب الأضحية. وأخرج في الأحكام وفي الدعوات عن أبي» عقيل أيضا أنه كان يخرج مع جدّه عبد اللَّه بن هشام إلى السوق، فيشتري الطعام، فيلقاه ابن عمر وابن الزبير، فيقولان له: أشركنا، فإنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قد دعا لك بالبركة ... الحديث.   (1) الاستيعاب ت (1697) ، أسد الغابة ت (3233) ، تهذيب الكمال 2/ 751، تهذيب التهذيب 6/ 63 (124) ، تقريب التهذيب 1/ 458 (712) خلاصة تهذيب الكمال 2/ 108، الكاشف 2/ 139، الجرح والتعديل 5/ 193 الثقات 3/ 246، تجريد أسماء الصحابة 1/ 339. (2) سقط من أ. (3) في أ: فراد فيه. (4) في أ: عن ابن عقيل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 وأخرج في مناقب عمر في الاستئذان وفي البدور، عن أبي عقيل، عن جده، قال: كنّا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ... فذكر قصة. وأخرج أبو داود الحديث الأول، وهذا جميع ما له في الكتب الستة. وذكر البلاذريّ أنه عاش إلى خلافة معاوية. وأخرج له أبو القاسم والبغويّ من طريق أصبغ، عن ابن «1» وهب بسند الحديث الّذي أخرجه له البخاري في الشركة- حديثا آخر رواه عن الصحابة، ولفظه: كان أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يتعلّمون الدعاء «2» كما يتعلمون القرآن إذا دخل الشّهر أو السنة: اللَّهمّ أدخله علينا بالأمن والايمان، والسّلامة والإسلام، وجواز من الشّيطان، ورضوان من الرّحمن «3» . وهذا موقوف على شرط الصحيح. 5023- عبد اللَّه بن هلال «4» : بن عبد اللَّه بن همّام الثقفي. ذكره جماعة منهم البزّار في الصحابة. وقال ابن حبان: له صحبة. وقال البغوي: سكن مكة. وذكره البخاري في الصحابة، وتوقّف فيه، لكونه لم يصرح بسماعه. وتبعه ابن أبي حاتم. وقال ابن السكن: يقال له صحبة. وقال ابن مندة: عداده في أهل الطائف. وقال العسكري: اختلف في صحبة. وأخرج حديثه النّسائيّ من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن عثمان بن عبد اللَّه بن الأسود، عنه، قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: كدت أقتل بعدك في عناق «5» ... الحديث. قال ابن أبي شيبة: ما وجدنا هذا الحديث إلا عند أبي نعيم عن سفيان الثّوري. قلت: وأخرجه البخاريّ عن أبي نعيم، وقال: لم يذكر عبد اللَّه بن هلال سماعا. وقد أخرجه أبو نعيم من طريق عبيد اللَّه الأشجعي عن سفيان متابعا لأبي نعيم.   (1) في أ: عن أبي وهب. (2) في أ: يتعلمون هذا الدعاء. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 142 عن عبد اللَّه بن هشام وقال رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. (4) الاستيعاب ت (1698) ، تهذيب التهذيب 6/ 64 (126) ، تقريب التهذيب 1/ 458 (714) خلاصة تهذيب الكمال 2/ 180، الكاشف 2/ 139، الجرح والتعديل 5/ 193 تاريخ البخاري الكبير 5/ 26، تجريد أسماء الصحابة 1/ 339، الثقات 3/ 240 أسماء الصحابة الرواة ت 850، أسد الغابة ت (3234) . (5) العناق: الأنثى من المعز، اللسان 4/ 3135. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 218 5024- عبد اللَّه بن هلال «1» : تقدم في عبد اللَّه بن عبد الأسد بن هلال. 5025- عبد اللَّه بن هلال المزني «2» : ذكره جماعة منهم البزار في الصحابة. وأخرج ابن السكن والطبراني من طريق كثير ابن عبد اللَّه، عن بكر بن عبد اللَّه «3» ، عن عبد اللَّه بن هلال المزني صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه كان يقول: «ليس لأحد بعدنا أن يحرم بحج ثمّ يفسخ حجّه بعمرة» . وقال ابن السكن: لم يرو عنه غير هذا. قلت: وكثير ضعيف. وقد قيل عنه عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث المزني. 5026 ز- عبد اللَّه بن همّام العبديّ: ذكره ابن فتحون عن الطبري فيمن وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من عبد القيس، وكذا ذكره الرشاطي عن أبي عبيدة، وزاد أخاه عبد الرحمن بن همام. 5027 ز- عبد اللَّه بن هنّاد: يأتي في هناد. 5028 ز - عبد اللَّه بن هند: أبو هند الداريّ. يأتي في الكنى. 5029- عبد اللَّه بن هند «4» : أبو هند البياضي. في الكنى. 5030- عبد اللَّه بن الهيثم «5» : بن عبد اللَّه الحارث، من بني مجاشع بن دارم التميمي. ذكره ابن ماكولا في الإكمال كما تقدم في ذكر ولده أكيمة بن عبد اللَّه. 5031- عبد اللَّه بن هيشة: بن النعمان بن خناس بن سنان بن عبيد بن عديّ الأنصاري السلمي. ذكره البغوي في الصحابة، وأخرج عن يحيى بن سعيد عن أبيه، عن ابن إسحاق في المغازي- أنه شهد بدرا.   (1) أسد الغابة ت (3236) ، الاستيعاب 3، 4/ 1000، أسد الغابة 3/ 412 الثقات 3/ 239، 241، الجرح والتعديل 5/ 98، 193، تجريد أسماء الصحابة 1/ 339. (2) الاستيعاب ت (1699) ، أسد الغابة ت (3235) . (3) في أ: عبد الرحمن. (4) أسد الغابة ت (3237) . (5) أسد الغابة ت (3238) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 5032- عبد اللَّه بن واصل السلمي: من بني غاضرة «1» بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. ذكره أبو عليّ الهجريّ في نوادره، قال: وممن صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من بني غاضرة ابن خفاف بن امرئ القيس بن ناجية، وساق نسبه عبد اللَّه بن واصل صاحب الحصان الأعور أنزاه الخندق، كذلك تقول بنو غاضرة «2» . قال الرشاطي: لم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون. قلت: واستدركه ابن الأمين علي أبي عمر، فقال: شهد الخندق مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنزى حصانه فيه، وهو يرتجز، ذكره أبو علي القالي في أماليه. 5033- عبد اللَّه بن واقد «3» : قال أبو موسى: ذكره أبو القاسم الرفاعيّ في عبادلة الصحابة، وأورد له من طريق ابن وهب عن مخرمة بن بكير، عن أبيه: سمعت عبد الملك بن سارية الكعبي يقول: سمعت عبد اللَّه بن واقد يقول: إن اليمين في الدم كانت على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: عبد اللَّه بن واقد أظنّه ابن «4» عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، وصنيع البخاري في تاريخه يقتضي ذلك، فإنه لم يذكر من يقال له عبد اللَّه بن واقد إلا هذا، وهو تابعي، وآخر دونه في الطبقة، وقال في ترجمة عبد الملك بن سارية: يروي عن عبد اللَّه بن واقد، ولم ينسبه، وذكر المزني في ترجمة عبد اللَّه بن واقد بن عبد اللَّه بن عمر أنه روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم شيئا مرسلا. 5034- عبد اللَّه بن وائل «5» : بن عامر بن مالك بن لوذان الأنصاري. له صحبة، وشهد أحدا والمشاهد كلها، وله عقب. ذكره العدويّ عن ابن القداح، واستدركه ابن الأمين وابن فتحون وابن الأثير، وقال: هو أخو عبد الرحمن بن وائل.   (1) في أ: ناضرة. (2) في أ: ناضرة. (3) أسد الغابة ت (3239) ، تهذيب الكمال 2/ 751، تهذيب التهذيب 6/ 65 (129) ، الكاشف 2/ 140 تقريب التهذيب 1/ 459 (717) ، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 108 تاريخ البخاري الكبير 5/ 219- 9/ 61، الجرح والتعديل 5/ 881، الثقات 5/ 50. (4) في أ: أظنه أبي عبد اللَّه. (5) أسد الغابة ت (3240) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 5035 ز- عبد اللَّه بن أبي وداعة بن صبيرة، بمهملة ثم موحّدة مصغرا، ابن سعيد، مصغرا، ابن سعد بن سهم بن عمرو القرشي السهمي. أمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب. قال المرزبانيّ في معجم الشعراء: أدرك الإسلام فأسلم، وعمّر بعد ذلك دهرا، وهو القائل: نحن شددنا الحلف من غالب ... وغالب واقفه تنظر لن يستطيعوا نقض إمرارنا ... وهم على ذاك بنا أخبر [السريع] وقال: بنو سهم أكارم كلّ حيّ ... بهم أسمو وأدرك ما أريد [الوافر] الأبيات. وهذا على الشّرط، فإنه لم يبق بمكة بعد الفتح من قريش أحد إلا أسلم وشهد حجّة الوداع مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كما تقدم غير مرّة. وقد ذكره الزبير، وقال: أسلم وعاش في الإسلام، وليس له عقب، وهو القائل في تحالف الأحلاف، فذكر الأبيات، قال: وقال أيضا يفتخر بأنّ جده الأعلى سعد بن سهم أوّل من بني بمكة بيتا: وأوّل من ثوى بمكّة بيته ... وأسود فيه ساكنا بإناف لسعد السّعود جامع الحلف والّذي ... بدا الحلف والإخفاء أهل حلاف [الطويل] 5036- عبد اللَّه بن وديعة «1» : بن حرام الأنصاري. له صحبة، قاله ابن مندة، قال: وأخرجه أبو حاتم الرازيّ، ثم أخرج من طريق أبي حاتم، ثم «2» من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن وديعة صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من اغتسل يوم الجمعة كغسله من الجنابة ... » الحديث.   (1) أسد الغابة ت (3241) ، الكاشف 2/ 140 تهذيب الكمال 2/ 752، تهذيب التهذيب 6/ 68 (132) ، الثقات 5/ 54 تقريب التهذيب 1/ 459 (720) ، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 109 تاريخ البخاري الكبير 5/ 220، الجرح والتعديل 5/ 192، تجريد أسماء الصحابة 1/ 340. (2) في أ: ثم أخرج. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 اختلف فيه على سعيد، فقال محمد بن عجلان، عنه، عن أبيه، عن ابن وديعة عن أبي ذر. وقال ابن أبي ذئب: عن سلمان بدل أبي ذرّ: قال ابن مندة: وهو الصواب. قلت: هو عند البخاري من حديث سلمان، وعن سعيد فيه رواية رابعة «1» ، قيل: عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقد أشبعت القول فيه في المقدمة. وقرأت بخط مغلطاي: إنما ذكره أبو حاتم فيما نقله ابنه عنه في التابعين، وسمى جدّه خداما، بكسر المعجمة ثم دال، وهو كما قال: لكن عمدة ابن مندة ما وقع في سياق سنده حيث وصف بأنه صاحبه، وكون الأصح في الحديث المذكور أنه من روايته عن سلمان لا يدع صحبته، إلا أن أبا معشر ضعيف، وهو مع ذلك على الاحتمال. وقد أثبت ذكره من أجل ذلك ابن فتحون، وذكره في الصحابة أيضا الباوردي، لكنه لم يسمّ جدّه. وأخرج من طريق القاسم بن حبان أنه سأل عبد اللَّه بن وديعة عن صلاة الخوف ... الحديث- موقوف. قال مغلطاي: وذكره في التابعين البخاري، وابن حبان، والدارقطنيّ، وابن خلفون. 5037- عبد اللَّه بن ورّاح «2» : براء «3» ثقيلة ثم حاء مهملة. ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، وأورد له من طريق إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: كان عبد اللَّه بن وراح قديما له صحبة، فحدثنا أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «يوشك أن يؤمّر عليكم الرّويجل فيجتمع عليه قوم محلقة أقفيتهم، بيض قمصهم، فإذا أمرهم بشيء، حضروا» ، ثمّ إن عبد اللَّه بن ورّاح ولي على بعض المدن، فاجتمع إليه قوم من الدهاقين محلقة أقفيتهم بيض قمصهم، فكان إذا أمرهم بشيء حضروا، فيقول: صدق اللَّه ورسوله. وأخرجه أبو نعيم عن الطبراني، واستدركه أبو موسى من طريقه. وقوله: حضروا، أي أسرعوا المشي.   (1) في أ: وابصة. (2) في أ: وزاح بزاي. (3) أسد الغابة ت (3242) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 340. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 5038- عبد اللَّه بن وقدان «1» : هو ابن السعدي. تقدم. 5039- عبد اللَّه بن الوليد بن المغيرة «2» «3» : كان اسمه الوليد. ويقال: إن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيّره. قال الزبير بن بكار: حدثنا إبراهيم بن حمزة، حدثني إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، عن أيوب بن سلمة عن عبد اللَّه بن وليد بن الوليد «4» بن المغيرة، عن أبان بن عثمان، قال: دخل الوليد بن الوليد بن المغيرة وهو غلام على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما اسمك يا غلام؟» فقال «5» : أنا الوليد بن المغيرة. قال: «ابن الوليد بن الوليد، ما كادت بنو مخزوم إلّا أن تجعل الوليد ربّا، ولكن أنت عبد اللَّه» . هذا هو الصواب. مرسل، وكذا ذكره ابن عبد البر بغير إسناد، ووصله ابن مندة من وجه آخر عن أيوب بن سلمة، فقال: عن أبيه، عن جده- أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال: «غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه» . قلت: وفي سنده النضر بن سلمة، وهو كذاب. وقال الزبير أيضا في ترجمة الوليد بن الوليد بن المغيرة: كان سمّى ابنه الوليد، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما اتّخذتم الوليد إلا حنانا «6» ، هو عبد اللَّه» . قالت أم سلمة: لما مات الوليد بن الوليد: يا عين فابكى للوليد ... بن الوليد بن المغيرة مثل الوليد بن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيره [مجزوء الكامل] فكأنها أشارت إلى ولده هذا. وكان الوليد يكنى أبا الوليد، فلم يغيّر لمّا «7» غيّر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكأنّ تغيير اسم أبيه إنما وقع بعد موته، فقد أخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث من طريق محمد بن إسحاق،   (1) أسد الغابة ت (3243) ، الاستيعاب ت (1700) . (2) أسد الغابة ت (3244) ، الاستيعاب ت (1701) ، تهذيب الكمال 2/ 688، تهذيب التهذيب 6/ 69، 135، الكاشف 2/ 91 تهذيب الكمال 2/ 61، تاريخ البخاري الكبير 3/ 27، الجرح والتعديل 5/ 187 الثقات 3/ 240، شذرات الذهب 1/ 61، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 314 الوافي بالوفيات 17/ 193. (3) في أ: ابن المغيرة القرشي المخزومي. (4) في أ: الوليد. (5) في أ: فقال: أخبرنا الوليد بن الوليد بن المغيرة. (6) أي تتعطفون على هذا الاسم وتحيونه، النهاية 1/ 452. (7) في أ: إنما. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 223 عن محمد بن عمرو، عن زينب بنت أم سلمة عن أمها أم سلمة، قالت: دخل عليّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعندي غلام يسمى الوليد بن الوليد، فقال: «اتّخذتم الوليد حنانا، غيّروا اسمه» . وهذا سند جيد. وأخرج أحمد في مسندة من طريق الأوزاعي عن الزّهري، عن سعيد بن المسيب، عن ابن «1» عمر، قال: ولد لأخي أم سلمة [مولود فسمي الوليد وقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم «بل اسمه عبد اللَّه ... » الحديث وأظنه صاحب الترجمة، لأن الوليد بن الوليد بن المغيرة كان ابن عم أم سلمة] «2» فكأنه أطلق عليه أنه أخوها على سبيل التجوّز أو يكون أخاها من الرضاعة، وكنت كتبت ترجمة عبد اللَّه بن الوليد هذا في القسم الثاني ثم حولته، لأن سياق قصته يقتضي أنه كان في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يجيد «3» فهم الخطاب وردّ الجواب. 5040- عبد اللَّه بن وهب الأسدي «4» : بفتحتين، ويقال الأسيّدي، بضم الهمزة وفتح السين وتشديد الياء، نسبة إلى بطن من بني تميم. استدركه ابن الأثير. قال ابن إسحاق في المغازي في رواية يونس بن بكير فيما قيل من الشعر يوم حنين، قال: فقال أبو أيوب بن زيد أحد بني سعد بن بكير» من أبيات: وكنّا يا قريش إذا غضبنا ... كأنّ أنوفنا فيها سعوط ألا هل أتاك أن غلبت قريش ... هوازن والخطوب لها شروط [الوافر] قال: فأجابه عبد اللَّه بن وهب- رجل من بني أسد، ثم من بني غنم، كذا في رواية يونس بن بكير. وفي رواية زياد البكائي: فأجابه رجل من بني تميم، ثم من بني أسيّد: بسوط اللَّه نضرب من لقينا ... كأفضل ما رأيت من الشّروط وكنّا يا هوازن حين نلقى ... نبلّ الهام من علق عبيط فإن يك قيس غيلان عصاني ... فلا ينفكّ يرغمهم سعوط «6» [الوافر] قلت: وسيأتي في الكنى أن الأبيات الأولى لأبي صحار. 5041- عبد اللَّه بن وهب الدّوسي «7» :   (1) في أ: عن عمر. (2) سقط في ط. (3) في أ: يجيب. (4) أسد الغابة ت (3245) . (5) في أ: بكر. (6) ينظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (3245) . (7) أسد الغابة ت (3246) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 له ولولده الحارث صحبة، تقدم بيان ذلك في الحارث. وقال الأمويّ في المغازي: أطعم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من تمر خيبر عشرين وسقا. قال ابن فتحون: ما أدري عني الدوسيّ أو غيره؟. 5042- عبد اللَّه الأكبر بن وهب «1» : بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. أمه زينب بنت شيبة بن ربيعة. ولأبيه ولعمّيه: عبد اللَّه، ويزيد- صحبة. وسيأتي في ترجمة أبيه أنه أسلم يوم الفتح، وقتل أبوه زمعة ببدر كافرا، وقتل عبد اللَّه هذا يوم الدار. قال أبو موسى: أورده بعض أصحابنا من رواية يحيى بن عبد اللَّه بن الحارث، عنه، قال: لما دخل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مكة يوم الفتح قال سعد بن عبادة: ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من الجمال. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّك رأيتهنّ وقد أصبن بآبائهنّ وأبنائهنّ ... » الحديث. قال: ولا تصح صحبته، لأن أباه يروي عن ابن مسعود. انتهى. ولم أر لأبيه رواية عن ابن مسعود، ولو كانت لم تكن دالة على أن لا صحبة لولده، ثم قال أبو موسى: لو ثبت، فلعله كان قبل الحجاب، وإلا فهو منكر. قلت: الحجاب كان قبل الفتح، بمدة، فلعل رؤية «2» سعد لهن كانت عن غير قصد، والعلم عند اللَّه تعالى. وأما عبد اللَّه الأصفر بن وهب بن زمعة فتابعيّ ثقة، وحديثه عند الترمذي وغيره. وذكر الزبير بن بكار عنه أنه خرج إلى معاوية طالبا بدم أخيه عبد اللَّه بن وهب الأكبر، فقال له معاوية: إنه قتل في فتنة واختلاط، وأعطاه ديته. وذكر المرزباني في معجم الشعراء أنه قال يوم الدار: آليت جهدي لا أبايع بعده ... إماما ولا أدعي إلى قول قائل ولا أبرح البابين ما هبّت الصّبا ... بذي رونق قد أخلصت بالضّآبل [الطويل]   (1) أسد الغابة ت (3247) ، تهذيب الكمال 2/ 753، تهذيب التهذيب 6/ 70 (139) ، الكاشف 2/ 141 تقريب التهذيب 1/ 459 (727) ، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 100، الثقات 5/ 48 تاريخ البخاري الكبير 5/ 218، تاريخ البخاري الصغير 1/ 2، 59، الجرح والتعديل 5/ 877. (2) في أ: رواية. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 5043- عبد اللَّه بن وهب الأسلمي: له صحبة. ذكره ابن سعد والبغوي، وكان عند وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعمان مع عمرو بن العاص، فعرض له مسيلمة فأفلتوا منه. وحكى ذلك الواقديّ في كتاب الردة، عن الزهري. وذكره الطبري أيضا. وقيل: كان مسيلمة أخذه ورفيقا له فعرض عليهما اتّباعه فامتنعا فأحرق رفيقه بالنار، فخاف هذا، وأظهر اتباعه «1» ، وكان حين قاتلوا مسيلمة باليمامة أراد عباس بن أبي ربيعة أن يقتل عبد اللَّه هذا، فمنعه أسامة بن زيد، وقال: إنما جزع لما أحرق رفيقه بالنار، وها هو ذا يقاتل مع المسلمين. ورافق عبد اللَّه بن وهب هذا خالد بن الوليد في قتال المرتدين. وروى الواقدي من طريق إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه- أن ّ عبد اللَّه بن وهب الأسلمي كان في وثاق عند أصحاب مسيلمة، فانفلت لما أقبل إليهم المسلمون. 5044- عبد اللَّه بن وهب الزهري: قال ابن سعد: أسلم يوم الفتح، وأعطاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولا بنيه من خيبر تسعين وسقا، وقال الطبري: شهد حنينا. 5045 ز- عبد اللَّه بن وهب: أبو سنان الأسدي. يأتي في الكنى. 5046- عبد اللَّه بن ياسر «2» : بن مالك العنسيّ، بالنون. يأتي نسبه في ترجمة عمار بن ياسر «3» . قال ابن الكلبي: لياسر وسميّة وولدهما عمار صحبة. ولهم يقول النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما رآهم يعذبون: «صبرا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة» قال: ولم يسلم عبد اللَّه أخو عمّار. وقال أبو عمر: كان عبد اللَّه من السابقين إلى الإسلام، ومات بمكة قبل الهجرة، كذا قال. 5047- عبد اللَّه بن ياميل: آخره لام- رأيته مجوّدا بخط الصّريفيني.   (1) في أبعد وأظهر اتباعه: فلما نزل بهم المسلمون انفلت هو إلى أسامة بن زيد فكان معهم فلما انكشف وكان اتباعه. (2) أسد الغابة ت (3248) ، الاستيعاب ت (1702) . (3) في أ: في ترجمة أخيه عمار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 ذكره العباس بن عقدة في جمع طرق حديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» . أخرج بسند له إلى إبراهيم بن محمد، أظنه ابن أبي يحيى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وأيمن «1» بن نابل، بنون وموحدة، عن «2» عبد اللَّه بن ياميل، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من كنت مولاه ... » الحديث. واستدركه أبو موسى. 5048- عبد اللَّه بن يزيد: بن زيد «3» بن حصن بن عمرو بن الحارث بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري الخطميّ. قال الدّارقطنيّ: له ولأبيه صحبة. وشهد بيعة الرضوان، وهو صغير. وأخرج ابن أبي خيثمة من طريق مطرف، عن أبي إسحاق، عن عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى عبد اللَّه بن أحمد في زيادات كتاب الزهد من طريق موسى بن عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ، قال: كان عبد اللَّه بن يزيد- يعني صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان من أكثر الناس صلاة، وكان لا يصوم إلا يوم عاشوراء، وكان «4» يكنى أبا موسى. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وحديثه عنه في الترمذي وغيره، وعن البراء بن عازب، وحديثه عنه في الصحيحين، وعن أبي أيوب، وأبي مسعود، وحذيفة، وقيس بن سعد، وزيد بن ثابت، وغيرهم. روى عنه ابنه موسى، وسبطه عدي بن ثابت، والشعبي، وأبو إسحاق، وابن سيرين، وآخرون. وولي إمرة [مكة من] «5» عبد اللَّه بن الزبير يسيرا، واستمر مقيما بها، وكان شهد قبل ذلك مع عليّ مشاهدة.   (1) في أ: أبيه أبي. (2) في أ: عن عبد اللَّه بن ياميل. (3) أسد الغابة ت (3251) ، الاستيعاب ت (1703) ، تهذيب الكمال 2/ 754، تهذيب التهذيب 6/ 78 (155) ، تقريب التهذيب 1/ 461 (742) خلاصة تهذيب الكمال 2/ 111، الكاشف 2/ 144، تاريخ البخاري الكبير 2/ 144- 5/ 12 الجرح والتعديل 5/ 197، الثقات 3/ 225، الاستبصار 269، سير الأعلام 3/ 197 تجريد أسماء الصحابة 1/ 341، سير الأعلام 3/ 197- أسماء الصحابة الرواة ت 306 طبقات ابن سعد 6/ 168، 169، 247. (4) في أ: وكان عبد اللَّه يكنى. (5) في أ: الكوفة زمن. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 وقال ابن حبّان: كان الشعبي كاتبه لمّا كان أمير الكوفة. وقال الأثرم: قلت لأحمد: لعبد اللَّه بن يزيد صحبة صحيحة؟ قال: أما صحيحة فلا، ذاك شيء يرويه أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي بردة، عن عبد اللَّه بن يزيد، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول ... انتهى. وهذا الحديث أخرجه البغوي وغيره من طريق أبي بكر بهذا السند. ولفظ المتن: «إنّ عذاب هذه الأمّة في دنياها» ، وفيه قصة له مع ابن زياد. وأخرج ابن البرقي بسند قويّ عن عدي بن ثابت- أنّ عبد اللَّه بن يزيد كان قد شهد بيعة الرضوان وما بعدها، وهو رسول القوم يوم جسر أبي عبيد. وقال الآجريّ: قلت لأبي داود: وعبد اللَّه بن يزيد له صحبة؟ قال: يقولون له رؤية. سمعت ابن معين يقول ذلك. وقال أبو حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم [وكان صغيرا] «1» على عهده، فإن صحّت روايته فذاك. قال البغوي: سكن الكوفة وابتنى بها دارا، ومات في زمن ابن الزبير. 5049- عبد اللَّه بن يزيد القارئ الأنصاري «2» : فرّق بعضهم بينه وبين الخطميّ. وأخرج من طريق عبد اللَّه بن سلمة الأفطس، عن أبي جعفر الخطميّ، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، قالت: سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم صوت قارئ، فقال: «صوت من هذا» ؟ فقالوا: صوت عبد اللَّه بن يزيد الأنصاري. فقال: «رحمة اللَّه، لقد أذكرني آية كنت أنسيتها» . قال ابن مندة: غريب. وقد رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، ولم يسمّ القارئ. قلت: أخرجه البخاريّ من طرق، عن هشام كذلك، وقال عقب بعضها: زاد عباد بن عبد اللَّه عن عائشة: تهجّد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فسمع صوت عباد- يعني ابن بشر، فيحتمل التعدّد، يعني وإن كان الأفطس حفظه فإنه ضعيف. وذكر ابن بشكوال أنّ علي بن عبد العزيز أخرج في منتخب المسند من طريق حماد بن سلمة عن أبي جعفر نحوه.   (1) في أ: وكانت صغيرة. (2) أسد الغابة ت (3252) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 قلت: وليس هو كما ترجم كلامه، وإنما في المبهمات لعبد الغني بن سعيد أنه ساق الحديث من طريق حماد، عن أبي جعفر، ثم قال: وقال حماد بن سلمة: هو عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ. انتهى. 5050- عبد اللَّه بن يزيد: بن ضمرة البجلي. تقدم في عبد اللَّه بن ضمرة البجلي. 5051 ز- عبد اللَّه بن يزيد الخثعميّ: ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأخرج عن محمد بن ثابت «1» ، عن إسحاق «2» بن إدريس «3» ، عن أبان العطار «4» ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن عبد اللَّه بن يزيد الخثعميّ، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نحو حديث عبد اللَّه بن حوالة في فضل أهل الشام، وكذا ساقه الطبراني عن أخيه زهير عن محمد بن إشكاب. قال ابن عساكر: المحفوظ: عن يحيى بن أبي قلابة، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه. قلت: وهو عند أحمد في مسندة: عن أبي عامر العقدي، عن يحيى بن أبي كثير. وأخرجه أبو يعلى وغيره من طريق الأوزاعي، عن يحيى كذلك. وقد ذكره علي بن المديني في العلل بسند صحيح عن نافع، عن ابن غنم «5» ، عن كعب الأحبار. وإسحاق بن إدريس ضعّفه أبو حاتم الرازيّ. 5052- عبد اللَّه الأسلمي «6» : هو ابن حبيب. تقدم. 5053- عبد اللَّه الأنصاري «7» . 5054- عبد اللَّه البكري: هو ابن حريث. تقدم. 5055 ز- عبد اللَّه الثّمالي «8» : هو ابن عبد. تقدم.   (1) في أ: إسكاب. (2) في أ: إسحاق بن أحمد. (3) في أ: بسر. (4) في أ: أبان بن العطار. (5) في أ: إسكاب. (6) في أ: عمر. (7) تهذيب التهذيب 6/ 89 (179) ، تاريخ البخاري الكبير 5/ 24. (8) أسد الغابة ت (2851) ، الاستيعاب ت (1704) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 5056 ز- عبد اللَّه الحجام: هو أبو هند البياضي. في الكنى. 5057 ز- عبد اللَّه الخثعميّ: [قال أبو مالك] «1» ذكره ابن مندة وأبو نعيم في آخر من اسمه عبد اللَّه. وقال: له ذكر في حديث حبيب بن سلمة. 5058 ز- عبد اللَّه الخولانيّ: والد أبي إدريس «2» : عائذ اللَّه بن عبد اللَّه، فقيه الشام. تقدم في عبد اللَّه بن عمرو، وذكر الاختلاف في اسم أبيه. 5059- عبد اللَّه الداريّ: هو ابن بر. تقدم. 5060- عبد اللَّه السدوسي: هو ابن عمير «3» . تقدم. 5061- عبد اللَّه الصّنابحي «4» : مختلف فيه. قال مالك في الموطأ: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللَّه الصّنابحي، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إذا توضّأ العبد المسلم خرجت خطاياه ... » الحديث. كذا هو عند أكثر رواة الموطأ. وأخرجه النّسائيّ من طريق مالك، ووقع عند مطرف وإسحاق بن الطباع، عن مالك بهذا عن أبي عبد اللَّه الصّنابحي، زاد «5» أداة الكنية، وشذّ بذلك. وأخرجه ابن مندة من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم بهذا السند، عن عبد اللَّه الصّنابحي مثل رواية مالك، ونقل الترمذي عن البخاري أنّ مالكا وهم في قوله: عن عبد اللَّه الصنابحي، وإنما هو أبو عبد اللَّه، وهو عبد الرحمن بن عسيلة، ولم يسمع من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وظاهره أنّ عبد اللَّه الصّنابحي لا وجود له، وفيه نظر، فقد روى سويد بن سعيد عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم حديثا غير هذا، وهو عن عطاء بن يسار أيضا، عن عبد اللَّه الصّنابحي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ الشّمس تطلع بين قرني شيطان ... » الحديث.   (1) بدل ما بداخل القوسين في أ: أبو مالك. (2) الاستيعاب ت (1707) . (3) أسد الغابة ت (2969) ، الاستيعاب ت (1708) . (4) أسد الغابة ت (3022) ، الاستيعاب ت (1709) . (5) في أ: زادوا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 وكذا أخرجه الدارقطنيّ في غرائب مالك، من طريق إسماعيل بن أبي الحارث وابن مندة من طريق «1» إسماعيل الصائغ، كلاهما عن مالك، وزهير [بن محمد] «2» ، قالا: حدثنا زيد بن أسلم بهذا. قال ابن مندة: رواه «3» محمد بن جعفر بن أبي كثير «4» ، وخارجة بن مصعب، عن زيد. قلت: وروى زهير بن محمد، وأبو غسّان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم بهذا السند حديثا آخر عن عبد اللَّه الصّنابحي، عن عبادة بن الصامت في الوتر. أخرجه أبو داود فوروده عند الصّنابحي في هذين الحديثين من رواية هؤلاء الثلاثة عن شيخ مالك يدفع الجزم بوهم مالك فيه. وقال العبّاس بن محمّد الدّوري، عن يحيى بن معين: عبد اللَّه الصّنابحي الّذي روى عنه المدنيون» يشبه أن يكون له صحبة. وذكر ابن مندة، عن ابن أبي خيثمة، قال: قال يحيى بن معين: عبد اللَّه الصنابحي. ويقال أبو عبد اللَّه. قال: وخالفه غيره، فقال: هذا عن أبي عبد اللَّه. وذكر أبو عمر مثل هذا المحكي عن ابن معين، وقال: الصواب أبو عبد اللَّه إن شاء اللَّه. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، معدود في المدنيين. وروى عنه عطاء بن يسار، وأبو عبد اللَّه الصّنابحي مشهور، روى عن أبي بكر، وعبادة، ليست له صحبة، وقد وهم ابن قانع فيه وهما فاحشا، فزعم أن أباه الأعسر، فكأنه توهم أنه الصنابح بن الأعسر الماضي في حرف الصّاد، وليس كما توهّم. 5062- عبد اللَّه العدوي «6» : كان اسمه السائب، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، نزل مصر، كذا ترجم له الذهبي. وفيه نظر، وذلك أن أبا عمر قال: عبد اللَّه رجل من بني عدي، وكان اسمه السائب، فسمّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عبد اللَّه.   (1) في أ: من طريق محمد بن إسماعيل. (2) في أ: مالك وزهير قالا. (3) في أ: رواته. (4) في أ: كثير بن خارجة. (5) في أ: الدينَوَريّ. (6) الاستيعاب ت (1712) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في ضمان الدّين نحو حديث أبي قتادة، وفي حديثه دينار بن كيسان، هو عند أبي لهيعة عن أبي قبيل يعدّ في المصريين. قلت: والّذي يعدّ في المصريين وحديثه بهذا الإسناد ليس من بني عدي، وإنما هو من بني غفار. وقد تعقّبه ابن فتحون، فقال: هو غفاري لا عدوي، فقد أخرج ابن وهب الحديث عن ابن لهيعة، وقال: من بني غفار. أخرجه محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل «1» من بني غفار حدّثه أن أمّه أتت به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعليه تميمة، قال: فقطع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم تميمتي، وقال: «ما اسم ابنك» ؟ قالت: السائب. فقال: «بل اسمه عبد اللَّه» . وذكره ابن مندة فقال : عبد اللَّه الغفاريّ، قال ابن الأثير: لم يزد على ذلك. قلت: ذكره «2» ابن مندة في حرف السين، وساق الحديث من طريق قتيبة، عن ابن لهيعة، فكأنه استغنى في إيراده في عبد اللَّه، وقد تقدم في حديثه زيادة في السائب، والّذي يظهر أن العدوي غيره، لأنه ليس في خبره هذه القصة في تغيير اسمه، وحديثه غير حديث الغفاريّ. واللَّه أعلم. 5063- عبد اللَّه الغفاريّ «3» : تقدم في السين، وفي الّذي قبله. 5064- عبد اللَّه المزني: في حديث النهي عن تسمية العشاء عتمة، هو ابن معقل. تقدم. أفرده ابن مندة، ولم ينبّه على أنه هو. 5065 ز- عبد اللَّه المزني: آخر، هو ابن عبد اللَّه بن عمرو بن هلال، أبو علقمة. تقدم. 5066 ز- عبد اللَّه المزني «4» : آخر.   (1) في أ: أبي حنبل. (2) في أ: قد ذكره. (3) أسد الغابة ت (3178) ، الاستيعاب ت (1711) . (4) أسد الغابة ت (3250) ، تهذيب التهذيب 6/ 92 (187) تقريب التهذيب 1/ 464 (778) تاريخ البخاري الكبير 5/ 23، الجرح والتعديل 5/ 149، الثقات 3/ 236. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 روى عنه ابنه يزيد في العقيقة. 5067- عبد اللَّه اليربوعي «1» : ذكره البغويّ، وابن شاهين، وابن مندة في الصحابة. وأخرج حديثه أبو يعلى في مسندة، وأخرجوا من طريق عطوان، وهو بمهملتين مفتوحتين، ابن مشكان، بضم الميم وسكون المعجمة، عن جمرة بنت عبد اللَّه اليربوعية، قال: ذهب بي أبي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وسيأتي في حرف الجيم من النساء إن شاء اللَّه تعالى. 5068- عبد اللَّه اليشكري «2» : تقدم ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن المنتفق. 5069- عبد اللَّه: كان يلقب حمارا «3» . تقدم في الحاء المهملة، وذكرت قصّته من حديث عمر، قال ابن مندة بعد أن أخرجها من طريق سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، وهي طريق البخاري: رواه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: رأيت رجلا أتى عمر برجل يقال له عبد اللَّه بن حمار. قد شرب هو وصاحب له ... فذكر الحديث. وفيه: وكان يأتي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ويهدي إليه ويضحكه في كلامه، وجزم ابن عبد البر بأنه ولد النعيمان المذكور في حديث عقبة بن الحارث. قلت: لكنه وقع عند البخاري بالشكّ أبو النعيمان أو ابن النعيمان. وستأتي قصة النعيمان في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى. ويستفاد من رواية هشام بن سعد أن عبد اللَّه بقي إلى خلافة عمر رضي اللَّه عنه. 5070 ز- عبد اللَّه، والد أكينة: ينظر في ترجمة أكينة، ففي آخرها أنه عبد اللَّه بن الحارث. 5071 ز- عبد اللَّه، والد جابر «4» : السلمي. يأتي في عبيد اللَّه، بالتصغير.   (1) أسد الغابة ت (2865) ، الاستيعاب ت (1713) . (2) أسد الغابة ت (3256) . (3) أسد الغابة ت (2904) ، أسد الغابة ت (1705) . (4) في أ: خالد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 233 5072- عبد اللَّه، والد قابوس: غير منسوب «1» . عداده في أهل الكوفة، مختلف في اسمه، هكذا ترجمة به «2» ابن مندة، ثم ساق «3» من طريق علي بن صالح بن حي، عن سماك بن حرب، عن قابوس بن عبد اللَّه، عن أبيه، قال: جاءت أمّ الفضل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر قصة فيها النّضح من الغلام والغسل من الجارية. ومن طريق مسعر، عن سماك، عن قابوس، عن أبيه، لم يسمّه. وذكره أبو نعيم، فقال: أبو قابوس اسمه المخارق، ثم ساق من وجه آخر عن علي بن صالح، فقال في سياقه: عن قابوس الشيبانيّ، عن أبيه. انتهى. وقد حكى في اسم والد قابوس هذا، فقيل المخارق، وقيل أبو المخارق بن سليم. 5073 ز- عبد اللَّه، جدّ أبي ظبيان الكوفي: والد قابوس بن أبي ظبيان الجنبي، بفتح الجيم وسكون النون بعدها باء موحدة. أخرج الخطيب من طريق سعيد بن عامر الضبعي، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم قبّل زبيبة الحسن. قال الخطيب: في مسندة محمد بن أبي الأزهر وهو كذّاب، وأبو ظبيان اسمه حسين بن جندب، ولا نعلم أنه روى عن أبيه شيئا، ولا ندري أسلم أبوه أم لا؟ انتهى. وقد قيل: إن اسم والد أبي ظبيان بن الحارث «4» . 5074 ز- عبد اللَّه، والد محمد «5» : ذكره ابن مندة، فقال: روى حديثه سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في مدمن الخمر. وكذا ذكره أبوه نعيم- زاد: وصحيحه ما رواه سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة، وهذا لا يدفع أن يكون [لسهيل حدّث به على الوجهين] «6» . 5075 ز- عبد اللَّه، كان اسمه عبد الحارث: فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5076- عبد اللَّه: غير منسوب «7» .   (1) أسد الغابة ت (3122) . (2) في أ: ترجمة له. (3) في أ: وساق. (4) في أ: ظبيان بن الحارث. (5) أسد الغابة ت (3171) . (6) بدل ما بداخل القوسين في أ: لسهيل فيه طريقان. (7) أسد الغابة ت (3220) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 234 روى عن حجاج الأسلمي حديثا أخرجه أحمد في مسندة، فأفرده الذهبي بالذّكر وتبعه ابن المحب في ترتيب المسند. ويغلب على ظنّي أنه عبد اللَّه بن مسعود، قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت حجاج بن حجاج الأسلمي- وكان إمامهم- يحدّث عن أبيه أنّ رجلا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: حجاج أراه عبد اللَّه حدّث عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّ الحمّى من فيح «1» جهنّم، فإذا اشتدّ الحرّ فأبردوا بالصّلاة» . 5077 ز- عبد اللَّه ذو الطّمرين: وقع ذكره في حديث أخرجه ابن أبي عاصم في آخر كتاب الدعاء من طريق عبد اللَّه بن ربيعة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «أفلح عبد اللَّه ذو الطّمرين، لو أقسم على اللَّه ألفا لأبرّ قسمه» . أخرجه محمّد بن مصفى، عن بقية، عن صفوان، عنه. ويحتمل ألا يكون علما. ذكر من أضيف بالعبودية إلى اسم من أسماء اللَّه تعالى أو غيره 5078- عبد الجبار بن شهاب: من عبد اللَّه بن شهاب تقدم. 5079- عبد الجبار بن عبد الحارث «2» : أبو عبيد، الحدسي، بفتحتين وبمهملات، ثم المناري، منسوب إلى حدس بطن من لخم. أخرج ابن مندة من طريق إسحاق بن سويد، عن إبراهيم بن الغطريف «3» . بفتحتين، ابن سالم، عن أبيه- أنه سمع أباه يحدّث عن عبد اللَّه الكدير بن أبي طلابة [أن ابن عبد الجبار] «4» بن مالك قال: وفدت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من أرض سراة «5» فحيّيته بتحية العرب، فقلت: أنعم صباحا. فقال: «إنّ اللَّه قد حيّا محمّدا وأمّته بالتّسليم» . فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه، فرد، وقال: «ما اسمك» ؟ قلت: الجبار بن الحارث، فقال لي: «أنت عبد الجبّار» . فأسلمت وبايعت، فقيل له: إن هذا المناري فارس من فرسان قومه، فحملني على فرس، فأقمت أقاتل معه ففقد صهيل فرسي، فقلت، بلغني أنك تأذّيت منه فخصيته، فنهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن ذلك. فقيل لي: لو سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم كما سأله ابن عمك تميم الداريّ! فقلت: أعاجلا سأله أم آجلا؟ قالوا: بل عاجلا. فقلت: عن العاجل رغبت، ولكن أسأله أن يعينني غدا بين يدي اللَّه عز وجل.   (1) الفيح: سطوع الحر وفورانه، ويقال بالواو. النهاية 3/ 484. (2) أسد الغابة ت (3257) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 341. (3) في أ: غطريف. (4) في أ: وابن عبد الجبار. (5) في أ: فارس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 5080- عبد الجدّ بن ربيعة «1» : بن حجر بن الحكم الحكمي. كذا نسبه ابن عبد البرّ، وقال الرشاطي، عن الهمداني ّ: عبد الجد بن ربيعة بن حجري بن عوف بن المعتض بن حبيب، مصغرا، ابن حرب، بوزن عمر، ابن سفيان بن سلهم بن حكم بن سعد بن مذحج، الحكمي. وقال ابن مندة مثل ابن عبد البر سواء، وزاد: عداده في أهل مصر، ثم ساق من طريق سعيد بن عفير: حدثني خلف بن المنهال، حدثنا المصطلق بن سليمان بن الخطاب الحكمي، عن خطاب بن نصير الحكمي، عن عبد اللَّه بن حليك، بمهملة ولام ثم كاف، مصغر، عن عبد الجد بن ربيعة بن حجر بن الحكم- أنه كان عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعنده ناس من أهل اليمن، وعيينة بن حصن، فدعا للقوم به، فقاموا فما بقي أحد إلا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ورجل يستره بثوبه، فقلت: ما هذه السنة؟ فقال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «الحياء رزقه اللَّه أهل اليمن إذ حرمه قومك» . هكذا وجدته في نسخة أخرى، فدعا القوم بماء فلم يشرب أحد إلا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ورجل يستره. 5081- عبد الحارث بن أنس: بن الدّيان الحارثي «2» . ذكر وثيمة في كتاب الردة، عن ابن إسحاق، قال: وقام عبد الحارث بن أنس في أهل نجران إذ بلغهم موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهمّوا بالردة، وكان سيدا فيهم فقال: يا أهل نجران، من أمركم بالثبات على هذا الدين فقد نصحكم، ومن أمركم أن تزيغوا فقد غشّكم ... إلى أن قال: وإنما كان نبي اللَّه عارية بين أظهركم، فأتى عليه أجله، وبقي الكتاب الّذي جاء به، فأمره أمر ونهيه نهي إلى يوم القيامة، وأنشد أبياتا منها: ونحن بحمد اللَّه هامة مذحج ... بنو الحارث الخير الّذين هم المدر ونحن على دين النّبيّ نرى الّذي ... نهانا حراما منه والأمر ما أمر [الطويل]   (1) أسد الغابة ت (3258) ، الاستيعاب ت (1716) الأنساب 4/ 204 تجريد أسماء الصحابة 1/ 341. (2) أسد الغابة ت (3259) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 وفي القصة أنّ أهل نجران أجابوه إلى ما طلب، وقالوا له: كنت خير وافد أنت وقومك من بني الحارث. استدكره ابن فتحون عن وثيمة، وابن الأثير عن الغساني مختصرا. وأعاده الذهبي في التجريد فيمن اسمه عبد الرحمن، فقال: عبد الرحمن بن الحارث بن أنس أسلم بنجران. قيل له شعر. انتهى. ولم يذكر من أين نقله. ويحتمل أن يكون النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسمه فسماه عبد الرحمن، لكن يكون ذكر الحارث في نسبه غلطا. 5082- عبد الحارث بن زيد: بن صفوان الضّبي. تقدم في عبد اللَّه بن زيد. 5083 ز- عبد الحارث: كان اسم الّذي حفر البئر للصعب بن منقر بعد الحارث، فسمّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عبد اللَّه. تقدم في ترجمة الصعب. 5084- عبد الحجر بن عبد المدان «1» : تقدم في عبد اللَّه بن المدان. 5085- عبد الحميد بن حفص: بن المغيرة بن عبد اللَّه «2» بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو عمرو. زوج فاطمة بنت قيس الفهرية. مشهور بكنيته. وسيأتي «3» في الكنى. 5086 ز- عبد الحميد بن الخطاب: بن الحارث، ابن عم محمد بن حاطب الجمحيّ. كان مع أبيه بأرض الحبشة، ومات أبوه بأرض الحبشة بعد أن هاجر إليها. ذكره بعض أهل النسب. والّذي عند الزبير أنه عبد الحميد بن محمد بن خطاب، فإن كان محفوظا فهو عمّ الّذي ذكره الزبير. وقد ذكر الزبير أن لعبد الحميد حفيدا اسمه «4» كاسمه عبد الحميد بن الخطاب بن عبد الحميد بن محمد بن خطاب ولي شرطة المدينة إذ كان عمر أميرها. فاللَّه أعلم. 5087- عبد خير الحميري «5» : تقدم ذكر وفاته في ترجمة حوشب ذي ظليم من القسم الثالث من حرف الحاء   (1) أسد الغابة ت (3260) . (2) أسد الغابة ت (3261) . (3) في أ: وسيأتي. (4) في أ: حفيدا أنه كاسمه. (5) أسد الغابة ت (3264) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 المهملة، وكان اسمه عبد شر فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. واستدركه أبو موسى وهو غير «1» عبد خير «2» الهمدانيّ الآتي في القسم الثالث من هذا الحرف. ذكره عبد الصمد بن سعيد الحمصي فيمن نزل حمص من الصحابة، وأظنه لم يميّز بينه وبين الهمدانيّ، والصواب التفرقة. 5088- عبد ربه بن حق «3» : تقدم ذكره في عبد اللَّه بن حق. 5089 ز- عبد ربه بن المرقّع: بن عمرو بن النزّال بن مرّة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن غنم التميمي السعدي. ذكره أبو علي بن السّكن في الصحابة، وقال، كان اسمه عبد العزّى فسماه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد ربه، واستدركه ابن فتحون. [انتهى الجزء الثاني من كتاب الإصابة من تمييز الصحابة يتلوه ذكر من اسمه عبد الرحمن . تهذيب الإمام العلامة الحافظ الكبير شيخ الإسلام خاتمة الحفاظ قاضي القضاة أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الكناني العسقلاني المصري الشافعيّ الشهير بابن حجر تغمده اللَّه برحمته وأسكنه فسيح جنّته والناس جميعا. وكان الفراغ من نساخته من يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر رجب الحرام عام أربع وسبعين وثماني مائة على يد الفقير إلى اللَّه تعالى محمد أبو القاسم بن أبي بكر بن فهد الهاشمي عامله اللَّه بلطفه الخفي، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما. حسبنا اللَّه ونعم الوكيل] » . ذكر من اسمه عبد الرحمن 5090- عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي «5» : مولاهم.   (1) سقط في ط. (2) في أ: وهو عبد خير. (3) أسد الغابة ت (3265) ، الاستيعاب ت (1718) . (4) سقط في ط. (5) الاستيعاب ت (1396) ، أسد الغابة ت (3266) ، طبقات ابن سعد 5/ 462 طبقات خليفة ت 677، 945، 2527- المحبر 379- التاريخ الكبير 5/ 245- المعرفة والتاريخ 1/ 291- الجرح والتعديل 5/ 209- الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 282 تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 293- تهذيب الكمال 773- تاريخ الإسلام 2/ 186 تذهيب التهذيب 203 ب- العقد الثمين 5/ 240- غاية النهاية ت 1548- تهذيب التهذيب 6/ 132- خلاصة تذهيب الكمال 189، أعلام النبلاء 3/ 201. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 238 تقدم أبوه في الهمزة. وأما عبد الرحمن فقال خليفة، ويعقوب بن سفيان، والبخاري، والترمذي، وآخرون: له صحبة. وقال أبو حاتم: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وصلّى خلفه. وقال البخاريّ: هو كوفي، وأخرج «1» ابن سعد وأبو داود بسند حسن إلى عبد الرحمن ابن أبزى أنه صلّى مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وقال ابن السّكن: استعمله علي على خراسان. «2» وأسند من طريق جعفر بن أبي المغيرة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبزى، قال: شهدنا مع عليّ ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ثمانمائة نفس بصفّين، فقتل منّا ثلاثمائة وستون نفسا. [وذكره ابن سعد فيمن مات مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهم أحداث] «3» . وثبت في صحيح البخاري من رواية ابن أبي المجالد أنه سأل عبد الرحمن بن أبزى وابن أبي أوفى عن السلف، فقالا: كنّا نصيب الغنائم مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وفي صحيح مسلم: أنّ عمر قال لنافع بن عبد الحارث الخزاعي: من استعملت على مكة؟ قال: عبد الرحمن بن أبزى. قال: استعملت عليهم مولى. قال: إنه قارئ لكتاب اللَّه، عالم بالفرائض. وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر، وفيه: إني وجدته أقرأهم لكتاب اللَّه. وفيه: وأفقههم في دين اللَّه. وسكن عبد الرحمن بعد ذلك بالكوفة، وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن أبيه، وأبي بكر، وعمر، وعلي، وأبيّ بن كعب، وغيرهم. روى عنه ابناه: عبد اللَّه، وسعيد، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والشعبي، وأبو مالك الغفاريّ، وغيرهم. وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين. وقرأت بخط مغلطاي: لم أر من وافقه على ذلك.   (1) في أ: وسيأتي. (2) في ط استعمله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. (3) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 قلت: وقال أبو بكر بن أبي داود: لم يحدّث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن تابعيّ إلا عن عبد الرحمن بن أبزى، لكن العمدة على قول الجمهور. واللَّه أعلم. 5091 ز- عبد الرحمن بن أرقم العبدي ّ «1» : ثم المحاربي. ذكره أبو عبيد بن المثنى فيمن وفد من عبد القيس على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال الرشاطيّ: لم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون. 5092- عبد الرحمن بن الأرقم الزهري «2» : يقال: هو أخو عبد اللَّه. وروى ابن شاهين، وعلي بن سعيد العسكري، من طريق عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، حدثني رجل من الأنصار، عن عبد الرحمن بن الأرقم، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم «تسحّروا، فنعم غذاء المسلم السّحور، تسحّروا فإنّ اللَّه يصلّي على المتسحّرين» . لفظ ابن شاهين من طريق يزيد عن ابن سعيد. وفي رواية العسكري، من طريق الوليد بن عمرو بن ساج، عن ابن سعيد، عن عبد الرحمن، لم يذكر الأنصاري الّذي لم يسمّ. وأخرجه أبو أحمد العسكريّ، من طريق عبد الرحمن بن قيس، عن عبد اللَّه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن شماس- رجل من الأنصار، عن عبد الرحمن به. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: عبد الرحمن بن عثمان بن أرقم بن أبي الأرقم، لجدّه صحبة. وروى عبد الرحمن عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في السحور مرسلا. وروى عنه محمد بن إبراهيم بن خارجة بن أبي فضالة بن قيس بن ثابت بن قيس بن شماس. قلت: فعلى هذا فقد نسب عبد الرحمن في الروايات الأولى إلى جده، وعرف اسم الأنصاري الّذي لم يسمّ من رواية أبي أحمد، لكن نسب فيها أبوه إلى جدّ جدّه الأعلى، فبينهما خمسة آباء، ومقتضى ذلك ألا يكون لصاحب الترجمة صحبة. 5093- عبد الرحمن بن أزهر «3» : بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة الزهري، يكنى   (1) أسد الغابة ت (3268) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 342. (3) أسد الغابة ت (3269) ، الاستيعاب ت (1397) ، تهذيب الكمال 2/ 773، تهذيب التهذيب 6/ 135 (281) ، الكاشف 2/ 155 خلاصة تهذيب الكمال 2/ 124، تاريخ البخاري الكبير 5/ 240، الثقات 3/ 258 تاريخ البخاري الصغير 1/ 124، الجرح والتعديل 5/ 208، تجريد أسماء الصحابة 1/ 343 أسماء الصحابة الرواة ت 440، 688. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 أبا جبير بن عم «1» عبد الرحمن بن عوف. كذا ذكره ابن مندة تبعا للبخاريّ ومسلم وابن الكلبي. وقال أبو نعيم: هو ابن أخي عبد الرحمن بن عوف، وسبقه إلى ذلك الزبير، ومشى عليه ابن عبد البر، فقال: من قال: إنه ابن عم عبد الرحمن بن عوف فقد وهم، بل هو ابن أخيه، وهو ابن أزهر بن عوف بن عبد عوف. قال البخاري: له صحبة. وأخرج حديثه في تاريخه، وكذا أخرجه أبو داود والنسائي، وفيه: أنه شهد حنينا. وعند البخاري من طريق معمر عن الزهري: كان عبد الرحمن بن أزهر يحدّث أن خالد بن الوليد كان على الخيل يوم حنين، فرأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فسعيت بين يديه وأنا محتلم. ووقع عند ابن أبي حاتم: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو غلام عام الفتح بمكة يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتى بشارب قد سكر، فأمرهم أن يضربوه. انتهى. وقوله: بمكة وهم منه، والّذي في سياق الحديث بحنين، وهو المحفوظ. وقال ابن سعد: نحو عبد اللَّه بن عباس في السنّ. وروى عنه ابناه: عبد الحميد، وعبد اللَّه، وأبو سلمة وغيرهم. وعاش إلى فتنة ابن الزبير. وقال ابن مندة: مات بالحرّة. وفي الصحيحين من طريق كريب أنّ ابن عباس، والمسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوه إلى عائشة يسألها عن الركعتين بعد العصر، وفيه: أنها أرسلت إلى أمّ سلمة ... فذكر الحديث في الصلاة بعد العصر. 5094- ز- عبد الرحمن بن أسامة: بن قيس الأنصاري. قال البخاريّ في ترجمة حفيده ثعلبة بن الفرات بن عبد الرحمن بن أسامة بن قيس: لجدّه، وتبعه ابن أبي حاتم، واستدركه ابن فتحون. 5095- عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة «2» :   (1) في أ: ابن عمه. (2) أسد الغابة ت (3270) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 وقع ذكره في حديث لابن إسحاق عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن يحيى بن عباد، عن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، قال: قدم بأسارى بدر وسودة بنت زمعة عندهم في مناحتهم، وذكر الحديث بطوله. وكذا أخرجه ابن مندة، وترجم له عبد الرحمن بن أسعد. وهذا الحديث قد أخرجه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في المغازي، فقال: عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. وأخرجه أبو نعيم من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق بهذا السند، فقال: عبد الرحمن بن سعد بغير ألف. وكذا أخرجه ابن شاهين في مختصر السيرة عن ابن إسحاق، فإن كان الأول محفوظا فلعبد الرحمن بن أسعد صحبة، لأن أباه مات في أول عام من الهجرة كما تقدم في ترجمته، وإن كان المحفوظ الثاني فهو مرسل، لأن عبد الرحمن إنما يروي عن أبيه كما تقدم في ترجمة سعد بن زرارة، ولم يذكر عبد الرحمن بن سعد في الصحابة إلا أبو نعيم بهذا الحديث. وسيأتي له ذكر في الكنى أيضا فيمن كنيته أبو زرارة. 5096- عبد الرحمن بن الأسود «1» : بن عبد يغوث بن عبد «2» وهب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزّهري «3» ، أبو محمد. قال الزّبير بن بكّار: كان أبوه من المستهزءين. مات قبل الهجرة. وكذا أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن عكرمة. وقال ابن حبّان في الصحابة: يقال: إن له صحبة. وأعاده في التابعين، فقال: من قال: فيه عبد اللَّه فقد وهم. وهو يعدّ في الصحابة. وقرنه خليفة بعبد اللَّه بن الزبير وغيرهما من أحداث الصحابة. وذكره ابن البرقي، فقال: يقال إنه ولد في الجاهلية، ومات أبوه بمكة. [وعبد الرحمن هذا غلام.   (1) أسد الغابة ت (3271) . (2) من أ: عبد يغوث بن وهب. (3) أسد الغابة ت (3271) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 343 تهذيب الكمال 2/ 774، تهذيب التهذيب 6/ 139 (284) ، الكاشف 2/ 156 تقريب التهذيب 1/ 472 (866) ، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 125 تاريخ البخاري الكبير 5/ 253، الجرح والتعديل 5/ 209، الثقات 3/ 258. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 وقال العسكريّ، عن مطين: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم] «1» . وقال أبو حاتم: لا أعلم له صحبة. وقال ابن سعد، ومسلم: ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين. وفي صحيح البخاري أن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود قالا لعائشة: قد علمت ما نهى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عنه من الهجرة. وفي الزهريات للذّهلي بسند صحيح أنه شهد فتح دمشق مع الجند الذين كان فيهم عمرو بن العاص. وروى البغويّ في معجم الصحابة أنّ عثمان لما خطب حين حوصر ذكر لأهل العراق أنه يؤمر عليهم عبد الرحمن بن الأسود، فبلغ ذلك عبد الرحمن فأنكره، وقال: واللَّه لركعتان أركعهما أحبّ إليّ من الإمارة. وله رواية عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وأبي بكر، وعمر، وأبيّ بن كعب. روى عنه عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار، وهو قريب من نسبه «2» ، وأبو سلمة، وأبو بكر، ابن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار، وعائشة وغيرهم. ووثّقه جماعة، وقرأت بخط مغلطاي ما نصّه: وعند البغوي: وكان أخا لعائشة من أمّ مروان. انتهى. وهذا لم يذكره البغوي لعبد الرحمن، وإنما ذكره لراوي الحديث عن عبد الرحمن وهو الطّفيل بن الحارث. وأنشد له المرزبانيّ في معجم الشعراء يخاطب معاوية: بنو هاشم رهط النّبيّ وعترتي ... وقد ولدوني مرّتين تواليا ومثل الّذي بيني وبين محمّد ... أتاهم بودّي معلنا ومناديا [الطويل] 5097- عبد الرحمن بن أشيم «3» : بمعجمة مصغّرا، الأنماري. وقال ابن أبي حاتم: له صحبة. وقال ابن السكن يقال: إن له صحبة. وقال ابن حبان   (1) في أ: وعبد الرحمن هذا غلام. وقال العسكري عن مطين: له صحبة. (2) في أ: من سنه. (3) أسد الغابة ت (3273) ، الاستيعاب ت (1398) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 في الصحابة: له رؤية. وقال البخاري: لا نعرف له صحبة إلا في حديث سلمة بن وردان، ثم أخرج من طريق يونس بن يحيى، عن سلمة بن وردان، قال: رأيت أنسا، وسلمة بن الأكوع، وعبد الرحمن بن أشيم، وكلّهم قد صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لا يغيرون شيبهم. ورواه الواقديّ أيضا عن سلمة، وأخرجه ابن السكن، من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن سلمة. 5098- عبد الرحمن بن أمية: بن أبي عبيدة بن همام التيمي، حليف قريش، أخو يعلى بن أمية المعروف بابن منية، بضم الميم وسكون النون. ذكره ابن فتحون في الصحابة، وأخرج عبد الرزاق عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن أبي يعلى بن أمية، عن أبيه- أنّ عبد الرحمن اشترى فرسا من رجل بمائة قلوص «1» ، ثم قدم «2» البائع، فجاء إلى عمر، فقال: إن يعلى وأخاه غصباني فرسا. فذكر قصة. وقد قدمنا غير مرّة أن من أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وبقي بعده، وكان قرشيّا أو حليفا لهم، فقد شهد مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، حجّة الوداع. 5099 ز- عبد الرحمن بن أنس: تقدم في عبد الحارث بن أنس- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسمه، فقال: «أنت عبد اللَّه» . وقيل عبد الرحمن. 5100- عبد الرحمن بن بجيد «3» : بموحدة وجيم مصغرا، ابن وهب بن قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عديّ بن مجدعة الأنصاري المدني. قال ابن أبي داود: له صحبة، وقال ابن أبي حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن جدّته. وقال ابن حبان: يقال له صحبة، ثم ذكره في ثقات التابعين. وقال البغوي: لا أدري له   (1) القلوص: الفتيّة من الإبل بمنزلة الجارية الفتاة من النساء، وقيل هي الثّنيّة، وقيل: ابنة المخاض، وقيل: هي كل أنثى من الإبل حين تركب، وإن كانت بنت لبون أو حقة إلى أن تصير بكرة أو تبزل» . (2) في أ: ندم، اللسان 5/ 3722. (3) الثقات 3/ 457، تجريد أسماء الصحابة 1/ 344 الاستيعاب 2/ 823، تقريب التهذيب 1/ 473- الجرح والتعديل 5/ 214 تهذيب التهذيب 6/ 142، التاريخ الكبير 5/ 262، تهذيب الكمال 2/ 776 الاستبصار 349، التحفة اللطيفة 2/ 470- خلاصة تذهيب 2/ 126 الكاشف 2/ 156، أسد الغابة ت (3275) ، الاستيعاب ت (1399) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 صحبة أم لا. وقال أبو عمر: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يسمع منه فيما أحسب، وفي صحبته نظر، إلا أنه روى، فمنهم من يقول: إنّ حديثه مرسل، وكان يذكر بالعلم، ولم أرهم ذكروا أباه في الصحابة، فلعله مات قبل أن يسلم وخلف هذا صغيرا. وقد أخرج أبو داود وابن مندة، وقاسم بن أصبغ، حديث القسامة من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن بجيد- أنه حدثه قال: محمد بن إبراهيم، وما كان سهل بن أبي حثمة بأكثر منه علما، ولكنه كان أسنّ منه. وقد تقدم في ترجمة سهل أنه كان ابن ثمان سنين في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلعله أسنّ من عبد الرحمن بسنة أو نحوها. وروى أصحاب السنن الثلاثة من رواية سعيد المقبري، عنه، عن جدته أم بجيد- وكانت ممن بايع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنها قالت: يا رسول اللَّه، إن المسكين ليقوم على بابي ... الحديث. ذكره البخاري في التابعين، ووقع عند ابن مندة، عن عبد الرحمن بن محمد بن قيظي بعد أن ترجم عبد الرحمن بن بجيد، وهو ابن قيظي، وساق نسبه إلى مجدعة. وقد عاب عليه أبو نعيم، وتبعه ابن الأثير «1» ، وما أظنه إلا تصحيفا من الناسخ أو سبق فلم، فإن مثل هذا لا يخفى على مثله. 5101- عبد الرحمن بن بديل «2» : بن ورقاء الخزاعي. تقدم ذكره مع أخيه عبد اللَّه بن بديل. 5102- عبد الرحمن بن بشير: أو بشر، الأنصاري «3» . ذكره الباورديّ، وابن مندة، وأخرجا من طريق سيف بن محمد، عن السري بن يحيى، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن بشير، قال: كنّا جلوسا مع النبيّ إذا قال: «ليضربنّكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله» . فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: لا. فقال عمر: أنا هو يا رسول اللَّه؟ قال: «لا، ولكن خاصف النّعل» . فانطلقنا فإذا عليّ   (1) في أ: وقيل ابن الأثير. (2) أسد الغابة ت (3276) ، الاستيعاب ت (1400) . (3) أسد الغابة ت (3277) ، الاستيعاب ت (1401) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 344، تقريب التهذيب 1/ 473، الجرح والتعديل 5/ 215 تهذيب التهذيب 6/ 145، التاريخ الكبير 5/ 261، تهذيب الكمال 2/ 777 التحفة اللطيفة 2/ 471، خلاصة تذهيب 2/ 126، الكاشف 2/ 157. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 يخصف نعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجرة عائشة، فبشّرناه. قال ابن مندة: أظنه عبد الرحمن بن أبي سارة، وما ظنه ببعيد، وإن كان حديث الآخر جاء من طريق السري عن الشعبي عنه. وأخرج الطّبرانيّ من طريق عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن بشير حديثا آخر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث «1» لم يرد النّار إلا عابر سبيل» . وظن بعضهم أنه عبد الرحمن بن بشير بن مسعود، [وليس كذلك، فإن ذلك تابعي، يروي عن أبي مسعود] ، وربما جاءت الرواية عنه مرسلة، كما سأبين في القسم الرابع، وهذا صرح به كان «2» جالسا عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5103 ز- عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق «3» : بن أبي قحافة. يأتي في عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عثمان. 5104 ز- عبد الرحمن بن بيجان: بموحدة ثم تحتانية ساكنة ثم جيم. وقيل بسين مهملة بدل الموحدة. وقيل بنون أوله وآخره حاء مهملة، أبو عقيل صاحب الصاع. نسبه ابن الكلبي إلى جدّه الأعلى. وسيأتي في عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن ثعلبة إن شاء اللَّه تعالى.   (1) أي لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجري عليهم القلم فيكتب عليهم الحنث وهو الإثم، وقال الجوهري: بلغ الغلام الحنث أي المعصية والطاعة. النهاية 1/ 449. (2) في أ: صرح لأنه كان. (3) مسند أحمد 1/ 197، وتاريخ أبي زرعة 228، 229، والأخبار الطوال 226 طبقات خليفة 18 و 189، وجمهرة أنساب العرب 137 والعقد الفريد 2/ 331، ومقدمة مسند بقي بن مخلد 99، وعيون الأخبار 4/ 114 وتاريخ الطبري 2/ 376، وفتوح البلدان 443، ونسب قريش 276 والبدء والتاريخ 5/ 13 و 80، والأخبار الموفقيات 473، والمعارف 173، 174 والمعرفة والتاريخ 1/ 212، 285 وأنساب الأشراف 1/ 321، 332 والمستدرك 3/ 473، وتاريخ اليعقوبي 2/ 138، والوفيات لابن قنفذ 72، والمحبر 102 و 449، وسيرة ابن هشام 1/ 153 والمغازي للواقدي 257 و 695، ومشاهير علماء الأمصار 15، والخراج وصناعة الكتابة 343، وترتيب الثقات للعجلي 288، والثقات لابن حبان 3/ 249، والكامل في التاريخ 3/ 506- 508، ومرآة الجنان 1/ 126 والبداية والنهاية 8/ 88، 89، وتحفة الأشراف 7/ 194- 196 وتهذيب الكمال 2/ 778، والتاريخ الكبير 5/ 242، وتهذيب الأسماء والثقات 1/ 294، ووفيات الأعيان 3/ 69، 70، والعبر 1/ 85 وسير أعلام النبلاء 2/ 471، والكاشف 2/ 140، وعهد الخلفاء الراشدين 40، 49، 120، الاستيعاب ت (1402) ، وتهذيب التهذيب 6/ 146، وتقريب التهذيب 1/ 474، وخلاصة تذهيب التهذيب 224، وشذرات الذهب 1/ 59، والأغاني 17، 356 تاريخ الإسلام 1/ 265. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 5105- عبد الرحمن بن ثابت «1» : بن الصامت بن عدي بن كعب الأنصاري المدني. ذكره البخاريّ، وذكره مسلم في التابعين. أبوه مات في الجاهلية، وهذا جميع ما ذكره ابن الأثير، ونسبه إلى الثلاثة. فأما ابن عبد البرّ فذكر ذلك سواء إلا ما نسبه البخاري ومسلم، وزاد أنه صحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وزاد في نسبه ابن عبد الأشهل. وأما ابن مندة فذكر ما نسبه البخاريّ ومسلم. وحكى أبو نعيم كلام ابن مندة. وقرأت بخط مغلطاي: في هذا نظر من حيث إن البخاري لم يذكره في الصحابة، وإنما ذكره في جملة الرواة بعد الصحابة، فقال : عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن أبي حبيبة: عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه، ولم يصح حديثه. وتبعه ابن أبي حاتم فقال: عبد الرحمن بن ثابت سألت أبي عنه، فقال: ليس هو عندي منكر الحديث. قلت: أوصله البخاري في الضعفاء، فقال: يكتب حديثه، ليس بحديثه بأس ويحول من هناك. وقال ابن عديّ: قول البخاري لم يصح، أي لم يصح له سماع من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. والّذي نقله مغلطاي هو في كتاب التاريخ للبخاريّ. وأما كتابه في الصحابة فلم نقف عليه، وقد أكثر البغوي النقل عنه، وتبعه ابن مندة وغيره. والحديث الّذي أشاروا إليه قدمت ذكر علته في ترجمة ثابت بن الصامت في حرف الثاء المثلثة، وقدمت هناك كلام ابن سعد ومن تبعه، وما وقع لابن قانع فيه في ترجمة الصامت والد ثابت، وكذا لابن ماجة، وأصحّ طرقه ما أخرجه ابن خزيمة، فقال: عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن جده. وجاء في بعض الطرق عبد اللَّه بن عبد الرحمن. وسيأتي في القسم الأخير. وأما قول ابن سعد تبعا لابن الكلبي ومن تبعهما: إن ثابت بن الضحاك مات في الجاهلية، إنما عني والد عباد «2» بن الصامت، وليس هو أشهليّا، وأما هذا فقد نسبوه لأشهل. واللَّه أعلم. 5106- عبد الرحمن بن ثابت «3» : بن قيس بن شمّاس الأنصاري.   (1) أسد الغابة ت (3278) ، الاستيعاب ت (1403) ، تهذيب الكمال 2/ 779، تهذيب التهذيب 6/ 152 (305) ، الكاشف 2/ 158 تقريب التهذيب 1/ 475 (887) خلاصة تهذيب الكمال 2/ 127، الثقات 5/ 95 الذيل على الكاشف 868، تاريخ البخاري الكبير 5/ 266، ميزان الاعتدال 2/ 552 الجرح والتعديل 5/ 619، لسان الميزان 7/ 278، نقعة الصديان ت 91. (2) في أ: عبادة. (3) أسد الغابة ت (3279) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 344 الجرح والتعديل 5/ 218، تهذيب التهذيب 6/ 152، التاريخ الكبير 5/ 265 تهذيب الكمال 2/ 779، الاستبصار 226، التحفة اللطيفة 2/ 474. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 تقدم نسبه في ترجمة أبيه. قال ابن السكن: يقال له صحبة. وأخرج هو وابن مندة وابن مردويه في التفسير من طريق الربيع بن بدر، عن يونس بن عبيد، عن الحسن- أنه استأذن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يزور إخوانه من المشركين، فأذن له، فلما رجع قرأ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... ) الآية [المجادلة: 22] ، والربيع ضعيف، ووالده ثابت بن قيس استشهد باليمامة، وكان من أكابر الصحابة كما تقدم في ترجمته. 5107 ز- عبد الرحمن بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري الخزرجي، أخو حسان الساعدي. قال السّديّ في تفسيره: مات في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وترك امرأة وخمسة إخوة، فأخذوا ماله ولم يعطوا امرأته شيئا، فشكت ذلك إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فنزلت آية الميراث. قلت: ولم أره لغيره، ولا ذكر أهل النسب لحسان أخا اسمه عبد الرحمن. 5108- عبد الرحمن بن ثوبان العامري «1» مولاهم، والد محمد. ذكره الطّبرانيّ في الصحابة «2» ، وأخرج من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال في خطبته: «إنّ هذه القرية لا يصلح فيها قبلتان ... » الحديث. وتقدم له حديث آخر في ترجمة والده ثوبان «3» . 5109- عبد الرحمن بن جابر العبديّ «4» : أحد من كان مع وفد عبد القيس. تقدم ذكره في عبد اللَّه. 5110 ز- عبد الرحمن بن جارية الأنصاري: قال ابن مندة: ذكره ابن» مسعود الرازيّ في الصحابة، وأخرج عن أبي عامر العقدي، عن أفلح بن سعد، عن محمد بن كعب القرظي، عن «6» أبي سليط، عن عبد   (1) أسد الغابة ت (3280) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 344 الطبقات 236، المحن 225. (2) في أ: في الصحابة وقال العسكري: حديثه مرسل. (3) سقط من أ. (4) الطبقات 249، تجريد أسماء الصحابة 1/ 345، أسد الغابة ت (3281) . (5) في أ: ذكره ابن مسعود. (6) في أ: عن ابن أبي سليط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 الرحمن بن جارية- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أبردوا بالظّهر» «1» . قلت: وكذا أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة، عن أبي عامر العقدي. وأخرجه الطّبرانيّ، وأبو نعيم عنه من هذا الوجه. وحارثة أبوه عند ابن مندة وأبي نعيم بالحاء المهملة، وقد ردّ ذلك أبو أحمد العسكري، فقال في ترجمته: عبد الرحمن بن زيد بن جارية في الصحابة، وساق له حديثا نسب فيه إلى جده. وعبد الرحمن بن يزيد هذا لا يثبت له سماع من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. انتهى. ولم يقم على كون أبي مسعود نسبه إلى جدّه دليلا، إلا أن الطبراني أورد الحديث المذكور في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد، وسيأتي عبد الرحمن بن يزيد بن جارية في القسم الثاني، لأنّ والده قتل على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. 5111- عبد الرحمن بن جبر: بفتح أوله وسكون الموحدة، ابن عمرو بن زيد «2» الأوسي الحارثي، أبو عيسى. مشهور بكنيته. يأتي في الكنى، سماه مسلم. قال البخاري: له صحبة. 5112 ز- عبد الرحمن بن جحش الأسدي «3» : ذكره الأمويّ في المغازي، عن ابن إسحاق، وقال: أسلم قديما، وقال غيره: هو اسم أبي أحمد الآتي ذكره في الكنى. 5113 ز- عبد الرحمن بن جندب العبديّ: من بني الدئل بن عمرو بن ربيعة «4» بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. كان من أشراف قومه، ذكر ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى، وأنه وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قاله الرشاطي في «الأنساب» ، قال: ولم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون. 5114 ز- عبد الرحمن بن الحارث بن أمية الأصغر ابن عبد شمس بن عبد مناف. ذكر البلاذريّ. وقد تقدم ذكر أخيه عبد اللَّه بن الحارث.   (1) الإبراد معناه: انكسار الوهج والحرّ وهو من الإبراد: الدخول في البرد، وقيل: معناه صلّوها في أول وقتها من برد النهار وهو أوّله- النهاية 1/ 115. (2) أسد الغابة ت (3282) ، الاستيعاب ت (1404) . (3) في أ: الأسدي. (4) في أ: عمرو بن وديعة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 5115 ز - عبد الرحمن بن الحارث «1» بن هشام بن المغيرة المخزومي، والد أبي بكر. أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة، له رؤية. وقد قيل: إنه كان في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابن عشر، وهو وهم. ويأتي بيانه في ترجمته في القسم الثاني إن شاء اللَّه تعالى. 5116- عبد الرحمن بن الحارث بن أنس. مضى في عبد الحارث. 5117- عبد الرحمن بن حارثة «2» : تقدم قريبا في ابن جارية. 5118- عبد الرحمن بن حاطب «3» بن أبي بلتعة اللخمي. ذكره جماعة في الصحابة. وذكره البخاري ومسلم وابن سعد والجمهور في التابعين، وساق له أبو نعيم حديثا شديد الضعف. والصحيح أن له رؤية. وسيأتي في القسم الثاني إن شاء اللَّه تعالى. 5119- عبد الرحمن بن حبيب الخطميّ «4» : ذكر أبو موسى- عن الخطيب- أنّ له صحبة. انتهى. وقد مضى ذكر أبيه حبيب وسياق نسبه في ترجمته، وأنه مات على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم [فصلّى عليه] «5» ويحتمل أنه والد موسى بن عبد الرحمن الخطميّ الآتي ذكره بعد ذلك. 5120- عبد الرحمن بن حزن: بن أبي وهب المخزومي «6» ، عمّ سعيد بن المسيب بن حزن.   (1) أسد الغابة ت (3283) ، الاستيعاب ت (1405) ، طبقات ابن سعد 5/ 5، طبقات خليفة: ت 1997، المحبر: 67، التاريخ الكبير 5/ 272، التاريخ الصغير 2/ 73، الجرح والتعديل 5/ 224، مشاهير علماء الأمصار ت 445، جمهرة أنساب العرب: 145، تاريخ ابن عساكر: 9/ 447 ب تهذيب الكمال 782 تذهيب التهذيب 2/ 207 ب، العقد الثمين 5/ 345، تهذيب التهذيب 6/ 156، خلاصة تذهيب الكمال: 191، سير أعلام النبلاء 3/ 484. (2) الطبقات الكبرى 8/ 480 تجريد أسماء الصحابة 1/ 345، أسد الغابة ت (3284) . (3) تهذيب الكمال 2/ 782، تهذيب التهذيب 6/ 158 (321) ، الكاشف 2/ 160 تاريخ البخاري الكبير 5/ 271، تاريخ البخاري الصغير 1/ 47، الجرح والتعديل 5/ 222 تجريد أسماء الصحابة 1/ 345، البداية والنهاية 7/ 156، طبقات ابن سعد 9/ 109 الثقات 5/ 76، أسد الغابة ت (3285) ، الاستيعاب ت (1406) . (4) أسد الغابة ت (3286) ، الجرح والتعديل 5/ 226 تجريد أسماء الصحابة 1/ 345. (5) في أ: بعد ذلك. (6) أسد الغابة ت (3287) ، الاستيعاب ت (1407) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، واستشهد باليمامة، ولا يعرف له رواية، قاله أبو عمر. قلت: كلام الزبير بن بكار في كتاب النّسب يعطي أن عبد الرحمن «1» هذا يصغر عن أن يقاتل باليمامة حتى يستشهد، ولفظه بعد أن ذكر حزن بن أبي وهب: وجدت بخط الضحاك بن عثمان: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زيد بن حارثة إلى بني فزارة ... فذكر القصة في قتل أم قرفة بنت ربيعة بن بدر وسبى ابنتها، وفيها: فاستوهب «2» النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابنتها من سلمة بن الأكوع، فأهداها لخاله حزن بن أبي وهب وهي مشركة، وهو يومئذ مشرك، فولدت له عبد الرحمن. انتهى. فيكون سنّ عبد الرحمن يوم اليمامة ست سنين أو دونها. وقال الزّبير- عقب ذلك: ومن ولد حزن بن أبي وهب حكيم بن حزن، قتل يوم اليمامة شهيدا، والمسيب، وعبد الرحمن، والسائب، وأبو معبد، أمّهم أم الحارث العامرية. قلت: فيحتمل أن يكون الّذي ذكره أبو عمر هو عبد الرحمن الّذي أمّه أم الحارث، ويكون أسنّ من عبد الرحمن الّذي أمه بنت أم قرفة. واللَّه أعلم. 5121- عبد الرحمن بن حسنة «3» : أخو شرحبيل، هو ابن المطاع. يأتي. 5122- عبد الرحمن بن حنبل الجمحيّ «4» : مولاهم، أخو كلدة. قال ابن الكلبيّ: كان أبوه من أهل اليمن، فسقط إلى مكة، فولد له بها كلدة وعبد الرحمن، وكانا ملازمين لصفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ. وذكره ابن سعد عن الواقدي أنّ عبد الرحمن كان أسود، وقال ابن أبي خيثمة، عن مصعب الزبيري: كانا أخوي صفوان لأمّه، أمهم صفية بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. قال العلائي، عن مصعب الزبيري: كان كلدة وعبد الرحمن بن مسلمة الفتح. انتهى.   (1) في أ: يعطى ابن عبد الرحمن. (2) في أ: فاستوهبت. (3) أسد الغابة ت (3289) ، الاستيعاب ت (1408) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 345، تاريخ جرجان 492، الطبقات 121، 139 تقريب التهذيب 1/ 477، الجرح والتعديل 5/ 222، تهذيب التهذيب 6/ 163 تهذيب الكمال 2/ 7084، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، بقي بن مخلد 339 خلاصة تذهيب 130- العقد الثمين 5/ 347. (4) أسد الغابة ت (5122) ، الاستيعاب ت (1409) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 وقصة كلدة مع صفوان بن أمية لما انهزم المسلمون يوم حنين مشهورة. وقد قال القدامي في فتوح الشام: إن عبد الرحمن شهد فتح دمشق، وإن خالد بن الوليد بعثه إلى أبي بكر يبشّره بيوم أجنادين. قال ابن خالويه: كتب إلى سيف الدولة يسأل عن دمشق هل هي عربية أو عجمية إلى أن قال: وقال عبد الرحمن بن حنبل الجمحيّ وهو يومئذ بعسكر يزيد بن أبي سفيان: أبلغ أبا سفيان عنّا فإنّنا ... على خير كان جيش يكونها وإنّا على بابي دمشقة نرتمي ... وقد حان من بابي دمشقة حينها [الطويل] وقال العلائيّ، عن مصعب: كان عبد الرحمن شاعرا هجاء، فبلغ عثمان أنه هجاه بالأبيات التي يقول فيها: أحلف باللَّه ربّ العباد ... ما خلق اللَّه شيئا سدى «1» [المتقارب] وفي رواية: جهد اليمين، بدل رب العباد. ولكن خلقت لنا فتنة ... لكي نبتلى بك أو تبتلى دعوت الطّريد فأدنيته ... خلافا لما سنّه المصطفى ومالا أتاك به الأشعريّ ... من الفيء أعطيته من دنا وإنّ الأمينين قد بيّنا ... منار الطّريق عليه الهدى «2» [المتقارب] فأمر به فحبس بخيبر. وأنشد المرزباني في معجم الشعراء أنه قال، وهو في السجن: إلى اللَّه أشكو لا إلى النّاس ما عدا ... أبا حسن غلّا شديدا أكابده بخيبر في قعر الغموض كأنّها ... جوانب قبر أعمق اللّحد لاحده أإن قلت حقّا أو نشدت أمانة ... قتلت! فمن للحقّ إن مات ناشده «3» [الطويل] وقيل: إن عليا كلّم عثمان فيه فأطلقه، وشهد هو الجمل مع عليّ ثم صفّين فقتل بها.   (1) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (1409) . (2) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (1409) . (3) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (1409) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 5123- عبد الرحمن بن حيان: المحاربي العبديّ. تقدم في أخيه الحكم بن حيان. 5124 ز- عبد الرحمن بن خارجة بن حذافة السهمي. تقدم ذكر أبيه. ذكر الزّبير بن بكّار في ترجمة عثمان بن الحويرث الأسدي ما قد يؤخذ منه أنّ له صحبة. 5125- عبد الرحمن بن خبّاب السلمي «1» : نزيل البصرة. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في فضل عثمان حين جهّز جيش العسرة، وصرح في روايته بسماعه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه البخاريّ في التاريخ والترمذي وغيرهما من رواية فرقد أبي طلحة. وقال العباس بن محمد الدّوري في تاريخه: سئل عنه ابن معين، فقال: قد روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قيل هو ابن خبّاب بن الأرت، قال: أحسبه. وقال البغوي لما ذكر هذا عن الدوري: ليس هو كما ظن، فإنّ ابن الأرتّ تميمي وهذا سلمي، كما روي عنه من غير وجه. ولم يرو عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غير هذا الحديث، ولما ذكره ابن حبان في الثقات نسبه أنصاريا، فإن كان محفوظا، فهو سلمي- بفتح السين. واللَّه أعلم. 5126- عبد الرحمن بن خبيب «2» : بالتصغير، الجهنيّ. ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: سكن المدينة. وأخرج من طريق هشام بن سعد، عن معاذ بن عبد الرحمن الجهنيّ، عن أبيه- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصّلاة» . وذكره ابن قانع عن البغويّ، قال ابن عبد البر: أحسبه أخا لعبد اللَّه بن خبيب.   (1) أسد الغابة ت (3294) ، الاستيعاب ت (1411) ، الثقات 3/ 253، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346، الطبقات 52 تقريب التهذيب 1/ 478، الجرح والتعديل 5/ 228، تهذيب التهذيب 6/ 167 التاريخ الكبير 5/ 246، 277، تهذيب الكمال 2/ 785، الكاشف 2/ 113 خلاصة تذهيب 2/ 785، الإكمال 2/ 149، تصحيفات المحدثين 429. (2) أسد الغابة ت (3295) ، الاستيعاب ت (1412) ، الاستيعاب 2/ 830، أسد الغابة 3/ 442، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 قلت: عبد اللَّه بن خبيب مشهور. وقد تقدم حديثه عند ولده معاذ، إن لم يكن وقع في تسميته غلط، إلا فهو أخوه كما قال، لكن معاذ بن عبد الرحمن لا يعرف حاله. 5127- عبد الرحمن بن خراش الأنصاري «1» : يكنى أبا ليلى. ذكره الباوردي بسنده إلى أبي رافع فيمن شهد صفّين مع عليّ من الصحابة. وذكره أبو عمر مختصرا. 5128- عبد الرحمن بن خنبش «2» : بمعجمة ثم نون ثم موحّدة، بوزن جعفر، التميمي. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البغوي: سكن البصرة، وتبعه ابن عبد البر. وذكره البخاري في الصحابة، وقال في إسناده نظر. وأخرجه أبو زرعة الرازيّ في مسندة فيمن اسمه عبد اللَّه. وقال أحمد: حدثنا عفّان ويسار «3» بن حاتم، قالا: حدثنا جعفر بن سليمان بن أبي التيّاح، قلت لعبد الرحمن بن خنبش- وكان شيخا كبيرا: أدركت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. قلت: كيف صنع ليلة كادته الشياطين؟ قال: تحادرت عليه الشياطين من الأودية والجبال وفيهم شيطان معه شعلة من نار، فلما رآهم «4» وجل، وجاء جبرائيل، فقال: يا محمد، قل. قال: «وما أقول» ؟ قال: قل أعوذ بكلمات اللَّه التامّات ... الحديث. وأخرجه ابن مندة، من طريق أبي قدامة الرقاشيّ، وعلى المديني، كلاهما عن جعفر، وقال في روايته: سأل رجل عبد اللَّه بن خنبش، وكان رجلا من بني تميم. وأخرجه أبو زرعة في مسندة عن الوزيري، عن جعفر كذلك. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، والبزّار، والحسن بن سفيان، من طرق كلهم عن عفان. وحكى ابن أبي حاتم أن عفان رواه عن جعفر، فقال: عن عبد اللَّه بن خنبش، قال: وعبد الرحمن أصحّ.   (1) أسد الغابة ت (3296) ، الاستيعاب ت (1413) . (2) أسد الغابة ت (3299) ، الاستيعاب ت (1414) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346، الجرح والتعديل 5/ 228، التاريخ الكبير 5/ 248، تعجيل المنفعة 248 طبقة الهند. الثقات 3/ 256. (3) في أ: وسيار. (4) في أ: فلما رآهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 وفي رواية أبي بكر: سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش فذكره. قال البزار: لم يرو عبد الرحمن غيره فيما علمت. وقال ابن مندة: في حديثه إرسال. وتعقبه أبو نعيم بأنّ أبا التياح صرّح بسؤاله له- يعني فلا إرسال فيه. انتهى. ولعل ابن مندة أراد أنه لم يصرّح بسماعه لذلك من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، لكن المعتمد على من جزم بأن له صحبة. وحكى ابن حبّان في اسم والده حبشي، بضم المهملة وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم ياء ثقيلة، كذا رأيته بخط الصدر البكري، وأظنّه تصحيفا. نعم حكى أبو نعيم أنه قيل فيه خنيس، بمعجمة ثم نون، مصغرا وآخره مهملة. والأول أثبت. 5129- عبد الرحمن بن أبي درهم الكندي «1» : قال أبو عمر: مذكور في الصحابة. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في الاستغفار. قلت: أظنه الّذي بعده، صحّف اسم أبيه، فإنّ له حديثا في الاستغفار. 5130- عبد الرحمن بن دلهم «2» : قال العسكريّ: له صحبة. وقال ابن أبي حاتم في المراسيل، عن أبيه: ليس له صحبة. وتبعه ابن الجوزي. وقال البغوي: لا أعرف له إلا هذا الحديث، وأشار إلى حديث أخرجه عنه في الاستغفار، وقال: لا أحسب له صحبة. وقال ابن مندة: مجهول لا تعرف له صحبة، وفي إسناد حديثه نظر. وتبعه أبو نعيم. وذكره في الصحابة مطين، والحسن بن سفيان، والباوردي، وأخرجوا له من طريق عيسى بن شعيب بن أبي الأشعث، عن الحجاج بن ميمون، عن حميد بن أبي حميد الشامي، عن عبد الرحمن بن دلهم عدة أحاديث، منها أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، علمني عملا أدخل به الجنة. قال: «لا تغضب ولك الجنّة» . قال: زدني. قال: «لا تسأل النّاس شيئا ولك الجنّة» . قال: زدني. قال: «استغفر اللَّه في اليوم سبعين مرة قبل أن تغيب الشّمس ... » الحديث. أخرجه البغويّ، ومطيّن، وأبو نعيم بطوله. وأخرج طرفا منه ابن مندة. ومنها: أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «قدّس العدس على لسان سبعين نبيّا منهم عيسى ابن   (1) أسد الغابة ت (3301) ، الاستيعاب ت (1415) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346. (2) أسد الغابة ت (2302) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 مريم: إنّه يرقّق القلب ويسرع الدّمع «1» » «2» . أخرجه الباورديّ في الصحابة وابن حبان في ترجمة عيسى في الضعفاء. وقال ابن إسحاق البرقي: وذكره ابن الجوزي في الموضوعات. ومنها: شكا داود عليه السلام إلى ربّه قلة الولد، فأوحى اللَّه إليه كل البصل «3» . ومنها حديث: «عليكم بالقرع، فإنّه يشدّ الفؤاد ويزيد في الدّماغ» «4» . أخرجهما ابن مندة، وقال في كل منهما: هذا حديث منكر. وأخرجهما أبو نعيم من طريق الحسن بن سفيان مجموعين في سياق واحد. 5131- عبد الرحمن بن ذي الآخرة، الثّمالي: ذكره وثيمة في كتاب الردة. وروى ابن إسحاق أنه ذكره في الرّهط الذين أمرهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بقتال الأسود العنسيّ، فنهضوا لذلك، منهم عبد الرحمن، وأخوه يزيد. وفي ذلك يقول عبد الرحمن هذا: لعمري وما عمري عليّ بهيّن ... لقد جزعت عنس لقتل الأسود وقال رسول اللَّه سيروا لقتله ... على خير موعود وأسعد أسعد فسرنا إليه في فوارس بهمة «5» ... على خير أمر من وصاة محمّد [الطويل] واستدركه ابن فتحون.   (1) في أ: ويسرع الدمعة. (2) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2/ 115 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 138، وقال قال في المقاصد رواه الطبراني عن واثلة مرفوعا وأبو نعيم في المعرفة ومن طريق الديلميّ عن عبد الرحمن بن دلهم بزيادة أنه يرقق القلب ويسرع الدمعة وفيه وعليكم بالقرع فإنه يشد الفؤاد ويزيد من الدماغ وقال إنه مجهول لا نعرف له صحبة وفي الباب عن علي بن أبي طالب قال الحافظ لا يصح شيء من ذلك. وابن الجوزي في الموضوعات 2/ 295. (3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 5/ 194 وأورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 2/ 126. (4) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 47 عن وائلة بن الأسقع ولفظه عليكم بالقرع فإنه يزيد من الدماغ ... رواه الطبراني في الكبير وفيه عمر بن الحصين وهو متروك وأورده الفتني في تذكره الموضوعات 147، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 138، وقال لا يصح من ذلك شيء عليكم بالقنا والقسي العربية. (5) البهمة بالضم: الشجاع، وقيل: هو الفارس الّذي لا يدرى من أين يؤتى له من شدة بأسه والجمع بهم. اللسان 1/ 377. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 5132- عبد الرحمن بن الربيع الظّفري» : ذكره البغويّ، والطبريّ، وابن شاهين، وغيرهم في الصحابة، وأخرجوا من رواية حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن فاطمة بنت خشاف السّلمية، عن عبد الرحمن الظفري، وكانت له صحبة، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى رجل من أشجع أن يؤخذ منه صدقة، فأبى أن يعطيها، فردّه «2» الثانية فأبى، فرده الثالثة، وقال، «إن أبى فاضرب عنقه» . لفظ الطبراني. ومداره عندهم على الواقدي، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز الإمامي عن حكيم. وذكره الواقديّ في أول «كتاب الردة» ، وقال في آخره: قال عبد الرحمن بن عبد العزيز: فقلت لحكيم بن حكيم: ما أرى أبا بكر الصديق قاتل أهل الردة إلا على هذا الحديث. قال: أجل. وخشّاف ضبطه ابن الأثير بفتح المعجمة وتشديد الشين المعجمة وآخره فاء. 5133- عبد الرحمن بن ربيعة «3» بن كعب الأسلمي. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن [بن ربيعة بن كعب، وكان الأصل عن أبي سلمة] ابن عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب، فتصحّفت ابن الأولى فصارت عن، وتصحفت عن ربيعة فصارت ابن، فتركّب من ذلك هذا الاسم كما في نظائره، ولولا أنه لم يذكر الحديث لذكرته في القسم الأخير. ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ربيعة بن كعب في صحيح مسلم. 5134- عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي: أخو سلمان «4» . تقدم نسبه عند ذكر أخيه، وكان عبد الرحمن أسنّ من أخيه، قاله أبو عمر. وذكر سيف في الفتوح عن مجالد، عن الشعبي، قال: لما وجّه عمر سعدا على القادسية جعل على قضاء الناس عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي، وكان يلقب ذا النور، وجعل إليه قسم الفيء والأقباض، ثم استعمله عمر على الباب والأبواب، وقتال الترك، واستشهد بعد ذلك في بلنجر «5» بعد مضي ثمان سنين من خلافة عثمان.   (1) أسد الغابة ت (3304) ، تقريب التهذيب 1/ 479، تهذيب التهذيب 6/ 169، الاستبصار 63. (2) في أ: مرده إليه الثانية. (3) أسد الغابة ت (3305) ، الاستيعاب ت (1418) ، الإكمال 3/ 390، دائرة معارف الأعلمي 21/ 67. (4) أسد الغابة ت (3306) ، الاستيعاب ت (1417) . (5) : بلنجر: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب، قالوا: فتحها عبد الرحمن بن ربيعة وقال البلاذري: سلمان بن ربيعة الباهلي وتجاوزها ولقيه خاقان في جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو وأصحابه. انظر: معجم البلدان 1/ 581. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 قال أبو عمر «1» : ليس له عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سماع ولا رواية، ويقال: إن عمر استخلفه مكان سراقة بن عمرو لما مات، وأنه أراد غزو الترك فمنعه شهريار، وقال: إنا لنرضى أن تدعونا، فقال عبد الرحمن: لكنا لا نرضى بذلك حتى نأتيهم، وإنّ معي لأقواما لو أذن لهم أميرهم في الإمعان لبلغوا الروم، فلما هجم عليهم قالوا: ما اجترأ علينا هؤلاء إلا ومعهم الملائكة. قالوا: ودفن عبد الرحمن في بلاد الترك فهم يستسقون به إلى الآن. قلت: وقد ذكرنا غير مرّة أنهم ما كانوا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة. 5135 ز- عبد الرحمن بن رشيد «2» : ذكره أبو موسى مختصرا، وقال: أورده بعضهم في الصحابة، ونسبه إلى البخاري. قلت: ولم أر له في التاريخ ذكرا. 5136 ز- عبد الرحمن بن رقيش بن رئاب بن يعمر الأسدي «3» . ذكره أبو عمر، فقال: شهد أحدا، وهو أخو زيد بن رقيش. 5136 (م) - عبد الرحمن بن رمال من بني أسلم روى عنه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5137- عبد الرحمن بن الزّبير «4» : بفتح الزاي وكسر الموحدة، ابن باطيا القرظي، من بني قريظة. ويقال هو ابن الزّبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس. كذا ذكره ابن مندة، فيحتمل أن يكون نسب إلى زيد بالتبنّي لصنيع «5» الجاهلية، وإلا فالزّبير بن باطيا معروف في بني قريظة. ثبت ذكره في الصحيحين من حديث عائشة، قالت: جاءت امرأة رفاعة القرظي، فقالت: يا رسول اللَّه، إني كنت عند رفاعة فطلّقني فبتّ طلاقي، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير.   (1) في أ: قال أبو محمد. (2) أسد الغابة ت (3307) . (3) أسد الغابة ت (3308) ، الاستيعاب ت (1419) . (4) ذيل الكاشف 880، أسد الغابة ت (3309) ، الاستيعاب ت (1420) . (5) في أ: لصنيع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 وتقدم الحديث من روايته في ترجمة رفاعة بن سموال القرظي في حرف الراء. روى عنه ولده الزّبير بن عبد الرحمن، وهو من شيوخ مالك، وهو بضم الزاي، بخلاف جدّه فإنه بفتحها. 5138- عبد الرحمن بن زهير «1» : أبو خلّاد الأنصاري، ويقال الكندي، ويقال الرّعيني، مشهور بكنيته. ذكره ابن مندة وغيره في الصحابة، وأخرج البزار، من طريق الحكم بن هشام، عن يحيى بن سعيد بن أبان القرشي، عن أبي فروة، عن أبي خلّاد- وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الرّجل قد أعطي الزّهد في الدّنيا وقلّة النّطق فاقتربوا منه فإنّه يلقّى الحكمة» . وأخرجه ابن مندة من طريق هشام بن عمّار، عن الحكم، وقال في روايته: عن أبي خلّاد، ويقال: اسمه عبد الرحمن بن زهير، وكانت له صحبة. وأخرجه ابن ماجة عن هشام بن عمّار. قال أبو الحسن بن القطان: أبو فروة لا يعرف، وليس هو الجزري. قلت: قد ذكر البخاريّ أن أحمد بن إبراهيم رواه عن الحكم، فقال: عن أبي فروة الجزري. ورجّح البخاري أن الحديث عن أبي فروة، عن أبي «2» مريم، عن أبي خلّاد. وأخرجه سمّويه في فوائده من طريقين: عن الحكم بن هشام، وقال في سياقه: وكانت له صحبة، ولم يذكر تسميته. ووقع في رواية لابن أبي عاصم، عن أبي خالد. والصواب عن أبي خلاد، ولا يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير، وكانت له صحبة. وأخرجه ابن ماجة، عن هشام بن عمار، قال أبو الحسن بن القطان: وكان فيها عنه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. 5139- عبد الرحمن بن ساعدة: الأنصاري الساعدي «3» . يقال: هو ابن عيينة بن عويم بن ساعدة، نسب إلى جد أبيه، وليس بشيء. والصواب أنه غيره.   (1) أسد الغابة ت (3312) ، الاستيعاب ت (1422) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 347، تقريب التهذيب 1/ 480، الاستبصار 349، تهذيب التهذيب 6/ 173. (2) في أ: عن ابن مريم. (3) أسد الغابة ت (3316) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 348- الاستبصار 279، الاستيعاب ت (1424) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 وذكره الطّبرانيّ، وابن قانع، وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا من طريق خنيس «1» بن الحارث، عن علقمة بن مرة، عن عبد الرحمن بن ساعدة، قال: كنت أحبّ الخيل، فقلت: يا رسول اللَّه، هل في الجنة خيل؟ الحديث. وقد أخرجه التّرمذيّ من رواية المسعودي «2» ، عن علقمة، فقال: عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. ومن طريق الثوري، عن علقمة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن سابط مرسلا. وهو المحفوظ. وسيأتي بسط القول فيه في القسم الأخير في ابن سابط، [وهو المحفوظ] «3» . 5140 ز- عبد الرحمن بن السائب «4» بن عائذ المخزومي. تقدم ذكر أخيه عبد اللَّه في العبادلة. وذكر الزبير بن بكار أن أباهما قتل ببدر كافرا، ومقتضاه أن يكون عبد الرحمن من أهل هذا القسم، لأن الزبير ذكر أنه قتل يوم الجمل. وقد تقدم مرارا أنه لم يبق بمكة والطائف بعد الفتح إلّا من أسلم وشهد حجّة الوداع. 5141- عبد الرحمن بن سبرة «5» : واسم أبي سبرة يزيد بن مالك بن عبد اللَّه بن سلمة بن عمرو الجعفي، والد خيثمة. عداده في أهل الكوفة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة، وقال: وأخرج أحمد، وابن حبان في صحيحه، من طريق أبي إسحاق، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع أبي وأنا غلام، فقال: «ما اسم ابنك هذا» ، قال: اسمه عزيز. قال: «لا تسمّ عزيزا، ولكن سمّه عبد الرّحمن، فإنّ أحبّ الأسماء إلى اللَّه تعالى عبد اللَّه، وعبد الرّحمن والحارث» ، تابعه العلاء بن المسيب عن خيثمة عن أبيه. أخرجه ابن مندة من طريق شعيب بن سليمان، عن عباد بن العوّام، عن العلاء، أرسله إبراهيم بن زياد، وعن عباد، فقال بهذا السند عن خيثمة: كان اسم أبي عزيزا، فقال له   (1) في أ: قيس بن الحارث. (2) في أ: السعودي. (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (3317) ، الاستيعاب ت (1425) . (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 348، تلقيح مفهوم الأثر 382، العقد الثمين 5/ 355، بقي بن مخلد 561، أسد الغابة ت (3316) ، الاستيعاب ت (1427) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم «أنت عبد الرّحمن» . وكأن الصواب كان اسم أخي. وأخرج ابن مندة من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمر بن سعيد، عن سبرة بن أبي سبرة، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ومعي ابني، فقال: ما اسم ولدك» ؟ قلت: فلان، وفلان، وعبد العزي. فقال: سمّه «1» عبد الرحمن. 5142- عبد الرحمن بن سبرة الأسدي «2» : قال ابن عبد البرّ: له ولأبيه صحبة. ذكره مطين ثم الباوردي ثم ابن مندة في الصحابة، قال مطين: حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا يونس بن بكير، حدثني إسماعيل بن رزين، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن سبرة- أنّ أباه سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: ما تقرأ في الوتر؟ قال، «سبّح اسم ربّك الأعلى في الأولى ... » الحديث. أخرجه الباوردي، عن مطين، وابن مندة، والباوردي، وأخرجه البخاري عن أبي كريب، عن يونس بن بكير، فقال: عبد الرحمن بن أبي سبرة، قال: كنت مع أبي حين أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فبايعه ... فذكر الحديث في الوتر، فعلى هذا هو الّذي قبله. وسيأتي لذلك مزيد في ترجمة عبد الرحمن بن أبي سارة في القسم الأخير. 5143- عبد الرحمن بن سراقة بن المعتمر بن أنس العدوي. وسيأتي نسبه في ترجمة أخيه عبد اللَّه. ذكره بعضهم في الصحابة، وأخرج الطبري، من طريق يحيى بن أيوب المصري، عن الوليد بن أبي الوليد، قال: كنت بمكة وعليها عثمان بن عبد الرحمن بن سراقة وهو أمير، فسمعته يخطبهم يقول: يا أهل مكة، إنكم أقبلتم على عمارة البيت بالطواف، وتركتم الجهاد في سبيل اللَّه، ولا أعنتم المجاهدين، فإنّي سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من أظلّ غازيا أظلّه اللَّه، ومن جهّز غازيا حتّى يستقلّ كان له مثل أجره ... » الحديث. قال: فسألت عنه، فقيل لي: إنه ابن بنت عمر. هذا حديث حسن، وظاهره ثبوت الصّحبة لعبد الرحمن بن سراقة. وقيل، عنى عثمان بأبيه جدّه عمر بن الخطاب، لأن الليث رواه عن الوليد عن عثمان بن عبد اللَّه بن سراقة، عن عمر- يعني الحديث، أخرجه أحمد «3» وأبو يعلى وابن ماجة وغيرهم من طريق الليث   (1) في أ: اسمه. (2) أسد الغابة ت (3318) ، الاستيعاب ت (1426) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 348، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، العقد الثمين 5/ 355، بقي بن مخلد 561. (3) في أ: أحمد وأبو سفيان وأبو علي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 وغيره، ولا يتعيّن، ذلك أن رواية يحيى بن أيوب غلط، بل التعدد ظاهر، إلا أني لم أر في كتاب الزبير لسراقة بن المعتمر ولدا اسمه عبد الرحمن. فاللَّه أعلم. 5144- عبد الرحمن بن أبي سرح القرشي العامري. شهد فتح دمشق، ذكره أبو حذيفة إسحاق بن بشر، وذكر أنّ خالد بن الوليد، أو غيره، بعثه بكتاب إلى أبي بكر، وكان ممّن شهد المعركة، فذكر قصة له مع أبي بكر، وأنه لما رجع سأله يزيد بن أبي سفيان. قلت: ويحتمل أن يكون أخا عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سرح نسب لجدّه. 5145- عبد الرحمن بن سعد بن المنذر «1» : أبو حميد الساعدي، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 5146 ز- عبد الرحمن بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي، ابن أخي أبي «2» سلمة بن عبد الأسد. ذكره الزّبير بن بكّار في أولاد سفيان. قتل كافرا، فمن عرف اسمه من أولاده ودخل في السن فهو من شرط هذا القسم. 5147 ز- عبد الرحمن بن سفيان: أخو الّذي قبله، وهو الأصغر. ذكره الزبير أيضا. 5148 ز- عبد الرحمن بن سماك: ذكره خليفة فيمن أسلم من اليهود، فروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم «3» . 5149- عبد الرحمن بن سمرة «4» : بن حبيب بن عبد شمس العبشمي- هكذا نسبه ابن   (1) أسد الغابة ت (3321) ، الاستيعاب ت (1428) ، الثقات 3/ 249، تجريد أسماء الصحابة 1/ 348، الجرح والتعديل 5/ 237، تهذيب التهذيب 6/ 184، التحف اللطيفة 2/ 492، المحن 165. (2) في أ: ابن أبي سلمة. (3) سقط من أ. (4) الاستيعاب ت (1440) ، الاستيعاب 2/ 835- أسد الغابة 3/ 454، مسند أحمد 5/ 61- التاريخ لابن معين 349- طبقات خليفة: 11، 174- تاريخ خليفة 211- التاريخ الكبير 5/ 242- 243- المعارف 304، 556- تاريخ الفسوي 1/ 283- الجرح والتعديل 5/ 238- المستدرك 3/ 444- ابن عساكر 9/ 481/ 1- تهذيب الكمال 793- تاريخ الإسلام 2/ 231- العبر 1/ 55- تهذيب التهذيب 6/ 190- 191- خلاصة تذهيب الكمال 228- شذرات الذهب 1/ 53، 54، 56، سير أعلام النبلاء 2/ 571، أسد الغابة ت (3323) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 الكلبي وتبعه جماعة، وأدخل الزبير بن حبيب وعبد شمس ربيعة، يكنى أبا سعيد. وأمّه كنانية من بني فراس، ويقال كان اسمه عبد كلال، وقيل عبد كلول، وقيل عبد الكعبة، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال البخاريّ: له صحبة، وكان إسلامه يوم الفتح، وشهد غزوة تبوك مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم شهد فتوح العراق، وهو الّذي افتتح سجستان وغيرها في خلافة عثمان ثم نزل البصرة. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن معاذ بن جبل. روى عنه عبد اللَّه بن عباس، وقتاب «1» بن عمير، وهصّان بن كاهل، وسعيد بن المسيب، ومحمد بن سيرين، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والحسن البصري، وأبو لبيد، وغيرهم. وقال ابن سعد: استعمله عبد اللَّه بن عامر على سجستان، وغزا خراسان ففتح بها فتوحا، ثم رجع إلى البصرة، وإليه تنسب سكة بن سمرة بالبصرة، فمات بها سنة خمسين، فأرّخه فيها غير واحد. وحكى بعضهم سنة إحدى وخمسين، وبه جزم ابن عبد البر. وقيل: مات بمرو، والأول أصح. وقال خليفة: في سنة اثنتين وأربعين وجّه عبد اللَّه بن عامر- يعني من البصرة لما استعمل معاوية عليها- عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان، فخرج معه إليها في تلك الغزاة المهلب بن أبي صفرة، والحسن بن أبي الحسن، وقطري- يعني الّذي صار بعد ذلك رأس الخوارج، فافتتح كورا من كور سجستان، ثم عزله معاوية سنة ست وأربعين، واستعمل بعده الربيع بن زياد، وكان ابن عامر أمّره عليها قبل ذلك سنة ست وثلاثين، فلما اختلف الناس على عثمان خرج وخلف عليها رجلا من بني يشكر، فأحرقه «2» أهل سجستان. وقال أبو نعيم: كان له ابن يقال له عبيد اللَّه بن عبد الرحمن بن سمرة على البصرة في فتنة ابن الأشعث. 5150- عبد الرحمن بن سندر «3» : في سندر. والمحفوظ عبد اللَّه بن سندر. 5151- عبد الرحمن بن سنّة الأسلمي «4» :   (1) في أ: حيان بن عمر. (2) في أ: فأخرجه. (3) أسد الغابة ت (3325) . (4) الثقات 3/ 258، تجريد أسماء الصحابة 1/ 348، الجرح والتعديل 5/ 238، التاريخ الكبير 5/ 252، التحفة اللطيفة 2/ 496، بقي بن مخلد 651، أسد الغابة ت (3326) ، الاستيعاب ت (1431) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 ذكره البخاريّ، وقال: حديثه ليس بالقائم. وأخرج أحمد، والبغوي، من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جدته ميمونة، عن عبد الرحمن بن سنّة: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «بدأ الإسلام غريبا ثمّ يعود كما بدأ، فطوبى للغرباء» . وإسحاق ضعيف جدا، وهو من رواية إسماعيل عنه، وتابعه يحيى بن حمزة، عن إسحاق، قال ابن السكن: مخرج حديثه عن إسحاق، وهو لا يعتمد عليه. وسنّة: بفتح المهملة وتشديد النون. وحكى ابن السكن فيه المعجمة والموحدة، وذكره ابن حبان في الصحابة، فقال: له رؤية. 5152- عبد الرحمن بن سهل الأنصاري «1» : قال البخاريّ: له صحبة. روى عن محمد بن كعب القرظي، سمعه في زمن عثمان. وقال ابن أبي حاتم وابن حبان وابن السكن: روى عنه محمد بن كعب، وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة، وابن قانع، وابن مندة، من طريق ابن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، قال: غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمن عثمان، ومعاوية أمير على الشام، فمرّت به روايا خمر، فقام إليها برمحه فنقر كلّ راوية منها، فناوشه الغلمان حتى بلغ شأنه معاوية، فقال: دعوه، فإنه شيخ قد ذهب عقله، فبلغه، فقال: كلا واللَّه ما ذهب عقلي، ولكنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا «2» خمرا، وأحلف باللَّه لئن بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم [لا بدّ من] «3» بطنة أو لأموتنّ دونه. وسنده ضعيف من أجل يزيد بن سفيان. وقال ابن سعد: شهد أحدا، والخندق، والمشاهد، وهو الّذي نهش فأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عمارة بن حزم، فرقاه رقية عند آل عروة بن حزم.   (1) أسد الغابة ت (3327) ، الاستيعاب ت (1432) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 349، الطبقات 53، الجرح والتعديل 5/ 238، التاريخ الكبير 5/ 245، تهذيب الكمال 2/ 793، التحفة اللطيفة 2/ 496، خلاصة تذهيب 2/ 136، تقريب التهذيب 1/ 483، تهذيب التهذيب 6/ 191، مجمع الزوائد 274، الثقات 8/ 370، الجرح والتعديل 5/ 1127. (2) في أ: وأمعيتنا. (3) في أ: لأبقرن. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 أخبرنا عبد اللَّه بن إدريس، أنبأنا محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم، قال: نهش عبد الرحمن بن سهل بجريرات الأفاعي، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أرسلوا إلى عمارة بن حزم فليرقه» . قالوا: يا رسول اللَّه، إنه يموت. قال: «وإن» . فذهبوا به إليه فشفاه اللَّه. وأخرجه من طريق أخرى موصولة بنحوه. وفي سنده الواقدي. وأخرج ابن شاهين، وابن مندة، من طريق عباد بن إسحاق، عن عبد الملك بن عبد اللَّه بن أسد بن أبي ليلى الحارثي، عن سهل» بن أبي حثمة، عن عبد الرحمن بن سهل، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما كان من نبوّة قط إلّا تبعتها خلافة، ولا خلافة إلّا تبعها ملك، ولا كانت صدقة إلّا صارت مكسا» «2» . وقال ابن سعد أيضا: هو الّذي خرج بعد بدر معتمرا، فأسرته قريش، ففدى به أبو سفيان ولده عمرو بن أبي سفيان، وكان أسر يوم بدر. ومن هذه القصة ذكر العسكري أنه شهد بدرا، وسيأتي له مزيد بيان في الّذي بعده، ثم رأيت سنده أوضح من هذا، وهو ما رواه ابن عيينة عن يحيى بن سعد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، قال: جاءت إلى أبي بكر جدّتان، فأعطى أمّ الأم السدس، وترك أمّ الأب، فقال له عبد الرحمن بن سهل- رجل من الأنصار من بني حارثة، قد شهد بدرا: يا خليفة رسول اللَّه، أعطيت التي لو ماتت لم يرثها، وتركت التي لو ماتت لورثها، فجعله أبو بكر بينهما. رجاله ثقات مع إرساله، لأن القاسم لم يدرك القصة، والحديث في الموطأ عن يحيى بن سعيد، لكن لم يسمّ الرجل من الأنصار. 5153- عبد الرحمن بن سهل «3» بن زيد بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي، أخو عبد اللَّه ابن عمّ حويصّة ومحيّصة هو الّذي قتل أخوه عبد اللَّه بن سهل بخيبر، فجاء يطلب دمه، فأراد أن يتكلم، وهو أصغر القوم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «كبّر كبّر» ، فتكلم محيّصة. ثبت ذلك في الصحيحين. قال ابن سعد: أمّه ليلى بنت رافع بن عامر بن عدي، وهو الّذي نهش، وهو الّذي   (1) في أ: سعد بن أبي صمة. (2) المكس: الضريبة التي يأخذها الماكس وهو العشّار. النهاية 4/ 349. (3) أسد الغابة ت (3328) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 اعتمر فأسر، وذكر القصتين المذكورتين في الّذي قبلها. قلت: أما كونه الّذي نهش فمحتمل، وأما كونه الّذي أسر فبعيد، فإن من يختلف في شهوده بدرا ويؤسر في ذلك العام بعد أن اعتمر لا يكون في خيبر صغيرا، وكذا من يكون في خيبر صغيرا لا يقول له معاوية بعد بضع وعشرين سنة إنه شيخ ذهب عقله. والظاهر أنهما اثنان. 5154 ز- عبد الرحمن بن سيجان «1» : بالسين «2» المهملة وسكون التحتانية بعدها جيم، يأتي في عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن ثعلبة إن شاء اللَّه تعالى. فأما عبد الرحمن بن سبحان بن أرطاة المحاربي حليف بني حرب بن أمية فهو شاعر كان في أيام معاوية، وله مع مروان بن الحكم وغيره أخبار. ذكره المرزباني في معجم الشعراء ولم يذكر له صحبة ولا إدراكا. وذكر عمر بن شبة في أخبار مكة أن مروان جلده في الخمر ثمانين، فكتب إليه معاوية ينكر عليه، ويقول: إنما شرب من نبيذ أهل الشام، وليس بحرام. وأنكر عليه أيضا تركه من أخذه معاوية، وهو عبد الرحمن بن الحكم أخو مروان. 5155- عبد الرحمن بن شبل «3» بن عمرو بن زيد بن نجدة بن مالك بن لوذان الأنصاري الأوسي، أحد نقباء الأنصار. قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن مندة: عداده في أهل المدينة. انتهى. روى عنه تميم «4» بن محمود، ويزيد بن خمير، وأبو راشد الحبراني، وأبو سلام الأسود. وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، قال أبو زرعة الدمشقيّ: نزل الشام. وأخرج الجوزجاني في تاريخه من طريق أبي راشد الحبراني، قال: كنا بمسكن   (1) أسد الغابة ت (3329) . (2) في أ: بفتح المهملة. (3) أسد الغابة ت (3330) ، الاستيعاب ت (1433) ، الثقات 3/ 251، تجريد أسماء الصحابة 1/ 349، الطبقات 86، 304، الجرح والتعديل 5/ 243، 1155، تقريب التهذيب 1/ 483، 6/ 193، تهذيب التهذيب 6/ 193، التاريخ الكبير 5/ 245، تهذيب الكمال 2/ 793، الاستبصار 326، خلاصة تذهيب 2/ 136، تلقيح فهوم أهل الأثر 368، الكاشف 2/ 167، دائرة معارف الأعلمي 21/ 83. (4) في أ: روى عن تميم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 مع معاوية، فبعث إلى عبد الرحمن بن شبل: إنك من فقهاء أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وقدمائهم، فقم في الناس وعظهم. وأخرج أحمد من طريق أبي سلام رواية عن أبي راشد، قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن أعلم الناس بما سمعت، فجمعهم فذكر لهم حديث: «إنّ التّجّار هم الفجّار» . وحديث: «إنّ العشّار هم أهل النّار» . وحديث: «اقرءوا القرآن ولا تغلوا في الحديث» ، وحديث: «ليسلّم الرّاجل على الماشي» . وأخرج له البخاريّ في «الأدب المفرد» ، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة حديثا من رواية تميم بن محمود، عنه، وابن ماجة من رواية أبي راشد عنه. 5156- عبد الرحمن بن صخر الدوسيّ «1» : أبو هريرة. هو مشهور بكنيته. وهذا أشهر ما قيل في اسمه واسم أبيه، إذ قال النووي: إنه أصح. وسيأتي ترجمته في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 5157- عبد الرحمن بن أبي صعصعة «2» : واسم أبي صعصعة عمرو بن يزيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي. ذكره ابن شاهين، وابن مندة، وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا من طريق عبد اللَّه بن المثنى: حدثني قيس بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن جده، وكان بدريّا، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اللَّهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولكتائب الأنصار» . قال ابن مندة: حديث غريب. قلت: ورجاله موثّقون. «3» وحفيده عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة من شيوخ مالك، أخرج له البخاري.   (1) أسد الغابة ت (3334) ، تقريب التهذيب 1/ 485، تهذيب التهذيب 6/ 199، خلاصة تذهيب 397، الكاشف 2/ 169، الصمت وآداب اللسان 670، التبصرة والتذكرة 1/ 33، الجمع بين رجال الصحيحين 1093، الطبقات الكبرى 7/ 476، أسد الغابة 6/ 318، تذكرة وتبصرة 1/ 32، شذرات الذهب 1/ 93، طبقات ابن سعد 4/ 52، طبقات القراء 1/ 370، 40، العبر 62، النجوم 1/ 151، معجم طبقات الحفاظ 109. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 349، تقريب التهذيب 1/ 485، الجرح والتعديل 5/ 450، تهذيب التهذيب 6/ 199، التاريخ الكبير 5/ 303، الكاشف 2/ 170، تهذيب الكمال 2/ 795، التحفة اللطيفة 2/ 498، المحن 158، خلاصة تذهيب 2/ 138، أسد الغابة ت (3335) . (3) في أ: موثوقون. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 5158- عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة «1» : ذكره ابن مندة مفردا عن الّذي بعده، فقال: عداده في أهل حمص. أخبرنا محمد بن عمرو بن إسحاق، هو ابن زريق: حدثنا أبي، حدثنا أبو علقمة، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن صفوان بن قتادة، قال: هاجرت أنا وأبي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له أبي: إن عبد الرحمن هذا قد هاجر إليك ليرى حسن وجهك. قال: «هو معي، إنّ المرء مع من أحبّ» . ثم قال: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. وجوّز بعضهم أنه عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة، وأنه وقع في اسم جدّه اختلاف، وسبب ذلك أن حديث: «المرء مع من أحبّ» معروف من رواية صفوان بن قدامة التميمي المزني. وقد [ذكرت طرقه] «2» في ترجمة صفوان بن قدامة. 5159- عبد الرحمن بن صفوان «3» بن قدامة التميمي المزني. تقدم ذكره في ترجمة أبيه. 5160- عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة «4» : قال ابن حبّان: عبد الرحمن بن صفوان القرشي له صحبة. وقال ابن السكن: يقال له صحبة، ذكره أبو موسى في ترجمة صفوان بن عبد الرحمن. وأورد من طريق سعيد بن يعقوب القرشي أنه ذكر كتابه في الصحابة من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن صفوان بن عبد الرحمن أو عبد الرحمن بن صفوان، قال: لما قدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مكة، ودخل البيت، لبست ثيابي ثم انطلقت وهو وأصحابه ما بين الحجر إلى الحجر ... الحديث. وهذا ذكره البخاريّ تعليقا ليزيد، وقال: لا يصح. وذكره أبو عمر أيضا في ترجمة صفوان بن عبد الرحمن الجمحيّ، أو عبد الرحمن بن صفوان في قصة سؤاله البيعة على الهجرة، وقوله صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا هجرة بعد الفتح» ، قال: وأكثر الرواة يقولون: عبد الرحمن بن صفوان. انتهى. وقد أخرج أحمد من رواية يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن   (1) أسد الغابة ت (3337) . (2) في أبدل ما في القوسين: ذكر منه طرف. (3) الاستيعاب ت (1436) . (4) أسد الغابة ت (3338) ، الاستيعاب ت (1437) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 صفوان بن قدامة، قال: لما فتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مكة قلت: لألبسنّ ثيابي، وكانت داري على الطريق فلأنظرنّ ما يصنع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وبه أنه جاء بأبيه، فقال: يا رسول اللَّه، بايعه على الهجرة، فأبى، وقال: إنه لا هجرة بعد الفتح. فانطلق إلى العباس يستشفع إليه في ذلك، فكلمه فذكر القصة، وفيه: ولا هجرة بعد الفتح. وأخرجه ابن خزيمة، من طريق يزيد. وقال أبو عمر: روى حديثه سنيد بن داود في تفسيره. وعن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، قال: كان رجل من المهاجرين يقال له عبد الرحمن بن صفوان، وكان له في الإسلام بلاء حسن، وكان صديقا للعباس بن عبد المطلب، فلما كان يوم فتح مكة جاء بأبيه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، بايعه على الهجرة، فقال: «لا هجرة بعد الفتح» . وأخرج أبو نعيم من طريق أبي بكر بن عيّاش، عن يزيد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان القرشي، قال: لما كان يوم فتح مكة جئت بأبي، فقلت: يا رسول اللَّه، اجعل لأبي نصيبا من الهجرة. فقال: إنّه لا هجرة بعد الفتح» ، فانطلقت إلى العباس مدلّا، فقلت: قد عرفتني؟ قال: أجل. قلت: فاشفع لي. فخرج العباس في قميص ليس عليه رداء «1» ، فقال: يا نبي اللَّه، قد عرفت فلانا، والّذي بيني وبينه، جاء بأبيه يبايعك على الهجرة. فقال: «لا هجرة بعد الفتح» . قال: أقسمت عليك. قال: فمدّ يده فمسح على يده، وقال: «أبررت قسم عمّي ولا هجرة» . وأخرجه ابن ماجة، وابن السّكن، والباورديّ، وابن أبي خيثمة، من طريق عن يزيد بنحوه. وقد روى نحو هذه القصة ليعلى بن أمية، وأنه سأل ذلك لأبيه كما مضى في ترجمته، ولم أر عبد الرحمن هذا منسوبا في قريش. وذكر أبو نعيم في ترجمته أنه جمحي، وليس هو ولد صفوان بن أمية الآتي في القسم الثاني، فإنه صغير لا يعرف له سماع ولا رواية، وهذا وقع التصريح بأنّ له هجرة وسماعا. 5161 ز- عبد الرحمن بن أبي العاص الثقفي: أخو عثمان بن أبي العاص أمير الطائف لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.   (1) في أ: برد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 ذكره سيف في الفتوح والردّة، وروى عن طلحة الأعلم، عن عكرمة، أنّ أبا بكر كتب إلى عتّاب بن أسيد عامل مكة أن يجهّز بعثا من أهل مكة لقتال أهل الردة، وكتب قبل ذلك إلى عثمان بن أبي العاص عامل الطائف فجهز عتّاب خمسمائة، وأمّر عليهم أخاه خالدا، وجهّز عثمان بعثا، وأمّر عليهم أخاه عبد الرحمن. وذكر الطّبريّ عن سيف بسنده أن المهاجر بن أبي أمية لما توجّه من عند أبي بكر لقتال أهل الردّة من أهل اليمن مرّ بمكة، فتبعه خالد بن أبي أسيد بن العاص الأموي، ومرّ بالطائف، فتبعه عبد الرحمن بن أبي العاص الثقفي. استدركه ابن فتحون، وقد ذكرنا مرارا أنهم لم يكونوا في ذلك الزمان يؤمّرون إلا الصحابة وأن من كان بمكة أو الطائف من قريش وثقيف شهدوا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حجة الوداع. 5162- عبد الرحمن بن عائذ «1» بن معاذ بن أنس الأنصاري. شهد هو وأبوه أحدا. وتقدم ذلك في ترجمة أبيه، واستشهد هو بالقادسيّة. 5163- عبد الرحمن بن عائذ الثّمالي: ذكره البخاريّ، والبغويّ، وابن شاهين، والطّبرانيّ في الصحابة، قال البغوي: سكن حمص. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حديثين. وذكر البغوي أيضا عبد الرحمن بن عائذ، فقال: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وسأذكره في القسم الثالث. 5164- عبد الرحمن بن عائش الحضرميّ «2» : قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البخاري: له حديث واحد، إلا أنهم مضطربون فيه، وقال ابن السكن: يقال له صحبة. وذكره في الصحابة محمد بن سعد، والبخاري، وأبو زرعة الدمشقيّ، وأبو الحسن بن سميع، وأبو القاسم البغوي، وأبو زرعة «3» الحرّاني وغيرهم. وقال أبو حاتم الرّازي: أخطأ من قال له صحبة. وقال أبو زرعة: ليس بمعروف. وقال ابن خزيمة والترمذي: لم يسمع من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أسد الغابة ت (3340) . (2) الثقات 3/ 255، تجريد أسماء الصحابة 1/ 350، تقريب التهذيب 1/ 486، الجرح والتعديل 5/ 262، الكاشف 2/ 70، تهذيب التهذيب 6/ 204، التاريخ الكبير 5/ 252، خلاصة تذهيب 2/ 139، تبصير المنتبه 3/ 888، بقي بن مخلد 584، الاستيعاب ت (1438) ، أسد الغابة ت (3341) . (3) في أ: عروبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 قال ابن عبد البرّ: وسبقه ابن خزيمة: ولم يقل في حديثه سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلا الوليد بن مسلم، كذا قالا، وأوردا ما أخرجه ابن خزيمة، والدارميّ، والبغوي، وابن السكن، وأبو نعيم، من طرق إلى الوليد: حدثني ابن جابر عن اللّجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرميّ- أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «رأيت ربّي في أحسن صورة» . فقال لي: «يا محمّد، فيم يختصم الملأ الأعلى» ... الحديث. قال الترمذي: هكذا قال الوليد في رواية: سمعت، ورواه بشر بن بكر، عن ابن جابر، فقال في روايته: عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهذا أصح. وقال ابن خزيمة: سمعت- في هذا الحديث، ووهم، فإنّ هذا الخبر لم يسمعه عبد الرحمن، ثم استدل على ذلك بما أخرجه هو والترمذي من رواية أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن عامر «1» ، عن معاذ بن جبل، فذكر نحوه. قال الترمذي: صحيح. وقال أبو عمر: وهو الصحيح عندهم. قلت: لم ينفرد الوليد بن مسلم بالتصريح المذكور، بل تابعه ابن مالك الأشجعي، والوليد بن يزيد البيروتي «2» ، وعمارة بن بشر، وغيرهم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فأما الوليد بن يزيد فأخرجه الحاكم وابن مندة والبيهقي، من طريق العباس بن الوليد، عن أبيه، حدثنا ابن جابر والأوزاعي، قالا: حدثنا خالد بن اللجلاج، سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: صلّى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث. وهذه متابعة قوية للوليد بن مسلم، لكن المحفوظ عن الأوزاعي ما رواه عيسى بن يونس، والمعافى بن عمران، كلاهما عن الأوزاعي، عن ابن جابر. أخرجه ابن السكن من رواية عيسى بن يونس، وقال في سياقه: سمعت خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وأما حماد بن مالك فأخرجه البغوي، وابن خزيمة، من طريقه، قال: حدثنا ابن جابر، قال: بينا نحن عند مكحول إذ مرّ به خالد بن اللجلاج، فقال له مكحول: يا أبا عائش، [حدثنا بحديث عبد الرحمن بن عائش] «3» . فقال: نعم، سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث، وفي آخره: قال مكحول: [ما رأيت أحدا أعلم بهذا الحديث] «4» من هذا الرجل. وأما رواية عمارة بن بشر فأخرجها الدار الدّارقطنيّ في كتاب الرواية، من طريقه: حدثنا   (1) في أ: مالك بن نمير. (2) في أ: بن يزيد الهروي. (3) سقط من أ. (4) سقط من أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 عبد الرحمن بن جابر، فذكر نحو رواية حماد بن مالك، وفيه كلام مكحول، وزاد: وذكر ابن جابر عن أبي سلام أنه سمع عبد الرحمن بن عائش يقول في هذا الحديث: إنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فذكر بعضه. وأما رواية شريك التي أشار إليها الترمذي فأخرجها الهيثم بن كليب في مسندة، وابن خزيمة، والدار الدّارقطنيّ، من طريقه، عن ابن جابر، عن خالد: سمعت عبد الرحمن بن عائش يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى هذا الحديث يزيد بن يزيد بن جابر، أخو عبد الرحمن، عن خالد، فخالف أخاه. أخرجه من طريق زهير بن محمد، عنه، عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من الصحابة، فزاد فيه رجلا، ولكن رواية زهير بن محمد عن الشاميين ضعيفة كما قال البخاري وغيره، وهذا منها. وقال أبو قلابة: عن خالد بن اللّجلاج، عن ابن عباس. أخرجه الترمذي، وأبو يعلى، من طريق هشام الدّستوائي [عن قتادة، عن أبي قلابة. وقد ذكر أحمد بن حنبل أنّ قتادة أخطأ فيه، وقال أبو زرعة الدمشقيّ] «1» : قلت لأحمد بن جابر: أيحدّث عن خالد؟ فذكره، ويحدث به قتادة عن أبي قلابة؟ فذكره، فقال: القول ما قال ابن جابر. ورواه أيوب عن أبي قلابة مرسلا لم يذكر قوله أحدا. أخرجه التّرمذيّ وأحمد، وكذا أرسله بكر بن عبد اللَّه المزني، عن أبي قلابة. أخرجه الدار الدّارقطنيّ ورواه سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، فخالف الجميع، قال: عن أبي أسماء، عن ثوبان، وهي رواية أخطأ فيها سعيد بن بشير. وأشدّ منها خطأ رواية أخرجها أبو بكر النيسابورىّ في الزيادات من طريق يوسف، بن عطية، عن قتادة، عن أنس. وأخرجها الدار الدّارقطنيّ. ويوسف متروك. ويستفاد من مجموع ما ذكرت قوة رواية عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بإتقانها، ولأنه لم يختلف عليه فيها. وأما رواية أبي سلام فاختلف عليه. وروى حماد بن مالك كما تقدم كرواية عبد الرحمن بن يزيد، وخالفه زيد بن سلام، فرواه عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن عامر، عن معاذ، وقد ذكره مطولا، وفيه قصة. هكذا رواه جهضم بن عبد اللَّه اليماني، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، أخرجه أحمد، وابن خزيمة.   (1) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 والرّوياني، والترمذي، والدار الدّارقطنيّ، وابن عدي، وغيرهم. وخالفهم موسى بن خلف، فقال: عن يحيى، عن زيد، عن جده، عن أبي عبد الرحمن السكسكي، عن مالك بن عامر، عن معاذ. أخرجه الدار الدّارقطنيّ وابن عدي. ونقل عن أحمد أنه قال: هذه الطريق أصحّها. قلت: فإن كان الأمر كذلك فإنما روى هذا الحديث عن مالك بن عامر أبو عبد الرحمن السّكسكي لا عبد الرحمن بن عائش، ويكون للحديث سندان: ابن جابر عن خالد، عن عبد الرحمن بن عائش، ويحيى عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن، عن مالك، عن معاذ. ويقوّي ذلك اختلاف السياق بين الروايتين. وأما قول ابن السّكن: ليس لعبد الرحمن بن عائش حديث غيره، فقد سبقه إلى ذلك البخاري، ولكن ليس في عبارته تصريح، بل قال: له حديث واحد، إلا أنهم يضطربون فيه. قلت: وقد وجدت له حديثا آخر مرفوعا، وله حديث ثالث موقوف: الأول أخرجه أبو نعيم في المعرفة، وفي اليوم والليلة، من طريق أبي معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عائش، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات اللَّه التّامّات من شرّ ما خلق لم ير في منزله ذلك شيئا يكرهه حتّى يرتحل عنه» . قال سهيل: قال أبي: فرأيت عبد الرحمن بن عائش في المنام فقلت له: حدّثك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم هذا الحديث؟ قال: نعم. قال أبو نعيم: تابعه موسى بن يعقوب الزّمعي، عن سهيل، نحوه. ورويناه في الذكر للفريابي، من طريق إسماعيل بن جعفر: أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن ابن عائش- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من قال حين يصبح لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له ... » الحديث. وفيه: فكان ناس ينكرون ذلك ويقولون لابن عائش: لأنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. فأرى رجل ممن كان ينكر ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في المنام، فقال: يا رسول اللَّه، أنت قلت كذا وكذا؟ فقصّ عليه حديثه. فقال صلى اللَّه عليه وسلّم: «صدق ابن عائش» . 5165 ز- عبد الرحمن بن عباد بن نوفل بن خراش المحاربي العبديّ. تقدم ذكره في ترجمة أبيه عباد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 5166- عبد الرحمن بن عبد اللَّه «1» بن ثعلبة بن بيجان بن عامر بن الحارث بن مالك بن أنيف بن جشم البلوي، حليف بني جحجبى من الأنصار، أبو عقيل- بفتح العين، مشهور بكنيته، سيأتي في الكنى، ويقال: كان اسمه عبد العزى فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. فأما ابن إسحاق فقال: أبو عقيل من الأنصار. وأما موسى فقال: عبد اللَّه بن ثعلبة أو عقيلة. وأما الواقديّ فسماه عبد الرحمن، وقال: استشهد باليمامة بعد أن أبلى بلاء حسنا. ومنهم من نسبه إلى جدّ والده، فقال: عبد الرحمن بن بيجان، ومنهم من أبدل الموحدة أوله سينا مهملة. وذكره ابن مندة. وضبطها بعضهم بنون وبدل الجيم حاء مهملة، ذكره ابن عبد البر. والأول هو المعروف، وهو صاحب الصاع الّذي لمزه المنافقون. وسيأتي بيان ذلك مع ذكر الاختلاف في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 5167- عبد الرحمن بن عبد اللَّه «2» بن عثمان، أبو محمد، ويقال أبو عبد اللَّه، وقيل أبو عثمان، وقيل عبد العزّى بن أبي بكر بن أبي قحافة القرشي التيمي. وأمه أم رومان والدة عائشة. كان اسمه عبد الكعبة، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وتأخر إسلامه إلى أيام الهدنة، فأسلم وحسن إسلامه. وقال أبو الفرج في الأغاني: لم يهاجر مع أبيه، لأنه كان صغيرا، وخرج قبل الفتح في فتية من قريش منهم معاوية إلى المدينة، فأسلموا. أخرجه الزّبير بن بكّار، عن ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان. وفيما قال نظر، والّذي يظهر أنه كان مختارا لذلك لكونه لم يدخل مع أهل بيته في الإسلام، وخرج. وقيل: إنما أسلم يوم الفتح. ويقال: إنه شهد بدرا مع المشركين، وهو أسنّ ولد أبي بكر. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث منها في الصحيح، وعن أبيه. روى عنه عبد اللَّه، وحفصة، وابن أخيه القاسم بن محمد، وأبو عثمان النّهدي، وعبد   (1) أسد الغابة ت (3343) ، الثقات 3/ 254، تجريد أسماء الصحابة 1/ 350، صفة الصفوة 1/ 466. (2) أسد الغابة ت (3344) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 350، الطبقات 307، تقريب التهذيب 1/ 487، الجرح والتعديل 5/ 247- بقي بن مخلد 769، تهذيب التهذيب 2/ 213- 6/ 213، التاريخ الصغير 1/ 108، 169، التاريخ الكبير 5/ 302- تهذيب الكمال 2/ 799، تلقيح فهوم أهل الأثر 382. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن أوس الثقفي، وغيرهم. قال الزّبير بن بكّار: كان رجلا صالحا، وفيه دعابة. وقال ابن عبد البرّ: نفّله عمر بن الخطاب ليلى ابنة الجودي، وكان أبوها عربيا من غسّان أمير دمشق، لأنه كان نزلها قبل فتح دمشق فأحبّها وهام بها وعمل فيها الأشعار، وأسند هذه القصة الزبير، من طريق عبد الرحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قدم عبد الرحمن الشام في تجارة فرأى ابنة الجوديّ وحولها ولائد، فأعجبته وعمل فيها: تذكّرت ليلى والسّماوة «1» بيننا ... فما لابنة الجوديّ ليلى وما ليا وأنّى تلاقيها بلى ولعلّها ... إن النّاس حجّوا قابلا أن توافيا «2» [الطويل] فلما سمع عمر الشعر قال لأمير الجيش: إن ظفرت بها فادفعها لعبد الرحمن، ففعل، فأعجب بها وآثرها على نسائه، فلامته عائشة فلم يفد فيه، ثم إنه جفاها حتى شكته إلى عائشة، فقالت: أفرطت في الأمرين. وروى عبد الرّزّاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب في حديث ذكره: وكان عبد الرحمن بن أبي بكر لم يجرب عليه كذبة قط. وقال ابن عبد البرّ: كان شجاعا راميا حسن الرمي، وشهد اليمامة، فقتل سبعة من أكابرهم، منهم محكّم اليمامة، وكان في ثلمة من الحصن، فرماه عبد الرحمن بسهم فأصاب نحره فقتله، ودخل المسلمون من تلك الثلمة. وشهد وقعة الجمل مع عائشة. وأخوه محمد مع علي. وأخرجه البخاريّ، من طريق يوسف بن ماهك: كان مروان على الحجاز استعمله معاوية، فخطب فذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة. فقال مروان: هذا الّذي أنزل اللَّه فيه: (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) [الأحقاف: 17] ، فأنكرت عائشة ذلك من رواء الحجاب.   (1) السّماوة: بفتح أوله وبعد الألف واو: بادية بين الكوفة والشام أرض مستوية لا حجر فيها. وماء بالبادية. وقيل السماوة: ماء لكلب. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 734. (2) ينظر البيتان في أسد الغابة في الترجمة رقم (3344) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 وأخرجه النّسائيّ والإسماعيلي من وجه آخر مطوّلا، فقال «1» مروان: سنة أبي بكر وعمر. فقال عبد الرحمن: سنة هرقل وقيصر. وفيه: فقالت عائشة، واللَّه ما هو به، ولو شئت أن أسمّيه لسميته. وأخرج الزّبير، عن عبد اللَّه بن نافع، قال: خطب معاوية، فدعا الناس إلى بيعة يزيد، فكلمة الحسين بن علي وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر، فقال له عبد الرحمن: أهرقلية كلما مات قيصر كان قيصر مكانه؟ لا نفعل واللَّه أبدا. وبسند له إلى عبد العزيز الزهري، قال: بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر بعد ذلك بمائة ألف، فردّها، وقال: لا أبيع ديني بدنياي. وخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتمّ البيعة ليزيد، وكان موته فجأة من نومة نامها بمكان على عشرة أميال من مكة، فحمل إلى مكة ودفن بها، ولما بلغ عائشة خبره خرجت حاجة فوقفت على قبره فبكت، وأنشدت أبيات متمّم بن نويرة في أخيه مالك، ثم قالت: لو حضرتك دفنتك حيث متّ، ولما بكيتك. قال ابن سعد وغير واحد: مات سنة ثلاث وخمسين. وقال يحيى بن بكير: سنة أربع. وقال أبو نعيم: سنة ثلاث. وقيل خمس. وقيل ست. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: مات سنة قدم معاوية المدينة لأخذ البيعة ليزيد، وماتت عائشة بعده بسنة سنة تسع وخمسين. وقال ابن حبّان: مات سنة ثمان. وقال البخاري: مات قبل عائشة وبعد سعد، قاله لنا أحمد بن عيسى بسنده. 5168 ز - عبد الرحمن بن عبد اللَّه الداريّ: تقدم في الطيب. 5169- عبد الرحمن بن عبد اللَّه «2» : يأتي في عبد الرحمن، والد عبد اللَّه. 5170- عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري «3» : ذكره ابن عقدة في كتاب الموالاة فيمن روى حديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» . وساق من طريق الأصبغ بن نباتة، قال: لما نشد عليّ الناس في الرحبة «4» : من سمع   (1) في أ: وقد قال. (2) أسد الغابة ت (3345) . (3) أسد الغابة ت (3347) . (4) رحبة: يضم أوله وسكون ثانية وباء موحدة: ماء لبني فرير بأجأ. والرّحبة أيضا: بقرب القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحجاج إذا أرادوا مكة، خربت، ورحبة: قرية قريبة من صنعاء اليمن على ستة أميال منها وهي أودية تنبت الطلح وفيها بساتين وقرى. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 608. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول يوم غدير خمّ ما قال إلّا قام، ولا يقوم إلا من سمع، فقام بضعة عشر رجلا منهم: أبو أيوب، وأبو زينب، وعبد الرحمن بن عبد رب، فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللَّه وليّي، وأنا وليّ المؤمنين، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه» . وفي سنده من لا يعرف. 5171 ز- عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن الهلالي «1» : أخرج عبد بن حميد، والبغوي، وابن جرير، وابن شاهين، وابن مردويه، من طرق، عن يحيى بن شبل، عن أبي عبد الرحمن، عن أبيه، قال: سئل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف. فقال: «قوم قتلوا في سبيل اللَّه وهم عاصون لآبائهم، فمنعهم من الجنّة عصيانهم لآبائهم، ومن النّار قتلهم في سبيل اللَّه» . ووقع عند عبد بن حميد محمد بن عبد الرحمن. وعند ابن شاهين من طريق الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يحيى بن شبل- أنّ رجلا من بني نصر أخبره عن رجل من بني هلال، عن أبيه، أنه أخبره أنه سأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف. وأخرجه ابن مردويه، من طريق ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد مثله، لكن لم يقل عن أبيه. 5172 ز - عبد الرحمن بن عبد اللَّه» بن عثمان «3» بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشي التيمي، أخو طلحة، أحد العشرة. قال أبو عمر: له صحبة، وقتل يوم الجمل مع أخيه. 5173- عبد الرحمن بن عبد: وقيل ابن عبيد «4» . وقيل ابن أبي عبد اللَّه الأزدي، أبو راشد. مشهور بكنيته. قال أبو زرعة الدّمشقيّ، عن ضمرة: له صحبة، وكان عاملا على جند فلسطين. وقال أبو أحمد الحاكم: غيّر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم اسمه وكنيته، كان اسمه عبد العزّى، وكنيته أبو   (1) أسد الغابة 3/ 470، تجريد أسماء الصحابة 1/ 351، أسد الغابة ت (3348) . (2) في أ: عبد الرحمن بن عبيد اللَّه. (3) أسد الغابة ت (3351) ، الاستيعاب ت (1442) . (4) أسد الغابة ت (3350) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 مغوية، بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الواو. وأخرج الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق عبد الرحمن بن خالد بن عثمان [بكورة له] «1» : حدثني أبي، عن أبيه عثمان، عن جده محمد بن عبد الرحمن «2» ، عن أبيه عثمان، عن جده أبي راشد عبد الرحمن بن [عبيد] «3» ، قال: قدمت على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في مائة راجل من قومي، فلما دنونا من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وقفوا وقالوا لي: تقدّم إليه، فإن رأيت ما تحبّ رجعت إلينا حتى نتقدم إليه، وإن لم تر ما تحبّ انصرفت إلينا حتى ننصرف. فأتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: أنعم صباحا. فقال: «ليس هذا سلام المؤمنين» . فقلت له: فكيف يا رسول اللَّه أسلّم؟ قال: «إذا أتيت قوما من المسلمين قلت: السّلام عليكم ورحمة اللَّه» . فقلت: السلام عليكم ورحمة اللَّه. فقال: «وعليك السّلام ورحمة اللَّه» [فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: ما اسمك؟ قلت: أنا أبو معاوية عبد اللات والعزى] «4» ، فقال لي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «بل أنت أبو راشد، عبد الرّحمن» ، ثم أكرمني وأجلسني وكساني رداءه، ودفع إليّ عصاه، فأسلمت، فقال له رجل من جلسائه: يا رسول اللَّه، إنا نراك أكرمت هذا الرجل. فقال: «إنّ هذا شريف قوم، وإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه» «5» . وقال: وكان معي عبد لي يقال له سرحان، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من هذا معك يا أبا راشد» ؟ قلت: عبد لي. فقال: «هل لك أن تعتقه فيعتق اللَّه عنك بكل عضو منه عضوا من النّار» ؟ قال: «فأعتقته» . فقلت: هو حرّ لوجه اللَّه، وانصرفت إلى أصحابي، فانصرف منهم قوم، وأدركت منهم قوما، فأتوا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأسلموا. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مختصرا. وأخرجه ابن السكن من وجه آخر عن عبد الرحمن بن خالد بهذا السند، وسمّى عبده عبد القيّوم، وفيه: «ما اسمك» ؟ قال «6» : قيّوم. قال: «بل هو عبد القيّوم» . وأخرج العقيلي «7» خبرا آخر عن عبد الرحمن بن خالد من وجه آخر، وفي سياقه: عن   (1) سقط في أ. (2) في أ: محمد بن عثمان بن عبد الرحمن. (3) في ط: عبد. (4) سقط في ط. (5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36904 وعزاه إلى ابن عساكر. (6) في أ: قلت. (7) في أ: وأخرج له العقيلي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 أبي راشد الأزدي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنا وأخي عاتكة من سروات «1» الأزد، [فأسلمنا جميعا، فكتب لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كتابا إلى جهة «2» الأزد] . وأخرج الطّبرانيّ من وجه آخر، عن عبد الرحمن بن خالد بن عثمان «3» بن محمد بن عثمان بن أبي «4» مغوية عن أبيه عن جده، عن أبيه عن جده، عن أبي «5» مغوية بن اللات بن نمر الأزدي: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «الأمانة في الأزد، والحياء في قريش» «6» . وأخرج ابن عساكر، من طريق أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: كان عمر يقاسم عمّاله نصف ما أصابوا، فذكر قصة فيها أن معاوية كان يحاسبهم، فقدم عليه أبو راشد الأزدي من فلسطين فحاسبه بنفسه، فبكى أبو راشد، فقال له معاوية: ما يبكيك؟ فقال: ما من المحاسبة أبكي، وإنما ذكرت حساب يوم القيامة، فتركه معاوية ولم يحاسبه. 5174- عبد الرحمن بن عبيد النميري «7» : ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأبو نعيم من طريقه. وأخرج من طريق يحيى بن أبي عمر والسّيباني، بالمهملة، عن عبد اللَّه بن الدّيلميّ، عن عبد الرحمن بن عبيد النميري، قال: «إنّ للإسلام خمس عشرة وثلاثمائة شريعة ... » الحديث. قال ابن أبي عاصم: لم أره في كتابي مرفوعا. وقد رواه حماد، عن أبي يسار، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد، عن أبيه، عن جده- مرفوعا. واستدركه أبو موسى. 5175- عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد اللَّه «8» بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم بن مرة القرشي التّيمي ابن أخي طلحة.   (1) في أ: سروان. (2) في أ: خيثمة الأزد. (3) في أ: خالد عن عثمان. (4) في أ: عن ابن مغوية. (5) في أ: عن ابن مغوية. (6) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 29 وقال رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. (7) أسد الغابة ت (3352) . (8) أسد الغابة ت (3355) ، الاستيعاب ت (1444) ، الثقات 3/ 252، تجريد أسماء الصحابة 1/ 352، الطبقات 18، تقريب التهذيب 1/ 490، الجرح والتعديل 5/ 247، تهذيب التهذيب 6/ 227، التاريخ الصغير 1/ 155، 169، الطبقات الكبرى 9/ 111، تهذيب الكمال 2/ 804، الرياض المستطابة 233، التحفة اللطيفة 2/ 513، الكاشف 2/ 176، تاريخ من دفن بالعراق 297- خلاصة تذهيب 2/ 144، العقد الثمين 5/ 388. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 وكان يلقب شارب الذهب، وأمه عميرة بنت جدعان أخت عبيد اللَّه بن جدعان. كان من مسلمة الفتح. وقيل: أسلم في الحديبيّة، وأول مشاهده عمرة القضاء، وشهد اليرموك مع أبي عبيدة بن الجراح، وأخرج حديثه مسلم في صحيحه من رواية يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم نهى عن لقطة الحاج. وروى أيضا عن عثمان وأخيه طلحة. روى عنه أولاده: عثمان، ومعاذ، وهند، والسائب بن يزيد، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وغيرهم. قال البخاريّ في تاريخه: قال لي إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن طلحة: قتل مع ابن الزبير في يوم أحد، يعني بمكة سنة ثلاث وسبعين، وقال غيرهم: دفن بالحزورة، فلما وسّع المسجد دخل قبره في المسجد الحرام. 5176 ز- عبد الرحمن بن عثمان بن مظعون بن وهب «1» بن حبيب القرشي الجمحيّ. أمّه وأم أخيه السائب خولة بنت حكيم السلمية. ومات أبوه سنة اثنتين من الهجرة، فأدرك هو وعبد الرحمن من حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تسع سنين أو أكثر. استدركه ابن الأثير فأصاب. 5177 ز- عبد الرحمن بن العدّاء الكندي: قال ابن فتحون: ذكره الباوردي، وأخرج من طريق إبراهيم بن عيينة، عن سيف بن ميسرة الثقفي، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن العداء، عن أبيه، قال: أتينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعنده عثمان فناجاه طويلا، ثم قال: «يا عثمان، إنّ اللَّه مقمصك قميصا ... » الحديث. قال ابن فتحون: رأيته مضبوطا بالعين والدال المهملتين. قلت: قد ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل شيخا اسمه عبد الرحمن بن العداء، روى عنه شعبة، وهو غير هذا، لأن شعبة لم يرو عن أحد من الصحابة. 5178- عبد الرحمن بن عدي: بن مالك بن حرام بن خديج «2» بن معاوية بن مالك «3» بن عوف بن عمر بن عوف بن مالك بن الأوس، الأوسي.   (1) أسد الغابة ت (3356) . (2) في أ: ابن جزع. (3) أسد الغابة ت (3357) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 شهد أحدا. وقد تقدم في أخيه ثابت. واستشهد عبد الرحمن يوم الجسر، قاله ابن الكلبي وغيره. 5179- عبد الرحمن بن عديس «1» : بمهملتين مصغرا، ابن عمرو بن كلاب بن دهمان، أبو محمد البلوي. قال ابن سعد: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وسمع منه، وشهد فتح مصر، وكان فيمن سار إلى عثمان. وقال ابن البرقيّ والبغوي وغيرهما: كان ممن بايع تحت الشجرة. وقال ابن حاتم عن أبيه: له صحبة. وكذا قال عبد الغني بن سعيد، وأبو علي بن السكن، وابن حبان. وقال ابن يونس: بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر، واختطّ بها، وكان من الفرسان، ثم كان رئيس الخيل «2» التي سارت من مصر إلى عثمان في الفتنة. روى عنه عبد الرحمن بن شماسة، وأبو الحصين الحجري، وأبو ثور النهمي. وقال حرملة في حديث ابن وهب: أنبأنا ابن وهب «3» ، أخبرني عمرو بن يزيد بن أبي حبيب، حدثه عن ابن شماسة، عن رجل حدثه أنه سمع عبد الرحمن بن عديس يقول: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يخرج ناس يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة يقتلون بجبل لبنان والخليل» . تابعه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، أخرجه يعقوب بن سفيان، والبغوي من رواية النّضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة. ورواه عبد اللَّه بن يوسف، عن ابن لهيعة، فسمّى المبهم فقال: عن المريسيع الحميري- بدل قوله عن رجل. وأخرجه البغويّ وابن مندة من رواية نعيم بن حماد، عن ابن وهب، فأسقط الواسطة.   (1) الثقات 3/ 255، تجريد أسماء الصحابة 1/ 352، الجرح والتعديل 5/ 248، الطبقات الكبرى 9/ 111، تاريخ الإسلام 3/ 319، الأعلام 3/ 316، تلقيح فهوم أهل الأثر 182، الأنساب 2/ 324، تبصير المتنبه 3/ 10029- 5/ 93، حاشية الإكمال 7/ 146- المعرفة والتاريخ 3/ 358، بقي بن مخلد 916، أسد الغابة ت (3358) ، الاستيعاب ت (1445) . (2) - الخليل: تصغير الخلّ: موضع. ألست بفارس يوم الخليل ... غداة فقدناك من فارس؟ الروض المعطار. وانظر معجم البلدان 2/ 443. (3) في أ: أن ابن وهب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 281 وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه مثله، وزاد: وقال مرة عن ابن شماسة، عن رجل، عن عبد الرحمن. وأخرجه ابن يونس من وجه آخر عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عبّاس، عن أبي الحصين بن أبي الحصين الحجري، عن ابن عديس، فذكر نحوه. وهكذا أخرجه البغويّ من رواية عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، وزاد في آخره: فلما كانت الفتنة كان ابن عديس ممن أخّره معاوية في الرهن، فسجنه بفلسطين، فهربوا من السجن، فأدرك فارس ابن عديس فأراد قتله، فقال له ابن عديس: ويحك! اتّق اللَّه في دمي، فإنّي من أصحاب الشجرة، قال: الشجر بالجبل كثير، فقتله. قال ابن يونس: كان قتل عبد الرحمن بن عديس سنة ست وثلاثين. 5180- عبد الرحمن بن عرابة الجهنيّ «1» : تقدم في عبد اللَّه بن عرابة. 5181- عبد الرحمن بن أبي عزّة: أو ابن أبي عزرة. أخرج عنه بقي بن مخلد في مسندة حديثا. واستدركه الذهبي. وأنا أخشى أن يكون عبد الرحمن بن أبي عمرة الآتي في القسم الثاني. 5182 ز- عبد الرحمن بن عفيف: يأتي في عبد شمس بن عفيف. 5183- عبد الرحمن بن عقيل: بن مقرن المزني. قال ابن سعد والطبري «2» والعدوي: له صحبة، واستدركه ابن فتحون. وقال أبو علي بن السكن في ترجمة سويد بن مقرّن: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5184- عبد الرحمن بن أبي عقيل بن مسعود «3» بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي، نسبه ابن الكلبي. وقال ابن عبد البرّ: له صحبة صحيحة. وقد روى عنه أيضا هشام بن المغيرة. وأخرج   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 352. (2) في أ: الطبراني. (3) أسد الغابة ت (3362) ، الاستيعاب ت (1448) ، الثقات 3/ 257، تجريد أسماء الصحابة 1/ 352، كتاب الطبقات 54، 131، 285، الجرح والتعديل 5/ 273، التاريخ الكبير 5/ 249، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، العقد الثمين 5/ 390. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 البخاريّ والحارث بن أبي أسامة، وابن مندة من طريق عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن، عن علقمة الثقفي، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل، قال: انطلقت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد ثقيف وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل يلج عليه، فما برحنا حتى ما في الناس أحبّ إلينا من رجل يدخل عليه ... الحديث. 5185 ز- عبد الرحمن بن عكيم: ذكره الطّبريّ «1» في الصحابة، وأخرج من طريق خالد بن الحذّاء، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عكيم أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا سألتم اللَّه فاسألوه ببطون أكفّكم ... » الحديث. واستدركه ابن فتحون. قلت: وهذا المتن أخرجه أبو داود وابن عديّ من حديث ابن عباس، وسنده ضعيف. 5186- عبد الرحمن بن علقمة «2» : ويقال ابن أبي علقمة الثقفي. قال ابن حبّان: يقال له صحبة. وقال الخطيب: ذكره غير واحد من الصحابة. وقال أبو عمر: في سماعه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نظر. وقد ذكره قوم في الصحابة ولا يصح له صحبة. وأخرج حديثه النسائي، وإسحاق بن راهويه، ويحيى الحمّانيّ في مسنديهما، من طريق أبي حذيفة عبد الملك بن محمد بن بشير، عن عبد الرحمن بن علقمة، قال: قدم وفد ثقيف على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ومعهم شيء، فقال: «أصدقة أم هديّة؟ فإنّ الصّدقة يبتغى بها وجه اللَّه والهديّة يبتغى بها وجه اللَّه والرّسول ... » الحديث. حتى إنهم شغلوه حتى صلّى الظهر مع العصر. وأخرجه أبو داود الطّيالسيّ في مسندة من هذا الوجه. وذكره البخاريّ من طريق أبي حذيفة المذكور، ووقع في التهذيب للمزيّ: قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: ليست له صحبة. وفيما قاله نظر، لأن ابن أبي حاتم ذكر ثلاثة كل منهم عبد الرحمن بن علقمة، وقال هذا الكلام في الثالث، ولكنه سماه عبد اللَّه بن علقمة، فالأول   (1) في أ: الطبراني. (2) أسد الغابة ت (3363) ، الاستيعاب ت (1449) ، الثقات 3/ 253، تجريد أسماء الصحابة 1/ 353- الطبقات 54، 285، تقريب التهذيب 1/ 492- الجرح والتعديل 5/ 273- تهذيب التهذيب 6/ 233، التاريخ الكبير 5/ 250- خلاصة تذهيب 2/ 145، الكاشف 2/ 177- تلقيح فهوم أهل الأثر 382- العقد الثمين 5/ 390. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 283 هو صاحب الترجمة، قال فيه عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن وفد ثقيف قدموا ومعهم هدية. وروى عنه عبد الملك بن بشير. والثاني قال فيه: عبد الرحمن بن علقمة. ويقال ابن أبي علقمة. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا، وروى عن ابن مسعود. والثالث عبد الرحمن بن أبي عقيل، روى عنه جامع بن شداد، وعون بن أبي جحيفة. قلت لأبي: أدخل يونس بن حبيب هذا في مسند الوحدان؟ فقال: هو تابعي ليست له صحبة. انتهى. وهذا الأخير الّذي روى عنه أبو جحيفة هو عبد الرحمن بن علقمة، وروى عن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي المذكور قبل هذا بترجمة، وهو عندي الّذي روى عن ابن مسعود. وقد ذكر البخاري روايته عن ابن مسعود من عدة طرق. واللَّه أعلم. فهما اثنان لا ثلاثة: صحابي، وتابعي. واللَّه أعلم. 5187- عبد الرحمن بن علي: الحنفيّ اليمامي «1» . قال أبو عمر: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فيمن لا يقيم صلبة مثل حديث أبي مسعود. وقال ابن مندة: له صحبة وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة وابن مندة، من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي عبد اللَّه الشّقري، عن عمر بن جابر، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا ينظر اللَّه إلى عبد لا يقيم صلبه في الرّكوع والسّجود» . قال ابن مندة: رواه عكرمة بن عمار، عن عبد اللَّه بن بدر، عن طلق بن علي، [عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فكأنه بناه على أنه عبد الرحمن بن علي بن سنان] «2» وهو الصحيح. قلت: أخرجه البغويّ من رواية عبد الوارث، وقال: هو خطأ، وإنما يروى عن أبيه عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكأنه بناه على أنه عبد الرحمن بن علي بن سنان. قال أحمد: أخرج هذا الحديث من طريق أيوب بن عيينة «3» ، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي سنان، عن أبيه.   (1) أسد الغابة ت (3364) ، الاستيعاب ت (1450) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 353- الطبقات 290- تقريب التهذيب 1/ 492، الجرح والتعديل 5/ 263- التاريخ 5/ 323- تهذيب الكمال 2/ 805، خلاصة تذهيب 2/ 146- الكاشف 2/ 178. (2) سقط في أ. (3) في أ: أيوب بن عتبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 وأخرج أيضا طريق عكرمة بن عمار التي أشار إليها ابن مندة، وإذا كان عند عبد اللَّه ابن بدر من وجهين لم يمتنع أن يكون عنده من ثلاثة أوجه. ويحتمل أن يكون طلق بن علي يسمّى عبد الرحمن إن لم يكن له أخ، فهو على الاحتمال. 5188 ز- عبد الرحمن بن عمارة: بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي. لم يذكروه في الصحابة، وهو على شرطهم، فإنه جاء أنه ولد قبل الهجرة، وأنه استشهد بفحل في خلافة أبي بكر، وأن مكة لم يبق بها قرشيّ بعد الفتح إلا شهد حجة الوداع مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأما مولده فيؤخذ من قصة ولده المشهورة: أن قريشا بعثته مع عمرو بن العاص إلى النجاشي لما هاجر إليه المسلمون من مكة قبل الهجرة إلى المدينة ليبعث معهما من هاجر إليه من المسلمين، فامتنع من ذلك، ووقع لعمارة أنه تعرّض لزوجة النجاشي، فبلغه ذلك، فعاقبه بأن أمر من نفخ في إحليله من السحرة، فهام مع الوحش، واستمر بتلك الصفة بالحبشة إلى أن مات في خلافة عمر، فيكون ولده لما سار هو إلى الحبشة موجودا بمكة صغيرا كان أو مميزا. وأما استشهاده فذكره أبو حذيفة إسحاق بن بشر في المبتدإ، وكأنه من مسلمة الفتح، ولعله كان يسمى غير عبد الرحمن، فغيّر اسمه لما أسلم. وسيأتي ذكر إخوته: الوليد، وهشام، وأبي عبيدة، في أماكنهم. 5189- عبد الرحمن الأكبر بن عمرو بن الخطاب» ، شقيق عبد اللَّه، وحفصة، كنيته أبو عيسى. ذكره ابن السّكن في الصحابة، وأورد له من طريق حبيب بن الشهيد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: أرسلني عمر إلى ابنه عبد الرحمن أدعوه، فلما جاء قال له عمر: يا أبا عيسى. قال: يا أمير المؤمنين، اكتنى بها المغيرة على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. سنده صحيح. وقال أبو عمر: كان لعمر ثلاثة كلهم عبد الرحمن، هذا أكبرهم، لا تحفظ له رواية، كذا قال: والثاني يكنى أبا شحمة، وهو الّذي ضربه أبوه الحدّ في الخمر لما شرب بمصر.   (1) أسد الغابة ت (3365) ، الاستيعاب ت (1451) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 285 والثالث والد المجبّر، بالجيم والموحدة المثقلة «1» . وقال ابن مندة: كناه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أبا عيسى، فأراد عمر أن يغيّرها، فقال: واللَّه إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كنّاني بها. وتعقّبه أبو نعيم بأن الّذي قال لعمر ذلك إنما هو المغيرة بن شعبة. وأما عبد الرحمن فقال لأبيه: قد اكتنى بها المغيرة، فقال المغيرة «2» : كناني بها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: أخرج القصة ابن أبي عاصم كما أخرجها ابن السكن، وأن عبد الرحمن قال لأبيه: إنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كنى بها المغيرة. ويؤخذ كون عبد الرحمن كان مميزا في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من تقدم وفاة والدته زينب، ومن كون أخيه الأوسط أبي شحمة ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كما سأبينه في ترجمته في القسم الثاني إن شاء اللَّه تعالى. 5190 ز - عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح الأنصاري السلمي. كان أبوه كبير بني سلمة كما سيأتي في ترجمته، واستشهد بأحد، فيكون عبد الرحمن في آخر العصر النبوي مميزا. استدركه ابن فتحون. 5191- عبد الرحمن بن عمرو بن غزيّة الأنصاري «3» . قال أبو عليّ بن السّكن في ترجمة أخيه الحارث بن عمرو: وكان لعمرو بن غزيّة وهو ممّن شهد العقبة من الولد: الحارث، وعبد الرحمن، وزيد، وسعيد، كلّهم صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وليست لأحد منهم رواية إلا للحارث. انتهى. وقد تقدم الحجاج بن عمرو بن غزية، فيحتمل أن يكون ابن السكن ذهل عن ذكره فيهم. ويحتمل أن يكون ليس أخاهم، بل وافق اسم أبيه وجده اسم أبيهم وجدّهم. 5192- عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري: ذكره الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» ، وسمّى أباه، ولكنه لما ساق حديثه لم يقع فيه إلا عن عبد الرحمن الأنصاري، فلعله عرف اسم أبيه من موضع آخر. وأما ابن الأثير فزاد على الطبراني أن ذكر اسم جدّه، فقال: عبد الرحمن بن عمرو بن   (1) في أ: الثقيلة. (2) في أ: فقال له المغيرة. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 353، الجرح والتعديل 5/ 265، الكاشف 2/ 178، تلقيح فهوم أهل الأثر 382، أسد الغابة ت (3366) ، الاستيعاب ت (1452) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 غزية، ظنه الّذي قبله، ولم يذكر لذلك مستندا، وكأنه لما رأى بعضهم استدركه على ابن عبد البر ظنه صاحب الحديث، لكن لم يردّه جزم ابن السكن بأن عبد الرحمن بن عمرو بن غزيّة ليست له رواية، ولم ينسب ابن الأثير تخريجه إلا لأبي موسى، وأبو موسى لما ذكره لم يزد على قوله: أورده الطبراني، ثم ساق الحديث من طريق الطبراني، ليس فيه تسمية والد عبد الرحمن ولا جدّه. وقد أخرجه الباورديّ وابن شاهين في الصحابة، وأورداه والطبراني من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم، أحد الضعفاء، عن محمد بن علي بن أبي جعفر، أنه حدّثه عن عمرو بن عمرو بن محصن الأنصاري، عن عبد الرحمن الأنصاري، أحد بني النجار، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من اقتراب السّاعة كثرة المطر، وقلّة النّبات، وكثرة القرّاء، وقلّة الفقهاء، وكثرة الأمراء، وقلّة الأمناء» . 5193- عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني «1» : وقيل ابن عميرة، بالتصغير، بغير أداة كنية، وقيل ابن عمير، مثله بلا هاء، ويقال فيه القرشي. قال أبو حاتم وابن السّكن: له صحبة، ذكره البخاري، وابن سعد، وابن البرقي، وابن حبان، وعبد الصمد بن سعيد في الصحابة. وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة الذين نزلوا حمص، وكان اختارها. وقال ابن حبان: سكن الشام «2» ، وحديثه عند أهلها. وأخرج التّرمذيّ والطبرانيّ وغيرهما، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لمعاوية: «اللَّهمّ علّمه الكتاب والحساب، وقه العذاب» . لفظ الطبراني. ولفظ الترمذي: اللَّهمّ اجعله هاديا مهديّا، واهد به. وأخرج ابن قانع، من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، أنه سمعه يحدّث عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة، أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم نحو اللفظ الثاني.   (1) أسد الغابة ت (3368) ، الاستيعاب ت (1453) ، الثقات 3/ 252، تجريد أسماء الصحابة 1/ 353، تقريب التهذيب 1/ 493، الجرح والتعديل 5/ 273، تهذيب التهذيب 6/ 243، التاريخ الكبير 5/ 240، تهذيب الكمال 2/ 808، خلاصة تذهيب 2/ 147، الكاشف 2/ 179- بقي بن مخلد 355. (2) في أ: وقال ابن حبان: سكن الشام. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 وأخرجه البخاريّ في «التاريخ» ، قال: قال لي أبو مسهر ... فذكره بالعنعنة، ليس فيه: وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكره من طريق مروان، عن سعيد، فقال فيه: سمع عبد الرحمن، سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن سعد: روى الوليد بن مسلم، عن شيخ من أهل دمشق، عن يونس بن ميسرة بن حلبس: سمعت عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في بيت المقدس بيعة هدى» . وله حديث آخر أخرجه أحمد من طريق جبير بن نفير «1» ، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ما في النّاس نفس مسلمة يقبضها ربّها تحبّ أن ترجع إليكم. وإنّ لها الدّنيا وما فيها، إلّا الشّهيد» . وأخرجه ابن أبي عاصم، وابن السّكن، من طريق سويد بن عبد العزيز، عن أبي عبد اللَّه البحراني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني، قال: خمس حفظتهنّ من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: لا صفر «2» ، ولا هامة، ولا عدوى، ولا يتمّ شهران ستّين يوما، ومن أخفر «3» ذمّة اللَّه لم يرح رائحة الجنّة» «4» . وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسناد منها من مقال فمجموعها يثبت لعبد الرحمن الصحبة. فعجب من قول ابن عبد البر: حديثه منقطع الإسناد مرسل، لا تثبت أحاديثه، ولا تصحّ صحبته. وتعقبه ابن فتحون، وقال: لا أدري ما هذا، فقد رواه مروان بن محمد الطاطري، وأبو مسهر، كلاهما عن ربيعة بن يزيد- أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول. قلت: قد ذكر من أخرج الروايتين، وفات ابن فتحون أن يقول: هب أنّ هذا الحديث الّذي أشار إليه ابن عبد البر ظهرت له فيه علّة الانقطاع، فما يصنع في بقية الأحاديث   (1) في أ: جبير بن سفيان. (2) كانت العرب تزعم أن في البطن حيّة يقال لها الصّفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك، وقيل: أراد به النسيء الّذي كانوا يفعلونه في الجاهلية وهو تأخير المحرّم إلى صفر، ويجلعون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله. النهاية 3/ 35. (3) يقال أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه. النهاية 2/ 53. (4) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 216، والهيثمي في الزوائد 5/ 104 عن علي بلفظه وقال رواه أبو يعلى وفيه ثعلبة بن يزيد الحماني وثقه النسائي وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 المصرّحة بسماعه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فما الّذي يصحّح الصحبة زائدا على هذا؟ مع أنه ليست للحديث الأول علّة الاضطراب، فإن رواته ثقات، فقد رواه الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز، فخالفا أبا مسهر في شيخه، قالا «1» : عن سعيد عن يونس بن ميسرة، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة. أخرجه ابن شاهين، من طريق محمود بن خالد عنهما. وكذا أخرجه ابن قانع من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عن الوليد بن مسلم. 5194- عبد الرحمن بن العوّام بن خويلد بن أسد «2» بن عبد العزّى «3» بن قصي القرشي الأسدي، أخو الزبير بن العوام. وكان الأكبر، وأمه أم الخير بنت مالك بن عميلة العبدرية. ذكر الزّبير بن بكّار، عن عمه مصعب- أنّ عبد الرحمن هذا شهد بدرا مع المشركين، فلما انهزموا كان وأخوه عبد اللَّه على جمل فوجدا حكيم بن حزام ماشيا وهو ابن عمهما، وكان عبد اللَّه أعرج، فقال له أخوه عبد الرحمن: أنزل بنا نركب حكيما، فقال: أنشدك اللَّه فإنّي أعرج، فقال: واللَّه لتنزلنّ عنه، ألا تنزل لرجل إن قتلت كفاك، وإن أسرت فداك؟ فنزل، وأركبا حكيما على الجمل، فنجا ونجا عبد الرحمن على راحلته، وأدرك عبد اللَّه فقتل. وذكر الزبير أن اسمه كان في الجاهلية عبد الكعبة، فسمّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد الرحمن، واستشهد يوم اليرموك، وقتل ولده عبد اللَّه يوم الدار. وقيل: إنه أسلم يوم الفتح وصحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وبهذا الأخير أخرجه ابن عبد البر، قال: وقال العدوي في كتاب النسب: إن حسان بن ثابت هجا العوّام بسبب عبد الرحمن هذا، قال: ولا يصحّ قول من قال: إن ذلك بسبب عبد اللَّه بن الزبير. واستدركه أبو موسى على ابن مندة. وقرأت في ديوان حسان لأبي سعيد السكري، عن محمد بن حبيب، قال: إن سبب هجاء حسان آل العوام أن ّ عبد الرحمن بن العوام كان يؤذي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم أسلم بعد، وليس له عقب، وأنشد لحسان قوله:   (1) في أ: قالا: عن سعيد. (2) أسد الغابة ت (3369) ، الاستيعاب ت (1454) . (3) في أ: أسد بن عبد العزيز. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 بني أسد، ما بال آل خويلد ... يحنّون شوقا كلّ يوم إلى القبط وأعينهم مثل الزّجاج وصيغة ... يخالف كعبا في لحي لهم ثطّ لعمر أبي العوّام إنّ خويلدا ... غداة تبنّاه ليوثق في الشّرط [الطويل] ولحسان في ذلك أشعار أخرى، وقد مدح حسان الزبير بن العوام بأبياته التي يقول فيها: أقام على هدي النّبيّ ودينه ... حواريّة والقول بالقول يعدل [الطويل] وقال البلاذريّ: مات عبد الرحمن بن العوام في خلافة عمر. 5195- عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف «1» بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أبو محمد. أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشّورى الذين أخبر عمر عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه توفي وهو عنهم راض، وأسند رفقته أمرهم إليه حتى بايع عثمان، ثبت ذلك في الصحيح. واسم أمّه صفية، ويقال الصفاء، حكاه ابن مندة. ويقال الشفاء، وهي زهريّة أيضا، أبوها عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة، حكاه أبو عمر. ولد بعد الفيل بعشر سنين، وذكره ابن أبي خيثمة عن المدائني، وأسلم قديما قبل دخول دار الأرقم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا وسائر المشاهد.   (1) مسند أحمد 1/ 190- 195، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 87- 97- نسب قريش 265، 448- طبقات خليفة 15- تاريخ خليفة 166- التاريخ الكبير 5/ 240- التاريخ الصغير 1/ 50، 51، 60، 61- المعارف 235- 240- الجرح والتعديل 5/ 247، مشاهير علماء الأمصار ت 12- البدء والتاريخ 5/ 86، معجم الطبراني الكبير 1/ 88- 99- المستدرك للحاكم 3/ 306، 312- حلية الأولياء 1/ 98- 100- الجمع بين رجال الصحيحين 281- صفوة الصفوة 1/ 135- جامع الأصول 9/ 19- 20- ابن عساكر 12/ 54/ 2- تهذيب الأسماء واللغات 1/ 300- 302- الرياض النضرة 2/ 281- تهذيب الكمال 810- دول الإسلام 1/ 26- تاريخ الإسلام 2/ 105- العبر 1/ 33- العقد الثمين 5/ 396- 398- تهذيب التهذيب 6/ 244- خلاصة تذهيب الكمال 232، تاريخ الخميس 2/ 257- كنز العمال 13/ 220- 230- شذرات الذهب 1/ 38- سير أعلام النبلاء 1/ 68، أسد الغابة ت (3370) ، الاستيعاب ت (1455) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 وكان اسمه عبد الكعبة، ويقال عبد عمرو، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وجزم ابن مندة بالثاني. وأخرجه أبو نعيم بسند حسن، وآخى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين سعد بن الربيع، كما ثبت في الصحيح من حديث أنس، وبعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى دومة الجندل، وأذن له أن يتزوّج بنت ملكهم الأصبغ بن ثعلبة الكلبي، ففتح عليه، فتزوّجها وهي تماضر أم ابنه أبي سلمة. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن عمر. روى عنه أولاده: إبراهيم، وحميد، وعمر، ومصعب، وأبو سلمة، وابن ابنه المسور بن إبراهيم، وابن أخته المسور بن مخرمة، وابن عباس، وابن عمر، وجبير بن مطعم، وجابر، وأنس، ومالك بن أوس بن الحدثان، وعبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، وبجالة بن عبدة، وآخرون. وقال أبو نعيم: روى عنه عمر، فقال فيه العدل الرضى. وعن نيار الأسلمي، عن أبيه: كان عبد الرحمن ممن يفتي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، رواه الواقدي. وقال معمر، عن الزهري: تصدّق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بشطر ماله، ثم تصدق بعد بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل اللَّه وخمسمائة راحلة، وكان أكثر ماله من التجارة وقيل: إنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا. أخرجه ابن المبارك «1» ، وروى أحمد في مسندة، من طريق حميد، عن أنس: كان بين خالد بن الوليد، وعبد الرحمن كلام، فقال خالد: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها! فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوا لي أصحابي ... » الحديث. وروى الزهري، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عوف- أن عبد الرحمن مرض فأغمي عليه فصاحت امرأته، فلما أفاق قال: أتاني رجلان فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، فلقيهما رجل فقال: لا تنطلقا به، فإنه ممن سبقت له السعادة في بطن أمه. وقال ابن المبارك في «الزّهد» : أنبأنا شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن أبيه، كان عبد الرحمن يصلّي قبل الظهر صلاة طويلة، فإذا سمع الأذان شدّ عليه ثيابه وخرج. وهو [الّذي رجع] «2» عمر بحديثه من سرغ، ولم يدخل الشام من أجل الطاعون.   (1) في أ: أخرجه ابن المبارك، وقيل إنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا. (2) في أ: ممن رجع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 قال الزّهريّ، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه وعبد اللَّه بن عامر- أنّ عمر رجع بالناس لحديث عبد الرحمن، وهو في الصحيحين بتمامه، ورجع إليه عمر في أخذ الجزية من المجوس. رواه البخاري. وذكر خليفة بسند له قويّ عن ابن عمر، قال: استخلف عمر عبد الرحمن بن عوف على الحج سنة ولي الخلافة، ثم حجّ عمر في بقية عمره، وصلّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خلفه في سفرة سافرها ركعة من صلاة الصبح، أخرجه من حديث المغيرة بن شعبة. وأخرج علي بن حرب في فوائده، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «الّذي يحافظ على أزواجي من بعدي هو الصّادق البارّ» . فكان عبد الرحمن بن عوف يخرج بهنّ، ويحجّ معهن، ويجعل على هوادجهنّ الطيالسة، وينزل بهنّ في الشّعب الّذي ليس له منفذ. وقال عمر: عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين. وأخرج الحارث بن أبي أسامة، عن عليّ- رفعه في قصة، قال: عبد الرحمن أمين في السماء، وأمين في الأرض. وفي سنده أبو معلى الجزري. وأخرج الزّبير بن بكّار، من طريق سهلة بنت عاصم، قالت: كان عبد الرحمن بن عوف أبيض أعين، أهدب أقنى، له جمّة أسفل من أذنيه. وقال إبراهيم بن سعد، عن أبيه: كان طويلا أبيض مشربا حمرة، حسن الوجه، دقيق البشرة، لا يخضب. ويقال: إنه جرح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة. وأخرج السراج، من طريق إبراهيم بن سعد، قال: بلغني أنّ عبد الرحمن أصيب في رجله، فكان أعرج. وأخرج الطّبرانيّ من طريق سهلة بنت عاصم: كان عبد الرحمن أبيض أعين، أهدب الأشعار، أقنى، طويل النابين الأعليين، له جمّة، أعنق، ضخم الكفين، غليظ الأصابع. وأخرج التّرمذيّ والسّرّاج في «تاريخه» من طريق نوفل بن إياس الهذلي، قال: كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسا، ونعم الجليس، فانقلب بنا ذات يوم إلى منزله فدخل فاغتسل، ثم خرج، فأتانا بقصعة فيها خبز ولحم ثم بكى، فقلنا: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قال: مات رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يشبع هو وأهله من خبز الشعير، ولا أرانا أخّرنا «1» لما هو خير لنا.   (1) في أ: أخبرنا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 وقال جعفر بن برقان: بلغني أنّ عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف نسمة. أخرجه أبو نعيم في الحلية. ومن وجه آخر عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قال: كان عبد الرحمن حرّم الخمر في الجاهلية. وذكر البخاريّ في «تاريخه» ، من طريق الزهري، قال: أوصى عبد الرحمن بن عوف لكل من شهد بدرا بأربعمائة دينار، فكانوا مائة رجل. مات سنة إحدى وثلاثين. وقيل سنة اثنتين، وهو الأشهر. وعاش اثنتين وسبعين سنة، وقيل ثمانيا وسبعين، والأول أثبت، ودفن بالبقيع، وصلّى عليه عثمان، ويقال الزبير بن العوام. 5196 ز- عبد الرحمن بن عوف: آخر. فرّق أبو حاتم الرّازيّ بينه وبين الزهري. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «الرّحم تنادي «1» : صل من وصلني ... » الحديث، رواه زيد بن الحباب، عن كثير بن عبد اللَّه السّيباني «2» ، عن الحسن بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: ليس هذا عبد الرحمن بن عوف الزهري. انتهى. وكذا قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني في تاريخه في ترجمة عبد الرحمن بن عوف. 5197- عبد الرحمن بن غنم «3» : بفتح المعجمة وسكون النون، الأشعري. قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن يونس: كان ممن قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من اليمن في السفينة. وقال محمد بن الربيع الجيزي: أخبرني يحيى بن عثمان أن ابن لهيعة والليث بن سعد قالا: له صحبة. وذكر ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، قال: حدّثت عن عبد الرحمن بن   (1) في أ: ينادي. (2) في أ: الشيبانيّ. (3) أسد الغابة ت (3376) ، الاستيعاب ت (1457) ، طبقات ابن سعد 7/ 441، طبقات خليفة ت 2883- المعرفة والتاريخ 2/ 309- الجرح والتعديل 20/ 2/ 274- تاريخ ابن عساكر 10/ 73- تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول من الجزء الأول 302- تهذيب الكمال ص 813- تاريخ الإسلام 3/ 188- تذكرة الحفاظ 1/ 48- العبر 1/ 89- البداية والنهاية 9/ 29- تهذيب التهذيب 6/ 250، النجوم الزاهرة 1/ 198- طبقات الحفاظ للسيوطي ص 30- خلاصة تذهيب الكمال 233، شذرات الذهب 1/ 84. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 ضباب الأشعري، عن عبد الرحمن بن غنم- وكانت له صحبة، وساق هو وابن مندة الحديث، من طريق ابن إسحاق بهذا السند، قال: كنا جلوسا عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في المسجد، ومعه ناس من أهل المدينة، وهم أهل النفاق، فإذا سحابة، فقال: «سلّم عليّ ملك» ، ثم قال: «لم أزل أستأذن ربّي في لقيك حتّى كان هذا الآن، أذن لي، وإنّي أبشّرك أنه ليس أحد أكرم على اللَّه منك» . قال ابن السّكن: وروى الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وذكر محمد بن الربيع الجيزي أنّ ابن وهب روى هذا الحديث عن إبراهيم بن نبيط «1» ، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم- أنهم بينما هم عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وقد نزلت: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ ... ) [المائدة: 101] الآية. وأخرج ابن مندة والبيهقيّ في الشّعب، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، قال: سئل الكلبي عن قوله تعالى: (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً ... ) [الكهف: 110] الآية، فقال: حدثنا أبو صالح، عن عبد الرحمن بن غنم- أنه كان في مسجد دمشق مع نفر من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ومعاذ بن جبل، فقال عبد الرحمن بن غنم: يا أيها الناس، إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفيّ، فقال معاذ بن جبل: اللَّهمّ غفرا، وما سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول حيث ودّعنا: «إنّ الشّيطان قد يئس أن يعبد في جزيرتكم هذه، ولكن يطاع فيما يحقّرون من أعمالهم ... » الحديث. فهذه الأحاديث تدل على صحبته، فعدوا سماع عبد الرحمن بن غنم الأشعري الّذي تفقّه به أهل دمشق، فله إدراك كما سيأتي في ترجمته في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى. قال البخاريّ: قال لي عمرو بن علي: مات سنة ثمان وسبعين. 5198 ز- عبد الرحمن بن الفاكه: يأتي في ابن أبي قراد. أفرده البغويّ وابن حبّان، وأخرج البغوي من طريق عدي بن الفضل، عن أبي جعفر الخطميّ، عن عمارة بن خزيمة، عن ابن الفاكه، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم توضّأ مرة. قال البغوي: ليس له غيره، وبلغني أن اسمه عبد الرحمن. 5199 ز- عبد الرحمن بن قارب العبسيّ: في الربيع بن قارب.   (1) في أ: بسيط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 5200- عبد الرحمن بن قتادة السلمي «1» : قال ابن مندة: يعدّ في الحمصيين. ذكره البغوي، وابن قانع، وابن شاهين، وابن حبان، وغيرهم في الصحابة. وأخرج حديثه أحمد، وابن منيع، والطبراني في مسانيدهم، كلّهم من طريق الليث، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللَّه خلق آدم ثمّ أخذ ذرّيّته من ظهره» ، فقال: «هؤلاء في الجنّة ولا أبالي، وهؤلاء في النّار ولا أبالي» . فقال قائل: «يا رسول اللَّه، فعلى ماذا نعمل» ؟ قال: «على مواقع القدر» . وأخرجه ابن شاهين من رواية معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن راشد، عن عبد الرحمن بن قتادة، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره. وكذا قال ابن سعد عن حماد بن خالد، عن معاوية، عن راشد: حدثني عبد الرحمن- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وأعلّ البخاري الحديث بأنّ عبد الرحمن إنما رواه عن هشام بن حكيم، هكذا رواه معاوية بن صالح وغيره عن راشد. وقال معاوية- مرة: إنّ عبد الرحمن قال: سمعت، وهو خطأ. ورواه الزّبيديّ، عن راشد، عن عبد الرحمن بن قتادة، عن أبيه، وهشام بن حكيم. وقيل: عن الزبيدي وعبد الرحمن عن أبيه عن هشام. وقال ابن السكن: الحديث مضطرب. قلت: ويكفي في إثبات صحبته الرواية التي شهد له فيها التابعي بأنه من الصحابة، فلا يضرّ بعد ذلك إن كان سمع هذا الحديث «2» من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أو بينهما فيه واسطة. 5201- عبد الرحمن بن أبي قراد «3» : بضم القاف وتخفيف الراء، الأنصاري، ويقال السلمي. وجزم بالثاني أبو نعيم وابن عبد البر وقالاهما وابن مندة: عداده في أهل الحجاز.   (1) أسد الغابة ت (3378) ، الاستيعاب ت (1458) ، الثقات 3/ 251- تجريد أسماء الصحابة 1/ 354- الطبقات 252، 253، التاريخ الكبير 5/ 341- الجرح والتعديل 5/ 276- تعجيل المنفعة 255 (طبعة الهند) تلقيح فهوم أهل الأثر 382- بقي بن مخلد 596- ذيل الكاشف 907. (2) في أ: سمع هذا الحديث. (3) أسد الغابة ت (3379) ، الاستيعاب ت (1459) ، الثقات 3/ 251، تجريد أسماء الصحابة 1/ 354- الطبقات 105- تقريب التهذيب 6/ 255، التاريخ الكبير 5/ 244- تهذيب الكمال 2/ 811- التحفة اللطيفة 2/ 527، خلاصة تذهيب 2/ 149- الكاشف 2/ 182. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 قال ابن مندة: ويقال له ابن الفاكه، بالفاء وكسر الكاف بعدها هاء. قال ابن سعد، وأبو حاتم، وابن السّكن: له صحبة، وقال مسلم والأزدي: تفرد عمارة بن خزيمة بن ثابت بالرواية عنه، وهو متعقب بأنّ البخاري ذكر في تاريخه رواية الحارث بن فضيل «1» عنه أيضا. وحديثه عند النسائي، من طريق أبي جعفر الخطميّ عنهما جميعا عنه، وضمّ ابن عبد البر إليهما في الرواية عنه أبا جعفر الخطميّ، فوهم، وإنما روايته عنهما عنه، ولفظه: خرجت مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى الخلاء، وكان إذا أراد الحاجة أبعد. وسنده حسن. وأخرجه ابن ماجة أيضا. وذكر ابن مندة أن علي بن المديني أخرج له من هذا الوجه حديثا آخر، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم توضّأ فأدخل يده في الإناء ... الحديث. وأورد له ابن مندة حديثا آخر «2» من رواية الحارث بن فضيل عنه- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم توضأ يوما، فجعل الناس يتمسّحون بعرقوبه. وأخرجه أبو نعيم في فوائد ميمونة، وزاد: فقال: «ما يحملكم على ذلك؟ قالوا: حبّ اللَّه ورسوله، فقال: من سرّه أن يحبّه اللَّه ورسوله فليصدق حديثه، وليؤدّ أمانته، وليحسن جوار من جاوره» . وفي سنده الحارث بن أبي جعفر، وهو ضعيف، وقد خالفه فيه ضعيف آخر، كما سأذكره في الكنى في ترجمة أبي قرّاد السلمي. 5202- عبد الرحمن بن قرط «3» الثّمالي الحمصي. قال ابن معين، والبخاريّ، وأبو حاتم: كان من أهل الصفة. وقال ابن عبد البر: أظنه أخا عبد اللَّه بن قرط. سكن الشام، عداده في أهل فلسطين، كذا قال. قال هشام بن عمار في فوائده: حدثنا عثمان بن علاق، عن عروة بن رويم، قال: كان   (1) في أ: نفيل. (2) في أ: حديثا آخر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. (3) أسد الغابة ت (3380) ، الاستيعاب ت (1460) ، الثقات 3/ 254- تجريد أسماء الصحابة 1/ 354- الجرح والتعديل 5/ 276، تقريب التهذيب 1/ 495- تهذيب التهذيب 6/ 355- التاريخ الكبير 5/ 246- تهذيب الكمال 2/ 812- الكاشف 2/ 182- التحفة اللطيفة 2/ 527، حلية الأولياء 2/ 7- خلاصة تذهيب 2/ 149. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 ابن قرط واليا على حمص في زمان عمر، فبلغه أن عروسا حملت في هودج ومعها النيران، فكسر الهودج، وأطفأ النيران، ثم أصبح فصعد المنبر، فقال: إني كنت مع أهل الصفة وهم مساكين في مسجد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنّ أبا جندل نكح أمامة فصنع طعاماً فدعانا فأكلنا، فاستشهد أبو جندل بعد ذلك وماتت أمامة. وروى البخاريّ، وابن السّكن، من طريق سكين المؤذن، حدثني عروة بن رويم، عن عبد الرحمن بن قرط- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى كان بين المقام وزمزم، جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره «1» ، فطارا به حتى بلغ السموات السبع، فلما رجع قال: «سمعت تسبيحا في السّماوات العلا ... » الحديث. وأخرجه سعيد بن منصور: عن سكين، لكن أرسله. وقال هشام بن عمار في فوائده: حدثنا سكين، فأفرده، أنّ عبد الرحمن بن قرط صعد المنبر، فرأى أهل اليمن وقضاعة عليهم المعصفر والمزهر ... فذكر القصة. وفيه قوله: إنما قامت النعمة على المنعم عليه بالشكر. وزعم العسكري أنه روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا، ولم يلقه، فوهم. 5203 ز- عبد الرحمن بن قيس «2» : ذكره أبو جعفر الطّبريّ وابن شاهين في الصحابة، وأورد له ابن شاهين، من طريق معاوية بن سفيان، عن أبي صالح، عنه، قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إني مظلوم، فقال: «إنّ المظلومين هم المفلحون يوم القيامة» . استدركه ابن فتحون. 5204- عبد الرحمن بن قيظيّ «3» بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري. ذكره أبو عمر مختصرا، فقال: شهد أحدا مع أبيه، واستشهد يوم اليمامة. 5205- عبد الرحمن بن كعب «4» بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو الأنصاري المازني، أبو ليلى.   (1) في أ: شماله. (2) طبقات ابن سعد 5/ 537- التاريخ الكبير 5/ 338، تاريخ الفسوي 2/ 615- الجرح والتعديل 5/ 276- تهذيب الكمال 813- تذهيب التهذيب 2/ 226/ 1- تاريخ الإسلام 4/ 78- تهذيب التهذيب 6/ 256- خلاصة تذهيب الكمال 233. (3) أسد الغابة ت (3381) ، الاستيعاب ت (1461) . (4) الاستيعاب ت (1462) ، الثقات 3/ 251- تجريد أسماء الصحابة 1/ 354- الجرح والتعديل 5/ 280، تهذيب التهذيب 6/ 259- التاريخ الصغير 1/ 110- التاريخ الكبير 5/ 342- العبر 1/ 123، الطبقات الكبرى 9/ 112- تهذيب الكمال 2/ 813- التحفة اللطيفة 2/ 528، الاستبصار 83، شذرات الذهب 1/ 122، خلاصة تذهيب 2/ 150، الكاشف 2/ 183.. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 قال ابن حبّان: له صحبة، ومات في آخر زمن عمر، وقال: شهد أحدا «1» ، والخندق، وما بعدها، وهو أحد البكاءين الذين نزل فيهم: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً. [التوبة: 92] ذكره ابن إسحاق فيهم، وكذا هو في تفسير الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمل أبا ليلى المازني» ، وعبد اللَّه بن سلام على قطع نخل بني النّضير. وقد تقدم ذكر أخيه عبد اللَّه بن كعب. 5206- عبد الرحمن بن لاس «3» : أخو أبي ثعلبة الخشنيّ «4» . ذكره ثابت بن قاسم الشريطي في كتاب الدلائل، وأبو نعيم في الحلية، وأخرجا من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز- أن أبا ثعلبة كان يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني اللَّه بالموت كما يخنقكم، فبينما هو في صرحه داره «5» إذ قال: هذا رسول اللَّه يا عبد الرحمن، لأخ له توفي في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم أتى مسجد بيته فخرّ ساجدا حتى قبض. 5207 ز- عبد الرحمن بن أبي لبينة الأنصاري: روى الباورديّ، من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبينة، عن جده في المواقيت. وقال: اسم جده عبد الرحمن، وهو يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبينة. [وأخرج له حديثا آخر في صيام رمضان من طريق حاتم أيضا عن يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبينة] «6» ، عن جدّه محمد، عن أبيه. استدركه ابن فتحون، وترجم ابن مندة عبد الرحمن الأنصاري: أبو محمد، مجهول لا   (1) في أ: وقال ابن سعيد: شهد أحدا. (2) في أ: الأزدي. (3) في أ: الأوسي. (4) أسد الغابة ت (3383) . (5) صرحة الدار: هو ما استوى وظهر، وإن لم يظهر فهو صرحة بعد أن يكون مستويا حسنا. اللسان 4/ 2426. (6) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 يعرف له صحبة، وقد ذكر في الصحابة، ثم أخرج من طريق محمد بن فضيل، عن يحيى بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، حدثني جدي أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما أتى خيبر جاءته امرأة يهودية بشاة مصلّية «1» ... فذكر الحديث. ذكره في ترجمة عبد الرحمن الأنصاري غير منسوب، وكذا صنع ابن أبي حاتم، وذكر هذا الحديث من طريق فضيل بن سليمان، عن يحيى، مثله. قلت: ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي لبينة مدني معروف. روى عن سعيد بن المسيب، وغيره، وأخرج له أبو داود والنسائي، وقد جعل بعضهم الصحبة لأبي لبينة، كما سيأتي في الكنى. 5208 ز- عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري «2» : هو الأكبر. ذكر العدوي النسابة عن ابن الكلبي- أنّ أبا ليلى شهد أحدا ومعه ابنه عبد الرحمن. قال ابن البرقيّ في رجال الموطأ في ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى التابعي المشهور: أدرك عبد الرحمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكأنه اشتبه عليه بأبيه، وإلا فقد صرّح غيره بأنه ولد في عهد عمر. واختلف في صحة سماعه منه، وله مراسيل. ومات في الحمام «3» سنة ثلاث وثمانين من الهجرة. وأما الّذي شهد مع أبيه أحدا فلم يذكروا تاريخ وفاته. 5209- عبد الرحمن بن ماعز «4» : في عبد اللَّه بن ماعز. 5210- عبد الرحمن بن مالك «5» بن شدّاد الداريّ.   (1) مصلّية أي مشويّة. (2) طبقات ابن سعد 6/ 109- طبقات خليفة ت 1080- تاريخ البخاري 5/ 368- المعرفة والتاريخ 2/ 617- أخبار القضاة 2/ 406- الجرح والتعديل 2/ 2/ 301- الحلية 4/ 350- تاريخ بغداد 10/ 199- تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول من الجزء الأول 303- وفيات الأعيان 3/ 126، تهذيب الكمال ص 817- تذكرة الحفاظ 1/ 55- تاريخ الإسلام 3/ 272- العبر 1/ 96، تذهيب التهذيب 6/ 226- النجوم الزاهرة 1/ 206- غاية النهاية ت 1602- تهذيب التهذيب 6/ 260- طبقات الحفاظ للسيوطي ص 19- خلاصة تذهيب التهذيب 234، طبقات المفسرين 1/ 269- شذرات الذهب 1/ 92- سير أعلام النبلاء 4/ 262. (3) في أ: الجماجم. (4) أسد الغابة ت (3384) . (5) أسد الغابة ت (3385) ، بقي بن مخلد 680. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 يأتي في خبره في ترجمة أخيه عروة. قال ابن حبّان تبعا للواقدي: كان اسمه عروة فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد الرحمن. وقال ابن الكلبيّ: كان اسمه مروان فسماه عبد الرحمن، استدركه ابن فتحون، وأبو موسى. 5211- عبد الرحمن بن أبي مالك الهمدانيّ: واسم أبي مالك هانئ. ذكره ابن السّكن، والباورديّ في الصحابة، وتفرد بحديثه حفيده خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، فأخرج ابن السكن، من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن خالد بن يزيد، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن- أنه قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، ومسح على رأسه، ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان، فلما جهّز أبو بكر الجيش إلى الشام خرج مع يزيد. قلت: لم يذكره ابن عساكر، وهو على شرطه. وذكره الباوردي بهذا الحديث. وذكره ابن مندة فيمن اسمه عبد الرحمن، غير مسمّى الأب، وأخرج الحديث من الوجه الّذي أخرجه منه ابن السكن، لكن وقع عنده: عن خالد بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن، فصحف [من بين] «1» يزيد وعبد الرحمن. والصواب يزيد بن عبد الرحمن على ما رواه ابن السكن وغيره. 5212- عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة الأنصاري: أبوه صحابي مشهور، أما هو فذكره ابن السكن في الصحابة، وقال: شهد مع أبيه أحدا والمشاهد، وبه كان يكنى. وذكره التّرمذيّ «2» وابن ماكولا في الصحابة، وقال ابن شاهين، عن ابن أبي داود: صحب وشهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها. 5213- عبد الرحمن بن مدلج «3» : ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب «الموالاة» ، وأخرج من طريق موسى بن النضر بن الربيع الحمصي، حدثني سعد بن طالب أبو غيلان، حدثني أبو إسحاق، حدثني من لا أحصي أنّ عليّا نشد الناس في الرحبة: من سمع قول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من كنت مولاه فعليّ   (1) في أ: ابن بني. (2) في أ: وذكره الزبير. (3) أسد الغابة ت (3388) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 مولاه» . فقام نفر منهم عبد الرحمن بن مدلج، فشهدوا أنهم سمعوا إذ ذاك من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرجه ابن شاهين، عن ابن عقدة. واستدركه أبو موسى. 5214- عبد الرحمن بن مربع «1» بن قيظي الأنصاري، أخو عبد اللَّه. تقدم ذكره في ترجمته. 5215- عبد الرحمن بن المرقع السلمي «2» : قال أبو حاتم، وابن السّكن، وابن حبّان: له صحبة. وذكره البغوي في الصحابة، وقال: سكن مكة وشهد فتح خيبر. وذكره البخاري وساق هو وإسحاق في مسندة، والحسن بن سفيان، والبغوي، وابن قانع، كلّهم من طريق أبي زيد المدني، عن عبد الرحمن بن المرقع، قال: لما فتح النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم خيبر كان في ألف وثمانمائة، فقسمها على ثمانية عشر سهما. 5216- عبد الرحمن بن مسعود الخزاعي «3» : ذكره البغويّ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والطبراني، وابن السكن، والباوردي، وابن قانع، وأخرجه من طريق إسماعيل بن عيّاش، عن سعيد بن عبد اللَّه الخزاعي، عن الهيثم بن مالك الطائي، عن عبد الرحمن بن مسعود الخزاعي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أيّها النّاس، عليكم بالسّمع والطّاعة فيما أحببتم وكرهتم، ألا إنّ السّامع العاصي لا حجّة له، والسّامع المطيع لا حجّة عليه» . وفي سنده ضعف. وقال ابن السكن: في إسناده نظر، ولم يذكر في حديثه سماعا. 5217 ز- عبد الرحمن بن مشنوء «4» بن عبد بن وقدان العامري. ذكره ابن سعد، والطّبريّ: وابن شاهين في الصحابة، وكان من الطلقاء. وذكر عمر بن شبّة في «أخبار المدينة» أنه اتخذ بالمدينة دارا بين دار عمّار بن ياسر ودار عبد بن ربيعة.   (1) أسد الغابة ت (3389) ، الاستيعاب ت (1464) . (2) أسد الغابة ت (3390) ، الاستيعاب ت (1465) ، الثقات 3/ 254، تجريد أسماء الصحابة 1/ 355، الجرح والتعديل 5/ 280، 1333، التاريخ الكبير 5/ 248، التحفة اللطيفة 2/ 541، العقد الثمين 5/ 410. (3) أسد الغابة ت (3393) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 355، الكاشف 2/ 185- العقد الثمين 5/ 410. (4) في أ: مشتوب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 5218- عبد الرحمن بن المطاع بن عبد اللَّه بن الغطريف «1» ، أخو شرحبيل بن حسنة، وحسنة أمهما. وقال التّرمذيّ: يقال: إنهما أخوان. وأنكر العسكري تبعا لابن أبي خيثمة أن يكون عبد الرحمن أخا شرحبيل. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه خرج عليهم ومعه كهيئة الدّرقة، فمال إليها ... الحديث. روى عنه زيد بن وهب. أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة. وذكر مسلم والأزدي والحاكم أنه تفرّد بالرواية عنه. وقد وقع في الطبراني الكبير حديث من طريق أبي قارظ عنه، وهو وارد على الإطلاق المذكور. 5219- عبد الرحمن بن مطيع «2» بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: له صحبة. وكنيته أبو عبد اللَّه، وأمه أم كلثوم بنت معاوية، وهو أخو عبد اللَّه بن مطيع، كذا قال، فإن كان محفوظا فقد وافق اسمه واسم أخيه اسم العدوي الآتي ذكره في العبادلة في القسم الثاني. 5220- عبد الرحمن بن معاذ «3» [بن جبل] «4» يأتي في القسم الثاني. 5221- عبد الرحمن بن معاذ «5» بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب القرشي التيمي، ابن عم طلحة بن عبد اللَّه. قال البخاريّ وغيره: له صحبة. وعدّه ابن سعد مع مسلمة الفتح. روى حديثه حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي عنه، قال: خطبنا رسول اللَّه   (1) أسد الغابة ت (3394) . (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 356، الثقات 3/ 252، الطبقات 2/ 235- تهذيب التهذيب 6/ 270، تهذيب الكمال 2/ 817، التحفة اللطيفة 2/ 542، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 152، الكاشف 2/ 185، العقد الثمين 5/ 411. (3) في ط: رجل. (4) أسد الغابة ت (3396) ، الاستيعاب ت (1466) . (5) أسد الغابة ت (3397) ، الاستيعاب ت (1467) ، الثقات 3/ 257- تجريد أسماء الصحابة 1/ 356- تقريب التهذيب 1/ 498، الجرح والتعديل 5/ 280- تهذيب التهذيب 6/ 271- تهذيب الكمال 2/ 817، خلاصة تذهيب 2/ 152- الكاشف 2/ 186- العقد الثمين 5/ 412، بقي بن مخلد 960. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 صلى اللَّه عليه وسلم [ونحن] «1» بمنى، ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا ... الحديث. أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي. وأخرج البخاريّ، قال لي مسدّد، عن خالد بن عبد اللَّه: حدثنا حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ، قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «بمثل حصى الخذف فارموا» «2» . اختلف فيه على حميد، فقيل: عنه، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن، عن رجل من الصحابة. أخرجه أبو داود أيضا. وذكره في الصحابة الترمذي، وابن حبان، وابن زبر، والباوردي، وابن مندة، وابن عبد البر، وآخرون. ولما أخرج الدارميّ حديثه، قال بعده: قيل له: أله صحبة؟ يعني قيل للدارمي- فقال: نعم. 5222- عبد الرحمن بن معاوية «3» : غير منسوب. ذكره الإسماعيلي وغيره في الصحابة، وتبعهم الخطيب في المتفق، وهو تابعي كما سأبينه في القسم الرابع، وهو مصري، ووالده مختلف في صحبته، وهو معاوية بن حديج الّذي كان من شيعة معاوية بن أبي سفيان. 5223- عبد الرحمن بن معقل السلمي «4» : صاحب الدّثينة «5» . قال ابن حبّان: له صحبة. وأخرج حديثه الطبراني من طريق الحسن بن أبي جعفر، قال: حدثنا أبو محمد، عن عبد الرحمن بن معقل صاحب الدّثينة «6» ، قال: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: ما تقول في الضبّ «7» ؟ قال: «لا آكله ولا أنهى عنه» . قلت: فما لم تنه عنه فإنّي آكله، وذكر الحديث. قال ابن عبد البر: ليس بالقوي.   (1) سقط من ط. (2) أخرجه أحمد 4/ 343، 5/ 270، 374، والشافعيّ في المسند 13093 والطبراني في الكبير 4/ 5 والرازيّ في العلل (874) والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 127، وانظر المجمع 3/ 258. (3) أسد الغابة ت (3398) . (4) أسد الغابة ت (3399) ، الاستيعاب ت (1468) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 356، الجرح والتعديل 5/ 280- الكاشف 2/ 186. (5) في أ: الدثنية. (6) في أ: الدثنية. (7) في أ: الضبع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 5224- عبد الرحمن بن معمر الأنصاري «1» : قال ابن مندة: ذكره البخاري في الوحدان، ثم أخرج ابن مندة، من طريق أسامة بن زيد: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثني عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «تسحّروا فنعم غذاء المسلم، تسحّروا فإنّ اللَّه يصلّي على المتسحّرين، تسحّروا ولو بشقّ تمرة ولو بكسرة» . قال ابن مندة: لا يصح. قلت: وقد تقدم نحو هذا المتن في ترجمة عبد الرحمن بن الأرقم. ويحتمل أن يكون هذا عبد الرحمن بن معمر بن حزم، والد أبي طوالة الأنصاري الراويّ عن أنس، فيكون الحديث مرسلا. 5225- عبد الرحمن بن مقرّن بن عائذ المزني. قال ابن سعد: له صحبة. ويقال كان اسمه عبد عمرو بن مقرن، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5226- عبد الرحمن بن النّحام: وقيل: ابن أم النحام «2» «3» . جاء ذكره في حديث صحيح. قال أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السّمط- أنه قال لكعب بن مرة: حدثنا عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم واحذر. قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: «من بلغ العدوّ بسهم رفعه اللَّه به درجة» . فقال عبد الرحمن بن أم النحام: وما الدرجة يا رسول اللَّه؟ قال: «أما إنّها ليست بعتبة أمّك، ولكن ما بين الدّرجتين مائة عام» . لفظ أحمد. وفي رواية أبي بكر: فقال عبد الرحمن بن النحام. وكذا أخرجه ابن حبّان في صحيحة، عن الحسن بن سفيان، وهو في مسندة عن أبي بكر. وكذا ابن مندة، نقله من طريق العطاردي، عن أبي معاوية. وقال: رواه أسباط، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، فقال: عن أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه ... فذكر الحديث. وأبو معاوية أحفظ لحديث الأعمش من غيره. 5227- عبد الرحمن بن نيار» : بكسر النون وتخفيف الياء المثناة من تحت.   (1) أسد الغابة ت (3400) . (2) في أ: عبد الرحمن بن أبي النحام بن أبي النحام. (3) أسد الغابة ت (3403) . (4) أسد الغابة ت (3405) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 هو أبو بردة الأسلميّ خال البراء. نقل ابن مندة، عن يحيى بن خذام أنه سماه عبد الرّحمن. وأخرج حديثه عن عبد اللَّه بن يزيد المقبري بسنده. والمعروف أن اسمه هانئ كما سيأتي. وأورد ابن مندة، وأبو نعيم حديثه من طريق المقبري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن ابن نيار، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا يضرب أحد «1» فوق عشرة أسواط إلّا في حدّ من حدود اللَّه» . كذا أورده بغير تسمية. وقال أبو نعيم: من قال عبد الرحمن فقد وهم، ثم أشار إلى وهم من نسبه أسلميا، فقال الأسلمي: هو أبو برزة بالزاي، اسمه نضلة، وإن كان بالدال فاسمه هانئ. ونقل ابن الأثير كلام أبي نعيم في رده «2» بما هذا تصحيحه. 5228- عبد الرحمن بن الهبيب: بموحدتين مصغرا، الكناني، ثم الليثي. من بني سعد بن الليث. استشهد هو وأخوه عبد اللَّه يوم أحد، قاله الواقدي. واستدركه ابن فتحون. 5229- عبد الرحمن بن واثلة الأنصاري «3» : ذكره أبو موسى عن كتاب «الطوالات» لأبي علي أحمد بن عثمان الأبهري بسند له إلى أبي البختري وهب بن وهب القاضي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن عليّ «4» - رضي اللَّه عنه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن ... فذكر قصة طويلة، قال: فرحل معاذ من اليمن، فلما كان على مرحلتين لقي رجلا وهو يقول: يا إله السماء، بلّغ معاذا أنّ محمدا فارق الدنيا، فقال له: من أنت؟ قال: عبد الرحمن بن واثلة أرسلني إليك أبو بكر الصديق، وهذا كتابه. قلت: وأبو البختري نسب إلى الكذب ووضع الحديث. 5230- عبد الرحمن بن وائل بن عامر بن مالك بن لوذان «5» . قال ابن القدّاح والعدويّ في «الأنساب» : شهد أحدا وما بعدها، واستشهد بالقادسية. 5231- عبد الرحمن بن يربوع المالكي: كان من ثقيف «6» .   (1) في أ: لا يضرب فوق ... (2) في أ: وأطال في رده. (3) أسد الغابة ت (3406) . (4) في أ: عن جده عن علي رضي اللَّه عنه. (5) أسد الغابة ت (3407) . (6) أسد الغابة ت (3409) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 ذكره البغويّ في الصّحابة، لكن لم ينسبه. وأخرج أبو نعيم من طريق محمد بن مروان السدّي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: كانت المؤلفة خمسة عشر رجلا: أبو سفيان بن حرب، والأقرع، وعيينة، وحويطب، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، وأبو السنابل، وحكيم بن حزام، ومالك بن عوف، وصفوان بن أمية، والعباس بن مرداس، والعلاء بن الحارث الثقفي، وعبد الرحمن بن يربوع من بني مالك، وسهيل الجمحيّ، وخالد بن قيس السلمي. وأخرج ابن مردويه في «التفسير» ، من طريق يحيى بن أبي كثير، قال: المؤلفة قلوبهم ... فذكرهم، وذكر فيهم الحارث بن هشام، وعبد الرحمن بن يربوع. وكذا أورده عبد الرّزاق في تفسيره عن معمر، عن يحيى. وذكره أيضا في الذين أعطاهم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين خمسين من الإبل، ولم يقع منسوبا إلى بني مالك عندهما. وأخرجه أبو موسى من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، فقال في روايته: وعبد الرحمن بن يربوع من بني مخزوم. وأخرج البغويّ والباورديّ في ترجمة هذا من طريق محمد بن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق- رفعه: أفضل الحج العجّ والثّجّ «1» . وهكذا أخرجه البزار في مسند أبي بكر، وقال: عبد الرحمن بن يربوع- هذا أدرك الجاهلية. قلت: ولا دخول لعبد الرحمن بن يربوع هذا في هذه الترجمة، فقد ذكر الدارقطنيّ أنّ الصواب عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق، وأنّ من قال سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه فقد قلبه. وكذا قال أحمد والبخاري والترمذي في تخطئة من قال سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه. قال التّرمذيّ: لم يسمع محمد بن المنكدر من عبد الرحمن، ولم يذكر المزي عنه راويا إلا ابن المنكدر، وقال: أخرج له الترمذي وابن ماجة حديثا واحدا- يعني المذكور، عن أبي بكر في الحج. واغترّ الذهبي بهذا فذكره في الميزان، فقال: ما روى عنه سوى ابن المنكدر، وتعقب «2» بأنّ البزار لما ذكره قال: روى عنه عطاء بن السائب، وابن المنكدر، وساق رواية عطاء عنه، وقال: إنه معروف.   (1) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 227 رواه أبو يعلى وفيه رجل ضعيف وكنز العمال حديث رقم 3/ 11883، نصب الراية للزيلعي 3/ 33، 35. (2) في أ: تعقبه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 قلت: وعلى تقدير أن يكون محفوظا فهذا الراويّ عن أبي بكر الصديق غير المذكور في المؤلفة. واللَّه أعلم. 5232 ز- عبد الرحمن بن يربوع المخزومي: ذكر في الّذي قبله إن وضح أنه غير المذكور في المؤلفة، فقد صرح البزار بأنه أدرك الجاهلية، ومن كان كذلك وروى عن أبي بكر الصديق وهو من قريش فهو على شرطنا في الصحابة كما تقرر غير مرّة. 5233 ز - عبد الرحمن بن يزيد بن عامر بن حامدة الأنصاري «1» ، أخو منذر بن يزيد. قال العدويّ: له صحبة. واستدركه ابن فتحون، وابن الأثير، عن أبي علي الجياني. 5234- عبد الرحمن بن يزيد بن رافع «2» ، أو راشد. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم: «إيّاكم والحمرة، فإنّها من أحبّ زينة الشّيطان» . أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن عثمان، كلاهما عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن البصري، فسمّى جدّه رافعا. وسعيد بن بشير ضعيف. وأخرجه ابن أبي عاصم، من طريق محمد بلال «3» ، عن سعيد بهذا الإسناد، فسمّى جده راشدا. وكذا أخرجه ابن مندة من طريق الوحاظي وقال: مختلف في صحبته، ولم يتردد في اسم جده. وكذا قال أبو نعيم. وتردّد في اسم جده في اختلاف الروايتين المذكورتين. وذكره أبو محيصة مختصرا، وحكى التردد. واختلف فيه على سعيد بن بشير اختلافا ثانيا «4» . أخرجه الطّبرانيّ في المعجم الكبير من طريق بكر بن محمد عنه، فقال: عن عمران بن حصين. بدل عبد الرحمن. وأخرجه من وجه آخر عن عمران.   (1) أسد الغابة ت (3412) . (2) أسد الغابة ت (3411) ، الاستيعاب ت (3471) . (3) في أ: محمد بن بلال. (4) في أ: اختلافا بائنا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 5235- عبد الرحمن بن يعمر الدئلي «1» : قال ابن حبّان في الصّحابة: مكّي سكن الكوفة، يكنى أبا الأسود. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم حديث: «الحجّ عرفة» . وفيه قصة، وحديث النهي عن [الدّبّاء والمزفّت] «2» ، وهما في السنن الأربعة إلا النسائي فليس هو عند أبي داود. وصحّح حديثه ابن خزيمة وابن حبان، والحاكم، والدارقطنيّ، وصرّح بسماعه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في بعض الطرق إليه. وقال مسلم والأزديّ: ما روى عنه غير بكير بن عطاء الليثي. وقال ابن حبّان: مات بخراسان. 5236- عبد الرحمن الأشجعي «3» : قال ابن مندة: ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في الصحابة، ولا يصحّ، وأخرج من طريق الواقديّ، عن أبي بكر بن أبي سبرة، عن عباس بن عبد الرحمن الأشجعي، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه أمرهم أن يسنّوا «4» من آثارهم يومئذ. 5237 ز- عبد الرحمن الأزرقي الفارسيّ: ذكره ابن قانع، وهو والد عقبة الآتي. 5238 ز- عبد الرحمن الأنصاري: هو ابن أبي لبينة «5» تقدم. 5239- عبد الرحمن الحميري: والد حميد بن عبد الرحمن الحميري «6» البصري الفقيه المشهور. ذكره ابن مندة في «الصّحابة» ، وقال: لا يصح. ثم أخرج من طريق أبي العلاء الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا دعاك داعيان «7» فأجب أقربهما منك جوارا» . ويحتمل أن يكون في قوله: عن أبيه-   (1) أسد الغابة ت (1413) ، الاستيعاب ت (1472) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 358- الطبقات 34، 128، 322، تقريب التهذيب 1/ 503، الجرح والتعديل 5/ 298- الإكمال 7/ 433، تهذيب التهذيب 6/ 301- التاريخ الكبير 5/ 243- الكاشف 2/ 192، تهذيب الكمال 2/ 826- خلاصة تذهيب 2/ 159- تلقيح فهوم أهل الأثر 374، العقد الثمين 5/ 414- بقي بن مخلد 389، الثقات 3/ 250. (2) في أ: الزنا والرفث. (3) أسد الغابة ت (3272) . (4) في أ: أن يستقوا من ... (5) أسد الغابة ت (3274) . (6) أسد الغابة ت (3291) . (7) في أ: الداعيان. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 تصحيف، وأن الصواب عن أسير. «1» وقد تقدم أسير في حرف الألف، وأن حميد بن عبد الرحمن روى عنه حديثا غير هذا. 5240 ز- عبد الرحمن الحنفي: أو الخشنيّ، أخو أبي ثعلبة. يأتي في ابن ثعلبة في الكنى. 5240 (م) - عبد الرحمن الخطمي ّ «2» هو ابن حبيب. تقدم. 5241- عبد الرحمن والد خلّاد: قال ابن مندة: ذكره البخاريّ. وأخرج ابن مندة وأبو نعيم من طريق عبد الرزاق عن معمر، عن خلّاد بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: خطبنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في غزوة تبوك، فقال: «ألا أخبركم بأحبّكم إلى اللَّه» ؟ قال: فظننا أنه سيسمّي رجلا، فقلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «أحبّكم إلى اللَّه أحبّكم إلى النّاس، وأبغضكم إلى اللَّه أبغضكم إلى النّاس» . قال أبو نعيم: هذا وهم، والصواب ما رواه عثمان بن مطر «3» ، عن معمر، عن عبد الرحمن بن خلاد، عن أبيه، عن أنس، كذا قال. وعثمان بن مطر «4» ضعيف جدا، فلو كان ضابطا لقبلت زيادته، وكان قد سقط اسم الصحابي من رواية عبد الرزاق. وقد ذكر البخاريّ وابن أبي حاتم خلّاد بن عبد الرحمن بن حميد. روى عن سعيد بن المسيب، وعن شقيق بن ثور. روى عنه معتمر وغيره. وقال البخاريّ في ترجمة شقيق: روى خلاد عن شقيق بن ثور، عن أبيه، عن أبي هريرة. 5242- عبد الرحمن، أبو راشد «5» : تقدم في عبد الرحمن بن عبد. 5243 ز- عبد الرحمن، والد عبد اللَّه «6» : ذكره ابن قانع في الصّحابة، وأورده أبو نعيم وأبو موسى في الذيل، فأخرج ابن قانع والطبراني في الأوسط من طريق سليمان بن داود الشاذكوني «7» ، قال: حدثنا محمد بن   (1) في أ: وقد تقدم ذكر أسير. (2) الاستيعاب ت (1474) . (3) في أ: عثمان بن بكير. (4) في أ: عثمان بن بكير. (5) أسد الغابة ت (3303) ، الاستيعاب ت (1416) . (6) أسد الغابة ت (3346) . (7) في أ: الشاذلوني. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 حمران، حدثنا أبو عمران محمد بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده، وكانت له صحبة، قال: نظر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى عصابة قد أقبلت، فقال: «أتتكم الأزد، أحسن النّاس وجوها، وأعذبها أفواها ... » الحديث. قال الطّبراني: تفرد به الشاذكوني بهذا الإسناد. قلت: أبو عمران وأبوه لا يعرفان. 5244 ز- عبد الرحمن، والد عقبة الفارسي ّ «1» : يأتي في عقبة والد عبد الرحمن. 5245- عبد الرحمن بن فلان «2» : ذكره ابن مندة في «الصّحابة» ، وأورد من طريق عصمة بن سليمان، عن حازم بن مروان، عن عبد الرحمن بن مروان أو فلان بن عبد الرحمن، قال: شهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم إملاك «3» رجل من الأنصار فزوّجه، وقال: «على الخير والإلف والطّائر الميمون والسّعة في الرّزق، دفّفوا على رأسه» . فجاءوا بالدفّ فضرب به، وأقبلت الأطباق عليها فاكهة وسكر، فنثر عليه فكفّ الناس أيديهم. فقال: «ما لكم لا تنتهبون» . قالوا: يا رسول اللَّه، نهيتنا عن النهب. فقال: «إنّما نهيتكم عن نهبة العسكر. فأمّا العرسان فلا» . فجاذبهم وجاذبوه. أخرجه عن الأصمّ عن الصغاني عن عصمة، وعصمة وشيخه لا يعرفان، وقد أخرجه الطبراني، عن أبي مسلم، عن عصمة، عن حازم، لكن خالف في إسناده، قال: عن حازم مولى بني هاشم، عن عمارة، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل. وذكره ابن الجوزيّ في الموضوعات، وقال: [ ..... ] 5246 ز- عبد الرحمن، والد محمد «4» : في ابن أبي لبينة. 5247- عبد الرحمن المزني: والد عمر «5» ، ويقال: والد محمد. ذكره البغويّ وغيره في الصحابة، وأخرجوا من طريق أبي معشر، عن يحيى بن شبل، عن عمرو بن عبد الرزاق المزني، عن أبيه، قال: سئل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف،   (1) أسد الغابة ت (3361) . (2) أسد الغابة ت (3377) . (3) الإملاك: التزويج والنكاح. النهاية 4/ 359. (4) أسد الغابة ت (3386) . (5) أسد الغابة ت (3391) ، الاستيعاب ت (1475) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 فقال: «قوم قتلوا في سبيل اللَّه وهم عاصون لآبائهم، فمنعهم من الجنّة عصيانهم لآبائهم، ومن النّار قتلهم في سبيل اللَّه» . وهكذا أخرجه ابن مردويه في «التّفسير» . وأخرجه عبد بن حميد، وابن جرير، كلاهما من وجه آخر، عن أبي معشر، فقالا: عن محمد بن عبد الرحمن. قال أبو عمر» : هذا هو الصواب في تسمية ولده. قلت: وأخرجه ابن شاهين، وابن مردويه أيضا، من وجه آخر، عن أبي معشر، فقالا: يحيى بن عبد الرحمن، والاضطراب فيه عن أبي معشر، وهو نجيح «2» بن عبد الرحمن، فإنه ضعيف. وقد رواه سعيد بن أبي هلال، عن يحيى بن شبل، فخالف أبا معشر في سنده. وأخرجه ابن جرير، وابن شاهين، من طريق الليث عن خالد بن يزيد، عن سعيد، عن يحيى بن شبل- أنّ رجلا من بني نصر أخبره عن رجل من بني هلال، عن أبيه، أنه أخبره أنه سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم ... فذكر نحوه. وأخرجه ابن مردويه من طريق ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، لكن لم يقل عن أبيه. ورواية الليث أوصل. 5248- عبد الرحمن المزني «3» : آخر. ذكره أبو موسى وأورد من طريق جعفر بن سليمان، عن يعقوب بن الفضل، عن شريك بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن المزني، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أعطيت في عليّ تسع خلال: ثلاثا في الدّنيا، وثلاثا في الآخرة، وثلاثا أرجوها له، وواحدة أخافها عليه ... » فذكر الحديث. قال أبو موسى: يجوز أن يكون واحدا مما تقدّم. 5249- عبد الرحمن المكفوف «4» «5» : ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وقال: له حديث في وظائف الأعمال في ذكر صلاة الأعمى. آخر من اسمه عبد الرحمن   (1) في أ: قال أبو محمد. (2) في أ: وهو حجيج. (3) أسد الغابة ت (3392) . (4) في أ: المطعون. (5) أسد الغابة ت (3401) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 ذكر أسماء بقية المعبدين «1» 5250- عبد رضا «2» : بضم الراء وفتح الضاد المعجمة، ضبطه ابن ماكولا مقصورا، الخولانيّ، يكنى أبا مكنف، بكسر الميم وسكون الكاف وفتح النون بعدها فاء. قال ابن مندة: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكتب له كتابا إلى معاذ، وكان ينزل بناحية الإسكندرية، ولا يعرف له رواية، قاله لي أبو سعيد يونس، وقال ابن ماكولا، عن ابن يونس: وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد بني خولان، وذكر له خبرا. قلت أنا: فأستبعد أن يكون النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم لم يغير اسمه المذكور. 5251 ز - عبد شمس بن الحارث بن عبد المطلب: سماه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه. تقدم. 5252- عبد شمس بن الحارث بن كثير بن جشم بن سبع بن مالك بن ذبيان «3» بن ثعلبة بن البطين الأعرج الغامدي، أبو ظبيان، بالمعجمة، معروف بكنيته. قال ابن الكلبيّ والطّبريّ: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكتب له كتابا، وهو صاحب راية غامد يوم القادسية، وهو القائل: أنا أبو ظبيان غير المكذبة ... أبي أبو العنقا وخالي المهلبة أكرم من يعلم بين ثعلبة [الرجز] قلت: وأنا أستبعد أيضا أن يكون النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم لم يغير اسمه، وقد أشرت إلى ذلك في العبادلة. 5253- عبد شمس بن عفيف بن زهير بن مالك بن عوف بن ثعلبة الأزدي. وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، قاله ابن الكلبي. واستدركه ابن فتحون. وتقدم في جندب بن كعب. وأنا أستبعد أن يكون النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم لم يغير اسمه كما غيّر اسم سميّه، وهو أبو ظبيان الأعرج، وهو عبد اللَّه بن الحارث بن كثير، فأظن أنّ بعضهم ذكره في عبد الرحمن، وقد أشرت إلى ذلك قبل.   (1) في أ: ذكر بقية أسماء المعبدين. (2) أسد الغابة ت (3415) . (3) في أ: مالك بن دينار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 5254- عبد شمس بن أبي عوف: تقدم في عبد اللَّه بن أبي عوف. 5255- عبد العزيز بن الأصم «1» : ذكره أبو نعيم في الصّحابة في بعض النسخ، وقال الحارث بن أبي أسامة في مسندة: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا موسى بن عبيدة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلم مؤذنان: أحدهما بلال، والآخر عبد العزيز بن الأصم. وهذا غريب جدا. وموسى ضعيف، ثم ظهرت لي علّته، وهو أن أبا قرّة موسى بن طارق الزبيدي أخرجه في كتاب السنن من رواية موسى بن عبيدة، فذكر مثله، وزاد: وكان بلال يؤذن بليل يوقظ النائم، وكان ابن أم مكتوم يتوخّى الفجر، فلا يخطئه، وعلى هذا فيظهر من هذه الزيادات أنّ عبد العزيز اسم ابن أم مكتوم. والمشهور في اسمه عمرو. وقيل: عبد اللَّه بن قيس بن زائدة بن الأصم بن هرم، فالأصمّ اسم جد أبيه نسب إليه في هذه الرواية. واللَّه أعلم. 5256- عبد العزيز بن بدر بن زيد «2» بن معاوية بن خشّان «3» الجهنيّ. ذكره ابن الكلبيّ في نسب جهينة أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه عبد العزّى فسماه عبد العزيز. وذكره الرّشاطيّ في «الأنساب» . وسيأتي سياق نسبه في ترجمة عثم بن الربعة في القسم الرابع. 5257- عبد العزيز بن سخبرة بن جبير بن منبه بن منقذ بن عبد اللَّه الغافقي «4» . ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزي في كتاب «الصّحابة» الذين نزلوا مصر حاكيا عن يحيى بن عثمان بن صالح، وقال: إنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه عبد العزى فسماه عبد العزيز. واستدركه ابن الأثير. 5258- عبد العزيز بن سيف بن ذي يزن الحميري «5» .   (1) أسد الغابة ت (3416) . (2) أسد الغابة ت (3417) ، الاستيعاب ت (1719) ، تبصير المنتبه 3/ 1060. (3) في أ: معاوية بن حسان. (4) أسد الغابة ت (3418) . (5) أسد الغابة ت (3419) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 ذكره ابن مندة فقال: كتب إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم- لم يزد على ذلك. وقال أبو موسى في «الذّيل» : أنكر عليه أبو نعيم، وقال: إن الّذي كتب إليه إنما هو أخوه زرعة، يعني كما مضى في ترجمته. قال: ولا أعلم أحدا سماه عبد العزيز. قال أبو موسى: وقد حدّث ابن مندة بحديث مسند لعبد العزيز، أخرجه المستغفري عنه، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز بن السفر بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن، قال: حدثنا عمي أبو رجاء أحمد بن حسين، حدثني عمي محمد بن عبد العزيز، سمعت أبي وعمي يحدّثان عن أبيهما عن جدهما- أن عبد العزيز قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم واسمه عزيز بهدية، فقال: «ما اسمك» ؟ قال: عزيز. قال: «بل أنت عبد العزيز» . وهو أخو ذي يزن، فدفع إليه حللا، فدفع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم منها حلّة إلى عمر، فقوّمت عشرين بعيرا. قلت: ورجال هذا الإسناد مجاهيل. وقد تقدم في ترجمة زرعة، وليس فيه مع ذلك دلالة على أن عبد العزيز هو ابن سيف ذي يزن إلا أن كان لسيف ولد يقال له ذو يزن، فأشير إليه بقوله في الحديث: وهو أخو ذي يزن، ولو كان قال: وهو أخو زرعة لكان أبين. واللَّه أعلم. 5259 ز- عبد العزيز السلمي: يقال هو اسم أبي سخبرة الآتي في الكنى. 5260- عبد عمرو بن عبد جبل الكلبي «1» : قال ابن ماكولا: يقال له صحبة، وضبطه بفتح الجيم والموحدة بعدها لام. وذكره غيره فسماه جبلة بزيادة هاء وحذف عبد، كذا ذكره ابن سعد، فقال في وفد بني كلب: أخبرنا هشام بن الكلبي، حدثني الحارث بن عمرو اللهبي، عن عمه عمارة بن جزء «2» ، عن رجل من بني ماوية بن كلب، قال: وأخبرني أبو ليلى بن عطية الكلبي، عن عمه، قاله «3» عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن اللجلاج الكلبي: شخصت «4» أنا وعصام- رجل من بني رواس، من بني عامر، حتى أتينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، فقال: «أنا النّبيّ الأميّ، الصّادق الزّكيّ، الويل كلّ الويل لمن كذّبني، وتولّى عنّي وقاتلني، والخير كلّ الخير لمن آواني ونصرني، وآمن بي وصدّق قولي، وجاهد معي» قالا: فنحن نؤمن بك ونصدق قولك وأسلما، وأنشأ عبد عمرو يقول:   (1) أسد الغابة ت (3423) . (2) في أ: حارثة. (3) في أ: عن عمه: قالا. (4) في أ: صحبت. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 أجبت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... فأصبحت بعد الجحد للَّه أوجرا وودّعت لذّات القداح وقد أرى ... بها سدكا عمري وللهو أصورا [الطويل] قوله: سدكا، أي مولعا. وأصور، أي مائل. وآمنت باللَّه العليّ مكانه ... وأصبحت للأذيان ما عشت منكرا [الطويل] وأخرجه بطوله أبو بكر بن الأنباري في أماليه من وجه آخر عن ابن الكلبي، وأورد الخطيب قصته في المؤتلف من طريق أبي بكر بن الأنباري في أماليه، عن هارون بن مسلم بن سعد، عن هشام، وكان اسم أبيه في الأصل جبلة فرخّم في غير النداء، وسماه بعضهم عمرو بن جبلة. وسيأتي فيمن اسمه عمرو، ولعل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سماه عمرا، لأنه لا يقر على تسميته عبد عمرو. 5261- عبد عمرو بن كعب الأصم الغامدي: ثم البكائي «1» . ذكره ثابت بن قاسم في «الدّلائل» ، وساق من طريق هشام بن الكلبي، عن أبي مسكين مولى أبي هريرة، حدثنا الجعيد بن عبد اللَّه بن ماعز، عن مجالد عن ثور بن عبادة البكائي، قال: وفد معاوية بن ثور بن عبادة، وهو شيخ كبير، على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومعه ابن له يقال له بشر الأصم وهو عبد عمرو بن كعب بن عبادة البكائي. قلت: وقد تقدم ذكره من وجه آخر في الأصم في حرف الهمزة، وسبق ذكره في عبد اللَّه بن كعب. 5262 ز- عبد عمرو بن مقرن: تقدم في عبد الرحمن. 5263- عبد عمرو بن نضلة الخزاعي «2» : قيل: هو اسم ذي اليدين، وقع ذلك في رواية محمد بن كثير عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه، ثلاثتهم عن أبي هريرة، قال: سلم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الركعتين، فقام عبد عمرو بن نضلة- رجل من خزاعة حليف لبني زهرة- قال: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ وفيه: أصدق ذو الشمالين؟.   (1) الاستيعاب ت (1720) . (2) أسد الغابة ت (3424) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 أخرجه أبو موسى من طريق جعفر المستغفري بسنده إلى محمد بن كثير، وقال جمع من الأئمة: إن تسميته من إدراج الزهري، فإنه وهم في ذلك، فإنّ ذا الشمالين استشهد ببدر كما تقدم بيان ذلك في ترجمته. وأبو هريرة إنما صلّى مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعد أن أسلم عام خيبر، وهي بعد بدر بخمس سنين، وقد ثبت ذلك في رواية ابن سيرين عن أبي هريرة أنه حضر تلك الصلاة مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وتقدم في ترجمة ذي اليدين أن اسمه الخرباق. واللَّه أعلم. 5264- عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي. ذكر سيف بن عمر، عن أبي عثمان، عن خالد وقتادة- أنّ أبا عبيدة قدّمه بين يديه لما كان بمرج الصّفّر إلى فحل من أرض الأردنّ على عشرة فوارس. وكذا ذكر الطبري، وأنه شهد اليرموك. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في تلك الحروب إلّا الصحابة. 5265- عبد عوف بن عبد الحارث «1» بن عوف الأحمسي، أبو حازم، مشهور بكنيته. سماه ابن حبّان. وسيأتي في الكنى. وهو والد قيس بن أبي حازم أحد كبار التابعين. 5266 ز- عبد القدوس الإسرائيلي: روى البخاريّ من طريق ثابت، عن أنس- أنّ غلاما يهوديا كان يخدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فمرض، فعاده النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فعرض عليه الإسلام، فقال أبوه «2» : أطع أبا القاسم، فأسلم فمات. ذكر العتبي المالكيّ في العتبية عن زياد سبطون صاحب مالك أنّ اسم هذا الغلام عبد القدوس. 5267- عبد قيس بن لأي بن عصيم الأنصاري «3» ، حليف بني ظفر من الأنصار. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: شهد أحدا، ولا أعرف نسبه. قلت: وأستبعد ألّا يكون غيّر اسمه. 5268- عبد القيوم، مولى أبي راشد بن عبد الرحمن «4» .   (1) أسد الغابة ت (3425) ، الثقات 3/ 305، الجرح والتعديل 6/ 53، الاستيعاب ت (1721) . (2) في أ: فقال له أبوه. (3) أسد الغابة ت (3426) ، الاستيعاب ت (1722) . (4) أسد الغابة ت (3427) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 تقدم ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن عبد مولاه، وأنه أعتقه لما أسلم، وعبد القيوم يكنى أبا عبيدة. استدركه ابن الأثير. 5269 ز- عبد المسيح النجراني: هو العاقب. تقدم. 5270- عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي «1» . أمّه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب. تقدم ذكره في ترجمة أبيه. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن علي. وروى عنه ابنه عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل. قال ابن عبد البرّ: كان على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يغير اسمه فيما علمت. [قلت: وفيما قاله نظر، فإن الزبير بن بكار أعلم من غيره بنسب قريش وأحوالهم، ولم يذكر أن اسمه إلا المطلب] «2» . وقد ذكر العسكريّ أنّ أهل النسب إنما يسمونه المطلب. وأما أهل الحديث فمنهم من يقول المطلب، ومنهم من يقول عبد المطلب. وثبت في صحيح مسلم من حديثه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أمر بتزويجه لما سأله هو والفضل بن العباس ذلك. وقال مصعب الزّبيريّ: زوّجه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابنته. وفي الترمذي من حديثه، قال: دخل العباس على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا عنده ... فذكر القصة، وفيها: «من آذى عمّي فقد آذاني» . وقد أخرجه البغوي، وفي آخره: لا يدخل قلب أحد الإيمان حتى يحبكم للَّه ولقرابتي «3» .   (1) أسد الغابة ت (3428) ، الاستيعاب ت (1723) ، تاريخ خليفة 251، جمهرة أنساب العرب 71، طبقات ابن سعد 4/ 57، طبقات خليفة 6، التاريخ الكبير 6/ 131، الجرح والتعديل 6/ 68، أنساب الأشراف 3/ 24، المغازي للواقدي 696، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 308، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 329، الكامل في التاريخ 4/ 110، تهذيب الكمال 852، تحفة الأشراف 7/ 219، مقدمة مسند بقي بن مخلد 99، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 287، العبر 1/ 66، الكاشف 2/ 182، مرآة الجنان 1/ 137، العقد الثمين 5/ 494، تهذيب التهذيب 6/ 383، تقريب التهذيب 1/ 517، خلاصة تذهيب التهذيب 269، شذرات الذهب 1/ 70، تاريخ الإسلام 2/ 180. (2) سقط من أ. (3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 208 عن عبد المطلب بن ربيعة وابن عساكر في التاريخ 7/ 236. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 وحكى البغويّ والطّبرانيّ الوجهين، وصوّب الطبراني المطلب، وعليه اقتصر ابن عساكر في التاريخ. قال الزّبير: أمه أمّ الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب، وكان على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا، ولم يزل بالمدينة إلى عهد عمر، ثم تحوّل إلى دمشق فنزلها وهلك بها، وأوصى إلى يزيد بن معاوية فقبل وصيّته، وكان لولده محمد بها قدر وشرف. وقال ابن عبد البرّ: سكن المدينة ثم الشام في خلافة عمر. ومات في إمرة يزيد سنة اثنتين وستين، وأرّخه ابن أبي عاصم والطبراني سنة إحدى. واللَّه أعلم. 5271 ز- عبد الملك بن جحش الأسدي. مضى نسبه في عبد اللَّه بن جحش. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» في ترجمة عبد بن جحش، بغير إضافة، وقال: هاجر هو وأخواه: عبد اللَّه، وعبد الملك إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم أره لغيره. 5272- عبد الملك بن أكيدر: صاحب دومة الجندل «1» . ذكره العثمانيّ وابن مندة في «الصحابة» ، وأخرج من طريق موسى بن نصر بن سلام عن عمرو بن محمد [بن محمد] بن الحسين، عن يحيى بن وهب بن عبد الملك بن أكيدر، عن أبيه، عن جده، قال: كتب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كتابا ولم يكن معه خاتم فختمه بظفره. واستدركه ابن الأثير. وقد تقدم ذكر أبيه في حرف الألف. 5273- عبد الملك بن سنان: قيل هو اسم صهيب. تقدم في ترجمته. 5274- عبد الملك بن عباد بن جعفر المخزومي «2» . ذكره ابن شاهين وغيره في الصحابة. وقال البخاري في ترجمة القاسم بن حبيب من تاريخه: سمع عبد الملك بن عباد بن جعفر من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج البزّار في مسندة وابن شاهين من طريق سعيد بن المسيب «3» ، عن عبد الملك بن أبي زهير، عن حمزة بن عبد اللَّه بن أبي سمي «4» الثقفي، عن القاسم بن حبيب بن   (1) أسد الغابة ت (3429) . (2) أسد الغابة ت (3431) ، الاستيعاب ت (1724) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 359- التاريخ الكبير 5/ 404. (3) في أ: السائب. (4) في أ: أبي شمس الثقفي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 جبير المكيّ، عن عبد الملك بن عباد المخزومي- أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أوّل من أشفع له من أمّتي أهل المدينة، ثمّ أهل مكّة، ثمّ أهل الطّائف» . وأخرجه الزّبير بن بكار من طريق أخرى، عن عبد الملك بن زهير، عن حمزة بن أبي شمر، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا. وأما ابن حبّان فذكره عبد الملك بن عباد في التابعين. وقال: من زعم أن له صحبة فقد وهم. قلت: فماذا يصنع في قوله: إنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، لكن إن كان هو أخا محمد بن عباد حكمنا على أن قوله: سمع- وهم من بعض رواته، لأن والدهما عبادا لا صحبة له. 5275 ز- عبد الملك بن هبار: يأتي في هبار بن الأسود. 5276- عبد الملك الحجبي «1» : ذكره أبو بكر بن عليّ في «الصّحابة» ، وأخرج من طريق يعلى بن الأشدق، عنه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرّ بأهل مكة فقالوا: يا رسول اللَّه، نسقيك نبيذا؟ فقال: «نعم» .... الحديث. وفيه: «فانتبذوا في القرب، وغيّروا طعم الماء واشربوا» . فعليّ ساقط «2» . 5277- عبد الملك بن علقمة الثقفي» : تقدم في عبد الرحمن. 5278- عبد الملك بن أبي بكر: قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مع تميم الداريّ، وكنت جمّاله. استدركه ابن الأمين. 5279- عبد مناف بن عبد الأسد المخزومي «4» : أبو سلمة، مشهور بكنيته. غيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فسمّاه عبد اللَّه. وقد تقدم في العبادلة. 5280- عبد النور الجنّي: اختلقه بعض الكذابين. يأتي في القسم الأخير. 5281- عبد هلال «5» : في عبد اللَّه بن هلال.   (1) أسد الغابة ت (3430) . (2) في أ: فيعلى ساقط. (3) أسد الغابة ت (3432) ، أسد الغابة 3/ 510- تجريد أسماء الصحابة 1/ 359.. (4) أسد الغابة ت (3433) . (5) أسد الغابة ت (3434) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 5282- عبد الواحد: غير منسوب «1» . ذكره أبو بكر الباطرقانيّ في «طبقات القرّاء» . وأخرج من طريق ابن وهب، عن خلّاد بن سليمان، قال: اختصم عبد الواحد- وكان ممن جمع القرآن في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم هو وعبد اللَّه بن مسعود ... فذكر قصة. واستدركه أبو موسى، ونقل عن أبي زرعة، قال: عبد الواحد لم يثبت. [5283 ز- عبد الوارث: تقدم في عبد الحارث. 5284- عبد يا ليل بن عمرو بن عمير الثقفي «2» . تقدم ذكره في ترجمة أخيه حبيب، وذكر ابن إسحاق أنه كان ممن وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد ثقيف. والّذي قال غيره: إن الوافد فيهم مسعود بن عبد يا ليل.] «3» . 5285- عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن المطلب بن عبد مناف، والد ركانة «4» . ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» ، وعلّم له علامة أبي داود، وقال: أبو ركانة طلّق امرأته، وهذا لا يصح. والمعروف أن صاحب القصة ركانة. قلت: وقع ذكره في الحديث الّذي أخرجه 0 عبد الرزاق [وأبو داود] «5» ، من طريقه، عن ابن جريج: أخبرني بعض بني أبي رافع مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: طلّق عبد يزيد [أبو ركانة أمّ ركانة وإخوته] «6» ، ونكح امرأة من مزينة، فجاءت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقالت: ما يغني عني إلا كما تغني هذه الشعرة لشعرة أخذتها من رأسها، ففرّق بينيّ وبينه، فدعا بركانة وإخوته ... فذكر القصة، وفيها: فقال: النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لعبد يزيد: «طلّقها» ، أي المزنية، ففعل. قال: «راجع امرأتك أمّ ركانة» . قال: إني طلقتها ثلاثا يا رسول اللَّه. قال: «قد علمت. راجعها» . قال أبو داود: وحديث نافع بن عجير، وعبد اللَّه بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه،   (1) أسد الغابة ت (3435) . (2) أسد الغابة ت (3436) ، الاستيعاب ت (1725) ، الثقات 3/ 305، العقد الثمين 5/ 38. (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (3449) . (5) في أ: بن أبي وارد. (6) في أ: أبو ركانة وإخوته أم ركانة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 عن جده- أنّ ركانة طلّق امرأته البتة، فجعلها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم واحدة أصحّ، لأنهم ولد الرجل، وأهله أعلم به. وكان أسند قبل ذلك حديث ركانة كما تقدمت الإشارة إليه في ترجمته، لكن إن كان خبر ابن جريج محفوظا فلا مانع أن تتعدّد القصة، ولا سيما مع اختلاف السياقين، وشيخ ابن جريج الّذي وصفه بأنه بعض بني رافع لا أعرف من هو، وقد تقدمت ترجمة السائب بن عبيد بن عبد يزيد، وأنه أسر يوم بدر، وأسلم، ولم أر لأبيه ذكرا في هذه الرواية، فدعا بركانة وإخوته. وذكر الزّبير في كتاب «النّسب» : فولد عبد يزيد بن هشام ركانة وعجيرا وعميرا وعبيدا، بني عبد يزيد، وأمهم العجلة بنت عجلان، من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وعلى هذا فيكون في النسب أربعة أنفس في نسق من الصحابة: عبد يزيد، وولده عبيد، وولده السائب بن عبيد، وولده شافع بن السائب، وقد ذكرت في ترجمة كلّ منهم ما ورد فيه. ذكر من اسمه عبد، بلا إضافة، وعبدة بزيادة هاء 5286- عبد بن الأزور بن مرداس الأسدي «1» ، أخو ضرار بن الأزور- الّذي تقدم. ذكره أبو موسى، وأخرج له من طريق المستغفري، من رواية ماجد بن مروان، حدثني أبي، عن أبيه، عن عبد بن الأزور، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم فلما وقفت بين يديه قلت ... فذكر شعرا تقدم في ترجمة ضرار. وقد قيل: إنه هو ضرار، وإن اسمه عبد، وضرار لقب، ثم قال أبو موسى: وعبد بن الأزور هو الّذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد. قلت: وذكره الطّبريّ، وقال: كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردّة، وقتل في زمن عمر بن الخطاب. 5287 ز- عبد ويقال عبيد: بالتصغير، ابن أرقم، أبو زمعة البلوي «2» . مشهور بكنيته. يأتي. 5288- عبد بن جحش بن رئاب «3» ، بكسر الراء بعدها مثناة تحتية مهموزة، وآخره باء موحدة، الأسدي.   (1) أسد الغابة ت (3438) . (2) في أ: البكري. (3) أسد الغابة ت (3439) ، الاستيعاب ت (1388) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 وقيل: هو اسم أبي أحمد. ويأتي في الكنى. وهو بها أشهر. 5289- عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ «1» بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري، أخو سودة أم المؤمنين. وذكره أبو نعيم، فقال : عبد بن زمعة بن الأسود، أخو سودة. وقوله: ابن الأسود وهم، فإن زمعة بن الأسود أخر غير هذا، مات كافرا، ويكفي في الرد عليه: أخو سودة، فإن سودة هي بنت زمعة بن قيس بلا خلاف. ثبت خبره في الصحيحين في مخاصمة سعد بن أبي وقاص في ابن وليدة زمعة، وكان زمعة مات قبل فتح مكة، وأسلم ابنه عبد هذا يوم الفتح، ونازعه سعد بن أبي وقاص في ابن وليدة زمعة، فقضى به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم لعبد بن زمعة، وقال: «احتجبي منه يا سودة» . واسم أخيه عبد الرحمن كما سيأتي في القسم الثاني. وأخرج ابن أبي عاصم بسند حسن إلى يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة قالت: تزوج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم سودة بنت زمعة، فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثو من التراب على رأسه، فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوّج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سودة «2» ، حتى قال ابن عبد البر: كان من سادات الصحابة. وأخوه لأمه قرظة بن عبد بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف، أمّهما عاتكة بنت الأخيف بخاء معجمة بعدها مثناة تحتانية، من بني بغيض بن عامر بن لؤيّ. 5290 ز- عبد بن عبد الثمالي، أبو الحجاج «3» : هو بكنيته أشهر. وسيأتي في الكنى. 5291- عبد بن عبد غنم: أحد ما قيل في اسم أبي هريرة «4» . حكاه ابن مندة هنا «5» . 5292- عبد بن عمرو بن جبلة بن وائل بن الجلاح الكلبي. يأتي ذكره في عصام. 5293 ز- عبد بن عمرو بن رفيع: تقدم في عبد اللَّه بن رفيع. 5294- عبد بن قوال بن قيس الأنصاري «6» . قال العدويّ، في نسب الأنصار: شهد أحدا، وقتل يوم الطائف.   (1) أسد الغابة ت (3442) ، الاستيعاب ت (1390) . (2) في أ: سودة أختي قال ابن عبد البر. (3) أسد الغابة ت (3444) . (4) أسد الغابة ت (3447) . (5) في أ: هناك. (6) الاستيعاب ت (1391) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 5295- عبد بن قيس بن عامر بن زريق «1» الأنصاري الخزرجي. شهد العقبة وبدرا. ذكره أبو عمر بن عبد البر. وقيل: إنه وهم فيه، وإنما هو عبادة. 5296- عبد الأسلمي «2» : قيل هو اسم أبي حدرد الأنصاري. حكى ذلك عن أحمد بن معين. وسيأتي في الكنى. 5297- عبد العركي «3» : قيل هو اسم الّذي سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن ماء البحر في الحديث الّذي أخرجه مالك في الموطّأ، من طريق أبي هريرة. وحكى ابن بشكوال عن ابن رشدين أنّ اسمه عبد اللَّه المدلجي. قال الطبراني: اسمه عبيد- بالتّصغير، ثم ساق هو والبغوي من طريق حميد بن صخر، عن عياش بن عباس القتباني، عن عبد اللَّه بن جرير، عن العركي، أنه سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن ماء البحر، فقال: «هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته» . قال البغويّ: صوابه حميد أبو صخر. وقال: بلغني أن اسمه عبد ودّ، وكذا حكاه ابن بشكوال عن ابن الفرضيّ، قال: اسم العركي عبد. والعركيّ بفتح- المهملة والراء بعدها كاف: هو الملاح، ووهم من قال إنه اسم بلفظ النسب كما سيأتي. 5298- عبدة بن حزن «4» : بفتح المهملة وسكون الزاي، النصري، بالنون والمهملة. نزل الكوفة. ويقال اسمه نصر. اختلف فيه قول شعبة، وفي روايته لحديثه عن أبي إسحاق السّبيعي عنه، وقال: الأكثر عبدة أصح. وكذا قال شريك عن أبي إسحاق. أخرجه البخاريّ في التاريخ، وقال في روايته: عن عبدة بن حزن، وكانت له صحبة، أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سجد في الآية الأولى من سورة حم.   (1) أسد الغابة ت (3448) ، الاستيعاب ت (1392) . (2) أسد الغابة ت (3441) ، الاستيعاب ت (1389) . (3) أسد الغابة ت (3446) ، الاستيعاب ت (1393) . (4) أسد الغابة ت (3450) ، الاستيعاب ت (1394) ، الجرح والتعديل 6/ 89، تجريد أسماء الصحابة 1/ 361- تقريب التهذيب 1/ 529- ذيل الكاشف 967، تهذيب التهذيب 6/ 457- التاريخ الكبير 5/ 112- خلاصة تذهيب 2/ 188، تهذيب الكمال 2/ 872. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 وقال أبو داود الطّيالسيّ، عن شعبة: بشير بن حزن، وفي رواية الثوري اسمه عبيدة، بكسر الموحدة وزيادة تحتانية مثناة، أخرجه مسدّد، عن يحيى القطان عنه. قال البخاري ومسلم: قال شعبة: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكره أبو نعيم فيمن نزل الكوفة من الصحابة. وذكره البلاذري وابن زبر وغيرهما في الصحابة، وقال ابن السكن: يقال إن له صحبة. وكذا ذكره ابن حبان، لكن زاد: ولم يصح ذلك عندي وقال أبو حاتم الرازيّ في المراسيل: ما أرى له صحبة. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، عن أبيه: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو تابعيّ. وتبعه العسكري. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين. وقال ابن البرقي: لا تصح له صحبه، وله في المسند حديثان. وقال أبو عمر: اختلف في حديثه، ومنهم من يجعله مرسلا. وقال مسلم وأبو الفتح الأزدي: تفرّد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي. وأخرج البخاري في الأدب المفرد، وابن السكن وغيرهما، من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن نصر بن حزن، قال: افتخر أهل الغنم والإبل، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: بعثت وأنا أرعى الغنم. قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: أدرك نصر بن حزن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة من طريق الثوري، عن أبي إسحاق- أنه سمع عبيدة بن حزن النصري يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لو نهيت رجالا ألا يأتوا الحجون لأتوها وما لهم بها حاجة» «1» . رجاله أثبات. وأظن قول من قال في اسمه نظر- التبس عليه بنسبه، فإنه نصري. قال البخاريّ: وقال حصين: يعني ابن عبد الرحمن الواسطي أحد صغار التابعين: رأيت أبا الأحوص وعبدة أخا بني نصر بن معاوية، وكان أدرك عمر، وكان من قرّائهم. وهذا قد يردّ على من قال: إن أبا إسحاق تفرد بالرواية عنه. ويقال: إنه روى عنه أيضا مسلم البطين. وله رواية عن ابن مسعود. 5299- عبدة: ويقال عبيد، ويقال عبادة، ويقال عباد بن الحسحاس «2» . تقدم في عبادة.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44146 وعزاه لأبي نعيم عن عبدة بن حزن قال ياقوت الحموي في معجمه البلدان 2/ 225 الحجون جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها. (2) أسد الغابة ت (3451) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 5300 ز- عبدة بن قرط العنبري بن جناب بن الحارث التميمي العنبري. روى ابن شاهين، من طريق سيف بن عمر، عن قيس بن سليمان بن عبدة العنبري، عن أبيه، عن جده، عن عبدة بن قرط- وكان في وفد بني العنبر، قال: وفد وردان وحيدة ابنا مخرم بن مخرمة بن قرط على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فدعا لهما بخير. وقد تقدمت الإشارة إليه في ترجمة عبد «1» . 5301- عبدة بن مسهر البجلي «2» : ذكره ابن مندة، وقال: روى إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي زرعة بن عمرو «3» ، عن جرير، عن عبدة بن مسهر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أين منزلك يا ابن مسهر» ؟ قال: قلت بكعبة نجران. قلت: وهذا طرف من حديث طويل أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى، من طريق الشعبي، قال: كان جرير مواخيا لعبدة بن مسهر، فلما ظهر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال جرير لعبدة: إني أردت أمرا ولم أكن أمضي عليه حتى أستشيرك، إنه ظهر نبيّ بالحجاز يوحى إليه من السماء ويدعو إلى اللَّه ... فذكر قصة خروجهما إليه. قال: فدنا عبدة بن مسهر، فقال: إن كنت صادقا فأخبرني بما جئت أسألك عنه. قال: أمّا ما أخذت «4» فسيفك وابنك وفرسك، فأما فرسك فستجده، وأما ابنك فاحتسبه فإنه قتله مالك بن نجدة، وأما سيفك فهو عند ابن مسعدة، فاجعل فرسك ربيطة في سبيل اللَّه، وإن أدركت الرّدة فلا تتبعن كندة ولا تنقض الميثاق، ثم قال: أين منزلك يا عبدة؟ فذكر بقية القصة. وأخرج الرّامهرمزيّ في كتاب «الأمثال» طرفا من هذه القصة عن الشعبي وغيره، وفي حديثه: أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لعبدة: «عليك بالخيل، اتّخذها في بلادك، فإنّها عدّة في الشّدائد، والخيل في نواصيها الخير» . 5302- عبدة بن معتّب بن الجدّ بن عجلان «5» بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلوي، حليف بني ظفر من الأنصار.   (1) في أ: في ترجمة حيدة. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 361، الطبقات الكبرى 1/ 340، أسد الغابة ت (5301) . (3) في أ: أبي زرعة عن عمرو. (4) في أ: ما أضمرت. (5) تصحيفات المحدثين 919- تنقيح المقال 7573. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 ذكره الخطيب في أواخر كتاب «المبهمات» ، وأنه والد شريك بن سحماء «1» ، حكاه أبو موسى. وذكره ابن عبد البر في ترجمة شريك بعد أن ساق نسبه، شهد أبوه عبدة بدرا. قلت: وقال ابن سعد، عن هشام بن الكلبي: شهد أحدا، وكأنّ هذا أولى. 5303- عبدة مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «2» : ذكره ابن شاهين، وأخرج من رواية ابن المبارك، عن سليمان التيمي، عن رجل، قال: قيل لعبدة مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: هل كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يأمر بصلاة غير المكتوبة؟ قال: بين المغرب والعشاء. 5304- عبس بن عامر بن عدي «3» : بنون وبعد الألف موحدة مكسورة، ابن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، والواقديّ وغيرهم فيمن شهد بدرا والعقبة وأحدا، إلا أن موسى قال عيسى بن أوبي آخر اسمه بياء النسب. 5305- عبس الغفاريّ» : تقدم في عابس. 5306 ز- عبسة بن ربيعة الجهنيّ: ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: يقال له صحبة. ذكر من اسمه عبيد اللَّه بالتصغير 5307- عبيد اللَّه بن أسلم الهاشمي: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «5» . ذكره البغويّ وغيره في «الصّحابة» . وأخرج أحمد وغيره من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن عبيد اللَّه بن أسلم، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال لجعفر بن أبي طالب: «أشبهت خلقي وخلقي» . وأخرج أحمد في «الزّهد» من هذا الوجه أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من يذهب بكتابي إلى طاغية الرّوم» ... فذكر الحديث.   (1) في أ: ابن سحمة. (2) أسد الغابة ت (3452) . (3) أسد الغابة ت (3455) ، الاستيعاب ت (1727) . (4) أسد الغابة ت (3456) ، الاستيعاب ت (1728) . (5) أسد الغابة ت (3457) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 وسيأتي التنبيه عليه في عبيد اللَّه بن عبد الخالق. 5308- عبيد اللَّه بن الأسود السدوسي «1» : قال: خرجت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد سدوس. أخرجه أبو عمر مختصرا. وقد تقدم ذكره وحديثه فيمن اسمه عبد اللَّه، ولم أره في شيء من الوجوه التي ذكرها «2» في التصغير. فاللَّه أعلم. 5309- عبيد اللَّه بن بشر المازني: أخو عبد اللَّه «3» . ذكره أبو موسى عن أبي الفضل السليماني. قلت: وقد أخرج البيهقي من طريق ابن جابر، عن عبد اللَّه بن زياد البكري، قال: دخلنا على ابني بشر المازنيين صاحبي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلنا: الدابة يركبها الرجل فيضربها بالسوط، هل سمعتما من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فيها شيئا؟ فقالا: لا. فقالت امرأة من الداخل: إن اللَّه يقول: وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ [الأنعام 38] . فقالا: هذه أختنا، وهي أكبر منا. انتهى. فيحتمل أن يكون المراد عبد اللَّه وعبيد اللَّه. ويحتمل أن يكون المراد عبد اللَّه وعطية. 5310- عبيد اللَّه بن التّيّهان الأنصاري: أخو أبي الهيثم «4» . يأتي نسبه في ترجمة أبي الهيثم في الكنى. ذكره أبو عمر، فقال: شهد أحدا هو وأخوه عبيد، ويقال عتيك. 5311 ز- عبيد اللَّه بن ثور بن أصغر: العرني، أخو عكاشة. قال سيف بن عمر: استعمل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عكاشة على السكاسك والسّكون «5» ، واستعمل أبو بكر أخاه عبيد اللَّه على اليمن. قلت: وتقدم أنهم ما كانوا يؤمّرون في تلك الأيام إلا الصحابة.   (1) أسد الغابة ت (3458) ، الاستيعاب ت (1729) . (2) في أ: التي ذكرها. (3) أسد الغابة ت (3459) . (4) الثقات 3/ 281، الاستبصار 2291، تجريد أسماء الصحابة 1/ 364، الاستيعاب ت (1730) ، دائرة معارف الأعلمي 21/ 287، عنوان النجابة 130، جامع الرواة 1/ 523، الطبقات الكبرى 3/ 168، تنقيح المقال 7577، أسد الغابة ت (3460) . (5) في أ: بالسكون. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 5312- عبيد اللَّه بن الحارث بن نوفل «1» . ذكره المستغفريّ في الصحابة، وأخرج من طريق يحيى بن يونس الشّيرازي: حدثنا الحسن أبو علي البصري، حدثنا الفضل أبو موسى، حدثنا ابن أخي سعد بن إبراهيم، عن الزهري: سمعت الأعرج يقول: سمعت عبيد اللَّه بن الحارث بن نوفل يقول: آخر صلاة صليتها مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المغرب، فقرأ في الأولى بالطور، وفي الثانية ب قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [الكافرون 101] هذا إسناد غريب فيمن لا يعرف. ووقع في «التّجريد» عبيد اللَّه بن الحارث بن نوفل عمّ ببّة، وإسناده واه. قلت: وقوله: ببّة، لا يصح، لأن ببّة هو عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، فيكون هذا أخاه لا عمّه، ولم يذكر أحد من النسابين في أولاد الحارث بن نوفل أحدا اسمه عبيد اللَّه بالتصغير، وإنما ذكروا عبيد اللَّه من طريق الزهري، وهذا ليس هو، لأنه تابعي، وهذا قد قال: إنه صلى مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلو صح لكان آخر وافق ببّة في اسم أبيه وجدّه. 5313 ز- عبيد اللَّه بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي. ذكره الزّبير في كتاب «النّسب» ، فقال: قتل أخوه عبد اللَّه بأحد «2» ، وبقي هو حتى ولد له ولده الزبير قبل موت أبي بكر الصديق بسبع ليال، وذلك في سنة ثلاث عشرة. وعاش الزبير أربعا وتسعين سنة. قلت: فعلى هذا فعبيد اللَّه من شرط هذا القسم، لأنه قد تقدم التصريح بأنه لم يبق بمكة في حجة الوداع قرشي إلا شهدها مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5314 ز- عبيد اللَّه بن زيد «3» بن عبد ربه الأنصاري، أخو صاحب الأذان. ذكره ابن شاهين، وأورده من طريق عبد السلام بن مطهّر، حدثنا أبو سلمة الأنصاري، عن عبد اللَّه بن محمد بن زيد، عن عمه عبيد اللَّه بن زيد، قال: أراد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يحدث في الأذان، قال: فجاءه عبيد اللَّه بن زيد، فقال: إني رأيت الأذان ... فذكر الحديث. واستدركه أبو موسى، وأنا أخشى أن يكون قوله محمد بن زيد خطأ، فلم يذكر أهل   (1) دائرة معارف الأعلمي 21/ 297، تنقيح المقال 7650، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390، معجم الثقات 302، جامع المسانيد 2/ 523، العقد الثمين 5/ 304، أسد الغابة ت (3461) . (2) في أ: بأحد مشركا. (3) في أ: أنه اسمه محمد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328 النسب لزيد بن عبد ربه ابنا اسمه «1» محمد معروف، فلعل عبد اللَّه سقط بين محمد وزيد، وعلى هذا فعمّه هو عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن زيد، وهو يحتمل أن يكون صحب. 5315- عبيد اللَّه بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر «2» بن مخزوم المخزومي، أخو هبّار. له صحبة، وليست له رواية. قال الزّبير: أمّه ريطة بنت عبد بن أبي قيس. وذكره موسى بن عقبة فيمن قتل يوم اليرموك بعد أن ذكر أخاه هبارا، وقال: إنه هاجر إلى الحبشة. وقتل يوم أجنادين، وقتل أخوه عبد اللَّه «3» باليرموك، وكذا ذكره ابن إسحاق، والزبير، وابن سعد، وزاد سنة خمس عشرة. 5316 ز- عبيد اللَّه بن سهيل الأنصاري: من بني النّبيت. ذكره الباوردي بسند إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع فيمن شهد صفّين مع علي من الصحابة. 5317 ز- عبيد اللَّه بن سهيل «4» بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري، أخو أبي جندل. ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: كان مع أبيه يوم بدر فانحاز إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في ذلك اليوم. استشهد باليمامة، وأمّه فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف. وذكره المستغفري في الصحابة مختصرا، وقال: يقال له صحبة. واستدركه أبو موسى. 5318- عبيد اللَّه بن شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. أمّه الفارعة بنت حرب بن أمية. قال البلاذريّ في ترجمة شيبة: فولد شيبة عبيد اللَّه وزينب، فولد عبيد اللَّه عبد الرحمن، فولد عبد الرحمن أبان فلذلك كان يتيما عند عثمان.   (1) في أ: أنه اسم. (2) أسد الغابة ت (3466) ، الاستيعاب ت (1731) . (3) في أ: عبيد اللَّه. (4) الثقات 3/ 248، تاريخ الإسلام 3/ 45، الطبقات 26، البداية والنهاية 6/ 338، تجريد أسماء الصحابة 1/ 316، صفة الصفوة 1/ 454، الجرح والتعديل 5/ 676، 318، الطبقات الكبرى 3/ 295، أسد الغابة ت (3467) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 قلت: وشيبة قتل يوم بدر، فيكون لابنه عند وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثمان سنين وزيادة، ولم يبق في حجة الوداع قرشيّ إلا شهدها كما تقدم غير مرة، وكأنّ ولده عبد الرحمن مات شابّا، فلذلك كان ابنه يتيما عند عثمان رضي اللَّه عنه. 5319- عبيد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب «1» بن هاشم، يكنى أبا محمد. أحد الإخوة، وهو شقيق الفضل، وعبد اللَّه، وقثم، ومعبد. أمهم أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، وكان أصغر من عبد اللَّه بسنة. قاله مصعب، وابن سعد، والزبير، ويعقوب بن شيبة. وقال ابن سعد: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وسمع منه. وقال ابن حبان: له صحبة. وأخرج عليّ بن عبد العزيز في منتخب المسند، من طريق يزيد بن إبراهيم التّستري، عن محمد بن سيرين، عن عبيد اللَّه بن العباس، قال: كنت رديف النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وأخرجه ابن مندة، من طريقه، وابن عساكر من طريق ابن مندة، ورجاله ثقات، وهو على شرط الصحيح إن كان ابن سيرين سمع منه، وعند أحمد من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد اللَّه بن العباس، قال: جاءت الغميصاء تشكو زوجها، وتزعم أنه لا يصل إليها ... الحديث. ورجاله ثقات، إلا أنه ليس بصريح، فإن عبيد اللَّه شهد القصة، والأول يردّ على قول أبي حاتم إنّ حديثه مرسل، ولعله أراد حديثا مخصوصا وإلا فسنّه تقتضي أن يكون له عند موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أكثر من عشر سنين. وكذا قول ابن سعد رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يحفظ عنه. وذكر ابن إسحاق أن العباس لما أسر يوم بدر قال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أفد نفسك؟ فإنّك ذو مال» . فقال: «لا مال لي» . قال: «فأين المال الّذي وضعته عند أمّ الفضل، وقلت إن متّ في وجهي هذا فللفضل كذا، ولعبد اللَّه كذا، ولعبيد اللَّه كذا، ولقثم كذا ... » الحديث.   (1) نسب قريش 27- طبقات خليفة ت 1972- المحبر 17، 107، 146، 292، 456- التاريخ الصغير 1/ 142- مروج الذهب 3/ 370- جمهرة أنساب العرب 18، 19- تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 312- تهذيب الكمال 881- تاريخ الإسلام 2/ 304 و 3/ 281- العبر 1/ 63- تذهيب التهذيب 2/ 265- مرآة الجنان 1/ 130- البداية والنهاية 8/ 90، العقد الثمين 5/ 309- تهذيب التهذيب 7/ 19- خلاصة تذهيب الكمال 212- شذرات الذهب 1/ 64- خزانة الأدب 3/ 256، 502، سير أعلام النبلاء 3/ 512، أسد الغابة ت (3470) ، الاستيعاب ت (1734) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 فهذا ظاهر في أنه ولد قبل بدر. وقد جزم ابن سعد بمقتضاه، فقال: مات النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وله اثنتا عشرة سنة. وأخرج البغويّ، والنّسائيّ، وأحمد، من طريق جعفر بن خالد بن سارة أنّ أباه أخبره أنّ عبد اللَّه بن جعفر قال: لو رأيتني وقثما وعبيد اللَّه ابني العباس ونحن صبيان نلعب إذ مرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على دابة فقال: «ارفعوا إليّ هذا» ، «فحملني أمامه» ، وقال لقثم: «ارفعوا إليّ هذا» ، فحمله وراءه، قال: وكان عبيد اللَّه أحبّ إلى العباس من قثم، فما استحيا من عمه أن حمل قثما وترك عبيد اللَّه. وقال الزّبير: كان سخيا جوادا، وكان ينحر ويذبح ويطعم في موضع المجزرة بالسوق بمكة، واستعمله عليّ على اليمن وحجّ بالناس سنة ست وثلاثين. وقال ابن سعد: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وسمع منه. وقالوا: كان عبد اللَّه وعبيد اللَّه ابنا العباس إذا قدما مكة أوسعهم عبد اللَّه علما وعبيد اللَّه طعاما، وكان عبيد اللَّه يتّجر. وقال أبو نعيم: روى عن محمد «1» بن سيرين، وسليمان بن يسار، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم. وفي فوائد ابن المقري، من طريق علي بن فرقد مولى عبد اللَّه بن عباس، قال: كان عبيد اللَّه يسمى تيار الفرات. وعند أحمد من طريق عطاء، عن ابن عباس- أنه دعا أخاه عبيد اللَّه يوم عرفة إلى طعام، فقال: إني صائم. فقال: إنكم أئمة يقتدى بكم، قد رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا بحلاب في هذا اليوم فشرب. سنده صحيح. وأخرج أحمد، من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يصفّ عبد اللَّه وعبيد اللَّه وكثير ابني العباس، ويقول: «من سبق إليّ فله كذا» . فيستبقون «2» على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلزمهم «3» . وله طريق أخرى في ترجمة كثير بن العباس. ولعبيد اللَّه ذكر في ترجمة قثم. وأخباره في الجود كثيرة، ذكر منها المعافى بن زكريا في كتاب الجليس والأنيس، وجمع منها ابن عساكر في ترجمته جملة، وفيها: كان عبيد اللَّه   (1) في أ: روى عنه محمد. (2) في أ: فيسبقون إليه فيقعون. (3) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 90. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 جميلا جهيرا. وفيها: أنه كان يقول- إذا لاموه في طلب العلم: إن نشطت فهو لذّتي، وإن اغتممت فهو سلوتي. وقال خليفة: مات سنة ثمان وخمسين بالمدينة. وقال الواقدي: بقي إلى دهر يزيد بن معاوية، وبه جزم أبو نعيم. وقال أبو عبيدة، ويعقوب بن شيبة: مات سنة سبع وثمانين. 5320 ز - عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن شهاب بن زهرة القرشي الزهري. جدّ فقيه الحجاز ابن شهاب، وهو محمد بن مسلم بن عبيد اللَّه «1» الزهري. تقدمت الإشارة إليه في ترجمة والده عبد اللَّه بن شهاب. 5321- عبيد اللَّه بن [عبد بن أبي مليكة] «2» زهير بن عبد اللَّه بن جدعان القرشي التيمي «3» ، والد الفقيه عبد اللَّه بن أبي مليكة. ذكره أبو علي الغسّانيّ في حواشي الاستيعاب، وقال: له صحبة، لكنه نسبه لجده، فقال: عبيد اللَّه بن أبي مليكة، وهو الّذي أعتمده المزّي في التهذيب أن أبا مليكة جدّ الفقيه عبد اللَّه. وأما ابن الكلبي وابن سعد وغيرهما فأدخلوا بين عبد اللَّه وأبي مليكة عبد اللَّه، وهو المعتمد. وذكره الفاكهيّ في كتاب مكة خبرا يدلّ على أن له صحبة، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، أنبأنا «4» هشام بن سليمان، عن ابن جريج: سمعت ابن أبي مليكة يقول: مرّ عمر «5» في أجناد، فوجد رجلا سكران، فطرق به دار عبد اللَّه «6» بن أبي مليكة، وكان جعله يقيم الحدود، فقال: إذا أصبحت فاجلده. قلت: لا يقيم عمر رضي اللَّه عنه من يقيم الحدود حتى يكون رجلا، [وعمر عاش بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث عشرة سنة تنقص قليلا] «7» فيكون عبد اللَّه أدرك من الحياة النبويّة ما يكون به مميزا، وهو قرشي من أقارب أبي بكر الصديق. ثم وجدت له حديثا أورده أبو بشر الدولابي في الكنى، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم بن عيينة، عن ابن أبي مليكة- أنّ أباه سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن   (1) في أ: عبيد اللَّه. (2) في أ: عبد اللَّه أبي مليكة، واسم أبي مليكة .... (3) في أ: السهمي. (4) في أ: حدثنا هشام. (5) في أ: مر عمر رواية له ... (6) في أ: عبيد اللَّه ... (7) سقط في ط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 أمه، فقال: يا رسول اللَّه، كانت أبر شيء وأوصله وأحسنه صنيعا، فهل ترجو لها؟ قال: «هل وأدت؟» قال: نعم. قال: «هي في النّار» . وهذا لو ثبت لكان حجّة، لكن أخشى أن يكون ابن أبي ليلى وهم فيه، فإن الحديث محفوظ من طريق سلمة بن يزيد، قال: ذهبت أنا وأخي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقلنا: إن أمنا مليكة كانت ... فذكر الحديث. ويحتمل التعدد. 5322- عبيد اللَّه بن عبيد: أو عتيك بن التيهان الأنصاري «1» . قال ابو عمر: استشهد باليمامة. وقد تقدم ذكر عمه عبيد اللَّه بن التيهان. 5323 ز - عبيد اللَّه بن عدي القرشي «2» : ذكره الباورديّ، وأخرج من طريق سعيد «3» بن أبي حسين، عن محمد، عن أبي عبد اللَّه «4» بن عياض، عن عمه، عن عبيد اللَّه بن عدي في صلاة الكسوف. وأورده البغويّ في ترجمة عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار، لكن قال: لا أدري هل هذا الحديث له أم لا؟. 5324- عبيد اللَّه بن عدي «5» : بن الخيار القرشي النوفلي، يأتي في القسم الثاني. 5325 ز- عبيد اللَّه بن عمير الثقفي: كذا ذكره المزّيّ في ترجمة حرب بن عبيد اللَّه بن عمير. وسيأتي في آخر من اسمه عبيد اللَّه، قال: الأكثر لم يسموا أباه.   (1) أسد الغابة ت (3471) ، الاستيعاب ت (1735) . (2) الجرح والتعديل 5/ 329، التحفة اللطيفة 3/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 363، تهذيب التهذيب 1/ 536، أسد الغابة ت (3472) ، الاستيعاب ت (1736) ، تهذيب التهذيب 7/ 36، التاريخ الكبير 5/ 391، خلاصة تذهيب 2/ 196، المنمق 446، الكاشف 2/ 230، الطبقات الكبرى 5/ 249، الطبقات 231. (3) في أ: من طريق عمر سعيد. (4) في أ: محمد بن عبيد اللَّه. (5) طبقات خليفة ت 1982- المحبر 357- التاريخ الكبير 5/ 391- المعرفة والتاريخ 1/ 411، الجرح والتعديل 5/ 329- الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 303- تاريخ ابن عساكر 10/ 353، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 313- تهذيب الكمال 886- تاريخ الإسلام 4/ 30- تهذيب التهذيب 3/ 19- البداية والنهاية 9/ 51- العقد الثمين 5/ 312، تهذيب التهذيب 7/ 36- خلاصة تذهيب الكمال 213، سير أعلام النبلاء 3/ 512. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 5326 ز- عبيد اللَّه بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي: أخو الزبير، أحد العشرة. ذكره الواقديّ، واستدركه ابن فتحون. 5327- عبيد اللَّه بن فضالة «1» : له ذكر في ترجمة طلحة بن عمرو النّضري. 5328- عبيد اللَّه بن كثير الأنصاري «2» : سمى أباه أبو عمر بن عبد البر، وذكره ابن مندة، فلم يسمّ أباه. وذكره البغويّ، فقال: عبيد اللَّه لم ينسب، ثم أخرج هو وابن مندة، وأبو نعيم، من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن عبيد اللَّه الأنصاري، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من لقي اللَّه وهو مدمن خمر لقيه كعابد وثن» . قال ابن مندة: رواه محمد بن سليمان الأصبهانيّ، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهذه الطريق أخرجها الحسن بن سفيان. وأخرجها أبو نعيم من طريقه. 5329- عبيد اللَّه بن مالك بن النعمان بن يعمر بن أبي أسيد، بالتصغير» ، ابن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي. ذكره ابن ماكولا، ونقل عن ابن الكلبيّ أنّ له صحبة، وهو في الجمهرة. واستدركه ابن فتحون. 5330- عبيد اللَّه بن محصن الأنصاري «4» : أبو سلمة. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن السّكن: يقال: له صحبة. وفي إسناده نظر. قلت: وهو في التّرمذيّ من رواية عبد الرحمن بن أبي شميلة، عن سلمة بن عبيد اللَّه بن محصن، عن أبيه، وكانت له صحبة، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدّنيا» .   (1) أسد الغابة ت (3474) . (2) أسد الغابة ت (3475) ، الاستيعاب ت (1738) . (3) أسد الغابة ت (3476) . (4) الثقات 3/ 248، الجرح والتعديل 5/ 332، تجريد أسماء الصحابة 1/ 363، تقريب التهذيب 1/ 538، تهذيب التهذيب 7/ 45، التاريخ الكبير 5/ 372، تهذيب الكمال 2/ 888، أسد الغابة ت (3477) ، الاستيعاب ت (1739) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 ووقع عند الباورديّ ذكر عبيد بن محصن غير مضاف، وساق له هذا الحديث، ووقع عند إبراهيم الحربي من هذا الوجه عبد الرحمن بن محصن. 5331- عبيد اللَّه بن مسلم القرشي «1» : يأتي في مسلم بن عبيد اللَّه. 5332 ز- عبيد اللَّه بن مسلم، آخر «2» : يأتي في عبيد بن مسلم بلا إضافة. 5333- عبيد اللَّه بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة «3» بن كعب بن لؤيّ القرشي التيمي، والد عمر بن عبيد اللَّه الأمير، أحد أجواد قريش. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه عروة بن الزّبير. أخرج ابن أبي عاصم، والبغويّ، من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن معمر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما أوتي أهل بيت الرّفق إلا نفعهم، ولا منعوه إلّا ضرّهم» . قال البغويّ: لا أعلمه روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيره، ولا رواه عن هشام إلا حماد. انتهى. وقال ابن مندة: اختلف في صحبته، ولا يصح له حديث. وقد أعلّ أبو حاتم الرازيّ هذا الحديث، فقال: أدخل قوم لا يعرفون العلل هذا الحديث في مسانيد الوحدان، وقالوا: هذا ما أسند عبيد اللَّه بن معمر عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهذا وهم، إنما أراد حماد بن سلمة عن هشام بن عروة. حديثه عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر، وهو أبو طوالة فلم يضبطه، ووهم فيه، ورواه أبو معاوية عن هشام بن عروة، فأظهر علته. قلت: ويدل على إدراكه عصر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو مميّز، ما أخرجه الزبير بن بكار عن عثمان بن عبد الرحمن- أنّ عبيد اللَّه بن معمر، وعبد اللَّه بن عامر بن كريز، اشتريا من عمر بن الخطاب رقيقا من سبي، ففضل عليهما من ثمنهم ثمانون ألف درهم، فأمر بهما عمر فلزما بهما، فقضى بينهما طلحة بن عبيد اللَّه. وتناقض فيه أبو عمر، فقال: وهم من قال له صحبة، وإنما له رؤية، ثم ذكر أيضا أنه قتل وهو ابن أربعين سنة.   (1) أسد الغابة ت (3478) ، الاستيعاب ت (1740) . (2) أسد الغابة ت (3479) . (3) أسد الغابة ت (3480) ، الاستيعاب ت (1741) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 وقد روى خليفة ويعقوب بن سفيان وغيرهما أنه قتل مع ابن عامر بإصطخر سنة تسع وعشرين أو في التي بعدها، فعلى هذا يكون في آخر عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابن عشرين سنة. وقيل: إنّ قتله كان قبل ذلك. وروى البخاريّ في «التّاريخ الصغير» ، من رواية إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، من ولد عبيد اللَّه بن معمر في عهد عثمان بإصطخر. وأورد له المرزباني في معجم الشعراء: إذا أنت لم ترخ الإزار تكرّما ... على الكلمة العوراء من كلّ جانب فمن ذا الّذي نرجو لحقن دمائنا ... ومن الّذي نرجو لحمل النّوائب [الطويل] وكلام الزبير يشعر أبان الشعر لابن أخيه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن معمر. وذكر أنه وفد على معاوية، وأنشده ذلك، والّذي يقتل في عهد عثمان لا يدركه خلافة معاوية. وفي فوائد أبي جعفر الدّقيقي، من طريق طلحة بن سجاح، قال: كتب عبيد اللَّه بن معمر إلى ابن عمر وهو أمير على خيل في فارس: إنا قد استقررنا، فلا نخاف عدونا، وقد أتى علينا سبع سنين، وولد لنا، فكم صلاتنا؟ فكتب إليه: إن صلاتكم ركعتان. وأخرج البخاريّ، من طريق أبي أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيد اللَّه بن معمر- وكان يحسن الثناء عليه. ومن طريق ابن عون، عن محمد: أول من رفع يديه يوم الجمعة عبيد اللَّه بن معمر- أي وهو يخطب. وهاتان القصّتان يشبه أن تكونا لعبيد اللَّه ابن أخي صاحب الترجمة. وهو الّذي كان أبو النّضر كاتبه، وكتب إليه ابن أبي أوفى، وقصته بذلك في الصحيح. واللَّه أعلم. 5334- عبيد اللَّه بن معية «1» : بفتح أوله وكسر ثانيه وتشديد الياء التحتانية، السوائي العامري. من أهل الطائف. ويقال عبد اللَّه مكبرا. ويقال عبيد مصغرا بغير إضافة. قال ابن السّكن: له صحبة ورواية. ويقال: إنه أدرك الجاهلية. وقال ابن مندة: له صحبة. وقال أبو عمر: يقال: إنه شهد الطائف.   (1) أسد الغابة ت (3481) ، الاستيعاب ت (1742) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 وأخرج النّسائيّ، والبغويّ، من طريق وكيع، عن سعيد بن السائب: سمعت شيخا من بني عامر أحد بني سواءة يقال له عبيد اللَّه بن معيّة، قال: أصيب رجلان من المسلمين يوم الطائف، فحملا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأحبّ أن يدفنا حيث أصيبا. 5335 ز- عبيد اللَّه بن مقسم: ذكره الطّبريّ في الصّحابة. واستدركه ابن فتحون. وفي التابعين عبيد بن مقسم ثقة مشهور يروي عن جابر وأبي هريرة وغيرهما. 5336- عبيد اللَّه بن أبي مليكة «1» : تقدم في عبيد اللَّه بن عبد اللَّه. 5337- عبيد اللَّه بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، أخو الحارث بن نوفل وعمّ ببّة. ذكره البغويّ في «الصّحابة» . وأخرج من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن عمار بن أبي عمار، عن عبيد اللَّه بن نوفل الهاشمي- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أبو سفيان بن الحارث خير أهلي» . واستدركه ابن فتحون. 5338- عبيد اللَّه الثقفي: والد حرب «2» . ذكره ابن السّكن، والباورديّ وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا له من طريق أبي حمزة السكري، عن عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد اللَّه الثقفي، أخبره أن أبانا أخبره أنه وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسأله عن الصدقة ... الحديث، وفيه: «إنّما العشور على اليهود والنّصارى» . وهكذا قال السكري. وقال غيره: عن عطاء بن السائب، عن حرب، عن جده أبي أمية. أخرجه أبو داود، ومن رواية عبد السلام بن حرب، عن عطاء بن السائب. ومن طريق أبي الأحوص، عن عطاء، فقال: عن حرب، عن جده أبي أمية، عن أبيه، فإن كان الضمير في قوله عن أبيه يعود على جده فقد زاد في السند رجلا، وإن كان يعود على حرب فهو موافق لرواية السكري. ورواه الثّوريّ عن عطاء عن حرب مرسلا لم يذكر فوقه أحدا. وقال مرة: عن عطاء، عن رجل من بكر بن وائل عن خاله، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أعشر قومي؟ فذكر الحديث.   (1) أسد الغابة ت (3482) ، الاستيعاب ت (1743) . (2) أسد الغابة ت (3462) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 أخرجهما أبو داود: الأول من رواية وكيع عن عطاء الثوري. والثاني من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري. ورواه [جرير عن عطاء، فقال: عن حرب بن هلال، عن جده أبي أمية الثعلبي، رويناه] في جزء هلال الحفار، والاضطراب فيه من عطاء بن السائب، فإنه اختلط. والثوري سمع منه قبل الاختلاط فهو مقدّم على غيره. 5339- عبيد اللَّه السلمي «1» : ذكره ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وأخرج عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن عقيل بن مدرك، عن خالد بن عبيد اللَّه السلمي، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللَّه أعطاكم عند وفاتكم ثلث أموالكم زيادة في أعمالكم» . وذكره أبو عروبة الحرّانيّ، عن عبد الوهاب بهذا السند. ومن طريقه «2» أبو نعيم، فزاد في السند رجلا، قال: عن عقيل، عن الحارث بن خالد بن عبيد، عن أبيه، عن جده. واستدركه أبو موسى وقال: ذكره ابن مندة فيمن اسمه عبد اللَّه مكبّرا، فلم يزد على قوله: روى حديثه عبد الوهاب بن الضحاك، ولم يسق سنده، قال أبو موسى: كأن عبيد اللَّه بالتصغير أصحّ. قلت: وهو كما ظن. ذكر من اسمه عبيد، بغير إضافة 5340 ز- عبيد بن أرقم «3» : أبو زمعة البلوي. تقدم في عبد، بغير إضافة. ويأتي في الكنى. 5341- عبيد بن أسماء بن حارثة: وأخواه مالك، وقيس لهم حديث في مسند بقيّ، كذا في التجريد، وما ذكر قيسا ولا مالكا وهما على شرطه. 5342- عبيد بن أوس بن مالك بن زيد بن عامر بن سواد «4» بن ظفر الأنصاري الظفري، يكنى أبا النعمان.   (1) أسد الغابة ت (3463) . (2) في أ: ومن طريق أبو نعيم. (3) أسد الغابة ت (3483) . (4) الاستيعاب ت (1744) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وقال البغوي: لا تعرف له رواية. وقيل: كان يقال له مقرن، لأنه أسر العباس يوم بدر فقرنه بابني أخويه: نوفل بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب. قلت: هو قول ابن الكلبيّ. والمعروف أن الّذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو، فلعل عبيدا أسر نوفلا وعقيلا فقرنهما. 5343 ز- عبيد بن أوس: الأنصاري الأشهلي، آخر «1» . ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن استشهد باليمامة. وذكره الأموي في المغازي. واستدركه ابن فتحون. 5344- عبيد بن التّيهان «2» : يأتي نسبه في ترجمة أخيه أبي الهيثم بن التيهان. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وتابعه الواقدي على تسميته. وأما موسى بن عقبة، وأبو معشر، وعبد اللَّه بن محمد بن عمارة فسمّوه عتيكا. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام فيما رواه البغوي عن عمه: أبو الهيثم مالك بن التيهان شهد بدرا والعقبة، وأخو عتيك بن التيهان. وبه جزم ابن الكلبي، وزاد أنه قتل بأحد. وقد ذكره بالوجهين أبو عمر في ترجمة أخيه عبيد اللَّه بن التيهان. ومضى قريبا. 5345- عبيد بن ثعلبة «3» : من بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن الحارث بن الخزرج الأنصاري. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وهو من رواية أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق. 5346- عبيد بن الحارث: بن عمرو الأنصاري الحارثي. شهد أحدا، قاله العدوي، واستدركه الذهبي.   (1) أسد الغابة ت (3486) . (2) أسد الغابة ت (3487) ، الاستيعاب ت (1745) ، الثقات 3/ 281، الاستبصار 2291، تجريد أسماء الصحابة 1/ 364، دائرة معارف الأعلمي 21/ 287، عنوان النجابة 130، جامع الرواة 1/ 523، الطبقات الكبرى 3/ 168، تنقيح المقال 7577. (3) الأنساب 2/ 325، أسد الغابة ت (3488) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 5347- عبيد بن حذيفة «1» : يقال: هو اسم أبي جهم صاحب الأنبجانية. وسيأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 5348- عبيد بن خالد السلمي «2» : ثم البهزي، يكنى أبا عبد اللَّه، وقيل فيه عبد «3» ، بغير تصغير. وقيل عبدة «4» - بزيادة هاء. قال البخاريّ: له صحبة. وأخرج له أحمد وأبو داود والنسائي والطيالسي، من طريق عمرو بن ميمون، عن عبد اللَّه بن أبي ربيعة السلمي، عن عبيد بن خالد السلمي، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه ابن المبارك في «الرّقائق» من هذا الوجه، وقال في السند: عن عبد اللَّه بن ربيعة، وكانت له صحبة، قال: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بين رجلين من أصحابه، فمات أحدهما قبل الآخر .... الحديث. وروى عنه أيضا سعد بن عبيدة، وتميم بن سلمة. وشهد صفّين مع علي، قاله ابن عبد البر. وقال العسكريّ: بقي إلى أيام الحجاج. 5349- عبيد بن خالد «5» : ويقال ابن خلف المحاربي. ويقال بفتح أوله وزيادة هاء في آخره. وقال ابن عبد البرّ: يعد في الكوفيين، وذكره بضم أوله وزيادة هاء في آخره. له حديث في إسبال الإزار، أخرجه الترمذي في الشمائل، والنسائي، وهو في رواية أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمته، عنه. واختلف فيه على أشعث، ولم يسمّ في رواية الترمذي.   (1) الاستيعاب ت (1746) ، الثقات 3/ 283- الجرح والتعديل 6/ 320- التحفة اللطيفة 3/ 135، تجريد أسماء الصحابة 1/ 365- سير أعلام النبلاء 2/ 556. (2) أسد الغابة ت (3491) ، الاستيعاب ت (1747) ، الثقات 3/ 84، الجرح والتعديل 2/ 409، التاريخ الكبير 5/ 438، خلاصة تذهيب 2/ 202، الكاشف 2/ 237، بقي بن مخلد 374، الطبقات 52، تهذيب الكمال 2/ 893، دائرة معارف الأعلمي 21/ 288. (3) في أ: عبدة. (4) في أ: عبيدة. (5) الثقات 3/ 284، الجرح والتعديل 2/ 409، التاريخ الكبير 5/ 438، خلاصة تذهيب 2/ 202، الكاشف 2/ 237، بقي بن مخلد 374، الطبقات 52، 130، تهذيب الكمال 2/ 893، دائرة معارف الأعلمي 21/ 288، أسد الغابة ت (3492) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 ووقع في «التّجريد» أنه عم أبي الأشعث المحاربي. وذكره البخاري في التاريخ مع عبدة «1» بن عمرو، فهو عبدة- بفتح أوله وزيادة هاء، وكذا عند ابن أبي حاتم والدارقطنيّ في المؤتلف. وحكى ابن ماكولا الاختلاف في ضبطه. 5350- عبيد بن الخشخاش العنبري البصري «2» . قال ابن حبّان: له صحبة. وذكره أبو علي بن السكن في الصحابة، وقال ابن مندة: عداده في أعراب البصرة، وساق له من طريق حصين بن أبي الحر، عن أبيه مالك وعمّيه: قيس، وعبيد- أنّهم أتوا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يشكون إليه رجلا من بني فهم، فكتب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لهم: «هذا كتاب من محمّد رسول اللَّه لمالك وقيس ابني الخشخاش، إنّكم آمنون على دمائكم وأموالكم لا تؤخذون بجريرة غيركم ... » الحديث. وأخرجه أبو نعيم، من هذا الوجه، قال فيه: رجل من بني عمهم، وهو الصواب. وكذلك أخرجه مطين، والبغوي، وابن شاهين في الصحابة، لكن وقع عنده عن حصين بن أبي الحر- أنّ أباه مالكا وعميه قيسا وعبيدا ... فذكره، وصورته مرسل. والخشخاش بمعجمات، ورأيته في نسخة معتمدة من كتاب ابن شهاب بمهملات. وفي التابعين عبيد بن الحسحاس بمهملات. وروى عن أبي ذرّ حديثا في الاستعاذة، وعنه أبو عمر الشّامي، أخرجه النسائي. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. وقال البخاريّ: لم يذكر سماعا من أبي ذر، وهو غير العنبري. 5351- عبيد بن رحيّ: بمهملتين مصغرا «3» ، الجهضمي. ويقال الجهنيّ. نزل البصرة، ويقال في أبيه دحى، بالدال بدل الراء، ومنهم من قال في أبيه صيفي. ذكره ابن قانع وغيره في الصحابة. وأخرج هو والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم   (1) في أ: عبيدة بن عمرو. (2) أسد الغابة ت (3493) ، الثقات 3/ 284، الكاشف 2/ 237، الجرح والتعديل 5/ 406، تجريد أسماء الصحابة 1/ 365، تقريب التهذيب 1/ 543، تهذيب التهذيب 7/ 64، خلاصة تذهيب 2/ 202، تهذيب الكمال 2/ 893، بقي بن مخلد 811. (3) أسد الغابة ت (3494) ، الاستيعاب ت (1748) ، جامع التحصيل 286. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 الحربي، وابن مندة، وأبو نعيم، من طريق واصل مولى أبي عيينة «1» ، عن يحيى بن عبيد بن دحيّ، عن أبيه، قال: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يتبوّا لبوله كما يتبوأ لمنزله. وفي رواية الحربي صيفي- بدل رحي. وعند ابن عبد البر دحيّ بالدال. وعند ابن مندة الجهنيّ بدل الجهضمي. وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل» : سمعت أبا زرعة يقول: ليس لوالد يحيى بن عبيد صحبة. وقد أخرج الطّبرانيّ في «الأوسط» والقطيعيّ في «أماليه» هذا الحديث من هذا الوجه، فزاد فيه: عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال البخاريّ: روى يحيى بن عبيد بن رحيّ، عن أبيه، سمع عمر ... فذكر حديثا. وعند أبي داود والنّسائي من طريق واصل أيضا، عن يحيى بن عبيد عن أبيه، عن عبد اللَّه بن السّائب المخزومي، حديثا آخر. وقد ذكرت في «تهذيب التّهذيب» أن مولى السائب المخزومي آخر غير هذا الّذي اختلف في اسم أبيه وفي نسبه، وإن اتفق أن اسمهما واسم والديهما فيه أيضا. فاللَّه أعلم. 5352- عبيد بن زيد بن عامر [بن عمرو] بن العجلان بن عامر «2» بن زريق الخزرجي الزّرقيّ الأنصاري. ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وابن شهاب، فيمن شهد بدرا. ووهم أبو نعيم، فقال في نسبه: الأوسي. 5353- عبيد بن زيد الأنصاري: قال ابن سعد: كان زوج أم أنس «3» ، واستشهد يوم حنين، وقيل: هو عبيد بن عمرو ابن بلال. 5354- عبيد بن زيد: يقال اسم أبي عياش الزرقيّ «4» . مشهور بكنيته. وقيل اسمه غير ذلك. 5355- عبيد بن سعد «5» : ذكره أبو يعلى في «الأفراد» من مسندة، وترجم له عبد بن سعد. وأخرج له من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن ميسرة.   (1) في أ: مولى ابن عيينة. (2) أسد الغابة ت (3497) ، الاستيعاب ت (1749) . (3) في أ: أم أيمن. (4) أسد الغابة ت (3498) . (5) أسد الغابة ت (2499) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 وذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأورد له من طرق عبد الوهاب بن عطاء عمن أخبره عن إبراهيم بن ميسرة، عن عبيد بن سعد، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «من أحبّ فطرتي فليستنّ بسنّتي، ومن سنّتي النّكاح» . وأورده البيهقيّ، من طريق عبد الوهاب كذلك. وذكره البخاريّ في تاريخه، فقال: الطائفي. ويقال له الديلميّ. سمع عبد اللَّه بن عمر. روى عنه ابن أبي مليكة، وإبراهيم بن ميسرة، وتبعه ابن أبي حاتم، وزاد: عن أبيه، عن يحيى بن معين، قال: عبيد بن سعد مشهور. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» مثل ما ترجم له البخاري سواء. ويغلب على الظن أنه تابعي، لأنه لم يصرح بسماعه، وإنما أوردته في هذا القسم لذكر أبي يعلى له في مسندة، فهو على الاحتمال. 5356 ز- عبيد بن السكن: ذكره الواقديّ عن يونس بن محمد، عن معاذ بن رفاعة، فيمن شهد بدرا. 5357- عبيد بن سليم بن ضبيع بن عامر بن مجدعة بن جشم «1» بن حارثة الأنصاري الأوسي. يكنى أبا ثابت. ويقال له عبيد السّهام، لأنه كان اشترى من سهام خيبر ثمانية عشر سهما، فقيل له ذلك، ذكره الواقدي عن ابن أبي حبيبة. ويقال: إنه حضر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما أراد أن يسهم له بخيبر، فقال لهم: «ائتوني بأصغر القوم» . فأتي به، فدفع إليه أسهما، فسمى عبيد السهام. ذكره المستغفريّ من طريق يعقوب بن إسحاق بن موسى، قال: سألت عليا والحمال وغيرهما- عن ثابت بن عبيد الأنصاري، فلم يعرفوه، فسألت أحمد بن أبي شعيب نقيب الأنصار بالكوفة، فقال: هو ابن عبيد السهام. ويقال: إن سعيد بن المسيب روى عن عبيد السهام. واللَّه أعلم. 5358- عبيد بن سليم بن حضّار: أبو عامر الأشعري «2» . عمّ أبي موسى مشهور بكنيته. يأتي.   (1) أسد الغابة ت (3501) ، الاستيعاب ت (1750) . (2) أسد الغابة ت (3500) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 5359 ز- عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري «1» . ذكره البغويّ وغيره في «الصحابة» . قال ابن السكن: يقال له صحبة، ولم يصح «2» إسناد حديثه. وأخرجه هو والبغوي والطبري من طريق سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف بن سهل، عن أبيه، عن عبيد بن صخر بن لوذان، قال: أمر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عمّال اليمن جميعا، فقال: «تعاهدوا القرآن بالمذاكرة» ، وأتبعوا الموعظة بالموعظة ... » الحديث. وفيه: لما مات باذام فرّق النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أعماله بين شهر بن باذام، وعامر بن شهر، وأبي موسى، والطاهر بن أبي هالة، ويعلى بن أمية، وخالد بن سعد «4» ، وعمرو بن حزم. وأخرج ابن السّكن والطّبريّ من هذا الوجه إلى صخر، وكان ممن بعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع عمال اليمن. وبهذا الإسناد: إن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كتب إلى معاذ: «إنّي عرفت بلاءك في الدّين، والّذي ذهب من مالك، حتى ركبك الدّين، وقد طيّبت لك الهديّة. فإن أهدي شيء «5» فاقبل» . وذكر سيف في الفتوح بهذا الإسناد إلى عبيد بن صخر، قال: بينا نحن بالجند قد أقمناهم على ما ينبغي إذ جاءنا كتاب من الأسود الكذاب ... فذكر قصة. وكان هذا في حياة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. 5360- عبيد بن عازب الأنصاري «6» : أخو البراء. تقدم نسبه في ترجمة البراء. قال ابن سعد، وابن شاهين: هو أحد العشرة الذين وجّههم عمر من الصحابة إلى الكوفة مع عمّار بن ياسر. وأخرج الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق قيس بن الربيع، عن ابن أبي ليلى، عن حفصة بنت البراء بن عازب، عن عمها عبيد بن عازب، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي» .   (1) أسد الغابة ت (3503) ، الاستيعاب ت (1751) . (2) في أ: ولا يصح. (3) في أ: بالتذكرة. (4) في أ: وخالد بن سعيد. (5) في أ: فإن أهدي لك شيء. (6) أسد الغابة ت (3504) ، الاستيعاب ت (1752) ، الثقات 3/ 283، الاستبصار 250، تجريد أسماء الصحابة 1/ 366. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 ووقع في رواية ابن مندة، عن حفصة بنت عازب، فكأنه نسبها لجدّها، عدي بن ثابت. كذا جزم به هناك «1» . وذكر في موضع آخر أنّ اسم جده دينار. وفي آخر [قيس بن ثابت] «2» وفي آخر: عبد اللَّه بن يزيد. فاللَّه أعلم. 5361- عبيد بن عبد الغفار: تقدم في عبد اللَّه بن عبد الغفار «3» ، مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5362- عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي. قال الزّبير بن بكّار: أمه الشفاء بنت الأرقم بن نضلة بن هاشم بن عبد مناف. تقدم ذكره في ترجمة والده. 5363- عبيد بن أبي عبيد الأنصاري «4» : ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وقال أبو عمر: شهد بدرا، وأحدا، والخندق. 5364- عبيد بن عمر بن صبح الرّعيني «5» : شهد فتح مصر، وله ذكر في الصحابة، ولا يعرف له رواية، قاله أبو سعيد بن يونس. كذا ذكره ابن مندة. وذكره الرّشاطي في الذّبحاني، ولكنه خالف في اسمه، وقال: عتبة، بضم أوله وسكون التاء بعدها موحدة. 5365- عبيد بن عمرو بن ودقة «6» : بن عبيد الأنصاري البياضي، أخو فروة. ذكره الطّبريّ في «الصّحابة» . وقال العدويّ في نسب الأنصار: وجدته في كتاب جدّي خالد بن الياس، وقد أخذته من مشايخ الأنصار. 5366- عبيد بن عمرو الأنصاري: ذكره ابن السّكن في «الصّحابة» . وأخرج له من طريق عاصم بن أبي النجود، عن علقمة بن عبيد بن عمرو الأنصاري، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من قرأ خاتمة سورة البقرة في ليلة أجزأت عنه قيام تلك اللّيلة» .   (1) في أ: هنا. (2) في أ: ثابت بن قيس. (3) أسد الغابة ت (3506) . (4) أسد الغابة ت (3508) ، الاستيعاب ت (1753) . (5) أسد الغابة ت (3510) . (6) الثقات 3/ 284، تجريد أسماء الصحابة 1/ 367، التاريخ الكبير 5/ 440، بقي بن مخلد 677. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 5367- عبيد بن عمرو الكلابي «1» : قال البخاريّ: له صحبة، قال: وقال أبو معمر الغطيفي عبيدة بن عمرو- يعني بزيادة هاء في آخره. وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في رواية المسند عن عمرو الناقد، عن سعيد بن خثيم سمعت جدتي ربيعة بنت عباس، سمعت جدي عبيدة بن عمرو الكلابي- قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأسبغ الوضوء. وأخرجه أحمد عن عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه ابنه في زوائده عاليا عن عثمان عن سعيد، فقال: عبيدة بزيادة هاء. ثم أخرجه عاليا أيضا عن أبي معمر، وهو إسماعيل بن إبراهيم الهذلي الغطيفي، عن سعيد كذلك. وأخرجه ابن السكن، من طريق إسحاق بن إبراهيم قاضي خوارزم، عن سعيد بن خثيم فقال: عبيد كقول الناقد. ومن طريق أبي غسّان عن سعيد، فقال: عبيدة، بزيادة هاء، ووافق يحيى الحماني أبا معمر، فأخرجه في مسندة عن سعيد، لكن خالف الجميع، فقال: سمعت جدتي عبيدة بنت عمرو- جعله امرأة، وأظنه فتح العين. والأول أصحّ. 5368 ز- عبيد بن عمرو الليثي: يأتي في ترجمة عمرو بن عمرو الليثي إن شاء اللَّه تعالى. 5369 ز- عبيد بن عويم الأسلمي: يأتي ذكره في عمر الأسلمي إن شاء اللَّه تعالى. 5370- عبيد بن قديد الأنصاري: ذكر العدويّ في نسب الأنصار أنّ له صحبة. 5371- عبيد بن قيس: أبو الدرداء الأنصاري المازني «2» . مشهور بكنيته. ووقع عند ابن عبد البر عبيد بن قشير، بضم أوله وبالشين المعجمة وآخره راء مصغرا، وتعقبه ابن فتحون. وذكر ابن حبّان أن اسمه ناشب، بنون ومعجمة. وقال المزّي: يقال اسمه حرب. 5372 ز- عبيد بن قيس بن عاصم التميمي المنقريّ «3» .   (1) أسد الغابة ت (3511) ، الاستيعاب ت (1754) . (2) أسد الغابة ت (3515) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 367- الثقات 3/ 284، الجرح والتعديل 5/ 412. (3) الاستيعاب ت (1757) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 يأتي نسبه في ترجمة أبيه. وذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج له من طريق خريم بن أبي أوفى بن أيمن السّعديّ عنه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «العبّاس عمّي صنو أبي وبقية آبائي» . وسنده مجهول. 5373 ز- عبيد بن محصن: هو عبد اللَّه بن محصن. ووقع كذلك عند الباوردي. 5374 ز- عبيد بن محمد المعافري: يكنى أبا أمية. قال ابن يونس: له صحبة، وشهد فتح مصر، ولا يعرف له رواية. وقال ابن عبد البر: روى «1» عنه أبو قبيل. 5375- عبيد بن مراوح المزني: ذكره ابن قانع في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد بن عبيد بن مراوح، عن أبيه، قال: نزل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم البقيع والناس يخافون الغارة بعضهم على بعض، فنادى مناديه: اللَّه أكبر، فقال: لقد كبرت كبيرا، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، فارتعدت وقلت: لهؤلاء نبأ «2» ، فقال: أشهد أنّ محمّدا رسول اللَّه، فقلت: بعث نبي. فقال: حيّ على الصلاة فقلت: نزلت فريضة، واعتمدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسألته عن الإسلام فأسلمت، وعلّمني الوضوء والصلاة، وصلّى فصليت معه، وحمي البقيع واستعملني عليه. وقد أخرجه الزّبير بن بكّار في: «الموفقيات» عن العوام بن عمار بن عمارة بن عمران المخبل المزني، حدثه عن يحيى بن جهم المزني، حدثني أبي، حدثني عبد بن عبيد بن مراوح، فذكره. 5376- عبيد بن مسعود الساعدي: قال موسى بن عقبة: قتل يوم أحد، استدركه الذّهبيّ. 5377- عبيد بن مسلم الأسدي «3» : قال ابن مندة: روى حديثه عباد بن العوام، عن حصين بن عبد الرحمن عنه. وذكره أبو عمر فساق حديثه، فقال: قال عباد عن حصين: سمعت عبيد بن مسلم وله صحبة،   (1) في أ: يروي عنه. (2) في أ: ربنا. (3) أسد الغابة ت (3518) ، الاستيعاب ت (1758) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ليس من عبد يطيع اللَّه ورسوله ويطيع سيّده «1» إلّا كان له أجران» . وسماه البغويّ عبيد اللَّه بالإضافة إلى الاسم العظيم. وأخرج حديثه من طريق ابن فضيل عن حصين، ولفظه: عن عبيد اللَّه بن مسلم، قال: كان لنا غلامان من أهل نجران: اسم أحدهما يسار، والآخر جبر، وكانا يقرءان كتبا لهما بلسانهما، فكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يمرّ عليهما ويسمع قراءتهما، وكان المشركون يقولون: يتعلم منهما، فأنزل اللَّه: لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ... [النحل: 103] الآية. وبهذا الإسناد في فضل العبد إذا نصح لسيده وعبد اللَّه، وسنده صحيح، وسماع حصين منه يدلّ على تأخر وفاته إلى بعد الثمانين. قال البغويّ: قال أبو هشام: يقال إن هذين الحديثين لم يكونا إلا عند محمد بن فضيل، كذا قال، وقد تابعه عباد بن العوام كما تقدم، وإن كان سمّاه عبيدا بغير إضافة، فقد أخرجه أبو موسى في الذيل من طريق سعيد بن سليمان، عن عباد، فقال: عبيد اللَّه بن مسلم [بالإضافة، وتابعهما خالد بن عبد اللَّه الطحان، عن حصين، أخرجه أسلم بن سهل في تاريخ واسط، عن محمد بن خالد بن عبد اللَّه، عن أبيه، وقال فيه: عن عبيد اللَّه بن مسلم] أيضا «2» ، فإنه أخرجه من الوجه الّذي أخرجه ابن مندة، إلا أنه وقع عنده عبيد اللَّه بن مسلم- بالإضافة. 5378 - عبيد بن معاذ «3» بن أنس الجهنيّ: ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق سليمان بن بلال، عن عبد اللَّه بن سليمان بن أبي سلمة، سمع معاذ بن عبد اللَّه بن حبيب يحدّث عن أبيه، عن عمه، واسمه عبيد- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرج عليهم وعليه أثر غسل. وقد أخرجه ابن ماجة من وجه آخر، لكن لم يسمّه، وأغفله المزي في التهذيب، فلم يذكره في الأسماء ولا في المبهمات، وذكره في مبهمات الأطراف في ترجمة عبد اللَّه «4» بن حبيب الجهنيّ عن عمّه.   (1) في أ: يطيع اللَّه ويطيع سيده. (2) في أبعد مسلم أيضا: ونسبه حضرميا واللَّه أعلم. وفي استدراك ابن موسى. (3) أسد الغابة ت (3519) . (4) في أ: عبيد اللَّه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 5379 ز- عبيد بن معاذ: [وقيل ابن معاوية «1» . أحد ما قيل في اسم أبي عيّاش الزّرقيّ] «2» . 5380 ز- عبيد بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة «3» بن عبيد بن الأبجر، وهو خدرة الأنصاري الخدريّ. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. 5381 ز- عبيد بن معاوية «4» [بن هانئ. يأتي في الّذي بعده] «5» . 5382- عبيد بن ناقد: أخو النعمان بن ناقد. يأتي ذكره في النعمان. 5383- عبيد بن وهب الأشعري «6» : أبو عامر، مشهور بكنيته، وهو والد عامر بن أبي عامر الأشعري، وليس هو عمّ أبي موسى الأشعري الّذي استشهد بحنين، ذلك عبيد بن سليم، وافقه في اسمه وكنيته ونسبه. وممن جزم بذلك أبو أحمد الحاكم في الكنى، وزاد أنه مات في خلافة عبد الملك، وتبع في ذلك خليفة بن خياط. ويقال اسمه عبد اللَّه. ويقال اسمه أبيه هانئ. ورواية أبي اليسر- بفتح التحتانية والمهملة، عن أبي عامر هذا في طبقات ابن سعد، ورواية ابنه عامر بن أبي عامر عنه في جامع الترمذي. وذكره خليفة بن خياط فيمن نزل الشام من قبائل اليمن. وقيل: إنه الّذي روى عبد الرحمن بن غنم عنه حديث المعازف الّذي علقه البخاري عن هشام بن عمار بسنده إلى عبد الرحمن، قال: حدثني أبو عامر، أو أبو مالك الأشعري، هكذا رواه بالشك عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن ابن غنم. وقد أخرج أصله أبو داود من رواية بشر بن بكر، عن ابن جابر، فقال: عن أبي مالك الأشعري بلا شك.   (1) أسد الغابة ت (3520) . (2) بدل ما بداخل القوسين في أ: بن جبل بن معاوية. (3) أسد الغابة ت (3521) ، الاستيعاب ت (1759) . (4) الطبقات 100، الثقات 3/ 281، تجريد أسماء الصحابة 1/ 368. (5) بدل ما بداخل القوسين في أ: في عبيد اللَّه بن معاوية. (6) أسد الغابة ت (3524) ، الاستيعاب ت (1761) ، الثقات 3/ 282، الجرح والتعديل 6/ 4، تجريد أسماء الصحابة 1/ 368، التاريخ الكبير 5/ 440، طبقات فقهاء اليمن 25. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 وقد أوضحت ذلك في تعليق التعليق، وللمزّي فيه شيء أوضحته هناك وفي تهذيب التهذيب. 5384 ز- عبيد بن ياسر: أحد بني سعد. ذكره الواقديّ في «المغازي» ، وقال: إنه قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم هو ورجل من بني جذام، وأهدى له فرسا يقال له مراوح، فذكر قصة طويلة. استدركه ابن فتحون. 5385 ز- عبيد، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» : قال ابن حبّان، له صحبة، وذكره ابن السكن في الصحابة، وقال: لم يثبت حديثه. وقال البلاذريّ: يقال إنه كان لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مولى يقال له عبيد، روى عنه حديثين. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: مرسل «2» . وتبع في ذلك البخاري كعادته. وقال أحمد: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن عبيد- مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه سئل: أكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يأمر بصلاة بعد المكتوبة أو سوى المكتوبة؟ قال: نعم، بين المغرب والعشاء. ومن طريق شعبة، عن سليمان: قرأ علينا رجل في مجلس أبي عثمان النهدي، فحدثنا عن عبيد مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه إلى سليمان، فقال: عن شيخ، عن عبيد. وأخرج أيضا هو وابن السّكن، من طريق يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي: سمعت رجلا يحدّث في مجلس أبي عثمان عن عبيد مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن امرأتين صامتا في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فجلستا تغتابان ... الحديث. وأخرجه ابن أبي خيثمة، وأبو يعلى، من رواية حماد بن سلمة، عن سليمان التيمي، عن عبيد مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، لم يذكر بينهما أحدا. قال ابن عبد البرّ: لم يسمع سليمان من عبيد بينهما رجل. قلت: ولعل هذه الطرق هي التي أشار إليها البخاري بقوله مرسل، فظن ابن السكن أنّ   (1) أسد الغابة ت (3495) ، الاستيعاب ت (1796) ، الثقات 3/ 284، الجرح والتعديل 6/ 6، التحفة اللطيفة 3/ 140، الحلية 2/ 12، تجريد أسماء الصحابة 1/ 365، التاريخ الكبير 5/ 440، الطبقات 7، تعجيل المنفعة (طبقة الهند) 278، الصحف وآداب اللسان 171، بقي بن مخلد 427، ذيل الكاشف 1008. (2) في أ: حديثه مرسل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 الإرسال بين عبيد والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال لأجل ذلك: لا تثبت صحبته، وكان البخاري يسمى السند الّذي فيه راو مبهم مرسلا كما قال جماعة من المحدثين. وقد رواه عثمان بن عتاب، عن سليمان التيمي، فخالف الجماعة في اسمه، فقال: عن سليمان: حدثنا رجل في حلقة أبي عثمان عن سعد مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد تقدم القول فيه فيمن اسمه سعد، من حرف السين المهملة. 5386 ز- عبيد الأنصاري «1» : قال أعطاني عمر مالا مضاربة، كذا ذكره أبو عمر من طريق أبي نعيم، عن عبد اللَّه بن حميد، عن عبيد «2» ، عن أبيه، عن جده. وقال: فيه نظر. وذكرته في هذا القسم، لأن الأنصار لم يكن فيهم لما مات النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحد إلا أسلم «3» . والّذي يعامله عمر يدرك من الحياة النبويّة ما يكون به مميزا. 5387 ز- عبيد الجهني ّ «4» : قال الباورديّ وابن السّكن: له صحبة. وأخرج ابن السكن: حدثنا محمد بن أبي زيد الفقيه الهروي، حدثنا أبو غانم محمد بن سعيد بن هنّاد، حدثنا إسماعيل بن نصر الهدادي، وكان ابن عشرين ومائة سنة، عن عاصم بن عبيد الجهنيّ، عن أبيه، وكان من أصحاب الشجرة. وأخرجه ابن مندة عاليا من رواية الكديمي» عن إسماعيل، فقال: عن عاصم بن عبيد، عن أبيه، وكان قد صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أتاني جبرائيل» فقال لي: يا محمد، في أمتك ثلاثة أعمال لم يعمل بها الأمم قبلها: النبّاشون، والمتسمّنون «6» ، والنساء مع النساء. قال ابن مندة: لا نعرفه إلا من هذا الوجه.   (1) أسد الغابة ت (3484) ، الاستيعاب ت (1762) . (2) في أ: عبد اللَّه عن عبيد. (3) في أ: أحد إلا كان قد أسلم. (4) أسد الغابة ت (3489) . (5) في أ: الكريمي. (6) أي يتكثرون بما ليس عندهم، ويدّعون ما ليس لهم من الشرف، وقيل: أراد جمعهم الأموال، وقيل: يحبون التوسّع في المآكل والمشارب وهي أسباب السّمن. النهاية 2/ 405. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 5388- عبيد العركي «1» : في عبد. 5389- عبيد رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: كذا وقع في مسند حديثه. قال ابن السّكن: يقال له صحبة، وحديثه عند ولده. وقال ابن حبان في ترجمة المغيرة بن عبد الرحمن: [من الثقات. روى عن أبيه عن جده، وكانت له صحبة فيما يزعمون. وعداده في أهل الشام. وقال ابن عبد البرّ: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في الإيمان، حديثه عن حماد بن سلمة. قلت: وأخرج ابن السكن، وابن شاهين، والطبراني وأبو نعيم، كلّهم من طريق المنهال بن بحر، عن حماد بن سلمة، عن المغيرة بن عبد الرحمن] ، حدثني أبي عن جدي، وكان له صحبة، أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «الإيمان ثلاثمائة وثلاثون «2» شريعة» ... الحديث. وسمي ابن السّكن جدّه في روايته عبيدا، وقال: وكانت لعبيد صحبة، وكان في بيت المقدس. 5390- عبيد رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم «3» : ذكره ابن مندة. ويحتمل أن يكون بعض من تقدم. وأخرج من طريق جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي: حدثني عبيد- رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إذا صلّى الرّجل ثمّ قعد في مصلّاة يذكر اللَّه عزّ وجلّ فهو في صلاة، وذلك أنّ الملائكة تصلّي عليه» ... الحديث. قال: ورواه حماد بن سلمة، ومحمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن السلمي، عمن سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يسمّه. ذكر من اسمه عبيدة- بزيادة هاء في آخره 5391- عبيد بن الحارث بن المطلب «4» بن عبد مناف القرشي المطلبي.   (1) أسد الغابة ت (3509) . (2) في أ: ثلاثمائة وثلاثون. (3) أسد الغابة ت (3525) ، الاستيعاب ت (1765) . (4) أسد الغابة ت (3534) ، الاستيعاب ت (1767) ، الثقات 3/ 312، الاستبصار 158، 301، تجريد أسماء الصحابة 1/ 369، سير أعلام النبلاء 1/ 256، الطبقات الكبرى 2/ 7، 17، 23، 3/ 17، 51، 52، 101، 140، 233، 393، 565- 8/ 115. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 أسلم قديما، وكان رأس «1» بني عبد مناف حينئذ مع أنّ العباس وإخوته كانوا في الندد «2» أقرب. وكان مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بمكة، ثم هاجر، وشهد بدرا، وبارز فيها حمزة وعلى عتبة، وربيعة، والوليد، وأصل قصتهم في الصحيح. وأخرجه أبو داود من وجه آخر، عن علي، فذكر الحديث في الهجرة ثم في غزوة بدر إلى أن قال: فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «قم يا عليّ، قم يا حمزة، قم يا عبيدة بن الحارث» . قال: فقتل اللَّه عتبة وربيعة «3» والوليد، وجرح عبيدة، فمات بعد. وكذا ذكره موسى بن عتبة في «المغازي» عن ابن شهاب، وأبو الأسود، عن عروة، وسائر من صنّف في المغازي. وأما ابن إسحاق فقال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة وغيره من علمائنا، عن عبيد اللَّه بن عباس في قصة المبارزة: فقتل عليّ الوليد، وقتل حمزة عتبة، وضرب شيبة عبيدة على ساقه فحمل حمزة وعليّ «4» على شيبة فقتلاه، واحتملا عبيدة، فمات بعد ذلك بالصفراء. وقد ذكر ابن إسحاق وغيره أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عقد لعبيدة بن الحارث راية، وأرسله في سريّة قبل وقعة بدر، فكانت أول راية عقدت في الإسلام. وأما الواقديّ فذكر أن أوّل لواء عقده رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان لحمزة. قلت: ويمكن الجمع على رأي من يغاير بين الراية واللواء. واللَّه أعلم. 5392 ز- عبيدة بن حزن تقدم في عبدة. 5393- عبيدة بن خالد: يأتي في عبيدة «5» - بالفتح. 5394- عبيدة بن ربيعة بن جبير النهراني: من بني عمرو بن كعب، من حلفاء الأنصار. ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا. 5395 ز- عبيدة بن سعد: ذكر الطّبريّ أن أبا بكر الصديق أمدّ به المهاجر بن أمية باليمن، ثم استعمله أبو بكر على كندة والسّكاسك.   (1) في أ: أسن بني عبد مناف. (2) في أ: التعدد. (3) في أ: عتبة وشيبة والوليد. (4) في أ: حمزة وعلي رضي اللَّه عنهما. (5) أسد الغابة ت (3529) ، الاستيعاب ت (1772) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 5396- عبيدة بن عبد اللَّه النهدي: ذكر أبو عبيد القاسم بن سلّام أنّ أبا بكر الصديق بعثه إلى بني نهد في حال ردّتهم فأسلم منهم جماعة. واستدركه ابن فتحون. واللَّه أعلم. 5397 ز- عبيدة بن عمرو الكلابي «1» : وقيل عبيدة، بفتح أوله. وقيل عبيد بلا هاء كما تقدم. 5398- عبيدة بن هبّان المذحجي «2» : قال ابن الكلبيّ: له وفادة [وكان من الفرسان] «3» واستدركه ابن فتحون. قلت: نسبه ابن الكلبي، فقال: عبيدة بن هبان، بفتح أوله وتشديد الموحدة وآخره نون، ابن معاوية بن أوس مناة بن عائذ اللَّه بن سعد العشيرة، قال: وكان أوس مناة يقال له ماقان، ووفد عبيدة إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5399- عبيدة بن مالك بن همام «4» : ذكره ابن الكلبيّ، وأنّ له وفادة، هكذا أورده ابن الأثير، وكرره الذهبي فقدم هماما على مالك، فكأنه انقلب عليه. ذكر من اسمه عبيدة، بفتح أوله 5400- عبيدة بن جابر بن سليم الهجيمي «5» . قال أبو عمر: له ولأبيه صحبة، ولم يذكر سنده في ذلك. 5401- عبيدة بن حزن النصري «6» : تقدم في عبدة، بسكون الموحدة، وهو الراجح. 5402- عبيدة بن خالد المحاربيّ «7» : ويقال بضم أوله. والأشهر عبيد، بلا هاء، كما تقدم في عبيد، وذكرت الاختلاف فيه.   (1) أسد الغابة ت (3536) ، الإكمال 6/ 44، 48، تبصير المتنبه 3/ 913، ذيل الكاشف 1010، التعديل والتجريح 1023. (2) الاستيعاب ت (1769) . (3) سقط من أ. (4) أسد الغابة ت (3537) . (5) تبصير المتنبه 3/ 915، أسد الغابة ت (3527) ، الاستيعاب ت (1771) . (6) أسد الغابة ت (3528) . (7) أسد الغابة ت (3535) ، الاستيعاب ت (1768) ، حاشية الإكمال 6/ 42، 44. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 354 5403- عبيدة بن ربيعة «1» بن [جبير البهراني، من بني عمرو بن كعب] «2» بن عمرو بن الحيون بن تام مناة بن شبيب بن دريم بن القين بن أهود بن بهزاء البهزاني. كان حليف بني غصينة وبنو غصينة حلفاء بعض الأنصار. قال ابن الكلبيّ: وشهد بدرا، واستدركه ابن فتحون. 5404- عبيدة بن صيفي الجهنيّ «3» : ذكره مطيّن، والإسماعيليّ، والباورديّ، وابن مندة في الصحابة، وأخرجوا له من طريق حماد بن عيسى الجهنيّ، عن أبيه، عن عبيدة بن صيفي، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لذريتي، فقال: «يا عبيدة، إنّكم أهل بيت لا يعنيكم شيء إلّا فرّج اللَّه» . واللفظ لإسماعيل. وقال: من طريق يحيى بن راشد، عن حماد بن عيسى: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عبيدة بن صيفي. وضبطه الخطيب بفتح أوله. وقيل عن حماد بن عيسى، عن بشير بن محمد بن طفيل، عن أبيه: سمعت عبيدة بن صيفي يقول: هاجرت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وحملت إليه صدقة مالي، وقلت: يا رسول اللَّه: ادع لذريتي ... فذكره. 5405- عبيدة بن مسهر «4» : في عبدة، بسكون الموحدة. 5406- عبيدة الأملوكي «5» : وقيل المليكي. روى عنه المهاجر بن حبيب. قال ابن السكن: يقال له صحبة. وأخرج البخاري في التاريخ من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن المهاجر، عن عبيدة المليكي صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا توسّدوا القرآن» . ولم يرفعه. وأخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه، فقال: عن عبيدة المليكي، عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه كان يقول: «يا أهل القرآن: توسّدوا القرآن» فرفعه. ولم يقل صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف.   (1) أسد الغابة ت (3530) . (2) في أ: جبير من بني كعب. (3) أسد الغابة ت (3531) ، الإكمال 6/ 47، 48- تبصير المتنبه 3/ 915. (4) أسد الغابة ت (3533) . (5) أسد الغابة ت (3526) ، الاستيعاب ت (1717) ، الإكمال 6/ 49- تبصير المتنبه 3/ 913. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 العين بعدها التاء 5407- عتّاب: بالتشديد، ابن أسيد «1» ، بفتح أوله، ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أبو عبد الرحمن، ويقال أبو محمد، أمّه زينب بنت عمرو بن أمية. أسلم يوم الفتح، واستعمله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على مكة لما سار إلى حنين، واستمر. وقيل: إنما استعمله بعد أن رجع من الطائف «2» ، وحجّ بالناس سنة الفتح، وأقرّه أبو بكر على مكة إلى أن مات يوم مات، ذكر جميع ذلك الواقدي وغيره، قالوا: وكان صالحا فاضلا. وكان عمره حين استعمل نيّفا وعشرين سنة. وقال عمر بن شبّة في كتاب مكة: حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا ابن وهب، حدثني الليث، عن عمرو مولى عفرة، قال: كان أربعة من مشيخة قريش في ناحية، فأذّن بلال على ظهر البيت، فقال أحدهم: لا خير في العيش بعدها ... فذكر القصة، وفيها إخبار النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بما قالوا، فقالوا: ما أخبرك إلا اللَّه، وشهدوا شهادة الحق. واستعمل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما توجه- يعني من الطائف - عتّاب بن أسيد على مكة. وذكر مصعب الزّبيريّ أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما أراد أنّ عليا لا يتزوج بنت أبي جهل على فاطمة بادر عتّاب فتزوّجها فولدت له ابنه عبد الرحمن. وروى له أصحاب السنن حديثا من رواية سعيد بن المسيب عنه. قال أبو حاتم: لم يسمع منه. وروى الطّياليسيّ والبخاري في تاريخه من طريق أيوب، عن عبد اللَّه بن يسار، عن عمرو بن أبي عقرب: سمعت عتّاب بن أسيد، وهو مسند ظهره إلى بيت اللَّه، يقول: واللَّه ما أصبت في عملي هذا الّذي ولأني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلا ثوبين معقّدين «3» كسوتهما مولاي كيسان، وإسناده حسن.   (1) أسد الغابة ت (3538) ، الاستيعاب ت (1775) ، الثقات 3/ 304، الجرح والتعديل 7/ 11، 46، تجريد أسماء الصحابة 1/ 370، تقريب التهذيب 2/ 3، تهذيب التهذيب 7/ 89، تاريخ الإسلام 3/ 61، التاريخ الصغير 1/ 33، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 757، الأعلام 4/ 199، التاريخ الكبير 7/ 54، خلاصة تذهيب 2/ 208، الكاشف 2/ 243، شذرات الذهب 1/ 56، العبر 1/ 16، الطبقات الكبرى 2/ 145- 3/ 187، 5/ 446- 8/ 262- الطبقات 11، 277، تهذيب الكمال 2/ 900، مشاهير علماء الأمصار 155، البداية والنهاية 7/ 304، المشتبه 23، 24، 441. (2) في أ: رجع إلى الطائف. (3) المعقّد: ضرب من برود هجر. النهاية 3/ 271. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 ومقتضاه أن يكون عتّاب عاش بعد أبي بكر. ويؤيد ذلك أن الطبري ذكر في عمّال عمر «1» في سني خلافته كلها إلى سنة اثنتين وعشرين، ثم ذكر أنّ عامل عمر على مكة سنة ثلاث وعشرين كان نافع بن عبد الحارث، فهذا يشعر بأنّ عتابا مات في آخر خلافة عمر. ورويناه في الجزء الخامس من أمالي المحاملي: رواة أبي عمر بن مهدي ... موثقون إلا محمد بن إسماعيل، وهو ابن حذافة السهمي، فإنّهم ضعّفوا روايته في غير الموطّأ مقيدة عن أنس أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمل عتّاب بن أسيد على مكة، وكان شديدا على المريب، ليّنا على المؤمنين، وكان يقول: واللَّه لا أعلم متخلّفا عن هذه الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه، فإنه لا يتخلف عنها إلا منافق. فقال أهل مكة: يا رسول اللَّه، استعملت على أهل اللَّه أعرابيا جافيا. فقال: «إنّي رأيت فيما يرى النّائم أنّه أتى باب الجنّة فأخذ بحلقة الباب فقعقعها حتّى فتح له، ودخل» «2» . وأورد العقيليّ في ترجمة هشام بن محمد بن السائب «3» الكلبي بسنده إليه، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً-[الإسراء: 80] قال: هو عتّاب بن أسيد. وأورده الثّعلبيّ في تفسير هذه الآية هذا الكلام، وذكر تلوه ما ذكرته قبل من حديث أنس كله، وكنت أتوهم أنه من بقية حديث الكلبي، والأمر فيه مختلف الاحتمال «4» . وقد بسطته في كتابي في مبهمات القرآن. 5408- عتّاب بن سليم «5» بن قيس بن أسلم بن خالد بن مدلج بن خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي. أسلم في يوم الفتح، واستشهد يوم اليمامة، ذكره أبو عمر. 5409 ز- عتّاب والد سعيد: تقدم ذكره في سليط بن سليط. روى ابن أبي شيبة من طريق ابن سيرين، عن كثير بن أفلح- أن عمر كان يقسم حللا فوقعت حلّة حسنة، فقيل: أعطها ابن عمر، فقال: إنما هاجر به أبوه، ولكن أعطها للمهاجرين بن المهاجر سعيد بن عتاب، أو سليط بن سليط.   (1) في أ: عمر رضي اللَّه عنه. (2) أخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 6241، وابن حجر في لسان الميزان 3/ 1150. (3) في أ: محمد السائب. (4) في أ: فيه محل الاحتمال. (5) أسد الغابة ت (3539) ، الاستيعاب ت (1776) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 5410- عتاب بن شمير: «1» بالمعجمة. وقيل نمير، بالنون، الضبي. قال ابن حبّان: له صحبة. قال البغوي: سكن الكوفة. روى حديثه أبو نعيم عن عبد الصمد بن جابر، عن مجمع بن عتّاب بن شمير، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أبي شيخ كبير ولي إخوة فأذهب إليهم لعلهم يسلمون فآتيك بهم. فقال: «إن هم أسلموا فهو خير لهم، [وإن أبوه] » فإنّ الإسلام واسع عريض» . رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه، وعلي بن عبد العزيز في مسندة، عن أبي نعيم، وتابعهما جماعة. وقال أبو أميّة الطّرسوسيّ، عن أبي نعيم: عتّاب بن نمير. قال ابن شاهين: والصواب الأول. والحديث غريب. 5411- عتبان، بكسر أوله ثم سكون ثانية ثم موحدة، ابن عبيد بن عمرو العبديّ، من عبد القيس. وقع ذكره في حديث في إسناده مقال، وحديث في جزء من حديث أبي بحر البكراوي، قال: حدثنا محمد بن يونس، حدثنا أبو عاصم، حدثنا بشر بن صحار، أخبرني المعارك بن بشر- أن عتبان بن عبيد بن عمرو حدثهم أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعنده يهوديّ يخاطبه. قال: فدرت من خلف ظهره، فنظرت إلى الخاتم، فوضعت يده فوق جبهتي ومسح رأسي، وقال: «إذا أتانا ظهر فأحضرنا» . فأتاه ظهر فأعطاني جذعة أو ثنية. محمد بن يونس هو الكديمي فيه مقال، وأبو عمر كان الدار الدّارقطنيّ يقول: لا تأخذوا عنه إلا بما انتقيته له قلت: وهذا مما انتقاه له الدارقطنيّ. 5412- عتبان بن مالك بن عمرو «3» بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن   (1) أسد الغابة ت (3540) ، الاستيعاب ت (1777، الثقات 3/ 304، الجرح والتعديل 7/ 11، تجريد أسماء الصحابة 1/ 370، التاريخ الكبير 7/ 54، الطبقات 39، 129، الإكمال 4/ 373، بقي بن مخلد 508. (2) في أ: فإن أبواه. (3) أسد الغابة ت (3541) ، الثقات 3/ 318، الرياض المستطابة 225، الاستبصار 127، 192، 196، الكاشف 2/ 213، الجرح والتعديل 7/ 36، التحفة اللطيفة 3/ 141، تجريد أسماء الصحابة 1/ 370، تقريب التهذيب 2/ 3، أصحاب بدر 232، نكت الهميان 198، تهذيب التهذيب 7/ 93، التاريخ الصغير 1/ 144، بقي بن مخلد 190، التاريخ الكبير 7/ 80، الأعلام 4/ 200، الكاشف 2/ 243، الطبقات الكبرى 3/ 272، 8/ 377، الطبقات 99، تبصير المتنبه 3/ 926، التعديل والتجريح 1200، طبقات خليفة 99، النكت الظراف 7/ 228، 230، مشاهير علماء الأمصار 22، تقريب الثقات للعجلي 326. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي. بدري عند الجمهور، ولم يذكره ابن إسحاق فيهم. وحديثه في الصحيحين، من طريق أنس، ومحمود بن الربيع، وغيرهما عنه، وأنه كان إمام قومه بني سالم. ذكر ابن سعد أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم آخى بينه وبين عمر. مات في خلافة معاوية وقد كبر. 5413- عتبة بن أسيد «1» : بالفتح، ابن جارية، بالجيم، ابن أسيد بالفتح أيضا، ابن عبد اللَّه بن غيرة، بكسر المعجمة وفتح التحتانية، ابن عوف بن ثقيف، أبو بصير بفتح الموحدة، الثقفي، حليف بني زهرة. مشهور بكنيته متفق على اسمه، ومن زعم أنه عبيد فقد صحّف. ثبت ذكره في قصة الحديبيّة عند البخاري، قال: وانفلت أبو بصير حتى أتى سيف البحر، وانفلت أبو جندل بن سهيل فلحق به، وملخص القصة أنه كان من المستضعفين بمكة، فلما وقع الصّلح بين النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وبين قريش على أن يردّ عليهم من أتاه منهم فرّ أبو بصير لما أسلمه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لقاصد قريش، فانضم إليه جماعة، فكانوا يؤذون قريشا في تجارتهم، فرغبوا من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يؤويهم إليه ليستريحوا منهم، ففعل. وعند موسى بن عقبة في «المغازي» من الزيادة في قصته أنّ أبا بصير كان يصلّي، وكان يكثر أن يقول: الحمد للَّه العليّ الأكبر ... من ينصر اللَّه فسوف ينصر [الرجز] فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمّهم، قال: ولما كتب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى أبي جندل وأبي بصير أن يقدما عليه ورد الكتاب، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في يده، فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه.   (1) أسد الغابة ت (3542) ، الاستيعاب ت (1778) ، الثقات 1/ 298، تجريد أسماء الصحابة 1/ 370، تبصير المتنبه 4/ 1419، التعديل والتجريح 1195. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 وذكر ابن إسحاق القصة بطولها، وبعضهم يزيد على بعض. 5414 ز- عتبة بن حصين: ذكر حديثه البخاريّ في تاريخه، من طريق ابن المبارك، عن سعيد بن يزيد، عن الحارث بن يزيد، عن عتبة بن حصن، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ موسى آجر نفسه بعفّة فرجه، وشبع بطنه، فجعل له ختنه «1» مما جاءت به غنمه قالب لون «2» «3» » ... الحديث. وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه في ترجمة عيينة بن حصن الفزاري، وهو تصحيف. وقد روى سلمة بن علي، وابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عتبة بن المنذر حديثا نحو هذا. فاللَّه أعلم، فيحتمل أن يكون اختلف في اسم أبيه، أو أحد الاسمين جدّه. 5415- عتبة بن ربيع بن رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة «4» بن عبد بن الأبجر. وهو خدرة الأنصاري الخدريّ. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. 5416- عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية البهراني، حليف الأوس «5» . كذا قال ابن إسحاق. وقال ابن الكلبيّ: وهو بهزي من بني بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، ومنهم من لم يذكره فيهم. قلت: وذكر سيف فيمن شهد اليرموك من الأمراء عتبة بن ربيعة بن بهز، فأنا أظن أنه هو، وهذا يقوي قول ابن الكلبي، وسأعيده في القسم الثالث. 5417- عتبة بن سالم بن حرملة العدوي «6» . له صحبة. ذكره المستغفري، ولم يزد.   (1) في أ: حفنة. (2) في أ: قالت تود. (3) تفسيره في الحديث أنها جاءت على غير ألوان أمهاتها كأن لونها قد انقلب. النهاية 4/ 97 (4) أسد الغابة ت (3543) ، الاستيعاب ت (1779) . (5) أسد الغابة ت 3544، الاستيعاب ت 1780. (6) أسد الغابة ت (3545) ، الثقات 3/ 298، تجريد أسماء الصحابة 1/ 370. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 قلت: وكذا قال ابن حبّان: له صحبة. وروى البغويّ وابن السّكن، من طريق عباس العنبري، عن سليمان بن عبد العزيز بن عتبة، حدثني عبد العزيز بن عتبة أن أباه عتبة بن سالم بن حرملة قال: إنه وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فتطهّر من فضل طهوره، فشمّت عليه ودعا له. 5418- عتبة بن سالم: ويقال ابن سلامة، بن سلمة بن أمية بن زيد بن أمية بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس [القرشي] «1» . ذكره ابن سعد، والطّبريّ فيمن شهد أحدا. 5419 ز- عتبة بن سهيل بن عمرو القرشي العامري. أظنه من مسلمة الفتح، فإنّ الزبير ذكر أن سهيل بن عمرو خرج هو وآل بيته إلى الشام فتجاهدا «2» في خلافة، ورافقه الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، ومعه آل بيته أيضا، فأتى عمر بعد ذلك بعبد الرحمن بن الحارث بن هاشم وبفاختة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو، وهما صغيران، فتزوج عتبة بفاختة، وسماهما الشّريدين، وذلك بعد موت من كان خرج معه من أهلها أجمع، فلعل عتبة مات قبل ذلك، أو كان معهم فمات بالشام. 5420- عتبة بن طويع المازني «3» : قال ابن مندة: ذكر في «الصحابة» ، ولا يثبت. وذكره ابن شاهين في عقبة- بالقاف- بدل المثناة «4» ، وأخرجا من طريق ابن جريج، عن يزيد بن عبد اللَّه بن سفيان عنه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «يا معشر الموالي، شراركم من تزوّج في العرب» ، وأنه قيل له: إن فلانا المولى تزوّج في الأنصار، فقال: «أرضيت؟» قال: نعم. فأجازه. 5421 ز- عتبة بن عائذ «5» : ذكره ابن شاهين، وأبو موسى، وأورد من طريق عبد القدوس، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن عائذ- وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم- رفعه: «من شهد الفجر والعشاء في جماعة كان له مثل أجر الحاجّ والمعتمر» . وأشار ابن شاهين إلى أنه عتبة بن عبد، قال لأنه يروي هذا المتن.   (1) سقط من أ. (2) في أ: مجاهدا. (3) أسد الغابة ت (3547) . (4) في أ: بالفاء المثناة. (5) أسد الغابة ت (3548) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 قلت: إلّا أني لم أره عنه من رواية خالد بن معدان، فيجوز أن يكون هذا المتن عند صحابيين فأكثر، لكن الإسناد ضعيف. 5422- عتبة بن عبد اللَّه: بن صخر «1» بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. 5423- عتبة بن عبد «2» : بغير إضافة. قال البخاري: ويقال ابن عبد اللَّه. ولا يصح. وجزم ابن حبان بأن عبد اللَّه السلمي أبو الوليد كان اسمه عتلة، بفتح المهملة والمثناة، ويقال نشبة، بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى الحسن بن سفيان، من طريق يحيى بن عتبة بن عبد، [قال] «3» : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم قريظة: «من أدخل الحصن سهما وجبت له الجنّة» . فأدخلت ثلاثة أسهم. وروى الطّبرانيّ، من طريق يحيى بن عتبة، عن أبيه، قال: دعاني النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا غلام حدث. فقال: «ما اسمك؟» قلت: عتلة. قال: «بل أنت عتبة» . ومن طريق عطية بن مدرك، عن عتبة بن عبد أنه لما بايع قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما اسمك؟» قال: نشبة. قال: «بل أنت عتبة» . وروى أحمد من طريق شريح بن عبيد، قال: كان عتبة بن عبد يقول: عرباض خير مني. وكان عرباض يقول: عتبة خير مني، سبقني إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بسنة. ورواه الطّبرانيّ من هذا الوجه، وزاد: وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبّه حوّله. قال الواقديّ وغيره: مات سنة سبع وثمانين. وقال الهيثم بن عدي: سنة إحدى أو اثنتين وسبعين. وجزموا بأنه عاش أربعا وتسعين سنة. وفيه نظر لما تقدم من أنه شهد قريظة، وكانت سنة خمس من الهجرة، فعلى الأول   (1) أسد الغابة ت (3549) ، الاستيعاب ت (1782) . (2) أسد الغابة ت (3552) ، الثقات 1/ 297، الكاشف 2/ 245، الجرح والتعديل 6/ 371، تجريد أسماء الصحابة 1/ 371، تقريب التهذيب 2/ 5، تهذيب التهذيب 7/ 98، التاريخ الكبير 6/ 521، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 210، العبر 1/ 103، الطبقات 52، 301، سير أعلام النبلاء 3/ 416، بقي بن مخلد 19. (3) سقط من أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 يكون عمره فيها اثنتي عشرة سنة، وعلى الثاني سبع سنين. قال الواقديّ: هو آخر من مات بالشام من الصحابة. 5424- عتبة بن عروة بن مسعود: ذكره الباورديّ في «الصحابة» ، وأورد له من طريق ابن إسحاق عن عبد اللَّه بن عتبة بن عروة بن مسعود، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا شرب الرّجل فاجلدوه ... » الحديث. ومنه قتله في الرابعة، ولم يتحرر لي حال هذا الإسناد فينظر. 5425- عتبة بن عمرو بن جروة «1» : بفتح الجيم، ابن عدي بن عامر بن عديّ بن كعب بن خزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري. ذكره العدويّ في أنساب الأنصار، وأنه شهد أحدا، وقال: لا عقب له. وذكره الطّبرانيّ وابن الدّبّاغ وابن فتحون. 5426- عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري «2» : وسيأتي نسبه في ترجمة أبيه. مختلف في صحبته، قال ابن أبي داود: شهد بيعة الرضوان وما بعدها. قال البخاريّ وأبو حاتم: لم يصح حديثه، يعني لما فيه من الاضطراب، وذكر أن مداره على عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة [عن أبيه، عن جده] «3» فجزم الطبراني وآخرون أنّ الحديث من مسند عويم، فعلى هذا فالضمير في جدّه يعود على سالم. ووقع في «الصّحابة» لابن شاهين: عبد اللَّه بن سالم بن عويم بن ساعدة، أسقط من الإسناد عتبة بن عويم. وجزم في موضع آخر بأنه عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة، فعلى هذا الحديث من مسند عتبة، وبذلك جزم ابن عساكر في الأطراف، وفيه اختلاف آخر. وعبد الرحمن لا يعرف حاله. واللَّه أعلم. روى له ابن ماجة. 5427 ز- عتبة بن غزوان: «4» بفتح المعجمة وسكون الزاي، ابن جابر بن وهب المازني، حليف بني عبد شمس، أو بني نوفل.   (1) أسد الغابة ت (3553) . (2) أسد الغابة ت (3555) ، الميزان 3/ 29- المغني 4000- ديوان الضعفاء 2744- الكامل 5/ 1995، الضعفاء الكبير 3/ 329- التاريخ الكبير 6/ 522- الطبقات الكبرى 8/ 349. (3) سقط من أ. (4) المسند لأحمد 5/ 61 و 4/ 174- طبقات ابن سعد 3/ 1/ 69- طبقات خليفة 61، 128، 129، التاريخ الكبير 6/ 520- 521- المعارف 275- الجرح والتعديل 6/ 373- مشاهير علماء الأمصار 217- حلية الأولياء 1/ 171- 172- تاريخ بغداد 1/ 155- 157، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 319- تهذيب الكمال 905- دول الإسلام 1/ 151- العبر 1/ 17- 21، مجمع الزوائد 9/ 307- العقد الثمين 6/ 11- 12- تهذيب التهذيب 7/ 100 خلاصة تذهيب الكمال 258- كنز العمال 13/ 570- شذرات الذهب 1/ 27، سير أعلام النبلاء 1/ 304، أسد الغابة ت (3556) ، الاستيعاب ت (1783) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 من السابقين الأولين، وهاجر إلى الحبشة، ثم رجع مهاجرا إلى المدينة رفيقا للمقداد، وشهد بدرا وما بعدها، وولاه عمر في الفتوح، فاختطّ البصرة، وفتح فتوحا. وكان طويلا جميلا. روى له مسلم، وأصحاب السنن. وفي مسلم من حديثه: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما لنا طعام إلا ورق الشجر. قال ابن سعد وغيره: قدم على عمر يستعفيه من الإمرة، فأبى، فرجع في الطريق بمعدن بني سليم سنة سبع عشرة. وقيل سنة عشرين. وقيل قبل ذلك. وعاش سبعا وخمسين سنة [ودعا اللَّه فمات] «1» . وأخرج الطّبرانيّ في طرق: «من كذب عليّ [متعمّدا فليتبوَّأ مقعده» ] «2» من طريق غزوان بن عتبة بن غزوان، عن أبيه: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» . وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو بن نضلة، وهو متروك. 5428- عتبة بن فرقد «3» بن يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة السلمي، أبو عبد اللَّه. وقال ابن سعد: يربوع هو فرقد. روى أبو المعافي في تاريخ الموصل، من طريق هشيم، عن حصين- أنه شهد خيبر، وقسم له منها، فكان يعطيه لبني أخواله عاما ولبني أعمامه عاما، وكان حصين من أقربائه، وإن عمر ولاه في الفتوح، ففتح الموصل سنة ثمان عشرة مع عياض بن غنم.   (1) سقط من أ. (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (3557) ، الاستيعاب ت (1784) ، الثقات 3/ 297، الجرح والتعديل 6/ 373، التاريخ الكبير 6/ 521- تجريد أسماء الصحابة 1/ 371، تقريب التهذيب 2/ 5، تهذيب التهذيب 7/ 101، خلاصة تذهيب 2/ 211، الكاشف 2/ 246، الطبقات الكبرى 1/ 285، الطبقات 50، 130، ذكر أخبار أصبهان 71، تهذيب الكمال 2/ 903، الخراج وصناعة الكتابة 379، 381، تحفة الأشراف 7/ 234. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 وروى شعبة، عن حصين، عن امرأة عتبة بن فرقد- أن عتبة غزا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم غزوتين. وروى الطّبرانيّ في «الصّغير والكبير» ، من طريق أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد، قال: أخذني الشّرى على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأمرني فتجردت فوضع يده على بطني وظهري، فعبق بي الطيب من يومئذ. قالت أم عاصم: كنا عنده أربع نسوة، فكنا نجتهد في الطيب، وما كان يمسّ الطيب، وإنه لأطيب ريحا منا. وقال أبو عثمان النّهديّ: جاءنا كتاب عمرو نحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد أخرجاه، ونزل عتبة بعد ذلك الكوفة ومات بها. 5429- عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عمّ النبيّ «1» صلى اللَّه عليه وسلّم. قال الزّبير بن بكّار: شهد هو وأخوه حنينا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان فيمن ثبت. وروى ابن سعد من طريق ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب، قال: لما قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مكة في الفتح قال لي: «يا عبّاس، أين ابنا أخيك: عتبة ومعتب» ؟ قلت: تنحيا فيمن تنحّى. قال: «ائتني بهما» . قال: فركبت إليهما إلى عرفة، فأقبلا مسرعين وأسلما وبايعا، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّي استوهبت ابني عمّي هذين من ربّي فوهبهما لي» . إسناده ضعيف. وللمرفوع طريق أخرى تأتي في ترجمة معتّب إن شاء اللَّه. قالوا: أقام عتبة بمكة ومات بها، ولم أر له ذكرا في خلافة عمر، بل ولا في خلافة أبي بكر، فكأنه مات فيها. 5430 ز- عتبة بن مسعود الهذلي «2» : أخو عبد اللَّه لأبويه. تقدم نسبه في ترجمته. قال الزّهريّ: ما كان عبد اللَّه بأقدم هجرة من عتبة، ولكن عتبة مات قبله. أخرجه الطبراني. ورواه عبد الرّزّاق بلفظ ما كان بأفقه «3» .   (1) أسد الغابة ت (3558) ، الاستيعاب ت (1785) . (2) أسد الغابة ت (3559) ، الاستيعاب ت (1786) ، طبقات ابن سعد 4/ 1/ 93، التاريخ الكبير 6/ 522- التاريخ الصغير 1/ 47- 213، المعارف 250- 251، الجرح والتعديل 6/ 373- مشاهير علماء الأمصار 307، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 319، 320، مجمع الزوائد 9/ 291، العقد الثمين 6/ 13- 14، سير أعلام النبلاء 1/ 500. (3) في أ: نافية. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 وهاجر عتبة إلى الحبشة، فأقام بها إلى أن قدم مع جعفر بن أبي طالب. وقيل: قدم قبل ذلك. وشهد أحدا وما بعدها. وقال البخاريّ في «الأوسط» : حدثنا عبد اللَّه، حدثني الليث بن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني السائب بن يزيد- أنه كان مع عتبة بن مسعود في خلافة عمر. قال: وقال سعيد عن الزهري: بلغني أنّ عمر كان يؤمره. وروى الطّبرانيّ وغيره من طريق أبي العميس، عن أبيه أو عون بن عبد اللَّه بن عتبة، قال: لما مات عتبة بكى عليه أخوه عبد اللَّه، فقيل له: أتبكي؟ قال: نعم، أخي في النسب، وصاحبي مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأحبّ الناس إليّ إلا ما كان من عمر. وروى البخاريّ من طريق المسعودي عن القاسم، قال: مات عتبة بن مسعود في زمن عمر، فقال: انتظروا حتى يجيء ابن أم عبد. قلت: وهذا أصح من قول يحيى بن بكير إنه مات سنة أربع وأربعين. ووقع في البخاريّ من رواية أبي ذرّ وغيره في ذكر من شهد بدرا عبد اللَّه بن مسعود الهذلي أخو عتبة بن مسعود الهذلي، ولم أر ذلك في غيره. وأظنه وهما ممّن دون البخاري. وقد سقط ذلك من رواية النسفي عن البخاري. 5431- عتبة بن النّدر «1» : بضم النون وتشديد الدال المفتوحة، السلمي. صحابي نزل مصر، قال ابن يونس: لا يدرى متى قدمها. وقال الجيزي محمد بن الربيع، عن يحيى بن عثمان بن صالح: شهد الفتح. وزعم ابن عبد البرّ أنه عتبة بن عبد، قال: وقيل إنه غيره، وليس بشيء، كذا قال. والصواب أنهما اثنان، وحجة أبي عمر رواية خالد بن معدان عنهما، وقول أبي حاتم في هذا إنه شامي، وهي حجة واهية، فقد قال محمد بن الربيع لما ذكر حديث علي بن رباح عنه: وروى عنه من أهل الشام خالد بن معدان، ولا يلزم من رواية عن عتبة بن عبد أن يكون هو عتبة بن النّدر. روى حديثه ابن ماجة، وغيره من طريق عليّ بن رباح، سمعت عتبة بن النّدر، وكان   (1) طبقات ابن سعد 7/ 413- طبقات خليفة ت 349- 2837- التاريخ الكبير 6/ 521، المعرفة والتاريخ 1/ 340- الجرح والتعديل 6/ 374- الحلية 2/ 15- تاريخ ابن عساكر 11/ 31- تهذيب الكمال 906- تاريخ الإسلام 3/ 283- العبر 1/ 98- تهذيب التهذيب 3/ 27 ب- تهذيب التهذيب 7/ 102- خلاصة تذهيب الكلام 218- سير أعلام النبلاء 3/ 417- أسد الغابة ت (3560) ، الاستيعاب ت (1787) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكر حديثا في قصة موسى مع شعيب في الغنم وصفة أولادها. وكذا أخرجه محمد بن الربيع من طرق. وقال ابن سعد: مات سنة أربع وثمانين. 5432- عتبة بن نيار «1» : بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة، غير منسوب. روى ابن مندة، من طريق أبي عبيدة بن سلام، ثم من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كتب إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن: «إذا أتتك رسلي فآمرك بهم خيرا: معاذ بن جبل، وعتبة بن نيار» ، وذكر جماعة. وذكر ابن إسحاق هذه القصة ولم يسمّ فيهم عتبة. وسيأتي ذكر أبي بردة عقبة بن نيار بالقاف، فما أدري أهو هذا أو أخوه. واللَّه أعلم. 5433- عتبة بن يزيد «2» : السلمي «3» . قال ابن حبّان: له صحبة، وفرق بينه وبين عتبة بن الندّر السلمي. وأظنه هو 5434- عتبة، غير منسوب «4» : أخرج العقيلي في ترجمة عتبة بن غزوان: عن عتبة بن غزوان، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» . قلت: وهذا.. 5435- عتريس: يأتي في الثالث. 5436 ز- عتيبة: بالتصغير، ابن مدرك الدهماني. يأتي في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى. 5437- عتيبة البلوي» : حليف الأنصار «6» . ذكره المستغفريّ وأبو نعيم في الصحابة، وساقا من طريق الحسن البصري: حدثني ابن لأبي ثعلبة [زاد أبو نعيم الخشنيّ] «7» أنّ أباه حدثه، قال: صلّينا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقام رجل خلفه، فقال: سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت ... الحديث، وفيه:   (1) أسد الغابة ت (3561) . (2) الثقات 3/ 298. (3) في أ: الأسلمي. (4) أسد الغابة ت (3563) . (5) في أ : عتيبة البلوي بالتصغير. (6) أسد الغابة ت (3565) . (7) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 فشخص بصر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى السماء، ثم التفت فقال: «من صاحب الكلام؟» فقال رجل من الأنصار من بليّ يقال له عتيبة: أنا يا رسول اللَّه. فقال: «والّذي نفس محمّد بيده، ما خرج آخرها من فيك حتّى نظرت إلى اثني عشر ملكا يبتدرونها» . 5438 ز- عتير العذري «1» : يأتي في عس. 5439 ز- عتير العذري «2» : ضبطه ابن ماكولا «3» تبعا للخطيب بالتصغير، فقال: له صحبة ورواية. روى عنه سليمان بن عبد الرحمن الأزدي، ثم وجدته في ... وفرق ابن ماكولا بينه وبين عتير العذري الآتي ذكره، وبيان الاختلاف فيه في العين والسين إن شاء اللَّه تعالى. 5440- عتيقة بن الحارث الأنصاري «4» : ذكره المستغفريّ، وأسند من طريق مكحول عن عبيد اللَّه بن عمرو، قال: بينما أنا جالس مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في لمة يحدّثنا ونحدثه إذ أقبل عتيقة بن الحارث الأنصاري فقال: يا رسول اللَّه، ما لمن تقلّد سيفا في سبيل اللَّه؟ قال: «يكون له وشاح من أوشحة الجنّة من درّ وياقوت» . فذكر حديثا طويلا. وفي إسناده جهالة. ومكحول لم يلق عبد اللَّه بن عمرو. 5441- عتيقة، آخر «5» : ذكره البخاريّ في «الصّحابة» ، قال: روى عنه عبد اللَّه بن صفوان، ولم يصح حديثه. ذكره «6» ابن مندة. 5442 ز- عتيك بن بلال الأنصاري: ولم أر من ذكره في الصحابة، لكن وجدت له قصة تدلّ على أن له صحبة أو رؤية. قال سعيد بن منصور: حدثنا أبو عوانة، عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: جاء رجل من أهل المغرب إلى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، لتحملني، فنظر إليه ثم قال: وأنا أقسم ألّا أحملك. فأعاد وأعاد ثلاثين مرة، فقال له عتيك بن بلال الأنصاري: واللَّه إن تريد إلا الشر، إلا ترى أنّ أمير المؤمنين قد حلف أيمانا لا أحصيها ... فذكر القصة.   (1) أسد الغابة ت (3567) . (2) في أ: العدوي. (3) الإكمال 6/ 105، تبصير المنتبه 3/ 903، 999. (4) أسد الغابة ت (3569) . (5) أسد الغابة ت (3570) . (6) في أ: نقله. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 فالذي يتهيّأ له أن يتكلم في مجلس عمر، ثم يكون من الأنصار [ألا أقلّ] «1» أن يكون بلغ الحلم، فإن يكن كذلك فله على أقل الأحوال رؤية، لتوفر دواعي الأنصار على إحضارهم أولادهم حين يولدون إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فيحنكهم ويدعوهم. ورجال الإسناد المذكور موثقون، وعبد الرحمن مختلف في سماعه من عمر، وقد جاء في عدة أخبار أنه سمع منه. 5443- عتيك بن التّيهان «2» : مضى في عبيد، بالموحدة مصغرا. 5444- عتيك بن الحارث بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاري. ذكره العدويّ في «نسب الأنصار» ، وقال: شهد أحدا مع أبيه. واستدركه ابن فتحون. قلت: وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وحديثه في الموطأ من رواية عبد اللَّه بن جابر بن عتيك بن الحارث بن عتيك، وهو جدّ عبد اللَّه بن عبد اللَّه أبو أمه- أنه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره، وكان عمه. 5445- عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية «3» بن معاوية الأنصاري، والد جابر بن عتيك. شهد أحدا، قاله ابن عمارة، وذكره ابن شاهين، عن محمد بن يزيد، عن رجاله، فسمّاه عتيقا بالقاف، وأورد في ترجمته حديثا. ومما أخرجه من طريق حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن جابر بن عتيك- أنّ أباه حدّثه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّ من الغيرة ما يحبّ اللَّه، ومنها ما يبغض اللَّه ... » الحديث. وهذا الحديث عند أبي داود، والنسائي، من طريق «4» عن يحيى، عن محمد بن جابر ابن عتيك، عن أبيه، فالصحبة إنما هي لجابر. وقد تنبّه ابن قانع لهذا مع كثرة غلطاته، فقال- بعد أن أورده مثل ابن شاهين: رواه غيره عن ابن جابر بن عتيك، عن أبيه، وهو الصواب. ووراء ذلك أمر آخر، وهو أنّ جابر بن عتيك راوي الحديث هو جابر بن عتيك بن   (1) في أ: لا أقل. (2) أسد الغابة ت (3571) . (3) أسد الغابة ت (3572) . (4) في أ: من طرق. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 النعمان بن عمرو، ولم أر من ذكر لعتيك بن النعمان صحبة، إلا أن البغوي أخرج من طريق أبي معشر عن عبد الملك «1» بن جابر بن عتيك، عن أبيه، عن جده- أنه اشتدّ وجعه في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إنسان من أهل البيت رحمة اللَّه عليك ... » الحديث. وهذا السياق غير محفوظ، والمحفوظ ما في الموطأ: عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جابر ابن عتيك، عن عتيك بن الحارث- أنّ جابر بن عتيك أخبره أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جاء يعود عبد اللَّه بن ثابت ... فذكر الحديث. 5446 ز- عتيك بن النعمان، إن صحّ. قد ذكرته في ترجمة الّذي قبله. العين بعدها الثاء 5447 ز- عثّامة بن قيس «2» البجلي «3» . قال البخاريّ وأبو حاتم: له صحبة. وقال ابن حبان: إن له صحبة. وقال ابن مندة: ويقال عسامة، بالسين المهملة. وروى الطّبرانيّ في مسند الشّاميين، من طريق عبد الرحمن بن عائذ، أخبرني بلال بن أبي بلال- أنّ عثامة بن قيس البجلي، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: «نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم ... » الحديث. وله حديث آخر تقدم في ترجمة عبد اللَّه بن سفيان الأزدي في العبادلة. 5448 ز- عثمان بن أبي جهم الأسلمي: ذكره ابن أبي حاتم في ترجمة حفيد محمد بن جهم بن عثمان، فقال: كان جده على ساقة غنائم خيبر يوم فتحت. وروى أيضا عن عمر بن الخطاب [وقع لي الحديث] «4» الّذي أشار إليه، قال الخرائطي في اعتلال القلوب: حدثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثنا محمد بن سعيد القرشي البصري، حدثنا محمد بن الجهم بن عثمان بن أبي الجهم، عن أبيه، عن جده- وكان على   (1) في أ: عبد اللَّه. (2) الثقات 3/ 321، الجرح والتعديل 7/ 39، تجريد أسماء الصحابة 1/ 373، التاريخ الكبير 7/ 86، أسد الغابة ت (3573) . (3) في أ: العجليّ. (4) في أ: قد وقع في الحديث. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 ساقة غنائم خيبر حين افتتحها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: بينما عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة إذ سمع صوت امرأة، وهي تهتف في خدرها: هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجّاج [البسيط] فذكر قصة نصر بن حجاج بطولها. وقد اختلف على محمد بن سعيد في إسناده، فرواه ابن مندة «1» من طريق عتاب بن الجليل، عن محمد بن سعيد الأثرم، عن محمد بن عثمان بن جهم، عن أبيه، عن جده- أنه كان على غنائم خيبر، وهذا كأنه مقلوب. ورواه ابن عساكر في تاريخه من طريق قاسم بن جعفر، عن محمد بن سعيد، عن محمد بن عثمان بن جهم، عن أبيه، عن جده، وكان على ساقة غنائم خيبر. وقد مضى في ترجمة جهم، وكأن الضمير في قوله: عن جده، يعود على جهم لا على محمد. 5449- عثمان بن حكيم بن أبي الأوقص السلمي: أخو عمر لأمه. ويقال: بل هو أخو زيد بن الخطاب. وقع في البخاريّ ما يدلّ على أن له صحبة، فإنه أخرج في صحيحه، من طريق عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، قال: أرى عمر «2» حلّة على رجل تباع ... الحديث بطولة، وفي آخره: فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم- سمّاه ابن بشكوال في المبهمات: عثمان بن حكيم. 5450 ز- عثمان بن حميد: بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى القرشي الأسدي. ورد ما يدلّ على أن له صحبة، لأن أباه مات في الجاهلية، قال الفاكهي: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء- أنّ غلاما يقال له عبد اللَّه عن عثمان بن حميد الحميدي قتل حمامة من حمام الحرم، فسأل أبوه ابن عباس فأمره بشاة. 5451- عثمان بن حنيف «3» : بالمهملة والنون مصغرا، الأنصاري.   (1) في أ: فرواه عن مندة. (2) في أ: رأى عمر. (3) أسد الغابة ت (3577) ، الاستيعاب ت (1788) ، مسند أحمد 4/ 138- طبقات خليفة 86، 135- تاريخ خليفة 227- التاريخ الكبير 1/ 209- 210- المعارف 208- 209- تاريخ الفسوي 1/ 273- الجرح والتعديل 6/ 146- معجم الطبراني 10/ 9- الاستبصار 321- تهذيب الكمال 909، تاريخ الإسلام 2/ 232- مجمع الزوائد 9/ 371- تهذيب التهذيب 7/ 112- 113- خلاصة تذهيب الكمال 259- سير أعلام النبلاء 2/ 320. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 تقدم ذكر نسبه في ترجمة أخيه سهل. وقال التّرمذيّ وحده: إنه شهد بدرا. وقال الجمهور: أول مشاهده أحد. وروى ابن أبي شيبة من طريق قتادة، عن أبي مجلز، قال: بعث عمر عثمان بن حنيف على مساحة الأرض- يعني بعد أن فتحت الكوفة. وفي البخاريّ أنّ عمر قال له ولعمّار: أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟. روى عنه ابن أخيه أبو أسامة بن سهل وطائفة، وكان عليّ استعمله على البصرة قبل أن يقدم عليها، فغلبه عليها طلحة والزبير، فكانت القصة المشهورة في وقعة الجمل، وقالوا: إنه سكن الكوفة ومات في خلافة معاوية. 5452- عثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ «1» . ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. 5453 ز - عثمان بن ربيعة الثقفي: ذكره سيف في الفتوح، وأنّ عثمان بن أبي العاص بعثه عند وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى من تجمّع من الأزد فحاربهم فهزمهم عثمان، وقال في ذلك: فضضنا جمعهم والنّقع كائن ... وقد يعدي على الغدر العقوق وأبرق بارق لمّا التقينا ... فعادت خلّبا تلك البروق 5454- عثمان بن سعيد بن أحمر الأنصاري «2» . له صحبة، قاله ابن حبان، نقلته من خط أبي علي البكري. 5455- عثمان بن شماس بن الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم المخزومي. أدخل ابن عبد البرّ في نسبه بين الشريد وهرمي سويدا، فوهم، فإن السويد أخو الشريد، قاله المبرد وغيره.   (1) أسد الغابة ت (3578) ، الاستيعاب ت (1789) . (2) الثقات 3/ 261. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة مع مصعب بن عمير. وقال الزّبير بن بكّار: استشهد بأحد. وقد تقدم في حرف الشين شمّاس بن عثمان، فأنا أخشى أن يكون هذا انقلب، ثم وجدت أبا نعيم جنح إلى ذلك، ونسب الوهم فيه إلى ابن مندة. 5456- عثمان بن طلحة بن أبي طلحة «1» : واسمه عبد اللَّه بن عبد العزى بن عثمان ابن عبد الدار العبدري، حاجب البيت. أمّه أمّ سعيد بن الأوس. قتل أبوه طلحة، وعمّه عثمان بن أبي طلحة بأحد، ثم أسلم عثمان بن طلحة في هدنة الحديبيّة، وهاجر مع خالد بن الوليد، وشهد الفتح مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعطاه مفتاح الكعبة. وفي «الصّحيحين» من حديث ابن عمر، قال: دخل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الكعبة، ودخل معه بلال وعثمان بن طلحة، وأسامة بن زيد ... الحديث، وفيه: فسألت بلالا، وقد رواه يزيد بن زريع، عن عبد اللَّه بن عون، عن نافع، عن ابن عمر، قال: فسألتهم. ورواه يونس عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال: أخبرني بلال، وعثمان بن طلحة. وقد وقع في تفسير الثعلبي، بغير سند في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها [النساء: 58]- أن عثمان المذكور إنما أسلم يوم الفتح بعد أن دفع له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مفتاح البيت، وهذا منكر. والمعروف أنه أسلم وهاجر مع عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد وبذلك جزم ... ، ثم سكن المدينة إلى أن مات بها سنة اثنتين وأربعين، قاله الواقدي وابن البرقي. وقيل: استشهد بأجنادين. قال العسكري: وهو باطل. 5457- عثمان بن أبي العاص «2» بن بشر بن عبد دهمان بن عبد اللَّه بن همام الثقفي، أبو عبد اللَّه، نزيل البصرة.   (1) تاريخ الإسلام 3/ 81، الثقات 3/ 560، البداية والنهاية 8/-، الجرح والتعديل 6/ 1055، التحفة اللطيفة 3/ 155، تجريد أسماء الصحابة 1/ 373، تقريب التهذيب 2/ 10، تهذيب التهذيب 7/ 124، تاريخ الإسلام 3/ 61، التاريخ الكبير 6/ 211، المنمق 43، 335، الكاشف 2/ 251، الطبقات 14، 277، تحفة الأشراف 7/ 236، الطبقات الكبرى 2/ 66، 136، 137- 3/ 116- 4/ 252- 7/ 394- 348، فتوح البلدان 93، تهذيب الكمال 2/ 910، بقي بن مخلد 292، مسند أحمد 3/ 410، طبقات خليفة 14 وتاريخ خليفة 205، نسب قريش 251، وتاريخ الطبري 3/ 29 و 31 أسد الغابة ت (3580) ، الاستيعاب ت (1790) . (2) طبقات ابن سعد 5/ 508، طبقات خليفة 53، 182، 197، تاريخ خليفة 149- 152- التاريخ الكبير 6/ 212- المعارف 268- 555، تاريخ الفسوي 1/ 273- معجم الطبراني 9/ 30، 53- المستدرك 3/ 618- تهذيب الكمال 913- تاريخ الإسلام 2/ 305- مجمع الزوائد 9/ 270- تهذيب التهذيب 7/ 128- 129- خلاصة تذهيب الكمال 260- شذرات الذهب 1/ 36- الاستيعاب ت (1791) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 أسلم في وفد ثقيف، فاستعمله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على الطائف، وأقرّه أبو بكر ثم عمر، ثم استعمله عمر على عمان والبحرين سنة خمس عشرة، ثم سكن البصرة حتى مات بها خلافة معاوية قيل سنة خمسين. وقيل سنة إحدى وخمسين. وكان هو الّذي منع ثقيفا عن الردة، خطبهم، فقال: كنتم آخر الناس إسلاما، فلا تكونوا أولهم ارتدادا. وجاء عنه أنه شهد آمنة لما ولدت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وهي قصة أخرجها البيهقي في الدلائل، والطبراني من طريق محمد بن أبي سويد الثقفي، عنه، قال: حدثتني أمّي، فعلى هذا يكون عاش نحوا من مائة وعشرين سنة. روى عثمان عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث في صحيح مسلم. وفي السّنن روى عنه ابن أخيه يزيد بن الحكم بن أبي العاص ومولاه أبو الحكم، وسعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة، ونافع بن جبير بن مطعم، وأبو العلاء ومطرف ابنا عبد اللَّه بن الشخّير، وآخرون. وذكر المرزبانيّ في «معجم الشعراء» أنّ عثمان بن بشر بن عبد بن دهمان كان قد شدّ في الجاهلية على عمرو بن معديكرب فهرب عمرو، فقال عثمان: لعمرك لولا اللّيل قامت مآتم ... حواسر يخمشن الوجوه على عمرو فأفلتنا فوت الأسنّة بعد ما ... رأى الموت والخطّيّ أقرب من شعري [الطويل] فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو هو عمّه «1» ؟. 5458- عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم «2» بن مرة القرشي التيمي، أبو قحافة، والد أبي بكر. أمّه آمنة بنت عبد العزى العدوية- عدي قريش، وقيل اسمها قيلة. قال الفاكهيّ: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن أبي حمزة الثّمالي، قال: قال عبد اللَّه لما خرج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى الغار: ذهبت أستخبر، وانظر، هل أحد يخبرني عنه؟ فأتيت دار أبي بكر فوجدت أبا قحافة، فخرج عليّ ومعه هراوة، فلما رآني اشتدّ نحوي، وهو يقول: هذا من الصّباة «3» الذين أفسدوا عليّ ابني.   (1) في أ: أو هو عمه. (2) أسد الغابة ت (3582) ، الاستيعاب ت (1792) . (3) في أ: الصبيان. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 تأخّر إسلامه إلى يوم الفتح، فروى ابن إسحاق في المغازي بإسناد صحيح، عن أسماء بنت أبي بكر «1» ، قالت: لما كان عام الفتح ونزل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ذا طوى قال أبو قحافة لابنة له كانت من أصغر ولده: أي بنية، أشرفي بي على أبي قبيس، وكان قد كفّ بصره، فأشرفت به عليه ... فذكر الحديث بطوله. وفيه: فلما دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المسجد خرج أبو بكر حتى جاء بأبيه يقوده، فلما رآه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «هلّا تركت الشّيخ في بيته حتّى آتيه «2» » «3» ! فقال: يمشي هو إليك يا رسول اللَّه، أحقّ من أن تمشي إليه. وأجلسه «4» بين يديه، ثم مسح على صدره، فقال: «أسلم تسلم» . ثم قام أبو بكر ... الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن إسحاق. وروى مسلم، من طريق أبي الزبير، عن جابر، قال: أتي بأبي قحافة عام الفتح ورأسه ولحيته مثل الثّغامة «5» ، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «غيّروا هذا بشيء، وجنّبوه السّواد» . وروى أحمد، من طريق هشام، عن محمد بن سيرين، عن أنس، أنه سئل عن خضاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: لم يكن شاب إلا يسيرا، ولكن خضب أبو بكر وعمر بالحناء والكتم» . قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يديه، فقال لأبي بكر: لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه- تكرمة لأبي بكر، فأسلم ورأسه ولحيته كالثّغامة بياضا، فقال: غيّروهما وجنّبوه السواد. صححه ابن حبان من هذا الوجه. قال قتادة: هو أول مخضوب في الإسلام، وهو أول من ورث خليفة في الإسلام. مات أبو قحافة سنة أربع عشرة، وله سبع وتسعون سنة «7» . 5459- عثمان بن عامر «8» بن معتّب الثقفي، مولى المنبعث من فوق.   (1) في أ: أبي بكر رضي اللَّه عنه. (2) في أ: حتى أجيبه. (3) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 244 عن أنس كما رواه عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن أبيه ... الحديث، قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي. (4) في ط: وأهله. (5) هو نبت أبيض الزهر والثمر يشبّه به الشّيب وقيل: هي شجرة تبيض كأنها الثّلج. النهاية 1/ 214. (6) الكتم: نبت يخلط مع الوسمة ويصبغ به الشعر أسود، وقيل: هو الوسمة. النهاية 4/ 150. (7) في أ: سبع وسبعون سنة. (8) الثقات 3/ 260، التحفة اللطيفة 3/ 156، تجريد أسماء الصحابة 1/ 374، نكت الهميان 199، تاريخ الإسلام 3/ 85، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 760، الطبقات الكبرى 5/ 451. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 يقال أسلم وصحب. ذكره السّهيلي كذا في التجريد، والّذي في الروض للسهيلي في غزوة الطائف: ومن أولئك العبيد الّذي نزلوا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من حصن الطائف فأعتقهم المنبعث، وكان اسمه المضطجع، فبدّله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان عبدا لعثمان بن عامر بن معتّب ... وساق الكلام في ذلك إلى أن قال: وجعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ولاء هؤلاء العبيد لسادتهم حين أسلموا. كلّ هذا ذكره ابن إسحاق في غير رواية ابن هشام. قلت: فدخل عثمان في عموم قوله: حين أسلموا. وسيأتي في ترجمة المنبعث النّقل عن ابن إسحاق أنه كان من موالي آل عثمان بن عامر بن معتّب، فيحتمل أن يكون المنبعث كان عبدا لعثمان. ومات عثمان في الجاهلية فورثه ولده، فهو الّذي أسلم. وقد ذكر ابن الكلبيّ عثمان في «الجمهرة» ، ولم يقل: إن عثمان أسلم كعادته. وقد كتبته هنا على الاحتمال. 5460- عثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبي شدّاد بن ربيعة بن هلال «1» بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري. ذكره ابن إسحاق وغيره في مهاجرة الحبشة. وقال البلاذري: أقام بها حتى قدم مع جعفر بن أبي طالب. وقد تقدم ذكر عامر بن عبد غنم، فلعله أخوه، واختلف في اسمه. واللَّه أعلم. 5461- عثمان بن عبيد اللَّه بن عثمان التيمي، أخو طلحة «2» . تقدم نسبه فيه. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال أبو عمر: أسلم وهاجر، ولا أعرف له رواية. ومن ولده محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن بن [غنم بن عبد اللَّه] «3» ، كان عالما بالنسب. وقال الذّهبيّ: لا صحبة ولا إسلام، بل الصحبة لولده عبد الرحمن. قلت: وهو ردّ بغير دليل. 5462- عثمان بن عثمان بن الشريد «4» : تقدم في شماس.   (1) أسد الغابة ت (3584) ، الاستيعاب ت (1794) . (2) أسد الغابة ت (3585) ، الاستيعاب ت (1795) . (3) في أ: بدل ما بالقوسين: عثمان بن عبيد اللَّه. (4) أسد الغابة ت (3588) ، الاستيعاب ت (1796) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 376 5463- عثمان بن عثمان الثقفي «1» : نزل حمص. قال ابن أبي حاتم: كان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن مندة: وكان أميرا على صنعاء الشام، وساق له من طريق حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن عثمان بن عثمان الثقفي صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، أنه قال: إنّ اللَّه يقبل التوبة عن عبده قبل موته، ثم قال- بشهر- ثم قال- بيوم- ثم قال- قبل أن يغرغر «2» . 5464- عثمان بن عفان «3» بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، أمير المؤمنين، أبو عبد اللَّه، وأبو عمر. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، أسلمت، وأمّها البيضاء بنت عبد المطلب عمّة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. ولد بعد الفيل بست سنين على الصحيح. وكان ربعة، حسن الوجه، رقيق البشرة، عظيم اللحية، بعيد ما بين المنكبين. وقد وصف بأتمّ من هذا في ترجمة خالته سعدى. وكذا صفة إسلام عثمان. أسلم قديما، قال ابن إسحاق: كان أبو بكر مؤلّفا لقومه، فجعل يدعو إلى الإسلام من يثق به، فأسلم على يده فيما بلغني: الزّبير، وطلحة، وعثمان. وزوّج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابنته رقية من عثمان، وماتت عنده في أيام بدر، فزوّجه بعدها أختها أم كلثوم، فلذلك كان يلقّب ذا النّورين. قال الزّبير بن بكّار: حدثني محمد بن سلام الجمحيّ، قال: حدثني أبو المقدام مولى عثمان، قال: بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع رجل بلطف إلى عثمان، فاحتبس الرجل، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما حبسك؟ ألا كنت تنظر إلى عثمان ورقيّة تعجب من حسنهما» ! وجاء من أوجه متواترة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بشّره بالجنة، وعدّه من أهل الجنة، وشهد له بالشهادة. وروى أبو خيثمة في «فضائل الصحابة» ، من طريق الضحاك، عن النزال بن سبرة: قلنا   (1) أسد الغابة ت (3587) . (2) أخرجه البخاري في صحيحه 6/ 135 والطبري في التفسير 18/ 75، وابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 137. (3) أسد الغابة ت (3589) ، الاستيعاب ت (1797) ، العوائد العوالي 85، 142، المؤتلف والمختلف 81، التبصرة والتذكرة 1/ 131، بقي بن مخلد 28. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 لعليّ: حدّثنا عن عثمان. قال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النّورين. وروى التّرمذيّ، من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عن طلحة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لكلّ نبيّ رفيق، ورفيقي في الجنّة عثمان» «1» . وجاء من طرق كثيرة شهيرة صحيحة عن عثمان لما أن حصروه انتشد الصحابة في أشياء، منها: تجهيزه جيش العسرة، ومنها مبايعة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عنه تحت الشجرة لما أرسله إلى مكّة. ومنها شراؤه بئر رومة وغير ذلك. وروى [عثمان] «2» عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن أبي بكر، وعمر. روى عنه أولاده: عمرو، وأبان، وسعيد، وابن عمه مروان بن الحكم بن أبي العاص، ومن الصحابة ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وزيد بن ثابت، وعمران بن حصين، وأبو هريرة، وغيرهم. ومن التابعين: الأحنف، وعبد الرحمن بن أبي ضمرة، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وسعيد بن المسيّب، وأبو وائل، وأبو عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن الحنيفة، وآخرون. وهو أوّل من هاجر إلى الحبشة ومعه زوجته رقية، وتخلّف عن بدر لتمريضها، فكتب له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بسهمه وأجره، وتخلّف عن بيعه الرضوان، لأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كان بعثه إلى مكة، فأشيع أنهم قتلوه، فكان ذلك سبب البيعة، فضرب إحدى يديه على الأخرى، وقال: هذه عن عثمان. وقال ابن مسعود لما بويع: بايعنا خيرنا، [ولم نال] «3» . وقال عليّ: كان عثمان أوصلنا للرحم. وكذا قالت عائشة لما بلغها قتله: قتلوه، وإنه لأوصلهم للرحم، وأتقاهم للرب. [وقال ابن المبارك في الزّهد: أنبأنا الزبير بن عبد اللَّه أنّ جدته أخبرته- وكانت خادما   (1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 583 عن طلحة بن عبيد اللَّه، كتاب المناقب (50) باب في مناقب عثمان ابن عفان رضي اللَّه عنه حديث رقم 3698 وقال أبو عيسى هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع وابن ماجة في السنن 1/ 40 عن أبي هريرة المقدمة باب فضل عثمان رضي اللَّه عنه حديث رقم 109 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 1/ 40 اسناده ضعيف فيه عثمان بن خالد وهو ضعيف باتفاقهم وأورده التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 6061، 6062، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32808 أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 2/ 588. (2) سقط من ط. (3) في أ: وله مال. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 لعثمان- وقالت: كان عثمان لا يوقظ نائما من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه، وكان يصوم الدهر] «1» . وكان سبب قتله أنّ أمراء الأمصار كانوا من أقاربه، كان بالشام كلّها معاوية، وبالبصرة سعيد بن العاص، وبمصر عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، وبخراسان عبد اللَّه بن عامر، وكان من حجّ منهم يشكو من أميره، وكان عثمان ليّن العريكة، كثير الإحسان والحلم، وكان يستبدل ببعض أمرائه فيرضيهم، ثم يعيده بعد إلى أن رحل أهل مصر يشكون من ابن أبي سرح، فعزله، وكتب له كتابا بتولية محمد بن أبي بكر الصديق، فرضوا بذلك، فلما كانوا في أثناء الطريق رأوا راكبا على راحلة، فاستخبروه، فأخبرهم أنه من عند عثمان باستقرار ابن أبي سرح ومعاقبة جماعة من أعيانهم، فأخذوا الكتاب ورجعوا وواجهوه به، فحلف أنه ما كتب ولا أذن، فقالوا: سلّمنا كاتبك، فخشي عليه منهم القتل، وكان كاتبه مروان بن الحكم، وهو ابن عمه، فغضبوا وحصروه في داره. واجتمع جماعة يحمونه منهم، فكان ينهاهم عن القتال إلى أن تسوّروا عليه من دار إلى دار، فدخلوا عليه فقتلوه، فعظم ذلك على أهل الخير من الصحابة وغيرهم، وانفتح باب الفتنة، فكان ما كان، واللَّه المستعان. وروى البخاريّ في قصة قتل عمر أنه عهد إلى ستة، وأمرهم أن يختاروا رجلا، فجعلوا الاختيار إلى عبد الرحمن بن عوف، فاختار عثمان فبايعوه. ويقال: كان ذلك يوم السبت غرّة المحرم سنة أربع وعشرين. وقال ابن إسحاق: قتل على رأس إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهرا، واثنين وعشرين يوما من خلافته، فيكون ذلك في ثاني وعشرين ذي الحجة سنة خمس وثلاثين. وقال غيره: قتل لسبع عشرة. وقيل لثمان عشرة. رواه أحمد عن إسحاق بن الطباع، عن أبي معشر. وقال الزّبير بن بكّار: بويع يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين. وقتل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة بعد العصر، ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حشّ كوكب كان عثمان اشتراه فوسّع به البقيع. وقتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وأشهر على الصحيح المشهور. وقيل دون ذلك. وزعم أبو محمد بن حزم أنه لم يبلغ الثمانين. 5465- عثمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد الأنصاري.   (1) سقط من أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن شهد بدرا. وذكره الطبري في الصحابة. وقال أبو نعيم: هو عندي نعمان بن عبد عمرو. 5466- عثمان بن عمرو الأنصاري «1» : روى ابن مندة، من طريق كثير بن سليم، عن أنس: جاء عثمان بن عمرو إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان إمام قومه، وكان بدريا، فقال له: «إذا صلّيت بقومك فأخفّ بهم، فإنّ فيهم الكبير والضّعيف وذا الحاجة» . قال ابن مندة: هذا الحديث مشهور بعثمان بن أبي العاص، لكنه لم يكن بدريا. قلت: إن كان محفوظا فهو غيره، فلا مانع من وقوع القصة الواحدة لاثنين. وقد روى ابن قانع من طريق يعقوب العمي، عن أبي عبيد، عن أبي مرقع: حدثني عثمان بن عمر بالموسم، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «يدخل فقراء المسلمين قبل أغنيائهم الجنة بأربعين عاما» . 5467 ز- عثمان بن عمرو: بن الجموح الأنصاري السلمي «2» . روى الدّولابيّ أبو بشر في «الكنى» من طريق حيوة بن شريح، حدثنا أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد، قال: رأيت شعر عثمان بن عمرو بن الجموع الأنصاري من بني سلمة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مصبوغا بصفرة، ورأيته جعل شعر رأسه ضفيرتين، فيحتمل أن يكون أحد الذين قبله، كما يحتمل أن يكون الثاني هو الأول. ويحتمل التعدد. 5468- عثمان بن قيس بن أبي العاص بن قيس بن عديّ السهمي «3» . قال ابن يونس: شهد فتح مصر مع أبيه. وروى الطّبرانيّ، من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب: كتب عمر إلى عمرو بن العاص أن افرض لكل من قبلك ممّن بايع تحت الشجرة في مائتين من العطاء، وأبلغ ذلك بنفسك وأقاربك، وافرض لعثمان بن قيس لضيافته، ولخارجة بن حذافة لشجاعته. وسيأتي في ترجمة والده أنّه ولي قضاء مصر. وكذا ذكر أبو عمر الكندي أنه ولي قضاء   (1) أسد الغابة ت (3590) . (2) أسد الغابة ت (3591) . (3) أسد الغابة ت (3592) ، طبقات ابن سعد 3/ 286، 291- نسب قريش 393- طبقات خليفة 25- تاريخ خليفة 65- التاريخ الكبير 6/ 210- التاريخ الصغير 1/ 20، 21، حلية الأولياء 1/ 102- 326- العبر 1/ 4- مجمع الزوائد 9/ 302- العقد الثمين 6/ 49- 50- كنز العمال 13/ 525- شذرات الذهب 1/ 9- سير أعلام النبلاء 1/ 153، أسد الغابة ت (3594) ، الاستيعاب ت (1798) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 مصر في آخر سنة من خلافة عمر، واستمر على ذلك طول خلافة عثمان إلى أن صرف في سنة اثنتين وأربعين في خلافة معاوية. وكان عابدا مجتهدا غزير الدمعة، وكان إذا حكم بين الناس يبكي، ويقول: ويل لمن جاز في حكمه. 5469- عثمان بن مظعون: بالظاء المعجمة، ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ. قال ابن إسحاق: أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا. وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى في جماعة، فلما بلغهم أنّ قريشا أسلمت رجعوا، فدخل عثمان في جوار الوليد بن المغيرة، ثم ذكر ردّه جواره ورضاه بما عليه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وذكر قصته مع لبيد بن ربيعة حين أنشد: الا كلّ شيء ما خلا اللَّه باطل ............... ... [الطويل] فقال عثمان بن مظعون: صدقت. فقال لبيد: ............. ... وكلّ نعيم لا محالة زائل «1» [الطويل] فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول، فقام سفيه منهم إلى عثمان فلطم عينه فاخضرّت. وفي «الصّحيحين» ، عن سعد بن أبي وقاص، قال: ردّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على عثمان بن مظعون التبتّل، ولو أذن له لاختصينا. وروى ابن شاهين، والبيهقيّ في «الشّعب» ، من طريق قدامة بن إبراهيم الجمحيّ، عن   (1) للبيد بن ربيعة في ديوانه ص 256، وجواهر الأدب ص 382، وخزانة الأدب 2/ 255- 257، والدرر 1/ 71، وديوان المعاني 1/ 118، وسمط اللآلي ص 253، وشرح الأشموني 1/ 11، وشرح التصريح 1/ 29، وشرح شذور الذهب ص 339، وشرح شواهد المغني 1/ 150، 153، 154، 392، وشرح المفصل 2/ 78، والعقد الفريد 5/ 273، ولسان العرب 5/ 351 (رجز) ، والمقاصد النحوية 1/ 5، 7 291، ومغني اللبيب 1/ 133، وهمع الهوامع 1/ 3، وبلا نسبة في أسرار العربية ص 211، وأوضح المسالك 2/ 289، والدرر 3/ 166، ورصف المباني ص 269، وشرح شواهد المغني 2/ 531، وشرح عمدة الحافظ ص 263، وشرح قطر الندى ص 248، واللمع 154، وهمع الهوامع 1/ 226. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 عمر بن حسين، عن عائشة بنت قدامة، عن أبيها، عن عمها، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني رجل تشقّ علي [العزوبة] «1» في المغازي، فتأذن لي في الخصاء فأختصي؟ فقال: لا، ولكن عليك- ابن مظعون- بالصّوم» . وروى البزّار «2» ، من طريق قدامة بن موسى، عن أبيه عن جده قدامة بن مظعون حديثا، وقال: لا أعلم له غيره. وفي «الصّحيحين» عن أم العلاء، قالت: لما مات عثمان بن مظعون قلت: شهادتي عليك أبا السائب، لقد أكرمك اللَّه. توفي بعد شهوده بدرا في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين، وأول من دفن بالبقيع منهم. وروى التّرمذيّ من طريق القاسم، عن عائشة، قالت: قبّل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عثمان بن مظعون وهو ميّت وهو يبكي، وعيناه تذرفان. ولما توفي «3» إبراهيم ابن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ألحق بسلفنا الصّالح عثمان بن مظعون» . وقالت امرأة ترثيه: يا عين جودي بدمع غير ممنون ... على رزيّة عثمان بن مظعون [البسيط] 5470- عثمان بن معاذ بن عثمان التيمي «4» : قال ابن عبد البرّ: روى حديثه ابن عيينة عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم، عن رجل من قومه يقال له عثمان بن معاذ، أو معاذ بن عثمان، أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ارموا الجمار بمثل حصى الحذف» . قلت: قد رواه عبد الوارث، عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ، أخرجه أبو داود والنسائي، وهو المحفوظ، ورواه معمر عن حميد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل، أنه سمع، فإن كان ابن عيينة حفظه فلعل عبد الرحمن سمعه من أخيه عثمان. 5471 ز- عثمان بن نوفل:   (1) في أ: الغربة. (2) في أ: الداريّ. (3) في أ: قال: ولما توفي. (4) أسد الغابة ت 3595، الاستيعاب ت 1799. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 زعم ابن شاهين أنه اسم ذي الجوشن. والمشهور خلاف ما قال. 5472- عثمان بن وهب المخزومي: ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح. 5473- عثمان الجهنيّ «1» : روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عن عرس بن عبد العزيز، عن عمر بن مضرس بن عثمان الجهنيّ، عن أبيه، عن جده. ذكره البخاريّ في تاريخه وبين ابن أبي حاتم أنّ عمر بن مضرس إنما روى عن أبيه عن عمرو بن مرة الجهنيّ. فاللَّه أعلم. 5474- عثير: بالتصغير وآخره راء. في عس. 5475 ز - عثير العذري: يأتي في عس. 5476 ز- عثيم: بالتصغير. خاطب بها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عثمان بن عفان في حديث لعائشة، من طريق أم كلثوم الحنظلية عنها. قال أحمد في أواخر مسند عائشة: حدثنا عبد الصمد، حدثتني فاطمة بنت عبد الرحمن، حدثتني أمي أنها سألت عائشة وأرسلها عمّها «2» ، فقالت: إن أحد بنيك يقرئك السلام، ويسألك عن عثمان، فإن الناس قد شتموه. فقالت: لعن اللَّه من لعنه، فو اللَّه لقد كان قاعدا عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وجبرائيل يوحي إليه، وهو يقول له: أكتب يا عثيم. 5477 ز- عثيم الجنّي: له ذكر في «الفتوح» ، قال: بينما رجل باليمامة في الليلة الثالثة من فتح نهاوند «3» مرّ به راكب، فقال: من أين؟ قال: من نهاوند، وقد فتح اللَّه على النعمان، واستشهد، فأتى عمر فأخبره، فقال: صدق وصدقت. هذا عثيم بريد الجن [رأى بريد الإنس] «4» ثم ورد الخبر بذلك بعد أيام، وسمي فتح نهاوند فتح الفتوح.   (1) أسد الغابة ت (3596) . (2) في أ: وأرسلها عمر. (3) في أ: من فتح نهاوند. (4) في أ: قد أتى بهذا الأمر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 العين بعدها الجيم 5478- عجري بن ماتع السكسكي «1» . له صحبة، ولا يعرف له رواية. عداده في المعافر. قال ابن يونس، وذكروه فيمن شهد فتح مصر، وكذا ذكره ابن مندة عن ابن يونس. 5479- عجلان مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه حديث: القضاة ثلاثة. وعنه ابنه: أخرجه عبد الصمد بن سعيد في طبقات الحمصيين، من طريق عمرو بن شرحبيل الخولانيّ، سمعت ابن العجلان بهذا. 5480- عجير: بالتصغير، ابن عبد يزيد بن هاشم «2» بن المطلب بن عبد مناف المطلبي، أخو ركانة. ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، وأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أطعمه من خيبر ثلاثين وسقا. وذكر البلاذريّ وغيره أنّ عمر بعثه ليجدّد أنصاب الحرم. وقد عاش عجير بعد ذلك حتى روى عن علي. وأخرج أبو داود من طريق نافع بن عجير، عن أبيه، عن علي في قصة بنت حمزة. وقد مضى ذكر ولده خالد بن عجير في حرف الخاء المعجمة. 5481- عجير بن يزيد «3» : بن عبد العزّى. ذكره الطّبرانيّ في «الصّحابة» . وقال: ذكره البخاريّ في «الصّحابة» ، ولم يذكر له حديثا. وقال البغويّ: قال محمد بن إسماعيل: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا. وقال عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن عجير بن يزيد بن عبد العزّى، قال: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في واد من أودية مكة، وكنت قد أسلمت، وكان رآني مشركا، قال: فناولته شيئا من أقط، فقال: «أذن لك والدك» ؟ قلت: لا. فأبى أن يقبله، وقال لي: «يا عجير، أترى هذه المقبرة؟ فإنّه يبعث منها يوم القيامة ألفا لا حساب عليهم» . أخرجه أبو بكر بن أبي عليّ الذّكوانيّ من هذا الوجه. وفي إسناده من لا يعرف.   (1) أسد الغابة ت (3598) . (2) أسد الغابة ت (3600) . (3) أسد الغابة ت (3601) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 5482 ز- عجيل: باللام مصغرا، القرصمي بالقاف. واختلف في الصاد. قال ابن دريد: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره أبو عبيد البكريّ في شرح الأمالي. العين بعدها الدال 5483- العدّاء بن خالد العامري «1» : بوزن العطار، ابن خالد بن هوذة بن خالد بن عمرو بن عامر بن صعصعة العامري. نسبه هشام بن الكلبيّ. وذكره هو ووالده في المؤلفة. وقال غيره: هوذة بن ربيعة بن عمرو، والباقي سواء. ووهم البغويّ فجعله من ولد أنف الناقة [بن قريع] التميمي، وليس كذلك، وإنما أنف الناقة آخر. وهو أخو عمرو بن عامر بن صعصعة، واسم أنف الناقة هذا ربيعة، ويعرف بالبكاء، وإليه ينسب زياد البكائي. أسلم العدّاء بعد حنين مع أبيه وأخيه حرملة. وقد تقدم ذكرهما. وللعداء أحاديث، وكأنه عمّر، فإنّ عند أحمد أنه عاش إلى زمن خروج يزيد بن المهلب. قلت: وكان ذلك سنة إحدى أو اثنتين ومائة. عداده في أعراب البصرة، وكان وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأقطعه مياها كانت لبني عامر يقال لها الرخيخ، بخاءين معجمتين مصغّرا، وكان ينزل بها. 5484- عدّاس، مولى شيبة بن ربيعة «2» : كان نصرانيا من أهل نينوى: قرية قرى الموصل، ولقي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالطائف في قصّة ذكرها ابن إسحاق في السيرة، وفيها أنّ شيبة وعتبة كانا بالطائف، فشاهدا ما ردّ أهل الطائف على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما دعاهم إلى الإسلام، فقالا لعدّاس: خذ هذا القطف العنب فضعه بين يدي   (1) أسد الغابة ت (3602) ، الاستيعاب ت (2047) ، الثقات 3/ 311، الجرح والتعديل 7/ 39، تجريد أسماء الصحابة 1/ 375، تقريب التهذيب 2/ 16، تهذيب التهذيب 7/ 163، التاريخ الصغير 1/ 246، التاريخ الكبير 7/ 85، الكاشف 2/ 259، الطبقات 57، الطبقات الكبرى 1/ 273، تهذيب الكمال 2/ 922، بقي بن مخلد 373. (2) أسد الغابة ت (3603) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 ذلك الرجل، ففعل، فلما وضع يده فيه قال: «باسم اللَّه» فتعجّب عدّاس، وقال له: هذا الكلام ما يقوله أحد من أهل هذه البلاد! فذكر له أنه رسول اللَّه، فعرف صفته فانكب عليه يقبّله. فلما رجع عداس قالا له: ويحك يا عداس، لا يصرفك عن دينك. وذكر سليمان التّيميّ في السيرة له أنه قال للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: أشهد أنك عبد اللَّه ورسوله. وأشار ابن مندة إلى قصة أخرى، فقال: له ذكر في صفة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قبل مبعثه. وقد ذكرها سليمان التّيميّ أيضا، قال: بلغنا أنّ أول شيء اختص اللَّه به محمدا صلى اللَّه عليه وسلّم أنه رأى رؤيا في حراء «1» كان يخرج إليه فرارا مما يفعل بآلهتهم، فنزل عليه جبرائيل، فدنا منه، فخافه، فذكر الحديث، فقالت له خديجة: أبشر، فإنك نبيّ هذه الأمة، قد أخبرني به قبل أن أتزوج ناصح غلامي وبحيرا الراهب، ثم خرجت من عنده إلى الراهب، فقال لها: إن جبرائيل رسول اللَّه وأمينه إلى الرسل، ثم أقبلت من عنده حتى تأتي عبدا لعتبة بن ربيعة نصرانيا من أهل نينوى يقال له عداس، فقالت له، فقال لها مثل ذلك، ثم أتت ورقة. وذكر هذه القصة أيضا موسى بن عقبة، وقال فيه عداس: هو أمين اللَّه بينه وبين النبيين، وصاحب موسى وعيسى. وذكر ابن عائذ في «المغازي» ، من طريق عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس نحوه بطوله. وذكر «الواقديّ» في قصة بدر، من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة، عن حكيم بن حزام، قال: فإذا عداس جالس على الثنيّة البيضاء، والناس يمرون عليها، فوثب لما رأى شيبة وعتبة، وأخذ بأرجلهما يقول: بأبي وأمي أنتما واللَّه! إنه لرسول اللَّه وما تساقان إلا إلى مصارعكما، قال: ومرّ به العاص بن شيبة فوجده يبكى، فقال: مالك؟ فقال: يبكيني سيّداي وسيّدا هذا الوادي، فيخرجان ويقاتلان رسول اللَّه. فقال له العاص: إنه لرسول اللَّه؟ فانتفض عدّاس انتفاضة شديدة، واقشعرّ جلده وبكى، وقال: إي واللَّه، إنه لرسول اللَّه إلى الناس كافة. وذكر الواقديّ من وجه آخر أنه نهاهما عن الخروج، وهما بمكة، فخالفاه، فخرج معهما فقتل ببدر. قال: ويقال: إنه لم يقتل بها، بل رجع فمات. 5485- عدس بن عام بن قطن»   (1) - حراء: بالكسر والتخفيف جبل من جبال مكة انظر معجم البلدان 2/ 269. (2) أسد الغابة ت (3604) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 386 تقدم ذكره في ترجمة أخيه خزيمة بن عاصم. 5486- عدس بن هوذة البكائي: ذكره الدارقطنيّ. 5487 ز- عدي بن أسد: يأتي في ابن نضلة. 5488 ز- عدي بن أمية: بن الضّبيب الجذامي «1» . ذكره الأمويّ في «المغازي في الوفد الذين قدموا مع رفاعة بن زيد. واستدركه ابن فتحون. 5489- عدي بن بدّاء «2» : بتشديد الدال قبلها موحدة مفتوحة. له ذكر في قصة تميم الدّاريّ في نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ [المائدة: 106] ، وقد تقدم ذلك في ترجمة بديل بن أبي مريم، وفيه قول تميم: يرى الناس منها غيري وغير عدي بن بدّاء، وكانا نصرانيين يختلفان بالتجارة. وأما عديّ فقال ابن حبان: له صحبة. وأخرجه ابن مندة، فأنكر عليه ذلك أبو نعيم، وقال: لا يعرف له إسلام. قال ابن عطيّة: لا يصح لعدي عندي صحبة. وقد وضعه بعضهم في الصحابة، ولا وجه لذكره عندي فيهم. وقوّى ذلك ابن الأثير بأن السياق عند ابن إسحاق: فأمرهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أن يستحلفوا عديّا بما يعظم على أهل دينه. قلت: وإنما أخرجته في هذا القسم، لقول ابن حبان، فقد يجوز أن يكون أطلع على أنه أسلم بعد ذلك، ثم وجدت في تفسير مقاتل بعد أن ساق القصة بطولها: فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لتميم: «ويحك يا تميم، أسلم يتجاوز اللَّه عنك» . فأسلم وحسن إسلامه. ومات عدي بن بدّاء نصرانيا. تنبيه: والّذي عندي أن بداء، بفتح الموحدة وتشديد الدال مقصور، وقيل ممدود. ورأيته بخط الخطيب في سياق القصة عن تفسير مقاتل عديّ بن بندا، بنون بين الموحدة والدال. واللَّه أعلم.   (1) التاريخ الكبير 7/ 44، الجرح والتعديل 7/ 4. (2) الثقات 3/ 318، تجريد أسماء الصحابة 1/ 376، أسد الغابة ت (3605) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 5490- عدي بن تميم «1» : أحد ما قيل في اسم أبي رفاعة العدوي. ذكره أبو بكر بن علي. 5491- عدي بن حاتم «2» : بن عبد اللَّه بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عديّ الطائي. ولد الجواد المشهور، أبو طريف. أسلم في سنة تسع. وقيل سنة عشر، وكان نصرانيا قبل ذلك، وثبت على إسلامه في الردة، وأحضر صدقة قومه إلى أبي بكر، وشهد فتح العراق، ثم سكن الكوفة، وشهد صفّين مع علي. ومات بعد الستين وقد أسنّ. قال خليفة: بلغ عشرين ومائة سنة. وقال أبو حاتم السجستاني: بلغ مائة وثمانين. قال محلّ «3» بن خليفة، عن عدي بن حاتم: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء. وقال الشعبي، عن عدي: أتيت عمر في أناس من قومي، فجعل يفرض للرجل، ويعرض عني، فاستقبلته، فقلت: أتعرفني؟ قال: نعم، آمنت إذ كفروا، وعرفت إذا أنكروا، ووفيت إذ غدروا، وأقبلت إذا أدبروا، إنّ أول صدقة بيضت وجوه أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم صدقة طيِّئ. أخرجه أحمد، وابن سعد، وغيرهما، وبعضه في مسلم. وفي «الصّحيحين» أنه سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أمور تتعلّق بالصيد، وفيهما قصة في جملة قوله تعالى: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة، 187] على ظاهره. وقوله له: إنك لعريض الوساد. وروى أحمد والتّرمذيّ، من طريق عباد بن حبيش الكوفي، عن عدي بن حاتم، قال:   (1) أسد الغابة ت (3607) . (2) طبقات ابن سعد 6/ 22، طبقات خليفة 463 و 904، المحبر 126، 156، 233، 241، 261- التاريخ الكبير 7/ 43- التاريخ الصغير 1/ 148، المعارف 313- الجرح والتعديل 7/ 2- مروج الذهب 3/ 190- جمهرة أنساب العرب 402- تاريخ بغداد 1/ 189- الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 398- تاريخ ابن عساكر 11/ 234، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 327- تهذيب الكمال 925- تاريخ الإسلام 3/ 46، العبر 1/ 74- تهذيب التهذيب 3/ 36- جامع الأصول 9/ 111- مرآة الجنان 1/ 142، تهذيب التهذيب 7/ 166- خلاصة تذهيب الكمال 223، شذرات الذهب 1/ 74، سير أعلام النبلاء 3/ 162، أسد الغابة ت (3610) ، الاستيعاب ت (1800) . (3) في أ: قال علي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 388 أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في المسجد، فقال الناس: هذا عديّ بن حاتم. قال: وجئت بغير أمان ولا كتاب، وكان قال قبل ذلك: إني لأرجو اللَّه أن يجعل يده في يدي، فقام فأخذ بيدي، فلقيته امرأة وصبيّ معها، فقالا: إنا لنا إليك حاجة، فقام معهما حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي حتى أتى إلى داره، فألقت إليه الوليدة وسادة فجلس عليها، وجلست بين يديه، فقال: «هل تعلم من إله سوى اللَّه؟» قلت: لا. ثم قال: «هل تعلم شيئا أكبر من اللَّه؟» قلت: لا. قال: «فإنّ اليهود مغضوب عليهم، وإنّ النّصارى ضالون «1» » «2» . وروى أحمد والبغويّ في معجمه وغيرهما من طريق أبي عبيدة بن حذيفة، قال: كنت أحدّث حديث عدي بن حاتم، فقلت: هذا عدي في ناحية الكوفة، فأتيته، فقال: لما بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كرهته كراهية شديدة، فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم، فكرهت مكاني أشدّ من كراهته، فقلت: لو أتيته، فإن كان كاذبا لم يخف عليّ، وإن كان صادقا اتبعته. فأقبلت، فلما قدمت المدينة استشرفني الناس، فقالوا: عدي بن حاتم. فأتيته فقال لي: «يا عديّ، أسلم تسلم» «3» . قلت: إني لي دينا. قال: «أنا أعلم بدينك منك، ألست ترأس قومك؟» قلت: بلى «4» . قال: «ألست تأكل المرباع «5» ؟» «6» قلت: بلى. قال: «فإنّ ذلك لا يحلّ لك في دينك» . ثم قال: «أسلم تسلم. قد أظن أنّه إنما يمنعك غضاضة تراها ممّن حولي، وإنّك ترى النّاس علينا إلبا «7» واحدا» . قال: «هل أتيت الحيرة؟» قلت: لم آتها، وقد علمت مكانها. قال: «يوشك أن تخرج الظّعينة منها بغير جواز حتّى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز» . فقلت: كسرى بن هرمز؟ قال: «نعم. وليفيضنّ المال حتّى يهمّ الرّجل من يقبل صدقته» . قال عدي: فرأيت اثنتين: الظعينة. وكنت في أول خيل أغارت على كنوز كسرى، وأحلف باللَّه لتجيئنّ الثالثة. وآخر الحديث عند البخاري من وجه آخر.   (1) في أ: ضلال. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 99. (3) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 46 وقال صحيح على شرط مسلم قال الهيثمي في الزوائد 5/ 308 رواه الطبراني ورجالة رجال الصحيح، وأحمد في المسند 1/ 263، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2280، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 178، كنز العمال حديث رقم 304، 305. (4) في أ: قلت بلى: قال ألست ركوبيا؟ ألست تأكل ... (5) في أ: الدماغ. (6) المرباع: الربع من الغنيمة كان يأخذه الملك في الجاهليّة دون أصحابه. النهاية 2/ 186. (7) الإلب بالفتح والكسر: القوم يجتمعون على عداوة إنسان، وقد تألّبوا: أي اجتمعوا. النهاية 1/ 59. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 وذكر ابن المبارك في «الزّهد» ، عن ابن عيينة، أنه حدّث عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، قال: ما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا أشتاق إليها، وكان جوادا. وقد أخرج أحمد عن تميم بن طرفة، قال: سأل رجل عديّ بن أبي حاتم «1» مائة درهم، فقال: تسألني مائة درهم، وأنا ابن حاتم! واللَّه لا أعطيك. وسنده صحيح. وجزم خليفة بأنه مات سنة ثمان وسنتين. وفي التاريخ المظفري أنه مات في زمن المختار، وهو ابن مائة وعشرين سنة. 5492- عدي بن حمرس: بن نصر بن القاطع بن جرى بن عوف بن سود بن جذام الجذامي. جد الحسن بن عبد العزيز الجروي شيخ البخاري. وقال عبد الغنيّ بن سعيد: لعديّ جدّ الحسن صحبة. وكذا ذكره الخطيب في ترجمة الحسن. وحمرس بكسر المهملة والراء بينهما ميم ساكنة وآخره مهملة. 5493 ز- عدي بن خليفة البياضي. ذكره أبو عبيد بن سلّام فيمن شهد بدرا. 5494- عدي بن الخيار بن عدي: بن نوفل بن عبد مناف النوفلي، والد عبيد اللَّه وأخويه. ذكره ابن سعد في «مسلمة الفتح» ، وابنه عبيد اللَّه مذكور فيمن له رؤية. وقال العجليّ في «الثقات» : عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار تابعي ثقة من كبار التابعين، وأبوه من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى ابن شاهين في كتاب «الجنائز» ، من طريق عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار، عن أبيه- وكان أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يعظمونه- أنه لما احتضر قال: يا بني، أذكرك اللَّه ألا تعمل بعدي عملا يعمّر «2» وجهي، فإنّ عمل الأبناء يعرض على الآباء. وذكر المدائنيّ وعمر بن شبة في أخبار المدينة عنه في ترجمة عثمان بإسناد له أن عدي بن الخيار عاتب عثمان في شأن الوليد بن عقبة لما شكا أهل الكوفة أنه يشرب الخمر،   (1) في أ: عدي بن حاتم. (2) يقال: تمعّر أي تغير، وأصله قلة النضارة وعدم إشراق اللّون من قولهم: مكان أمعر، وهو الجدب الّذي لا خصب فيه. النهاية 4/ 342. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 390 فقال له عثمان: سنقيم عليه الحدّ. انتهى. والّذي في صحيح البخاري أنّ الّذي كلّم عثمان في ذلك هو عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار ولد هذا. فاللَّه أعلم. 5495- عدي بن الربيع بن عبد العزى: بن عبد شمس. أخو أبي العاص بن الربيع. له ذكر في «السّير» لما أخرج زينب بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليشيعها إلى المدينة. قال المرزبانيّ في معجمه: عرض له هبّار بن الأسود، فرماه عديّ بسهم فقتل، وقال عدي: عجبت لهبّار وأوباش قومه ... يريدون إخفاري ببنت محمّد ولست أبالي: ما لقيت ضجيعهم ... إذا اجتمعت يوما يدي بالمهنّد [الطويل] وقيل: إن الّذي خرج بها هو كنانة بن عدي. وذكره ابن سيّد النّاس في «الصحابة» الذين مدحوا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وساق هذه القصة. 5496- عدي بن ربيعة بن عبد العزى «1» : بن عبد شمس. قال ابن عبد البرّ: ذكروا في مسلمة الفتح عدي بن ربيعة، وأنا أظن أنه ابن عمّ أبي العاص بن الربيع. قلت: وابنه عليّ له صحبة. وسيأتي. 5497- عدي بن ربيعة بن سواءة: بن جشم بن سعد الجشمي «2» . ذكره ابن مندة في الصحابة، وقال: لا أدري أبقي إلى البعث أم لا؟. قلت: قد ذكر ابن فتحون أنه أسلم. وسيأتي له ذكر في ترجمة محمد بن عدي إن شاء اللَّه تعالى. 5498- عدي بن أبي الزّغباء «3» : واسمه سنان بن سبيع بن ثعلبة بن ربيعة بن زهرة بن   (1) الاستيعاب ت (1801) . (2) أسد الغابة ت (3611) . (3) أسد الغابة ت (3613) ، الاستيعاب ت (1802) ، الثقات 3/ 316، الاستبصار 64، 100، تجريد أسماء الصحابة 1/ 377، أصحاب بدر 216، الطبقات الكبرى 2/ 12، 13، 24. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 بذيل، بالموحدة والمعجمة مصغرا، ابن سعد بن عدي بن كاهل بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهنيّ. حليف بني النجار. شهد بدرا وما بعدها، وأرسله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع بسبسة بن عمرو يتجسّسان خبر أبي سفيان في وقعة بدر، فسارا حتى أتيا قريبا من ساحل البحر. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، ووصله ابن الكلبي، عن أبي صالح، عن بن عباس. وقال ابن إسحاق فيمن شهد بدرا من الأنصار ثم من بني النجار، ثم من بني عائذ بن ثعلبة، ثم من بني خالد بن عدي: ابن أبي الزغباء، حليف لهم من جهينة. وأما موسى بن عقبة فقال: إنه حليف بني النجار. وروى الدّولابي في الصحابة من طريق محمد بن الفضل بن عبد الرحمن بن عدي، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه عدي بن أبي الزّغباء الجهنيّ صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا. قال أبو عمر: توفي في خلافة عمر بن الخطاب. 5499- عدي بن زيد الجذامي «1» : قال البخاريّ: سكن المدينة، وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ذكره عنه البغويّ، قال: ولم يذكر الحديث. قلت: والحديث عند أبي داود، وهو في حمى المدينة، من رواية سليمان بن كنانة مولى عثمان، عن عبد اللَّه بن أبي سفيان، عنه. وتابعه إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين، عن عدي بن زيد الأنصاري. فيحتمل أن يكون هذا جذاميا حالف الأنصار. وسيأتي في ترجمة عدي الجذامي أنّ منهم من وحّد بينه وبين هذا. 5500- عدي بن شراحيل: من بني عامر بن ذهل بن ثعلبة «2» . قال ابن شاهين: له صحبة. وروى من طريق إبراهيم بن يوسف، عن زياد: حدثني بعض أصحابنا عن سماك بن حرب، قال: كان رجل من بني عامر بن ذهل بن ثعلبة يقال له عدي بن شراحيل، وكان بالرّبذة، فمرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فوفد إليه بإسلامه وإسلام أهل بيته، وسأله، فكتب له كتابا.   (1) أسد الغابة ت (3614) . بقي بن مخلد 714، 950. (2) أسد الغابة ت (3615) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 وفي إسناده من لا يعرف. 5501- عدي بن عبد سواءة: بن القاطع «1» بن جري بن عوف بن مالك بن سود بن تذيل بن حشم بن جذام الجذامي. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وسواءة بضم المهملة والمدّ. وسود- بضم المهملة وسكون الواو. وتذيل بفتح المثناة وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة. وحشم بكسر المهملة وسكون المعجمة. 5502- عدي بن عدي الكندي «2» : ذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين. وقال أحمد والبخاريّ: له صحبة. وذكره أبو الفتح الأزدي فيمن وافق اسمه اسم أبيه من الصحابة. وفرق البخاريّ وابن شاهين وابن حبّان بينه وبين عديّ بن عدي بن عميرة الآتي ذكره في القسم الأخير، ووحّد بينهما ابن الأثير، فوهم. 5503- عدي بن عميرة «3» : بفتح أوله، ابن فروة بن زرارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي. صحابي معروف، يكنى أبا زرارة له أحاديث في صحيح مسلم وغيره. روى عنه أخوه العرس، وله صحبة، وغير واحد. وذكر ابن إسحاق في حديثه أنّ سبب إسلامه أنه قال: كان بأرضنا حبر من اليهود يقال له ابن شهلاء، فقال لي: إني أجد في كتاب اللَّه أنّ أصحاب الفردوس قوم يعبدون ربّهم على وجوههم، لا واللَّه ما أعلم هذه الصفة «4» إلا فينا معشر اليهود، وأحد نبيهم يخرج من اليمن، فلا يرى أنه يخرج إلا منّا.   (1) أسد الغابة ت (3616) . (2) أسد الغابة ت (3617) . (3) الرياض المستطابة 239، الثقات 3/ 317- 5/ 270، الجرح والتعديل 7/ 168، الأعلام 4/ 221، التاريخ الكبير 1/ 304، 7/ 44، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 424، الكاشف 2/ 259، شذرات الذهب 1/ 157، الطبقات 319، الطبقات الكبرى 5/ 341- 6/ 55، طبقات الحفاظ 44، تهذيب الكمال 2/ 904، الإكمال 6/ 279، بقي بن مخلد 512، 196. (4) في أ: المصيبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 قال عديّ: فو اللَّه ما لبثنا حتى بلغنا أنّ رجلا من بني هاشم قد تنبأ، فذكرت حديث ابن شهلاء، فخرجت إليه فإذا هو ومن معه يسجدون على وجوههم. وقال ابن خيثمة: بلغني أنه مات بالجزيرة. وقال الواقدي: مات بالكوفة سنة أربعين. وقال أبو عروبة الحرّانيّ: كان عديّ بن عميرة قد نزل الكوفة ثم خرج بعد قتل عثمان إلى الجزيرة فمات بها. وقال ابن سعد: لما قتل عثمان قال بنو الأرقم: لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان، فتحوّلوا إلى الشام فأسكنهم معاوية الرّها، وأقطعهم بها. ووقع في الطّبرانيّ الأوسط عدي بن عميرة الحضرميّ، وهو من وهم بعض الرواة في نسبه. 5504- عدي بن قيس بن حذافة السهمي «1» : ذكره ابن هشام في «مختصر السيرة» عمّن يثق به من أهل العلم، عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه، عن ابن عباس في تسمية من أعطاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من غنائم حنين. قال ابن إسحاق: وأعطى السهمي خمسين من الإبل. قال ابن هشام: اسمه عدي بن قيس، [وروى ابن مردويه من طريق بكر بن بكار، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير في تسمية المؤلفة عديّ بن قيس] السهمي. 5505 ز- عدي بن كعب: لا أعرف نسبه. وقع ذكره في حديث غريب. روى المعافى في الجليس، من طريق محمد بن أبي بكر الأنصاري، عن عبادة بن الصامت، قال: بعثني أبو بكر إلى ملك الروم، ومعي عمرو بن العاص، وأخوه هشام، وعدي بن كعب، ونعيم بن عبد اللَّه، فخرجنا حتى قدمنا على جبلة بن الأيهم بدمشق ... فذكر قصة طويلة في ورقتين. وإسناده ضعيف. وقد أخرجها البيهقي في «الدّلائل» من وجه آخر كما سيأتي في ترجمة هشام بن العاص. ويحتمل أن يكون عدي بن كعب هذا هو أبو خيثمة والد سليمان، فقد سماه الأزدي كذلك. فاللَّه أعلم. 5506- عدي بن مرّة: بن سراقة بن خبّاب «2» بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي حليف الأنصار.   (1) أسد الغابة ت (3622) ، الاستيعاب ت (1806) . (2) أسد الغابة ت (3623) ، الاستيعاب ت (1807) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 استشهد يوم خيبر، طعن بين ثدييه بحربة فمات منها. ذكره أبو عمر. 5507- عدي بن نضلة: أو نضيلة بالتصغير، ابن عبد العزى بن حرثان «1» بن عوف ابن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي، ويقال عدي بن أسد. ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. وقال موسى بن عقبة: عدي بن أسد العدوي مات بالحبشة، وهو أول موروث في الإسلام، ورثه ابنه النعمان. قلت: فخالف ابن إسحاق في نسبه، وفي أوليته، فإن ابن إسحاق قال: إن أول موروث في الإسلام المطلب بن أزهر، فورثه ابنه عبد اللَّه، كما تقدم. ووافق موسى الزبير ابن بكار، فقال: مات نضلة بن عدي بالحبشة، وورثه ابنه النعمان، وهو أول من ورث بالإسلام. ويمكن الجمع بأن يكون أوّليّة «2» المطلب بالحجاز، وأولية النعمان بالحبشة. 5508- عدي بن نوفل: بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي «3» ، أخو ورقة وهو الأصغر. ذكره الزّبير بن بكّار في النّسب، وقال: أمه آمنة بنت جابر أخت تأَبَّط شرا الشاعر. أسلم يوم الفتح وعمل على حضر موت لعمر أو لعثمان، قال: وأرسل إلى زوجته أمّ عبد اللَّه بنت أبي البختري لتسير إليه فلم تفعل، فقال: إذا ما أمّ عبد اللَّه لم تحلل بواديه ... ولم تمس قريبا هيّج الشّوق دواعيه «4» [الوافر] قال الزّبير بن بكّار: وكانت دار عدي بن نوفل بالمدينة بين المسجد والسوق عند البلاط، وهي التي يعني الشاعر بقوله: إنّ ممشاك نحو دار عديّ ... كان للقلب شهوة وقوتا [الخفيف] قال: فقال لها أخوها الأسود: قد بلغ الأمر من ابن عمك، ارحلي إليه، فتوجهت.   (1) أسد الغابة ت (3624) ، الاستيعاب ت (1808) . (2) في أ: أولية. (3) أسد الغابة ت (3625) ، الاستيعاب ت (1809) . (4) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (3925) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 395 قال أبو الفرج الأصفهاني: تفرد الزبير بنسبة هذا الشعر لعدي. وأما أبو عمر الشيبانيّ وأبو عبد اللَّه ابن الأعرابي ومن تبعهما فقالوا: إنه للنعمان بن بشير. 5509- عدي بن هانئ: بن حجر بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، يكنى أبا وهب. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» في ترجمة الوليد بن عدي ابنه، وقال: كان أبوه عدي ممّن وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5510 ز- عدي بن همام بن مرة: بن حجر بن عدي بن ربيعة «1» بن معاوية بن الحارث بن معاوية الأكرمين، أبو عائذ. استدركه ابن الدّباغ، وقال: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن الكلبي: وكذا استدركه ابن فتحون. 5511- عدي بن وداع: بن العقي بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الدوسيّ. ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في المعمرين. وقال: عاش ثلاثمائة سنة وأدرك الإسلام فأسلم وغزا، وقال في ذلك: لا عيش إلّا الجنّة المخضرّة ... من يدخل النّار ملاق ضرّه [الرجز] قلت: العقي، بكسر المهملة بعدها قاف ساكنة. 5512 ز- عدي التيمي «2» : ذكره البغويّ والإسماعيليّ. وأخرج من طريق الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن عديّ التيمي: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «تقوم السّاعة على حثالة النّاس» . قال البغويّ: لا أعلمه إلّا من هذا الوجه. وفي إسناده الوازع وهو ضعيف جدّا. واستدركه أبو موسى. 5513- عدي الجذامي» :   (1) أسد الغابة ت (3626) ، الاستيعاب ت (1810) . (2) أسد الغابة ت (3608) . (3) أسد الغابة ت (3609) ، الاستيعاب ت (1811) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 396 يقال: إنه ابن زيد، ويقال غيره. وفرّق بينهما البغويّ والطّبرانيّ. وأخرج من طريق حفص بن ميسرة، عن عبد الرحمن ابن حرملة، عن عدي الجذامي- أنه لقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في بعض أسفاره. قلت: يا رسول اللَّه، كانت لي امرأتان اقتتلتا فرمت إحداهما الأخرى فماتت، قال: «اعقلها ولا ترثها» . قال: وكأني انظر إليه على ناقة حمراء، وهو يقول: «تعلّموا أيّها النّاس، فإنّما الأيدي ثلاثة ... » «1» الحديث. وهكذا أخرجه سعيد بن منصور، عن حفص. وأورد ابن مندة هذا الحديث في ترجمة عديّ بن زيد، وقال: إن حفص بن ميسرة أرسله، فقد رواه محمد بن فليح، عن عبد الرحمن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن عدي بن زيد. قلت: هي رواية الحسن بن سفيان في مسندة من هذا الوجه. قال: ورواه سعيد بن أبي هلال عن عبد الرحمن، عن رجل من جذام، عن أبيه. ورواه يحيى بن أيّوب عن عبد الرحمن: حدثني رجل من أهل الشام، عن رجل منهم يقال له عديّ. قلت: ورواه عبد الرّزّاق في مصنفه عن محمد بن يحيى المازني، عن عبد الرحمن- أنه سمع رجلا من جذام عن رجل منهم يقال له عدي بن زيد. قلت: الرّاجح من هذه الروايات هذه الأخيرة الموافقة [للّتين قبلها] «2» ، وبها يترجح أنه زيد بن عدي الماضي. ويحتمل أن يكون غيره وافق اسمه اسم أبيه. العين بعدها الراء 5514- عرابة بن أوس الأوس ثم الحارث: بفتح أوله والراء الخفيفة وبعد الألف موحدة، ابن أوس بن قيظي «3» ابن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث الأوسي، ثم الحارثي. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن إسحاق: استصغره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم هو والبراء بن عازب وغير واحد، فردّهم يوم أحد.   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 110، وأورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 361. (2) في أ: الكثير قبلها. (3) الثقات 3/ 311، الاستبصار 237، تجريد أسماء الصحابة 1/ 377، التاريخ الصغير 1/ 120، الأعلام 4/ 222، أسد الغابة ت (3627) ، الاستيعاب ت (2048) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 397 وأخرجه البخاريّ في تاريخه، من طريق ابن إسحاق: حدثني الزهري، عن عروة بن الزبير بذلك. قال ابن سعد: كان عرابة مشهورا بالجود، وله أخبار مع معاوية، وفيه يقول الشماخ: إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين «1» [الوافر] الأبيات. وسبب ذلك ما ذكره المبرد وغيره أنّ عرابة لقي الشماخ وهو يريد المدينة، فسأله: ما أقدمه؟ فقال: أردت أن أمتاز لأهلي، وكان معه بعيران فأوقرهما برّا وتمرا، وكساه وأكرمه، فخرج عن المدينة وامتدحه بالقصيدة المذكورة. 5515- عرابة بن شماخ الجهنيّ «2» : استدركه ابن الدّبّاغ، وقال: شهد في الكتاب الّذي كتبه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم للعلاء بن الحضرميّ حين بعثه إلى البحرين. 5516- عرابة، والد عبد الرحمن «3» : قال أبو موسى: له ذكر في إسناد. كذا أخرجه مختصرا. 5517- عرباض: بكسر أوله وسكون الراء بعدها موحدة وبعد الألف معجمة، ابن سارية السلمي «4» ، أبو نجيح.   (1) انظر الديوان ص 336، شرح القصائد السبع لابن الأنباري الصحاح (عرب) ، تاج العروس (عرب) ، ونسب للحطيئة منهما وليس له إنما هو للشماخ كما حقق ذلك الأستاذ الدكتور صلاح الهادي في تعليقه على الديوان. وينظر البيت في الاستيعاب في الترجمة رقم (2048) . (2) أسد الغابة ت (3628) . (3) أسد الغابة ت (3629) . (4) أسد الغابة ت (3630) ، الاستيعاب ت (2049) ، طبقات ابن سعد 4/ 276، طبقات خليفة 52، التاريخ لابن معين 2/ 399، مسند أحمد 4/ 126، المحبر 281، المغازي للواقدي 800، التاريخ الكبير 7/ 85، مقدمة مسند بقي بن مخلد 88، المعرفة والتاريخ 2/ 344، تاريخ أبي زرعة 1/ 606، الجرح والتعديل 7/ 39، حلية الأولياء 2/ 13، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 330، معرفة الرجال 2/ 203، الكامل في التاريخ 4/ 392، تحفة الأشراف 7/ 286، العبر 1/ 85، سير أعلام النبلاء 3/ 419، الكاشف 2/ 228، المعين في طبقات المحدثين 24، البداية والنهاية 9/ 7، مشاهير علماء الأمصار رقم 331، مرآة الجنان 1/ 156، تقريب التهذيب 2/ 17، خلاصة تذهيب التهذيب 269، شذرات الذهب 1/ 82، دول الإسلام 1/ 55، مشتبه النسب ورقة 21 م، تاريخ الإسلام 2/ 483. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 صحابي مشهور من أهل الصفّة، هو ممن نزل فيه قوله تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ [التوبة: 92] . [وقال أيضا كل واحد من عمرو بن عبسة والعرباض بن سارية: أنا رابع الإسلام، لا يدرى أيّهما قبل صاحبه] «1» . ثم نزل حمص. وحديثه في السنن الأربعة. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن أبي عبيدة بن الجراح. وعنه أبو أمامة الباهلي، وعبد الرحمن بن عائذ، وجبير بن نفير «2» ، وحجر بن حجر الكلاعي، وسعيد بن هانئ الخولانيّ، وشريح بن عبيد، وعبد اللَّه بن أبي بلال، وأبو رهم السماعي، وغير واحد. وقال محمد بن عوف: كان قديم الإسلام جدّا. قال خليفة: مات في فتنة ابن الزبير. وقال أبو مسهر: مات بعد ذلك سنة خمس وسبعين. وفي الطبراني من طريق عروة بن رويم عن العرباض بن سارية: وكان شيخا كبيرا من الصحابة. 5518- عرزب: براء ثم زاي، وزن أحمد، الكندي «3» . عداده في أهل الشام. ذكره البخاري وابن السكن وغيرهما. وقال ابن حبان: يقال إن له صحبة. وروى ابن مندة، من طريق محمد بن شعيب بن سابور، عن يوسف بن سعيد، عن عبد الملك بن أبي العباس الجذامي أبي عفيف، عن عرزب الكندي- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّه سيحدث بعدي أشياء فأحبّها «4» أن تلزموا ما أحدث عمر» . قال محمّد بن شعيب: وأخبرني خلف بن أبي بديل، عن أبي عفيف مثله. وقال أبو حاتم الرازيّ: عبد الملك أبو عفيف مجهول، وشيخه لا يعرف. 5519- عرس «5» : بضم أوله وسكون الراء بعدها مهملة، ابن عامر. ويقال ابن عمرو ابن عامر بن ربيعة بن هوذة بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري البكائي. وفد هو وأخوه عروة على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. استدركه ابن الدباغ وابن فتحون. وروى ابن قانع من طريق الزبير بن بكار عن ظمياء، عن أبيها عبد العزيز، عن جدها   (1) سقط من أ. (2) في أ: وجبير بن سفيان. (3) أسد الغابة ت (3631) . (4) في أ: فأحبّها إليّ أنه. (5) أسد الغابة ت (3632) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 399 مولة، عن ابني هوذة: العرس، وعروة ابني عمرو بن عامر البكائي- أنهما وفدا على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأقطعهما مسكنهما. 5520- عرس بن عميرة: بفتح أوله، الكندي «1» ، أخو عدي. أخرج حديثه أبو داود والنّسائيّ، وكأنه نزل الشام، فإن حديثه عند أهلها، وقد جاءت الرواية من طريق أخيه عدي بن عميرة، عنه. ومن طريقه عن أخيه عدي بن عميرة. 5521- عرس بن قيس: بن سعيد بن الأرقم بن النعمان الكندي «2» . ذكره ابن عبد البرّ، فقال: مذكور في الصحابة، ولا أعرفه. وقال أبو حاتم: لأهل الشام عرسان : عرس بن عميرة له صحبة، وعرس بن قيس لا صحبة له. وزعم العسكري أنهما واحد، وأنّ عميرة أمه وقيسا أبوه. وزعم ابن قانع أن قيسا أبوه وعميرة جده. فاللَّه أعلم. 5522- عرفجة بن أسعد السعدي «3» : بفتح أوله والفاء، بينهما راء ساكنة وبالجيم، ابن أسعد بن كرب بن صفوان التميمي السعدي، وقيل العطاردي. كان من الفرسان في الجاهلية، وشهد الكلاب، فأصيب أنفه، ثم أسلم، فأذن له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يتخذ أنفا من ذهب. أخرج حديثه أبو نعيم «4» . وهو معدود في أهل البصرة. 5523 ز- عرفجة بن شريح: وقيل ابن صريح، بالصاد المهملة أو المعجمة، وقيل «5» ابن شريك، وقيل ابن شراحيل، وقيل ابن ذريح الأشجعي. نزل الكوفة. وحديثه عند مسلم، وأبي داود، والنسائي: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من خرج من أمّتي وهم جميع على رجل يريد أن يشقّ عصاكم ويفرّق جماعتكم» «6» . وروى عن أبي بكر الصديق، وعنه زيادة بن علاقة، وأبو حازم الأشجعي، وأبو يعقوب العبديّ، وغيرهم.   (1) أسد الغابة ت (3633) ، الاستيعاب ت (1812) . (2) أسد الغابة ت (3634) ، الاستيعاب ت (1813) . (3) أسد الغابة ت (3635) ، الاستيعاب ت (1814) . (4) في أ: أبو داود. (5) أسد الغابة ت (3637) . (6) أخرجه ابن أبي عاصم في السنن 2/ 526. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 400 5524- عرفجة بن شريح الكندي «1» : فرّق ابن أبي خيثمة بينه وبين الأشجعي. وقال البخاري: هما واحد. روى أبو عون الثّقفيّ، عن عرفجة السلمي، عن أبي بكر الصديق حديثا، فما أدري أهو هذا أو غيره. 5525- عرفجة بن هرثمة: بن عبد العزى «2» بن زهير البارقي، أحد الأمراء في الفتوح. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة. وذكر وثيمة في الردة أن أبا بكر الصديق أمدّ به جيفر بن الجلندي لما ارتدّ أهلها «3» . وروى عن سهيل بن يوسف، عن القاسم بن محمد- أنّ أبا بكر الصديق أمّره في حرب أهل الردة. وقال ابن دريد في الأخبار المنثورة: حدثنا أبو حاتم، عن أبي عبيدة «4» ، قال: أوصى عمر عتبة بن غزوان، فقال فيها: وقد أمرت العلاء بن الحضرميّ أن يمدّك بعرفجة بن هرثمة، فإنه ذو مجاهدة ونكاية في العدو. وكذا ذكر ابن الكلبي. وذكر سيف في الفتوح أنّ عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص أنّ سرّح على الخيل عرفجة بن هرثمة ... فذكر القصة في فتح الموصل وتكريت. وقال أبو زكريّا المعافى الموصليّ في تاريخ الموصل: حدثني أبو غسان، عن أبي عبيدة، قال: الّذي جند الموصل عثمان، وأسكنها أربعة آلاف، وكان أمر عرفجة بن هرثمة فقطع بهم من فارس إلى الموصل. 5526- عرفجة بن أبي يزيد «5» : قال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وقال أبو موسى: ذكره جعفر في الصحابة ولم يورد له شيئا «6» . 5527- عرفطة: بضم أوله والفاء، ويقال عرفجة، الأنصاري «7» . تقدم ذكره في ترجمة أوس بن ثابت الأنصاري. 5528- عرفطة بن حباب الأزدي: حليف بني أمية، والد أوفى «8» .   (1) الاستيعاب ت (1816) . (2) أسد الغابة ت (3638) . (3) في أ: لما ارتد أهله. (4) في أ: أبي عبية. (5) أسد الغابة ت (3639) . (6) في أ: ولم يورد له خبرا. (7) في أ: ولم يورد له خبرا. (8) أسد الغابة ت (3641) ، الاستيعاب ت (1817) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 401 استشهد بالطائف، وضبط ابن إسحاق أباه بجيم ونون، وابن هشام بمهملة مضمومة بعدها موحدة، وهو قول موسى بن عقبة. 5529 ز- عرفطة بن سمراح الجني: من بني نجاح. ذكره الخرائطيّ في «الهواتف» . وأورد عن أبي البختري وهب بن وهب القاضي المشهور بالضعف الشديد، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبد اللَّه بن الحارث، عن أبيه، عن جده، عن سلمان الفارسيّ، قال: كنّا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في مسجده في يوم مطير، فسمعنا صوت: السلام عليكم يا رسول اللَّه، فرد عليه «1» ، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أنت» ؟ قال: أنا عرفطة، أتيتك مسلما، وانتسب له كما ذكرنا، فقال: «مرحبا بك، أظهر لنا في صورتك» ، قال سلمان: فظهر لنا شيخ أرثّ أشعر، وإذا بوجهه شعر غليظ متكاثف، وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وله فم في صدره أنياب بادية طوال، وإذا في أصابعه أظفار مخاليب كأنياب السباع، فاقشعرّت منه جلودنا، فقال الشيخ: «يا نبي اللَّه» ، أرسل «2» معي من يدعو جماعة من قومي إلى الإسلام، وأنا أردّه إليك سالما ... فذكر قصة طويلة في بعثه معه على بن أبي طالب، فأركبه على بعير، وأردفه سلمان، وأنهم نزلوا في واد لا زرع فيه ولا شجر، وأن عليا أكثر من ذكر اللَّه، ثم صلّى بسلمان وبالشيخ الصبح، ثم قام خطيبا فتذمّروا عليه، فدعا بدعاء طويل، فنزلت صواعق أحرقت كثيرا، ثم أذعن من بقي، وأقروا بالإسلام، ورجع بعليّ وسلمان، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما قصّ قصتهم: «أما إنّهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة» . 5530- عرفطة بن نضلة الأسدي «3» : أبو مكعت. يأتي في «الكنى» . وله ذكر في ترجمة حضرمي بن عامر. 5531- عرفطة بن نهيك: بفتح النون، الهرمي «4» . قال ابن عبد البرّ: له صحبة. قلت: وحديثه عند أبي سعيد بن الأعرابي في معجمه في ترجمة الحسن بن أبي الربيع، عن عبد الرزاق بسند ضعيف إلى صفوان بن أمية، قال: كنّا عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقام   (1) في أ: فرددنا عليه. (2) في أ: ابعث معي. (3) أسد الغابة ت (3642) . (4) أسد الغابة ت (3643) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 عرفطة بن نهيك، فقال: يا رسول اللَّه، إني وأهل بيتي مرزوقون من هذا الصيد، ولنا فيه قسم وبركة، وهو مشغلة عن ذكر اللَّه، أفتحلّه أو تحرمه؟ فقال: «لا، بل أحلّه ... » الحديث. 5532- عروة بن أثاثة: ويقال ابن أبي أثاثة بن عبد العزى «1» بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشي العدوي. من السابقين الأولين، ممن هاجر إلى الحبشة عند موسى بن عقبة والجمهور، سوى ابن إسحاق، وهو أخو عمرو بن العاص لأمّه. 5533- عروة بن أسماء: بن الصّلت بن حبيب بن حارثة بن هلال» بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة «3» بن سليم السلمي، حليف بني عمرو بن عوف من الأنصار. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن استشهد ببئر معونة، وثبت ذكره في غزوة الرّجيع، من صحيح البخاري، من طريق أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه ... فذكر القصة مرسلة. وفي آخرها: وكان فيهم يومئذ عروة بن أسماء بن الصّلت، فسمي عروة به، أي بعد ذلك. 5534- عروة بن الجعد «4» : ويقال ابن أبي الجعد. وصوّب الثاني ابن المديني. وقال ابن قانع: اسمه أبو الجعد البارقي. وزعم الرشاطي أنه عروة بن عياض بن أبي الجعد، وأنه نسب الى جدّه. مشهور، وله أحاديث، وهو الّذي أرسله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليشتري الشاة بدينار، فاشترى به شاتين. والحديث مشهور في البخاري وغيره.   (1) أسد الغابة ت (3644) ، الاستيعاب ت (1819) . (2) أسد الغابة ت (3645) ، الاستيعاب ت (1820) . (3) في أ: بهيثة. (4) أسد الغابة ت (3646) ، طبقات ابن سعد 6/ 34، طبقات خليفة 112، التاريخ الكبير 7/ 31، تاريخ الطبري 3/ 379، مشاهير علماء الأمصار 48، المعجم الكبير 17/ 154، أخبار القضاة 1/ 299، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 331، تهذيب الكمال 2/ 927، الكامل في التاريخ 2/ 397، المعرفة والتاريخ 2/ 707، تحفة الأشراف 7/ 293، عيون الأخبار 1/ 153، مقدمة مسند بقي بن مخلد 95، الجرح والتعديل 395، الكاشف 2/ 228، تهذيب التهذيب 7/ 178، تقريب التهذيب 2/ 18، خلاصة تذهيب التهذيب 264، تاريخ الإسلام 2/ 185. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 وكان فيمن حضر فتوح الشام ونزلها، ثم سيّره عثمان إلى الكوفة، وحديثه عند أهلها. وقال شبيب بن غرقدة: رأيت في دار عروة بن الجعد ستين فرسا مربوطة. 5535- عروة بن زيد: الخيل الطائي. تقدم ذكر أبيه، وهو صحابي مشهور، وقد شهد مع أبيه بعض الحروب في الجاهلية، فالظاهر أنه اجتمع بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال المبرّد في «الكامل» : يروى عن حماد الراوية، عن ليلى بنت عروة بن زيد الخيل، قالت: قلت لأبي [أنشد قول أبيك] «1» : بني عامر هل تعرفون إذا غدا ... أبا مكنف قد شدّ عقد الدّوائر [الطويل] الأبيات. هل شهدت هذه الغزاة مع أبيك؟ قال: نعم. قلت: ابن كم كنت؟ قال: غلاما. ورواها أبو الفرج، من طريق حماد الرواية، وزاد من وجه أنه عاش إلى خلافة عليّ، وشهد معه صفّين. [وأنشد المرزباني] «2» في شهوده القادسية في خلافة عمر شعرا يقول فيه: برزت لأهل القادسيّة معلما ... وما كلّ من يغشى الكريهة يعلم [الطويل] وقال سيف في الفتوح ... 5536- عروة بن عامر: القرشي. وقيل الجهنيّ. مختلف في صحبته، قال الباورديّ: له صحبة، أخرج حديثه أحمد، ووقع في روايته القرشي، وابن شاهين، ووقع في روايته الجهنيّ، وبذلك جزم العسكري. وأخرجه أبو داود أيضا كلّهم من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن عامر، قال: ذكرت الطيرة عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «أحسنها الفأل، ولا تردّ مسلما ... » الحديث. رجاله ثقات [دون المراسيل] «3» ، لكن حبيب كثير الإرسال.   (1) في أ: أرأيت قول أبيك. (2) في أ: وأنشد له المرزباني. (3) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 404 وأخرج أبو داود له في «السّنن» ما يشعر بأنه عنده صحابي. وقد جزم أبو أحمد العسكري بأنّ رواية عروة هذه عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلة. وكذلك البيهقي في الدعاء. وقال ابن المبارك في «الزّهد» [أنبأنا سفيان بن حبيب بن ثابت] «1» عن عروة بن عامر، قال: «تعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيمرّ بالذّنب من ذنوبه، فيقول: أما إنّي كنت منك مشفقا فيغفر له» . ومثل «2» هذا لا يقال بالرأي، فيكون في حكم المرفوع. واستدل أبو موسى على ذلك بقول أبي حاتم: عروة بن عامر روى عن ابن عباس، وسبيدة بن رفاعة. روى عنه حبيب بن أبي ثابت، وليست دلالة ذلك بواضحة، فلا يلزم من كونه يروي عن الصحابة بل التابعين ألا يكون صحابيا. نعم، قال ابن أبي حاتم في المراسيل: أخرج أبي حديث عروة بن عامر في الوحدان، أي من الصحابة، ثم بين علّته. فاللَّه أعلم. وبيّن البخاريّ أن الاختلاف في نسبه عن الأعمش. 5537- عروة بن عبد العزّى: بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج «3» بن عديّ بن كعب القرشي العدوي. ذكره فيمن هاجر إلى الحبشة، ومات بها. 5538- عروة بن مالك الأسلمي «4» : قال ابن حبّان: له صحبة، وتبعه المستغفريّ. وأورده أبو موسى بذلك، ولم يورد له شيئا. وقال محمّد بن سعد، والباورديّ: عروة الأسلمي شهد صفّين مع علي، كذلك عدّه عبيد اللَّه بن أبي رافع في الصحابة الذين شهدوا صفين. ويقال: إنه الّذي عناه علي بن أبي طالب بقوله: جزى اللَّه خيرا عصبة أسلميّة ... حسان الوجوه صرّعوا حول هاشم يزيد وعبد اللَّه منهم ومعبد ... وعروة وابنا مالك في الأكارم [الطويل]   (1) في أ: ثني سفيان عن حبيب بن أبي ثابت. (2) في أ: وقيل. (3) أسد الغابة ت (3650) . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 379، الثقات 3/ 314. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 5539- عروة بن مالك: بن شدّاد بن خزيمة «1» ، وقيل جذيمة، بن ذراع بن عديّ بن الدار بن هانئ الداريّ. قال المستغفريّ: غيّر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم اسمه فسماه عبد الرحمن. أورده أبو موسى. قلت: وقد تقدم فيمن اسمه عبد الرحمن أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إنما غير اسم مروان «2» والأول هو الّذي ذكره الواقدي بإسناده. 5540- عروة بن مرّة بن سراقة: الأنصاري الأوسي «3» . استشهد بخيبر. ذكره أبو عمر. 5541- عروة بن مسعود الغفاريّ «4» : وقيل عبد اللَّه. وقيل غير ذلك. يأتي في ابن مسعود في المبهمات. 5542- عروة بن مسعود «5» : بن معتّب، بالمهملة والمثناة المشددة «6» ، ابن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي. وهو عمّ والد المغيرة بن شعبة. وأمّه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة. كان أحد الأكابر من قومه. وقيل: إنه المراد بقوله: عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف: 31] . قال ابن عباس، وعكرمة، ومحمد بن كعب، وقتادة، والسدي: المراد بالقريتين مكة والمدينة. واختلفوا في تعيين الرجل المراد، فعن قتادة أرادوا الوليد بن المغيرة من أهل مكة، وعروة بن مسعود الثقفي من أهل الطائف. وعن مجاهد: عتبة بن ربيعة، وعمير بن عروة بن مسعود، وعنه رواية ابن عبد ياليل بدل حبيب. وعن السدي الوليد، وكنانة بن عبد عمرو بن عمير. وعن ابن عباس: الوليد، وحبيب بن عمرو بن عمير الثقفي.   (1) أسد الغابة ت (3655) ، الثقات 3/ 314، تجريد أسماء الصحابة 1/ 379. (2) في أ: مروان أخاه. (3) أسد الغابة ت (3657) ، الاستيعاب ت (1822) . (4) أسد الغابة ت (3659) . (5) الاستيعاب ت (1823) ، التحفة اللطيفة 3/ 187، تجريد أسماء الصحابة 1/ 380، الأعلام 4/ 227، المنمق 205- العبر 1/ 10، تبصير المنتبه 4/ 1495، الإكمال 7/ 436، الطبقات الكبرى 1/ 127، 215، 312، 2/ 96، 3/ 101، 4/ 250، 285، 5/ 503، 505، 605، 5100، 9/ 240. (6) في أ: بالتاء المشددة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 وثبت ذكر عروة بن مسعود في الحديث الصحيح في قصة الحديبيّة، وكانت له اليد البيضاء في تقرير الصلح، وهو مستوفى في البخاري. وترجمة ابن عبد البرّ بأنه شهد الحديبيّة، وهو كذلك، لكن في العرف إذا أطلق على الصحابيّ أنه شهد غزوة كذا يتبادر أنّ المراد أنه شهدها مسلما، فلا يقال شهد معاوية بدرا، لأنه لو أطلق ذلك ظنّ من لا خبرة له، لكونه عرف أنه صحابي، أنه شهدها مع المسلمين. وعند مسلم من حديث جابر- مرفوعا: «عرض على الأنبياء..» فذكر الحديث، قال: «ورأيت عيسى، فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود» . وذكر موسى بن عتيبة، عن ابن شهاب، وأبو الأسود، عن عروة. وكذلك ذكره ابن إسحاق، يزيد بعضهم على بعض- أن أبا بكر لما صدر من الحجّ سنة تسع قدم عروة بن مسعود الثقفي على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وفي رواية ابن إسحاق أنه اتبع أثر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما انصرف من الطائف، فأسلم، وأستأذنه أن يرجع إلى قومه، فقال: «إنّي أخاف أن يقتلوك» . قال: لو وجدوني نائما ما أيقظوني، فأذن له فدعاهم إلى الإسلام، ونصح لهم فعصوه، وأسمعوه من الأذى، فلما كان من السّحر قام على غرفة له فأذّن، فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله. فلما بلغ ذلك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «مثل عروة، مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى اللَّه فقتلوه» «1» . واختلف في اسم قاتله، فقيل أوس بن عوف. وقيل وهب بن جابر. وقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني اللَّه بها، [وشهادة ساقها اللَّه إليّ] «2» ، فليس فيّ [إلا ما في الشهداء] «3» الذين قتلوا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم [قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم فدفنوه معهم] «4» . وروى أبو نعيم، من طريق داود بن عاصم، عن عروة بن مسعود- وهو جده- كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوضع عنده الماء، فإذا بايع النساء يمسّ أيديهن فيه.   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 148 وابن سعد في الطبقات الكبرى 5/ 370 والحاكم في المستدرك 3/ 615 عن عروة بن الزبير قال لما أتى الناس الحج سنة تسع قدم عروة بن مسعود الثقفي ... الحديث وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 262 والهيثمي في الزوائد 9/ 389 عن عروة بن الزبير ... الحديث وقال الهيثمي رواه الطبراني وروى عن الزهري نحوه وكلاهما مرسل وإسنادهما حسن، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33615. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. (4) بدل ما بداخل القوسين في أ: فدفنوها معه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 407 وهذا منقطع، وفي الإسناد إلى داود ضعف أيضا. وروى ابن مندة، من طريق إبراهيم بن محمد بن عاصم، عن أبيه، عن حذيفة، عن عروة بن مسعود الثقفي، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه، فإنّها تهدم الخطايا» . إسناده ضعيف أيضا. أورده العقيليّ في ترجمة إبراهيم بن محمد بن عاصم، ولكن لم أر فيه الثقفي. 5543- عروة بن مضرّس «1» : بمعجمة وآخره مهملة وتشديد الراء، ابن أوس بن حارثة بن لام بن عمرو بن طريف بن عمرو بن عامر الطائي. كان من بيت الرئاسة في قومه، وجدّه كان سيدهم، وكذا أبوه. وهذا كان يباري عديّ بن حاتم في الرّئاسة. ووقع حديثه في السّنن الأربعة، وسنن الدار الدّارقطنيّ، من طريق الشعبي، عن عروة بن مضرّس، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالمزدلفة «2» ، فقلت: يا رسول اللَّه، إنني أكللت راحلتي، وأتعبت نفسي، فهل لي من حج ... الحديث. وقال الدّارقطنيّ في الإلزامات: لم يرو عنه غير الشعبي، وسبقه إلى ذلك علي بن المديني، ومسلم، وغير واحد. وقال الأزديّ: روى عنه أيضا حميد بن منهب ولا يقوم. وروى الحاكم من طريق عروة بن الزبير، عن عروة بن مضرس حديثا، لكن إسناده ضعيف. وذكر أبو صالح المؤذّن أنه روى عنه ابن عباس أيضا. وقال ابن سعد: كان عروة مع خالد بن الوليد حين بعثه أبو بكر على الردة، قال: وهو الّذي بعث خالد معه عيينة بن حصن إلى أبي بكر لما أسره يوم البطاح «3» .   (1) أسد الغابة ت (3660) ، الاستيعاب ت (1824) ، الثقات 3/ 313، الجرح والتعديل 6/ 395، تجريد أسماء الصحابة 1/ 380، تهذيب التهذيب 7/ 188، التاريخ الكبير 7/ 31، 9/ 94، الكاشف 2/ 363، خلاصة تذهيب 2/ 227، الطبقات 19، 133، تهذيب الكمال 2/ 930، البداية والنهاية 5/ 181، 3117، الثقات 2/ 272، المشتبه 127، بقي بن مخلد 191. (2) مزدلفة: قال البكري من معجمه عن عبد الملك بن حبيب: جمع هي المزدلفة وجمع وقزح والمشعر الحرام وسميت جميعا للجمع بين المغرب والعشاء بها قاله البكري. وقيل: لاجتماع الناس بها وهو أنسب للاجتماع بها قبل الإسلام. انظر المطلع (195) . (3) : البطاح ماء في ديار بن أسد بن خزيمة، وهناك كانت الحرب بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وأهل الردة وكان ضرار بن الأزور الأسدي قد خرج طليعة لخالد بن الوليد وخرج مالك ابن نويرة طليعة لأصحابه فالتقيا بالبطاح فقتل ضرار مالكا. انظر معجم البلدان 1/ 527. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 408 5544- عروة بن معتب الأنصاري «1» . قال البغويّ: سكن الشام. ذكره محمد «2» بن إسماعيل، وقال: له حديث لم يذكره. قلت: وذكره الحسن بن أبي سفيان، وابن أبي خيثمة، وابن قانع، والإسماعيليّ في الصحابة، ورووه كلهم من طريق إسماعيل بن عياش، عن عتبة بن تميم، عن الوليد بن عامر، عنه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قضى أنّ صاحب الدابة أحقّ بصدرها. وأخرجه أبو زرعة في مسند الشاميين، ويعقوب بن سفيان في تاريخه، والدّارقطنيّ في «المؤتلف» ، فقالوا: عن عروة، عن عمر بن الخطاب. والاختلاف فيه على إسماعيل، فرواه عن هشام بن عمار كالأول، ورواه أبو اليمان عنه كالثاني. وقد حكى ابن ماكولا الخلاف في أبيه، هل هو بالمعجمة والمثلثة آخره، أو بالمهملة وآخره موحدة، وتبع في ذلك الخطيب، فقد أخرجه في المؤتلف بالوجهين. 5545 ز- عروة الأسلمي «3» . تقدم في ابن مالك. 5546 ز- عروة الثقفي «4» : يكنى أبا سلامة. يأتي في الكنى. 5547- عروة الفقيمي «5» : بفاء ثم قاف مصغرا، يكنى أبا غاضرة. قال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وروى حديثه عاصم بن هلال، عن غاضرة بن عروة الفقيمي: أخبرني أبي، قال: أتيت المدينة، فدخلت المسجد، فلما صلّينا جعل الناس يقولون: يا رسول اللَّه، أرأيت كذا، أرأيت كذا؟ فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ دين اللَّه يسر ... » «6» الحديث. رواه أحمد والبغويّ وأبو يعلى وغيرهم.   (1) ذيل الكاشف 1041، أسد الغابة ت (3661) ، الاستيعاب ت (1825) . (2) في أ: قال البغوي ذكره. (3) أسد الغابة ت 3654. (4) أسد الغابة ت (3658) . (5) أسد الغابة ت (3652) ، الاستيعاب ت (1826) . (6) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 147، والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 31. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 409 وعاصم مختلف في الاحتجاج به. وقال الدارقطنيّ: إنه تفرد به. 5548 ز- عروة العسكري: روى الإسماعيليّ، من طريق عبد السلام بن حرب، عن كلثوم بن زياد، عمن ذكره، عن عروة القشيري، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «قد أفلح من رزق لبّا ... » «1» الحديث. أورده أبو موسى، فقال: قد روى هذا القول عن غير هذا الرجل. 5549- عروة المرادي «2» : ذكره البغويّ، فقال: قال محمد بن إسماعيل: له حديث، ولم يذكره. وذكره المستغفري وأبو موسى. 5550 ز- عريب: بفتح أوله، ابن زيد النّهدي. ذكره الهمدانيّ في «الأنساب» ، وقال: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع أبي شمر بن أبرهة. حكاه الرّشاطيّ، وقال: ولم يذكره ابن عبد البر، ولا ابن فتحون. 5551- عريب المليكي «3» : أبو عبد اللَّه. عداده في أهل الشام. قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن أبي حاتم: إسناده ليس بالقائم. وقال ابن حبان: يقال له صحبة. وقال ابن السكن: يقال إنه كان راعيا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى الطّبرانيّ من طريق يزيد بن عبد اللَّه بن عريب، عن أبيه، عن جده، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» . وروى بقية عن عبد اللَّه بن عريب، عن أبيه، عن جده- حديثا رفعه: «لن يخبل الشيطان أحدا في داره فرس عتيق» . أخرجه ابن مندة من طريق أبي عتبة عن بقية. وأظنّه سقط منه رجل، لكن روى ابن قانع من طريق سعيد بن سنان، عن عمرو بن عريب، عن أبيه، عن جده هذا الحديث بعينه. وهذا اختلاف شديد. وعريب بمهملة بوزن عظيم.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 7042 وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان عن قرة بن هبيرة. (2) أسد الغابة ت (3656) . (3) أسد الغابة ت (3662) ، الاستيعاب ت (2050) ، الجرح والتعديل 7/ 172. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 410 5552 ز- عريب: بالتصغير، ابن مالك الأسلمي. قرأته بخط ابن فطيس مضبوطا. وقيل: إنه اسم ماعز بن مالك الّذي رجم، وإن ماعزا كان لقبه. 5553- عريب بن معاوية الدئلي: له صحبة. ذكره ابن سعد. العين بعدها الزاي 5554- عزرة بن الحارث: ذكره الطّبريّ في الصحابة من طريق العوام بن حوشب، عن عزرة بن الحارث، قال: كنا إذا صلّينا خلف النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فرفعنا رءوسنا قمنا، فإذا سجد اتبعناه. 5555 ز- عزرة بن مالك: ذكر الواقديّ أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم هو وأخوه فروة بن مالك، فأسلما واستدركه ابن فتحون. 5556- عزيز: بفتح أوله، ابن أبي سبرة. تقدم فيمن اسمه عبد الرحمن. قال المرزبانيّ: هاجر سبرة وعزيز ابنا يزيد بن مالك بن عبيد بن ذؤيب الجعفي، فلحق بهما أبوهما، فقال: وسبرة كان النّفس لو أنّ حاجة ... تردّ، ولكن كان أمرا وأنفرا وكان عزيز خلّتي فرأيته ... تولّى فلم يقبل عليّ وأدبرا فوفدوا على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأسلموا وحسن إسلامهم. العين بعدها السين 5557- عسّ» بضم أوله وتشديد المهملة، العذري. ذكره ابن أبي حاتم، وقال: له صحبة. وروى من طريق زياد بن نصر، عن سليم بن مطير «2» ، عن أبيه، عن عسّ العذري، أنه استقطع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أرضا بوادي القرى، فأقطعه إياها فهي إلى اليوم تسمّى بويرة «3» عس،   (1) أسد الغابة ت (3664) ، الاستيعاب ت (2051) ، الجرح والتعديل 7/ 216، تبصير المنتبه 3/ 976. (2) في أ: سليم بن بكير. (3) - البويرة: تصغير البئر التي يستقى منها الماء، والبويرة: هو موضع منازل بني النضير اليهود الّذي غزاهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم- بعد غزوة أحد بستة أشهر فأحرق نخلهم وقطّع زرعهم وشجرهم والبويرة أيضا موضع قرب وادي القرى بينه وبين بسيطة والبويرة موضع بحوف مصر. انظر معجم البلدان 1/ 607، 608. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 411 وقال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غزا تبوك فصلّى في وادي القرى «1» . وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه. وقال ابن الجارود: اختلف في اسمه، وعسّ أصح. وذكره البرديجي في الأسماء المفردة، لكنه ضبطه بالشين المعجمة، وكذا ذكره ابن ماكولا. يقال: هو شاعر جاهلي، وهو عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد اللَّه بن رزاح، من بني عذرة. وظاهر صنيعه أنه غير الصحابي، فعند المستغفري «2» أنه عثير، بمثلثة مصغرا، وعند غيره أنه بالمثناة، كذلك تقدم في عريب. والراجح أنه غير هذا، كما أشرت إليه هناك. وعند عبد الغني أنه بفتح أوله وسكون النون بعدها مثناة. وعند ابن عبد البر أنه بنون وزاي مصغرا. واللَّه أعلم. 5558- عسعس بن سلامة «3» : أبو صفرة التميمي البصري. له ذكر في الصحيح في حديث الجندب. وذكره ابن أبي حاتم بين صحابيين في الأفراد من حرف العين، ولم يفصح البخاري بشيء، بل رسم الترجمة، وقال: نسبه شعبة عن الأزرق، وكذا صنع مسلم. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يثبت. وقال ابن عبد البرّ: يقولون: إنّ حديثه مرسل، وبذلك جزم العسكري، وابن حبان، وقد روى حديثه أبو داود الطّيالسيّ، عن شعبة، عن الأزرق، عنه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «صبر ساعة في بعض المواطن خير من عبادة أربعين عاما ... » الحديث. وله حديث آخر أخرجه الدّارقطنيّ. وقال ابن المبارك في «الزّهد» : أنبأنا محمد بن ثابت العبديّ، حدثنا هارون بن رئاب، سمعت عسعس بن سلامة يقول لأصحابه: سأحدثكم ببيت من شعر فتعجبوا، فقال: إن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلّا فإنّي لا إخالك ماضيا [الطويل] أي إن تنج من مسألة القبر، فأخذ القوم يبكون بكاء ما رأيتهم بكوا من شيء ما بكوا يومئذ.   (1) في أ: فصلى في وادي القرى. (2) في أ: وأما الاختلاف في اسم الصحابي فعند المستغفري ... (3) أسد الغابة ت (3666) ، الاستيعاب ت (2052) ، تبصير المنتبه 3/ 837- بقي بن مخلد 746. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 412 العين بعدها الشين 5559 ز- عشور السكسكي: ذكره البرديجيّ في الأسماء المفردة من الطبقة الأولى، وقيل هو بالغين المعجمة، قال: وقيل: لا صحبة له. وقال سعيد بن عبد العزيز: كان يكون ببيت لهيا «1» ، وكان من أصحاب معاذ بن جبل، ولا يعرف من هو أبوه. وأخرجه ابن أبي خيثمة. العين بعدها الصاد 5560- عصام المزني «2» : قال البخاريّ: له صحبة. وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق. روى الترمذي عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل، عن عصام المزني، عن أبيه- وكانت له صحبة- قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا بعث جيشا قال: «إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذّنا فلا تقتلوا أحدا» . هكذا أورده مختصرا. وأخرجه سعيد بن منصور في «السّنن» ، وأبو داود عنه. وأخرجه النسائي في السّير من السنن، عن سعيد بن عبد الرحمن. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريق أحمد بن حنبل، وحامد بن يحيى البلخي، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة بهذا السند مثله إلى قوله: «فلا تقتلوا أحدا» ، وزاد: فبعثنا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في سريّة، وأمرنا بذلك، فخرجنا نسير بأرض تهامة، فأدركنا رجلا يسوق ظعائن، فعرضنا عليه الإسلام، فقلنا: أمسلم أنت؟ قال: وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه. قال: فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ فقلنا: نقتلك. قال: فهل أنتم منتظرون حتى أدرك الظعائن؟ فقلنا: نعم، ونحن مدركوهم. قال: فخرج فإذا امرأة في هودجها، فقال: أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش. فقالت: أسلم عشرا وتسعا تترى، ثم قالت: أتذكر إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق ألم يك حقّا أن ينوّل عاشق ... تكلّف إدلاج السّرى والودائق «3»   (1) بيت لهيا: بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة، كذا يتلفظ به والصحيح بيت الإلاهه: وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق. انظر معجم البلدان 1/ 619. (2) أسد الغابة ت (3667) ، الاستيعاب ت (2053) ، الثقات 3/ 320- التمهيد 2/ 221- التاريخ الكبير 7/ 70. (3) الودائق جمع وديقة، والوديقة: حرّ نصف النّهار، وقيل: شدة الحر ودنو حمي الشّمس، قال شمر: - سمّيت وديقة لأنها ودقت إلى كل شيء أي وصلت إليه. اللسان 6/ 4800 الأبيات في تاريخ الطبري هكذا: أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلبة أو ألفيتكم بالخوانق ألم يك حقّا أن ينوّل عاشق ... تكلّف إدلاج السّرى والودائق فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا ... أثيبي بودّ قبل إحدى الصّفائق أثيبي بودّ قبل أن تشحط النّوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق فإنّي لا سرّا لديّ أضعته ... ولا راق عيني بعد وجهك رائق على أنّ ما ناب القشيرة شاغل ... ولا ذكر إلّا أن يكون لوامق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 413 فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا ... أثيبي بودّ قبل إحدى المضايق أثيبي بودّ أن تشحط النّوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق «1» [الطويل] ثم أتانا فقال: شأنكم، فقرّبناه فضربنا عنه، فنزلت الأخرى من هودجها فجثت عليه حتى ماتت. 5561 ز- عصام بن عامر الكلبي: من بني فارس. تقدم ذكره في ترجمة عبد عمرو بن جبلة بن وائلة. وروى أبو سعيد النّيسابوريّ في شرف المصطفى، من طريق عمرو بن جبلة بن وائلة الكلبي، قال: كان لنا صنم يقال له عمرة، وكان الّذي تولى نسكه رجل من بني عامر بن عوف يقال له عصام، قال عصام: فسمعنا صوتا من جوف الصنم يقول: يا عصام، يا عصام، جاء الإسلام، وذهبت الأصنام، ووصلت الأرحام. قال: ففزعنا لذلك، فشخصت أنا وعصام حتى أتينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأخبرناه بما سمعنا، فدعانا إلى الإسلام فأسلمنا. 5562- عصمة بن أبير: بموحدة مصغرا، ابن زيد بن عبد اللَّه بن صريم «2» ، بمهملة مصغرا، ابن وائل التيمي. له وفادة. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: إنه شهد قتال سجاح التي ادّعت النبوة في زمن أبي بكر، وكان على قومه يومئذ، وهو الّذي ستر عتبة بن أبي سفيان ويحيى بن الحكم وغيرهما من بني أمية لما فرّوا يوم الجمل حتى وصلوا إلى مأمنهم من الشام. وقال سيف في «الرّدة والفتوح» : أخبرنا محمد وطلحة، قالا: خرج عتبة وعبد الرحمن ويحيى يوم الجمل بعد الوقعة هرابا، فلقوا عصمة بن أبير فأجارهم، ووفى لهم حتى أوصلهم إلى الشام، وفي ذلك يقول الشاعر:   (1) أسد الغابة ت (3668) ، الاستيعاب ت 1827. (2) أسد الغابة ت (3668) ، الاستيعاب ت 1827. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 414 وفى ابن أبير والرّماح شوارع ... لآل أبي العاصي وفاء مذكّرا [الطويل] 5563- عصمة بن الحصين بن وبرة «1» : بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم ابن عوف الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب في البدريين، وتبعه ابن عمار والواقديّ، وكذا قال أبو الأسود وغيره عن عروة، إلا أنه نسبه إلى جدّه، فقال عصمة بن وبرة. وكذا قال ابن الكلبيّ. ولم يذكره ابن إسحاق ولا أبو معشر. فاللَّه أعلم. 5564- عصمة بن رئاب «2» : بن حنيف بن رئاب بن الحارث بن أمية بن زيد الأنصاري. استشهد باليمامة، وكان قد شهد الحديبيّة. ذكره العدوي، واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون. 5565- عصمة بن سرج «3» : آخره جيم. روى عنه ابنه عبد اللَّه أنه شهد حنينا. ذكره العسكريّ في الصحابة، وقال ابن أبي حاتم: أخبرني أبي، حدثني أحمد بن عبد اللَّه بن عياض، حدثنا حسين بن عاصم، حدثنا سعيد بن مزاحم، عن عصمة بن عبد اللَّه بن عصمة عن أبيه عن جده عصمة بن السرج ... فذكر الحديث. 5566 ز- عصمة بن عبد اللَّه: أحد بني الحارث بن طريف. حضر قتال الفرس مع خالد بن الوليد، وقتل روزبه أحد ملوكهم، وأمّره خالد على أحد الكراديس يوم اليرموك. ذكره سيف في الفتوح. وقد قدّمت النقل أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة. وشهد فتوح العراق مع سعد، وغنم سفطين فيهما فرس من ذهب منظوم بالياقوت وناقة من فضة كانت توضع إلى اسطوانتي التاج. 5567- عصمة بن قيس الهوزني «4» :   (1) أسد الغابة ت (3671) ، الاستيعاب ت 1828. (2) أسد الغابة ت (3672) . (3) أسد الغابة ت (3673) ، الاستيعاب ت 1829. (4) الجرح والتعديل 7/ 98، التاريخ الكبير 7/ 63، الاستيعاب ت (1830) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 415 له أحاديث، منها ما رواه أبو اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن أزهر بن راشد، عن عصمة بن قيس- وكان اسمه عصية، فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عصمة. وأخرجه ابن قانع، من وجه آخر عن إسماعيل، عن صفوان بن عمرو، قال: بايع عصمة بن قيس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما اسمك؟» قال: عصبة. قال: «بل أنت عصمة» . وقد تقدم له ذكر في ترجمة أزهر بن قيس من القسم الرابع. 5568 ز- عصمة بن مالك الخطمي ّ «1» : نسبة أبو نعيم، فقال: ابن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. له أحاديث أخرجها الدّارقطنيّ، والطّبرانيّ، وغيرهما، مدارها على الفضل بن مختار وهو ضعيف جدا. 5569 ز- عصمة بن المثنى: ذكر الطّبريّ أن عمر بعثه أميرا على من بعثه مددا للمثنى بن حارثة أثر مقتل أبي عبيد. وكان نعيم بن مقرّن لما أراد فتح جرجان فرق دسى بين عصمة ومهلهل بن زيد الطائي وسماك بن عبيد وغيرهم، فاجتمع الديلم وأهل الرأي وغيرهم فلقوا نعيما فهزمهم، وكانت وقعتهم بوقعة نهاوند. 5570- عصمة بن مدرك «2» : روى ابن مندة من طريق نعيم بن حماد، عن زاجر بن الصلت، عن بسطام بن عبيد، عن عصمة بن مدرك، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه كره القعود في الشمس. 5571- عصمة بن وبرة: تقدم في عصمة بن حصين. 5572 ز- عصمة «3» : ويقال عصيمة، بالتصغير، الأسدي، من بني أسد بن خزيمة. ويقال له الأنصاري، لأنه حليف بني مازن بن النجار. ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة في البدريين.   (1) أسد الغابة ت (3675) ، الاستيعاب ت (1831) . (2) أسد الغابة ت (3676) . (3) أسد الغابة ت (3669) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 416 وقال سيف في «الفتوح» : كان عصمة بن عبد اللَّه من بني أسد حليف بني مازن على كردوس يوم اليرموك. 5573 ز- عصمة: ويقال عصيمة بالتصغير، الأشجعي. ويقال الأنصاري «1» ، لأنه حليف بني مالك بن النجار. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق في البدريين. 5574- عصيم: بالتصغير بلا هاء، ابن الحارث بن ظالم بن حداد بن ذهل بن طريف ابن محارب بن خصفه «2» المحاربي. ذكره أبو عليّ الهجريّ في نوادره، قال: وقال العباس بن عصيم يفتخر بوفادة أبيه وعمّه سواء على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما اسمك؟» قال: عصيم. وأبوه أهدى للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم المرتجز فرسه، فأثابه على ذلك الفرعاء ناقته، فأولادها عندهم، فقال العباس: عصيم أبي زار النّبيّ محمّدا ... وعمّي سواء قلّ هذا التّفاخر حملنا رسول اللَّه ثمّ أثابنا ... أبي بخير يسمو له كلّ ناظر ولمّا دعا داع لدين محمّد ... وفدنا فمنّا كان أيمن زائر [الطويل] وقد استدركه الذّهبيّ في «التّجريد» ، فقال عظيم- بظاء مشالة، فليحرّر «3» . العين بعدها الطاء 5575- عطاء الطائي: تقدم في إبراهيم. 5576 ز- عطاء بن تويت: بمثناتين مصغرا، ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي. ذكره البلاذريّ. وقال الزّبير بن بكّار: كان يقال له ابن السوداء «4» ، وكان بمصر، وله جلد ولسان، وهو أخو الخولاء بنت تويت الآتي ذكرها في حرف الخاء.   (1) أسد الغابة ت (3670) ، الاستيعاب ت (1832) . (2) في أ: حفصة. (3) في أ: فيحرر. (4) في أ: السواد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 5577 ز- عطاء بن حابس التميمي: ذكره مقاتل في تفسيره في جملة التميميين الذين نادوا من وراء الحجرات الذين نزل فيهم: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ ... [الحجرات: 4] الآية. واستدركه ابن فتحون. 5578- عطاء بن قيس: بن عبد قيس بن عدي بن سهم السهمي. ذكره الزّبير، فقال: قتل أخوه العاص بن قيس يوم بدر كافرا، وانقرض ولد قيس بن عبد قيس بن عديّ إلا من عطاء بن قيس فإنّ ولده بمصر موجودون. 5579 ز- عطاء بن منبه: قيل: إنه الأعرابي الّذي أحرم في جبّة، فاستفتي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن ذلك. أخرج حديثه الشّيخان، لكن لم يسمياه. وسماه الطرطوسي في تفسيره فيما حكاه ابن فتحون. وأظنه تصحّف عليه، فإن الحديث من رواية عطاء، عن أبي يعلى بن منبه، عن أبيه. فلعله سقط منه شيء. 5580- عطاء الشّيبي «1» : قيل: هو ابن عبد اللَّه. وقيل ابن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصيّ نسبه أبو بكر الطلحي. حديثه عند محمد بن القاسم الأسدي، عن فطر بن خليفة، عن شيخ يقال له عطاء. كان قد أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يصلّي في نعلين. أخرجه البغوي وغيره. ومحمد بن القاسم ضعيف جدا. قال أبو عمر: في صحبته نظر. وقال ابن مندة: سكن الكوفة. 5581- عطاء، غير منسوب «2» : روى حديثه الحسن بن سفيان، من طريق أيوب بن واقد، عن عبد اللَّه بن عطاء، عن أبيه، قال: وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «المؤذّن فيما بين أذانه وإقامته كالمتشحّط في دمه في سبيل اللَّه عزّ وجلّ» .   (1) الاستيعاب ت (3054) . (2) الاستيعاب ت (2055) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 5582- عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد «1» بن عبد اللَّه بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي، أبو عكرمة «2» . وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، واستعمله على صدقات بني تميم. ثبت ذكره في الصحيح، من طريق جرير بن حازم، عن نافع، عن ابن عمر، قال: رأى عمر بن الخطاب عطارا التميمي يبيع «3» في السوق حلّة سيراء، وكان رجلا يغشى الملوك، ويصيب منهم، فقال عمر: يا رسول اللَّه، لو اشتريتها فلبستها لوفود العرب. فقال: إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة. رواه مسلم، عن سفيان بن أبي شيبة، عن جرير. وروى الطّبرانيّ، من طريق محمد بن زياد الجمحيّ، عن عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ، عن عطارد بن حاجب- أنه أهدى إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثوب ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه، فقالوا: نزل عليك من السماء؟ فقال: وما تعجبون من ذا! لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا. وروى ابن مندة، من طريق السدي، عن يحيى عن محمد بن سيرين، عن رجل من بني تميم يقال له عطارد، قال: كانت في حلّة، فقال عمر لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: لو اشترتيها للوفد وللعيد «4» ... الحديث. وذكر سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر «5» : أبصر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على عطارد حلّة سيراء فكرهها، ونهاه عنها، ثم إنه كسا عمر مثلها ... الحديث. قال أبو عبيدة: وكان حاجب بن زرارة يقال له ذو القوس، وذلك أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما دعا على مضر بالقحط فأقحطوا ارتحل حاجب إلى كسرى، فسأله أن يأذن له أن ينزل حول بلاده، فقال: إنكم أهل غدر. فقال: أنا ضامن. فقال: ومن لي بأن تفي؟ قال: أرهنك قوسي. فأذن لهم في دخول الريف، فلما استسقت مضر بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم دعا اللَّه فرفع عنهم القحط، وكان حاجب مات فرحل عطارد بن حاجب إلى كسرى يطلب قوس أبيه فردّها عليه، وكساه حلة. وروى الواقديّ في «المغازي» بأسانيده أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعث بسر بن سفيان العدوي   (1) أسد الغابة ت (3685) ، الاستيعاب ت (2056) . (2) في أ: عكرشة. (3) في أ: يقيم. (4) في أ: والعيد. (5) في أ: عمر رضي اللَّه عنهما قالا .... الجزء: 4 ¦ الصفحة: 419 على صدقات خزاعة فجمعوا له فمنعهم بنو تميم، فبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إليهم عيينة بن حصن في خمسين فارسا، فأغار وسبى منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا، فوفد بعد ذلك رؤساء بني تميم منهم عطارد بن حاجب ... فذكر القصة، وأنهم أسلموا، وأجارهم، وارتدّ عطارد بن حاجب بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع من ارتدّ في بني تميم، وتبع سجاح، ثم عاد إلى الإسلام، وهو الّذي قال فيها: أضحت نبيّتنا أنثى نطيف بها ... وأضحت أنبياء النّاس ذكرانا فلعنه اللَّه ربّ النّاس كلّهم ... على سجاح ومن بالكفر أغوانا [البسيط] 5583- عطارد الدارميّ: أحد ما قيل في اسم والد أبي العشراء. 5584- عطية بن بسر «1» : بضم الموحدة وسكون المهملة، المازني. ذكره عبد الصّمد بن سعيد في الصحابة الذين نزلوا حمص. وقال الدّارقطنيّ وابن حبّان: له صحبة. وروى أبو داود من طريق سليم بن عامر، عن ابن بسر، قال: دخل علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقربنا له زبدا وتمرا ... الحديث. قال محمّد بن عوف: أنبأنا بسر، حدثنا عطية وعبد اللَّه. وسيأتي له ذكر في ترجمة عكاف. وروى ابن شاهين، من طريق محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، حدثني مكحول، عن عطية بن بسر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أيّما عبد جاءته موعظة من اللَّه في دينه فإنّها نعمة من اللَّه، فإن قبلها بشكر، وإلّا كانت حجة من اللَّه عليه ليزداد إثما» . 5585 ز- عطية بن الحارث السكونيّ: ذكره خليفة بن خيّاط في الصحابة، واستدركه ابن فتحون. وسيأتي بعد ترجمة ذكر لعطية بن الحارث. 5586- عطية بن حصن «2» بن [ضباب الثعلبي] «3» .   (1) أسد الغابة ت (3686) ، الاستيعاب ت (1835) ، الثقات 3/ 307، تجريد أسماء الصحابة 1/ 382، تقريب التهذيب 2/ 24، تهذيب التهذيب 7/ 223، التاريخ الكبير 7/ 10، خلاصة تذهيب 2/ 233، الكاشف 2/ 269، تهذيب الكمال 2/ 939. (2) أسد الغابة ت (3687) . (3) في أ: خباب الثعلبي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 ذكر ابن الكلبيّ أنّ له وفادة. وذكره سيف في الفتوح، وأنه كان على تغلب وإياد والنمر يوم القادسية. واستدركه ابن الأمين على ابن الدباغ. 5587- عطية بن عازب بن عفيف» : بالتصغير، بصري. قال ابن ماكولا: له صحبة. وروى حديثه الحسن بن سفيان في مسندة فوقع عنده عطية بن عفيف، وكأنه نسب إلى جده. وكذا وقع عند محمد بن عوف، وقال: لا أعرف له صحبة. وقال أبو زرعة: له صحبة. وذكره المرزبانيّ في الشعراء، فقال: كان جاهليا، وأنشد له شعرا في مقتل حصن «2» ابن حذيفة بن بدر. وقال أبو عمر: روى عن عائشة. قلت: وله ذكر في حديث لعائشة، أخرجه عطية، من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبي الأسود، عن عبد اللَّه بن أبي قيس، عن عطية بن عازب- أرسله إلى أمّ المؤمنين عائشة، فقالت: لم يذكر حديثا، ورواه من طريق أخرى، فقال: عطية بن الحارث. 5588- عطية بن عامر «3» : قال: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إذا رضي هدى الرجل أمره بالصلاة. أخرجه ابن مندة، من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عنه، وهو من رواية محمد بن إسماعيل بن عباس، عن أبيه، ومحمد ضعيف جدّا. وقيل: إنه تصحيف، وإن الصواب عتبة بن عامر. فاللَّه أعلم. وقد روى ابن ماجة من طريق يزيد بن وهب، عن عطية بن عامر، عن سلمان الفارسيّ حديثا غير هذا. 5589- عطية بن عروة «4» : وقيل ابن عمرو «5» . وقيل ابن سعد، وقيل ابن قيس السعدي. قيل: هو من بني سعد بن بكر. وقيل: من بني جشم بن سعد. صحابي معروف، له أحاديث. نزل الشام.   (1) أسد الغابة ت (3689) ، الاستيعاب ت (1836) ، تبصير المنتبه 3/ 957، الإكمال 2/ 224، 225. (2) في أ: حصين. (3) أسد الغابة ت (3690) . (4) في أ: عطية بن السعدي قيل هو ابن عروة. (5) أسد الغابة ت (3691) ، الاستيعاب ت (1837) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 421 وجزم ابن حبّان بأنه عطية بن عروة بن سعد. ووقع عند الطبراني والحاكم: عطية بن سعد. وذكر ابن المديني، عن هشام بن يوسف، عن النعمان بن المنذر، عن أبيه، عن عروة بن محمد بن عطية السعدي، عن أبيه عن جده أنه كان ممن كلّم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في سبي هوازن. 5590- عطية بن عفيف «1» : هو ابن عازب. تقدم. 5591- عطية بن عمرو الغفاريّ «2» : ذكره ابن شاهين، وحكى عن أحمد بن سيار- أنّ الحكم بن عمرو كان له أخ يقال له عطية بن عمرو، وكان من الصحابة. وقال عليّ بن مجاهد: عطية بن عمرو وأخوه الحكم بن عمرو لهما صحبة. 5592- عطية بن عمرو الأنصاري: من بني دينار بن النجار. قتل يوم بئر معونة. 5593 ز- عطية بن مالك بن حطيط: ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث، وأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أعطاه من حرة الوادي مبذر صاع. 5594- عطية بن نويرة «3» : بن عامر بن عطية بن عامر بن بياضة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقيّ. ذكره ابن الكلبيّ في البدريين، نقله في الاستيعاب. 5595- عطية القرظي «4» : قال أبو عمر: لا أعرف اسم أبيه. وقال البغوي وابن حبان: سكن الكوفة، فروى حديثه أصحاب السنن من طريق عبد الملك بن عمير عنه، قال: كنت فيمن حكم عليهم سعد بن معاذ فشكّوا فيّ فتركوني ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت (3692) . (2) أسد الغابة ت (3694) . (3) أسد الغابة ت (3696) ، الاستيعاب ت (1838) . (4) أسد الغابة ت (3695) ، تحفة الأشراف 7/ 298، الثقات 3/ 218، الاستبصار 334، الجرح والتعديل 6/ 384، طبقات خليفة 123، تجريد أسماء الصحابة 1/ 382، تقريب التهذيب 2/ 25، تهذيب التهذيب 7/ 229، المغازي 314، التاريخ الكبير 7/ 8، خلاصة تذهيب 2/ 234، الكاشف 2/ 270، الجرح والتعديل 6/ 384، الطبقات 123، تهذيب الكمال 2/ 941، تبصير المنتبه 3/ 1166، الإكمال 7/ 141، بقي بن مخلد 425، المعجم الكبير 17/ 163، مسند أحمد 4/ 310، الكاشف 2/ 235، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 335، سيرة ابن هشام 3/ 193، تاريخ الإسلام 2/ 186. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 422 5596- عطية، غير منسوب «1» : ذكره الإسماعيليّ في الصحابة، فروى من طريق علي بن هشام، عن عمير أبي عرفجة، عن عطية، قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على فاطمة وهي تعصد عصيدة ... فذكر قصة تجليلهم ونزول قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... [الأحزاب/ 33] الآية. قلت: قد أخرج أصل هذا الحديث الطبري في التفسير. ومن طريق فضل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة، من طريق الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، فلم يذكر أم سلمة، فلعل أبا سعيد سقط من هذه الطريق. العين بعدها الظاء 5597- عظيم بن الحارث المحاربي: استدركه الذّهبيّ. وقد تقدم التنبيه عليه في عصيم. العين بعدها الفاء 5598- عفّان السلمي «2» : بفتح أوله وتشديد الفاء وآخره نون، ابن بجير، بموحدة وجيم مصغّرا. وقيل عتر، بكسر المهملة وسكون المثناة، انتهى. مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة. روى عنه جبير بن نفير، وخالد بن معدان، قاله أبو عمر. قلت: عبارة ابن عيسى في تاريخ حمص عفان بن عتر السلمي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، حدث عنه جبير بن نفير، وغيره من أهل حمص. وقال الدّارقطنيّ في «المؤتلف» في ابن بجير، بموحدة وجيم مصغرا: غير مسمى، يقال: اسمه عفان بن عتر. وتعقبه «الخطيب» : بأنّ أوله نون لا موحّدة، وساق الحديث من طريق أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي النجير، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: أصاب «3» رسول   (1) أسد الغابة ت (3697) . (2) الإكمال 6/ 219، أسد الغابة ت (3698) ، الاستيعاب ت (2057) . (3) في أ: قال أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أصحاب رسول اللَّه ... الجزء: 4 ¦ الصفحة: 423 اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوما جوع، فوضع حجرا على بطنه، فقال: «يا ربّ نفس طاعمة ناعمة في الدّنيا جائعة عارية في الآخرة» ... الحديث بطوله، ذكر أباه بالنون، ولم يسمّ الابن. وكذا أخرجه ابن مندة فيمن يقال له ابن فلان بغير تسمية، وأورده في الباء الموحدة وفاقا للدارقطنيّ. قال الخطيب: يحتمل أن يكون عتر أباه والبجير جده. انتهى. ويحتمل أن يكون البجير لقب عتر، وغير ذلك، وضبطه الدمياطيّ بضم المهملة بعدها قاف خفيفة وآخره راء. وقال الذهبي بالراء والفاء فوهم، فقد صرح ابن ماكولا أنه بالفاء والنون. فاللَّه أعلم. 5599- عفان بن حبيب «1» : مذكور في الصحابة الذين نزلوا نيسابور. قال أبو موسى: أورده يحيى بن مندة مستدركا على جدّه، ولم يورد له شيئا. قلت: قد أورده ابن الجوزي في مقدمة الموضوعات من طريق البيهقي، عن الحاكم، عن عبد اللَّه بن نابية البغدادي، عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة الأهوازي، عن عبد اللَّه بن محمد بن دينار الأهوازي، عن محمد بن عبد الملك الطّوسي، عن داود بن عفان بن حبيب- أنّ أباه هاجر من مكة إلى المدينة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من كذب عليّ ... » الحديث. ومحمّد بن إسحاق الأهوازيّ متّهم بوضع الحديث، وشيخه وسائر السند إلى عفّان مجهولون. 5600- عفان بن أبي عفير الأنصاري «2» : له حديث في الودّ، ذكره أبو عمر مختصرا. وقد روى حديثه المذكور ابن أبي عاصم والبغويّ والبخاريّ في التاريخ، وقال: له صحبة، والحاكم من طريق محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيه، قال «3» أبو بكر لرجل من العرب كان يغشاه، يقال له عفير: ما سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول في الود؟ سمعته يقول: «الودّ يتوارث، والبغض يتوارث» .   (1) أسد الغابة ت (3699) . (2) في أ: عفير بن أبي عفير. (3) في أ: عن أبيه قال: قال أبو بكر ... الجزء: 4 ¦ الصفحة: 424 قال ابن حبّان: ليس إسناد حديثه بشيء. قلت: فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي. وهو ضعيف. 5601 ز- عفان بن نبيه «1» بن الحجاج: بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم السهمي. قتل أبوه وعمّه يوم بدر كافرين، وكذلك أخوه العاص بن نبيه، ذكر ذلك الزبير، ثم قال: وانقرض [وكذلك الحجاج بن عامر] «2» وكان إبراهيم «3» بن أبي سلمة بن نبيه بن عبد اللَّه بن عفيف من فقهاء أهل مكة. 5602- عفيف الكندي «4» : ابن عم الأشعث بن قيس. وقيل عمه. وبه جزم الطبري. وقيل أخوه. والأكثر على أنه ابن عمّه وأخوه لأمه، وبه جزم أبو نعيم. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال الطبري: اسمه شرحبيل، وعفيف لقب. وقال الجاحظ: اسمه شراحيل، ولقّب عفيفا لقوله في أبيات: وقالت لي هلمّ إلى التّصابي ... فقلت عففت «5» عما تعلمينا [الوافر] وروى البغويّ، وأبو يعلى، والنّسائي في «الخصائص» ، والعقيليّ في «الضّعفاء» ، من طريق أسد بن وداعة عن ابن يحيى بن عفيف، عن أبيه، عن جده، قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي، فأتيت العباس فأنا عنده جالس انظر إلى الكعبة وقد حلّقت الشمس في السماء إذ جاء شابّ فاستقبل الكعبة، ثم لم ألبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشابّ فركع الغلام والمرأة، ثم رفعوا ثم سجدوا، فقلت: يا عباس، أمر عظيم! قال: أجل. قلت: من هذا؟ قال: هذا محمد بن عبد اللَّه ابن أخي، وهذا الغلام عليّ ابن أخي، وهذه المرأة خديجة، وقد أخبرني أنّ ربّ   (1) في أ: عفيف بن نبيه. (2) في أ: ولد الحجاج أبو عامر ... (3) قيل وكان إبراهيم في أ: الآمر ولد أبي سلمة بن عبد اللَّه بن عفيف بن نبيه بن الحجاج. (4) أسد الغابة ت (3702) ، الاستيعاب ت (2059) ، الثقات 3/ 311، الاستبصار 351، الجرح والتعديل 7/ 29، تجريد أسماء الصحابة 1/ 383، الإكمال 6/ 226، التاريخ الكبير 7/ 75، خلاصة تذهيب 2/ 235، تقريب التهذيب 2/ 25، تهذيب التهذيب 7/ 236، تهذيب الكمال 2/ 943، تبصير المنتبه 3/ 957. (5) في ج: عفيف لما. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 425 السموات والأرض أمره بهذا الدين، ولا واللَّه ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. قال عفيف: فتمنّيت أن أكون رابعهم. قال ابن عبد البر: هذا حديث حسن جدّا. قلت: وله طريق أخرى أخرجها البخاري في تاريخه، والبغوي، وابن أبي خيثمة، وابن مندة، وصاحب الغيلانيات، كلّهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق: حدثني يحيى بن أبي الأشعث، عن إسماعيل بن إياس «1» بن عفيف، عن أبيه، عن جده، فذكر نحوه، وقال في آخره: ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه، وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر، فكان عفيف يقول- وقد أسلم بعد: لو كان اللَّه يرزقني الإسلام يومئذ كنت ثانيا مع علي. قال البخاريّ: لا يتابع في هذا. ورواه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه إلا أنه وقع عنده عن إسماعيل بن عمرو بن عفيف، أبدل إياسا بعمرو. وقال ابن فتحون في عفيف هذا ضبطه الباوردي بالتصغير، قال: والأكثر على الألسنة بالفتح. قلت: وروايته في معجم البغوي في نسخ صحيحة كما ضبطه الباوردي. 5603 ز- عفيف «2» : بالتصغير، ابن معديكرب الكندي. فرّق البغويّ بينه وبين الأول، وكذا ابن أبي حاتم إلا أنه لم يذكر في هذا أنه صحابي، بل قال: روى عن عمرو، وأشار إلى ذلك ابن عبد البر، وفرّق بينهما أيضا ابن ماكولا فضبط هذا بالتصغير، وذكر الأول في الجادة. وروى البغويّ والطّبرانيّ وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرّازيّ في كتاب «الشّعراء» ، من طريق هشام بن الكلبي، عن سعيد بن فروة، وفي رواية أبي زرعة، عن فروة بن سعيد بن عفيّف بن معديكرب، عن أبيه، عن جده، قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذ أقبل إليه وفد من اليمن، فقالوا: يا رسول اللَّه، لقد أحيانا اللَّه ببيتين من شعر امرئ القيس ... فذكر الحديث والقصة، وفيه: «ذاك رجل مذكور في الدّنيا منسي في الآخرة، شريف في الدّنيا،   (1) في أ: أنيس. (2) الثقات 3/ 113، الجرح والتعديل 7/ 29، تجريد أسماء الصحابة 1/ 383، تقريب التهذيب 2/ 25، تهذيب التهذيب 7/ 236، التاريخ الكبير 7/ 75، خلاصة تذهيب 2/ 525، تهذيب الكمال 2/ 943، تبصير المنتبه 3/ 957، در السحابة 798. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 426 خامل في الآخرة، يجيء يوم القيامة في يده لواء الشّعراء» . 5604- عفيف، والد غطيف: مولى عبد اللَّه بن أبي قيس. كان اسمه عازبا، فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عفيفا. وذكر البخاريّ في ترجمة عبد اللَّه بن أبي قيس، فأخرج من طريق محمد بن زياد الألهاني، عن عبد اللَّه بن أبي قيس، قال: حججت مع غطيف بن عازب فأتيت عائشة، فقلت: أرسلني غطيف بن عازب النصري، قالت عائشة: ابن عفيف. وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سمّاه عفيفا. العين بعدها القاف 5605- عقّار. تقدم: في عفان. 5606 ز- عقال بن خويلد: ذكره ابن سعد، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عرض عليه الإسلام فأسلم في الثانية. 5607 ز- عقبة بن جروة: العبديّ، أحد وفد عبد القيس. ذكره ابن سعد، وقد مضى في صحار بن العباس أنه من جملة الوفد الذين قدموا مع الأشجّ فأسلموا. 5608- عقبة بن الحارث: بن عامر بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي «1» ، أبو سروعة- في قول أهل الحديث. ويقال: إن أبا سروعة أخوه، وهو قول أهل النسب، وصوّبه العسكري. وقيل: إن أبا سروعة أخو عقبة لأمه. وجزم به مصعب الزبيري. وأعرب أبو حاتم الرّازيّ فقال: أبو سروعة قاتل خبيب له صحبة، اسمه عقبة بن الحارث بن عامر، وليس هو عقبة بن عامر الّذي أدركه ابن أبي مليكة هو الّذي أخرج له البخاري وأصحاب السنن، ووهم من أخرج حديثه في المتفق لصاحب العمدة. وله رواية عن أبي بكر الصديق. وروى عنه أيضا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعبيد بن أبي مريم المكيّ. مات عقبة بن الحارث في خلافة ابن الزبير. 5609 ز- عقبة بن الحارث «2» : أبو سروعة. إن صحّ ما قال أبو حاتم فهو آخر.   (1) أسد الغابة ت (3704) ، الاستيعاب ت (1841) . (2) الثقات 3/ 279، الرياض المستطابة 229، الاستبصار 306، الجرح والتعديل 6/ 39، تجريد أسماء الصحابة 1/ 383، تقريب التهذيب 2/ 26، تهذيب التهذيب 7/ 238، التاريخ الصغير 1/ 116، التاريخ الكبير 6/ 430، خلاصة تذهيب 2/ 235، الكاشف 2/ 235، الكاشف 2/ 271، الطبقات الكبرى 2/ 56- 5/ 473، الطبقات 9، تهذيب الكمال 2/ 944، بقي بن مخلد 241، 506، 471. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 427 5610- عقبة بن حليس: بمهملتين مصغرا، ابن نصر بن دهمان بن بصار «1» بن سبيع بن بكر بن أشجع الأشجعي. قال هشام بن الكلبيّ: أسلم قديما، وشهد بدرا، وكان يلقب مذبحا لأنه ذبح الأسارى يوم الرقم. وفي جده نصر بن دهمان يقول الشاعر: ونصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وستّين عاما بعدها وسنينا [الطويل] 5611 ز- عقبة بن الحنظلية: أخو سهل «2» . قال ابن الدّباغ «3» : له ذكر في ترجمة أخيه سهل. قلت: وأشار بذلك إلى قول ابن عبد البر في ترجمة سهل. قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز: كان سهل بن الحنظلية لا يولد له، وله أخ يسمى سعدا، وأخ يسمى عقبة، ولهم صحبة. 5612 ز- عقبة بن خالد الليثي: صوابه ابن مالك. يأتي. 5613 ز- عقبة بن رافع الأنصاري «4» . له ذكر ورواية، ففي صحيح مسلم، من طريق ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «رأيت كأنّي في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطب من رطب ابن طاب، فأوّلتها الرّفعة لنا والعاقبة، وأنّ ديننا قد طاب» . وأخرجه ابن مندة في ترجمة عقبة بن نافع فصحّفه. وتعقبه أبو نعيم. وروى أبو يعلى، والحسن بن سفيان، من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود ابن لبيد، عن عقبة بن رافع- رفعه: «إذا أحبّ اللَّه عبدا حماه الدّنيا» ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت (3705) . (2) أسد الغابة ت (3706) . (3) أخو سهل، قال أبو مسهر، قال سعيد بن عبد العزيز بن الدباغ. (4) أسد الغابة ت (3707) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 428 وأخرجه من طريق ابن لهيعة، عن عمارة بن غزيّة، عن عاصم. ورواه غير ابن لهيعة عن عمارة، فسمّى الصحابي قتادة بن النعمان. فاللَّه أعلم. 5614- عقبة بن ربيعة الأنصاري «1» : حليف بني عوف بن الخزرج. شهد بدرا في قول موسى بن عقبة. أخرجه أبو عمر. 5615 ز- عقبة بن صيفي: يأتي في عقبة بن أبي قيس. 5616- عقبة بن طويع «2» : في عتبة. 5617- عقبة بن عامر: بن عبس «3» بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودوعة بن عديّ بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهنيّ الصحابي المشهور. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كثيرا. روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين، منهم: ابن عباس، وأبو أمامة، وجبير بن نفير، وبعجة بن عبد اللَّه الجهنيّ، وأبو إدريس الخولانيّ، وخلق من أهل مصر. قال أبو سعيد بن يونس: كان قارئا عالما بالفرائض والفقه، فصيح اللسان، شاعرا كاتبا، وهو أحد من جمع القرآن، قال: ورأيت مصحفه بمصر على غير تأليف مصحف عثمان، وفي آخره: كتبه عقبة بن عامر بيده. وفي صحيح مسلم، من طريق قيس بن أبي حازم، عن عقبة بن عامر، قال: قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة وأنا في غنم لي أرعاها، فتركتها ثم ذهبت إليه، فقلت: بايعني، فبايعني على الهجرة ... الحديث. أخرجه أبو داود والنسائي. وشهد عقبة بن عامر الفتوح، وكان هو البريد [إلى عمر] «4» بفتح دمشق، وشهد صفّين مع معاوية، وأمّره بعد ذلك على مصر. وقال أبو عمر الكنديّ: جمع له معاوية في إمرة مصر بين الخراج والصلاة، فلما أراد   (1) أسد الغابة ت (3708) ، الاستيعاب ت (1842) . (2) أسد الغابة ت (3710) . (3) أسد الغابة ت (3711) ، الاستيعاب ت (1843) ، أحمد 4/ 143، 201- التاريخ لابن معين 409- طبقات ابن سعد 4/ 343- 344، طبقات خليفة 121، 292- تاريخ خليفة 197- 225- التاريخ الكبير 6/ 340 المعارف 279 الجرح والتعديل 6/ 313- المستدرك 3/ 467- ابن عساكر 11/ 348/ 1- تهذيب الكمال 947- تاريخ الإسلام 2/ 306- العبر 1/ 62- تهذيب التهذيب 7/ 242- 244- خلاصة تذهيب الكمال 269- كنز العمال 13/ 495، شذرات الذهب 1/ 64- سير أعلام النبلاء 2/ 467. (4) في أ: لعمر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 429 عزله كتب إليه أن يغزو رودس» ، فلما توجّه سائرا استولى مسلمة، فبلغ عقبة، فقال: أغربة وعزلا؟ وذلك في سنة سبع وأربعين. ومات في خلافة معاوية على الصحيح. وحكى أبو زرعة في تاريخه عن عبادة بن نسي، قال: رأيت رجلا في خلافة عبد الملك يحدّث، فقلت: من هذا؟ قالوا: عقبة بن عامر الجهنيّ. قال أبو زرعة: فذكرته لأحمد بن صالح، قال: هذا غلط. مات عقبة في خلافة معاوية. وكذلك أرخه الواقدي وغيره، وزادوا في آخرها: وأما قول خليفة بن خياط قتل في النهروان من أصحاب عليّ عامر بن عقبة بن عامر الجهنيّ فهو آخر، بدليل قول خليفة في تاريخه: مات في سنة ثمان وخمسين عقبة بن عامر الجهنيّ. 5618- عقبة بن عامر بن نابي: بنون وموحدة وزن قاضي، ابن زيد بن حرام «2» بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. ذكره أبو عمر وغيره، فقالوا «3» : شهد العقبة الأولى وبدرا وأحدا، [وأعلم بعصابة خضراء في مغفره، وشهد الخندق] «4» وسائر المشاهد، واستشهد باليمامة. وتقل أبو موسى عن جعفر المستغفريّ أنه ذكره، فقال : عقبة بن عامر بن نابي له صحبة، استشهد باليمامة، وساق ذلك بسنده عن ابن إسحاق. وذكره ابن سعد بنحو ما ذكره أبو عمر، فهو سلفه فيه. وروى أبو نعيم، من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عقبة بن عامر السلمي، قال: جئت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بابني وهو غلام حدث السنّ، فقلت: بأبي أنت وأمي! علّم ابني دعوات يدعو بهنّ وخفف عليه، فقال: «قل يا غلام: اللَّهمّ إنّي أسألك نجاة في إيمان، وإيمانا في حسن خلق، وصلاحا يتبعه نجاح» . فأعادها عليه الغلام حتى قال الغلام: قد فهمت. ترجم له أبو نعيم: فقال: عقبة بن عامر السلمي، وساق له هذا الحديث، ولم يزد،   (1) رودس قال القاضي عياض: هو بضم أوله وغيره يقول بفتحها والدال مكسورة باتفاق وكلهم قالوا بسين مهملة وفي كتاب أبي داود من طريق الرمليّ بالشين المعجمة وهي جزيرة ببلاد الروم. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 639، 640. (2) أسد الغابة ت (3712) . (3) في أ: فقال. (4) سقط من أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 430 فضمّه ابن الأثير إلى عقبة بن عامر بن نابي الّذي ذكره ابن عبد البر، لكونه من بني سلمة، بكسر اللام، فيصحّ في نسبه سلمة بفتح اللام، فجعلهما واحدا. ويغلب على ظني أنه غيره لما سأذكره في الّذي بعده. 5619 ز- عقبة بن عامر السلمي «1» : قد ذكرت في الّذي قبله أن أبا نعيم ترجم له هكذا «2» ، وأورد له الحديث الماضي من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر، عن أبيه عقبة، وهو في نسخة معتمدة بضم السين، فيكون من بني سليم، فهو غير الّذي قبله. ويؤيده أنّ يزيد بن أسلم ولد بعد اليمامة بدهر أيضا. وقد ذكر الباورديّ فيمن شهد صفّين من الصحابة مع عليّ- عقبة بن عامر السلمي، وهذا مما يؤيّد أنّه غير الّذي اسم جده نابي، فإن اليمامة كانت سنة اثنتي عشرة، وصفّين كانت سنة سبع وثلاثين، فهو غيره قطعا، ولا جائز أن يكون الجهنيّ، لأن الجهنيّ كان مع معاوية بصفّين لا مع علي، ولأن في حديث زيد بن أسلم عنه أنه جاء بابن له إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد قال محمّد بن سعد في الطبقات: إن عقبة بن عامر بن نابي لا عقب له، وكذا جزم به الدمياطيّ في أنساب الخزرج. وأما قول ابن الأثير: إنّ رواية زيد بن أسلم عنه مرسلة، فهو بناء على ما ظنّه أنه الأنصاري، فأما إن كان كما جوّزته وأنه سلمي، وأنه عاش إلى أن شهد صفين فلا مانع من إدراك زيد بن أسلم له. وهذا كلّه إن صحّ سند حديث زيد بن أسلم، وما ذكره الباوردي، فإن في سند كل منهما مقالا. واللَّه أعلم. 5620- عقبة بن عبد اللَّه: الأنصاري السلمي. ذكره الباورديّ وابن السّكن في الصحابة، وروى ابن السكن من طريق يزيد بن رومان، عنه، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في غزوة حتى إذا كنا ببطن رابغ استقبلتنا ضبابة فأظلم الطريق: فذكر الحديث في فضل المعوّذتين. وروى الباورديّ من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع بالسند الضعيف أنه عدّه فيمن شهد صفّين من الصحابة.   (1) الاستيعاب ت (1844) . (2) في أ: ترجم له أبو نعيم هكذا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 431 5621- عقبة بن عثمان «1» : بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وذكره فيمن فرّ يوم أحد حتى بلغ جبلا مقابل الأعوص، فأقام ثم رجع. 5622- عقبة بن عمرو: بن ثعلبة «2» بن أسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، أبو مسعود البدري. مشهور بكنيته. اتفقوا على أنه شهد العقبة، واختلفوا في شهوده بدرا، فقال الأكثر: نزلها فنسب إليها. وجزم البخاري بأنه شهدها، واستدل بأحاديث أخرجها في صحيحه في بعضها التصريح بأنه شهدها، منها حديث عروة بن الزبير، عن بشير بن أبي مسعود، قال: أخّر المغيرة العصر، فدخل عليه أبو مسعود عقبة بن عمرو جدّ زيد بن حسن، وكان شهد بدرا. وقال أبو عتبة بن سلّام، ومسلم في الكنى: شهد بدرا. وقال ابن البرقي: لم يذكره ابن إسحاق فيهم، وورد في عدّة أحاديث أنه شهدها. وقال الطّبرانيّ: أهل الكوفة يقولون شهدها، ولم يذكره أهل المدينة فيهم. وقال ابن سعد، عن الواقديّ: ليس بين أصحابنا اختلاف في أنه لم يشهدها. وقيل: إنه نزل ماء ببدر، فنسب إليه، وشهد أحدا وما بعدها، ونزل الكوفة، وكان من أصحاب عليّ، واستخلف مرة على الكوفة. قال خليفة: مات قبل سنة أربعين. وقال المدائني: مات سنة أربعين. قلت: والصحيح أنه مات بعدها، فقد ثبت أنه أدرك إمارة المغيرة على الكوفة، وذلك بعد سنة أربعين قطعا. قيل: مات بالكوفة. وقيل: مات بالمدينة. 5623- عقبة بن عمرو بن عديّ: يأتي في عقيب، مصغرا.   (1) أسد الغابة ت (3716) ، الاستيعاب ت (1845) ، الثقات 3/ 280، الاستبصار 170، أصحاب بدر 207، تبصير المنتبه 4/ 1269. (2) أسد الغابة ت (3717) ، الاستيعاب ت (1846) ، الثقات 3/ 278، الرياض المستطابة 220، الاستبصار 130، البداية والنهاية 7/- الجرح والتعديل 6/ 313، التحفة اللطيفة 3/ 202، تجريد أسماء الصحابة 1/ 385، تقريب التهذيب 2/ 27، أصحاب بدر 237، تهذيب التهذيب 7/ 247، التاريخ الصغير 1/ 106، 110، 114، خلاصة تذهيب 2/ 237، الأعلام 4/ 240، الكاشف 2/ 273، العبر 1/ 46، الطبقات الكبرى 2/ 126، 5/ 172، 269، 318، 6/ 16- الطبقات 96، 136، سير أعلام النبلاء 2/ 493، الأنساب 3/ 213، تهذيب الكمال 2/ 946، علوم الحديث لابن الصلاح 338، معجم الثقات 304، الجمع بين رجال الصحيحين 1452، تراجم الأحبار 3/ 113، المشتبه 63. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 432 5624- عقبة بن قيظي «1» : بقاف ومثناة، وزن ضيفي، ابن قيس بن لوذان الأنصاري الأوسي الحارثي. شهد أحدا، واستشهد يوم جسر أبي عبيد. [ذكره أبو عمر. 5625 ز- عقبة بن أبي قيس: صيفي بن الأسلت. قال أبو عبيد:] له ولأبيه صحبة. واستشهد عقبة بالقادسية. قال ابن المهلّبيّ وأبو الفرج الأصبهانيّ وغيرهما: أسلم عقبة، واستشهد بالقادسيّة. 5626- عقبة بن كديم: بن عدي بن حارثة بن عمرو بن زيد «2» مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي. شهد أحدا وما بعدها، ذكره العدوي «3» في الأنساب. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر وعقبه بها، وله صحبة، ولا يعرف له رواية. وعدّه الواقديّ في المنافقين، وكان ذلك في أول أمره ثم تاب. 5627- عقبة بن مالك الليثي «4» : قال البغويّ: سكن البصرة، وله حديث: قال مسلم والأزدي وغيرهما: تفرّد بشر بن عاصم بالرواية عنه. قلت: أخرج حديثه النّسائيّ، والبغويّ، وابن حبّان، وغيرهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، أتينا بشر بن عاصم فقال: حدثنا عقبة بن مالك، وكان من رهطه، فقال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سريّة فأغارت على قوم فشدّ رجل من القوم، فاتبعه رجل من السرية، فقال له: إني مسلم، فلم ينظر إليه، فضربه فقتله. وفيه: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ اللَّه أبي عليّ فيمن قتل مؤمنا ... » الحديث. ووقع في رواية البغويّ، من طريق يونس بن عبيد، عن حميد، عن مالك بن عقبة، أو عقبة بن مالك، وترجم لأجل ذلك في حرف الميم لمالك، ونبّه فيه على الاختلاف المذكور. وعقبة بن مالك هو المحفوظ.   (1) أسد الغابة ت (3718) ، الاستيعاب ت (1847) . (2) أسد الغابة ت (3719) . (3) في أ: العذري. (4) أسد الغابة ت (3721) ، الاستيعاب ت (1848) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 433 ووقع في بعض النسخ من مسند أبي يعلى عقبة بن خالد. والصواب ابن مالك، هكذا أخرجه ابن حبان عن أبي يعلى، وكذا أخرجه الحسن بن سفيان عن شيخ أبي يعلى. وأخرج أبو داود، من طريق عبد الصمد، عن سليمان بن مغيرة، عن حميد بن هلال، عن بشر بن عاصم، عن عقبة بن مالك، وكان من رهطه، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سريّة، فسلمت رجلا منهم، فلما رجع قال: لو رأيت ما لامنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال: «أعجزتم إذا بعثت رجلا فلم يمض لأمري أن تجعلوا مكانه من يمضي لأمري «1» !» . قلت: وهذا يرد على من زعم أنه ليس له إلا حديث واحد. 5628- عقبة بن مالك الجهنيّ «2» : ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، سمعت رجلا يقول: سمعت عقبة بن مالك الجهنيّ يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه حبّة خردل من كبر فيحلّ له الجنّة يريح ريحها» . فقال له رجل يقال له أبو ريحانة: إني أحبّ الجمال ... الحديث. وروى ابن شاهين، من طريق يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد اللَّه بن زحر، عن أبي سعيد الرّعيني، عن عبد اللَّه بن مالك الجهنيّ- أنّ عقبة بن مالك الجهنيّ أخبره أنّ أخته نذرت أن تمشي إلى بيت اللَّه حافية غير مختمرة ... الحديث. وتعقبه أبو موسى بأنّ هذا الحديث معروف من رواية يحيى بن سعيد بهذا الإسناد عن عقبة بن عامر الجهنيّ. وهو الصواب. وقوله: ابن مالك تصحيف، ولعقبة بن مالك حديث آخر، روى الطبراني في الأوسط، من طريق محمد بن أبي حميد، عن جميلة بنت عبادة الأنصاري، عن أختها، عن عقبة بن مالك، قال: قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خطيبا في رمضان فقال: «قد قمت وأنا أعلم بليلة القدر، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر» . أورده في ترجمة محمد بن علي الصائغ، وقال: لا يروى عن عقبة إلا بهذا الإسناد. 5629- عقبة بن نافع القرشي «3» :   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 110. وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 115، وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3/ 149. (2) بقي بن مخلد 527، أسد الغابة ت (3720) . (3) التاريخ الكبير 6/ 435- فتوح مصر 194، 197- الطبري 5/ 240- رياض النفوس 1/ 62- جمهرة أنساب العرب 163، 178- تاريخ ابن عساكر 11/ 358 ب، الكامل 4/ 105- معالم الإيمان 1/ 164، 167- تاريخ الإسلام 3/ 49، - البداية والنهاية 7/ 217- العقد الثمين 6/ 111- حسن المحاضرة 2/ 220- سير أعلام النبلاء 3/ 532. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 434 روى عنه أنس، ذكره ابن مندة، وقال: مات سنة سبع وعشرين، هكذا في التجريد «1» ، ولم أر له في الصحابة لابن مندة ذكرا. واللَّه أعلم. 5630- عقبة بن نمر «2» : ويقال ابن مر. وله ذكر في كتاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى زرعة بن ذي يزن، قاله المستغفري. قلت: وسمى أباه مرّا، والّذي في كتاب ابن إسحاق: والد أبي نمر، وهو الصواب. وقد مضى في ترجمة الحارث بن عبد كلال. وذكر ابن إسحاق أن له وفادة. 5631- عقبة بن نيار: بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة، أخو أبو بردة بن نيار. استدركه ابن فتحون، وعزاه للطّبريّ، وأنه ذكر فيمن شهد أحدا. 5632 ز- عقبة بن هلال «3» : ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» ، وأن له في مسند بقي حديثا. 5633- عقبة بن وهب «4» : ويقال ابن أبي وهب، ابن ربيعة بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، أبو سنان، أخو شجاع بن وهب. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما فيمن شهد بدرا. وقال البلاذري: يقال: إنه كان مع أخيه في هجرة الحبشة، وليس يثبت. وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير، أو عكرمة، قال: قالت اليهود: نحن أبناء اللَّه وأحبّاؤه، قال: فقال لهم عقبة بن وهب، وسعد بن معاذ، وسعد بن عبادة: يا معشر يهود، اتقوا اللَّه، فو اللَّه إنكم لتعلمون أنّ محمدا رسول اللَّه. هكذا أورده ابن مندة هنا، وأورده غيره في ترجمة الّذي بعده. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (3725) ، الاستيعاب ت (1850) . (2) في أ: في التجريد للذهبي. (3) بقي بن مخلد 835. (4) أسد الغابة ت (3726) ، الاستيعاب ت (1851) ، الطبقات الكبرى 1/ 226- 3/ 89- المصباح المضيء 209، الثقات 3/ 280، تجريد أسماء الصحابة 1/ 386 أصحاب بدر 130، الكاشف 2/ 74. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 435 5634- عقبة بن وهب بن كلدة «1» : بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبد اللَّه بن غطفان الغطفانيّ، حليف بني سالم من الأنصار. قال ابن إسحاق: كان أول من أسلم من الأنصار، ولحق برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فلم يزل بمكة حتى هاجر، فكان يقال له أنصاري مهاجري. وشهد بدرا، هكذا ذكر ابن الكلبي، إلا أنه قال عقبة بن كلدة بن وهب، وإنه كان من السبعين يوم العقبة. وقال الواقديّ: شهد بدرا وأحدا وما بعدها، وهو الّذي نزع الحلقتين من وجنتي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، عالجهما هو وأبو عبيدة بن الجراح. حدثني بذلك ابن أبي الهاد عن أبيه. 5635- عقبة الجهنيّ، والد عبد الرحمن «2» : روى الطّبرانيّ، وابن السّكن، والحاكم وفي «تاريخ نيشابور» ، من طريق صيفي بن نافع بن صيفي، وكان بلغ مائة واثنتي عشرة سنة، عن عبد الرحمن بن عقبة الجهنيّ، عن أبيه، وكان أصابه سهم مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يدخل النّار مسلم رآني ولا رأى من رآني، ولا رأى من رأى من رآني ثلاثا» . قال ابن السّكن: لا يروي عن عقبة غير هذا الحديث. قلت: وخلطه ابن مندة بترجمة عقبة الفارسيّ مولى الأنصار، فوهم. نبه على ذلك ابن الأثير، وتعجّب من أبي موسى كيف استدركه؟ 5636 ز- عقبة الزّرقيّ «3» : روى ابن مندة من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، عن موسى بن حبيب، عن سعد بن عقبة الزرقيّ- أنّ أباه عقبة سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ثلاث أقسم عليهنّ» . قالوا: يا رسول اللَّه، ما هنّ؟ قال: «لا يعطي المؤمن شيئا من ماله فينقص أبدا ... » الحديث. 5637 ز- عقبة الفارسيّ: مولى جبر بن عتيك الأنصاري. ذكره خليفة في موالي بني هاشم من الصحابة، لكن قال أبو عقبة.   (1) أسد الغابة ت (3727) ، الاستيعاب ت (1852) . (2) أسد الغابة ت (3703) . (3) أسد الغابة ت (3709) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 قال ابن حبّان: شهد أحدا. وقال ابن إسحاق: حدثني داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه عقبة مولى جبر بن عتيك، قال: شهدت أحدا مع مولاي، فضربت رجلا من المشركين، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسيّ. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ألا قلت خذها وأنا الغلام الأنصاريّ؟ فإنّ مولى القوم من أنفسهم» . أخرجه أبو يعلى من هذا الوجه، وذكره ابن السّكن، من رواية جرير بن حازم، عن داود بن الحصين نحوه. ورواه يحيى بن العلاء عن داود، فقلبه، قال: عن عقبة بن عبد الرحمن، عن أبيه. وقد مضى النقل عن الواقديّ أنه جعل هذه القصة لرشيد الفارسيّ، فإن لم يكونا اثنين، وإلّا فالصواب مع ابن إسحاق. وقد روى ابن أبي خيثمة، وأبو داود، وابن ماجة، وابن مندة، من طريق هذا الحديث، من رواية جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، فقال: عبد الرحمن بن أبي عقبة. والّذي في «المغازي» عبد الرحمن بن عقبة اسم لا كنية، فإن كان جرير ضبطه فيحتمل أن يكون رشيد اسمه، وأبو عقبة كنيته. واللَّه أعلم. 5638 ز- عقبة غير منسوب. أخرجه عليّ بن سعيد في الصحابة، وروى من طريق شريك، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن عبد اللَّه بن عقبة، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «يجدّ المؤمن مجتهدا فيما يطيق متلهفا على ما لا يطيق» . 5639- عقربة الجهنيّ، والد بشر «1» : استشهد بأحد. وقد تقدم ذلك مستوفى في ترجمة بشر، في الباء الموحدة. 5640- عقفان: بقاف ثم فاء وفتحات، ابن شعثم «2» ، بضم المعجمة والمثلثة وبينهما عين مهملة ساكنة، التميمي. عداده في أعراب البصرة، يكنى أبا ورّاد. ذكره ابن أبي حاتم في الصحابة، وقال: هو أخو ذؤيب. وقد تقدم ذكره في ترجمة خارجة بن عقفان في حرف الخاء المعجمة.   (1) أسد الغابة ت (3728) . (2) أسد الغابة ت (3729) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 437 5641- عقفان بن قيس بن عاصم: التميمي السعدي. [له و] لأبيه صحبة. ذكره المرزباني. واللَّه أعلم. 5642- عقيب بن عمرو «1» : بن عدي بن زيد بن جشم بن عديّ بن حارثة الأنصاري الحارثي. شهد أحدا، واستصغر ولده سعد بن عقيب، فردّ مع من ردّ. ذكره أبو عمر هكذا مصغرا، وذكره غيره عقبة- بالتكبير. 5643- عقيبة بن رقيبة: مضى في رقيبة بن عقيبة «2» . روى له حديث بالشك ضعيف. 5644- عقيل «3» : بفتح أوله، ابن أبي طالب بن عبد مناف القرشي الهاشمي. أخو عليّ وجعفر، وكان الأسنّ، يكنى أبا يزيد. تأخر إسلامه إلى عام الفتح، وقيل أسلم بعد الحديبيّة، وهاجر في أول سنة ثمان، وكان أسر يوم بدر ففداه عمه العباس. ووقع ذكره في الصحيح في مواضع. وشهد غزوة مؤتة، ولم يسمع له بذكر في الفتح وحنين، كأنه كان مريضا، أشار إلى ذلك ابن سعد، لكن روى الزبير بن بكار بسنده إلى الحسن بن علي أن عقيلا كان ممّن ثبت يوم حنين. وكان عالما بأنساب قريش ومآثرها ومثالبها، وكان الناس يأخذون ذلك عنه بمسجد   (1) أسد الغابة ت (3730) ، الاستيعاب ت (2060) . (2) أسد الغابة ت (3731) . (3) الكامل في التاريخ 1/ 458، و 2/ 58، مسند أحمد 1/ 201 و 3/ 451، والتاريخ لابن معين 2/ 411، والطبقات الكبرى 4/ 42، طبقات خليفة 126، و 189، وسيرة ابن هشام 3/ 299، و 4/ 132، ومقدمة مسند بقي بن مخلد 104، والمحبر لابن حبيب 457، والمغازي للواقدي 138، 694، والمعارف 120، و 155، وترتيب الثقات للعجلي 338، وتاريخ اليعقوبي 2/ 46، و 153، ومروج الذهب 1587، و 1596، والسير والمغازي 155، والأخبار الموفقيّات 334، و 335، ومروج الذهب 1587، و 1596، والسير والمغازي 155، والأخبار الموفقيّات 334، و 335، والتاريخ الصغير 74، والتاريخ الكبير 7/ 50، والعقد الفريد 2/ 356، والجرح والتعديل 6/ 218، والمستدرك 3/ 575، وجمهرة أنساب العرب 69- والمعرفة والتاريخ 1/ 506، و 536، ومشاهير علماء الأمصار 9- وأنساب الأشراف 301 و 356، وفتوح البلدان 58، 549، وتاريخ الطبري 2/ 156، و 133- والكامل في التاريخ 1/ 458، و 2/ 58، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 337، وتحفة الأشراف 7/ 343، وتهذيب الكمال 949، أسد الغابة ت (3732) ، الاستيعاب ت (1853) ، والمغازي 117، و 128- والمعين في طبقات المحدثين 24- وتلخيص المستدرك 3/ 575- والكاشف 2/ 239- وسير أعلام النبلاء 3/ 99، والبداية والنهاية 8/ 47- ومجمع الزوائد 9/ 273- والعقد الثمين 6/ 113، وتهذيب التهذيب 228، والزيادات للهروي 93، و 94، وتاريخ الإسلام 1/ 83، 84. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 438 المدينة، وكان سريع الجواب المسكت، وكان قد فارق عليّا، ووفد إلى معاوية في دين لحقه. وروى هشام بن الكلبيّ بسنده إلى ابن عباس، قال: كان في قريش أربعة يتحاكم الناس إليهم في المنافرات: عقيل، ومخرمة، وحويطب، وأبو جهم، وكان عقيل يعدّ المساوي، فمن كانت مساوية أكثر يقرّ صاحبه عليه، ومن كانت محاسنة أكثر يقره على صاحبه. ولعقيل حديث كامل، أخرج له النسائي وابن ماجة حديثا، قال ابن سعد: قالوا: مات في خلافة معاوية. قلت: وفي تاريخ البخاري الأصغر بسند صحيح أنه مات في أوّل خلافة يزيد قبل الحرّة. 5645- عقيل بن مقرّن المزني: أبو حكيم «1» . ذكره البخاريّ في الصحابة، وذكره الواقدي فيمن نزل الكوفة منهم. وزعم ابن قانع أنه أبو حاتم. روى حديث: «إذا أتاكم من ترضون دينه فأنكحوه» . فتصحف عليه كنيته، وذلك معدود من أوهامه. العين بعدها الكاف 5646- عكّ، ذو خيوان «2» : في الذال المعجمة. 5647- عكّاشة بن ثور: بن أصغر «3» . ذكر سيف في أول الردة عن سهل بن يوسف، عن أبيه، عن عبيد بن صخر بن لوذان أنه كان عامل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على السّكاسك والسّكون. وذكره أبو عمر. 5648- عكّاشة «4» : بضم أوله وتشديد الكاف وتخفيفها أيضا، ابن محصن بن   (1) أسد الغابة ت (3734) ، الاستيعاب ت (1854) . (2) أسد الغابة ت (3735) . (3) تبصير المنتبه 3/ 1034، أسد الغابة ت (3736) ، الاستيعاب ت (1855) . (4) أسد الغابة ت (3738) ، الاستيعاب ت (1856) ، طبقات ابن سعد 3/ 1/ 64- طبقات خليفة 35- تاريخ خليفة 102، 103- التاريخ الكبير 7/ 86، التاريخ الصغير 1/ 34- المعارف 273- 274- الجرح والتعديل 7/ 39- مشاهير علماء الأمصار ت: 50- حلية الأولياء 2/ 12- تهذيب الأسماء واللغات 1/ 338، العبر 1/ 13- مجمع الزوائد 9/ 304- العقد الثمين 6/ 116، 117- شذرات الذهب 1/ 36- سير أعلام النبلاء 1/ 307. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 439 حرثان، بضم المهملة وسكون الراء بعدها مثلثة، ابن قيس بن مرة بن بكير، بضم الموحدة، ابن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف بني عبد شمس. من السابقين الأولين «1» . وشهد بدرا. وقع ذكره في «الصّحيحين» في حديث ابن عباس في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، فقال عكاشة: ادع اللَّه أن يجعلني منهم. قال: «أنت منهم» ، فقام آخر فقال: سبقك بها عكّاشة. وقد ضرب بها المثل، يقال للسابق في الأمر: سبقك بها عكاشة. وروى الطّبرانيّ، وعمر بن شبّة، من طريق نافع مولى بنت شجاع، عن أم قيس بنت محصن، قال: أخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بيدي حتى أتينا البقيع، فقال: «يا أمّ قيس، يبعث من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب» . فقام رجل فقال: أنا منهم؟ قال: «نعم» . فقام آخر، فقال: سبقك بها عكّاشة. قيل استشهد عكاشة في قتال أهل الرّدة، قتله طليحة بن خويلد الّذي تنبأ وقد تقدم أن طليحة عاد إلى الإسلام. 5649- عكاشة بن وهب الأسدي: أخو جذامة. ذكر ابن فتحون عن أبي على الصدفي أنّ بعض من ألف في الصحابة ذكره فيهم. قلت: وقد وجدت حديثه في شرح معاني الآثار للطحاوي، فقال: حدثنا ابن أبي داود، هو إبراهيم بن سليمان البرلسي، حدثنا ابن أبي مريم، هو سعيد، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الأسود، عن عروة، عن جذامة بنت وهب، أخت عكاشة بن وهب- أن عكاشة بن وهب صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأخا له آخر جاءاها حين غابت الشمس يوم النحر فألقيا قميصهما، فقالت: ما لكما؟ قالا: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من لم يكن أفاض منها فليلق ثيابه» وكانوا تطيّبوا ولبسوا الثياب، هكذا أخرجه. وقد اختلف فيه على ابن لهيعة، وأخرجه الطحاوي أيضا عن يحيى بن عثمان، عن عبد اللَّه بن يوسف، عنه بهذا الإسناد، لكن قال: عن عروة، عن أم قيس بنت محصن، قالت: دخل عليّ عكّاشة بن محصن، وآخر في بيتي مساء يوم الأضحى، فذكر نحوه. وكأن هذا أصحّ، فقد جاء هذا الحديث من وجه آخر عنها، أخرجه ... والحاكم من   (1) في أ: الأولين من المهاجرين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 طريق ابن إسحاق، حدثني أبو عبيدة عبد اللَّه بن زمعة، حدثتني أم قيس بنت محصن، وكانت جارة لهم، قالت: خرج من عندي عكاشة بن محصن في نفر من بني أسد متقمصين عشية يوم النحر، ثم رجعوا إليّ عشاء وقمصهم على أيديهم ... فذكر الحديث. 5650 ز- عكاشة الغنمي: بمعجمة مفتوحة بعدها نون ساكنة. فرق ابن السّكن بينه وبين ابن محصن، فقال: حدثنا داود بن محمد بن عبد الملك، أبو سليمان الشاعر، حدثني أبي، عن أبيه عبد الملك بن حبيب بن حسين عن أبيه عن جده حسين بن عرفطة، عن عكاشة الغنمي- أنه وقى» النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى «2» ذهبت أنفه وشفتاه وحاجباه وأذناه، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أنت المجدع في اللَّه» . وقال ابن السّكن: لا يروى عن عكاشة هذا شيء إلا من هذا الوجه. قلت: وابن محصن يجوز أن يقال فيه الغنمي، لأنه من بني غنم بن دودان كما تقدم، لكن العهدة في ذلك على ابن السكن. 5651- عكاشة الغنوي «3» : ذكره ابن شاهين، فأخرج من طريق زهير بن عباد، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عكاشة الغنوي، أنه كان له جارية في غنم ترعاها ففقد منها شاة فضرب الجارية على وجهها، فذكر مثل حديث معاوية بن الحكم السلميّ. 5652 - عكّاف «4» بن وداعة الهلالي «5» : ويقال عكّاف بن بشر التميمي. روى ابن شاهين، من طريق محمد بن عبد الرحمن السلماني، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لعكاف الهلالي: «يا عكّاف، ألك زوجة؟» قال: لا ... الحديث «6» . وروى الطّبرانيّ في مسند الشاميين، والعقيلي من طريق برد بن سنان، عن مكحول، عن عطية بن بسر، عن عكّاف بن وداعة الهلالي ... فذكر الحديث بطوله. وروى أبو يعلى، وابن مندة، من طريق بقية، عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن   (1) في أ: أنه أتى. (2) في أ: حين ذهبت. (3) أسد الغابة ت (3737) . (4) في أ: عكاف كشداد. (5) أسد الغابة ت (3739) ، الاستيعاب ت (2061) ، تبصير المنتبه 3/ 957، بقي بن مخلد 348. (6) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 84، والعقيلي 3/ 256، وذكره ابن حجر في المطالب (1589) والسيوطي في الدر 2/ 311، والهيثمي في المجمع 4/ 250. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441 موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بسر المازني، قال: جاء عكّاف بن وداعة الهلالي إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «يا عكّاف، ألك زوجة؟» قال: لا. قال: «ولا جارية؟» قال: لا. قال: «وأنت صحيح موسر!» قال: نعم والحمد للَّه قال: «فأنت إذا من إخوان الشّياطين، إمّا أن تكون من رهبان النّصارى فأنت منهم، وإمّا أن تكون منّا فاصنع كما نصنع، فإنّ من سنّتنا النّكاح. شراركم عزّابكم، ويحك يا عكّاف، تزوّج» . قال: فقال عكاف: يا رسول اللَّه، لا أتزوج حتى تزوّجني من شئت. فقال: قد زوجتك على اسم اللَّه والبركة كريمة. وعند بعضهم- زينب بنت كلثوم الحميرية. وهكذا رواه ابن السّكن من طريق بقية بهذا الإسناد إلا أنه قال: عن عطية بن بسر، عن عكاف، وهكذا رواه يوسف الغساني، عن سليمان بهذا الإسناد. وأخرجه العقيليّ من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية بن يحيى بهذا الإسناد، لكن لم يذكر غضيفا «1» . قال ابن مندة: رواه أشعث بن شعبة عن معاوية بن يحيى، عن رجل من بجيلة، عن سليمان بن موسى- زاد فيه رجلا بينهما، قال: ورواه عبد الرزاق، عن محمد بن راشد، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذر، قال: جاء عكاف بن بشر التميمي. قلت: وقد أخرجه أحمد، عن عبد الرزاق بهذا الإسناد. واللَّه أعلم. فاتّفقت الطرق الأول على أنه عكّاف بن وداعة الهلالي، وشذّ محمد بن راشد فقال: عكاف بن بشر التميمي، وخالف في الإسناد أيضا. والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطراب. 5653- عكراش «2» : بكسر أوله وسكون الكاف وآخره معجمة، ابن ذؤيب بن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزّال بن سبرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي. وقال ابن مندة: في نسبه المنقري، وفيه نظر، لأنه من ولد مرة بن عبيد أخي منقر بن عبيد. وقد وقع في حديثه بنسبه: بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم، أخرجه التّرمذيّ وغيره.   (1) في أ: تخصيصا. (2) ، أسد الغابة ت (3740) ، الاستيعاب ت (2062) ، الثقات 3/ 322، التاريخ الكبير 7/ 89، الجرح والتعديل 7/ 40، تحرير أسماء الصحابة 1/ 387، تهذيب التهذيب 7/ 257، تهذيب الكمال 2/ 948، بقي بن مخلد 935، الطبقات 180845، الكاشف 2/ 275. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 442 وقال ابن سعد: عكراش بن ذؤيب صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وسمع منه. وقال ابن حبّان: له صحبة، إلا أني لست بالمعتمد على إسناد خبره. وذكر ابن قتيبة في المعارف، وابن دريد في الاشتقاق- أنه شهد الجمل مع عائشة، فقال الأحنف «1» : كأنكم به وقد أتي به قتيلا أو به جراحة، لا تفارقه حتى يموت، قال: فضرب ضربة على أنفه عاش بعدها مائة سنة، وأثر الضّربة به. وهذه الحكاية إن صحّت حملت على أنه أكمل المائة لا أنه استأنفها من يومئذ، وإلا لاقتضى ذلك أن يكون عاش إلى دولة بني العباس، وهو محال. 5654- عكرمة بن أبي جهل «2» : عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي. كان كأبيه من أشدّ الناس على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم أسلم عكرمة عام الفتح، وخرج إلى المدينة ثم إلى قتال أهل الردّة، ووجّهه أبو بكر الصديق إلى جيش نعمان، فظهر عليهم، ثم إلى اليمن ثم رجع، فخرج إلى الجهاد عام وفاته فاستشهد. وذكر الطّبريّ أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمله على صدقات هوازن عام وفاته، وأنه قتل بأجنادين، وكذا قال الجمهور، حتى قال الواقدي: لا اختلاف بين أصحابنا في ذلك. وقال ابن إسحاق، والزّبير بن بكّار: قتل يوم اليرموك في خلافة عمر. روى سيف في «الفتوح» بسند له أن عكرمة نادى من يبايع على الموت؟ فبايعه عمّه الحارث، وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، وكان أميرا على بعض الكراديس، وذلك سنة خمس عشرة في خلافة عمر، فقتلوا كلهم إلا ضرارا. وقيل قتل يوم مرج الصفر، وذلك سنة ثلاث في خلافة أبي بكر. وله عند التّرمذيّ حديث من طريق مصعب بن سعد عنه، قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم جئته:   (1) في أ: الأخيف. (2) أسد الغابة ت (3741) ، الاستيعاب ت (1857) ، طبقات ابن سعد 5/ 329، نسب قريش 310- 311- طبقات خليفة 20/ 299، تاريخ خليفة 92- التاريخ الكبير 7/ 48- التاريخ الصغير 1/ 35، 39، 49- المعارف 334- الجرح والتعديل 7/ 6- 7- مشاهير علماء الأمصار ت: 174، ابن عساكر 11/ 375/ 2- تهذيب الأسماء واللغات 1/ 338- 340- تهذيب الكمال 950- العبر 1/ 18- العقد الثمين 6/ 119- 123- تهذيب التهذيب 7/ 257- خلاصة تذهيب الكمال 270- كنز العمال 13/ 540- شذرات الذهب 1/ 27- 28. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 443 «مرحبا مرحبا بالرّاكب المهاجر» . وهو منقطع، لأن مصعبا لم يدركه. وقد أخرج قصة مجيئه موصولة الدارقطنيّ، والحاكم، وابن مردويه، من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين ... فذكر الحديث، وفيه: وأما عكرمة فركب البحر فأصابهم عاصف، فقال أصحاب السفينة: أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم هاهنا شيئا. فقال عكرمة: واللَّه لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البر غيره، اللَّهمّ إنّ لك عليّ عهدا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده، فلا أجدنّه إلا عفوّا كريما. قال: فجاء فأسلم. وروينا في فوائده يعقوب الجصاص، من حديث أم سلمة، قالت: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «رأيت لأبي جهل عذقا في الجنّة» . فلما أسلم عكرمة قال: يا أم سلمة، هذا هو. ولم يعقب عكرمة. 5655- عكرمة بن عامر: ويقال ابن عمار، بن هاشم «1» بن عبد مناف «2» بن عبد الدار ابن قصيّ بن كلاب القرشي البدري. معدود في المؤلفة، وهو الّذي باع دار الندوة من معاوية بمائة ألف، قاله أبو عمر مختصرا. فأما عدّه من المؤلفة فهو عن ابن الكلبي، وأما بيعه دار الندوة فرواه ابن سعد عن الواقدي، وهو القائل لما تنازعت قريش في الرفادة والحجابة وغيرهما مما في أيدي بني عبد الدار: واللَّه لا يأتي الّذي قد أردتم ... ونحن جميع أو نخضّب بالدّم ونحن ولاة البيت لا تنكرونه ... فكيف على علمه البريّة نظلم وذكر المرزبانيّ أنه هجا رجلا في خلافة عمر، فضربه عمر تعزيزا، فلما أخذته السياط نادى يا آل قصي، فوثب إليه أبو سفيان بن الحارث فسكته. وأنشد له المرزباني شعرا قاله في الأسود بن مصفود الّذي غزا الكعبة ليهدمها، ويقال: إنه الّذي كتب الصحيفة بين قريش وبني هاشم والمطلب، وقيل كتبها ولده منصور، وقيل أخوه بغيض بن عامر. فاللَّه أعلم.   (1) في أ: عمار بن هاشم. (2) أسد الغابة ت (3742) ، الاستيعاب ت (1858) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 444 5656- عكرمة بن عبيد الخولانيّ «1» : ذكر في الصحابة ولا يعرف له رواية. وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس وابن مندة عنه. العين بعدها اللام 5657 ز- العلاء بن جارية: بالجيم والتحتانية، الثقفي، حليف بني زهرة «2» . ذكر ابن إسحاق في «المغازي» عن عبد اللَّه بن أبي بكر وغيره أنه ممّن أعطاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من غنائم حنين مائة من الإبل. ووصله ابن مندة من وجه آخر، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد. وذكر الواقديّ أن ّ العلاء بن الحضرميّ بعثه بصدقات عبد القيس والجزية إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى الذّهليّ في الزهريات، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن يزيد، عن الزهري، عن سليمان بن يسار- أن العلاء بن جارية الثقفي طلّق امرأته، فأخبر بذلك عمر، فسأله، فقال: نعم مائة مرة. فقال: قد بانت منك. 5658- العلاء بن الحضرميّ «3» : وكان اسمه عبد اللَّه بن عماد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن عويف الحضرميّ. وكان عبد اللَّه الحضرميّ أبوه قد سكن مكة، وحالف حرب بن أمية والد أبي سفيان، وكان للعلاء عدة إخوة منهم عمرو بن الحضرميّ، وهو أول قتيل من المشركين، وماله أوّل مال خمس في المسلمين، وبسببه كانت وقعة بدر. واستعمل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم العلاء على البحرين، وأقرّه أبو بكر، ثم عمر. مات سنة أربع عشرة. وقيل سنة إحدى وعشرين. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه من الصحابة السائب بن يزيد، وأبو هريرة، وكان يقال: إنه مجاب الدعوة، وخاض البحر بكلمات قالها، وذلك مشهور في كتب الفتوح.   (1) أسد الغابة ت (4743) . (2) أسد الغابة ت (3744) ، الاستيعاب ت (1859) . (3) أسد الغابة ت (3745) ، الاستيعاب ت (1860) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 445 5659- العلاء بن خارجة «1» : قال ابن مندة: من أهل المدينة. روى البغويّ، والطّبرانيّ، وابن شاهين، وغيرهم، من طريق وهب، عن عبد الرحمن [بن عكرمة] «2» بن حرملة عن عبد الملك بن يعلى، عن العلاء بن خارجة- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإنّ صلة الرّحم محبّة للأهل، مثراة للمال، ومنسأة في الأجل» . قال البغويّ: قال المخزوميّ: وهو خطأ، والصواب ابن العلاء بن حارثة. 5660- العلاء بن خبّاب «3» : قال أبو عمر: ذكروه في الصحابة، وما أظنه سمع من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن حبّان: من زعم أنّ له صحبة فقد وهم. روى عن رجل، روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي فقال: لا أعلم له صحبة. وقال العسكري: أخرج حديثه في المسند «4» ، وهو مرسل. قلت: له حديثان، أخرج أحدهما البغوي والطبراني، من طريق الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن العلاء بن خبّاب [عن أبيه] «5» - أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من أكل الثّوم فلا يقربنّ مسجدنا» . رجاله ثقات. ثانيهما: أخرجه ابن مندة من طريق أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب، عن عبد اللَّه بن العلاء بن خبّاب، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال حين استيقظ: «لو شاء اللَّه أيقظنا، ولكن أراد أن يكون لمن بعدكم» . 5661- العلاء بن سبع «6» : قال ابن حبّان: له صحبة. وقال أبو عمر: قيل إنه هو العلاء بن الحضرميّ. قلت: وفيه نظر، فقد فرق بينهما البخاري.   (1) أسد الغابة ت (3746) ، التحفة اللطيفة 3/ 207، تجريد أسماء الصحابة 1/ 388. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (3747) ، الاستيعاب ت (1861) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 388، التاريخ الكبير 6/ 506. (4) في أ: السير. (5) سقط من أ. (6) أسد الغابة ت (3748) ، الاستيعاب ت (1862) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 388، الجرح والتعديل 6/ 356، التاريخ الكبير 6/ 506. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 446 وقال في ابن الحضرميّ: روى عنه السّائب بن يزيد. وقال في ابن سبع «1» : سمع منه السائب بن يزيد [فعله] «2» . 5662- العلاء بن سعد الساعدي «3» : روى ابن مندة من طريق عطاء بن يزيد بن مسعود، عن سليمان بن عمر بن الربيع، حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن سعد، من بني ساعدة، عن أبيه- وكان ممن بايع يوم الفتح- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوما لجلسائه: «هل تسمعون ما أسمع؟ أطّت «4» السّماء وحقّ لها أن تئطّ» ... الحديث. وأخرجه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة محمد بن خالد، من طريق ابن مندة بهذا الإسناد. 5663- العلاء بن عقبة «5» : ذكره المستغفريّ في الصحابة، وقال: كنت في عهد عمرو بن حزم. واستدركه أبو موسى. وذكره المرزبانيّ، فقال: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يبعثه هو والأرقم في دور الأنصار. وقرأت في التاريخ المصنف للمعتصم بن صمادح أن ّ العلاء بن عقبة والأرقم كانا يكتبان بين الناس المداينات والعهود والمعاملات. 5664- العلاء بن عمرو الأنصاري «6» : وقال أبو عمر: له صحبة، وشهد صفّين مع علي. 5665- العلاء بن مسروح: الهذلي «7» . يأتي في عويم.   (1) في أ: سبيع. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (3749) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 388، الجرح والتعديل 6/ 356، التاريخ الكبير 6/ 509. (4) الأطيط: صوت الأقتاب، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، أي إن كثرة ما فيها من الملائكة قد أنقلها حتى أطت. وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثم أطيط، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة اللَّه تعالى. النهاية 1/ 54. (5) التاريخ الكبير 6/ 519، الطبقات الكبرى 1/ 271، 273، الجرح والتعديل 1/ 1982، البداية والنهاية 5/ 353، أسد الغابة ت (3751) . (6) أسد الغابة ت (3752) ، الاستيعاب ت (1863) . (7) أسد الغابة ت (3753) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 5666- العلاء بن وهب «1» : بن عبد بن وهبان «2» بن ضباب بن حجير بن عبد بن مصيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري. من مسلمة الفتح، وشهد القادسيّة، واستعمله عثمان على الجزيرة، وأقام بالرقة أميرا، وتزوج زينب بنت عقبة بن أبي معيط. قال ابن مندة: أنبأنا «3» بذلك علي بن أحمد الحراني، حدثني محمود بن محمد الأديب الرقي بهذا، قال ابن الأثير: ولم يذكره أبو عروبة، ولا ابن سعيد. 5667- العلاء بن يزيد: بن أنيس الفهري «4» . رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقدم مصر بعد فتحها، وأعقب بها، وهو جدّ أبي الحارث الفهري، قاله أبو سعيد بن يونس. 5668 ز- العلاء، وقيل علاقة: وقيل علاثة» . قيل: هو عمّ خارجة بن الصلت. وقيل: اسم عمه عبد اللَّه بن حثير، بمهملة ثم مثلثة ساكنة ثم ياء تحتانية مفتوحة. يأتي في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى. 5669 - علاثة «6» بن شجّار «7» : بفتح المعجمة وتشديد الجيم، وقيل بكسر أوله ثم تخفيف السليطي. من بني سليط بن الحارث بن يربوع، وقيل: هو من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. روى عنه الحسن أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «المسلم أخو المسلم» . ذكره ابن شاهين. وقال البخاريّ: قال لي علي بن المديني: علاثة «8» بن شجّار هو الّذي روى عن الحسن عن رجل من بني سليط، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال علي: قال بعض أصحابنا: سألت عنه قومه، فقالوا: اسمه علام «9» بن شجار.   (1) أسد الغابة ت (3754) . (2) في أ: وهب بن محمد بن وهبان. (3) في أ: أخبرنا. (4) أسد الغابة ت (3755) . (5) أسد الغابة ت (3750) ، الاستيعاب ت (2063) . (6) في أ: علاقة. (7) أسد الغابة ت (3756) ، الإكمال 5/ 42. (8) في أ: علاقة. (9) في أ: علاقة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 قلت: الحديث المذكور رواه علي بن المديني، عن عفان، عن حماد، عن علي بن زيد، عن الحسن، قال: مرّ رجل من بني سليط، فقال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو في أزفلة من الناس، فسمعته يقول: «المسلم أخو المسلم» . وذكره خليفة في باب الرّواة من الصحابة، وهو في باب من نزل البصرة من الصحابة. قلت: وقد وهم من وحّد بينه وبين الّذي قبله، فإن حديث عم خارجة بن الصامت في الرقية بالفاتحة. 5670- علباء «1» : بكسر أوله وسكون اللام بعدها موحدة ومدّ، ابن أصمع العبسيّ. روى ابن مندة من طريق حبان بن السري، سمعت عباد بن جهور يحدّث عن علباء بن أصمع، قال: وفدت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فدخلت عليه فسمعته يقول: «إنّ النّاس إذا أقبلوا على الدّنيا أضرّوا بالآخرة» . 5671 ز- علباء بن مرّة: بن عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي. ذكره أبو محمّد بن حزم في «جمهرة النّسب» ، وقال: له صحبة، واستشهد يوم مؤتة. وذكره ابن عساكر، عن ابن حزم، وقال: أظن أنه سقط من نسبه شيء. 5672- علباء السلمي: «2» قال أبو حاتم: له صحبة. وذكره البخاريّ، فقال: قال لي أحمد بن حنبل: حدثنا علي بن ثابت، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن علباء السلمي: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تقوم السّاعة إلّا على حثالة «3» من النّاس» . أخرجه الحاكم، عن القطيعيّ، عن عبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه. وأخرجه البغوي عن أبي خيثمة، عن علي بن ثابت. وأخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر عن عليّ بن ثابت. وذكر ابن عدي في الكامل أنّ علي بن ثابت تفرد به عن عبد الحميد. 5673- علبة، بضم أوله وسكون اللام بعدها موحدة، ابن زيد «4» بن عمرو بن زيد بن   (1) أسد الغابة ت (3759) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 389. (2) أسد الغابة ت (3760) ، الاستيعاب ت (2064) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 389، الجرح والتعديل 6/ 28، التاريخ الكبير 7/ 77، ذيل الكاشف 1060. (3) الحثالة: الرديء من كل شيء، ومنه حثالة الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشر النهاية 1/ 239. (4) أسد الغابة ت (3761) ، الاستيعاب ت (2065) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 449 جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. ذكره ابن إسحاق وابن حبيب في «المحبّر» في البكّاءين في غزوة تبوك، ثم قال: فأما علبة بن زيد فخرج من الليل فصلّى وبكى، وقال: اللَّهمّ إنك قد أمرت بالجهاد، ورغّبت فيه، ولم تجعل عندي ما أتقوّى به مع رسولك، وإني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني بها في جسد أو عرض ... فذكر الحديث بغير إسناد. وقد ورد [مسندا] موصولا من حديث مجمع بن حارثة، ومن حديث عمرو بن عوف، وأبي عبس بن جبر، [ومن حديث علبة بن زيد وقتيبة كما سنبينه. وروى ابن مردويه ذلك من حديث مجمع بن حارثة. وروى ابن مندة من طريق محمد ابن طلحة، عن عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر] ، عن أبيه، عن جده، قال: كان علبة بن زيد بن حارثة رجلا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما حضّ على الصدقة جاء كلّ رجل منهم بطاقته وما عنده، فقال علبة بن زيد: اللَّهمّ إنه ليس عندي ما أتصدّق به، اللَّهمّ إني أتصدّق بعرضي على من ناله من خلقك، فأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مناديا، فنادى: أين المتصدق بعرضه البارحة؟ فقام علبة، فقال: قد قبلت صدقتك. هكذا وقع هذا الإسناد، وفيه تغيير ونقص، وإنما هو عبد الحميد بن محمد بن أبي عبس. والصحبة لأبي عبس لا لجبر. وقد روى الطّبرانيّ، من طريق محمد بن طلحة بهذا الإسناد حديثا غير هذا، وروى البزّار، من طريق صالح مولى التّوأمة، عن علبة بن زيد نفسه، قال: حثّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على الصدقة ... فذكر الحديث. قال البزّار: علبة هذا رجل مشهور من الأنصار، ولا نعلم له غير هذا الحديث. وقد روى عمرو بن عوف حديثه هذا أيضا. قلت: وأشار إلى ما أسنده ابن أبي الدنيا وابن شاهين من طريق كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، نحوه. وأخرجه الخطيب من طريق أبي قرّة الزبيدي في كتاب السنن له، قال: ذكر ابن جريج عن صالح بن زيد، عن أبي عيسى الحارثي، عن ابن عمّ له يقال له علبة بن زيد- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أمر الناس بالصدقة ... فذكره، لكن قال بعد قوله: ولكني أتصدق بعرضي، من آذاني أو شتمني أو لمزني فهو له حلّ. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «قد قبلت منك صدقتك» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 450 قال الخطيب: كذا في الكتاب عن أبي عيسى الحارثي. والصواب عن أبي عبس- يعني بفتح العين وسكون الموحدة. ولحديثه شاهد صحيح، إلا أنه لم يسمّ فيه، رواه ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة- أنّ رجلا من المسلمين، قال: اللَّهمّ إنه ليس لي مال أتصدق به، وإني جعلت عرضي صدقة. قال: فأوجب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قد غفر له. وسيأتي مزيد لذلك في أبي ضمضم في الكنى. 5674- علس: بمهملتين ولام مفتوحات، ابن الأسود الكندي «1» . ذكره الطّبرانيّ فيمن وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد تقدم ذكره في ترجمة أخيه سلمة بن الأسود. 5675- علعس بن النعمان «2» : بن عمرو بن عرفجة بن الفاتك «3» بن امرئ القيس الكندي. قال ابن الكلبيّ: وفد هو وأخواه: حجر، ويزيد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقد تردد ابن الأثير في كونه الّذي قبله. والصواب أنه غيره، فقد تقدم نسب الأول في ترجمة سلمة، ولا يجتمع مع هذا إلا بعد تسعة آباء. 5676- علسة بن عدي البلوي «4» : بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر. ذكره ابن يونس. 5677- علقمة بن الأعور السلمي «5» : أبو الأعور. ذكره ابن السّكن وغيره. وقال ابن إسحاق: حدثني محمد بن طلحة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما ضرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الخمر إلا أخيرا، لقد غزا غزوة تبوك، فغشي حجرته من الليل علقمة بن الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة، فقال: من هذا؟ فقيل: علقمة سكران فقال: ليقم إليه رجل منكم فيأخذ بيده حتى يردّه إلى رحله. هكذا رواه محمّد بن سلمة، والجمهور، عن ابن إسحاق. ورواه يونس بن بكير، فقال: أبو علقمة بن الأعور [بن قطبة] «6» واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (3762) ، الاستيعاب ت (2066) . (2) أسد الغابة ت (3763) . (3) في أ: العامل. (4) أسد الغابة ت (3764) . (5) أسد الغابة ت (3765) . (6) في أ: فقلبه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 451 5678- علقمة بن جنادة: بن عبد اللَّه بن قيس الأزدي، ثم الحجري «1» ، بفتح المهملة والجيم. له صحبة، وشهد فتح مصر، وولي البحر لمعاوية. ومات سنة تسع وخمسين، قاله ابن يونس. 5679 ز- علقمة بن حاجب: بن زرارة بن عدس التميمي. تقدم ذكر ولده شيبان في الشين المعجمة، وأنّ له وفادة. وتقدم ذكر والده حاجب في الحاء المهملة، وأن له صحبة. وليزيد بن شيبان قصة مع رجل من بني مهرة أوردها ابن السّمعانيّ في مقدمة كتاب «الأنساب» ، وقد ذكرت بعضها في ترجمة علقمة هذا، وولده شيبان والد يزيد، ثم بيّن له أنه لم يسلم، بل قتل قبل الإسلام والده، ووفد ولده بعد ذلك، فذكر أبو عبيدة معمر بن المثنّى في أيام العرب أنّ علقمة هذا غزا بكر بن وائل فهزموه، وتبعه أشيم بن شراحيل أحد بني عوف بن مالك بن سعد بن قيس بن ثعلبة فقتله، ثم مرّ أشيم ببني تميم حاجّا في الأشهر الحرم فقتلوه، وافتخر لقيط بن حاجب بذلك في أبيات قالها منها: وآليت لا آسى على فقد هالك ... ولا فقد مال بعدك الدّهر علقما فنلت به خير الصّنيعات كلّها ... صنيعة قيس لا صنيعة أصحما [الطويل] 5680- علقمة بن الحارث «2» : بن سويد بن الحارث. 5681- علقمة بن حوشب الغفاريّ «3» : أورده المستغفريّ فقال: قال البردعيّ: سكن المدينة، وروى حديثا، وكذلك ذكره الطبراني وابن صدقة عن البخاري مثل هذا سواء. 5682- علقمة بن الحويرث الغفاريّ «4» .   (1) أسد الغابة ت (3767) . (2) أسد الغابة ت (3768) . (3) أسد الغابة ت (3771) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390. (4) أسد الغابة ت (3772) ، الاستيعاب ت (1864) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390، الجرح والتعديل 6/ 404، التاريخ الكبير 7/ 4، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الطبقات 33، بقي بن مخلد 641، الثقات 3/ 315. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة. وقال خليفة: حدثنا محمد بن مطرف، حدثتني جدتي، سمعت علقمة بن الحويرث الغفاريّ، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رفعه: «زنا العينين النّظر» . أخرجه ابن أبي عاصم عن خليفة. وذكره البغوي، والطبراني، وابن مندة، وابن عبد البر من حديث خليفة به. 5683- علقمة بن خالد: بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم، أبو أوفى الأسلمي. مشهور بكنيته، وهو والد عبد اللَّه. له صحبة، ثبت ذكره في الصحيح من طريق عمرو بن مرة، عن عبد اللَّه بن أبي أوفى، قال: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: «اللَّهمّ صلّ على آل فلان» . فأتاه أبي بصدقة، فقال: «اللَّهمّ صلّ على آل أبي أوفى» . قال ابن مندة: كان أبو أوفى من أصحاب الشّجرة. 5684 ز- علقمة بن ربيعة: بن الأعور بن أهيب بن حذافة بن جمح الجمحيّ. قتل حفيده أيوب بن حبيب بن أيوب بقديد بعد الثلاثين ومائة، فإن لم يكن لأيوب الأعلى رؤية فلأبيه صحبة، لأن قريشا لم يبق منهم أحد في حجّة الوداع إلا وقد أسلم. واللَّه أعلم. 5685- علقمة بن رمثة: «1» بكسر أوله وسكون الميم بعدها مثلثة، البلوي. قال أبو حاتم: له صحبة. وقال ابن يونس: بايع تحت الشجرة، وشهد فتح مصر. وروى البخاريّ، وابن يونس، وأحمد، والبغوي، وابن مندة، من طرق عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس التّجيبي، عن زهير بن قيس البلوي، عن علقمة بن رمثة البلوي، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عمرو بن العاص إلى البحرين، ثم خرج في سرية وخرجنا معه، فنعس ثم استيقظ، فقال: «رحم اللَّه عمرا» . فتذاكرنا كلّ من اسمه عمرو- ثلاثا، فقلنا: من عمرو يا رسول اللَّه؟ قال: «ابن العاص» ... الحديث. قال ابن وهب في روايته عن الليث، عن يزيد، عن علقمة: فلما كانت الفتنة قلت: أتّبع هذا الّذي قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيه ما قال.   (1) أسد الغابة ت (3773) ، الاستيعاب ت (1865) ، الجرح والتعديل 6/ 404، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390، التاريخ الكبير 7/ 1، الطبقات 292، حاشية الإكمال 7/ 146، بقي بن مخلد 630، ذيل الكاشف 1062، تلقيح فهوم أهل الأثر 283. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 453 ووقع في رواية ابن أبي مريم وغيره عن الليث، قال: زهير ... إلى آخره. فاللَّه أعلم. قال ابن يونس: تفرد به زهير عن علقمة، وسويد عن زهير، ويزيد عن سويد. 5686- علقمة بن سعيد بن العاصي بن أمية، أخو عمرو، وخالد، والحكم، وأبان. شهد فتوح الشام فيما ذكره عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح، قال: حدثني يحيى بن عبد الرحمن الأزدي، عن عمرو بن محصن، عن سعيد بن العاص، قال: وتهيّأ خالد بن سعيد بن العاص وإخوته: عمرو، وأبان، والحكم، وعلقمة، ومواليهم للخروج صحبة أبي عبيدة، ثم أقبل إلى أبي بكر الصديق فوصّاه، ولم يذكر الزبير بن بكار علقمة هذا في كتاب النسب. 5687- علقمة بن سفيان: وقيل ابن سهيل، الثقفي «1» وقيل عطية بن سفيان. وقال يونس بن بكير في زيادات المغازي: حدثني إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، حدثني عبد الكريم، حدثني علقمة بن سفيان، قال: كنت في الوفد من ثقيف، فضربت لنا قبّة، فكان بلال يأتينا بفطرنا من عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وكذا أخرجه البغويّ، والطّبرانيّ، من طريق يونس. وقال الطّبرانيّ: تفرد به إسماعيل، وليس كما قال. رواه البزار من رواية الضحاك بن عثمان، عن عبد الكريم، فقال: عن علقمة بن سهيل الثقفي، وقال: لا نعلم «2» غيره. ورواه ابن إسحاق، فقال ابن عبد البرّ: اضطربوا فيه. قلت: ورواه زياد البكائي عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن عطية بن سفيان. ورواه إبراهيم بن المختار عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن سفيان بن عطية، فقلبه. وقال أحمد بن خالد الوهبي: عن ابن إسحاق، عن عيسى، عن عطية: حدثنا وفدنا. أخرجه ابن ماجة، ورواية أحمد بن خالد أشبه بالصواب، فإن عطية بن سفيان تابعيّ معروف، ولم أقف في شيء من طرقه على تسمية والد سفيان، وقد نسبه ابن مندة وغيره، فقالوا: علقمة بن سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي، وهذا هو نسب عطية التابعي. قلت: قول الضحاك بن عثمان علقمة بن سهيل أولى من قول إسماعيل علقمة بن   (1) أسد الغابة ت (3774) ، الاستيعاب ت (1866) . (2) في أ: لا يعلم له.. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 454 سفيان، فإن علقمة في رواية ابن إسحاق محرّف من عطية بخلاف رواية عبد الكريم. 5688- علقمة بن سميّ الخولانيّ «1» : صحابي، شهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية، قاله ابن يونس. 5689 ز- علقمة بن سهيل: تتقدم ذكره في الّذي قبله. 5690- علقمة بن طلحة: بن أبي طلحة العبدري «2» . له صحبة، وقتل يوم اليرموك شهيدا. ذكره ابن الأثير. 5691- علقمة بن علاثة: «3» بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري. ثبت ذكره في الصحيح في حديث أبي سعيد، من رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عنه، قال: بعث عليّ بن أبي طالب إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بذهيبة «4» في تربتها فقسمها بين أربعة نفر: عيينة بن حصن والأقرع بن حابس، وعلقمة بن علاثة، وزيد الخيل ... الحديث. وقال المفضّل العلائيّ في تاريخه: حدثني رجل من بني عامر، قال: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من بني كلاب قدامة، وعلقمة بن علاثة ... وسمى جماعة. وروى ابن عساكر بإسناد له إلى الشّافعيّ: حدثني غير واحد أنّ عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة تنافرا، فقال علقمة: لا أنافرك على الفروسية، أنت أشدّ بأسا مني. فقال عامر: لا أنافرك على الكرم، أنت رجل سخيّ. فقال علقمة: لكني موف وأنت غادر، وعفيف «5» وأنت عاهر، ووالد وأنت عاقر .... فذكر قصة طويلة. وفيه ردّ على قول ابن عبد البر إنه لم يكن فيه ذلك الكرم. وروى ابن أبي الدّنيا في كتاب «الشّكر» ، وأبو عوانة في صحيحه، من طريق ابن أبي   (1) أسد الغابة ت (3776) . (2) أسد الغابة ت (3777) . (3) أسد الغابة ت (3778) ، الاستيعاب ت (1867) ، الثقات 3/ 315، تجريد أسماء الصحابة 1/ 391، الأعلام 4/ 247. (4) هي تصغير ذهب، وأدخل الهاء فيها، لأن الذهب يؤنّث، والمؤنّث الثلاثي إذا صغر ألحق في تصغيره الهاء نحو قويسة وشميسة، وقيل: هو تصغير ذهبة على نية القطعة منها، فصغرها على لفظها. النهاية 2/ 173. (5) في أ: عف. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 455 حدرد الأسلمي، قال: قال محمد بن سلمة: كنا يوما عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «يا حسّان، أنشدني من شعر الجاهليّة» . فأنشده قصيدة الأعشى التي هجا بها علقمة بن علاثة، ومدح عامر بن الطفيل، فقال: «يا حسّان، لا تعد تنشدني هذه القصيدة» . فقال: يا رسول اللَّه، تنهاني عن رجل مشرك مقيم عند قيصر، فقال: «إنّ قيصر سأل أبا سفيان عنّي فتناول منّي، وسأل علقمة فأحسن القول، فإنّ أشكر النّاس للنّاس أشكرهم للَّه تعالى» . ورأيت نحو ذلك مرويّا عن ابن عباس بنحو هذا السياق. وذكر البلاذريّ أنّ سبب قدوم علقمة على قيصر أنه بلغه موت أبي عامر الراهب، فقدم هو وكنانة بن عبد ياليل في طلب ميراثه، فأعطاه لكنانة لكونه من أهل المدر، ولم يعطه لعلقمة. وروى الطّبرانيّ من طريق علي بن سويد بن منجوف «1» ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: اجتمع عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عيينة بن حصن، وعلقمة بن علاثة، والأقرع بن حابس، فذكروا الجدود، فقالوا: «جدّ بني فلان أقوى ... » فذكر الحديث. وروى أبو داود الطّيالسيّ، من طريق تميم بن عياض، عن ابن عمر، قال: كان علقمة بن علاثة عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال: «رويدا يا بلال يتسحر علقمة» . فقال: «وهو يتسحر برأس» «2» . وروى ابن مندة من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد: حدثني علقمة بن علاثة أنه أكل مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رءوسا. ومن طريق سوار بن مصعب، عن إسماعيل، عن قيس، عن عليّ، قال: دخل علقمة على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فدعا له برأس. وروى الخرائطيّ في «مكارم الأخلاق» ، والدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من حديث أنس أنّ شيخا أعرابيا يقال له علقمة بن علاثة جاء إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إني شيخ كبير لا أستطيع أن أتعلّم القرآن كله ... فذكر الحديث. وإسناده ضعيف جدا. وروى ابن أبي شيبة في مصنفه، من طريق أشعث، عن ابن سيرين، قال: ارتدّ علقمة بن علاثة، فبعث أبو بكر إلى امرأته وولده، فقالت المرأة: إن كان علقمة كفر فإنّي لم أكفر أنا ولا ولدي. قال: فذكرت ذلك للشعبي، فقال: هكذا فعل بهم.   (1) في أ: سويد بن فتحون. (2) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 977. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 456 ومن طريق عاصم بن ضمرة، قال: ارتد علقمة فأتى ابن نجيح. فقال أبو بكر: لا نقبل منكم إلا حربا مجلية أو سلما مخزية، فاختاروا السلم. وكان علقمة بن علاثة تنافر مع عامر بن الطّفيل، فخرج مع عامر: لبيد، والأعشى، ومع علقمة: الحطيئة، فحكّما أبا سفيان بن حرب، فأبى أن يحكم بينهما، فأتيا عيينة بن حصن فأبى، فأتيا غيلان بن سلمة الثقفي، فردّهما إلى حرملة بن الأشعري المزي، فردهما إلى هرم بن قطبة الفزاري، فلما نزلا به قال: لأفضينّ بينكما، ولكن في العام المقبل، فانصرفا. ثم قدما فبعث إلى عامر سرّا فقال: أتنافر رجلا لا تفخر أنت وقومك إلا بآبائه، فكيف تكون أنت خيرا منه؟ فقال: أنشدك اللَّه أن تفضله عليّ، وهذه ناصيتي جزّها، واحكم في مالي بما شئت، أو فسوّ بيني وبينه. ثم بعث إلى علقمة سرّا، فقال: كيف تفاخر رجلا هو ابن عمك، وأبوه أبوك، وهو أعظم قومك غناء؟ فقال له كما قال له عامر. فأرسل هرم إلى بينه: إني قائل مقالة، فإذا فرغت منها فلينحر أحدكم عن علقمة عشرا، ولينحر آخر عن عامر عشرا، وفرّقوا بين الناس. فلما أصبح قال لهما جهارا: لقد تحاكمتما إليّ، وأنتما كركبتي البعير يقعان معا، وكلاكما سيد كريم، ولم يفضل، فانصرفا على ذلك. ومدح الأعشى عامرا، وفضله على علقمة بأبيات مشهورة منها: سدت بني الأحوص لم تعدهم ... وعامر ساد بني عامر «1» [السريع] فنذر علقمة دم الأعشى، فاتفق أنه ظفر به، فأنشد قصيدة نقض بها الأولى يقول فيها: علقم يا خير بني عامر ... للضّيف والصّاحب والزّائر [السريع] وقال لبيد «2» : لئن مننت عليّ لأمدحنك بكل بيت هجوتك به قصيدة، فأطلقه. وقال عمر لهرم بن قطبة: من كنت تفضل «3» لو فضلت؟ فقال: لو قلت ذلك لعادت   (1) البيت للأعشى كما في ديوانه. (2) في أ: وقال له: لئن.. (3) في أ: مفضلا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 457 جذعة. فقال عمر: نعم مستودع أنت مثل هذا، فلتسوده العشيرة. وذكر سيف في «الفتوح» أنه لما ارتدّ لحق بالشام، ثم أقبل حتى عسكر في بني كعب، فبعث إليه أبو بكر القعقاع بن عمرو، ففر منه، ثم أسلم، وأقبل إلى أبي بكر. وقال هشام بن الكلبيّ: حدثني جعفر بن كلاب أنّ عمر بن الخطاب ولى علقمة حوران فنزلها إلى أن مات، وخرج إليه الحطيئة فوجده قد مات وأوصى له بجائزة، فرثاه بقصيدة منها: فما كان بيني لو لقيتك سالما ... وبين الغنى إلّا ليال قلائل لعمري لنعم المرء من آل جعفر ... بحوران أمسى أدركته الحبائل» [الطويل] ورواه المدائنيّ عن أبي بكر الهذلي، وزاد فيه: فقال له ابنه: كم ظننت أن أبي يعطيك؟ قال: مائة ناقة. قال: فلك مائة ناقة يتبعها أولادها. وقال ابن الكلبي: صحب علقمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم واستعمله عمر على حوران، فمات بها، وذكر قصة الحطيئة معه حيث قصده، فوصل بعد موته بليال، وكان بلغه قدومه، فأوصى له بسهم لبغيض ولده، فرثاه. وقال ابن قتيبة: كان ارتدّ بعد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولحق بقيصر، ثم انصرف عنه، وعاد إلى الإسلام. واستعمله عمر على حوران. وقال أبو عبيدة: شرب علقمة الخمر، فحدّه عمر، فارتد، ولحق بالروم، فأكرمه ملك الروم، وقال: أنت ابن عم عامر بن الطفيل! فغضب. وقال: لا أراني أعرف إلا بعامر، فرجع وأسلم. وأخرج الطّبرانيّ بسند مسلسل بالآباء من ذرية بديل بن ورقاء الخزاعي، قال: كتبت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره بطوله، وفيه: أما بعد فإنّ علقمة بن علاثة قد أسلم، وابنا هوذة ... الحديث. وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح إلى الحسن قال: لقي عمر علقمة بن علاثة في جوف الليل، وكان عمر يشبه بخالد بن الوليد، فقال له علقمة: يا خالد، عزلك هذا الرجل، لقد أبى إلا شحّا حتى لقد جئت إليه وابن عم لي نسأله شيئا، فأمّا إذا فعل فلن أسأله شيئا.   (1) البيتان للحطيئة وهما في ديوانه وبعدهما: لقد غادرت حزما وبرّا ونائلا ... ولبّا أصيلا خالفته المجاهل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 458 فقال له عمر: هيه، فما عندك؟ فقال: هم قوم لهم علينا حقّ، فنؤدي لهم حقّهم، وأجرنا على اللَّه. فلما أصبحوا قال عمر لخالد: ماذا قال لك علقمة منذ الليلة؟ قال: واللَّه ما قال لي شيئا. قال: وتحلف أيضا. ومن طريق أبي نضرة نحوه، وزاد: فجعل علقمة يقول لخالد: مه يا خالد. ورواه سيف بن عمر من وجه آخر، عن الحسن «1» ، وزاد في آخره: فقال عمر: كلاهما قد صدقا. وكذا رواه ابن عائذ: وزاد: فأجار علقمة وقضى حاجته. وروى الزّبير بن بكّار، عن محمد بن سلمة عن مالك، قال: فذكر نحوه مختصرا جدا، وقال فيه: فقال: ماذا عندك؟ قال: ما عندي إلا سمع وطاعة، ولم يسمّ الرجل، قال محمد بن سلمة: وسماه الضحاك بن عثمان علقمة بن علاثة، وزاد: فقال عمر: لأن يكون من ورائي على مثل رأيك أحبّ إليّ من كذا وكذا. 5692- علقمة بن الفغواء «2» : بفاء مفتوحة ومعجمة ساكنة، ويقال ابن أبي الفغواء، ابن عبيد بن عمرو بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي. قال ابن حبّان: له صحبة وقال ابن الكلبي : علقمة بن الفغواء له صحبة. وساق نسبه كما قدمنا إلى مازن، وذكره في موضع آخر، فخالف في بعضه. وروى عمر بن شبّة، والبغويّ، من طريق ابن إسحاق، عن عيسى بن معمر، عن عبد اللَّه بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بمال إلى أبي سفيان بن حرب في فقراء قريش وهم مشركون يتألفهم، فقال لي: «التمس صاحبنا» . فلقيت عمرو بن أمية، فقال أنا أخرج معك. فذكرت ذلك للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال لي: «دونه يا علقمة» . إذا بلغت بلاد بني ضمرة فكن من أخيك على حذر، فإنّي قد سمعت قول القائل: أخوك البكريّ ولا تأمنه ... » فذكر الحديث، وفي آخره: فقال أبو سفيان: ما رأيت أبرّ من هذا ولا أوصل، إنا نجاهد به، ونطلب دمه، وهو يبعث إلينا بالصلات يبرنا بها.   (1) في أ: عن علقمة. (2) أسد الغابة ت (3779) ، الاستيعاب ت (1868) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 391، الثقات 3/ 315، المنمق 109، 110. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 459 وهو عند أبي داود وغيره من طريق ابن إسحاق، لكن قال: عن عبد اللَّه بن عمرو بن الفغواء، عن أبيه. ولعلقمة حديث آخر أخرجه مطيّن، والطّحاويّ، والدّارقطنيّ، من طريق جابر الجعفي، عن عبد اللَّه بن محمد بن حزم، عن عبد اللَّه بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا أراق الماء نكلمه فلا يكلمنا، ونسلم عليه فلا يسلم علينا حتى نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ... [المائدة: 6] الآية. وروى أبو نعيم، من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن أبي مروان الكعبي، عن جدّه عبد اللَّه بن علقمة بن الفغواء، عن أبيه، قال: أسفر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالصبح جدّا، فقالوا: لقد كادت الشمس أن تطلع. قال: «فماذا عليكم لو طلعت وأنتم محسنون؟» . 5693- علقمة بن مجزّز «1» : بجيم وزايين معجمتين الأولى مكسورة ثقيلة، ابن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني المدلجي. ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من الصحابة. وسيأتي ذكر أبيه في الميم. وروى أحمد، وابن ماجة، وابن خزيمة، والحاكم [والكجي] ، من طريق محمد بن عمرو، عن عمر بن الحكم، عن أبي سعيد، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم علقمة بن مجزّز على بعث أنا فيهم، حتى إذا انتهينا إلى رأس أراسة أذن لطائفة من الجيش، وأمّر عليهم عبد اللَّه بن حذافة ... فذكر الحديث. وفيه قصة النار. وفيه: «لا تطيعوهم في [440] معصية اللَّه» . وقال البخاريّ في صحيحه: سرية عبد اللَّه بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزّز المدلجي، ثم أورد حديثا على بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سرية، واستعمل رجلا من الأنصار ... فذكر الحديث نحو حديث أبي سعيد. ولعل بعض الرواة أطلق على علقمة أنصاريّا بالمعنى الأعم. وذكر الواقديّ أن هذه السرية كانت إلى ناس من الحبشة بساحل يقال له الشّعيبة «2» ، وذلك في ربيع الآخر سنة تسع.   (1) أسد الغابة ت (3780) ، الاستيعاب ت (1869) ، الإكمال 3/ 218- تبصير المنتبه 4/ 1263. (2) شعيبة: تصغير شعبة واد أعلاه لكلاب ويصبّ في سدّ قناة وهو أيضا مرفأ للسفن من ساحل بحر الحجاز وكان مرفأ السفن لمكة قبل جدّة وقيل هي قرية على ساحل البحر من طريق اليمن وقيل موضع في بيت الرّمة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 802. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 460 وروى ابن عائذ في «المغازي» بسند ضعيف إلى ابن عباس، قال: لما بلغ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تبوك بعث منها علقمة بن مجزّز إلى فلسطين. وذكر سيف أنه شهد اليرموك، وحضر الجابية، وكان عاملا لعمر على حرب فلسطين. وقال مصعب الزّبيريّ: كان عمر، أو عثمان، أغزى علقمة هذا في البحر ومعه ثلاثمائة فارس. وذكر ذلك الطّبريّ عن الواقديّ، قال: وفي سنة عشرين بعث عمر علقمة بن مجزّز المدلجي في جيش إلى الحبشة في البحر، فأصيبوا، فجعل عمر على نفسه أن لا يحمل في البحر أحدا. وذكر ذلك ابن سعد، عن هشام بن الكلبيّ عن أبيه، ورثاهم جوّاس العذري بقوله: إنّ السّلام وحسن كلّ تحيّة ... تغدو على ابن مجزّز وتروح «1» [الكامل] 5694- علقمة بن ناجية: بن الحارث بن المصطلق الخزاعي «2» . قال أبو عمر: من أعراب البادية، وله حديث مخرجه عن ولده. قلت: أخرج حديثه ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، من طريق عيسى بن الحضرميّ بن كلثوم، عن علقمة بن ناجية عن جده، عن علقمة، قال: بعث إلينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الوليد بن عقبة يصدّق أموالنا، فسار حتى إذا كان قريبا منا رجع فركبنا في أثره، وسقنا طائفة من صدقاتنا، فقدم قبلنا، فقال: يا رسول اللَّه، إني أتيت قوما في جاهليتهم، فمنعوا الصدقة وجدّوا للقتال، فلم يعلم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ذلك حتى نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... [الحجرات: 6] الآية، وهكذا أخرجه «3» من طريق يعقوب بن حميد، عن عيسى بن الحضرميّ، وخالفه يعقوب بن محمد، قال: عن عيسى بن الحضرميّ بن كلثوم عن عقبة بن ناجية. والصواب علقمة بن ناجية. والضمير في جدّه يعود على الحضرميّ. ومشى ابن مندة على ظاهره، فأعاده على عيسى، فجعل لكلثوم ترجمة في الصحابة فوهم، فإنه تابعي كما جزم به البخاري وغيره.   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (3780) . (2) أسد الغابة ت (3781) ، الاستيعاب ت (1870) . (3) في أ: أخرجاه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 461 وروى البغويّ، من طريق عيسى بهذا الإسناد أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لهم: «إنّا لا نبيع شيئا من الصّدقة حتّى نقبضها» ، وسيأتي هذا من وجه آخر في ترجمة ناجية بن الحارث. 5695 ز- علقمة بن النّضر: ذكر الطّبريّ أنه كان على ربع أهل الكوفة لما أمدّوا الأحنف بن قيس في القتال. واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة. 5696- علقمة بن وقاص «1» : يأتي في القسم الّذي بعده. 5697 ز- علقمة بن يزيد «2» بن عمرو بن سلمة بن منبه بن ذهل بن غطيف المرادي الغطيفي. ذكر ابن يونس أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم رجع إلى اليمن، ثم قدم المدينة، وشهد فتح مصر، وولاه عتبة بن أبي سفيان الإسكندرية في خلافة معاوية. وروى عنه أبو قبيل. 5698 ز- عليقة بن عدي «3» : تقدم في خليفة. 5699- علي بن الحكم السلمي «4» : أخو معاوية بن الحكم وإخوته. وروى البغويّ، والطّبرانيّ، وابن السّكن، وابن مندة، من طريق كثير بن معاوية بن الحكم السلمي، عن أبيه، قال: كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأنزى أخي علي بن الحكم فرسا له صدقا، فأصاب رجله جدار الخندق فدقها، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فمسحها، وقال: «بسم اللَّه، فما آذاه منها شيء» . قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.   (1) الاستيعاب ت (1872) ، 2/ 575، طبقات ابن سعد 5/ 60، طبقات خليفة 236، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير 7/ 40، تاريخ الثقات للعجلي 342، المعرفة والتاريخ 1/ 393، تاريخ الطبري 2/ 588، الجرح والتعديل 6/ 405، الثقات لابن حبان 5/ 209، تهذيب الكمال 2/ 954، الكاشف 2/ 242، المعين في طبقات المحدثين 34، تهذيب التهذيب 7/ 280، تقريب التهذيب 2/ 31، خلاصة تذهيب التهذيب 271، تذكرة الحفاظ 1/ 50، سير أعلام النبلاء 4/ 61، طبقات الحفاظ للسيوطي 16، المشاهير رقم 459، رجال مسلم 2/ 104، تاريخ الإسلام 2/ 486. (2) أسد الغابة ت (3784) . (3) الاستيعاب ت (2067) . (4) أسد الغابة ت (3785) ، الثقات 3/ 263، تجريد أسماء الصحابة 1/ 392. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 462 قلت: في الإسناد صفار بن حميد لا يعرف. وزاد الطبري في روايته، فقال في ذلك معاوية بن الحكم من قصيدة: فأنزاها عليّ فهو يهوي ... هويّ الدّلو مشرعة بحبل فعصّب رجله فسما عليها ... سموّ الصّقر صادف يوم ظلّ فقال محمّد صلّى عليه ... مليك النّاس قولا غير فعل لعا لك فاستمرّ بها سويّا ... وكانت بعد ذاك أصحّ رجل [الوافر] 5700 ز- علي بن حميل: من بني حبيب بن عبيدة. ذكر الهجريّ في نوادره أنه كان على مقدمة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح. 5701- علي بن رفاعة القرظي «1» : ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ. وروى بسند فيه محمد بن حميد الرازيّ، من طريق عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن علي بن رفاعة، قال [محمد بن حميد الرازيّ] قال: كان أبي من الوفد الذين أسلموا من أهل الكتاب، قال أبو موسى: فعلى هذا الصحبة لأبيه. قلت: ولكن ذكر ابن أبي حاتم حديثا آخر من طريق ابن مجمع، عن عمرو بن دينار، قال: قال لي طاوس: سل من هنا من الأنصار عن المخابرة، فسألت علي بن رفاعة القرظي، فقال: هو كراء الأرض بالثلث أو الربع. 5702- علي بن ركانة «2» : قال ابن مندة: لا يصح له صحبة. وأخرج من طريق محمد بن عبد اللَّه بن نوفل عن محمد بن علي بن ركانة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح: «يا معشر قريش، ابن أخت القوم منهم» . قلت: يحتمل أن يكون علي بن يزيد بن ركانة، فيكون الحديث مرسلا. 5703- علي بن شيبان «3» : [بن محرز] بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد العزى ابن سحيم الحنفي السّحيمي اليمامي، أبو يحيى.   (1) أسد الغابة ت (3786) . (2) أسد الغابة ت (3787) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 392. (3) أسد الغابة ت (3788) ، الاستيعاب ت (1874) ، الثقات 3/ 262، تهذيب التهذيب 38، بقي بن مخلد 245، تهذيب التهذيب 7/ 232، تجريد أسماء الصحابة 1/ 392، تهذيب الكمال 2/ 970، التاريخ الكبير 259، الطبقات 65، 289، الجرح والتعديل ص 6/ 1043، تلقيح فهوم أهل الأثر 371، خلاصة تذهيب ص 2/ 250. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 463 كان أحد الوفد من بني حنيفة. وله أحاديث أخرجها البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان، منها من طريق عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه- وكان أحد الوفد- قال: خرجنا حتى قدمنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فبايعناه. 5704- علي بن أبي طالب الهاشمي رضي اللَّه عنه ابن عبد المطلب «1» بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو الحسن. أول الناس إسلاما في قول كثير من أهل العلم. ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فربّي في حجر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى» . وزوّجه بنته فاطمة. وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بين أصحابه قال له: أنت أخي. ومناقبة كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي. وقال   (1) أسد الغابة ت (3789) ، الاستيعاب ت (1875) ، الاستبصار 390، الرياض المستطابة 163، الصمت وآداب اللسان فهرس 676، الفوائد العوالي 29، 91، صيانة صحيح مسلم 253، تاريخ بغداد 1/ 133، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 773، البداية والنهاية 7/ 223، 324، الطبقات 4/ 126، 189، تذكرة 1/ 10، التاريخ لابن معين 2/ 49، مروج الذهب 2/ 358، المصباح المضيء (انظر الفهارس) تاريخ جرجان «انظر الفهارس» ، التبصرة والتذكرة 1/ 26، شذرات 1/ 49، الزهد لوكيع 1014، طبقات الشيرازي 41، التحفة اللطيفة 3/ 226، تقريب التهذيب/ 48، تهذيب التهذيب 7/ 334، العبر 524، الرياض النضرة 2/ 201، تاريخ الخلفاء 166، طبقات فقهاء اليمن «انظر الفهارس» ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 392، المنمق ص/ 31، 251، 260، 318، 446، 447، 450، 459، 505، 518، 528، 533، 538- طبقات علماء إفريقيا، وتونس 339، مقاتل الطالبيين 24، 45، التاريخ الصغير ص 435، تذهيب تهذيب الكمال ص 2/ 250، التاريخ الكبير ص/ 259، ص 11/ 442، تذهيب تهذيب الكمال ص 2/ 250، التاريخ الكبير ص/ 259، ص 11/ 442، الجرح والتعديل 6/ 191، تاريخ الإسلام 3/ 8، طبقات الحفاظ 20، الطبقات الكبرى ص 9/ 137، بقي بن مخلد 10، التعديل والتجريح 1059، تلقيح فهوم أهل الأثر 110، 367، صفة الصفوة 1/ 308، غاية النهاية 1/ 546، معرفة القراء الكبار 1/ 30، الأعلام 4/ 295، حلية الأولياء 2/ 87، 61، تهذيب الكمال 2/ 971. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 464 غيره: وكان سبب ذلك بغض بني أمية له، فكان كلّ من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته، وكلما أرادوا إخماده وهدّدوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا. وقد ولد له الرافضة مناقب موضوعة هو غنيّ عنها، وتتبّع النسائي ما خص به من دون الصحابة، فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كثيرا. وروى عنه من الصحابة ولداه: الحسن والحسين، وابن مسعود، وأبو موسى، وابن عبّاس، وأبو رافع، وابن عمر، وأبو سعيد، وصهيب، وزيد بن أرقم، وجرير، وأبو أمامة، وأبو جحيفة، والبراء بن عازب، وأبو الطّفيل، وآخرون. ومن التابعين من المخضرمين، أو من له رؤية: عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، وطارق بن شهاب، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، ومسعود بن الحكم، ومروان بن الحكم، وآخرون. ومن بقية التابعين عدد كثير من أجلّهم أولاده: محمد، وعمر، والعباس. وكان قد اشتهر بالفروسية والشجاعة والإقدام حتى قال فيه أسيد بن أبي إياس بن زنيم الكناني قبل أن يسلم يحرّض عليه قريشا ويعيّرهم به: في كلّ مجمع غاية أخزاكم ... جذع أبرّ على المذاكي القرّح للَّه درّكم ألمّا تذكروا ... قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم ... ذبحا بقتلة يعضد لم يذبح أين الكهول وأين كلّ دعامة ... في المعضلات وأين زين الأبطح «1» [الكامل] وكان أحد الشورى الذين نص عليهم عمر، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف، وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها، فعدل عنه إلى عثمان فقبلها، فولاه وسلم عليّ وبايع عثمان، ولم يزل بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم متصديا لنصر العلم والفتيا. فلما قتل عثمان بايعه الناس، ثم كان من قيام جماعة من الصحابة منهم طلحة والزبير وعائشة في طلب دم عثمان، فكان من وقعة الجمل ما اشتهر. ثم قام معاوية في أهل الشام، وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله، فدعا إلى الطلب بدم عثمان، فكان من وقعة صفّين ما كان.   (1) تنظر الأبيات في أسد الغابة في الترجمة رقم «3789» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 465 وكان رأي عليّ أنهم يدخلون في الطاعة ثم يقوم وليّ دم عثمان فيدّعي به عنده، ثم يعمل معه ما يوجبه حكم الشريعة المطهّرة، وكان من خالفه يقول له: تتبّعهم واقتلهم، فيرى أنّ القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة لا يتّجه. وكل من الفريقين مجتهد. وكان من الصحابة فريق لم يدخلوا في شيء من القتال، وظهر بقتل عمّار أنّ الصواب كان مع علي. واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم، وللَّه الحمد. ومن خصائص عليّ قوله صلى اللَّه عليه وسلّم يوم خيبر: «لأدفعنّ الرّاية غدا إلى رجل يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه على يديه» . فلما أصبح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم غدوا كلّهم يرجو أن يعطاها، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أين عليّ بن أبي طالب؟» فقالوا: هو يشتكي عينيه، فأتي به فبصق في عينيه، فدعا له فبرأ، فأعطاه الرّاية «1» . أخرجاه في «الصّحيحين» من حديث سهل بن سعد، ومن حديث سلمة بن الأكوع نحوه باختصار، وفيه: «يفتح اللَّه على يديه» . وفي حديث أبي هريرة عند مسلم نحوه، وفيه: فقال عمر: ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم. وفي حديث بريرة عند أحمد نحو حديث سهل، وفيه زيادة في أوله، وفي آخره قصة مرحب، وقتل عليّ له فضربه على هامته ضربة حتى عضّ السيف منه بيضة رأسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، فما قام آخر الناس حتى فتح اللَّه لهم. وفي المسند لعبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، من حديث جابر- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما دفع الراية لعلي يوم خيبر أسرع، فجعلوا يقولون له: ارفق، حتى انتهى إلى الحصن، فاجتذب بابه فألقاه على الأرض، ثم اجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه. وفي سنده حرام بن عثمان متروك. وجاءت قصة الباب من حديث أبي رافع، لكن ذكر دون هذا العدد. وأخرج أحمد، والنّسائيّ، من طريق عمرو بن ميمون: إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط ... فذكر قصة فيها: قد جاء ينفض ثوبه، فقال: وقعوا في رجل له عزّ. وقد قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «لأبعثنّ رجلا لا يخزيه اللَّه، يحبّ اللَّه ورسوله» . فجاء وهو أرمد فبزق في   (1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 384، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9637، 20395، والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 263. وابن أبي عاصم في السنة 2/ 608. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 126، عن ابن عمر وقال رواه الطبراني وفيه أحمد بن سهل بن علي الباهلي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 466 عينيه، ثم هزّ الراية ثلاثا فأعطاه، فجاء بصفية بنت حييّ، وبعثه يقرأ براءة على قريش، وقال: «لا يذهب إلّا رجل منّي وأنا منه» «1» . وقال لبني عمه: «أيّكم يواليني في الدّنيا والآخرة؟» فأبوا، فقال علي: أنا. فقال: «إنّه وليي «2» في الدّنيا والآخرة» . وأخذ رداءه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين، وقال: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ [الأحزاب 33] . ولبس ثوبه، ونام مكانه، وكان المشركون قصدوا قتل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما أصبحوا رأوه، فقالوا: أين صاحبك؟ وقال له في غزوة تبوك: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّك لست بنبيّ» ، أي لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي. وقال له: «أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي» . وسدّ الأبواب إلا باب علي، فيدخل المسجد جنبا، وهو طريقه، ليس له طريق غيره. وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» . وأخبر اللَّه أنه رضي عن أصحاب الشجرة، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد. وقال صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا عمر، ما يدريك أنّ اللَّه اطّلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم» «3» . وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن. وقال سعيد بن جبير: كان ابن عباس يقول: إذا جاءنا الثبت- عن علي- لم نعدل به. وقال وهب بن عبد اللَّه عن أبي الطّفيل: كان علي يقول: سلوني سلوني، وسلوني عن كتاب اللَّه تعالى، فو اللَّه ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار.   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 43، المقدمة باب فضل علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه حديث رقم 114. وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 122، عن ابن عباس وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين.. (2) في أ: أنت وليي.. (3) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 99، كتاب المغازي باب فضل من شهد بدرا. ومسلم في الصحيح 4/ 1941 كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضائل أهل بدر رضي اللَّه عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة حديث رقم (161/ 2494) . والترمذي في السنن 5/ 381، عن علي بن أبي طالب ... الحديث. كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة الممتحنة (60) حديث رقم 3305، وأبو داود في السنن 2/ 54 كتاب الجهاد باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلما حديث رقم 2650، وأحمد في المسند 1/ 79- 80. وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 155، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 146، وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 203، 204. والهيثمي في الزوائد 9/ 306. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 467 وأخرج التّرمذيّ بسند قوي، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية سعدا فقال له: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال: ما ذكرت ثلاثا قالهنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من أن يكون لي حمر النّعم «1» ، فلن أسبّه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول، وقد خلّفه في بعض المغازي، فقال له علي: يا رسول اللَّه، تخلفني مع النساء والصبيان. فقال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلا أنّه لا نبوّة بعدي» . وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطينّ الرّاية رجلا يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله» ، فتطاولنا لها فقال: «ادعوا لي عليّا فأتاه، وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح اللَّه عليه» . وأنزلت هذه الآية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ [سورة آل عمران/ 61] ، فدعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عليّا، وفاطمة، وحسنا، وحسينا، فقال: «اللَّهمّ هؤلاء أهلي» . وأخرج أيضا- وأصله في مسلم- عن علي، قال: لقد عهد إليّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أن لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق» «2» . وأخرج التّرمذيّ بإسناد قويّ، عن عمران بن حصين في قصة قال فيها: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما تريدون من عليّ! إنّ عليا منّي وأنا من عليّ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي» . وفي مسند أحمد بسند جيد، عن علي، قال: قيل يا رسول اللَّه: من تؤمّر بعدك؟ قال: «إن تؤمّروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدّنيا راغبا في الآخرة، وإن تؤمّروا عمر تجدوه قويّا أمينا لا يخاف في اللَّه لومة لائم، وإن تؤمّروا عليّا، وما أراكم فاعلين، تجدوه هاديا مهديّا، يأخذ بكم الطّريق المستقيم «3» . وكان قتل علي في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر، لأنه بويع بعد قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، ووقعة صفين في سنة سبع وثلاثين، ووقعة النهروان مع الخوارج في سنة ثمان وثلاثين ثم أقام سنتين يحرّض على قتال البغاة، فلم يتهيّأ ذلك إلى أن مات.   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 95. (2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 95. (3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 109، والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 6774، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33071 وعزاه لأحمد في المسند وأبي نعيم في الحلية عن علي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 468 5705- علي بن طلق «1» : بن المنذر بن قيس بن عمرو بن عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزى بن سحيم الحنفي السحيمي اليمامي. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن عبد البر: أظنه والد طلق بن علي، وبذلك جزم العسكري. وروى حديثه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائي، وهو: «إذا فسا أحدكم فليتوضّأ. ولا تأتوا النّساء في أعجازهنّ» . ونقل التّرمذيّ عن البخاريّ قال: لا أعرف لعلي بن طلق غير هذا الحديث. 5706- علي بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس «2» بن أمية القرشي العبشمي. سبط النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، أمّه زينب عليها السلام. استرضع في بني غاضرة، فافتصله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منهم، وأبو العاص مشرك بمكة، وقال: «من شاركني في شيء فأنا أحقّ به منه» . وقال الزّبير: حدّثني عمر بن أبي بكر الموصلي، قال: توفي علي بن أبي العاص «3» وقد ناهز الحلم، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أردفه على راحلته يوم الفتح. قال ابن مندة، توفي وهو غلام في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقال ابن عساكر: ذكر بعض أهل العلم بالنسب أنه قتل يوم اليرموك. 5707- علي بن عبيد اللَّه: بن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر «4» بن معيص «5» بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري. قال ابن عبد البرّ: كان إسلامه في الفتح، وقتل يوم اليمامة. 5708- علي بن هبّار بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي «6» . [يأتي ذكره في ترجمة أبيه إن شاء اللَّه تعالى.   (1) أسد الغابة ت (3790) ، الاستيعاب ت (1876) ، تهذيب التهذيب 7/ 341، الثقات 3/ 262، تقريب التهذيب ج/ 39، الكاشف ج/ 288، تجريد أسماء الصحابة ج 10/ 392، تذهيب تهذيب الكمال 2/ 251، التاريخ الكبير ج/ 281، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، تهذيب الكمال 2/ 975، بقي بن مخلد 370. (2) أسد الغابة ت (3791) ، الاستيعاب ت (1877) . (3) في أ: بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى وقد ناهز ... (4) أسد الغابة ت (3792) ، الاستيعاب ت (1878) . (5) في أ: بغيص. (6) أسد الغابة ت (3797) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 469 وقال ابن مندة: علي بن هبار بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي] «1» سيأتي ذكر أبيه. وذكره ابن مندة فقال: علي بن هبّار في إسناده نظر، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الهروي، حدثنا هشيم، أخبرني أبو معشر، عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبار بن الأسود عن أبيه عن جده، قال: مرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على دار علي بن هبّار، فسمع صوت دفّ، فقال: «ما هذا؟» قالوا: «تزوّج عليّ بن هبّار» . فقال: «هذا النّكاح لا السّفاح» . قال ابن مندة: خالد بن القاسم عن أبي معشر، فقال: عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبار عن الأسود، عن أبيه، عن جده، عن علي بن هبّار بهذا، ولم يقل عن جده. انتهى. وقد أخرج الطّبرانيّ، عن أحمد بن داود المكيّ، عن إبراهيم العبديّ، عن أبي معشر- ولم يذكر عليا في الموضعين. واعتمد أبو نعيم على هذه الرواية فزعم أنّ ذكر عليّ في هذا السند وهم. وقد رواه محمّد بن سلمة الحرّانيّ، ومحمّد بن عبيد اللَّه العرزميّ، عن عبيد اللَّه بن أبي عبد اللَّه بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده هبّار مثله، ولم يذكر عليا. انتهى. ونقل ابن الأثير كلام أبي نعيم وأقرّه، وإنما أنكر أبو نعيم إدخال عليّ في مسند أبي معشر ولم يرد أنه لا يعدّ في الصحابة، لأنه مصرح به في موضعين من المتن، فمن يتزوج في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ويقره على ذلك يكون على شرطهم في الصحابة. وقد ذكره الإسماعيليّ في معجم الصحابة، وأخرجه الخطيب في المؤتلف من طريقه، قال: زوج هبّار ابنته فضرب في عرسها بالغربال ... الحديث، لكن وقع بخط الخطيب، عن أبي جعفر- بدل أبي معشر، فما أدري أهو سهو أو اختلاف من الرواة. وأما رواية محمد بن سلمة التي ذكرها أبو نعيم فستأتي في ترجمة هبّار من وجه آخر، وفيها مغايرة لما ذكر أبو نعيم، ولفظه عن محمد بن سلمة الحرّاني، عن الفزاري، عن عبد اللَّه بن هبّار، عن أبيه. والفزاري هو العرزميّ. وليس عنده ابن أبي عبد اللَّه ولا عن جده. وفيما ذكره أبو نعيم العرزميّ رفيق الحراني، وهذا شيخه، فإحدى الروايتين خطأ،   (1) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 470 وليس فيه مع ذلك ما يدفع ذكر علي بن هبار لاختلاف الطريقين. والعرزميّ ضعيف جدا. واللَّه أعلم. 5709 ز- علي السلمي: والد سدرة «1» . قال أبو عمر: هو من أهل قباء. وروى الطبراني، وابن شاهين، من طريق عبد اللَّه بن كثير بن جعفر، عن بديح بن سدرة، عن علي السلمي، عن أبيه، عن جده، قال: خرجنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى نزلنا القاحة» فنزل في صدر الوادي، فبحث بيده في البطحاء، ففحص فانبعث عليه الماء، فقال: «هذه سقيا سقاكموها اللَّه تعالى» . فسمّيت السّقيا. 5710- علي السلمي، آخر: أخرجه البزّار. وسيأتي في القسم الأخير. 5711- علي النميري «3» : قال الدّارقطنيّ: له صحبة. وروى ابن قانع من طريق فضيل بن سليمان، عن عائذ بن ربيعة بن قيس النميري، عن علي بن فلان، عن عبد اللَّه النميري، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فسمعته يقول: «المسلم أخو المسلم إذا لقيه حيّاة يردّ عليه ما هو خير منه، لا يمنعه الماعون» ... الحديث. وقد تقدم في ترجمة زيد بن معاوية النميري بيان الاختلاف في إسناد هذا الحديث على عائذ بن ربيعة. 5712- علي الهلالي «4» : ذكره الطّبرانيّ، وأخرج من طريق ابن عيينة «5» ، عن علي بن علي الهلالي، عن أبيه، قال: دخلت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في شكاته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه فبكت ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت (3794) . (2) القاحة: بالحاء المهملة: قيل مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قيل السّقيا بنحو ميل وقيل: موضع بين الجحفة وقديد وقيل: في جبل نافل الأصغر دوّار في جوفه وفيه بئران عذبتان، وقد روي فيه الفاجة بالفاء والجيم في حديث الهجرة في السيرة. انظر مراصد الاطلاع 3/ 1054. (3) أسد الغابة ت (3795) . (4) أسد الغابة ت (3796) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 393. (5) في أ: عتبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 471 وأخرجه في «الأوسط» عن محمد بن زريق بن جامع، عن الهيثم بن حبيب، عن أبيه، عن ابن عيينة، وقال: إنه لا يروى إلا بهذا الإسناد. العين بعدها الميم 5713- عمّار بن حميد «1» : قيل هو اسم أبي زهير الثقفي. وقيل معاذ. وقيل: هما اثنان، كما سيأتي في الكنى. 5714- عمار بن زياد بن السكن «2» . قال ابن الكلبيّ: قتل يوم بدر. وقال ابن ماكولا: له صحبة. واستدركه ابن بشكوال وغيره. وقال ابن فتحون: قد ذكروا عمارا بن زياد وأنه قتل يوم أحد، فلعلهما أخوان. 5715 ز- عمار بن شبيب: في عمارة. 5716- عمار بن عبيد الخثعميّ «3» : يأتي في عمارة. 5717 ز- عمار بن عمير: يأتي في عمر. 5718- عمار بن غيلان «4» بن سلمة الثقفي. أسلم هو وأخوه عامر قبل أبيهما، قاله في الاستيعاب. وقد تقدم خبره في ترجمة عامر. وقال هشام بن الكلبيّ عن أبيه، عمار: تزوج غيلان خالدة بنت أبي العاص أخت الحكم، فولدت له عمارا وعامرا، فهاجر عمار إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فعمد خازن مال غيلان فسرق مالا لغيلان، وادّعى أن عمارا سرقه، فجاءت أمة لغيلان فدلّت على مكان المال، وقالت له: إني رأيت عبدك فلانا يدفنه هنا، فأعتق الأمة، وبلغ ذلك عمارا، فقال: واللَّه لا ينظر غيلان في وجهي بعدها. وأنشد: حلفت لهم بما يقول محمّد ... وباللَّه إنّ اللَّه ليس بغافل ولو غير شيخ من معدّ يقولها ... تيمّمته بالسّيف غير الأجادل [الطويل] فلما أسلم غيلان خرج عمرو «5» وعامر مغاصبين له مع خالد إلى الشام، فتوفي عامر بطاعون عمواس، وكان فارس ثقيف في فتوح الشام، فرثاه أبو غيلان.   (1) أسد الغابة ت (3798) . (2) الاستيعاب ت (1880) . (3) أسد الغابة ت (3800) . (4) أسد الغابة ت (3801) ، الاستيعاب ت (1881) . (5) في أ: عمار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 472 5719- عمار بن معاذ «1» بن زرارة الأنصاري. قيل: هو اسم أبي نملة. وقيل عمرو. وقيل عمارة. 5720- عمّار بن ياسر: بن عامر «2» بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف [بن حارثة بن عامر بن بأمّ بن عنس، بنون ساكنة، ابن مالك العنسيّ، أبو اليقظان، حليف بني مخزوم] «3» ، وأمّه سمية مولاة لهم. كان من السابقين الأولين، هو وأبوه، وكانوا ممن يعذّب في اللَّه، فكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يمرّ عليهم، فيقول: «صبرا آل ياسر موعدكم الجنّة» . واختلف في هجرته إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها، ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه بها، ثم استعمله عمر على الكوفة، وكتب إليهم: أنه من النّجباء من أصحاب محمد. قال عاصم، عن زرّ، عن عبد اللَّه: إن أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكر منهم عمارا. أخرجه ابن ماجة. وعن وبرة، عن همّام، عن عمّار، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. أخرجه البخاري. وعن علي قال: استأذن عمّار على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: ائذنوا له، مرحبا بالطّيّب المطيّب» . وفي رواية: إن عليا قال ذلك، وقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ عمّارا مليء إيمانا إلى مشاشه» «4» .   (1) أسد الغابة ت (3803) ، الاستيعاب ت (1882) ، الإكمال 7/ 356، أسد الغابة ت 4/ 129، تجريد أسماء الصحابة 1/ 394، الثقات 3/ 302، الجرح والتعديل 6/ 389، الطبقات 81، المحن 172. (2) أسد الغابة ت (3804) ، الاستيعاب ت (1883) ، الثقات 3/ 302، الرياض المستطابة 211، المصباح المضيء 1/ 75، التحفة اللطيفة 3/ 286، تقريب التهذيب 2/ 48، تهذيب التهذيب 7/ 408، تجريد أسماء الصحابة 1/ 394، أصحاب بدر 111، الكاشف 2/ 301، التاريخ الصغير 1/ 79، 83، 84، خلاصة تذهيب 2/ 261، العبر 25، 38، 40، الجرح والتعديل 6/ 389، التاريخ الكبير 7/ 25، تاريخ الإسلام 3/ 346، صفة الصفوة 1/ 442، تلقيح فهوم أهل الأثر 129، تهذيب الكمال 2/ 998، الطبقات الكبرى 9/ 138، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 794، بقي بن مخلد 54، البداية والنهاية 7/ 312، الطبقات 21، 75، الزهد لوكيع 141، الفوائد العوالي 28، علل الحديث للمديني 51، 59، 71، تنقيح المقال 8598، التبصرة والتذكرة 1/ 169، تفسير الطبري 11/ 264، 13، 9/ 9670، الصمت وآداب اللسان 276، مشتبه النسبة 54، سير أعلام النبلاء 1/ 406. (3) سقط من أ. (4) المشاش: رءوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين. قال الجوهري: هي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها. النهاية 4/ 333. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 473 أخرجه التّرمذيّ، وابن ماجة، وسنده حسن، عن خالد بن الوليد، قال: كان بيني وبين عمّار كلام، فأغلظت له، فشكاني إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فجاء خالد فرفع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رأسه. فقال: «من عادى عمّارا عاداه اللَّه، ومن أبغض عمّارا أبغضه اللَّه» . وفي التّرمذيّ عن عائشة- مرفوعا: «ما خيّر عمّار بين أمرين إلا اختار أيسرهما» . وعن حذيفة- رفعه: «اقتدوا باللّذين من بعدي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمّار» . وأخرجه التّرمذيّ وابن ماجة، وقال التّرمذيّ: حسن. وتواترت الأحاديث عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنّ عمارا تقتله الفئة الباغية، وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفّين سنة سبع وثمانين في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة، واتفقوا على أنه نزل فيه: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل/ 106] . وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث. وروى عنه من الصحابة أبو موسى، وابن عباس، وعبد اللَّه بن جعفر، وأبو لاس الخزاعي، وأبو الطفيل، وجماعة من التابعين. 5721 ز- عمّار بن أبي اليسر «1» كعب بن عمرو الأنصاري. قال ابن مندة: ذكره في الصحابة، ولا يصح. 5722- عمارة «2» : بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره، ابن أحمر المازني. ذكره البخاريّ في «الوحدان» ، وابن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة. وقال أبو عمر: لم أقف له على رواية، كذا قال: وقد أخرج حديثه أبو يعلى والطبراني وغيرهما من طريق يزيد بن حنتف، بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة بعدها فاء، عن أبيه: سمعت عمارة بن أحمر المازني قال: كنت في إبل لي أرعاها في الجاهلية فأغارت علينا خيل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فجمعت إبلي وركبت الفحل، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فردّها عليّ، ولم يكونوا اقتسموها. 5723- عمارة بن أوس بن خالد «3» بن عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطميّ.   (1) أسد الغابة ت (3802) . (2) الاستيعاب ت 3/ 1141، أسد الغابة ت 4/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1/ 394، حاشية الإكمال 1/ 20، الاستيعاب ت (1884) ، أسد الغابة ت (3805) . (3) أسد الغابة ت (3806) ، الجرح والتعديل 9/ 362، تاريخ بغداد 6/ 494، بقي بن مخلد 882، تجريد أسماء الصحابة 1/ 94، الثقات 3/ 294. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 474 هكذا نسبه ابن سعد، وابن أبي داود. وقال البخاريّ: له صحبة. وكذا قال ابن حبّان، وزاد: إلا أني لست أعتمد على إسناده وحديثه. وأخرج ابن أبي خيثمة والبغويّ، من طريق قيس بن الربيع، عن زياد بن علاقة، عن عمارة بن أوس، وكان قد صلى إلى القبلتين، قال: إني لفي إحدى صلاتي العشاء إذ نادى مناد: ألا إنّ القبلة قد حوّلت إلى الكعبة ... الحديث. تفرد به قيس وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني من رواية عبد اللَّه بن حسين، عن زياد بن علاقة، عن عمارة بن رويبة، فاللَّه أعلم. 5724 ز- عمارة بن أوس بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك «1» بن النجار. ذكره أبو عمر، وضمّه ابن الأثير إلى الّذي قبله، وهو محتمل. 5725- عمارة بن أوس بن ثعلبة الأنصاري الجشمي. ذكر الأمويّ في «المغازي» عن ابن إسحاق أنه استشهد باليمامة هو وأخوه مالك. استدركه ابن فتحون. ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله. 5726- عمارة بن ثابت الأنصاري «2» : أخو خزيمة. روى ابن مندة من طريق يونس، عن الزّهري، عن أبي خزيمة بن ثابت، عن عمه عمارة بن خزيمة بن ثابت، رأى فيما يرى النائم أنه سجد على جبهة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فذكر ذلك له ... الحديث. وهذا قد أخرجه النّسائيّ من هذا الوجه فلم يسمّ الصحابيّ، وكذلك أخرج أبو داود من طريق شعيب عن الزّهريّ، حدثني عمارة بن خزيمة بن ثابت- أنّ عمه حدثه وهو من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابتاع فرسا من أعرابي ... الحديث في شهادة خزيمة بن ثابت. 5727- عمارة بن حزم «3» بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري:   (1) الاستيعاب ت (1885) . (2) أسد الغابة ت (3807) . (3) أسد الغابة ت (3808) ، الاستيعاب ت (1886) ، الثقات 3/ 294، التاريخ الصغير 1/ 34، 35، الاستبصار 71، 73، الجرح والتعديل 6/ 364، تجريد أسماء الصحابة 1/ 395، أصحاب بدر 15، التاريخ الكبير 6/ 494، تلقيح فهوم أهل الأثر 375، الطبقات 89، ذيل الكاشف 1081، الطبقات الكبرى 3/ 486، وسيرة ابن هشام 2/ 201، والمغازي للواقدي 9 و 24، فتوح البلدان 110- تاريخ الإسلام 1/ 86. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475 قال أبو حاتم: له صحبة، وذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، قال أبو عمر: اتفق على ذلك جميع أهل المغازي. وذكره أكثرهم فيمن شهد بدرا. وقال ابن سعد: شهد المشاهد كلّها، وكانت معه راية بني مالك بن النجار يوم الفتح. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد باليمامة، قالوا: وآخى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين محرز بن نضلة، وكان له من الولد: مالك بن عمارة بن حزم لا عقب له. وروى البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» بإسناد جيد، عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لعمارة بن حزم: «اعرض عليّ رقيتك» ، فلم ير بها بأسا، فهم يرقون بها إلى اليوم. وهذا مرسل. وروى ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن أم سلمة قالت: كانت الأنصار الذين يكثرون إلطاف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: سعد بن عبادة، وعمارة بن حزم، وأبو أيوب، وسعد بن معاذ، لقرب جوارهم. وروى أحمد، وأبو عوانة، وابن قانع، من طريق سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، قال: وجدت في كتاب سعيد بن سعد بن عبادة أنّ عمارة بن حزم شهد أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قضى باليمن مع الشاهد. وفي رواية ابن قانع، عن سعيد، عن أبيه، عن جده- أن عمارة بن حزم حدثهم. وروى أحمد من طريق زياد بن نعيم الحضرميّ عن عمارة بن حزم: رآني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جالسا على قبر، فقال: «انزل من القبر لا تؤذ صاحب القبر» «1» . 5728 ز- عمارة بن حزن بن شيطان «2» : قال أبو موسى: أورده الإسماعيليّ في الصحابة، وقال: يروي حديث خالد بن سنان ونار الحدثان، أورده أبو سعيد النقاش في العجائب. قلت: الّذي رأيته في كتاب عمر بن شبّة، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن أبي بن   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 590. (2) أسد الغابة ت (3809) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 476 عمارة بن مالك بن حزن بن شيطان بن جدع بن جذيمة بن رواد بن بغيض بن عبس، قال: كانت بأرض الحجاز نار يقال لها نار الحدثان، وأنّ اللَّه أرسل خالد بن سنان العبسيّ فقال: يا قوم، إن اللَّه أمرني أن أطفئ هذه النار التي قد أضرّت بكم، فليقم معي من كل بطن رجل فكان عمارة ... أبي «1» هو الّذي قام معه من بني خذيمة. قال عمارة: فخرج بنا حتى انتهى بنا إلى النار ... فذكر القصة. وقد استوفيت طرق قصة خالد بن سنان في ترجمته. 5729- عمارة بن أبي حسن الأنصاري «2» : مختلف في صحبته، فقال ابن قتادة: شهد بدرا، وقال ابن السكن: شهد العقبة وبدرا. وقال ابن عبد البرّ: له صحبة، وأبوه أبو حسن كان عقبيا بدريا. قلت: شهود العقبة وبدر لأبي حسن بلا شك، وسند من ذكر ذلك لعمارة ما أخرجه البغوي وابن قانع وابن السكن، من طريق حسين بن عبد اللَّه الهاشمي، عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن، عن أبيه، عن جده، وكان عقبيا بدريا ... فذكر حديثا. وقد وقع عند البغوي عن أبيه عن جده أبي حسن، فعلى هذا فالضمير في قوله: عن جده- يعود على يحيى لا على عمرو، فيكون الحديث لأبي حسن لا لعمارة. وفي النّسائيّ من رواية الزّهريّ عن عمارة بن أبي حسن عن عمه حديث آخر. 5730- عمارة بن حمزة بن عبد المطلب الهاشمي «3» . ذكره أبو عمر، قال: كان له ولأخيه يعلى عند وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أعوام، ولا أحفظ لواحد منهما رواية، وكان حمزة يكنى أبا عمارة. قلت: هو أكبر ولده، فإن كان عاش بعده فله صحبة لا محالة، فإنّ حمزة استشهد قبل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بست سنين وأشهر. وقد قيل: إن عمارة اسم بنت حمزة. واللَّه أعلم. 5731- عمارة بن رويبة «4» : براء وموحدة، الثقفي، أبو زهرة.   (1) في أ: أتى. (2) أسد الغابة ت (3810) ، الاستيعاب ت (1887) ، ذيل الكاشف 1082، التحفة اللطيفة 3/ 281، تقريب التهذيب 49، تهذيب التهذيب 7/ 414، تجريد أسماء الصحابة 1/ 395، الثقات 3/ 294، تهذيب الكمال 4/ 100، خلاصة تذهيب 2/ 262. (3) أسد الغابة ت (3811) ، الاستيعاب ت (1888) . (4) أسد الغابة ت (3813) ، الاستيعاب ت (1889) ، الثقات 3/ 294، تقريب التهذيب 49، تهذيب التهذيب 7/ 416، الكاشف 302، خلاصة تذهيب 2/ 263، الجرح والتعديل 6/ 365، التاريخ الكبير 6/ 494، طبقات الحفاظ 61، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، تهذيب الكمال 2/ 1000، الطبقات 55، 131، بقي بن مخلد 200. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477 سكن الكوفة، وله حديثان. روى له مسلم وغيره. وآخر من روى عنه حصين بن عبد الرحمن. وذكر المزّيّ في «التّهذيب» أن له رواية عن عليّ، فوهم، فإن الراويّ عن علي حرمي وخيّره عليّ بين أبيه وأمه، وهو صغير، فافترقا من وجهين. 5732- عمارة بن زعكرة المازني «1» : أبو عدي. ذكره ابن سعد في «طبقة الفتحيين» ، وقال ابن السّكن: أزدي. وقال البخاريّ: له صحبة، ولم يصحّ إسناده، وفيه عفير بن معدان. وقال ابن السّكن، له صحبة، حديثه في الشاميين، ولم يرو عنه غير حديث واحد، وفيه نظر. وقال البغويّ: سكن الشام. وقال ابن مندة: عداده في الحمصيين. قلت: حديثه عند التّرمذيّ والبغويّ، وفيه التصريح بسماعه عن النبيّ «2» صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى عنه عبد الرحمن بن عائذ الحمصي. قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي. قلت: فيه عفير بن معدان، وهو ضعيف، لكن رواه الوليد بن مسلم عنه، وكان رواه قبله عبد العزيز بن إسماعيل بن مهاجر، عن الوليد بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، قال بقول أبيه فذكره. قال الوليد: فذكرته لعقبة فحدثني. 5733- عمارة بن زياد بن السكن «3» : [قال ابن الكلبيّ: قتل يوم بدر. وتعقّبه بعض أهل النسب، فقال: بل استشهد بأحد. انتهى] «4» . وقد ذكر في ترجمة زياد بن السكن.   (1) أسد الغابة ت (3814) ، الاستيعاب ت (1890) ، الكاشف 302، الثقات 1/ 295، تهذيب التهذيب 7/ 417، تقريب التهذيب 50، تجريد أسماء الصحابة 1/ 395، تهذيب التهذيب الكمال 2/ 363، بقي ابن مخلد 708، الجرح والتعديل 6/ 365، التاريخ الكبير 6/ 494. (2) في أ: من النبي. (3) أسد الغابة ت (3815) ، الاستيعاب ت (1891) . (4) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 5734- عمارة بن شبيب السّبائي «1» : بفتح المهملة والموحدة وهمزة مكسورة مقصور. مختلف في صحبته. وقيل عمار. وقال ابن السكن: له صحبة. وقال ابن يونس: حديثه معلول. روى عنه أبو عبد الرّحمن الحبلي. قلت: وبيّن البخاريّ علته في تاريخه، وذكره في الصحابة. وقال ابن حبان: من قال إنّ له صحبة فقد وهم. وقال الترمذي: لا نعرف له سماعا من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال أبو عمر: مات سنة خمسين. 5735- عمارة بن شهاب الثوري: قال الطّبرانيّ «2» : كانت له هجرة، واستعمله عليّ على الكوفة، واستدركه ابن فتحون. 5736- عمارة بن عامر: بن المشنّج «3» ، بمعجمة ونون مشددة بعدها جيم، القشيري. ذكره محمّد بن زكريّا الغلابي في تاريخه، عن رجل من بني عامر من أهل الشام، قال: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من بني قشير [معاوية وعمارة بن المشنّج] » بن الأعور بن قشير. أورده الخطيب في المؤتلف من طريق الغلابي. 5737 ز - عمارة بن عامر الأنصاري: ذكره ابن السّكن في الصحابة، قال: حدثنا ابن صاعدة، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الرّزّاق، عن ابن جريح، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، عن عمارة ابن عامر الأنصاري- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من اغتسل يوم الجمعة ثمّ تطيّب بأطيب طيب ... » الحديث. وقد رواه الدّيريّ عن عبد الرّزّاق، فأدخل بين ابن جريح وسعيد رجلا منهما، ولم يذكر عمارة بن عامر.   (1) أسد الغابة ت (3817) ، الاستيعاب ت (1892) ، تهذيب التهذيب 7/ 418، تقريب التهذيب 2/ 50، تهذيب الكمال 2/ 1001، الجرح والتعديل 6/ 366، التاريخ الكبير 6/ 395، خلاصة تذهيب 2/ 363، الطبقات 292، تجريد أسماء الصحابة 1/ 395. (2) في أ: قال الطبري. (3) أسد الغابة ت (3818) ، الثقات 3/ 295، تجريد أسماء الصحابة 1/ 390، الجرح والتعديل 1/ 367. (4) في أ: معاوية جندة وعمارة بن عامر بن الشيخ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 479 5738- عمارة بن عبيد الخثعميّ «1» : ويقال ابن عبيد اللَّه. ويقال عمار. قال ابن حبّان: شيخ كبير، كان داود بن أبي هند يزعم أنّ له صحبة. وروى البخاريّ وابن عديّ في ترجمة سليمان بن كثير، من طريق سليمان، بن داود «2» ، عن عمارة بن عبيد- شيخ من خثعم كبير، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يذكر خمس فتن، أربع قد مضين، والخامسة فيكم يا أهل الشام، وذلك عند فتنة عبد الرحمن بن الأشعث. قال ابن عديّ: تفرّد به سليمان. قلت: بل تابعه حماد بن سلمة، وخالد الطّحان. وسلمة بن علقمة، كلّهم عن داود في أصل الحديث، ثم اختلفوا، فأخرجه أحمد من رواية حماد، ورواية حماد هذه أيضا عند ابن قانع، وابن مندة، لكنه قال: عمار، فجزم به، لكن خالفوه في سياقه. والمحفوظ في هذا ما أخرجه أحمد، من طريق حماد بن سلمة، عن داود، عن عمار. وفي نسخة عمارة رجل من أهل الشام، قال: أدربنا- يعني دخلنا درب الروم، في الغزاة عاما، [ثم] «3» قفلنا ورجعنا، وفينا شيخ من خثعم، فذكر الحجاج بن يوسف فوقع فيه وشتمه، فقلت له: لم تشتمه وهو يقاتل أهل العراق في طاعة أمير المؤمنين؟ فقال: إنه هو الّذي أكفرهم، أي أخرجهم بسوء سيرته من الطاعة، ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في هذه الأمّة خمس فتن ... » الحديث. قلنا: أنت سمعته من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. والحاصل أنّ داود بن هند تفرّد بهذا الحديث، فاختلف عليه في اسم شيخه: هل هو عمارة أو عمار؟ وهل هو صحابي هذا الحديث أو الصحابي «4» شيخ من خثعم؟ فالأول لم يترجّح عندي فيه شيء، والثاني الراجح أنّ شيخ «5» داود تابعي، والصحابي خثعمي لم يسمّ. واللَّه أعلم. وتابعه وهب بن منبّه عن خالد «6» ، ورواية مسلمة قال فيها: عن داود، عن عمارة بن   (1) أسد الغابة ت (3819) ، الاستيعاب ت (1893) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 396، الثقات 3/ 295، التاريخ الكبير 6/ 694. (2) في أ: سليمان بن داود. (3) سقط في أ. (4) في أ: أن عمه شيخ. (5) في أ: وهب بن قتيبة عن خالد. (6) في أ: قتيبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 480 عبيد: حدثني رجل من خثعم. والّذي ذكره ابن حبان تبع فيه البخاري. وخالفه أبو حاتم، فذكر [أنه عند] «1» عمارة بن عبيد له صحبة. وروى داود بن أبي هند، عن رجل من أهل الشام عنه، وهذا لا شك أنه غلط، فإنّ الشامي هو عمارة أو عمار كما صرح به في رواية أحمد وشيخه رجل من خثعم، فهذا قول ثالث. واللَّه أعلم. 5739- عمارة بن عقبة بن حارثة: من بني غفار. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم خيبر. 5740- عمارة بن عقبة: بن أبي معيط «2» القرشي الأموي، أخو الوليد. قال أبو عمر: كان هو وأخوه الوليد، وخالد، من مسلمة الفتح. وقال الحارث في مسندة: حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا ابن نمير. وقال بن أبي شيبة في مسندة: حدثنا عبد اللَّه بن نمير، حدثنا حرب بن أبي مطر، عن مدرك، عن عفان، عن أبيه عمارة، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لأبايعه، قال: فقبض يده، فقال بعض القوم: إنما يمنعه هذا الخلوق الّذي بك، فذهب فغسله، ثم جاء فبايعه. وهكذا أخرجه الطّبرانيّ والبزّار، وابن قانع، وابن مندة، وغيرهم من طريق ابن نمير بهذا الإسناد. وقال ابن مندة: عداده في أهل الكوفة، وذكر الزبير في أنساب قريش أن أم كلثوم بنت عقبة لما هاجرت قدم في طلبها أخواها الوليد وعمارة فطلباها «3» من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فردّها عليهم، فأنزل اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ... [الممتحنة: 10] الآية. هكذا ذكره بغير إسناد. وقد ذكر ذلك ابن إسحاق في «المغازي» . وروى عن الزهري عن عروة قصة مطوّلة في سبب النزول، لكن ليس فيها قصة أم كلثوم. وقال الزّبير: ومن ولد عمارة: الوليد بن عمارة، ومدرك بن عمارة، وكان له قدر، وأقام عمارة بالكوفة وفيها عقبة.   (1) في أ: عنه. (2) أسد الغابة ت (3821) ، الاستيعاب ت (1895) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 396، المحن 131. (3) في أ: فطلب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 481 وأنشد له المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» أبياتا يمدح بها عثمان، وكان أخاه لأمه: ذكّرتني أخي ابن عفّان (م) ... فاللّيل لدى ذكره غاية طوال عصمة النّاس في الهنات إذا (م) ... خيف دواهي الأمور والزّلزال وثمال الأيتام في الجدب والأزل ... (م) إذا هبت الرّيح الشّمال والوصول للقربى إذا قحط القطر ... قديما وعزّت الأشوال [الخفيف] 5741 ز- عمارة بن عقبة: بن حارثة الغفاريّ «1» . ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر، كذا ذكره ابن عبد البر. والّذي في المغازي لابن إسحاق: إن المقتول بخير اليهودي الّذي بارز عمارة بن عقبة، وسماه الطبري الذيّال، ونسب عمارة، فقال: ابن عقبة بن عباد بن مليل، وإنه لما ضرب اليهودي قال: خدها وأنا الغلام الغفاريّ. 5742 ز- عمارة بن عمرو: بن أمية الضّمري. سيأتي ذكر أبيه، وأما هو فلم أر له ذكرا في الصحابة، لكن استدركه ابن فتحون مستندا إلى ما ذكره الطبري أن عمرو بن العاص أرسله أميرا على مدد إلى الرملة سنة خمس عشرة في صدر خلافة عمر. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة. 5743- عمارة بن عمير «2» : يأتي في عمرو. 5744- عمارة بن الخثعميّ: له ذكر. كذا في التجريد. 5745- عمارة بن مخشي: شهد اليرموك، وكان من أمراء الجيوش، كذا في التجريد. 5746- عمارة بن مخلد: بن الحارث الأنصاري النجاري «3» . ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد بأحد. وأما ابن إسحاق فذكر في البدريين عامر بن مخلد، وذكر أنه قتل بأحد، فاللَّه أعلم، هل هما اثنان أو واحد، اختلف في اسمه؟ وصنيع ابن عائذ في المغازي يقتضي أنّهما   (1) الاستيعاب ت (1894) . (2) أسد الغابة ت (3822) ، الاستيعاب ت (1896) . (3) أسد الغابة ت (3824) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 482 واحد، فإنه عدّ فيمن استشهد بأحد عن الوليد بن مسلم عمارة بن مخلد. قال: وغير الوليد يقول عامر بن مخلد. 5747- عمارة بن مدرك بن جنادة «1» : ذكره الذّهبيّ، ونسبه لبقي بن مخلد. 5748 ز- عمارة بن معاذ «2» : قيل هو اسم أبي نملة الأنصاري، قاله ابن حبان، وقال غيره: اسمه عمارة. 5749- عمارة والد مدرك «3» : هو ابن عقبة بن أبي معيط تقدم. ذكر من اسمه عمر 5750- عمر بن الحكم السلمي «4» : أخو معاوية بن الحكم وإخوته. روى ابن سعد بسند فيه الواقدي إلى عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم السلمي، قال: نذرت أمي بدنة تنحرها عند البيت، فجلّلتها بشقّتين «5» من شعر ووبر، فنحرت البدنة، وسترت الكعبة. وروى ابن السّكن وغيره من طريق كثير بن معاوية بن الحكم عن أبيه، قال: وفدت على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، أنا وستّة من إخوتي ... الحديث. وقد تقدم في ترجمة أخيه عليّ وأما ما رواه مالك عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم في قصة الجارية التي ترعى الغنم، فقد اتفقوا على أنه وهم فيه. والصواب معاوية بن الحكم. 5751 ز- عمر بن الحكم البهزي: من بهز سليم. ذكر خليفة بن خيّاط في الرّواة من بني مازن بن منصور. ذكره مع عتبة بن غزوان وقومه. واستدركه ابن فتحون.   (1) بقي بن مخلد 819. (2) أسد الغابة ت (3825) ، الثقات 3/ 295، تجريد أسماء الصحابة 1/ 396. (3) الجرح والتعديل 6/ 236، أسد الغابة ت (3826) ، الاستيعاب ت (1898) . (4) تقريب التهذيب 2/ 53، تهذيب التهذيب 7/ 437، تجريد أسماء الصحابة 1/ 397، الكاشف 308، تهذيب الكمال 2/ 1006، خلاصة تذهيب 2/ 267، المحن 171، أسد الغابة ت (3829) . (5) في أ: سقتين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 483 قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله. 5752- عمر بن الخطّاب بن نفيل القرشي العدوي رضي اللَّه عنه «1» : ابن عبد العزّى بن رياح، بالتحتانية، ابن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح، بمهملة ومعجمة وآخره مهملة، ابن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشي العدوي. أبو حفص أمير المؤمنين. وأمّه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومية، كذا قال ابن الزبير. وروى أبو نعيم، من طريق ابن إسحاق أنها بنت هشام أخت أبي جهل جاء عنه أنه ولد بعد الفجار الأعظم بأربع سنين، وذلك قبل المبعث النبوي بثلاثين سنة، وقيل بدون ذكر خليفة بسند له: إنه ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان إليه السفارة في الجاهلية، وكان عند المبعث شديدا على المسلمين، ثم أسلم، فكان إسلامه فتحا على المسلمين، وفرجا لهم من الضيق. قال عبد اللَّه بن مسعود: وما عبدنا اللَّه جهرة حتى أسلم عمر، أخرجه ... وأخرج ابن أبي الدّنيا بسند صحيح، عن أبي رجاء العطاردي، قال: كان عمر طويلا جسيما، أصلع أشعر شديد الحمرة، كثير السّبلة «2» في أطرافها صهوبة، وفي عارضيه خفّة. وروى يعقوب بن سفيان في تاريخه بسند جيّد إلى زر بن حبيش، قال: رأيت عمر [أعسر] أصلع آدم، قد فرع الناس، كأنه على دابة، قال: فذكرت هذه القصة لبعض ولد عمر، فقال: سمعنا أشياخنا يذكرون أنّ عمر كان أبيض، فلما كان عام الرمادة وهي سنة المجاعة ترك أكل اللحم والسمن وأدمن أكل الزيت حتى تغيّر لونه، وكان قد احمر فشحب لونه.   (1) الرياض المستطابة 147، التاريخ لابن معين 2/ 41، العبر 526، الكاشف 309، أصحاب بدر 46، الفوائد العوالي (الفهرس) ، تفسير الطبري 11/ 13264، تاريخ جرجان 730، تهذيب التهذيب 7/ 438، الرياض النضرة 2/ 85، طبقات وفقهاء اليمن (انظر الفهرس) ، الزهد لوكيع 3، المصباح المضيء ج 1 ج 2 (انظر الفهرس) ، التحفة اللطيفة 3/ 326، تقريب التهذيب 2/ 54، تجريد أسماء الصحابة 1/ 397، الأعلام 5/ 45، طبقات علماء إفريقيا وتونس 339، التاريخ الصغير 5/ 236، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 268، الاستبصار 391، التاريخ الكبير 6/ 138، الجرح والتعديل 105، تاريخ الإسلام 2/ 102، 3/ 418، طبقات الحفاظ 658، صفة الصفوة 1/ 268، غاية النهاية 1/ 591، حلية الأولياء 1/ 38، 55، الطبقات الكبرى 9/ 141، بقي بن مخلد 11، شرف أصحاب الحديث (الفهرس) ، التمييز والفصل 51، التبصرة والتذكرة ج 1/ 23، التعديل والجرح 1024، أسد الغابة ت (3830) ، الاستيعاب ت (1899) . (2) السّبلة بالتحريك: الشارب، والجمع السّيال، قاله الجوهري، وقال الهروي: هي الشّعرات التي تحت اللحي الأسفل، والسبلة عند العرب مقدّم اللحية وما أسبل منها على الصدر النهاية 2/ 339. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 484 وروى الدّينوريّ في «المجالسة» عن الأصمعيّ، عن شعبة، عن سماك: كان عمر أروح، كأنه راكب والناس يمشون، قال: والأروح الّذي يتدانى عقباه إذا مشى. وأخرج ابن سعد بسند جيّد، من طريق سماك بن حرب، أخبرني هلال بن عبد اللَّه، قال: رأيت عمر جسيما كأنه من رجال بني سدوس. وبسند فيه الواقديّ: كان عمر يأخذ أذنه اليسرى بيده اليمنى، ويجمع جراميزه «1» ، ويثب على فرسه، فكأنما خلق على ظهره. وأخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي، عن أبي عمر الجزار، عن عكرمة، عن ابن عباس- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ أعزّ الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطّاب» . فأصبح عمر فغدا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج أبو يعلى، من طريق أبي عامر العقدي، عن خارجة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ أعزّ الإسلام بأحبّ الرّجلين إليك: بعمر بن الخطّاب، أو بأبي جهل بن هشام» . وكان أحبّهما إلى اللَّه عمر بن الخطاب. وأخرجه عبد بن حميد، عن أبي عامر، عن خارجة بن عبد اللَّه الأنصاري به. ورويناه في [الكنجروديات] من طريق القاسم، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عامر، بلفظ اللَّهمّ اشدد الدين. وفي آخره: فشدّ بعمر. وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن سعيد بن المسيّب: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا رأى عمر أو أبا جهل قال: «اللَّهمّ اشدد دينك بأحبّهما إليك» . وأخرج الدّارقطنيّ من رواية القاسم عن عثمان، عن أنس- رفعه: «اللَّهمّ أعزّ الدّين بعمر أو بعمرو بن هشام» - في حديث طويل. وروينا في أمالي ابن شمعون، من طريق المسعوديّ، عن القاسم، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه- يعني ابن مسعود- رفعه: «اللَّهمّ أيّد الإسلام بعمر» . ورويناه في الخلعيات، من حديث ابن عباس كذلك [و] «2» لم يذكر أبا جهل. وفي كامل ابن عديّ من رواية مسلم بن خالد، عن هشام، عن أبيه- أنّ عائشة- مثله، لكن لفظه: أعزّ. وزاد في آخره: خاصة [و] «3» وقال في فوائد عبد العزيز الجرمي، من   (1) يقال: ضم فلان إليه جراميزه إذا رفع ما انتشر من ثيابه ثم مضى اللسان 1/ 607. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 485 رواية أم عمر بنت حسان الثّقفية عن زوجها سعيد بن يحيى بن قيس، عن أبيه، عن عمر «1» ، فذكر قصة. وفيها: وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اللَّهمّ اشدد «2» الدّين بعمر، اللَّهمّ اشدد الدّين [بعمر» و، اللَّهمّ اشدد الدّين بعمر» ] «3» . وأخرج أحمد، من رواية صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، قال: قال عمر: خرجت أتعرّض لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فوجدته سبقني «4» إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أتعجّب من تأليف القرآن، فقلت: هذا واللَّه شاعر كما قالت قريش، قال: فقرأ: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ [الحاقة: 41، 41] ، فقلت: كاهن، قال: وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ [الحاقة: 42] حتى ختم السورة، قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقع. وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة، عن ابن عباس أنه سأل عمر عن إسلامه، فذكر قصته بطولها، وفيها أنّه خرج ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين حمزة وأصحابه الّذي كانوا اختلفوا في دار الأرقم، فعلمت قريش أنه امتنع فلم تصبهم كآبة مثلها، قال: فسماني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يومئذ الفاروق. وسيأتي في ترجمة أخته فاطمة بنت الخطاب شيء منها. 5753- عمر بن سعد: أبو كبشة الأنماري «5» . يأتي في الكنى. ويقال عمرو- بفتح العين. ويقال أبو سعيد- بفتح السين. وقيل في اسمه غير ذلك. 5754 ز- عمر بن سعيد بن مالك: ذكر الحسن بن عليّ الكرابيسي في كتاب أدب القضاء له- أنّ عمر بن الخطاب ولّاه فيمن ولى على المغازي أيام الفتوح. كذا وجدته فيه غير منسوب. وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة. 5755- عمر بن سفيان: بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه «6» بن عمرو بن مخزوم المخزومي، أخو الأسود. وهو ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد زوج أم سلمة. كان ممن هاجر إلى الحبشة،   (1) في أ: أن عمر. (2) في أ: أسعد. (3) في أ: بعمرو. (4) في أ: فوجدته فرأيته سبقني. (5) أسد الغابة ت (3833) ، الاستيعاب ت (1901) . (6) أسد الغابة ت (3835) ، الاستيعاب ت (1902) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 قاله ابن عبد البر، تبعا للزبير بن بكار. وقال: أمه ريطة بنت عمرو «1» بن أبي قيس القرشية العامرية. 5756- عمر بن أبي سلمة: بن عبد الأسد «2» ، ابن عمّ الّذي قبله، وهو ربيب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. أمه أمّ سلمة أم المؤمنين، ولد بالحبشة في السنة الثانية، وقيل قبل ذلك، وقبل الهجرة إلى المدينة، ويدلّ عليه قول عبد اللَّه بن الزبير: كان أكبر منه بسنتين. وكان يوم الخندق هو وابن الزبير في الخندق في أطم حسان بن ثابت. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث في الصحيحين وغيرهما، وعن أبيه. روى عنه ابنه محمّد، وسعيد بن المسيّب، وعروة، وأبو أمامة بن سهل، ووهب بن كيسان، وغيرهم. ومن حديثه ما رواه عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن عبد اللَّه بن كعب الحميري، عن عمر بن أبي سلمة، قال: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن قبلة الصائم، قال: «سل هذه- لأمّ سلمة» . فقلت: «غفر اللَّه لك» . قال: «إنّي أخشاكم للَّه وأتقاكم» . أخرجه مسلم. وفي «الصّحيحين» من رواية وهب بن كيسان عنه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال له: «ادن يا بني فسمّ اللَّه وكل بيمينك وكل ممّا يليك» . قال الزّبير: وولي البحرين زمن علي، وكان قد شهد معه الجمل، ووهم من قال: إنه قتل فيها، قال أبو عمر: مات بالمدينة سنة ثلاث وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان.   (1) في أ: عمر. (2) أسد الغابة ت (3836) ، الاستيعاب ت (1903) ، المغازي للواقدي 343، المحبر لابن حبيب 84، تاريخ اليعقوبي 2/ 201، أنساب الأشراف 3/ 283، المعارف 125، طبقات خليفة 20، تاريخ خليفة 200، التاريخ لابن معين 2/ 430، التاريخ الصغير 83، التاريخ الكبير 6/ 139، تاريخ الثقات للعجلي 358، مقدمة مسند بقي بن مخلد 95، المعرفة والتاريخ 1/ 271، تاريخ أبي زرعة 1/ 525، تاريخ الطبري 3/ 164، الجرح والتعديل 6/ 117، الثقات لابن حبان 3/ 263 مشاهير علماء الأمصار رقم 124، رجال صحيح البخاري 2/ 507، رجال صحيح مسلم 2/ 32، جمهرة أنساب العرب 88، الأسامي والكنى للحاكم 120، تاريخ بغداد 1/ 194، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 339، تاريخ دمشق 13/ 116، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 16، تهذيب الكمال 2/ 1011، تحفة الأشراف 7/ 128، الكامل في التاريخ 3/ 240، الكاشف 2/ 271، سير أعلام النبلاء 3/ 406، العقد الثمين 6/ 307، تهذيب التهذيب 7/ 455، تقريب التهذيب 2/ 56، خلاصة تذهيب التهذيب 240، العلل لأحمد 909، تاريخ الإسلام 3/ 159. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 487 5757- عمر بن عكرمة: بن أبي جهل المخزومي «1» . أسلم مع أبيه، وقيل اسمه عمرو. قال سيف في الفتوح بسنده: أتى خالد بعد ما افتتحوا اليرموك بعكرمة جريحا، فوضع رأسه على فخذه، وبعمر بن عكرمة، فوضع رأسه على ساقه، وجعل يمسح وجهه .... فذكر القصة. وذكره الطبري، فقال: عمرو بن عكرمة. 5758- عمر بن عمرو الليثي» : وقيل عبيد بن عمرو. وقال أبو نعيم الكوفيّ، عن قرة بن خالد، عن سهل بن علي النميري، قال: لما كان يوم الفتح كان عند عمر بن عمرو الليثي خمس نسوة، فأمره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يطلّق إحداهن. ورواه عبد الوهّاب بن عطاء، عن قرة، فقال: عبيد بن عمرو، وزاد: فطلق دجاجة بنت أسماء بن الصلت، فخلف عليها عامر بن كريز، فولدت له عبد اللَّه. أخرجه ابن مندة، ورواه أبو نعيم، من طريق بشر بن المفضل، عن قرة، حدثني سهل النميري، حدثني بعض آل عمير، قال: لما كان يوم الفتح ... فذكره، وقال فيه: فطلق دجاجة بنت أسماء بن الصّلت. 5759- عمر بن عمير بن عديّ: بن نابي الأنصاري، ابن عم ثعلبة بن غنم «3» ابن عديّ الأنصاري. قال أبو عمر: شهد المشاهد. 5760 ز- عمر بن عمير: غير منسوب. ذكره البغويّ في الصحابة، وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، قال: قلت لجابر: أسمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن» ، قال: لا، حدثني عمر بن عمير. قلت: والمحفوظ في هذا أن أبا الزبير سأل عبيد بن عمير، وهو الليثي التابعي المشهور. 5761- عمر بن عوف النّخعي «4» :   (1) أسد الغابة ت (3839) . (2) أسد الغابة ت (3840) . (3) أسد الغابة ت (3841) ، الاستيعاب ت (1904) . (4) الثقات 3/ 264، تجريد أسماء الصحابة 1/ 398، أسد الغابة ت (3842) ، الاستيعاب ت (1905) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 488 قال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن السكن: معدود في الشاميين، يقال له صحبة. وذكره البخاريّ في الصحابة، وروى من طريق شريح بن عبيد، عن مالك بن عامر، عن عبد اللَّه بن السعدي- رفعه: «لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل» «1» . فقال معاوية، وعمر بن عوف، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص- إن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «الهجرة خصلتان ... » الحديث، في إسناده إسماعيل بن عيّاش. ورواه ابن مندة، من طريق أخرى إلى إسماعيل، قال: ويقال عمرو بن عوف- بفتح العين. وأخرجه أبو نعيم من طريقين عن إسماعيل، ليس فيه ذكر عمرو بن عوف. 5762- عمر بن لاحق «2» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عبد القدوس بن حبيب، عن الحسن، عن عمر بن لاحق صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا وضوء على من مسّ فرجه» . 5763- عمر بن مالك «3» : ذكره الطّبرانيّ في الصحابة. وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة- أنه سمع عمر بن مالك- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «آمركم بثلاث وأنهاكم عن ثلاث ... » «4» الحديث. 5764- عمر بن مالك بن عتبة: بن وهب بن عبد مناف «5» بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، ابن عم والد سعد بن أبي وقاص.   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 192 عن ابن السعدي وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 253 عن ابن السعدي- الحديث قال الهيثمي رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير من غير ذكر ابن السعدي والبزار من حديث عبد الرحمن بن عوف وابن السعدي فقط ورجال أحمد ثقات لا تنقطع والهجرة ما قاتل العدو 4/ 79 أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 253 عن ابن سعدي ... وقال رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير ورجال أحمد ثقات. (2) أسد الغابة ت (3844) . (3) التاريخ الكبير 194، تجريد أسماء الصحابة 1/ 398. (4) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 220 عن عمر بن مالك قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم آمركم بثلاث ... الحديث رواه الطبراني عن شيخ بكر بن سهل قال الذهبي مقارب الحال وضعفه النسائي وبقية رجاله حديثهم حسن وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 449 وعزاه لأبي نعيم في الحلية كما أورده أيضا حديث رقم 1023 وعزاه إلى الطبراني في الكبير. (5) أسد الغابة ت (3845) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 489 وكان من مسلمة الفتح، ذكره سيف، والطبري في الفتوح، وأنه كان مع سعد فأرسله عمر بن الخطاب لمحاصرة هيت وغيرها، وأوفده عمر مددا لأبي عبيدة بالشام سنة خمس عشرة. وقال ابن عساكر: شهد فتح دمشق والجزيرة. 5765 ز- عمر بن معاوية الغاضري: لعله أخو عبد اللَّه «1» . روى ابن مندة، من طريق نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن ابن عائذ، قال: قال عمر بن معاوية الغاضري، من غاضرة قيس: كنت ملزقا ركبتي بفخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فجاءه رجل، فقال: كيف ترى يا نبيّ اللَّه في رجل ليس له مال يرى الناس يتصدقون ولا يستطيع ذلك؟ قال: «يقول الخير ويدع الشّرّ» . 5766- عمر بن وهب الثقفي: يأتي في عمرو بن وهب. 5767 ز- عمر بن يزيد الكعبي: كعب خزاعة «2» . روى ابن مندة، من طريق هارون بن مسلم بن سعدان، عن أبيه عن جده عنه، قال: كنت جالسا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فحفظت من كلامه: «أسلم سلّمهم اللَّه من كلّ آفة إلّا الموت ... » الحديث. 5768- عمر الأسلمي «3» : روى الطّبرانيّ والباورديّ وبقيّ بن مخلد، والطّبريّ، من طريق يحيى بن أبي كثير، عن يزيد بن نعيم- أنّ رجلا من أسلم يقال له عمر اتّبع رجلا من أسلم يقال له عبيد بن عويم، فوقع عمر على وليدته زنا، فحملت، فولدت غلاما يقال له حمام، وذلك في الجاهلية، وأنّ عمر المذكور أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فكلّمه في ولده، فقال: «سله ما استطعت» . فانطلق فأخذه، فجاء عبيد بن عويم، فأعطى مكانه غلاما اسمه رافع، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أيما رجل ادّعى ابنه فأخذه ففكاكه رقبة يفكّه بها» . مداره عندهم على سفيان بن وكيع عن أبيه، وسفيان ضعيف، ورواه محمد بن عثمان ابن أبي شيبة عن عمه القاسم عن وكيع، فقال فيه: عن يزيد بن نعيم، عن رجل من جهينة يقال له عمر، أسلم فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فسمعه يقول ... فذكر الحديث الأخير.   (1) أسد الغابة ت (3848) . (2) أسد الغابة ت (3849) ، الاستيعاب ت (1906) . (3) أسد الغابة ت (3827) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 490 5769 ز- عمر الجمعي ّ «1» : ذكره أحمد في المسند، وتبعه جماعة، وذكره ابن ماكولا في الإكمال، وجزم بأنّ له صحبة، ومدار حديثه عن أحمد، ومطيّن، وابن أبي عاصم، والبغوي، وابن السكن، والطبراني، على بقية عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير- أن عمر الجمعيّ حدثهم أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا أراد اللَّه بعبد خيرا استعمله قبل موته ... » الحديث. قال ابن السّكن: يقال اسمه عمرو بن الحمق. وقال البغوي: يقال إنه وهم من بقية. وبذلك جزم أبو زرعة الدمشقيّ، وقد رواه ابن حبان في صحيحه، من طريق عبد الرحمن بن بجير بن بقية، عن أبيه: فقال: عن عمرو بن الحمق، وكذلك رواه الطبراني من طريق زيد بن واقد، عن جبير بن نفير، وإنما لم أجزم بأنه غلط لمقام الاحتمال. 5770- عمر الخثعميّ «2» : ذكره وثيمة، كذا في التجريد. 5771 ز- عمر اليماني: ترجم له ابن قانع، وأخرج من طريق حسن بن واقد، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن عمر اليماني، قال: كنت رجلا من أهل اليمن، وكنت حليفا لقريش، فأرسلني أبو سفيان طليعة على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعجبني الإسلام، فأسلمت. واستدركه أبو عليّ الغسّاني، وابن الدّبّاغ، وابن فتحون، وابن الأمين، وابن الأثير. وظنّ بعضهم أنه عمرو الثّمالي الآتي في آخر من اسمه عمرو، بفتح العين، لكونه الراويّ عنه شهر بن حوشب، وكنت توهمت ذلك، ثم رجعت، فإن السند مختلف، وكذلك المتن. واللَّه أعلم. ذكر من اسمه عمرو، بفتح العين وسكون الميم 5772- عمرو بن أبي أثاثة: بن عبد العزّى العدوي «3» . قال أبو عمر: ذكره الزبير بن بكار فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، ومات بها وهو أوّل من ورث في الإسلام.   (1) أسد الغابة ت (3828) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 397. (2) الثقات 3/ 265، (3) أسد الغابة ت (3851) ، الاستيعاب ت (1907) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 491 قلت: وقد ذكروا مثل ذلك في عديّ بن أبي أثاثة. وقد تقدم ذكر عروة بن أبي أثاثة. 5773- عمرو بن الأحوص الجشمي «1» : نسبه ابن عبد البرّ، فقال: ابن جعفر بن كلاب. وهو من بني جشم بن سعد. له حديث في السنن الأربعة من رواية ابنه سليمان عنه أنه شهد حجة الوداع. وقد شهد اليرموك في زمن عمر. له ذكر. 5774- عمرو بن أحيحة «2» : بمهملتين مصغرا، ابن الجلاح، بضم الجيم وآخر مهملة الأنصاري الأوسي. قال أبو عمر: ذكره ابن أبي حاتم فيمن روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى أيضا عن خزيمة بن ثابت. وروى عنه عبد اللَّه بن عليّ بن السّائب، قال أبو عمر: هذا لا أدري ما هو، لأنّ أحيحة بن الجلاح تزوّج سلمى بنت زيد من بني عديّ بن النجار والدة عبد المطلب بعد موت هاشم، فولدت له عمرا، فهو أخو عبد المطلب لأمه. هذا قول أهل النسب والأخبار، وإليهم المرجع في ذلك، قال: ومن المحال أن يروي عن خزيمة بن ثابت من كان في هذا السنّ. وعساه أن يكون حفيدا لعمرو بن أحيحة سمّي باسمه. قلت: ويحتمل ألّا يكون بينه وبين أحيحة بن الجلاح الّذي تزوّج سلمى نسب، بل وافق اسمه واسم أبيه اسمه، واشتركا في التسمية بعمرو. وليت شعري ما المانع من ذلك مع كثرة ما وقع منه؟. وحديث عمرو هذا عن خزيمة في سنن النسائي، وهو مضطرب.   (1) أسد الغابة ت (3852) ، الاستيعاب ت (1908) ، تهذيب التهذيب 8/ 2، تجريد أسماء الصحابة 1/ 399، الثقات 3/ 278، تقريب التهذيب 2/ 65، الكاشف 323، خلاصة تذهيب 2/ 280، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ الكبير 6/ 305، تهذيب الكمال 2/ 1056، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، بقي بن مخلد 491. (2) أسد الغابة ت (3853) ، الاستيعاب ت (1909) ، تقريب التهذيب 2/ 65، تهذيب التهذيب 8/ 3، تجريد أسماء الصحابة 1/ 399، الكاشف 2/ 323، خلاصة تذهيب 2/ 280، الاستبصار 312، 315، الجرح والتعديل 6/ 220، تهذيب الكمال 2/ 1026، الطبقات الكبرى 1/ 79، التحفة اللطيفة 3/ 29، تراجم الأحبار 2/ 593 الجرح والتعديل 6/ 1218، دائرة معارف الأعلمي 23/ 53. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 492 وأما روايته عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فلم أقف عليها. وقد ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له شعرا في الحسن بن علي لما خطب عند صلحه مع معاوية، وإذا كان كذلك فهو صحابي، لأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حين مات لم يبق من الأنصار إلا من يظهر الإسلام. وقد وقع في رجال المتن ما قدمت ذكره في حرف الألف في أحيحة. 5775- عمرو بن أخطب «1» : بن رفاعة الأنصاري الخزرجي، أبو زيد، مشهور بكنيته. وسيأتي نسبه في الكنى. غزا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث عشرة مرة، ومسح رأسه، وقال: اللَّهمّ جمّله، ونزل البصرة. روى عنه ابنه بشير، وآخرون. وحديثه في صحيح مسلم، والسنن، وهو ممن جاوز المائة. 5776- عمرو بن أراكة «2» : أو ابن أبي أراكة. ذكره البخاريّ في الصحابة، وقال: سكن البصرة. وقال ابن السكن: روى عنه حديث واحد، ولم يثبت، ثم أخرج من طريق أبان بن عثمان، عن الحسن- أن ّ عمرو بن أراكة صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كان جالسا مع زياد بن أبي سفيان على سريره، فأتي بشاهد فتتعتع في شهادته، فقال له زياد: واللَّه لأقطعنّ لسانك. فقال عمرو بن أراكة: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ينهى عن المثلة. قال ابن السّكن: المشهور في هذا: عن الحسن، عن عمران بن حصين. قلت: وفي إسناد ابن السكن ابن لهيعة، وحاله مشهور. 5777 ز- عمرو بن الأزرق:   (1) أسد الغابة ت (3854) ، الاستيعاب ت (1910) ، الرياض المستطابة 237، الثقات 3/ 275، تقريب التهذيب 2/ 65، تهذيب التهذيب 8/ 4، تجريد أسماء الصحابة 1/ 399، الكاشف 323، خلاصة تذهيب 2/ 280، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ الكبير 6/ 309، سير أعلام النبلاء 3/ 173، تهذيب الكمال 2/ 1026، الإكمال 6/ 266، الطبقات 104، 187، در السحابة 862، الجمع بين رجال الصحيحين 1416، تراجم الأحبار 2/ 578، المعرفة والتاريخ 1/ 331، بقي بن مخلد 326 دائرة معارف الأعلمي 23/ 53، تنقيح المقال 2/ 8667، طبقات ابن سعد 7/ 28، تاريخ الطبري 3/ 180، تحفة الأشراف 8/ 133 تاريخ الإسلام 1/ 338. (2) أسد الغابة ت (3855) ، الاستيعاب ت (1911) ، طبقات وفقهاء اليمن 49، تجريد أسماء الصحابة 1/ 399، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تاريخ من دفن بالعراق 339. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 493 تقدم ذكره في ترجمة الأزرق. قال البلاذري: قاتل عمرو يوم أحد وأسر. 5778 ز- عمرو بن الأسود «1» : يأتي حديثه مقرونا في كثير من الروايات بأبي أمامة: منها ما رواه ابن أبي عاصم من طريق الحارث بن الحارث، عن عمرو بن الأسود، وأبي أمامة، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم. وقد فرّق ابن أبي عاصم، وسعيد بن يعقوب- بين هذا وبين عمرو بن الأسود العنسيّ الآتي في المخضرمين. 5779- عمرو بن أقيش: يأتي في عمرو بن ثابت. 5780- عمرو بن أم مكتوم القرشي «2» : ويقال اسمه عبد اللَّه. وعمرو أكثر، وهو ابن قيس بن زائدة بن الأصم. ومنهم من قال عمرو بن زائدة، لم يذكر قيسا، ومنهم من قال قيس بدل زائدة. وقال ابن حبّان: من قال ابن زائدة نسبه لجده، ويقال: كان اسمه الحصين فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، حكاه ابن حبان. وقال ابن سعد: أهل المدينة يقولون اسمه عبد اللَّه، وأهل العراق يقولون اسمه عمرو، قال: واتفقوا على نسبه، وأنه ابن قيس بن زائدة بن الأصم. وفي هذا الاتفاق نظر، فقد تقدم ما يخالفه كما ترى، وتقدم ما يخالفه أيضا. قلت: نسبه كذلك ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، وحكي في اسمه أيضا عبد اللَّه بن عمرو. قال: وقيل عمرو بن قيس بن شريح بن مالك. وقال الثعلبي في تفسيره: اسمه عبد اللَّه ابن شريح بن مالك بن ربيعة بن قيس بن زائدة، واسم الأصم جندب بن هدم بن رواحة بن   (1) تقريب التهذيب 2/ 65، تهذيب التهذيب 8/ 4، تجريد أسماء الصحابة 1/ 400، الكاشف 324، التاريخ الصغير 1/ 111، 122، 123، تهذيب التهذيب 2/ 280، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ الكبير 1/ 315، طبقات الحفاظ 299، صفة الصفوة 4/ 201، الأعلام 5/ 73، تهذيب الكمال 2/ 1026، البداية والنهاية 8/ 33، الطبقات الكبرى 6/ 70، 47، الطبقات 280، أسد الغابة ت (3859) . (2) المنمق 509، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 791، تاريخ الإسلام 3/ 54، التاريخ الصغير 1/ 26، تجريد أسماء الصحابة 1/ 416، العبر 1/ 19، المعرفة والتاريخ 3/ 324، المحدث الفاصل 182، الأعلام 5/ 83، شذرات الذهب 1/ 28، الطبقات الكبرى 2/ 27، 3/ 234، 4/ 205، 367، عنوان النجابة 139، خلاصة تذهيب 2/ 296، تهذيب التهذيب 8/ 92. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 494 حمير بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري. واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد اللَّه بن عنكثة، بمهملة ونون ساكنة وبعد الكاف مثلثة، ابن عائذ بن مخزوم، وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين، فإنّ أم خديجة أخت قيس بن زائدة، واسمها فاطمة. أسلم قديما بمكة، وكان من المهاجرين الأولين، قدم المدينة قبل أن يهاجر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقيل: بل بعده، بعد وقعة بدر بيسير، قاله الواقديّ. والأول أصحّ، فقد روي من طريق أبي إسحاق عن البراء، قال: أول من أتانا مهاجرا مصعب بن عمير، ثم قدم ابن أم مكتوم، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يستخلفه على المدينة في عامّة غزواته يصلّي بالناس. وقال الزّبير بن بكّار: خرج إلى القادسية، فشهد القتال، واستشهد هناك، وكان معه اللواء حينئذ. وقيل: بل رجع إلى المدينة بعد القادسية فمات بها، ذكره البغوي. وقال الواقديّ: بل شهدها، ورجع إلى المدينة فمات بها، ولم يسمع له بذكر بعد عمر ابن الخطاب. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وحديثه في كتب السنن. روى عنه عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو رزين الأسدي، وآخرون. وقال ابن عبد البرّ: روى جماعة من أهل العلم بالنسب والسير أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استحلف ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة: في الأبواء، وبواط، وذي العشيرة، وغزوته في طلب كرز ابن جابر، وغزوة السّويق، وغطفان. وفي غزوة أحد، وحمراء الأسد، ونجران. وذات الرّقاع، وفي خروجه في حجة الوداع، وفي خروجه إلى بدر، ثم استخلف أبا لبابة لما رده من الطريق، قال: وأما رواية قتادة عن أنس: أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استخلف ابن أم مكتوم فلم يبلغه ما بلغ غيره. انتهى. وهو المذكور في سورة: عَبَسَ وَتَوَلَّى [عبس: 1] ، ونزلت فيه: غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ [النساء: 95] لما نزلت: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ ... [النساء: 95] أخرجه البخاري. وفي «السّنن» من طريق عاصم بن أبي رزين، عن ابن أم مكتوم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، رجل ضرير ... الحديث في تأكيد الصلاة في الجماعة. واللَّه أعلم . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 5781- عمرو بن أمية بن خويلد «1» بن عبد اللَّه بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة الضمريّ، أبو أمية. صحابيّ مشهور، له أحاديث. روى عنه أولاده: جعفر، وعبد اللَّه، والفضل، وغيرهم. قال ابن سعد: أسلم حين انصرف المشركون من أحد، وكان شجاعا، وكان أول مشاهده بئر معونة، فأسره عامر بن الطفيل، وجزّ ناصيته، وأطلقه، وبعثه النبيّ، صلى اللَّه عليه وسلّم إلى النجاشي في زواج أم حبيبة، وإلى مكة، فحمل خبيبا من خشبته، وله ذكر في عدة مواطن، وكان من رجال العرب جزأة ونجدة، وعاش إلى خلافة معاوية، فمات بالمدينة. وقال أبو نعيم: مات قبل الستين. 5782- عمرو بن أمية بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي «2» . ذكره الواقديّ، والطّبريّ، وغيرهما فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، ومات بها. وقال الطّبريّ في الذيل: كان قديم الإسلام. 5783 ز- عمرو بن أمية: بن وهب بن معتب بن مالك الثقفي، أبو أمية. له ذكر في مغازي ابن إسحاق لما أسلمت ثقيف، وأنه بنى مصلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالطائف حيث كان يحاصرها- مسجدا. وقد اختلف في اسمه، ففي مختصر السيرة هكذا، وعند الأموي في المغازي عن ابن إسحاق أبو أمية بن عمرو بن وهب، وعند الواقدي أمية بن عمرو بن وهب. فاللَّه أعلم. 5784- عمرو بن أمية الدّوسي «3» : ذكره المستغفريّ، وروى من طريق البكائي، عن ابن إسحاق، عن الزهري، قال: قال   (1) الكاشف 2/ 324، الثقات 3/ 272، الرياض المستطابة 214، التحفة اللطيفة 3/ 291، تقريب التهذيب 2/ 65، تهذيب التهذيب 8/ 6، عنوان النجابة 137، المنمق 302، الأعلام 5/ 73، الطبقات 1/ 31، تاريخ الثقات 362، الجمع بين رجال الصحيحن/ 138، بقي بن مخلد 128، 336، 127، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ 6/ 30، المعرفة والتاريخ 1/ 325، البداية والنهاية 2/ 328، 8/ 46، والفهارس- سير أعلام النبلاء 3/ 179، التمهيد 10/ 342، الطبقات الكبرى 1/ انظر الفهارس، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 280، الاستبصار 78، التعديل والتجريح 1085، أسد الغابة ت (3862) ، الاستيعاب ت (1913) . (2) أسد الغابة ت (3861) . (3) أسد الغابة ت (3863) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 496 عمرو بن أمية الدوسيّ: دخلت المسجد الحرام، فلقيني رجال من قريش، فقالوا: إياك أن تلقى محمدا أو تسمع مقالته فيخدعك ... فذكر الحديث في إسلامه. 5785 ز- عمرو بن أنس الأنصاري: من بني عوف بن الخزرج «1» . ذكره الباورديّ، وأخرج من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه ذكره في البدريين الذين شهدوا صفّين. والإسناد ضعيف. 5786- عمرو بن الأهتم: بن سمّي بن خالد بن «2» منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري، أبو نعيم. ويقال أبو ربعي. واسم أبيه الأهتم سنان. تقدم له ذكر في ترجمة الزّبرقان بن بدر، وكان عمرو خطيبا جميلا، بليغا شاعرا، شريفا في قومه، قيل هو القائل: ألم تر ما بيني وبين بني عامر ... من الودّ قد بالت عليه الثّعالب فأصبح ما في الودّ بيني وبينه ... كأن لم يكن ذا الدّهر فيه عجائب إذا المرء لم يجببك إلّا تكرّها ... بدا لك من أخلاقه ما يغالب [الطويل] الأبيات: والأصح أنها لأبي الأسود الدؤلي. ومن شعر عمرو بن الأهتم: ذريني فإنّ البخل يا أمّ مالك ... لصالح أخلاق الرّجال سروق لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكنّ أخلاق الرّجال تضيق «3» [الطويل] وكان يقال لشعره: الحلل المنشّرة، وهو القائل يخاطب الزبرقان: ظللت مفترش الهلباء تشتمني ... عند النّبيّ فلم تصدق ولم تصب إن تبغضونا فإنّ الرّوم أصلكم ... والرّوم لا تملك البغضاء للعرب «4» [البسيط]   (1) في أ: من الخزرج. (2) أسد الغابة ت (3868) ، الاستيعاب ت (1914) . (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (3868) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1914) . (4) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (3868) ، والأغاني 4/ 9، والبيت الأول في سيرة ابن هشام 1/ 567 والاستيعاب ترجمة رقم (1914) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 497 قال ابن فتحون: أراد بالهلباء ابنته، فإنّها لكثيرة الشعر. وأنشدها ابن عبد البر: مفترش العلياء- بالعين المهملة والتحتانية بعد اللام- فنسب إلى تصحيفه. وهو عمّ شيبة بن سعد بن الأهتم، والمؤمل بن خاقان بن الأهتم، وعن خالد بن صفوان بن عبد اللَّه بن الأهتم، وكلّهم من البلغاء المشهورين. 5787- عمرو بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم «1» بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. وهو أخو الحارث، تقدم ذكر أخيه. قال أبو عمر: شهد أحدا والخندق وما بعدهما. وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا. 5788- عمرو بن أويس: ويقال ابن أبي أويس بن سعد بن أبي سرح العامري «2» . ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد في اليمامة. وذكره عمر بن شبة أيضا، وهو ابن أخي عبد اللَّه بن سعد. 5789- عمرو بن إياس بن زيد بن جشم الأنصاري «3» ، حليف لهم من أهل اليمن. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا. وقال ابن هشام: يقال إنه أخو الربيع بن إياس. 5790- عمرو بن إياس الأنصاري «4» : من بني سالم بن عوف بن الخزرج. استشهد يوم أحد ذكره أبو عمر. 5791- عمرو بن أيفع: بن كريب بن سالم بن ناعط الهمدانيّ «5» ذكر الطّبريّ أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأخوه مالك. 5792- عمرو بن بجاد الأشعري» : أبو أنس.   (1) أسد الغابة ت (3866) ، الاستيعاب ت (1915) . (2) أسد الغابة ت (3867) ، الاستيعاب ت (1916) . (3) أسد الغابة ت (3870) ، الاستيعاب ت (1917) . (4) أسد الغابة ت (3869) ، الاستيعاب ت (1918) . (5) أسد الغابة ت (3871) . (6) أسد الغابة ت (3872) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 401. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 498 روى ابن مردويه في تفسيره من طريق خديجة بنت عمران بن أبي أنس، واسمه عمرو بن بجاد الأشعري، قال: قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «السّحاب العنان، والرّعد ملك يزجر السّحاب، والبرق طرف [سوط] ملك» . في إسناده الكديميّ. وهو ضعيف، وفيه من لا يعرف أيضا. 5793 ز- عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي. قال الطّبرانيّ: له صحبة، وهو أحد من جاء مصر في أثر عثمان «1» . واستدركه ابن فتحون. 5794 ز- عمرو بن بعكك: يقال: هو اسم أبي السنابل. سماه الطبراني. 5795 ز- عمرو بن بكر «2» : قيل هو اسم أبي الجعد الضمريّ، يأتي في الكنى. 5796- عمرو بن بلال «3» : في الّذي بعده. 5797- عمرو بن بليل: بن بلال بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري، أبو ليلى. مشهور «4» بكنيته. شهد أحدا، وله رواية. روى عنه عبد الرّحمن بن أبي ليلى. ذكره البغويّ، والباورديّ، والطّبريّ، وابن السّكن، وغيرهم في الصحابة. وترجم له البخاريّ، فقال : عمرو بن بلال روى عنه ابن أبي ليلى. يعدّ في الكوفيين، وكذا قال ابن أبي حاتم، لكنه قال: عمرو بن بليل. 5798- عمرو بن بيبا «5» : بكسر الموحدة وفتح التحتانية بعدها موحدة ثانية. ضبطه ابن مفرج، وابن فطيس، وابن فتحون، والصّريفيني.   (1) في أ: في أمر عثمان. (2) أسد الغابة ت (3876) . (3) أسد الغابة ت (3877) ، الاستيعاب ت (1919) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 401، التاريخ الكبير 6/ 311. (4) في أ: شهر بكنيته. (5) أسد الغابة ت (3878) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 499 وأخرج حديثه ابن السّكن، والباورديّ، والمستغفريّ، من طريق معروف بن طريف، عن علقمة بن تميم، عن صالح بن عمرو بن بيبا، عن أبيه، قال: أتينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بتبوك، فقال: «إنّ تمام إسلامكم زكاة أموالكم» . فقلت: يا رسول اللَّه، إن لي ثلاث بنات لا يقوم بهنّ سوائي. فقال: «أليس على أبي ثلاث بنات غزو ولا تضييف؟» إسناده غريب «1» . 5799- عمرو بن تغلب «2» : بفتح المثناة وسكون المعجمة وكسر اللام، النّمري، بفتحتين. ويقال العبديّ. صحابي معروف، نزل البصرة. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث منها أنه أثنى على عمرو بن تغلب في إسلامه، وذلك في صحيح البخاري وغيره، ولم يذكر الأكثرون له راويا غير الحسن البصري. وذكر ابن أبي حاتم أنّ الحكم بن الأعرج روى عنه أيضا. عاش إلى خلافة معاوية. 5800- عمرو بن تيم البياضي «3» : ذكره العدويّ في النّسب، عن القدّاح- أنه شهد أحدا وما بعدها. قال العدويّ: ولم أر من تابع القداح. واستدركه ابن الدباغ وغيره. واللَّه أعلم. 5801- عمرو بن ثابت «4» : بن وقيش، ويقال: أقيش، بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري. وقد ينسب إلى جده فيقال عمرو بن أقيش. وأمّه بنت اليمان أخت حذيفة. وكان يلقب أصيرم واستشهد بأحد. وقال محمّد بن إسحاق: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ،   (1) في أ: إسناده غريب ضعيف. (2) أسد الغابة ت (3879) ، الاستيعاب ت (1920) ، الثقات 3/ 269 تقريب التهذيب 2/ 66، الإكمال 1/ 507، تهذيب التهذيب 8/ 8، تجريد أسماء الصحابة 1/ 402، 403، الكاشف 325، التعديل والتجريح 1086، خلاصة تذهيب 2/ 281، التاريخ الكبير 6/ 304، تهذيب الكمال 2/ 1027، الحلية 2/ 11، الطبقات الكبرى 7/ 157، علوم الحديث لابن الصلاح 288، البداية والنهاية 4/ 361، بقي بن مخلد 502، علل الحديث للمديني 68، در السحابة 802، تصحيفات المحدثين 981، المعرفة والتاريخ 1/ 330 رجال الصحيحين 1409، الطبقات 63. (3) أسد الغابة ت (3880) . (4) أسد الغابة ت (3881) ، الاستيعاب ت (1921) ، معجم الثقات 313، البداية والنهاية 4/ 37، تنقيح المقال 8665. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 500 عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، عن أبي هريرة- أنه كان يقول: حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصلّ صلاة قط، فإذا لم يعرفه الناس يسألونه «1» من هو؟ فيقول: هو أصيرم بني عبد الأشهل: عمرو بن ثابت بن أقيش، قال الحصين: فقلت لمحمود- يعني ابن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يوم أحد وخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بدا له الإسلام فأسلم، ثم أخذ سيفه حتى أتى القوم، فدخل في عرض الناس، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، فبينما رجال من عبد الأشهل «2» يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا: إنّ هذا الأصيرم، فما جاء به؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر، فسألوه ما جاء به؟ فقالوا له: ما جاء بك يا عمرو؟ أحدبا على قومك أم رغبة في الإسلام؟ فقال: بل رغبة في الإسلام، فآمنت باللَّه ورسوله، فأسلمت، وأخذت سيفي، وقاتلت مع رسول اللَّه حتى أصابني ما أصابني، ثم لم يلبث أن مات في أيديهم. فذكره لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «إنّه لمن أهل الجنّة» . هذا إسناد حسن رواه جماعة من طريق ابن إسحاق. وقد وقع من وجه آخر عن أبي هريرة سبب مناضلته عن الإسلام، فروى أبو داود من وجه آخر والحاكم وغيرهما، من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية، فكره أن يسلم حتى يأخذه، فجاء في يوم أحد فقال: أي بنو عمي؟ قالوا: بأحد. قال: بأحد؟ «3» فلبس لأمته، وركب فرسه، ثم توجّه قبلهم، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنّا يا عمرو، قال: إني قد آمنت، فقاتل قتالا حتى جرح، فحمل إلى أهله جريحا، فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخيه سلمة، حمية لقومه أو غضبا للَّه ورسوله؟ قال: بل غضبا للَّه ورسوله. فمات فدخل الجنة، وما صلّى للَّه صلاة. هذا إسناد حسن، ويجمع بينه وبين الّذي قبله بأنّ الذين قالوا أوّلا إليك عنّا قوم من المسلمين من غير قومه بني عبد الأشهل، وبأنهم لما وجدوه في المعركة حملوه إلى بعض أهله. وقد تعيّن في الرواية الثانية من سأله عن سبب قتاله. ووقع لابن مندة في ترجمته وهمان: أحدهما أنه قال عمرو بن ثابت بن وقش «4» بن أصيرم بن عبد الأشهل فصحّف فيه، وإنما هو أصيرم بن عبد الأشهل. والوهم الثاني أنه فرّق   (1) في أ: فاسألوه. (2) في أ: رجال بني عبد الأشهل. (3) في أ: قال ابن فلان، قالوا بأحد؟. (4) في أ: وقيش. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 501 بينه وبين عمرو بن أقيش، وهما واحد، لما بيّناه. واللَّه أعلم. وفي البخاريّ من طريق إسرائيل، عن ابن إسحاق «1» ، عن البراء: أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجل مقنّع بالحديد، فقال: يا رسول اللَّه، أقاتل أو أسلم؟ قال: «أسلم، ثمّ قاتل» ، فأسلم، ثم قاتل فقتل، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «عمل قليلا وأجر كثيرا» «2» . وأخرجه مسلم من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق بلفظ: جاء رجل من بني النّبيت- قبيل من الأنصار، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا عبده ورسوله، ثم قاتل حتى قتل ... فذكره. وأخرجه النّسائيّ، من طريق زهير، عن أبي إسحاق نحو رواية إسرائيل- رفعه. ولفظه: «لو أنّي حملت على القوم فقاتلت حتّى أقتل أكان خيرا لي ولم أصل صلاة؟» . قال: «نعم» . 5802- عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عديّ بن عامر «3» بن غنم بن عديّ بن النجار بن حكيم الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقيل كنيته أبو حكيمة «4» . 5803 ز- عمرو بن ثعلبة «5» الجهنيّ، ثم الزهري. قال ابن السّكن: له صحبة. وروى البغوي، وابن السكن، وابن مندة، من طريق الوضّاح بن سلمة الجهنيّ، عن أبيه، عنه، قال: لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالسّيالة «6» ، فأسلمت فمسح على وجهي، فمات عمرو بن ثعلبة عن مائة سنة، وما شابت منه شعرة. وقال ابن مندة: لا يعرف إلا من هذا الوجه.   (1) في أ: عن أبي إسحاق. (2) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 24، وأحمد في المسند 4/ 357 والطبراني في الكبير 2/ 363، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10592، 10641. (3) أسد الغابة ت (3885) ، الاستيعاب ت (1924) . (4) في أ: حليمة. (5) أسد الغابة ت (3883) ، الاستيعاب ت (1923) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 403، 204، الثقات ج 3/ 272، الأعلام 5/ 75، الطبقات الكبرى 8/ 424. (6) في أ: بالسباية. السّيالة: بفتح أوله وتخفيف ثانيه وبعد اللام هاء أرض يطؤها طريق الحاج قيل: هي أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة، انظر: مراصد الاطلاع 2/ 763. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 502 قلت: وفي إسناده من لا يعرف. وقد خلطه ابن مندة بالذي قبله فوهم. 5804- عمرو بن ثعلبة السهميّ: ذكره في ترجمة الحارث بن عمرو بن ثعلبة. 5805 ز- عمرو بن جابر الطائي: هو والد رافع بن عمرو. وقال تمّام «1» الرّازيّ في فوائده: إن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد ابن يحيى بن عبد الحميد بن محمد بن عمرو بن عبد اللَّه بن رافع بن عمرو الطائي مات سنة خمس وثلاثمائة، وزعم أنّ له مائة وعشرين سنة. حدثني عمّ أبي السلم بن يحيى، عن أبيه، حدثني أبي عبد الحميد، عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن جده. وحدثني أبي رافع بن عمرو، عن أبيه عمرو الطائي، أنه قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأجلسه معه على البساط، فأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا. هذا إسناد غريب لا يعرف أحد من رجاله. 5806- عمرو بن جابر الجنّي «2» : أحد من وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من الجنّ. روى عبد اللَّه بن أحمد في «زوائد المسند» ، والباورديّ، والحاكم، والطّبرانيّ، وابن مردويه في التفسير، من طريق مسلم بن قتيبة، حدثنا عمرو بن نبهان، حدثنا سلام أبو عيسى، حدثنا صفوان بن المعطّل، قال: خرجنا حجّاجا، فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب، فلم تلبث أن ماتت، فأخرج رجل منا خرقة من عيبة له فكفنها وحفر لها ودفنها، فإنّا بالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص، فقال: أيكم صاحب عمرو بن جابر؟ قلنا: ما نعرفه. قال: إنه الجان الّذي دفنتم، فجزاكم اللَّه خيرا، أما إنه كان آخر التسعة الذين أتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يستمعون القرآن- موتا. وروى الحكيم التّرمذيّ في نوادره، من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن ثابت بن قطبة الثقفي، قال: جاء رجل إلى عبد اللَّه بن مسعود، فقال: إنا كنا في سفر فمررنا بحية مقتولة في دمها، فواريناها، فلما نزلنا أتانا نسوة أو أناس، فقال: أيكم صاحب عمرو؟ قلنا: من عمرو؟ قال: الحية التي دفنتم، أما إنه من النفر الذين استمعوا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم القرآن. قلنا: ما شأنه؟ قال: كان حيان من الجن مسلمين ومشركين فاقتتلوا فقتل. قلت: وروى الباورديّ قصة أخرى لآخر اسمه عمرو أيضا، وهي مغايرة لهذه، فأخرج من طريق جبير بن الحكم حدثني عمي الربيع بن زياد، حدثني أبو الأشهب العطاردي، قال:   (1) في أ: تميم. (2) أسد الغابة ت (3887) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 503 كنت قاعدا عند أبي رجاء العطاردي إذ أتاه قوم، فقالوا: إنا كنا عند الحسن البصري، فسألناه هل بقي من النفر الجن الذين كانوا استمعوا القرآن أحد؟ فقال: اذهبوا إلى أبي رجاء العطاردي، فإنه أقدم مني، فعسى أن يكون عنده علم. وأتيناك، فقال: إني خرجت حاجّا أنا ونفر من أصحابي، وكنت أنزل ناحية، فبينا أنا قائل إذا بجان أبيض، شديد البياض، يضطرب، فقدمت إليه ماء في قدح، فشرب وهو يضطرب حتى مات، فقمت إلى رداء لي جديد أبيض فشققت منه خرقة ثم غسلته ثم كفنته فيها، ثم دفنته فأعمقته، ثم ارتحلنا فسرنا إلى أن كان من الغد عند القائلة نزلنا، فبينا أنا في ناحية من أصحابي إذا أصوات كثيرة [ففزعت منها فنوديت] «1» لا تفزع، لا تفزع، فإنما نحن من الجن، أتيناك لنشرك فيما فعلت «2» بصاحبنا بالأمس، وهو آخر من بقي من النفر الذين كانوا يستمعون «3» القرآن من الجنّ، واسمه عمرو. قلت: في الخبر الأول أن صاحب القصة صفوان، وفي هذه أنه أبو رجاء، ولم يسمّ في خبر ثابت بن قطبة، فيحتمل أن يفسر بأحدهما. وفيه إشكال، لأن ظاهرهما التغاير. وقد أثبت لكل منهما الآخرية، فيمكن أن يكون الأول مقيدا [بالسبعة، والثاني بمن] «4» استمع بناء على أنّ الاستماع كان من طائفتين مثلا. وقد تقدم في حرف السين المهملة في سرّق أنّ عمر بن عبد العزيز دفنه، وأنه آخر من بايع، فتكون آخرية هذا مقيدة بالمبايعة، وإنما قيد به مع تأخر عمر بن عبد العزيز «5» عمن تقدم، لأنه سيأتي في عمرو بن طارق أنه وفد وأسلم، وصلّى خلف النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وأن عثمان بن صالح لقيه فحدثه بذلك، وعثمان المذكور مات سنة تسع عشرة ومائتين، فإن كان الجنّي الّذي حدّثه بذلك صدق، فيحتمل الحديث رأس مائة سنة، والّذي في الصحيح الدال على أنّه رأس مائة من العام الّذي مات فيه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لا يبقى على وجه الأرض ممّن كان عليها حين المقالة المذكورة على الإنس بخلاف الجن. واللَّه أعلم. 5807- عمر بن جبلة: «6» بن وائل بن قيس بن بكر الكلبي القضاعي «7» . ذكره ابن الكلبيّ. وأبو عبيد فيمن وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. واستدركه ابن الدباغ وغيره. وهو جدّ سعيد بن الأبرش «8» بن الوليد بن عمرو حاجب هشام بن عبد الملك.   (1) في أ: فزعت منها فنوديت منها. (2) في أ: لما فعلت. (3) في أ: استمعوا. (4) في أ: بالتسعة والثاني لمن. (5) في أ: عمرو. (6) في أ: تأخر عصر عمر بن عبد العزيز. (7) أسد الغابة ت (3888) . (8) في أ: سعيد الأبرش. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 504 وقد مضت قصته في ترجمة عصام، وأخرجها أبو سعد النيسابورىّ في شرف المصطفى. 5808- عمرو بن جدعان «1» : روى ابن مندة، من طريق أبي معشر، وأبي أمية بن يعلى جميعا، عن المقبري، عن أبي هريرة- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «يا عمرو بن جدعان، إذا اشتريت ثوبا فاستجده» ... الحديث. وسيأتي في ذكر المهاجر بن قنفذ أنّ اسمه عمرو بن خلف بن عمير بن جدعان، فلعله هو. 5809- عمرو بن جراد «2» : له حديث غريب رواه علي بن سعيد العسكري، من طريق الربيع بن بدر، عن أبيه، عن عمرو بن جراد، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوا سعدا فإنّها ستسعد» » . 5810- عمرو بن جعدة: الأنصاري، ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال إنه مخضرم وأنشد له: يا عمرو يا عمرو يا أمير الجعدب ... أصيب كعبا في العجاج الأكدر 5811- عمرو بن جندب «4» : ذكره البغويّ، وقال: روى حديثه بقية، عن صفوان بن عمرو، عن يزيد بن أيهم، عن عمرو بن جندب- أنه قال لسعيد بن عمرو: أما سمعت أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «خاب عبد وخسر لم يجعل اللَّه في قلبه رحمة للنّاس» . وروى الحسن بن سفيان، عن صفوان بن صالح: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا صفوان، عن أبي رواحة، عن عمرو بن جندب- أنه قال لسعيد بن عمرو: أما علمت ... فذكر مثله. وغلط ابن الأثير فذكر هذا الحديث في ترجمة عمرو بن حبيب بن عبد شمس، وقال   (1) أسد الغابة ت (3889) . (2) أسد الغابة ت (3890) ، تقريب التهذيب 2/ 66، تهذيب التهذيب 8/ 12، تجريد أسماء الصحابة 1/ 403، الكاشف 325، خلاصة تذهيب 2/ 281، تهذيب الكمال 2/ 1028. (3) في أ: تسعد. (4) أسد الغابة ت (3892) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 505 في صدر الترجمة : عمرو بن جندب، وقيل ابن أبي جندب، وقيل ابن حبيب، فوهم. وعمرو بن أبي جندب تابعي آخر يروي عن ابن مسعود. روى عنه علي بن الأرقم، وحديثه في شعب الإيمان للبيهقي في نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ... [التوبة/ 73] الآية. 5812- عمرو بن جندب: العنبري. يأتي في عمرو بن حبيب. 5813- عمرو بن جلاس بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري. ذكره الأمويّ في أهل بدر. وحكى ابن فتحون عن البغوي أنه ذكره فيمن لا يحفظ له حديث من الصحابة، ولم ينسبه. 5814- عمرو بن الجموح «1» : بفتح الجيم وتخفيف الميم، ابن زيد بن حرام بن كعب ابن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي. من سادات الأنصار، واستشهد بأحد. قال ابن إسحاق في «المغازي» : كان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة، وشريفا من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظّمه، فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ، ومعاذ بن جبل، كانوا يدخلون على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، فيغدو عمرو فيجده منكبّا لوجهه في العذرة «2» . فيأخذه ويغسله ويطيّبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك لأخزينّه، ففعلوا ذلك مرارا، ثم جاء بسيفه فعلّقه عليه، وقال: إن كان فيك خير فامتنع، فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح فوجده كذلك، فأبصر رشده وأسلم، وقال في ذلك أبياتا منها: تاللَّه لو كنت إلها لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر في قرن «3» [الرجز] وقال ابن الكلبيّ: كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاما. وروى البخاريّ في «الأدب المفرد» والسراج، وأبو الشيخ، في الأمثال، وأبو نعيم في   (1) أسد الغابة ت (3891) ، الاستيعاب ت (1925) ، 208 المسند لأحمد 3/ 430، تاريخ خليفة 73، الاستبصار 153- 154 تهذيب الأسماء واللغات 2/ 25- 26، مجمع الزوائد 9/ 314، سير أعلام النبلاء 1/ 252. (2) العذرة: الغائط الّذي هو السّلخ اللسان 4/ 2860. (3) ينظر البيت في أسد الغابة ت (5814) ، وسيرة ابن هشام 1/ 452. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 506 المعرفة، من طريق حجاج الصواف، عن أبي الزبير، حدثنا جابر، قال: قال لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من سيّدكم يا بني سلمة؟» قالوا: الجدّ بن قيس، على أنّا نبخّله. فقال: بيده هكذا، ومدّ يده: «وأيّ داء أدوأ «1» من البخل، بل سيّدكم عمرو بن الجموح» . قال: وكان عمرو يولم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا تزوّج. ورواه أبو نعيم في المعرفة، وفي الحلية، وأبو الشيخ أيضا والبيهقي في الشعب، من طريق ابن عيينة، عن ابن المنكدر، عن جابر نحوه. وروى الوليد بن أبان في كتاب «السّخاء» ، من طريق الأشعث بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر نحوه. ورواه أبو نعيم أيضا من طريق حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد اللَّه نحوه، وقال فيه: «بل سيّدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح» . ورواه أبو الشّيخ، والحسن بن سفيان في مسندة، من طريق رشيد «2» ، عن ثابت، عن أنس مختصرا. ورواه الحاكم في «المستدرك» وأبو الشّيخ بإسناد غريب عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه. ورواه الوليد بن أبان، من طريق الثّوريّ، عن حبيب بن أبي ثابت عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا. وروى أبو خليفة عن ابن عائشة عن بشر بن المفضل، عن أبي شبرمة، عن الشعبي نحوه، قال ابن عائشة: فقال: بعض الأنصار في ذلك: وقال رسول اللَّه والقول قوله ... لمن قال منّا من تسمّون سيّدا فقالوا له: جدّ بن قيس على التي ... نبخّله منها، وإن كان أسودا فسوّد عمرو بن الجموح لجوده ... وحقّ لعمرو بالنّدى أن يسوّدا فلو كنت يا جدّ بن قيس على الّتي ... على مثلها عمرو لكنت المسوّدا «3» [الطويل]   (1) أي أيّ عيب أقبح منه. النهاية 2/ 142. (2) في أ: من طريق النضر. (3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ت (3891) ، الاستيعاب ت (1925) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 507 ورواه العلائيّ، من طريق أخرى، عن الشعبي، وفيه الشعر. ورواه الوليد بن أبان، من طريق عبد اللَّه بن أبي ثمامة عن مشيخة من الأنصار نحوه، وفيه الشعر. وقال أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة، حدثنا أبو صخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر، حدثه عن أبي قتادة، قال: أتى عمرو بن الجموح النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إن قاتلت في سبيل اللَّه حتى أقتل أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال: «نعم» . وكانت رجله عرجاء حينئذ. وقال ابن أبي شيبة في أخبار المدينة: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، قال حيوة: أخبرني أبو صخر أنّ يحيى بن النضر حدّثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك، قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل اللَّه أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال: «نعم» . وكانت عرجاء، فقتل يوم أحد هو وابن أخيه، فمرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم به فقال: «فإنّي أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنّة» . وأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بهما ومولاهما فجعلوا في قبر واحد. وأنشد له المرزبانيّ في قوله لما أسلم: أتوب إلى اللَّه سبحانه ... وأستغفر اللَّه من ناره وأثنى عليه بآلائه ... بإعلان قلبي وإسراره [المتقارب] 5814 (م) عمرو بن جهم «1» [بن قيس] بن عبد شراحيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبديّ. ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة. 5815- عمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد «2» بن ربيعة بن هلال الفهري، يكنى أبا نافع، وقيل اسمه جابر. ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. وذكره هو وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. 5816- عمرو بن الحارث «3» بن أبي ضرار بن عائذ بن مالك بن جذيمة وهو   (1) أسد الغابة ت (3894) . (2) أسد الغابة ت (3895) ، الاستيعاب ت (1926) . (3) أسد الغابة ت (3896) ، الاستيعاب ت (1927) ، الثقات 3/ 273، الرياض المستطابة 229، تقريب التهذيب 2/ 67، تهذيب التهذيب 8/ 14، تجريد أسماء الصحابة 1/ 403، تاريخ جرجان 229، الكاشف 326، خلاصة تذهيب 2/ 282، الجرح والتعديل 6/ 225، التاريخ الكبير 6/ 308، المحن 42، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تهذيب الكمال 2/ 1028، الطبقات الكبرى 3/ 418، 471، 6/ 102، الطبقات 107، 137، 150، الجمع بين رجال الصحيحين 1382. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 508 المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي المصطلقي، أخو جويرية زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى أبو إسحاق السّبيعيّ، عن عمرو بن الحارث أخي جويرية، قال: واللَّه ما ترك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عند موته دينارا ولا درهما ... الحديث. [أخرجه البخاري وغيره. وروى عمرو أيضا عن أخته جويرية، وعن ابن مسعود، وعن زينب امرأة ابن مسعود] «1» . رجّح ابن القطان أن عمرو بن الحارث الراويّ عن زينب امرأة ابن مسعود غير عمرو بن الحارث بن أبي ضرار صاحب الترجمة، لأن زينب ثقيفة. وجاء في كثير من الطّرق عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب عنها. 5817- عمرو بن الحارث بن عبد العزى: في عمرو بن عبد العزى. 5818- عمرو بن الحارث «2» بن كندة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري، من القواقل. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة. 5819- عمرو بن الحارث بن هيشة، أخو عبد اللَّه «3» . ذكر العدويّ أنه شهد أحدا. 5820 ز- عمرو بن حبيب بن عبد شمس «4» : هو عمرو بن سمرة بن حبيب، ينسب إلى جدّه. 5821 ز- عمرو بن حبيب: أبو محجن الثّقفي. سماه المرزباني. مشهور بكنيته. وسيأتي. 5822- عمرو بن أبي حبيبة: ذكره الذهبي في التجريد، ونسبه لمسند بقيّ بن مخلد. 5823 ز- عمرو «5» بن حجاج «6» : الزبيدي.   (1) سقط من أ. (2) بقي بن مخلد 760، أسد الغابة ت (3897) . (3) أسد الغابة ت (3899) . (4) أسد الغابة ت (3900) . (5) أسد الغابة ت (3901) . (6) في أ: الحجاج. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 509 ذكره الطّبرانيّ «1» أنّ له صحبة. واستدركه ابن فتحون. واللَّه أعلم. 5824 ز- عمرو بن حريث «2» بن عمرو بن عثمان بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي. له ولأبيه صحبة. قال ابن حبّان: ولد في أيام بدر. وقال غيره: قبل الهجرة بسنتين. وعند ابن أبي داود عنه: خط لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دارا بالمدينة. وهذا يدل على أنه كان كبيرا في زمانه. وقد روى عن النبيّ «3» صلى اللَّه عليه وسلّم، وأبي بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود وغيرهم. روى عن أخيه سعيد بن حريث، وله صحبة، وروى عنه ابنه جعفر وآخرون من أهل الكوفة، من أصغرهم فطر بن خليفة، ويقال: إن خلف بن خليفة رآه، ولا يصحّ ذلك. قال البخاريّ وابن حبّان وغير واحد: مات سنة خمس وثمانين، وكان قد ولى إمرتها نيابة لزياد، ولابنه عبد اللَّه بن زياد، ويقال: مات سنة ثمان وتسعين، ولم يثبت. 5825 ز- عمرو بن حريث «4» : آخر.   (1) في أ: الطبري. (2) طبقات ابن سعد 6/ 23، نسب قريش 233، المحبر 156، طبقات خليفة 20، مسند أحمد 4/ 306، التاريخ الكبير 6/ 305، التاريخ الصغير 91، مقدمة مسند بقي بن مخلد 92، تاريخ الثقات للعجلي 363، الثقات لابن حبان 3/ 272، المعارف 293، الاشتقاق لابن دريد 61، المعرفة والتاريخ 1/ 323، أنساب الأشراف 1/ 228، الزهد لابن المبارك 356، فتوح البلدان 276، البيان والتبيين 4/ 81، مشاهير علماء الأمصار رقم 286، مروج الذهب 1896، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، الجرح والتعديل 6/ 226، تاريخ الطبري 5/ 523، ذيل المذيل 547، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 363، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 26، تهذيب الكمال (المصور) 2/ 1028، تحفة الأشراف 8/ 143، العبر 1/ 100، سير أعلام النبلاء 3/ 417، الكاشف 2/ 282، المعين في طبقات المحدثين 25، مرآة الجنان 1/ 176، مجمع الزوائد 9/ 405، العقد الثمين 6/ 368، تهذيب التهذيب 8/ 17، تقريب التهذيب 2/ 67، خلاصة تذهيب التهذيب 244، شذرات الذهب 1/ 95، الأخبار الطوال 233، الخراج وصناعة الكتابة 379، رجال مسلم 2/ 65، تاريخ الإسلام 2/ 492، أسد الغابة ت (3902) ، الاستيعاب ت (1928) . (3) في أ: وقد روى عمرو عن النبي. (4) أسد الغابة ت (3904) ، طبقات ابن سعد 6/ 23، نسب قريش 333، طبقات خليفة ت 106، 833، المحبر 156، 379، التاريخ الكبير 6/ 305، التاريخ الصغير 1/ 189، المعارف 293، المعرفة والتاريخ 1/ 323، الكنى 1/ 71، الجرح والتعديل 6/ 226، تاريخ الطبري 5/ 523، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 363، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 26، تهذيب الكمال 1030، تاريخ الإسلام 3/ 289، العبر 1/ 100 تذهيب التهذيب 3/ 96، مرآة الجنان 1/ 176، مجمع الزوائد 9/ 405، العقد الثمين 6/ 368، تهذيب التهذيب 7/ 17، خلاصة تذهيب الكمال 244، شذرات الذهب 1/ 95، سير أعلام النبلاء 3/ 417، 418. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 510 فرّق أبو يعلى بينه وبين الأول، ونقل عن أبي خيثمة أنّ له صحبة. وقال ابن الأثير: لما رآه أبو خيثمة وأبو يعلى يروي عنه المصريون، وهو كوفي، ظنّاه غير الأول. قلت: وظنّهما موافق للحق بالنسبة إلى أنه غيره. وأما الصحبة فمختلف فيها، وقد قاله صالح بن أحمد بن حنبل في المسائل. قلت: لأبي عمرو بن حريث الكوفي: هو الّذي يحدّث عنه أهل الشام؟ قال: لا، هو غيره. وأخرج أبو يعلى من طريق سعيد بن أيوب: حدثني أبو هانئ، حدثني عمرو بن حريث، وقال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ما خفّفت عن خادمك من عمله كان لك أجرا في موازينك» . وهكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه. ومقتضاه أن يكون لعمرو صحبة. وقد أنكر ذلك البخاري، فقال: عمرو بن حريث روى عنه حميد بن هانئ مرسلا. وقال: روى ابن وهب بإسناده إلى عمرو بن حريث، سمع أبا هريرة. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: حديثه مرسل. وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: تابعي، وحديثه مرسل، واللَّه أعلم. وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» عن حيوة بن شريح، عن أبي هانئ: سمعت عمرو ابن حريث وغيره يقولان: إنما نزلت هذه الآية في أهل الصّفة: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ [سورة الشورى/ 27] ، وذلك أنهم قالوا: لو أنّ لنا الدنيا؟ فتمنّوا الدنيا، فنزلت. قال ابن صاعد- عقب روايته في كتاب الزهد: عمرو هذا من أهل مصر، ليست له صحبة، وهو غير المخزومي. 5826 ز- عمرو بن حزم «1» بن زيد بن لوذان الأنصاري.   (1) أسد الغابة ت (3905) ، الاستيعاب ت (1929) ، الثقات 3/ 267، التحفة اللطيفة 3/ 295، المصباح المضيء 1/ 207، 297، 298، ج 2/ 260، 261، تقريب التهذيب ج 2/ 68، تهذيب التهذيب 8/ 20، طبقات فقهاء اليمن 22/ 23، عنوان النجابة 138، تجريد أسماء الصحابة 1/ 404، الكاشف 326، التاريخ الصغير 1/ 65، 81 تهذيب الكمال 2/ 1029، خلاصة تذهيب 2/ 282، الأعلام 5/ 76، التاريخ الكبير 6/ 305، الاستبصار 73، الجرح والتعديل 6/ 224، المحن 394، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، الطبقات الكبرى 1/ 267، 3/ 486، 522، ج 5/ 69، الطبقات 89، التاريخ لابن معين 2/ 153، العبر 1/ 58، معجم الثقات 314، الإكمال 2/ 449، بقي بن مخلد 297، التحصيل 2/ 149. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 511 تقدم نسبه في ترجمة أخيه عمارة. يكنى أبا الضحاك. شهد الخندق وما بعدها، واستعمله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على نجران. روى عنه كتابا كتبه له فيه الفرائض والزكاة والديات وغير ذلك أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن حبان، والدارميّ، وغير واحد. روى عنه ابنه محمد وجماعة. قال أبو نعيم: مات في خلافة عمر، كذا قال إبراهيم بن المنذر في الطبقات. ويقال بعد الخمسين. قلت: وهو أشبه بالصواب، ففي مسند أبو يعلى بسند رجاله ثقات- أنه كلّم معاوية في أمر بيعته ليزيد بكلام قويّ. وفي الطّبرانيّ وغيره أنه روى لمعاوية ولعمرو بن العاص حديث: «يقتل عمارا الفئة الباغية» . واللَّه أعلم. 5827 ز- عمرو بن حزن: النمري. ذكر سيف في «الفتوح أنه أمدّ ثمامة بن أثال في حرب أهل اليمامة عند موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5828 ز- عمرو بن حسّان «1» : تقدم ذكره في ترجمة سنبر «2» . 5829 ز- عمرو بن أبي حسن: الأنصاري «3» . تقدم ذكر أخيه عمارة. ذكره أبو موسى «4» ، عن سعيد بن يعقوب- أنه ذكره في الصحابة.   (1) أسد الغابة ت (3906) . (2) في أ: ترجمة سفيان. (3) أسد الغابة ت (3907) . (4) في أ: ذكر أبو موسى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 512 وروى من طريق محمد بن هلال المازني، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عمه، عن عمرو بن أبي حسن أنه قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يتوضّأ فمضمض واستنشق مرة واحدة. قلت: في الإسناد من لا أعرفه، وأخاف أن يكون وهما. فإنّ الحديث في الصحيحين من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن أبيه، قال: شهدت عمرو بن أبي حسن، فقال: عبد اللَّه بن زيد: فلعل بعض الرواة ذهل، فتجعل الحديث لعمرو بن أبي حسن. ويحتمل أن يكون عمرو روى هذا القدر من الحديث. واللَّه أعلم. 5830- عمرو بن الحضرميّ: هو ابن عبد اللَّه. يأتي «1» . 5831 ز- عمرو بن الحكم: القضاعي «2» ، ثم القيني. ذكر سيف «3» في الفتوح عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعث عاملا على بني القين، فلما ارتدّت قضاعة كان عمرو بن الحكم وامرؤ القيس بن الأصبغ ممن ثبت على الإسلام قال أبو عمر «4» : لا أعلم له غير ذلك. 5832- عمرو بن الحمام «5» بن الجموح الأنصاري، من بني سلمة. ذكره أبو جعفر الطّبريّ، والدّولابي، في البكّاءين [ممّن ثبت على الإسلام] «6» كما مضى في ترجمة سالم بن عمرو» . قلت: [قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا] «8» وهذا عمير بن الحمام الآتي ذكره، فإن البكاءين كانوا بتبوك، وهذا استشهد قبل ذلك بزمان. ونقل أبو موسى في «الذّيل» عن المستغفري أنه قال : عمرو بن الحمام استشهد بأحد، وكأنه اشتبه عليه بعمرو بن الجموح الماضي قريبا أو بعمير بن الحمام. 5833 ز- عمرو بن أبي حمزة بن سنان الأسلمي «9» . ذكر الواقديّ من طريق المنذر بن جهم، عن عمرو بن أبي حمزة هذا أنه شهد الحديبيّة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنه قدم معه المدينة، ثم استأذنه أن يقدم على أهله، فأذن له، فلما كان على بريد من المدينة لقي جارية وضيئة فواقعها، ثم ندم، فجاء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأخبره، فأمر رجلا   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (3908) ، الاستيعاب ت (1930) . (3) في أ: ذكر سيف بن عمر. (4) في أ: الإسلام. قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا. (5) أسد الغابة ت (3910) . (6) سقط في أ. (7) في أ: عمير. (8) سقط في أ. (9) أسد الغابة ت (3911) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 513 أن يقيم عليه الحدّ، فجلده بين الجلدين بسوط قد ركب به ولان. وقد استدركه ابن شاهين، وابن فتحون، وأبو موسى. 5834- عمرو بن الحمق «1» : بفتح أوله وكسر الميم بعدها قاف، ابن كاهل «2» ، ويقال الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي. قال ابن السّكن: له صحبة. وقال أبو عمر: هاجر بعد الحديبيّة، وقيل: بل أسلم بعد حجة الوداع. والأول أصح. قلت: قد أخرج الطّبرانيّ من طريق صخر بن الحكم، عن عمه، عن عمرو بن الحمق، قال: هاجرت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فبينما أنا عنده ... فذكر قصة في فضل عليّ. وسنده ضعيف. وقد وقع في «الكنى» للحاكم أبي أحمد في ترجمة أبي داود المازني، من طريق الأموي، عن ابن إسحاق ما يقتضي أنّ عمرو بن الحمق شهد بدرا. وجاء عن أبي إسحاق ابن أبي فروة أحد الضعفاء، قال: حدثنا يوسف بن سليمان، عن [جده معاوية] «3» عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لبنا، فقال: «اللَّهمّ أمتعه بشبابه» . فمرّت ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء، يعني أنه استكمل الثمانين، لا أنه عاش بعد ذلك ثمانين. قال أبو عمر: سكن الشام، ثم كان يسكن الكوفة، ثم كان ممّن قام على عثمان مع أهلها، وشهد مع عليّ حروبه، ثم قدم مصر، فروى الطبراني، وابن قانع من طريق عميرة بن عبد اللَّه المغافري، «4» عن أبيه، أنه سمع عمرو بن الحمق يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ذكر فتنة   (1) في أ: بفتح المهملة. (2) أسد الغابة ت (3912) ، الاستيعاب ت (1931) ، تقريب التهذيب 2/ 68، تهذيب التهذيب 8/ 23، تاريخ من دفن بالعراق 402، تجريد أسماء الصحابة 1/ 405، الكاشف 327، الجرح والتعديل 6/ 225، خلاصة تذهيب 2/ 283، التاريخ الكبير 1/ 313، المحن 18، 124، 128، الأعلام 5/ 76، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، تهذيب الكمال 2/ 1030، الطبقات الكبرى 3/ 65، 76، 73، ج 4/ 319، الطبقات 107، 136، المعرفة والتاريخ 1/ 330، الفهارس/ 70، معجم الثقات 314، البداية والنهاية 8/ 48، بقي بن مخلد 177، تاريخ اليعقوبي 2/ 167، أنساب الأشراف 1/ 61، تاريخ الإسلام 1/ 87. (3) في أ: جدته ميمونة. (4) في أ: عميرة عن عبد اللَّه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 514 يكون أسلم الناس أو خير الناس فيها الجند العربيّ. قال عمرو: فلذلك قدمت عليكم مصر. وأخرج النّسائيّ، وابن ماجة، من رواية رفاعة بن سواد عنه حديث: «من أمّن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافرا» «1» . وروى عنه أيضا عبد اللَّه بن عامر المعافري، وجبير بن نفير الحضرميّ، وأبو منصور مولى الأنصار. وذكر الطّبريّ عن أبي مخنف أنه كان من أعوان حجر بن عدي، فلما قبض زياد على حجر بن عدي، وأرسله مع أصحابه إلى الشام هرب عمرو بن الحمق. قلت: وذكر ابن حبان أنه توجّه إلى الموصل، فدخل غارا، فنهشته حيّة فمات، فأخذ عامل الموصل رأسه فأرسله إلى زياد، فبعث به إلى معاوية، وذلك سنة خمسين. وقال خليفة: سنة إحدى، وزاد أنّ عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قتل بالموصل وبعث برأسه. وقيل: بل عاش إلى أن قتل في وقعة الحرصة سنة ثلاث وستين. وقال ابن السّكن: يقال إن معاوية أرسل في طلبه، فلما أخذ فزع فمات فخشوا أن يتّهموا فقطعوا رأسه، وحملوه إليه، ثم ذكر بسند جيد إلى أبي إسحاق السبيعي، عن هنيدة الخزاعي، قال: أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق بعث به زياد إلى معاوية. 5835- عمرو بن حممة: بضم المهملة وفتح الميم الخفيفة بعدها مثلها، الدوسيّ. تقدم نسبه في ترجمة ولده جندب بن عمرو في حرف الجيم. ذكر أبو بكر بن دريد أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، والّذي ذكره غيره أنه مات في الجاهلية، وكان معمرا، وهو الّذي يقول:   (1) أخرجه ابن ماجة في السفن 2/ 896 عن عمرو بن الحمق الخزاعي يقول قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من أمن رجلا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة كتاب الديات (21) باب من أمن رجلا على دمه فقتله (33) حديث رقم 2688 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 896 إسناده صحيح ورجاله ثقات لأن رفاعة بن شداد أخرج له النسائي في سننه ووثقه وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الأستاذ على شرط مسلم وأبو نغيم في الحلية 3/ 324، 9/ 24 وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 288 عن عمرو بن الحمق ولفظه من من رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القائل ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وأسانيد كثيرة أحدها رجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10930، 10942، 109043. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 515 أخبّر أخبار القرون الّتي مضت ... ولا بدّ يوما أن أطار لمصرعي [الطويل] أنشده له ابن الكلبيّ. وقال المرزبانيّ: كان أحد حكام العرب في الجاهلية وأحد المعمرين، يقال: إنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة، وأنشد له البيت المذكور، وقبله: كبرت وقد طال العمر منّي كأنّني ... سليم أفاع ليله غير مودع وما السّقم أبلاني، ولكن تتابعت ... عليّ سنون من مصيف ومربع ثلاث مئين من سنين كوامل ... وها أنا ذا أرتجي مرّ أربع فأصبحت بين الفخّ والعشّ نادبا ... إذا رام تطيارا يقال له قع [الطويل] قال: ويقال: إنه الّذي كان يقال له ذو الحكم، وضربت به العرب المثل في قرع العصا، لأنه بعد أن كبر صار يذهل، فاتخذوا له من يوقظه [فيقرع العصا، فيرجع إليه] «1» فهمه، وإليه أشار الحارث بن وعلة بقوله: إنّ العصا قرعت لذي الحكم [الكامل] وقال الفرزدق: كأنّ العصا كانت لذي الحكم تقرع [الطويل] وقال آخر: لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا [الطويل] قلت: وقد تقدم سبب ذلك أيضا من حديث ابن عباس في ترجمة جندب بن عمرو بن حممة. 5836- عمرو بن حنّة «2» : بفتح أوله وتشديد النون، من الأنصار «3» .   (1) في أ: ويقرع له العصا فيرجع إلى. (2) في أ: بفتح المهملة. (3) أسد الغابة ت (3913) ، تقريب التهذيب 2/ 68، تهذيب التهذيب 8/ 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 305، الكاشف 327، خلاصة التهذيب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 516 ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، وأخرج له من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جاء رجل من الأنصار يقال له عمرو بن حنة، وكان يرقي من الحية، فقال: يا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، إنك نهيت عن الرقي، وأنا أرقي من الحية، قال: «قصّها «1» عليّ» . فقصها، فقال: «لا بأس» ، هذه مواثيق ... الحديث، وفيه: جاء رجل من الأنصار كان يرقي من العقرب ... فذكره. [وهذا يشبه أن يكون الراويّ غير اسم والده، فقد] «2» أخرجه مسلم وغيره من طريق أبي معاوية، عن الأعمش بهذا السند، فقال فيه: جاء عمرو بن حزم. وهكذا رواه أبو الزّبير عن جابر. وقيس: كان تغيّر حفظه بأخرة فضعّفوا حديثه، فإن كان حفظه احتمل أن يكون آخر، فإنّ في سياقه ما يدلّ على التعدد. وفي الرواة عمرو بن حنّة. روى عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. روى ابن جريج عن يوسف بن الحكم عنه. واختلف في إسناد حديثه على ابن جريج. 5837- عمرو بن خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر «3» بن النجار الأنصاري الخزرجي. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. 5838- عمرو بن خارجة بن المنتفق الأسدي «4» ، حليف آل أبي سفيان. وقيل: إنه أشعري، وأنصاري، وجمحي، والأول أشهر. قال ابن السّكن: هو أسدي، سكن الشام، ومخرج حديثه عن أهل البصرة، وكان رسول أبي سفيان إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. قلت: أخرج له التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة، من طريق قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم حديثه: خطب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على ناقته، وأنا تحت   (1) في أ: فقصها. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (3914) . (4) أسد الغابة ت (3915) ، الاستيعاب ت (1932) ، الثقات 3/ 270، تقريب التهذيب 2/ 69، تهذيب التهذيب 8/ 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 405، الكاشف 4/ 627، التاريخ الكبير 6/ 304، 309، تجريد أسماء الصحابة 1/ 405، الكاشف 4/ 627، التاريخ الكبير 6/ 304، 309، خلاصة تذهيب 2/ 283، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، تهذيب الكمال ج 2/ 1031، الطبقات 35، 52، 125، 128، الأنساب ج 3/ 422 (الجمحيّ) ، بقي بن مخلد 216. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 517 جرانها ... الحديث. وفيه: «لا وصيّة لوارث «1» » . ومنهم من اقتصر عليه. وأخرجه النّسائيّ في بعض طرقه، من رواية إسماعيل بن أبي خالد، فلم يذكر في السند شهرا ولا ابن غنم. وأخرجه الطبراني من وجه آخر، عن قتادة، فذكر شهرا ولم يذكر ابن غنم. قال العسكريّ: لا يصح سماع شهر منه، كذا قال. وقد وقع التصريح بسماع شهر منه في حديث آخر عند الطبراني. وأخرج العسكري والطبراني له حديثا آخر من رواية الشعبي عنه. وأخرج الطبراني «2» حديث: «لا وصيّة لوارث» ، من طريق مجاهد، عن عمرو بن خارجة. وقد تقدم في الخاء المعجمة أن بعض الرواة قلبه، فقال: خارجة بن عمرو. 5839- عمروب بن خبيب بن عمرو العنبري. ذكره ابن ماكولا وضبط «3» أباه. وتبعه ابن عساكر، وذكر أنه كان أحد القوّاد الذين وجههم أبو عبيدة إلى فحل. وذكر الطّبريّ عن سيف أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل لما توجّه إلى اليمن لقتال أهل الردة في صدر خلافة أبي بكر الصديق، لكن وقع في النسخة عمرو بن جندب، بجيم ثم نون ساكنة ثم دال ثم موحدة، وكذا ذكره ابن فتحون في الذيل. وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة. 5840- عمرو بن أبي خزاعة «4» : قال أبو شهر «5» : رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن أبي حاتم «6» : روى محمد ابن عبيد اللَّه الشعبي، عن مكحول، قال: حدثنا عمرو بن أبي خزاعة أنه قتل فيهم قتيل   (1) أخرجه الترمذي (2120، 2121) والنسائي في الوصايا باب (5) وابن ماجة (2713، 2714) وأحمد 4/ 186، 187، وابن أبي حثية 11/ 149، والطبراني في الكبير 17/ 35، والدار الدّارقطنيّ 4/ 70، وعبد الرزاق (7277) وانظر نصب الراية 4/ 404، 405. (2) في أ: وأخرج له الطبراني. (3) في أ: ضبطه. (4) أسد الغابة ت (3917) ، الاستيعاب ت (1933) الجرح والتعديل 6/ 530، تجريد أسماء الصحابة 1/ 406. (5) في أ: قال أبو مسهر. (6) في أقبل وقال ابن حاتم: وقال ابن مندة: تحاكم إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 518 على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فجعل القسامة على خزاعة، وساق ابن مندة هذا الحديث من هذا الوجه. وقال أبو شهر «1» : لم يسمع مكحول من عيينة «2» بن أبي سفيان، ولا أدري أدركه أم لا. وقد روى مكحول عن عمرو بن أبي خزاعة رجل من الصحابة. واللَّه أعلم. 5841 ز- عمرو بن الخفاجي: العامري. مضى ذكره في ترجمة صلصل بن شرحبيل، فقال الرشاطي: صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكتب إليه وإلى عمرو بن المحجوب يستقدمهما في أمر الردة، ذكر ذلك الطّبريّ. وذكر سيف أنّ الرسول إلى عمرو بن الخفاجي بذلك كان زياد بن حنظلة، وفي الرسالة يأمره بالجدّ في قتال أهل الردة. 5842- عمرو بن خلف بن عمير التيمي «3» . هو المهاجر بن قنفذ، المهاجر، وقنفذ لقبان لهما. 5843 ز- عمرو بن خويلد: الخزاعي. قال ابن السّكن: يقال له صحبة، ثم أسند من طريق علي بن المديني، قال: عمرو بن خويلد الخزاعي من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وله عنه أحاديث، ثم ساق له ابن السكن حديثا، وقال: لم أجد له غيره. قلت: وأنا أظنّ أن الّذي وصفه علي بن المديني إنما هو أبو شريح الخزاعي، لأن الأزرقي اسمه خويلد بن عمرو، فلعله انقلب الحديث «4» الّذي أورده ابن السكن من طريق حشرج بن نباتة، عن إسحاق بن إبراهيم، عن مكحول، عن عمرو بن خويلد الخزاعي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا ينظر اللَّه إلى مانع الزّكاة يوم القيامة، ولا إلى آكل مال اليتيم، ولا إلى ساحر ولا إلى عاقّ» . 5844 ز- عمرو بن ذي النّور: الدّوسي. هو عمرو بن الطفيل. يأتي. 5845 ز- عمرو بن ربعي: قيل هو اسم أبي قتادة «5» ، والمشهور أن اسمه الحارث. 5846 ز- عمرو بن ربيعة «6» : ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: ذكره بعض من ألّف فيهم.   (1) في أ: مسهر. (2) في أ: عتبة. (3) أسد الغابة ت (3919) ، الاستيعاب ت (1934) . (4) في أ: والحديث. (5) أسد الغابة ت (3921) . (6) أسد الغابة ت (3922) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 519 وأخرج سعيد بن يعقوب، من طريق عبد المنان بن عبد اللَّه، عن قيس بن همام، عن عمرو بن ربيعة، قال: وفدت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فسمعته يقول: «أدعوكم إلى اللَّه وحده الّذي إن مسّكم ضرّ كشف عنكم» «1» عمرو بن رياب. 5847 ز- عمرو بن زائدة: وقيل عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم العامري «2» ، هو ابن أم مكتوم الأعمى. تقدم في عمرو بن أم مكتوم. 5848- عمرو بن زرارة الأنصاري «3» : ذكره الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» ، وأخرج من طريق الوليد بن سليمان بن أبي السائب، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: بينما نحن مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة وإزار قد أسبل، فجعل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع للَّه عز وجل، ويقول: «اللَّهمّ عبدك وابن عبدك، وابن أمتك» ... حتى سمعها عمرو بن زرارة، فالتفت إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله، فقال: يا رسول اللَّه، إني حمش الساقين، فقال: «إنّ اللَّه قد أحسن كلّ شيء خلقه، يا عمرو بن زرارة، إنّ اللَّه لا يحبّ المسبلين» «4» . 5849- عمرو بن زرارة بن قيس بن عمرو النخعي. تقدم ذكره في ترجمة والده زرارة، وصحبته محتملة، وله خبر مع ابن مسعود رويناه في فوائد المخلص. وفي ذكر أبيه عن عمرو هذا أنه كان أول من خلع عثمان رضي اللَّه عنه. 5850- عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس الأنصاري «5» . ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.   (1) في أبعد كشف عنكم: عمرو بن رئات السهمي. يأتي في عمير. (2) أسد الغابة ت (3924) . التحفة اللطيفة 3/ 396، تقريب التهذيب 2/ 66، 70، 79، تهذيب التهذيب 8/ 34، 106، التاريخ الصغير 1/ 26، صفة الصفوة 1/ 982، تاريخ الإسلام 3/ 94، تجريد أسماء الصحابة 1/ 406، تهذيب الكمال 2/ 1033، 1051 خلاصة تهذيب التهذيب 2/ 285، تاريخ الإسلام 3/ 94، المعرفة والتاريخ 3/ 168. (3) أسد الغابة ت (3925) . (4) المسبل إزاره: هو الّذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى، وإنما يفعل ذلك كبرا واختيالا النهاية 2/ 339. (5) أسد الغابة ت (3928) ، الاستيعاب ت (1937) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 520 5851- عمرو بن سالم: بن حصين بن سالم بن كلثوم الخزاعي من مليح، بالتصغير، وآخره حاء مهملة- ابن عمرو بن ربيعة بن كعب بن عمرو بن يحيى بن خزاعة. قال محمّد بن إسحاق في «المغازي» : حدثني الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير، عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة- أنهما حدّثاه جميعا أن ّ عمرو بن سالم الخزاعي ركب إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم لما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير» ، حتى قدم المدينة يخبره الخبر، فأنشده: اللَّهمّ إنّي ناشد محمّدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا كنت لنا أبا وكنّا ولدا ... ثمّت أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر رسول اللَّه نصرا أعتدا ... وأدع عباد اللَّه يأتوا مددا فيهم رسول اللَّه قد تجرّدا ... إن سيم خسفا وجهه تربّدا في فيلق كالبحر يجري زبدا ... إنّ قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكّدا ... هم بيّتونا بالوتير هجّدا «2» وقتلونا ركّعا وسجّدا [الرجز] وهي أطول من هذا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: نصرت يا عمرو بن سالم. فذكر القصة في فتح مكة. وأخرج سعيد بن يعقوب في الصحابة من طريق حزام، بكسر المهملة وزاي، ابن هشام، عن عمرو بن سالم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنّ أنس بن زنيم قد هجاك، فأهدر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم دمه. وقد تقدمت الإشارة إلى ذاك في ترجمة أسيد بن أبي إياس بن زنيم. وقد رويت هذه الأبيات لعمرو بن كلثوم الخزاعي، كما أخرجه ابن مندة، من طريق إسماعيل بن سليمان بن عقيل بن وهب بن سلمة الخزاعي: حدثني، أبي عن أبيه، عن عمرو بن كلثوم الخزاعي، قال: جئت بسرح مستنصرا من مكة إلى المدينة، حتى أدركنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأنشأ يقول ... فذكر هذه الأبيات. ويحتمل أن يكون نسب في هذه الرواية إلى جدّ جده.   (1) الوتير: بالفتح ثم الكسر وياء وراء: اسم ماء بأسفل مكة لخزاعة وربما قاله بعض المحدثين- بالنون وقيل: هو ما بين عرفة إلى أدام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1426. (2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ت (3929) ، الاستيعاب ت (1938) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 521 وفي أبي طاهر «1» المخلص عن ابن صاعد: حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة، حدثني عمّي محمد عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن ميمونة بنت الحارث- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قام عندها في ليلتها، ثم قام فتوضّأ للصلاة، فسمعته يقول: «لبّيك لبّيك- ثلاثا» ، فقلت: يا رسول اللَّه، سمعتك تكلّم إنسانا، قال: «هذا راجز بني كعب يسترحمني، ويزعم أنّ قريشا أعانت عليهم بني بكر» ، قال: فأقمنا ثلاثا فصلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فسمعت الراجز ينشد، فذكرت بعض هذه الأبيات والقصة. وقد طعن السّهيليّ في صحبة هذا الراجز، وقال قوله: ثم أسلمنا، أراد أسلموا «2» من السلم، لا من الإسلام، لأنهم لم يكونوا أسلموا بعد، وردّ بقوله: وقتلونا ركّعا وسجّدا. ووقع في رواية ابن إسحاق: هم قتلونا بالصّعيد هجّدا ... نتلو القرآن ركّعا وسجّدا [الرجز] وتأوله بعضهم بأنّ مراده بقوله: ركّعا وسجدا- أنهم حلفاء الذين يركعون ويسجدون ولا يخفى بعده. وقد قال ابن الكلبيّ، وأبو عبيد، والطّبريّ- أنّ عمرو بن سالم هذا كان أحد من يحمل ألوية خزاعة يوم فتح مكة. 5852- عمرو بن سبيع: الرّهاوي «3» . ويقال ابن سميع بالميم، حكاه ابن ماكولا. ذكره ابن شاهين عن ابن الكلبيّ، وأخرج ابن سعد، من طريق يزيد بن طلحة التيمي، قال: قدم عمرو بن سبيع الرّهاوي، في وفد الرهاويّين، وهم من بني سليم ابن رها بن منبه بن حرب بن علة المذحجي، وهم خمسة عشر رجلا فأسلموا واختارهم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. انتهى. ورها: قال الصوري: وقع في الرواية بالضّم، وقيّده عبد الغني بن سعيد بالفتح، فرّق بينه وبين البلد، فإنّها بالضم. وقال ابن الكلبيّ: حدثنا عمران بن هزّان الرهاوي، عن أبيه «4» ، قال: وفد على رسول   (1) في أ: وفي رواية أبي طاهر. (2) في أ: استسلموا. (3) أسد الغابة ت (3932) . (4) في أ: عن أبيه زيد بن طلحة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 522 اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رجل يقال له عمرو بن سبيع الرّهاوي مسلما، فأنشده أبياتا منها: إليك رسول اللَّه أعملت نصّها ... تجوب الفيافي سملقا بعد سملق «1» [الطويل] فعقد له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم لواء فشهد به صفّين مع معاوية. 5853 ز- عمرو بن سراقة «2» بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن قرط بن عبد اللَّه بن رزاح بن عديّ بن كعب القرشي العدوي. من رهط عمر بن الخطاب. وهو أخو عبد اللَّه بن سراقة. قال خليفة: أمهما قدامة بنت عبد اللَّه بن عمر بن أهيب بن حذافة بن جمح. ذكره موسى بن عقبة [فيمن خرج في سريّة عبد اللَّه بن جحش. وذكره موسى بن عقبة] «3» عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وغلط فيه ابن مندة، فزعم أنه أنصاري. وردّ عليه أبو نعيم فأصاب. وقال الحارث بن أبي أسامة في مسندة: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا محمد بن فليح، حدثنا أبو صالح «4» مولى عبد اللَّه بن عباس بن أبي ربيعة، عن عبد اللَّه بن عامر، عن ربيعة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في سريّة نخلة، ومعنا عمرو بن سراقة، وكان لطيف البطن طويلا فجاع فانثنى صلبه، وكان لا يستطيع أن يمشي، فسقط علينا، فأخذنا صفيحة من حجارة فربطناها على بطنه ثم شددناها على صلبه، فمشى معنا حتى جئنا حيّا من أحياء العرب «5» ، فضيّفونا، فمشى معنا ثم قال: قد كنت أحسب الرّجلين يحملان البطن، فإذا البطن تحمل الرجلين. وذكر ابن إسحاق أن عمر قسم له من أرض خيبر نصيبا. وذكر خليفة أنه مات في خلافة عثمان. وقد تقدم قول من أرّخ وفاة والده سراقة فيها. 5854- عمرو بن أبي سرح «6» : بفتح المهملة ثم السكون وآخره مهملة، ابن ربيعة بن   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ت (3932) . (2) أسد الغابة ت (3933) ، الاستيعاب ت (1939) ، الثقات 3/ 274، تجريد أسماء الصحابة 1/ 407، الطبقات الكبرى 4/ 142، 246، أصحاب بدرة، الطبقات 22. (3) في أ: ابن عقبة أيضا. (4) من جد بن صالح. (5) في أ: حيا من العرب. (6) أسد الغابة ت (3935) ، الاستيعاب ت (1940) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 523 هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر الفهري، يكنى أبا سعد. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا. وقال البلاذري: يظنّ قوم أنه عمّ عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، وليس كذلك: عمرو فهري، وذاك عامري. وذكره الطّبريّ أنّ هذا مات سنة ثلاثين في خلافة عثمان «1» . 5855- عمرو بن سعد بن الحارث بن عباد بن سعد بن عامر بن ثعلبة بن أفصى بن حارثة. قتل شهيدا بمؤتة، ذكر ذلك ابن شهاب في مختصر السيرة النبويّة. وقد تقدم ذكره من وجه آخر في ترجمة أخيه عامر بن سعد بن الحارث. 5856 ز- عمرو بن سعد بن عمرو بن زيد بن مالك بن يزيد بن أسامة بن زيد بن أرطاة بن شرحبيل الخولانيّ. ذكره الهمدانيّ في «الأنساب» في ترجمة يزيد بن حجر الّذي كان يقال له المتوكل- أنه كان أول من أسلم من قومه. قال الرّشاطيّ: وعمرو بن سعد صاحب الترجمة عمّ المتوكل المذكور، قال: وهو أخو شهر الّذي يقول له الشاعر: قل لعمرو وقل لشهر أبوكم ... خير من أمسكته ذات نطاق [الخفيف] 5857- عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري الأوسي «2» . تقدم نسبه في ترجمة والده. ذكره ابن أبي داود بن السّكن، وقال: يقال له صحبة. وأخرج أبو نعيم، قال: حكى ابن أبي داود فيما كتب إلى محمد بن يعقوب الحجاجي، قال: ومن بني عبد الأشهل سعد بن معاذ، وولداه: عبد اللَّه، وعمرو، هكذا في كتاب ابن القداح، قال: ورأيت سعدا في النوم، فقلت له في أمر ولديه، فقال: شهدا بيعة الرضوان، وسألته أيهما أكبر؟ فقال: عمرو.   (1) في أ: مات في خلافة عثمان. (2) التحفة اللطيفة 3/ 298، تقريب التهذيب 2/ 70، الاستبصار 212، تجريد أسماء الصحابة 1/ 407، تهذيب التهذيب الكمال 2/ 285، بقي بن مخلد 724، 9435، أسد الغابة ت (3936) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 524 وذكر ابن مندة، عن ابن القدّاح بغير إسناد. وأخرج ابن السكن، وأبو نعيم من طريق داود بن الحصين، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبيه، قال: لبس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم قباء مزرّرا بالديباج، فجعل الناس ينظرون إليه، فقال: «مناديل سعد في الجنّة أفضل من هذا» رواته «1» موثقون إليه. وسعد مات بعد أن حكم في بني قريظة سنة أربع أو خمس قبل موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بخمس سنين أو ستّ، ومهما كان من عمرو «2» عند موت أبيه فهو زيادة على ذلك، فذلك ذكرته في هذا القسم. [واللَّه أعلم] . 5858- عمرو بن سعد: أو سعيد، أبو كبشة الأنصاري. في الكنى. 5859- عمرو بن سعد: يقال هو اسم أبي سعد الخير الآتي في الكنى، ويقال اسمه عامر بن مسعود. وقد خبط فيه ابن الأثير كما ذكرته في القسم الأخير. 5860- عمرو بن سعدى: القرظي «3» . ذكره الطّبريّ، والبغويّ، وابن شاهين، وغيرهم في الصحابة، وهو الّذي نزل من حصن بني قريظة في الليلة التي فتح حصنهم، فلم يدر أين ذهب. وقال الواقديّ: حدثنا الضحاك بن عثمان، ومحمد «4» بن يحيى بن حبّان، قال: قال عمرو بن سعدى: يا معشر يهود، إنكم قد حالفتم محمدا على ما حالفتموه عليه على ألا تنصروا عليه أحدا، وأن تنصروه ممّن دهمه، فنقضتم، ولم أدخل فيه، ولم أشرككم، في غدركم ... فذكر القصة إلى أن قال: فإنّي بريء منكم. وخرج في تلك الليلة فمرّ بحرس النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم محمد بن مسلمة «5» ، فقال محمد: من هذا، فانتسب له، فقال: محمد بن مسلمة «6» ، اللَّهمّ لا تحرمني [من عوارف] «7» الكرام، فخلّى سبيله، فخرج حتى أتى مسجد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فبات فيه، وأسلم. فلما أصبح غدا فلم يدر أين سلك حتى الساعة، فأخبر به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ذاك رجل نجّاه اللَّه بصدقة» . وذكر الطّبرانيّ أنه أوثق فيمن أوثق من بني قريظة، فأصبحت رمّته بمكانها، ولم يوجد له أثر بعد.   (1) في أ: قلت رواته. (2) في أ: كان سن عمرو. (3) أسد الغابة ت (3939) . (4) في أ: عن محمد. (5) في أ: سلمة. (6) في أ: سلمة. (7) في أ: عراب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 525 5861 ز- عمرو بن سعواء «1» : بفتح السين وسكون العين المهملتين. وقيل بالشين المعجمة «2» . اليافعي. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وذكر في الصحابة «3» . 5862- عمرو بن سعيد بن العاص «4» بن أمية بن عبد شمس. يكنى أبا عقبة القرشي الأموي. تقدم ذكر إخوته: خالد، وأبان، وسعيد، وعبد اللَّه. ذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، ومعه امرأته بنت صفوان بن أمية بن محرث. وقال الزّبير بن بكّار: ولد سعيد بن العاص أبو أحيحة سعيد بن سعيد، استشهد يوم الطائف. وعبد اللَّه بن سعيد كان اسمه الحكم فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعمّر واستشهد يوم أجنادين، وكان إسلام خالد متقدّما، وأسلم أخوه عمرو بعده. قال موسى بن عقبة في تسمية من هاجر إلى الحبشة : عمرو بن سعيد وامرأته بنت صفوان، وسماها ابن إسحاق فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث. وأخرج الواقديّ من رواية أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: قدم علينا عمّي عمرو بن سعيد أرض الحبشة بعد قدومها بسنتين، فلم يزل هناك حتى قدم في السفينتين.   (1) أسد الغابة ت (3940) . (2) في أ: المهملة. (3) في أ: في الصحابة وأخرج. (4) طبقات خليفة 11، السير والمغازي لابن إسحاق 227، المحبر 104، المغازي للواقدي 845، نسب قريش 175، تاريخ اليعقوبي 2/ 76، المعارف 145، المراسيل 143، مشاهير علماء الأمصار 20، تاريخ خليفة 97، فتوح البلدان 40، التاريخ الكبير 6/ 338، التاريخ الصغير 20، الجرح والتعديل 6/ 236، طبقات ابن سعد 5/ 237، البرصان والعرجان 274، جمهرة أنساب العرب 81، أنساب الأشراف 1/ 142، الكامل في التاريخ 2/ 414، تاريخ العظمي 89، العقد الفريد 1/ 79، ثمار القلوب 75، تاريخ الطبري 5/ 474، جامع التحصيل 298، الأخبار الموفقيات 152، سيرة ابن هشام 1/ 292، الأخبار الطوال 244، مروج الذهب 1960، المعرفة والتاريخ 3/ 326، تاريخ أبي زرعة 1/ 72، عيون الأخبار 2/ 171، تاريخ دمشق 13/ 226، تهذيب الكمال 1035، الكاشف 2/ 285، مختصر التاريخ 110، لباب الآداب 35، تحفة الأشراف 8/ 151، التذكرة الحمدونية 389، تهذيب التهذيب 8/ 37، تقريب التهذيب 2/ 70، خلاصة تذهيب التهذيب 289، المنتخب من تاريخ المنبجي 76، وربيع الأبرار 4/ 166، الكنى والأسماء 1/ 113، تاريخ الإسلام 2/ 203، أسد الغابة ت (3942) ، الاستيعاب ت (1941) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 526 وقال ابن مندة: كان من مهاجرة الحبشة. قتل بأجنادين في خلافة أبي بكر. قال ابن إسحاق: لا عقب له، وكان أبوه هلك بمكان يقال له الظّريبة، بظاء معجمة قائمة وموحدة مصغرا، وكان أخوه خالد أسلم أيضا، فقال لهما أخوهما أبان يعاتبهما، وذلك قبل أن يسلم: ألا ليت ميتا بالظّريبة شاهد ... لما يفتري في الدّين عمرو وخالد أطاعا معا أمر النّساء فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من يكايد «1» [الطويل] فقال عمرو بن سعيد يجيبيه: أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ... ولا هو عن سوء المقالة يقصر يقول إذا اشتدّت عليه أموره ... ألا ليت ميتا بالظّريبة ينشر فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله ... وأقبل على الحقّ الّذي هو أظهر [الطويل] وأخرج أبو العبّاس السّراج، من طريق خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد، حدثني أبي أنّ أعمامه خالدا وأبان وعمرا بني سعيد بن العاص لما بلغتهم وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجعوا عن أعمالهم، فقال لهم أبو بكر: ما أحد أحقّ بالعمل منكم. فخرجوا إلى الشام فقتلوا بها جميعا، وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على سواد خيبر «2» . ومن طريق الأصمعيّ قال: كان عمرو بن سعيد من أهل السوابق في الإسلام «3» . وقال الواقديّ: شهد عمرو الفتح، وحنينا، والطائف، وتبوك، وخرج إلى الشام فاستشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر، وكذا قال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، وأبو الأسود، عن عروة، وخالفهم خليفة بن خيّاط، فقال: إنه استشهد بمرج الصّفّر، قال: وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمله على وادي القرى وغيرها، وقبض وهو عليها. وذكر أبو حذيفة وهو في المبتدإ من طريق عبد اللَّه بن قرط الثّمالي- وكانت له صحبة، وكان نزل حمص- أنه قال: مررت يوم أجنادين بعمرو بن سعيد وهو يحضّ المسلمين على الصبر، ثم حملوا على المسلمين، فضرب عمرو على حاجيه ... فذكر قصة فيها: فقال   (1) ينظر البيتان في أأسد الغابة ترجمة رقم (3942) ، سيرة ابن هشام: 2/ 360. (2) في أ: يتماء وضيبر. (3) في أ: إلى الإسلام. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 527 عمرو بن سعيد: ما أحبّ أنها تأتي قيس [توهن من معي إلا «1» ] قدمت حتى أدخل فيهم، فما كان بأسرع أن حملوا عليه، فمشى إليهم بسيفه فما انكشفوا إلّا وهو صريع، وبه أكثر من ثلاثين ضربة. 5863- عمرو بن سعيد «2» : الثّقفي. ذكره ابن قانع في الصّحابة، واستدركه الذّهبيّ، وسأذكره في عمرو بن شعثم إن شاء اللَّه تعالى. 5864- عمرو بن سعيد «3» : الهذلي «4» . ذكره أبو نعيم في الصّحابة، وأخرج من طريق حاتم بن إسماعيل، عن عبد اللَّه بن يزيد الهذلي، عن سعيد بن عمرو بن سعيد الهذلي، عن أبيه- وكان شيخا كبيرا أدرك الجاهلية والإسلام، قال: بصرت مع رجل من قومي صنما يسمى سواعا، وقد سقنا إليه الذبائح، فسمعنا صوتا من جوفه. وأخرجه أبو نعيم في «الدّلائل» من هذا الوجه مطولا. وأخرج أبو سعيد النيسابورىّ» في شرف المصطفى من طريق عبد اللَّه بن يزيد الهذلي، عن سعيد بن عمرو الهذلي، عن أبيه- ولم يسم والد عمرو، قال: حضرت مع رجال من قومي عند صنمنا سواع، وسقنا إليه الذبائح، فسمعنا صوتا من جوفه: العجب العجاب خرج نبيّ من الأخاشب يحرّم الربا والذّبح للأصنام، قال: فقدمنا مكة، فلقينا أبو بكر الصديق، فأخبرنا بأمر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ودعانا إلى الإسلام، فلم نسلم إذ ذاك وأسلمنا بعد. قلت: أسلمت هذيل عند فتح مكة. وقد ذكر الواقديّ من وجه آخر أنّ رجلا من هذيل يقال له عمرو قدم مكة بغنم فباعها، فرآه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فدعاه إلى الإسلام، وأخبره بالحق، فقام إليه أبو جهل، فقال: انظر إلى ما يقول لك، فإياك أن تركن «6» إلى قوله. ففارقه الهذلي، قال: ثم إنّ الهذلي أسلم يوم الفتح. انتهى. فيجوز أن يكون المذكور. ويحتمل أن يكون آخر.   (1) في أ: وهو لا يوهن من معي لا. (2) أسد الغابة ت (3943) . (3) في أ: الهذلي (وهو بعد عمرو بن إسحاق) . (4) أسد الغابة ت (3944) . (5) في أ: أبو سعد النيسابورىّ. (6) في أ: تدعى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 528 5865- عمرو بن سفيان «1» الثّقفي. قال البخاريّ: يعدّ في الشاميين. وقال الحاكم أبو أحمد: شهد حنينا مع المشركين، ثم أسلم. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه والباوردي وابن السكن: له صحبة. وقد تقدم حديثه في ترجمة الحارث بن بدل من القسم الأخير. قال ابن السّكن: وما يدل على صحبته غير هذا الحديث. قلت: وقد أخرج ابن مندة، من طريق محمد بن راشد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عمرو بن سفيان الثقفي أنه مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد أسبل إزاره، فأخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم بطرف إزاره، فقال: «ارفع يا عمرو، فإنّ اللَّه لا يحبّ المسبلين» . وقد رواه عليّ بن يزيد «2» ، عن القاسم، عن أبي أمامة، فقال: رأى رجلا مسبلا، فذكر نحوه. ويأتي في عمرو بن شعثم. 5866- عمرو بن سفيان: المحاربي «3» . تقدم في سفيان بن همّام «4» المحاربي. 5867- عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن قائف «5» بن الأوقص بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن سليم، أبو الأعور، السلمي. مشهور بكنيته. قال مسلم، وأبو أحمد الحاكم في الكنى: له صحبة. وذكره البغوي، وابن قانع، وابن سميع، وابن مندة وغيرهم في الصحابة. وقال عبّاس الدّوريّ في تاريخ يحيى بن معين: سمعت يحيى يقول: أبو الأعور السلمي رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان مع معاوية، قال يحيى: وأرى اسمه عمرو بن سفيان.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 408، الكاشف/ 330، خلاصة تذهيب/ 286، الجرح والتعديل 6/ 224، التاريخ الكبير 6/ 310، 333، الطبقات 51، 308. (2) في أ: رواه عمرو بن يزيد. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 409، أسد الغابة ت (3948) ، الاستيعاب ت (1943) . (4) في أ: سفيان بن هشام. (5) أسد الغابة ت (4946) ، الاستيعاب ت (1942) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 529 وقال ابن البرقيّ: كان حليف أبي سفيان بن حرب، وقال: وأمّه قريبة بنت قيس ابن عبد اللَّه بن سعد بن سهم القرشية. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: أدرك الجاهلية، ولا صحبة له، وحديثه مرسل. وتبعه أبو أحمد العسكري. وذكره البخاريّ فيمن اسمه عمرو، ولكن لم يذكره في الصحابة. وقال أبو عمر: شهد حنينا وهو مشرك مع مالك بن عوف، ثم أسلم. وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: يقال إن له صحبة. وقال محمد بن حبيب: كتب عمر بن الخطاب إلى أمراء الآفاق أن يبعثوا إليه من كل عمل رجلا من صالحيها، فبعثوا إليه أربعة من البصرة والكوفة والشام ومصر، فاتفق أنّ الأربعة من بني سليم، وهم الحجاج بن علاط، وزيد بن الأخنس، ومجاشع بن مسعود، وأبو الأعور. وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: حدثنا ابن بكير، حدثني الليث بن سعد، قال: ثم كانت غزوة عمّورية سنة ثلاث وعشرين، وأمير جيش مصر وهب بن عمير الجمحيّ، وأمير جيش الشام أبو الأعور السلمي. وروى أبو زرعة الدّمشقيّ «1» أنّ أبا الأعور غزا قبرص سنة ستّ وعشرين، وكانت له مواقف بصفّين مع معاوية. وقال ابن مندة: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه قيس بن حازم، وأبو عبد الرحمن الحبلى، وعمرو البكالي، قال: وحدثنا أبو سعيد بن يونس أنه قدم مصر مع مروان سنة خمس وستين، وذكره فيمن اسمه الحارث، فقال: الحارث بن ظالم بن علس أبو الأعور السلمي مختلف في اسمه. 5868- عمرو بن سفيان «2» العوفيّ: في عمرو بن سليم. 5869 ز- عمرو بن سفيان البكالي. يأتي في أواخر من اسمه عمرو، وسمّى أبو نعيم أباه سفيان. وحكى ابن عساكر أنّ اسمه سيف، وسماه غيره عبد اللَّه، والأكثر لم يسموه. واللَّه أعلم. 5869 (م) عمرو بن سلامة بن وقش الأنصاري، أخو سلمة، استشهد يوم أحد. ذكره الطبري.   (1) في أ: أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه. (2) أسد الغابة ت (3947) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 530 5870 ز - عمرو بن سلمة الضّمري. قيل هو اسم عمير بن أبي سلمة الضمريّ. وسيأتي. 5871 ز- عمرو بن سلمة: بن سكن بن قريط بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب الكلابي. ذكره عمر بن شبّة، وأخرج من طريق حميد بن مالك، عن أبي خالد الكلابي، قال: كان عمرو قد أسلم فحسن إسلامه. وفد إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فاستقطعه حمّى بين الشّقراء «1» والسّعديّة «2» فحماها زمانا ثم هلك، فحماها حجر إلى أن وقع بينه وبين بني جعفر بن كلاب فقتل، وكذا ذكره الرّشاطي. وقد ذكره أبو سعيد العسكريّ، عن محمد بن حبيب، عن يحيى بن بشر وأبي عمرو الشيبانيّ ... فذكر قصة، وفيها: من ولد عمرو بن سلمة هذا طهمان بن عمر، وكان شاعرا فاتكا، أخذه نجرة الحروري في سرقة فقطع يده. وله قصص مع آل مروان. ومات في خلافة عبد الملك. وسعيد بن عمرو، قتل في وقعة حجر وأخوه مجيب بن عمرو له ذكر. 5872- عمرو بن سلمة «3» : بكسر اللام، الجرمي- يكنى أبا يزيد. واختلف في ضبطه، فقيل بموحدة ومهملة مصغرا. وقيل بتحتانية وزاي وزن عظيم. روى عن أبيه قصة إسلامه وعوده إلى قومه ... الحديث. وفيه أنهم قدّموا عمرو بن سلمة إماما مع صغره، لأنه كان أكثرهم قرآنا.   (1) الشقراء: بالمدّ، تأنيث الأشقر ماء بالعريمة بين الجبلين والشقراء ناحية من عمل اليمامة بينها وبين النّباج والشقراء ماء لبني كلاب وهي أيضا قرية لعدي سميت الشقراء بأكمة فيها. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 805. (2) السّعدية: منزل منسوب إلى سعد بن الحارث، قرب الترف وهو أيضا بئر لبني أسد، والسعدية: بئر في ديار بني كلاب وهو أيضا ماء لبني قريط والسعدية: لبني رفاعة من القيم وهي نخل وأرض. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 715. (3) طبقات ابن سعد 7/ 89، الكنى 1/ 126، الجرح والتعديل 6/ 235، جمهرة أنساب العرب 452 الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 371، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 27، تهذيب الكمال 1036، تاريخ الإسلام 3/ 290، العبر 1/ 100 تهذيب التهذيب 3/ 99 ب العبر 1/ 176، تهذيب التهذيب 8/ 42، خلاصة تذهيب الكمال 245، شذرات الذهب 1/ 95، سير أعلام النبلاء 3/ 523، أسد الغابة ت (3951) ، الاستيعاب ت (1944) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 531 أخرجه البخاريّ، وسيأتي ما يدل على صحبته، لكن أخرج ابن مندة من طريق حماد بن سلمة عن أيوب، عن عمرو بن سلمة، قال: كنت في الوفد، وهو غريب مع ثقة رجاله. 5873- عمرو بن سليم «1» العوفيّ. ذكره ابن أبي عاصم في «الوحدان» من الصحابة، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن قيس بن عبد اللَّه، عن عمرو بن سليم العوفيّ- رفعه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «عرضت عليّ الجدود فرأيت جدّ بني عامر جملا أحمر يأكل من أطراف الشّجر، ورأيت جدّ غطفان صخرة خضراء تتفجّر منها الينابيع» ... الحديث. في ذكر بني تميم. وفيه أنهم أنصار الحق في آخر الزمان، هكذا استدركه ابن الأثير، وساق الحديث بسنده إلى ابن أبي عاصم. وقد أخرجه ابن مندة، لكن قال: عمرو بن سفيان العوفيّ، أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان. وذكره البخاري في التابعين، لا يعرف له صحبة ولا رؤية. 5874 ز- عمرو بن سمرة: بن حبيب بن عبد شمس «2» القرشي العبشمي، أخو عبد الرحمن. وقد ينسب إلى جده. تقدمت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة بن أبي عبد الرحمن. وقد رواه الحسن بن سفيان، عن حرملة، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة بسنده المذكور هناك. 5875 ز- عمرو بن سميع: تقدم في عمرو بن سبيع. 5876- عمرو بن سنان «3» : الخدريّ. ذكره ابن مندة من طريق خالد بن إلياس، أحد الضعفاء، عن يحيى بن عبد الرحمن، هو ابن حاطب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن هو ابن عوف، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم بالخندق، فقام رجل من بني خدرة يقال له عمرو بن سنان، فقال: يا رسول اللَّه، إني حديث عهد بعرس، فتأذن لي أن أذهب إلى امرأتي في بني سلمة، فأذن له، فذكر الحديث في قتل الحية ثم موته. وأصل الحديث في الصحيح دون تسمية، وإن كان محفوظا فلعله عمّ أبي سعيد الخدريّ، فهو سعد بن مالك بن سنان.   (1) أسد الغابة ت (3952) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 409. (2) أسد الغابة ت (3955) ، الاستيعاب ت (1945) . (3) أسد الغابة ت (3956) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 532 5877- عمرو بن سنّة الأسلمي، والد حرملة. ذكره خليفة بن خيّاط في الصحابة. وقد ذكرت ذلك في ترجمة حرملة. 5878 ز - عمرو بن سهل «1» بن قيس الأنصاري. قال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري ضجيع حمزة بن عبد المطلب: سمعت عبد الرحمن بن جابر بن عبد اللَّه يقول: خرجت مع أبي يوم الحرّة، فذكر حديثا في فضل أهل المدينة. وأخرجه البزار من طريق الطيالسي، ورواه أبو أحمد العسكري من طريق موسى بن إسماعيل، عن طالب بن حبيب، لكنه مخالف في نسب أبي طالب وفي مسندة، فقال طالب بن حبيب بن سهل بن قيس، قال: قال: حدثنا أبي، قال: خرجت مع أبي أيام الحرّة ... الحديث وكأنّ حبيبا نسب لجده، فصار ظاهره أن الصحبة لسهل بن قيس، وعلى ذلك مشى ابن الأثير كما تقدم في حرف السين. 5879- عمرو بن سهل «2» الأنصاري. لعله الّذي قبله. ذكره ابن مندة مفردا عنه، وأخرج هو والطبراني في الأوسط من طريق حنان بن سديد، وهو بفتح الحاء المهملة وتخفيف النون وأبوه بمهملة وزن عظيم، عن عبد الرحمن بن الغسيل عن عمرو بن سهل: سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يحثّ على صلة القرابة. 5880 ز- عمرو بن سيف البكالي. في عمرو بن سفيان. 5881- عمرو بن شأس: الأسدي «3» ، ويقال الأسلمي، ابن عبيد بن ثعلبة بن رويبة ابن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. هكذا ذكر ابن عبد البرّ، ساق الدّار الدّارقطنيّ نسبه إلى ثعلبة الأول، ثم قال: من بني مجاشع بن دارم. وقال ابن أبي حاتم: هو عمرو بن شأس الأسلمي. روى عنه ابن أخيه عبد اللَّه بن نيار الأسلمي. وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه،   (1) الاستيعاب ت (1946) . (2) أسد الغابة ت (3958) . (3) أسد الغابة ت (3959) ، الاستيعاب ت (1947) ، الثقات 3/ 272، الأعلام 5/ 79، تجريد أسماء الصحابة 1/ 401، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الأنساب 2/ 325، الجرح والتعديل 6/ 237، ذيل الكاشف 1138، التاريخ الكبير 6/ 306، بقي بن مخلد/ 654. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 533 وابن حبان في صحيحه، وابن مندة بعلوّ، من طريق محمد بن إسحاق: حدثني أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل، عن عبد اللَّه بن نيار الأسلمي عن عمرو بن شأس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبيّة، قال: خرجت مع علي إلى اليمن فجفاني في سفري ذلك فيه. من المدينة، فشكوته في المسجد، فبلغ ذلك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم .... فذكر الحديث، وفيه قوله صلى اللَّه عليه وسلّم: «من آذى عليّا فقد آذاني» . فقال ابن حبان في روايته الفضل بن معقل نسب إلى جده، وهو الفضل بن عبد اللَّه بن معقل بن يسار. وفرّق المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» بين الأسلمي والأسدي، فجزم بأن الأسلمي هو صاحب الرواية، وأن الأسدي لا رواية له، وإنما شهد القادسية، وله فيها أشعار، وهو القائل في ابنه عرار بمهملات، وكانت أمه سوداء، فجاء أسود، وكانت امرأة عمرو تؤذيه، فقال عمرو بن شأس: أرادت عرارا بالهوان ومن يرد ... عرارا لعمري بالهوان لقد ظلم وإنّ عرارا إن يكن غير واضح ... فإنّي أحبّ الجون ذا المنكب العمم «1» [الطويل] وذكره المبرّد في «الكامل» أنّ الحجاج بعث عرار بن عمرو بن شأس إلى عبد الملك ابن مروان برأس عبد الرحمن بن الأشعث، فما سأل عبد الملك عرارا عن شيء من أمر الوقعة إلا شفاه فيه، فأنشد الشعر، فقال له عرار: يا أمير المؤمنين، أنا واللَّه عرار! فتعجب عبد الملك من هذا الاتّفاق. 5882- عمرو بن شبيل الثقفي، من بني عتاب بن مالك «2» . ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، وذكر له شعرا. وقد تقدم غير مرّة أنه لم يبق من قريش ولا ثقيف في حجة الوداع أحد إلا أسلم، ثم وجدت في أسد الغابة أنه شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، وكانت تحته حبيبة بنت مطعم بن عدي. استدركه ابن الدباغ. واللَّه أعلم. 5883- عمرو بن شبيل: من ولد عتاب بن مالك الثقفي. شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، قاله العدوي.   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (3959) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1947) ، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 425. (2) أسد الغابة ت (3960) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 534 وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : إنه مخضرم، يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وله شعر. 5884- عمرو بن شراحيل: «1» ذكره الطّبرانيّ، وأخرج من رواية عبد العزيز بن عبد اللَّه القرشي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن القاسم بن عبد الغفار، عنه: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اللَّهمّ انصر من نصر عليّا، اللَّهمّ أكرم من أكرم عليّا، اللَّهمّ اخذل من خذل عليّا» . وسنده واه. وله في حديث آخر في السجود في: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ- قاله أبو نعيم: في إسناده نظر. واللَّه أعلم. 5885- عمرو بن شرحبيل «2» : قال أبو عمر: لا أقف على نسبه، وله صحبة، وليس هو أبا ميسرة صاحب ابن مسعود. 5886 ز- عمرو بن شريح «3» : تقدم في عمرو بن أم مكتوم. 5887 ز- عمرو بن الشريد «4» : يأتي في عمرو بن عبد العزيز «5» . 5888- عمرو بن شعواء «6» : تقدم قريبا في عمرو بن سعواء بالسين «7» . 5889- عمرو بن شعيب: العقدي ثم العبديّ، من وفد بني عبد القيس. ذكره في التجريد.   (1) أسد الغابة ت (3961) . (2) طبقات ابن سعد 6/ 106، تاريخ اليعقوبي 2/ 241، التاريخ الصغير 81، التاريخ الكبير 6/ 341، تاريخ أبي زرعة 1/ 651، الجرح والتعديل 6/ 237، المعرفة والتاريخ 1/ 217، طبقات خليفة 149، جامع التحصيل 299، حلية الأولياء 4/ 141، أنساب الأشراف 1/ 534، الكاشف 2/ 286، تهذيب الكمال 2/ 1040، سير أعلام النبلاء 4/ 135، غاية النهاية 1/ 601، تهذيب التهذيب 8/ 47، تقريب التهذيب 2/ 72، خلاصة تذهيب التهذيب 290، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 135، تاريخ الإسلام 2/ 200 أسد الغابة ت (3962) ، الاستيعاب ت (1948) . (3) أسد الغابة ت (3963) . (4) الطبقات الكبرى 5/ 518، الطبقات لخليفة 286، التاريخ الكبير 6/ 343، الجرح والتعديل 6/ 238، المعرفة والتاريخ 1/ 399، الكاشف 2/ 386، تحفة الأشراف 13/ 325، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 28، تهذيب التهذيب 8/ 47، تقريب التهذيب 2/ 72، تاريخ الإسلام 3/ 441. (5) في أ: عمر بن عبد العزيز. (6) أسد الغابة ت (3965) . (7) في أ: بالسين المهملة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 535 5890 ز- عمرو بن شعثم الثقفي. ذكره ابن السّكن في آخر ترجمة عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي، فقال: وقد روى عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، عن عمرو شعثم الثقفي، أنه مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد أسبل إزاره، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ارفع إزارك، فإنّ خلق اللَّه كلّه حسن» . انتهى. ولم يسق سنده، وضبط شعثم: بضم المعجمة وسكون العين المهملة وضم المثلثة، وسمّى ابن قانع أباه سعيدا فصحفه، ونسبه، فقال: عمرو بن سعيد بن معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعيد بن عوف بن ثقيف، ثم ساق الحديث من طريق علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن عمرو بن سعيد. وقد تقدم في عمرو بن سفيان. 5891- عمرو بن صليع «1» : بمهملتين مصغرا، المحاربي، من محارب خصفة. أخرج حديثه البخاريّ في الأدب المفرد، من طريق أبي الطّفيل عامر بن واثلة، عنه، وسنده حسن، وقال في سياقه: إنه كان بمثل سنه، وله رواية أيضا عن حذيفة، وعن صخر بن الوليد، كذا ذكره بهذا أبو حاتم وابن حبان في الثقات، أما أبو حاتم الرازيّ فذكره في التابعين. وذكره ابن مندة في الصحابة، فقال: له صحبة، قال: وذكره البخاري في الصحابة، ثم ساق ابن مندة من طريق سيف بن وهب، قال: قال أبو الطفيل: كان رجل منا يقال له عمرو بن صليع، وكانت له صحبة. 5892 ز- عمرو بن طارق: يأتي في عمرو بن طلق. 5893- عمرو بن طريف «2» : والد الطفيل. ذكر ابن إسحاق أنّ الطّفيل بن عمرو لما رجع إلى بلاد قومه مسلما أتاه أبوه، فقال له: إليك عني، فإنّي أسلمت «3» . فقال: يا بني، فديني دينك. وقد تقدم له ذكر في ترجمة الطفيل بن عمرو بن الطفيل الدّوسي. واللَّه أعلم. 5894- عمرو بن الطفيل: بن عمرو الدّوسي «4» ، حفيد الّذي قبله. تقدم ذكره في ترجمة أبيه، وأن أباه استشهد باليمامة، واستشهد هو باليرموك.   (1) ذيل الكاشف 1139، أسد الغابة ت (3966) ، الاستيعاب ت (1950) . (2) أسد الغابة ت (3968) . (3) في أ: مسلم. (4) أسد الغابة ت (3967) ، الاستيعاب ت (1951) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 536 وذكر عبد اللَّه بن محمّد بن ربيعة القداميّ في كتاب «1» فتوح الشام له أنّ خالد بن الوليد أرسله إلى أبي عبيدة يخبره بتوجّهه إليهم، وكان يقال له عمرو بن ذي النور. وأخرج ابن سعد، من طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: ثم رجع الطفيل بن عمرو إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان معه حتى قبض، فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين مجاهدا، فلما فرغوا من طليحة ثم ساروا إلى اليمامة استشهد الطفيل بها، وجرح ابنه عمرو، وقطعت يده، ثم صحّ، فبينما هو عمر إذ أتي بطعام فتنحّى، فقال: مالك؟ لعلك تتحفّظ لمكان يدك؟ قال: أجل. قال: لا واللَّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك، ففعل ذلك، ثم خرج إلى الشام مجاهدا، فاستشهد باليرموك. وروينا في فوائد أبي طاهر الذّهليّ، من طريق محمد بن عبد الرحمن الأزدي، عمن أدرك من قومه، عن عمرو بن ذي النور ... فذكر قصة السوط الّذي دعا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لأبيه، فكان يستضيء به، وذلك قيل له ذو النور. 5895- عمرو بن طلق: الجنيّ. ويقال عمرو بن طارق» . أخرج الطّبرانيّ في الكبير، من طريق عثمان بن صالح، حدثني عمرو الجنيّ، قال: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقرأ سورة النجم، فسجد وسجدت معه. وأخرج ابن عديّ من وجه آخر، عن عثمان بن صالح، قال: رأيت عمرو بن طلق الجنّي، فقلت له: هل رأيت رسول اللَّه «3» صلى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ فقال: نعم، وبايعته، وأسلمت، وصليت خلفه الصبح، فقرأ سورة الحج، فسجد فيها سجدتين. 5896- عمرو بن طلق: بن زيد بن أمية بن كعب «4» بن غنم بن سواد الأنصاري. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وذكروه فيمن شهد أحدا. وقال أبو عمر: لم يذكره موسى بن عقبة في البدريين. 5897 - عمرو «5» بن العاص «6» : بن وائل بن هاشم بن سعيد، بالتصغير، ابن سهم بن   (1) في أ: في كتابه. (2) أسد الغابة ت (3967) ، الاستيعاب ت (1951) . (3) في أ: فقلت: رأيت رسول اللَّه. (4) أسد الغابة ت (3970) ، الاستيعاب ت (1952) :. (5) من أول هنا بداية نسخة ل. (6) أسد الغابة ت (3971) ، مسند أحمد 4/ 202، طبقات ابن سعد 4/ 254، 7/ 493، نسب قريش 409، طبقات خليفة 147، 970، 2820، المحبر 77، 121، 177، تاريخ البخاري 6/ 303، المعارف 285، المستدرك 3/ 452، 455، المعرفة والتاريخ 1/ 323، تاريخ الطبري 4/ 558، مروج الذهب 3/ 212، الولاة والقضاة الفهرس جمهرة أنساب العرب 163، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 362، تاريخ بن عساكر 13/ 245، جامع الأصول 9/ 103، تهذيب الكمال 1038، الكامل 3/ 274، الحلة السيراء 1/ 13، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 30، تاريخ الإسلام 2/ 235، تهذيب التهذيب 3/ 101 مرآة الجنان 1/ 119، العقد الثمين 6/ 398 غاية النهاية (ت) 2455، تهذيب التهذيب 8/ 56، النجوم الزاهرة 1/ 113، خلاصة تهذيب الكمال 246، شذرات الذهب 1/ 53 حسن المحاضرة 1/ 224، البداية والنهاية 4/ 236، 238، 8/ 24، 27، المغازي 2/ 741. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 537 عمرو بن هصيص «1» بن كعب بن لؤيّ القرشي السهمي، أمير مصر، يكنى أبا عبد اللَّه، وأبا محمد. أمّه النابغة، من بني عنزة، بفتح المهملة والنون. أسلم قبل الفتح في صفر سنة ثمان، وقيل بين الحديبيّة وخيبر، وكان يقول: أذكر اللّيلة التي ولد فيها عمر بن الخطاب. وقال ذاخر المعافري «2» : رأيت عمرا على المنبر أدعج أبلج «3» قصير القامة. وذكره الزّبير بن بكّار، والواقديّ بسندين لهما- أنّ إسلامه كان على يد النجاشي، وهو بأرض الحبشة. وذكر الزّبير بن بكّار أنّ رجلا قال لعمرو: ما أبطأ بك «4» عن الإسلام وأنت أنت في عقلك؟ قال: إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدّم، وكانوا ممّن [يواري «5» حلومهم الخبال] «6» فلما بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأنكروا عليه فلذنا بهم «7» ، فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبّرنا فإذا حقّ بيّن، فوقع في قلبي الإسلام، فعرفت قريش ذلك مني من إبطائي عما كنت أسرع فيه من عونهم عليه، فبعثوا إليّ فتى منهم، فناظرني في ذلك، فقلت: أنشدك اللَّه ربك وربّ من قبلك ومن بعدك، أنحن أهدى أم فارس والروم؟ قال: نحن أهدى. قلت: فنحن أوسع   (1) في أ، ل، ت، هـ: يقصص، وفي د: يعصيص. (2) في أ، ت، هـ، ل: المغاضري. (3) الدّعج والدّعجة: السواد في العين وغيرها، يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد، وقيل الدّعج: شدة سواد العين في شدة بياضها. النهاية 2/ 119 أي مشرق الوجه مسفره النهاية 1/ 151. (4) في أ، ل، ت: ما بطأ بك. (5) في أ: يوازي. (6) في ل: يوازي خلوبهم الجبال، في خلوبهم الجبال، وفي ت: خلوبهم الجبال. (7) في أ: قلدناهم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 538 عيشا أم هم؟ قال: هم. قلت: فما ينفعنا فضلنا عليهم إن لم يكن لنا فضل إلا في الدنيا، وهم أعظم منا فيها أمرا في كل شيء. وقد وقع في نفسي أن الّذي يقوله محمد من أنّ البعث بعد الموت ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته حقّ، ولا خير في التمادي في الباطل. وأخرج البغويّ بسند جيد، عن عمر «1» بن إسحاق أحد التابعين، قال: استأذن جعفر بن أبي طالب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في التوجه إلى الحبشة، فأذن له، قال عمير: فحدثني عمرو بن العاص، قال: لما رأيت مكانه قلت: واللَّه لأستقلنّ لهذا ولأصحابه، فذكر قصتهم مع النجاشي، قال: فلقيت جعفرا خاليا فأسلمت. قال: وبلغ ذلك أصحابي فغنموني وسلبوني كلّ شيء، فذهبت إلى جعفر، فذهب معي إلى النجاشي فردّوا عليّ كلّ شيء أخذوه. ولما أسلم كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقرّبه ويدنيه لمعرفته وشجاعته، وولّاه غزاة ذات السلاسل، وأمدّه بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح، ثم استعمله على عمان، فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر، وهو الّذي افتتح قنّسرين، وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية، وولّاه عمر فلسطين. أخرج ابن أبي خيثمة من طريق الليث، قال: نظر عمر إلى عمرو يمشي، فقال: ما ينبغي لأبي عبد اللَّه أن يمشي على الأرض إلا أميرا. وقال إبراهيم بن مهاجر، عن الشعبيّ، عن قبيصة بن جابر: صحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلا [أبين قرآنا] «2» ، ولا أكرم خلقا، ولا أشبه سريرة بعلانية منه. وقال محمّد بن سلّام الجمحيّ: كان عمر إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه يقول: أشهد أنّ خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد، وكان الشعبي يقول: دهاة العرب في الإسلام أربعة، فعدّ منهم عمرا، وقال: فأما عمرو فللمعضلات. وقد روى عمرو عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. روى عنه ولداه: عبد اللَّه، ومحمد، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو قيس مولى عمرو، وعبد الرحمن بن شماسة، وأبو عثمان النهدي، وقبيصة بن ذؤيب، وآخرون.   (1) في أ: عمير. (2) في أ: أثبت رأيا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 539 ومن مناقبه أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أمّره كما تقدم. وأخرج أحمد من حديث طلحة أحد العشرة- رفعه: عمرو بن العاص من صالحي قريش، ورجال سنده ثقات، إلا أنّ فيه انقطاعا بين أبي مليكة وطلحة. وأخرجه البغويّ، وأبو يعلى، من هذا الوجه، وزاد: نعم أهل البيت عبد اللَّه، وأبو عبد اللَّه، وأم عبد اللَّه. وأخرجه ابن سعد بسند رجاله ثقات إلى ابن أبي مليكة مرسلا لم يذكر طلحة، وزاد- يعني عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. وأخرج أحمد بسند حسن عن عمرو بن العاص، قال: بعث إليّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: خذ عليك ثيابك وسلاحك» ، ثم ائتني. فأتيته، فقال: «إنّي أريد أن أبعثك على جيش فيسلّمك اللَّه ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة» . فقلت: يا رسول اللَّه، ما أسلمت من أجل المال، بل أسلمت رغبة في الإسلام. قال: «يا عمرو، نعمّا بالمال الصّالح المرء الصّالح» «1» . وأخرج أحمد، والنّسائيّ، بسند حسن، عن عمرو بن العاص، قال: فزع أهل المدينة فزعا فتفرقوا، فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد عليه سيف مختفيا، ففعلت مثله، فخطب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ألا يكون فزعكم إلى اللَّه ورسوله، ألا فعلتم كما فعل هذان الرّجلان المؤمنان» . وولي عمرو إمرة مصر في زمن عمر بن الخطاب، وهو الّذي افتتحها، وأبقاه عثمان قليلا ثم عزله، وولّى عبد اللَّه بن أبي سرح، وكان أخا عثمان من الرضاعة، فآل أمر عثمان بسبب ذلك إلى ما اشتهر، ثم لم يزل عمرو بغير إمرة إلى أن كانت الفتنة بين عليّ ومعاوية، فلحق بمعاوية، فكان معه يدبّر أمره في الحرب إلى أن جرى أمر الحكمين، ثم سار في جيش جهّزه معاوية إلى مصر، فوليها لمعاوية من صفر سنة ثمان وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين على الصحيح الّذي جزم به ابن يونس وغيره من المتقنين، وقيل قبلها بسنة، وقيل بعدها، ثم اختلفوا فقيل بستّ، وقيل بثمان، وقيل بأكثر من ذلك، قال يحيى بن بكير: عاش نحو تسعين سنة. وذكر ابن البرقي، عن يحيى بن بكير، عن الليث: توفّي وهو ابن تسعين سنة. قلت: قد عاش بعد عمر عشرين سنة. وقال العجليّ: عاش تسعا وتسعين سنة. وكان   (1) أخرجه أحمد 4/ 197 والبخاري في الأدب (299) والحافظ ذكره في الفتح 8/ 75. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 540 عمر عمّر ثلاثا وستين. وقد ذكروا أنه كان يقول: أذكر ليلة ولد عمر بن الخطاب. أخرجه البيهقيّ بسند منقطع، فكأن عمره لما ولد عمر سبع سنين. وفي صحيح مسلم من رواية عبد الرحمن بن شماسة، قال: فلما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى، فقال له عبد اللَّه بن عمرو ابنه: ما يبكيك ... فذكر الحديث بطوله في قصة إسلامه، وأنه كان شديد الحياء من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لا يرفع طرفه إليه. وذكرها ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وزاد فيها أشياء من رواية ابن لهيعة. 5898 ز- عمرو بن عاصم: الأشعري. يقال: هو اسم أبي مالك الأشعري، وهو غير كعب بن عاصم الآتي في الكاف. 5899 ز - عمرو بن عامر: بن ربيعة بن هوذة العامري «1» . قال في التّجريد: ذكره ابن الدباغ وحده. قلت: قد تقدم في العرس أنه لقبه، واسمه عمرو بن عامر. 5900- عمرو بن عامر بن الطفيل «2» . أخرج له بقيّ بن مخلد في مسندة حديثا فيما نقله الذّهبي في «التّجريد» . 5901- عمرو بن عامر «3» بن مالك بن خنساء الأنصاري، أبو داود المازني. ويقال اسمه عمير، بالتصغير، وسيأتي في الكنى. 5902 ز- عمرو بن عامر الأنصاري. ذكر «4» وثيمة أنه ممن شهد اليمامة في خلافة أبي بكر، وأنشد له مرثية في ثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري. 5903- عمرو بن عبد الأسد المخزومي «5» . قيل: هو اسم أبي سلمة بن عبد الأسد، زوج أم سلمة. والمشهور أنّ اسمه عبد اللَّه، وكان اسمه في الجاهلية عبد مناف. 5904- عمرو بن عبد اللَّه بن أبي قيس العامري «6» ، من بني عامر بن لؤيّ. وقتل يوم الجمل.   (1) أسد الغابة ت (3972) . (2) بقي بن مخلد 661. (3) أسد الغابة ت (3973) . (4) في أ: ذكره وثيمة. (5) أسد الغابة ت (3974) . (6) أسد الغابة ت (3980) ، الاستيعاب ت (1957) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 541 5905 ز- عمرو بن عبد اللَّه بن أم حرام. يكنى أبا أبي «1» ، وهو مشهور بكنيته. يأتي. 5906 ز- عمرو بن عبد اللَّه البكالي «2» . يأتي في أواخر من اسمه عمرو، سمّى ابن السكن أباه عبد اللَّه، وحكى ابن عساكر أنّ اسمه سيف. 5907 ز- عمرو بن عبد اللَّه الأنصاري «3» . ذكره ابن عبد البرّ، وقال: لا أعرفه بأكثر من أنه روى، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أكل كتف شاة، ثم قام فتمضمض وصلّى ولم يتوضأ. فيه نظر. ضعّف البخاري إسناده. قلت: ما رأيته في تاريخ البخاريّ، ولا رأيت له ترجمة في غير الاستيعاب، ولا تعقّبه ابن فتحون، والعجب كيف يجحف أبو عمر في مثل هذا الاختصار ويطيل في المشهورين، ثم فتح اللَّه بالوقوف على علّته، وهو أنه حرّف اسم والده، إنما هو عبيد اللَّه بالتصغير، وهو الحضرميّ الآتي قريبا، ويحتمل على بعد أن يكون آخر، فإن المتن جاء عن جمع من الصحابة، فلو كان أبو عمر ذكر الراويّ عنه لانكشف الغطاء، ولكن الغالب على الظن أنه تحرّف عليه. وسيأتي مزيد لذلك في عمرو بن عبيد اللَّه. 5908 ز- عمرو بن عبد اللَّه «4» الأنصاري «5» . أورد له وثيمة في الردّة شعرا يحرّض فيه أبا بكر الصديق على قتال أهل الردة من مسيلمة ومن معه من بني حنيفة. استدركه ابن فتحون. 5909 ز- عمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ «6» : ذكره أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى البغداديّ فيمن نزل حمص، فقال: حدثني أبو   (1) أسد الغابة ت (3977) . (2) التاريخ الكبير 1/ 303، ذيل الكاشف 1142، الثقات 3/ 278. (3) أسد الغابة ت (3976) ، الاستيعاب ت (1954) . (4) في أ: عبيد اللَّه. (5) التحفة اللطيفة، 3/ 302، تهذيب التهذيب 8/ 63، الجرح والتعديل 6/ 343، خلاصة تذهيب 1/ 290، الاستبصار 350، تجريد أسماء الصحابة 1/ ج 1/ 412. (6) الثقات 3/ 277، التحفة اللطيفة 3/ 33، خلاصة تذهيب 290، الجرح والتعديل 6/ 244، التاريخ الكبير 349. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 542 عمرو أحمد بن نصر بن سعيد بن حريب «1» بن عمرو الحضرميّ- أنّ جده حريبا «2» يكنى أبا مالك، وكان أبوه عمرو ممن قدم مع أبي عبيدة بن الجراح الشام، وهو مولى قوم من الحضرميين يقال لهم بنو مصعب. وذكره خليفة بن خيّاط فيمن قتل بصفين مع معاوية. قلت: ذكرته في هذا القسم، لأني جوزت أنه أخو العلاء بن الحضرميّ، واسم العلاء عبد اللَّه كما تقدم في ترجمته، وكان العلاء وإخوته حلفاء حرب بن أمية والد أبي سفيان، وكان للعلاء من الإخوة: عامر، قتل يوم بدر مع المشركين، والصعبة والدة طلحة أحد العشرة، لها صحبة، وعمرو قتله المسلمون قبل بدر، وبسببه هاجت وقعة بدر، فكأن هذا أخ لهم يكنى باسم أخيه الأكبر، وكلّهم معدودون في قريش. وقد تقدم أنه لم يبق بمكة قرشيّ في سنة عشر إلّا شهد حجة الوداع. 5910 ز- عمرو بن عبد اللَّه الحارثي: ذكر العدويّ، وابن سعد عن الواقديّ أن له وفادة. وسيأتي في قيس بن الحصين بيان ذلك إن شاء اللَّه تعالى. 5911- عمرو بن عبد اللَّه الضبابي «3» : قال ابن عبد البرّ: له وفادة. 5912- عمرو بن عبد اللَّه القاري «4» : [ويقال ابن عبد «5» ، بغير إضافة» . يأتي في عمرو بن القاري] «7» كذا سيجيء في الروايات. 5913 - عمرو بن [عبد] «8» الحارث «9» : يكنى أبا حازم، وهو والد قيس بن أبي حازم التابعي الكبير المشهور. ويقال: هو عمرو بن عوف «10» .   (1) في أ: حريث. (2) في أ: حريثا. (3) أسد الغابة ت (3978) ، الاستيعاب ت (1955) . (4) في د: القامري. (5) في د: ويقال عمرو القاري. (6) أسد الغابة ت (3979) ، الاستيعاب ت (1956) . (7) سقط في ل. (8) سقط في أ. (9) أسد الغابة ت (3981) . (10) في د: أيضا انتهى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 543 5914 ز- عمرو بن عبد العزى بن عبد اللَّه بن رواحة بن مليل «1» بن عصيّة «2» السلمي الشاعر. وقيل في نسبه غير ذلك. يكنى أبا شجرة، ذكره الواقديّ في كتاب «الرّدّة» ، وأنه كان ممن ارتدّ ثم عاد ومات بعد عمر، قال: وأمّه الخنساء بنت الشريد الشاعرة المشهورة، ووقع ذكره في كتاب الردة لوثيمة، لكنه قال أبو شجرة بن شريد «3» ، فكأنه نسب إلى جده لأمه. وسيأتي بأبسط من هذا في أبي شجرة في الكنى. 5915 - عمرو بن عبد عمرو بن نضلة «4» ، ذو الشمالين. استشهد يوم بدر. تقدم ذكره في الذال المعجمة. 5916- عمرو بن عبد قيس العبقسيّ «5» الضبي «6» ، ابن أخت أشجّ عبد القيس، وزوج ابنته. ذكره ابن سعد وأنه أسلم قبل الهجرة، وقد تقدم خبره في ذلك في ترجمة صحار بن العباس في الصاد المهملة. ويقال: إنه الّذي يقال له عمرو بن المرحوم. 5917- عمرو بن عبد نهم الأسلمي «7» : ذكره ابن عبد البرّ، وقال: هو الّذي دلّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على الطريق يوم الحديبيّة، وقال: فيه نظر. قلت: وجه النظر أنّ ابن شاهين ذكر «8» بإسناد واه من طريق ابن الكلبي أن عمرو بن عبد نهم كان الدليل يوم الحديبيّة، فأخذ بهم على طريق عقبة الحنظليّ، فانطلق أمام النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى وقف عليها، فقال: «مثل هذه العقبة مثل الّذي قال اللَّه تعالى لبني إسرائيل: ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا «9» حِطَّةٌ [البقرة: 58] لا يجوز هذه العقبة «10» أحد إلّا غفر له» «11» .   (1) في د، ل، ت، هـ، هليل. (2) في د: عيصة. (3) في أ، د: الشريد (4) أسد الغابة ت (3982) ، الثقات 3/ 273، تجريد أسماء الصحابة 1/ 412، التاريخ الكبير 6/ 359. (5) في ل، ت: العنقسي. (6) سقط في أ، ت، ل، هـ. (7) أسد الغابة ت (3983) ، الاستيعاب ت (1958) . (8) في أ: ذكره. (9) في أ: قوله. (10) في أ: الثنية. (11) في د: إلا غفر اللَّه تعالى له ... الحديث. انتهى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 544 5918- عمرو بن عبسة بن خالد بن عامر بن غاضرة بن خفاف «1» بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وقيل ابن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خالد بن مازن بن مالك ابن ثعلبة بن بهثة، كذا ساق نسبه ابن سعد، وتبعه ابن عساكر. والأول أصح، وهو الّذي قاله خليفة، وأبو أحمد الحاكم وغيرهما، السلمي. أبو نجيح، ويقال أبو شعيب. قال الواقديّ: أسلم قديما بمكة، ثم رجع إلى بلاده، فأقام بها إلى أن هاجر بعد خيبر «2» ، وقيل الفتح «3» ، فشهدها، قاله الواقدي. وزعم أحمد بن محمّد بن عيسى البغداديّ في ذكر من نزل حمص من الصحابة: عمرو بن عبسة من المهاجرين الأولين، شهد بدرا، كذا قال، وتبعه عبد الصمد بن سعيد. قال أحمد: وذكر بقية أنه نزلها أربعمائة من الصحابة منهم عمرو بن عبسة أبو نجيح. قال ابن عساكر: كذا قالا، ولم يتابعا على شهوده بدرا، ويقال: إنه كان أخا أبي ذرّ لأمه، قاله خليفة، قال: واسمها رملة بنت الوقيعة. أخرج مسلم في صحيحه قصة إسلامه وسؤاله عن أشياء من أمور الصلاة وغيرها. وقد روى عنه ابن مسعود مع تقدّمه، وأبو أمامة الباهلي، وسهل بن سعد. ومن التابعين شرحبيل بن السمط، وسعدان بن أبي طلحة، وسليم بن عامر، وعبد الرحمن بن عامر، وجبير بن نفير، وأبو سلام، وآخرون. قال ابن سعد: كان قبل أن يسلم اعتزل عبادة الأوثان.   (1) التاريخ الكبير 6/ 302، المحبر 237، مشاهير علماء الأمصار 51، المعارف 290، تاريخ اليعقوبي 2/ 23، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 31، تاريخ أبي زرعة 1/ 608، مروج الذهب 1465، تحفة الأشراف 8/ 159، مقدمة مسند بقي بن مخلد 87، المعرفة والتاريخ 1/ 327، تاريخ الطبري 2/ 315، المعين في طبقات المحدثين 25، الكاشف 2/ 289، الكامل في التاريخ 2/ 59، النكت الظراف 8/ 164، تقريب التهذيب 2/ 74، تاريخ الإسلام 2/ 201، أسد الغابة 4/ 251، أسد الغابة ت (3984) ، الاستيعاب ت (1959) ، مسند أحمد 4/ 111، 384، التاريخ لابن معين 449، طبقات ابن سعد 4/ 214، طبقات خليفة 49، المعارف 290، الجرح والتعديل 416، المستدرك 3/ 616، ابن عساكر 6/ 241، جامع الأصول 9/ 116، تهذيب الكمال 1041، خلاصة تذهيب التهذيب 291، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 90. (2) في أ: قبل خيبر. (3) في أ: وبعد الفتح. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 545 وأخرج أبو يعلى من طريق [لقمان «1» بن عامر، عن أبي أمامة، من طريق «2» ] «3» ابن عبسة: لقد رأيتني وإني لرابع الإسلام. [وفي رواية أبي أحمد الحاكم من هذا الوجه. وإني لربع «4» الإسلام] «5» . وأخرج أحمد من طريق شداد أبي عمار، قال: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة، بأيّ شيء تدّعي أنك رابع الإسلام؟ قال: إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة، ولا أرى الأوثان شيئا، ثم سمعت عن مكة خبرا، فركبت حتى قدمت مكة، فإذا أنا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مستخفيا، وإذا قومه عليه جرآء، فتلطّفت فدخلت عليه، فقلت: من أنت؟ قال: أنا نبيّ اللَّه» . قلت: اللَّه أرسلك؟ قال: «نعم» . قلت: بأي شيء؟ قال: «بأن يوحّد اللَّه فلا يشرك به شيء، وتكسر الأصنام، وتوصل الرّحم» . قلت: من معك على هذا؟ قال: «حرّ وعبد» ، فإذا معه أبو بكر وبلال. فقلت: إني متّبعك. قال: «إنّك لا تستطيع، فارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي ظهرت فالحق بي» . قال: فرجعت إلى أهلي، وقد أسلمت، فهاجر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وجعلت أتخبّر الأخبار إلى أن قدمت عليه «6» المدينة، فقلت: أتعرفني؟ قال: «نعم، أنت الّذي أتيتني بمكّة» ؟ قلت: نعم، فعلّمني مما علّمك اللَّه ... فذكر الحديث بطوله. كذا أخرجه أحمد، وظاهره أنّ شدادا رواه عن عمرو بن عبسة، وقد أخرجه مسلم من هذا الوجه، ولفظه: عن شداد، عن أبي أمامة، قال: قال عمرو بن عبسة ... فذكر نحوه. وأخرج الطّبرانيّ وأبو نعيم عنه في دلائل النبوة من طريق ضمرة بن حبيب، ونعيم بن زياد، وسليم بن عامر- ثلاثتهم عن أبي أمامة: سمعت عمرو بن عبسة يقول: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو نازل بعكاظ، فقلت: يا رسول اللَّه، من معك على هذا الأمر؟ قال: «أبو بكر، وبلال» ، فأسلمت عند ذلك، فلقد رأيتني ربع الإسلام، فقلت: يا رسول اللَّه، أقيم معك أم ألحق بقومي؟ قال: «الحق بقومك» . قال: ثم أتيته قبيل فتح مكة ... الحديث «7» . ومن طريق أبي سلّام الدّمشقيّ، وعمرو بن عبد اللَّه الشيبانيّ- أنهما سمعا أبا أمامة يحدّث عن عمرو بن عبسة، قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، ورأيت أنها لا تضرّ   (1) في أ: عبد الرحمن. (2) في أ: عن عمرو. (3) سقط في ل. (4) في أ، د: لرابع. (5) سقط في: ل، ت، هـ. (6) في أ: عقبة. (7) في أ: فذكر الحديث. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 546 ولا تنفع يعبدون الحجارة، فلقيت رجلا من أهل الكتاب، فسألته عن أفضل الدين، فقال: يخرج رجل من مكة، ويرغب عن آلهة قومه، ويدعو إلى غيرها، وهو يأتي بأفضل الدين، فإذا سمعت به فاتبعه، فلم يكن لي همّه إلا مكة أسأل هل حدث فيها أمر؟ إلى أن لقيت راكبا فسألته، فقال: يرغب عن آلهة قومه ... فذكر نحو ما تقدم أولا. وأخرج أبو نعيم من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن [عبد الرحمن بن] «1» عمران بن الحارث، عن مولى لكعب. قال: انطلقنا مع المقداد بن الأسود، وعمرو بن عبسة، وشافع بن حبيب الهذلي، فخرج عمرو بن عبسة يوما للرعية، فانطلقت نصف النهار- يعني لأراه، فإذا سحابة قد أظلّته، ما فيها عنه مفصل، فأيقظته، فقال: إن هذا شيء إن علمت أنك أخبرت به أحدا لا يكون بيني وبينك خير. قال: فو اللَّه ما أخبرت به حتى مات. وقال الحاكم أبو أحمد: قد سكن عمرو بن عبسة الشام، ويقال: إنه مات بحمص. قلت: وأظنه مات في أواخر خلافة عثمان، فإنني لم أر له ذكرا في الفتنة، ولا في خلافة معاوية. 5919 ز- عمرو بن عبس: يأتي في عمرو بن عيسى. 5920 أ- عمر بن عبيد اللَّه الحضرميّ «2» : قال البخاريّ: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولا يصح حديثه، وتبعه أبو عليّ بن السكن، وحكاه «3» ابن عديّ وقال ابن خزيمة: لا أدري هو من أهل المدينة أم لا؟. أخرجه أحمد، والبغويّ، والطّحاويّ، والطّبريّ، وابن السّكن، والباورديّ، وابن مندة بعلوّ «4» ، كلّهم من طريق الحسن بن عبد اللَّه «5» أنّ عمرو بن عبيد اللَّه الحضرميّ صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أكل كتفا، ثم قام فتمضمض وصلّى ولم يتوضأ. ووقع في الاستيعاب عمرو بن عبد اللَّه الأنصاري، فذكر الحديث وقال: لا أعرفه بغير هذا. وفيه نظر، ضعّف «6» البخاري إسناده، فخالف في اسم أبيه، فقال: عبد اللَّه مكبرا، وفي نسبه [يقال الأنصاري، فاستدرك ابن فتحون عمرو بن عبيد» اللَّه الحضرميّ، وأظنه غير   (1) سقط في: أ، د، ت، ل، هـ. (2) أسد الغابة ت (3985) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 413، التاريخ الكبير 6/ 312. (3) في أ: وزكاه. (4) في أ: نقلوا. (5) في ل، ت: عبيد اللَّه. (6) في د: قد ضعف. (7) في أ: عبد اللَّه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 547 الّذي في الاستيعاب، وليس بجيد «1» ، بل هو من (شرّ كتابه الّذي) «2» جمعه في أوهام الاستيعاب، قال ابن الأثير: تقدم هذا المتن في عمرو بن عبد اللَّه] «3» فقال: الأنصاري، فلعله كان حضرميا وحليفا في الأنصار. ووقع في التجريد: الثقفي بدل الأنصاري، وما أدري ما وجهه؟ [واللَّه أعلم] «4» 5920 ب- عمرو بن عثمان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة التيمي «5» ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وأمّه هند بنت البياع الليثية. وقال البلاذري وغيره: استشهد بالقادسية سنة خمس عشرة، وليس له عقب. 5921- عمرو بن عزرة بن عمرو بن محمود بن رفاعة، أبو زيد الأنصاري. قال ابن الكلبيّ في الجمهرة: له صحبة. قلت: وذكره أبو عبيد القاسم بن سلّام في أول نسب قحطان، وذكر أنه من ذرية الفطيون بن عامر بن ثعلبة. 5922- عمرو بن عطية «6» : أورده الطّبرانيّ في الصّحابة، وأبو نعيم من طريقه، وأخرج من طريق ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عمرو بن عطية، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الأرض ستفتح عليكم، وتكفون المئونة، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بسهميه» . واستدركه أبو موسى. 5923 ز - عمرو بن عقبة «7» : ذكره سعيد بن يعقوب الشّيرازيّ، وأورد من طريق مكحول عن عمرو بن عقبة- رفعه: «من صام يوما في سبيل اللَّه بعد عن النّار مسيرة مائة عام» . واستدركه أبو موسى، وقال: قال سعيد: لعله عمرو بن عبسة، يعني فتحرّف. قلت: لكنه يحتمل التعدد. 5924- عمرو بن عقبة: بن نيار الأنصاري «8»   (1) في أ: عبيد. (2) في أ: شرط كتاب الدر. (3) سقط في د، ل، ت، هـ (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (3987) ، الاستيعاب ت (1960) . (6) أسد الغابة ت (3989) . (7) أسد الغابة ت (3991) . (8) تجريد أسماء الصحابة 1/ 413، الثقات 3/ 270. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 548 ذكره المستغفريّ في الصحابة، وقال: شهد بدرا، يكنى أبا سعيد. استدركه أبو موسى وخلطه بالذي قبله. والصواب أنه غيره. وسيأتي في عمير بالتصغير. 5925- عمرو بن عقيل «1» : حضر عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره الطّبرانيّ في مسند الشاميين، ولم يذكره في المعجم الكبير، فأخرج من طريق محمد بن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن جده، حدثني يحيى بن عقيل أن أباه قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذ أقبل رجل جريء يتخطّى الناس، فدنا حتى سلم، ووضع ركبته على ركبة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث بطوله في السؤال عن الإسلام والإيمان، وفي آخره: فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ذلكم جبريل، أتى النّاس في صورة رجل من بني آدم علّمهم دينهم، ثمّ رجع» «2» . 5926 ز- عمرو بن عكرمة بن أبي جهل: تقدم في عمر «3» . 5927 ز- عمرو بن علقمة بن علاثة العامري، ثم الكلابي. تقدم ذكر أبيه، وله قصة مع معاوية. 5928 ز- عمرو بن عمرو الحارثي: ذكره ابن إسحاق في وفد بني الحارث «4» . وسيأتي بيان ذلك في يزيد بن عبد المدان «5» . 5929- عمرو بن أبي عمرو العجلاني «6» : ذكره ابن مندة، وذكره الطّبرانيّ وغيره فلم يذكروا أباه، وقد جرت عادة ابن مندة إذا لم يسمّ والد الصحابي يكنيه باسم ولده. وأخرج ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، وابن السكن، وغيرهم، من طريق عبد اللَّه بن نافع مولى ابن عمر، عن أبيه، عن عبد الرحمن، وفي رواية الطبراني عبد اللَّه بن عمرو العجلاني، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نهى أن يستقبل شيء من القبلتين في الغائط والبول «7» . وفي رواية الطّبرانيّ أنّ عبد اللَّه بن عمرو حدّث ابن عمرو عن أبيه ... فذكره.   (1) في أ: عقيلة. (2) في أ: ثم رفع. (3) في أ، د، ت، ل: عمرو. (4) في أ: بني الحارث بن كعب. (5) في أ: عبد الدار. (6) أسد الغابة ت (3994) . (7) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 91. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 549 5930- عمرو بن أبي عمرو المزنيّ: والد رافع «1» . هو والد عمرو بن هلال بن عبيد، قاله ابن فتحون، ونبّه على وهم صاحب الاستيعاب حيث قال: عمرو بن رافع، وإنما هو عمرو والد رافع. وأخرج حديثه النّسائيّ، والبغويّ، وابن السّكن، وابن مندة بعلوّ «2» ، من طريق هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو المزني، قال: إني لفي حجّة الوداع خماسي أو سداسي، فأخذ أبي بيدي حتى انتهينا إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بمنى يوم النّحر، فرأيته يخطب على بغلة شهباء، فقلت لأبي: من هذا؟ فقال: هذا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فدنوت حتى أخذت بساقه، ثم مسحتها حتى أدخلت كفّي فيما بين أخمص قدمه والنعل، فكأني أجد بردها على كفّي. قال ابن مندة: رواه علي بن مجاهد، عن هلال بن عامر، قال: كنت مع أبي يوم النحر ... كذا قال. وقد أخرجه أبو نعيم من رواية القاسم بن مالك، فقال: عن هلال بن رافع بن عمرو، كما تقدم الحديث في ترجمة عامر بن عمرو، وبينت هناك من قال فيه: عن هلال، عن أبيه، فلعله اختلف على القاسم، كما اختلف فيه على شيخه. 5931- عمرو بن أبي عمرو بن شدّاد الفهري «3» . يكنى أبا شداد. يأتي في الكنى. وقد مضى في عمرو بن الحارث. 5932- عمرو بن أبي عمرة: استدركه في «التّجريد» ، وعلّم له علامة من له حديث واحد في مسند بقيّ بن مخلد، والعلم عند اللَّه تعالى، فلو ذكر الحديث لأمكن الوقوف على جليّة الحال فيه. 5933 ز - عمرو بن عمير الأنصاري «4» : قال ابن السّكن: يقال له صحبة. انتهى.   (1) أسد الغابة ت (3996) . (2) في أ: معلوم. (3) تهذيب التهذيب 8/ 82، أسد الغابة ت (3995) ، تاريخ من دفن بالعراق/ 398، الاستيعاب ت (1961) ، الطبقات 266، تجريد أسماء الصحابة 1/ 414، الكاشف 337، تلقيح فهوم أهل الأثر 383. (4) المصباح المضيء 1/ 255، تقريب التهذيب 2/ 75، تجريد أسماء الصحابة 1/ 414، التاريخ الكبير 6/ 352، تهذيب الكمال 6/ 352، أسد الغابة ت (3997) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 550 وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في عامر بن عمير النميري، وعمرو فيما يظهر لي أرجح. أخرج حديثه البغويّ، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي يزيد المزني، عن عمرو بن عمير الأنصاري- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غبر عن أصحابه ثلاثا لا يرونه إلا في صلاة، فقال: «وعدني ربّي أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب» «1» . ورواه سليمان بن المغيرة، عن ثابت بالشك، قال: عن عمرو بن عمير، أو عامر بن عمير، ومضى حكاية «2» قول من خالف في ذلك في عامر بن عمير. 5934- عمرو بن عمير: بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وخلطه ابن الأثير بالذي قبله، والّذي يغلب على ظني أنه غيره، ووقع في التجريد يقال: إنه شهد العقبة. روى عنه جابر. 5935 ز- عمرو بن أبي عمير: ذكره سعيد بن يعقوب الشّيرازيّ في الصحابة، وأخرج من طريق ابن لهيعة أنّ أبا الزبير أخبره، قال: قلت لجابر: أسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يزني الزّاني وهو مؤمن؟» «3» قال: لم أسمعه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولكن أخبرني عمرو بن أبي عمير أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأورده أبو موسى في ترجمة عمرو بن أبي عمرو الفهري، وترجمة الفهريّ تقدّمت في عمرو بن الحارث، وليس فيها أنّ له رؤية. 5936 ز- عمرو بن عميس بن مسعود: كان من عمّال عليّ، فقتله بسر بن أرطاة لما أرسله معاوية للغارة على عمّال عليّ، فقتل كثيرا من عماله من أهل الحجاز واليمن، ذكره المفيد بن النعمان الرافضيّ في كتابه مناقب عليّ، وقصة بسر في الأصل مشهورة عند غيره.   (1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 540 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (38) باب (12) حديث رقم 2437 قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وابن ماجة في السنن 2/ 1433 كتاب الزهد (37) باب صفة أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلّم (34) حديث رقم 4286. وأحمد في المسند 4/ 16، 5/ 268، وابن أبي شيبة 11/ 471. (2) في أ: خطاب. (3) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 76 عن أبي هريرة بلفظه كتاب الإيمان (1) باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية ... (24) حديث رقم (100/ 57) . وأحمد في المسند 2/ 376، والطبراني في الصغير 2/ 50. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 551 5937- عمرو بن عنمة: بمهملة ونون مفتوحتين، ابن عدي «1» بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا، وفي البكاءين، وكذا ذكره ابن إسحاق. 5938- عمرو بن عوف «2» بن زيد بن ملحة، ويقال مليحة بن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة المزني، أبو عبد اللَّه، أحد البكّاءين. وجاءت عنه عدة أحاديث من رواية كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده. وكثير ضعّفوه. وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام. وقال البخاري في تاريخه: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده عمرو بن عوف، قال: كنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حين قدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يصلّي نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا. وذكر ابن سعد أنّ أول غزوة شهدها الأبواء، ويقال: أول مشاهده الخندق. وذكر ابن سعد وأبو عمرويه «3» وابن حبان في الصحابة أنه مات في ولاية معاوية. 5939- عمرو بن عوف الأنصاري «4» ، حليف بني عامر بن لؤيّ. قال ابن إسحاق: كان مولى سهيل بن عمرو. وأخرج الشيخان وأصحاب السنن سوى أبي داود، من طريق الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة- أنّ عمرو بن عوف وهو حليف بني عامر بن لؤيّ، وكان شهد بدرا، أخبره أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعث أبا عبيدة بن الجراح، فقدم بمال من البحرين ... الحديث. وقال ابن سعد: عمير بن عوف مولى سهيل بن عمرو، يكنى أبا عمرو، وكان من مولّدي   (1) أسد الغابة ت (3998) ، الاستيعاب ت (1963) . (2) أسد الغابة ت (4000) ، الاستيعاب ت (1965) ، الثقات 3/ 271، الكاشف 2/ 328، تجريد أسماء الصحابة 1/ 414، عنوان النجابة 139، الرياض المستطابة 214، تقريب التهذيب 2/ 75، خلاصة تذهيب 2/ 292، تهذيب التهذيب 1/ 85، حلية الأولياء 2/ 10، التاريخ الكبير 6/ 37، المعرفة والتاريخ 1/ 325. (3) في أ: وأبو عروبة. (4) تهذيب التهذيب 8/ 85، أسد الغابة ت (3999) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 414، تاريخ الإسلام 3/ 170، تلقيح فهوم أهل الأثر 36، الاستيعاب ت (1964) ، تهذيب الكمال 2/ 1045، الطبقات 227، الطبقات الكبرى 384، المجمع بين رجال الصحيحين 1380، دائرة معارف الأعلمي 23/ 67، التمهيد 2/ 121، بقي بن مخلد 55، التعديل والتجريح 10900. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 552 أهل مكة، كان موسى بن عقبة وغيره يقولون: عمير بالتصغير، وكان ابن إسحاق يقول عمرو. قلت: وذكره ابن حبّان في الصحابة في باب عمير، وقال ابن عبد البر في باب من اسمه عمير: عمير بن عوف من مولّدي مكة، شهد بدرا، وما بعدها، ومات في خلافة عمر، فصلى عليه. وقال في باب من اسمه عمرو بن عوف الأنصاري حليف بني عامر بن لؤيّ يقال له عمير، سكن المدينة لا عقب له، وروى عنه المسور بن مخرمة حديثا واحدا. وكذا فرّق العسكريّ بين الأنصاري وبين حليف بني عامر، والحقّ أنه واحد، واسمه عمرو، وعمير تصغيره. 5940- عمرو بن عوف بن يربوع بن وهب بن جراد الجهنيّ «1» . قال ابن الكلبيّ: كان ممن بايع تحت الشجرة. استدركه ابن الدباغ، وتبعه ابن الأثير وغيره، وفي التجريد: يقال إنه يماني. قلت: ساق ابن الكلبيّ نسبه إلى جهينة. 5941- عمرو بن غزية «2» : بغين معجمة مفتوحة ثم زاي مكسورة وتحتانية ثقيلة، ابن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري. يقال: إنه شهد العقبة وبدرا. وذكر الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود: 114] قال: نزلت في عمرو بن غزيّة، وكان يبيع التمر فأتته امرأة تبتاع منه تمرا ... الحديث في نزول الآية. انفرد الكلبي بتسميته غزيّة بن عمرو. وقد تقدم ذكر ولده الحجاج بن عمرو. ووردت القصة لنبهان التمار، ولأبي اليسر كعب بن عمرو. وأغرب الثعلبي في تفسيره، فسمى أبا اليسر عمرو بن غزيّة، كأنه رأى القصة وردت لهما، فظنه واحدا، فإن كان ضبطه حمل على أن عمرو بن غزية كان يكنى أبا اليسر أيضا، فيستدرك على مصنّفي المشتبه، فإنّهم لم يذكروا من الصحابة إلا أبا اليسر كعب بن عمرو.   (1) أسد الغابة ت (4001) . (2) الثقات 3/ 271، أسد الغابة ت (4002) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 415، الاستبصار 86، 87، الاستيعاب ت (1966) ، الطبقات الكبرى 8/ 438. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 553 5942- عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي «1» : يأتي نسبه في ولده. ذكره خليفة والمستغفري وغيرهما في الصحابة، وقال ابن السكن: يقال له صحبة. وقد ذكره بعضهم في الصحابة. وقال ابن مندة: مختلف في صحبته. وقال ابن البرقي: لا تصح له صحبة. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال: أدرك الجاهلية. قلت: إن كان أدرك الجاهلية فهو صحابي كما تقدم غير مرة أنه لم يبق في حجة الوداع أحد من أهل مكة والطائف إلا أسلم وشهدها، وقد ذكره عليّ بن المديني فيمن روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ونزل البصرة. وأما الرّواية عنه فأخرجها ابن ماجة، والبغوي، والعسكري، وابن أبي عاصم، وغيرهم، من رواية مسلم بن مشكم، بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف- عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اللَّهمّ من آمن بي وصدّقني وعلم أنّ ما بعثت به هو الحقّ من عندك فأقلّ ماله وولده، وحبّب إليه لقاءك ... » الحديث. قال ابن عبد البرّ: ليس إسناده بالقوي. وقال ابن عساكر: ليس له عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيره. وقال ابن السكن: لم يذكر في حديثه رواية ولا سماعا. وروى أيضا عن ابن مسعود، وكعب الأحبار. وروى عنه أيضا عبد الرّحمن بن جبير المصريّ، وقتادة، قال البخاري في تاريخه: عمرو بن غيلان الثقفي أمير البصرة سمع كعبا، قاله سعيد، عن قتادة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن غيلان. قلت: وهذا أصح، فقد جزم أبو عمر بأنّ عبد اللَّه بن عمرو كان من كبار رجال معاوية في حروبه، وولاه إمرة البصرة بعد زياد، ثم صرفه بعد ستة أشهر، وأضافها لعبيد اللَّه بن زياد. 5943- عمرو بن الفحيل: بفاء ثم مهملة مصغرا، الزبيدي. ذكره وثيمة في كتاب «الرّدّة» عن ابن إسحاق، قال: لما انتهى موت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى بني زبيد، وكان رأسهم عمرو بن الفحيل وكان مسلما مهاجرا، فتكلم عمرو بن معديكرب ودعا   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 415، أسد الغابة ت (4002) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الاستيعاب ت (1967) ، تقريب التهذيب 2/ 76، تهذيب الكمال 2/ 1046، خلاصة تذهيب 8/ 88، تهذيب التهذيب 8/ 293، مقدمة مسند بقي بن مخلد 487. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 554 إلى الردة، فغضب عمرو بن الفحيل وعمرو بن الحجاج، وكان لهما فضل في رياستهما، فقال ابن الفحيل: يا معشر زبيد، إن كنتم دخلتم في هذا الدين راغبين فحاموا عليه، أو خائفين من أهله فتحصّنوا به ولا تظهروا للناس من سرائركم ما يعلم اللَّه فيظهروا عليكم بها. ولا أبلغ من نصحي لكم فوق نصحي لنفسي، اعصوا عمرو بن معديكرب، وأطيعوا عمرو بن الحجاج، وقال في ذلك شعرا منه: الخفيف أسعديني بدمعك الرّقراق ... لفراق النّبيّ يوم الفراق ليتني متّ يوم مات ولم ... ألق من الرّزء ما أنا لاق 5944 ز- عمرو بن فروة بن عوف الأنصاري. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وذكر أنه شهد الجمل مع عليّ وأنشد في ذلك شعرا. 5945 ز- عمرو بن فضيل بن عبدة بن كثير، من بني قيس بن ثعلبة. ذكره خليفة بن خيّاط في الصحابة، واستدركه ابن فتحون. 5946- عمرو بن الفغواء «1» : بفتح الفاء وسكون المعجمة والمد، أخو علقمة. قال ابن السّكن: له صحبة. وأخرج له أبو داود حديثا في ترجمة أخيه علقمة. 5947 ز- عمرو بن فلان الأنصاري: يأتي في أواخر عمرو. 5948- عمرو بن القاري «2» : تقدم في عمرو بن عبد اللَّه. 5949- عمرو بن قيس» بن زائدة القرشي العامري. وقيل عمرو بن قيس بن شرحبيل «4» ، قيل: هو ابن أم مكتوم الأعمى. وقد تقدم عمرو بن أم مكتوم في أوائل من اسمه عمرو.   (1) أسد الغابة ت (4006) ، الاستيعاب ت (1968) ، الثقات 3/ 274، تقريب التهذيب 2/ 76، تهذيب الكمال 1046. (2) أسد الغابة ت (4007) . (3) أسد الغابة ت (4011) ، الاستيعاب ت (19669) ، طبقات ابن سعد 4/ 1/ 150، المعارف 290، مشاهير علماء الأمصار 7- 53، حلية الأولياء 3/ 4، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 295. 296، العبر 1/ 19، الشذرات 1/ 28. (4) في أ، د، ت، ل، هـ) شريح. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 555 5950 ز - عمرو بن قيس بن حزن بن عدي بن مالك بن سالم بن عوف بن مالك الأنصاري الخزرجي، أبو خارجة. ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: لا تعرف له رواية. ذكره يونس بن بكير. وذكره «1» ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. 5951 ز- عمرو بن قيس بن خارجة، من بني عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي. ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنّى فيمن شهد بدرا هو وولده أبو سليط. 5952- عمرو بن قيس: بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم الأنصاري «2» . ذكره الواقديّ، وأبو معشر، فيمن شهد بدرا. وذكره ابن إسحاق وغيره فيمن استشهد بأحد. 5953- عمرو بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري «3» : قتل بأحد. 5954- عمرو بن قيس العبديّ: ابن أخت الأشجّ «4» . ذكره أبو موسى [عن جعفر] «5» بغير إسناد، فقال: بعثه الأشجّ إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليعلم له علمه، فأسلم ورجع إلى الأشج فأخبره فأسلم ووفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5955 ز- عمرو بن قيس الأزدي: أقطعه عمر مكانا بالعراق يقال لوبعة «6» عمرو. 5956- عمرو بن قرة «7» : ذكره غير واحد في الصحابة، وأخرج حديثه عبد الرّزّاق في مصنفه، من رواية مكحول، قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه، عن صفوان بن أمية، قال: كنّا عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فجاء عمرو بن قرة فقال: يا رسول اللَّه، إن اللَّه قد كتب عليّ الشقوة، وما أراني أرزق إلا من دفّي بكفي، فائذن لي بالغناء من غير فاحشة. فقال: «لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة، ابتع   (1) في أ: عن. (2) أسد الغابة ت (4012) ، الاستيعاب ت (1970) . (3) أسد الغابة ت (4013) ، الاستيعاب ت (1971) . (4) أسد الغابة ت (4009) . (5) سقط في: د، ل، ت، هـ. (6) في أ: كويفة، في ل: لويعة، في ت: لونعة. (7) أسد الغابة ت (4008) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 556 على نفسك وعيالك حلالا، فإنّ ذلك جهاد في سبيل اللَّه. وأعلم أنّ عون اللَّه تعالى مع صالحي التّجارة» . هذا لفظ أبي نعيم في «المعرفة» ، من طريق الحسن بن أبي الربيع، عن عبد الرزاق، وشيخ عبد الرزاق فيه يحيى بن العلاء، وشيخ يحيى فيه بشر بن نمير، كلاهما من المتروكين. وأخرجه «ابن مندة» بعلوّ عن ابن الأعرابي، عن الزيادي، عن عبد الرزاق. 5957 ز- عمرو بن كعب: بن عمرو الغفاريّ «1» . استدركه ابن فتحون، وعزاه للواقدي والطبري، وذكر له قصة تشبه القصة التي تأتي في ترجمة كعب بن عمير. 5958 ز- عمرو بن كعب: جدّ طلحة «2» . يأتي في كعب بن عمرو إن شاء اللَّه تعالى. 5959 ز- عمرو بن كلثوم الخزاعي: تقدم في عمرو بن سالم بن كلثوم. 5960- عمرو بن كليب اليحصبي: استدركه ابن فتحون، ونقل عن سيف والطبري أنه أحد الأمراء العشرة الذين وجههم أبو عبيدة بن الجراح. وتقدم غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة. انتهى. وذكره ابن عساكر، فقال: [عمرو بن كليب أو كلب اليحصبي] «3» - أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ووجّهه أبو عبيدة من مرج الصّفّر إلى فحل فيما رواه سيف بن عمر، عن أبي عثمان يزيد بن أسيد الغفاريّ. 5961- عمرو بن مازن الأنصاري: من بني خنساء بن مبذول «4» . عدّه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا، وأخرجه ابن مندة من طريقه،   (1) الثقات 3/ 268، تجريد أسماء الصحابة 1/ 416، تقريب التهذيب 2/ 77، تهذيب الكمال 2/ 1048، تهذيب التهذيب 8/ 95، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الجرح والتعديل 6/ 1415، المغني 4698، ديوان الضعفاء 3206، الميزان 3/ 285، تراجم الأحبار 2/ 566، دائرة الأعلمي 23/ 68. (2) أسد الغابة ت (4014) . (3) في أ: عمرو بن كعب بن كليب أو اليحصبي. (4) أسد الغابة ت (4015) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 557 وتعقّبه أبو نعيم فقال: هذا وهم، لأن عمرو بن غنم جدّ خنساء الّذي ينسب إليه بنو خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم قال: فكأنّ ابن مندة سقط من كتابه شيء، فظن أن عمرا «1» شهد بدرا، وليس كذلك، فإن ابن إسحاق لم يذكر أنه شهد بدرا من بني خنساء إلا رجلان: أبو داود المازني، وسراقة بن عمرو. ولو نظر في نسخة صحيحة لظهر له وهمه، فإن بين عمرو بن مازن وبين الإسلام أكثر من مائة سنة فعدّه في الصحابة وكثّر به كتابه. وتعقبه ابن الأثير بأنه الّذي نقله ابن مندة من رواية يونس عن ابن إسحاق صحيح، فإنه قال: شهد بدرا من بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار أبو داود المازني، وسراقة بن عمرو، وعمرو بن مازن- ثلاثة نفر. قال: وأصحاب ابن إسحاق يختلفون عليه كثيرا، ومعوّل ابن مندة على رواية يونس بن بكير، وأبو نعيم إنما ينقل رواية إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، وليس فيها ذكر عمرو بن مازن، ولا في روايته البكائي ولا سلمة بن الفضل. قلت: وظنّ أبي نعيم أن عمرو بن مازن هو جدّ القبيلة فيه نظر، لأن جد القبيلة إنما هو عمرو بن غنم بن مازن، فكأنه جوّز أن يكون غنم سقط بين عمرو ومازن، فبنى على ذلك الجزم توهم ابن مندة، وليس بجيد، لأن الأصل عدم السقوط. واللَّه أعلم. 5962- عمرو بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعفري. أخرج ابن مندة من طريق أبي أحمد الزبيري، عن مسعر، عن خشرم بن حسان- أن عمرو بن مالك ملاعب الأسنة بعث إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يلتمس دواء ... الحديث. ورواه جماعة عن مسعر عن خشرم، عن مالك، وهو الأشبه، وقال الذهبي: الأصح مالك بن عمرو. قلت: الملقب ملاعب الأسنة اسمه عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو عمّ عامر بن الطفيل الفارس المشهور الّذي غدر بأصحاب بئر معونة، وكان عمّه ملاعب الأسنة أجارهم فخفر ذمّته، لكن الحديث المذكور إنما هو لعامر لا لعمرو كما قدمت في ترجمته من جميع طرقه، لكن يحتمل أن يكون عمرو اسم ابن أخيه الّذي لم يسمّ في حديث أبي سعيد الّذي أورده ابن شاهين، وفيه أنّ ملاعب الأسنة بعث إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يسأله الدواء من وجع بطن ابن أخ له، فبعث إليه عكّة عسل فسقاه فبرئ.   (1) في أ: عمرو. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 558 وقد اختلف في إسلام ملاعب الأسنة «1» ، فعلى هذا فيكون عمرو بن مالك نسب إلى جدّه، ووقع في التجريد في هذه الترجمة: والأصحّ أن ملاعب الأسنة مالك بن عمرو، وهذا الّذي قال: إنه الأصح ليس بصحيح، وإنما هو عامر بن مالك. 5963- عمرو بن مالك بن عميرة بن لأي الأرحبي، يكنى أبا زيد. ذكر الرّشاطيّ أنّ قيس بن نمط لما وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وصفه بأنه فارس مطاع. فكتب إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم رجع بعد الهجرة إلى مكة، فصادف النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قد رحل إلى المدينة، ثم وفد في حجّة الوداع على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره الهمدانيّ في «الإكليل» . 5964- عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد، بموحدة وجيم مصغرا، ابن رؤاس «2» ، بضم أوله والهمزة وآخره مهملة، ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قال البخاريّ وابن السّكن: يعدّ في الكوفيين. زاد ابن السكن: روى عنه طارق بن علقمة بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس، وكان حميد وبجيد «3» شريفين بخراسان. وقال ابن الكلبي بعد أن ساق نسبه: وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم هو وحميد وبجيد. وقال ابن السّكن: له صحبة، ولأبيه صحبة. وقال أبو عمر: وفد عمرو بن مالك بن قيس مع أبيه فأسلما، وقال- تبعا لابن السكن: وقد قال قوم إن الصحبة لأبيه. وأخرج ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وابن أبي خيثمة في «التّاريخ» ، وابن السّكن عنه جميعا عن عبد الرحمن بن مطرف، قال: حدثنا ابن عمي وكيع بن الجراح، عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن نافع جدّ علقمة، قال: كنت في القوم، فأتى عمرو بن مالك الرؤاسي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم رجع إلى قومه فدعاهم فأبوا أن يجيبوه حتى يدركوا بثأرهم من بني عقيل، فأتوهم فأصابوا منهم رجلا فأتبعهم بنو عقيل فقاتلوهم، وفيهم رجل يقال له ربيعة بن المنتفق يقول في رجز له: أقسم لا أطعن إلّا فارسا ... إذا القيام ألبسوا القلانسا [الرجز] فقام رجل من القوم يحرّضهم، فحمل المحرّش بن عبد اللَّه الرّؤاسيّ فاطّعنا طعنتين،   (1) في أ: الأسنة كما تقدم. (2) أسد الغابة ت (4020) ، الاستيعاب ت (1973) . (3) في أ: جنيد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 559 فطعنه ربيعة في عضده فاختلها، فقال المحرش، [قال رؤاس] «1» ، فقال ربيعة: وما رؤاس أجبل «2» أم أناس؟ فعطف عمرو على ربيعة ثم أسقط في يده، فقال: قتلت مسلما، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وقد غلّ يديه لما أحدث، فسمع صبيانا يقولون: لئن أتانا مغلولة يده لأضربنّ ما فوق الغلّ، فأتاه من بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، ارض عني، فأعرض عنه، فأتاه من خلفه، فقال له مثل ذلك، ثم أتاه عن يمينه وعن شماله مثل ذلك، ثم أتاه من بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، ارض عني، فو اللَّه إنّ الرب ليترضى فيرضى. قال: فلان له وقال قد رضينا عنك. وقال البخاري: قال لي. وقال البغويّ: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وقال الطبراني: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدثنا عثمان. وأخرجه أبو نعيم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، حدثنا وكيع، عن أبيه، عن شيخ يقال له طارق بن عمرو بن مالك الرؤاسي، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللَّه، ارض عني، فأعرض ثلاثا، فقلت: يا رسول اللَّه، واللَّه إن الرب ليترضى فيرضى فارض عني، قال: فرضي عني. وأخرجه البزّار في مسندة، عن إبراهيم بن زياد الصائغ، عن وكيع هكذا، وقال: لا يعلم روى عمرو بن مالك إلا هذا الحديث. قال أبو موسى: رواه غير واحد هكذا عن وكيع، وخالفهم سفيان بن وكيع فرواه عن أبيه عن جده عن طارق، عن عمرو بن مالك عن أبيه. قلت: سفيان بن وكيع ضعيف في أبيه وغيره، وقد خبط في السّند فزاد فيه عن جدّه، وزاد بعده عن أبيه، ورواية عبد الرحيم بن مطرف، وهو من الثقات، تشهد لرواية عثمان ابن أبي شيبة، وهو من الحفاظ. 5965 ز- عمرو بن مالك الأشجعي «3» : ذكره أبو نعيم في «الصحابة» ، وأخرج من طريق الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة، عن أبي النضر مولى ابن معمر، عن عمرو بن مالك الأشجعي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أوصني، فإنّي أتخوّف ألّا أراك بعد يومي هذا، قال: «عليك بجبل الحمى» . قلت: وما جبل الحمى؟ قال: «أرض المحشر. وإيّاك وسريّة النّقل «4» ، فإنّهم إنّ لقوا فرّوا، وإن غنموا غلّوا» .   (1) في ى: رؤاس. (2) في أ: خيل. (3) أسد الغابة ت (4016) . (4) في أ: البغل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 560 قلت: في السّند ضعف. وقد أخرج ابن ماجة المتن دون القصة من طريق ابن لهيعة بسند آخر، قال: حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة: سمعت أبا الورد يقول: «إيّاكم والسّريّة ... » فذكره موقوفا. 5966- عمرو بن مالك الأوسي «1» : ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج هو وأبو يعلى من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن عمرو بن مالك الأوسي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قرأ حرفا من القرآن كتبت له حسنة» ، أو قال: «عشر حسنات، لا أقول ألم حرف ... » «2» الحديث. قال أبو موسى: وقع فيه تحريف، وإنما هذا حديث عوف بن مالك، أورده ابن شاهين، وقال: إنه الرؤاسي، وساق حديثه من رواية زرارة بن أوفى عنه، قال: وهذا الّذي يقال له غنم بن مالك وأبي بن مالك. قلت: وقد تقدم في ترجمة أبي بن مالك القشيري، قال: وساق حديث طارق عن عمرو بن مالك، قال: وهؤلاء ثلاثة مفترقون، فجعلهم واحدا. قلت: وهذا الثالث هو الرؤاسي المتقدم ذكره قريبا. 5967- عمرو بن مالك العكي: قدم مع أبي موسى الأشعريّ في وفد الأشعريين، قاله ابن سعد، واستدركه الذهبي. قلت: وذكر ابن سعد في «الوفود» أنّ وفد الأشعريين قدموا مع أبي موسى وفيهم رجلان من عكّ، ولم يسمهما، فينظر في اسم الثاني. 5968 ز- عمرو بن المحجوب العامري «3» : استدركه ابن فتحون، وأخرج سيف في «الفتوح» بسندين إلى ابن عباس أنه كان من عمّال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وأرسل إليه زياد بن حنظلة يأمره بالجدّ في قتال أهل الردة. وقد تقدم له ذكر في صفوان بن صفوان.   (1) الثقات 3/ 270، أسد الغابة ت (4018) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 416، الجرح والتعديل 6/ 258، الطبقات الكبرى 1/ 300، 301- 3/ 513، مقدمة مسند بقي بن مخلد 915. (2) ومن طريق آخر أخرجه الترمذي (2910) وابن أبي شيبة 10/ 261، 461 والطبراني في الكبير 18/ 76 وانظر كنز العمال 2395 والدر المنثور 1/ 22. (3) أسد الغابة ت (4019) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 561 5969- عمرو بن محصن الأنصاري: قيل هو اسم أبي عمرو. 5970- عمرو بن محصن بن حرثان «1» ، بضم المهملة وسكون الراء بعدها مثلثة، الأسدي، أخو عكاشة. تقدم نسبه في ترجمة أخيه. قال ابن إسحاق في «ذكر الهجرة» : وتتابع المهاجرون أرسالا، فكان بنو غنم بن دودان أهل الإسلام قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم هجرة، منهم عمرو بن محصن وقال ابن شاهين وأبو عمر: شهد أحدا. 5971 ز- عمرو بن محصن: غير منسوب. استدركه أبو موسى، لكنه نسبه نسب الّذي قبله، فتعقبه ابن الأثير، وقال لا وجه لاستدراكه على ابن مندة، لأنه ذكره. قلت: وكذلك أورده ابن شاهين في ترجمة الّذي قبله، لكن أخرج من طريق ابن أبي مريم عبد الغفار الأنصاري، عن أبي جعفر، حدثني ابن أبي عمرة، عن عمرو بن محصن، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ من اقتراب السّاعة كثرة المطر، وقلّة النّبات، وكثرة القرّاء، وقلّة الفقهاء، وكثرة الأمراء، وقلّة الأمناء» . قلت: وأبو مريم ضعيف، وابن أبي عمرة هو عبد الرحمن، وأبوه مختلف في اسمه، قيل ثعلبة، وقيل: بشير بن عمرو بن محصن، وهو أنصاري، لا أسدي. وقال ابن الكلبيّ: اسم أبي عمرة عمرو بن محصن، فلعل السند كان فيه عن ابن أبي عمرة عمرو بن محصن. فيكون مرسلا، ويكون الراويّ سمّى أبا عمرة، ويكون قوله: «عن» زيادة أو يكون عن أبي عمرة بن عمرو بن محصن، فتصحّفت «ابن» فصارت عن، وعلى كل تقدير فليس هو الأسدي. 5972- عمرو: بن محمد بن سلمة الأنصاري «2» . يأتي نسبه عند ذكر والده. ذكر ابن أبي داود أنه صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وشهد فتح مكة والمشاهد بعدها. ونقله عنه ابن شاهين، واستدركه أبو موسى. 5973- عمرو بن المرجوم: العبديّ. قال ابن سعد: قدم في وفد عبد القيس.   (1) أسد الغابة ت (4021) ، الاستيعاب ت (1974) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 417. (2) أسد الغابة ت (4022) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 562 قلت: وقد تقدم ذكره في عمرو بن عبد قيس. وذكر الخطيب في المؤتلف أنه نقل من ديوان المسيب بن علس «1» - صنعة ثعلب النحويّ- أنّ المسيب مدح مرجوما- بالجيم- بن عبد مرّ بن قيس بن شهاب [بن رياح] بن عبد اللَّه [بن زياد] بن عصر، وكان من أشراف عبد القيس ورؤسائها في الجاهلية، وكان ابنه عمرو بن مرجوم سيّدا شريفا في الإسلام، وهو الّذي جاء يوم الجمل في أربعة آلاف فصار مع علي، ولم يقف الخطيب على ما نقله ابن سعد من وفادته وإسلامه. 5974- عمرو بن مرداس السلمي «2» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق صالح الترمذي، عن محمد بن مروان السّدي عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي اللَّه عنه، قال: كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلا، فسرد أسماءهم، وفيهم هذا. وتعقبه أبو نعيم وساق الخبر من طريق أبي عمر المقري، عن محمد بن مروان المذكور، فلم يذكره، وإنما ذكر العباس بن مرداس. قلت: محمّد بن مروان متروك، وشيخه وشيخ شيخه، وقد جزم عن هشام بن الكلبي في النسب بأنه أخو العباس بن مرداس، وأنهما من المؤلفة. 5975- عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن المحرّث «3» بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة. نسبه ابن سعد وابن البرقيّ، وقال خليفة مثله، لكن سقط منه عبس، وزاد فيه بين نصر وغطفان مالكا. ونسبه ابن يونس كالأول، لكن قال سعد بدل نصر. وقال ابن سعد: كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم شيخا كبيرا، وشهد معه المشاهد، يكنى أبا طلحة، وأبا مريم، ويقال: إن أبا مريم الأزدي آخر أسلم قديما، وشهد كثيرا من المشاهد، وكان أول من ألحق قضاعة باليمن، وهو القائل: [الرجز] : نحن بنو الشّيخ الهجان الأزهر ... قضاعة بن مالك بن حمير   (1) في أ: عبس. (2) أسد الغابة ت (4024) . (3) الثقات 3/ 274، أسد الغابة ت (4025) ، الكاشف 2/ 343، الاستيعاب ت (1975) ، خلاصة تذهيب 2/ 296، تجريد أسماء الصحابة 1/ 417، الجرح والتعديل 6/ 57، بقي بن مخلد 87، 146، تقريب التهذيب 2/ 79، تهذيب الكمال 2/ 1050، الطبقات الكبرى 1/ 333- 7/ 163. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 563 في قصة جرت له مع معاوية لما أمره أن ينسب في مصر، ذكرها الزبير بن بكار. قال البغويّ: سكن مصر، وقدم دمشق. وقال ابن سميع: مات في خلافة عبد الملك بن مروان، وهكذا نقله أبو زرعة الدمشقيّ في «تاريخه» ، عن أبي ميسرة. وقال ابن حبّان، وأبو عمر: مات في خلافة معاوية، وله في جامع الترمذي حديث واحد في كتاب الأحكام، وهو عند أحمد أيضا من رواية على بن الحكم، أخبرني أبو الحسن، قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من إمام يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلّة والمسكنة إلّا أغلق اللَّه تعالى أبواب السّماء دون حاجته ومسألته ومسكنته» «1» ، قال: فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس. وله في مسند أحمد حديثان آخران: أحدهما في ذمّ العقوق، والآخر: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من كان هاهنا من سعد فليقم» . فقمت، فقال: اقعد» ، فصنع ذلك ثلاثا ... الحديث. وله عند الطّبرانيّ عدّة أحاديث، منها حديث طويل في قصة إسلامه ورجوعه إلى قومه، فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا، ووفدوا. أخرجه ابن سعد، ومنها ما أخرجه ابن مندة، من طريق عيسى بن طلحة، عن عمرو بن مرة الجهنيّ، قال: جاء رجل من قضاعة إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصة إسلامه. وأخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه عن عمرو بن مرة أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «ممّن أنت» ؟ قال: من قضاعة، ومنها من طريق ابن لهيعة، عن الربيع بن سبرة، عن عمرو بن مرة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ممن نحن؟ قال: «أنتم من اليد الطّليقة، واللقمة الهنيئة، من حمير» . وروى عنه أيضا حجر بن مالك، وعبد الرحمن بن الغار بن ربيعة، وآخرون. 5976- عمرو بن المسبّح «2» : بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الموحدة المكسورة   (1) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 619 عن عمرو بن مرة ... الحديث كتاب الأحكام (13) باب ما جاء في إمام الرعية (6) حديث رقم 1332 وقال أبو عيسى حديث غريب وقد روي من غير هذا الوجه وأورده المنذري في الترغيب 3/ 177. (2) أسد الغابة ت 4026، الاستيعاب ت 1977. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 564 وبعدها مهملة، على المشهور. وضبطه ابن دريد في الاشتقاق بوزن عظيم، بن كعب بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب، بضم المثلثة وفتح الواو بعدها موحدة، ابن معن بن عتود، بمثناة خفيفة مضمومة، ابن عشّ، بفتح المهملة وتشديد المعجمة، بن سلامان بن ثعل، بضم المثلثة وفتح المهملة ثم لام، ابن عمرو بن عوف بن علي الطائي، الفارس المشهور المعمّر. قال ابن الكلبيّ، ثم الطّبريّ: عمّر مائة وخمسين سنة، ووفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأسلم، وكان أرمى العرب، وهو الّذي عناه امرؤ القيس بقوله: ربّ رام من بني ثعل ... يخرج كفّيه من ستره «1» [المديد] وكذا قال ابن عبد البرّ، وابن شاهين. وقال المعافى النهرواني في كتاب الجليس له: حدثنا ابن دريد، عن السّكن بن سعيد، عن العباس بن هشام بن الكلبي، عن أبيه: حدثني مثله» ابن مرثد الطائي من بني معن، عن أشياخه، فذكره. وقال ابن قتيبة في «المعارف» : لا يدرى أقبض قبل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أو بعده؟ قلت: قد ذكره أبو حاتم السجستاني في «المعمرين» ، وقال: مات في خلافة عثمان، قال: وهو القائل: لقد عمرت حتّى شقّ «3» عمري ... على عمرو بن عكوة وابن وهب [الوافر] يشير إلى رجلين معمرين من قومه. واستدركه أبو موسى. 5977 ز- عمرو بن مسعود بن معتّب، بمهملة ثم مثناة من فوق ثقيلة، الثقفي، أخو عروة بن مسعود الصحابي المشهور. تقدم نسبه في عروة. جاء أنه وفد على معاوية في أول خلافته وهو شيخ كبير، وذكر أنه كان صديق أبيه أبي سفيان. وقد تقدم أنه لم يبق بمكة والطائف في حجة الوداع أحد إلا أسلم وحضرها. قال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : كان عمرو بن مسعود الثقفي، وهو أخو عروة بن   (1) ينظر البيت في الاستيعاب ت (ترجمة رقم (1977) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (4026) وفي اللسان مادة «ثعل» والمعارف لابن قتيبة: 314. (2) في أ: جميل. (3) في أ: شب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 565 مسعود- صديق أبي سفيان بن حرب، وكان ينزل عليه إذا أتى الطائف. وعاش عمرو إلى أن أسنّ، ثم وفد على معاوية لما استخلف وأنشد: [البسيط] : أصبحت شيخا كبيرا هامة لغد ... يزقو لدى جدثي أو لا فبعد غد في أبيات. وذكر قصته الزبير بن بكار في «الموفقيات» «1» ، لكن لم يقل الثقفي، وكذا أوردها الخطابي في «غريب الحديث» من وجه آخر، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن رجل من قريش. وقد رويت القصة لعمرو بن مسعود السلمي. وسأذكره إن شاء اللَّه تعالى في القسم الثالث. 5978- عمرو بن مطرف [بن عمرو] «2» ، من بني عمرو بن مبذول «3» . استشهد بأحد، قاله يونس بن بكير عن ابن إسحاق، وسمى موسى بن عقبة جده علقمة. وروى عن زياد البكّائيّ، عن ابن إسحاق على الوجهين «4» ، وقال أبو عمر : عمرو بن مطرف، وقيل مطرف بن عمرو [بن علقمة] «5» . 5979 ز- عمرو بن مطعم «6» : يأتي في القسم الرابع. 5980- عمرو بن معاذ بن الجموح الأنصاري. صحابي، له ذكر في حديث بريدة. قال ابن مندة : عمرو بن معاذ الأنصاري كان تفل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على رجله حين قطعت حتى برأت. رواه جماعة عن الحسين بن واقد عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تفل على رجل عمرو بن معاذ. وقال أبو نعيم: عمرو بن معاذ الأنصاري تفل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على رجله لما قطعت فبرأ.   (1) في أ: الموفقيات عن علي بن المغيرة عن هشام بن الكلبي عن أبيه. (2) سقط في د. (3) أسد الغابة ت (4028) ، الاستيعاب ت (1987) . (4) في أبعد الوجهين: وقال ابن مندة: له ذكر ولا نعرف له رواية. (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت (4029) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 566 وقيل: إنه أخو سعد بن معاذ الّذي تقدم، ثم ساق الحديث من مسند الحسن بن سفيان، عن أبي عمار، عن علي بن الحسين بن واقد، حدثنا أبي، حدثنا عبد اللَّه بن بريدة، سمعت أبي يقول: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ. وأخرجه ابن حبّان في «صحيحه» ، عن محمد بن أحمد بن أبي عون، عن الحسين بن حريث، وهو أبو عمار، شيخ الحسن بن سفيان فيه، تفل في جرح عمرو بن معاذ بن الجموح، فذكره. وأخرجه محمّد بن هارون الرّويانيّ في «مسندة» ، عن محمد بن إسحاق الصّغاني، عن محمد بن حميد الرازيّ، عن زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد مثله. وأخرجه الضّياء في «المختارة» ، قال: أخرجت طريق محمد بن حميد شاهدا. قلت: ونسخة زيد بن الحباب بهذا السند أخرجها أحمد عنه، وذكرها شيخنا في تقريب الأسانيد له لقول الحاكم: إنه أصحّ أسانيد بريدة، ولم يقع هذا الحديث فيها. وقد اتبعه الضياء بعد تخريجه أن قال «1» : المعروف معاذ بن عمرو بن حميد بن الجموح. 5981 ز- عمرو بن معاذ بن النعمان «2» بن امرئ القيس، أخو سعد بن معاذ. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد. وكذا ذكره ابن الكلبيّ، وهو أخو سعد بن معاذ سيّد الأوس، وكذا ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وكذا قال أبو عمر: شهد بدرا، وقتل بأحد، قتله ضرار بن الخطاب، وقال حين طعنه فأنفذه: لا تعد منّ رجلا يزوّجك من الحور العين، قاله استهزاء، وذاك قبل إسلام ضرار، وكان له حينئذ اثنتان وثلاثون سنة. وخلط ابن الأثير هذا بالذي قبله، وتبعه الذّهبيّ، مع أن أبا نعيم صدّر كلامه بالتفرقة بينهما. وقد فتح اللَّه بدليل ذلك باختلاف حديثهما ونسبهما، فإن ابن النعمان أوسيّ من بني عبد الأشهل، وابن الجموح خزرجي من بني سلمة، والعجب أنّ أبا موسى لم يتيقّظ لذلك فيستدركه على ابن مندة كعادته في اتباع أبي نعيم. 5982 ز- عمرو بن معاوية الغاضري، غاضرة قريش. ذكره أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، قال: وفي نسخة   (1) في أ: أنه قال. (2) الثقات 3/ 267، أسد الغابة ت (4030) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 418، عنوان النجابة 143، الاستيعاب ت (1979) ، الاستبصار 219، الجرح والتعديل 6/ 260، تقريب التهذيب 2/ 79. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 567 ابن علقمة عن ابن عائذ، قال: عمرو بن معاوية: كنت ملزقا ركبتي بفخذ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. 5983- عمرو بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف «1» بن ضبيعة الأنصاري الأوسي. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وذكره موسى بن عقبة أيضا، لكن قال: عمير، بالتصغير. 5984- عمرو بن معديكرب «2» بن عبد اللَّه بن عمرو بن عصم بن زبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه «3» ، وهو زبيد الأكبر، ابن صعب بن سعد العشيرة الزبيدي الشاعر الفارس المشهور. يكنى أبا ثور. قال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. وقال ابن ماكولا: له صحبة ورواية. وقال أبو نعيم: له الوقائع المذكورة في الجاهلية، وله في الإسلام بالقادسية بلاء حسن. قال ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: قدم عمرو بن   (1) أسد الغابة ت (4031) ، الاستيعاب ت (1980) . (2) أسد الغابة ت (4032) ، الاستيعاب ت (1981) ، 134- المحبر لابن حبيب 261- و 303، سيرة ابن هشام 4/ 226، 227- ترتيب الثقات لابن العجليّ- 371، الثقات لابن حبان 7/ 378، المعرفة والتاريخ 1/ 332، مروج الذهب طبعة الجامعة اللبنانية 7771. و 1072، 1548 و 1563 و 1567 و 1573 و 2490 و 3520، المحاضرات لراغب الأصفهاني 2/ 373، ثمار القلوب 497، البدء والتاريخ 3/ 185، الهفوات النادرة 9، جمهرة أنساب العرب 411، عيون الأخبار 1/ 127، 129، تاريخ الطبري 3/ 132- 134، وانظر فهرس الأعلام 10/ 356، فتوح البلدان 142، مقدمة مسند بقي ابن مخلد 146- ربيع الأبرار 1/ 334 و 4/ 16 و 318، الخراج وصناعة الكتابة 359، الأخبار الموفقيات 166، التاريخ الصغير 24، التاريخ الكبير 6/ 367، الجرح والتعديل 6/ 260، تاريخ خليفة 93 و 132 و 148، وطبقاته 74 و 190، المعارف 106، الشعر والشعراء 1/ 289- 291، الأغاني 15/ 208، 245، المؤتلف 156، معجم الشعراء للمرزباني 208، وفيات الأعيان 2/ 15، السمط الثمين 63، خزانة الأدب 1/ 422، العقد (انظر فهرس الأعلام 71/ 140، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 2/ 33، الزيارات 69 و 98- الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 260، التذكرة الحمدونية 1/ 272، الوفيات لابن قنفذ 49، 50، سرح العيون 243، الحور العين 110، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 95، 96، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 16، 141، المنازل والديار 2/ 288، لباب الآداب 180- 182، الكمال في الأدب للمبرد 1/ 363- تاريخ الإسلام 1/ 98. (3) في أ: شيبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 568 معديكرب على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد زبيد فأسلم، [وله قصة] «1» مع قيس بن المكشوح المرادي. وذكر ابن سعد، عن الواقديّ، عن عبد اللَّه بن عمرو بن زهير، عن محمد بن عمارة ابن خزيمة، قال: قال عمرو بن معديكرب لقيس بن مكشوح حين انتهى إليهم أمر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: قد ذكر لنا أنّ رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبيا فلن يخفى علينا. فأتى قيس «2» فركب عمرو إلى المدينة، فنزل على سعد بن عبادة، فأكرمه، وراح به إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأسلم، وأجازه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فرجع إلى قومه، فأقام فيهم مسلما مطيعا، وكان عليهم فروة بن مسيك، فلما مات النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ارتد عمرو. وذكر ذلك سيف في كتاب «الرّدّة» وأن المهاجر بن أبي أمية أسر عمرو بن معديكرب، فأرسله إلى أبي بكر، فعاود الإسلام. قال الخطيب في «المتّفق والمفترق» : يقال: إنّ له وفادة: وقيل لم يلق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنما قدم إلى المدينة بعد وفاته، وحضر القادسية، وأبلى فيها. وروينا «3» في مناقب الشّافعي لمحمد بن رمضان بن شاكر: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، [حدثنا] «4» الشافعيّ، قال: وجّه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عليّا، وخالد بن سعيد، إلى اليمن، فبلغ عمرو بن معديكرب ما قيل في جماعة من قومه، فقال لهم: دعوني آت هؤلاء القوم، فإنّي لم أسمّ لأحد قط إلا هابني، فلما دنا منهما قال: أنا أبو ثور، أنا عمرو بن معديكرب، فابتدراه، كلّ منهما يقول خلّني وإياه. فقال عمرو: العرب تفزّع بي، وأراني لهؤلاء جزرا «5» ، فانصرف. وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، من طريق خلاد بن يحيى، عن خالد بن سعيد، عن أبيه، قال: بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن، وقال له: «إن مررت بقرية فلم تسمع أذانا فاسبهم» ، فمرّ ببني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم، فأتاه عمرو بن معديكرب فكلمه فيهم، فوهبهم إياه، فوهب له عمرو سيفه الصّمصامة، فتسلّحه خالد [بن سعيد] «6» ، فقال له عمرو: على صمصامة السيف السلام   (1) في أ: وذكر له قصة. (2) في أ: قال قيس. (3) في أ: وقد روينا. (4) في أ: قال لنا. (5) في أ: حرزا. (6) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 569 في أبيات له. ومدح عمرو بن معديكرب خالد بن سعيد بقصيدة أشرت إليها في ترجمة خالد. وشهد عمرو فتوح الشام، وفتوح العراق، فقال ابن عائذ في المغازي: سمعت أبا مسهر يحدّث عن محمد بن شعيب، عن حبيب، قال: قال مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ: ما رأيت أشرف من رجل برز يوم اليرموك، فخرج إليه علج فقتله «1» ، ثم انهزموا وتبعهم، ثم انصرف إلى خباء عظيم «2» . فنزل ودعا بالجفان، ودعا من حوله، فقلت: من هذا؟ قيل: عمرو بن معديكرب. وقال الهيثم بن عديّ: أصيبت عينه يوم اليرموك. وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة، وابن عائذ، وابن السّكن، وسيف بن عمر، والطّبرانيّ، وغيرهم، بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم، قال: شهدت القادسية فكان سعد على الناس، فجعل عمرو بن معديكرب يمرّ على الصفوف، ويقول: يا معشر المهاجرين، كونوا أسودا أشدّاء، فإنّ الفارس «3» إذا ألقى رمحه يئس، فرماه أسوار من الأساورة بنشّابة، فأصاب سية قوسه، فحمل عليه عمرو فطعنه فدقّ صلبه، ونزل إليه فأخذ سلبه. وأخرجها ابن عساكر من وجه آخر أطول من هذا، وفي آخرها: إذا جاءته نشّابة فأصابت قربوس سرجه، فحمل على صاحبها، فأخذه كما تؤخذ الجارية، فوضعه بين الصفين، ثم احتزّ رأسه، وقال: اصنعوا هكذا. وروى الواقديّ من طريق عيسى الخياط، قال: حمل عمرو بن معديكرب يوم القادسية وحده فضرب فيهم، ثم لحقه المسلمون وقد أحدقوا به وهو يضرب فيهم بسيفه، فنحّوهم عنه. ورأيت في ديوانه، رواية أبي عمرو الشيبانيّ، من نسخة فيها خط أبي الفتح بن جني قصيدة يقول فيها: والقادسيّة حين زاحم رستم ... كنّا الكماة نهرّ كالأشطان ومضى ربيع «4» بالجنود مشرّقا ... ينوي الجهاد وطاعة الرّحمن «5» [الكامل]   (1) في أ: فقتله ثم آخر فقتله ثم آخر فقتله، .... (2) في أ: خباء له عظيم. (3) في أ: الفارسيّ. (4) ربيع هو ابن زياد الحارثي. (5) انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 162. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 570 وأخرج «1» الطّبرانيّ عن محمد بن سلام الجمحيّ، قال: كتب عمرو إلى سعد: إني أمددتك بألفي رجل: عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد. وذكر ابن سعد عن الواقديّ، عن ربيعة، عن عثمان: لما ولي النعمان بن مقرّن كتب إليه لما توجه إلى نهاوند: إن في جندك عمرو بن معديكرب، وطليحة بن خويلد، فأحضرهما وشاورهما في الحرب. وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، من طريق مغيرة بن مقسم، قال: كتب عمر إلى سعد وإلى النعمان بن مقرّن [فذكر] نحوه، وزاد وجرير «2» بن عبد اللَّه البجلي، وعلباء بن الهيثم. وقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح، عن عبد الملك نحو الأول، وزادوا: لا تعطهما من الأمر شيئا، فإن كل صانع أعلم بصناعته. وقال ابن عائذ: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، حدثنا جابر بن يحيى القارئ، قال: لما افتتح سعد العراق [ودرّ له] «3» الخراج أوفد عمرو بن معديكرب إلى عمر يذكر له شجاعته، وحسن مؤازرته. وقال البخاريّ في «تاريخه» : حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن أبي عمران، عن علقمة بن عبد اللَّه بن معقل بن يسار، قال: بعث عمر النعمان بن مقرن إلى نهاوند، وبعث معه عمرو بن معديكرب. وأخرج ابن سعد والبغويّ، والهيثم بن كليب، والزبير في الموفقيات، والطبراني، وابن مندة، من طريق شرقي بن قطامي، عن أبي طلق الغامدي، عن شراحيل بن القعقاع، عن عمرو بن معديكرب، قال: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا قلنا: لبيك تعظيما إليك عذرا ... هذي زبيد قد أتتك قسرا «4» يقطعن خبتا وجبالا وعرا [الرجز]   (1) في أ: وزاد وجرير. (2) في أ: وزاد وجرير. (3) في أ: ودركه. (4) ينظر والبيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، والاستيعاب ترجمة رقم (1981) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 571 الحديث، وفيه: وكنا نمنع الناس أن يقفوا بعرفة، ونقف ببطن محسّر «1» يمنة عرفة، فرقا من أن يتخطّفنا الجن، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أجيزوا «2» بطن عرفة، فإنّما هم إذا أسلموا إخوانكم» «3» . قال: فعلّمنا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم التلبية: لبيك اللَّهمّ لبيك ... إلى آخرها. لفظ الطبراني. وقال في «الأوسط» : لم يروه عن شرقي إلا محمد بن زياد. وأخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن محمد بن الصلت، عن محمد بن زياد، فخالف السند الأول، فقال عن شرقي، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: سمعت عمرو بن معديكرب. وابن الصلت متروك. وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا أبي عن عمرو بن شمر، عن أبي طوق، عن شرحبيل، كذا قال عمرو بن شمر فيهما. قال عبد الغنيّ بن سعيد: اسم أبي طلق الغامدي عدي بن حنظلة، وله حديث آخر في فضل بسم اللَّه الرحمن الرحيم موقوف، أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق، والدينَوَريّ في المجالسة بسندين كلّ منهما واه- أن عمرو بن معديكرب كان في مجلس عمر بن الخطاب، فذكره. وأخرج الدّولابيّ عن أبي بكر الوجيهي، عن أبيه، عن أبي صالح بن الوجيه، قال: في سنة إحدى وعشرين كانت وقعة نهاوند، فقتل النعمان بن مقرّن، ثم انهزم المسلمون. وقاتل عمرو بن معديكرب يومئذ حتى كان الفتح [فأثبتته] الجراحة فمات بقرية روذة «4» . قال الوجيهيّ: وأنشدني غيره في ذلك لدعبل بن علي الخزاعي: الطويل لقد عادت الرّكبان حين تحمّلوا ... بروذة شخصا لا جبانا ولا غمرا فقل لزبيد بل لمذحج كلّها ... رزئتم أبا ثور قريع الوغى عمرا» ومن طريق خالد بن قطن، حدثني من شهد موت عمرو بن معديكرب: كان قد رقد،   (1) بطن محسّر: بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها هو 4/ 690 وادي المزدلفة وفي كتاب مسلم أنه من منى وفي الحديث: المزدلفة كلها موقف إلّا وادي محسّر. انظر معجم البلدان 1/ 533. (2) في أ: أخبروا. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12420 وعزاه إلى البغوي وابن مندة وابن عساكر. (4) روذة: محله بالريّ، وقيل قرية من قراها. انظر مراصد الاطلاع 2/ 640. (5) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1981) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 572 فلما أرادوا الرحيل أيقظوه، فقام، وقد مال شقّه، وذهب لسانه، فلم يلبث أن مات، فقالت امرأته الجعفرية ... فذكر البيتين. وقال المرزبانيّ: مات في خلافة عثمان بالفالج. وقد جاوز المائة بعشرين سنة، وقيل بخمسين. وحكى أبو عمرو أنه مات بالقادسية إمّا قتيلا وإما عطشا. وقيل: بل بعد وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين. قلت: وقيل: إنه عاش بعد ذلك، ففي كتاب المعمرين لابن أبي الدنيا، من طريق جويرية بن أسماء، قال: شهد صفّين غير واحد أبناء خمسين ومائة، منهم عمرو بن معديكرب. وأخرج أحمد بن سيار، وعمرو بن شبّة، من طريق رميح بن هلال، عن أبيه: رأيت عمرو بن معديكرب في خلافة معاوية شيخا عظيم الخلقة، أعظم ما يكون من الرجال، أجشّ الصوت، إذا التفت التفت بجميع جسده. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: شهد عمرو بن معديكرب القادسية، وهو ابن مائة وست سنين. وقيل مائة وعشرة. وقال أبو عمر: كان شاعرا محسنا، ومما يستحسن من شعره قصيدته التي أولها: أمن ريحانة الدّاعي السّميع ... يؤرّقني وأصحابي هجوع [الوافر] يقول فيها: إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع «1» [الوافر] وهو فحل في الشجاعة والشعر. قال عمرو بن العلاء: لا يفضل عليه [فارس في العرب] «2» ، وهو القائل في قيس بن مكشوح المرادي من قصيدة يقول فيها:   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4032) ، والاستيعاب ترجمة رقم (1981) ، والأصمعيات 172، 174، والأغاني 14/ 32. (2) في أ: شعراء العرب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 573 أعاذل عدّتي بدني ورمحي ... وكلّ مقلّص سلس القياد أعاذل إنّما أفنى شبابي ... إجابتي الصّريخ إلى المنادي «1» [الوافر] ويقول فيها: ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي تمنّى أن يلاقيني قييس ... وددت وأينما منّي ودادي فمن ذا عاذري من ذي سفاه ... يرود بنفسه منّ المرادي أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد [الوافر] 5985 ز- عمرو بن معديكرب الصدفي: قال ابن السّكن: يقال له صحبة. روى عنه حديثه من رواية المصريين، وليس بمشهور، ثم ساق من طريق جعفر بن ربيعة أنّ أبا سلمة عبد اللَّه بن رافع الحضرميّ من أهل مصر حدثه أن عمرو بن معديكرب الصدفي حدثه قال: صلّى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم صلاة الصبح، فقال: «من استطاع منكم فلا يصلّينّ وهو مجحّ» . قلنا: وما المجحّ؟ فقال: «من خرء أو بول» . قال ابن السّكن: لم أجد له ذكرا إلا في هذه الرواية. قلت: رواتها ثقات، وقد وجدنا له ذكرا وراويا آخر، قال ابن يونس في تاريخ مصر: شهد [466] فتح مصر، وروى عن عمر. روى عنه الحارث بن يزيد الحضرميّ. 5986 ز- عمرو بن أم مكتوم «2» : تقدم [في أوائل من اسمه عمرو] «3» . 5987- عمرو بن النعمان: بن مقرّن المزني «4» . يأتي ذكر أبيه في حرف النون.   (1) انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 91، والشكة بالكسر السلاح، البدن: الدرع، فرس مقلّص: طويل القوائم منضم البطن. (2) مقدمة مسند بقي بن مخلد 393. (3) سقط في د. (4) أسد الغابة ت (4035) ، الاستيعاب ت (1983) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 574 قال أبو عمر: له صحبة، وكان أبوه من جلّة الصحابة، وكأنه اعتمد على قول بكر بن خلف الآتي. وذكره البغوي، والباوردي، والطبراني وغيرهم في الصحابة، وأخرجوا من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن عمرو بن النعمان بن مقرّن، قال: انتهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى مجلس من مجالس الأنصار، وكان رجل من الأنصار كان يعرف بالبذاء ومسابة الناس، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» «1» . فقال الرجل: واللَّه لا أسابّ رجلا أبدا. وذكره ابن مندة من رواية بكر بن خلف، وقال فيه عن عمرو بن النعمان بن مقرن، قال بكر بن خلف: وله صحبة. قال ابن مندة: لم يتابع عليه. وقال أبو حاتم الرازيّ: روايته عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلة. وأخرج ابن أبي شيبة، من طريق معاوية بن قرّة، قال: كنت نازلا على عمرو بن النعمان بن مقرّن، فلما حضر رمضان أتاه رجل بكيس دراهم، فقال: إن الأمير مصعب بن الزبير يقرئك السلام، ويقول: لم يدع قارئا إلّا وقد وصل إليه منّا معروف، فاستعن بهذا، فقال: قل له: واللَّه ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا، وردّه عليه. 5988 ز- عمرو بن النعمان البياضي الأنصاري. ذكره أبو عبيد القاسم بن سلّام في «جمهرة النّسب» ، وقال: كان صاحب راية المسلمين يوم أحد. انتهى. والّذي ذكره ابن إسحاق أنّ صاحب لواء المسلمين يوم أحد مصعب بن عمير، لكن اللواء غير الراية، وكان لكل قبيلة راية، وبنو بياضة قبيلة من الأنصار. 5989- عمرو بن نعيمان «2» : بالتصغير، الأنصاري «3» .   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 19، 8/ 18، 9/ 63 ومسلم في الصحيح 1/ 81 في كتاب الإيمان باب بيان قول النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر (28) حديث رقم (116/ 64) والترمذي في السنن 4/ 311 كتاب البر والصلة باب (53) حديث رقم 1983 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 7/ 122 كتاب تحريم الدم (37) باب قتال المسلم (27) حديث رقم 4113 وابن ماجة في السنن 2/ 1299 كتاب الفتن (36) باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر (4) حديث رقم 3939، 3940، 3941، وأحمد في المسند 1/ 385، 411، 433، 454، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 209، 8/ 20 والطبراني في الكبير 1/ 107. (2) أسد الغابة ت (4036) ، الاستيعاب ت (1984) . (3) في د: هو الأنصاري. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 575 ذكره ابن السّكن، وقال: له صحبة. وساق من طريق الأعمش عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازيّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمرو بن نعيمان- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه مرّ بقوم فقالوا له: أعندك في المرأة التي لا تعلق شيء؟ فقال: نعم، فقالوا: ما هو؟ قال: فأنشأت أقول: خذ كراعا وفوق ... وغيره من العروق فألقها في الرّحم العقوق [الرجز] فذكر قصة له مع أبي بكر الصديق، ولم يزد في ابن الأثير في ترجمته على قوله: عمرو بن النعمان روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى. أخرجه أبو عمر مختصرا. 5990 ز- عمرو بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي. قتل أبوه بعد فتح مكة كافرا، وأمّه أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي. وسيأتي في ترجمة أخيه هانئ أنه وإخوته أدركوا من حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 5991- عمرو بن الهيثم بن الصّلت بن حبيب السلمي. ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان أميرا على إحدى المجنبتين يوم جسر أبي عبيد. وذكره الطّبريّ أيضا. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة. 5992- عمرو بن هرم «1» : ذكر أنه ممن نزل فيه: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [التوبة: 92] استدركه أبو موسى. قلت: وقد تقدم تخريج ذاك من تفسير أبي بكر بن مردويه في ترجمة سالم بن عمير، لكن فيه عمرو بن هرم الواقفي. واللَّه أعلم. 5993- عمرو بن هلال: [والد رافع المزني] «2» تقدم في عمرو بن أبي عمرو. 5994 ز - عمرو بن هلال المزني: قرأت بخط الحافظ صلاح الدين العلائي في كتابه الوشي أنه اسم جدّ عبد اللَّه بن بكر المزني، وتبع في ذلك ابن قانع، وأنا أظن أنه اشتبه بوالد رافع، وكلاهما مزني.   (1) أسد الغابة ت (4038) . (2) سقط في أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 576 5995- عمرو بن واثلة «1» : ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق مبارك بن فضالة، حدثني كثير، أبو محمد- رجل من أهل الكوفة، عن عمرو بن واثلة، قال: ضحك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى استغرب، فقال: «ألا تسألوني ممّ ضحكت؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «عجبت من قوم يساقون إلى الجنّة بالسّلاسل وهم يتقاعسون عنها ما يكرّهها إليهم؟» قالوا: كيف يا رسول اللَّه [صلى اللَّه عليه وسلّم] «2» ؟ قال: «هم قوم من العجم يستبيهم المهاجرون. يدخلون في الإسلام وهم كارهون» «3» . قلت: ترجم له أبو موسى في «الذّيل» ، فقال: عمرو بن واثلة، أبو الطفيل. قلت: والمعروف في اسم أبي الطفيل عامر. وقد قيل فيه عمرو كما مضى في ترجمته في أول حرف العين. 5996- عمرو،: ويقال عمر «4» بن وهب الثقفي. تقدم ذكره في سعد السّلميّ، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم زوّج ابنته وكانت جميلة من سعد. وأما عمرو بن وهب الثقفي الراويّ عن المغيرة بن شعبة فهو آخر، تابعي ثقة، وحديثه عند الترمذي، وتكرر «5» . 5997- عمرو بن يثربيّ: الضّمري «6» . يعدّ في أهل الحجاز، قاله البخاري. وقال ابن السكن: له صحبة. أسلم عام الفتح. وأخرج أحمد والطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق عبد الملك بن الحسن، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد بن عثمان، سمعت عمارة بن حارثة الضمريّ، عن عمرو بن يثربي،   (1) أسد الغابة ت (4039) . تجريد أسماء الصحابة 1/ 419. (2) سقط في أ. (3) أخرجه أحمدي المسند 1/ 58، 6/ 16 والطبراني في الكبير 8/ 47، 10/ 11 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 787، 10669، 34141، وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 229 وقال رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله ثقات. (4) في د: عمرو. (5) في أ: وغيره. (6) أسد الغابة ت (4041) ، الاستيعاب ت (1985) ، الثقات 3/ 275، التاريخ الصغير 1/ 85، تجريد أسماء الصحابة 1/ 419، الجرح والتعديل 6/ 269، الإعلام 5/ 87، الإكمال 1/ 522، دائرة معارف الأعلمي 23/ 71، المشتبه 107، المعرفة والتاريخ 1/ 332، تعجيل المنفعة 316، التاريخ الكبير 6/ 310. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 577 قال: شهدت خطبة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بمنى، وكان فيما خطب به أن قال: «لا يحلّ لامرئ من مال أخيه إلّا ما طابت به نفسه» «1» . فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي فاجتزرت منها شاة هل عليّ في ذلك شيء؟ قال: «إن لقيتها تحمل شفرة وزنادا فلا تهجها» . قال الطّبرانيّ: لا يروى عن ابن يثربي إلا بهذا الإسناد. تفرد به عبد الملك. وأورد الخطيب في «المؤتلف» حديثا من طريق محارب بن دثار، عن عمرو بن يثربي الضمريّ، عن العباس بن عبد المطلب، قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يناغي القمر ويشير إليه بإصبعه، فسألته بعد أن أسلمت، فقال: «كان يلهيني عن البكاء، وكنت أسمع وجيبه «2» حين يسجد تحت العرش» . وسند هذا الحديث واه جدّا. وقال ابن عبد البرّ: عمرو بن يثربي ضمري، كان يسكن خبت الجميش، بفتح الجيم وزن عظيم، من سيف البحر. أسلم عام الفتح، وصحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، واستقضاه عثمان على البصرة. وقال ابن الأثير: استقضاه عمر، وقيل عثمان. قلت: عمرو بن يثربي قاضي البصرة آخر غير هذا، يظهر ذلك من اختلاف نسبهما، فإن الصحابي ضمري، والقاضي ضبّيّ، وسأوضّح ذلك في ترجمته في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى. 5998- عمرو بن يزن «3» : بفتح المثناة التحتانية والزاي ثم نون. يقال هو اسم أبي كبشة الأنماري، وسماه بهذا أبو بكر بن علي فيما حكاه أبو موسى. 5999- عمرو بن يزيد بن السكن، أخو أسماء بنت يزيد الآتي ذكرها. استشهد أبوهما بأحد سنة ثلاث، فمهما كان عمره إذ ذاك يضاف إلى سبع سنين ونصف. 6000- عمرو بن يعلى الثقفي «4» :   (1) أخرجه أحمد 3/ 423، 5/ 113، والحاكم في المستدرك 1/ 193 والطحاوي في المعاني 4/ 241 وفي المشكل 4/ 42 وانظر المجمع 4/ 71. (2) في أ: وجئته. (3) أسد الغابة ت (4042) . (4) أسد الغابة ت (4043) ، الاستيعاب ت (1986) ، العقد الثمين 6/ 418. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 578 قال أبو عمر: له صحبة، وذكره مطين في الصحابة، وقال ابن مندة: ذكره في الصحابة، ولا يصح، وذكر أنه حضر الصلاة مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. انتهى. وأخرج أبو نعيم حديثه من طريق مطين، ثم من رواية علي بن عبد الأعلى، عن أبي سهل الأزدي، عن عمرو بن دينار، عن عمر بن يعلى الثقفي، قال: حضرت صلاة مكتوبة ونحن مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فصلّى بنا، وهو معنا لا يتقدمنا، فسألت أبا سهل عن ذلك، فقال: كان المكان ضيقا. انتهى. قال أبو نعيم: رواه ابن الرّماح، عن أبي سهل، قال: عن عمرو بن عثمان بن يعلى- يعني ابن مرة الثقفي، عن أبيه، عن جده. قلت: أخرجه أحمد والتّرمذيّ، من طريق ابن الرماح مطولا، لكن لم يدخل بين أبي سهل وعمرو بن عثمان بن يعلى أحدا، فاختلاف السندين وألفاظ المتنين ظاهره التعدد. وقد قال التّرمذيّ: تفرد به عمرو بن الرماح، ولكنه محمول على سياقه، وإلا فقد روى أصل الحديث المسعودي عن يونس بن خبّاب، عن أبي يعلى، عن أبيه. ورواه عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن يونس، فأدخل بينه وبين أبي يعلى المنهال بن عمرو. واللَّه أعلم. 6001- عمرو الأشعري: يقال: هو اسم أبي مالك. وسيأتي في الكنى. 6002- عمرو الأنصاري: والد سعيد. ذكر عنه أبو سعد «1» النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» كتابة يؤخذ منها أن له صحبة، وهي من طريق الفضل بن جعفر بن عبد اللَّه، عن السري بن عثمان البجلي، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن سعيد بن عمرو الأنصاري، عن أبيه، قال: صحبت كعب الأحبار وهو يريد الإسلام فلم أر رجلا لم ير رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أوصف لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منه، فذكر قصة طويلة عن كعب في تنقل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الأصلاب. وكعب أسلم في خلافة عمر، فصحبة هذا الأنصاري له تقتضي أنه كان إذ ذاك رجلا، فيكون على الشّرط، لأنه لم يكن في آخر عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحد من الأنصار لا يظهر الإسلام. 6003- عمرو الأنصاري: والد سعيد. يأتي في عمير بن نيار «2» إن شاء اللَّه تعالى.   (1) في أ، د: أبو سعيد. (2) في د: في الكنى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 579 6004 ز- عمرو البكالي «1» : بكسر الموحدة وتخفيف الكاف. اختلف في اسم أبيه، فقيل سفيان، وقيل سيف، وقيل عبد اللَّه. قال البخاريّ: له صحبة. وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه. وذكره خليفة وابن البرقي في الصحابة. وقال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين. وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى: عمرو البكالي «2» يقال له صحبة، كان بالشام. وأخرج ابن عساكر من طريق المفضل بن غسان، بسنده إلى موسى الكوفي، قال: وقفت على منزل عمرو البكالي بحمص، وهو أخو نوف البكالي. وأخرج حديثه البزّار في مسندة من طريق مجّاعة بن الزبير، عن أبي تميمة الهجيمي، عن عمرو البكالي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا كان عليكم أمراء ... » «3» فذكر حديثا. وأخرج البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» ، محمد بن نصر في قيام الليل، وابن مندة من طريق الجريريّ، عن أبي تميمة الهجيمي: أتيت الشام، فإذا أنا برجل مجتمع عليه، فإذا هو مجدود «4» الأصابع، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أفقه من بقي على وجه الأرض من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، هذا عمرو البكالي. قلت: فما شأن أصابعه؟ قالوا: أصيبت يوم اليرموك. قال: فسمعته يقول: يا أيها الناس، اعملوا وأبشروا، فإن فيكم ثلاثة أعمال كلها توجب لأهلها الجنة: رجل قام في ليلة باردة من فراشه فتوضّأ ثم قام إلى الصلاة فيقول اللَّه لملائكته: «ما حمل عبدي على ما صنع؟» الحديث. وسنده صحيح. وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: عمرو بن عبد اللَّه البكالي يقال له صحبة. سكن الشام وحديثه موقوف. ثم ساقه كما تقدم، لكن قال: فسمعته يقول: إذا أمرك الإمام بالصلاة والزكاة والجهاد فقد حلّت لك الصلاة خلفه، وحرم عليك سبّه.   (1) أسد الغابة ت (3875) ، الاستيعاب ت (1987) ، بقي بن مخلد 636. (2) في أ: أبو عثمان عمرو البكالي. (3) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 224 رواه الطبراني وفيه مجاعة بن الزبير العتكيّ وثقه أحمد وضعفه غيره وبقية رجالة ثقات. الطبراني في الكبير 17/ 43، 19/ 162، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14820. (4) الجدّ: القطع. النهاية 1/ 245. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 580 وقال أبو سعيد الأشجّ: حدثنا حفص بن غياث، عن خالد الحذّاء «1» ، عن أبي قلابة، عن عمرو البكالي- وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وكان ذا فقه ... فذكر حديثا موقوفا، وهذا سنده صحيح. ولعمرو هذا رواية عن عبد اللَّه بن مسعود عند أحمد وابن خزيمة، لكنه ورد فيها بكنيته، فقيل عن أبي عثمان البكالي، ورواية أخرى عن عبد اللَّه بن عمرو موقوف، رويناه في «النشريات» «2» . وذكره العجليّ في «ثقات التابعين» ، وكذا [صنع] «3» أبو زرعة الدمشقيّ. واللَّه أعلم. 6005- عمرو الثمالي: بضم المثلثة وتخفيف الميم. ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصحابة. وقال أبو عمر: روى شهر بن حوشب عنه، قال: بعث معي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بهدي تطوّع، فقال: «إن عطب منه شيء فانحره، ثمّ أصبغ نعليه في دمه، ثمّ اضرب به على صفحته، وخلّ بين النّاس وبينه» . انتهى. وقد أخرج هذا الحديث الطبراني وغيره من طريق شريك، عن ليث بن أبي سليم، عن شهر بتمامه. وساق ابن مندة سنده، واختصر المتن جدّا، وقال في الترجمة: وقيل عمرو الثمامي كذا في نسخة بالميم. وفي «أسد الغابة» بالنون، وذلك الّذي أثار ظنّ من جعل عمر اليماني «4» الماضي في آخر من اسمه عمر هو هذا، وكنت تبعت» على ذلك، وذكرت عمرا في القسم الأخير، ثم رجعت، لاختلاف السندين والمتنين، وإن كان كل منهما من رواية شهر بن حوشب عن الصحابي. 6006- عمرو الجنّي «6» : له قصة [مع أبي رجاء] «7» تقدم في عمرو بن جابر ما يدلّ على أنه غيره.   (1) في أ: خالد الخزاعي. (2) في أ: السرانيات. (3) في أ: نبه عليه. (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 402، أسد الغابة ت (3886) ، الاستيعاب ت (1988) . (5) في أ: نبهت. (6) أسد الغابة ت (3893) . (7) في أبدل القوسين: سأذكره. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 581 6007 ز- عمرو: كان يقال له جعيل، فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. تقدم في الجيم. 6008- عمرو، مولى خبّاب «1» : قال أبو عمرو: روي عنه حديث واحد بإسناد غير مستقيم. قلت: سأذكره بعد قليل في عمرو والد زرعة. 6009 ز- عمرو الخزاعي: قيل هو اسم أبي شريح. والصواب خويلد بن عمرو. وذكره أبو موسى عن يحيى بن يونس. 6010 ز- عمرو: راعي الركاب. ذكره الباورديّ في «الصّحابة» ، وأخرج من طريق أولاده- ولا ذكر لهم في كتب الرجال- عنه حديثا غريبا، فقال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم هو المنجنيقي، حدثنا موسى بن سهل، حدثنا الحسن بن بشير بن الحسين بن ناقد، حدثني عن أبيه، عن جده، عن أبيه عمرو، قال: خرجت مع سريّة مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى أشرفنا على المشركين، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من يقوم لنا في ركابنا حتّى نعود إليه؟» فقلت: أنا. فقال: «اقعد «2» لنا على تلك الثّغرة» ، فقعدت فلم أشعر إلا بالمشركين قد أقبلوا ولا مخرج لهم لأخذ الركاب إلا من الثغرة، فخرج واحد منهم فرميته فقتلته، ثم خرج آخر فرميته حتى قتلت منهم تسعة، فرجعوا وجاء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فوجدني قاعدا، فقال: «ما صنعت؟» فأعلمته، فقال: «اذهب فأنت عمرو راعي الرّكاب» . 6011 ز- عمرو: والد رافع المزني. تقدم في عمرو بن أبي رافع. 6012 ز- عمرو: والد زرعة «3» . ذكره البغويّ ومطين وغيرهما في الصحابة، فأخرج البغوي عن منصور بن أبي مزاحم، ومطين، عن سويد بن سعيد، كلاهما عن خالد الزيات، عن زرعة بن عمرو عن أبيه، قال: لما قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة قال لأصحابه: «انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم» ، وقال: «ائتوني بحجارة من هذه الحرّة» ، فخط بها قبلتهم، رواه أسود بن عامر، عن خالد، فقال عن زرعة بن عمرو مولى خبّاب.   (1) أسد الغابة ت (3916) ، الاستيعاب ت (1990) . (2) في أ: أقم. (3) أسد الغابة ت (3927) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 582 ووقع ذكره في ترجمة عثمان أنه كان رابع أربعة ممن دفن عثمان يوم الدار «1» . 6013 ز - عمرو الخفاجي: هو ابن الخفاجي. 6014 ز- عمرو «2» : والد سعيد. تحوّل إلى هنا من عند عمرو بن سعيد. 6015- عمرو الطائي: قال ابن عساكر: ذكر أن له وفادة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. نزل دمشق. أخرج حديثه تمّام الرّازيّ في فوائده، حدثنا أبو الحسن عمرو بن عقبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن عمرو بن عبد اللَّه بن رافع بن عمرو الطائي «3» سنة خمس وثلاثمائة، وزعم أن له مائة سنة وعشرين سنة، قال: حدثني عم أبي السلم بن يحيى، عن أبيه، [حدثني أبي عن أبيه] «4» ، عن محمد بن عمرو بن عبد اللَّه [بن رافع] «5» ، عن أبيه، عن جده، حدثني أبي رافع بن عمرو، عن أبيه عمرو الطائي، أنه قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأجلسه معه على البساط، فأسلم وحسن إسلامه، ورجع إلى قومه فأسلموا. 6016- عمرو: والد الطفيل. تقدم في ابن ظريف. 6017- عمرو العجلاني «6» : تقدم في عمرو بن أبي عمرو. 6018 ز- عمرو الهذلي: تقدم في عمرو بن سعيد. 6019- عمرو: والد فراس الليثي «7» . ذكره الطّبرانيّ وغيره، وأخرجوا من طريق أبي يحيى التيمي، عن سيف بن وهب، عن أبي الطفيل- أنّ رجلا من بني ليث يقال له فراس بن عمرو ذهب أبوه إلى رسول اللَّه وبه صداع شديد، فأخذ بجلدة ما بين عينيه فجبذها فذهب عنه الصّداع، ثم إن فراسا همّ   (1) في أ: بعد العتمة. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 408، العبر 77، 78، أسد الغابة ت (3988) ، الاستيعاب ت (1989) . (3) في أ: بقربة حجر في ... (4) سقط في أ. (5) في أ: حدثني أبي عن أبيه ... (6) الثقات 3/ 276، تجريد أسماء الصحابة 1/ 413، الجرح والتعديل 6/ 270، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الطبقات الكبرى 3/ 550، بقي بن مخلد 583. (7) أسد الغابة ت (4005) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 583 بالخروج مع أهل حروراء «1» ، فأخذه أبوه فأوثقه حتى أحدث التّوبة بعد ذلك. 6020- عمرو بن فلان الأنصاري. قال أحمد في مسندة: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الوليد بن سليمان- أنّ القاسم ابن عبد الرحمن حدّثهم عن عمرو بن فلان الأنصاري، قال: بينما هو يمشي قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وقد أخذ بناصية نفسه، وهو يقول: اللَّهمّ عبدك وابن عبدك وابن أمتك. قال عمرو: فقلت: يا رسول اللَّه، إني رجل حمش الساقين. فقال: يا عمرو، إن اللَّه قد أحسن كلّ شيء خلقه، يا عمرو ... وضرب بأربع أصابع من كفّه اليمنى ... الحديث في موضع الإزار، وسنده حسن. 6021 ز- عمرو: غير منسوب. يأتي حديثه في ترجمة كردم بن قيس في حرف الكاف إن شاء اللَّه تعالى. ذكر من اسمه عمران 6022- عمران بن بلال بن أحيحة بن الجلاح، بضم الجيم وتخفيف اللام، عمّ عبد الرحمن بن أبي ليلى التابعي المشهور. قال العدويّ: له صحبة. 6023- عمران بن الحجاج «2» : قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة، ولم يذكر له حديثا. 6024- عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حذيفة «3» بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو الخزاعي، هكذا نسبه ابن الكلبي ومن تبعه.   (1) حروراء: بفتحتين وسكون الواو وراء أخرى وألف ممدودة، وهي قرية بظاهر الكوفة وقيل: موضع على ميلين منها نزل به الخوارج الذين 4/ 704 خالفوا علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه- فنسبوا إليها. انظر معجم البلدان 2/ 283. (2) أسد الغابة ت (4047) . (3) أسد الغابة ت (4048) ، الاستيعاب ت (1992) ، مسند أحمد 4/ 426، تاريخ ابن معين 436، طبقات ابن سعد 4/ 287، طبقات خليفة 106، 187، التاريخ الكبير 6/ 408، المعارف 309، أخبار القضاة 1/ 291، 292، الجرح والتعديل 6/ 296، المستدرك 3/ 470، تهذيب الكمال 1057، تاريخ الإسلام 2/ 306، العبر 1/ 57، مجمع الزوائد 9/ 381، تهذيب التهذيب 8/ 125، 126، خلاصة تذهيب الكمال 295، شذرات الذهب 1/ 62. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 584 وعند أبي عمر: عبد نهم بن سالم بن غاضرة. ويكنى أبا نجيد، بنون وجيم مصغّرا. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، وكان إسلامه عام خيبر، وغزا عدة غزوات، وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح، قاله ابن البرقي. وقال الطّبرانيّ: أسلم قديما هو وأبوه وأخته، وكان ينزل ببلاد قومه، ثم تحوّل إلى البصرة إلى أن مات بها. روى عنه ابنه نجيد، وأبو الأسود الدؤلي، وأبو رجاء العطاردي، وربعي بن حراش، ومطرف، وأبو العلاء ابنا عبد اللَّه بن الشّخّير، وزهدم الجرمي، وصفوان بن محرز، وزرارة بن أبي أوفى، وآخرون. وأخرج الطّبرانيّ بسند صحيح، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي الأسود الدؤلي، قال: قدمت البصرة، وبها عمران بن حصين، وكان عمر بعثه ليفقّه أهلها. وقال خليفة: استقضى عبد اللَّه بن عامر عمران بن حصين على البصرة، فأقام أياما ثم استعفاه. وقال ابن سعد: استقضاه زياد ثم استعفاه فأعفاه. وأخرج الطّبرانيّ، وابن مندة بسند صحيح، عن ابن سيرين، قال: لم يكن تقدّم على عمران أحد من الصحابة ممن نزل البصرة. وقال أبو عمر: كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم يقول عنه أهل البصرة: إنه كان يرى الحفظة، وكانت تكلّمه حتى اكتوى. وأخرج الحديث «1» ابن أبي أسامة من طريق هشام، عن الحسن، عن عمران، أنه شقّ بطنه، فلبث زمانا طويلا فدخل عليه رجل ... فذكر قصته، فقال: إن أحبّ ذلك إليّ أحبه إلى اللَّه، قال: حتى اكتوى قبل وفاته بسنتين، وكان تسلم عليه فلما اكتوى فقده، ثم عاد إليه. وقال ابن سيرين: أفضل من نزل البصرة من الصحابة عمران، وأبو بكرة، وكان الحسن يحلف أنه ما قدم البصرة والسّرو «2» خير لهم من عمران.   (1) في أ: الحارث. (2) السّرو: بفتح أوله وإسكان ثانيه، بعده واو: سخاء في مروءة وهو منازل حمير، عدة مواضع: سرو حمير، وسرو العلا، وسرو مندد، وسرو لبن وسرو سحيم وسرو الملا وسرو لبن وسرو صنعا وسرو السواد بالشام وسرو الوعل بالرمل يجهمة بينه وبين الماء من كل جهة ثلاث ليال بين فلاة أرض طيِّئ وأرض كلب، والسرو: قرية كبيرة مما يلي مكة. انظر مراصد الاطلاع 24/ 711. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 585 أخرجه أحمد في «الزّهد» عن سفيان، قال: كان الحسن يقول نحوه. وكان قد اعتزل الفتنة فلم يقاتل فيها. [وقال أبو نعيم: كان مجاب الدعوة] «1» وقال الدّارميّ: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا أبو هلال، حدثنا قتادة، عن مطرف، قال عمران بن حصين: إني محدثك بحديث، إنه كان يسلّم عليّ، وإن ابن زياد أمرني فاكتويت فاحتبس عني حتى ذهب أثر الكي ... فذكر الحديث [في سنة الحج] «2» . مات سنة اثنتين وخمسين، وقيل سنة ثلاث. 6025- عمران بن عصام الضّبعي: والد أبي جمرة «3» ، بالجيم، نصر بن عمران. كذا سمى أباه ابن عبد البر، والمعروف أن اسمه نوح بن مجالد أو مخلد كما سيأتي في حرف النون إن شاء اللَّه تعالى. قال ابن عبد البرّ: ذكروه في الصحابة، ومنهم من لم يصحح له صحبة، وكان قاضيا بالبصرة. روى عنه ابنه أبو جمرة، وقتادة، وأبو التياح، وغيرهم. وله رواية عن عمران بن حصين. انتهى. وقال ابن مندة: عمران أبو نصر إن كان محفوظا روى عنه ابنه، ثم ساق من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن أبي جمرة، عن أبيه عمران الضبعي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم توفي وهو ابن ثلاث وستين. وهكذا أخرجه البخاريّ في تاريخه، عن حجاج، قال ابن مندة: هكذا حدّث به حماد بن سلمة، فوهم فيه. والصواب عن أبي جمرة عن ابن عباس. قلت: قد أخرجه مسلم في صحيحه «4» من طريق بشر بن السري، عن حماد بن سلمة، فجاز أن يكون الوهم من حماد لما حدّث به حجاجا، وجاز أن يكون من حجاج. 6026- عمران بن عمير «5» :   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (4050) ، الاستيعاب ت (1993) . (3) أسد الغابة ت (4050) ، الاستيعاب ت (1993) . (4) في أ: مسلم في صحيحه. (5) أسد الغابة ت (4051) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 586 استدركه أبو موسى، وقال: أورده عليّ بن سعيد العسكريّ في أفراد الصحابة، ولم يورد له شيئا. قلت: وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده. 6027 ز- عمران بن عويم: ويقال عويمر «1» - بزيادة راء في آخره، الهذلي. وأخرج الطّبرانيّ من طريق عثمان بن سعيد، وابن مندة، من طريق عبيد اللَّه بن موسى، كلاهما عن المنهال بن خليفة، عن سلمة بن تمام، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتي بامرأتين كانتا عند رجل من هذيل يقال له حمل بن مالك، فضربت إحداهما الأخرى «2» بعمود خباء، فألقت جنينا «3» ميتا، فأتى مع الضاربة أخ لها يقال له عمران بن عويم، فقضى عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالدية، فقال: يا نبيّ اللَّه، أدي من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهل؟ [حمله يطل فقال: «لا سجع كسجع] «4» الجاهليّة، نعم، فيه غرّة عبد أو أمة» . لفظ عبيد اللَّه. وفي رواية عثمان بن سعيد: إحداهما هذلية والأخرى عامرية، فضربت الهذلية العامرية، وفيه أخ لها يقال له عمران بن عويمر، وزاد في آخره بعد قوله: «أو أمة» ، «أو فرس أو عشرون ومائة شاة أو خمسمائة» . فقال عمران: يا نبيّ اللَّه، ان لها اثنين هم سادة الحيّ، وهم أحقّ أن يعقلوا عن أمهم. قال: «أنت أحقّ أن تعقل عن أختك من ولدها» . فقال: يا نبي اللَّه، ما لي شيء أعقل منه. قال: «يا حمل- وهو يومئذ على صدقات هذيل، وهو زوج المرأتين ووالد الجنين المقتول-: اقبض من تحت يدك من صدقات هذيل عشرين ومائة شاة» . ففعل «5» . قال أبو نعيم: رواه سلمة بن صالح، عن أبي بكر بن عبد اللَّه، عن أبي المليح، نحوه. ورواه أبو أيّوب السّختيانيّ، عن أبي المليح مختصرا. أخرجه الطبراني، وسنده صحيح. وأخرج الطّبرانيّ في ترجمة حمل بن مالك، من طريق أبي بكر الحنفي، عن عباد بن منصور، عن أبي المليح «6» ، عن حمل بن مالك- أنه كان له امرأتان لحيانيّة ومعاوية، وأنهما اجتمعتا معا، فتغايرتا، فرفعت المعاوية حجرا فرمت به اللحيانية وهي حبلى، فألقت   (1) أسد الغابة ت (4052) . (2) في أ: إحداهما صاحبتها. (3) في أ: جنينها. (4) في أ: بمثله فطل فقال: لا شج كشج .... (5) في أ: فنقل. (6) في أ: الفتح. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 587 غلاما، فقال حمل لعمران بن عويمر «1» : أدّ إليّ عقل امرأتي، فأبى، فترافعا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «العقل على العصبة» . وقال ابن مندة: رواه النضر بن شميل، عن عباد بن منصور، عن أبي مليح «2» ، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم استعمل حمل بن مالك- يعني على صدقات هذيل ... الحديث، وقال فيه: فقال رجل يقال له عمران، ولم ينسبه، هكذا رواه مرسلا. 6028 ز- عمران بن الفصيل «3» : بفاء ومهملة، وزن عظيم، ابن عائذ التيمي التّرخمي» ، أبو خالد. قال أبو موسى: أورده الحافظ أبو زكريّا بن مندة، يعني مستدركا على جدّه، وقال: ذكره ابن يس الحافظ فيمن قدم هراة من الصحابة، وساق بسنده إلى أبي إسحاق بن يس- قال: أنبأنا عمي «5» ، قال: أنبأنا أبو سعيد النقاش، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي الجرجاني بنيسابور، حدثنا علي بن محمد بن سحنونة، حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن سهل الشعراني، حدثنا يزيد بن محمد بن خالد الحنظليّ، قال: سمعت جدّي من قبل أمي يقول: سمعت أبي يقول عن أبيه عن جده الهيّاج بن عمران، [عن عمران بن الفصيل] «6» أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في قومه فأكرمه، قال: فقلت: بالذي أكرمك بالنّبوّة، وأكرمنا بك، ما أفضل ما يتوسّل به العبد إلى اللَّه عز وجل؟ قال: «أن تؤثر أمر اللَّه في كلّ شيء، وتطيعه بالعمل عليه، وترفض الكذب، وتعين على الحقّ ... » الحديث. وفيه: «أن تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك» ، قال: ولزم عمران النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حتى مات، وصلّى عليه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ودفنه. قلت: الهياج «7» بن عمران تابعي معروف، يروي عن عمران بن حصين. وقد تعقب ابن الأثير كلام ابن يس فقال: هذا الكلام الأخير يرد على ابن يس دعواه أنه ورد إلى هراة. وأجاب مغلطاي بما حاصله أنّ ابن ياسين لم يقل إنه ورد هراة، وإنما ذكر الهياج «8» ابن بسطام بن عمران بن الفصيل، وهو ممن ورد هراة، فقال: ذكر الهياج وسلفه وخلفه ... فساق الحديث. يعني فذكر ترجمة عمران بن الفصيل استطرادا في ترجمة الهياج، ثم ذكر جماعة من سلفه.   (1) في أ: عويم. (2) في أ: الفتح. (3) أسد الغابة ت (4053) . (4) في أ: البرجمي. (5) في أ: عثمان. (6) في أ: النفيل. (7) في أ: الهياج. (8) في أ: الهياج. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 588 قلت: ولم يصرح أبو موسى ولا ابن مندة قبله بأنّ عمران ورد هراة، وإنما تصرف ابن الأثير في كلام أبي موسى وقوله: ذكره ابن يس فيمن قدم هراة صحيح، لأنه ذكر في الكتاب المذكور، ولكن استطرادا لما ذكر ترجمة حفيده، فصدق أنه ذكره في الجملة، ولم يصرح بأنه ورد هراة. 6029 ز- عمران بن نوح بن مجالد: أو مخلد الضبعي، والد أبي جمرة نصر بن عمران. تقدم في عمران بن عصام. ذكر من اسمه عمير، بالتصغير 6030- عمير بن الأخرم العذري «1» : تقدم ذكره في ترجمة أسيد بن إياس العذري، وأنه كان ممن وفد إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 6031- عمير بن الأخنس «2» بن شريق، بمعجمة وقاف وزن عظيم، الثقفي حليف بني زهرة. ذكره هشام بن الكلبيّ في المؤلّفة ممن أعطاه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين خمسين من الإبل. وقد تقدمت ترجمة والده في الهمزة. 6032 - عمير بن أسد «3» الحضرميّ «4» : ذكره أبو عمر، فقال: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: الكذب خيانة. روى عنه جبير بن نفير. 6033 - عمير بن أفصى «5» الأسلمي «6» : ذكره ابن شاهين من طريق أبي الحسن المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، ومحمد بن كعب القرظي، وعن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قالوا: قدم عمير بن أفصى الأسلمي في عصابة من بني أسلم، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّا من العرب في أرومة ... فذكر الحديث، وفيه ألفاظ غريبة شرحها أبو موسى. 6034- عمير بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي «7» . قال الواقديّ: قتل يوم اليمامة شهيدا هو وحاجب بن زيد بن تميم الأشهلي، وثابت بن هزال.   (1) أسد الغابة ت (4055) . (2) في د، ت، ل، هـ: الأخفش. (3) في أ: أسيد. (4) الاستيعاب ت (1996) . (5) في د، ل، هـ، ت: أقصى. (6) أسد الغابة ت (4056) . (7) أسد الغابة ت (4058) ، الاستيعاب ت (1997) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 589 وذكره المستغفريّ بسنده إلى ابن إسحاق فيمن قتل باليمامة عمير بن أوس ولم ينسبه. وقال أبو عمر- بعد أن نسبه: هو أخو مالك بن أوس، قتل يوم اليمامة، وكان قد شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وظن بعضهم أنه أخو عمرو بن أوس الّذي تقدم أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد، وبعضهم أنه هو، وإنما تكرر على ابن عبد البر، وليس هذا الظن بصحيح لاختلاف نسبهما ومكان استشهادهما. 6035 ز- عمير بن أمية الأنصاري «1» : أخرج الطّبرانيّ، وسعيد بن إشكاب، ويحيى بن يونس الشّيرازيّ، من طريق [زيد بن أبي حبيب] «2» - أن المسلم بن زيد، ويزيد بن إسحاق حدّثاه عن عمير بن أمية أنه كان له أخت، فكان إذا خرج إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم آذته وشتمت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكانت مشركة، فاشتمل لها يوما على السيف، ثم أتاها فوقف عليها فقتلها، فقام بنوها فصاحوا، فذهب إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأخبره فأهدر دمها. وسيأتي في ترجمة عمير بن عدي أنّ ابن عبد البر خلط هذه القصة بقصّته، وإيضاح كونهما قصّتين إن شاء اللَّه تعالى. 6036- عمير بن ثابت «3» : يقال هو اسم أبي الضّيّاح الأنصاري. ويقال نعيمان. يأتي في الكنى. 6037 ز - عمير بن ثابت بن كلفة «4» : قيل هو اسم أبي حبّة الأنصاري. 6038- عمير بن جابر بن غاضرة بن أشرس الكندي «5» . وكذا نسبه ابن عبد البرّ، وقال: له صحبة. وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، ثم أورد من طريق إسماعيل بن إبراهيم هو الترجماني، قال: قال أبو الحارث إسحاق مولى ابن هبّار: رأيت عمير بن جابر بن أشرس بن غاضرة الكندي، وكانت له صحبة، يخضّب بالحناء. وكذا أخرجه ابن أبي خيثمة، والبغوي في غير طريق ابن أبي خيثمة، ووقع بعلوّ متصلا بالسماع في سند أنساب   (1) أسد الغابة ت (4057) . (2) في أبدل ما بداخل القوسين: يزيد بن حبيب. (3) أسد الغابة ت (4062) . (4) في أ، هـ: خلفة. (5) أسد الغابة ت (4063) ، الاستيعاب ت (1999) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 590 الرازيّ: قرأته على إسماعيل بن إبراهيم بن موسى، عن إسماعيل بن إبراهيم التغلبي سماعا، أنبأنا إسماعيل بن عبد القوي، أنبأنا إسماعيل بن صالح، حدثنا أبو عبد اللَّه الرازيّ، أنبأنا محمد بن أحمد السعدي، أنبأنا أبو عبد اللَّه بن بطة، أنبأنا البغوي به. وإسحاق ضعيف. 6039- عمير بن جودان «1» : ويقال ابن سعد بن فهد. والأول أرجح قال «2» [ .... ] . وقال البخاريّ في «التّاريخ» : قال عبدان [ ..... ] : حدثنا أبو جمرة، عن عطاء بن السائب، عن أشعث بن عمير بن جودان، عن أبيه [ ..... ] . وأخرج أبو يعلى، وابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء، عن أشعث، عن أبيه، قال: أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وفد عبد القيس، فلما أرادوا الانصراف قالوا: سلوه عن النبيذ، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنا في أرض وخيمة لا يصلحنا إلا الشراب. قال: «وما شرابكم» ؟ قالوا: النبيذ. قال: «لا تنبذوا في النّقير «3» ، فيضرب الرّجل منكم ابن عمّه ضربة لا يزال منها أعرج» . فضحكوا. فقال: «من أيّ شيء تضحكون» ؟ قالوا: والّذي بعثك بالحق، لقد شربنا في نقير لنا فقام بعضنا إلى بعض فضرب هذا ضربة فهو أعرج منها إلى يوم القيامة «4» . إسناده حسن. وأخرجه ابن أبي خيثمة من رواية محمد بن فضيل، لكن قال: عن أشعث بن عمير بن فهد. وأخرجه ابن السّكن، وأبو نعيم من هذا الوجه، فقالا: أشعث بن عمير بن فهد. وقال أبو عمر: عمير بن جودان، وذكر الحديث، ثم أعاده في عمير بن فهد، وقال: وقيل عمير بن سعد بن فهد. وذكر الحديث بعينه. ولم ينبّه على أنه واحد.   (1) أسد الغابة ت (4065) ، الاستيعاب ت (2000) ، مقدمة مسند ابن مخلد 142، الجرح والتعديل 375، التاريخ الكبير 6/ 536، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422، جامع التحصيل 304- تاريخ الإسلام 1/ 281. (2) في د: قال ابن حاتم، وباقي الأصول بياض. (3) النّقير: أصل النّخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا، والنهي واقع على ما يعمل فيه لا على اتخاذ النّقير. النهاية 5/ 104. (4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 476 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 766 والهيثمي في الزوائد 5/ 63 عن الأشعث بن عمير العبديّ بزيادة في أوله قال الهيثمي رواه أبو يعلى والطبراني وأشعث بن عمير لم أعرفه وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 591 وكذا صنع ابن الأثير، أخرج الحديث في الموضع الأول من طريق ابن أبي عاصم، وفي الموضع الثاني من طريق أبي يعلى كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، مع أن كلّا منهما لم يسمّ والد عمير، ولم ينبّه أيضا على أنهما واحد، وإنما نبه على أن عمير بن فهد وعمير بن سعد بن فهد واحد، ولعل جودان أبوه فنسب إلى جدّه، أو جودان جدّ له حذف من الرواية الأخرى. وقد تقدم كلام ابن حبّان في ترجمة جودان في القسم الرابع من حرف الجيم. وتقدم في القسم الأول من حرف الجيم في جهم بن قثم العبديّ أنه المضروب حتى عرج. 6040- عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب «1» بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد الأنصاري الخزرجي. كذا نسبه ابن إسحاق، وزاد موسى بن عقبة بين الحارث وثعلبة لبدة «2» ، وقالا: إنه شهد بدرا. وقال أبو عمر: شهد العقبة وبدرا وأحدا في قول جميعهم. وقال ابن الكلبيّ: كان يقال له مقرن، لأنه كان يقرن الأسارى بعد وقعة بعاث. 6041- عمير بن الحارث الأزدي «3» : تقدم ذكره وحديثه في ترجمة جندب بن زهير. 6042- عمير بن حارثة السلمي: ذكره الباورديّ في الصحابة، وأخرج بسنده المتكرر إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه ذكره فيمن شهد صفين مع عليّ رضي اللَّه عنه من الصحابة. [6043- عمير بن حرام بن عمرو بن الجموح الأنصاري «4» السلمي. قال ابن شاهين: ذكره الواقدي فيمن شهد بدرا، ولم يذكره الباقون، وقال أبو عمر: ذكره أيضا ابن الكلبي وابن عمارة. قلت: المعروف من البدريين هو عمير المذكور بعده] «5» . 6044- عمير بن حبيب بن خماشة «6» : بضم المعجمة وتخفيف الميم وبعدها   (1) أسد الغابة ت 1. (2) في أ، د: كندة. (3) أسد الغابة ت (4066) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422. (4) أسد الغابة ت (4071) . (5) سقط في: ط، د، ل، ت. (6) الثقات 3/ 299، أسد الغابة ت (4069) ، الكاشف 2/ 352، الاستيعاب ت (2002) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422، التحفة اللطيفة 3/ 368، التاريخ الكبير 6/ 531، الجرح والتعديل 6/ 375، تهذيب التهذيب 8/ 44، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تقريب التهذيب 2/ 86، تهذيب الكمال 2/ 1060، الكاشف 2/ 352، تذهيب الكمال 2/ 304، الإكمال 2/ 264. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 592 معجمة، ابن جويبر بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطميّ. قال البخاريّ: بايع تحت الشجرة. وقال ابن السّكن: مدني له صحبة. ويقال: إنه بايع تحت الشجرة، وهو جدّ أبي جعفر الخطميّ، ولم نجد له رواية عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من وجه ثابت. وقال البغويّ: حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن أبيه، عن جده عمير بن حبيب، قال: «الإيمان يزيد وينقص ... » الحديث. موقوف. وقال ابن السّكن: تفرد به حماد بن سلمة. وقال أبو نعيم: اسم أبي جعفر عمير بن يزيد بن حبيب. وأخرجه ابن شاهين من وجه آخر، عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا أبو جعفر الخطميّ، قال: كان جدي عمر بن حبيب، وكانت له صحبة، يقول: أي بني، الإيمان يزيد وينقص. وأخرج أبو نعيم من وجه آخر عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ- أنّ جده عمير بن حبيب، وكان قد بايع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، أوصى بنيه، فقال: «يا بنيّ، إيّاكم ومجالسة السّفهاء، فإنّها داء ... » الحديث موقوف أيضا. وأخرجه أحمد في كتاب «الزّهد» عن يزيد بن هارون، عن حماد. وأخرجه الطبراني من وجه آخر، عن حماد، عن أبي جعفر، فقال: كانت له صحبة. وبايع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عند احتلامه. 6045- عمير بن الحمام «1» : بضم المهملة وتخفيف الميم، ابن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. ذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا، وقال ابن إسحاق: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلّا أدخله اللَّه الجنّة» . فقال عمير بن الحمام أحد بني سلمة- وفي يده تمرات يأكلهن: بخ بخ، فما بيني   (1) الثقات 3/ 299، أسد الغابة ت (4072) ، تعجيل المنفعة 321، البداية والنهاية 3/ 277، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422، أصحاب بدر 240، الاستيعاب ت (2004) ، الاستبصار 158، الطبقات الكبرى 2/ 17، 18، 25- 3/ 51، دائرة معارف الأعلمي 23/ 78. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 593 وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء! فقذف التمر من يده، وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل، وهو يقول: ركضا إلى اللَّه بغير زاد ... إلّا التّقى وعمل المعاد والصّبر في اللَّه على الجهاد «1» [الرجز] فكان أول قتيل [قتل] «2» في سبيل اللَّه في الحرب. وقد وقعت لي هذه القصة موصولة بسند عال: قرأت على أبي إسحاق التّنوخي، وأبي بكر بن عمر الفرضيّ، وغيرهما، عن أحمد بن أبي طالب سماعا، أنبأنا ابن الليثي، أنبأنا أبو الوقت، أنبأنا ابن المظفر، أنبأنا ابن حمويه، أنبأنا إبراهيم بن خزيمة، أنبأنا عبد بن حميد، حدثنا هشام بن القاسم، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «قوموا إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض» . فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول اللَّه، جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: «نعم» . قال: بخ بخ! قال: «ما يحملك على قول بخ بخ» ؟ قال: رجاء أن أكون من أهلها. قال: «فإنّك من أهلها» ، فأخرج ثمرات من قرنه، فجعل يأكل منها، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمرا، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل «3» . أخرجه مسلم عن عبد بن حميد فوافقناه فيه بعلوّ ودرجتين. وأخرج سعيد بن يعقوب في الصحابة، من طريق حماد، عن ثابت البناني، قال: قتل عمير بن الحمام خالد بن الأعلم يوم بدر. ووقع لعبد الغني بن سعيد الحافظ في المبهمات وهم، وذلك في حديث جابر، قال رجل: يا رسول اللَّه، إن قتلت أين أنا؟ قال: «في الجنّة» . فألقى تمرات كنّ في يده فقاتل حتى قتل. قال عبد الغنيّ: هذا الرجل هو عمير بن الحمام، كذا قال: وعمير بن الحمام اتفقوا على أنه استشهد ببدر، فكيف يبقى إلى يوم أحد؟   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (4072) ، الاستيعاب ت (2004) . (2) سقط في أ. (3) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1510 عن أنس بن مالك كتاب الإمارة (33) باب ثبوت الجنة للشهيد (41) حديث رقم (145/ 1901) . وأحمد في المسند 3/ 136، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 43، 99، والحاكم في المستدرك 3/ 426، والبيهقي في دلائل النبوة 3/ 69. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 594 فالصواب أنّ القصة وقعت لآخر، وتلقّى أبو موسى هذا الكلام بالقبول، فترجم لعمير بن الحمام بناء على أنه آخر، فزاد الوهم وهما. 6046- عمير بن خرشة القاري: ناصر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالغيب. قتل اليهودية التي هجته، هكذا ذكره ابن الكلبي في الجمهرة، وأظنّه نسبه لجده أو أسقطه من النسخة. وسيأتي عمير بن عدي قريبا. 6047 ز- عمير بن رئاب: بكسر الراء وتحتانية مثناة مهموزة، ابن حذيفة «1» بن مهشم بن سعيد، بالتصغير، ابن سهم القرشي السّهمي. كذا نسبه ابن إسحاق والجمهور، وأسقط الواقديّ مهشما من نسبه، وقال بدل حذيفة حذافة. قال ابن إسحاق: كان من السابقين الأولين، ومن مهاجرة الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، واستشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر، وكذا قال الزبير، قال: وهو القائل من أبيات: نحن بنو زيد الأغرّ ومثلنا ... يحامي على الأحساب عند الحقائق [الطويل] قال: وأراد بزيد سهما جدّه الأعلى، لأنه كان يسمى زيدا فسابق أخاه، فسمّته أمّه سهما فاشتهر بها. 6048- عمير بن زيد بن أحمر» : ذكره ابن حبّان في الصحابة. وقال أبو موسى: ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة، ولم يورد له شيئا. 6049 ز- عمير بن ساعدة: ذكر فيمن روى الحديث في صفة خيل الجنة، فينظر في ترجمة عبد الرحمن بن سابط في القسم الأخير. 6050 ز- عمير بن سعد بن فهد «3» : تقدم في عمير بن جودان.   (1) أسد الغابة ت (4073) ، الاستيعاب ت (2005) . (2) أسد الغابة ت (4074) . (3) أسد الغابة ت (4077) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 595 6051- عمير بن سعد بن عبيد «1» بن النعمان بن قيس بن عمرو بن عوف. كذا نسبه الواقديّ، وتبعه ابن عبد البرّ. وقال ابن الكلبيّ: عمير بن سعد بن شهيد، بمعجمة مصغرا، ابن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس «2» الأنصاري الأوسي. قال البغويّ في معجم الصحابة: كان يقال له نسيج وحده، وساق ذلك بسنده إلى أبي طلحة الخولانيّ. وكذلك أخرجه أبو يعلى. وأخرج ابن عائذ بسند له إلى محمد بن سيرين- أنّ عمر هو الّذي كان يسميه بذلك لإعجابه به. وقال في عمارة بن عبد اللَّه بن محمد بن عمير بن سعد، وساق نسبه كابن الكلبي، ثم قال: صحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو الّذي رفع إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كلام الجلاس بن سويد، وكان يتيما في حجره، وشهد فتوح الشام، واستعمله عمر على حمص إلى أن مات. وكان من الزهاد. وقال ابن سعد: توفي في خلافة معاوية. وقال البخاري، وابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وزاد أبو حاتم: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه راشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، زاد ابن مندة: وابنه عبد الرحمن بن عمير. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى ممّن نزل حمص من الصحابة. وقال الواقديّ: كان عمر يقول: وددت أن لي رجالا مثل عمير بن سعد أستعين بهم على أعمال المسلمين. وأخرج ابن مندة بسند حسن، عن عبد الرحمن بن عمير بن سعد، قال لي ابن عمر: ما كان بالشام أفضل من أبيك. قال محمد بن سعد: مات عمير بن سعد في خلافة عمر. وقال غيره: في خلافة عثمان، وجاء في رواية أخرى أنه مات في خلافة عمر فصلّى عليه، ولا يثبت ذلك. 6052- عمير بن سعيد بن عبيد الأنصاري ابن امرأة الجلاس «3» ، بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة.   (1) أسد الغابة ت (4076) ، الاستيعاب ت (2006) ، طبقات خليفة 157، الجرح والتعديل 6/ 376، كنز العمال 13/ 556، الثقات 3/ 300، ابن عساكر 13/ 339، التاريخ الصغير 1/ 48، مجمع الزوائد 9/ 382، تهذيب الكمال/ 1060، تهذيب التهذيب 8/ 144، التاريخ الكبير 6/ 531، تاريخ الإسلام 2/ 89. (2) في أ: أوس. (3) أسد الغابة ت (4079) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 596 فرّق غير واحد من العلماء بينه وبين الّذي قبله. وقد ذكر في الّذي قبله. وقيل: هذا هو والد أبي زيد الّذي جمع القرآن. 6053- عمير بن سلمة «1» بن منتاب «2» بن طلحة بن جدي بن ضمرة الضمريّ. نسبه ابن إسحاق. قال أبو عمر: لا يختلفون في صحبته. وقال ابن مندة: مختلف في صحبته. وأخرج ابن أبي عاصم «3» في «الوحدان» ، من طريق الدّراوردي، وابن أبي [حاتم] «4» ، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة، قال: بينما نسير مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالرّوحاء، إذا حمار وحش معقور، فذكر لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «دعوه فيوشك أنّ صاحبه يأتيه» ، فأتى صاحبه وهو رجل من بهز، فقال: يا رسول اللَّه، شأنكم بهذا الحمار، فأمر أبا بكر فقسمه بين الرفاق. وهكذا رواه يحيى بن سعيد، من رواية حماد بن زيد، وهشيم، والليث، عنه، عن محمد بن إبراهيم. وقال مالك، عن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن عمير، عن البهزي، وتابعه أبو أويس «5» ، وعبد الوهاب الثقفي، وحماد بن سلمة، وغيرهم، عن يحيى، فاختلف فيه على يحيى، ولم يختلف على يزيد. وقد وافق يزيد عبد ربه بن سعيد أخو يحيى، فرواه عن محمد بن إبراهيم، وقال في روايته، عن عيسى، عن عمير: خرجنا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: الصحيح أنه لعمير «6» بن سلمة، والبهزي كان صائد الحمار. انتهى. ويحتمل أن يكون المراد بقوله: عن البهزي- أي عن قصة البهزي «7» ولذلك نظائر ذكرها أبو عمر في التمهيد، منها في رواية ضمرة عن أبي واقد الليثي، ولذلك جزم   (1) الكاشف 2/ 352، الثقات 3/ 301، تجريد أسماء الصحابة 1/ 423، التحفة اللطيفة 3/ 369، التاريخ الكبير 6/ 533، الجرح والتعديل 6/ 376، تقريب التهذيب 2/ 86، تهذيب الكمال 2/ 1061، خلاصة تذهيب 2/ 304، بقي بن مخلد 619، تهذيب التهذيب 8/ 147، تلقيح فهوم أهل الأثر 369/ 383. (2) في د: منثاب. (3) في أ: عاصم. (4) في أ، د: حاتم. وسقط في ط. (5) في أ: إدريس. (6) في أ: لعمر. (7) في أ: ولم يقصد الرواية عن البهزي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 597 موسى بن هارون في حديث البهزي، كما نقله الدارقطنيّ في العلل، وتعكر عليه رواية عباد بن العوام، ويونس بن راشد، عن يحيى، فإنه قال فيها: إن البهزي حدّثه. ويمكن أن يجاب بأنهما غيّرا قوله عن البهزي إلى قوله إلى البهزي ظنا أنهما سواء، لكون الراويّ غير مدلّس، فيستوي في حقه الصيغتان. 6054- عمير بن عامر بن مالك «1» بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي، أبو داود المازني، المشهور بكنيته. ذكره موسى بن عقبة، وأبو إسحاق، وغيرهما فيمن شهد بدرا. وقيل: اسمه عمرو. وسيأتي في الكنى. 6055 ز- عمير بن عامر بن نابي بن يزيد بن حرام الأنصاري الخزرجي. قال ابن الكلبيّ: شهد المشاهد كلّها، واستشهد يوم اليمامة. ذكره الرّشاطيّ، وقال: لم يذكره ابن عبد البرّ ولا ابن فتحون. 6056 ز- عمير بن عبد عمرو بن نضلة «2» بن عمرو بن الحارث بن عبد عمرو الخزرجي. كذا نسبه ابن الكلبيّ، وأبو عبيد، ونسبه أبو عمر إلى نضلة بن عمرو، فقال: ابن غسان بن سليمان بن مالك بن أفصى. قال ابن إسحاق: كان يعمل بيديه جميعا، فقيل له: ذو اليدين، وشهد بدرا، واستشهد بها. وقال أبو عمر: قتل بأحد، وزعم أنه ذو اليدين، وليس بذي الشمالين المقتول ببدر. وجزم ابن حبان بأنه ذو اليدين، وغيره بأنه ذو الشمالين. 6057 ز- عمير بن عبيد: تقدم في عمرو بن سعيد. 6058- عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة. كان أبوه عدي شاعرا، وأخوه الحارث بن عدي قتل بأحد، وهو الأنصاري ثم الخطميّ.   (1) الثقات 3/ 299، 301، أسد الغابة ت (4084) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 412/ 424، أصحاب بدر 228، الاستيعاب ت (2009) ، الطبقات الكبرى 3/ 518، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، بقي بن مخلد 571. (2) الثقات 3/ 301، تراجم الأخبار 1/ 390، الطبقات الكبرى 3/ 167، 534، تنقيح المقال 9141. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 598 ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: هو البصير الّذي كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يزوره في بني واقف، ولم يشهد بدرا لضرارته. وقال ابن إسحاق: كان أول من أسلم من بني خطمة، وهو الّذي قتل عصماء بنت مروان، وهي من بني أمية بن زيد كانت تعيب الإسلام وأهله، فقتلها عمير بن عدي، ومن يومئذ عزّ الإسلام وأهله بالمدينة. قال الواقديّ، بسند له: كانت عصماء تحرّض على المسلمين وتؤذيهم، فلما قتلها عمير قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا ينتطح فيها عنزان» «1» ، فكان أول من قالها فسار بها المثل، وكان ذلك لخمس بقين من رمضان من السنة الثانية. وأخرجه ابن السّكن من طريق الواقديّ، عن عبد اللَّه بن الحارث بن فضيل، عن أبيه. وكذلك أبو أحمد العسكري في الأمثال. وروينا الحديث الّذي أشار إليه ابن السكن في مسند الهيثم بن كليب الشاشي، أخرجه من طريق حسين بن علي الجعفي، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «انطلقوا بنا إلى البصير الّذي في بني واقف نعوده» «2» وكان رجلا أعمى ... الحديث. قال ابن السّكن: لم يروه عن ابن عيينة إلا الجعفي، وكأنه أراد السند المذكور، وإلا فقد أخرجه أبو العباس السراج في تاريخه، عن محمد بن يونس الجمال عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار بسند آخر، فقال: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه. وأخرجه أبو نعيم، من طريقه، وقال: لم يقل فيه عن أبيه إلا الجمال، وأرسله غيره من أصحاب ابن عيينة. وأخرجه البغويّ، عن سريج بن يونس، ومحمد بن عباد، وغيرهما، عن ابن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن جبير- مرسلا. وقال البخاريّ في الصحابة، عمير بن عدي الأعمى قارئ بني خطمة وإمامهم، قاله الليث عن هشام- يعني ابن عروة- عن أبيه، عن ابن لعمير. وقال عبدة بن سليمان، عن هشام، عن أبيه، عن ابن لعمير عن أبيه. وقال أبو   (1) أي لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان، لأن النطاح من شأن التيوس والكباش لا العنوز، وهو إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجري فيها خلف ونزاع. النهاية 5/ 74. (2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 200، وأبو بكر الخطيب في تاريخ البغدادي 7/ 431، وابن حجر في فتح الباري 11/ 286. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 599 معاوية: عن هشام، عن أبيه، عن عدي بن عمير، عن أبيه. انتهى. وقال جرير، عن هشام، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمير: إنه كان إمام بني خطمة، وهو أعمى، على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وجاهد معه وهو أعمى. أخرجه البغوي، والحسن بن سفيان من هذا الوجه. وقال ابن مندة: لم يتابع عليه جرير. والصواب ما رواه أبو معاوية عن هشام، فذكر ما تقدم، وزاد: فكانت له صحبة، انتهى. وقد قدمت رواية جرير في ترجمة عبد اللَّه بن عمير، وهو على الاحتمال أن يكون مات في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقام ولده مقامه. 6059- عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي الأنصاري. قال ابن سعد والعدوي: شهد أحدا مع أبيه. وذكر الواقديّ في كتاب «الردة» أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة، فلما فرغ من اليمامة أرسل «1» عمير بن عديّ في نفر من الجيش إلى طليحة وأخيه في بني أسد «2» . 6060 ز- عمير بن عقبة «3» بن نيار «4» ابن أخي أبي بردة بن نيار «5» . له حديث في النّسائيّ في فضل الصلاة على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه ولده سعيد وقد ينسب إلى جده فيقال عمير بن نيار، ومدار حديثه على أبي الصّباح سعيد بن سعيد التغلبي، رواه عن سعيد بن عمير، فقال وكيع عنه عن سعيد بن عمير بن نيار عن أبيه، وقال أبو أسامة، عنه، عن سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار عن أبيه، عن عمه أبي بردة أخرجها «6» النسائي، واختلف على وكيع، فقال الأكثر عنه. هكذا، ولم يسمّوا والد عمير. وقال عمار بن أبي شيبة «7» بهذا السند سعيد بن عمرو الأنصاري، ولم يسمّ والد عمير أيضا. 6061 ز - عمير بن عمرو بن عمير الأنصاري. «8»   (1) في أ: أرسله. (2) في أ: أسلم. (3) الثقات 3/ 299، تقريب التهذيب 2/ 87، تهذيب التهذيب 8/ 149، جامع التحصيل 304، مراسيل الراويّ 63، 164. (4) في د: ديار. (5) في د: ديار. (6) في أ: أخرجهما. (7) في ت، ل: عنه. (8) الثقات 3/ 300، الجرح والتعديل 6/ 2103. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 600 ذكره ابن حبان في الطبقة الأولى، وقال: له صحبة. 6062- عمير بن عمرو بن مالك الأنصاري، ويقال الأزدي «1» . وقال البلاذريّ: شهد حنينا، وقطعت رجله يومئذ، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «سبقتك إلى الجنّة.» 6063 ز - عمير بن عمرو الليثي. تقدم في عمر- مكبرا، وهو بالتصغير أشهر. 6064- عمير بن عوف: مولى سهيل بن عمرو القرشي العامري «2» ، خطيب قريش. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: كان من مولدي أهل مكة. وقال ابن سعد: شهد بدرا، وكان قد فرّ من مكة هو وعبد اللَّه بن سهيل وقاتل معه يوم بدر، وكان سهيل بن عمرو يقول بعد أن أسلم: قد شهد عمير بن عوف بدرا، وإني لأرجو أن [تناله شفاعتي] «3» . 6065- عمير بن قتادة «4» : بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكناني الليثي الجندعي، والد عبيد بن عمير التابعي المشهور. قال العسكريّ: شهد الفتح. 6067- عمير بن قهد: «5» في عمير بن جودان «6» . تقدم. 6066 ز- عمير بن قرّة الليثي. ذكره الباورديّ في الصحابة، وروى بسنده المتكرر إلى عبيد اللَّه بن أبي رافع أنه ذكره فيمن شهد صفّين من الصحابة، قال: وكان شديدا على معاوية وأهل الشام حتى حلف معاوية لئن ظفر به ليذيبنّ الرّصاص في أذنيه. 6068- عمير بن مساحق بن قيس بن هرم بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.   (1) الاستيعاب ت (2011) . (2) الاستيعاب ت (2012) . (3) في أ: تنالني شفاعته، وفي د: تناله شافعتي يوم القيامة. (4) الثقات 3/ 300، أسد الغابة ت (4085) ، الكاشف 2/ 352، الاستيعاب ت (2014) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 424، الجرح والتعديل 6/ 378، تقريب التهذيب 2/ 86، تهذيب الكمال 1/ 1061، خلاصة تذهيب 2/ 304. (5) في د: فهار. (6) الاستيعاب ت (2013) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 601 تزوّج درة بنت هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وولده منها حميد كان شريفا في زمن معاوية. ذكره الزّبير بن بكّار. 6069 ز- عمير بن معبد «1» بن الأزعر «2» : تقدم في عمرو. 6070- عمير بن نيار» : هو عمير بن عقبة بن نيار، نسب لجده «4» . وقد تقدم. 6071- عمير بن ودقة «5» . قال أبو عمر: هو أحد المؤلفة، أعطاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من غنائم حنين دون المائة هو وقيس بن مخرمة، وهشام بن عمرو، وسعيد بن يربوع، وعباس بن مرداس، وأعطى من عدا «6» هؤلاء من المؤلفة مائة مائة. قلت: ولم يذكره ابن إسحاق، وذكر بدله عمير بن وهب الجمحيّ، وبدل قيس «7» بن مخرمة- مخرمة بن نوفل، وزاد عدي بن قيس السّهمي «8» . 6072- عمير بن أبي وقاص «9» بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أخو سعد. أسلم قديما، وشهد بدرا، واستشهد بها في قول الجميع. يقال: [و] قتله عمرو بن [عبد] ودّ العامري الّذي قتله عليّ يوم الخندق وقال ابن حبّان: له صحبة،. وقال ابن السكن: لم أجد له رواية لقدم إسلامه [و] موته. وأخرج أحمد وإسحاق بسند حسن، وهو من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النّجود، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: أتي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بقصعة فأكل منها، ففضلت فضلة، فقال: «يجيء رجل من هذا الفجّ يأكل هذه الفضلة من أهل الجنّة» . وكنت   (1) أسد الغابة ت (4090) ، الاستيعاب ت (2016) . (2) في د، هـ: الأوعر. (3) في د: ديار. (4) أسد الغابة ت (4093) . (5) أسد الغابة ت (4094) ، الاستيعاب ت (2018) . (6) في د: من عدهن. (7) في د: حسن. (8) في د: انتهى. (9) الثقات 3/ 298، أسد الغابة ت (4095) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 1/ 220، الاستيعاب ت (2019) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 602 تركت أخي عميرا يتوضّأ، فقلت: هو عمير، فجاء عبد اللَّه بن سلام فأكلها» . ووقع لي بعلوّ في مسند عبد بن حميد، وصححه الحاكم. وأخرج أبو يعلى من رواية أبان العطار، عن عاصم. وأخرج الحاكم من طريق إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عمه عامر بن سعد، عن أبيه، قال: عرض على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جيش بدر، فردّ عمير بن أبي وقاص، فبكى عمير، فأجازه، فعقد عليه حمائل سيفه، وهو عند البغوي كذلك. وأخرجه ابن سعد عن الواقديّ، من رواية أبي بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه، قال: رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيستصغرني فيردّني، وأنا أحبّ الخروج، لعل اللَّه أن يرزقني الشهادة- قال: فعرض على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فاستصغره فردّه، فبكى فأجازه، فكان سعد يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو ابن ست عشرة سنة. وأخرج البغويّ من طريق محمد بن عبد اللَّه الثقفي، عن سعيد، قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير، وقتلت أنا سعيد بن العاص، والصواب العاص بن سعيد بن العاص. 6073- عمير بن وهب «1» بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ- يكنى أبا أمية. قال موسى بن عقبة في «المغازي» ، عن ابن شهاب: لما رجع كلّ المشركين إلى مكة فأقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحجر، فقال صفوان: قبّح اللَّه العيش بعد قتلى بدر، قال: أجل، واللَّه ما في العيش خير بعدهم، ولولا دين عليّ لا أجد له قضاء وعيال لا أدع لهم شيئا، لرحلت إلى محمد فقتلته إن ملأت عيني منه، فإنّ لي عنده علة أعتلّ بها عليه، أقول: قدمت من أجل ابني هذا الأسير. قال: ففرح صفوان، وقال له: عليّ دينك، وعيالك أسوة عيالي في النفقة، لا يسعني شيء فأعجز عنهم. فاتفقا، وحمله صفوان وجهّزه، وأمر بسيف عمير فصقل وسمّ، وقال [عمير لصفوان: اكتم خبري أياما] «2» .   (1) أسد الغابة ت (4096) ، الاستيعاب ت (2020) ، الجرح والتعديل 6/ 2091، البداية والنهاية 3/ 113، 5/ 8. (2) في د: وقال صفوان لعمير: نكتم هذا الأمر بيننا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 603 وقدم «1» عمير المدينة، فنزل باب المسجد، وعقل راحلته، وأخذ السيف، وعمد إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار، ففزع ودخل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، لا تأمنه على شيء. فقال: «أدخله عليّ» ، فخرج عمر فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ويحترسوا «2» من عمير. وأقبل عمر وعمير حتى دخلا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومع عمير سيفه، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لعمر: «تأخّر عنه» . فلما دنا عمير قال: انعموا صباحا- وهي تحية الجاهلية، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «قد أكرمنا اللَّه عن تحيّتك، وجعل تحيّتنا تحيّة أهل الجنّة وهو «3» السّلام» . فقال عمير: إن عهدك بها لحديث. فقال: «ما أقدمك يا عمير» ؟ قال: قدمت على أسيري عندكم، تفادونا في أسرانا، فإنكم العشيرة والأهل. فقال: «ما بال السّيف في عنقك» ؟ فقال: قبحها اللَّه من سيوف! وهل أغنت عنا شيئا؟ إنما نسيته في عنقي حين نزلت. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اصدقني، ما أقدمك يا عمير» ؟ قال: ما قدمت [إلا في طلب أسيري] «4» . قال: «فماذا شرطت لصفوان في الحجر» ؟ ففزع عمير، وقال: ماذا شرطت له؟ قال: «تحمّلت له بقتلي على أن يعول أولادك «5» ويقضي دينك، واللَّه حائل بينك وبين ذلك» . فقال عمير: أشهد أنك رسول اللَّه، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه، كنّا يا رسول اللَّه نكذّبك بالوحي وبما يأتيك من «6» السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر كما قلت، لم يطلع عليه أحد، فأخبرك اللَّه به، فالحمد للَّه الّذي ساقني هذا المساق. ففرح به المسلمون، وقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اجلس يا عمير نواسك» . وقال لأصحابه: «علّموا أخاكم القرآن» . وأطلق له أسيره. فقال عمير: ائذن لي يا رسول اللَّه، فألحق بقريش، فأدعوهم إلى اللَّه وإلى الإسلام، لعل اللَّه أن يهديهم. فأذن له فلحق بمكة. وجعل صفوان يقول لقريش: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر. وجعل يسأل كلّ راكب قدم من المدينة: هل كان بها من حدث؟ حتى قدم عليهم رجل، فقال لهم: قد أسلم عمير، فلعنه المشركون، وقال صفوان: للَّه عليّ ألّا أكلمه أبدا، ولا أنفعه «7» بشيء. ثم قدم عمير، فدعاهم إلى الإسلام ونصحهم بجهده، فأسلم بسببه بشر كثير. وهكذا ذكره أبو الأسود عن عروة مرسلا، وأورده ابن إسحاق في المغازي عن محمد بن جعفر بن الزبير مرسلا أيضا.   (1) في د: فقدم. (2) في د: يحرسوه. (3) في د: وهي. (4) في د: إلا لذلك. (5) في د: عيالك. (6) في د: خبر. (7) في د: ولا أنفق عليه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 604 وجاء من وجه آخر موصولا، أخرجه ابن مندة من طريق أبي الأزهر، عن عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن أنس أو غيره. وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه عن أبي عمران إلا من هذا الوجه. وأخرجه الطّبرانيّ، من طريق محمد بن سهل بن عسكر عن عبد الرزاق بسنده، فقال: لا أعلمه إلا عن أنس بن مالك. وفي مغازي الواقديّ أنّ عمر قال لعمير: أنت الّذي حزرتنا يوم بدر؟ قال: نعم، وأنا الّذي حرّشت بين الناس، ولكن جاء اللَّه بالإسلام وما كنّا فيه من الشرك أعظم من ذلك. فقال عمر: صدقت. وذكر ابن شاهين بسند منقطع أنّ عميرا هذا هاجر، وأدرك أحدا فشهدها وما بعدها، وشهد الفتح. وله قصة في ذلك مع صفوان حتى أسلم صفوان، وعاش عمير إلى خلافة عمر. وله ذكر في تبوك مع أبي خيثمة السالمي الّذي كان تأخّر ثم لحقهم، فترافق مع عمير ببعض الطريق، فلما دنا من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لعمير: إنك امرؤ جريء، وإني أعرف حبّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لهم، وإني امرؤ مذنب، تأخّر عني حتى أخلو به، فتأخر عنه عمير. وأخرجه البغويّ من رواية إبراهيم بن عبد اللَّه بن سعد بن خيثمة، حدثني أبي عن أبيه به. 6074 ز- عمير بن وهب الزّهري: ذكره ابن أبي حاتم، وقال: روى سعيد بن سلام العطار، عن محمد بن أبان، عن عمير بن وهب- أنه قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فبسط رداءه، وقال: «الخال والد» . قلت: سعيد كذّبه أحمد، وهذه القصة وقعت للأسود بن وهب، فلعلها وقعت له ولأخيه عمير هذا. واللَّه أعلم. 6075 ز- عمير بن أبي اليسر: بفتح المثناة التحتانية والمهملة، الأنصاري. تقدم ذكر والده في القسم الأول، واسمه كعب بن عمرو، ذكره العدوي، فقال: له صحبة، وذكر أنه استشهد يوم جسر أبي عبيد، كذا قال موسى بن عقبة في وقت موته. 6076 ز- عمير: غير منسوب «1» .   (1) أسد الغابة ت (4097) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 605 روى عنه ولده أبو بكر. قال البخاريّ: له صحبة، ولم يسمّ البخاري أباه ولا أبو حاتم ولا ابن شاهين ولا الطبراني ولا من بعدهم، ولم أجده منسوبا عند أحد منهم. وذكره ابن أبي حاتم فيمن لا يعرف اسم والده. وقد قيل فيه عمير بن سعد. كما سأذكره في الميم من القسم الرابع في محمود بن عمير. روى البغويّ، وابن أبي خيثمة، وابن السّكن، والطّبرانيّ وغيرهم، من طريق قتادة، عن أبي بكر بن أبي أنس، عن أبي بكر بن عمير، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ وعدني أن يدخل من أمّتي ثلاثمائة ألف الجنّة [بغير حساب] «1» فقال عمير: يا رسول اللَّه، زدنا، فقال: هكذا- بيده. فقال عمير: يا رسول اللَّه، زدنا، فقال عمر: حسبك يا عمير فقال عمير: ما لنا وما لك يا ابن الخطاب، وما عليك أن يدخلنا كلنا الجنة. فقال عمر رضي اللَّه عنه: إن اللَّه إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة واحدة. فقال نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «صدق عمر» . قال ابن السّكن: تفرد به معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، وكان معاذ ربما ذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وربما لم يذكره. وقال البغويّ: بلغني أنّ معاذ بن هشام كان في أول أمره لا يذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وفي آخر أمره كان يزيده في السند، وقد خالف معاذا في سنده معمر، فقال: عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس. أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، وأبو يعلى من طريق، و [كذلك] «2» وقع لي بعلوّ في جزء البعث لابن أبي داود، قال: حدثنا سليمان بن معبد، حدثنا عبد الرزاق بسنده هذا، ولفظه: عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ وعدني أن [يدخل من أمّتي الجنّة] «3» أربعمائة ألف» «4» . فقال أبو بكر: زدنا يا رسول اللَّه. فقال: كذا وكذا. قال: زدنا يا رسول اللَّه. قال: وهكذا. قال: زدنا يا رسول اللَّه، فقال   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) في أ: يدخل الجنة من أمتي. (4) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2642. وأحمد في المسند 3/ 165، والطبراني في الكبير 8/ 187، والصغير 1/ 124. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 407 رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناده حسن. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 606 عمر: دعنا يا أبا بكر، أو قال حسبك يا أبا بكر. فقال أبو بكر: ما عليك أن يدخلنا اللَّه كلّنا الجنّة. فقال عمر: يا أبا بكر، إنّ اللَّه إن شاء أن يدخل خلقه الجنة بكفّ واحدة فعل. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «صدق عمر» . أخرجه الضّياء في «الأحاديث المختارة» ، وصحّح الحاكم من طريق أبي بكر بن عمير عن أبيه، ولكن أبو بكر لا أعرف من وثقه. 6077 ز- عمير الفزاري: والد بهيّة، بموحدة ومهملة مصغّرة. ذكره أبو عمر فسماه عميرا، ولم أره لغيره. ويأتي في الكنى. 6078- عمير المزني «1» : ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، وتبعه أبو نعيم، ولم يورد له شيئا. 6079 - عمير «2» ، مولى آبي اللحم: شهد مع مولاه خيبر. أخرج حديثه أحمد، وأصحاب السنن الأربعة، من طريق محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن عمير مولى آبي اللحم، قال: شهدت خيبر مع سادتي فكلّموا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيّ، فأعطاني من طريف «3» المتاع ولم يسهم لي. وأخرج مسلم له من طريق محمد بن زيد أيضا عنه، قال: كنت مملوكا فسألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتصدق من مال مولاي بشيء؟ قال: «نعم، والأجر بينكما» . وأخرج له أبو داود من طريق الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يستسقي عند أحجار الزيت ... الحديث. 6080- عمير: والد قيس. قرأت بخط الذّهبيّ في «التّجريد» ، أخرج له ابن قانع حديثا. قلت: لم أره في معجم ابن قانع، وإنما هو «4» عمير السدوسي، وهو والد شقيق لا   (1) أسد الغابة ت (4089) . (2) الثقات 3/ 300، الكاشف 2/ 353، تجريد أسماء الصحابة 1/ 421، التحفة اللطيفة 3/ 370، التاريخ الكبير 6/ 530، الرياض المستطابة 237، الجرح والتعديل 6/ 379، تقريب التهذيب 2/ 87، تهذيب الكمال 2/ 1062، خلاصة تذهيب 2/ 305، رجال الصحيحين 1499، أسد الغابة ت (4054) ، الاستيعاب ت (1995) . (3) في أ: خرثي. (4) في أ: فيه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 607 قيس، وصحابيّ الحديث هو عبد اللَّه بن عمير. كما تقدم. 6081- عمير: ويقال عميرة، أبو سيبان «1» ، بفتح المهملة بعدها تحتانية وموحدة ثقيلة، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 6082 ز- عمير: غير منسوب. ذكره الإسماعيليّ في الصحابة، واستدركه أبو موسى، وذكر من طريق أبي سعيد النقاش، عن ابن المرزبانيّ، عن محمد بن المطلب، عن علي بن قرين، عن زيد بن حفص: سمعت مالك بن عمير يحدّث عن أبيه أنه سأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن اللقطة، قال: «عرّفها، فإن وجدت من يعرفها فادفعها إليه، وإلّا فاستمتع بها، وأشهد بها عليك، فإن جاء صاحبها وإلّا فهو مال اللَّه يؤتيه من يشاء» . وسنده ضعيف جدا. 6083 ز- عمير: آخر. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق سليمان [الخبائري] «2» عن سعيد بن موسى، عن رياح بن زيد عن معمر، عن الزهري، عن أنس، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوما نصف النهار وعلى بطنه حجر مشدود، فأهدى له غلام شيئا، فقال: «من أنت؟» قال: أنا عمير، وأمّي فلانة. فقال: «كلوا، فأكلوا حتّى شبعوا وشربوا من اللّبن» . وذكر بن حبّان في «الضّعفاء» سعيد بن موسى، وأورد في ترجمته، من طريق سليمان الخبائري «3» ، حديثين، وقال: إنهما موضوعان، وقال: لا أدري وضعهما سليمان أو سعيد. ذكر من اسمه عميرة 6084 ز- عميرة بن سنان: قيل هو اسم صهيب، تقدم في ترجمته. 6085- عميرة: بوزن عظيمة، ابن فروة الكندي، والد العرس وعدي ابني عميرة. ذكره خليفة في الصحابة، وقال ابن حبان: له صحبة، لكنه قال عمير مصغرا بلا هاء. وأخرج ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، من طريق سيف بن سليمان، سمعت عديّ بن عدي الكندي يحدّث مجاهدا، قال: حدثني مولى لنا عن جدي، قال: قال رسول   (1) في أ: سيارة. (2) في أ، ت، ل: الجبايري. (3) الثقات 3/ 299، تجريد أسماء الصحابة في د: 1/ 426. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 608 اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: (إنّ اللَّه لا يعذّب [الخاصّة بعمل العامّة] «1» حتّى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه) ... الحديث. ورواته ثقات لكن المولى لم يسمّ ولا يعرف. وأخرج ابن عبد البرّ في ترجمة زيد بن أسلم من كتاب التمهيد، من طريق يحيى بن آدم، عن عبيد بن الأجلح، عن أبيه، عن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه، عن جده عميرة بن فروة- أنّ عمر بن الخطاب قال لأبيّ بن كعب، وهو إلى جنبه: أو ليس كنّا نقرأ من كتاب اللَّه: (إنّ اللَّه انتقاكم من آبائكم ليقرّبكم) فقال أبيّ: بلى، ثم قال: أو ليس كنا نقرأ: «الولد للفراش وللعاهر الحجر» «2» فيما فقدنا من كتاب اللَّه تعالى؟ فقال أبي: بلى. 6086- عميرة «3» : بالتصغير، ابن مالك الخارقي. ذكره أبو عمر في ترجمة مالك بن نمط، ولم يذكره هنا، فاستدركه ابن الأثير، وأغفله ابن فتحون وهو على شرطه. وسيأتي بيان ذلك في حرف الميم. 6087- عميرة «4» : في عمير بلا هاء. العين بعدها النون 6088- عنبس بن ثعلبة بن هلال بن عنبس البلوي» . ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ فيمن سكن مصر من الصحابة، وقال: إنه شهد بيعة الرضوان. وذكره ابن يونس: وقال: إنه من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد فتح مصر. ذكروه في كتبهم. وقال أبو نعيم: لا نعرف له رواية.   (1) في أ: العامة بعمل الخاصة. (2) الحجر: أي الخيبة يعني أن الولد لصاحب الفراش من الزوج أو السيد وللزاني الخيبة والحرمان. النهاية 1/ 343. (3) أسد الغابة ت (4100) . (4) أسد الغابة ت (4098) . (5) أسد الغابة ت (4101) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 609 6089- عنبسة بن أمية: بن خلف الجمحيّ. يقال: هو اسم أبي غليظ «1» . يأتي في الكنى. 6090- عنبسة بن ربيعة الجهنيّ «2» : قال ابن حبّان: يقال له صحبة، وتبعه جعفر المستغفري. واستدركه أبو موسى. 6091- عنبسة بن عدي: من بني جعل، ثم من بني صخر. ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ فيمن سكن مصر من الصحابة، ونقل عن سعيد بن عفير أنه قال: شهد عنبسة هذا الحديبيّة، وقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ولرهط من قومه انتسبوا إليه لا إلى جعد ولا إلى صخر: «أنتم بنو عبيد اللَّه» . 6092- عنبة «3» : بكسر أوله وفتح النون بعدها موحدة، ابن سهيل بن عمرو القرشي العامري. تقدم نسبه في ترجمة أبيه، وهو أخو أبي جندل الآتي في الكنى. قال الزّبير بن بكّار: أمّه فاختة بنت عامر بن نوفل، أسلم مع أبيه، وخرج إلى الشام معه مجاهدا، وكانت معه ابنته فاختة، واستشهد أبوه قبله، ثم مات هو في طاعون عمواس، فقدموا على عمر بفاختة وبعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان أبوه استشهد مع سهيل بن عمرو، فقال عمر: زوّجوا الشريد الشريدة، فزوّجوها له، فهي أم أبي بكر بن عبد الرحمن وإخوته. قال ابن الأثير: ضبطه بعضهم بضم أوله وسكون المثناة، ولا يصح. قلت: وجدته بخط البرزالي الكبير في تاريخ ابن عساكر بقاف بدل المثناة، قال ابن عساكر: وهو وهم. 6093- عنترة: بسكون النون وفتح المثناة، الأنصاري «4» ، مولاهم. قال ابن إسحاق: هو مولى سليم بن عمرو بن حديدة، وقال ابن هشام: هو حليف بني تميم بن كعب بن سلمة. قال موسى بن عقبة، وابن إسحاق: شهد بدرا، واستشهد بأحد، قتله نوفل بن معاوية الدؤلي.   (1) في أ: ابن عليظ، أسد الغابة ت (4104) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 426، الثقات 3/ 321. (2) أسد الغابة ت (4103) . (3) أسد الغابة ت (4107) ، الاستيعاب ت (2068) . (4) أسد الغابة ت (4109) ، الاستيعاب ت (2070) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 610 6094- عنتر ة الشيبانيّ «1» : والد هارون. استدركه أبو موسى، فقال: أورده الطّبرانيّ، ثم أخرج من طريقه بسنده إلى المشمعل بن ملحان، عن عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذات يوم: «ما تعدّون الشّهيد فيكم؟» «2» الحديث. وكلام الدّارقطنيّ يقتضي أنّ عنترة تابعي، فإن البرقاني قال: سألت عن عبد الملك بن هارون بن عنترة، فقال: يكذب، وأبوه يحتجّ به، وجدّه يعتبر به. وكذا ذكره مسلم وابن حبّان وغيرهما في التابعين. وأخرج له النّسائيّ حديثا من روايته عن ابن عباس. فاللَّه أعلم. 6095- عنتر «3» : ويقال عنيز «4» العذري. تقدم في عس. 6096- عنمة: بفتح أوله وثانيه، ابن عدي بن عبد مناف بن كنانة «5» بن جهمة بن عدي بن الربعة بن رشدان الجهنيّ. ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا والشاهد. وضبطه الدارقطنيّ وقيل فيه بالغين المعجمة. وجوّز ابن الأثير أن يكون هو الّذي بعده. 6097- عنمة الجهنيّ «6» : ويقال المزني، قاله ابن يونس في ترجمة أبيه إبراهيم بن عنمة من تاريخ مصر، فقال: لأبيه صحبة. وقال ابن ماكولا: هو بنون بفتحتين، وخطّأ ابن الأثير أبا نعيم حيث ذكره بسكون المثلثة. وأخرج الطّبرانيّ من طريق رفيع بن خالد، عن محمد بن إبراهيم بن غنم الجهنيّ، عن أبيه، عن جده، قال: خرج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ذات يوم فلقيه رجل من الأنصار. فقال: يا رسول اللَّه،   (1) أسد الغابة ت (4110) ، تاريخ جرجان/ 66، تجريد أسماء الصحابة 1/ 427، تهذيب الكمال 2/ 1064، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 328، تهذيب التهذيب 8/ 162. (2) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة باب 51 (165) وأحمد 2/ 310، 5/ 315، وعبد الرزاق (9576) ، وابن أبي شيبة 5/ 332، والطبراني في الكبير 6/ 303، 18/ 87. (3) تبصير المنتبه 3/ 903، الاستيعاب ت (2069) ، الإكمال 6/ 103. (4) في أ: عنترة. (5) الاستيعاب ت (4113) . (6) الإكمال 6/ 143، الاستيعاب ت (2071) ، تبصرة المنتبه 3/ 533. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 611 بأبي وأمي، إني ليسوؤني «1» الّذي أرى بوجهك، فما هو؟ قال: «الجوع» . فخرج الرجل يعدو، فالتمس في بيته طعاما فلم يجد، فخرج إلى بني قريظة فآجر نفسه كل دلو ينزعه بتمرة حتى جمع حفنة من تمر، وجاء إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فوضعه بين يديه، وقال: كل. فقال: «من أين لك هذا؟» فأخبره، فقال: «إنّي لأظنّك محبّا للَّه «2» ورسوله» . قال: أجل، لأنت أحبّ إليّ من نفسي وولدي ومالي. قال: «إما لا فاصطبر للفاقة، وأعدّ للبلاء تجفافا «3» ، والّذي بعثني بالحقّ لهما أسرع إلى من يحبني من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله» . قلت: [475] في سنده من لا يعرف. 6098- عنيز: بالتصغير وآخره زاي «4» . تقدم في عس «5» . العين بعدها الواو 6099- العوام بن جهيل «6» : بجيم مصغرا، الهمدانيّ، ثم المسلمي، سادن يغوث «7» . ذكره أبو أحمد العسكريّ عن ابن دريد في «الأخبار المنثورة» ، من طريق هشام بن الكلبي، قال: كان العوّام يحدّث بعد إسلامه، قال: كنت أسمر مع جماعة من قومي. فإذا أوى أصحابي إلى رحالهم بتّ أنا في بيت الصنم، فقمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد، فلما انهار الليل سمعت هاتفا من الصنم يقول- ولم أكن سمعت منه كلاما قبل ذلك: يا ابن جهيل، حلّ بالأصنام الويل، هذا نور سطع من الأرض الحرام، فودّع يغوث بالسلام. قال: فألقى اللَّه في قلبي البراءة من الأصنام، فكتمت «8» قومي ما سمعت، فإذا هاتف يقول: هل تسمعنّ القول يا عوّام ... أم قد صممت عن مدى الكلام قد كشفت دياجر الظّلام ... وأصفق النّاس على الإسلام [الرجز]   (1) في أ: يسوءني. (2) في أ: تحب اللَّه. (3) في أ: كفافا. التّجفاف: ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقية الجراح. النهاية 1/ 182. (4) أسد الغابة ت (4114) . (5) في أ: عبس. (6) أسد الغابة ت (4115) . (7) يغوث: آخره ثاء مثلّثة: اسم صنم، كان لمذحج باليمن ثم أقروه بنجران. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1480. (8) في أ: فكلمت. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 612 فقلت: يا أيّها الهاتف بالنّوام ... لست بذي وقر عن الكلام «1» فبيّن عن سنة الإسلام [الرجز] قال: وما كنت واللَّه عرفت الإسلام قبل ذلك، فأجابني يقول: أرحل على اسم اللَّه والتّوفيق ... رحلة لا وان «2» ولا مشيق إلى فريق خير ما فريق ... إلى النّبيّ الصّادق المصدوق «3» [الرجز] فرميت الصنم، وخرجت أريد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فصادفت وفد همدان يدور بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فدخلت عليه فأخبرته خبري، فسرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال: «أخبر المسلمين» . وأمرني النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بكسر الأصنام، فرجعت إلى اليمن وقد امتحن اللَّه قلبي بالإسلام، وقلت في ذلك: ومن مبلغ عنّا شآميّ قومنا ... ومن حلّ بالأجواف سرّا وجهرا بأنّا هدانا اللَّه للحقّ بعد ما ... تهوّد منّا حائر وتنصّرا وأنّا برئنا من يغوث وقربه ... يعوق وتابعناك يا خير الورى [الطويل] 6100- العوام بن المنذر الطائي: يأتي في القسم الثالث. 6101- عوذ بن عفراء «4» : هو عوف- اختلف في اسمه، وعوف أصح. 6102- عوذ الغافقي: ذكر في وفد غافق مع جليحة بن صحار. 6103- عوانة بن الشماخ: مضى في عبادة. 6104- عوسجة بن حرملة «5» : بن جذيمة بن سبرة بن خديج بن مالك بن الحارث بن   (1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (4115) . (2) في أ: دان. (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4115) . (4) الاستيعاب ت (2072) ، أسد الغابة ت (4116) ، علوم الحديث لابن الصلاح 335. (5) أسد الغابة ت (4117) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 427، الطبقات الكبرى 4/ 352. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 613 مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة- كذا نسبه ابن الكلبيّ. وقيل إنّ جده الأعلى مالك بن ذهل بن ثعلبة بن رفاعة، والباقي سواء. قال ابن مندة: ذكر البخاريّ في الصحابة، وذكره إسحاق بن سويد الرّمليّ في أعراب بادية الشام ممّن له صحبة. وروي عن أحمد بن محمد بن عروة الجهنيّ: سمعت جدّي عروة بن الوليد يحدّث عن أبيه عن جدّه، عن عوسجة بن حرملة الجهنيّ أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان ينزل [بالمروة] ، وكان يقعد في أصلها الشرقي، ويرجع نصف النهار إلى الدومة التي بني عليها المسجد، فكان يدور بين هذين الموضعين، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال حين رآه أعجب به، ورأى من قيامه ما لم ير [من] «1» أحد غيره من بطون العرب: «يا عوسجة، سلني أعطك» . وقال ابن الكلبيّ: عقد له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على ألف يوم الفتح، وأقطعه ذا مرّ. 6105- عوف بن أثاثة: بن عباد بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي. هو مسطح، وهو لقبه، وعوف اسمه، يأتي في الميم. 6106- عوف بن البلاد «2» «3» «4» : بن خالد الجشمي، من بني غنم. ذكر سيف في الفتوح أنه كان من عمّال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعد «5» موته. واستدركه ابن فتحون. 6107- عوف بن الحارث «6» : هو عوف بن عفراء، أخو معاذ ومعوذ. قال أبو عمر: سماه بعضهم عوذا، وعوف أصح، كذا قال. وكذا ذكر ابن إسحاق فيمن شهد بدرا معاذا، ومعوذا، وعوفا: بني الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد، من بني النجار، شهدوا بدرا. وقال أيضا: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء: يا رسول اللَّه، ما يضحك الرب من عبده؟ قال: «أن يراه قد غمس يده في   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (4118) ، الاستيعاب ت (2022) . (3) في أالثلاد. (4) أسد الغابة ت (4119) ، الاستيعاب ت (2023) ، طبقات ابن سعد، 3/ 492، طبقات خليفة 90، تاريخ خليفة 61، الجرح والتعديل 7/ 14، الاستبصار 64. (5) في أ: عند موته. (6) أسد الغابة ت (4119) ، الاستيعاب ت (2023) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 614 القتال حاسرا» . فنزع عوف درعه، وتقدم فقاتل حتى قتل شهيدا. 6108- عوف بن الحارث: قيل هو اسم أبي واقد الليثي «1» . يأتي في الكنى. 6109- عوف بن حصيرة «2» » : ذكره الإسماعيليّ في الصّحابة، قال ابن مندة: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج من طريق الشعبي عنه «4» في ساعة الجمعة أنها من خروج الإمام إلى أن تنقضي الصلاة، ولم يرفعه. وذكره البخاريّ وغيره في التابعين. 6110- عوف بن دلهم «5» . قال ابن مندة: له ذكر في الصحابة، ثم ذكر له أثرا موقوفا. 6111- عوف بن ربيع: بن حارثة بن ساعدة بن خزيمة بن نصر «6» بن قيس بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، ذو الخيار «7» . وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم [نزل الرقة] وولده بها. ذكره ابن مندة عن علي بن أحمد الخزاعي، عن محمود بن محمد الأديب، ولم يذكره أبو عروبة ولا غيره في تاريخ الخزرجيين «8» ، قاله أبو نعيم. 6112- عوف بن سراقة الضمريّ: وأخوه جعيل «9» . تقدم ذكره في ترجمة أخيه. وروى ابن مندة من طريق يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن عوف بن سراقة، عن أبيه، قال: لما أصاب سنان بن سلمة نفسه بالسيف لم يخرج له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دية، ولم يأمر بها، وأصاب أخي جعيل بن سراقة نفسه فذهبت عينه يوم قريظة فلم يخرج له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دية ولم يأمر بها. 6113- عوف بن سلمة «10» : بن سلامة بن وقش، بفتح الواو والقاف ثم معجمة، الأنصاري.   (1) أسد الغابة ت (4120) . (2) في أ: عوف بن حصين. (3) أسد الغابة ت (4121) . (4) في أ: عند ساعة. (5) أسد الغابة ت (4143) . (6) أسد الغابة ت (4124) . (7) في أ: ذو الحيارى. (8) في أ: الخزيميين. (9) أسد الغابة ت (4125) . (10) أسد الغابة ت (4126) ، الاستيعاب ت (2024) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 428. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 615 تقدم ذكر أبيه. وأخرج البغوي، وابن السكن، وابن مندة، من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، عن عوف بن سلمة بن عوف بن سلمة الأشهلي، عن أبيه، عن جده- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» «1» . قال ابن السّكن: ابن أبي حبيبة هو إبراهيم- يعني ابن إسماعيل- لين الحديث. وقال ابن عبد البرّ: مخرج حديثه عن أهل المدينة، يدور على ابن أبي حبيبة، عن عوف بن سلمة، عن أبيه عوف في فضل الأنصار. وإسناده كله ضعيف. وليس له غيره. ولم ينسبه البغويّ، بل قال: عوف الأنصاري [وقال يقال ابن العطاف] «2» . 6114- عوف بن عبد الحارث «3» : بن عوف بن حبيش بن الحارث الأحمسي، هو أبو حازم، والد قيس، مشهور بكنيته- وسيأتي في الكنى. 6115- عوف بن القعقاع «4» : بن معبد بن زرارة التميمي الدارميّ. يأتي ذكره ونسبه في ترجمة والده. ذكره ابن السكن وغيره في الصحابة. وأخرج الطّبرانيّ، من طريق محمد بن محمد بن مرزوق، عن محمود بن ثوبة «5» ، بن قيس بن عوف بن القعقاع، حدثني أبي، عن جده عوف، قال: وفد أبي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا معه غليم، فأمر لكل رجل ببردين، وأمر لي ببرد. فلما انصرفنا باع رجل منهم عليّ أحد برديه، فأتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في بردين، فقال: «من أين لك هذا؟» قلت: اشتريته من فلان. قال: «أنت كنت أحقّ به منه، إذ ضيّع ما أعطاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم» . قال: ابن السّكن: لا يصح. قلت: لأنّ في السند من لا يعرف. وقد ذكر الزبير بن بكار عوف بن القعقاع هذا في الموفقيات، وذكر عنه كلاما حسنا، وهو قوله: لئن لم يغفر اللَّه لنا بإحسانه لنهلكنّ، فإنا لا نلقى اللَّه بعمل.   (1) ومسلم 4/ 1948 في كتاب فضائل الصحابة باب 43 فضائل الأنصار. أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 187. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 43 رواه البزار والطبراني ورجالها رجال الصحيح غير هشام بن هارون وهو ثقة. والبخاري في صحيحه 6/ 192، 193 حديث رقم 172- 2506. والترمذي 5/ 672 كتاب المناقب باب 66 فضل الأنصار وقريش حديث رقم 3909، وأحمد في المسند 3/ 139، والحاكم في المستدرك 4/ 80. وابن حبان في صحيحه حديث 2295. (2) في أ: ثم قال: يقال له ابن العطان ثم أخرج. (3) في أ: حبيش بن هلال الحارث. (4) أسد الغابة ت (4129) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 428. (5) في أ: بومة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 616 6116- عوف بن مالك: بن أبي عوف الأشجعي «1» . مختلف في كنيته. قيل أبو عبد الرحمن. وقيل أبو محمد. وقيل غير ذلك. قال الواقديّ: أسلم عام خيبر، ونزل حمص، وقال غيره: شهد الفتح، وكانت معه راية أشجع، وسكن دمشق. وقال ابن سعد: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين أبي الدرداء. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن عبد اللَّه بن سلام، وعن شيخ لم يسمّ. روى عنه أبو مسلم الخولانيّ، وأبو إدريس الخولانيّ، وجبير بن نفير، وعبد الرحمن بن عائذ، وكثير بن مرة، وأبو المليح بن أسامة، وآخرون. روى أبو عبيد في كتاب «الأموال» ، من طريق مجالد عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، قال: لما قدم عمر الشام قام إليه رجل من أهل الكتاب، فقال: إنّ رجلا من المسلمين صنع بي ما ترى، وهو مشجوج مضروب. فغضب عمر غضبا شديدا وقال لصهيب: انطلق فانظر من صاحبه فائتني به، فانطلق فإذا هو عوف بن مالك. فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك غضبا شديدا فأت معاذ بن جبل فكلّمه، فإنّي أخاف أن يعجل عليك. فلما قضى عمر الصلاة قال: أجئت بالرجل؟ قال: نعم، فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين، إنه عوف بن مالك، فاسمع منه ولا تعجل عليه. فقال له عمر: ما لك ولهذا؟ قال: رأيته يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها لتصرع فلم تصرع، فدفعها فصرعت فغشيها أو أكبّ عليها. قال: فلتأتني المرأة فلتصدق ما قلت، فأتاها عوف، فقال له أبوها وزوجها: ما أردت إلى هذا، فضحتنا «2» . فقالت المرأة: واللَّه لأذهبنّ معه. فقالا: فنحن نذهب عنك، فأتيا عمر فأخبراه بمثل قول عوف، فأمر عمر باليهوديّ فصلب، وقال: ما على هذا صالحناكم. قال سويد: فذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الإسلام. قال الواقديّ والعسكريّ وغيرهما: مات سنة ثلاث وسبعين في خلافة عبد الملك.   (1) أسد الغابة ت (4130) ، الاستيعاب ت (2025) ، مسند أحمد 6/ 22، طبقات خليفة 269، التاريخ الكبير 7/ 56، المعارف 315، الجرح والتعديل 7/ 13، 14، المستدرك 3/ 546، الاستبصار 126، تهذيب الكمال 1066، العبر 1/ 81، تهذيب التهذيب 8/ 168، خلاصة تذهيب الكمال 298، شذرات الذهب 1/ 79. (2) في أ: فضيحتنا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 617 6117- عوف بن مالك النصري: ذكره خليفة في عمّال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: وعلى هوازن ونصر وثقيف وسعد بن مالك - عوف بن مالك النصري، كذلك قال. وكأنه انقلب عليه. والمعروف مالك بن عوف. وسيأتي في مكانه. 6118- عوف بن نجوة «1» : يأتي في القسم الثالث. 6119- عوف الخثعميّ «2» : والد حصين بن عوف. تقدم ذكره في ترجمة ولده حصين. 6120- عوف السلمي: شهد فتح مكة، وافتخر به العباس بن مرداس فيمن شهد الفتح من قومه من أبيات يقول فيها: خفاف وذكوان وعوف تخالهم ... مصاعب راقت في طروقتها كلفا بمكّة إذ جئنا كأنّ لواءنا ... عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا [الطويل] 6121- عوف الوركاني: كان من عمال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأرسل إليه ضرار بن الأزور يأمره بمحاربة الذين ارتدوا. ذكره سيف بن عمر. وقد تقدم سند ذلك في ترجمة صلصل. 6122- عوف بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، ابن عمّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ولد بأرض الحبشة، وقدم به أبوه في غزوة خيبر. وأخرج النّسائيّ وغيره، من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، قال: لما قتل جعفر بن أبي طالب قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ادعوا لي بني أخي» ، فجيء بنا كأنا أفراخ، فقال: «ادعوا إليّ الحلّاق» ، فأمره فحلق رءوسنا، ثم قال: «أمّا محمّد فشبيه عمّنا أبي طالب، وأمّا عون فشبيه خلقي وخلقي» . ثم أخذ بيدي فأمالها فقال: «اللَّهمّ أخلف جعفرا في أهله، وبارك لعبد اللَّه في صفقة يمينه» . وهذا سند صحيح أورده ابن مندة من هذا الوجه مختصرا مقتصرا على قوله إن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لعون: «أشبهت خلقي وخلقي» .   (1) أسد الغابة ت (4132) . (2) أسد الغابة ت (4122) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 618 ولما أورده ابن الأثير في ترجمته قال: هذا إنما قاله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لأبيه جعفر، فأومأ إلى أنه وهم، وليس كما ظن، بل الحديثان صحيحان، وكل منهما معدود فيمن كان أشبه بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. واختلف في أي ولدي جعفر محمد وعون كان أسنّ، فأما عبد اللَّه فكان أسنّ منهما. وذكر موسى بن عقبة أنّ عبد اللَّه ولد سنة اثنتين، وقيل غير ذلك كما سبق في ترجمته. وقال أبو عمر: استشهد عون بن جعفر في تستر، وذلك في خلافة عمر «1» ، وما له عقب. 6123 ز- عون بن قيس «2» : بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة ابن عامر بن سعد بن مالك بن أنس بن وهب بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل، وهو خثعم الخثعميّ، أخو أسماء بنت عميس، وأختها سلمى، وخال أولاد جعفر وأبي بكر وحمزة وعلي. قال ابن الكلبيّ: قتل يوم الحرّة، وهو ابن مائة سنة. 6124 ز- عويج بن خويلد: يقال هو اسم أبي عقرب. وسيأتي في الكنى. 6125- عويف بن الأضبط «3» : بن أبير، بموحدة مصغرا [ابن جذيمة] «4» بن عدي بن الدئل، واسم الأضبط ربيعة. قال ابن الكلبيّ، أسلم عام الحديبيّة. وقال غيره: كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استخلفه على المدينة في عمرة الحديبيّة. وحكى البلاذري ذلك، قال: وقيل أبو ذر. وقال ابن ماكولا: استخلفه لما اعتمر عمرة القضية، قال: ويقال فيه عويث، بمثلثة [بدل الفاء] «5» . 6126 ز- عويف الورقاني: ذكر سيف في «الرّدة» أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استنهضه لقتال طليحة الأسدي لما بلغه خبره. 6127- عويم: بصيغة التصغير «6» ليس في آخره راء: هو ابن ساعدة بن عائش «7» بن   (1) في أ: عثمان. (2) في أ: عبيس. (3) تبصير المنتبه 3/ 945، أسد الغابة ت (4136) ، الاستيعاب ت (2074) . (4) في أ: ابن نهيك بنون مصغر ابن خزيمة. (5) في أ: بعد الياء. (6) في أ : عويم بميم مصيغة التصغير. (7) أسد الغابة ت (4138) ، الاستيعاب ت (2075) ، مسند أحمد 3/ 422، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 30، التاريخ الصغير 1/ 44، 74، مشاهير علماء الأمصار 107، حلية الأولياء 2/ 11، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 41، تهذيب الكمال 1068، تهذيب التهذيب 8/ 174، خلاصة تذهيب الكمال 306. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 619 قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. وقيل في نسبه غير ذلك. قال ابن إسحاق: أصله من بلّي، وحالف بني أمية بن زيد. كان ممن شهد العقبة وبدرا وأحدا والمغازي «1» ، ومات في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، هذا قول الواقدي. وقال غيره: مات في خلافة عمر بن الخطاب، ويؤيده أنه وقع في الصحيح من طريق الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، عن عمر في حديث السقيفة «2» ، قال عمر: فلقينا رجلان صالحان من الأنصار. وزاد الإسماعيلي في روايته قال الزهري: فأخبرني عروة بن الزبير أنّ الرجلين اللذين لقياهما هما عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي، فأما عويم فهو الّذي بلغنا أنه قيل لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: من الذين قال اللَّه تعالى فيهم «3» : رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [التوبة: 108] ؟ فقال: «نعم المرء منهم عويم بن ساعدة» . وجاء هذا المتن مفردا من حديث جابر. وأخرج البخاريّ في «التّاريخ» من طريق عاصم بن سويد، سمعت الصفراء بنت عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة، قالت: حدثتني جدتي، قالت: دعا عمر إلى جنازة عويم بن ساعدة، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم آخى بينه وبين عمر، فقال عمر: ما نصبت راية للنّبيّ «4» صلى اللَّه عليه وسلّم إلا وتحت ظلها عويم. انتهى. وقال ابن إسحاق: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين حاطب بن أبي بلتعة. 6128 ز- عويم الهذلي: وقيل عويمر- بزيادة راء في آخره. يأتي. 6129- عويمر: بزيادة راء في آخره- هو ابن أبي أبيض العجلاني «5» . وقال الطبراني: هو عويمر بن الحارث بن زيد بن جابر بن الجدّ بن العجلان. وأبيض لقب لأحد آبائه. ويؤيد ذلك ما سيأتي عن الموطأ. أخرج الشيخان «6» وغيرهما من حديث سهل بن   (1) في أ: والخندق. (2) سقيفة بني ساعدة «بالمدينة، وهي ظلّة كانوا يجلسون تحتها» انظر: مراصد الاطلاع 2/ 721. (3) في أ: فيه. (4) في أ: النبي. (5) أسد الغابة ت (4139) ، الاستيعاب ت (2027) . (6) في أ: أخرج الصحيحين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 620 سعد، قال: جاء العجلاني إلى عاصم بن عدي، فقال له: يا عاصم أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ الحديث في نزول آية اللّعان. ووقع في «الموطّأ» رواية القعنبي أنه عويمر بن أشقر العجلاني. وقيل: إنه خطأ، وإن عويمر بن أشقر آخر مازني، وهو المذكور بعد. ولعل أحد آباء عويمر العجلاني كان يلقب أبيض، فأطلق عليه الراويّ أشقر. 6130 ز- عويمر بن الأخرم: ويقال عمير. تقدم. 6131- عويمر بن أشقر: بن عدي «1» بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن عثمان بن مازن الأنصاري المازني. نسبه ابن البرقيّ، وذكره خليفة فيمن لم يتحقق نسبه من الأنصار، وذكره أبو أحمد العسكري في بني الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. وسبقه ابن خيثمة فنسبه كذلك. وله حديث في الأضاحي من رواية عباد بن تميم، عنه، عند ابن ماجة وغيره. وأخرجه الخطيب في المتفق في ترجمة يحيى بن أبي كثير الأنصاري من بني النجار، عن عمرو بن يحيى المازني، عنه. ووقع في بعض طرق حديثه أنه بدري. وذكر يحيى بن معين أن عباد بن تميم لم يسمع منه. فاللَّه أعلم. 6132- عويمر: أبو الدرداء «2» - مشهور بكنيته وباسمه جميعا. واختلف في اسمه، فقيل هو عامر، وعويمر لقب، حكاه عمرو بن الفلاس عن بعض ولده، وبه جزم الأصمعي في رواية الكديمي عنه. واختلف في اسم أبيه، فقيل: عامر، أو مالك، أو ثعلبة، أو عبد اللَّه، أو زيد، وأبوه ابن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. قال أبو شهر، عن سعيد بن عبد العزيز: أسلم يوم بدر، وشهد أحدا وأبلى فيها.   (1) الثقات 3/ 286، أسد الغابة ت (4140) ، الكاشف 2/ 358، الاستيعاب ت (2028) ، خلاصة تذهيب 2/ 310، تجريد أسماء الصحابة في د: 1/ 429، التاريخ الكبير 7/ 77، الجرح والتعديل 7/ 28، تقريب التهذيب 8/ 70، دائرة معارف الأعلمي 23/ 98، إسعاف المبطإ 209. (2) أسد الغابة ت (4142) ، الاستيعاب ت (2029) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 621 قال صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد: «نعم الفارس عويمر» ، وقال: «هو حكيم أمّتي» » . وقال الأعمش، عن خيثمة، عنه: كنت تاجرا قبل البعث، ثم حاولت التجارة بعد الإسلام فلم يجتمعا. وقال ابن حبّان: ولاه معاوية قضاء دمشق في خلافة عمر. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن زيد بن ثابت، وعائشة، وأبي أمامة، وفضالة بن عبيد. روى عنه ابنه بلال، وزوجته أم الدرداء، وأبو إدريس الخولانيّ، وسويد بن غفلة، وجبير بن نفير، وزيد بن وهب، وعلقمة بن قيس، وآخرون. قال أبو شهر، عن سعيد بن عبد العزيز: مات أبو الدرداء وكعب الأحبار لسنتين بقيتا من خلافة عثمان. وقال الواقدي وجماعة: مات سنة اثنتين وثلاثين. وقال ابن عبد البر: إنه مات بعد صفّين. والأصح عند أصحاب الحديث أنه مات في خلافة عثمان. 6133 ز- عويمر بن الحارث: تقدم في عويمر بن أبي أبيض «2» . 6134- عويمر: والد قيس- يأتي ذكره في ترجمة ولده قيس. 6135- عويمر الهذلي «3» : ويقال بغير راء. أخرج ابن أبي خيثمة، والهيثم بن كليب، والطّبرانيّ، وغيرهم، من طريق محمد بن سليمان بن سموال «4» أحد الضعفاء، عن عمرو بن تميم بن عويم الهذلي، عن أبيه، عن جده، قال: كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها أم عوف بنت مسروح، من بني سعد بن هذيل- تحت رجل منا يقال له حمل بن مالك، أحد بني هذيل، فضربت أم عفيف أختي بمسطح بيتها وهي حامل فقتلتها، وما في بطنها، فقضى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيها بالدية وفي جنينها بغرّة ... الحديث. قال: وسألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: إنا أهل بدر. فقال: «إذا رميت الصّيد فكل ما أصميت ولا تأكل ما أنميت» .   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7/ 117، والحاكم في المستدرك 3/ 337 ... الحديث. (2) في أ: بن أبيض. (3) أسد الغابة ت (4141) ، الاستيعاب ت (2030) . (4) في أ: بن ميمون. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 622 وقد تقدم عمران بن عويم بنحو قصة الجنين، وفيها بعض مخالفة لهذا السياق. قال ابن الأثير: أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم في عويم- بغير راء، وذكرا له حديث الصيد ثم عادا وأخرجاه في عويمر بالراء، وذكر له قصة المرأتين «1» وهو واحد. العين بعدها الياء 6136- عيّاذ «2» : بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره معجمة، ابن عمرو، أو ابن عبد عمرو، الأزدي أو السلمي. ذكره الحسن بن سفيان والطّبرانيّ وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا له من طريق بشر بن صحّار العبديّ، حدثنا المعارك بن بشر بن عيّاذ العبديّ، وغير واحد من أعمامي، عن عياذ بن عمرو، وكان يخدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فخاطبه يهودي، فسقط رداؤه عن منكبيه، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه، فقال: «من فعل هذا؟» فقلت: أنا. قال: «تحوّل إليّ» . فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي، فأمرّها على وجهي وصدري، وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنه رقبة عنز. هذه رواية ابن مندة والطّبرانيّ ومن تبعهما. وللخطيب من هذا الوجه بلفظ: أنه كلم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في أن يخدمه، وقال: فوضع يده على جبهتي، ومسح بيده حتى بلغ حجزة الإزار. وفيه مثل ركبة العنز «3» . وفيه: «إذا جاء ظهر فائتني» . وفيه: فأعطاني ناقة ثنية أو جذعة فكانت عندي حتى قتل عثمان رضي اللَّه عنه. وفي سنده من لا يعرف. وذكره الطّبرانيّ، وابن مندة وغيرهما بالموحدة والمهملة، وكذا أورده ابن عبد البر مع عباد بن بشر، وخالفهم الخطيب، وتبعه ابن ماكولا فذكره بالمثناة من تحت كما هنا. 6137- عياش بن أبي ثور «4» : قال أبو عمر: له صحبة، وولاه عمر البحرين قبل قدامة بن مظعون. 6138- عيّاش بن أبي ربيعة: واسمه عمرو، ويلقب ذا الرّمحين «5» ، ابن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي، ابن عم خالد بن الوليد بن المغيرة.   (1) في أ: المراقيس. (2) أسد الغابة ت (4143) ، الاستيعاب ت (2076) ، الإكمال 6/ 62، تبصير المنتبه 3/ 893. (3) في أ: ركبة البعير. (4) أسد الغابة ت (4144) ، الاستيعاب ت (2031) . (5) أسد الغابة ت (4145) ، الاستيعاب ت (2032) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 623 وكان من السابقين الأولين، وهاجر الهجرتين، ثم خدعه أبو جهل إلى أن رجعوا من المدينة إلى مكة فحبسوه، وكان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يدعو له في القنوت كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة. وذكر العسكريّ أنه شهد بدرا وغلطوه. وسيأتي له ذكر في ترجمة هشام بن العاص السهمي. روى ابنه عبد اللَّه عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في تعظيم مكة. وروى عنه أيضا أنس بن مالك، وعبد الرحمن بن سابط، وأرسل عنه عمر بن عبد العزيز، ونافع مولى ابن عمر. قال ابن قانع والقراب وغيرهما: مات سنة خمس عشرة بالشام في خلافة عمر. وقيل: استشهد باليمامة. وقيل باليرموك. 6139 ز- عياش بن علقمة: بن عبد اللَّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ. ذكره الزّبير بن بكّار وأنّ أباه مات كافرا قبل الفتح. وعياش هذا يشبه أن يكون من مسلمة الفتح، فقد ذكر الزبير عن ابن زبالة في أخبار المدينة، أن ابنه عبد اللَّه بن عياش أقطعه مروان، وهو أمير المدينة، في سنة إحدى وأربعين- أرضا بالعقيق. 6140- عياض بن جمهور «1» : ذكره الإسماعيليّ في الصحابة، وأخرج له من طريق حريث بن المعلّى الكندي- كان ينزل كندة، سمعت ابن عباس «2» يحدث عن عياض بن جمهور، قال: كنت عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال رجل: الرجل يدخل عليّ بسيفه يريد نفسي ومالي، كيف أصنع؟ قال: «تناشده «3» اللَّه عزّ وجلّ وتذكّره به وبأيامه، فإن أبي فقد حلّ لك دمه، فلا تكوننّ أعجز منه» . وفي سنده علي بن قرين، وهو واه ضعيف. 6141- عياض بن الحارث «4» : بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن   (1) أسد الغابة ت (4148) . (2) في أ: عياش. (3) في أ: مناشدة. (4) أسد الغابة ت (4149) ، الاستبصار ت 351، الاستيعاب ت (2033) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 430. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 624 تيم بن مرة القرشي التيمي، عم محمد بن إبراهيم التيمي. ذكره ابن مندة وغيره، وأخرجوا من طريق الواقدي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمه عياض، أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد جاء وقد مثل بحمزة، فذكر القصة. 6142 ز- عياض بن حارث الأنصاري: يأتي في عياض بن عبد اللَّه. 6143- عياض بن حمار «1» : بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي المجاشعي. نسبه خليفة وغيره. حديثه في صحيح مسلم، وعند أبي داود والترمذي عنه حديث آخر أنه أهدى إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قبل أن يسلم فلم يقبل منه، وسكن البصرة. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى عنه مطرف بن عبد اللَّه، وأخوه يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، والعلاء بن زياد، وعقبة بن صهبان، وغيرهم. وأبوه باسم الحيوان المشهور. وقد صحفه بعض المتنطعين «2» من الفقهاء لظنه أن أحدا لا يسمى بذلك. 6144- عياض بن خويلد: الهذلي ثم الضبعي، لقبه بريق، بموحدة مصغرا. قال المرزبانيّ «في معجم الشّعراء» : حجازي، وأنشد له في بني لحيان: جزتنا بنو دهمان حقن دمائهم ... جزاء سمّار بما كان يفعل فإن تصبروا فالحرب ما قد علمتم ... وإن ترحلوا فإنّه شرّ من رحلوا [الطويل]   (1) تاريخ الإسلام 1/ 281- أنساب الأشراف 1/ 117- المعجم الكبير 17/ 357، 366، المحبر 181- طبقات خليفة 40، 178، مسند أحمد 4/ 161، و 266، جمهرة أنساب العرب 231، مشاهير علماء الأمصار 40، مقدمة مسند بقي بن مخلد 88، المعارف 337، الإكمال 2/ 546، 548، المعين في طبقات المحدثين 25، الكاشف، 2/ 312، تبصير المنتبه 1/ 260، المشتبه 1/ 170، تحفة الأشراف 8/ 250- 252، أسد الغابة ت (4150) ، الاستيعاب ت (2034) ، الثقات 3/ 380، خلاصة تذهيب 2/ 315، تجريد أسماء الصحابة 1/ 430، التاريخ الكبير 7/ 19، الرياض المستطابة 240، الجرح والتعديل 6/ 407، تقريب التهذيب 2/ 95، تهذيب الكمال 2/ 1076، تهذيب التهذيب 1/ 200، التمهيد 2/ 11، تلقيح فهوم أهل الأثر 36، حلية الأولياء 2/ 16، رجال الصحيحين 1539، دائرة الأعلمي 23/ 101، طبقات ابن سعد 7/ 36، تاريخ أبي زرعة 2/ 685. (2) في أ: المنقطعين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 625 قال: فاستعدوا عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وذلك في حجة الوداع، فقالوا: يا رسول اللَّه، هجينا في الإسلام، فاستعداهم «1» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فكلمه فيه رجال من قريش، فوهبه لهم، قال: وله قصة مع عمر. قلت: ذكرها ابن إسحاق في «المغازي» ، ورويناها في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا من طريقه، قال: حدثني من سمع عكرمة، عن ابن عباس، وأخرجها البيهقي في شعب الإيمان، من طريق ابن لهيعة، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: [حدثني من سمع عكرمة] «2» بينما نحن عند عمر بن الخطاب وهو يعرض الديوان إذ مرّ به رجل أعمى أعرج قد عيي قائده، فرآه عمر. فعجب من شأنه، فقال: من يعرف هذا؟ فقال رجل من القوم: هذا من بني ضبعاء أبهلة بن بريق. قال: ومن بريق؟ رجل من اليمن اسمه عياض، قال: أشاهد هو؟ قال: نعم. فأتى به عمر فقال: ما شأنك؟ وما شأن بني ضبعاء؟ فقال: إن بني ضبعاء كانوا اثني عشر رجلا، فجاوروني في الجاهلية، فجعلوا يأكلون ويشتمون عرضي، وإني نهيتهم وناشدتهم اللَّه، والرحم، فأبوا عليّ فأمهلتهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعوت عليهم، فقلت: اللَّهمّ أدعوك دعاء جاهدا ... اقتل بني ضبعاء إلّا واحدا ثمّ اضرب الرّجل فذره قاعدا ... أعمى إذا ما قيد عيّي القائدا [الرجز] فلم يحل الحول حتى هلكوا غير واحد، وهو كما ترى قد أعيا قائدة، فقال عمر: سبحان اللَّه! إن في هذا لعبرة وعجبا، فذكر القصة. قلت: واسم الأعمى المذكور أبهلة، مضى في حرف الألف «3» . 6145 ز- عياض بن زعب: بن حبيب المحاربي. يأتي ذكره في ولده مسلم بن عياض في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى. 6146- عياض بن زهير: بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن ضبة «4» بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.   (1) في أ: فأعطاهم. (2) سقط في أ. (3) في أ: وقاله الفاكهي في كتاب مكة. (4) أسد الغابة ت (4151) ، الاستيعاب ت (2035) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 626 ذكره موسى بن عقبة ومحمّد بن إسحاق وغيرهما فيمن هاجر إلى الحبشة، وفيمن شهد بدرا. وقال خليفة بن خيّاط: يقال إنه عياض بن غنم بن زهير المعروف في فتوح الشام، يعني أنه نسب «1» إلى جده، ومال ابن عساكر إلى هذا، وقوّاه بأنّ الزبير وعمه مصعبا لم يذكرا إلا ابن غنم، وقد أثبت هذا ابن سعد تبعا للواقدي، فإنه قال عياض بن زهير ابن أخي عياض بن غنم بن زهير، وكذا جزم أبو أحمد العسكري بأن عياض بن غنم غير عياض بن زهير. 6147- عياض بن زيد العبديّ «2» : ذكره البغويّ في الصحابة، وعزاه لابن سعد، وقال أبو شيخ الهنائي: حدثني رجل من عبد القيس يقال له عياض أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «عليكم بذكر ربكم، وصلّوا صلاتكم في أوّل وقتكم، فإنّ اللَّه يضاعف لكم» . أخرجه الطّبرانيّ وغيره، وفي السند من لا يعرف، وفيه سليمان بن داود المنقري وهو الشاذكوني المشهور بالحفظ والضعف الشديد. 6148- عياض بن سعيد: بن جبير بن عوف الأزدي ثم الحجري «3» . ذكره ابن مندة في الصحابة، وقال: شهد فتح مصر، وله ذكر، ولا تعرف له رواية، ولم يزد ابن يونس في تعريفه على أنه شهد فتح مصر. 6149- عياض بن سليمان «4» : ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج حديثه الحاكم في «المستدرك» ، من طريق الوليد بن مسلم، عن ضمرة، عن حماد بن أبي حميد، عن مكحول، عن عياض بن سليمان، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «خيار أمّتي فيما أنبأني به الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا، ويبكون سرّا من خوف شدّة عذاب اللَّه ... » «5» الحديث.   (1) في أ: أنه نسبه. (2) أسد الغابة ت (4152) . (3) أسد الغابة ت (4153) . (4) أسد الغابة ت (4154) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 431. (5) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 17، قال الذهبي هذا حديث عجيب منكر وحماد ضعيف ولكن لا يحمل مثل هذا وأحسبه أدخل على ابن السماك ولا وجه لذكره في هذا الكتاب ثم سرد الحاكم أسماء خلق من أهل الصفة. وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 73، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 815، وعزاه لأبي نعيم والحاكم وتعقبه البيهقي في شعب الإيمان وضعفه ابن النجار عن عياض بن سليمان وكانت له صحبة قال الذهبي هذا حديث عجيب منكر وعياض لا يدري من هو ابن النجار ذكره أبو موسى المديني في الصحابة؟. هـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 627 وأخرجه أبو موسى من هذا الوجه، لكن وقع عنده عن حماد بن أبي حميد، وأخرج أبو نعيم نحو هذا الحديث من وجه آخر عن مكحول، لكن قال: عياض بن غنم. 6150- عياض بن عبد اللَّه الضّمري «1» : ذكره أبو سعيد العسكريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري- أنه كتب إليهم أنّ عياض بن عبد اللَّه أخبرهم أنهم تذاكروا عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الطاعون، فقال: «أرجو ألّا يطلع علينا من نقابها» . 6151- عياض بن عبد اللَّه الثّقفي «2» : ويقال عياض بن الحارث الأنصاريّ. أخرج حديثه ابن أبي عاصم في الوحدان من طريق أبي عاصم، قال: حدثنا أبو عليّ «3» الثقفي: هو عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي- أنّ عبد اللَّه بن عياض حدثه عن أبيه، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى هوازن في اثني عشر ألفا، فقتل من أهل الطائف مثل ما قتل من قريش يوم بدر، ثم أخذ بطحاء فرمى بها وجوهنا فانهزمنا. وأخرج البخاري، ومطيّن، وابن مندة، من طريق أبي عاصم بهذا الإسناد إلى عبد اللَّه بن عياض، عن أبيه، قال: شهدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأتاه رجل من بهز بعسل، فقال: «ما هذا؟» قال: أهديته لك، فقبله، فقال: «أحم لي بقيعي» ، قال: فحماه له، وكتب له كتابا. وأخرج الحديث الأول الحاكم من طريق أبي قلابة الرّقاشيّ، عن أبي عاصم، لكن وقع عنده: أخبرني عبد اللَّه بن عياض بن الحارث الأنصاري. فاللَّه أعلم. 6152- عياض بن عبد اللَّه: بن سعد بن أبي ذئاب. ذكره ابن مندة في الصحابة، وأخرج من طريق الجعيد بن عبد الرحمن عن الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئاب، عن عمه عياض بن عبد اللَّه بن أبي ذئاب. قال: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى دخل المسجد يصلّي فقام إليه رجل فصلّى بصلاته ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت (4157) . (2) أسد الغابة ت (4155) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 431. (3) في أ: يعلى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 628 6153- عياض بن عمرو: بن بليل بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري «1» الخزرجي. قال العدويّ: شهد أحدا وما بعدها، وكانت له صحبة، وهو جدّ أيوب بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عياض صديق العمري الزاهد. استدركه ابن الدباغ وابن فتحون. 6154- عياض بن عمرو الأشعري «2» : قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البغويّ: يشكّ في صحبته. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه، روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مرسلا. ورأى أبا عبيدة بن الجراح. قلت: وحديثه عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عند ابن ماجة من طريق الشعبي، قال: شهد عياض عقدا «3» بالأنبار، فقال: ما لي أراكم لا تقلّسون «4» كما كان يقلس عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يسم أباه فيها. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، فسمّى أباه عمرا. واختلف فيه على شريك عن مغيرة، فقيل عنه عن زياد بن عياض بن عوف بن عياض بن عمرو، وروايته عن امرأة أبي موسى عن أبي موسى عند مسلم. وروى عنه أيضا سماك بن حرب، وحصين بن عبد الرّحمن. 6155- عياض بن غنم: بفتح المعجمة وسكون النون، ابن زهير «5» بن أبي شداد الفهري. تقدم نسبه في عياض بن زهير. قال ابن سعد في الطبقة الأولى: عياض بن زهير، وساق نسبه، هاجر الهجرة الثانية   (1) أسد الغابة ت (4159) . (2) طبقات ابن سعد 6/ 152، التاريخ الكبير 7/ 19، 20، تاريخ اليعقوبي 2/ 278، مقدمة مسند بقي بن مخلد 122، تاريخ الطبري 4/ 39، المراسيل لابن أبي حاتم 151، الجرح والتعديل 407، المعجم الكبير للطبراني 17/ 371، تهذيب الأسماء واللغات ت 21/ 42، 43، تجريد أسماء الصحابة في 1/ 43، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 1/ 217، تحفة الأشراف 8/ 252، تهذيب الكمال 2/ 1076، تهذيب التهذيب 8/ 202، تقريب التهذيب 2/ 96، جامع التحصيل 306، أسد الغابة ت (4158) ، الاستيعاب ت (2036) . (3) في أ: عيدا. (4) المقلّسون: هم الذين يلعبون بالسيوف. النهاية 4/ 100. (5) أسد الغابة ت (4161) ، الاستيعاب ت (2037) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 629 إلى أرض الحبشة في رواية ابن إسحاق، وشهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد. مات بالمدينة سنة عشرين، وليس له عقب. وقال في الطبقة الثانية : عياض بن غنم بن زهير، وساق نسبه، ثم قال: أسلم قبل الحديبيّة وشهدها، وتوفي بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنة. وذكره فيمن نزل الشام من الصحابة، وزاد: أنه كان صالحا سمحا، وكان مع ابن عمته» أبي عبيدة، فاستخلفه على حمص لما مات، وقيل إن أبا عبيدة كان خاله فأقره عمر قائلا: لا أبدّل أميرا أمّره أبو عبيدة. وذكر أبو زرعة بسنده إلى حفص بن عمر، عن يونس، عن الزهري بعض هذا. وقال ابن إسحاق: كتب عمر إلى سعد سنة تسع عشرة: ابعث «2» جندا وأمّر عليهم خالد بن عرفطة، أو هاشم بن عتبة، أو عياض بن غنم، فبعث عياضا. قال الزّبير: هو الّذي فتح بلاد الجزيرة وصالحه أهلها، وهو أول من أجاز الدرب. وقال ابن أبي عاصم، عن الحوطيّ، عن إسماعيل بن عياش: كان يقال لعياض زاد الراكب، لأنه كان يطعم رفقته ما كان عنده، وإذا كان مسافرا آثرهم بزاده، فإن نفد نحر لهم جمله. 6156- عياض بن غنم: الأشعري. أخرج ابن قانع من طريق القواريري، عن عمرو بن الوليد الأغضف، عن معاوية بن يحيى، عن زيد بن جابر، عن جبير بن نفير، عن عياض بن غنم الأشعري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا عيّاض لا تزوّجنّ عجوزا ولا عاقرا، فإنّي مكاثر بكم» . وسنده ضعيف من أجل عمرو. وأورده أبو نعيم في ترجمة الفهري، رواه من طريق القواريري أيضا، لكن لم يقع في روايته قوله الأشعري. وكذا أخرجه الحاكم من طريق داهر بن نوح، عن عمرو بن الوليد. وأخرجه ابن مندة من طريق الزهري عن عروة عن عياض بن غنم أنه رأى نبطا يشمّسون في الجزية، فقال لعاملهم: إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللَّه يعذّب الّذين يعذّبون   (1) في أ: عمه. (2) في أ: أن أبعث. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 630 النّاس في الدّنيا» «1» . وقد قيل في هذا: عن عروة، عن هشام بن حكيم. أورده ابن مندة في ترجمة عياض بن غنم الفهري أو الأشعري، وعروة لم يدرك الفهري، [لكن قد] «2» أخرج ابن مندة من طريق ابن عائذ، عن جبير بن نفير- أنّ عياض بن غنم وقع على صاحب داريا حين فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم ... فذكر قصة. وفيها: فقال عياض لهشام: ألم تسمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يقل له علانية» «3» . وأخرجه الحاكم في «المستدرك» من هذا الوجه، ووقع عنده عياض بن غنم الأشعري، وأظن الأشعري وهما، واللَّه أعلم، فإن الّذي ولى الإمرة حيث كان هشام بالشام هو الفهري لا الأشعري لكن للأشعري حديث آخر أخرجه أبو يعلى، من طريق أبي الزبير عن شهر بن حوشب، عن عياض بن غنم: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما ... » «4» الحديث. وهذا هو الأشعري، فإن شهرا أشعري، وهو لم يدرك الفهري. واللَّه أعلم. 6157- عياض بن يزيد،: أو يزيد بن عياض. ذكره الطّبرانيّ بالشك، وأخرج من رواية أبي الطيالسي، عن شعبة، عن عاصم بن كليب، سمعت عياض بن [مرثد أو مرثد] «5» بن عياض يحدّث أنّ رجلا سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أمر يدخل به الجنة، فقال: «هل من والديك أحد حيّ» ؟ قال: لا. قال: «اسق الماء ... » الحديث «6» .   (1) أخرجه مسلم 4/ 2018، كتاب البر والصلة باب 33 الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق حديث رقم 118. وأبو داود في السنن 2/ 158 كتاب الخراج والفيء والإمارة باب التشديد على جباة الجزية حديث رقم 3045. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1567، وأحمد في المسند 3/ 404 والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 205. (2) في أ: وقد. (3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 404 عن هشام بن حكيم وعياض بن غنم. وابن أبي عاصم في السنة 2/ 521. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 232، عن شريح بن عبيدة وغيره ... الحديث. قال الهيثمي في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أني لم أدر لشريح عن عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا. (4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 176 عن عبد اللَّه بن عمر بزيادة في أوله وآخره، وأخرجه الدارميّ في السنن 2/ 111. وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 71، عن عبد اللَّه بن عمرو ... الحديث. قال الهيثمي رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ورجال الصحيح خلا نافع بن عاصم وهو ثقة. (5) في أ: يزيد أو يزيد. (6) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1975 عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص بزيادة في أوله وآخره ... - الحديث. كتاب البر والصلة والآداب (45) باب بر الوالدين وأنهما أحق (1) حديث رقم (6/ 2549) . وأحمد في المسند 5/ 368، والطبراني في الكبير 17/ 370. والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 26، والبيهقي في الزوائد 3/ 134. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 631 ورواه الحوضيّ عن شعبة، فزاد فيه بعد عياض، عن رجل منهم أنه سأل. 6158- عياض الأنصاري «1» : ذكره الطّبرانيّ وغيره. حديثه عند محمد بن القاسم الأسدي، أحد الضعفاء، عن عبيدة بن أبي رائطة الحذاء، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عياض الأنصاري وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «احفظوني في أصحابي وأصهاري ... » الحديث «2» . أخرجه الطّبرانيّ وابن مندة، وسنده ضعيف، وأخرجاه أيضا من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرميّ، عن عبيدة، عن عبد الملك، عن عياض الأنصاري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا إله إلّا اللَّه كلمة على اللَّه كريمة، ولها من اللَّه مكان» «3» . قال أبو نعيم: رواه أبو داود بن شبيب، عن عبيدة، فقال: عن عبد الملك بن عمير. والمحفوظ أن عبد الرحمن في الحديثين معا. 6159 ز- عياض الكندي «4» : ذكره ابن أبي عاصم، وأخرج من طريق سعيد بن صالح «5» بن عياض الكندي، عن أبيه، عن جده: سمعت نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا شرب الرّجل الخمر فاجلدوه، ثمّ إن عاد فاجلدوه، ثمّ إذا عاد فاضربوا عنقه» «6» . 6160 ز- عيدان بن أشوع الحضرميّ:   (1) أسد الغابة ت (4146) ، الاستيعاب ت (2038) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 430، الاستبصار 351. (2) قال الهيثمي في الزوائد 10/ 18 رواه الطبراني وفيه ضعفاء جدا وقد وثقوا. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32481 وعزاه إلى البغوي والطبراني وأبو نعيم في المعرفة عن عياض الأنصاري وابن عساكر في تاريخه 3/ 122، والطبراني في الكبير 17/ 369. وابن عدي في الكامل 2/ 158 عن ابن عباس. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 227 وعزاه لأبي نعيم عن عياض الأشعري. (4) أسد الغابة ت (4162) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 431. (5) في أ: سالم. (6) قال الهيثمي في الزوائد 6/ 280، رواه أحمد ويزيد بن أبي كبشة وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح. أحمد في المسند 4/ 389، المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13707. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 632 ذكر مقاتل في تفسيره أنه الّذي حاصر «1» امرأ القيس بن عابس الكندي في أرضه، وفيه نزلت: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا ... [آل عمران 77] الآية. وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة ربيعة بن عيدان. ووقع في تفسيره الماورديّ عيدان بن ربيعة. 6161 ز- عيسى بن عبد اللَّه الصباحي: ذكر الرّشاطيّ عن أبي عبيد بن المثنى أنه وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم مع الأشج، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 6162- عيسى بن عقيل الثقفي «2» : قال أبو عمر: روى عنه زياد بن علاقة أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بابن له به لمم اسمه حارثة، فسماه عبد الرحمن. قلت: وأخرج حديثه أبو علي بن السكن تبعا للبغوي، وقال: ليس بمعروف في الصحابة، وهو معدود في الكوفيين، ثم ساق من طريق حماد الحنفي، قال: واسمه مفضل بن صدقة، كوفي، صالح الحديث عن زياد بن علاقة. وقال: لم يحدث به عن زياد غيره. انتهى. وكذا ذكره ابن مندة من طريق أبي حماد الحنفي، عن زياد، وقال: إن كان محفوظا. وقال: وقيل عيسى بن معقل. وأما ابن السكن فتردّد في ضبط عقيل أهو بالتصغير أو بوزن عظيم، والثاني هو المعتمد، وبه جزم ابن ماكولا تبعا للخطيب، وقال: له صحبة. وعيسى بن معقل آخر تابعي، أخرج له أبو داود، وهو أسدي لا ثقفي. 6163- عيسى بن لقيم العبسيّ «3» : ذكره المستغفري. وروي عن ابن إسحاق أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قسم له من خيبر مائتي وسق. استدركه أبو موسى. 6164- عيسى المسيح ابن مريم: الصديقة بنت عمران بن ماهان بن الغار، رسول اللَّه، وكلمته ألقاها إلى مريم.   (1) في أ: خاصم. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 432، الجرح والتعديل 6/ 290، الإكمال 6/ 234، أسد الغابة ت (4164) ، الاستيعاب ت (2077) . (3) أسد الغابة ت (4165) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 633 ذكره الذّهبيّ «في التّجريد» ، مستدركا على من قبله، فقال: عيسى ابن مريم رسول اللَّه، رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة الإسراء، وسلم عليه، فهو نبيّ وصحابيّ، وهو آخر من يموت من الصحابة، وألغزه القاضي تاج الدين السبكي في قصيدته في آخر القواعد له، فقال: من باتّفاق جميع الخلق أفضل من ... خير الصّحاب أبي بكر ومن عمر ومن عليّ ومن عثمان وهو فتى ... من أمّة المصطفى المختار من مضر وأنكر مغلطاي على من ذكر خالد بن سنان في الصحابة كأبي موسى، وقال: إن كان ذكره لكونه ذكر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان ينبغي له أن يذكر عيسى وغيره من الأنبياء، أو من ذكره هو من الأنبياء غيرهم. ومن المعلوم أنهم لا يذكرون في الصحابة. انتهى. ويتّجه ذكر عيسى خاصة لأمور اقتضت ذلك. أولها- أنه رفع حيّا، وهو على أحد القولين. الثاني- أنه اجتمع بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ببيت المقدس على قول، ولا يكفي اجتماعه به في السماء لأن حكمه من حكم الظاهر. الثالث- أنه ينزل إلى الأرض، كما سيأتي بيانه بيانه، فيقتل الدجال، ويحكم بشريعة محمد صلى اللَّه عليه وسلّم، فبهذه الثلاث يدخل في تعريف الصحابي، وهو الّذي عوّل عليه الذهبي. وقد رأيت أن أذكر له ترجمة مختصرة: ساق ابن إسحاق في كتاب المبتدإ نسب مريم إلى داود عليه السلام، فكان بينها وبينه ستة وعشرون أبا، وكانت أمّ مريم لا تحمل، فرأت طيرا يزق فرخا، فاشتهت الولد، فاتفق أن حملت، فنذرت إن تمّ حملها، ووضعت، أن تجعل حملها خادما لبيت المقدس، وكانوا يفعلون ذلك، الربيع بن أنس عن أبي العالية، عن أبي بن كعب في قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ [الأعراف 172] ، قال: جمعهم، فجعلهم أرواحا. ثم صوّرهم، ثم استنطقهم، فتكلموا، فأخذ عليهم العهد والميثاق أن لا إله غيره، وأنّ روح عيسى كانت في تلك الأرواح، فأرسل إلى مريم ذلك الروح، فسئل مقاتل بن حيان: أين دخل ذلك الروح؟ فذكره عن أبي العالية، عن أبيّ أنه دخل من فيها. أخرجه أبو جعفر الفريابي في كتاب القدر، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات كتاب الزّهد، وسنده قوي. وثبت في الصحيحين من طريق الزّهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما من وليد «1» إلّا ويمسّه الشّيطان حين يولد فيستهلّ صارخا إلّا مريم وابنها» .   (1) في أ: مولود. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 634 وأخرجه مسلم من طريق أبي يونس، وأحمد من طريق عجلان وعن طريق الأعرج، من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، والطبري، من طريق أبي سلمة، ومن طريق أبي صالح كلّهم عن أبي هريرة. وذكر السّدّيّ في تفسيره بأسانيد إلى ابن مسعود وغيره أنّ أخت مريم قالت لمريم: أشعرت أني حبلى؟ قالت: فإنّي أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك. وذكره مالك من رواية ابن القاسم، عنه، قال: بلغني أن عيسى ويحيى ابنا خالة، وكان حملهما معا، فذكره بمعناه، أخرجه ابن أبي حاتم، من طريقه. وقد ثبت في حديث الإسراء أنّ عيسى ويحيى ابنا خالة، ومن طريق مجاهد، قال: قالت مريم: كنت إذا خلوت به حدّثني، وإذا كنت بين الناس سبح في بطني. واختلف في مدة حملها به، فقيل ساعة، وقيل ثلاث، وقيل تسع ساعات، وقيل ثمانية أشهر، وقيل سنة، وقيل تسعة أشهر. وقال ابن إسحاق: لما ظهر حملها لم يدخل على أهل بيت ما دخل على آل زكريا، وتكلم فيها اليهود، فتوارت مريم عنهم، واعتزلتهم فكان ما قص اللَّه تعالى عنها في سورة مريم في قوله تعالى: فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا، فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ ... [مريم 22] إلى قوله: رُطَباً جَنِيًّا [مريم 22] ، فجاء عن عليّ «1» عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «أطعموا نساءكم حتّى الحاملات الرّطب، فإن لم يكن رطبا فتمرا، فليس من الشّجر شجرة أكرم على اللَّه من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران ... «2» » الحديث. وفيه: «أكرموا عمّتكم النّخلة فإنّها خلفت من الطّينة الّتي خلق منها آدم» . وفي سنده ضعف وانقطاع. والمشهور أنها ولدته «3» ببيت لحم من بيت المقدس. وأخرجه النسائي من حديث أنس مرفوعا بسند لا بأس به، وله شاهد عند البيهقي من حديث شداد بن أوس، وجاء عن وهب بن منبه أنها ولدته «4» بمصر، وجزم غيره بأنها ولدته ببيت لحم «5» ، فخافت عليه   (1) في أ: رضي اللَّه عنه. (2) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 92 رواه أبو يعلى وفيه مسرور بن سعيد التميمي وهو ضعيف. قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 149، قال ابن حجر رواه ابن المنذر بسند فيه كذاب ومن ثم أورده ابن عبد اللَّه بن المنذر بسند فيه كذاب وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2380. (3) في أ: ولدت. (4) - بيت لحم: بالفتح، وسكون الحاء المهملة: بليد قرب بيت المقدس عامر حقل ومكان مهد عيسى ابن مريم عليه السلام. انظر معجم البلدان 1/ 618. (5) في أ: ولدت. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 635 فتوجّهت به إلى مصر، فنشأ بها حتى صار عمره اثنتي عشرة سنة. وقيل إنها لم تحض قبل الحمل به إلّا حيضة واحدة. وذكر وهب أنه لما ولد تكسّرت الأصنام في الشرق والغرب، واشتهر أمره منذ تكلّم في المهد، وظهرت على يده الخوارق. واختلف متى تكلم بعد أن قال في المهد ما قال؟ ففي تفسير مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس: لم يتكلم بعد حتى بلغ ما يبلغ الأطفال الكلام، فنطق بالحكمة. وذكر أبو حذيفة البخاريّ في «المبتدإ» ، وهو واهي الحديث، من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد، ومن طريق مكحول، عن أبي هريرة «1» ، قال: أول ما نطق لسان عيسى به بعد كلامه في المهد أنه مجّد اللَّه تمجيدا لم تسمع الآذان مثله، وكان كلامه في المهد، وهو ابن أربعين يوما. وذكر السّدّيّ بأسانيد عن مشايخه في حديث ذكره أنّ ملكا من ملوك بني إسرائيل مات وحمل على سريره، فجاء عيسى، فدعا اللَّه فأحياه. وأخرج أبو داود في كتاب «القدر» ، من طريق معمر، عن الزهري، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: لقي عيسى إبليس، فقال: أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب لك؟ قال: نعم. قال: فارق بذروة هذا الجبل فتردّى منه، فانظر تعيش أو لا، قال عيسى: أما علمت أنّ اللَّه قال: لا يجربني عبدي، فإني أفعل ما شئت؟ لفظ طاوس. وفي رواية الزهري: فقال عيسى إن العبد لا يبتلي ربّه، لكن اللَّه يبتلي عبده. وأخرجه من طريق خليد «2» بن زيد، عن طاوس. وأخرجه ابن أبي الدنيا من وجه آخر نحوه. ونشأ عيسى زاهدا في الدنيا لم يتخذ بيتا ولا زوجة، وكان يسبح في الأرض، ويتقوّت بما يخرج منها، ولا يدّخر شيئا، وكان يخبر الناس بما يأكلون وما يدّخرون، كما قال اللَّه تعالى، ويحيى الموتى، ويخلق الطير، فقيل هو الخفاش. قيل: كان لا يعيش إلّا يوما واحدا. وقال وهب: كان يطير بحيث يغيب عن الأعين، فيقع ميتا ليتميز خلق اللَّه من فعل غيره.   (1) رضي اللَّه عنه. (2) في أ: خليفة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 636 وقال الثّعلبيّ: إنما خص الخفّاش، لأنه [يجتمع فيه] «1» الطير والدابة، فله ثدي وأسنان، ويحيض ويلد ويطير. واتفق أنّ عصر عيسى كان فيه أعيان الأطباء، فكان من معجزاته الإتيان «2» بما لا قدرة لهم عليه، وهو إبراء الأكمه والأبرص. ونزلت عليه المائدة، وأرسل إلى بني إسرائيل، وعلم التوراة، وأنزل عليه الإنجيل، فكان يقرؤهما ويدعو إليهما، فكذّبه «3» اليهود، وصدّقه الحواريّون، فكانوا أنصاره وأعوانه، وأرسلهم إلى من بعث إليه يدعونهم إلى التوحيد. ثم إن اليهود تمالئوا على قتله، فألقى اللَّه شبهه على واحد من أتباعه، ورفعه اللَّه، فأخذوا ذلك الرجل فقتلوه وصلبوه، وظنوا أنهم قتلوا عيسى، فأكذبهم اللَّه في ذلك. وثبت «في الصّحيحين» ، عن ابن عمر- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وصف عيسى، فقال: «ربعة آدم، كأنّما خرج من ديماس، أي حمام» . وفي لفظ: «آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرّجال» . وفي لفظ: سبط الشعر. وفي البخاريّ، من حديث ابن عباس رفعه: «رأيت ليلة أسري بي ... » فذكر الحديث. وفيه: «ورأيت عيسى أحمر ربعة سبطا» . ومن حديث أبي هريرة مثله. وعند أحمد من طريق عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة- رفعه: «ينزل عيسى ويكسر «4» الصّليب ... » الحديث. وفيه: «وتعطّل الملل كلّها، فلا يبقى إلّا الإسلام، ويقع الأمن في الأرض» . وفي «الصّحيحين» عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «والّذي نفسي بيده يوشك أن ينزل عليكم عيسى ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال ... » «5» الحديث. وفي صحيح مسلم عنه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ينزل عيسى ابن مريم على المنارة   (1) في أ: يجمع خلقه. (2) في أ: بالاتفاق. (3) في أ: فكذبته. (4) في أ: فيكسر. (5) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 135، عن أبي هريرة ولفظه: والّذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم ... الحديث. كتاب الإيمان (1) باب نزول عيسى ابن مريم حاكما ... (71) حديث رقم (242/ 155) . وأحمد في المسند 2/ 272) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 637 البيضاء شرقي دمشق» . وفيهما عنه: «ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدّجّال» . «1» وقال النووي في ترجمته في تهذيب الأسماء: إذا نزل عيسى كان مقررا للشريعة المحمدية، لا رسولا إلى هذه الأمة، ويصلّي وراء إمام هذه الأمة تكرمة من اللَّه لها من أجل نبيها. وفي الصحيح: كيف إذا نزل عيسى ابن مريم وإمامكم منكم؟ قال: وقد جاء أنه يتزوج بعد نزوله ويولد له، ويدفن عند النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. انتهى. واختلف في مدة إقامته في الأرض بعد أن ينزل آخر الزمان، فقيل سبع سنين. وقيل أربعين. وقيل غير ذلك. وقد وقع عند أحمد من حديث أبي هريرة بسند صحيح رفعه أنه يلبث في الأرض مدة أربعين سنة. واختلف في عمره في الدنيا منذ ولد إلى أن رفع، فقيل ثلاث وثمانون سنة، وهذا أشهر. وقيل أربع وثمانون، وفي مرسل سعيد بن المسيب أنه عاش ثمانين، ذكره من رواية علي بن زيد، عنه، وهو ضعيف. وفي مستدرك الحاكم عن فاطمة رضي اللَّه عنها أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أخبرها أنّ عيسى عاش مائة وعشرين سنة في حديث ذكره. وأخرج النسائيّ وابن ماجة من طريق الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما أراد اللَّه أن يرفع عيسى خرج على أصحابه، وفي البيت اثنا عشر رجلا. فقال: إن منكم من يكفر بي بعد أن آمن ... ثم قال: أيّكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، فيكون رفيقي في الجنة؟ فقام شاب- أحدثهم سنّا، فقال: أنا، قال: اجلس، ثم عاد فعاد، فقال: اجلس، ثم عاد فعاد الثالثة، فقال: أنت هو، فألقى عليه شبهه، وأخذ الشابّ فصلب بعد أن رفع عيسى إلى السماء من البيت، وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشّاب، وهذا أصحّ «2» مما حكاه الفراء أنّ رأس الجالوت، وهو كبير اليهود، هاجم البيت الّذي فيه عيسى، فألقى اللَّه عيسى عليه، ورفع عيسى، فخرج على اليهود والسيف في يده مشهور، فقال: لم أجد عيسى فرأوا شبهه عليه، فقالوا: أنت عيسى، فأخذوه وقتلوه وصلبوه. 6165- العيص بن ضمرة: تقدم في ضمرة بن العيص. 6166- عيينة بن حصن: بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويّة» ، بالجيم، مصغرا،   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 86، 19/ 196، وابن عساكر كما في التهذيب 1/ 48، وذكره السيوطي في الدر 2/ 245. (2) في أ: أصح الأدلة. (3) أسد الغابة ت (4166) ، الاستيعاب ت (2078) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 638 ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي فزارة الفزاري، أبو مالك. يقال: كان اسمه حذيفة فلقب عيينة، لأنه كان أصابته شجّة فجحظت عيناه. قال ابن السّكن: له صحبة. وكان من المؤلفة، ولم يصح له رواية. أسلم قبل الفتح، وشهدها، وشهد حنينا، والطائف، وبعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لبني تميم فسبى بعض بني العنبر، ثم كان ممن ارتدّ في عهد أبي بكر، ومال إلى طلحة، فبايعه، ثم عاد إلى الإسلام. وكان فيه جفاء سكّان البوادي، قال إبراهيم النخعي: جاء عيينة بن حصن إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعنده عائشة، فقال: من هذه، وذلك قبل أن ينزل الحجاب، فقال: «هذه عائشة» ، فقال: ألا أنزل لك عن أمّ البنين! فغضبت عائشة، وقالت: من هذا؟ فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «هذا الأحمق المطاع» - يعني في قومه. رواه سعيد بن منصور، عن أبي معاوية، عن الأعمش عنه، مرسلا، ورجاله ثقات. وأخرجه الطّبرانيّ موصولا من وجه آخر، عن جرير- أن عيينة «1» بن حصن دخل على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال- وعنده عائشة: من هذه الجالسة إلى جانبك؟ قال: «عائشة» . قال: أفلا أنزل لك عن خير منها- يعني امرأته؟ فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «اخرج فاستأذن» . فقال: إنها يمين عليّ ألّا أستأذن على مضري. فقالت عائشة: من هذا؟ فذكره. ومن طريق أبي بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن أبي وائل: سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد اللَّه بن مسعود: أنا ابن الأشياخ الشّمّ. فقال له عبد اللَّه: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. وأخرج ابن السّكن في ترجمته، من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن سعيد بن يزيد، عن الحارث بن يزيد، عن عيينة بن حصن، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ موسى عليه السّلام آجر نفسه بعفّة فرجه وشبع بطنه ... » «2» الحديث. وأخرجه قاسم بن ثابت في الدلائل من هذا الوجه.   (1) في أ: جرير بن عيينة. (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 817، كتاب الرهون باب 15 حديث رقم 2444، قال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجة 2/ 817 إسناده ضعيف لأن فيه بقية وهو مدلس وليس لبقية هذا عند ابن ماجة سوى هذا الحديث وليس له شيء من بقية الكتب الخمسة. والطبراني في الكبير 17/ 135، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9201. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 639 وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «الوصايا» أنّ حصن بن حذيفة أوصى ولده عند موته، وكانوا عشرة، قال: وكان سبب موته أن كرز بن عامر العقيلي طعنه، فاشتدّ مرضه، فقال لهم: الموت أروح مما أنا فيه، فأيّكم يطيعني؟ قالوا: كلنا، فبدأ بالأكبر، فقال: خذ سيفي هذا فضعه على صدري، ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري، فقال: يا أبتاه، هل يقتل الرجل أباه! فعرض ذلك عليهم واحدا وأحدا، فأبوا إلا عيينة، فقال له: يا أبت، أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى، ولك فيه مني طاعة؟ قال: بلى، قال: فمرني كيف أصنع؟ قال: ألق السيف يا بني، فإنّي أردت أن أبلوكم فأعرف أطوعكم لي في حياتي، فهو أطوع لي بعد موتي، فاذهب، أنت سيد ولدي من بعدي، ولك رياستي، فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك، فقام عيينة بالرياسة بعد أبيه، وقتل كرزا. وهكذا ذكر الزبير في الموفقيات. وفي صحيح البخاريّ أن عيينة قال لابن أخيه الحرّ «1» بن قيس: استأذن لي على عمر، فدخل عليه فقال: ما تعطي الجزل، ولا تقسم بالعدل. فغضب، وقاله له الحر «2» بن قيس: إن اللَّه يقول: وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ [الأعراف 199] ، فتركه بهذا الحديث أو نحوه. وذكر ابن عبد البر أن عثمان تزوّج بنته فدخل عليه عيينة يوما فأغلظ له، فقال له عثمان: لو كان عمر ما أقدمت عليه. وقال البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» : حدثنا محمد بن العلاء. وقال المحامليّ في أماليه: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، واللفظ له، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن حميد «3» المحاربي، حدثنا حجاج بن دينار، عن أبي عثمان، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو، قال: جاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن إلى أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه، فقال: يا خليفة رسول اللَّه، إنّ عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة، فإن رأيت أن تقطعناها؟ فأجابهما، وكتب لهما، وأشهد القوم وعمر ليس فيهم، فانطلقا إلى عمر ليشهداه فيه، فتناول الكتاب وتفل فيه ومحاه، فتذمّرا له وقالا له مقالة سيئة، فقال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان يتألّفكما، والإسلام يومئذ قليل، إن اللَّه قد أعزّ الإسلام، اذهبا فاجهدا عليّ جهدكما، لا رعى اللَّه عليكما إن رعيتما، فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران، فقالا: ما ندري واللَّه، أنت الخليفة أو عمر؟ فقال: بل هو لو كان شاء، فجاء عمر وهو مغضب حتى وقف على أبي   (1) في أ: الحارث. (2) في أ: الحارث. (3) في أ: محمد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 640 بكر، فقال: أخبرني عن هذا الّذي أقطعتهما، أرض هي لك خاصة أو للمسلمين عامة؟ قال: بل للمسلمين عامة. قال: فما حملك على أن تخص بها هذين؟ قال: استشرت الذين حولي، فأشاروا عليّ بذلك، وقد قلت لك: إنك أقوى على هذا مني فغلبتني. وقرأت في كتاب «الأمّ» «1» للشّافعيّ في باب من «كتاب الزكاة» أنّ عمر قتل عيينة بن حصن على الردّة، ولم أر من ذكر ذلك غيره، فإن كان محفوظا فلا يذكر عيينة في الصحابة، لكن يحتمل أن يكون أمر بقتله، فبادر إلى الإسلام، فترك، فعاش إلى خلافة عثمان. واللَّه أعلم. 6167- عيينة بن عائشة المزّي «2» : ذكره ابن ماكولا، ونقل عن ابن معدان أنّ له صحبة، وأنه شهد مؤتة ومن بعدها. استدركه ابن الأثير، وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده كعب بن عيينة، إن شاء اللَّه تعالى. [وبه تمّ] «3» حرف العين من القسم الأول، وقد فرغت منه في تاسع عشر شوال سنة أربع وأربعين وثمانمائة [من الهجرة الشريفة] «4» .   (1) في أ: الإمام. (2) أسد الغابة ت (4167) . (3) في أ، هـ، ت: آخر، في ل: في آخر. (4) سقط في أ، ل، ت. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 641 [ المجلد الخامس ] [ تتمة من حرف العين ] بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم القسم الثاني من حرف العين في معرفة من لم يره صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يرد أنه سمع منه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لصغره العين بعدها الألف 6168 ز- عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي: تقدّم نسبه في ترجمة عروة، وهذا هو والد داود بن عاصم بن عروة. وكان وفاة عروة في أواخر حياة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سنة تسع من الهجرة قبل أن يسلم قومه من ثقيف، كما مضى في ترجمته. 6169- عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي «1» : أمّه جميلة «2» بنت ثابت بن أبي الأفلح الأنصاري.   (1) نسب قريش 353، مسند أحمد 3/ 478، المحبر 418، طبقات ابن سعد 5/ 15، طبقات خليفة 234، تاريخ خليفة 267، التاريخ الكبير 6/ 477، تاريخ الثقات للعجلي 242، الثقات لابن حبان 5/ 223، الجرح والتعديل 6/ 346، المعارف 184، العقد الفريد 6/ 8، المعرفة والتاريخ 1/ 221، أنساب الأشراف 1/ 427، مروج الذهب 1561، فتوح البلدان 226، معجم الشعراء للمرزباني 271، مشاهير علماء الأمصار رقم 442، عيون الأخبار 1/ 322، جمهرة أنساب العرب 152، تاريخ الطبري 2/ 642، ربيع الأبرار 4/ 285، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 255، وفيات الأعيان 6/ 302، الكامل في التاريخ 2/ 210، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 383، تهذيب الكمال 2/ 636، العبر 1/ 78، سير أعلام النبلاء 4/ 97، الكاشف 2/ 46، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 268، الوافي بالوفيات 16/ 570، مرآة الجنان 1/ 271، تهذيب التهذيب 5/ 52، تقريب التهذيب 1/ 385، خلاصة تذهيب التهذيب 183، النجوم الزاهرة 1/ 185، شذرات الذهب 1/ 77، تاريخ الإسلام 2/ 137. (2) في أ: أمه أم جميلة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 3 قال ابن البرقيّ: ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يرو عنه شيئا، كذا قال وقد جاءت عنه رواية. وقال أبو أحمد العسكريّ: ولد في السادسة. وقال أبو عمر: مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وله سنتان. وذكر الزّبير بن بكّار أنّ عمر زوّجه في حياته، وأنفق عليه شهرا، ثم قال: حسبك! وذكر قصة. قال الزّبير: كان من أحسن الناس خلقا. وكان عبد اللَّه بن عمر يقول: أنا وأخي عاصم لا نغتاب الناس. وقالوا: كان طوالا «1» جسيما، حتى أن ذراعه تزيد نحو شبر. وكان يقول الشّعر، وهو جدّ عمر بن عبد العزيز لأمه. وكان عمر طلّق أمّه فتزوجها يزيد بن جارية- بالجيم، فولدت له عبد الرحمن، فهو أخو عاصم لأمه. وركب عمر إلى قباء فوجده يلعب مع الصبيان، فحمله بين يديه، فركبت جدّته لأمّه الشموس بنت أبي عامر إلى أبي بكر فنازعته، فقال له أبو بكر: خلّ بينها وبينه. ففعل. وذكره مالك في «الموطأ» «2» وذكر البخاري في «التاريخ» ، من طريق عاصم بن عبيد اللَّه بن عصام بن عمر أنه كان له يومئذ ثمان سنين. وعند أبي عمر أنه كان حينئذ ابن أربع. وقال السّريّ بن يحيى، عن ابن سيرين، عن رجل حدثه، قال: ما رأيت أحدا من الناس إلا ولا بد أن يتكلم ببعض ما لا يريد إلا عاصم بن عمر. قال ابن حبّان: مات بالربذة، وأرخه الواقدي ومن تبعه سنة سبعين. وقال مطين: سنة ثلاث وسبعين. وتمثل أخوه عبد اللَّه لما مات بقول متمم بن نويرة: فليت المنايا كنّ خلّفن مالكا ... فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معا «3» [الطويل] فقال له «4» عمر رضي اللَّه عنه لما تمثل به: كنّ خلّقن عاصما «5» .   (1) في أ: طويلا. (2) في أ، ت: وروى. (3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (2674) . (4) في أ: فقال ابن عمر. (5) ثبت في د فإنه أحق به من غيره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 4 6170 ز- عامر بن «1» . .. عبد المطلب. ذكره ابن الكلبيّ في النسب، وقال: درج، يعني مات، قبل أن يعقب. 6171 ز- عامر بن الطفيل: بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبي. لأبيه صحبة وقد تقدم أنه مات في السنة الثانية، وولد هو في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره البلاذريّ، ولم يسمع له بذكر ولا رواية، فكأنه مات صغيرا. 6172 ز- عائذ اللَّه بن عبيد اللَّه: بن عمرو، ويقال عيّذ اللَّه، بتشديد الياء التحتانية والذال المعجمة: الخولانيّ، أبو إدريس. قال مكحول: ولد يوم حنين، رواه الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز عنه. وأرسل أبو إدريس عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وروي عن عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وبلال، وأبي ذر، وعون «2» بن مالك، وحذيفة، وثوبان، ومعاوية وغيرهم. روى عنه الزهري، وربيعة بن يزيد، وبشر بن عبد اللَّه، وأبو حازم بن دينار، ومكحول وآخرون. قال سعيد بن عبد العزيز: كان عالم أهل الشام بعد أبي الدرداء. وقال أبو زرعة «3» : أحسن الناس لقيا لأجلّة الصّحابة، ويليه جبير بن نفير، وكثير بن مرّة. واختلفوا في سماعه من معاذ وأنكره الزّهري وطائفة، وأثبته جماعة منهم ابن عبد البر. وفي «الموطأ» ، عن أبي حازم، عن أبي إدريس دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى برّاق الثنايا، فسألت عنه، فقالوا: معاذ. فذكر القصة في قوله: إني لأحبك. وقال ابن حبّان: ولّاه عبد الملك قضاء دمشق بعد بلال بن أبي الدرداء. وقال ابن معين وغيره: مات سنة ثمانين من الهجرة. العين بعدها الباء 6173- عباس بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف:   (1) في د: عامر بن عامر بن عبد المطلب وفي باقي النسخ بياض نحو كلمتين. (2) في أ: عوف. (3) في أ: قال أبو زرعة كان أحسن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 ذكره «1» أبو الفتح الأزديّ فيمن وافق اسمه اسم أبيه، وكأنه الأصغر من ولد العباس. وقد مضى قول العباس: تمّوا بتمّام فصاروا عشره [الرجز] في ترجمة تمام «2» بن عباس. 6174- عباس بن عتبة بن أبي لهب: في ترجمة والده. 6175- عباس بن علقمة بن عبد اللَّه بن أبي قيس القرشي العامري: أمه زينب بنت عديّ بن نوفل. ومات أبوه قبل الفتح، وهو الجدّ الأعلى لمحمد بن عمرو بن عطاء المحدث المشهور. ذكره الزبير بن بكار. 6176 ز- عبد اللَّه بن سيّد البشر محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب: تقدّم ذكره في ترجمة الطاهر، وجزم هشام بن الكلبي بأن عبد اللَّه والطيّب والطاهر واحد اسمه عبد اللَّه، والطيب والطاهر لقبان له. 6177 - عبد اللَّه بن أبي أحمد بن جحش «3» بن رئاب: - بكسر الراء ثم تحتانية مهموزة وآخره موحدة- الأسدي. قال ابن سعد: له رؤية. وقال ابن مندة: أتى به أبوه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما ولد فسماه عبد اللَّه. وأخرج له الطّبراني حديثا عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال أبو أحمد العسكريّ، لا يصح له منه سماع. وأخرج أبو داود، والطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش، عن عبد اللَّه بن أبي أحمد، عن علي حديث: لا يتم بعد احتلام. قال الطبراني بعد تخريجه: لا نعرف لعبد اللَّه حديثا مسندا غير هذا، فكأنه أشار إلى أنّ حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسل.   (1) في أ: ذكره أبو الفتح الأزدي. (2) في أ: والده. (3) أسد الغابة ت (2808) ، المحبر 69، أنساب الأشراف 1/ 436، تاريخ الثقات للعجلي 249، الجرح والتعديل 5/ 5، طبقات ابن سعد 5/ 62، تهذيب التهذيب 5/ 143، تقريب التهذيب 1/ 401، خلاصة تذهيب التهذيب 190، تاريخ الإسلام 2/ 169. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 6 وأخرج ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، من طريق حسين «1» بن أبي لبابة، قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة في الهدنة، فخرج أخواها: عمارة والوليد، فكلّما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيها، فنقض اللَّه العهد الّذي كان بينهم في النساء خاصة، ونزلت الآية التي في سورة الامتحان. 6178- عبد اللَّه بن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري الحارثي: مات أبوه في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كما سيأتي في ترجمته في الكنى، فهو من أهل هذا القسم، لأن الأنصار كانوا يأتون بأولادهم إذا ولدوا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيحنّكهم ويدعو لهم. وقد روى هو عن أبيه، وأرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه ابنه المنيب، وابن ابنه عبد اللَّه بن المنيب، وصالح بن كيسان، وآخرون. وذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: كنيته أبو رملة. وله شيخ آخر يقال له عبد اللَّه بن أبي أمامة البلوي، فرّق بينهما البخاري، وجعلهما بعض المصنفين في الرجال واحدا والظاهر أنهما اثنان. 6179- عبد اللَّه بن أبي أوفى الأسلمي «2» : ابن أخي عبد اللَّه بن أبي أوفى.   (1) في أ: البشير. (2) طبقات ابن سعد 4/ 301، 302، 6/ 12، والمصنف لابن أبي شيبة 13، التاريخ لابن معين 2/ 297، وتاريخ خليفة 292، وطبقات خليفة 110، 137، العلل لابن المديني 61، 380، والعلل له 1/ 161، والمحبر لابن حبيب 298، والمغازي للواقدي 487، والتاريخ الكبير 5/ 24، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 250، ومقدمة مسند بقي بن مخلد 83، والمعرفة والتاريخ 1/ 265، 2/ 159، وتاريخ أبي زرعة 1/ 241، 638، وتاريخ واسط 48، 49، وأنساب الأشراف 1/ 248، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 59، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والزاهر للأنباري 1/ 138، والبرصان والعرجان 362، والجرح والتعديل 5/ 120، وتاريخ الطبري 2/ 621، و 3/ 411، 4/ 352، وسيرة ابن هشام 1/ 275، والثقات لابن حبان 3/ 222، ومشاهير علماء الأمصار 320، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 242، والكامل في التاريخ 1/ 21، و 3/ 138، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 261، وعيون الأخبار 1/ 123، وتهذيب الكمال 14/ 317- 319، وتحفة الأشراف 4/ 276- 292، وسير أعلام النبلاء 3/ 428- 430، والعبر 1/ 192، وتجريد أسماء الصحابة 1، والكاشف 2/ 65، والمعين في طبقات المحدثين 23، والوافي بالوفيات 17/ 78، 79، ونكت الهميان 182، والبداية والنهاية 9/ 75، ومرآة الجنان 1/ 177، ووفيات الأعيان 2/ 400، و 5/ 406، والوفيات لابن قنفذ 84، وتهذيب التهذيب 5/ 15، 152، وتقريب التهذيب 1/ 402، والنكت الظراف 4/ 277- 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، وشذرات الذهب 1/ 96، ورجال البخاري 1/ 393، تاريخ الإسلام 2/ 98. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 7 ذكره المرزباني في معجم الشعراء، واسم أبي أو في علقمة، وله ولولده عبد اللَّه صحبة، ولم أر لوالده أوفى ذكرا، فكأنه مات قبل الإسلام، وترك ولده هذا فيكون من أهل هذا القسم. 6180 ز- عبد اللَّه بن يقطر «1» . ذكر أبو جعفر الطّبريّ أنه قتل مع الحسين بن علي رضي اللَّه عنه بكربلاء وكان رضيعه. 6181- عبد اللَّه بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري: ذكره خليفة فقال: قتل هو وأخواه محمد ويحيى يوم الحرّة، وأبوهم استشهد باليمامة، ولأولاده رؤية. 6182- ز- عبد اللَّه بن ثابت بن الجذع الأنصاري: ذكر ابن سعد أن أباه ثابتا استشهد بالطائف، وترك من الولد عبد اللَّه والحارث وأمّ إياس. 6183- عبد اللَّه بن الحارث بن عمرو بن المؤمل القرشي العدويّ «2» : ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فحنكه، قاله أبو عمر. قلت: وقد مضى ذكر والده في القسم الأول من حرف الحاء. 6184- عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي «3» : لأبيه ولجده صحبة، وأمّه هند بنت أبي سفيان بن حرب. قال البغويّ: لما ولدت أرسلت به أمّه إلى أختها أم حبيبة، فقالت يا رسول اللَّه، هذا ابن أختي، فحنّكه، وتفل في فيه. وكذا قال ابن سعد. وكان يلقّب ببّة، بموحدتين مفتوحتين الثانية ثقيلة. وقد روي عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا. ويقال: كان له عند وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سنتان.   (1) في أ، ت: بعطة، وفي د نقطة. (2) أسد الغابة ت (2879) ، الاستيعاب ت (1515) . (3) أسد الغابة ت (2882) ، الاستيعاب ت (1518) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 8 وروي عن أبيه، وعمّ جدّه العبّاس، وعن عمر، وعلي، وابن مسعود، وأم هانئ وغيرهم. روى عنه أولاده: عبد اللَّه، وعبيد اللَّه، وإسحاق، ومن التابعين: عبد الملك بن عمير، وأبو إسحاق السبيعي، والزهري وآخرون. اتفقوا على توثيقه، قاله ابن عبد البر. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ظاهر الصلاح، وله رضا في العامة. ولما مات يزيد بن معاوية وهرب عبد اللَّه بن زياد عامله على العراقين رضي أهل البصرة بعبد اللَّه بن الحارث هذا. وذكر البغويّ في ترجمته أنه ولى البصرة لابن الزّبير، وكانت وفاته بعمان سنة أربع وثمانين، قاله ابن سعد. وقال ابن حبّان في «الثقات» : مات بالأبواء، قتلته السموم سنة تسع وسبعين. وقال غيره: إن الّذي مات بالسموم إنما هو ولده عبد اللَّه بن «1» الحارث. 6185- عبد اللَّه بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي «2» :، أخو عبد الرحمن. قال أبو عمر ولد على عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأرسل عنه، ولا صحبة له، وكذا قال البخاريّ، وابن أبي حاتم: إن روايته عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلة. وقال أبو حذيفة البخاريّ في «الفتوح» : بلغنا أنّ الطاعون الّذي كان بعمواس لم ينج منه من آل المغيرة ابن عبد اللَّه بن مخزوم إلا المهاجرين خالد بن الوليد، وعبد اللَّه بن الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن أبي عمرو بن أبي حفص بن المغيرة. 6186- عبد اللَّه بن خالد بن أسيد بن أبي العيص العبشمي: ابن أخي عتاب. لأبيه صحبة، وتقدّم في القسم الأول. 6187 ز- عبد اللَّه بن زيد بن سهل الأنصاري: أخو أنس من أمه هو عبد اللَّه بن أبي طلحة. يأتي. 6188 ز- عبد اللَّه بن سبرة الحرشيّ. له صحبة، وشهد الفتوح في بدء الإسلام. وقال أبو عليّ القالي في «الأمالي» : بارز   (1) في أ: عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث. (2) أسد الغابة ت (2883) ، الاستيعاب ت (1519) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 أرطبون الرومي عبد اللَّه بن سبرة سنة خمس عشرة فقتله عبد اللَّه، وقطع أرطبون يده، فقال عبد اللَّه يرثي يده: ويل أمّ جار غداة الرّوع فارقني ... أهون عليّ به إذ بان فانقطعا يمنى يديّ غدت منّي مفارقة ... لم أستطع يوم فلطاس لها تبعا وقائل غاب عن شأني وقائلة ... هلّا اجتنبت عدوّ اللَّه إذ صرعا ويل امّه فارسا أجلت عشيرته ... حامي وقد ضيّعوا الأحساب فارتجعا يمشي إلى مستجيب مثله بطل ... حتّى إذا أمكنا سيفيهما انقطعا حاسيته الموت حتّى اشتفّ آخره ... فما استكان لما لاقى ولا جزعا فإن يكن أرطبون الرّوم قطّعها ... فإنّ فيها بحمد اللَّه منتفعا [البسيط] وهو القائل: إن أقلب الطعن فالطّاعون يرصدني ... كيف البقاء على طعن وطاعون [البسيط] وهو القائل يخاطب يزيد بن معاوية: تجاوز بحلم منك عنّي هذه ... لك الخير وانظر بعد كيف أكون [الطويل] 6189- عبد اللَّه بن سندر الجذامي. تقدم التنبيه عليه في ترجمته في القسم الأول: 6190 ز- عبد اللَّه بن سهل بن قرظة الأنصاري: أحد بني عمرو بن عوف. ذكر الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف والمختلف» أنّ أمه معاذة بنت عبد اللَّه مولاة عبد اللَّه ابن أبيّ، تزوّجها أبوه سهل بن قرظة فولدته في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكذا حكاه ابن عبد البرّ في ترجمة معاذة. 6191- عبد اللَّه بن سهل بن حنيف الأنصاري «1» : أبوه صحابي شهير. قال ابن مندة: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وأنه أميمة التي كانت امرأة حسان بن الدحداح، وفيها نزلت: إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ   (1) أسد الغابة ت (2994) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 [الممتحنة: 12] ، رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب أنه بلغه ذلك. قال ابن الأثير: الصحيح أن عبد اللَّه روى عن أبيه. روى عنه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، ثم ساق حديثه في فضل من أعان مجاهدا من مسند أحمد كذلك. قلت: وليس بينه وبين ما قال ابن مندة تدافع. 6192- عبد اللَّه بن شدّاد بن الهاد الليثي «1» : تقدم في ترجمة أبيه في القسم الأول سياق نسبه، وولد هو في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وأمّه سلمى بنت عميس، فهو أخو أولاد حمزة بن عبد المطلب لأمهم، وابن خالة أولاد جعفر، وكذا محمد بن أبي بكر، وبعض ولد علي، أمهم أسماء بنت عميس. روى عبد اللَّه عن أبويه وخالاته: ميمونة أم المؤمنين، وأم الفضل زوج العباس، وأسماء بنت عميس، وعمر، وعلي، وابن مسعود، ومعاذ، وطلحة، والعباس بن عبد المطلب، وغيرهم.   (1) أسد الغابة ت (3006) ، الاستيعاب ت (1591) ، طبقات ابن سعد 5/ 61، و 6/ 126، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وتاريخ خليفة 283، و 287، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 26، 28، والتاريخ الكبير 5/ 115، والتاريخ الصغير 1/ 179، وتاريخ الثقات للعجلي 261، والمعرفة والتاريخ 2/ 294، و 550، وتاريخ أبي زرعة 1/ 541، وتاريخ واسط 174، 175، وأنساب الأشراف 1/ 447، 3/ 283، والمعارف 66، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 231، والجرح والتعديل 5/ 80، والثقات لابن حبان 5/ 30، ومشاهير علماء الأمصار 772، ورجال الطوسي 47، والفرج بعد الشدة للتنوخي 1/ 125، 126، وتاريخ بغداد 9/ 473، 474، والسابق واللاحق 107، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 263، والتبيين في أنساب القرشيين 64، 123، والكامل في التاريخ 4/ 477، وتاريخ الطبري 1/ 420، 491، وعيون الأخبار 1/ 261، والعقد الفريد 2/ 408، و 3/ 186، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 272، وتهذيب الكمال 15/ 81- 85، والعبر 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 3/ 488، 489، والكاشف 2/ 85، وعهد الخلفاء الراشدين 57، 591، والمحبر 108، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 147، والبداية والنهاية 9/ 37، ومرآة الجنان 1/ 165، وجامع التحصيل 259، والوافي بالوفيات 17/ 210، وتهذيب التهذيب 2575، 252، وتقريب التهذيب 1/ 422، وخلاصة تهذيب التهذيب 170، وشذرات الذهب 1/ 90، ورجال البخاري 1/ 410، 411، ورجال مسلم 1/ 369، تاريخ الإسلام 3/ 111. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 روى عنه جماعة من كبار التابعين: كربعي بن حراش، ومن أوساطهم، كطاوس، ومن صغار التابعين، كسعد بن إبراهيم، وأبي إسحاق الشيبانيّ، والحكم بن عتبة، وغيرهم. قال: قال الميمونيّ: سئل أحمد: أسمع عبد اللَّه بن شداد من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم شيئا؟ قال: لا. وقال العجليّ: من كبار التابعين وثقاتهم، ووثّقه الجماعة في الصحيحين وغيرهما. وقد أرسل شيئا يأتي بعضه في ترجمة عبد اللَّه بن الهاد العتواري في القسم الأخير، اتفقوا على أنه فقد في وقعة الجماجم. قال العجليّ: اقتحم فرسه وفرس عبد الرحمن بن أبي ليلى نهر دجيل، فذهبا بهما وكذا جزم ابن حبان بأنه غرق بدجيل، وذلك سنة إحدى أو اثنتين وثمانين. 6193- عبد اللَّه بن صفوان» بن أمية بن خلف الجمحيّ المكيّ: تقدّم نسبه في ترجمة والده، يكنى أبا صفوان. وأمّه برزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي. ولد في عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله الجعابيّ «2» . وروى عن عمرو «3» بن عمر حفصة، وعبد اللَّه، وأم سلمة، وغيرهم. روى عنه ابن ابنه أمية بن صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان، وعمرو بن دينار، ومحمد ابن عباد بن جعفر، وآخرون.   (1) أسد الغابة ت (3018) ، الاستيعاب ت (1595) ، طبقات ابن سعد 5/ 465، الأخبار الموفقيات 623، نسب قريش 356، السير والمغازي لابن إسحاق 104، المغازي للواقدي 202، المحبر 142، تاريخ خليفة 214، طبقات خليفة 235، العلل لأحمد 77، التاريخ الكبير 5/ 118، التاريخ الصغير 1/ 142، المعرفة والتاريخ 1/ 533، تاريخ اليعقوبي 2/ 389، أنساب الأشراف 1/ 56، فتوح البلدان 58، الجرح والتعديل 5/ 84، الثقات لابن حبان 3/ 231، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، مشاهير علماء الأمصار رقم 599، العقد الفريد 4/ 5، التبيين في أنساب القرشيين 1/ 133، الكامل في التاريخ 2/ 149، تاريخ الطبري 2/ 287، تهذيب الكمال 15/ 125، تجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3360، سير أعلام النبلاء 4/ 150، العبر 1/ 82، الكاشف 2/ 87، جامع التحصيل رقم 372، الوافي بالوفيات 17/ 215، البداية والنهاية 1/ 345، مرآة الجنان 1/ 151، تهذيب التهذيب 5/ 265، تقريب التهذيب 1/ 423، العقد الثمين 5/ 178، خلاصة تذهيب التهذيب 202، شذرات الذهب 1/ 80، تاريخ الإسلام 2/ 450. (2) في أ، د، هـ: الجعان. (3) في ت، ل، هـ: ابني عمر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 12 قال الزّبير بن بكّار: كان من أشراف قريش، وكان مع ابن الزبير في خلافته يقوّي أمره، ولم يزل معه حتى قتلا جميعا. وقال مجاهد: كان شريفا حليما، ذكره ابن سعد في الطبقة العليا من التابعين. وذكره ابن حبّان في الصّحابة، فقال: له صحبة، ثم ذكره في ثقات التّابعين. وأخرج العسكريّ له حديثين مسندين في كل منهما نظر. وقال ابن عبد البرّ: روي عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حديث: ليغزونّ هذا البيت جيش فيخسف بهم. ومنهم من جعله مرسلا. قلت: وسبقه لذلك ابن أبي حاتم، وإنما رواه عبد اللَّه بن صفوان عن حفصة أم المؤمنين، كذا هو عند مسلم والنسائي وتاريخ البخاري، وكذا هو في مسانيد أحمد، وابن أبي عمر، وأبي يعلى، وغيرهم. 6194 - عبد اللَّه بن أبي طلحة «1» زيد بن سهل الأنصاري: أخو أنس بن مالك لأمّه. تقدم نسبه في ترجمة والده ثبت ذكره في حديث أنس في الصحيح أنه لما ولدته أمّ سليم قالت: يا أنس، اذهب به إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فليحنّكه، فكان أوّل شيء دخل جوفه ريق النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحنّكه بتمرة، فجعل يتلمّظ، فقال: «حبّ الأنصار التّمر» . قال ابن سعد: ولد بعد غزوة حنين، وأقام بالمدينة، وكان قليل الحديث، فروى عن أبيه وأخيه لأمه أنس. روى عنه ابناه: إسحاق، وعبد اللَّه، وابن ابنه يحيى بن إسحاق، وأبو طوالة، وغيرهم. وقال أبو نعيم الأصبهاني: استشهد بفارس. وقال غيره: مات بالمدينة سنة أربع وثمانين.   (1) أسد الغابة ت (3027) ، الاستيعاب ت (1600) ، طبقات ابن سعد 5/ 74- 76، وطبقات خليفة 337، وتاريخ الثقات للعجلي 262، وتاريخ أبي زرعة 1/ 71، و 562، والجرح والتعديل 5/ 57، والثقات لابن حبان 3/ 243، و 5/ 13، ومشاهير علماء الأمصار 136، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 272، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 273، ورجال الطوسي 50، وتهذيب الكمال 15/ 133، والوافي بالوفيات 17/ 184، 185، وجامع التحصيل 256، والبداية والنهاية 9/ 43، وتهذيب التهذيب 5/ 269، وتقريب التهذيب 1/ 424، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، ورجال مسلم 1/ 364، وتاريخ الإسلام 3/ 113. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 13 6195- عبد اللَّه بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي «1» : ابن خال عثمان بن عفان، لأنّ أم عثمان هي أروى بنت كريز المذكور، وأمّها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم، واسم أمّ عبد اللَّه هذا دجاجة بنت أسماء بنت الصلت السلمية. ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأتي به إليه وهو صغير، فقال: «هذا شبيهنا» وجعل يتفل عليه، ويعوذه، فجعل يبتلع ريق النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّه لمستقي» ، وكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له الماء حكاه ابن عبد البر. وقد روي عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وما أظنه رآه ولا سمع منه، كذا قال: وأثبت ابن حبّان له الرؤية، وهو كذلك. وقال ابن مندة في الصحابة: مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وله ثلاث عشرة سنة، كذا قال: وهو خطأ واضح، فقد ذكر عمر بن شبّة في أخبار البصرة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وجد يوم الفتح عند عمير بن قتادة الليثي خمس نسوة، فقال: فارق إحداهن. ففارق دجاجة بنت الصلت، فتزوّجها عامر بن كريز، فولدت له عبد اللَّه، فعلى هذا كان له عند الوفاة النبويّة دون السنتين. وهذا هو المعتمد. الحديث المذكور أخرجه ابن قانع، وابن مندة، من طريق مصعب الزبيري. حدثني أبي، عن جدي مصعب بن ثابت، عن حنظلة بن قيس، عن عبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه بن عامر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من قتل دون ماله فهو شهيد» . وليس في السياق تصريح بسماعه فهو مرسل. وكان عبد اللَّه جوادا شجاعا ميمونا، ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري سنة تسع وعشرين، وضمّ إليه فارس بعد عثمان بن أبي العاص. فافتتح خراسان كلّها، وأطراف فارس، وسجستان، وكرمان، وغيرها، حتى بلغ أعمال غزة «2» ، وفي إمارته قتل يزدجرد آخر ملوك فارس، وأحرم ابن عامر من نيسابور شكرا للَّه تعالى، وقدم على عثمان فلامه على تغريره بالنسك، وقدم بأموال عظيمة ففرّقها في قريش والأنصار.   (1) أسد الغابة ت (3033) ، الاستيعاب ت (1605) . (2) غزّة: بفتح أوله وثانيه وتشديده، مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقل في غربيها من عمل فلسطين وفيها مات هاشم (جد النبي) . انظر: مراصد الاطلاع 2/ 993. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 14 وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة، وأجرى إليها العين، وقتل عثمان وهو على البصرة، فسار بما كان عنده من الأموال إلى مكّة، فوافى أبا طلحة والزبير فرجع بهم إلى البصرة، فشهد معهم وقعة الجمل، ولم يحضر صفّين، وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس عليه، ثم صرفه عنها، فأقام بالمدينة. ومات سنة سبع أو ثمان وخمسين، وأوصى إلى عبد اللَّه بن الزبير. وأخباره في الجود كثيرة، وليست له رواية في الكتب الستة، لكن أشار البخاري إلى قصة إحرامه فقال في باب قوله تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ [البقرة: 197] من كتاب الحج: وقال ابن عباس من السنة ألّا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج. وكره عثمان أن يحرم من خراسان أو كرمان، وذكرت في تعليق التعليق أنّ سعيد بن منصور وأبا بكر بن أبي شيبة أخرجا من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن- أنّ عبد اللَّه بن عامر أحرم من خراسان، فلما قدم على عثمان لامه فيما صنع، وكرهه. وأخرجه عبد الرزاق، من طريق محمد بن سيرين، قال: أحرم عبد اللَّه بن عامر من خراسان، فقدم على عثمان فلامه، وقال: غررت بنسكك. وأخرج البيهقيّ، من طريق داود بن أبي هند- أنّ عبد اللَّه بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال: لأجعلنّ شكري للَّه أن أخرج من موضعي محرما، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع، قال البيهقيّ: هو عن عثمان مشهور. 6196 ز- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن سراقة بن المعتمر العدوي: تقدم نسبه في ترجمة أبيه. قال الزّبير بن بكّار في ذكر أولاد عمر بن الخطاب: وأما زينب بنت عمر فكانت عند عبد الرحمن بن سلول، ثم مات فخلف عليها عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن سراقة، فولدت له، ثم ذكر أنّ ابني سراقة ماتا فأوصيا إلى عمر بابن عبد اللَّه، فجعله عمر عند بنته زينب، فلما بلغ الحلم قال له: من تحبّ أن أزوّجك؟ قال: أمي زينب، فقال: إنها ليست أمك، ولكنها بنت عمك، فزوّجها له فولدت له ابنه عثمان، فيؤخذ من هذا أنه ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لكونه بلغ وتزوّج وولد له في حياة عمر، وكل ذلك بعد الوفاة النبويّة بثلاث عشر سنة. 6197 ز- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة العنزي:. حليف آل عمر بن الخطاب القرشي العدوي مولاهم، يكنى أبا محمد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 ذكره التّرمذيّ في الصّحابة، وقال: رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وسمع منه حرفا. وقال أبو زرعة وابن مندة: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: تقدم في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن عامر الأكبر أنه استشهد بالطائف، وأنّ هذا ولد بعده، فسماه أبوه على اسمه، وعلى هذا فلم يسمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، بل أخذ القصة عن أمه فأرسلها وإن كان ظاهر القصة أنه سمع، ومن ثمّ قال الواقديّ فيما حكاه ابن سعد: لا أرى الحديث الّذي فيه قصّة سماعة محفوظا. انتهى. وله رواية عن أبيه، وعمر، وعثمان، وعبد الرّحمن بن عوف، وعائشة وغيرهم. روى عنه عاصم بن عبيد اللَّه، والزّهري، ويحيى بن سعيد، وعبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، ومحمد بن يزيد بن المهاجر، وآخرون. قال الهيثم بن عديّ: مات سنة بضع وثمانين. وقال غيره: مات سنة خمس. وقيل سنة تسع. 6198- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن العوّام الأسديّ: له رؤية، ومضى ذكره في ترجمة أبيه، وأنه قتل يوم الدار، وقتل ولده خارجة مع بن الزبير. 6199- عبد اللَّه بن عبد: بغير إضافة، القاريّ- بتشديد التحتانية. حليف بني زهرة، وهو أخو عبد الرحمن بن عبد، وجدّ يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد. ذكره ابن حبّان في الصحابة. وأخرج البغوي من طريق ابن وهب: حدثني يعقوب ابن عبد الرحمن القاريّ، قال: قال أتى أبي بعبد الرحمن وعبد اللَّه ابني عبد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فبرّك عليهما ومسح رءوسهما «1» ، وقال لعبد اللَّه: «هذا عابد» ، فكانا إذا حلقا رءوسهما نبت موضع يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل الباقي. 6200 ز- عبد اللَّه بن عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي «2» :، سبط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أمه رقية.   (1) في أ: قال لعبد الرحمن: هذا تاجر. (2) أسد الغابة ت (3067) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 قال مصعب الزبيري: لما هاجر عثمان ومعه رقية إلى أرض الحبشة ولدت له هناك غلاما سماه عبد اللَّه وكني به، وكان قبل ذلك يكنى أبا عمرو. [وأخرج أبو نعيم من طريق حجاج بن أبي منيع، عن جده، عن الزهري نحوه] «1» . وأخرج ابن مندة من طريق عبد الكريم بن روح بن عبسة بن سعيد، عن أبيه. عن جده- مولى عثمان. وكانت أمه أم عباس مولاة لرقيّة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: قالت أمّ عبّاس: ولدت رقية لعثمان غلاما فسماه عبد اللَّه وكني به. وقال أبو سعد النّيسابوريّ في كتاب «شرف المصطفى» : ذكروا أن عبد اللَّه بن عثمان مات قبل أمّه بسنة. قلت: فعلى هذا يكون مات في السنة الأولى من الهجرة إلى المدينة. [6201 ز- عبد اللَّه بن عدي بن الخيار النوفلي «2» : سيأتي نسبه في ترجمة أخيه عبيد اللَّه مصغّرا، وقتل أبوهما كافرا، فيكون من هذا القسم كما يأتي تقريره في ترجمة أخيه، وكان لعبد اللَّه هذا من الولد: عبد العزيز، له ذكر، ولعبد العزيز ولد اسمه عبد اللَّه قتل شهيدا في أرض الروم مع مسلمة بن عبد الملك على رأس المائة] . 6202 - عبد اللَّه بن عمرو «3» بن الأحوص الأزدي: وأمّه أم جندب. لها ولأبيه صحبة، ولعبد اللَّه هذا رؤية وسقته أمه في حجة الوداع من ماء مجّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيه. ووقع لي ذلك بسند عال: أخبرنا أحمد بن أبي بكر المقدسي في كتابه، أخبرنا عيسى بن معالي، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم، قالا: أنبأنا محمد بن إبراهيم الإربلي، أنبأتنا شهدة بنت الآبري ح. وقرأت على الزّين بن عمر بن محمد البالسي، عن زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم سماعا، عن إبراهيم بن محمود، قال: قرئ على أم عبد اللَّه الرهبانية ونحن نسمع، قالت: أنبأنا طرّاد بن محمد الزبيبي «4» ، أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر، حدّثنا الحسين بن يحيى بن عياش، حدثنا الحسن بن محمد الزعفرانيّ، حدثنا عبيدة بن حميد، عن يزيد بن   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (3068) . (3) أسد الغابة ت (3083) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 325. (4) في أ: الزيني. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه، قالت: «رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند جمرة العقبة راكبا ووراءه رجل يستره من رمي النّاس، فقال: «يا أيّها النّاس، لا يقتل بعضكم بعضا، ومن رمى الجمرة فليرمها بمثل حصى الخذف» . قال: ورأيت بين أصابعه حجرا فرمى ورمى النّاس «1» ، ثم انصرف، فجاءته امرأة معها ابن لها به مسّ، فقالت: يا نبيّ اللَّه، ابني هذا- تعني ادع له، قال: فأمرها فدخلت بعض الأخبية، فجاءت بتور «2» من حجارة فيه ماء، فأخذ بيده فمجّ فيه ودعا فيه وأعاده، وقال: اسقيه واغسليه منه. قالت: فتبعتها فقلت: هبي لي من هذا الماء. فقالت: خذي منه، فأخذت منه حفنة فسقيتها ابني عبد اللَّه فعاش، فكان من برئه ما شاء اللَّه أن يكون. قالت: ولقيت المرأة فزعمت أن ابنها بريء، وأنه غلام لا غلام خير منه. وأخرجه أبو موسى في «الذّيل» بطوله، من طريق طرّاد، وأخرج أبو داود طرفا منه عن أبي ثور ووهب بن بيان «3» ، كلاهما عن عبيدة بن حميد، فوقع لنا «4» عاليا. 6203- عبد اللَّه بن فضالة الليثي «5» : ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فعقّ عنه أبوه بفرس، ذكر ذلك البخاري في تاريخه من رواية موسى بن عمران الليثي، عن عاصم بن حدثان «6» الليثي، عن عبد اللَّه بن فضالة الليثي، فذكره. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: إسناد مضطرب، مشايخ مجاهيل، كذا قال. ولعبد اللَّه رواية عن أبيه في سنن أبي داود، وصححها ابن حبان من طريق داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود عنه، عن أبيه، أنه سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو حاتم: اختلف في سنده: فقال مسلم بن علقمة، عن داود، عن أبي حرب، عن عبد اللَّه بن فضالة أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) أخرجه أبو داود (1966) وأحمد 3/ 503، 6/ 376، 379، والبيهقي في الدلائل 5/ 244، وفي السنن 5/ 130، وابن سعد 8/ 224، وانظر نصب الراية 3/ 75. (2) التّور من الأواني: مذكّر، قيل: هو عربيّ، وقيل: دخيل قال الأزهري: التّور إناء معروف تذكّره العرب تشرب فيه، وقيل: هو إناء من صفر أو حجارة كالإجّانة وقد يتوضّأ منه. اللسان 1/ 455. (3) في أ: نبان. (4) في أ، ل: لنا بدلا عاليا. (5) أسد الغابة ت (3120) ، الاستيعاب ت (1649) . (6) في ب، ل: جدان. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 وقول من قال فيه عن أبيه أصحّ. وفرّق العسكري بين الراويّ عن أبيه والّذي عقّ عنه، وهو محتمل. وذكر ابن حبّان الّذي روى عنه أبو حرب في ثقات التابعين. 6204 ز- عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة «1» بن المطلب بن عبد مناف: ذكر العسكري أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو صغير، وأبوه صحابي، يأتي ذكره. وروى هو عن أبيه، وزيد بن خالد، وأبي هريرة، وابن عمر. روى عنه ابناه: محمد، والمطلب، وإسحاق بن يسار والد محمد بن إسحاق صاحب المغازي. ووثّقه النسائي، وعمل لعبد الملك بن مروان على العراق، وولى قضاء المدينة في أول إمرة الحجاج. وذكره البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان في التابعين. وذكره في الصحابة ابن أبي خيثمة، والبغوي، وابن شاهين، واستدركه أبو موسى من أجل حديث وهم فيه بعض الرواة، قال ابن أبي خيثمة: حدثنا ابن أبي أويس، حدثني أبي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة، قال: قلت: لأرمقنّ «2» صلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فصلّى ركعتين ركعتين حتى صلّى ثلاث عشرة ركعة. الحديث أخرجه البغويّ عن ابن أبي خيثمة، وقال: يشكّ في سماعه. وأخرجه ابن شاهين عن البغويّ، واستدركه أبو موسى من طريق ابن شاهين. قال البغويّ: رواه مالك في الموطأ، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن قيس، عن زيد بن خالد الجهنيّ، قال: قلت: لأرمقن «3» ... فذكر الحديث.   (1) طبقات ابن سعد 5/ 239، التاريخ الكبير 5/ 172، تاريخ خليفة 293، أنساب الأشراف 5/ 374، المعرفة والتاريخ 1/ 296، تاريخ الإسلام 3/ 121، الثقات لابن حبان 5/ 10، مشاهير علماء الأمصار 471، أخبار القضاة لوكيع 1/ 124، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277، تاريخ الطبري 6/ 201، الكامل في التاريخ 4/ 373، الكاشف 2/ 107، تجريد أسماء الصحابة 3495، تهذيب التهذيب 5/ 363، تقريب التهذيب 1/ 441، تهذيب الكمال 15/ 453، جامع التحصيل 262، خلاصة تذهيب التهذيب 210، رجال مسلم 1/ 383، أسد الغابة ت (3143) . (2) في أ: لابن معن. (3) في أ: لابن معن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 قلت: وهذا هو الصواب. وهكذا أخرجه مسلم، وأصحاب السنن، من طريق مالك، وأبو أويس كثير الوهم، فسقط عليه الصحابي، وسماع أبي أويس كان مع مالك، فالعمدة على رواية مالك، ولولا قول العسكري: إن لعبد اللَّه بن قيس رؤية لم أذكره إلا في القسم الرابع، ولو كان كما قال العسكري لكانت له رواية عن عمر فمن يقاربه «1» ، ولم يوجد ذلك. واللَّه أعلم. ووقع لابن مندة فيه خبط ذكرته في ترجمة عبد اللَّه بن قيس بن عكرمة في القسم الرابع. 6205 - عبد اللَّه بن كعب بن مالك «2» بن أبي القين الأنصاري، المدني: أبو فضالة. يأتي نسبه في ترجمة والده. قال البغويّ، عن الواقديّ: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره العسكريّ فيمن لحق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وروي عن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي أمامة بن ثعلبة، وجابر وغيرهم، وعن أبيه كعب الشاعر المشهور. وكان قائده حين عمي. روى عنه ابناه: عبد الرحمن، وخارجة، وإخوته: عبد الرحمن، ومعبد، ومحمد أولاد كعب، والأعرج، والزهري، وسعد بن إبراهيم، وعبد اللَّه بن أبي يزيد، وغيرهم. ووثّقه العجليّ، وابن سعد، وأبو زرعة، وابن حبّان، وقال: مات سنة سبع أو ثمان وتسعين من الهجرة، وسيأتي في ترجمة والده ما نقله أحمد عن هارون بن إسماعيل أنّ كعبا كان يكنى في الجاهلية أبا بشير، فكناه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أبا عبد اللَّه، فكأنه كناه بولده هذا، فإنه كان أكبر أولاده كما ثبت في الصحيح في حديث طويل. وقال أحمد أيضا: حدثنا هارون بن إسماعيل، قال: كان عبد اللَّه بن كعب وصي أبيه، ومات من آخر من مات من ولد كعب، وكنيته أبو عبد الرحمن. 6206- عبد اللَّه بن مسعود بن معتب الثقفي أمّه: أم عمرو بنت العوّام بن عبد المطلب.   (1) في هـ: لمن يقاربه. (2) الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 272، الثقات لابن حبان 126، التاريخ الكبير 5/ 178، الجرح والتعديل 5/ 142، تاريخ الإسلام 3/ 404، الوافي بالوفيات 17/ 411، مشاهير علماء الأمصار 70، تهذيب التهذيب 5/ 369، الكاشف 2/ 108، البداية والنهاية 9/ 43، تقريب التهذيب 1/ 442، تاريخ الإسلام 3/ 404، أسد الغابة ت (3152) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 ذكره ابن سعد في ترجمة أبيه. 6207- عبد اللَّه بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشي العدوي المدني «1» : هذا هو الصّواب في نسبه. ونسبه ابن حبان إلى الأسود، ولكن قال: الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، فوهم. ذكره ابن حبّان، وابن قانع، وغيرهما في الصحابة. وأخرج الطّبراني، وابن مندة وغيرهما، من طريق زكريا بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن مطيع عن أبيه عن جدّه، قال: رأى مطيع في المنام أنه أهدي إليه جراب تمر، فذكر ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «هل بأحد من نسائك حمل» «2» ؟ قال: نعم، امرأة من بني ليث. قال: فإنّها ستلد لك غلاما فولدت له غلاما، فأتى به النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فحنّكه بتمرة، وسمّاه عبد اللَّه، ودعا له بالبركة» . إسناده جيّد. وأخرج ابن مندة من طريقه حديثا أرسله عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وفيه: «من عرضت عليه كرامة فلا يدع أن يأخذ منها ما قلّ أو كثر» . وقال الزُّبير بن بكّار: كان عبد اللَّه بن مطيع أمير أهل المدينة من قريش وغيرهم في وقعة الحرّة، وكان أمير الأنصار عبد اللَّه بن حنظلة. قلت: ولابن مطيع مع ابن عمر في ذلك قصة مروية في صحيح البخاري. وأخرج مسلم والبخاريّ في «الأدب المفرد» من طريق الشعبي عنه عن أبيه حديثا يأتي في ترجمة أبيه. وأخرج البغويّ من طريق داود بن أبي هند، عن محمد بن أبي موسى، قال: كنت واقفا مع عبد اللَّه بن مطيع بن الأسود بعرفات، فذكر أثرا موقوفا. قال الزّبير بن بكّار: حدثني عمي، قال: كان ابن مطيع من رجال قريش شجاعة ونجدة وجلدا، فلما انهزم أهل الحرة قتل عبد اللَّه بن طلحة، وفر عبد اللَّه بن مطيع فنجا حتى توارى في بيت امرأة من حيث لا يشعر به أحد، فلما هجم أهل الشام على المدينة في بيوتهم ونهبوهم دخل رجل من أهل الشام دار المرأة التي توارى فيها ابن مطيع، فرأى المرأة   (1) أسد الغابة ت (3190) ، الاستيعاب ت (1679) . (2) أورده الهيثمي في الزوائد 7/ 187، عن زكريا بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن مطيع عن أبيه عن جده. قال الهيثمي رواه الطبراني عن زكريا عن إبراهيم ولم أعرفهما. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 فأعجبته فواثبها، فامتنعت منه، فصرعها فاطلع ابن مطيع على ذلك، فدخل فخلّصها منه، وقتل الشامي، فقالت له المرأة. بأبي أنت وأمي! من أنت؟ ثم سكن عبد اللَّه بن مطيع مكة، ووازر ابن الزبير على أمره لما ادّعى الخلافة بعد موت يزيد بن معاوية، فأرسله عبد اللَّه بن الزبير إلى الكوفة أميرا، ثم غلبه عليها المختار بن أبي عبيد، فأخرجه، فلحق بابن الزبير، فكان معه إلى أن قتل معه في حصار الحجاج له، وكان يقاتل أهل الشام وهو يرتجز: أنا الّذي فررت يوم الحرّة ... والحرّ «1» لا يفرّ إلّا مرّه وهذه الكرّة بعد الفرّه [الرجز] وقتل عبد اللَّه بن مطيع يومئذ، وحملت رأسه مع رأس عبد اللَّه بن الزبير، فقال يحيى ابن سعيد الأنصاريّ: أذكر أني رأيت ثلاثة أرؤس قدم بها المدينة: رأس ابن الزبير، ورأس ابن مطيع، ورأس صفوان. أخرجه البخاري في التاريخ، وعليّ بن المديني عن ابن عيينة «2» عنه، قال علي: قتلوا في يوم واحد. قلت: وكان ذلك في أول سنة أربع وسبعين. 6208 ز- عبد اللَّه بن معبد بن الحارث بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزي الأسدي القرشي «3» : ذكر البلاذريّ أنه قتل مع عائشة يوم الجمل سنة ست وثلاثين، وأبوه مات بمكة يوم «4» الفتح، وهو من أهل هذا القسم. 6209 ز- عبد اللَّه بن المقداد بن الأسود:، وأمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب. قال ابن سعد: شهد مع عائشة الجمل فقتل بها فمرّ به علي بن أبي طالب فقال: بئس ابن الأخت أنت. 6210- عبد اللَّه بن هانئ بن يزيد الحارثي: أخو شريح بن هانئ «5» . تقدّم أنه وإخوته أولاد هانئ كانوا معه وهم صغار لما وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) في أ، هـ: والشيخ. (2) في أ: عقبه. (3) أسد الغابة ت (3194) . (4) في أ: قبل. (5) أسد الغابة ت (3229) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 6211 ز- عبد اللَّه بن ورقاء بن جنادة السلولي: ابن أخي حبشي بن جنادة الصحابي الماضي. وأبوه ورقاء هلك قبل أن يسلم. وذكر الطّبريّ ولده عبد اللَّه بن ورقاء هذا فيمن شهد عين الوردة مع سليمان بن صرد سنة خمس وستين، فهو من أهل هذا القسم. 6212- عبد اللَّه بن وهب بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي:. هو عبد اللَّه الأصغر. له رؤية. وأما الأكبر فتقدم في الأول. 6213- عبد اللَّه ابن أخي أم سلمة: تقدم ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن الوليد قريبا «1» . 6214 ز- عبد الرحمن بن جارية: يأتي في عبد الرحمن بن يزيد بن جارية. 6215- عبد الرحمن بن الحارث: بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن محزوم القرشي المخزومي «2» يكنى أبا محمد. تقدم ذكر أبيه وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد، قيل: كان ابن عشر في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، حكى ذلك عن مصعب، وهو وهم، بل كان صغيرا، وخرج أبوه بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما خرج إلى الجهاد بالشام فمات أبوه في طاعون عمواس سنة ثمانية عشرة» ، وتزوّج عمر أمه، فنشأ في حجر عمر، فسمع منه ومن غيره، وتزوج بنت عثمان، ثم كان ممّن ندبه عثمان لكتابة المصاحف من شباب قريش ويقال: كان أبوه سماه إبراهيم، فغيّر عمر اسمه، حكاه ابن سعد. وقال ابن حبّان: ولد في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يسمع منه، ثم ذكره في ثقات التابعين.   (1) في أ: بن الوليد في القسم الأول. (2) أسد الغابة ت (3283) ، الاستيعاب ت (1405) ، الثقات 3/ 253، تجريد أسماء الصحابة 1/ 345، الطبقات 233، تقريب التهذيب 476، الجرح والتعديل 5/ 224، تهذيب التهذيب 6/ 156، التاريخ الصغير 2/ 73، أزمنة التاريخ الإسلامي 696، التاريخ الكبير 5/ 272، الطبقات الكبرى 5/ 12، 6، 22، تهذيب الكمال 2/ 781، الإعلام 3/ 303، التحفة اللطيفة 2/ 476، سير أعلام النبلاء 3/ 484، المحن 74/ 781، خلاصة تذهيب 2/ 128، الكاشف 2/ 160، العقد الثمين 5/ 345، الميزان 2/ 555، المغني 3547. (3) في أ: ثماني عشرة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 وقال البغويّ: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا أحسبه سمع منه. وذكره البغويّ والطّبرانيّ في الصحابة، والبخاري وأبو حاتم الرازيّ في التابعين، وراج ذلك على من ذكره بالحديث الّذي أخرجه من طريق ابن إسحاق، عن عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تزوج أم سلمة في شوال. الحديث. وقد سقط من النسب رجل، فإنّ عبد الملك هو ابن أبي بكر بن عبد الرحمن، وأبو بكر هو أحد الفقهاء السبعة من تابعي أهل المدينة، وخبره بذلك مرسل، ونسب عبد الملك في هذه الرواية إلى جده. وقد أخرجه مالك من طريق عبد الملك، وساق نسبه على الصحة، فقال: عبد الملك ابن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبيه، فذكره مرسلا وقد وصله غيره من رواية عبد الملك عن أبيه أبي بكر، عن أم سلمة، وتابعه غيره عن أبي بكر بن عبد الرحمن. وروى عبد الرحمن عن أبيه، وعن عمر، وعثمان، وعلي، وأبي هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وغيرهم. وروى عنه أولاده: أبو بكر، وعكرمة، والمغيرة، ومن التابعين أبو قلابة، وهشام بن عمرو الفزاري، والشعبي، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب وآخرون. قال ابن سعد: كان من أشراف قريش. وقال ابن حبان: مات سنة ثلاث وأربعين. 6216 - عبد الرحمن بن حاطب «1» بن أبي بلتعة اللخمي:. تقدم، نسبه في ترجمة أبيه، قال إبراهيم بن المنذر، وابن سعد، وأبو أحمد الحاكم، وابن مندة، وأبو نعيم: ولد في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن مندة: له رؤية، ولا يصح له صحبة. وقال ابن حبان: يقال له صحبة، وإنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرج الطّبرانيّ وابن قانع، من طريق عبد العزيز بن أبان، وخالد بن إلياس، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، قال رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يأتي   (1) أسد الغابة ت (3285) ، الاستيعاب ت (1406) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 245، الطبقات 232، تقريب التهذيب 1/ 476، الجرح والتعديل 5/ 222، تهذيب التهذيب 6/ 158، التاريخ الصغير 1/ 47، التاريخ الكبير 5/ 271، الطبقات الكبرى 9/ 109، تهذيب الكمال 2/ 782، تاريخ الإسلام 3/ 192، الكاشف 2/ 160، التحفة اللطيفة 2/ 477، المحن 161، خلاصة التذهيب 2/ 129، البداية والنهاية 7/ 156، العقد الثمين 5/ 346. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 العيد يذهب من طريق ويرجع في آخر. وهذا سند ضعيف. قال البخاريّ في «التاريخ» : سمع عمر، وعلّق له في الصحيح شيئا عن عمر، وله قصة أخرى مع عمر. وأشار البخاري إلى أن الحديث الّذي رواه إسحاق بن راشد، عن الزهري عن عروة عنه في قصة أبيه حاطب مرسل.. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: كان ثقة قليل الحديث.. وعدّه الهيثم بن عديّ، عن أبيه جريح، عن ابن شهاب- فيمن كان يتفقه بالمدينة. وقال خليفة وغيره: مات سنة ثمان وستين. وخالفهم يعقوب بن سفيان فقال: قتل يوم الحرّة. 6217 ز- عبد الرحمن بن الحباب بن عمرو الأنصاري:. تقدّم ذكره في ترجمة أبيه في القسم الأول. 6218- عبد الرحمن بن حزن بن أبي وهب المخزومي:. له رؤية. هو الأصغر. أمه فزارية، وأم أخيه عبد الرحمن الأكبر عامرية كما تقدم ذلك في ترجمته. 6219 - عبد الرحمن بن حسان «1» بن ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي: الشاعر، يكنى أبا سعد، وأبا محمد وأمه «2» أخت مارية القبطية. ذكر الجعابيّ «3» والعسكري أنه ولد في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن مندة: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرج ابن رشدين وابن مندة وغيرهما في كتبهم في الصحابة من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، عن أبيه، قال: مرّ حسّان بن ثابت برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فذكر قصة. وأخرج ابن ماجة، من طريق ابن خثيم، عن عبد الرحمن بن نهمان، عن عبد   (1) أسد الغابة ت (3288) ، طبقات ابن سعد 5/ 266، طبقات خليفة 251، التاريخ الكبير 5/ 270، التاريخ الصغير 1/ 76، تاريخ الفسوي 1/ 235، الجرح والتعديل 5/ 223، تهذيب الكمال 784، تهذيب التهذيب 2/ 208، تاريخ الإسلام 4/ 141، تهذيب التهذيب 6/ 162، خلاصة تذهيب الكمال 226. (2) في ت، هـ: بياض نحو كلمتين. (3) في أ: الجعاني. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 الرحمن بن حسان بن ثابت، عن أبيه، قال: لعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم زوّارات القبور. قال ابن سعد: كان عبد الرحمن شاعرا قليل الحديث. وذكره ابن معين في تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وقال خليفة وابن جرير وغيرهما: مات سنة أربع ومائة. قال ابن عساكر: لا أراه محفوظا، لأنه قيل إنه عاش ثمانيا وأربعين، ومقتضاه أنه ما أدرك أباه، لأنه مات بعد الخمسين بأربع أو نحوها، وقد ثبت أنه كان رجلا في زمان أبيه، وأبوه القائل: فمن للقوافي بعد حسّان وابنه ... ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت «1» [الطويل] قلت: وإن ثبت أنه ولد في العهد النبوي وعاش إلى سنة أربع ومائة يكون عاش ثمانيا وتسعين، فلعل الأربعين محرّفة من التسعين. 6220- عبد الرحمن بن أم الحكم «2» : ويأتي في ابن عبد اللَّه بن عثمان. 6221 ز- عبد الرحمن بن حميد بن عمرو بن عبد اللَّه بن أبي قيس العامري القرشي: كان من أهل مكة، وشهد الجمل هو وأخوه عمرو مع عائشة: وقتلا في تلك الوقعة، ولأبيهما ذكر في قريش إلا أنه مات قبل أن يسلم وقبل فتح مكة، فيكون هو وأخوه من أهل هذا القسم. 6222 ز- عبد الرحمن بن حويطب: بن عبد العزّى العامري. أبوه صحابيّ مشهور، وأما هو فذكره الزبير. 6223 - عبد الرحمن «3» بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي:   (1) البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص 374، وشرح عميرة الحافظ ص 865، ولسان العرب (14/ 119) (ثني) . والشاهد فيه قوله: «بعد حسان» حيث منع حسان من الصرف، لأنه فعلان من الحسّ، ويجوز صرفه على أنه فعّال من الحسن. (2) أسد الغابة ت (3290) . (3) أسد الغابة ت (3293) ، الاستيعاب ت (1410) ، الثقات 3/ 250، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346، الطبقات 244/ 311، الجرح والتعديل 5/ 229، أزمنة التاريخ الإسلامي 698، التاريخ الكبير 5/ 277، الطبقات الكبرى 9/ 110، المنمق 449، 451، 452، شذرات الذهب 1/ 55، البداية والنهاية 5/ 348، العقد الثمين 5/ 348. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 قال ابن مندة: له رؤية. قال ابن السكن، يقال له صحبة، ولم يذكر سماعا ولا حضورا. وأخرج هو والطّبراني من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه، عن أبي هزّان، عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أنه كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، فسئل، فقال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يحتجمها ويقول: من أهراق من هذه الدّماء فلا يضرّه ألّا يتداوى بشيء» . وزعم سيف أنه شهد فتوح الشام مع أبيه وذكره ابن سميع وابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، وأخرج ابن المقري في فوائد حرملة، عن ابن وهب، من طريق عبيد بن يعلى، عن أبي أيوب. قال غزونا مع عبد الرحمن بن خالد، فأتى بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقتلوا صبرا بالنبل، فبلغ ذلك أبا أيوب، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينهى عن قتل الصبر، ولو كانت دجاجة ما صبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعتق أربع رقاب. وأخرجه الحاكم في «المستدرك» . وأصل حديث أبي أيوب عند أحمد وأبي داود. وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال الحاكم أبو أحمد لا أعلم له رواية. وأخرج ابن عساكر من طرق كثيرة أنه كان يؤمّر على غزو الروم أيام معاوية، وشهد معه صفّين، وكان أخوه المهاجر بن خالد مع عليّ في حروبه، وقد تقدم في ترجمة عبد اللَّه بن مسعدة قصة عهد معاوية لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، ثم نزع ذلك منه، وأعطاه لسفيان بن عوف، وفي آخر القصة عند الزبير في الموفقيات أنّ عبد الرحمن قال لمعاوية: أتعزلني بعد أن وليتني بغير حدث أحدثه، واللَّه لو أنا بمكة على السواء لانتصفت منك. فقال معاوية: ولو كنّا بمكة لكنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب، منزلي بالأبطح ينشقّ عنه الوادي، وأنت عبد الرحمن بن خالد بن الوليد منزلك بأجياد «1» أسفله عذرة وأعلاه مدرة. قال الزّبير: وكان عبد الرحمن عظيم القدر عند أهل الشام، وكان كعب بن جعيل   (1) . 153- أجياد: بفتح أوله وسكون ثانيه كأنه جمع جيد وهو العنق وأجياد أيضا جمع جواد من الخيل يقال للذكر والأنثى وجياد وأجاويد وقال أبو القاسم الخوارزمي: أجياد موضع بمكة يلي الصفا (1) أجياد أحد جبال مكة وهو الجبل الأخضر بغربي المسجد الحرام وفي رأسه منار، يذكر أن أبا بكر الصديق أمر ببنائه ينادي عليه المؤذنون في رمضان. الروض المعطار/ 12، 13. معجم البلدان 1/ 130. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 الشاعر المشهور التغلبي كثير المدح له، فلما مات عبد الرحمن قال معاوية لكعب بن جعيل: قد كان عبد الرحمن صديقا لك، فلما مات نسيته! قال: كلا، ولقد رثيته بأبيات ذكرها، ومنها: ألا تبكي وما ظلمت قريش ... بإعوال البكاء على فتاها ولو سئلت دمشق وبعلبكّ ... وحمص من أباح لكم حماها بسيف اللَّه أدخلها المنايا ... وهدّم حصنها وحوى قراها وأنزلها معاوية بن صخر ... وكانت أرضه أرضا سواها «1» [الوافر] وأنشد الزّبير لكعب بن جعيل في رثاء عبد الرّحمن عدة أشعار. وكان المهاجر بن خالد بلغه أن ابن أثال الطبيب- وكان نصرانيا- دسّ على أخيه عبد الرحمن سما، فدخل إلى الشام واعترض لابن أثال فقتله ثم لم يزل محالفا لبني أمية، وشهد مع ابن الزبير القتال بمكّة. قال خليفة، وأبو عبيد، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم: مات سنة ست وأربعين، زاد أبو سليمان بن زبر: قتله ابن أثال النصراني بالسم بحمص. 6224 ز- عبد الرحمن بن خبّاب «2» بن الأرت: ذكره البغويّ عن عبّاس بن محمّد وابن معين. 6225- عبد الرحمن بن الزجاج «3» : له رؤية وأخرج ابن مندة من طريق عمر بن عثمان بن الوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج، أخبرني أبي «4» وغيره من أهلي عن عبد الرحمن بن الزجاج، عن أم حبيبة قالت: «دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعبد الرّحمن بن الزّجّاج، وبين يدي «5» ركوة من ماء، فقال: «ما هذا يا أمّ حبيبة؟ قلت: بني غلام «6» يا رسول اللَّه، ائذن لي أن أعتقه. قال: فأذن» .   (1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (3293) ، نسب قريش: 325. (2) الثقات 3/ 253، تجريد أسماء الصحابة 1/ 346، الطبقات 52، تقريب التهذيب 1/ 478، الجرح والتعديل 5/ 228، تهذيب التهذيب 6/ 167، التاريخ الكبير 5/ 246، 277، تهذيب الكمال 2/ 785، الكاشف 2/ 113، خلاصة تذهيب 2/ 785، الإكمال 2/ 149، تصحيفات المحدثين 429. (3) أسد الغابة ت (3310) . (4) بياض بالأصول. (5) في أ: يدي في ركوة. (6) في أ: غلامي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 وذكره البخاريّ في التابعين، وأخرج سمويه في «فوائده» من طريق عبد الرحمن المذكور عن شيبة بن عثمان أنه سمعه يقول: لقد صلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الكعبية ركعتين بين العمودين، ثم ألصق ظهره وبطنه بها. 6226- عبد الرحمن بن زمعة بن قيس العامري «1» : أخو عبد، بغير إضافة. ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو الّذي تخاصم فيه عبد بن زمعة وسعد بن أبي وقاص بمكة في عام الفتح، ففي الصحيحين عن عائشة، قالت: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أنّ ابن وليدة زمعة منّي، فأقبضه. فلما فتحت مكة أخذه سعد، فقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فتساوقا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقضى به لعبد بن زمعة. وقال لسودة: «احتجبي منه» . الحديث. قال الزّبير في كتاب النسب: فولد زمعة عبد أو عبد الرحمن. وقال ابن عبد البرّ: لم يختلف النسابون أنّ اسم ابن الوليدة صاحب هذه القصة عبد الرحمن. قلت: خبط ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، في نسبه، فجعله من بني أسد بن عبد العزى، وليس كذلك. ووهم ابن قانع فجعله هو الّذي خاصم سعد بن أبي وقاص، وكأنه انقلب عليه، فإنه المخاصم فيه لا المخاصم. والمخاصم عبد بغير إضافة بلا نزاع. 6227 - عبد الرحمن بن زيد «2» بن الخطاب القرشي العدوي:. مضى ذكر والده في القسم الأول، وأمه لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية ولد سنة خمس فيما قيل وقال مصعب: كان له عند موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ست سنين وقال ابن حبّان: ولد سنة الهجرة، كذا قال وخطئوه. وقال الزّبير: حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز، قال: ولد عبد الرحمن بن   (1) أسد الغابة ت (3311) ، الاستيعاب ت (1421) . (2) أسد الغابة ت (3313) ، الاستيعاب ت (1423) ، الكاشف 2/ 146، العقد الثمين 5/ 52، الثقات 3/ 249، تجريد أسماء الصحابة 1/ 347، الطبقات 234، تقريب التهذيب 1/ 480، الجرح والتعديل 5/ 233، تهذيب التهذيب 1/ 179، التاريخ الصغير 1/ 145، 162، التاريخ الكبير 5/ 284، الأعلام 3/ 37، الطبقات الكبرى 9/ 110. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 29 زيد بن الخطاب فكان ألطف من ولد. فأخذه جده «1» أبو لبابة في خرقة، فأحضره «2» عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال: ما رأيت مولودا أصغر خلقة منه، فحنكه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ومسح رأسه، ودعا له بالبركة، قال: فما رئي عبد الرحمن في قوم إلا فرعهم طولا وزوّجه عمر بنته فاطمة، فولدت له عبد اللَّه بن عبد الرحمن، وولد لعبد الرحمن في خلافة عمر ابن فسماه محمدا، فسمع عمر رجلا يسبّه يقول: فعل اللَّه بك يا محمد، فغيّر اسمه، فسماه عبد الحميد. وولى يزيد بن معاوية عبد الرحمن بن زيد إمرة مكة، فاستقضى فيها مولاهم عبيد بن حسين وكان لبيبا عاقلا. وروى عبد الرحمن عن أبيه، وعمه، وابن مسعود، وغيرهم. وعنه ابنه، وسالم بن عبد اللَّه، وعاصم بن عبيد اللَّه، وأبو جناب الكلبي. قال البخاريّ: مات قبل ابن عمر، يعني في ولاية عبد اللَّه بن الزبير. وذكر المرزباني في معجم الشعراء، له قصة عند عبد الملك بن مروان، وأنشد له في ذلك شعرا. 6228- عبد الرحمن بن السائب بن أبي السائب: له رؤية وقتل يوم الجمل، قاله أبو عمر. قلت: تقدم في الأول. 6229- عبد الرحمن بن سعد بن زرارة: ذكره أبو نعيم. وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ويحتمل أن يكون من أهل هذا القسم. وهو والد عمرة بنت عبد الرحمن التابعية المشهورة التي تكثر الرواية عن عائشة. 6230 ز- عبد الرحمن بن سهل «3» بن حنيف الأنصاري: تقدم نسبه في ترجمة والده. قال ابن مندة: ذكره ابن أبي داود في الصحابة ولا يصح، ولأبيه صحبة، ولأخيه أبي أمامة أسعد رؤية.   (1) في أ: جده لأمه أبو لبابة. (2) فأحضروه. (3) أسد الغابة ت (3327) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 349، الطبقات 53، الجرح والتعديل 2/ 238، التاريخ الكبير 5/ 245، تهذيب الكمال 2/ 793، التحفة اللطيفة 2/ 496، خلاصة تذهيب 6/ 136، تقريب التهذيب 1/ 483، تهذيب التهذيب 6/ 191، مجمع الزوائد 274، الثقات 8/ 370، الجرح والتعديل 5/ 1127. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 30 قلت: وذكره ابن قانع أيضا في الصحابة، وأخرج هو وابن مندة من طريق أبي حازم، عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف، قال: لما نزلت هذه الآية: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ ... [الكهف: - 28] الآية، فذكر قصة، قال العسكري: أحسبه مرسلا. قلت: لا يبعد أن يكون له رؤية، وإن لم يكن له صحبة. وقد تقدم أخوه عبد اللَّه قريبا. 6231 ز- عبد الرحمن بن شداد بن الهاد: ذكر أبو عمر في ترجمة أم سلمة بنت عميس أنّ له رؤية. 6232- عبد الرحمن بن شرحبيل «1» بن حسنة: تقدّم ذكر أبيه، وأما هو فذكره محمد بن الربيع «2» الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة وشهد فتحها، وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ولا يعرف له عنه حديث هو وأخوه ربيعة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: يروي عن أبيه، وله صحبة، روى عنه أهل مصر. قلت: والضمير في قوله: وله صحبة لأبيه. 6233 ز- عبد الرحمن بن شقران: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكر البلاذريّ أنّ عمر أرسله إلى أبي موسى الأشعري، وكتب معه: وجّهت إليك الرجل الصالح عبد الرحمن بن صالح شقران مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاعرف له مكان أبيه من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «3» ، وإذا كان ولد وأبوه مولاه فقد رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لا محالة. 6234 - عبد الرحمن بن شيبة «4» بن عثمان الحجبي: يأتي في القسم الأخير، نبّهت عليه هنا، لقول ابن مندة: إنه أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) أسد الغابة ت (3331) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 349، المصباح المضيء 2/ 169، الجرح والتعديل 5/ 243، التاريخ الكبير 5/ 296. (2) في أ: الجنوي. (3) في أ: قلت إنه ولد على عهد الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. (4) أسد الغابة ت (3332) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 31 6235 - عبد الرحمن بن صبيحة «1» التيمي «2» : تقدم نسبه في ترجمة والده. قال ابن سعد: أنبأنا الواقدي. عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه عن عبد الرحمن بن صبيحة عن أبيه، قال: قال لي أبو بكر: يا صبيحة، هل لك في العمرة؟ قلت: نعم قال: قرّب ناقتك، فقرّبتها فخرجنا إلى العمرة قال الواقديّ: ويقال إن الّذي سافر مع أبي بكر هو عبد الرحمن نفسه، قال: ولعلهما أعلّا حديثه فلعلهما حجّا مع أبي بكر معا وحكيا عنه. قال ابن مندة: وكان عبد الرحمن ثقة قليل الحديث. قلت: وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، فقال: روى عن جماعة من الصحابة. 6236 - عبد الرحمن بن صفوان «3» بن أمية الجمحيّ: أمّه أمّ حبيب بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة أم المؤمنين. ذكره التّرمذيّ، والباوردي، وابن البرقي، وابن حبان، وابن قانع، وابن عبد البر، وغيرهم في الصحابة، ثم أعاده ابن حبان في التابعين. وقال ابن البرقي: لا أظن له سماعا. وقال العسكري لا صحبة له، وحديثه مرسل. وذكره في التّابعين البخاريّ، ومسلم، وأبو زرعة الرازيّ، والدمشقيّ، وأبو حاتم، وغيرهم. وأخرج البخاريّ في «التاريخ» ، والنّسائيّ من طريق إسرائيل، عن عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن صفوان، قال: استعار النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من أبي بكر دروعا فهلك بعضها، فقال: «إن شئت عوّضناها ... » الحديث. وهذا قد اختلف «4» على عبد العزيز بن رفيع في مسندة، فقال شريك: عنه، عن أمية بن صفوان، عن أبيه، وقال جرير: عنه عن إياس من آل صفوان. وقال أبو الأحوص: عنه، عن عطاء، عن إياس «5» من آل صفوان. وفيه من الاختلاف غير ذلك.   (1) في أ: صبحة. (2) أسد الغابة ت (3333) ، الاستيعاب ت (1434) . (3) أسد الغابة ت (3336) ، الاستيعاب ت (1435) ، الصحابة 1/ 349، الطبقات 278، تقريب التهذيب 1/ 485، الجرح والتعديل 5/ 245، التاريخ الكبير 5/ 247، تهذيب الكمال 2/ 795، خلاصة تذهيب 2/ 138، الكاشف 2/ 169، العقد الثمين 5/ 357، بقي بن مخلد 337. (4) في أ: د س. (5) في أ: أناس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 32 6237- عبد الرحمن بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي «1» : أحد الإخوة. قال مصعب الزّبيريّ: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واستشهد بإفريقية، وتقدّم له ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن الغسيل في القسم الأول. 6238- عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي عقيل عثمان بن عبد اللَّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك الثقفي ثم المالكي: ابو مطرف، وقيل أبو سليمان، وهو الّذي يقال له ابن أم «2» الحكم: فنسب لأمه وهي بنت أبي سفيان. قال البغويّ: يقال ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره البخاريّ، وابن سعد، وخليفة، وأبو زرعة الدمشقيّ، وابن حبان وغيرهم في التابعين. أخرج البغويّ في نسخة أبي نصر التمار، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد اللَّه، عن عبد الرحمن ابن أم الحكم أنه صلّى خلف عثمان «3» الصلاة، فذكر ما كان يقرأ به إذا جهر. وأخرج له البغويّ من طريق العيزار بن حريث عنه حديثا في سؤال اليهود عن الروح، فقال البخاريّ وأبو حاتم: هو مرسل. وذكر خليفة أنّ خاله معاوية ولّاه الكوفة بعد موت زياد في سنة سبع وخمسين فأساء السيرة، فعزله، وولّاه مصر بعد أخيه عتبة بن أبي سفيان. وأخرج الطّبريّ من طريق هشام بن الكلبي أن ابن أم الحكم أساء السيرة بالكوفة، فأخرجوه فلحق بخاله، فقال: أولّيك خيرا منها: مصر، فولاه، فلما كان على مرحلتين خرج إليه معاوية بن حديج فمنعه من دخول مصر، فقال: ارجع إلى خالك، فلعمري لا تسير فينا سيرتك بالكوفة، فرجع وولّاه معاوية بعد ذلك الجزيرة، فكان بها إلى أن مات معاوية. وكان غزا الروم سنة ثلاث وخمسين، ثم استولى على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس بعد أن غلب عليها ليقاتل مروان بن الحكم بمرج راهط، فدعا عبد الرحمن   (1) أسد الغابة ت (3342) ، الاستيعاب ت (1439) . (2) في أ: أبي. (3) في أ: الصلوات. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 إلى مروان، وبايع له الناس، ثم مات في أول خلافة عبد الملك. وأخرج الشّافعيّ والبخاريّ في التاريخ من طريق سعيد بن المسيّب أنّ عبد الملك قضى في نسائه، وذلك أنه تزوّج ثلاثا في مرض موته على امرأته، فأجاز ذلك عبد الملك. وأخرج مسلم والنسائي من طريق أبي عبيدة عن عبد اللَّه بن مسعود، عن كعب بن عجرة- أنه دخل المسجد- يعني بالكوفة- وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا، قال: انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال اللَّه عز وجل: وَتَرَكُوكَ قائِماً [سورة الجمعة آية 11] الحديث. وخلط ابن مندة، وتبعه أبو نعيم وابن عساكر، ترجمته بترجمة عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي، والفرق بينهما ظاهر، فإن الماضي صحيح الصحبة صرّحوا بأنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى ذلك عنه صحابي مثله، وأما هذا فلم يثبت له رؤية» إلا بالتوهم. والسبب في التخليط «2» أنّ البخاري أخرج من طريق وكيع أنه نسب هذا فقال: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي عقيل، فظنّ من بعده أن عبد الرحمن بن أبي عقيل نسب لجده، وليس كذلك، بل هو ظاهر في أن جده عثمان يكنى أبا عقيل ويدل على مغايرتهما اختلاف سياق نسبهما كما تقدم في الأول، وذكر هنا. واللَّه أعلم. 6239- عبد الرحمن بن عبد القاري «3» : حليف بني زهرة. تقدم في ترجمة أخيه عبد اللَّه أنه أتى بهما النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهما صغيران فمسح على رءوسهما. واختلف فيه قول الواقديّ، فقال مرة: له صحبة. وقال مرة: كان من جلّة تابعي أهل المدينة، وكان على بيت المال لعمر. انتهى. وروى عبد الرحمن عن عمر، وأبي طلحة، وأبي أيوب، وأبي هريرة. روى عنه ابنه محمد، والزهري، ويحيى بن جعدة بن هبيرة. قال العجليّ: مدني تابعي ثقة. وذكره خليفة، وابن سعد، ومسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة.   (1) صحبة في أ. (2) في أ: بالخلط. (3) أسد الغابة ت (3349) ، الاستيعاب ت (1441) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 وقال ابن سعد: مات في خلافة عبد الملك سنة ثمانين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: مات سنة ثمان وثمانين. وكذا أرّخه ابن قانع، وابن زبر، والفرات «1» ، واتفقوا على مقدار سنّه، فعلى قولهم يكون ولد في آخر عمر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بخلاف قول ابن سعد، وقولهم أقرب إلى الصواب. 6240- عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي «2» : تقدم ذكر أبيه، وأنه كان أمير مكة، وولد له عبد الرحمن هذا في آخر حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فإن أمّه جويرية بنت أبي جهل التي أراد علي أن يتزوجها ثم تركها فتزوجها عتاب. قال الزّبير بن بكّار: شهد الجمل مع عائشة، والتقي هو والأشتر، فقتله الأشتر. وقيل: قتله جندب بن زهير ورآه عليّ وهو قتيل، فقال: هذا يعسوب قريش قال: وقطعت يده يوم الجمل فاختطفها نسر فطرحها باليمامة «3» ، فرأوا فيها خاتمه ونقشه عبد الرحمن بن عتاب، فعرفوا أن القوم التقوا، وقتل عبد الرحمن ذلك اليوم. 6241 ز- عبد الرحمن بن عدي الأصغر بن الخيار بن عدي بن نوفل القرشي النوفلي: مات أبوه كافرا قبل الفتح، وقتل ولده عروة بن عبد الرحمن سنة ستين، قتله الخوارج، ذكره الزّبير بن بكّار. 6242- عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، وهو عبد الرحمن الأوسط، يكنى أبا شحمة. تقدم ذكر أخيه الأكبر في القسم الأول، ذكر ابن عبد البر أبا شحمة في ترجمة أخيه، فقال: هو الّذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر، ثم حمله إلى المدينة فضربه أبوه أدب الوالد ثم مرض فمات بعد شهر، كذا أخرجه معمر عن الزّهريّ، عن سالم، عن أبيه. وأما أهل العراق فيقولون: إنه مات تحت السياط، وهو غلط انتهى. وقد أخرج عبد الرازق القصة مطولة عن معمر بالسند المذكور، وهو صحيح.   (1) زيد والقراب في أ. (2) أسد الغابة ت (3353) . (3) في ط قرءوا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 35 وعمر عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نحو ثلاث عشرة سنة، وكان موت عبد الرحمن قبل موت أبيه بمدة، ولا يضرب الحدّ إلا من كان بالغا، وكذا لا يسافر إلى مصر إلا من كان رجلا أو قارب الرجولية، فكونه من أهل هذا القسم ظاهر جدا. 6243- عبد الرحمن بن أبي عمرة «1» : واسمه بشير «2» . وقيل ثعلبة، وقيل غير ذلك، الأنصاري الخزرجي. أبوه صحابي شهير «3» وأما هو فقال ابن سعد: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأمّه هند بنت المقوم بن عبد المطلب بنت عمّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره مطيّن وابن السكن في الصحابة، وأخرجوا له من طريق سالم بن أبي الجعد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة. قال: «أتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجل، فقال: كيف أصبحتم؟ فقال: بخير، من قوم لم نعد مريضا ولم نصبح صياما» . قال ابن أبي حاتم عن أبيه لا صحبة له. وحديثه مرسل انتهى. وأخرج ابن السّكن من طريق سليمان بن يحيى بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن أبي عمرة حدثني أبي، عن عمه عبد الرحمن بن أبي عمرة، وأبو عمرة صهر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كانت عنده هند بنت المقوم، فولدت له عبد اللَّه وعبد الرحمن، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه كان إذا دعا قال: «اللَّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها، فأنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها» ، وهذا أيضا مرسل. ولعبد الرحمن رواية في الصحيحين وغيرهما من بعض الصحابة. روى عن أبيه، وعثمان، وعبادة «4» ، وأبي هريرة، وزيد بن خالد، وغيرهم. روى عنه ابنه عبد اللَّه، وخارجة بن زيد بن ثابت، ومجاهد، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وشريك بن أبي نمر وغيرهم. قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث.   (1) أسد الغابة ت (3367) . (2) في ت يسير. (3) في أ: مشهور. (4) في أ: قتادة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 6244 - عبد الرحمن بن عويم «1» بن ساعدة الأنصاري: مضى ذكر أبيه في الأول وقال ابن مسعود، وابن حبان: ولد عبد الرحمن في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وذكره البخاريّ في التابعين. وقال البغويّ في «شرح السّنّة» حديثه مرسل. وذكره ابن مندة في الصحابة. وأخرج له من طريق ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عويم، قال: لما سمعنا بمخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر قصة. وهذا عند ابن إسحاق بهذا الإسناد عن عبد الرحمن: حدثني رجال من قومي، وبذلك جزم البخاريّ في ترجمته. وأخرج له الحسن بن سفيان، وأبو نعيم، من طريقه خبرا مرسلا والمتن أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم آخى بين أصحابه. وأنشد له المرزبانيّ في معجم «الشّعراء» شعرا يخاطب بعض الأمراء حين قدم نصيبا الشاعر على غيره يقول فيه: ألم يعلم جزاه اللَّه شرّا ... بأن شان العلاء بنسل حام [الوافر] وكان نصيب أسود. 6245- عبد الرحمن بن عيسى: بن عقيل الثقفي «2» . تقدم ذكره في ترجمة أبيه عيسى. 6246 ز- عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي «3» : ولد الشاعر المشهور، يكنى أبا الخطاب. قال «4» الجعابيّ والعسكريّ: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- وذكره البغوي في «الصحابة» وذكر قول ابن سعد.   (1) أسد الغابة ت (3372) ، الاستيعاب ت (1456) ، التاريخ الكبير 5/ 325، جامع التحصيل 274، الثقات 2/ 75. (2) أسد الغابة ت (3374) . (3) أسد الغابة ت (3382) . (4) في أ: قال ابن سعد الجعاني. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 وروى عبد الرحمن عن أبيه وأخيه عبد اللَّه، وجابر «1» بن الأكوع، وأبي قتادة، وعائشة. روى عنه أبو أمامة بن سهل، وهو من أقرانه. وأسنّ منه، والزهري، وسعد بن إبراهيم، وأبو عامر الخزّار «2» . قال ابن سعد: كان ثقة. وهو أكثر حديثا من أخيه. قال الهيثم بن عدي وحليفة، ويعقوب بن سفيان: مات في خلافة سليمان بن عبد الملك. 6247- عبد الرحمن بن محيريز «3» : يأتي في القسم الأخير. 6248- عبد الرحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري «4» : ذكره أبو عمر، فقال: توفي مع أبيه، وكان فاضلا. وقال ابن أبي حاتم: يقال: إنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال أبو حذيفة البخاريّ في «الفتوح» : شهد عبد الرحمن مع أبيه اليرموك، ومات معه في طاعون عمواس. وجاء من طرق عند أحمد وغيره، عن أبي منيب وغيره أنّ الطاعون لما وقع بالشام خطب معاوية فقال: إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم، اللَّهمّ أدخل على آل معاوية «5» من هذه الرحمة، ثم نزل فطعن ابنه عبد الرحمن فدخل عليه، فقال له: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [البقرة 147] ، فقال معاذ: سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات 102] . قال ابن الأثير: ذكر أبو عمر عن بعضهم، قال: لم يكن لمعاذ ولد. وقد قال الزّبير: إنه كان آخر من بقي من بني أديّ بن سعد، فلعل مراد من قال: لم يكن له ولد- أي لم يخلف ولدا، لأن عبد الرحمن مات قبل أبيه، ولا شك أن له صحبة، لأنه كان كبيرا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهو من أهل المدينة.   (1) في أ: وجابر وسلمة. (2) في أ: الجزار. (3) أسد الغابة ت (3387) ، الاستيعاب ت (1463) . (4) أسد الغابة ت (3396) ، الاستيعاب ت (1466) ، الثقات 3/ 252، تجريد أسماء الصحابة 1/ 356، المصباح المضيء 1/ 317، التاريخ الصغير 1/ 73، التاريخ الكبير 5/ 244. (5) في أ: معاذ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 6249 ز- عبد الرحمن بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم: له رؤية، واستشهد أبوه باليمامة، واستعمل ابن الزبير عبد الرحمن بن الوليد هذا على الطائف. 6250 ز- عبد الرحمن بن يزيد بن جارية: بالجيم، ابن عامر الأنصاري «1» ، يكنى أبا محمد. وأمّه بنت ثابت بن أبي الأفلح. قال إبراهيم بن المنذر، وابن حبّان، والعسكريّ، وغير واحد: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وجاء عنه حديث في قصة خنساء بنت خدام «2» . والصّحيح أنه رواه عنها، وهو في الصحيح. وقال ابن السّكن: ليست له صحبة، غير أنه أدرك أبا بكر، وعمر، وعثمان، وصلّى خلفهم، وكان إمام قومه. وأخرج له الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» حديثين: أحدهما من طريق الزهري، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صلّى الفجر فغلس بها، ثم صلاها بعد ما أسفر، ثم قال: «ما بينهما وقت» . [والثاني سبق ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن جارية في القسم الأول] «3» ، وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح تزوّجها أبوه بعد أن اختلعت من ثابت بن قيس بن شماس، كما سيأتي في ترجمة جميلة «4» . 6251- عبد الرحمن الأنصاري: ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثبت ذكره في الصّحيح، من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم ... الحديث في إنكار الأنصار ذلك، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «سمّ ابنك عبد الرّحمن» . 6252- عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري:   (1) أسد الغابة ت (3410) ، الاستيعاب ت (1470) . (2) في أ: جذام. (3) سقط في أ. (4) في أ: والثاني سبق ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن جارية في القسم الأول. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 تقدم أن أباه استشهد بأحد، فيكون هو من أهل هذا القسم. وقد روى عن أبيه كأنه مرسل، وعن أبي أسيد، وأبي حميد، وأبي سعيد، وجابر. روى عنه ربيعة وبكير بن الأشجّ، ووثّقه العجليّ وغيره. 6253 ز- عبد الملك بن نبيط بن جابر الأنصاري: يأتي نسبه في ترجمة أبيه. ذكر الدّمياطيّ في أنساب الخزرج أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زوج الفارعة وقيل الفريعة بنت أسعد بن زرارة بعد موت أبيها نبيط بن جابر، فولدت له غلاما، فأحضره إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال له: سمّه وبرك عليه. ففعل، وسماه عبد الملك. وقد نقلته كما هو من طبقات النساء لابن سعد، فإنه ذكره كذلك في ترجمة الفريعة. 6254 ز- عبيد اللَّه: بالتصغير، ابن عدي بن الخيار بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي. قال ابن حبّان: له رؤية. وقال البغوي: بلغني أنه ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ويقال: إن أباه قتل ببدر، حكاه ابن ماكولا. وقال ابن سعد: أسلّم أبوه يوم الفتح. وذكر المدائني لعديّ قصة مع عثمان، والجمع بين الكلامين أنهما اثنان: عدي الأكبر، وعدي الأصغر، فالذي أسلّم في الفتح هو والد عبيد اللَّه هذا، والآخر قتل ببدر. ولعبيد اللَّه رواية عن عمر، وعثمان، وعلي، والمقداد، ووحشي بن حرب، وغيرهم. روى عنه عروة، وعطاء بن يزيد، وحميد بن عبد الرحمن، وعروة بن عياض، وغيرهم. وفي صحيح البخاري أن عثمان قال له: يا ابن أخي، أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: لا، ومراده أنه لم يدرك السماع منه بقرينة قوله: ولكن خلص إليّ من علمه. وقال ابن إسحاق: حدثني الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار- وكان من فقهاء قريش وعلمائهم. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين، وقال: أمه أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص أخت عتّاب بن أسيد. وكانت وفاته بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 40 وقال العجليّ: تابعي ثقة من كبار التابعين. وهو ابن أخت عثمان، كذا فيه، ولعل الصواب عتّاب. وقال ابن حبّان في ثقات التابعين: مات سنة خمس وتسعين. تنبيه: أورد ابن فتحون تبعا للباوردي في ترجمة عبيد اللَّه بن عدي هذا حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبيد اللَّه بن عدي- أنه شهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم واقفا بالحزورة ... الحديث، في فضل مكة. وهو غلط نشأ أولا عن تصحيف، فإن الحديث المذكور لعبد اللَّه بن عدي مكبرا، وصاحب الترجمة مصغر، وثانيا أن اسم جد صاحب هذا الحديث الحمراء واسم جد صاحب الترجمة الخيار. وقد مضى عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء في القسم الأول. 6255- عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي «1» : أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية، وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه. ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقد ثبت أنه غزا في خلافة أبيه، قال مالك في «الموطأ» ، عن زيد بن أسلّم، عن أبيه، قال: خرج عبد اللَّه وعبيد اللَّه ابنا عمر في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرّا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة، فرحب بهما وسهّل، وقال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت «2» : ثم قال: بلى. ها هنا مال من مال اللَّه، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين وأسلفكما، فتبتاعان به من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤدّيان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح، ففعلا. وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال: أكلّ الجيش أسلفكما، فقالا: لا. فقال عمر: أدّيا المال وربحه. فأما عبد اللَّه فسكت، وأما عبيد اللَّه فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين لو هلك المال أو نقص لضمنّاه. فقال: أدّيا المال. فسكت عبد اللَّه وراجعه عبيد اللَّه، فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين، لو جعلته قراضا، فقال عمر: قد جعلته قراضا، فأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذا نصف ربحه. سنده صحيح.   (1) أسد الغابة ت (3473) ، الاستيعاب ت (1737) . (2) في أ: لفعلته. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 41 وأخرج الزّبير بن بكّار من طريق ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلّم، عن أبيه، قال: جاءت «1» امرأة عبيد اللَّه بن عمر إلى عمر فقالت له: يا أمير المؤمنين، اعذرني من أبي عيسى. قال: ومن أبو عيسى؟ قالت: ابنك عبيد اللَّه. قال: يا أسلّم. اذهب فادعه ولا تخبره فذكر القصّة. وهذا كلّه يدلّ على أنه كان في زمن أبيه رجلا، فيكون ولد في العهد النبوي. وفي صحيح البخاري أن عمر فارق أمّه لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة: 10] . قلت: وكان نزولها في الحديبيّة في أواخر سنة سبع. وفي البخاري قصة «2» في باب «نقيع» : التمر ما لم يسكر من كتاب الأشربة: وقال عمر: إني وجدت من عبيد اللَّه ريح شراب، فإنّي سائل عنه، فإن كان يسكر جلدته. وهذا وصله مالك عن الزهري، عن السائب بن يزيد- أن عمر خرج عليهم، فقال ... فذكره، لكن لم يقل عبيد اللَّه. وقال فلان. وأخرجه سعيد بن منصور، عن ابن عيينة، عن الزّهري، فسماه، وزاد: قال ابن عيينة: فأخبرني معمر عن الزهري، عن السائب، قال: فرأيت عمر يجلدهم. قال أبو عمر: كان عبيد اللَّه من شجعان قريش وفرسانهم. ولما قتل «3» أبو لؤلؤة عمر عمد عبيد اللَّه ابنه هذا إلى الهرمزان وجماعة من الفرس فقتلهم. وسبب ذلك ما أخرجه ابن سعد من طريق يعلى بن حكيم، عن نافع، قال: رأى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق السكين التي قتل بها عمر، فقال: رأيت هذه أمس مع الهرمزان وجفينة، فقلت: ما تصنعان بهذه السكين؟ فقالا: نقطع بها اللحم، فإنا لا نمس اللحم. فقال له عبيد اللَّه بن عمر: أنت رأيتها معهما؟ قال: نعم، فأخذ سيفه ثم أتاهما فقتلهما واحدا بعد واحد، فأرسل إليه عثمان، فقال: ما حملك على قتل هذين الرجلين؟ فذكر القصة. وأخرج الذّهليّ في الزهريات، من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب- أن عبد الرحمن بن أبي بكر قال- حين قتل عمر: إني انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجي، فنفروا مني، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فانظروا   (1) في أ: جاءته. (2) في أ: أيضا. (3) في أ: قتله. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 42 بماذا قتل «1» ! فنظروا فإذا الخنجر على النعت الّذي نعت عبد الرحمن، فخرج عبيد اللَّه مشتملا على السيف، حتى أتى الهرمزان، فقال: اصحبني ننظر إلى فرس لي وكان الهرمزان بصيرا بالخيل، فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد اللَّه بالسيف، فلما وجد حرّ السيف قال: لا إله إلا اللَّه، ثم أتى جفينة وكان نصرانيا فقتله، ثم أتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة فقتلها، فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها ثلاثا. وأقبل عبد اللَّه بالسيف صلتا، وهو يقول: واللَّه لا أترك بالمدينة شيئا إلا قتلته. قال: فجعلوا يقولون له: ألق السيف، فيأبى ويهابوه إلى أن أتاه عمرو بن العاص، فقال له: يا ابن أخي، أعطني السيف، فأعطاه إياه، ثم ثار إليه عثمان، فأخذ بناصيته حتى حجز الناس بينهما، فلما استخلف عثمان قال: أشيروا عليّ فيما فعل هذا الرجل. فاختلفوا، فقال عمرو بن العاص: إنّ اللَّه أعفاك أن يكون هذا الأمر، ولك على الناس سلطان، فترك وودى الرجلين والجارية. وقال الحميدي: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، قال: قال علي: لئن أخذت عبيد اللَّه لأقتلنّه بالهرمزان. وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة، قال: كان رأي عليّ أن يقتل عبيد اللَّه بالهرمزان لو قدر عليه. وقد مضى لعبيد اللَّه بن عمر هذا ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي. وقيل: إن عثمان قال لهم: من وليّ الهرمزان؟ قالوا: أنت. قال: قد عفوت عن عبيد اللَّه بن عمر. وقيل: إنه سلمه للعماديان «2» بن الهرمزان، فأراد أن يقتصّ منه فكلّمه الناس، فقال: هل لأحد أن يمنعني من قتله؟ قالوا: لا. قال: قد عفوت. وفي صحة هذا نظر، لأن عليا استمر حريصا على أن يقتله بالهرمزان، وقد قالوا: إنه هرب لما ولى الخلافة إلى الشام. فكان مع معاوية إلى أن قتل معه بصفّين، ولا خلاف في أنه قتل بصفين مع معاوية. واختلف في قاتله، وكان قتله في ربيع الأول سنة ست وثلاثين. 6256 - عبيد اللَّه بن معمر بن عثمان «3» بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب التيمي «4» :   (1) في أ: قتل عمر. (2) في د: وقيل إنه سلمه سيدنا عثمان إلى ابن الهرمزان، وفي ل، هـ بياض. (3) في أ، د، ل، هـ: معمر بن غنم. (4) أسد الغابة ت (3480) ، الاستيعاب ت (1741) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 43 له رؤية، ولأبيه صحبة. وسيأتي في الميم. ولعبيد اللَّه رواية عن عمر وعثمان وطلحة وغيرهم. قال ابن عبد البرّ: وهم من زعم أنّ له صحبة، وإنما له رؤية، ومات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو صغير، وقال أيضا: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان من أحدث أصحابه سنّا، كذا قال بعضهم فغلط، ولا يطلق على مثله صحب، وإنما رآه. وأورد له البغوي في «معجم الصّحابة» حديثا من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن معمر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما أوتي أهل بيت الرّفق إلّا نفعهم، ولا منعوه إلّا ضرّهم» . وأخرجه ابن أبي عاصم من هذا الوجه. قال البغويّ: لا أعلمه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا هذا الحديث، ولا رواه عن هشام بن عروة إلا حماد بن سلمة. وقال أبو حاتم الرّازيّ: أدخل قوم هذا الحديث في مسانيد الوحدان، ولم يعرفوا علّته، وإنما حمله عن هشام بن عروة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، وهو أبو طوالة، فلم يضبط اسمه. وقد رواه أبو معاوية عن هشام بن عروة على الصواب. وقال خليفة: حدثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، وأبو اليقظان، وأبو الحسن- يعني المدائني- أنّ ابن عامر صار إلى إصطخر، وعلى مقدّمته عبيد اللَّه بن معمر، فقتل وسبى، فقتل ابن معمر في تلك الغزاة، فحلف ابن عامر لئن ظفر بهم ليقتلنّ منهم حتى يسيل الدم ... فذكر القصة. وكذا ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق محمد بن إسحاق، قال: ثم كانت غزوة حور وأميرها عبد اللَّه بن عامر، فسار يومئذ إلى إصطخر، وعلى مقدمته عبيد اللَّه بن معمر فقتلوه، وقتل عبيد اللَّه ورجع الباقون. قال ابن عبد البرّ: قتل وهو ابن أربعين سنة، كذا قال، وتعقّبه ابن الأثير بأنه يناقض قوله إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مات وعبيد اللَّه بن معمر صغير. وهو تعقّب صحيح، لأن قتله كان في سنة تسع وعشرين، فلو كان» أربعين لكان   (1) في أ: كان ابن أربعين. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 44 مولده بعد المبعث «1» بسنتين، فيكون عند الوفاة النبويّة ابن إحدى وعشرين سنة. وقد ذكر سعيد بن عفير أن قتله كان سنة ثلاث وعشرين، فيكون عمره على هذا عند الوفاة النبويّة سبعا وعشرين. وقال الزّبير بن بكّار: حدثني عثمان بن عبد الرحمن أنّ عبد اللَّه بن عامر وعبيد اللَّه بن معمر اشتريا من عمر رقيقا من السبي، ففضل عليهما من الثمن ثمانون ألف درهم، فلزما بها «2» من قبل عمر، فقضاها عنهما طلحة بن عبيد اللَّه، فهذا يدلّ على أنه كان على عهد عمر رجلا. وقد أخرج البخاريّ في تاريخه الصغير، من طريق إبراهيم بن محمد «3» بن إسحاق، من ولد عبيد اللَّه بن معمر، قال: مات عبيد اللَّه بن معمر، في زمن عثمان بإصطخر. وأورد ابن عساكر في ترجمة عبيد اللَّه بن معمر حديثا من رواية أبي النضر، عن عبيد اللَّه بن معمر، عن عبد اللَّه بن أبي أوفى، وفيه نظر، لأن أبا النضر إنما روى عن عمر بن عبيد اللَّه بن معمر، وحديثه عنه في الصحيح، وأنه كان كاتبه، وأن عبد اللَّه بن أبي أوفى كتب إليه في بني تيم عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن معمر، وهو ابن أخي صاحب الترجمة. وربما نسب إلى جده. وقد ذكر البخاريّ من طريق أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيد اللَّه بن معمر، وكان يحسن الثناء عليه. ومن طريق عبد اللَّه بن عون، عن محمد بن سيرين: أول من رفع يديه يوم الجمعة عبيد اللَّه بن معمر. وذكر الزّبير بن بكار أنَّ عبيد اللَّه بن معمر وفد إلى معاوية، فهذا غير الأول، فالذي له رؤية، عامل عمر، وغزا في خلافة عثمان، وقتل فيها، وهو صاحب الترجمة، وهو الّذي جاءت عنه الرواية المرسلة، وأما ابن أخيه فهو الّذي وفد على معاوية كما ذكره الزبير بن بكار، وهو الّذي ذكره المرزباني في معجم الشعراء، وأنشد له يخاطب معاوية: إذا أنت لم ترخ الإزار تكرّما ... على الكلمة العوراء من كلّ جانب   (1) في أ: البعثة. (2) في أ: بهما. (3) في أ: محمد إبراهيم بن إسحاق. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 فمن ذا الّذي نرجو لحقن دمائنا ... ومن ذا الّذي نرجو لحمل النّوائب «1» . [الطويل] وهذا لا يخاطب به إلا الخليفة، ومن يقتل في خلافة عثمان لا يدرك خلافة معاوية، فتبيّن أنه غيره. ولعله الّذي عاش أربعين سنة، فظنّه ابن عبد البر الأول. ومن أخبار الثاني ما رويناه في فوائد الدقيقي من طريق طلحة بن سماح، قال: كتب عبيد اللَّه بن معمر إلى ابن عمر، وهو أمير على فارس، إنا قد استقررنا، فلا تخاف غدرا، وقد أتى علينا سبع سنين، وولد لنا الأولاد، فما حكم صلاتنا؟ فكتب إليه: إن صلاتكم ركعتان ... الحديث. وهذا عبيد اللَّه بن معمر الّذي ولى إمرة فارس ثم البصرة، وولى ولده عمر بن عبيد اللَّه بن معمر البصرة، ولهما أخبار مشهورة في التواريخ، فظهرت المغايرة بين صاحب الترجمة ووالد عمر المذكور. واللَّه أعلم. وقد خبط فيه ابن مندة، فقال: عبيد اللَّه بن معمر أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. يعدّ في أهل المدينة، وقد اختلف في صحبته. روى عنه عروة بن الزبير، ومحمد بن سيرين، ولا يصحّ له حديث. وقال المستغفريّ في «الصّحابة» : ذكره يحيى بن يونس، فما «2» أدري له صحبة أم لا؟. 6257- عبيد: بغير إضافة، ابن رفاعة بن رافع الزّرقيّ «3» . تقدم نسبه في ترجمة أبيه. قال البغوي: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأرسل عنه. وقال ابن السّكن: لا يصح سماعه، وذكر له حديثين مرسلين: أحدهما من طريق سعيد بن أبي هلال عن أبي أمية الأنصاريّ، عن عبيد بن رفاعة، قال: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقدر تفور، فرأيت شحمة فأعجبتني فأخذتها فازدردتها فاشتكيت سنة.   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة قم (3480) ، الاستيعاب ترجمة رقم (1741) . (2) في أ: ولا. (3) أسد الغابة ت (3496) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 46 قلت: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه عبيد بن رفاعة عن أبيه، قال: دخلت. وأخرجه أبو مسعود الرّازيّ بسنده إلى سعيد بن أبي هلال، وزاد فيه: عن أبيه، وأشار إلى ذلك ابن أبي حاتم، وأورد له أبو داود من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أمه بنت عبيد بن رفاعة، عن أبيها، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يشمّت العاطس ثلاثا. ثمّ إن شئت فشمّته، وإن شئت فكفّ» . وهذا مرسل أيضا. ولعبيد رواية عن أبيه عن رافع بن خديج، وأسماء بنت عميس. روى عنه أولاده: إبراهيم، وإسماعيل، وحميد، وعبيدة، وعمرة بنت عبد الرحمن، وعروة بن عامر، وغيرهم. وقال العجليّ: مدني تابعي ثقة. وذكره مسلّم في الطبقة الأولى من التابعين، ويدلّ على إدراكه العصر النبوي ما أخرجه الطحاوي عنه أنه كان يجالس زيد بن ثابت في خلافة عمر، فذكر: الماء من الماء. 6258- عبيد بن عمير بن قتادة الليثي يكنى أبا عاصم «1» : لأبيه صحبة، وسيأتي في مكانه. وذكر البخاريّ أنّ عبيد بن عمير رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال مسلّم: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قلت: وله رواية عن عمر، وعلي، وأبي ذرّ، وأبيّ بن كعب، وأبي موسى، وعائشة، وابن عمر، وغيرهم. روى عنه عبد اللَّه بن أبي مليكة، وعطاء، ومجاهد، وعبد العزيز بن رفيع، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، ومعاوية بن قرّة، وآخرون. قال العجليّ: مكي ثقة من كبار التابعين. قال ابن جريج: مات عبيد بن عمير قبل ابن عمر، وقال ابن حبان: مات سنة ثمان وستين. العين بعدها التاء 6259- عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي «2» :، أخو معاوية لأبويه.   (1) أسد الغابة ت (3512) ، الاستيعاب ت (1755) . (2) أسد الغابة ت (3546) ، الاستيعاب ت (1781) ، نسب قريش 125، 153، والأخبار الموفقيّات 327، و 501، وتاريخ خليفة 205، و 208، والعقد الفريد 1/ 49، 258، والمعارف 344، وأنساب الأشراف 1/ 421، 440، والمحبر 20، 261، وتاريخ اليعقوبي 2/ 222، و 239، وتاريخ الطبري 1/ 263، و 4/ 220، والخراج وصناعة الكتابة 463، وجمهرة أنساب العرب 111، 112، وجامع التحصيل 286، والتذكرة الحمدونية 1/ 347، والولاة والقضاة 34- 39، تاريخ الإسلام 1/ 79. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 قال ابن مندة «1» : ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وولّاه عمر بن الخطاب الطائف. قلت: لم أر له بعد التتبّع الكثير ذكرا قبل شهوده الدار حين قتل عثمان، ولم أر في ترجمته عند ابن عساكر ما يدلّ على أنه ولد في العصر النبوي. وهو محتمل، وإنما ولّاه الطائف أخوه معاوية، وحج بالناس سنة إحدى وأربعين وبعدها، ثم ولاه بمصر الجند بعد عزل عبد اللَّه بن عمرو بن العاصي، فمات بالإسكندرية. [وشهد الجمل مع عائشة وصفين مع أخيه وحضر الحكمين وكان له فيه ذكر كثير، وكان أميرا مفوها] «2» . العين بعدها الثاء 6260 ز- عثمان بن بديل بن ورقاء الخزاعي: تقدم ذكر نسبه في ترجمة أبيه، قال ابن مندة في ترجمة أبيه: أنبأنا «3» محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن سعيد، سمعت عبد الرحمن بن الحكم، وسئل عن بديل بن ورقاء، فقال: هو خزاعيّ. مات قبل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان له ثلاثة بنين: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، وعثمان. قال ابن مندة في هذا: إنه توفي قبل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وإنّ أولاده أدركوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: وقيل إنه يعني بديلا قتل بصفّين، والمقتول بصفّين إنما هو عبد اللَّه بن بديل. 6261 ز- عثمان بن العاص بن وابصة بن خالد بن عبد اللَّه «4» بن عمر بن مخزوم المخزومي: مات أبوه كافرا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فيكون عثمان من هذا القسم، وهو جدّ العطاف بن خالد بن عبد اللَّه بن عبيد «5» اللَّه بن عثمان المدني المحدّث المشهور. 6262 ز- عثمان بن أبي العاص بن نوفل بن عبد شمس بن عبد مناف «6» : ذكره البلاذريّ في «الأنساب» ، وقال: قتل أبوه يوم بدر كافرا.   (1) في أ: عبد البر. (2) سقط في ط. (3) في أ: أخبرنا. (4) في أ: عمير. (5) في أ: عبد. (6) أسد الغابة ت (3581) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 48 6263- عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي «1» : تقدم ذكر أبيه. وأما هذا فله رؤية وقد ذكره الحسن بن عثمان في الصحابة، وقال «2» : مات سنة أربع وسبعين. 6264- عثمان بن عبيد اللَّه بن الهدير بن عبد العزّى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرّة القرشي التيمي: ذكره ابن مندة أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. العين بعدها الدال 6265 ز- عديّ بن الحمير بن عدي: يأتي ذكره في ترجمة أمه معاذة. 6266 ز- عدي بن كعب العدوي: أبو حثمة، والد سليمان. مشهور بكنيته، سمّاه الأزدي. وسيأتي في الكنى. العين بعدها الراء 6267 ز- عرّام بن المنذر: بن زيد بن قيس بن حارثة بن لأم الطائي. شاعر معمّر أدرك الجاهلية والإسلام، وبقي إلى رأس المائة من الهجرة، ويقال عوّام- بالواو بدل الراء. قال أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمرين» : أدخل على عمر بن عبد العزيز ليكتب في الزّمنى، قالوا: وكان عمّر في الجاهلية دهرا طويلا، فقال له عمر: ما زمانتك هذه، فأنشد: واللَّه ما أدري أأدركت أمّة ... على عهد ذي القرنين أم كنت أقدما متى تنزعا عنّي القميص تبيّنا ... جناحي لم يكس لحما ولا دما [الطويل] ذكره ابن الكلبيّ عن رجل من بني قيس بن حارثة.   (1) أسد الغابة ت (3583) ، الاستيعاب ت (1793) ، الثقات 3/ 561، الجرح والتعديل 6/ 157، التحفة اللطيفة 3/ 159، تجريد أسماء الصحابة 1/ 374، تهذيب التهذيب 7/ 133، التاريخ الصغير 2/ 161، التاريخ الكبير 6/ 237، الكاشف 2/ 252، تهذيب الكمال 2/ 914. (2) في أ: قيل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 العين بعدها الطاء 6268- عطاء بن يعقوب المدني «1» : مولى ابن سباع. تابعي مشهور، حديثه في مسلّم من روايته عن أسامة بن زيد. وقد روى ابن مندة في تاريخه من طريق الليث بن سعد، قال: كان عطاء مولى ابن سباع لا يرفع رأسه إلى السماء، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسح رأسه. وأورده أبو موسى، وقال: لم يذكره ابن مندة في الصحابة العين بعدها القاف 6269 ز- عقرب بن أبي عقرب: واسمه خويلد بن خالد بن بجير بن عمرو بن حماس بن بجير بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. كان أبوه من مسلمة الفتح، قاله الطّبريّ. قال: وولد ابنه في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ورآه «2» . 6270 ز- عقبة بن أهبان بن عمرو بن الأكوع:. ويقال: عقبة بن أهبان بن أوس. حكاه ابن الكلبيّ، وذكر الطّبريّ أن عمر استعمله على صدقات كلب وغيرها، وفي ذلك دلالة على أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبوه صحابي مشهور. وأنشد فيه ابن الكلبيّ لبعض الشعراء: إلى ابن مكلّم الذّئب ابن أوس ... رحلت على عذافرة أموز [الوافر] 6271 ز- عقبة بن نافع بن عبد القيس «3» بن لقيط بن عامر بن أمية بن الطرب بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي:.   (1) أسد الغابة ت (3683) . (2) سقط في ط. (3) أسد الغابة ت (3722) ، الاستيعاب ت (1849) ، تاريخ خليفة 204، المعرفة والتاريخ 1/ 162، جمهرة أنساب العرب 63، فتوح البلدان 264، الوفيات لابن قنفذ 59، البيان المغرب 1/ 19، الاستقصاء 1/ 36، الخراج وصناعة الكتابة 344، التاريخ الكبير 6/ 435، فتوح مصر 194، تاريخ الطبري 5/ 240، رياض النفوس 1/ 62، الولاة والقضاة 22، تاريخ اليعقوبي 2/ 156، أنساب الأشراف 1/ 397، الكامل في التاريخ 3/ 20، تاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 358، معالم الإيمان 1/ 164، سير أعلام النبلاء 3/ 532، البداية والنهاية 8/ 217، حسن المحاضرة 2/ 220، تاريخ الإسلام 2/ 188. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان أبوه ممن نخس بزينب بنت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما توجّهت إلى المدينة، ومات أبوه قبيل الفتح. ذكر ذلك الزّبير بن بكّار. وكان عمرو بن العاص خال عقبة «1» وشهد فتح مصر واختطّ بها، ثم ولاه يزيد بن معاوية إمرة المغرب، وهو الّذي بنى القيروان. قال ابن يونس: يقال له صحبة، ولا يصح. وأبوه كان مع هبار بن الأسود لما نخس «2» بزينب فيما روى، وروي أنهما اللذان عنى صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقوله: إن لقيتموهما فحرقوهما. وروى الواقديّ من طريق أبي الخير اليزني، قال: لما فتحت مصر بعث إلى القرى عقبة بن نافع فدخلت خيولهم النوبة، واستأذن عمر في غزو المغرب، وأنه ولّى عقبة بن نافع فلم يأذن له، ثم أذن عثمان لعبد اللَّه بن سعد فأغزى عقبة، فافتتح إفريقية واختطّ قيروانها. وروى خليفة بإسناد حسن أنّ عقبة لما افتتح إفريقية وقف على القيروان فقال: يا أهل هذا الوادي، إنا حالّون فيه إن شاء اللَّه، فاظعنوا ثلاث مرات قال: فما نرى حجرا ولا شجرا إلا يخرج من تحته دابّة حتى هبطن بطن الوادي، ثم قال: انزلوا باسم اللَّه. وروى يعقوب بن سفيان من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، قال: قدم عقبة بن نافع على عثمان بفتح إفريقية، بعثه عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح. ومن طريق بحير بن ذاخر، قال: كنت عند عبد اللَّه بن عمرو، فدخل عليه عقبة بن نافع، فقال: ما أقدمك؟ فإنّي كنت أعلم أنك تحبّ الإمارة. فقال: إن يزيد بن معاوية عقد لي على جيش إلى إفريقية، فقال: إياك أن تكون لعبة لأهل مصر، فإنّي لم أزل أسمع أنه سيخرج رجل من قريش في هذا الوجه فيهلك. قال: فقدم فقتل هو وأصحابه، وذلك سنة ثلاث وستين، قتلهم البرابرة. ومن ولده بمصر والشام وإفريقية بقية. قال ابن يونس: وروى ابن مندة من طريق خالد بن يزيد، عن عمارة بن سعد، عن عقبة بن نافع الفهري وكان قد استشهد بإفريقية، أنه أوصى ولده فقال: لا تقبلوا الحديث عن رسول اللَّه إلا من ثقة «3» ، وإن لبستم العباء، ولا تكتبوا ما يشغلكم عن القرآن.   (1) في أ: عقبه هذا وشهد فتح مصر. (2) في هـ: نحس. (3) من ثقة ولا تدينوا في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 العين بعدها اللام 6272- العلاء بن عدي بن ربيعة بن عبد العزّى بن عبد شمس العبشميّ: أخو علي. ذكره البلاذريّ، وسيأتي ذكر أخيه علي. 6273- العلاء بن يزيد بن أنيس بن عبد اللَّه بن عمرو الفهري:. لأبيه صحبة. وذكره ابن يونس في تاريخ مصر، فقال: يقال رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد بعد فتح مصر، وهو جدّ أبي الحارث أحمد بن سعيد بن عمرو بن الحارث بن العلاء الفهري، وعقبه بها. 6274- علقمة بن وقّاص الليثي: تقدم ذكره في القسم الأول. 6275 ز- علقمة بن سعد بن معاذ الأنصاري، ابن سيّد الأوس: ذكره ابن فتحون مستندا إلى أنّ سعدا استشهد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فيكون لولده رؤية، ومن نسل هذا إبراهيم بن حبان بن حكيم بن علقمة بن سعد بن معاذ، وله ترجمة في كامل بن عدي. 6276 ز- علقمة بن وقّاص بن محصن «1» بن كلدة بن عبد ياليل بن طريف بن عتوارة «2» بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي: قال الواقديّ: ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأورد ابن مندة، عن خيثمة، عن يحيى بن جعفر، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، قال: شهدت الخندق مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قلت: لو ثبت هذا لكان صحابيا، لكن أطبق الأئمة على ذكره في التابعين. وقال أبو نعيم: هذا وهم، يعني الّذي أورده ابن مندة، ثم «3» قال ابن سعد وابن حبّان: توفي بالمدينة في خلافة عبد الملك بن مروان.   (1) أسد الغابة ت (3783) ، طبقات ابن سعد 5/ 60، طبقات خليفة 2017، تاريخ البخاري 7/ 40، الجرح والتعديل 1/ 3/ 405، تهذيب الكمال 958، تاريخ الإسلام 3/ 193، تذكرة الحافظ 1/ 50، تهذيب التهذيب 7/ 280، طبقات الحفاظ السيوطي 16، خلاصة تذهيب الكمال. (2) في أ: عتوارة. (3) محذوف من أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 قلت: وحديثه عن عمر وعائشة وغيرهما في الصحيح. 6277 - علي بن عديّ «1» بن ربيعة:. تقدّم ذكر أخيه قريبا. قال أبو عمر: لا يصح له صحبة، وإنما ذكرته على ما شرطت فيمن ولد بمكة أو بالمدينة بين أبوين مسلمين على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد ولى عثمان عليا هذا على مكة أول ما ولى الخلافة، وشهد الجمل مع عائشة، فقالت امرأة منهم: يا ربّنا اغفر بعليّ جمله ... ولا تبارك في بعير حمله إلّا عليّ بن عديّ ليس له [الرجز] 6278- علي بن أبي رافع: مولى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وسماه عليا، قال المحاملي في «أماليه» : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا فائد، حدثنا مولاي عبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، سمّاه عليّا، حدثني جدّي أبو رافع ... فذكر حديثا. 6279- عمار بن سعد القرظي «2» : من أولاد الصحابة. قال ابن مندة: له رؤية، ثم أورد له حديثا مرسلا، قد أورده غيره من روايته عن أبيه، وله رواية عن أبي هريرة وغيره. روى عنه آل بيته، وأبو المقدام، وغيرهم، وأنكر أبو نعيم أن يكون له رؤية. العين بعدها الميم 6280- عمرو بن حزابة «3» : بمهملة ثم زاي، ابن نعيم، أبو معروف.   (1) جامع التحصيل 294، أسد الغابة ت (3793) ، الاستيعاب ت (1879) ، طبقات خليفة 232، وتاريخه 205، و 208، التاريخ الكبير 7/ 36، أنساب الأشراف 1/ 135، تاريخ الطبري 5/ 171، مروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2424، 3633، جمهرة أنساب العرب 111، الجرح والتعديل 6/ 400، 401، تاريخ أبي زرعة 1/ 328، المعارف 345، 477، الأخبار الموفقيات 297- 299، المحبر 20، مشاهير علماء الأمصار 115، الكامل في التاريخ 3/ 419، الكاشف 2/ 305، تهذيب التهذيب 8/ 159، 160، التقريب 2/ 88، معجم بني أمية 140، تهذيب الكمال (المصور) 2/ 1063، تاريخ الإسلام 1/ 102. (2) أسد الغابة ت (3799) . (3) أسد الغابة ت (3904) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 روى ابن مندة من طريق إسحاق بن سويد الرمليّ، عن نعيم بن مطرف بن معروف، عن أبيه، عن جدّه معروف بن عمرو، عن أبيه عمرو بن حزابة بن نعيم أنه ولد في أيام النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «تبوك» وهو مرضع. 6281 ز- عمرو بن حمزة بن عبد المطلب: ذكره هشام بن الكلبيّ، وقال: درج، أي مات قبل أن يعقب. 6282- عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري: تقدّم ذكره في القسم الأول، وكان محمد بن عمرو بن علقمة يهم فيه فيقول: عمر بن سعد، بضم العين. والصواب عمرو- بفتحها. 6283 ز- عمرو بن سهل بن عمرو العامري: ابن أخي سهيل بن عمرو. ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأمه صفية بنت عمرو بن عبد ودّ. وسيأتي ذكرها. 6284 ز- عمرو بن أبي طلحة الأنصاري: مات صغيرا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فصلّى عليه. روى الحاكم من طريق عمارة بن عروبة، عن إسحاق عن أبي طلحة، عن أبيه- أنّ أبا طلحة دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى عمرو بن أبي طلحة حين توفي فأتاهم فصلّى عليه في منزله. إسناده صحيح. 6285- عمرو بن عتبة بن نوفل القرشي «1» : ابن أخت سعد بن أبي وقاص. روى ابن مندة، من طريق خلف بن أبي بكر بن عمرو بن نوفل الزهري، عن أبيه: حدثتني عاتكة بنت أبي وقاص أخت سعد، قالت: جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما دخل مكة في ثمان نسوة ومعي ابناي، فقلت: هذان ابنا عمك، وابنا خالتك، فأخذ أحدهما- عمرو بن عتبة بن نوفل- وكان أصغرهما فوضعه في حجره ... الحديث. 6286- عمرو بن هشام بن عمرو بن ربيعة القرشي العامري: وكان أبوه ممّن قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم، ثم أسلّم في الفتح، وولد ابنه عمرو في الحياة النبويّة وله عقب. ذكره الزبير بن بكار. 6287 ز- عمران بن طلحة «2» : بن عبيد اللَّه التيمي.   (1) أسد الغابة ت (3986) . (2) أسد الغابة ت (4049) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 أمّه حمنة بنت جحش أخت أم المؤمنين زينب. وذكر ابن مندة عن طلحة ما يدلّ على أن عمران ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فإنه أخرج بسند ضعيف عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: سمّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنيّ موسى، وعمران. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى. 6288 ز- عمير بن أبي عزيز بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي العبدري: قتل أبوه يوم أحد كافرا، وأعقب ولده عمير هذا ولدا اسمه مصعب قتل يوم الحرّة. ذكره البلاذريّ. العين بعدها النون 6289 ز- عنبسة بن أبي سفيان «1» بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي: أخو معاوية. ذكره ابن مندة، وقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا تصحّ له صحبة ولا رؤية. قلت: إذا أدرك الزمن النبوي حصلت له الرؤية لا محالة، ولو من أحد الجانبين، ولا سيما مع كونه من أصهار النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أخته أم حبيبة أم المؤمنين، وقد اجتمع الجميع بمكة في حجّة الوداع. ولعنبسة رواية عن بعض الصحابة في صحيح مسلّم، وفي السنن. روى عن أخته أم حبيبة، وشدّاد بن أوس. روى عنه أبو أمامة الباهلي، ويعلى بن عبيد» ، وهما أكبر منه سنا، وقد زاد: عمرو بن أوس الثقفي، والقاسم أبو عبد الرحمن، ومكحول، وعطاء، وحسان بن عطية وغيرهم. قال أبو نعيم: اتفق متقدمو أئمتنا على أنه من التابعين. انتهى. وولى مكة لأخيه معاوية، وحجّ بالناس سنة ست أو سبع وأربعين.   (1) أسد الغابة ت (4105) . (2) في أ: يعلى بن أمية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 وذكر خليفة أن معاوية أمّره على مكة، فكان إذا توجّه إلى الطائف استخلف طارق بن المرقع. وروى النّسائيّ من طريق عطاء، عن يعلى بن أمية، قال: قدمت الطائف، فدخلت على عنبسة بن أبي سفيان وهو في الموت، فقال: حدثتني أم حبيبة ... فذكر حديث: «من صلّى في يوم اثنتي عشرة ركعة» . ورويناه في «الكنجروديات» من طريق عمرو بن أوس، قال: دخلت على عنبسة وهو في الموت، فحدثني عن أخته أم حبيبة عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «من صلّى في النّهار اثنتي عشرة ركعة دخل الجنّة» ، قال: فما تركتهن منذ سمعته من أمّ حبيبة. العين بعدها الواو 6290- عون بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي: ابن عم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأحد الإخوة. تقدّم ذكره، وذكره ابن عبد البرّ في ترجمة أخيه تمام. 6291- عون بن عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي: مات أبوه بعد وقعة بدر، وكانت في رمضان من السنة الثانية، فكأنه مات صغيرا، فقد قال البلاذري وغيره: انقرض عقب عبيدة بن الحارث. العين بعدها الياء 6292 ز- عياض بن عدي بن الخيار القرشيّ النوفلي: أخو عبيد اللَّه بالتصغير. مات أبوه قبل فتح مكة، فهو من أهل هذا القسم، وله ولد اسمه عدي له ذكر. وقتل الحرورية له ولدا بعد سنة ستين من الهجرة. ذكره الزبير بن بكّار. القسم الثالث فيمن أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره العين بعدها الألف 6293 ز- عارض الجشمي «1» : ذكر له الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» قصة تدلّ على أنه من أهل هذا القسم، فأخرج   (1) في أ: الخيثمي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 من طريق علقمة بن حر السّلمي، قال: جئت إلى معاوية، فوجدت عنده ابن وثيمة النضري، وابن عارض الجشمي، فذكر قصة فيها: فقال ابن عارض: كنت مع أبي قبل أن يموت، فوجدت في الطريق خشفا فصدته لابنة لأبي كان يحبّها، فخرجت محتضنة حتى وقفنا على دريد بن الصمة «1» ، وقد فند «2» عقله وهو عريان يكوّم بين رجليه البطحاء، فرفع رأسه فرأى الخشف، فقال: كأنّها رأس حصن ... في يوم غيم ودجن كالخشف هذا المحتضن ... أحسن من شيء حسن «3» [الرجز] ثم قام فسقط، فقال: لا نهض في مثل زماني الأوّل ... محدّب السّاق شديد الأسفل يا أولي يا أولي يا أولي [الرجز] قلت: ودريد قتل يوم حنين، وقيل: بل قتل من قبل ذلك، فمقتضاه أن يكون عارض وولده من أهل هذا القسم. 6294 ز- عاصم بن حميد «4» السّكوني: الحمصي. أدرك الجاهليّة، ووفد في خلافة أبي بكر، وصحب معاذ بن جبل، قاله ابن سعد والدّارقطنيّ. وأما البزّار فقال: لا أدري أسمع منه؟   (1) في أ: القمة. (2) في أ: بعد. (3) البيتان لدريد كما في ديوانه ص 166 وبعده: يا ليتني عهد زمن ... أنفض رأسي وذقن كأنّني فحل حصن ... أرسل في حبل عنن وانظر الأغاني 10/ 28، وشعراء النصرانية 771. وقوله حضن: جبل لبني جشم بنجد، وفيه المثل المشهور: من زاي حضنا فقد أنجد، انظر الجبال والأمكنة 41، وبلاد العرب 11، دجن: جمع دجنة وهي الظلمة. (4) طبقات ابن سعد 7/ 443، والتاريخ الكبير 6/ 481، المعرفة والتاريخ 2/ 429، الجرح والتعديل 6/ 342، والثقات لابن حبان 5/ 235، وتاريخ دمشق 26- 30، وتهذيب الكمال 13/ 481، 482، والكاشف 2/ 44، والوافي بالوفيات 16/ 566، وتهذيب التهذيب 5/ 40، وتقريب التهذيب 1/ 383، وخلاصة تذهيب التهذيب 154، تاريخ الإسلام 2/ 95. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 وأخرج أحمد في مسندة من طريق راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد. وكان من أصحاب معاذ بن جبل عن معاذ. وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام. وسمع من عمر خطبته بالجابية. وروى أيضا عن عوف بن مالك. وروى عنه عمرو بن قيس السّكوني، وأزهر بن سعيد الحرازي «1» ، وراشد بن سعد وغيرهم. وقال ابن القطّان: لا يعرف حاله. وقد وثّقه الدّارقطنيّ، فكأن ابن القطان لم يطلع على ذلك. 6295 ز- عاصم بن خليفة بن معقل بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن كعب بن سعد بن ضبّة الضبيّ: الفارس المشهور في الجاهليّة. قال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : مخضرم، سكن البصرة. وقال المبرّد في «الكامل» : هو قاتل بسطام بن قيس بن خالد سيد بني سفيان، وكان فارس بكر بن وائل، فأغار على بني ضبّة، فاكتسح إبلهم، فتنادوا فاتبعوه فنظرت أمّ عاصم بن خليفة إلى عاصم وهو يسنّ حديدة له، فقالت: ما تصنع بها؟ قال: أقتل بها بسطام بن قيس، فنهرته فنظر إلى فرس لعمّه موثقة في شجرة، فركبها عريا، فنظر بسطام إلى خيل بني ضبّة وراءه، فجعل يطعن الإبل في أعجازها، وانحطّ عليه عاصم بن خليفة، فطعنه فأرداه على شجرة ليست بكبيرة يقال لها الألاءة. وكان قتل بسطام والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة، وكان نصرانيا، وأراد أخوه أن يرجع إلى بني ضبّة، فقال له أبا حنيف: إن رجعت، ومات بسطام من تلك الطعنة، وفي ذلك يقول بعض قومه مرثية له: فخرّ «2» على الألاءة لم يوسّد ... كأنّ جبينه سيف صقيل [الوافر] قال: ولما قتل بسطام لم يبق في بني بكر بن وائل بيت إلا هدم. وسكن عاصم بن خليفة البصرة، وكان يأتي باب عثمان فيستأذن فيقول: عاصم بن خليفة قاتل بسطام بن قيس بالباب.   (1) في ت: الحراري. (2) في ت، هـ: وخر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 6296 ز- عاصم بن عبد اللَّه بن رافع بن مالك بن جلهمة بن يربوع بن سعد بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن حدّان بن غنم بن يحيى بن أعصر الغنوي: ذكره أبو عبيدة معمّر بن المثنى، وقال: كان جاهليا. ولد قبل أن يبعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال أبو عبيدة: حدثني بذلك عبد الحميد بن عبد الواحد بن عاصم بن عبد اللَّه بن رافع، حدثني جدّي وعمي صفوان عن أبيهما عاصم، قال: وكان يقول: حدثني من أدرك مقتل شاس بن زهير ... فذكر القصة. 6297 ز- عاصية السلمي: له إدراك، وكان في خلافة عمر رجلا، ولم أر من ذكره في الصحابة. وقع ذكره في حديث أخرجه الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة، قال: حدثني محمد بن الحسن- يعني ابن زبالة عن عبد العزيز، وهو الدّراوردي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه- أنّ سعد بن أبي وقّاص وجد جارية لعاصية السلمي تقطع من الحمى، فضربها وسلبها، فدخل عاصية السلمي على عمر، فاستعدى على سعد، فقال له عمر: اردد إليها ثوبها وفأسها. وأمّا ابن إسحاق فقال: لا أردّ غنيمة غنّمنيها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وفي «صحيح مسلّم» قصة لسعد تشبه هذه، لكن ليس فيها ذكر عاصية ولا عمر، بل فيها أنه وجد عبدا يقطع. وفي سنن أبي داود لسعد قصة أخرى كذلك، وفيها أنه رأى رجلا يصيد. 6298 ز- عامر بن الأضبط: نبّهت عليه في القسم الأول. وستأتي قصته في محلم. 6299- عامر بن جحدم الحضرميّ: ذكره ابن دريد في «أماليه» ، وأورد من طريق هشام بن الكلبي، عن أبيه محمد بن السائب الكلبي، قال: حدثني شيخ من حضرموت بمكة، وتذاكرنا أوّلية العرب عن أبيه، واسمه عامر بن جحدم، عن جده، وكان جاهليا، قال: كان بحضر موت شيخ ... فذكر قصة، وأنشد فيها لولد ذلك الشيخ: من مات فالحيّ له مباعد «1» ... بسرعة «2» البغض بئس الزّائد   (1) في هـ: مساعد. (2) في ت: بشرعة النقص، وفي هـ: بسرعة النقص. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 والزّرع يجنى لحصاد الحاصد ... كم ولد يحيى بموت الوالد [الرجز] ويحتمل أن يكون الإدراك لجحدم والد عامر. وقد نبهت عليه في حرف الجيم. 6300 ز- عامر بن عبد قيس بن قيس: ويقال عامر بن عبد قيس بن ناشب «1» ، بن أسامة بن حذيفة بن معاوية التميمي العنبري، أبو عبد اللَّه، أو أبو عمرو النصري الزاهد المشهور. يقال: أدرك الجاهلية، حكاه أبو موسى في «الذيل» . وروى البخاريّ في «تاريخه» من طريق أبي كعب، قال: كان الحسن وابن سيرين يكرهان أن يقولا عامر بن عبد قيس، ويقولان عامر بن عبد اللَّه. وذكر سيف في «الفتوح» ، من طريق أبي عبيدة العصفري أنه كان فيمن شهد فتح المدائن. وقال العجليّ: تابعي ثقة من كبار التابعين وعبّادهم. وأما كعب الأحبار فقال: هذا راهب هذه الأمة. وأخرج ابن سعد، عن عمرو بن عاصم، عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، قال: لما رأى كعب عامرا بالشام ... فذكره. وروى ابن أبي الدّنيا من طرق أنه كان فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة. وروى أبو نعيم في «الحلية» من طريق مالك بن دينار، قال: مرّ عامر بن عبد قيس بقافلة حبسها الأسد، فقال: ما لكم؟ قالوا: الأسد. فمرّ هو حتى أصاب ثوبه فم الأسد. وروى ابن المبارك في «الزّهد» من طريق بلال بن سعد أنّ عامر بن عبد قيس وشي به إلى عثمان، فأمر أن ينفى إلى الشام على قتب: أنزله معاوية الخضراء، وبعث إليه بجارية، وأمرها أن تعلمه ما حاله، فكان يقوم الليل كله، ويخرج من السحر فلا يعود إلا بعد العتمة، ولا يتناول من طعام معاوية شيئا، كان يجيء معه بكسر فيجعلها في ماء فيأكلها ويشرب من ذلك الماء. فكتب معاوية إلى عثمان بحاله، فأمره أن يصله ويدنيه. فقال: لا أرب لي في ذلك. قال بلال بن سعد: فأخبرني من رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبة ويحمل عليها عقبة.   (1) في ت: ثابت. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 وعند ابن أبي الدّنيا من طريق عامر بن يسار: سمعت المعلّى بن زياد يقول: كان عامر بن عبد اللَّه دعا ربه أن يهون عليه الطّهور في الشتاء، فكان يؤتي بالماء له بخار. وسأل ربه أن ينزع منه شهوة النساء من قلبه، ففعل، فكان لا يبالي من لقي، أذكر أم أنثى. وكان إذا غزا قال: إني لأستحي من ربي أن أخشى غيره. وروى «1» ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق العلاء بن الشخّير، عن عامر بن عبد قيس: كان يأخذ عطاءه، فيجعله في طرف ثوبه، فلا يلقاه أحد من المساكين إلا أعطاه، فإذا دخل بيته رمى به إليهم فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيها. وعن ضمرة عن ابن عطاء، عن أبيه، قال: قبر عامر بن عبد اللَّه ببيت المقدس. وقال غيره: وذلك في خلافة معاوية. 6301 ز- عامر بن عبد الأسد: له إدراك. ذكر الطّبريّ أن العلاء بن الحضرميّ كتب إليه يأمره بالتمادي على جدّه واجتهاده في قتال أهل الردة، والفحص عن أمورهم، والتتبع لأخبارهم. ذكره ابن فتحون. قلت: ولم ينسبه، فإن كان هو أخا أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي زوج أم سلمة فهو صحابي. 6302- عامر بن عقبة بن حصن بن ربيعة بن بدر الفزاري: لعمه عيينة بن حصن صحبة، وله هو إدراك، وكان ابنه نصر بن عقبة شاعرا في دولة بني أمية، وهاجى عويف القوافي، وكان يقال له نصر بن طوعة وهي أخته، وأنشد له المرزباني في معجمه: ولو عصم الرّجال من المنايا ... بلاء الصّدق والحسب التّليد تجنّبت المرادي ذاك حصن ... فلم يصطدهم فيمن يصيد [الوافر] 6303 ز- عامر بن مالك الأسلع بن شكل بن كعب بن الحريش بن كعب العامريّ، ثم الحرشيّ:. قال ابن الكلبيّ: كان سيّد بني عامر في زمانه، وله قصة مع زفر بن الحارث عند عبد الملك بن مروان، وكان يقال لعامر ذو الغصّة.   (1) في أ: قال. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 61 6304 ز- عامر حمل: مولى مراد. له إدراك. ذكره أبو عمر الكنديّ في أشراف الموالي من أهل مصر، وأسند من طريق سعيد بن عفير أنه كان قدم من اليمن مع مواليه حتى شهد الفتح بالشام. ويقال: إنه كان من أهل أرمينية «1» فقدم دمشق بزقاق خمر يبيعها، فرغب في الإسلام فأسلم وموالي عبد اللَّه بن يزيد الحملي، فقيل له عامر حمل، ثم سار مع عمرو بن العاص، فشهد فتح مصر. 6305- عائذ بن قيس الجرمزي: بضم الجيم والميم بينهما راء ساكنة ثم زاي منقوطة. يأتي ذكره في عبد اللَّه بن خليفة البولاني. 6306 ز- عائذ بن اللهبة: واسمه مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة. له إدراك. وكان ابنه عبد اللَّه بن عائذ مع معاوية، ذكره ابن الكلبي. 6307 ز- عائش بن الصامت: بن دريد صبح بن عبيد بن قمير بن سلامة بن زوي «2» بن مالك بن نهد النّهدي. كان سيّدهم في الجاهلية، ثم أسلم، فكان يقال له الناسك. ذكره ابن الكلبيّ. العين بعدها الباء 6308- عباد بن الجلندي: يأتي في عبد. 6309- عباد بن رفاعة العنزي. له إدراك وقصة مع أبي بكر الصّديق. ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة أبي العتاهية الشاعر، فروى عن محمد بن يحيى الصّولي، عن محمد بن موسى بن حماد، قال: كان كيسان جدّ أبي العتاهية الأعلى من أهل عين التمر فسبي مع من سبى في غزاة خالد بن الوليد، وكان يتيما، فلما حضروا عند أبي بكر جعل أبو بكر يسألهم واحدا واحدا عن أنسابهم، فيخبره كل واحد منهم بمبلغ معرفته، حتى سأل كيسان فذكر أنه من عنزة، وبحضرة أبي بكر يومئذ عباد بن رفاعة أحد بني هدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، فاستوهبه من أبي بكر، وكان قد صار خالصا له فوهبه له فأعتقه. 6310 ز- عباد بن زرعة بن النعمان الثعلبي: له إدراك. وذكر في ترجمة السفاح بن مطر من تاريخ البخاري.   (1) سقط في ط. (2) في أ: رومي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 6311 ز- عباد العصري. له إدراك، وحجّ مع عمر بن الخطاب، فروى البخاري من طريق الحارث بن عبيد، عن هود بن شهاب بن عباد، عن أبيه، عن جدّه، قال: مرّ عمر بن الخطاب على أبيات بعرفة، فقال: لمن هذه؟ فقلنا: لعبد القيس. فقال لهم خيرا. 6312 ز- عباد الناجي. له إدراك شهد بعض الفتوح في زمن أبي بكر. ذكره سيف. 6313 ز- عبد اللَّه بن أرطاة بن شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الأصهب الجعفي: له إدراك. وقد تقدّم ذكر ابن عمه سلمان بن ثمامة بن شراحيل في القسم الأول، وأنّ له وفادة. ويأتي ذكر ابن عمه الآخر قيس بن سلمة بن شراحيل، وله وفادة أيضا. ولم أر من ذكر لعبد اللَّه هذا وفادة. وذكر ابن الكلبيّ أنه كان مع ابن عمه سلمان وقومه لما اعتزلوا القتال بالرقة مع عليّ ومعاوية، قال: وكانوا ثمانين رجلا. وذكر له قصة مع بشر بن مروان لما كان أمير الكوفة، وأنه خطب يوما فتكلّم بشيء، فقام إليه، فقال له: اتّق اللَّه فإنك ميت ومحاسب، فأمر بضربه، فضرب بالسياط فمات. 6314- عبد اللَّه بن أسيد الخولانيّ: ثم الجدادي. له إدراك. وشهد فتح مصر صحبة عمرو، قاله ابن يونس. 6315 ز- عبد اللَّه بن أضحمة الحبشي: ولد النجاشي. ذكر الزّبير بن بكّار أن أسماء بنت عميس أرضعته مع ولدها عبد اللَّه بن جعفر لما كانت بالحبشة حتى فطم. 6316- عبد اللَّه بن بكر بن حذلم الأسدي: قال ابن عساكر: له إدراك. وقدم دمشق صحبة خالد بن الوليد، ونزل داخل الجابية، وهو جد بني حذلم قضاة دمشق. ذكره أبو الحسن الرازيّ والد تمام. ويقال: إن لأبيه صحبة. 6317- عبد اللَّه بن بريد بن عبد اللَّه بن أصرم الهلالي: أبو ليلى. ذكره الذهبي في «التجريد» بعد عبد اللَّه بن البراء، وقال: ذكره ابن الأثير. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 قلت: ولم أره في «أسد الغابة» في بعض النّسخ، ورأيت بخطّ بعض من نقل عن ابن الأثير أنه قال: إنه مخضرم. ورأيته في «معجم الشعراء» للمرزباني: وقال: هو جدّ زفر بن عاصم، وهو شاعر شامي، وهو القائل في لبابة بنت الحارث الهلالية زوج العباس بن عبد المطلب: ما ولدت نجيبة من فحل ... نسمة من نسل أمّ الفضل أكرم به من كهلة من كهل ... عمّ النّبيّ المصطفى ذي الفضل [الرجز] وضبط «1» الرضي الشاطبي «2» أباه بموحدة ومهملة مصغّرا. 6318- عبد اللَّه بن ثوب «3» : بضم المثلثة وفتح الواو وبعدها موحدة، أبو سلمة الخولانيّ. مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 6319- عبد اللَّه بن جبير الخزاعي: شيخ لسماك بن حرب «4» . ذكره أبو علي بن السكن، ثم قال: ليست له صحبة. 6320- عبد اللَّه بن الحارث بن ورقاء الأسدي: يأتي في عبد اللَّه بن ورقاء:. 6321 ز- عبد اللَّه بن الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة السعدي: أخو النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. سمّاه الواقديّ. وقال ابن سعد: حدّثنا عمرو بن عاصم، حدثنا همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، قال: كان للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخ رضيع، قال: فجعل يقول له: أترى أنه يكون بعث بعد الموت؟ فيقول النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إي والّذي نفسي بيده لآخذنّ بيدك يوم القيامة ولأعرفنّك» . قال: فلما آمن بعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جعل يبكي، ويقول: أرجو   (1) في أ: ضبطه. (2) في أ: الرضى عن ثوب الشاطبي. (3) أسد الغابة ت (2852) ، الاستيعاب ت (1497) . (4) أسد الغابة ت (2856) ، الاستيعاب ت (1500) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 أن يأخذ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بيدي يوم القيامة، فأنجو. وهذا مرسل صحيح الإسناد. 6322 ز- عبد اللَّه بن حذق. ذكره وثيمة في «كتاب الردة» فيمن ثبت على إسلامه، وأنشد له في ذلك قوله: ألا أبلغ أبا بكر رسولا ... وفتيان المدينة أجمعينا فهل لكم إلى قوم كرام ... قعود في جواثى محصرينا توكّلنا على الرّحمن إنّا ... وجدنا النّصر للمتوكّلينا وقلنا قد رضينا اللَّه ربّا ... وبالإسلام دينا قد رضينا [الوافر] وذكره الطّبريّ في مواضع، منها أنه دلّ العلاء بن الحضرميّ على عورة قومه حتى ظفر بهم، وذلك أن الجارود كان قوم من بكر بن وائل أسروه، فكتب إلى المسلمين: إن هؤلاء القوم الذين أنا في أسرهم ضباع بالليل أسود بالنهار. فقال العلاء: من يدلّنا عليهم؟ فقال عبد اللَّه بن حذق: أنا، فلما اقترب منهم أخذوه فصاح، وكانت أمه عجلية، فصاح: يا أبجراه! فقال الأبجر: من أنت؟ قال: ابن أمتك عبد اللَّه بن حذق. قال: خلّوه. ويحك! ما لك! قال: خرجت من الجهد، فأطعموني شيئا، فأطعمه وقال: إني لأحسب أنك بئس ابن أخت القوم الليلة لأخوالك، ثم أقبلوا على شرابهم، وغفلوا عنه، فهرب إلى العلاء فبيّنهم العلاء، فكانت هزيمتهم. وذكره ابن الكلبيّ في نسب بني عامر عبد اللَّه بن حذق بن عبد اللَّه بن عوف بن شداد بن ربيعة بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب «1» بأنه شاعر. فلعله هذا. 6323- عبد اللَّه بن الحرّ العنسيّ. ذكره ابن عساكر، وقال له إدراك. وأخرج ابن عائذ في «المغازي» من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن عبد اللَّه الحرّ العنسيّ زرع أرضا بالشام فأنهب زرعه، وقال: انطلقت إلى ذلّ وصغار في أعناق الكبار، فجعلته في عنقك. قال ابن عساكر: كانت له قطعة بباب كيسان.   (1) في أ: ووصفه بأنه شاعر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 6324 ز- عبد اللَّه بن حزن. أدرك عمر. روى عنه أبو علي الكاهلي قصة لأبي موسى. أخرجها أحمد من رواية عبد الملك العرزميّ، عن أبي عليّ- رجل من كاهل، قال: خطبنا أبو موسى الأشعري، فذكر شيئا، فقام إليه عبد اللَّه بن حزن، وقيس بن المضارب، فقالا: لتخرجنّ مما قلت أو لنأتين عمر «1» . فقال: بل أخرج مما قلت، فذكر حديث: إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك مما لا نعلمه. وهذان الرجلان من المخضرمين، لأنّ من يكون في زمن عمر رضي اللَّه عنه يخوّف أميره بعمر دون أخواله لا بد أن يكون أدرك العصر النبوي. 6325- عبد اللَّه بن الخرّيت البكريّ «2» : ذكره ابن إسحاق في «المغازي» ، قال ابن أبي نجيح، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، عن عبد اللَّه بن الخرّيت، وكان قد أدرك الجاهلية قال: لم يكن «3» في قريش فخذ إلا ولهم ناد معلوم في المسجد الحرام يجلسون فيه. وكان لبني بكر مجلس، فبينا نحن جلوس في المسجد إذ أقبل غلام ... فذكر قصة حرمة الكعبة في الجاهلية. 6326- عبد اللَّه بن خلف الخزاعي: والد طلحة الطلحات «4» . ذكره ابن عبد البرّ وقال: كان كاتب عمر على ديوان البصرة، وقتل يوم الجمل، ولا أعلم له صحبة. قلت: ووصفه بأنه كان كاتبا لعمر على ديوان البصرة، ذكره ابن دريد في «أماليه» يسنده إلى مجالد بن سعيد. 6327- عبد اللَّه بن خليفة البولاني الطائي: له إدراك، وكان مع علي بصفّين، ولما أراد عائذ بن قيس الجرمزي أن يأخذ الراية من عديّ بن حاتم قام عبد اللَّه بن خليفة، فقال: أليس كان عديّ وافدكم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ورأسكم بالقادسية. 6328- عبد اللَّه بن خنيس العامري:   (1) في أ: لتأتين عمر مأذونا لنا أو غير مأذون. (2) أسد الغابة ت (2919) ، الاستيعاب ت (1539) . (3) في أ: من. (4) الاستيعاب ت (1540) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 66 ذكره وثيمة في كتاب «الرّدة» وذكر عن ابن إسحاق أنه ممّن ثبت على إسلامه، وقام في ذلك خطيبا، وله أشعار منها: لعمري لئن أجمعت عامر ... على كفرها بعد إسلامها ومناهم قرّة التّرّهات ... لقد رزئت عظم أحلامها أضاع الصّلاة بنو عامر ... وأهلكها منع أنعامها وفي منعها الحقّ سفك الدّماء ... ووصم النّساء لأيتامها [المتقارب] واستدركه ابن فتحون، وقال: قرة المذكور في هذا الشعر هو ابن هبيرة اليشكري، وكان زعيمهم في أيام الردة. وذكره أبو عمر، لكن لم ينبه على أمر ردّته. 6329- عبد اللَّه بن دارة: مولى عثمان «1» . ذكره ابن مندة، وقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: وله حديث عن عثمان في صفة الوضوء، أخرجه الدّار الدّارقطنيّ، ولم يسمّ فيه. روى عنه «2» محمد بن كعب، وغيره، وسماه بعضهم زيدا. 6330 - عبد اللَّه بن ذباب «3» بن الحارث بن عمرو بن الحارث بن ربيعة بن بلال بن أنس اللَّه بن سعد العشيرة المذحجي: له إدراك، وشهد صفّين مع علي، قاله ابن الكلبيّ. ومن ولده عبد العزيز بن ثابت بن عبد اللَّه بن ذباب له ذكر «4» . 6331- عبد اللَّه بن أبي رهم بن فراس اليماني: مخضرم. ذكره سيف بن عمر في الفتوح، وأنشد له شعرا قاله في أمر الردة، فمنه قوله: سبحان ربّي لا إله غيره ... ربّ العباد وربّ من يتردّد [الكامل] وكان اسمه قبل أن يسلم عبد العزّى.   (1) أسد الغابة ت (2926) . (2) في أ: روى عن محمد. (3) في أ: ديات. (4) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 67 6332- عبد اللَّه بن رؤبة بن لبيد بن صخر بن كنيف بن عمرو بن حيي بن ربيعة بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي:، يكنى أبا الشّعثاء، ويعرف بالعجّاج الراجز المشهور. وكان يقال له عبد اللَّه الطويل، وهو والد رؤبة بن العجّاج الراجز المشهور. ذكره المرزباني في «معجم الشّعراء» ، وقال: ولد في الجاهلية. وقال أبو عبيدة: كان في الجاهلية يرجز، وعاش إلى خلافة الوليد بن عبد الملك. وأنكر ذلك عمر «1» بن شبة. وللعجاج رواية عن أبي هريرة. قال المرزبانيّ: هو أول من رفع الرجز، وجعل له أوائل، وشبّهه بالقصيدة، قال: ومما يستحسن له يصف ثدي الناقة إذا حلبت: كأنّ خلفيها إذا ما درّا ... جروا هراش حرّشا فهرّا [الرجز] 6333- عبد اللَّه بن أبي رومان: الكاتب. قال ابن عساكر: أدرك عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح بعلبكّ، وكتب الصلح لأهلها. ذكره ابن عائذ في «المغازي» ، عن الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن عياش. 6334- عبد اللَّه بن أبي زهير بن كيسان الدّوسي: ثم المحاربي، من بني محارب بن دهمان بن منهب بن دوس الغساني «2» . ذكره ابن الكلبيّ، وقال: كان في أول الإسلام. 6335- عبد اللَّه بن زيد الكندي الدّريكي: - منسوب إلى دريكة: امرأة من بكر بن وائل، فنسب ولده إليها. يأتي خبره. 6336- عبد اللَّه بن زيد الكندي:، مخضرم. ذكره وثيمة في كتاب الرّدة عن ابن إسحاق، قال: لما أزمعت كندة على الردة انتزعوا من زياد بن لبيد عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على اليمن ناقة، وكان وسمها بميسم الصدقة، فقام الوليد بن محصن فوعظهم، فأخرجوه من بينهم، فقام عبد اللَّه بن زيد فقال:   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت (2954) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 أو كل من قال حقّا اتهمتموه على أنفسكم؟ إن رأيي واللَّه رأي صاحبي فأخرجونا جميعا. واشتد كلامه عليهم فطردوه، فقال أبياتا منها: أردت ثمود بوادي الحجر ناقتهم ... والحيّ من قابل في ناقة حوق والحيّ من كندة صاروا بناقتهم ... مثل الّذين مضوا بالشّؤم في النّوق أبعد دين تولّى اللَّه نصرته ... من دين سوء ضعيف السّرّ ممحوق [البسيط] ووقع نحو ذلك لعبد اللَّه بن يزيد السكونيّ كما سيأتي. 6337- عبد اللَّه بن ساعدة الهذلي: أبو محمد «1» . أورده ابن شاهين في «الصّحابة» ، وقال: روى عن عمر، ومات سنة مائة. 6338- عبد اللَّه بن سبرة الحرشيّ «2» . شاعر فارس، ذكره أبو علي الهجريّ، وقال: شهد الجسر في فتوح العراق، فقطعت أصابع يده اليمنى فرثاها بأبيات. وذكر المرزبانيّ ترجمته، ولم يعرف عن حاله بشيء إلا أنه قال: صرع فارسا، ودنا ليجهز عليه فحذفه بالسيف فقطع بعض أصابعه، فرثاها بأبيات قال فيها: يمنى يديّ غدت منّي مفارقة ... أعزز عليّ بها إذ بان فانصدعا ويل أمّه فارسا زلّت كتيبته ... حامي وقد ضيّعوا الأحساب فارتجعا يمشي إلى مستميت مثله حنق ... حتّى إذا أمكنا سيفيهما قطعا فإن يكن أرطبون الرّوم قطّعها ... فقد تركت بها أوصاله قطعا [البسيط] وذكر قصة دعبل بن علي في طبقات الشعراء مطوّلة، وذكر له قصة أخرى، وهي أن امرأة من جيرانه «3» عبث بها عطّار يقال له فيروز، فلما أضجرها» قالت: لو أن عبد اللَّه بن سبرة بقربي ما طمعت فيّ، فبلغته مقالتها وهو في غزاة أرمينية، فترك مركزه وقدم الشام فدخل على المرأة فاستخبرها، فذكرت له قصتها، فقال «5» : أرسلي إليه، وكمن هو في   (1) أسد الغابة ت (2963) . (2) في أ: الجرشي. (3) في أ: جيزان. (4) في أ: أحنجونا. (5) في أ: فقالت. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 جانب البيت، فجاء، فلما دخل عليها ودنا منها وثب عليه عبد اللَّه بن سبرة فقتله، ورجع إلى مكانه من غزاته، ولم يعلم بذلك أحد. 6339- عبد اللَّه بن سراقة الأزدي: روى عن عمر خطبته بالجابية. وروى عن أبي عبيدة. روى عنه عبد اللَّه بن شقيق. قال البخاريّ: لا يعرف له سماع من أبي عبيدة، يعني لم يصرّح بسماعه. وقال المفضل الغلابي: كان من أهل دمشق، له شرف ورواية وذكره وخلط ابن مندة ترجمة هذا بترجمة عبد اللَّه بن سراقة بن المعتمر العدوي المقدم ذكره في القسم الأول، والّذي يترجح التفرقة. 6340 - عبد اللَّه بن سعد بن ربيعة بن خداش بن سعد بن عصبة بن جشم بن نمير بن عوف بن سعد بن حبيب بن وداعة «1» بن أنمار الأنماري: له إدراك، وكان ممن اختط بالكوفة لما اختطها المسلمون في خلافة عمر، وانتقل ولده إلى البصرة فسكنوها. ذكر ذلك ابن الكلبي. 6341 - عبد اللَّه بن سلمة «2» بن أبي الخير بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي: له إدراك قال ابن الكلبيّ: كان من أشراف أهل البصرة، وولّاه عليّ على السواد. قال: وكان أحد العشرين الذين جدّدوا حلف ربيعة واليمن، ولابن أخيه سعدان وفادة. 6342- عبد اللَّه بن سلمة المرادي «3» . تابعي من أهل الكوفة. قيل: أدرك الجاهلية.   (1) في أ، د: أدعه. (2) في أ: ابن أبي سلمة. (3) مصنف ابن أبي شيبة 13/ 15782، التاريخ لابن معين 2/ 311، العلل لأحمد 1/ 90، طبقات خليفة 147، التاريخ الصغير 1/ 210، التاريخ الكبير 5/ 99، تاريخ الثقات للعجلي 258، الثقات لابن حبان 5/ 12، المعرفة والتاريخ 2/ 658، تاريخ واسط 120، الضعفاء والمتروكين للنسائي 295، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 20، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 260، سنن الدار الدّارقطنيّ 2/ 121، الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ، الجرح والتعديل 5/ 73، العقد الفريد 4/ 327، الكامل من ضعفاء الرجال 4/ 1486، تاريخ بغداد 9/ 460، موضع أوهام الجمع والتفريق 1/ 330، الإكمال لابن ماكولا 4/ 336، تهذيب الكمال 15/ 50، الكاشف 2/ 83، ميزان الاعتدال 2/ 430، الوافي بالوفيات 17/ 200، تهذيب التهذيب 5/ 241، تقريب التهذيب 1/ 420، خلاصة تذهيب التهذيب 200، تاريخ الإسلام 2/ 449، أسد الغابة ت (2989) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 استدركه أبو موسى. ولعبد اللَّه بن سلمة رواية عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وغيرهم. وروى عنه عمرو بن مرة. قال ابن نمير وجماعة: لم يرو عنه غيره. وقال الإمام أحمد: روى عنه أيضا أبو إسحاق، وردّ ذلك أبو أحمد الحاكم فأطال، وحاصله أن الّذي روى عنه أبو إسحاق آخر همداني، وأما المرادي فلم يرو عنه إلا عمرو بن مرة، كما قال يحيى بن معين وغيره. 6343- عبد اللَّه بن سلمة الهمدانيّ: ذكره وثيمة في كتاب «الردة» ، وقال: خرج وفد همدان لما بلغتهم وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فدخلوا على أبي بكر الصديق، فقال: يا معشر قريش، إنكم لم تصابوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، دون سائر العرب، لأنه لم يكن لأحد دون أحد، غير أنا معترفون للمهاجرين بفضل هجرتهم، وللأنصار بفضل نصرتهم، وأنشد: إنّ فقد النّبيّ جزّعنا اليوم ... فدته الأسماع والأبصار ما أصيبت به الغداة قريش ... لا ولا أفردت به الأنصار فعليه السّلام ما هبّت الرّيح ... ومدّت جنح الظّلام نوار [الخفيف] وقد ذكرنا في الّذي قبله قول من خلطه به، وترجّح أن الصواب التفرقة. 6344- عبد اللَّه بن سنان بن عمرو بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن قحافة الخثعميّ: تقدم نسبه في عون بن عميس في القسم الأول. له إدراك، ولا يبعد أن يكون له صحبة، وله ولد اسمه مالك، ولي الصوائف لمعاوية من سنة نيّف وخمسين إلى أن مات في خلافة سليمان بن عبد الملك أربعين سنة، ويقال إنه كسر على قبره أربعون لواء. ذكره ابن الكلبي. 6345- عبد اللَّه بن سوار: من عمّال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على البحرين. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 ذكره وثيمة في كتاب الردة عن ابن إسحاق، وأنه كان ممن وفي لأبان بن سعيد بن العاصي. 6346- عبد اللَّه بن سويد: ويقال ابن شداد، التميمي، ثم الشّقري. مخضرم يقول في غزوة السند: ألا هل أتى الفتيان بالسّند مقدمي ... على بطل قد هزّه القوم مقدم شددت له أسري وأيقنت أنّني ... على طرف المهواة إن لم أصمّم [الطويل] 6347- عبد اللَّه بن شهاب الخولانيّ: له إدراك. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة. روى خيثمة بن عبد الرّحمن عنه في صحيح مسلّم، عن عائشة حديثا. وروى عنه أيضا شيئا موقوفا، أخرجه سعيد بن منصور، من طريق خيثمة عن عبد اللَّه بن شهاب، عن عمر قصة، ووصلها ابن أبي شيبة من طريق خيثمة، قال: أتى بشر بن مروان في خلع فلم يجزه «1» ، فقال له عبد اللَّه بن شهاب: شهدت عمر أتى في خلع كان بين رجل وامرأة فأجازه. وعلقه البخاري في كتاب الطلاق، فقال: وأجاز عمر الخلع دون الطلاق. 6348- عبد اللَّه بن الطّفيل بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء العامري: ثم البكّائي. له إدراك، وكان أحد الشهود، يوم الجمل، وشهد مشاهد علي، وهو جدّ زياد بن عبد اللَّه راوي المغازي عن ابن إسحاق. ذكره ابن الكلبي وقد تقدم ذكر عمّه عبد اللَّه بن ثور. ويأتي ذكر عمّه الآخر معاوية بن ثور. 6349- عبد اللَّه بن عبد العزى: يأتي في عمرو بن عبد العزى. 6350- عبد اللَّه بن عتبة: أحد بني نفيل «2» .   (1) في أ: يجده. (2) الاستيعاب ت (1622) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 ذكره وثيمة في الرّدّة عن ابن إسحاق، قال: لما بلغ قومه موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأجمعوا على منع الزكاة والمحاربة دون ذلك: قام فخطبهم وذكّرهم، وكان شريفا فيهم، فسبّوه وخالفوه، وكان شيخا كبيرا، وكان القائم بأمرهم في الردة قرة بن هبيرة، ومن شعر عبد اللَّه بن عتبة في ذلك: بني عامر لستم بأخوف شوكة ... ولا جمرة في النّاس من غطفان وليس لكم بالبحرين حابس طاقة ... وليس لكم بالمسلمين يدان [الطويل] 6351- عبد اللَّه بن عكيم الجهنيّ: تقدم في الأول. 6352- عبد اللَّه بن عمرو اليشكري: هو ابن الكوّاء. مشهور بصحبة عليّ. يأتي. 6353- عبد اللَّه بن عميرة بن حصن بن قيس بن ثعلبة القيسي الكوفيّ «1» : يكنى أبا المهاجر، من بني قيس بن ثعلبة. أدرك الجاهلية. قال سماك بن حرب: سمعت عبد اللَّه بن عميرة- وكان قائد الأعشى في الجاهلية، فذكر حديثا أخرجه ابن مندة من رواية روح بن عبادة، عن شعبة عنه. ورويناه في «فوائد ابن السماك» من وجه آخر عن سماك، عن أبي المهاجر عبد اللَّه بن عميرة: كان رجل من أهل صنعاء يسبق الحاج، فذكر قصة لعمر في قتل الجماعة بالواحد. 6354- عبد اللَّه بن عنمة: بعين مهملة ثم نون مفتوحتين، الضبي. تقدم التنبيه عليه في الأول، وأنه شهد القادسية. وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وساق نسبه إلى ضبّة، وقال: إنه رثى بسطام بن قيس الشيبانيّ بقوله: أفاتنة بنو زيد بن عمرو ... ولا يوفى ببسطام قتيل فخرّ على الألاءة لم يوسّد ... كأنّ جبينه سيف صقيل   (1) أسد الغابة ت (3106) ، سير أعلام النبلاء 4/ 594، الكاشف 2/ 107، تقريب التهذيب 1/ 441، خلاصة تذهيب التهذيب 210، غاية النهاية 1850، الكامل في التاريخ 3/ 457، الطبقات الكبرى 7/ 442، التاريخ لابن معين 2/ 327، تاريخ الإسلام 3/ 511، التاريخ الكبير 5/ 171، المعرفة والتاريخ 2/ 313، الجرح والتعديل 5/ 138، تاريخ مشاهير علماء الأمصار 119، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، تاريخ خليفة 225، فتوح البلدان 1/ 278، تاريخ الرسل والملوك للطبري 4/ 64. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 فإن يفجع عليه بنو أبيه ... فقد فجعوا وفاتهم خليل [الوافر] 6355- عبد اللَّه بن قيس الكندي: حليف بني فزارة الحارثي. له إدراك، وكان معاوية يرسله في غزو البحر، فغزا خمسين غزوة ما بين صائفة وشاتية لم ينكب فيها، ولم يغرق معه أحد إلى أن قتل سنة ثلاث أو أربع وخمسين. ذكره الطّبريّ في «تاريخه» ، وكان أول ما غزا سنة سبع وعشرين. 6356- عبد اللَّه بن قيس الهمدانيّ الحمصي: ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال: كان على كردوس يوم اليرموك، ذكره ابن سميع في الطبقة الأولى التي تلي الصحابة. وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ فيمن تلقّى عمر حين قدم الشام، وذكر له قصة، وقال العجليّ: تابعيّ ثقة، وكلام ابن عساكر يقتضي أنه عبد اللَّه بن أبي قيس المخرج حديثه عند مسلّم والأربعة. والصّواب أنه غيره. 6357- عبد اللَّه بن قيس الكندي: أبو بحرية، بفتح الموحدة وسكون المهملة وكسر الراء وتشديد المثناة التحتانية، مشهور بكنيته، التراغمي، بفتح المثناة وكسر الغين المعجمة. قال ابن سميع: أدرك الجاهليّة وصحب معاذا. قلت: وروى عنه وعن أبي عبيدة «1» وجماعة «2» ، وعنه يزيد بن قطيب «3» ، وضمرة بن يحيى، وخالد بن معدان، وأبو بكر بن أبي مريم «4» ، قال ابن خيثمة، عن ابن معين: شامي ثقة. وكذا قال العجليّ. ومات في خلافة الوليد. وسيعاد في الكنى. 6358 - عبد اللَّه بن كامل بن حبيب بن عمرة بن ثابت بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة «5» بن سليم السلمي: مخضرم. شهد وقعة مرج الصفر. ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، وأنشد له:   (1) في أ: عبيدة وأبي الدرداء. (2) في أ: وروى عنه. (3) في د: فطنة، وفي ت: مطينة. (4) في أ: مريم وغيرهم. (5) في أ: نبيه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 شهدت قبائل مالك وتغيّبت ... عنّي عميرة يوم مرج الصّفّر [الكامل] وذكره أبو عبيد في «كتاب النسب» ، وما أبعد أن يكون له صحبة، لكثرة من شهد الفتح من فرسان بني سليم. 6359 - عبد اللَّه بن كعب «1» بن حذيفة بن شداد بن معاوية بن كعب بن معاوية بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة: والدليلى الأخيليّة الشّاعرة المشهورة في زمن بني أمية. قال المرزبانيّ في ترجمة كعب بن حذيفة: شاعر جاهلي، وأنشد له شعرا. قلت: فيكون لولده عبد اللَّه بن كعب إدراك، فهو من أهل هذا القسم، وولدت لعبد اللَّه ليلى الأخيلية في خلافة عثمان رضي اللَّه عنه. 6360- عبد اللَّه بن كليب: مضى في ذؤيب بن كليب. 6361- عبد اللَّه بن كيسبة «2» : بفتح الكاف بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة مفتوحة ثم موحدة، النهدي. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: كيسبة أمّه. ويقال اسمه عمرو. وهو القائل لعمر بن الخطاب، واستحمله فلم يحمله: أقسم باللَّه أبو حفص عمر ... ما مسّها من نقب ولا دبر فأغفر له اللَّهمّ إن كان فجر [الرجز] وكان عمر نظر إلى راحلته لما ذكر أنها وجعت، فقال: واللَّه ما بها من قلبة، فرد عليه، فعلاه بالدّرّة وهرب وهو يقول ذلك، فلما سمع عمر آخر قوله حمله وأعطاه. وله قصة مع أبي موسى في فتح تستر وقيل: إن كنيته أبو كيسبة، وأن عمر سمعه ينشدها، فاستحلفه أنه ما عرف بمكانه، فحلف فحمله. 6362 ز- عبد اللَّه بن لحيّ «3» : أبو عامر الهوزني.   (1) في أ: كعب. (2) في أ: كيسه. (3) في أ: بلام وميم مصغر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 مشهور بكنيته «1» ، يقال رأى. ويقال: ذكره ابن سميع في رجال حمص ممن أدرك الجاهليّة. وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في الطّبقة العليا التي تلي الصحابة، فقال: إنه من أصحاب أبي عبيدة، وقال البخاريّ في «تاريخه» : سمع بلالا. قلت: وروى أيضا عن معاذ بن جبل، والمقدام بن معديكرب، وعبد اللَّه بن قرط، ومعاوية، وشهد خطبة عمر بالجابية. روى عنه ابنه أبو اليمان عامر، وأزهر بن عبد اللَّه الحرازيّ، وأبو سلام الأسود، وغيرهم. وقال أبو زرعة الرّازيّ والدّار الدّارقطنيّ: أبو عامر الهوزنيّ لا بأس به. ذكره ابن حبان في ثقات التّابعين قال العجليّ: شاميّ، تابعيّ ثقة من كبار التابعين. 6363- عبد اللَّه بن مجيب بن المضرحي: من بني أبي بكر بن كلاب، أبو المسيب الشاعر، ويعرف بالقتال الكلابي. قال أبو زيد الأنصاريّ: هو من شعراء الجاهلية. وذكر أبو عبيدة أنّ مروان بن الحكم سجنه. قال أبو عبيدة البكري في «شرح أمالي القالي «2» » : فهو على هذا من المخضرمين. ومن شعره في قومه: هل من معاشر غيركم أدعوهم ... فلقد سئمت دعاء يال كلاب [الكامل] 6364 ز- عبد اللَّه بن مجمع بن مالك بن إياس بن عبد مناة بن سعد: له إدراك. وكان أبوه «3» مجمع مع الحسين بن علي بالطّف، فقتل. ذكره ابن الكلبي. 6365- عبد اللَّه بن مخمر: يأتي في الأخير. 6366 ز- عبد اللَّه بن مرّة العامري. ذكر «4» وثيمة في كتاب «الردة» أنه جمع قومه لما استغواهم قرّة بن هبيرة فوعظهم وحذرهم، وذكر له في ذلك شعرا. 6367- عبد اللَّه بن المنذر بن الحلاحل التميمي:   (1) قيل ويقال في أ. (2) في أ: العالي. (3) في ط: ابنه. (4) في أ: ذكره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 ذكر المرزبانيّ في معجم الشعراء أنه استشهد باليمامة مع خالد بن الوليد، فقال نافع بن الأسود يرثيه: أذهب فلا يبعدنك اللَّه من رجل ... موري حروب وللعافين والنّادي ما كان يعدله في النّاس من أحد ... ولا يوازيه في نعمى وإرصاد لقد تركت بني عمرو وإخوتها ... يدعون باسمك للمنتاب والرّادي [البسيط] 6368- عبد اللَّه بن المنذر بن كعب: جد أحمد بن سعيد بن صخر، شيخ البخاري وغيره من الأئمة. ذكر أبو علي الجبائي في شيوخ أبي داود أنّ المنذر بن كعب وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأن ابنه عبد اللَّه بن المنذر وفد على أبي بكر الصديق. 6369 ز- عبد اللَّه بن نزار العبسيّ. قال ابن عساكر: له إدراك، وكان رسول أبي بكر الصديق إلى أبي عبيدة لما دنا من الجابية. ذكره أبو حذيفة إسحاق بن بشر في «الفتوح» ، عن ابن إسحاق عمّن أخبره، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: وسار أبو عبيدة حتى دنا من الجابية، فقيل له. إن هرقل بأنطاكيّة، فكتب إلى أبي بكر، فكتب إليه يعلمه أنه يمده بالرجال بعد الرجال، وبعث بكتابه مع عبد اللَّه بن نزار العبسيّ. 6370- عبد اللَّه بن النجاشي: في ابن أصحمة. 6371- عبد اللَّه بن نضلة: في علقمة بن نضلة. 6372- عبد اللَّه بن هانئ الخولانيّ: أخو شريح. تقدم «1» في ترجمة شريح. 6373 ز- عبد اللَّه بن هدّاج «2» الحنفي. يأتي في هداج: قال إبراهيم بن المنذر: حدثنا هاشم بن غطفان، حدثني عبد اللَّه بن هداج. وكان قد أدرك الجاهلية، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فذكر خبرا، أخرجه أبو نعيم.   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت (3232) ، الجرح والتعديل 5/ 195، تجريد أسماء الصحابة 1/ 339. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 وقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن هاشم بن غطفان، فزاد عن ابن عبد اللَّه بن مداج، عن أبيه، قال: جاء رجل، فذكره. قال البخاريّ في «التّاريخ» : عبد اللَّه بن هداج من بني عديّ بن حنيف. روى عنه أبو عمار هاشم بن غطفان المزني. 6374 ز- عبد اللَّه بن ورقاء الأسدي. ذكر الطّبريّ أنّ عمر كتب إلى أبي غسّان لمّا سيره إلى «أصبهان» أن يجعل على مقدمته عبد اللَّه بن ورقاء الرّياحي، وعلى المحبة «1» عبد اللَّه بن ورقاء الأسدي، وقال في موضع آخر: عبد اللَّه بن الحارث بن ورقاء الأسدي. 6375 ز- عبد اللَّه بن وهب الراسبي: من بني راسب بن مالك بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد. له إدراك، وشهد فتوح العراق مع سعد بن أبي وقاص. وذكر الطّبري في التّاريخ أن سعدا أرسله مع المضارب العجليّ وجماعة، وأمّر عليهم ضرار بن الخطاب بأمر عمر إلى أناس اجتمعوا من الذين يقاتلونهم، ثم كان مع عليّ في حروبه، ولما وقع التحكيم فأنكره الخوارج. واجتمعوا بالنّهروان أمّر عليهم عبد اللَّه بن وهب الراسبي، وكان عجبا في كثرة العبادة حتى لقب ذا الثفنات «2» ، كان لكثرة سجوده صار في يديه وركبتيه كثفنات «3» البعير. وقتل الرّاسبي المذكور مع من قتل بالنهروان، وقصّته في ذلك مشهورة. ذكره ابن الكلبي وغيره. 6376 ز- عبد اللَّه بن يزيد بن قيس العاضري السكونيّ: ذكره وثيمة في «الردّة» وقال: لما أزمع قومه على الردة وانتزعوا من زياد بن لبيد ناقة كان وسمها بميسم الصدقة قام فيهم عبد اللَّه بن يزيد، فقال: يا معشر الملوك: إني لا أصغر عن القول، ولا يعظم أحد منكم عن الاستماع، وإني أناشدكم اللَّه والرحم أن تصيروا أحاديث في ناقة أخذت بحق وارتجاعها باطل، وأنشدهم: ما كان في ناقة ضلّت حلومكم ... ما تغدرون بعهد اللَّه والذّمم ألقى زياد عليها حقّ ميسمه ... بعد اللّسان وبعد الكفّ والقدم ليس التّشوش على بكر وإخوتهم ... أسام فيها وربّ الحلّ والحرم [البسيط]   (1) في أ: الجنبة. (2) في أ: النقبات. (3) في أ: كنقبات. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 قال: فبعث إليه الأشعث بن قيس: أرى كلامك يدفعنا وإياك إلى ما نكره، وإنا لا نحمل ذلك، وخرج بينهم إلى المدينة ثم رجع مع المسلمين لقتالهم، واستشهد مع زياد بن لبيد، فرثاه مرباع الكندي بقوله: أعبد اللَّه قد أعذرت فينا ... ولكنّا هزئنا بالنّصيح وقد أسمعتنا بدعاء داع ... إلى العلياء والأمر الصّحيح [الوافر] 6377 ز- عبد اللَّه التميمي. له إدراك. ذكر البخاريّ في «تاريخه» من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن عبد اللَّه التميمي «1» . قال: بعث عمر بن الخطاب عمار بن ياسر أميرا علينا ونحن بالمدائن. 6378 ز- عبد الجد بن عبد العزيز الأزدي: هو المعروف بالجلندي. تقدم في حرف الجيم 6379 ز- عبد الحجر بن سراقة: أخو الأحوص «2» بن جعفر بن كلاب العامري الكلابي. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وكان شهد القادسيّة فعقر ناقته، وقال: وما عقرت بالسيلحين مطيّتي ... وبالجسر إلّا خشية أن أعيّرا [الطويل] قلت: وما أظنّه ترك اسمه على حاله في الإسلام. 6380- عبد خير بن يزيد: ويقال ابن «3» محمد بن خولي بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن الصائد الهمدانيّ، أبو عمارة الكوفي «4» . أدرك الجاهلية قال الخطيب: يقال اسمه عبد الرحمن. قلت: ولعله غيّر في الإسلام.   (1) في أ: له إدراك ذكره قال.. (2) في أ: الأخوص. (3) في أ: ويقال اسمه محمد. (4) أسد الغابة ت (3263) ، الاستيعاب ت (1717) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 وقال أبو عمر: أدرك زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولم يسمع منه. قلت: وتأتي قصة إسلامه في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في ترجمة والده يزيد، رواها أبو يعلى وغيره. روى عبد خير عن أبي بكر الصديق، وعن ابن مسعود، وعلي، وكان من كبار أصحابه، وعن عائشة وغيرهم. روى عنه ابنه المسيب، والشّعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الملك بن سلع، وعلقمة بن مرثد، والحكم، وعطاء بن السائب، وآخرون. نزل الكوفة قال عبد الملك بن سلع: قلت له: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة. أخرجه الدّولابيّ في «الكنى» فيمن يكنى أبا عمارة. وذكره أحمد بن حنبل في الأثبات عن عليّ ووثّقه ابن معين، والنسائي، والعجليّ، وذكره مسلّم في الطبقة الأولى من التابعين. 6381 ز - عبد الرحمن بن أربد الأسدي. ذكره وثيمة في كتاب «الرّدة» عن ابن إسحاق فيمن انحاز من بني أسد عن طليحة بن خويلد الأسدي لما ادّعى النبوة. واستدركه ابن فتحون. 6382- عبد الرّحمن بن الأزور الأسدي، أخو ضرار بن الأزور الصّحابي. كان ببلاد قومه لما ادّعى طليحة بن خويلد النبوة ففارقه، وقال يخاطب أخاه ضرارا ليحرّض الأنصار على جهاد من بالبطاح من أهل الردة بقصيدة أولها: قد قلت للمرء الشّقيق ضرار ... طال البكاء لفرقة الأنصار [الكامل] ذكره وثيمة عن ابن إسحاق. 6383 ز- عبد الرحمن بن تيم بن مالك بن الصحبان الأزدي: ابن عم سنان بن كعب بن مالك بن الصحبان المقدم ذكره. له إدراك، وكان ولده مجاعة شريفا في الأزد في زمان المهلب. ذكره ابن الكلبيّ. 6384- عبد الرّحمن بن حبيش الأسديّ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 ذكره وثيمة في كتاب «الردة» عن ابن إسحاق. وأنه ممن ثبت على إسلامه وفارق طليحة. وقد تقدم ذكر أبيه حبيش في الحاء المهملة ويأتي ذكر أخيه غسان في الغين المعجمة. 6385- عبد الرحمن بن ذي الجرّة الحميري. ذكر المدائنيّ أنه وفد على أبي بكر الصديق، فسمّاه عبد الرحمن. وقد تقدّم في حرف الباء الموحدة في باب، وهو اسمه الأول، وذكرت له قصة في فتح تستر مع أبي موسى الأشعري نقلته من خط الخطيب في [كتاب] «1» «المؤتلف» . 6386 ز- عبد الرحمن بن سلمة: أخو أبي وائل شقيق. روى عنه شقيق. وكان عبد الرحمن أسنّ منه. وقد تقدم ذكر شقيق في هذا القسم فعبد الرحمن أولى بذلك. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. وقال: روى عنه أخوه. 6387 ز- عبد الرحمن بن عائذ الحمصي: قال البغويّ: يقال إنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ونفى ذلك أبو حاتم وغيره. وسأذكر ترجمته في القسم الرابع. 6388 ز- عبد الرحمن بن عبد اللَّه. قال ابن عساكر: له إدراك، وأخرج من طريق الخرائطي بسند له إلى جعفر بن برقان، عن أبي سكينة الحمصي، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، قال: قدم عمر بن الخطاب الجابية، فقام فينا خطيبا.. فذكر الخطبة. 6389 - عبد الرحمن «2» بن عسيلة: بمهملتين، مصغرا، ابن «3» عسل مكبرا، ثم سكون ابن عسال المرادي، أبو عبيد اللَّه» الصنابحي اليماني، نزيل الشام. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فوجده قد مات، فصلّى خلف أبي بكر. وروى عنه وعن عمر، وعلي، وبلال، وسعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وجماعة.   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت (3360) ، الاستيعاب ت (1447) . (3) في أ: ابن عبيد بكر. (4) في أ: عبد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 روى عنه أسلّم مولى عمر، وعطاء بن يسار، وعبد اللَّه بن محيريز، وأبو الخير اليزني، ويونس بن ميسرة، وآخرون. قال ابن سعد ثقة قليل الحديث. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. وقال العجليّ: تابعي ثقة، ونحوه ابن حبان. وقال ابن معين: تأخر إلى زمان عبد الملك. وذكره البخاريّ فيمن مات ما بين السبعين إلى الثمانين. وقال يعقوب بن شيبة. هؤلاء الصّنابحيون الذين يروي عنهم في العدد ستة، وإنما هما اثنان فقط: الصنابح الأحمسي، ويقال له الصنابحي الأحمسي، وهو واحد ومن ذكره بلفظ النسب أخطأ، وهو الّذي يروي عنه الكوفيون، والثاني عبد الرحمن بن عسيلة، كنيته أبو عبد اللَّه، روايته عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلة. وروي عن أبي بكر وغيره، فمن قال فيه عبد الرحمن الصنابحي أصاب اسمه، ومن قال: عن أبي عبد اللَّه الصنابحي أصاب كنيته، ومن قال عن أبي عبد الرحمن الصنابحي فقد أخطأ قلب كنيته فجعلها اسمه. هذا قول علي بن المديني ومن تابعه. قال يعقوب: وهو الصّواب عندي. قلت: وقد تقدم في العبادلة في القسم الأول بيان الاختلاف في عبد اللَّه الصّنابحي، ومن أثبت أنه غير عبد الرحمن بن عسيلة ومن نسب من قال ذلك للوهم. وللَّه الحمد والمنة. 6390- عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي الحمصي «1» : قاضيها. ذكره ابن مندة في الصّحابة، وتعقبه أبو نعيم بأنه مشهور من تابعي أهل الشام. وقد روى آدم بن أبي إياس في كتاب «الثّواب» عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عوف- وكان قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر حديثا. وذكره جمهور من صنّف في الرّجال في التّابعين. قال العجليّ: شامي تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات. 6391 ز- عبد الرحمن بن غنم بن كريز «2» : ويقال هانئ بن ربيعة بن عامر بن عدي بن وائل الأشعري.   (1) أسد الغابة ت (3371) . (2) طبقات ابن سعد 7/ 441، طبقات خليفة ت (2883) ، المعرفة والتاريخ 2/ 309، الجرح والتعديل القسم الثامن المجلد الثاني 4/ 27، تاريخ ابن عساكر 10/ 73، تهذيب الأسماء واللغات القسم الأول الجزء الأول 302، تهذيب الكمال 813، تاريخ الإسلام 3/ 188، تذكرة الحفاظ 1/ 48، العبر 1/ 89، البداية والنهاية 9/ 29، تهذيب التهذيب 6/ 250، النجوم الزاهرة 1/ 198، طبقات الحفاظ للسيوطي 30، خلاصة تذهيب الكمال 233، شذرات الذهب 1/ 84. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 تقدّم نسبه، وسمّي ابنه في القسم الأول. وأما هذا فتابعي شهير، له إدراك، وهاجر في زمن عمر. قال البغويّ: هو قديم، لا أدري أدرك أم لا. وقيل: إنه ولد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقال حرب، عن أحمد: أدرك ولم يسمع. وقال التّرمذيّ: يقال إنه أدرك. وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته. وقال أبو حاتم: جاهلي ليست له صحبة، وروايته مرسلة. وقال أبو عمر: كان مسلما في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره، سمع معاذ بن جبل. وقال يعقوب بن شيبة: أدرك عمر وسمع منه. وقال ابن أبي خيثمة: قال أبو مسهر: كان رأس التابعين. وقد روى عبد الرحمن بن غنم عن عمر، وعثمان، ومعاذ، وأبي عبيدة، وأبي ذر، وأبي الدّرداء، وأبي مالك الأشعري، وشداد بن أوس، وثوبان، وعبادة، وغيرهم. روى عنه ابنه محمد، وعطية بن قيس، وأبو سلام الأسود، وشهر بن حوشب، ومكحول، ورجاء بن حيوة، وآخرون. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ، عن دحيم: عبد الرحمن بن غنم مقدّم عندي على الصّنابحي، وهو رجل أهل الشام. قال خليفة وغيره: مات سنة ثمان وسبعين من الهجرة. 6392- عبد الرحمن بن قيس بن سواء: أبو عطية المذبوح. مشهور بكنيته. له إدراك، وشهد اليرموك. قال ابن المبارك في «الزّهد» : حدّثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حماد بن سعيد بن أبي عطية، قال: لما حضر أبا عطية الموت جزع، فقيل له: أتجزع؟ قال: وما لي لا أجزع، وإنما هي ساعة ثم لا أدري أين يسلك بي. وذكر ابن أبي حاتم، عن أبيه أنه سأل عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن محمد بن أبي عطية المذبوح عن اسم جدّه، فقال: عبد الرحمن بن قيس وإنما قيل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 له المذبوح، لأنه أصابه سهم وهو مع أبي عبيدة باليرموك فقطع جلده، ولم يفر الأوداج، فكان إذا شرب الماء يرى مجراه. عاش بعد ذلك زمانا فسمي المذبوح. 6393 ز- عبد الرحمن بن مسلمة: شامي. سمع أبا عبيدة بن الجراح. روى عنه الوليد بن أبي مالك، ذكره البخاري، وقال: لا يصح حديثه. وقال أبو حاتم: بل هو صالح الحديث. 6394- عبد الرحمن بن مطرح الحنفي. أدرك الجاهليّة، ولما ارتدّ أهل اليمامة أنكر على مسيلمة وقومه، وكتب إلى أبي بكر يخبره بعورتهم. ذكره وثيمة، وأنشد له شعرا يمدح فيه خالد بن الوليد وفيه: لسنا نغرّك من حنيفة، إنّهم ... والرّاقصات إلى بني كفّار [البسيط] 6395 ز- عبد الرحمن بن مل «1» : بفتح الميم ويجوز ضمها وكسرها بعدها لام ثقيلة، ابن عمرو بن عدي بن وهب بن «2» ربيعة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد، أبو عثمان النهدي. مشهور بكنيته. نسبه ابن الكلبيّ، وتبعه جماعة، وسقط من كلام أبي عمر، ذكره سعد، ولا بد منه. ذكره ابن أبي شيبة من طريق عاصم. سئل أبو عثمان وأنا أسمع: هل أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: نعم، وأسلمت على عهده، وأدّيت له ثلاث صدقات، وغزوت على عهد عمر غزوات. وروى ابن أبي خيثمة من طريق حميد بن أبي عثمان، قال: كنّا في الجاهليّة إذا تحملنا حملنا حجرا على بعير، فإذا رأينا أحسن منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا سقط عن البعير قلنا سقط إلهكم، فالتمسوا غيره.   (1) أسد الغابة ت (3404) ، الاستيعاب ت (1469) ، طبقات ابن سعد 7/ 97، طبقات خليفة ت (1670) ، المعارف 426، الجرح والتعديل قسم 2، مجلد 2/ 283، تاريخ بغداد 10/ 202، تهذيب الكمال 1632، تاريخ الإسلام 4/ 82، تذكرة الحفاظ 1/ 61، العبر 1/ 119، تذهيب التذهيب 2/ 228، البداية والنهاية 9/ 15، 190، تهذيب التهذيب 6/ 277، طبقات الحفاظ للسيوطي: 25- خلاصة تذهيب التهذيب 235، شذرات الذهب 1/ 118. (2) في أ: أمية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 84 قال ابن المديني: هاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر، فوافق استخلاف عمر، فسمع منه ونزل الكوفة، فلما قتل الحسين تحوّل إلى البصرة. وسمع أبو عثمان من كبار الصّحابة، فروى عن عمر، وعلي، وسعد، وسعيد، وطلحة، وابن مسعود، وحذيفة، وبلال، وأبي هريرة، وأبي موسى، وعائشة، وغيرهم. روى عنه قتادة، وسليمان التيمي، وثابت، وعاصم الأحول، وعوف، وخالد الحذّاء، وأيوب، وحميد، وآخرون. قال عبد القاهر بن السّري عن أبيه عن جده: حجّ أبو عثمان ستين حجة وعمرة، وكان يقول: أتت عليّ مائة وثلاثون سنة. قال عمرو بن عليّ: مات سنة خمس وتسعين. وقال ابن معين: سنة مائة. وقال خليفة: بعد سنة مائة. 6396- عبد الرحمن بن ملجم المرادي: أدرك الجاهلية، وهاجر في خلافة عمر، وقرأ على معاذ بن جبل. ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس، ثم صار من كبار الخوارج، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقتل علي بن أبي طالب، فقتله أولاد علي. وذلك في شهر رمضان سنة أربع وأربعين. ذكره الذّهبيّ في التجريد لكونه على الشرط، وليس بأهل أن يذكر مع هؤلاء، وبسطت ترجمته في لسان الميزان. 6397 - عبد الرحمن بن النعمان «1» بن بزرج: ذكره الواقديّ فيمن أسلّم من أهل سبإ في العهد النبويّ. وكذا ذكره سيف في «الفتوح» . وقد تقدم ذكر أخيه عبد اللَّه. وسيأتي في ترجمة أبيه النعمان كيفية إسلامه. 6398 ز- عبد الرحمن بن يزيد اللّخمي: مولاهم. جدّ موسى بن نصير الّذي افتتح المغرب الأقصى. قال الرّشاطيّ: وجدت بخط الحكم المستنصر: كان نصير والد موسى شجاعا «2» ،   (1) أسد الغابة ت (3404) . (2) في أ: شجاعا وشهد فتح مصر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 وشهد قبل ذلك مع أبيه اليرموك، واستشهد يومئذ، وذلك في سنة خمس عشرة. 6399 ز- عبد عمرو بن مفرغ: تقدم في عبد الرحمن. 6400- عبد عمرو بن يزيد بن عامر الجرشي: ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان مع أبي عبيدة بمرج الصّفّر، وشهد «اليرموك» . 6401 ز- عبد المنان بن المتلمّس «1» : جرير بن عبد المسيح. كان أبوه شاعرا مشهورا في الجاهلية، وأدرك عبد المنان الإسلام ذكره أبو عبيد البكريّ في «شرح الأمالي» . 6402- عبد بن الجلنديّ «2» . تقدّم ذكره مع أخيه جيفر «3» في حرف الجيم. 6403 ز- عبد بن عبد بن عبد اللَّه بن أبي يعمر بن حبيب بن عائذ بن مالك بن وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان بن عمر بن قيس بن غيلان الجدلي: أبو عبد اللَّه. مشهور بكنيته، وقيل اسمه عبد الرحمن. قال ابن مندة: هو قديم، ثم ذكر في الصحابة ولا يصح. قلت: أرسل شيئا، وهو معدود في التابعين، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وروى عن سلمان الفارسيّ، وعن علي، وعائشة وغيرهم. روى عنه الشّعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وسعيد بن خالد الجدلي، وآخرون. ووثقه أحمد وابن معين والعجليّ. 6404 ز- عبد بن غوث الحميري. ذكر سيف «4» أن أبا بكر الصّديق بعثه إلى عياض بن غنم لما استمده من العراق، وشكا قلّة من معه. 6405- عبد بن قيس بن بجرة «5» : ويقال: قيس بن بجرة «6» ، فزاري. يأتي في قيس إن شاء اللَّه تعالى.   (1) في أ: الملتمس النصابي واسم الملتمس. (2) أسد الغابة ت (3440) . (3) في أ: جيعر. (4) في أ: سيف في الفتوح أن. (5) في أ: بجيرة. (6) في أ: نجرة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 86 6406 ز- عبدة بن الطبيب: واسم الطبيب يزيد بن عمرو بن وعلة «1» بن أنس بن عبد اللَّه بن عبد نهم «2» بن جشم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم الشّاعر المشهور. ذكر سيف في «الفتوح» أنه شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز، وله في ذلك آثار مشهورة. وكان في جيش النعمان بن مقرّن الذين حاربوا الفرس بالمدائن. قال أبو الفرج: هو مخضرم، وهو شاعر مجيد ليس بالمنكر، وهو القائل في قتال الفرس: هل حبل خولة بعد الهجر موصول ... أم أنت عنها بعيد الدّار مشغول [البسيط] يقول فيها: يقارعون رءوس الفرس ضاحية ... منهم فوارس لا عزل ولا ميل [البسيط] [وذكر ابن دريد في «الأخبار المنثورة» ، وأبو الفرج الأصبهاني في «الأغاني» ، عنه، عن ابن أخي الأصمعي، عن عمه، قال: اجتمع الزّبرقان بن بدر والمخبل السعدي وعبدة بن الطبيب وعمرو بن الأهتم، وعلقمة بن عبدة قبل أن يسلموا والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة قبل أن يبعث، فنحروا جزورا، واشتروا خمرا ببعير، وجعلوا يشوون ويأكلون ويشربون، فقال بعضهم: لو أن قوما طاروا من جودة أشعارهم لطرتم، فتحاكموا إلى أول من يطلع عليهم، فطلع ربيعة بن حذار اليربوعي، فسرّوا به وحكموه، فقال: أخاف أن تغضبوا، فأمنوه من ذلك، فقال لهم: أما عمرو فشعره برود يمنيّة تنشر وتطوى، وأما الزبرقان فكرجل أتى جزورا فأخذ من مطايبها ثم خلطه بعد ذلك. وأما المخبّل فشهب نار يلقيها اللَّه على من يشاء من عباده. وأما علقمة فكمزادة أحكم خرزها فليس يسقط منها شيء] «3» . وقال المرزبانيّ: كان عبدة أسود من لصوص الرّباب، وهو مخضرم، وهو الّذي رثى قيس بن عاصم المنقري التميمي لما مات بقوله: عليك سلام اللَّه قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحّما   (1) في أ: علي. (2) في أ: أيم. (3) في أ: جاءت هذه الفقرة بعد قوله أي تهب بالتراب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 تحيّة من أوليته منك نعمة ... إذا زار عن شحط بلادك سلّما [الطويل] ويقول فيها: وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما [الطويل] كان أبو عمرو بن العلاء يقول: هذا البيت أرثى بيت قيل. وقال ابن الأعرابيّ: هو قائم بنفسه، ما له نظير في الجاهلية ولا الإسلام قال: ولما أسنّ عبدة جمع بنيه وأنشأ قصيدته التي يوصيهم فيها، وهي من القصائد التي يقول فيها: ولقد علمت بأنّ قصري حفرة ... غبراء يحملني إليها شرجع فبكت بناتي شجوهنّ وزوجتي ... والأقربون إليّ، ثمّ تصدّعوا وتركت في غبراء يكره وردها ... تسفي عليّ الرّيح حين أودّع [الطويل] قوله: قصري، بفتح القاف وسكون المهملة، أي آخر أمري. قوله: شرجع- بفتح المعجمة وسكون الراء ثم جيم- هو سرير الميت «1» . وقوله: تصدّعوا، أي تفرقوا. قوله: تسفي، بمهملة ثم فاء مع فتح أوله، أي تهب بالتراب. وقال المرزبانيّ: مخضرم، ويروي أن عمر كان يعجب من شعر عبدة. وقيل لخالد ابن صفوان: إن عبدة لا يحسن أن يهجو فقال: لا، بل كان يترفع عن الهجاء. 6407 ز - عبيد اللَّه بن الحر بن عمرو بن خالد بن المجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن عويم بن جعفي بن سعد العشيرة الجعفي: له إدراك. قال ابن الكلبيّ: كان شاعرا فاتكا. وسيأتي في ترجمة مرثد بن قيس أنّ عبد اللَّه بن الحرّ شهد القادسيّة. 6408 ز- عبيد اللَّه بن «2» صبرة: ويقال: ضمرة بن «3» هوذة، ويقال «4» : هوذ «5» الحنفي اليمامي.   (1) في أ: البيت. (2) أسد الغابة ت (3469) ، الاستيعاب ت (1733) . (3) في أ: هودة. (4) في أ: هوذة. (5) في أ: الجعفي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يلقه. وقد مضى ذكره في ترجمة الأفغس «1» أو الأقيصر اليمامي في القسم الأول. 6409- عبيد: بغير إضافة، مصغّرا، ابن سراقة [حجازي يقول لعمر: فإنّك مسترعى وإنّا رعيّة ... وإنّك مدعوّ بسيماك يا عمر [الطويل] وذكره المرزباني] «2» ، ويأتي في عمرو. 6410 ز - عبيد بن جحش: شهد القادسيّة، ونزل الكوفة. ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. 6411- عبيد بن شريّة «3» : بمعجمة، وزن عطية. أحد المعمرين. روى أبو موسى، من طريق معاوية بن سليم، عن هشام بن محمد، عن أبيه محمد بن السائب الكلبي، قال: عاش عبيد بن شريّة الجرهميّ مائتين وأربعين سنة، وقيل ثلاثمائة سنة، وأسلّم، ووفد على معاوية فقال: أخبرني بأعجب ما رأيت. قال: انتهيت إلى قوم يدفنون ميتا ... فذكر قصة، وفيها الشعر المشهور: يبكي الغريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحيّ مسرور [البسيط] وأخرجها أبو موسى من طريق عمران بن سعيد القرشي، عن أبيه- أنّ معاوية أتى بعمير بن شريّة، وقد أتت عليه عشرون ومائتا سنة.. فذكره نحوه. وفيه الشعر، فلعل قوله في هذه الرواية عمير تصحيف سمعي. فإن المشهور عبيد. وقد ذكر الرّشاطيّ عن الهمدانيّ أن معاوية كان مستشرفا لأخبار حمير، فقال له عمرو بن العاص: أين أنت عن عبيد بن شريّة، فإنه أعلم من بقي بأخبارهم وأنسابهم. فكتب إليه يأخذ منه الأخبار، فألفها كتابا، وقد زيد فيه ونقص، فلا يؤخذ منه نسختان مستويتان. وذكر محمّد بن إسحاق النّديم في «الفهرست» أنه روى عن زيد بن الكيس وعن أبيه الكيس. وعاش عبيد إلى خلافة عبد الملك بن مروان.   (1) في أ: الأقعس. (2) في أ: سقط. (3) أسد الغابة ت (3502) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 89 6412 ز- عبيد بن عاضرة «1» : بن سمرة بن عمرو بن قرط التميمي: ثم العنبري «2» . لأبيه صحبة، وبعثه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على الصدقات، ولولده عبيد ادراك ولا يعرف له صحبة. وله قصة مع إبراهيم بن عربي «3» والى اليمامة في خلافه عبد الملك بن مروان ومع جرير بن الخطفى الشاعر. 6413 ز- عبيد ابن أم كلاب «4» : له ادراك، ورواية عن عمر. واخرج احمد في الزهد من طريق سعيد بن ابى هلال، عن عبد العزيز بن عمر، انه سمع عمر يقول: لا يعجبنكم «5» طنطنة الرجل، ولكن من ادى الأمانة وكف عن اعراض الناس فهو الرجل. 6414 ز- عبيد بن منقذ: شهد حرب الفرس بالحيرة، فلما نزل روزبه قنطرة النهرين خرج اليهم عبيد بن منقذ ... فذكر القصة. 6415 ز- عبيد بن نضلة الخزاعي «6» : تابعي شهير، يكنى ابا معاوية. روى عن ابى مسعود، والمغيرة بن شعبة، وسليمان بن صرد ومن التابعين عن علقمة، ومسروق والسلماني. روى عنه إبراهيم النخعي، وأشعث بن سليم، وحمران بن أعين قال العجليّ: كوفى تابعي ثقة، كان يقرئ أهل الكوفة. وذكر ابن حزم انه أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يلقه. واخرج ابن ابى شيبة في مسندة من طريق القاسم بن مخيمرة عن عبيد بن نضلة ان   (1) في أ: غاضرة. (2) في أ: العنزي. (3) في أ: عدي. (4) في أ: أم كلاب ويأتى بعد ترجمة عبيد بن منقذ. (5) في أ: تعجبكم. (6) أسد الغابة ت (3523) طبقات ابن سعد 6/ 117، تاريخ خليفة 273، طبقات خليفة 150، التاريخ الكبير 6/ 5، تاريخ الثقات للعجلى 323، المعرفة والتاريخ 2/ 556، الجرح والتعديل 6/ 3، الثقات لابن حبان 5/ 138، الكاشف 2/ 210، تهذيب التهذيب 7/ 75، تقريب التهذيب 5451، غاية النهاية 1/ 497، خلاصة تهذيب التهذيب 256، رجال مسلم 2/ 26، رقم 1060، تاريخ الإسلام 2/ 480. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 الناس قالوا للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عام مجاعة سعّر لنا ... الحديث. قال العسكري: ليس يصحّ سماعه، وأكثر ظني أنه مرسل. وقد ذكره كذلك ابن أبي حاتم «1» ، وقال: مختلف في صحبته سوى الحديث المرسل. وأما إدراكه فصحيح، وعدّه علي بن المديني في الفقهاء من أصحاب ابن مسعود. 6416 ز- عبيد، مولى الأنصار: له إدراك، وهو من سبي خالد بن الوليد. يأتي خبره في ترجمة يسار جدّ محمد بن إسحاق صاحب المغازي. 6417 ز- عبيد الأنصاري: ذكر في ترجمة سميه في القسم الأول. وذكره البخاريّ وابن حبّان في التابعين. 6418 ز- عبيد الثّقفي: الّذي كان ينسب إليه زياد بن سميّة قبل أن يستخلفه معاوية. ذكر ابن الأعرابيّ أنّ أباه يونس بن عبيد خاصم معاوية في ذلك، فذكر قصة طويلة. وعبيد المذكور كان مولى الحارث بن كلدة، فزوّجه مولاه سمية، فولدت له زيادا وغيره. وذكر الغلابي في كتاب «أخبار زياد» بأسانيد له أنّ عمر كان وجّه زيادا في وجه، فقدم عليه وقد كفاه ما بعثه إليه، فخطب خطبة بليغة، وناظر عن أبي موسى، وكان أبو موسى استكتبه لما ولى إمرة البصرة لعمر، فرفعوا فيه إلى أبي موسى، فكان زياد يحاجج عن أبي موسى، فقال له عمر: ما فعلت في أول شيء حصل لك من الكبر؟ «2» قال: وجدت عبيدا أبي في الرقّ، فاشتريته بألف. فقال له عمر: نعم الألف. 6419- عبيد المحاربي: أحد بني طريف» . ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وأنشد له يخاطب مزرّد بن ضرار الأسدي وهو أخو الشماخ، وسيأتي ذكره في حرف الميم من أبيات، فقال: فقلت تزرّدها عبيد فإنني ... لزرد الموالي في السّنين مزرّد [الطويل]   (1) في أ: أبو نعيم. (2) في أ: من الكبت. (3) هذه الترجمة سقط في هـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 فسمي لذلك مزرّدا، وقال فسمي لذلك مزرّدا، وقال عبيد يجيبه: تركت ضرارا في الظّهيرة رازما ... فهلّا ضرار أبا يزيد مزرّد [الطويل] 6420 ز- عبيد، والد أبي حرّة: يأتي خبره في ترجمة وهب بن خالد. 6421- عبيدة «1» : بفتح أوله وزيادة هاء، ابن عمرو. ويقال ابن قيس بن عمرو السّلماني، بفتح المهملة وسكون اللام وفتحها بعضهم. قال ابن الكلبيّ: أسلم قبل وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بسنتين ولم يلقه. وكذا قال العجليّ، وقال: تابعي ثقة. وقال الواقديّ: هاجر من اليمن زمن عمر ونزل الكوفة. وروى عن ابن مسعود وعليّ. روى عنه محمد بن سيرين، وأبو إسحاق السّبيعي، وإبراهيم النخعي، والشّعبي، وأبو حسان الأعرج، وغيرهم. وكان ابن سيرين أروى «2» الناس عنه. وقد ذكر علي بن المديني والقلّاس أنّ أصح الأسانيد ابن سيرين عن عبيدة عن عليّ. وقال ابن نمير: كان شريح إذا أشكل عليه شيء كتب إلى عبيدة. مات سنة اثنتين وسبعين، وأرّخ الترمذي: سنة ثلاث، وابن أبي شيبة سنة أربع. وفي كل ذلك نظر بيّنت وجهه في مختصر التهذيب. 6422- عبيس، مولى أبي بكر الصديق: يأتي في القسم الأخير. العين بعدها التاء 6423 ز- عتّاب بن سلمة: له إدراك، لأن عمر قبل شهادته على قدامة بن مظعون حين شرب الخمر. أخرجه ابن أبي شيبة من وجهين. وسيأتي ذكر القصة واضحا في ترجمة أمّه إن شاء اللَّه تعالى.   (1) أسد الغابة ت (3532) ، الاستيعاب (1773) . (2) في أ: راوي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 6424- عتبة بن ربيعة بن بهز: حليف بني عصمة. شهد اليرموك أميرا، قاله سيف في «الفتوح» ، قال: وأمّره خالد بن الوليد على بعض الكراديس. وقال ابن عساكر: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا أعرف له رواية، استدركه ابن فتحون. 6425- عتبة بن الوغل التغلبي: له إدراك، وله مع عثمان خبر في عزل سعيد بن العاص، وولاية الأشعري، وله قصص مع عليّ. ويقال: إنه القائل في يوم صفّين: لمن راية سوداء يخفق ظلّها ... إذا ما قيل قدّمها حصين تقدّما [الطويل] 6426 ز- عتريس بن عرقوب «1» : قال ابن مندة: ذكر فيمن أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى عنه طارق بن شهاب. ولا يصح له صحبة. 6427 ز- عتيبة: بمثناة وموحدة مصغر، [ابن عتيبة] بن مرداس التميمي بن الحارث بن مدرك الدّهماني. ذكره أبو القاسم الحسن بن بشر الآمديّ وأنه شهد حنينا مع المشركين، وأنشد له شعرا يمدح مالك بن عوف رأس القوم في تلك الوقعة، وفي أثناء ذلك الشعر ما يدلّ على أنه أسلّم بعد ذلك، ولم أقف على خبر صحيح بأنه صحابي، فذكرته في هذا القسم ونبهت عليه في الأول، من قصيدته المذكورة ما نقلته من خط الحافظ أبي بكر الخطيب: واذكر مسيرهم للنّاس إذ جمعوا ... ومالك حوله الرّايات تختفق ومالك ملك ما فوقه أحد ... وافى حنينا عليه التّاج يأتلق في كلّ جأواء جمهور مسوّمة ... يعشى إذا هي سارت دونها الحدق وقيس عيلان طرّا تحت رايته ... إن سار ساروا وإن لاقى بهم صدقوا فضاربوا النّاس حتّى لم يروا أحدا ... حول النّبيّ إلى أنّ جنّه الغسق ثمة نزل جبريل بنصرهم ... من السّماء فمهزوم ومعتنق   (1) أسد الغابة ت (3564) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 منّا ولو غير جبريل يقاتلنا ... لمنّعتنا إذن أسيافنا العتق وفاتنا عمر الفاروق إذ هزموا ... بطعنة بلّ منها سرجه العلق [البسيط] قال أبو الفرج الأصبهانيّ: شاعر مقل مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وكان هجّاء، وأنشد له شعرا رثى به قومه. 6428 ز- عتيبة بن النّهّاس: بنون ومهملة، العجليّ، واسم النهاس عبدل، بن حنظلة بن يام، بتحتانية، ابن الحارث. كان من كبار العجليين «1» . له إدراك ومشاهد في خلافة أبي بكر رضي اللَّه عنه. قال ابن ماكولا: كان شريفا، وكان مع خالد بن الوليد باليمامة، واستعمله على اللهازم، حين سار إلى فاطمة. وكذا ذكره سيف في الفتوح، وقال: من الكماة الشجعان. وذكره الطّبري أيضا، وأن العلاء بن الحضرميّ أرسل إليه في أمر الردّة، وأخوه عتّاب كان شريفا، وابنه المغيرة بن عتبة كان قاضي الكوفة. استدركه ابن فتحون، تردّد هل هو كذا أو بالتحتانية والنون، والأول أصوب. العين بعدها الثاء 6429- عثعث بن عمرو الكندي: ممن ثبت على إسلامه في زمن الردّة. ذكره وثيمة عن ابن إسحاق. وأنشد له في ذلك يخاطب الأشعث: إن تمس كندة ناكثين عهودهم ... فاللَّه يعلم أنّني لم أنكث لا تبغ إلّا الدّين دينا واحدا ... خذها ولا تردد نصيحة عثعث [الكامل] واستدركه ابن فتحون. العين بعدها الجيم والدال 6430 ز- العجاج الراجز «2» : يقال: له إدراك. وقد تقدّم فيمن اسمه عبد اللَّه.   (1) في ط: البجلين. (2) تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 7/ 397، الشعر والشعراء 493، شرح شواهد المغني 18، الموشح 215، تاريخ الإسلام 3/ 423. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 6431- عدي بن عمرو: بن سويد بن زبّان بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن الطائي «1» المعني الشاعر، يعرف بالأعرج. قال ابن الكلبيّ: جاهلي إسلامي، وهو القائل: تركت الشّعر واستبدلت منه ... إذا داعي صلاة الصّبح قاما كتاب اللَّه ليس له شريك ... وودّعت المدامة والنّدامى [الوافر] قد تقدم في سويد بن عدي بن عمرو «2» ، وحكى المرزباني القولين، وأنشد البيتين المذكورين في الترجمتين، واقتصر ابن الكلبيّ على الّذي هنا، واللَّه أعلم. 6432 ز- عديّ بن كعب: أرسله أبو بكر الصديق إلى ملك الروم. تقدم في القسم الأول. 6433 ز- عرّام بن المنذر: بن حارثة بن لأم الطائي. أحد الشعراء المعمّرين، وهو القائل: وو اللَّه ما أدري أأدركت أمّة ... على عهد ذي القرنين أم كنت أقدما متى تنزعا عنّي القميص تبيّنا ... جآجئ لم يكسين لحما ولا دما [الطويل] ذكره العسكريّ في «التصحيف» ، وضبطه بالعين والراء المهملتين. وقال أبو حاتم السجستاني في المعمّرين. عوام أو عرام. عاش إلى أن دخل على «3» عمر بن عبد العزيز «4» ليزمّن، أي «5» يكتب في الزّمنى، فقال له عمر: ما زمانتك هذه؟ فذكر البيتين. حكاه عن ابن الكلبيّ، عن رجل من بني قيس بن حارثة عنه، وهو في الجمهرة بنحوه بلا سند: وقال في روايته: فقال له عمر: أيها الشّيخ، من أدركت؟ فأنشدهما. وذكره المرزبانيّ فسمّاه عرّاما كما قال العسكريّ، وقال: إنه مخضرم، نزل الكوفة. وجزم أبو مخنف «6» أنه عوّام بواو، وذكر له نحو ما تقدم.   (1) أسد الغابة ت (3618) . (2) في أ: عمر. (3) في أ: إلى. (4) في أ: ليرضى. (5) في أ: إن. (6) في أ: مخيف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 6434 ز- عرفجة السلمي: روى أبو عون الثقفيّ، عن عرفجة السلميّ، عن أبي بكر الصديق حديثا، ولعله عرفجة بن شريح الكنديّ، والظاهر أنه غيره. 6435- عرفجة بن خزيمة «1» : تقدم في الأول. 6436 ز- عروة بن أفّاف بن شريح بن سعد بن حارثة بن لأم الطائيّ: له إدراك، وشهد قتال الخوارج مع علي، فقال علي: لا يفلت منهم واحد، ولا يقتلون منا عشرة، فكان كذلك، وكان عروة فيمن قتل من العشرة. 6437 ز- عروة بن زيد الخيل الطائي: تقدم في الأول. 6438 - عروة بن عياض «2» بن أبي الجعد البارقي: ذكره ابن عبد البرّ، وكان استعمله عمر على قضاء الكوفة، وضمّ إليه سلمان بن ربيعة قبل أن يستقضي شريحا. قلت: إن كان محفوظا فهو ابن أخي عروة بن أبي الجعد الماضي في القسم الأول، ومنهم من جزم بأنه هو، ثم اختلفوا فقيل: إن الصّواب في عروة بن أبي الجعد أنه عروة بن عياض، وأنه نسب إلى جدّه، وهذا قول الرّشاطي، ومنهم من قال: بل عياض اسم أبي الجعد، فعلى هذا يقرأ عياض «3» بإعراب عروة. 6439 ز- عروة بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث بن مخدش «4» [بن عصر] «5» بن غنم بن مالك بن عوف بن منبّه بن غطيف المرادي: ثم الغطيفي «6» . له إدراك، وكان ابنه هانئ بن عروة من رؤساء أهل الكوفة، وهو الّذي نزل مسلّم بن عقيل بن أبي طلب عنده لما أرسله الحسين بن علي لأخذ البيعة على أهل الكوفة، فقبض عبد «7» اللَّه بن زياد عليهما فقتلهما، وفي ذلك يقول الشاعر: فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السّوق وابن عقيل «8» [الطويل]   (1) أسد الغابة ت (3636) ، الاستيعاب ت (1815) . (2) أسد الغابة ت (3651) ، الاستيعاب ت (2821) ، الأنساب 2/ 29، بقي بن مخلد 164، التعديل والتجريح 1177. (3) في أ: يقرأ ابن عياض. (4) في أ: منحدس. (5) سقط في أ. (6) في أالعطيفي. (7) في أ: عبيد. (8) انظر تاريخ الطبري 3/ 350، 351. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 [ذكره ابن الكلبيّ] «1» . 6440 ز- عروس بن المفترس بن مقاتل الأسدي الفقعسيّ: ذكره المرزبانيّ، فقال: مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، وهو القائل: نحن الّذين اغتصبنا النّاس كلّهم ... حتّى اهتدى طائع منهم ومعشور حتّى أقاموا قناة الدّين واعتدلوا ... فالسّيف عبد وقلب القوم مشهور [البسيط] 6441 - عريب بن عبد كلال بن عريب «2» بن يشرح «3» الحميري: ذكر ابن الكلبيّ أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب إليه وإلى أخيه الحارث، وكان إليهما أمر حمير. وقد تقدم الحارث وشرحبيل أخواه «4» ، وذكر ابن إسحاق أن الكتاب كان إلى أخيه ولم يذكر هذا. العين بعدها الزاي 6442 ز- عزرة بن قيس بن عزية الأحمسي البجلي: وسكن حلوان في عهد عمر. روى عنه أبو وائل، قال الأعمش، عن أبي وائل، عن عزرة بن قيس: خطبنا خالد بن الوليد، فقال: إنّ عمر بعثني إلى الشام. الحديث في الفتن: وفيه قول خالد: إنها لا تكون وعمر حيّ. قال عليّ بن المدينيّ، لم يرو عنه غير أبي وائل. وقال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين. بقي إلى أيام معاوية فيما بلغني، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى. العين بعدها السين 6443 ز- عسكلان بن عواكن «5» الحميري: أحد المعمرين، كان ممن بشّر برسالة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم أدرك البعثة، وأرسل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بشعر يمدحه، ويذكر فيه إسلامه، ولم يبلغنا أنه هاجر.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (3663) ، الثقات 3/ 322، تجريد أسماء الصحابة 1/ 380، الإكمال 1117. (3) في أ: اليشرح. (4) في أ: أخوه. (5) في أ: عواكر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 روى حديثه البلويّ، عن عمارة بن زيد، عن عبد اللَّه بن العلاء، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، قال: كان حميد بن عبد الرحمن يقول: سمعت أبي يقول: سافرت إلى اليمن قبل المبعث بسنة، فنزلت على عسكلان بن عواكن الحميري، وكان شيخا كبيرا قد أنسئ له في العمر حتى عاد كالفرخ، وهو يقول: إذا ما الشّيخ صمّ فلم يكلّم «1» ... وأودى سمعه إلّا يدايا فذاك الدّاء ليس له دواء ... سوى الموت المنطّق بالرّزايا شهدت بنا مع الأملاك منّا ... وأدركت المواقف في القضايا فبادوا أجمعين فصرت جلسا ... صريعا لا أبوح إلى الخلايا [الوافر] قال عبد الرّحمن: وكنت إذا قدمت نزلت عليه فلا يزال يسألني عن مكة وأحوالها، وهل ظهر فيها من خالف دينهم أو لا؟ حتى قدمت القدمة التي بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا غائب فيها، فنزلت عليه فقعد وقد شد عصابة على عينيه، فقال لي: انتسب يا أخا قريش، فقلت: أنا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة قال: حسبك. قال: ألا أبشّرك ببشارة، وهي خير لك من التجارة؟ قلت: بلى قال: أتيتك بالمعجبة وأبشرك بالمرغبة، إن اللَّه قد بعث في الشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيّا، وأنزل عليه كتابا وفيّا، ينهى عن الأصنام، ويدعو إلى الإسلام، يأمر بالحق ويفعله، وينهى عن الباطل ويبطله، وهو من بني هاشم، وإن قومك لأخواله، يا عبد الرحمن، وازره وصدّقه، واحمل إليه هذه الأبيات: أشهد باللَّه ذي المعالي ... وفالق اللّيل والصّباح إنّك في السّرّ من قريش ... وابن المفدّى من الذّباح أرسلت تدعو إلى يقين ... ترشد للحقّ والفلاح هدّ كرور السّنين ركني ... عن مكرّ السّير والرّواح أشهد باللَّه ربّ موسى ... أنّك أرسلت بالبطاح فكن شفيعي إلى مليك ... يدعو البرايا إلى الصّلاح [مخلع البسيط] قال عبد الرّحمن: فقدمت فلقيت أبا بكر، وكان لي خليطا، فأخبرته الخبر، فقال: هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه إلى خلقه رسولا، فأته، فأتيته وهو في بيت خديجة   (1) في هـ: يتكلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 فأخبرته، فقال: أما إن أخا حمير من خواصّ المؤمنين، وربّ مؤمن بي ولم يرني، ومصدّق بي وما شهدني، أولئك إخواني حقا. أخرجه ابن عساكر في «تاريخه الكبير» من هذا الوجه والبلويّ ضعيف، وراويه عنه عمر بن مدرك اتّهمه يحيى بن معين. العين بعدها الطاء 6444 ز- عطاء بن أبي جليد «1» الخزاعي: ثم الحميري. له ذكر في قصة في صدر الإسلام، وعاش إلى خلافة عثمان. روى عنه ابنه عبد اللَّه بن عطاء، قال عمر بن شبّة في كتاب مكّة: حدثنا غسان، حدثني عبد العزيز بن عمران، عن موسى بن يعقوب- وهو الزّمعي، عن ابن لعبد اللَّه بن عطاء بن أبي جليد «2» ، عن أبيه عن جدّه، قال: أحدث بنو العرابة من بهز- بطن من بني سليم- في قومهم حدة «3» ، قتلوا قتيلا، ثم خرجوا فهبطوا على ابن أبي جليد «4» ، فحالفوه، وكان ينزل ستارة، فطلبهم قومهم فمنعهم، وقال: هم حلفائي وأنا أعقل عنهم. فلما كان في زمن عثمان خاصموه، وقالوا: حالفوه والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة فهو حلف إسلامي، فقضى عثمان كلّ حلف كان ورسول اللَّه بمكة فهو جاهلي، وما كان في الهجرة فهو إسلامي، إذ لا حلف في الإسلام. 6445 ز- عطارد بن برز العطاردي: من ولد عطارد بن عوف بن كعب بن سعد. رأيت في التاريخ المظفري أنه اسم أبي رجاء العطاردي ونسبه لابن قتيبة. والمشهور أن اسمه عمران. وسيأتي «5» . 6446 ز- عطارد العقيلي: له إدراك، وذكر في قتال أهل الرّدة «6» . تقدّم ذكره في ترجمة أخيه سليك. [6447 ز- عطارد بن برز» : يقال إنه اسم أبي رجاء العطاردي.   (1) في أ: خليد. (2) في أ: خليد. (3) في أ: حدثاً. (4) في أ: خليد. (5) في أ: وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى. (6) في أ: الردة باليمامة. (7) أسد الغابة ت (3684) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 99 ذكره في «التاريخ المظفري» وعزاه لابن قتيبة وسيأتي بيان الاختلاف في اسمه في الكنى] «1» العين بعدها الظاء والفاء [6448 ز- عظيم بن علاثة بن وهب الغنوي:.. يأتي ذكره في ترجمة أبيه] «2» . 6449 ز- عفيف بن سعد «3» بن ذي يزن الحميري: مخضرم. أدرك الجاهلية والإسلام، لأنه مات أبوه قبل البعثة، وهاجر هو من اليمن في خلافة عمر، ثم كان مع معاوية بصفّين، وله معه قصة تأتي في ترجمة الوليد بن جابر، ولم يذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وهو على شرطه. 6450 ز- عفيف بن عبد اللَّه بن كعب بن غزيّة بن مالك بن نصر بن مالك بن دعران «4» بن محارب بن عمرو بن شهران «5» الخثعميّ: له إدراك، وولده كريم أحد «6» من قتل بمرج عذراء مع حجر بن عدي. ذكره ابن الكلبيّ. 6451 ز- عفيف بن المنذر التميمي: أحد بني عمرو بن تميم. ذكره سيف في «الفتوح» ، وأنه شهد مع العلاء بن الحضرميّ قتال الخطيم، وأبلى فيه بلاء حسنا، وهو القائل يذكر خوضهم البحر مع العلاء: ألم تر أنّ اللَّه ذلّل بحرة ... وأنزل بالكفّار إحدى الحلائل دعونا الّذي شقّ البحار فجاءنا ... بأعظم من فلق البحار الأفائل [الطويل] 6452 ز- عقال بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي: شاعر مخضرم، كان يهاجي النابغة الجعديّ، وكان رئيس بني عقيل، ذكره المرزباني، وأنشد له في ذلك شعرا.   (1) سقط في أ. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) في أ: عفيف بن سيف بن ذيان الحميري. (4) في أ، ت: دعدعان. (5) في أ: سهران. (6) في أ: آخر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 العين بعدها القاف 6453 ز- عقبة بن بجرة: بضم الموحدة وسكون الجيم، الكندي، ثم التّجيبي المصري. روى يعقوب بن يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة- أنه صحب أبا بكر [وكان معه راية كندة يوم اليرموك. وقال ابن يونس: أسلم والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حيّ، وصحب أبا بكر] «1» ، وشهد الفتح بمصر، وهو أخو مقسم بن بجرة، ثم أخرج من طريق معاوية بن خديج، قال: هاجرنا على زمان أبي بكر، فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر، فقال: لقد قدم علينا برأس يناق البطريق، ولم يكن لنا به حاجة، إنّما هذه سنة العجم، فقال: قم يا عقبة. فقام رجل منا يقال له عقبة بن بجرة، فقال: إني لا أريدك، إنما أريد عقبة بن عامر وفي إسناده ابن لهيعة أيضا. 6454 ز- عقبة بن عامر بن سعد بن ذهل بن الأخنس الرّعيني: له إدراك، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس. 6455 ز- عقبة بن عمرو بن سعد «2» بن سلمة الخير بن جبير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة: له إدراك، وكان ولده زرارة بن عقبة أمير خراسان، وكذلك حفيده عمرو بن زرارة وقتل بها، ذكره ابن الكلبيّ، وقال: إنهم من «3» عظماء نيسابور لهم قدر بها. 6456- عقبة بن النعمان العتكيّ «4» : أبو النعمان، من أهل عمان. ذكره وثيمة في «الردة» ، وأنه ثبت على إسلامه، وشيّع «5» عمرو بن العاص في جماعة من قومه حتى قدموا على أبي بكر، فشكر لهم أبو بكر ذلك، وهو القائل: وفينا وفينا يفيض الوفاء ... وفينا يفرّخ أفراخه كذاك الوفاء يزين الرّجال ... كما زيّن الصّدق شمراخه وفينا لعمرو وقلنا له ... وقد نفخ الرّأي نفّاخه [المتقارب]   (1) في أ: سقط. (2) في أ: سمير. (3) في أ: عظيم. (4) أسد الغابة ت (3724) . (5) في أ: شبع. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 101 وله أيضا: وفينا لعمرو يوم عمرو كأنّه ... طريد نفته مذحج والسّكاسك رسول رسول اللَّه أعظم بحقّه ... علينا ومن لا يعرف الحقّ هالك ونحن أناس يأمن الجار وسطنا ... إذا كان يوم كاسف الشّمس هالك [الطويل] 6457 ز- عقفان بن قيس بن عاصم التميمي المنقري «1» : أبوه صحابي، معروف، سيأتي ذكره، وأما هو فذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: قدم مكة في الجاهلية، فنزل على أروى بنت كريز، وهي أمّ عثمان رضي اللَّه عنه، فلما أراد الرحيل مدحها، فقال: خلّف على أروى سلاما فإنّما ... جزاء الثّويّ أن يعفّ ويحمدا سلاما أتى من وامق غير عاشق ... أراد رحيلا ما أعفّ وأمجدا [الطويل] والثويّ بالمثلثة والتشديد: الضيف. 6458- عقيل بن مالك الحميري «2» : من أبناء الملوك. كان جارا لبني حنيفة فثبّتهم على الإسلام أيام الردّة، فخالفوه، وقال فيهم، وكان صاحب لسان وبيان، فوعظهم ونهاهم عن الردة، وقال في ذلك شعرا منه: وقال رجال قد عدا القوم قدرهم ... عقيل، ولو أنصفت لم أعدكم قدري فلا تأمنوا الصّدّيق واللَّه غالب ... على أمره إنّ العتيق أبو بكر ثم لحق بخالد بن الوليد فشهد معه حروبه. ذكره وثني في «الردة» واستدركه ابن الدباغ «3» . 6459 ز- عقيل بن أبي عقيل: تابعي أرسل شيئا، فذكره بعضهم في الصحابة. أخرج أبو جعفر النحاس، من طريق محمد بن عبد الرحمن القرشي- أحد المتروكين، عن عمرو بن سعيد المؤدّب، عن العباس بن الفضل، عن أبي «4» كرز الموصلي، عن عقيل «5» - أنّ آمنة أمّ النبي صلى اللَّه عليه   (1) البصري: في أ. (2) أسد الغابة ت (3733) . (3) سقط في ط. (4) في أ: ابن. (5) في أ: عقيل بن أبي عقيل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 وآله وسلم أتاها آت في منامها، فقال لها: إنك قد حملت بسيد البريّة، فسمّيه محمدا، وعلّقي عليه هذا الكتاب، فاستيقظت وعند رأسها كتاب في قصبة حديد فيه: استرعيتك ربّك ... فذكر كلاما كثيرا، وفي آخره: من كان معه هذا لم يبال بأي أرض اللَّه بات. 6460 ز- عقيم بن زياد بن ذهل بن عوف بن المجزم «1» بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤيّ بن «2» الحارث بن أسامة بن لؤيّ: له إدراك. وذكر الزّبير أنه قتل يوم الجمل مع عائشة. العين بعدها الكاف 6461 ز- عكرة بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة «3» بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي: ذكره المرزبانيّ [في «معجم الشعراء» وقال: إنّه مخضرم] «4» . 6462 - عكرمة «5» بن سباع بن خالد بن الحارث بن زيد بن أبي نصر بن عائذة «6» بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي: [الشاعر] . [أدرك الجاهلية والإسلام] «7» ، ذكره المرزبانيّ «8» . العين بعدها اللام 6463 ز- علاثة بن وهب بن خليفة الغنوي: ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ في «أنساب غنيّ» ، وقيل: كان أراد أن يئد ابنتين له في الجاهلية، فقال له ابنه ربيع بن علاثة: ما عليك أن تترك الوأد، فتركهما فأدركتا الإسلام فأسلم علاثة وأولاده. واسم إحدى بنتيه ورية، ثم سأل علاثة: أي الأعمال أفضل؟ قيل: الجهاد، فأتى الجزيرة ومعه أهل بيته، فجاهد حتى قتل وقتل معه من ولده: ربيع، وعبد اللَّه، وأبي، وعظيم، وقال علاثة في جهاده: أيا ربّ عيسى دعوة ومحمّدا ... أجبني فألحقني بأبقاهما ليا [الطويل] في أبيات.   (1) في أ: المخرم. (2) في أ: بن عيينة بن أسامة. (3) في أ: عائذ. (4) في أ: سقط. (5) في أ: عكرة. (6) في أ: عائذ. (7) في أ: سقط. (8) في أ: ذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه مخضرم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 6464- علّاق بن وهبيل النخعي: يأتي ذكره في ترجمة ابن يزيد النخعي. 6465 ز- علباء: بكسر أوله وسكون اللام بعدها موحدة، ابن الهيثم بن جرير. أبوه من الرؤساء الذين حاربوا كسرى في وقعة ذي قار، وأدرك علباء الجاهلية والإسلام، وشهد الفتوح في عهد عمر، ثم شهد الجمل، فاستشهد بها. وقد تقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معديكرب. وروى ابن قتيبة في غريبه، من طريق الأصمعي، حدثني شيخ في مجلس أبي عمرو بن العلاء أنّ أهل الكوفة أوفدوا علباء بن الهيثم السدوسي إلى عمر، فرأى هيئة رثّة، فلما تكلم في حاجته أحسن، فقال عمر: لكل أناس في جملهم «1» خير. 6466 ز- علقمة بن الأرتّ العبسيّ «2» : مخضرم، شهد وقعة فحل في أول فتوح الشام، وذكره عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح، وأسند عن عمرو بن مالك، عن أدهم بن محرز بن أسد الباهلي، عن أبيه، قال: بلغ الروم أنّ أبا عبيدة أقبل نحوهم، فتحوّلوا إلى فحل، فنزلوها، وهي من أرض الأردن، وخرج علقمة بن الأرت، فجمع أصحابه من بلقين، وقال في ذلك: ونحن قفلنا «3» كلّ واف سبيله ... من الرّوم معروف النّجار منطّق ونحن طلقنا «4» بالرّماح نساءهم ... وأبنا إلى أزواجنا لم تطلّق [الطويل] وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتاب الأخبار له هذين البيتين لعلقمة، وزاد بعدها: وكم من قتيل أرهقته سيوفنا ... كفاحا وكفّ قد أطيحت وأسوق [الطويل] وهذا البيت ذكره الخطابي في غريب الحديث له منسوبا لعلقمة المذكور. 6467 ز- علقمة بن أسلم بن مرثد بن زيد بن أعلس بن علقمة بن ذي جدن «5» الأكبر:   (1) في أ: جملتهم. (2) في أ: العتبي. (3) في ت: فعلنا. (4) في ت: طلعنا. (5) في هـ: ذو حدب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 يقال له المطموس، ويلقب النوّاحة، لأنّ غالب شعره مراثي في حمير. كان يقال له: ذو جدن، وكان من عجائب الزمان في حسن التشبيه مع عماه. ذكره الهمذاني في الأنساب، وقال: كان مخضرما، ذكره عنه الرشاطي. 6468- علقمة بن حكيم الفراسي: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد اليرموك «1» ، وجهّزه أبو عبيدة من مرج الصّفر، مسلحة بين دمشق وفلسطين، ذكر ذلك سيف بسنده، وذكر أيضا أن عمر استعمله على الرملة، وأنّ عمرو بن العاص أقرّه على قتال إيليا. واستدركه ابن فتحون. 6469 ز- علقمة بن زيد: له إدراك، أشار إلى ذلك ابن حبان في الثقات، وقال كتب إليه عمر. روى عنه زيد ابن رفيع. 6470- علقمة بن قيس «2» : بن عبد اللَّه بن مالك بن علقمة بن سلامان النخعي: أبو شبل الكوفي الفقيه، مخضرم- أدرك الجاهلية والإسلام. روي عن أبي بكر الصديق وعمر فمن بعدهما، ولازم ابن مسعود. قال هارون بن حاتم: حدثنا عبد الرحمن بن هانئ، قال: مات علقمة سنة اثنتين وسبعين وله تسعون سنة، فعلى هذا أدرك من زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نحوا من ثلاثين سنة. والمشهور أنه مات سنة اثنتين وستين. قال ابن معين: كان علقمة أعلم بعبد اللَّه- يعني من عبيدة السلماني. وقال الأعمش،   (1) في أ: ووجهة. (2) أخبار القضاة 3/ 42، تاريخ الطبري 1/ 115، الولاة والقضاة 24، الوفيات لابن قنفذ 95، تاريخ بغداد 12/ 396، حلية الأولياء 2/ 98، جامع التحصيل 293، طبقات ابن سعد 6/ 86، التاريخ الكبير 7/ 41، الجرح والتعديل 6/ 404، العقد الفريد 2/ 233، تاريخ أبي زرعة 1/ 616، الزاهر 1/ 186، أنساب الأشراف 1/ 235، الكامل في التاريخ 3/ 132، جمهرة أنساب العرب 416، المعرفة والتاريخ 2/ 552، طبقات الفقهاء 79، تاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 404، المعارف 431، تاريخ خليفة 196، طبقات خليفة 147، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 342، مشاهير علماء الأمصار 100، التاريخ لابن معين 2/ 415، تاريخ الثقات للعجلي 339، الزيارات 79، تهذيب الكمال 957، تذكرة الحفاظ 1/ 45، العبر 1/ 66، دول الإسلام 1/ 47، الكاشف 2/ 242، سير أعلام النبلاء 4/ 53، مرآة الجنان 1/ 137، البداية والنهاية 8/ 218، غاية النهاية 1/ 516، تهذيب التهذيب 7/ 276، النجوم الزاهرة 1/ 157، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 377، طبقات الحفاظ 12، خلاصة تذهيب التهذيب 271، شذرات الذهب 1/ 70، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 7، تاريخ الإسلام 2/ 190. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر: كان أشبه الناس بعبد اللَّه سمتا وهديا. وقال أبو موسى، عن مرة الهمدانيّ: كان علقمة من الربانيين. وقال أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن» يزيد، عن عبد اللَّه بن مسعود: ما أقرأ شيئا ولا أعلمه إلا وعلقمة يقرؤه ويعلمه. وقال قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه: أدركت ناسا من الصحابة يسألون علقمة ويستفتونه. وقال مغيرة بن إبراهيم: كان علقمة عقيما. 6471 ز- علقمة بن هوذة «2» بن شمّاس بن بابا التميمي اليربوعي: مخضرم. ذكر في ترجمة الحطيئة، وفي ترجمة سنان بن المخبّل السعدي، وفي ترجمة بغيض بن عامر بن شمّاس بن ظهير، وفي ترجمة زياد بن هوذة [508] أخيه. 6472- علقمة بن يزيد العقبي: له إدراك، وشهد غزوة ذات الصّواري، وكانت مركب ابن أبي سرح أمير مصر قد كاد ركب «3» العدوّ يأخذها، فقطع علقمة بن يزيد السلسلة بسيفه، فكان ذلك سبب هزيمة العدو. وقد تقدم في الأول علقمة بن يزيد القطيعي، فإن كان هو هذا وإلّا فهو من أهل هذا القسم. 6473 ز- عليم بن سلمة الفهميّ: له إدراك، قال أبو عمر الكنديّ في كتاب «الخندق» بإسناد له: كان عليم ممّن خرج من أهل مصر إلى عليّ وشهد معه حروبه، ودخل مصر مع محمد بن أبي بكر، ثم شفع له معاوية بن خديج فعفا عنه معاوية، في خلافته، فلما كان يوم الخندق كان رئيس الجيش الذين قاتلوا مروان فهدر دمه، فلما صالح أهل مصر مروان فرّ عليم إلى برقة، فأقام عليها حتى هلك سنة ثمان وستين، وقد بلغ الثمانين. قلت: فأدرك من عصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فوق عشرين سنة. 6474- علي بن علقمة بن عبدة التميمي: ولد علقمة الشاعر المشهور، الّذي يعرف بعلقمة الفحل، وكان من شعراء الجاهلية من أقران امرئ القيس، ولعليّ هذا ولد اسمه عبد الرحمن، ذكره المرزباني في معجم   (1) سقط في أ. (2) في أ: لأي. (3) في أ: يركب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 106 الشعراء، فيلزم من ذلك أن يكون أبوه من أهل هذا القسم، لأن عبد الرحمن لم يدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعبد الرحمن هو القائل: وشامت بي لا يخفي عداوته ... إذا حمامي ساقته المقادير فلا يغرّنك جرّ الثّوب معتجرا ... إنّي امرؤ فيّ عند الجدّ تشمير [البسيط] 6475- علي بن ماجدة السهمي: أبو ماجدة. له إدراك. وروى عن أبي بكر، وعمر، وقال ابن أبي شيبة: حدثنا حفص، عن حجاج، عن القاسم، عن نافع، عن علي بن ماجدة، قال: قاتلت غلاما فجدعت أنفه، فأتى به أبو بكر، فوجدني ما بلغت، فجعل على عاقلتي الدّية. وفي سنن أبي داود، من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي ماجدة، عن عمر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: إني وهبت لخالتي غلاما ... الحديث. وقد أخرجه من طريق أخرى، فقال: عن العلاء، عن رجل من بني سهم، عن ابن ماجدة- ولم يسمّه من الوجهين. وأخرجه البخاريّ في تاريخه، وأبو العلاء، عن رجل من بني سهم، عن علي بن ماجدة، سمع عمرة. قلت: وفيه رد لقول أبي حاتم: بن ماجدة عن عمر مرسل. العين بعدها الميم 6476 ز- عمار بن سعد التجيبي «1» : شهد الفتح بمصر، وله رواية عن عمرو بن العاص، وأبي الدرداء، وغيرهما. مات سنة خمس ومائة، قاله ابن يونس، عن الحسن بن علي العداس، قال: وروى عنه الضحاك بن شرحبيل. 6477 ز- عمار بن أبي سلامة بن عبد اللَّه بن عمران بن رأس بن دالان الهمدانيّ: ثم الدّالاني. له إدراك، وكان قد شهد مع عليّ مشاهده، وقتل مع الحسين بن علي بالطف. ذكره ابن الكلبي.   (1) في أ: النجيبي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 107 6478 ز- عمارة بن الصعق بن كعب: ذكره سيف في الفتوح، وروى بإسناده أنّ أبا عبيدة وجّهه من مرج الصّفر بعد وقعة اليرموك إلى فحل. 6479 ز- عمارة بن عوف العدوانيّ: ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «المعمرين» ، وقال: كان كاهنا «1» ، وعمّر مائتين وخمسين سنة، وعاش إلى خلافة عمر، وكان هجّيراه لما كبر: أقروا ضيفكم، وهو القائل: عمّرت دهرا ثمّ دهرا وقد ... آمل أن آتي على دهري خمسون لي قد أكملت بعد ما ... ساعدني قرناي في عمري [السريع] 6480 ز- عمر بن جرهم: يأتي في عمرو بن جرهم. 6481 ز- عمر بن قريط العامريّ: ويقال عمرو. ذكره وثيمة في كتاب الردة، وأنه كان ممّن ثبت على الإسلام، وحذّر قومه في خطبة بليغة، فقال فيها: أما الصلاة فنوركم، وأما الزكاة فطهوركم، فأجمعوا على معصيته، فقال: ثقلت صلاة المسلمين عليكم ... بني عامر والحقّ جدّ ثقيل وأتبعتموها بالزّكاة وقلتم ... ألا لا تفرّوا منهما بقتيل فلا يبعد اللَّه المهيمن غيركم ... سبيلكم في كلّ شرّ سبيل [الطويل] 6482 ز- عمرو بن الأحمر بن العمرد بن تميم بن ربعة بن حرام الباهلي «2» : أبو الخطاب. قال المرزبانيّ: مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم وغزا في مغازي الروم، وأصيب بإحدى عينيه هناك، ونزل الشام، وتوفي على عهد عثمان بعد أن بلغ سنّا عالية، وهو صحيح الكلام، كثير الغريب، وهو القائل: متى تطلب المعروف في غير أهله ... تجد مطلب المعروف غير يسير وإن أنت لم تجعل لعرضك جنّة ... من الذّمّ سار الذّمّ كلّ مسير [الطويل]   (1) في أ: مجاهد عمر. (2) في أ: المعمرد بن تميم بن ربيعة بن جزام. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 وقال أبو الفرج: كان من شعراء الجاهلية المعدودين ثم أسلم، وقال في الإسلام شعرا كثيرا، ومدح الخلفاء الذين أدركهم، وخالد بن الوليد، وكان في جيشه بالشام، ولم يلق أبا بكر، ومدح عمر فمن دونه إلى عبد الملك بن مروان، وكذا قال وهو مخالف قول المرزباني: إنه مات في عهد عثمان. فاللَّه أعلم. 6483 ز- عمرو بن الأسود العنسي ّ «1» : يأتي في عمير. 6484 ز- عمرو بن الأسود بن عامر الطائي «2» : ذكره وثيمة في كتاب الردة، وقال: استشهد باليمامة بعد أن أبلى مع المسلمين بلاء عظيما. استدركه ابن فتحون. 6485 ز- عمرو بن براقة «3» : هو ابن منبه. يأتي في عمرو بن الحارث، وبراقة اسم أمه، ومنبه، جدّ أبيه. 6486 ز- عمرو بن البداح «4» القيسي: له ذكر في ترجمة المشمرخ بن خالد السعدي. 6487 ز- عمرو بن ثبي «5» : بمثلثة وموحدة، وزن سمي. ذكره ابن عبد البرّ عن الفتوح لسيف، عن رجاله، قال: كان أول من أشار على النعمان بن مقرّن بمناجزة [أهل] «6» نهاوند عمرو بن ثبي، وكان من أكبر الناس سنّا يومئذ. قلت: في كتاب سيف من هذا الجنس جمع كثير لم يذكره أبو عمر، واستدركهم ابن فتحون وغيره، فلعل أبا عمر لم ير كتاب سيف. 6488 ز- عمرو بن ثعلبة الخشنيّ: أخو أبي ثعلبة. قال ابن الكلبي: أسلم على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، هكذا استدركه ابن الدباغ، والّذي في   (1) أسد الغابة ت (3858) طبقات ابن سعد 7/ 442، تاريخ البخاري 6/ 315، المعرفة والتاريخ 2/ 314، 348، الجرح والتعديل قسم 1 مجلد 3/ 220، الحلية 5/ 155، تاريخ ابن عساكر 13/ 196، تهذيب الكمال 1030. تاريخ الإسلام 3/ 194، تهذيب التهذيب 8/ 4، خلاصة تذهيب الكمال 287. (2) أسد الغابة ت (3857) . (3) أسد الغابة ت (3873) . (4) أسد الغابة ت (3882) ، الاستيعاب ت (1922) . (5) من أ: ثنى. (6) سقط من أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 109 كتاب ابن الكلبي لما ذكر أبا ثعلبة وسماه الأثير بن جرهم، قال: وأخوه عمرو بن جرهم. وفي نسخة معتمدة عمر، بضم العين، أسلم على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 6489- عمرو بن جرهم: في الّذي قبله. 6490- عمرو بن جندب بن عمرو العنبري: ذكره سيف في «الفتوح» وقال: أرسله أبو عبيدة إلى فحل. وذكره الطبري في «تاريخه» فقال: كان مع عكرمة بن أبي جهل، إذ توجه إلى ناحية اليمن لقتال أهل الردّة صدر خلافة أبي بكر. قلت: وذكر ابن فتحون أباه بجيم ونون ودال، وضبطه ابن ماكولا بمعجمة وموحدتين مصغّرا، وكذا هو في «تاريخ ابن عساكر» وهو الصواب. 6491 ز- عمرو بن الحارث بن عمرو بن منبه بن زيد بن عمرو بن منبه بن سهم بن نهم النّهمي: بكسر النون. من همدان، ويعرف ب «عمرو بن براقة» وهي أمه. ذكره الرشاطي عن الهمدانيّ، وقال: كان شاعر همدان، وله أخبار في الجاهلية، وعمّر إلى أن أدرك الحسن بن علي، فسأله. وذكره المرزباني في «معجم الشعراء» فقال عمرو بن منبه الّذي يقال له ابن براقة مخضرم، وكان يسعى على رجليه في الجاهلية فلا يلحق، ووفد على عمر بعد ما أسن وضعف، وأنشده أبياتا يقول فيها: وإنّك مسترعى وإنّا رعيّة [الطويل] فوصله عمر. وقال الزبير في الموفقيات: حدثنا ابن المغيرة، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، قال: أذن عمر للناس، فدخل عمرو بن براقة، وكان شيخا كبيرا يعرج، فأنشد أبياتا يقول فيها: ما إن رأيت مثلك الخطّابي ... أبرّ بالدّين وبالكتاب بعد النّبيّ صاحب الكتاب [الرجز] الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 قال: فقال له عمر- وطعنه بالسّوط فما فعل أبو بكر؟ قال: لا علم لي به. فقال: لو كنت عالما به لأوجعت ظهرك. 6492 ز- عمرو بن الأشرف «1» العتكيّ: له إدراك، وكان مع عائشة يوم الجمل، وكان الحارث بن زهير مع عليّ، فلما التقيا قتل كلّ منهما صاحبه. ذكره ابن الكلبي. 6493 ز- عمرو بن الحبر «2» بن عمرو بن شرحبيل الكندي: ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» وقال: مخضرم، وأنشد له يخاطب بعض الأمراء: تهدّدني كأنّك ذو رعين ... بأنعم عيشة أو ذو نواس فكم قد كان مثلك من نعيم ... ومثلك كان في الأقوام راس [الوافر] قال: وقيل إنهما «3» لعمرو بن معديكرب. 6494 ز- عمرو بن الحجاج الزبيدي: ذكره وثيمة في كتاب الردة وقال: كان مسلما في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردّة، إذ دعاهم عمرو بن معديكرب إليها، فنهاهم عمرو بن الحجاج، وحثّهم على التمسك بالإسلام. وقد مضى ذلك في ترجمة عمرو بن العجيل الزبيدي. واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون. 6495 ز- عمرو بن حسان بن معاوية بن وهب بن قيس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي: له إدراك، وشهد القادسية، ويوم ساباط، ذكره ابن الكلبي. 6496 ز- عمرو بن الحضرميّ: لم يذكر اسم أبيه. ذكره أبو بكر أحمد بن محمّد بن عيسى في «تاريخ حمص» عن أبي عمرو أحمد بن   (1) في أ: الأشرق. (2) في أ: الحتبر. (3) في أ: إنها. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 111 نصر بن سفيان بن حرب بن عمرو الحضرميّ- أنّ جدّه حربا كان يكنى أبا مالك، وكان أبوه عمرو ممن قدم مع أبي عبيدة بن الجراح إلى الشام. وذكر خليفة بن خياط أنه قتل مع معاوية بصفّين. 6497 ز- عمرو بن أبي حمزة الهذلي: أخو بني خريم. ذكره المرزبانيّ في «معجمه» ، وقال: إنه مخضرم «1» . 6498 ز- عمرو بن خفاجي العامري: ذكر سيف أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتب إليه وإلى عمرو بن المحجوب العامري يستنجد بهما في أمر مسيلمة، وذكره الطبري، واستدركه ابن فتحون. 6499 ز- عمرو بن أبي الخير بن عمرو بن شرحبيل الكندي: ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال: مخضرم. 6500 ز- عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم: أحد المعمّرين، هو المستوغر، يأتي. 6501 ز- عمرو بن سلمة بن كعب بن وائل بن كعب بن جمل المرادي: ثم الجملي. له إدراك، وكان أبوه كعب يلقب الأسلع، وكان من أصحاب حجير عدي فقتل معه بمرج عذراء في أيام معاوية. 6502 ز- عمرو بن أبي سلمى الهجيمي: قال سيف: كان مع المثنى بن حارثة بالعراق سنة ثلاث عشرة، وأرسله للغارة على من بصفّين من أحياء تغلب والنمر. 6503 ز- عمرو بن شاس «2» بن أبي علي «3» : واسمه عبيد بن ثعلبة، ويقال ابن رويبة «4» بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة الأسدي، أبو عرار. تقدم ذكره في ترجمة عمرو بن شاس الأسلمي في الأول، قال المرزبانيّ: وهو القائل: إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا برؤياك هاديا   (1) في أ: وأنشد له شعرا. (2) أسد الغابة ت (3959) ، الاستيعاب ت (3947) . (3) في أ: ليلى. (4) في أ: ذؤيب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 أليس تزيد العيس خفّة أذرع ... وإن كنّ حسرى أن تكون أماميا «1» [الطويل] 6504 ز- عمرو «2» بن شرحبيل الهمدانيّ الكوفي: أبو ميسرة. ذكر أبو موسى أنه أدرك الجاهلية، وفضّله أبو وائل على مسروق. روى عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة، وسلمان، وعائشة، وغيرهم. روى عنه أبو وائل، وأبو إسحاق السّبيعي، ومحمد بن المنتشر، والقاسم بن مخيمرة، وآخرون. ذكره البخاريّ وغيره في التابعين، ووثّقه ابن معين، وآخرون. قال أبو نعيم- عن إسرائيل كان أبو ميسرة إذا أخذ عطاءه «3» تصدق منه فإذا جاء إلى أهله فعدّوه وجدوه سواء. وقال عمرو بن مرّة، عن أبي وائل: كان أبو ميسرة من أفاضل أصحاب عبد اللَّه بن مسعود. وقال محمّد بن سعد: مات في ولاية ابن زياد. وقال ابن حبان في الثقات: كان من العبّاد، وكانت ركبته كركبة العنز من الطاعون. مات سنة ثلاث وستين قبل موت أبي جحيفة. 6505 ز- عمرو بن شمر بن غزيّة اليماني: ذكره سيف في «الفتوح» وأنه كان أحد الذين توجّهوا إلى الشام مع يزيد بن أبي سفيان في صدر خلافة الصديق. وقال الدار الدّارقطنيّ: كان أحد من بقي من قوّاد أهل اليمن بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان. وضبط ابن ماكولا جدّه بفتح المعجمة وكسر الزاي وتشديد التحتانية.   (1) البيتان في ديوانه 84، الحماسة البصرية 2/ 145، وأسد الغابة ت (3959) ، وفي معجم الشعراء للمرزباني 22. (2) سعد 6/ 106، تاريخ بغداد 10/ 202، طبقات خليفة ت (1069) ، تاريخ البخاري، العبر 1/ 119، 6/ 341، الجرح والتعديل رقم 1 مجلد 1/ 237، الحلية 4/ 141، تهذيب الكمال 1040، تاريخ الإسلام 3/ 56، تذهيب التهذيب 3/ 100، غاية النهاية ت (2453) ، تهذيب التهذيب 8/ 47، خلاصة تذهيب التهذيب 290، الكنى والأسماء 2/ 26، جامع التحصيل 277، طبقات الحفاظ للسيوطي 25، شذرات الذهب 1/ 118، سير أعلام النبلاء 4/ 175. (3) في أ: عطاءه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 6506 ز- عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء الطائي: له إدراك. قال ابن الكلبيّ: كان من أصحاب عبيد اللَّه بن الحرّ وكان يلقب البحير لجوده، فتنافر هو وعامر بن جوين الطائي، فنفر عليه البحير، وهم من رهط أحمر طيِّئ. انتهى. وقد يلبس «1» عمرو بن طريف هذا بجدّ أوس بن حارثة بن لأم بن عمرو بن طريف، وليس كذلك، ابن عمرو بن طريف والد لأم ابن عم عمرة بن ثمامة جدّ عمرو بن طريف صاحب الترجمة، فليتنبه لذلك، لئلا يظن أنه غلط، وليس كذلك، بل هما اثنان، اتفقا في الاسم واسم الأب. واللَّه أعلم. 6507 ز- عمرو بن ظالم بن سفيان: يقال هو اسم أبي الأسود الدئلي، والمشهور ظالم بن عمرو، وقد «2» تقدم. 6508- عمرو بن عامر السلمي: أدرك من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحو ثلاثين سنة، وعمّر حتى وفد على معاوية. ذكره ابن عساكر من طريق جعفر بن شاذان، قال: وفد عمرو بن عامر السلمي على معاوية، فدخل عليه وهو يرتعش كبرا، فقال له معاوية: كيف تجدك قال: اجتنبت النساء، وكنّ الشفاء، وفقدت المطعم، وكان المنعم، وثقلت على «3» الأرض، وقرب بعضي من بعض، فنومي سبات، وفهمي هبات، وسمعي تارات، وأنشد: إذا ذهب القرن الّذي أنت فيهم ... وخلّفت في قرن فأنت غريب وما للعظام الباليات من البلى ... شفاء ولا للرّكبتين طبيب وإنّ امرأ عاش ستّا وتسعين حجّة ... إلى منهل من ورده لقريب [الطويل] فقال له معاوية: فما تريد؟ قال: عشرة آلاف، أقضي بها ديني، وعشرة آلاف أنفقها أقسمها في أهلي، وعشرة أنفقها في بقية عمري. فأعطاه، ورحل. 6509 ز- عمرو بن عبد ودّ بن الحارث بن كعب بن الذكاء الكلبي: يعرف بابن شعاش، بكسر المعجمة بعدها مهملة خفيفة آخره شين معجمة، وهي أمّه.   (1) في أ: يلتبس. (2) في أ: كما. (3) في أ: على وجه الأرض. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 ذكره المرزبانيّ، وقال مخضرم: عاش إلى خلافة معاوية، وهو القائل يمدح سعيد بن العاص بن أميّة، ويذمّ عبد اللَّه بن خالد بن أسيد: قصرت أبا عبد الإله عن العلا ... سيكفيك ما قصّرت عنه سعيد فتى أمّه من آل حسل كريمة ... وأمّك ينميها بوجّ عبيد [الطويل] وكانت أم سعيد عامرية قرشيّة، ووالدة عبد اللَّه ثقفية، وهذا غير عمرو بن عبد ودّ الفارس الّذي قتله عليّ يوم الخندق، وهذا الفارس قرشيّ من بني عامر بن لؤيّ. 6510 ز- عمرو بن عبد اللَّه بن الأصم: تابعي، يقال: أدرك الجاهلية، ذكره أبو موسى مختصرا. 6511 ز- عمرو بن عبد اللَّه بن نهار بن عامر بن سعد بن مرّ بن حمل الحملي: له إدراك، وشهد فتح نهاوند، فجدع أنفه في الحرب، فقيل له الأجدع. ذكره ابن الكلبي. وقد تقدم أخوه سمير. 6512 ز- عمرو بن عدي بن محارب بن صنيم: بمهملة ونون مصغرا، ابن مليح، بضم أوله، ابن شزطان، بمعجمتين «1» وفتحتين، ابن معن بن أسلّم بن مالك بن فهر الأزدي. له إدراك، وكان والده مسعود رئيس الأزد بالبصرة، وقصّته مع عبيد اللَّه بن زياد عند موت يزيد بن معاوية مذكورة في تاريخ الطبري وغيره، وقتل مسعود فيها. 6513 ز- عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد اللَّه بن كعب الصائد بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيرون بن نوف بن همدان الهمدانيّ: ثم الصائد. له إدراك، وكان ولده زياد يكنى أبا عامر، وقتل مع الحسين بن علي بالطفّ. 6514 ز- عمرو بن عطية: شيخ لعاصم الأحول. ذكر أنه بايع عمر، ذكره مسدّد في مسندة. 6515 ز- عمرو بن أبي عقرب «2» :   (1) في أ: بمعجمة. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 413، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، بقي بن مخلد 700، أسد الغابة ت (3992) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 تابعي كبير، سمع من عتّاب بن أسيد والي مكة، وعتاب مات بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بسنتين، فيكون لعمرو إدراك. وقد جاءت رواية موهومة تقتضي أن لعمرو صحبة، فروى سعيد الطالقانيّ، وجعفر المستغفري، من طريق شبابة عن خالد بن أبي عثمان، عن سليط وأيوب ابني عبد اللَّه بن يسار، وعن عمرو بن أبي عقرب، قال: واللَّه ما أصبت من عملي الّذي بعثني إليه إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا ثوبين معقدين، وكذا رواه شبابة، فقال أبو حاتم: إنه أخطأ فيه، فأسقط منه رجلا، وقد رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن مجالد، فزاد بعد عمرو: سمعت عتّاب بن أسيد. وهو الصواب. 6516 ز- عمرو بن علقمة بن علاثة العامري: تقدم ذكر أبيه، وعمرو له إدراك، وبقي إلى زمن معاوية. 6517 ز- عمرو بن قبيصة بن علقمة الدارميّ: يعرف بابن الطيفانة وبابن أخي الطيفانة «1» . قال المرزبانيّ في «معجمه» مخضرم، من بني عبد اللَّه بن دارم بن حنظلة بن تميم، وهو القائل. وإنّي لمن قوم زرارة منهم ... وعمرو بن قعقاع الألى والغطارف وذو الفرس منّا حاجب قد علمتم ... كفى مضر الحمراء إذ هو واقف [الطويل] 6518 ز- عمرو بن قريط: تقدم في عمر. 6519 ز- عمرو بن كريب بن المعلّى بن تميم بن ثعلبة بن جدعاء الطائي: له إدراك، وابنه هو الشاعر المشهور الّذي أغار على الرواحل، وهي إبل كانت تحمل أمتعة التجارة من العنبر والزئبق وغير ذلك في زمن الحجاج بالكوفة، ذكر ذلك ابن الكلبي. [6520- عمرو بن كعب بن وائل بن كعب بن حمل المرادي: ثم الحملي. له إدراك وكان ابن كعب يلقب ب «الأسلع» ، كان من أصحاب حجر بن عدي، وقتل معه بمرج عذراء في أيام معاوية] «2» .   (1) في هـ: الطيفانية. (2) سقط في ط. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 6521 ز- عمرو بن كلاب: له إدراك، وهو الّذي أنشد عمر يحرّش على عماله من أبيات: إذا التّاجر الهنديّ جاء بفارة ... من المسك راحت في مفارقهم تجري [الطويل] ذكره إبراهيم الحربي في «غريبه» من طريق ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الكوير «1» بن زفر، حدثني أبو المختار، حدثني عمرو بذلك. 6522 ز- عمرو بن كليب اليحصبي: شهد اليرموك، قاله ابن عساكر. 6523 ز- عمرو بن كيسبة النّهدي: قيل اسمه: عبد اللَّه. ذكره المرزبانيّ في معجمه وقد تقدم في العبادلة. 6524 ز- عمرو بن مالك بن عميرة بن لأي بن سلمان بن عميرة بن سعطان «2» الأكبر الأرحبي: له إدراك، وهو الّذي قال قيس بن نمط للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قد خلفت في الحيّ فارسا مطاعا، يكنى أبا يزيد «3» . 6525 ز- عمرو بن مالك الجهنيّ: ذكره المرزباني، وقال: مخضرم، له شعر. 6526 ز- عمرو بن مخزوم الغاضري» : ذكره ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، وقالا: له ذكر، وليست له رواية. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ودخل أصبهان وأرّجان «5» في أيام عمر، يقال إنه أخذ دليلا على عقبة   (1) في هـ: اللوينر، وفي ت: الكوثر. (2) في أ: سفيان. (3) في أ: زيد. (4) أسد الغابة ت (4023) . (5) أرّجان: بفتح أوله وتشديد الراء وجيم وألف ونون وعامة العجم يسمّونها أرغان وقال الإصطخري: أرجان مدينة كبير كثيرة الخير بها نخيل كثير وزيتون وفواكه الجروم والصّرود وهي برية بحرية، سهلية جبلية، ماؤها يسيح بينها وبين شيراز ستون فرسخا وكان أول من أنشأها فيما حكته الفرس قباذ بن فيروز أنوشروان العادل. انظر: معجم البلدان 1/ 172. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 مارت فشقّ عليه صعودها، فقال لدليله: ما أردت؟ فسميت عقبة مارت. قلت: لو استوعب ابن مندة جميع من كان في عهد عمر رجلا مثل هذا لكبر كتابه جدا، وقد فاته من هذا الجنس شيء كثير استدركنا منه ما أمكن أن يطلع عليه، والصحبة لغالب هؤلاء ممكنة بأن يكونوا حجّوا حجّة الوداع، ومن هذه الحيثية ينبغي استيعاب من يمكن «1» منهم. 6527 ز- عمرو بن مرداس «2» : سمع بلالا. روى عنه أبو الورد بن ثمامة، ذكره البخاريّ في تاريخه، وأخرج أحمد حديثه في مسند بلال، فقال: حدثنا إسماعيل بن علية، حدثنا الجريريّ، عن أبي الوقت، عن أبي عروبة. ووقع في النسخة التي وقفت عليها من المسند عن عمرو بن مرة، وقد تعقبه ابن عساكر، فقال: هذا غلط، ثم ساقه من طريق علي بن المديني، وخلف بن سالم، كلاهما عن ابن عليّة، فقالا: عمرو بن مروان. 6528 ز- عمرو بن مرة بن عبد يغوث بن مالك بن الحارث بن بهجنة «3» بن مرّة ابن زويّ بن مالك بن نهد النهدي: له إدراك، قال ابن الكلبيّ: يقال بعثه عليّ لما أغار البيّاغ «4» الكلبي على بكر بن وائل فسباهم، فأتاه فاستعاد منه السّبي فردّه عليهم، وقال في ذلك: رهبت يميني عن قضاعة كلّها ... فأبت حميدا فيهم غير معلق [الطويل] وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وأنشد له شعرا، وقال: له خبر مع عليّ. 6529- عمرو بن معاوية بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري: ثم العقيلي. له إدراك، قال ابن الكلبيّ: كان صاحب الصوائف في سلطان بني أمية، وولّاه معاوية أرمينية وأذربيجان، ثم ولاه الأهواز، وأمّه أمامة، أو أميمة، بنت يزيد بن عبد المدان، وكان   (1) في أ: من يمكن معرفته منهم. (2) أسد الغابة ت (4024) . (3) في أ: هجنة. (4) في أ: السباغ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 يزيد أسر أباه ثم أطلقه وزوّجه بنته، وهو الّذي فضل الخيل في الغنائم على ما سواها في الإسلام، وقال في ذلك: إنّي امرؤ للخيل عندي مزيّة ... على فارس البرذون أو فارس البغل [الطويل] وقتل «1» ابنه زياد بن عمرو يوم مرج راهط سنة أربع وستين، وكان شريفا، وسيأتي في ترجمة المنذر بن أبي خميصة أنه أول من فضّل الخيل على البراذين. وذكر ابن قتيبة في «المعارف» أنّ أول من فضلها سلار بن ربيعة، فيجمع بأن أولية كل منهم باعتبار بلده. واللَّه أعلم، فإنّ عصرهم متقارب. 6530 ز- عمرو بن منبه: تقدم في عمرو بن الحارث. 6531 ز- عمرو بن المنذر بن عصر بن أصبح السامي: بالمهملة، من بني سلمة بن لؤيّ. له إدراك، وكان ابنه خلاس بن عمرو فقيها من أصحاب علي، وله ابن يقال له زياد حوارين لأنه كان افتتح قرية حوارين من البحرين، وكان لزياد بن عمرو عشرة أولاد وأخ آخر يقال له نافع. 6532- عمرو بن ميمون الأودي «2» : يكنى أبا عبد اللَّه، أو أبا يحيى. أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على يد معاذ وصحبه،   (1) من هنا حتى نهاية ترجمة عمران بن تيم سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (4033) ، الاستيعاب ت (1982) ، طبقات ابن سعد 6/ 117، طبقات خليفة 147، تاريخ خليفة 275، التاريخ لابن معين 2/ 454، السير والمغازي لابن إسحاق 68، التاريخ الكبير 6/ 367، التاريخ الصغير 95، تاريخ الثقات للعجلي 371، الثقات لابن حبان 5/ 166، مشاهير علماء الأمصار رقم 733، المعارف 426، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، العقد الفريد 1/ 182، الجرح والتعديل 6/ 258، ربيع الأبرار 4/ 190، أمالي القالي 3/ 42، أخبار القضاة لوكيع 2/ 319، حلية الأولياء 4/ 148، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 322، الكامل في التاريخ 3/ 65، معرفة الرجال لابن معين 2/ 224، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 34، تهذيب الكمال (المصور) 1054، تذكرة الحفاظ 1/ 61، العبر 1/ 85، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 277، المغازي (من تاريخ الإسلام) 73، الكاشف 2/ 296، المعين في طبقات المحدثين 34، مرآة الجنان 1/ 156، العقد الثمين 6/ 417، غاية النهاية 1/ 603، تهذيب التهذيب 8/ 109، تقريب التهذيب 2/ 80، النجوم الزاهرة 1/ 195، طبقات الحفاظ للسيوطي 24، خلاصة تذهيب التهذيب 294، شذرات الذهب 1/ 82، رجال البخاري 2/ 551، رجال مسلّم 2/ 79، تاريخ الإسلام 2/ 496. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 ثم قدم المدينة، وصحب ابن مسعود، وحدث عنهما، وعن عمر، وأبي ذر، وسعد، وأبي هريرة وعائشة وغيرهم. روى عنه سعيد بن جبير، وعبد الملك بن عمير، والشعبي، وعمرو بن مرة، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون. قال العجليّ: تابعي ثقة جاهلي كوفي. وقال أبو بكر بن عياش، عن ابن إسحاق: كان الصحابة يوصونه. وقال عبد الملك بن سابط، عنه: قدم علينا معاذ بن جبل من السحر رافعا صوته بالتكبير، فألقيت عليه محبة مني فلزمته. وأخرج البخاريّ من طريق حصين، عن عمرو بن ميمون، قال: رأيت في الجاهلية قردة قد زنت اجتمع عليها قردة فرجموها فرجمتها معهم، هكذا أخرجه في آخر باب القسامة في الجاهلية، ويليه باب مبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرجه الإسماعيلي من وجه آخر، عن عيسى بن حطّان، عن عمرو- مطولا، وأوله: كنت في غنم لأهلي، فجاء قرد مع قردة فتوسّد يديها، فجاء قرد أصغر منه فغمزها فسلّت يدها سلّا رقيقا وتبعته، فوقع عليها، ثم رجعت فاستيقظ فشمها، فصاح، فاجتمعت القردة فجعل يصيح ويومي إليها، فذهبت القردة بمنة ويسرة فجاءوا بذلك القرد- أعرفه، فحفروا حفرة فرجموها، فلقد رأيت الرّجم في غير بني آدم. انتهى ملخصا. وقد استنكر ابن عبد البرّ هذا، وقال إن ثبت فلعلّ هؤلاء كانوا من الجنّ. وأنكر الحميدي في جمعه وجوده في صحيح البخاري، وهو عجيب منه، فإنه في جميع النسخ من رواية العزيزي، وإنما سقط من رواية السّبيعي. وقال أبو عمر: صدق إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حياته. ووثّقه ابن معين والنسائي وغيرهما. وقال أبو نعيم: مات سنة أربع وسبعين، وفيها أرخه غير واحد. وقيل: مات سنة خمس وسبعين. 6533 ز- عمرو بن النعمان بن البراء بن أسعد بن عبد اللَّه بن سعد: من بني ذهل ابن شيبان. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، يعرف بالرحال، وأنشد له شعرا، فمنه: سألوا المثقّفة والرّماح بنو سهم ... شرقى الأسنّة والنّحور من الدّم فتركت في نقع العجاجة منهم ... جزرا لساغبة ونسر قشعم [الكامل] 6534 ز- عمرو بن الهذيل العبديّ الربعي: ذكره المرزبانيّ، وقال: مخضرم، وهو القائل يخاطب مالك بن سميع لما فرّ أيام القضية، يعني بعد موت بني معاوية، فنزل ماء لبني سعد يقال له ثاج «1» : نحن أقمنا بكر بن وائل ... وأنت بثاج ما تمرّ وما تحلي وما يستوي أحساب قوم تورّثت ... قديما وأحساب نبتن مع البقل [الطويل] قال: وهو الّذي يقول: ذهلت عن الصّبا إلّا القصيدا ... ولا رمت الإنابة والسّجودا [الوافر] 6535 ز- عمرو بن وبرة: كان رأسا على قضاعة في أول سنة أربع عشرة، ذكر ذلك سيف والطبري. 6536 ز- عمرو بن يثربي «2» بن بشر بن زجف بن أمية بن عبد غنم بن نصر بن عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبّة الضبي: فارس ضبّة، وكان عثمان استقضاه على البصرة قبل ذلك، قال المرزباني في معجمه: كان من رءوس ضبّة في الجاهلية ثم أسلم. وروى أبو رجاء العطاردي أنه سمعه يوم الجمل يقول: نحن بنو ضبّة أصحاب الجمل [الرجز] الأبيات.   (1) . 2756- ثاج: بالجيم، قال الغوري يهمز ولا يهمز: عين في البحرين وقال محمد بن إدريس اليمامي: ثاج قرية بالبحرين. انظر معجم البلدان 2/ 82. (2) أسد الغابة ت (4041) ، الاستيعاب ت (1985) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 وهو القائل أيضا: إن تنكروني فأنا ابن يثربيّ ... قاتل علباء وهند الجمليّ ثمّ ابن صوحان على دين عليّ [الرجز] ثم قتل عمرو في ذلك اليوم. وقد تقدم في الأول عمرو بن يثربي الضمريّ: وهو غير هذا، ذكر دعبل في طبقات الشعراء أنه بعد أن قتل الثلاثة وكانوا من عسكر عليّ طلب البراز فبرز له عليّ، فقال: من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب. قال: واللَّه ما أحبّ أن أقتلك، وما أحبّ أن تقتلني، فرجع عنه، فسأله عمّار عن رجوعه فأخبره، فقال له: أنا له، فقال له عليّ: خذ مغفري، فاجعله على رأسك، ثم أمكنه من ضربة في رأسك فإذا فعل فاقصد رجله، فإنّي رأيتها مكشوفة، ففعل فسقط فجرّه عمار برجله حتى أتى به عليا، فقال له: استبقني يا أمير المؤمنين لعدوك، فقال: لو لم تقتل الثلاثة لفعلت، اضرب عنقه يا عمار، ففعل. 6537 ز- عمرو بن يزيد بن الحارث الذّهليّ: ذكره الأموي في المغازي، عن ابن الكلبي، قال: كان ممن ثبت على إسلامه وقت ردّة كندة، فلما افتتح عكرمة الحصن أطلقه وجميع من كان فيه من المسلمين وخيرهم، فاختار عمرو امرأته وترك أمّه، فعوتب في ذلك، فقال: امرأتي حسناء لا أصبر عنها، وأمي عجوز اشتريها غدا بخمس قلائص، فكان كما قال. 6538 ز- عمرو بن يزيد: سمع أبا بكر الصديق. روى عنه ربيعة بن مرداس، فلينظر في تاريخ الخطيب. 6539 ز- عمرو بن فلان بن طريف الدّوسي: ابن عم الطفيل بن عمرو الماضي. ذكره ابن الكلبي في الجمهرة، فقال بعد ذكر الطفيل: وقتل عمه عمرو يوم اليرموك. 6540- عمران بن تيم «1» : وقيل ابن ملحان، وقيل ابن عبد اللَّه، أبو رجاء العطاردي. مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 6541- عمران بن سوادة: له إدراك، ذكر البخاري في تاريخه من طريق عبد الرحمن بن يزيد عنه، قال: صليت خلف عمر الصبح، فقرأ سبحان.   (1) أسد الغابة ت (4046) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 6542 ز- عمران بن مرّة الشيبانيّ: ذكره أعشى همدان الشاعر المشهور، فقال: ساد في الجاهلية والإسلام، نقلت ذلك من قصة ذكرها أبو سعيد «1» بن السمعاني في مقدمة كتاب «الأنساب» من طريق أبي سليمان بن زيد بسند له إلى قتادة عن مضارب العجليّ، قال: التقى رجلان من بكر بن وائل، أحدهما من بني شيبان، والآخر من بني ذهل بن ثعلبة، فقال كل منهما للآخر: أنا أفضل منك، فتحاكما إلى رجل من همدان، فقال: إني لا أفضّل أحدكما على صاحبه، لكن اسمعا ما أقول: من أيكما كان عمران بن مرّة الّذي ساد في الجاهلية والإسلام؟ فقال الشيبانيّ. كان منّا، فذكر القصة وفيها سؤاله عن عوف بن النعمان، وعن المثنى بن حارثة، ومصقلة بن هبيرة، ويزيد بن رويم، وكلّهم من بني شيبان، وسؤاله عن بشير بن الخصاصية، وعبد اللَّه بن الأسود، ويزيد بن ظبيان، وقطبة بن قتادة، ومجزأة بن ثور، وعلباء بن الهيثم، وحسان بن مجدوح، وخالد بن معمر، وحصين بن المنذر أبو سامان، وشقيق بن ثور «2» ، وسويد بن منجوف: كلهم من بني ذهل. ثم ساق الخبر من وجه آخر، وفيه تسمية اللذين تحاكما إليه، وأنه أعشى همدان. فذكر نحو القصة، وزاد في السؤال الثاني القعقاع بن شور. وقد تقدم ذكر هؤلاء كلهم في أماكنهم، وذكرت في ترجمة كلّ واحد منهم ما وصفت به الأعشى. 6543 ز- عمير بن الأسود العنسيّ: بالنون: ويقال الهمدانيّ، ويقال عمرو، وهو بالتصغير أشهر. وهو والد حكيم بن عمير، يكنى أبا عياض، وأبا عبد الرحمن. سكن داريا من دمشق، وسكن حمص أيضا، وروى أحمد بسند ليّن عن عمر، قال: من سره أن ينظر إلى هدى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلينظر إلى عمرو بن الأسود. وأورده ابن أبي عاصم في الوحدان بهذا الأثر، وليس في ذلك ما يقتضي أن له صحبة، ولكن يقتضي أنّ له إدراكا. وقد أخرج الطّبرانيّ في «مسند الشاميين» من وجه آخر أنّ عمرو بن الأسود قدم المدينة فرآه عبد اللَّه بن عمر يصلّي، فقال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس بصلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلينظر إلى هذا.   (1) في ط: ابن سعد. (2) في أ: ثور. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 وله روايات عن عمر، ومعاذ، وابن مسعود، وعبادة بن الصامت، وأمّ حرام بنت ملحان، وأبي هريرة، وعائشة، وغيرهم. [وروى عنه ابنه حكيم، وشريح بن عبيد وخالد بن معدان، ومجاهد، ونصر بن علقمة وآخرون] «1» . وقد روى البخاري عن إسحاق بن يزيد، عن يحيى بن حمزة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن معدان، عن عمير بن الأسود، عن أم حرام قصة ركوبها للبحر. وأخرجها الطّبرانيّ من طريق هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة بهذا السند، فقال عمرو «2» بن الأسود- قال ابن حبان عمير بن الأسود، وكان من عبّاد أهل الشام، وكان يقسم على اللَّه فيبره. وقال محمد بن عوف: عمرو «3» بن الأسود، يكنى أبا عياض، وهو والد حكيم بن عمير، وقيل: إن أبا عياض الّذي يروي عنه زياد- ابن عياض «4» آخر. قال أبو حاتم الرّازيّ: اسمه مسلم بن يزيد، وحكى النسائي في الكنى أن اسم أبي عياض قيس بن ثعلبة، وكذا قال أبو أحمد الحاكم، وأسند من طريق مجاهد، قال: حدثنا أبو عياض في خلافة معاوية، وأخرج ابن أبي خيثمة في تاريخه، والحسن بن علي الحلواني في «المعرفة» ، كلاهما من طريق مجاهد، قال: ما رأيت أحدا بعد ابن عباس أعلم من أبي عياض. قلت: لا يمتنع أن يكون عمرو بن الأسود يكنى أبا عياض. قال ابن عبد البر: أجمعوا على أن عمرو بن الأسود كان من العلماء الثقات، وأنه مات في خلافة معاوية. 6544- عمير بن الحصين النّجراني: ذكره وثيمة في كتاب الردة، وحكى عن ابن إسحاق أنه لما مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وتسارع الناس ومنهم أهل نجران إلى الردة قام فيهم، فقال: إنكم لأن تزدادوا من هذا الأمر أحوج إلى أن تنقصوه، فإن الافتكار الشك بعد اليقين، ودينكم اليوم دينكم بالأمس، فكونوا عليه حتى تخرجوا به إلى رضا اللَّه تعالى ونوره، ثم أنشدهم: أهل نجران أمسكوا بهدي اللَّه ... وكونوا يدا على الكفّار لا تكونوا بعد اليقين إلى الشّكّ ... وبعد الرّضا إلى الإنكار   (1) سقط في ط. (2) في أ: عمير. (3) في أ: عمير. (4) في أ: فياض. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 واستقيموا على الطّريقة فيه ... وكونوا كهيئة الأنصار [الخفيف] 6545 ز- عمير بن سنان بن عرفطة بن وهب بن أنمار بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم المازني: يعرف بابن عفراء. له إدراك، وكان شاعرا فارسا، وشهد الفتوح مع بعض الصحابة، وله في ذلك أشعار. 6546 ز- عمير بن شبرمة «1» : تقدم في عبيد بن شبرمة. 6547 ز- عمير بن أبي شمر بن نمران بن قيس بن الأسود بن عبد اللَّه بن الحارث الكندي: له إدراك، وله ابن اسمه محمد، وكان شاعرا في دولة عبد الملك بن مروان. [6548- عمير بن ضابىء «2» : بمعجمة وموحدة بعد الألف البرجمي بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة، قتله الحجاج سنة خمس وسبعين وهو شيخ كبير قصته تقدمت في ترجمة والده ضابىء] «3» . 6549- عمير بن ضابىء اليشكري: آخر. ذكره وثيمة في «الردة» وقال: كان سيدا من سادات أهل اليمامة، ولما ارتدّوا كان يكتم إسلامه وكان صديقا للرجّال بن عنفوة، وبلغهم أنه قال شعرا يعنفهم فيما فعلوه، منه قوله: يا سعاد الفؤاد بنت أثال ... طال ليلي لفتنة الرّجال فتن القوم بالشّهادة واللَّه ... عزيز ذو قوّة ومحال إنّ ديني دين النّبيّ وفي القوم ... رجال على الهدى أمثالي إن تكن منيّتي على فطرة اللَّه ... حنيفا فإنّني لا أبالي [الخفيف]   (1) أسد الغابة ت (4082) . (2) الأخبار الموفقيات 3، طبقات الشعراء لابن سلام 146، الشعر والشعراء لابن قتيبة 311، أنساب الأشراف 1/ 575، معجم الشعراء لابن المرزباني 244، الأغاني 14/ 230، مروج الذهب 1606، الكامل في الأدب للمبرد 335، البدء والتاريخ 6/ 30، العقد الفريد 5/ 18، نهاية الأرب 21/ 211، التذكرة الحمدونية 1/ 436، تاريخ الطبري 4/ 318، جمهرة أنساب العرب 223، الكامل في التاريخ 3/ 138، تاريخ الإسلام 2/ 499. (3) سقط في ط. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 قال: فطلبوه فلحق بالمدينة، ثم أقبل مع خالد، فقاتلهم، وكان كثير السؤدد حتى قال له خالد: لو كنت قرشيا لطمعت في الخلافة. 6550- عمير ذو مرّان «1» : بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة. وهو ناعط بن مرثد الهمدانيّ الناعطي، جدّ مجالد بن سعيد المحدث المشهور. كان مسلما في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وكاتبه، فأخرج الطبراني من طريق مجالد بن سعيد بن عمير ذي مرّان، عن أبيه، عن جده عمير، قال: جاءنا كتاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. من محمّد رسول اللَّه إلى عمير ذي مرّان ومن أسلم من همدان. أمّا بعد سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللَّه الّذي لا إله إلّا هو. أمّا بعد فإنّه بلغنا إسلامكم لمّا قدمنا من أرض الرّوم، فأبشروا فإن اللَّه قد هداكم ... » الحديث. وسيأتي بيانه في ترجمة مالك بن فزارة الرّهاوي. 6551 ز- عميرة: بزيادة هاء في آخره، ابن بجرة. ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال: مخضرم، نزل الكوفة، وأنشد له في قتال أهل الردة شعرا منه: ألم تر أنّ اللَّه يوم بزّاخة ... أحال على الكفّار سوط عذاب فليت أبا بكر يرى من سيوفنا ... وما نجتلي من أذرع ورقاب [الطويل] العين بعدها النون 6552- عنبرة بن الأحرش: بن ثعلبة بن صبح بن عدي بن أفلت الطائي. ذكره ابن الكلبيّ في «الجمهرة» وأخرج قصته أبو بكر بن دريد من الأخبار المنثورة من طريقه، قال: حدثني أبو ياسر الطائي، عن عنبرة بن الأحرش، وكان قد أدرك الجاهلية، وكان أبوه أحرش ولد عشرة من البنين كلّهم شاعر، وكان عنبرة عالما بأمر طيّ، فذكر قصة لصنمهم، قال: وبسببه تنصّر عدي بن حاتم. وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، فقال: مخضرم كثير الشعر جزري، وهو القائل:   (1) أسد الغابة ت (4088) ، الاستيعاب ت (2015) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 إذا أبصرتني أعرضت عنّي ... كأنّ الشّمس من قبلي تدور فما بيديك نفع أرتجيه ... وعند صدودك الخطب الكبير ألم تر أنّ شعري سار عنّي ... وشعرك حول بيتك لا يسير [الوافر] وهو القائل: ربّي الّذي اختار صفوف جنده ... محمّد رسوله وعبده فهو الّذي لا يبتغى من بعده ... شيء ولا يعقد فوق عقده [الرجز] 6553- عنبس بن ثعلبة البلوي: ذكره ابن مندة، فقال: شهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس، ولا يعرف له رواية. العين بعدها الواو 6554 ز- عوّام بن المنذر: تقدم في عرام- بالراء بدل الواو. 6555 ز- عوف بن حاجر الأزدي: له إدراك، وكان ممّن شهد فتح الشام. وأخرج ابن وهب من طريق شييم «1» بن بيتان القتباني، عن شيخ من أشياخ الأزد يقال له عوف، قال: قدم علينا عمر بن الخطاب الشام ونحن في مسجد لنا فقال: لا يحل لأمير ولا حدّاد إذا جلد في حدّ أن يرفع يديه حتى يبدو إبطه. 6556 ز- عوف بن الحصين بن المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري: ثم العقيلي. له إدراك، وابن «2» عمه لقيط بن عامر بن المنتفق [صحابي] «3» ، يأتي ذكره، وله ولد اسمه جهم بن عوف كان يغزو الصائفة زمن بني أمية، فطال عليه الأمر، فقال أبياتا منها: ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بعيدا من اسم اللَّه والبركات [الطويل]   (1) في أ: شنيم بن بنيان. (2) في أ: إن. (3) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 يريد أنهم كانوا إذا أرادوا أن يغيروا نادوا: يا خيل اللَّه اركبي على اسم اللَّه والبركة. ذكره ابن الكلبيّ. 6557- عوف بن أبي حيّة البجلي: والد شبيل. قال ابن مندة: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه ولده شبيل. قلت: وقد تقدم شبيل في هذا القسم، واستشهد عوف في قتال الفرس ب «نهاوند» . وأخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم، عن مدرك بن عوف الأحمسي، قال: بينما أنا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرّن، فسأله عمر عن الناس، فذكر من أصيب من المسلمين، وقال: قتل فلان وفلان وآخرون لا نعرفهم، فقال عمر: لكن اللَّه يعرفهم. قالوا، ورجل اشترى نفسه- يعنون عوف بن أبي حيّة الأحمسي أبا شبيل، قال مدرك بن عوف: يا أمير المؤمنين، واللَّه خالي يزعم الناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة، فقال عمر: كذب أولئك، ولكنه اشترى الآخرة بالدنيا. قال: وكان أصيب وهو صائم فاحتمل وبه رمق فأبى أن يشرب حتى مات. 6558 ز- عوف بن عبد اللَّه الأسدي «1» : كان ممن شهد الحرب مع خالد بن الوليد ببزاخة، وهو القائل في ذلك: يوم اختلسنا بالرّماح عذاريا ... بيض الوجوه حواسرا كالرّبرب ونجا طليحة مردفا امرأته ... وسط العجاجة كالسّقار المحقب [الكامل] ذكره وثيمة في «كتاب الردة» ، وفي «معجم الشعراء» للمرزباني. 6559 ز- عوف بن عبد اللَّه بن الأحمر الأزدي: شهد «صفّين» مع علي، ثم رثى الحسين بمرثية يحضّ فيها الذين خرجوا يطلبون بدمه، فإن كان الّذي ذكره وثيمة بسكون السين احتمل أن يكون هو هذا وإلا فهو غيره. 6560 ز- عوف بن مالك الخثعميّ: ويقال: أدرك الجاهلية، وسئل أحمد عن حديث عوف الخثعميّ عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من اغبرّت قدماه في سبيل اللَّه حرّمه اللَّه على النّار» . فقال: ليس لعوف بن مالك صحبة. انتهى.   (1) هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 وهذا الحديث أخرجه أبو يعلى وغيره من طريق أبي الصبح، عن مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ، كما سيأتي في حرف الميم. 6561 ز- عوف بن مرارة السكونيّ: ذكر وثيمة في كتاب «الرّدّة» وقال: كان ممن قام في كندة فوعظهم وحذّرهم وذكّرهم ما جرى على الأمم قبلهم من العقوبة والمسخ، فوثبوا عليه وهمّوا بقتله، فخلّصه الأشعث بن قيس منهم. 6562- عوف بن نجوة: بفتح النون وسكون الجيم، ضبطه ابن الأثير. قال ابن مندة: له ذكر، شهد فتح مصر، ولا يعرف له رواية، قاله لي أبو سعيد بن يونس. انتهى. وقال ابن يونس : عوف بن نجوة شهد فتح مصر، ولم يزد على ذلك، فلعل ابن مندة اكتفى بإدراكه. 6563- عوف بن النعمان الشيبانيّ «1» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق العوّام بن حوشب عن لهب بن الخندق، قال عوف ابن النّعمان الشّيبانيّ، وكان في الجاهلية: لأن أموت عطشا أحبّ إلي من أن أكون مخلفا لموصل. وذكره أعشى همدان في حكومته بين الشيبانيّ والذّهليّ اللذين تفاخرا، ووصفه بأنه كان بلغ عطاؤه في الإسلام ألفين وخمسمائة. وقد ذكرت [سند] «2» قصة الأعشى في ترجمة عمران بن مرّة. العين بعدها الياء 6564 ز- عياذ: بتحتانية مثناة وذال معجمة. هو ابن الجلندي، ويقال اسمه عبد [اللَّه] «3» . تقدم في جيفر في حرف الجيم، ذكره ابن فتحون وضبطه. 6565 ز- عياض بن سفيان بن جبير بن عوف الأزدي الحجري: ذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وذكره عنه ابن مندة، فقال: له ذكر، ولا يعرف له رواية.   (1) أسد الغابة ت (4133) . (2) سقط من أ. (3) سقط من أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 6566- عياض بن غطيف السّكوني «1» : له إدراك ورواية عن أبي عبيدة بن الجراح، وأبوه غطيف بن الحارث له صحبة، سيأتي. 6567 ز- عياض الثّمالي: أظنه والد سعد بن عياض السامي «2» التابعي المشهور. ذكره دعبل بن علي في طبقات الشعراء، وذكر له قصة مع شرحبيل بن السّمط حين تابع «3» معاوية بصفّين، وأبياتا رأيتها في ذلك يقول فيها: وماذا عليهم أن تطاعن دونهم ... عليّا بأطراف المثقّفة السّمر يهون على عليا لؤيّ بن غالب ... دماء بني قحطان في ملكهم تجري [الطويل] وقد ذكر ابن عبد البرّ ولده سعد بن عياض في الصحابة، ولكنه نبّه على أن حديثه مرسل. وله رواية عن ابن مسعود، وأبي موسى، فأبوه له إدراك فلا توقف. واللَّه أعلم. القسم الرابع فيمن ذكر منهم «4» غلطا وبيانه العين بعدها الألف 6568- العاص بن هشام بن خالد المخزومي» : جدّ عكرمة بن خالد. ذكره الطّبرانيّ، وقال: سكن مكة. وأخرج له من طريق حماد بن سلمة، حدثنا عكرمة بن خالد، عن أبيه أو عمه عن جده- رفعه: «إذا وقع الطّاعون في أرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإن كنتم بغيرها فلا تقدموا عليها» . وتبعه أبو نعيم، وأبو موسى، وسبقهم البغوي، فقال: بلغني أن جدّ عكرمة بن خالد اسمه العاص بن هشام، وسيأتي في هذا الحديث كما تقدم من وجه آخر: عن حماد، عن عكرمة، عن عمه، عن جده، لم يقل فيه: عن أبيه، أو عمه، بل جزم بقوله: عن عمه وقد غلط فيه هو ومن تبعه.   (1) أسد الغابة ت (4160) . (2) في أ: الشامي. (3) في أ: بايع. (4) في أ: فيهم. (5) أسد الغابة ت (2663) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 قال: العاص بن هشام قتل يوم بدر كافرا، ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، ووافقوه على ذلك في جميع السير. وأورد الحديث المذكور أبو الحسن بن قانع في ترجمة الحارث بن هشام، فكأنه ظنّ أن الحارث جدّ عكرمة لأمه. وهذا كلّه بناء على أن عكرمة بن خالد هو ابن العاص بن هشام المذكور، ولكن في الرواية عكرمة بن خالد آخر، واسم جدّه سلمة بن هشام، وهو ابن عم الّذي قبله. [ويحتمل أن يكون الحديث لسلمة وهو صحابي مشهور] «1» . وقد أخرج الحديث المذكور أحمد في مسندة من طريق حماد بن سلمة، وقلّد الذهبي البغوي ومن تبعه، فرقم على العاص بن هشام في التجريد علامة المسند، وهو خطأ على خطأ. وأغرب الطّبرانيّ فأخرج الحديث المذكور بعينه في ترجمة خالد بن العاص بن هشام، فكأنه جوّز أن يكون عكرمة بن خالد نسب لجده، وأنّ اسم أبيه أو عمه سقط، وليس كما ظن، قال «2» ابن أبي حاتم- لما ترجم عكرمة بن خالد: سمي جدّه سعيد بن العاص بن هشام، فهذا أقرب إلى الصواب، ويكون صحابي هذا الحديث هو سعيد بن العاص، ومن يقتل أبوه ببدر كافرا لا يبعد أن يكون لابنه صحبة. ويكفي في ذلك أنّ الروايات التي ذكرها هؤلاء كلّهم لم يسمّ فيها جد عكرمة. وقد وجدت ما يقوّي الّذي ذكره ابن أبي حاتم، وهو ما أخرجه البيهقي في الشعب، من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، عن أبيه، عن عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص المخزومي- أنه لقي عبد اللَّه بن عمر ... فذكر حديثا في ذمّ «3» الخيلاء، فثبت من هذا كله أنّ الحديث من مسند سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر «4» بن مخزوم. واللَّه الموفق. وقد وقع ذكر العاص بن هشام في حديث آخر مرسل، وهو غلط يتعيّن التنبيه عليه هنالك. قال أبو بكر بن أبي شيبة في «مصنفه» : حدثنا هشيم بن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حيان، قال: مكث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أربعين صباحا يقنت في الصبح بعد الركوع، وكان يقول في قنوته: «اللَّهمّ أنج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمّ   (1) سقط في ط. (2) في أ: فإن. (3) في ط: الجلاء. (4) في أ: عمر عبيد بن مخزوم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 أنج الوليد بن الوليد، وعيّاش بن أبي ربيعة، والعاص بن هشام ... » الحديث. وقوله العاص بن هشام غلط من بعض رواته، فإن الحديث ثابت في الصحيحين بسند موصول إلى أبي هريرة، وفيه: سلمة بن هشام بن العاص بن هشام. فاللَّه أعلم. 6569- عاصم بن عاصم، أبو بشر. روى حديثه ابن طرخان في الوحدان، هكذا ذكر الذّهبي في التجريد، وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما هو عاصم بن أبي عاصم، واسم أبي عاصم سفيان. روى عنه ابنه بشر. وقد تقدم على الصواب. وسبب الوهم سقوط أداة الكنية في أبيه. واللَّه أعلم. 6570- عاصم بن عدي «1» . غاير البغوي بينه وبين والد أبي البدّاح، وهو واحد، ونبهت عليه في القسم الأول. 6571 ز- عاصم المازني. وقع ذكره في مسند الإمام أبي عبد اللَّه محمد «2» بن عبد الرحمن الدارميّ المسند المشهور على الأبواب، فقال: حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا ابن لهيعة، عن حبّان بن واسع، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن زيد الأنصاري، عن عمه عاصم المازني، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يتوضّأ بالجحفة، فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا.. الحديث. هكذا رأيته في نسختين، وما عرفت جهة الوهم فيه. وقد أخرجه أحمد على الصواب، قال: حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة بهذا السند إلى عبد اللَّه بن زيد بن عاصم، فقال: عبد اللَّه بن زيد بن عاصم المازني، قال: رأيت ....   (1) مسند أحمد 5/ 450، طبقات خليفة 87، 118، الطبقات الكبرى 3/ 466، مقدمة مسند بقي بن مخلد 102، تاريخ الطبري 2/ 478 و 3/ 110، والمعارف 326، المغازي للواقدي 101، 114، سيرة ابن هشام 2/ 331، والتاريخ الكبير 6/ 477، المعرفة والتاريخ 2/ 215، أنساب الأشراف 1/ 21، 241، الجرح والتعديل 6/ 345، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 255، وتحفة الأشراف 4/ 225، وتهذيب الكمال 2/ 636، العبر 1/ 53، الكاشف 2/ 46، ومرآة الجنان 1/ 122، وتهذيب التهذيب 5/ 49، التقريب 1/ 384، الوافي بالوفيات 16/ 569، خلاصة تذهيب التهذيب 182، شذرات الذهب 1/ 54، تاريخ الإسلام 1/ 72. (2) في أ: في مسند الإمام أبي محمد بن عبد اللَّه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 وهكذا أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي من طريق حبّان بن واسع، وليس لعبد اللَّه بن زيد عمّ اسمه عاصم، بل عاصم اسم جده. وليست له صحبة. 6572- عامر بن جعفر بن كلاب. ذكره الدّار الدّارقطنيّ هكذا. استدركه الذهبي في التجريد، وهو غلط نشأ عن سقط، وإنما هو عند الدّار الدّارقطنيّ عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو المعروف بملاعب الأسنة. وقد مضى على الصواب في القسم الأول. 6573 ز- عامر بن حديدة الأنصاري. ذكره ابن عبد البرّ فيمن يكنى أبا زيد من الصحابة، وهو خطأ نشأ من عدم تأمل، وذلك أن الّذي في كتاب الكنى لأبي أحمد: أبو زيد قطبة بن عمرو، أو عامر بن حديدة، فالصحبة لقطبة، والتردّد في اسم أبيه: هل هو عمرو أبو عامر، وسيأتي بيانه في حرف القاف إن شاء اللَّه تعالى. 6574- عامر بن الطفيل: بن مالك بن جعفر [بن كلاب] العامري الفارس المشهور. ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة، وهو غلط، وموت عامر المذكور على الكفر أشهر عند أهل السير أن يتردّد فيه، وإنما اغترّ جعفر برواية أخرجها البغوي يسنده إلى عامر بن الطفيل- أن عامر بن الطفيل أهدى إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرسا، وكتب إليه: إني قد ظهرت فيّ دبيلة، فابعث إليّ دواء من عندك. فردّ الفرس، لأنه لم يكن أسلم، وأرسل إليه عكّة من عسل. وهو خطأ نشأ عن تغيير، وإنما هو عامر بن مالك، وهو ملاعب الأسنة، وفي ترجمته أورده البغوي، وقد تظافرت الرواية بذلك كما ذكرته في ترجمته، وأسند جعفر أيضا إلى الحديث الّذي ذكرته في القسم الأول في ترجمة عامر بن الطّفيل، وقد بينت أنه آخر غير العامري، وقد أورد الطبراني قصة موت عامر بن الطفيل كافرا من حديث سهل بن سعد. 6575- عامر بن عبد اللَّه «1» : أبو عبد اللَّه. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف سمعي، فأورد من طريق أبي أمية الطّرسوسي، عن أبي داود الطّيالسي بسنده إلى أبي مصبح، قال: كنا نسير في أرض الروم في صائفة وعلينا مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ، إذ مرّ بعامر بن عبد اللَّه وهو يقود بغلا له   (1) أسد الغابة ت (2711) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 وهو يمشي، فقال: يا أبا عبد اللَّه، ألا تركب ... فذكر الحديث: «من اغبرّت قدماه في سبيل اللَّه حرّمه اللَّه على النّار» . وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود الطّيالسي في مسندة بسنده المذكور، فقال فيه: إذ مر عامر بن عبد اللَّه، وكذا أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد عن عتبة بن حكيم شيخ الطيالسي فيه، وهو في مسند أحمد، وصحيح ابن حبان، من طريق ابن المبارك. 6576- عامر بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة «1» . ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق بشر بن عمر، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عامر بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده- مرفوعا: «إنّما جزاء السّلف الوفاء والحمد» . وهذا خطأ نشأ عن زيادة اسم في النسب، فقد أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة، عن بشر بن عمر، عن إسماعيل، وليس في نسبه عامر، وكذلك أخرجه إسحاق أيضا، وابن أبي شيبة، وأحمد جميعا، عن وكيع، والنسائي من طريق سفيان الثوري، والطبراني، من طريق حاتم بن إسماعيل، كلّهم عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة. عن أبيه، عن جده، وأورده أصحاب المسانيد في مسند عبد اللَّه بن أبي ربيعة. 6577- عامر بن عبدة «2» . روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ الشّيطان يأتي القوم في صورة الرّجل يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه، فيحدّثهم، فيقولون: حدّثنا فلان» . حديثه عند الأعمش، عن المسيّب بن رافع، عنه، كذا أورده ابن عبد البر، وهذا إنما هو عامر بن عبدة، عن عبد اللَّه بن مسعود موقوفا ليس فيه ذكر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه من طريق الأعمش. وقد ذكر ابن عبد البرّ عامر بن عبد اللَّه هذا في كتاب الكنى، فقال: أبو إياس عامر ابن عبدة تابعي ثقة. انتهى. وقد وثّقه أيضا ابن معين، وذكر ابن ماكولا أنه روى عنه مع المسيب بن رافع، وأبو إسحاق السّبيعي.   (1) أسد الغابة ت (2710) . (2) أسد الغابة ت (2716) ، الاستيعاب ت (1343) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 واختلف في عبدة، فقيل بالسكون وقيل بالتحريك. 6578 - عامر «1» بن لدين «2» : بالدال مصغّرا، الأشعري، أبو سهل. ويقال أبو بشر. ويقال اسمه عمرو. وذكره ابن شاهين في «الصحابة» وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته، وهو معدود في تابعي أهل الشام، ذكره بعض المتأخرين. قلت: ولم أره في كتاب ابن مندة فكأنه عنى ببعض المتأخرين غيره. ذكره أبو موسى في «الذيل» ، قال أسد بن موسى عن معاوية بن صالح، عن أبي «3» بشر مؤذن مسجد دمشق، عن عامر بن لدين الأشعري: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إنّ الجمعة يوم عيدكم، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ... » الحديث. هكذا أورده ابن شاهين من طريقه ومن تبعه، وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: سمعت. هكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ومن طريق زيد بن الحبّاب، وهكذا رويناه في نسخة حرملة، وفي زيادات للنيسابوري، من طريق يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وهب، ثلاثتهم عن معاوية بن صالح به. ورواه عبد اللَّه بن صالح كاتب اللّيث، عن معاوية بن صالح، عن أبي بشر، عن عامر بن لدين- أنه سأل أبا هريرة عن صيام يوم الجمعة، فقال: على الخبير سقطت، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكره. وقال البخاريّ في «التاريخ» : عامر بن لدين سمع أبا هريرة، وروى معاوية بن صالح عن أبي بشر عنه، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه، وقال ابن سميع: عامر بن لدين الأشعري قاض لعبد الملك سمع أبا هريرة. وقال العجليّ: شامي تابعي، ثقة. وقال ابن عساكر: ولى القضاء لعبد الملك، وحدّث عن بلال، وأبي هريرة، وأبي ليلى الأشعري. روى عنه أبو بشر المؤذن، وعروة بن رويم، والحارث بن معاوية. قلت: وروايته عن أبي ليلى ستأتي في ترجمته، وحديثه عن بلال ذكره الدّولابي في الكنى. وقال غيره: إنه أرسل عن بلال «4» .   (1) أسد الغابة ت (2727) . (2) في أ: لذين بالذال. (3) في أ: ابن. (4) في أ: هلال. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 6579- عامر بن مالك الكعبي «1» : هو القشيري. استدركه أبو موسى ظانا أنه غيره فلم يصب. 6580- عامر بن مالك بن صفوان «2» . ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن عامر بن مالك، عن صفوان- رفعه: «الطّاعون شهادة والغرق شهادة» . وهذا غلط نشأ عن تصحيف، وذلك أنّ الحديث معروف من هذا الوجه، لكن عن عامر بن مالك، عن صفوان، وهو ابن أمية الجمحيّ، فتصحّفت عن فصارت ابن. وقد أخرجه البخاريّ في «تاريخه» على الصواب، وكذا هو عند أحمد والنسائي، وقد استدركه ابن الدباغ وخفيت علّته، وقد تنبه له ابن فتحون، فقال: أحسب أن ابن قانع وهم فيه، بل أقطع بذلك، وعامر بن مالك ذكره ابن حبان في الثقات. 6581- عامر المزني «3» : أبو هلال، هو عامر بن عمرو الّذي تقدم. فرّق بينهما ابن مندة، فوهم، والحديث واحد: وهو من رواية هلال بن عامر، عن أبيه. وقد اختلف على هلال فيه كما بينته في رافع بن عمرو. 6582- عامر أبو هشام «4» : هو عامر بن أمية جد سعد بن هشام الّذي تقدم. فرق بينهما ابن مندة أيضا، فوهم، والحديث واحد، وهو من رواية سعد بن هشام، عن عائشة- أنها قالت لسعد بن هشام: رحم اللَّه، هشاما، قتل يوم أحد. العين بعدها الباء 6583 - عباد «5» بن عمرو «6» . «7» له ذكر في القسم الأول في ترجمة عائذ بن قرط. 6584 ز- عباد بن أحمر المازني. ذكره أبو محمّد بن قتيبة في «غريب الحديث» ، فقال: ومنه قول عباد بن أحمر   (1) أسد الغابة ت (2736) . (2) أسد الغابة ت (2734) . (3) أسد الغابة ت (2740) . (4) أسد الغابة ت (2745) . (5) في أعائد. (6) في ت: عمر. (7) أسد الغابة ت (2778) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 المازني، قال: كنت في إبلي أرعاها، فأغارت علينا خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فركبت الفحل، فجئت صباح تبوك. قال ابن عساكر: وهم فيها ابن قتيبة. والصواب عمارة بن أحمر، كما تقدم. 6585- عباد بن الحسحاس. كذا ذكره أبو عمر، فصحفه، والصّواب عبادة، بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره. 6586- عباد بن المطلب. له ذكر في المهاجرين، ولا يعرف له رواية، قاله ابن مندة، وساق من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في ذكر المهاجرين، قال: ونزل عبيدة بن الحارث، وعباد بن المطلب، وذكر جماعة سمّاهم. قال أبو نعيم: هذا وهم شنيع، وخطأ قبيح، وإنما هو مسطح بن أثاثة بن المطلب، ثم ساق من طريق إبراهيم، عن سعد بن إسحاق في قدوم المهاجرين المدينة، قال: ونزل عبيدة بن الحارث وأخواه: الطفيل، وحصين، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، وسويبط بن سعد بن حرملة، وطليب بن عمرو- علي بن عبد اللَّه بن سلمة العجلاني، وهو كما قال أبو نعيم. وسبب الوهم أن لفظة ابن تصحّفت واوا فصار الواحد اثنين: مسطح بن أثاثة، وعباد بن المطلب، وعباد إنما هو جدّه مسطح. وقد وقع في رواية غير ابن مندة كما وقع عنده، فليس التصحيف منه، لكن ما كان يليق بسعة حفظه ومعرفته أن يمشي عليه مثل هذا. وأغرب منه ما ذكر الذّهبيّ في «التجريد» ، فقال: عباد له هجرة، ولا رواية له، وهو مجهول، فمشى على الوهم، وزاد الوهم لبسا بترك ذكر أبيه. 6587- عباد بن تميم. ذكر الكرمانيّ شارح البخاري أنه رأى بعض نسخ البخاري في حديث عائشة رضي اللَّه عنها: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صوت عبّاد يصلّي في المسجد، فقال: «رحم اللَّه عبّادا» ، قال في بعض النسخ : عباد بن تميم، كذا قال، والمعروف أنه عباد بن بشر، كما وقع في مسند أبي يعلى. 6588- عبادة بن سليمان: مولى العباس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 له في النكاح، قاله ابن سعد، واستدركه الذهبي. والصواب عبّاد، بفتح أوله وتشديد الموحدة، وهو كما تقدم في الأول. 6589- عباس بن جمهان: أو جهمان. ذكره أبو أحمد العسكريّ، وقال: حديثه مرسل، ولا تصح له صحبة حكى عنه إسماعيل بن رافع، وكذا ذكره البخاري في «التاريخ» وقال: حديثه مرسل. 6590 - عبد الأعلى «1» بن عدي البهراني «2» . تابعي أرسل حديثا، فذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة، نقله أبو نعيم، وقال: لا تصح له صحبة. وجزم بأنّ حديثه مرسل البخاري، وأبو داود. وقد روى عن ثوبان، وعتبة بن عبد السلمي، وعبد اللَّه بن عمرو، وغيرهم. روى عنه حريز بن عثمان، والأحوص بن حكيم، وصفوان بن عمرو، وغيرهم. وحديثه في مراسيل أبي داود عند النسائي وابن ماجة. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وقال يزيد بن عبد ربّه: مات سنة أربع ومائة. 6591 ز- عبد اللَّه: بن إبراهيم الأنصاري. أرسل شيئا فذكره بعضهم في الصحابة، وقال ابن أبي حاتم: مجهول أرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى فضالة بن حصن، عن الخطاب بن سعيد، عن سليمان بن محمد بن إبراهيم، عنه واستدركه ابن فتحون، ونسبه لابن أبي حاتم. 6592- عبد اللَّه بن أبي الأسد. استدركه ابن فتحون لحديث أورده الخطيب من طريق محمد بن العباس صاحب السامة «3» ، عن محمد بن بشر، عن عبيد اللَّه «4» العمري، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن أبي الأسد، قال: رأيت «5» النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه، وهو خطأ نشأ عن سقط وتحريف، والصواب ما رواه أبو أسامة عن العمري، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد. وسيأتي في عمر بن أبي الأسد فيه خطأ آخر.   (1) أسد الغابة ت (2806) . (2) المهداني في أ. (3) في أ: الشامة. (4) في أ: عن عبد اللَّه. (5) في أ: رأيته صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 6593 ز- عبد اللَّه بن الأسود المزني «1» . ذكره أبو موسى في «الذيل» ، فوهم، فإنه هو السدوسي، والرواية التي نسب فيها مزنيا ضعيفة. وقد بينت ذلك في ترجمة الحجاج. 6594- عبد اللَّه بن أنيسة الأسلمي «2» . ذكره ابن مندة، وأخرج في ترجمته حديث جابر عنه في القصاص، ولم يقع في روايته منسوبا، إنما فيه عبد اللَّه بن أنيس فقط. قال ابن مندة: فرق ابن أبي حاتم بينه وبين الجهنيّ، وأراهما واحدا. قلت: والحديث معروف للجهني، وقد أشرت إلى ذلك في ترجمته، وجمعهما أبو نعيم في ترجمة، وعاب على ابن مندة التفرقة، ولا ذنب لابن مندة فيه. وقد تقدم في الأول عبد اللَّه بن أنس، أو ابن أنيس الأسلمي، وذكر من جوز أنه الجهنيّ. 6595- عبد اللَّه بن أبي أنيسة «3» . ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر، وأخرج من طريق ابن المبارك، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: سمعت حديثا في القصاص لم يبق أحد يحفظه إلا رجل بمصر يقال له عبد اللَّه بن أبي أنيسة، فذكر رحلته إليه. أورده الخطيب في «كتاب الرحلة» في الحديث، وهذا هو عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ. وقد ذكرت في ترجمته من أخرجه، ومداره على عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر. واستدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه، وهو خطأ نشأ عن تحريف في اسم أبيه. 6596- عبد اللَّه بن بشر الحمصي. ذكره البغويّ. وقد تقدم في الأول. 6597- عبد اللَّه بن بغيل «4» : بموحدة ومعجمة مصغّرا. تقدم التنبيه عليه في عبد اللَّه بن نفيل، بنون وفاء. 6598- عبد اللَّه بن جبر بن عتيك الأنصاري «5» .   (1) أسد الغابة ت (2816) . (2) أسد الغابة ت (2823) . (3) أسد الغابة ت (2824) . (4) أسد الغابة ت (2841) . (5) أسد الغابة ت (2855) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 أرسل حديثا، فذكره أبو موسى في «ذيل الصّحابة» ، وهو عند النسائي من رواية جعفر بن عون، عن أبي العميس، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن جبر بن عتيك، عن أبيه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عاد جبر بن عتيك.. الحديث. وأخرجه ابن ماجة من طريق وكيع، عن أبي العميس، فزاد فيه بعد قوله: عن أبيه- عن جده، وهو الصواب. وعبد اللَّه بن عبد اللَّه من شيوخ مالك، وقد أخرج الحديث عنه في الموطأ، لكن قال: عن عبد بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث- أن جابر بن عتيك أخبره. وقد تقدم في ترجمة جابر بن عتيك مفصّلا. وعبد اللَّه بن جابر المذكور هنا لم أر له ترجمة عند أحد ممن صنّف في الرجال. 6599- عبد اللَّه بن جبير الخزاعي. تابعي أرسل حديثا فذكره أبو نعيم وأبو عمر في الصحابة، قال أبو نعيم: مختلف في صحبته. وقال أبو عمر: قيل: إن حديثه مرسل. وقال أبو حاتم الرازيّ: شيخ مجهول روى عن أبي الفيل أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجم .... وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، روى عنه سماك بن حرب وحده. 6600 ز- عبد اللَّه بن جزء الزّبيدي «1» . ذكره ابن أبي عليّ، واستدركه أبو موسى، وهو عبد اللَّه بن الحارث بن جزء، نسب لجده، فلا وجه لاستدراكه. 6601- عبد اللَّه بن الحارث: أبو إسحاق. روى عنه قتادة، واستدركه أبو موسى، وهو عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الملقب ببّة. وقد ذكره ابن مندة فلا وجه لاستدراكه. وقد تقدم في القسم الثاني. 6602- عبد اللَّه بن الحارث: بن أوس الثقفي» .   (1) أسد الغابة ت (2863) ، طبقات ابن سعد 7/ 497، طبقات خليفة 945، 2715، المعرفة والتاريخ 1/ 268، الجرح والتعديل 5/ 30، المستدرك 3/ 633- الحلية 2/ 6، تهذيب الكمال 672، تاريخ الإسلام 3/ 263، العبر 1/ 101، تذهيب التهذيب 2/ 136، مرآة الجنان 1/ 177، تهذيب التهذيب 5/ 178، حسن المحاضرة 1/ 212، خلاصة تذهيب الكمال 164، شذرات الذهب 1/ 97. (2) أسد الغابة ت (2871) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق عارم، عن ابن المبارك، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن السلماني، عن أوس، عنه- في طواف الوداع. وفي هذا السند خبط في مواضع. وقد رواه غيره عن ابن المبارك، عن حجاج، عن ابن السلماني، عن عمرو بن أوس، عن الحارث بن عبد اللَّه بن أوس، وهو الصواب، وكذا هو عند الترمذي من طريق عبد الرحمن المحاربي، عن حجاج بن أرطاة. وأخرجه أبو داود والنسائي من وجه آخر عن الحارث بن عبد اللَّه بن أوس. ومضى على الصواب. 6603- عبد اللَّه بن الحارث: بن أبي ربيعة المخزومي «1» . ذكره ابن عبد البرّ، فقال: روى ابن خديج عن عبد اللَّه بن أبي أمية، عن عبد اللَّه بن الحارث بن أبي ربيعة عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في قطع السارق، قال: وأظنه هو عبد اللَّه بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش «2» بن أبي ربيعة، أخو عبد الرحمن بن الحارث، فإن كان هو فحديثه مرسل لا شك فيه. انتهى كلام أبي عمر. فأما عبد الرحمن بن الحارث فقد ذكر ابن أبي حاتم، قال: إنه روى عن أخيه عبد اللَّه بن الحارث، وحديث عبد الرحمن عند البخاري في الأدب المفرد والسنن الأربعة. وذكره العجليّ، فقال: تابعي ثقة، ووثّقه ابن سعد، وقال: مات في خلافة المنصور وقيل: كان مولده سنة ثمانين من الهجرة، وأما أخوه عبد اللَّه فهو أكبر منه. وقال النسائي: ليس بالقوي. 6604- عبد اللَّه بن: الحارث بن زيد بن صفوان الضبي «3» . تقدم في الأول في عبد اللَّه بن زيد بن صفوان، ذكره أبو عمر، فزاد في نسبه الحارث، وعزاه لابن الكلبي وابن حبيب، وليس عندهما الحارث. 6605- عبد اللَّه بن الحارث: بن زيد بن صفوان الضبي. ذكره أبو عمر هكذا. وقد تقدم في الأول أنه وهم، وأن الحارث بين عبد اللَّه وزيد زيادة، وسببها ما ذكر في عبد اللَّه بن زيد أنه كان اسمه عبد الحارث بن زيد فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عبد اللَّه، فرآه أبو عمر عبد الحارث بن زيد، فظنه عبد اللَّه بن الحارث بن زيد.   (1) أسد الغابة ت (2874) ، الاستيعاب ت (1510) . (2) في أ: عباس. (3) أسد الغابة ت (2876) ، الاستيعاب ت (1512) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 6606 ز- عبد اللَّه بن الحارث العبديّ. تقدمت الإشارة في القسم الأول. 6607 ز- عبد اللَّه بن الحجاج: الثمالي «1» . أورده الذّهبيّ، وقال ذكره الثلاثة، وقال «2» ، بعد عبد اللَّه: أبو الحجاج. قلت: ما رأيت في «أسد الغابة» شيئا من ذلك، بل قال: عبد اللَّه أبو الحجاج الثمالي، قيل اسمه عبد اللَّه بن عبد، أخرجه الثلاثة. نعم رأيته في «ذيل» أبي موسى كما قال الذّهبيّ. وأخرجه ابن مندة في موضع ثالث فقال: عبد اللَّه الثمالي. 6608- عبد اللَّه بن حرام «3» . ذكره أبو موسى، وأبو بكر بن علي، وذكره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة، قال: رأيت على رأس عبد اللَّه بن حرام [كساء] «4» قال: صليت إلى القبلتين، قال أبو موسى: إنما هو عبد اللَّه بن عمرو ابن أم حرام، وهو كمال قال. وقد ذكره ابن مندة على الصّواب في عبد اللَّه ابن أم «5» حرام، وأبوه اسمه عمرو بن قيس. 6609 ز- عبد اللَّه بن أبي حرام. قال ابن الأثير: رأيته بخطي وعليه علامة الثلاثة، ولم أجده عندهم. قلت: إنما هو الّذي قبله، وهو عبد اللَّه ابن أم حرام، فتغيرت أداة الكنية من أم إلى أبي. 6610- عبد اللَّه بن حزابة «6» : بضم المهملة بعدها زاي منقوطة وبعد الألف موحدة. ذكره ابن مندة، فقال: عبد اللَّه بن خزابة، وعبد اللَّه بن حكل ذكر في الصحابة، وهما من تابعي أهل الشام، روى عنهما خالد بن معدان. 6611- عبد اللَّه بن الحسن. «7» ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، واستدركه أبو موسى من طريقه، ثم من رواية داود بن   (1) أسد الغابة ت (2889) . (2) في أ: بين. (3) أسد الغابة ت (2892) . (4) سقط من أ. (5) في أ: أبي. (6) أسد الغابة ت (2896) . (7) أسد الغابة ت (2897) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 عبد الرحمن العطار، حدثنا عبد اللَّه بن الحسن- رفعه: لو كانت عندي ثالثة لزوجتها لعثمان. قال أبو موسى: هذا مرسل أو معضل، وهو عبد اللَّه بن الحسن بن علي، وهو تابعي صغير. قلت: روى عن أبيه، وعن أمه فاطمة بنت الحسين، وابن عم جدّه عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، وعمه (لأمه) «1» إبراهيم بن محمد بن طلحة، وعن الأعرج، وعكرمة وغيرهم. روى عنه ابناه: موسى، (ويحيى) «2» ، ومالك، والثوري، وابن أبي الموالي، وابن عليّة، وآخرون. وثّقه ابن معين والرازيان والنسائي والعجليّ، وغيرهم. وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات، فكأنه لم تصحّ عنده روايته عن عبد اللَّه بن جعفر. وكان لسان بني حسن في زمانه، قال مصعب الزبيري: ما رأيت علماءنا يكرمون، أحدا ما يكرمونه، وكانت له منزلة عند عمر بن عبد العزيز. مات في حبس المنصور سنة خمس وأربعين ومائة، وهو ابن خمس وسبعين سنة. 6612- عبد اللَّه بن حكل الأزدي «3» . قال أبو عمر: شامي، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «عقر دار الإسلام الشّام» . روى عنه خالد بن معدان. ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وقال: هو مرسل، وقد مضى كلام ابن مندة فيه في عبد بن حرام. وقال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : عبد اللَّه بن حكل روى عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «4» خالد بن معدان. 6613- عبد اللَّه بن حكيم الجهنيّ. «5» قال ابن الأثير: ذكره البخاريّ، فقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال أبو حاتم الرازيّ «6» : هو ابن عكيم، بالعين المهملة، وهو كما قال.   (1) في أ: سقط. (2) في أ: سقط. (3) أسد الغابة ت (2899) ، الاستيعاب ت (1529) . (4) في أ: روى عنه خالد. (5) أسد الغابة ت (2900) . (6) في أ: الرازيّ إنما. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 6614- عبد اللَّه بن حكيم «1» : بصيغة التصغير. ذكره ابن عبد البرّ، فقال: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول في حجة الوداع: «اللَّهمّ اجعلها حجّة لا رياء فيها ولا سمعة» . وهذا وهم نشأ عن سقط، وذلك أنه سقط منه الصحابي، وهو بشر بن قدامة كما مضى في الموحدة في القسم الأول على الصواب، وهو حديث انفرد بروايته سعيد بن بشير، عن عبد اللَّه بن حكيم، عن بشر، وما رواه عن سعيد إلا محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، ولا يعرف عبد اللَّه بن حكيم ولا شيخه إلا في هذا الحديث. 6615 ز- عبد اللَّه بن خليفة. قال ابن فتحون في «الذيل» : ذكره الطّبريّ، وأخرج له حديثا في صفة العرش. قلت: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما يروى الحديث المذكور من طريق عبد اللَّه بن خليفة «2» ، هكذا أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد، وأبو يعلى، وابن أبي عاصم، والطبراني في كتاب السنة، كلّهم من طريق أبي إسحاق السّبيعي «3» ، وذكره البخاري وغيره في التابعين. 6616- عبد اللَّه بن رئاب «4» . روي عن- النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- وحديثه عندي مرسل، رواه معمر عن كثير بن يزيد عنه، كذا قال ابن عبد البرّ. وقال ابن أبي حاتم : عبد اللَّه بن رئاب روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، ويقال ابن زبيب- يعني بزاي وموحدتين مصغرا. روى عن كثير بن يزيد عنه، فأخذ أبو عمر كلامه، ونسب الحكم بإرساله إلى نفسه، وحذف الفائدة في ذكر الاختلاف في اسم أبيه، وهو الّذي بعده. 6617- عبد اللَّه بن زبيب الجندي. قال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصح.   (1) أسد الغابة ت (2903) ، الاستيعاب ت (1531) . (2) ابن خليفة عن عمر. (3) في أ: السبيعي عنه. (4) أسد الغابة ت (2944) ، الاستيعاب ت (1549) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 144 روى حديثه عبد اللَّه بن المبارك، عن معمر بن كثير بن عطاء عنه، ثم ساق من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن كثير بن عطاء الجندي، حدثني عبد اللَّه بن زبيب الجندي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا عبادة بن الصّامت، يا أبا الوليد، إذا رأيت الصّدقات قد كتمت، واستؤجر على الغزو، ورأيت الرّجل يتمرّس بأمانته كما يتمرّس البعير الشّجرة، وخرب العامر، وعمر الخراب، فإنّك والسّاعة كهاتين- وأخذ إصبعيه السّبابة والّتي تليها» . وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته، ثم ساق الحديث من وجه آخر عن عبد الرزاق. قلت: لولا جزم ابن أبي حاتم بأنه هو والّذي قبله واحد، وأن الحديث مرسل لأوردته في القسم الأول. 6618- عبد اللَّه بن زهير «1» . ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى في الذيل، وأخرج من طريقه عن إبراهيم بن الفضل الرخاني «2» ، عن كامل بن طلحة، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللَّه بن زهير، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «النّفقة في الحجّ كالنّفقة في سبيل اللَّه» . قلت: وهو خطأ نشأ عن سقط وقلب وتصحيف، والصواب: عن عطاء بن أبي زهير الضبعي، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، كذا رواه منصور عن أبي الأسود، وأبو عوانة عن عطاء بن السائب، ورواه علي بن عاصم عن عطاء فخبط فيه، قال: عن عطاء بن السائب، عن زهير بن عبد اللَّه، عن أبيه، أخرجه ابن مندة. ونبّه على أنه وهم، وهو كما قال، إلا أنه لم يبيّن جهة الوهم، وقد بينتها وللَّه الحمد. 6619- عبد اللَّه بن زيد الجهنيّ «3» . ذكره ابن مندة. وقال: في إسناد حديثه نظر، ثم ساق من طريق محمد بن يحيى المأربي، بالراء والموحدة، عن حرام بن عثمان، أحد المتروكين، عن معاذ عن عبد اللَّه بن زيد الجهنيّ، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إذا سرق فاقطع يده ... » الحديث. وفي آخره: «ثمّ إذا سرق فاضرب عنقه» . قال ابن مندة: كذا قال حرام، وخالفه غيره. انتهى.   (1) أسد الغابة ت (2953) . (2) في أ: الرحافي. (3) أسد الغابة ت (2956) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 145 وقال أبو نعيم: الصواب أنه عن معاذ بن عبد اللَّه بن حبيب، عن عبد اللَّه بن زيد الجهنيّ، وساقه في ترجمة عبد اللَّه بن بدر من طريق حفص بن ميسرة، عن حرام بن عثمان، عن معاذ ... كذلك، فظهر منه أن الوهم من الراويّ عن حرام بن عثمان بخلاف ما يفهمه كلام ابن مندة. 6620- عبد اللَّه بن زيد بن عمرو بن مازن الأنصاري. ذكره البغويّ، وابن مندة، وهو وهم، فأما البغوي فقال: سكن المدينة روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الأذان، ثم ساق الحديث من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد اللَّه بن زيد، قال: «رأيت في المنام رجلا نزل من السّماء عليه بردان أخضران ... » الحديث. وهذا هو عبد اللَّه «1» بن عبد ربه الماضي في الأول، أخطأ في نسبه وفي جعله اثنين. وقد أخرج حديث الأذان من طريق الأعمش، بهذا السند، ابن خزيمة وغيره من مسند عبد اللَّه بن زيد بن عبد ربه. وأخرج الترمذي بعضه من هذا الوجه، ومن رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة كذلك. وأما ابن مندة، فقال: ذكره ابن إسحاق في المغازي، وأنه كان على النفل يوم بدر، ثم ساق ذلك، وهو خطأ أيضا، وإن الّذي عند ابن إسحاق إنما هو عبد اللَّه بن كعب بن زيد، من بني عمرو بن مازن بن النجار، وعمرو بن مازن جدّه الأعلى لا والد أبيه، وسقط كعب بين عبد اللَّه وزيد، فخرج منه هذا الوهم. وقد تعقبه أبو نعيم، فقال: وهم فيه وصحّف، فأما الوهم ففي إسقاط كعب، وأما التصحيف ففي قوله ثقل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالمثلثة والقاف، وإنّما كان على النفل بالنون والفاء، جعل إليه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم القيام على النفل الّذي هو الغنائم مقفله من بدر إلى المدينة. وقد ذكره ابن مندة في عبد اللَّه بن كعب على الصواب. 6621- عبد اللَّه بن أبي سديد بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي. له حديث في قطع السدر، رواه ابن قانع، هكذا استدركه الذهبي فصحّف أباه وقد مضى في حرف الشين المعجمة في الآباء من القسم الأول على الصواب.   (1) في أ: عبد اللَّه بن زيد بن عبد ربه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 6622 - عبد اللَّه بن سعد الأزدي «1» السامي. غاير ابن عبد البرّ بينه وبين عبد اللَّه بن سعد عمّ حرام بن حكيم، وهو واحد وقد جاء حديثه من عدة طرق لم ينسب فيها أزديا. واللَّه أعلم. 6623- عبد اللَّه بن سعد بن مري «2» . تقدم ذكره في الأول، وأن الذهبي أفرده، وكأنه وهم. 6624 ز- عبد اللَّه بن سعد بن الأطول. ذكره البغويّ، فقال: سكن البصرة، وأخرج له الحديث الّذي أورده في ترجمة أبيه، وليس له فيه ما يدلّ على أن له صحبة أصلا، وإنما فيه «3» أنه كان يزور أصحابه بتستر فيقيم يوم الدخول واليوم الثاني ويخرج في اليوم الثالث، فإذا سألوه عن ذلك يقول: سمعت أبي يحدّث عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه نهى عن التناوة «4» ويقول: من أقام في أرض الخراج فقدتنا. انتهى. والتناوة: بالمثناة الفوقانية بعدها نون. 6625 ز- عبد اللَّه بن أبي سلمة. روى حديثه عبد الحميد بن سليمان عن ابن شهاب عنه في لبس الثوب. وقد تقدم بيان الصواب في عبد اللَّه بن أبي الأسد. 6626- عبد اللَّه بن سهيل بن عمرو: أخو أبي جندل. شهد بدرا وذكره ابن مندة، ثم قال: عبد اللَّه بن سهيل «5» من مهاجرة الحبشة، هكذا غاير بينهم، وأبو جندل هو ابن سهيل بن عمرو بن عبد شمس، فما أدري كيف خفي عليه هذا. وقد تعقبه أبو نعيم فقال: جعله ترجمتين، وهما واحد. وقال ابن الأثير: بل جعله ثلاث تراجم، والجميع واحد: وهو كما قال.   (1) في أ: الشامي. (2) في أ: بري. (3) في أ: فيه عنه. (4) التّناوة: المراد بها: التّناية وهي الفلاحة والزراعة فقلب الياء واوا. النهاية: 1/ 199. (5) في أ: سهيل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 قلت: لكن ابن مندة قال في الثالث: يقال إنه غير الأوّل، وهو محتمل وأبو نعيم معذور. 6626 (م) - عبد اللَّه بن صائد: وهو الّذي يقال له ابن صياد. ذكره ابن شاهين، والباوردي. وابن السكن، وأبو موسى في الذيل، قال ابن شاهين: كان أبوه من اليهود، ولا يدري من أي قبيلة هو، وهو الّذي يقال إنه الدجال، ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أعور مختونا، ومن ولده عمارة بن عبد اللَّه بن صيّاد، وكان من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن المسيّب. روى عنه مالك وغيره، ولم يزد أبو موسى على هذا. وأما ابن السّكن فقال في آخر العبادلة «ذكر الدجال» : رأيت في كتاب بعض أصحابنا كأنه يعني الباوردي في أسماء من ولد على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: ومنهم عبد اللَّه بن صياد وأورد ابن الأثير في ترجمته حديث ابن عمر الّذي في الصحيح أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ بابن صياد وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة وهو غلام لم يحتلم ... الحديث. وفيه سؤاله عن الدخ «1» ، وحديث ابن عمر أيضا في دخول النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم النخيل الّذي فيه ابن صياد، وهو نائم، وهو قول أمه له: يا صاف، هذا محمد، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لو تركته بين» ، وفيه قوله: «أتشهد أني رسول اللَّه؟ فقال: أشهد أنّك رسول الأمّيين ... » الحديث. وفيه: أن «2» عمر استأذن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في قتله، فقال: «إن يكنه فلن تسلّط عليه، وإن يكن غيره فلا خير لك في قتله» قال بعض العلماء: لأنه كان من أهل العهد. وفي «الصحيحين» عن جابر أنه كان يحلف أن ابن صياد الدّجال. وذكر أنّ عمر رضي اللَّه عنه كان يحلف بذلك عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وفي «صحيح مسلّم» عن أبي سعيد، قال: صحبني ابن صياد في طريق مكة، فقال: لقد هممت أن آخذ حبلا وأوثقه إلى شيء فأختنق به مما يقول الناس لي، أرأيت من خفي عليه حديث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فكيف يخفى عليكم يا معشر الأنصار، ألم يقل إنه لا يولد له، وقد ولد لي، ألم يقل إنه لا يدخل المدينة ولا مكة، فها أنا من المدينة،   (1) الدّخّ والدّخّ: الدّخان. اللسان 2/ 1339. (2) في أ: أن ابن عمر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 وهو ذا انطلق إلى مكة، قال: فو اللَّه ما زال يخبر بهذا حتى خفي. قلت: فلعله يكون مكذوبا عليه، ثم قال: واللَّه يا أبا سعيد لأخبرنك خبرا حقا، إني لأعرفه، وأعرف والده وأين هو الساعة من الأرض. فقلت» : تبّا لك سائر اليوم. ثم وجدت في بعض حديث أبي سعيد زيادة، فروينا في الجزء الثاني من أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين عنه، قال: حدثنا أحمد بن منصور بن سراج «2» ، حدثنا النصر، حدثنا عوف، عن أبي نضرة، قال: قال أبو سعيد: أقبلت في جيش من المدينة قبل المشرق، وكان في الجيش عبد اللَّه بن صائد. وكان لا يسايره أحد ولا يرافقه ولا يؤاكله أحد ولا يسارّه، ويسمونه الدجال، قال: فبينما أنا ذات يوم نازل فجاء عبد اللَّه بن صياد حتى جلس معي، فقال: [يا أبا سعيد، ألا ترى ما صنع هؤلاء الناس لا يسايرونني.. فذكر ما تقدم، وقال: قد علمت] «3» يا أبا سعيد أن الدجال لا يدخل المدينة، وأنا ولدت بالمدينة وائتدلت، وقد سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ الدجّال لا يولد له، وقد ولد لي، واللَّه لقد هممت مما يصنع بي هؤلاء النّاس أن آخذ حبلا فأختنق حتّى أستريح، واللَّه ما أنا بالدّجّال، واللَّه لو شئت لأخبرتك باسمه واسم أبيه وأمّه، والقرية التي يخرج منها» . ورجال هذا السند موثقون، لكن محاضر في حفظه شيء، وإن كان قوله: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالرفع، ولم يثبت أنه أسلّم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يدخل في حدّ الصحابي، وقد أمعنت القول في ذلك في كتاب الفتن من فتح الباري في شرح البخاري، وفي صحيح مسلّم أن ابن عمر غضب منه فضربه بعصا ثم دخل على حفصة. فقالت: ما لك وله! إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إنّ الدّجّال يخرج من غضبة يغضبها» . وفي الجملة لا معنى لذكر ابن صيّاد في الصحابة، لأنه إن كان الدجال فليس بصحابي قطعا، لأنه يموت كافرا، وإن كان غيره فهو حال لقيه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يكن مسلما، لكنه إن كان مات على الإسلام يكون كما قال ابن فتحون على شرط كتاب الاستيعاب. 6627- عبد اللَّه بن عبد اللَّه «4» : بن أبي مالك. ذكره ابن مندة، وقال: شهد بدرا ذكره يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، وأسنده من طريقه.   (1) في أ: قال فقلت له تبّا. (2) في أ: براح. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (3040) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 وتعقّبه أبو نعيم بأنه سقط من نسخته ابن بين أبي ومالك، والصواب ابن أبيّ بن مالك، فأبيّ ومالك اسمان، وليسا كنية لشخص واحد، وأبيّ بفتح الموحدة والتشديد، وعبد اللَّه المذكور، وهو ولد عبد اللَّه بن أبيّ، المعروف بابن سلول رأس النفاق. وقد مضت ترجمته في ترجمته في القسم الأول، ووقع في رواية سلمة بن الفضل وزياد البكائي وغيرهما عن ابن إسحاق على الصواب. 6628- عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي «1» . ذكره ابن أبي هاشم في «الصحابة» ، وساق بسند صحيح إلى (عمر بن أبي) عمرو مولى «2» المطلب، حدثني سعيد بن جبير، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما دفع عشية عرفة سمع وراءه زجرا شديدا وضربا، فالتفت إليهم، فقال: «يا أيّها النّاس، السّكينة، فإنّ البرّ ليس بالإيضاع» ، ثم نقل عن يزيد بن هارون أنه قال: كان عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر أكبر ولد ابن عمر. قلت: نعم ذكر الزبير أن ابن عمر أوصى إليه، وقال الزبير: كان من وجوه قريش وأشرافها. انتهى. ولا يلزم من ذلك أن يكون له صحبة ولا رؤية: فقد قال الزبير بن بكار: إن أمه صفية بنت أبي عبيد رضيعته كانت في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صغيرة، فلم يولد إلا بعد موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فليست له صحبة ولا رؤية. وحديثه عن أبيه في الصحيحين، ولم أجد له رواية عن أحد من كبار الصحابة كجدّه عمر فمن بعده، وإنما له رواية عن أبي هريرة، ومن دونه. روى عنه ابنه عبد العزيز ونافع مولاهم، والزهري، ومحمد بن عباد بن جعفر، وعبد الرحمن بن القاسم «3» ، ومحمد بن أبي بكر. وآخرون من أهل المدينة. قال وكيع والعجليّ وابن سعد وأبو زرعة والنّسائي: ثقة. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مات سنة خمس ومائة. 6629- عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأشهلي. «4»   (1) أسد الغابة ت (3041) ، الاستيعاب ت (1610) . (2) في أ: بسند صحيح إلى عمرو مولى ابن أبي عمرو مولى المطلب. (3) في أ: ابن. (4) الاستيعاب ت (1612) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 150 ذكره ابن حبّان في «الصحابة» وقال ابن عبد البر: له صحبة ورواية: من حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه صلّى في بني عبد الأشهل. روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة. انتهى. وكلامه يشعر بأن لعبد اللَّه هذا أحاديث هذا منها. وقال ابن أبي حاتم: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه إسماعيل بن أبي حبيبة. قلت: وحديثه المذكور عند ابن ماجة، وابن أبي عاصم، ولعله جاءنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في مسجد بني عبد الأشهل، ولكن عبد اللَّه ليس صحابيا، وإنما سقط من رواية هؤلاء قوله في السند: عن أبيه، عن جده. وقد مضى في الثاء المثلثة أن اسم جده ثابت بن الصامت بن عدي، ويقال: إن ثابتا مات في الجاهلية، وإنّ الصحبة لولده عبد الرحمن، وقد بينت ذلك في القسم الأول في ترجمة ثابت. 6630 ز- عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط: أبي حميضة الجمحيّ. ذكره ابن شاهين، وأسند من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن أبي بردة، عن علقمة بن مرثد، عن ابن سابط، عن أبيه حديث: إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي، أورده من وجهين عن يحيى ولم يسمّه فيهما، ولا الراويّ عنه، والّذي عند غيره: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سابط. والصحبة لجدّه سابط. واختلف في عبد اللَّه بن سابط كما تقدم في القسم الأول. 6631 - عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر «1» الصديق. أورده ابن مندة مختصرا، وقال: قتل يوم الطائف، وذكره ابن شاهين، وأورده في ترجمته من طريق عمرو بن الحارث أنّ بكيرا حدثه أن أبا ثور حدّثه عن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «لا تحلّ الصدقة لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ» . فأما دعوى ابن مندة فإنّها غلط، نبّه عليه ابن الأثير قال: وللذي قتل يوم الطائف من ولد أبي بكر هو عبد اللَّه بن أبي بكر أخو عبد الرحمن بن أبي بكر لا ولده. وقد تقدم في القسم الأول.   (1) الاستيعاب ت (3049) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 وأما دعوى ابن شاهين فأوهى منها، وذلك أنه نقل عن أبي بكر بن أبي داود أن أبا ثور الفهميّ صحابي، فظنّ أنه راوي هذا الحديث، وأنه روى عن صحابيين مثله ظنّا من ابن شاهين أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر هو ابن الصديق. وأن عبد اللَّه بن عبد الرحمن المذكور معه ولده، فترجم هنا لولده، وهو ظنّ فاسد، فإن عبد الرحمن بن أبي بكر هو عبد الرحمن بن أبي بكر عبد اللَّه بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن هو ولده، والحديث من روايتهما مرسل، وأبلغ من ذلك في الغفلة أنّ ابن شاهين أورد في هذه الترجمة قول موسى بن عقبة: لا نعلم أربعة أدركوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في نسق إلا محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، وهذا الحصر يردّ عليه إثباته عبد اللَّه بن عبد الرحمن في الصحابة، فإن كان عنده أنه أخو أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن، فكان ينبغي أن يفصح بإيراده على موسى بن عقبة وإلّا فعبد اللَّه بن عبد الرحمن هذا إنما هو حفيد محمد بن عبد الرحمن الّذي ذكره موسى بن عقبة، وليس صحابيا، بل هو تابعي مشهور، وأمّه من ولد أبي بكر أخت أم المؤمنين أم سلمة، وحديثه عن أم سلمة في الصحيحين. قال النووي: قلت: الظاهر المختار الجاري على التواعد أنه إذا لم يتوهما لا تطليق إلا لأحدهما أو أحدهن، لأن الاسم يصدق عليه فلا يلزمه زيادة، وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين، وهذا إذا نوى بحلال اللَّه- تعالى- حرام طلاق وإن جعلناه صريحا، واللَّه أعلم. 6632- عبد اللَّه بن عبس. شهد بدرا، ولم ينسبوه، بل قالوا: هو من حلفاء بني الحارث بن الخزرج، هكذا ذكره ابن عبد البرّ، قال ابن الأثير: أفرده أبو عمر بترجمة، وهو الأول- يعني عبد اللَّه بن عبس، ويقال ابن عبيس، وقد تقدم في القسم الأول، قال: وإنما اشتبه على أبي عمر حيث رأى في هذا أنه حليف، ولم يذكر في الأول أنه حليف، لكنهم كثيرا ما يختلفون في الواحد يذكر تارة من القبيلة وتارة من حلفائها. 6633 - عبد اللَّه بن عبيد اللَّه «1» بن عتيق. قال أبو موسى في «الذيل» : أورده علي بن سعيد العسكري في الأفراد، وأخرج أبو بكر بن أبي علي من طريقه عن العطاردي، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عتيق، عن أبيه: سمعت   (1) أسد الغابة ت (3058) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من خرج من بيته مهاجرا في سبيل اللَّه فخرّ عن دابته فمات وقع أجره على اللَّه» ... الحديث. وهذا خطأ نشأ عن زيادة اسم وتغيير آخر، فإن هذا في المغازي لابن إسحاق عند جميع الرواة عن ابن إسحاق عن التيمي، عن محمد بن عبد اللَّه بن عقيل، عن أبيه. وقد أخرجه ابن الأثير في ترجمة عبد اللَّه بن عتيك من طريق العطاردي بهذا السند، وهو الصواب. 6634- عبد اللَّه بن عثمان التميمي «1» . قال أبو موسى في «الذيل» : أورده أبو أحمد العسكري، وأخرج من طريق عمر بن حفص الشيبانيّ، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشجّ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد اللَّه بن عثمان- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى عن لقطة الحاج. وهذا خطأ نشأ عن تغيير اسم، وإنما هو عبد الرحمن بن عثمان، والحديث معروف من رواية ابن وهب بهذا السند، عنه، أخرجه مسلم، عن أبي الطاهر بن السرح، وأبو داود، عن أحمد «2» بن صالح، ويزيد بن خالد، والنسائي، عن الحارث بن مسكين، ثلاثتهم عن ابن وهب وسبق على الصواب فيمن اسمه عبد الرحمن. 6635- عبد اللَّه بن عثمان الثقفي «3» . ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق أبي عمر الحوضيّ، عن همام، عن قتادة، عن الحسن، عن رجل من ثقيف كان يقال له معروف إن لم يكن اسمه عبد «4» الرحمن بن عثمان   (1) أسد الغابة ت (3064) ، الرياض المستطابة 140، الجرح والتعديل 5/ 111، التحفة اللطيفة 2/ 358، أصحاب بدر 41، تجريد أسماء الصحابة 1/ 323، تقريب التهذيب 1/ 422، تهذيب التهذيب 5/ 315، تاريخ الإسلام 2/ 97، أزمنة التاريخ الإسلامي، 1/ 714، خلاصة التهذيب 2/ 78، تهذيب الكمال 2/ 709، الدر المكنون 70، طبقات فقهاء اليمن 11، 20، 30، 31، 32، 37، الأعلام 4/ 102، الرياض النضرة 1/ 61، 234، المتحف 361، 370، 440، 495، 505، 533، الكاشف 2/ 108، صفة الصفوة 1/ 235، 263، الوافي بالوفيات 17/ 305، غاية النهاية ح 1/ 471، الطبقات الكبرى 3/ 54، 170، 243، 5/ 187، 2500، 8/ 240، تذكرة الحفاظ 28، التعديل والتجريح 767، الجمع بين رجال الصحيحين 875، تنقيح المقال 6951. (2) في أ: محمد. (3) أسد الغابة ت (3065) . (4) في أ: عبد اللَّه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 فلا أدري أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «الوليمة حقّ ... » الحديث. وقال أبو موسى في «الذّيل» : هكذا أورده، وهو خطأ، ثم ساقه من طريق عفان بن همام، فقال بدل عبد اللَّه بن عثمان- زهير بن عثمان، قال: وكذا رواه غيره عن الحوضيّ، وكذا رواه غير واحد عن همام. قلت: وقد مضى على الصواب في حرف الزاي. 6636 ز- عبد اللَّه بن عدي «1» بن الخيار. تقدّم ذكره في القسم الثاني، وقد ذكره البلاذري في الصحابة من أجل حديث أورده من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن عدي بن الخيار أنه رأى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واقفا عند الحزورة «2» ، يقول: إنّك لأحبّ أرض اللَّه إليّ ... » الحديث. وقد ذكره أبو أحمد العسكري في كتاب «التصحيف» ، وقال: الصواب عبد اللَّه بن عدي بن الحمراء، قال: ويقال: إن إبراهيم بن سعد أخطأ فيه. قلت: وقد أوضحت ذلك في ترجمة ابن حمراء في الأول. 6637- عبد اللَّه بن عمار «3» . روى عن- النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- وعنه عبد اللَّه بن يربوع، أورده ابن عبد البر، وقال: حديثه عندهم مرسل. 6638 - عبد اللَّه بن عمر «4» الجرمي. استدركه ابن الأمين على الاستيعاب، وقال: يقال له صحبة. ومن حديثه أنه أقبل من عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بإداوة ... الحديث، وفيه أنه رش بالماء البيعة، واتخذها مسجدا. وتبعه ابن الأثير. وفيه تغيير في اسم أبيه، وقد ذكره أبو عمر على الصواب كما مضى في عبد اللَّه بن عمير- بالتصغير- في الأول.   (1) أسد الغابة ت (3068) . (2) حزورة: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، وراء، وهاء وكانت الحزورة سوق مكة وقد دخلت في المسجد لما زيد فيه. انظر معجم البلدان 2/ 294. (3) أسد الغابة ت (3080) ، الاستيعاب ت (1629) . (4) تجريد أسماء الصحابة 1/ 325، ثقات 5/ 36، التاريخ الكبير 5/ 144، أسد الغابة ت (3081) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 6639 ز- عبد اللَّه بن عمرو: غير مذكور بنسبه. أخرجه عليّ بن سعيد العسكريّ، وأبو موسى في الذيل، من طريقه، ثم من رواية ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان، وعبد اللَّه بن عمرو، وعبد اللَّه بن المسيب، قالوا: صلّى بنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الصبح، فاستفتح سورة المؤمنين ... الحديث «1» . قال أبو موسى: وهذا حديث محفوظ من رواية هؤلاء الثلاثة، عن عبد اللَّه بن السائب، قال: صلّى بنا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث. وهو كما قال: كذلك أخرجه مسلم من هذا الوجه، وعلّقه البخاري لعبد اللَّه بن السائب، وهو المخزومي، له ولأبيه صحبة، وقد تقدما، وكلّ من أبي سلمة بن سفيان ومن ذكر معه من التابعين. أما أبو سلمة فاسمه عبد اللَّه بن سفيان، وهو مخزومي تابعي، روى عنه أيضا يحيى بن عبد اللَّه بن صيفي، ووثّقه أحمد وغيره. وأما عبد اللَّه بن المسيب فهو مخزومي أيضا، وهو ابن عم عبد اللَّه بن السائب شيخه، وأبوه صحابي، وهو تابعي، وقد قيل: إن له صحبة، ومضى بيان ذلك في القسم الأول، روى عنه أيضا ابن أبي مليكة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وأما عبد اللَّه بن عمرو فهو العائذي مخزومي أيضا من قرائب المذكورين. ووقع في بعض طرق الحديث عند مسلم عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وخطئوا راويها. والصواب العائذي. 6640- عبد اللَّه بن عمير بن قتادة الليثي «2» . أورده ابن شاهين، هكذا ذكره أبو موسى في الذيل، ولم يقل ابن شاهين في الترجمة قتادة ولا الليثي، وإنما ذكره مهملا مقتصرا على اسمه واسم أبيه، تبعا للرواية التي أخرجها من طريق ابن أبي خيثمة بسنده. وقد ساقه أبو موسى من طريقه ليس فيه زيادة قتادة ولا الليثي، وهو من رواية هشام بن عروة «3» ، عن عبد اللَّه بن عمير- أنه كان يؤمّ بني خطمة وهو أعمى ... الحديث. وهذا أنصاري خطمي أو خدري لا ليثي   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت (3105) . (3) في أ: بن عروة عن أبيه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 وقد ذكره ابن مندة، وعاب ابن الأثير على أبي موسى استدراكه، وقال: لا أدري من أين أتى، فإن كان لأجل زيادة قتادة فهو لا يوجب استدراكا، وإن كان لأجل أنه قيل فيه، ليثي فهذا غلط من قائله، ثم أطال في ذلك بما لا طائل فيه. 6641- عبد اللَّه بن عوف «1» . أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، قال ابن مندة: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: «الإيمان يمان» . وأخرجه يحيى بن يونس، والشيرازي في كتابه من حديث جبلة بن عطية، عن عبد اللَّه بن عوف، وهو من تابعي أهل الشام في الطبقة الثالثة وكان عامل عمر بن عبد العزيز، قاله محمود بن إبراهيم بن سميع. انتهى كلام ابن مندة. ولخص أبو نعيم كلامه، ثم أسند الحديث من طريق الطبراني، عن عقيل بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن حماد به، وزاد في المتن في خندف وحرام «2» . وأخرجه أبو بكر بن أبي عاصم في «الوحدان» ، عن أبي بكر بن أبي شيبة. وقد ذكره ابن عساكر في تاريخه فقال : عبد اللَّه بن عوف الكناني القاري، يكنى أبا القاسم. روى عن عثمان ومعاوية. وبشر «3» بن عقربة، وأبي جمعة، وكعب الأحبار. روى عنه الزّهريّ. ورجاء بن أبي سلمة، وحجر بن الحارث، وغيرهم. واستعمله عمر بن عبد العزيز على خراج فلسطين، وهو من أهل دمشق. قلت: وجبلة بن عطية فلسطيني، ثم ساق من طريق يعقوب بن سفيان: حدثنا يحيى بن بكير، وأبو صالح عن اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عبد اللَّه بن عوف القاري، عامل عمر بن عبد العزيز على ديوان فلسطين. قلت: وقد تقدم حديثه عن بشر بن عقربة في حرف الباء الموحدة، وعرّفه البخاري وابن أبي حاتم وأبو أحمد الحاكم في الكنى بما عرفه به ابن سميع، وذكروه في التابعين. 6642 ز- عبد اللَّه بن عياش الأنصاري. تقدم التنبيه عليه في ترجمة سميّه في الأول.   (1) التاريخ الكبير 5/ 156، الجرح والتعديل 5/ 125، الوافي بالوفيات 17/ 391، المعرفة والتاريخ 1/ 402، تاريخ أبي زرعة 1/ 68، تاريخ الإسلام 3/ 117. (2) في ت: خدام. (3) في أ، ت، هـ: بشير بن عقربة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 6643 ز- عبد اللَّه بن فيروز الديلميّ «1» : أبو بسر- بضم الموحدة وسكون المهملة على الراجح «2» . جاء عنه شيء مرسل، فذكره بعضهم في الصحابة، وأبوه صحابي معروف. قال العجليّ: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا سعيد بن الربيع، عن هشام، عن ابن سيرين، عن ابن الدّيلميّ، قال: كنت ثالث ثلاثة ممن يخدم معاذ بن جبل، فلما حضرته الوفاة قلنا يرحمك اللَّه، إنا صحبناك وانقطعنا إليك ... فذكر قصة. كذا [قال. هكذا أخرجه ولم يقع مسمى في سياق روايته، ومع ذلك فقد خولف فيه] «3» ، قال مسدد في مسندة: حدثنا ابن عليّة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن الديلميّ، عن أحد الثلاثة الذين كانوا يخدمون معاذا فذكره. وأخرج الباوردي من طريق صدقة، عن عروة بن رويم، عن ابن الديلميّ- وكان قد خدم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو ابن أخت النجاشي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ في صلاة أو غيرها كتب له براءة من النّار» . هكذا أخرجه في ترجمة عبد اللَّه بن فيروز الدّيلميّ، ولم يقع مسمّى في سياق روايته، أيضا، ولفيروز الديلميّ ولد آخر اسمه الضحاك وكلّ منهما روى عن أبيه. وروى عبد اللَّه أيضا عن ابن مسعود، وحذيفة، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد اللَّه بن عمرو، وغيرهم. روى عنه عروة بن رويم، ووهب بن خالد، ويحيى بن أبي عمرو، وغيرهم. ووثقه ابن معين وغيره، وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ في تابعي أهل الشام. 6644- عبد اللَّه بن قرّة الأزدي. وقع تغيير في اسمه «4» ، فاستدركه أبو موسى، وساق من طريق مهران بن أبي عمر، عن إسماعيل بن عياش، عن بكر بن عبد اللَّه، عن مسلم بن عبد اللَّه بن قرّة- أن النبيّ صلّى   (1) تهذيب التهذيب 5/ 358، تقريب التهذيب 1/ 440، خلاصة تذهيب التهذيب 210، التاريخ الكبير 5/ 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 336، تاريخ الدارميّ 631، المعرفة والتاريخ 2/ 290، الثقات لابن حبان 55/ 23، تهذيب الكمال 15/ 435، تجريد أسماء الصحابة 3470، تاريخ الإسلام 3/ 119، الكاشف 2/ 105. (2) في أ: الأرجح. (3) سقط في أ. (4) في أ: اسم أبيه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 اللَّه عليه وسلم قال له، «ما اسمك؟» قال: شيطان بن قرّة. قال: «بل أنت عبد اللَّه بن قرّة» . قال أبو موسى: خالفه أبو اليمان، فقال- عن إسماعيل بن عياش: عبد اللَّه بن قرة، أخرجه الطّبرانيّ من طريقه وأبو نعيم عنه. قلت: وكذا أخرجه أحمد عن أبي اليمان، وقالا في السند: بكر بن زرعة، وهو الصواب قال أبو موسى. وكذلك رواه عبد الرحمن بن عائذ وغيره عن عياش بن قرّة. قلت: وقد تقدم في القسم الأول. 6645- عبد اللَّه بن قنيع: بقاف ونون مصغّرا. استدركه أبو علي الجيّاني وغيره على الاستيعاب، وقد ذكره في عبد اللَّه بن رفيع فيما تقدم. 6646 ز- عبد اللَّه بن قيس بن عكرمة «1» بن المطلب بن عبد مناف: تابعي جاء عنه حديث أسقط منه بعض الرواة شيخه، قال ابن مندة: ذكره إسماعيل بن أبان، عن أبي أويس، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن قيس- أنه قال: لأرمقنّ صلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالليل ... الحديث. وسبق إلى ذكره أبو القاسم البغوي، وأخرجه عن ابن أبي خيثمة عن ابن أبي أويس، عن أبيه، ووقع عنده عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة، وهو الصواب. والّذي وقع عند ابن مندة تغيير، وهو من تصحيف السمع: أبدل مخرمة بعكرمة، وقال: هكذا قال: وقد حدث مالك في الموطأ، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، فقال: عن أبيه، عن عبد اللَّه بن قيس، عن زيد بن خالد الجهنيّ، وهو المعروف. قلت: وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمة عبد اللَّه بن قيس في القسم الثالث. 6647- عبد اللَّه بن كريز: بالتصغير «2» . ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة، واستدركه أبو موسى، فلم يصب، فإنه عبد اللَّه بن عامر بن كريز، نسب في هذه الرواية إلى جدّه، وقد ذكر الحديث في ترجمته في القسم الثاني. 6648- عبد اللَّه بن مالك العبسيّ: هو عبد اللَّه بن مالك بن المعتم. مضى في الأول. كرره في التجريد بلا سبب.   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 330، أسد الغابة ت (3142) ،. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 331، أسد الغابة ت (3148) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 6649- عبد اللَّه بن محمد «1» : رجل من أهل اليمن. روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال لعائشة: «احتجبي من النّار ولو بشقّ تمرة» . وروى عنه عبد اللَّه بن قرط، وله صحبة أيضا. هكذا ترجم له ابن عبد البرّ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه، والصواب عبد اللَّه بن مخمر بخاء [معجمة] «2» وراء، كما أخرجه ابن أبي حاتم في الوحدان من رواية يحيى بن أيوب الغافقي، عن عبد اللَّه بن قرط- أنه سمع عبد اللَّه بن مخمر- رجلا من أهل اليمن يحدّث أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال ... فذكره. وهكذا أخرجه ابن مندة وأبو نعيم وغيرهم من رواية يحيى بن أيوب. وأغرب ابن الأثير فقال: قول ابن مندة وأبي نعيم تصحيف، كذا قال، مع أنه أخرج الحديث من طريق ابن أبي عاصم، وهو بالخاء المعجمة الساكنة وآخره راء، وكذلك قيّده أصحاب المؤتلف والمختلف: ابن ماكولا ومن قبله، والّذي صحفه هو ابن عبد البر، وقد وهم في موضع آخر، وهو قوله: إن عبد اللَّه بن قرّة» الّذي رواه [عن عبيد اللَّه] «4» له صحبة. قال «5» يحيى بن أيوب: ما أدرك أحدا من الصّحابة. وقد صرح أنّ عبد اللَّه بن قرط هذا حدثه. وهو راو آخر غير الصحابي، اختلف في اسم أبيه، فقيل قرط، وقيل قريط، وقيل قريطة، وأما الصحابي فلم يختلف في اسم أبيه. وقد سبق الجميع ابن أبي حاتم، فذكره في كتابه على الصواب، فقال عبد اللَّه بن مخمر الشرعي شامي، حمصي، روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا. روي عن أبي الدّرداء وغيره، روى يحيى بن أيوب عن عبد اللَّه بن قريط عنه. واللَّه أعلم. 6650- عبد اللَّه بن محيريز «6» : الجمحيّ.   (1) أسد الغابة ت (3170) ، الاستيعاب ت (1669) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 333، الكاشف 1282، صفوة الصفوة 4/ 206، الوافي بالوفيات 17/ 599، شذرات الذهب 1/ 116، الطبقات 294، طبقات الحفاظ 27، تذكرة الحفاظ 1/ 68، تهذيب الكمال 2/ 739. (2) في أ: سقط. (3) في أ: قرط. (4) في أ: سقط. (5) في أ: فإن. (6) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 447، الجرح والتعديل 5/ 168، الثقات لابن حبان 126، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 107، صفة الصفوة 4/ 206، تاريخ الإسلام 3/ 407، الكاشف 2/ 115، تذكرة الحفاظ 1/ 64، العبر 1/ 117، البداية والنهاية 9/ 185، العقد الثمين 5/ 246، تهذيب التهذيب 6/ 22، طبقات خليفة 294، مشاهير علماء الأمصار 117، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، حلية الأولياء 5/ 138، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 287، سير أعلام النبلاء 4/ 394، الوافي بالوفيات 17/ 599، طبقات الحفاظ للسيوطي 27، خلاصة تذهيب التهذيب 214، شذرات الذهب 1/ 116، أسد الغابة ت (3172) ، الاستيعاب ت (1670) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 تابعي مشهور، ذكره العقيلي في الصحابة فوهم، وذلك أنه أخرج من طريق فهد بن حيان، عن شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي محيريز- وكانت له صحبة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إذا سألتم اللَّه فاسألوه ببطون أكفّكم ... » الحديث. هكذا وقع عنده غير مسمّى، فسماه العقيلي عبد اللَّه فأخطأ، فإنه إن كان فهو حفظه فهو صحابي يقال له ابن محيريز لم يسمّ. وأما عبد اللَّه فلا يشكّ في أنه تابعي، قال ابن عبد البر بعد أن ذكره عن العقيلي: هذا الأثر رواه إسماعيل بن عليّة، وعبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة- أن عبد الرحمن بن محيريز قال: «إذا سألتم ... » فذكره مقطوعا. وقد جاء عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة كذلك، قال: وعبد اللَّه بن محيريز مشهور من أهل الشام من أشراف قريش من بني جمح له جلالة في العلم والدين. روى عن أبي سعيد وغيره. وأما أن تكون له صحبة فلا، ولا يشكل أمره على أحد من العلماء. وقد قال أبو نصر الكلاباذي- يعني في رجال البخاري: عبد اللَّه بن محيريز أخو عبد الرحمن، سمع أبا سعيد فذكر ترجمته ... انتهى. ولا لوم عندي على العقيلي إلا في تسميته راوي الحديث المذكور عبد اللَّه فأوهم أنه التابعي المشهور، وفهد بن حبان ضعيف، فلعله وهم في قوله: ولا صحبة، وفي رفع الحديث. والمحفوظ ما قال غيره: إنه عن عبد الرحمن بن محيريز من قوله، وقد ورد المتن المذكور مرفوعا عن ابن عباس بسند ضعيف عن أبي داود وغيره. 6651 - عبد اللَّه بن مخمر «1» شامي:. روى عنه عبد اللَّه بن قرط، ذكره في التجريد، ثم قال: عبد اللَّه بن مخمر الشّرعبي المخضرم روى عن أبي الدرداء، وهو الّذي روى عن عبد اللَّه بن قرط، أشار على معاوية بالعفو عن حجر بن عدي، وهما واحد لم يكرره ابن الأثير، وقد مضى بيانه قريبا.   (1) أسد الغابة ت (3174) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 6652- عبد اللَّه بن مسلم «1» . ذكره أبو موسى في «الذيل» فقال: ذكر أبو القاسم الرّفاعي في العبادلة له حديثا، رواه سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، عن حصن «2» : سمعت عبد اللَّه بن مسلم، وكانت له صحبة، فذكر حديثا في فضل العبد الّذي يطيع ربه وسيده. وهذا قد تقدم في القسم الأول. أخرجه ابن مندة من هذا الوجه في عبيد بن مسلم بالتصغير وبغير إضافة، ومنهم من قال فيه عبيد اللَّه بالتصغير والإضافة. 6653 ز- عبد اللَّه بن المسيب «3» . ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، وأورده أبو موسى في الذيل، وقد تقدم، فإن الوهم فيه في ترجمة عبد اللَّه بن عمرو من هذا القسم. 6654 ز- عبد اللَّه بن المسور. تابعي صغير أرسل شيئا، فذكره بعضهم في الصحابة، وهو غلط، فأخرج العقيلي من طريق عبد الواحد، عن خالد بن أبي كريمة، عن عبد اللَّه بن المسور، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إنه ليس لي ثوب أتوارى به، وقد كنت أحقّ من شكوت إليه ... الحديث. وعبد اللَّه بن المسور هذا هو ابن عون بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، هاشمي، سكن المدائن، يكنى أبا جعفر، كذبوه وله ذكر في مقدمة «صحيح مسلم» . وروى عليّ بن المديني، عن جرير، عن رقبة، أنه قال: كان عبد اللَّه بن المسور يضع الحديث. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أخرى عن جرير، عن مغيرة: كان عبد اللَّه بن مسور يفتعل الحديث. وقال عبد اللَّه بن أحمد: قال لي أحمد: اضرب على حديثه، أحاديثه موضوعة. 6655- عبد اللَّه بن مطر «4» : أبو ريحانة.   (1) أسد الغابة ت (3184) ، المحن 105، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، التاريخ الكبير 5/ 191، تهذيب الكمال 2/ 741. (2) في هـ: عن حفص وفي د: حصن. (3) أسد الغابة ت (3185) . (4) الجرح والتعديل 168، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، تقريب التهذيب 1/ 451، تهذيب التهذيب 6/ 34، التاريخ الكبير 5/ 198، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 100، الكاشف 2/ 132، صفوة الصفوة 3/ 266، الطبقات الكبرى 7/ 239، الطبقات 208، حلية الأولياء 1/ 28، تهذيب الكمال 2/ 743، أسد الغابة ت (3186) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 كذا حكى ابن مندة، وأبو نعيم، في تسميته. وأشار ابن الأثير إلى تخطئة من قال ذلك، وأن أبا ريحانة الصحابي اسمه شمعون كما تقدم. وأما الّذي اسمه عبد اللَّه ابن مطر فهو تابعي شهير، روى عن سفينة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن ابن عباس، وابن عمر. أخرج له مسلم وأصحاب السنن. وقد قيل: إن اسمه زياد، وقال البخاري: عبد اللَّه أصحّ. 6656- عبد اللَّه بن أبي مطرف «1» . ينظر مما قيل فيه من القسم الأول. 6657- عبد اللَّه بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم المخزومي:. ذكره أبو موسى، فقال: ذكر بعض مشايخنا أنّ له صحبة، وأنه يروي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر. هذا كلام أبي موسى فيه. وزاد ابن الأثير: ذكره ابن أبي حاتم، وقال: له صحبة. قلت: ما رأيته في كتاب ابن أبي حاتم، وليس فيه إلا عبد اللَّه بن عبد المطلب.. روى عن الحسن بن ذكوان، روى عنه عبد اللَّه بن صالح العتكيّ، وأما الحديث المرفوع فهو عند الترمذي من طريق عبد العزيز بن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه، عن جده. وقد ساقه ابن الأثير من طريق التّرمذي، وذكر قول الترمذي عبد اللَّه بن حنطب لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 6658- عبد اللَّه بن مظفّر: تقدم بيان الخطأ فيه في الأول. 6659- عبد اللَّه بن معاوية الباهلي. تقدم في القسم الأول في ترجمة عبد اللَّه بن معرّض أن ابن قانع غيّر اسم أبيه فأخطأ. 6660- عبد اللَّه بن معقل بن مقرن المزني «2» :.   (1) الجرح والتعديل 5/ 152، تجريد أسماء الصحابة 1/ 335، التاريخ الصغير 1/ 183، الكاشف 2/ 132، الطبقات الكبرى 7/ 114، تهذيب الكمال 2/ 743، بقي بن مخلد 868، أسد الغابة ت (3187) ، الاستيعاب ت (1678) . (2) مسند أحمد 4/ 85، 5/ 54، 2772، تاريخ ابن معين 333، طبقات خليفة 37، 76، تاريخ خليفة 146، المعارف 297، تاريخ الفسوي 1/ 256، المستدرك 3/ 578، تهذيب الكمال 745، تاريخ الإسلام 3/ 122، تهذيب التهذيب 6/ 42، خلاصة تذهيب الكمال 215، 216، شذرات الذهب 1/ 65، سير أعلام النبلاء 4/ 206، الوافي بالوفيات 7/ 628، طبقات الفقهاء للشيرازي 51، تاريخ الثقات لابن حبان 5/ 35، مشاهير علماء الإسلام 695، الجرح والتعديل 5/ 169، الكامل في التاريخ 2/ 278. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 162 ذكره ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، ولم يذكر مستندا لذكره في الصحابة، وقد قال ابن قتيبة: ليست له صحبة «1» ، ولا إدراك. وذكره في التّابعين ابن سعد، والعجليّ، والبخاريّ، وابن حبّان، وغيرهم، وله رواية عند أبي داود، وفي «المراسيل» أخرجها من طريق جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عنه، قال: قام أعرابيّ إلى زاوية من زوايا المسجد، فاكتشف فبال، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «خذوا ما بال عليه من التّراب فألقوه وأهريقوا عليه مكانه ماء» ، فإن كان هذا هو مستند ابن فتحون في ذكره لاحتمال أن يكون أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيكون مرسل صحابي، فإنه يرد عليه أن أبا داود ذكر هذا الحديث في كتاب الطهارة من السنن عقب حديث أبي هريرة، وقال بعده هو مرسل، وابن معقل لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. انتهى. وروايته عن علي عند البخاري، وروى أيضا عن ابن مسعود، وكعب بن عجرة، وعدي بن حاتم، وغيرهم. وروى عنه أيضا أبو إسحاق السّبيعي، والنسائي، وزياد بن أبي مريم، وغيرهم. قال العجليّ: تابعي ثقة من خيار التابعين وقال ابن حبان في الثقات: مات سنة بضع وثمانين، وأرّخه البخاري سنة ثمان. 6661- عبد اللَّه بن المعمر العبسيّ «2» . ذكره أبو عمر: فقال: له صحبة، وهو ممن تخلّف عن علي في قتال أهل البصرة. قلت: صحّف أباه، وإنما هو المعتمر بمثناة فوقانية مفتوحة بعدها ميم مشددة أو مكسورة، بعدها راء. وقد مضى على الصواب في القسم الأول. 6662- عبد اللَّه بن مغفّل: بمعجمة وفاء، وزن محمد. ذكره ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، ونقل عن الطبري أنه كان من البكاءين.   (1) ليست له صحبة ولا سماع ولا إدراك في أ. (2) أسد الغابة ت (3200) ، الاستيعاب ت (1683) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 قلت: هذا هو ابن مغفل الصّحابي المشهور، وقد ذكره في الاستيعاب، وذكر في ترجمته أنه كان من البكاءين في غزوة تبوك. 6663 ز- عبد اللَّه بن المغيرة: بن أبي بردة الكناني. حجازي، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الزّجر عن الغلول «1» ، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: مرسل. قلت: وروايته من طريق يحيى بن سعيد، عنه، عن رجل من بني مدلج. سيأتي في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى. 6664 ز- عبد اللَّه بن ملاذ الأشعري. شيخ من أتباع التابعين أرسل حديثا، فذكره أحمد بن شيبان «2» العطار في الصحابة، وخطّأه في ذلك أبو حاتم، وقال: ليست له صحبة، بل بينه وبين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أربعة. وذكر الحديث الّذي رواه جرير بن حازم، عنه، عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح «3» ، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه: نعم الحيّ الأزد والأشعريون. قال ابن معين: لم يكن عنده غيره. وقال علي بن المديني: عبد اللَّه بن ملاذ مجهول وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ، وابن [سميع] «4» في الطبقة الرابعة. 6665- عبد اللَّه بن النضر السلمي «5» . ذكره ابن عبد البرّ، فقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد إلّا دخل الجنّة ... » الحديث. روى عنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال أبو عمر. هو مجهول لا يعرف، ولا أعرف له غير هذا الحديث، وقد ذكروه في الصحابة، ومنهم من يقول فيه محمد بن   (1) الغلول: هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة، وكل من خان في شيء خفية فقد غلّ، وسميت غلولا، لأن الأيدي فيها مغلولة، أي ممنوعة مجعول فيها غلّ وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه ويقال لها جامعة أيضا. اللسان 5/ 3286. (2) في أ: سنان. (3) في ت: مشروح. (4) بياض في هـ. (5) تجريد أسماء الصحابة 1/ 337، الوافي بالوفيات 17/ 650، أسد الغابة ت (3214) ، الاستيعاب ت (1691) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 164 النضر، ومنهم من يقول أبو النضر، كلّ ذلك قال أصحاب مالك. وأما ابن وهب فجعل الحديث لأبي بكر بن محمد، عن عبد اللَّه بن عامر الأسلمي. قلت: وقال ابن عبد البر في التمهيد: مالك، عن محمد بن أبي بكر، عن أبي النضر السلمي ... فذكر الحديث، اختلف فيه رواة الموطأ، فقال يحيى بن معين وغيره، عن أبي النضر- غير مسمى، وقال بعضهم: عبد اللَّه بن النضر، وبعضهم محمد بن النضر، وقال يحيى بن بكير، والقعنبي، عن أبي النضر- وهو مجهول، وزعم بعضهم أنه أنس بن مالك بن النضر، أبو النضر، وأنه نسب لجده تارة، وكني تارة. قال: وهذا خطأ، فإن أنس بن مالك نجّاري ليس من بني سلمة، وكنيته أبو حمزة لا أبو النّضر. قلت: ويبعده من الصحابة رواية ابن وهب، فإنّ عبد اللَّه بن عامر من أتباع التابعين، وفيه مقال. وقال الدّانيّ في «أطراف الموطأ» - بعد أن لخص كلام أبي عمر: انفرد ابن وهب بهذا، وهذا الرجل مجهول. قال أبو عمر: لا أعلم في الموطأ رجلا مجهولا غيره. انتهى. قال الدّانيّ: وقد جاء معنى هذا الحديث عن أنس، أخرجه النسائي، فظنّ بعض الناس أنه هذا، وليس كذلك، وذكر كلام أبي عمر، ثم قال: وأنس وإن كان له ولد اسمه النضر فإنه لم يكن به. واللَّه أعلم. 6666 ز- عبد اللَّه بن النّواحة. ذكره بعض من ألّف في الصحابة فقرأته بخطه بما هذا لفظه: كان قد أسلم، ثم ارتدّ فاستتابه عبد اللَّه بن مسعود، فلم يتب، فقتله على كفره وردّته. والنوّاحة كثيرة النوح، ذكره النووي في التهذيب، ولم يتعرض لصحبته ولا لغيرها. قلت: ليس في ذكر النووي له لكونه وقع ذكره في الكتب التي يترجم لمن ذكر فيها- أن يكون له صحبة، وقد أفصح النووي بحاله، وظهر مما ذكره انه ليس بصحابي، ولا شبه صحابي. وقد ذكر البخاري قصته تعليقا في الحدود، وبسطتها في تعليق التعليق. 6667- عبد اللَّه بن الهاد «1» . ذكره الحسن بن سفيان في وحدان الصحابة. وأورد أبو نعيم من طريقه ثم من رواية   (1) أسد الغابة ت (3228) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 165 عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند، عن عبد اللَّه بن عمرو الجمحيّ، عن عبد اللَّه بن الهاد- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يقول في دعائه: «اللَّهمّ ثبّتني أن أزلّ، واهدني أن أضلّ، اللَّهمّ كما حلت بيني وبين قلبي فحل بيني وبين الشّيطان وعمله» . قال أبو نعيم: في صحبته نظر. قلت: قد ذكره البغويّ، وابن السّكن في الصحابة، وأورد له هذا الحديث، وكأنهم ظنوا أنه آخر غير عبد اللَّه بن شداد بن الهاد الّذي تقدم في القسم الثاني، وأن له رؤية، وليس له سماع، مع أنه وقع في رواية البغوي عن عبد اللَّه بن الهاد العتواري، وهو هو، وعتوارة بطن من بني ليث، وإنما نسب عبد اللَّه في هذه الرواية لجده، كما نسب أبو شداد إلى جد أبيه الهاد، كما سبق بيانه في ترجمته. وأغرب ابن فتحون في ذيله على الاستيعاب، فجزم بأنه أخو شدّاد بن الهاد، وكأنه مشى على ظاهر ما وقع في هذا السند. واللَّه أعلم. 6668 - عبد اللَّه بن هشام «1» : بن زهرة التيمي. أفرده الذّهبيّ عن عبد اللَّه بن هشام بن عثمان، وهو مذكور عند ابن الأثير في ترجمة واحدة، وبين الاختلاف في نسبته، فمنهم من أدخل بين هشام وعثمان زهرة، ومنهم من حذفه، وقد ختم الذهبي الترجمة الثانية بأن قال: بل هو هو، فكأنه جوز أولا أنه آخر، ثم ظهر له أنه واحد. 6669 ز- عبد اللَّه بن وهب: بن زمعة. قال أبو موسى في الذّيل: أورده بعض أصحابنا من رواية يحيى بن عبد اللَّه بن الحارث عنه، قال: لما دخل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مكة يوم الفتح قال سعد بن عبادة: ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من الجمال. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هل رأيت بنات بني أمية بن المغيرة؟ هل رأيت قريبة؟ هل رأيت هندا؟ هل رأيتهنّ وقد فجعن بآبائهنّ وأبنائهنّ» ؟ قال: ولا تصح صحبته، لأن أباه يروي عن ابن مسعود، وهو ابن أخي عبد اللَّه بن زمعة، وهذا الحديث لو ثبت فلعلّه كان قبل الحجاب وإلا فهو منكر لا يثبت.   (1) أسد الغابة ت (3233) ، الاستيعاب ت (1697) ، التعديل والتجريح 784، الثقات 3/ 246، الرياض المستطابة 229، الجرح والتعديل 5/ 193، تجريد أسماء الصحابة 1/ 339، تقريب التهذيب 1/ 458، تهذيب التهذيب 6/ 63، خلاصة تذهيب 2/ 18، الكاشف 2/ 139، الطبقات 18، تهذيب الكمال 2/ 751. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 قلت: في هذا الكلام نظر من أوجه: الأول- قوله: لا تصح صحبته، لأن أباه روى عن ابن مسعود، فإن التعليل غير مستقيم، وكم من كبير روى عن صغير فضلا عن قرين. الثاني- وهب بن زمعة صحابي معروف، وسيأتي ذكره، ولا أعرف له رواية عن ابن مسعود. الثالث- قوله: وهو ابن أخي عبد اللَّه- صوابه عبد بغير إضافة، وعبد هو الّذي خاصم سعد بن أبي وقاص في ابن وليدة زمعة. الرابع- قوله: لكان قبل الحجاب غلط فاحش، لأن القصة مصرّحة بأنّ ذلك كان يوم الفتح، والحجاب كان قبل الفتح بثلاث سنين أو أربع، ولو ساق سنده لأمكن الوقوف على علّته، وعلى تقدير ثبوته فله وجه لا يلزم منه أن يكون سعد رأى نساء قريش مسفرات، وإنما يجوز أن يكون تزوّج منهن فرأى التي تزوجها وأمّها وبناتها مثلا، فقال ما قال: وفي الجملة هو خبر مرسل، لأن عبد اللَّه بن وهب هذا هو الأصغر. وقد تقدمت ترجمة أخيه عبد اللَّه الأكبر في القسم الأول، وأنه قتل يوم الدار: وأما الأصغر فإنه روى عن أم سلمة، ومعاوية، وزوجته كريمة بنت المقداد، وغيرهم. ويقال: إن له رواية عن عثمان. روى عنه الزّهريّ وحفيداه: يعقوب، وموسى، وغيرهم. قال الزّبير بن بكّار: كان عريف بني أسد وذكره ابن حبان في الثقات. 6670- عبد اللَّه بن يزيد النخعي: والد موسى «1» . ذكره أبو بكر بن أبي عليّ، وعلي بن سعيد العسكري، وقال أبو موسى في الذيل: قال عليّ بن سعيد: حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل، حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن موسى، حدثنا موسى بن عبد اللَّه بن زيد النخعي، عن أبيه- أنه كان يصلّي للناس، فكان أناس يرفعون رءوسهم قبله، فقال: أيها الناس، إنكم تأتمون، ولو استقمتم لصليت لكم صلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، لا أخرم منها شيئا. قال أبو موسى: رواه الطبراني، عن أحمد بن خليد، عن أبي نعيم بهذا السند، فلم   (1) أسد الغابة ت (3254) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 341، تقريب التهذيب 1/ 461، تهذيب التهذيب 6/ 80، التاريخ الكبير 5/ 226، خلاصة تذهيب 2/ 112، الكاشف 2/ 143، تهذيب الكمال 2/ 756، التعديل والتجريح 786. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 يقل النخعي وأورده في ترجمة عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ. قلت: وموسى هو ولد يزيد الخطميّ معروف، والحديث حديث الخطميّ، وهو كان يؤمّ الناس لما ولي إمرة البصرة لعبد اللَّه بن الزبير، قال ابن الأثير: هو الخطميّ لا شبهة فيه، ولعل الناسخ تحرّف عليه الخطميّ فصارت النخعي. 6671- عبد اللَّه بن يزيد «1» : غير منسوب. جاء أنه شهد حجة الوداع، فذكر أبو موسى في الذيل ويعقوب بن سفيان ذكر ابن المبارك حديثا عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان، عن عبد اللَّه بن يزيد، قال: كنا وقوفا بعرفات، فجاء ابن مربع «2» ، فقال: كونوا على مشاعركم قال يعقوب: فذكرت ذلك لصدقة بن الفضل، فقال: هذا غلط من ابن المبارك. قلت له: فإنّ علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعته من سفيان كذلك، فقال: صدقة اتكل على سماع غيره. قلت: الحديث مخرج في السنن من طرق اتفقت على قوله: عن يزيد بن شيبان. وسيأتي في ترجمة يزيد بن شيبان بيانه. 6672 ز- عبد اللَّه بن يسار المزنيّ: تابعي صغير أرسل شيئا، فذكره البغوي في الصحابة، وذكر من رواية إسماعيل بن عياش عن أبان، عن أبي الجليد، عن عبد اللَّه بن يسار المزني، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «تذهب الأيام والليالي حتّى يخلق القرآن في قلوب أقوام من هذه الأمّة كما تخلق الثّياب، ويكون ما سوى القرآن أعجب إليهم» . الحديث. وهذا سند غير ثابت. 6673 ز- عبد اللَّه، والد يزيد المزني «3» : صوابه عبد بغير إضافة. وقد تقدم. 6674 ز- عبد اللَّه البكري. روت بنته بهية عنه في أفضل الأعمال، كذا أورده ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، ولم ينبه عليه ابن الأثير ولا الذهبي، وهو عبد اللَّه بن حريث «4» الّذي تقدم في الأول. 6675- عبد اللَّه الثقفي: والد سفيان. مدني، أفرده ابن الأثير، وهو ابن أبي ربيعة الثقفي، ظنه ابن الأثير آخر، فأفرده عنه وهما.   (1) أسد الغابة ت (3255) . (2) في ت: سريع. (3) أسد الغابة ت (3253) . (4) في أ: عبد اللَّه بن حرب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 6676- عبد اللَّه الثمالي «1» : وعبد اللَّه أبو الحجاج الثمالي، هو عبد اللَّه بن عبد الّذي تقدم في القسم الأول. 6677- عبد اللَّه السدوسي: هو ابن عمير. فرّقهما ابن عبد البر، وهما واحد. 6678 ز- عبد اللَّه السلمي: والد خالد. ذكره ابن مندة وحده، وصوابه عبيد اللَّه- بالتصغير. 6679 ز- عبد اللَّه العدوي: هو عبد اللَّه الغفاريّ- تقدم بيانه في القسم الأول. 6680- عبد اللَّه المزني «2» . ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه أبو معمر عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عبد اللَّه المزني رفعه: «لا يغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم» ، ثم قال ابن مندة: يقال إنه ابن مغفل. قلت: أورد البخاري هذا الحديث هكذا عن أبي معمر، وهو عند أكثر الرواة عن الفربري، وكذا في رواية المستملي غير مذكور الأب: ووقع في رواية كريمة عن الكشميهني عبد اللَّه بن مغفل المزني. وقد أخرجه الطبراني عن علي بن عبد العزيز، عن أبي معمر، وكذا قال عبد الصمد ابن عبد الوارث، عن أبيه. أخرجه الإسماعيلي وغيره، فقول ابن مندة يقال- لا يحمل على أنه قول ضعيف، بل هو الصواب. 6681- عبد اللَّه اليشكري: والد المغيرة. استدركه ابن الأثير، وأخرج من «تاريخ الموصل» للمعافى بن عمران، عن يونس بن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: غدوت لحاجة إلى المسجد فإذا بجماعة في السوق فملت إليهم، وقد وصف لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فعرضت له على قارعة الطريق بين منى وعرفات، فعرفته بالصفة، فجئت حتى أخذت بزمام ناقته فقلت: نبئني يا رسول اللَّه بشيء يقرّبني من الجنة، ويباعدني من النار ... الحديث. قال ابن الأثير: تقدم في عبد اللَّه والد المغيرة وفي عبد اللَّه بن المنتفق، والجميع واحد. انتهى.   (1) أسد الغابة ت (2851) ، الاستيعاب ت (1704) . (2) أسد الغابة ت (3178) ، الاستيعاب ت (1711) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 وهو كما قال: وما كان ينبغي له أن يترجم له بوالد المغيرة وباليشكري، بل يذكره في أحدهما، وينبّه عليه، وقد أغفل أنه ذكر في عبد اللَّه بن الأخرم، وفي عبد اللَّه بن ربيعة، ووقع في أكثر الطرق عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، أو عمه. وقد ذكرته في سعد بن الأخرم، وفي عبد اللَّه بن الأخرم، وكأنّ الأخرم لقب، واسمه ربيعة. 6682- عبد اللَّه، والد زهير: تقدم في عبد اللَّه بن زهير في هذا القسم. 6683 ز- عبد اللَّه، والد سفيان الثقفي «1» . ذكره ابن مندة، وقد تقدم أنه ذكر في عبد اللَّه بن أبي ربيعة في القسم الأول على الصواب. 6684 ز- عبد اللَّه «2» : والد عصام المزني. ذكره ابن شاهين في «الصحابة» ، وأورده من رواية عمر بن حفص الشيبانيّ، عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن عصام بن عبد اللَّه المزني، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتينا بطن نخلة ... فذكر القصة، وفيها قصة الّذي قتلوه فألقت امرأة نفسها من الهودج عليه، فلم تزل ترشفه حتى ماتت. ورجاله ثقات، إلا أنه انقلب على راويه. والصواب: عن ابن «3» عصام، عن أبيه. ويقال إنّ اسمه عبد اللَّه. ووقع كذلك مسمى عند ابن سعد. وقد تقدم في القسم الأول في عصام على الصواب. 6685- عبد اللَّه: أخو معبد بن قيس بن صخر. ذكره ابن الأثير، وتبعه الذهبي، وهو وهم فاحش، فإنه قال: ذكره أبو عمر مدرجا في ترجمة أخيه معبد، وشهد أخوه أحدا. قلت: وهم في ظنه أن أبا عمر لم يذكره، فإنه ذكره فقال عبد اللَّه بن قيس كما تقدم في موضعه، وكان ابن الأثير، تفقده في عبد اللَّه أخي معبد فلم يجده، فظن أن أبا عمر أغفله، وغفل عن أنّ أبا عمر ما رتب ترتيبه، وأعجب من ذا أن ابن الأثير ذكره في عبد اللَّه بن قيس، وعزاه للثلاثة.   (1) أسد الغابة ت (285) . (2) أسد الغابة ت (3075) . (3) في أ: أبي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 6686- عبد الأشهل. زعم العسكريّ أنه والد أبي إبراهيم الّذي روى عن أبيه دعاء الجنازة، وغلّطه في ذلك ابن الأثير فأصاب، وسيأتي إيضاح ذلك في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى. 6687 - عبد الحميد بن عبد اللَّه «1» بن عمرو بن حرام، أخو جابر، يكنى أبا عمرو. ذكره المستغفريّ: وأورده من طريق ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبد الحميد أبي عمرو، وكانت تحته فاطمة بنت قيس فطلّقها ثلاثا، فأتت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «لا نفقة عليك» «2» . أخرجه عن الحسن بن سفيان، عن محمد بن خالد بن عبد اللَّه الطحان، عن أبيه، عن ابن أبي ليلى. قال أبو موسى: أبو عمرو بن حفص بن المغيرة زوج فاطمة بنت قيس هو المخزومي صاحب القصة، ولا أدري من أين للمستغفري أنه أخو جابر بن عبد اللَّه. وقد سماه عبد الحميد جماعة منهم الطبراني، وهو أشهر من أن يخفى. 6688- عبد الحميد بن عمرو» . ذكره الذّهبيّ وعلّم له علامة من له في مسند بقي حديث واحد، وهذا هو المذكور قبله، وهو عند بقي عن محمد بن خالد بالسند المذكور، لكن فيه عن عبد الحميد أبي عمرو، كما في الّذي قبله. وقد تقدم أن أبا عمرو بن حفص هو زوج فاطمة، ومنهم من قلبه، فقال فيه: أبو حفص بن عمرو بن المغيرة. وقد تقدم في القسم الأول على الصواب. 6689 - عبد الرحمن بن أذينة «4» العبديّ البصري، قاضيها. تقدّم ذكر أبيه، وأن الصواب أنه مخضرم، وابنه هذا تابعي شهير، أرسل حديثا فأخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة. وذكره أبو نعيم في الصحابة، وكذا أورده ابن البرقي، قال إسحاق: أنبأنا يحيى بن آدم، عن أبي الأحوص، عن أبي «5» إسحاق عن عبد   (1) أسد الغابة ت (3262) . (2) في أ: لك. (3) بقي بن مخلد 866. (4) أسد الغابة ت (3267) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 342، الطبقات 198، تقريب التهذيب 1/ 472، الجرح والتعديل 5/ 210، تهذيب التهذيب 6/ 134، الكاشف 2/ 155، التاريخ الصغير 1/ 203، التاريخ الكبير 5/ 255، تهذيب الكمال 2/ 773، خلاصة تذهيب 2/ 124. (5) في أ: ابن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 الرحمن بن أذينة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها ... » الحديث. قال أبو نعيم: الصواب: عن عبد الرحمن، عن أبيه. قلت: كذلك ذكره الطبراني من رواية سعيد بن منصور، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومسدّد، وغيرهم، عن أبي الأحوص. وذكره في التابعين البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم، وأخرج له ابن ماجة حديثا من رواية عيسى بن أبي إسحاق، عنه، عن أبي هريرة، ووثّقه أبو داود وغيره، وكان الحجاج استقضاه على البصرة سنة ثلاث وثمانين، فلم يزل عليها إلى أن مات بعد التسعين. 6690- عبد الرحمن بن الأرقم الزهري. تقدم القول فيه في الأول. 6691 ز- عبد الرحمن بن أبي أمية المكي ّ «1» : تابعي أرسل حديثا، فذكره البغويّ في الصحابة، وأخرج من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن الوليد، عن عبد الرحمن بن أبي أمية، قال: خرجت سريّة فأصابوا غنيمة، وعجّلوا الرجعة، فقالوا: يا رسول اللَّه، ما رأينا غزوة أسرع إيابا وغنيمة منها ... الحديث. وقيل: إن هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي أمية، عن رجل، عن عمرو بن العاص. 6692 ز- عبد الرحمن بن أنيس. ذكره سبط الخيّاط في «كتاب المنهج في القراءات» في شيوخ نافع بن أبي نعيم، وقال: له صحبة. وخلط في ذلك، فإن نافعا ما لحق أحدا من الصحابة. وقال الذهبي في التجريد: هذا رجل مجهول. 6693- عبد الرحمن بن بشير بن مسعود. تقدّم ما قيل فيه في القسم الأول. قال البخاري: روى عنه سعيد بن خالد- منقطع. وقال الدّار الدّارقطنيّ: أرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن أبي حاتم: يعرف بالأزرق، ويكنى أبا بشر، يروي «2» عن أبي «3» مسعود، وأبي سعيد، زاد غيره: وعن أبي هريرة، وخباب بن الأرتّ، وغيرهم.   (1) في أ: المكث. (2) في أ: روى. (3) في أ: ابن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 172 روى عنه إبراهيم النخعي، وأبو حصين، ومحمد بن سيرين، وموسى بن عبد اللَّه بن يزيد الخطميّ. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان في التابعين. 6694 ز- عبد الرحمن بن أبي بكرة: الثقفي «1» . ذكره البلاذريّ وما يقتضي أنّ له صحبة، وهو غلط، قال: ولي زياد البصرة، فاستخلف على بعض عملها عبد الرحمن بن أبي بكرة. ويروى أن عبد الرحمن بن أبي بكرة سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا تطلب الإمارة، فإنّك إن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها» «2» انتهى. وعبد الرحمن هذا تابعي، ولد بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو أوّل مولود ولد بالبصرة بعد أن مصّرت، فأطعم أبوه أهل البصرة جزورا فكفتهم- يعني لقلّتهم، وكان ذلك سنة أربع عشرة، وإنما روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة. وكنية عبد الرحمن بن أبي بكرة أبو بحر، ويقال أبو حاتم، له رواية عن أبيه، وعليّ، وعبد اللَّه بن عمرو، والأشجّ العصري، وغيرهم. روى عنه ابن أخيه ثابت بن عبد اللَّه بن أبي بكرة، وابن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن سويد العدوي، وغيرهم. قال العجليّ: بصري، تابعي، ثقة، ومات سنة ست وتسعين. 6695 ز- عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري. تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، قال ابن إسحاق: حدثني حصين، عن عبد الرحمن بن ثابت الأنصاري، وكان من علمائهم، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عباد بن بشر على الصدقة ... الحديث، هكذا رواه جماعة عن ابن إسحاق.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 190، طبقات خليفة ت (1641) ، تاريخ البخاري 5/ 260، المعارف 289، تاريخ ابن عساكر 10/ 114، تهذيب الأسماء واللغات قسم 1 جزء 1/ 295، تهذيب الكمال 779، تاريخ الإسلام 4/ 23، 141، العبر 1/ 123، تذهيب التهذيب 2/ 206، تهذيب التهذيب 6/ 148، خلاصة تذهيب التهذيب 224، شذرات الذهب 1/ 122. (2) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 58 عن عكرمة قال كان عبد الرحمن بن سمرة ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط مرسلا من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن كيسان وهو ضعيف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 وأخرجه أبو داود في فضائل الأنصار، والطبراني في الكبير، من طريق ابن إسحاق، فقال: عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن عباد بن بشر. وقال البخاري: الأول مع إرساله أصحّ. وذكر ابن المديني أن حصينا هذا هو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مصعب، وأن عبد الرحمن بن ثابت هو ابن الصامت، وهو محتمل، لكن فرّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم. 6696 ز- عبد الرحمن بن أبي جبل. ذكر في الصّحابة، ولا يصحّ، قال أحمد بن يحيى الحلواني: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا مروان- هو الفزاري، عن عبد اللَّه الطائفي، عن خالد بن عبد الرحمن بن أبي جبل، عن أبيه- أنه أبصر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالطائف ... الحديث. وهذا مقلوب، وقد رواه غيره عن يحيى بن معين بهذا السند، فقال عن عبد الرحمن بن خالد بن أبي جبل، عن أبيه- أنه أبصر، وكذا رواه هشام بن عمار، وجماعة، عن مروان، وكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه من رواية يوسف بن علي، عن مروان. وهو الصواب. 6697 ز- عبد الرحمن بن جساس. تابعي أرسل حديثا في النهي عن القضاء رواه عنه نافع بن يزيد، فذكره بعضهم في الصحابة، قال البخاري: حديثه مرسل. 6698 ز- عبد الرحمن بن حمير: هو يحيى. وقع في تاريخ المنقري أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سماه عبد الرحمن، والمحفوظ ما ذكره ابن إسحاق أنه تغيّر اسمه واسم أبيه، فسماه عبد اللَّه بن عبد الرحمن. 6699 ز- عبد الرحمن بن خالد بن العاص:. تابعي أرسل حديثا في المسح على الخفين، فذكره بعضهم في الصحابة، وقال أبو حاتم: رفعه العسكري، وهو مرسل. 6700- عبد الرحمن بن خلاد «1» . ذكره البخاريّ في «الصحابة» ، وذكره غيره في التابعين، هكذا ذكره «2» الذهبي فوهم،   (1) أسد الغابة ت (3298) . (2) في أ: كذا قال الذهبي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 وإنما عبد الرحمن والد خلاد. وقد تقدم ذكره في آخر من اسمه عبد الرحمن. 6701- عبد الرحمن بن أبي درهم الكندي «1» : تقدم ما فيه في القسم الأول. 6702- عبد الرحمن بن سابط «2» . هكذا يأتي في الروايات، وهكذا ترجمه بعضهم. وقال يحيى بن معين، هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن سابط، نسب لجده، وكذا ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وجماعة في عبد الرحمن بن عبد اللَّه، وقيل هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سابط وقد تقدمت ترجمة جده سابط بن أبي حميضة وترجمة أبيه عبد اللَّه بن سابط في القسم الأول، وأما هو فتابعيّ كثير الإرسال، ويقال: لا يصح له سماع من صحابي، أرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كثيرا وعن معاذ، وعمر، وعباس بن أبي ربيعة، وسعد بن أبي وقاص، والعباس بن عبد المطلب، وأبي ثعلبة، فيقال: إنه لم يدرك أحدا منهم. قال الدّوريّ: سئل ابن معين: هل سمع من سعد؟ فقال: لا. قيل: من أبي أمامة؟ قال: لا. قيل: من جابر؟ قال: لا. قلت: وقد أدرك هذين، وله رواية أيضا عن ابن عباس، وعائشة، وعن بعض التابعين. وقد ذكره أبو موسى في «ذيل الصحابة» ، وقال: ذكره الترمذي، ثم ساق ما أخرجه الترمذي من رواية الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في صفة الجنة. قلت: وإنما أخرج الترمذي هذا عقيب رواية المسعودي، عن علقمة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه- أن رجلا سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: هل في الجنة من خيل؟ الحديث. ثم ساق رواية عبد الرحمن بن سابط، وقال فيها: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... بمعناه. قال التّرمذيّ: هذا أصح من حديث المسعودي يريد على قاعدتهم أنّ طريق المرسل إذا كانت أقوى من طريق المتصل رجّح المرسل على الموصول، وليس في سياق الترمذي ما يقتضي أنّ عبد الرحمن صحابي، بل فيه ما يدلّ على الإرسال.   (1) أسد الغابة ت (3301) ، الاستيعاب ت (1415) . (2) أسد الغابة ت (3314) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 ثم قال أبو موسى: قال أبو عبد اللَّه بن مندة. عبد الرحمن بن سابط، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- مرسل، قال أبو موسى: وهذا الحديث اختلف فيه على علقمة، فقيل عنه هكذا، وقيل: عنه، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه، عن عمير بن ساعدة التميمي وقد تقدمت طريق عبد الرحمن بن ساعدة في الأول. وذكر ابن الأثير لعبد الرحمن بن سابط حديثا آخر ساقه من طريق أبي داود، من رواية ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أخبرني عبد الرحمن بن سابط أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدن معقولة اليسرى ... الحديث في «أسد الغابة» . والّذي في السنن: إنما هو عن الزبير عن جابر- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحابه كانوا ينحرون ... الحديث. قال: وأخبرني عبد الرحمن بن سابط بمثله، والقائل: وأخبرني- هو أبو الزبير، وقد بيّن ذلك. وأخرج أبو داود في المراسيل من طريق حبيب بن صالح، عنه حديث: «ما من عبد إلّا سيدخل عليه طيرة ... » الحديث. ومن طريق أبي السّوداء «1» عنه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صلّى الصبح فقرأ ستّين آية، فسمع صوت صبي فركع، ثم قام فقرأ آيتين، ثم ركع. روى عن عبد الرحمن بن سابط من القدماء فطر بن خليفة، ويزيد بن أبي زياد، وعبد الملك بن ميسرة، وابن جريج، وليث بن أبي سليم، وآخرون، ووثّقه ابن معين، والعجليّ، وأبو زرعة، والنّسائي، وآخرون. وقال الزّبير بن بكّار: كان فقيها. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. مات سنة ثمان عشرة ومائة، أجمعوا على ذلك. 6703- عبد الرحمن بن أبي سارة «2» . ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه عبد اللَّه بن رشيد، عن عبيد بن عبد اللَّه، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي سارة، قال: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن صلاة الليل.. الحديث. قال ابن مندة: أراه وهما.   (1) في أ: السواد. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 348، أسد الغابة ت (3315) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 176 قلت: يعني في تسمية والده، فقد أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة عن الحسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، عن السري، فقال: عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أخبرني بصلاتك بالليل. قال: «صلّ ثمان ركعات وأوتر بثلاث» قلت: «ما يقرأ فيهنّ» ؟ فذكر الحديث. وكذا أخرجه البخاري من طريق إسماعيل بن «1» زربيّ، عن السريّ، قال في روايته، عن الشعبي: حدثني عبد الرحمن بن أبي سبرة، قال: كنت مع أبي حين أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فبايعه وبايعته. فذكر الحديث والوتر، وكذا أخرجه مطيّن في الصحابة من طريق إسماعيل بن زربيّ «2» . 6704- عبد الرحمن بن سبرة الأسدي «3» :. روى عنه الشعبي، له ولأبيه صحبة، وفيه وفي عبد الرحمن بن سبرة «4» الجعفي نظر، هذا كلام ابن عبد البر. وفرق مطيّن وصاحبه الباوردي وصاحبه ابن مندة بينهما، لكن لم ينسبه أحد منهم أسديّا، والصّواب أنه واحد، ووهم من جعل كنية أبيه اسما أو من نسبه أسديّا، ومشى ابن الأثير على ظاهر ما نسبه ابن عبد البر، فرجّح أنهما اثنان لاختلاف النسبة، وغفل عن علّة الحديث الّذي به تثبت الصحبة، فإنه يدل على أنه واحد، وبذلك جزم ابن أبي حاتم، فذكر في ترجمته أن الرواة عنه: ابنه خيثمة، والشعبي، فأما رواية خيثمة عنه ففي مسند أحمد وغيره، وأما رواية الشعبي عنه فهي هذه. وقد تقدم شيء من هذا في القسم الأول. 6705 ز- عبد الرحمن بن سراقة: وقع في «تهذيب الطبري» ما يؤخذ منه أنّ له صحبة، وليس كذلك، فأخرج من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، عن الوليد بن أبي الوليد، قال: كنت بمكة وعليها عثمان بن عبد الرحمن بن سراقة فسمعته يخطب: فقال يا أهل مكة، أقبلتم على عمارة البيت بالطواف، وتركتم الجهاد في سبيل اللَّه، ولا سواء قووا المجاهدين، فإنني سمعت أبي يقول: من أظلّ غازيا أظله اللَّه، ومن جهّز غازيا حتى يستقلّ كان له مثل أجره ... الحديث. قال: فسألت عنه: فقيل لي: هذا ابن بنت عمر بن الخطاب.   (1) في أ: رزين. (2) في أ: رزين. (3) أسد الغابة ت (3318) ، الاستيعاب ت (1426) . (4) في أ: شبرة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 قلت: يعني عثمان بقوله: سمعت أبي- عمرو بن الخطاب، لا أباه عبد الرحمن بن سراقة، فإن الليث ويزيد بن الهاد وابن لهيعة رووا الحديث عن الوليد بن الوليد، فقالوا: عن عثمان بن عبد اللَّه بن سراقة، عن عمر بن الخطاب. أخرجه أحمد، وأبو يعلى، وابن ماجة، من طريق الليث، وابن أبي عمر، وابن ماجة أيضا من طريق الدراوَرْديّ، وأحمد، من طريق ابن لهيعة. 6706 ز- عبد الرحمن بن سعد «1» : ذكره بعضهم في الصحابة. وقال أبو أحمد العسكريّ: ليست له صحبة، وحديثه مرسل. قلت: أظنه عبد الرحمن بن زرارة الماضي في القسم الثاني. 6707 - عبد الرحمن بن سعيد «2» بن يربوع المخزومي: كان اسمه الصّرم، فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد الرحمن، كذا قال ابن عبد البر، ثم قال: وقيل: إن أباه سعيدا هو الّذي كان اسمه الصرم، فسماه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سعيدا، وهذا هو الأولى، كذا قال ابن عبد البرّ، وتبع في ذلك ابن شاهين، فإنه ذكره في الموضعين من طريق زيد بن الحباب، عن عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن أبيه: حدثني جدي، وكان اسمه الصرم، فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سعيدا، كذا أخرجه فيمن اسمه سعيد، ثم أعاده فيمن اسمه عبد الرحمن بالسند بعينه، فقال: فسماه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد الرحمن، وأحد الموضعين وهم لا محالة، والظاهر رجحان سعيد، لأنه جد عثمان حقيقة، وقد قال: حدثني جدي. وقد تقدم في ترجمة سعيد في القسم الأول أنّ أبا داود أخرجه من حديث سعيد، وهو الصواب وعبد الرحمن بن سعيد تابعي روى أيضا عن عثمان بن عفان بن مالك الدارميّ. وروى عنه أبو حازم بن دينار، وعبد اللَّه بن موسى المدني. قال ابن سعد: مات سنة تسع ومائة، وهو ابن ثمانين سنة قال: وهو ثقة في الحديث، وفيها أرّخه علي بن المديني، وابن حبان في ثقات التابعين. قلت: فعلى هذا يكون مولده في خلافة عمر رضي اللَّه عنه.   (1) أسد الغابة ت (3320) . (2) أسد الغابة ت (3322) ، الاستيعاب ت (1429) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 178 6708- عبد الرحمن بن سميرة: أو سمير، أو ابن أبي سمير، ويقال ابن سمرة، ويقال ابن سبرة، ويقال: ابن سمية. تابعي أرسل حديثا، فذكر في الصحابة، فأخرج ابن مندة، من طريق السري أن يحيى، عن قبيصة، عن سفيان، عن عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن سميرة أو سمير، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «أيعجز أحدكم إذا جاءه الرّجل يريد قتله فمدّ عنقه مثل ابني آدم، القاتل في النّار والمقتول في الجنّة» . قال ابن مندة: لا تصح له صحبة. وكذا قال أبو نعيم، وزاد: وإنما روي هذا الحديث عن ابن عمر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ثم أخرجه من طريق حفص بن عمير، عن قبيصة بزيادة ابن عمر فيه، وأخرج أبو داود من طريق عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن أبي سميرة، عن ابن عمر بهذا الإسناد حديثا آخر وروايته عن ابن عمر وصفه البخاري وابن أبي حاتم، وابن حبان وغيرهم. وقال ابن أبي حاتم: ابن أبي سميرة «1» أصح. 6709- عبد الرحمن بن شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة الحجبي العبدري المكيّ:. تقدم ذكر أبيه وجده، وهو تابعي أرسل حديثا. وقال ابن مندة أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يصح له سماع. وقال أبو نعيم: لا خلاف أنه تابعي انتهى. وأخرج ابن مندة من رواية أحمد بن عصام، عن أبي عامر العقدي، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، أن عبد الرحمن بن شيبة خازن البيت، أخبره أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم اشتكى، فجعل يتقلّب على فراشه، فقالت له عائشة: لو فعل هذا بعضنا لوجدت عليه. فقال: «إنّ المؤمن يشدّد عليه» . وهذا السند سقطت منه عائشة، فقد أخرجه أحمد، عن العقدي، بهذا السند إلى عبد الرحمن بن شيبة، فقال: عن عائشة به وكذا أخرجه الطبراني من وجه آخر، عن أبي «2» عامر، وهو معروف لعبد الرحمن عن عائشة، أخرجه سمويه في فوائده، والطبراني، من طرق، عن يحيى بن أبي كثير. وقال البخاريّ: عبد الرحمن بن شيبة خازن الكعبة عن عائشة. وكذا قال ابن أبي حاتم، وزاد «3» عن أم سلمة.   (1) في أ: سمير. (2) في أ: ابن. (3) في أ: عن غير أم سلمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قلت: وحديثه عن أم سلمة عند النسائي في التفسير. 6710- عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثّمالي «1» :، ويقال الكندي، ويقال اليحصبي، أبو عبد اللَّه. تابعي مشهور، وله مراسيل قال البغويّ في الصحابة: ذكره البخاريّ في الصحابة، وله عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثان. وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصحابة، ولا يصح. وقال الطّبرانيّ: عبد الرحمن بن عائذ الأزدي يقال: إنه أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم ساق من طريق الوضين «2» بن عطاء، عن محفوظ بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ثلاثة لا يحبّهم اللَّه: رجل نزل بيتا خربا، ورجل نزل على طريق السّبيل، ورجل أرسل دابّته ثمّ جعل يدعو اللَّه أن يحبسها» . قال ابن عساكر: لم يذكره البخاري في تاريخه في الصحابة. قلت: وكتاب البخاري في الصحابة ما رأيناه، والبغوي كثير النقل عنه. وقال ابن إسحاق: حدثني ثور بن يزيد، عن يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن عائذ، وكان من حملة العلم يطلبه من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحاب أصحابه. أخرجه ابن خزيمة في صحيحه. وقال أبو حاتم الرّازي: لم يدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن حبان في ثقات التابعين: يقال إنه لقي عليّا. وقال أبو زرعة الرازيّ: حديثه عن علي مرسل، ولم يدرك معاذا: وقال ابن أبي حاتم: حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسل. وروى عن عمر مرسلا، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في تابعي أهل الشام، وذكره ابن سميع في الطبقة الثالثة منهم. وله رواية عن جماعة منهم من الصحابة، منهم أبو ذر، وعمرو بن عبسة، وعبد اللَّه ابن عمرو، وعقبة بن عامر، وعياض بن عامر، والعرباض، والمقدام بن معديكرب. وأبو أمامة.   (1) طبقات خليفة ت (2927) - تاريخ البخاري 5/ 324- المعرفة والتاريخ 2/ 382- الجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الثاني 270- تهذيب الكمال ص 799- تاريخ الإسلام 4/ 26- تذهيب التهذيب 2/ 214 ب- تهذيب التهذيب 6/ 203- خلاصة تذهيب التهذيب 229- سير أعلام النبلاء 4/ 487، 488، أسد الغابة 3/ 303. (2) في أ: الوجيز. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 وروى عن بعض التابعين: ككثير بن مرة، وناشرة بن سمي، وروى عنه من التابعين ومن بعدهم: إسماعيل بن أبي خالد. وسماك بن حرب، ويحيى بن جابر، وشريح بن عبيد، ومحفوظ ونصر ابنا علقمة، وغيرهم. قال بقية، عن ثور: كان أهل حمص يأخذون كتبه، فما وجدوا فيها من الأحكام اعتمدوه. وكان قد سكن الكوفة، وخرج مع ابن الأشعث، فأتى به الحجاج أسيرا، ومات بعد ذلك. 6711 ز- عبد الرحمن بن عائذ، آخر. ذكره ابن شاهين مفردا عن الثمالي. وأورد من طريق ثور، عن خالد بن معدان، عنه، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا بعث بعثا تألّفوا «1» الناس ... الحديث. وهذا الحديث قد ذكره البغوي في ترجمة الثمالي. 6712 ز- عبد الرحمن بن عائش البلوي:. ذكره ابن قانع في الصحابة، وأورد من طريق بكر بن عمر: سمعت أبا ثور الفهميّ يقول: قدم علينا عبد الرحمن بن عائش البلوي، وكان ممن بايع تحت الشجرة، فصعد المنبر، فذكر عثمان ... الحديث. كذا قال، وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصواب عن عبد الرحمن بن عديس، بمهملات مصغرا، (وهو) «2» معروف الصحبة كما مضى في القسم الأول. 6713 ز- عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت الأشهلي:. تقدم التنبيه على ما وقع فيه في عبد اللَّه بن عبد الرحمن، ويزاد على ذلك أنّ الأزدي ذكره فيمن وافق اسمه اسم أبيه، فقال عبد الرحمن بن عبد الرحمن الأشهل، وقد تقدم أن الرواية سقط منها قوله: عن أبيه، عن جده. واللَّه أعلم. 6714 - عبد الرحمن بن عتبة «3» بن عويم بن ساعدة:. ذكره البغويّ، وابن قانع، وأبو عمر في الصحابة، وقال: لا يصح له صحبة ولا رواية.   (1) في أ: بالغوا. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (3354) ، الاستيعاب ت (1443) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 وأخرج له بقيّ بن مخلد حديثا، وتمسكوا كلهم بما رووه من طريق محمد بن طلحة، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة، عن أبيه، عن جده- رفعه: «إنّ اللَّه بعثني بالهدى ودين الحقّ ولم يجعلني تاجرا ولا زرّاعا وجعل رزقي في رمحي ... » الحديث. والحديث لعتبة بن عويم بن ساعدة، وفي سنده أورده الحميدي شيخ البخاري، ورويناه في الأربعين للآجري، من طريقه، وقد زدت ذلك بيانا في ترجمة عبيد بن عويم في القسم الأول. 6715 ز- عبد الرحمن بن عثمان بن الأرقم:. ذكره ابن أبي حاتم، وقال: لا يصح له صحبة. وحديثه مرسل. قلت: وقد تقدم بيان حاله «1» في ترجمة عبد الرحمن بن الأرقم. 6716- عبد الرحمن بن عجلان البصري:. روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قصة أبي ضمضم. روى عنه ثابت البناني. أخرجه أبو داود من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت عنه، ثم قال: رواه محمد بن عبد اللَّه العمّي، وعن ثابت عن أنس، قال أبو داود: حديث حماد أصحّ. وأورد له البخاريّ في «الأدب المفرد» من طريق حماد بن سلمة، عن كثير أبي محمد عنه أثرا عن عمر، ثم ذكره في التاريخ، فقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا. وذكره غيره في التابعين. 6717 ز- عبد الرحمن بن عدس: بضمتين. ذكره ابن قانع في الصحابة، وأورد في ترجمته من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة، عن عبد الرحمن بن عدس: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «يخرج ناس من أمّتي يمرقون من الدّين» ... الحديث. وهذا وقع في اسم أبيه تحريف، وإنما هو عديس بالتصغير. وقد مضى في القسم الأول، وذكر هذا الحديث في ترجمته. 6718- عبد الرحمن بن عطاء. ذكره ابن قانع في الصّحابة. وساق من طريق سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم،   (1) في أ: خالد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 عن عبد الرحمن بن عطاء، من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، من بني سلمة، قال بينما نحن مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذ شقّ قميصه حتى خرج منه. قلنا: يا رسول اللَّه، ما شأنك؟ قال: «إنّي واعدت الهوى ولم أشعر» . كذا ساقه، وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه عبد الرحمن بن عطاء، عن رجل من الصحابة، فسقط قوله: عن رجل من رواية ابن قانع. وقد أخرجه ابن ملحان في مسندة من هذا الوجه بسنده إلى سعيد، عن زيد بن عبد الرحمن بن عطاء، أنه أخبره أنّ رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخبره ... فذكره. وأخرجه أحمد في «مسندة» ، من طريق هشام بن سعد، عن زيد، فقال: عن عبد الرحمن بن عطاء، عن نفر من بني سلمة. وأخرجه الطحاوي في «معاني الآثار» ، من طريق حاتم بن إسماعيل، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى «1» ، عن عبد الملك بن جابر، عن أبيه ... فذكره. فهذا هو المعتمد في الإسناد، وعبد الرحمن تابعي معروف. 6719 ز- عبد الرحمن بن علي الحنفي «2» : قال ابن عبد البرّ: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مثل حديث أبي «3» مسعود فيمن لا يقيم صلبه. وقال ابن مندة: عبد الرحمن بن علي اليمامي له صحبة، وساق هو وابن قانع من ثلاثة أوجه: من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي عبد اللَّه الشقري، عن عمرو بن جابر، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إنّ اللَّه لا ينظر إلى رجل لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده» . وكذا» أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، والبغوي في معجمه، وشيبان بن روح، عن عبد الوارث وقال ابن مندة: رواه جماعة عن عبد الوارث، وخالفه عكرمة بن عمار، فقال: عن عبد «5» اللَّه بن بدر، عن طلق بن علي، وهو الصواب. كذا قال. وقال البغويّ: رواه عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، فزاد في السند رجلا، ثم   (1) في أ: لبيبة. (2) أسد الغابة ت (3364) ، الاستيعاب ت (1450) . (3) في أ: ابن. (4) في أ: قد. (5) في أ: عبيد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 أسماه من طريقه المذكور، لكن قال: عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه. قال البغويّ: هذا هو الصواب، ووقع في روايته عن عمر بن جابر، وقال: الصواب عمرو بن جابر، وهو كما قال في الموضعين. والحديث معروف لعلي بن شيبان، أخرجه ابن ماجة من طريق ملازم بن عمرو، عن عبد اللَّه بن بدر، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان، عن أبيه، وبهذا جزم البخاري لما ذكر عبد الرحمن بن علي في التابعين. وقال العجليّ: تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. 6720 ز- عبد الرحمن بن عمرو السلمي «1» . تابعي معروف، أرسل حديثا. فذكره الطبري، وابن شاهين في الصحابة. واستدركه ابن فتحون، فأورد من طريق بقيّة، عن سليمان بن سالم، عن يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إن اللَّه يوصيكم بهذه البهائم العجم- مرتين أو ثلاثا- فإذا سرتم عليها فأنزلوها منازلها ... الحديث. وعبد الرحمن هذا تابعي، يقال إنه ابن عمرو بن عبسة. روى «2» عن العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد، وغيرهما. روى عنه أيضا محمد بن زياد الألهاني، وضمرة بن حبيب، وخالد «3» معدان، وغيرهم. قال ابن سعد: مات سنة عشر ومائة وله ثمانون سنة. وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين، وابن حبّان في «الثقات» . 6721 ز- عبد الرحمن بن الفضل بن العباس الهاشمي:. تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة. وقال أبو حاتم: هو من التابعين، روى عنه يزيد بن أبي زياد. قلت: وأبوه كان أسنّ ولد العباس، ومع ذلك كان في حجة الوداع شابا، كما ثبت في   (1) بقي بن مخلد 920. (2) في أ: روى. (3) في أ: خالد بن معدان. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 الحديث الصحيح في نظره للخثعمية، وقوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلم للعباس: رأيت شابا وشابة. 6722 ز- عبد الرحمن بن قارب بن الأسود الثقفي:. تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، وأخرج من طريق أبي «1» أويس، عن ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن مكرم، عن عبد الرحمن بن قارب في قصة وفد ثقيف. قال البخاريّ، وأبو حاتم: هو مرسل. قلت: وقد تقدم في الربيع بن قارب في حرف الراء أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فحمله على ناقة، وكساه بردا، وسماه عبد الرحمن، فإن يكن هو هذا فالحكم على أنّ حديثه مرسل وأنه تابعي مردود، وإن يكن غيره فلا إشكال، ويزيد المغايرة أن هذا ثقفي وهذا عبسي. واللَّه أعلم. 6723- عبد الرحمن بن ماعز «2» . تقدم في عبد اللَّه بن ماعز أنّ الصواب عبد اللَّه، وأن «3» عبد الرحمن خطأ. 6724- عبد الرحمن بن محيريز الجمحيّ «4» :. تابعي أرسل حديثا، فذكره العقيلي في الصحابة. وقال أبو عمر: حديثه في كيفية رفع الأيدي في الدعاء، وهو عندي مرسل، ولا وجه لذكره في الصحابة إلا على ما شرطنا فيمن ولد في عهده. قلت: لم أر من ذكر أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يذكروا له رواية إلا عمن تأخرت وفاته من الصحابة. قال البخاريّ- بعد أن ذكره في التابعين: يذكر عن عيسى بن «5» سنان عن أبي بكر بن بشير- أنه رآه مع ابن عمر، وأبي أمامة، وواثلة، وذكر غيره له رواية عن فضالة بن عبيد، وزيد بن أرقم. روى عنه أبو قلابة، وهو من أقرانه، ومكحول، وإبراهيم بن محمد بن حاطب، وغيرهم. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» .   (1) في أ: ابن. (2) أسد الغابة ت (3384) . (3) في أ: وابن. (4) أسد الغابة ت (3387) ، الاستيعاب ت (1463) . (5) في ط عن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 185 6725 ز- عبد الرحمن بن أبي ليلى. تقدّم كلام ابن البرقي في ترجمة أخيه الأكبر عبد الرحمن بن أبي ليلى في القسم الأول. 6726 - عبد الرحمن بن مطيع «1» بن نوفل بن معاوية:. ذكره ابن مندة في الصحابة، وأورد له حديثا وقع فيه خطأ نشأ عن تصحيف، فأورد من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن مطيع بن نوفل بن معاوية، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيمن فاتته صلاة العصر. قال ابن مندة: هذا وهم، والصواب عن عبد الرحمن بن مطيع عن نوفل، فتصحفت عن فصارت ابن، ثم ساقه على الصواب من وجه آخر: عن عبد اللَّه بن إسحاق. وقد أخرجه البخاري من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري على الصواب. رواه مالك وغيره عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن نوفل بن معاوية ليس بينهما عبد الرحمن بن مطيع. تقدم ذكر عبد الرحمن بن مطيع في القسم الأول، وإنما أوردته لظهور المغايرة في في نسبه، وإن كان تصحيفا، فذكرته لتبيين الخطأ فيه. 6727 ز- عبد الرحمن بن معاوية. ذكره البغويّ، والباوردي، والإسماعيليّ، وابن مندة في الصحابة. قال البغوي: لا أدري أسمع من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أم لا؟. قال ابن مندة: له ذكر في الصحابة، ولا يصح. أخرجوا من طريق عبد اللَّه بن عقبة، وهو ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس- أنه أخبره عن عبد الرحمن بن معاوية أن رجلا سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما يحل لي وما يحرم علي ... الحديث: وفي آخره: «ما أنكر قلبك فدعه» . قلت: وعبد الرحمن هذا ليست له صحبة، وقد بيّن ذلك عبد اللَّه بن المبارك في كتاب «الزهد» ، وأخرج الحديث عن ابن لهيعة، ونسب عبد الرحمن، فقال: ابن معاوية بن حديج.   (1) أسد الغابة ت (3395) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 قلت: وعبد الرحمن هذا ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن يونس في التابعين. وقال ابن يونس: مات سنة خمس وسبعين وأبوه معاوية بن حديج مختلف في صحبته كما سيأتي في القسم الأول. وقد أخرج أحمد من هذا الوجه حديثا آخر، وأدخل بين عبد الرحمن وبين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيه رجلين، فقال: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، فذكره بالسند إلى عبد الرحمن بن معاوية بن حديج، قال: سمعت رجلا من كندة يقول: حدثني رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من الأنصار عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «لا ينقص «1» أحد من صلاته شيئا إلّا أتمّها اللَّه تعالى من سبحته» . 6728 ز- عبد الرحمن بن مغفّل «2» بن مقرّن المزني:. استدركه ابن الأثير «3» على «الاستيعاب» وقال: ذكره الطبري في تفسير قوله تعالى: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ [التوبة: 99] . قلت: وظاهر سياق الطبري يقتضي أن يكون له صحبة، فإنه أخرج من طريق البختري بن المختار، عن عبد الرحمن بن مغفل بن مقرّن، قال: كنا عشرة ولد مقرن المزني، فنزلت فينا وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة: 99] . ومن طريق مجاهد، قال: نزلت في بني مقرن. انتهى. وهذا صحيح في نزولها في بني مقرن. وأما عبد الرحمن فلا صحبة له ولا رؤية، بل هو تابعي، يكنى أبا عاصم. روى عن علي، وابن عباس، وغالب بن أبجر «4» ، روى عنه مع البختري عبد اللَّه بن خالد العبسيّ، وأبو الحسن السوائي. قال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» . وقال ابن سعد: في تابعي أهل الكوفة، وتكلموا في روايته عن أبيه، لأنه كان صغيرا. قلت: وأبوه تأخرت وفاته، يروي «5» عنه أبو الضحى وهو من صغار التابعين، وإذا   (1) في أ: ينتقص. (2) في ت معقل. (3) في أ: اين الأمين. (4) في أ: الحر. (5) في أ: فروى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 كان عبد الرحمن في حياة أبيه صغيرا دل على أن أكبر شيخ له علي بن أبي طالب، ولا يلزم من ذلك أن يكون له رؤية فضلا عن الصحبة. 6729 ز- عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي: لأبيه صحبة، وذكره هو وابن شاهين، فقال: ذكره ابن سعد. قلت: وابن سعد إنما ذكره في التابعين، وكذا ذكره فيهم، ولعبد الرحمن هذا رواية عن أبي موسى الأشعري، وحديثه عنه في صحيح البخاري. 6730 ز- عبد الرحمن بن هشام. ذكره البغويّ، وابن قانع في «الصّحابة» وقال البغوي: أحسبه من أهل المدينة، وأخرجا من طريق ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن هشام، عن أبيه، قال: أتى ابن الحمامة السلمي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو في المسجد، فقال: إني أتيت على ربي ... الحديث. قال البغويّ، بعد أن أخرجه من رواية جرير عن ابن إسحاق: لا أدري أسمع عبد الرحمن بن هشام أم لا؟. قلت: أظنه انقلب، وأنه من رواية عبد الرحمن بن هشام، عن أبيه. وقد روى الطّبراني بهذه الترجمة حديثا غير هذا، ثم وجدته عند ابن مندة من طريق موسى بن محمد، عن ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الحارث بن أبي بكر، عن أبيه، عن ابن حمامة قال: فذكره. قلت: فعلى هذا فالحديث مرسل، ونسب الحارث في رواية جرير إلى جده عبد الرحمن إلى جدّه الحارث، فهو الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وأخرجه أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، فقال [ .... ] . 6731 ز- عبد الرحمن الفارسيّ الأزرق:، أبو عقبة. ذكره ابن قانع وغيره في الصحابة، ومنهم من ترجم له عبد الرحمن الأزرق الفارسيّ، والد عقبة، وأخرجوا من رواية يحيى بن العلاء، عن داود بن الحصين، عن عقبة بن عبد الرحمن، عن أبيه، قال: شهدت أحدا فضربت رجلا، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسيّ ... الحديث. وقد تقدم في الأول في ترجمة عقبة والد عبد الرحمن، من طريق ابن إسحاق، عن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 داود مسمّى، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه على الصواب ويحيى بن العلاء ضعيف، وروايته مقلوبة. 6732 ز- عبد العزيز بن أبي أمية. ذكره الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق أسد بن موسى، عن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد العزيز بن أمية- أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي في بيت أم سلمة قد خالف بين طرفي ثوبه على عاتقه. وأخرجه الطّبريّ والبغويّ وغيرهما من هذا الوجه، فقال: عن عبد اللَّه بن أبي أمية. وكذا أخرجه أبو داود من طريق عروة على الصواب. 6733 ز- عبد العزيز بن سعيد. ذكره أبو نعيم في الصحابة، وأخرج من طريق مروان بن جعفر، عن المحاربي، عن عثمان بن مطر، عن عبد الغفور بن عبد العزيز، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ رجبا شهر عظيم» . قال أبو موسى: فيه وهم من وجهين: أحدهما أنه تابعي. والثاني أنه من روايته، عن أبيه، ثم ذكر من رواية معلى «1» بن مهدي، عن عثمان بن مطر، عن عبد الغفور بن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه، عن جده، قال ... فالصحبة لسعيد. انتهى. وقد مضى في السين المهملة، وكلا السندين ضعيف. وأخرج البخاريّ في كتاب «الضعفاء» من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده حديثا، ولم يسم جده، وعثمان بن عطاء ضعيف. 6734 - عبد العزيز «2» بن عبد اللَّه بن أسيد:. ذكره ابن أبي داود، وابن شاهين في الصحابة، وأخرج ابن شاهين من طريق العوّام ابن حوشب، عن السفاح بن مطر، عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أسيد، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يوم عرفة يوم يعرّف النّاس» . وقد أخرجه ابن مندة، من هذا الوجه فقال: عن عبد العزيز بن عبد اللَّه، عن أبيه،   (1) في أ: يعلى. (2) أسد الغابة ت (3420) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 358، تقريب التهذيب 1/ 51، الجرح والتعديل 5/ 386، تهذيب التهذيب 6/ 331، خلاصة تذهيب 2/ 164، العقد الثمين 5/ 450. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 وعبد اللَّه هو ابن خالد بن أسيد بن أبي العيص الأموي، وهو ابن أخي عتاب بن أسيد. قتل أبوه خالد باليمامة كما مضى في الأول. وكذلك مضى ذكر أبيه عبد اللَّه بن خالد. 6735 ز- عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عامر:. تابعي أرسل حديثا، فذكره البلاذريّ «1» في الصحابة، وأورد من طريق أبي الأحوص «2» ، عن سماك، عنه: جاء رجل فاعترف بالزنا، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برجمه، فلما أخبر بجزعه قال: «هلا خلّيتموه؟» . وذكره البخاريّ، وأبو حاتم في التابعين، وقال: حديثه مرسل. 6736- عبد العزيز ابن أخي حذيفة «3» . ذكره البلاذريّ «4» ، وابن قانع، وغيرهما في الصحابة، وهو تابعي، وأخرج ابن مندة من طريق ابن جريج، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي قلابة، عن عبد العزيز بن اليمان أخي حذيفة، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة. وهذا الحديث عند أحمد، وأبي داود، من رواية عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد اللَّه الدئلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة بهذا. قال أبو نعيم: هذا هو الصواب. ومشى ابن فتحون على ظاهر ما وقع عند الباوردي، فقال: صحبة عبد العزيز لا تنكر، لأن أباه اليمان استشهد بأحد. انتهى. وليس عبد العزيز ولد اليمان، بل نسب إليه في هذه الرواية، لكونه جده. وأما الحديث الّذي فيه عبد العزيز ابن أخي حذيفة ولم يسمّ فيه أبوه فهو المعتمد. 6737- عبد الغفور بن عبد العزيز. هو الّذي مضى قبل ترجمة، انقلب. أخرج الطبراني في ترجمة نوح عليه السلام من تاريخه، من طريق عثمان بن مطر، عن عبد العزيز بن عبد الغفور، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «في أوّل يوم من رجب ركب نوح السّفينة، فصام ذلك اليوم شكرا ... » «5» الحديث.   (1) في أ: الباوردي. (2) في أ: وأورد عن طريق ابن الأحوص. (3) أسد الغابة ت (3422) . (4) في أ: الباوردي. (5) أخرجه الطبري في التفسير 12/ 29 وذكره السيوطي في الدر 3/ 335. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 وهذا مقلوب، وفيه انقطاع، والصواب رواية عبد الغفور عن أبيه سعيد هذا من حيث السند، وإلا فرجاله ما بين ضعيف ومجهول. 6738 ز- عبد القيس اليمامي الحنفي:. ذكره بعضهم في الصحابة متمسكا بظاهر ما وقع في مسند طلق بن علي من مسند أحمد، من طريق سراج بن عقبة. عن عمته خلدة بنت طلق، قالت: حدثني أبي طلق أنه كان عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جالسا، فجاء عبد القيس، فقال: يا رسول اللَّه، ما ترى في شراب نصنعه بأرضنا من ثمارنا، فأعرض عنه ... الحديث. هكذا وقع، وظاهره أنه اسم رجل معين، وهو محتمل والمعروف أن الّذي سأله عن ذلك الوفد. 6739 ز- عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف:، جدّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره ابن السّكن في الصّحابة لما جاء عنه أنه ذكر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سيبعث، كما ذكر بجيرا الراهب، وسيف بن ذي يزن، وقسّ بن ساعدة وأنظارهم ممن مات قبل البعثة. قال ابن السّكن: روى عنه خبر فيه علم من دلائل النبوة، ثم ساق من طريق المسور بن مخرمة، عن عبد اللَّه بن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب، عن أبيه عبد المطلب بن هاشم، قال: قدمت من اليمن في رحلة الشتاء فلقيني رجل من أهل الزّبور، فجعل ينظر إليه، فانتسب له إلى أن قال له: تزوج في بني زهرة ... فذكر القصة. 6740- عبد الملك بن سعيد بن حريث:. ذكره الذّهبيّ في «التجريد» ، وقال: له إدراك، وهو ابن أخي عمرو بن حريث كما تقدم. قلت: ذكره الباورديّ في الصحابة من أجل حديث من روايته مرسل، أخرجه من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن حريث، قال: ربما مس النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لحيته وهو في الصلاة. قال ابن أبي حاتم: هو مرسل. 6741 ز- عبد الملك بن محمد الأنصاري:. تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 وقال ابن أبي حاتم: حديثه مرسل، وذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، أخرجه من طريق ابن أبي فديك، عن سليمان التيمي، عنه. 6742 - عبد ياليل بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة «1» بن عوف الثقفي:. ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: كانت له صحبة، وكان من الوفد. وأمّه خالدة بنت سلمة. وقال غيره: إنما هو لولد مسعود. اختلف فيه كلام ابن إسحاق. وقال موسى بن عقبة في المغازي: إن القصة لمسعود. وقد ذكر ابن إسحاق أن أخا لمسعود كان في أول المبعث النبوي معظما في ثقيف يقتدون برأيه. وقد ذكر ذلك ابن إسحاق في قصة قذف النجوم. وقال محمد بن فضيل في كتاب الزهد: حدثنا حصين هو ابن عبد الرحمن، عن عامر، هو الشعبي، قال: لم يحدث النجوم حتى كان مبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما قدف بها جعل الناس يسيبون أنعامهم ويعتقون رقيقهم، يظنون أنها القيامة، فأتوا عبد ياليل، وكان قد عمي. فسألوه، فقال: لا تعجلوا وانظروا فإنّ كانت النجوم التي تعرف، فذلك من أمر القيامة، وإن كانت نجوم لا تعرف فهذا أمر حدث «2» ، فنظروا فإذا هي نجوم لا تعرف. 6743- عبد ياليل: آخر، ابن ناشب بن غيرة الليثي «3» . قال ابن عبد البرّ: شهد بدرا، وتوفي في خلافة عثمان، كذا قال، وهو وهم: فإن أحفاد هذا هم الذين شهدوا بدرا مثل: خالد، وعاقل وإياس بني البكير، والّذي «4» مات منهم في خلافة عثمان بن إياس بن عبد ياليل، وقد تقدم ذكرهم في أماكنهم. 6744- عبيد السلمي: أو السلامي. يأتي في عبد «5» بن عبد. 6745 - عبيدة «6» بن الحسحاس. صوابه عبادة، كما تقدم في الأول. 6746- عبيدة: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) في أ: عميرة. (2) في أ: فهو لأمر حدث. (3) أسد الغابة ت (3437) ، الاستيعاب ت (1726) . (4) في أ: ومن الذين. (5) في أ: عبيد. (6) في أ: عبدة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 ذكره ابن شاهين، واستدركه أبو موسى، وإنما هو عبيد- بالتصغير، من غير أن يكون في آخره هاء. 6747- عبيد اللَّه: بالتصغير، ابن ثعلبة العذري. ذكره ابن قانع محرّفا، وإنما هو عبد اللَّه، بسكون الباء الموحدة. 6748- عبيد اللَّه بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال المخزومي «1» :. قتل ب «اليرموك» ذكره ابن عبد البر فصحّف أباه، وكان ذكره على الصواب في عبد اللَّه بن سفيان، فكأنه ظنه آخر. 6749- عبيد اللَّه بن كعب بن مالك الأنصاري:. تابعي، روى عن أبيه، وعن عثمان فيما قال ابن حبّان في الثقات. روى عنه أخوه معبد، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد اللَّه، والزّهري. يكنى أبا فضالة. قال الحاكم أبو أحمد: كان من أعلم قومه. وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وقال أبو زرعة: ثقة، فذكروه كلّهم في التابعين، وجاء عنه حديث مرسل، فذكره أبو يعلى من أجله في الصحابة. واستدركه الذهبي، وهو وهم، وأثبت ابن حبّان في ثقات التابعين سماعه من عثمان. 6750 - عبيد اللَّه بن أقرم «2» الخزاعي: ذكره الباورديّ، وهو غلط نشأ عن سقط، فإنه أخرج من طريق داود بن قيس، عن عبيد اللَّه بن أقرم، قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة، فرأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي ... الحديث. وهذا إنما رواه داود، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أقرم، أخرجه التّرمذيّ، عن أبي كريب شيخ الباوردي، عن وكيع وغيره، عن داود، وكذلك أخرجه النّسائيّ والحاكم. وتقدم على الصواب في الأول. 6751- عبيد: بغير إضافة، ابن عبد «3» . ذكره المستغفريّ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف والصواب عتبة، بسكون المثناة بعدها   (1) أسد الغابة ت (3466) ، الاستيعاب ت (1731) . (2) في هـ: أرقم. (3) أسد الغابة ت (3507) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 موحدة ثم هاء تأنيث، فأخرج المستغفري، من طريق منصور بن أبي مزاحم. عن يحيى بن حمزة، عن ثور بن زيد، عن شيخ من قوم عتبة، عن عتبة بن عبيد بن عبد- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا تقصّوا نواصي الخيل ولا معارفها ... » » الحديث. وقوله: عن عتبة زيادة لا يحتاج إليها. وقد أخرج هذا البيت أبو داود، وأبو يعلى، من وجهين: عن ثور، عن شيخ، من «2» سليم، عن عتبة بن عبد، وسليم هم قوم عتبة، فإنه سلمي. وقد وقع للطبراني «3» فيه تصحيف آخر، فإنه أخرجه من طريق أبي عاصم عن ثور، فقال: عن نصر الكناني، عن رجل، عن عبد السلمي، كذا قال: عبد- بفتح أوله وسكون الموحدة بغير إضافة. والصواب عتبة بن عبد اللَّه. واللَّه أعلم. 6752- عبيد بن قشير «4» : مصري. حديثه: «إيّاكم والسّرية التي إن لقيت فرّت وإن غنمت غلّت» . رواه عنه لهيعة بن عقبة. كذا أورده ابن عبد البر فصحف أباه، وإنما هو عبيد بن قيس، وكنيته أبو الورد، وكذا أخرجه الباوردي وابن قانع، من طريق لهيعة بن عقبة، وسمّياه وكنياه وكذا أخرجه البغوي، لكنه كناه، ولم يسمه. وتقدم على الصواب في عبيد ابن قيس في الأول. 6753- عبيد بن نضلة: ذكره الطّبرانيّ، وقد بينت الصواب فيه في طلحة بن نضلة في الأول. 6754- عبيد بن نضلة الخزاعي. ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: روى حديثا عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يصح له منه سماع. وقد زعم ابن قتيبة أن أبا «5» برزة الأسلمي عبيد بن نضلة، وهو غلط، وإنما هو نضلة بن عبيد.   (1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 26 عن عتبة بن عبد السلمي بلفظه كتاب الجهاد باب في كراهية حديث رقم 2542، وأحمد في المسند 4/ 184 وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 197 والمنذري في الترغيب 2/ 264، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10825. (2) في أ: بني. (3) سقط في ط. (4) أسد الغابة ت (3514) ، الاستيعاب ت (1756) . (5) في أأن اسم أبي برزة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 194 6755- عبيد الذهلي. ذكره ابن قانع فوهم، فإنه أخرج من طريق إبراهيم بن المنذر، عن عبد الرحمن بن سعد المؤدب، عن مالك ابن فلان بن عبيدة الذهلي، عن أبيه عن جده- رفعه: لولا عباد للَّه ركع، وصبية رضّع، وبهائم رتع لصبّ عليكم العذاب صبّا. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه عن إبراهيم، عن عبد الرحمن، فقال: عن مالك ابن عبيدة الدّيلميّ، عن أبيه، عن جده، به وسمي جده شافعا. وقد ذكر البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن ماكولا مالك بن عبيد، وضبطوه عبيدة بفتح أوله وزن عظيمة، ووصفوه بروايته عن أبيه وبراوية عبد الرحمن بن سعد عنه، فظهر خطأ ابن قانع في تسميته وفي نسبته. 6756- عبيد، مولى السائب. وقع ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن السّائب بشيء ظاهره أنه صحابي، وهذا غلط نشأ عن سقط، وكنت أظنه من الناسخ حتى وجدته في غير ما نسخه، قال البغوي: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا محمد بن بكير، وحدثنا زياد بن أيوب، وابن هاني، قال: حدثنا «1» عاصم أنبأنا ابن جريح، أخبرني يحيى بن عبيد مولى السائب- أن أباه أخبره أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بين ركن بني جمح وركن الأسود يقول: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ [البقرة: 201] . هذا لفظ هارون انتهى. وهذا الحديث ظاهره أنّ الصحبة لعبيد والد يحيى، وليس كذلك، بل هي لعبد اللَّه بن السائب، وإنما سقط من نسخة المعجم. وقد أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، من طرق، عن ابن جريح، عن يحيى ابن عبيد، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن السائب، بالحديث. وهو الصواب. وعبيد تابعي ما روى عنه إلا ابنه يحيى. واللَّه أعلم. 6757- عبيد القاريّ «2» . رجل من بني خطمة. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه زيد بن   (1) في أ: حدثنا أبو عاصم. (2) أسد الغابة ت (3513) ، الاستيعاب ت (1764) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 إسحاق، كذا أورده ابن عبد البر، فوهم في تسميته، وإنما هو عمير، وكأنه وقع له فيه تصحيف سمعي. وقد تقدم في عمير بن أمية على الصواب. 6758- عبيد «1» : رجل له صحبة ورواية، كذا قال الذّهبيّ، ولم يزد على ذلك، ولم أر عند ابن الأثير عبيدا غير منسوب سوى اثنين تقدّما: أحدهما يروي عنه ابنه عبد الرحمن، أورده بعد ترجمة عبيد بن عازب. والثاني يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي في آخر من اسمه عبيد، فالظاهر أن الّذي ذكره الذهبي أحدهما. 6759- عبيدة: بزيادة هاء، وهو بوزن عظيمة، ابن حزن. كذا ضبطه. والصواب عبدة- بسكون الموحدة- كما تقدم في القسم الأول. 6760- عبيدة بن همام بن مالك:. له وفادة. ذكره الذّهبي في «التجريد» عن ابن الكلبي: وذكره ابن الأثير، فقال عبدة بن همام، وهو الصواب كما تقدم. العين بعدها التاء 6761- عتبة بن الحارث بن عامر:. استدركه الذهبي في «التجريد» ، وعزاه لبقي «2» بن مخلد، وأنه خرج له حديثه. وقد صحفه، وإنما هو عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل الصحابي المشهور. 6762- عتبة بن ساعدة. استدركه ابن الأثير على «الاستيعاب» ، وعزاه للدار للدّارقطنيّ والذهبي في «التجريد» ، وعزاه لابن قانع. والحديث الّذي ذكره الدّار الدّارقطنيّ، وابن قانع، أورداه من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عويم بن عتبة بن ساعدة، عن أبيه، قال: جاءنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ونحن نبني مسجد قباء، فقال: «قد أفلح من بنى المساجد وقرأ القرآن قائما وقاعدا» . 6763- عتبة بن عبد اللَّه «3» :   (1) أسد الغابة ت (3513) ، الاستيعاب ت (1764) . (2) في أ: لتقي. (3) أسد الغابة ت (3550) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وعزاه للإسماعيلي، وأورد له من طريق عبد اللَّه بن ناشح عنه مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برجلين يتبايعان شاة، وهما يحلفان، فقال: «إنّ الحلف ممحقة «1» للبركة» . قلت: ولا معنى لاستدراكه فإنه عتبة بن عبد السلمي وابن ناشح معروف بالرواية عنه. وقد تقدم أن البخاري ذكر أنه يقال فيه عتبة بن عبد اللَّه. 6764- عتبة بن عبيد الثمالي «2» . أورده أبو موسى أيضا، وروى من تاريخ يعقوب بن سفيان، من طريق صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن عتبة بن عبيد الثمالي «3» - رفعه: «لا يدخل الجنّة قبل سائر أمّتي إلّا إبراهيم وإسماعيل ... » «4» الحديث. قال أبو موسى: كذا وجدته فيه. والصواب عبد اللَّه بن عبد. قلت: وهو كما قال: وقد مضى على الصواب. 6765- عتبة بن عمرو بن صالح الرّعيني «5» :. صحابي شهد فتح مصر، قاله ابن ماكولا عن ابن يونس. كذا استدركه ابن الأثير، والصّواب عبيد، بالموحدة والدال مصغرا، ابن عمر، بضم العين، ابن صبح، وقيل ابن صبيح. وقد مضى على الصواب في باب العين مع الباء. 6766- عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة القرشي الزهري «6» :، أخو سعد. لم أر من ذكره في الصّحابة إلا ابن مندة، واستند إلى قول موسى بن سعد في ابن أمة زمعة: عهد إليّ أخي عتبة أنه ولده ... الحديث. والحديث صحيح، لكن ليس فيه ما يدل على إسلامه وقد اشتد إنكار أبي نعيم على ابن مندة في ذلك، وقال: هو الّذي كسر رباعية النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وما علمت له إسلاما، بل روى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عثمان الجزري، عن مقسم- أن عتبة لما كسر رباعية النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دعا عليه ألّا يحول عليه الحول حتى يموت كافرا، فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار، ثم أورده من وجه آخر عن سعيد بن المسيّب نحوه.   (1) في أ: محمد. (2) أسد الغابة ت (3551) . (3) في هـ: ابن عبد اليمامي. (4) بنحوه عند ابن عساكر كما في التهذيب 2/ 159. (5) أسد الغابة ت (3554) . (6) أسد الغابة ت (3562) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 قلت: وهو في تفسير عبد الرزاق كما ذكره. وحكى الزّبير بن بكّار، وتبعه أبو أحمد العسكري- أن عتبة أصاب دما في الجاهلية قبل الهجرة، فانتقل إلى المدينة فنزلها، ولما مات أوصى إلى سعد. قلت: لكن يبعد أن يكون استمر مقيما بها بعد أن فعل مع الكفار بنبيّ اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ما فعل، ووصيته إلى سعد لا تستلزم وقوع موته بالمدينة. وقد روى الحاكم في المستدرك بإسناد فيه مجاهيل، عن صفوان بن سليم، عن أنس- أنه سمع حاطب بن أبي بلتعة يقول: إنه اطلع على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بأحد وهو يغسل وجهه من الدم، فقال: من فعل هذا بك؟ قال: «عتبة بن أبي وقّاص، هشّم وجهي، ودقّ رباعيتي» . فقلت: أين توجه؟ فأشار إليه، فمضيت حتى ظفرت به فضربته بالسيف فطرحت رأسه، وجئت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فدعا لي، فقال: رضي اللَّه عنك- مرتين. قلت: وهذا لا يصح، لأنه لو قتل إذ ذاك فكيف كان يوصى سعدا؟ وقد يقال: لعله ذكر له ذلك قبل وقوع الحرب احتياطا. وفي الجملة ليس في شيء من الآثار ما يدلّ على إسلامه، بل فيها ما يصرح بموته على الكفر كما ترى، فلا معنى لا يراده في الصحابة. 6767 ز- عتبة:، غير منسوب. أورده أبو موسى، وقال: ذكره ابن شاهين، وأفرده عمن مضى، وأخرج من طريق مسعود بن عبد الرحمن، عن خالد، عن أبي عمرو- أن عتبة حدثهم أن رجلا سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: كيف كان أول شأنك؟ قال: «كانت حاضنتي من بني سعد ابن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم «1» لنا ... » الحديث. قلت: لم ينبه أبو حاتم على وجه الصواب فيه، وهذا هو عتبة بن عبد السلمي، والحديث معروف له، أخرجه أحمد في مسندة، من طريق يحيى بن سعد، عن خالد بن معدان بهذا الإسناد. 6768- عتبة:، آخر غير منسوب.   (1) البهمة: الصّغير من أولاد الغنم الضأن والمعز والبقر من الوحش وغيرها، الذكر والأنثى في ذلك سواء. اللسان 1/ 376. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 أفرده الباوردي عمن قبله، وأورد من طريق عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة، عن أبيه- رفعه: «تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها اللَّه ... » «1» الحديث. قال ابن فتحون في «الذيل» : غلط بعض الرواة في قوله: عن أبيه، والحديث إنما هو لنافع، وهو ابن عتبة بن أبي وقاص. قلت: أخرجه مسلم، وأحمد، وابن ماجة، وابن حبان، من طريق عبد الملك عن جابر، عن نافع، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: ليس فيه: عن أبيه. 6769 ز- عتيق بن قيس الأنصاري «2» :. شهد أحدا هو وابنه الحارث، واستدركه أبو موسى على ابن مندة، وهو هو «3» . والصواب عتيك، بالكاف. وقد ذكره ابن مندة. العين بعدها الثاء 6770- عثم بن الرّبعة الجهنيّ «4» . وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان اسمه عبد العزى فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا أورده ابن عبد البر فوهم وهما فاحشا نبّه عليه الرشاطي في الأنساب، فقال: صحف اسمه، وإنما هو غنم، بغين معجمة ونون، والّذي غيره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إنما هو من أحفاده، وهو عبد العزيز بن بدر بن يزيد بن معاوية بن خشّان، بمعجمتين، ابن أسعد بن وديعة بن مبذول بن غنم بن الرّبعة. «5» ذكر ابن الكلبيّ في أنساب قضاعة أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واسمه عبد العزي، فسماه عبد العزيز، وقد مضى على الصواب في مواضعه، فعثم بن الرّبعة جدّ جد جدّ جدّ والده، بينه وبين هذا الصحابي تسعة آباء، فيكون في طبقة مالك «6» جماع قريش. وقد تم هذا الوهم على ابن الأثير ومن تبعه كالذّهبي، وزاد على من تقدمه، وهما   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 178، 4/ 337 وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 147 والحاكم في المستدرك 4/ 426 وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده التقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38804. (2) أسد الغابة ت (3568) . (3) في أ: وهم. (4) أسد الغابة ت (3574) . (5) في هـ: الزمعة. (6) في أ: طبقة فهو مالك. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 آخر، فإنه سماه عثمة، وغاير بينه وبين عثم الجهنيّ الّذي اختلف في الحرف الّذي بعد العين في اسمه، هل هو مثلثة أو نون؟ 6771 - عثمان بن الأرقم «1» بن أبي الأرقم المخزومي:. ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وأورد له من طريق أبي صالح، عن عطاف، عن عبد اللَّه بن عثمان بن الأرقم «2» ، قال: جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال لي: أين تريد؟ قلت «3» : الصّلاة في بيت المقدس ... » الحديث. هكذا أورده، وهو خطأ من أبي صالح أو غيره. والصّواب ما رواه أبو اليمان عن عطاف، عن عبد اللَّه بن عثمان بن الأرقم، عن أبيه، عن جده. أخرجه ابن مندة وغيره. وهو الصواب. 6772- عثمان بن الأزرق «4» : ذكره أبو نعيم تبعا للطّبرانيّ. وأخرجا من طريق هشام بن زياد، عن عمار بن سعد، قال: دخل علينا عثمان بن الأزرق المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب ... الحديث، وفيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من تخطّى رقاب النّاس بعد خروج الإمام، أو فرّق بين اثنين كان كالجارّ قصبه «5» في النّار» «6» . هكذا أورده، وقد صحف بعض رواته في اسم أبيه وأسقط منه، قال أحمد: حدّثنا عباد بن عباد، حدّثنا هشام بن زياد، عن عمار، عن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم، عن أبيه، فذكره: وهو الصواب. والحديث للأرقم بن أبي الأرقم، لا لابنه عثمان. واللَّه أعلم. 6773 - عثمان بن شمّاس «7» بن لبيد:. كذا سمى ابن مندة جدّه لما ذكر- عن ابن إسحاق- أنه استشهد بأحد، لكنه في الترجمة ذكره على الصّواب: عثمان بن شماس بن الشريد، وقد نبه على ذلك ابن الأثير، وجعله الذّهبي في التجريد ترجمتين، والصّواب ما فعل ابن الأثير. 6774 ز- عثمان بن شيبة الحجبي. جاء ذكره في حديث غلط في اسمه من الراويّ، روى أبو عوانة في صحيحه من طريق   (1) أسد الغابة ت (3575) . (2) في أ: الأرقم عن عثمان بن الأرقم. (3) في أ: قال (4) أسد الغابة ت (3576) . (5) القصب: تقدم معناه في الجزء الأول ص 44. (6) ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 179. (7) أسد الغابة ت (3579) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 الأوزاعي: حدثني حسان بن عطية، حدثني نافع، عن ابن عمر، قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الفتح الكعبة ومعه بلال وعثمان بن شيبة، فأغلقوا عليهم الباب ... الحديث. كذا وقع فيه. والصّواب عثمان بن طلحة وقد تقدم بيانه. 6775 - عثمان بن محمد «1» بن طلحة بن عبيد اللَّه القرشي التميمي:. أورده أبو بكر بن أبي عليّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى في الذيل، وروى من طريق مسند أبي حنيفة جمع أبي محمد الحارثي، عن أبي حنيفة، عن محمد بن المنكدر، عن عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه «2» ، قال: تذاكرنا لحم صيد يصيده الحلال فيأكله المحرم ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نائم حتى ارتفعت أصواتنا ... الحديث. قال عبد اللَّه: رواه عن أبي حنيفة خمسة عشر رجلا من أصحابه. قال أبو موسى: هو مرسل خطأ. وقال ابن الأثير: لا خلاف في أن عثمان هذا ليس بصحابي، لأن أباه محمدا قتل يوم الجمل، وهو شابّ فكيف يكون ابنه في حجة الوداع ممّن يناظر في الأحكام؟ فهذا سقط منه شيء. قلت: لو راجع مسند الحارثي لاستغنى عن هذا الاستدلال، وعرف موضع الغلط، فإن الّذي في النسخ الصحيحة منه عثمان بن محمد، عن طلحة بن عبيد اللَّه، فتصحّفت عن فصارت ابن، فنشأ هذا الغلط، ثم إن الحديث مشهور من حديث طلحة، أخرجه مسلم، والنسائي، وأحمد، والدارميّ، وابن خزيمة، وغيرهم، من طريق ابن جريح، عن ابن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان عن طلحة، فخالفه أبو حنيفة في شيخ ابن المنكدر، فإن كان لحفظه فلعل لابن المنكدر فيه شيخين، والمناظر في هذه المسألة طلحة لا عثمان، فإنه الراويّ عنه كذلك. واللَّه أعلم. 6776- عثمان الداريّ. ذكره ابن شاهين، وهو محرّف، فأخرج من طريق أبي اليمان، عن» صفوان بن عمرو، عن سليم، عن عامر، عن عثمان الداريّ: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله   (1) العقد الثمين 6/ 41، التحرير 1/ 403، دائرة معارف الأعلمي 2/ 328، أسد الغابة ت (3593) . (2) عبد اللَّه في أ. (3) في أ: و. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 وسلم يقول: «ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل ... » «1» الحديث. والصواب عن تميم الدّاريّ، كذلك أخرجه أحمد، عن أبي المغيرة، عن صفوان، وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن سليم بن عامر عن تميم. 6777- عثمة الجهنيّ. قال أبو موسى: أورده ابن شاهين وأبو نعيم بالثاء المثلثة، وأورده ابن مندة وأبو عمر بالنون، وكذا ضبطه ابن ماكولا، وهو الصواب. قلت: وقد مضى في عثم الجهنيّ ما وقع للذهبي فيه من الوهم المختص به. 6778 ز- عثور. ذكره البردعيّ في طبقة الصحابة من الأسماء المفردة، ثم قال: نبهت عليه لئلا يغترّ به، فلا صحبة له. 6779 - عثيم بن كثير «2» بن كليب:. من أتباع التابعين، غلط فيه بعض الرواة، أورده ابن شاهين ومن تبعه هنا، فروى من طريق الواقدي، عن محمد بن مسلم بن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه، عن جده- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس. قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عن محمد بن مسلم عن عثيم، فالصحابي هو كليب جد عثيم، وليس عثيم جدا لمحمد، وإنما هو شيخه. وسيأتي بيان ذلك في حرف الكاف إن شاء اللَّه تعالى. العين بعدها الجيم 6780- عجوز بن نمير «3» . «4» أورده أبو نعيم في «الصحابة» ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، فأخرج من طريق نصر   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 103، والطبراني في الكبير 2/ 47 والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 181، والحاكم في المستدرك 4/ 430 عن تميم الداريّ .... الحديث وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 17، 8/ 265، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1345. (2) أسد الغابة ت (3597) . (3) أسد الغابة ت (3599) . (4) في التجريد بن نمير، أو من بني نمير. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 ابن حماد، عن شعبة، عن الجريريّ، عن أبي السّليل، عن عجوز بن نمير، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي «1» في الكعبة: كذا قال، وإنما عجوز من بني نمير، كذلك أخرجه أحمد عن محمد بن جعفر، عنه، وعن شعبة. وقد نبه على وهم أبي نعيم فيه أبو موسى. العين بعدها الدال 6781- عدي الأنصاري «2» : والد أبي البدّاح. أورده أبو موسى، وروى من طريق الترمذي: حدّثنا ابن أبي عمر، حدثنا ابن عيينة، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن أبيه، عن أبي البدّاح بن عدي، عن أبيه: رخص للرّعاء أن يرموا يوما ويدعوا يوما، وهذا غلط نشأ عن سقط، لأن أبا البداح هو ابن عاصم بن عدي، فنسب في رواية سفيان إلى جده، والصحبة إنما هي لابنه عاصم. وقد رواه مالك عن عبد اللَّه بن أبي بكر على الصواب. 6782 - عدي «3» بن جوس بن سعد بن نصر الجذامي:. صحابي، ولعله الّذي قبله، كذا أورده الذّهبيّ في «التجريد» على أنه جوس بجيم في أوله، وأشار بالذي قبله إلى عدي بن زيد، ووهم في ذلك، لأنه عدي بن حوش فصحفه. وقد مضى على الصّواب، والعجب أنه أعاده. 6783 ز- عدي بن حاتم الحمصي. في حاتم بن عدي. 6784 ز- عدي بن حرام بن الهيثم الأنصاري الظّفري: والد فضالة. تقدّم ذكر ولده في القسم الأول في الفاء، وصنيع البغوي، وابن أبي داود، وابن شاهين، وغيرهم- يقتضي أن لعدي هذا صحبة، فإنّهم أخرجوا من طريق فضيل بن سليمان، عن يونس بن محمد بن فضالة عن أبيه- وكان أبوه ممّن صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هو وجده، فالضمير في أبيه ظاهر ليونس، والضمير في قوله: وكان أبوه- لمحمد، وكأن اسم جده محمد عدي، فيكون له صحبة، لكن ليس المراد ظاهر الضمير، بل   (1) سقط في ط. (2) أسد الغابة ت (3606) . (3) هذه الترجمة سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 جد محمد هو فضالة، لأن الصحيح أن محمد بن فضالة نسب إلى جده لشهرته. وقد نبهت على ذلك في محمد بن فضالة. 6785 ز- عدي بن خالد الجهنيّ. جاء ذكره في حديث أخرجه ابن القطان في الوهم من طريق ابن عبد البرّ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد اللَّه بن يزيد، حدثنا سعيد وحيوة، عن أبي الأسود، عن بكير بن الأشج، عن بسر «1» بن سعيد، عن عدي بن خالد الجهنيّ- رفعه: «من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف ولا مسألة فليقبله ... » الحديث. قال ابن القطّان: هو مقلوب. والصواب خالد بن عدي. قلت: كذلك «2» في المسند: عن عبد اللَّه بن يزيد، وهو المقري، بهذا الإسناد، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة عن المقري، وأبو يعلى عن أحمد الدّورقي عن المقري، والطبراني. وغيره من طريق المقري «3» .. 6786- عدي بن ربيعة التميمي السعدي:. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه ابنه محمد فقط. قلت: كذا أورده الذّهبي في التجريد، فأخطأ فيه، وهو عدي بن ربيعة الجشمي المتقدم ذكره، وهو مشكوك في أمره، والّذي يغلب عليه الظن أنه أدرك البعثة. واللَّه أعلم. 6787- عدي بن زيد الأنصاري «4» : استدركه ابن الأمين وعزاه لتخريج البزار. وقد تقدم أنه الجذامي، فالحديث حديثه، فكأنه جذامي حالف الأنصار. 6788 - عدي بن عدي بن عميرة بن فروة «5» الكندي:، سيد أهل الجزيرة.   (1) في أ: بشر. (2) في أ: كذلك هو. (3) في أ: المقبري. (4) الاستيعاب ت (1803) . (5) الثقات 3/ 317، الرياض المستطاب 239، الجرح والتعديل 7/ 168، التاريخ الكبير 1/ 304، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 224، الأعلام 4/ 221، الكاشف 2/ 259، شذرات الذهب 1/ 257، الطبقات 319، الطبقات الكبرى 5/ 341، طبقات الحفاظ 44، تهذيب الكمال 2/ 954، الإكمال 6/ 279، بقي ابن مخلد 512، 196، أسد الغابة ت (3619) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 قال الطّبريّ: له صحبة. قلت: بل هو تابعي معروف، استعمله عمر بن عبد العزيز، وهو المراد بقوله البخاري في الإيمان من صحيحه: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي. قال ابن سعد: كان ناسكا. وقال مسلمة بن عبد الملك: إن في كندة لثلاثة ينزل اللَّه بهم الغيث، فذكره فيهم، فقد جاء عنه حديث مرسل ذكر نسبه الطبراني والعسكري وغيرهما في الصحابة، وهو من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي الزبير، عن عدي بن عدي الكندي، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «من حلف على مال مسلم لقي اللَّه، وهو عليه غضبان» . قلت: وهذا الحديث في النسائي من هذا الوجه، لكن عن عدي بن عدي، عن أبيه. وعند غيره من طريق عدي بن عدي عن عمه العرس بن عميرة، عن أخيه عدي بن عميرة. وعند أبي داود من طريق مغيرة بن زياد، عن عدي بن عدي، عن العرس بن عميرة حديث آخر، ورواه من وجه آخر عن مغيرة، فلم يذكر العرس «1» ، فهذان الحديثان مرسلان. وقال ابن عبد البرّ: اختلفوا في عدي بن عدي صاحب عمر بن عبد العزيز، فقال البخاري: هو ابن عدي بن فروة، وقال غيره: هو ابن عدي بن عميرة. وقال ابن أبي خيثمة: ليس هو من ولد هذا ولا هذا، وجعل أباه ثالثا. قلت: كذا ادّعى على ابن أبي خيثمة، ولم أر التصريح بذلك عند ابن أبي خيثمة، وسبب الاشتباه كونه لم ينسب الأول، ونسب الثاني إلى الجد، وإلا فجميع النّسابين قد نسبوه كابن الكلبي، وابن حبيب، وخليفة بن سعد، وابن البرقي، وغيرهم، وكذا أثبتوا نسب عدي بن عدي صاحب عمر بن عبد العزيز، فقالوا: ابن عدي بن عميرة بن فروة، وساقوا نسبه إلى آخره كما تقدم في ترجمة أبيه. وقد أخرج النّسائي في حديثه من طريق جرير بن حازم، عن عدي بن عدي، عن رجاء بن حيوة. والعرس «2» بن عميرة إنما حدثاه عن أبيه عدي بن عميرة، فذكر الحديث، وليس لعدي بن عدي هذا صحبة، بل مات سنة عشرين ومائة. 6789 ز- عدي بن عدي «3» بن حاتم الطائي:.   (1) في أ: الغرس. (2) في أ: الغرس. (3) الثقات 1/ 316، الرياض المستطابة 221، الجرح والتعديل 7/ 2، تجريد أسماء الصحابة 1/ 376، تقريب التهذيب 2/ 16، تهذيب التهذيب 7/ 166، التاريخ الصغير 1/ 148، 154، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 762، التاريخ الكبير 7/ 43- خلاصة تهذيب 2/ 123، الأعلام 4/ 202، الكاشف 2/ 59، شذرات الذهب 1/ 74، الصراط- 1/ 41، 74، الطبقات 68، 133، تهذيب الكمال 2/ 923، بقي بن مخلد 51، التعديل والتجريح 1190، الطبقات الكبرى 1/ 322، 2/ 164، 6/ 118، 180، 247- 294. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 ذكره يحيى بن مندة في «ذيله» وعزاه للطبراني، فوهم، فإنما ذكر الطبراني عدي بن عدي الكندي. 6790 ز- عدي بن عميرة الحضرمي ّ «1» : أخو العرس بن عميرة. كذا فرق ابن مندة بينه وبين عدي بن عميرة الكندي، فوهم، فهو هو، وهو أخو العرس بن عميرة. 6791- عدي بن فروة «2» : فرق ابن أبي خيثمة بينه وبين عدي بن عميرة، وتبعه ابن عبد البر، فقال ما هذا نصه: عدي بن عميرة الحضرميّ، ويقال الكندي، كوفي روى عنه قيس ابن أبي حازم ... فذكر الحديث. روى عنه أخوه العرس، ثم قال : عدي بن فروة، وقيل: هو عدي بن عميرة بن فروة، أصله من الكوفة ثم انتقل إلى حزان، قيل: هو الأول، وعند أكثرهم هو غيره، كذا قال عن الأكثر، والأكثر على أنه واحد. العين بعدها الراء 6792- عرفجة بن خزيمة: قال أبو عمر: قال فيه عمر لعتبة بن غزوان- وقد أمده به: شاوره، فإنه ذو مجاهدة. وتعقبه ابن الأثير بأن الصّواب عرفجة بن هزيمة «3» . وقد تقدم في موضعه، وهو كما قال. 6793 ز- عرفة بن الحارث الكندي «4» : ذكره ابن قانع، وابن حبّان، ثم رجع ابن حبان فذكره في العين المعجمة، وهو الصواب.   (1) الثقات 3/ 317، الرياض المستطابة 239، الجرح والتعديل 7/ 168، الأعلام 4/ 221، الكاشف 2/ 259، شذرات الذهب 1/ 157، الطبقات 319- 270، الطبقات الكبرى 5/ 341، 6/ 55، طبقات الحفاظ 44، تهذيب الكمال 2/ 954، الإكمال 796. بقي بن مخلد 512، 196. (2) أسد الغابة ت (3621) ، الاستيعاب ت (1805) ، التاريخ الكبير 7/ 44، الجرح والتعديل 7/ 3. (3) في أسد الغابة هرثمة. (4) الثقات 3/ 318. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 6794- عركي «1» : بفتحتين وكسر الكاف. ذكره ابن أبي حاتم في حرف العين، وقال: روي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه سأله عن ماء البحر، وتبعه ابن السمعاني في الأنساب، فقال: هذا اسم يشبه النسبة، فذكر حديثه ابن ماكولا، وابن الأثير، وتعقبه النّوويّ بأنّ ذكره في الأسماء وهم، فإن العركي وصف، وهو ملاح السفينة. قلت: والّذي أعرفه عند أهل اليمن أنه صيّاد السمك، وربما قالوا العروكي. وقد تقدم أن الطبراني ذكره فيمن اسمه عبد. 6795 - عروة بن رفاعة «2» الأنصاري: ذكره الإسماعيليّ، وأخرج من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن رفاعة الأنصاري- أن أسماء بنت عميس جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث في الرقي. قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصواب عروة بن رفاعة عن ابن رفاعة، فعروة هو ابن عامر، ورفاعة هو ابن عبيد، وهو في الّذي بعده. 6796 - عروة بن عامر «3» بن عبيد بن رفاعة:. ذكره أبو موسى، وعزّاه للإسماعيليّ، وقال: روى من طريق ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر بن عبيد بن رفاعة- أن أسماء بنت عميس أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بثلاثة بنين لها واستأذنته أن يرقيهم، فأذن لهم. قلت: وقد وقع فيه أيضا تصحيف. والصواب: عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، فعروة هو الجهنيّ المتقدم في القسم الأول. وقد جزم أبو حاتم بأنه يروي عن عبيد بن رفاعة. وقد أخرج الترمذي وابن ماجة الحديث على الصواب من طريق ابن عيينة، عن عمرو، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة- أن أسماء بنت عميس. وأخرجه الترمذي والنسائي، من طريق أيوب، عن عمرو، عن عروة بن عبيد بن   (1) الإكمال 7/ 83، 271. (2) في أ: سقط. (3) أسد الغابة ت (3649) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 207 رفاعة، عن أسماء، وهذه الطريق موصولة، فإن عبيد بن رفاعة له رؤية، ولم يصح له سماع عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 6797- عروة السعدي «1» : ذكره البغويّ والباوردي وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا من طريق الأوزاعي، عن محمد بن حزابة «2» ، عن محمد بن عروة السعدي، عن أبيه- رفعه: «من أشراط السّاعة أن يعمر الخراب ويخرب العامر ... » الحديث. وهذا غلط نشأ عن قلب وإسقاط، أما القلب فإن الصواب عن الأوزاعي عن عروة بن محمد. وأما الإسقاط فإنما هو عن عروة بن محمد، عن أبيه، عن جده عطية، وسبق على الصواب فيمن اسمه عطية في القسم الأول. ووالده عروة هذا مختلف في أنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كما سأبينه في ترجمة محمد بن عطية في القسم الثاني من حرف الميم. وقد جزم ابن فتحون بأن قول من قال عروة بن محمد هو الصواب، وأن محمد بن عروة مقلوب، وسأذكر مزيدا لذلك في ترجمة محمد بن حبيب من القسم الرابع في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى. 6798 ز- عريف من عرفاء قريش: ذكره البغويّ في حرف العين، وذكره في الأسماء وهم، وإنما هو وصف، وكان الصواب أن يذكره في المبهمات. العين بعدها السين 6799 - عسجدي «3» بن ماتع «4» السكسكي: عداده في المعافر. شهد فتح مصر، قاله ابن يونس. قلت: الصواب أنه عجسري، بعد العين جيم ثم سين ثم راء، فهذا تصحيف. وقد تقدم على الصواب في مكانه.   (1) أسد الغابة ت (3647) . (2) في هـ: خراسة. (3) في الإكمال عزجدي، وفي التجريد عجزي. (4) في أ: مقانع. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 العين بعدها الصاد 6800- عصمة، صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «1» : روى عنه أزهر. فرق الذّهبيّ في «التجريد» بينه وبين عصمة بن قيس، وهو واحد. 6801- عصيمة الأسدي «2» : بالتصغير. استدركه أبو موسى على ابن مندة. وقد ذكره ابن مندة في عصمة، فلا معنى لاستدراكه. 6802- عصيمة الأشجعي «3» : حليف بني النجار. كرره ابن عبد البرّ، وقد ذكره في عصمة، نبّه عليه ابن الأثير. العين بعدها الطاء 6803 - عطاء الشيبي «4» العبدري: روى عنه ابنه إبراهيم، وفطر بن خليفة، له حديث: قابلوا النّعال، كذا ذكره الذهبي. ودعواه أن فطر بن خليفة روى عنه هذا غلط، وقوله في هذا: إنه شيبي عبدري غلط أيضا، بل هو ثقفي طائفي. واختلف في حديثه: «قابلوا النّعال» ، هل هو صحابية أو إبراهيم كما تقدم مستوفى في ترجمة إبراهيم. وأما الشيبي العبدري فهو الّذي روى عنه فطر بن خليفة، وحديثه: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي في نعليه. وقد تقدّم في الأول مع بيان الاختلاف في اسم أبيه. 6804- عطاء المزني «5» : ذكره ابن مندة، وروى من طريق إسماعيل بن زيد، عن ابن قتيبة، عن عبد الملك بن نوفل، عن ابن عطاء المزني، عن أبيه، قال ابن مندة: هو غلط. والصواب: عن ابن عصام، كذلك رواه الحفاظ من أصحاب ابن عيينة، وقد مضى على الصواب في عصام في القسم الأول.   (1) الجرح والتعديل 7/ 98، التاريخ الكبير 7/ 63. (2) أسد الغابة ت (3677) ، الاستيعاب ت (1833) . (3) أسد الغابة ت (3678) ، الاستيعاب ت (1834) . (4) الاستيعاب ت (2054) . (5) أسد الغابة ت (3682) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 209 6805 ز- عطاء» : مولى أبي أحمد بن جحش. أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه، وتبعه العسكري: حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسل. قلت: وحديثه عن أبي هريرة في سنن النسائي. 6806 ز- عطاء بن سعد: استدركه ابن فتحون فوهم، فإنه عطية السعدي، فقد تقدم أن أحد ما قيل في اسم أبيه أنه سعد. 6807- عطية بن سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة الثقفي «2» :. تابعي معروف، اختلف في حديثه على ابن إسحاق اختلافا كثيرا، وأصحها رواية إبراهيم بن سعد عنه: حدثني عيسى بن عبد اللَّه بن مالك، عن عطية بن سفيان، حدثني وفدنا الذين قدموا على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بإسلام ثقيف، وقدموا عليه في رمضان ... فذكر الحديث. وأخرجه ابن ماجة، وقد تقدم بيان الاختلاف فيه في ترجمة علقمة الثقفي. 6808- عطية بن عمرو بن جشم «3» : ذكره البغويّ، وقال: لا أدري سمع من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أم لا؟ وتبعه جعفر المستغفريّ، وأبو موسى، وفرّقوا بينه وبين عطية السعدي، وأخرجوا له حديثا، وهو حديث عطية السعدي بعينه. وقد تقدم أن أحد ما قيل في اسم أبيه عمرو. وأما جشم فهو جدّه الأعلى. 6809 ز- عطية الساعدي: ذكره بعضهم في الصحابة، وهو غلط. روى حديثه البيهقي في الشعب من طريق ربيعة بن يزيد وغيره، عن عطية الساعدي، وكانت له صحبة- رفعه «لا يبلغ العبد أن يكون   (1) أسد الغابة ت (3681) . (2) أسد الغابة ت (3688) ، الثقات 3/ 307، الجرح والتعديل 6/ 382، تجريد أسماء الصحابة 1/ 382، تقريب التهذيب 2/ 24، تهذيب التهذيب 7/ 226، التاريخ الكبير 7/ 10، خلاصة تذهيب 2/ 234، الكاشف 2/ 269، تهذيب الكمال 2/ 940. (3) أسد الغابة ت (3693) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 210 من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به حذرا ممّا به البأس» . وهذا حديث عطية السعدي بعينه، فقد أخرجه الترمذي وابن ماجة من حديثه. العين بعدها الفاء 6810- عفيف بن الحارث اليماني «1» : ذكره الطّبراني في الصحابة، وتبعه أبو نعيم: فروى من طريق المعافى بن عمران، عن أبي بكر الشيبانيّ، عن حبيب بن عبيد عن عفيف بن الحارث اليماني- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ما من أمّة ابتدعت بعد نبيّها بدعة إلّا أضاعت مثلها من السّنّة» «2» . قال أبو موسى في «الذيل» وقع التصحيف عنده في مواضع: الأول في اسمه، وإنما هو غضيف بمعجمتين. الثاني في نسبه، وإنما هو الثّمالي، بضم المثلثة. الثالث في السند، وإنما هو أبو بكر الغساني «3» ، وهو ابن أبي مريم، قال: وقد أورده الطبراني في كتاب السنة على الصواب. العين بعدها القاف 6811- عقبة بن أوس «4» : تابعي مشهور أرسل حديثا أخرجه بقي بن مخلد في مسندة، واستدركه الذهبي في التجريد، ولا معنى لاستدراكه. 6812- عقبة بن الحارث الفهري: أمير المغرب لمعاوية ويزيد. قال ابن يونس: يقال له صحبة، ولا يصح، كذا استدركه الذهبي في التجريد، فلم يصب، وهذا هو عقبة بن نافع بن الحارث، نسبه هنا إلى جده. وقد ذكره ابن يونس على الصواب، فلعل النسخة سقط منها اسم أبيه. وقد مضى ذكر عقبة بن نافع في القسم الثاني.   (1) أسد الغابة ت (3701) . (2) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 19. وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 193 عن غضيف بن الحارث الثمالي .... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو منكر الحديث. وأورده المنذر في الترغيب 1/ 86، والمتقي الهندي في كنز العمال، حديث رقم 1100. (3) أسد الغابة: النسائي. (4) بقي بن مخلد 771. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 211 6813- عقبة بن عبد «1» : بغير إضافة. ذكره المستغفريّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى، وهو مصحّف، فإنه أورده من طريق يحيى بن صالح، عن محمد بن القاسم: سمعت عقبة بن عبد يقول: أعطاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سيفا قصيرا، فقال: «إن لم تستطع أن تضرب به ضربا فاطعن به طعنا» . قلت: وهو حديث معروف لمحمد بن القاسم، بن عتبة بن عبد السلمي المذكور في القسم الأول. 6814- عقبة بن مالك الجهنيّ «2» : تقدم القول فيه في القسم الأول. 6815- عقبة بن ناجية الخزاعي: والد كلثوم. ذكره يعقوب بن محمّد الزّهري. والصواب علقمة بن ناجية، وقد تقدم واضحا في القسم الأول. 6816- عقبة بن نافع «3» : صحّف بعض الرواة أباه أيضا، والصواب عقبة بن عامر. روى الإسماعيلي، من طريق إسحاق الأزرق، عن الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن عقبة بن نافع- أنّ رجلا سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن أخته نذرت أن تحجّ ماشية، فقال: مرها فلتركب. قال الإسماعيليّ: إنما هو عقبة بن عامر. قلت: كذا أخرجه أبو داود من وجه آخر عن الثوري بهذا الإسناد، ومن وجه آخر عن عكرمة، ومن طريق أخرى عنه عن ابن عباس، عن عقبة بن عامر. 6817- عقبة، أبو عبد الرحمن: له صحبة. جاء في حديث واه هو الجهنيّ يراه كذا. أورده الذهبي عقب عقبة   (1) أسد الغابة ت (3715) . (2) أسد الغابة ت (3720) . (3) التاريخ الكبير 6/ 435، فتوح مصر 194، 197، الطبري 5/ 240، رياض النفوس 1/ 62، جمهرة أنساب العرب 163، 178، تاريخ ابن عساكر 11/ 358، الكامل 4/ 105، معالم الإيمان 1/ 164، 167، تاريخ الإسلام 3/ 49، البداية والنهاية 7/ 217، العقد الثمين 6/ 111، حسن المحاضرة 2/ 220. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 212 الجهنيّ. روى عنه ابنه عبد الرحمن، فما كان ينبغي أن يعيده مع اعترافه بأنه هو. العين بعدها اللام 6818 ز- العلاء بن الحارث الثقفي «1» : ذكره ابن الكلبيّ في التّفسير، عن أبي صالح، عن ابن عباس، في المؤلفة وقد صحف اسم أبيه، وإنما هو العلاء بن جارية، بالجيم والتحتانية. وقد مضى على الصواب. 6819 - علباء «2» الأسدي: ذكره أبو أحمد العسكريّ في بني أسد بن خزيمة في الصحابة، وأشار ابن الأثير إلى ذلك في موضعين: أحدهما أنه أسدي بسكون السين من الأزد والسين مبدلة من الزاي، والثاني أنه تابعي، فإنه أورد له من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج- أن علباء الأسدي أخبره أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبّر ثلاثا ... الحديث. قلت: وفات ابن الأثير ذكر وهم ثالث، وهو تصحيف اسمه، وإنما هو علي، وإنما تثبت الألف لكون الاسم وقع بعد أن، وعليّ الأزدي هذا هو علي بن عبد اللَّه البارقي، مشهور في التابعين، معروف بروايته لهذا الحديث عن ابن عمر. أخرجه مسلم، وابن خزيمة، وأبو داود، والنسائي، وأحمد، وابن حبان، من رواية ابن جريج، عن أبي الزبير، عن علي البارقي، عن ابن عمر به. وأخرجه أحمد أيضا، والحاكم، والدارميّ، وابن حبان أيضا، من طريق حماد بن سلمة، عن أبي الزبير كذلك. فاستيقظ ابن الأثير لتحريف النسب، ولم يستيقظ لكون الحديث مرسلا، والراويّ تابعي لا صحابي، ولا يكون اسمه تصحّف، ومشى ذلك على الذهبي فلم ينبه على صوابه. وقد أخرج ابن عدي في الكامل هذا الحديث في ترجمة علي بن عبد اللَّه البارقي، ووقع في سياقه عن أبي الزبير أن عليّا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمه ... فذكر الحديث. والعجب من العسكري حيث صنّف في التصحيف كتابين أكثر فيهما التشنيع على المحدثين وعلى الأدباء، ثم تبع في هذا التصحيف. نسأل اللَّه التوفيق. 6820- علقمة بن حجر «3» :   (1) أسد الغابة ت (3769) . (2) أسد الغابة ت (3782) ، الاستيعاب ت (1871) . (3) في التجريد: حارثة، وفي أسد الغابة العلاء بن حارثة، وفي الاستيعاب العلاء بن جارية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة، وهو وهم، فإنه روى من طريق حجاج، عن عبد الجبار بن وائل بن علقمة بن حجر، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يسجد على جبهته وأنفه. قال أبو موسى: هذا خطأ، وإنما هو عن حجاج، عن عبد الجبار بن وائل بن حجر، عن أبيه. قلت: سبب الاشتباه أن عبد الجبار إنما سمع هذا الحديث من أخيه علقمة بن وائل، عن أبيه، فوقع في الإسناد تغيير استلزم ذكر علقمة بن حجر، ولا وجود له، وإنما المعروف علقمة بن وائل بن حجر. 6821- علقمة بن نضلة الكناني «1» : مضى في الأول، وأن أبا حاتم قال: لا صحبة له. 6822- علقمة بن نضلة الخزاعي:. تقدم فيمن اسمه طلحة، وإن وقع عند ابن قانع مصحفا. 6823 ز- علقمة، والد سماك «2» : ذكره ابن شاهين في الصحابة، وروى من طريق ابن يونس، عن سماك «3» بن علقمة، عن أبيه، قال: بينما أنا عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذ دخل رجل يقود رجلا بنسعة ... الحديث. قال أبو موسى: هذا خطأ، وإنما هو عن سماك، عن علقمة، عن أبيه، فسماك هو ابن حرب، وعلقمة هو ابن وائل بن حجر، والصواب وائل بن حجر، وقد حدّث به ابن أبي خيثمة من هذا الوجه على الصواب. قلت: وكذلك أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، من طريق سماك. 6824 ز- علي السلمي: ذكره البزّار في «الصحابة» فوهم، فأخرج في «الوحدان» ، من طريق يزيد بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن إبراهيم بن علي السلمي، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه   (1) تجريد أسماء الصحابة 1/ 369. (2) أسد الغابة ت (3775) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 291. (3) في أ: من طريق حجاج بن يونس بن سماك. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 عليه وآله وسلم قال له: «ألا أزوّجك بنت ربيعة بن الحارث؟» قال البزار: لا نعلم روي عن السلمي إلا هذا الحديث بهذا الإسناد. انتهى. ووقع عنده فيه تحريف، وإنما هو إسماعيل بن إبراهيم بن معاذ. وقد تقدم في عباد على الصواب في القسم الأول. العين بعدها الميم 6825- عمار بن أوس: استدركه الذّهبي «1» ، وعلم له علامة بقي «2» بن مخلد، وهو تصحيف، وإنما هو عمارة كما تقدم في الأول. 6826- عمار بن عكرمة: استدركه الذّهبيّ أيضا، وعزاه لبقي بن مخلد، وهو تصحيف أيضا، وإنما هو عمارة بن زعكرة، بزيادة زاي في أول اسم أبيه بغير ميم. وقد مضى على الصواب. 6827- عمار: رجل من أهل الشام في عمارة. 6828 ز- عمارة بن حبيب النسائي: قال ابن أبي حاتم: روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلى. قلت لأبي: له صحبة؟ قال: ما أدري، كتبناه على الظن في الوحدان. هكذا استدركه ابن فتحون، فصحّف اسم أبيه، وإنما هو شبيب بالمعجمة. وقد مضى على الصّواب. ورأيت بخط أبي علي البكري في الصحابة لابن حبان عمارة بن ثبيت، بمثلثة ثم موحدة مصغرا آخره مثناة، وهو تصحيف أيضا. 6829- عمارة بن راشد «3» : أورده جعفر المستغفريّ، وعزاه ليحيى بن يونس الشيرازي، قال جعفر: وهو تابعي، روى «4» عن أبي هريرة. قلت: وبذلك ذكره البخاريّ، وحديثه في مسند أبي يعلى، وفي القطعيات «5» . وقال أبو حاتم: مجهول. وقال غيره: عاش إلى خلافة عمر بن عبد العزيز.   (1) في أ: استدركه الذهبي أيضا. (2) في أ: تقي. (3) أسد الغابة ت (3812) . (4) في أ: يروي. (5) في ب: القطيعات. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 6830 ز- عمارة بن عبيد «1» : رجل من أهل الشام. تقدم ذكره في القسم الأول، وأن الصواب أنه تابعي، روى عن صحابي من خثعم لم يسمّ. 6831- عمارة بن غراب «2» : ذكره جعفر أيضا، وعزاه ليحيى بن يونس. أورده أبو موسى، قال: وهو رجل من حمير، تابعي، ليست له صحبة. قلت: حديثه في سنن أبي داود، عن عمته، عن عائشة. وقال أبو حاتم: روى عن عائشة، وقيل عن عمته، عن عائشة 6832 ز- عمارة بن قرص الليثي: استدركه مغلطاي فيما قرأت بخطه على أسد الغابة، فصحّفه، وإنما هو عبادة. وقد مضى على الصواب. 6833 ز- عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم:. استدركه ابن فتحون، وعزاه لمقاتل، فإنه قال في تفسيره في قوله تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً [المدثر- آية: «11» ] قال: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان له من الولد سبعة، أسلم ثلاثة: خالد، وهشام، وعمارة، كذا قال. وأورده الثّعلبيّ في «تفسيره» عن مقاتل. والصواب خالد وهشام والوليد، فأما عمارة فإنه مات كافرا، لأن قريشا بعثوه إلى النجاشي، فجرت له معه قصة، فأصيب بعقله، وهام مع الوحش. وقد بينت «3» أنه ممن دعا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليهم من قريش لما وضع عقبة بن أبي معيط سلى «4» الجزور على ظهره وهو يصلي. 6834 ز- عمارة: صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) وفي أسد الغابة: وقيل ابن عبيد اللَّه الخثعميّ وقيل عمار بن عبيد. وقد تقدم في عمار. وعمارة بإثبات الهاء أصح. (2) أسد الغابة ت (3823) . (3) في أ: ثبت. (4) السّلى: الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد، يكون ذلك للناس والإبل والخيل، والجمع أسلاء، وقال أبو زيد: السّلى: لفافة الولد من الدواب والإبل، وهو من الناس المشيمة. اللسان 3/ 2086. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 قال: لقد رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وما يريد أن يشير بإصبعه. فرق ابن شاهين بين هذا وبين عمارة بن رويبة، فوهم، فإنه هو. والحديث حديثه. 6835 ز- عمارة الدئلي: ذكره الباوردي في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون، وهو وهم، فإنه أخرج من طريق مسعود بن سعد، عن عطاء بن السائب، عن ابن عمارة، عن أبيه، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعرفة واقفا ... الحديث. والصّواب: عن عطاء بن السائب، عن ابن عباد، عن أبيه، فابن عباد هو ربيعة وقد مضى. 6836- عمارة، والد أبي عمارة: ذكره ابن عبد البرّ. قال ابن فتحون: وهو وهم. 6837- عمر بن بليل بن أحيحة الأنصاري:. قيل: له صحبة. كذا استدركه صاحب التجريد فصحّفه، وإنما هو عمرو، كما مضى على الصواب. 6838- عمر بن ثابت بن وقش: استدركه ابن الأثير على «الاستيعاب» «1» ، لأن صاحب «الاستيعاب» قال في ترجمة ثابت بن وقش: شهد هو وابناه عمرو وعمر أحدا. والمعروف أن اسم ولديه، سلمة، وعمر، وكذلك ترجمة صاحب الاستيعاب في ترجمة سلمة، وكذلك ذكره العدوي في نسب الأنصار. 6839 ز- عمر بن جابر: أرسل شيئا، فذكره بعضهم. وقد ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وروى عنه كهمس بن الحسن. 6840- عمر بن سالم الخزاعي «2» : ذكره ابن مندة، قال: وقيل عمرو بن سالم، وهو وافد خزاعة، ثم ذكر من حديث ابن   (1) وقال في الاستيعاب: إنه عمرو. (2) أسد الغابة ت (3831) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 عباس أنّ عمر بن سالم الخزاعي أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشده: اللَّهمّ إنّي ناشد محمّدا [الرجز] الأبيات. قال أبو نعيم: كذا أخرجه، ولم يختلف في أنه عمرو- يعني بفتح العين. قال ابن الأثير: قول أبي نعيم صحيح. وقول ابن مندة وهم وتصحيف. واختصره الذّهبيّ اختصارا عجيبا، فقال ما نصه: عمر بن سالم الخزاعي. وقيل: عمرو، وافد خزاعة. والأصح عمر، كذا في النسخة. وأظن الواو سقطت ليلتئم كلامه بأصله. 6841 - عمر بن سراقة «1» بن المعتمر: ذكره أبو عمر فصحفه، والصواب عمرو: وقد نبّه على ذلك ابن فتحون، وقال: ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه عبد اللَّه على الصواب. 6842- عمر بن سعد السلمي «2» : ذكره مطين في الوحدان، من طريق مغازي الواقدي، فقال عن زياد بن عمر بن سعد. حدثني جدي وأبي، وكانا شهدا حنينا، فذكر قصة محلّم بن جثامة. وتبعه أبو نعيم، فقال: فيه نظر. وذكره أبو موسى فلم ينبه على وهمه. والصواب ضميرة «3» ابن سعد، كذا أخرجه أبو داود في السنن على الصواب بهذا السند والمتن. 6843 ز- عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري «4» :. ذكره ابن فتحون في «الذيل» مستأنسا بما ذكره أبو عروبة، من طريق سعيد بن بزيع، عن ابن إسحاق «5» ، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص: إن اللَّه قد فتح الشام   (1) أسد الغابة ت (3832) ، الاستيعاب ت (1900) . (2) أسد الغابة ت (3834) . (3) في هـ: ضمرة. (4) طبقات ابن سعد 5/ 167، طبقات خليفة ت (2080) ، تاريخ البخاري 6/ 158، المعارف 243، الجرح والتعديل قسم، مجلد 3/ 111، تاريخ ابن عساكر 13/ 109، تهذيب الكمال 1014، تاريخ الإسلام 3/ 52، العبر 1/ 73، تذهيب التهذيب 3/ 84، البداية والنهاية 8/ 273، تهذيب التهذيب 7/ 450، خلاصة تذهيب الكمال 383. (5) في أ: عن أبي إسحاق. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 والعراق، فابعث من قبلك جندا إلى الجزيرة، فبعث جيشا مع عياض بن غنم، وبعث معه عمر بن سعد، وهو غلام حديث السن. وكذا رواه يعقوب بن سفيان، والطّبريّ من طريق سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: وكان ذلك سنة تسع عشرة. قال ابن فتحون: من كان في هذه السنة يبعث في الجيوش فقد كان لا محالة مولودا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال ابن عساكر: هذا يدل على أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال ابن فتحون: وقد عارض هذا ما هو أقوى منه، ففي الصحيحين من طريق ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: مرضت بمكة فعادني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إني ذو مال لا يرثني إلا ابنة. الحديث. ففي رواية مالك والجمهور أنّ ذلك كان في حجة الوداع. وفي رواية ابن عيينة في الفتح. قلت: قد جزم إمام المحدثين يحيى بن معين بأنّ عمر بن سعد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب، ذكر ذلك ابن أبي خيثمة في تاريخه، عن يحيى وذكر سيف في «الردة» أنّ سعدا كانت عنده يسرى» بنت قيس بن أبي الكيسم من كندة في زمان الردة، فولدت له عمر بن سعد. 6844- عمر بن عامر السلمي «2» : روى ابن السّكن وابن مندة، من طريق عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن عمر ابن عامر السلمي- أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «إذا صلّيت الصّبح فأمسك عن الصّلاة حتّى تطلع الشّمس، فإنّها تطلع بين قرني شيطان «3» ... » الحديث. قال أبو نعيم: غلط فيه بعض الرواة، وإنما هو عمرو بن عبسة السلمي، وكذلك   (1) في هـ: بشرى، وفي الطبقات: وأم عمر مارية بنت قيس بن معديكرب بن أبي الكيسم. (2) أسد الغابة ت (3837) ، تقريب التهذيب 2/ 58، تهذيب التهذيب 7/ 466، تجريد أسماء الصحابة 1/ 398، تاريخ جرجان 433، الكاشف 314، خلاصة تهذيب 2/ 272، التاريخ الكبير 181، الجرح والتعديل 6/ 126. (3) قال الهيثمي في الزوائد 2/ 227، رواه عبد اللَّه في زياداته في المسند ورجاله رجال الصحيح إلا أني لا أدري سمع سعيد المقبري منه أم لا واللَّه أعلم. وأحمد في المسند 5/ 312، وابن عساكر في تاريخه 6/ 440. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 أخرجه ابن السني من الوجه الّذي أخرجه منه ابن السكن، فقال عمرو بن عبسة «1» . 6845 ز- عمر بن عبيد اللَّه «2» بن أبي زياد:. تابعي، روى عن أنس، غلط بعض الرواة فذكره في الصحابة. قال ابن مندة: لا يصح. وقال ابن أبي حاتم: عمر بن عبيد اللَّه بن أبي زياد روى موسى «3» النّصيبي عن أبي ضمرة عن الحارث بن أبي ذباب، عن عمر بن عبيد اللَّه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بهم المغرب. قال: فسألت أبي عنه، فقال: أخطأ فيه موسى، وإنما هو عن عمر بن عبيد اللَّه أن أنس بن مالك صلّى بهم. قال: وعمر تابعي، ووقع في كتاب ابن الأثير عمر بن عبيد اللَّه بن أبي زكريا. واللَّه أعلم. 6846- عمر بن عوف: حليف بني عامر بن لؤيّ. ذكره ابن شاهين، وروى من طريق الواقدي، قال : عمر بن عوف يماني، حليف «4» بني عامر بن لؤيّ. وأسلم قديما، وصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وروى عنه. قلت: والصواب أنه عمرو بن عوف- بفتح العين. 6847- عمر بن غزية «5» : ذكره ابن مندة، وأعاده في عمرو على الصواب. وقد تقدم. 6848- عمر بن مالك العامري: صوابه أبيّ بن مالك وقد تقدم. 6849- عمرو، بفتح ثم سكون، ابن أبي الأسد «6» :. وهم فيه بعض الرواة، قال الحسن بن سفيان: حدثنا محمد بن حرب المروزي، حدثنا محمد بن بشر، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن الزهري، عن عمرو بن أبي الأسد، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي في ثوب واحد واضعا طرفيه على عاتقيه. قال أبو موسى في «الذيل» رواه أبو كريب، وعلي بن حرب، وغيرهما. عن محمد بن بشر هكذا.   (1) في أسد الغابة: والحديث مشهور من حديث عمرو بن عبسة. (4) في أ: حالف. (2) أسد الغابة ت (3838) . (3) في ب: يونس. (4) في أ: حالف. (5) أسد الغابة ت (3843) . (6) أسد الغابة ت (3856) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 وقال الدّارقطنيّ في «الأفراد» تفرد به محمد بن بشر هكذا. والصواب ما رواه أبو أسامة وغيره عن عبيد اللَّه بن عمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمرو بن أبي سلمة بن عبد الأسد. قلت: كذا أورده «1» ابن خزيمة، وابن حبان، من طريق أبي أسامة. وزعم ابن الأثير أن أبا نعيم سماه عمرو بن الأسود في هذا الإسناد. والّذي رأيته في المعرفة لأبي نعيم عمرو بن أبي الأسد. واللَّه أعلم. 6850- عمرو بن أوس: بن أبي أوس الثقفي «2» . تابعي مشهور، حديثه في الكتب الستة. وذكره الجمهور في التابعين، وذكره الطبراني، وابن مندة، وطائفة في الصحابة بسبب الحديث الّذي أخرجوه من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عمرو بن أوس، عن أبيه، قال: قدمت على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد ثقيف. والمشهور ما رواه الحفاظ، عن الطائفي المذكور، عن عثمان، وهو ابن عبد اللَّه بن أوس، عن عمرو بن أوس، عن أبيه، فوقع في رواية الوليد إبدال عن فصارت ابن، فالصواب عن عثمان عن عمرو عن أبيه، والحديث حديث أوس. وقد وقع فيه خطأ آخر بينته في ترجمة عبد اللَّه بن أوس. 6851- عمرو بن جندب الوادعي:، أبو عطية. تابعي مشهور، سمع عليا، وابن مسعود، وأرسل حديثا فذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة، فروى من طريق سفيان، عن علي بن الأحمر، عن أبي عطية الوادعي، قال: نظر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى نساء في جنازة، فقال: «ارجعن مأزورات «3» » . قلت: وهذا الحديث معروف من رواية. 6852 ز- عمرو بن الحارث «4» بن المصطلق:، هو عمرو بن الحارث بن أبي ضرار.   (1) في أ: رواه. (2) أسد الغابة ت (3865) ، الثقات 3/ 277، تقريب التهذيب 2/ 66، تهذيب التهذيب 8/ 6، تاريخ من دفن بالعراق 100، تجريد أسماء الصحابة 1/ 400، الكاشف 324، خلاصة تذهيب 2/ 280، الجرح والتعديل 6/ 220، التاريخ الكبير 3- 314، الطبقات الكبرى 8/ 397، الطبقات 286. (3) مأزورات: غير مأجورات. اللسان 6/ 4824. (4) تقريب التهذيب 2/ 67، تهذيب التهذيب 8/ 14، تجريد أسماء الصحابة 1/ 403، تاريخ جرجان 229، الكاشف 326، خلاصة تذهيب 2/ 282، الجرح والتعديل 6/ 225، التاريخ الكبير 6/ 308، المحن 42، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تهذيب الكمال 2/ 1028، الطبقات الكبرى 3/ 418، 471- 6/ 102، الطبقات 107، 137، 150، الجمع بين رجال الصحيحين 1382، أسد الغابة ت (3898) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 ذكره ابن مندة، وأبو نعيم في ابن المصطلق. واستدركه أبو موسى في ابن أبي ضرار، وابن أبي ضرار هو الصحيح. والمصطلق جدّه الأعلى، فهو واحد، لا معنى لاستدراكه. 6853 ز- عمرو بن حرام الأنصاري: ترجم له النّسائي في كتاب المناقب، فذكره بعد سلمان الفارسيّ، وقبل خالد بن الوليد، وساق من طريق عمرو بن دينار، عن جابر- رفعه: جزاكم اللَّه معشر الأنصار خيرا، لا سيما آل عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة. قلت: والمراد بآل عمرو ولده عبد اللَّه، والد جابر، وابنه جابر، وعمّاته، وأخواته، وأما عمرو بن حرام جدّ جابر فلم يدرك الإسلام، وكأنه لما قرنه بسعد بن عبادة ظنّ أنه صحابي كسعد، وليس كذلك، وينبغي أن يقرأ سعد بالرفع عطفا على آل لا بالجر عطفا على عمرو وابنه. واللَّه أعلم. 6854 ز- عمرو بن حماس «1» الليثي:. ذكره ابن مندة من طريق الفريابي، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن الحكم، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ليس للنّساء سراة «2» الطّريق «3» » . قال أبو نعيم: لا يصح له صحبة. والصواب أبو عمرو بن حماس وهو تابعي. 6855- عمرو بن خلاس الأوسي «4» : ذكر أبو موسى، عن جعفر أنه قال: شهد بدرا. قلت: وقد صحف أباه، وإنما هو الجلاس بالجيم. وقد، بيناه على الصواب. 6856- عمرو بن رافع «5» :   (1) أسد الغابة ت (3909) ، الطبقات 249، 641. (2) أي لا يتوسطنها ولكن يمشين من الجوانب وسراة كل شيء ظهره وأعلاه. النهاية 2/ 364. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 118، عن علي بن أبي طالب ... الحديث. وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني وهو كذاب ووثقه الحاكم. (4) أسد الغابة ت (3918) . (5) أسد الغابة ت (3920) ، الاستيعاب ت (1935) ، الجرح والتعديل 6/ 232، 233، تهذيب الكمال 1033، 1034، تذهيب التهذيب 3/ 98، تهذيب التهذيب 8/ 32، طبقات الحفاظ 214، خلاصة تذهيب الكمال 288، 289. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 222 ذكره أبو موسى تبعا لسعيد الطالقانيّ، وأورد من طريق هلال بن أبي هلال «1» ، واسم أبي هلال عامر، عن عمرو بن رافع، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخطب بعد الظهر يوم النّحر ... الحديث. والصواب عن رافع بن عمرو، وقلبه عليّ بن مجاهد الراويّ عن هلال، وقال مرة: عن هلال، عن عمرو بن رافع، عن أبيه وهو خطأ أيضا، وإنما اختلف على هلال بن عامر، فقيل: عن هلال، عن رافع بن عمرو. وقيل: عن هلال، عن أبيه، ولا ذكر لرافع ولا لعمرو فيه. وقد بينته في عامر بن عمرو المزني. وقد رواه وكيع، ومروان بن معاوية، وغيرهما، عن هلال، عن رافع بن عمرو. وهو المحفوظ. 6857- عمرو بن زرارة «2» : ذكره ابن قانع، وهو خطأ نشأ عن سقط، روى ابن قانع، من طريق جعفر بن سليمان، عن خالد بن سلمة، عن سعيد بن عمرو بن زرارة، عن أبيه، قال: كنت جالسا عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتلا هذه الآية: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ [القمر: - آية 47] قال: نزلت في أناس يكذبون بالقدر في آخر الزمان. وقد أخرجه ابن شاهين، وابن مردويه في التفسير، وغيرهما من طريق جعفر بن سليمان، عن خالد، عن سعيد بن عمرو بن جعدة. عن عمرو بن زرارة، عن أبيه. وأخرجاه من وجه آخر عن خالد بن سلمة كذلك، فسقط لابن قانع من عمرو إلى عمرو، فتركب منه أن الصحبة لعمرو بن زرارة، وليس كذلك. 6858 ز - عمرو بن سالم بن حصيرة بن سالم الخزاعي «3» :. استدركه ابن فتحون على الاستيعاب، وحكى عن الطبري أنه كان أحد من يحمل ألوية خزاعة يوم الفتح. قلت: ولا معنى لاستدراكه، فإنه هو عمرو بن سالم بن كلثوم الخزاعي الّذي ذكره أبو   (1) في أ: واسم بن أبي هلال أبي هلال. (2) تاريخ بغداد 11/ 202، 203، العبر 1/ 434، اللباب 1/ 348، لسان الميزان 4/ 306. (3) أسد الغابة ت (3930) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 عمر، قال ابن الأثير: أخرج أبو موسى هذه الترجمة مستدركا على ابن مندة، وعزاه لابن شاهين، ولا وجه لاستدراكه، فإن هذا هو المذكور- يعني عمرو بن سالم بن كلثوم. قال: وكأنهم لما رأوا الاختلاف في اسم جده ظنوه اثنين، وهذا النسب الّذي ذكره ابن شاهين هو الّذي جزم به ابن الكلبي وغيره. 6859- عمرو بن سالم «1» : آخر. أورده أبو موسى، وعزاه لسعيد بن يعقوب، من طريق حرام بن هشام، عن أبيه، عن عمرو بن سالم، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن أنس بن زنيم هجاك ... الحديث. قلت: هذا هو الخزاعي، وعجبت لابن الأثير كيف غفل عن التنبيه عليه مع قرب العهد به! 6860- عمرو بن سراقة «2» : استدركه أبو موسى مستندا إلى أن ّ عمرو بن سراقة العدوي القرشي مشهور. وقد ذكر ابن مندة عمرو بن سراقة الأنصاري، فيستدرك أحدهما. قلت: ولا يلزم من كون ابن مندة وهم في جعله أنصاريا أن يكون آخر. 6861- عمرو بن سراقة:، آخر. ذكره أبو موسى عن جعفر، وقال: قسم له عمر في وادي القرى، وجعله جعفر غير العدوي، فوهم، فإنه هو. 6862 - عمرو بن سعد «3» الخير:. أشار إليه ابن الأثير في ترجمة عمرو بن سعد، وعزاه لأبي موسى. وقد، وهم عليه في ذلك، ولفظ أبي موسى عمرو بن سعد وقال بعضهم: هو اسم أبي سعد الخير، فكأنها سقطت من النسخة «هو اسم أبي» ، فنشأ منه هذا الوهم. وقد تبعه صاحب «التجريد» ولم ينبه على صوابه. 6863- عمرو بن سعيد بن الأزعر الأنصاري الأوسي «4» :.   (1) أسد الغابة ت (3931) . (2) أسد الغابة ت (3934) ، الثقات 3/ 274، أصحاب بدر 115، تجريد أسماء الصحابة 1/ 407، الطبقات 220، الطبقات الكبرى 4/ 142، 246- 8/ 348. (3) أسد الغابة ت (3937) . (4) أسد الغابة ت (3941) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 كذا ذكره أبو موسى في الذّيل في حرف السّين من الآباء، فوهم في استدراكه، وصحّف أباه، وهو عمرو بن معبد. أوله ميم. 6864 - عمرو بن سعيد بن «1» العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي: المعروف بالأشدق. تابعي، وأبوه من صغار الصحابة، جاءت عنه رواية مرسلة، من طريق حفيده أيوب بن موسى، عن أبيه، عن جده. أخرجه التّرمذيّ. وجدّ أيوب الأدنى عمرو هذا، وجدّه الأعلى سعيد، والضمير على الصحيح يعود على موسى، لا على أيوب، فالحديث من مسند سعيد. وقد ذكره الأشدق في الصحابة متمسكا بكون الضمير يعود على أيوب- محمد بن طاهر في الأطراف. وتبعه ابن عساكر والمزّي. وقال ابن عساكر في ترجمته من تاريخ دمشق: يقال: إنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وتبعه عبد الغني والمزّي، وهو من المحال المقطوع ببطلانه، فإنّ أباه سعيدا كان له عند موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ثمان سنين أو نحوهما، فكيف يولد له قبل عمرو سنة سبعين من الهجرة. 6865- عمرو بن سعيد الثقفي: ذكره ابن قانع فصحّف أباه. والصّواب شعثم، بمعجمة أوله وبعد العين مثلثة، وصحّف ابن عبد البر أباه أيضا، فقال عمرو بن شعبة جعل آخره هاء. 6866- عمرو بن أبي سفيان الثقفي «2» :. روى حديثه روح بن عبادة، عن عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان، عن عمه عمرو بن أبي سفيان، سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى أن يشرب من ثلمة القدح «3» كذا أورده ابن مندة،   (1) أسد الغابة ت (3942) ، الاستيعاب ت (1941) ، طبقات ابن سعد 4/ 1/ 72، نسب قريش 178، تاريخ خليفة 273، المعارف 296، الجرح والتعديل 6/ 236، مشاهير علماء الأمصار 81، تهذيب الكمال 1035، دول الإسلام 1/ 52- 53، العبر 1/ 77، 78، العقد الثمين 6/ 389. (2) تجريد أسماء الصحابة 1/ 408، الكاشف 330، خلاصة تذهيب 286، الجرح والتعديل 6/ 224، التاريخ الكبير 6/ 310، 333، الطبقات 51، 308، أسد الغابة ت (3945) . (3) ثلمة القدح: أي موضع الكسر منه. اللسان 1/ 502. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 وقال: أراه الأول، يعني عمرو بن سفيان الثقفي الماضي ذكره في الأول، ومن حديثه في إسبال الإزار «1» . [قلت] «2» : وقد وهم فيه في «3» موضعين: في ظنه أنه راوي حديث إسبال الإزار، وفي قوله: سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. أما الأول فلأن الراويّ عنه القاسم أبو عبد الرحمن الشامي، ولا رواية له عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي أصلا. وأما الثاني فلأنه سقط منه اسم الصحابي، فإن البخاري قال في التاريخ عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان روى عن عمه عمرو بن سفيان بن حارثة الثقفي، عن عم أبيه العلاء بن حارثة. وقد أسند الحديث أبو نعيم من طريق روح بن عبادة، فلم يقل فيه: إنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال فيه: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى ... فذكره مرسلا. وعمرو بن أبي سفيان بن حارثة الثقفي تابعي (مشهور) . روى عن أبي موسى، وأبي هريرة، وابن عمر، وغيرهم. روى عنه ابن أخيه عبد الملك، والزهري، وابن أبي حسين «4» وغيرهم. أخرج له الشّيحان، وأبو داود، والنسائي، وجاء في بعض الطرق أن اسمه عمر- بضم العين. 6867- عمرو بن أبي سلامة الأسلمي، والد أبي حدرد» . ذكره أبو موسى عن المستغفريّ، والمستغفري ذكره من أجل حديث اختلف في سنده على محمد بن إسحاق، وهو من رواية القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد، عن أبيه في قصة عامر بن الأضبط، فأخرج من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه وأبا قتادة ومحلّم بن جثامة في سرية ... فذكر الحديث. [وفي] «6» هذا السياق نقص أوجب الوهم، فإن الخبر عند جميع الرواة عن ابن   (1) في أ: الإزار قلت: في قوله سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. (2) سقط في أ. (3) في أ: وهم فيه في موضعين. (4) في هـ: حسن. (5) أسد الغابة ت (3950) ، تجريد أسماء الصحابة 4091. (6) في أ: سقط. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 إسحاق، عن يزيد، عن القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد، عن أبيه. ومنهم من أبهم اسم لقعقاع، قال: عن أبي القعقاع، ومنهم من قال: عن ابن القعقاع، ولكن اتفقوا على أن الحديث من مسند عبد اللَّه بن أبي حدرد، وليس لأبي حدرد فيه رواية فضلا عن أبيه. وقد اختلف في اسم أبي حدرد «1» كما أشرت إليه في سلامة من حرف السين واختلف أيضا في اسم أبيه، كما سأذكره في ترجمة أبي حدرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 6868 ز- عمرو بن سلمة الضمريّ: وقع كذلك في العلل للدار للدّارقطنيّ من طريق حيوة بن شريح، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة. والصّواب عمير بن سلمة، كذلك رواه الدراوَرْديّ وغيره عن ابن الهاد. 6869 ز- عمرو بن سليم الزّرقيّ «2» :. ذكره أبو موسى، عن سعيد بن يعقوب، وقال: لا صحبة له. وأورد له من طريق عن عامر بن عبد اللَّه بن الزّبير، عنه حديث: «إذا دخل أحدكم مسجدا فليصلّ ركعتين» . وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من رواية مالك عن عامر، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة وهو الصواب. 6870- عمرو بن سليمان المزني «3» :. ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق إسماعيل بن أبي إياس، سمعت عمرو بن سليمان المزني، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «العجوة من الجنّة» «4» . ووهم ابن قانع فيه من وجهين، فإنه صحّف اسم أبيه، وحذف شيخه. والصواب ما أخرجه ابن ماجة وغيره من هذا الوجه عمرو بن سليم المزني، عن رافع بن عمر المزني. وهو الصواب.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (3953) . (3) أسد الغابة ت (3954) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 409. (4) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 350، عن أبي هريرة كتاب الطب باب ما جاء في الكمأة والعجوة (22) حديث رقم 2066، 2068. وقال أبو عيسى هذا حديث حسن. وابن ماجة في السنن 2/ 1142، كتاب الطب باب الكمأة والعجوة (8) . حديث رقم 3453، 3455، 3456. والدارميّ في السنن 2/ 338، وأحمد في المسند 2/ 301، 305، 325، وابن أبي شيبة في المصنف 7/ 376، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 445، والهيثمي في الزوائد 5/ 88. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 6871- عمرو بن سهل بن الحارث الأوسي الظّفري «1» :، أبو لبيد. أورده يحيى بن عبد الوهاب بن مندة مستدركا على جدّه، وأورد له من حديث قتادة بن النعمان أنّ بعض المنافقين اتّهمه بالدرع، فبرأه اللَّه تعالى. قال ابن الأثير: وهم فيه يحيى، فإن جميع من صنف في الصحابة وجميع من صنّف في النسب ذكروا القصة للبيد بن سليم. وقد تقدّمت في ترجمة رفاعة بن زيد على الصواب. قلت: فلعله كان يكنى أبا عمرو، فانقلب. 6872 ز- عمرو بن سواد: وقع في شرح شيخنا ابن الملقن «في باب غسل الخلوق من شرح البخاري» له ما نصه: هذا الرجل هو الّذي جاء وعليه الخلوق، يجوز أن يكون عمرو بن سواد، إذ في الشفاء للقاضي عياض عنه، أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا مخلق، فقال: «ورس ورس، حطّ حطّ، وغشّاني بقضيب بيده في بطني، فأوجعني ... » الحديث. لكن عمرو هذا لا يدرك ذا، فإنه صاحب ابن وهب. قلت: إن ثبت الخبر فهو آخر وافق اسمه واسم أبيه، لكن القصة معروفة لسواد بن عمرو، كما تقدم في ترجمته، فالظاهر أنه انقلب. 6873 ز- عمرو بن الشريد الثقفي:. تابعي معروف، سيأتي شرح خبره في ترجمة محمد بن الشريد. 6874- عمرو بن عبد اللَّه العدوي: ذكره ابن فتحون عن الأموي في مغازيه، وأنه الّذي حلق رأس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع. قلت: وهذا خطأ نشأ عن تصحيف: وإنما هو معمر. وسيأتي على الصواب. 6875- عمرو بن عبد اللَّه الأنصاري «2» :. تقدم التنبيه عليه في القسم الأول، وأنه عمرو بن عبيد اللَّه- بالتصغير- الحضرميّ.   (1) أسد الغابة ت (3957) . (2) التحفة اللطيفة 3/ 302، تهذيب التهذيب 3/ 63، الجرح والتعديل 6/ 343، خلاصة تذهيب 290، الاستبصار 35، تجريد أسماء الصحابة 1/ 412، ذيل الكاشف 1141. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 228 6876- عمرو بن عبد الحارث البجلي: أبو حازم، والد قيس. أورده جعفر المستغفريّ، وتبعه أبو موسى، قال: والمشهور أن اسمه عبد عوف. قلت: وهو الصواب. 6877- عمرو بن عقبة: ذكره سعيد بن يعقوب، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، فروى من طريق علي بن خالد، عن مكحول- أن عمرو بن عقبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من صام يوما في سبيل اللَّه بعد من النّار مسيرة مائة عام» . قال سعيد: أراه عمرو بن عبسة. قلت: هو هو، والحديث حديثه. 6878- عمرو بن عقبة بن نيار:. ذكره المستغفريّ، فقال: شهد بدرا، وهو وهم. والصواب عمير، بالتصغير. 6879- عمرو بن أبي عقرب: تابعي كبير مخضرم. ذكره سعيد بن يعقوب برواية موهومة. وقد بينا ذلك في القسم الّذي قبله. 6880 ز- عمرو بن عبيش «1» : ذكره سعيد بن يعقوب، قال: كان له رئيّ «2» في الجاهلية ... الحديث. وقد صحف أباه، وإنما هو أبيش «3» بهمزة لا بعين. 6881- عمرو بن غنم بن مازن بن قيس بن أبي صعصعة الخزرجي «4» :. أورده جعفر المستغفريّ فيمن شهد بدرا من الأنصار، وذكره أيضا فيمن نزل فيه قوله تعالى: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً [التوبة 92] . هكذا أورده أبو موسى في الذّيل، وهو وهم ابتدأ به جعفر، وتبعه أبو موسى، وراج على ابن الأثير مع تحققه بمعرفة النسب، وقلده الذهبي.   (1) في أسد الغابة: عقيس. (2) في أ: ربا. (3) في التجريد: أقيش، وفي أسد الغابة: وإنما هو أقش، وقيل وقش، وقيل ابن ثابت بن وقش.. (4) أسد الغابة ت (4003) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 وبيان الوهم فيه أظهر «1» فيما ساقه ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي، فقالوا: ومن بني عمرو بن غنم بن مازن قيس بن أبي صعصعة بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم: فكأنه انقلب على جعفر، فوقع فيه هذا الوهم الفاحش، فإنه عمرو بن غنم بن مازن جدّ قبيلة كبيرة من الخزرج، ثم من بني النجار. 6882 ز- عمرو بن كعب بن عمرو الغفاريّ:. نبهت عليه في القسم الأول. 6883- عمرو بن مالك: ملاعب الأسنة. كذا ذكره ابن مندة، وأبو نعيم والصواب أنّ اسمه عامر. وقد مضى على الصواب. 6884- عمرو بن مسلم «2» : والد يزيد بن عمرو. أورده ابن شاهين. وساق من طريق يزيد بن عمرو بن مسلم، عن أبيه، عن جده، حديثا والصحبة والحديث إنما هما ليزيد. وسيأتي على الصواب في موضعه، قال أبو موسى: والحديث لمسلم لا لعمرو. والسبب في وهمه أنه سقط عليه قوله عن أبيه، وإنما وقع عنده عن يزيد بن عمرو قال: حدثنا أبي، قال: شهدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقد أنشدوه شعرا لسويد بن عامر، فقال: «لو أدرك هذا الإسلام لأسلم» كذا ذكره هنا مختصرا. وقد ساقه ابن مندة في ترجمة مسلم بن الحارث مطولا. وسيأتي من هذا الوجه، فقال: حدّثني أبي عن أبيه، قال شهدت.. وقد وجدته في هامش كتاب ابن شاهين، وكأنه من إصلاح غيره، لأنه لم يترجم له في حرف الميم في مسلم، ولو كان وقع عنده عن أبيه لذكره في ترجمة مسلم كما صنع ابن مندة. 6885- عمرو بن مطعم: ذكره «3» ابن أبي علي في الصّحابة، وعزاه لابن أبي عاصم، وهو ما رواه عن سلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عرفجة بن محمد عن عمرو بن مطعم، عن أبيه- أن أباه أخبره أنه بينما هو يسير مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مقفله من حنين، فلقيه الأعراب يسألونه.   (1) في أ: يظهر. (2) أسد الغابة ت (4027) . (3) في أ: ذكره أبو بكر ابن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 كذا رواه معمر. ونبّه مسلم في أوائل كتاب اليمين له على وهم معمر فيه، قال: وهو عمر بن محمد بن جبير بن مطعم لا شكّ فيه، ولم يكن لجبير أخ اسمه عمرو، لا يختلف أهل النسب في ذلك. قلت: والحديث المذكور مشهور لجبير بن مطعم، كذا رواه أصحاب الزهري عنه. وقد وقع عند إسحاق الدّبري عن عبد الرزاق في هذا الإسناد- أنّ أباه جبيرا أخبره، فذكر الحديث. وهذا أصرح ما يتمسّك به في ذلك. 6886- عمرو بن نضلة: «1» ذكره ابن مندة. وصوابه طلحة بن نضلة. كما مضى. 6887 ز- عمرو بن وابصة بن معبد: تابعي معروف، أخرجه الباوردي في الصحابة، وساق من طريق معمر، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن عمرو بن وابصة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أبصر رجلا يصلّي خلف الصف، فأمره أن يعيد. وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عن عمرو، عن وابصة، فتصحّف عن فصارت ابن، فعمرو هو ابن راشد، والصحابي هو وابصة، فقد أخرجه أبو داود، والترمذي، من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن هلال على الصواب. 6888 ز- عمرو السعدي «2» : ذكره البغويّ، والباوردي، وابن قانع، وابن مندة، وابن فتحون. وهو خطأ نشأ عن سقط أو قلب، فإنّهم أوردوا من طريق إسماعيل بن عبد اللَّه بن أبي المهاجر، عن عطية بن عمرو السعدي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا تسأل النّاس شيئا ومال اللَّه مسئول ومنطى» . وهذا هو عطية بن عمرو السعدي. والحديث معروف لإسماعيل، عن ابن عطية السعدي، عن أبيه. 6889- عمرو، أبو شريح الخزاعي: كذا سماه يحيى بن يونس الشّيرازي، واستدركه أبو موسى، فوهم، وإنما هو خويلد بن عمرو، فعمرو اسم أبيه. وقد مضى على الصواب.   (1) أسد الغابة ت (4034) . (2) أسد الغابة ت (3990) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 6890- عمرو، والد عطية «1» : هو عمرو السعدي المذكور آنفا. 6891 - عمران «2» بن حطان بن ظبيان بن لوذان بن الحارث بن سدوس السدوسي: ويقال: الذهلي، يكنى: أبا شهاب. تابعي مشهور، وكان من رءوس الخوارج من القعدية- بفتحتين، وهم الذين يحسّنون لغيرهم الخروج على المسلمين، ولا يباشرون القتال، قاله المبرد، قال: وكان من الصفرية، وقيل: القعدية لا يرون الحرب، وإن كانوا يزينونه. وقال أبو الفرج الأصبهاني: إنما صار عمران قعديا بعد أن كبر وعجز عن الحرب. وقال ابن البرقيّ: كان حروريا. وقال ابن حبان في الثقات: كان يميل إلى مذهب الشراة. قلت: وقال المرزباني: شاعر مفلق مكثر، ومن قوله السائر: أيّها المادح العباد ليعطي ... إنّ للَّه ما بأيدي العباد فاسأل اللَّه ما طلبت إليهم ... وارج فضل المهيمن العوّاد [الخفيف] لم يذكره أحد في الصحابة إلا ما وقع في تعليقة القاضي حسين بن محمد الشافعيّ شيخ المراوزة، فإنه ذكر أبيات عمران هذا التي رثى بها عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي يقول فيها: يا ضربة من تقيّ ما أراد بها ... إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إنّي لأذكره يوما فأحسبه ... أوفى البريّة عند اللَّه ميزانا [البسيط] قال: فعارضه الإمام أبو الطيب الطبري فقال: إنّي لأبرأ ممّا أنت تذكره ... عن ابن ملجم الملعون بهتانا إنّي لأذكره يوما فألعنه ... دينا وألعن عمران بن حطّانا [البسيط]   (1) أسد الغابة ت (3390) . (2) في أ: عمرو. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 قال القاضي حسين: هذا الّذي قاله القاضي أبو الطيّب خطأ، فإن عمران صحابي لا تجوز لعنته، وهكذا قرأت بخط القاضي تاج الدين السبكي، وذكر أنه وجد حاشية على التعليقة ما نصه: هذا غلو من القاضي حسين، وكيف لا يلعن عمران، وقد فعل ما فعل! وطول من هذا المعنى. قال القاضي تاج الدّين وعجب «1» من الأمرين، وليس عمران صحابيا، وإنما هو من الخوارج، وقد أجابه عن أبياته المذكورة من القدماء بكر بن حماد التاهرتي، وهو من أهل القيروان في عصر البخاري، وأجاب عنها السيد الحميري الشاعر المشهور الشيعي، وهي في ديوانه، وأجابه عنها أبو المظفر الشهرستاني في كتابه التبصير. وقد أخرج البخاري وأبو داود لعمران بن حطان، من رواية يحيى بن أبي كثير، عنه، عن عائشة حديثا، واعتذروا عنه بأنه إنما أخرج عنه لكونه تاب، فقد ذكر المعافى في تاريخ الموصل، عن محمد بن بشر العبديّ «2» ، قال: ما مات عمران بن حطّان حتى رجع عن رأي الخوارج. وقيل: إنما خرج عنه ما حدّث به قبل أن يبتدع فقد قال يعقوب بن شيبة. أدرك جماعة من الصحابة، وصار في آخر أمره أن رأى رأي الخوارج، وكان سبب ذلك أنه تزوج ابنة عم له، فبلغه أنها دخلت في رأي الخوارج، فأراد أن يردّها عن ذلك فصرفته إلى مذهبها. وقال يعقوب بن شيبة: حديثه «3» عن الأصمعي، عن معتمر بن سليمان عن عثمان البتيّ، قال: كان عمران من أهل السنة، فقدم غلام من عمان كأنه يصل بقلبه «4» في مجلس. وفي هذا الاعتذار نظر، فإن يحيى بن أبي كثير إنما سمع منه حال هربه من الحجاج، وكان الحجاج يطلبه ليقتله بسبب رأي الخوارج. وقصته في ذلك مع روح بن زنباع، وعبد الملك بن مروان، مشهورة، ذكرها المبرد وغيره. واعتذر أبو داود عن التخريج له بأنّ الخوارج أصحّ أهل الأهواء حديثا، ثم ذكر عمران وأنظاره، وروى عن التّبوذكي، عن أبان العطار، قال: سمعت قتادة يقول: كان عمران لا يتّهم في الحديث.   (1) في أ: وعجبت. (2) في أ: العقدي. (3) في هـ: حدث (4) في هـ: يقدم غلام ... كأنه يصل فقليه .... الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 وقال العجليّ: بصري تابعي ثقة، وطعن العقيلي في روايته عن عائشة، فقال: عمران بن حطّان لا يتابع في حديثه وكان يرى رأي الخوارج. ولم يتبين سماعه من عائشة. وكذا جزم بن عبد البرّ بأنه لم يسمع منها. وفيه نظر، لأن في الحديث الّذي أخرجه البخاري تصريحه بسماعه منها، وكذا وقع في «المعجم الصغير» للطبراني بسند صحيح إليه. وقال العبّاس بن الفرج الرّياشيّ: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن صالح بن شريح الأسدي، عن عمران بن حطان، قال: كنت عند عائشة ... فذكر قصة. وممن عاب على البخاري إخراج حديثه الدار الدّارقطنيّ، فقال: عمران متروك، لسوء اعتقاده وخبث مذهبه. وقال ابن قانع: مات سنة أربع وثمانين من الهجرة. 6892 ز- عمران بن عمار: تابعي أرسل شيئا، فذكره إسحاق بن راهويه في مسندة «1» ، قال البخاريّ: قال إسحاق: حدثنا أبو هشام، حدثنا سعيد بن زيد، حدثنا محمد بن جحادة «2» ، سمعت عمران بن عمار، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر حديثا. قال البخاريّ: هو مرسل لا يصح. 6893- عمير بن الأسود العنسيّ «3» : ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق شريح، عن عبيد عن جبير بن نفير، وعمير بن الأسود، والمقدام بن معديكرب، وأبي أمامة في نفر من القدماء «4» - أن رجلا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، ما هذا الأمر إلا في قومك فأوصهم بنا ... الحديث.   (1) في أ: سنده. (2) في أ: حمادة. (3) طبقات ابن سعد 7/ 442، تاريخ البخاري 6/ 315، المعرفة والتاريخ 2/ 314، 348، الجرح والتعديل قسم 1، مجلد 3/ 220، الحلية 5/ 155، تاريخ ابن عساكر 13/ 196، تهذيب الكمال 1030، تاريخ الإسلام 3/ 194، تهذيب التهذيب 8/ 4، خلاصة تذهيب الكمال 287. (4) في أ: الفقهاء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 كذا وقع فيه عمير، وقد أخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه، فقال: عمرو بن الأسود. وهو الصواب، وليس هو صحابيا، لكنه أرسل. وقد تقدم ذكره في القسم الثالث. 6894- عمير، والد أبي بكر «1» : روى عنه ابنه أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إنّ اللَّه تعالى وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي ثلاثمائة ألف» «2» . الحديث. أخرجه أبو موسى، وتبعه ابن الأثير، ولم ينبه ابن الأثير على أنه تقدم في عمير بن عمرو الأنصاري منسوبا لابن عبد البر، وكأنه ظن أنه آخر، وليس كذلك، بل الحديث واحد وراويه «3» عن الصحابي واحد، وهو ابنه أبو بكر. 6895- عمير بن جدعان «4» : أورده المستغفريّ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، فأورده المستغفري من طريق حصين بن المنذر- وهو بالضاد المعجمة مصغّر، عن المهاجر بن قنفذ، عن عمير بن جدعان- أنّه سلّم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يتوضأ ... الحديث. وإنما «5» هو من رواية المهاجر. والخطأ وقع في قوله عن عمير، والصواب ابن عمير، وقد نبه على وهم جعفر فيه أبو موسى. وقال ابن الأثير» ما أظن عميرا أدرك المبعث «7» ، وهو أخو عبد اللَّه بن جدعان المشهور في قريش بالجود. 6896 ز- عمير بن الحارث «8» بن حرام:.   (1) أسد الغابة ت (4059) . (2) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2642. وأحمد في المسند 3/ 165، والطبراني في الكبير 8/ 187، والطبراني في الصغير 1/ 124. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 365، رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32101، 37914. (3) في أ: وراويته. (4) أسد الغابة ت (4064) ، تجريد أسماء الصحابة 1/ 422، المتحف 504. (5) في أ: وهذا. (6) قال ابن الأثير: والصواب قنفذ بن عمير. (7) في أ: البعث. (8) أسد الغابة ت (4068) ، الاستيعاب ت (2003) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 ذكره المستغفريّ، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا، قال: وله رواية. واستدركه أبو موسى. وقد ذكره ابن مندة، لكنه اقتصر على قوله: عمير بن الحارث الجشمي، من بني سلمة، شهد بدرا، ولا تعرف له رواية. انتهى. فقصر في نسبه، وإنما هو من الخزرج، وقصر المستغفري في نسبه، وإنما حرام جدّ جدّ أبيه، وقد بينت ذلك في القسم الأول، وهو عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام، كذا عند ابن إسحاق، وأدخل موسى بن عقبة بين الحارث وثعلبة لبدة. 6897 ز- عمير «1» بن حبيب: والد عبيد. ذكره بعضهم في الصّحابة لوهم وقع لبعض رواته في تسمية أبيه. والصواب قتادة لا حبيب، أخرجه ابن ماجة، عن هشام، عن عمار، عن رفدة بن قضاعة، عن الأوزاعي، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير بن حبيب، عن أبيه، عن جده: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يرفع يديه في كل تكبيرة ... الحديث. وأخرجه ابن السّكن، والعقيليّ، وابن شاهين، والطّبرانيّ، وأبو نعيم، من طريق «2» ، عن هشام بهذا السند، فقالوا: عبد اللَّه بن عبيد بن عمير الليثي- لم يقل أحد منهم ابن حبيب إلا ابن ماجة. قال المزّيّ: عمير بن حبيب جدّ أبي جعفر الخطميّ، لا جدّ عبد اللَّه بن حبيب بن عبيد بن عمير «3» الليثي. 6898- عمير بن سعد «4» : عامل عمر على حمص «5» . استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جده، ووهم فيه، فإن جده ذكره، فقال : عمير بن سعد، وهو الصحيح، وقد ذكره في مكانه. 6899 ز- عمير بن سلامة: أو ابن أبي سلامة، والد أبي حدرد. ذكره ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، وقال: ذكره ابن السّكن، ولم يسمّه، بل ترجم والد أبي حدرد، ثم ساق من طريق ابن إسحاق، عن ابن قسيط، عن أبي حدرد   (1) هذه الترجمة سقط في هـ. (2) في أ: طرق. (3) في أ: عمر. (4) في التجريد عمير بن سعيد عامل عمر على حصن كذا غلط فيه أبو زكريا بن مندة، وهو ابن سعد. (5) أسد الغابة ت (4078) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 الأسلمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سرية ... فذكر قصة محلّم بن جثّامة. قال ابن فتحون: سمي والد أبي حدرد عميرا أبو أحمد الحاكم وغيره. قلت: وهو كذلك، لكن الحديث إنما هو لأبي حدرد نفسه، واسمه عبد اللَّه بن عمير، وقد جوّده أحمد في مسندة، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن ابن أبي حدرد، عن أبيه ... فذكر الحديث. وقد سقته في ترجمة عامر بن الأضبط، فعرف أن الصحبة والرواية لأبي حدرد، لا لابنه. 6900- عمير بن فروة: جدّ عدي بن عدي. أورده المستغفري، واستدركه أبو موسى، فوهم، وإنما هو عميرة بزيادة هاء في آخر اسمه. وقد مضى على الصواب. 6901- عمير بن مالك «1» : ذكره ابن شاهين، وساق له حديثا، واستدركه أبو موسى، فوهم، لأن ابن مندة أخرجه وأورده على الصواب في حرف الميم، وهو مالك بن عمير، انقلب على بعض رواته وحديثه مرسل، وله إدراك كما تقدم في القسم الثالث. 6902- عمير بن نويم «2» : ذكره ابن عبد البرّ، وقال: يعد في الكوفيين، ثم ساق من طريق عبد اللَّه بن سلمة الأفطس، عن شعبة، ومسعر، قالا: أنبأنا عبيد اللَّه بن الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل، عن غالب بن أبجر، وعمير بن نويم- أنهما سألا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن لحوم الحمر الأهلية .... الحديث. فقال: أطعموا أهليكم من ثمين مالكم. وقد خبط فيه الأفطس، وهو متروك قال القطان: ليس بثقة فيه نقص وتحريف «3» ،   (1) أسد الغابة ت (4086) . (2) أسد الغابة ت (4092) ، الاستيعاب ت (2017) . (3) في أ: قال القطان ليس يبعد قوله عبيد اللَّه عبد اللَّه بن الحسن خطا إنما هو عبيد أبو الحسن وقوله عبيد ابن نويم فيه نقص وتحريف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 وإنما هو عبد اللَّه بن عمرو بن لويم «1» ، كما ذكرته في ترجمة العبادلة في القسم الأول على الصواب. وقد رواه الثقات عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن معمر بن عبيد، عن أبي الحسن «2» ، عن عبد الرحمن بن معقل، عن رجلين بن مزينة أحدهما عن الآخر: عبد اللَّه بن عمرو بن لويم «3» ، والآخر غالب بن أبجر، قال مسعر: وأظن غالبا هو الّذي سأل. وقد أخرجه أبو داود، وذكر بعض طرقه، وليس في شيء منها عمير بن نويم. 6903- عمير السدوسي «4» : ترجم له ابن قانع والصواب عبد اللَّه بن عمير، كما بينته في القسم الأول. 6904 - عمير، جد معروف «5» بن واصل:. ذكر البغويّ في الصّحابة، وأورده من طريق أسباط بن محمد، عن معروف، عن حفصة، عن عمير جدّ معروف، قال: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتي بطبق تمر ... الحديث. وهو خطأ نشأ عن تغيير ونقص. والصواب عن أبي عميرة، كما تقدم في حرف الراء في ترجمة رشيد بن مالك. 6905- عمير، مولى أم الفضل: تابعي معروف، أورده ابن مندة، وقال: ذكره ابن أبي داود في الصحابة، ولا يثبت وساق من طريق ابن أبي ذئب، عن عبد الرحمن بن مهران، عن عمير مولى ابن عباس- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «لا عدوى ولا طيرة ولا هام» «6» . وقال ابن مندة: هذا مرسل. قلت: وعمير إنما روى «7» عن بعض الصحابة وعن بعض التابعين. روى عنه ومات سنة أربع ومائة.   (1) في أ: نويم. (2) في ب: عن عبيد بن الحسن. (3) في أ: عويم. (4) أسد الغابة ت (4075) . (5) أسد الغابة ت (4091) . (6) أخرجه أحمد في المسند 1/ 180 عن سعد بن أبي وقاص بلفظه وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 105، عن أبي طلحة بلفظه وقال رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه قصة طويلة وفيه عيسى بن سنان الحنفي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات. (7) في أ: يروي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 6906- عميرة: بزيادة هاء في آخره، ابن فروخ «1» . ذكره المستغفريّ، عن يحيى بن يونس، واستدركه أبو موسى في الذيل، وقال: هو والد العرس بن عميرة. قلت: لكن اسم والد العرس فروة لا فروخ، كما تقدم في عمير بن فروة في القسم الأول. العين بعدها النون 6907- عنان «2» :. رجل من الصحابة له حديث واحد، كذا ذكره علي بن سعيد العسكري، وساق من طريق إسماعيل المؤذن، عن عبد الرحمن بن عنان، عن أبيه- رفعه: من صام ستّا بعد يوم الفطر فكأنما صام الدهر. كذا قال. وهو تصحيف، وإنما هو غنام، بالغين المعجمة وتشديد النون وآخره ميم. وسيأتي على الصواب في مكانه. 6908- عنتر «3» : بنون ومثناة، وزن جعفر، هو العذري. له حديث استدركه ابن الأثير، ونسبه ابن أبي «4» حاتم الرازيّ، ثم نقل عن عبد الغني بن سعيد أنه صوّب أنه عس، بمهملتين الأولى مضمومة، كما تقدم. قلت: وتقدم أيضا في عثير بعد العين مثلثة وآخره راء مصغرا. وقاله أبو عمر بنون وزاي مصغّرا أيضا. والّذي عند الأكثر بمثلثة ثم راء. 6909 ز- عنترة بن وهب العدوي:. استدركه ابن الدباغ، وهو تصحيف، وإنما هو عنيز بالتصغير، آخره زاي وقد تقدم. 6910 ز- عنيز: بنون وزاي مصغرا. ذكره ابن عبد البرّ، وقد أشرت إليه في الترجمة التي قبلها. العين بعدها الواو 6911- عوسجة: أرسل حديثا.   (1) أسد الغابة ت (4099) . (2) أسد الغابة ت (4101) . (3) تبصير المنتبه 3/ 903، الإكمال 6/ 103، أسد الغابة ت (4108) . (4) في أ: لأبي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 وذكره بعضهم في الصحابة. والصواب أنه عند ابن عباس من قوله. 6912- عوف بن مالك الجشمي:، والد أبي الأحوص. ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، واستدركه أبو موسى. وهو وهم نشأ عن تغيير وقلب، ووالد أبي الأحوص «1» اسمه مالك بن نضلة، وأبو الأحوص هو الّذي يقال له مالك بن عوف. 6913 ز- عوف بن مالك النصري «2» :. ذكره خليفة في عمّال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على الصدقات، فقال: وعلى عجز هوازن، ونصر، وثقيف، وسعد بن مالك، وعوف بن مالك. كذا قال: وقيل: انقلب عليه والصواب مالك بن عوف، وقد نبّه على وهمه في ذلك أبو القاسم بن عساكر في ترجمة مالك بن عوف من تاريخه. 6914- عويمر: أبو تميم- هو الهذلي تقدم في الأول. العين بعدها الياء 6915- عياض الثقفي: هو ابن عبد اللَّه، غاير بينهما ابن الأثير، فوهم. 6916- عيينة: بتحتانية مثناة ونون مصغرا، ابن ربيعة، حليف بني الحارث بن الخزرج. ذكره البغويّ واستدركه ابن فتحون. وهو خطأ نشأ عن تغيير. والصواب عقبة. وقد ذكره ابن عبد البر على الصواب: واللَّه عنده حسن المآب «3» .   (1) في أ: الأخوص. (2) في أ: النضري. (3) في ب: تم هذا الجزء المبارك من فضل اللَّه وعونه وحسن توفيقه في يوم الأربعاء عند أذان الظهر لسبعة عشر خلت من شهر شوال من شهور سنة واحد وسبعين وألف، ويتلوه حرف الغين المعجمة ، وللَّه الحمد على الإتمام وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. استنسخه الفقير أحمد بن العجمي. اللَّهمّ صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى الملائكة والمقربين وعلى آله وأصحابه عدد إنعام اللَّه وإفضاله. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 240 حرف الغين المعجمة القسم الأول الغين بعدها الألف 6917 - غاضرة بن سمرة بن عمرو بن قرط بن جندب «1» بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري «2» :. تقدم ذكر أبيه في القسم الأول من حرف السين المهملة، وأما هو فقال ابن الكلبي: له صحبة، وبعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على الصدقات، حكاه الرّشاطيّ، وقال: لم يذكره أبو عمر، ولا ابن فتحون. قلت: بقية كلام ابن الكلبي: وسمرة بن عمرو استخلفه خالد بن الوليد على اليمامة حين انصرف. وفي تاريخ البخاريّ: غاضرة العنبري سمع عثمان. روى عنه ابن عوف «3» ، وهو هذا، قاله ابن أبي حاتم. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ولغاضرة ولد اسمه عبيد، يكنى أبا النجاب، وهو شاعر، ذكره جرير في شعره. 6918- غالب بن أبجر المزني «4» :   (1) في أسد الغابة جناب. (2) أسد الغابة ت (4168) . (3) في أ: ابن عون. (4) أسد الغابة ت (4169) ، الاستيعاب ت (2079) ، الثقات 3/ 327، تقريب التهذيب 2/ 604، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 329، الكاشف 374، تهذيب التهذيب 9/ 241، التاريخ الكبير 7/ 98، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تنقيح المقال 9347، بقي بن مخلد 791. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 241 قال أبو حاتم الرّازي: له صحبة. وهو كوفي، ويقال فيه ابن ديخ، بكسر أوله ومثناة تحتانية بعدها معجمة. له حديث في سنن أبي داود في الحمر الأهلية، اختلف في إسناده اختلافا كثيرا، قال ابن السكن: مخرج حديثه عن شيخ من أهل الكوفة. قلت: مداره على عبيد بن الحسن، عن عبد الرحمن «1» بن مغفّل، عن ناس من مزينة، عنه، وفيه شعر ورفعه غيره، وشكّ شعبة فيه، فقال: عن أبحر أو ابن أبجر. وقال شريك بن عبد اللَّه القاضي: غالب بن ديخ، حكاه البغوي، ثم أفرد غالب بن ديخ، وأورد حديثه من طريق شريك بن عبد اللَّه، وكذا أفرده البخاري لكن لم يسق الحديث في ترجمة غالب بن ديخ. وقال أبو عمر: ديخ كأنه جدّه، وله حديث آخر في تاريخ البخاري. وقال قتيبة: حدثنا عبد المؤمن أبو الحسن، حدثنا عبد اللَّه بن خالد العبسيّ، عن عبد الرحمن بن مقرن، عن غالب بن أبجر، قال: ذكرت قيس عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: إن قيسا لأسد اللَّه. ورواه الحسن بن سفيان في مسندة، عن قتيبة، ومن طريقة أبو نعيم، رواه ابن قانع، عن موسى بن هارون، عن قتيبة، وابن مندة من طريق موسى، وفرّق ابن قانع بينهما. 6919 ز- غالب بن ديخ: ذكر في الّذي قبله. 6920- غالب بن عبد اللَّه الكناني الليثي «2» :. قال البخاريّ: له صحبة، ونسبه ابن الكلبيّ، فقال: ابن عبد اللَّه «3» بن مسعر» بن جعفر بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة الكلبي ثم الليثي. وصحّح أبو عمر بعد أن قال غالب بن عبد اللَّه وهو الأكثر، ويقال ابن عبيد اللَّه الليثي، ويقال الكلبي، وأشار إلى أن الحديث في مسند أحمد بسند حسن. قال أحمد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: قال أبي: حدثني محمد بن   (1) أسد الغابة عن عبد اللَّه. (2) أسد الغابة ت (4171) ، الثقات 3/ 327، الطبقات 323، التاريخ الكبير 7/ 98. (3) في الاستيعاب: غالب بن عبد اللَّه، ويقال ابن عبيد اللَّه، والأكثر يقولون فيه ابن عبد اللَّه الليثي، ويقال الكلبي. (4) في الإكمال: مسفر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 إسحاق، حدثني يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم غالب بن عبد اللَّه الكلبي- كلب ليث- إلى الملوّح «1» بالكديد، وأمره أن يغير عليهم، فخرج، وكنت في سريته. فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن مالك بن البرصاء الليثي، فأخذناه، فقال: إنما جئت مسلما ... فذكر الحديث. وكذا أخرجه أبو نعيم، من طريق أحمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد. وأخرجه أبو داود، من طريق عبد الوارث، عن محمد بن إسحاق، لكن قال في روايته: عبد اللَّه بن غالب والأول أثبت. قال أبو عمر «2» : وكان ذلك عند أهل السير سنة خمس. ولغالب رواية، فأخرج البخاري في تاريخه، والبغوي، من طريق عمار بن سعد، عن قطن بن عبد اللَّه الليثي، عن غالب بن عبد اللَّه الليثي، قال: بعثني النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح بين يديه لأسهل له الطريق، ولأكون له عينا، فلقيني على الطريق لقاح بني كنانة، وكانت نحوا من ستة آلاف لقحة، وأن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل فحلبت له، فجعل يدعو الناس إلى الشراب، فمن قال إني صائم قال: هؤلاء العاصون. وذكر ابن إسحاق في «المغازي» ، قال: حدثني شيخ من أسلم، عن رجال من قومه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم غالب بن عبد اللَّه الكلبي إلى أرض بني مرة، فأصاب بها مرداس بن نهيك حليفا لهم من الحرقة، قتله أسامة بن زيد. وذكر هشام بن الكلبيّ أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه إلى فدك، فاستشهد دون فدك. قلت: المبعوث إلى فدك غيره، واسمه أيضا غالب، لكن قال ابن فضالة- كما سيأتي ذلك في ترجمته وأما غالب بن عبد اللَّه هذا فله ذكر في فتح القادسية، وهو الّذي قتل هرمز ملك الباب. وذكره أحمد بن سيار في تاريخ مرو، فقال: إنه قدمها، وكان ولي خراسان زمن معاوية، ولّاه زياد، قال: كان غالب المذكور على مقدمة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الفتح، كأنه يشير بذلك إلى حديث قطن بن عبد اللَّه الليثي عنه. وكذا ذكره ابن حبّان أنّ زيادا ولّاه بعض خراسان زمن معاوية.   (1) في الإكمال إلى بني الملوح. (2) في الاستيعاب: قطر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 وقال الحاكم في مقدمة تاريخه: ومنهم، أي من الصحابة، غالب بن عبد اللَّه بن فضالة بن عبد اللَّه أحد بني ليث بن بكر يقال: إنه قدم مرو، وكان ولي خراسان زمن معاوية، ولّاه زياد. وقال أبو جعفر الطّبريّ في تاريخه: استعمل زياد بن أبي سفيان سنة ثمان وأربعين على خراسان غالب بن فضالة، وكانت له صحبة. قلت: وسياق نسبه من عند ابن الكلبي أصحّ فإنه أعرف بذلك من غيره، كما أن غيره أعرف منه بالأخبار، وإنما أتى اللّبس من ذكر فضالة في سياق نسبه، وليس هو فيه، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم. 6921 ز- غالب بن عبد اللَّه بن فضالة: تقدم في الّذي قبله. 6922- غالب بن فضالة الكناني «1» :. استدركه أبو موسى، فقال: روي عن ابن عباس في قوله تعالى: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى [الحشر 7] قريظة، والنضير، وفدك، وخيبر، وقرى عرينة، قال: أما قريظة والنضير فإنّهما بالمدينة، وأما فدك فإنّها على رأس ثلاثة أميال منهم، فبعث إليهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جيشا عليهم رجل يقال له غالب بن فضالة من بني كنانة، فأخذها عنوة. انتهى. ويحتمل إن ثبت أن يكون الّذي قبله. الغين بعدها الراء 6923 - غرفة «2» بن الحارث الكندي: أبو الحارث اليماني، نزيل مصر. قال أبو حاتم: له صحبة. ويقال إنه قاتل مع عكرمة بن أبي جهل أهل الردة باليمن وقال ابن السّكن: له صحبة، وهو كندي، ويقال: سكن مصر واختط بها دارا. وقال أبو نعيم: عرفة الكندي. ويقال الأزدي، وكأنه ظن أنه والّذي يأتي بعده واحد، وليس كذلك.   (1) أسد الغابة ت (4172) . (2) أسد الغابة ت (4174) ، الاستيعاب ت (2086) ، الثقات 3/ 326، 328، الكاشف 374، تهذيب التهذيب 9/ 244، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الإكمال 6/ 179، تبصير المنتبه 3/ 942، بقي بن مخلد 747. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 شهد حجة الوداع وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في نحر البدن، وحديثه عند أبي داود. روى عنه عبد اللَّه بن الحارث الأزدي، وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وكعب بن علقمة التّنوخي. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان من أشرف أهلها، وكان يكاتب عمر بن الخطاب. وذكره ابن قانع في العين المهملة، وهو وهم، وكذا ذكره ابن حبّان، ثم أعاده في المعجمة وهو الصواب، فقال: دعا له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو الّذي قاتل عكرمة بن أبي جهل باليمن، ثم سكن مصر. قلت: وقد أخرج ابن السكن حديثه في مقاتلته مع عكرمة، من طريق حرملة بن عمران، عن كعب بن علقمة- أن غرفة بن الحارث الكندي مرّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام ... فذكر القصة، وفيها. فقال غرفة: معاذ اللَّه أن نعطيهم العهد أن يؤذوننا في نبينا «1» ، وفي آخرها: وكان غرفة له صحبة، وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة. وذكر ابن فتحون أن أبا عمر ضبطه بسكون الراء، قال: وضبطه الدار الدّارقطنيّ وغيره بالتحريك. 6924- غرفة الأزدي: ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: يقال له صحبة، وهو معدود في الكوفيين، ثم روى من طريق الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن غرفة الأزدي، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان من أصحاب الصّفّة، وهو الّذي دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: اللَّهمّ بارك له في صفقته، فذكر أثرا موقوفا يتعلق بمقتل الحسين. قلت: وإسناده كوفيون غالبهم شيعة. الغين بعدها الزاي 6925- غزيّة «2» : بفتح أوله وكسر الزاي بعدها مثناة مشددة، ابن الحارث.   (1) في أ: نفسنا. (2) أسد الغابة ت (4176) ، الاستيعاب ت (2081) ، تبصير المنتبه 3/ 1044، تصحيفات المحدثين 975، الإكمال 7/ 18، الجرح والتعديل 7/ 330، التاريخ الكبير 7/ 109. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 قال البخاريّ، وأبو حاتم الرّازي، وابن حبان: له صحبة. واختلف في نسبه، فقيل أنصاري مازني، قاله البخاري، وابن حبان، وابن السكن، وغيرهم وقيل أسلمي، وقيل خزاعيّ، ولعله من خزاعة حالف الأنصار، وأسلم هو وأخوه خزاعة. قال البخاريّ: يعدّ في أهل الحجاز. وقال البغوي: سكن الشام وقال ابن يونس: لا نعلم له ذكرا إلا في هذا الحديث، يعني الآتي. وأراه ممّن سكن المغرب من الصحابة. وقال ابن السّكن: معدود في أهل الحجاز. روي عنه حديث واحد. وقال ابن مندة: عداده في أهل المدينة، وروى البخاري، والبغوي، وابن السكن، وابن مندة، من طريق الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال. عن يزيد بن خصيفة «1» ، عن عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، عن غزيّة بن الحارث- أنه أخبره أنّ شبانا من قريش عام الفتح أو بعده أرادوا أن يهاجروا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فمنعهم آباؤهم، ثم ذكروا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: لا هجرة بعد الفتح، وإنما هو الجهاد والنية. اختصره البخاري. قال ابن مندة: تابعه عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال. قلت: وحديث عمرو بن الحارث عند ابن السكن وابن يونس، من طريق ابن وهب عنه، لكن عند ابن يونس عبد الرحمن بن رافع، وعند ابن السكن عبد اللَّه بن رافع، وهو الأصح كما في رواية البغوي وغيره. وجزم أبو عمر بأنه عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، وباعتبار ذلك يعكر على ابن يونس ذكره إياه في المصريين. وأخرج ابن السّكن وابن مندة أيضا من طريق سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن يزيد بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن رافع، عن غزيّة بن الحارث: سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: لا هجرة بعد الفتح إنما هي ثلاث: الجهاد، والسنة، والجنة. 6926- غزيّة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي «2» :. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد [العقبة، وأورده البغوي في الصحابة من طريقه،. وقال أبو عمر: شهد] «3» أحدا، وروى ابن سعد من طريق أم عمارة، قالت: كانت الرجال   (1) في أ: خصفة. (2) أسد الغابة ت (4177) ، الاستيعاب ت (2082) . (3) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 تصفّف على يمين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ليلة بيعة العقبة، والعباس آخذ بيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينادي زوجي غزية بن عمرو يا رسول اللَّه، هاتان امرأتان حضرتا تبايعانك فقال: «إنّي لا أصافح النّساء» . الغين بعدها السين 6927- غسّان العبديّ «1» : قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن حبان: أبو يحيى: من عبد القيس له وفادة. وقال البغويّ: يكنى أبا يحيى، سكن البصرة. وقال ابن السكن: وتفرد برواية حديثه «2» يحيى التيمي. وروى البخاري، وابن أبي خيثمة، وابن السكن، من طريق يحيى بن عبد اللَّه الجابر، عن يحيى بن غسان، قال: كان أبي في الوفد الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من عبد القيس ... فذكر الحديث في الأشربة. قال أبو عمر: إسناد حديثه في الأوعية «3» مضطرب. وقال ابن مندة: رواه جماعة عن عبد العزيز- يعني ابن مسلم، عن يحيى بن غسان، عن ابن الرستم، عن أبيه. قلت: يجوز أن يكون يحيى بن غسان حدّث به على الوجهين لو كان إسناده صحيحا وقد تقدم حديث عبد الرحمن بن سليمان في حرف الراء معزوّا إلى مسند أحمد وغيره. وفي كلام ابن أبي حاتم شيء يخالف الروايتين جميعا، فإنه قال: غسان يروي عن ابن الرستم، وكان في الوفد. روى يحيى بن الجابر، عن يحيى بن حسان، عن أبيه، فظاهر هذا أن ابن الرستم هو الصحابي، وأن الراويّ عنه غسان لا ولده، وليس كذلك لما مرّ من سياق البخاري وغيره. الغين بعدها الضاد والطاء 6928- غضيف: بالتصغير «4» ، ابن الحارث، ويقال: غطيف بالطاء المهملة بدل   (1) أسد الغابة ت (4179) ، الاستيعاب ت (2087) ، الثقات 3/ 328، المتحف 364، 521. (2) في أ: حديث. (3) في أسد الغابة: في الأوعية والأشربة. (4) أسد الغابة ت (4181) ، الاستيعاب ت (2083) ، طبقات ابن سعد 7/ 429، 443، طبقات خليفة ت (2899) ، الجرح والتعديل 7/ 54، تاريخ ابن عساكر 14/ 766، تهذيب الكمال 1091، تاريخ الإسلام 3/ 201، تذهيب التهذيب 3/ 134، تهذيب التهذيب 8/ 248، خلاصة تذهيب الكمال 261. مسند بقي بن مخلد 112. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 الضاد المعجمة والأول أثبت- ابن زنيم السكونيّ، ويقال: الكندي، ويقال: الثّمالي، بالمثلثة واللام، ويقال: اليماني، بالتحتانية، ثم النون، حكاه البخاري عن بقية، أبو أسماء. حديثه عن الصحابة في السنن ذكره جماعة في التابعين، وذكر السكونيّ في الصحابة البخاري، وابن أبي حاتم، والترمذي، وخليفة، وابن أبي خيثمة، والطبراني وآخرون. قال ابن أبي حاتم: أبو أسماء السكونيّ الكندي له صحبة، واختلف في اسمه، فقيل الحارث بن غضيف. وقال أبو زرعة: الصحيح الأول، والّذي يظهر لي أن السكونيّ غير الكندي الّذي أخرجوا له، فإن البخاري قال في ترجمة السكونيّ: قال معن- يعني ابن عيسى، عن معاوية- هو ابن صالح، عن يونس بن سيف، عن غضيف بن الحارث السكونيّ، أو الحارث بن غضيف، قال: ما نسيت من الأشياء لم أنس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يده اليمنى على يده اليسرى في الصلاة. وأخرجه البغويّ، من طريق زيد بن الحباب، هكذا، لكن قال: الكندي. وقال البخاريّ في «التاريخ الأوسط» : حدثنا عبد اللَّه- هو ابن صالح. وقال في الكبير: قال لي أبو صالح: حدثنا معاوية، عن أزهر بن سعيد، قال: سأل عبد الملك بن مروان غضيف بن الحارث الثّمالي، وهو أبو أسماء السكونيّ الشامي، أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وقال الثوري في حديثه غطيف، وهو وهم. هذا لفظه في الأوسط. وذكر له رواية عن عمر، وعائشة، وعن أبي عبيدة. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه وأبي زرعة: غضيف بن الحارث أبو أسماء الثّمالي له صحبة. وذكر ابن حبّان نحوه، ولم يقال: له صحبة: لكن قال: من أهل اليمن، رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى، وسكن الشام، وحديثه في أهلها. ومن قال إنه الحارث بن غضيف فقد وهم. وقال ابن أبي خيثمة: غضيف بن الحارث، وقيل: الحارث بن غضيف. والصحيح الأول، له صحبة، نزل الشام، وهو بالضاد المعجمة، وأما غطيف الكندي، بالطاء المهملة، فهو غير هذا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 روى عنه ابنه عياض بن غطيف. انتهى. وقال ابن السّكن : غطيف بن الحارث الكندي له صحبة، حديثه عن أهل الشام. وقال أبو أحمد الحاكم في «الكنى» أبو أسماء غطيف بن الحارث السكونيّ، ويقال الثّمالي، ويقال الأزدي، شامي، وذكر له حديث وضع اليد اليمنى في الصلاة. انتهى. وله حديث أخرجه ابن مندة، من طريق العلاء بن زيد الثمالي، قال: حدثني عيسى بن أبي رزين الثمالي، سمعت غضيف بن الحارث يقول: كنت صبيّا أرمي نخل الأنصار، فأتوا بي النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم فمسح رأسي، وقال: «كل ممّا سقط ولا ترم نخلهم» . وله رواية عن بلال، وأبي عبيدة، وعمر، وأبي ذرّ، وأبي الدّرداء، وغيرهم. روى عنه أيضا عبادة بن نسيّ، وشرحبيل بن مسلم، وسليم بن عامر، وحبيب بن عبيد، وأبو راشد الحبراني وأبو أسماء.. ذكره في التّابعين ابن سعد، والعجليّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم. وقال أحمد في مسندة: حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان بن عمرو، عن المشيخة أنهم حصروا غضيف بن الحارث حين اشتدّ سوقه، فقال: هل أحد منكم يقرأ يس، قال: فقرأها صالح بن شريح السكونيّ. فلما بلغ أربعين آية منها قبض قال: فكان المشيخة يقولون: إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها، وهو حديث حسن الإسناد. 6929- غطيف بن الحارث الكندي «1» : والد عياض. قال أبو نعيم: له صحبة. تقدم كلام ابن أبي خيثمة فيه في ترجمة الّذي قبله. وأخرج له ابن السّكن، والطّبراني، من طريق إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن سالم الكندي، عن معاوية بن عياض بن غطيف، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه» . وأخرجه ابن شاهين، وابن أبي خيثمة، من طريق إسماعيل المذكور، قال: حدثني سعيد بن سلم، وأورده ابن شاهين وابن السكن في ترجمة الّذي قبله. والصواب ما قال ابن   (1) أسد الغابة ت (4182) ، الاستيعاب ت (2084) ، الثقات 3/ 326، تقريب التهذيب 2/ 105، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 331، تهذيب التهذيب 9/ 248، سير أعلام النبلاء 3/ 453، التاريخ الكبير 7/ 112، تلقيح فهوم أهل الأثر 375، بقي بن مخلد 368. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 أبي خيثمة، وكذا قال الطبراني، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي في الصحابة من أهل حمص واللَّه أعلم. وقال أبو عمر: وفي الّذي قبله نظر، والاضطراب فيه كثير، وفي «حاشية الاستيعاب» : هو رجل واحد لا ثلاثة، والأصحّ فيه بالضاد المعجمة. 6930- غطيف «1» : أو أبو غطيف، ويقال بالضاد المعجمة. ذكره البغويّ وغيره في الصحابة، وأخرج البغوي، وابن مندة، من طريق مالك بن إسماعيل، وأبو نعيم من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي «2» ، كلاهما عن عبد السلام بن حرب «3» . عن إسحاق، عن «4» عبد اللَّه بن أبي فروة، عن مكحول، عن [ .... ] «5» الخولانيّ، عن غطيف، أو أبي غطيف، صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا في رواية البغوي، وفي رواية الآخر: وله صحبة، ورفعه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: من قال في الإسلام هجاء فاقطعوا لسانه. لفظ مالك. وفي رواية سعيد، عن غطيف بن الحارث، أو أبي غطيف. رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرجه الطّبراني من طريق عبدان «6» . فقال أيضا: غضيف، أو أبو غضيف بالضاد المعجمة، وإسحاق متروك. واللَّه المستعان. الغين بعدها النون 6931 - غنّام بن أوس بن غنّام «7» بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة الأنصاري الخزرجي البياضي «8» : قال الواقديّ وابن الكلبيّ: شهد بدرا. وذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: هو والد عبد اللَّه بن غنّام. 6932 ز- غنّام:، صحابي من مسلمة الفتح.   (1) أسد الغابة ت (4184) ، تقريب التهذيب 2/ 106، تهذيب التهذيب 9/ 51. (2) في أ: الأشجعي. (3) في ب: حارث. (4) في ب وأسد الغابة: ابن. (5) بياض في ب: نحو كلمتين. (6) بياض نحو كلمتين. (7) في أسد الغابة: ابن غنام بن أوس بن عمرو. (8) أسد الغابة ت (4186) ، الثقات 3/ 327، أصحاب بدر 245. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 قرأت بخط الخطيب في المؤتلف، ومن طريق أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، حدّثني عبد اللَّه بن غنّام، عن أبيه، قال: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في اثني عشر ألفا، وقتل من أهل الطائف يوم حنين مثلي ما قتل من قريش يوم بدر، قال: وأخذ كفّا من حصى «1» فرمى به في وجوهنا فانهزمنا. قلت: فهو والد عبد اللَّه بن غنام الأنصاري. 6933- غنام، والد عبد الرحمن «2» : ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه في الصحابة، وقال: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثه: من صام ستة أيام من شوال رواه حاتم بن إسماعيل، عن إسماعيل المؤذن، مولى عبد الرحمن بن غنام، عن عبد الرحمن بن غنّام، عن أبيه. قلت: ووصله ابن مندة من رواية حاتم، ولفظه: من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام السنة. وأخرجه أبو نعيم بنحوه ووقع عند البغوي غنام الأنصاري سكن المدينة. وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديث لم يزد على هذا، ولا ذكر الحديث. وقد تقدّم أنّ بعضهم صحفه، فقال: عنان، بكسر المهملة وتخفيف النون وبعد الألف نون أخرى. 6934 ز- غنام «3» : ذكر أبو عمر عقب ترجمته ما نصّه: رجل من الصحابة مذكور في أهل بدر، كذا حكاه ابن الأثير ولم يفرده بترجمة، وأظنّه الّذي روى حديثه ... 6935 ز- غنيم بن زهير: أخو عياض المتقدم. ذكره الأمويّ في «مغازيه» ، عن عبد اللَّه بن زياد، عن ابن إسحاق، فيمن هاجر إلى الحبشة هو وأخوه عياض واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم ذكر ولده عياض في القسم الأول. 6936- غنيم بن سعد: والد عبد الرحمن بن غنم الأشعري. قال ابن سعد: له صحبة، وهو ممن قدم مع أبي موسى الأشعري.   (1) في أ: حصباء. (2) أسد الغابة ت (4187) ، تصحيفات المحدثين 728) . (3) الاستيعاب ت (2088) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 6937- غنيم بن عثمان: ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وله راية «1» . حدث عنه عبد الرحمن بن أبي عوف. 6938 - غني «2» بن قطيب «3» : ذكره ابن مندة، وقال: شهد فتح مصر، وذكر في الرواية: ولا تعرف له رواية، قاله لي أبو سعيد بن يونس. الغين بعدها الواو 6939- غورث بن الحارث: الّذي قال: من يمنعك مني؟ قال: اللَّه. فوضع السيف من يده وأسلم. قاله البخاريّ من حديث جابر، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه. ونقلته من خطه، وليس في البخاري تعرّض لإسلامه. قال البخاريّ: من حديث جابر، هكذا استدركه الذهبي في التجريد على من تقدمه. ونقلته من خطه، وليس في البخاري تعرّض لإسلامه. قال البخاريّ: أخرجه من ثلاث طرق: إحداها موصولة. والأخرى معلقة، والأخرى مختصرة جدا، أما الموصولة فمن طريق الزهري، عن سنان بن أبي سنان، عن جابر- أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل نجد ... فذكر الحديث، وفيه: ثم إذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يدعونا، فجئناه، فإذا عنده أعرابيّ جالس، فقال: إن هذا اخترط سيفي «4» ، وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده مصلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: اللَّه، فها هو ذا جالس. ثم لم يعاقبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يسمّ في هذه الرواية. وأما المعلقة فقال البخاري عقب هذه: قال أبان: حدثنا يحيى بن أبي سلمة، عن جابر، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بذات الرقاع ... فذكر الحديث بمعناه، وفيه أن أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تهدّدوه، وليس فيه تسميته. أيضا. وأما المختصرة فقال: فقال مسدّد، عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث، ولم يبيّن البخاري ما في مسند أبي بشر. وقد رويناه في المسند الكبير لمسدد بتمامه، وفيه ما يصرح بعدم إسلام غورث،   (1) في أ: رواية. (2) أسد الغابة ت (4188) . (3) في أ: قطب. (4) اخترط السّيف: سلّه من غمده. اللسان 2/ 1135. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 وذلك أنه رواه عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر بطوله، وزاد فيه: إنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال للأعرابي- بعد أن سقط السيف من يده: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ قال: لا، أو تسلم. قال: لا، قال: لا، أو تسلم. قال: لا، ولكن أعاهدك ألّا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلّى سبيله، فجاء إلى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس. وكذا أخرجه أحمد في مسندة، من طريق أبي عوانة، ذكره الثعلبي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس ... فذكر نحو رواية العسكري عن جابر فيما يتعلق بقدم إسلامه ولكن ساق في القصة أشياء مغايرة لما تقدم من الطريق الصحيحة. فهذه الطرق ليس فيها أنه أسلم، وكأنّ الذهبي لما رأى ما في ترجمة دعثور بن الحارث الّذي سبق في حرف الدال أنّ الواقدي ذكر له شبها بهذه القصة، وأنه ذكر أنه أسلم، فجمع بين الروايتين، فأثبت إسلام غورث، فإن كان كذلك ففيما صنعه نظر من حيث إنه عزاه للبخاريّ، وليس فيه أنه أسلم، ومن حيث إنه يلزم منه الجزم بكون القصتين واحدة مع احتمال كونهما واقعتين إن كان الواقدي أتقن ما نقل. وفي الجملة هو على الاحتمال، وقد يتمسك من يثبت إسلامه بقوله: جئتكم من عند خير الناس. الغين بعدها الياء 6940 - غيلان بن سلمة بن معتّب «1» بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي. وسمى أبو عمر «2» جده شرحبيل. قال البغويّ: سكن الطائف، وقال غيره: وأسلم بعد فتح الطائف، وكان أحد وجوه ثقيف، وأسلم وأولاده: عامر، وعمار، ونافع، وبادية، وقيل: إنه أحد من نزل فيه: عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ، وقد روى عنه ابن عباس شيئا من شعره، قال أبو عمر: هو ممن وفد على كسرى، وله معه خبر ظريف. قال أبو الفرج الأصبهاني: أخبرني عمي. حدثنا محمد بن سعيد الكراني، حدثنا   (1) أسد الغابة ت (4190) ، الجرح والتعديل 7/ 143، البداية والنهاية 7/ 143، العقد الثمين 716، الأعلمي 23/ 162، التاريخ الصغير 1/ 297. (2) في الاستيعاب: غيلان بن سلمة بن شرحبيل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 العمري، عن العتبي، عن أبيه، قال: كان غيلان بن سلمة وفد على كسرى، فقال له ذات يوم: أيّ ولدك أحبّ إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم» ، فاستحسن ذلك من قوله، ثم قال له: ما غذاؤك في بلدك؟ قال: خبز البر. قال: عجبت لك هذا العقل. قال الكرانيّ، عن العمري: وقد روى الهيثم بن عدي هذه القصة أبين من هذه، وساقه بطوله، وفيها: كان أبو سفيان في نفر من قريش ومن ثقيف فوجّهوا بتجارة إلى العراق، فقال لهم أبو سفيان: إنا نقدم على ملك جبّار لم يأذن لنا في دخول بلاده، فأعدّوا له جوابا. فقال غيلان: أنا أكفيكم على أن يكون نصف الربح لي. قالوا: نعم، فتقدم إلى كسرى، وكان جميلا، فقال له الترجمان: يقول لك الملك: كيف قدمتم بلادي بغير إذني؟ فقال: لسنا من أهل عداوتك، ولا تجسّسنا عليك، وإنما جئنا بتجارة، فإن صلحت لك فخذها وإلا فائذن لنا في بيعها، وإن شئت رجعنا بها قال: وسمعت صوت الملك فسجدت، فقيل له: لم سجدت؟ قال: سمعت صوت الملك حيث لا ينبغي أن ترفع الأصوات. فأعجب كسرى، وأمر أن توضع تحته مرفقة، فرأى عليها صورة كسرى، فوضعها على رأسه، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: رأيت عليها صورة الملك فأجللتها أن أجلس عليها، فاستحسن ذلك أيضا، ثم قال له: ألك ولد؟ قال: نعم. قال: فأيّهم أحبّ إليك؟ قال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. قال: أنت حكيم من قوم لا حكمة فيهم، وأحسن إليه. وذكرها أبو هلال العسكريّ في «كتاب الأوائل» بغير إسناد أطول مما هنا، فقال: خرج أبو سفيان بن حرب في جمع من قريش وثقيف يريدون بلاد كسرى بتجارة لهم، فلما ساروا ثلاثا جمعهم أبو سفيان، فقال: إنا في سيرنا «2» هذا لعلى خطر ما قدومنا على ملك لم يأذن لنا بالقدوم عليه؟ وليست بلاده لنا بمتجر، فأيكم يذهب بالعير. فنحن برآء من دمه إن أصيب، وإن يغنم فله نصف الربح. فقال غيلان بن سلمة: أنا أمضي بالعير، وأنشده: فلو رآني أبو غيلان إذ حسرت ... عنّي الأمور بأمر ما له طبق لقال رغب ورهب أنت بينهما ... حبّ الحياة وهول النّفس والشّفق إمّا مشفّ على مجد ومكرمة ... أو أسوة لك فيمن يهلك الورق «3» [البسيط]   (1) في الاستيعاب: حتى يئوب. (2) في أ: مسيرنا. (3) انظر الأبيات في تاريخ الطبري 6/ 107. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 فخرج بالعير، وكان أبيض طويلا جعدا، فتخلّق ولبس ثوبين أصفرين، وشهر نفسه، وقعد بباب كسرى، حتى أذن له، فدخل عليه وشبّاك بينه وبينه، فقال الترجمان: يقول لك: ما أدخلك بلادي بغير إذني؟ فقال: لست من أهل عداوة لك، ولم أكن جاسوسا، وإنما حملت تجارة، فإن أردتها فهي لك، وإن كرهتها رددتها، قال: فإنه ليتكلم إذ سمع صوت كسرى، فخرّ ساجدا، فقال له الترجمان: يقول لك: ما أسجدك؟ قال: سمعت صوتا مرتفعا حيث لا ترتفع الأصوات، فظننته صوت الملك، فسجدت قال: فشكر له ذلك، وأمر بمرفقة فوضعت تحته، فرأى فيها صورة الملك فوضعها على رأسه، فقال له الحاجب: إنما بعثنا بها إليك لتقعد عليها، فقال: قد علمت، ولكني رأيت عليها صورة الملك فوضعتها على أكرم أعضائي. فقال: ما طعامك في بلادك؟ قال: الخبز. قال: هذا عقل الخبز، ثم اشترى منه التجارة بأضعاف أثمانها، وبعث معه من بنى له أظما بالطائف، فكان أول أطم بني بالطائف. وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، وقال إسحاق بن راهويه في مسندة: أنبأنا عيسى بن يونس، وإسماعيل، قالا: حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه- أنّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، اختر منهن أربعا. ورواه الترمذي عن هناد، عن عبيدة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن معمر، ثم قال: هكذا رواه معمر. وسمعت محمدا يقول: هذا غير محفوظ، والصحيح ما رواه شعيب عن الزهري، قال: حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أنّ غيلان ... فذكره. قلت: رواه جماعة من أهل البصرة عن معمر، وأخرجه أحمد، عن محمد بن جعفر غندر، وعبد الأعلى، وإسماعيل بن عليّة، عنه ورواه ابن حبان في صحيحه، عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن ابن عليّة. ورواه الحاكم في المستدرك من طريق كثير، عن معمر، ويقال: إنّ معمرا حدّث بالبصرة بأحاديث وهم فيها، لكن تابعهم عبد الرزاق. ورويناه في المعرفة لابن مندة عاليا، قال: أنبأنا محمد بن الحسين، أنبأنا أحمد بن يوسف، حدثنا عبد الرزاق، به، لكن استنكر أبو نعيم ذلك، وقال: إن الأثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلا، ثم أخرجه من طريق إسحاق بن راهويه، عن عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري- أنّ غيلان بن سلمة. فذكره. وروى عن يحيى بن أبي كثير، وهو من شيوخ معمر، عن معمر، أخرجه أبو نعيم من طريقه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 ورواه يحيى بن سلام الإفريقي، عن مالك ويحيى بن أبي كثير، عن الزهري أيضا. والإفريقي ضعيف. ورواه يحيى بن أبي كثير السقاء، عن الزهري موصولا أيضا، أخرجه أبو نعيم من طريقه ويحيى ضعيف. وقد كشف مسلم في كتاب «التمييز» عن علّته، وبيّنها بيانا شافيا، فقال: إنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان: أحدهما مرفوع، والآخر موقوف، قال: فأدرج معمر المرفوع على إسناد الموقوف، فأما المرفوع فرواه عقيل عن الزهري، قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد- أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة ... الحديث. وأما الموقوف فرواه الزهري، عن سالم، عن أبيه- أنّ غيلان طلّق نساءه في عهد عمر، وقسّم ميراثه بين بنيه ... الحديث. قلت: وقد أوردت طرق هذين الحديثين في كتابي الّذي في معرفة المدرج. وللَّه الحمد. وقد أورده ابن إسحاق في مسندة، عن عيسى بن يونس، وابن عليّة، كما أوردناه، وقال بعد قوله أربعا متصلا به، فلما كان في عهد عمر طلّق نساءه، وقسّم ماله بين بنيه، فبلغ ذلك عمر، فقال: واللَّه إني لأظنّ الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك، ولا أراك تمكث إلا قليلا، وايم اللَّه لترجعنّ في مالك، وليرجعن نساؤك أو لأورثهنّ منك، ولآمرنّ بقبرك فيرجم كما يرجم قبر أبي رغال. قلت: ولهذا المدرج طريق أخرى من رواية سيف بن عبد اللَّه الجرمي، عن سرّار بن مجشّر عن أيوب عن سالم ونافع، عن ابن عمر، قال: أسلم غيلان بن سلمة وعنده عشر نسوة، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يمسك منهن أربعا، فلما كان زمن عمر طلقهنّ ... الحديث بتمامه. وفي إسناده مقال. وله حديثان آخران غير هذا من رواية بشر بن عاصم، فأخرج ابن قانع، وأبو نعيم، من طريق معلى بن منصور، أخبرني شبيب بن شيبة، حدثني بشر بن عاصم، عن غيلان بن سلمة الثقفي، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض أسفاره، فقال: لو كنت آمرا أحدا من هذه الأمة بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لبعلها. وبهذا الإسناد قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سفر، فمررنا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 بشجرتين، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا غيلان، ائت هاتين الشّجرتين فمر إحداهما تنضمّ إلى الأخرى حتّى أستتر بهما. فانقلعت إحداهما تخذّ الأرض حتّى انضمّت إلى الأخرى» . وله ذكر في ترجمة نافع مولاه. ومن أخبار غيلان في الجاهلية ما حكاه أبو سعيد السكري في ديوان شعره- أنّ بني عامر أغاروا على ثقيف بالطائف، فاستنجدت ثقيف ببني نصر بن معاوية، وكانوا حلفاءهم فلم ينجدوهم، فخرجت ثقيف إلى بني عامر، وعليهم يومئذ غيلان بن سلمة، فقاتلوهم حتى هزموا بني عامر، وفي ذلك يقول غيلان- فذكر شعرا يذكر فيه الوقعة. مات غيلان في آخر خلافة عمر. قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : غيلان شريف شاعر أحد حكّام قيس في الجاهلية، وأنشد له: لم ينتقص منّي المشيب قلامة ... الآن حين بدا ألبّ وأكيس والشّيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمرا يكون خلاله متنفّس [الكامل] أخبرني أحمد بن الحسين الزينبي، أنبأنا محمد بن أحمد بن خالد، أنبأنا محمد بن إبراهيم المقدسي، أنبأنا عبد السلام الزهري، أنبأنا أبو القاسم العكبريّ، أنبأنا أبو القاسم بن اليسري، أنبأنا أبو طاهر المخلص. حدثنا أحمد بن نصر بن بجير، حدثنا علي بن عثمان النّفيلي، حدثنا المعافى، حدثنا القاسم بن معن، عن الأجلح، عن عكرمة، قال: سئل ابن عباس عن قوله تعالى: وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر: 4]- قال: لا تلبس على معصية، ولا على غدرة، ثم قال ابن عبّاس: سمعت غيلان بن سلمة يقول: إنّي بحمد اللَّه لا ثوب فاجر ... لبست ولا من غدرة أتقنّع [الطويل] 6941- غيلان بن عمرو «1» : له ذكر في حديث رواه عمر بن شبّة في الصحابة له، وابن مندة، من طريق علي بن عراب «2» ، عن عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: هذا ما كتب رسول   (1) أسد الغابة ت (4191) . (2) في أ: غراب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لوفد نجران ... فذكر الكتاب، قال: وشهد أبو سفيان بن حرب، وغيلان بن عمرو. وذكره أيضا الأموي في المغازي ليونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع، عن أبيه، عن جده ... فذكر قصة أسقف نجران، وإرسالهم إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومصالحتهم له، وكتابه لهم بذلك، وفي آخره: شهد أبو سفيان بن حرب، وغيلان بن عمرو، ومالك بن عوف من بني نصر، والأقرع بن حابس، والمغيرة، وليث. 6942- غيلان الثقفي: ما أدري هو ابن سلمة أو غيره؟ ذكر عبد الحق في الأحكام، عن إسرائيل، عن عمر بن عبد اللَّه بن يعلى، عن حكيمة عن أبيها، عن غيلان الثقفي- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من التقط لقطة درهما أو حبلا فليعرّفه ثلاثة أيام ... » الحديث. 6943 - غيلان «1» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: ذكره ابن السّكن، وقال: روي عنه حديث واحد مخرجه عند أهل الرّقة، ثم روي من طريق عياض بن محمد حدثنا جعفر بن برقان، عن داود بن عراد من بني عبادة بن عبيد، عن غيلان مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: يخرج الدجّال فيدعو الناس إلى العدل وإلى الحق فيما يرون، فلا يبقى مؤمن ولا كافر إلا اتبعه، وهم لا يعرفونه، فبينما المؤمنون في همّ من ذلك إذ خسفت عينه، وظهر بين عينيه «كافر» يقرؤه كلّ مؤمن، فعند ذلك فارقه المؤمنون، واتّبعه الكافرون. القسم الثاني الغين بعدها النون 6944 ز- غنيم بن قيس المازني «2» : قال ابن ماكولا، تبعا لعبد الغني بن سعيد: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ورآه.   (1) أسد الغابة ت (4192) . (2) أسد الغابة ت (4189) ، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 123- الطبقات لخليفة 193- التاريخ لخليفة 292- التاريخ الكبير 7/ 110- التاريخ لابن معين 2/ 469- الجرح والتعديل 7/ 58- الكنى والأسماء 2/ 46- كتاب المراسيل 165- الكاشف 2/ 323- تهذيب التهذيب 8/ 251- تقريب التهذيب 2/ 106- جامع التحصيل 308- تاريخ الإسلام 3/ 451. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 258 وروى عن سعد بن أبي وقاص وغيره، وكذا ذكره ابن فتحون. وقال ابن مندة: روى عنه جناح «1» ، ولا تصحّ له صحبة ولا رؤية. قلت: حديثه عن الصحابة في مسلم وغيره، ويقال له أيضا الكعبي، وكنيته أبو العنبر، وله رواية أيضا عن أبيه، وله صحبة، وعن أبي موسى الأشعري، وابن عمر. روى عنه سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وخالد الحذّاء، وأبو السليل وآخرون. ووثّقه ابن سعد، والنّسائيّ، وابن حبّان، وقال: مات سنة تسعين من الهجرة. وفي الجعديات عن شعبة، عن سعيد الجريريّ، سمعت غنيم بن قيس، قال: كنا نتواعظ في أول الإسلام: ابن آدم اعمل في فراغك قبل شغلك، وفي شبابك لكبرك، وفي صحتك لمرضك، وفي دنياك لآخرتك، وفي حياتك لموتك. وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن الوضاح، عن عاصم الأحول، قال: قال غنيم بن قيس أشرف علينا راكب فنعى لنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فنهضنا من الاحوية، فقلنا: بأبينا وأمّنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقلت: ألا لي الويل على محمّد ... قد كنت في حياته بمقعد وفي أمان من عدوّ معتدي «2» [الرجز] وأخرج أبو بكر بن أبي على هذه القصة من طريق صدقة بن عبد اللَّه المازني، عن جناح بن غنيم بن قيس، عن أبيه، قال: أذكر موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أشرف علينا رجل، فقال ... فذكر الشعر. ورواه شعبة، عن عاصم الأحول، عن غنيم بن قيس، قال: أحفظ من أبي كلمات قالهن لما مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجه أبو نعيم. القسم الثالث العين بعدها الألف 6945 ز- غاضرة: سمع عمر. تقدم في الأول.   (1) في أسد الغابة: ابنه جناح. (2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4189) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 6946- غالب بن بشر الأسدي «1» . أحد من انحاز عن طليحة بن خويلد حال الردة. من حكماء بني أسد وأشرافهم. ذكره وثيمة في «كتاب الردة» ، واستدركه ابن فتحون. 6947 ز- غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال التميمي الداريّ:، والد الفرزدق الشاعر. لأبيه صحبة، ولغالب إدراك، لأن الفرزدق ولد أيام عمر، وقال الشعر الجيد في أيام علي، وسيأتي ذلك مع مزيد عليه في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى في القسم الأخير من حرف الفاء. وفي التاريخ المظفري، عمّر غالب بن صعصعة، ولقي عليا بالبصرة، وأدخل عليه الفرزدق وكان مشهورا بالجود، فيقال: إن نفرا من بني كلب تراهنوا على أن يقصدوا نفرا سمّوهم، فمن أعطى ولم يسأل سائله من هو فهو أكرمهم، فاختاروا عمرو بن السّليل الشيبانيّ، وطلبة بن قيس بن عاصم، وغالب بن صعصعة، فأتوا عمرا وطلبة، فقالا: من أنتم؟ ثم أتوا غالبا فأعطاهم ولم يسألهم، فأخذ صاحب غالب الرهن. وقد مضى له ذكر في ترجمة سحيم بن وثيل اليربوعي في قصة مفاخرته له في نحر الإبل في خلافة عثمان. وسيأتي له ذكر في ترجمة ولده، وفي ترجمة هنيدة بنت صعصعة أخته. الغين بعدها الراء والزاي 6948 ز- غرقدة: غير منسوب. له إدراك، ذكر الطبري في «تاريخه» أنّ المسلمين حين عبروا دجلة سلموا عن آخرهم إلّا رجلا من بارق يدعى غرقدة زال عن ظهر فرس له شقراء فرمى القعقاع بن عمرو إليه عنان فرسه فأخذ بيده حتى عبره. 6949- غزال الهمدانيّ. أنشد له سيف في الردة شعرا يهجو به الأسود العنسيّ الكذاب، ويمدح الذين قتلوه منه: يا ليت شعري، والتّلهّف حسرة ... أن لا أكون وليته برجالي [الكامل]   (1) أسد الغابة ت (4170) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 6950- الغرور بن النعمان بن المنذر اللخمي: كان أبوه ملك الحيرة، وهو مشهور، وأسلم الغرور، ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام. قال وثيمة في كتاب «الردة» كان اسمه المنذر ولقبه الغرور، ويقال: هو اسمه، وكان يقول بعد أن أسلم: لست الغرور، ولكني المغرور. وقال سيف في «الفتوح» : خرج الحطيم في بني قيس بن ثعلبة، فجمع من ارتد وأرسل إلى الغرور بن سويد بن المنذر ابن أخي النعمان، فقال له: إن غلبت ملّكتك البحرين حتى تكون كالنعمان بالحيرة. الغين بعدها السين 6951- غسان بن حبيش: أو حبش الأسدي «1» ، هكذا أورده ابن الأثير، وعزاه لابن الدباغ. وقد ذكره وثيمة في «كتاب الردة» فيمن انحاز عن طليحة مع غالب بن بشر المذكور هو وأخوه عبد الرحمن ووالدهما حبيش، وقد مضى خبر حبيش في ترجمته. واستدركه ابن فتحون. الغين بعدها الطاء 6952- غطيف بن حارثة بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن عامر بن كنانة بن حسل اليشكري:، أبو كاهل، والد سويد بن أبي كاهل. ذكره المرزباني في «المعجم» ، وقال: مخضرم وأنشد له شعرا. القسم الرابع الغين بعدها الراء 6953 - عرفة «2» بن مالك الأزدي:، أخو عبد الرحمن «3» . صحفه بعض من صنّف في الصحابة من المتأخرين، فذكره بالغين المعجمة، وإنما هو   (1) أسد الغابة ت (4178) . (2) في أ: غرفة. (3) أسد الغابة ت (4173) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 بالعين المهملة والراء ثم الواو. وقد تقدم في عروة بن مالك على الصواب. 6954- عرقدة، والد شبيب «1» . ذكر في الصحابة ولا يصحّ، هكذا قال ابن مندة. وقال أبو موسى في الذيل: لم يورد أبو عبد اللَّه حديثه، وأورده أبو بكر بن أبي علي، من طريق زكريا بن عدي، عن سلام، عن شبيب بن غرقدة، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يجني جان إلّا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا ولد على والده» «2» . قلت: وهذا غلط نشأ عن إسقاط، وذلك أن شبيب بن غرقدة إمّا «3» رواه عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، فسقط سليمان من هذه الرواية، فصار الضمير في قوله: «عن أبيه» يعود على شبيب، وليس كذلك. وقد رواه ابن ماجة، من طريق زياد بن علاقة، عن شبيب على الصواب، وذكر المتن بهذه الألفاظ، وكذا رواه الترمذي في حديث طويل، وأورد أبو داود والنسائي بعض الحديث مفرقا من طريق أبي الأحوص، عن زياد، وأبو الأحوص المذكور هو سلام بن سليم المذكور في رواية زكريا بن عدي. وذكره ابن قانع في الصّحابة أيضا في أول حرف الغين المعجمة، وأتى بغلط آخر أفحش من الأول، قال: حدثنا علي بن محمد، حدثنا مسدّد، حدثنا ابن عيينة، عن شبيب بن غرقدة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أعطاه دينارا ليشتري به أضحية، أو قال: شاة، فاشترى شاتين ... الحديث. قال ابن قانع: كذا قال، وهو تصحيف، وإنما هو عن عروة، لا عن غرقدة. قلت: وهذا الحديث في صحيح البخاري من حديث سفيان بن عيينة، لكنه عن عروة بن الجعد. والحديث مشهور من حديثه. وقد بينت في شرح البخاري السبب في إخراج البخاري له مع أنه عن الحي ولا يعرف أحوالهم. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (4175) . (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 499، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص بلفظة، والطبراني في الكبير 17/ 32، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40106. (3) في أ: إنما. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 الغين بعدها الزاي 6955 ز- غزيّة بن الحارث. ذكره أبو صالح المؤذّن في الصحابة، وقال: له صحبة. سكن مصر. روى عنه كعب بن علقمة حديثا طويلا، كذا ذكره في كتاب من لم يرو عنه إلا واحد، وأخطأ فيه من وجهين: أحدهما أنه صحّف اسمه، وإنما هو عرفة، بالراء والفاء المفتوحتين، لا غزيّة، بكسر الزاي وتشديد «1» التحتانية. ثانيهما في ادّعائه أنّ كعب بن علقمة تفرّد بالرواية عنه، وليس كذلك، فقد روى عنه أيضا عبد اللَّه بن الحارث الأزدي حديثه عنه في سنن أبي داود. وأما حديث كعب بن علقمة عنه فقد رواه البخاري في تاريخه، عن نعيم بن حماد، عن عبد اللَّه بن المبارك، عن حرملة بن عمران، حدثني كعب بن علقمة- أن عرفة بن الحارث الكندي، وكانت له صحبة، مرّ به نصراني فدعاه إلى الإسلام، فذكر النصراني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتناوله فضربه عرفة فدقّ أنفه، فرفع ذلك إلى عمرو بن العاص، فأرسل إليه: إنا قد أعطيناهم العهد، فقال: معاذ اللَّه أن نعطيهم العهد على أن يظهروا شتم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال عمرو: صدقت. وإسناده صحيح، وهو معروف، رواه عبد اللَّه بن صالح، عن حرملة بن عمران أيضا. أخرجه الطبراني عن مطلب عنه. 6956 ز- غزيّة بن سواد. مذكور في حاشية «الاستيعاب» في باب غزيّة، قال: هو الّذي أقاده النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم من نفسه في كتاب الليث عن ابن الهاد، ذكره عبد الغني بن سعيد في المؤتلف في باب سواد، وفي باب غزيّة. قلت: وهو مقلوب، وإنما هو سواد بن غزية، وقد مرّ الحديث في ترجمته في حرف السين المهملة مخرجا من سيرة ابن إسحاق، وكتب صاحب الحاشية قصته قبالة ترجمته من الاستيعاب منسوبا إلى تخريج ابن إسحاق على الصواب. الغين بعدها الشين 6957- غشمير بن خرشة القارئ «2» .   (1) في أ: وتشديد المثناة التحتانية. (2) أسد الغابة ت (4180) ، الاستيعاب ت (2089) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 ذكر ابن دريد في كتاب الاشتقاق أن له صحبة، قال: وهو قاتل عصماء بنت مروان اليهودية التي كانت تهجو النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. واستدركه ابن الأمين. قال ابن دريد: وغشمير: فعليل من الغشمرة، وهو أخذك الشيء بالغلبة. قلت: صحّفه أبو بكر، ثم تكلف تفسيره، وإنما هو عمير لا شك فيه ولا ريب، وهو عمير بن خرشة بن عدي القارئ، بالهمزة، كما تقدم على الصواب في ترجمته. الغين بعدها الضاد 6958- غضيف بن الحارث الكندي «1» :. تابعي معروف. حدث عن الصحابة في السنن، وقد تقدم التنبيه عليه في القسم الأول. وفرّق ابن عبد البرّ بين غضيف بن الحارث الكندي هذا، وبين غضيف بن الحارث الأول، فأجاد، لكن لم يحك خلافا في كون هذا صحابيّا أم لا، فلم يعمل في ذلك شيئا. الغين بعدها الطاء 6959- غطيف بن أبي سفيان «2» . ذكره البغويّ في الصحابة. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصح عداده في التابعين، ثم روى هو والبغوي، من طريق بقية، حدثنا معاوية بن يحيى، عن سعيد بن السائب، وفي رواية البغوي سليمان بن سعيد بن السائب: سمعت غطيف بن أبي سفيان يذكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: سيكون بعدي أئمة يسألونكم غير الحق، فأعطوهم ما يسألونكم، واللَّه الموعد. وذكره ابن الجوزيّ في «الضّعفاء» فيمن اختلف في صحبته. وقال ابن أبي حاتم في «المراسيل» : سألت أبي وأبا زرعة عنه، فقالا: هو تابعي. قلت: ذكر ابن حبان في التابعين أنه مات سنة ثمان وأربعين ومائة، فبهذا لا تصحّ له صحبة ولا إدراك. وله حديث آخر مرسل رواه الحسن بن سفيان في مسندة، عن الفضل بن موسى، عن ابن المبارك، عن الحكم بن هشام، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه   (1) أسد الغابة ت (4182) ، الاستيعاب ت (2085) . (2) أسد الغابة ت (4185) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 وآله وسلم: «أيّما امرأة ماتت جمعا «1» لم تطمث دخلت الجنّة» . هكذا أورده أبو نعيم في ترجمة هذا، وفرّق البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم بين غطيف بن أبي غطيف بن «2» أبي سفيان، شيخ سعيد بن السائب، وبين راوي هذا الحديث، فقال: غطيف بن سفيان روى عنه الحكم بن هشام لم يزد على ذلك. الغين بعدها الميم والنون 6960 ز- غنيم «3» بن كليب الجمحيّ. ذكره خلف بن القاسم شيخ ابن عبد البر، واستدركه على أبي علي بن السكن، وكتب بخطه حاشية على كتابه، قال: أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بمكة، حدثنا أبي، حدثنا المفضل بن محمد الجندي، حدثنا ثابت بن معاذ، حدثنا عبد المجيد: قال: ذكر ابن جريج عن أبي دعثم، واسمه غثيم بن كليب الجمحيّ، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجته، ودفع من عرفة إلى جمع، والنار توقد بالمزدلفة، وهو يرميها «4» حتى نزل قريبا [منها] «5» . قلت: وهو غلط من أوجه: الأول أنه عثيم بالعين المهملة والثاء المثلثة لا بالغين المعجمة والنون «6» ، كذلك ضبطه البخاري، والدار الدّارقطنيّ، وعبد الغني وغيرهم. الثاني أنه جهمي لا جمحي، الثالث أنه غنيم بن كثير بن كليب، نسب في هذه الرواية إلى جده. الرابع أنه من أتباع التابعين لا من الصحابة ولا من التابعين، وإنما روى عن أبيه عن جده هذا الحديث وغيره. الخامس أن ابن جريج ما سمع من غنيم هذا، وإنما روى عنه بواسطة، ففي سنن أبي داود، من طريق ابن جريج، أخبرت عن غنيم بن كثير بن كليب ... فذكر حديثا. ووقع لنا ذلك الحديث، من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن غنيم، فكأنه شيخ ابن جريج فيه. ويجوز أن يكون ابن جريج لقي غنما وحدّث عن واحد عنه. الغين بعدها الميم 6961- غمر الجمحيّ. ذكره ابن شاهين في آخر حرف الغين المعجمة من كتاب الصحابة، ورأيته مضبوطا   (1) أي تموت بكرا. النهاية 1/ 296. (2) سقط في أ. (3) في المغازي: سماه عييم بن جبير بن كليب. (4) في المغازي: وهو يؤمها. (5) سقط في أ. (6) ولا تصغير فيه كذلك. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 بخط من كتب عنه بفتح الغين وسكون الميم. وأخرج من طريق بقية عن بحير بن سعد، عن خالد بن سعدان، عن جبير بن نفير، عن عمرو الجمحيّ- أنه حدثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إذا أراد اللَّه بعبد خيرا استعمله ... » «1» الحديث. قال ابن شاهين: وقال آخرون: غمر بضم الغين المهملة وفتح الميم. قلت: وهو غلط على غلط، والصواب عمرو بن الحمق، كما بيّنته فيما مضى. 6962 ز- غنمة بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة:. استدركه ابن الدباغ على ابن عبد البر، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو عنمة، بالمهملة، كذلك قيده الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف والمختلف، وذكر أنّ له حديثا في المسح على الخفين، نبّه على ذلك ابن فتحون. وذكر الرشاطي في الأنساب أنّ ابن فتحون ذكره بالغين المعجمة، وتعقبه بكلام الدار الدّارقطنيّ، ويحتاج هذا إلى تحرير. والصواب بالعين المهملة. واللَّه أعلم. الغين بعدها الياء 6963 ز- غيلان بن جامع. ذكر أبو حاتم في ترجمة غيلان بن جامع بن راشد المحاربي الكوفي القاضي المشهور- أنّ بعضهم روى من طريقه حديثا مرسلا. وفرّق بينهما، كأنه ظنه صحابيا آخر لكونه من رواية إسماعيل بن أبي خالد، وهو تابعي، وهو أكبر من المحاربي، قال أبو حاتم: وهو عندي واحد. قلت: وغيلان جلّ روايته عن أوساط التابعين، كأبي إسحاق السّبيعي، ولم يدرك أحدا من الصحابة، وأكبر شيخ له أبو وائل بن سلمة أحد المخضرمين، ثم راجعت تاريخ البخاري فعرفت أنه المراد بقول أبي حاتم بعضهم، لكن لم يقل البخاري غيلان بن جامع، وإنما قال: غيلان روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، ذكره بغير ترجمة غيلان بن جامع وغيره ممّن اسمه غيلان، فهو عنده آخر غير معروف.   (1) أخرجه الترمذي في سننه 3/ 393 في كتاب القدر باب 8. حديث رقم 2142، وقال هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند 4/ 135، الحاكم في المستدرك 1/ 340 والهيثمي في الزوائد 7/ 214، 215. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30764، 430766، 30795. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 حرف الفاء القسم الأول الفاء بعدها الألف 6964- فاتك بن عمرو الخطميّ «1» . ذكره أبو نعيم، وروى من طريق عمرو بن مالك الراسبي، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن الحليس بن عمرو، عن بنت الفارعة، عن جدها فاتك بن عمرو الخطميّ، قال: عرضت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رقية العين، فأذن لي فيها، ودعا لي بالبركة، وهي من كل شيء، بسم اللَّه، وباللَّه، أعيذك باللَّه من شر ما ذر أو برأ، ومن شر ما اعتريت واعتراك، واللَّه ربّي شفاك، وأعيذك باللَّه من شر ملقح ومحيل يعني من يولد ومن لا يولد. وقال أبو موسى: روى إبراهيم بن محمد، عن عبد العزيز، عن الحليس، عن أمه، عن جدها حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني- أنه عرض على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكره. قلت: فضيل أقوى من إبراهيم، ويحتمل التعدد. 6965- فاتك، غير منسوب «2» . روى الطبراني، والباوردي، وابن عدي، وغيرهم، من طريق زيد بن الحريش، عن عبيد اللَّه بن عمر «3» ، عن أيوب، وعن نافع، عن ابن عمر، قال: أتي النبي صلّى اللَّه عليه   (1) أسد الغابة ت (4194) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 4. (2) أسد الغابة ت (4196) . (3) في أسد الغابة: عمرو. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 وآله وسلم بسارق، فقطعه، وكان غريبا، في شدة البرد، فقام رجل يقال له فاتك فضرب عليه خيمة وأوقد له نويرة، فخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبر بذلك، فقال: اللَّهمّ اغفر لفاتك كما آوى عبدك هذا المصاب. 6966 - الفاكه بن بشر «1» بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزّرقيّ: ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. 6967 - الفاكه بن سعد «2» بن حبتر بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الأوسي الخطميّ: قال ابن مندة: يكنى أبا عقبة، له صحبة. روى عنه ابنه عقبة، ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع علي من الصحابة، وقتل بها، وله حديث في سنن ابن ماجة بسند ضعيف في الغسل يوم الفطر. روى عنه ابن ابنه عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه. والفاكه بكسر الكاف بعدها هاء أصلية. قال ابن سعد: أنصاري، صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأخرج البغوي، والباوردي، من طريق أبي جعفر الخطميّ، عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه الأنصاري، عن جده الفاكه بن سعد، وله صحبة، كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يغتسل يوم الجمعة. ووقع في «الاستيعاب» : روى أبو جعفر الخطميّ، عن عبد الرحمن بن سعد بن الفاكه ابن سعد، عن أبيه، عن جده ... فذكر الحديث، وتبع في ذلك ابن أبي حاتم. وهو وهم في موضعين ... في تسمية والد عبد الرحمن سعدا، وإنما هو عقبة، وزيادة قوله: عن أبيه في السند، وكذلك أخرجه الباوردي من وجه آخر، عن أبي جعفر، لكن قال: عن عبد اللَّه بن عقبة، عن جده، بدل عبد الرحمن، فقال: عبد اللَّه.   (1) أسد الغابة ت (4197) ، الاستيعاب ت (2091) . (2) أسد الغابة ت (4198) ، الاستيعاب (2092) ، الثقات 3/ 333، الكاشف 2/ 378، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تقريب التهذيب 2/ 107، الجرح والتعديل 7/ 523، تهذيب التهذيب 8/ 255، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 340، الطبقات الكبرى 7/ 77، الطبقات 83، تجريد أسماء الصحابة 2/ 4، تهذيب الكمال 2/ 1091، بقي بن مخلد 943. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 وحبتر: بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة ثم راء. ووقع في الاستيعاب جبر، بفتح الجيم وموحدة ساكنة ثم راء، وهو تصحيف. 6968- الفاكه بن السكن: بن خنساء بن كعب بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي» . قال ابن الكلبيّ: شهد ما بعد بدر من المشاهد، وكان فارس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ويقال: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سماه المؤمن في قصة جرت له. 6969- الفاكه بن عمرو الداريّ «2» : من رهط تميم الداريّ. قال جعفر المستغفري: له صحبة، وكذا قال ابن حبان، وزاد ابن عم تميم الداريّ سكن بيت جبرين، من فلسطين وبها مات. 6970- الفاكه بن النعمان الداريّ «3» ، من رهط تميم الداريّ أيضا. ذكره المستغفريّ، وروى من طريق ابن إسحاق أنه من جملة البدريين الذين أوصى بهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وذكره أيضا الواقديّ، والطّبريّ، وقال: هو فاكه بن النعمان بن جبلة بن ضفارة بن ربيعة بن دارع بن عديّ بن الدار. وقد تقدّم في ترجمة الطيّب أن اسم هذا رفاعة، واللَّه أعلم. 6971- فائد بن عمارة: بن الوليد بن المغيرة المخزومي، ابن أخي خالد بن الوليد. يأتي ما يدلّ على أن له صحبة في ترجمة أخيه الوليد بن عمارة. 6972- فائد، مولى بن عبد اللَّه بن سلام. أخرج له المفيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ حديثا من طريق إبراهيم بن عمرو، عمن حدثه، عن فائد مولى عبد اللَّه بن سلام، قال: نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الجحفة في غزوة الحديبيّة، فلم يجد بها ماء، فبعث سعد بن مالك، فرجع بالروايا واعتذر، فبعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليّا فلم يرجع حتى ملأها. الفاء بعدها التاء 6973- فتح، غلام تميم: الداريّ.   (1) أسد الغابة ت (4199) . (2) أسد الغابة ت (4200) ، الثقات 3/ 332، تجريد أسماء الصحابة 2/ 4. (3) أسد الغابة ت (4201) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 رأيته بخط الخطيب بسكون المثناة من تحت بعدها مهملة، وقد تقدم في سراقة. الفاء بعدها الجيم 6974- الفجيع: بجيم مصغرا «1» ، ابن عبد اللَّه بن جندع- بضم الجيم والدال وسكون النون بينهما وآخره مهملة، ابن البكاء، واسمه ربيعة بن عمرو «2» بن ربيعة بن عامر بن صعصعة البكائي. قال البخاريّ، وابن السّكن، وابن حبّان، له صحبة. وقال ابن أبي حاتم: أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كوفي وذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين. وقال البغويّ: سكن الكوفة. وله حديث في سنن أبي داود بإسناد لا بأس به في سؤاله ما يحلّ من الميتة وأخرجه البخاري في التاريخ عنه، والبغوي من طريقه. وله حديث آخر رواه ابن أبي عاصم في «الوحدان» من طريق أبي نعيم، قال: أخرج إلينا عبد الملك بن عطاء البكائي كتابا فقال: اكتبوه ولم يمله علينا. وزعم أنّ بنت الفجيع حدثته به، فإذا فيه: هذا كتاب من محمد النبي للفجيع، ومن تبعه، ومن أسلم وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وأطاع اللَّه ورسوله، وأعطى من المغنم خمس اللَّه، ونصر نبي اللَّه، وفارق المشركين فهو آمن بأمان اللَّه عز وجل وأمان محمد. ورواه ابن شاهين، من طريق عبد الرحيم بن زيد البارقي، عن عقبة بن وهب البكائي، عن الفجيع نحوه. وأشار ابن الكلبيّ إلى هذا الحديث، فقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكتب له كتابا، فهو عندهم. وقد تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي في القسم الأول أيضا. الفاء بعدها الدال 6975 ز- فدفد: بن خنافة البكري.   (1) أسد الغابة ت (4202) ، الاستيعاب ت (2112) ، الثقات 3/ 334، الكاشف 2/ 378، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، تقريب التهذيب 2/ 107، الجرح والتعديل 7/ 522، تهذيب التهذيب 8/ 257، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5، الطبقات الكبرى 6/ 46، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 340، التاريخ الكبير 7/ 137، تهذيب الكمال 2/ 1092، بقي بن مخلد 822. (2) في أسد الغابة: عامر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب له، فقال: قدم فدفد بن خنافة البكري على أبي سفيان بمكة، وكان فدفد فاتك بني بكر، فاتّفق مع أبي سفيان على قتل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعشرين ناقة، ودفع إليه خنجرا مسموما، قال فدفد: خرجت من عند أبي سفيان وأنا نشوان. فلما صحوت فكّرت في عظيم ما أقدمت عليه، فسرت حتى إذا كنت بالرّوحاء في ليلة مظلمة ما أرى موضع أخفاف الناقة، فلاح لي وميض البرق، وإذا بهاتف من جوف الوادي يقول: رسول أتى من عند ذي العرش صادقا ... على طرق الخيرات للنّاس واقف [الطويل] فظننته بعض السيارة، وقصدت الصوت، فلما بلغت موضعه تسمعت فلا حسّ، فقفّ شعري، وعلمت أنه بعض الجنّ، فأنشأت أقول: لك الخير قد أسمعتني قول هاتف ... ونبّهت حوسا قلبه غير خائف [الطويل] فأجابني وكأنه تحت ناقتي: لحا اللَّه أقواما أرادوا محمّدا ... بسوء ولا أسقاهم صوب ماطر عكوفا على الأوثان لا يتركونها ... وقد أمّ دين اللَّه أهل البصائر [الطويل] فمضيت لوجهي، وفيّ ما سمعت، فأصبت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بني عبد الأشهل يتحدّث، وقد أخبرهم عن كل ما اتفق، وقال: سيطلع عليكم الآن، فلا تهيجوه، وكنت لا أعرفه، فقلت لصبي: أين هو محمد القرشي الّذي قدم عليكم؟ فنظر إليّ متكرّها، وقال: ويلك! ثكلتك أمك! لولا أنك غريب جاهل لأمرت بقتلك! ألا تقول: أين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ هو ذاك عند النخلة العوجاء عند أصحابه، فائته فإنك إذا رأيته أكبرته، وشهدت بتصديقه، وعلمت أنك لم تر قبله مثله، قال: فنزلت عن راحلتي، ثم أتيته، فأخبرني بما اتفق لي مع أبي سفيان ومع الهاتف، ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت، وهو القائل: ألا أبلغا صخر بن حرب رسالة ... بأنّي رأيت الحقّ عند ابن هاشم رأيت امرأ يدعو إلى البرّ والتّقي ... عليما بأحكام الهدى غير ظالم فأخبرني بالغيب عمّا رأيته ... وأسررته من معشر في مكاتم [الطويل] الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 6976 ز- فديك: حكى السهيليّ أنه كان أمير السرية التي قتل فيها أسامة بن زيد الرجل الّذي أظهر الإسلام، وقال غيره: اسمه قليب، وسيأتي. 6977- فديك بن عمرو السلاماني «1» . تقدم ذكره وحديثه في ترجمة أبيه حبيب، وقيل: فريك بالراء بدل الدال، قاله الطبري، وقيل فويك بالواو، قاله البغويّ، وأبو الفتح الأزدي، وابن شاهين، وجعفر المستغفريّ، وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم. وقال ابن فتحون: رأيته في كتب ابن أبي حاتم وابن السكن بالواو. 6978- فديك الزبيدي «2» . ويقال العقيلي، وهو أشبه، والد بشير بن فديك، وجدّ صالح بن بشير بن فديك، تقدم ذكره وحديثه في القسم الرابع. وقال البخاري: فديك صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم ذكر عن الأوزاعي، وعن الزبيري، كلاهما عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك، قال: خرج فديك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر الحديث في الهجرة وذكر ابن أبي حاتم نحوه. وقال البغويّ: سكن المدينة، وذكره ابن حبّان، فقال: حديثه عند ولده، وقال ابن السكن: يقال إن فديكا وابنه بشيرا جميعا صحبا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. الفاء بعدها الراء 6979- فرات: بن ثعلبة البهراني «3» يأتي في الثالث. 6980- فرات بن حيان بن ثعلبة «4» بن عبد العزى بن حبيب بن حية بن ربيعة بن صعب بن عجل بن لجيم الربعي اليشكري ثم العجليّ، حليف بني سهم. ووقع في سياق نسبه عند أبي عمر سعد بدل صعب، وهو وهم.   (1) الجرح والتعديل 506، الثقات 3/ 344، أسد الغابة ت (4204) . (2) أسد الغابة ت (4203) ، الاستيعاب ت (2113) . (3) أسد الغابة ت (4206) ، الاستيعاب ت (2093) . (4) أسد الغابة ت (4205) ، الاستيعاب ت (2094) ، الثقات 3/ 333، تقريب التهذيب 2/ 107، الكاشف 2/ 379، الجرح والتعديل 7/ 449، 450، تهذيب التهذيب 8/ 258، ثقات 2/ 297، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 332، الطبقات 65، 132، الطبقات الكبرى 6/ 40، المصباح المضيء 1/ 312، حلية الأولياء 2/ 17، التاريخ الكبير 7/ 128، تهذيب الكمال 2/ 1092، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5، جامع التحصيل 308، الإكمال 2/ 325، دائرة معارف الأعلمي 23/ 185، بقي بن مخلد 474. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 قال البخاريّ، وتبعه أبو حاتم: كان هاجر إلى النبي صلّى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم، زاد أبو حاتم أنه كوفيّ. وقال البغويّ: سكن الكوفة، وابتنى بها دارا، وله عقب بالكوفة، وأقطعه أرضا بالبحرين. وقال ابن السّكن: له صحبة. وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، وقال: نزل الكوفة، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: إنّ منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم، منهم فرات بن حيان. أخرجه أبو داود، والبخاري في التاريخ، وفيه قصة. وروى عنه حارثة بن مضرّب، وقيس بن زهير، والحسن البصري، وكان عينا لأبي سفيان في حروبه، ثم أسلم فحسن إسلامه. وقال المرزبانيّ: كان ممن هجا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم مدحه فقبل مدحه «1» . وقال ابن حبّان: كان من أهدى الناس بالطريق، وأسند ابن السّكن من طريق صدقة بن أبي عمران، عن أبي إسحاق، عن عدي بن حاتم- أنّ فرات بن حيان أسلم، وفقه في الدين، وأقطعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أرضا باليمامة تغلّ أربعة آلاف ومائتين. وذكر سيف في الفتوح من طريق أحمد بن فرات بن حيان، قال: خرج أبو هريرة، وفرات بن حيان، والرّجّال بن عنفوة من عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد، وإن معه لقفا غادر» . قال: فبلغنا ذلك، فما آمنّا حتى صنع الرجّال ما صنع، ثم قتل فخرّ أبو هريرة وفرات بن حيان ساجدين شكرا للَّه عز وجل. قلت: وكان الرجّال ارتدّ وافتتن بمسيلمة، وقتل معه كافرا. وقال أبو العبّاس بن عقدة الحافظ: حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن عتبة، حدثنا موسى بن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الأشهل، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرّب، عن عليّ: أتي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بفرات بن حيان يوم الخندق، وكان عينا للمشركين، فأمر بقتله، فقال: إني مسلم، فقال: إن منكم من أتألّفهم على الإسلام وأكله إلى إيمانه، منهم فرات بن حيان.   (1) في أ: مديحه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 273 ومضى له ذكر في ترجمة أويس القرني، وله ذكر في ترجمة حنظلة بن الربيع. 6981- فراس: بن حابس التميمي «1» ، أخو الأقرع. وقيل اسم الأقرع أيضا فراس. قال ابن إسحاق في «المغازي» : بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عيينة بن حصن بن حذيفة في سرية إلى بني العنبر، فأصاب منهم رجالا ونساء، فخرج منهم رجال من بني تميم حتى قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «2» [منهم الأقرع، وفراس ابنا حابس ... فذكر القصة] «3» . [وقال ابن عبد البرّ، عن أنس: أظنه من بني العنبر قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد بني تميم] «4» . قلت: وليس هو من بني العنبر، بل قدم بسببهم كما ذكر ابن إسحاق. 6982- فراس: هو الأقرع التميمي، [من بني تميم] «5» . جزم بذلك المرزباني، وقبله ابن دريد، وتقدم ذلك في الألف. 6983- فراس بن عمرو الكناني «6» ، ثم الليثي. قال ابن حبّان: له صحبة، وقال غيره: له رؤية، ولأبيه صحبة. وروى الباوردي، وابن مندة، من طريق أبي «7» يحيى التيمي- وهو إسماعيل بن يحيى أحد الكذابين، قال: حدثني يوسف «8» بن هارون، عن أبي الطفيل- أن رجلا من بني ليث يقال له فراس بن عمرو أصابه صداع شديد، فذهب به أبوه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فشكا إليه الصداع الّذي به، فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فراسا فأجلسه بين يديه، وأخذ جلدة ما بين عينيه فمدّها، فنبتت في موضع أصابعه من جبين فراس شعرة، فذهب عنه الصداع، فلم يصدع، زاد الباوردي في روايته: قال أبو الطّفيل: فأراد أن   (1) أسد الغابة ت (4207) ، الاستيعاب ت (2114) . (2) في أ: وسلم في وفد بني تميم. (3) سقط في أ. (4) سقط في أ. (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت (4209) ، الثقات 3/ 332، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5. (7) في أ: ابن. (8) في أ: سيف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 يخرج مع الخوارج يوم حروراء فأوثقه أبوه رباطا، فسقطت الشعرة التي بين عينيه، ففزع لذلك، وأحدث توبة. قال أبو الطّفيل: فلما تاب نبتت. قال: ورأيتها قد سقطت، ثم رأيتها بعد نبتت. ورواه بزيادة محمد بن قدامة المروزي في كتاب أخبار الخوارج له من هذا الطريق. 6984- فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبدري، يكنى أبا الحارث «1» . ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، وقتل يوم اليرموك شهيدا، وأما أبوه فقتل يوم بدر كافرا. 6985- فراس الخزاعي. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: هو حجازي مخضرم، يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وأنشد له شعرا يدلّ على أن له صحبة، وهو قوله: إذا ما رسول اللَّه فينا رأيتنا ... كلجّة بحر عام فيها سريرها وإن جوزيت كعب فإنّ محمّدا ... لها ناصر عزّت وعزّ نصيرها [الطويل] وذكر الواقديّ عن حزام بن هشام الخزاعي، عن أبيه- أن خالد بن الوليد كان يتمثّل بهذه الأبيات يوم فتح مكة، لكن الواقدي عزاها لخارجة بن خويلد الكعبي، وتبعه ابن سعد على ذلك. 6986 ز- فراس: له صحبة، قاله البخاري، ثم روى عن أبي صالح، قال: حدثني الليث، حدثني جعفر، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي أنه قال: أخبرني ابن الفراس أن الفراسي قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أأسأل يا نبي اللَّه؟ قال: إن كنت لا بد سائلا فاسأل الصالحين. هكذا رأيته في نسخة قديمة من تاريخ البخاري في حرف الفاء، وكذا ذكر ابن السكن أنّ البخاري سماه فراسا. قال: وقال غيره: الفراسي من بني فراس بن مالك بن كنانة، ولا يوقف على اسمه، ومخرج حديثه عن أهل مصر، وذكره البغويّ وابن حبّان بلفظ النسب كما هو المشهور، لكن صنيعه يقتضي أنه اسم بلفظ النسب. والمعروف أنه نسبه، وأن اسمه لا يعرف. والمعروف في الحديث عن ابن الفراسي، عن أبيه. وقيل:   (1) أسد الغابة ت (4210) ، الاستيعاب ت (2115) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 عن ابن الفراسي فقط وهو مرسل، وهو كذلك في سنن ابن ماجة، وسيذكر في الأنساب بأتمّ من هذا إن شاء اللَّه تعالى. 6987 ز- فراس، غير منسوب «1» . روى أبو موسى في الذيل من طريق محمد بن معمر النجراني، حدثنا أبو عامر، حدّثنا يحيى بن ثابت، حدثتني صفية بنت بحرة «2» ، قالت: استوهب عمّي فراس من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قصعة رآه يأكل فيها. فأعطاه إياها، قال: وكان عمر إذا جاءنا قال أخرجوا إليّ قصعة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فنخرجها إليه فيملؤها من ماء زمزم فيشرب منها وينضحه على وجهه. قلت: وقد أخرجه ابن مندة فيمن اسمه خداش، بالخاء المعجمة والدال والشين المعجمة، وذكرت هناك عن ابن السكن أن بعضهم قال فيه: فراس كالذي هنا. 6988- الفرافصة الحنفي. ذكره البغوي في الصحابة، وقال: له صحبة، وهو ختن عثمان بن عفان. حدث أبو كامل الجحدري، عن يزيد بن أبي خالد، عن عثمان بن عبد الملك، قال: رأيت على الفرافصة وعلى سنين بن واقد صاحبي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نعلين لهما قبالان، ورأيتهما يخضبان رءوسهما بالحناء. قال البغوي: لا أعلم لهذا الإسناد غير هذا. وأخرج البغويّ، والباوردي، وابن قانع، من طريق فرات بن تمام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن فرافصة، قال: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيّب. قال البغويّ: هذا وهم، وقد رواه زائدة وغيره عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. وقال الدّار الدّارقطنيّ في «العلل» : الصواب عن هشام، عن أبيه مرسل، ليس فيه عائشة ولا غيرها. قلت: وللفرافصة قصة في تزويج عثمان ابنته نائلة بنت الفرافصة بن عمير الحنفي اليمامي. روى عنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وغيره، ووثّقه ابن حبان، فما أدري هو ذا أو غيره.   (1) أسد الغابة ت (4208) . (2) في أ: نجرة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 276 6989- فرقد العجليّ: ويقال التميمي العنبري «1» . ذكره ابن أبي حاتم، قال ابن جرو العنبري: قال: قال ذهبت بي أمي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فمسح يده عليّ، وبارك علي. روى عنه ولده، وتبعه أبو عمر بن عبد البر، وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن محمد بن مرزوق: حدثتنا دهمان بنت شهد «2» بنت ملاس بن فرقد، عن أبيها، عن جدها- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أتي به فمسح يده عليه وسيأتي فيمن اسمها أمامة من النساء أن اسم أمه أمامة. 6990- فرقد «3» : صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره البخاريّ وغيره، وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكذا قال ابن أبي حاتم، ويذكر أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وطعم على مائدته. قال البخاريّ: حدثنا محمد بن سلام، قال: حدثني الحسين بن مهران الكرماني، قال: رأيت فرقدا صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: رأيت محمدا صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وطعمت معه على مائدته طعاما. وقال ابن مندة: روى عنه حديثه محمد بن سلام، فذكره. وقال في الترجمة: فرقد أكل على مائدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وتعقّبه أبو نعيم بأنّ الحسن هو الّذي أكل على مائدة فرقد. قلت: وهو تعقّب مردود، فقد أخرجه ابن السكن من وجه آخر عن محمد بن سلام، عن الحسن، قال: وكان بيكند «4» عن رجل من الصحابة، قال: أكلت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ورأيت عليه قلنسوة بيضاء في وسط رأسه، قال: وكان قد أتى على فرقد مائة وخمس سنين. قال ابن السّكن: لم يروه عن محمد بن سلام. انتهى. وكذا أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، فالواهم فيه أبو نعيم. وأخرج ابن السّكن من وجه آخر عن محمد بن سلام، عن الحسن بن مهران، قال   (1) أسد الغابة ت (4213) ، الاستيعاب ت (2095) . (2) في أسد الغابة: دهماء بنت سهل، وفي ب: سهل بن. (3) أسد الغابة ت (4214) ، الاستيعاب ت (2096) . (4) في أ: ببليتكنه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 رأيت فرقدا وعليه جماعة عظيمة وهو يحدّث، فرأيت يده وقد رفعها فإذا جلد عضده قد استرخى من كبره حتى كأنه منديل خلق. وقال ابن حبّان: يقال إنّ في أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجلا يقال فرقد، وليس بشيء. انتهى. وما أدري هل عنى هذا أو الّذي قبله؟ 6991- فروة بن خراش الأزدي «1» . ذكره الإسماعيليّ في الصحابة، وأخرج من طريق علي بن قرين أحد المتروكين، قال: حدثنا عبد اللَّه بن جبير الجهضمي، سمعت أبا لبيد يحدث عن فروة بن خراش الأزدي، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «أهل اليمن أرقّ أفئدة، وهم أنصار دين اللَّه، وهم الذين يحبهم اللَّه ويحبونه» «2» . 6992- فروة بن عامر: ويقال ابن عمرو، ويقال في اسم أبيه غير ذلك يأتي في القسم الثالث. 6993- فروة بن عمرو: بن ودقة «3» بن عبيد بن غانم «4» بن بياضة الأنصاري البياضي. قال ابن حبّان: شهد بدرا والعقبة، ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد العقبة وبدرا وقال أبو عمر: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بينه وبين عبد اللَّه بن مخرمة العامري، وروى عبد الرزاق في الركاز من مصنّفه عن معمر، عن حرام بن عثمان، عن ابني جابر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يبعث رجلا من الأنصار من بني بياضة يقال له فروة بن عمرو فيخرص ثمر أهل المدينة. ومن طريق سليمان بن شبل، عن رافع بن خديج- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يبعث فروة بن عمرو يخرص النخل، فإذا دخل الحائط حسب ما فيه من الأقناء، ثم   (1) أسد الغابة ت (4217) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 6. (2) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 172، وابن جرير الطبري في تفسيره 27/ 127، وابن كثير في تفسيره 8/ 38. (3) أسد الغابة ت (4219) ، الاستيعاب ت (2098) ، الثقات 3/ 332، الاستبصار 177، أصحاب بدر 211، التحفة اللطيفة 3/ 394، الطبقات الكبرى 3/ 599، تجريد أسماء الصحابة 2/ 6. (4) في أسد الغابة: عامر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 278 ضرب بعضها على بعض على ما يرى فيها فلا يخطئ. أخرجه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن أبي فروة. وذكر وثيمة في «كتاب الردة» أن فروة كان ممّن قاد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرسين في سبيل اللَّه، وكان يتصدق في كل عام من نخله بألف وسق، وكان من أصحاب علي يوم الجمل، وأنشد له شعرا قاله يوم السقيفة. وجزم أبو عمر بأنه البياضي الّذي أخرج مالك حديثه في الموطأ، من طريق أبي حازم عنه في النهي عن أن يجهر بعض على بعض بالقراءة، قال: وكان ابن سيرين وابن وضّاح يقولان: إنما سكت مالك عن اسمه، لأنه كان ممن أعان على عثمان. قال أبو عمر: هذا لا يثبت، ولا وجه لما قالاه من ذلك، ولم يكن قائل هذا علم بما كان من الأنصار يوم الدار. انتهى. وودقة ضبطه الداني في كتاب أطراف الموطأ له بفتح الواو وسكون الدال المهملة بعدها قاف، قال: وهي الروضة. 6994- فروة بن قيس «1» : أبو مخارق. ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وأخرج من طريق أبي القاسم بن مندة في كتاب المعمّرين له، من رواية جعفر بن الزبير، أحد المتروكين، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن فروة بن قيس أبي مخارق: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يكتب على ابن آدم ذنب أربعين سنة إذا كان مسلما، ثم تلا: حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» «2» . قال أبو موسى: هذا لا يثبت، والآية ليس فيها دليل على ما ذكره. 6995 ز- فروة بن قيس: آخر، يأتي في الرابع. 6996 أ- فروة بن مالك: الأشجعي «3» . روى عنه أبو إسحاق السّبيعي حديثا مضطربا لا يثبت، وقد قيل فيه: فروة بن نوفل.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 6، أسد الغابة ت (4220) . (2) أورده ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 126. (3) تقريب التهذيب 2/ 109، الجرح والتعديل 7/ 469، تجريد أسماء الصحابة 2/ 6، أسد الغابة ت (4222) ، الاستيعاب ت (2099) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 وهو من الخوارج، خرج على المغيرة بن شعبة في صدر خلافة معاوية مع المستورد، فبعث إليهم المغيرة خيلا فقتلوا سنة خمس وأربعين، وقتل فروة بن معقل الأشجعي، وهو من الخوارج أيضا إلا أنه اعتزلهم بالنهروان، فإن كان فروة بن نوفل فلا صحبة له، ولا لقاء، ولا رؤية. وكان يروي عن أبيه، عن عائشة. روى عنه أبو إسحاق، وهلال بن يساف، وشريك بن طارق هكذا عند ابن عبد البر، ونقله ابن الأثير، كما هو، وزاد فساق بسنده إلى أبي يعلى من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال لي: ما جاء بك؟ قلت: جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي أقولهنّ. قال: اقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، فإنّها براءة من الشّرك» . وقد ذكر أبو موسى هذا من مسند أبي يعلى في ترجمة فروة بن نوفل، واستدركه علي بن مندة، قال: ورواه الثوري، عن أبي إسحاق، عن فروة، عن أبيه. قلت: وهو عند أحمد أيضا، وبقيّة كلام أبي موسى: وقيل عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة. عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم والمشهور الأول. انتهى. ومن الاختلاف فيه أنّ غندرا رواه عن شعبة عن فروة بن نوفل، أو عن نوفل، والرواية التي ذكرها أبو موسى أخرجها الترمذي من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة. وقد أخرجه أبو داود، والنسائي، وأحمد، من رواية زهير بن معاوية، والترمذي، وأحمد، والنسائي أيضا، من رواية إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، عن فروة، كما قال عبد العزيز. وقيل: عنه، عن أبي إسحاق- كرواية الثوري، فقيل فيه: عن أبي إسحاق، عن أبي فروة الأشجعي، عن ظئر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجهما النسائي. وخالف الجميع شريك بن عبد اللَّه القاضي، فقال: عن أبي إسحاق، عن جبلة بن حارثة، أخرجه النسائي من رواية سعيد بن سليمان عنه. ورواه أبو صالح الحرّاني، عن شريك، فزاد فيه رجلا، قال- بعد جبلة: عن أخيه زيد بن حارثة، ولم أر في شيء من طريق فروة بن مالك، ولا ابن معقل، ولا أفرد أبو عمر أحدا منهما بترجمة. فاللَّه أعلم. وقد قال ابن أبي حاتم، في فروة بن نوفل: لا صحبة له وقال ابن حبان: قيل: له الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 صحبة، وساق الحديث المذكور من رواية عبد العزيز بن مسلم، ثم قال: وهم فيه عبد العزيز، وكان يخطئ كثيرا. 6996 (م) - فروة بن مسيك بالتصغير، ويقال مسيكة» ، والأول أشهر- ابن الحارث بن سلمة بن الحارث بن ذويد بن مالك بن منبه بن غطيف بن عبد اللَّه بن ناجية بن مراد المرادي الغطيفي، أبو عمر. قال البخاريّ: له صحبة. روى عنه أبو سبرة. يعد في الكوفيين، وأصله من اليمن. وقال البغويّ: سكن الكوفة. وقال ابن حبان: أصله من اليمن، يكنى أبا سبرة. وقال أبو عمرو الشّيبانيّ: وفد فروة على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاستعمله على مراد ومذحج كلّها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص، فكان معه في بلاده حتى توفي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فارتدّ عمرو بن معديكرب فيمن ارتد، وقال في فروة أبياتا منها: رأينا ملك فروة شرّ ملك وذكر البخاري أوله عن ابن واقد، وأن ذلك سنة عشر. قال أبو عمرو الشّيبانيّ: وفد فروة مع مذحج فأسلموا، واستعمل فروة على صدقات من أسلم، وقال له: ادع الناس وتألّفهم، فإذا رأيت الغفلة فاغتنمها واغز، قال: وكان سبب مفارقة فروة ملوك كندة الوقعة التي كانت في مراد وهمدان، فأصابوا من مراد حتى أثخنوا فيهم، وكان قائد همدان الأجدع والد مسروق، فلما رحل فروة قال في طريقه: لمّا رأيت ملوك كندة أعرضت «2» ... كالرّجل خان الرّجل عرق «3» نسائها يمّمت راحلتي أمام محمّد ... أرجو فواضلها وحسن ثرائها «4» [الكامل]   (1) أسد الغابة ت (4224) ، الاستيعاب ت (2101) ، الثقات 3/ 331، تقريب التهذيب 2/ 108، الجرح والتعديل 7/ 466، تهذيب التهذيب 8/ 265، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 333، الكاشف 2/ 380، الطبقات الكبرى 5/ 524، التاريخ الكبير 7/ 126، تجريد أسماء الصحابة 2/ 7، الأعلام 5/ 143، طبقات فقهاء اليمن 14/ 25، 35، تهذيب الكمال 2/ 1094، المشتبه 533، البداية والنهاية 5/ 70، تبصير المنتبه 3/ 1173، بقي بن مخلد 399. (2) في أسد الغابة: أعرضوا. (3) في ب: عرف. (4) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4224) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 قال: فبلغنا أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال له: هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم؟ فقال: يا رسول اللَّه، من ذا الّذي يصيب قومه مثل الّذي أصابهم ولا يسوءه؟ فقال: أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرا، واستعمله على مراد ومذحج وزبيد كلها. وذكر غيره أنّ وفادته كانت سنة تسع أو عشر. وقد روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه هانئ بن عروة، والشعبي، وأبو سبرة النخعي، وغيرهم. وذكره أبو إسحاق الفزاري في كتاب «السير» ، وأنشد له شعرا حسنا. وقال ابن سعد: استعمله عمر على صدقات مذحج، ثم سكن الكوفة، وكان من وجوه قومه، وله أحاديث، منها: ما روى أبو سبرة النخعي عنه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ألا أقاتل من أدبر من قومي؟ الحديث. وعنه أنه أوصاه بالدعاء إلى الإسلام، وسأله عن سبإ. أخرجه ابن سعد، وأبو داود، والترمذي، وابن السكن مطوّلا ومختصرا. 6997 ز- فروة بن معقل: في ابن مالك. تقدم. 6998 ز- فروة بن نباتة: ويقال ابن نعامة، يأتي في الثالث. 6999 ز- فروة بن نفاثة السلولي: يأتي في قردة، بالقاف والدال. 7000- فروة بن النعمان «1» : ويقال عمرو بن الحارث بن النعمان بن حسان الأنصاري الخزرجي «2» . شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم اليمامة شهيدا. ذكره ابن إسحاق. 7001 ز- فروة بن نوفل: الأشجعي. يأتي في القسم الرابع. 7002- فروة، أبو تميم الأسلمي «3» : جدّ بريدة بن سفيان. يأتي ذكره في ترجمة مسعود الأسلمي، وأنّ مولاه أرسله مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دليلا لما هاجر إلى المدينة، وتقدم في ترجمة أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي أنّه أرسل مولاه، فيحتمل التعدّد.   (1) في أ: فروة. (2) أسد الغابة ت (4226) ، الاستيعاب ت (2102) . (3) أسد الغابة ت (4215) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 282 7003- فروة السامي: ويقال الجهنيّ. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. وكذا قال البخاري، لكنه لم يقل السامي، وقال غيرهما: الجهنيّ، وسيأتي كلام أبي عمر فيه في القسم الأخير. الفاء بعدها الضاد 7004- فضالة بن حارثة بن سعيد بن عبد اللَّه، أخو أسماء وهند الأسلميين- تقدم في ترجمة أسماء. 7005 ز- فضالة بن سعد العبديّ ثم المحاربي: ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من عبد القيس، قال: وكان من أشرافهم. ذكره الرّشاطيّ، وقال: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 7006 ز- فضالة بن عبد اللَّه يأتي في فضالة الليثي. 7007- فضالة بن عبيد «1» بن نافذ بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، أبو محمد. قال ابن السّكن: أمه عقبة بنت محمد بن عقبة بن الجلاح الأنصارية. أسلم قديما، ولم يشهد بدرا، وشهد أحدا فما بعدها، وشهد فتح مصر والشام قبلها، ثم سكن الشام، وولي الغزو، وولاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء، قاله خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، قال: وكان ذلك بمشورة من أبي الدرداء. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عمر، وأبي الدرداء. روى عنه ثمامة بن شفي، وحبيش بن عبد اللَّه الصنعاني، وعليّ بن رباح، وأبو علي الجنبي، ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم. قال مكحول، عن ابن محيريز: كان ممن بايع تحت الشجرة. وقال ابن حبّان: مات في خلافة معاوية، وكان معاوية ممن حمل سريره، وكان   (1) أسد الغابة ت (4232) ، الاستيعاب ت (2104) ، طبقات ابن سعد 7/ 401، طبقات خليفة ت (546،) المحبر 294، التاريخ الكبير 7/ 124، التاريخ الصغير 1/ 119، المعرفة والتاريخ 1/ 341، أخبار القضاة 3/ 200، الجرح والتعديل 7/ 77، المستدرك 3/ 473، الحلية 2/ 17، تاريخ ابن عساكر 14/ 111، العبر 1/ 58. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 معاوية استخلفه على دمشق في سفرة سافرها. وأرّخ المدائني وفاته سنة ثلاث وخمسين، وكذا قال ابن السكن، وقال: مات بدمشق، لأنّ معاوية كان جعله قاضيا عليها، وبنى له بها دارا. وقيل مات بعد ذلك. وقال هارون الحمّال، وابن أبي حاتم: مات وسط إمرة معاوية. وقال أبو عمر «1» : قيل مات سنة تسع وستين. والأول أصح. وذكر ابن الكلبيّ أن أباه كان شاعرا، وله ذكر في حرب الأوس والخزرج، وكان يسبق الخيل، ويضرب الحجر بالحجر بالرحلة فيوري النار. 7008 ز - فضالة بن عدي «2» : الأنصاري الظفري، جد محمد بن أنس بن فضالة. ذكر ابن مندة في ترجمة محمد هذا أنّ لأنس ولفضالة صحبة، وأغفل ذكره هنا. واستدركه أبو موسى. وقد روى البغويّ حديثا من طريق يونس بن محمد بن فضالة، عن أبيه، قال: وكان أبوه وجده ممّن صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: ووقع له فيه وهم، فإنه أخرج في ترجمته عن ابن أبي سبرة «3» ، عن يعقوب بن محمد الزّهري، عن إدريس بن محمد بن أنس بن فضالة، حدثني جدي، عن أبيه، قال: قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا ابن أسبوعين.. الحديث. وهذا خطأ نشأ عن سقط في النسب، وإنما هو إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة. حدثني جدي، وهو يونس، عن أبيه وهو محمد بن أنس كما سيأتي في ترجمته على الصواب. وقد ساقه البغوي على الصواب في ترجمة محمد عن هارون الحمال، عن يعقوب واللَّه الموفق. 7009- فضالة «4» : بن عمير بن الملوّح الليثي.   (1) في الاستيعاب: وكانت وفاته سنة ثلاث وخمسين وقيل توفي في آخر خلافة معاوية وقيل مات سنة تسع وستين. (2) أسد الغابة ت (4228) ، التاريخ الصغير 1/ 69، تجريد أسماء الصحابة 2/ 7. (3) في ب: مرة. (4) أسد الغابة ت (4233) ، الثقات 3/ 330. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 ذكر ابن عبد البرّ في كتاب «الدرر» في السير له أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ به يوم الفتح وهو عازم على الفتك به، فقال له: ما كنت تحدّث به نفسك؟ قال: لا شيء، كنت أذكر اللَّه تعالى فضحك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال: «أستغفر اللَّه لك» . ثم وضع يده على صدره، قال: فكان فضالة يقول: واللَّه ما رفع يده عن صدري حتى ما أجد على ظهر الأرض أحبّ إليّ منه. انتهى. ولم يذكره في الاستيعاب، وهو على شرطه. وذكره عياض في الشفاء بنحوه، وأنشد الفاكهي في أخبار مكة لفضالة هذا يوم فتح مكة شعرا أنشده لما كسرت الأصنام في فتح مكة، وهو: لو ما رأيت محمّدا وجنوده ... في الفتح يوم تكسّر الأصنام لرأيت نور اللَّه أصبح بيّنا ... والشّرك يغشى وجهه الإظلام «1» [الكامل] وذكر غيره بلفظ شهدت بدل رأيت الأولى، وقبيله بدل وجنوده، وساطعا بدل بيّنا، والباقي سواء. وذكر في ترجمة فضالة الليثي والد عبد اللَّه أنه قيل فيه فضالة بن عمير بن الملوّح، فهما عنده واحد. والظاهر خلاف ذلك. وقال ابن أبي حاتم في فضالة والد عبد اللَّه: أدرك الجاهلية، روى عنه ابنه المذكور. 7010- فضالة بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية. قال أبو جعفر الطّبريّ: شهد هو وأخوه سمّاك بن النعمان أحدا. 7011- فضالة بن هلال «2» : المزني. ذكره الدّار الدّارقطنيّ فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وسمع منه، قاله ابن عبد البر. وسيأتي ذكره في ترجمة يسار مولاه. 7012- فضالة بن هند الأسلمي «3» :   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4233) ، وسيرة ابن هشام/ 2/ 417، مع خلاف يسير. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 8، أسد الغابة ت (4234) ، الاستيعاب ت (2105) . (3) أسد الغابة ت (4235) ، الاستيعاب ت (2106) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 8. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 يعدّ في أهل المدينة، هكذا أورده ابن عبد البرّ «1» ، وابن مندة، وزاد: له صحبة. وأما البغوي فقال: أحسب له صحبة، ثم أورد من طريق أبي نعيم عن عبد اللَّه بن عامر، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن فضالة بن هند، قال: أرسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فضالة بن حارثة إلى قومه أسلم، فقال: مرهم بصيام هذا اليوم يوم عاشوراء. قال أبو نعيم: أخطأ عبد اللَّه بن عامر في سنده، والصواب ما روى حاتم بن إسماعيل وغيره عن عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة. وقال ابن شاهين: ذكره ابن أبي خيثمة، وأخرج حديثه عن أبي نعيم، وهو وهم، ولولا أني رأيته في كتابه ما أخرجته. قلت: قد ذكره غيره كما ترى. 7013 ز- فضالة: بن وهب، هو الليثي الزهراني. يأتي بعد واحد. 7014- فضالة «2» : مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: من أهل اليمن. نقل جعفر المستغفريّ أنه نزل الشام، وأنّ أبا بكر بن محمد بن حزم ذكره في موالي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال أبو عمر نحو ذلك، وذكره محمد بن سعد عن الواقدي، وقال: نزل الشام فولده بها. 7015- فضالة الليثي «3» : قال البغويّ: وقيل هو ابن عبد اللَّه، وقيل بن وهب بن بجرة بن بجير بن مالك بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة. وقال أبو نعيم: يعرف بالزهراني، وهو والد عبد اللَّه. وفرّق ابن عبد البر بين الليثي والزهراني، فنسب هذا كذا، وقال: من قال فيه الزهراني فقد أخطأ، فضالة الزهراني تابعي. قلت: وكأنه عنى البغوي، فإنه قال الزهراني وهو الليثي، وأما ابن السكن فقال: فضالة بن عبد اللَّه الليثي، ويقال الزهراني، له صحبة ورواية، وحديثه في البصريين لم يروه غير داود بن أبي هند. ووقع «الزّهراني» في الحديث الّذي رواه الليثي كما قال أبو نعيم، نعم فضالة الزهراني آخر تابعي. وسمّى البخاري أباه عميرا، وكأنه عنى به ابن الملوّح. وحديث الليثي في المحافظة على العصرين أخرجه أبو داود في سننه من رواية عبد اللَّه بن فضالة، عن أبيه. وفي إسناد حديثه اختلاف.   (1) أسد الغابة ت (4231) . (2) أسد الغابة ت (4231) . (3) أسد الغابة ت (4233) ، الاستيعاب ت (2107) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 7016 ز- فضالة الزهراني: في الّذي قبله. 7017- الفضل «1» بن ظالم بن خزيمة السّنبسيّ. قال ابن الكلبيّ: وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا ذكره الرشاطي، وذكره ابن فتحون في القاف وسيأتي. 7018- الفضل بن العباس «2» بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، ابن عم سيدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كان أكبر الإخوة، وبه كان يكنى أبوه وأمه، واسمها لبابة بنت الحارث الهلالية. قال البغويّ: كان أسنّ ولد العباس، وغزا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مكّة، وحنينا، وثبت معه يومئذ، وشهد معه حجة الوداع، وكان يكنى أبا العباس، وأبا عبد اللَّه، ويقال: كنيته أبو محمد، وبه جزم ابن السكن. ثبت في الصحيح أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أردفه في حجة الوداع. وفي صحيح مسلم أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم زوّجه وأمهر عنه وسمّى البغوي امرأته صفية بنت محمية بن جزء الزبيدي، وفي بعض حديثه في حجة الوداع: لما حجب وجهه عن الخثعمية رأيت شابّا وشابة فلم آمن عليهما الشيطان، وحضر غسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وله أحاديث. روى عنه أخواه: عبد اللَّه، وقثم، وابن عمه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو هريرة، وابن أخيه عباس بن عبيد اللَّه بن العباس، وعمير مولى أم الفضل، وسليمان بن يسار، والشعبي وغيرهم. وأخرج ابن شاهين في ترجمته من رواية العباس والده عنه حديثا. وأخرج البغوي من طريق يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن عطاء، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل، قال: جاءني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: خذ بيدي، وقد عصب رأسه، فأخذت بيده،   (1) أسد الغابة ت (4236) . (2) الثقات 3/ 330، تقريب التهذيب 2/ 110، تهذيب التهذيب 8/ 280، تلقيح فهوم أهل الأثر 137، 367، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 335، التاريخ الصغير 1/ 36، 52، الطبقات الكبرى 4/ 54، 7/ 399، الطبقات 4/ 297، سير أعلام النبلاء 3/ 444، الكاشف 2/ 382، التاريخ الكبير 7/ 114، تجريد أسماء الصحابة 2/ 8، التحفة اللطيفة 2/ 394، شذرات الذهب 1/ 28، الرياض المستطابة 240، تهذيب الكمال 2/ 1095 أسد الغابة ت (4237) ، الاستيعاب ت (2117) ، مقاتل الطالبيين 20، الأعلام 5/ 355، 149، الطبقات الكبرى 4/ 37، علوم الحديث لابن الصلاح 81، 303، التمهيد/ 161، بقي بن مخلد 110. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 فأقبل حتى جلس على المنبر، فقال: ناد في الناس فصحت فيهم، فاجتمعوا له ... فذكر الحديث. وقال الواقديّ: مات في طاعون عمواس، وتبعه الزبير، وابن أبي حاتم: وقال ابن السكن: قتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر، وقيل: ب «اليرموك» . وذكر ابن فتحون أنه وقع في «الاستيعاب» قتل الفضل يوم اليمامة سنة خمس عشرة، وتعقّبه بأن قال: لا خلاف بين اثنين أنّ اليمامة كانت أيام أبي بكر سنة إحدى أو اثنتي عشرة. وقال ابن سعد: مات بناحية الأردن في خلافة عمر. والأول هو المعتمد، وبمقتضاه جزم البخاري، فقال: مات في خلافة أبي بكر- رضي اللَّه عنه. 7019- فضيل «1» : بالتصغير، ابن عائذ، والد الحسحاس. قال أبو إسحاق بن ياسر في تاريخ هراة: له ولأخيه صحبة. وقد تقدم حديث الحسحاس في ترجمته. 7020- فضيل «2» بن النعمان الأنصاري السلمي. قتل يوم خيبر. ذكره ابن إسحاق في المغازي في رواية يونس بن بكير، وسلمة بن الفضيل، وغيرهما عنه. وقال محمّد بن سعد: كذا وجدناه في غزوة خيبر، وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده، ولا أحسبه إلا وهما، وإنما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان. انتهى. قلت: والطفيل ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد خيبر. الفاء بعدها اللام 7021- الفلتان «3» : بفتحتين، ومثناة فوقانية، ابن عاصم الجرمي، خال كليب. يعدّ في الكوفيين. قال البخاريّ: قال عاصم بن كليب: له صحبة، وكذا قال ابن   (1) أسد الغابة ت (4240) . (2) أسد الغابة ت (4241) ، الاستيعاب ت (2118) . (3) أسد الغابة ت (4242) ، الاستيعاب ت (2119) ، الثقات 3/ 333، الطبقات الكبرى 6/ 60، الطبقات 119، 139، التاريخ الكبير 7/ 137، تجريد أسماء الصحابة 2/ 8، تبصير المنتبه 3/ 1083، الإكمال 2/ 452، بقي بن مخلد 265. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 السّكن، وابن أبي حاتم، وابن حبان- له صحبة، وقال البغوي: سكن المدينة. وقال ابن حبان: عداده في الكوفيين. وقال أبو عمر: يقال المنقري، والجرمي أصح. وروى الحسن بن سفيان في مسندة عن عبد الجبار بن العلاء، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب، حدثني أبي، عن الفلتان بن عاصم، قال: كنّا قعودا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في المسجد، فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد، فقال: «يا فلان» . قال: لبيك يا رسول اللَّه. قال: «أتشهد أنّي رسول اللَّه؟ قال: لا. قال: تقرأ التّوراة؟ قال: نعم. قال: والإنجيل؟ قال: نعم، فناشده: هل تجدني في التّوراة والإنجيل؟ قال: أجد نعتك، تخرج من مخرجك، كنّا نظنّ أنّه فينا، فلمّا خرجت نظرنا فإذا أنت لست فيه. قال: من أين تجد؟ قال: من أمّته سبعين ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب، وأنتم قليل. قال: فأهلّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وكبّر، وقال: والّذي نفسي بيده، إنّي لأنا هو، وإنّ أمّتي أكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا وسبعين ألفا» . وله حديث آخر بهذا الإسناد، قال: كنّا عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان إذا نزل عليه رام بصره وقرع سمعه وقلبه مفتوحة عيناه.. الحديث في نزول قوله تعالى: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ... الآية، [سورة النساء آية 95] رواهما ابن أبي شيبة، وأبو يعلى في مسنديهما، وابن حبان في صحيحه. وروى ابن مندة الأول، من طريق صالح بن عمر، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان نحوه، قال: ورواه سعد بن سلمة الأموي، عن عاصم، فقال: عن أبيه، عن جده الفلتان، فوهم. وله حديث ثالث أخرجه البغوي، وابن السكن، وابن شاهين، من طريق عاصم بن كليب أيضا، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصم، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيمن أتاه من الأعراب، فجلسنا ننتظره، فخرج وفي وجهه الغضب، فجلس طويلا لا يتكلم، ثم قال: «إنّي خرجت إليكم وقد بيّنت لي ليلة القدر ومسيح الضّلالة، فخرجت لأبيّنهما لكم، وأبشّركم بهما، فلقيت بسدّة المسجد رجلين متلاحيين معهما الشّيطان، فحجزت بينهما، فأنسيتها، واختلست منّي، وسأشدو لكم منها شدوا، أمّا ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وترا، وأمّا مسيح الضّلالة فإنّه رجل أجلى الجبهة، ممسوح العين، عريض المنخر، فيه جفاء كأنّه فلان بن عبد العزّى» . وأورد له ابن قانع حديثين آخرين غير هذا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 7022 ز- فليت: بصيغة التصغير، وآخره مثناة. ذكره ابن فتحون هكذا. وسيأتي في القاف وآخره موحدة. الفاء بعدها الواو والياء 7023 ز- فويك «1» : تقدم في فديك 7024 ز- فيروز الثقفي: ذكره ابن قانع، وأخرج عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الملك، عن سعيد بن فيروز، عن أبيه- أنّ وفد ثقيف قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قالوا: فرأيناه يصلّي وعليه نعلان لهما قبالان. قلت: وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده، وأن قول ابن قانع إنه ثقفي خطأ منه. 7025- فيروز الديلميّ «2» : ويقال ابن الديلميّ، يكنى أبا الضحاك، ويقال أبا عبد الرحمن، يماني كناني. من أبناء الأساورة. من فارس الّذي كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة. وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويقال له الحميري لنزوله بحمير ومحالفته إياهم. وروى عنه أحاديث، ثم رجع إلى اليمن، فأعان على قتل الأسود العنسيّ. وروى عنه أولاده الثلاثة: الضحاك، وعبد اللَّه، وسعيد، وأبو الخير اليزني، وأبو خراش الرّعيني، وغيرهم. قال ابن حبّان: يكنى أبا عبد الرحمن، كان من أبناء فارس، وقتل الأسود الكذاب، وسكن مصر، ومات ببيت المقدس.   (1) أسد الغابة ت (4244) ، الاستيعاب ت (2120) . (2) أسد الغابة ت (4246) ، الاستيعاب ت (2109) ، تقريب التهذيب 2/ 114، بقي بن مخلد 332، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، الجرح والتعديل 7/ 251، تهذيب التهذيب 8/ 305، الطبقات الكبرى 5/ 533، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 341، الطبقات 7/ 286، التاريخ الكبير 7/ 136، تجريد أسماء الصحابة 2/ 9، العبر 1/ 59، شذرات الذهب 1/ 59، طبقات فقهاء اليمن 26، 49، الكاشف 2/ 387، تهذيب الكمال 2/ 1106، الطبقات الكبرى 5/ 537. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 وقال ابن مندة: يقال: إنه ابن أخت النجاشي. ذكره أبو عمر فتناقض فيه، فقال في أول الترجمة: إن حديثه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الأشربة حديث صحيح، وكان ممن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال في آخرها: الّذي عندي أنه لا يصح، وحديثه مرسل، وروايته عن رجل من الصحابة، وعن يعلى بن أمية أيضا. وقال الجوزجانيّ: اختلف الناس فيه، فالأكثر أنه إنما قدم بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وتعقّب بأن حديثه في نسائه يدلّ على أنه قدم قبل ذلك. أخرجه أبو داود والترمذي، من طريق ابن فيروز الديلميّ، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني أسلمت وتحتي أختان. قال: «طلّق أيّتهما شئت» . وفي سنده مقال، فإنه من رواية ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشانيّ، عن الضحاك بن فيروز الديلميّ- أنه سمعه يخبر عن أبيه أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني أسلمت وتحتي أختان ... الحديث. وأخرجه البغوي من وجه آخر، عن عبد اللَّه بن الديلميّ. عن أبيه فيروز، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّا أصحاب أعناب ... الحديث. وفي آخره: فقلت: فمن وليّنا؟ قال: «اللَّه ورسوله» . وهذا هو حديثه في الأشربة الّذي أشار إليه أبو عمر أولا. وأظنّ الجوزجاني إنما أشار إلى حديثه في أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برأس الأسود، وأخرجه من طريق ضمرة، عن يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الديلميّ، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برأس الأسود العنسيّ الكذاب، فإن ضمرة لم يتابع عليه. وأخرج سيف في «الفتوح» من طريق ابن عمر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بشّرهم بقتل الأسود العنسيّ قبل أن يموت، وقال لهم: قتله فيروز الديلميّ. وعند أبي داود أيضا والنسائي: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنا أصحاب كروم ... الحديث بطوله. وقال النّعمان بن الزّبير، عن أبي صالح الأحمسي، عن مر المؤدب: قال: خرجت فيروز إلى عمر، فقال: هذا فيروز قاتل الكذاب. قال ابن سعد وأبو حاتم وغيرهما مات في خلافة عثمان، وقيل في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 7026 ز- الفيل: روى الطبراني في الأوسط من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السّبيعي، عن أبيه، عن جده، عن الفيل، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ضرب بيمينه على شماله في الصلاة، ثم قال: لم يروه عن أبي إسحاق إلا يوسف، ولا عن يوسف إلا إبراهيم. تفرّد به شريح بن سلمة، ثم أعاد الحديث بهذا السند، لكن قال بدل قوله: عن الفيل- عن شداد بن شرحبيل، فلعل الفيل لقبه. وفي «تاريخ البخاري» : قيل مولى زياد بن سمية، ثم أورده من طريق ابن الزبير الحنظليّ، عن فيل مولى زياد، قال: ملك زياد العراق خمس سنين، ثم مات سنة ثلاث وخمسين، وما أظنّه إلا آخر غير هذا. القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال. القسم الثالث الفاء بعدها الألف 7027 - فاتك بن زيد «1» بن واهب العبسيّ، بالموحدة. أسلم على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال وثيمة في كتاب «الرّدة» : كان قومه طردوه بسبب هجائه لهم، فحالف مالك بن نويرة التميمي، فلما ارتدّ مالك أتاه في ناديه، فقال: يا مالك، إن كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مات فإنّ اللَّه حيّ لا يموت في كلام كثير، فقام إليه مالك بالسيف فحيل بينه وبينه، فارتحل مالك إلى الزبرقان بن بدر، وقال فاتك في ذلك شعرا منه: قلت يا مال إنّ ربّك حيّ ... فاعبدنه ودن بدين الرّسول إنّها ردّة تقود إلى النّار ... فلا تولعن بقال وقيل [الخفيف] واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون. الفاء بعدها الراء 7028 ز- فرات بن زيد الليثي:   (1) أسد الغابة ت (4194) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 له إدراك قال الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» : حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، حدثني عبد اللَّه بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، قال: دخل فرات بن زيد الليثي على عمر بن الخطاب، وكان ذا مال كثير، وكان يبخّل، وكان من ألبّاء العرب وذوي العلم والرأي، فوجد عمر يعطي المهاجرين والأنصار، فقال له فرات: من الّذي يقول: الفقر يزري بالفتى في قومه ... والعين يغضيها الكريم على القذى والمال يبسط للّئيم لسانه ... حتّى يصير كأنّه شيء يرى والمال جد بفضوله ولتعلمن ... أنّ البخيل يصير يوما للثّرى [الكامل] قال: لا أدري يا أمير المؤمنين، غير أنى عرفت أن أخا بني ضبيعة أشعر الناس حيث يقول: وإصلاح القليل يزيد فيه ... ولا يبقى الكثير مع الفساد [الوافر] فقال عمر: قول اللَّه عز وجل: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] أفضل، قال: يا أمير المؤمنين، إن اللَّه تعالى يقول: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ [الإسراء: 27] قال عمر: فبين ذلك قواما يا فرات، اتّق اللَّه، وإنما لك من مالك ما أنفقت، يا فرات، أطعم السائل، وكن سريعا إلى داعي اللَّه، إن اللَّه جواد يحبّ الجود وأهله، وإن البخل بئس شعار المسلم، يا فرات، أتدري من الّذي يقول: سأبذل مالي للعفاة فإنّني ... رأيت الغنى والفقر سيّان في القبر يموت أخو الفقر القليل متاعه ... ولا تترك الأيّام من كان ذا وفر وليس الّذي جمّعت عندي بنافع ... إذا حلّ بي يوما جليل من الأمر [الطويل] قال: لا أدري يا أمير المؤمنين قال هذا شعر أخيك قسامة بن زيد قال: ما علمته قال: بل، هو أنشدنيه، وعنه أخذته، وإن لك فيه لعبرة قال: يا أمير المؤمنين، وفقك اللَّه وسدّدك، أمرت بخير، وحضضت عليه، وترك فرات كثيرا مما كان عليه. 7029- فرات بن ثعلبة البهراني «1» : قال أبو عمر: شامي أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا تصح له رؤية، ثم   (1) أسد الغابة ت (4206) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 قال: قال بعضهم: له صحبة، وقال بعضهم: حديثه مرسل. روى عنه ضمرة، والمهاجر ابنا حبيب، وسليم بن عامر. وقال ابن أبي حاتم: أخرجه أبي في مسند الوحدان، وأخرجه أبو زرعة في مسند الشاميين، ولم يذكر فيما يروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لقيا ولا سماعا. وقال البغويّ: فرات البهراني لم ينسب، ولا أدري له صحبة أم لا. وقال ابن مندة: فرات النجراني- أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا تصح له رواية، ثم أخرج من طريق محمد بن صدقة، عن محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن سليم بن عامر، عن فرات النجراني- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، من أهل النّار؟ الحديث. قال: ورواه عبد اللَّه بن عبد الجبار، عن محمد بن حرب، فزاد بعد فرات عن أبي عامر الأشعري: أخرجه أبو نعيم من طريق جعفر الفريابي، عن عبد اللَّه بن عبد الجبار كذلك وقال: لا يصح، وإنما هو تابعي، وقال: قول ابن مندة النجراني تصحيف، وإنما هو البهراني. قلت: وكذا أخرجه البخاري من رواية الحاكم بن المبارك، عن محمد بن حرب. تنبيه: النجراني وقع في النسخ المعتمدة من كتاب ابن مندة بنون وجيم، والصواب بموحدة ثم مهملة، فوقع فيه تصحيفان: خطي، وسمعي، أما الخطي فهذا، وأما السمعي فإنه بالهاء لا بالحاء، كذا نقل «1» . 7030 ز- فرعان بن الأعرف: أبو المنازل السعدي. من رهط الأحنف. ذكره المرزبانيّ، فقال: مخضرم، له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل، وأنشد له في ذلك شعرا يقول فيه: وما كنت أخشى أن يكون منازل ... عدوّي وأدنى شانئ أنا راهبه حملت على ظهري وقرّبت شخصه ... صغيرا إلى أن أمكن الطّرّ شاربه وأطعمته حتّى إذا صار شيظما ... يكاد يساوي غارب الفحل غاربه تخوّن مالي ظالما ولوى يدي ... لوى يده اللَّه الّذي هو غالبة [الطويل] وأنشد أبو عبيدة البيت الأخير بلفظ: تظلمني مالي، كذا ولوى يدي، وزاد قال: فأصبح ملتوية يده.   (1) في أ: كما تقدم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 7031 ز- فرقد، مولى عمر: سمع عمر، قاله البخاري. 7032 ز- الفرزدق «1» : يأتي في القسم الرابع «2» . 7033 ز- فروخ: مولى عمر. روى عن عمر، وروى عنه ابنه عبد الرحمن، ذكره البخاري. 7034 ز- الفزع البرجمي: شيخ له إدراك، يروى عن المقنع السلمي حديثا، رواه سيف بن سليمان البرجمي، عن عصمة بن يسير عنه، قال سيف بن عمر شهد الفزع الفتوح بالقادسية. 7035 ز- فروة بن عامر الجذامي «3» : أو ابن عمرو، وهو أشهر. أسلم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وبعث إليه بإسلامه، ولم ينقل أنه اجتمع به، وسمّى أبو عمر جده الناقدة «4» . قال ابن إسحاق: وبعث فروة بن عمرو بن الناقدة البناني الجذامي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام، فبلغ الروم إسلامه، فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه، فقال في ذلك أبياتا منها قوله: أبلغ سراة المسلمين بأنّني ... سلم لربّي أعظمي وبناني» [الكامل] وأخرج ابن شاهين وابن مندة قصته من طريق الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس بسند ضعيف إلى الزهري. 7036- فروة بن قيس الكندي «6» : أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يره. أخرج ابن مندة، من طريق عدي بن عدي الكندي، عن جده فروة بن قيس، قال:   (1) أسد الغابة ت (4212) . (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4218) . (4) في أ: الناقرة. (5) ينظر البيت في سيرة ابن هشام: 12/ 591، 592. (6) أسد الغابة ت (4218) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 زوجت غلاما لي جارية في الجاهلية، فولدت غلاما، فخاصمه إلى عمر، فقال أبو الغلام: تزوجت أمه رشدة حتى إذا بلغ ادّعى إلى سيدي، فقال عمر: الولد للفراش. قال أبو نعيم: ليس في محاكمته إلى عمر ما يوجب له صحبة. قلت: بل تحقق إدراكه، فيبقى في الاحتمال. 7037- فروة بن نفاثة: ويقال ابن نباتة، ويقال ابن نعامة وهو ابن عامر الجذامي المذكور قبل. الفاء بعدها الزاي 7038 ز- الفزر بن مهزم: بن الجون بن مخاشن بن الضيق بن مالك بن مرة بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس العبديّ. له إدراك، فإن ولده المهزم بن الفزر كان رئيس عبد القيس بالبصرة أربعين سنة، وكان من أخطب الناس، وقد مدحه العجاج بقوله: حملت كلّ سؤدد وفخر ... تحمل المهزم بن الفزر [الرجز] حكاه الرّشاطيّ. الفاء بعدها الضاد 7039 ز- فضالة بن أمية: له إدراك، قال البخاريّ: روى عن أبي بكر، وعمر. روى شريك عن أبي هاشم عنه، وهو والد المبارك بن فضالة، قال فضالة: كاتبني عمر. 7040- فضالة بن دينار الخزاعي «1» : أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أورده جعفر المستغفري، عن البردعي، وأن البخاري ذكره. 7041- فضالة بن زيد العدوانيّ: ذكره أبو حاتم السجستاني في «المعمّرين» فقال: زعم العمري، عن عطاء بن مصعب، حدثني «2» عتبة بن أبان النميري، قال: قدم فضالة بن زيد العدوانيّ على معاوية،   (1) أسد الغابة ت (4230) . (2) في المعمرين: عبيد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 296 فقال له معاوية: كيف أنت والنساء يا فضالة؟ فقال يا أمير المؤمنين: لاباه «1» لي إلّا المنى، وأخو المنى ... جدير بأن يلحى ابن حرب ويشتما وفيم تصابى الشّيخ والدّهر دائب ... بمبراته يلحو عروقا وأعظما [الطويل] فقال له معاوية: كم أتت لك من سنة يا فضالة؟ قال: عشرون ومائة سنة. قال: فأي الأشياء مرّ بك منذ كنت بها أسرّ؟ وأي الأشياء كنت بوقوعه أشد اكتئابا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لم يقطع الظّهر قطع الولد شيء، ولا دفع البلايا والمصائب مثل إفادة المال. 7042- فضالة بن شريك: بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر الأسدي. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وابنه عبد اللَّه بن فضالة هو الّذي وفد على عبد اللَّه بن الزبير، وله معه قصة، وهو الّذي قال: لعن اللَّه ناقة حملتني إليك. فقال له ابن الزّبير: إن وراكبها. وقد قيل: إن الوافد على ابن الزبير فضالة نفسه، وقيل: إن القصة كانت بين معن بن أوس وابن الزبير، وإن ابن الزبير لما أن حرمه أرسل إليه عبد الملك برفد فوجدوه قد مات، وأورد له هجاء في عبد اللَّه بن مطيع، وأنشد له أشعارا وأهاجي في ناس من بني سليم، قال: وكان لفضالة ولد يقال له فاتك، وكان جوادا ممدحا، وله يقول الأشتر: وفد الوفود فكنت أفضل وافد ... يا فاتك بن فضالة بن شريك [الكامل] الفاء بعدها النون 7043- فنج «2» : بفتح أوله وتشديد النون بعدها جيم، ابن دحرج، ويقال يدجج بجيمين، التميمي. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يره. ذكره جعفر المستغفريّ وغيره في الصحابة. وقال أبو عمر: لا تصح له صحبة، وحديثه مرسل، وروايته عن رجل من الصحابة. وروى أحمد، عن عبد الرزاق، عن داود بن قيس، عن عبد اللَّه بن وهب بن منبه، عن   (1) في المعمرين: ولا قمط لي، تجريد أسماء الصحابة 2/ 9. (2) في الاستيعاب: وقد ذكره- بالفاء والتاء والحاء. هكذا ذكره قوم بالتاء والحاء غير المعجمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 أبيه، حدثني فنّج، قال: كنت أعمل في الدينباذ «1» وأعالج فيه، فقدم يعلى بن أمية أميرا على اليمن، ومعه رجال، فجاءني رجل ممن قدم معه، وأنا في الزرع أصرف الماء فيه وفي كمه جوز، فجلس على ساقيه وهو يكسر من ذلك الجوز ويأكل، ثم أشار إليّ فأتيته، فقال: يا فارسي، هلم، فدنوت إليه، فقال لي: أتأذن لي أن أغرس من هذا الجوز على الماء؟ فقلت: ما ينفعك ذلك. فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: من نصب شجرة فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر كان له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند اللَّه. انتهى. ويعلى ولي اليمن في عهد عمر. وقد ذكره في الصحابة أيضا علي بن سعيد العسكري، وكذا يحيى بن يونس الشيرازي في كتابه المصابيح في الصحابة، ونبّه جعفر المستغفري على أنه صحفه، فقال فتح، بسكون المثناة الفوقانية بعدها حاء مهملة، وإنما هو بتشديد النون بعدها جيم، وعداده في التابعين. وقال أبو عمر: ذكره قوم ممن ألّف في الصحابة بالمثناة والمهملة. وذكره عبد الغني بن سعيد بالنون والجيم. قلت: هو الّذي توارد عليه أصحاب المؤتلف. الفاء بعدها الهاء 7044 ز- فهد الحميري: ذكره المدائني فيمن كتب إليه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من أقيال أهل اليمن ممن أسلم، وفيه يقول الشاعر من أبيات: ألا إنّ خير النّاس كلّهم فهد [الطويل] وفهد المذكور ذكره ابن الكلبي، فقال: فهد بن عريب بن ليشرح من بني مدل بن ذي رعين الّذي قال فيه الشاعر «2» : ألا إنّ خير النّاس كلّهم فهد ... وعبد كلال خير سائرهم بعد [الطويل] قال: وهو الّذي قال فيه عمرو بن معديكرب: ألا عتبت عليّ اليوم أروى ... لآتيها كما زعمت بفهد   (1) في أسد الغابة: الرشاد، وفي الإكمال دينباذ، وفي ب: الدنباد. (2) سقط في ب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 وما الإخلاف ما يعني إليه ... ولا وأبيك لا آتيه وحدي «1» [الوافر] ثم قال: ومنهم عريب، والحارث ابنا عبد كلال بن «2» ليشرح. الفاء بعدها الياء 7045- فيروز الوادعي «3» : مولى عمر بن عبد اللَّه الهمدانيّ الوادعي. أدرك الجاهلية والإسلام، وهو جدّ زكريا بن أبي زائدة بن ميمون بن فيروز، وأبو زائدة اسمه كنيته، ذكره أبو عمر. قلت: ذكر ابن أبي حاتم أن اسم أبي زائدة خالد بن ميمون، وكذا قال عبّاس الدّوري، عن ابن ميمون: وزاد ابن ميمون بن فيروز، وقال مسلم «4» في شيوخ الثوري: اختلف في اسم أبي زائدة: فقال بعضهم: اسمه بستاني، وقال غيره: اسمه هبيرة. القسم الرابع الفاء بعدها الألف 7046- فاتك الأسدي «5» : والد خريم «6» . وقع غلطا في بعض الروايات، فأخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ، ثم من طريق الحجاج بن حمزة، عن حسين بن علي الجعفي، عن زائدة عن الرّكين «7» بن الربيع، عن أبيه، عن يسير بن عميلة، عن خزيم بن فاتك، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «النّاس أربعة: موسّع عليه في الدّنيا موسّع عليه في الآخرة ... » الحديث. وقوله: عن أبيه زيادة لا يحتاج إليها. وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي بدونها. وأخرجه أحمد، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة بدونها. وأخرجه ابن حبان من رواية شيبان «8» بن عبد الرحمن،   (1) انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 87، الاشتقاق ص 526، شرح القصيدة الحميرية 180، الإكليل 2/ 363، 8/ 122، الإصابة 1/ 283- 3/ 106- 208. (2) في أ: بن غريب ليشرح. (3) أسد الغابة ت (4247) ، الاستيعاب ت (2110) . (4) في أ: شرح شيوخ. (5) أسد الغابة ت (4193) . (6) في أ: خزيم. (7) في ب: الزكير. (8) في ب: سيبان. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299 وأبو يعلى، والحاكم، عن طرق من الرّكين بن الربيع، عن أبيه، عن عمه، عن خريم بن فاتك، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والحديث حديث خريم، وهو معروف به. الفاء بعدها التاء والراء 7047 ز- فتح: بسكون المثناة الفوقانية بعدها مهملة. تقدم صوابه في القسم الثالث. الفاء بعدها الراء 7048 ز- فرات بن ثعلبة النجراني «1» : ذكره ابن مندة. وقد تقدم في الأول. 7049- الفراسي «2» : تقدم القول فيه في القسم الأول في فراس. 7050- الفرزدق «3» : قال أبو موسى المديني: أورده أبو بكر بن أبي علي، وأخرج من طريق أبي الدحداح عن شعيب بن عمرو، عن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن الحسن، عن صعصعة بن معاوية، عن الفرزدق- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله فقرأ عليه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة: 7، 8] إلى آخر السورة، فقال حسبي، لا أبالي ألّا أسمع غيرها. قال أبو موسى: هذا وهم، ولعله أراد عن صعصعة عمّ الفرزدق، مع أن صعصعة إنما هو عم الأحنف. قلت: وهو الّذي لا يتجه غيره، فقد أخرجه النسائي في التفسير من الكبرى من طريق جرير بن حازم، عن الحسن: حدثنا صعصعة عمّ الفرزدق. قال ابن الأثير: صعصعة بن معاوية هذا عمّ الأحنف لا الفرزدق، وصعصعة بن ناجية جدّ الفرزدق لا عمه، لأنه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية. وهذا تعقّب ساقط، فإنّهما من بني تميم جميعا، والعرب تطلق على الكبير عم الصغير. ويجوز أن يكون عمه من قبل أم   (1) أسد الغابة ت (4206) . (2) أسد الغابة ت (4211) ، الاستيعاب ت (4116) ، الثقات 3/ 333، بقي بن مخلد 490، 590، الجرح والتعديل 7/ 524، الطبقات 124، 370، التاريخ الكبير 7/ 137، تجريد أسماء الصحابة 2/ 5، تقريب التهذيب 2/ 108، تهذيب التهذيب 8/ 260، تهذيب الكمال 2/ 1093. (3) أسد الغابة ت (4212) ، طبقات ابن سلام 1/ 299، الشعر والشعراء 381 الأغاني 8/ 186، 19/ 3، معجم المرزباني 465، المهج 50، سمط اللآلي 44، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 280، وفيات الأعيان 6/ 86، تاريخ الإسلام 4/ 178 مرآة الجنان 1/ 238، شرح العيون 389، 464 البداية والنهاية 9/ 265، النجوم الزاهرة 1/ 268 شذرات الذهب 1/ 141، خزانة الأدب تحقيق هارون 1/ 217. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 300 أو من الرضاعة. وقد ذكر المرزباني في معجم الشعراء أن الفرزدق قارب المائة، وأنه مات سنة عشر ومائة، وأنّ الرياشي روى عن سعيد بن عامر أن الفرزدق بلغ مائة وثلاثين سنة، قال: والأول أثبت قال: روى الفرزدق أنه قال: خضت الهجاء في زمن عثمان. قلت: فهذا يدل على أنه قارب المائة، لأنه بين وفاته ووفاة عثمان خمس وسبعون سنة: قتل عثمان في آخر خمس وثلاثين، وأقلّ ما يبلغ من يخوض الهجاء من يقارب العشرين. وقال المرزبانيّ: صحّ أنه قال الشعر أربعا وسبعين سنة، لأن أباه أتى إلى عليّ فقال: إن ابني شاعر، وذلك في سنة ست وثلاثين. وقال المرزبانيّ: كان الفرزدق منشدا جوادا فاضلا وجيها عند الخفاء والأمراء، وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير، ومن تشبيهات الفرزدق قوله: والشّيب ينهض في الشّباب كأنّه ... ليل يصيح بجانبيه نهار [الكامل] وهو القائل: تصرّم عنّي ودّ بكر بن وائل ... وما خلت دهري ودّهم يتصرّم قوارص تأتيني ويحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيعمم [الكامل] وقال المرزبانيّ: وفد غالب على عليّ، ومعه ابنه الفرزدق، فقال له: من أنت؟ قال أنا غالب بن صعصعة المجاشعي، قال: ذو الإبل الكثيرة؟ قال: نعم قال: فما فعلت إبلك؟ قال: دعدعتها الحقوق والنوائب. قال: ذاك خير سبيلها. فقال: من هذا الفتى معك؟ قال: ابني الفرزدق، وهو شاعر، فقال: علّمه القرآن، فإنه خير له من الشعر. قال: فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى أن لا يحلّ نفسه حتى يحفظ القرآن. 7051- فروة بن مجالد «1» : تابعي، روى عنه حسان بن عطية، وكان مستجاب الدعوة، يعدّ في الأبدال، كذا   (1) أسد الغابة ت (4223) ، الاستيعاب ت (2100) ، تقريب التهذيب 2/ 108، الجرح والتعديل 7/ 468، تهذيب التهذيب 8/ 264، التاريخ الكبير 7/ 127، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 333، تجريد أسماء الصحابة 2/ 7، الكاشف 2/ 380، جامع التحصيل 308، ثقات 7/ 321، البداية والنهاية 9/ 93، دائرة معارف الأعلمي 23/ 220. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 301 أورده ابن عبد البر، وقال ابن مندة مثله، وزاد فقال: حديثه مرسل، وهو مجهول. وقال البخاري: فروة روى عنه حسان بن عطية، لم يزد البخاري على هذا. وقال ابن أبي حاتم: فروة بن مجالد مولى لخم من فلسطين روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا. وقال أبو نعيم: الّذي روى عنه حسان هو ابن نوفل، كذا قال: وليس بجيد، بل هو ابن مجالد، وهو تابعي، وقد فرق البخاري بينهما، فقال: فروة بن مجالد مولى لخم كان يكن كفرا بالشام، وكانوا لا يشكّون أنه من الأبدال، نسبه حجر بن الحارث، وعاب عليه ابن أبي حاتم، فقال: نقل بعض الناس هذا الاسم اسمين، فقال أبي: هما واحد. وأورد حديثه ابن شاهين من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن فروة بن مجالد، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. «أيّما سريّة رجعت وقد أخفقت فلها أجرها مرّتين» «1» . قال ابن شاهين: لا أعلم له غيره إن صحّ أن له صحبة، وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في مصنّفه عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعي. 7052- فروة بن مسيكة «2» : ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ، وفرّق بينه وبين فروة بن مسيك الغطيفي الماضي في الأول، والحديث الّذي أورده معروف بابن مسيك. وقد قدمنا أنه يقال فيه فروة بن مسيك، وفروة بن مسيكة. 7053 ز- فروة بن نفيل: ذكره البغويّ، وأورد له من طريق أبي عوانة عن عبد الملك بن عمير، عن شريك بن طارق، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الحيّة فاسقة، والفأرة فاسقة ... » الحديث «3» . قال ابن شاهين: رواه الناس عن عبد الملك بن شريك بن طارق، عن فروة بن نوفل، عن عائشة.   (1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 5/ 297. (2) أسد الغابة ت (4225) ، الاستيعاب ت (2101) ، وفي الاستيعاب: فروة بن مسيك. ويقال فروة بن مسيكة.. (3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 209، 238 أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 39992 وعزاه لابن ماجة والبيهقي عن عائشة وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1082 كتاب الصيد باب (19) الغراب حديث رقم 3249 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1082 رجال إسناده ثقات إلا أن المسعودي اختلط بآخره ولم نعلم هل روى الأنصاري هذا عن المسعودي قبل الاختلاط أو بعده فيجب التوقف من حديثه واسم الأنصاري محمد بن عبد اللَّه المثنى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 302 قلت: وهو الصواب. 7054- فروة بن نوفل الأشجعي «1» : ذكره ابن حبّان في الصحابة، ثم توقف فيه، وقال: يقال إن له صحبة. وقال أبو حاتم: ليست له صحبة، وإنما الصحبة لأبيه نوفل، وقال المرزباني في معجم الشعراء: كان رئيس السراة، وأنشد له شعرا في ذلك، واتفق الحفاظ على أن عبد العزيز بن مسلم وهم في روايته عن أبي إسحاق حيث قال: عنه، عن فروة بن نوفل، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: جئت لتعلمني كلمات إذا أخذت مضجعي.. الحديث والمعروف عن فروة بن نوفل عن أبيه، كذا رواه أبو داود، وابن حبّان، والحاكم، وغيرهم. وذكر النسائي الاختلاف فيه. وقد بينته في فروة بن مالك في الأول. وقد أخرج أبو أحمد العسكري، من طريق بندار عن غندر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل- أنه كفل صبيا لبني هاشم فأتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: وهذا الخبر إنما هو لنوفل الدئلي الماضي في القسم الأول. 7055- فروة الجهنيّ «2» : قال ابن مندة: مجهول وقال أبو عمر : فروة الجهنيّ له صحبة، روى عنه بشير مولى معاوية أنه سمعه في عشرة من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقولون- إذا تراؤوا الهلال: اللَّهمّ اجعله شهر خير وعافية، كذا قال ابن أبي حاتم، لكن قال فروة السامي، ولم يقل الجهنيّ: ولم يسق المتن. وقد ردّ أبو عمر على نفسه في الكنى، فقال: أبو فروة الجهنيّ روى عنه بشير مولى معاوية، ومن قال فيه فروة فقد أخطأ، وهو كما قال في الكنى، واسمه حدير. قلت: مضى في حرف الحاء المهملة. 7056- فروة، غير منسوب:   (1) الثقات 3/ 330، مقدمة مسند بقي بن مخلد 137، تجريد أسماء الصحابة 2/ 7، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، الجرح والتعديل 7/ 82، تهذيب التهذيب 8/ 266، الكاشف 2/ 380، الكامل في التاريخ 3/ 346، تهذيب الكمال 2/ 1094، الأعلام 5/ 143، تحفة الأشراف 8/ 257، بقي بن مخلد 628، تقريب التهذيب 2/ 109، خلاصة تذهيب التهذيب 308، الأخبار الطوال 210، رجال مسلم 2/ 137، تاريخ الإسلام 2/ 509. (2) أسد الغابة ت (4216) ، الاستيعاب ت (2103) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 303 ذكره البخاريّ في الصحابة، وروى حديثه معاوية بن صالح، عن أبي عمرو، عن بشير مولى معاوية عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا ذكره ابن مندة، وأفرده ابن الأثير فوهم، فإنه فروة الجهنيّ المذكور قبل هذا، كرره بلا فائدة. 7057 ز- فروة، آخر «1» : أفرده ابن مندة بالذكر، وقال: فروة مجهول، وروى عنه حسان بن عطية مرسلا، وكذا ذكره أبو نعيم، وهو وهم، فإنه ابن مجالد الماضي، وأغفله ابن الأثير والذهبي. الفاء بعدها الضاد 7058- الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي «2» : ذكره أبو موسى في «الذّيل» . وقال: روى أبو مسعود الأصبهاني، من طريق السري بن يحيى، عن حرملة بن أسير، عن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي، أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يعتزي في الحرب، ويقول: «أنا ابن العواتك» «3» قال أبو موسى: يتأمّل فيه. قلت: الفضل بن عبد الرحمن تابعي أو من أتباع التابعين ليست له ولأبيه صحبة، واسم جده العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: وهذا السند مرسل أو معضل. ومات الفضل هذا سنة تسع وعشرين ومائة. 7059- الفضل بن يحيى بن قيوم الأزدي «4» : أورده ابن مندة: فقال مختلف في صحبته، وذكر عن موسى بن سهل الرمليّ، قال: الفضل الأزدي أبو يحيى هو ابن قيوم، روى عن أبيه عن جدّه، كذا قال وهو وهم فاحش، فإن قيوما هو الّذي قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاعل «روى» هو قيوم، لا الفضل، وكأن ابن مندة توهم أنه الفضل، وليس كذلك، وقد تعقبه أبو نعيم فأصاب. 7060 ز- فضيل بن فضالة: تابعي، ذكره ابن قانع في الصحابة: فوهم، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن   (1) أسد الغابة ت (4227) . (2) أسد الغابة ت (4238) . (3) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 201 قال الهيثمي في الزوائد 8/ 222، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31874. (4) أسد الغابة ت (4239) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 304 صفوان بن عمرو، عن خالد بن معدان، عن فضل بن فضالة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ أحبّ ما زرتم اللَّه به في مساجدكم وفي قبوركم البياض» «1» . قلت: وفضل هذا هوزني شامي تابعي صغير، والسند الّذي ذكره ابن قانع مقلوب، وإنما هو من رواية صفوان عن فضيل بن فضالة، عن خالد بن معدان، مرسل. وقد أخرج أبو داود في المراسيل، من طريق صفوان، عن فضيل هذا، عن خالد بن معدان، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثا غير هذا. الفاء بعدها اللام 7061 ز- فلاح: مولى بعض التجار. ذكر في قصة مكذوبة سلّت «2» عن نسخة تشتمل على أحاديث موضوعة: منها أن أعرابيا سأل فأعطاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قميصه، فذهب إلى السوق فطلب فيه ثمانية دراهم، فعرفه أبو بكر فاشتراه منه بثمانمائة، فتعجّب منه الدلّال، فقال له: إنه قميص النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فسمعه عبد لبعض التجار يقال له فلاح، فذهب إلى سيده، فأخبره، فذهب إلى السوق فدفع في القميص ألف دينار. وهذا من وضع القصّاص، وكذلك سائر النسخة. واللَّه المستعان. الفاء بعدها الهاء 7062- فهم بن عمرو بن قيس غيلان، أبو ثور الفهميّ «3» . استدركه أبو موسى في الذّيل، ونقل عن أبي بكر بن أبي علي- أن ابن أبي عاصم ذكر في الوحدان، وهو غلط لم يتعقبه أبو موسى، وإنما أراد ابن أبي عاصم أن أبا ثور الفهميّ من ذرية فهم بن عمرو بن قيس غيلان جد القبيلة، ولم يرد أن فهما اسم أبي ثور، فإن فهم بن عمرو كان قبل الإسلام بدهر طويل يكون بين من صحب من ذريته وبينه عدة آباء يبلغون السبعة إلى العشرة، وممن ينسب إليه في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من المشهورين في الجاهلية تأَبَّط شرّا الشاعر المشهور، وبينه وبين فهم بن قيس سبعة آباء، وأبو ثور صحابي معروف، لا يعرف اسمه، وسيأتي في الكنى.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال (41115) . (2) في أنسلت. (3) أسد الغابة ت (4245) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 حرف القاف القسم الأول القاف بعدها الألف 7063- قارب بن الأسود» بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، ابن أخي عروة بن مسعود. قال البخاريّ: ويقال مارب. ثم تبين الاختلاف في اسمه، وفي سنده من ابن عيينة. وقال ابن أبي حاتم: قارب، ونسبه، يقال: إن له صحبة. وقال ابن السّكن: قارب الثقفي، ويقال مارب، كان عيينة يشكّ في اسمه. وقال أبو عمر : قارب بن الأسود، وهو قارب بن عبد اللَّه بن الأسود بن مسعود الثقفي جدّ وهب بن عبد اللَّه بن قارب، له صحبة. وقال ابن إسحاق في المغازي: لما قتل عروة بن مسعود قدم أبو المليح بن عروة وقارب بن الأسود على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل أن يقدم وفد ثقيف، وأسلما، فقال لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: تولّيا من شئتما فقالا: نتولّى اللَّه ورسوله، فلما أسلمت ثقيف ووجّه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان لهدم العزى الطاغية سأله أبو المليح بن عروة أن يقضي عن أبيه عروة دينا كان عليه، فقال: نعم، فقال له قارب: وعن الأسود فاقض. فقال: إن الأسود مات وهو مشرك فقال قارب: لكن تصل مسلما- يعني نفسه، إنما الدّين عليّ وأنا الّذي أطلب به، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يقضى دينهما من مال الطاغية.   (1) أسد الغابة ت (4248) ، الاستيعاب ت (2188) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 9، تلقيح فهوم أهل الأثر 383، العقد الثمين 7/ 22، التاريخ الكبير 7/ 196، ذيل الكاشف 1238. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 306 وقال أبو عمر: كانت مع قارب راية الأحلاف لما حاصر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم الطائف، ثم قدم في وفد ثقيف فأسلم. قلت: وهذه القصة ذكرها أبو الحسن المدائني محررة، فقال في قصة حنين: كانت راية الأحلاف من ثقيف يوم حنين مع قارب بن الأسود، فقال لقومه: اعصبوا رايتكم بشجرة ليحسب من رآها أنكم لم تبرحوا، وانجوا على خيلكم، ففعلوا فنظر بنو مالك إلى الراية لا تبرح، فصبروا فقتل منهم اثنان وسبعون، واستقبل سفيان بن عبد اللَّه بن ربيعة، لأن أخاه كان قتل، فذكر القصة، وسبقت في ترجمة سفيان بن عبد اللَّه. وروى ابن شاهين هذه القصة بمعناها من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد ابن رومان. وقد تقدم ذكر قارب في حديث ولده عبد اللَّه بن قارب. وروى الحميدي في مسندة عن سفيان: حدثنا إبراهيم بن ميسرة، أخبرني وهب بن عبد اللَّه بن قارب، أو مارب، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع يقول: «يرحم اللَّه المحلّقين» «1» وأشار بيده. قال سفيان: وجدت في كتابي عن إبراهيم بن ميسرة، عن وهب بن عبد اللَّه بن مارب، وحفظي قارب، والناس يقولون قارب كما حفظت، فأنا أقول مارب وقارب. وقال البخاريّ في «تاريخه» : قال علي بن أبي عيينة، عن وهب بن عبد اللَّه بن قارب، عن أبيه، عن جده، فذكره، قال سفيان: وجدت عندي مارب، فقالوا لي هو قارب، قال علي: قلت لسفيان: هو عن أبيه عن جده؟ قال: نعم. قال علي: وحدثنا به مرة عن ابن إبراهيم، عن وهب، عن أبيه- سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وحدثنا به مرة عن وهب، عن أبيه، قال: كنت مع أبي فرأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: وهذه الطريق الأخيرة قد قدمتها في ترجمة عبد اللَّه، وفيه اختلاف آخر أورده ابن مندة عن ابن الأعرابي، عن الحسن بن محمد بن الصباح، عن ابن قتيبة، عن إبراهيم، عن وهب بن عبد اللَّه بن قارب، قال: حججت مع أبي ... فذكره. وأورده في ترجمة وهب، وهكذا رواه أبو الحسن بن سفيان في مسندة عن   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 353 عن ابن عباس 2/ 16، 4/ 70، 6/ 402 والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 134، والحميدي في المسند 931 والبيهقي في دلائل النبوة 4/ 151، وابن عساكر في التاريخ 2/ 101 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12738، 12739. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 307 إسماعيل بن عبيد الحرّاني، عن ابن عيينة، قال أبو نعيم: رواه الكبار من أصحاب ابن عيينة، عن إبراهيم، عن وهب، عن أبيه، وهو الصواب. وذكر الذّهبيّ في التجريد أنّ الحميدي صحّف هذا الاسم، فقال: مارب بالميم، قال: وإنما هو قارب بالقاف ولم يصب في جزمه بأن الحميدي صحّفه وقد بينا أنه حكى ذلك عن ابن عيينة، وجزم الترمذي في كتاب الحج بأنّ الحديث عن مارب بالميم، والحق أنه قارب بالقاف. واللَّه أعلم. 7064 ز- قارظ بن عتبة بن خالد: حليف بني زهرة. تزوّج عبد الرحمن بن عوف ابنته، علّق ذلك البخاري في كتاب النكاح، ونسبها إلى ابن سعد في ترجمة عبد الرحمن ولم يسمّها. وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق في حجة الوداع قرشي ولا ثقفي إلا أسلم وشهدها. 7065 ز- القاسم بن أمية بن [أبي] «1» الصّلت الثقفي. وكان أبوه يذكر النبوة والبعث، فأدرك البعثة، فغلب عليه الشقاء فلم يسلم، بل رثى أهل بدر بالأبيات المشهورة، واستمر على كفره إلى أن مات، وكان يعتذر عن الدخول في دين الإسلام بأنه كان يقول لقومه: أنا النبيّ المبعوث، قال: فخشي أن يعيّره بسيئات ثقيف بكونه صار يتبع غلاما من بني عبد مناف، حكى ذلك عنه أبو سفيان بن حرب في قصة طويلة ذكرها أبو نعيم في دلائل النبوة وغيره، ومات أمية فيما يقال سنة تسع. أما ولده القاسم فذكره المرزباني في معجم الشعراء، وهو على شرطهم في الصحابة، لأنا قدمنا غير مرة أنه لم يبق بمكة والطائف في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها، حكاه ابن عبد البرّ وغيره، وأورد له ثعلب من شعره: قوم إذا نزل الغريب بدارهم ... ردّوه ربّ صواهل وقيان لا ينكتون «2» الأرض عند سؤالهم ... كمطلب «3» العلّات بالعيدان [الكامل] ورأيت له مرثية في عثمان بن عفان منها: لعمري لبئس الذّبح ضحّيتم به ... خلاف رسول اللَّه يوم الأضاحي   (1) سقط في أ. (2) في ب: إلى الأرض، وفي المرزباني: لا ينقرون. (3) في المرزباني: كتلمس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 فطيبوا نفوسا بالقصاص فإنّه ... سيسعى به الرّحمن سعي نجاح [الطويل] 7066- القاسم بن الربيع بن عبد شمس «1» . قيل هو اسم أبي العاص، وهو مشهور بكنيته، وسيأتي في الكنى، اسمه لقيط، وقيل مهشم، وقيل غير ذلك. 7067- القاسم بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي «2» ، أخو قيس والصلت. ذكره ابن إسحاق فيمن قسم له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7068- القاسم، مولى أبي بكر «3» : ذكره البغويّ في الصّحابة، وأخرج له من طريق مطرف عن أبي الجهم عنه حديثين، ثم قال: لا أعرف للقاسم غير هذا. وقال ابن عبد البرّ: له صحبة ورواية، ويقال فيه أبو القاسم، وهو أصحّ، وسيأتي في الكنى. 7069 ز- قاطع بن ظالم: أبو صفرة «4» يأتي في الكنى. 7070- القائف بن عبيس: الصباحي، أخو إياس. ذكره الرّشاطي وغيره، وأن له وفادة. وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى بن القائف وإياسا ابنا عبيس بن أمية بن ربيعة بن عامر بن ذبيان بن الديل، وكانا أقوف خلق اللَّه تعالى، وأنشد للقائف: إذا جئت أرضا بعد طول اجتنابها ... تفقّدت نفسي والبلاد كما هيا فأكرم أخاك الدّهر ما دمتما معا ... كفى بملمّات الفراق تنائيا [الطويل] قال أبو عمرو الشّيبانيّ: كان للقائف وأخيه شرف ورباط خيل.   (1) أسد الغابة ت (4251) . (2) أسد الغابة ت (4254) ، الاستيعاب ت (2121) . (3) أسد الغابة ت (4250) ، الاستيعاب ت (2122) الطبقات الكبرى 9/ 156، تجريد أسماء الصحابة 2/ 10، العقد الثمين 7/ 37. (4) أسد الغابة ت (4255) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 309 القاف بعدها الباء 7071 ز- قباث «1» : بتخفيف الموحدة وبعد الألف مثلثة، والمشهور فتح أوله، وقيل بالضم، وبه جزم ابن ماكولا. قال البخاريّ: له صحبة، قال: وقال بعضهم: ابن رسيم وهو وهم، وهو ابن أشيم بمعجمة وزن أحمر بن عامر بن الملوّح بن يعمر- بفتح المثناة التحتانية أوله، وهو الشداخ، بمعجمتين، ابن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة الليثي. هذا هو المشهور في نسبه وقيل: هو تميمي، وقيل كندي. وقال ابن حبان: يعمري ليثي، من بني كنانة، له صحبة، وحديثه عند أهل الشام. قلت: أخرج حديثه الترمذي، من طريق محمد بن إسحاق، عن المطلب بن عبد اللَّه بن قيس، عن أبيه، عن جده، قال: ولدت أنا ورسول اللَّه عام الفتح. قال: وسأل عثمان- يعني ابن عفان- قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث، فقال: أنت أكبر أم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ فقال: رسول اللَّه أكبر مني وأنا أسنّ منه. قال أبو نعيم: القائل وسأل عثمان هو قيس بن مخرمة. وروى عنه أيضا أبو سعيد المقبري وأبو الحويرث، وخالد بن دريك وغيرهم. وقال ابن سعد: شهد بدرا مع المشركين، وكان له فيها ذكر ثم أسلم وشهد حنينا. وأخرجه البخاريّ من طريق عبد الرحمن بن زياد، عن قباث بن أشيم الليثي، قال: قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «صلاة رجلين يؤمّ أحدهما الآخر أرجى عند اللَّه من صلاة ثمانية تترى، وصلاة ثمانية يؤمّهم أحدهم أرجى عند اللَّه من صلاة مائة تترى» «2» . وقال ابن حاتم: قباث بن أشيم له صحبة. وروى يونس بن سيف، عن عبد الرحمن بن زياد الليثي، عنه، وسمعت محمد بن عوف يقول: كلّ من روى عن يونس بن   (1) أسد الغابة ت (4256) ، الاستيعاب ت (2189) ، طبقات خليفة 30، تاريخ خليفة 52، الجرح والتعديل 7/ 143، تاريخ أبي زرعة 1/ 70، طبقات ابن سعد 7/ 411، تاريخ الطبري 2/ 155، المغازي للواقدي 97، المعجم الكبير 19/ 35، الكامل في التاريخ 2/ 412، فتوح الشام للأزدي 189، تحفة الأشراف 8/ 273، تهذيب الكمال 2/ 1118، المستدرك تلخيص المستدرك 3/ 625، تاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 23، خلاصة تذهيب التهذيب 314، تاريخ الإسلام 2/ 207.. (2) أخرجه ابن سعد من الطبقات الكبرى 7/ 131، والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 193 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 61 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20213، 20273 وعزاه للطبراني في الكبير والبيهقي عن قباب بن أشيم وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 42 وقال: رواه الطبراني في الكبير ورجال الطبراني موثقون. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 سيف فإنه يقول: عن عبد الرحمن بن زياد إلا الزّبيدي فإنه يقول: عن يونس، عن عامر بن زياد، عن قباث. وأخرج أبو نعيم في الدلائل قصة إسلامه بعد الخندق مطوّلة، وفيها علم من أعلام النبوة. وقال ابن الكلبيّ: كان صاحب المجنّبة يوم اليرموك مع أبي عبيدة بن الجراح، والمعروف ما أسنده البغوي أنّ عبد الملك بن مروان سأل قباث بن أشيم عن المسألة المذكورة، وقال: وصلت بي أمي على روث الفيل أعقله، وبذلك جزم عبد الصمد وابن سميع، وأسند سيف في الفتوح أنّ مروان هو الّذي سأله. وقال أبو نعيم: أدركه أمية بن عبد شمس. وقال ابن عساكر: شهد اليرموك، وكان على كردوس، ثم سكن حمص، قاله عبد الصمد بن علي وابن سميع. 7072 ز- قبيصة بن الأسود «1» بن عامر بن جوين بن عبد رضا، بضم الراء ومعجمة مقصور الطائي. ذكره الطّبريّ، وابن قانع، وقالا: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وتقدم له ذكر في ترجمة زيد الخيل «2» بن مهلهل الطائي. وقال المرزبانيّ: يقال قبيصة بن الأسود. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أخبرني الكوكبي إجازة، حدثني علي بن حرب، أنبأني هشام بن الكلبي وغيره، قالا، وفد زيد الخيل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومعه وزر بن سدوس النّبهاني، وقبيصة بن الأسود بن عامر بن جوين الجرمي، ومالك بن جسري «3» المعني، وقيس بن كسفة «4» الطريفي، وقيس بن حليف الطريفي، وعدة من طي، فأناخوا ركابهم بباب المسجد، فذكر قصة طويلة، وقد تقدم ذلك في ترجمة زيد الخيل «5» موصولا من الأخبار المنثورة لابن دريد. 7073 ز- قبيصة بن البراء «6» : قال ابن مندة: ذكروه في الصحابة، ولا يثبت، وروى الطبراني من طريق نعيم بن حماد في كتاب الفتن لنعيم: حدثنا ابن عبد الوارث، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي خثيم،   (1) أسد الغابة ت (4257) . (2) في الجبليّ. (3) في الأغاني: جبيذ، وفي الطبقات: بن خيبري. (4) في الطبقات: وقعين بن خليف. (5) في أالجبل. (6) أسد الغابة ت (4259) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 عن مجاهد، عن قبيصة بن البراء، قال: إذا خسف بأرض كذا وكذا ظهر قوم يخضبون بالسواد لا ينظر اللَّه إليهم. قال مجاهد: وقد رأيت تلك الأرض التي خسف بها. 7074- قبيصة بن برمة «1» : بموحدة مضمومة أوله، وتردد فيه ابن حبان، هل هو بالموحدة أو المثلثة- الأسدي. قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في الكوفيين. وروى أيضا عن ابن مسعود، وقال ابن السّكن: يقال له صحبة، وقد صحب عبد اللَّه بن مسعود، وهو معدود في الكوفيين. وأخرج حديثه في الأدب المفرد، وله رواية أيضا عن المغيرة. روى عنه ابنه يزيد، وحفيده عمر بن يزيد بن قبيصة، وابن أخيه برمة بن ليث بن برمة، وآخرون. وذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: يقال له صحبة، ثم ذكره في التابعين، فقال: روى عن المغيرة بن شعبة، روى عنه سليمان البنائي. وقال أبو عمر: هو والد يزيد بن قبيصة. وقد قيل: إن حديثه مرسل، لأنه يروي عن ابن مسعود والمغيرة. وكأنه تبع أبا حاتم فإن ابنه نقل عنه لا تصحّ له صحبة. 7075- قبيصة بن الدمون الحضرميّ: أخو هميل، يأتي مع أخيه «2» . 7076- قبيصة بن المخارق «3» بن عبد اللَّه بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة «4» بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالي، أبو بشر. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه ولده قطن، وكنانة بن نعيم، وأبو عثمان النهدي، وغيرهم.   (1) أسد الغابة (4260) ، الاستيعاب ت (2123) الثقات 3/ 345، الطبقات الكبرى 6/ 38، 9/ 156، تجريد أسماء الصحابة 2/ 11، الجرح والتعديل 7/ 24، تقريب التهذيب 2/ 122، الطبقات 138/ 52، تهذيب التهذيب 8/ 344، تهذيب الكمال 2/ 1119، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 349، التاريخ الكبير 7/ 174، ذيل الكاشف 1256. (2) أسد الغابة ت (4262) . (3) أسد الغابة ت (4265) ، الاستيعاب ت (2125) ، الطبقات الكبرى 1/ 309، 9/ 156، تجريد أسماء الصحابة 2/ 11، الجرح والتعديل 7/ 154، تقريب التهذيب 2/ 123، تهذيب التهذيب 8/ 350، الكاشف 2/ 396، تهذيب الكمال 2/ 1120 خلاصة تهذيب الكمال 2/ 350، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، الطبقات 56، 184، التاريخ الكبير 7/ 173، الإكمال 7/ 128، بقي بن مخلد 277/ 574، علل الحديث للمديني 81، دائرة معارف الأعلمي 23/ 12. (4) في أسد الغابة: ابن ربيعة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 312 قال البخاريّ: له صحبة، ويقال له البجلي، وقال ابن أبي حاتم: بصري من قيس عيلان، له صحبة. وقال ابن حبّان: له صحبة، سكن البصرة، وقال خليفة كانت له دار بالبصرة. وقال ابن الكلبيّ: كان قطن بن قبيصة شريفا، وقد ولي سجستان. قلت: وأخرج ابن خزيمة من طريق قتادة عن أبي قلابة، عن قبيصة البجلي، قال: إن الشمس انخسفت، فذكر حديث النعمان بن بشير: إن اللَّه إذا تجلّى لشيء من خلقه خضع له، فأيهما انخسف فصلّوا حتى ينجلي أو يحدث اللَّه أمرا، وقال ابن خزيمة: لا أدري ألقبيصة البجلي صحبة أم لا. قلت: وفي الّذي وقع عنده من نسبته نظر، فكأنه ظنّ أنه آخر، وليس كذلك، فقد أخرجه من هذا الوجه، فقال: عن قبيصة بن المخارق الهلالي، قال: كسفت الشمس ونحن إذ ذاك مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالمدينة، فخرج فزعا يجرّ ثوبه فصلّى ركعتين أطالهما ... الحديث. وأخرجه أبو داود من طريق أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر عن قبيصة الهلالي. 7077 ز- قبيصة بن والق التّغلبي- بمثناة فوقانية وغين معجمة ساكنة ولام مكسورة ثم موحدة. ذكر أبو جعفر الطّبريّ أنّ له صحبة، وشهد له عدوّه شبيب الخارجي بذلك، فذكر الطبري في حوادث سنة سبع وسبعين، عن أبي مخنف، قال: لما هزم شبيب بن يزيد الخارجي الجيوش دعا الحجاج الأشراف من أهل الكوفة منهم زهرة بن حويّة «1» ، بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد المثناة التحتانية، فاستشارهم فيمن يبعث إليه، فقالوا له: رأيك أفضل، فقال: قد بعثت إلى عتاب بن ورقاء الرياحي، فقال زهرة: رميتهم بحجرهم، واللَّه لا يرجع إليك حتّى يظفر أو يقتل وقال له قبيصة بن والق التغلبي: إني مشير عليك برأي، فإن يكن خطأ فبعد اجتهادي في النصيحة لأمير المؤمنين، وللأمير ولعامة المسلمين، وإن يكن صوابا فاللَّه سدّدني ... فذكر القصة، وإن تميم بن الحارث قال: وقف علينا عتّاب بن ورقاء فقصّ علينا، ثم جلس في القلب ومعه زهرة بن حويّة، وقال لقبيصة بن والق، وكان معه يومئذ على بني تغلب: اكفني الميسرة، فقال: أنا شيخ كبير لا أستطيع القيام إلا أن أقام، فبعث عليهم نعيم بن عليم التغلبي، فحمل شبيب وهو على مسنّاة أمام الخندق   (1) في ب: زهير بن حيوة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 313 ففضّهم، وثبت أصحاب راية قبيصة بن والق فقتلوا، وانهزمت الميسرة كلّها، وتنادى الناس: قتل قبيصة، فقال شبيب: يا معشر المسلمين، مثل قبيصة كما قال اللَّه تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ... الآية، [سورة الأعراف آية 175] أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلم ثم جاء يقاتلكم، ثم وقف عليه فقال له: ويحك لو ثبتّ على إسلامك الأول سعدت. 7078 - قبيصة «1» بن وقّاص السلمي: ويقال الليثي. قال البخاريّ: له صحبة. يعدّ في البصريين. ونقل ابن أبي حاتم عن أبي الوليد الطيالسي يقال إن له صحبة، وكذا قال أبو داود في السّنن، عن أحمد بن عبيد، عن أبي الوليد، وقال محمد بن سعد، عن أبي الوليد: له صحبة، وقال البغوي: سكن المدينة. وقال الأزدي: تفرّد بالرواية عنه صالح بن عبيد وقال الذهبي: لا يعرف إلا بهذا الحديث. ولم يقل فيه سمعت، فما ثبت له صحبة لجواز الإرسال. انتهى. وهذا لا يختص بقبيصة، بل في الكتاب جمع جمّ بهذا الوصف، ويكفينا في هذا جزم البخاري بأن له صحبة، فإنه ليس ممّن يطلق الكلام لغير معنى. قال ابن أبي حاتم: أدخله أبو زرعة في مسند الصحابة الذين سكنوا البصرة، ولا يعرف له غير هذا الحديث الواحد الّذي رواه أبو هاشم الزعفرانيّ، وقال في روايته: عن صالح بن عبيد، عن قبيصة بن وقاص، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: فذهب بحث الذهبي. 7079- قبيصة المخزومي: يقال: هو الّذي صنع المنبر، ذكره بعض المغاربة، كذا في التجريد. وقد ذكر ذلك ابن فتحون، فقال: ذكر عمر بن شبّة، عن محمد بن يحيى، هو أبو غسان المدني، عن سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب. وذكره ابن بشكوال في المبهمات، قال: قرأت بخط أبي مروان بن حبان، قال: ذكر عبد اللَّه بن حنين الأندلسي، عن عبد المطلب- يعني ابن عبد اللَّه بن حنطب- أنّ الّذي عمل المنبر قبيصة المخزومي. قلت: وكذا ذكره الزبير بن بكار في «أخبار المدينة» من روايته عن محمد بن   (1) أسد الغابة ت (4266) ، الاستيعاب ت (2126) ، الثقات 3/ 345، تجريد أسماء الصحابة 2/ 110، الطبقات 51/ 182، تقريب التهذيب 2/ 1203، تهذيب التهذيب 8/ 351، تهذيب الكمال 2/ 1120، الخلاصة 3/ 350، الكاشف 2/ 396، التاريخ الكبير 7/ 173، مشاهير علماء الأمصار 255. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 314 الحسن بن زبالة، عن سفيان بن حمزة، لكنه قدم الصاد على الباء، وكذا هو في «ذيل» ابن الأثير على «الاستيعاب» . 7080 ز- قبيصة السلمي «1» : أحد بني الضربان. ذكر الواقديّ في «كتاب الردة» ، عن عبد اللَّه بن الحارث بن فضيل، عن أبيه، عن سفيان بن أبي العوجاء- أن قبيصة وفد على أبي بكر، فأخبره أنه هو وقومه لم يرتدّوا، فأمره أن يقاتل بقومه من ارتدّ من بني سليم، فرجع قبيصة وجمع جمعا وأوقع بجماعة ممن ارتدّ، فلحقه قبيصة بن الحكم السلمي فطعنه بالرمح فدقّ صلبه فمات. وقال أبو عمر: قبيصة السلمي روى عنه عبيد «2» بن طلحة، فيه نظر. قلت: فما أدري هو هذا أو غيره أو هو ابن وقّاص الماضي قريبا. القاف بعدها التاء 7081- قتادة «3» بن الأعور بن ساعدة بن عوف التميمي، والد الجون. ذكره البغويّ في الصّحابة، وقال لا أعلم له حديثا. وقال ابن سعد: صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل الوفاة، وكتب له كتابا بالشّبكة «4» . موضع بالدهناء. 7082- قتادة بن أبي أوفى «5» بن موءلة بن عتبة بن ملادس بن قتادة بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، والد إياس. ذكره ابن سعد في الصّحابة، وقال: لا نعلم له حديثا مسندا، وقال البغوي : قتادة بن أبي أوفى له صحبة، وكان لأبيه إياس بالبصرة ذكر بعد موت يزيد بن معاوية، وهو الّذي تحمّل ديات القتلى بين الأزد وغيرهم في تلك الأيام، وولي قضاء الري، ولا أعرف لقتادة بن أبي أوفى حديثا ويقال: إن أم إياس هذا أخت الأحنف بن قيس. وقال ابن سعد:   (1) الاستيعاب ت (2127) . (2) في الاستيعاب: عقيل. (3) أسد الغابة ت (4270) . (4) الشّبكة: واحد الّذي قبله: ماء بأجأ يعرف بشبكة ياطب ذات نخل وطلح وقيل ماء لبني أسد قريب من حبش وسميراء، والشبكة من مياه بني نمير بالشريف ويعرف بشبكة ابن دخن وهو جبل من مياه الماشية، ومن مياههم شبكة بني قطن وشبكة هبّود. انظر مراصد الاطلاع 2/ 781. (5) أسد الغابة ت (4272) ، الاستيعاب ت (2128) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 315 هي الفارعة بنت حميري بن عبادة بن النزّال بن مرة من رهط الأحدب. 7083 ز- قتادة بن ربعي «1» : ذكره ابن حبّان في الصحابة في الأسماء في حرف القاف، وقال: له صحبة، وكان عاملا على مكة، وأنا أخشى أن يكون أبا قتادة، لكن أبو قتادة ما ولي إمرة مكة. 7084- قتادة بن عباس «2» : بموحدة ثم مهملة، أو مثناة تحتانية ثم معجمة، أبو هاشم الجرشي، هو قتادة الرهاوي. يأتي. 7085- قتادة بن عوف بن عبد بن أبي بكر بن كلاب العامري ثم الكلابي. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: قاله أبو علي الهجريّ في نوادره. 7086- قتادة بن القائف الأسدي «3» : أسد خزيمة. ذكره أبو موسى، وقال: مضى ذكره في ترجمة حضرمي بن عامر. 7087 ز- قتادة بن قطبة: يأتي في قطبة بن قتادة. 7088- قتادة بن قيس «4» بن حبشي الصدفي. عداده في الصحابة، ولا يعرف له رواية، شهد فتح مصر، وله ذكر وخطّة. هكذا ذكره ابن مندة، فقال: قاله لي ابن سعد بن عبد الأعلى. انتهى. ولم أر في تاريخ أبي سعيد قوله عداده في الصحابة، وزاد أن محرس قتادة بالصدف يعرف به، وجنان قتادة التي قبليّ بركة المعافر تعرف بجنان الحبش، قال: وبه تعرف أيضا بركة الحبش، كأنها نسبت إليه فقيل لها بركة بن حبشي، ثم خفف. 7089- قتادة» بن ملحان القيسي:   (1) الثقات 3/ 345، العقد الثمين 7/ 61. (2) أسد الغابة ت (4273) ، الاستيعاب ت (2129) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 12، الجرح والتعديل 7/ 133، 755، الثقات 3/ 345، التاريخ الكبير 7/ 185. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (4274) . (5) أسد الغابة ت (4276) ، الاستيعاب ت (2130) ، الثقات 3/ 345، تجريد أسماء الصحابة 2/ 12، الجرح والتعديل 7/ 132، تقريب التهذيب 2/ 153، تهذيب التهذيب 8/ 357، تهذيب الكمال 2/ 1122، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 350، الكاشف 2/ 397، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، العقد الثمين 7/ 62، الطبقات 64، 181، التاريخ الكبير 7/ 185، تراجم الأحبار 3/ 284، بقي بن مخلد 459. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 316 قال البخاريّ، وابن حبّان: له صحبة، يعد في البصريين. روى همام، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن قتادة بن ملحان، عن أبيه، وقال أبو الوليد: وهم «1» فيه ابن سعد، فقال عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه. قلت: ومتن الحديث في صوم أيام البيض أخرجه أبو داود من طريق همام أيضا، والبغويّ، وأخرج ابن شاهين من طريق سليمان التيمي، عن حيان بن عمرو، قال: مسح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وجه قتادة بن ملحان ثم كبر، فبلي منه كلّ شيء غير وجهه، قال: فحضرته عند الوفاة، فمرت امرأة فرأيتها في وجهه كما أراها في المرآة. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه ابنه عبد الملك، وأبو العلاء بن الشخّير ووقع في بعض الطرق عبد الملك بن قدامة، بدل قتادة وفي بعضها ابن المنهال والأول أصوب. 7090- قتادة بن موسى الجمحيّ: قال محمد بن سلام الجمحيّ أخبرني بعض أهل العلم من أهل المدينة أن قتادة هذا هجا حسان بن ثابت بأبيات ونحلها أبا سفيان بن عبد المطلب، فذكرها. وقال المرزبانيّ: مخضرم: يعني أدرك الجاهلية والإسلام، وعلى هذا فهو صحابي، لما ذكر أنه لم يبق في حجة الوداع من قريش أحد إلا أسلم وشهدها. 7091- قتادة بن النعمان «2» بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأوسي ثم الظفري   (1) في الطبقات: بعد أن أورد الحديث بروايتين: وقال محمد بن سعد والحديث كأنه واحد، ولكن سلمان أبو داود اضطرب في إسناده وفي الحديثين جميعا. والحديث ما رواه عفان. (2) أسد الغابة ت (4277) ، الاستيعاب ت (2131) ، مسند أحمد 4/ 15، 6/ 384، طبقات ابن سعد 1/ 187، 2/ 190، 3/ 452، 453، طبقات خليفة 81، 96، تاريخ خليفة 153، التاريخ الكبير 7/ 184، 185، تاريخ الفسوي 1/ 320، الجرح والتعديل 7/ 132، المستدرك 3/ 295، 296، الاستبصار 254، 357، تاريخ ابن عساكر 14/ 200، تهذيب الكمال 1123، تاريخ الإسلام 2/ 50 العبر 1/ 27، مجمع الزوائد 9/ 318، تهذيب التهذيب 8/ 357، 358، خلاصة تذهيب الكمال 315، كنز العمال 13/ 574، شذرات الذهب 1/ 34، نسب قريش 27، طبقات خليفة ت 1973، المحبر 17، 46/ 107، التاريخ الكبير 7/ 194، التاريخ الصغير 1/ 142، الجرح والتعديل 7/ 145، أنساب الأشراف 3/ 65، جمهرة أنساب العرب 19، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 427، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 59، تهذيب الكمال 1125، تاريخ الإسلام 2/ 311، العبر 1/ 61، تذهيب التهذيب 3/ 157، مرآة الجنان 1/ 138، البداية والنهاية 8/ 78، العقد الثمين 7/ 67، تهذيب التهذيب 8/ 361، خلاصة تذهيب الكمال 271، شذرات الذهب 1/ 61، الثقات 3/ 344، الطبقات الكبرى 1/ 178، 2/ 190، 3/ 415، 9/ 157، الجرح والتعديل 7/ 132، تقريب التهذيب 2/ 123، تهذيب التهذيب 8/ 357، تهذيب الكمال 2/ 1122، العبر 1/ 27، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 351، أزمنة التاريخ الإسلامي 809، عنوان النجابة 144، الكاشف 2/ 397، شذرات الذهب 1/ 34، تلقيح فهوم أهل الأثر 371، سير أعلام النبلاء 2/ 331، الاستبصار 128، 238، 254، 255، 256، 260، 261، صفة الصفوة 1/ 463، التحفة اللطيفة 3/ 413 الطبقات 81، 96، التاريخ الكبير 7/ 184، البداية والنهاية 3/ 291، 4/ 34، المعرفة والتاريخ 1/ 320، بقي بن مخلد 234، التعديل والتجريح 1250. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 317 أخو أبي سعيد الخدريّ لأمه، أمهما أنيسة بنت قيس النجارية، مشهور، يكنى أبا عمرو الأنصاري يكنونه أبا عبد اللَّه، وقيل كنيته أبو عثمان. قال البخاريّ: له صحبة. وقال خليفة، وابن حبان، وجماعة: شهد بدرا، وحكى ابن شاهين، عن ابن أبي داود- أنه أول من دخل المدينة بسورة من القرآن، وهي سورة مريم. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث. روى عنه أخوه أبو سعيد الخدريّ، وابنه عمر بن قتادة، ومحمود بن لبيد، وآخرون. وأخرج البغويّ وأبو يعلى عن يحيى الحمّاني عن ابن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن قتادة بن النعمان- أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فقالوا: لا، حتى نستأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فاستأمروه، فقال: «لا» ثم دعا به فوضع راحته على حدقته ثم غمزها فكان لا يدرى أي عينيه ذهب. ومن طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن إبراهيم بن جعفر، عن أبيه، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدّه- أنه سالت عينه على خدّه يوم بدر فردّها، فكانت أصحّ عينيه، قال عاصم: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال: تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا «1» [البسيط] وجاء من أوجه أخر أنها أصيبت يوم أحد، أخرجه الدار الدّارقطنيّ، وابن شاهين، من طريق عبد الرحمن بن يحيى العذري، عن مالك، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النعمان- أنه أصيبت عينه يوم أحد، فوقعت على وجنته فردّها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فكانت أصحّ عينيه. وأخرجه الدار الدّارقطنيّ، والبيهقي في «الدلائل» ، من طريق عياض بن عبد اللَّه بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدريّ، عن قتادة أنّ عينه ذهبت يوم أحد، فجاء النبيّ صلّى اللَّه عليه   (1) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة (2131) ، أسد الغابة ترجمة (4277) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 318 وآله وسلم فردّها، فاستقامت، وساقها ابن إسحاق عن عاصم بن قتادة مطوّلة مرسلة. وذكر الواقديّ أنه كان معه يوم حنين، وأنه من ظفر وأخرج أحمد من طريق سعيد بن الحارث، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد في قصة ساعة الجمعة، قال: هاجت السماء، فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لصلاة العشاء، فبرقت برقة، فرأى قتادة بن النعمان، فقال: ما السري يا قتادة؟ قال: يا رسول اللَّه، إن شاهد العشاء قليل، فأحببت أن أشهدها. قال: فإذا صليت فأت، فلما انصرف أعطاه العرجون، قال: خذ هذا فسيضيء لك، فإذا دخلت البيت، ورأيت سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم، فإنه شيطان. وأخرج هذه القصة الطّبرانيّ من وجه آخر، وقال: إنه كان في صورة قنفذ. مات في خلافة عمر فصلّى عليه ونزل في قبره، وعاش خمسا وستين سنة، قاله ابن أبي حاتم، وابن حبان، وغيرهما. 7092- قتادة الرهاوي: والد هشام، يقال إنه الجرشي، واسم أبيه عباس، كما تقدم. قال البخاريّ: له صحبة، قال: وقال أحمد بن أبي الطيب: حدثنا قتادة بن الفضل بن عبد اللَّه الرهاوي، أخبرني أبي، عن عمه هشام بن قتادة، عن قتادة، قال: لما عقد لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخذت بيده فودعته، فقال: جعل اللَّه التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجّهك للخير حيثما تكون. ورواه البغوي والطبراني من طريق علي بن بحر القطان، عن قتادة بن الفضل، مثله. ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة، عن علي بن بحر مثله. وقال أبو حاتم: له صحبة. وقال البغوي: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث. انتهى. وقد أخرجه ابن شاهين، والطبراني، من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد، عن قتادة بن الفضل بهذا الإسناد في الأمر بالغسل عند الإسلام وحلق الشعر والاختنان، وعند الطبراني بهذا الإسناد حديث آخر. وفي فوائد محمد بن أيوب بن الصموت المصري، عن أبي أمية الطّرسوسي، عن أحمد بن عبد الملك بالسند المذكور إلى هشام بن قتادة، عن قتادة بن عباس الجرشي- رفعه: لا يزال العبد في فسحة من اللَّه ما لم يشرب الخمر.. الحديث. قال ابن السّكن : قتادة الرهاوي الجرشي يقال له صحبة، مخرج حديثه عن ولده، وليس يروى إلا من هذا الوجه. 7093- قتادة الأسدي: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 319 ذكره جعفر المستغفريّ في الصحابة، روى من طريق ابن إسحاق عن أبان بن صالح الأسدي، أسد خزيمة: قال: قلت: يا رسول اللَّه، عندي ناقة أهديها؟ قال: لا تجعلها والها. وفي هذا الإسناد انقطاع. 7094 ز- قتادة «1» أخو عرفطة: تقدّم ذكره في أوس بن ثابت. 7095- قتادة، والد يزيد «2» : ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في كتاب المصابيح في الصحابة، وأخرج من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هلال المزني- أن يزيد بن قتادة حدّث أنّ رجلا من أهله مات وهو على غير الإسلام، قال: فورثته أختي دوني، وكانت على دينه، وإن أبي أسلم وشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حنينا، فمات فأحرزت ميراثه وكان نخلا، ثم إنّ أختي أسلمت فخاصمتني في الميراث إلى عثمان فحدّثه عبد اللَّه بن الأرقم أنّ عمر قضى أنّ من أسلم على ميراث قبل أن يقسم فله نصيبه، فشاركتني. وأخرجه المستغفريّ من طريق يحيى. وكذا أخرجه أبو مسلم الكجي، من طريق أيوب. وأورده الطّبرانيّ من هذا الوجه في ترجمة مرثد بن قتادة، وسمّى أبا هلال حسان بن ثابت. وصحبة قتادة أصرح «3» من صحبة يزيد في هذا الحديث. القاف بعدها الثاء 7096- قثم بن العباس «4» بن عبد المطلب بن هاشم، أخو عبد اللَّه بن العباس وإخوته أمه أم الفضل. قال ابن السّكن وغيره: كان يشبه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يصحّ سماعه منه، قال: وقال علي: كان قثم أحدث الناس عهدا برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرج البغوي من طريق سماك بن حرب، عن قابوس بن مخارق. قال: قالت أم الفضل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضائك قال: خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن ابنك قثم فولدت الحسن ... الحديث. فهذا يدل على أن الحسن أصغر من قثم، وأن الّذي قبله يدلّ على أن سنّه كان في آخر   (1) أسد الغابة ت (4271) . (2) أسد الغابة ت (4278) . (3) في أأخرج. (4) أسد الغابة ت (4279) ، الاستيعاب ت (2190) ، طبقات ابن سعد 7/ 367. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فوق الثمان. وقال أبو بكر البرديجي: قيل: لا صحبة له. وقال ابن حبان خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان إلى سمرقند فاستشهد هناك. وولّاه عليّ لما استخلف مكة، وعزل خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة، قاله خليفة. قال البخاريّ في التّاريخ: قال «1» إسحاق عن روح، عن ابن جريج، عن جعفر بن خالد بن سارّة أنّ أباه أخبره أنّ عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب قال له: لو رأيتني، وقثم بن العباس، وعبيد اللَّه بن العباس، نلعب إذ مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على دابته، فقال: ارفعوا هذا إليّ، فحملني أمامه، ثم قال لقثم: ارفعوا هذا إليّ، فحمله وراءه، وكان عبيد اللَّه أحبّ إلى العباس، فلم يستحي من عمّه أن حمل قثما وتركه. قلت لعبد اللَّه بن جعفر: فما فعل قثم؟ قال: استشهد. قلت: اللَّه ورسوله أعلم بالخبر، وجاءت لقثم رواية ذكرها زهير بن معاوية عن أبي إسحاق السبيعي. القاف بعدها الدال 7097- قداد بن الحدرجان «2» بن مالك اليماني، أخو جزء بن الحدرجان. تقدم ذكره مع أخيه. 7098 ز - قدامة بن حاطب بن الحارث الجمحيّ. ذكره ابن قانع، وأورده من طريق هشام بن زياد، عن عبد الملك بن قدامة، عن أبيه- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صلّى على عثمان بن مظعون، فكبّر أربعا. 7099- قدامة بن عبد اللَّه «3» بن عمار بن معاوية العامري الكلابي. قال البخاريّ وابن أبي حاتم: له صحبة. وقال البغويّ: سكن مكّة، وله أحاديث منها حديث يعقوب بن محمد الزهري، عن عريف «4» بن إبراهيم الثقفي، قال: حدثنا حميد بن   (1) في ب: قاله. (2) أسد الغابة ت (4287) . (3) أسد الغابة ت (4281) ، الاستيعاب ت (2133) ، طبقات خليفة ت 415، التاريخ الكبير 7/ 178، جمهرة أنساب العرب 288، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 60، تهذيب الكمال 1126، تاريخ الإسلام 3/ 291، تذهيب التهذيب 3/ 158، العقد الثمين 7/ 71، تهذيب التهذيب 8/ 364، خلاصة تذهيب الكمال 268. (4) في أسد الغابة: مرة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 كلاب، سمعت عمي قدامة الكلابي، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عشية عرفة وعليه حلّة حبرة. قال البغوي: لا أعرفه إلا من هذا الوجه. وقال ابن السّكن: له صحبة، ويكنى أبا عبد اللَّه، يقال: أسلم قديما ولم يهاجر، وكان يسكن نجدا، ولقي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع، وذكر الحديث الّذي قبله، وقال: لم يروه إلا يعقوب بن محمد. قلت: وفيه تعقب على قول مسلم والحاكم والأزدي وغيرهم أنّ أيمن تفرّد بالرواية عنه، ونسبه عبد الرزاق حين روى حديثه عن أيمن بن نابل عنه إلى جدّه، فقال: عن قدامة بن عمار، وقال أبو حاتم: كان ينزل ركية من البدو. 7100- قدامة: بن عبد اللَّه بن هجان. ذكره عبد الصّمد بن سعيد في طبقات أهل حمص، وقال: نزل حمص وغزا الصائفة مع مصعب بن الزبير وغيره. 7101 ز- قدامة «1» بن عبد اللَّه البكري. قال ابن حبّان: له صحبة، عداده في أهل الكوفة، وفرّق بينه وبين قدامة بن عبد اللَّه العامري، ولم أره لغيره، وما أظنّه إلا واحدا، وفي التابعين قدامة بن عبد اللَّه البكري، نسبه الثوري ومن بعده إلى يعلى بن عبيد، وهو كوفي. 7102- قدامة بن مالك «2» بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن سمرة بن الحكم بن سعد العشيرة. وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر، وكان في مائتين من العظماء، وهو والد نعيم الّذي كان بدلاص من صعيد مصر، قاله ابن يونس عن هانئ بن المنذر، قال: وزعم سعيد بن عفير أن الّذي كان بمصر أبوه مالك، وأنه هو الّذي شهد فتح مصر، واللَّه أعلم. 7103- قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ «3» ، أخو عثمان، يكنى أبا عمرو. كان أحد السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، قال البخاريّ: له صحبة   (1) الثقات 3/ 343، تقريب التهذيب 2/ 124، تهذيب التهذيب 8/ 364، تهذيب الكمال 2/ 1225، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 351، الكاشف 2/ 397، تلقيح فهوم أهل الأثر 377. (2) أسد الغابة ت (4282) . (3) أسد الغابة ت (4283) ، الاستيعاب ت (2132) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 وقال ابن السّكن: يكنى أبا عمرو، أسلم قديما، وكان تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر. وأخرج أحمد من طريق محمد بن إسحاق: حدثني عمر بن حسين مولى آل حاطب، عن نافع. عن ابن عمر، قال: توفي عثمان بن مظعون، وترك ابنة له من خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، وأوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون قال عبد اللَّه: وهما- يعني عثمان وقدامة- خالاي، فمضيت إلى قدامة أخطب إليه ابنة عثمان بن مظعون، فأجابني، ودخل المغيرة بن شعبة على أمها فأرغبها في المال، فكان رأي الجارية مع أمها، فبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قدامة فسأله، فقال: يا رسول اللَّه، هي ابنة أخي، ولم آل أن أختار لها، فقال: هي يتيمة ولا تنكح إلا بإذنها فانتزعها مني وزوّجها المغيرة. وأخرجه الدار الدّارقطنيّ من هذا الوجه، وأخرجه أيضا من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، فقال: عن عبد العزيز بن المطلب، عن عمر بن حسين، وأخرجه أيضا من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عمر بن حسين، ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم، وأخرجه ابن مندة من رواية ابن إسحاق عن عمر، فقال ابن علي بن حسين، وزيادة علي بين عمر وحسين خطأ، وأخرجه يونس بن بكير في زيادات المغازي، عن ابن إسحاق، فلم يذكر بينه وبين نافع أحدا- فكأنه سواه لمحمد بن إسحاق، وهو عند الحسن بن سفيان في مسندة عن عبيد بن يعيش، عن يونس بن بكير، والصواب إثبات عمر بن حسين في السند. واستعمل عمر قدامة على البحرين في خلافته، وله معه قصة، قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة- وكان من أكبر بني عديّ، وكان أبوه شهد بدرا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- أنّ عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، وكان شهد بدرا، وهو خال عبيد اللَّه بن عمر وحفصة، كذا اختصره البخاري، لكنه موقوف. وقد أخرجه عبد الرّزّاق بطوله، قال: أنبأنا معمر، عن ابن شهاب، أخبرني عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة- أنّ عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، وهو خال حفصة وعبد اللَّه ابني عمر، فقدم الجارود سيّد عبد القيس على عمر من البحرين، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ قدامة شرب فسكر، وإني رأيت حدّا من حدود اللَّه، حقا عليّ أن أرفعه إليك. قال: من يشهد معك؟ قال: أبو هريرة فدعا أبا هريرة. فقال: بم تشهد؟ قال: لم أره شرب، ولكني رأيته سكران يقيء. فقال: لقد تنطّعت في الشهادة. ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين، فقدم فقال الجارود: أقم على هذا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 كتاب اللَّه، فقال عمر: أخصم أنت أم شهيد؟ [567] فقال: شهيد. فقال: قد أديت شهادتك. قال: فصمت الجارود، ثم غدا على عمر، فقال: أقم على هذا حدّ اللَّه. فقال عمر: ما أراك إلا خصما، وما شهد معك إلا رجل واحد فقال الجارود: أنشدك اللَّه! فقال عمر: لتمسكنّ لسانك أو لأسوءنك. فقال: يا عمر، ما ذلك بالحق أن يشرب ابن عمك الخمر وتسوءني! فقال أبو هريرة يا أمير المؤمنين، إن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فاسألها، وهي امرأة قدامة. فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها، فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إني حادّك فقال: لو شربت كما تقول ما كان لكم أن تحدوني فقال عمر: لم؟ قال قدامة: قال اللَّه عز وجل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ... [المائدة: 93] الآية. فقال عمر: أخطأت التأويل، أنت إذا اتقيت اللَّه اجتنبت ما حرّم اللَّه. ثم أقبل عمر على الناس، فقال: ما ترون في جلد قدامة: فقالوا: لا نرى أن تجلده ما دام مريضا، فسكت على ذلك أياما، ثم أصبح وقد عزم على جلده، فقال: ما ترون في جلد قدامة، فقالوا: لا نرى أن تجلده ما دام وجعا. فقال عمر: لأن يلقى اللَّه تحت السياط أحبّ إليّ من أن ألقاه وهو في عنقي، ائتوني بسوط تام، فأمر به فجلد. فغاضب عمر قدامة وهجره، فحجّ عمر، وحجّ قدامة وهو مغاضب له، فلما قفلا من حجّهما ونزل عمر بالسّقيا نام فلما استيقظ من نومه قال: عجّلوا بقدامة، فو اللَّه لقد أتاني آت في منامي، فقال لي: سالم قدامة، فإنه أخوك، عجّلوا عليّ به، فلما أتوه أبى أن يأتي، فأمر به عمر أن يجرّوه إليه فكلمه واستغفر له. وأخرجها أبو عليّ بن السّكن، من طريق علي بن عاصم، عن أبي ريحانة، عن علقمة الخصي يقول: لما قدم الجارود على عمر، قال: إن قدامة شرب الخمر. قال: من يشهد معك؟ قال: علقمة الخصي. قال: فأرسل إليّ عمر فقال: أتشهد على قدامة، فقلت: إن أجزت شهادة خصي. قال: أما أنت فإنّا نجيز شهاتك فقلت: أنا أشهد على قدامة أني رأيته تقيّأ الخمر قال عمر: لم يقئها حتى شربها، أخرجوا ابن مظعون إلى المطهرة، فاضربوه الحدّ، فأخرجوه فضرب الحد. ووقع لنا بعلوّ في نسخة أبي موسى، عن أبي مسلم الكجي، عن محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، عن أشعث، عن ابن سيرين أصل هذه القصة باختصار، وسندها منقطع. وقال عبد الرّزّاق أيضا، عن ابن جريج، عن أيوب: لم يحدّ أحد من أهل بدر في الخمر إلا قدامة بن مظعون- يعني بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 324 يقال: إن قدامة مات سنة ست وثلاثين في خلافة عليّ، وهو ابن ثمان وستين سنة. وحكى ابن حبّان فيه قولا آخر، فقال: يقال إنه مات سنة ست وخمسين. 7104- قدامة بن ملحان «1» . تقدم خبره في قتادة ويقال: إن قدامة تصحيف، ووقع عند النسائي بالوجهين. 7105 ز- قدامة الثقفي «2» : تقدم حديثه في حنظلة. 7106- قدد: بدالين، وزن عمر، ويقال آخره راء، ويقال قدن- بفتحتين ونون، ابن عمار بن مالك بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي «3» . نسبه ابن الكلبي، وقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقال ابن شبّة: كان عاقلا جميلا، ولما وفد بنو سليم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح سألهم عنه، فقالوا: مات فترحّم عليه، قال: وقدد الّذي يقول: عقدت يميني إذ أتيت محمّدا ... بخير يد شدّت بحجزة مئزر وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه ... فأعطيته كفّ امرئ غير معسر وإنّ امرأ فارقته عند يثرب ... لخير نصيح من معدّ وحمير [الطويل] وأخرج ابن شاهين، من طريق المدائني، عن رجال، منهم أبو معشر، عن يزيد بن رومان، وعن غيره: لما قدم بنو سليم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح بقديد وهم سبعمائة، ويقال ألف، فقال الناس: ما قدموا إلا لأجل الغنائم، وفقد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منهم غلاما كان قد قدم عليه قبل ذلك، فقال: ما فعل الغلام الحسّان، الطليق اللسان، الصادق الإيمان، قالوا: ذاك قدد بن عمار توفّي فترحّم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليه. وأخرج ابن شاهين أيضا، من طريق هشام بن الكلبي، حدثني رجل من بني سليم، ثم من بني الشريد، قال: وفد رجل منّا يقال له قدد بن عمار على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسلم وعاهده على أن يأتيه بألف من بني سليم على الخيل، وقال في ذلك:   (1) أسد الغابة ت (4284) ، تقريب التهذيب 2/ 124، دائرة الأعلمي 24/ 17، تهذيب التهذيب 8/ 365، تهذيب الكمال 2/ 1125، العقد الثمين 7/ 74، تنقيح المقال 9654، تجريد أسماء الصحابة 2/ 13. (2) أسد الغابة ت (4280) . (3) أسد الغابة ت (4286) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 325 شددت يميني إذ أتيت محمّدا ... يخير يد شدّت بحجزة مئزر وذاك امرؤ قاسمته نصف دينه ... فأعطيته كفّ امرئ غير معسر وإنّ امرأ فارقته عند يثرب ... لخير نصيح من معدّ وحمير [الطويل] ثم أتى قومه فأخبرهم الخبر، فخرج معه تسعمائة، فأقبل بهم يريد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فنزل به الموت، فأوصى إلى ثلاثة رهط من قومه، منهم عباس بن مرداس، وأمّره على ثلاثمائة، والأخنس بن يزيد على ثلاثمائة، وحبان بن الحكم على ثلاثمائة، وقال: امضوا العهد الّذي في عنقي. فأتوا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبروه بموته وخبره، فقال: «أين تكملة الألف» ؟ فقالوا: خلفها بالحيّ مخافة حرب كانت بيننا وبين بني كنانة، فقال: «ابعثوا إليهم، فإنّه لا يأتيكم العام شيء تكرهونه» . فأتوه بالعدّة، عليهم المقنع بن مالك بن أمية، وفي ذلك يقول عباس بن مرداس في المقنع: القائد المائة الّتي وفّى بها ... تسع المئين فتمّ ألفا أفرعا «1» [الكامل] 7107 ز- قديم: بالتصغير. خاطب بها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم المقدام بن معديكرب، فقال: يا قديم صحّ ذلك من حديثه عند أبي داود وغيره، وهي نظير قوله لأسامة: «يا أسيم» . القاف بعدها الراء 7108- قردة بن نفاثة: بنون مضمومة وفاء خفيفة ويعد الألف مثلثة، السلولي «2» ، ابن عمرو بن ثوابة بن عبد اللَّه بن تميمة بن عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ومرة أخو عامر بن صعصعة الّذي ينسب إليه بنو عامر. وأما بنو مرّة فنسبوا إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان. ذكره ابن السّكن، وابن شاهين، وأبو عمر في القاف، وكذلك أبو الفتح الأزديّ وغيره، وبه جزم ابن الكلبيّ، وابن سعد، وأبو حاتم السّجستانيّ والمرزباني وغيرهم. وذكره ابن مندة في الفاء [568] فقال: فروة. والأول أقوى وعكس ذلك أبو الفتح الأزدي، وابن شاهين فذكراه في القاف، وهو تصحيف، وإنما هو فروة- بالفاء والواو.   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ت (4286) . (2) أسد الغابة ت (4288) ، الاستيعاب ت (2191) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 326 قلت: فروة الّذي تقدم غير هذا، ذاك جذامي، وهذا سلولي، فأنى يجتمعان؟ وقد عجبت من تقرير ابن الأثير كلام أبي موسى مع تحققه بمعرفة الأنساب من أن فروة الّذي أشار إليه لم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وإنما أسلم في حياته، فقتلته الروم من أجل ذلك. وقد تقدّم ذلك في فروة بن عامر الجذامي في القسم الثالث، فإن أحد ما قيل في اسم أبيه نفاثة كما تقدم في ترجمته واضحا. قال أبو حاتم السّجستانيّ في المعمّرين، قالوا: إنه عاش مائة وأربعين سنة، وأدرك الإسلام فأسلم وقال ابن سعد والمرزباني: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرج ابن شاهين وابن السّكن بسند واحد إلى عمر بن ثوابة بن تميمة بن قردة بن نفاثة، حدثني أبي عن أبيه عن جده قردة بن نفاثة أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وبايعه، فقال: اسمع مني يا رسول اللَّه، فأنشده: بان الشّباب فلم أحفل به بالا ... وأقبل الشّيب والإسلام إقبالا وقد أروّي نديمي من مشعشعة ... وقد أقلّب أوراكا وأكفالا فالحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتّى اكتسيت من الإسلام سربالا «1» [البسيط] وساق تمام القصيدة، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «الحمد للَّه الّذي عرّفك فضل الإسلام، وجعلك من أهله» . قال المرزبانيّ: ويروى أن البيت الّذي أوله فالحمد للَّه من شعر لبيد بن ربيعة، وأنه لم يقل في الإسلام غيره. قلت: يحتمل أن يكون الخاطران تواردا، ويؤيده أن المنسوب للبيد حتى تسربلت بالإسلام. وقال ابن عبد البرّ: عاش قردة مائة وخمسين سنة، وهو القائل: أصبحت شيخا أرى الشّخصين أربعة ... والشّخص شخصين لمّا مسّني الكبر وكنت أمشي على السّاقين معتدلا ... فصرت أمشي على ما ينبت الشّجر «2» [البسيط]   (1) ينظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (4288) ، الاستيعاب ترجمة (2191) . (2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4288) ، الاستيعاب ترجمة (2191) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 327 وكان قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في جماعة من بني سلول فأسلموا، فأمّره عليهم. 7109 ز- قردة بن معاوية. أورده أبو موسى في الذيل. وقال: هو الّذي سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يأذن له في الرّبا، ذكره ابن أبي الفرج المديني مذاكرة. 7110- قرط بن جرير «1» : جدّ جرير بن عبد الحميد المحدث المشهور، شيخ شيوخ الأئمة الستة. ذكره ابن شاهين، وأورد له عن أحمد بن محمد بن مسعدة، عن أحمد بن مسعود الأنطاكي، عن محمد بن قدامة، عن جرير بن عبد الحميد، حدثني أبي، عن أبيه عبد اللَّه بن قرط، عن جده قرط بن جرير، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ بارك لأمّتي في بكورها» وأورد له حديثا آخر، وليس في واحد منهما تصريح بسماعه ولا بوفادته «2» . 7111 - قرط بن ربيعة «3» الذّماريّ. ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من طريق أبي أحمد العسال، عن إسحاق «4» بن عثمان بن خرزاذ، عن محمد بن يونس هو الكديمي «5» ، حدثنا قدامة بن عائذ بن قرط بذمار- أني سمعت أبي يحدّث عن أبيه قرط بن ربيعة. وذكر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: صفه لي. فقال: رأيته مفلج الثنايا. 7112 ز - قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، ينظر في ترجمة ابنته فاختة زوج معاوية في كتاب النساء. 7113- قرظة «6» : بفتحتين وظاء مشالة، ابن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن   (1) أسد الغابة ت (4289) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14. (2) في أ: وفادته. (3) أسد الغابة ت (4290) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14. (4) في أعن إسحاق بن محمد. (5) الكريمي في أ. (6) أسد الغابة ت (4291) ، الاستيعاب ت (2192) ، الثقات 3/ 347، الطبقات الكبرى 3/ 472، 6/ 7، 9/ 157، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14، الجرح والتعديل 7/ 144، تقريب التهذيب 2/ 124، تهذيب التهذيب 8/ 268، الكاشف 2/ 398، تهذيب الكمال 2/ 1126، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 352، تاريخ من دفن في العراق 422، الطبقات 94، 136، المصباح المضيء 2/ 248، الاستبصار 123، 124، العبر 1/ 41، التاريخ الكبير 7/ 193، معجم الثقات 321، تبصير المنتبه 3/ 1127، تراجم الأحبار 3/ 290، الأعلمي 24/ 59. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 328 الإطنابة الأنصاري الخزرجي ويقال قرظة بن عمرو بن كعب بن عمرو بن «1» عائذ بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، هكذا نسبه ابن الكلبي وغيره. قال البخاريّ: له صحبة وقال البغويّ: سكن الكوفة وقال ابن سعد: أمّه خليدة بنت ثابت بن سنان، وهو أخو عبد اللَّه بن أنيس لأمه. وشهد قرظة أحدا وما بعدها، وكان ممن وجّهه عمر إلى الكوفة يفقّه الناس. وقال ابن السّكن: يكنى أبا عمرو. وقال ابن أبي حاتم: يقال له صحبة سكن الكوفة وابتنى بها دارا، وكنيته أبو عمر ومات في خلافة عليّ فصلّى عليه. روى عنه عامر بن سعد، والشعبي، وسعد بن إبراهيم، وروايته عنه مرسلة. وقال ابن حبّان: له صحبة، سكن الكوفة، وحديثه عند الشعبي، وذكر في وفاته ما تقدم. وفيه نظر، لما ثبت في صحيح مسلم من طريق علي بن ربيعة، قال: أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب، فقال المغيرة بن شعبة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من نيح عليه فإنّه يعذّب بما نيح عليه يوم القيامة» «2» . وهذا يقتضي أن يكون قرظة مات في خلافة معاوية حين كان المغيرة على الكوفة، لأن المغيرة كان في مدة الاختلاف بين علي ومعاوية مقيما بالطائف، فقدم بعد موت عليّ، فولّاه معاوية الكوفة بعد أن أسلم له الحسن الخلافة، وبذلك جزم ابن سعد، وقال: مات بالكوفة والمغيرة «3» وال عليها، وكذا قال ابن السّكن، وزاد: وهو الّذي قتل ابن النواحة صاحب مسيلمة في ولاية ابن مسعود بالكوفة وفتح الري سنة ثلاث وعشرين، وأسند ما تقدم في   (1) في أسد الغابة: عامد. (2) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 102 ومسلم في الصحيح 2/ 644 عن المغيرة بن شعبة بلفظه كتاب الجنائز (11) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه (9) حديث رقم (28/ 933) ، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 389 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 72. (3) في الاستيعاب: توفي في خلافة علي في دار ابتناها بالكوفة وصلّى عليه علي بن أبي طالب. وقيل: بل توفي في إمارة المغيرة بن شعبة بالكوفة في صدر أيام معاوية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 329 خلافة علي عن علي بن المديني، ووقع التصريح بأن المغيرة كان يومئذ أمير الكوفة في رواية لمسلم. وفي رواية الترمذي: فجاء المغيرة، فصعد المنبر، فحمد اللَّه، وأثنى عليه، وقال: ما بال النوح في الإسلام! ثم ذكر الحديث. وفي كتاب «العلم» من «صحيح البخاري» ما يدلّ على أنّ المغيرة مات وهو أمير الكوفة في خلافة معاوية. 7114 ز- قرّة بن أشقر: الجذامي، ثم الضّبابي الغفاريّ. ذكره ابن إسحاق فيمن كان مع زيد بن حارثة في غزوة بني جذام من أرض حسمى، وذكره أيضا فيمن أسلم من بني الضبيب، وذكر أنه قاتل الرهط الذين خرجوا على دحية الكلبي، وكان فيهم النعمان بن أبي جعال، فرماه قرّة فأصاب ركبته. وقال: خذها وأنا ابن ليثي. قال الرشاطي ضبط عن ابن إسحاق بالضاد والزاي المعجمتين، وذكره ابن حبان بالضاد والراء المهملتين. 7115 ز- قرّة بن الأغر: في الّذي بعده. 7116- قرّة بن إياس بن هلال «1» بن رياب المزني، جد إياس بن معاوية القاضي. قال البخاريّ وابن السّكن: له صحبة، روى عنه ابنه معاوية، قال ابن أبي حاتم: ويقال له قرة بن الأغر بن رياب. وذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق. وقال أبو عمر: قتل في حرب الأزارقة في زمن معاوية، وأرّخه خليفة سنة أربع وستين، فيكون معاوية المذكور هو ابن يزيد بن معاوية. وأخرج البغويّ وابن السّكن من طريق عروة بن عبد اللَّه بن قشير، حدثني معاوية بن قرة، عن أبيه، قال أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في رهط من مزينة فبايعناه، وإنه لمطلق الإزار ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت (4292) ، الاستيعاب ت (2134) ، الثقات 3/ 346، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14، تقريب التهذيب 2/ 125، البداية والنهاية 8/ 261، تهذيب التهذيب 8/ 370، تهذيب الكمال 2/ 1127، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 352، المحن 235، الكاشف 2/ 399، التاريخ الصغير 1/ 169، 208، بقي بن مخلد 119، تلقيح فهوم أهل الأثر 367، حلية الأولياء 2/ 18، الطبقات 37- 176، التاريخ الكبير 7/ 180، جامع التحصيل 3114، مشاهير علماء الأمصار 257، علوم الحديث لابن الصلاح 287، در السحابة 808، الإكمال 7/ 112. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 قال البغويّ: غريب لا أعلم رواه غير زهير عن عروة. وأخرج البخاريّ في «التاريخ» ، من طريق جرير بن حازم، عن معاوية بن قرة، قال: خرجنا مع ابن عبيس، بمهملتين وموحدة مصغرا. في عشرين ألفا، وكانت الحرورية في خمسمائة فقتل أبي فحملت على قاتل أبي فقتلته. قلت: وابن عبيس المذكور هو عبد الرحمن بن عبيس بن كريز بن ربيعة بن عبد شمس، وكان أمير الجيش، وقتل هو وأخوه مسلم في ذلك اليوم. 7117- قرّة بن حصين: بن فضالة بن الحارث بن زهير العبسيّ» ، أحد الوفد التسعة الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلموا، قاله أبو عمر. قلت: وذكره الباوردي والطبراني فيمن اسمه مرة، بالميم بدل القاف، وقد ذكرت أسماء التسعة في ترجمة الحارث بن الربيع بن زياد. 7118- قرة بن دعموص «2» بن ربيعة بن عوف بن معاوية بن قريع بن الحارث بن نمير بن عامر العامري ثم النميري. قال البخاريّ، وابن السّكن: له صحبة يعد في البصريين. وقال ابن الكلبي: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى بني هلال يدعوهم إلى الإسلام فقتلوه. وأخرج أبو مسلم الكجّي في «السنن» ، والحارث بن أبي أسامة في المسند، من طريق جرير بن حازم، قال: رأيت في مجلس أيوب أعرابيا عليه جبة من صوف، فلما رأى القوم يتحدثون قال: أخبرني مولاي قرّة بن دعموص، قال: أتيت المدينة فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قاعد وحوله أصحابه، فأردت أن أدنو منه، فلم أستطع أن أدنو، فقلت: يا رسول اللَّه، استغفر للغلام النميري، قال: غفر اللَّه لك. قال: وبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الضحاك ساعيا فجاء بإبل جلّة، فقال: أتيتهم فأخذت جلة أموالهم، ارددها عليهم، وخذ صدقاتهم من مواشي أموالهم. وأخرجه أحمد من هذا الوجه، وأخرجه الباوردي من طريق عبد ربه بن خالد بن عبد الملك بن شريك النميري. إمام مسجد بني نمير: سمعت أبي يذكر عن عائذ بن ربيعة   (1) أسد الغابة ت (4293) ، الاستيعاب ت (2135) . (2) أسد الغابة ت (4294) ، الاستيعاب ت (2136) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 14، التلقيح 367، الطبقات 56، 184، التاريخ الكبير 7/ 180، الإكمال 7/ 111، ثقات 2/ 32، الجرح والتعديل 7/ 739، تعجيل المنفعة 324، ذيل الكاشف 1260. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 331 القريعي، عن عباد بن زيد، عن قرة بن دعموص، قال: لما جاء الإسلام انطلق زيد بن معاوية وابنا أخيه قرّة بن دعموص، والحجاج بن [ .... ] فقال قرة: يا رسول اللَّه، إن دية أبي عند هذا- يعني زيدا. فقال: أكذاك يا زيد؟ قال: نعم. ورواه عمر بن شبة من رواية يزيد بن عبد الملك بن شريك- لم يذكره عباد بن زيد في السند، وزاد أنه كان معهم قيس بن عاصم، وأبو زهير بن أسد بن جعونة، ويزيد بن نمير. ورواه البخاري في تاريخه، من طريق فضيل بن سليمان، عن عائذ بن ربيعة بن قيس، حدثني جدي قرة بن دعموص، فذكر بعضه. وأخرجه ابن مندة: من هذا الوجه، وفيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول في حجة الوداع: أعهد إليكم أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة. أخرجه أبو نعيم من طريق دلهم بن دهثم العجليّ، عن عائذ بن ربيعة النميري، عن قرّة بن دعموص- أنهم وفدوا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: قرة وقيس بن عاصم، وأبو وهب أسد بن جعونة، ومرثد بن عمرو ... الحديث. وأخرج أبو نعيم من طريق دلهم بهذا السّند، عن قرة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حرّم مال المسلم ودمه» . وقال ابن حبّان: عداده في البصريين، أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هو وعمه فسألاه عن الدّية. 7119- قرة بن عقبة بن قرة الأنصاري، حليف بني عبد الأشهل «1» . ذكره ابن شاهين، وقال: استشهد بأحد، وكذا قال أبو عمر. 7120- قرة بن أبي قرة: وقع ذكره في نسخة هدبة بن خالد جمع البغوي، قال البغويّ: حدثنا هدبة بن خالد، حدّثنا أبان، هو ابن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير- أن قرة بن أبي قرّة حدثه أنه رأى رجلا يصلّي بعد العصر فزجره، وقال، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا صلاة بعد العصر» . قلت: أظنه سقط بين يحيى وبين قرة رجل، لأن هذا صرح بسماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فهو صحابي لا محالة.   (1) أسد الغابة ت (4295) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 وقد أغفل البغوي ذكره في معجم الصّحابة، وكذلك أتباعه الذين صنّفوا في ذلك كابن السكن وابن شاهين. وذكره الذّهبيّ في التجريد فنقل عن تصريح قرّة بالسماع، فقال ما نصه: قرة بن أبي قرة روى عنه يحيى بن أبي كثير، فهو تابعي، وإنما قال ذلك، لأن يحيى لم يلق أحدا من الصحابة، وكان كثير الإرسال والتدليس. واللَّه أعلم. 7121- قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثم القشيري «1» . قال البخاريّ وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وابن السّكن، وابن مندة: له صحبة. قال أبو عمر: هو جد الصّمة الشّاعر، وأحد الوجوه من الوفود. وروى ابن أبي عاصم، وابن شاهين، من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا شيخ بالساحل، عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال له: إنه كان لنا ربّات وأرباب نعبدهنّ من دون اللَّه، فبعثك اللَّه فدعوناهنّ فلم يجبن، وسألناهن فلم يعطين، وجئناك فهدانا اللَّه. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أفلح من رزق لبّا» . فقال: يا رسول اللَّه، اكسني ثوبين قد لبستهما، فكساه، فلما كان بالموقف من عرفات قال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أعد عليّ ما قلت» . فأعاد عليه، فقال: «قد أفلح من رزق لبّا» - مرتين. في إسناده هذا الشيخ الّذي لم يسم. وقد علقه البخاري من وجه آخر عن زيد بن يزيد بن جابر، أخبرني شيخ بالساحل عن رجل من بني قشير يقال له قرة بن هبيرة. وقال ابن أبي حاتم: روى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن شيخ لقيه بالساحل عنه، روى عنه سعيد بن نشيط مرسلا. قلت: وهذا رواه ابن أبي داود، والبغويّ، وابن شاهين، من طريق الليث عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن نشيط- أن قرة بن هبيرة قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما كان في حجة الوداع نظر إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو على ناقة قصيرة، فقال: «يا قرّة، كيف قلت حيث لقيتني» . فذكره: وزاد فيه: ثم بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عمرو بن العاص إلى   (1) أسد الغابة ت (4296) ، الاستيعاب ت (2138) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 333 البحرين، وتوفي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وعمرو هناك. قال ابن السّكن: روي عنه حديث مرسل من رواية أهل مصر، ثم ذكره. وقال في آخره: ثم ذكر حديث مسيلمة الكذاب بطوله، ثم قال: لم يرو أحد عن قرة غير هذا. قلت: وقصة مسيلمة أوردها ابن شاهين متصلة بالخبر المذكور، وزاد، قال عمرو- يعني ابن العاص، فمررت بمسيلمة فأعطاني الأمان، ثم قال: إن محمدا أرسل في جسيم الأمر، وأرسلت في المحقرات. فقلت: اعرض عليّ ما تقول فذكر كلامه، وفيه: فقال عمرو: فقلت: واللَّه إنك لتعلم أنك من الكاذبين، فتوعّدني، فقال لي قرة بن هبيرة: ما فعل صاحبكم؟ فقلت: إنّ اللَّه اختار له ما عنده فقال: لا أصدق أحدا منكم بعد. قال: ثم لقيته بعد ذلك وقد أمّنه أبو بكر، وكتب معه أن أدّ الصدقة، فقلت له: ما حملك على ما قلت؟ قال: كان لي مال وولد فتخوّفت من مسيلمة، وإنما أردت أنى لا أصدق من يقول بعده أنه رسول اللَّه. وذكر المرزبانيّ أنه شهد يوم شعب جبلة، قال: وكان قبل مولد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بسبع عشرة سنة، وعاش إلى أن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشده: حباها رسول اللَّه إذ نزلت به ... فأمكنها من نائل غير مفقد فأضحت بروض الخضر وهي حثيثة ... وقد أنجحت حاجاتها من محمّد [الطويل] قلت: وأورد ابن شاهين هذه القصّة من طريق المدائني عن رجاله، وهي عند ابن الكلبي مثله، وذكرها ابن سعد، وزاد بعد البيتين: عليها بنّى «1» لا يردف الذّمّ رحله ... تروك لأمر العاجز المتردّد [الطويل] وذكر في كتاب «الردة» أنه ارتدّ مع من ارتد من بني قشير، ثم أسره خالد بن الوليد، وبعث به موثقا إلى أبي بكر، فاعتذر عن ارتداده بأنه كان له مال وولد، فخاف عليهم ولم يرتدّ في الباطن، فأطلق. ووقع عند ابن حبّان قرة بن هبيرة القرشيّ العامريّ له صحبة وأظنّ قوله القرشي تصحيفا من القشيري. وقد تقدم ذلك قريبا مبسوطا وهو الجد الأعلى للصمة بن عبد اللَّه بن الطفيل بن قرة بن هبيرة: شاعر مشهور في دولة بني أمية، وهو القائل:   (1) في ب: فتى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 334 وأذكر أيّام الحمى ثمّ انثني ... على كبدي من خشية أن تصدّعا فليست عشيّات الحمى برواجع ... عليك ولكن خلّ عينيك تدمعا «1» [الطويل] القاف بعدها الزاي 7122- قزعة: بزاي وعين مهملة وفتحتين، ابن كعب «2» . ذكره عبدان في الصّحابة، ولم يورد له شيئا، قاله أبو موسى. قلت: وأنا أخشى أن يكون هو قرظة بن كعب، فصحف. 7123- قزمان بن الحارث، حليف بني ظفر صاحب القصة يوم أحد. قيل: مات كافرا فإنّ في بعض طريق قصته أنه صرح بالكفر، وهذا مبنيّ على أن القصة واحدة وقعت لواحد. وقيل: إنها تعددت. قال ابن قتيبة في «المعارف» : قتل نفسه، وكان منافقا، وفيه قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر» . وذكر ابن إسحاق والواقديّ قصته، وأنه كان عزيزا في بني ظفر، وكان لا يدري من أين أصله. قال الواقديّ: وكان حافظا لبني ظفر، ومحبّا لهم، وكان مقلّا لا ولد له ولا زوجة، وكان شجاعا يعرف بذلك في حروبهم التي كانت بين الأوس والخزرج، فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا، فقتل ستة أو سبعة حتى أصابته الجراحة، فقيل له: هنيئا لك بالجنة يا أبا الغيداق. قال: جنة من حرمل، واللَّه ما قاتلنا إلا على الأحساب. وقيل: إنه قتل نفسه. وقيل: بل مات من الجراح، ولم يقتل نفسه. وفي صحيح البخاريّ من رواية أبي حازم، عن سهل بن سعد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم التقى هو والمشركون ... فذكر الحديث، وفيه: وفي أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجل لا يدع شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ عنا أحد كما أجزأ فلان. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أمّا إنّه من أهل النّار» . فقال رجل من القوم: أنا أصاحبه، فخرج معه، قال: فجرح جرحا شديدا فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه   (1) في أ: وقد تقدم ذلك مبسوطا. (2) أسد الغابة ت (4298) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 335 بالأرض، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه.. الحديث، وفي آخره: «إنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الجنّة فيما يبدو للنّاس وهو من أهل النّار. القاف بعدها السين 7124- قسامة بن حنظلة «1» الطائي. له وفادة، وقال ابن مندة: له ذكر في حديث طلحة. قلت: وأظنه والد الجرباء «2» بنت قسامة التي تزوّجها طلحة بن عبيد اللَّه أحد العشرة، فولدت له إسحاق، وكانت في غاية الجمال، فكانت لا تقف معها امرأة إلا استقبحت، فكنّ يتجنبن الوقوف معها، فسمّيت الجرباء «3» لذلك، ويقال اسم أبيه رومان. القاف بعدها الشين 7125- قشير «4» : قيل: هو اسم أبي إسرائيل الّذي نذر أن يحجّ، مشهور بكنيته. ذكره البغويّ، وقال أبو علي بن السّكن: له صحبة. حدثني محمد بن يزيد الخراساني، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: نذر أبو إسرائيل قشير أن يقوم ولا يقعد ولا يستظلّ ولا يتكلم، فأتى به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: اقعد واستظلّ، وتكلم. قال أبو علي: لا يعرف إلا من هذا الوجه «5» . وسيأتي في الكنى غير مسمّى. 7126 ز- قشير، غير منسوب: قال الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة: حدثني محمد بن الحسن بن زبالة، عن إبراهيم ابن جعفر، عن قشير بن عبد اللَّه بن [577] قشير، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إنّ إبراهيم حرّم مكّة، وإنّي أحرّم ما بين لابتيها «6» » .   (1) أسد الغابة ت (4300) . (2) في أ: الخرقاء. (3) في أ: الخرقاء. (4) أسد الغابة ت (4302) . (5) في أالطريق. (6) اللّابة: الحرّة وهي الأرض ذات الحجارة السّوداء التي قد ألبستها لكثرتها، وجمعها: لابات، فإذا كثرت فهي اللّاب واللّوب مثل: قارة وقار وقور، وألفها منقلبة عن واو، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين النهاية 4/ 274. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 القاف بعدها الصاد 7127- قصيل «1» : بن ظالم بن خزيمة بن عمرو بن جرير بن مخضب بن جبير بن لبيد بن سنبس الطائي «2» . وفد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن الكلبيّ والطّبرانيّ، واستدركه ابن فتحون، قال الرّشاطيّ: كذا ذكره في حرف القاف وبعدها صاد، والّذي عندي أنه بالضاد المعجمة. 7128- قصيبة: تقدم في قبيصة، وأنه هو الّذي عمل المنبر. 7129- قصي بن عمرو «3» : وقيل ابن أبي عمرو الحميري، أخو الضحاك. له ذكر في كتاب العلاء بن الحضرميّ أنه استشهد فيه، تقدم ذكره في ترجمة شبيب. 7130- قضاعي بن عامر «4» : وقيل ابن عمرو الدئلي، ويقال العذري. قال سيف في «الفتوح» : كان عامل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على بني أسد. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدّثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن ابن سراقة- أن خالد بن الوليد كتب لأهل دمشق: هذا كتاب من خالد بن الوليد لأهل دمشق، إني أمنتهم على دمائهم وأموالهم وكنائسهم، وفي آخره: شهد أبو عبيدة، وشرحبيل بن حسنة، وقضاعي بن عامر، وكتب سنة ثلاث عشرة. وقال ابن عساكر: شهد فتح دمشق، وكان أحد الشهود في كتاب صلحها، كأنه يشير إلى هذا. وقال الطّبرانيّ: هو أول من كتب إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخبره بأمر أهل الردّة. 7131- قضاعي بن عمرو «5» : فرّق ابن الأثير بينه وبين قضاعي بن عامر، وقال: ذكره ابن الدّباغ. قلت: وكذا ابن الأمين «6» . وروى سيف بن عمر في كتاب «الردة» ، عن سعيد بن عبيد، عن حريث بن المعلى- أن قضاعي بن عمرو كان على بني الحارث وعن بدر بن الخليل، عن عبد الرحمن بن زياد بن حدير، قال: رجع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من   (1) في أقصيلي. (2) أسد الغابة ت (4303) . (3) أسد الغابة ت (4304) . (4) أسد الغابة ت (4305) . (5) أسد الغابة ت (4306) . (6) في أابن الأثير. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 حجة الوداع، واستعمل على بني أسد سنان بن أبي سنان، وقضاعي بن عمرو، ومضى في ترجمة قضاعي بن عامر عن سيف أنه قال: كان قضاعي بن عمرو عامل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على بني أسد، فهذا قد يؤخذ منه أنهما واحد، مع احتمال التعدد. القاف بعدها الطاء 7132 ز- قطبة بن حريز: بفتح المهملة وآخره زاي منقوطة. يأتي في قطبة بن قتادة. 7133 ز- قطبة «1» بن عامر: بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجيّ، يكنى أبا زيد. ذكروه فيمن شهد بدرا والعقبة، والمشاهد، وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح. وقال أبو حاتم الرّازيّ: له صحبة، يكنى أبا زيد. روى أبو الشيخ في تفسيره، عن أبي يحيى الرازيّ، عن سهل بن عثمان، عن عبيدة بن حميد، عن الأعمش، عن أبي سفيان، قال: كانت الحمس من قريش تدخل من أبواب البيوت، وكانت الأنصار يدخلونها من ظهورها، فبينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بستان ومعه أناس من أصحابه، فخرج من البستان ومعه قطبة بن عامر، فقال أناس: يا رسول اللَّه، إنّ قطبة رجل فاجر. قال: وما ذاك؟ فأخبره، فقال: يا رسول اللَّه، إنك خرجت، فخرجت، قال: فإنّي أحمسي. قال قطبة: ديني دينك، قال اللَّه: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها [سورة البقرة آية 189] . قال أبو الشّيخ: رواه غيره عن سهل بن عثمان، فذكر في السند جابرا- يعني وصله. قلت: وكذا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم، من وجهين آخرين، عن الأعمش، ورواه ابن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس نحوه. ذكره أبو نعيم وقد تقدم نحو هذه القصة لرفاعة، فلعلها تعددت. قال البغوي: لا أعلم لقطبة بن عامر حديثا. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: توفي قطبة في خلافة عمر. وقال ابن حبان: بدري، مات في خلافة عثمان.   (1) أسد الغابة ت (4308) ، الاستيعاب ت (2140) ، الثقات 3/ 347، الطبقات الكبرى 9/ 159، تجريد أسماء الصحابة 2/ 15، أصحاب بدر 202، الاستبصار 163. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 7134- قطبة بن عبد بن عمرو: بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن قتل ببئر معونة شهيدا. 7135- قطبة بن قتادة «1» : بن جرير السدوسي، أبو الحويصلة «2» . قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن حبان: أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فبايعه وروى الحسن بن سفيان في مسندة، عن شباب، عن عون بن كهمس، عن عمران بن جدير، قال: حدّثنا رجل منا يقال له مقاتل، عن قطبة بن قتادة السدوسي، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ابسط يدك أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة، قال: وحمل علينا خالد بن الوليد في خيله. فقلنا: إنا مسلمون، فتركنا وغزونا معه الأبلة فقسمناها بأيدينا. وذكره البخاري، عن شباب، وهو خليفة بن خيّاط، مختصرا. وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ في «المؤتلف والمختلف» من طريق مالك بن عبد الواحد، عن عون، فقال فيه: حدثنا عمران، حدثني مقاتل بن معدان، قال: أتى قطبة بن حريز رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: أبايعك على نفسي وعلى ابنتي الحويصلة، وبها كان يكنى، أشهد أنك رسول اللَّه، وضبطه أباه بفتح المهملة وآخره زاي، وضبطه بعضهم بضم الجيم وفتح الزاي بعدها مثناة تحتانية ثقيلة وقال ابن أبي حاتم: قطبة بن حريز أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويكنى أبا الحويصلة، وهو أوّل من فتح الأبلة. روى ذلك من طريق عون بن كهمس، عن عمران بن حدير، عن معاذ بن معدان، ثم قال: قطبة بن قتادة السدوسي روى عن رجل يقال له مقاتل، كذا جعله اثنين، فوهم، وصحّف مقاتلا فجعله معاذا. وتبعه ابن عبد البر في التفرقة بينهما، وصحّف اسم أبيه أيضا. قال أبو عمر: قطبة بن قتادة هو الّذي استخلفه خالد بن الوليد على البصرة لما سار إلى السواد. 7136 - قطبة «3» : بن قتادة العذري. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد «مؤتة» ، وأنشد له فيها شعرا، وجوّز ابن الأثير أن يكون   (1) أسد الغابة ت (4309) ، الاستيعاب ت (2141) . (2) أسد الغابة ت (4310) ، الثقات 3/ 347، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الطبقات 63، 186، التاريخ الكبير 7/ 191، الإكمال 7/ 120، بقي بن مخلد 668. (3) أسد الغابة ت (4311) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 339 هو قطبة بن قتادة السّدوسي، وفيه يعدّ. وقد قال ابن إسحاق: فالتقى النّاس عند قرية يقال لها مؤتة، وجعل المسلمون على ميمنتهم رجلا من بني عذرة، يقال له قطبة بن قتادة. وذكر الواقديّ بسند له إلى كعب بن مالك عن نفر من قومه، قال: لما انكشف الناس جعل قطبة بن قتادة يصيح: يا قوم، يقتل الرجل مقبلا خير من أن يقتل مدبرا، وأنشد له شعرا قاله يفتخر بقتله بمشهد «1» القوم، وذكر ابن الكلبيّ هذه القصة نحو هذا، لكن قال: فقال قتادة بن قطبة، وأنشد له الشعر المذكور. 7137- قطبة بن مالك الثعلبي «2» : بمثلثة ومهملة، من بني ثعلبة بن ذبيان، ولذلك يقال له الذبياني، وهو عمّ زياد بن علاقة. وقال البخاريّ، وابن أبي حاتم: له صحبة، وقال ابن حبّان: هو من بني ثعلبة بن يربوع التميمي. وهو عمّ زياد بن علاقة سكن الكوفة. وقال ابن السّكن: معدود في الكوفيين، والصحيح أنه ذبياني لا تميمي، وذكر ابن السّكن، عن ابن عقدة- أنه قال هو ثعلي، بضم المثلثة وفتح العين، من ثعل: قبيلة من طيِّئ مشهورة. وقال ابن السّكن: والناس يخالفونه، ويقولون الثعلبي: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن زيد بن أرقم، وحديثه في الصّحيح: صليت خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الصبح، فقرأ: وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ ... [سورة ق آية 10] . الحديث. روى عنه ابن أخيه زياد، وذكر مسلم وغير واحد أنه تفرّد بالرواية عن قطبة، لكن أفاد المزي أن الحجاج بن أيوب مولى بني ثعلبة روى عنه، وظفرت له براو ثالث، ذكره علي بن المديني في العلل، وهو عبد الملك بن عمير، وهو ممن أخرج لهم مسلم في الصّحابة دون البخاري.   (1) في أسد الغابة: كان على ميمنة المسلمين يعني يوم مؤتة، وقد حمل على مالك بن رافلة قائد المستعربة فقتله، وقال في قتله، وأنشد الشعر الّذي تقدم. (2) أسد الغابة ت (4312) ، الاستيعاب ت (2143) ، الثقات 3/ 347، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، تقريب التهذيب 2/ 126، تهذيب التهذيب 8/ 379، تهذيب الكمال 2/ 130، الرياض المستطابة 246، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 354، الكاشف 2/ 401، تلقيح فهوم أهل الأثر 371، الطبقات 48، 130، التاريخ الكبير 7/ 190، المشتبه 115، علل الحديث للمديني 83576، مشاهير علماء الأمصار 302، الإكمال 7/ 120، بقي بن مخلد 230، طبقات ابن سعد 6/ 36، مشاهير علماء الأمصار 47، تاريخ الإسلام 1/ 2847. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 340 7138- قطن بن حارثة العليمي «1» : من بني عليم بن جناب بن كلب. قال المرزباني في «معجم الشّعراء» : وفد مع قومه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلم، وأنشد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من قوله: رأيتك يا خير البريّة كلّها ... نبتّ نضارا في الأرومة من كعب أغرّ كأنّ البدر سنّة وجهه ... إذا ما بدا للنّاس في حلل العصب أقمت سبيل الحقّ بعد اعوجاجها ... ورشت اليتامى في السّقاية والجدب [الطويل] قال: فروى أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ردّ عليه خيرا، وكتب له كتابا. وقال هشام بن الكلبيّ: حدثني أبي عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتب مع قطن بن حارثة كتابا. وذكره ابن قتيبة في كتاب غريب الحديث من هذا الوجه، وزاد فيه: شهد بذلك سعد بن عبادة، وعبد اللَّه بن أنيس، وغيرهما. وكتب ثابت بن قيس بن شمّاس. قال أبو عمر: حديثه كثير الغريب من رواية ابن شهاب، عن عروة، قال: وابن سعد: يقول حارثة بن قطن، يعني بدل قطن بن حارثة. 7139- قطن بن الحارث: بن حزن الهلالي، أخو ميمونة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. تزوج العبّاس بن عبد المطلب ابنته الفرعة في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فولدت له ابنه عبيد اللَّه، وله رؤية. وقد تقدّم بيان ما أدرك من الحياة النبويّة في ترجمته، وقد أسلم الحارث والد قطن، فهذا مشعر بأن لقطن صحبة، وكذا أخوه السائب كما تقدم في ترجمته. 7140- قطن بن عبد العزى الخزاعي: وقع ذكره عند أحمد من مسند أبي هريرة في حديث فيه ذكر الدّجّال، فقال في رواية   (1) أسد الغابة ت (4313) ، الاستيعاب ت (2193) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، المصباح المضيء 1/ 94. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 341 من طريق المسعودي، فقال قطن: يا رسول اللَّه، أيضرّني شبهه؟ قال: «لا، أنت مسلم، وهو كافر» . والمسعودي اختلط، والمحفوظ أن القصة لعبد العزى بن قطن، وهو عند البخاري، وفي بعض طرقه عنده، قال الزّهريّ: وهو رجل من خزاعة «1» : وفي لفظ بني المصطلق هلك في الجاهلية، والمحفوظ أن الّذي قال أيضرّني شبهه كلثوم، والمراد بالمشبه عمرو بن لحي الخزاعي كما في كلثوم. القاف بعدها العين 7141- القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي «2» : قال البخاريّ: له صحبة، وحديثه عند عبد اللَّه بن سعيد المقبريّ، ولا يصح، ويقال القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد، وكذا ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه. وروى البغويّ، وابن شاهين، والطّبرانيّ، من طريق عبد اللَّه بن سعيد المقبري. عن أبيه، القعقاع بن أبي حدرد: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «تمعددوا «3» واخشوشنوا وامشوا حفاة» . قال الطّبراني: لا يروى عن القعقاع إلا بهذا الإسناد. تفرد به صفوان بن عيسى، عن عبد اللَّه بن سعيد. وقال ابن السّكن: ذكره بعضهم، وأنه من الصحابة، ولم يثبت والمشهور بالصحبة والده عبد اللَّه بن أبي حدرد. قلت: ولأبي عمر فيه وهم يأتي بيانه في القسم الأخير. 7142- القعقاع: بن عمرو التميمي، أخو عاصم «4» . كان من الشجعان الفرسان. قيل: إن أبا بكر الصديق كان يقول: لصوت القعقاع في   (1) في أ: جماعة. (2) أسد الغابة ت (4314) ، الاستيعاب ت (2144) ، الثقات 3/ 349، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، العقد الثمين 7/ 76، بقي بن مخلد 824، ذيل الكاشف 1264، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الطبقات 110، التاريخ الكبير 7/ 187. (3) يقال تمعدد الغلام، إذا شب وغلظ، وقيل: أراد تشبّهوا بعيش معدّ بن عدنان وكانوا أهل غلظ وقشف: أي كونوا مثلهم ودعوا التنعم وزيّ العجم. النهاية 4/ 342. (4) أسد الغابة ت (4315) ، الاستيعاب ت (2145) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 الجيش خير من ألف رجل، وله في قتال الفرس بالقادسية وغيرها بلاء عظيم، ذكر ذلك سيف بن عمر في الفتوح. وقال سيف، عن عمرو بن تمام، عن أبيه، عن القعقاع بن عمرو، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم: «ما أعددت للجهاد؟» قلت: طاعة اللَّه ورسوله والخيل. قال: «تلك الغاية» ، وأنشد سيف للقعقاع: ولقد شهدت البرق برق تهامة ... يهدي المناقب راكبا لغبار في جند سيف اللَّه سيف محمّد ... والسّابقين لسنّة الأحرار [الكامل] قال سيف: قالوا: كتب عمر إلى سعد: أيّ فارس كان أفرس في القادسيّة؟ قال: فكتب إليه: إني لم أر مثل القعقاع بن عمرو حمل في يوم ثلاثين حملة، يقتل في كل حملة بطلا. وقال ابن أبي حاتم: قعقاع بن عمرو قال: شهدت وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيما رواه سيف بن عمر، عن عمرو بن تمام، عن أبيه، عنه. وسيف متروك، فبطل الحديث، وإنما ذكرناه للمعرفة. قلت: أخرجه ابن السّكن، من طريق إبراهيم بن سعد، عن سيف بن عمر، عن عمرو، عن أبيه، عن القعقاع بن عمرو، قال: شهدت وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما صلينا الظهر جاء رجل حتى قام في المسجد، فأخبر بعضهم أن الأنصار قد أجمعوا أن يولوا سعدا- يعني ابن عبادة، ويتركوا عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاستوحش المهاجرون ذلك. قال ابن السّكن: سيف بن عمر ضعيف، ويقال هو القعقاع بن عمرو بن معبد التميمي. وقال ابن عساكر: يقال إن له صحبة، كان أحد فرسان العرب وشعرائهم، شهد فتح دمشق، وأكثر فتوح العراق، وله في ذلك أشعار موافقة مشهورة. وذكر سيف، عن محمد وطلحة- أنه كان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأنه كان على كردوس في فتح اليرموك، وهو القائل: ويدفعون قعقاعا لكلّ كريهة ... فيجيب قعقاع دعاء الهاتف [الكامل] في أبيات. وقال غيره: استمد خالد أبا بكر لما حاصر الحيرة فأمدّه بالقعقاع بن عمرو، وقال: لا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 343 يهزم جيش فيه مثله، وهو الّذي غنم في فتح المدائن أدراع كسرى، وكان فيها درع هرقل ودرع لخاقان، ودرع للنعمان وسيفه وسيف كسرى، فأرسلها سعد إلى عمر. وذكر سيف بسند له عن عائشة أنه قطع مشفر الفيل الأعظم، فكان هزمهم. 7143 - القعقاع «1» بن معبد: بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم التميمي الدّارميّ. قال ابن حبّان: له صحبة. قلت: ثبت ذكره في صحيح البخاري من طريق ابن أبي مليكة، عن عبد اللَّه بن الزبير، قال: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وفد بني تميم، فقال أبو بكر: أمّر القعقاع بن معبد بن زرارة، وقال عمر: بل أمّر الأقرع، وهذا مما يقتضي الجزم بصحة صحبته. ورواه البغويّ، من طريق عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، قال: لما قدم وفد بني تميم قال أبو بكر: استعمل القعقاع بن زرارة، وقال عمر: استعمل الأقرع. فذكر الحديث. فنسب القعقاع في هذه الرواية لجده. وحكى ابن التّين في «شرحه» أن القعقاع كانت فيه رقة، فلذلك اختاره أبو بكر. وعند البغوي بسند صحيح، عن كثير بن العباس بن عبد المطلب، عن أبيه، قال: لما كان يوم حنين بعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم القعقاع يأتيه بالخبر، فذكر قصة. وقال هشام بن الكلبيّ: كان يقال للقعقاع تيار الفرات لسخائه. ومن ولده نعيم بن القعقاع. 7144- قعين: بن خالد الطّريفي. ذكر الرّشاطيّ أنه وفد مع زيد الخيل وغيره على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. قلت: وقد تقدم في ترجمة زيد الخيل منقولا من الأخبار لابن دريد وقد تقدم قريبا في ترجمة قبيصة بن الأسود من رواية أبي الفرج الأصبهاني، عن ابن الكلبي، ليس فيه لقعين ذكر.   (1) أسد الغابة ت (4316) ، الاستيعاب ت (2146) ، الطبقات الكبرى 9/ 159، 5/ 161، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، الأعلام 5/ 22، تراجم الأحبار 3/ 288، الثقات 3/ 349. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 344 القاف بعدها الفاء 7145- قفيز «1» : غلام النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج هو وأبو عوانة» ، من طريق زهير بن محمد، عن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن أنس، قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم غلام اسمه قفيز. وأخرجه ابن مندة، وقال: تفرّد به محمد بن سليمان الحراني عن زهير. قلت: وهو ضعيف، وفي شيخه مقال، وهو من زيادات أبي عوانة عن مسلم. وقد ضبطه عبد الغني بن سعيد بقاف وفاء آخره زاي، بوزن عظيم. القاف بعدها اللام 7146 - قليب «3» ، غير منسوب: ووقع ذكره في تفسير محمد بن سعيد العوفيّ، عن أبيه، عن عمه، عن أبيه، عن جده عطية بن سعد، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً [سورة النساء آية 94] . هو رجل اسمه مرداس خلّى قومه هاربين من خيل بعثها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع رجل من بني ليث يقال له قليب. واستدركه أبو موسى على ابن مندة، وابن فتحون على الاستيعاب، ولكن ذكره أبو موسى بقاف أوله وموحدة آخره، وابن فتحون بفاء أوله ومثناة آخره، والّذي يظهر أن كلّا منهما تصحيف، وإنما هو غالب الليثي كما تقدم في ترجمته. القاف بعدها الميم 7147- قمداء «4» : غير منسوب، ذكره أبو الفتح الأزدي «5» في الأسماء المفردة وروى من طريق البلويّ، عن أحمد بن ثقيف، عن صالح بن سماعة، قال: قال قمداء: إنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الكبد الحرّى، فقال: «لك فيها أجر» .   (1) أسد الغابة ت (4318) ، الاستيعاب ت (2194) ، دائرة معارف الأعلمي 24/ 86، تبصير المنتبه 3/ 1082. (2) في أعوانه في صحيحه. (3) أسد الغابة ت (4319) ، تبصير المنتبه 3/ 1084. (4) في أ: قمراء، وفي التجريد: قمرا، وفي أسد الغابة: قمذا. (5) أسد الغابة ت (4320) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 345 القاف بعدها النون 7148- قنان بن دارم: بن أفلت بن ناشب بن هدم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ «1» ، أحد الوفد، التسعة. ذكره ابن الكلبيّ، والطّبريّ، والدّار الدّارقطنيّ، وغيرهم، وقد تقدم ذكره في ترجمة. وذكره أبوه إسماعيل الأزديّ في «فتوح الشام» ، وأنه شهد «اليرموك» . وذكره ابن سعد في الطبقة الرّابعة، وقال: إنه كان مع خالد بن الوليد في وقائعه بالشام كلها. وذكر عبد اللَّه بن ربيعة القدامي في فتوح الشام بسنده، عن محرز بن أسيد الباهليّ، قال: ثم إن أبا عبيدة أمر خالدا أن يسرعوا المساع، فغلب عليها ونزل على بعلبكّ، فخرج إليه رجال، فأرسل إليهم فرسانا من المسلمين، فواقعوهم حتى أدخلوهم الحصن، فطلبوا الصّلح، وعدّ من الفرسان المذكورين قنان بن دارم. 7149- قنان بن سفيان: ذكره أبو مخنف لوط بن يحيى أنه استشهد بأجنادين. 7150 ز- قنان الأسلمي «2» : ذكره عبدان المروزي في الصحابة، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد اللَّه بن زحر، عن يزيد بن أبي منصور، عن عبد اللَّه بن قنان الأسلمي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: صدقة المرء المسلم من سعة كأطيب مسك في بر أو بحر يوجد ريحه «3» . 7151- قنفذ بن عمير: بن جدعان التيمي «4» ، والد المهاجر. له صحبة، قاله أبو عمر، قال: وولاه عمر مكة ثم صرفه، واستعمل نافع بن عبد الحارث. القاف بعدها الهاء 7152 ز- قهطم: التميمي الدارميّ، جد أبي العشراء.   (1) أسد الغابة ت (4321) ، الاستيعاب ت (2195) . (2) أسد الغابة ت (4322) ، الخلاصة 2/ 360. (3) في أسد الغابة: يوجد ريحه من مسيرة جواد يوما. (4) أسد الغابة ت (4323) ، الاستيعاب ت (2196) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 17، العقد الثمين 7/. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 346 اختلف في اسم أبي العشراء واسم أبيه وجدّه، فالأشهر فيه أسامة بن مالك بن قهطم، بكسر القاف وسكون الهاء بعدها مهملة مكسورة ثم ميم، وقيل اسمه عطارد بن بلز مسعود، وقيل بدل اللام في اسم والده راء مهملة وهي ساكنة كاللام، وقيل مفتوحة، قال أبو سهل بن زياد القطان في فوائده: حدثنا الحسن بن علي بن سعيد بن شهريار الرقي، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارميّ، عن أبيه، قال: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على أبي وهو مريض فرقاه فتفل من قرنه إلى قدمه، فرأيت بياض البزاق على خدّه. 7153- قهيد «1» : بن مطرف، أو ابن أبي مطرف. قال ابن حبّان وابن السّكن: يقال إن له صحبة، زاد ابن السكن: وممن نزل بين السّقيا والعرج، وهو معدود من أهل المدينة، وليس مشهورا في الصحابة، وحديثه مختلف فيه، ثم ذكره عنه مرفوعا، وساقه من وجه آخر عن أبي هريرة. وقال البغويّ: سكن المدينة، وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، وقال ابن أبي حاتم : قهيد بن مطرف مدني، ثم ذكر الاختلاف في الحديث في ذكر أبي هريرة فيه، وحكوه عنه. قال البغوي: لا أعرف له غير هذا الحديث. ويشك في صحبته، وقد أخرجه النسائي من طريق «2» . القاف بعدها الواو 7154 ز- قوال: ذكره محمد بن سعد الباوردي في الصحابة، وأخرج من طريق يحيى بن سعيد، حدثني قوال صاحب الشجرة: قال: «إنكم لتذنبون ذنوبا هي أدقّ في أعينكم من الشّعر، كنّا نعدها على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من الموبقات. ورواه عن وجه آخر، فقال: عن رجل من أصحاب الشجرة، ولم يسمه، واستدركه ابن فتحون. قلت: ورأيت في الأنساب لأبي عبيدة في نسب عاملة قوال بن عمرو، كان شريفا، فيحتمل أن يكون هو هذا.   (1) أسد الغابة ت (4324) ، الاستيعاب ت (2197) ، الثقات 3/ 348، تجريد أسماء الصحابة 2/ 17، تقريب التهذيب 2/ 117، تهذيب التهذيب 8/ 384، تهذيب الكمال 2/ 1131، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 360، الكاشف 2/ 402، التاريخ الكبير 7/ 197، الإكمال 7/ 129- تبصير المنتبه 3/ 1140. (2) في أ: قال البغوي: لا أعرف له غير الحديث ويشك في صحبته، وبياض في ب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 347 القاف بعدها الياء 7155- قياثة: بكسر القاف بعدها ياء باثنتين من تحت وبعد الألف مثلثة، كذا ضبطه ابن عساكر، وقال: شهد اليرموك، ثم أسند من المبتدإ لأبي حذيفة، قال: وشهد ابن قياثة بن أسامة فقاتل قتالا شديدا فكسر في القوم ثلاثة أرماح، وقطع سبعين، فكان كلما كسر أو قطع رمحا ينادي: من يعير سيفا أو رمحا حتى حبس نفسه، وقد عاهد اللَّه ألا يبرّح يقاتل حتى يظفر أو يموت. قال: فكان من أحسن الناس بلاء في ذلك اليوم، وأنشد له شعرا قاله في ذلك. ذكر من اسمه قيس 7156- قيس بن أسلع: ذكره ابن أبي حاتم فقال: قيس بن الأسلع. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يذكر عنه رؤيا ولم ينسبه. وزعم أبو عمر أنه قيس بن سلع الآتي. واللَّه أعلم. 7157 ز- قيس: بن أسماء بن حارثة تقدم ذكره في عبيد بن أسماء. 7158- قيس «1» : بن بجد «2» بن طريف بن سحمة بن عبد اللَّه «3» بن هلال بن خلاوة الأشجعي. له ذكر في مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يذكر فيه أمر بدر، وجلاء بني النضير، أورده ابن إسحاق في المغازي يقول فيها: وقد كان في بدر لعمرك عبرة ... لكم يا قريش والقليب الململم غداة أتى في الخزرجيّة عامدا ... إليكم مطيعا للعظيم المكرّم معانا بروح القدس ينكى عدوّه ... رسولا من الرّحمن حقّا بمعلم [الطويل] الأبيات. وهو ممن أغفل ابن سيد الناس، وذكره في كتابه المخصوص بالصحابة الشعراء مع تحققه بمعرفة السيرة النبويّة وتصنيفه فيها.   (1) أسد الغابة ت (4327) . (2) في أنجد، وفي التجريد، وأسد الغابة: بن بجد أو ابن بحر. (3) في أعبيد اللَّه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 7159- قيس بن البكير: بن عبد ياليل الليثي. تقدم نسبه في ترجمة أخويه: إياس، وعاقل، وذكر ابن الكلبي أنه شهد هو وإخوته الأربعة بدرا، وانفرد ابن الكلبي بزيادته، وذكره الرشاطي وقال: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. انتهى. والمشهور أنهم أربعة فقط: إياس، وخالد، وعامر، وعاقل، كما تقدم ذلك في ترجمة إياس. 7160- قيس بن جابر الأسدي: من بني أسد بن خزيمة «1» . ذكره ابن إسحاق في المهاجرين الأولين. 7161- قيس بن جحدر: بن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أبان بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ الطائي ثم الثّعلي «2» ، جد الطرماح الشاعر. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والطرماح هو ابن حكيم ابن قيس هذا. 7162- قيس بن جروة: بن غنم بن وائلة بن عمرو بن عاصم الطائي «3» . قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واستدركه ابن فتحون، وابن الأمين. وقد تقدم في ترجمة قبيصة بن الأسود. 7163- قيس بن الحارث «4» : بن حذار «5» الأسدي- وقيل الحارث بن قيس، كذا جاء بالتردد، والثاني أشبه، لأنه قول الجمهور، وجزم بالأول أحمد بن إبراهيم الدّورقي وجماعة، وبالثاني البخاري، وابن السكن، وغيرهما. وقال ابن حبّان : قيس بن الحارث الأسدي له صحبة.   (1) أسد الغابة ت (4329) . (2) أسد الغابة ت (4331) ، الاستيعاب ت (2147) . (3) أسد الغابة ت (4333) . (4) الطبقات الكبرى 1/ 294، تجريد أسماء الصحابة 2/ 18، الجرح والتعديل 7/ 95، تقريب التهذيب 2/ 127، الكاشف 2/ 402، تهذيب التهذيب 8/ 386، تهذيب الكمال 2/ 1131 خلاصة تهذيب الكمال 2/ 355، الاستبصار 248، 249، التاريخ الكبير 7/ 151، الثقات 3/ 341. (5) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 349 وقال ابن أبي حاتم مثله، قال: أسلمت وعندي ثماني نسوة ... الحديث. روى عنه حميضة بن الشمردل انتهى. وقد تقدم الحديث في الحارث بن قيس. 7164- قيس بن الحارث الغداني: له حديث في الجهاد، ذكر ابن عساكر عن الحاكم أنه صحابي معمّر، ويحتمل أن يكون هو الّذي بعده، فإن بني غدانة بطن من «1» تميم. 7165- قيس بن الحارث: بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاري، عم البراء بن عازب. ذكر أبو عمر قال: وقتل يوم اليمامة شهيدا. قلت: ذكره ابن شاهين، عن محمد بن إبراهيم، عن رجاله، ولم يذكر أبو عمر أنه قتل باليمامة، وإنما قيل: إنه استشهد بأحد، وسيأتي كلامه في قيس بن محرث. 7166 ز- قيس بن الحارث: بن يزيد بن شبل بن حبان. ذكره ابن إسحاق في وفد بني تميم، وقد تقدم ذكره في ترجمة عطارد بن حاجب. وذكر ابن سعد عن الواقدي- أنه ابن عم المقنع التميمي، وكذا ذكره البغويّ، عن ابن سعد، ولكنه خلطه بقيس بن الحارث راوي حديث: رحم اللَّه حارس الحرس. والّذي عندي أنه غيره. 7167 ز- قيس بن الحارث «2» : من بني تميم. ذكره البغويّ، وأسند من طريق سعيد بن عبد الرحمن، حدثني صالح بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن قيس بن الحارث- أنه أخبره أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «رحم اللَّه حارس الحرس» . وهذا أظنه تابعيّا، وسيعاد في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى، وقد روينا الحديث المذكور في مسند عمر بن عبد العزيز الّذي عندي من روايته عن إسحاق بن إبراهيم، عن الدراوَرْديّ، عن صالح بن محمد: فقال: عن عمر، عن عقبة بن عامر، وهكذا رواه أسد بن موسى عن الدراوَرْديّ، وهو المحفوظ. وأورد ابن عساكر الحديث المذكور في ترجمة قيس بن الحارث الغامدي المذحجي   (1) في أمن بني شيم. (2) أسد الغابة ت (4336) ، الاستيعاب ت (2149) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 350 الروي عن سلمان، وأبي سعيد، وفيه بعد، فإن قيس بن الحارث هذا لم ينسب في رواية البغوي. 7168- قيس بن أبي حازم «1» : زعم الزّمخشريّ في «ربيع الأبرار» أنه الأعرابي الّذي أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وبه حمى، فقال: شيخ كبير به حمى تفور، تزيره القبور. والحديث في الصحيح ليس فيه تسميته، أخرجه البخاري من حديث ابن عباس، وأخرجه الطبراني من حديث شرحبيل، قال: كنا عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذ جاءه أعرابي، فقال: يا رسول اللَّه، شيخ كبير، به حمى تفور، وتزيره القبور فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هي كفّارة أو طهور» . فأعادها فأعادها، فقال: «أمّا إذ أبيت فهو كما تقول، وما قضى اللَّه فهو كائن» . قال: فما أمسى إلا ميتا. قلت: وإن كان ما ذكره الزمخشريّ ثابتا فهو غير قيس بن أبي حازم البجلي التابعي المشهور الآتي ذكره في القسم الثاني والثالث أيضا. 7169- قيس بن حازم: المنقري «2» . قال أبو موسى: ذكره البخاريّ فيما قيل. 7170- قيس بن حذافة: بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشيّ السّهميّ «3» . ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وكذا ذكره الواقديّ، قال: وقدم بعد ذلك مكّة، وهاجر إلى المدينة، وأخرج أبو نعيم من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال: هاجر قيس بن حذافة، وقيس بن عبد اللَّه إلى الحبشة الهجرة الأخيرة. 7171- قيس بن الجرير «4» : بن عمرو بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن الأنصاري. شهد أحدا، واستشهد باليمامة، قاله العدويّ، قال: وهو أخو أبي عبيد. واستدركه ابن فتحون. 7172 ز- قيس بن حذيم: بن جرثومة النهدي.   (1) الاستيعاب ت (2150) . (2) أسد الغابة ت (4338) . (3) أسد الغابة ت (4339) ، الاستيعاب ت (2151) . (4) في التجريد: الحريز. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 351 ذكر سيف والطّبريّ أن سعد بن أبي وقّاص أمّره على رجاله بني نهد في فتح القادسية، واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم مرارا أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة. 7173- قيس بن الحسحاس «1» : ذكره البغويّ في الصحابة، ونقل عن البخاري أنه ذكره فيهم، قال: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: ولم يذكره. قلت: وقد تقدم حديثه في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن الخشخاش، وأنه بمعجمات، وذكره ابن شاهين بالمهملات، وقال ابن حبّان: يقال (إن) «2» له صحبة. 7174 ز- قيس بن حصين: بن قيس بن عمرو الجعديّ المعروف بالنابغة. كذا نسبه ابن قانع، وستأتي ترجمته في الكنى. 7175- قيس بن الحصين: بن يزيد بن شداد «3» بن قنان، ذي الغصّة، المازني. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن إسحاق. وقال ابن حبّان والدّار الدّارقطنيّ: له صحبة وهو من مذحج، وأخرج ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، ومسلمة بن علقمة، عن خالد بن الحذاء، عن أبي قلابة وعن أبي ريحانة وغيرهم، قالوا: أسلم بنو الحارث فأوفدهم خالد بن الوليد، ومنهم قيس بن الحصين ذي الغصة، ويزيد بن عبد المدان، وعبد اللَّه بن عبد المدان، وشدّاد بن عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن قراد، ويزيد بن المحجل، وعمرو بن عبد اللَّه، قال: وقال بعضهم: لما وفدوا وشهدوا شهادة الحقّ قال لهم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: ما الّذي تغلبون به الناس وتقهرونهم؟ قالوا: لم نقلّ فنذل، ولم نكثر فنتحاسد ونتخاذل، ونجتمع ولا نفترق، ولا نبدأ بظلم أحد، ونصبر عند البأس. فقال: صدقت. وذكرها ابن إسحاق في (المغازي) بغير هذا السياق كما سيأتي في ترجمة يزيد بن عبد المدان.   (1) في أالخشخاش. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4340) ، الاستيعاب ت (2152) ، الثقات 3/ 341، الطبقات الكبرى 1/ 268، 339، تجريد أسماء الصحابة 2/ 19، الجرح والتعديل 7/ 95، المصباح المضيء 2/ 258، التاريخ الكبير 7/ 151. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 352 وقال ابن الكلبيّ رأس الحصين والد قيس بني الحارث مائة سنة، وكان له أربعة أولاد، كان يقال لهم فوارس الأرباع، كانوا إذا حضر الحرب ولي كلّ منهم ربعها، ولما وفد قيس كتب له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتابا على قومه. 7176- قيس بن خارجة «1» : ذكره البغويّ، والباوردي، والطّبرانيّ في الصحابة. وقال البغويّ: لا أدري له صحبة أم لا. وأخرج هو ومطيّن وغيرهما من طريق بقية عن سليم بن دالان، عن الأوزاعي، عن عبادة بن نمى، عن قيس بن خارجة: قال، نهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن الأغلوطات. 7177- قيس بن خالد الرازيّ: قال الواقديّ: عقبي بدري، كذا في التجريد. 7178- قيس بن خرشة القيسي: من بني قيس بن ثعلبة «2» . ذكره الطّبرانيّ وغير واحد في الصحابة. قال أبو عمر: له صحبة. وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة من طريق حرملة بن عمران، قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يحدّث محمد بن يزيد بن زياد الثقفي، قال: اصطحب قيس بن خرشة، وكعب ذو الكتابين، حتى إذا بلغا صفّين وقف كعب ساعة، فقال: لا إله إلا اللَّه. ليهراقن بهذه البقعة من دماء المسلمين شيء لا يهراقه ببقعة من الأرض ... الحديث، فقال محمد بن يزيد ومن قيس بن خرشة؟ فقال له رجل من قيس: أو ما تعرفه وهو رجل من أهل بلادك؟ قال: لا. قال: فإن قيس بن خرشة وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: أبايعك على ما جاءك من اللَّه وعلى أن أقول الحق، فقال: عسى أن يكون عليك من لا تقدر أن تقوم معه بالحق. فقال قيس: واللَّه لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إذا لا يضرك شيء، قال: فكان قيس يعيب زيادا وابنه عبد اللَّه، فأرسل إليه عبيد اللَّه فقال: أأنت الّذي تزعم أنه لن يضرك شيء؟ قال: نعم قال: لتعلمنّ اليوم أنك قد كذبت، ائتوني بصاحب العذاب. قال: فمال قيس عند ذلك فمات.   (1) أسد الغابة ت (4341) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 19. (2) أسد الغابة ت (4342) ، الاستيعاب ت (2153) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 353 رجاله ثقات، لكن في السند انقطاع، ورجل لم يسم. وأخرجه ابن عبد البرّ من الوجه المذكور، وفي رواية: فغضب قيس، ثم قال: وما يدريك يا أبا إسحاق؟ هذا من الغيب الّذي استأثر اللَّه به. فقال كعب: ما من شيء في الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل اللَّه على موسى، ما يكون عليه إلى يوم القيامة. فقال محمد بن يزيد: ومن قيس؟ فذكره، وفيه: فبلغ ذلك عبيد اللَّه بن زياد، فأرسل إليه، فقال: أنت الّذي تفتري على اللَّه وعلى رسوله؟ قال: لا، واللَّه، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري؟ قال: ومن هو؟ قال: من ترك العمل بكتاب اللَّه وسنّة رسوله، قال: ومن ذاك؟ قال: أنت وأبوك، ومن «1» أمّركما، وذكر بقية الحديث. 7179- قيس بن الخشخاش «2» : بمعجمات تقدم بمهملات. 7180- قيس بن خليفة الطّرائفي: وفد مع زيد الخيل مضى ذكره في ترجمة قبيصة بن الأسود. 7181- قيس بن دينار «3» : قيل: هو اسم جد عدي بن ثابت الراويّ عن أبيه عن جده. 7182 ز - قيس بن الربيع الأنصاري» : ذكر المبرّد في «الكامل» بغير إسناد أنه ممن شهد بدرا، فذكر أن عليّا دخل على فاطمة عليها السلام فرمى إليها بسيفه، فقال: هاكيه حميدا، فسمعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: لئن كنت صدقت القتال لقد صدقه معك سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصّمّة، وقيس بن الربيع، وكل هؤلاء من الأنصار. انتهى. والحديث أخرجه [ ..... ] وليس فيه ذكر قيس بن الربيع. 7183- قيس بن الربيع: آخر. ذكره أبو موسى، وأخرج من طريقه حديثا كأنه موضوع، فذكر من طريق علي بن موسى الرضا، عن آبائه واحدا بعد واحد إلى علي، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله   (1) في أالّذي. (2) أسد الغابة ت (4343) ، الاستيعاب ت (2154) ، الثقات 3/ 341، تجريد أسماء الصحابة 2/ 19، الجرح والتعديل 7/ 95، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، بقي بن مخلد 810. (3) أسد الغابة ت (4344) . (4) أسد الغابة ت (4346) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 354 وسلم إلى حيّ من أحياء العرب يقال لهم حي ذوي الأضغان بشيء ليقسم في فقرائهم، فكان فيهم شيخ أسن يقال له قيس بن الربيع، فأعطوه شيئا قليلا، فغضب فهجا، ثم جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم معتذرا، فأنشده: حيّ ذوي الأضغان تسب قلوبهم ... تحيّتك الحسنى وقد يدفع النّغل «1» فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعه ... وإنّ الّذي قالوا وراءك لم يقل «2» [الطويل] قال: فطاب قلب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لحسن اعتذاره، وقال له: «يا قيس، لم تقل» وأقبل على أصحابه فقال: «من لم يقبل من متنصّل عذرا صادقا أو كاذبا لم يرد عليّ الحوض» . قال ابن الأثير: من أغرب ما فيه أنه جعل حي ذوي الأضغان اسم قبيلة، ومعنى البيت ظاهر لا يحتاج إلى شرح. قلت: هذا القدر هو المذكور من الخبر، وهو قوله: يقال لهم حيّ بني الأضغان، وإنما هذه الجملة من كلام الشيخ ناظم الأبيات، فأمر من وقع منه أمر يوجب أن يحقد عليه أن يسلّم على من يخشى منه ذلك، ويحييه بالتحية الحسنى، يزول ذلك. وأما أصل القصة فمحتمل. وقد ذكر صاحب الجد والهزل، وهو جعفر بن شاذان- أن عامر بن الأزور أخا ضرار بن الأزور لما قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم استنشده، فأنشده هذه الأبيات. وذكر أهل السّير في وفد بن أسد بني خزيمة أنّ حضرمي بن عامر أنشد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هذه الأبيات، وبين البيتين المذكورين أولا: وإن دحسوا «3» بالكره فاعف تكرّما ... وإن كتموا عنك الحديث فلا تسل [الطويل] وأنشدها المرزباني للعلاء بن الحضرميّ، وزاد أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لما سمعه: «إنّ من البيان لسحرا» .   (1) في أسد الغابة: يدبغ النعل. (2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4346) . (3) في أسد الغابة وإن جنحوا، وفي المرزباني: فاعف كريهة ... وإن خنسوا عنه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 355 7184- قيس بن رفاعة الواقفي: من بني واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاريّ. ذكره المرزباني في «معجم الشعراء» ، وقال: أسلم، وكان أعور، وأنشد له: أنا النّذير لكم منّي مجاهرة ... كي لا ألام على نهي وإنذار من يصل ناري بلا ذنب ولا ترة ... يصلّى بنار كريم غير غدّار «1» [البسيط] 7185- قيس بن رفاعة: بن المهير بن عامر بن عائش بن نمير الأنصاري «2» . ذكره العدويّ، وقال: كان شاعرا، وأدرك الإسلام فأسلم وذكره ابن الأثير، فقال: كان من شعراء العرب. قلت: يحتمل أن يكون الّذي قبله، واختلف في ضبط جده، فقيل بنون وقيل بهاء. 7186- قيس بن زيد «3» : بن حي بن امرئ القيس بن ثعلبة بن ذبيان بن عوف بن أنمار «4» . قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان سيدا، وعقد له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لواء على بني سعد بن مالك. وكذا ذكره الطبري، واستدركه ابن فتحون، وابن الأمين. 7187 ز - قيس بن زيد: بن عامر «5» بن سواد بن كعب بن ظفر الأنصاري الظفري. له صحبة، قاله أبو عمر. 7188- قيس بن زيد: بن جبار الجذامي «6» ، وهو والد نائل بن قيس الشامي، ويقال له قيس الأعز. ذكره ابن السّكن في الصّحابة، فقال قيس بن عامر، ويقال قيس بن زيد، له صحبة.   (1) جاء بعد البيتين في أهذا البيت صاحب الوتر ليس الدهر يدركه ... عندي وإني لدارك الأوتار (2) أسد الغابة ت (4347) . (3) في أدينار. (4) أسد الغابة ت (4350) . (5) أسد الغابة ت (4351) ، الاستيعاب ت (2155) ، الثقات 3/ 341، الطبقات الكبرى ط 8/ 339، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، تهذيب التهذيب 8/ 395، الاستبصار 257. (6) الثقات 3/ 341، الطبقات الكبرى 8/ 339، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، تهذيب التهذيب 8/ 395، الاستبصار 257. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 356 وقال البخاريّ، وابن حبّان: قيس الجذامي رجل كانت له صحبة. وساق البخاريّ، والبغويّ، من طريق كثير بن مرّة، عن قيس الجذامي- رجل كانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يعطى الشّهيد ست خصال ... » الحديث. ووقع لابن أبي حاتم قيس الجذامي ليست له صحبة. روى عنه عقبة بن عامر وغيره، روى عنه كثير بن مرة، وغيره، كذا فيه. ورأيت في نسخة على قوله: ليست له صحبة: واللَّه أعلم. قال أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء الحافظ: حدثنا منصور بن الوليد بن سلمة بن يحيى أنبأنا الطفيل بن قيس الجذامي، حدثني أبي، عن أبيه يحيى، عن أبيه أبي الطفيل، عن أبيه قيس بن زيد بن جبار الجذامي- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فولّاه الرئاسة على قرية، وساق إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صدقات بني سعد ثلاث مرات، قال قيس: فأجلسني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بين يديه ومسح على رأسي ودعا لي، وقال: «بارك اللَّه فيك يا قيس» . ثم قال: «أنت أبو الطّفيل» ، فهلك قيس وهو ابن مائة سنة، ورأسه أبيض وأثر يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيه أسود. وكان يدعى لذلك قيسا الأغر. وأخرجه ابن مندة، عن الحسن، عن أحمد بن عمير، عن أبيه بطوله. وأخرجه أبو علي بن السّكن، عن ابن جوصاء باختصار. وقد ذكره ابن سعد، فقال في طبقة أهل الفتح: قيس بن زيد بن جبار بن امرئ القيس بن ثعلبة بن حبيب، وساق النسب إلى جذام، قال: وكان سيّدا عقد له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على قومه لما وفد عليه، وكان ابنه نائل سيد جذام بالشام. قلت: والّذي يظهر لي أنه غير قيس الجذامي الّذي أخرج له أحمد والنسائي، وذكره البخاري وقال ابن حبان: سكن الشام، وحديثه عند أهلها. 7189- قيس بن زيد: من بني ضبيعة. قتل بأحد، ذكر ابن إسحاق في السيرة الكبرى أنّ الحارث بن سويد كان منافقا، وأنه خرج مع المسلمين في غزوة أحد، فلما التقى الناس غدا على المجذّر بن ذياد البلوي وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة، فقتلهما ولحق بمكة، فساق قصته. وكذا ذكره مكي القيرواني في تفسيره الهداية، لكن بغير عزو إلى ابن إسحاق ولا غيره، وقد أنكر ابن هشام في تهذيب السّيرة ذكر قيس بن زيد فيمن قتله الحارث، واستدل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 على ذلك بأن ابن إسحاق لم يذكر قيس بن زيد فيمن استشهد بأحد، وهو استدلال عجيب، فإنه يحتمل أنه سها عن ذكره فيهم أو اقتصر على من استشهد بأيدي الكفار، وهذا إنما قتل غرّة على يد من يظهر الإسلام. وأصل قصة نزول الآية أخرجه النسائي بسند صحيح عن ابن عباس، لكن لم يسمّ فيه قيس بن زيد. واللَّه أعلم. 7190- قيس بن زيد: ويقال: ابن يزيد الجهنيّ «1» . ذكره الطّبرانيّ في «الصحابة» وأخرج من طريق جرير بن أيوب، أحد الضعفاء، عن الشعبي، عن قيس بن زيد الجهنيّ، قال: قال رسول اللَّه [577] صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من صام تطوّعا غرست له نخلة في الجنّة» «2» ثمرها أصغر من الرّمان، وأشحم من التفاح ... الحديث. 7191- قيس بن السائب: بن عويمر بن عائذ «3» بن عمران بن مخزوم. وقيل في نسبه عبد اللَّه بن عمر، بدل عمران. قال ابن حبّان: له صحبة، أمّه رائطة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وقال ابن سعد: أمه حسانة خزاعية، قال مجاهد: سمعت قيس بن السائب يقول: إن شهر رمضان يفتديه الإنسان، يطعم فيه كلّ يوم مسكينا، فأطعموا عني مسكينا كل يوم صاعا. قال قيس: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شريكي في الجاهلية، فكان خير شريك، لا يمارى ولا يشارى. أخرجه البغوي، والحسن بن سفيان وغيرهما، من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن مجاهد. وأخرجه أبو بشر الدّولابي في الكنى، من هذا الوجه، لكنه قال: أبو قيس بن ابن السائب، كذا عنده. وقيس بن السائب أصحّ.   (1) أسد الغابة ت (4348) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، التاريخ الكبير 7/ 152. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 366 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 278 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 919، 924، 925 والهيثمي في الزوائد 3/ 186 عن قيس بن يزيد الجهنيّ ولفظة من صام يوما تطوعا غرست له شجرة من الجنة ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يزيد الأهوازي قال الذهبي لا يعرف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24152. (3) أسد الغابة ت (4352) ، الاستيعاب ت (2157) ، الثقات 3/ 341، الطبقات الكبرى 5/ 466، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، العقد الثمين 7/ 78. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 358 قال ابن أبي خيثمة: واختلف أصحاب مجاهد، فقال إبراهيم بن ميسرة، فذكر ما تقدم. وقال إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن فائدة عن السائب ... وقال الأعمش: عنه، عن عبد اللَّه بن السائب، قال: والصواب ما قال إبراهيم بن ميسرة. وحكى ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه رواية إبراهيم بن ميسرة والأعمش، قال: وقال سليمان عن مجاهد: كان السّائب بن أبي السائب. قال أبو حاتم: قيس بن السائب أظنّه أخا عبد اللَّه بن السائب، وعبد اللَّه بن السائب كان في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حدثا. قلت: فما الصحيح في الشريك؟ قال: الشركة بابنه أشبه. وأخرج ابن شاهين، من طريق مسلم الأعور، عن مجاهد، عن قيس بن السائب، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي الفجر إذا يغشى السماء النور، والظهر إذا زالت الشمس ... الحديث، ومسلم ضعيف. وقال عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن مجاهد، عن قيس بن السائب، قال: كان أبواي يمخضان اللبن، حتى إذا أدرك أفرغا منه في صحن، فيقولان: اذهب بهذا إلى آلهتهم، قال: فيأتي الكلب فيشرب اللبن، ويأكل الزبد، ثم يشعر برجله فيبول عليها. أخرجه أبو سهل بن زياد القطّان في الجزء الرابع من فوائده. وأخرج الطّبرانيّ، من طريق يزيد بن عياض، وهو واه، عن عبد الملك بن عبيد، عن مجاهد- أن قيس بن السائب كبّر حتى مرت به ستون على المائة وضعف، فأطعم عنه. وأخرج ابن سعد، من طريق موسى بن أبي كثير، عن مجاهد، قال: هذه الآية نزلت في مولاي قيس بن السائب: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ [البقرة: 184] وذكر المفيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ أن قيس بن السائب المخزومي أحد الرجلين اللذين أجارتهما أمّ هانئ في فتح مكة. 7192- قيس بن سعد: بن عبادة بن دليم «1» الأنصاري الخزرجي.   (1) أسد الغابة ت (4354) ، الاستيعاب ت (2158) ، طبقات ابن سعد 6/ 52، طبقات خليفة ت 603، 973، 2556، 2722، المحبر 155، 184، 233، 292، 305، التاريخ الكبير 7/ 141، المعرفة والتاريخ 1/ 299، تاريخ الطبري 4/ 546، 5/ 163، الجرح والتعديل 7/ 99، مروج الذهب 2/ 205، الولاة والقضاة 20، جمهرة أنساب العرب 365، تاريخ بغداد 1/ 177، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 417، تاريخ ابن عساكر 14/ 224، جامع الأصول 9/ 101، الكامل 3/ 2268، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 61، تهذيب الكمال 1135، تاريخ الإسلام 2/ 311، تذهيب التهذيب 3/ 163 ب، البداية والنهاية 8/ 99، تهذيب التهذيب 8/ 395، النجوم الزاهرة 1/ 95، خلاصة تذهيب الكمال 270. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 359 تقدم نسبه في ترجمة والده، مختلف في كنيته، فقيل أبو الفضل، وأبو عبد اللَّه، وأبو عبد الملك. وذكر ابن حبّان أنّ كنيته أبو القاسم. وأمّه بنت عمّ أبيه، واسمها فكيهة بنت عبيد بن دليم. وقال ابن عيينة، عن عمرو بن دينار: كان قيس ضخما حسنا طويلا إذا ركب الحمار خطّت رجلاه الأرض. وقال الواقدي: كان سخيّا كريما داهية. وأخرج البغويّ، من طريق ابن شهاب، قال: كان قيس حامل راية الأنصار مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان من ذوي الرأي من الناس وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، واختطّ بها دارا، ثم كان أميرها لعليّ. وفي «مكارم الأخلاق» للطبراني، من طريق عروة بن الزّبير: كان قيس بن سعد بن عبادة يقول: اللَّهمّ ارزقني مالا، فإنه لا يصلح الفعال إلا بالمال. وذكر الزّبير أنه كان سناطا: ليس في وجهه شعرة، فقال: إن الأنصار كانوا يقولون، وددنا أن نشتري لقيس بن سعد لحية بأموالنا. قال أبو عمر: وكذلك كان شريح، وعبد اللَّه بن الزبير، لم يكن في وجوههم شعر. وفي «صحيح البخاري» ، عن أنس: كان قيس بن سعد من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. وأخرج البخاري في التاريخ، من طريق خريم بن أسد، قال: رأيت قيس بن سعد وقد خدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عشر سنين. وقال أبو عمر: كان أحد الفضلاء الجلّة من دهاة العرب من أهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والسخاء والشجاعة، وكان شريف قومه غير مدافع، وكان أبوه وجدّه كذلك. وفي «الصحيح» عن جابر في قصة جيش العسرة أنه كان في ذلك الجيش، وأنه كان ينحر ويطعم حتى استدان بسبب ذلك، ونهاه أمير الجيش وهو أبو عبيدة، وفي بعض طرقه: أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «الجود من شيمة أهل ذلك البيت» . رويناه في «الغيلانيات» ، وأخرجه ابن وهب من طريق بكر بن سوادة، عن أبي جمرة بن جابر. وأخرج ابن المبارك، عن ابن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى- أنّ رجلا استقرض من قيس بن سعد ثلاثين ألفا، فلما ردّها عليه أبى أن يقبلها، وشهد مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 360 وآله وسلم المشاهد، وأخذ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الفتح الراية من أبيه، فدفعها له. روى قيس بن سعد، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن أبيه. روى عنه أنس، وثعلبة بن أبي مالك، وأبو ميسرة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعروة، وآخرون. وصحب قيس عليّا، وشهد معه مشاهده. وكان قد أمّره على مصر، فاحتال عليه معاوية فلم ينخدع له، فاحتال على أصحاب عليّ حتى حسّنوا له تولية محمد بن أبي بكر فولاه مصر، وارتحل قيس، فشهد مع علي صفّين، ثم كان مع الحسين بن علي حتى صالح معاوية، فرجع قيس إلى المدينة، فأقام بها. وروى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: قال قيس: لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب. قال خليفة وغيره: مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة، وقال ابن حبان: كان هرب من معاوية، ومات سنة خمس وثمانين في خلافة عبد الملك قال: وقيل: مات في آخر خلافة معاوية. قلت: وقول خليفة ومن وافقه هو الصواب. 7193 ز- قيس بن سعد: بن عدس الجعديّ، هو النابغة. سماه هكذا ابن أبي حاتم، ووقع ذلك في مسند الحسن بن سفيان، حدثنا سفيان، حدّثنا أبو وهب الحراني، حدثنا يعلي بن الأشدق، حدثني قيس بن سعد بن عبد اللَّه بن جعدة بن نابغة عن جعدة. 7194 ز- قيس بن سعد: بن الأرقم بن النعمان الكندي. ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد هو وقريبه عديّ بن عميرة بن زرارة بن الأرقم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأن ولده كان آخر من خرج من الكوفة إلى الشام غضبا من أهل الكوفة لشتمهم عثمان، فأكرمه معاوية. 7195 ز- قيس بن سفيان: بن الهذيل. تقدم ذكره في والده سفيان، وفيه يقول الشّاعر لما مات في خلافة أبي بكر: فإن يك قيس قد مضى لسبيله ... فقد طاف قيس بالرّسول وسلّما [الطويل] الجزء: 5 ¦ الصفحة: 361 7196- قيس بن السكن: بن زعوراء «1» . وقيل بين السكن وزعوراء قيس آخر، الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو أحد من جمع القرآن على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وفي «صحيح البخاري» ، عن أنس في تسمية من جمع القرآن: أبو زيد، قال أنس: هو أحد عمومتي، وقد أخرجه أبو نعيم في المستخرج عن البخاري، وابن حبّان، وابن السّكن، وابن مندة، من الوجه الّذي أخرجه منه البخاري، زادوا أن اسمه قيس بن السّكن، وكان من بني عدي بن النجار، ومات ولم يدع عقبا. قال أنس: فورثناه. وذكره موسى بن عقبة أيضا فيمن استشهد يوم جسر أبي عبيد، وفي التابعين قيس بن السكن أبو أبي، كوفي يروي عن ابن مسعود والأشعث في صوم يوم عاشوراء، أخرج له مسلم، ومات قديما بعد السبعين من الهجرة. 7197- قيس بن سلع «2» : بفتحتين الأنصاري «3» . ذكره البخاريّ، وابن السّكن، وابن حبّان، وغيرهم في الصحابة، وقال البغوي: سكن المدينة وقال ابن حبان: دعا له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: قال بعضهم: قيس بن أسلع. قال أبو عمر: ليس بشيء. قلت: هو قول ابن أبي حاتم. ونبّه ابن فتحون على أن ابن أبي حاتم ذكره في الموضعين في الألف من الياء «4» فيمن اسمه قيس، وفي السين من الياء فيمن اسمه قيس أيضا. وقال في كل منهما: الأنصاري، وفي الثاني: له صحبة، ولم ينبه على أنه الأول. وأخرج الطّبرانيّ وابن مندة، من طريق أبي عاصم سعد بن زياد، عن نافع مولى   (1) أسد الغابة ت (4355) ، الاستيعاب ت (2159) ، الثقات 3/ 338، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20، الجرح والتعديل 7/ 98، تقريب التهذيب 2/ 129، تهذيب التهذيب 8/ 397، تهذيب الكمال 2/ 1135، غاية النهاية 2/ 27، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 357، تاريخ من دفن بالعراق 420، تاريخ الإسلام 3/ 83، الكاشف 4052، الاستبصار 41، الطبقات 92، 140، بقي بن مخلد 902، التحفة اللطيفة 3/ 431، التاريخ الكبير 7/ 145، طبقات خليفة 92، 140، خلاصة تهذيب التهذيب 317، تاريخ الإسلام 1/ 292. (2) في أسد الغابة: وقيل فيه ابن أسلع، وفي الاستيعاب: قيس بن الأسلع، وليس بشيء. (3) أسد الغابة ت (4356) ، الاستيعاب ت (2160) . (4) في ب الآباء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 362 حمنة، عن قيس بن سلع الأنصاري- أن إخوته شكوه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالوا: إنه يبذّر ماله ويبسط فيه، فقال له: يا قيس، ما شأن إخوتك يشكونك؟ قال: يا رسول اللَّه، إنني آخذ نصيبي من التمر، فأنفقه في سبيل اللَّه وعلى من صحبني. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أنفق قيس ينفق اللَّه عليك» وقال الطّبرانيّ: لم يروه عن قيس إلا بهذا الإسناد تفرد به سعد أبو عاصم، وهو عند البخاري من هذا الوجه باختصار. 7198- قيس بن سلمة: بن شراحيل، أو شرحبيل، بن الشيطان «1» بن الحارث بن الأصهب الجعفي «2» . واستدركه ابن الأثير تبعا لابن الأمين، وقال: قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وذكر في نسبه أن اسم الأصهب عوف بن كعب بن الحارث، قال: وكان يعرف بأمّه مليكة، وأنشد له يرثي أخاه سلمة بن مليكة: وباكية تبكي إليّ بشجوها ... ألا ربّ شجو لي حواليك فانظري نظرت وسافي التّرب بيني وبينه ... فلله درّي أيّ ساعة منظري [الطويل] وقد تقدم خبر جده شراحيل في ترجمة ابن عمه سلمان بن ثمامة بن شراحيل. ولما ذكره ابن الكلبيّ وذكر وفاته قال: هو ابن مليكة بنت الحلواني الجعفية، وهي أمّه، ولها خبر، وكان عمه عبد اللَّه بن شراحيل شاعرا. 7199 ز- قيس بن سلمة: بن يزيد بن مشجعة بن المجمع بن مالك الجعفي «3» ، والمعروف بابن مليكة. له ولأبيه صحبة ووفادة على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن الكلبيّ، واستدركه ابن الأثير أيضا. 7200- قيس بن صرمة «4» : وقيل صرمة بن قيس، وقيل قيس بن مالك، أبو صرمة. وقيل قيس بن أنس، أبو صرمة. وفرّق ابن حبّان بين قيس بن مالك وقيس بن صرمة، فقال   (1) في أشيطان. (2) أسد الغابة ت (4357) . (3) أسد الغابة ت (4358) . (4) أسد الغابة ت (4360) ، الثقات 3/ 340، الطبقات الكبرى 1/ 340، تجريد أسماء الصحابة 2/ 21. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 363 في كل منهما: له صحبة. وقد تقدّم في صرمة بن قيس في حرف الصاد المهملة. 7201- قيس بن صعصعة «1» : بن وهب بن عدي بن غانم بن غنم بن عدي بن النّجار الأنصاري الخزرجي «2» . وقال العدويّ: شهد أحدا، وهو أخو مالك بن صعصعة راوي حديث المعراج المخرج في الصحيحين عن أنس، عنه. 7202- قيس بن أبي صعصعة «3» : واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة، وفيمن شهد بدرا، وذكر أبو الأسود، عن عروة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جعله يومئذ على السّاقة. وأخرج أبو عبيد في فضائل القرآن، ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والطبراني وغيرهم، من طريق حبان بن واسع بن حبان، عن أبيه، عن قيس بن أبي صعصعة- أنه قال: يا رسول اللَّه، في كم أقرأ القرآن؟ قال: «في كلّ خمس عشرة» . قال: أجدني أقوى من ذلك ... الحديث. وذكره ابن أبي حاتم بهذه القصّة، لكن قال قيس بن صعصعة. والصّحيح ابن أبي صعصعة. وذكره ابن السكن بالوجهين، فقال: قيس بن صعصعة، ويقال ابن أبي صعصعة وقال ابن حبّان: قيس بن أبي صعصعة، واسمه عمرو، شهد العقبة، وكان على ساقة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال ابن السّكن: روى عنه حديث تفرد به ابن لهيعة. 7203- قيس: بن أبي الصلت الغفاريّ. ذكره ابن سعد، والطّبرانيّ، وقالا: كان ينزل غيقة، بفتح المعجمة وسكون المثناة من تحت ثم قاف، وكان إسلامه بعد انصراف المشركين من الخندق، وهو الّذي نزل عليه الحارث بن هشام لما فرّ يوم بدر، فحمله قيس على بعيره حتى أوصله إلى مكة، ثم التقيا في الإسلام بالسّقيا، فحمد اللَّه على الهداية إلى الإسلام، وقالا: طالما أوضعنا في الباطل في هذه الطريق. واستدركه ابن فتحون، ووقع عند ابن شاهين أبو الصّلت، كذا في التجريد.   (1) في أعامر. (2) أسد الغابة ت (4363) . (3) أسد الغابة ت (4362) ، الاستيعاب ت (2161) ، الثقات 3/ 342، تجريد أسماء الصحابة 2/ 21، الاستبصار 83. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 364 7204- قيس بن صيفي: بن الأسلت، واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عمرو بن مالك بن الأوسي الأنصاري «1» ، وصيفي وهو أبو قيس بن الأسلت، مشهور بكنيته. فأخرج الفرباني، وابن أبي حاتم، من طريق عدي بن ثابت، قال: توفي أبو قيس بن الأسلت، كان من صالحي الأنصار، فخطب قيس ابنه امرأته، فقالت له: إنما أعدك ولدا وأنت من صالحي قومك، ثم أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكرت له ذلك، فأنزل اللَّه عز وجل: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ [النساء: 22] وفي سنده قيس بن الربيع، عن أشعث بن سوّار، وهما ضعيفان، والخبر مع ذلك منقطع. وقد تقدم في ترجمة حصن بن أبي قيس بن الأسلت أن القصة وقعت له مع امرأة أبيه، وهي كبيشة بنت معن، هكذا سماها ابن الكلبيّ، وخالفه مقاتل، فجعل القصة لقيس. وعند أبي الفرج الأصبهاني ما يوهم أنّ قيسا قتل في الجاهلية، فإنه ذكر أن يزيد بن مرداس السّلمي، وهو أخو عباس بن مرداس، قتل قيس بن أبي قيس بن الأسلت في بعض الحروب، فطلب بثأره ابن عمه عوف بن النعمان بن الأسلت، حتى تمكّن من يزيد بن مرداس، فقتله، وقال: ولقيس يقول أبوه: أقيس إن هلكت وأنت حيّ ... فلا يعدم فواضلك الفقير [الوافر] الأبيات. ويحتمل أن يكون وقع هذا في الإسلام، ومع ذلك فموت قيس قبل أبيه يمنع ما اقتضاه هذا النقل أنه عاش بعد أبيه، فيتعين أن يكون ولدا آخر، أو أبو قيس آخر. وأنشد ابن الكلبيّ هذا البيت لأبي قيس، ولكن قال في آخره: العديم- بدل الفقير. ووقع في رواية ابن جريج، عن عكرمة أنّ القصة وقعت لأبي قيس بن الأسلت خلف على امرأة أبيه الأسلت، واسمها سمرة أم عبيد اللَّه، أخرجه سيف في تفسيره من هذا الوجه، وكذا أخرجه المستغفري من طريق ابن جريج. وقد ذكر ذلك أبو عمر في ترجمة أبي قيس، ويأتي الكلام عليه في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 7205- قيس بن الضحاك: بن جبيرة «2» ، أبو جبيرة «3» .   (1) أسد الغابة ت (4364) . (2) أسد الغابة ت (4365) ، الثقات 3/ 342، تجريد أسماء الصحابة 2/ 21. (3) في أأبو جبرة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 365 قال البغويّ: بلغني أنّ اسمه قيس بن الضحاك. 7206- قيس بن طخفة «1» . ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: سكن المدينة. وقال ابن حبّان: له صحبة قال: ويقال قيس بن طهفة، روى عنه ابنه يعيش. قلت: وقد تقدم الاختلاف فيه في ترجمة طخفة بن قيس. 7207- قيس بن طريف. مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في يوم بدر، كذا في التجريد، وقد ذكر قصته ابن هشام، قال: وقال : قيس بن طريف الأشجعي يمدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ويذكر إجلاء بني النضير: نبيّ تلاقيه من اللَّه رحمة ... فلا تسألوه أمر غيب مرجّم فقد كان في بدر لعمري عبرة ... لكم يا قريش والقليب الململم رسول من الرّحمن يتلو كتابه ... وشرعته والحقّ، لم يتلعثم [الطويل] واستدركه ابن فتحون. 7208- قيس بن عاصم: بن أسيد بن جعونة بن الحارث بن عامر بن نمير بن عامر ابن صعصعة النميري «2» . قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومسح وجهه، وقال: اللَّهمّ بارك عليه وعلى أصحابه وكذا ذكره أبو عبيد، والطبري وقد مضى له ذكر في ترجمة قرّة بن دعموص، ويأتي له ذكر في ترجمة يزيد بن نمير، قال ابن الكلبيّ: وفيه يقول الشّاعر: إليك ابن خير النّاس قيس بن عاصم ... جشمت من الأمر العظيم مجاشما «3» [الطويل]   (1) أسد الغابة ت (4366) ، الاستيعاب ت (2163) ، الثقات 3/ 343، تجريد أسماء الصحابة 2/ 482، الكاشف 2/ 405، تهذيب التهذيب 8/ 398، تهذيب الكمال ط 2/ 1136، بقي بن مخلد 239. (2) أسد الغابة ت (4369) . (3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4369) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 366 7209- قيس بن عاصم بن سنان «1» بن منقر بن» خالد بن عبيد بن مقاعس، واسمه الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي المنقري يكنى أبا علي. وحكى ابن عبد البرّ أنه قيل في كنيته أيضا أبو طلحة، وأبو قبيصة: والأول أشهر، وبه جزم البخاري، وقال: له صحبة. وجزم ابن أبي حاتم بأنه أبو طلحة. قال ابن سعد: كان قد حرم الخمر في الجاهلية، ثم وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد بني تميم فأسلم، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا سيّد أهل «الوبر» ،» وكان سيدا جوادا، ثم ساق بسند حسن إلى الحسن، عن قيس بن عاصم: قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلما دنوت منه قال: «هذا سيّد أهل الوبر ... » فذكر الحديث. وفيه: فقال لقيس: كيف تصنع بالمنيحة؟ فقال قيس: إني لأمنح في كل عام مائة، قال: فكيف تصنع بالعارية؟ فذكر الحديث، وفي آخره: قال قيس: لئن عشت لأدعنّ عدتها قليلا قال الحسن: ففعل واللَّه، ثم ذكر وصيته. وقال ابن السّكن: كان عاقلا حليما يقتدى به. وقال أبو عمر: قيل للأحنف: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم، رأيته يوما محتبيا، فأتى برجل مكتوف، وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك قتل ابنك، فالتفت إلى ابن أخيه، فقال: يا ابن أخي، بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، ورميت نفسك بسهمك. ثم قال لابن له آخر: قم يا بني فوار أخاك وحلّ أكتاف ابن عمك، وسق إلى أمه مائة ناقة دية ابنها، فإنّها غريبة. وذكر الزبير في «الموفقيات» ، عن عمه، عن عبد اللَّه بن مصعب، قال: قال أبو بكر لقيس بن عاصم: ما حملك على أن وأدت، وكان أول من وأد؟ فقال: خشيت أن يخلف عليهنّ غير كفء. قال: فصف لنا نفسك. فقال: أما في الجاهلية فما هممت بملامة، ولا حمت على تهمة، ولم أر إلا في خيل مغيرة، أو نادي عشيرة، أو حامي جريرة. وأما في الإسلام فقد قال اللَّه تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ [النجم: 32] ، فأعجب أبو بكر بذلك.   (1) أسد الغابة ت (4370) ، الاستيعاب ت (2164) ، الثقات 3/ 338، الطبقات الكبرى 1/ 294، 2/ 161، تجريد أسماء الصحابة 2/ 22، الجرح والتعديل 7/ 101، تقريب التهذيب 2/ 129، تهذيب التهذيب 8/ 399، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 357، الكاشف 2/ 405، أزمنة التاريخ الإسلامي 816، الطبقات 84، 180، التاريخ الكبير 7/ 141، الأنساب 9/ 135، بقي بن مخلد 321. (2) في أسد الغابة والاستيعاب، وتهذيب التهذيب بن خالد بن منقر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 367 روى قيس عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، روى عنه ابناه: حكيم، وحصين، وابن ابنه خليفة بن حصين، والأحنف بن قيس، ومنفعة بن التوأم، وآخرون. قال ابن مندة: أنبأنا علي بن العباس العدني بها، حدثنا محمد بن حماد الطّهراني، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا إسرائيل، حدثنا سماك بن حرب، سمعت النعمان بن بشير يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: وسئل عن هذه الآية: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ [التكوير: 8] فقال: جاء قيس بن عاصم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: إني وأدت ثماني بنات لي في الجاهلية. فقال. أعتق عن كل واحدة منهن رقبة. قال: إني صاحب إبل، قال: اهد إن شئت عن كل واحدة منهن بدنة ووقع لي بعلو من حديث الطّهراني. وله عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في السنن، ومسند أحمد- ثلاثة أحاديث: أحدها أخرجوه من طريق خليفة بن حصين، عن جده قيس بن عاصم- أنه أسلم فأمر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يغتسل بماء وسدر. والثاني أخرجه أحمد والنسائي من طريق حكيم بن قيس، عن أبيه، أنه قال: لا تنوحوا علي فإن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لم ينح عليه ... الحديث. اختصره النسائي وأورده أحمد مطوّلا، وفيه أنه قال لبنيه: «اتّقوا اللَّه وسوّدوا أكبركم، فإنّ القوم إذا سوّدوا أكبرهم أحيوا ذكر أبيهم، وإيّاكم والمسألة فإنّها آخر كسب الرّجل ... فذكر بقية الوصية. وهي نافعة. والثالث أخرجه أحمد في الحلف. ونزل قيس البصرة، ومات بها، ولما مات رثاه عبدة بن الطيب بقوله: عليك سلام اللَّه قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحّما [الطويل] ويقول فيها: وما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنّه بنيان قوم تهدّما «1» [الطويل] قال ابن حبّان: كان له ثلاثة وثلاثون ولدا. ونقل البغويّ، عن ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين- أن قيس بن عاصم كان يكنى أبا هراسة.   (1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (2164) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 368 وذكر ابن شاهين من طريق المدائني، عن أبي معشر ورجاله، قالوا: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قيس بن عاصم، ونعيم بن بدر، وعمرو بن الأهتم، قبل وفد بني تميم، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم استبطأ قيس بن عاصم، فقال له عتبة: ائذن لي أن أغزوه فأقتل رجاله، وأسبي نساءه، فأعرض عنه. وقدم قيس، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا سيّد أهل «الوبر» » ثم تقدم فأسلم، فسأله النعمان بن مقرن، فقال: يا رسول اللَّه، ائذن لي أن يكون منزله عليّ، قال: «نعم» . فبينما هو يتمشى إذ قال أخو النعمان. بئسما قال عتبة. فقال له: قيس، وما قال: فأخبره، فغدا على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: أما لي سبيل إلى الرجوع؟ قال؟ «لا» . قال: لو كان لي إلى الرجوع سبيل لأدخلت على عتبة ونسائه الذلّ. 7210- قيس: بن أبي العاص بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي «1» . ذكره ابن سعد في الصحابة فيمن أسلم يوم الفتح. قال أبو سعيد بن يونس: يقال إن له صحبة، وشهد حنينا، وهو من مسلمة الفتح. وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن يزيد بن حبيب، عمن أدرك ذلك، قال: فكتب عمر لعمرو بن العاص أن انظر من قبلك ممن بايع تحت الشجرة فافرض له مائة دينار، وأتمها لنفسك لإمرتك. ولخارجة بن حذيفة لشجاعته، ولقيس بن أبي العاص لضيافته. وأخرج ابن يونس من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب- أن عمر كتب إلى عمرو أن يولي قيسا القضاء على مصر، قال يزيد: فهو أول قاض في الإسلام بمصر. قال ابن لهيعة: فقضى يسيرا، ثم مات. قال سعيد بن عفير: اختطّ قيس له دارا بحذاء دار ابن رمانة، وذكر أبو عمر الكندي في قضاة مصر من طريق الحارث بن عثمان بن قيس بن أبي العاص- أن جدّه قيسا مات في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين. 7211 ز- قيس بن عامر الجذامي: تقدم في ابن زيد. 7212- قيس بن عبادة: ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه سليمان بن عبد الرحمن، عن الوليد بن مسلم،   (1) أسد الغابة ت (4368) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 369 عن حفص بن غيلان، عن عبيس بن ميمونة، عن قيس بن عبادة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في قاتل نفسه. قال ابن مندة: لا تصح له صحبة، وتبعه أبو نعيم. 7213- قيس بن عائذ الأحمسي «1» : أبو كاهل، مشهور بكنيته. قال البخاريّ، وابن أبي حاتم: له صحبة. وقال ابن حبّان: كان إماما للحيّ، وعداده في أهل الكوفة، وسيأتي في الكنى. 7214 ز- قيس بن عباية: بن عبيد بن الحارث الخولانيّ، حليف بني حارثة بن الحارث بن الأوس. وذكره ابن سميع في الطّبقة الأولى من الصحابة، وذكره عبد الجبار بن محمد بن مهنأ، فقال: شهد بدرا، وهو حديث السن، وشهد فتوح الشام مع أبي عبيدة، وهو كهل، وكان أبو عبيدة يستشيره في أمره ومات في خلافة معاوية. 7215- قيس: بن عبد اللَّه بن عدس «2» ، الجعديّ، قيل: هو اسم النابغة، يأتي في النون. 7216- قيس بن عبد اللَّه: بن قيس بن وهب بن نفير بن امرئ القيس بن معاوية الكندي «3» . وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن الكلبي، وتبعه الرشاطي. 7217- قيس بن عبد اللَّه الأسدي «4» . ذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، وكانت ابنته آمنة ظئر «5» أم حبيبة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان هو ظئر عبيد اللَّه بن جحش زوج أم حبيبة الّذي تنصّر في الحبشة.   (1) أسد الغابة ت (4371) ، الاستيعاب ت (2165) ، الجرح والتعديل 7/ 102، تهذيب الكمال 1638، تاريخ الإسلام 3/ 291، تذهيب التهذيب 4/ 229 ب، تهذيب التهذيب 12/ 208، خلاصة تذهيب الكمال 394. (2) أسد الغابة ت (4374) . (3) أسد الغابة ت (4376) . (4) أسد الغابة ت (4373) ، الاستيعاب ت (2166) . (5) الظئر: المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى. النهاية 3/ 154. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 370 وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام بمكة، وهاجر في الثانية إلى الحبشة، ومعه امرأته بركة بنت يسار، ولا أعلم له رواية، وكذا قال ابن هشام عن ابن إسحاق. وذكر البلاذريّ أن بعضهم سماه رقيشا بزيادة راء أوله وبعجمة الشين، قال: وهو غلط. 7218 ز- قيس بن عبد اللَّه الهمدانيّ: قال البخاريّ في تاريخه: روى محمد بن ربيعة، عن قيس بن عبد اللَّه- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا فيه، ذكرته هنا لاحتمال أنه كان مميزا حين رأى وإن لم يسمع. 7219- قيس بن عبد العزّى «1» : روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا تزال لا إله إلّا اللَّه تدفع عقوبة سخط اللَّه ما لم يقولوها ثمّ ينقضوا دينهم لصلاح «2» دمائهم، فإذا فعلوا ذلك قال اللَّه لهم، كذبتم» «3» . أخرجه ابن مندة من رواية أبي سهيل نافع بن مالك، عن أنس، عنه، وفي سنده حجاج بن نصير، وهو ضعيف. 7220- قيس بن عبد المنذر الأنصاري «4» : ذكره ابن مندة، فقال: قتل ببدر، ونزلت فيه وفي أصحابه: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ [البقرة: 154] ، ثم أخرج من طريق ابن الكلبي في تفسيره عن أبي صالح، عن ابن عباس، في قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ نزلت فيمن قتل ببدر، وذلك أنهم كانوا يقولون لقتلى بدر: مات فلان فنزلت، قال: وقتل يومئذ من الأنصار ثمانية، فذكر منهم قيس بن عبد المنذر، وقال أبو نعيم: الصواب مبشر بن عبد المنذر. 7221 ز - قيس بن عبيد بن الحرير بن عبيد الأنصاري «5» ذكره فيمن استشهد باليمامة.   (1) أسد الغابة ت (4377) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 22. (2) في أسد الغابة: دنياهم. (3) انظر مجمع الزوائد 7/ 277. (4) أسد الغابة ت (4378) . (5) أسد الغابة ت (4380) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 371 7222- قيس بن عبيد: الأنصاري، أبو بشير المازني. مشهور بكنيته يأتي في الكنى. 7223 ز- قيس بن عدي السهمي: ذكره ابن إسحاق في السيرة الكبرى، وعبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم فيمن أعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من غنائم حنين في المؤلفة دون المائة، وذكره الواقدي فيمن أعطاه مائة وقد سبق ذكر عدي بن قيس السهمي، فما أدري أهما واحد انقلب أو اثنان؟. 7224 ز- قيس بن الهذيل: في قيس بن سفيان. 7225 ز- قيس بن عمرو: بن زيد بن عوف بن مبذول بن مازن الأنصاري المازني. وذكر الطّبراني أنه من هوازن، حالف الأنصار. وذكره سيف في الفتوح أنه شهد اليرموك مع خالد بن الوليد، وأنه أمره على الكراديس. وقد تقدم مرارا أنهم كانوا لا يؤمرون إلا الصحابة، ثم ظهر لي أنه قيس من أبي صعصعة الماضي، وعمرو اسم أبي صعصعة. 7226 ز- قيس بن عمرو: بن سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري «1» ، جد يحيى بن سعيد التابعي المشهور. وقيل قيس بن سهل. حكاه ابن مندة، وأبو نعيم، فكأنه نسب إلى جده، وقيل قيس بن قهد، قاله مصعب الزبيري، حكاه ابن أبي حاتم وغيره عنه، وخطّأه ابن أبي خيثمة، وأوضح أن قيس بن قهد غير قيس بن عمرو بن سهل، ولذا غاير بينهما البخاري، وقال: قيس بن عمرو جد يحيى بن سعيد، وله صحبة، وسيأتي مزيد في بيان ذلك في ترجمة قيس بن قهد. وعدّ الواقدي قيس بن عمرو بن سهل في المنافقين، فلعلّ ذلك كان منه في أول الأمر، وقد بقي في الإسلام دهرا، وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه ابنه سعيد بن قيس، وقيس بن أبي حازم، ومحمد بن إبراهيم التيمي، فأخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة، من رواية سعد بن سعيد بن قيس، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن قيس بن عمرو، قال: رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجلا يصلّي بعد الصبح ركعتين، فقال: الصبح أربعا؟. قال الترمذيّ: لا نعرفه إلا من حديث سعد بن سعيد: قال ابن عيينة: سمع عطاء بن أبي رباح هذا الحديث من سعد بن سعيد. قال الترمذي، ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من قيس.   (1) أسد الغابة ت (4382) ، الاستيعاب ت (2168) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 قلت قد أخرج أحمد من طريق ابن جريج: سمعت عبد اللَّه بن سعيد يحدّث عن جده نحوه، فإن كان الضمير لعبد اللَّه فهو مرسل، لأنه لم يدركه، وإن كان لسعيد فيكون محمد بن إبراهيم فيه قد توبع. وأخرجه ابن مندة من طريق أسد بن موسى، عن الليث، عن يحيى، عن أبيه، عن جده. وقال: غريب تفرد به أسد موصولا، وقال غيره- عن الليث، عن يحيى: إن حديثه مرسل. واللَّه أعلم. 7227 ز - قيس بن عمرو: بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري «1» . ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وزاد ابن الكلبي: هو وأبوه جميعا، وقاله أبو عمر: قال: واختلف في شهود قيس بدرا وذكر ابن سعد في ترجمة أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم أنها تزوّجت عمرو بن قيس، فولدت له قيسا، فهو ابن خالة أنس. 7228- قيس بن عمرو: بن لبيد بن ثعلبة بن سنان الأنصاري «2» . ذكره العدويّ، وقال: شهد أحدا، وكذا ذكره ابن القداح، واستدركه ابن الأمين. 7229 ز- قيس بن عمرو: بن مالك بن عميرة بن لأي الأصغر بن سلمان بن عميرة ابن معاوية بن سفيان الأرحبي، أبو زيد. ذكره الهمدانيّ في الإكليل فيمن أسلم من همدان، وحكاه «3» . 7230- قيس بن عمير «4» : قال: انطلقت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلمت. وأخذت العقد على قومي، فأمّرني عليهم، فجئت ومعي عشرة من إخوتي وبني عمي، وكان أبي أقرأنا فأمره أن يؤمّنا، وأخرجه ابن قانع، وفي سنده علي بن قرين وهو متروك. 7231- قيس بن غربة: بفتح المعجمة والراء بعدها موحدة، ضبطه ابن الأثير، وقيل بكسر الزاي بعدها مثناة تحتانية ثقيلة، الأحمسي «5» . وذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: هو والد عروة بن قيس الّذي روى عنه أبو   (1) أسد الغابة ت (4381) ، الاستيعاب ت (2169) . (2) أسد الغابة ت (4383) . (3) في أ: وحكاه المرشاطي. (4) أسد الغابة ت (4384) . (5) أسد الغابة ت (4386) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 373 وائل. وأخرج من طريق طارق بن شبيب، عن قيس بن غربة أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في خمسمائة من أحمس، وأتاه الحجاج بن ذي الأعنق الأحمسي من رهطه، وأقبل جرير في مائتين من قيس، فتنادوا عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فبعث معهم ثلاثمائة من الأنصار وغيرهم من العرب فأوقعوا بخثعم باليمن. ذكره المستغفريّ في الوفود، فقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ثم رجع، فدعا قومه إلى الإسلام. 7232- قيس بن أبي غرزة «1» : بفتح المعجمة والراء ثم الزاي المنقوطة، ابن عمير بن وهب بن حراق بن حارثة بن غفار الغفاريّ، وقيل الجهنيّ، أو البجلي. وقال البخاريّ، وابن أبي حاتم: غفاري، ويقال جهني روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: «يا معشر التّجّار، إنّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف، فشوبوه بالصّدقة ... » «2» الحديث. وفي أوله: كنا نسمّي السماسرة. أخرجه البخاري في تاريخه من طريق منصور، عن أبي وائل، عن قيس بن أبي غرزة الغفاريّ ... فذكر الحديث. وفيه: فخرج علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث. أخرجه أصحاب السنن، من رواية أبي وائل عنه، وصححه، وقال ابن أبي حاتم: كوفي له صحبة، وقال ابن السّكن: له صحبة، سكن الكوفة، وذكر مسلم والأزدي أنه تفرّد بالرواية عنه وصححه، وقال أبو عمر: روى عنه الحاكم [582] ، فلا أدري أسمع منه أم لا. وجزم غيره بأنّ روايته عنه مرسلة. 7233 ز- قيس بن أم عراك: الأرحبي، من همدان. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأرسله إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام، ولم يزد على ذلك.   (1) أسد الغابة ت (4385) ، الاستيعاب ت (2170) ، الثقات 3/ 342، تجريد أسماء الصحابة 2/ 23، الجرح والتعديل 102، تقريب التهذيب 2/ 129، تهذيب التهذيب 8/ 401، تهذيب الكمال 2/ 137، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 357، تاريخ من دفن بالعراق 420، الكاشف 2/ 406، تلقيح فهوم أهل الأثر 371، الطبقات 33، التاريخ الكبير 7/ 144، تبصير المنتبه 3/ 946، الطبقات الكبرى 1/ 347، مشاهير علماء الأمصار 292، الإكمال 6/ 202، بقي بن مخلد 249. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 355، 356، 358 والحاكم في المستدرك 2/ 6 عن قيس بن أبي غرزة ... الحديث قال الذهبي صحيح تفرد أبو وائل عن قيس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 7234 ز- قيس بن غنام الأنصاري: قيل هو اسم أبي محمد القائل: إن الوتر واجب. 7235- قيس بن غنيم «1» : كذا ترجم له البخاري فيما وقفت عليه في نسخة قديمة من التاريخ، وكذا ذكره ابن حبّان، وقال: له صحبة، عداده في أهل البصرة. روى عنه ابنه، انتهى. وأظنه قيس، أبو عصمة الآني، فتصحف «أبو» بابن ويحتمل أن يكون ممن وافقت كنيته اسم أبيه، ثم رأيت ذلك مجزوما به في كتاب ابن السكن، فقال : قيس بن غنيم من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، رويت عنه أبيات من شعر رثى بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا يحفظ له عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رواية، وهو معدود في البصريين، ثم ساق بسنده إلى غنيم بن قيس، قال: ما نسيت أبياتا قالهنّ أبي حين مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فذكر الأبيات. وقد سبق ذكرها في ترجمة ولده غنيم بن قيس في حرف الغين. وقال أبو عمر: قيس بن غنيم الأسدي والد غنيم، كوفي، له صحبة وفي طبقات ابن سعد ما يدلّ على أن اسم أبيه سفيان. 7236- قيس بن قارب الضبي «2» : ذكره الدّار الدّارقطنيّ في «الأفراد» ، وأخرج من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن قيس بن قارب الضبي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا يؤاخذ اللَّه ابن آدم بذنب أربعين يوما لكي يستغفر اللَّه منه» إسناده ضعيف جدا، وقد تقدم من وجه آخر عن جعفر، فخالف في اسم الصحابي، قال: عن فروة بن قيس أبي مخارق. 7237- قيس بن قبيصة «3» : ذكره عبدان المروزي في الصحابة، واستدركه أبو موسى، وساق من طريق عبد اللَّه الألهاني، عن قيس بن قبيصة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من لم يوص لم يؤذن له في الكلام مع الموتى» «4» . قيل: يا رسول اللَّه، وهل يتكلمون؟ قال: «نعم، ويتزاورون» . سنده ضعيف.   (1) أسد الغابة ت (4387) . (2) أسد الغابة ت (4388) . (3) أسد الغابة ت (4389) . (4) أورده الحسيني في اتحاف السادة المتقين 5/ 158 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46080، 46086 وعزاه لأبي الشيخ من الوصايا عن قيس بن قبيصة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 375 7238- قيس بن قهد: بالقاف، الأنصاري «1» . تقدم ذكره في قيس بن عمرو، قال أبو نصر بن ماكولا: له صحبة، وروى عنه قيس بن أبي حازم، وابنه سليم بن قيس شهد بدرا وقال ابن أبي خيثمة: زعم مصعب الزبيري أنه جد يحيى بن سعيد، وأخطأ في ذلك؟ فإنما هو جدّ أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري. قلت: وجدت لمصعب مستندا آخر أخرجه ابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن سعد ابن أخي يحيى، عن أبيه سعد، عن عمه كليب، عن قيس بن عمرو، وهو ابن قهد ... فذكر الحديث. وعبد الرحمن ما عرفت حاله، فإن كان من قبله فلعله أخذه عن مصعب، وإلا فهو شاهد له. قال أبو عمر: هو كما قال، وقد خطئوه كلهم في ذلك. وأغرب ابن حبّان فجمع بين الاختلاف بأنه قيس بن عمرو، وقهد لقب عمرو وقد ذكر البغويّ خلاف ذلك، فقال: اسم قهد خالد. وفرّق بينه وبين قيس بن عمرو وجزم ابن السّكن بأنه والد خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب، وأغرب منه قول أبي نعيم هو قيس بن عمرو بن قهد بن ثعلبة، ثم قال: وقيل هو قيس بن سهل. وأخرج حديثه البخاريّ في تاريخه بسند جيد من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أخبرني قيس بن قهد أنّ إماما لهم اشتكى أياما. قال: فصلّينا بصلاته جلوسا وأخرجه البغوي من هذا الوجه، وقال: لا أعلم روى عن قيس بن قهد غيره، ولم يسنده- يعني لم يرفعه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7239- قيس: بن قيس الأنصاري «2» . ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع عليّ من الصحابة. ذكره أبو عمر. 7240- قيس: بن أبي قيس بن الأسلت. تقدم في ابن صيفي «3» . 7241- قيس بن كعب النخعي: أخو أرطاة «4» .   (1) أسد الغابة ت (4390) ، الاستيعاب ت (2171) ، الطبقات الكبرى 9/ 160، تجريد أسماء الصحابة 2/ 24، تاريخ الإسلام 202، الاستبصار 61، التحفة اللطيفة 3/ 422، التاريخ الكبير 7/ 142، الإكمال 7/ 77، تبصير المنتبه 3/ 1085، المشتبه 511. (2) أسد الغابة ت (4391) . (3) أسد الغابة ت (4392) ، الاستيعاب ت (2172) . (4) أسد الغابة ت (4393) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 376 تقدم ذكره في ترجمة الأرقم، وفي ترجمة أخيه أرطاة، وأنه قتل شهيدا بالقادسية. 7242- قيس بن أبي كعب: بن القين الأنصاري، عم كعب بن مالك الشاعر. ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا. 7243 - قيس بن كلاب «1» الكلابي. ذكره ابن قانع وغيره في الصحابة، وقال أبو عمر: له صحبة، وحديثه عند أهل مصر. ووقع لنا حديثه بعلوّ في المعرفة لابن مندة، من طريق ابن عبد الحكم، عن سعيد بن بشير القرشي، وكان يلزم المسجد، فذكر من فضله عن عبد اللَّه بن حكيم الكناني، عن قيس بن كلاب الكلابي، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على ظهر الثنية ينادي الناس ثلاثا: إنّ اللَّه حرّم دماءكم وأموالكم..» الحديث. وزعم ابن قانع أنه والد عطية بن قيس الكلابي التابعي الشامي، ولم يتابع عليه، إلا أن الفضل الغلابي قال في تاريخه: حدثني رجل من بني عامر من أهل الشام، عن عطية بن قيس، وكان من التابعين، ولأبيه صحبة. 7244- قيس بن مالك: بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن أرحب الأرحبي «2» . ذكره الطّبريّ وابن شاهين في الصحابة. وقال هشام بن الكلبي: حدثني حبّان بن هانئ بن مسلم بن قيس بن عمرو بن مالك بن لأي الهمدانيّ، ثم الأرحبي، عن أشياخهم، قالوا: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قيس بن مالك الأرحبي، وهو بمكة، فذكر قصة إسلامه، وضبط ابن ماكولا حبّان شيخ ابن الكلبي بكسر المهملة وتشديد الموحدة، وضبطه غيره بكسر المعجمة وتخفيف المثناة من أسفل وآخره راء. وأخرج ابن شاهين قصته من طريق المنذر بن محمد القابوسي، حدّثنا أبي، وحسين بن محمد، عن هشام الكلبي بسنده، وفيه: أنه رجع إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بأنّ قومه أسلموا، فقال: نعم وافد القوم قيس وأشار بإصبعه إليه، وكتب عهده على قومه همدان: عربها، ومواليها، وخلائطها أن يسمعوا له ويطيعوا، وأن لهم ذمة اللَّه ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأطعم ثلاثمائة فرق «3» جارية أبدا من مال اللَّه عزّ وجل.   (1) أسد الغابة ت (4394) ، الاستيعاب ت (2173) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 24. (2) أسد الغابة ت (4395) . (3) الفرق- بالتحريك- مكيال يسع ستّة عشر رطلا وهي اثنا عشر مدّا، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. وقيل: الفرق خمسة أقساط، والقسط: نصف صاع، فأما الفرق بالسكون فمائة وعشرون رطلا. النهاية 3/ 437. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 وأخرج ابن مندة من طريق عمرو بن يحيى، عن عمرو بن سلمة الهمدانيّ: حدثني أبي عن أبيه عن جده أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله [583] وسلم كتب إلى قيس بن مالك: سلام عليكم، أما بعد فإنّي استعملتك على قومك ... الحديث. وهو طرف من الّذي ذكره ابن شاهين. 7245- قيس بن مالك: بن المحسر» ، وقيل بتقديم السين، وقيل بإسقاط مالك، وبه جزم المرزبانيّ وغيره من الأخباريين، وقيل ابن مسحل، بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الحاء المهملة بعدها لام، وهو كناني ليثي. ذكره ابن إسحاق فيمن خرج مع زيد بن حارثة في سرّية أم قرفة الفزارية. وذكر ابن الكلبيّ أن قيسا هو الّذي باشر قتلها، قال: وقتلها قتلا شنيعا، وقتل النّعمان ابن سعد، وكان ذلك في رمضان سنة ست. وذكره ابن إسحاق أيضا فيمن شهد غزوة مؤتة، وقال في «السّيرة الكبرى» : وأمر خالد بن الوليد قيس بن مسحر اليعمري أن يعتذر مما جرى فقال أبياتا منها: وجاشت إليّ النفس من بعد جعفر ... بمؤتة لكن لا ينفع النّائل النّيل [الطويل] 7246- قيس بن مالك: بن أنس المازني الأنصاري «2» ، قاله ابن أبي حاتم قال: وقيل مالك بن قيس. قلت: سبق في قيس بن صرمة. وذكر البغوي عن موسى بن هارون الحمّال، قال: أبو صرمة اسمه قيس بن مالك بن أنس، وهو عمّ محمد بن حيان. 7247 ز- قيس بن محرث: الأنصاري. ذكره محمد بن سعد، عن عبد اللَّه بن محمد بن عمارة فيمن ثبت يوم أحد، قال: فلما ولّى المسلمون قام فقاتلهم في طائفة من الأنصار، فكان أول قتيل نظموه «3» بالرماح بعد أن قتل منهم عدّة، وأورد ابن شاهين ذلك في قيس بن الحارث، وقد أنكره عبد اللَّه بن   (1) أسد الغابة ت (4397) . (2) أسد الغابة ت (4396) ، الاستيعاب ت (2174) . (3) في أ: قتلوه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 378 محمد بن عمارة لقيس بن الحارث وأثبته لقيس بن محرث. واللَّه أعلم. 7248 ز- قيس بن المحسر: في ابن مالك «1» . 7249- قيس بن محصن «2» : بن خالد بن مخلّد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقيّ «3» . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وقال أبو عمر: شهد بدرا وشهد أحدا. 7250- قيس بن مخرمة: بن المطلب «4» بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، أبو محمد، ويقال أبو السّائب المكيّ، أمّه بنت عبد اللَّه بن سبع بن مالك الغنوية، وولد هو ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في عام واحد. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه له صحبة، قال: كنت أنا ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لدين «5» . روى عنه ابنه عبد اللَّه بن قيس. وقال ابن السّكن: حجازي، له صحبة، وذكره محمد بن إسحاق في المؤلفة، وكان ممن حسن إسلامه. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مثل حديث قباث، بفتح القاف وتخفيف الموحدة وآخره مثلثة الّذي تقدم، روى عنه ابناه: عبد اللَّه، ومحمد. قلت: وحديثه في جامع الترمذي، وأخرجه البخاري في التاريخ، من طريق محمد بن إسحاق، عن المطلب بن عبد اللَّه بن قيس بن مخرمة، عن أبيه، عن جدّه، قال: ولدت أنا ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفيل. زاد الترمذي، قال: وسأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم ... فذكر الحديث. وقد تقدم في قباث، ويقال إنه كان شديد الصفير يصفر عند البيت فيسمع صوته من حراء.   (1) تبصير المنتبه 4/ 1227، الاستيعاب ت (2175) . (2) في أسد الغابة، والتجريد والطبقات: وقيل هو قيس بن حصن. (3) أسد الغابة ت (4398) ، الاستيعاب ت (2176) . (4) أسد الغابة ت (4401) ، الاستيعاب ت (2177) ، الثقات 3/ 338، الطبقات الكبرى 9/ 161، تجريد أسماء الصحابة 2/ 25، الجرح والتعديل 7/ 103، تقريب التهذيب 2/ 30، تهذيب التهذيب 8/ 402، تهذيب الكمال 2/ 1138، خلاصة تذهيب 2/ 358، المتحف 506، الكاشف 2/ 406، التلقيح 384، العقد الثمين 7/ 80، الطبقات 9، التاريخ الكبير 7/ 145، بقي بن مخلد/ 277. (5) اللّدة: من ولد معك في وقت واحد والجمع لدات. المعجم الوسيط 2/ 828. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 7251- قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن مازن بن النجار الأنصاري «1» . ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد، وكذا ذكره ابن إسحاق. 7252- قيس بن المسحر: أو ابن مسحل. في قيس بن مالك «2» . 7253- قيس بن معبد: يأتي في يزيد بن معبد «3» . 7254- قيس بن المكشوح: المرادي «4» . يأتي في القسم الثاني، قال ابن عبد البرّ: قيل: لا صحبة له. [وقيل: بل له صحبة باللقاء والرؤية، ومن قال لا صحبة له] . قال: إنه لم يسلم إلا في أيام أبي بكر، وقيل عمر، قال: وهو أحد الصحابة الذين شهدوا فتح نهاوند، وله ذكر صالح في الفتوحات. 7255 ز- قيس بن مليكة الجعفي: في ابن «5» سلمة. 7256- قيس بن المنتفق «6» . تقدّم في عبد اللَّه بن المنتفق العقيلي. أخرج الحسن بن سفيان، من طريق محمد بن جحادة، عن المغيرة اليشكري، عن أبيه، قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا فيه رجل يقال له قيس بن المنتفق وهو يقول: وصف لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فزاحمت عليه. فقلت: يا رسول اللَّه ... الحديث، قال أبو موسى: اختلف في اسمه، والأشهر أنه لم يسم. 7257- قيس بن نشبة: بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة، السلمي «7» ، يقال هو عمّ العباس بن مرداس، أو ابن عمه.   (1) الاستيعاب ت (2178) . (2) أسد الغابة ت (4403) . (3) أسد الغابة ت (4404) . (4) أسد الغابة ت (4405) ، طبقات ابن سعد 5/ 525، المحبر 261، معجم الشعراء 198، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 64، شذرات الذهب 1/ 46، المنتخب من ذيل المذيل 545. (5) في أ: أبي. (6) أسد الغابة ت (4406) . (7) أسد الغابة ت (4407) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 قال أبو الحسن المدائني، وأخرجه ابن شاهين من طريقه، حدثنا أبو معشر، عن يزيد بن رومان، عن أسامة بن زيد هو الليثي، عن أبيه، وعن عبد الرحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه في آخرين- يزيد بعضهم على بعض، قالوا: جاء قيس بن نشبة السلمي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعد الخندق، فقال: إني رسول من ورائي من قومي، وهم لي مطيعون، وإني سائلك عن مسائل لا يعلمها إلا من يوحى إليه، فسأله عن السموات السبع وسكانها، وما طعامهم، وما شرابهم، فذكر له السموات السبع والملائكة وعبادتهم، وذكر له الأرض وما فيها، فأسلم، ورجع إلى قومه، فقال: يا بني سليم، قد سمعت ترجمة الروم وفارس وأشعار العرب والكهان، ومقاول حمير، وما كلام محمد يشبه شيئا من كلامهم، فأطيعوني في محمد، فإنكم أخواله، فإن ظفر تنتفعوا به وتسعدوا، وإن تكن الأخرى فإنّ العرب لا تقدم عليكم، فقد دخلت عليه وقلبي عليه أقسى من الحجر، فما برحت حتى لان بكلامه، قال: ويقال: إن السائل عن ذلك هو الأصم الرغلي، واسمه عباس. وذكر يعقوب بن شيبة، عن أبي الحسن أحمد بن إبراهيم، عن أبي حفص السلمي- وهو من ولد الأقيصر بن قيس بن نشبة، قال: كان قيس قدم مكة في الجاهلية فباع إبلا له فلواه المشتري حقّه، فكان يقوم فيقول: يا آل فهر كنت في هذا الحرم ... في حرمة البيت وأخلاق الكرم أظلم لا يمنع منّي من ظلم [الرجز] قال: فبلغ ذلك عباس بن مرداس، فكتب إليه أبياتا منها: وائت البيوت وكن من أهلها مددا ... تلق ابن حرب وتلق المرء عبّاسا [البسيط] قال: فقام العباس بن عبد المطلب، وأخذ له بحقه، وقال: أنا لك جار ما دخلت [584] مكة، فكانت بينه وبين بني هاشم مودّة حتى بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فوفد عليه قيس، وكان قد قرأ الكتب، فذكر قصة إسلامه، وأنشد في ذلك شعرا. وقرأت في كتاب الفصوص لصاعد بن الحسن الربعي اللغوي نزيل الأندلس، قال: حدثنا أبو علي القالي، عن ابن دريد، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، عن شيخ من بني سليم، حدثني حكيم بن عبد اللَّه بن وهب بن عبد اللَّه بن العباس بن مرداس السلمي، قال: كان قيس بن نشبة يتألّه في الجاهلية، وينظر في الكتب، فلما سمع بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قدم عليه، فقال له: أنت رسول اللَّه؟ قال: «نعم» . قال: فانتسب له، فقال: أنت الجزء: 5 ¦ الصفحة: 381 شريف في قومك، وفي بيت النّبوّة، فما تدعو إليه؟ فعرض عليه أمور الإسلام، وعرّفه ما يأمر به وينهى عنه، فقال: ما أمرت إلّا بحسن، وما نهيت إلا عن قبيح، فأخبرني عن كحل ما هي؟ قال: «السّماء» . قال: فأخبرني عن محل ما هي؟ قال: «الأرض» ، قال: فلمن هما؟ قال: «للَّه» . قال: ففي أيهما هو؟ قال: «هو فيهما، وله الأمر من قبل ومن بعد» قال: أنت صادق، وأشهد أنك رسول اللَّه، فكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يسميه حبر بني سليم، وكان إذا افتقده يقول: يا بني سليم، أين حبركم؟» فقال قيس بن نشبة: تابعت دين محمّد ورضيته ... كلّ الرّضا لأمانتي ولديني ذاك امرؤ نازعته قول العدوّ ... عقدت فيه يمينه بيميني قد كنت آمله وانظر دهره ... فاللَّه قدّر أنّه يهديني أعني ابن آمنة الأمين ومن به ... أرجو السّلامة من عذاب الهون [الكامل] قال صاعد: لا يعرف أهل اللغة كحل في أسماء السماء إلا من هذا الحديث. قلت: يجوز أن تكون غير عربية، فلذلك لم يذكرها أهل اللغة، وعرفها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالوحي، وقيس بن نشبة بما قرأه في الكتب، وقال ابن سيده: حكى أبو عبيدة أن الكحل السنة الشديدة. 7258- قيس بن النعمان السكونيّ «1» : ويقال العبسيّ. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة، وحديثه في الكوفيين، رواه إياد بن لقيط، عنه، قال: لما انطلق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأبو بكر إلى الغار يريدان الهجرة مرّا بعبد يرعى غنما، فاستسقياه لبنا، فقال: ما عندي شاة تحلب، فأخذ شاة فمسح ضرعها، واحتلب أبو بكر فشربا، فقال له العبد: من أنت؟ قال: «أنا رسول اللَّه» ، فأسلم. وأخرجه الطّبراني وسنده صحيح، وسياقه أتم وقد أخرج البخاري والحاكم في «المستدرك» ، من طريق عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط، عن أبيه، قال: حدثنا قيس بن النعمان وكان قد قرأ القرآن على عهد عمر، قال أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأهديت إليه فأبى ذلك، فقلت: إنا قوم يشقّ علينا أن تردّ الهدية.   (1) أسد الغابة ت (4408) ، الاستيعاب ت (2180) ، الثقات 3/ 343، تجريد أسماء الصحابة 2/ 25، الجرح والتعديل 7/ 104، تقريب التهذيب 2/ 130، تهذيب التهذيب 8/ 404، تهذيب الكمال 2/ 1138، خلاصة تذهيب 2/ 358، الطبقات 66. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 382 وذكره أبو عليّ بن السّكن بنحو ما ذكره ابن أبي حاتم، وفرّق البخاري في بعض نسخ التاريخ الكبير بين الّذي روى حديث الهدية، وقال فيه أبو الوليد، وبين الّذي روى حديث الغار، وذكر كلا الحديثين من طريق إياد بن لقيط لواحد، وهو واحد بلا ريب. 7259- قيس بن النعمان: العبديّ «1» ، أبو الوليد. قال البغويّ: سكن البصرة، ثم أخرج من طريق عوف الأعرابي عن زيد أبي القموص بن علي، قال: حدثني رجل من الوفد يحسب عوف أنه قيس بن النعمان- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لا تشربوا في نقير ولا مزفّت «2» . وكذا أخرجه أبو داود من هذا الوجه وقال البخاريّ: قيس بن النعمان قال عبد اللَّه بن عبد الوهاب: حدثنا خالد بن الحارث، سمع أبا القموص زيد بن علي، قال: حدثني أحد الوفد-، ولم يذكر المتن، وادّعى ابن مندة أنّ البخاري جعله والّذي قبله واحدا، والّذي في التاريخ الكبير ما وصفت أنه فرّق بين الّذي روى عنه إياد بن لقيط والّذي روى عنه أبو القموص، ولفظ ابن مندة: قال البخاري: حديثه في الكوفيين والبصريين، روى عنه إياد وزيد، وساق ابن مندة حديث أبي القموص من وجه آخر عن عبد اللَّه بن عبد الوهاب بسنده، وقال فيه: إنهم أهدوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شيئا من تمر فدعاهم وقال: «نعم الحيّ عبد القيس! أسلموا طائعين غير موتورين» . انتهى. وكان مستند من ظنّهما واحدا ذكر الهدية في كلا الحديثين، وليس بجيد، لأنّ الأول صرح بأنّ هديته ردّت بخلاف الآخر، وبأن السكونيّ من اليمن، وعبد القيس من ربيعة، وقد فرّق بينهما غير واحد من الأئمة، وهو المعتمد. 7260 ز- قيس بن نمط: بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن أرحب الهمدانيّ ثم الأرحبي. ذكره الهمدانيّ في أنساب حمير، وقال «3» : قال علماء حمير: خرج قيس بن نمط في الجاهلية حاجّا، فوقف على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يدعو إلى الإسلام، فقال له   (1) أسد الغابة ت (4409) ، الاستيعاب ت (2181) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 25، الجرح والتعديل 7/ 104، تهذيب التهذيب 8/ 404، الأعلمي 24/ 133، تقريب التهذيب 2/ 130، تهذيب الكمال 2/ 1138، الخلاصة 2/ 358، الكاشف 2/ 407، الطبقات 6، التاريخ الكبير 7/ 144، تراجم الأحبار 3/ 289، المعرفة والتاريخ 1/ 297. (2) المزفّت: هو الإناء الّذي طلي بالزفت- وهو نوع من القار- ثم انتبذ فيه. النهاية 2/ 304. (3) في أ: قال. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 383 النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «هل عند قومك من منعة» ؟ قال له قيس: نحن أمنع العرب، وقد خلّفت في الحيّ فارسا مطاعا يكنى أبا يزيد، واسمه قيس بن عمرو، فاكتب إليه حتى أوافيك أنا وهو ... فذكر قصة طويلة. وقد تقدم قيس بن مالك، وهو في الظاهر جدّ هذا، وفي ثبوت ذلك بعد، والّذي يظهر أنه واحد اختلف في اسمه ونسبه، وقد قيل: إن صاحب هذه القصة هو نمط بن قيس. وقيل مالك بن نمط. واللَّه أعلم 7261 ز- قيس بن هنّام: بنون ثقيلة. ذكره العسكريّ في الصّحابة. وقيل: إنه المذكور في القسم الأخير. وأظنه غيره 7262- قيس بن الهيثم السلمي «1» : وقيل: السامي، بالمهملة. ذكره البخاريّ، وقال: له صحبة. روى عنه عطية الدعّاء، وهو جدّ عبد القاهر بن السري، وكذا قال ابن أبي حاتم. وقال ابن مندة: ذكره البخاري في الوحدان من الصحابة، ولم يذكر له حديثا، وقال أبو نعيم: ذكره أبو أحمد العسال في التابعين من أهل البصرة. 7263- قيس بن أبي وديعة: بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سوادة بن مالك [بن غنّم بن مالك] «2» بن النجار الأنصاري النجاري. ويقال هو قيس بن وهرز الفارسيّ الأنباري، حليف الأنصار، ذكره الحاكم، وأخرج عن محمد بن العباس الضبي، عن محمد بن عبد اللَّه القيسي، أنبأنا محمد بن عبد اللَّه بن إبراهيم بن عيسى بن قيس بن أبي وديعة إلى آخر النسب، قال: وحدثنا محمد بن العباس، قال: سمعت أبا إسحاق أحمد بن محمد يقول: سمعت أحمد بن محمد بن داود بن مقرن بن قيس بن أبي وديعة يقول: سمعت أبي وعمّي يحدّثان عن جدّي، أخبرني أبي، عن أبيه قيس بن أبي وديعة- أنه قدم مع العاقب من نجران في الوفد، فدعاهم إلى الإسلام فلم يسلم العاقب، ورجع، فأما قيس بن أبي وديعة فمرض فأقام بالمدينة نازلا على سعد بن عبادة، فعرض عليه الإسلام فأسلم، ورجع إلى حضر موت، وشهد قتال الأسود العنسيّ، ثم انصرف إلى المدينة بعد موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعداده في الأحرار الذين قاتلوا الحبشة مع سيف بن ذي يزن، وكان اسم والده وهرز وأبو وديعة كنيته، قال: وقدم خراسان مع   (1) أسد الغابة ت (4411) ، الاستيعاب ت (2182) . (2) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 384 الحكم بن عمرو الغفاريّ، ثم رجع، ثم قدمها مع المهلّب، ثم استوطن بلخ، وله بها أعقاب، وكذلك بهران وكان من المعمّرين. 7264 ز- قيس بن وهب بن وهبان بن ضباب القرشي العامري. من مسلمة الفتح، وهو جدّ عبد الواحد بن أبي سعد بن قيس أمير الرّقة في زمن عبد الملك بن مروان، ومات بها، ورثاه عبيد اللَّه بن قيس الرقيات، وهو من رهطه بأبيات: يا خير عبس بالجزيرة بعد ما ... غبر الزّمان ومات عبد الواحد «1» [الكامل] ذكره الزّبير. 7265 ز- قيس بن وهرز الفارسي ّ «2» : تقدم قريبا. 7266 ز- قيس: بن يزيد الجهنيّ «3» . تقدم في قيس بن زيد. 7267- قيس بن يزيد. ذكره أبو إسحاق المستملي في طبقات أهل بلخ، وأورد من طريق العباس بن زنباع، عن أبيه، عن الضحاك، عن أبيه، عن جده فاتك بن قيس، عن أبيه قيس بن يزيد، قال: وفدت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وادي السبع فأسلمت وبايعت، وكتب لي كتابا، وأعطاني عصا، فجاء إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام فاجتمعوا إليه على جبل يقال له سلمان «4» . 7268- قيس الأنصاري «5» : يقال هو اسم جدّ عدي بن ثابت. وقد تقدم بيان الاختلاف فيه، وبيان الصواب منه في ترجمة ثابت بن قيس في حرف الثاء المثلثة. 7269- قيس التميمي «6» .   (1) ديوانه ص 79. (2) أسد الغابة ت (4412) . (3) أسد الغابة ت (4414) ، تجريد أسماء الصحابة 2602. (4) سلمان: بلفظ الصحابي قيل: وجيل، وقيل منزل بين عين صيد وواقصة والعقبة، والسّلمان: ماء قديم جاهلي وهو طريق إلى تهامة في الجاهلية من العراق وللعرب يوم سلمان. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 730. (5) أسد الغابة ت (4326) ، الاستيعاب ت (2185) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 17، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 359. (6) أسد الغابة ت (4328) ، الاستيعاب ت (2186) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 18، الجرح والتعديل 7/ 105، خلاصة تهذيب الكمال 2/ 351. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 385 ذكره البغويّ في الصحابة، وأخرج من طريق قيس بن الربيع، عن جابر الجعفي، عن مغيرة بن شبل «1» ، عن قيس النخعي، قال رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وعليه ثوب أصفر قال البغوي: تفرد به قيس بن الربيع. قلت: وهو وشيخه ضعيفان. وقال ابن السكن: حديثه مخرج عن جابر الجعفي، ولم يثبت. وذكره ابن عبد البر بهذا الإسناد، ثم قال: وفي خبر آخر عنه قال: بعثني جرير وافدا إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7270- قيس الجذامي «2» . ذكره البخاريّ في الصحابة، وأخرج من طريق كثير بن مرة، عن قيس الجذامي- رجل كانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يعطى الشّهيد ستّ خصال» ... الحديث. وأخرج أحمد، والنسائي، من طريق كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن عقبة بن عامر حديثا، وقد تقدم كلام البخاري، وابن أبي حاتم في قيس بن زيد الجذامي، وظهر لي أنه غيره، وأنّ الراويّ عن عقبة اختلف في اسم أبيه، فقيل عامر، وقيل يزيد، وقيل زيد، وأن ابن زيد غيره كما تقدم في ترجمته. 7271 ز- قيس الجعديّ: هو النابغة. اختلف في اسم أبيه. وستأتي ترجمته في النون. 7272 ز- قيس الخزاعي: أو الأسلمي. أورد المستغفري وأبو موسى من طريقه، فأخرج من رواية مسلم بن إبراهيم عن أم الأسود الخزاعية، عن أم نائلة الخزاعية، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سأله عن رجل اسمه قيس، وقال: لا أقرّته الأرض، فكان إذا دخل أرضا لم يستقر فيها. قلت: ليس في هذا ما يدلّ على أنه كان مسلما. 7273 ز- قيس الغفاريّ: أبو الصلت «3» تقدم ذكره في الصلت.   (1) في التجريد، والاستيعاب: شبيل، وفي التقريب شبل. ويقال: شبيل. (2) أسد الغابة ت (4332) ، الاستيعاب ت (2187) . (3) في أ: في ابن أبي الصلت. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 386 7274- قيس الكلابي: والد عطية بن قيس. وقع حديثه في سنن النسائي. وسيأتي بيانه في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى. 7275 ز- قيس الهمدانيّ: ذكره في التجريد، وعلم له علامة بقي بن مخلد. 7276- قيس «1» : والد غنيم المازني أو الأسدي. ذكره ابن أبي حاتم، وقال: كوفي له صحبة. روى عنه ابنه. وقال أبو عمر مثله. وقال البغويّ: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن السّكن: هو صحابي، ولا رواية له عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرج البخاريّ والبغويّ من طريق عاصم الأحول، عن غنيم بن قيس، قال: سمعت من أبي كلمات قالهنّ لما مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهي: ألا لي الويل على محمّد ... قد كنت في حياته بمقعد أبيت ليلي آمنا إلى الغد «2» [الرجز] ذكره في ترجمة قيس، ووجدت في نسخة قديمة قيس بن غنيم، وقد أشرت إليه فيما مضى. 7277- قيس، والد محمد» : ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، وأخرج من طريق ابن جريج، عن أبيه، عن عثمان بن محمد بن قيس، قال: رأى أبي في يدي سوطا لا علاقة له، فقال: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لرجل: «أحسن علاقة سوطك، فإنّ اللَّه جميل يحبّ الجمال» «4» . كذا أورده أبو نعيم عن الطبراني، وتبعه أبو موسى، وظاهره أن الحديث من رواية محمد بن قيس، إلا إن كان أطلق على الجدّ أبا، فيكون الحديث من رواية عثمان، عن قيس. ورأيت في نسخة قديمة بين عثمان ومحمد ضبة، فكأنه كان عن عثمان، عن محمد بن قيس، عن أبيه.   (1) الاستيعاب ت (2184) . (2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4387) . (3) أسد الغابة ت (4399) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 24. (4) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 137 رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم أورده التقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17169، وعزاه إلى الطبراني في الكبير وأبو نعيم في المعرفة عن محمد بن قيس عن أبيه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 387 7278 ز- قيس: قيل: هو اسم أبي محمد القائل: الوتر واجب واختلف في اسمه، واسم أبيه. 7279 ز- قيس: قيل هو اسم أبي إسرائيل الّذي حجّ في الشمس ماشيا. وقد اختلف في اسمه. وسيأتي في الكنى. 7280 ز- قيس «1» : جد محمد بن الأشعث. أخرج المستغفري من طريق محمد بن تميم، عن محمد [586] بن الأشعث بن قيس، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا فيه لم يذكر الحديث. قال ابن الأثير: أظنه الكندي. قلت: لو كان كذلك لم يكن له صحبة ولا رواية، لأنه مات في الجاهلية، ويحتمل أن يكون جد الكندي لأمه. 7281- قيسبة: بتحتانية مثنّاة ساكنة ثم مهملة مفتوحة ثم موحدة، ابن كلثوم بن حباشة بن هدم «2» بن عامر بن خولي بن وائل الكندي «3» . قال ابن يونس: كان له قدر في الجاهلية، ثم ذكر له قصة، ثم ذكر أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأنه شهد فتح مصر، قال: وكان اختط بعض المسجد، فلما بنى الجامع سلم خطته فزيدت في المسجد وعوّض عنها فأبى أن يقبل، وفي ذلك يقول الشاعر لابنه عبد الرحمن: وأبوك سلّم داره وأباحها ... لجباه قوم ركّع وسجود [الكامل] 7282- قيظي: بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الأوسي «4» . نسبه ابن القداح، وذكره ابن سعد والبغويّ في الصحابة. وقال الواقديّ: شهد أحدا هو وثلاثة من أولاده: عقبة، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن، وقتل يوم الجسر، واستشهد قيظي بأجنادين وقال البغوي: لا أعرف له حديثا. 7283- قيّوم الأزدي «5» : تقدم في عبد القيوم.   (1) أسد الغابة ت (4400) . (2) في أ: همام. (3) أسد الغابة ت (4417) . (4) أسد الغابة ت (4418) ، الاستيعاب ت (2198) . (5) أسد الغابة ت (4420) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 388 القسم الثاني في ذكر من له رؤية القاف بعدها الألف 7284- القاسم ابن سيدنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «1» : وبكرة، وأول مولود له، وبه كان يكنى. ولد قبل البعثة، ومات صغيرا. وقيل بعد أن بلغ سنّ التمييز. وقال الزّبير بن بكّار: حدثني محمد بن نضلة «2» ، عن بعض المشيخة، قال: ولدت خديجة القاسم، فعاش حتى مشى. وأخرج ابن سعد، من طريق محمد بن جبير بن مطعم: مات القاسم وله سنتان. وروى عن قتادة نحوه، وعن مجاهد عاش سبعة أيام. وقال الفضل العلائي: عاش سبعة عشر شهرا بعد البعثة. وقد أخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي، عن أبي عبد اللَّه الجعفي، هو جابر، عن محمد بن علي بن الحسين: كان القاسم قد بلغ أن يركب الدابة ويسير على النّجيبة، فلما قبض قال العاص بن وائل: لقد أصبح محمد أبتر، فنزلت: «إنّا أعطيناك الكوثر- عوضا عن مصيبتك يا محمّد بالقاسم» ، فهذا يدل على أن القاسم مات بعد البعثة. وكذا ما أخرجه ابن ماجة والطّيالسي والحربي من طريق فاطمة بنت الحسين عن أبيها، قال: لما هلك القاسم قالت خديجة: يا رسول اللَّه، درّت لبينة «3» القاسم، فلو كان اللَّه أبقاه حتى يتم رضاعه، قال: كان تمام رضاعه في الجنة. قال الحربيّ: أرادت أنها حزنت عليه حتى درّ لبنها عليه. وفي سنن ابن ماجة بعد قوله: لم يستكمل رضاعه، فقالت: لو أعلم ذلك يا رسول اللَّه لهوّن على أمره، فقال: «إن شئت دعوت اللَّه فأسمعك صوته» . فقالت: بل صدق اللَّه ورسوله. وهذا ظاهر جدا في أنه مات في الإسلام، ولكن في السند ضعف. وأما قول أبي نعيم   (1) أسد الغابة ت (4252) . (2) في أ: فضالة. (3) اللّبنة: الطائفة القليلة من اللبن، واللبنة تصغيرها. النهاية 4/ 228. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 389 لا أعلم أحدا من متقدمينا ذكره في الصّحابة فقد ذكر البخاري في التاريخ الأوسط من طريق سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة- أن القاسم مات قبل الإسلام، لكن سيأتي في ترجمة فاطمة بنت أسد حديث: ما أعفى أحد من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت أسد، قيل: ولا القاسم؟ قال: ولا القاسم، ولا إبراهيم. وكان إبراهيم أصغرهما. وهذا وأثر فاطمة بنت الحسين يدلّ على خلاف رواية هشام بن عروة. 7285- القاسم الأنصاري «1» : في «الصّحيحين» من طريق سالم بن أبي الجعد، عن جابر، قال: ولد لرجل من الأنصار غلام فسماه القاسم، فقالت الأنصار: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينا، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «سمّوا باسمي، ولا تكنّوا بكنيتي» ، وقد تقدم شيء من هذا في ترجمة عبد الرحمن. القاف بعدها الباء 7286- قبيصة بن ذؤيب «2» بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد اللَّه بن قمير بن حبشية، أبو إسحاق الخزاعي، ويقال أبو سعيد.   (1) أسد الغابة ت (4249) . (2) أسد الغابة ت (4263) ، الاستيعاب ت (2124) ، طبقات ابن سعد 5/ 176- المحبر لابن حبيب 261- طبقات خليفة 309- تاريخ خليفة 292- التاريخ لابن معين 2/ 484- التاريخ الصغير 100- التاريخ الكبير 7/ 174- تاريخ الثقات للعجلي 388- المعرفة والتاريخ 1/ 236- تاريخ أبي زرعة 1/ 62- تاريخ الطبري 2/ 239- المعارف 108 و 447- أنساب الأشراف 1/ 418- البرصان والعرجان 363- المغازي للواقدي 749- السير والمغازي لابن إسحاق 222- أخبار مكة للأزرقي 1/ 220- أخبار القضاة لوكيع 2/ 89- الجرح والتعديل 7/ 125- الثقات لابن حبان 5/ 317- جمهرة أنساب العرب 236- رجال صحيح مسلم 2/ 147- رجال صحيح البخاري 2/ 620- تحفة الوزراء للثعالبي 114- طبقات الفقهاء للشيرازي 47 و 62- تاريخ دمشق ومخطوطة الظاهرية 14/ 197- الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 422- الكامل في التاريخ 3/ 6- العقد الفريد 2/ 144- الكنى والأسماء للدولابي 1/ 187- تهذيب الأسماء واللغات 2/ 56- تهذيب الكمال 2/ 1119- تذكرة الحفاظ 1/ 57- العبر 1/ 101- سير أعلام النبلاء 4/ 282- الكاشف 2/ 340- المعين في طبقات المحدثين 35- عهد الخلفاء الراشدين «تاريخ الإسلام» 399- مختصر التاريخ لابن الكازروني 95 و 93- مرآة الجنان 1/ 177- البداية والنهاية 9/ 73- جامع التحصيل 311- فوات الوفيات 2/ 402- الوفيات لابن قنفذ 99- العقد الثمين 7/ 37- تهذيب التهذيب 8/ 346- تقريب التهذيب 2/ 122- النجوم الزاهرة 1/ 214- طبقات الحفاظ 21- خلاصة تذهيب التهذيب 314- شذرات الذهب 1/ 97- خلاصة تذهيب التهذيب 314- شذرات الذهب 1/ 97- العلل ومعرفة الرجال لأحمد رقم 1565- تاريخ الإسلام 3/ 170 و 171. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 مدني نزل الشام. تقدم ذكر والده في حرف الذال المعجمة، وذكره ابن شاهين في الصحابة. قال ابن قانع: له رؤية، وأخرج الحاكم أبو أحمد من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، قال: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له، فقال: هذا رجل نبيه ولد يوم الفتح، وقيل يوم حنين. وقال يحيى بن معين: أتى به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما ولد فدعا له. وقال أبو عمر: قيل إنه ولد أول سنة من الهجرة، وتعقّبوه. وقد روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وعن عمر، وعثمان، وبلال، وعبد الرحمن بن عوف، وغيرهم. روى عنه ابنه إسحاق، والزهري، ومكحول، ورجاء بن حيوة، وإسماعيل بن عبد اللَّه، وغيرهم، قال رجاء بن حيوة، عن مكحول: ما رأيت أعلم منه. وقال ابن سعد: كان على خاتم عبد الملك بن مروان، وكان أبرّ الناس عنده، وكان ثقة مأمونا في الحديث، وكان أمر البريد إليه، وكان يقرأ الكتب قبل عبد الملك ثم يخبره بما فيها. وأخرج البخاريّ أنه كان يعدّ مع سعيد بن المسيب وعروة في العفة والنسك. وقال الشعبي: كان أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت. وقال عمرو بن علي الفلاس، كان قبيصة معلم كتاب، وكذا نقل عن يحيى بن معين، وكان ذلك قبل أن يصحب عبد الملك. وقال الشّعبيّ: كان من أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت، وعدّه أبو الزناد في فقهاء أهل المدينة. أخرج ابن أبي حاتم ذلك بسند صحيح وكان الزّهريّ يقول: كان من علماء هذه الأمة. ومات سنة ست وثمانين وقيل قبل ذلك. وقال أبو عمر الضرير: مات سنة ثمان وثمانين. القاف بعدها الثاء 7287 ز- قثم بن أبي: الحكم بن أبي ذئب بن شعبة بن عبد اللَّه بن أبي قيس القرشي العامري. ابن عم المغيرة بن هشام بن أبي ذئب، وأمه صفية بنت صفوان بن أمية. ذكره الزّبير، ولم يذكروا لأبيه صحبة، فكأنه مات قبل الفتح كافرا. القاف بعدها الراء 7288- قرط «1» : ويقال له قريط بن أبي رمثة التميمي.   (1) أسد الغابة ت (4297) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 يأتي نسبه في ترجمة والده في الكنى، وذكره أبو موسى في الذيل مستدركا على ابن مندة، وقال: هاجر مع أبيه، فلما دخلوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لأبي رمثة: «ابنك هذا؟» قال: نعم، أشهد به. قال: «أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه» . ودعا بقرط فأجلسه في حجره، ودعا له بالبركة ومسح على رأسه وعمّمه بعمامة سوداء، وهو والد لاهز بن قريط أحد الرؤساء الذين كانوا مع أبي مسلم، وكنية لاهز أبو عمرو، وكنية قريط أبو الجنوب، واسم أبي رمثة يثربي بن رفاعة، ولم يكن له ولد غير قريط، وقد كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال له: «لم سمّيته قريطا؟» قال: لمكان القرط من الأذن، ذكر ذلك كله ابن شاهين. وذكر عبدان بعضه. قال أبو موسى: وقصة أبي رمثة مع ولده مشهورة، غير أنه قلما يسمى ابنه، وذكره أيضا ابن ياسين في تاريخه. قلت: لكنه قال قرط بغير تصغير، قال: وهو والد لاهز بن قرط أحد دعاة بني العباس. وذكره ابن حبّان في الصحابة بنحو هذه القصة مختصرا، ولم يذكر: عمّمه بعمامة سوداء ولا ما بعده، بل قال: له من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رؤية، وخرج أبوه في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى البحرين مع العلاء بن الحضرميّ. وقريط هو الّذي افتتح الأبلّة على عهد عمر، ثم غزا خراسان مع الأحنف بن قيس، ونزل مرو، وعقبه بها. القاف بعدها الياء 7289- قيس بن أبي حازم الأحمسي «1» : لأبيه صحبة. وروى ابن مندة بسند واه أنّ لقيس رؤية، والمشهور أنه من المخضرمين، وسيعاد في القسم الثالث . قال ابن مندة: أنبأنا سهل بن السري النجاري، حدثنا أبو هارون سهل بن شادويه، وعبد اللَّه بن عبيد اللَّه، حدثنا إبراهيم بن سعد السمرقندي، حدثنا أبو مقاتل حفص بن أسلم، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: دخلت المسجد مع أبي فإذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخطب، فلما أن خرجت قال لي: يا قيس، هذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكنت ابن سبع أو ثمان سنين، قال ابن مندة: لا يصح. وأخرجه الخطيب في المؤتلف في ترجمة الورداني من كتابه في «المؤتلف» من طريق أبي   (1) أسد الغابة ت (4337) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 392 سعد همام بن إدريس بن عبد العزيز عن أبيه عن حفصة بسنده، وأوله: كنت صبيا فأخذ أبي بيدي، فذهب بي إلى المسجد، فخرج رجل فصعد إلى المنبر، فقلت لوالدي: من هذا؟ قال: هذا نبي اللَّه. قال: وأنا إذ ذاك ابن سبع أو تسع. قال الخطيب: لا يثبت. وهذا الحديث إن كان له أصل فقد وقع فيه غلط يظهر من رواية البزار في مسندة، من طريق قيس، قال: قدمت على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فوجدته حين قبض، فسمعت أبا بكر يقول، فكأن الرواية الأولى كان فيها فإذا أبو بكر يخطب، لكن قوله ابن سبع أو ثمان لا يصحّ، فإنه جاء عن إسماعيل بسند صحيح أنه كبر حتى جاوز المائة بسنتين. وقد اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها أنه مات سنة بضع وتسعين، فعلى هذا كان مولده قبل الهجرة بخمس سنين، فيكون له عند الوفاة النبويّة خمس عشرة سنة، ولا يصحّ ما في الأثر الأول أنه كان حين سمع الخطبة ابن سبع أو ثمان. القسم الثالث القاف بعدها الألف 7290 ز- القاسم بن ينخسره- بفتح المثناة من تحت وسكون النون وضم المعجمة والراء، بينهما سين مهملة وآخره هاء. ضبطه أبو أحمد العسكري. له إدراك، ووفد على عمر. أخرج البخاري من طريق إسماعيل بن سويد، عن القاسم بن ينخسره، قال: قدمت على عمر فرحّب بي، وأجلسني إلى جانبه، ثم تلا: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ... [سورة المائدة 54] الآية. ثم قال: ما زلت أظن أنها فيكم يا أهل اليمن. القاف بعدها الباء 7291- قبيصة بن جابر «1» بن وهب بن مالك بن عميرة، بفتح أوله، أبو العلاء الأسدي الكوفي.   (1) أسد الغابة ت (4261) ، طبقات ابن سعد 6/ 145، تاريخ خليفة 268، طبقات خليفة 141، التاريخ الكبير 7/ 175، تاريخ أبي زرعة 1/ 592، المعرفة والتاريخ 1/ 457، الجرح والتعديل 7/ 125، تاريخ الثقات للعجلي 388، الثقات لابن حبان 5/ 318، تاريخ اليعقوبي 2/ 282، مشاهير علماء الأمصار 106 رقم 800، أنساب الأشراف 1/ 42، تاريخ الطبري 3/ 579، المحبر 235، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 55، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 129، الكاشف 2/ 340، تهذيب الكمال 2/ 1119، تهذيب التهذيب 8/ 344، تقريب التهذيب 2/ 122، خلاصة تهذيب التهذيب 8/ 344، تقريب التهذيب 2/ 122، خلاصة تذهيب التهذيب 314، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 49، تاريخ الإسلام 2/ 208. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 393 له إدراك، وصحب عمر بن الخطاب، وشهد خطبته بالجابية، وله معه قصة. قال يعقوب بن شيبة: يعدّ في الطبقة الأولى من فقهاء أهل الكوفة، وكان أخا معاوية من الرضاعة. وقال أبو عبد اللَّه بن الأعرابيّ في «النوادر» : إنه كان أحد الفصحاء، وهو القائل: شهدت قوما رأيتهم، فما رأيت رجلا أقرأ لكتاب اللَّه ولا أفقه في دين اللَّه من عمر، وصحبت طلحة فما رأيت أعطى لجزيل منه، وصحبت معاوية فما رأيت أكثر حلما منه. وأخرج البخاري هذا الكلام في التاريخ، من طريق عبد الملك بن عمير، عنه، ولفظه. فما رأيت أحدا أقرأ لكتاب اللَّه، ولا أحسن مدارسة، وزاد، وصحبت عمرو بن العاص فما رأيت أبين طرقا منه. وذكره زياد والمغيرة. وأخرج أبو زرعة الدمشقيّ، من طريق جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، قال: وفدت على معاوية فقضى حوائجي، فقلت له: من ترى لهذا الأمر بعدك؟ فقال: وما أنت وذاك؟ قلت: ولم؟ إني قريب القرابة، واذّ الصدر، عظيم الشرف. وقال معمر، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر: كنت محرما، فرأيت ظبيا فرميته فأصبته، فمات فوقع في نفسي، فأتيت عمر بن الخطاب فسألته فوجدت إلى جنبه عبد الرحمن بن عوف، فالتفت إليه، فقال: أرى شاة تكفيه، قال: نعم. فأمرني أن أذبح شاة، فذكر القصة. وقد روى عن علي، وطلحة، وابن مسعود، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم. روى عنه الشّعبي، وعبد الملك بن عمير، ومحمد بن عبد اللَّه بن قارب، وغيرهم. قال عليّ بن المديني، عن ابن عيينة: اختاره أهل الكوفة وافدا على عثمان. وقال خليفة بن خياط: مات سنة تسع وستين من الهجرة، وذكره في الطبقة الأولى من التابعين. 7292 ز- قبيصة بن مسعود بن عمر بن عامر بن عبد اللَّه بن الحارث بن نمير العامري ثم النميري. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 394 له إدراك، كان ولده همام سيّد قومه في زمن يزيد بن معاوية، وقتل يوم مرج راهط، ورثاه ابن مقبل بقصيدة أولها: يا جدع «1» أنف قيس بعد همام ذكره ابن الكلبيّ. القاف بعدها التاء 7293 ز- قتادة المدلجي: له إدراك، قال مالك في «الموطأ» ، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب: إن رجلا من بني مدلج يقال له قتادة حذف ابنه بالسيف فأصيب ساقه، فنزا دمه فمات، فقدم سراقة بن جعشم على عمر فأخبره، فقال: اعدد لي عشرين ومائة ناقة على ماء قديد. فلما قدم عمر أخذ منها مائة، فأعطاها لأخي المقتول، وقال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ليس للقاتل شيء» . وروى قصته عبد الرزاق، من طريق سليمان بن يسار نحوه، ولم يسمّه، قال: إن رجلا من بني مدلج، وقال: فورث أخاه لأبيه وأمه، ولم يورث أباه من ديته شيئا. القاف بعدها الحاء 7294 ز- قحيف بن السليك الهالكي: من بني هالك بالهاء، وهم من بني أسد. أسلم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان مع ضرار بن الأزور، وقضاعي بن عمرو، وسنان بن أبي سنان، يحاربون طليحة بن خويلد الأسدي لما ادّعى النبوة، وكان قحيف شجاعا فاتكا، فأمروه أن يفتك بطليحة فشهر سيفه، ثم حمل على طليحة فضربه ضربة خرّ منها مغشيا عليه، وتكاثر عليه أصحاب طليحة فقتلوه، فأفاق طليحة وتداوى منها، وأشاع بأنّ السلاح لا يحيك فيه، فافتتنوا به. روى ذلك سيف بن عمر في كتاب الفتوح، عن بدر بن الحارث بن عثمان بن قطبة، عن نفر من بني أسد أبوه أحدهم. القاف بعدها الدال 7295- قدامة بن عبد اللَّه بن منجاب. له إدراك، وعاش إلى إمرة مصعب بن الزبير.   (1) في د: يا جذع. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 395 القاف بعدها الراء 7296 ز- قرثع: بفتح أوله والمثلثة ثالثة بينهما راء ساكنة وآخره عين مهملة، الضبي. نزل الكوفة، له إدراك ورواية عن عمر بن الخطاب. وروى عن سلمان الفارسيّ، وأبي أيوب، وأبي موسى وغيرهم، روى عن علقمة بن قيس، قال: وكان من القرّاء الأولين، أخرج ذلك النسائي والمسيّب بن رافع، وقزعة بن يحيى، وغيرهم. وقال الخطيب: كان مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام، وقتل في خلافة عثمان شهيدا في بعض الفتوح، وحديثه في «الشمائل» وكتب «السنن» الثلاثة. 7297 ز- قرقرة بن زاهر التيمي: له إدراك، وذكره سيف، والطّبري، فيمن التقى بسعد بن أبي وقاص فيمن وجّهه إلى رستم حين رغب إليه في ذلك، واستدركه ابن فتحون. 7298 ز- قرة بن نصر العدوي: من عدي تميم. كان ممن أسره المكعبر عامل كسرى على هجر «1» في نوبة المشقر، وذلك أنهم كانوا أغاروا على مال لكسرى، فأمر المكعبر أن يحتال عليهم، فدعاهم إلى وليمة، فدخل منهم خلق كثير القصر، فأسرهم وقتلهم، وكان ممّن سلم من القتل قرة وحزن ومشجعة بنو النضر، فأرسلوا مع جماعة منهم إلى كسرى، فاستبقاهم، فجعلوا مشجعة خاطبا، وحزنا ترجمانا، فلما غزا المسلمون إصطخر خرجوا إلى المسلمين فصاروا معهم. ذكر ذلك أبو عبيد في حكاية يوم المشقر. ونقل عن أبي نعامة العدوي أنه أدرك مشجعة، وكان إذا مرّ لم يخف على أهل الدور لأنه كان يسبّح ويكبر بأعلى صوته، وكان كثير الإحسان والبر لبني عدي. 7299 ز- قريب بن ظفر: له إدراك، وكان رسول سعد بن أبي وقّاص إلى عمر في قصة فتح نهاوند، فلما وصل   (1) هجر: بفتح أوله وثانيه: مدينة هي قاعدة البحرين وربما قيل الهجر بالألف واللام وقيل ناحية البحرين كلها هجر قالوا: وهو الصواب، قيل: قصبتها الصّفا وبينها وبين اليمامة عشرة أيام وقيل الهجر بلد باليمن بينه وبيني عثر يوم وليلة من جهة اليمن وقيل إن هجر التي ينسب إليها القلال قرية كانت من قرى المدينة تعمل بها وخربت وقيل: هجر: بسكون الجيم ضد الوصل: موضع في شعر. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1452. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 396 إلى عمر تفاءل باسمه واسم أبيه. وقال: ظفر قريب. وأمّر النعمان بن مقرن.. وكان ذلك في سنة إحدى وعشرين من الهجرة. القاف بعدها السين 7300 ز- قسامة بن أسامة الكناني. له إدراك، ذكره ابن عساكر، عن أبي حذيفة إسحاق بن بشير- أنه ذكره في كتاب الفتوح فيمن شهد اليرموك. 7301- قسامة بن زهير المازني «1» : له إدراك، ذكر عمر بن شبّة في أخبار البصرة أنه كان ممن افتتح الأبلة مع عتبة بن غزوان، وكان رأسا في تلك الحروب، وله حديث مرسل ذكره ابن شاهين في الصحابة وهو من طريق يزيد الرقاشيّ، عن موسى بن يسار، عن قسامة بن زهير، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أبى اللَّه عليّ في قاتل المؤمن» . وروايته عن أبي موسى الأشعري وأبي هريرة عند أبي داود والنسائي والترمذي. روى عنه قتادة وعمران بن حدير، وهشام بن حسان، وغيرهم. وذكره العجليّ وابن حبّان في ثقات التابعين. وذكره الهيثم وخليفة في تابعي أهل البصرة، وقالا: مات بعد الثمانين. 7302 ز- قسامة بن زيد الليثي: تقدم ذكره في ترجمة أخيه فرات بن زيد، وأنّ عمر روى عنه شعرا قاله. القاف بعدها الطاء 7303 ز- قطن بن عبد عوف الهلالي. له إدراك، قال ابن أبي طاهر: كان عبد اللَّه بن عامر استعمله على كرمان، فأعطى على جواز الوادي أربعة آلاف، فأبى ابن عامر أن يحسبها له، فأجازها له عثمان بن عفان، وفي ذلك يقول الشّاعر: فدى للأكرمين من بني هلال ... على علّاتهم أهلي ومالي هم سنّوا الجوائز في معدّ ... فكانت سنّة إحدى اللّيالي [الوافر]   (1) أسد الغابة ت (4301) ، التجريد 2/ 15، تقريب التهذيب 2/ 126، الكاشف 2/ 400، التلقيح 384، الطبقات 193، بقي بن مخلد 739. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 397 قال ابن دريد: هذا أصل الجائرة، وقال ابن قتيبة استعمل عبد اللَّه بن عامر قطنا هذا على فارس، فمرّ به الأحنف بن قيس غازيا في جيش، فوقف بهم على قنطرة، فصار يعطي الرجل على قدره، فلما كثروا قال: أجيزوهم، فكان أول من سنّ الجوائز. قلت: حاصل ما قالاه أنّ الجائزة مشتقة من الجواز، ويعكر على الأولية المذكورة ما ثبت في الحديث الصحيح في الضيف جائزته يوم وليلة، وقد أشبعت القول في ذلك في كتاب «الأوائل» «وفتح الباري» . القاف بعدها اللام 7304- القلاخ العنبري: الشاعر المعمر. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: مخضرم نزل البصرة، قال: وأظن القلاخ لقبا له، وله مع معاوية خبر يذكر فيه أنه ولد قبل مولد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأنه رأى أمية بن عبد شمس بعد ما ذهب بصره يقوده عبد له من أهل صفّورية يقال له ذكوان، فقال له معاوية: ذاك ابنه أبو معيط، فقال: هذا شيء قلتموه أنتم، وأنشد القلاخ في ذلك: يسائلني معاوية بن هند ... لقيت أبا سلالة عبد شمس فقلت له: رأيت أباك شيخا ... كبير السّنّ مضروبا بطمس يقود به أفيحج عبد سوء ... فقال: بل ابنه ليزيل لبسي [الوافر] قال المرزبانيّ: وعاش القلاخ حتى تزوّج يحيى بن أبي حفصة مولى عثمان [589] بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم، فهجا آل قيس بن عاصم بسبب ذلك. وحكى دعبل بن علي الخزاعي في أخبار شعراء البصرة، قال: وهرب للقلاخ العنبري عبد يقال له مقسم، فتبعه يسأل عنه فنزل بقوم فسألوه عن اسمه فقال: أنا القلاخ جئت أبغي مقسما ... أقسمت لا أسأم حتّى يسأما [الرجز] وضبطه أبو بشر الآمدي بضم القاف وتخفيف اللام وآخره معجمة، وكذا قال ابن ماكولا وفرّق بينه وبين القلاخ بن حزن السّعديّ، يكنى أبا خراش، فقال في الأول: ذكره دعبل، وفي الثاني شاعر مشهور في دولة بني أمية انتهى. وما أبعد أن يكونا واحدا، وذكرهم الآمدي ثلاثة، الثالث القلاخ المنقري. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 398 القاف بعدها الياء 7305 ز- قيسان بن سفيان: له إدراك، واستشهد بأجنادين. 7306 ز- قيس بن بجرة: بضم الموحدة وسكون الجيم، الفزاري، يعرف بابن غنقل، بمعجمة ثم نون ثم قاف ثم لام، بوزن جعفر، وهي أمه، وهي من بني شمخ. ابن فزارة. ذكره المرزبانيّ، وقال: عاش في الجاهلية دهرا وفي الإسلام كثيرا. وله خبر مع عامر بن الطفيل في الجاهلية ثم أسلم، وهو القائل: فإمّا تريني واحدا باد أهله ... توارثه م الأقربين الأباعد فإنّ تميما قبل أن تلبد الحصى ... أقام زمانا وهو في النّاس واحد [الطويل] 7307 ز- قيس بن ثعلبة الأزدي: وفد على عمر مع أبي صفرة، ذكره ابن الكلبي. 7308- قيس بن ثور: بن مازن بن خيثمة السلولي، والد عمرو. له إدراك، وكنيته أبو بكر، ذكر ذلك الحاكم أبو أحمد تبعا لمسلم، والنّسائي، وله رواية عن أبي بكر الصديق، وشهد فتح مصر، ثم انتقل إلى حمص فسكنها. ذكره أبو سعيد بن يونس. روى عنه سويد بن قيس التّجيبي أنه هاجر على عهد أبي بكر، قال: فنزلنا بالحرّة، فخرج أبو بكر، فتلقانا فرأيناه مخضوب الرأس واللحية، أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه وأخرجه الدّارميّ من طريق الحارث بن يزيد الحمصي، عن عمرو بن قيس، قال: وفدت مع أبي إلى يزيد بن معاوية حين توفّي معاوية. 7309 ز- قيس بن الحارث: المرادي.. له إدراك، وقدم من اليمن في خلافة عمر بن الخطاب، وتفقّه إلى أن صار يفتى في زمانه، وقدم مع عمرو بن العاص فشهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس. 7310- قيس بن أبي حازم البجلي «1» : ثم الأحمسي، أبو عبد اللَّه. واسم أبي حازم   (1) أسد الغابة ت (4337) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 399 حصين بن عوف ويقال عوف بن عبد الحارث، ويقال عبد عوف بن الحارث بن عوف. لأبي حازم صحبة، وأسلم قيس في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهاجر إلى المدينة، فقبض النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل أن يلقاه. فروى عن كبار الصحابة، ويقال: إنه لم يرو عن العشرة جميعا غيره، ويقال: لم يسمع من بعضهم. وروى أيضا عن بلال، ومعاذ بن جبل، وخالد بن الوليد، وابن مسعود، ومرداس الأسلمي، في آخرين. روى عنه من التابعين فمن بعدهم إسماعيل بن أبي خالد، والمغيرة بن شبل، والحكم بن عتيبة، والأعمش، وبيان بن بشر، وآخرون. قال ابن حبّان في «الثقات» : قال ابن قتيبة: ما بالكوفة أحد أروى عن الصحابة من قيس. وقال أبو عبيد الآجريّ، عن أبي داود: أجود التابعين إسنادا قيس بن أبي حازم. ووقع في «مسند البزّار» ، عن قيس، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فوجدته قد قبض، فسمعت أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه ... فذكر حديثا عنه. وهذا يدفع قول من زعم أن له رؤية. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: أدرك الجاهلية. وقد أخرج أبو نعيم من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم دخلت المسجد مع أبي، فإذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخطب، فلما خرجت قال لي أبي: هذا رسول اللَّه يا قيس، وكنت ابن سبع أو ثمان سنين. قلت: لو ثبت هذا لكان قيس من الصحابة. والمشهور عند الجمهور أنه لم ير النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقد أخرجه الخطيب من الوجه الّذي أخرجه ابن مندة، وقال: لا يثبت. وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق جعفر الأحمر، عن السري بن يحيى، عن قيس، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لأبايعه فجئت وقد قبض، وأبو بكر قائم على المنبر في مقامه، فأطاب الثناء وأكثر البكاء. وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن قيس، قال: أمّنا خالد بن الوليد يوم اليرموك في ثوب واحد، وخلفه الصحابة. وقال يعقوب بن شيبة: كان من قدماء التابعين. روى عن أبي بكر فمن دونه، وأدركه وهو رجل كامل، قال: ويقال ليس أحد من التابعين جمع أن روى عن العشرة مثله إلا أنا، لا نعلم له سماعا من عبد الرحمن. ووثّقه جماعة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 400 وقال يحيى بن أبي عتبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: كبر قيس حتى جاوز المائة بسنتين، كبر وخرف. قال عمرو بن علي: مات سنة أربع وثمانين، وقال الهيثم بن عدي: مات في آخر خلافة سليمان بن عبد الملك، ويؤيده قول خليفة وأبي عبيد: مات سنة ثمان وتسعين، وقد تقدم ذكره في القسم الثاني. 7311- قيس بن رافع القيسي: الأشجعي، أبو رافع، ويقال يكنى أبا عمرو، نزيل مصر. ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: يقال إنه جاهلي، ولم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا قال وقال أبو موسى في «الذيل» : ذكره عبدان في الصحابة، وقال: أظنّ حديثه مرسلا ليس بمسند إلا أني رأيت بعض أهل الحديث وضعه في المسند، فذكرته ليعرف وأورد أبو داود حديثه في المراسيل. وهو من رواية الحسن بن ثوبان، عنه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: « [ماذا في] «1» الأمرين من الشّفاء: الصّبر، والتّقى» . وروى قيس بن رافع أيضا عن أبي هريرة، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وغيرهم. وروى عنه أيضا يزيد بن أبي حبيب، وإبراهيم بن نشيط، والحارث بن يعقوب، وغيرهم. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وذكر ابن يونس من طريق ابن ثوبان، قال: دخلت على قيس بن رافع، وكان من أهل العلم والسير «2» ، فذكر خبرا. وأورده البغويّ من طريق عبد الكريم بن الحارث، عن قيس بن رافع، قال: ويل لمن دينه دنياه، وهمّه بطنه. وفي الرواة آخر يسمى قيس بن رافع تابعي كوفي روى عن جرير، روى عنه عبد اللَّه بن الحارث، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. 7312 ز- قيس بن ربيعة بن عامر المرادي. له إدراك، ذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر. 7313 ز- قيس بن سمي بن الأزهر بن عمر بن مالك بن سلمة التجيبي. له إدراك، وذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وله رواية عن عمرو بن العاص. روى عنه سويد بن قيس التجيبي، وهو جد حيوة بن الرقاع بن عبد الملك بن قيس صاحب الدار بمصر، وعقبه بإفريقية. 7314 ز- قيس بن سمي الكندي: ويقال أبو قيس.   (1) مكانها بياض في هـ. (2) في تهذيب التهذيب: والستر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال: إنه مخضرم، نزل الكوفة وأنشد له من أبيات: فسبقناهم «1» ببأس ونيل ... وبمجد مستطرف وفعال [الخفيف] 7315 ز- قيس بن صهبان: الجهضمي. له إدراك. وكان ولده الحارث شريفا في الأزد، وهو أخو المهلب لأمّه، ذكره ابن الكلبي. 7316 ز- قيس بن طهفة: من بني رفاعة بن مالك بن نهد النهدي. له إدراك. قال ابن الكلبيّ: كان سيدا في زمانه، وتزوّج بنت الأشعث بن قيس ففجرت عليه فطلقها، وكان علي قد ولّاه الربع بالكوفة. 7317 ز- قيس بن عباد: بضم أوله وتخفيف الموحدة، القيسي الضبعي، نزيل البصرة. له إدراك. ذكره ابن قانع في الصّحابة، وأورد له حديثا مرسلا: وقال ابن أبي حاتم وغيره: قدم المدينة في خلافة عمر، فروى عنه وعن أبي ذر، وعلي، وأبي سعد، وعمار، وعبد اللَّه بن سلام، وغيرهم. روى عنه ابنه عبد اللَّه، والحسن، وابن سيرين، وأبو مجلز، وغيرهم. قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وذكره العجليّ في التّابعين، وقال: ثقة من كبار الصالحين. ووثّقه النسائي وغيره. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وقال: إنه يشكري، يكنى أبا عبد اللَّه، من ولد قيس بن ثعلبة من أهل البصرة. وأخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق عمارة بن أبي حفصة، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد: قدمت المدينة ألتمس العلم والشرف، فرأيت عليا وعمر قد وضع يده على منكبه. وذكره خليفة وابن سعد في الطبقة الأولى وذكر أبو مخنف أنه من جملة من قتلهم الحجاج ممن خرج مع ابن «2» الأشعث.   (1) في هـ: فسقنا بهم. (2) في أ: أبي الأشعث. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 402 7318 ز - قيس بن عبد اللَّه: الجعديّ «1» : يأتي في النابغة الجعديّ في حرف النون. 7319- قيس بن عبد يغوث «2» : هو ابن المكشوح. يأتي قريبا. 7320- قيس بن عدي اللخمي. له إدراك، وشهد فتح مصر، وكان طليعة عمرو بن العاص، ذكره ابن يونس. 7321 ز - قيس بن عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب العامري الكلابي. ذكره المرزبانيّ وقال: إنه مخضرم، وجدّه خويلد هو الّذي يقال له الصّعق، وهو القائل لعمر: ألا أبلغ أمير المؤمنين رسالة [الطويل] في أبيات يذم فيها العمال، يقول فيها: إذا التّاجر الهنديّ جاء بفأرة ... من المسك أضحت في مفارقهم تجري [الطويل] 7322 ز- قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية بن خديج [بن الحماس] بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي الشاعر المعروف بالنجاشي. يأتي في حرف النون إن شاء اللَّه تعالى. 7323- قيس بن عمرو: العجليّ. ذكره المرزباني في معجم الشعراء، وقال: مخضرم. 7324 ز- قيس بن فروة بن زرارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين. له إدراك، قتل أبوه وإخوته في الجاهلية مع الأشعث بن قيس حين قتل أبوه، وخرج يطلب بثأره، وشهد قيس هذا فتوح العراق، واستشهد ببلنجر، وهو من أرض العراق، بفتح الموحدة واللام وسكون النون بعدها جيم، وكان أميرا لوقعة سلمان بن ربيعة الباهلي. ذكره ابن الكلبي. 7325- قيس بن مروان الجعفي: ويقال ابن قيس، ويقال ابن أبي قيس.   (1) الاستيعاب ت (2167) . (2) أسد الغابة ت (4379) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 403 روى عن عمر بن الخطاب حديثا في فضل عبد اللَّه بن مسعود، وعنه: «من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأ على ابن أمّ عبد» أخرجه النسائي. روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن، وقرثع الضبي، وهما من أقرانه. وروى من طريق إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن قرثع، عنه. ومنهم من لم يذكر بين علقمة وعمر أحدا، وهذه رواية أبي معاوية وسفيان الثوري عن الأعمش، وجاء من رواية صفية عن عمارة بن عمير، عن قيس بن مروان. وعند أحمد: عن أبي معاوية أيضا عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن قيس بن مروان- أنه أتى عمر فقال: جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه، فغضب عمر، فقال: من هو؟ قلت: عبد اللَّه بن مسعود ... فذكر الحديث. وقال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : قيس بن مروان روى عن عمر، روى عنه حبيب، لم يزد على ذلك ولا ذكره البخاري في تاريخه، ولا ابن أبي حاتم بعده. 7326 ز- قيس بن المضارب: تقدم ذكره في عبد اللَّه بن حزن. 7327 ز- قيس بن المغفّل بن عوف بن عمير العامري. تقدّم نسبه في ترجمة أخيه الحكم بن مغفل، ولقيس إدراك، واستشهد «بالقادسية» في زمن عمر، ذكره ابن الكلبيّ. 7328- قيس بن المكشوح «1» : المرادي، يكنى أبا شداد، والمكشوح لقب لأبيه. واختلف في اسمه ونسبه، فقال ابن الكلبيّ: هو هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيّل، بمعجمتين مصغرا. ابن بداء «2» بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد. وقال أبو عمر: هو عبد يغوث بن هبيرة بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر [بن علي] «3» بن أسلم بن أحمس بن أنمار البجلي حليف مراد. وقال أبو موسى في «الذيل» : قيس بن عبد يغوث بن مكشوح، وينبغي أن يكتب ابن مكشوح بألف، فإنه لقب لأبيه لا اسم جده. قال ابن الكلبيّ: قيل له المكشوح، لأنه ضرب على كشحة أو كوى. واختلف في صحبته، وقيل: إنه لم يسلم إلا في خلافة أبي بكر أو عمر [591] ، لكنهم ذكروا   (1) أسد الغابة ت (4405) . (2) في الطبقات: بن الغزيل بن سلمة بن بداء. وفي الجمهرة: بن الغزيل بن سلمة بن عامر بن عوبثان. (3) ليس في الاستيعاب، وفي هـ بن عمرو بن عياض بن علي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 أنه كان ممن أعان على قتل الأسود العنسيّ الّذي ادعى النبوة باليمن، فهذا يدلّ على أنه أسلم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، لأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخبر بقتل الأسود في الليلة التي قتل فيها، وذلك قبل موت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بيسير، وممن ذكر ذلك محمد بن إسحاق في السيرة. وكان قيس فارسا شجاعا، وهو ابن أخت عمرو بن معديكرب، وكانا متباعدين، وهو القائل لعمرو: فلو لاقيتني لاقيت قرنا ... وودّعت الأحبّة بالسّلام «1» [الوافر] وهو المراد بقول عمرو: أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد «2» [الوافر] وكان ممن ارتد عن الإسلام باليمن، وقتل داذويه الفارسيّ كما تقدم ذلك في ترجمته، وطلب فيروز ليقتله ففرّ منه إلى خولان، ثم راجع الإسلام، وهاجر، وشهد الفتوح، وله في فتوح العراق آثار شهيرة في القادسية، وفي فتح نهاوند وغيرها، وتقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معديكرب. وذكر الواقديّ بسند له أن عمر قال لفيروز: يا فيروز: إنك ابتلي منك صدق قول، فأخبرني من قتل الأسود؟ قال: أنا يا أمير المؤمنين قال: فمن قتل داذويه الفارسيّ؟ قال: قيس بن مكشوح. ويقال: إن عمر قال له قولا. فقال: يا أمير المؤمنين، ما مشيت خلف ملك قط إلا حدثتني نفسي بقتله. فقال له عمر: أكنت فاعلا؟ قال: لا. قال: لو قلت نعم ضربت عنقك: فقال له عبد الرحمن بن عوف: أكنت فاعلا؟ قال: لا، ولكني أسترهبه بذلك. وقال أبو عمر: قتل بصفّين مع علي، وكان سبب قتله أنّ بجيلة قالوا له: يا أبا شداد، خذ رايتنا اليوم. فقال: غيري خير لكم، قالوا: ما نريد غيرك، قال: فو اللَّه إن أخذتها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب، وكان مع رجل على رأس معاوية، فأخذ الراية-   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4405) ، معجم الشعراء للمرزباني: 198، وسمط اللآلئ 1/ 64، الاستيعاب ترجمة رقم (2179) . (2) انظر ديوان عمرو بن معديكرب ص 92، الخزانة 4/ 280، الحباء: العطية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 وحمل حتى وصل إلى صاحب التّرس فاعترضه روميّ لمعاوية فضرب رجله فقطعها فقتله قيس، وأشرعت إليه الرماح فصرع، وهذا يقوي قول من زعم أنه بجليّ، لأن أنمار من بني بجيلة، ثم اتضح لي الصواب من كلام ابن دريد، فإنه فرّق بين قيس بن المكشوح الّذي قتل الأسود العنسيّ، وبين قيس بن مكشوح البجلي الّذي شهد صفّين، وهذا هو الصواب. وجزم دعبل بن علي في «طبقات الشعراء» بأن له صحبة، وذكر أنّ سعد بن أبي وقاص في فتوح العراق أمّر قيس بن المكشوح، وكان عمرو بن معديكرب من جنده، فغضب عمرو من ذلك. 7329 ز- قيس بن مكشوح «1» : البجلي. تقدم ذكره في الّذي قبله. 7330 ز- قيس بن ملجم بن عمرو بن يزيد المرادي: نزيل الكوفة، أخو عبد الرحمن الّذي قتل عليّا. له إدراك، وكان قد قدم المدينة هو وأخوه عبد الرحمن، وعمر في عهد عمر، وشهد قيس فتح مصر، ذكره ابن يونس، وقال: له ذكر. 7331 ز- قيس: بن نخرة الصّدفي. له إدراك، وشهد فتح مصر، ذكره ابن يونس. 7332- قيس بن هبيرة المرادي: ذكره ابن الكلبيّ في «فتوح الشّام» ، وأنه قدم من اليمن مع قومه لما استنفروا للجهاد في خلافة الصديق. 7333 ز- قيس بن يزيد: بن قيس العامري الكلابي. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: إنه مخضرم. 7334 ز- قيس الخارجي: يقال اسم أبيه سعد. له إدراك، ذكر ابن سعد بسند له أنه قال: أتيت عمر فقلت: إن أهلي يريدون الهجرة.. فذكر قصة. وذكره النّسائي في الكنى: فقال: أبو المغيرة قيس الخارجي، وله رواية عن عمر وعليّ وعثمان روى عنه أبو إسحاق السّبيعي وغيره، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. 7335 ز- قيس العبديّ: والد الأسود.   (1) الاستيعاب ت (2179) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 406 له إدراك ورواية، وكان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الحيرة في أول فتوح العراق. وذكر البخاريّ في «تاريخه» بسند صحيح عن الأسود بن قيس عن أبيه، قال: انتهينا إلى الحيرة فصالحناهم على ألف ورحل. فقلت لأبي: وما تصنعون بالرحل؟ قال: من أجل صاحب لنا لم يكن له رحل. وقال ابن سعد: له رواية عن عمر في الجمعة. 7336 ز- قيس اليربوعي: والد عبد اللَّه. له إدراك، قال البخاريّ: غزا مع خالد بن الوليد روى عنه حفيده يونس بن عبد اللَّه بن قيس، وكذا ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه. 7337- قيس، والد غنيم «1» : تقدم في القسم الأول. 7338 ز- قيس، غير منسوب: في كيسان. القسم الرابع فيمن ذكر غلطا مع بيانه القاف بعدها الألف 7339 ز- قابوس بن المخارق: أو ابن أبي المخارق. الكوفي. تابعي مشهور. روى عنه سماك بن حرب أحد صغار التابعين. قال البخاري: روى عن أبيه، وعن أم الفضل. وقال ابن يونس: قدم مصر حصبة محمد بن أبي بكر الصديق، وقرأت بخط مغلطاي أن ابن حزم ذكره في ترتيب مسند بقي بن مخلد، وأن له عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ستة أحاديث. قلت: وهي مراسيل، فأحدها حديث: يغسل من بول الجارية، وينضح من بول الغلام، قيل في سنده سماك بن حرب، عن قابوس- أنّ أم الفضل سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقيل: عن قابوس، عن أم الفضل، وقيل: عن قابوس، عن أبيه. ذكره الدار الدّارقطنيّ في «العلل» . وقال في «المراسيل» : أصحّ، يعني الأول ومنها حديث: قال رجل: يا رسول اللَّه، أتاني رجل يريد مالي. قال: «استعن عليه بالسّلطان، وإلّا فقاتل دون مالك ... » الحديث.   (1) الاستيعاب ت (2184) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 407 قال الدّار الدّارقطنيّ: قيل فيه: عن قابوس عن أبيه. وقيل: عن قابوس- رفعه. ليس فيه عن أبيه. والمسند أصحّ. 7340- قارب التميمي: صوابه الثقفي. وقد تقدم أنه اختلف في اسمه، فقيل: قارب، وقيل مارب. قال أبو موسى: إن كان هو الأول فقد تصحّفت نسبته، وإلا فيستدرك. قلت: هو الثقفي، فالحديث حديثه، فلا يستدرك. 7341 ز- القاسم: بن صفوان الزّهري. تابعي أرسل حديثا، وإنما هو عنده عن أبيه كما تقدم في ترجمته في حرف الصاد. 7342- القاسم، أبو عبد الرحمن الشامي» : مولى معاوية. ذكره عبدان المروزي في الصحابة، وأورد من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن ثابت، عن القاسم مولى معاوية- أنه ضرب رجلا يوم أحد. فقال: خذها وأنا الغلام الفارسيّ. فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما منعك أن تقول الأنصاريّ، وأنت منهم؟ فإنّ مولى القوم منهم» . قال ابن الأثير: كذا ذكره أبو موسى. وظاهره أنه القاسم الشّامي التابعي المعروف، وأظنّ الصواب مولى معاوية بن مالك بن عوف، بطن من الأنصار، لا معاوية بن أبي سفيان. قلت: أراد ابن الأثير أن يصحح الرواية، ويثبت أن القاسم صحابي وافق اسمه واسم مولاه اسم التابعي واسم مولاه، وليس كما ظن، وإنما علة الخبر أنّ صحابيّه سقط، فكأنه من رواية القاسم الشامي التابعي عن عتبة الفارسيّ، إن كان الراويّ ضبط اسم التابعي، وإلا فقد مر في حرف العين من رواية ابن إسحاق. وروى عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن عقبة مولى الأنصار، عن أبيه، قال: شهدت أحدا مع مولاي، فضربت رجلا ... الحديث. وتابعه جرير بن حازم عن داود، وفيه اختلاف آخر على داود. والقاسم الشامي يكنى أبا عبد الرحمن، فلعله انقلب على الراويّ. وفي الجملة فالراجح أن عقبة هو صحابي هذا الحديث، وأما القاسم فلا. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (4253) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 القاف بعدها الباء 7343- قباث بن رستم: ذكره بعض من ألّف في الصحابة، وخطأه البخاري، لأنه صحّف اسم أبيه، وصوابه أشيم، بمعجمة ثم تحتانية مثناة وزن أحمد. وقال البغويّ في ترجمة قباث بن أشيم، ويقال ابن رستم. وقد مضى على الصواب في القسم الأول. 7344- قبيصة «1» : والد وهب. استدركه أبو موسى، فوهم، وأخرج من طريق علي بن سعيد «2» العسكري، أنه ذكره في الصحابة، وساق من رواية عوف الأعرابي، عن حبان بن مخارق، عن وهب بن قبيصة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «العيافة والطرق والجبت «3» من عمل الجاهليّة» «4» . وهذا السند وقع فيه تحريف: والصواب عن قطن بن قبيصة بن المخارق الهلالي، كذا أخرجه أبو داود، والنسائي والطبراني، من طرق، عن عوف، وقد مضى على الصواب في القسم الأول. ووقع في رواية الحمادين عند الطبراني، كلاهما عن عوف عن حبان، عن قطن بن قبيصة بن مخارق، عن أبيه، فذكر هذا الحديث. 7345- قبيصة البجلي «5» . ذكره البغويّ، وابن أبي خيثمة، وابن مندة، وبقي بن مخلد، وأخرجوا له من طريق   (1) أسد الغابة ت (4267) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 11. (2) في أ: اليشكري. (3) العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادة العرب كثيرا وهو كثير في أشعارهم. النهاية 3/ 330. والطّرق: الضرب بالحصى، وهو ضرب من التكهن. اللسان 4/ 2661. والجبت: كل ما عبد من دون اللَّه، وتطلق على الكاهن والساحر والسحر. المعجم الوسيط 1/ 104. (4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 409 عن قبيصة كتاب الطب باب في الخط وزجر الطير حديث رقم 3907، 3908. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1426، وأحمد في المسند 3/ 477، وابن أبي شيبة في المصنف 9/ 43، وعبد الرزاق في المصنف 19502، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 425، والطبراني في الكبير 18/ 369 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28562. (5) أسد الغابة ت (4258) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 10، تلقيح فهوم أهل الأثر 384. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 عبد الوارث، عن أيوب عن أبي قلابة، عن قبيصة، قال: انكسفت الشمس.. فذكر الحديث، وفي آخره. فصلوا كأخفّ صلاة صليتموها من المكتوبة. قال البغويّ: رواه عباد بن منصور، عن أيوب، فزاد بين أبي قلابة وقبيصة هلال بن عامر، وقال: عن قبيصة الهلالي، ولا أعلم لقبيصة الهلالي غيره، وجعلوه غير قبيصة بن المخارق الهلالي، وهو واحد. وقد تعقّبه على البغوي ابن قانع، وعلى أبي بكر بن أبي خثيمة بن شاهين، وعلى ابن مندة أبو نعيم، وزاد أبو نعيم بأن هشاما الدّستوائي تفرّد بقوله البجلي، وخالفه بقية الرواة، فقالوا الهلالي، وهو الصّواب. وقد أشار البخاري إلى ذلك بقوله: قبيصة بن المخارق الهلالي، ويقال البجلي، فأفصح «1» بأنه واحد. 7346- قبيصة «2» : غير منسوب. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق محمد بن الفضل، عن عطاء، عن ابن عباس. قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من أخواله يقال له قبيصة، فسلم عليه.. الحديث. وتعقبه أبو نعيم بأنه قبيصة بن المخارق الهلالي، كذا أخرجه الطّبراني من وجه آخر، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قدم قبيصة بن المخارق الهلالي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فسلّم عليه ورحّب به ... فذكر الحديث بعينه. والمراد بقوله: من أخواله ابن عباس، لأنّ أمه هلالية. وظنّ ابن مندة أن الضمير للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وليس أخواله من بني هلال، فأفرده بترجمة، فلزم من هذا ومما قبله أن الواحد صار أربعة. 7347- قبيصة بن شبرمة «3» . قال: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جالسا فسمعته يقول: «أهل المعروف في الدّنيا أهل المعروف في الآخرة» . كذا أورده أبو موسى، وعزاه لأبي بكر بن أبي علي، من طريق محمد بن صالح، عن علي بن أبي هاشم، عن نصير «4» بن عمير بن يزيد بن قبيصة بن شبرمة، سمعت شبرمة بن ليث بن حارثة أنه سمع قبيصة بن شبرمة الأسدي، فذكره.   (1) في أ: فاتضح. (2) أسد الغابة ت (4268) . (3) أسد الغابة ت (4268) . (4) في ج: نصر بن أبي عمر، وفي أسد الغابة: نصير بن عبيد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 وهذا الحديث بهذا أخرجه الطبراني من طريق علي بن طبراخ، وهو علي بن أبي هاشم بهذا السند، إلا أنه قال: قبيصة بن برمة. ومضى على الصّواب في الأول. وأخرج البخاريّ، عن علي بن أبي هاشم بهذا السند في ترجمة قبيصة بن برمة حديثا آخر، فكأن والد قبيصة لما تحرّف اسمه ظنّ أبو بكر بن أبي علي أنه آخر، وليس كذلك. القاف بعدها التّاء. 7348 - قتادة «1» الليثي «2» . . ذكره ابن شاهين في الصّحابة من طريق عبد اللَّه بن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيه، عن جده، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يرفع يديه في كل تكبيرة، قال ابن شاهين: اسم جد عبد اللَّه بن عبيد قتادة. وتعقّبه أبو موسى بأن جده عمير بن قتادة، وهو كما قال، فإن عمير بن قتادة صحابي معروف تقدم ذكره. وقد تقدم هذا الحديث في ترجمة عمير بن كعب من القسم الأخير من حرف العين المهملة، وبينت وهم ابن ماجة فيه، وقد أخرجه ابن السكن، وأبو نعيم، وغيرهما في ترجمة عمير بن قتادة والد عبيد بن عمير. 7349 ز- قتادة بن النعمان. أشار ابن حبّان في ترجمة قتادة بن النعمان الأنصاريّ الصّحابي المشهور إلى أن بعضهم ذكر آخر يسمى قتادة بن النعمان غير الأول، فقال: من زعم أن قتادة بن النعمان اثنان فقد وهم، وهو كما قال. 7350- قتّر: بعد القاف مثناة فوقانية ثقيلة ضبطه ابن الأمين في ذيل الاستيعاب، وأبو الوليد الوقشي في حاشيته، ونسباه لابن قانع. والّذي في النسخة المعتمدة منه قين، بتحتانية ساكنة وبفتح أوله وآخره نون. وسيأتي. 7351- قتيلة والد المغيرة: بن سعد بن الأخرم. سماه عبدان، وقال البخاريّ: اسمه عبد اللَّه. وهو الصواب.   (1) في أ: قبيصة. (2) أسد الغابة ت (4275) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 411 القاف بعدها الدال 7352 ز- قدامة بن حاطب. ذكره ابن قانع في الصحابة، وهو تابعي نسب إلى جد أبيه، واسم أبيه إبراهيم بن محمد بن حاطب، وأكثر رواية قدامة عن التابعين، والحديث عن ابن قانع من رواية هشام بن زياد القرشي، سمعت عبد الملك بن قدامة الحاطبي يحدّث عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كبّر على عثمان بن مظعون [593] أربعا.. الحديث. وهذا مرسل أو معضل. 7353 ز- قدامة: غير منسوب «1» . ذكره ابن شاهين، واستدركه أبو موسى فوهم، فإنه قدامة بن عبد اللَّه العامري وقد أخرج البغويّ، وابن مندة، الحديث الّذي ذكره ابن شاهين هنا في ترجمة قدامة بن عبد اللَّه. وقد تقدم في القسم الأول. القاف بعدها الرّاء 7354 ز- قردة «2» بن الناقرة «3» الجذامي. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» في حرف القاف، وذكر له قصة تقدمت في قروة الجذامي، وتعقّبه الرضي الشّاطبي بأنه صحّف اسمه واسم أبيه، وإنما هو فروة بن نفاثة، وهو كما قال. القاف بعدها السين 7355 - قس «4» بن ساعدة بن حذافة: بن زفر بن إياد بن نزار الإيادي البليغ الخطيب «5» المشهور. ذكره أبو عليّ بن السّكن، وابن شاهين، وعبدان المروزي، وأبو موسى في الصحابة، وصرح ابن السكن بأنه مات قبل البعثة. وذكره أبو حاتم السجستاني في المعمّرين ونسبه كما ذكرت، وقال: إنه عاش ثلاثمائة وثمانين سنة، وقد سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حكمته، وهو أول من آمن بالبعث   (1) أسد الغابة ت (4285) . (2) في أ: قرة. (3) في ب، وأسد الغابة والاستيعاب: الناقدة. (4) في أ: قيس. (5) أسد الغابة ت (4299) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 412 من أهل الجاهلية، وأول من توكّأ على عصا في الخطبة، وأول من قال: أما بعد في [قول] ، وأول من كتب من فلان إلى فلان. وفي رواية ابن الكلبيّ أن في آخر خطبته: لو على الأرض دين أفضل من دين قد أظلّكم زمانه، وأدرككم أوانه، فطوبى لمن أدركه فاتبعه، وويل لمن خالفه، وكانت العرب تعظّمه وضربت به شعراؤها الأمثال، قال الأعشى في قصيدة له: وأحلم من قسّ وأجرى من الّذي ... بذي الغيل من خفّان أصبح حادرا [الطويل] وقال الحطيئة: وأقول من قسّ وأمضى كما مضى ... من الرّمح إن مسّ النّفوس نكالها «1» [الطويل] وقال لبيد: وأخلف قسّا ليتني ولعلّني ... وأعيا على لقمان حكم التّدبّر «2» [الطويل] وأشار بذلك إلى قول قس بن ساعدة: وما قد تولّى فهو قد فات ذاهبا ... فهل ينفعني ليتني ولعلّني [الطويل] وقال المرزبانيّ، ذكر كثير من أهل العلم أنه عاش ستمائة سنة، وكان خطيبا حكيما عاقلا له نباهة وفضل، وأنشد المرزبانيّ لقسّ بن ساعدة: يا ناعي الموت والأموات في جدث ... عليهم من بقايا بزّهم فرق دعهم فإنّ لهم يوما يصاح بهم ... كما ينبّه من نوماته الصّعق [البسيط] وقد أفرد بعض الرواة طريق حديث قس، وفيه شعره، وخطبته، وهو في «المطوّلات»   (1) البيت للحطيئة كما في ديوانه ص 228 وبعده وأدم كأرآم الظّباء وهبتها ... مراسيل مشدود عليها رحالها وقس بن ساعدة كان من أخطب الناس، والنكال: العذاب. (2) البيت للبيد بن ربيعة كما في ديوانه ص 71، ويروى: وأخلف قسا: قس بن ساعدة الإيادي، لقمان: صاحب النسور. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 413 للطبراني وغيرها، وطرقه كلها ضعيفة، فمنها ما أخرجه عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زيادات الزّهد، من طريق خلف بن أعين، قال: لما قدم وفد بكر بن وائل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لهم: «ما فعل قسّ بن ساعدة الإياديّ» ؟ قالوا: مات يا رسول اللَّه قال: كأني انظر إليه في سوق عكاظ على جمل أحمر ... الحديث. وذكر الجاحظ في كتاب البيان والتبيين قسّا وقومه، وقال: إن له ولقومه فضيلة ليست لأحد من العرب، لأنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم روى كلامه وموقفه على جمله بعكاظ وموعظته، وعجب من حسن كلامه، وأظهر تصويبه، وهذا شرف تعجز عنه الأماني، وتنقطع دونه الآمال، وإنما وفق اللَّه ذلك لقس، لاحتجاجه للتوحيد، ولإظهاره الإخلاص، وإيمانه بالبعث، ومن ثمّ كان قسّ خطيب العرب قاطبة. ومنها ما أخرجه ابن شاهين، من طريق ابن أبي عيينة المهلبي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: لما قدم أبو ذرّ على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال له: يا أبا ذر، «ما فعل قسّ بن ساعدة» ؟ قال: مات يا رسول اللَّه قال: «رحم اللَّه قسّا، كأنّي انظر إليه على جمل أورق، تكلّم بكلام له حلاوة لا أحفظه» ، فقال أبو بكر: أنا أحفظه. قال: «اذكره» ، فذكره، وفيه الشعر، وفيه: فقال رجل من القوم: رأيت من قس عجبا، كنت على جبل بالشام يقال له سمعان في ظل شجرة إلى جنبها عين ماء، فإذا سباع كثيرة وردت الماء لتشرب، فكلما زأر منها سبع على صاحبه ضربه قسّ بعصا، وقال: كفّ حتى يشرب الّذي سبق، قال: فتداخلني لذلك رعب، فقال لي: لا تخف، ليس عليك بأس. القاف بعدها الطّاء 7356- قطبة بن جزي «1» . فرق أبو عمر بينه وبين قطبة بن قتادة، وهو واحد، ويكنى أبا الحويصلة. وقد تقدّم في الأول. والراويّ المذكور في الموضعين واحد، وهو مقاتل بن معدان، وقد بينت وهم ابن أبي حاتم فيه هناك. القاف بعدها العين 7357- القعقاع بن عبد اللَّه: بن أبي حدرد الأسلمي. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: روى حديثين. أحدهما «تمعددوا واخشوشنوا» . والثاني: مرّ بقوم ينتضلون، فقال: «ارموا، فإنّ أباكم كان راميا» .   (1) أسد الغابة ت (4307) ، الاستيعاب ت (2139) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 قال أبو عمر. للقعقاع صحبة. ولأبيه صحبة، وقد ضعّف بعضهم صحبة القعقاع بأن حديثه إنما يأتي من رواية عبد اللَّه بن سعيد المقبري، وهو ضعيف. قلت: الحديث الأول أخرجه ابن أبي شيبة وغيره من طريق عبد اللَّه بن سعيد، عن أبيه، عن القعقاع بن أبي حدرد، وهو صحابي كما تقدم في القسم الأول: وأما القعقاع بن عبد اللَّه فهو ابن أخيه لا صحبة له، وأما الحديث الثاني فإنما جاء من رواية القعقاع بن عبد اللَّه بن أبي حدرد عن أبيه كما تقدم في ترجمة عبد اللَّه بن حدرد في حرف العين.. وقد نبّه على وهم أبي عمر فيه ابن فتحون، ونقل عن خليفة أنه قال: عبد اللَّه والقعقاع ابنا أبي حدرد، ولهما صحبة، قال البخاريّ: القعقاع بن أبي حدرد له صحبة، وحديثه عن عبد اللَّه بن سعيد لا يصحّ، وكذا قال ابن أبي حاتم عن أبيه، وقالا: من قال فيه القعقاع بن عبد اللَّه فقد وهم. وقال ابن فتحون: لو كان القعقاع بن عبد اللَّه له صحبة لكان ينبغي أبي عمر أن يقول: له ولأبيه وجده صحبة، لأن أبا حدرد صحابي. قلت: وهو كما قال، والعمدة في أن لا صحبة له أنّ رواية المقبري إنما هي عنه عن أبيه، فالصحبة لأبيه. واللَّه أعلم. 7358- القعقاع: غير منسوب «1» . استدركه أبو موسى، وقال: له ذكر في وقعة حنين وتعقّب [594] بأنه القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي، كما مضى في الأول.. القاف بعدها النّون 7359- قنفذ التميمي «2» . ذكره أبو موسى وقال: استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جده، وهو خطأ، فإنه أخرج من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن الواقدي، عن الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي هند، حدثني قنفذ التميمي، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي بين القبر والمنبر، فقلت له، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة «3» » .   (1) أسد الغابة ت (4317) . (2) في أسد الغابة: التيمي. (3) أخرجه البخاري 3/ 29، وأحمد 3/ 64، وابن أبي عاصم 2/ 339 وأبو نعيم في الحلية 9/ 324، والطبراني في الكبير 12/ 294 وابن أبي شيبة 11/ 439، والبغوي في التفسير 3/ 149، والبيهقي 5/ 246، والطحاوي في المشكل 4/ 68، 69، 70. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 415 والّذي في مسند الحارث: حدّثني قنفذ التميمي، قال: رأيت ابن الزّبير. إلى آخره، وهو مستقيم، وصحابيّ الحديث ابن الزبير بخلاف ما يقتضيه سياق يحيى، فإنّ ظاهره أنّ قنفذا رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأنه سأله فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهذا خطأ مكشوف. القاف بعدها الياء 7360- قيس بن تميم الطائي الكيلاني: الأشج، من نمط أشجّ العرب، ومن نمط رتن الهندي. قرأت في تاريخ اليمن للجندي أنه حدّث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن علي بن أبي طالب، فسمع منه أبو الخير الطالقانيّ، ومحمود بن صالح الطرازي، ومحمود بن عبيد اللَّه بن صاعد المروزي، كلّهم عنه، قال: خرجت من بلدي وكنّا أربعمائة وخمسين رجلا، فضللنا الطريق، فلقيا رجل، فصال علينا ثلاث صولات، فقتل منّا في كل مرّة أزيد من مائة رجل فبقي منّا ثلاثة وثمانون رجلا فاستأمنوه فأمنهم فإذا هو علي بن أبي طالب، فأتى بنا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يقسم غنائم بدر، فوهبني لعلي، فلزمته ثم استأذنته في الذهاب إلى أهلي، فأذن لي فتوجّهت، ثم رجعت إليه بعد قتل عثمان، فلزمت خدمته، فكنت صاحب ركابه فرمحتني بغلة فسال الدم على رأسي فمسح على رأسي، وهو يقول: مدّ اللَّه يا أشج في عمرك مدّا. قال: فرجعت بعده إلى بلدي، فاشتغلت بالعبادة إلى أن ملك ألب أرسلان، فسمع بي، فأرسل إليّ فرأيت عليّا في النوم وهو ينهاني، فهربت إلى المدينة، ثم إلى طبرستان، ثم رجعت إلى كيلان، ثم ساق أكثر من أربعين حديثا زعم أنه سمعها من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7361 ز- قيس بن الحارث. تابعي أرسل حديثا، ذكره البغويّ في الصحابة، وهما، فأخرج من طريق صالح بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن قيس بن الحارث- أنه أخبره أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «رحم اللَّه حارس الحرس» . وقال أبو علي بن السّكن : قيس بن الحارث التميمي رجل روى عنه عمر بن عبد العزيز، يقال له صحبة. وليس بمشهور، ثم قال: لم تثبت صحبته، قال: وهذا الحديث الجزء: 5 ¦ الصفحة: 416 روى عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن عقبة بن عامر، ولا يصح. قلت: مداره على صالح بن محمد، وهو أبو واقد المدني، أحد الضعفاء. 7362- قيس بن الحارث التميمي «1» . فرق ابن فتحون بينه وبين قيس بن الحارث بن يزيد التميمي، وهما واحد. وقد ساق نسبه ابن سعد، ولم يسقه ابن إسحاق فظنه ابن فتحون اثنين. 7363 ز- قيس بن الخطيم: الأنصاري. ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصّحابة، وهو وهم، فقد ذكر أهل المغازي أنه قدم مكة فدعاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الإسلام وتلا عليه القرآن، فقال: إني لأسمع كلاما عجبا، فدعني انظر في أمري هذه السنة، ثم أعود إليك، فمات قبل الحول، وهذا هو الشّاعر المشهور، وهو من الأوس، وله وقعة بعاث التي كانت بين الأوس والخزرج قبل الهجرة «2» أشعار كثيرة. 7364- قيس بن رافع «3» . تابعي أرسل شيئا فذكره عبدان المروزي في الصحابة، وهما. وقد ذكرته في القسم الثاني. 7365 ز- قيس «4» : بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسيّ الفارس المشهور الّذي كان على يده حرب داحس والغبراء بين بني عبس وبني فزارة في الجاهلية. ذكر الحسن بن عرفة في كتاب «الخيل» له أنه عاش إلى خلافة عمر، فسألوه عن الخيل، فقال: وجدنا أصبرنا في الحرب الكميت. وكأنه سقط من الخبر لفظ ابن، وكان فيه أنّ عمر سأل ابن قيس، فقد ذكر أهل المغازي أنّ وفد بني عبس كان فيهم ابن قيس بن زهير. وسيأتي في حرف الميم في القسم الثالث ذكر حفيده مساور بن هند بن قيس بن زهير. والمعروف أن قيس بن زهير مات قبل البعثة.   (1) أسد الغابة ت (4334) . (2) في أ: قبل الهجرة بقليل. (3) أسد الغابة ت (4345) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20- الجرح والتعديل ص 7/ 96- تهذيب التهذيب ص 8/ 11- تقريب التهذيب ص 2/ 128- تهذيب الكمال ص 2/ 1133- خلاصة تهذيب الكمال ص 2/ 356- التحفة اللطيفة ص 3/ 419- التاريخ الكبير ص 7/ 149، 152. (4) في أ: خذيمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 417 قال أبو الفرج الأصبهاني: وذكر ابن دريد في أماليه، عن أبي حاتم، عن الأصمعي، قال: جاور قيس بن زهير النمر بن قاسط ليقيم فيهم، فأكرموه وآووه، فقال: إني رجل غريب حريب، فانظروا لي امرأة قد أدّبها الغنى وأذلها الفقر، ولها حسب وجمال، أتزوّجها، فزوّجوه امرأة على هذا الشرط، فأقام معها حتى ولدت له، وقال لهم أول ما أقام عندهم: إني لا أقيم عندكم حتى أعلمكم أخلاقي، إني فخور غيور آنف، ولكن لا أغار حتى أرى، ولا أفخر حتى أبدأ، ولا آنف حتى أظلم، ثم ذكر وصيته لهم عند ما فارقهم. وقال المرزبانيّ: كان شريفا شاعرا حازما ذا رأي، وكانت عبس تصدر عن رأيه في حروبها، وهو صاحب داحس فرس راهن عليها حذيفة بن بدر على فرسه الغبراء فسبقه قيس، فتنازعا إلى أن آل أمرهما إلى القتال والحرب، فقتل حذيفة بن بدر في الحرب، فرثاه قيس، وكان أبوه زهير أبا عشرة وعم عشرة وأخا عشرة وخال عشرة، ورأس غطفان كلها في الجاهلية، ولم يجمع على أحد قبله، وكان والده قيس أحمر أعسر أيسر بكر بكرين، وهو القائل: قتلت بإخوتي سادات قومي ... وهم كانوا الأمان على الزّمان فإن أك قد شفيت بذاك قلبي ... فلم أقطع بهم إلّا بناني [الوافر] 7366- قيس بن زيد «1» . تابعي صغير، أرسل حديثا، فذكر جماعة منهم الحارث بن أبي أسامة في الصحابة، وذكره ابن أبي حاتم وغيره في التابعين تبعا للبخاريّ، وقال: قال أبوه مجهول، وذكره أبو الفتح الأزديّ في «الضعفاء» ، قال الحارث: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم طلّق حفصة، فدخل عليها خالها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت ... الحديث. وفيه: قال لي جبريل: راجع حفصة «2» ، فإنّها صوّامة، قوّامة، وإنّها زوجتك في الجنّة» . وأخرجه [595] ابن أبي خيثمة في ترجمة حفصة من هذا الوجه، وكذلك الحاكم في «المستدرك» ، وفي سياق المتن وهم آخر، لأن عثمان بن مظعون مات قبل أن يتزوج النبيّ   (1) أسد الغابة ت (4349) ، الاستيعاب ت (2156) . (2) أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 50 والحاكم في المستدرك 4/ 15، وذكره المتقي الهندي في الكنز (34380) 12/ 138. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 418 صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حفصة، لأنه مات قبل أحد بلا خلاف، وزوج حفصة قبل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مات بأحد، فتزوجها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعد أحد بلا خلاف.. وقال أبو حاتم أيضا: قيس بن زيد هو الّذي روى عن شريح القاضي، يريد ما رواه صدقة بن موسى، عن أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد، عن قاضي المصريين، وهو شريح، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7367- قيس بن سعد: بن ثابت الأنصاري «1» . ذكره المستغفريّ في الصحابة، وأورد من طريق عيسى بن حماد، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن ثعلبة بن أبي مالك، عن قيس بن سعد بن ثابت الأنصاري، وكان صاحب لواء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- أنه أراد الحج فرجّل أحد شقي رأسه، فقام غلام له فقلّد هديه، فنظر قيس فإذا هديه قد قلد فلم يرجّل شقه الأيمن. قال أبو موسى في «الذيل» : أظن هذا قيس بن سعد بن عبادة. قلت: أخرجه الإسماعيلي في مستخرجه من هذا الوجه، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عيسى بن حماد، وهو عند البخاري عن ابن أبي مريم، عن الليث، عن عقيل، لكن قال: إن قيس بن سعد الأنصاري، وكان صاحب لواء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أراد الحجّ فرجّل. وكذا وقع في معجم الطبراني لم يسمّ جده. وأخرجه أبو داود في مسند مالك من روايته عن الأزهري، فقال قيسا، ولم يسم أباه. وأورده الإسماعيليّ من طريق يونس عن الزهري، فقال قيس بن سعد بن عبادة وأخرجه الحميدي في مسند قيس بن سعد بن عبادة، وتبعه من صنّف في الأطراف، وكذا في رجال البخاري، ويؤيده ما أخرجه البغوي في معجمه من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: كان قيس بن سعد بن عبادة حامل راية الأنصار مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ويحتمل أن يكون كان في السند، عن قيس بن سعد بن أبي ثابت، فتصحّفت «أبي» فصارت «ابن» ، فإن سعد بن عبادة يكنى أبا ثابت. 7368- قيس بن شمّاس «2» : الأنصاري، والد ثابت.   (1) أسد الغابة ت (4353) . (2) أسد الغابة ت (4359) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 21- تقريب التهذيب ص 2/ 129- تهذيب التهذيب ص 8/ 398- تهذيب الكمال ص 2/ 1136. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 419 أورده عليّ بن سعيد العسكريّ في الصحابة، وروى من طريق ابن عطاء بن أبي مسلم، عن أبيه، عن ثابت بن قيس بن شمّاس، عن أبيه، قال: أتيت المسجد والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الصلاة، فلما سلّم التفت إليّ وأنا أصلي ... الحديث. وفيه: فقلت «1» : ركعتا الفجر خرجت من منزلي ولم أكن صلّيتهما، ولم يقل في ذلك شيئا. وكذلك أخرجه بقي بن مخلد في مسندة من هذا الوجه. قال أبو موسى: رواه ابن جريج، عن عطاء عن قيس بن سهل. انتهى. وساق حديث قيس بن سهل غير هذا السباق، وقد مضى في ترجمته، وبيان الاختلاف في اسم أبيه والغلط في هذا من رواية الجراح بن منهال راويه، عن ابن عطاء، فإنه هالك، وقيس بن شماس مات في الجاهلية، فلعله كان في السند: عن ابن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، فسقط لفظ ابن. وثابت بن قيس بن شمّاس صحابي معروف، وقد مضى في موضعه، وجاء عن قيس بن شمّاس حديث آخر يوهم صحبته، أخرجه أبو داود من طريق فرج بن فضالة، عن عبد الخير بن ثابت بن قيس بن شمّاس، عن أبيه، عن جدّه، وهذا النسب سقط منه واحد، فاقتضى صحبة قيس، وليس كذلك، فإن عبد الخير هو قيس بن ثابت بن قيس، فسقط قيس الأول، والحديث لثابت. 7369- قيس بن شيبة. استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، وعزاه ليعقوب بن شيبة، وهو في ذلك تابع لابن الأمين، فإنه ذكره كذلك في ذيل الاستيعاب، وسمى جده عامرا، وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسم أبيه، وإنما هو نشبة- بضم النون وسكون المعجمة بعدها موحدة. وقد مضى في الأول على الصواب. 7370- قيس بن صعصعة» . قال أبو عمر: لا أعرف نسبه، وحديثه عن ابن لهيعة، عن حبّان بن واسع، عن أبيه، عنه. قال: قلت: يا رسول اللَّه، في كم أقرأ القرآن؟ الحديث. وهذا هو قيس بن أبي صعصعة الأنصاري، وقد قال أبو عليّ بن السّكن: قيس بن أبي   (1) في أ: فقال. (2) أسد الغابة ت (4361) ، الاستيعاب ت (2162) ، الثقات 3/ 342- تجريد أسماء الصحابة 2/ 21- الاستبصار 83. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 420 صعصعة، وقيل قيس بن صعصعة. ثم ساق الحديث من طريق ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة وترجم ابن عبد البر لقيس بن صعصعة ترجمة أخرى، لكن لم يذكر فيها هذا الحديث، وقد ذكره في ترجمة قيس بن أبي صعصعة بن مندة، وجزم ابن الأثير بأنهما واحد، وهو كما قال. 7371- قيس بن طلق: «1» بن علي الحنفي اليماني. تابعي مشهور، أورده عبدان المروزي، والمستغفري، وأبو بكر بن أبي علي في أصحابه. قال عبدان: حدثنا أبو الأشعث العجليّ، عن ملازم بن عمرو، عن عبد اللَّه بن بدر، عن لقيس بن طلق، قال لدغت طلق بن علي عقرب عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فرقاه ومسحه، وهذا إنما سمعه قيس بن طلق من أبيه وكذلك أخرجه ابن حبان، والحاكم، وأخرج المستغفريّ من طريق محمد بن جحادة، عن محمد بن قيس، عن أبيه، قال: قدمت على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يبني المسجد، فقال: بإيماني أخلط الطين. قال أبو موسى: والمحفوظ في هذا عن محمد بن جحادة، عن قيس بن طلق، عن أبيه، ليس فيه محمد. وأخرج أبو بكر بن أبي عليّ، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن ملازم بن عمرو، عن عجيبة بن عبد الحميد، عن عمه قيس بن طلق، قال: كنا عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فجاء وفد عبد القيس.. فذكر الحديث في الأشربة. وهذا سقط منه قوله عن أبيه، كذلك هو عند ابن أبي شيبة في «مسندة» و «مصنّفه» ، وكذلك رواه الجواليقيّ، وعبيد بن غنّام، وغيرهما، عن أبي بكر. وكون قيس تابعيا أشهر من أن يخفى على أحد من أهل الحديث. 7372 ز- قيس بن عباد «2» . ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق بديل بن ميسرة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عنه، قال:   (1) أسد الغابة ت (4367) ، الطبقات الكبرى 5/ 552، 556، تجريد أسماء الصحابة 2/ 21- الجرح والتعديل ص 7/ 100- تهذيب التهذيب ص 8/ 398- تهذيب الكمال ص 2/ 1136- خلاصة تهذيب الكمال ص 2/ 357- الطبقات 289- شذرات الذهب ص 1/ 33- الكاشف ص 2/ 405- التاريخ الكبير ص 7/ 151. (2) أسد الغابة ت (4372) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 421 قيل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إن فلانا شهيد قال: «هو في النّار في عباءة غلّها» . وهذا سقط منه الصحابي، وقيس بن عباد تابعي مشهور. وقيل إنه مخضرم كما تقدم في القسم الثالث. 7373 ز- قيس بن عبد اللَّه «1» . أورده يحيى بن يونس الشيرازي في الصّحابة، وأورده من طريق ابن هبيرة عنه في صلاة العصر يوم الخندق. وتعقّبه المستغفريّ [596] بأنّ الحديث مرسل. وقيس تابعي، وهو كما قال. 7374 ز- قيس بن عدي: بن سعيد بن سهم السهمي.. ذكره ابن الجوزيّ في الصحابة، وتعقّبه مغلطاي فيما قرأت بخطه بأنه مات في الجاهلية، وهو كما قال. وقد تقدم ذكر حفيده بن الحارث بن قيس بن عدي في القسم الأول. 7375 ز- قيس: أبو الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن ضبيعة، من حلفاء الأوس. شهد بدرا، ذكره أبو موسى في الذيل، وتعقبه ابن الأثير بأن جده عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح مات في الجاهلية، وكذا ولده ثابت والّذي صحب وشهد بدرا هو عاصم، وقوله: من حلفاء الأوس غلط، بل هو من أنفسهم، فضبيعة هو ابن زيد بن مالك بطن من الأوس معروف، قال: ولم ينقل أبو موسى هذا عن واحد. قلت: بل ذكره المستغفريّ من مغازي ابن إسحاق، فإما أن يكون ثابت وعاصم سقطا من الناسخ، أو حدّث به بعض الرواة من حفظه فوهم. 7376- قيس بن مخلد: بن ثعلبة بن مازن بن النجار «2» . فرّق أبو موسى بينه وبين قيس بن مخلد بن ثعلبة بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن، وهو واحد، وإنما سقط في النسب ما بين ثعلبة وثعلبة. وقد تقدم على الصواب في الأول، وأنه بدري.   (1) أسد الغابة ت (4375) ، الطبقات الكبرى ص 1/ 246- تجريد أسماء الصحابة ص 2/ 22- العقد الثمين ص 7/ 80- التاريخ الكبير ص 7/ 148. (2) أسد الغابة ت (4402) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 422 7377 ز- قيس بن «1» هنام. ذكره العسكريّ في الصحابة، وقال غيره: هو تابعي أرسل حديثا وذكر ابن أبي حاتم قيس بن عبد اللَّه بن الحارث بن قيس، قال: أسلم جدي قيس بن هنام من رواية مغيرة بن مقسم، عن قيس بن عبد اللَّه. وقيل في اسمه همام، بميمين، وقيل هيان بتحتانية، وقيل هبار، وقيل وهبان. وحديثه عند النسائي في الأشربة من روايته عن ابن عباس، ويحتمل أن يكون هذا غير الّذي ذكره العسكري. 7378 ز- قيس، أبو إسرائيل: ذكره أبو عمر فصحّفه. والصواب قشير. 7379 ز- قيس، جد أبي هبيرة «2» . قال أبو موسى: سماه بعضهم قيسا. والصواب عن جده شيبان، وحديثه في الأذان قبل الفجر، وفي ذكر السّحور. وقد تقدم في الأول في حرف الشين على الصواب. 7380- قيس الجعديّ. أفرده الذّهبيّ في «التجريد» بالذكر، وعزاه لمسند بقي بن مخلد، وهذا هو النابغة الجعديّ، وقد ذكر في قيس بن عبد اللَّه بن عدس. 7381- قيس، أبو جبيرة «3» : هو ابن الضحاك. تقدم وهم من أفرده. 7382- قيس والد عطية الكلابي التابعي. نبهت على وهم ابن قانع فيه في قيس بن كلاب في الأول، ووقع في النسائي في حديث طخفة بن قيس في النوم على الوجه لما أورد الاختلاف فيه على الأوزاعي وغيره، ففي بعض طرقه: رواه قيس بن إسماعيل عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، حدثني عطية بن قيس [عن أبيه قال المزي في الأطراف، كذا قال فالصواب عن قيس بن طخفة] «4» . 7383 ز- قيصر: قال النّووي في «مختصر المبهمات» : هو أبو إسرائيل. وكأنه تصحّف في النسخة، والّذي في أصله من مبهمات الخطيب قشير، بالشين المعجمة مصغّرا. 7384 ز- القيسي «5» : استدركه أبو موسى في الأسماء، فوهم، وحقّه أن يذكر في   (1) في أ: همام. (2) أسد الغابة ت (4410) . (3) أسد الغابة ت (4330) ، الاستيعاب ت (2183) . (4) سقط في ط. (5) أسد الغابة ت (4416) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 423 المبهمات فيمن ذكر بنسبه ولم يسمّ، وسيأتي، وحديثه في النسائي. 7385- قين الأشجعي «1» . تابعي من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود، جرت بينه وبين أبي هريرة قصة، فذكره ابن مندة في الصحابة، وأخرج من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنّ قينا الأشجعي قال فكيف نصنع بالمهراس «2» . وهذا الحديث معروف من رواية محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا قام أحدكم من النّوم فليفرغ «3» على يديه الماء قبل أن يدخلها في الإناء» ، فقال له قين الأشجعي: فإذا جئنا مهراسكم هذا فكيف نصنع؟. وروى الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة الحديث المرفوع، قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم، فقال: قال أصحاب عبد اللَّه بن مسعود: فكيف يصنع أبو هريرة بالمهراس؟. 7386 ز- قين: غير منسوب. ذكره ابن قانع فوهم: وإنما هو أبو القين، كما سيأتي على الصواب في الكنى. وذكره ابن الأمين في «ذيل الاستيعاب» وآخره عنده راء لا نون، ونسبه لابن قانع، وبالنون هو، ورأيته في حاشية الاستيعاب منسوبا إلى أبي الوليد الوقشي مضبوطا بقاف ومثناة فوقانية مشددة وآخره راء، والأول المعتمد الصواب واللَّه أعلم «4» .   (1) أسد الغابة ت (4419) . (2) المهراس: حجر مستطيل منقور يتوضأ منه ويدق فيه. اللسان 5/ 4652. (3) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 47. (4) ثبت في أ. تمّ الجزء الثالث من كتاب الإصابة في تمييز الصحابة تهذيب الشيخ الإمام العلّامة الحافظ الكبير شيخ الإسلام، خاتمة الحفّاظ، قاضي القضاة. شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد ابن علي بن محمود بن أحمد بل الكناني العسقلاني المصري الشافعيّ الشهير بابن حجر، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان على يد كاتبه العبد الفقير إلى اللَّه تعالى محمد المدعو ب بلح ابن خضر بن خضير الأزهري، ألهمه اللَّه رشده وأنجح قصده، في يوم السبت المبارك عشرين شهر رمضان المعظم، قدره من شهور سنة تسعة وأربعين وألف من الهجرة النبويّة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل، وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، والحمد للَّه وحده. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 424 حرف الكاف القسم الأول الكاف بعدها الباء 7387- كبّاثة «1» : بموحدة خفيفة وبعد الألف مثلثة، ابن أوس بن قيظيّ الأنصاري الحارثي، أخو عرابة. ضبطه الدّار الدّارقطنيّ «2» ، وذكره ابن شاهين في الصحابة، وقال: شهد أحدا، وذكره ابن أبي حاتم مع من اسمه كنانة بنونين، قال: ويقال له صحبة. 7388- كبير: بموحدة، الأزدي. أبو أمية، والد جنادة. له ذكر في ترجمة ولده جنادة، وضبطه الدار الدّارقطنيّ بالموحدة، وسيأتي في الكنى. 7389- كبيس: بموحدة ومهملة مصغرا، ابن هوذة السدوسي «3» . أخرج ابن شاهين وابن مندة من طريق سيف بن عمر، عن عبد اللَّه بن شبرمة، عن إياد بن لقيط، عن كبيس بن هوذة أحد بني الحارث بن سدوس أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وبايعه وكتب له كتابا. قال ابن مندة: غريب من حديث ابن شبرمة، لم «4» يثبته إلا من هذا الوجه، وجدته في نسخة من معجم ابن شاهين قديمة بنون بدل الموحدة.   (1) أسد الغابة ت (4421) ، الاستيعاب ت (2249) . تبصير المنتبه 3/ 1197. (2) في أ: ضبطه الدار الدّارقطنيّ وتبعه الأمين. (3) أسد الغابة ت (4422) ، الاستيعاب ت (2250) . (4) في أ: يكتبه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 425 الكاف بعدها الثاء 7390- كثير: بمثلثة، ابن زياد بن شاس بن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة الفزاري «1» . ذكره ابن الكلبيّ، فقال: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد القادسية، وكذا ذكره الطّبريّ، واستدركه ابن فتحون. 7391- كثير بن السائب: القرظي «2» . ذكره ابن شاهين، وابن مندة، وأبو نعيم في الصحابة، وأخرجوا من طرق منها: عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطميّ، عن عمارة بن خزيمة، عن كثير بن السائب، قال: عرضنا يوم قريظة، فمن كان محتلما أو نبتت (له عانة) «3» قتل، ومن لا ترك. وهذا سند حسن، ووقع عند ابن مندة يوم حنين، وخطأه أبو نعيم، وهو كما قال. وقد أخرج النّسائيّ الحديث من طريق أسد بن موسى، عن حماد، فزاد في السند بعد كثير بن السائب حدثني أبناء قريظة أنهم عرضوا، فإن كان أسد حفظه لم يدل على صحبة كثير، لكن حجاج أحفظ من أسد. ويحتمل أن يكون أيضا ممن [597] عرض، ولكنه حفظ الحديث عن قومه لصغره، وجرى ابن أبي حاتم على هذا، فقال كثير بن السائب روى عن أبناء قريظة، روى عنه عمارة. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» كثير بن السائب، قال: روى عن محمود بن لبيد، روى عنه عمارة بن خزيمة، وعروة بن الزبير «4» . واللَّه أعلم. 7392- كثير بن سعد: الجذامي «5» ، ثم العبديّ. من بني عبد اللَّه بن غطفان. أورده عبدان المروزي في الصحابة، وأخرج من طريق الربيع بن موسى، سمعت جدي الحكم بن محرز بن رفيد يحدث عن أبيه عن جده عباد بن عمرو بن شيبان، عن كثير بن سعد العبديّ من غطفان جذام- أنه قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأقطعه   (1) أسد الغابة ت (4426) . (2) أسد الغابة ت (4427) . (3) في أ: فمن كان محتلما ونبتت عانته قتل. (4) في أ: روى عنه هشام بن خزيمة بن عروة واللَّه أعلم. (5) أسد الغابة ت (4428) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 426 عميق من كورة بيت جبرين، قال عبدان: هذا إسناده مجهول، واستدركه أبو موسى. 7393- كثير بن شهاب: بن الحصين «1» بن يزيد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد اللَّه بن ربيعة بن الحارث بن كعب، «2» أبو عبد الرحمن المازني، نزيل الكوفة، [ويقال: إنه الّذي قتل الجالينوس يوم القادسية] «3» . قال ابن عساكر: يقال إن له صحبة. وقال ابن سعد: قتل جده الحصين في الردة، فقتل ابنه شهاب قاتل أبيه، وساد كثير بن شهاب مذحج، وروى عن عمر، قال ابن عبد البرّ: في صحبته نظر. وقال ابن الكلبيّ: كان كثير بن شهاب موصوفا بالبخل الشديد، وقد رأس حتى كان «4» سيّد مذحج بالكوفة، وولى لمعاوية الري وغيرها. وقال المرزبانيّ في ترجمة عبد اللَّه بن الحجاج بن محصن: كان شاعرا فاتكا ممن شرب، فضربه كثير بن شهاب وهو على الري في الخمر، فجاء ليلا فضربه على وجهه ضربة أثّرت فيه، وذلك بالكوفة وهرب، فطلبه عبد الملك بن مروان فقال في ذلك شعرا، وأمّنه عبد الملك بعد ذلك. وقال العجليّ: كوفي (تابعي) «5» ثقة. وقال البخاريّ: سمع عمر، لم يزد وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: تابعي. وقال أبو زرعة: كان ممن فتح قزوين «6» وأخرج ابن عساكر من طريق جرير، عن حمزة الزيات، قال: كتب عمر رضي اللَّه عنه إلى كثير بن شهاب. مر من قبلك فليأكلوا الخبز الفطير بالجبن، فإنه أبقى في البطن «7» . قلت: ومما يقوّي أن له صحبة ما تقدم أنهم ما كانوا يؤمرون إلا الصحابة وكتاب عمر رضي اللَّه عنه إليه بهذا يدلّ على أنه كان أميرا. وروينا في «الجعديات» للبغوي، عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن أبي إسحاق: سمعت قرظة بن أرطاة يحدث عن كثير بن شهاب، سألت عمر رضي اللَّه عنه عن الجبن،   (1) أسد الغابة ت (4429) ، الاستيعاب ت (2200) . (2) في أ: الحارثي نزل الكوفة. (3) سقط في أ. (4) في أ: حين. (5) سقط في أ. (6) قزوين: بالفتح ثم السكون وكسر الواو وياء مثناة من تحت ساكنة، نون: مدينة مشهورة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1089. (7) في أ: أقوى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 427 فقال: إن الجبن يصنع من اللبن واللّبإ، فكلوا واذكروا اسم اللَّه، ولا يغرنكم أعداؤه «1» . 7394 ز - كثير بن شهاب: آخر. ذكره ابن مندة، وخلطه ابن الأثير بالذي قبله، وليس بجيد، لأن ابن مندة أخرج من طريق أحمد بن عمار بن خالد، عن عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثنا أبي فيما أروى؟ عن الأعمش، عن عثمان بن قيس، عن أبيه، عن عدي بن حاتم، عن كثير بن شهاب في الرجل الّذي لطم الرجل، فقالوا: يا رسول اللَّه، يكون علينا ولاة لا نسألك عن طاعة من أصلح واتقى، بل عن غيره. قال: اسمعوا وأطيعوا. قال أبو نعيم: لم يحفظه أحمد بن عمار، ثم ساقه من طريق الحسن بن سفيان، عن إبراهيم أبي بكر بن أبي شيبة، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن عثمان بن قيس، عن عدي بن حاتم، قال: قلنا: يا رسول اللَّه ... فذكره، فلم يذكر فيه الأعمش ولا كثير بن شهاب [ثم ساقه الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، وأبي زرعة الدمشقيّ، كلاهما عن عمر بن حفص كذلك، فهؤلاء ثلاثة خالفوا أحمد بن عمار فلم يذكروا في السند الأعمش ولا كثير بن شهاب، فهو على الاحتمال، وهو غير المازني، لأنّ المازني مختلف في صحبته، هذا إن كان الراويّ حفظه- صحابي جزما واللَّه أعلم] «2» . 7395- كثير بن عبد اللَّه» . ذكره البخاريّ هكذا، قال أبو موسى في الذيل: ولم يسق له خبرا. قلت: أخشى أن يكون هو شيخ عقبة بن مسلم الآتي قريبا. 7396- كثير بن عمرو السّلمي «4» . ذكره أبو العبّاس السّراج في «تاريخه» ، فأورد من طريق محمد بن الحسن، عن أبي «5» إسحاق أنه ذكره فيمن شهد بدرا. قال ابن عبد البر: لم أره في غير هذه «6» الرواية، ولم يذكره ابن هشام: ويحتمل أن يكون هو ثقف بن عمرو الماضي في المثلثة، وأحد الاسمين لقب. انتهى. وعلى هذا فهو بفتح السين المهملة.   (1) في أ: أعداء اللَّه. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4432) . (4) أسد الغابة ت (4433) ، الاستيعاب ت (2203) . (5) في أ: ابن. (6) في أ: عهد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 428 7397- كثير: خال البراء بن عازب «1» . قال البراء: كان اسم خالي قليلا، فسماه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كثيرا، وقال له: «يا كثير، إنّما نسكنا بعد الصلاة» . أخرجه ابن مندة من طريق جابر الجعفي، عن الشعبي، عن البراء. والمحفوظ أن خال البراء هو أبو بردة بن نيار، والمشهور أن اسمه هانئ، وسيأتي. 7398 ز- كثير «2» : غير منسوب. قال البخاريّ: كان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه عقبة بن مسلم التّجيبي وقال ابن السّكن: رجل من الصحابة لم أقف له على نسب، معدود في المصريين روى عنه حديث واحد، ويقال إنه من الأنصار. وقال أبو عمر: هو أزدي. وقال ابن يونس: له صحبة. وأخرج الحسن بن سفيان، والبغويّ، وابن قانع «3» ، وابن مندة، عن طريق ابن وهب: سمعت حيوة بن شريح، سألت عقبة بن مسلم عن الوضوء مما مسّت النار، فقال إن كثير- وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، يقول: كنّا عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فوضع له طعام فأكلنا، ثم أقيمت الصلاة فقمنا فصلينا ولم نتوضأ، رجاله ثقات. وذكر ابن يونس أنه معلول، كأنه أشار إلى الاختلاف «4» فيه على عقبة بن مسلم، فإنه روى عنه من غير وجه عن عبد اللَّه بن الحارث بن جزء- بدل كثير. وقال ابن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة المصريين كثير لهم عنه حديث واحد إن كان صحيحا، وهو حديث حيوة عن عقبة بن مسلم فذكره، قال، والمشهور فيه عقبة بن مسلم عن عبد اللَّه بن الحارث. 7399 ز- كثير: غير منسوب، آخر. قال ابن مندة: روى عنه حديث منكر من رواية حسن بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، قال: قلت لكثير، وكان من الصحابة، هكذا أورده مختصرا، ولم يعرفه أبو نعيم بأكثر من هذا.   (1) أسد الغابة ت (4425) ، الاستيعاب ت (2199) . (2) أسد الغابة ت (4437) . (3) في أ: ابن قانع وابن السكن. (4) في أ: إلى الإخلاص. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 429 الكاف بعدها الدال 7400- كدن «1» : بفتح أوله وثانيه وبنون، كذا رأيته بخط السلفي، ويقال بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء، كذا رأيته بخط المنذري والأول أولى- ابن عبد، ويقال عبيد بن [598] كلثوم العكّي «2» . ذكره ابن قانع، والطّبرانيّ، والدّولابيّ، وغيرهم في الصحابة، وأخرجوا من طريق أمية ولفاف ابني الفضل بن أبي كريم، عن أبيهما، عن جدهما أبي كريم بن لفاف بن كدن عن أبيه لفاف عن أبيه «3» كدن بن عبد، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من اليمن فبايعته وأسلمت. 7401- كدير «4» : بالتصغير، الضبي، يقال هو ابن قتادة. روى حديثه زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن كدير الضبي- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتاه أعرابيّ فقال: يا رسول اللَّه، ألا تحدثني «5» عما يقرّبني من الجنة ويباعدني من النار؟ قال: «تقول العدل وتعطي الفضل ... » الحديث. أخرجه أحمد بن منيع في «مسندة» ، والبغويّ في «معجمه» ، وابن قانع عنه ورجاله رجال الصحيح إلى ابن «6» إسحاق، لكن قال أبو داود في سؤالاته لأحمد: قلت لأحمد: كدير له صحبة؟ قال: لا. قلت: زهير يقول «7» أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «8» ؟ فقال أحمد: إنما سمع زهير من أبي «9» إسحاق بأخرة. انتهى. ورواه الطّيالسيّ في مسندة عن شعبة، عن أبي إسحاق: سمعت كديرا الضبي منذ   (1) أسد الغابة ت (4438) ، الاستيعاب ت (2251) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 28. (2) في أسد الغابة والاستيعاب: العتكيّ. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (4439) ، الاستيعاب ت (2252) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 28، الجرح والتعديل 7/ 174، التلقيح/ 384، الطبقات 129، التاريخ الكبير 4/ 13، المغني 3/ 410، الكامل 6/ 2099، الميزان 3/ 410، جامع التحصيل 318، الضعفاء الصغير 308، ديوان الضعفاء 502، 3479، مقدمة مسند بقي بن مخلد 620. (5) في أ: لعمل. (6) في أ: ابن. (7) في أ: أمه. (8) في أ: قال. (9) في أ: ابن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 430 خمسين سنة قال: أتى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أعرابي ... فذكر الحديث. وكذا رواه ابن خزيمة، من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، وتابعه فطر بن خليفة، والثوري، ومعمر، وغيرهم من أصحاب أبي إسحاق، قال ابن خزيمة: لست أدري سماع أبي إسحاق بن كدير. قلت: قد صرّح به شعبة عن أبي إسحاق. وأخرجه ابن شاهين من طريق سعيد بن عامر الضبي «1» ، عن شعبة، قال: سمعت [أبا] «2» إسحاق منذ أربعين سنة قال: سمعت كديرا الضبي منذ ثلاثين سنة. وقال البخاريّ في «الضعفاء» : كدير الضبي روى عنه أبو إسحاق، وروى عنه سماك بن سلمة، وضعفه لما رواه مغيرة بن مقسم عن سماك بن سلمة، قال: دخلت على كدير الضبي أعوده فوجدته يصلّي وهو يقول: اللَّهمّ صلّ على النبي والوصيّ. فقلت، واللَّه لا أعودك أبدا. قال ابن أبي حاتم: سألت عنه أبي فقال: يحوّل من كتاب الضعفاء. وحكى عن أبيه في المراسيل أنه لا صحبة له. الكاف بعدها الراء 7402 ز- كرام الجزار: صاحب الزّقاق المعروف بالمدينة. نزل بنو كعب بن عمرو لما هاجروا إلى جانب زقاقة، ذكره عمر بن شبة. 7403- كرامة بن ثابت الأنصاري «3» . ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع علي من الصحابة. وأخرجه أبو عمر. 7404- كردم بن أبي السّائب: الأنصاري «4» . قال البخاريّ وابن السّكن: له صحبة، وقال ابن حبّان: يقال له صحبة، ثم أعاده في التّابعين، فقال: يروي المراسيل. وقال أبو عمر: كردم بن أبي السنابل الأنصاري «5» ويقال الثّقفيّ، يقال له صحبة. سكن المدينة. ومخرج حديثه عن أهل الكوفة. وقد تعقّبه ابن   (1) في أ: الضبعي. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4440) ، الاستيعاب ت (2253) . (4) أسد الغابة ت (4442) ، الاستيعاب ت (2208) ، الثقات 5/ 341- التاريخ الكبير 7/ 237- دائرة المعارف للأعلمي 24/ 265. (5) في أسد الغابة: ابن أبي السنابل، وقيل ابن أبي السائب الأنصاري. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 فتحون بأنه صحفه، وأن كل من ألف في الصحابة قالوا فيه ابن أبي السائب، قال: ولا أعلم لقوله: ويقال الثقفي- سلفا. وحديثه عند البغوي، وابن السّكن وغيرهما وأشار إليه البخاري، وهو عند العقيلي في ترجمة الحارث والد عبد الرحمن، من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه، عن كردم بن أبي السائب الأنصاري، قال: خرجت مع أبي إلى المدينة، وذلك أول ما ذكر، قال: فآوانا المبيت إلى صاحب غنم، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي، فقال: يا عامر الوادي، جارك، فنادى مناد يا سرحان، أرسله، فإذا الحمل يشتد حتى دخل الغنم ولم تصبه كدمة، فأنزل اللَّه عز وجل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً [الجنّ: 6] . وأخرجه ابن مردويه في التفسير من هذا الوجه، وأحسن «1» وله شاهدا من حديث معاوية بن قرّة، عن أبيه. وأخرج عقبة، من طريق الشعبي، عن ابن عباس، قال: كانوا في الجاهلية إذا مرّوا بالوادي قالوا: نعوذ بعزيز هذا الوادي [ .... ] عن ابن عباس ما يخالفه. ومن حديث معاوية بن قرّة عن أبيه. ذهبت لأسلم حين بعث اللَّه محمد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شاهدا لحديث كردم، وفي آخره: فحدثت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال له .... الشيطان. 7405- كردم بن سفيان: بن أبان بن يسار «2» بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي. تقدم ذكره في ترجمة طارق بن المرقع وقال البخاري، وابن السكن، وابن حبان: له صحبة. وأخرج أحمد من طريق ميمونة بنت كردم، عن أبيها- أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن نذر نذره في الجاهلية، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ألوثن أو لنصب» قال: لا، ولكن للَّه. قال: «أوف بنذرك» . وأخرجه ابن أبي شيبة من هذا الوجه، فقال- عن ميمونة: إنّ أباها لقي رسول اللَّه   (1) في أ: وأحسن وله. (2) أسد الغابة ت (4441) ، الاستيعاب ت (2207) ، الثقات 3/ 355، تجريد أسماء الصحابة 2/ 28، الجرح والتعديل 7/ 171- العقد الثمين 7/ 93، الطبقات 54، 285، التاريخ الكبير 7/ 237، بقي بن مخلد 419، ذيل الكاشف 1287. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهي رديفة له، فقال: إني نذرت ... فذكر الحديث. وأخرجه أحمد والبغويّ مطوّلا، ولفظه. قال إني كنت نذرت في الجاهلية أن أذبح على بوانة عدة من الغنم، فذكر القصة، وزاد: قال كردم قال لي طارق: من يعطيني رمحا بثوابه ... فذكر الحديث بتمامه. وسأذكره في ترجمة ميمونة بنت كردم. 7406- كردم بن قيس: بن أبي السائب بن عمران بن ثعلبة الخشنيّ «1» . ذكره أبو عليّ بن السّكن، وفرّق بينه وبين كردم بن سفيان الثقفي، وكذا فرّق بينهما أبو حاتم الرازيّ، والطبراني، وأخرجوا من طريق جعفر بن عمرو بن أمية الضّمري، عن إبراهيم بن عمرو: سمعت كردم بن قيس يقول: خرجت أنا وابن عم لي يقال له أبو ثعلبة في يوم حارّ وعليّ حذاء ولا حذاء عليه، فقال: أعطني نعليك، فقلت: لا، إلا أنّ تزوّجني ابنتك فقال: أعطني، فقد زوّجتكها. فلما انصرفنا بعث إليّ بنعلي، وقال: لا زوجة لك عندنا، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: دعها، فلا خير لك فيها فقلت: نذرت لأنحرن ذودا «2» بمكان كذا وكذا فقال: أهل فيه عيد «3» من أعياد الجاهلية أو قطيعة رحم، أو ما لا يملك؟ فقلت: لا فقال «4» : ف بنذرك، ثم قال: لا نذر في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك. الحديث. وسند هذا الحديث ضعيف، لأنه من رواية إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد اللَّه. قال ابن مندة: أراهما واحدا، يعني ابن سفيان وابن قيس، لأن حديثهما بلفظ واحد، كذا قال والمغايرة أوضح، لأن القصة هنا مع طارق، وفي ذلك مع أبي ثعلبة، وهذا في طلب رمح، وذاك في طلب نعل، وهذا علّق على ابنة لم توجد إذا وجدت، وذاك وعده بابنة موجودة. وأنكر ابن الأثير على ابن مندة «5» نسبه خشنيّا مع تجويزه أنه الثقفي، قال «6» فكيف يجتمعان؟ وهو متجه، قال: ولو جعلهما ثقفيين لكان متّجها على تقدير اتحاد القصتين. والصواب المغايرة نسبة وقصة، وقد قوّى ابن السكن المغايرة لاختلاف النسبين،   (1) أسد الغابة ت (4443) ، الاستيعاب ت (2209) . (2) الذّود: القطيع من الإبل بين الثلاث إلى العشر. المعجم الوسيط 1/ 317. (3) في أ: من. (4) في أ: لا يقال فقال. (5) في أ: في كونه لسنه. (6) في أ: قلت. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 433 والسببين، (ولكن استبعاد) «1» اجتماع الثقفي والخشنيّ غير مستبعد، لاحتمال أن يكون أحدهما بالإضافة «2» والآخر بالحلف. 7407 ز- كردمة: قال البغوي: له صحبة. 7408- كردوس» : غير منسوب. ذكره الحسن بن سفيان، وعبدان «4» المروزي، وابن شاهين، وعلي بن سعيد وغيرهم في الصحابة، وأخرجوا من طريق مروان بن سالم، عن ابن كردوس، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من أحيا ليلتي العيد وليلة النّصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب «5» » . ومروان هذا متروك متهم بالكذب. 7409- كرز بن جابر: بن حسل بن الأجبّ «6» بن حبيب بن عمرو بن شيبان «7» بن محارب بن فهر القرشي الفهري «8» . كان من رؤساء المشركين قبل أن يسلم، وأغار على سرح المدينة مرة، فخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في طلبه حتى بلغ سفوان، وفاته كرز. وهذه هي غزوة بدر الأولى، ثم أسلم. وأخرج الطّبرانيّ من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سلمة بن الأكوع، قال: لما عدا العرنيون على غلام النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وطردوا الإبل بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في آثارهم خيلا من المسلمين أميرهم كرز بن جابر الفهري ... الحديث. وموسى ضعيف، ولكن تابعه يزيد بن رومان. قال الواقديّ: حدثنا خارجة بن عبد اللَّه، عن يزيد بن رومان. قال: قدم نفر من عرينة   (1) في أ: لو استعاد. (2) في أ: بالأصالة. (3) أسد الغابة ت (4446) . (4) في أ: عبد بن. (5) أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 72، والحسيني في إتحاف السادة المتقين 3/ 410. (6) في أ: الأجت. (7) في أ: سفيان. (8) أسد الغابة ت (4449) ، الاستيعاب ت (2211) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 434 ثمانية فأسلموا فاستوبئوا المدينة ... الحديث. وفيه: حتى إذا صحّوا وسمنوا عدوا على اللقاح فاستاقوها، فأدركهم يسار مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقاتلهم فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشّوك في لسانه وعينيه، فمات، فبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فبعث في آثارهم عشرين فارسا، واستعمل عليهم كرز بن جابر فغدوا فإذا بامرأة تحمل كتف بعير، فقالت: مررت بقوم قد نحروا بعيرا فأعطوني هذا، وهم بتلك المفازة فساروا، فوجدوهم فأسروهم ... الحديث. وذكره موسى بن عقبة في المغازي، عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، ومحمد بن إسحاق وغيرهم فيمن استشهد يوم الفتح مع من كان مع خالد بن الوليد هو وحبيش بن خالد. قال ابن إسحاق: شذّا عن العسكري وسلكا طريقا أخرى فقتلا: وكذا وقع عند البخاري من رواية هشام بن عروة، عن أبيه، قال: وأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة، فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان، وهما حبيش بن الأشعر الخزاعي، وكرز بن جابر الفهري. 7410 ز- كرز بن حبيش: في كرز بن علقمة. 7411 - كرز بن زهدم «1» الأنصاري. ذكره الحافظ رشيد الدّين بن العطّار في «حاشية المبهمات» للخطيب فيما قرأت بخطه، وقال: هو الّذي كان يصلّي بقومه، ويقرأ قل هو اللَّه أحد ... الحديث. وفيه قوله: إنها صفة الرحمن، فأنا أحب أن أقرأ بها. وذكر أنه نقل ذلك من صفة التصوف لابن طاهر، ذكره عن عبد الوهاب بن أبي عبد اللَّه بن مندة، عن أبيه. وقرأت بخط شيخنا الشيخ سراج الدين البلقيني أن اسم هذا كلثوم بن زهدم، وقال: ووهم من قال إنه كلثوم بن الهدم الّذي ولده «2» بكسر الهاء وسكون الدال بعدها ميم، فإنه مات قديما قبل هذه القصة، فكأنه اعتمد على ما كتبه الرشيد العطار. 7412- كرز بن علقمة: بن هلال بن جريبة «3» ، بجيم وراء ومثناة تحتية وموحدة   (1) في أ: زغدم. (2) في أ: والده. (3) أسد الغابة ت (4450) ، الاستيعاب ت (2212) ، الثقات 3/ 355، الطبقات الكبرى 1/ 357، تجريد أسماء الصحابة 2/ 29، الأنساب 3/ 261، الجرح والتعديل 7/ 170، المصباح المضيء 2/ 239، 240، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، العقد الثمين 7/ 95، الطبقات [107] ، التحفة اللطيفة 3/ 432، التاريخ الكبير 7/ 238، تعجيل المنفعة 351، الإكمال 3/ 180، 286، الأعلمي 24/ 267، ذيل الكاشف 1289. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 (مصغرا، ابن) «1» عبد نهم بن حليل بن حبشية بن سلول الخزاعي. ويقال: كرز بن حبيش، حكاه ابن السكن تبعا للبخاريّ، وقال: له صحبة. قال ابن السّكن: أسلم يوم الفتح، وعمّر طويلا، وعمي في آخر عمره، وكان ممّن جدّد أنصاب الحرم في زمن معاوية. وقال البغويّ: حدثني عمي عن أبي عبيدة، قال: كرز بن علقمة خزاعيّ من بني عبد نهم، هو الّذي قفا أثر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأبي بكر حين دخلا الغار، وهو الّذي أعاد معالم الحرم في زمن معاوية، فهي إلى اليوم. وذكر ابن الكلبيّ هذه القصة، فقال: عمي على الناس بعض أعلام الحرم، وكتب مروان إلى معاوية بذلك، فكتب إليه إن كان كرز حيّا فسله أن يقيمك على معالم الحرم، ففعل، قال: وهو الّذي وضع للناس معالم الحرم في زمن معاوية، وهي هذه المنار التي بمكة إلى اليوم. وقال البغويّ: سكن المدينة وقال ابن شاهين: كان ينزل عسقلان «2» وذكر أبو سعد في شرف المصطفى أن المشركين كانوا استأجروه لما خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «3» مهاجرا، فقفى أثره حتى انتهى إلى غار ثور، فرأى نسج العنكبوت على باب الغار فقال: إلى هاهنا انتهى أثره، ثم لا أدري أخذ يمينا أو شمالا أو صعد الجبل، وهو الّذي قال حين نظر إلى أثر قدم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: هذا القدم من تلك القدم التي في المقام. وقال الأوزاعيّ عن عبد الواحد بن قيس، عن عروة بن الزبير، قال حدثنا كرز بن علقمة الخزاعي، قال: أتى أعرابيّ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال: «نعم، فمن أراد اللَّه به خيرا من عرب أو عجم أدخله عليه، ثمّ تقع فتن كالظّلل يضرب بعضكم رقاب بعض، فأفضل النّاس يومئذ معتزل في شعب من الشّعاب يعبد ربّه، ويدع النّاس من شرّه» .   (1) في أ: مصغران إن. (2) في أ: عسفان. (3) في أ: سلم إلى المدينة مهاجرا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 436 أخرجه أحمد، وأخرجه عاليا عن سفيان، عن الزهري، عن عروة، وصححه ابن حبّان من هذا الوجه. وفي رواية لأحمد من هذا الوجه. [كرز بن حبيش. وأخرجه الحاكم من هذا الوجه «1» ] من طريق سفيان، وأخرج ابن عدي من طريق الأوزاعي بهذا الإسناد حديثا غريب المتن. 7413 ز- كرز: ويقال كوز، بن علقمة البكري النجراني. وكان في وفد نجران، ذكره ابن إسحاق في المنازي، قال: حدثني بريدة بن سفيان، عن ابن السلماني، عن كرز بن علقمة، قال: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وفد نصارى نجران، سبعون راكبا، منهم أربعة وعشرون رجلا من أشرافهم ومتولّي أمرهم، منهم ثلاثة نفر، العاقب أميرهم وذو رأيهم: واسمه عبد المسيح، والسيد ثمالهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه الأيهم، وأبو حارثة بن علقمة أحد بني بكر بن وائل صاحب مدارسهم «2» وكان أبو حارثة قد شرف فيهم، وكانت ملوك الروم قد شرفوه وموّلوه وبنوا له الكنائس لما بلغهم من علمه واجتهاده في دينهم، فلما وجهوا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له وإلى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فقال كرز: تعس الأبعد- يريد محمدا صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال له أبو حارثة: بل أنت تعست! فقال له: ولم يا أخي؟ قال: إنه واللَّه النبي الّذي كنا ننتظر «3» . فقال له كرز: فما يمنعك وأنت تعلم هذا أن تتبعه؟ قال: ما صنع بنا هؤلاء القوم، شرّفونا ومولونا وأكرمونا، وقد أبوا إلا مفارقته، فلو تبعته لانتزعوا منّا كلّ ما ترى، فأصرّ عليها أخوه كرز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك. هكذا وقع عند ابن إسحاق كرز بالراء، أوردها ابن مندة في ترجمة كرز بن علقمة الخزاعي «4» وخالفه الخطيب، وابن ماكولا «5» ، لأن صاحب القصة بكري من بني بكر بن وائل كما في سياق ابن إسحاق، وصوّبا أنه «6» كوز، بواو بدل الراء، وقد وقع في طبقات ابن سعد كرز بالراء كما عند ابن إسحاق، فذكر عن علي بن محمد القرشي وهو النوفلي، قال: كتب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله   (1) سقط في أ. (2) المدارس: صاحب دراسة كتبهم، والمدارس البيت الّذي يدرسون فيه. اللسان 2/ 1360. (3) في أ: ننتظره. (4) في أ: خالف. (5) في الإكمال، والتبصير: واختلف في كوز بن علقمة، ففي رواية ابن إسحاق هكذا، والأكثر بالراء بدل الواو. (6) في أ: بأنه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 437 وسلم إلى أهل نجران، فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى، فيهم العاقب رجل من كندة، وأبو الحارث بن علقمة بن ربيعة وأخوه كرز، والسيد، وأوس ابنا الحارث. فذكر القصة، وفيها فتقدمهم كرز أخو أبي الحارث بن علقمة وهو يقول: إليك تعدو قلقا وضينها «1» ... معترضا في بطنها جنينها مخالفا دين النّصارى دينها [الرجز] فقدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم قدم الوفد بعده، وخلط ابن الأثير تبعا لغيره الخزاعي والنجراني، والصواب التفرقة. واللَّه أعلم. 7414- كرز التميمي «2» : ذكره أبو حاتم الرّازي والبغويّ ومطيّن في الصحابة، وأخرج ابن شاهين، وابن مندة، من طريق يحيى بن معين: حدثنا ابن مهدي، عن نافع عن «3» ابن عمر. حدثني رجل من ولد بديل بن ورقاء، عن بنت كرز التميمي، عن أبيها، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو فوق هذا الجبل قائما عند الصخرة يصلّي بأصحابه، وخلفه صفّان قد (سدّا) «4» ما بين الجبلين، زاد مطيّن يوم الحديبيّة. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من هذا الوجه. وقال العجليّ في «الثقات» : كرز التميمي تابعي ثقة، وكأنه «5» غير الّذي روى عن عليّ وحديثه في مسند علي للنسائي، وهو آخر، لكن وقع في رواية النسائي التيمي، بميم واحدة. وذكره ابن أبي حاتم مختصرا، فقال: كرز، قال: رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم روى عبد اللَّه بن بديل عن بنت كرز، عن أبيها. 7415- كركرة: «6» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، كان نوبيّا أهداه له هوذة بن علي الحنفي اليمامي فأعتقه.   (1) الوضين: بطان عريض منسوج من سيور أو شعر. اللسان 6/ 4862. (2) أسد الغابة ت (4448) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 29، تقريب التهذيب 2/ 134، تهذيب التهذيب 8/ 432، خلاصة تذهيب الكمال 2/ 370. (3) سقط في أ. (4) في أ: سدوا. (5) في أ: عنى. (6) أسد الغابة ت (4453) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 438 ذكر ذلك أبو سعيد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» . وقال ابن مندة: له صحبة، ولا تعرف له رواية وقال الواقديّ: كان يمسك دابة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عند القتال يوم خيبر، وقال البلاذريّ: يقال إنه مات على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو مملوك. وأخرج البخاريّ من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: كان على ثقل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجل يقال له كركرة فمات، فذكر الحديث في الترهيب من الغلول. وحكى البخاري الخلاف في كافة هل هي بالفتح أو الكسر، ونقل ابن قرقول أنه يقال بفتح الكافين وبكسرهما، ومقتضاه أن فيه أربع لغات، وقال النّوويّ: إنما الخلاف في الكاف الأولى، وأما الثانية فمكسورة جزما. 7416- كريب بن أبرهة «1» : يأتي في القسم الثالث. 7417- كريز بن سامة «2» : قال أبو نعيم «3» بالتصغير أكثر، وقال أبو نعيم هو من بني عامر بن لؤيّ. قال ابن السّكن: له صحبة، وأخرج من طريق الرحال بن المنذر العامري، حدثنا أبي، عن أبيه، عن كريز بن سامة، وكان قد وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنّ النابغة الجعديّ قال: أتينا رسول اللَّه إذ قام بالهدى [الطويل] الأبيات. فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا يفضض اللَّه فاك» . قال: فأتت عليه عشرون ومائة سنة كلما سقطت له سنّ نبتت له أخرى. وأخرج أبو نعيم من هذا الوجه حديث أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عقد راية   (1) أسد الغابة ت (4454) ، الاستيعاب ت (2254) ، الثقات 3/ 357، تجريد أسماء الصحابة 2/ 29، الجرح والتعديل 7/ 168، تهذيب التهذيب 8/ 433، خلاصة تذهيب 2/ 170، التحفة اللطيفة 3/ 433، التاريخ الكبير 7/ 231. (2) أسد الغابة ت (4456) ، الاستيعاب ت (2255) ، الإكمال 7/ 167. (3) في أ: عمر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 439 حمراء لبني سليم، ومن هذا الوجه قيل للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم العن بني عامر، فقال: «إنّي لم أبعث لعانا» . قال: «اللَّهمّ اهد بني عامر» . والرحال- بمهملتين- لا يعرف حاله ولا حال أبيه ولا جده. وحكى ابن الأثير أنه وقع عند ابن مندة (كثير بن سلمة) «1» . قلت: والّذي وقفت عليه فيه ابن سامة إلا ما ذكر أبو عمر أنه أسامة بزيادة ألف. 7418- كريم بن الحارث [بن عمرو] «2» السهمي «3» . ذكره ابن مندة: وقال: ذكره البخاريّ في الصحابة، وأورد له البغويّ وابن قانع الحديث الّذي رواه حفيده يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث، عن أبيه- أنّ جده حدثه، (فكأنه) «4» توهم أن الضمير ليحيى، وليس كذلك، بل هو لزرارة، فقد أخرجه النسائي بلفظ. سمعت أبي يذكر أنه سمع جده. (وفي) «5» الطبراني، عن يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث، حدثني أبي عن جده، وعند أبي داود: عن زرارة بن كريم عن جده الحارث بن عمرو، وهذا أبين في المراد. ووقع عند البزار من طريق أبي عاصم: حدثني يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث- رجل من بني سهم، حدثني أبي وجدّي، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: استغفر لي، فقال: «غفر اللَّه (لكم) » » . الحديث في الفرع «7» والعتيرة «8» ، وهذا نظير رواية البغوي.   (1) في أ: كرز بن مسلمة، وفي الاستيعاب كريز بن سلمة ويقال ابن أسامة العامري وقال أيضا: كريز، ويقال كرز. (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (4458) . (4) في أ: وظاهره كأنه. (5) في أ: وروى. (6) في أ: لك. (7) الفرع: أول ما تلده الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم فنهى المسلمون عنه، وقيل: كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكرا فنحره لصنمه وهو الفرع وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ. النهاية 3/ 435. (8) في النهاية: قال الخطابي: العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب، وهذا هو الّذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين، وأما العتيرة التي كانت تعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام فيصب دمها على رأسها. 3/ 178. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 440 والصواب أنّ الحديث للحارث بن عمرو، ولولا النقل عن البخاري أن لكريم صحبة لأوردته في القسم الأخير، فليس البخاري ممن يطلق الكلام بغير تأمّل وقد تقدم في الحارث بن عمرو من رواية زيد بن الحباب ما يقتضي أن الحديث لعمرو والد الحارث. الكاف بعدها السين 7419- كسد «1» : الجهنيّ «2» . ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة، واستدركه ابن فتحون عنه من طريق واقد بن عبد اللَّه الجهنيّ، عن عمه، عن جده كسد بن مالك، قال: نزل طلحة ومعبد «3» بن زيد حين بعثهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يرقبان عير أبي سفيان على كسد بن مالك، فلما أخذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يتبع خطها لكسد، فقال: يا رسول اللَّه، إني كبير، ولكن أقطعها لابن أخي، فأقطعه إياها، فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بثلاثين ألفا «4» ولّاها ولد علي بن أبي طالب. قال ابن فتحون: اختصرته من حديث طويل، وذكره ابن مندة، فقال: روى حديثه الواقدي عن عبد العزيز بن عمران عن واقد إن كان محفوظا، وتبعه أبو نعيم. قلت: رواية عمر بن شبّة له من غير طريق الواقدي. الكاف بعدها العين 7420 ز- كعب بن ثعلبة «5» : من جهينة، حليف بني ظفر. هو الّذي بعده، نسب لجده، وفي رواية يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق. ذكره البغويّ. 7421- كعب بن حمّان «6» : بن ثعلبة بن خرشة، وقيل ابن ثعلبة بن عثمان حليف بني ساعدة الجهنيّ «7» ، ويقال: الغساني.   (1) في أسد الغابة: كشذ، وفي المغازي كشد. (2) أسد الغابة ت (4459) . (3) في أ: وسعيد. (4) في أ: ألفا ثم ولاها. (5) الثقات 3/ 353- تجريد أسماء الصحابة 2/ 30، أصحاب بدر 178، الاستبصار 100، 107، الأنساب 3/ (؟) ، المشتبه 170. (6) في أ: حماد، وفي الطبقات حمان بن مالك بن ثعلبة. (7) أسد الغابة ت (4461) ، الاستيعاب ت (2215) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 441 ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا من بني ساعدة حليف لهم من غسان، وكذا صنع ابن إسحاق، لكن قال: حليف لهم من جهينة، ووافقه ابن الكلبيّ. وأبوه ضبطه ابن حبيب عن ابن الكلبي بحاء مهملة مكسورة وتشديد الميم وآخره نون. وضبطه الدّار الدّارقطنيّ وابن ماكولا «1» وأبو عمر بفتح الجيم وآخره زاي منقوطة، ورأيته في نسخة قديمة من معجم البغوي بتحتانية بدل الميم وبراء غير منقوطة. وقيل هو تصحيف. ووقع في نسخة من المغازي رواية الأموي حليف بني طريف هو ابن الخزرج بن ساعدة. 7422- كعب بن حيان القرظي: يأتي في ابن سليم، نسب لجده. 7423- كعب بن الخدارية الكلابي «2» : من بني بكر بن كلاب. صحابي له ذكر في حديث أبي رزين العقيلي الطويل، فقد وقع في أثنائه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: ها إن ذين. ها إن ذين- يعني أبا رزين ورفيقه- ابن نفر حدثت أنهم من أتقى الناس للَّه في الدنيا والآخرة فقال له كعب بن الخدارية، بضم المعجمة وتخفيف الدال، أحد بني بكر بن كلاب: من «3» هم يا رسول اللَّه؟ قال: بنو المنتفق، قالها ثلاثا. وسند الحديث حسن كما سأبينه في حرف اللام في ترجمة لقيط بن عامر إن شاء اللَّه تعالى. وأخرجه ابن أبي خيثمة وغيره من رواية دلهم بن الأسود بن عبد اللَّه بن حاجب بن عامر بن المنتفق عن جده، عن عمه لقيط بن عامر- أنه خرج وافدا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم، فذكر الحديث بطوله. 7424- كعب بن جمّاز: أو ابن حمار «4» تقدم. 7425- كعب بن الخزرج الأنصاري: من بني الحارث بن الخزرج «5» . قال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصحابة، وقال في التاريخ في ترجمة محمد بن   (1) في الإكمال، وقال: قاله الطبري، وقال ابن الكلبي في نسب قضاعة. كعب بن حمان. قال الدار الدّارقطنيّ: وجدته مضبوطا بالحاء والنون- حمان- يعني بخط الحلواني عن السكري عن ابن حبيب عنه. (2) أسد الغابة ت (4462) ، الاستيعاب ت (2216) . (3) في الاستيعاب: لمن تفر لعمر الملك إن حدثت أنهم. (4) في أ: كعب بن حمار أو ابن حبان. (5) أسد الغابة ت (4463) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 442 ميمون بن كعب بن الخزرج: (حدثنا محمد) «1» بن عبد الرحمن الأنصاري، حدثنا محمد بن ميمون، عن أبيه، عن جده، قال: صحبني الحكم بن أبي الحكم في غزوة تبوك، وكان نعم الصاحب. قال أبو حاتم، محمد بن ميمون، مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات. 7426- كعب بن زهير: بن أبي سلمى «2» ، بضم أوله، واسمه ربيعة بن رياح، بكسرة ثم تحتانية، ابن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن لاطم بن عثمان بن مزينة المزني الشاعر المشهور. صحابي معروف قال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني: حدثنا يحيى بن عمر [بن] «3» جريج، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا الحجاج بن ذي الرّقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير، عن أبيه، عن جده، قال: خرج كعب وبجير حتى أتيا أبرق «4» ، فقال بجير لكعب: اثبت في غنمنا هنا حتى آتي هذا الرجل، فأسمع ما يقول، فجاء بجير رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلم، فبلغ ذلك كعبا فقال: ألا أبلغا عنّي بجيرا رسالة ... على أيّ شيء ويب «5» غيرك دلّكا على خلق لم تلف أمّا ولا أبا ... عليه ولم تدرك عليه أخا لكا سقاك أبو بكر بكأس رويّة ... فأنهلك المأمور منها وعلّكا «6» [الطويل] فبلغت أبياته رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «من لقي كعبا فليقتله» ، وأهدر دمه، وكتب بذلك بجير إليه، ويقول له: النجاء. ثم كتب «7» إليه إنه لا يأتيه أحد مسلما إلا قبل منه، وأسقط ما كان قبل ذلك، فأسلم كعب، وقدم حتى أناخ بباب المسجد، قال: فعرفت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالصفة فتخطيت حتى جلست إليه   (1) في أ: حديث الحمد. (2) أسد الغابة ت (4464) ، الاستيعاب ت (2217) . (3) سقط في أ. (4) في أسد الغابة: حتى أتيا أبرق العزاف. (5) في أ: دين. (6) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2217) ، أسد الغابة ترجمة رقم (4464) ، والأبيات في ديوانه ص 3، 4، وسيرة ابن هشام 2/ 502، مع خلاف يسير. (7) في أ: كتب إليه إنه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 443 فأسلمت، ثم قلت: الأمان يا رسول اللَّه، أنا كعب بن زهير قال: «أنت الّذي تقول» ؟ والتفت إلى أبي بكر. فقال: كيف؟ قال: فذكر الأبيات الثلاثة، فلما قال فأنهلك المأمور فقلت: يا رسول اللَّه، ما هكذا قلت، وإنما قلت المأمون قال: «مأمون واللَّه» وأنشده القصيدة التي أولها: بانت سعاد، وساق القصيدة. ووقعت لنا بعلو في جزء إبراهيم بن ديزيل الكبير، وأخرج ابن قانع من طريق الزّبير بن بكّار، عن بعض أهل المدينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: لما انتهى إلى كعب بن زهير قتل ابن خطل، وكان بلغه أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أوعده بما أوعد به خطل قيل لكعب: إن لم تدارك نفسك قتلت، فقدم المدينة، فسأل عن أرق أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فدلّ على أبي بكر، فأخبره خبره، فمشى أبو بكر وكعب على أثره، وقد التثم حتى صار بين يدي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: رجل يبايعك، فمدّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يده، فمدّ كعب يده فبايعه، وأسفر عن وجهه، فأنشده قصيدته التي يقول فيها: نبّئت أنّ رسول اللَّه أوعدني ... والعفو عند رسول اللَّه مأمول [البسيط] وفيها «1» : إنّ الرّسول لنور يستضاء به ... مهنّد من سيوف اللَّه مسلول «2» [البسيط] فكساه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بردة له، فاشتراها معاوية من ولده، فهي التي يلبسها الخلفاء في الأعياد. وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا أحمد بن المقدام، حدثنا عمر بن علي، حدثنا زكريا- هو ابن أبي زائدة، عن الشعبي، قال: أنشد النابغة الذبيانيّ النعمان بن المنذر: تراك الأرض «3» إمّا متّ خفّا ... وتحيا ما حييت بها «4» ثقيلا «5» [الوافر]   (1) في أ: ومنها. (2) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (4464) ، الاستيعاب ت (2217) ، وديوانه ص 65، وسيرة ابن هشام: 2/ 503، 513، ورواية الشعر والشعراء «نبئت» وفي عجزه مبذول مكان مأمول. (3) في أ: الأرض إذا. (4) في أ: مكيلا. (5) البيت للنابغة الذبيانيّ كما في ديوانه ص 71 وبعده. لأنك موضع القسطاس منها ... فتمنع جانبيها أن تميلا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 444 فقال له النعمان: هذا البيت إن لم تأت بعده ببيت يوضّح معناه، وإلا كان إلى الهجاء أقرب، فتعسّر على النابغة النظم، فقال له النعمان: قد أجلّتك ثلاثا، فإن قلت فلك مائة من الإبل العصافير، وإلا فضربة بالسيف بالغة ما بلغت، فخرج النابغة وهو وجل، فلقي زهير بن أبي سلمى فذكر له ذلك، فقال: اخرج بنا إلى البرية، فتبعهما كعب فردّه زهير، فقال له النّابغة: دع ابن أخي يخرج معنا وأردفه، فلم يحضرهما شيء، فقال كعب للنابغة: يا عم، ما يمنعك أن تقول: وذلك إن فللت الغيّ عنها ... فتمنع جانبيها أن تميلا [الوافر] فأعجب النابغة، وغدا على النعمان فأنشده فأعطاه المائة فوهبها لكعب بن زهير فأبى أن يقبلها. وذكرها ابن دريد في «أماليه» على غير هذا الوجه، قال: أنبأنا «1» السكن بن سعيد، حدثنا محمد بن عباد، حدثنا ابن الكلبيّ، قال: زار «2» النابغة زهيرا، فنحر له وأكرمه، وجاء بشراب فجلسا، فعرض لهما شعره، فقال النابغة البيت الأول، وقال بعده: نزلت بمستقرّ العزّ منها [الوافر] ثم وقف، فقال لزهير: أجزه، فهمهم ولم يحضره شيء، وكان «3» حينئذ يلعب بالتراب مع الصبيان، فأقبل فرأى كلّا منهما ذقنه على صدره، ففكر فقال: يا أبت، ما لي أراك قد اغتممت؟ فقال: تنحّ، لا أم لك! فدعاه النابغة فوضعه على فخذه، وأنشده، فقال: ما يمنعك أن تقول: فتمنع جانبيها أن تميلا [الوافر] فضمه أبوه إليه، وقال: ابني ورب الكعبة. وقال أبو أحمد العسكريّ: وكان موت زهير قبل المبعث. وقال ابن إسحاق: كان   (1) في أ: أخبرنا. (2) في أ: رأى. (3) في أ: وكان كعب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 445 قدوم كعب بن زهير بعد الطائف. وقال خلف الأحمر: لولا قصائد لزهير ما فضلته على ابنه كعب، وكان زهير وولداه: بجير وكعب، وولدا كعب عقبة والعوام شعراء. وقال الحطيئة لكعب بن زهير: أنتم أهل بيت ينظر إليكم في الشعر، فاذكرني في شعرك، ففعل. وقال أبو عمر: من جيد شعر كعب. لو كنت أعجب من شيء لأعجبني ... سعي الفتى وهو مخبوء له القدر يسعى الفتى لأمور ليس يدركها ... فالنّفس واحدة والهمّ منتشر والمرء ما عاش ممدود له أمل ... لا تنتهي العين حتّى ينتهي الأثر «1» [البسيط] 7427- كعب بن زيد: بن قيس «2» بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وكذا ذكره ابن إسحاق وأنه استشهد بالخندق قال ابن إسحاق: أصابه سهم غرب فقتله وقال الواقديّ: قتله ضرار بن الخطاب. وأورد أبو نعيم في ترجمة» قصة المرأة الغفارية «4» ، فأخطأ في ذلك، فإن «5» ذلك آخر فيقال له زيد بن كعب، وقيل كعب بن زيد. 7428- كعب بن زيد «6» : شيخ لجميل بن زيد. وقيل زيد بن كعب. وقيل عبد اللَّه ابن كعب. حديثه في قصة الغفارية التي بكشحها «7» بياض. تقدم في حرف الزاي، وبيان الاختلاف فيه. 7429- كعب بن سليم بن أسد «8» : ويقال كعب بن حبان القرظي، والد محمد.   (1) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2217) ، أسد الغابة ترجمة رقم (4464) . وديوانه 2290. (2) أسد الغابة ت (4465) ، الاستيعاب ت (2218) ، الثقات 3/ 351، الجرح والتعديل 7/ 161، أصحاب بدر 231، الاستبصار 92، التحفة اللطيفة 3/ 433، التاريخ الكبير 7/ 223، تعجيل المنفعة 353، ذيل الكاشف 1295. (3) في أ: ترجمته. (4) في الاستيعاب: التي وجد بها رسول اللَّه بياضا. (5) في أ: ذاك. (6) أسد الغابة ت (4466) . الاستيعاب ت (2219) . (7) في أ: نكحها. (8) أسد الغابة ت (4467) ، الاستيعاب ت (2220) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 كان من سبي قريظة الذين «1» لم ينسبوا، ولا نعرف له رواية، قاله ابن عبد البرّ. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وقال: روى عن علي روى عنه ابنه، وأورد ابن مندة في ترجمته حديثا وهم فيه، وقد ذكر في ترجمة عبد الرحمن الخطميّ. 7430 ز- كعب بن ضنّة: هو ابن يسار بن ضنّة. نسب لجده. يأتي. 7431- كعب بن عاصم: الأشعري «2» . قال المزنيّ: الصحيح أنه غير أبي مالك الأشعري الّذي يروي عنه عبد الرحمن بن غنم، فإن ذلك معروف بكنيته، وهذا معروف باسمه لا بكنيته. انتهى. وكل من صنف في الكنى كنى هذا أيضا أبا مالك، منهم النسائي والدّولابي، وأبو أحمد الحاكم، وأطال أبو أحمد القول فيه، وقال: اعتمدت في كنيته على حديث إسماعيل بن عبد اللَّه بن خالد، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت أبا مالك الأشعري كعب ابن عصام يقول ... فذكر حديثا. وقال البخاريّ: له صحبة قال إسماعيل بن «3» أويس: كنيته أبو مالك. وقال البغوي: سكن كعب بن عاصم مصر، روت عنه أم الدرداء، وحديثه عند أحمد والنسائي، وابن ماجة وغيرهم: ليس من البر الصيام في السفر. ووقع عند أحمد بالميم بدل لام التعريف في الثلاثة في البر وفي الصوم وفي السفر، وجاء عنه حديث آخر من رواية جابر بن عبد اللَّه عنه- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخطب عند الجمرة أوسط أيام النّحر، أخرجه البغويّ، وقال: غريب، وأخرجه ابن السّكن. المستغفري. 7432- كعب بن عامر السعدي «4» . له صحبة، قاله جعفر المستغفري. وذكره ابن حبان في الصحابة، فقال الساعدي، وكذا أخرج الباوردي «5» ، من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع في تسمية من شهد صفّين مع علي   (1) في أ: الّذي. (2) أسد الغابة ت (4469) ، الاستيعاب ت (2222) ، الثقات 3/ 352، تجريد أسماء الصحابة 2/ 31، تقريب التهذيب 2/ 134، تهذيب التهذيب 8/ 434، خلاصة تذهيب 2/ 365، الكاشف 3/ 8، الطبقات 68، 304، التاريخ الكبير 7/ 221، بقي بن مخلد 411. (3) في أ: بن أبي أويس. (4) أسد الغابة ت (4470) ، الثقات 3/ 353، تجريد أسماء الصحابة 2/ 31. (5) في أ: البارودي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 447 من الصحابة كعب بن عامر، من بني ساعدة، بدري، كذا قال. وسنده ضعيف جدا. 7433- كعب بن عامر: في كعب بن عمرو، ضعيف جدا. 7434- كعب بن عجرة «1» : بن أمية بن عديّ بن عبيد بن خالد «2» بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد بن مريّ بن أراشة البلوي. ويقال ابن خالد بن عمرو بن زيد بن ليث بن سواد بن أسلم القضاعي حليف الأنصار. وزعم الواقديّ أنه أنصاري من أنفسهم، وردّه كاتبه محمد بن سعد بأن قال: طلبت نسبه في الأنصار فلم أجده، وكذا أطلق أنه أنصاري البخاري، وقال: مدني له صحبة. يكنى أبا محمد. ذكره ابن سعد بإسناده، وقيل كنيته أبو إسحاق بابنه إسحاق. وقيل أبو عبد اللَّه. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، وعن عمر، وشهد عمرة الحديبيّة، ونزلت فيه قصة الفدية. وقد أخرج ذلك في «الصحيحين» «3» من طرق منها رواية ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ به وهو محرم يوقد تحت قدر والقمل يتهافت على وجهه، فقال له: «احلق رأسك، وأطعم فرقا بين ستّة مساكين» الحديث. في بعض طرقه: ما كنت أظنّ أن الوجع بلغ ما نرى، وفيها: قال كعب: فكانت لي خاصة وهي لكم عامة. ومن مستغرب «4» طرق قصته ما أخرجه ابن المقري «5» في «فوائده» من طريق عبد اللَّه بن سليمان الطويل، عن نافع- أنّ رجلا من الأنصار أخبره أنّ كعب بن عجرة من بني   (1) أسد الغابة ت (4471) ، الاستيعاب ت (2223) ، مسند أحمد 4/ 241، طبقات خليفة ت 938، تاريخ البخاري 7/ 220، المعرفة والتاريخ 1/ 319، الجرح والتعديل 7/ 160، جمهرة أنساب العرب 442، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 429، تاريخ ابن عساكر 14/ 277، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 68، تهذيب الكمال 746، تاريخ الإسلام 2/ 313، العبر 1/ 57، تذهيب التهذيب 3/ 170- 9، مرآة الجنان 1/ 125، البداية والنهاية 8/ 60، تهذيب التهذيب 8/ 435، خلاصة تذهيب الكمال 273، شذرات الذهب 1/ 58. (2) في الجمهرة وأسد الغابة: ابن الحارث. (3) في أ: الصحيحان. (4) في أ: مستعرف. (5) في أ: العربيّ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 448 سالم كان أصابه في رأسه أذى، فحلقه، فقال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «فماذا أنسك؟ فأمره أن يهدي بقرة يقلّدها ثم يسوقها ثم يقفها «1» بعرفة، ثم يدفع بها مع الناس، وكذلك يفعل بالهدي. ويعارضه ما أخرجه البغوي من طريق أبان بن صالح، عن الحسن، قال: قال رجل لكعب بن عجرة: يا أبا محمد، ما كانت فديتك؟ قال: شاة. وأخرج الطبراني في «الأوسط» من طريق ضمام بن إسماعيل، عن موسى بن وردان، عن كعب بن عجرة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوما فرأيته متغيّرا، فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلا له، فسقيت له على كل دلو بتمرة فجمعت تمرا، فأتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث. وأخرج ابن سعد بسند جيد عن ثابت بن عبيد- أن يد كعب قطعت في بعض المغازي، ثم سكن الكوفة. روى عنه ابن عمر، وجابر، وابن عبّاس، وطارق بن شهاب، وزيد بن وهب، وآخرون. وروى عنه أيضا أولاده: إسحاق، ومحمد، وعبد الملك، والربيع. قيل «2» : مات بالمدينة سنة إحدى وقيل «3» : اثنتين، وقيل: ثلاث وخمسين. وله خمس، وقيل: سبع وسبعون سنة. 7435- كعب بن عدي التنوخي «4» . مخرج حديثه عن أهل مصر. روى عنه ناعم بن أجيل حديثا حسنا، هكذا اختصره ابن عبد البر. ونسبه ابن مندة عن ابن يونس، فقال: ابن عديّ بن عمرو بن ثعلبة بن عديّ بن ملكان بن عذرة بن زيد اللات، هو الّذي يقال له التنوخي، لأن ملكان بن عوف حلفاء تنوخ، وهم العباد، بكسر المهملة وتخفيف الموحدة، بالحيرة، وهكذا قال ابن يونس في «تاريخ مصر» . قال ابن السّكن: يقال إن له صحبة. وقال البغوي، وابن قانع عنه: حدثنا أبو   (1) في أ: يقف بها. (2) في أ: قال. (3) في أ: أو. (4) أسد الغابة ت (4472) ، الاستيعاب ت (2224) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 449 الأحوص محمد بن الهيثم، أنبأنا «1» سعيد بن جبير بن عفير، حدثني عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي «2» ، عن عمرو بن الحارث، عن ناعم بن أجيل- بالجيم مصغّرا، عن كعب بن عدي، قال: أقبلت في وفد من أهل الحيرة إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم انصرفنا إلى الحيرة، فلم نلبث أن جاءتنا وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فارتاب أصحابي، وقالوا: لو كان نبيا لم يمت. فقلت: فقد مات الأنبياء قبله، فثبتّ على الإسلام، ثم خرجت أريد المدينة، فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه فعجت «3» إليه فقلت: أخبرني عن أمر أردته لقح في صدري منه شيء. قال: ائت باسمك من الأشياء، فأتيته بكعب قال: ألقه في هذا الشعر لشعر أخرجه، فألقيت الكعب فيه فإذا بصفة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كما رأيته، وإذا موته في الحين الّذي مات فيه، فاشتدت بصيرتي في إيماني، فقدمت على أبي بكر رضي اللَّه عنه فأعلمته وأقمت عنده، ووجّهني إلى المقوقس، ورجعت، ثم وجهني عمر أيضا، فقدمت عليه بكتابه بعد وقعة اليرموك. ولم أعلم بها، فقال لي: علمت أن الروم قتلت العرب وهزمتهم؟ قلت: لا. قال: ولم؟ قلت: لأن اللَّه وعد نبيّه ليظهره على الدين كلّه، وليس يخلف الميعاد قال: فإنّ العرب قتلت الروم، واللَّه قتلة عاد، وإن نبيكم قد صدق. ثم سألني عن وجوه الصحابة فأهدى لهم، وقلت له: إن العباس عمه حي فتصله؟. قال كعب: وكنت شريكا لعمر بن الخطاب. فلما فرض الديوان فرض لي في بني عديّ بن كعب. وقال البغويّ: لا أعلم لكعب بن عدي غيره. وهكذا أخرجه ابن قانع عن البغوي، ولكنه اقتصر منه إلى قوله: مات الأنبياء قبله، وابن شاهين عن أبيه عن أبي الأحوص بطوله، وأبو نعيم عن أبي العباس الصّرصري عن البغوي بطوله، وأخرجه ابن السكن بطوله، عن شيخ آخر عن أبي الأحوص، ومن رواية عبد اللَّه بن سعيد بن عفير، عن أبيه بطوله. وزاد فيه: فألقيت الكعب فيه فصحّف فيه، وقال فيها: وكنت شريكا لعمر في البز. قال: ابن السّكن: رواه غير سعد فأدخل بين عمرو بن حريث وناعم يزيد بن أبي حبيب. قلت: أخرجها ابن يونس في تاريخ مصر، من طريق إبراهيم بن أبي داود البرلسي- أنه قرأ في كتاب عمرو بن الحارث بخطه. حدثني يزيد بن أبي حبيب أن ناعما حدثه عن كعب بن عدي، قال: كان [أبي] «4» أسقف الحيرة فلما بعث محمد قال: هل لكم أن يذهب   (1) في أ: أخبرنا. (2) في أ: الفتوحي. (3) فصحت في أ. (4) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 450 نفر منكم إلى هذا الرجل فتسمعوا «1» من قوله؟ لا يموت غدا فتقولوا: لو أنّا سمعنا من قوله، وقد كان على حق؟ فاختاروا أربعة فبعثوهم، فقلت لأبي: أنا أنطلق معهم، قال: ما تصنع؟ قلت: انظر، فقدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فكنّا نجلس إليه إذا صلّى الصبح فنسمع كلامه والقرآن ولا ينكرنا «2» أحد، فلم نلبث إلا يسيرا حتى مات، فقال الأربعة: لو كان أمره حقا لم يمت، انطلقوا، فقلت: كما أنتم حتى تعلموا من يقوم مكانه فينقطع هذا الأمر أم يتمّ، فذهبوا ومكثت «3» أنا لا مسلما ولا نصرانيا، فلما بعث أبو بكر [جيشا] «4» إلى اليمامة ذهبت معهم، فلما فرغوا مررت براهب، فذكر «5» قصة معه، وقال فيها: فوقع في قلبي الإيمان فآمنت حينئذ، فمررت على الحيرة فعيّروني فقدمت على عمر رضي اللَّه عنه، وقد مات أبو بكر رضي اللَّه عنه، فبعثني إلى المقوقس، فذكر نحوه. ثم أخرج ابن يونس من «6» رواية سعيد بن عفير، وقال: الصواب ما في الكتاب لم يسمعه عمرو بن ناعم. قلت: اعتمد ابن يونس على ما في هذه الرواية، فقال في أول الترجمة: كان أحد وفد أهل الحيرة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يسلم، وأسلم زمن أبي بكر، وكان شريك عمر في الجاهلية في تجارة البز، وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا من عمر إلى المقوقس، وشهد فتح مصر، واختط «7» بها، وكان ولده بمصر يأخذون العطاء في بني عدي بن كعب حتى نقلهم أمير مصر في زمن يزيد بن عبد الملك إلى ديوان قضاعة، وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي، وله بمصر حديث، فذكره. وتبع ابن يونس أبو عبد اللَّه بن مندة، وأخرج الحديث عن ابن يونس، من طريق يزيد بن أبي حبيب المذكورة، وقال: قال ابن يونس: هكذا وجدته في الدّرج والرّقّ «8» القديم الّذي حدثني به محمد بن موسى، عن ابن أبي داود، عن كتاب عمرو بن الحارث. قال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وكأن سياق» سند سعيد «10» بن   (1) في أ: فيسمعك. (2) في أ: ينظرنا. (3) في أ: فلبثت. (4) سقط في أ. (5) في أ: قصته. (6) سقط في ط. (7) في أ: واختطها. (8) الدّرج: الورق الّذي يكتب فيه، تسمية بالمصدر. الوسيط 1/ 277 والرّقّ: جلد رقيق يكتب فيه. الوسيط 1/ 367. (9) في أ: ساق فيه. (10) في أ: عيسى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 451 عفير بعلو من روايته عن أحمد القاري، عن عبيد اللَّه بن سعيد عن أبيه ولم يسق المتن، بلى قرنه برواية يزيد بن أبي حبيب، وبينهما من المخالفة أنّ في رواية سعيد بن عفير أنه أسلم عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وفي رواية يزيد بن أبي حبيب أنه لم يسلم إلّا في عهد أبي بكر، ويمكن الجمع بين الروايتين بأنه ليس في رواية يزيد بن أبي حبيب أنه لم يسلم، بل سكت عن ذلك، وذكر أنه بعد موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أقام لا مسلما ولا نصرانيا. وفي رواية سعيد التصريح بإسلامه عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكر بعد ذلك أنه ازداد يقينا في إيمانه، فيحمل على أنه بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقع له تردّد، فصار في حكم من رجع عن الإسلام، فلما شاهد نصرة المسلمين مرة بعد مرة رجح عنده الإسلام وعاوده اليقين، فعلى هذا يعد في الصحابة، لأنه لو تخللت له ردّة صريحة ثم عاد استمر له اسم الصحبة، كالأشعث بن قيس وغيره ممن ارتدّ وعاد. وقد كنت اعتمدت على قول ابن يونس، وكتبته في المخضرمين، ثم رجح عندي ما في رواية ابن عفير فحوّلته إلى هذا القسم الأول، وباللَّه التوفيق. وأورد ابن مندة في ترجمته قصة له تتضمّن رواية أبي ثور الفهميّ عنه، أخرجها من طريق ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن شريح، عن يزيد بن عمرو، عن أبي ثور الفهميّ، قال: كان كعب العبادي عقيدا لعمر بن الخطاب في الجاهلية، فقدم الإسكندرية، فوافق لهم عيدا يكون على رأس مائة سنة، فهم مجتمعون، فحضر معهم حتى إذا فرغوا قام فيهم من يناديهم: أيها الناس، أيكم أدرك عيدنا الماضي فيخبرنا أيّهما أفضل؟ فلم يجبه أحد حتى ردّد فيهم، فقال: اعلموا أنه ليس أحد يدرك عيدنا المقبل مما لم يدرك هذا العيد من شهد العيد الماضي. قال ابن يونس: وكان هذا العيد عندهم معروفا بالإسكندرية إلى بعد الثلاثمائة. ووقع لصاحب «أسد الغابة» في ترجمته: وكان أحد وفد الحيرة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم زمن أبي بكر، وكان شريك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الجاهلية، وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا لعمر إلى المقوقس، وشهد فتح مصر وهذا نقله من كلام ابن مندة، ولكن ليس عند ابن مندة إلا ما عند غيره ممن ترجم له، وهو أنه كان شريكا لعمر بن الخطاب، وقد وقع ذلك في رواية أبي ثور الفهميّ أيضا. 7436 ز - كعب بن عمرو: بن زيد الأنصاري. روى حديثه عبد اللَّه بن وهب، عن مسلمة بن علي، عن سعيد بن عبد العزيز، عن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 452 رجل من قريش- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما حاصر خيبر جاع بعض الناس فافتتحوا حصنا من حصونها فأخذ بعض المسلمين جراب شحم فبصر به صاحب المغانم، وهو كعب بن عمرو بن زيد الأنصاري، فأخذه منه، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «خلّ بينه وبين جرابه» فذهب به إلى أصحابه. وفي سنده مع انقطاعه ضعف. وقد وقع في الصحيح عن عبد اللَّه بن مغفّل قصة له في جراب شحم أخذه يوم خيبر، فكأنه المراد بقوله في هذه الرواية بعض المسلمين. وذكر أبو عمر في العبادلة عبد اللَّه بن كعب بن عمرو بن عوف كان على المغانم ببدر، والّذي يظهر أنه غير هذا «1» . 7437- كعب بن عمرو: بن عبّاد «2» بن عمرو بن سواد بن غنم الأنصاري، أبو اليسر، بفتح التحتانية باثنتين والمهملة، مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى. 7438- كعب بن عمرو: بن عبيد بن الحارث بن كعب بن معاوية بن مالك بن النجار الأنصاري «3» . شهد أحدا وما بعدها، واستشهد باليمامة. ذكره العدويّ، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير. 7439 ز- كعب بن عمرو: بن مصرف اليامي «4» ، بتحتانية باثنتين، جد «5» ابن مصرف وقيل: هو عمرو بن كعب بن مصرف حديثه عند أبي داود. ويأتي في المبهمات. 7440- كعب بن عمرو: أبو شريح «6» الخزاعي. قيل: هو اسم خويلد بن عمرو، وخويلد أشهر «7» . يأتي في الكنى.   (1) سقط في أ. (2) الاستيعاب ت (2226) ، الثقات 3/ 352، تجريد أسماء الصحابة 2/ 32، الجرح والتعديل 7/ 160، تقريب التهذيب 2/ 135، تهذيب التهذيب 8/ 437، تهذيب الكمال 3/ 1147، خلاصة تذهيب 2/ 366، مقاتل الطالبين 65، التاريخ 1/ 131، الرياض المستطابة 248، عنوان النجابة 149، الكاشف 3/ 8، سير أعلام النبلاء 2/ 537، حلية الأولياء 2/ 19، الاستبصار 163، الطبقات 102، التحفة اللطيفة 3/ 434، البداية والنهاية 8/ 78، التاريخ الكبير 7/ 220، بقي بن مخلد 180. (3) أسد الغابة ت (4476) ، الاستيعاب ت (2227) . (4) أسد الغابة ت (4477) ، الاستيعاب ت (2228) . (5) في أ: جد طلحة بن مصرف. (6) أسد الغابة ت (4474) ، الاستيعاب ت (2225) ، الثقات 3/ 302، الطبقات الكبرى 9/ 163، تجريد أسماء الصحابة 2/ 32، تهذيب التهذيب 8/ 436، الأعلام 5/ 228، المتحف 353، علماء إفريقيا وتونس 74، البداية والنهاية 8/ 78، التاريخ الكبير 7/ 225. (7) في أ: استشهد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 453 7441- كعب بن عمرو: أبو زعنة الشاعر «1» . يأتي في الكنى، واختلف في اسمه، فقيل: كعب، وقيل عبد اللَّه، وقيل عامر بن كعب، وقيل كعب بن عامر. وذكر فيمن شهد صفّين مع علي، والسند بذلك ضعيف. 7442- كعب بن عمير الغفاريّ «2» . قال أبو عمر: من كبار الصحابة، أمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على سرية فقتل. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، قالا: بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كعب بن عمير الغفاريّ نحو ذات أطلاح «3» من البلقاء، فأصيب كعب ومن معه. وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة وأن قصّته كانت في ربيع الأول سنة ثمان، وفيه: فقتل أصحابه جميعا، وتحامل هو حتى بلغ المدينة، كذا قال. وقد ساق شيخه الواقديّ القصة- ولكن فيها: فتحامل رجل جريح في القتلى لما برد الليل فنجا. وهكذا ذكره ابن إسحاق عن عبد اللَّه بن أبي بكر، وأنّ كعب بن عمير قتل يومئذ. 7443- كعب بن عياض الأشعري «4» . ذكره البخاريّ، وقال: له صحبة، عداده في أهل الشّام، وقال ابن السّكن: له صحبة، وقال مسلم: تفرد عنه جبير بن نفير بالرواية، وتبعه ابن السّكن والأزديّ، وأفاد «5» ابن عبد البرّ أن جابر بن عبد اللَّه روى عنه. وقال البغويّ: ما له غير حديث واحد، وهو الّذي أخرجه له الترمذي والنسائي في فتنة المال «6» . وقد أخرج له ابن قانع، وابن السّكن، وهو حديث: «القصاص ثلاثة» ، من رواية جبير بن نفير أيضا عنه، وأخرج له الدارميّ ثالثا وهو: «لو كان لابن آدم واديان من مال» ،   (1) أسد الغابة ت (4473) . (2) أسد الغابة ت (4478) ، الاستيعاب ت (2229) . (3) في أ: السلاج. (4) أسد الغابة ت (4479) ، الاستيعاب ت (2230) ، الثقات 3/ 353، تجريد أسماء الصحابة 2/ 33، تقريب التهذيب 2/ 135، تهذيب التهذيب 8/ 438، تهذيب الكمال 3/ 1147، خلاصة تذهيب 2/ 366، الكاشف 3/ 9، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، التاريخ الكبير 7/ 222، بقي بن مخلد 43. (5) في أ: أورد. (6) في ط: قنية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 454 وكلها من رواية عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه عنه. وأخرج له الدّارقطنيّ رابعا من رواية خالد بن معدان عنه، وهو منقطع، وأخرجه ابن أبي داود وابن شاهين، من طريق معاوية بن صالح أيضا، لكن عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عنه. وصرّح في رواية البخاري عن أبي صالح أيضا، لكن «1» عن معاوية أبي صالح «2» بسماعه من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال أبو عمر حديثه في قنية «3» المال صحيح، وقد روى عنه جابر، وقيل: إنّ أم الدّرداء، روت عنه. انتهى. وفي «4» قوله: جابر- نظر، وإنما روى جابر عن كعب بن عاصم، وكذا رواية أم الدّرداء إنما هي عن كعب بن عاصم. 7444- كعب بن عيينة: بن عائشة التميمي «5» . تقدم ذكر أبيه في العين، قال الحاكم في «تاريخه» : كعب بن عيينة صحابي ذكر سلمويه بن صالح أنه ورد خراسان مع عبد اللَّه بن عامر، وله عقب بمرو، واستدركه يحيى ابن عبد الوهاب بن عبد اللَّه على كتاب جدّه في الصحابة. 7445- كعب بن فهر القرشي. ذكر وثيمة أنه كان رسول أبي بكر الصديق إلى خالد بن الوليد بعد فتح اليمامة. انتهى. وقد تقدم أنه لم يبق قرشي في ذلك العصر إلا أسلم وشهد حجة الوداع. 7446- كعب بن قطبة «6» . ذكره الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» ، ولم يذكر له شيئا، وقال أبو أحمد العسكريّ: أحسب خبره مرسلا. قلت: كأنه وقع له بالعنعنة، لكن وقع عند غيره بالتصريح. وقال ابن مندة: له ذكر في حديث أبي رزين العقيلي، كذا قال ابن الأمين، ووهم، فإن كلام ابن مندة هذا إنما قاله «7» في كعب بن الخدارية كما مضى.   (1) سقط في أ. (2) في أ: فسمعه. (3) فتنة. (4) في أ: ومن. (5) أسد الغابة ت (4481) . (6) أسد الغابة ت (4482) . (7) في أقال. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 455 وأورد الطّبرانيّ في «الأوسط» في ترجمة أحمد بن زهير التّستري بسنده إلى علي بن ربيعة، عن كعب بن قطبة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إنّ كذبا عليّ ليس ككذب على أحد» «1» . الحديث وسنده صحيح إلا أنه اختلف في صحابيّه، فرواه إسحاق الأزرق، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة هكذا، وخالفه أبو نعيم، فقال: عن سعيد عن علي بن ربيعة، عن المغيرة بن شعبة. أخرجه البخاريّ في «الأدب» ، عن أبي نعيم، والطبراني في ترجمة المغيرة بن شعبة، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، وفيه قصة النوح على قرظة بن كعب. وكذا أخرجه مسلم والترمذي من طرق عن سعيد «2» بن عبيد «3» . وأخرجه ابن قانع من طريق إسحاق الأزرق، عن شيخ الطبراني، فقال: كعب بن علقمة، [وهو وهم، ولعل سبب الوهم ذكر قرظة بن كعب، فلعله صحف وقلب. واللَّه أعلم] «4» . 7447 ز- كعب الأعور بن مالك: بن عمرو بن عون «5» بن عامر بن ذبيان بن الدئل ابن صباح، بضم المهملة وتخفيف الموحدة، العبديّ الصّباحي «6» . ذكر الرّشاطي عن أبي عمرو الشيبانيّ أنه كان من فرسان عبد القيس وأشرافهم، ووفد مع أشجّ عبد القيس على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. واستدركه ابن الأمين. 7448- كعب بن مالك: بن أبي كعب «7» بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 2/ 102 ومسلم 1/ 10 في المقدمة باب 2 تغليظ الكذب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديث رقم 4 وأحمد في المسند 4/ 245، 252 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 146، والبيهقي في السنن 4/ 72. (2) في أسعد. (3) في أو لعل سنة الوهم ذكر قرظة بن كعب فلعله صحف وقلت وللَّه أعلم. (4) سقط في أ. (5) في أعوف. (6) أسد الغابة ت (4484) ، في الاستيعاب ت (2231) . (7) أسد الغابة ت (4484) ، مسند أحمد 3/ 454، 386، طبقات خليفة 103، تاريخ خليفة 202، التاريخ الكبير 7/ 219، 22، تاريخ الفسوي 1/ 318، 319، الجرح والتعديل 7/ 160، الأغاني 16/ 226، 240، المستدرك 3/ 440 الاستبصار 160، 161، تاريخ ابن عساكر 14/ 286/ 1، تهذيب الكمال 1147، تاريخ الإسلام 2/ 243، العبر 1/ 56، تهذيب التهذيب 8/ 440، 441، خلاصة تذهيب الكمال 321، كنز العمال 13/ 581، شذرات الذهب 1/ 56. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 456 كعب بن سلمة، بكسر اللام، ابن سعد بن علي بن أسد بن ساردة، أبو عبد اللَّه الأنصاري السّلمي بفتحتين، ويقال أبو بشير «1» ، ويقال أبو عبد الرحمن. قال البغويّ: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا هارون، عن إسماعيل، من ولد كعب بن مالك، قال: كانت كنية كعب بن مالك في الجاهلية أبا بشير، فكناه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أبا عبد اللَّه، ولم يكن لمالك ولد غير كعب الشاعر المشهور «2» ، وشهد العقبة وبايع بها وتخلّف عن بدر وشهد أحدا وما بعدها، وتخلّف في تبوك، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. وقد ساق قصة «3» في ذلك سياقا حسنا، وهو في الصحيحين، وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وعن أسيد بن حضير. روى عنه أولاده: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، [وعبيد اللَّه، ومعبد، ومحمد] » وابن ابنه عبد الرحمن بن عبد اللَّه وروى عنه أيضا ابن عباس، وجابر، وأبو أمامة الباهلي، وعمر بن الحكم، وعمر بن كثير بن أفلح، وغيرهم. وقال ابن سيرين: قال كعب بن مالك بيتين كانا سبب إسلام دوس، وهما: قضينا من تهامة كلّ وتر ... وخيبر ثمّ أغمدنا السّيوفا تخبّرنا ولو نطقت لقالت ... قواطعهنّ دوسا أو ثقيفا «5» [الوافر] فلما بلغ ذلك دوسا قالوا: خذوا لأنفسكم، لا ينزل بكم ما نزل بثقيف. قال ابن حبّان: مات أيام قتل علي بن أبي طالب. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: ذهب بصره في خلافة معاوية واقتصر البخاري في ذكر وفاته على أنه رثى عثمان، ولم نجد له في حرب عليّ ومعاوية خبرا. وقال البغويّ: بلغني أنه مات بالشام في خلافة معاوية. وقد أخرج أبو الفرج   (1) في أبشر. (2) في أالمشهور يكنى. (3) قصته في أ. (4) في أو سعيد ويحيى. (5) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4484) ، سيرة ابن هشام: 2/ 479، 480، والاستيعاب ترجمة رقم (2231) ورواية البيت الأول في السيرة قضينا من تهامة كل ريب ... وخيبر ثم أجممنا السيوفا وأجممنا: أرحنا، والبيتان لكعب بن مالك كما في ديوان ص 177. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 457 الأصفهاني في كتاب الأغاني بسند شامي فيه ضعف وانقطاع- أنّ حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، والنعمان بن بشير، دخلوا على عليّ فناظروه في شأن عثمان، وأنشده كعب شعرا في رثاء عثمان، ثم خرجوا من عنده فتوجّهوا إلى معاوية فأكرمهم. 7449- كعب بن مرّة البهزي «1» : ويقال مرة بن كعب البهزي السّلمي، بضم المهملة. سكن البصرة «2» ثم الأردن. وقال ابن السّكن: الأكثر يقولون كعب بن مرة، وكذا قال أبو عمر. قال البغويّ: روى أحاديث. ثم أخرج من طريق سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن الشّمط، قال: قلت لكعب بن مرة: حدّثنا عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يا كعب. قال: كنا عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فجاء رجل فقال: يا رسول اللَّه، استسق اللَّه لمضر، قال: فرفع يديه وقال: «اللَّهمّ اسقنا غيثا مغيثا ... » الحديث. وفيه: فأتوه فشكوا إليه المطر، فقالوا: انهدمت البيوت .... الحديث. ويقال: هما اثنان: الّذي سكن البصرة وروى عنه أهلها. والّذي سكن الشّام روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه أبو الأشعث الصنعائي، وشرحبيل بن السّمط. ويقال- عن سالم بن أبي الجعد: إن شرحبيل قال: يا كعب بن مرة، حدّثنا واحذر قال: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة» . أخرجه الترمذي بهذا، وأورده ابن ماجة مطوّلا وفي بعض طرقه النسائي، وفي بعضها كعب بن مرة. ولم يشك، وكذا عند ابن قانع على ثلاثة أوجه، لكنه عدده بحسبها. 7450- كعب بن يسار «3» : بن ضنة بمعجمة ونون ثقيلة، ابن ربيعة بن قزعة بن عبد اللَّه بن مخزوم بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ، ابن بنت خالد بن سنان العبسيّ، الّذي يقال إنه كان نبيا، وإنما نسب «4» لجده. قال ابن يونس: هو صحابي شهد فتح مصر واختط بها، ويقال إنه ولي القضاء بها.   (1) أسد الغابة ت (4485) ، الاستيعاب ت (2232) ، الثقات 3/ 353، تجريد أسماء الصحابة 2/ 33، تقريب التهذيب 2/ 135، تهذيب التهذيب 8/ 441، تهذيب الكمال 3/ 1148، خلاصة تذهيب 2/ 637، بقي بن مخلد 157، تلقيح فهوم أهل الأثر 369 تذكرة الحفاظ 1/ 51. (2) في أو. (3) أسد الغابة ت (4486) ، الاستيعاب ت (2233) ، تبصير المنتبه 3/ 854، الإكمال 5/ 215. (4) في أو ربما. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 458 وأخرج من طريق الضحاك بن شرحبيل- أنّ عمار بن سعد التّجيبي أخبرهم أنّ عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص أن يجعل كعب بن ضنّة على القضاء، فأرسل إليه عمرو، فقال كعب: لا واللَّه لا ينجيه اللَّه من الجاهلية ثم يعود فيها أبدا بعد إذ نجّاه اللَّه منها، فتركه عمرو. وروى أبو عمر الكندي في قضاة مصر، من طريق عبد الرحمن بن السائب بن عيينة بن السائب بن كعب بن ضنّة، قال: قضى جدّي بمصر شهرين، ثم ورد كتاب عمر بصرفه، ومن طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد- إنّ كعبا ولي القضاء يسيرا حتى أعفاه عمر بن الخطاب. 7451 ز- كعب الأقطع. رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قطعت يده «1» يوم اليمامة، ذكره ابن يونس، وأخرج من طريق عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة- أن زياد بن نافع حدثه عن كعب، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قطعت يده يوم اليمامة- أنّ صلاة الخوف بكل طائفة ركعة وسجدتان. أظنّ في إسناده انقطاعا، فقد علّقه البخاري من طريق زياد بن نافع، عن أبي موسى الغافقي، عن جابر بن عبد اللَّه، وقال البخاري في التاريخ: كعب قطعت يده يوم [غزوة] «2» اليمامة له صحبة. روى عنه زياد بن نافع. 7452 ز- كعب: غير منسوب «3» . ذكر ابن مندة من طريق عبد ربه بن عطاء، عن ابن القاري، قال: كنت جالسا عند علقمة بن نضلة، فقال: أخبرني كعب أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ما من أمير عشرة إلّا يؤتى به يوم القيامة مغلولا حتّى يكون اللَّه يرحمه أو يقضي فيه غير ذلك» . الكاف بعدها اللام 7453- كلاب بن أمية: بن الأسكن الجندعي «4» . تقدم ذكره في ترجمة والده، ونقل أبو موسى عن عبد اللَّه «5» أنه سمى جدّه الأشكر «6» بمعجمة، وقيل بمهملة وزيادة نون، وذاك تصحيف واضح. ونقل المستغفريّ عن البردعي.   (1) يده في يوم. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4488) ، الاستيعاب ت (2234) . (4) أسد الغابة ت (4489) . (5) في أعبدان. (6) في أ: إسكندر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 459 عن البخاري «1» - أنه سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ويكنى أبا هارون. وقال أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمرين» : نزل البصرة، وإليه تنسب مربّعة كلاب. وأخرج ابن قانع من طريق خليد بن دعلج، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن كلاب بن أمية: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم [يقول] «2» : «إنّ اللَّه يغفر لمن استغفر إلّا للبغيّ بفرجها والعشّار» . وفي هذا السند ضعف. وقد أخرجه ابن عساكر من الوجه الّذي أخرجه [منه] «3» ابن قانع، فقال فيه: فقال له عثمان بن أبي العاص: ما جاء بك؟ قال: استعملت على العشور بالأبلة، فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقد تقدم في ترجمة أمية بن الأسكر أيضا أن كلاب بن أمية روى هذا الحديث عن عثمان بن أبي العاص، وكذا ذكر الحاكم أبو أحمد أنّ كلابا روى عن عثمان. وأخرج أيضا من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن الحسن، قال بعث زياد كلاب بن أمية الليثي على الأبلة، فمر به عثمان بن أبي العاص، فقال: يا أبا هارون ... فذكر الحديث، ولم يسقه أبو أحمد، وهو عند أحمد، وأبي يعلى من هذا الوجه، وتمامه: ما يجلسك ها هنا؟ فذكر له: فقال: المكس من بين عمله، فقال: ألّا أحدثك حديثا سمعته من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ داود كان يوقظ أهله في ساعة من اللّيل يقول: يا آل داود، قوموا فصلّوا فإنّ هذه السّاعة يستجاب فيها إلّا لساحر أو عشّار» . قال: فدعا أمية بسفينة فركبها ثم رجع إلى زياد، فقال: ابعث على عملك من شئت. وذكر صاحب التاريخ المظفري أن كلاب بن أمية هاجر إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال أبوه شعرا يتشوّق إليه، فأمره النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ببرّ أبيه، ويقال: إن عمر لما سمع أبيات أمية التي أولها: لمن شيخان قد شدّوا كلابا [الوافر] رقّ لأمية، وأورد كلابا، فنهشته أفعى فمات.   (1) في أالمحاربي. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 وقد تقدم في ترجمة أمية أنّ كلابا كان في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجلا وقيل: إن كلابا لما أبطأ على أبيه أهتر أبوه، أي خرف «1» ، فأقدمه عمر، فقدم قبل أن يعرف «2» به أمية، فأمره عمر بحلب ناقة، وأن يسقيها أمية. فلما شرب قال: إني لأشمّ رائحة يدي كلاب. فبكى عمر، فقال: هذا كلاب، فضمّه إليك «3» . 7454 ز- كلاب الجهنيّ: يأتي في كليب. 7455 ز- كلاب، مولى العباس بن عبد المطلب. ذكره ابن سعد، وأخرج بسند فيه الواقدي، عن أبي هريرة، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الجمعة يخطب إلى جذع في المسجد قائما، فقال: إنّ القيام قد شق عليّ، فقال له تميم الداريّ، ألّا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام؟ فشاور النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم المسلمين في ذلك، فرأوا أن يتخذه. فقال العبّاس ابن عبد المطّلب: إن لي غلاما يقال له كلاب أعمل الناس، فقال: مره أن يعمله، فأرسله إلى أثلة بالغابة فقطعها وعمل منها درجتين ومقعدا، ثم جاء فوضعه في موضعه اليوم، فقام عليه، وقال: «منبري على ترعة من ترع الجنّة» . 7456 ز- كلاح: هو ذؤيب بن شعثم «4» . كان يسمى بذلك فغيّره النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقد تقدم في ذؤيب. 7457- كلثوم بن الحصين «5» : أبو رهم الغفاريّ مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. قال البخاري: له صحبة. 7458 ز- كلثوم بن قيس: بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان ابن محارب بن فهر القرشي الفهري، أخو الضحاك بن قيس، وهو الأكبر. ذكره الزّبير بن بكّار، وقال: ولي ولده سويدا إمرة دمشق.   (1) في أإلى. (2) في أيعرفه به أبوه. (3) في أإليه. (4) في أكلابي بن ذؤيب بن سجم. (5) أسد الغابة ت (4491) ، الاستيعاب ت (2235) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 34، الجرح والتعديل 7/ 163، تقريب التهذيب 2/ 136، تهذيب التهذيب 8/ 443، تهذيب الكمال 3/ 1149، خلاصة تذهيب 2/ 637 صفة الصفوة 1/ 605، الطبقات 32، بقي بن مخلد 351، التحفة اللطيفة 3/ 437 التاريخ الكبير 7/ 226، ذيل الكاشف 1297. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 461 7459- كلثوم بن الهدم «1» : بكسر الهاء وسكون الدال، ابن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. ذكر موسى بن عقبة وغيره من أهل المغازي- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل عليه بقباء أول ما قدم المدينة، وقال بعضهم: نزل على سعد بن خيثمة، وقال الواقدي: كان نزوله على كلثوم، وكان يتحدث في بيت سعد بن خيثمة، لأن منزله كان منزل العرب «2» . وذكر الطّبريّ [وابن قتيبة] «3» أنه أول من مات من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالمدينة، ثم مات بعده أسعد بن زرارة، وله ذكر في ترجمة غلامه نجيح. 7460- كلثوم الخزاعي «4» . ذكره مطيّن في الوحدان، وروى هو وابن ماجة، من طريق جامع بن شداد، عن كلثوم الخزاعي، قال: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجل، فقال: يا رسول اللَّه، كيف لي إذا أحسنت أن أعلم أني أحسنت ... الحديث، وكذا هو في مسند أبي بكر بن أبي شيبة ولم يسمّ أبوه عند «5» واحد منهم. وقال المزّيّ في «الأطراف» : كلثوم بن المصطلق مختلف في صحبته، فذكر حديث ابن ماجة، وقال قبل ذلك في مسند ابن مسعود: كلثوم بن المصطلق، وله صحبة عن ابن مسعود، فذكر حديثا من رواية الزبير بن عدي، عنه، عن ابن مسعود. ويقال: إنه نسب إلى جدّه الأعلى، وإنه كلثوم بن علقمة بن ناجية بن الحارث بن المصطلق، وعلى هذا فهو تابعي. وقيل هو كلثوم بن عامر بن الحارث بن أبي ضرار بن المصطلق بن أخي جويرية أم المؤمنين، وله رواية عن جويرية، وهو تابعي أيضا. ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان في التّابعين، ومقتضى [صنيع] «6» ابن أبي شيبة ومطين أنه كلثوم آخر. وكذا فرق بينهما البخاري.   (1) أسد الغابة ت (4492) ، الاستيعاب ت (2236) ، طبقات ابن سعد 213/ 149، تاريخ خليفة 55، الاستبصار 293. (2) في أالعراب. (3) في أعدي. (4) أسد الغابة ت (4493) . (5) في أعدي. (6) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 462 7461 - كلدة «1» بن حنبل «2» : ويقال ابن عبد اللَّه بن الحنبل «3» ، وعند ابن قانع كلدة بن قيس «4» بن حنبل الأسلمي، ويقال الغساني، حليف بني جمح، وهو أخو صفوان بن أمية «5» لأمه، ويقال ابن أخيه «6» . وقال ابن الكلبيّ: كان هو وأخوه عبد الرحمن بن حنبل» ممن سقط من اليمن إلى مكة، وقال ابن إسحاق: هو الّذي قال يوم حنين لما شهدها مع أخيه صفوان ووقعت هزيمة المسلمين: بطل السحر، فزجره صفوان في قصة مشهورة، ثم أسلم كلدة بعد ذلك، وأقام بمكة «8» صفوان. قال البخاريّ: وله صحبة، وقال ابن الكلبيّ: كان مولى لعمر بن حبيب الجمحيّ، ثم انتسب في بني جمح، فقيل ابن حنبل «9» بن مالك ويقال مليك بن عائقة بن محمد بن كلدة. انتهى. وقد أخرج أصحاب السّنن الثلاثة، من طريق ابن جريج: أخبرني عمرو بن أبي سفيان أنّ عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان أخبره عن كلدة بن الحنبل «10» أن صفوان بن أمية بعثه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بلبن وجداية «11» وضغابيس «12» والنبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بأعلى مكة، قال: فدخلت فلم أسلم، قال: أرجع فقل السلام عليكم. وذلك بعد ما أسلم صفوان، قال عمرو: فأخبرني صفوان بهذا عن كلدة بن الحنبل «13» ، ولم يقل سمعته منه، لفظ أبي داود في رواية يحيى بن حبيب عنده أمية بن صفوان، وفيه أن كلدة بن الحنبل «14» أخبره.   (1) أسد الغابة ت (4495) ، الاستيعاب ت (2257) ، الثقات 3/ 356، تجريد أسماء الصحابة 2/ 34، تقريب التهذيب 2/ 136، تهذيب التهذيب 8/ 444، تهذيب الكمال 3/ 1149، العقد الثمين 7/ 97، الطبقات 112، 278، التاريخ الكبير 7/ 241. (2) في أالحسل. (3) في أالحسل. (4) في أالحسل. (5) في أأبيه. (6) في أأخته. (7) في أالحسل. (8) في أبمكة مع صفوان (9) في أحسل. (10) في أحسل. (11) هي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ذكرا كان أو أنثى بمنزلة الجدي من المعز النهاية 1/ 248. (12) الضّغابيس هي صغار القثاء، واحدها ضغبوس، وقيل: هو نبت في أصول الثمام يشبه الهليون يسلق بالخلّ والزيت ويؤكل اللسان 4/ 2590. (13) في أالحسل. (14) في أالحسل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 463 وقال التّرمذيّ: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج. 7462 ز- كليب بن أبرهة الأصبحي. قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة، كذا قرأته بخط الصدر البكري، ويحتمل أن يكون أخاه، والمعروف كريب، كما تقدم. 7463 ز - كليب بن إساف الجهني ّ «1» . قال ابن شاهين. سمعت ابن أبي داود يقول: شهد أحدا، وهو أخو خالد. 7464- كليب بن إساف: بن عبيد بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج. قال العدويّ، وابن سعد، والطّبريّ: شهد أحدا، وهو أخو حبيب بن إساف، ويقال فيه وفي الّذي قبله ابن يساف- بتحتانية بدل الهمزة. 7465- كليب بن أسد: بن كليب الحضرميّ الشاعر. قال ابن سعد: حدثنا هشام بن محمد، حدثني عمرو بن حزم بن مهاجر الكندي، قال: كانت امرأة في حضرموت يقال لها تهنأة بنت كليب صنعت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كسوة، ثم دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب، فقالت: انطلق بهذه الكسوة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأتاه فأسلم فدعا له، وقال يخاطبه: أنت النّبيّ الّذي كنّا نخبّره ... وبشّرتنا به الأحبار والرّسل من دين مرهوب يهوي في عذافرة ... أكيد يا خير من يحفى وينتعل شهرين أعملها نصّا على وجل ... أرجو بذاك ثواب اللَّه يا رجل [البسيط] 7466 ز- كليب بن البكير الليثي: أخو إياس وإخوته. وقال ابن عبد البرّ: كليب قتله أبو لؤلؤة لما قتل عمر رضي اللَّه عنه. قلت: سمى أباه ابن أبي شيبة في روايته عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو بن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب في أشياخ، قالوا: رأى عمر رضي اللَّه عنه في المنام أنّ ديكا نقره ... الحديث بطوله، وفيه: فطعن أبو لؤلؤة كليب بن بكير فأجهز عليه، وذكر قصة قتله أيضا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: طعن أبو لؤلؤة اثني   (1) أسد الغابة ت (4496) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 464 عشر رجلا، فمات منهم ستة منهم عمر وكليب، ولم ينسبه وعن معمر، عن أيوب، عن نافع نحوه. وروينا في جزء أبي الجهم عن الليث، عن نافع، عن ابن عمر: بينا كليب يتوضأ عند المسجد إذ جاء أبو لؤلؤة قاتل عمر فبقر بطنه، قال نافع: قتل مع عمر سبعة نفر. 7467- كليب بن تميم: هو ابن نسر بن تميم، نسب لجده، وأبوه بنون ومهملة كما سيأتي، الأنصاري أحد بني الحارث بن الخزرج «1» . قال الواقديّ: حليف لهم. قال العدويّ: شهد أحدا وما بعدها. وقيل اسم جدّه عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث بن الخزرج. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد باليمامة، وضبط أبوه في الاستيعاب بكسر الموحدة وسكون المعجمة، وتعقبه ابن الأثير بأنه بالنون وبالمهملة، وهو كما قال. 7468- كليب بن حزن «2» : بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل العقيلي. وقيل اسم أبيه جزي، وصحّحه ابن شاهين، وقال: قال ابن أبي داود له صحبة، ووقع في الاستيعاب ابن جرز، بضم الجيم وسكون الراء ثم زاي، وهو تصحيف أيضا وعند ابن حبان كليب بن حزم له صحبة «3» عنده بالميم بدل النون. وأخرج البغويّ وابن قانع وابن شاهين وابن مندة، من طريق يعلى بن الأشدق، عن كليب بن حزن، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «اهربوا من النّار جهدكم، واطلبوا الجنّة جهدكم ... » الحديث. ويعلى متروك. قال ابن شاهين: قال الأنباريّ- يعني أحد مشيخته فيه: كليب بن حزن، والصّواب عندي ابن جزيّ، يعني بفتح الجيم وكسر الزاي بعدها ياء آخر الحروف، وهذا الّذي صوّبه مخالف لما رواه غيره، فإن الذين أخرجوا هذا الحديث غيره وقع عندهم بفتح الحاء وسكون الزاي بعدها نون. 7469 ز- كليب بن عميمة: من بني ظفر بن الحارث بن بهثة بن سليم.   (1) أسد الغابة ت (4497) ، الاستيعاب ت (2238) . (2) أسد الغابة ت (4498) ، الثقات 3/ 357. (3) في أله صحبة كذا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 465 قال الفاكهيّ في «كتاب مكة» [ .... ] بن حرب بن أمية ومرداس بن أبي عامر السلمي قرية بناحية الرّجيع، فذكر قصتهما في قتلهما الحسين وفي موتهما، قال: ففرقها الناس وخربت، فلما كان زمن عمر وثب عليها كليب بن عهمة فخاصمه فيها العباس بن مرداس، فقال كليب فيه: عبّاس ما لك كلّ يوم ظالما ... والظّلم أنكد وجهه ملعون [الكامل] 7470 ز- كليب بن نسر بن تميم: تقدم في ابن تميم. 7471 ز- كليب بن يساف الجهنيّ: تقدم في ابن إساف. 7472 ز- كليب بن يساف الأنصاري: تقدم أيضا. 7473 ز- كليب الجرمي: يأتي في القسم الرابع. 7474 ز- كليب الجهنيّ. «1» حديثه عند أبي داود، من طريق ابن [أبي] «2» جريج، أخبرت عن غنيم بن كليب، عن أبيه، عن جده. وقد أخرجه ابن مندة من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن غنيم «3» بن كليب، عن أبيه، عن جده، وإبراهيم ضعيف. وقال ابن أبي حاتم في ترجمة كثير بن كليب: روى عن أبيه غنيم، سمعت أبي يقول ذلك. وقد أخرجه ابن قانع، من طريق إبراهيم، فقال كلاب، وهو شيخ ابن جريج فيه اتّهمه لشدة ضعفه. ولكليب حديثان آخران بهذا الإسناد من رواية الواقدي عنه يأتي أحدهما في ترجمة أبي كليب في الكنى في القسم الأخير منه إن شاء اللَّه تعالى. وأخرجه ابن قانع هنا. 7475- كليب الحنفي. روى كليب بن منفعة، عن أبيه، عن جده- حديثا في البر. وأخرجه أبو داود   (1) أسد الغابة ت (4500) ، الاستيعاب ت (2241) . (2) سقط من أ. (3) في أغنيم كير. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 466 والبخاري في التاريخ، فقال: عن جده، لم يقل عن أبيه، ولم يسمّ الجد، وسماه ابن مندة من طريق يحيى «1» الحمّاني كليبا، واستغربه أبو نعيم، وقال ابن أبي خيثمة: لا يعرف اسمه. 7476 ز- كليب: غير منسوب «2» . ذكره أبو موسى [في «الذيل» ، ونقل] «3» عن أبي بكر بن أبي علي أنه أخرج من طريق صخر بن عكرمة عن كليب «4» ، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «الذّنب خير للمؤمن من العجب، ما خلّى اللَّه بين المؤمن وبين ذنب أبدا» . 7477 - كناز «5» بن الحصين الغنوي: أبو مرثد، بمثلثة، وزن جعفر. صحابي مشهور بكنيته، يأتي في الكنى. 7478- كنانة بن عبد ياليل: يأتي في القسم الأخير «6» . 7479- كنانة بن عدي: بن ربيعة بن عبد العزّى بن عبد شمس ابن أخي أبي العاص بن الربيع «7» . ذكره أبو عمر. قلت: هو ابن عم أبي العاص، بعث أبو العاص معه زينب زوجته، فعرض له هبار بن الأسود ونافع بن عبد قيس. وسيأتي ذلك في ترجمة هبار. الكاف بعدها الهاء 7480 ز- كهاس الأوسي: ذكر وثيمة في كتاب «الردة» أنه شهد اليمامة، وأبلى بها بلاء حسنا. 7481- كهمس الهلالي «8» :   (1) في أيحيى. (2) أسد الغابة ت (4503) . (3) سقط في أ. (4) في أكليب قال. (5) أسد الغابة ت (4504) ، الاستيعاب ت (2258) ، الثقات 3/ 354، الطبقات الكبرى 3/ 47، تجريد أسماء الصحابة 2/ 35، الجرح والتعديل 7/ 174، تقريب التهذيب 2/ 136، تهذيب التهذيب 8/ 448، تهذيب الكمال 3/ 1150، خلاصة تذهيب 2/ 371، المنمق 293، الرياض المستطابة 248، حلية الأولياء 1912، العقد الثمين 7/ 7/ 99، التاريخ الكبير 7/ 241. (6) أسد الغابة ت (4505) ، الاستيعاب ت (2243) . (7) أسد الغابة ت (4506) ، الاستيعاب ت (2244) . (8) أسد الغابة ت (4508) ، الاستيعاب ت (2259) ، الثقات 3/ 356، تجريد أسماء الصحابة 2/ 36، الجرح والتعديل 7/ 170، تذكرة الحفاظ 1/ 174، الطبقات 56، 184، التاريخ الكبير 7/ 238. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 467 قال البخاريّ: له صحبة، وأورد هو والطيالسي وسمّويه في فوائده، من طريق معاوية بن قرة، عن كهمس الهلالي، قال: أسلمت فأتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبرته بإسلامي، ومكثت حولا ثم جئته وقد ضمرت ونحل جسمي، فخفض فيّ الطرف ثم رفعه، فقلت: ما أفطرت بعدك. فقال: «ومن أمرك أن تعذّب نفسك؟ صم شهر الصّبر «1» ومن كلّ شهر يوما ... » الحديث. طوّله الطيالسي، أخرجه ابن قانع من طريقه، وسيأتي في ترجمة أبي سلمة في الكنى. 7482- كهيل الأزدي «2» : وكانت له صحبة، قال: أصيب الناس يوم أحد، وكثرت فيهم الجراحات، فأتى رجل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبره، فقال: انطلق فقم على الطريق فلا يمرّ «3» بك جريج إلا قلت بسم اللَّه ثم تفلت في جرحه.. الحديث. أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة من رواية علقمة بن عبد اللَّه، عن القاسم بن محمد، عنه. الكاف بعدها الواو 7483- كور بن علقمة: تقدم «4» في كرز، بالراء. 7484- كوكب: رجل من الأنصار ينسب إليه حش ّ كوكب الّذي دفن فيه عثمان. استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، ولم يذكر ما يدلّ على صحبته. الكاف بعدها الياء 7485- كيسان بن جرير: مولى خالد بن عبد اللَّه بن أسيد الأموي. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في الصلاة في الثوب الواحد. روى عنه ابنه عبد الرحمن أخرجه ابن ماجة بسند حسن. وقال ابن مندة : كيسان بن عبد اللَّه، ويقال ابن بشر، عداده في أهل الحجاز روى عنه ابناه: عبد الرحمن، ونافع، هكذا خلطه ابن مندة بكيسان بن عبد اللَّه بن طارق، وغاير بينهما   (1) هو شهر رمضان، وأصل الصبر الحبس، فسمى الصوم صبرا لما فيه حبس النفس عن الطعام والشراب والنكاح. النهاية 3/ 7. (2) أسد الغابة ت (4509) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 36. (3) في أيمرّن. (4) أسد الغابة ت (4510) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 البخاري [والبغوي] «1» . والطبراني، وصوّب ذلك أبو نعيم، وابن عساكر، وهو الصواب. قال أحمد: حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عمر بن كثير المكيّ، سألت عبد الرحمن بن كيسان، مولى خالد بن أسيد، فقلت: ألا تخبرني عن أبيك؟ قال: حدثني أبي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم خرج من المطابخ حتى أتى البئر، وهو متّزر بإزار، وليس عليه رداء، فرأى عند البئر عبيدا يصلّون فحلّ الإزار وتوشّح به فصلّى ركعتين، لا أدري الظهر أو العصر. وأخرجه ابن ماجة، وابن أبي خيثمة، من وجه آخر، عن عبد الرحمن بمعناه وأخرجه البغوي، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن يونس مثله. وعن عمرو الناقد، عن حماد بن خالد الخياط، عن عمر بن كثير، عن عبد اللَّه بن كيسان، عن أبيه، قال رأيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصلّي عند البئر العليا بئر ابن مطيع بالأبطح ملتفا في ثوب- الظهر أو العصر- صلاها ركعتين. وأخرجه أحمد عن حماد نحوه. قال ابن شاهين: كيسان أحسبه مولى بني مازن بن النجار، ثم ساق هذا الحديث من ثلاثة أوجه: عن عمر بن كثير. ومن طريق معروف بن مشكان، عن عبد الرحمن بن كيسان، وهي التي أخرجها ابن ماجة ولقد اخطأ في حسابه: لأن من يقتل بأحد أدرك ابنه الرواية عنه فشاركه في الصحبة، وليس كذلك، ثم إن الأئمة غايروا بينهما بأنّ المازني من الأنصار أو حليفهم، كما سيأتي. وهذا من موالي آل أسيد، من بني أمية. 7486- كيسان بن عبد اللَّه: بن طارق «2» . نسبه البخاري ومن تبعه. وقال ابن السّكن: سكن الطائف. روى عنه ابنه نافع، روى أحمد، والبغوي، والروياني، من طريق ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن الحارثي، عن نافع بن كيسان الدمشقيّ- أنّ أباه كيسان أخبره أنه كان يتجر في الخمر في زمن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فجاء فقال: يا رسول اللَّه، إني قد جئت بشراب جيّد. فقال: «يا كيسان، إنّه قد حرّمت بعدك» قال: فأذهب فأبيعها؟ قال: «إنّها حرّمت وحرّم ثمنها» .   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (4513) ، الاستيعاب ت (2246) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 36، الجرح والتعديل 7/ 165، تهذيب التهذيب 8/ 452، تهذيب الكمال 3/ 1151، العقد الثمين 7/ 107، الطبقات 142، 278، التحفة اللطيفة 3/ 439، التاريخ الكبير 7/ 233. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 469 تابعه سليمان الخولانيّ، عن أيوب، عن نافع بن كيسان. وأخرجه أبو نعيم، من طريق يحيى بن أبي كثير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن محمد بن عبد اللَّه الطائفي، عن نافع. وأخرجه ابن السّكن من طريق عامر بن يحيى المعافري- أن رجلا حدثه أن كيسان «1» حدثه أنّ رجلين ... فذكر قصة فيها هذا. وأخرج البخاريّ، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق ربيعة بن ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق» . وكذا أخرجه الربعي في فضائل الشام، وتمّام [في «فوائده» ] «2» من طريق هشام بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن ربيعة، ورجاله ثقات. وقيل [في هذا] «3» عن نافع بن كيسان ليس فيه عن أبيه. وسيأتي في النون. ورأيت في بعض نسخ البخاري التفرقة بين كيسان راوي حديث نزول عيسى وبين كيسان راوي تحريم الخمر، ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أن من قال في الحديث في نزول عيسى عن نافع بن كيسان عن أبيه أخطأ، وإنما هو عن نافع بن كيسان، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7487- كيسان: مولى عتاب» : بن أسيد الأموي «5» . ذكر في ترجمة مولاه عتاب وقد استشكل أبو نعيم ذكره بأنه لا يلزم من كونه مولى عتاب أن يكون له صحبة. قلت: اعتمد من أورده على قول عتاب «6» ما أصبت في عملي- يعني استعمال- النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إياه على مكة- إلا ثوبا كسوته مولاي كيسان: فإن ذلك يقتضي أن كيسان كان في أيام عمله. وقد حجّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعد ذلك وحجّوا كلهم معه، ولم يبق بمكة قرشي ولا أحد من مواليهم إلا أسلم، ورأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقد كررت هذا في عدة تراجم.   (1) في أابن كيسان. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. (4) في أ: عباس. (5) أسد الغابة ت (4515) . (6) في أعتاب قال أصبت. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 7488- كيسان، مولى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم «1» : يأتي في مهران. ويقال له هرمز أيضا. 7489- كيسان مولى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: آخر. وقد مضى في ذكوان. 7490- كيسان، مولى الأنصار «2» : يأتي في آخر من اسمه كيسان. 7491- كيسان: رجل من قريش، ولد بدمشق من مهاجرة اليمن. ذكره أبو الحسن بن سميع، وعبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة. وقال أبو زرعة الدمشقيّ في طبقة الصحابة: كيسان من قريش، له بالشام حديث. وقد أورد ابن عساكر هذا الكلام في ترجمة كيسان والد نافع، والّذي يظهر أنه غيره، ويؤيد ذلك قول ابن السكن الّذي مضى: إن والد نافع سكن الطائف. 7492 ز- كيسان الهذلي: أبو طريف، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى سماه ابن قانع. 7493- كيسان، مولى بني مازن بن النجار: ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم أحد. وقال أبو عمر: كيسان الأنصاري مولى لبني عدي بن النجار، ذكر فيمن قتل بأحد شهيدا، وقد قيل إنه من بني مازن بن النجار، وقيل مولاهم، قال: ويحتمل أن يكونا اثنين. القسم الثاني من حرف الكاف فيمن له رؤية الكاف بعدها الثاء 7494- كثير بن الصلت: بن معديكرب بن وليعة «3» الكندي، يكنى أبا عبد اللَّه   (1) أسد الغابة ت (4512) ، الاستيعاب ت (2248) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، التاريخ الكبير 7/ 234، الثقات 3/ 356، تجريد أسماء الصحابة 2/ 36، الجرح والتعديل 7/ 165. (2) أسد الغابة ت (4511) . (3) أسد الغابة ت (4430) ، الاستيعاب ت (2201) ، طبقات ابن سعد 5/ 14، طبقات خليفة 238، التاريخ الكبير 7/ 205، تاريخ الثقات للعجلي 396، الثقات لابن حبان 5/ 330، الجرح والتعديل 7/ 153، تاريخ الطبري 3/ 330، جمهرة أنساب العرب 428، الكامل في التاريخ 3/ 175، تهذيب الكمال 3/ 1143، الكاشف 3/ 5، تهذيب التهذيب 8/ 419، خلاصة تذهيب التهذيب 320، أنساب الأشراف 1/ 525، مشاهير علماء الأمصار رقم 505، البداية والنهاية 9/ 21، تاريخ الإسلام 2/ 513. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 471 حليف قريش، وعدادهم في بني جمح، ثم تحولوا إلى العباس. وقد تقدم نسبه في أخيه زبيد. قال ابن سعد: وفد عمومته إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «1» ، فأسلموا، ثم رجعوا إلى اليمن، فارتدّوا فقتلوا يوم النّحر، ثم هاجر «2» كثير وزبيد وعبد الرحمن بنو الصّلت إلى المدينة. قال ابن سعد: ولد كثير في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان له شرف وحال جميلة. وكذا جزم البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، والعسكريّ، وابن مندة بأنه ولد «3» في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. أورده ابن حبّان في «التابعين» ، وقال البخاريّ: أدرك عثمان، وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: روى عن أبي بكر الصديق. وأخرج ابن سعد بسند صحيح إلى نافع، قال: كان اسم كثير بن الصلت قليلا، فسماه عمر كثيرا، ووصله أبو عوانة في صحيحه من وجه آخر، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمرو فيه، فسمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واستغربه ابن مندة، وفي سنده راو ضعيف. والأول أصحّ، ولكن للموصول شاهد. ذكره الفاكهيّ من رواية ميمون بن الحكم، عن محمد بن جعشم، عن ابن جريج، ولهذا ساغ «4» ذكره في هذا القسم، فكأنه كان ولد قبل أن يهاجر أبوه، وهاجر به معه، ثم رجع إلى بلده، ثم هاجر كثير. وروى كثير بن الصلت أيضا عن أبي بكر، وعمر، وزيد بن ثابت، وغيرهم. روى عنه يونس بن جبير، وأبو علقمة، وحديثه في النسائي، وله ذكر في الصحيح في حديث أبي سعيد الخدريّ- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان يخرج يوم الأضحى ... الحديث وفيه: حتى كان مروان بن الحكم، فخرجت حتى أتينا المصلّى، فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن ... فذكر القصة. وقال محمد بن سلام الجمحيّ في «طبقات الشعراء» في ترجمة الشماخ: اختصم الشماخ وزوجته إلى كثير بن الصلت، وكان عثمان أقعده للنظر بين الناس وهو من كندة، وعداده في بني جمح، ثم تحوّلوا إلى بني العباس ... فذكر القصة «5» .   (1) في أوسلم بالمدينة. (2) في أهام. (3) في أأورده. (4) في أشاع. (5) في أقصة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 472 7495- كثير بن العباس: بن عبد المطلب «1» بن هاشم الهاشمي، ابن عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، يكنى أبا تمام وأمّه رومية، ويقال حميرية. قال أبو عليّ بن السّكن: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو صغير ولم يصح سماعه منه. ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة، وقال: لم يبلغنا أنه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شيئا، كذا قال وقد ذكره «2» الخطابي في كتاب «من روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هو وأبوه» ، وقال: قالوا: رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرج أبو عليّ بن السّكن، وابن مندة، من طريق صباح بن يحيى، عن يزيد بن أبي زياد، عن العباس بن كثير بن العباس، عن أبيه، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يجمعنا أنا وعبد اللَّه وقثم وآخر فيفرج بين يديه ويقول: «من سبق فله كذا ... » الحديث. وخالفه جرير بن عبد الحميد، فقال: عن يزيد بن عبد اللَّه بن الحارث، قال: كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يصفّ عبد اللَّه وعبيد اللَّه وكثيرا أولاد العباس، ويقول: من سبق فله كذا. وهذا أقوى من رواية صباح. وقال غيره: ولد سنة عشر من الهجرة، ولا يثبت. وقال الدّار الدّارقطنيّ في «كتاب الإخوة» روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مراسيل، وروى كثير أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، والحجاج بن عمرو بن غزيّة الأنصاري. روى عنه الزّهريّ، والأعرج وغيرهما. قال يعقوب بن شيبة: يعدّ في أهل المدينة ممن ولد على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقال مصعب الزّبيريّ: كان فقيها فاضلا، ولا عقب له. وقال ابن حبّان: مات بالمدينة في خلافة عبد الملك.   (1) أسد الغابة ت (4431) ، الاستيعاب ت (2202) ، الطبقات الكبرى 4/ 6، تجريد أسماء الصحابة 2/ 27، 28، الثقات 5/ 329، الجرح والتعديل 7/ 153، تقريب التهذيب 2/ 132، تهذيب التهذيب 8/ 450، تهذيب الكمال 3/ 1143، خلاصة تذهيب 2/ 132، سير أعلام النبلاء 3/ 443، الاستبصار 88، العقد الثمين 2/ 90، 92، الطبقات 230، التحفة اللطيفة 3/ 429، التاريخ الكبير 7/ 207، جامع التحصيل 317، المعرفة والتاريخ 1/ 361، التمهيد 3/ 302، دائرة معارف الأعلمي 24/ 174، الجرح والتعديل 437. (2) في أالجعابيّ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 473 الكاف بعدها النون 7496- كنانة بن العباس: بن مرداس السلمي. قال ابن مندة في «التّاريخ» : له رؤية، ولم يذكره في معرفة الصحابة. وقال البخاريّ: روى عن أبيه، روى عنه ابنه، وذكره ابن حبان في الثقات، ثم غفل، فذكره في الضعفاء، وقال: لا أدري التخليط منه أو من ولده؟ وحديثه عن أبيه في الدعاء عشية عرفة ثم صبيحة مزدلفة، وفيه غفران [جميع ذنوب] «1» الحاج حتى التبعات. قال البخاري: لم يصح حديثه. 7497- كندير بن سعيد بن حيوة «2» : ذكره ابن أبي حاتم، وذكر أنه قال: حججت في الجاهلية فإذا أنا برجل يطوف بالبيت ... الحديث. وهم في ذلك وهما شنيعا، فإنه أسقط منه ذكر والده سعيد، وقد ذكره في سعيد بن كندير «3» على الصواب. وقال ابن مندة: قيل له رؤية، وأخرج له الحديث المذكور وسقط منه ذكر أبيه أيضا والحديث لأبيه كما تقدم، وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» . القسم الثالث في المخضرمين الكاف بعدها الثاء 7498- كثير بن عبد اللَّه: بن مالك بن هبيرة بن صخر بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة، يعرف بابن الغريزة النهشلي. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: شاعر مخضرم بقي إلى إمرة الحجاج، وهو الّذي يقول في قصيدة يرثي بها عثمان بن عفان- رضي اللَّه عنه- لعمر أبيك فلا تجز عن «4» ... لقد ذهب الخير إلّا قليلا وقد فتن النّاس عن دينهم ... وخلّى ابن عفّان شرّا طويلا [المتقارب]   (1) في أصنيع. (2) أسد الغابة ت (4507) . (3) في أجبير. (4) في أتجزعي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 474 وأول القصيدة: نأتك أمامة نأيا طويلا ... وحمّلك الحبّ عبئا «1» ثقيلا [المتقارب] وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان شاعرا مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام، وغزا الطالقان في عهد عمر رضي اللَّه عنه مع العباس بن مرداس وأخيه، وأنشد له في ذلك أبياتا منها: سقى مزن السّحاب إذا استهلّت ... مصارع فتية بالجوزجان [الوافر] يقول فيها: ولم أدلج «2» لأطرق عرس جاري ... ولم أجعل على قومي لساني ولكنّي إذا ما هايجوني ... منيع الجار مرتفع المكان [الوافر] 7499 ز- كثير بن قليب: الصدفي الأعرج. له إدراك، ذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر. 7500- كثير بن مرة الحضرميّ «3» : نزيل حمص. له إدراك، ذكره أبو زرعة في الطبقة العليا التي تلي الصحابة، وقال البخاريّ: كثير بن مرة، أبو شجرة الحضرميّ سمع معاذا، وله حديث مرفوع أرسله، فذكره عبدان المروزي في الصحابة لذلك، قال أبو موسى: لم يذكره فيهم غيره، وهو تابعي وكذا ذكره في التابعين خليفة، وابن خيّاط، وابن سميع، وابن سعد، وابن حبّان، وغيرهم.   (1) في أعنا. (2) في أذبح. (3) أسد الغابة ت (4435) ، طبقات ابن سعد 7/ 448، طبقات خليفة 309، التاريخ لابن معين 2/ 495، تاريخ الثقات للعجلي 397، الثقات لابن حبان 5/ 332، الزهد لابن المبارك 70، أنساب الأشراف 1/ 10، المعرفة والتاريخ 1/ 513، تاريخ أبي زرعة 1/ 56، تاريخ دمشق 14/ 258، المعين من طبقات المحدثين 35 رقم 228، سير أعلام النبلاء 4/ 46، تذكرة الحفاظ 1/ 49، طبقات الحفاظ للسيوطي 15، خلاصة تذهيب التهذيب 320، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 8، الأسامي والكنى للحاكم 277، تاريخ الإسلام 2/ 514. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 475 وقال العسكريّ: ذكره ابن أبي خيثمة فيمن يعرف من الصحابة بكنيته. قلت: وكذا ذكره البغويّ في الكنى، ولكنه سماه، فقال كثير بن مرّة، ثم قال: يشك في صحبته، وكان قديما. ثم ذكر له حديثا من طريق أبي الزاهرية، عن أبي شجرة، ولم ينسبه ولم يسمّه، وسيأتي بيانه في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. وفي نسخة نصر بن علقمة بن محفوظ عن ابن عائذ، قال: قال كثير بن مرّة، وكان يرمي بالفقه- لمعاذ ونحن بالجابية: من المؤمنون؟ فقال معاذ: أمير سم أنت؟ إن كنت لأظنك أفقه [مما أنت، هم] الذين أسلموا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وصاموا. وروى كثير أيضا، عن عمرو بن عبادة، وعوف بن مالك وغيرهم. روى عنه شريح بن عبيد، وخالد بن معدان، ومكحول، وآخرون. وقال اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب: قال كتب عبد العزيز بن مروان إلى كثير بن مرة، وكان قد أدرك سبعين بدريا ووثّقه ابن سعد والبجليّ والنّسائيّ وغيرهم، وأخرج له أصحاب السنن والبخاري في القراءة خلف الإمام، وذكره فيمن مات في العشر الثامن «1» من الهجرة. الكاف بعدها الراء 7501- كردوس بن عمرو «2» : ويقال ابن هانئ. ذكره البخاريّ من طريق شعبة مختصرا، فقال كردوس بن هانئ، قال لي سليمان عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، عن كردوس بن عمرو، وكان يقرأ الكتب. وذكره ابن أبي داود في الصحابة. وروى من طريق كردوس بن عمرو، وقال: لما أنزل اللَّه عزّ وجلّ: إن اللَّه ليبتلي العبد وهو يحبّه ليسمع صوته ... وأخرج أبو نعيم، من طريق زائدة، عن منصور، عن شقيق، عن كردوس، قال: كنت أجد في الإنجيل إذ كنت أقرؤه: إنّ اللَّه ليصيب العبد بالأمر «3» يكرهه، وإنه ليحبه، لينظر كيف تضرّعه إليه.   (1) في السنة الثامنة. (2) أسد الغابة ت (4444) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 29، تهذيب التهذيب 8/ 435. (3) في أببلاء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 476 وليس في هذا ما يثبت صحبته، لكن فيه ما يشعر بأنّ له إدراكا. ويقال: إن عليا أقطع كردوس بن هانئ الأرض المعروفة بالكردوسية من السواد. ويقال إنه منسوب إلى هذا. وخلطه أبو نعيم بكردوس الّذي روى حديثه مروان بن سالم [عن ابن كردوس] «1» ، عن أبيه. وفرّق بينهما أبو موسى فأصاب، وأنكر عليه ابن الأثير فلم يصب، فإنّهما [متغايران] «2» . 7502 ز- كرز بن أبي حبة «3» : بن الأشحم بن عائذ بن ثعلبة بن قرة بن حبيش «4» بن عمرو العذري. له إدراك، وهو جدّ هدبة بن الخشرم، وزيادة بن زيد- ولدى كرز، وكان بين هدبة وابن عمه زيادة شيء فقتله هدبة عمدا فحبسه معاوية سبع سنين حتى بلغ المسور بن زيادة، فطلب القود من سعيد بن العاص فسلّمه له فقتله بالحرّة. ولهدبة في ذلك أشعار، وقصة مذكورة في كامل المبرد وغيره. 7503- كريب بن أبرهة «5» : بن الصباح بن مرثد بن يكنف «6» الأصبحي، أبو رشدين. قال ابن عساكر: يكنى أبا رشدين وأبا راشد، يقال له صحبة، وذكر «7» البغويّ في الصحابة من طريق علي الجهضمي، عن حريز بن عثمان، عن سعيد بن مرة، عن حوشب، عن كريب بن أبرهة الأصبحي من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، عن أبي ريحانة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «8» ، قال: «الكبر من سفه الحقّ، وغمص النّاس بعينه» «9» . وأورد ابن عساكر من طريق البغويّ، وقال: فيه ثلاثة أوهام: أحدها قوله سعيد بن مرة، والصواب سعيد بن مرثد ثانيها قوله: عن حوشب، وإنما هو عبد الرحمن بن حوشب والثالث أنه أسقط منه 1» بين كريب وابن حوشب رجلا وهو ثوبان بن شهر.   (1) سقط من أ. (2) سقط من أ. (3) في أأرحبة. (4) في أجبير. (5) أسد الغابة ت (4454) ، الاستيعاب ت (2254) . (6) في أمكيف. (7) في أذكره. (8) في أوسلم عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. (9) أي احتقرهم ولم يرهم شيئا. النهاية 3/ 386. (10) في أابن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 477 وقد أخرجه يعقوب بن سفيان عن أبي اليمان وعلي بن عياش، كلاهما عن حريز بن عثمان على الصواب، ولفظه عن سعيد بن مرثد عبد الرحمن، سمعت ابن حوشب يحدّث عن ثوبان بن شهر، سمعت كريب بن أبرهة- وكان جالسا مع عبد الملك في سطح بدير «1» مران، فذكر الكبر، فقال كريب: سمعت أبا ريحانة يقول: لا يدخل الجنة شيء من الكبر، فقال قائل: يا رسول اللَّه، إني أحبّ أن أتجمل، بعلاق سوطي وشسع نعلي، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ ذلك ليس بالكبر، إنّ اللَّه جميل يحبّ الجمال، إنّما الكبر من سفه الحقّ وغمص النّاس بعينه» . ثم قال ابن عساكر في قوله في السند: عن كريب بن أبرهة من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- نظر، فقد رويناه من طرق ليس في شيء منها هذه الزيادة. وقد ذكره في التّابعين البخاريّ والعجليّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان وغيرهم. ونقل أبو موسى عن جعفر المستغفري، قال: لم يثبت صحبته غير أبي حاتم، كذا قال، وما رأينا في كتاب «2» أبيه شيئا من ذلك [وروى كريب أيضا عن أبي الدرداء، ومرة بن كعب، وكعب الأحبار. روى عنه ثوبان بن شهر، وسليم بن عتر، والهيثم بن خالد وغيرهم. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، واختطّ ب «الجيزة» ولم يزل قصره بها إلى بعد الثلاثمائة، وولى كريب لعبد العزيز رابطة الإسكندرية، وكان شريفا في أيامه بمصر. ومن طريق يعقوب بن عبد اللَّه بن الأشجّ: قدمت مصر في أيام عبد العزيز بن مروان، فرأيت كريب بن أبرهة قد خرج من عنده وتحت ركابه خمسمائة نفس من حمير يسعون] «3» . وذكره ابن الكلبيّ، فقال: كريب بن أبرهة والد رشدين، كان سيّد حمير بالشام زمن معاوية، وشهد صفّين، وأدرك الحجاج وهو شيخ كبير.   (1) الدير) بيت يتعبّد فيه الرهبان يكون في الصحاري والمواضع المنقطعة عن الناس فيه مساكن الرهبان تسمى القلّايات وما كان كذلك أعني من المواضع المتعبدات التي فيها مساكن الرهبان بقرب العمران فإنه يسمى العمر وما كان من موضع متعبداتهم وبين العمران ولا مساكن فيه فإنه يسمى البيعة وقد يسمى الكنيسة أيضا إلا أن أهل العراق يخصّون الكنيسة باليهود والبيعة بالنصارى وقلّ أن يكون دير أو عمر يخلو عن بستان، «دير مرّان» بضم أوله وتثنية مرّة بالقرب من دمشق، على تلّ مشرف على مزارع الزعفران. انظر مراصد الاطلاع 2/ 549، 575. (2) في أابنه. (3) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 478 وقال أبو عمر: في صحبته نظر، ولم نجد روايته إلا عن الصّحابة، مع أنه روى عنه كبار التّابعين من الشّاميين، منهم كعب الأحبار، وسليم «1» بن عامر، ومرة بن كعب وغيرهم، كذا قال. قال ابن يونس: ومات كريب سنة خمس وسبعين. وذكر يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير، قال: أظن أنه مات سنة ثمان وخمسين. قلت: ذكرته في هذا القسم، لأنّ ابن الكلبي وصفه بأنه أدرك الحجاج وهو شيخ كبير [والحجاج عاش بعده ثلاث عشرة سنة أو ستّ عشرة، فيكون له بهذا الاعتبار إدراك] «2» ثم وجدت في تاريخ ابن عساكر ما يدلّ على ذلك، وساق بسند له إلى يزيد بن أبي حبيب أنّ عبد العزيز بن مروان قال لكريب، أشهدت خطبة عمر بالجابية؟ قال: نعم. 7504- كريب بن الصباح الحميري: قتل يوم صفّين مع معاوية، قاله عمرو بن شمر هكذا «3» قرأته بخط الذهبي، وهو نقله عن ابن عساكر، فذكر من كتاب صفّين لإبراهيم بن ديزيل، فأخرج من طريق عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن صعصعة بن صوحان- أنّ كريب بن الصباح طلب البراز يوم صفّين، وكان أشدّ الناس بالشام بأسا، فبرز إليه ثلاثة، واحد بعد واحد، فقتلهم فبرز إليه عليّ فقتله. قلت: وليس في قصته ما يدلّ على أن له صحبة ولا إدراكا، فذكرته في هذا القسم للاحتمال. الكاف بعدها العين 7505 ز- كعب بن جعيل: بن قمير بن عجرة بن ثعلبة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التّغلبي الشاعر المشهور. استدركه ابن فتحون، وزعم أنّ البغوي ذكره في الصحابة، وذكر له قصة جرت له مع معاوية في سؤاله إياه عن خالد بن الوليد. قلت: وقد ذكرها الزبير عن عمه مصعب، قال: زعموا أن معاوية قال لكعب بن جعيل: ليس للشاعر عهد، قد كان عبد الرحمن لك صديقا فلما مات نسيته. فقال: ما فعلت. ثم أنشده ما رثاه به.   (1) في أسلمة. (2) سقط من أ. (3) في أشمر وهكذا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 479 وقال ابن عساكر: كانت له مدائح في عبد الرحمن بن خالد وبقي حتى وفد على الوليد بن عبد الملك، وهو كان شاعر أهل الشام، كما أن النجاشي الحارثي شاعر أهل الكوفة، ولهما مراجعات بصفّين. قلت: ولم أره في النسخة التي عندي من معجم البغوي، ثم وجدت في نسخة من كتاب ابن فتحون: ذكره مطيّن في الصحابة، وذكره قصته مع معاوية، [ولم يزد الخطيب وابن ماكولا وغيرهما في التعريف به على أنه كان في زمن معاوية. وقد ذكره محمد بن سلام في الطبقة الثالثة من شعراء الإسلام، ولا يبعد أن يكون له إدراك] «1» . وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان شاعرا مفلقا في أول الإسلام، وهو شاعر أهل الشّام، وشهد صفّين مع معاوية، وهو القائل: ندمت على شتمي العشيرة بعد ما ... مضى واستتبّت للرّواة مذاهبه فأصبحت لا أسطيع ردّ الّذي مضى ... كما لا يردّ الدّرّ في الضّرع حالبه [الطويل] 7506 ز- كعب بن خفاجة: بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي، جدّ توبة بن الحمير بن كعب الشاعر المشهور. له إدراك، وأخبار توبة مع ليلى الأخيلية مشهورة في زمن عبد الملك بن مروان. 7507 ز- كعب بن ربيعة السعدي: الشاعر المشهور، وهو المخبل. يأتي في الميم. 7508 ز- كعب بن سور «2» : بضم المهملة وسكون الواو، ابن بكر بن عبيد بن ثعلبة بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الأزدي. قال ابن أبي حاتم: ولاه عمر قضاء البصرة بعد «3» أبي مريم. وقال البخاريّ: قتل يوم الجمل وقال ابن حبّان: هو أول قاض بالبصرة. وقال ابن مندة: يقال إنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: ليست له صحبة. وقال أبو عمر: كان مسلما في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يره، وهو معدود في كبار التابعين.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (4468) ، الاستيعاب ت (2221) . (3) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 480 وبعثه عمر رضي اللَّه عنه قاضيا على البصرة لخبر عجيب مشهور جرى له معه في امرأة شكت زوجها إلى عمر، فقالت: إن زوجي يقول الليل ويصوم النهار، وأنا أكره أن أشكوه إليك، وهو يعمل بطاعة اللَّه، فكأن عمر لم يفهم عنها، وكعب بن سور جالس معه، فأخبره أنها تشكو أنها ليس لها من زوجها نصيب، فأمره عمر [بن الخطاب] «1» رضي اللَّه عنه أن يقضي بينهما، فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام أو ليلة من أربع ليال فسأله «2» عمر عن ذلك رضي اللَّه عنه فنزع بأن اللَّه تعالى أحلّ له أربع نسوة لا زيادة، فلها ليلة من أربع ليال، فأعجب ذلك عمر، فاستقضاه. هذا معنى الخبر. وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه، من طريق محمد بن سيرين: ورواه الشعبي أيضا. انتهى. وأخرجه الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» من طريق محمد بن معن، وأورده ابن دريد في الأخبار المنثورة عن أبي حاتم السّجستاني، عن أبي عبيدة، وله طرق. وقال ابن أبي حاتم: روى عنه يزيد بن عبد اللَّه بن الشّخّير وغيره، وشهد كعب بن سور الجمل مع عائشة، فلما اجتمع الناس خرج وبيده مصحف فنشره وجال بين الصفّين يناشد الناس في ترك القتال فأتاه سهم «3» غرب فقتل، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين. 7509- كعب بن عاصم الصّدفي: قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ذكروه في كتبهم، يعني في فتح مصر. 7510- كعب بن عبد اللَّه: بن عمرو بن سعد بن صريم «4» . له إدراك وقتل ولده عبد اللَّه بن كعب مع علي، وكان معه اللواء، ذكره ابن الكلبيّ، وأخوه خالد بن عبد اللَّه بن عمرو شاعر جاهلي، ذكره ابن الكلبي أيضا. وفي تاريخ البخاري ّ: كعب بن عبد اللَّه العبديّ يعدّ في الكوفيين، ورأى عليّا يمسح على جوربيه، ثم ساقه من طريق الثوري عن الزبرقان، عنه، فكأنه هذا. 7511- كعب بن ماتع «5» : بكسر «6» المثناة من فوق، الحميري، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار. وقال البخاريّ: ويقال له: كعب الحبر، يكنى أبا إسحاق من آل ذي رعين، أو من ذي الكلاع.   (1) سقط في أ. (2) في أفأعجب عمر ذلك. (3) في أغريب. (4) في أمريم. (5) أسد الغابة ت (4483) . (6) في أبفتح. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 481 وقد أخرج الطّبرانيّ، من طريق يحيى بن أبي عمرو الشيبانيّ، عن عوف بن مالك أنه دخل المسجد يتوكّأ «1» على ذي الكلاع، وكعب يقصّ على الناس، فقال عوف لذي الكلاع: ألا تنهى ابن أخيك هذا عما يفعل، فذكر الحديث الآتي. وكعب أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رجلا، وأسلم في خلافة أبي بكر أو عمر رضي اللَّه عنهما، وقيل في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والراجح أنّ إسلامه كان في خلافة عمر رضي اللَّه عنه، فقد أخرج ابن سعد من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال العبّاس لكعب: ما منعك أن تسلم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأبي بكر حتى أسلمت في خلافة عمر؟ قال: إنّ أبي كتب كتابا. وحكى الرّشاطيّ عن كعب الأحبار قال: لما قدم علي اليمن أتيته فسألته عن صفة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأخبرني فتبسّمت فسألني، فقلت: من موافقة ما عندنا، وأسلمت، وصدقت به، ودعوت من قبلي إلى الإسلام، فأقمت على إسلامي إلى أن هاجرت في زمن عمر، ويا ليتني تقدمت في الهجرة. وروى الواقديّ في «السير» رواية محمد بن شجاع الثلجي، عنه، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن نسطاس، عن عمرو بن عبد اللَّه، قال: قال كعب: لما قدم علي رضي اللَّه عنه اليمن ... فذكر نحوه وأتمّ منه. وقال أبو مسهر: الّذي حدثني به غير واحد أن كعبا كان مسكنه في اليمن- فذكره نحوه، فقدم على أبي بكر، ثم أتى الشام فمات به. وذكر سيف بأسانيده أنه أسلم في زمن عمر (سنة اثنتي عشرة) . «2» وأخرج ابن سعد بسند حسن عن سعيد بن المسيّب، قال: قال العباس لكعب: ما منعك أن تسلم في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأبي بكر؟ قال: إنّ أبي كان كتب لي كتابا من التوراة، فقال: اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه، وأخذ عليّ بحقّ الوالد ألّا أفض الختم عنها، فلما رأيت ظهور الإسلام قلت: لعلّ أبي غيب عني علما، ففتحتها فإذا صفة محمد وأمته، فجئت الآن مسلما. وروينا ما في المجالسة بسند حسن، عن عبد اللَّه بن غيلان، حدثني العبد الصالح كعب الأحبار.   (1) متوكئا في أ. (2) في أنسبه إلى غيره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 482 وأخرج ابن أبي خيثمة بسند حسن، عن القاسم بن كثير، عن رجل من أصحابه، قال: كان كعب يقصّ فبلغه حديث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. لا يقصّ إلا أمير أو مأمور أو محتال، فترك القصص حتى أمره معاوية فصار يقصّ بعد ذلك. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وعن عمر، وصهيب، وعائشة، روى عنه من الصحابة ابن عمر. وأبو هريرة، وابن عباس، وابن الزبير، ومعاوية، ومن كبار التابعين أبو رافع الصائغ، ومالك بن عامر، وسعيد بن المسيب، وابن امرأته تبيع الحميري، وممن بعدهم، عطاء، وعبد اللَّه بن ضمرة السلولي، وعبد اللَّه بن رباح الأنصاري، وآخرون. قال ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام: وكان على دين اليهود فأسلم، وقدم المدينة، ثم خرج إلى الشام فسكن حمص، قالوا: ذكر أبو الدرداء كعبا، فقال: إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا وعند ابن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. قال: قال معاوية ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء، ألا إنّ كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلم كالبحار، وإن كنّا فيه لمفرّطين. وقال عبد اللَّه بن الزّبير لما أتي برأس المختار: ما وقع في سلطاني شيء إلا أخبرني به كعب، إلا أنه ذكر لي أنه يقتلني رجل من ثقيف، وهذه رأسه بين يدي، وما دري أنّ الحجاج خبئ له، أخرجه الفاكهي وغيره. وأخرج الطّبرانيّ من طريق الأزرق بن قيس، عن عوف بن مالك- أنه أتى على كعب وهو يقصّ، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يقصّ على النّاس إلّا أمير أو مأمور «1» أو متكلّف» ، فأمسك عن القصص حتى أمره به معاوية رضي اللَّه عنه. وقال حميد بن عبد الرحمن بن عوف: سمعت معاوية يحدّث رهطا من قريش بالمدينة، وذكر كعبا، فقال: إن كان لمن أصدق من هؤلاء «2» المحدثين عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب. أخرجه البخاريّ، وأوّله بعضهم بأنّ مراده بالكذب عدم وقوع ما يخبر به أنه سيقع، لا أنه هو يكذب.   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1235 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظه كتاب الأدب (33) باب القصص (40) حديث رقم 3753. قال البوصيري في الزوائد في إسناده عبد اللَّه بن عامر الأسلمي وهو ضعيف، وأحمد في المسند 2/ 178، 6/ 27 والطبراني في الكبير 18/ 56، 66، 78 والطبراني من الصغير 1/ 216، والبخاري في التاريخ الكبير 8/ 329 وابن عساكر في التاريخ 7/ 430، وابن عدي في الكامل 2/ 668. (2) في ألا أصدق من هؤلاء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 483 وأخرج ابن أبي خيثمة بسند حسن، عن قتادة، قال: بلغ حذيفة أن كعبا يقول: إن السماء تدور على قطب كالرّحى. فقال: كذب كعب، إن اللَّه يقول: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا [سورة فاطر آية 41] . ووقع ذكره في عدة مواضع في الصحيح، منها عند مسلم في حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «إذا أدّى العبد حقّ اللَّه وحقّ مواليه كان له أجران» «1» قال أبو هريرة: فحدثت به كعبا فقال: ليس عليه حساب ولا على مؤمن مزهد. وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق أسامة بن زيد، عن أبي معن «2» ، قال: لقي عبد اللَّه ابن سلام كعبا عند عمر، فقال: يا كعب، من العلماء؟ قال: الذين يعملون بالعلم، قال: فما يذهب العلم من قلوب العلماء؟ قال: الطمع، وشره النفس وتطلّب الحاجات إلى الناس. قال: صدقت. وأخرج ابن عساكر من مسند محمد بن هارون الرّوياني، من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود- أنّ رأس الجالوت قال لهم: إنّ كل ما تذكرون عن كعب بما يكون أنه يكون إن كان قال لكم إنه مكتوب في التوراة فقد كذبكم، إنما التوراة ككتابكم، إلا أن كتابكم جامع: يسبح للَّه ما في السموات وما في الأرض، وفي التوراة يسبح للَّه الطير والشجر. وكذا وكذا، وإنما الّذي يحدث به كعب عما يكون من كتب أنبياء بني إسرائيل وأصحابهم كما تحدّثون أنتم عن نبيكم وعن أصحابه. قال ابن سعد: مات بحمص سنة اثنتين وثلاثين، وفيها أرّخه غير واحد: وقال ابن حبّان في «الثقات» مات سنة أربع وثلاثين، وقيل سنة اثنتين، وقد بلغ مائة وأربع سنين، وقال البخاريّ: قال حسن- يعني ابن رافع، عن ضمرة: هو ابن ربيعة، وابن عياش، هو إسماعيل: لسنة بقيت من خلافة عثمان. قلت: وهو يوافق ابن حبان، لأن قتل عثمان في آخر سنة خمس وثلاثين. وقال ابن سعد: مات سنة اثنتين وثلاثين بحمص.   (1) أخرجه مسلم في صحيحه 3/ 1285 عن أبي هريرة بلفظه في كتاب الإيمان باب 11 ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده وأحسن عبادة اللَّه حديث رقم 45- 1666 وأورده التقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 25106 وعزاه إلى مسلم في الصحيح ومسند أحمد. (2) في أمعمر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 484 الكاف بعدها اللام والميم 7512 ز- كلح الضبي: له إدراك، وشهد الفتوح في العراق، وهو الّذي حمى الجسر حتى عقد هو والمثنى بن حارثة، وعاصم بن عمرو، ومذعور العجليّ. ذكره سيف بن عمر. 7513 ز- الكميت بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأزدي. قال أبو عبيدة: الكميت الشعراء ثلاثة: أولهم هذا وهو مخضرم، كذا ذكره المرزباني، وقال: إنه جد الّذي بعده، والثالث الكميت بن زيد، وهو أكثرهم شعرا، وأشهرهم ذكرا، وهو من شعراء الدولة الأموية، ومات سنة اثنتين وعشرين ومائة. 7514 ز- الكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة الفقعسيّ. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: المخضرم، يكنى أبا أيوب، وهو القائل في قصة سالم بن دارة: فلا تكثروا فيها اللّجاج فإنّه ... محا السّيف ما قال ابن دارة أجمعا [الطويل] وذكر أنها تنسب لجدّه، والأول أثبت. وأنشد له: ولا أجعل المعروف حلّ أليّة ... ولا عدة للنّاظر المتغيّب وأونس من بعض الأخلّا ملالة ... الدنوّ فأستبطيهم بالتّحبّب [الطويل] 7515 ز- كميل بن حبان بن سلمة: تقدم ذكر أبيه في القسم الأول من الحاء، وأما هو فسيأتي بيان أنه من أهل هذا القسم في ترجمة أبي يزيد اللقيطي من الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 7516 ز- كميل بن زياد بن نهيك: ويقال ابن عبد اللَّه النخعي التابعي الشهير «1» .   (1) طبقات ابن سعد 6/ 179، طبقات خليفة 148، تاريخ خليفة 288، التاريخ الكبير 7/ 243، تاريخ الثقات للعجلي 398، الثقات لابن حبان 2/ 341، المعرفة والتاريخ 2/ 281، أنساب الأشراف 5/ 30، فتوح البلدان 458، تاريخ اليعقوبي 2/ 205، العقد الفريد 2/ 212، مروج الذهب 1749، الجرح والتعديل 7/ 174، تاريخ الطبري 4/ 318، جمهرة أنساب العرب 415، تهذيب الكمال 3/ 1150، تهذيب التهذيب 8/ 447، تقريب التهذيب 2/ 136، التذكرة الحمدونية 1/ 67، تاريخ الإسلام 2/ 516. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 485 له إدراك قال ابن خيثمة، وخليفة بن خيّاط: مات سنة اثنتين وثمانين من الهجرة. زاد ابن أبي خيثمة: وهو ابن سبعين سنة بتقديم السين، فيكون قد أدرك من الحياة النبويّة ثماني عشرة سنة. وروى عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وغيرهم روى عنه عبد الرحمن بن عابس وأبو إسحاق السّبيعي والأعمش وغيرهم. قال ابن سعد: شهد صفين مع عليّ، وكان شريفا مطاعا، ثقة، قليل الحديث ووثقه ابن معين وجماعة. وقال ابن عمّار: كان من رؤساء الشيعة، وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق الأعمش، قال: دخل الهيثم بن الأسود على الحجاج، فقال له: ما فعل كميل بن زياد. قال: شيخ كبير في البيت. قال: فأين هو؟ قال: ذاك شيخ كبير خرف، فدعاه فقال له: أنت صاحب عثمان؟ قال: ما صنعت بعثمان! لطمني فطلبت القصاص، فأقادني فعفوت قال: فأمر الحجاج بقتله. وقال جرير، عن مغيرة: طلب الحجاج كميل بن زياد فهرب منه فحرم قومه عطاءهم، فلما رأى كميل ذلك قال: أنا شيخ كبير قد نفد عمري لا ينبغي أن أحرم قومي عطاءهم، فخرج إلى الحجاج، فلما رآه قال له: لقد أحببت أن أجد عليك جميلا. فقال له كميل: إنه ما بقي من عمري إلا القليل، فاقض ما أنت قاض، فإن الموعد اللَّه، وقد أخبرني أمير المؤمنين عليّ أنك قاتلي، قال: بلى، قد كنت فيمن قتل عثمان، اضربوا عنقه، فضربت عنقه. الكاف بعدها النون والهاء والواو 7517 ز- كنانة بن بشر بن غياث بن عوف بن حارثة بن قتيرة: بن حارثة بن تجيب التّجيبي. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين، وكان ممن قتل عثمان، وإنما ذكرته لأن الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم، لأن له إدراكا، وينبغي أن ينزه عنهما كتاب الصحابة. وقتيرة في نسبه بقاف ومثناة بوزن عظيمة، وتجيب بضم أوله، وإلى كنانة أشار الوليد بن عقبة بقوله في مرثية عثمان: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 486 ألا إنّ خير النّاس بعد ثلاثة ... قتيل التّجيبيّ الّذي جاء من مصر [الطويل] 7518- كهمس الهلالي «1» : له إدراك وسماع من عمر. روى عنه معاوية بن قرة. 7519 ز- الكواء اليشكري: والد عبد اللَّه صاحب علي. له إدراك، ذكر البلاذريّ من طريق عوانة بن الحكم أنّ سمية والدة زياد كانت من أهل زندورد من عمل كسكر، تسمى ياميح فسرقها الكواء اليشكري وسمّاها سمية، فكانت عنده مدة، ثم إنه سقي بطنه فخرج إلى الطائف، فأتى الحارث بن كلدة طبيب العرب فداواه فبرئ فوهب له سميّة، فذكر القصة، وكان هذا في الجاهلية، فوقع الحارث على سمية، فولدت له، ثم زوجها مولاه عبيدا، فولدت له على فراشه زيادا سنة الهجرة. وسيأتي بيان ذلك في ترجمة سمية إن شاء اللَّه تعالى. الكاف بعدها الياء 7520- كيسان العنزي: تقدم في عباد بن ربيعة. 7521- كيسان: أبو سعيد المقبري المدني، وهو أبو سعيد صاحب العباس مولى أم شريك. له إدراك، وكان على عهد عمر رجلا فجعله على حفر القبور بالمدينة. وقد روى عن أبي هريرة، وأبي شريح، وأبي سعيد، وعقبة بن عامر، وغيرهم، ولكنه لم يكثر، وجلّ حديثه عند ولده سعيد. روى عنه ولده سعيد، وحفيده عبد اللَّه، وعمرو بن أبي عمرو، وغيرهم. وحكى ابن الأمين في «ذيل الاستيعاب» عن الواقدي أنه أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، وقال: مات في خلافة الوليد بن عبد الملك، وقيل سنة مائة، وقال الطّحاويّ: مات سنة مائة وخمس وعشرين، وهذا وهم منه، فإنما هي سنة وفاة ولده سعيد، وبنى الطّحاويّ على ذلك روايته عن أبي   (1) أسد الغابة ت (4508) ، الاستيعاب ت (2259) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 487 رافع، والحسن بن علي. وقد صرّح أبو داود في روايته عن أبي رافع بالسماع، فبطل البناء المذكور. ووثّقه النّسائيّ، واحتج به الجماعة، وفرّق ابن حبان بين أبي سعيد مولى أم شريك وهو المقبري، وأبي سعيد صاحب العباس. وقال أبو أحمد الحاكم: أنبأنا البغوي، حدثنا بشر أي ابن الوليد، حدثنا عبد العزيز ابن الماجشون، عن أبي صخر، عن أبي سعيد المقبري، قال: أتيت عمر بن الخطاب بمائتي درهم، فقلت: يا أمير المؤمنين، هذه زكاة مالي قال: وقد عففت يا كيسان؟ قلت: نعم. قال: اذهب بها أنت فاقسمها. قال الحاكم: قيل له المقبري، لأنه كان يحفر مقبرة بني دينار. وقيل: كان نازلا بقرب المقبرة. قلت: وثبت في صحيح البخاري أنه كان ينزل المقابر، وأخرج البيهقي في «المعرفة» ، من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، قال: اشترتني امرأة فكاتبتني على أربعين ألفا فأدّيت إليها عامة ذلك، ثم حملت ما بقي إليها، فقالت: لا واللَّه حتى آخذه شهرا بشهر، وسنة بسنة، فذكرت ذلك لعمر، فقال: ارفعه إلى بيت المال، ثم قال: إن هذا مالك، وقد عتق أبو سعيد فإن شئت فخذي شهرا بشهر أو سنة بسنة، قال: فأرسلت فأخذته من بيت المال. 7522 ز- كيسان: غير منسوب. يأتي في الكنى إذا ذكر أبوه أبو كيسان. القسم الرابع الكاف بعدها الثاء 7523 ز- كثير الأنصاري «1» : سكن البصرة. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، رأيته كان إذا صلّى المكتوبة انصرف عن يساره. روى عنه ابنه جعفر بن كثير، وقد قيل: إنّ حديثه مرسل، قاله ابن عبد البر. وقال ابن عبد البر ّ: كثير الهاشمي، ثم أخرج من طريق بكر بن كليب الليثي، عن   (1) أسد الغابة ت (4424) ، الاستيعاب ت (2206) ، الاستبصار 347، تجريد أسماء الصحابة 2/ 27. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 488 جعفر بن كثير الهاشمي، عن أبيه ... فذكر الحديث بعينه. وكذا صنع أبو نعيم، وجزم بأنه كثير بن العباس بن عبد المطلب، وهو وهم منه ومن ابن مندة حيث قال: الهاشمي، وإنما هو سهميّ. وأما قول أبي عمر: إنه أنصاري فأبعد في الوهم، وأما قوله: قيل إن حديثه مرسل، فكان ينبغي أن يجزم بذلك. قال ابن أبي حاتم: جعفر بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي روى عن أبيه. روى عنه بكر بن كليب، سمعت أبي يقول ذلك. قلت: فتبيّن أنه تابعي، حديثه مرسل، فإن كثير بن المطلب السهمي تابعي معروف، حديثه عند أبي داود والنسائي، وليس لكثير بن العباس ولد يسمى جعفرا، فإن الزبير لم يذكر له ولدا سوى يحيى، وقال: قد انقرض ولد كثير بن العباس. 7524- كثير الهاشمي «1» : أفرده ابن الأثير عن الأنصاري، ولو تأمّل لعرف من الحديث المذكور في الترجمتين أنّ راويهما واحد، وإنما وقع الاختلاف في نسبته. 7525 ز- كثير بن عبيد التيمي: مولى أبي بكر الصديق، أبو سعيد، رضيع عائشة. روى عن عائشة، وأبي هريرة وغيرهما. ذكره البخاريّ وابن حبّان وغيرهما في «التابعين» ، واستدركه ابن فتحون ظنا منه أنه الموصوف بكونه رضيع عائشة، وليس كما ظن، وإنما الموصوف بذلك والده عبيد. وقد مضى ذكره. 7526- كثير بن قيس «2» : أورده ابن قانع في الصحابة، فوهم وهما قبيحا، فأورد من طريق عاصم بن رجاء، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من سلك طريقا للعلم سهّل اللَّه له طريقا إلى الجنّة «3» » ، أخرجه عن محمد بن يونس، عن عبد اللَّه بن داود، عن عاصم.   (1) أسد الغابة ت (4436) . (2) أسد الغابة ت (4434) ، الاستيعاب ت (2204) . (3) أخرجه بنحوه أحمد في المسند 5/ 196 وابن حبان (78) وأصله في مسلم في كتاب الذكر (38) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 489 وهذا سقط منه الصحابي: فقد أخرجه أبو داود عن مسدد والدارميّ، وابن ماجة عن نصر بن علي، كلاهما عن عبد اللَّه بن داود بهذا السند إلى كثير، عن أبي الدرداء، قال: سمعت .... وهكذا أخرجه ابن حبّان من رواية عبد الأعلى بن حماد، عن عبد اللَّه بن داود، وتابعه إسماعيل بن عياش، عن عاصم بن رجاء. وفي هذا السند اختلاف ليس هذا موضع ذكره والوهم فيه من ابن قانع، لا من شيخه محمد بن يونس، فقد وقع لنا بعلوّ من حديثه على الصواب في ترجمة حديث [ ...... ] . 7527- كردمة: ذكره البغويّ في الصحابة مفردا عن كردم بن سفيان، وهما واحد، فأورد البغوي من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن عمرو بن شعيب، عن بنت كردمة، عن أبيها- أنه قال: يا رسول اللَّه، إني نذرت أن أنحر ثلاثا من الإبل ... الحديث. أخرجه عن علي بن مسلم عن أبي بكر الحنفي، عن عبد الحميد، وهو وهم، فقد أخرجه ابن السّكن، من طريق بندار، عن أبي بكر الحنفي بهذا السند، فقال: عن ميمونة بنت كردم بن سفيان، عن أبيها، وأخرجه أحمد في ترجمة كردم بن سفيان. وهو الصواب. الكاف بعدها الراء 7528- كردوس بن قيس: أورده ابن شاهين في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن سقط حرف واحد، فأخرج من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن كردوس- رجل من الصحابة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «لأن أجلس هذا المجلس أحبّ إليّ من أن أعتق أربع رقاب» وهذا الحديث رواه علي بن الجعد وغيره عن شعبة، فقال عن كردوس، عن رجل، فسقط من مسند ابن شاهين «عن» قبل قوله رجل. وأخرجه أحمد، عن أبي النضر، عن شعبة، عن عبد الملك، عن كردوس بن قيس، وكان قاضي العامة بالكوفة، قال: أخبرني رجل، فقال: وذكر كردوسا في التابعين ابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهما. 7529- كردوس «1» : أورده جماعة في الصحابة، وأفرده أبو موسى عن الّذي قبله، يعني كردوس بن عمرو، كذا قرأت بخط الذهبي في التجريد.   (1) أسد الغابة ت (4445) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 490 7530- كرز بن أسامة «1» : ذكره أبو عمر فيمن اسمه كرز، بضم الكاف من غير تصغير، ثم ذكره في أفراد حرف الكاف، فقال: كريز بالتصغير ابن سامة، بغير ألف في أول اسم أبيه على الصواب كما تقدم في الأول. 7531- كرز بن وبرة: الحارثي العابد «2» . من أتباع التابعين، أرسل شيئا، فذكره عبدان المروزي في الصحابة، واعترف بأن لا صحبة له. حكاه أبو موسى في الذيل. وقال ابن أبي حاتم: روى عن نعيم بن أبي هند. روى عنه الثوري وغيره، وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال: كان من العباد، قدم مكة فأتعب من بها من العابدين، وكان إذا دعا أجيب، وكانت السحاب تظلّه. وكان ابن شبرمة كثير المدح له. قلت: وله أخبار في ذلك عند أبي نعيم في الحلية، وهو المراد بقول الشاعر: لو شئت كنت ككرز في تعبّده ... أو كابن طارق حول البيت والحرم قد حال دون لذيذ العيش حالهما ... وبالغا في طلاب الفوز والكرم [البسيط] وذكر القطب اليوسفي في «ذيل المرآة» أنّ كرزا سأل اللَّه تعالى أن يعلمه الاسم الأعظم على أن يسأل به شيئا من الدنيا فأعطاه، فسأل اللَّه أن يقوّيه على تلاوة القرآن، فكان يختمه في اليوم والليلة ثلاث مرات. 7532- كرز «3» : ذكره أبو عمر، فقال: رجل روى عنه عبد اللَّه بن الوليد، ثم قال: كرز، آخر، فذكر الّذي روت عنه ابنته، ثم قال: لا أدري أهو الّذي روى عنه عبد اللَّه بن الوليد أو غيره. انتهى. وتعقّبه بعض من ذيل عليه، فذكر أنّ الّذي روى عنه ابن الوليد هو كرز بن وبرة، وأنّ الّذي روى عنه اسمه عبيد اللَّه مصغرا ابن الوليد، وهو الوصافي. وكرز بن وبرة تابعي معروف كما تقدم قريبا، والوصافي معروف بالرواية عنه، ذكر   (1) أسد الغابة ت (4447) ، الاستيعاب ت (2210) . (2) أسد الغابة ت (4451) . (3) أسد الغابة ت (4452) ، الاستيعاب ت (2214) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 491 ذلك البخاري، وأما الّذي روت عنه ابنته فآخر صرح بأنه لقي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كما تقدم. 7533- كريب» : مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره عبدان المروزي في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو حريث أبو سلمى الراعي. وقد مضى في الحاء المهملة، ويأتي في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 7534- كريم بن جزيّ «2» : ذكره ابن أبي داود في الصحابة، قال أبو نعيم: هو تصحيف وصوابه خزيمة بن جزي. وقد مضى في الخاء المعجمة على الصواب. الكاف بعدها العين 7535 ز- كعب بن أبي حزّة: بفتح الحاء المهملة وتشديد الزاي بعدها تاء تأنيث، كذا ضبطه الشيخ تاج الدين الفاكهي في شرح العمدة، وزعم أنه هو الّذي صلّى العشاء مع معاذ ثم انصرف. وقد وهم فيه، فإن الحديث في سنن أبي داود، وسماه حزم بن أبي كعب، فانقلب على التاج وتحرّف ولم يشعر، وما اكتفى بذلك حتى ضبطه بالحروف، وهذا شأن من يأخذ الحديث من الصحف. نبّه على ذلك شيخنا سراج الدين بن الملقّن في شرح العمدة. 7536 ز- كعب بن علقمة: استدركه ابن فتحون، وعزاه لابن قانع، وابن قانع أخرجه من طريق إسحاق الأزرق، عن سعيد بن عبيد، عن علي بن ربيعة، عن كعب بن علقمة حديث: من كذب عليّ، وهو تغيير في اسم أبيه، وإنما هو كعب بن قطبة. وقد أخرجه الطبراني على الصواب كما تقدم في القسم الأول. ولم ينبه ابن فتحون على ذلك في أوهام ابن قانع. 7537- كعب بن عياض المازني «3» : قال أبو موسى في «الذيل» : أورده جعفر المستغفري، وأورد من طريق الحارث بن عبد اللَّه بن كعب المازني، عن ابن عباس، عن جابر، أخبرني كعب بن عياض، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أوسط أيام الأضحى عند الجمرة.   (1) أسد الغابة ت (4455) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 30. (2) أسد الغابة ت (4457) . (3) أسد الغابة ت (4480) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 492 قلت: فيه خطأ في موضعين: أحدهما قوله المازني، وليس كعب مازنيا، وكأنه لما رأى في اسم جد الحارث راوي الحديث كعبا وهو مازني ظنّه صاحب الترجمة. ثانيهما قوله ابن عياض، وإنما هو ابن عاصم: أورده البغويّ وابن السّكن في ترجمة كعب بن عاصم، وكذا أخرجه الطبراني في أثناء أحاديث كعب بن عاصم الأشعري، فذكر بهذا الإسناد حديثا طويلا فيه هذا القدر. وقد بينت في ترجمة كعب بن عياض الأشعري أن مسلما جزم بأن جبير بن نفير تفرد بالرواية عنه، فثبت أنه كعب بن عاصم. واللَّه أعلم. 7538 ز- كعب بن مالك الأشعري: أبو مالك. وقع ذكره في الكنى لمسلم فيما نقله ابن عساكر في ترجمة أبي مالك في الكنى في تاريخه، والمعروف كعب بن عاصم كما مضى في ترجمته، وأسند من طريق حرير بن عثمان، عن حبيب بن عبيد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «اللَّهمّ صلّ على عبيد أبي مالك الأشعريّ «1» ، واجعله فوق كثير من خلقك» . قال ابن عساكر: هذا وهم، والمحفوظ أنّ هذا الدعاء لعبيد أبي عامر الأشعري. قلت: وهو عمّ أبي موسى. وقد تقدم. 7539 ز- كعب بن مرة: صحابي نزل البصرة، روى عنه البصريون، حكى ابن السكن أن بعضهم أفرده عن كعب بن مرّة البهزي، وهو وهم بأن البهزي نزل الشّام ونزل البصرة. وروى عنه أهلها. وقد أفرده ابن قانع، فقال: كعب بن مرة ولم ينسبه، ثم ساق من طريق ورقاء عن منصور، عن سالم- هو ابن أبي الجعد، عن كعب بن مرة في الصلاة جوف الليل. ثم قال بعد ترجمة: كعب بن مرة أو مرة بن كعب ولم ينسبه أيضا، وأخرج من طريق عمر بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد- أن شرحبيل بن السمط قال لكعب بن مرة أو مرة بن كعب: حدّثنا، فذكر هذا الحديث لعقبة مطوّلا. 7540 ز- كعب الأنصاري «2» : استدركه أبو موسى وعزاه لابن شاهين، عن أبي داود. وقال ابن شاهين: حدثنا عبد   (1) أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 452 عن حبيب بن عبيد. (2) أسد الغابة ت (4460) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 493 اللَّه بن سليمان، حدثنا علي بن حرب، حدثنا ابن نمير- هو عبد اللَّه، حدثنا حجاج، هو ابن أرطاة، عن نافع، عن كعب الأنصاري، قال عبد اللَّه بن سليمان، وليس بكعب بن مالك: أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن جارية له ذبحت بمروة، فقال: لا بأس به. قلت: قول عبد اللَّه بن سليمان: وليس بكعب بن مالك- مردود، فقد رواه أحمد بن حنبل، ومسدّد في مسنديهما، عن أبي معاوية، عن حجاج، عن نافع، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه زاد فيه عن ابن كعب، ونسبه كعب بن مالك، وكذا وقع الحديث في صحيح البخاري من رواية عبيد اللَّه بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه. وفيه اختلاف على نافع، وليس هذا موضع ذكره، والغرض ردّ التفرقة. واللَّه المستعان. الكاف بعدها اللام 7541- كلاب بن عبد اللَّه: غير منسوب «1» . استدركه أبو موسى، وأورد فيه من طريق عيسى بن موسى غنجار، عن أبي حمزة السكري، عن يزيد بن أبي خالد، عن زيد الجزري، هو ابن أبي أنيسة، عن شرحبيل بن سعد المدني، عن كلاب بن عبد اللَّه: قال: صنع أبو الهيثم بن التّيّهان طعاما، فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكنّا معه، فأكلنا وشربنا، فقال: «أثيبوا أخاكم» ، قالوا: يا رسول اللَّه، بأي شيء نثيبه؟ قال: ادعوا اللَّه له بالبركة، فإنّ الرّجل إذا أكل طعامه، وشرب شرابه، ودعي له بالبركة فذاك ثوابه منهم. قلت: أصل هذا الحديث أخرجه ابن حبّان من طريق أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن شرحبيل، عن جابر بن عبد اللَّه، وكذا أخرجه البخاري في الأدب المفرد، من طريق عمارة بن غزيّة، عن شرحبيل بن سعد، عن جابر بن عبد اللَّه، لكن ليس عندهما قصة أبي الهيثم. وأخرجه أبو داود من رواية عمارة بن غزية، عن رجل من قومه، عن جابر. كذلك، ونبّه على أن الرجل المبهم هو شرحبيل بن سعد، فذكرته في هذا القسم من أجل الاحتمال، وإلّا فالغالب على الظن أن قوله كلاب تغيير من بعض رواته وإنما هو جابر. واللَّه أعلم. 7542- كلثوم بن علقمة بن ناجية بن الحارث بن المصطلق الخزاعي «2» . تابعي معروف، ذكره أبو عمر، وقال: لا تصح له صحبة، وحديثه مرسل.   (1) أسد الغابة ت (4490) . (2) أسد الغابة ت (4492) ، الاستيعاب ت (2236) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 494 وذكره ابن مندة ولم ينبّه على ما فيه من وهم، ونبّه على ذلك أبو نعيم وقد تقدم في كلثوم بن المصطلق. 7543- كلفة بن ثعلبة. استدركه ابن فتحون، وقال: ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. قلت: وهو خطأ نشأ عن تغيير. وكلفة إنما هو جدّ بعض من شهد بدرا، والّذي في كتاب موسى بن عقبة هكذا، وسالم بن عمير بن كلفة بن ثعلبة، فكأنّ النسخة التي وقعت لابن خلفون وقع فيها «و» بدل ابن فصارت وسالم بن عمير وكلفة بن ثعلبة، وقد ذكر ابن عبد البرّ نسب سالم بن عمير على الصواب، فقال: سالم بن عمير بن كلفة بن ثعلبة، وقد نبّه على وهم ابن فتحون فيه الشيخ أبو الوليد. 7544- كليب بن شهاب الجرمي «1» : والد عاصم. قال أبو عمر: له ولأبيه صحبة. روى حديثه قطبة بن العلاء بن منهال، عن أبيه عاصم بن كليب، عن أبيه- أنه خرج مع أبيه إلى جنازة شهدها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث. وأخرجه ابن أبي خيثمة، والبغويّ، وابن قانع عنه، وابن السّكن، وابن شاهين، والطّبرانيّ، من طريق قطبة، وهو غلط نشأ عن سقط، وذلك أن زائدة روى هذا الحديث عن عاصم بن كليب، فقال: عن أبيه. عن رجل من الأنصار، قال: خرجت مع أبي ... فذكر الحديث. وجزم أبو حاتم الرازيّ، والبخاري، وغير واحد بأنّ كليبا تابعي. وكذا ذكره أبو زرعة، وابن سعد، وابن حبان في ثقات التابعين. وروى عن كليب أيضا إبراهيم بن مهاجر، وذكره أبو داود فقال: كان من أفضل أهل الكوفة. الكاف بعدها النون 7545- كنانة بن أوس بن قيظي الأنصاري.   (1) الاستيعاب ت (2240) ، أسد الغابة ت (4495) ، الثقات 3/ 356، تجريد أسماء الصحابة 2/ 35، الجرح والتعديل 7/ 167، تقريب التهذيب 2/ 136، تهذيب التهذيب 8/ 445، الكاشف 3/ 10، التاريخ الكبير 7/ 229. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 495 استدركه ابن فتحون على الاستيعاب، والذّهبي على أسد الغابة وصحّفاه، وإنما هو بالموحدة ثم المثلثة، وقد ذكر في الاستيعاب وأسد الغابة على الصواب. وتقدم في أول حرف الكاف من القسم الأول. 7546- كنانة بن عبد ياليل الثقفي «1» . كان رئيس ثقيف في زمانه: قال أبو عمر: كان من أشراف ثقيف الذين قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعد حصار الطائف، فأسلموا، وكذا ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وغير واحد وذكر المدائني أنّ وفد ثقيف أسلموا إلا كنانة فإنه قال: لا يرثني رجل من قريش، وخرج إلى نجران، ثم توجه إلى الروم فمات بها كافرا. ويقوّي كلام المدائني ما حكاه ابن عبد البرّ في ترجمة حنظلة بن أبي عامر الراهب أنّ أبا عامر لما أقام بأرض الروم مرغما للمسلمين وتنصّر فمات عند هرقل، فاختصم في ميراثه علقمة بن علاثة العامري، وكنانة بن عبد ياليل الثقفي إلى هرقل، فدفعه لكنانة لكونه من أهل المدر كأبي عامر. وكانت وفاة أبي عامر سنة عشر، وهلك بعد قدوم ثقيف ورجوعهم إلى بلادهم. واللَّه أعلم. 7547- كندير بن سعد بن حيوة «2» . ذكره ابن أبي حاتم، وقد أوضحت وهمه فيه في القسم الثاني واللَّه أعلم «3» .   (1) أسد الغابة ت (4505) ، الاستيعاب ت (2243) . (2) أسد الغابة ت (4507) . (3) ثبت في ج: تم الجزء الثاني من كتاب الإصابة، يتلوه الجزء الثالث. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 496 حرف اللام «1» القسم الأول اللام بعدها الألف 7548- لاحب بن مالك «2» بن سعد اللَّه، من بني جعيل ثم من بني صخر. ذكره ابن عبد الحكم في الصحابة الذين نزلوا مصر، ونقل عن سعيد بن عفير أنه بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في عصابة من قومه فانتسبوا إلى جعل وصخر، فقال: «لا صخر ولا جعل، أنتم بنو عبد اللَّه» . وقال ابن يونس : لاحب بن مالك البلوي صحابي شهد فتح مصر، ولا تعلم له رواية، ذكروه في كتبهم. 7549- لاحق بن ضميرة الباهلي «3» . أخرج أبو موسى من طريق أبي الشيخ بسند له فيه مجاهيل إلى سليم أبي عامر: سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال: وفدت على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا شيء له، إنّ اللَّه لا يقبل من العمل إلّا ما كان خالصا يبتغى به وجهه» . 7550- لاحق بن مالك: أبو عقيل المليلي «4» ، بلامين، مصغّرا. ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وأخرج من طريق الأصمعي، عن هريم بن الصقر، عن   (1) من هنا بداية. (2) أسد الغابة ت (4516) . (3) أسد الغابة ت (4517) . (4) أسد الغابة ت (4518) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 497 بلال بن الأسعر، عن المسور بن مخرمة، عن أبي عقيل لاحق بن مالك- أنه قال: لعمر: أنبأنا أبو عقيل أحد بني مليل، لقيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على ردهة بني جعل، فآمنت به، وسقاني شربة ... فذكر القصة. وفيها: أنه مات قبل أن يرجع عمر من الحج، فأمر بأهله فحملوه معه، فلم يزل ينفق عليهم حتى قبض. ومن طريق الأصمعي أيضا بهذا الإسناد قال أبو عقيل: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا تكذبوا عليّ فإنّه من يكذب عليّ يلج النّار» «1» . 7551- لاحق بن معد بن ذهل «2» . ذكره أبو موسى أيضا في الذيل، وأخرج من طريق أبي العتاهية الشاعر، واسمه إسماعيل بن القاسم، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن عاصم بن الحدثان- أنه سمعه يقول: قحطت البادية في زمن هشام بن عبد الملك فقدمت وفود العرب، فجلس هشام لرؤسائهم فدخلوا وفيهم درواس بن حبيب بن درواس بن لاحق بن معد، وهو غلام له ذؤابة عليه شملتان، وله أربع عشرة سنة، فقال: أشهد باللَّه لقد سمعت أبا حبيب بن درواس يحدث عن أبيه عن جده لاحق بن معد بن ذهل- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فسمعه يقول: كُلّكُمْ رَاعٍ وَكلّكُمْ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ «3» ، وإن الوالي من الرعية كالروح من الجسد، لا حياة له إلا معها، وذكر قصة طويلة، وفي السند مجاهيل. وأورده ابن عساكر في كتاب «مناقب الشبان» من طريق محمد بن أحمد بن رجاء، حدثني يزيد بن عبد اللَّه، حدثنا الأصمعي به بطوله، لكنه قال: درياس، ورأيته بخط شيخ شيخنا الحافظ العلائي بباء موحدة من تحت. 7552- لاشر بن جرثومة: يقال هو أبو ثعلبة الخشنيّ «4» . سماه مسلم. وستأتي ترجمته في الكنى.   (1) الحاكم في المستدرك 2/ 138، وابن أبي شيبة 8/ 574، وأبو نعيم في الحلية 8/ 384 وابن عساكر كما في التهذيب 2/ 62. (2) أسد الغابة ت (4519) . (3) أخرجه البخاري 2/ 6، 3/ 196، وأبو داود في الخراج باب (1) والترمذي (1705) والبيهقي 6/ 287 وأحمد 3/ 5، 54، 111، 121، وأبو نعيم من الحلية 7/ 318. (4) أسد الغابة ت (4520) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 498 اللام بعدها الباء 7553- لبدة بن عامر بن خثعم «1» . ذكر سيف في «الفتوح» أنّ أبا عبيدة وجّهه قائدا على خيل بعد وقعة اليرموك من مرج الصّفر. وأورده ابن عساكر، فقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: وقد تقدم غير مرة أنهم ما كانوا إذ ذاك يؤمرون إلا الصحابة. 7554- لبدة بن قيس: بن النعمان بن حسان بن عبيد الخزرجي «2» . شهد بدرا، قاله ابن الكلبيّ واستدركه ابن الأثير. 7555- لبيبة الأنصاري «3» . ذكره الطّبرانيّ وغيره، وقال أبو عمر: هو أبو لبيبة، وقال ابن حبّان في ترجمة [2] حفيده محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة: كان اسم عبد الرحمن لبيبة، وأبا لبيبة، فلذلك يقال تارة ليبية وتارة أبو لبيبة. وأخرج البيهقيّ، من طريق أسد بن موسى، عن حاتم بن إسماعيل، عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن جده، قال: دعا سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رب، إن لي بنين صغارا فأخّر عني الموت حتى يبلغوا، فعاش بعدها عشرين سنة. وأخرج ابن قانع من طريق محمد بن شرحبيل، عن ابن جريج، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إذا صام الغلام ثلاثة أيّام متتابعات فقد وجب عليه صوم شهر رمضان» . 7556- لبيّ بن لبا «4» : الأول بموحدة مصغر. وأبوه بموحدة خفيفة، وزن عصا. قال البخاريّ: له صحبة. روى عنه أبو بلج الصغير وقال أبو حاتم الرّازيّ: كان يكون بواسط، وقال هو وأبو حاتم بن حبان: يقال إن له صحبة. وقال ابن السّكن: لم نجد له سماعا من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) أسد الغابة ت (4521) . (2) أسد الغابة ت (4524) . (3) أسد الغابة ت (4526) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 37. (4) أسد الغابة ت (4525) ، الاستيعاب ت (2268) ، الثقات 3/ 361، تجريد أسماء الصحابة 2/ 37، الجرح والتعديل 7/ 182، التاريخ الكبير 7/ 250. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 499 وأخرج البخاريّ، وابن أبي خيثمة، والبغويّ، وابن السّكن، من طريق محمد بن يزيد الواسطي، عن أبي يلج، عن لبى بن لبا- رجل من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، رأيته وعليه مطرف خزّ أحمر سبق فرس له فجلّله ببرد عدني، اختصره البخاري. وقال ابن فتحون: ضبطناه عن الفقيه أبي علي لبا بوزن عصا. وضبطناه عن الاستيعاب بضم اللام وتشديد الموحدة، ورأيته بخط ابن مفرج مثله، وكذلك في لبى انتهى. وتبع ابن الدباغ أبا عليّ، وكذا ابن الصلاح في علوم الحديث، وخالف الجميع ابن قانع فجعله مع أبي بن كعب، وقد أشرت إلى وهمه في ذلك في حرف الألف. 7557- لبيد بن ربيعة بن عامر «1» بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن صعصعة الكلابي الجعفري، أبو عقيل الشاعر المشهور. قال المرزبانيّ في «معجمه» : كان فارسا شجاعا شاعرا سخيا، قال الشعر في الجاهلية دهرا، ثم أسلم، ولما كتب عمر إلى عامله بالكوفة: سل لبيدا والأغلب العجليّ ما أحدثا من الشعر في الإسلام، فقال لبيد: أبدلني اللَّه بالشعر سورة البقرة وآل عمران، فزاد عمر في   (1) أسد الغابة ت (4527) ، الاستيعاب ت (2260) ، المغازي للواقدي 350، 351، والمحبر لابن حبيب 178، 299، سيرة ابن هشام 2/ 22 و 175، والمعارف 332- والتاريخ الكبير 7/ 249 والتاريخ الصغير 31 و 32- وتاريخ الطبري 3/ 145 و 6/ 185 وأنساب الأشراف 1/ 228 و 416- والجرح والتعديل 7/ 181 وجمهرة أنساب العرب 195- والمذيل 541، 542 وثمار القلوب 102 و 184- ولباب الآداب لابن منقذ 93 و 94 ومعجم الألفاظ والتراكيب المولدة 202- والشعر والشعراء 1/ 194- 204 والنقائض 201- وجمهرة أشعار العرب 30 و 63- وصفة الصفوة 1/ 736 والسير والمغازي 179- والزيارات للهروي 79- والتاريخ لابن معين 2/ 500- والأغاني 15/ 361- 379 وطبقات الشعراء لابن سلام 113- وشرح شواهد المغني 56 وربيع الأبرار 4/ 32- والبرصان والعرجان 14 و 57 ومعاهد التنصيص 1/ 202- وأمالي المرتضى 1/ 21 و 25 ومجالس ثعلب 449 و 450- والعمدة 1/ 27- وحياة الحيوان 5/ 173 والأمالي للقالي 1/ 5 و 7- وتاريخ اليعقوبي 1/ 268 و 2/ 72 وتخليص الشواهد 41 و 44 و 153- وشرح القصائد التسع المشهورات لأبي جعفر النحاس 1/ 123 ودلائل الإعجاز للجرجاني 45 و 274- وأسرار البلاغة للجرجاني 52 وشذور الذهب 365- وهمع الهوامع 1/ 154- والدور اللوامع 1/ 37 وشرح الأشموني 2/ 30- والتصريح 1/ 254- والكتاب لسيبويه 1/ 245 و 256- المقتضب 3/ 282- المحتسب 1/ 230 والخصائص 2/ 353- وشرح الشريشي 1/ 21 ومعجم الشعراء في لسان العرب 356- 359- الكامل في التاريخ 1/ 636 ومرآة الجنان 1/ 119- والوفيات لابن قنفذ 58 و 59 والتذكرة الحمدونية 2/ 65 و 266- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 70، 71- والمعمرين للسجستاني 62- وطبقات ابن سعد 6/ 33 والكامل للمبرد 2/ 60، 61- والبدء والتاريخ 5/ 108، 109 وتاريخ الإسلام 1/ 110. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 500 عطائه، قال: ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتا واحدا: ما عاتب المرء اللّبيب كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح «1» [الكامل] ويقال: بل قوله: الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتّى لبست من الإسلام سربالا «2» [البسيط] ولما أسلم رجع إلى بلاد قومه، ثم نزل الكوفة حتى مات في سنة إحدى وأربعين لما دخل معاوية الكوفة، إذ صالح الحسن بن علي. ونحوه قال العسكريّ. ودخل بنوه البادية، قال: وكان عمره مائة وخمسا وأربعين سنة منها خمس وخمسون في الإسلام وتسعون في الجاهلية. قلت: المدة التي ذكرها في الإسلام وهم، والصواب ثلاثون وزيادة سنة أو سنتين إلا أن يكون ذلك مبنيّا على أن سنة وفاته كانت سنة نيف وستين، وهو أحد الأقوال. وقال أبو عمر: البيت الّذي أوله: الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي [البسيط] ليس للبيد، بل هو لقردة بن نفاثة، وهو القائل القصيدة المشهورة التي أولها: ألا كلّ شيء ما خلا اللَّه باطل [الطويل] وقد ثبت أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «أصدق كلمة قالها الشّاعر كلمة لبيد» ، فذكر هذا الشطر قال أبو عمر: في هذه القصيدة ما يدل على أنه قاله في الإسلام، وذلك قوله: وكلّ امرئ يوما سيعلم سعيه ... إذا كشّفت عند الإله المحاصل «3» [الطويل]   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) . (2) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 275. (3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2260) وانظر ديوان لبيد بن ربيعة ص 132 يروي الحصائل وهي الحسنات والسيئات معا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 501 قلت: ولم يتعين ما قال، بل فيه دلالة على أنه كان يؤمن بالبعث مثل غيره من عقلاء الجاهلية كقسّ بن ساعدة، وزيد بن عمرو، وكيف يخفى على أبي عمر أنه قالها قبل أن يسلم مع القصة المشهورة في السير لعثمان بن مظعون مع لبيد لما أنشد قريشا هذه القصيدة بعينها، فلما قال: ألا كلّ شيء ... قال له عثمان: صدقت، فلما قال: وكلّ نعيم لا محالة زائل- قال له عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول، فغضب لبيد، وكادت قريش تضرب سيفهم على وجهه، إنما كان هذا قبل أن يسلم لبيد. نعم، ويحتمل أن يكون زاد هذا البيت بخصوصه بعد أن أسلم، ويكون مراد من قال: إنه لم ينظم شعرا منذ أسلم، يريد شعرا كاملا لا تكميلا لقصيدة سبق نظمه لها. وباللَّه التوفيق. وقال أبو حاتم السّجستاني في المعمرين. عن أشياخه، قالوا: عاش لبيد مائة وعشرين سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، قال: وسمعت الأصمعي يقول: كتب معاوية إلى زياد أن أجعل أعطيات الناس في ألفين، وكان عطاء لبيد ألفين، وخمسمائة، فقال له زياد: أبا عقيل، هذان الخراجان، فما بال هذه العلاوة؟ قال: الحق الخراجين بالعلاوة، فإنك لا تلبث إلا قليلا حتى يصير لك الخراجان والعلاوة، قال: فأكملها له زياد ولم يكملها لغيره، فلما أخذ لبيد عطاء آخر حتى مات. وحكى الرّياشيّ، وهو في ديوان شعره، من غير رواية أبي سعيد السكري، قال: لما اشتد الجدب على مضر بدعوة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وفد عليه وفد قيس، وفيهم لبيد فأنشده: أتيناك يا خير البريّة كلّها ... لترحمنا ممّا لقينا من الأزل أتيناك والعذراء تدمى لبانها ... وقد ذهلت أمّ الصّبيّ عن الطّفل فإن تدع بالسّقيا وبالعفو ترسل ... السّماء والأمر يبقى على الأصل وألقى تكنّيه الشّجاع استكانة ... من الجوع صمتا لا يمرّ ولا يحلي [الطويل] وفي الصحيحين، عن أبي هريرة- مرفوعا: أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: [الطويل] ألا كلّ شيء ما خلا اللَّه باطل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 502 ووقع في «معجم الشعراء» للمرزباني أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قالها على المنبر. وقال المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، وغيره، قالوا: وفد من بني كلاب على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ثلاثة عشر رجلا منهم لبيد بن ربيعة. وقال ابن أبي خيثمة: أسلم لبيد وحسن إسلامه. وقال هشام بن الكلبيّ، وغيره: عاش مائة وثلاثين سنة. وفي حكاية الشعبي مع عبد الملك بن مروان أنه عاش مائة وأربعين. وقال البخاريّ: قال الأويسي، عن مالك: عاش لبيد مائة وستين سنة. وأخرج ابن مندة وسعدان بن نصر في الثاني من فوائده، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أنها قالت: رحم اللَّه لبيدا حيث يقول: [الكامل] : ذهب الّذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب «1» قالت عائشة: فكيف لو أدرك زماننا هذا. قال عروة: رحم اللَّه عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا. قال هشام: رحم اللَّه عروة، كيف لو أدرك زماننا. واتصلت السلسلة هكذا إلى سعدان وإلى ابن مندة. وقال المبرّد: لما أسلم لبيد نذر ألّا تهبّ الصبا إلا أطعم، وكان امتنع من قول الشعر، فهبّت الصبا وهو مملق، فقال لابنته: قولي شعرا، وذلك في إمرة الوليد بن عقبة على الكوفة فقالت: إذا هبّت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبّتها الوليدا «2» [الوافر] ... الأبيات والقصة. ومما يستجاد من شعره قوله: وأكذب النّفس إذا حدّثتها ... إنّ صدق النّفس يزري بالأمل «3» [الرمل]   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (4527) والاستيعاب ترجمة رقم (2260) . (2) البيت في ديوان لبيد بن ربيعة ص 233 ونسبها له ابن السكّيت في إصلاح المنطق (124) ، والأصح أن هذا لابنته تجيب بها الوليد بن عقبة: طويل الباع أبيض شمري ... أعان على مروءته لبيدا (3) البيت للبيد بن ربيعة كما في ديوانه 141، يقول: حدث نفسك بالظفر دائما وبلوغ الأمل لتنشطها على الإقدام ولا تحدثها بالخيبة فتثبطها أو منّها بالعيش الطويل لتجد في الطلب ولا تقل لها: لعلك تموتين اليوم أو غدا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 503 قال المرزبانيّ: سمع الفرزدق رجلا ينشد قول لبيد: وجلا السّيول عن الطّلول كأنّها ... زبر تجدّ متونها أقلامها «1» [الكامل] فنزل عن بغلته وسجد، فقيل له: ما هذا، فقال: أنا أعرف سجدة الشعر كما يعرفون سجدة القرآن. قلت: وعامر بن مالك جدّه إن كان هو أبو براء ملاعب الأسنة فليذكر لبيد فيمن صحب هو وأبوه وجدّه، فتقدم في حرف العين عامر بن مالك، وما قيل فيه، وتقدم في حرف الراء ربيعة بن عامر وما قيل فيه، إلا أنني لم أر من صرح بصحبة ربيعة، لكنه أدرك العصر النبوي وراسله حسان بن ثابت فاللَّه أعلم. قال البخاريّ: قال الأويسي: حدثنا مالك، قال: عاش لبيد بن ربيعة مائة وستين سنة. 7558- لبيد بن سهل بن الحارث بن عروة بن رزاح بن ظفر الأنصاري «2» . تقدم ذكره في حديث قتادة بن النعمان في ترجمة رفاعة بن زيد: وقال ابن عبد البرّ: لا أدري هو من أنفسهم أو حليف لهم. انتهى. وقد نسبه ابن الكلبيّ إلى القبيلة كما ترى، لكن قال العدوي: إنه وهم من ابن الكلبي، وإنما هو أبو لبيد بن سهل- رجل من بني الحارث بن مازن بن سعد العشيرة من حلفاء الأنصار. 7559- لبيد بن عطارد بن حاجب التميمي» . تقدم ذكر أبيه. قال ابن عبد البرّ: كان أحد الوفد القادمين على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. من بني تميم، وأحد وجوههم، أسلم سنة تسع، ولا أعلم له خبرا غير ذلك.   (1) البيت للبيد في ديوانه ص 165، وقوله: زبر: جمع زبور وهو الكتاب. (2) أسد الغابة ت (4528) ، الاستيعاب ت (2261) . (3) أسد الغابة ت (4529) ، الاستيعاب ت (2292) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 504 قلت: أخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث، من طريق ابن إسحاق، حدثني محمد بن خالد، عن حفص بن عبيد اللَّه بن أنس، حدثنا أنس- أنّ عمر قال للبيد بن عطارد في خبر كان له معه: لا أم لك. فقال: بلى، واللَّه معمّة مخولة. وذكر الآمديّ في كتاب «الشعراء» أن ّ لبيد بن عطارد بن حاجب أدرك الجاهلية، وأنشد له في ذلك شعرا. وقال ابن عساكر: كان من وجوه أهل الكوفة، ولم يذكر أنّ له صحبة. 7560- لبيد بن عقبة «1» بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. ومنهم من أسقط عقبة من نسبه. هو والد محمود بن لبيد، قال أبو عمر: له صحبة. 7561- لبيد: ربّه بن بعكك «2» . ويقال هو اسم أبي السنابل. وستأتي ترجمته في الكنى. اللام بعدها الجيم 7562- اللجلاج بن حكيم «3» : السلمي، أخو الجحاف. ذكره ابن مندة وقال: له صحبة، عداده في أهل الجزيرة، وأورد له حديثا أخبر به بيّنته في ترجمة زيد بن حارثة في حرف الزاي، ويأتي في أبي خالد السلمي في الكنى. 7563- اللجلاج الغطفانيّ: أخرج أبو العبّاس السّراج في تاريخه، والخطيب في المتفق من مشيخة شيخه يعقوب بن سفيان في ترجمة شيخه محمد بن أبي أسامة الحلبي، عن قيس: سمعت عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه، عن جده، قال: ما ملأت بطني منذ أسلمت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وكان عاش مائة وعشرين سنة، خمسين في الجاهلية وسبعين في الإسلام. وذكر العسكري عكس ذلك أنه وفد وهو ابن سبعين، وعاش بعد ذلك خمسين. وقال أبو الحسن بن سميع: اللجلاج والد العلاء غطفاني.   (1) أسد الغابة ت (4531) ، الاستيعاب ت (2263) . (2) أسد الغابة ت (4523) . (3) أسد الغابة ت (4533) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 38، الطبقات 125 (اللجلاج) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 505 7564- اللجلاج العامري «1» : والد خالد. قال البخاريّ: له صحبة، وأورد في التاريخ والسياق له: وفي «الأدب المفرد» ، وأبو داود، والنسائي في «الكبرى» ، من طريق محمد بن عبد اللَّه الشّيعي، عن سلمة بن عبد اللَّه الجهنيّ، عن خالد بن اللجلاج، عن أبيه، قال: كنا غلمانا نعمل في السوق، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم برجل فرجم، فجاء رجل، فسألنا أن ندله على مكانه، فأتينا به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلنا: إن هذا يسألنا عن ذلك الخبيث الّذي رجم اليوم، فقال: لا تقولوا خبيث، فو اللَّه لهو أطيب عند اللَّه من المسك. طوّله بعضهم، واختصره بعضهم. وأخرجه أبو داود، والنسائي من وجه آخر مطوّلا، عن خالد بن اللجلاج، قال: ابن سميع: هو مولى بني زهرة. مات بدمشق. وعن ابن معين لجلاج والد خالد، ولجلاج والد العلاء واحد، وعلى ذلك مشى المزي في الأطراف، فقال لجلاج والد العلاء، ثم ساق حديث خالد بن اللجلاج عن أبيه، وقال في التهذيب: روى أيضا عن معاذ. وروى عنه أيضا أبو الورد بن ثمامة. قلت: يقوّي قول ابن سميع قول العامري إنه كان غلاما في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقول والد العلاء إنه كان ابن خمسين أو أكثر فافترقا. وقال ابن حبّان في «ثقات التابعين» : اللجلاج صاحب معاذ بن جبل، ولم ينسبه. وقال قبل ذلك في الصحابة : اللجلاج العامري مولى لبني زهرة، له صحبة، سكن الشام، حديثه عند ابنيه: العلاء، وخالد، ومات هو ابن مائة وعشرين سنة، فمشى على أنه واحد. وهذا السنّ إنما ينطبق على والد العلاء، فهو الّذي عاش هذا القدر، كما تقدم في الحديث الّذي أخرجه السراج. اللام بعدها الحاء والصاد 7565- لحقم الجني: أحد جنّ نصيبين. تقدم ذكره في الأرقم. 7566- نصيب بن خيثم بن حرملة «2» : قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية، ونقل ابن مندة هذا عن ابن يونس: وزاد: له ذكر في الصحابة، وهذه الزيادة ما رأيتها في كتاب ابن يونس.   (1) أسد الغابة ت (4534) ، الاستيعاب ت (2269) . (2) أسد الغابة ت (4535) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 506 اللام بعدها القاف 7567- لقمان بن شبّة «1» بن معيط، أبو الحصين العبسيّ، أحد الوفد من عبس. وكانوا تسعة سماهم أبو جعفر الطبري. تقدمت أسماؤهم في ترجمة الحارث بن الربيع بن زياد، وذكر لقمان هناك بكنيته و [ ... ] . 7568- لقيط بن أرطاة السكونيّ «2» : قال ابن مندة: عداده في أهل الشام. وقال ابن أبي حاتم: روى حديثه مسلمة بن علي، عن نصر بن علقة، عن أخيه محفوظ، عن عائذ، عن لقيط بن أرطاة، قال: قتلت تسعة وتسعين من المشركين مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: أخرجه الباوردي، والطّبرانيّ وغيرهما، من طريق هشام بن [عمار] «3» ، عنه، ومسلمة ضعيف. وروى الطّبرانيّ وغيره من طريق نصر بن خزيمة، عن أبيه، عن نصر بن علقمة بهذا الإسناد إلى لقيط، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ورجلاي معوجتان لا تمسّان الأرض فدعا لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فمشيت على الأرض. 7569- لقيط بن الربيع العبشمي «4» : يقال هو اسم أبي العاص صهر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على زينب، مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى. 7570- لقيط بن صبرة بن عبد اللَّه بن المنتفق «5» بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه ابنه عاصم: قرأت على فاطمة بنت المنجا عن سليمان بن حمزة، وأنبأنا أبو هريرة بن الذهبي إجازة، أنبأنا أبو   (1) أسد الغابة ت (4537) ، الاستيعاب ت (2270) . (2) أسد الغابة ت (4538) ، الاستيعاب ت (2264) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 39، الجرح والتعديل 7/ 177. (3) بياض في ب. (4) أسد الغابة ت (4539) ، الاستيعاب ت (2265) . (5) أسد الغابة ت (4540) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 39، تقريب التهذيب 2/ 138، بقي بن مخلد 303، تهذيب التهذيب 8/ 456، تلقيح مفهوم أهل الأثر 372، الطبقات 57، 728. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 507 نصر بن الشيرازي، كلاهما عن محمد بن عبد الواحد المديني، أنبأنا إسماعيل بن علي الحماني أبو مسلم الأديب، أنبأنا أبو بكر بن المقري، حدثنا مأمون بن هارون، حدثنا حسين بن عيسى البسطامي، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان عن أبي هاشم، واسمه إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: أسبغ الوضوء، وخلّل الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائما. هذا حديث صحيح أخرجه أحمد عن شيخ عن سفيان، فوافقناه في شيخ شيخه بعلو، وأخرجه الترمذي عن قتيبة، والنسائي عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن وكيع، والنسائي أيضا عن محمد بن رافع، عن يحيى بن آدم، وعن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، فوقع لنا عاليا بدرجتين، وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجة، من رواية يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، طوله بعضهم، وفيه: كنت وافد بني المنتفق، وفيه قصة طويلة جرت له مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومع عائشة. وأخرجه بطوله ابن حبّان في صحيحه. 7571- لقيط بن عامر «1» بن المنتفق بن عامر العامري، أبو رزين العقيلي. وافد بني المنتفق. روى عنه ابن أخيه وكيع بن عدس، وعبد اللَّه بن حاجب، وعمرو بن أوس الثقفي. ذهب عليّ بن المديني، وخليفة بن خيّاط، وابن أبي خيثمة، ومحمّد بن سعد، ومسلم، والبغويّ، والدّارميّ، والباوردي، وابن قانع، وغيرهم- إلى أنه غير لقيط بن صبرة المذكورة قبله. وقال ابن معين: إنهما واحد، وإن من قال لقيط بن عامر نسبه لجده، وإنما هو لقيط بن صبرة. والّذي في جامع الأصول لقيط بن عامر بن صبرة، وضبطه قتيبة ونسبه من بني عامر، وحكاه الأثرم عن أحمد، ومال إليه البخاري، وجزم به ابن حبّان وابن السّكن وعبد الغنيّ   (1) أسد الغابة ت (4541) ، الاستيعاب ت (2266) ، الثقات 3/ 359، الطبقات الكبرى 1/ 302، تجريد أسماء الصحابة 2/ 39، الجرح والتعديل 7/ 177، تهذيب الكمال 3/ 1152، خلاصة تذهيب 2/ 372، الكاشف 3/ 13، تلقيح مفهوم أهل الأثر 367، العقد الثمين 7/ 110، الطبقات 313، التاريخ الكبير 7/ 248 بقي بن مخلد 116. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 508 ابن سعيد في «إيضاح الإشكال» . وقال: قيل إنه غيره، وليس بصحيح، وكذا قال ابن عبد البرّ، وقال في مقابله: ليس بشيء. وتناقض فيه المزي، فجزم في الأطراف بأنهما اثنان، وفي التهذيب بأنهما واحد. والراجح في نظري أنهما اثنان، لأن لقيط بن عامر معروف بكنيته، ولقيط بن صبرة لم يذكر كنيته إلا ما شذّ به ابن شاهين، فقال أبو رزين العقيلي أيضا. والرواة عن أبي رزين جماعة، ولقيط بن صبرة لا يعرف له راو إلا ابنه [عاصم] «1» ، وإنما قوّى كونهما واحدا عند من جزم به، لأنه وقع في صفة كل واحد منهما أنه وافد بني المنتفق، وليس بواضح، لأنه يحتمل أن يكون كلّ منهما كان رأسا. ومن حديثه ما أخرجه عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند، وأبو حفص بن شاهين، والطبراني من طريق عبد الرحمن بن عياش الأنصاري، ثم السمعي، عن دلهم بن الأسود، عن عبد اللَّه بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر- أنه خرج وافدا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ومعه نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال: فقدمنا المدينة، انسلاخ رجب ... الحديث بطوله في صفة البعث يوم القيامة في نحو ورقتين، وهو الّذي وقع فيه لعمرو، وفيه ذكر كعب بن الخدارية وغير ذلك. ومنه ما أخرجه [ .... ] [في العتيرة في رجب] «2» . وأخرج البخاريّ في «تاريخه» ، من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن أبي رزين العقيلي- رفعه: مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا. وتقدم له ذكر في ترجمة كعب بن الخدارية «3» ، وسيأتي فيمن كنيته أبو رزين في الكنى، وأغرب ابن شاهين، فقال: يكنى أبا مصعب. 7572- لقيط «4» بن عباد السامي، بالمهملة. قال ابن ماكولا: له وفادة «5» . 7573- لقيط بن عبد القيس الفزاري «6» : حليف بن ظفر من الأنصار.   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) في أالحدثان. (4) أسد الغابة ت (4542) . (5) في أوفادة. (6) في أالرازيّ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 509 ذكره سيف بن عمر في «الفتوح» ، وقال إنه كان أميرا على بعض الكراديس يوم الرموك. 7574- لقيط بن عدي اللخمي «1» : جد سويد بن حبان. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان صاحب كمين عمرو بن العاص، ذكره ذلك سعيد بن عفير. وذكر ابن مندة عن ابن يونس- أنه قال: له ذكر في الصحابة، ولا يعرف له مستند، وعداده في أهل مصر. 7575- لقيط بن عصر البلوي «2» : هو النعمان بن عصر. يأتي في حرف النون. 7576- لقيم الدجاج: ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان، وقال: إنه مدح النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في غراة خيبر بشعر منه: رميت نطاة من الرّسول بفيلق ... شهباء ذات مناكب وفقار [الكامل] قال: فوهب له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دجاج خيبر عن آخرها، فمن حينئذ قيل لقيم الدجاج، ذكر ذلك أبو عمرو الشيبانيّ والمدائني عن صالح بن كيسان. قلت: قصته مذكورة في السيرة لابن إسحاق، لكنه قال ابن لقيم، فيحتمل أن يكون وافق اسمه اسم أبيه. اللام بعدها الميم والهاء. 7577- لميس «3» : أبو سلمى، من أعراب البصرة. روى حديثه عمرو بن جبلة. ذكره ابن مندة مختصرا. 7578- لهيب «4» : بالتصغير، ابن مالك، اللهبي. قاله ابن مندة. وحكى فيه أبو عمر لهب مكبّرا، وبه جزم الرشاطي. قال ابن مندة: له خبر رواه عبد اللَّه بن محمد العدوي بإسناد لا يثبت. وقال أبو عمر: روى خبرا عجيبا في الكهانة وأعلام النبوة، وأورد العقيلي حديثه، قال: أخبرنا عبد اللَّه بن أحمد البلوي، أخبرني عمارة بن زيد، حدثني عبد اللَّه بن العلاء عن   (1) أسد الغابة ت (4543) . (2) أسد الغابة ت (4544) الاستيعاب ت (2267) . (3) أسد الغابة ت (4545) . (4) أسد الغابة ت (4547) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 510 أبي الشعشاع زنباع بن الشعشاع. حدثني أبي عن لهيب بن مالك اللهبي، قال: حضرت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فذكرت عنده الكهانة، قال: فقلت له: بأبي أنت وأمي، ونحن أول من عرف حراسة السماء وخبر الشياطين، ومنعهم استراق السمع عند قذف النجوم، وذلك أنا اجتمعنا إلى كاهن لنا يقال له خطر بن مالك، وكان شيخا كبيرا قد أتت عليه مائتا سنة وثمانون سنة، وكان من أعلم كهاننا فقلنا له: يا خطر، هل عندك علم من هذه النجوم التي يرمي بها، فإنا قد فزعنا وخفنا سوء عاقبتنا؟ فقال: عودوا إلى السّحر ... ائتوني بسحر أخبركم الخبر ... ألخير أم ضرر أم لأمن ... أم «1» حذر قال فأتيناه في وجه السحر، فإذا هو قائم شاخص «2» نحو السماء، فناديناه: يا خطر، يا خطر، فأومأ إلينا أن أمسكوا. فانقضّ نجم عظيم من السماء، فصرخ الكاهن رافعا صوته: أصابه أصابه ... خامرة عقابه عاجله عذابه ... أحرقه شهابه زايله جوابه [الرجز] الأبيات. وذكر بقية رجزه وسجعه «3» ، ومن جملته: أقسمت بالكعبة والأركان ... قد منع السّمع عتاة الجان بثاقب بكفّ ذي سلطان ... من أجل مبعوث عظيم الشّأن يبعث بالتّنزيل والفرقان [الرجز] وفيه قال: فقلنا له: ويحك يا خطر، إنك لتذكر أمرا عظيما، فماذا ترى لقومك؟ قال: أرى لقومي ما أرى لنفسي ... أن يتبعوا خير بني الإنس شهابه مثل شعاع الشّمس [الرجز]   (1) في أأو. (2) في أفي. (3) في ب: شعره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 511 فذكر القصة، وفي آخرها فما أفاق خطر إلا بعد ثلاثة «1» وهو يقول: لا إله إلا اللَّه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لقد نطق عن مثل نبوّة، وإنّك ليبعث يوم القيامة أمة وحده» . وأخرجه أبو سعد في «شرف المصطفى» من هذا الوجه، قال أبو عمر: إسناده ضعيف، لو كان فيه حكم لما ذكرته، لأنّ رواته مجهولون، وعمارة بن زيد اتهموه بوضع الحديث، ولكنه في علم من أعلام النبوة، والأصول لا تدفعه، بل تشهد له وتصحّحه. قلت: يستفاد من هذا أنه تجوز رواية الحديث الموضوع «2» ، إن كان بهذين الشرطين: ألا يكون فيه حكم، وأن تشهد له الأصول، وهو خلاف ما نقلوه من الاتفاق على عدم جواز ذلك «3» ، ويمكن أن يقال: ذكر هذا الشرط من جملة البيان اللام بعدها الياء 7579- ليث اللَّه: هو حمزة بن عبد المطلب. وقع ذلك في شعر أبي سنان بن حريث كما سيأتي في الكنى، والمشهور أنه أسد اللَّه. 7580- ليث بن جثّامة: الكناني الليثي، أخو الصعب بن جثّامة. تقدم نسبه في أخيه، قال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : مخضرم. وقرأت بخط العلامة رضي الدين الشاطبي في هامش الترجمة أنه قرأ في أنساب مصر ليحيى بن ثوبان اليشكري ما نصه: وولد جثّامة بن قيس صعبا وليثا ومحلّما، وأمهم فاختة بنت حرب، أخت أبي سفيان، شهدوا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقعة خيبر. 7581- ليث: هو أحد ما قيل في اسم أبي هند الداريّ. وتأتي ترجمته في الكنى. 7582- ليشرح: بكسر أوله وسكون التحتانية وفتح المعجمة والراء وآخره حاء مهملة، ابن لحيّ بن مخمر، أبو مخمر الرّعيني «4» . قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ولا يعرف له رواية. ونقل ابن مندة عن ابن يونس أنه قال: له ذكر في الصحابة.   (1) في أوثالثة. (2) في أوإذا. (3) في أذلك إلا مقرونا ببيانه. (4) أسد الغابة ت (4549) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 512 القسم الثاني [لم يذكر فيه أحد] «1» . القسم الثالث اللام بعدها الهمزة والباء 7583- لام بن زنّار بن غطيف الطائي، أخو عدي بن حاتم لأمه. يأتي ذكره في ترجمة أخيه ملحان بن زنّار. 7584- لبدة بن كعب «2» : أبو تريس «3» ، بمثناة من فوق ثم راء وآخره مهملة، بوزن عظيم. عداده في أهل مصر، ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن مجمع بن كعب، عن أبي تريس لبدة بن كعب، قال: حججت في الجاهلية حجة، ثم حججت الثانية، وقد بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وما رأيت أحلى من الدم أكلته، في الجاهلية، وصلّيت خلف عمر رضي اللَّه عنه فقرأ سورة الحج فسجد سجدتين. قلت: وما رأيته في تاريخ ابن يونس، وذكر سيف في الفتوح أنه كان مع أبي عبيدة بن الجراح في وقعة فحل بعد وقعة اليرموك. اللام بعدها الجيم والقاف والهاء 7585- اللجلاج بن الحصين الذبياني: أحد بني ثعلبة. قال الآمدي: كان أحد الفرسان في الجاهلية وأدرك الإسلام. 7586- اللجلاج: صاحب معاذ. تقدم في الأول. 7587- لقس» بن سلمان: مولى كعب بن عجرة. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى عنه مولاه، ذكره ابن مندة.   (1) في أ: خال. (2) أسد الغابة ت (4522) . (3) في أ: بمثناة. (4) أسد الغابة ت (4536) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 38. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 513 قلت: وحديثه عنه في معجم الطبراني. 7588- لقيط بن ناشرة: له إدراك، ذكره ابن يونس، وقال: قديم له ذكر في الأخبار، وشهد فتح مصر. 7589- لقيم: بالتصغير، ابن سرح التنوخي. له إدراك، ذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر. 7590- لهب بن الخندق «1» : قال أبو موسى في «الذيل» : ذكره عبدان المروزيّ، وأخرج من طريق العوام بن خوشب، عن لهب بن الخندق- رجل منهم وكان جاهليا، قال: قال عوف بن مالك في الجاهلية الجهلاء: لأن أموت عطشا أحبّ إليّ من أن أموت مخلافا لوعد. قلت: وقد أخرج ابن مندة هذا الأثر من هذا الوجه، ولم يقل في لهب بن الخندق إنه كان جاهليا، وفي روايته عوف بن النعمان كما تقدم في ترجمة عوف بن النعمان، وقد ذكر لهبا في التابعين البخاريّ وغيره. 7591- لهيعة بن مخمر بن نعيم بن سلامة اليحصبي، من الأفنوش «2» بطن بن يحصب. له إدراك، قال ابن يونس: شهد فتح مصر. القسم الرابع اللام بعدها الباء والقاف 7592- لبيد بن زياد. استدركه ابن الأمين على «الاستيعاب» ، وعزاه لمسند الجوهري، وأنه روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثا في رفع العلم. وتبع ابن بشكوال والذهبي، وهو مقلوب، وإنما هو زياد بن لبيد المقدم ذكره في حرف الزاي، والحديث حديثه. وقد وقع مقلوبا في رواية النسائي أيضا في حديث عوف بن مالك.   (1) أسد الغابة ت (4546) . (2) في أ: الأفوس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 514 7593- لبيد: جد يحيى بن عبد الرحمن «1» . روى عن أبيه عن جدّه- رفعه: «إذا صام الغلام ثلاثة أيّام فقوي عليه أمر بصوم رمضان» . أخرجه أبو موسى، وقال: كذا ذكره عبدان، وهو وهم، وإنما هو لبيبة الّذي تقدم في القسم الأول. 7594- لقيط الدوسيّ: والد إياد. ذكره بعضهم، وهو وهم، قال: أسلم في تاريخ واسط: حدثنا جابر بن الكندي «2» ، وأحمد بن سهل بن علي، قالا: حدثنا أبو سفيان الحميري، عن الضحاك بن حميدة، عن غيلان بن جامع، عن إياد بن لقيط، عن أبيه، قال: كان شعر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يبلغ كتفيه أو منكبيه. قال أبو محمّد بن سفيان الحافظ الرّاوي عن أسلم: كذا وقع، وإنما هو إياد بن لقيط عن أبي رمثة. قلت: وسيأتي بيان ذلك في الكنى. اللام بعدها الهاء والياء 7595- لهيعة الحضرميّ «3» . ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال: يقال إن أبا زرعة الرازيّ ذكره في الصحابة. وروى من طريق محمد بن عبيد اللَّه التميمي عنه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نام يوما وعنده بعض نسائه ... فذكر حديثا. وهذا مرسل، ولهيعة معروف في التابعين، ذكره فيهم البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وابن يونس، وذكر رواية محمد بن عبد اللَّه التميمي عنه، وقال: إنه مات سنة مائة، وتكلم فيه الأزدي، ووثقه ابن حبان. 7596- ليث بن معاذ.   (1) أسد الغابة ت (4532) . (2) في أ: الكردي. (3) أسد الغابة ت (4548) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 40، تقريب التهذيب 8/ 458، تهذيب الكمال 3/ 1152، الكاشف 3/ 13، الطبقات 294 التاريخ الكبير 7/ 252. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 ذكره بعضهم، ولا يصح، وإنما هو تابعي أرسل حديثا «1» ، قال الفاكهي في كتاب مكة: حدثني عبد اللَّه بن عمر- يعني ابن أبان- حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن ابن كثير، عن ليث بن معاذ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إن هذا البيت خامس عشر بيتا، سبعة منها في السماء إلى العرش وسبعة منها إلى تخوم الأرض السفلى، وأعلاها الّذي بلي العرش البيت المعمور، ولكل بيت منها حرمة هذا البيت، لو سقط منها بيت لسقط بعضها على بعض لكل بيت منها من يعمره كما يعمر هذا البيت.   (1) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 516 حرف الميم القسم الأول الميم بعدها الألف 7597- مأبور «1» : بموحدة خفيفة مضمومة، وواو ساكنة ثم راء مهملة، القبطي الخصيّ، قريب مارية. [يأتي في ترجمة مارية وصفه بأنه شيخ كبير، لأنه أخوها. قلت: ولا ينافي ذلك نعته في الروايات بأنه قريبها أو نسيبها أو ابن عمها، لاحتمال أنه أخوها لأمّها. واللَّه أعلم. وهو قريب مارية] «2» أمّ ولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قدم معها من مصر. قال حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه: إن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول اللَّه «3» صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لعليّ: «اذهب فاضرب عنقه» ، فأتاه عليّ رضي اللَّه عنه فإذا هو في ركي يتبرّد فيها، فقال له عليّ رضي اللَّه عنه أخرج، فناوله يده، فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر. فكفّ عنه عليّ رضي اللَّه عنه، ثم أتى النبيّ صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه: إنه لمجبوب ما له ذكر. أخرجه مسلم، ولم يسمّه، وسماه أبو بكر بن أبي خيثمة، عن مصعب الزبيري: مأبور ا، ولفظه: ثم ولدت مارية التي أهداها المقوقس إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله   (1) أسد الغابة ت (4550) . (2) سقط في أ، ج. (3) الركية: البئر تحفر، والجمع ركيّ وركايا اللسان 3/ 1723. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 517 وسلم ولده إبراهيم، وكان أهدى معها أختها سيرين وخصيّا يقال له مأبور. وقد جاء ذكره في عدة أخبار غير مسمّى، منها ما أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر بسنده عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على القبطية أمّ ولده إبراهيم فوجد عندها نسيبا لها قدم معها من مصر، وكان كثيرا ما يدخل عليها، فوقع في نفسه شيء، فرجع فلقيه عمر رضي اللَّه عنه فعرف ذلك في وجهه، فسأله فأخبره، فأخذ عمر رضي اللَّه عنه السيف ثم دخل على مارية وقريبها عندها فأهوى إليه بالسيف، فلما رأى ذلك كشف عن نفسه، وكان مجبوبا ليس بين رجليه شيء، فلما رآه عمر رضي اللَّه عنه رجع إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأخبره، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إنّ جبرائيل أتاني فأخبرني أنّ اللَّه تعالى قد برأها وقريبها، وأن في بطنها غلاما مني، وأنه أشبه الناس بي، وأنه أمرني أنّ أسمّيه إبراهيم، وكناني أبا إبراهيم. وفي سنده ابن لهيعة وشك بعض روايته في شيخه. وأخرج ابن عبد الحكم أيضا من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن أنس لبعضه شاهدا بدون قصة الخصيّ، لكن قال في آخره: ويقال إنّ المقوقس كان بعث معها بخصيّ، فكان يأوي إليها، ثم وجدت الحديث في المعجم الكبير للطبراني من الوجه الّذي أخرجه منه ابن أبي خيثمة، وفيه من الزيادة بعد قوله أم إبراهيم، وهي حامل بإبراهيم، فوجد عندها نسيبا لها كان قدم معها من مصر، فأسلم وحسن إسلامه، وكان يدخل على أم إبراهيم فرضي لمكانه منها أن يحبّ نفسه، فقطع ما بين رجليه حتى لم يبق له قليل ولا كثير ... الحديث. [هذا لا ينافي ما تقدم أنه خصيّ أهداه المقوقس، لاحتمال أنه كان فاقد الخصيتين فقط مع بقاء الآلة، ثم لما جبّ ذكره صار ممسوحا] «1» . ويجمع بين قصتي عمر وعليّ رضي اللَّه عنهما باحتمال أن يكون مضى عمر رضي اللَّه عنه إليها سابقا عقب خروج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما رآه مجبوبا اطمأنّ قلبه، وتشاغل بأمر ما. وأن يكون إرسال عليّ رضي اللَّه عنه تراخى قليلا بعد رجوع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى مكانه ولم يسمع بعد بقصة عمر رضي اللَّه عنه، فلما جاء عليّ رضي اللَّه عنه وجد الخصيّ قد خرج من عندها إلى النخل يتبرد في الماء، فوجده، ويكون إخبار عمر وعليّ رضي اللَّه عنهما معا أو أحدهما بعد الآخر، ثم نزل جبرائيل بما هو آكد من ذلك.   (1) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 518 وأخرج ابن شاهين، من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه عنها، قالت: أهديت مارية لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وابن عم لها ... فذكر الحديث إلى أن قال: وبعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليّا ليقتله فإذا هو ممسوح. وسليمان ضعيف، وسيأتي في ترجمة مارية شيء من أخبار هذا الخصي. وقال الواقديّ: حدثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، قال: بعث المقوقس إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بمارية وأختها «1» سيرين وبألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلته الدلدل وحماره عفير ويقال يعفور، ومعهم خصيّ يقال له مأبور، ويقال هابور، بهاء بدل الميم وبغير راء في آخره ... الحديث، وفيه: فأقام الخصيّ على دينه إلى أن أسلم بعد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7598- ماتع «2» : ذكر الواقدي: أنه مولى فاختة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخروم، وإنه كان هو وهيت في بيوت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وإنه قال لعائشة لما سمعها تطلب امرأة تخطبها لعبد الرحمن بن أبي بكر أخيها: عليك بفلانة فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فسمعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فنفاه إلى الحمى، فاستمر على ذلك إلى خلافة عمر «3» وأبي بكر ثم إلى خلافة عمر رضي اللَّه عنه. قلت: وذكر ابن إسحاق في المغازي، عن محمد بن إبراهيم التيمي- أنه هو الّذي قال في بنت غيلان: تقبل بأربع، وتدبر بثمان. والمعروف أن الّذي قال ذلك هو هيت، وهو في صحيح البخاري، عن ابن جريج كما سيأتي في ترجمته. وذكر ابن وهب في جامعه عن الحارث بن عبد الرحمن عن ابن أبي ذئب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن مخنّثين كانا على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقال لأحدهما هيت وللآخر ماتع، فهلك ماتع وبقي هيت بعد. قال ابن وهب: وحدثني من سمع أبا معشر يقول: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أمر به فضرب، فذكر الحديث. وسيأتي في ترجمة هيت. 7599- مارب. روى حديث الدعاء للمحلقين فيما جزم به الترمذي في جامعه. وقد تقدمت الإشارة   (1) في أوأخيها. (2) أسد الغابة ت (4551) . (3) في أخلافة أبي بكر ثم إلى خلافة عمر رضي اللَّه عنه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 519 إليه في قارب في حرف القاف، وأن ابن عيينة كان يقوله بالميم أو القاف، لأنه وجده في كتابه بالميم، وفي حفظه بالقاف، قال: والناس يقولونه بالقاف، فكان يحدث به على الشكّ. 7600- مازن بن خيثمة: السكونيّ الكندي «1» . قال ابن عساكر في ترجمة حفيده عمرو بن قيس: له صحبة، وذكر ابن أبي حاتم في ترجمة عمرو بن قيس أنه روى عن جده مازن أنه وفد ... الحديث. وأخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق صفوان بن عمرو، عن عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة أنّ جده مازن بن خيثمة وهبيل بن كعب، أحد بني مازن، بعثهما معاذ ابن جبل وافدين إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم نزول السكاسك والسّكون، فقاتل حتى أسلموا، فآخى بين السكاسك والسكون، كذا قرأته بخط الخطيب في المؤتلف بكسر الزاي وتشديد الميم وآخره نون. وأخرجه ابن السّكن «2» في ترجمة هبيل بن كعب، فقال: أحد بني زميل، وقال: لم أجد لمازن وهبيل ذكرا إلا في هذا الحديث ذكره [ ... ] بالميم بعدها لام. وأخرجه ابن قانع من هذا الوجه، لكنه صحّف هبيل فقال حبيل، بالحاء المهملة بدل الهاء كما سيأتي. 7601- مازن بن الغضوبة بن عراب بن بشر بن خطامة بن سعد بن ثعلبة بن نصر بن سعد بن أسود بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي الطائي ثم النبهاني ثم الخطامي «3» . أمّه زينب بنت عبد اللَّه. ذكره ابن السّكن وغيره في الصحابة، وقال ابن حبّان: يقال إنه له صحبة. وأخرج الطبراني، والفاكهي في كتاب مكة، والبيهقي في الدلائل. وابن السكن، وابن قانع كلّهم من طريق هشام بن الكلبي، عن أبيه، قال: حدثني عبد اللَّه العماني، قال: قال مازن بن الغضوبة.. فذكر حديثا طويلا فيه: فكسرت الأصنام وقدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسلمت. وفيه أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دعا له، فأذهب اللَّه عنه كلّ ما يجد، قال:   (1) أسد الغابة ت (4552) ، الاستيعاب ت (2272) . (2) في أالسكون. (3) أسد الغابة ت (4553) ، الاستيعاب ت (2273) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 520 وحججت حججا، وحفظت شطر القرآن، وحصنت أربع حرائر، ووهب لي حبان بن مازن، وفيه أنه أنشد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: إليك رسول اللَّه خبّت مطيّتي ... تجوب الفيافي من عمان إلى العرج لتشفع لي يا خير من وطئ الحصا ... فيغفر لي ذنبي وأرجع بالفلج «1» [الطويل] وذكره الرّشاطي «2» في الخطامي في الخاء المعجمة. وله حديث آخر أخرجه ابن السكن، ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في نوادر الأخبار، وابن مندة، وأبو نعيم من طريق الحسن بن كثير، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه: سمعت مازن بن الغضوبة يقول، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «عليكم بالصّدق فإنّه يهدي إلى الجنّة» «3» . قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد. 7602- ماشي: بمعجمة. ذكر أبو بكر بن دريد أنه أحد جن نصيبين الذين سمعوا القرآن من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ببطن نخلة. 7603- ماعز بن مالك الأسلمي «4» . قال ابن حبّان: له صحبة «5» . وهو الّذي رجم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وزيد بن خالد وغيرهما، وجاء ذكره في حديث أبي بكر الصديق وأبي ذر «6» وجابر بن سمرة، وبريدة بن الحصيب، وابن العباس، ونعيم بن هزّال «7» ، وأبي سعيد الخدريّ، ونصر الأسلمي، وأبي برزة: سماه بعضهم وأبهمه بعضهم وفي بعض طرقه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لأجزأت عنهم.   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4553) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2273) . (2) في أالمرشاطي. (3) أورده الهيثمي من الزوائد 1/ 98 عن مازن بن الغضوبة وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن كثير وهو متروك. (4) أسد الغابة ت (4556) ، الاستيعاب ت (2274) ، التحفة اللطيفة 3/ 442، الثقات 3/ 404، الطبقات الكبرى 4/ 320، 323، 324، عنوان النجابة 153، تجريد أسماء الصحابة 2/ 40. (5) في أله صحبة وليست له رواية. (6) في أذر وجاء بن عبد اللَّه. (7) في أهلال. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 521 وفي صحيح أبي عوانة وابن حبان وغيرهما من طريق أبي الزبير، عن جابر أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما رجم ماعز بن مالك قال: لقد رأيته يتحضحض «1» في أنهار الجنة ويقال: إن اسمه غريب، وماعز لقب وسيأتي ذلك في ترجمة أبي الفيل في الكنى- وفي حديث بريدة أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «استغفروا لماعز» . 7604- ماعز بن مجالد: بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكّاء البكائي «2» ذكر ابن الكلبيّ في النسب أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال الرّشاطي «3» لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. قلت: ولفظ ابن الكلبي في «الجمهرة» صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ومضى له ذكر في بشر بن معاوية بن ثور. 7605- ماعز: غير منسوب «4» . قال أبو عمر: لا أقف على نسبه، وله حديث في مسند أحمد وغيره، ونسبه ابن مندة، فقال التميمي، سكن البصرة. وأخرج أحمد والبخاريّ في التاريخ من طريق أبي مسعود الجريريّ، عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخّير، عن ماعز- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سئل أي الأعمال أفضل؟ قال: «الإيمان باللَّه وحده «5» ، ثمّ الجهاد، ثمّ حجّة مبرورة يفضل الأعمال كما بين مطلع الشّمس ومغربها» رواه ثقات «6» . وأورده البخاريّ من وجه آخر، والبغويّ من وجهين عن الجريريّ، عن حبان بن عمير، عن ماعز- أنّ رجلا سأل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أيّ الأعمال أفضل؟ فذكر نحوه، فكأن للجريري فيه شيخين. 7606- ماعز: آخر «7» . أفرده البخاري والبغوي عن الّذي قبله، وترجم له ماعز والد عبد اللَّه، وجوّز ابن مندة   (1) في أيتخضخض. (2) أسد الغابة ت (4557) . (3) في أالمرشاطي. (4) أسد الغابة ت (4554) . (5) أخرجه أحمد في المسند 2/ 442، 521. (6) في أرواته. (7) أسد الغابة ت (4555) ، الاستيعاب ت (2275) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 522 أن يكونا واحدا، وأورده من طريق الهنيد بن القاسم، عن الجعيد، بن عبد الرحمن أنّ عبد اللَّه بن ماعز حدثه أنّ ما عزا أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فكتب له كتابا إن ماعزا أسلم آخر قومه، وإنه لا تجني عليه إلا يده. انتهى. وقيل عن عبد اللَّه بن ماعز، عن أبيه. وقد تقدم بيانه في ترجمة عبد اللَّه بن ماعز. ذكر من اسمه مالك 7607- مالك بن أحمر «1» . سكن الشام، قاله البغويّ، وقال ابن شاهين : مالك بن أحمر الجذامي العوفيّ» . وأخرج من طريق يزيد بن عبد ربه، عن الوليد بن مسلم، حدثني سعيد بن منصور بن محرز بن مالك بن أحمر الجذامي، عن جد أبيه مالك بن أحمر العوفيّ- أنه لما بلغهم مقدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تبوك وفد إليه مالك بن أحمر فأسلم وسأله أن يكتب له كتابا يدعوه إلى الإسلام، فكتب له في رقعة من أدم. قال الوليد: فسألت سعيد بن منصور أن يقرئني الكتاب، فذكر كبره وضعف بصره، وقال: الق أيوب «3» بن محرز فسل عنه، فلقيه، فأخرج له رقعة من أدم عرضها أربعة أصابع وطولها قدر شبر، وقد انماح ما فيها، فقرأ على أيوب: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، هذا كتاب من محمّد بن عبد اللَّه رسول اللَّه إلى ابن أحمر ومن اتّبعه من المسلمين، أمان لهم، ما أقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة، وأدّوا الخمس من المغنم، وخالفوا المشركين» . وكذا أخرجه البغويّ من طريق هارون بن عمر المخزومي الدمشقيّ، عن الوليد: وقال: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث. وأخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» من طريق صفوان بن صالح، عن الوليد، وساقه كله مدرجا غير مفصل كما فصله يزيد بن عبد ربه. 7608- مالك أخامر: بالمعجمة اليمامي «4» ، ويقال ابن أخيمر بالتصغير، ويقال بالمهملة مع التصغير.   (1) أسد الغابة ت (4558) ، الاستيعاب ت (2276) ، الثقات 3/ 379، الجرح والتعديل 8/ 203، تجريد أسماء الصحابة 2/ 40. (2) في أالعوجي. (3) في أأيوب بن محمد بن منصور. (4) أسد الغابة ت (4559) ، الاستيعاب ت (2277) ، الثقات 3/ 379، الجرح والتعديل 8/ 203، التاريخ الكبير 7/ 304 بقي بن مخلد 579، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 41. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 523 ذكره البخاريّ، والبغويّ، وابن شاهين، من طريق موسى بن يعقوب الربعي، عن أبي رزين الباهلي، عن مالك بن أخامر، وفي رواية البغوي، وابن شاهين: ابن أحيمر، لكن بالمهملة عند البغوي وبالمعجمة عند ابن شاهين- أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إنّ اللَّه لا يقبل من الصّقور يوم القيامة صرفا ولا عدلا» «1» فقلنا: يا رسول اللَّه، وما الصّقور؟ قال: «الّذي يدخل على أهله الرّجال» . ورجح ابن حبّان أن أباه أخيمر ومن قال فيه أخامر فقد وهم. 7609- مالك بن أمية بن عمرو السلمي «2» . من حلفاء بني أسد بن خزيمة- شهد بدرا، واستشهد باليمامة، ذكره أبو عمر «3» . 7610- مالك بن أوس بن عبد اللَّه بن حجر «4» الأسلمي. له ولأبيه صحبة. أخرج حديثه أبو نعيم من تاريخ أبي العباس السّراج، من طريق عبد اللَّه بن يسار، حدثنا ياسر بن عبد اللَّه بن مالك بن أوس الأسلمي، عن أبيه، قال: لما هاجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأبو بكر مرّوا بإبل لنا بالجحفة، فقال: لمن هذه الإبل، قيل: لرجل من أسلم، فالتفت إلى أبي بكر رضي اللَّه عنه فقال: سلمت إن شاء اللَّه تعالى فأتاه أبي فحمله على جمل ... الحديث. [وقد مضى في ترجمة أوس بن عبد اللَّه نحو هذا من طريق صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلمي من أهل العرج، أخبره أنّ أباه مالك بن أوس أخبره أنّ أباه أوسا مرّ به، وهو في مغازي موسى بن عقبة، عن ابن شهاب- أن النبيّ صلّى   (1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 304 والطبراني من الكبير 19/ 494 وكنز العمال حديث رقم 13632. (2) أسد الغابة ت (4563) ، الاستيعاب ت (2279) . (3) في أ: أبو نعيم. (4) أسد الغابة ت (4566) ، الاستيعاب ت (2280) ، طبقات ابن سعد 5/ 56، طبقات خليفة 2020، تاريخ البخاري 7/ 305، المعارف 427، المعرفة والتاريخ 1/ 397، الجرح والتعديل أ 4/ 203 تاريخ ابن عساكر 8416، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 79، تذكرة الحفاظ 1/ 63، تاريخ الإسلام 4/ 49، العبر 1/ 106، تذهيب التهذيب 4/ 16 ب، تهذيب التهذيب 10/ 10، النجوم الزاهرة 1/ 190، طبقات الحفاظ للسيوطي 26، خلاصة تذهيب التذهيب 1/ 366، شذرات الذهب 1/ 99. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 524 اللَّه تعالى عليه وآله وسلم لما هبط العرج في الهجرة حمله رجل من أسلم يقال له مالك بن أوس على جمل يقال له ابن اللقاح، وبعث معه غلاما له يدعى مغيثا، فسلك به. وفي «أخبار المدينة» للزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن بن زبالة، عن صخر بن مالك بن إياس بن كعب بن مالك بن أوس الأسلمي، عن أبيه عن جده- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم صلّى بمدلجة تعهن، وبنى بها مسجدا. 7611- مالك بن أوس: بن الحدثان «1» بن عوف النّصري، يكنى أبا سعيد. تقدم ذكر والده قال أبو عمر: زعم أحمد بن صالح المصري أنّ له صحبة. قال ابن رشدين عنه: وقال سلمة بن وردان: رأيت جماعة من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فعدّه منهم «2» . وذكر الواقديّ عن شيوخه أنّ مالك بن أوس هذا ركب الخيل في الجاهلية، وكذا ذكر عن الواقدي. وروى أنس بن عياض، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: كنّا عند النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «وجبت وجبت» الحديث. قال ابن رشدين: سألت أحمد بن صالح عن هذا الحديث، فقال: هو صحيح. قال أبو عمر: لا أحفظ له خبرا في صحبته أكثر مما ذكرت. وأما روايته عن عمر رضي اللَّه عنه فأشهر من أن تذكر. وروى عن العشرة المهاجرين، وعن العباس. روى عنه محمد بن جبير، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وجماعة منهم: عكرمة بن خالد، وأبو الزبير، ومحمد بن عمرو بن حلحلة. وتوفي سنة اثنتين وتسعين، وقيل وخمسين، وهو ابن أربع وتسعين. انتهى. وقال البغويّ: أخبرني ابن أبي خيثمة، عن مصعب أو غيره، قال: ركب مالك بن أوس الخيل في الجاهلية.   (1) أسد الغابة ت (4565) ، الاستيعاب ت (2281) ، الطبقات لابن سعد 5/ 56، التاريخ لابن معين 2/ 546، الطبقات لخليفة 236 تاريخ خليفة 113، التاريخ الكبير 7/ 305، المعارف 427، المعرفة والتاريخ 1/ 397، تاريخ أبي زرعة 1/ 414، الجرح والتعديل 8/ 203، كتاب المراسيل 399 تهذيب الأسماء واللغات 2/ 79، تذكرة الحفاظ 1/ 68، سيرة أعلام النبلاء 4/ 171، الكاشف 3/ 99 جامع التحصيل 333، تهذيب التهذيب 10/ 10، تقريب التهذيب 2/ 223، النجوم الزاهرة 1/ 190، طبقات الحفاظ 26، خلاصة تذهيب التهذيب 366، شذرات الذهب 1/ 99، تاريخ الإسلام 3/ 464. (2) في أفيهم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 525 وذكره ابن البرقيّ في باب من أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يثبت له عنه رواية. وذكر ابن سعد في طبقة من أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ورآه ولم يحفظ عنه شيئا وذكره أيضا في الطبقة الأولى من التابعين وقال: كان قديما، ولكنه تأخر إسلامه، ولم يبلغنا أنّ له رؤية ولا رواية. وقال البخاريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وابن حبّان: لا تصح له صحبة، وقال البخاري أيضا: قال بعضهم: له صحبة وقال في التاريخ الصغير: حدثني عبد الرحمن بن شيبة، حدثني يونس بن يحيى بن غنام، عن سلمة بن وردان: رأيت مالك بن أوس، وكانت له صحبة وقال ابن حبان من زعم أن له صحبة فقد وهم وقال البغوي: يقال إنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وأخبرني رجل من أصحاب الحديث حافظه أنه قد رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال يحيى بن معين: ليست له صحبة. وأخرج البغوي بسند حسن عن مالك بن أوس، قال: كنت عريفا في زمن عمر بن الخطاب. وفي الصحيحين من طريق الزهري، أخبرني مالك بن أوس- أنّ عمر أمره أنّ يقسم مالا بين قومه «1» في قصة طويلة، فيها ذكر العباس وعلي وقال ابن مندة: ذكره ابن خزيمة في الصحابة، ولا يثبت ثم أخرج من طريقه عن حسين بن عيسى، عن أبي ضمرة. عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس- أنه كان مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال ابن مندة: هذا وهم، والصواب عن أنس بن مالك. وهذا الّذي أشار إليه أخرجه أبو يعلى من طريق ابن أبي فديك، عن سلمة، عن أنس، وأوله: من أصبح منكم صائما وآخره قال: وجبت وجبت. وقد أخرج إسماعيل القاضي في «كتاب فضل الصلاة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم» من طريق سلمة ابن وردان، قال: قال أنس بن مالك، ومالك بن أوس: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم خرج يتبرّز فلم يجد أحدا يتبعه، فاتبعه عمر ... الحديث في فضل الصلاة. قال أبو أحمد الحاكم: سمع أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا وغيرهم، وكان عريف قومه في زمن عمر رضي اللَّه عنه قال الذّهليّ: قال يحيى بن بكير: مات سنة إحدى وتسعين. وقال يحيى بن حمزة: مات سنة اثنتين وتسعين. قلت: وهو قول الجمهور.   (1) في أ: من. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 526 7612- مالك بن أوس بن عتيك «1» بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري «2» . ذكره البغويّ عن ابن سهل، وقال: شهد أحدا والخندق وما بعدهما، واستشهد هو وأخوه عمير باليمامة. 7613- مالك بن إياس: الأنصاري النجاري «3» . ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد، واستدركه ابن هشام على ابن إسحاق. 7614- مالك بن أيفع: بن كرب الهمدانيّ الناعطي «4» . يأتي ذكره في مالك بن نمط. 7615- مالك بن بحينة «5» . قال ابن عبد البرّ: لعبد اللَّه ولأبيه صحبة، وبحينة أم مالك، ومنهم من يقول: إنها أمّ ولده عبد اللَّه قال: وتوفي ابن بحينة في أيام «6» معاوية. انتهى. ولم يصرح بالمراد، ولكن إيراده إياه في ترجمة مالك قد يشعر بأن مراده مالك، لكنه صرح في ترجمة عبد اللَّه بأنه مراده، وهو الصواب، فقد أرّخه الجمهور في عمل مروان على المدينة، وكان ذلك في خلافة معاوية بلا ريب، وقيّد بعضهم بسنة ستّ وخمسين. ولا أعرف لمالك «7» شيئا يتمسك به في أنه صحابي إلا حديثين اختلف بعض الرواة فيهما هل هما لعبد اللَّه أو لمالك؟ ولا ترجم البخاري، ولا ابن أبي حاتم، ولا من تبعهما لمالك في الصحابة «8» حتى أنّ ابن أبي حاتم رتّب آباء من اسمه مالك على الحروف، فلما ترجم حرف الباء الموحّدة بيّض، ولم يذكر أحدا. وأوّل من ترجم «9» لمالك بن بحينة بن شاهين، فقال : مالك بن بحينة ولم يزد على   (1) في أ: عقيل. (2) أسد الغابة ت (4567) ، الاستيعاب ت (2282) . (3) أسد الغابة ت (4568) ، الاستيعاب ت (2283) . (4) أسد الغابة ت (4569) ، الاستيعاب ت (2284) . (5) أسد الغابة ت (4570) ، الاستيعاب ت (2285) ، تهذيب التهذيب 10/ 11، تهذيب الكمال 3/ 1298، تقريب التهذيب 2/ 223 خلاصة تذهيب 3/ 3، الكاشف 3/ 112، تجريد أسماء الصحابة 2/ 42. (6) في أابن بحينة في أيام. (7) في أفي ذلك. (8) في أفي الصحابة ولا في غيرهم. (9) في أمالك. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 527 ذلك ولم، يورد له شيئا، فتبعه ابن عبد البر كعادته، وزاد عليه ما رأيت. وها أنا أذكر شبهة من ذكره في الصحابة: قال ابن مندة: مالك بن بحينة روى حديثه سعد بن إبراهيم، عن حفص بن عاصم، عن مالك بن بحينة. والصواب عبد اللَّه بن مالك بن بحينة. وأخرج البخاري من طريق بهز بن أسد، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن حفص ابن عاصم، عن مالك بن بحينة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم رأى رجلا يصلّي ركعتين، وقد أقيمت الصلاة، فقال: «أتصلّي الصّبح أربعا» ؟ وقال بعده: تابعه غندر، ومعاذ عن شعبة. وقال ابن إسحاق، عن سعد بن إبراهيم، عن حفص، عن عبد اللَّه، وقال حماد، عن سعد، عن حفص، عن مالك. وأخرجه مسلم عن القعنبي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه. ومن طريق أبي عوانة عن سعد كلاهما عن حفص، عن ابن بحينة: وقال بعده: قال القعنبي: عبد اللَّه بن مالك بن بحينة، عن أبيه، وقوله: عن أبيه خطأ، بحينة هي أم عبد اللَّه: قال أبو مسعود حذف مسلم في روايته عن القعنبي قوله: عن أبيه أوّلا، ثم نبّه عليها ليبين خطأها. وأهل العراق شعبة وحماد بن سلمة وأبو عوانة وغيرهم يقولون: عن سعد، عن حفص، عن مالك بن بحينة، وأهل الحجاز يقولون: عبد اللَّه بن مالك بن بحينة، وهو الأصح. قلت: ورواية حماد بن سلمة في هذا وقعت لنا بعلو في المعرفة لابن مندة، واختلافهم موضعين: أحدهما هل بحينة والدة مالك أو والدة عبد اللَّه، وهذا لا يستلزم إثبات صحبة مالك ولا نفيها. والثاني هل الحديث عند حفص عن مالك بن بحينة بلا واسطة، أو عن عبد اللَّه بن مالك عن أبيه أو عن عبد اللَّه بغير واسطة سواء نسبه إلى أبيه أو إلى أمه؟ أقوال أصحّها الثالث وبه جزم البخاري. وقال النّسائي بعد أن أخرج الحديث من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، وفيه: عن مالك بن بحينة: هذا خطأ، والصواب عن عبد اللَّه بن مالك بن بحينة. وقال أبو مسعود أيضا خطأ «1» والقعنبي حيث «2» قال في روايته عن عبد اللَّه بن مالك ابن بحينة عن أبيه. قلت: لكن وقع عند ابن مندة أنّ يونس بن محمد المؤدب وافق القعنبي، وكذا أخرجه   (1) في ب أخطأ. (2) في ب خيبر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 528 أبو نعيم في المعرفة من طريق محمد بن خالد الواسطي، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، ثم قال ابن مندة: والمشهور عن عبد اللَّه بن مالك بن بحينة. انتهى. وأخرجه ابن ماجة عن أبي مروان العماني، عن إبراهيم بن سعد، فلم يقل فيه عن أبيه، ووقع الاختلاف في حديث آخر هل هو عبد اللَّه أو عن مالك؟ ففي الصحيحين من طرق عن الأعرج، عن عبد اللَّه بن بحينة حديث السهو عن التشهد الأول، منها رواية الزهري، وجعفر بن ربيعة عنه، وهي عند أصحاب السنن الثلاثة أيضا. ومنها رواية يحيى بن سعد الأنصاري، عن الأعرج أيضا من طريق مالك عند البخاري، ومن طريق حماد بن زيد، وابن المبارك في آخرين، وكلّهم عنه، وعند النسائي من طريق عبد ربه بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان، عن مالك بن بحينة. قلت: وكذلك أخرج الدارميّ من طريق حماد بن سلمة، وأبو نعيم في المعرفة من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن الأعرج، عن مالك بن بحينة السكن «1» قال النّسائيّ: هذا خطأ والصواب عن عبد اللَّه بن مالك بحينة. واللَّه أعلم. 7616- مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي «2» . يأتي ذكره في مالك بن عمرو بن مالك بن برهة. 7617- مالك بن التيهان الأنصاري «3» : أبو الهيثم. مشهور بكنيته وقع مسمى في كتاب الزهد لمحمد بن فضيل، وفي تفسير أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ [التكاثر: 1] من تفسير ابن مردويه، [وفي كتاب ابن السكن وغير واحد ممن صنّف في الصحابة] «4» وكذا جزم ابن الكلبي وغير واحد أنّ اسمه مالك، وفي تسمية من شهد بدرا من مغازي موسى بن عقبة وأبو الهيثم مالك بن التيهان. ومضى نظيره في ترجمة أخيه عبيد بن التيهان، ونقل «5» في اسمه غير ذلك وسيأتي في الكنى. 7618- مالك بن ثابت: الأنصاري الأوسي من بني النّبيت «6» .   (1) في ألكن. (2) أسد الغابة ت (4571) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 42. (3) أسد الغابة ت (4572) ، الاستيعاب ت (2286) ، الثقات 3/ 376، الإعلام 5/ 258، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الجرح والتعديل 8/ 207، الطبقات 78/ 190، تجريد أسماء الصحابة 2/ 42، بقي بن مخلد 271. (4) سقط في أ. (5) في أ: قبل. (6) أسد الغابة ت (4573) ، الاستيعاب ت (2287) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 529 قال الواقديّ: قتل يوم بئر معونة. 7619- مالك بن ثعلبة الأنصاري «1» . قال أبو موسى: وجدت على ظهر جزء من أمالي ابن مندة بسنده إلى مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن جابر، قال: كان في زمن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شابّ يقال له مالك بن ثعلبة الأنصاري، ولم يكن بالمدينة شابّ أغنى منه فمرّ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يتلو هذه الآية: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ... إلى قوله تعالى: فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة: 34] ، فغشي على الشاب، فلما أفاق قال: والّذي بعثك بالحق ليمسين مالك ولا يملك درهما ولا دينارا. قال: فتصدق بماله كلّه وهذا فيه ضعف وانقطاع. 7620- مالك بن جبير بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي «2» . هو وعمه الحارث بن حبال ذكرهما الطبري، ونقله ابن الأثير عن ابن الكلبيّ، وهو في الجمهرة ... واستدركه ابن فتحون. 7621- مالك بن جبير بن عتيك الأنصاري، من بني معاوية بن مالك بن عوف. شهد بدرا، قاله أبو عبيد، واستدركه ابن فتحون. 7622- مالك بن جبير الطائي: من بني معن بن عتود. له وفادة. ذكره الرّشاطيّ «3» ، عن ابن الكلبي «4» ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 7623- مالك بن الجلاح «5» . 7624- مالك بن حارثة» : أبو أسماء بن حارثة الأسلمي. ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه هند. وذكر أنهم سبعة شهدوا بيعة الرضوان، وكذا ذكرهم أيضا البغوي والطّبري وابن السكن، وزاد الطبري قيل إنهم كانوا ثمانية، وهم: أسماء وحمران، وخراش «7» ، وذؤيب، وسلمة، وفضالة، ومالك، وهند. 7625- مالك بن الحارث: القشيري «8» العامري يأتي في مالك بن عمرو.   (1) أسد الغابة ت (4574) . (2) أسد الغابة ت (4576) . (3) في أ: المرشاطي. (4) في أ: الكلبي قال ولم يذكره. (5) بعد بياض في أ، ب. (6) أسد الغابة ت (4581) . (7) في أ: ومرداس. (8) أسد الغابة ت (4578) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 42. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 530 7626- مالك بن الحارث الذهلي: تقدم في خمخام، ويقال هو مالك بن حملة «1» . 7627- مالك بن الحارث «2» . ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وساق من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحارث، قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأقمنا معه نحو عشرين ليلة. وهذا حديث مالك بن الحويرث الليثي وقد أخرجوا حديثه من طريق حماد [بن زيد] «3» ، عن أيوب، فكأن الحويرث كان اسمه الحارث فلقّب الحويرث بالتصغير، فاشتهر بها. وقد ذكر ابن السّكن أنه اختلف في اسم أبيه كما سأذكره في مالك بن الحويرث وكذا ترجم البخاري في التاريخ مالك بن الحويرث «4» ، وساق في ترجمته حديثا من رواية الحسين ابن عبد اللَّه بن مالك بن الحويرث، عن أبيه، عن جده. 7628- مالك بن حبيب: قيل: هو اسم أبي محجن الثقفي. يأتي في الكنى. 7629- مالك بن الحسحاس «5» : يأتي في ابن الخشخاش بالمعجمات. 7630- مالك بن حسل «6» . استدركه أبو عليّ الجياني، وابن فتحون، وابن الأثير على «الاستيعاب» ، وقال: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في ناس من الصحابة في قصة الهجرة. روى عنه عبد اللَّه الأشعري. ورأيت في نسخة قديمة من تاريخ البخاري رواية الحسين بن محمد بن الحسين البزار النيسابورىّ عنه ما ذكر هنا بلا زيادة. 7631- مالك بن حمزة: بضم المهملة وبراء، ابن أيفع بن كرب الهمدانيّ «7» .   (1) أسد الغابة ت (4577) . (2) أسد الغابة ت (4580) . (3) سقط في أ. (4) في أ: الحارث. (5) تلقيح فهوم أهل الأثر 384- الجرح والتعديل 8/ 208- الطبقات 194- تجريد أسماء الصحابة 2/ 43، بقي بن مخلد 808، الثقات 3/ 380. (6) أسد الغابة ت (4582) . (7) أسد الغابة ت (4585) ، الاستيعاب ت (2288) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 531 ذكره ابن عبد البرّ، وقال: أسلم هو وعماه: عمرو «1» ومالك. 7632- مالك بن حملة: بن أبي الأسود بن حمدان بن الحارث بن سدوس بن سفيان بن ذهل بن ثعلبة الذهلي. ذكره الشّيرازيّ في «الألقاب» . وقال: لقبه خمخام «2» . قلت: وقد تقدم في الخاء المعجمة. 7633- مالك بن الحويرث: بن أشيم بن زبالة «3» بن خشيش بن عبد ياليل بن ناشب ابن غيرة بن سعد بن ليث الليثي. قال البغويّ: ويقال له ابن الحويرثة، وهو ليثي سكن البصرة، وله أحاديث. وقال ابن السّكن: مالك بن الحارث، وساق نسبه. ثم قال: ويقال مالك بن الحويرث. وقال شعبة: مالك بن حويرثة يكنى أبا سليمان: سكن البصرة. وحديثه في الصحيحين والسنن من طريق أيوب عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث، قال: أتينا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ونحن شيبة متقاربون. فأقمنا عنده عشرين ليلة. فذكر الحديث، والحديث فيه: وصلّوا كما رأيتموني أصلّي. وفي الصحيحين أيضا، عن أبي قلابة، قال: جاءنا مالك بن الحويرث فقال: إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف صلاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وفي البخاري والسنن الثلاثة من طريق أبي قلابة أيضا، عن مالك بن الحويرث- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا. وروى عنه أيضا نصر بن عاصم وابنه الحسن بن مالك.   (1) في أ: عمير. (2) في أ: خمام. (3) أسد الغابة ت (4586) ، الاستيعاب ت (2289) ، الثقات 3/ 374، التاريخ الكبير 7/ 301، تاريخ من دفن بالعراق 429، تاريخ جرجان 394، تهذيب التهذيب 10/ 14، تهذيب الكمال 3/ 1298، تقريب التهذيب 2/ 224، خلاصة تذهيب 3/ 4، الكاشف 3/ 113، تلقيح فهوم أهل الأثر 1368، الجرح والتعديل 8/ 207، الطبقات 30، 174، الرياض المستطابة 249، تجريد أسماء الصحابة 2/ 43، التعديل والتجريح 598. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 532 مات بالبصرة سنة أربع وسبعين «1» . وقد وقع في الاستيعاب وتسعين بتقديم المثناة على السين والأول هو الصحيح، وبه جزم ابن السكن وغيره. 7634- مالك بن حيدة القشيري: أخو معاوية جد بهز بن حكيم «2» ، أخرجه أحمد، من طريق أبي قزعة، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه أنّ أخاه مالكا قال: يا معاوية، إن محمدا أخذ جيراني، فانطلق بنا إليه فإنه عرفك ولم يعرفني وكلّمك، فانطلقت معه، فقال: ادع لي جيراني، فإنّهم كانوا قد أسلموا، فأعرض عنه ثم أطلق له جيرانه. وفي الحديث قصته. وأخرجه الطّبرانيّ من هذا الوجه وفي روايته: فقال مالك بن حيدة: يا رسول اللَّه، إني أسلمت، وأسلم جيراني فخلّ عنهم فخلّى عنهم. 7635- مالك بن الخشخاس العنبري «3» : تقدم في عبيد بن الحسحاس. 7636- مالك بن خلف «4» : بن عمرو بن دارم [بن عمر واثلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان] «5» بن أسلم بن أفصى، أخو النعمان. [قال ابن الكلبيّ] «6» : كانا طليعين يوم أحد، فاستشهدا فيها ودفنا في قبر واحد. وذكره الواقدي، وتبعه محمد بن سعد، والبغوي، والمستغفري. 7637- مالك بن أبي خولي: بن عمرو بن جندب بن الحارث الجعفي، حليف بني عدي «7» . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وقال: مات في خلافة عثمان، وسمّاه موسى بن عقبة هلالا، وقال ابن إسحاق: بل هلال أخوه، ووافقه الهيثم بن عدي على ذلك. 7638- مالك بن خلف: بن عوف بن دارم بن أسلم ويأتي في أخيه «8» النعمان.   (1) في أ: وستين. (2) أسد الغابة ت (4587) . (3) أسد الغابة ت (4588) ، الاستيعاب ت (2290) ، الاستيعاب 3/ 1349- أسد الغابة 5/ 21- الثقات 3/ 380- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- الجرح والتعديل 8/ 208- الطبقات 194- تجريد أسماء الصحابة 2/ 43- بقي بن مخلد 808. (4) أسد الغابة ت (4589) . (5) سقط في أ. (6) سقط في أ. (7) أسد الغابة ت (4590) ، الاستيعاب ت (2291) . (8) في أ: في ترجمة أخيه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 533 7639- مالك بن جبير الطائي: ثم المعنى. وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع زيد الخيل. وقد تقدم ذكره في ترجمة منصور بن الأسود، وذكره الرّشاطي «1» ، عن ابن الكلبي. وزعم أن ابن فتحون أهمله وسيأتي في مالك بن عبد اللَّه بن جبير أن ابن فتحون ذكره. 7640- مالك بن الدخشم «2» : بضم المهملة والمعجمة بينهما خاء معجمة، ويقال بالنون بدل الميم، ويقال كذلك بالتصغير، من بني [غانم] «3» عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي. مختلف في نسبته، وشهد بدرا عند الجميع، وهو الّذي أسر سهيل بن عمرو يومئذ. وروى ابن مندة ذلك من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس «4» ، ثم أرسله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع معن بن عدي فأحرقا مسجد الضرار، وأنشد المرزباني له في أسر سهيل، وسبقه إلى ذلك الزّبير بن بكّار: أسرت سهيلا ولن أبتغي ... أسيرا به من جميع الأمم وخندف تعلم أنّ الفتى ... سهيلا فتاها إذا تصطلم [المتقارب] وفي الصحيح عن عتبان بن مالك في حديثه الطويل في صلاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بيته، فذكروا مالك بن الدّخشم، فقال بعضهم: ذاك منافق، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أليس يشهد أن لا إله إلا اللَّه؟ الحديث. قال أبو عمر: لا يصح عنه النفاق، فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه في ذلك «5» . قال أبو عمر: هذا الّذي «6» أسرّ الرجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حقّه «7» ، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أليس يشهد أن لا إله إلّا اللَّه» ؟ الحديث وفيه: «أولئك الّذين نهاني اللَّه عن قتلهم» . وهذه القصة غير التي وقعت في بيت عتبان بن مالك حين صلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في بيته فقال قائل ممّن حضر: أين مالك بن الدّخشم؟ فقال بعضهم: ذاك   (1) في أ: المرشاطي. (2) أسد الغابة ت (4591) ، الاستيعاب ت (2292) . (3) بياض في ب. (4) في أ: ابن عباس قال ابن الكلبي ثم. (5) في أ: بذلك. (6) في أ: هو. (7) في أ: نصه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 534 منافق «1» فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا تقل ذاك ... » الحديث. 7641- مالك بن رافع الزرقيّ: أخو رفاعة بن رافع «2» . ذكره «3» في البدريين، وأخرج الطبراني من رواية [ابن] «4» إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع، وكان رفاعة ومالك أخوين من أهل بدر، قال: بينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جالس فذكر قصة المسيء في صلاته، وهذا سند صحيح. وكلام ابن الأثير يوهم أنّ الحديث من رواية مالك، والحديث إنما هو لرفاعة. وقد أخرجه الدار الدّارقطنيّ من وجه آخر عن همام، وصحّحه غير واحد. 7642- مالك بن الربيع الأنصاري» : من بني جحجبى. ذكره عمر بن شبّة، وقال: استشهد باليمامة. 7643- مالك بن ربيعة: بن قيس بن عبد شمس الأسدي- يأتي في مالك بن ربيعة. 7644- مالك بن ربيعة «6» بن البدن «7» بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو [بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج] «8» الأنصاري الساعدي، أبو أسيد مشهور بكنيته وهي بصيغة التصغير، وحكى البغوي فيه خلافا في فتح الهمزة، قال الدوري، عن ابن معين: الضم أصوب. شهد بدرا وأحدا وما بعدها وكان معه راية بني ساعدة يوم الفتح. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث وروى عنه أولاده: حميد، والزبير، والمبذر، ومولاه علي بن عبيد، ومولاه أبو سعيد، ومن الصحابة أنس، وسهل بن سعد،   (1) في أ: منافق لا يحب اللَّه ورسوله. (2) أسد الغابة ت (4592) ، الاستيعاب ت (2293) . (3) في أ: ذكروه. (4) في أ: سقط. (5) في أ: محجبا. (6) أسد الغابة ت (4593) ، الاستيعاب ت (2294) ، مسند أحمد 3/ 496، تاريخ ابن معين 692، طبقات ابن سعد 3/ 557، 558، طبقات خليفة 97، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 7/ 299، المعارف 272، 588، تاريخ الفسوي 1/ 344، المستدرك 3/ 515، الاستبصار 106، تهذيب الكمال 1298، تاريخ الإسلام 2/ 85، العبر 1/ 46، تهذيب التهذيب 10/ 15، 16، خلاصة تذهيب الكمال 367. (7) في أ: المنذر. (8) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 535 ومن التابعين أيضا عباس بن سهل، وعبد الملك بن سعيد بن سويد، وأبو سلمة، وآخرون. قال الواقديّ: كان قصيرا أبيض الرأس واللحية كثير الشعر، وكان قد ذهب بصره، ومات سنة ستين، وهو ابن ثمان، وقيل خمس وسبعين، وقيل ثمانين «1» ، وهو (آخر البدريين) موتا. وقيل مات سنة أربعين، وقيل مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين قال أبو عمر هذا خلاف متباين جدا. 7645- مالك بن ربيعة: بن خالد التيمي «2» ، من بني «3» تيم مرة الرباب. كان أحد أمراء سعد بن أبي وقاص حين توجه إلى العراق في أوائل خلافة عمر رضي اللَّه عنه، وأمره سعد أيضا على سرية قبل القادسية. ذكره أبو جعفر الطبري. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة. 7646- مالك بن ربيعة: بن وهب القرشي العامري، من مسلمة الفتح، وهو جد والد عبد اللَّه بن قيس بن شريح بن مالك، وعبد اللَّه هذا هو الّذي يقال له ابن قيس الرقيات، ولمالك ولد يقال له زيد حضر وقعة الحرّة، فكتب إلى ابن أخيه عبد اللَّه بن قيس يخبره بمصاب بني أخيه «4» ، فأجابه عبد اللَّه بأبيات مشهورة ذكرها الزبير بن بكار. 7647- مالك بن ربيعة: أبو مريم السلولي «5» ، مشهور بكنيته. قال ابن معين: له صحبة. وقال البخاري في التاريخ: له صحبة، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أوس بن عبد اللَّه السلولي، عن عمه يزيد بن أبي مريم، عن أبيه مالك بن ربيعة- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «اللَّهمّ اغفر للمحلّقين» «6» . قلت: وأخرجه أحمد، وابن مندة، وفي آخر حديثه: وكان رأسي يومئذ محلوقا فما يسرني بحلق رأسي يومئذ حمر النعم. وأخرج النسائي من طريق عطاء بن السائب، عن يزيد بن أبي مريم، عن أبيه، قال:   (1) في أ: وستين. (2) في أ: التميمي. (3) في أ: تميم. (4) في أ: ابن. (5) أسد الغابة ت (4594) ، الاستيعاب ت (2295) . (6) أخرجه البخاري في صحيحه 2/ 213. ومسلم 2/ 946 كتاب الحج باب 54 تفضيل الحلق على التقصير وجواز التقصير حديث رقم 320- 1302. وابن ماجة في سننه 2/ 1012 كتاب المناسك باب الحلق حديث رقم 3043، أحمد في المسند 1/ 216، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2929 والطبراني في الكبير 4/ 18، 19. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 536 كنا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سفر فأسري بنا ليلة ... الحديث في نومهم «1» عن صلاة الصبح. وأخرجه الطّحاويّ أيضا وسنده حسن أيضا، وأخرج ابن مندة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دعا له أن يبارك له في ولده، فولد له ثمانون رجلا «2» وذكره ابن حبان في الصحابة، ثم غفل فذكره في التابعين، وقال يحيى بن معين: شهد الشّجرة مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، نقله عنه ابن مندة، وهو مأخوذ من الحديث المذكور في الدعاء للمحلقين، فإنه كان في عمرة الحديبيّة، وهناك كانت بيعة الشجرة. 7648- مالك بن زاهر «3» : وقيل بن أزهر. قال ابن حبّان: له صحبة، وقال البخاري: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقال ابن يونس: كان بمصر، وقد ذكروه في كتبهم، وهو من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم أخرج من طريق عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة، عن سعيد بن عثمان «4» أنه رأى مالك بن زاهر «5» ، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينقي باطن قدمه إذا توضأ. وقال ابن السّكن: [ليس] «6» له حديث مسند، وإنما روى فعله، ثم أخرجه من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة مثله، وكذا ذكره محمد بن الربيع في صحابة مصر، عن ابن لهيعة [معلقا] «7» . [وقال ابن الأثير: مالك بن أزهر. وقيل ابن أبي أزهر، وقيل ابن زاهر. قال: وقال أبو عمر: مالك بن زاهر بتقديم الزاي على الألف لا غير. والأول أكثر. قلت: وتبع في ذلك أبا علي الجياني، فإنه تعقب على أبي عمر قوله هو ابن أزهر: بل الصواب ما جزم به أبو عمر، فإنه الّذي جزم به ابن يونس. وهو أعلم الناس بالمصريين، وكذلك ابن الربيع الجيزي في الصحابة الذين دخلوا مصر، وكذلك الحافظ أبو علي بن   (1) في أ: نومهم توجههم. (2) في أ: ذكرا. (3) أسد الغابة ت (4596) ، الاستيعاب ت (2278) ، الثقات 3/ 380، تجريد أسماء الصحابة 2/ 41. (4) في أ: بن أبي عثمان. (5) في أ: أزهر. (6) سقط في أ. (7) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 537 السكن، والّذي تردّد فيه هو ابن مندة، فقال ابن أزهر، وقيل ابن أبي زاهر، وتبعه أبو نعيم، واقتصر عليه أبو عمر] «1» . 7649- مالك بن زرارة بن النباش، يقال هو اسم أبي «2» هانئ. وسيأتي في الكنى. 7650- مالك بن زمعة بن قيس بن عبد شمس العامري «3» ، أخو سودة أم المؤمنين. كان من مهاجرة الحبشة الثانية، ومعه امرأته عميرة بنت السعدي بن وقدان، وأقام حتى قدم مع جعفر بن أبي طالب، ذكره أبو عمر هكذا، ولم يزد الزبير بن بكار على قوله ومالك بن زمعة هاجر إلى أرض الحبشة، وذكره ابن فتحون في «أوهام الاستيعاب» ، فقال: ذكر ابن إسحاق وموسى بن عقبة أنه مالك بن ربيعة، وكذا قاله المصنف في كتابه الدرر. قلت: سلفه في الاستيعاب أعلم الناس بنسب قريش وهو الزبير بن بكار، فإنه ذكر في نسب بني عامر بن لؤيّ ما نصّه: وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ كانت عند السكران بن عمرو، فهلك عنها مهاجرا بأرض الحبشة فتزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أن قال ومالك بن زمعة هاجر إلى أرض الحبشة، وقال بعده: وولد وقدان بن عبد شمس عبدا ... إلى آخره، فهذا يرجع أنه ابن زمعة. 7651- مالك بن سنان بن عبيد «4» بن ثعلبة الأنصاري الخدريّ، والد أبي سعيد. مضى ذكر نسبه في ترجمة ابنه أبي سعيد سعد بن مالك، شهد أحدا، واستشهد بها، وروى ابن أبي عاصم، والبغوي، من طريق موسى بن محمد بن علي الأنصاري: حدثتني أمي أم سعد بنت مسعود بن حمزة بن أبي سعيد أنها سمعت أم عبد الرحمن بنت أبي سعيد تحدّث عن أبيها، قال أصيب وجه رسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فاستقبله مالك بن سنان فمصّ الدم عن وجهه، ثم ازدرده، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: من ينظر إلى من خالط دمه دمي فلينظر إلى مالك بن سنان. وأخرجه ابن السّكن من وجه آخر من رواية مصعب بن الأسقع عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه، عن أبي سعيد بنحوه.   (1) سقط في أ. (2) في أ: هارون. (3) أسد الغابة ت (4597) ، الاستيعاب ت (2296) . (4) أسد الغابة ت (4601) ، الاستيعاب ت (2297) ، الثقات 3/ 380- الاستبصار 128- التحفة اللطيفة 3/ 445- الطبقات الكبرى 2/ 43- تجريد أسماء الصحابة 2/ 45. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 538 وأخرج سعيد بن منصور عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عمرو بن السائب- أنه بلغه أن مالكا والد أبي سعيد، فذكر نحوه. 7652- مالك بن سنان السّكسكي: يأتي في ابن يسار. 7653- مالك بن سويد الثقفي: تقدم في الشريد في الشين المعجمة. 7654- مالك بن شجاع: بن الحارث السدوسي. تقدم ذكره في ترجمة والده شجاع في الشين المعجمة. 7655- مالك بن صعصعة «1» : (بن وهب) «2» بن عدي بن مالك بن غنم بن عدي بن عامر بن عدي بن النجار الأنصاري. نسبه ابن سعد: وقيل: إنه من بني مازن بن النجار، [وجزم بذلك البغوي، فقال: إنه من بني مازن بن النجار] «3» رهط «4» سفيان. حدّث «5» أنس بن مالك عنه عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بقصة الإسراء، وهو في الصحيحين من طريق قتادة عن أنس، قال البغويّ: سكن المدينة، وروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديثين، وأخرج «6» حديثه في الإسراء من طريق سعيد بن قتادة- أنّ أنس بن مالك حدثهم عن مالك بن صعصعة، وكان من قومه، فساق الحديث بطوله، وذكر الخطيب في المبهمات أنه الّذي قال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أكلّ تمر خيبر هكذا» . 7656- مالك بن عامر: بن هانئ بن خفاف الأشعري. كان معمّرا، وله وفادة، وله في ذلك قصيدة طويلة يشرح أحواله يقول فيها: أتيت النّبيّ فبايعته ... على نأيه غير مستنكر «7» له فدعا لي بطول البقا ... وبالبضع بالطّيّب الأكبر «8» [الطويل]   (1) أسد الغابة ت (4603) ، الاستيعاب ت (2298) ، الثقات 3/ 277، التاريخ الكبير 7/ 300، تهذيب التهذيب 10/ 17، التعديل والتجريح 597- تهذيب الكمال 3/ 1299، تقريب التهذيب 2/ 25، - خلاصة تذهيب 3/ 5، الكاشف 3/ 114، تلقيح فهوم أهل الأثر 372- الجرح والتعديل 8/ 211- الطبقات 92، 106، الرياض المستطابة 250، تجريد أسماء الصحابة 2/ 45، بقي بن مخلد 287. (2) سقط: في أ. (3) سقط في أ. (4) في أ: بن رهط. (5) في أ: حديث. (6) في أ: حديث. (7) في أ: مستكبر. (8) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ت (4607) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 539 ويقول فيها: وعمّرت حتّى مللت الحياة ... ومات لداتي من الأشعر أتت لي سنون فأفنيتها ... فصرت أحكّم للمعمر لبست شبابي فأنضيته ... وصرت إلى غاية «1» المكبر وأصبحت في أمّة واحدا ... أجول كالجمل الأصدر [الطويل] وذكر فيها ما حضره في الجاهلية ثم فتوح الإسلام كالقادسية وصفّين مع علي، وقال في آخرها: كأنّ الفتى لم يعش ليلة ... إذا صار رمسا على صوأر وطول بقاء الفتى فتنة ... فأطول لعمرك أو أقصر [المتقارب] ويقال: إنه أول من عبر دجلة يوم المدائن، وله في ذلك قصيدة رجز، وكان ابنه سعد من أشراف أهل العراق، ذكره المرزباني في معجم الشعراء. 7657- مالك بن عبادة «2» : وقيل ابن عبد اللَّه، أبو موسى الغافقي، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى، وله ذكر في ترجمة مالك بن عبد اللَّه المعافري «3» . 7658- مالك بن عبادة الهمدانيّ» : ذكره ابن عبد البرّ، وقال: قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد همدان، وسيأتي مالك بن عبدة الهمدانيّ فيحتمل أن يكونا واحدا. 7659- مالك بن عبد اللَّه بن خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم «5» بن ثوب بن معن بن عتود «6» الطائي «7» ، ثم المعني.   (1) في أ: الكبر. (2) أسد الغابة ت (4608) ، الاستيعاب ت (2299) ، التاريخ الكبير 7/ 301، تلقيح مفهوم أهل الأثر 384، الجرح 8/ 212، الطبقات 113، 292، المصباح المضيء 1/ 299، 325، تجريد أسماء الصحابة 2/ 45، بقي بن مخلد 645. (3) في أ: المعامري. (4) أسد الغابة ت (4609) ، الاستيعاب ت (2300) . (5) في أ: عمرو. (6) في أ: عبود. (7) أسد الغابة ت (4611) ، الاستيعاب ت (4302) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 540 قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وله ولدان شاعران، وهما مروان وإياس، وهو عمّ الطّرماح الشاعر، وهو ابن عدي بن عبد اللَّه بن خيبري. وقال الطّبريّ: له وفادة، ووقع عند الرشاطي «1» مالك بن خيبري، فذكر ترجمته، وقال: لم يذكره ابن عبد البر ولا ابن فتحون، ووهم في ذلك «2» ، فإن ابن فتحون ذكره، وإنما وهم الرشاطي «3» لكونه نسبه إلى جده، ولم يمعن النظر في ذيل ابن فتحون حتى يرى مالك بن خيبري فيعرف أنه ذكره، وإنما نسبه «4» إلى جده. 7660- مالك بن عبد اللَّه الأوسي «5» . روى حديث: إذا زنت الأمة. وقد تقدم الكلام عليه في عبد اللَّه بن مالك وفي شبل بن خليد. 7661- مالك بن عبد اللَّه الخزاعي: ويقال الخثعميّ «6» . قال البغويّ: خزاعيّ سكن الكوفة وقال البخاري: له صحبة وأخرج هو وابن أبي شيبة، وابن أبي عاصم، والبغوي، من طريق منصور بن حبان، عن سليمان بن بشر الخزاعي، عن خاله مالك بن عبد اللَّه، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فما صلّيت خلف إمام أخفّ صلاة في المكتوبة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7662- مالك بن عبد اللَّه: بن عوف النصري، بالنون. في مالك بن عوف. 7663- مالك بن عبد اللَّه: بن سنان «7» بن سرح بن وهب بن الأقيصر «8» بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك الخثعميّ. كان يعرف بمالك السّرايا.   (1) في أ: المرشاطي. (2) في أ: قال. (3) في أ: المرشاطي. (4) في أ: نسب. (5) أسد الغابة ت (4610) ، الاستيعاب ت (2301) ، الاستبصار 331، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، تجريد أسماء الصحابة 2/ 45. (6) أسد الغابة ت (4613) ، الاستيعاب ت (2304) . (7) أسد الغابة ت (4612) ، طبقات خليفة 729، التاريخ الصغير 94، تاريخ ابن عساكر 16/ 109، الكامل لابن الأثير 5/ 576، تاريخ الإسلام 2/ 315، تعجيل المنفعة 386. (8) في أ: الأقيصر بن مالك. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 541 قال البخاريّ، وابن حبّان: له صحبة. وقال البغوي: يقال له صحبة. وقال العجليّ: تابعي ثقة. وقال أبو عمر: منهم من يجعل حديثه مرسلا، وذكره خليفة في الصحابة، فقال: روي أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فذكر الحديث الّذي أخرجه أحمد، من طريق محمد بن عبد اللَّه الشّعيثي، عن أبيه، عن ليث بن المتوكل، عن مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: من اغبرّت قدماه في سبيل اللَّه حرّمه اللَّه على النار «1» . قال ابن مندة: وروي عن وكيع عن الشعبي به، وزاد: وكانت له صحبة. وأخرجه أحمد أيضا، والطبراني من طريق أبي المصبح، عن خالد «2» بن عبد اللَّه الخثعميّ، وفي سياقه قصة، قال: بينا نحن نسير في درب «3» إذ نادى مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ رجلا يقود فرسه في عراض الخيل: يا أبا عبد اللَّه، ألا تركب! قال: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكره. وأخرجه البغويّ من هذا الوجه، وزاد: فنزل مالك ونزل الناس فمشوا، فما رأينا يوما أكثر ماشيا منه. وسمّى أبو داود الطيالسي في مسندة وعبد اللَّه بن المبارك في كتاب الجهاد الرجل المذكور جابر بن عبد اللَّه. وهذا هو الصواب، فإن الحديث لجابر بن عبد اللَّه، وسمعه مالك منه. ومن ترجمة مالك ما ذكر في المغازي لمحمد بن عائذ، عن الوليد بن مسلم، حدثني ابن جابر أنّ مالك بن عبد اللَّه كان يلي الصوائف حتى عرفته الروم. وقال عطية بن قيس: ولي مالك الصوائف زمن معاوية، ثم يزيد، ثم عبد الملك، ولما مات كسروا على قبره أربعين لواء، وكذا ذكره ابن الكلبي، وعن علي بن أبي جميلة قال: ما ضرب ناقوس قطّ بليل إلا ومالك قد جمع عليه ثيابه يصلّي في مسجد بيته، وفضائله كثيرة. 7664- مالك بن عبد اللَّه: بن عبد المدان «4» الحارثي.   (1) أخرجه الدارميّ في سننه 2/ 202 عن مالك بن عبد اللَّه ... الحديث بلفظه. كتاب الجهاد باب في فضل الغبار في سبيل اللَّه. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10704 وعزاه لمالك في الموطأ وأحمد في المسند والباوردي، والبيهقي عن جابر وابن زنجويه وابن عساكر عن رجل، وابن عساكر عن أبي بكر الصديق. (2) في أ: مالك. (3) في أ: ركب. (4) في أ: المدائن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 542 تقدم ذكر والده وأنه كان اسمه عبد الحجر، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وأما ابنه فذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب النواشر أنه كان في الجاهلية منازع «1» عمرو بن معديكرب، وذكر أيضا أن بشر بن أبي أرطاة قتله لما بعثه معاوية إلى اليمن ليتسمع شيعة علي وقتل ابني عبيد اللَّه بن العباس وغيرهم. والقصة مشهورة، [وهرب عبد الرحمن بن مالك هذا من بسر إلى البصرة، فأقام بها، وتزوّج فاطمة بنت أبي صفرة أخت المهلب في قصة طويلة، ومجموع ما ذكره يقتضي أن يكون مالك المذكور من أهل هذا القسم] «2» . 7665- مالك بن عبد اللَّه الأزدي «3» : ذكر الذهبي في التجريد أنّ له في مسند بقي بن مخلد حديثين. 7666- مالك بن عبد اللَّه: أبو موسى الغافقي [يأتي] «4» في مالك بن عبادة. 7667- مالك بن عبد اللَّه المعافري اليزدادي «5» . قال ابن يونس: ذكر فيمن شهد فتح مصر، وله رواية عن أبي ذر، روى عنه أبو قبيل. وقال أبو عمر: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: لا تكثر همّك ما قدّر «6» يكن. قلت: وهذا الحديث أخرجه ابن أبي خيثمة، وابن أبي عاصم في الوحدان، والبغوي، كلهم من طريق أبي مطيع معاوية بن يحيى، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس الغساني، عن جعفر بن عبد اللَّه بن الحكم، عن مالك بن عبد اللَّه المعافري- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لأبي «7» مسعود فذكره. هذا سياق [الحسن] «8» بن سفيان، وسقط جعفر من رواية الآخرين، ولفظه عندهما: مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- يعني عليه، فقال: لا تكثر همّك ما يقدر يكن وما ترزق يأتك. وقال البغويّ: لم يروه غير أبي مطيع، وهو متروك الحديث. وأخرجه الخرائطيّ في «مكارم الأخلاق» من طريق أخرى عن الغساني، فقال: عن مالك بن عبادة الغافقي.   (1) في أ: ينازع. (2) سقط في أ. (3) بقي بن مخلد 520. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (4614) ، الاستيعاب ت (2305) . (6) في أ: يقدر. (7) في أ: لابن. (8) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 543 7668- مالك بن عبدة الهمدانيّ «1» : قال ابن مندة: له ذكر في الكتاب الّذي كتبه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن يوصيه بمعاذ ومالك بن عبدة وغيرهما. وسيأتي سياق ذلك في مالك بن مرارة، ويقال هو الّذي قبله- يعني مالك بن عبادة. 7669- مالك بن عتاهية: بن حرب بن سعد بن معاوية بن حفص بن أسامة بن سعد بن أشرس الكندي «2» . قال البغويّ: سكن مصر، وقال ابن يونس: شهد فتح مصر، وجاء عنه حديثان: أحدهما عند أحمد من رواية «3» ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن حسان، عن مخيس بن ظبيان، عن رجل من جذام، عن مالك بن عتاهية سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: إذا رأيتم عاشرا فاقتلوه «4» . أخرجه أحمد، عن موسى بن داود، عنه والبغوي عن إبراهيم بن سعيد الجوهري وغيره عن موسى، وقال في آخره: يعني عشار المشركين. وأخرجه ابن مندة، من طريق مكي بن إبراهيم، عن ابن لهيعة، فقدم مخيس في السند على عبد الرحمن، وكذا أورده ابن أبي خيثمة عن محمد بن معاوية، عن ابن لهيعة وأخرجه ابن شاهين من طريق ابن أبي خيثمة، ومن طريق «5» أخرى عن ابن لهيعة كذلك، وقال أحمد في رواية «6» ابن أبي مريم: عن ابن لهيعة- يعني بذلك الصدقة يأخذها على غير حقها. وأخرج يعقوب بن سفيان الحديث الأول، عن ابن أبي مريم عن ابن لهيعة، ثم أخرج عن يحيى بن بكير أنه قال: يقولون مالك بن عتاهية سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهذا «7» ريح لم يسمع منه شيئا. ثانيهما أخرجه أبو نعيم، من طريق ابن لهيعة أيضا. عن يزيد عن مخيس عن مالك بن   (1) أسد الغابة ت (4617) . (2) أسد الغابة ت (4618) ، الاستيعاب ت (2306) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، التاريخ الكبير 7/ 302، تجريد أسماء الصحابة 2/ 46، بقي بن مخلد 892، ذيل الكاشف 1431. (3) في أ: ورواية. (4) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 90 رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال الصدقة يأخذها على غير حقها وفيه رجل لم يسم. (5) في أ: طرق. (6) في أ: وقال في آخر رواية ابن أبي مريم. (7) في أ: وهم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 544 عتاهية- رفعه: إن الأرض تستغفر للمصلّى في السراويل ولم يذكر في السند عبد الرحمن ولا الرجل من جذام. وذكره ابن عبد الحكم في الصحابة الذين دخلوا مصر. 7670- مالك بن عمارة بن حزم: الأنصاري. تقدم نسبه في ترجمة عمارة ومالك هو أخو زيد بن ثابت لأمه «1» أمهما النوار بنت مالك بن صرمة» ، من بني النجار، ذكر ابن سعد أنّ عمارة استشهد باليمامة، وخلّف مالكا، وليس له عقب. 7671- مالك بن عمرو «3» : بن ثابت، أبو حبّة الأنصاري. هكذا سماه أبو حاتم، ونقل البغوي عن محمد بن علي الجوزجاني أنه مالك بن عمرو بن كلدة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف، وهو مشهور بكنيته وسيأتي في الكنى. 7672- مالك بن عمرو: بن سميط، أخو ثقف ومدلاج. قال الواقديّ: أسلم مالك بن عمرو، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد بعدها، واستشهد باليمامة سنة اثنتي عشرة. 7673- مالك بن عمرو: بن عتيك بن عمرو بن مبذول الأنصاري النجاري «4» . ذكر ابن إسحاق أنه مات في اليوم الّذي خرج فيه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أحد، فصلّى عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وذلك يوم الجمعة. 7674- مالك بن عمرو بن كلدة: تقدم قريبا. 7675- مالك بن عمرو: بن مالك بن برهة بن نهشل التميمي، ثم المجاشعي «5» . ذكره ابن شاهين، وفيه نظر، فأخرج من طريق أبي الحسن المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان وغيره، قالوا في ذكر وفد بني تميم ومن بني مجاشع مالك بن عمرو بن   (1) في أ: لأن أمهما. (2) في أ: مزينة. (3) أسد الغابة ت (4623) ، الاستيعاب ت (2309) ، الثقات 3/ 377- الجرح والتعديل 8/ 212- الطبقات الكبرى 3/ 90- 479- 7/ 435- تجريد أسماء الصحابة 2/ 47. (4) أسد الغابة ت (4626) ، الاستيعاب ت (2312) . (5) أسد الغابة ت (4629) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 545 مالك بن برهة المجاشعي أتوا حجرة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فصاحوا، فقال. ما هذا؟ فقيل: وفد بني العنبر، فقال: ليدخلوا وليسلموا «1» ، فقالوا: ننتظر سيدنا وردان بن مخرم، وكان القوم قد تعجلوا وتأخّر في رحالهم فجمعها، فذكر القصة في مراجعة عيينة بن حصن الفزاري في أمرهم وفي طلبهم أن يردّ عليهم سبيهم، وكلام الأقرع «2» بن حابس في الشفاعة فيهم، وفي ذلك يقول الفرزدق: وعند رسول اللَّه قام ابن حابس ... بخطّة أسوار إلى المجد حازم له أطلق الأسرى التي في قيودها ... مغلّلة أعناقها في الشّكائم «3» [الطويل] وفي القصة: فقال مالك بن برهة: يا رسول اللَّه، ألست أفضل قومي «4» ، فقال: إن كان لك عقل فلك فضل، وإن كان لك خلق فلك مروءة، وإن كان لك تقى فلك دين. الحديث. وأخرج أيضا من طريق المدائني، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: قال مالك بن برهة. فذكر القصة الأخيرة بالحديث المرفوع مقتصرا عليها. 7676- مالك بن عمرو الأسدي «5» . ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة من بني أسد بن خزيمة من بني غنم بن دودان. 7677- مالك بن عمرو: بن حسان البلوي. تقدم ذكره في سنبر «6» في السين المهملة. 7678- مالك بن عمرو التميمي «7» : له ذكر فيمن قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من وفد تميم، ذكره ابن عبد البر مختصرا، ولعله المجاشعي المذكور قريبا.   (1) في أ: أو ليسكتوا. (2) في أ: للأقرع. (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4629) ، وديوانه 2/ 862. (4) في أ: مؤمن. (5) أسد الغابة ت (4620) . (6) في أ: سنان. (7) أسد الغابة ت (4622) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 546 7679- مالك بن عمرو الثقفي. ذكر وثيمة في «كتاب الردة» أنّ أبا بكر وجّهه رسولا إلى مسيلمة باليمامة. فخطب عنده خطبة بليغة دعاه فيها إلى الرجوع إلى الحق. فغضب منه وهم بقتله، فهرب منه، وأنشد له مرثية في حبيب بن زيد الأنصاري الّذي قتله مسيلمة منها: وقال له الكذّاب تشهد أنّني ... رسول فنادى إنّني لست أسمع [الطويل] وقد تقدم أنه لم يبق عند حجة الوداع من قريش وثقيف أحد إلا أسلم وشهدها، فلذلك ذكرته في هذا القسم. 7680- مالك بن عمرو الرواسي «1» : تقدم في عمرو بن مالك. 7681- مالك بن عمرو السلمي «2» : ويقال العدوانيّ، حليف بني أسد، وكانوا حلفاء بني عبد شمس. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد باليمامة. 7682- مالك بن عمرو القشيري «3» : ويقال العقيلي، ويقال الكلابي، ويقال الأنصاري. وقيل فيه عمرو بن مالك. وقيل أبيّ بن مالك بن الحارث. وقد ثبت في القسم الأول أنّ الراجح أبيّ بن مالك لكون ذلك من رواية قتادة، وهو أحفظ من رواية علي بن زيد بن جدعان، فإنه اضطرب فيه في روايته عن زرارة بن أوفى عنه، فاختلف عليه في اسمه ونسبه ونسبته، والحديث واحد، وهو في فضل من أعتق رقبة مؤمنة وفيمن ضمّ يتيما بين أبويه. وقد جعله بعض من صنّف عدة أسماء، وساق في كلّ اسم حديثا منها، وهو واحد. وفرق البخاري بين مالك بن عمرو القشيري، ومالك بن عمرو العقيلي، وتعقبه أبو حاتم. قال البغوي: حدثنا جدي، حدثنا أبو النضر، حدثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن رجل من قومه يقال له مالك أو أبو مالك، عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه   (1) أسد الغابة ت (4624) ، الثقات 3/ 377، الجرح والتعديل 8/ 212- الطبقات الكبرى 3/ 90، 479، 7/ 435- تجريد أسماء الصحابة 2/ 47. (2) أسد الغابة ت (4625) ، الاستيعاب ت (2311) . (3) أسد الغابة ت (4627) ، الاستيعاب ت (2313) ، الجرح والتعديل 8/ 1212، الطبقات 58، 184، تجريد أسماء الصحابة 2/ 47. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 547 وآله وسلم، قال: «من ضمّ يتيما بين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتّى يستغني عنه وجبت له الجنّة البتّة «1» ، ومن أدرك والديه أو أحدهما ثمّ دخل النّار فأبعده اللَّه، وأيّما رجل أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النّار» . حدثنا أبو خيثمة، حدثنا هشيم، فذكره. وقال مالك بن الحارث، ثم أخرجه عن علي بن الجعد عن شعبة، فقال: عن قتادة، عن زرارة، عن أبيّ بن مالك، فذكر حديث من أدرك والديه. ومن طريق حماد بن سلمة «2» عن علي بن زيد عن زرارة، فقال: عن مالك بن عمرو القشيري حديث من أعتق. واللَّه أعلم. 7683- مالك بن عمرو: من بني نصر. ذكر ابن إسحاق أنه شهد في الكتاب الّذي كتبه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لنصارى نجران هو وأبو سفيان، وغيلان بن عمرو، والأقرع بن حابس. 7684- مالك بن عمرو العدوي: حليف بني عدي بن كعب. أورده البغويّ، وقال: ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب. والأموي عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. 7685 - مالك بن عمير «3» الحنفي «4» : ذكره الحسن بن سفيان في مسندة في الوحدان، والبغوي في معجمه، وأخرجا من طريق الثوري عن إسماعيل بن سميع، عن مالك بن عمير، وكان قد أدرك الجاهلية، قال: جاء رجل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إني سمعت أبي [يقول لك قولا قبيحا فقتلته فلم يشقّ عليه ذلك، وجاء آخر، فقال: يا رسول اللَّه، إني سمعت أبي] «5» يقول لك قولا قبيحا فلم أقتله فلم يشقّ عليه. لفظ الحسن، وفي رواية البغوي   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 300. وأورده المنذري في الترغيب 3/ 347. والهيثمي في الزوائد 8/ 164، عن ابن مالك .... الحديث رواه أبو يعلى والسياق له وأحمد باختصار والطبراني وهو حسن الإسناد. (2) في أ: مسلمة. (3) الاستيعاب ت (2314) ، أسد الغابة ت (4628) ، التاريخ الكبير 7/ 304، تقريب التهذيب 2/ 226، تهذيب التهذيب 10/ 20، تهذيب الكمال 3/ 1300- خلاصة تذهيب 3/ 6- الجرح والتعديل 8/ 212، تجريد أسماء الصحابة 2/ 47. (4) في أ: الجعفي. (5) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 548 فسكت عنه، قال ابن مندة: لا يعرف له رؤية ولا صحبة. وقال أبو حاتم الرازيّ: [روى] «1» حديثا مرسلا. كذا قال. 7686- مالك بن عمير السلمي «2» : الشاعر. ذكره البغويّ وغيره في الصحابة، وأخرج هو والحسن بن سفيان والطبراني، من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن واصل بن يزيد بن واصل السلمي، ثم الناصري، حدثنا أبي وعمومتي عن جدّي مالك بن عمير، قال: شهدت مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الفتح وحنينا والطائف، فقلت: يا رسول اللَّه، إني امرؤ شاعر، فأفتني في الشعر. فقال: لأن يمتلئ ما بين لبّتك إلى عاتقك قيحا خير لك من أن تمتلئ شعرا. قلت: يا رسول اللَّه فامسح عني الخطيئة. قال: فمسح يده على رأسي، ثم أمرّها على كبدي، ثم على بطني حتى إني لأحتشم من مبلغ يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: فلقد كبر مالك حتى شاب رأسه ولحيته ثم لم يشب موضع يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من رأسه ولحيته. وفي رواية البغوي: فإن كان ولا بد لك منه فشبّب بامرأتك، وامدح راحلتك. قال: فما قلت بعد ذلك شعرا. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مختصرا. وأخرج الطّبرانيّ في «الأوسط» ، من طريق سعيد بن عبيد القطان، عن واصل بن يزيد به، ولكن لم يقل عن جدي، وإنما قال: عن مالك، وقال: لا يروى عن مالك إلا بهذا الإسناد. تفرد به سعيد، كذا قال، ورواية يعقوب ترد عليه وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال: له خبر مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فكأنه أشار إلى هذا الحديث، قال وهو القائل: ومن ينتزع ما ليس من سوس «3» نفسه ... فدعه ويغلبه على النّفس خيمها [الطويل] 7687- مالك بن عميرة «4» : أبو صفوان، وأبوه بفتح العين، وحكى فيه البغوي عميرا مصغّرا بلا هاء في آخره.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (4630) ، الاستيعاب ت (2315) ، الأعلام 5/ 564- تجريد أسماء الصحابة 2/ 47. (3) السّوس: الطّبع، والخلق، والسجية. يقال: الكرم من سوسه أي من طبعه- اللسان 3/ 2150. (4) أسد الغابة ت (4631) ، الاستيعاب ت (2316) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 549 حديثه يشبه حديث سويد بن قيس، فقيل إنهما واحد، اختلف في اسمه على سماك ابن حرب، وقيل هما اثنان. وقد تقدم بيان ذلك في سويد. وأخرجه البغوي من رواية أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن سماك: سمعت أبا صفوان مالك بن عمير. ومن طريق شبابة، عن شعبة قال مالك بن عمير به. وفيه اختلاف ثالث على سماك يأتي في مخرمة. 7688- مالك بن عميلة «1» : بن السباق بن عبد الدار. شهد بدرا، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، هكذا أورده أبو عمر ولم يزد، ولم أجده في المغازي لموسى بن عقبة في الترجمة التي قال فيها تسمية من شهد بدرا، ولفظه فيها: ومن بني عبد الدار بن قصي مصعب بن عمير، وسويبط بن حرملة. انتهى. فلو لم ينسبه إلى موسى لجوّزنا أن يكون غيره. ذكره ابن «2» الكلبي. ولما ذكر الزّبير بن بكّار أنساب بني عبد الدار ذكر مالكا هذا ولم يصفه بالإسلام فضلا عن شهوده بدرا ولا هو في مغازي ابن إسحاق ولا الواقدي، وقد طالعت غزوة بدر من مغازي موسى بن عقبة كلها، فما وجدت لمالك بن عميلة فيها ذكرا. 7689- مالك بن عوف: بن سعد بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، أبو علي النصري «3» . وواثلة في نسبه [ضبطت] «4» بالمثلثة عند أبي عمر، لكنها بالمثناة التحتانية عند ابن سعد. [قال ابن إسحاق بعد أن ذكر قصة مالك بن عوف بوفد حنين] «5» كان رئيس المشركين يوم حنين، ثم أسلم، وكان من المؤلفة، وصحب ثم شهد القادسية وفتح دمشق. وقال ابن إسحاق بعد أن ذكر قصة مالك بن عوف بوفد حنين، وحدثني أبو وفرة «6» ، قال: لما انهزم المشركون لحق مالك بن عوف بالطائف، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو أتاني مسلما لرددت عليه أهله وماله» ، فبلغه ذلك، فلحق به، وقد خرج من الجعرانة فأسلم، فأعطاه «7» أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل كالمؤلفة، فقال مالك بن   (1) أسد الغابة ت (4632) ، الاستيعاب ت (2317) . (2) في أ: قبل. (3) أسد الغابة ت (4634) ، الاستيعاب ت (2318) . (4) سقط في أ. (5) سقط في أ. (6) في أ: أبو وحرة. (7) فأعاد: في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 550 عوف يخاطب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من قصيدة: ما إن رأيت ولا سمعت بواحد ... في النّاس كلّهم كمثل محمّد أوفى فأعطى للجزيل لمجتدي ... ومتى تشأ يخبرك عمّا في غد «1» وإذا الكتيبة عرّدت أنيابها ... بالسّمهريّ وضرب كلّ مهنّد فكأنّه ليث على أشباله ... وسط الهباءة خادر في مرصد [الكامل] قال: واستعمله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على من أسلم من قومه، ومن تلك القبائل من ثمالة وسلمة وفهم، فكان يقاتل ثقيفا، فلا يخرج لهم سرح «2» إلا أغار عليه حتى يصيبه. وقال موسى بن عقبة في المغازي: زعموا أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أرسل إلى مالك بن عوف وكان قد فرّ إلى حصن الطائف، فقال: إن جئتني مسلما رددت إليك أهلك ولك عندي مائة ناقة. وأورد قصّته الواقديّ في المغازي مطوّلا، وأبو الأسود عن عروة في مغازي بن عائذ باختصار، وفي الجليس والأنيس للمعافي من طريق الحرمازي، عن أبي عبيدة: وفد مالك بن عوف، فكان رئيس هوازن بعد إسلامه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأنشده شعرا، فذكر نحو ما تقدم، وزاد، فقال له خيرا وكساه حلة. وقال دعبل: لمالك بن عوف أشعار جياد وقال أبو الحسين الرازيّ: إن الدار المعروفة بدار بني نصر بدمشق كانت كنيسة للنصارى نزلها مالك بن عوف أول ما فتحت دمشق فعرفت به. وحكي أنه يقال فيه مالك بن عبد اللَّه بن عوف، والأول هو المشهور. 7690- مالك بن عوف: بن مالك الأشجعي. تقدمت الإشارة إليه في ترجمة سالم بن عوف، وأورده أبو موسى. 7691- مالك بن عوف الجشمي: أخرجه البغويّ من طريق أبي أحمد الزبيري» ، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن   (1) ينظر البيتان الأولان في أسد الغابة ترجمة رقم (4634) . (2) السّرح: المال السّائم، قال الليث: السرح: المال يسأم في المرعى من الأنعام. اللسان 3/ 1984. (3) في أ: الترندي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 551 أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن عوف. فذكر حديثا. والمعروف في والد أبي الأحوص أنه مالك بن نضلة. وسيأتي على الصواب، وقد أخرج البغوي أيضا، من طريق أبي الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه: مالك بن نضلة. 7692 - مالك بن أبي «1» العيزار «2» : له ذكر في حديث عائذ بن سعيد الجسري، هكذا أورده ابن مندة، ولم يقع ذكره في ترجمة عائذ بن سعيد عنده، نعم هو مذكور عند إبراهيم الحربي في غريب الحديث، لكن قال مالك بن أبي عيزارة بسند فيه من لا يعرف، عن أم البنين بنت شراحيل، عن عائذ بن سعيد الجسري، قال: وفدنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فلقينا الضحاك بن سفيان، وابن ذي اللحية الكلابي، لم يؤذن لهما، فقال: يا مالك بن أبي عيزارة- وهو أحد الوفد- إن جسرا قد أتى بها، فإذا دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقل كذا وقل كذا. فقال: أنا إلى الإذن «3» أحوج مني إلى التلقين، ثم نادى مالك: ائذن لوفد جسر «4» يا رسول اللَّه، فأذن لنا، فلما دخلنا وجدنا عنده علقمة بن علاثة، وكان المجلس متضايقا، فقال علقمة: ألا أرفدك يا ابن أبي عيزارة! قال مالك: أنا إلى المجلس أحوج مني إلى رفدك، فقام علقمة وفرش يديه: ها هنا اجلس بأبي حتى تفرغ من كلامك. فقال مالك: يا رسول اللَّه، عليك بذي محسّر دهرا وبهوان شهرا إلى ذلك ما قد قضوا أمرا، وبلغت عذرا. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «القضاء قضاء ابن أبي عيزارة، إنّ جسرا طلقاء اللَّه أسلموا وحضرموا» . قال: والحضرمة شقّ آذان الإبل حتى إذا غارت عليهم خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عرفت ولم تهج «5» قال إبراهيم: هذا أصل في كفالة النفس. 7693- مالك بن قدامة «6» : بن عرفجة بن كعب بن النّحاط بن كعب بن جابر بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن أوس الأنصاري الأوسي. ذكره موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق وغيرهما فيمن شهد بدرا، وقيل: بل هو ابن قدامة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط، وباقي النسب سواء والأول أثبت، وبه جزم ابن الكلبي.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (4635) . (3) في أ: الأدب. (4) في أ: جبر. (5) في أ: كرهه هيج. (6) في أ: حارثة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 552 7694- مالك بن قهطم التميمي: والد أبي العشراء. «1» حديثه مشهور، وستأتي ترجمته في المبهمات، فإنّ أبا العشراء مختلف في اسمه وفي اسم أبيه، والأشهر أسامة بن مالك بن قهطم، جزم بذلك أحمد بن حنبل، ثم قال: وقيل عطارد بن برز. 7695- مالك بن قيس: بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن الخزرج أبو خيثمة الأنصاري «2» ، مشهور بكنيته. وهو الّذي ذكر في حديث كعب بن مالك الطويل أنه [الّذي] «3» تخلّف في غزوة تبوك ثم لحق بهم، فرأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شخصه، فقال: كن أبا خيثمة، واختلف في اسمه، وسيذكر في الكنى. 7696- مالك بن قيس: بن نجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي «4» . وفد هو وابنه عمرو بن مالك على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلما. وقد تقدم بيان ذلك في عمرو بن مالك. 7697- مالك بن قيس الأنصاري «5» : أبو صرمة المازني. مختلف في اسمه، وهو مشهور بكنيته، وسيأتي في الكنى، سماه ابن أبي خيثمة عن أحمد وابن أبي معين مالك بن قيس. 7698- مالك بن مالك الجنّي «6» : له ذكر في حديث أخرجه الطبراني من رواية محمد بن خليفة الأسدي، عن محمد بن أبي حيّ، عن أبيه قال: قال عمر يوما لابن عباس: حدثني بحديث تعجبني به. فقال: حدثني خريم بن فاتك الأسدي، قال: خرجت في بغاء إبل لي، فأصبتها بالأبرق حدثان خروج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي كما كانوا يقولون في الجاهلية، فإذا هاتف يهتف بي يقول:   (1) أسد الغابة ت (4636) ، الاستيعاب ت (2319) . (2) أسد الغابة ت (4640) . (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (4639) ، الاستيعاب ت (2322) . (5) أسد الغابة ت (4641) ، الاستيعاب ت (2323) ، الثقات 3/ 378، التاريخ الصغير 1/ 131، التاريخ الكبير 7/ 300، الجرح والتعديل 8/ 214، تجريد أسماء الصحابة 5/ 48. (6) أسد الغابة ت (4643) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 553 ويحك عذ باللَّه ذي الجلال ... منزّل الحرام والحلال [الرجز] الأبيات. فقلت: يا أيّها الدّاعي فما تحيل «1» ... أرشد عندك أم تضليل [الرجز] فقال: هذا رسول اللَّه ذو الخيرات ... جاء بياسين وحاميمات محرّمات ومحلّلات ... يأمر بالصّوم وبالصّلاة «2» [الرجز] فقلت: من أنت يرحمك اللَّه؟ فقال: أنا مالك بن مالك، بعثني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على جنّ أهل نجد، فذكر قصة إسلام خريم بن فاتك. وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في «تاريخه» ، وأبو القاسم بن بشران. من طريقه، ثم من رواية «3» ابن خليفة الأسدي، عن رجل من «أذرعات» سماه فذكره [وذكره أبو سعد في «شرف المصطفى» من طريق أخرى مرسلة عن خريم بن فاتك] «4» . 7699- مالك بن مخلد «5» : له ذكر في كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن، قاله جعفر المستغفريّ واستدركه أبو موسى. 7700- مالك بن مرارة «6» : ويقال ابن مرة، ويقال ابن مزرد، الرّهاوي. قال ابن الكلبيّ: منسوب إلى رهاء بن منبه بن حرب بن علة بن جلد «7» بن مالك، من   (1) في أ: ما. (2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ت (4643) . (3) في أ: أبو. (4) سقط في ط. (5) أسد الغابة ت (4644) . (6) أسد الغابة ت (4645) ، الاستيعاب ت (2324) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الجرح والتعديل 8/ 215- الطبقات الكبرى 5/ 53، 6/ 29، طبقات فقهاء اليمن 14/ 28، المصباح المضيء 1/ 3235، 324، تجريد أسماء الصحابة 2/ 48، بقي بن مخلد 927. (7) في أ: خالد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 554 بني سهم «1» بن عبد اللَّه. قال البغويّ: مالك بن مرارة الرهاوي. سكن الشام، وضبطه عبد الغني وابن ماكولا بفتح الراء، وقالا: هم قبيلة من مذحج. وقال الرّشاطيّ «2» : ذكره ابن دريد في كتاب «الاشتقاق» الرهاوي: بضم الراء كالمنسوب للبلد، وقال ابن عبد البرّ: قال بعضهم فيه الرّهاوي، ولا يصح. وأخرج الطّبراني من طريق خالد «3» بن سعيد «4» ، عن أبيه، عن جده عمير، قال: جاءنا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: من محمد رسول اللَّه إلى عمير «5» ذي مرّان، ومن أسلم من همدان سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم اللَّه الّذي لا إله إلا هو. أما بعد فإنه بلغنا إسلامكم مقدمنا من الروم ... فذكر بقية الكتاب. وفيه: وإن مالك بن مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب، وأدّى الأمانة، وبلغ الرسالة، فآمرك به خيرا. وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة، والبغوي من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عطاء بن أبي ميسرة، حدثني ثقة عن مالك بن مرارة الرهاوي- بطن من اليمن- أنه قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنة مثقال حبّة من خردل من كبر، ولا يدخل النّار مثقال حبّة من خردل من إيمان «6» . فقلت: يا رسول اللَّه، إني لأحبّ أن ينقى ثوبي، ويطيب طعامي، وتحسن زوجتي، ويجمل مركبي، أفمن الكبر ذاك؟ قال: «ليس ذاك بالكبر، إنّي أعوذ باللَّه من البؤس والتّباؤس، الكبر من بطر الحقّ، وغمص «7» النّاس» . زاد البغوي في روايته: قال: فعنه بمعنى يزدريهم. وأخرج ابن مندة بعضه من طريق عتبة، عن عطاء، عن مالك بن مرارة لم يذكر بينهما أحدا. وقال ابن عبد البرّ: مالك بن مرارة مذكور في الحديث الّذي رواه حميد بن عبد الرحمن في الكبر عن ابن مسعود. قلت: وأشار بذلك إلى ما أخرجه البغوي من طريق ابن عون، عن عمير «8» بن سعيد،   (1) في أ: سهيم. (2) في أ: المرشاطي. (3) في أ: مخالد. (4) في أ: سعد. (5) في أ: عمر. (6) أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 116. وابن عدي في الكامل 3/ 942. (7) في أ: وغمط. (8) في أ: عمرو. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 555 عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: فأتيته- يعني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وعنده مالك الرهاوي، فأدركت من آخر حديثهم، وهو يقول: يا أيها الرسول، إني امرؤ قسم لي من الجمال ما قد ترى، فما أحبّ أنّ أحدا فضّلني بشراكين فما فوقهما، أفمن البغي هو؟ قال: «لا، ولكنّ البغي من سفه الحقّ وغمص النّاس» . أخرجه أبو يعلى. وقال ابن مندة: أنبأنا أبو يزن إبراهيم بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز «1» بن عنبر بن عبد العزيز بن السفر، عن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن: قال: وكتبته من كتاب أدم منه، ذكر أنه كتاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: حدثنا عمي أبو رخي أحمد بن حسن، حدثنا عمي أحمد «2» بن عبد العزيز، سمعت أبي وعمي يحدّثان عن أبيهما، عن جدهما عفير بن زرعة «3» هذا الكتاب فذكره وفيه: فإذا جاءكم رسلي فآمركم بهم خيرا: معاذ بن جبل، وعبد اللَّه بن زيد، ومالك بن عبدة، وعقبة بن مر، ومالك بن مزرد، وأصحابهم. وفيه: وإن مالك بن مزرد الرّهاوي قد حدّثني أنك قد أسلمت من أول حمير، وأنك قاتلت المشركين، فأبشر بخير، وآمرك بحمير خيرا فلا تحزنوا ولا تجادلوا، وإن مالكا قد بلّغ الخبر، وحفظ الغيب، فآمرك به خيرا. وسلام عليكم. وأخرج البغويّ من طريق مجالد بن سعيد، قال: لما انصرف مالك بن مرارة الرهاوي إلى قومه كتب معهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: أوصيكم به خيرا، فإنه منظور إليه. قال: فجمعت له همدان ثلاث عشرة [ناقة] «4» وستة وسبعين بعيرا. 7701- مالك بن مرارة: من بني النّباش بن زرارة التميمي، والد هند بن أبي هالة. كذا رأيته في نسخة قديمة من معجم البغوي، ونسبه إلى الزبير عن المؤمل، والّذي ذكره الزبير أنّ اسم أبي هالة مالك بن زرارة بن النباش، وقد تقدمت الإشارة إليه. 7702- مالك بن موضحة الأنصاري:   (1) في أ: عفير. (2) في أ: محمد. (3) في أ: بن زرعة عن أبيه زرعة بن سيف قال كتب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. (4) في أ: سقط. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 556 قال ابن حبّان: له صحبة. قلت: ويقال إنه مالك بن الدّخشم نسب» إلى جده. 7703- مالك بن مزرد «2» : في الّذي قبله. 7704- مالك بن مسعود بن البدن «3» بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي ابن عم أبي أسيد. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدرا. 7705- مالك بن مشوف: بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الواو بعدها فاء، ابن أسد بن عبد مناة بن عائذ اللَّه بن سعد المذحجي «4» . قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقد رأس [مذحج، وفيه] «5» : ومن قبل عبد اللَّه «6» جاءت ولادة مذحج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7706- مالك بن مهلهل بن أثار: ويقال دثار الجني، أحد من أسلم من الجن. له ذكر في حديث غريب أخرجه الخرائطي في هواتف الجانّ، من طريق سعيد بن جبير- أنّ رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير كان أهدى الناس لطريق، وأسراهم بليل، وأهجمهم على هول، فكانت العرب تسميه لذلك دعموص الرمل، فذكر عن بدء إسلامه، قال: بينا أنا أسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم، فنزلت عن راحلتي وأنختها وتوسّدت ذراعي، وقلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن أن أوذى أو أهاج ... فذكر قصة طويلة فيها أنّ أحد الجنّ أراد أن ينحر ناقته فخاطبه آخر يقول: يا مالك بن مهلهل بن أثار ... مهلا فدى لك مئزري وإزاري عن ناقة الإنسيّ لا تعرض لها ... واختر بها ما شئت من أثواري [الكامل]   (1) في أ: نسبه. (2) أسد الغابة ت (4647) . (3) الاستيعاب ت (3226) ، أسد الغابة ت (4648) ، الثقات 3/ 379، الاستبصار 106، أصحاب بدر 192، تجريد أسماء الصحابة 2/ 49. (4) أسد الغابة ت (4649) . (5) سقط في أ. (6) في أ: عابد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 557 وفي القصة أنه قال له: إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل: «أعوذ بربّ محمّد، ولا تعذ بأحد من الجنّ، فقد بطل أمرها» . قال: فقلت: ومن محمد؟ قال: نبي يثرب. قال: فركبت ناقتي حتى دخلت المدينة، فحدثني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بحديثي قبل أن أذكر له شيئا منه. قال سعيد: فكنا نرى أنه هو الّذي نزل فيه: وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ ... [الجن: 6] الآية. 7707- مالك بن نضلة الأسلمي: يقال هو اسم أبي برزة، والمشهور نضلة بن مالك، وسيأتي. 7708- مالك بن نضلة الجشمي «1» : والد أبي الأحوص عوف. أخرج حديثه البخاري في خلق أفعال العباد وأصحاب السنن من طريق أبي الزّهراء «2» ، عن أبي الأحوص، عن أبيه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- رفعه: «الأيدي ثلاثة» . وسنده صحيح. وله حديث آخر من رواية أبي إسحاق عنه. قال البغويّ: سكن الكوفة، وروى حديثين. 7709- مالك بن نضيلة: بالتصغير، حليف بني عمرو بن عوف من مزينة. ذكره البغويّ من رواية الأموي عن ابن إسحاق. 7710- مالك بن نمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان الهمدانيّ ثم الأرحبي «3» ، أبو ثور- قال أبو عمر: يقال فيه اليامي، ويقال الخارفي، وهو الوافد ذو المشعار ذكر حديثه أهل الغريب بطوله ورواية أهل الحديث مختصرة، وهي من طريق أبي إسحاق الهمدانيّ. قلت: هي في «السيرة النبويّة» اختصار ابن هشام، قال في زيادة له: قدم وفد همدان فيما حدثني من أثق به، عن عمرو بن عبد اللَّه بن أذينة، عن أبي إسحاق السّبيعي «4» ، قال قدم وفد همدان على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم منهم مالك بن نمط، أبو ثور، وهو ذو المشعار، ومالك بن أيفع السلماني، وعميرة بن مالك الخارفي، فلقوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله   (1) أسد الغابة ت (4650) ، الاستيعاب ت (2327) ، الثقات 3/ 376، تهذيب التهذيب 10/ 23- تهذيب الكمال 3/ 1300- تقريب التهذيب 2/ 226- خلاصة تذهيب 3/ 7- الكاشف 3/ 116- الجرح والتعديل 8/ 216- الطبقات 55، 131- تجريد أسماء الصحابة 2/ 49. (2) في أ: الزعراء. (3) أسد الغابة ت (4651) ، الاستيعاب ت (2328) . (4) في أ: الشيعي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 558 وسلم مرجعه من تبوك، وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية على الرواحل المهرية، ومالك بن نمط يرتجز بين يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: إليك جاوزن سواد الرّيف ... في هبوات الصّيف والخريف مخطّمات بخطام الليف «1» [الرجز] قال: وذكروا له كلاما كثيرا فصيحا حسنا. فكتب لهم كتابا وأقطعهم فيه ما سألوه، وأمّر عليهم مالك بن نمط، واستعمله على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف، فكان لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه، قال: وكان مالك بن نمط شاعرا محسنا، وهو القائل: ذكرت رسول اللَّه في فحمة الدّجى ... ونحن «2» بأعلى رحرحان «3» وصلدد «4» حلفت بربّ الرّاقصات إلى منى ... صوادر بالرّكبان من هضب قردد بأنّ رسول اللَّه فينا مصدّق ... رسول أتى من عند ذي العرش مهتد وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أشدّ على أعدائه من محمّد وأعطى إذا ما طالب العرف «5» جاءه ... وأمضى بحدّ المشرفيّ المهنّد «6» [الطويل] قلت: وسيأتي في ترجمة نمط بن قيس بن مالك أنه الوافد. وقيل أبوه قيس بن مالك، والّذي يجمع الأقوال أنهم وفدوا جميعا، فقد ذكر الحسن بن يعقوب الهمدانيّ في كتاب نسب «7» همدان في هذه قصة أنهم كانوا مائة وعشرين نفسا، ذكره الرّشاطي «8» عنه.   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (4651) والاستيعاب ت (2328) . (2) في أ: بأعلى. (3) رحرحان: بفتح أوله وسكون ثانيه وتكرير الراء والحاء المهملة وآخره نون جبل قريب من عكاظ خلف عرفات وقيل لغطفان كان فيه يومان للعرب أشهرهما الثاني لبني عامر بن صعصعة على بني تميم. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 609. (4) صلدد: من نواحي اليمن في بلاد همدان، قال: ذكرت رسول اللَّه في فحمة الدّجى ... ونحن بأعلى رحرحان وصلدد انظر: مراصد الاطلاع 2/ 849. (5) في أ: العرب. (6) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2328) ، أسد الغابة ترجمة رقم (4651) . (7) سقط في أ. (8) في أ: المرشاطي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 559 7711- مالك بن نميلة الأنصاري «1» : قال ابن حبّان: له صحبة، ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وفي رواية إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق أيضا أنه استشهد بأحد. وكذا ذكره ابن هشام من زيادته على البكائي. 7712- مالك بن نويرة: بن جمرة بن شدّاد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي «2» اليربوعي يكنى أبا حنظلة، ويلقب الجفول. قال المرزبانيّ: كان شاعرا شريفا فارسا معدودا في فرسان بني يربوع في الجاهلية وأشرافهم، وكان من أرداف الملوك، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم استعمله على صدقات قومه، فلما بلغته وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أمسك الصدقة وفرّقها في قومه، وقال في ذلك: فقلت خذوا أموالكم غير خائف ... ولا ناظر فيما يجيء من الغد فإن قام بالدّين المحوّق قائم ... أطعنا وقلنا الدّين دين محمّد [الطويل] [ذكر ذلك ابن سعد، عن الواقدي، بسند له منقطع] «3» فقتله ضرار بن الأزور الأسدي صبرا بأمر خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الردة، ثم خلفه خالد على زوجته، فقدم أخوه متمم بن نويرة على أبي بكر فأنشده مرثية أخيه، وناشده في دمه وفي سبيهم «4» ، فردّ أبو بكر السبي «5» . وذكر الزّبير بن بكّار أن أبا بكر أمر خالدا أن يفارق امرأة مالك المذكورة، وأغلظ عمر لخالد في أمر مالك وأما أبو بكر فعذره. وقد ذكر قصته مطوّلة سيف بن عمر في كتاب «الردة والفتوح» ، ومن طريقه الطبري، وفيها: إن خالد بن الوليد لما أتى البطاح بثّ السرايا فأتي بمالك ونفر من قومه، فاختلفت السرية، فكان أبو قتادة ممن شهد أنهم أذّنوا وأقاموا الصلاة وصلّوا، فحبسهم خالد في ليلة باردة، ثم أمر مناديا فنادى: أدفئوا أسراكم، وهي في لغة كناية عن القتل فقتلوهم، وتزوّج   (1) أسد الغابة ت (4653) ، الاستيعاب ت (2329) . (2) أسد الغابة ت (4654) ، الاستيعاب ت (2331) . (3) في أ: سقط. (4) في أ: سيفهم. (5) في أ: ذكر ذلك ابن سعد عن الواقدي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 560 خالد بعد ذلك امرأة مالك، فقال عمر لأبي بكر: إنّ في سيف خالد خالد رهقا «1» ، فقال أبو بكر: تأوّل فأخطأ، ولا أشيم «2» سيفا سلّه اللَّه على المشركين، وودى مالكا، وكان خالد يقول «3» : إنما أمر بقتل مالك، لأنه كان إذا ذكر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ما إخال صاحبكم إلّا قال كذا وكذا» . فقال له: أو ما تعده لك صاحبا. وقال الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» : حدثني محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب- أنّ مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس، فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب أثفية «4» لقدر فنضج ما فيها قبل أن يخلص الناس إلى شئون رأسه. ورثاه متمم أخوه بأشعار كثيرة. واسم امرأة مالك أم تميم بنت المنهال. وروى ثابت بن قاسم في الدلائل أن خالدا رأى امرأة مالك، وكانت فائقة في الجمال، فقال مالك بعد ذلك لامرأته: قتلتني- يعني سأقتل من أجلك، وهذا قاله ظنا، فوافق أنه قتل، ولم يكن قتله من أجل المرأة كما ظن. قال المرزبانيّ: ولمالك شعر جيد كثير منه يرثي عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي: فخرت بنو أسد عقيل واحد ... صدقت بنو أسد عتيبة أفضل بجحوا بمقتله ولا توفى به ... مثنى سراتهم الّذين يقتّلوا [الكامل] 7713- مالك بن هبيرة «5» : بن خالد بن مسلم بن الحارث بن المخصف بن مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة «6» بن السكون السكونيّ، ويقال الكندي، أبو سعيد.   (1) أي عجلة. النهاية 2/ 283. (2) أي لا أغمده، والشيم من الأضداد يكون سلا وإغمادا. النهاية 2/ 521. (3) في أ: يقول إنه. (4) في أ: أبنية. (5) تاريخ الإسلام 2/ 225، الاستيعاب ت (2330) ، طبقات ابن سعد 7/ 420، أسد الغابة ت (4655) ، التاريخ الكبير 7/ 302، تاريخ خليفة 208، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 833، تهذيب التهذيب، طبقات خليفة 72، 10/ 24، تهذيب الكمال 3/ 1300- تاريخ أبي زرعة 1/ 233، تقريب التهذيب 2/ 207- خلاصة تذهيب 3/ 7، تاريخ الطبري 5/ 227، الكاشف 3/ 116- الأعلام 5/ 267- الكامل في التاريخ 3/ 453، تلقيح فهوم أهل الأثر 373- الجرح والتعديل 8/ 217- المعجم الكبير 19/ 299، الطبقات 72- 212- تجريد أسماء الصحابة، الأخبار الطوال 224، 2/ 49، بقي بن مخلد 322، جمهرة أنساب العرب 430، مشاهير علماء الأمصار 53، تحفة الأشراف 8/ 348، خلاصة التذهيب 368. (6) في أ: عطية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 561 قال البخاريّ: له صحبة وقال البغويّ: سكن مصر، وحديثه في «سنن أبي داود» ، «وابن ماجة» ، «وجامع الترمذي» ، و «مستدرك الحاكم» ، فأخرجوا من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن مالك بن هبيرة، وكانت له صحبة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما من مسلم يموت فيصلّي عليه ثلاثة صفوف من المسلمين إلّا وجبت له الجنّة» . قال: وكان مالك بن هبيرة إذا استقبل أهل الجنازة جزأهم ثلاثة صفوف. حسّنه الترمذي، وصححه الحاكم. وقد اختلف على ابن إسحاق فيه، أدخل بعضهم عنه بين أبي الخير وبين مالك بن هبيرة الحارث بن مالك، كذا وقع في المعرفة لابن مندة. وذكره التّرمذيّ، وقال: تفرّد به إبراهيم بن سعد، ورواية الجماعة أصح عندنا. وقال ابن يونس: ولي حمص لمعاوية، وروى عنه من أهلها جماعة وذكره محمد بن الربيع الجيزي فيمن شهد فتح مصر من الصحابة، وعبد الصمد بن سعيد في الصحابة الذين نزلوا حمص، ونقل عن محمد بن عوف: ما أعلم له صحبة، ولعله أراد صحبة مخصوصة. وإلّا فقد صرح بها في حديثه، وهو في تجزئة الصفوف في الصلاة على الجنازة. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ: مات في زمن مروان بن الحكم. 7714- مالك بن هدم بن أبيّ بن الحارث بن بدّاء التجيبي، أبو عمرو «1» . ذكره ابن يونس: فقال: شهد فتح مصر. وروى عن عمر بن الخطاب. وأخرج يعقوب بن سفيان في «تاريخه» حديثا يقتضي أنّ له صحبة، فإنه أخرج من طريق ربيعة بن لقيط، عن مالك هدم «2» ، قال: غزونا وعلينا عمرو بن العاص، وفينا عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، فأصابتنا مخمصة شديدة، فانطلقت ألتمس المعيشة فألفيت قوما يريدون أن ينحروا جزورا لهم. قلت: وهذا في غزوة ذات السلاسل في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أمّره على الجيش واستمده فأمده بأبي عبيدة. 7715- مالك بن الوليد «3» : ذكره عبدان بن محمّد المروزيّ في الصحابة، وأبو موسى في الذيل، وذكر من طريق خالد بن حميد، عن مالك بن الخير- أن مالك بن الوليد، قال: أوصاني رسول اللَّه صلّى اللَّه   (1) أسد الغابة ت (4656) . (2) في أ: مالك بن هدم. (3) أسد الغابة ت (4657) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 49. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 562 عليه وآله وسلم ألّا أخطوا إلى الإمارة خطوة، ولا أصيب من معاهد إبرة فما فوقها، ولا أبغي على إمام سوء. وهو من رواية أنس بن أبي أنيسة، عن بقية، عن خالد المذكور، وفيه من لا يعرف حاله. 7716- مالك بن وهب الخزاعي» : ذكره أبو نعيم في الصحابة، واستدركه أبو موسى، وابن فتحون، وحديثه عند البزار في مسندة من طريق عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي، عن أبيه عن جده- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعث سليطا وسفيان بن عوف طليعة يوم الأحزاب فقتلا، فدفنهما النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في قبر واحد، فهما الشهيدان القريبان. قال البزار: لا نعلم روى مالك بن وهب إلا هذا الحديث. قلت: وفي سنده من لا يعرف. 7717- مالك بن يخامر «2» : بتحتانية مثناة، وقد تبدل همزة، بعدها خاء معجمة خفيفة وكسر الميم بعدها مهملة، السّكسكي الألهاني الحمصي. قال ابن عساكر: يقال له صحبة. وقال أبو نعيم: ذكر في الصحابة ولا يثبت. وأرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حديث: «الدّين شين الدّين» . وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة العليا التي تلي الصحابة، وصحب معاذ بن جبل، وروى عنه، وعن عبد الرحمن بن عوف، وعبد اللَّه السعدي، وعمرو بن عوف، وعبد اللَّه بن عمرو، وغيرهم. روى عنه معاوية بحضرته. وحديثه عنه، عن معاذ في صحيح البخاري: وروى عنه أيضا ابناه: عبد اللَّه، وعبد الرحمن: وعمير بن هانئ، وجبير بن نفير، وشريح بن عبيد، ومكحول، وآخرون. وقال ابن سعد: كان ثقة. وقال العجليّ: شامي تابعي ثقة. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.   (1) أسد الغابة ت (4658) ، العقد الثمين 7/ 116، تجريد أسماء الصحابة 2/ 49. (2) أسد الغابة ت (4660) ، طبقات ابن سعد 7/ 441، تاريخ أبي زرعة 1/ 499، تاريخ الثقات 419، الثقات لابن حبان 5/ 383، مشاهير علماء الأمصار 119، أنساب الأشراف 1/ 4، المعرفة والتاريخ 2/ 297، الكاشف 3/ 103، جامع التحصيل 335، تهذيب التهذيب 10/ 24، تقريب التهذيب 2/ 227، خلاصة تذهيب التهذيب 398، تهذيب الكمال 1301، تاريخ الإسلام 2/ 225. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 563 وقال الهيثم: مات سنة اثنتين وسبعين وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبعين. 7718- مالك بن يسار: السكونيّ ثم العوفيّ «1» . أخرج حديثه أبو داود، والبغوي، وابن أبي عاصم، وابن السكن، والمعمري في اليوم والليلة، وابن قانع من طريق ضمضم عن شريح بن عبيد، عن أبي ظبية، عن أبي بحرية عنه- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «إذا سألتم اللَّه فاسألوه ببطون أكفّكم ولا تسألوه بظهورها» «2» . قال سليمان بن عبد الحميد شيخ أبي داود: لمالك بن يسار عندنا صحبة. وفي نسخة من السنن: ما لمالك عندنا صحبة بزيادة ما النافية، وقال البغويّ: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، ولا أدري «3» له صحبة أو لا ووقع عند ابن السّكن وحده مالك بن سنان السكسكي والأول أولى. وقد وقع في طبقات الحمصيين لعبد الصمد بن سعيد مالك بن سنان السكونيّ ثم العوفيّ بطن من السكون. روى عنه مالك بن عامر، وأظنه غير هذا. 7719- مالك بن أبي «4» أمية الأزدي، والد جنادة- يأتي في الكنى. 7720- مالك أبو السمح «5» : يأتي في الكنى. 7721- مالك الأسلمي: والد ماعز [ ... ] . 7722- مالك القشيري: أفرده البغوي عن مالك بن عمرو وأخرج من طريق سلمة «6» بن علقمة، عن داود بن أبي داود بن أبي هند، عن أبي قزعة، عن مالك القشيري، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه   (1) الاستيعاب ت (2332) ، أسد الغابة ت (4661) ، التاريخ الكبير 7/ 308، تهذيب الكمال 3/ 1301، تقريب التهذيب 2/ 227، خلاصة تذهيب 3/ 7، الكاشف 3/ 117، الجرح والتعديل 8/ 217، أسماء الصحابة 2/ 50. (2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 468، كتاب الصلاة باب الدعاء حديث رقم 1486 قال أبو داود روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف أيضا. والحاكم في المستدرك 1/ 536، والتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3232، 3254، وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 138، والبغوي في شرح السنة 1/ 581، الطبري في التفسير 16/ 30، وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3346. (3) في أ: أدرك. (4) في أ: أبو. (5) أسد الغابة ت (4600) . (6) في ب: مسلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 564 عليه وآله وسلم: «ما من رجل يأتيه ذو رحمة فيسأله من فضل جعله اللَّه عنده فيبخل عليه إلّا خرج له يوم القيامة شجاع أقرع» . ثم قال: لا أعلم له صحبة أو لا؟ فلم يروه عن داود إلا سلمة، وهو بصري صالح الحديث. 7723- مالك المريّ «1» : والد أبي غطفان. قال ابن مندة: ذكره البخاري في الصحابة. وقال غيره: اسم والد أبي غطفان طريف، وقد روى أبو غطفان عن أبيه. 7724- مالك الهلالي «2» : والد عبد اللَّه. ذكره الحارث بن أبي أسامة في مسندة من طريق عمر بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه ابن مالك الهلالي، عن أبيه، قال قائل: يا رسول اللَّه، ما أصحاب الأعراف؟ قال: «قوم خرجوا إلى الجهاد بغير إذن آبائهم فقتلوا فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنّة» «3» . وفي مسند الواقدي وهو واه: وقد رواه ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يحيى بن سهل- أن رجلا من بني هلال أخبره أنه سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن أصحاب الأعراف، فذكر نحوه. 7725- مامر الجني «4» : ذكره ابن دريد في جملة الجن الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 7726- ماناهيه الفارسيّ: يأتي فيمن اسمه محمد. الميم بعدها الباء 7727- مبارك: مولى ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري تقدم ذكره في ترجمة رفيقه سعد. 7728 - مبرّح «5» بن شهاب: بن الحارث بن ربيعة بن سحيت بن شرحبيل اليافعي «6» .   (1) أسد الغابة ت (4646) . (2) أسد الغابة ت (4615) ، الاستيعاب ت (2333) . (3) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3625. عن مالك الهلالي. قال البوصيري رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف. وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 8/ 565. (4) في أ: ماهر. (5) أسد الغابة ت (4662) . (6) في أ: التابعي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 565 ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وقال: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في أربعة نفر، ثم شهد فتح مصر، وهو معروف في أهل مصر، وليست له رواية نعلمها، وخطّته بالجيزة، وأخوه برح بن شهاب فتح مصر أيضا، وليست له صحبة، وهما معروفان. 7729- المبرق: الشاعر بضم الميم وسكون الموحدة وكسر الراء بعدها قاف، قيل اسمه ربيعة بن ليث. وقيل عبد اللَّه بن الحارث. وقد تقدم في الأسماء. 7730- مبشر بن أبيرق «1» : تقدم ذكره في حديث قتادة بن النعمان المذكور في ترجمة رفاعة بن زيد. 7731- مبشر بن البراء «2» : بن معرور الأنصاري. قال ابن الكلبيّ: شهد بيعة الرضوان. 7732- مبشر بن عبد المنذر «3» : بن زنبر، بزاي ونون وموحدة وزن جعفر، بن زيد بن أمية الأنصاري، أخو أبي لبابة. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، واستشهد بها، وكذلك قال ابن حبّان: إنه أخو أبي لبابة. وقيل: إن أبا لبابة اسمه مبشر. الميم بعدها التاء 7733- متمم بن نويرة التميمي «4» : تقدم نسبه في ترجمة أخيه مالك، ذكره الطبري، وقال: أسلم هو وأخوه مالك، وبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مالكا على صدقات بني تميم، وكان قد أسلم هو وأخوه متمم. ومتمم صاحب المراثي الحسان في أخيه، وهو صاحب البيت السائر: فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا ... لطول افتراق لم نبت ليلة معا «5» [الطويل]   (1) أسد الغابة ت (4663) . (2) أسد الغابة ت (4664) ، الاستبصار 278، الطبقات الكبرى 2/ 18، شذرات الذهب 1/ 9، تجريد أسماء الصحابة 2/ 50. (3) أسد الغابة ت (4665) ، الثقات 3/ 380، الاستبصار 278، الطبقات الكبرى 2/ 18، 3/ 90، 240، 245، 250، 388، 4/ 102- شذرات الذهب 1/ 9- تجريد أسماء الصحابة 2/ 50. (4) أسد الغابة ت (4666) ، الاستيعاب ت (2541) . (5) ينظر البيت في ديوانه ص 117، وشرح التصريح 2/ 48، وشرح شواهد المغني 2/ 567، والشعر والشعراء 1/ 345، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص 74، 75، وشرح الأشموني 2/ 320، المحتسب 1/ 151، ومغني اللبيب 1/ 334، وأسد الغابة ترجمة رقم (4666) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 566 وقبله: وكنّا كندماني جذيمة حقبة ... من الدّهر حتّى قيل لن يتصدّعا [الطويل] وتمثّلت بهما عائشة رضي اللَّه عنها لما وقفت على قبر أخيها عبد الرحمن، وقال: قيل لمتمم: ما بلغ من حزنك على أخيك؟ فقال: أصبت بعيني فما قطرت منها قطرة عشرين سنة، فلما قتل أخي استهلت. وقال المرزبانيّ: كنية متمم أبو نهشل ويقال: أبو رهم «1» ، ويقال أبو إبراهيم، وكان أعور حسن الإسلام، وأكثر «2» شعره في مراثي أخيه وهو القائل: وكلّ فتى في النّاس بعد ابن أمّه ... كساقطة إحدى يديه من الخيل [الطويل] وتمثّل به عمر بن عبد العزيز لما مات إخوته. ويروى أن عمر قال للحطيئة: هل رأيت أو سمعت بأبكى من هذا؟ قال: لا، واللَّه ما بكى بكاءه عربيّ قط ولا يبكيه. وقال غيره: كان الزبير وطلحة يسيران فعرض لهما متمّم، فوقفا ليمضي، فوقف فتعجّلا فتعجّل، فقال: ما أثقلكما، فقال: هباني أغدر الناس، أأغدر بأصحاب محمد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ هباني خفت الضلال فأحببت أن أهتدي بكما، هباني خفت الوحشة فأردت أن أستأنس بكما. فقالا له: من أنت؟ قال: متمم بن نويرة، فقالا: مللنا غير مملول، هات أنشدتا، فأنشدهما أول قصيدته العينية: لعمرك ما دهري بتأبين مالك ... ولا جزعا ممّا أصاب فأوجعا أبى الصّبر آيات أراها وأنّني ... أرى كلّ حبل دون حبلك أقطعا وأنّي متى ما أدع باسمك لا تجى ... وكنت جديرا أن تجيب وتسمعا تراه كنصل السّيف يهتزّ للنّدى ... إذا لم يجد عند امرئ السّوء مطمعا فإن تكن الأيّام فرّقن بيننا ... فقد بان محمودا أخي حين ودّعا سقى اللَّه أرضا حلّها قبر مالك ... ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا   (1) في أ: أبو تميم. (2) في أ: أحسن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 567 وو اللَّه ما أسقي البلاد لحبّها ... ولكنّما أسقي الحبيب المودّعا [الطويل] الميم بعدها الثاء 7734- مثعب «1» : غير منسوب. ذكره مطيّن في الوحدان من الصحابة، وأخرج من طريق أشعث بن أبي الشّعثاء، عن مثعب، قال: كنت أغزو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم، لا يعيب المفطر على الصائم ولا الصائم على المفطر. كذا أخرجه الطّبرانيّ، وأبو نعيم، وعليّ بن سعيد العسكريّ، ويحيى بن يونس الشيرازي، وابن السكن في الصحابة، وقال: لم أقف له على نسب ولا قبيلة. وقال أبو عمر [مثعب السلمي، ويقال المحاربي. وقد قال أبو حاتم الرازيّ: إن حمزة بن عمرو الأسلمي كان يلقّب مثعبا] «2» وكان اسمه مثعبا فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مثعبا، فيحتمل أن يكون هو، ويكون قول أبي عمر: إنه سلمي تحريفا «3» من الأسلمي، ويؤيد أنه هو أنّ أول الحديث عند الطبراني: كان غزو فلم يكن أحد من الصحابة إلا وله راحلة يعتقب عليها غيره «4» ، فكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينزل ثم يقول لي: «اركب» فأقول: إن بي قوة، حتى يفعل ذلك مرتين أو ثلاثا فيقول: «ما أنت إلّا مثعب، فإن كان لمن أحبّ أسمائي إليّ وكذلك «5» أورد هذه الزيادة ابن السكن. واللَّه أعلم. 7735- المثلّم بن حذافة: بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشي العدوي. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال: مخضرم. ومقتضى ذلك أن تكون له صحبة، لأنه لم يبق بمكة في آخر العهد النبوي قرشي إلا أسلم. وذكر له قصة مع أبيّ بن خلف. 7736- المثنى بن حارثة «6» بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرّة بن ذهل بن شيبان الرّبعي الشيبانيّ.   (1) أسد الغابة ت (4667) ، الثقات 3/ 389، الاستبصار 44، الأعلام 5/ 276، الطبقات الكبرى 7/ 239، تجريد أسماء الصحابة 2/ 50، الاستيعاب ت (2542) . (2) سقط في أ. (3) في أ: غريب. (4) في أ: غيري. (5) في أ: كذا. (6) أسد الغابة ت (4668) ، الاستيعاب ت (2543) ، الثقات 3/ 389، الاستبصار 44، الأعلام 5/ 276، الطبقات الكبرى 7/ 239، 397، تجريد أسماء الصحابة 2/ 50. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 568 قال ابن حبّان: له صحبة وقال عمر بن شبة «1» . كان المثنى بن حارثة يغير على السواد، فبلغ أبا بكر خبره، فقال: من هذا الّذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه، ثم قدم على أبي بكر، فقال: يا خليفة رسول اللَّه، ابعثني على قومي، فإنّ فيهم إسلاما أقاتل بهم أهل فارس، وأقتل أهل ناحيتي من العدو. ففعل، فقدم المثنى العراق فقاتل، وأغار على أهل السواد وفارس، وبعث أخاه مسعودا إلى أبي بكر يسأله المدد فأمدّه بخالد بن الوليد، فكان ذلك ابتداء فتوح العراق. انتهى. وللمثنى أخبار كثيرة في الفتوح ساقها سيف، والطبري، والبلاذري، وغيرهم. وذكر ثابت في الدلائل أنّ عمر كان يسمّيه مؤمّر نفسه. وقال أبو عمر: كان إسلامه وقدومه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سنة تسع، ويقال سنة عشر، وبعثه أبو بكر في صدر خلافته إلى العراق، وكان شهما شجاعا ميمون النقيبة، حسن الرأي، أبلى في حروب العراق بلاء لم يبلغه أحد. ذكر السراج أنه مات سنة أربع عشرة قبل القادسية، فلما خلت زوجته سلمى بنت جعفر خلف عليها سعد بن أبي وقاص. انتهى. وأورد ابن مندة في ترجمته شيئا يوهم قدم إسلامه. وسيأتي بيان ذلك في ترجمة مقرون بن عمرو الشيبانيّ في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى. وقال المرزبانيّ: كان مخضرما، وهو الّذي يقول: سألوا البقيّة والرّماح تنوشهم ... شرقى الأسنّة والنّحور من الدّم فتركت في نقع العجاجة منهم ... جزرا لساغبة ونسر قشعم [الطويل] الميم بعدها الجيم 7737- مجاشع بن مسعود بن ثعلبة «2» بن وهب بن عائذ بن ربيعة بن يربوع بن   (1) في أ: شبة عن شيوخه. (2) أسد الغابة ت (4669) ، الاستيعاب ت (2524) ، الثقات 3/ 400، التاريخ الصغير 1/ 77، 78- التاريخ الكبير 8/ 27، تاريخ من دفن بالعراق 433- تاريخ الإسلام 3/ 320، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 834- تهذيب الكمال 3/ 1304- تقريب التهذيب 2/ 229، الكاشف 3/ 119، المتحف 251- الأعلام 5/ 277، تلقيح فهوم أهل الأثر 2/ 37- التعديل والتجريح 677- الجرح والتعديل 8/ 389، الطبقات الكبرى 5/ 48، الطبقات 49، 181- الرياض المستطابة 2588، تجريد أسماء الصحابة 2/ 51، سير أعلام النبلاء 2/ 37، الأنساب 7/ 207، بقي بن مخلد 288. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 569 سمّال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي. قال البخاريّ وغيره: له صحبة، وله رواية في الصحيحين وغيرهما روى عنه أبو عثمان النهدي، وكليب بن شهاب، وأبو ساسان الرقاشيّ، وعبد الملك بن عمير، وغيرهم. وله ذكر في ترجمة نصر بن حجاج. قال ابن الكلبيّ: تزوج شميلة بنت أبي حيوة «1» بن أزيهر «2» الدوسية، فقتل عنها يوم الجمل، فخلف عليها عبد اللَّه بن عباس، وله ذكر أيضا في ترجمة أبي الأعور السلمي. وقال الدّولابيّ: إنه غزا كابل من بلاد الهند فصالحه الأصيهد فدخل مجاشع بيت الأصنام، فأخذ جوهرة من عين الصنم، وقال: لم آخذها إلا لتعلموا أنه لا يضر ولا ينفع. قال خليفة بن خيّاط: قتل يوم الجمل قبل الوقعة، وبيّن المدائني وعمر بن شبة أنه قتل في محاربة الزبير مع حكيم بن جبلة بسبب عثمان بن حنيف، لأنه كان عاملا على البصرة، فلما جاء الزبير ومن معه حاربه حكيم فغلبوا على البصرة، وأخرجوا عثمان، وقتل مجاشع وأخوه مجالد، وكلّ ذلك قبل أن يقدم علي. وذكر المدائني أيضا بسند له أنّ عمرو بن معديكرب تحمّل حمالة، فأتى مجاشعا يستعينه فيها، فقال: إن شئت أعطيتك ذلك من مالي، وإن شئت حكمتك، ثم أعطاه حكمه، فمضى وهو يشكره، وسيأتي في ترجمة عمرو أنه مات قبل مجاشع. واللَّه أعلم. 7738 - مجّاعة «3» بن مرارة بن سلمى، وقيل سليم، بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة الحنفي اليمامي. كان من رؤساء بني حنيفة، وأسلم، ووفد، فأخرج أبو داود عن محمد بن عيسى. عن عنبسة بن عبد الواحد، عن الدخيل بن إياس، عن هلال بن سراج بن مجّاعة، عن أبيه، عن   (1) في أ: حياة. (2) في أ: أزهر. (3) أسد الغابة ت (4671) ، الاستيعاب ت (2545) ، الثقات 3/ 385، التاريخ الصغير 1/ 93، التاريخ الكبير 8/ 44، تهذيب الكمال 3/ 304، تقريب التهذيب 2/ 229، الكاشف 3/ 120، الاستبصار 231، 597، الجرح والتعديل 8/ 419- الطبقات 66/ 289، المصباح المضيء 1/ 91، 92، تجريد أسماء الصحابة 2/ 51. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 570 جده مجاعة- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يطلب» دية أخيه، قتلته بنو أسد «2» وتميم من بني ذهل: فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو كنت جاعلا لمشرك دية جعلتها لأخيك ولكن سأعطيك منه عقبى» . فكتب له بمائة من الإبل من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل، فأخذ طائفة منها، وأسلمت بنو ذهل فطلبها مجّاعة إلى أبي بكر، فكتب له باثني عشر ألف صاع من صدقة اليمامة ... الحديث. وأخرج البغويّ، عن زياد بن أيوب، عن عنبسة بن عبد الواحد، عن الدّخيل بن إياس، عن عمه هلال بن سراج، عن أبيه سراج بن مجّاعة، قال: أعطى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مجّاعة بن مرارة أرضا باليمامة يقال لها الفورة، وكتب له بذلك كتابا. وقال ابن حبّان في الصّحابة: استقطع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم [فأقطعه. وكان بليغا حكيما] «3» ومن حكمه أنه قال لأبي بكر الصديق: إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه، والسلاح عند من لا يقاتل به، والمال عند من لا ينفقه ضاعت الأمور. وكان مجاعة ممّن أسر يوم اليمامة، فقال سارية بن عمرو الحنفي لخالد بن الوليد: إن كان لك بأهل اليمامة حاجة فاستبق هذا، فوجّهه إلى أبي بكر الصديق، وفيه يقول الشاعر من بني حنيفة: ومجّاع اليمامة قد أتانا ... يخبّرنا بما قال الرّسول فأعطينا المقادة واستقمنا ... وكان المرء يسمع ما يقول [الوافر] وأنشد مجّاعة لنفسه في ذلك من أبيات: أترى خالدا يقتّلنا اليوم ... بذنب الأصفر الكذّاب لم يدع ملّة النبيّ ولا نحن ... رجعنا فيها على الأعقاب [الخفيف] وذكر الزّبير أن خالدا تزوّج بنت مجّاعة في ذلك الوقت، وذكر له وثيمة مع خالد في   (1) في أ: فطلب. (2) في أ: أسدوس. (3) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 571 الردة غير هذا، وذكر المرزباني أنه عاش إلى خلافة معاوية وأنشد له في ذلك شعرا: تعذّرت لمّا لم تجد لك علّة ... معاوي إنّ الاعتذار من البخل ولا سيّما إن كان من غير عسرة ... ولا بغضة كانت عليّ ولا ذحل [الطويل] وستأتي بقية أخباره في ترجمة والده في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى. 7739- مجالد بن ثور بن معاوية: تقدم ذكر وفادته في ترجمة بشر بن معاوية «1» . 7740- مجالد بن مسعود السلمي «2» : أخو مجاشع المتقدم. قال البخاريّ وابن حبّان: له صحبة، وتقدم ذكره في حديث أخيه مجاشع. وأخرج البغويّ من طريق يونس بن عبيد عن الحسن، قال: أول من قصّ ها هنا- يعني بالبصرة- الأسود بن سريع فارتفعت الأصوات، فجاء مجالد بن مسعود السلمي، فقالوا: أوسعوا له فقال: إني واللَّه ما أتيتكم لأجلس إليكم، ولكني رأيتكم صنعتم شيئا أنكره المسلمون، فإياكم وما أنكره المسلمون. وذكر البخاريّ عن الحسن بن رافع عن ضمرة بن ربيعة: قتل مجالد يوم الجمل. 7741- مجالد: والد أبي عثمة «3» سيأتي في التّجيبي. 7742- المجذّر بن ذياد «4» : بن عمرو بن أخرم بن عمرو بن عمّارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشير بن تيم «5» بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن إراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن قران بن بليّ البلوي.   (1) أسد الغابة ت (4672) . (2) أسد الغابة ت (3674) ، الاستيعاب ت (2546) ، الثقات ت (2546) ، تاريخ الإسلام 3/ 320، تهذيب التهذيب 10/ 41، تهذيب الكمال 3/ 1305، تقريب التهذيب 2/ 229- خلاصة تذهيب 3/ 10- الكاشف 3/ 120- مقاتل الطالبيين 69- الجرح والتعديل 8/ 360- الطبقات 49، 181- الرياض المستطابة 258- تجريد أسماء الصحابة 2/ 51، سير أعلام النبلاء 2/ 37- التاريخ الصغير 1/ 77- التاريخ الكبير 8/ 8- تاريخ من دفن بالعراق 433- التعديل والتجريح 678. (3) أسد الغابة ت (4673) . (4) أسد الغابة ت (4677) ، الاستيعاب ت (2549) ، الثقات 3/ 391، المتحف 458، الأعلام 5/ 279، الطبقات الكبرى 2/ 43، 3/ 456، 458، 553، عنوان النجابة 155، أصحاب بدر 189، تجريد أسماء الصحابة 2/ 51. (5) في أ: القشر من تيم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 572 يقال اسمه: عبد اللَّه، والمجذّر لقب وهو بالذال المعجمة، ومعناه الغليظ الضخم. تقدم له ذكر في ترجمة الحارث بن الصامت. وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد. وذكر ابن إسحاق في قصة بدر، من طريق الزهري، ومن طريق عروة وغيرهما- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: من لقي منكم أبا البختري فلا يقتله. فلقيه المجذّر، فقال له: استأسر، فإنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهانا عن قتلك، فقال: وزميلي؟ فقال المجذّر: لا واللَّه، فإنّي قاتله، فقتله وزميله. وأخرجه ابن إسحاق في رواية إبراهيم بن سعد بسند له، فيه من لم يسم عن ابن عباس، وزاد: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى عن قتل أبي البختري، وعن قتل بني هاشم، لأنهم أخرجوا كرها. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: زعم ناس أنّ الّذي قتل أبا البختري هو أبو اليسر، ويأبى معظم الناس إلا أن المجذر هو الّذي قتله. وكذا جزم (به) «1» الزّبير بن بكّار، والواقديّ. وأخرج الحاكم من طريق محمد بن يحيى بن حبان كلهم أن المجذّر هو الّذي قتله، وكان المجذّر في الجاهلية قتل سويد بن الصامت، فلما كان يوم أحد قتل الحارث بن سويد المجذّر غدرا وهرب، فلجأ «2» بمكة مرتدّا، ثم أسلم يوم الفتح فقتله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بالمجذّر. وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمة الحارث وما فيه من النزاع. وذكر ابن حبان في الصحابة المجذّر، فقال: له صحبة، ولا أحفظ له رواية. 7743- مجذّر الأنصاري: آخر. ذكره ابن شاهين فساق من طريق أبي زكريا الخواص، حدثنا رجاء بن سلمة، عن شعبة، عن خالد الخزاعي عن أنس، قال: قتل عكرمة بن أبي جهل مجذّرا الأنصاري يوم الخندق، فأخبر بذلك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فضحك، فقالت الأنصار: تضحك يا رسول اللَّه أن قتل رجل من قومك رجلا من قومنا؟ فقال: ما ذاك أضحكني، ولكنه قتله وهو معه في درجته في الجنة.   (1) سقط في أ. (2) في أ: فلحق. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 573 قلت: وهذا غير الّذي قبله: لأن ذاك قتل بأحد، وقاتله الحارث بن سويد كما ترى، ولم يستدركه أبو موسى، وهو على شرطه، أظنه الّذي قبله. 7744 - مجذي «1» الضمريّ. ذكره ابن السّكن وغيره، وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وقال أبو عمر: حديثه عند محمد بن سليمان بن «2» مسمول عن الفرج بن عطاء بن مجذى، عن أبيه، عن جده. قلت: فصحّف اسمين، وإنما (هو) «3» أبو المفرج بلفظ الكنية وزيادة ميم في أوله مع التشديد، وأبوه عطي، بصيغة التصغير، كذلك أخرجه البخاري في «التاريخ» ، وابن أبي عاصم، وابن السكن «4» وغيرهم. قال ابن فتحون: عرضته على الحافظ أبي علي فاستحسنه وصوّبه ونبّه عليه في كتابه. ولفظ حديثه: غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فكان يعطي الرجل البكر والبكرين، فجاءت عجوز من قريش شمطاء حدباء تدبّ من الكبر يمس ذنبها رأسها. فسألته فأعطاها ثلاثين بكرة. وأخرج ابن مندة، من طريق محمد بن سليمان بن مسمول بهذا السند حديثا آخر، ومتنه: غزونا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بني المصطلق، فأصبنا سبايا، فسألنا عن العزل، فقال: «إن شئتم ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلّا وهي كائنة» . ومحمد بن سليمان ضعيف. وذكر ابن قانع أن اسمه مجيد بالجيم مصغّرا. 7745- مجذي بن قيس «5» : الأشعري، أخو أبي موسى. ذكره ابن فتحون في «الذيل» ، وعزاه لمغازي الأموي أنه ذكر فيها عن ابن إسحاق أنه ممن قدم مع أبي موسى، والّذي أورده ابن مندة عن مغازي الأموي محمد بن قيس، كما سيأتي في ترجمة أبي بردة بن قيس الأشعري- أنّ أبا موسى خرج معه أخواه: أبو بردة، وأبو رهم، فإن كان مجذي محفوظا احتمل أن يكون اسم أبي رهم. وسيأتي مزيد لذلك في   (1) أسد الغابة ت (4675) ، الاستيعاب ت (2547) ، الثقات 3/ 391، الأعلام 5/ 279، المنمق 458، الطبقات الكبرى 2/ 43، عنوان النجابة 155، أصحاب بدر 189، تجريد أسماء الصحابة 2/ 51. (2) في أ: سلمى. (3) سقط في أ. (4) في أ: قال ابن فتحون وغيرهم. (5) أسد الغابة ت (4676) ، الاستيعاب ت (2548) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 574 ترجمة محمد بن قيس، فقد قيل: إنه اسم أبي رهم. وقيل إن اسمه مجيد بوزن عظيم. 7746- مجزأة بن ثور «1» : بن عفير بن زهير بن عمرو بن كعب بن سدوس السدوسي. قال ابن مندة: ذكره البخاري في «الصحابة» ولا يثبت، وروايته عن عبد الرحمن بن أبي بكرة. قلت: هذا الإطلاق غلط، وإنما جاء من رواية عبد الرحمن بن أبي بكرة قصة ذكر فيها عن مجزأة بن ثور خبرا، قال ابن أبي شيبة: حدثنا قراد أبو نوح عثمان بن معاوية القرشي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان ومن معه بتستر قال: فأقاموا سنة أو نحوها لا يخلصون إليه، قال: وكان الهرمزان قتل رجلا من دهاقنتهم، فانطلق أخوه حتى أتى أبا موسى فدلّه على عورتهم، فبعث أبو موسى منه مجزأة بن ثور، فدخل من القناة التي يجري فيها النهر حتى دخل المسلمون ففتح اللَّه عليهم. والقصة طويلة ذكرت بعضها في الجبان في الجيم. ذكر الطّبريّ أنّ أبا موسى بعث جيشا كثيفا، وأمّر عليهم سهل بن عدي، وبعث معه البراء بن مالك ومجزأة بن ثور في جماعة من الصحابة سمّاهم، فالتقوا فقتل الهرمزان مجزأة والبراء ... فذكر قصة. وتقدم له ذكر في ترجمة سياه في القسم الثالث. وقال البخاريّ في «تاريخه» : حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا حميد، قال: قال أنس ... فذكر قصة الهرمزان: وفيها: فقال عمر: يا أنس، استحي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور. وتقدم في ترجمة خالد بن المعمر أنه كان رئيس بكر بن وائل معه مجزأة بن ثور: ولمجزأة ولد يقال له شقيق، كان رئيس بكر بن وائل في خلافة عثمان ثم صرفها علي عنه إلى أبي ساسان حصين بن المنذر. 7747- مجزّز المدلجي: وهو ابن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني «2» .   (1) أسد الغابة ت (4678) ، التاريخ الصغير 55، التاريخ الكبير 8/ 39، تاريخ جرجان 49، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 835- الاستبصار 36- الأعلام 5/ 279، الجرح والتعديل 8/ 416، تجريد أسماء الصحابة 2/ 52. (2) أسد الغابة ت (4679) ، الاستيعاب ت (2550) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 575 مذكور في الصحيحين من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل عليّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسرورا تبرق أسارير وجهه، فقال: «ألم تر أنّ مجزّز المدلجي نظر آنفا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد، فقال: إنّ بعض هذه الأقدام من بعض» . وفي رواية ابن قتيبة: مرّ على زيد وأسامة وقد غطّيا رءوسهما وبدت أقدامهما. وذكر قاسم بن ثابت في «الدلائل» عن موسى بن هارون، عن مصعب الزبيري- أنه لم يكن اسمه مجززا، وإنما قيل له ذلك لأنه كان إذا أسر أسيرا جزّ ناصيته وأطلقه. وذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، قال: وذكروه في كتبهم- يعني كتب من شهد فتح مصر، قال: ولا أعلم له رواية. قلت: وأغفل ذكره جمهور من صنف «1» في الصحابة، لكن ذكره أبو عمر في الاستيعاب، وذكر ابن الأثير أن أبا نعيم ذكره وأغفله ابن مندة، ولم يستدركه أبو موسى. قلت: ولم أر له ذكرا في النسخة التي من المعرفة لأبي نعيم عندي، وهي متقنة، ولو كان ذكره لما فات أبا موسى كعادته في اتباع أبي نعيم في ذكره كلّ من ذكره زائدا على ابن مندة، ولولا ذكر ابن يونس أنه شهد الفتوح بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما كان مع من ذكره في الصحابة حجة صريحة على إسلامه، واحتمال أن يكون قال ما قال في حقّ زيد وأسامة قيل أن يسلم، واعتبر قوله لعدم معرفته بالقافة «2» ، لكن قرينة رضا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقربه يدلّ على أنه اعتمد خبره، ولو كان كافرا لما أعتمده في حكم شرعي. 7748- مجفنة بن النعمان العتكيّ. كان شاعر الأزد، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أمّر عليهم عمرو بن العاص، فلما مات وارتدت العرب فخشي عمرو بن العاص أن يرتدّوا فاستأذنهم في الرجوع إلى المدينة، فقال له مجفنة: يا عمرو إن كان النّبيّ محمّد ... قد أتى به الأمر الّذي لا يدفع فقلوبنا قرحى وماء دموعنا ... جار وأعناق البريّة خضّع يا عمرو إنّ حياته كوفاته ... فينا ونبصر ما يقول ونسمع فأقم فإنّك لا تخاف رجوعنا ... يا عمرو ذاك هو الأعزّ الأمنع [الكامل]   (1) في أ: ضبطه. (2) في أ: بالقيافة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 576 ذكره وثيمة في كتاب «الردة» عن محمد بن إسحاق. 7749- مجمّع بن جارية «1» : بن عامر بن مجمّع بن العطّاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي «2» . له في ترجمة سعيد بن عبيد بن قيس ذكر، وأخرج له في السنن ثلاثة أحاديث صحّح الترمذي بعضها. وقال ابن إسحاق في المغازي: كان مجمّع بن جارية بن العطاف حدثا قد جمع القرآن، وكان أبوه جارية «3» ممن اتخذ مسجد الضّرار، وكان مجمع يصلّي بهم فيه، ثم إنه أحرق فلما كان زمن عمر بن الخطاب كلّم في مجمع أن يؤمّ قومه، فقال: لا، أو ليس بإمام المنافقين في مسجد الضّرار، فقال: واللَّه الّذي لا إله إلا هو، ما علمت بشيء من أمرهم، فزعموا أنّ عمر رضي اللَّه عنه أذن له أن يصلي بهم، ويقال: إن عمر بعثه إلى أهل الكوفة يعلّمهم القرآن فتعلّم ابن مسعود فعلّمه القرآن. 7750- مجمّع بن يزيد «4» : بن جارية الأنصاري، ابن أخي الّذي قبله. وقال ابن حبّان: له صحبة، وقيل: هما واحد. وفرّق بينهما ابن السكن وغيره، وله في مسند أحمد وابن ماجة حديث حسن الإسناد. 7751- مجيد: في مجذي. الميم بعدها الحاء 7752- محارب بن مزيدة: بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن   (1) في أ: حارثة. (2) أسد الغابة ت (4680) ، الاستيعاب ت (2334) ، الثقات 3/ 385، تهذيب التهذيب 10/ 47، تهذيب الكمال 3/ 1306، تقريب التهذيب 2/، خلاصة تذهيب 3/ 11، الكاشف 3/ 121، الاستبصار 292، الأعلام 5/ 28، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، الطبقات الكبرى 2/ 355، غاية النهاية 2/ 45، تجريد أسماء الصحابة 2/ 52. (3) في أ: حارثة. (4) أسد الغابة ت (4681) ، الاستيعاب ت (2335) ، تهذيب التهذيب 10/ 48، تهذيب الكمال 3/ 1306، تقريب التهذيب 2/ 230، خلاصة تذهيب 3/ 11، الكاشف 3/ 121، الاستبصار 291، الجرح والتعديل 8/ 295، الطبقات 82، تجريد أسماء الصحابة 2/ 52، بقي بن مخلد 603، التعديل والتجريح 683. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 577 حطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة «1» بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبديّ ثم المحاربي «2» . قال ابن الكلبيّ: وفد هو وأبوه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسلما. وقال الرّشاطيّ «3» : لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. انتهى. وقد ذكره الدّار الدّارقطنيّ وابن ماكولا عن ابن الكلبيّ، واستدركه ابن الأثير. 7753 - المحتفر «4» بن أوس بن زياد بن أسحم بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد (المزني) «5» . نسبه «6» ابن حبّان في ترجمة أبيه، وقال الحاكم في تاريخ نيسابور: المحتفر بن أوس بن نصر بن زياد صاحب رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليه وسلم، ذكر العباس بن مصعب أنه ورد خراسان. وقال أحمد بن سنان: استوطن مرو، وذكر بشر بن المحتفر أنه كان مع أبيه بخراسان في جيش عبد الرحمن بن سمرة، ثم أخرج من طريق عيسى بن موسى غنجار، عن عيسى بن عبيد الكندي، عن الحسين بن عثمان بن بشر بن المحتفر بن أوس المزني عن أبيه عن جده المحتفر- أنه بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تحت الشّجرة وأنهم نحروا البدنة عن سبعة. 7754 - محجن بن الأدرع «7» الأسلمي المدني «8» . قال أبو عمر: كان قديم الإسلام، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه حنظلة بن علي الأسلمي، ورجاء بن أبي رجاء، وعبد اللَّه بن شقيق. وتقدم له ذكر في ترجمة سكبة «9» الأسلمي، ووقع عند أبي أحمد العسكري أنه سلمي، وتعقبوه، قال أبو   (1) أسد الغابة ت (4682) . (2) أسد الغابة ت (4682) . (3) في أ: المرشاطي. (4) أسد الغابة ت (4683) . (5) سقط في أ. (6) في أ: الّذي نسبه. (7) في أ: السلمي. (8) أسد الغابة ت (4684) ، الاستيعاب ت (2336) ، التاريخ الكبير 8/ 4، تهذيب التهذيب 10/ 54- تهذيب الكمال 3/ 1307- تقريب التهذيب 2/ 231- خلاصة تذهيب الكمال 3/ 12- الكاشف 3/ 122- الأعلام 5/ 283- تلقيح فهوم أهل الأثر 372- الجرح والتعديل 8/ 375- التحفة اللطيفة 3/ 446- الطبقات 52، 182- عنوان النجابة 154- تجريد أسماء الصحابة 2/ 52- بقي بن مخلد 298، الثقات 3/ 399. (9) في أ: سله. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 578 عمر: سكن البصرة، وهو الّذي اختط مسجدها، وعمّر طويلا. انتهى. وفي «الصّحيح» من حديث سلمة بن الأكوع: «ارموا وأنا مع ابن الأدرع» . وأخرج البخاري في «الأدب المفرد» ، والسنن لأبي داود والنسائي، وصحيح ابن خزيمة، من طريق عبد اللَّه بن بريدة الأسلمي، عن حنظلة بن علي عن محجن بن الأدرع، قال: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم المسجد فإذا هو برجل قد» قضى صلاته وهو يتشهّد ... الحديث. وذكره ابن إسحاق في «المغازي» عن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أشياخ من قومه من الصحابة، قالوا: مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ونحن نتناضل، فبينا محجن بن الأدرع يناضل رجلا منّا من أسلم قال: «ارموا بني إسماعيل، فإنّ أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع ابن الأدرع» فألقى نضلة قوسه من يده، وقال: واللَّه لا أرمي معه وأنت معه، فإنه لا يغلب من كنت معه. فقال: «ارموا وأنا معكم كلكم» . قال أبو عمر: يقال إنه مات في آخر خلافة معاوية. 7755- محجن بن أبي محجن الدئلي «2» . قال أبو عمر: معدود في أهل المدينة. روى عنه ابنه بسر، فمالك يقوله بضم الموحدة وسكون المهملة، والثوري يقوله بالكسر والمعجمة كالجادّة. قال أبو عمر: والأكثر على ما قال مالك. وأخرج «الموطأ» ، والبخاري في «الأدب المفرد» ، والنسائي، وابن خزيمة، والحاكم، من رواية مالك، عن زيد بن أسلم، عن بسر بن محجن الدئلي، عن أبيه- أنه كان جالسا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأذّن بالصلاة، فقام النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ثم رجع ومحجن في مجلسه ... الحديث. ويقال: إن محجنا المذكور كان في سرية زيد بن حارثة إلى حسمى في جمادى الأولى سنة ست «3» من الهجرة. وجزم بذلك ابن الحذاء في رجال الموطأ.   (1) في أ: قضى. (2) أسد الغابة ت (4685) ، الاستيعاب ت (2337) ، الثقات 3/ 399، تهذيب التهذيب 10/ 54- تهذيب الكمال 3/ 1308- تقريب التهذيب 2/ 231- خلاصة تذهيب 3/ 12- الكاشف 3/ 123- تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الجرح والتعديل 8/ 376- التحفة اللطيفة 3/ 446، الطبقات 34- تجريد أسماء الصحابة 2/ 52. (3) في أ: ستين. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 579 7756- محدوج «1» : [بمهملة ساكنة وآخره جيم] «2» بن زيد الهذلي «3» . ذكره قيس بن الربيع الكوفي في مسندة. وروى عن سعد الإسكاف، سمعت عطية عنه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «أوّل من يدعى به يوم القيامة يدعى بي» . أخرجه أبو نعيم، وقال: مختلف في صحبته. 7757- محربة: بمهملة وراء وموحدة، بوزن مسلمة، ابن الرباب الشني. قال أبو الفرج الأصبهاني في ترجمة عبد يغوث بن حداد «4» يقال كان يتكهن. وذكر أبو اليقظان أنه تنصّر في الجاهلية، وأن النّاس سمعوا مناديا في الليل قبل مبعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «خير أهل الأرض ثلاث» : رباب الشني، وبحيرا الرّاهب، وآخر، قال: وكان من ولده محربة، سمي بذلك، لأنّ السلاح حربه لكثرة لبسه إياه. وقد أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وأرسله إلى ابن الجلندي صاحب عمان، وكان ابنه المثنى بن محربة صاحب المختار وجّه به إلى البصرة في عسكر ليأخذها، فهزمه عباد بن الحصين. 7758- محرّرة بن عامر «5» : بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق، وغير واحد فيمن شهد بدرا. وضبطه ابن ماكولا بمهملات وزن محمد. وذكره الدار الدّارقطنيّ مع من اسمه بوزن مقبل كالذين يذكرون بعد هذا. [7759- محرز بن أسيد: بن أخشن بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة الباهلي. له إدراك، ذكره أبو بشر الدّولابي في «الكنى» في ترجمة ولده أدهم من رواية أدهم، قال: أول راية دخلت حمص وركزت حول مدينتها راية ميسرة بن مسروق، قال: ولقد كانت لأبي أمامة راية، ولأبي محرز بن أسيد راية، قال: وكان أبي أول مسلم قتل مشركا بحمص، وهو القائل في الخضاب:   (1) أسد الغابة ت (4686) ، الكاشف 3/ 123، تجريد أسماء الصحابة 2/ 52. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4686) . (4) في أ: ملاة. (5) في أ: غانم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 580 ولمّا رأيت الشّيب شينا لأهله ... تشيّبت وابتعت الشّباب بدرهم [الطويل] وكان أدهم من الأمراء الشاميين في وقعة عين الوردة، وكان هو البشير بالفتح، وهو أول مولود بحمص، وأول مولود فرض له بها. قلت: وقد تقدم أنهم ما كانوا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة، فيكون محرز على هذا من أهل القسم الأول، وقد أشرت إليه هناك في القسم الرابع] «1» . 7760- محرز بن حارثة: بن ربيعة «2» بن عبد العزى بن عبد شمس العبشمي. قال البخاريّ: حارثة بن محرز ولم يزد. وقال الفاكهيّ في ولاة مكة: ومنهم محرز، فذكره، وقال: وكان عاملا لعمر فيما يقال. وقال البلاذريّ: ولد حارثة بن ربيعة محرزا أو حريزا، واستخلف عتاب بن أسيد محرزا على مكة في سفرة سافرها، ومن ولده العلاء بن عبد الرحمن بن محرز كان على ربع من الكوفة أيام ابن الزبير، وولده بالكوفة في سكة يقال لها سكة بني محرز. وقال ابن عبد البرّ: ولاه عمر عمر رضي اللَّه عنه مكة في أول ولايته، ثم عزله وقتل في وقعة الجمل. 7761- محرز بن زهير «3» : ويقال ابن زهر الأسلمي. ذكره البغويّ في الصّحابة، وأخرج من طريق (سفيان بن حمزة عن) «4» كثير بن زيد، عن أم ولد لمحرز بن زهر- رجل من أسلم، وكان من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وكنت أسمع محرزا يقول: اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من زمان (الكذّابين) «5» . قال البخاري ّ: محرز بن زهير له صحبة وذكر هذا ابن الأثير، وتبعه الدّار الدّارقطنيّ وابن مندة وابن عبد البرّ. وقال أبو نعيم: الصواب زهر، كذا قال، والخلاف في اسم أبيه من الرواة، عن كثير بن زيد، فقال عن سليمان «6» بن حمزة زهر. وقال عبد العزيز بن أبي حازم زهير،   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (4687) ، الاستيعاب ت (2551) . (3) الثقات 3/ 399- الجرح والتعديل 8/ 314- تجريد أسماء الصحابة 2/ 53، أسد الغابة ت (4688) ، الاستيعاب ت (2339) . (4) سقط في أ. (5) سقط في أ. (6) في أ: سفيان. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 581 وكذا أخرجه مصعب الزبيري، عن ابن أبي حازم. واللَّه أعلم. 7762- محرز بن نضلة «1» : بن عبد اللَّه بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، أبو نضلة، ويعرف بالأخرم. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق. وغيرهما فيمن شهد بدرا، وثبت ذكره في حديث سلمة بن الأكوع الطويل عند مسلم، وفيه: فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يتخلّلون الشجر، فإذا أولهم الأخرم الأسدي، وعلى أثره أبو قتادة، قال: فأخذت بعنان الأخرم، فقلت: يا أخرم، احذرهم لا يقتطعونك قبل أن تلحق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأصحابه. فقال: يا سلمة، إن كنت تؤمن باللَّه واليوم الآخر وتعلم أنّ الجنة حقّ، والنار حق، فلا تحل «2» بيني وبين الشهادة، قال: فخلّيت عنه، فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة الفزاري، فعقر بعبد الرحمن فرسه، وطعنه عبد الرحمن فسقط، وتحوّل على فرس عبد الرحمن، ولحق أبو قتادة بعبد الرحمن فطعنه فقتله. قلت: وكان ذلك في غزوة قرد. 7763- محرز: غير منسوب «3» . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق إبراهيم بن محمد بن ثابت، عن عكرمة بن خالد، قال: جاءني محرز ذات ليلة فدعونا له بعشاء، فقال: هل عندك سواك؟ فقلنا: ما تصنع به هذه الساعة؟ فقال: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ما نام ليلة حتى بستّنّ «4» . 7764- محرّش «5» : (بكسر الراء الثقيلة) «6» . [وضبطه ابن ماكولا تبعا لهشام بن يوسف، ويحيى بن معين، ويقال بسكون الحاء المهملة وفتح الراء، وصوّبه ابن السكن تبعا لابن المديني] «7» . وهو ابن سويد بن عبد اللَّه بن   (1) أسد الغابة ت (4692) ، الاستيعاب ت (2342) . (2) في أ: تحيل. (3) أسد الغابة ت (4693) . (4) الاستنان: استعمال السواك، وهو افتعال من الأسنان أي يمره عليها. النهاية 2/ 411. (5) التاريخ الكبير 8/ 56- تهذيب التهذيب 10/ 58- تهذيب الكمال 3/ 1309- تقريب التهذيب 2/ 232- الكاشف 3/ 124- تلقيح فهوم أهل الأثر 375- العقد الثمين 7/ 136، الجرح والتعديل 8/ 457- بقي بن مخلد 372، الطبقات 108، 278- تجريد أسماء الصحابة 2/ 53. (6) سقط في أ. (7) سقط في أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 582 مرة الخزاعي الكعبي عداده في أهل مكة. وقال عمرو بن عليّ الفلاس: إنه لقي شيخا بمكة اسمه سالم فاكترى منه بعيرا إلى منى فسمعه يحدّث بحديث محرّش، فقال: هو جدي وهو محرش بن عبد اللَّه الكعبي، فقلت له: ممن سمعته؟ فقال: حدثني أبي، وأهلنا، وحديثه عند أبي داود والنسائي وغيرهما بسند حسن، ولفظه عند النسائي من رواية إسماعيل بن أبي أمية، عن مزاحم بن أبي مزاحم، عن أبيه، عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أسيد عن محرّش الكعبي: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم خرج من الجعرانة ليلا، فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة، فاعتمر وأصبح بها كبائت. وقال التّرمذيّ بعد أن أخرجه من رواية ابن جريج عن مزاحم بلفظ: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم خرج من الجعرانة ليلا معتمرا، فدخل مكة ليلا فقضى عمرته، ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت، فلما زالت الشمس من الغد خرج في بطن سرف حتى جامع الطريق جمع ببطن سرف، فمن أجل ذلك خفيت عمرته للناس. قال التّرمذيّ: حسن غريب، ولا نعرف لمحرّش عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم غيره. 7765- محصن بن أبي قيس: بن الأسلت الأنصاري «1» . ذكره الطّبريّ، وقال ابن سعد: أنبأنا الواقدي عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي، عن محصن بن قيس بن أبي الأسلت. 7766- محصن بن زرارة. أخرج أبو سعيد النّقّاش في «الموضوعات» من حديث ابن عباس، قال: قال محصن بن زرارة: يا رسول اللَّه، أنا مؤمن حقا ... والحديث، وهذه القصة معروفة للحارث بن مالك، والتعدد محتمل، فقد جاء نحو ذلك عن معاذ بن جبل أيضا. 7767- محصن بن وحوح «2» : بن الأسلت «3» بن جشم بن وائل بن زيد الأنصاري الأوسي.   (1) تلقيح فهوم أهل الأثر 377، تجريد أسماء الصحابة 2/ 54، بقي بن مخلد 497. (2) في أ: رجوع. (3) أسد الغابة ت (4697) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 583 قال ابن الكلبيّ: قتل هو وأخوه حصين بالغدير في وقعة القادسية، ولا تثبت لهما صحبة. 7768- محلّم بن جثّامة الليثي «1» : أخو الصعب بن جثّامة. تقدم نسبه في ترجمة أخيه، وله ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن أبي حدرد مضى، وفي ترجمة مكيتل الليثي، يأتي. قال ابن عبد البرّ: يقال: إنه الّذي قتل عامر بن الأضبط، وقيل: إن محلما غير الّذي قتل، وإنه نزل حمص ومات بها أيام ابن الزبير ويقال: إنه الّذي مات في حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ودفن فلفظته الأرض مرة بعد أخرى. قلت: جزم بالأول ابن السّكن. 7769- محلّم: آخر، ذكر في الّذي قبله. 7770- محلم: أبو سكينة. يأتي في الكنى.   (1) أسد الغابة ت (4698) ، الاستيعاب ت (2552) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 584 [ المجلد السادس ] [ تتمة حرف الميم ] [ تتمة القسم الأول ] بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم ذكر من اسمه محمد «1» 7771- محمد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعي «2» . ذكره خليفة بن خياط، وروى له حديث: «على ذروة كلّ بعير شيطان» . وقال البغويّ: ذكره بعض من ألّف في الصّحابة ولا يعلم له صحبة ولا رواية، وعنى بذلك ابن أبي داود. وذكره في الصّحابة أيضا ابن مندة، وأبو نعيم، واستدركه ابن فتحون على «الاستيعاب» ، وذكره البخاريّ، وابن حبّان في التّابعين، ولكن ذكر البخاريّ في «تاريخه» ما يقتضي أنه كان في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بالغا، فأورد من طريق ابن المبارك: أنبأنا أبو عمر مولى بني أمية، حدّثني محمد بن أبي سفيان الجمحيّ، حدّثنا عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان الجمحيّ، حدّثني محمّد بن الأسود بن خلف بن بياضة الخزاعيّ، قال: قال لنا عمرو بن العاص يوم اليرموك ... فذكر قصّته، قال البخاريّ: ويقال: كان اليرموك سنة خمس عشرة. 7772- محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي. قال البغويّ: ذكره بعضهم في الصّحابة، ووجدته يروي عن أبيه. وقال البخاريّ: روى ابن خيثم، عن أبي الزبير، عن محمد بن الأسود بن خلف عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في قريش. انتهى. وكأنه أشار إلى ما أخرجه الباورديّ من هذا الوجه عنه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله   (1) هنا بداية السنخة (م) . (2) أسد الغابة ت (4703) ، التاريخ الكبير 1/ 28، العقد الثمين 1/ 422، الجرح والتعديل 7/ 205، الطبقات 108، تجريد أسماء الصحابة 2/ 54. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 3 وسلم أنه مر على عثمان بن عبد اللَّه التيمي مقبلا، فقال: لعنه اللَّه، إنه كان يبغض قريشا. وقد تقدم ذكر أبيه وروايته عنه. 7773- محمد بن أنس بن فضالة «1» بن عبيد بن يزيد بن قيس بن ضبيعة بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال: قال لي يحيى بن موسى، عن يعقوب بن محمد، أنبأنا إدريس بن محمد بن يونس بن أنس الظّفري، حدثني جدّي، عن أبيه، قال: قدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة، وأنا ابن أسبوعين، فأتي بي إليه، فمسح برأسي، وحجّ بي حجّة الوداع، وأنا ابن عشر سنين، وقال: دعا لي بالبركة، وقال: سمّوه باسمي ولا تكنّوه بكنيتي. قال يونس: ولقد عمّر أبي حتى شاب كل شيء منه، ومات وما شاب موضع يد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من رأسه. وكذا أخرجه مطيّن، عن أبي أمية الطّرطوسيّ، وعن يعقوب بن محمد- هو الزهريّ به. واختصره ابن أبي حاتم، فقال : محمد بن أنس بن فضالة، قال: قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة وأنا ابن أسبوعين. وأخرجه أبو عليّ بن السّكن مطوّلا من وجه آخر، عن يعقوب بن محمد، بهذا السّند، لكن قال: محمد بن فضالة، فنسب محمد إلى جده. قال ابن شاهين: سمعت عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث يقول: محمد بن أنس بن فضالة هو الّذي كان تصدّق النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بماله الّذي كان في بني ظفر، فأشار بذلك إلى ما أخرجه ابن أبي داود، وابن مندة، من طريق سفيان بن حمزة، عن عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته، قال: قتل أنس بن فضالة يوم أحد، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمحمد بن أنس بن فضالة، فتصدّق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب.. الحديث. قال ابن مندة: لا يروى إلا بهذا الإسناد. وقال البخاريّ أيضا: قال أبو كامل، عن فضيل بن سليمان، عن يونس بن محمد عن   (1) الثقات 3/ 366، التاريخ الكبير 1/ 16، الاستبصار 259، الجرح والتعديل 7/ 207، التحفة اللطيفة 3/ 29، تجريد أسماء الصحابة 2/ 54، تنقيح المقال 10424. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 4 فضالة عن أبيه- وعن كان أبوه ممن صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وجدّه: أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أتاهم في بني ظفر. ووصله البغويّ عن أبي كامل، وهو فضيل بن حسين، والصّلت بن مسعود، كلاهما عن فضيل بن سليمان بهذا، وزاد: فجلس على صخرة ومعه ابن مسعود ومعاذ، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قارئا فقرأ، حتّى إذا بلغ: فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ... الآية [النساء: 41]- بكى حتى اضطرب لحياه، وقال: ربّ على هؤلاء، شهدت، فكيف بمن لم أره؟ وهكذا أخرجه ابن شاهين عن البغويّ: وقال: قال البغويّ: لا أعلم روى محمد بن فضالة غير هذا الحديث. وفرّق البغويّ وابن شاهين وابن قانع وغيرهم بين محمد بن أنس بن فضالة وبين محمد بن فضالة، والراجح أنهما واحد، لكن قال ابن شاهين: سمعت عبد اللَّه بن سليمان- يعني ابن أبي داود، ويقول: شهد محمّد بن أنس بن فضالة فتح مكّة والمشاهد بعدها. واللَّه أعلم. 7774- محمد بن بديل: بن ورقاء الخزاعيّ. تقدم نسبه في ترجمة والده. وأخرج الحديث في مقدمة تاريخه من طريق الأجلح بن عبد اللَّه: سمعت زيد بن علي، وعبد اللَّه بن حسن، وجعفر بن محمد، يذكر كلّ واحد منهم عن آبائه وعمن أدرك من أهله وغيرهم أنهم سمّوا له من شهد مع علي من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أن قال: وعبد اللَّه بن بديل بن ورقاء، ومحمد بن بديل بن ورقاء الخزاعيان قتلا بصفّين، وهما رسولا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أهل اليمن. قلت: والراويّ عن الأجلح غياث بن إبراهيم، وهو ساقط، نسب إلى وضع الحديث. 7775- محمد بن بشر الأنصاري: بكسر الموحدة وسكون المعجمة. يأتي في الّذي بعده. 7776- محمد بن بشير: بوزن عظيم، الأنصاري- ذكره البخاريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق زخر، بفتح الزاي وسكون المعجمة، ابن حصن، حدثني جدّي حميد بن منهب، حدثني خريم بن حارثة بن لام الطائيّ، قال: اقتتلنا «1» يوم الحرّة، فكان أول من تلقاني الشيماء بنت بقيلة الأزديّة، فتعلقت بها، فقلت: هذه وهبها لي رسول اللَّه صلّى اللَّه   (1) في أ: أقبلنا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 5 عليه وآله وسلّم، وهي كما قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فدعاني خالد عليها بالبيّنة بها، وهي محمد بن سلمة، ومحمد بن بشير الأنصاريّ، فسلمها إليّ. وأخرجه ابن مندة بطوله، من هذا الوجه، وقال: لا يعرف إلا بهذا الإسناد. تفرد به زكريا بن يحيى عن زخر. قلت: وقد تقدم بطوله في ترجمة خريم بن أوس، وأخرج البغويّ، وابن شاهين، وابن يونس، وابن مندة، من طريق سلمة بن شريح، عن يحيى بن محمد بن بشير الأنصاريّ، عن أبيه، أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا أراد اللَّه بعيد هوانا أنفق ماله في البنيان» فقال: قال: ولا أعلم روى محمد بن بشير غيره. وأخرجه ابن حبّان من هذا الوجه، وقال: هذا مرسل، وشكّ في صحبته ابن يونس، فقال: يقال له صحبة. وقد ذكر في أهل مصر، وليس هو بالمعروف فيهم، وله بمصر حديث. فذكر الحديث. وذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصّحابة الذين دخلوا مصر، ولم يذكر له حديثا. وذكره ابن عبد البرّ، فقال: محمد بن بشير الأنصاريّ روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ابنه يحيى، زعم بعضهم أن حديثه مرسل، كذا ذكره محمد بن بشر، بكسر الموحدة وسكون المعجمة. وتبع في ذلك ابن أبي حاتم، فإنه ذكره فيمن اسم أبيه بشر مع محمد بن بشر العبديّ، ولكن ذكره بوزن عظيم جميع من تقدم. 7777- محمد بن جابر: بن عراب بن عوف بن ذؤالة بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن غالب العكّي، وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وشهد فتح مصر، ذكروه في كتبهم. ذكره ابن يونس، وأورده ابن مندة عنه مختصرا. 7778- محمد بن الجد: بن قيس الأنصاريّ. ذكره ابن القداح، وقال: سمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم محمدا، وشهد معه فتح مكة، حكاه ابن أبي داود عنه، وأخرجه ابن شاهين، واستدركه أبو موسى، وذكر محمد بن حبيب في كتابه «المحبر» أنه أول من سمّي محمدا في الإسلام من الأنصار. وفي الإكليل للحاكم إن معاذ بن جبل كان من بني سعد بن علي بن أسد بن ساردة، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 6 إنما صار في بني سلمة، لأن فلان بن محمد بن الجد بن قيس- وهو من بني سلمة- كان أخاه من أمه. انتهى. وهذا يدل على قدم زمان محمد بن الجدّ بن قيس، فيؤيد ما قاله القداح. 7779- محمد بن حارثة. ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: يقال: إن له صحبة. 7780- محمد بن جعفر «1» : بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، أخو عبد اللَّه وعون. ذكره ابن حبّان، والبغويّ، وابن شاهين، وابن حبان وغيرهم، في الصّحابة. وقال محمد بن حبيب في المحبر: هو أول من سمي محمدا في الإسلام من المهاجرين. وقال الدّار الدّارقطنيّ: ولد بأرض الحبشة. وقال ابن مندة، وابن عبد البر: ولد على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وذكر أبو عمر عن الواقديّ، أنه كان يكنى أبا القاسم، وأنه تزوج أم كلثوم بنت علي بعد عمر، قال: واستشهد بتستر، وقيل: إنه عاش إلى أن شهد صفّين مع عليّ. قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : يقال: إنه قتل بصفين، اعترك هو وعبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب فقتل كل منهما الآخر. وذكر المرزبانيّ في «معجم الشعراء» أنه كان مع أخيه محمد بن أبي بكر بمصر، فلما قتل اختفى محمد بن جعفر، فدل عليه رجل من عكّ، ثم من غافق، فهرب إلى فلسطين، وجاء إلى رجل من أخواله من خثعم فمنعه من معاوية، فقال في ذلك شعرا، وهذا محقق يردّ قول الواقديّ إنه استشهد بتستر. 7781- محمد بن حاطب: بن الحارث «2» بن معمّر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن   (1) الثقات 3/ 362، تاريخ الإسلام 3/ 204، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 841، المحن 3، 85، 277، 288، الأعلام 6/ 69، العقد الثمين 2/ 39، الجرح والتعديل 7/ 224، الوافي بالوفيات 2/ 287، الطبقات الكبرى 4/ 41، 8/ 85، 463، المصباح المضيء 2/ 32، تجريد أسماء الصحابة 2/ 55. (2) طبقات خليفة 141، 3/ 25، المحبر 153، 379، التاريخ الكبير 1/ 17، المعرفة والتاريخ 1/ 306، الجرح والتعديل 7/ 224، جمهرة أنساب العرب 162، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 1/ 79، تهذيب الكمال 14/ 11، تاريخ الإسلام 3/ 207، تهذيب التهذيب 3/ 195، 196، الوافي بالوفيات 2/ 317، تاريخ أبي زرعة 1/ 561، الكامل في التاريخ 4/ 373، تحفة الأشراف 8/ 355، الكاشف 3/ 28، سير أعلام النبلاء 3/ 435. مرآة الجنان، 1/ 155، العقد الثمين 1/ 450، تهذيب التهذيب 9/ 106، خلاصة تذهيب الكمال 282، شذرات الذهب 1/ 82. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 7 جمح، أبو القاسم القرشي الجمحيّ، وقيل أبو إبراهيم، وقيل أبو وهب، أمّه أم جميل بنت المجلل العامريّة. [يقال إنه] «1» ولد بأرض الحبشة، وهاجر أبواه، ومات أبوه بها، فقدمت به أمّه إلى المدينة مع أهل السفينين، فروى عبد اللَّه بن الحارث بن محمد بن حاطب، عن أبيه عن جدّه، قال: لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي- يعني إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، هذا ابن أخيك، وقد أصابه هذا الحرق من النّار، فادع اللَّه له ... الحديث. ورواه أيضا عبد الرحمن بن عثمان بن محمد الحاطبي، عن أبيه، عن جدّه، أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والبغوي، وفيه أن أمه قالت: يا رسول اللَّه، هذا محمّد بن حاطب، وهو أوّل من سمع بك. قالت: فمسح على رأسك، وتفل في فيك، ودعا لك بالبركة. وأخرج ابن أبي خيثمة، عن محمد بن سلام الجمحيّ، قال: وحدّثني بعض أصحابنا، قال: هو أول من سمي في الإسلام محمدا. ولد بأرض الحبشة، وأرضعته أسماء بنت عميس مع ابنها عبد اللَّه بن جعفر، وأرضعت أمّ محمّد عبد اللَّه بن جعفر، فكانا يتواصلان على ذلك، حتى ماتا. وقال ابن شاهين: سمعت البغويّ يقول: هو أول من سمي في الإسلام محمدا، قال: وكان يكنى أبا القاسم، وجزم ابن سعد بأنّ كنيته أبو إبراهيم، وقال الهيثم: مات في ولاية بشر على العراق. وقال غيره: سنة أربع وسبعين. وأخرج من طريق أبي مالك الأشجعيّ، قال: قال لي ابن حاطب خرج: حاطب وجعفر إلى النجاشي فولدت أنا في تلك السفينة، قلت: والّذي اشتهر أنه ولد بأرض الحبشة محمول على المجاز، لأنه ولد قبل أن يصلوا إليها. وقد روى محمد بن حاطب عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن أمه، وعن عليّ. روى عنه أولاده: إبراهيم، وعمر، والحارث، وأبو بلج، وأبو مالك الأشجعي، وهو ابن [محمد] » ، وسماك بن حرب وغيرهم. وقيل: مات سنة ست وثمانين. 7782- محمد بن حبيب النضري «3» : بالنّون، ويقال المصريّ، بكسر الميم، وهو   (1) سقط في أ. (2) بياض في ج. (3) التاريخ الكبير 1/ 18- تهذيب التهذيب 9/ 107- تهذيب الكمال 3/ 1185- تقريب التهذيب 2/ 153- خلاصة تذهيب 2/ 391- الكاشف 3/ 31، الجرح والتعديل 7/ 225- المصباح المضيء 1/ 189- 2/ 89- تجريد أسماء الصحابة 2/ 56. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 8 الأشهر، ووقع عند أبي عمر بضم الميم، وفتح الضاد المعجمة، وقال قال ابن مندة: لا يعرف في الشّاميين، ولا في المصريين ذكره في الصّحابة، وأخرج البغويّ وغيره من طريق الوليد بن سليمان، عن بسر بن عبيد اللَّه، عن ابن محيريز، عن عبد اللَّه بن السعديّ، عن محمد بن حبيب، قال: أتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلنا: يا رسول اللَّه، إن رجلا يقولون، قد انقطعت الهجرة: فقال: «لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفّار» . وقال البغويّ: رواه غير واحد، عن ابن محيريز، عن عبد اللَّه بن السعديّ- أن النسائيّ أخرجه من طريق أبي إدريس عن عبد اللَّه بن السعديّ، ليس فيه محمد بن حبيب. 7783- محمد بن أبي حذيفة «1» بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف العبشميّ، أبو القاسم. ولد بأرض الحبشة، وكان أبوه من السّابقين الأولين، وهو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه كما سيأتي في الكنى. وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية قال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة: ولد محمد بن أبي حذيفة بأرض الحبشة، وكذا قال ابن إسحاق، والواقديّ، وابن سعد. وذكره الواقديّ فيمن كان يكنى أبا القاسم، واسمه محمد بن الصّحابة، واستشهد أبوه أبو حذيفة باليمامة فضم عثمان محمدا هذا إليه وربّاه، فلما كبر واستخلف عثمان استأذنه في التوجه إلى مصر، فأذن له، فكان من أشد الناس تأليبا عليه. ذكر أبو عمر الكنديّ في أمراء مصر أن عبد اللَّه بن سعد أمير مصر لعثمان كان توجه إلى عثمان لما قام الناس عليه، فطلب أمراء الأمصار فتوجه إليه، وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين، واستناب عقبة بن عامر. وفي نسخة ابن مالك: فوثب محمد بن أبي حذيفة على عقبة، فأخرجه من مصر وذلك في شوال منها، ودعا إلى خلع عثمان، وأسعر البلاد، وحرّض الناس على عثمان.   (1) أسد الغابة ت 4720، الاستيعاب ت 2354، المحبر 104، 274، التاريخ الصغير 1/ 81، تاريخ الطبري 5/ 105، الولاة والقضاة 14، جمهرة أنساب العرب 77، تاريخ ابن عساكر 15/ 106، الكامل 3/ 265، الوافي بالوفيات 2/ 328، العقد الثمين 1/ 454. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 9 وأخرج من طريق اللّيث، عن عبد الكريم بن الحارث الحضرميّ- أن ابن أبي حذيفة كان يكتب الكتب على ألسنة أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في الطّعن على عثمان، كان يأخذ الرواحل فيحصرها، ثم يأخذ الرجال الذين يريد أن يبعث بذلك معهم، فيجعلهم، على ظهور بيت في الحر، فيستقبلون بوجوههم الشمس ليلوّحهم تلويح المسافر، ثم يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة، ثم يرسلوا رسلا يخبروا بقدومهم، فيأمر بتلقيهم، فإذا لقوا الناس قالوا لهم: ليس عندنا خبر، الخبر في الكتب، فيتلقاهم ابن أبي حذيفة، ومعه الناس، فيقول لهم الرسل: عليكم بالمسجد، فيقرأ عليهم الكتب من أمهات المؤمنين: إنا نشكو إليكم يا أهل الإسلام كذا وكذا ... من الطّعن على عثمان، فيضجّ أهل المسجد بالبكاء والدعاء. ثم روى من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: بايع أهل مصر محمد بن أبي حذيفة بالإمارة إلا عصابة منهم معاوية بن حديج وبسر بن أرطاة، فقدم عبد اللَّه بن سعد حتى إذا بلغ القلزم وجد هناك خيلا لابن أبي حذيفة، فمنعوه أن يدخل، فانصرف إلى عسقلان، ثم جهز ابن أبي حذيفة الذين ثاروا على عثمان وحاصروه إلى أن كان من قتله ما كان، فلما علم بذلك من امتنع من مبايعة ابن أبي حذيفة اجتمعوا وتبايعوا على الطّلب بدمه، فسار بهم معاوية بن حديج إلى الصعيد، فأرسل إليهم ابن أبي حذيفة جيشا آخر، فالتقوا، فقتل قائد الجيش، ثم كان من مسير معاوية بن أبي سفيان إلى مصر لما أراد المسير إلى صفّين، فرأى ألّا يترك أهل مصر مع ابن أبي حذيفة خلفه، فسار إليهم في عسكر كثيف، فخرج إليهم ابن أبي حذيفة في أهل مصر، فمنعوه من دخول الفسطاط، فأرسل إليهم: إنا لا نريد قتال أحد، وإنما نطلب قتلة عثمان، فدار الكلام بينهم في الموادعة، و؟ استخلف ابن أبي حذيفة على مصر الحكم بن الصّلت بن مخزمة بن المطّلب بن عبد مناف، وخرج مع جماعة منهم: عبد الرحمن بن عديسى، وكنانة بن بشر، وأبو شمر بن أبرهة بن الصباح، فلما بلغوا به غدر بهم عسكر معاوية وسجنوهم إلى أن قتلوا بعد ذلك. وذكر أبو أحمد الحاكم أن محمد بن أبي حذيفة لما ضبط مصر، وأراد معاوية الخروج إلى صفّين بدأ ب «مصر» أولا فقاتله محمد بن أبي حذيفة بالعريش إلى أن تصالحا، وطلب منه معاوية ناسا يكونون تحت يده رهنا ليأمن جانبهم إذا خرج إلى صفّين، فأخرج محمد رهنا عدّتهم ثلاثون نفسا، فأحيط بهم وهو فيهم فسجنوا. وقال أبو أحمد الحاكم: خدع معاوية محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى العريش في ثلاثين نفسا، فحاصره ونصب عليه المنجنيق، حتى نزل على صلح، فحبس ثم قتل. وأخرج ابن عائذ من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب، قال: فرّقهم معاوية الجزء: 6 ¦ الصفحة: 10 بصفّين، فسجن ابن أبي حذيفة ومن معه في سجن دمشق، وسجن ابن عديس والباقين في سجن بعلبكّ. وأخرج يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق ابن المبارك، عن حرملة بن عمران عن عبد العزيز بن عبد الملك السّليحي، حدثني أبي، قال: كنت مع عقبة بن عامر قريبا من المنبر، فخرج ابن أبي حذيفة، فخطب الناس، ثم قرأ عليهم سورة- وكان قارئا، فقال عقبة: صدق رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، «ليقرأنّ القرآن ناس لا يجاوز تراقيهم» . فسمعه ابن أبي حذيفة، فقال: إن كنت صادقا إنك لمنهم. وأخرج البغويّ من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: كان رجال من الصّحابة يحدثون أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «يقتل بجبل الخليل والقطران من أصحابي أو من أمّتي ناس» ، فكان أولئك النفر الذين قتلوا مع محمد بن أبي حذيفة هناك. ورواه أبو عمر الكنديّ من وجه آخر، عن الليث، قال: قال محمد بن أبي حذيفة: هذه الليلة التي قتل فيها عثمان، فإن يكن القصاص بعثمان فسيقتل في غد، فقتل في الغد. وذكر خليفة بن خياط في تاريخه أنّ عليا لما ولي الخلافة أقرّ محمد بن أبي حذيفة على إمرة مصر، ثم ولّاها محمد بن أبي بكر. واختلف في وفاته، فقال ابن قتيبة: قتله رشدين مولى معاوية، وقال ابن الكلبيّ: قتله مالك بن هبيرة السكونيّ. 7784- محمد بن حزم الأنصاريّ «1» . ذكره البغويّ، وقال: ذكره البخاريّ فيمن روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ولا يعرف، وكذا قال ابن شاهين، لم يزد. وقال أبو نعيم: ذكره أبو العباس الهروي في المحمدين في الصّحابة، وذكر روايته عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «ليكمل أمّتي يوم القيامة سبعين أمية نحن أخرها وخيرها» . وقال ابن مندة: محمد بن حزم تابعيّ. روى عنه قتادة ولا يعرف، وقال ابن الأثير: [الّذي لا يعرف] «2» محمد بن عمرو بن حزم الآتي فلعله نسب إلى جده.   (1) أسد الغابة ت 4721، تجريد أسماء الصحابة 2/ 56. (2) سقط في أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 11 7785- محمد بن حطاب «1» بن الحارث بن معمر الجمحيّ، ابن عم محمد بن حاطب. تقدم نسبه قريبا، قال ابن عبد البرّ: ولد أيضا بأرض الحبشة. وقيل: قبل الهجرة إلى أرض الحبشة، فهو أسنّ من محمد بن حاطب، كذا قال. وقد تقدم أن محمد بن حاطب أول من سمي محمّدا في الإسلام من المهاجرين، فيكون أسنّ. وأخرج أحمد من طريق عثمان بن محمد، عن أم محمد بن حاطب، أنها لما أحضرت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ابنها «2» قالت: هذا محمد بن حاطب، وهو أول من سمي باسمك، وقد تقدم في ترجمة محمد بن حاطب. وأخرج أبو الفرج الأصبهانيّ من وجهين، عن عبد الملك بن عمير، قال: أتى عمر ابن الخطاب بحلل فقال: عليّ بالمحمّدين، فأتى بمحمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن طلحة، ومحمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن حاطب، وابن عمه محمد بن حطّاب، وكلهم سمّاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم محمدا، فذكر قصته، فإن كان محفوظا حمل على المجاز، أي أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أقرهم على ذلك. 7786- محمد بن خليفة: بن عامر. قال ابن القداح: شهد الفتح، وكان اسمه عبد مناة، فسماه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم محمدا. أخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه. 7787- محمد بن أبي درّة الأنصاري. قال ابن القداح: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وشهد فتح مكّة. ذكره ابن شاهين أيضا عن «3» أبي داود، عنه. 7788- محمد بن ركانة «4» : بن عبد يزيد المطلبيّ القرشيّ. يأتي في القسم الأخير إن شاء اللَّه تعالى. 7789- محمد بن زيد «5» .   (1) أسد الغابة ت 4722، الاستيعاب ت 2355. (2) في أ: ابنها وهو صغير قالت. (3) في أ: عن ابن أبي داود. (4) أسد الغابة ت 4729. (5) أسد الغابة ت 4732، الاستيعاب ت 2358. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 12 قال ابن مندة: أخرجه أبو حاتم الرازيّ في الوحدان، وهو وهم، ثم أخرج من طريقه بسند له إلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء عن محمد بن زيد، قال: أهدي لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لحم صيد فأبى أن يأكله، قال: وهذا رواه قيس بن سعد، عن عطاء بن عباس. قلت: أخرجه أبو داود، والنسائي من طريق حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن ابن عبّاس، عن زيد أرقم، وأكثر الطّبراني من تخريج طرقه. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر هذا الحديث. روى عن عطاء بن أبي رباح، وكذا قال ابن عبد البرّ، وهو على الاحتمال لجواز التعدد مع بعده بقرينة كثرة خطا محمد بن عبد الرّحمن. 7790- محمد بن أبي سفيان «1» . له ذكر في كتاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم للداريين، ذكره ابن مندة من رواية سعيد بن زياد «2» ، عن آبائه، عن أبي هند الداريّ في قصة إسلامه، وأمر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يكتب له الكتاب الّذي طلبه، وذكر فيه شهادة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ومحمد بن أبي سفيان. وقد تعقّبه أبو نعيم بأنّ الصّواب في هذا معاوية بن أبي سفيان لا محمد. قلت: هو على الاحتمال أيضا. 7791- محمد بن أبي سلمة «3» بن عبد الأسد المخزومي. قال ابن حبّان: له صحبة، وقال البغويّ ذكره بعض من ألف في الصّحابة، وأنكر عليه، حكاه ابن شاهين عن البغويّ. 7792- محمد بن سليمان «4» بن رفاعة بن خليفة بن أبي كعب. قال ابن القداح: شهد أحدا، وحضر فتح العراق، وقتل يوم صفّين. ذكره ابن شاهين عن ابن أبي داود، عن ابن القداح.   (1) أسد الغابة ت 4735. (2) في ب: زبار. (3) أسد الغابة ت 4736. (4) أسد الغابة ت 4737. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 7793- محمد بن صفوان الأنصاريّ «1» : من بني مالك بن الأوس. ذكر ذلك العسكريّ، وقيل فيه: صفوان بن محمد، والأول أصوب. وأخرج أحمد وأصحاب السنن، وابن حبّان، والحاكم في صحيحيهما من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي، عنه- أنه أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بأرنبين ذبحهما بمروة على الشّك. وأخرجه عليّ بن عبد العزيز في مسندة من رواية حماد بن سلمة، عن داود، فقال: عن محمد بن صفوان بالجزم. وكذا أخرجه البغويّ من طريق شعبة، ومن طريق عبيدة بن سليمان، وحكى ابن شاهين عن البغويّ أنه الراجح، وقال: لا أعلم لمحمد بن صفوان غيره. 7794- محمد بن صيفيّ «2» بن أمية بن عابد بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم. قال ابن القداح: له صحبة، ذكره ابن شاهين عن «3» أبي داود، وقال أبو عمر: لا رؤية له «4» وفي صحبته نظر. وهو سبط خديجة بنت خويلد، أمه هند بنت عتيق بن عامر بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، وأمّها خديجة. وعابد: بالموحدة والدال المهملة. قلت: ذكر الزّبير بن بكّار ما يقوّي قول ابن القداح فإنه لما ذكر أباه قال: كان له رفاعة، وبه كان يكنى، وصيفي بن أمية يوم بدر. انتهى. ومن يقتل أبوه ببدر وهي في السنة الثانية من الهجرة يكون أدرك من العهد النبويّ ثمان سنين فأكثر، فلا يسمى محمدا إلّا وقد أسلّم أبوه وأمه، فلعله ولد بعد قتل أبيه، وأسلمت أمه فسمّيته محمدا أو بعض أهله إن كانت أمّه ماتت قبل تسميته.   (1) أسد الغابة ت 4741، الاستيعاب ت 2359، الثقات 3/ 364، التاريخ الكبير 1/ 13- تهذيب التهذيب 9/ 231، تهذيب الكمال 3/ 1212- تقريب التهذيب 2/ 171، خلاصة تذهيب 2/ 416- الكاشف 3/ 54، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، الجرح والتعديل 7/ 287- التحفة اللطيفة 3/ 587، الطبقات 136- تجريد أسماء الصحابة 2/ 58، بقي بن مخلد 276. (2) أسد الغابة ت 4742، الاستيعاب ت 2360، الثقات 3/ 365، التاريخ الكبير 1/ 14، الكاشف 3/ 54- تلقيح فهو أهل الأثر 371- الجرح والتعديل 7/ 287- الطبقات الكبرى 2476- تجريد أسماء الصحابة 2/ 59، بقي بن مخلد 340. (3) في أ: عن ابن أبي داود. (4) في أ: رواية. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 14 7795- محمد بن صيفي: بن سهل «1» بن الحارث الخطي الأنصاريّ. نسبه هشيم في روايته عن حصين، عن الشعبيّ عنه حديثا مرفوعا في صيام يوم عاشوراء. ويقال: إنه نزل الكوفة. وأخرج له أحمد، والنسائيّ وابن ماجة، وابن خزيمة، والحاكم في صحيحيهما، من طريق حصين، عن الشّعبي، عن محمد بن صيفي في صوم يوم عاشوراء، وسنده صحيح. وأخرج البغويّ، من طريق الأعمش وغيره، عن الشّعبي، عن محمد بن صيفي، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأرنبين ... الحديث. وقال البغويّ: هذا وهم، والصّواب محمد بن صفوان «2» - يعني كما تقدم في الّذي قبله. 7796- محمد بن ضمرة «3» بن الأسود بن عباد بن غنم «4» بن سواد. ذكر ابن القداح أنّ النبيّ- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاه محمدا، وشهد فتح مكّة. أخرجه ابن شاهين عن أبي داود، عنه. 7797- محمد بن طلحة بن «5» عبيد اللَّه القرشيّ التيميّ «6» . تقدم نسبه في ترجمة أبيه، أحد العشرة، ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقالوا: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرح البخاريّ، والبغويّ، والطبراني، وغيرهم، من طريق هلال الوزّان «7» ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: نظر عمر إلى عبد الحميد- يعني ابن زيد بن الخطاب، وكان اسمه محمدا ورجل يقول له: فعل اللَّه يا محمد، وفعل، فقال له عمر: لا أرى محمدا يسبّ بك، واللَّه لا يدعى محمدا أبدا ما دمت حيّا، فسماه عبد الرحمن. وأرسل إلى بني   (1) أسد الغابة ت 4743. (2) في أ: سفيان. (3) أسد الغابة ت 4744. (4) في أ: عثمان. (5) في أ: وابن. (6) أسد الغابة ت 4745، الاستيعاب ت 2362، طبقات ابن سعد 5/ 52، نسب قريش لمصعب 281، طبقات خليفة ت 1994، المعارف 231، الجرح والتعديل، 2 مجلد 3/ 291، مستدرك الحاكم 3/ 374، العقد الثمين 2/ 36، تعجيل المنفعة 366، شذرات الذهب 1/ 43. (7) في أ: الوراق. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 15 طلحة وهم سبعة، وسيّدهم وكبيرهم محمد لتغيير أسمائهم، فقال له محمد: أذكرك اللَّه يا أمير المؤمنين، فو اللَّه لمحمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاني محمّدا، فقال عمر، قوموا فلا سبيل إلى تغيير شيء سمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرج ابن مندة، من طريق يوسف بن إبراهيم الطّلحي، عن أبيه إبراهيم بن محمّد- أنّ طلحة قال: سمى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ابني محمدا، وكناه أبا القاسم. وأخرج الزّبير بن بكّار، من طريق راشد بن حفص الزهري، قال: أدركت أربعة من أبناء الصحابة كلّ منهم يسمى محمّدا، ويكنى أبا القاسم: ابن أبي بكر، وابن علي، وابن سعد، وابن طلحة. وأخرج ابن قانع، وابن السّكن، وابن شاهين، من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن ظئر محمد بن طلحة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمحمد بن طلحة حين ولد ليحنّكه، ويدعو له، وكان يفعل ذلك بالصبيان، فقال لعائشة: «من هذا» ؟ قالت: محمد بن طلحة، فقال: «هذا سميي هذا أبو القاسم» . ومن طريق محمد بن زيد بن المهاجر، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، قال: لما ولدت حمنة بنت جحش محمد بن طلحة جاءت به إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسماه محمّدا، وكناه أبا سليمان. وأخرجه ابن مندة من وجه آخر، عن إبراهيم بن محمد عن طلحة، عن أبيه، أنه ذهب به إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين ولد فسماه محمّدا، وقال: هو أبو سليمان، لا أجمع له بين اسمي وكنيتي. وقال ابن مندة: المشهور الأول. وكان محمد كثير العبادة، وكان يقال له السجّاد. وأخرج البغويّ، من طريق حصين بن عبد الرحمن عن أبي جميلة الطهويّ، قال: لما كان يوم الجمل قال محمد بن طلحة لعائشة: يا أمّ المؤمنين، قالت: كن كخير ابني آدم، قال: فأغمد سيفه، وكان قد سلّه ثم قام حتى قتل. قال البغويّ: قال غيره: قتله شريح بن أوفى فمر به عليّ، فقال: هذا السجّاد قتله برّه بأبيه، وكان ذلك في سنة ستّ وثلاثين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 16 واختلف في اسم قاتله، وذكر البخاريّ في تفسير غافر تعليقا ما يقوّي ما قال البغويّ أنّ اسم قاتله شريح بن أبي أوفى: يذكّرني حم والرّمح شاجر ... فهلّا تلا حكم قبل التّقدّم [الطويل] وهي أبيات أولها: وأشعث «1» قوّام بآيات ربّه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلّم «2» [الطويل] قال ابن عبد البرّ: وقيل: اسم قاتله كعب بن مدلج، وقيل: شداد بن معاوية، وقيل عصام بن مقشعر، وقيل: الأشتر، وقيل عبد اللَّه بن مكعبر، وقيل: غير ذلك، وقد ذكرتها منسوبة لقائلها في «فتح الباري» . 7798- محمد بن عاصم بن ثابت «3» بن أبي الأقلح الأنصاريّ. قال ابن مندة: له ذكر في حديث، وأبوه صحابيّ شهير، استشهد ببئر معونة، وذكر ابن القداح أنه شهد بيعة الرضوان وما بعدها، وأورد ابن «4» مندة بسند له أنّ ابن عمر شهد جنازته، فكان بين عمودي سريره. وذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود فيمن شهد بيعة الرضوان. قلت: وذلك قيل موت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بنحو ستّ سنين، فكأنه لم يقف على كلام ابن أبي داود، فإن بيعة الرضوان كانت سنة الهجرة، فأقلّ ما يكون سنّ من شهدها يزيد على خمس عشرة، فهو صحابيّ لا محالة، وإن لم يثبت شهود بيعة الرّضوان يكون من أجل تاريخ موت والده أدرك من الحياة النبويّة ستّ سنين أو يزيد. وقال ابن مندة أيضا: له ذكر في حديث، ثم أورد من طريق عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة، قال: كان عبد اللَّه بن عمر شهد محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بين عمودي سريره، كأني انظر إلى صفرة لحيته.   (1) في ب: وأشعب. (2) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (2362) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (4745) ، وكتاب نسب قريش: 288. (3) أسد الغابة ت 4746. (4) في أ: أخرجه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 17 قلت: قال ابن الأثير: استدركه أبو موسى، وقد ذكره ابن مندة، ولا وجه لاستدراكه. قلت: إنما ذكره مضموما إلى خمسة كلّ منهم اسمه محمد، ذكرهم ابن شاهين، فحكى أبو موسى كلامه، لكنه لم ينبه على أنّ ابن عاصم غير داخل في استدراكه. 7799- محمد بن عباس: بن نضلة. تقدم نسبه في ترجمة أبيه، قال ابن القداح: سمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم محمدا، وشهد فتح مكّة، أخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه. 7800- محمد بن عبد اللَّه: بن أبيّ الأنصاري الخزرجيّ، ولد رئيس الخزرج المشهور بالنفاق. تقدّم نسبه في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن عبد اللَّه، ذكره ابن مندة في الصّحابة، وأخرج من طريق رشاد الحماني، عن ثابت البناني، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، قال: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: يا معشر الأنصار، إنّ اللَّه عزّ وجلّ قد أحسن عليكم الثّناء في الطهور، فكيف تصنعون؟ قلنا: يا رسول اللَّه، كان فينا أهل الكتاب، فكان أحدهم إذا جاء من الغائط غسل بالماء طرفيه، فغسلنا، فقال: وإنّ اللَّه أحسن عليكم الثّناء ... الحديث. قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلا من حديث جعفر بن عبد اللَّه السالمي، عن الربيع بن بدر، عن جعفر، وأن الثلاثة ضعفاء، قال: وروى من حديث عبد اللَّه بن سلام، ومن حديث محمد بن عبد اللَّه بن سلام، ورجح أبو نعيم هذه الرواية، فقال: وهم فيه جعفر. والصّواب محمد بن عبد اللَّه بن سلام. قلت: وهو على الاحتمال في تعدّد القصّة. 7801- محمد بن عبد اللَّه: بن جحش الأسديّ «1» . تقدم نسبه في ترجمة أبيه، وهو ابن أخي زينب أم المؤمنين، ولأمّه فاطمة بنت أبي حبيش صحبة.   (1) أسد الغابة ت 4748، الاستيعاب ت 2363، الثقات 3/ 363- التاريخ الكبير 1/ 12- تهذيب التهذيب 9/ 250- تهذيب الكمال 3/ 1218- تقريب التهذيب 2/ 175- خلاصة تذهيب 2/ 420- الكاشف 3/ 58- تلقيح فهوم أهل الأثر 1/ 37- العقد الثمين 2/ 51- الجرح والتعديل 7/ 295- التحفة اللطيفة 3/ 593، الطبقات الكبرى 3/ 297، 8/ 114- الطبقات 12، 135- تجريد أسماء الصحابة 2/ 59، بقي ابن مخلد 236. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 وذكر الواقديّ أنه ولد قيل الهجرة بخمس سنين، وحكاه الطبريّ، فقال فيما قيل: قال البخاريّ: له صحبة. وقال ابن حبان: سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرج الزبير بن بكّار، من طريق محمد بن أبي يحيى، حدثني أبو كثير هو مولى محمد بن عبد اللَّه «1» بن جحش «2» ، وكانت له صحبة، فذكر الحديث في التشديد في الدين، وفي فضل الجماع. وأخرجه أحمد، وابن أبي خيثمة، والبغويّ، وغيرهم. وفي رواية بعضهم: كنّا جلوسا في موضع الجنائز مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وصرّح بعضهم بقوله: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومداره على العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى محمد بن عبد اللَّه بن جحش عنه. وأخرج حديثه في ستر العورة أحمد، والنسائي، وابن ماجة، وعلّقه البخاريّ، وصححه الحاكم. وقال ابن سعد: يكنى أبا عبد اللَّه قتل أبوه بأحد، فأوصى به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاشترى له مالا بخيبر وأقطعه دارا بالمدينة. وأخرج البغويّ من طريق علي بن زيد، عن أنس، عن سعيد بن المسيّب- أنّ عمر كتب أبناء المهاجرين ممّن شهد بدرا في أربعة آلاف، منهم محمد بن عبد اللَّه بن جحش. 7802- محمد» بن عبد اللَّه: بن أبي سعد المذحجي، ثم الحكمي. ذكر الزّبير بن بكّار أنّ أمه آمنة بنت عفّان أخت عثمان، وأمها أروى بنت كريز أسلمتا معا، وسيأتي ذكرهما، ولم يذكروا عبد اللَّه في الصّحابة، فكأنه مات قبل الفتح، فيكون ابنه من أهل القسم أو الّذي بعده. 7803- محمد بن عبد اللَّه: بن سلام بن الحارث الإسرائيليّ «4» . ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال ابن حبان يقال: له صحبة. وقال ابن شاهين: قال   (1) سقط في أ. (2) في أ: سمعت محمد بن عبد اللَّه بن حسن وكانت له صحبة. (3) هذه الترجمة سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 4750، الاستيعاب ت 2364، الثقات 3/ 364، التاريخ الكبير 1/ 18- بقي بن مخلد 850- الاستبصار 195- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- الجرح والتعديل 7/ 97- التحفة اللطيفة 3/ 598- تجريد أسماء الصحابة 2/ 59. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 ابن أبي داود، روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا. وقال ابن مندة: رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وسمع منه. وقال أبو عمر: له رؤية ورواية محفوظة. وأخرج أحمد، والبخاريّ في تاريخه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن قانع والبغويّ، والطبرانيّ، وابن مندة، من طريق مالك بن مغول، عن سيار، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد اللَّه بن سلام، قال: قدم علينا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «ما الّذي أثنى اللَّه عليكم» فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [التوبة: 108]- قال: نستنجي بالماء. وأخرجه البغويّ، عن أبي هشام الرفاعيّ، عن يحيى بن آدم، عن مالك بن مغول، كذلك، لكن قال فيه: لا أعلمه إلّا عن أبيه. قال أبو هشام: وكتبته من أصل كتاب يحيى بن آدم: ليس فيه عن أبيه. وقال البغويّ: حدث به الفريابي، عن مالك بن مغول، عن سيّار، عن شهر، عن محمد، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يذكر أباه. وقال ابن مندة: رواه داود بن أبي هند، عن شهر، مرسلا، لم يذكر محمّدا، ولا أباه. ورواه سلمة بن رجاء، عن مالك بن مغول، فزاد فيه: عن أبيه. وقال أبو زرعة الرّازيّ: الصّحيح عندنا عن محمد، ليس فيه عن أبيه. واللَّه أعلم. 7804- محمد بن عبد اللَّه: غير منسوب «1» . ذكره الباورديّ، وأورد له من طريق حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن محمد بن عبد اللَّه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأى امرأة تأكل بشمالها، فقال: «لا تأكلي بها ولا تشربي بها «2» » . وهذا يحتمل أن يكون ولد ابن سلام. 7805- محمد بن عبد اللَّه: بن مجدعة الأنصاري. ذكر ابن القداح أنه شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، وكان في الحرس يوم بني قريظة، وأورده ابن شاهين عن ابن أبي داود، عنه. 7806- محمد بن أبي عبس بن جبر الأنصاريّ «3» .   (1) أسد الغابة ت 4775. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 4754. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 20 أبوه مشهور في الصّحابة، وأما هو فذكره ابن مندة، فقال: ذكره ابن منيع، والحديث عن أبيه، كذا اختصره، وأشار إلى ما أخرجه البغويّ، من طريق محمد بن طلحة التيمي، عن محمد بن أبي عبس بن جبر، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من لي بابن الأشرف» ؟ فقال محمّد بن سلمة: أنا ... الحديث في قصّة قتل كعب بن الأشرف. وأشار ابن مندة إلى أن الضّمير في قوله: «عن جدّه» لأبي عبس بن محمد، فيكون الحديث لأبي عبس بن جبر، لا لولده محمد، ولكن قد ذكر ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عن ابن القداح- أنّ محمدا شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها. 7807- محمد بن عبيدة: بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف القرشيّ المطلبيّ. كان أبوه من السّابقين، وقد تقدم، وهو أحد الثلاثة الذين بارزوا يوم بدر ومات من الضّربة التي ضربها يومئذ، فأما محمد فذكره البلاذريّ وغيره في أولاد عبيدة. 7808- محمد بن عثمان: بن بشر بن عبيد بن دهمان «1» بن يسار بن مالك بن حطيط الثقفيّ. ذكر الزّبير بن بكّار أن أمّه ريحانة بنت أبي العاص بن أمية ابن أخت الحكم والد مروان، ولم أر لوالده ذكرا في الصّحابة، وكأنه مات قبل الفتح، وأسلمت أمّه، فلذلك سمّي محمدا. وقد تقدم محمد بن عبد اللَّه بن أبي سعد المذحجي. وقصته تشبه هذه القصّة، وأمّ هذا خالة أمّ ذاك. 7809- محمد بن عدي «2» : بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد المنقريّ. ذكره ابن سعد، والبغويّ، والباورديّ، وابن السّكن، وغيرهم في الصّحابة. وقال ابن سعد: عداده في أهل الكوفة. وقال ابن شاهين: له صحبة. وأورد من طريق العلاء بن الفضل بن أبي سويّة المنقري: حدّثني أبي الفضل بن عبد الملك، عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية، عن أبيه أبي سويّة، عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري، قال: سألت محمد بن عدي بن ربيعة: كيف سماك أبوك في الجاهلية محمّدا؟ قال: أما إني سألت أبي عما سألتني عنه، فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع، ويزيد بن   (1) في أ: دهمان بن عبد اللَّه بن دهمان بن يسار. (2) أسد الغابة ت 4755. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 21 عمرو بن ربيعة بن حرقوص بن مازن، وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد ابن جفنة الغسّاني بالشام، فلما وردنا بالشام ونزلنا على غدير وعليه سمرات وقربه قائم الديراني، فقلنا: لو اغتسلنا من هذا الماء وادّهنا ولبسنا ثيابنا، ثم أتينا صاحبنا، ففعلنا فأشرف علينا الديراني، فقال: إن هذه للغة قوم ما هي بلغة أهل هذا البلد! فقلنا: نحن قوم من مضر. قال: من أيّ المضائر؟ قال: قلنا: من خندف. فقال: أما إنه سيبعث منكم وشيكا نبيّ، فسارعوا إليه وخذوا حظّكم منه ترشدوا، فإنه خاتم النبيين. فقلنا: ما اسمه؟ قال: محمد. فلما انصرفنا من عند ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمدا لذلك. وأخرجه أبو نعيم من طريق أبي بكر بن [خزيمة، حدّثني صالح بن مسمار إملاء، حدّثنا العلاء بن الفضل] «1» ، قال أبو نعيم: وحدثنا عاليا الطّبرانيّ، حدّثنا العلاء. قلت: هو في «المعجم الأوسط» ولم يذكره في «المعجم الكبير» . وقد أنكر ابن الأثير على ابن مندة إخراج محمد بن عديّ في الصّحابة، ولا إنكار عليه، لأنّ سياقه يقتضي أن لمحمد بن عديّ صحبة، بخلاف محمد بن سفيان بن مجاشع، فقد أنكر أبو موسى على أبي نعيم ذكره، وألزمه بذكر محمد بن أسامة ومحمد بن يزيد بن ربيعة، فإنه ليس في حديث أحد منهم أنه بقي إلى العهد النبويّ. 7810- محمد بن عقبة: بن أحيحة الأنصاريّ. ذكر ذلك البلاذريّ فيمن سمّي محمدا في الجاهلية، وقد ذكر أبو موسى عن بعض الحفّاظ أنه عدّه فيمن سمّي محمدا قبل البعثة. وقد تقدم ذكر محمد بن أحيحة، فما أدري هو هذا أو عمه. ثم رأيت في رجال الموطأ لأبي عبد اللَّه محمد بن يحيى الحذّاء عقب ما نقلته عنه في ترجمة أحيحة بن الجلاح- قال: ولأحيحة ابن يسمى عقبة، ولعقبة ابن يسمى محمّدا، ولمحمد بنت هي والدة فضالة بن عبيد الصّحابي المشهور، ولمحمد ابن يسمى المنذر، استشهد يوم بئر معونة، فالظّاهر أن محمد بن عقبة مات قبل الإسلام. فاللَّه أعلم. 7811- محمد بن علبة القرشي «2» . ذكره عبد الغنيّ بن سعيد، وقال: له صحبة. وضبط أباه بضم المهملة وسكون اللام بعدها موحدة، وتبعه ابن ماكولا.   (1) سقط في ج. (2) أسد الغابة ت 4757، الاستيعاب ت 2366. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 22 وأخرج ابن مندة من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران، عن هبيب، بموحدتين مصغّرا، ابن مغفل، بضم الميم وسكون المعجمة وفاء مكسورة وبعدها لام- أنه رأى محمد بن علبة القرشي يجرّ إزاره، فنظر إليه هبيب، فقال: أما سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ويل للأعقاب من النّار» ؟. وهذا الحديث صحيح السّند، وهبيب صحابي معروف بهذا الحديث. وأخرجه أحمد من هذا الوجه، لكن لفظه: عن هبيب أنه رأى محمّدا القرشيّ يجرّ إزاره، فنظر إليه وقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث، كذا عنده: سمعت بلفظ المثناة. وله فيه قصّة. أخرجه ابن يونس من وجه آخر، عن أبي يزيد أن أبا عمران أخبره قال: بعثني سلمة بن مخلد إلى صاحب الحبشة، فلما حضرت بالباب وجدت هبيب بن مغفل صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومحمد بن علبة القرشي، فأذن لمحمد فقام يجرّ إزاره، فنظر إليه هبيب، فقال: سمعت ... الحديث. وهكذا أخرجه النّسائيّ، من وجه آخر عن يزيد بالحديث دون القصّة، ولم أر عند أحد ممّن أخرجه بلفظ أما سمعت، بزيادة أما التي للاستفهام، وسمعت بفتح التاء، وجوّز بعض المؤلفين في الصّحابة أنها كانت أنا بنون بدل الميم، واعتمد ابن مندة على الرّواية التي وقعت له حيث ذكر محمد بن علبة في الصّحابة، ولعل ذلك مستند عبد الغني بن سعيد أيضا. وأخرج أبو نعيم الحديث من طريق مسند أحمد، وقال: ظن بعض المتأخرين أنّ ذكر هبيب لمحمد يقتضي صحبته، ولو كان يعدّ من يجالس صحابيا أو يخالطه الصّحابي صحابيا لكثر هذا النوع. وتعقبه ابن الأثير فأقام عذر ابن مندة. قلت: وأبو نعيم لم يتأمل سياق ابن مندة الّذي يؤخذ منه أن لمحمد صحبة، وتكلم على السياق الّذي وقع من مسند أحمد، وهو لا يقتضي ذلك. 7812- محمّد بن عمرو: بن العاص بن وائل القرشيّ السهميّ «1» . تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد اللَّه، ووالده عمرو. وذكر العدويّ في الأنساب أنّ محمّدا صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو صغير. وقال ابن سعد: أمه بلويّة. وقال ابن البرقي: اسمها خولة بنت حمزة بن السليل.   (1) أسد الغابة ت 4759، الاستيعاب ت 2368. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 وذكر ابن سعد، عن الواقديّ بأسانيد له- أن عثمان لما عزل عمرو بن العاص عن مصر قدم المدينة فجعل يطعن على عثمان، فبلغ عثمان فزجره، فخرج إلى أرض له بفلسطين، فأقام بها إلى أن بلغه قتل عثمان، ثم بلغته بيعة عليّ، ثم بلغته وقعة الجمل ومخالفة معاوية، فأراد اللحاق به لعلمه أنّ عليا لا يشركه في أمره، فاستشار ولديه: عبد اللَّه ومحمدا، فأشار عليه عبد اللَّه بأن يتربّص حتى ينظر ما يستقرّ عليه الحال، وقال له محمد: أنت فارس أبيات العرب، فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه ذكر. فقال لعبد اللَّه: أشرت عليّ بما هو خير لي في آخرتي. وقال لمحمد: أشرت عليّ بما هو أنبه لي في دنياي. ورحل إلى معاوية، والقصّة طويلة، وفيها دلالة على نباهة محمّد في ذلك الوقت عند عمرو حتى أهله للمشورة. وقال الواقديّ والزبير بن بكّار: شهد صفّين مع أبيه، وقاتل فيها وأبلى بلاء عظيما، وهو القائل:. لو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفّين يوما شاب منه الذوائب الأبيات. وهي مشهورة، وقيل: إنها لأخيه عبد اللَّه. وقد أخرجها ابن عساكر بسنده إلى الزبير، ثم بسنده إلى ابن شهاب- أن محمد بن عمرو بن العاص شهد القتال يوم صفّين، فذكر قصّة فيها الأبيات المذكورة، وأخرجها من طريق نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعيد، عن محمد بن عمرو، وأخرجها من وجه آخر في ترجمة عبد اللَّه بن عمرو. 7813- محمد بن عمرو: بن مغفل، والد هبيب الغفاريّ. لم يذكروه وهو على شرط من ذكر محمد بن عقبة المذكور قبل بقليل. 7814- محمد بن أبي عميرة المزني «1» . ذكره البخاريّ، وقال: له صحبة. يعدّ في الشّاميين، ثم أخرج من طريق ابن المبارك عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «لو أنّ عبدا خرّ على وجهه من يوم ولد إلى   (1) أسد الغابة ت 4761، الاستيعاب ت 2369. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 أن يموت هرما في طاعة اللَّه عزّ وجلّ لحقره ذلك اليوم، ولودّ أنّه ازداد كما يزداد من الأجر والثّواب» . وسنده قوي، وأخرجه ابن شاهين من طريقه، لكن وقع عنده محمد بن عميرة. وأخرجه ابن أبي عاصم والبغويّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن ثور موقوفا، لكن ذكر ابن مندة أنّ رواية ابن أبي عاصم أراه ذكره عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه ابن مندة، من رواية محمد بن شعيب، عن ثور موقوفا، ومن رواية معاوية بن صالح عن بعض شيوخه، عن خالد بن معدان كذلك. ورواه عيسى بن يونس، عن ثور كالأول. وأخرجه أحمد من طريق بقيّة عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عقبة بن عبد السلمي، مرفوعا. وأخرج ابن السّكن، وابن شاهين بسند صحيح إلى بقية عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن ابن أبي عميرة عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه قال: «يا أيّها النّاس ما من نفس منفوسة تحبّ أن تعود إلى الدّنيا» . ثم قال ابن السّكن: يقال ابن أبي عميرة اسمه محمد، وأخرج النسائيّ له حديثا، فقال ابن أبي عميرة ولم يسمّه أيضا. وأورده البغويّ في ترجمة محمد عقب الحديث الأوّل، وقال: لا أعلمه روى غير هذين الحديثين. 7815- محمد بن عياض الزهري. وقع ذكره في «مستدرك» الحاكم، فأخرج من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ليث مولى محمد بن عياض الزهري، عن محمّد بن عياض الزهري، قال: رفعت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في صغري وعليّ خرقه وقد كشفت عورتي، فقال: غطّوا عورته، فإنّ حرمة عورة الصّغير كحرمة عورة الكبير، ولا ينظر اللَّه إلى كاشف عورته. وفي السّند مع ابن لهيعة غيره من الضعفاء. 7816- محمد بن فضالة «1» : هو أنس بن فضالة- تقدم أيضا.   (1) أسد الغابة ت 4762، الطبقات الكبرى 3/ 367، التحفة اللطيفة 3/ 710، تجريد أسماء الصحابة 2/ 61، بقي بن مخلد 895. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 25 7817- محمد بن قيس: بن شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشيّ العبدريّ. ذكر ابن القداح أنه كان من مهاجرة الحبشة، وأخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عن ابن القداح. 7818- محمد بن قيس الأشعريّ «1» : أخو أبي موسى الأشعريّ. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق طلحة بن يحيى: حدثنا أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال: خرجنا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في البحر حتى جئنا إلى مكة أنا وأخوك ومعي أبو عامر بن قيس، وأبو رهم، ومحمد بن قيس، أبو بردة، وخمسون من الأشعريين، وستة من عكّ، ثم هاجرنا في البحر حتى أتينا المدينة، فكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «للناس هجرة ولكم هجرتان» . قال ابن مندة، رواه يزيد بن عبد اللَّه بن أبي بردة عن آبائه، فلم يذكر محمّدا. قلت: ولا في روايته أنهم هاجروا إلى مكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة، ولفظه في الصحيح: خرجت مهاجرا إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنا وأخوان لي، أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة، والآخر أبو رهم في ثلاثة وخمسين رجلا. وذكر أبو عمر في ترجمة أبي رهم أن أبا موسى هاجر هو وأخوه أبو عامر، وأخوه أبو رهم، وأخوه مجدي. ويقال: إن أبا رهم هو مجدي فاستدرك ابن فتحون مجدي بن قيس، ونسبه إلى ذكر ابن عبد البر في ترجمة أبي رهم محمد بن قيس، وإلى رواية يحيى بن طلحة بن يحيى، فكأنه وقع فيها مجدي بدل محمد. وأما ابن حبّان فجزم في كتاب الصحابة بأن اسم أبي رهم محمد بن قيس. وقال ابن قانع: أخبرني الأشعريون الوراقون بالكوفة في نسب أبي موسى وأهله، وكتبوا إليّ خطوطهم أنّ اسم أبي رهم مجيد، بتأخير الدال عن الياء. وقال ابن عساكر في السنن: لا يحفظ أنه لأبي موسى أخ يسمى محمدا إلا في هذا الحديث. ويقال: إنه غير محفوظ.   (1) أسد الغابة ت 4763، الثقات 3/ 367- تجريد أسماء الصحابة 2/ 61. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 7819- محمد بن كعب بن مالك الأنصاريّ «1» . تقدم نسبه في ترجمة والده. ذكره البغويّ: والباورديّ، وابن السكن، وابن شاهين، وابن مندة، وغيرهم من الصحابة، وأخرجوا له طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن عبد الرحمن: سمعت عبد اللَّه بن كعب وأخوك محمد بن كعب قعودا عند هذه السارية، السّارية أشار إليها من سواري المسجد، فتذكرنا الرجل يحلف على مال الآخر، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أيّما رجل حلف على مال أخيه كاذبا ليقتطعه بيمينه فقد برئت منه الذّمة، ووجبت له النّار» . فقال محمد بن كعب «2» : يا رسول اللَّه، وإن كان قليلا، فقلّب سواكا كان بين إصبعيه، فقال: «وإن كان سواكا من أراك» «3» . قال أبو نعيم: ذكر كلام محمد بن كعب في هذا الحديث وهم، وقد رواه الوليد بن كثير، عن محمد بن كعب- أنه سمع أخاه عبد اللَّه بن كعب عن أبي أمامة. قلت: حديث الوليد عند مسلم في صحيحه، وقد وقفت على ما يدلّ أن لكعب بن مالك ولدين اسم كل منهما محمد فقرأت بخط الحافظ جمال الدين المزي في تهذيب الكمال. 7820- محمد بن كعب الأنصاريّ «4» الأصغر. روى عن أخيه عبد اللَّه بن كعب، روى عنه الوليد بن كثير، وقال: محمد بن كعب الأكبر مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهي فائدة جليلة ترد على أبي نعيم يقوّي بها حديث عكرمة بن عمار، ويستدل بها على أنه حفظ ذكر محمد بن كعب في هذا الحديث، وأنه محمد آخر غير الّذي روى عن عبد اللَّه بن كعب، ويستفاد منه لطيفة، وهي أن عبد اللَّه بن كعب روى عن أخيه محمد بن كعب الأكبر. وروى عنه أخوه محمد بن كعب الأصغر. 7821- محمد بن مخلد بن سحيم «5» : بن المستورد بن عامر بن عديّ بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّ الأوسيّ. ذكر ابن القداح أنه ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأنه هو الّذي سماه محمدا، وأنه شهد فتح مكة. وأخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه.   (1) أسد الغابة ت 4765. (2) محمد بن كعب. (3) أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار 1/ 185. (4) الاستيعاب ت 2370. (5) أسد الغابة ت 4767. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 27 7822- محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة «1» بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك الأوسيّ الأنصاريّ الأوسيّ الحارثي، أبو عبد الرحمن المدني، حليف بني عبد الأشهل. ولد قبل البعثة باثنتين وعشرين سنة في قول الواقديّ، وهو ممن سمي في الجاهلية محمدا. وقيل: يكنى أبا عبد اللَّه، وأبا سعيد، والأول أكثر. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث. قال ابن عبد البرّ في نسبه: روى عنه ابنه محمود، وذؤيب «2» ، والمسور بن مخرمة، وسهل بن أبي حثمة، وأبو بردة بن أبي موسى، وعروة، والأعرج، وقبيصة بن حصن، وآخرون. وقال ابن شاهين: حدثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث، أنه شهد بدرا وصحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم هو وأولاده: جعفر، وعبد اللَّه، وسعد، وعبد الرحمن، وعمر، وقال: وسمعته يقول: قتله أهل الشام، ثم أخرج من طريق هشام عن الحسن أن محمد بن مسلمة قال: أعطاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم سيفا فقال: «قاتل به المشركين ما قاتلوا، فإذا رأيت أمتي يضرب بعضهم بعضا فائت به أحدا فاضرب به حتّى ينكسر، ثمّ اجلس في بيتك حتّى تأتيك يد خاطئة أو منيّة قاضية» «3» ففعل. قلت: ورجال هذا السند ثقات، إلا أن الحسن لم يسمع من محمد بن مسلمة. وقال ابن سعد: أسلم قديما على يدي مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ. وآخى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين أبي عبيدة، وشهد المشاهد: بدرا وما بعدها إلا غزوة تبوك، فإنه تخلف بإذن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم له أن يقيم بالمدينة، وكان ممن ذهب إلى قتل كعب بن الأشرف، وإلى ابن أبي الحقيق. وقال ابن عبد البرّ: كان من فضلاء الصحابة، واستخلفه النبي صلى اللَّه عليه وآله   (1) أسد الغابة ت 4768، الاستيعاب ت 2372، مسند أحمد 3/ 493، 4/ 225، طبقات ابن سعد 3/ 443، 445، طبقات خليفة 80، 140، تاريخ خليفة 206، التاريخ الكبير 1/ 239، تاريخ الفسوي 1/ 307، الجرح والتعديل 8/ 71، المستدرك 3/ 433، الاستبصار 241، 242، تاريخ ابن عساكر 15/ 477/ 1، تهذيب الكمال 1271، تاريخ الإسلام 2/ 245، العبر 1/ 52، تهذيب التهذيب 9/ 454، خلاصة تذهيب الكمال 359، شذرات الذهب 1/ 45، 53. (2) مكان هذه الكلمة بياض في ب، ج، وفي تهذيب التهذيب ابنه محمود، وقبيصة، وذؤيب.. (3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 15/ 22. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 28 وسلم على المدينة في بعض غزواته. وكان ممن اعتزل الفتنة فلم يشهد الجمل ولا صفّين. وقال حذيفة في حقه: إني لأعرف رجلا لا تضره الفتنة، فذكره وصرّح بسماع ذلك من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجه البغوي وغيره. وقال ابن الكلبيّ: ولاه عمر على صدقات جهينة: وقال غيره: كان عند عمر معدا لكشف الأمور المعضلة في البلاد، وهو كان رسوله في الكشف عن سعد بن أبي وقاص حين بنى القصر بالكوفة وغير ذلك. وقال ابن المبارك في «الزّهد» : أنبأنا ابن عيينة عن عمر بن سعيد، عن عباية بن رفاعة، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص اتخذ قصرا وجعل عليه بابا، وقال: انقطع الصوت، فأرسل محمد بن مسلمة، وكان عمر إذا أحبّ أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: ائت سعدا، فأحرق عليه بابه، فقدم الكوفة، فلما وصل إلى الباب أخرج زنده فاستورى نارا، ثم أحرق الباب، فأخبر سعد فخرج إليه فذكر القصة. وقال ابن شاهين: كان من قدماء الصحابة، سكن المدينة، ثم سكن الرَّبَذَة- يعني بعد قتل عثمان. قال الواقديّ: مات بالمدينة في صفر سنة ست وأربعين، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وأرّخه المدائني سنة ثلاث وأربعين. وقال ابن أبي داود: قتله أهل الشام، وكذا قال يعقوب بن سفيان في «تاريخه» : دخل عليه رجل من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقتله. وقال محمّد بن الرّبيع في صحابة مصر: بعثه عمر إلى عمرو بمصر، فقاسمه ماله، وأسند ذلك في حديثه، ثم قال: مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين، وله سبع وسبعون سنة، وكان طويلا معتدلا أصلع. 7823- [محمد بن معمر: بن عبد اللَّه بن أبيّ الأنصاري الخزرجي المعروف بابن سلول ذكر القداح أنه شهد فتح مكة، وأن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم هو الّذي سماه وأخرجه ابن شاهين عن ابن أبي داود عن القداح] «1» . 7824- محمد بن نضلة الأنصاريّ: «2» ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن محمد بن   (1) هذه الترجمة سقط في ط. (2) أسد الغابة ت 4771. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 29 إسحاق، قال: وممن هاجر إلى المدينة مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، أو إليه محمد ومحرز ابنا نضلة. قلت: قد تقدم محرز، وهو أسديّ، ولم أر لمحمد ذكرا إلا في هذه الطريق، وكأن قوله الأنصاري وهم. 7825- محمد بن هشام «1» : ذكره القاضي أبو أحمد العسّال في الصحابة، وأخرج حديثه ابن مندة من طريق ابن الهاد، عن صفوان بن نافع، عن محمد بن هشام، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «حديثكم بينكم أمانة، ولا يحلّ لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحا» . قال أبو الحسن بن البراء: سمعت علي بن المديني يقول: محمد بن هشام هذا مجهول لا أعرفه. قلت: ولم أر للراوي عنه ذكرا في تاريخ البخاريّ، فكأنه تابعيّ أرسل هذا الحديث. 7826- محمد بن هلال بن المعلّى «2» : ذكر القداح أنه شهد فتح مكة، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سماه محمدا، أخرجه ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عنه. 7827- محمد بن وحوح: بن الأسلت. تقدم نسبه في أخيه حصين ومحصن. ذكر القداح أنه شهد فتح «3» مصر، وأنه حضر في فتوح العراق. وأخرجه ابن شاهين، وابن أبي داود، عن القداح. وذكر ابن الكلبيّ أن حصينا ومحصنا قتلا بالقادسيّة، فلعلّ هذا أخوهما، أو كان أحدهما يدعى محمدا. 7828- محمد بن يفديدويه «4» : بفتح التحتانية أوله وسكون الفاء وكسر الدال بعدها تحتانية أيضا ثم دال مهملة، الهروي.   (1) أسد الغابة ت 4772، التاريخ الصغير 1/ 321، 322، التاريخ الكبير- 256- تهذيب التهذيب 9/ 496- تهذيب الكمال 3/ 1281- تقريب التهذيب 2/ 214- المتحف 504- تجريد أسماء الصحابة 2/ 62- ذكر أخبار أصبهان 2/ 208. (2) أسد الغابة ت 4773. (3) في أ: مكة. (4) أسد الغابة ت 4774، تجريد أسماء الصحابة 2/ 62. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 30 ذكر أبو إسحاق بن ياسين في تاريخ هراة، قال: حدثنا إبراهيم بن علي بن بالويه، حدثنا محمد بن مردان «1» شاه الزّنجاني، وزعم أنه كان ثقة، وكان قد أتى عليه مائة وتسع سنين، قال: حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني، حدثنا بفودان بن يفديدويه الهروي، قال: حاربت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في شركي، ثمّ أسلمت على يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فسمّاني محمدا، وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا قلّ الدّعاء نزل البلاء، وإذا جار السّلطان احتبس المطر من السّماء ... » «2» الحديث. أورده أبو موسى، وأخرجه المستغفري، عن محمد بن إدريس الجرجاني عن الحسن بن علي، عن إبراهيم بن علي، عن الزنجاني، عن محمد بن مردان شاه، حدثنا أحمد بن عبدة الجرجاني بهذا السند رفعه: «العلم خليل المؤمن، والعقل دليله ... » الحديث. 7829- محمد الأنصاريّ: وقع ذكره في «صحيح مسلم» من رواية حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، وقد أوردت طرقه في ترجمة سعد الدوسيّ من حرف السين. وأما قول الذهبي: إن سند حديثه ضعيف فغير جيّد. 7830- محمد الدّوسيّ «3» : تقدم بيان حاله في ترجمة سعد الدّوسيّ، وأنه يحتمل أن يكون أحد الاسمين لقبا له أو غيّر إلى الآخر. 7831- محمد الظّفريّ: قال أبو حاتم: رأى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وجزم البخاري بأنه أنس بن فضالة. 7832- محمد المزنيّ: والد مهنّد «4» . ذكره مطيّن في الصحابة، وروى نصر بن مزاحم، عن عمر الأعرج، عن مهند بن   (1) في أ: مروان. (2) أخرجه ابن حجر في لسان الميزان 6/ 1132. (3) أسد الغابة ت 4726. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 61. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 محمد المزني، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «قرض مرّتين كصدقة مرّة» «1» . وأخرجه الباورديّ عن مطين، وكذلك قال أبو نعيم: لا يصح له صحبة، ولا رؤية فيما أرى. 7833- محمد، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم» : ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فيمن قدم خراسان، قال: أخبرني علي بن أحمد المروزي، حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو، وأخبرني أبو عبد الرحمن عبد اللَّه بن محمد بن مقاتل بن محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، حدثني أبي، عن أبيه مقاتل بن محمد، أن أباه محمدا كان اسمه ماناهيه، وأنه كان مجوسيا تاجرا، فسمع بذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وخروجه، فخرج بتجارة معه من مرو، حتى قدم المدينة- فأسلم، فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم محمدا، فرجع إلى منزله بمرو مسلما. وكان يقال له مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وداره قبالة الجامع بمرو، وأورده أبو موسى من طريق الحاكم. 7834- محمد، غير منسوب: ذكره البغويّ في الصّحابة، وابن شاهين عنه من طريق سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت، قال: حججت فدفعت إلى حلقة فيها رجلان أدركا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، أحسب أن اسم أحدهما محمد، وهما يتذاكران الوسواس، فقالا: خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث، وفيه: فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ذاك محض الإيمان» ، قال ثابت: فقلت: يا ليت اللَّه أراحنا من ذاك المحض! فانتهراني وقالا: نحدّثك عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وتقول هكذا! قال البغويّ: لا أعلم بهذا الإسناد غيره، وهو غريب «3» .   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 15387، وعزاه لأبي الشيخ وأبي نعيم في المعرفة عن محمد المزني أبي مهند قري في بيتك فإن اللَّه يرزقك الشهادة 8/ 289. أخرجه أبو داود في السنن 1/ 217، عن أم ورقة بنت نوفل كتاب الصلاة باب إمامة النساء حديث رقم 591، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 528، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 382. (2) أسد الغابة ت 4730. (3) ثبت في ج: ما يأتي. وهذا آخر من اسمه محمد يتلوه في الّذي بعده ذكر بقية حرف الميم والحمد للَّه رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويدافعه نقمه ويكافئ مزيده حمدا دائما بدوام اللَّه وصلى اللَّه وسلم على سيدنا محمد وآله وأصحابه. صلاة وسلاما دائمين بدوام اللَّه اللَّهمّ اغفر لكاتبه ولمن كتب له ولمن نظر فيه ودعا له بالتوبة والمغفرة ولسائر المسلمين. اللَّهمّ صلّ على سيدنا محمد وآله كلما ذكرك الذاكرون وكلما سها عن ذكرك. الغافلون. آمين ... أنهاه محمد الزبيري. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 ذكر بقية حرف الميم «1» 7835- محمود بن الربيع «2» : بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة بن عامر بن عدي بن كعب بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجيّ. يقال: إنه من بني الحارث بن الخزرج. وقيل: من بني سالم بن عوف، ووقع عند أبي عمر بعد أن قال: الأنصاريّ الخزرجيّ: من بني عبد الأشهل، وهو وهم لأن بني عبد الأشهل من الأوس، وحكى في كنيته قولين: أبو نعيم، وأبو محمد، والثاني أثبت. والمعروف أنّ أبا نعيم كنية محمود بن لبيد. قال البغويّ: سكن المدينة، وروى أنه عقل عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مجّ مجة من دلو في دارهم، أخرجه البخاري من طريق عن الزهري عنه، وهو عند مسلم في أثناء حديث. وأخرجه البغويّ من طريق الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن محمود، قال: ما أنسى مجة مجها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من بئر في دارنا في وجهي ووقع في بعض طرقه وأنا ابن خمس سنين. قال ابن حبّان: أكثر روايته عن الصحابة، وأمّه جميلة بنت أبي صعصعة. قال أبو مسهر، وآخرون: مات محمود بن الربيع سنة تسع وتسعين، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وكذا قال ابن حبان في سنة وفاته، لكن قال: وهو ابن أربع وتسعين، وكأنه مأخوذ من حديث أخرجه الطبراني من طريق محمود بن الربيع، قال: توفّي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا ابن خمس سنين. 7836- محمود بن ربيعة: رجل من الأنصار «3» .   (1) في ب هنا: بسم اللَّه الرحمن الرحيم. (2) الثقات 3/ 397، أسد الغابة ت 4776، الاستيعاب ت 2373، التاريخ الصغير 1/ 144، 145، تهذيب التهذيب 1/ 63- تهذيب الكمال 3/ 1310- تقريب التهذيب 2/ 233- خلاصة تذهيب 3/ 14- الكاشف 3/ 125- الاستبصار 127، 531- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- الجرح والتعديل 8/ 289- الطبقات 105، 238- طبقات فقهاء اليمن 141- الرياض المستطابة 259، شذرات الذهب 1/ 116- تجريد أسماء الصحابة 2/ 62- العبر 1/ 117، بقي بن مخلد 741. (3) أسد الغابة ت 4777، الاستيعاب ت 2374. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 33 مخرج حديثه عن أهل مصر وخراسان في كالئ المرأة والدين الّذي لا يؤدّى هكذا ذكره ابن عبد البر ولم يزد. وهذا أظنه محمود بن الربيع، فإن الدّارقطنيّ أخرج في بعض طرق حديث مكحول، عن نافع، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت في القراءة خلف الإمام- رواية، قال الرّاوي فيها: عن مكحول، عن نافع، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت. وفي رواية أخرى: عن نافع، عن محمود بن ربيعة، فإن يكن كذلك فهو الّذي قبله كما يحتمل أن يكون غيره. 7837- محمود بن عمير بن سعد الأنصاريّ «1» . ذكره ابن شاهين وغيره في الصّحابة، وأورد له من طريق حجاج بن حجاج، عن قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن محمود بن عمير بن سعد- أن عتبان بن مالك أصيب بصره في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأرسل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إني أحبّ أن تصلي في مسجدي، فأتاه، فذكروا مالك بن الدخشم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أليس يشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّدا عبده ورسوله؟ قالوا: بلى. قال: لا يشهد بهما عبد صادقا من قلبه فيموت إلا حرّم على النّار» «2» رجاله ثقات. قال أبو نعيم: رواه سعيد بن بشير، عن قتادة، فزاد في آخره: «إنّ اللَّه وعدني أن يدخل الجنّة ثلاثمائة ألف من أمّتى ... » الحديث. وأورده ابن مندة، من رواية سعيد بن بشير، عن قتادة بالزيادة فقط، وقال: تابعه الحجاج، وخالفهما هشام. انتهى. وتقدمت رواية هشام في ترجمة عمير، فإنه قال فيها: عن قتادة، عن أبي بكر بن أنس، عن أبي بكر بن عمير، عن أبيه. وأخرجه الطّبرانيّ من وجه آخر، عن قتادة، فقال: عن النضر بن أنس، عن أبيه: عن   (1) أسد الغابة ت 4779، تهذيب التهذيب 10/ 64- تهذيب الكمال 3/ 1310، تقريب التهذيب 2/ 233- خلاصة تذهيب 3/ 14- تجريد أسماء الصحابة 2/ 62. (2) أخرجه مسلم 1/ 61، كتاب الإيمان باب الدليل على أنه من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا حديث رقم 54- 33. والنسائي 7/ 81، كتاب تحريم الدم باب أول تحريم الدم حديث رقم 3982، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 12، وأحمد في المسند 3/ 135، 174، 4/ 44، 5/ 449، وابن عساكر في تاريخه 2/ 411، والهيثمي في الزوائد، 1/ 27، عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 11688. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 عتبان، من وجه آخر، عن أبي بكر بن أنس، عن محمود بن الربيع، عن عتبان، وفيه: إن أبا بكر بن أنس قال: فلقيت عتبان، وهذا كله في الزيادة. وأما أول الحديث فمشهور من رواية الزهريّ، عن محمود بن الربيع، عن عتبان، كذلك أخرج في الصحيحين. 7838- محمود بن لبيد «1» بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، الأنصاريّ، الأوسي، الأشهليّ. قال البخاريّ: له صحبة، ثم روى من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، عنه، قال: أسرع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم مات سعد بن معاذ حتى تقطعت نعالنا، وهذا ظاهره أنه حضر ذلك، ويحتمل أن يكون أرسله، وأراد بقوله: نعالنا من حضر ذلك من قومه من بني عبد الأشهل، ومنهم «2» رهط سعد بن معاذ. وأخرج أحمد حديثه في مسندة، من طريق محمد بن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، حدثني محمود بن لبيد، قال: أتانا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فصلى بنا المغرب في مسجدنا، فلما سلم قال: «اركعوا هاتين الرّكعتين في بيوتكم» - يعني السّبحة «3» بعد المغرب. وقال ابن عبد البرّ: إن محمود بن لبيد أسنّ من محمود بن الربيع، وذكر ابن خزيمة أنّ محمود بن الربيع هو محمود بن لبيد، وأنه محمود بن الربيع بن لبيد، نسب لجده، وفيه بعد، ولا سيما ومحمود بن لبيد أشهلي من الأوس، ومحمود بن الربيع خزرجي. وذكر ابن حبّان محمود بن لبيد في التابعين، فقال: يروي المراسيل، ثم قال: وذكرته في الصحابة، لأن له رؤية، وكذا قال، وقد قال لما ذكره في الصحابة: لأن له رؤية، وقال أكثر روايته عن الصحابة، وأفاد أن أمه بنت محمد بن سلمة. 7839- محمود بن مسلمة بن سلمة الأنصاري «4» : أخو محمد المذكور آنفا.   (1) طبقات ابن سعد 5/ 77- طبقات خليفة 2039- التاريخ الكبير 7/ 402- المعرفة والتاريخ 1/ 356- الجرح والتعديل 8/ 289- الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 505، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 84، تهذيب الكمال 1310- تاريخ الإسلام 4/ 52- العبر 1/ 115، تذهيب التهذيب 4/ 26، مرآة الجنان 1/ 200- البداية والنهاية 9/ 189- تهذيب التهذيب 10/ 65، خلاصة تذهيب الكمال 317- شذرات الذهب 1/ 112، أسد الغابة ت 4780، الاستيعاب ت 2375. (2) في أ: وهم رهط. (3) يقال للذكر ولصلاة النافلة سبحة، يقال: قضيت سبحتي والسّبحة من التسبيح كالسخرة من التسخير، وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح لأن التسبيحات في الفرائض نوافل فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة. النهاية 2/ 331. (4) أسد الغابة ت 4781، الاستيعاب ت 2376. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 35 تقدم نسبه مع أخيه آنفا، ذكروه في الصحابة، واستشهد في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكر ذلك موسى بن عقبة في المغازي، عن ابن شهاب، وكذلك أبو الأسود عن عروة، وكذا محمد بن إسحاق وغيرهم. قال محمّد بن إسحاق، أول ما فتح من حصن «1» خيبر حصن ناعم، وعنده قتل محمود بن مسلمة، ألقيت عليه رحى فقتلته. وقال ابن الكلبيّ: رمي محمد بن مسلمة من الحصن بحجر، فندرت عيناه، رماه مرحب، فالتفت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أخيه، فقال: «غدا يقتل قاتل أخيك» ، فكان كذلك. وفي «مغازي» ابن عائذ وغيرها أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر الزبير بن العوام، فدفع كناية بن الربيع بن أبي الحقيق إلى محمد بن مسلمة فقتله، يزعمون أن كنانة قتل محمودا. وقال ابن سعد: شهد محمود أحدا، والخندق، والحديبيّة، وخيبر، وقتل يومئذ شهيدا: دلى عليه مرحب رحى، فأصابت رأسه فهشمت البيضة رأسه، وسقطت جلدة جبينه على وجهه، وأتى به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فرد الجلدة فرجعت كما كانت، وعصبها بثوب، فمكث محمود ثلاثة أيام، ثم مات، وقتل محمد مرحبا في ذلك اليوم الّذي مات فيه محمود، ووقف عليه عليّ بن أبي طالب بعد أن أثبته محمد، وقبر محمود وعامر بن الأكوع في قبر واحد. وفي زيادات المغازي ليونس بن بكير، عن الحسين بن واقد، عن عبد اللَّه بن بريدة: أخبرني أبي، قال: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر، ثم عمر، فلم يفتح لهما، وقتل محمود بن مسلمة، وهو عند أحمد عن زيد بن الحباب، عن الحسين نحوه. وأخرجه ابن مندة بعلوّ من طريق زيد بن الحباب. 7840- محمية «2» : بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه ثم تحتانية مفتوحة- ابن جزء، بفتح الجيم وسكون الزاي ثم همزة، ابن عبد يغوث الزّبيديّ، بضم أوله، حليف بني سهم   (1) في أ: حصون. (2) الثقات 3/ 404، العقد الثمين 7/ 152- الجرح والتعديل 8/ 426، الطبقات الكبرى 2/ 64، 75، 133- 4/ 59، 261- الطبقات 291- تجريد أسماء الصحابة 2/ 63، أسد الغابة ت 4783، الاستيعاب ت 2553. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 من قريش. كان قديم الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، وكان عامل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على الأخماس، ثبت ذكره بذلك في صحيح مسلم، من حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث- أنه لما سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم هو والفضل بن العباس أن يستعملهما على الصدقات، فقال: إنها أوساخ الناس، ولكن ادعوا لي محمية بن جزء، فأمره أن يزوج بنته الفضل بن العباس، وأمره أن يصدق عنهما مهور نسائهما. الحديث، بهذه القصة. وفي المغازي أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم استوهب من أبي قتادة جارية وضيئة فوهبها لمحمية بن جزء. قيل: إنه شهد بدرا فيما ذكر ابن الكبيّ. وقال الواقديّ: أول مشاهده المريسيع، وقال أبو سعيد بن يونس: شهد فتح مصر، ولا أعلم له رؤية. 7841- محيريز بن جنادة بن وهب الجمحيّ، والد عبد اللَّه. استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، وقال: أراه من مسلمة الفتح، فإن ولده عبد اللَّه من كبار التّابعين. قلت: وقد بينت الإشارة إليه في حديث أبي محذورة في الأذان من رواية عبد اللَّه ابن محيريز- أنه كان يتيما في حجر أبي محذورة، فلما أراد الخروج إلى الشام سأل أبا محذورة عن صفة الأذان ... الحديث، أخرجه مسلم وغيره. وكان عبد اللَّه بن محيريز نزل فلسطين [وأن] «1» أباه محيريزا لما مات أوصى به أبا محذورة، لكن يحتمل أن يكون مات قبل أن يعلم، وعبد اللَّه موجود، أو ولد بعده، فيكون عبد اللَّه من أهل القسم الثاني. وليس في ترجمته عند أحد ممن ترجمه ما يقتضي أنه ولد في العهد النبويّ، فتعيّن أن أباه تأخر بعد العهد النبويّ، وقد نقلنا مرارا أنه لم يبق بمكة في حجة الوداع من قريش ولا من ثقيف أحد إلا أسلم وشهدها، فمقتضاه أن يكون محيريز من أهل هذا القسم. 7842 - محيصة «2» بن مسعود الأنصاريّ الأوسيّ.   (1) بياض في أ، أسد الغابة ت 4784، الاستيعاب ت 2554. (2) سيرة ابن هشام 3/ 19، و 20، و 297- والمغازي للواقدي 192- 218، مقدمة مسند بقي بن مخلد 113- والتاريخ الكبير 8/ 53، 54، والمحبر 121 و 426- والجرح والتعديل 8/ 426- وجمهرة أنساب العرب 342- والكامل في التاريخ 2/ 144 و 224- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 85- وتحفة الأشراف 8/ 365 و 366- والكاشف 3/ 111- والمغازي 422- وتهذيب الكمال 3/ 1311، وتهذيب التهذيب 10/ 67- وتقريب التهذيب 2/ 233، وخلاصة تذهيب التهذيب 395- وتاريخ الإسلام 1/ 300. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 37 تقدم ذكره ونسبه في أخيه حويصة، وكان محيصة أصغر من حويصة، وأسلم قبله. الميم بعدها الخاء 7843- مخارق بن عبد اللَّه: ويقال ابن سليم الشيبانيّ «1» ، يكنّى أبا قابوس. يعدّ في الكوفيين. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن ابن مسعود، وأم الفضل بنت الحارث، وغيرهما. روى عنه ابناه قابوس، وعبد اللَّه، وحديثه عند النسائي من رواية أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، عن قابوس، عن أبيه، وله في مسند الحسين بن سفيان من طريق أبي بكر النهشلي عن سماك، عن قابوس بن أبي المخارق، عن أبيه. وأخرجه أبو نعيم في الكنى في أبي المخارق. 7844- مخارق بن عبد اللَّه البجلي «2» . ذكره أبو زكريّا الموصليّ في تاريخ الموصل، واستدركه ابن الأثير على من تقدمه، وأخرج من رواية أبي زكريا، عن المغيرة بن الخضر «3» بن زياد بن المغيرة بن زياد البجلي، عن أبيه، عن أشياخه- أن المخارق بن عبد اللَّه جدّ المغيرة بن زياد شهد مع جرير بن عبد اللَّه فتح ذي الخلصة. قلت: وفتح ذي الخلصة كان في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وبه عن أشياخه أنهم قدموا من الكوفة إلى الموصل مع من قدم من بجيلة، يعني فسكنوا الموصل. 7845- مخارق الهلالي «4» والد قبيصة. ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصّحابة، واستدركه أبو موسى عنه. أخبرني أبو إسحاق الجريريّ، أنبأنا عبد اللَّه بن الحسين، أنبأنا إسماعيل العراقي، عن شهدة، أنبأنا   (1) الاستيعاب ت 2555، تهذيب التهذيب 10/ 67- تهذيب الكمال 3/ 1311، تقريب التهذيب 2/ 234- خلاصة تذهيب 3/ 15- تجريد أسماء الصحابة 2/ 63. (2) أسد الغابة ت 4785. (3) في أ: بن الجعد بن. (4) أسد الغابة ت 4787، تجريد أسماء الصحابة 2/ 63. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 38 طرّاد، أنبأنا الغنويّ، أنبأنا أبو جعفر بن البختري، حدّثنا [سليم بن] «1» أحمد بن إسحاق الورّاق، حدثني محمد بن عتبة «2» السدوسيّ، حدّثنا سليم بن سليمان، حدثنا سوّار أبو حمزة، عن حرب بن قبيصة بن المخارق الهلالي، عن أبيه، عن جدّه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرّة به وهو كاشف عن فخذه، فقال: «وار فخذك، فإنّها عورة» . تفرّد به سوّار، وأخرجه علي بن سعيد، عن أحمد بن إسحاق، فوقع لنا موافقة عالية. قال العلائيّ في الوشي: لم أجد لحرب ذكرا في الصّحابة، فلعل سوّارا وهم فيه، فقد قال الدّار الدّارقطنيّ: إنه لا يتابع على حديثه، لكن وثقه ابن معين. قال العلائيّ في الوشي المعلم: والراويّ عنه ما عرفته. 7846- مخاشن: بالشين المعجمة، الحميري، حليف الأنصار «3» . ذكره ابن عبد البرّ، وقال: قتل يوم اليمامة شهيدا. وجزم ابن فتحون بأنه مخشيّ بن قمير الآتي قريبا، وعندي أنه يحتمل أن يكون غيره. 7847- المخبل السعديّ. مضى في الربيع بن ربيعة، وسيأتي في القسم الثالث هاهنا أيضا. 7848- المختار بن حارثة: الأنصاري السلميّ، بفتحتين «4» . ذكره أبو بكر بن أبي علي الذّكواني، وقال: له ذكر في مغازي ابن إسحاق، واستدركه أبو موسى. قلت: وذكره عمر بن شبّة فيمن شهد العقبة من بني سلمة. 7849- المختار بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف. ذكره الباورديّ، ونقل عنه خبر مرفوع- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قطعه هو وعمرو بن سمرة في سرقة. واستدركه ابن فتحون، وهو أخو الخيار بن عديّ، والد عبد اللَّه المذكور في القسم الثاني من حرف العين. 7850- المختار بن قيس «5» .   (1) سقط في ب. (2) في أ: بن عبد اللَّه السدوسي. (3) أسد الغابة ت 4788، الاستيعاب ت 2556. (4) أسد الغابة ت 4790. (5) أسد الغابة ت 4792. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 39 ذكره أبو موسى في الذّيل، وقال: إنه شهد في الكتاب الّذي كتبه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم للعلاء بن الحضرميّ. قلت: وقد مضى ذكر الكتاب في شبيب بن قرّة من مسند الحارث بن أبي أسامة، وسنده واه. 7851- مخربة: بموحدة، وزن ثعلبة، بن بشر من بني الجعيد بن صبرة بن الدئل بن قيس بن رئاب بن زيد العبديّ. قال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: كان شريفا في الجاهليّة، فارسا جوادا، وإنما سمي مخربة لأن السّلاح خربه في الجاهلية. قال: وأدرك الإسلام، ووفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد عبد القيس، فسألهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن عمان، فأخبره مخربة أنّ له علما بذلك، فقال: أسلم أهل عمان طوعا، حكاه الرشاطيّ في الأنساب، وأبو الفرج الأصبهانيّ في الأغانيّ، وهو غير مخربة الّذي يأتي بعده قريبا. 7852- مخربة بن عديّ: أخو حارثة بن عديّ «1» . تقدم ذكر أخيه، ذكره عبدان المروزي في الصّحابة، وذكره ابن فتحون في الذيل، عن مغازي ابن إسحاق، من رواية ابن هشام والأمويّ عنه، قال: وذكره الواقديّ، والطبريّ، وأسند من طريق إسحاق بن سويد، عن جعفر بن عصمة بن كميل بن وبرة بن حارثة بن أمية، سمعت جدّي عصمة يحدّث عن آبائه عن حارثة بن عدي، قال: كنت في الوفد أنا وأخي مخربة بن عديّ الذين وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان جيشه قد أوقع بنا، فشكونا ما أصابنا، فقال: اذهبوا، فأوّل ما يلقاكم من مالكم فانحروا وسمّوا اللَّه عزّ وجلّ بسم اللَّه، فمن أكل فأطلقوه. قال أبو موسى في الذيل: ضبطه عبدان بالزّاي، وابن ماكولا بالراء المهملة، وهو الراجح. 7853- مخرش الكعبيّ «2» : تقدم قريبا. 7854- مخرفة العبديّ «3» : قال ابن حبّان: له صحبة.   (1) أسد الغابة ت 4793، الاستيعاب ت 2558. (2) أسد الغابة ت 4794، الاستيعاب ت 2559. (3) أسد الغابة ت 4795، الاستيعاب ت 2560، الثقات 3/ 388، الطبقات الكبرى 1/ 351، الطبقات 62، 185، تجريد أسماء الصحابة 2/ 64، الثقات 3/ 388. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 40 قلت: وقد تقدم ذكره في حديث سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرمة أو مخرفة العبديّ، فذكر الحديث، أخرجه البغويّ، وأخرجه ابن قانع من طريقه، فقال: عن مخرمة بالميم، قال الدّار الدّارقطنيّ: وهم أيوب في ذلك، وقال ابن السّكن: لم يصنع شيئا. وأخرجه ابن قانع أيضا من رواية سفيان، عن سماك، فزاد فيه بينه وبين مخرمة مليحا العنزيّ، وفي سنده المسيب بن واضح فيه مقال. 7855- مخرمة بن شريح الحضرميّ «1» : تقدم في شريح الحضرميّ. 7856- مخرمة بن القاسم «2» : بن مخرمة بن المطلب القرشيّ المطلبيّ. ذكره ابن إسحاق في المغازي، فقال فيمن أعطاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من تمر خيبر، فقال: وأعطي ابن القاسم بن مخرمة ثلاثين وسقا، ولم يسمّه، وسماه الزبير بن بكّار، قال: وكانت الأوساق أربعين [وسقا] «3» . 7857- مخرمة بن نوفل «4» : بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أبو صفوان، وأبو المسور، الزهريّ. أمه رقيقة بنت أبي ضيفي بن هاشم بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهو والد المسور بن مخرمة الصّحابي المشهور. قال الزّبير بن بكّار: كان من مسلمة الفتح، وكانت له سنّ عالية وعلم بالنسب، فكان يؤخذ عنه النسب. وزاد ابن سعد: وكان عالما بأنصاب الحرم، فبعثه عمر هو، وسعيد بن يربوع، وأزهر بن عبد عوف، وحويطب بن عبد العزّى، فجدّدوها، وذكر أن عثمان بعثهم أيضا. وأخرج الزبير بن بكار من حديث ابن عباس أنّ جبريل عليه السّلام أرى إبراهيم عليه   (1) أسد الغابة ت 4796، الاستيعاب ت 2377. (2) أسد الغابة ت 4797. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت 4798، الاستيعاب ت 2378، تاريخ ابن معين 209، طبقات خليفة 21، 278، تاريخ خليفة 223، المعارف 313، معجم الطبراني الكبير 6/ 79، الجرح والتعديل 4/ 72، المستدرك 3/ 490، ابن عساكر 7/ 182/ 2، تهذيب الكمال 511، تاريخ الإسلام 2/ 289، العبر 1/ 59، تهذيب التهذيب 4/ 60، 61، خلاصة تذهيب الكمال 144، شذرات الذهب 1/ 60. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 41 السلام أنصاب الحرم، فنصبها ثم جدّدها إسماعيل، ثم جددها قصيّ بن كلاب، ثم جدّدها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم بعث عمر الأربعة المذكورين فجدّدوها. وفي سنده عبد العزيز بن عمران، وفيه ضعف. وأخرج أبو سعيد بن الأعرابيّ في معجمه، من طريق عبد العزيز بن عمران عن أبي حويصة، قال: يحدث مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي، وكانت والدة عبد المطلب بن هاشم، قال: تتابعت على قريش سنون، فذكر قصة استسقاء عبد المطلب، وفيه شعر رقيقة الّذي أوله: لشيبة الحمد أسقى اللَّه بلدتنا الأبيات. وقد وقعت لنا هذه القصّة في نسخة زكريا بن يحيى الطّائي، من روايته، عن عمّ أبيه زخر بن حصن، عن جده حميد بن منهب، حدّثنا عمي عروة بن مضرّس، قال: تحدث مخرمة بن نوفل ... فذكرها بطولها. ورويناها بعلو في أمالي أبي القاسم عيسى بن علي بن الجراح. وأخرج عباس الدّوريّ في «تاريخ يحيى بن معين» والطّبرانيّ، من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، عن أبيه، قال: لما أظهر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الإسلام أسلّم أهل مكّة كلّهم، حتى إن كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليقرأ السجدة فيسجدون، ما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزّحام، حتى قدم رؤساء قريش: أبو جهل بن هشام، وعمه الوليد بن المغيرة، وغيرهما، وكانوا بالطّائف، فقالوا: تدّعون دين آبائكم؟ فكفروا. وقال ابن إسحاق في «المغازي» حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، وغيره، قالوا: وأعطى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- يعني من غنائم حنين دون المائة رجلا من قريش من المؤلّفة، فذكر فيهم مخرمة بن نوفل. وذكر الواقديّ أنه أعطاه خمسين بعيرا. وذكر البخاريّ في «الصّحيح» من طريق الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة- أن أباه قال له: يا بني، بلغني أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قدمت عليه أقبية وهو يقسمها، فاذهب بنا إليه، فذهبنا فوجدنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في منزله، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 42 فقال: يا بني، ادع لي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأعظمت ذلك، وقلت: أدعو لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: يا بنيّ، إنه ليس بجبار، فدعوته فخرج وعليه قباء من ديباج مزوّر «1» بالذّهب، فقال: يا مخرمة، هذا خبأناه لك، فأعطاه إياه. وللحديث طرق عن ابن أبي مليكة، وفي بعضها أنه قال للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ما كنت أرى أن تقسم في قريش قسما فتخطئني. وعند البغويّ وأبي يعلى من طريق صالح بن حاتم بن وردان، عن أبيه، عن أيوب، عن ابن أبي ملكية نحو الأول، وزاد: قلت لحاتم: ولم فعل ذلك؟ قال: كان يتّقي لسانه. قال الزّبير بن بكّار: حدّثني مصعب بن عثمان وغيره أنّ المسور بن مخرمة مرّ بأبيه وهو يخاصم رجلا، فقال له: يا أبا صفوان، أنصف الناس، فقال: من هذا، قال: من ينصحك ولا يغشك، قال: مسور؟ قال: نعم، فضرب بيده في ثوبه، وقالت: اذهب بنا إلى مكّة أريك بيت أمي، وتريني بيت أمّك، فقال: يغفر اللَّه لك، يا أبت، شرفي شرفك، وكانت أم المسور عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن. وبه قال: لما حضرت مخرمة الوفاة بكته بنته، فقالت: وا أبتاه! كان هينا لينا، فأفاق فقال: من النّادبة؟ قالوا: ابنتك. قال: تعالى، ما هكذا يندب مثلي، قولي: وا أبتاه، كان شهما شيظميّا، كان أبيّا عصيّا. قال الزّبير: وحدثني عبد الرحمن بن عبد أن الزهريّ قال: قال معاوية: من لي بمخرمة بن نوفل ما يضعني من لسانه تنقّصا، فقال له عبد الرّحمن بن الأزهر: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين. فبلغ لذلك مخرمة. فقال: جعلني عبد الرحمن يتيما في حجره، يزعم لمعاوية أنه يكفيه إياي! فقال له ابن برصاء الليثي: إنه عبد الرحمن بن الأزهر، فرفع عصا في يده فشجّه، وقال: أعداؤنا في الجاهليّة وحسّادنا في الإسلام! وأخرج البغويّ من طريق حماد بن زيد، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، قال: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لمخرمة بن نوفل: «يا أبا المسور» . قال ابن سعد وخليفة وابن البرقي، وآخرون: مات سنة أربع وخمسين، وقال الواقديّ: مات سنة خمس وخمسين، قالوا: وعاش مائة وخمس عشرة سنة، وكان أعمى، وله قصة تذكر في ترجمة النعيمان.   (1) التزوير: التزويق والتحسين، وزورت الشيء: حسنته وقومته. اللسان 3/ 1889. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 7858- مخشي: بسكون» الخاء بعدها شين معجمة، ابن حميّر، مصغرا بالتثقيل، الأشجعيّ. له ذكر في مغازي ابن إسحاق في غزوة تبوك، وفي تفسير ابن الكلبيّ بسنده إلى ابن عباس، وبسند آخر إلى ابن مسعود أنه ممّن نزل فيه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ [التوبة: 65] قال: فكان ممن عفي عنه مخشي بن حميّر، فقال: يا رسول اللَّه، غيّر اسمي واسم أبي، فسمّاه عبد اللَّه بن عبد الرّحمن، فدعا مخشيّ ربه أن يقتل شهيدا حيث لا يعلم به، فقتل يوم اليمامة، ولم يعلم له أثر. 7859- مخشيّ «2» : بن وبرة بن يحنس الخزاعيّ. قال أبو عمر: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أرسله إلى الأبناء باليمن. كذا ذكره في الميم، ثم ذكر في ترجمة وبرة أنه كان الرّسول. 7860- مخلد: بفتح أوله، وسكون المعجمة، ابن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجّار الأنصاريّ. ذكره الأمويّ، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدرا. وأخرجه البغويّ عن الأمويّ. واستدركه ابن فتحون. 7861- مخلد بن عمرو: بن الجموح بن زيد بن حرام، بمهملتين، بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة الأنصاريّ السّلمي- بفتحتين. ذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: شهد غزوة مؤتة، ثم ساق من طريق أبي بشر الدّولابيّ بسند له إلى أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمه عبد اللَّه بن أبي بكر، قال: قتل يوم مؤتة من بني سلمة مخلد بن عمرو بن الجموح، وقال: لا عقب له. 7862- مخلد الغفاريّ «3» . ذكره البغويّ، وابن أبي عاصم، وغيرهما، وقال البغويّ: سكن مكّة، وقال البخاريّ:   (1) أسد الغابة ت 4799، الاستيعاب ت 2379. (2) أسد الغابة ت 4800، الاستيعاب ت 2380. (3) أسد الغابة ت 48091، الاستيعاب ت 2561، التاريخ الكبير 7/ 436، تهذيب التهذيب 10/ 74- تهذيب الكمال 3/ 1312، تقريب التهذيب 2/ 235- خلاصة تذهيب 3/ 16، المحن 120، 316، 334، 361- الجرح والتعديل 8/ 346- تجريد أسماء الصحابة 2/ 64. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 له صحبة، فأنكر ذلك ابن أبي حاتم، وقال: لا صحبة له. قلت: وما رأيته في التاريخ إلا مع التابعين. وحكى العسكريّ أنه ضبط بالتشديد، وصوّب التخفيف. وأخرج ابن أبي عاصم والبغويّ وابن قانع، من طريق عمرو بن دينار، عن الحسين، عن «1» محمد بن الحنفية، عن مخلد الغفاريّ أن ثلاثة أعبد لبني غفار شهدوا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بدرا، وكان عمر يعطيهم كلّ سنة لكل رجل منهم ثلاثة آلاف. قال عمرو بن دينار: وقد رأيت مخلدا. 7863- مخمر- بن معاوية القشيريّ: في ترجمة «2» حكيم بن معاوية. 7864 - مخنف «3» بن زيد النّكري. «4» : بالنّون. ذكره ابن السّكن، وقال: يقال له صحبة، وهو غير معروف، ثم ساق له من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: قال: حدّثتنا حبة بنت شمّاخ النّكرية، حدّثتني، سنينة بنت مخنف بن زيد النّكرية، عن أبيها- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: يا مخنف، صل رحمك يطل عمرك، وافعل المعروف يكثر خير بيتك ... » الحديث. وعبد الرّحمن قال ابن السّكن: في روايته نظر. وقال غيره: هو متروك. وأخرجه ابن شاهين من هذا الوجه، لكن قال في روايته: حدّثتني سنينة بنت مخنف بن زيد، عن أبيها- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: يا مخنف ... فذكره، وزاد: «واذكر اللَّه عند كلّ حجر ومدر يشهد لك يوم القيامة» . وسيأتي في كتاب النّساء بهذا السند حديث آخر مطول يدل على صحبة سنينة المذكورة، وأن أباها هذا مات في إمارة معاوية. 7865- مخنف بن سليم «5» : بن الحارث بن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة الأزديّ الغامديّ.   (1) في أ: ابن محمد ابن. (2) أسد الغابة ت 4802، تهذيب التهذيب 10/ 78، تهذيب الكمال 3/ 1313، تقريب التهذيب 2/ 236، الكاشف 3/ 128، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 64، بقي بن مخلد 578. (3) أسد الغابة ت 5/ 128، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65، أسد الغابة ت 4803. (4) هذه الترجمة سقط في ج. (5) الثقات 3/ 45- تاريخ من دفن بالعراق 441- تهذيب الكمال 3/ 1313، تقريب التهذيب 2/ 536 الكاشف 3/ 128- الأعلام 7/ 194- تلقيح فهوم أهل الأثر 372- الطبقات الكبرى 1/ 80، الطبقات 113، 138، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65، بقي بن مخلد 357، أسد الغابة ت 4804، الاستيعاب ت 2563. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 45 قال ابن الكلبيّ: هو من الأزد بالكوفة والبصرة، ومن ولده أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم، قال: له صحبة، وحديثه في كتب السّنن الأربعة من طريق عبد اللَّه بن عون، عن عامر بن أبي رملة، عن مخنف بن سليم، قال: كنا وقوفا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعرفات، فقال: يا أيّها الناس، إنّ على أهل كلّ بيت في كلّ عام أضحاة وعتيرة ... » الحديث. قال التّرمذيّ: حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث عبد اللَّه بن عوف. قلت: وأخرجه البغويّ من طريق سليمان التيمي، عن رجل، عن أبي رملة، عن مخنف بن سليم أو سليم، بن مخنف، لكن قال البغوي: الرجل الّذي لم يسمّ هو عندي عبد اللَّه بن عون. 7866- مخول بن يزيد «1» : السلميّ، ثم البهزيّ. قال ابن السّكن: وهو ممن سكن مكة، وأخرج أبو يعلى من طريق محمد بن سليمان بن مسمول، عن القاسم بن مخول البهزي- أنه سمع أباه يقول: نصبت حبائل لي بالأبواء، فوقع فيها ظبي فانفلت مني، فذهبت في أثره، فوجدت رجلا قد أخذه، فتنازعنا فيه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقضى بيننا نصفين، وقال لي: «أقم الصّلاة، وأدّ الزّكاة، وحجّ واعتمر، وزل مع الحقّ حيث زال» . وابن مسمول- بالمهملة- ضعيف. وأخرجه ابن السّكن من طريقه، وقال: ليس لمخول رواية بغير هذا الإسناد. 7867- مخيريق: النّضريّ الإسرائيليّ، من بني النضير. ذكر الواقديّ أنه أسلّم، واستشهد بأحد، وقال الواقدي «2» والبلاذريّ: ويقال: إنه من بني قينقاع. ويقال من بني القطيون، كان عالما، وكان أوصى بأمواله للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهي سبع حوائط: الميثب، والصائفة، والدّلال، وحسنى، وبرقة، والأعواف «3» ، ومشربة أم إبراهيم، فجعلها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صدقة.   (1) أسد الغابة ت 4805، الاستيعاب ت 2564، الثقات 3/ 392، 401، التاريخ الكبير 8/ 29، الجرح والتعديل 8/ 398، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65. (2) في أ: وقال الواقدي أيضا. (3) في ب: والأعوان. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 46 قال عمر بن شبة في (أخبار المدينة) : حدّثنا محمد بن علي، حدّثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد اللَّه بن جعفر بن المسور، عن أبي عون، عن ابن شهاب، قال: كانت صدقات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أموالا لمخيريق، فأوصى بها لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهدا أحدا فقتل بها، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: مخيريق سابق يهود، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة. قال عبد العزيز: وبلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع. وقال الزّبير بن بكار في أخبار المدينة: حدّثنا محمد بن الحسن- هو ابن زبالة، عن غير واحد منهم: محمد بن طلحة بن عبد الحميد بن أبي عبس بن جبر، وسليمان بن طالوت، عن عثمان بن كعب بن محمد بن كعب، أنّ صدقات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كانت أموالا لمخيريق اليهوديّ، فلما خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أحد قال لليهود: ألا تنصرون محمدا، واللَّه إنكم لتعلمون أنّ نصرته حقّ عليكم، فقالوا: اليوم يوم السبت. فقال: لا سبت. وأخذ سيفه ومضى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقاتل حتى أثبتته الجراحة، فلما حضره الموت قال: أموالي إلى محمد يضعها حيث شاء. وذكر قصة وصيته بأمواله، وسمّاها، لكن قال الميثر بدل الميثب والمعوان عوض الأعواف، وزاد مشربة أم إبراهيم الّذي يقال له مهروز. 7868- مخيس «1» : بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح التحتانية المثناة بعدها مهملة، ابن حكيم العذريّ. ذكره أبو عليّ الجبّائيّ، وابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» ، عن كتاب مسانيد المقلّين لأبي الطاهر الذهلي، فإنه أخرج فيه من طريق يعقوب بن جبر العذريّ: سمعت أبا هلال مبين بن قطبة بن أبي عمرة العذري يحدث عن مخيس بن حكيم أنه سمعه يقول: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر قصة فيها ذكر أكيدر دومة الجندل، وفي آخرها: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا له بالبركة. وفي سنده من لا يعرف. الميم بعدها الدال 7869- مدرك بن الحارث الغامديّ «2» . له صحبة، عداده في الشّاميين.   (1) أسد الغابة ت 4806، الاستيعاب ت 2565، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65. (2) أسد الغابة ت 4808. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 47 روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، كذا أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم مختصرا. وقال أبو موسى: ذكره محمد بن المسيب الأرغياني، عن الصّحابة، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ فيمن نزل الشام من قبائل اليمن، وكذا ذكره محمّد «1» بن سميع. وقد تقدمت الإشارة إليه في الحارث بن الحارث الغامدي. 7870- مدرك بن زياد «2» : ذكره ابن عساكر في «التاريخ» وأخرج من طريق أبي عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأدمي، أنبأنا أبو عطية عبد الرحيم بن محرز بن عبد اللَّه بن محرز بن سعيد بن حبان بن مدرك بن زياد، قال: ومدرك بن زياد صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقدم مع أبي عبيدة فتوفي بدمشق بقرية يقال لها راوية، وكان أول مسلّم دفن بها. قال ابن عساكر: لم أجد ذكره من غير هذا الوجه. 7871- مدرك بن عوف: البجلي الأحمسي «3» . ذكره جعفر المستغفري، وقال: له صحبة. وسبقه ابن حبّان فذكره في الصحابة، ثم ذكره في التابعين. وقال أبو عمر: مختلف في صحبته، روى عنه قيس بن أبي حازم، وسمع مدرك من عمر بن الخطاب. انتهى. وقد أخرج حديثه عن عمر أبو بكر بن أبي شيبة، عن أبي أمامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن مدرك بن عوف الأحمسي، قال: بينا أنا عند عمر إذ أتاه رسول النعمان بن مقرّن ... فذكر قصّة تقدمت في ترجمة عوف والد شبيل. 7872- مدرك الغفاريّ «4» : غير منسوب. ذكره البغويّ وابن أبي عاصم، وأخرجا من طريق كثير بن زيد، عن خالد بن   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 4809. (3) أسد الغابة ت 4812، الاستيعاب ت 2383، الثقات 3/ 382- تجريد أسماء الصحابة 2/ 65- التاريخ الكبير 8/ 2. (4) أسد الغابة ت 4810، الاستيعاب ت 2384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 65. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 48 الطّفيل بن مدرك، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعثه إلى ابنته يأتى بها من مكّة. وبه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: كان إذا سجد ورفع قال: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من سخطك ... » الحديث. لفظ ابن أبي عاصم، أخرجه عن يعقوب بن حميد، عن سفيان بن حمزة، عن كثير. وأما البغويّ فأخرجه عن حمزة بن مالك بن حمزة بن سفيان الأسلميّ، قال: حدثني عمّي سفيان بن حمزة، فذكره، ولكن قال- عن خالد: أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث جدّه مدركا إلى ابنته يأتي بها من مكة، قال: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا سجد ... فذكره. قال البغوي: لا يروى عن مدرك إلا بهذا الإسناد. 7873- مدعم الأسود «1» : مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. كان مولدا من حسمى، أهداه رفاعة بن زيد الجذاميّ لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ثبت ذكره في الموطأ والصحيحين من طريق سالم مولى ابن مطيع، عن أبي هريرة في فتح خيبر- فذكر الحديث، وفيه أن مدعما أصابه منهم عائر فقتله. قال البلاذريّ: يقال: إنه يكنى أبا سلام. ويقال: إن أبا سلام غيّره، قال: ويقال: إنما أهداه فروة بن عمر «2» الجذامي. 7874- مدلاج بن عمرو الأسلميّ «3» : أخو ثقف ومالك. قال ابن الكلبيّ: أسلموا كلهم، وشهدوا بدرا، وهم من حلفاء بني عمرو بن دودان بن أسد بن خزيمة حلفاء بني عبد شمس. وقال الواقديّ: هم سلميون، قال: وشهد مدلاج المشاهد كلها، ومات سنة خمسين، وتبعه ابن عبد البر في ذلك. وقال ابن إسحاق: هو مدلاج بن عمرو، من بني سليم، من بني حجر. وحكى ابن   (1) أسد الغابة ت 4813، الاستيعاب ت 2567. (2) في أ: بن عمرو الجذامي. (3) أسد الغابة ت 4815، الاستيعاب ت 2568، المغازي للواقدي 154، وسيرة ابن هشام 2/ 323- والجرح والتعديل 8/ 428- وأنساب الأشراف 1/ 308- وفتوح البلدان 212- والكامل في التاريخ 3/ 471- والطبقات الكبرى 3/ 98- وتاريخ الإسلام 1/ 115. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 49 عبد البر أن بعضهم سماه مدلجا، قال [ ..... ] «1» . 7875- مدلج الأنصاريّ «2» : له ذكر في حديث أخرجه ابن مندة من طريق السديّ الصغير، عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث غلاما من الأنصار يقال له مدلج إلى عمر يدعوه، فانطلق الغلام فوجده نائما على ظهره قد أغلق الباب، فدفع الغلام الباب على عمر فسلّم فلم يستيقظ، فرجع الغلام، فلما عرف عمر بذلك وأن الغلام قد رأى منه، أي رآه عريانا قال: وددت واللَّه إن اللَّه نهى أبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا في هذه السّاعة إلا بإذن، فانطلق إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فوجده قد نزلت عليه هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ... [النور: 58] الآية: فذكر بقية الحديث، وفيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال للغلام: «أنت ممّن يلج الجنّة» . 7876- مدلج: آخر غير منسوب. ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن أبيه، عن شريح بن عبيد، عن مدلج، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا حرس معه أصحابه ليلة في الغزو قال إذا أصبحوا: «قد أوجبتم» . وأخرجه ابن مندة من طريق إسماعيل أيضا، ولم يفرده بترجمة، بل أورده في ترجمة مدلاج بن عمرو السّلمي حليف بني عبد شمس الّذي ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، فإنه قيل فيه مدلاج أو مدلج، وكأنه تبع ابن السّكن، فإنه قال مدلج بن عمرو السلميّ، ويقال مدلاج، له صحبة. روى عنه حديث من رواية الحمصيين. ويقال: مات سنة خمسين، ثم ساق من طريق ضمضم، عن شريح، عن مدلج، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر الحديث وليس فيه تسمية أبيه ولا ذكر نسبه، فالذي يظهر أنه غيره. 7877- مدلوك الفزاري «3» : مولاهم، أبو سفيان. قال ابن أبي حاتم: له صحبة. وذكره محمد بن سعد فيمن نزل الشام من الصحابة،   (1) بياض في أ، ب، ج، وفي الاستيعاب: ومن أهل الحديث من يقول فيه مدلج. (2) أسد الغابة ت 4814. (3) أسد الغابة ت 4816، الاستيعاب ت 2566، تجريد أسماء الصحابة 2/ 66- الجرح والتعديل 8/ 427، التاريخ الكبير 8/ 55. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 50 وذكره البرديجي في الأسماء المفردة من الصحابة، وتقدم له ذكر في ضمضم بن قتادة. وأخرج البخاريّ في التاريخ، وابن سعد، والبغويّ، والطبرانيّ، من طريق مطر بن العلاء الفزاريّ، وحدثتني عمتي أمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء، وقطبة مولاة لنا، قالتا: سمعنا أبا سفيان، زاد البغويّ في روايته: مدلوكا، يقول: ذهب بي مولاي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأسلمت فدعا لي بالبركة، ومسح رأسي بيده، قالت: فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسّه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وسائره أبيض. وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم من وجه آخر عن مطر، فقال في روايته أيضا: عن مدلوك أبي سفيان، فقال في السند: عن آمنة، بالنون، ولم يشك. الميم بعدها الذال 7878- المذبوب التنوخيّ: قال في التجريد: نزل حمص، وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وأورد له حديثا من طريق ابنه مالك بن المذبوب، عن أبيه، وسنده منكر. 7879- مذعور بن عدي العجليّ «1» : شهد اليرموك بالشام، وفتوح العراق، وذكره سيف بن عمر بسنده، قال: لما قفل خالد بن الوليد من اليمامة وجّه المثنى بن حارثة الشيبانيّ، ومذعور بن عدي العجليّ، وحرملة بن مريط، وسلمى بن القين الحنظليين، وكان المثنى ومذعور قد وفدا على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وصحباه، وكان حرملة وسلمى من المهاجرين، فقدموا على أبي بكر الصديق ... فذكر قصة. وذكره في موضع آخر، فقال: وكان مذعور بن عدي العجليّ على كردوس باليرموك. وقال سيف في موضع: حدثنا خالد بن قيس العجليّ، عن أبيه، قال: لما قدم المثنى بن حارثة ومذعور على أبي بكر، فاستأذناه في غزو أهل فارس وقتالهم، وأن يتأثرا على من لحق بهما من قومهما، فأذن لهما، وكان مذعور في أربعة آلاف من بكر بن وائل وضبيعة وعنزة، فغلب على جنان والنمارق، وفي ذلك يقول مذعور: غلبنا على جنّان بيدا مشيحة ... إلى النّخلات السّحق فوق النّمارق وإنّا لنرجو أن تجول خيولنا ... بشاطئ الفرات بالسّيوف البوارق [الطويل]   (1) أسد الغابة ت 4817. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 51 7880- مذكور العذريّ «1» : ذكر الواقدي أنه كان دليل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأخرج في المغازي، والحاكم في الإكليل من طريقه، ثم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، من طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم- يزيد أحدهما على صاحبه، وعن غيرهما، قالوا: أراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يدنو إلى الشام، وقد ذكر له أن بدومة الجندل جمعا كثيرا، وكان بها سوق عظيم وتجار، فندب الناس، فخرج في ألفين من المسلمين، فكان يسير الليل ويكمن النهار، ومعه دليل له من بني عذرة يقال له مذكور هاد خرّيت، فلما دنا من دومة الجندل قال له الدليل: يا رسول اللَّه، إن سوامهم ترعى عندك، فأقم لي حتى أطلع ذلك، فأقام وخرج العذري طليعة حتى وجد آثار النّعم والشّاء، فرجع فأخبر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسار حتى هجم على ماشيتهم، فأصاب منها ما أصاب، وجاءهم الخبر فتفرقوا في كل وجه، فلم يجد بها أحدا، فبثّ السّرايا، فوجد محمد بن مسلمة رجلا منهم، فأتى به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فعرض عليه الإسلام أياما فأسلّم، ورجع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكانت تلك الغزوة على رأس تسعة وأربعين شهرا من الهجرة. الميم بعدها الراء 7881- مرارة بن ربعي بن عدي: بن يزيد بن جشم. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: كان أحد البكاءين من الصحابة الذين نزلت فيهم: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [التوبة: 92] قال العدويّ: لم يذكره غيره. 7882- مرارة بن الربيع الأنصاري الأوسيّ «2» : من بني عمرو بن عوف، ويقال: إن أصله من قضاعة، حالف بني عمرو بن عوف. صحابي مشهور، شهد بدرا على الصحيح، هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، أخرجاه في الصحيحين من حديث كعب بن مالك في قصة توبته، فقلت: هل لقي أحد مثل ما لقيت؟ قالوا: هلال بن أميّة، ومرارة بن الربيع، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدرا. وفي حديث جابر عند قوله تعالى: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا [التوبة: 118] قال: هم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وكلّهم من الأنصار. 7883- مرارة بن مربع: بن قيظي الأنصاري «3» .   (1) أسد الغابة ت 4818. (2) أسد الغابة ت 4821، الاستيعاب ت 2390. (3) أسد الغابة ت 4823. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 ذكره ابن السّكن في ترجمة أخيه عبد اللَّه، فقال: استشهد عبد اللَّه وأخوه عبد الرحمن يوم جسر أبي عبيد، ولهم أخ ثالث يقال له مرارة لا رواية له، ذكره بعض أهل العلم بالنسب «1» ، وقال ابن عبد البر: لمرارة وإخوته: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، وزيد بني مربع صحبة، وكان أبوهم يعدّ في المنافقين. 7884- مراوح المزنيّ: ذكره ابن قانع في الصحابة، وأورد له من طريق محمد بن الحسن بن زبالة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن القاسم، عن محمد بن هيصم بن عبيد بن مراوح، عن أبيه، عن جدّه- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم استعمله، كذا ذكره ومقتضاه أن الضمير في قوله: عن جده [لهيصم «2» ] لا لمحمد، وأورده أيضا في ترجمة عبيد بن مراوح كما تقدم. 7885- مروان بن مالك «3» : الرازيّ «4» . ذكره ابن إسحاق، وقال: له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من خيبر، وسماه ابن هشام مروان، وكذا قال ابن الكلبيّ، وسماه الواقديّ مرة. 7886- مربع بن قيظيّ: والد مرارة المتقدم. عدّ في المنافقين، ويقال: تاب. 7887- مرثد بن جابر الكندي: ذكره البغويّ في الصحابة، وقال، روى علي بن قرين، عن حبيب بن مرداس البلويّ، سمعت غانم بن غالب القيسي يحدّث عن مرثد بن جابر الكنديّ، قال: وفدت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، الحجّ في كل عام؟ فقال: «إن قدرتم فحجّوا كلّ عام، وأمّا الّذي عليكم فحجّة» . قال البغويّ: وعلي بن قرين شيخ كان بالجانب الشرقي، ضعيف الحديث جدا. 7888- مرثد بن ربيعة العبديّ «5» : ذكره البغوي، وقال: بلغني عن الشاذكوني، عن أبي قتيبة، عن المعلى بن يزيد، عن بكر بن مرثد بن ربيعة: سمعت مرثدا يقول: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن الخيل فيها شيء؟ فقال: «لا، إلّا ما كان منها للتجارة» .   (1) في أ: بالسير. (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت 4820، الاستيعاب ت 2571. (4) في أ: مالك الداريّ. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 97. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 53 قال البغويّ: ما بلغني إلا من هذا الوجه. والشاذكوني رماه الأئمة بالكذب. 7889- مرثد بن زيد الغطفانيّ: ذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، ونقل عن مقاتل بن حيان أنه الّذي نزل فيه: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ... [النساء: 10] الآية، لأنه كان ولي مال ابن أخيه فأكله. قلت: وذكره الواقديّ عن مقاتل المذكور، ولفظه: نزلت في رجل من غطفان يقال له مرثد بن زيد، ولي مال ابن أخيه، وهو يتيم صغير ... الحديث. 7890- مرثد بن الصلت» : الجعفي. ذكره البغويّ، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: سمعت عبد الرحمن بن مرثد الجعفي يحدّث عن أبيه مرثد بن الصلت، قال: وفدت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسألته عن مسّ الذّكر، فقال: «إنّما هو بضعة منك» . قال البغويّ: هذا حديث منكر، وعبد الرحمن بن عمرو ضعيف الحديث جدا. قلت: وقد تابعه ضعيف مثله، فأخرجه ابن قانع، ويحيى بن يونس الشّيرازي، من طريق علي بن قرين، عن حبيب بن موسى، عن عبد الرحمن بن مرثد، عن أبيه نحوه. وأخرجه أبو موسى في الذيل. 7891- مرثد بن ظبيان: بن سلمة بن لوذان بن عوف بن سدوس الشيبانيّ، ثم السدوسيّ. ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وأخرج له من طريق عمر بن أحيحة: حدثني بجير بن حاجب بن يونس بن شهاب بن زهير بن مذعور بن ظبيان بن سلمة، حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه: أن مرثد بن ظبيان هاجر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهد معه يوم حنين، وكتب معه كتابا إلى بكر بن وائل، وكساه حلّتين، فلم يوجد أحد يقرؤه إلا رجل من بني ضبيعة، فسمّوا بني الكاتب، قال ابن السّكن: وهو غير معروف في الصحابة. قلت: وقد أخرج أحمد، والبغويّ، من طريق قتادة، عن مضارب بن حرب العجليّ، قال: حدث مرثد بن ظبيان، قال: جاءنا كتاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فما وجدنا من يقرؤه حتى قرأه رجل من بني ضبيعة:   (1) أسد الغابة ت 4826، الاستيعاب ت 2392، تجريد أسماء الصحابة 2/ 67. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 54 من محمد رسول اللَّه إلى بكر بن وائل، أسلموا تسلموا. فإنّهم ليسمون بني الكاتب. وذكره ابن السكن معلقا، وقال: هو مرسل. انتهى. وأخرج خليفة بن خياط في «تاريخه» ، وقال: عن محمد بن سواء، عن قرة بن خالد، عن مضارب- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهب سبي بكر بن وائل لمرثد بن ظبيان، وهكذا أخرجه البغوي بلاغا عن خليفة. 7892- مرثد بن عامر التغلبيّ «1» : أبو الكنود. ذكره البغويّ، وقال: روى حديثه علي بن قرين أحد الضعفاء، عن الصلت بن سعيد المازني، عن بكير بن مسمار الرياحي، بالتحتانية والمهملة: سمعت أبا الكنود مرثد بن عامر التغلبي يقول: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إذا كنتم ثلاثة فأمّروا أحدكم، وتوكّلوا على اللَّه وتوجّهوا» «2» . 7893- مرثد بن «3» : عدي الطائيّ. ذكره البغويّ أيضا، وقال: روى حديثه علي بن قرين، عن عبد الواحد بن زيد بن أعين، حدثنا الصلت بن سعيد بن مقرّن العبديّ، عن مرثد بن عديّ الطائيّ، يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ربيعة خير أهل المشرق، وخيرهم عبد القيس» . قال البغويّ: هذه الأحاديث لا تعرف، ولا أصول لها. وأخرجه ابن قانع من طريق علي بن قرين أيضا. 7894- مرثد بن عياض «4» : في عياض بن مرثد. 7895- مرثد بن أبي «5» : مرثد الغنوي.   (1) أسد الغابة ت 4828. (2) أورد المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17552 وعزاه إلى ابن حبان عن أبي سعيد. وابن عساكر في تاريخه 2/ 351. (3) أسد الغابة ت 4829، تجريد أسماء الصحابة 2/ 67. (4) أسد الغابة ت 4830. (5) أسد الغابة ت 4831، الاستيعاب ت 2393، الثقات 3993- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 864، خلاصة تذهيب 3/ 17- تقريب التهذيب 2/ 470- الاستبصار 305- المتحف 293- البداية والنهاية 6/ 353- الطبقات 8/ 47، تجريد أسماء الصحابة 2/ 68- الكاشف 3/ 130، حلية الأولياء 2/ 19- الجرح والتعديل 8/ 299، أصحاب بدر 90، الأعلام 7/ 201- تهذيب الكمال 3/ 1314- تهذيب التهذيب 10/ 82- العقد الثمين 7/ 163. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 55 صحابي، وأبوه صحابي، واسمه كنّاز، بنون ثقيلة وزاي، ابن الحصين، وهما ممن شهد بدرا، وتقدم أبوه. وأخرج أصحاب السنن من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه- أن مرثد بن أبي مرثد الغنويّ كان يحمل الأسرى ... فذكر الحديث في نزول قوله تعالى: الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً .... [النور: 3] الآية. قال ابن إسحاق: استشهد مرثد في صفر سنة ثلاث في غزاة الرّجيع، وجاءت عنه رواية عند أحمد بن سنان القطان في مسندة، والبغويّ، والحاكم في مستدركه، والطبراني في الأوسط، من طريق القاسم بن أبي عبد الرحمن السامي، عن مرثد بن أبي مرثد، وكان بدريا، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ «1» سرّكم أن تقبل منكم صلاتكم فليؤمّكم خياركم» . وفي رواية الطبرانيّ: «فليؤمّكم علماؤكم، فإنّهم وقدكم فيما بينكم وبين ربّكم» . قال ابن عبد البرّ: قال القاسم السامي في حديثه: حدثني أبو مرثد، وهو وهم، لأن من يقتل في حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لا يدركه القاسم، وإنما هو مرسل. قلت: الوهم ممن قال عن القاسم: حدثني مرثد، وإنما الصواب أنه قال عن مرثد، كذا عند جمهور من أخرج الحديث المذكور بالعنعنة. واللَّه تعالى أعلم. 7896- مرثد بن وداعة «2» : أبو قتيلة، بقاف ومثناة مصغّرا، الحمصي. قال البخاريّ: له صحبة، وأخرج عن طريق حريز بن عثمان، عن حمير بن يزيد الرّحبي- أنه سمعه يقول: رأيت أبا قنبلة صاحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يصلّي، وربما قتل البرغوث، وهو في الصلاة. وأنكر أبو حاتم على البخاري قوله: إن له صحبة، وحجة البخاري واضحة. وذكره ابن حبّان في الصحابة، ثم ذكره في التابعين، وله عند أبي داود والبغويّ من رواية خالد بن معدان عنه، عن عبد اللَّه بن حوالة- حديث في فضل الشام. وذكره في الصحابة جماعة منهم مطين، والطبراني في الكنى، وأورد له من رواية خالد بن معدان عنه حديثا آخر.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 222، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20433، وعزاه لابن عساكر عن أبي أمامة.. (2) أسد الغابة ت 4833، الاستيعاب ت 2394، الثقات 3/ 400- خلاصة تذهيب 3/ 17- الطبقات 310- تجريد أسماء الصحابة 2/ 68- الكاشف 3/ 130- الجرح والتعديل 8/ 299- تهذيب الكمال 3/ 1314- تهذيب التهذيب 10/ 83. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 56 7897- مرحب «1» : أو أبو مرحب. أخرج حديثه أبو داود، من طريق الشعبي، عنه على الشك، وقال ابن السّكن: يقال: هو أبو مرحب سويد بن قيس. 7898- مرداس بن عبد الرحمن: يأتي في مرداس السلميّ «2» : 7899- مرداس بن عبد سعد السعديّ: ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج من طريق يحيى بن عبد اللَّه بن عبد بن سعد، قال: قدم رجل من بني عبد بن سعد يقال له مرداس، فأسلّم، وانصرف، فلقيته خيل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقتلته- يعني خطأ، ظنوه كافرا ... فذكر القصة، وفي سنده مقال. 7900- مرداس بن عروة العامريّ «3» : ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: معدود في الكوفيين، ونسبه البغويّ وابن حبّان ثقفيا. قال ابن حبّان: له صحبة. وأخرج البخاري، وابن السكن، والبيهقيّ من طريق، الوليد بن أبي ثور، عن زياد بن علاقة، عن مرداس بن عروة، قال: رمى رجل من الحي أخا له فقتله ففرّ، فوجدناه عند أبي بكر، فانطلقنا به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأقادنا. تابعه محمد بن جابر، عن زياد، أخرجه البغوي وأبو نعيم من طريق مسدد، عنه. 7901- مرداس بن عقفان، بضم أوله، وسكون القاف بعدها فاء، ابن سعيم بن قريط بن جناب بن الحارث بن خزيمة بن عدي بن جندب العنبريّ، بن عمرو بن تميم التميمي العنبريّ. ذكره ابن السكن، وقال: مخرج حديثه عن محمد بن موسى الهاشمي، عن محمد بن عيسى بن ميفعة. وقال ابن عبد البر ّ: مرداس بن عقفان التميمي، هو مرداس بن أبي مرداس، له صحبة. قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فدعا لي بالبركة، روى عنه ابنه بكر.   (1) تقريب التهذيب 2/ 470، تجريد أسماء الصحابة 2/ 68، الكاشف 3/ 130، الجرح والتعديل 8/ 427، تهذيب التهذيب 7/ 84، التاريخ الكبير 8/ 56، أسد الغابة ت 4834، الاستيعاب ت 2569. (2) في أ: الأسلمي. (3) أسد الغابة ت 4835، الاستيعاب ت 2395. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 57 7902- مرداس بن عمرو «1» : يأتي في ابن نهيك. 7903- مرداس بن قيس الدوسيّ «2» : ذكره أبو موسى في الذّيل، وأورد من طريق ابن الخرائطيّ في كتاب الهواتف، من طريق عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان، عمن حدثه، عن مرداس بن قيس الدوسيّ، قال: حضرت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وذكرت عنده الكهانة، وما كان من تغيرها «3» عند مخرجه، فقلت: يا رسول اللَّه، عندنا شيء من ذلك، أخبرك به.. فذكر قصة طويلة، منها: أن كاهنهم كان يصيب كثيرا، ثم أخطأ مرة بعد مرة، ثم قال لهم: يا معشر دوس، خرست السماء، وخرج خير الأنبياء! وإنه مات عقب ذلك. وعيسى أظنه ابن دأب، وهو كذّاب، وفي السند عبد اللَّه بن محمد البلويّ أيضا. 7904 مرداس بن مالك الأسلمي ّ «4» . يأتي في أواخر من اسمه مرداس. 7905 مرداس: بن مالك الغنويّ «5» . ذكره ابن شاهين، وأورد من طريق المنذر بن محمد، عن الحسين بن محمد، عن أبيه عن حمزة بن عبد اللَّه بن يزيد الغنوي «6» ، عن أبيه، عن مرداس بن مالك الغنوي- أنه قدم على رسول صلّى اللَّه عليه وسلّم وافدا، فمسح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على وجهه، ودعا له بخير، وكتب له كتابا وولّاه صدقة قومه. 7906 مرداس بن أبي مرداس «7» : هو ابن عقفان. تقدم. 7907 مرداس بن مروان «8» : بن الجذع بن يزيد بن الحارث بن حرّام بن كعب بن غنم الأنصاريّ الخزرجيّ.   (1) أسد الغابة ت 4836. (2) أسد الغابة ت 4837. (3) في ب: تغييرها. (4) أسد الغابة ت 4838، الاستيعاب ت 2396، الرياض المستطابة 26- الطبقات 112، 137- تجريد أسماء الصحابة 2/ 68- الكاشف 3/ 130، تهذيب الكمال 3/ 315- تهذيب التهذيب 10/ 85- التعديل والتجريح 681. (5) أسد الغابة ت 4839. (6) في أ: العبديّ. (7) أسد الغابة ت 4841، الاستيعاب ت 2397. (8) أسد الغابة ت 4842. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 58 قال ابن الكلبيّ: أسلّم هو وأبوه، وشهد الحديبيّة، وبايع تحت الشجرة، وكذا ذكره العدويّ، واستدركه أبو علي الغسّاني وغيره على الاستيعاب. 7908- مرداس بن مويلك: بن رباح بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن حلان بن غنم بن غني بن أعصر الغنوي. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأهدى له فرسا وصحبه. قلت: فرق الطّبري وغيره بين هذا وبين مرداس بن مالك، وجعلهما ابن الأثير واحدا، والراجح التفرقة. 7909 مرداس بن نهيك الضّمري: وقيل ابن عمرو. وقيل إنه أسلمي. وقيل غطفاني، والأول أرجح. ذكره ابن عبد البرّ وغيره، وقال أبو عمر: في تفسير السّدّى، وفي تفسير ابن جريج، عن عكرمة، وفي تفسير سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. وقال غيرهم أيضا: لم يختلفوا في أنّ المقتول في قصّة نهيك الّذي ألقى السّلام، وقال: إني مؤمن- أنه رجل يسمى مرداسا، واختلفوا في قاتله في أمير تلك السريّة اختلافا كثيرا. قلت: سيأتي في حرف النّون أنه سمّي في سير الواقديّ نهيك بن مرداس، ومضى في حرف العين أنه عامر بن الأضبط، وقد تقدم في ترجمة محلّم بن جثامة. وقرأت بخط الخطيب أبي بكر البغداديّ في ترجمة محمد بن أسامة، من المتفق من مغازي ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير بسنده إلى أسامة، قال: أدركته أنا ورجل من الأنصار ... الحديث. قال الخطيب: المدرك نهيك بن سنان، وفيه غير ذلك من الاختلاف. والّذي في رواية غيره من المغازي: حدّثني شيخ من أسلّم، عن رجال من قومه، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غالب بن عبد اللَّه الكلبيّ، كلب ليث، في سريّة إلى أرض بني ضمرة، وبها مرداس بن نهيك حليف لهم من بني الحرقة، فقتله أسامة، فحدّثني ابن لابن أسامة بن زيد عن أبيه عن جدّه أسامة، قال: أدركته أنا ورجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السلاح قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، فلم ننزع عنه السلاح حتى قتلناه ... فذكر الحديث. وفي تفسير الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: نزل في مرداس الأسلمي قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً [النساء: 94] ، كذا قال الأسلميّ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 59 ورواه مقاتل بن حيّان في «تفسيره» ، عن الضّحاك: عن ابن عباس نحوه. وروى أبو نعيم من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أسامة بن زيد إلى أناس من بني ضمرة، فلقوا رجلا يقال له مرداس، ومعه غنيمة. وأخرج عبد بن حميد، من طريق قتادة، قال: نزلت هذه الآية، فيما ذكر لنا- في مرداس لرجل من غطفان بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جيشا عليهم غالب الليثي، ففرّ أهل مرداس في الجبل، وصحبته الخيل، وكان قال لأهله: إني مسلّم، ولا أتبعكم، فلقيه المسلمون فقتلوه، وأخذوا ما كان معه، فنزلت، وإن ثبت الاختلاف في تسمية من باشر القتل مع الاختلاف في المقتول احتمل تعدّد القصة. 7910 مرداس أو ابن مرداس. شهد بيعة الرضوان. ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق شعبة، عن سليمان بن عبد الرّحمن، عن راشد بن سيّار، قال: أشهد على خمسة نفر ممن بايع تحت الشّجرة، منهم: مرداس أو ابن مرداس- أنهم كانوا يصلّون قبل المغرب، رجاله إلى راشد ثقات، وراشد ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين، وقال: إنه مولى عبد اللَّه بن أبي أوفى. وكذا ترجم له الخطيب في المؤتلف فيمن اسمه سيار، بتقديم السّين وتشديد المثناة من تحت، فقال: راشد بن سيار مملوك عبد اللَّه بن أبي أوفى. 7911 مرداس بن مالك الأسلميّ. شهد بيعة الرضوان أيضا. وقال ابن قانع: اسم أبيه عبد الرّحمن، قال مسلّم والأوزاعيّ، وغيرهما: تفرد بالرواية عنه قيس بن أبي حازم، وزعم آخرون منهم المزي أنّ زياد بن علاقة روى أيضا عنه، وليس كذلك، فإن شيخ زياد بن علاقة غيره، وهو مرداس بن عروة المتقدم، وحديث مرداس الأسلميّ في صحيح البخاريّ، وهو حديث: «يذهب الصّالحون ... » الحديث. وقال ابن السّكن: زعم بعض أهل الحديث أن مرداس بن عروة هو الأسلميّ، اختلف في اسم أبيه، قال: والصّحيح أنه غيره. 7912 مرداس الضّمري: تقدم في ابن نهيك. 7913 مرداس المعلم. ذكره أبو زيد الدّوسي في كتاب الأسرار بغير سند، فقال: مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 وسلّم بمرداس المعلم، فقال: «إيّاك والخبز المرقّق، والشّرط على كتاب اللَّه تعالى» ، وهذا لم أقف له على إسناد إلى الآن. 7914 مرزبان: بن النعمان «1» بن امرئ القيس بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر الكنديّ. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع الأشعث بن قيس، وكذا ذكره الطبريّ. 7915 مرزوق الثقفي: مولاهم ذكره الواقديّ في جملة العبيد الذين نزلوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الطائف، فأسلموا فأعتقهم وعدتهم بضعة عشر رجلا، فكان مرزوق هذا مولى عثمان. 7916 مرزوق الصّيقل «2» . قال العسكريّ وغيره: له صحبة. وقال ابن حبّان: يقال إن له صحبة. وقال ابن عبد البرّ: في إسناد حديثه لين. وأخرج البغويّ، والطبرانيّ، من طريق محمد بن حمير، قال: حدّثنا أبو الحكم، حدّثني مرزوق الصيقل أنه صقل سيف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ذا الفقار، وكانت له قبيعة من فضة وحلق في قيده، وبكرة في وسطه من فضة. قلت: وليس في هذا ما يدل على صحبته، وإنما ذكرته لاحتمال أن يكون عند من جزم بصحبته مستند آخر. 7917 مرضي بن مقرّن المزني، أحد الإخوة. ذكره ابن فتحون، ونقل عن الطّبريّ، قال: كتب سراقة بن عمرو عهدا لأهل الباب، شهد فيه عبد الرحمن بن ربيعة، وسلمان بن ربيعة، وبكر بن عبد اللَّه، وكتب مرضي بن مقرن. 7918 مرّة بن الحارث: بن عدي بن الجدّ بن العجلان البلويّ، حليف آل عمرو بن عوف من الأنصار. قال الطّبريّ: شهد أحدا، وزعم ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا.   (1) أسد الغابة ت 4844، الاستيعاب ت 2572. (2) الثقات 3/ 390، بقي بن مخلد 569، الاستبصار 348، تجريد أسماء الصحابة 2/ 69، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الجرح والتعديل 8/ 263، أسد الغابة ت 4845، الاستيعاب ت 2570. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 7919 مرة بن حبيب الفهري ّ «1» : هو ابن عمرو بن حبيب. يأتي. 7920 مرة بن سراقة الأنصاري ّ «2» . ذكر أبو عمر أنه استشهد بحنين، وتعقبه ابن الأثير بأن الّذي ذكروا أنه شهد حنينا عروة بن مرة. قلت: ولا مانع من الجمع. 7921 مرة بن شراحيل: في شراحيل بن مرة. 7922 مرة بن عمرو: بن حبيب بن وائلة بن عمرو بن شيبان «3» بن محارب بن فهر، القرشي الفهري «4» . من مسلمة الفتح. أخرج البخاريّ حديثه في الأدب المفرد، والبغويّ من رواية أبي عيينة، عن صفوان بن سليم، عن أنيسة، عن أم سعيد بنت مرة الفهرية، عن أبيها أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنّة كهاتين» . وأخرجه أبو يعلى، من طريق يزيد بن زريع، عن محمد بن عمرو، عن صفوان، ولم تذكر أنيسة، وقال: عن أم سعيد بنت مرة بن عمرو الجمحية، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو مثله، لكن قال: عن أم سعيد بنت عمرو بن مرة الجميحة قدّم عمرا على مرة. وأخرجه مطيّن، عن هارون بن إسحاق، عن المحاربي، عن محمد بن عمرو مثله، لكن لم يذكر مرة، وقال: قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرجه الباورديّ عن مطيّن، وابن مندة عنه. وسيأتي في أسماء النّساء ذكر اختلاف آخر على محمد بن عمرو، وكلام ابن السّكن على ذلك في أسيرة. وله ذكر في ترجمة مرة الهمدانيّ في القسم الرابع. وقال أبو عمر في ترجمة أم سعيد: من كنى النّساء أم سعيد بنت عمرو، ويقال عمير   (1) أسد الغابة ت 4851، الثقات 3/ 398 خلاصة تذهيب 3/ 18، تجريد أسماء الصحابة 2/ 70 تلقيح فهوم أهل الأثر 384 تهذيب التهذيب 10/ 90، العقد الثمين 7/ 127 ذيل الكاشف 1455. (2) أسد الغابة 4852، الاستيعاب ت 2386. (3) في أ: سنان. (4) الاستيعاب ت 2387. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 الجمحيّة. روى عنها صفوان بن سليم في كافل اليتيم، واختلف على صفوان في إسناده. قلت: ولولا اتحاد المخرج لجوّزت أن تكون أم سعيد بنت مرة الفهرية غير أم سعيد بنت عمرو أو عمير الجمحية. 7923 مرة بن عمرو العقيلي ّ «1» . ذكره الإسماعيليّ، وأخرج من طريق عليّ بن قرين عن خشرم بن الحسن العقيلي. سمعت عقيل بن طريق العقيلي، يحدّث عن مرّة بن عمرو العقيلي، قال: صلّيت خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقرأ «بالحمد للَّه ربّ العالمين» . 7924 مرة بن كعب البهزي ّ «2» . يقال: هو كعب بن مرّة الماضي في الكاف. روى أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث، أن خطباء قاموا بالشام فيهم رجال من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقام آخرهم رجل يقال له مرّة بن كعب. فقال: لولا حديث سمعته من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ما قمت، سمعته يقول وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنّع بثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت فأخذت بمنكبيه، فإذا هو عثمان. هذه رواية عبد الوهاب الثقفيّ، عن أيوب، وكذا قال سليمان بن حرب، عن حماد عن أيوب. رواه أبو الرّبيع، عن حماد بن زيد، فقال: عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن رجل، ولم يسمه. وقال إسحاق بن أبي إسرائيل، عن حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة: أظنه عن أبي الأشعث. رواه أبو هلال الراسبيّ عن قتادة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن مرّة البهزي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «ستكون فتن كصياصي البقر» . فمرّ بنا رجل مقنّع، فقال: «هذا وأصحابه على الحقّ» ، فإذا هو عثمان.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 70. (2) الثقات 3/ 399 خلاصة تذهيب 3/ 18 تجريد أسماء الصحابة 2/ 70، تلقيح فهوم أهل الأثر 384 تهذيب الكمال 3/ 135 تهذيب التهذيب 10/ 89، 90 التاريخ الكبير 8/ 5، أسد الغابة ت 4857، الاستيعاب ت 2388. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 رواه كهمس، عن عبد اللَّه بن شقيق، فأدخل بينه وبين مرة هرم بن الحارث، وأسامة بن خريم، أخرجها كلها البغويّ. ورواية عبد الوهاب الثقفيّ أخرجها الترمذيّ، وقال: حسن صحيح. وأخرج أحمد، عن ابن عليّة، عن أيوب مثله، ورواية أبي هلال وكهمس أخرجها أحمد، فلم يختلف على أبي قلابة أنه مرة بن كعب. وأخرج أصل الحديث أحمد أيضا من طريق جبير بن نفير، قال: كنّا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان فقام كعب بن مرة، فقال: بينا نحن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جلوس إذ مر عثمان مرجلا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لتخرجنّ فتن من تحت قدمي هذا يومئذ ومن اتّبعه على الهدى» . وقد تقدم في ترجمة كعب بن مرة حديث آخر قيل فيه كعب بن مرة، أو مرة بن كعب، فقيل هما واحد، واختلف فيه بالتقديم والتأخير، وقيل هما اثنان، والعلم عند اللَّه تعالى. 7925 مرّة بن مالك: تقدم في أخيه عبد الرحمن بن مالك. 7926 مرة بن أبي مرة: ذكره ابن مندة، وهو الّذي بعده. 7927 مرّة بن وهب: بن جابر بن عتّاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفيّ، والد يعلى. ذكره البغويّ وغيره، وأخرجوا من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن أم يحيى بنت يعلى، عن أبيها، قالت: جئت بأبي يوم الفتح فقلت: يا رسول اللَّه، هذا أبي يبايعك على الهجرة، قال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونيّة» . وله في ابن ماجة حديث آخر اختلف في إسناده على الأعمش. 7928 مرة بن أبي عزة: بن عمرو بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحيّ. قتل أبوه بحمراء الأسد بعد أحد، ولمرّة هذا عقب بالمدينة، ذكره الزّبير. 7929 مرة: غير منسوب مضى في حرب، ويأتي في يعيش. 7930 مروان بن الجذع «1» . تقدم نسبه في والده مرداس، قال ابن الكلبيّ: أسلّم وهو شيخ كبير هو وابنه، وشهد الحديبيّة. وكان مروان أمين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على سهمان خيبر.   (1) أسد الغابة ت 4847. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 64 7931 مروان بن الحكم «1» : بن أبي العاص الأموي، ابن عم عثمان رضي اللَّه عنه. يأتي في القسم الثاني. 7932 مروان بن قيس: الأسديّ «2» . ويقال: السلميّ. قال البخاريّ: له صحبة، روى عنه ابنه، وأخرج هو والبغويّ والطّبرانّي من طريق يحيى بن سعيد الأمويّ، حدّثنا عمران بن يحيى الأسد، سمعت عمي وكان قد أخر الرعية عن أهله في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إن أبي قد توفّي، وجعل عليه أن يمشي إلى مكة، وأن ينحر بدنة، فمات ولم يترك مالا، فهل يقضي عنه أن يمشى عنه وأن أنحر عنه من مالي؟ قال: «نعم» ، اقض عنه، وانحر عنه، أرأيت لو كان على أبيك دين لرجل فقضيت عنه من مالك، أليس يرجع الرّجل راضيا، فاللَّه أحقّ أن يرضى» . قال البغويّ: ولا أعلم بهذا الإسناد إلا هذا. 7933 مروان بن قيس الأسلميّ. قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة، وزعم أبو نعيم وابن عبد البرّ أنه الّذي قبله، والّذي يظهر لي أنه غيره. وأخرج ابن مندة، من طريق أبي «3» عبد الرحيم «4» : حدّثني رجل من ثقيف، عن   (1) أسد الغابة ت 4848، الاستيعاب ت 2399، طبقات ابن سعد 5/ 35، نسب قريش 159، 160، طبقات خليفة 1984، المحبر 22، 55، 58، 228، 377، التاريخ الكبير 7/ 368، المعارف 353، الجرح والتعديل 8/ 271، تاريخ الطبري 5/ 530، 610، مروج الذهب 3/ 285، جمهرة أنساب العرب 87، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 501، تاريخ ابن عساكر 16/ 170، الكامل 4/ 191، الحلة السيراء 1/ 28، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 87، تهذيب الكمال 1315، تاريخ الإسلام 3/ 70، تذهيب التهذيب 4/ 30، البداية والنهاية 8/ 239، 257، العقد الثمين 7/ 165، تهذيب التهذيب 10/ 91، النجوم الزاهرة 1/ 164، 169، خلاصة تذهيب الكمال 318، شذرات الذهب 1/ 73، سيرة ابن هشام 158، المغازي للواقدي 95، تاريخ أبي زرعة 1/ 191، الأخبار الموفقيات 117، أنساب الأشراف 1/ 22، عيون الأخبار 1/ 36، فتوح البلدان 5، 37، جمهرة أنساب العرب 87، الكامل في التاريخ 13/ 338، خزانة الأدب 2/ 102، النكت الظراف 8/ 371، معجم بني أمية 158، التنبيه والأشراف 266، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 124، تاريخ الإسلام 2/ 227. (2) الثقات 3/ 389، تلقيح فهوم أهل الأثر 184، الجرح والتعديل 8/ 270، تجريد أسماء الصحابة 2/ 69، بقي ابن مخلد 671، أسد الغابة ت 4849، الاستيعاب ت 2400. (3) في أ: ابن. (4) في أ: عبد الرحمن. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 جشم بن مروان، عن أبيه مروان بن قيس من صحابة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ برجل سكران يقال له نعيمان، فأمر به فضرب، فأتى به مرة أخرى سكران، فأمر به فضرب، ثم أتى به الثالثة فأمر به فضرب، ثم أتى به الرابعة وعنده عمر، فقال عمر: ما تنتظر به يا رسول اللَّه؟ هي الرابعة، اضرب عنقه، فقال رجل عند ذلك: لقد رأيته يوم بدر يقاتل قتالا شديدا، وقال آخر: لقد رأيت له يوم بدر موقفا حسنا، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «كيف وقد شهد بدرا» . 7934 مروان بن قيس الدوسيّ: آخر. له ذكر ووفادة، وذكر أبو بكر بن دريد في كتاب الأخبار المنثورة من طريق محمد بن عباد، عن ابن الكلبيّ، عن أبيه، قال: كان مروان بن قيس الدّوسي خرج يريد الهجرة، فمرّ بإبل لثقيف، فأطردها واتبعوه فأدركوه فأخذوا له امرأتين والإبل التي أخذها، وأخذوا إبلا له، فلما أقبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من حنين إلى الطائف شكا إليه مروان، فقال له: خذ أوّل غلامين تلقاهما من هوازن» ، فأغار مروان فأخذ فتيين من بني عامر، أحدهما أبيّ بن مالك بن معاوية بن سلمة بن قشير القشيريّ، والآخر حيدة الجرشيّ، فأتى بهما النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فانتسبهما، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أمّا هذا فإنّ أخاه يزعم أنّه فتى أهل المشرق، كيف قال يا أبا بكر» ؟ فقال: يا رسول اللَّه، قال:. ما إن يعود امرؤ عن خليقته ... حتى تعود جبال الحرّة السود «وأمّا هذا فإنّه من صليب عودهم، اشدد يدك بهما حتّى تؤدّي إليك ثقيف» يعني مالك. فقال أبيّ: يا محمد، ألست تزعم أنك خرجت تضرب رقاب الناس على الحقّ؟ قال: «بلى» . قال: فأنت أولى بثقيف مني، شاركتهم في الدار والمال والنّساء، فقال: «بل أنت أحدهم في العصب، وحليفهم باللَّه ما دام الطّائف مكانه، حتّى تزول الجبال، ولن تزول الجبال ما دامت السّماوات والأرض» . فانصرف مروان، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أحسن إليهما» فقصّر في أمرهما، فشكيا إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأمر بلالا أن يقوم بنفقتهما، فجاءه الضّحاك بن سفيان أحد بني بكر بن كلاب، فقال: يا رسول اللَّه، ائذن لي أن أدخل الطائف، فأذن له، فكلّمهم في أهل مروان وماله فوهبوا ذلك له، فخرج به إلى مروان، فأطلق مروان الغلامين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 ثم إن الضّحاك عتب على أبيّ بن مالك في شيء بعد ذلك، فقال يعاتبه: أتنسى بلائي يا أبيّ بن مالك ... غداة الرّسول معرض عنك أشوس يقودك مروان بن قيس بحبله ... ذليلا كما قيد الرّفيع المخيّس [الطويل] ذكر هذه القصّة عمر بن شبة في أخبار المدينة أيضا بطولها. قلت: وأخو أبيّ بن مالك الّذي أشير إليه بأنه يقول: إنه فتى أهل المشرق اسمه نهيك بن مالك، ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وقال: إنه جاهلي وكان يلقب منهب الرزق، قال: وكان قد قدم مكّة بطعام ومتاع للتجارة، فرآهم مجهودين، فأنهب العير بما عليها، قال: وعاتبه خاله في إنهاب ماله بعكاظ، فقال: يا خال ذرني وما لي ما فعلت به ... وما يصيبك منه إنّني مودي إنّ نهيكا أبى إنّ خلائقه ... حتّى تبيد جبال الحرّة السّود فلن أطيعك إلّا أن تخلّدني ... فانظر بكيدك هل تستطيع تخليدي الحمد لا يشترى إلّا له ثمن ... ولن أعيش بمال غير محمود [البسيط] 7935- مريّ» : بالتصغير، ابن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، هو خدرة الأنصاريّ الخدريّ، عم أبي سعيد. ذكره العدويّ، وقال: شهد أحدا. وقال الواقديّ: شهد أحدا، وبيعة الرضوان، وغاب عن خيبر، فأسهم له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم منها. وله ذكر في ترجمة سمرة بن جندب، فإنه كان تزوّج أمّه، فكان سمرة في حجره، فلما استصغر سمرة يوم أحد كلّم مريّ بن سنان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيه، فأجازه. واستدركه ابن فتحون. الميم بعدها الزاي 7936- مزرّد بن ضرار «2» : بن سنان بن عمرو بن جحاش بن بجالة الغطفانيّ الثعلبيّ. وقيل في سياق نسبه غير ذلك، يقال اسمه يزيد، ومزرّد لقّب بذلك لقوله:   (1) الاستيعاب ت 2573. (2) أسد الغابة ت 4858، الاستيعاب ت 2574. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 67 فقلت تزرّدها عبيد فإنّني ... لزرد الشّيوخ في الشّباب مزرّد [الطويل] وهو أخ للشماخ الشّاعر المشهور. وقد تقدم بعض خبره في ترجمة الشماخ. وقال أبو عمر: قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأنشد له أبياتا منها: تعلّم رسول اللَّه لم أر مثلهم ... أحنّ على الأدنى وأقرب للفضل تعلّم رسول اللَّه أنّا كأنّنا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل «1» [الطويل] وأنمار: رهطه، وكان يهجوهم. وذكره العسكريّ في باب من أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الشّعراء، وحكى عن بعضهم أنه قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشده شعرا. وقال المرزبانيّ: كان يكنى أبا ضرار: وقيل أبا الحسن، وهو أسنّ من الشماخ، وله أشعار شهيرة، وكان هجّاء حلف ألّا ينزل به ضيف إلّا هجاه ولا يتنكّب بيته ولا بيت ابنه إلّا هجاه، ثم أدرك الإسلام فأسلم، وهو القائل: صحا القلب عن سلمى وملّ العواذل [الطويل] يقول فيها: وقد علموا في سالف الدّهر أنّني ... معين إذا جدّ الجراء ونابل زعيم لمن فارقته بأوابد ... يعان «2» بها السّاري وتحدى الرّواحل [الطويل] وأنشد ابن السكيت لمزرّد من أبيات: تبرّأت من شتم الرّجال بتوبة ... إلى اللَّه منّي لا ينادى وليدها [الطويل]   (1) انظر ديوان الشماخ ص 454، العمدة 1/ 55، الاستيعاب 1/ 302، وأسد الغابة ت 4/ 351. (2) في ب: يغني. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 68 وذكر ابن سعد بسند ضعيف، عن عائشة، أنها قالت: من صاحب هذه الأبيات؟ تعني التي في عمر لها مات: جزى اللَّه خيرا من أمير وباركت ... يد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق [الطويل] قالوا: مزرد، فسألت: من مزرّد؟ فحلف باللَّه أنه لم يشهد الموسم تلك السّنة. ومنهم من نسب هذه الأبيات التي قبلها للشّماخ. 7937- مزيدة: بن جابر العبديّ «1» العصري. كذا سمى ابن مندة أباه، وسماه ابن الكلبيّ مالكا، ونسبه فقال: ابن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن خطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وهو جدّ هود بن عبد اللَّه العصريّ لأمه، وهذا هو المعتمد. والّذي ذكره ابن مندة وهم، فإن مزيدة بن جابر العبديّ كان قاضي الخوارج في زمان قطري بن الفجاءة في زمن بني أميّة، حكى عبد اللَّه بن عياش المنتوف الأخباري: ولمزيدة جدّ هود حديث عند الترمذيّ وغيره. وتقدم له ذكر في ترجمة صخار بن العباس. وذكر البغويّ أن البخاريّ قال: مزيدة العصري له صحبة. 7938- مزيدة بن حوالة: تقدم في زائدة. 7939- مزيدة بن مالك: في الّذي قبله بواحد. الميم بعدها السين 7940- مساحق بن عبد اللَّه: بن مخرمة بن عبد العزّى بن أبي قيس القرشيّ العامريّ. استشهد أبوه باليمامة، ولابنه نوفل بن مساحق رواية. وهو معدود في كبار التّابعين. روى عن عمر بن الخطّاب، وغيره. وأخرج أبو بكر بن المقري في فوائده، عن أحمد بن محمد بن الفضل، عن نصر بن عليّ، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله   (1) أسد الغابة ت 4859، الاستيعاب ت 2575، الثقات 3/ 407، تجريد أسماء الصحابة 2/ 71، الكاشف 3/ 134- الجرح والتعديل 8/ 392- تهذيب الكمال 3/ 1318- تهذيب التهذيب 10/ 101. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 وسلم إذا بعث سريّة قال: «إن رأيتم «1» مسجدا أو سمعتم مؤذّنا فلا تقتلوا أحدا ... » الحديث. وفيه قصة الرّجل الّذي قتله المسلمون فماتت المرأة حزنا عليه، وكانا متحابّين وهذا الحديث يعرف من رواية عبد الملك بن نوفل، عن، ابن عصام، عن أبيه. وقد مضى في ترجمة عصام. وذكره أبو موسى، وأشار إلى أنّ هذه الرواية شاذّة، ولكن يحتمل إن كان راويها حفظها أن يكون لسفيان فيه إسنادان، ويؤيده أنّ في آخر هذه الرواية زيادة، وهي «إنّ في الحبّ شعلة» . 7941- مسافع الذئلي «2» . ذكره البخاريّ في الصّحابة، وأخرج الطّبراني وابن مندة وابن عديّ في ترجمة مالك بن الكامل، من طريق عبد الرحمن بن سعد المؤذّن، عن مالك بن عبيدة بن مسافع الدئلي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لولا عباد للَّه ركع، وصبية رضّع، وبهائم رتّع، لصبّ عليكم العذاب صبّا» «3» . وعبيدة ضبطه الخطيب وابن ماكولا بفتح أوله، وخفي اسمه على ابن عبد البر فكناه أبا عبيدة، وترجمه في الكنى، وسيأتي. وله شاهد عند أبي يعلى، عن أبي هريرة. 7942- مسافع بن عياض بن «4» صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي. قال أبو عمر: له صحبة، ولا أعرف له رواية. وقال الزّبير بن بكّار: كان شاعرا، فتعرض لحسان، فقال فيه أبياتا من جملتها: يا آل تيم ألا تنهون جاهلكم ... قبل القذاف بصمّ كالجلاميد [البسيط]   (1) أخرجه أبو داود 2/ 49 (2635) ، والترمذي 4/ 102، (1549) وقال: حديث غريب وهو حديث ابن عيينة وأحمد في المسند 3/ 448، وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 213. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 71، أسد الغابة ت 4861. (3) أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1622، 6/ 2377. والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 345 عن مالك بن عبيدة بن مسافع الديليّ عن أبيه عن جده. وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 230، عن مسافع الديليّ ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6012 والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 230. (4) أسد الغابة ت 4862، الاستيعاب ت 2576. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 70 وقال المرزبانيّ: شاعر معروف، هجا حسان بن ثابت، فقال حسان من أبيات، فذكر البيت، وبعده: ولكن سأصرفها عنكم وأعدلها ... لطلحة بن عبيد اللَّه ذي الجود [البسيط] وهو في ديوان حسان لأبي سعيد السّكري. 7943- مساور «1» بن هند: بن قيس بن زهير العبسيّ، يأتي في القسم الثالث. 7944- المستنير بن أبي صعصعة الخزاعي. تقدم ذكره في ترجمة شبيب بن قرّة، وأنه كان أحد الشهود في عهد العلاء بن الحضرميّ. واستدركه ابن فتحون، وأبو موسى. 7945- المستورد: بن حيلان العبديّ «2» . له ذكر في حديث أخرجه الطّبرانيّ من رواية عنبسة «3» بن أبي صغيرة، عن الأوزاعيّ، عن سليمان بن حبيب، سمعت أبي «4» أمامة يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «سيكون بينكم وبين الرّوم أربع مدن، تقوم الرّابعة على رجل ملك هرقل يدوم سبع سنين» ، فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن حيلان: يا رسول اللَّه، من إمام الناس يومئذ، قال: «من ولدي ابن أربعين سنة، كأنّ وجهه كوكب درّيّ، في خدّه الأيمن خال أسود، عليه عباءتان قطوانيتان، كأنّه من رجال بني إسرائيل يملك عشرين سنة يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشّرك» «5» . 7946- المستورد: بن شداد «6» بن عمرو بن حسل بن الأحب بن حبيب بن عمرو بن سفيان بن محارب بن فهر القرشي الفهري المكّي.   (1) علل الدار الدّارقطنيّ 4/ 442، التاريخ الكبير 8/ 30. (2) أسد الغابة ت 4865. (3) في أ: عبيد. (4) في أ: أبا أمامة رضي اللَّه عنه. (5) أخرجه الطبراني في الكبير 8/ 120. وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 321- 322- وقال رواه الطبراني وفيه عنبسة بن أبي صفيرة وهو ضعيف. (6) أسد الغابة ت 4866، الاستيعاب ت 2577، الثقات 3/ 403، خلاصة تذهيب 3/ 21- الطبقات 29، 127، تجريد أسماء الصحابة 2/ 72- الكاشف 3/ 135- الأعلام 7/ 154- تلقيح فهوم أهل الأثر 371- تهذيب التهذيب الكمال 3/ 1320، تهذيب التهذيب 10/ 106- العقد الثمين 7/ 178- التاريخ الكبير 8/ 16- الطبقات الكبرى 1/ 288- بقي بن مخلد 799، 247. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 71 نزيل الكوفة، له ولأبيه صحبة. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن أبيه- أنه روى عن قيس بن أبي حازم، ووقّاص بن ربيعة، أبو عبد الرحمن الحبلى، وعبد الرحمن بن جبير، ومعبد بن خالد، وآخرون. وحديثه في الصّحيح والترمذي وغيرهما، من طريق قيس بن أبي حازم، عنه حديثه: ما الدّنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع. وله عدة أحاديث عند مسلم، وفي السّنن. وعلق له البخاريّ حديثا في الحوض وصله مسلم، قال محمد بن الربيع الجيزي: له في مسند الصّحابة الذين دخلوا مصر: شهد فتح مصر، واختط بها، ولأهل مصر عنه أحاديث، ولم يرو عنه إلا أهل مصر فيما أعلم، إلا قيس بن أبي حازم، فإن له عنه رواية. وقيل: إن أبا إسحاق السّبيعي روى عنه أيضا. قال ابن يونس: توفي بالإسكندريّة سنة خمس وأربعين من الهجرة. 7947- المستورد بن عصمة «1» وقع له ذكر في حديث أخرجه عبد الرّزّاق، عن ابن عيينة، عن أبي سعيد، عن نصر بن عاصم- أنه قال لعلي: لقد علمت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر. 7948- المستورد بن منهال بن قنفذ «2» بن عصية بن هصيص بن حي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين القصاعي. قال ابن الكلبيّ: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وكذا قال الطبريّ. 7949- مسروح بن سندر الخصي «3» : مولى زنباع الجذامي. قال ابن يونس: له صحبة، يكنى أبا الأسود، وقدم مصر بكتاب عمر بعد الفتح، وفيه   (1) في أ: ابن سعد. (2) أسد الغابة ت 4867. (3) تاريخ الإسلام 2/ 523. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 72 الوصاة به، فأقطع منية وتوفي بها في أيام إمرة عبد العزيز بن مروان، ثم أخرج من طريق سعيد بن عفير، حدثني أبو نعيم سماك بن نعيم، عن جده لأمه عثمان بن سويد بن سندر الجروي- قال ابن يونس: هو جدّ عثمان لأمه، وإنه أدرك مسروح بن سندر، وكان داهيا منكرا، وكان له مال كثير، وعمّر حتى زمان عبد الملك، قال: وكان ربما تغدّى معي بموضع من قرية عثمان بن سويد يقال لها سليم، وكان لابن سندر إلى جانبها قرية يقال لها قلوب «1» قطيعة. وتقدم له ذكر في ترجمة سندر، وتوفّي بمصر في أيام عبد العزيز بن مروان، قال: ويقال سندر، وابن سندر أثبت. قلت: يريد في هذه القصّة المخصوصة، وهي قدومه مصر. وأما القصّة مع زنباع في كونه خصاه، فإنما وقع ذلك لسندر نفسه، كما تقدم في ترجمته. 7950- مسروح، والد ثوبية: التي أرضعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وله ذكر في ترجمة ثويبة، حرف الثاء المثلثة من النساء. 7951- مسروق: بن وائل الحضرميّ «2» . وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد حضرموت، فأسلم، كذا ذكره أبو عمر مختصرا، وقد ذكره ابن السّكن، وذكر تبيين «3» طريق بقية عن سليمان بن عمرو الأنصاريّ، عن الضّحاك بن النّعمان بن سعيد- أن ّ مسروق بن وائل قدم على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر نحو الحديث الآتي في مسعود بن وائل، فكأنه اختلف في اسمه على سليمان بن عمرو. 7952- مسروق العكي. ذكره ابن عساكر- وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا أعلم له رواية ولا رؤية، ثم ذكر أنه شهد اليرموك أميرا على بعض الكراديس. ومن طريق سيف، قال: كان مسروق بن فلان على كردوس. وقال سيف في الفتوح أيضا عن أبي عثمان، عن خالد وعبادة، قالا: وبعث أبو عبيدة مسروقا وعلقمة بن حكيم، فكانا بين دمشق وفلسطين، وذكر أيضا أنه توجّه مع الطّاهر بن أبي هالة لقتال من ارتد بعد   (1) في ج: ملون قطيعة. (2) بقي بن مخلد 860، أسد الغابة ت 4871، الاستيعاب ت 2578. (3) في أ: سير. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 73 النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من عكّ والأشعريين، ثم توجّه أميرا على عكّ، وشهد فتوح العراق أيضا، وله أيام مشهورة. وقد تقدم على غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في تلك الحروب إلا الصّحابة. وذكر ابن سعد، من طريق ابن أبي عون، قال: أرسل علي بن أبي طالب جرير بن عبد اللَّه إلى معاوية يدعوه إلى بيعته، فكلّمه جرير وحضه على الدخول فيما دخل فيه المسلمون، وكان عند معاوية يومئذ وجوه أهل الشّام: ذو الكلاع، وشرحبيل بن السّمط، ومسروق العكي، وغيرهم، فتكلموا بكلام شديد، وردّوا أشدّ الردّ، وتهددوا معاوية إن هو أجاب إلى ذلك، وترك الطلب بدم عثمان ... فذكر القصة. 7953- مسطح بن أثاثة «1» : بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصيّ المطلبيّ. كان اسمه عوفا، وأما مسطح فهو لقبه، وأمه بنت خالة أبي بكر، أسلمت، وأسلم أبوها قديما، وكان أبو بكر يمونه لقرابته منه، فلما خاض مع أهل الإفك في أمر عائشة حلف أبو بكر ألا ينفعه، فنزلت: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى ... [النور: 22] الآية، فعاد أبو بكر إلى الإنفاق عليه، ثبت ذلك في الصّحيحين في حديث عائشة الطّويل في الإفك، وفي الخبر الّذي أخرجه أبو داود من وجه آخر عن عائشة أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم جلد الذين قذفوا عائشة وعدّه منهم. ومات مسطح سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان، ويقال: عاش إلى خلافة عليّ وشهد معه صفّين، ومات في تلك السّنة سنة سبع وثلاثين. 7954- مسعود بن الأسود «2» بن حارثة، بمهملة ومثلثة، ابن نضلة بن عوف بن عبيد، بفتح أوله، ابن عويج، كذلك، ابن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ المعروف بابن العجماء، وهي أمه، وهي بنت عامر بن الفضل السلولي، ويقال له ابن الأعجم. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في قصّة المرأة التي سرقت، وفيه: فجئنا   (1) طبقات ابن سعد 3/ 1/- 36، نسب قريش 95، طبقات خليفة 90، المعارف 328، الجرح والتعديل 8/ 425، مشاهير علماء الأمصار 33، حلية الأولياء 2/ 20، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 89، العبر 1/ 35، العقد الثمين 6/ 443، 445، 7/ 179، أسد الغابة ت 4872، الاستيعاب ت 2579. (2) أسد الغابة ت 4873، الاستيعاب ت 2401، الثقات 3/ 396- خلاصة تذهيب 3/ 22، تجريد أسماء الصحابة 2/ 70- الكاشف 3/ 137- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- تهذيب التهذيب 10/ 115، العقد الثمين 7/ 181. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 74 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فكلمناه، وقلنا: نحن نفديها، فقال: «تطهر خير لها ... » الحديث. وعنه ابنته عائشة في ابن ماجة، والبغويّ بسند حسن، وأشار إليه الترمذي في الترجمة، لكن قال: ابن الأعجم. قال أبو عمر: كان هو وأخوه مطيع من السّبعين الذين هاجروا وشهدوا بيعة الرّضوان. وقال البغويّ: سكن المدينة. وقال ابن حبّان: سكن مصر، وهو وهم. 7955- مسعود بن الأعجم. هو ابن العجماء، فإنّ مسعود بن الأسود الّذي سكن مصر آخر غير هذا المذكور قبله. 7956- مسعود بن أمية بن خلف الجمحيّ. قتل أبوه يوم بدر، ولولده عامر بن مسعود رواية عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والأكثرون قالوا: إن حديثه مرسل، فتكون الصحبة لأبيه، وكان من مسلمة الفتح أو مات على كفره قبيل الفتح، وولد له عامر قبل الفتح بقليل، فلذلك لم يثبت له صحبة السّماع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وإن كان معدودا في الصّحابة، لأن له رؤية. وذكر الزّبير أنّ مسعودا هذا كان زوج هند بنت أبيّ بن خلف بنت عمه. 7957- مسعود بن أوس بن أضرم «1» بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجار الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، والواقديّ فيمن شهد بدرا، ذكره البغويّ مختصرا. قال ابن عبد البرّ: أدخل الواقديّ وابن عمارة بين أوس وأصرم زيدا آخر. وقال ابن يونس في تاريخه: شهد بدرا، وفتح مصر، وله بمصر حديث. وأخرج حديثه الطّبرانيّ من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافريّ، عن مولى لرفيع بن ثابت- أن رجلا من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم اشترى جارية بربرية بمائتي دينار، فبعث بها إلى مسعود بن أوس، وكان بدريا فوهب له الجارية، فلما جاءته قال: هذه من المجوس الذين نهى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عنهم، قال: فحدثت   (1) أسد الغابة ت 4876، الاستيعاب ت 2403. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 75 بهذا الحديث رجلا فحدّثني أن يحيى بن سعيد حدثه أن عماله بالمغرب ... وكان بدريا فذكره. وقال أبو عمر: هو أبو محمد الّذي زعم أنّ الوتر واجب، فكذّبه عبادة. وذكر ابن الكلبيّ أنه شهد صفّين مع عليّ. وقال ابن عبد البرّ: لم يذكره ابن إسحاق في البدريّين، كذا قال، فوهم، وقد ذكره فيمن شهدها من بني زيد بن ثعلبة. وقال جعفر المستغفريّ: أبو محمد الّذي كذبه عبادة في وجوب الوتر اسمه مسعود بن زيد بن سبيع، كذا قال. وسيأتي. 7958- مسعود بن خالد: بن عبد العزّى بن سلامة الخزاعي «1» . مضى ذكره والده. وأخرج الطّبرانيّ من طريق أبي مالك بن أبي فارة الخزاعيّ، حدّثني أبي، عن أبيه الوليد، عن جدّه مسعود، قال: بعثت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم- يعني شاة فردّ إلينا شطرها، فرجعت إلى أم خناس- يعني زوجته، فقلت: يا أم خناس، ما هذا اللّحم، قالت: ردّه إلينا خليلك من الشاة التي بعثت بها إليه. فقلت: مالك لا تطعمين عيالك منه غدوة! قالت: هذه سؤرهم، وكلّهم قد أطعمته، وكانوا قبل ذلك يذبحون الشّاة والشّاتين والثلاثة فلا تجزئ عنهم. قلت: تقدم في ترجمة خالد بن عبد العزّى حديث آخر بهذا الإسناد ... 7959- مسعود بن حراش «2» : بن جحش بن عمرو بن معاذ العبسيّ، بالموحدة، أخو ربعي. قال البخاريّ: له صحبة، وأنكر ذلك أبو حاتم. وقال العسكري: قال غير أبي حاتم: قد سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وهكذا ذكره في التّابعين ابن حبان وجماعة. وقال ابن السّكن: لم أجد ما يدلّ على صحبته، ثم روى من طريق عقبة بن عمار العبسيّ، عن مسعود بن حراش- أن عمر رضي اللَّه عنه قال لبني عبس: أي الخيل وجدتم أصبر في حربكم؟ قالوا: الكميت. وأخرج البخاريّ في التاريخ، من طريق طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن مسعود بن حراش، قال: بينا نحن نطوف بين الصّفا والمروة إذا أناس كثير يتبعون فتى شابّا موثقا بيده في عنقه، قلت: ما شأنه؟ قالوا: هذا طلحة بن عبيد اللَّه صبأ وامرأة وراءه تدمدم وتسبّه. قلت: من هذه؟ قالوا: الصّعبة بنت الحضرميّ أمّه. قال   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 63، العقد الثمين 7/ 181. (2) أسد الغابة ت 4878، الاستيعاب ت 2404. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 76 طلحة: وأخبرني عيسى بن طلحة وغيره أن عثمان بن عبيد اللَّه هو الّذي قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصّلاة، فسمّيا لذلك القرينين. قلت: إن كان هذا معتمد من أثبت صحبته فلا حجة فيه، لأنه لم يذكر في القصّة أنه أسلم حينئذ. واللَّه أعلم. 7960- مسعود بن ربيعة «1» : بن عمرو بن سعد بن عبد العزّى بن محلّم «2» بن غالب بن عائذة بن ييثع بن مليح بن الهون، وهو القارّة بن خزيمة بن مدركة القارئ- ويقال مسعود بن عامر بن ربيعة بن عمير بن سعد بن محلم بن غالب. وهذا قول ابن الكلبيّ، وأفاد أن من ذريته محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود الّذي ردّ على مروان بن الحكم قوله. قال أبو عمر: أسلم قديما قبل دخول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى المدينة. وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بينه وبين عبيد بن التيّهان. وذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وكذا قال ابن الكلبيّ، وسمّى أبو معشر أباه الربيع، أخرجه البغويّ. وقال أبو معشر وغيره: توفي سنة ثلاثين، وقد نيّف على الستين. وقال ابن الكلبي: يقال لآل مسعود بنو القاري، وهم حلفاء بني زهرة بالمدينة. 7961- مسعود بن رخيلة «3» : بالخاء المعجمة مصغرا، ابن عائذ بن مالك بن حبيب بن نبيح بن ثعلبة بن قنفد بن خلاوة بن سبيع بن بكر «4» بن أشجع الأشجعيّ. كان قائد أشجع يوم الأحزاب، ثم أسلم فحسن إسلامه، ذكره الطبري، وروى عمر بن شبّة بسند له عن ابن شهاب، عن عروة، قال: وفدت أشجع في سبعمائة يقودهم مسعود بن رخيلة فنزلوا بشعبهم، واتخذت أشجع في محلها مسجدا. 7962- مسعود بن زرارة الأنصاريّ «5» : أخو سعد بن زرارة.   (1) أسد الغابة ت 4882، الاستيعاب ت 2407، تاريخ الإسلام 3/ 193- الثقات 3/ 395، البداية والنهاية 7/ 156- عنوان النجابة 155، تجريد أسماء الصحابة 2/ 73- حلية الأولياء 2/ 21، أصحاب بدر 102، 265- العقد الثمين 7/ 181، الطبقات الكبرى 3/ 168، 4490. (2) في أ: حمالة. (3) أسد الغابة ت 4883، الاستيعاب ت 2408. (4) في ب: البكير. (5) أسد الغابة ت 4884. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 77 ذكره العدويّ، وقال: شهد أحدا. 7963- مسعود بن زيد: بن سبيع الأنصاري «1» . قال ابن حبّان: له صحبة، وهو أبو محمد الّذي قال: إن الوتر واجب، وقد تقدم في مسعود بن أوس، وهذا أقوى. وقال البغوي ّ: مسعود بن زيد، أبو محمد الأنصاريّ، شهد بدرا، وهو صاحب حديث الوتر، ثم ساقه من طرق في بعضها عن المجدعي» رجل من بني مدلج، قال: قلت لعبادة: إن أبا محمد شيخ من الأنصار. وفي ترجمة أخرى، عن رجل من بني كنانة- أن رجلا من الأنصار كان بالشّام يكنى أبا محمد، وكانت له صحبة. 7964- مسعود بن سعد «3» : ويقال: ابن عبد سعد، ويقال: ابن عبد مسعود، والأول قول ابن إسحاق، والثاني قول موسى بن عقبة، والثّالث قول الواقديّ، واتفقوا في بقية نسبه، فقالوا: ابن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث «4» بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم الحارثي. ذكره ابن إسحاق، وأبو معشر، وموسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا. وأخرجه البغويّ مختصرا. 7965- مسعود بن سعد: بن قيس بن خلدة «5» بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ابن إسحاق. وقال أبو نعيم: قال ابن عمارة: استشهد بخيبر، وخالفه الواقديّ، فقال: قتل يوم بئر معونة، وأخرجه البغويّ مختصرا، وكرره أبو عمر، فذكره مطوّلا ومختصرا. 7966- مسعود بن سعد الجذامي: رسول فروة بن عمرو الجذامي إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أسد الغابة ت 4885، الثقات 3/ 396، الاستبصار 172، تجريد أسماء الصحابة 2/ 73، أصحاب بدر 242، الطبقات الكبرى 8/ 400. (2) في ب: المخدجي. (3) أسد الغابة ت 4886. (4) في أ: الحرب. (5) الثقات 3/ 396، الاستبصار 172، تجريد أسماء الصحابة 2/ 74، أصحاب بدر 147، أسد الغابة ت 4887، الاستيعاب ت 2409. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 78 ذكره الواقديّ، وساق ابن سعد عنه، عن معمر وغيره، عن الزهريّ، عن عبيد اللَّه، عن ابن عبّاس. وساق من طريق أخرى عن أربعة من الصّحابة، قالوا: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما رجع من الحديبيّة في ذي الحجة سنة ست أرسل رسله إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، فذكر القصّة، وفيها: فكان فروة عاملا لقيصر على عمان من البلقاء، فكتب فروة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بإسلامه، وأرسل إليه بهديّة مع رجل من قومه يقال له مسعود بن سعد، فقرأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتابه، وقبل هديته، وأجاز رسوله بخمسمائة درهم. 7967- مسعود بن سنان «1» : بن الأسود الأنصاريّ، حليف بني سلمة. تقدم ذكره في ترجمة أسود بن خزاعيّ، وأنه كان فيمن قتل ابن أبي الحقيق. وأخرج ابن مندة، من طريق أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعث علي بن أبي طالب على بعث، وقال: «امض ولا تلتفت، ولا تقاتلهم حتّى يقاتلوك» . ودفع لواء إلى مسعود بن سنان الأسلميّ. ونسبه غيره سلميّا. وقال أبو عمر: شهد أحدا، واستشهد يوم اليمامة، وفرّق ابن الأثير بين الأوّل وبين الّذي قتل باليمامة، والّذي يظهر أنهما واحد، فإن ابن إسحاق ذكر فيمن استشهد باليمامة من الأنصار مسعود بن سنان، فكأنّه أسلمي حالف بني سلمة. 7968- مسعود بن سنان: ذكر في الّذي قبله. 7969- مسعود بن سويد «2» : بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب القرشيّ العدويّ. قال الزّبير بن بكّار: كان من السبعين الذين هاجروا إلى المدينة من بني عديّ بن كعب، واستشهد بمؤتة، وليس له عقب، وبنحوه ذكره ابن سعد في الطبقة الثّانية. 7970- مسعود بن الضحّاك «3» : بن عديّ بن أراش بن حرملة بن لخم اللخميّ. وقد ينسب مسعود إلى جدّه. وسمّى أبو عمر جده حرملة، كأنه نسب أباه إلى جده الأعلى. وقال: زعم أهله وولده أن له صحبة، وروى الحديث عن جماعة من ولده. انتهى.   (1) الاستيعاب ت 2410. (2) أسد الغابة ت 4890، الاستيعاب ت 2411. (3) أسد الغابة ت 4891. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 79 وقال الطّبرانيّ: حدّثنا أبو مسعود عبد الرحمن بن المثنى بن المطاع بن عيسى بن المطاع بن زيادة بن مسعود بن الضحّاك بن عدي بن أوس بن حرملة بن لخم، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده المطاع، عن أبيه زيادة، عن جدّه مسعود- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمّاه مطاعا، وقال له: «أنت مطاع في قومك، امض إلى أصحابك» ، وحمله على فرس أبلق، وأعطاه الراية، وقال: «من دخل تحت رايتي هذه فقد أمن من العذاب» . رواه عبد السّلام بن المثنّى بن المطاع، عن أبيه، عن جده، مثله، لكن قال: زائدة بدل زيادة. 7971- مسعود بن عبدة: بن مظهر «1» ، بضم الميم وسكون المعجمة وكسر الهاء. قال الطبري: شهد أحد هو وابنه نيار بن مسعود، واستدركه ابن فتحون وأبو موسى. 7972- مسعود بن عمرو القاريّ «2» : بالتشديد بغير همزة، من القارّة. كان على المغانم يوم حنين، فأمره رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة، وكذا أورده أبو عمر مختصرا، والّذي في جمهرة ابن الكلبيّ عمرو بن القاري، واستعمله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على المغانم يوم حنين. 7973- مسعود بن عمرو: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في كراهة السؤال، روى عنه سعيد بن يزيد، تفرد بحديثه محمد بن جامع العطار، وهو متروك، كذا أورده ابن عبد البر، وأقرّه ابن الأثير وزاد: وله حديث آخر رواه عنه الحسن في النهي عن قتل الحيات. قلت: ودعواه تفرّد محمد بن جامع به ليس بصحيح، فقد أخرجه البغويّ، وابن السكن، والطبراني، وابن مندة، وأبو نعيم، وغيرهم، من طرق ليس فيها محمد بن جامع، لكن كلها تدور على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الكريم «3» ، عن سعيد بن يزيد، عن مسعود بن عمرو، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا يزال العبد يسأل وهو غنيّ حتّى يخلق وجهه، فما يكون له عند اللَّه وجه» «4» .   (1) أسد الغابة ت 4893، الاستيعاب ت 2414. (2) أسد الغابة ت 4896، الاستيعاب ت 2417. (3) في أ: فنده بعضهم عن سعد. (4) أورده المنذري في الترغيب 1/ 572، وأبو نعيم في الحلية 1/ 215، والهيثمي في الزوائد 3/ 99، عن مسعود بن عمر بلفظه وقال رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 80 وأما الحديث الآخر فأخرجه ابن مندة من طريق معتمر، عن أبي خلدة، عن الحسن ابن مسعود بن عمرو، وفي سنده جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وهو متروك قد اتّهم بوضع الحديث، لكن المتن له أصل من غير هذه الطريق. وذكر البغويّ أنه مسعود بن عمرو بن ربيعة بن عمرو القارّيّ، حليف بني زهرة، ثم أسند ذلك من طريق محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة. 7974- مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي «1» : كأنه الّذي وهم أبو عمر أنه القاريّ، ذكر الثعلبي في تفسيره عن مقاتل أنه نزل فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة: 278] وكان له ولإخوته ربا عند بني المغيرة بن عبد اللَّه، فلما أسلموا طالبوهم، فقالوا: ما نعطي الرّبا في الإسلام، واختصموا إلى عتاب بن أسيد، فكتب به إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فنزلت. وقد تقدم في ترجمة حبيب بن عمرو وإخوته. وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مرودية، من طريق ابن عبّاس- أن قوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف: 31] نزلت في رجل من ثقيف ورجل من قريش، والثقفي هو مسعود بن عمرو. وفي ترجمة عروة بن عمير الثقفي شيء من هذا. 7975- مسعود بن عبيدة: يأتي بعد اثنين في غلام فروة. 7976- مسعود بن وائل «2» : ويقال ابن مسروق. أخرج ابن مندة من طريق عتبة بن أبي عتبة، عن سليمان بن عمرو، عن الضحّاك بن النعمان بن سعد- أن ّ مسعود بن وائل قدم على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، فقال: يا رسول اللَّه، إني أحب أن تبعث إلى قومي رجلا يدعوهم إلى الإسلام، عسى اللَّه أن يهديهم بك، فقال لمعاوية: «اكتب له» ، فقال: يا رسول اللَّه، كيف أكتب له؟ قال: «اكتب: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم ... » فذكر الحديث. 7977- مسعود: بن يزيد بن سبيع بن خنساء «3» ، ويقال: سنان بن عبيد بن عدي بن   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 74، العقد الثمين 7/ 184. (2) أسد الغابة ت 4899. (3) أسد الغابة ت 4900، الاستيعاب ت 2419. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 81 كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة. 7978- مسعود، غلام فروة: يقال اسم أبيه هنيدة «1» . قال ابن حبّان: مسعود بن هنيدة الأسلميّ له صحبة. وذكر الواقديّ عن ابن أبي سبرة، عن الحارث بن فضيل: حدثني مسعود بن هنيدة، عن أبيه، قال: لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: جئت لأسلم عليك، فقد أعتقني أبو تميم أوس بن حجر. قال: «بارك اللَّه عليك. أين تركت أهلك؟» قلت: بموضعهم، والناس صالحون، وقد كثر الإسلام حولنا. قال: وأعطاني عشرة من الإبل، فرجعت إلى أهلي، فنحن منها بخير. وبهذا الإسناد مذكر الواقديّ قصّة للمريسيع، قال ابن سعد: مسعود مولى تميم بن حجر أبي أوس، كان دليل النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد حفظ عنه في المريسيع. أسلم قديما حين مرّ بهم في الهجرة، وأعطاه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حين أعتق عشرا من الإبل. وأخرج البغويّ، وابن مندة، من طريق بريدة بن سفيان بن فروة، عن غلام لجده، يقال له مسعود، قال: كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي وإلى جنبه أبو بكر، فجئت أصلي، فدفع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في صدر أبي بكر، فقمنا خلفه. رواه أبو كريب، وغيره، عن زيد أتم منه. قلت: وهو عند مطيّن، وابن السّكن، والطبراني، وغيرهم، وفي أوله: مرّ بي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم هو وأبو بكر، فقال أبو بكر: يا مسعود، قل لأبي تميم يبعث معنا دليلا. قال: فقلت له، فبعثني وبعث معي بوطب من لبن، فجعلت أتخلل بهم الجبال والأودية، وكنت قد عرفت الإسلام، فصلّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكره. وقد مضى له ذكر في ترجمة أبي تميم أوس بن عبد اللَّه بن حجر الأسلميّ. ويأتي له ذكر في ترجمة هشام بن صبابة. 7979- مسعود: غير منسوب. قال ابن أبي شيبة: حدّثنا يزيد- هو ابن هارون، حدثنا حماد- هو ابن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان في أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم رجل يقال له مسعود، وكان نمّاما، فلما كان يوم الخندق بعثه أهل قريظة إلى أبي سفيان أن ابعث   (1) أسد الغابة ت 4897، الاستيعاب ت 2420. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 82 إلينا رجالا حتى نقاتل محمدا مما يلي المدينة وتقاتله أنت مما يلي الخندق، فشق ذلك على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما بلغه أن يقاتل من جهتين، فقال: يا مسعود، نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل إليهم رجالا، فإذا أتوهم مكنوا منهم فقتلناهم، فلم يتمالك مسعود لما سمع ذلك أن أتى أبا سفيان فأخبره، فقال: صدق، واللَّه محمد ما كذب قط، فلم يرسل إلى بني قريظة أحدا. قلت: وفي هذه القصة شبه بقصة نعيم بن مسعود الأشجعي. فاللَّه تعالى أعلم. 7980- مسعود، جد أبي العشراء: تقدم في قهطم. 7981- مسلم بن أسلم بن بجرة الأنصاري الخزرجي. وربما نسب إلى جده، أخرج الطبراني من طريق ابن إسحاق، حدثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن مسلم «1» بن بجرة أخي بلحارث بن الخزرج، وكان شيخا كبيرا قد حدث نفسه، قال: إن كان ليدخل المدينة فيقضي حاجته بالسّوق، ثم يرجع إلى أهله فلا يضع رداءه إذا رجع إلى المدينة حتى يركع ركعتين، ثم يقول: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال لنا: «من هبط منكم فلا يرجع إلى أهله حتّى يركع ركعتين في هذا المسجد» . وأخرج هذا الحديث ابن مندة من هذا الوجه، لكنه سمّاه محمدا، فقال: عن محمد بن أسلم بن بجرة، وقال: غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه. ولمسلم بن أسلم حديث آخر، أخرجه ابن أبي عاصم، عن هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد اللَّه- هو ابن أبي فروة، عن إبراهيم بن محمد بن مسلم بن بجرة الأنصاريّ، عن أبيه، عن جدّه مسلم- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم جعله على أسارى بني قريظة ينظر إلى فرج الغلام، فإن رآه قد أنبت ضرب عنقه. وهذا أخرجه الطّبرانيّ عن أحمد بن المعلى، عن هشام، لكن قال في مسندة: عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة، عن أبيه، عن جدّه. وقد تقدم في حرف الألف. 7982- مسلم بن الحارث بن بدل «2» : ويقال الحارث بن مسلم التميميّ. قال البغويّ: سكن الشام. وقال البخاريّ، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرازيان: إن له   (1) في أ : مسلم بن أسلم بن بجرة. (2) أسد الغابة ت 4902، الاستيعاب ت 2421، الثقات 9/ 381، خلاصة تذهيب 3/ 24، تجريد أسماء الصحابة 2/ 75، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، الجرح والتعديل 8/ 182، تهذيب الكمال 3/ 324، تهذيب التهذيب 10/ 125. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 83 صحبة. زاد البخاريّ: والد الحارث، وصحح البخاريّ والترمذيّ وغير واحد أن اسم الصحابيّ مسلم «1» ، واسم التابعي ولده الحارث، والاختلاف فيه على الوليد بن مسلم، فقال جماعة: عنه، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم، عن أبيه. وقال هشام بن عمار وغيره: عنه، عن عبد الرحمن، عن مسلم بن الحارث. والراجح الأول، لأن محمد بن شعيب بن سابور رواه عن عبد الرحمن كذلك، وكذا قال صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن في حديث آخر أخرجه البخاريّ في التاريخ عن الحكم بن موسى، عن صدقة، ولفظه: عن الحارث بن مسلم التميمي، عن أبيه- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتب له كتابا بالوصاة إلى من يعرفه من ولاة الأمر. قال الدار الدّارقطنيّ: مات في خلافة عثمان. 7983- مسلم بن الحارث: الخزاعي، ثم المصطلقي «2» . ذكره البغويّ وغيره في الصحابة. وروى هو والطبراني، وابن السكن، وابن شاهين، وابن الأعرابي، وابن مندة- من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن يزيد بن عمرو بن مسلم، حدثني أبي، قال: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقي: لا تأمننّ وإن أمسيت في حرم ... إنّ المنايا بجنبي كلّ إنسان «3» فكلّ ذي صاحب يوما يفارقه ... وكلّ زاد وإن أبقيته فاني [البسيط] الأبيات. وفي قول مسلم: ما رأيت مشركا خيرا من سويد بن عامر، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو أدرك هذا الإسلام لأسلم» . لم يقل ابن السّكن في روايته مسلم بن الحارث، وإنما قال مسلم بن أبي مسلم، وأشار إلى أن يعقوب بن محمد تفرد به. قلت: وقع لنا بعلو في الثقفيات من حديثه.   (1) في أ: مرسل. (2) أسد الغابة ت 4903، تجريد أسماء الصحابة 2/ 75، العقد الثمين 7/ 186. (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (4903) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2430) ، وديوان الهذليين 3/ 39. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 84 7984- مسلم بن خيشنة «1» : بفتح المعجمة وسكون المثناة التحتانية وفتح الشين وتشديد النون الكنانيّ، أخو أبي قرصافة. ذكره ابن أبي داود، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وغيرهم في الصحابة، وأخرجوا من طريق زياد بن سيار «2» عن عزة بنت عياض «3» بن أبي قرصافة، عن جدّها أبي قرصافة، قال: قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هل لك عقب؟» قلت: أخ لي. قال: «فجيء به» . فرفقت بأخي، وكان غلاما صغيرا، حتى جاء معي، فلما دنا من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم هرب، فأخذته فضممت يديه ورجليه ثم أحضرته فأسلم، وبايعه وسماه مسلما، وكان اسمه مقسما، فقلت: مسلم معك يا رسول اللَّه. 7985- مسلم بن رياح «4» : بكسر الراء وبالمثناة التحتانية، الثقفي. ذكره ابن خزيمة في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد الجبار بن العباس، عن عون بن جحيفة، عن مسلم بن أبي رياح- أنه قال: سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم رجلا يؤذّن قال: اللَّه أكبر، اللَّه أكبر، فقال: «كلمة الحقّ» . فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه. قال: «كلمة الإخلاص» . فقال: أشهد أن محمد رسول اللَّه. قال: «خرج صاحبها من النّار» . وذكره البغويّ، فقال: لا أدري له صحبة أم لا. ورأيته في غير موضع بفتح الراء وتخفيف الموحدة. 7986- مسلم بن سبع: أبو الغادية «5» . سماه ابن حبّان، والمستغفريّ، والمحفوظ أن اسمه يسار- بالتحتانية المثناة. 7987- مسلم بن شيبة: بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار بن قصيّ العبدريّ الحجبيّ. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقال: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: عثمان صحابيّ، وشيبة صحابي، ومسلم صحابيّ، كلّهم حجبة البيت.   (1) أسد الغابة ت 4904، تجريد أسماء الصحابة 2/ 75. (2) في أ: يسار. (3) في أ: بنت زياد. (4) أسد الغابة ت 4906، الاستيعاب ت 2422، تجريد أسماء الصحابة 2/ 75، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، العقد الثمين 7/ 190، بقي بن مخلد 649. (5) أسد الغابة ت 4918. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 85 ثم روى من طريق عبد الحكيم «1» بن منصور، عن عبد الملك بن عمير، عن مسلم بن شيبة خازن البيت، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا أخذ القوم مقاعدهم فإن دعا رجل أخاه وقد أوسع له في مجلسه فليجلس، فإنّما هي كرامة، وإن لم يوسّع له فلينظر أوسع البقعة مكانها فليجلس فيه» . هكذا قال عبد الحكيم «2» . وقال سفيان بن عبد الرّحمن وغيره، عن عبد الملك، عن مصعب بن شيبة. وأخرجه الخطيب في الجامع، من طريق عبد اللَّه بن عمر الرقي، عن عبد الملك، كذلك. 7988- مسلم بن عبد اللَّه: تقدم فيمن اسمه شهاب. 7989- مسلم بن عبد الرحمن «3» : قال البخاريّ، وأبو حاتم: له صحبة، ونسبه أبو علي بن السكن عامريا، وأخرج هو والطبراني ومن قبلهما البخاري من رواية عباد بن كثير الرمليّ، عن شمسية بنت نبهان، عن مولاها مسلم بن عبد الرحمن، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يبايع الناس على الصّفا بعد الفتح، فجاءته امرأة يدها كيد الرجل فلم يبايعها حتى غيرت بصفرة أو حمرة، وجاء رجل وعليه خاتم من حديد، فقال: «ما طهّر اللَّه كفّا عليها خاتم من حديد» «4» . قال ابن حبّان: ما أرى له حديثا محفوظا. 7990- مسلم بن عبد الرحمن الأزديّ: تقدم في شيطان بن عبد اللَّه، في الشّين المعجمة. 7991- مسلم بن عبيد «5» اللَّه القرشي «6» وقيل عبيد اللَّه بن مسلم. وقيل: إنه مسلم بن مسلم. حديثه في صيام الدّهر يدور على هارون بن سلمان الفراء، أخرجه أبو داود،   (1) في أ: الحكم. (2) ذكره الحسين في إتحاف السادة المتقين 6/ 282، وابن عساكر في تاريخه 2/ 204. (3) أسد الغابة ت 4911، الاستيعاب ت 2425، الثقات 3/ 382- تجريد أسماء الصحابة 2/ 76، الجرح والتعديل 8/ 188. (4) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 435. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17294. (5) في أ: عبد. (6) أسد الغابة ت 4912. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 86 والترمذيّ، من طريق عبيد اللَّه «1» بن مسلم القرشي، عن أبيه، قال: سألت أو سئل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن صيام الدهر، فقال: «إن لأهلك عليك حقّا، فصم رمضان والّذي يليه وكلّ أربعاء وخميس، فإذا أنت قد صمت الدّهر وأفطرت» » . وقال البخاريّ: قال أبو نعيم، عن هارون ... فذكره. وأخرجه النّسائيّ، عن أحمد بن يحيى، عن أبي نعيم به، وعن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي نعيم، عن هارون، عن مسلم، عن أبيه، كذا قال. وأشار التّرمذيّ إلى هذه الرواية، فقال: روى بعضهم عن هارون بن. وقد وافق زيد بن الحباب عبيد اللَّه بن موسى. وأخرجه النّسائيّ من طريقه، وصوّب غير واحد أن اسم الصحابي مسلم. وقال البغويّ: سكن الكوفة. 7992- مسلم بن عبيس: بموحدة ومهملة مصغرا، ابن كريز بن حبيب بن عبد شمس. 7993- مسلم بن عقبة الأشجعيّ: ذكره ابن عساكر في تاريخه، وساق بسنده، من طريق إبراهيم بن أبي أميّة، وقال: سمعت نوح بن أبي حبيب يقول: فيمن روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أشجع: مسلم بن عقبة. 7994- مسلم بن عقرب «3» : ذكره ابن قانع في الصّحابة. وقال ابن أبي حاتم: روى حديثه شعيب بن حبان بن شعيب، عن زيد بن أبي معاذ، عن بكر بن وائل، عنه: ولم يذكر فيه كلاما لغيره. وأخرجه ابن قانع من هذا الوجه، ولفظه: عن مسلم بن عقرب- وكان قد أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «من حلف على   (1) عبيد اللَّه بن موسى عن هارون عن عبيد اللَّه بن مسلم. (2) أخرجه الترمذي 3/ 123 كتاب الصوم باب 45 ما جاء في صوم يوم الأربعاء والخميس حديث رقم 748 وقال حديث غريب. وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 739 كتاب الصيام باب في صوم شوال حديث رقم 2432 وقال أبو داود وافقه زيد العكلي وخالفه أبو نعيم. قال مسلم بن عبيد اللَّه. وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1287، وأحمد في المسند 6/ 268. (3) أسد الغابة ت (4913) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 76، الجرح والتعديل 8/ 189. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 87 مملوكه ليضربنّه فإن كفارته أن يدعه، وله مع ذلك خير» «1» . وقال أبو أحمد العسكريّ: حديثه مرسل، ولم يلق النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وذكره البخاريّ في التّابعين. 7995- مسلم بن العلاء بن الحضرميّ «2» : تقدم ذكر أبيه في العين. وأخرج الطبراني من طريق زكريا بن طلحة بن مسلم بن العلاء بن الحضرميّ، عن أبيه، عن جدّه مسلم، قال: شهدت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما عهد إلى العلاء بن الحضرميّ لمّا وجهه إلى البحرين، فقال: «ولا يحلّ لأحد جهل الفرض والسّنن، ويحلّ له ما سوى ذلك» . قال: [وقد] «3» كتب للعلاء سنّوا بالمجوس سنّة أهل الكتاب» . وأخرجه أبو سليمان بن زير من هذا الوجه، لكن قال: عن جده العلاء، وأخرجه ابن مندة كالطبرانيّ، وزاد: «وكان اسم مسلم العاص فسمّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما، وهذا يضعف رواية أبي سليمان، ومدار هذا الحديث على عمر بن إبراهيم، وهو ساقط. 7996- مسلم بن عمرو: بن أبي عقرب «4» خويلد بن خالد. له صحبة، هكذا قال: ابن حبّان، وقال البغوي ّ: مسلم بن عمرو أبو عقرب والد أبي نوفل بن أبي عقرب سكن البصرة، ثم ساق من طريق الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن عقرب، عن أبيه في قصة ابن أبي لهب، وقول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ سلط عليه كلبك» . وفيه: «إنّ الأسد أخذه من بين رفقته» . وعند غيره: أبو نوفل بن أبي عقرب، فما أدري أهو هو أو غيره. وقد تقدم مسلم بن عقرب قريبا، فلعل هذا النسب لجده، وحذفت الأداة. ثم رأيت في تاريخ البخاري: قال مسلم بن عقرب أبو نوفل العريجي الطائيّ، قال علي. قال: بعضهم: الكناني، ثم قال: ويقال مسلم بن عمرو بن أبي عقرب، فهو عنده   (1) أخرجه العقيلي في الضعفاء 2/ 183. (2) أسد الغابة ت (4914) . (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (4915) ، الاستيعاب ت (2427) ، الثقات 3/ 381- تجريد أسماء الصحابة 2/ 76، الجرح والتعديل 8/ 189- تهذيب الكمال 3/ 1326- تهذيب التهذيب 10/ 133. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 88 واحد، وسأذكر الخلاف في اسم أبي عقرب في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. وقد ذكرت أكثره فيما تقدم قبل هذا من الأسماء بعون اللَّه تعالى. 7997- مسلم بن عمير الثقفي «1» : أخرج الطّبرانيّ من طريق عمرو بن النعمان الباهليّ، عن مزاحم بن عبد العزيز الثقفي: حدثنا مسلم بن عمير، قال: أهديت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جرة خضراء فيها كافور، فقسمه بين المهاجرين والأنصار، وقال: «يا أمّ مسلم انتبذي لنا فيها» . 7998- مسلم بن عياض: بن زعب بن حبيب المحاربي. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: يقال له ابن الراسبية، شهد أبوه القادسية، وهو القائل: وزوّجتها من جند سعد فأصبحت ... يطيف بها ولدان بكر بن وائل [الطويل] من أبيات. وسعد يعني به ابن أبي وقاص، وكان مسلم شاعرا أيضا، وهو القائل: بني عمّنا لا تظلمونا فإنّنا ... إذا ما ظلمنا لا نقرّ المظالما فإن تدّعوا فيما مضى أو تبخّلوا ... مكارمنا نخلف سواها مكارما وفدنا فبايعنا الرّسول عليكم ... وسسنا الأمور واحتملنا العظائما [الطويل] وهذا يشعر بأن له ولأبيه عياض صحبة. وقد أشرب إليه في حرف العين. 7999- مسلم: غير منسوب، والد ريطة. روت عنه بنته أنه قال: شهدت مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حنينا، فقال لي: «ما اسمك؟» قلت: غراب، قال: «أنت مسلم» . قال ابن السّكن: لم يرو غيره، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، وفي التاريخ الكبير، ولفظ البغويّ من طريق عبد اللَّه بن الحارث بن أبزى: حدثتني أمّي، عن أبيها- أنه شهد مغانم حنين، واسمه غراب، فسمّاه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما. قال البغويّ: سكن مكة، واسم ابنته ريطة. وقال أبو عمر [ ... ] .   (1) أسد الغابة ت (4916) ، الاستيعاب ت (2428) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 89 8000- مسلم: والد صفية. ذكره الطبرانيّ في الصحابة، ولم يخرج له شيئا. 8001- مسلم: والد عباد «1» . ذكره ابن مندة من طريق يعقوب القمي، عن عنبسة بن سعيد الرازيّ، عن أبي ليلى «2» ، عن عباد بن مسلم، عن أبيه، قال: مر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على أبي وقد لزم رجلا في المسجد ... فذكر الحديث، كذا أورده مختصرا. 8002- مسلم: والد عوسجة. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البغوي: أحسبه كان بالكوفة، حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا مهدي بن حفص، حدثنا أبو الأحوص، عن سليمان بن قرم عن عوسجة، عن أبيه مسلم، قال: سافرت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فكان يمسح على الخفين. قال البغويّ: لم يسنده غير مهدي، وهو خطأ. وأخرجه ابن أبي خيثمة، عن مهدي، وابن السكن، من طريقة، قال البغويّ: الصواب: عن عوسجة، عن عبد اللَّه بن مسعود- موقوفا. وقال ابن السّكن: الصواب من فعل عبد اللَّه. وقد رواه عنه مهدي عن أبي الأحوص، فقال: عن سليمان، عن عوسجة، عن أبيه، قال: سافرت مع عبد اللَّه بن مسعود. قلت: وقد أخرجه الطّبرانيّ، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، عن محمد بن جعفر الوركاني، عن أبي الأحوص مثل ما روى مهدي- مرفوعا، ولفظه: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم «بال ثمّ توضّأ ومسح على خفّيه» . 8003- مسلم: يقال هو اسم أبي الغادية الجهنيّ. حكاه البغويّ. وسيأتي في الكنى. ذكر من اسمه مسلمة مفتوح الأول بزيادة هاء 8004- مسلمة بن أسلم: بن حريش، بمهملة أوله وآخره معجمة بوزن عظيم، ابن عديّ بن مجدعة بن حارثة الأنصاريّ. ذكره ابن عبد البر، وقال: قتل يوم جسر أبي عبيد.   (1) أسد الغابة ت (4908) . (2) في أ: عن ابن أبي ليلى. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 90 8005- مسلمة بن قيس الأنصاريّ «1» : ذكره ابن مندة، وقال: عداده في أهل المدينة. وأخرج من طريق حبيب بن أبي حبيب، عن إبراهيم بن الحصين، عن أبيه، عن جدّه، عن مسلمة بن قيس- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «استشرت جبريل في اليمين مع الشّاهد» . 8006- مسلمة بن مالك: بن وهب «2» بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك الفهريّ، والد حبيب بن مسلمة. ذكره المستغفريّ في الصحابة، وأخرج من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة- أن حبيب بن مسلمة الفهري جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأدركه أبوه، فقال: يا نبي اللَّه، إن ابني يدي ورجلي. فقال: «ارجع معه» . وأخرجه البغويّ في ترجمة حبيب الفهري، من طريق داود العطار، عن ابن جريج، ولم يقع في روايته حبيب بن مسلمة، ففرق بين حبيب بن مسلمة وحبيب الفهري كما بينت ذلك في حرف الحاء. وقد أخرجه أبو نعيم، من طريق أبي عاصم، وحجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، وقال فيه: حبيب بن مسلمة. 8007- مسلمة بن مخلّد: بن الصّامت «3» بن نيار بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن   (1) أسد الغابة ت 4922. (2) أسد الغابة ت 4923. (3) أسد الغابة ت (4924) ، الاستيعاب ت (2432) ، طبقات ابن سعد 7/ 504، طبقات خليفة ت 607، 2716، التاريخ الكبير 7/ 387، الولاة والقضاة 38، ابن عساكر 16/ 228، تهذيب الكمال 1329، العبر 1/ 66، تهذيب التهذيب 10/ 148، خلاصة الكمال 322، شذرات الذهب 1/ 70، تاريخ اليعقوبي 2/ 148، تاريخ خليفة 195، فتوح البلدان 270، أنساب الأشراف 1/ 146، المعرفة والتاريخ 2/ 494، مقدمة مسند بقي بن مخلد 147، تاريخ الطبري 4/ 430، أخبار القضاة 3/ 223، تاريخ أبي زرعة 1/ 189، مروج الذهب 1621، فتوح مصر 67، جمهرة أنساب العرب 366، وفيات الأعيان 7/ 215، المراسيل 197، الجرح والتعديل 8/ 265، مشاهير علماء الأمصار 56، الكامل في التاريخ 3/ 191، تاريخ العظيمي 180، تحفة الأشراف 8/ 380، تهذيب الكمال 3/ 1330، مختصر التاريخ 82، جامع التحصيل 345، تجريد أسماء الصحابة 2/ 77، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 542، سير أعلام النبلاء 3/ 424، العبر 1/ 66، الكاشف 3/ 128، المعين في طبقات المحدثين 26، تقريب التهذيب 2/ 249، النجوم الزاهرة 1/ 132، خلاصة تذهيب التهذيب 377، الولاة والقضاة 15، مسند الحميدي 1/ 189، تاريخ الإسلام 2/ 242. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ الخزرجيّ: ويقال زرقي، يكنّى أبا سعيد. ذكره ابن السّكن، وأبو نعيم، وغيرهما في الصحابة، قال ابن السكن: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث لا يذكر في شيء منها سماعا، كذا قال. وقد أخرج أبو نعيم من طريق ابن عون، عن مكحول، قال: ركب عقبة بن عامر إلى مسلمة، وهو أمير على مصر، فقال: له تذكر يوم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من علم من أخيه سبّة فسترها ستره اللَّه بها من النّار يوم القيامة؟» قال: نعم، قال: فلهذا آخيتك «1» . وأخرج أبو نعيم أيضا، من طريق وكيع، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن مسلمة بن مخلد، قال: ولدت حين قدم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم المدينة، وقبض النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا ابن عشر سنين. وكذا رواه أحمد، ومع ذلك قال: ليست لمسلمة صحبة، فلعله أراد الصحبة الخاصة. وأخرجه ابن الرّبيع الجيزيّ من وجهين: أحدهما قال فيه مثل هذا، والآخر قال: قدم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا ابن أربع سنين، ومات وأنا ابن أربع عشرة سنة، وزاد: ولأهل مصر عنه حديثان، أحدهما: «أغروا النّساء يلزمن الحجال» ، ولم يصرح فيه بالسماء، والثاني: أنه ولد سنة الهجرة. قال محمّد بن الرّبيع: ولي إمرة مصر، وهو أول من جمعت له مصر والمغرب، وذلك في خلافة معاوية، وصدر من خلافة يزيد بن معاوية، وتوفي بمصر سنة اثنتين وستين. وقال ابن الرّبيع: ولىّ إمرة مصر ليزيد بن معاوية، ومات بها، وهذا قول ابن حبان، وابن البرقي. وقال الواقديّ: رجع إلى المدينة، ومات بها، وذلك سنة اثنتين وستين. وقال ابن السّكن: هو أول من جعل على أهل مصر بنيان المنار. ومخلد أبوه بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد اللّام.   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 104 عن مسلمة بن مخلد بلفظه والطبراني في الكبير 17/ 349، 19/ 440. وأورده المنذري في الترغيب 3/ 239. وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 138- 139، عن مكحول أنه عقبة ابن عامر أتى مسلمة بن مخلد ... الحديث بلفظه وقال رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط عن محمد بن سيرين ورجال الكبير رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6391. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 92 وأخرج محمد بن الربيع من طريق ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل، قال: بعث إلى حنظلة، يعني أمير مصر، فقال شيخ: لو كان في جسدك للسوط موضع لضربتك، فقال له أبو قبيل: ولم ذاك؟ قال: صرت كاهنا، تقول: الآخر فالآخر شر، فقال له أبو قبيل: ليس أنا الّذي قلت هذا، إنما سمعته من مسلمة بن مخلد وقد قال- وكان زاد في بعث البحر، فكره الجند ذلك، وهو على أعوادك هذه يقول: يا أهل مصر، ما نقمتم مني! واللَّه لقد زدت في مددكم، وعددكم، وقوتكم على عدوكم، اعلموا أني خير ممن بعدي، والآخر فالآخر شر. وفي لفظ: والّذي نفسي بيده لا يأتينّكم زمان إلا الآخر فالآخر شر، فمن استطاع منكم أن يتخذ نفقا في الأرض فليفعل. 8008- مسلمة: يقال: إنه اسم عبد الرحمن بن المنهال. واختلف في اسم ولد عبد الرحمن، فقيل مسلمة، وقيل غير ذلك، وسيأتي بيانه في المبهمات. 8009- مسلية بن هزّان: ويقال: ابن حدّان الحداني. ذكره الرّشاطيّ، وقال: له ذكر في خبر عبد اللَّه بن علس، ووفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد الفتح، ومدحه بشعر منه: حلفت بربّ الرّاقصات إلى منى ... طوالع من بين القصيمة بالرّكب بأنّ رسول اللَّه فينا محمّد ... له الرّأس والقدموس من سلفي كعب أتانا ببرهان من اللَّه قابس ... أضاء به الرّحمن من ظلمة الكرب أعزّ به الأنصار لمّا تقارنت ... صدور العوالي في الحنادس والضّرب [الطويل] وكذا أورد له المرزباني في هذه الأبيات. 8010- المسور بن عمرو، غير منسوب. شهد في أمان أهل نجران الّذي كتب لهم أبو بكر الصديق عقب وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكر ذلك سيف عن طلحة الأعلم، عن عكرمة، واستدركه ابن فتحون. 8011- المسور بن مخرمة «1» : بن نوفل بن أهيب بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ الزهريّ.   (1) أسد الغابة ت (4926) ، الاستيعاب ت (2434) ، الثقات 3/ 394- التاريخ الصغير 1/ 214- تاريخ جرجان 257- الأعلام 7/ 225، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 872- خلاصة تذهيب 3/ 30- الرياض المستطابة 257- بقي بن مخلد 126، التعديل والتجريح 680، المتحف 304، 368، 501، شذرات الذهب 1/ 72- العبر 1/ 4، 70، علماء إفريقيا وتونس 1/ 65، 66، 67، 68- الطبقات 15- تجريد أسماء الصحابة 2/ 77، طبقات الحفاظ 45- الكاشف 3/ 145، سير أعلام النبلاء 3/ 360- تلقيح فهوم أهل الأثر 367- معالم الإيمان 1/ 132، نسب قريش 262، طبقات خليفة 15، تاريخ خليفة 177، المحبر 68، التاريخ الكبير 7/ 410، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، مسند أحمد 4/ 322، تاريخ أبي زرعة 1/ 190، العقد الفريد 4/ 35، تاريخ الطبري 2/ 620، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91، جوامع السيرة 283، الزهد لابن المبارك 60، مشاهير علماء الأمصار 21، عيون الأخبار 1/ 54، ربيع الأبرار 4/ 101، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 94، الخراج وصناعة الكتابة 323، تاريخ العظيمي 186، المنتخب، من ذيل المذيل 556، المعارف 429، صفة الصفوة 1/ 772- تهذيب الكمال 3/ 1330، العقد الثمين 7/ 197- تهذيب التهذيب 10/ 151- الطبقات الكبرى 2/ 383- 3/ 125، 5/ 93، 160، 179، 8/ 223. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 93 قال مصعب الزّبيريّ: يكنّى أبا عبد الرحمن، وأمه عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن ممن أسلمت وهاجرت. قال يحيى بن بكير: وكان مولده بعد الهجرة بسنتين، وقدم المدينة في ذي الحجة بعد الفتح سنة ثمان، وهو غلام أيفع ابن ست سنين. قال البغويّ: حفظ من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث. أخرجه البغويّ، وحديثه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في خطبة عليّ بنت أبي جهل في الصحيحين وغيرهما، ووقع في بعض طرقه عند مسلم: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا محتلم، وهذا يدل على أنه ولد قبل الهجرة، ولكنهم أطبقوا على أنه ولد بعدها. وقد تأول بعضهم أن قوله محتلم من الحلم بالكسر، لا من الحلم بالضم، يريد أنه كان عاقلا ضابطا لما يحتمله. وقال مصعب: كان يلزم عمر بن الخطاب. وقال الزبير: كان من أهل الفضل والدين [ .... ] . وأخرج البغويّ من طريق أم بكر بنت المسور عن أبيها، قال: مرّ بي يهوديّ والنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يتوضأ وأنا خلفه، فرفع ثوبه فإذا خاتم النبوة في ظهره فقال لي اليهودي: ارفع رداءه عن ظهره، فذهبت أفعل فنضح في وجهي كفا من ماء. ومن طريق عثمان بن حكيم، عن أبي أمامة بن سهل، عن المسور: أقبلت بحجر أحمله ثقيل، وعليّ إزار خفيف، فانحل فلم أستطع أن أضع الحجر حتى بلغت به موضعه فقال لي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 94 وروى المسور أيضا عن الخلفاء الأربعة، وعمرو بن عوف القرشيّ، والمغيرة وغيرهم. روى عنه أيضا سعيد بن المسيّب، وعلي بن الحسين، وعوف بن الطفيل، وعروة، وآخرون. وكان مع خاله عبد الرحمن بن عوف ليالي الشّورى، وحفظ عنه أشياء، ثم كان مع ابن الزبير، فلما كان الحصار الأول أصابه حجر من حجارة المنجنيق، فمات. وكذا قال يحيى بن بكير، وزاد: أصابه وهو يصلّي، فأقام خمسة أيام ومات يوم أتى نعي يزيد بن معاوية سنة أربع وستين، وكذا أخرجه أبو مسهر. ونقل الطّبريّ، عن ابن معين- أنه مات سنة ثلاث وسبعين، وتعقبه بأنه غلط لأنهم اتفقوا على أنه مات في حصار ابن الزبير، أصابه حجر من المنجنيق. والمراد به الحصار الأول من الجيش الّذي أرسله يزيد بن معاوية، وكان ذلك سنة أربع أو خمس وستين، وأما سنة ثلاث وسبعين فكان الحصار من الحجاج، وفيه قتل ابن الزبير، ولم يبق المسور إلى هذا الزمان. 8012- مسور بن فلان: والد عبد اللَّه. ذكره أبو نعيم، وأخرجه من طريق أشهب بن عبد العزيز، عن ابن لهيعة، عن ابن محيريز، عن عبد اللَّه بن المسور، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «وجب عليكم الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ما لم تخافوا أن يؤتى إليكم مثل الّذي نهيتم عنه، فإذا خفتم ذلك فقد حلّ لكم الصّمت» «1» . قال أبو نعيم: كذا قال، ولا نعرف لابن لهيعة عن ابن محيريز شيئا. 8013- مسوّر «2» : بضم أوله وفتح السين وتشديد الواو، ضبطه عبد الغني بن سعيد، وابن ماكولا، وأورده البخاريّ مع المسور بن مخرمة، فاقتضى أنه مثله، وهو ابن يزيد الأسدي ثم المالكي. قال البغويّ: من بني مالك. روى حديثه يحيى بن كثير عنه، قال: شهدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم   (1) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 5559 وعزاه لأبي نعيم والديلميّ عن المسور. (2) الثقات 3/ 395، تجريد أسماء الصحابة 2/ 77، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، تهذيب الكمال 3/ 1330، تهذيب التهذيب 10/ 152، التاريخ الكبير 8/ 40، بقي بن مخلد 606. أسد الغابة ت (4927) ، الاستيعاب ت (2435) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 95 يقرأ في الصلاة، فترك شيئا، فقيل له لما سلم. قال: «فهلّا أذكرتنيها؟» قال: كنت أراها نسخت، أخرجه أبو داود في السنن. 8014- المسيب: بن حزن بن أبي وهب بن عمرو «1» بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، والد سعيد- له ولأبيه حزن صحبة، وله حديث في الصحيحين من طريق طارق بن عبد الرحمن، قال: انطلقت حاجّا، فمررت بقوم يصلّون، قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بيعة الرضوان، فلقيت سعيد بن المسيّب، فأخبرني، فقال سعيد: حدثني أبي أنه كان ممن بايع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تحت الشجرة، فلما خرجنا من العام المقبل أتيناها فلم نقدر عليها. قال سعيد: إن أصحاب محمد لم يعلموها فعلمتموها أنتم، فأنتم أعلم. وقد تقدم ذكره في حديث والده حزن بن أبي وهب. وللمسيّب حديث آخر في الصّحيحين وغيرهما في قصّة وفاة أبي طالب، وفي كل ذلك ردّ لقول مصعب الزبيري: لا يختلف أصحابنا أن المسيّب وأباه من مسلمة الفتح. وقد ردّ كلامه بذلك أبو أحمد العسكريّ، وقد شهد المسيّب فتوح الشام ولم يتحرر لي متى مات. 8015- المسيب بن أبي السائب «2» : بن عبد اللَّه بن عابد، بموحدة، ابن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أخو السائب. ذكره الزّبير بن بكّار، ونقل عن أبي معشر أنه أسلم وهاجر مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الحديبيّة «3» ، وكان ابنه عبد اللَّه ممن قاتل يوم الدار. 8016- المسيّب بن عمرو «4» : ذكره أبو موسى في الذيل، وحكى عن مقاتل بن سليمان أنه ذكره في تفسير سورة والعاديات، وقال: إن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه في سريّة إلى حيّ من بني كنانة وأمّره عليهم، وكان أحد النقباء، فغابت السرية ولم يأت خبرها، فقال المنافقون: قتلوا جميعا، فنزلت: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً [العاديات: 1] .   (1) أفراد مسلم 14، بقي بن مخلد 246، أسد الغابة ت (4928) ، الاستيعاب ت (2136) . (2) أسد الغابة ت (4929) ، الاستيعاب ت (2437) . (3) في أ: المدينة. (4) أسد الغابة ت (4930) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 96 الميم بعدها الشين 8017- مشرح «1» : بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الراء بعدها مهملة، الأشعريّ. قال البغويّ: ذكره البخاريّ في الصحابة، وأخرجه ابن أبي عاصم، وابن السكن، وغيرهما، من طريق سلمة بن وهرام: حدثتني ميل «2» بنت مشرح الأشعرية «3» أن أباها مشرحا، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قصّ أظفاره، فجمعها ثم دفنها، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وفي سنده محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف جدا. وأخرجه البيهقيّ في أواخر الباب الأربعين من شعب الإيمان من هذا الوجه. وقال ابن السكن: لم يرو عنه غيره. 8018- مشمرج «4» : بضم أوله وفتح الشين المعجمة وسكون الميم وكسر الراء بعدها جيم، ابن خالد السعدي، جد علي بن حجر المحدث المشهور. قال ابن حبّان: له صحبة، وأخرج ابن السكن، عن الحسين بن إسماعيل الفارسيّ، عن حاتم بن عبد اللَّه بن عبدة، عن علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مشمرج، حدثنا أبي، عن أبيه إياس، عن جده المشمرج، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في وفد عبد القيس، فسألهم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «هل فيكم غيركم؟» قالوا: لا، غير ابن أختنا. قال: «ابن أخت القوم منهم» . ثم كساه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بردا، وأقطعه ركيَّ ماء بالبادية، وكتب له بها كتابا. الميم بعدها الصاد 8019- مصعب بن شيبة: بن عثمان الحجبي «5» . تقدم ذكره في مسلم بن شيبة.   (1) أسد الغابة ت (4931) ، الاستيعاب ت (2582) . (2) في أ: شبل. (3) في أ: الأشعري. (4) أسد الغابة ت (4932) ، الثقات 3/ 406، تجريد أسماء الصحابة 2/ 78. (5) أسد الغابة ت (4935) ، خلاصة تذهيب 3/ 31- الجرح والتعديل 8/ 305- تجريد أسماء الصحابة 2/ 78- الكاشف 3/ 148- تهذيب الكمال 3/ 1333- تهذيب التهذيب 1/ 162- العقد الثمين 7/ 205. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 97 8020- مصعب بن عمير: بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب العبدري. أحد السابقين إلى الإسلام، يكنى أبا عبد اللَّه. قال أبو عمر: أسلم قديما والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فعلمه عثمان بن طلحة، فأعلم أهله فأوثقوه، فلم يزل محبوسا إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة وشهد بدرا، ثم شهد أحدا ومعه اللواء فاستشهد. وذكر محمّد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن بعض آل سعد، عن ابن أبي وقاص، قال: كان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة وأجوده خلة مع أبويه. وأخرج التّرمذيّ بسند فيه ضعف عن علي، قال: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصعب بن عمير، فبكى للذي كان فيه من النعمة، ولما صار إليه. وفي الصحيح عن حبان أن مصعبا لم يترك إلا ثوبا، فكان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطوا رجليه خرج رأسه، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «اجعلوا على رجله شيئا من الإذخر» . وقال ابن إسحاق في المغازي، عن يزيد بن أبي حبيب: لما انصرف الناس عن العقبة بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم معهم مصعب بن عمير يفقههم، وكان مصعب هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى، ثم رجع إلى مكّة، ثم هاجر إلى المدينة. وفي صحيح البخاريّ، عن البراء: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم ... الحديث، وزاد أبو داود من هذا الوجه في الهجرة الأولى. 8021- مصعب بن امرأة «1» : الجلاس. تقدم في عمير بن سعد. 8022- مصعب الأسلميّ «2» : ذكره البغويّ والطّبرانيّ: وأخرج من طريق جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب الأسلميّ، قال: انطلق غلام منا حتى أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: أسألك أن تجعلني ممن تشفع له. فقال: «أعنّي بكثرة السّجود» . وأخرجه البزّار، عن طالوت بن عباد، عن جرير، فقال، عن عبد الملك: كان   (1) أسد الغابة ت (4934) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 78، أسد الغابة ت (4933) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 98 بالمدينة غلام يكنى أبا مصعب ... فذكر الحديث مطوّلا، وقال: لا نعلمه إلا من هذا الوجه. قال العسكريّ: وهو مرسل. قلت: رواية البزار ظاهرة الإرسال، لكن فيها أبو مصعب، وأما رواية غيره فالوصل فيها ظاهر، لكن عبد الملك كان يدلس. الميم بعدها الضاد 8023- مضارب بن زيد: العجليّ. له إدراك، ذكره سيف، وأنه كان من قوّاد المثنى بن حارثة وأمرائه على مقدمته لما سار إلى محاربة أهل العراق، وذلك سنة ثلاث عشرة، ثم شهد بعد ذلك القادسية. 8024- مضرح: في مطّرح. 8025- مضرّس: بن سفيان «1» بن خفاجة بن النابغة بن عنز بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري، بالنون. قال ابن الكلبيّ: شهد حنينا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. 8026- مضرّس: بن عمرو الثعلبيّ. ذكره أبو عمرو الشّيبانيّ في أنساب غني، وقال صحب النبي صل اللَّه عليه وآله وسلم. 8027- مضطجع بن أثاثة «2» : بن عباد بن عبد المطلب «3» القرشي المطلبيّ، أخو مسطح. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. 8028- المضطجع: آخر، يأتي في المنبعث. الميم بعدها الطاء 8029- مطاع اللخمي: تقدم في مسعود بن الضحاك 8030- مطرح بن جندلة: ويقال ابن جدالة السلميّ.   (1) أسد الغابة ت (4940) . (2) أسد الغابة ت (4939) . (3) في أ: عبد المطلب بن عبد مناف القرشي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 99 روى أبو موسى في «الذّيل» . من طريق زيد القمي، عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس- أن رجلا من بني سليم من الأعراب اسمه مطرح بن جندلة سأل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، ما فضل أمتك على أمة نوح؟ قال: «كفضل اللَّه على جميع الخلائق ... » الحديث. وأخرجه ابن النّقّاش في «الموضوعات» ، وذكر في الحديث أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سماه مطرح بن الإسلام. وأخرج إسماعيل بن أبي زياد السّاميّ في تفسير ليث بن أبي سليم، عن الضحاك، عن ابن عباس نحوه، إلا أنه قال مطرح بن جدالة، وبهذا ذكره ابن مندة. 8031- مطرّف بن بهصل «1» : بن كعب «2» بن قشع بن دلف بن هيصم بن عبد اللَّه بن حرماز بن مالك بن مازن بن عمرو بن تميم التميميّ المازني. تقدم ذكره في ترجمة الأعشى، وسيأتي في ترجمة نضلة بن بهصل إن شاء اللَّه تعالى. 8032- مطرّف بن خالد بن نضلة الباهليّ. ذكره أبو أحمد العسكريّ في الصحابة، وقال: أسلم، وكتب له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتابا. وقال الرّشاطيّ: مطرف الكاهلي وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد الفتح، فكتب له كتابا فيه فرائض الصدقات، كذا ذكره بالكاف. وقال ابن شاهين: مطرف بن الكاهن الباهلي من بني فريص، ثم ساق حديثه فقال: حدثنا عمرو بن مالك، أخبرني المنذر، حدثنا الحسين بن محمد بن علي، حدثنا علي بن محمد المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، عن محمد بن إسحاق، عن شيوخه، قالوا: وفد مطرف بن الكاهن الباهلي أحد بني فريص على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد الفتح، فقال: يا رسول اللَّه، سلمنا للإسلام وشهدنا دين اللَّه في سماواته، وأنه لا إله غيره، وصدقناك، وآمنا بكل ما قلت، فاكتب لنا كتابا. فكتب له: «من محمّد رسول اللَّه لمطرف بن الكاهن، ولمن سكن بيته من باهلة: إنّ من أحيا أرضا مواتا فيها مراح الأنعام فهي له، وعليه في كلّ ثلاثين من البقر فارض، وفي   (1) في أ: نضلة، ب نضلة. (2) الاستيعاب ت (2438) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 100 كلّ أربعين من الغنم عتود، وفي كلّ خمسين من الإبل مسنّة ... » الحديث، وفيه: فانصرف مطرف وهو يقول: حلفت بربّ الرّاقصات عشيّة ... على كلّ حرف من سديس وبازل [الطويل] في أبيات يمدح بها النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهذا مما يقوي أنه من باهلة. قال أبو عبيد البكريّ في معجم ما استعجم: قال يعقوب: بيشة: واد يصبّ من جبل تهامة، وفي بعضها لبني هلال وبعضها لسلول، وهذا يقوي أنه باهليّ. 8033- مطرّف بن عبد اللَّه: بن الأعلم بن عمرو بن ربيعة العقيلي. ذكره ابن سعد، والرّشاطيّ في وفد بني عقيل، قال ابن سعد: حدثنا هشام بن محمد بن السائب- يعني الكلبي، حدثنا رجل من بني عقيل، عن أشياخ قومه، قالوا: وقدمنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من بني عقيل: ربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، ومطرف بن عبد اللَّه بن الأعلم بن عمرو بن عقيل، وأنس بن المنتفق بن عامر بن عقيل، فبايعوا وأسلموا، وبايعوه على من وراءهم من قومهم، وأعطاهم العقيق وهي أرض في بلادهم فيها عيون ونخل، وكتب لهم بذلك كتابا، وفيه: «ما أقاموا الصّلاة وآتوا الزكاة وسمعوا وأطاعوا، ولم يعلمه حقا مثله» ، قالوا: وكان الكتاب في يد مطرف. 8034- مطرف بن الكاهن: في مطرف بن خالد. 8035- [مطر بن الزرّاع» : ويقال ابن فيل- يأتي في ترجمته] «2» . 8036- مطر: بن عكامس السلميّ، يعدّ في الكوفيين «3» . قال ابن جبّان: له صحبة، وقال الطبرانيّ: اختلف في صحبته. وقال عثمان الدارميّ: سألت يحيى بن معين عن مطر: ألقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ فقال: لا أعلمه، وما يروى عنه إلا هذا الحديث. وقال ابن أبي حاتم: سئل ابن معين، أله صحبة؟ فقال: لا. وقال عبد اللَّه بن أحمد:   (1) الثقات 3/ 391. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4942) ، الاستيعاب ت (2584) ، خلاصة تذهيب 3/ 33- تجريد أسماء الصحابة 2/ 79- الكاشف 1/ 149- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- الجرح والتعديل 8/ 287- خلاصة تذهيب 3/ 33، تهذيب الكمال 3/ 1334- تهذيب التهذيب 10/ 169- تاريخ ابن معين 2/ 42- بقي بن مخلد 941. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 101 سألت أبي عنه، هل له صحبة، فقال: لا يعرف. قلت: فله رواية؟ قال: لا أدري. وقال البرديجي: لم يرو عنه إلا أبو إسحاق، ولا تصح له صحبة، وقال أبو أحمد العسكريّ: قال بعضهم، ليست له صحبة. وبعضهم يدخله في الصحابة. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديث: «إذا قضى اللَّه لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة» . وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند والترمذي، وقال. حسن غريب، ولا يعرف لمطر غير هذا الحديث، وصححه الحاكم. 8037- مطر بن هلال الغنويّ «1» : ويقال مطر بن فيل. وقال ابن حبان: مطر بن الزراع له صحبة. وأخرج البغويّ من طريق يحيى بن حماد، عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق، حدثتني امرأة من عبد القيس يقال لها أم أبان بنت الوازع بن الزراع- أنّ جدها الزراع خرج وافدا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أشجع عبد القيس، قالت: فخرج جدّي بابن له مصاب وبأخ له من أميه من غيره ليس من عبد القيس اسمه مطر بن فيل العنزي، فقال له الأشجّ: خرجت معنا وافدا برجل مجنون وآخر ليس منا. قال: أما المجنون فيدعو له النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عسى أن يعافيه اللَّه، وأما العنزي فأخي لأميّ لا أصبر عنه ... فذكر الحديث بطوله. وأخرجه ابن مندة، من طريق موسى بن إسماعيل، عن مطر، لكن قال: مطر بن هلال. وأخرجه البزّار من طريق أبي داود الطيالسي، عن مطر، بسنده إلى الزراع أنه خرج وافدا ومعه الأشجّ، وخرج بابن له مجنون يقال له مطر، وابن أخ له ... الحديث. وقد مضى ذكر في ترجمة صحار بن العباس، وفي ترجمة جهم بن قثم. 8038- مطر الليثي «2» : في مكيتل. 8039- مطر العزّى: حليف عبد القيس، أخو عقبة بن جروة. تقدم ذكره في ترجمة صحار بن العباس، وقيل: هو مطر بن فيل المذكور قبله. 8040- مطعم بن عبيدة البلويّ «3» :   (1) أسد الغابة ت (4944) ، الاستيعاب ت (2585) . (2) أسد الغابة ت (4943) . (3) أسد الغابة ت (4949) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 79. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 102 ذكره ابن يونس، وقال: صحابيّ، روى عنه ربيعة بن لقيط. وأخرج ابن مندة حديثه من طريق ابن لهيعة، عن إسحاق بن ربيعة بن لقيط، عن أبيه، قال: خرجت إلى عبد اللَّه بن عمرو في الفتنة، فلقيت على بابه مطعم بن عبيدة البلويّ فقال: عهد إليّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن أسمع وأطيع، وإن كان عليّ أسود مجدّع الأطراف. قال ابن مندة: حديث غريب. 8041- مطعم: آخر. تقدم له ذكر في حارثة. 8042- المطلب بن أزهر «1» : بن عبد عوف الزهري، ابن عم عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف. ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، قال: فمات بها، فورثه ابنه عبد اللَّه، فيقال: إنه أول وارث في الإسلام. وقال الواقديّ: هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، فولد له بها عبد اللَّه. وقال ابن الكلبيّ: هاجر هو وولده عبد اللَّه فماتا جميعا بأرض الحبشة، وكانت مع المطلب امرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم السهمي. 8043- المطلب بن أبي البختري: بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ. قتل أبوه كافرا يوم بدر، وعاش هو بعد ذلك، وهو أخو الأسود المتقدم في الألف. ذكره الزبير بن بكّار. وقال: كان عظيم الجثة، وكذلك أخوه. 8044- المطلب بن حنطب: بن الحارث بن عبيد «2» اللَّه بن مخزوم، أبو عبد اللَّه بن حنطب. ذكره ابن إسحاق فيمن أسر يوم بدر، ثم أسلم. وقد تقدم له حديث في ترجمة عبد اللَّه بن حنطب اختلف في سنده.   (1) أسد الغابة ت (4950) ، الاستيعاب ت (2440) . (2) أسد الغابة ت (4951) ، الاستيعاب ت (2441) ، الثقات 3/ 401، الطبقات 245، تجريد أسماء الصحابة 2/ 79، الكاشف 3/ 151، المصباح المضيء 1/ 334، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، خلاصة تذهيب 3/ 34، تهذيب الكمال 3/ 1336، تهذيب التهذيب 10/ 178، بقي بن مخلد 441، العقد الثمين 7/ 219، التاريخ الكبير 8/ 7. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 103 8045- المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم «1» . تقدم في عبد المطلب. قال البغوي ّ: المطّلب بن ربيعة ويقال عبد المطلب بن ربيعة. وأخرج له ابن شاهين من طريق صباح بن يحيى، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث، عنه- رفعه: «من آذى العبّاس فقد آذاني» . 8046- المطلب بن أبي وداعة «2» : الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشيّ السهميّ. ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، وقال الواقديّ: نزل المدينة وله بها دار وبقي دهرا. وقال ابن الكلبيّ: كان لدة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال أبو عبيد: له صحبة. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحديثه في مسند أحمد بسند صحيح إلى عكرمة بن خالد، عن المطلب، بن أبي وداعة، قال: رأيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يسجد في النجم ... الحديث. وفي آخره: قال المطّلب: فلا أدع السجود فيها أبدا. هذه رواية عبد الرزاق، عن معمر، وأدخل رباح بن زيد عن معمر بين عكرمة بن خالد والمطلب جعفر بن المطلب. وأخرج البغويّ من طريق عبد اللَّه بن الحارث، عن المطّلب بن أبي وداعة، قال: جاء العباس إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكأنه قد سمع شيئا ... فذكر الحديث. وفيه: «إنّ اللَّه خلق الخلق فجعلني في خيرهم قبيلة» . وفي المغازي لابن إسحاق: إن أبا وداعة أسر يوم بدر، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ له ابنا كيّسا تاجرا ذا مال، كأنّكم به قد جاء في فداء أبيه» ، فكان كذلك. وروى أيضا عن حفصة أم المؤمنين، وحديثه عنها في صحيح مسلم، من رواية الزهريّ، عن السائب بن يزيد، عن المطلب، عن حفصة في الصلاة السّبحة قاعدا. روى عنه أولاده: جعفر، وكثير، وعبد الرحمن، وحفيده أبو سفيان بن عبد الرحمن. وأخرجه البغويّ، وابن شاهين، من طريق عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب بن   (1) خلاصة تذهيب 3/ 34، تجريد أسماء الصحابة 2/ 80، الكاشف 3/ 150، تهذيب الكمال 3/ 1336، تهذيب التهذيب 10/ 177، أسد الغابة ت (4952) ، الاستيعاب ت (2442) . (2) أسد الغابة ت (4953) ، الاستيعاب ت (2443) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1189. تفسير الطبري 13/ 15963. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 104 أبي وداعة، عن أبيه: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقرأ بمكة: «والنّجم» - يعني فسجد فيها، وقال: وأنا يومئذ كافر، فلم أسجد، فلا أسمعها من أحد إلا سجدت فيها. 8047- المطّلب السلميّ: له ذكر في غزوة بئر معونة، فروى ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، ثم بعث النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم المنذر بن عمرو الساعدي، وبعث معه المطّلب السّلمي ليدلّهم على الطريق ... فذكر القصة. وأخرجه الطبراني من طريقه. 8048- مطيع بن الأسود: بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن بن قصيّ القرشيّ الأسديّ. قال الزّبير بن بكّار: أوصى إلى الزبير بن العوام، ثم ساق من طريق هشام بن عروة أن مطيع بن الأسود قال: سمعت عمر يقول: من عهد إلى الزّبير بن العوام فإن الزبير عمود من عمد الإسلام. ووالده الأسود هو الّذي عارض عثمان بن الحويرث عند قيصر لمّا طلب منه أن يملكه على أهل مكة، وقصته مشهورة ذكرها الزبير وغيره. 8049- مطيع بن الأسود بن حارثة «1» : بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤيّ القرشيّ العدويّ. كان اسمه العاصي، فسماه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مطيعا، وهو والد عبد اللَّه المقدم ذكره في حرف العين. قال ابن سعد: أسلم يوم الفتح، وله رواية عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحديثه في صحيح مسلم. روى عنه ابنه عبد اللَّه، وعيسى بن طلحة التيمي. قال مصعب الزّبيريّ: مات في خلافة عثمان بالمدينة، وحكى ابن البرقي عن بعضهم أنه قتل بالجمل.   (1) الثقات 3/ 405، التاريخ الصغير 1/ 61، خلاصة تذهيب 3/ 35، الرياض المستطابة 261، المنمق 324، الطبقات 23، عنوان النجابة 157، بقي بن مخلد 869، تجريد أسماء الصحابة 2/ 80، الكاشف 3/ 151، تلقيح فهوم أهل الأثر 384، التاريخ الكبير 8/ 47، الجرح والتعديل 8/ 399، تهذيب الكمال 3/ 1337، تهذيب التهذيب 10/ 181، العقد الثمين 7/ 224، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1497، 1632، أسد الغابة ت (4954) ، الاستيعاب ت (2586) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 8050- مطيع بن ذي «1» من بني بكر بن كلاب الكلابيّ. ذكره الفاكهيّ في كتاب مكة، وروى عن ميمون بن الحكم، عن محمد بن جعشم، عن ابن جريج، قال: سمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مطيعا، وكان اسمه العاصي، والّذي يظهر أنه الّذي بعده، وأن ذي تصحفت من ذي اللحية، لكن النسخة من كتاب الفاكهيّ متقنة والتعدد محتمل. 8051- مطيع بن عامر: بن عوف «2» بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، أخو ذي اللحية. الكلابيّ. ذكره ابن الكلبيّ «3» والطبرانيّ والدّار الدّارقطنيّ فيمن له وفادة، وله حديث في مسند بقي بن مخلد، قال ابن الكلبي: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فسأله عن اسمه فقال: العاصي، فقال: أنت مطيع. 8052- مطية بن مالك: ذكره الطّبريّ في الصحابة، واستدركه ابن فتحون، وأنا أخشى أن يكون هو قطبة الماضي في حرف القاف، فتصحفت القاف إلى الميم، وتصحفت الموحدة بالباء. فاللَّه أعلم. الميم بعدها الظاء 8053- مظهّر «4» بن رافع بن عدي بن يزيد «5» بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، عم رافع بن خديج. ضبطه ابن ماكولا بضم الميم وفتح الظاء وتشديد الهاء المكسورة، وقال: له ولأخيه ظهير- بالتصغير- صحبة ورواية، روى عنهما ابن أخيهما رافع. قلت: ورواية رافع عن عميه في الصحيحة بالإبهام، وسمي ظهيرا في رواية، ويقال اسم الآخر مهير، بالميم مصغر أيضا. ومظهر ذكره الواقديّ فيمن شهد أحدا، وعاش إلى خلافة عمر فقتله أعلاج من عبيده بخيبر، وكان أقامهم يعملون له في أرضه فحملهم اليهود على ذلك.   (1) في أ: دبي. (2) أسد الغابة ت (4955) . (3) في أ: الكلابي. (4) أسد الغابة ت (4956) ، الاستيعاب ت (2587) . (5) في أ: زيد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 106 ذكر من اسمه معاذ 8054- معاذ بن أنس «1» : الجهنيّ، حليف الأنصار. قال أبو سعيد بن يونس: صحابيّ كان بمصر والشام قد ذكر فيهما. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، وله رواية عن أبي الدرداء، وكعب الأحبار. روى عنه ابنه سهل بن معاذ وحده. وذكر أبو أحمد العسكريّ ما يدلّ على أنه بقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان، وكأنه أشار إلى ما أخرج البغويّ من طريق فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ، قال: غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك وعلينا عبد اللَّه بن عبد الملك، فقام أبي في الناس ... فذكر قصة فيها أنه غزا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. 8055- معاذ بن جبل: بن عمرو «2» بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن عدي بن نابي بن تميم بن كعب بن سلمة، أبو عبد الرحمن الأنصاريّ الخزرجيّ. الإمام المقدّم في علم الحلال والحرام، قال أبو إدريس الخولانيّ: كان أبيض وضيء الوجه، برّاق الثنايا، أكحل العينين. وقال كعب بن مالك: كان شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه. وقال الواقديّ: كان من أجمل الرجال، وشهد المشاهد كلها.   (1) أسد الغابة ت (4957) ، الثقات 3/ 370، خلاصة تذهيب 3/ 35، الطبقات 121، تجريد أسماء الصحابة 2/ 80، الكاشف 3/ 153، بقي بن مخلد 93، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، الجرح والتعديل 8/ 245، تهذيب الكمال 3/ 1338، تهذيب التهذيب 10/ 16، الاستيعاب ت (2440) . (2) أسد الغابة ت (4960) ، الاستيعاب ت (2445) ، مسند أحمد 5/ 227- 248، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 12، طبقات خليفة 103، 303، تاريخ خليفة 97/ 138، 155، التاريخ الكبير 7/ 359، 360، التاريخ الصغير 1/ 41، المعارف 254، الجرح والتعديل 8/ 244، 245، مشاهير علماء الأمصار 321، الاستبصار 136، 141، حلية الأولياء 1/ 228، 244، طبقات الشيرازي 45، ابن عساكر 16/ 302، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 98/ 100، تهذيب الكمال 1337، دول الإسلام 1/ 15، تاريخ الإسلام 2/ 319، العبر 1/ 22، تذكرة الحفاظ 1/ 19، طبقات القراء 2/ 301، تهذيب التهذيب 10/ 186، طبقات الحفاظ 6/ خلاصة تذهيب الكمال 379، كنز العمال 13/ 583، شذرات الذهب 1/ 29. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 107 وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. روى عنه ابن عباس، وابن عمر، وابن عديّ، وابن أبي أوفى الأشعريّ، وعبد الرحمن بن سمرة، وجابر بن أنس، وآخرون من كبار التابعين، وشهد بدرا وهو ابن إحدى وعشرين سنة، وأمّره النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على اليمن. والحديث بذلك في الصحيح من رواية ابن عباس عنه. وذكر سيف في الفتوح بسند له عن عبيد بن صخر، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: «إنّي قد عرفت بلاءك في الدّين، والّذي قد ركبك من الدين، وقد طيّبت لك الهديّة، فإن أهدي لك شيء فاقبل» . قال: فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهديت له، قال: بهذا الإسناد: إن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال له، لما ودّعه: «حفظك اللَّه من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك، ومن فوقك ومن تحتك، وأدرأ عنك شرور الإنس والجنّ» . وفي سنن أبي داود، عن معاذ بن جبل، قال: قال لي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إني لأحبّك ... » الحديث- في القول بعد كل صلاة. وعدّه أنس بن مالك فيمن جمع القرآن على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهو في الصحيح، وفيه عن عبد اللَّه بن عمرو- رفعه: «اقرءوا القرآن من أربعة» ، فذكره فيهم. وقال الشّعبيّ، عن مسروق: كنا عند ابن مسعود، فقرأ- إن معاذا كان أمة قانتا للَّه، فقال فروة بن نوفل، نسيت. فقال: ما نسيت، إنا كنا نشبهه بإبراهيم عليه السّلام. وقال أبو نعيم في الحلية: إمام الفقهاء، وكنز العلماء، شهد العقبة، وبدرا، والمشاهد، وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء، وكان جميلا وسيما. روى عنه من الصحابة عمر، وأبو قتادة، وعبد الرحمن بن سمرة، وغيرهم. وقال عبد الرّزاق: أنبأنا معمر، والزهري، عن ابن كعب بن مالك: كان معاذ شابا جميلا سمحا لا يسأل اللَّه شيئا إلا أعطاه. وقال الأعمش، عن أبي سفيان: حدثني أشياخ منا. فذكر قصة فيها: فقال عمر عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، ولولا معاذ لهلك عمر. أخرجه محمّد بن مخلد العطّار في فوائد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 108 وفي حديث أبي قلابة، عن أنس، عند الترمذي وغيره في ذكر بعض الصحابة- مرفوعا: «وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ» . وفي مرسل أبي عون الثقفي، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يأتي معاذ يوم القيامة أمام النّاس برتوة» . أخرجه محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأورده ابن عساكر من طريق عن محمد بن الخطاب. والرّتوة- بفتح الراء المهملة وسكون المثناة وفتح الواو. وفي طبقات ابن سعد، من طريق منقطع أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتب إلى أهل اليمن لما بعث معاذا: «إنّي بعثت لكم خير أهلي» . ومناقبه كثيرة جدا، وقدم من اليمن في خلافة أبي بكر، وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة أو التي بعدها، وهو قول الأكثر. وعاش أربعا وثلاثين سنة. وقيل غير ذلك. 8056- معاذ بن الحارث: بن الأرقم بن «1» عوف بن وهب بن عمرو بن عبد عوف «2» ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ الخزرجي، يكنى أبا حليمة، وهو بها أشهر، وكان يقال له القاري. ساق نسبه محمّد بن سعد. ويقال: إن كنيته أبو الحارث، وأبو حليمة لقب، قال أبو عمر: شهد الخندق. وقيل: لم يدرك من حياة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا ست سنين. وقد روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وروى أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعثمان. روى عنه نافع مولى ابن عمر، وعمران بن أبي أنس، وسعيد المقبري، وأبو الوليد البصريّ.   (1) تاريخ الطبري 3/ 459، التاريخ الكبير 7/ 361، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 100، المعرفة والتاريخ 1/ 314، المستدرك 521، تهذيب الكمال 3/ 1339، تهذيب التهذيب 10/ 188، تقريب التهذيب 2/ 256، غاية النهاية 2/ 301، خلاصة تذهيب التهذيب 380، تاريخ الإسلام 2/ 249. (2) في أ: بن عون بن عمرو بن وهب بن عبد عوف. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 وقال ابن عون: كان أبو حليمة يقنت في رمضان، وهذا أرسله ابن عون عنه، فإنه لم يدركه. وقال البخاريّ: يعد في أهل المدينة، وشهد الجسر مع أبي عبيدة، ولما فروا. قال لهم عمر: أنا فئتكم. وأخرج البزّار، وابن مندة، من طريق ربيعة بن عثمان، عن عمران بن أبي أنس: سمعت معاذ بن الحارث، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «منبري على ترعة من ترع الجنّة» «1» . قال ابن سعد، وأبو أحمد الحاكم: قتل يوم الحرّة، وقال أبو حاتم الرازيّ: يقال إنه قتل بالحرّة، وقال ابن حبان: عاش تسعا وستين سنة. قلت: كانت الحرّة سنة ثلاث وستين، فعلى هذا يكون ما تقدم ذكره من عمره صحيحا، وهو الّذي أقامه عمر يصلّي التراويح في شهر رمضان. 8057- معاذ بن الحارث «2» : بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ الخزرجيّ، المعروف بابن عفراء. وقيل بحذف الحارث الثاني في نسبه، وعفراء أمه عرف بها. شهد العقبة الأولى مع الستة الذين هم أول من لقي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الأوس والخزرج، وشهد بدرا، وشرك في قتل أبي جهل، وعاش بعد ذلك، وقيل: بل جرح ببدر فمات من جراحته. وله رواية عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في السنن للنسائي وغيره من طريق نصر بن عبد الرحمن القرشي، واختلف في إسناده على علي بن نصر، وهو عند البغوي بسند صحيح، عن نصر، عن معاذ، عن رجل من قريش، قال: رأيت معاذ بن عفراء يطوف   (1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 402 عن أبي هريرة. والطبراني في الكبير 6/ 174، 237 وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 12، عن سهل بن سعد بلفظه وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 28، وابن عساكر في التاريخ 3/ 265، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 90، عن سهل بن سعد الساعدي ولفظه الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الإيمان ... الحديث وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سوار ابن عمارة الرمليّ وهو ثقة. (2) أسد الغابة ت (4962) ، طبقات ابن سعد 3/ 491، طبقات خليفة 90، تاريخ خليفة 202، تهذيب الكمال 1338، تهذيب التهذيب 10/ 188، خلاصة تذهيب الكمال 380، شذرات الذهب 1/ 71. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 بالبيت، فطاف ولم يصلّ بعد الصبح أو العصر، فقلت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ينهى عن الصّلاة بعد الصبح ... الحديث. وعند البغويّ من طريق أبي نصر سليمان بن زياد، عن معاذ بن عفراء، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «رأيت ربي ... » الحديث. 8058- معاذ بن الحارث: بن سراقة الأنصاري السّلمي، بفتح السين. ذكره ابن سعد في الصحابة، وكانت عنده الرباب بنت البراء بن معرور، فولدت له سعد بن معاذ. قلت: وليس سعد هذا الصحابي المشهور رئيس الأوس، وإنما وافقه في اسمه واسم أبيه، وصاحب الترجمة خزرجي، فافترقا. 8059- معاذ بن رباح بن عمرو بن عبد اللَّه بن أنمار بن مالك بن يسار بن حطيط ابن جشم الثقفي، يكنى أبا زهير، وهو بها أشهر. واختلف في اسمه. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. 8060- معاذ بن رفاعة الأنصاريّ الزّرقيّ. ذكره الواقديّ، وقال: شهد غزوة بني قريظة مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على فرس. قلت: وفي التابعين معاذ بن رفاعة آخر يروي عن أبيه، وجابر، وخولة. روى عنه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل. 8061- معاذ بن زرارة بن عمرو «1» : بن عدي بن الحارث من بني ظفر. قال أبو عمر: شهد أحدا هو وولداه: أبو نملة، وأبو درة. 8062- معاذ بن سعد «2» : أو سعد بن معاذ الأنصاري. وقع بالشك في صحيح البخاريّ، والموطأ، عن مالك، عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد، أو سعد بن معاذ- أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما بسلع.. الحديث.   (1) أسد الغابة ت (4964) ، الاستيعاب ت (2447) . (2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1372، أسد الغابة ت (4966) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 111 أورده البخاريّ في كتاب الذّبائح عقب رواية نافع، عن ابن كعب بن مالك، عن أخيه- أن جارية لهم. وذكره ابن مندة وأبو نعيم وابن فتحون في الصحابة، [ .... ] . 8063- معاذ بن الصمّة بن عمرو «1» بن الجموح الأنصاري. قال العدويّ: شهد أحدا وما بعدها، وقتل يوم الحرّة. وذكر أبو عبيد القاسم بن سلّام أن معاذ بن الصّمة شهد بدرا هو وأخوه خراش، فيحرر هل هو أو غيره؟. 8064- معاذ بن عبد اللَّه بن حنطب. ذكره الطّبريّ، واستدركه ابن فتحون. 8065- معاذ بن عبد اللَّه التيميّ «2» : قال ابن حبّان: يقال له صحبة. 8066- معاذ بن عبد الرحمن «3» بن عثمان بن عبيد اللَّه التيمي. ذكره ابن السّكن في ترجمة والده، وقال: لهما صحبة. وذكره ابن فتحون في الصحابة، وعزاه لخليفة. وقال البخاريّ: سمع أباه. وروى عنه الزهري. يعد في أهل الحجاز. وقال بعضهم: سمع معاذ عمر بن الخطاب، ولا يصح. وهو أخو عثمان، وكذا قال أبو حاتم الرازيّ، ولا يصح سماعه عن عمر. انتهى. وإذا لم يصح سماعه من عمر، فكيف يدركه العصر النبوي وروايته!. قلت: وحديثه في الصحيحين عن حمران مولى عثمان، عن عثمان، وكذا في النسائيّ، ففي البخاريّ من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، وعند مسلم والنسائي من طريق نافع بن جبير، وغيرهم، كلّهم عن معاذ بن عبد الرحمن عن حمران. وذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وابن حبان في ثقات التابعين.   (1) أسد الغابة ت (4967) ، الاستيعاب ت (2448) . (2) أسد الغابة ت (2959) ، الاستيعاب ت (2457) . (3) تفسير الطبري 11/ 12772. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 112 8067- معاذ بن عثمان «1» : أو عثمان بن معاذ. روى حديثه الحميدي في مسندة عن ابن عيينة، كذا على الشك، ورجّح أنه معاذ. وقد تقدم سياقه فيمن اسمه عثمان. 8068- معاذ بن عفراء «2» : هو ابن الحارث. تقدم. 8069- معاذ بن عمرو بن الجموح «3» : بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ الخزرجي السلميّ. قال البخاريّ: له صحبة. وقد تقدم ذكر أبيه أيضا، وشهد معاذ هذا العقبة وبدرا، وهو أحد من قتل أبا جهل. وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال معاذ بن عمرو بن الجموح: سمعت القوم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه، فجعلته من شأني، فصمدت نحوه، فحملت عليه فضربته ضربة فأطنّت قدمه. وذكر ابن إسحاق أيضا فيما أخرجه ابن أبي خيثمة، عن يوسف بن بهلول، عن عبد اللَّه بن إدريس عنه، عن عبد الملك بن أبي بكر، ورجل آخر معه، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس، عن معاذ بن عفراء- أنه قال: سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم، وهم يقولون: أبو الحكم لا يخلص إليه، فلما سمعتها جعلته من شأني، فقصدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه ... فذكر نحوه. ويمكن الجمع بأن كلّا منهما ضربه. وأصحّ من ذلك ما في الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن عوف في قصّة أبي جهل: فضربه ابنا عفراء حتى برد، وهما معاذ، ومعوذ. وفي «المغازي» أيضا: أن عكرمة بن أبي جهل ضرب معاذ بن عمرو، فقطع يده،   (1) أسد الغابة ت (4968) ، الاستيعاب ت (2449) . (2) الاستيعاب ت (2450) . (3) أسد الغابة ت (4969) ، الاستيعاب ت (2451) ، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 108، طبقات خليفة 104، التاريخ الصغير 8/ 245، الجرح والتعديل 8/ 245، الاستبصار 154، الثقات 3/ 319، التاريخ الصغير 1/ 66، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 876، الاستبصار 66، المنمق 520، الطبقات 104، تجريد أسماء الصحابة 2/ 81، سير أعلام النبلاء 1/ 252، الجرح والتعديل 8/ 545، الأعلام 7/ 258، التاريخ الكبير 7/ 360، البداية والنهاية 3/ 287. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 فبقيت معلقة حتى تمطّى عليها فألقاها، وقاتل بقية يومه، ثم بقي بعد ذلك دهرا حتى مات في زمن عثمان، قاله البخاري وغيره. 8070- معاذ بن عمرو: بن قيس «1» بن عبد العزى بن عزيّة بن عمرو بن عديّ بن عوف بن مالك بن النجّار الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكر البغوي «2» ، عن ابن القداح- أنه شهد أحدا وما بعدها واستشهد باليمامة. 8071- معاذ بن ماعص» : ويقال ابن معاص، ويقال ابن ناعص، بالنون، ابن ميسرة بن خلدة بن عامر بن زريق، أخو عباد الأنصاريّ الزرقيّ. قال ابن إسحاق، وموسى بن عقبة: شهد معاذ بدرا. وروى الواقديّ، عن يونس بن محمد الظّفريّ، عن معاذ بن رفاعة- أن معاذ بن ماعص جرح ببدر، فمات من جرحه. قال الواقديّ: والثبت أنه شهد بدرا وأحدا، واستشهد يوم بئر معونة. وذكر ابن مندة، من طريق إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن طلحة التيميّ- أن معاذ بن ماعص كان من جملة الذين خرجوا في طلب الذين ساقوا لقاح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع عيينة بن حصن، وكان أميرهم سعيد بن زيد. وكذا أخرج الواقديّ، من طريق أبي بكر بن أبي الجهم نحو ذلك. ووقع في مغازي موسى بن عقبة أنه استشهد يوم مؤتة، وفي نسخة منها أن الّذي استشهد فيها أخوه عباد. 8072- معاذ بن محمود: بن عمرو بن محصن الأنصاريّ أبو الحارث إمام مسجد المدينة. حكى ابن أبي حاتم، عن أبيه، أنه أمّ بمسجد المدينة ثلاثين سنة، ومات سنة أربع وخمسين. قال الذّهبيّ: ومقتضى ذلك أن يكون صحابيا، وهو كمال قال. 8073- معاذ الأنصاري: حكى أبو عمر أنه أبو زيد الّذي جمع القرآن، وهو بكنيته أشهر، واختلف في اسمه اختلافا كثيرا.   (1) أسد الغابة ت (4970) ، الاستيعاب ت (2452) . (2) في أ: العدوي. (3) أسد الغابة ت (4971) ، الاستيعاب ت (2453) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 114 8074- معان بن عمرو النهراني «1» : ذكره أبو الفتح الأزديّ في الأسماء المفردة من الصحابة، واستدركه أبو موسى. وقال ابن الأثير: لا أدري هل آخره زاي أو نون. 8075- معافى بن زيد الجرشي «2» : ذكره ابن مندة من طريق عبد العزيز بن قيس عن حميد، عن أنس، قال: أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم برجل من تهامة يقال له معافى بن زيد الجرشي، فقال: ما تقول في النبيذ؟ الحديث. ذكر من اسمه معاوية 8076- معاوية بن أنس السلميّ: ذكره سيف في الفتوح، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد، وأنه كان ممن حارب الأسود العنسيّ، في حياة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. 8077- معاوية بن ثور «3» : بن عبادة بن البكاء العامري البكائيّ. تقدم ذكره في ترجمة ابنه بشر بن معاوية، وله ذكر في ترجمة عبد عمرو بن كعب، وجده عبادة «4» ضبطه العقيلي بكسر العين، قاله أبو عمرو، ذكره ابن مندة بالسند الماضي في ترجمة بشر، قال: وكتب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لمعاوية كتابا، ووهب له من صدقة عامه معونة له، ولما رجع معاوية إلى منزله قال: إنما أنا هامة اليوم أو غد، ولي مال كثير، وإنما لي ابنان، فرجع، فقال: يا رسول اللَّه خذها مني فضمها حيث ترى من مكايدة العدو، فإنّي موسر، فقال: «أصبت يا معاوية» ، فقبلها منه. قال ابن الكلبيّ: وقد فخر محمد بن بشر بن معاوية بما صنع جدّه، فقال: وأبي الّذي مسح النّبيّ برأسه ... ودعا له بالخير والبركات أعطاه أحمد إذا أتاه أعنزا ... غفرا ثواجل لسن باللّجبات يملأن رفد الحيّ كلّ عشيّة ... ويعود ذاك الملء بالغدوات بوركن من منح وبورك مانح ... وعليه منّي ما بقيت صلاتي [الكامل]   (1) معاذ في أ. (2) أسد الغابة ت (4976) . (3) أسد الغابة ت (4978) . (4) في أ: عباد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 115 وله ذكر في ترجمة الفجيع العامريّ، وأخوه عبد اللَّه بن ثور- تقدم. 8078- معاوية بن جاهمة «1» : بن العبّاس بن مرداس السلمي. ذكره البغويّ وغيره في الصحابة. وقد ذكرت الاختلاف في إسناد الحديث المروي عنه في ترجمة جاهمة في حرف الجيم. 8079- معاوية بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. «2» ذكره ابن إسحاق في السيرة الكبريّ، وساق قصته الفاكهيّ في كتاب مكّة من طريقه، قال: كان معاوية بن الحارث بن المطلب يتقلّد السيف، ويقول للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: صلّ فو اللَّه لا يتعرض لك أحد إلا ضربت عنقه، قال: فلما مات قال فيه أبو طالب: فأبكي معاوي لا معاوي مثله ... نعم الفتى في العرف لا في المنكر [الكامل] قلت: ولم أره في أنساب الزبير، بل ذكر إخوته: عبيدة، والطفيل، والحصين، وذكر أن عبيدة وإخوته أسلموا، وأظنه لكونه لم يعقب خفي أمره. 8080- معاوية بن حديج: بمهملة ثم جيم مصغرا، ابن جفنة، من تجيب، أبو نعيم، ويقال أبو عبد الرحمن السّكوني. وقال البخاريّ: خولاني- نسبه الزهري، يعد في المصريّين. وقال البغويّ: كان عامل معاوية على مصر. قلت: إنما أمّره معاوية على الجيش الّذي جهزه إلى مصر، وبها محمد بن أبي بكر الصديق، فلما قتلوه بايعوا لمعاوية، ثم ولي إمرة مصر ليزيد. وذكره ابن سعد فيمن ولي مصر من الصحابة. وقال ابن يونس في تاريخه «3» : يكنى أبا نعيم، وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر، ثم كان الوافد «4»   (1) الثقات 3/ 374، خلاصة تذهيب الكمال 3/ 39، الطبقات 52، تجريد أسماء الصحابة 2/ 82، الكاشف التهذيب 3/ 156، تلقحى فهوم أهل الأثر 377، تهذيب التهذيب 10/ 202، تهذيب الكمال 3/ 343، تقريب التهذيب 2/ 258، الجرح والتعديل 8/ 1725، التاريخ الكبير 7/ 329، بقي بن مخلد 475، أسد الغابة ت (4979) ، الاستيعاب ت (2460) . (2) أسد الغابة ت (4980) ، الاستيعاب ت (2461) . (3) سقط في ط. (4) في أ: الرسول. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 116 على عمر بفتح الإسكندرية، ذهبت عينه في غزوة النوبة «1» مع ابن أبي سرح، وإلى غزو المغرب مرارا آخرها سنة خمسين، ومات سنة اثنتين وخمسين. وأخرج له أبو داود والنسائي حديثا في السهو في الصلاة، والنسائيّ حديثا في التداوي بالحجامة والغسل، والبغويّ حديثا قال فيه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «غدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدّنيا وما فيها» . وأخرج أحمد الأحاديث الثلاثة، وكلّها من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس عنه. وقد أخرج أيضا من طريق ثابت البناني، عن صالح بن حجير، عنه، حديثا مرفوعا في دفن الميت. ومن طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عليّ بن رباح، عنه، قال: هاجرنا على عهد أبي بكر، فبينا نحن عنده ... فذكر قصّة زمزم. قال الأثرم، عن أحمد: ليست له صحبة. وذكره يعقوب بن سفيان، وابن حبّان في التابعين، لكن ابن حبّان ذكره في الصحابة أيضا. قال البخاريّ: مات قبل أبي عمرو. 8081- معاوية بن حزن القشيري: قرأت بخط الخطيب في كتاب المؤتلف في ترجمة عقيل، بالتصغير وبوزن عظيم، قال في الثاني: وعبد الرحمن بن محمد بن عقيل النيسابورىّ، ثم ساق من طريقه عن أبي حامد الحسنويّ، عن أحمد بن يونس، عن عمر بن عبد اللَّه، عن سفيان بن حسين، عن داود الورّاق، عن سعيد بن حكيم، عن أبيه، عن جده معاوية بن حزن القشيري، قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فلما وقفت عليه قال: «أما أنّي قد سألت اللَّه أن يعينني عليكم» . وذكر الحديث بطوله، كذا بخطه معاوية بن حزن مجوّدة، وعمل على حزن ضبة، وأنا أظن أنه ابن حيدة الّذي بعد هذا فكتبته هنا على الاحتمال، ونبهت عليه في القسم الأخير.   (1) النّوبة: بالضم ثم السكون وباء موحدة وهي بلاد واسعة عريضة في جنوبي مصر، ونوبة أيضا: بلد صغير بإفريقية إلى تونس وإقليبيا ونوبة أيضا: موضع على ثلاثة أيام من المدينة ونوبة أيضا: هضبة حمراء نحو الجنوب من أرض بني عبد اللَّه بن كلاب. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1394. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 117 8082- معاوية بن الحكم السلميّ «1» : قال أبو عمر: كان يسكن بني سليم وينزل المدينة. قال البخاريّ: له صحبة، يعدّ في أهل الحجاز. وقال البغويّ: سكن المدينة. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا. قلت: ثبت ذكره وحديثه في صحيح مسلم، من طريق عطاء بن يسار عنه، قال: صليت خلف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فعطس رجل من القوم في صلاته، فقلت: يرحمك اللَّه ... الحديث. وفيه: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيء من كلام النّاس» . قال البغويّ: الحديث طويل فيه قصص الصّلاة. وقد روى الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم، قصة الطّيرة والكهانة، ثم أخرجه من طريق أبي أويس، عن الزّهري. وروى ملك من طريق عطاء بن يسار قصة في الجارية التي لطمها، لكنه سماه عمر بن الحكم، وخالف فيه أكثر الناس. وأخرج البغويّ من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن أسد بن موسى، عن صفار بن حميد، عن كثير بن معاوية بن الحكم السلميّ، عن أبيه، قال: كنا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأنزى أخي علي بن الحكم فرسا له خندقا ... فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن الحكم من حرف العين. وقال ابن عبد البرّ أحسن الناس لحديث معاوية بن الحكم سياقة يحيى بن أبي كثير. وأما غيره فقطعه أحاديث. قلت: لكن قصّة أخيه علي لم تدخل في رواية يحيى. 8083- معاوية بن حيدة بن معاوية «2» بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري، جد بهز بن حكيم. قال البغويّ: نزل البصرة. وقال ابن الكلبيّ: أخبرني أبي أنه أدرك بخراسان، ومات بها.   (1) أسد الغابة ت (4981) ، الاستيعاب ت (2462) . (2) المؤتلف والمختلف ص 34 القشيري. الصمت وآداب اللسان، ص 221. مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 591، أسد الغابة ت (4982) ، الاستيعاب ت (2463) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 118 وقال ابن سعد: له وفادة وصحبة. وقال البخاريّ: سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وزعم الحاكم أن ابنه تفرّد بالرواية عنه، لكن وجدت رواية لعروة بن رويم اللخميّ عنه، وكذا ذكر المزي أن حميدا اليزني روى عنه. وقد مضى له ذكر في ترجمة والده حيدة، وعلّق له البخاري في الطهارة وفي النكاح وقال في الغسل، قال بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، وأخرج له أصحاب السنن، وصحّح حديثه. وأخرج البغويّ، عن الزبير بن بكار، عن عبد المجيد بن أبي روّاد، عن معمر، عن الزهري: حدثني رجل من بني قشير، يقال له بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «في كلّ خمس دود سائمة الصّدقة» . قال البغويّ: تفرد به الزهري، وأظنه من رواية معمر عن بهز بن حكيم. 8084- [معاوية بن درهم: جاء عنه حديث يشبه حديث معاوية بن جاهمة وقد أشبعت القول فيه في ترجمة جاهمة في حرف الجيم] «1» . 8085- معاوية بن أبي ربيعة الجرمي: ذكره محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترخيص، فأسند إلى أبي بكر بن دريد بسند له إلى ابن الكلبيّ، عن أبي بشر الجرمي، عن أشياخه- أن بني عقيل وبني جرم وبني جعدة اختصموا في ماء، فقضى به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لجرم، فقال شاعر منهم يقال له معاوية بن أبي ربيعة: وإنّي أخو جرم كما قد علمتم ... إذا جمّعت عند النبيّ المجامع فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإنّي بما قال النّبيّ لقانع [الطويل] في أبيات. 8086- معاوية بن سفيان: بن عبد الأسد المخزومي بن أبي سلمة بن عبد الأسد. مات أبوه كافرا، وقتل عمه مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأما هو فذكره الزبير بن بكّار.   (1) هذه الترجمة سقط في ط. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 119 8087- معاوية بن أبي سفيان «1» : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأمويّ، أمير المؤمنين. ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل بثلاث عشرة. والأول أشهر. وحكى الواقديّ أنه أسلم بعد الحديبيّة وكتم إسلامه حتى أظهره عام الفتح، وأنه كان في عمرة القضاء مسلما، وهذا يعارضه ما ثبت في الصحيح، عن سعد بن أبي وقاص، أنه قال في العمرة في أشهر الحج: فعلناها، وهذا يومئذ كافر. ويحتمل إن ثبت الأول أن يكون سعد أطلق ذلك بحسب ما استصحب من حاله، ولم يطلع على أنه كان أسلم لإخفائه لإسلامه. وقد أخرج أحمد، من طريق محمد بن علي بن الحسين، عن ابن عباس- أن معاوية قال: قصّرت عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عند المروة، وأصل الحديث في البخاريّ من طريق طاوس، عن ابن عباس، بلفظ قصّرت بمشقص «2» ، ولم يذكر المروة، وذكر المروة يعيّن أنه كان معتمرا، لأنه كان في حجة الوداع حلق بمنى، كما ثبت في الصحيحين، عن أنس. وأخرج البغويّ، من طريق محمد بن سلام الجمحيّ، عن أبان بن عثمان: كان معاوية بمنى وهو غلام مع أمه إذ عثر، فقالت: قم لا رفعك اللَّه، فقال لها أعرابي: لم تقولين له هذا؟ واللَّه إني لأراه سيسود قومه. فقالت: لا رفعه اللَّه، إن لم يسد إلا قومه. قال أبو نعيم: كان من الكتبة الحسبة الفصحاء، حليما وقورا. وعن خالد بن معدان: كان طويلا أبيض أجلح «3» ، وصحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكتب له، وولّاه عمر الشام بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان، وأقره عثمان، ثم استمر فلم يبايع عليا، ثم حاربه، واستقلّ بالشام، ثم أضاف إليها مصر، ثم تسمّى بالخلافة بعد الحكمين، ثم استقلّ لما صالح الحسن، واجتمع عليه الناس، فسمّي ذلك العام عام الجماعة. وأخرج البغويّ من طريق مبارك بن فضالة، عن أبيه، عن عليّ بن عبد اللَّه، عن عبد   (1) معرفة الرجال 2/ 177، أسد الغابة ت (4984) ، الاستيعاب ت (2464) . (2) المشقص: نصف السّهم إذا كان طويلا غير عريض 6/ 151، فإذا كان عريضا فهو المعبلة. النهاية 2/ 490. (3) الأجلح من الناس: الّذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه. النهاية 1/ 284. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 120 الملك بن مروان، قال: عاش ابن هند- يعني معاوية- عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة، وجزم به محمد بن إسحاق. وفيه تجوّز، لأنه لم يكمل في الخلافة عشرين إن كان أولها قتل علي، وإن كان أولها تسليم الحسن بن علي فهي تسع عشرة سنة إلا يسيرا. وفي صحيح البخاري، عن عكرمة: قلت لابن عباس. إن معاوية أوتر بركعة. فقال: إنه فقيه. وفي رواية: إنه صحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وحكى ابن سعد أنه كان يقول: لقد أسلمت قبل عمرة القضية، ولكني كنت أخاف أن أخرج إلى المدينة، لأن أمي كانت تقول: إن خرجت قطعنا عنك القوت. وأخرج ابن شاهين، عن ابن أبي داود بسنده إلى معاوية- حديث: الخير عادة، والشر لجاجة. وقال: قال ابن أبي داود: لم يحدّث به عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا معاوية. وفي مسند أبي يعلى عن سويد بن شعبة، عن عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده سعيد- هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، عن معاوية، قال: اتبعت رسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم بوضوء، فلما توضّأ نظر إلي فقال: «يا معاوية، إن ولّيت أمرا فاتّق اللَّه واعدل» . فما زلت أظن أني مبتلى بعمل. صويد فيه مقال. وقد أخرجه البيهقيّ في «الدلائل» من وجه آخر، وفي تاريخ البخاريّ، عن معمر، عن همام بن منبّه، قال، قال ابن عباس: ما رأيت أحدا أحلى للملك من معاوية. وقال البغويّ: حدثنا عمي عن الزبير، حدثني محمد بن علي، قال: كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب. وذكر ابن سعد عن المدائني، قال: نظر أبو سفيان إلى معاوية وهو غلام فقال: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أنه يسود قومه. فقالت هند: قومه فقط ثكلنه إن لم يسد العرب قاطبة. وقال المدائنيّ: كان زيد بن ثابت يكتب الوحي، وكان معاوية يكتب للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيما بينه وبين العرب. وفي مسند أحمد، وأصله في مسلم، عن ابن عباس، قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: ادع لي معاوية- وكان كاتبه. وقد روى معاوية أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأخته أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 121 وروى عنه من الصحابة: ابن عباس، وجرير البجلي، ومعاوية بن حديج، والسائب بن يزيد، وعبد اللَّه بن الزبير، والنعمان بن بشير، وغيرهم. ومن كبار التابعين: مروان بن الحكم، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن المسيب، وأبو إدريس الخولانيّ. وممن بعدهم: عيسى بن طلحة، ومحمد بن جبير بن مطعم، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو سجلز، وجبير بن نفير، وحمران مولى عثمان، وعبد اللَّه بن محيريز، وعلقمة بن وقّاص، وعمير بن هانئ، وهمام بن منبّه، وأبو العريان النخعيّ، ومطرف بن عبد اللَّه بن الشخّير، وآخرون. وقال ابن المبارك في كتاب «الزهد» : أخبرنا ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن أسلم مولى عمر، قال: قدم علينا معاوية وهو أبض الناس وأجملهم، فخرج إلى الحج مع عمر بن الخطاب، وكان عمر ينظر إليه فيتعجب منه، ثم يضع إصبعه على جبينه ثم يرفعها عن مثل الشراك، فيقول: بخ بخ، إذا نحن خير الناس أن جمع لنا خير الدنيا والآخرة. فقال معاوية: يا أمير المؤمنين، سأحدثك، إنا بأرض الحمامات والريف. فقال عمر: سأحدثك، ما بك إلطافك نفسك بأطيب الطعام وتصبحك حتى تضرب الشمس متنيك، وذوو الحاجات وراء الباب. قال: حتى جئنا ذا طوى فأخرج معاوية حلة فلبسها، فوجد عمر منها ريحا كأنه ريح طيب، فقال: يعمد أحدكم فيخرج حاجا تفلا حتى إذا جاء أعظم بلدان اللَّه جرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما. فقال له معاوية: إنما لبستهما لأدخل على عشيرتي يا عمر، واللَّه لقد بلغني أذاك ها هنا وبالشام، فاللَّه يعلم أن لقد عرفت الحياء في عمر، فنزع معاوية الثوبين، ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما. وهذا سند قوي. وأخرج ابن سعد، عن أحمد بن محمد الأزرقي، عن عمرو بن يحيى بن سعيد، عن جده، قال: دخل معاوية على عمر بن الخطاب، وعليه حلة خضراء، فنظر إليه الصحابة، فلما رأى ذلك عمر قام ومعه الدرة، فجعل ضربا بمعاوية، ومعاوية يقول: اللَّه اللَّه يا أمير المؤمنين! فيم! فيم! فلم يكلمه حتى رجع فجلس في مجلسه، فقالوا له: لم ضربت الفتى، وما في قومك مثله؟ فقال: ما رأيت إلا خيرا، وما بلغني إلا خير، ولكني رأيته- وأشار بيده- يعني إلى فوق فأردت أن أضع منه. وقال ابن أبي الدّنيا: حدثنا محمد بن عبّاد، حدثنا سفيان، عن شيخ، قال: قال عمر: إياكم والفرقة بعدي، فإن فعلتم فاعلموا أن معاوية بالشام، فإذا وكلتم إلى رأيكم كيف يستبزها منكم. مات معاوية في رجب سنة ستين على الصحيح. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 122 8088- معاوية بن سويد: بن مقرّن المزني «1» ، أبو سويد الكوفي. تقدم ذكر والده في حرف السين المهملة، ويأتي في النعمان بن مقرّن. وهو مشهور في التابعين، وحديثه عن أبيه، وعن البراء بن عازب في صحيح مسلم وغيره. وقد ذكره أبو يعلى، والحسن بن سفيان، والبغويّ، وابن السكن في الصحابة، وأخرجوا من طريق أبي زبيد، عن مطرّف، عن الشعبي، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا قال الرّجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما» «2» [ .... ] . وأخرج البغويّ أيضا، من طريق مطرف، عني أبي السّفر، عن معاوية بن سويد، قال: كنا بني مقرن لنا غلام فلطمه بعضنا، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فشكا إليه فأعتقه، فقيل: يا رسول اللَّه، إنه ليس لهم خادم غيره، فقال: فليخدمهم حتى يستغنوا. وكذا أخرجه النّسائي من هذا الوجه. وهذا الحديث أخرجه مسلم وأصحاب السنن من رواية هلال بن يساف، ومن رواية سلم بن كهيل، وغيرهما، كلهم عنه عن أبيه، قال: كنّا بني مقرّن ... فذكر القصة ... الحديث، فكأنه وقع في الرواية المذكورة تقصير من بعض الرواة. وقد أخرجه النسائيّ على الاختلاف، ولم ينبّه على ذلك كعادته، وإنما ذكر اختلافا على مطرف في الواسطة بينه وبين معاوية بن سويد فيه، وقال: إن قول من قال عن أبي السفر أشبه بالصواب. قال ابن أبي حاتم الرازيّ: حديثه مرسل. وقال أبو أحمد العسكري: ليسوا يصححون سماعه، وروايته مرسلة. وذكره ابن حبّان والعجليّ في ثقات التابعين، روى عنه أيضا سلمة بن كهيل، وعمرو بن مرة، وأشعث بن أبي الشعثاء، وغيرهم.   (1) التاريخ الكبير 7/ 330، الجرح والتعديل 8/ 378، الكاشف 3/ 139، تهذيب التهذيب 10/ 208، تقريب التهذيب 2/ 259، تاريخ الإسلام 3/ 483، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2138، أسد الغابة ت (4983) . (2) أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 32. وأحمد في المسند 2/ 47، والطبراني في الكبير 18/ 194، والمنذري في الترغيب والترهيب 3/ 465. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 8269، 8279. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 123 8089- معاوية بن صعصعة التميمي «1» : أحد وفد بني تميم الذين نادوا من وراء الحجرات. ذكره أبو عمر، وقال: لا أعرف له روايته، كذا قال، والمعروف صعصعة بن مقرّن. واللَّه أعلم. 8090- معاوية بن عبادة: بن عقيل، والد كعب الأخيل بن الرّحال. له وفادة، ذكره في التجريد. 8091- معاوية بن عبد اللَّه: غير منسوب. ذكره البغويّ، والإسماعيلي في الصحابة، وأخرجا من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج- أن معاوية بن عبد اللَّه حدثه أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قرأ في المغرب: حمّ، التي فيها الدّخان. واستدركه ابن فتحون. 8092- معاوية بن عروة الدئلي: والد نوفل. يأتي في آخر من اسمه معاوية. 8093- معاوية بن عفيف المزني: ذكره ابن عساكر في «تاريخه» وأورد عن أبي الحسن الرازيّ والد تمام، قال: قال بعضهم: الدار التي في الدجاجية في غزو سقيفة جناح دار أبي قحافة ومعاوية ابني عفيف المزنيّ، ولهما صحبة. 8094- معاوية بن عمرو، أخو ذي الكلاع. قال الرّشاطيّ: كان في السّكون، وهاجر إلى المدينة. فتفقّه، ثم رجع إلى قومه. وذكر وثيمة في الردّة أنه قام إلى ملوك كندة حين اجتمعوا على الردّة، وانتزعوا من زياد بن لبيد ناقة من الصدقة، فقال معاوية: يا معشر كندة، إن لم أكن شريككم في الخطيئة فأنا شريككم في المصيبة، ردوا زيادا إلى عمله، واكتبوا إلى أبي بكر بعذركم، وإلا سفكت واللَّه الدماء على الردة، فلم يقبلوا، فتولى عنهم مغضبا، وأنشد له في ذلك أبياتا حسنة. واستدركه ابن فتحون. 8095- معاوية بن عمرو الدئلي.   (1) أسد الغابة ت (4985) ، الاستيعاب ت (2465) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 124 ويقال معاوية بن عروة، تقدم التنبيه عليه قبل بترجمة. 8096- معاوية بن قرمل «1» : بفتح القاف والميم بينهما راء ساكنة، وقيل بكسر أوله وثالثه، والمحاربي. قال أبو عمر: مذكور في الصحابة. وقال ابن السكن، وابن مندة: يقال له صحبة، وأخرجا من طريق يعلى بن الحارث: سمعت المورع بن حبان المحاربيّ يحدث عن معاوية بن قرمل المحاربي، قال: كنت مع خالد بن الوليد حين غزا الشام، فخرجنا فرفع لنا دير فأتيناه، فقلنا: السلام عليكم، فخرج إلينا، قس، فقال: من أصحاب هذه الكلمة الطيبة؟ الحديث. وكان أصحاب معاوية بن قرمل يزعمون أن له صحبة. وقال ابن السّكن: وروى أبو العلاء عن معاوية بن قرمل، قال: قدمت المدينة في خلافة عمر فلا أدري أهو هذا أم غيره. قلت: ذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في التابعين، ولم يحكوا في اسم أبيه خلافا أنه بالحاء المهملة بخلاف هذا، فإنه بالقاف. وسيأتي في القسم الثالث أنه حنفي، وهذا محاربي. 8097- معاوية بن محصن: بن علس، بمهملتين وفتحات، الكندي، يكنى أبا شجرة «2» . قال ابن الكلبيّ: له صحبة. واستدركه ابن الأثير. 8098- معاوية بن مرداس: بن أبي عامر بن سنان بن حارثة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي «3» . ذكره ابن الكلبيّ وغيره، ففي (الأخبار المنثورة) لأبي بكر بن دريد بسنده عن ابن الكلبيّ، عن أبي مسكين، قال: نزل دريد بن الصمة الجشمي بعمرو بن الحارث بن الشريد، فرأى أخته خنساء، واسمها تماضر، وهي تهنا بعيرا لها، ثم نضّت ثيابها فاغتسلت، ودريد ينظر، فرأى شيئا أعجبه ... فذكر القصة، وأنه خطبها فامتنعت وتزوّجت بعد ذلك عبد اللَّه بن رواحة بن عصية السلميّ، فولدت له أبا شجرة، ثم خلف عليها مرداس بن أبي عامر،   (1) أسد الغابة ت (4989) ، الاستيعاب ت (2466) . (2) في أ: عزة. (3) في أ: عمرو. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 125 فولدت له معاوية، ويزيد، وحربا، وعميرة، فهلك معاوية أيام عمر بالمدينة، فقال عمر حين بلغه موته: هلك الحلاحل ابن مرداس، أما واللَّه لو عاش لأكرمته. وانتهى. وقد ذكروا خنساء في الصحابة، وأنها شهدت القادسية، ومعها أربع بنين لها، فاستشهدوا وورثتهم. 8099- معاوية بن معاوية المزني «1» : ويقال: الليثي. ذكره البغويّ وجماعة، وقالوا: مات على عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وردت قصته من حديث أبي أمامة، وأنس مسندة، ومن طريق سعيد بن المسيب والحسن البصري مرسلة، فأخرج الطبراني، ومحمد بن أيوب بن الضّريس في فضائل القرآن، وسمويه في فوائده، وابن مندة والبيهقيّ في الدلائل، كلهم من طريق محبوب بن هلال، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قال: نزل جبرائيل على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا محمّد، مات معاوية بن معاوية المزني، أتحبّ أن تصلي عليه؟ قال: نعم. فضرب بجناحيه فلم يبق أكمة ولا شجرة إلا قد تضعضعت، فرفع سريره حتى نظر إليه، فصلى عليه، وخلفه صفّان من الملائكة، كلّ صفّ سبعون ألف ملك، فقال: «يا جبرائيل، بم نال معاوية هذه المنزلة» ؟ قال: بحب: «قل هو اللَّه أحد» ، وقراءته إياها جاثيا وذاهبا، وقائما وقاعدا، وعلى كل حال. وأول حديث ابن الضّريس: كان النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بالشام ومحبوب- قال أبو حاتم: ليس بالمشهور. وذكره ابن حبّان في الثقات، وأخرجه ابن سنجر في مسندة، وابن الأعرابي، وابن عبد البر، ورويناه بعلو في فوائد حاجب الطوسي، كلهم من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا العلامة أبو محمد الثقفي، سمعت أنس بن مالك يقول: غزونا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم غزوة تبوك، فطلعت الشمس يوما بنور وشعاع وضياء لم نره قبل ذلك، فتعجب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من شأنها إذ أتاه جبريل فقال: مات معاوية بن معاوية الليثي، فبعث اللَّه سبعين ألف ملك يصلّون عليه. قال: «بم ذاك؟» قال: بكثرة تلاوته: «قل هو اللَّه أحد» ... فذكر نحوه. وفيه: فهل لك أن تصلي عليه فأقبض لك الأرض؟ قال: نعم. فصلّى عليه. والعلاء أبو محمد هو ابن زيد الثقفي واه. وأخطأ في قوله اللّيثي.   (1) أسد الغابة ت (4982) ، عنوان النجابة 159، تجريد أسماء الصحابة 2/ 83، صفة الصفوة 1/ 676، الاستيعاب ت (2467) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 126 وله طريق ثالثة عن أنس، ذكرها ابن مندة، من رواية أبي عتاب في الدلائل، عن يحيى بن أبي محمد عنه. قال: ورواه نوح بن عمرو، عن بقية، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة نحوه. قلت: وأخرجه أبو أحمد الحاكم في فوائد، والطبراني في مسند الشاميين، والخلال في فضائل «قل هو اللَّه أحد» ، وابن عبد البر جميعا من طريق نوح، فذكر نحوه، وفيه: فوضع جبرائيل جناحه الأيمن على الجبال، فتواضعت حتى نظرنا إلى المدينة. قال ابن حبّان في ترجمة العلاج الثقفي من الضعفاء بعد أن ذكر له هذا الحديث: سرقه شيخ من أهل الشام، فرواه عن بقية، فذكره. قلت: فلما أدري عنى نوحا أو غيره، فإنه لم يذكر نوحا في الضعفاء. وأما طريق سعيد بن المسيب المرسلة فرويناها في فضائل القرآن لابن الضّريس، من طريق علي بن زيد بن جدعان عنه، وأما طريق الحسن البصريّ فأخرجها البغويّ وابن مندة من طريق صدقة بن أبي سهل، عن يونس بن عبيد، عن الحسن عن معاوية بن معاوية المزني- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان غازيا بتبوك فأتاه جبريل، فقال: يا محمد، هل لك في جنازة معاوية بن معاوية المزني؟ فذكر الحديث. وهذا مرسل، وليس المراد بقوله: «عن» أداة الرواية، وإنما تقدم الكلام أن الحسن أخبر عن قصة معاوية المزني. قال ابن عبد البرّ: أسانيد هذا الحديث ليست بالقوية، ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة، ومعاوية بن مقرن المزني معروف هو وإخوته، وأما معاوية بن معاوية فلا أعرفه. قلت: قد يحتج به من يجيز الصلاة على الغائب، ويدفعه ما ورد أنه رفعت الحجب حتى شهد جنازته، فهذا يتعلق بالأحكام. واللَّه أعلم. 8100- معاوية بن المغيرة: بن أبي العاص بن أمية الأموي، ابن عم مروان بن الحكم، وهو والد عائشة أم عبد الملك بن مروان. وأمه بسرة بنت صفوان، صحابية معروفة. ومات أبوه في الجاهلية، واستدركه ابن فتحون. 8101- معاوية بن مقرّن المزنيّ تقدم كلام ابن عبد البرّ في ترجمة معاوية بن معاوية، وذكره ابن شاهين، وأورد في الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 ترجمته حديثا أوله: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا بعث جيشا أوصى أميرهم ... الحديث. واستدركه ابن فتحون. 8102- معاوية بن نفيع «1» : ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه محمد بن جابر، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الصّلت البكريّ، عن معاوية بن نقيع، وكان له صحبة، قال: قال: أقبلنا إليه في يوم عيد في السواد، فصلّى بنا ... 8103- معاوية الثقفيّ: من الأحلاف. ذكر الطّبريّ أنه كان على بني عقيل إذا أعانوا فيروز الديلميّ على استنقاذ عياله من أهل الردة صدر أيام أبي بكر الصديق، وكذا ذكر سيف، وقال: إنه استنقذهم من قيس بن عبد يغوث قبل قتل الأسود العنسيّ، ونسبه عقيليا، وكأنه من عقيل ثقيف. وقد تقدم التنبيه على أن من كان شهد الحروب في أيام أبي بكر وما قاربها من قريش وثقيف يكون معدودا في الصحابة، لأنهم شهدوا حجة الوداع. 8104- معاوية العذري: ذكر سيف في كتاب الردّة أن أبا بكر الصديق كتب إليه يأمره بالجدّ في قتال أهل الردة، وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزمان إلا الصحابة. 8105- معاوية الليثي «2» : ذكره البخاريّ وغيره في الصحابة، قال ابن مندة: عداده في أهل البصرة. وأخرج البخاري، وابن أبي خيثمة، والبغويّ، والطبرانيّ، وغيرهم، من طريق عمران القطّان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن معاوية الليثيّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يصبح النّاس مجدبين «3» فيأتيهم اللَّه برزق من عنده، فيصبحون مشركين يقولون: مطرنا بنوء كذا» . وأخرجه الطّيالسيّ في مسندة عنه. وقال أبو عمر: يضطربون في إسناده، وجعل البخاريّ معاوية بن حيدة ومعاوية الليثيّ واحدا، وقد أنكره أبو حاتم.   (1) أسد الغابة ت (4993) . (2) أسد الغابة ت (4990) ، الاستيعاب ت (2468) . (3) في أ: محدثين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 128 قلت: الموجود في نسخ تاريخ البخاريّ التفرقة، وما وقفت على وجه الاضطراب الّذي ادعاه أبو عمر. 8106- معاوية الهذلي «1» : ذكره البخاريّ في الصحابة. وقال ابن مندة: عداده في أهل حمص. وأخرج البغويّ وجعفر الفريابي في كتاب صفة المنافق، وابن مندة من طريق حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن معاوية الهذلي صاحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «إنّ المنافق ليصوم فيكذّبه اللَّه، ويصلّي فيكذّبه اللَّه، ويتصدّق فيكذّبه اللَّه، ويقوم فيكذّبه اللَّه، ويقاتل فيكذّبه اللَّه، ويقتل فيجعله اللَّه من أهل النّار» . ووقع في رواية جعفر، من طريق يزيد بن هارون، عن حريز رفع الحديث، والمحفوظ أنه موقوف، كذا قال بشر بن بكر، وعلي بن عياش، وأبو اليمان، وغيرهم، عن حريز- وهو بفتح المهملة وآخره زاي. 8107- معاوية: والد نوفل «2» . ذكره الطّبريّ، وأخرج من طريق ابن أبي سبرة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نوفل بن معاوية، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لأن يوتر أحدكم أهله «3» خير له من أن تفوته صلاة العصر» «4» . وكذا أخرجه عبد الرّزّاق في مصنفه، عن ابن أبي سبرة، وهو ضعيف. والمحفوظ في هذا ما أخرجه النسائيّ، من طريق جعفر بن ربيعة، ويزيد بن أبي حبيب، فرّقهما عن عراك بن مالك أنه سمع نوفل بن معاوية يحدث أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «صلاة من فاتته فكأنّما وتر أهله وماله» . ونوفل المذكور يأتي نسبه في النون، فإن كان ابن أبي سبرة حفظه احتمل أن يكون لكل من نوفل وولده صحبة.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 84، العقد الثمين 7/ 238، أسد الغابة ت (4995) ، الاستيعاب ت (2469) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 84، تهذيب الكمال 3/ 1347. (3) أي ينقص، يقال: ووترته إذا نقصته، فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا، وقيل: هو من الوتر: الجناية التي يجنيها الرّجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي فشبّه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أو سلب أهله وماله. النهاية 5/ 148. (4) أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 430 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 313 عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن معاوية عن أبيه ... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 129 8108- معبد بن أكثم الخزاعيّ «1» : تقدم ذكره في ترجمة أكثم بن أبي الجون من حرف الألف. قال ابن الكلبيّ: كانت أم معبد التي مرّ بها النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الهجرة تحت أكثم بن أبي الجون، فولدت له معبدا ونصرة وبنتا يقال لها خلدية. 8109- معبد بن أمية: بن خلف الجمحيّ. تقدم ذكره في ترجمة أخيه سلمة. 8110- معبد بن حميد: بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزّى. ذكره الزبير بن بكّار، وقال: قتل ولده عبد اللَّه بن معبد يوم الجمل، وهو لناجية بنت حكيم بن حزام. قلت: وحميد والد معبد مات قبل الإسلام، ومقتضى ذلك أن يكون لمعبد صحبة على ما تقرر أن من عرف من أهل مكة والطائف أنه كان في العهد النبوي إلى خلافة أبي بكر فما بعدها، فإنه يعد في الصحابة، لأنهم شهدوا حجّة الوداع مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. 8111- معبد بن خالد الجهنيّ «2» : أبو روعة» . قال الواقديّ: أسلم قديما، وكان أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم فتح مكّة، وكان يلزم البادية. مات سنة اثنتين وسبعين، وهو ابن بضع وثمانين سنة. وقال ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، وابن حبّان: له صحبة، وله رواية عن أبي بكر وعمر. قال أبو عمر: هو غير معبد الّذي تكلم في القدر. وقيل: هو هو. قلت: هذا الثاني باطل، فإن القدري وافق هذا الصحابي في اسم أبيه ونسبه، واختلف في اسم أبيه، فقيل خالد مثل الصحابي، وقيل عبد اللَّه بن عويم، وقيل عبد بن عكيم، ومن   (1) أسد الغابة ت (4996) ، الاستيعاب ت (2470) . (2) أسد الغابة ت (4998) ، الاستيعاب ت (2471) ، طبقات ابن سعد 4/ 338، طبقات خليفة 211، التاريخ الكبير 7/ 399، المعرفة والتاريخ 2/ 280، الجرح والتعديل 8/ 279، أنساب الأشراف 1/ 380، تهذيب التهذيب 10/ 222، تقريب التهذيب 2/ 262، تاريخ الإسلام 2/ 528. (3) في أ، وتهذيب التهذيب والطبقات: أبو زرعة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 130 ثم زعم بعضهم أنه ولد الّذي روى حديث: «لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب» . وحكى البخاريّ في التّاريخ الصغير أنه معبد بن عبد الرحمن. فاللَّه أعلم. 8112- معبد بن زهير: ذكره ابن فتحون في التنبيه على أوهام الاستيعاب، ونقل عن مغازي الأمويّ، عن ابن إسحاق، أنه ذكره فيمن استشهد باليمامة، ولم يذكره ابن فتحون في الذيل، وهو على شرطه. 8113- معبد بن عباد: بن قشير «1» بن العدم بن سالم بن مالك بن سالم المعروف بالحبلي، ابن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وهو أبو حميضة، مشهور بكنيته، وهو بمهملة ومعجمة مصغر، كذا ضبطه الأكثر. وذكره أبو عمر تبعا للواقدي بخاء معجمة وصاد مهملة، بوزن عجيبة، ونقل عن أبي معشر أنه ذكره بعين ثم صاد مهملتين مصغرا، وخطأه في ذلك، وسمي ابن القداح أباه عمارة، ووهمه ابن ماكولا. 8114- معبد بن عبد «2» : سعد بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاريّ الحارثيّ. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: شهد أحدا هو وابنه تميم بن معبد. 8115- معبد بن عمرو التميمي: تقدم في سعيد بن عمرو. 8116- معبد بن عمرو: حليف قريش. ذكر عبد اللَّه بن محمد القدامي، وأبو مخنف- أنه استشهد بفحل في خلافة أبي بكر الصديق. 8116 (م) - معبد بن عمرو التميميّ: قال ابن عساكر: ذكر أبو مخنف أنه استشهد بفحل، وكذا قال الدارميّ، وقال غيرهما: استشهد بأجنادين. وقال ابن إسحاق: في مهاجرة الحبشة معبد بن عمرو التميميّ. وقال أبو الأسود، عن عروة: استشهد بأجنادين تميم بن الحارث، وأخ له من أمه، يقال له معبد بن عمرو التميمي.   (1) في أ، ب، وأسد الغابة: والطبقات ابن قشعر، الاستيعاب ت (2475) ، وأسد الغابة ت (5003) . (2) أسد الغابة ت (5005) ، الاستيعاب ت (2477) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 131 8117- معبد بن عمرو الأنصاريّ: ذكر الواقديّ أن أبا سفيان بن حرب كان قد حلف ألا يمس رأسه ماء حتى يأخذ بثأره من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فخرج في مائتي راكب، فلقي رجلا من الأنصار يقال له معبد بن عمرو، ومعه أجير له، فقتلهما، فرأى أن يمينه قد انحلت، فرجع. وقد ذكر ابن إسحاق القصة، لكنه قال: وحليف له، ولم يسمّهما. 8118- معبد بن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج بن مالك الجهنيّ، والد سبرة. تقدم ذكره في ترجمة سبرة بن أبي سبرة وأن ابن قانع زعم أن أبا سبرة المذكور هنا هو معبد هذا. وذكر الذهبيّ أن أبا سبرة هو جد عيسى بن سبرة بن أبي سبرة الراويّ عن أبيه عن جده. وقال غيره: إنه الجعفي، وهو الأظهر. 8119- معبد بن قيس العبديّ: يأتي في ابن وهب. 8120- معبد، بن قيس: ذكره أبو علي بن السكن في الصحابة. وقال: ذكره أحمد بن سنان الواسطي في مسندة، وأخرج من رواية سماك بن حرب عن معبد بن قيس، قال: دخل علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقد تزوجت، فقال: هل من لهو؟. 8121- معبد بن قيس بن صخر «1» ، ويقال ابن صيفي، بن صخر بن حرام بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ السلميّ. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق وغيره. 8122- معبد بن مخرمة «2» بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ، ذكره ابن عبد البر، وقال: شهد أحدا. 8123- معبد بن مسعود السلميّ «3» أخو مجالد، ومجاشع. قال البخاريّ، والبزّار، وابن حبّان: له صحبة. وأخرج البغويّ والإسماعيلي، من طريق زهير بن معاوية، عن عاصم الأحوال، عن أبي عثمان النهدي، قال: حدثني مجاشع بن مسعود، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بأخي معبد بعد الفتح لنبايعه   (1) أسد الغابة ت (5007) ، الاستيعاب ت (2478) . (2) أسد الغابة ت (5008) ، الاستيعاب ت (2479) . (3) أسد الغابة ت (5009) ، الاستيعاب ت (2480) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 2027. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 132 على الهجرة، فقال: «ذهب أهل الهجرة بما فيها» . فقلت: على أي شيء نبايعك يا رسول اللَّه؟ قال: «على الإيمان والجهاد» ، قال: فلقيت معبدا بعد، وكان أكبر- فسألته، فقال: صدق مجاشع. ورجاله ثقات. وهو عند البخاري من رواية الأكثر عن الفربري، عنه، قال كذلك إلا الكشميهني فعنده: فلقينا أبا معبد. وقد أخرجه أبو عوانة والجوزقيّ والطّبرانيّ، من طرق، عن زهير كالأكثر. وكذا لأبي عوانة من رواية عمر بن أبي قيس، عن عاصم، لكنه لم يسم معبدا. وأخرجه البخاريّ، من طريق خالد الحذّاء، عن أبي عثمان، فسماه مجالدا. ومن طريق فضيل بن سليمان، عن عاصم: انطلقت بأبي معبد. ويحتمل أن يكون لمجاشع أخوان: مجالد، ومعبد، فالذي جاء به إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم هو معبد، والّذي لقيه أبو عثمان بعد هو مجالد، وكنيته أبو معبد. وفي رواية علي بن مسهر، وعاصم الأحوال، وعند مسلم- ما قد يرشد إلى ذلك. واللَّه أعلم. 8124- معبد بن أبي معبد الخزاعيّ: ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن عبد الرحمن بن عقبة، عن أبيه، عن جابر، قال: لما خرج النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر مهاجرين مرّا بخيمة أم معبد، فبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم معبدا وكان صغيرا، فقال: «ادع هذه الشاة» . ثم قال: «يا غلام، هات قربة» . فأرسلت أم معبد أن لا لبن فيها، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «هات» ، فمسح ظهرها، فاجترت ثم حلب، فشرب وسقى أبا بكر وعامرا ومعبدا، ثم ردّ الشاة. وذكر سيف في «الفتوح» والطبري من طريق أن المثنى بن حارثة لما توجه خالد بن الوليد إلى الشام قاسمه العساكر، فكان معبد بن أبي معبد ممن بقي مع المثنى بن حارثة من الصحابة. وقال أبو عبيد البكريّ في الكلام على ضجنان في غزوة ذات الرقاع يشير إلى ناقته: وقد نفرت من رفقتي محمّد ... وعجوة من يثرب كالعنجد وجعلت ماء قديد موعدي ... وماء ضجنان لها ضحى الغد [الرجز] قلت: ومعبد هذا غير ولد أم معبد، فإن في السيرة النبويّة إن معبد الخزاعيّ هو الّذي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 133 ثبّط أبا سفيان عن الرجوع إلى أحد ليستأصل المسلمين بزعمه، وأنشد له في ذلك شعرا، فإن معبدا بن أم معبد يصغر عن ذلك. 8125- معبد بن المقداد بن الأسود. يأتي نسبه في ترجمة والده، وتأتي ترجمته في القسم الثاني. 8126- معبد بن ميسرة السلميّ «1» : ذكره ابن عبد البرّ وقال: فيه نظر. 8127- معبد بن نباتة «2» : في ابن منقذ. 8128- معبد بن هوذة «3» بن قيس بن عبادة بن دهيم بن عطية بن زيد بن قيس بن عامر بن مالك بن أوس الأنصاريّ الأوسيّ. روى حديثه أبو داود، من طريق عبد الرحمن بن النعمان بن معبد، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر بالإثمد المروّح «4» عند النوم، وقال: «ليتقه الصّائم» . قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: هو حديث منكر. وأورده البغويّ في الكنى، فقال: أبو النعمان الأنصاريّ جد عبد الرحمن بن النعمان، ولم ينبه على أن اسمه معبد. وقيل: إن الضمير في قوله: «عن جدّه» يعود لعبد الرحمن، فتكون الصحبة لهودة، واللَّه أعلم. 8129- معبد بن وهب العبديّ العصريّ «5» . ذكره ابن أبي حاتم وغيره في الصحابة. وأخرج البغويّ من طريق طالب بن حجير، عن هود العصري، عن معبد بن وهب بن عبد القيس- أنه شهد بدرا فقاتل بسيفين، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا لهف نفسي على فتيان عبد القيس، أما إنّهم أسد اللَّه في أرضه» .   (1) أسد الغابة ت (5010) ، الاستيعاب ت (2481) . (2) أسد الغابة ت (5011) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2162. (3) أسد الغابة ت (5013) ، الاستيعاب ت (2482) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2028. (4) المروّح: أي المطيّب بالمسك، كأنه جعل له رائحة تفوح بعد أن لم تكن له رائحة. النهاية 2/ 275. (5) أسد الغابة ت (5012) ، الاستيعاب ت (2483) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 134 وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه، فقال: عن رجل من عبد القيس كان حجّاجا- يعني كثير الحج في الجاهلية- يقال له معبد بن وهب، أنه تزوج امرأة من قريش يقال لها هريرة بنت زمعة أخت سودة أم المؤمنين، وأنه شهد بدرا، فذكره، إلا أن عنده: فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من هذا؟» فقالوا: معبد بن قيس، فلعل قيسا من أجداده. وأخرجه أيضا أبو يعلى الموصليّ، وأبو جعفر الطبريّ، وابن قانع، وابن شاهين، والمستغفري، كلهم من رواية محمد بن صدران، عن طالب. وجوز ابن مندة أنه معبد بن قيس الأنصاريّ الّذي مضى قريبا، وليس كما ظن. 8130- معبد بن فلان الجذامي «1» : ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصحابة، وأخرج الأمويّ في المغازي، عن ابن إسحاق، من رواية عمير بن معبد بن فلان الجذامي، عن أبيه، قال: وفد رفاعة بن زيد الجذامي على نبي اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فكتب له كتابا فيه: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم- من محمّد رسول اللَّه إلى رفاعة بن زيد، إنّي بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم، يدعوهم إلى اللَّه ورسوله» . فذكر قصة طويلة، وفيها أن حيّان بن ملة كان صحب دحية الكلبيّ لما مضى بكتاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى قيصر، فلما رجع تعرّض له الهنيد بن العريض الجذامي، وأبوه، فأخذوا ما معه، فانتصر له النعمان بن أبي جعال في نفر منهم، فاستنقذوا ما في أيديهم، فردّوه إلى دحية وساعده حيّان بن ملّة، وكان قد تعلم منه أم القرآن، فكان ذاك الّذي هاج بسببه ذهاب زيد بن حارثة إلى بني جذام، فقتلوا الهنيد وأباه. وذكر القصة بطولها الطّبراني، ورويناها بعلو في أمالي، المحاملي. وتقدم منها في ترجمة حيان بن ملة. 8131- معبد الخزاعيّ «2» : أفرده أبو عمر عن معبد بن أبي معبد المتقدم، وهما واحد، فإن القصة واحدة. 8132- معبد الخزاعيّ «3» : ذكره أبو عمر، فقال: هو الّذي ردّ أبا سفيان يوم أحد عن الرجوع إلى المدينة، وهذه   (1) أسد الغابة ت (4997) . (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4999) ، الاستيعاب ت (2484) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 135 القصة ذكرها أبو إسحاق، فقال: حدثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو [بن حزم] «1» ، أن معبد الخزاعي مرّ برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو بحمراء الأسد- يعني لما رجع أبو سفيان ومن معه عن أحد، فوصلوا الرّوحاء، فندموا على الرجوع، وقالوا: أصبنا قادتهم، ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم، فرأى أبو سفيان معبدا الخزاعي- وكان معبد قبل ذلك لقي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعد أن انصرف من أحد، فعزاه فيمن أصيب من أصحابه، وهو يومئذ [مشرك] «2» فلقي بعد ذلك ابا سفيان،، فقال له: ما وراك يا معبد؟ قال: رأيت محمدا قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثلهم، يتحرّقون عليكم تحرقا، وقد اجتمع معه من كان تخلّف، ولهم عليكم من الحنق ما لا رأيت مثله. قال: ويلك: انظر ما تقول. فقال: واللَّه، ما أرى أن تركب حتى ترى نواصي الخيل، ولقد حملني ما رأيت منهم على أن قلت أبياتا في ذلك فأنشد: كادت تهدّ من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأماثيل [البسيط] فذكر الأبيات، فانثنى عزم أبي سفيان عن الّذي عزم عليه من الكرّة إلى المدينة، ورجع ممن معه. قلت: وزعم بعضهم أن معبدا هذا هو ولد أم معبد الخزاعيّة التي مرّ بها النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الهجرة. والّذي يظهر لي أنه غيره. وقد تقدم في ترجمته أنه كان في الهجرة صغيرا، وأحد كانت بعد الهجرة بثلاث سنين أو زيادة، فيبعد أن يكون في ذلك السن صار رئيس قومه حتى ينسب إليه ما ذكر، وفي قصة أم معبد ما يشعر بأن زوجها أبا معبد لم يكن بتلك المنزلة. وستأتي ترجمته في الكنى. وعندي أن صاحب القصة مع أبي سفيان هو صاحب الأبيات الدالية التي تقدمت في معبد بن أبي معبد. والعلم عند اللَّه تعالى. 8133- معتّب «3» : بضم أوله وفتح المهملة وكسر المثناة المشددة بعدها موحدة، ابن الحمراء: هو ابن عوف. يأتي. والحمراء أمه. 8134- معتّب بن عبيد «4» : ويقال عبدة، بن إياس البلوي، ثم الظفري، حليف بني ظفر من الأنصار.   (1) سقط في أ. (2) بياض في أ. (3) أسد الغابة ت (5015) . (4) أسد الغابة ت (5016) ، الاستيعاب ت (2487) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 136 ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا. وقال ابن سعد: من لم يعرف نسبه في بني ظفر قال: إنه بلويّ. وقال غيره: هو أخو عبد اللَّه بن طارق بن عمرو بن مالك لأمه. وقيل: إن جدّه إياس بن تميم بن شعبة بن سعد اللَّه بن فران من بلي. وقيل في اسم جده سويد بن هيثم بن ظفر. ونقل أبو عمر عن ابن عمارة أنه ذكر بالغين المعجمة المكسورة وآخره مثلثة. ووافقه ابن سعد. 8135- معتب بن عمرو الأسلمي «1» : أبو مروان. مشهور بكنيته. واختلف في اسمه، فقيل كما هنا، وقيل بسكون العين المهملة وكسر المثناة. وقيل كضبط ابن عمارة في الّذي قبله. قال الواقديّ: حدثنا سعد بن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جدّه معتّب الأسلمي، قال: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فجاء ماعز بن مالك ... فذكر قصة رجمه، وفيها: فقال: «نكحتها حتّى غاب ذلك منك فيها كما يغيب المرود في المكحلة، وكما يغيب الرشاء في البئر؟» قال: نعم. وجاء عنه حديث آخر يأتي في ترجمة أبي معتب في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 8136- معتّب بن عوف «2» : المعروف بابن الحمراء الخزاعي. ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة وفيمن شهد بدرا، قال ابن البرقي: يقال له ابن الحمراء. ويقال له هيعانة. 8137- معتّب بن قشير «3» : بقاف ومعجمة مصغّرا، ابن مليل «4» بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ.   (1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2072، 2077، أسد الغابة ت (5014) ، (2) الاستيعاب ت (2486) ، طبقات ابن سعد 3/ 264- والسير والمغازي 177 و 225 وسيرة ابن هشام 1/ 354 و 2/ 326- وأنساب الأشراف 1/ 211، والمغازي للواقدي 155 و 341- والمحبر 73- وتاريخ الإسلام 1/ 302. (3) أسد الغابة ت (5017) ، الاستيعاب ت (2485) ، المؤتلف والمختلف/ 219. (4) في أ: بن مالك بن الأوس. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 137 ذكروه فيمن شهد العقبة. وقيل: إنه كان منافقا، وإنه الّذي قال يوم أحد: لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا [آل عمران: 154] وقيل: إنه تاب. وقد ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. 8138- معتّب: بن أبي لهب «1» بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكر الزّبير بن بكّار أنه شهد هو وأخوه حنينا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وكانا ممن ثبت وأقاما بمكة. وأخرج ابن سعد بسند له إلى العباس بن الفضل «2» ، قال: لما قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكة في الفتح قال لي: يا عباس، أين ابنا أخيك عتبة ومعتّب لأراهما؟ فقلت: تنحيا مع من تنحى من مشركي قريش. قال: اذهب فائتني بهما. قال: فركبت إلى عرفة فأتيتهما، فقلت: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدعوكما، فركبا معي سريعين، فدعاهما إلى الإسلام، فأسلما وبايعا، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّي استوهبت ابني عمّي هذين من ربّي فوهبهما لي» «3» . وأخرج الطّبرانيّ من وجه آخر إلى عليّ أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم دخل يوم الفتح بين عتبة ومعتب يقول للناس: هذا أخواي وابنا عمي فرحا بإسلامها استوهبتهما من اللَّه نوهبهما لي. ويجمع بأنه دخل المسجد بينهما بعد أن أحضرهما العباس. 8139- معتكد بن مهلهل بن دثار الجنّي: وكان ممكن أسلم من الجنّ. وله قصّة أوردها الخرائطيّ في كتاب الهواتف. وقد ذكرتها في ترجمة رافع بن عمير. 8140- معتمر الكنانيّ: والد حنش، بفتح المهملة والنون بعدها معجمة. ذكره ابن السّكن، والطبراني في الصحابة، وأخرجا من طريق صالح بن عمر الواسطيّ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حنش بن المعتمر، عن أبيه، قال: كان النبي   (1) أسد الغابة ت (5018) ، الاستيعاب ت (2488) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1993. (2) في أ: عبد المطلب. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33605 وعزاه لابن سعد في الطبقات الكبرى عن ابن عباس وأورده ابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 1: 42. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 138 صلى اللَّه عليه وآله وسلم يصلي على جنازة، فجاءت امرأة بمجمر تريد الجنازة، فصاح بها حتى دخلت في آجام المدينة. قال ابن السّكن. لم أجد لمعتمر غير هذا. وليس بمعروف في الصحابة. 8141- معدان بن ربيعة: بن سلمة بن أبي الخير بن وهب بن معاوية الأكرمين الكنديّ. وقال ابن الكلبيّ: له وفادة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وتبعه ابن سعد، والطبري. 8142- معدان «1» : أبو الخير: هو الجفشيش، تقدم في الجيم. 8143- معدان الكلاعي: والد خالد. ذكره أبو عليّ بن السّكن وابن قانع في الصحابة، وقال ابن السّكن: يقال: له صحبة، وأخرجا من طريق ابن عجلان، عن أبان بن صالح، عن خالد بن معدان، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه رفيق يحبّ الرّفق ... » «2» الحديث. قال ابن السكن: لم أجده إلا من هذا الوجه، ولم يذكر رؤية ولا سماعا. قلت: وقد أخرجه الطبراني من طريق ابن جريح، عن زياد، عن خالد بن معدان، عن أبيه. 8144- معد بن ذهل «3» : له وفادة. روى عنه ابنه لاحق، واستدركه يحيى بن مندة، قاله أبو موسى، قال: ولم يخرج له حديثا. 8145- معديكرب بن الحارث «4» : بن شرحبيل بن الحارث الكنديّ. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أسد الغابة ت (5021) . (2) أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 14، 71/ 104. ومسلم 4/ 2004 كتاب البر والصلة والآداب باب 23 فضل الرّفق حديث رقم 77- 2593. وأبو داود في السنن 2/ 670 كتاب الآداب باب في الرّفق حديث رقم 4807 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1914 وأحمد في المسند 1/ 112، 4/ 87، ومالك في الموطأ ص 979 وعبد الرزاق في المصنف ج رقم 9251، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 193. (3) أسد الغابة ت (5020) . (4) أسد الغابة ت (5023) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 139 8146- معديكرب «1» : بن رفاعة، أبو رمثة، معروف بكنيته، يأتي في الكنى. 8147- معديكرب «2» : بن شراحيل بن شيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية الكنديّ. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فإن كان محفوظ فهو عمّ الّذي قبله بترجمة، لكن لم أر الأول في الجمهرة. 8148- معديكرب بن قيس الكندي «3» يقال: إن اسمه الأشعث، والأشعث لقب. 8149- معديكرب الهمدانيّ» ذكره ابو أحمد العسكريّ في الصحابة. وأخرج له من طريق الفضل بن العلاء الكوفي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معديكرب، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: شكا رجل إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وحشة يجدها إذا دخل منزله، فأمره أن يتخذ زوجا من حمام ففعل، فذهبت الوحشة. وأخرج الحسن بن سفيان، والمستغفري، من طريقه، وعلي بن سعيد العسكريّ، كلهم من رواية عمر بن موسى، عن خالد بن معدان، عن معديكرب، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من أعتق أو طلّق ثمّ استثنى فله ثنياه» «5» . قال أبو أحمد العسكري: لم يسمع من النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وإن كان بعضهم أخرج حديثه في المسند. قلت: وهذا أعجب، وهو يقول في روايته: وكان من الصحابة، وقد فرق ابن الأثير   (1) أسد الغابة ت (5024) . (2) أسد الغابة ت (5025) . (3) أسد الغابة ت (5026) . (4) المنمق 407، تجريد أسماء الصحابة 2/ 87، الجرح والتعديل 8/ 398، الأعلام 7/ 267، التاريخ الكبير 8/ 41، أسد الغابة ت (5027) . أورده الزيلعي في نصب الراية 3/ 235. (5) أخرجه الدار الدّارقطنيّ في سننه 4/ 35 عن معاذ بن جبل بلفظ يا معاذ ما خلق اللَّه شيئا على وجه الأرض أحب إليه من العتاق ولا خلق اللَّه شيئا على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق فإذا قال الرجل لمملوكه أنت حرّ إن شاء اللَّه فهو حر ولا استثناء له وإذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء اللَّه فله استثناؤه ولا طلاق عليه قال عبد الحق في أحكامه في إسناده حميد بن مالك وهو ضعيف. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 140 بين راويي هذين الحديثين، وعما عندي واحد، لاتحاد الراويّ عنهما، وليس في قوله الهمدانيّ ما يمنع أنه راوي الحديث، فنسب مرة إلى مكانة، ومرة إلى قبيلته، مع أن السندين ضعيفان. ووقع في ثقات التابعين عند ابن حبان معديكرب الهمدانيّ، وروى عن ابن مسعود، وخباب. وروى عنه أبو إسحاق السّبيعيّ وهو غيرهما. ووجدت في المؤتلف للخطيب ما يقتضي أن الّذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي غير الّذي روى عنه خالد بن معدان، فأخرج من طريق وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن معديكرب، قال: أتينا عبد اللَّه بن مسعود، فسألناه أن يقرأ لنا (طسم المبين) يعني الشعراء، فدلهم على خباب ... الحديث. فهذا هو الّذي ذكره ابن حبان، ولم يصرح بصحبته، ونسبه الخطيب مشرقيا، وذكر أنه روى أيضا عن علي من رواية أبي إسحاق عنه، وتبع في ذلك يعقوب بن شيبة، وزاد أنه نسب إلى مشرق «1» موضع باليمن مكسور الميم، وثّقه يعقوب، وذكر أن له عن عبد اللَّه حديثا آخر، وعن علي حديثا موقوفا، ثم قال الخطيب: في الرواة معديكرب المشرقي آخر أكبر من هذا روى عن أبي بكر الصديق، وأشار إلى أن بعضهم خلطه بهذا فوهم، وسيأتي في آخر القسم الثالث. 8150- معرّض بن علاط السلمي «2» : أخو الحجاج. قال أبو عمر: وذكر أهل السير والأخبار أنه قتل يوم الجمل، فرثاه أخوه الحجّاج. وقد: تقدم ذلك في ترجمة الحجاج، وأبي ذلك الدار الدّارقطنيّ، فقال: إن المقتول يوم الجمل معرّض بن الحجاج بن علاط، وإن الّذي رثاه أخوه نصر «3» بن حجاج. ومعرض: بضم أوله وفتح المهملة وكسر الراء الثقيلة ثم ضاد معجمة. 8151- معرّض بن معيقيب اليمامي «4» :   (1) المشرق: بالفتح ضد المغرب: جبل من جبال الأعراف بين الصّريف والقصيم من أرض ضبّة ومخلاف المشرق باليمن والمشرق بالضم وفتح الراء وتشديدها: سوق الطائف وقيل هو مسجد بالخيف: انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1274. (2) أسد الغابة ت (5029) ، الاستيعاب ت (2588) . (3) في أ: بحر. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 87، الاستيعاب ت (5030) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 141 جاء عنه حديث في المعجزات، تفرد به ولده عنه. قال ابن السكن: له حديث في أعلام النبوة، لم أجده إلا عند الكديمي، عن شيخ مجهول، فلم أتشاغل بتخريجه. وأخرجه ابن قانع عن الكديمي، عن شاصويه بن عبيد، أنبأنا معرض بن عبد اللَّه بن معرض بن معيقيب، عن أبيه، عن جده معرض بن معيقيب، قال: حججت حجة الوداع، فدخلت مكة، فرأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كأن وجهه القمر، وسمعت منه عجبا، جاءه رجل من أهل اليمامة بصبي قد لفّ في خرقة بيضاء، فقال له: «من أنا؟» قال: أنت رسول اللَّه. قال: «صدقت، بارك اللَّه فيك» ، ثم لم يتكلم الغلام بعدها حتى شبّ. قال معرض: فكنا نسميه مبارك اليمامة. وذكره البيهقي من طريق الكديميّ: ومعرض وشيخه مجهولان، وكذلك شاصويه، واستنكروه على الكديمي، لكن ذكر أبو الحسن العتيقي في فوائده قال: سمعت أبا عبد اللَّه العجليّ مستملي ابن شاهين يقول: سمعت بعض شيوخنا يقول: لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس، وقالوا: هذا كذب، من هو شاصويه؟ فلما كان بعد مدة جاء قوم من الرحالة ممن جاء من عدن، فقالوا: دخلنا قرية يقال لها الحردة «1» ، فلقينا بها شيخا فسألناه: هل عندك شيء من الحديث؟ قال: نعم. فقلنا: ما اسمك؟ فقال: محمد بن شاصويه. وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه. وأخرجه أبو الحسين ابن جميع في معجمه، عن العباس بن محمد بن شاصويه بن عبيد، عن أبيه، عن جده، وأخرجه الخطيب عن الصّوري، عن ابن جميع، وكذا أخرجه البيهقي من طريقه. وأخرجه الحاكم في الإكليل من وجه آخر عن العباس بن محمد بن شاصويه. 8152- معروف، غير منسوب: ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق شيبة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم برجل فقال: «ما اسمك؟» قال: نكرة. قال: «بل أنت معروف» . 8153- معقل بن خويلد بن وائلة بن عمرو «2» بن عبد ياليل الهذليّ.   (1) حردة بالفتح: بلد باليمن له ذكر في حديث العنسيّ وكان أهله من سارع إلى تصديق العنسيّ. انظر معجم البلدان 2/ 277. (2) أسد الغابة ت (5032) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 142 قال الرّشاطيّ: كان شاعرا، وكان أبوه رفيق عبد المطلب إلى أبرهة. قلت: ذكر ذلك ابن إسحاق، وذكره ابن قانع في الصحابة، وأخرج هو وابن مندة، من طريق ابن أبي ذئب، عن عبد اللَّه بن يزيد الهذلي، قال: كان بين أبي سفيان وبين معقل بن خويلد- وكان معقل وجيها فيهم، في سلب رجل من قريش، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: يا معقل بن خويلد، اتّق معارضة قريش. قلت: وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، فقال: مخضرم، كان سيد قومه، فجاء إلى خالد بن زهير ابن أخت أبي ذؤيب الهذلي امرأة وابنتها في الجاهلية، فهجاه معقل، فأجابه خالد، فأصلح بينهما أبو ذؤيب، وأنشد ما تقاولوه في ذلك. 8154- معقل بن سنان «1» بن مظهّر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان الأشجعيّ. ذكر ابن الكلبيّ، وأبو عبيد- أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأقطعه قطيعة. قال البغويّ، عن هارون الحمال: قتل أبو سنان معقل بن سنان الأشجعيّ في ذي الحجة سنة ثلاث وستين. واختلاف في كنيته، فقيل أبو محمد، أو أبو عبد الرحمن، أو أبو زيد، أو أبو عيسى، أو أبو سنان. وهو [ .... ] روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وروى عنه مسروق، وجماعة من التابعين، منهم الشعبي، والحسن البصري، يقال: إن روايتهم عنه مرسلة. وقال العسكريّ: نزل الكوفة، وكان موصوفا بالجمال، وقدم المدينة في خلافة عمر فقيل فيه [وكان جميلا: أعوذ بربّ النّاس من شرّ معقل ... إذا معقل راح البقيع مرجّلا [الطويل] فبلغ ذلك عمر، فنفاه إلى البصرة.   (1) أنساب الأشراف 1/ 324، تاريخ خليفة 237، طبقات ابن سعد 4/ 282، التاريخ الصغير 71، التاريخ الكبير 7/ 391، عيون الأخبار 4/ 23، جمهرة أنساب العرب 249، تاريخ الطبري 5/ 487، الكاشف 3/ 143، أسد الغابة ت (5033، الاستيعاب ت (2489) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 143 وذكر المدائني بسنده أن عمر سمع امرأة تنشد البيت. وفي مغازي الواقدي: أنه كان معه راية أشجع يوم حنين، ومع نعيم بن مسعود راية أخرى، وفيها أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان بعث أشجع إلى المدينة لغزو مكة] «1» . وذكر الواقدي، من طريق زياد بن عثمان الأشجعي، قال: كان معقل حامل لواء قومه يوم الفتح، وبقي إلى أن بعثه الوليد بن عتبة ببيعة أهل المدينة ليزيد بن معاوية، فلقي مسلم بن عقبة المري، فأنس به وحادثة، فقال له: إني قدمت على هذا الرجل فوجدته يشرب الخمر وينكح الحرام، فلم يدع شيئا حتى قال فيه، ثم قال لمسلم: اكتم عليّ. قال: أفعل، ولكن على عهد اللَّه وميثاقه، لا تمكنني يداي، ولي عليك قدرة إلا ضربت الّذي فيه عيناك. فلما قدم مسلم في وقعة الحرة أتى به فأمر فضربت عنقه صبرا. وفي ذلك يقول الشاعر: ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان «2» [الطويل] ويقال: إن الّذي باشر قبله نوفل بن مساحق بأمر مسلم بن عقبة، حكاه ابن إسحاق. 8155- معقل بن أم معقل: مذكور في ترجمة أبي معقل في حديث: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» . أخرجه ابن مندة، من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثنا معقل بن أم معقل الأسدية، قال: أرادت أمي الحج، وكان جملها أعجف، فذكرت ذلك للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «اعتمري في رمضان، فإنّ عمرة في رمضان كحجّة» . وأخرج عبد الرزاق، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معقل بن أبي معقل، عن أم معقل، قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» «3» .   (1) سقط في ب. (2) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (2489) . (3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 917 عن ابن عباس في كتاب الحج باب فضل العمرة في رمضان حديث رقم (221، 222/ 1256) وأبو داود في السنن 1/ 608 كتاب المناسك باب العمرة حديث رقم 1988 والترمذي في السنن 3/ 276 كتاب الحج ما جاء في عمرة رمضان (95) حديث رقم 939 وابن ماجة في السنن 2/ 997 كتاب المناسك باب العمرة في رمضان (45) حديث رقم 2991، 2992، 2993، 2994، 2995 وأحمد في المسند 1/ 308، 3/ 352، والطبراني في الكبير 1/ 223. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 144 8156- معقل بن أبي معقل «1» : ويقال «2» ابن أم معقل. وهو معقل بن الهيثم، ويقال: ابن أبي الهيثم الأسديّ من حلفائهم. وقال ابن سعد: صحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: وروى عنه أبو زيد مولى بني لعلبة، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ولم يسمه. وقال الدّار الدّارقطنيّ: الصحيح أنه معقل بن أبي الهيثم. وقال الترمذيّ، والعسكريّ: معقل بن أبي معقل، هو معقل بن أبي الهيثم. قلت: وله في السنن «3» حديثان. ويقال: مات في خلافة معاوية. 8157- معقل بن مقرّن: المزني «4» ، أبو عمرة. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البغوي: سكن الكوفة، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث. وقال الواقديّ، وابن نمير: كان بنو مقرّن سبعة، كلّهم صحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: ليس ذلك لأحد من العرب غيرهم، كذا قال، وقد ذكر هو في ترجمة هند بن حارثة الأسلمي ما ينقض ذلك. وأخرج الطبري، من طريق البختري، عن المختار بن عبد الرحمن بن معقل بن مقرّن أن ولد مقرن كانوا عشرة نزلت فيهم: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ... [التوبة: 99] الآية. وأخرج البغويّ، من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن همام بن الحارث قصة لمعقل ابن مقرّن مع أبي مسعود. 8158- معقل بن المنذر: بن سرح «5» بن خناس بن سنان بن عبيد بن عديّ بن غنم الأنصاريّ السلميّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.   (1) تلخيص المتشابه ص 783. (2) في أ: له ابن. (3) في أ: السير. (4) أسد الغابة ت (5035) ، الاستيعاب ت (2490) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 2137، التبصرة والتذكرة 3/ 76 مشتبه النسبة ص 72، تفسير الطبري 10/ 12489. (5) أسد الغابة ت (5036) ، الاستيعاب ت (2491) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 145 8159- معقل بن الهيثم «1» : أو أبو الهيثم. تقدم في معقل بن أبي معقل، وقال ابن شاهين: حدثنا ابن صاعد، حدثنا محمد بن يعقوب الزبيري، حدثنا محمد بن فليح، عن عمرو بن يحيى «2» عن معقل بن أبي الهيثم الأسدي حليف لهم صحب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر الحديث. 8160- معقل بن يسار «3» : بن عبد اللَّه بن معبّر بن حراق بن أبي بن كعب بن عبد ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو المزني. ومزينة هي والدة عثمان بن عمرو، ونسبوا إليها. ومعقل يكنى أبا علي، وقيل: كنيته أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو يسار. أسلم قبل الحديبيّة، وشهد بيعة الرضوان. قال البغويّ: هو الّذي حفر نهر معقل بالبصرة بأمر عمر، فنسب إليه، ونزل البصرة، وبنى بها دارا، ومات بها في خلافة معاوية. وأسند من طريق يونس بن عبيد، قال: ما كان هاهنا- يعني بالبصرة- أحد من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أهنأ من معقل بن يسار. وأخرج أحمد من طريق معاوية بن قرّة، عن معقل بن يسار: حرمت الخمر ونحن نشرب الفضيخ، فجعلت أشرب وأقول: هذا آخر العهد بالخمر. وأخرج البغويّ من طريق أبي الأشهب، عن الحسن، قال: عاد عبيد اللَّه بن زياد   (1) أسد الغابة ت (5037) ، الاستيعاب ت (2492) . (2) في أ: بن يحيى عن أبي زيد. (3) طبقات ابن سعد 7/ 14، طبقات خليفة 37/ 176- وتاريخ خليفة 251- والمعارف 75 و 297، والمعرفة والتاريخ 1/ 310- التاريخ الكبير 7/ 391- والتاريخ الصغير 67 و 72- وفتوح البلدان 371- 372- وترتيب الثقات للعجلي 434- والجرح والتعديل 8/ 385- وجمهرة أنساب العرب 202- ومشاهير علماء الأمصار 38، ومروج الذهب 1563 و 1566- وأنساب الأشراف 1/ 219، والمستدرك 3/ 577- ومقدمة مسند بقي بن مخلد 87- والزيارات 82، والكامل في التاريخ 3/ 19 و 20- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 106، والبداية والنهاية 8/ 103- وتحفة الأشراف 8/ 460 و 466، وتهذيب الكمال 3/ 1353- والكنى والأسماء للدولابي 1/ 84 و 578- والكاشف 3/ 144، والمعين في طبقات المحدثين 26- والمغازي 395- و 385- وسير أعلام النبلاء 2/ 576، والنكت الظراف 8/ 460- 466، وتهذيب التهذيب 10/ 235- وتقريب التهذيب 2/ 265، وخلاصة التهذيب 383- وتاريخ الإسلام 1/ 303، تاريخ الفسوي 1/ 310، أسد الغابة ت (5038) ، الاستيعاب ت (2493) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 146 معقل بن يسار في مرضه الّذي توفي فيه، فذكر الحديث الّذي ذمّ الإمام الّذي يغش رعيته. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن النعمان بن مقرّن. روى عنه عمران بن حصين، وعمرو بن ميمون الأودي، وأبو عثمان النهدي، والحسن البصري، وآخرون. قال العجليّ: يكنى أبا علي، ولا يعلم في الصحابة من يكنى أبا علي غيره، كذا قال. وتعقّب بأن قيس بن عاصم يكنى أبا علي، وكذا طلق بن علي. وسكن معقل البصرة، وحديثه في الصحيحين والسنن الأربعة. ومات في آخر خلافة معاوية. وقيل: عاش إلى إمرة يزيد. وذكره البخاري في الأوسط في فضل من مات ما بين الستين إلى السبعين. 8161- معلّى بن لوذان «1» : بن زيد بن حارثة بن ثعلبة بن عديّ بن مالك الأنصاريّ الخزرجيّ. ذكر ابن الأثير أن ابن الكلبي ذكره، ولم يصرح بمتعلق الذكر ليعلم هل يدلّ على الصّحبة أم لا. 8162- معمر بن الحارث «2» : بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهميّ. ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. 8163- معمر بن الحارث «3» : بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، أخو حاطب. قال ابن إسحاق: أسلم قديما قبل دخول النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم دار الأرقم فيمن شهد بدرا. ويقال: إنه والد جميل بن معمر الّذي قيل فيه: وكيف ثرائي بالمدينة بعد ما ... قضى وترا منها جميل بن معمر [الطويل] وقيل جميل ولد الفهري الّذي قبله. ومات الجمحيّ في خلافة عمر. 8164- معمر بن حبيب بن عبيد «4» : بن الحارث الأنصاريّ.   (1) أسد الغابة ت (5039) . (2) أسد الغابة ت (5041) ، الاستيعاب ت (2494) (3) أسد الغابة ت (5042) ، الاستيعاب ت (2495) . (4) أسد الغابة ت (5043) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 147 ذكره الواقديّ فيمن شهد بدرا، وأخرج من طريق عائشة بنت قدامة بن مظعون، قالت: قال صفوان بن أمية لأبي: أنت المبتلى بأبي يوم بدر! قال: واللَّه ما فعلت، ولو فعلت ما اعتذرت من قتل مشرك. قال: فمن هو؟ قال: رأيت فتية من الأنصار أقبلوا إليه منهم معمر بن حبيب بن عبيد بن الحارث يرفع سيفه ويضعه ... فذكر قصة. 8165- معمر بن حزم: بن يزيد «1» بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ. جد أبي طوالة عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن حزم قاضي المدينة. قالوا: وهو أخو عمرو بن حزم الصحابي المشهور، وهو أحد العشرة الذين بعضهم عمر مع أبي موسى إلى البصرة. وقال ابن السّكن: له صحبة، ولأخويه عمر وعمارة، ولا رواية لمعمر هذا. وذكر ابن سعد أنه شهد بيعة الرضوان وما بعدها، ونقل ذلك البغويّ عن محمد بن سعد، وقال: أحسبه أصغر من عمرو بن حزم. 8166- معمر بن رئاب: بن حذيفة الجمحيّ. يأتي ذكره في وائل بن رئاب. قال ابن عساكر : معمر بن رئاب بن حذيفة بن مهشّم بن سعيد بن سهم القرشي السهميّ، ويقال اسم أبيه رائم، ويقال عتاب. شهد فتح دمشق وبعلبكّ، وكان ممن كتب في كتاب الصلح، قال عمرو بن شعيب: تزوج رئاب بن حذيفة ... فذكر القصة التي ستأتي في ترجمة وائل. ومقتضى هذا أن يكون معمر وإخوته صحابة، لأنهم من قريش، وكانوا في زمن فتح الشام رجالا. 8167- معمر «2» : بن ربيعة بن هلال بن مالك الفهري. ذكره الواقدي، وأبو معشر، فيمن شهد بدرا، وقال ابن سعد: مات سنة ثلاثين، وكانت عنده أخت أبي عبيدة بن الجراح. 8168- معمر بن عبد اللَّه بن أبي: تقدم في محمد. 8169- معمر بن عبد اللَّه «3» : بن نضلة بن نافع بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ القرشي العدويّ.   (1) أسد الغابة ت (5044) . (2) في أ: بن أبي سرج ربيعة. (3) التمييز والفصل/ ص 51، أسد الغابة ت (5047) ، الاستيعاب ت (2497) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 أسلم قديما، وهاجر الهجرتين، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عمر. روى عنه سعيد بن المسيب، وبشر بن سعيد، وعبد الرحمن بن جبير، وعبد الرحمن بن عقبة مولاه. وأخرج أحمد، والحاكم، من طريق أبي كثير مولى ابن جحش، عن محمد بن جحش- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مرّ على معمر وفخذه مكشوفة، فقال: «غطّ فخذك، فإنّها عورة» . وصحّحه الحاكم، وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن الأعرج، عن معمر بن عبد اللَّه بن نضلة أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ به وهو كاشف عن فخذه ... فذكر الحديث. وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام، ولكنه هاجر إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة، فأقام بها، ثم قدم المدينة بعد ذلك. وأخرج مسلم، والبغويّ، وأصحاب السّنن إلا النسائي، من طريق سعيد بن المسيّب، عن معمر بن عبد اللَّه، ومنهم من زاد فيه ابن عبد اللَّه بن نضلة- سمعت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يحتكر إلا خاطئ» . زاد بعضهم: قيل لسعيد: إنك تحتكر. قال: ابن أبي معمر كان يحتكر. وأخرج مسلم من طريق بشر بن سعيد، عن معمر بن عبد اللَّه، قال: كنت أسمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «الطّعام بالطّعام مثلا بمثل ... » الحديث. وقال الزّبير: أخبرني محمد بن يحيى، أخبرني محمد بن طلحة، أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أقطع معمر بن عبد اللَّه داره التي بالسوق، وهي التي يجلس إليها عامل السوق. قلت: ويحتمل أن يكون هذا هو الّذي بعده. 8170- معمر بن عبد اللَّه: بن عامر بن إياس بن الظرب بن الحارث بن فهر القرشي الفهري. ذكره عمر بن شبّة في الصحابة، وقال: استوطن المدينة، واتخذها دارا. واستدركه ابن فتحون. وقد أشرت إليه في الّذي قبله. واللَّه أعلم. 8171- معمر بن عثمان «1» : بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشيّ   (1) أسد الغابة ت (5048) ، الاستيعاب ت (2498) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 149 التيميّ. أسلم يوم الفتح هو وابنه عبد اللَّه. ذكره أبو عمر. 8172- معمر بن نضلة: قال يعقوب بن محمّد الزّهريّ: حدثني محمد بن إبراهيم مولى بني زهرة، عن ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن، مولى معمر بن نضلة، قال قمت على رأس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومعي موسى لأحلق رأسه، فقال: «يا معمر، مكّنك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من شحمة أذنيه» . قلت: ذاك من منن اللَّه عليّ. قال: أجل، فحلقت رأسه. وهذا الحديث أخرجه البغويّ في ترجمة معمر بن عبد اللَّه بن نضلة، فكأنه يقول: إنه في هذه الرواية نسب إلى جده. وأخرج من وجه آخر، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن ابن جبير، عن معمر بن عبد اللَّه العدوي، قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أؤذن الناس بمنى ألّا يصوم أحد أيام التّشريق، فهذا يقوّي أنه واحد. 8173- معمر، غير منسوب: أخرج حديثه أبو داود الطّيالسيّ في مسندة، وابن قانع في الصحابة، من رواية مجالد عن الشعبي، عن معمر. وفي رواية الطيالسي: حدثني معمر، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فسمعه «1» يقول: «انظروا قريشا، واسمعوا قولهم، ودعوا فعلهم» . والمحفوظ في هذا المتن: عن الشعبي، عن عامر بن شهر. كذلك أخرجه أحمد وغيره من طريق الشعبي. 8174- معن بن الأخنس السلميّ: ذكرت ما قيل فيه في ترجمة ثور بن معن. 8175- معن بن حرملة: بن جعشم الهذلي. ذكره ابن يونس، قال: ويقال حرملة بن معن. والأول أصحّ، وهو رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم شهد فتح مصر.   (1) في أ: فسمعته. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 150 8176- معن بن عدي بن الجدّ «1» : بن العجلان البلوي، حليف الأنصار، وهو أخو عاصم بن عدي المتقدم. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد أحدا، وجرى ذكره في حديث عمر الطويل في شأن السقيفة، وفيه: لما توجه مع أبي بكر وأبي عبيدة قال: فلقينا رجلان صالحان، قال الزهريّ: قال عروة: أحدهما عويم بن ساعدة، زاد البرقاني في روايته: والآخر: معن بن عديّ، فبلغنا أن الناس بكوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقالوا: واللَّه لوددنا أنا متنا قبله، فإنا نخشى أن نفتن بعده، فقال معن بن عدي: لكني واللَّه لا أحبّ أني متّ قبله لأصدقه ميتا كما صدقته حيا. فقتل معن بن عدي يوم اليمامة شهيدا. وهذا هو المحفوظ عن الزهري، عن عروة مرسلا. وقد وصله سعيد بن هاشم المخزومي، عن مالك، عن الزّهري، فقال: عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه. أخرجه ابن أبي خيثمة عنه، وسعيد ضعيف. والمحفوظ مرسل عروة. وذكر الواقديّ في كتاب «الردّة» أنه كان مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردّة، وأنه وجهه طليعة إلى اليمامة في مائتي فارس. 8177- معن بن فضالة «2» : بن عبيد بن ناقد الأنصاري. قال ابن الكلبيّ: له صحبة، وولي اليمن لمعاوية. وقد تقدم ذكر والده فضالة بن عبيد في حرف الفاء. واللَّه أعلم. 8178- معن بن نضلة بن عمرو الغفاريّ: ذكره البغويّ في الصّحابة، وذكره ابن حبّان في التابعين. وسيأتي حديثه في ترجمة والده نضلة بن عمرو. 8179- معن بن يزيد «3» : بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زعب بن مالك بن عريف بن عصبة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ.   (1) أسد الغابة ت (5052) ، الاستيعاب ت (2500) ، طبقات ابن سعد 3/ 2/ 35، طبقات الخليفة 87، تاريخ الخليفة 114، التاريخ الصغير 1/ 34، الجرح والتعديل 8/ 276، مشاهير علماء الأمصار ت 131- العبر 1/ 53. (2) أسد الغابة ت (5053) . (3) أسد الغابة ت (5054) ، الاستيعاب ت (2501) الزهد لوكيع رقم/ 299. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 151 ثبت ذكره في صحيح البخاريّ من طريق أبي الجويرية الجرمي، عن معن بن يزيد، قال: بايعت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنا وأبي وجدّي، وخاصمت إليه، فأفلجني» ، وخطب عليّ فأنكحني. وذكر ابن يونس أنه دخل مصر. وروى عنه أبو الجويرية الجرميّ، وسهيل بن ذراع، وعتبة بن رافع، وكان ينزل الكوفة، ودخل مصر ثم سكن دمشق، وشهد وقعة مرج راهط مع الضحاك بن قيس في سنة أربع وخمسين. ويقال: إنه كان مع معاوية في حروبه. وأخرج من طريق اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: شهد معن بن يزيد وأبوه وجده بدرا، كذا قال، ولم يتابع عليه. قال ابن عساكر: شهد فتح دمشق، وكان له مكان عند عمر بن الخطاب. وقال خليفة بن خياط: يكنى أبا يزيد، وسكن الكوفة. وذكره أبو زرعة الدّمشقيّ فيمن سكن الشام، وقتل بمرج راهط. وذكر محمّد بن سلّام الجمحيّ أن معن بن يزيد قال لمعاوية: ما ولدت قرشية من قرشيّ شرّا منك. قال: لم؟ قال: لأنك عوّدت الناس عادة، يعني في الحلم، وكأني بهم وقد طلبوها من غيرك، فإذا هم صرعى في الطرق. فقال: ويحك! لقد كنت إليها قتيلا. 8180- معوّذ بن الحارث الأنصاري: وهو ابن عفراء. ثبت ذكره في «صحيح البخاريّ» من رواية صالح بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، في قصة بدر في قتل أبي جهل، وفيه: فضربه ابنا عفراء حتى برد وهما معوّذ ومعاذ، وقد تقدم في ترجمة أخيه. وقال أبو مسلم الكجيّ في «كتاب السّنن» : حدثنا أبو عمر- هو الحوضيّ- قال: أصيب معوّذ بن الحارث بين يدي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم بدر. وقال ابن عبد البر: كان ممن قتل أبا جهل، ثم قاتل بعد ذلك حتى استشهد. 8181- معوّذ بن عمرو «2» : بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاريّ السلميّ. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وكذا ذكره أبو معشر والواقديّ، ولم يذكره ابن إسحاق، قاله أبو عمر.   (1) في أ: فأصلحني. (2) أسد الغابة ت (5057) ، الاستيعاب ت (2503) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 قلت: تقدم ذكر أخيه معاذ بن عمرو بن الجموح، ومضى ذكر والدهما عمرو. 8182- معيقيب: بقاف مكسورة وبعدها مثناة تحتانية وآخره موحدة مصغّر. قال ابن شاهين: ويقال معيقب، بغير الياء الثانية، ابن أبي فاطمة الدّوسي، حليف بني أمية. أسلم قديما، وشهد المشاهد، وكان مجذوما، قاله ابن شاهين. ونقل عن ابن أبي داود أنه من ذي أصبح، ويقال: إنه من بني سدوس، وشهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها. وقال ابن سعد : معيقيب بن أبي فاطمة حليف بني عبد شمس، أسلم بمكة، ويقال: كان من مهاجرة الحبشة، وكان على بيت المال لعمر بن الخطاب، ثم كان على خاتم عثمان بن عفان. ومات في خلافته، وقيل: عاش إلى بعد الأربعين. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، روى عنه ابناه: محمد، والحارث، وابن ابنه إياس بن الحارث، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال أبو عمر: كان به داء الجذام، وقيل البرص، فعولج بأمر عمر بن الخطاب حتى وقف. 8183- معيقيب بن معرض اليماميّ «1» : تقدم في معرض. الميم بعدها الغين 8184- مغفل بن ضرار الغطفانيّ: هو الشمّاخ الشاعر. تقدم في حرف الشين المعجمة. 8185- مغفل بن عبد نهم «2» : بن عفيف المزني، والد عبد اللَّه بن مغفل الصحابي المشهور. وهو عمّ عبد اللَّه ذي النّجادين. ومات عام الفتح قبل دخولهم مكة، ذكر ذلك أبو جعفر الطبري. 8186- مغلّس البكري «3» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق ركينة بنت مغلّس، عن أبيها- أنه وفد على النبي   (1) أسد الغابة ت (5059) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 90. (2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1658، 2015، أسد الغابة ت (5060) ، الاستيعاب ت (2590) . (3) أسد الغابة ت (5061) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وفي سنده عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو واه. 8187- مغيث بن عبيد البلويّ «1» : تقدم في معتّب، بالعين المهملة ثم المثناة المكسورة. 8188- مغيث بن عمرو السلميّ «2» : تقدم في معتب، بالعين المهملة. 8189- مغيث الغنوي «3» : ذكره ابن السّكن، وقال: روى حديثه عبد اللَّه بن محمد بن يزيد بن البراء الغنويّ، عن أبيه، عن جده، عن أبيه مغيث، قال: أمرني النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فحلبت له ناقة، فاستسقاني مسكين، فأدركتني الرحمة له، فسقيته، ثم أتيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بما بقي فشرب وسقى أصحابه. وقال ابن مندة: مغيث- وقيل معتب يعني بالمهملة- بعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض البعوث. روى حديثه محمد بن يزيد الغنويّ، عن أبيه، عن جده، عن الحارث بن عبيد، عن جده مغيث هذا، كذا قال في نسبه وسنده، ولم يذكر البراء. 8190- مغيث «4» : زوج بريرة، وهو مولى أبي أحمد بن جحش الأسدي. ثبت ذكره في صحيح البخاريّ من طريق خالد الحذّاء، عن عكرمة- أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني انظر إليه يطوف خلفها يبكي، ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ألا تعجب من حبّ مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا ... » الحديث. وأخرج البغويّ مثله من طريق قتادة، عن عكرمة، وجاءت تسميته من حديث عائشة، فأخرج الترمذي من طريق سفيان الثوريّ، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة- أنها أرادت أن تشتري بريرة وكان اسم زوجها مغيثا، وكان مولى، فخيّرها رسول اللَّه   (1) أسد الغابة ت (5063) ، الاستيعاب ت (2505) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 91، أسد الغابة ت (5064) ، الاستيعاب ت (2506) . (3) أسد الغابة ت (5065) ، الاستيعاب ت (2507) . (4) أسد الغابة ت (5062) ، الاستيعاب ت (2504) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 154 صلى اللَّه عليه وآله وسلم فاختارت فراقه وكان يحبّها، وكان يمشي في طرق المدينة وهو يبكي، واستشفع إليها برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالت: أتأمر؟ قال: «لا، بل أشفع» . قالت: لا أريده. وسيأتي شرح هذه القصة في ترجمة بريرة إن شاء اللَّه تعالى. 8191- مغيث: مولى مالك بن أوس الأسلميّ، تقدم مع مولاه. 8192- مغيث الأسلميّ: آخر، يكنى أبا مروان، يأتي حديثه في الكنى. 8193- المغيرة بن الأخنس «1» : بن شريق الثقفي، حليف بني زهرة. تقدم نسبه مع أبيه، ذكره أبو عمر في الصحابة، وفي الموفقيات للزبير بن بكار أن المغيرة بن الأخنس هجا الزبير بن العوّام، فوثب عليه المنذر بن الزبير، فضرب رجله، فبلغ ذلك عثمان، فغضب وقام خطيبا ... فذكر قصة. وقال المرزبانيّ في معجم الشعراء: قتل يوم الدار مع عثمان، وهو القائل: لا عهد لي بغارة مثل السّيل ... لا ينتهي عدادها حتّى اللّيل [الرجز] 8194- المغيرة بن الحارث: بن عبد المطلب، هو أبو سفيان الهاشمي. يأتي في الكنى، فإنه مشهور بكنيته. 8195- المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب «2» : قال أبو عمر: له صحبة، وهو أخو أبي سفيان بن الحارث على الصحيح. وقيل: إن أبا سفيان هو المغيرة، ولا يصح. وتعقب ابن الأثير هذا بأن أصحاب الأنساب كالزبير وابن الكلبي وغيرهما جزموا بأن أبا سفيان اسمه المغيرة، ولم يذكروا له أخا يسمى المغيرة، ولا يكنى أبا سفيان، وكذا جزم البغويّ بأن أبا سفيان اسمه المغيرة بن الحارث. واللَّه أعلم. 8196- المغيرة بن ريبة: ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق سلمة بن صالح، عن أبي إسحاق، عنه، قال: صلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالأبطح ركعتين. واستدركه ابن فتحون، وقال: يحتمل أن يكون هو أخا عمارة بن رويبة.   (1) ويقال له المغيرة بن الأخنس الغيري التمييز والفصل/ ص 212- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1675، أسد الغابة ت (5066) ، الاستيعاب ت (2508) . (2) طبقات ابن سعد 4/ 1/ 34، طبقات خليفة 6، باريس 162 ب، العبر 1/ 24، مجمع الزوائد 9/ 274، العقد الثمين 7/ 253، أسد الغابة ت (5067) ، الاستيعاب ت (2510) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 155 8197- المغيرة بن شعبة: بن أبي عامر «1» بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس الثقفيّ، أبو عيسى أو أبو محمد. وقال الطبريّ: يكنّى أبا عبد اللَّه، قال: وكان ضخم القامة، عبل «2» الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أصهب الشعر جعدة وكان لا يفرقه. أسلم قبل عمرة الحديبيّة، وشهدها وبيعة الرضوان، وله فيها ذكر. وحدث عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه أولاده. عروة، وعقار، وحمزة ومولاه. وزاد: وابن عم أبيه حسن بن حبة. ومن الصحابة المسور بن مخرمة، ومن المخضرمين فمن بعدهم، قيس بن أبي حازم، ومسروق، وقبيصة بن ذؤيب، ونافع بن جبير، وبكر بن عبد اللَّه المزني، والأسود بن هلال، وزياد بن علاقة، وآخرون. قال ابن سعد: كان يقال له مغيرة الرأي. وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق. وقال الشّعبيّ: كان من دهاة العرب، وكذا ذكره الزهري. وقال قبيصة بن جابر: صحبت المغيرة، فلو أن مدينة لها ثمانية أبواب لا يخرج من   (1) التاريخ لابن معين 2/ 579، المغازي للواقدي 3/ 1240، السير والمغازي 210، المحبر لابن حبيب 20، ترتيب الثقات 437، الطبقات لابن سعد 2/ 284، الثقات لابن حبان 3/ 372، التاريخ الصغير 57، التاريخ الكبير 7/ 316، تاريخ خليفة 586، طبقات خليفة 53، سيرة ابن هشام 3/ 260، فتوح البلدان 3/ 664، أنساب الأشراف 1/ 168، تاريخ أبي زرعة 1/ 183، عيون الأخبار 1/ 204، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، الجرح والتعديل 8/ 224، جمهرة أنساب العرب 267، العقد الفريد 7/ 155، مروج الذهب 1656، البدء والتاريخ 5/ 104، البرصان والعرجان 70، تاريخ اليعقوبي 2/ 218، الأمالي للقالي 1/ 278، المستدرك 3/ 447، الاستيعاب 3/ 388، الأغاني 16/ 79، تاريخ بغداد 1/ 191، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 499، الكامل في التاريخ 3/ 461، أسد الغابة ت 4/ 406، الزيادات 79، الأخبار الموفقيات 474، المنتخب من ذيل المذيل 513، ربيع الأبرار 4/ 168، الخراج وصناعة الكتابة 55، المعجم الكبير 20/ 368، المعرفة والتاريخ 1/ 369، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 109، تحفة الأشراف 8/ 469، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، الأسامي والكنى للحاكم 308، الكاشف 3/ 148، المعين في طبقات المحدثين 124، العبر 1/ 56، عهد الخلفاء الراشدين 754، التذكرة الحمدونية 1/ 122، مرآة الجنان 1/ 124، العقد الثمين 7/ 255، الوفيات لابن قنفذ 50، رغبة الآمل 4/ 202، سير أعلام النبلاء 3/ 21، تهذيب التهذيب 10/ 262، تقريب التهذيب 2/ 269، النكت الظراف 8/ 470، خلاصة تذهيب التهذيب 329، شذرات الذهب 1/ 56، أسد الغابة ت (5071) ، الاستيعاب ت (2512) . (2) العبل: الضخم من كل شيء، وقد عبل- بالضم- عبالة فهو أعبل: غلظ وابيض وأصله في الذراعين. اللسان 4/ 2789. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 156 باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها، وولاه عمر البصرة، ففتح ميسان «1» وهمذان وعدة بلاد إلى أن عزله لما شهد عليه أبو بكر ومن معه. قال البغويّ: كان أول من وضع ديوان البصرة. وقال ابن حبان: كان أول من سلم عليه بالإمرة، ثم ولاه عمر الكوفة، وأقره عثمان ثم عزله، فلما قتل عثمان اعتزل القتال إلى أن حضر مع الحكمين، ثم بايع معاوية بعد أن اجتمع الناس عليه، ثم ولاه بعد ذلك الكوفة فاستمرّ على إمرتها حتى مات سنة خمسين عند الأكثر. ونقل فيه الخطيب الإجماع. وقيل: مات قبل بسنة، وقيل بعدها بسنة. وقال الطّبريّ: كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجا، ولا يلتبس عليه أمران إلا ظهر الرأي في أحدهما. وقال الطّبريّ أيضا: كان مع أبي سفيان في هدم طاغية ثقيف بالطّائف. وبعثه أبو بكر الصّديق إلى أهل النّجير وأصيبت عينه باليرموك، ثم كان رسول سعد إلى رستم. وفي «صحيح البخاريّ» في قصّة النّعمان بن مقرن في قتال الفرس- أنه كان رسول النعمان إلى امرئ القيس، وشهد تلك الفتوح. وتقدم له ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء. وقال البغويّ: حدّثني حمزة بن مالك الأسلميّ، حدّثني عمي شيبان بن حمزة، عن دويد، عن المطّلب بن حنطب، قال: قال المغيرة: أنا أول من رشا في الإسلام، جئت إلى يرفأ حاجب عمر، وكنت أجالسه، فقلت: له: خذ هذه العمامة فألبسها، فإن عندي أختها، فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب، فكنت آتي فأجلس في القائلة فيمرّ المار فيقول: إن للمغيرة عند عمر منزلة، إنه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد وذكر البغويّ، من طريق زيد بن أسلم- أن المغيرة استأذن على عمر، فقال: أبو عيسى. قال: من أبو عيسى؟ قال: المغيرة بن شعبة. قال: فهل لعيسى من أب؟ فشهد له بعض الصّحابة أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يكنيه بها، فقال: إن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم غفر له، وإنا لا ندري ما يفعل بنا، وكناه أبا عبد اللَّه. وأخرج البغويّ من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: استعمل   (1) ميسان: بالفتح ثم السكون وسين مهملة وبعد الألف راء. قيل مدينة، كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1343، وفي ب ميساف. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 157 عمر المغيرة على البحرين، فكرهوه وشكوا منه، فعزله فخافوا أن يعيده عليهم، فجمعوا مائة ألف، فأحضرها الدّهقان إلى عمر، فقال: إن المغيرة اختان هذه فأودعها عندي، فدعاه فسأله، فقال: كذب، إنما كانت مائتي ألف، فقال: وما حملك على ذلك؟ قال: كثرة العيال. فسقط في يد الدهقان، فحلف وأكّد الأيمان أنه لم يودع عنده قليلا ولا كثيرا. فقال عمر للمغيرة: ما حملك على هذا؟ قال: إنه افترى عليّ، فأردت أن أخزيه. وأخرج ابن شاهين، من طريق كثير بن زيد، عن المطّلب- هو ابن حنطب، عن المغيرة، قال: كنت آتي فأجلس على باب عمر أنتظر الإذن على عمر، فقلت ليرفأ حاجب عمر: خذ هذه العمامة فألبسها، فإن عندي أختها، فكان يأذن لي أن أقعد من داخل الباب، فمن رآني قال: إنه ليدخل على عمر في ساعة لا يدخل غيره. وقال ابن سعد: كان رجلا طوالا مصاب العين، أصيبت عينه باليرموك، أصهب الشّعر، أقلص الشّفتين، ضخم الهامة، عبل الذراعين، عريض المنكبين، وكان يقال له مغيرة الرأي. وقال البخاريّ في التاريخ: قال أبو نعيم، عن زكريّا، عن الشّعبي: انكسفت الشمس في زمن المغيرة بن شعبة يوم الأربعاء في رجب سنة تسع وخمسين، فقام المغيرة وأنا شاهد ... فذكر القصّة. كذا قال: والصّواب سنة تسع وأربعين. 8198- المغيرة بن نوفل «1» بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي. قال أبو عمر: ولد قبل الهجرة. وقيل: ولد بعدها بأربع سنين. وذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج من طريق علي بن عيسى الهاشمي، عن سليمان بن نوفل، عن عبد الملك بن نوفل، بن المغيرة بن نوفل، عن أبيه، عن جدّه المغيرة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من لم يحمد عدلا ولم يذمّ جورا فقد بارز اللَّه بالمحاربة» . وقال ابن شاهين: غريب، ولا أعلم للمغيرة غيره. وجزم أبو أحمد العسكريّ بأن هذا   (1) الطبقات الكبرى 5/ 22، طبقات خليفة 231، المعرفة والتاريخ 1/ 315، التاريخ الكبير 7/ 318، المعارف 127، السير والمغازي 246، أنساب الأشراف 1/ 400، الجرح والتعديل 8/ 231، مروج الذهب 1732، البدء والتاريخ 5/ 21، معجم الشعراء للمرزباني 369، المعجم الكبير 20/ 366، جمهرة أنساب العرب 16، تاريخ الإسلام 44، جامع التحصيل 351، أسد الغابة ت (5072، الاستيعاب ت (2513) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 158 الحديث مرسل. وذكر ابن حبّان المغيرة هذا في ثقات التّابعين، والراجح ما قاله أبو عمر، والحديث ليس بثابت. والمغيرة هذا كان قاضيا بالمدينة في خلافة عثمان ثم كان مع عليّ في حروبه، وهو الّذي طرح على ابن ملجم القطيفة لما ضرب عليّا، فأمسكه وضرب به الأرض، ونزع منه سيفه وسجنه حتى مات على منزلته. وقال الزّبير بن بكّار: خطب معاوية أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد قتل علي، فجعلت أمرها للمغيرة بن نوفل فتوثق منها ثم زوّجها نفسه، فماتت عنده. 8199- المغيرة المخزومي «1» : مات في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكانت تحته بنت عائذ «2» بن نعيم بن عبد اللَّه ابن النجام العدويّة، فأتت أمّها تستفتي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من أجل شكوى عين ابنتها، وهل يجوز لها أن تكحلها. والحديث في الصّحيحين من حديث أم سلمة، إلّا أنّ الزوج لم يسمّ، ولا المرأة المستفتية، ولا ابنتها، وسمّاها ابن وهب في موطئه، قال: أنبأنا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد، عن زينب بنت أبي أسامة أن أمّها أخبرتها بذلك. وأخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القرآن، عن أبي ثابت، عن ابن وهب به، واستدركه ابن فتحون. 8200- المقترب: هو الأسود بن ربيعة. تقدم. الميم بعدها القاف 8201 - المقداد «3» بن الأسود «4» : الكندي، هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن   (1) غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 2/ 305، معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 48، تاريخ الإسلام 3/ 484. (2) في أ: عائذه. (3) هذه الترجمة سقط من ط. (4) أسد الغابة ت (5076) ، الاستيعاب ت (2591) ، طبقات خليفة 61، 67، 168، التاريخ الكبير 8/ 54، التاريخ الصغير 60/ 61، المعارف 263، الجرح والتعديل 8/ 426، مشاهير علماء الأمصار ت 105، المستدرك للحاكم 3/ 348، 350، حلية الأولياء 1/ 172، 176، ابن عساكر 17، 66، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 111، 114، معالم الإيمان 1/ 71، 76، تهذيب الكمال 1367، دول الإسلام 1/ 27، العقد الثمين 7/ 268، 272، تهذيب التهذيب 10/ 285، شذرات الذهب 1/ 39. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 159 عامر «1» . بن مطرود البهراني، وقيل الحضرميّ. قال ابن الكلبيّ: كان عمرو بن ثعلبة أصاب دما في قومه، فلحق بحضرموت، فحالف كندة، فكان يقال له الكندي، وتزوج هناك امرأة فولدت له المقداد، فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي، فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهريّ، وكتب إلى أبيه، فقدم عليه فتبنّى الأسود المقداد فصار يقال المقداد بن الأسود، وغلبت عليه، واشتهر بذلك، فلما نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ [سورة الأحزاب آية 5] قيل له المقداد بن عمرو، واشتهرت شهرته بابن الأسود. وكان المقداد يكنى أبا الأسود، وقيل كنيته أبو عمر، وقيل أبو سعيد. وأسلم قديما، وتزوج ضباعة بنت الزّبير بن عبد المطّلب ابنة عمّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد بعدها، وكان فارسا يوم بدر، حتى إنه لم يثبت أنه كان فيها على فرس غيره. وقال زرّ بن حبيش، عن عبد اللَّه بن مسعود: أول من أظهر إسلامه سبعة، فذكر فيهم. وقال مخارق بن طارق، عن ابن مسعود: شهدت مع المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحبّ إليّ ممّا عدل به. وذكر البغويّ، من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ: أول من قاتل على فرس في سبيل اللَّه المقداد بن الأسود. ومن طريق موسى بن يعقوب الزّمعي، عن عمته قريبة، عن عمتها كريمة بنت المقداد، عن أبيها: شهدت بدرا على فرس لي يقال لها سبحة. ومن طريق يعقوب بن سليمان، عن ثابت البنانيّ، قال: كان المقداد وعبد الرحمن ابن عوف جالسين، فقال له ما لك: ألا تتزوج. قال: زوجني ابنتك: فغضب عبد الرحمن وأغلظ له، فشكا ذلك للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: أنا أزوّجك. فزوّجه بنت عمه ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب. وعن المدائنيّ، قال: كان المقداد طويلا، آدم كثير الشّعر، أعين مقرونا، يصفّر لحيته.   (1) في أ، ب: ثمامة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 160 وأخرج يعقوب بن سفيان، وابن شاهين، من طريقه بسنده إلى كريمة زوج المقداد: كان المقداد عظيم البطن، وكان له غلام روميّ، فقال له: أشقّ بطنك فأخرج من شحمة حتى تلطف، فشقّ بطنه ثم خاطه، فمات المقداد، وهرب الغلام. وقال أبو ربيعة الإياديّ، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ اللَّه عزّ وجلّ أمرني بحبّ أربعة وأخبرني أنّه يحبّهم: عليّ، والمقداد، وأبو ذرّ، وسلمان» «1» ، أخرجه الترمذيّ، وابن ماجة، وسنده حسن. وروى المقداد عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث. روى عنه عليّ، وأنس، وعبيد اللَّه بن عديّ بن الخيار، وهمّام بن الحارث، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون. اتفقوا على أنه مات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان. قيل: وهو ابن سبعين سنة. 8202 - المقداد «2» بن معديكرب: بن عمرو بن يزيد بن معديكرب، يكنى أبا كريمة، وقيل كنيته أبو يحيى. صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى عنه أحاديث، وعن خالد بن الوليد، ومعاذ، وأبي أيوب. ونزل حمص. وروى عنه ابنه يحيى وحفيده صالح بن يحيى، وخالد بن معدان، وحبيب بن عبيد، ويحيى بن جابر الطائي، والشّعبي، وشريح بن عبيد، وعبد الرحمن بن أبي عوف، وآخرون. ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل الشّام، وقال: مات سنة سبع وثمانين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وقال عثمان: مات سنة ثلاث. وقيل: سنة ست. وأخرج البغوي، من طريق أبي يحيى سليم الكلاعيّ، قال: قلنا للمقدام بن معديكرب: يا أبا كريمة، إنّ الناس يزعمون أنك لم تر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قال: بلى، واللَّه لقد رأيته، ولقد أخذ بشحمة أذني، وإني لأمشي مع عمّ لي، ثم قال لعمي:   (1) أخرجه الترمذي 5/ 594، كتاب المناقب باب 21 حديث رقم 3718 وقال هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث شريك وابن ماجة 1/ 53 في المقدمة باب فضل سلمان وأبي ذر والمقداد والحاكم في المستدرك 3/ 130، وأبو نعيم في الحلية 1/ 172 وابن حجر في لسان الميزان 3/ 333. (2) الاستيعاب ت (2592) ، أسد الغابة ت (5077) ، طبقات ابن سعد 7/ 415، التاريخ الكبير 7/ 429، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 58، ابن عساكر 17/ 77، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 112 تهذيب الكمال 1368، تاريخ الإسلام 3/ 306، العبر 1/ 103، تهذيب التهذيب 4/ 967، البداية والنهاية 9/ 73، تهذيب التهذيب 10/ 287. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 161 «أترى أنّه يذكره» ، وسمعته يقول: «يحشر ما بين السّقط إلى الشّيخ الفاني يوم القيامة أبناء ثلاثين سنة المؤمنون منهم في خلق آدم ... » الحديث. ومن طريق الشّعبي، عن المقدام أبي كريمة: رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وفي رواية عن أبي كريمة الشاميّ. 8203- مقسم بن بجرة «1» : بضم الموحدة وسكون الجيم بن حارثة بن قتيرة، بقاف ومثناة مصغرا، الكنديّ ثم التّجيبي النخعيّ. ذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: أسلم في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وبايع معاذا باليمن، ويقال: إن له صحبة، وشهد فتح مصر، وكان قاتل أهل الردة مع زياد بن لبيد. وروى عن عليّ بن أبي طالب، ثم أخرج من طريق عليّ بن رباح، قال: كنا في غزوة البحرين وعلينا فضالة بن عبيد، فجعلت أدعو على العدو: اللَّهمّ أهلكهم، واستأصل شأفتهم، فضرب مقسم بن بجرة على منكبي، وقال: ويحك يا أحمق! قل: «اللَّهمّ انصرنا عليهم، فلولا هؤلاء ما أعطينا عطاء» . 8204- مقسم الفارسيّ: ذكره الطبرانيّ في الصّحابة. واستدركه ابن فتحون. 8205- مقسم، آخر: تقدم في معتب. 8206- المقنع «2» : بن الحصين التميمي، نزيل البصرة. ذكر له حديث في مسند بقيّ بن مخلد، واستدركه الذّهبي في التجريد. وقيل هو المنقع، بتقديم النون على القاف. وسيأتي. 8207- المقنّع: آخر، وهو السلميّ. أحد الوفد الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من بني سليم، وافتخر به العباس بن مرداس في قصيدته التي يقول فيها: لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا ... سببا بحبل محمّد لا يقطع   (1) تفسير الطبري 4/ 4046، 4/ 8716، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 251- علل الدار الدّارقطنيّ 3/ 1808 خلاصة تذهيب الكمال 331، شذرات الذهب 1/ 98. (2) بقي بن مخلد 673، الاستيعاب ت (2993) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 162 وفد أبو قطن حزابة منهم ... وأبو الغيوث وواسع ومقنّع [الكامل] واستدركه ابن فتحون. 8208- المقنع: من بني ضرار بن غوث بن عوف بن مالك بن سلامان بن سعد هذيم. ذكر ابن الكلبيّ في ترجمة ولده طارق بن المقنع- أنه رثى الحسين بن علي لما قتل، قال: وقد شهد بعض آبائه مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مشاهده، وعداده في الأنصار. الميم بعدها الكاف 8209- مكحول «1» : مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره ابن إسحاق في السيرة، وقال: وهب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لأخته الشيماء- يعني من الرّضاعة- غلاما يقال له مكحول وجارية، فزوّجت الغلام للجارية، فلم يزل فيهم من نسلهم بقية. واللَّه أعلم. 8210- مكحول، آخر: زعم مقاتل في تفسيره أنه اسم النّجاشي، وجوّز غيره أن يكون اسم ابنه الّذي هاجر. 8211- مكرز «2» : بن حفص بن الأخيف، بالخاء المعجمة والياء المثناة، ابن علقمة بن عبد الحارث بن منقذ بن عمرو بن بغيض بن عامر بن لؤيّ القرشي العامريّ. ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وقال: يقال له صحبة، ولم أره لغيره. وله ذكر في المغازي عند ابن إسحاق والواقدي أنه هو الّذي أقبل لافتداء سهيل بن عمرو يوم بدر. وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، ووصفه بأنه جاهليّ، ومعناه أنه لم يسلم وإلا فقد ذكر هو أنه أدرك الإسلام، وقدم المدينة بعد الهجرة لما أسر سهيل بن عمرو يوم بدر فافتداه، وقال في ذلك: بأذواد كرام سبا فتى ... ينال الصّميم عربها «3» لا المواليا   (1) أسد الغابة ت (5081) . (2) الثقات 3/ 392، المنمق 150، الأعلام 7/ 284. (3) في أ: عدتهن. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 163 وقلت: سهيل خيرنا فاذهبوا به ... لأبنائه حتّى تديروا الأمانيا [الطويل] وذكر له قصّة في قتله عامر بن الملوّح لما قتل عامر قتيل من رهط مكرز. وقد ذكر الزّبير بن بكّار قصّة افتدائه سهيل بن عمرو، وأنه قدم المدينة، فقال: اجعلوا القيد في رجل مكان رجليه حتى يبعث إليكم بالفداء، وأنشد له البيتين، وله ذكر في صلح الحديبيّة في البخاريّ. 8212- مكرم الغفاريّ «1» . أخرج ابن مندة، من طريق عمرو بن أيّوب الغفاريّ، عن محمد بن معن عن أبيه، عن جده، عن نضلة بن عمرو الغفاريّ- أنّ رجلا من غفار أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «ما اسمك؟» قال: مهان. قال: «بل أنت مكرم» . ووقع في رواية ابن مندة مهران، وصوّب أبو نعيم أنه مهان، وهو كما قال. 8213- مكرم، آخر: تقدم في ترجمة سعد القرظي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لقي رجلين من أسلم، فقال: «من أنتما؟» قالا: نحن المهانان. قال: «بل أنتما المكرمان» . 8214- مكرم، آخر: هو رفيق الّذي قبله قد ذكر فيه. 8215- مكنف «2» بن زيد الخيل الطّائي. تقدم نسبه في ترجمة أبيه. قال ابن حبّان: كان أكبر ولد أبيه، وبه كان يكنى أبوه، وأسلم وحسن إسلامه، وشهد قتال أهل الردّة مع خالد بن الوليد. وقال الواقديّ في المغازي: كان زيد الخيل من جديلة طيّ، وكذلك عديّ بن حاتم، فثبت عديّ بعد موت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على إسلامه. وقال البغويّ «3» في ترجمة حريث بن زيد الخيل: يقال له أيضا الحارث، وكان أسلم هو وأخوه مكنف، وصحبا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهدا قتال أهل الردّة مع خالد بن الوليد، ثم لم يفرد مكنفا بترجمة فاستدركه ابن فتحون، ذكره الطبري، والدار الدّارقطنيّ.   (1) أسد الغابة ت (5082) . (2) أسد الغابة ت (5085) ، الاستيعاب ت (2598) . (3) في أ: أبو عمر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 164 وذكر الواقديّ في كتاب «الردّة» أنه كان ممن ثبت على الإسلام، وقاتل بني أسد لما ارتدّوا مع طليحة، وأنشد له في ذلك من أبيات: ضلّوا وغرّهم طليحة بالمنى ... كذبا وداعي ربّنا لا يكذب لمّا رأونا بالقضاء كتابنا ... يدعو إلى ربّ الرّسول ويرغب ولّوا فرارا والرّماح تؤزّهم ... وبكلّ وجه وجّهوا نترقّب [الكامل] 8216- مكنف، أخر: ذكر أبو عمر عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، عن مكنف الحارثي أن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أعطى محيصة بن مسعود ثلاثين وسقا. وذكره الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق ابن إسحاق عن عبد اللَّه بن أبي بكر. 8217- مكيتل «1» : بمثناة مصغرا، وقيل مكيثر، بكسر المثلثة وآخره راء، الليثيّ. قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني محمد بن جعفر بن الزبير، سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلميّ يحدّث عن عروة بن الزبير يقول: حدّثني أبي وجدّي، وكانا شهدا حنينا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قالا: صلى بنا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم الظّهر يوم حنين، ثم جلس إلى ظلّ شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة، بن حصن، وعيينة يومئذ يطلب بدم عامر بن الأضبط المقتول، والأقرع يدافع عن محلّم بن جثّامة القاتل، فقام رجل يقال له مكيتل قصير مجموع، فقال: أسس اليوم وغير غدا، إلى أن قال حتى قبلوا الدية ... الحديث. وقد، ذكر في ترجمة عامر بن الأضبط. وفي رواية ابن هشام، عن زياد البكائيّ: مكيثر. وأخرجه البغويّ أيضا من طريق عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن محمد بن جعفر. وسياقه أتم. الميم بعدها اللام 8218- ملاعب الأسنّة: وهو مالك بن عامر. تقدم. 8219- ملكان بن عبدة الأنصاري:   (1) الاستيعاب ت (2599) ، أسد الغابة ت (5086) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 165 ذكر الواقديّ والطبريّ، وسماه ابن هشام ملكو «1» بن عبدة، وذكره فيمن أطعمه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من خيبر ثلاثين وسقا. 8220- مليل» : بلامين مصغرا، ابن وبرة بن خالد بن العجلان الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق والواقديّ وغيرهما فيمن شهد بدرا، ومنهم من نسبه إلى جدّه، وهو موسى بن عقبة. الميم بعدها النون 8221- المنبعث الثقفي: مولى عمر بن معتّب. قال ابن إسحاق في «السيرة: حدثني رجل عن ابن المنكدر، قال: نزل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما كان محاصرا الطائف المنبعث فأسلم، وكان يسمى المضطجع فسماه المنبعث، وكان من موالي آل عثمان بن عامر بن معتب. 8222- المنبعث، آخر «3» : جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو داود في كتاب الكنى، عن محمد بن إسماعيل بن سالم، عن محمد بن فضيل، ووكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ برجل يقال له المضطجع، فسماه المنبعث. وأخرجه عن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد، عن ابن عيينة، عن هشام، عن أبيه، [فأرسله، ولم يذكر عائشة] «4» . وكذا رواه ابن شاهين، من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام، ولفظه أن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يغيّر الاسم القبيح إلى الاسم الحسن، فقال لرجل: «ما اسمك؟» فذكره. وكذا جاء عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن سعيد بن المسيّب. وعلقه أبو داود في السّنن، فقال في باب الأسماء من كتاب الأدب: غيّر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم المضطجع فسماه المنبعث. قلت: ويحتمل أن يكون المذكور قبله، فإن هذا لم ينسب. وفي الأنساب لابن   (1) في أ: متسون. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (5094) . (4) سقط في أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 166 الكلبيّ: المنبعث بن عمرو بن ربيعة بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب، لم يصفه بغير ذلك، فيحتمل أن يكون هو هذا. 8223- المنتجع النّجديّ «1» : ذكره أبو سعيد النّقّاش، واستدركه أبو موسى من طريق، وساق بسند مجهول إلى عبد اللَّه بن هشام عن أبي حبة الرقي، عن جدّه المنتجع النّجديّ، وكان من أهل نجد، وكان له مائة وعشرون سنة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أوحى اللَّه إلى نبيّ من أنبياء بني إسرائيل إذا أصبحت فشمّر «2» ذيلك، فأوّل شيء تلقاه فكله، والثّاني فادفنه..» الحديث. وأخرج أبو الشيخ في كتاب الثّواب بهذا الإسناد حديثا آخر. 8224- المنتذر «3» : حكاه الرشاطيّ، وقيل: بصيغة التّصغير كما سيأتي أنه عند ابن مندة بالوجهين. 8225- المنتشر «4» بن الأجدع الهمدانيّ، أخو مسروق. قال البغويّ: لا أدري له صحبة «5» أو لا؟ وذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج من طريق موسى بن صالح، عن مسعود، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن جدّه، قال: كانت بيعة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين أنزل اللَّه عليه إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ [سورة الفتح آية 10] التي بايع الناس عليها: «البيعة للَّه والطّاعة للحقّ» . وكانت بيعة أبي بكر: تبايعوني ما أطعت اللَّه، وكانت بيعة عمر ومن بعده كبيعة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي معشر: المنتشر رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: لا أدري. 8226- المنتفق «6» : قال ابن شاهين، عن ابن أبي داود: هو أبو رزين العقيليّ. وتعقّب بأن اسم أبي رزين لقيط، كما سيأتي في الكنى، وقد جاء في حديث آخر عن   (1) أسد الغابة ت (5097) ، الأعلام 7/ 290، تجريد أسماء الصحابة 2/ 94، التاريخ الكبير 8/ 72. (2) في أ: فمر ذلك. (3) أسد الغابة ت (5098) . (4) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2186، أسد الغابة ت (5099) . (5) في أ: أم لا. (6) أسد الغابة ت (5100) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 167 المنتفق أو ابن المنتفق. وتقدم التنبيه عليه في عبد اللَّه بن المنتفق. 8227- منجاب بن راشد بن أصرم بن عبد اللَّه بن زياد الضبيّ. نزل الكوفة، ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج من طريق سيف بن عمر عن أبي خلدة وعطية عن سهم بن منجاب عن أبيه منجاب بن راشد، قال: قدم علينا كتاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عام تبوك، فاستنفرنا إلى تبوك فنفرت إليه تيم والرّباب وأخواتها، فكنا ربع الناس، وكانوا ثمانية وأربعين ألفا. وقال الدّار الدّارقطنيّ: نزل منجاب الكوفة، وروى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أحاديث، ولا نعلم روى عنه غير ابنه سهم بن منجاب. وقال أبو موسى في الذّيل: كان من أشراف أهل الكوفة. 8228- منجاب «1» بن راشد الناجي. ذكره أبو الحسن المدائنيّ، وسيف بن عمر، فيمن أمّر على كور فارس في خلافة عثمان ممن لقي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وآمن به هو وأخوه الحارث «2» ، وكانا عثمانيين فهربا من عليّ. فأما الحارث فإنه أفسد في الأرض فسيّر إليه عليّ جيشا فأوقعوا ببني ناجية. وقد تقدّم شيء من هذا في الحارث. 8229- مندوس: ويقال: أبو مندوس. ذكره ابن قانع في الصّحابة، وأورد من طرق «3» سليمان بن الأزهر بن كنانة، عن أبيه، عن جدّه، عن مندوس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو كان الدّين معلّقا بالثّريّا لتناوله قوم من أبناء فارس» «4» . واستدركه ابن فتحون. 8230- المنذر بن الأجدع الهمدانيّ «5» : أخو مسروق.   (1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1228، أسد الغابة ت (5102) ، الاستيعاب ت (2605) . (2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1228، أسد الغابة ت (5102) ، الاستيعاب ت (2605) . (3) في أ: من طريقه. (4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1972 عن أبي هريرة كتاب فضائل الصحابة (44) باب فضل فارس (59) حديث رقم (230/ 2546) ، وأحمد في المسند 2/ 308 والبخاري في التاريخ الكبير 9/ 39، وابن عساكر في التاريخ 6/ 203، والبغوي في شرح السنة 4/ 87، 6/ 186 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34130 وعزاه للطبراني عن ابن مسعود، وابن أبي شيبة عن أبي هريرة وأبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة. (5) الثقات 3/ 386، تجريد أسماء الصحابة 2/ 95، أسد الغابة ت (5103) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 168 ذكره ابن حبّان في الصّحابة، وتبعه المستغفريّ، فقالا: له صحبة. وأخرج ابن شاهين في كتاب الجنائز، من طريق هشيم، عن عمر بن أبي زائدة، قال: مات المنذر بن الأجدع في السجن، وكان قد قطعت يده ورجله في قطع الطريق، فسئل الشعبيّ: أيصلّى عليه؟ فقال: فإلى من تدعونه؟ 8231- المنذر بن الأشع العبديّ: ذكره الأموي في المغازي في، فقال: قدم في وفد عبد القيس، فقالوا: يا رسول اللَّه، جئنا سلما غير حرب، ومطيعين غير عاصين، فاكتب لنا كتابا يكون في أيدينا تكرمة على سائر العرب، فسرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بهم، وأمرهم ونهاهم ووعظهم، وكتب لهم كتابا. واستدركه ابن فتحون. 8232- المنذر بن أبي حميضة: يأتي في القسم الثالث. 8233- المنذر بن رفاعة الغطفانيّ: ذكر مقاتل بن سليمان في تفسير قوله تعالى: وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ ... [سورة النساء آية 2] الآية- أنّ رجلا من غطفان يقال له المنذر بن رفاعة كان عنده مال كثير ليتيم، وهو ابن أخيه، فلما بلغ الغلام طلب ماله، فمنعه فترافعا إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فتلا عليه هذه الآية، فقال: أطعنا اللَّه وأطعنا الرسول، ونعوذ باللَّه من الحوب الكبير، فدفع إليه ماله فأنفقه الفتى في سبيل اللَّه، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ثبت الأجر وبقي الوزر» . فسئل عن ذلك، فقال: «ثبت الأجر للفتى، وبقي الوزر على والده» . وكان مشركا. وذكر الكلبيّ القصّة ولم يسمه الغطفانيّ. ونقله الثعلبيّ عن الكلبيّ ومقاتل، ولم يسمّه أيضا. ومن ثمّ لم يذكره أحد ممن صنف في هذا الفن. 8234- المنذر بن ساوى «1» : بن الأخنس بن بيان بن عمرو بن عبد اللَّه بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم التميميّ الدارميّ. وزعم غير الكلبي أنه من عبد القيس، وبيّن الرشاطيّ السّبب في ذلك أنه يقال له العبديّ، لأنه من ولد عبد اللَّه بن دارم، فظنّ بعض النّاس أنه من عبد القيس. تقدم ذكره في ترجمة رافع العبديّ، وأنه كان في الوفد، ولم يثبت ذلك الأكثر، بل   (1) أسد الغابة ت (5106) ، الاستيعاب ت (2515) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 169 قالوا لم يكن في الوفد، وإنما كتب معهم بإسلامه، وكان عامل البحرين، وكتب إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع العلاء بن الحضرميّ قبل الفتح فأسلم. ذكره ابن إسحاق وغير واحد، وزاد الواقديّ، ثم استقدم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم العلاء بن الحضرميّ، فاستخلف المنذر بن ساوى مكانه. وأخرج الطّبرانيّ، من طريق أبي «1» مجلز، عن أبي عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، قال: كتب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى المنذر بن ساوى: «من صلّى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم، له ذمّة اللَّه ورسوله ... » . وروى ابن مندة من طريق مبشّر بن عبيد، عن زيد بن أسلم، عن المنذر بن ساوى- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتب إليه أن افرض على كلّ رجل ليس له أرض أربعة دراهم وعباءة. قال ابن مندة: كان عامل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على هجر. وذكر أبو جعفر الطّبرانيّ أنّ المنذر هذا مات بالقرب من وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحضره عمرو بن العاص، فقال له: كم جعل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم للميت من ماله عند الموت؟ قال: الثّلث. قال: فما ترى أن أصنع في ثلثي؟ قال: إن شئت قسمته في سبيل الخير، وإن شئت جعلت غلّته «2» تجري بعدك على من شئت. قال: ما أحبّ أن أجعل شيئا من مالي كالسائبة، ولكني أقسمه. قال الرّشاطيّ: لم يذكره ابن عبد البرّ. قلت: هو على شرطه، ولو لم يثبت أنه وفد. 8235- المنذر بن سعد «3» : أبو حميد الساعدي. وقيل اسمه عبد الرحمن. يأتي في الكنى. 8236- المنذر بن عائذ «4» العبديّ المعروف بالأشجّ، أشجّ عبد القيس. وقيل: اسمه منقذ بن عائذ كما تقدم في ترجمة مطر بن فيل، وفي ترجمة صحار بن العبّاس. 8237- المنذر بن عبد اللَّه «5» : بن قوال بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّ الخزرجيّ الساعديّ.   (1) في أ: ابن. (2) في أ: جعلته يجري. (3) الثقات 3/ 384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 95، تقريب التهذيب، الجرح والتعديل 8/ 244، التاريخ الكبير 7/ 354، سير أعلام النبلاء 2/ 481، أسد الغابة ت (5107) ، الاستيعاب ت (2516) . (4) المؤتلف والمختلف ص 100- التمييز والفصل ص 96، أسد الغابة ت (5108) ، الاستيعاب ت (2517) . (5) تفسير الطبري 6/ 7027، الاستيعاب ت (2519) ، أسد الغابة ت (5110) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 170 ذكره ابن إسحاق والواقديّ فيمن استشهد بالطائف، لكنه عند الواقديّ المنذر بن عبد، بغير إضافة، وسمى أبو عمر أباه عبادا، [ثم أعاده في ابن عبد اللَّه] ، وسقط قوال من نسبه عن ابن مندة. 8238- المنذر بن عبد اللَّه بن نوفل. ذكره الواقديّ فيمن استشهد بالطائف. واستدركه ابن فتحون. 8239- المنذر بن عبد المدان «1» : له ذكر في المغازي، ولا أعرف له رواية، قاله ابن مندة. 8240- المنذر بن عديّ «2» بن المنذر بن عدي بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الكنديّ. ذكر الطّبريّ أن له وفادة، واستدركه ابن فتحون. 8241- المنذر بن علقمة: بن كلدة بن عبد الدار بن عبد مناف العبدري. قتل أبوه كافرا، وولده له في الإسلام أيّوب بن المنذر، وقتل محمّد بن أيّوب بن المنذر يوم الحرّة. ذكره الزّبير بن بكّار. 8242- المنذر بن عمرو «3» : بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجي السّاعديّ، ومنهم من أسقط حارثة من نسبه. قال ابن أبي خيثمة: سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يقول : المنذر بن عمرو عقبي بدري نقيب. استشهد يوم بئر معونة، وكذا قال ابن إسحاق، وثبت أنه استشهد يوم بئر معونة في صحيح البخاريّ، وسمّى المنذر بن الزبير بن العوام على اسمه، وكان يلقب المعنق ليموت. وقال موسى بن عقبة في «المغازي» : أنبأنا ابن شهاب، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه ابن كعب بن مالك، ورجال من أهل العلم- أن عامر بن مالك ملاعب الأسنّة قدم على   (1) أسد الغابة ت (5111) . (2) أسد الغابة ت (5112) ، الاستيعاب ت (2520) . (3) أسد الغابة ت (5114) ، الاستيعاب ت (2523) ، الثقات 3/ 386، الاستبصار 100، الأعلام 7/ 294، تجريد أسماء الصحابة 2/ 95، بقي بن مخلد 500. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 171 رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: ابعث معي من عندك من شئت، وأنا لهم جار، فبعث رهطا منهم المنذر بن عمرو، وهو الّذي يقال له أعنق ليموت، فسمع بهم عامر بن الطّفيل فاستنفر لهم بني سليم، فنفر معه منهم رهط: بنو عصيّة، وبنو ذكوان، فكانت وقعة بئر معونة، وقتل المنذر ومن معه. وذكر ابن إسحاق هذه القصّة مطوّلة عن أبيه، عن المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وغيره، وأخرجها ابن مندة من طريق أسباط بن نصر، عن السّديّ، قال: ورواها سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن حميد عن أنس بطولها. وقال البغويّ: ليست له رواية، وتعقّب بما أخرجه ابن قانع، وابن السّكن، والدّار الدّارقطنيّ في السّنن، من طريق عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعد عن أبيه، عن جده، عن المنذر بن عمرو- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سجد سجدتي السهو قبل التسليم. قال الدّار الدّارقطنيّ: لم يرو المنذر غير هذا الحديث، وعبد المهيمن ليس بالقويّ. قلت: وفي السند غيره، واللَّه أعلم. 8243- المنذر بن قدامة «1» بن عرفجة بن كعب بن النحّاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وابن الكلبيّ، وغيرهم فيمن شهدا بدرا. وذكر الواقديّ أنه كان على أسارى بني قينقاع. 8244- المنذر بن قيس «2» بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن غنم بن عدي بن النّجار. شهد أحدا والمشاهد، واستشهد هو وأخوه سليط بن قيس يوم جسر أبي عبيد، قاله العدوي، واستدركه ابن فتحون. 8245- المنذر «3» بن كعب الدارميّ «4» : وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قاله أبو العباس السّراج في ترجمة شيخه أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان بن عبد اللَّه بن قيس بن عبد اللَّه بن المنذر بن كعب بن الأسود بن عبد   (1) أسد الغابة ت (5115) . (2) الاستيعاب ت (4525) . (3) أسد الغابة ت (5116) . (4) في أ: الدارميّ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 172 اللَّه بن زيد بن عبيد اللَّه بن دارم، وكذلك نسبه الخطيب، وقال سمعت هبة اللَّه بن الحسن الطبريّ يقوله، قال: وقيل إن المنذر بن كعب وفد علي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وحكى الخطيب أنّ جدّه صخرا هو ابن عليم بن قيس. واستدركه ابن فتحون. 8246- المنذر بن مالك «1» : ذكره أبو نعيم في الصّحابة، وقال: إنه مجهول، ثم أورده من طريق مسلم بن خالد، عن مطرف النضري، عن حميد بن هلال، عن المنذر بن مالك، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أي الصدقة أفضل؟ قال: «سرّ إلى فقير، وجهد من مقلّ» . قلت: ويحتمل أن يكون هذا الحديث مرسلا، والمنذر بن مالك هو أبو نضرة الغفاريّ «2» ، وهو تابعي مشهور. 8247- المنذر بن محمد «3» : بن عقبة بن أحيحة، بمهملتين مصغرا، ابن الجلاح الأنصاريّ الخزرجيّ. يكنى أبا عبيدة. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما فيمن شهد بدرا، واستشهد ببئر معونة. 8248- المنذر بن يزيد بن غانم «4» بن حديدة الأنصاري «5» ، أخو عبد الرحمن. قال العدويّ: له صحبة. واستدركه ابن فتحون. 8249- المنذر، غير منسوب: ذكره البخاريّ في الصّحابة، وقال: كان يسكن البادية. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، حكاه البغويّ، وذكره ابن فتحون عن أبي جعفر الطبري نحو ذلك.   (1) التمييز والفصل/ ص 167، أسد الغابة ت (5117) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1720، معرفة الرجال ج 2/ ت 350. المدخل إلى السنة 0/ 419، الصمت وآداب اللسان/ الفهرس، المؤتلف والمختلف ص 126، شرف أصحاب الحديث ص 52، 95. التبصرة والتذكرة ج 1/ ص 221، مسند ابن الجعد 2، 3295، 3260، المؤتلف والمختلف ص 126. (2) في أ: الغنوي. (3) الاستيعاب ت (2526) ، الثقات 3/ 387، الاستبصار 315، أصحاب بدر 162، تجريد أسماء الصحابة 2/ 96! أسد الغابة ت (5118) . (4) في أ: عامر. (5) أسد الغابة ت (5119) ، الاستيعاب ت (2527) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 173 8250- منسأة الجنّي: ذكر ابن دريد أنه أحد الجن الذين استمعوا القرآن من أهل نصيبين، وآمنوا بالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم [بنخلة] . 8251- منصور بن عمير» بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدريّ، أخو مصعب. يكنى أبا الرّوم، وهو مشهور بكنيته. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وذكره فيمن شهدا أحدا. وقال الزبير بن بكّار: استشهد باليرموك. 8252- منظور بن زبّان «2» بن سيّار بن عمرو بن جابر «3» بن عقيل بن هلال بن سمى بن مازن بن فزارة. ذكر الدّار الدّارقطنيّ وعبد الغنيّ بن سعيد في المشتبه، عن المفضل الغلابي- أنه قال في حديث البراء بن عازب: أتيت «4» خالي ومعه الراية، فقلت: إلى أين؟ قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى رجل تزوّج امرأة أبيه أن أضرب عنقه. قال: هذا الرجل هو منظور بن زبّان. وحكى عمر بن شبة أن هذه الآية، وهي قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ... [سورة النساء آية 22]- نزلت في منظور بن زبّان، خلف على امرأة أبيه واسمها مليكة، وأن أبا بكر الصّديق طلبهما لما ولي الخلافة إلى أن وجدهما بالبحرين، فأقدمهما المدينة، وفرّق بينهما، وأن عمر أراد قتل منظور، فحلف باللَّه أنه ما علم أنّ اللَّه حرّم ذلك. وفي ذلك يقول الوليد بن سعيد بن الحمام المري من أبيات: بئس الخليفة للآباء قد علموا ... في الأمّهات أبو زبّان منظور [البسيط] وهذا يدل على أن منظور لم يقتل في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فلعل خال البراء لم يظفر به، بل لما بلغه أنه قصده هرب.   (1) أسد الغابة ت (5120) . (2) تفسير الطبري ج 8/ 894- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1082، أسد الغابة ت (5121) . (3) في أ: سقط. (4) لقيت في أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 174 وقال أبو الفرج الأصبهانيّ في «الأغاني» : كان منظور سيّد قومه، وهو أحد من طال حمل أمه به، فولدته بعد أربع سنين، فسمي منظورا لطول ما انتظروه، قال: وذكر الهيثم بن عديّ، عن عبد اللَّه بن عياش المنتوف، وعن هشام بن الكلبي، قال: وذكر بعضه الزّبير بن بكّار عن عمه، عن مجالد، قالوا تزوّج منظور بن زبان امرأة أبيه وهي مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة المزني، فولدت له هاشما وعبد الجبّار وخولة، ولم تزل معه إلى خلافة عمر، فرفع أمره إلى عمر، فأحضره وسأله عما قيل فيه من شربه الخمر ونكاحه امرأة أبيه، فاعترف بذلك، وقال: ما علمت أن هذا حرام، فحسبه إلى قرب صلاة العصر، ثم أحلفه أنه لم يعلم أن اللَّه حرّم ذلك، فحلف فيما ذكروا أربعين يمينا، ثم خلّى سبيله، وفرق بينه وبين مليكة، وقال: لولا أنك حلفت لضربت عنقك. وقال ابن الكلبيّ في روايته: قال عمر: أتنكح امرأة أبيك وهي أمّك؟ أو ما علمت أن هذا نكاح المقت، ففرّق بينهما، فاشتد ذلك عليه، فرآها يوما تمشي في الطّريق فأنشد: ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدّهر ... إذا منعت منّي مليكة والخمر فإن تك قد أمست بعيدا مزارها ... فحيّ ابنة المرّيّ ما طلع الفجر [الطويل] وقال أيضا من أبيات: لعمر أبي دين يفرّق بيننا ... وبينك قسرا إنّه لعظيم [الطويل] فبلغ ذلك عمر، فطلبه ليعاقبه فهرب، وتزوجها طلحة بن عبيد اللَّه. وذكر الزّبير بن بكّار في «أخبار المدينة» : قال: قال عمر لما فرق بين منظور ومليكة: من يكفل هذه؟ فقال عبد الرّحمن بن عوف: أنا، فأنزلها داره، فعرفت الدار بعد ذلك بها، فكان يقال لها دار مليكة. وذكر عمر بن شبة في «أخبار المدينة» : أنّ ذلك كان في خلافة عمر كما سأذكره في ترجمة مليكة في النّساء. وذكر ابن الكلبيّ في كتاب «المثالب» أنها كانت تكنى أم خولة، وأنها كانت عند زبّان، فهلك عنها ولم تلد له، فتزويجها ولده نكاح مقت ... فذكر القصّة مطولة. وذكر أبو موسى في ذيله في ترجمة مليكة هذه، من طريق محمد بن ثور، عن ابن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 175 جريج، عن عكرمة، قال: فرّق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهن، فذكر منهن مليكة، خلف عليها منظور بعد أبيه. وقال أبو الفرج أيضا: خطب الحسن بن علي خولة بنت منظور هذا، وأبوها غائب فجعلت أمرها بيده، فتزوّجها فبلغه فقال: أمثلي يفتات عليه في ابنته؟ فقدم المدينة فركز راية سوداء في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فلم يبق في المدينة قيسي إلا دخل تحتها، فبلغ ذلك الحسن، فقال: شأنك بها. فأخذها وخرج، فلما كان بقباء جعلت تندبه، وتقول: يا أبت الحسن بن علي سيّد شباب أهل الجنّة! فقال: تلبثي هنا فإن كان له بك حاجة فسيلحقنا. قال: فأقام ذلك اليوم، فلحقه الحسن ومعه الحسين، وعبد اللَّه بن جعفر، وعبد اللَّه بن عباس، فزوّجها من الحسن، ورجع بها. وأظن هذه البنت هي التي ذكرت في ترجمة الفرزدق الشّاعر، أو هي أختها، وذلك أن زوجته النّوّار لما فرّت منه إلى ابن الزبير بمكّة، وهو يومئذ خليفة، قدم مكّة، فنزل على بني عبد اللَّه بن الزبير، فمدحهم، وكانت النوار نزلت على بنت منظور بن زبّان، فقضى ابن الزبير للنوار على الفرزدق في قصّة مذكورة، وفي ذلك يقول الفرزدق. أمّا بنوه فلم تقبل شفاعتهم ... وشفّعت بنت منظور بن زبّانا ليس الشّفيع الّذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشّفيع الّذي يأتيك عريانا [البسيط] وقال المرزبانيّ: منظور مخضرم، تزوّج امرأة أبيه مليكة بنت خارجة، ففرّق بينهما عمر، فذكر البيتين. وذكر ابن الأثير في ترجمته، عن الأمير أبي نصر بن ماكولا، أنه ذكر في الإكمال منظور بن زبّان بن سنان الفزاري هو الّذي تزوّج امرأة أبيه، فبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من يقتله، قال ابن الأثير: لو لم يكن مسلما لما قتله على ذلك، بل كان يقتله على الكفر. انتهى. وقصته مع أبي بكر وعمر ثم مع الحسن بن علي تدلّ على أنه عاش إلى خلافة عثمان، واللَّه أعلم. 8253- منظور بن لبيد: بن عقبة بن رافع الأنصاريّ الأشهليّ، أخو محمود. قال العدويّ: شهد بيعة الرّضوان. واستدركه ابن فتحون. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 8254- منقذ بن خنيس الأسديّ «1» : أبو كعب، مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى. 8255- منقذ بن حبّان العبديّ «2» : تقدّم ذكره «3» في ترجمة صحار، وهو ابن أخت الأشجّ. واللَّه أعلم. 8256- منقذ بن زيد «4» بن الحارث. أورده أبو عمر عن بعض من ألّف في الصّحابة. 8257- منقذ بن عائذ: في المنذر بن عائذ. 8258- منقذ بن عمرو «5» بن عطيّة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجّار الأنصاريّ المدنيّ. قال البخاريّ: له صحبة. وقد تقدم في ترجمة حبّان بن منقذ بيان الاختلاف في سبب حديث: «إذا بايعت فقل لا خلابة» ، وهل القصة لحبّان بن منقذ أو لأبيه منقذ بن عمرو؟ 8259- منقذ بن نباتة «6» الأسدي. ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني أسد بن خزيمة، وذكره ابن مندة فيمن اسمه معبد. والمعروف منقذ، وصحّف أبو عمر أباه فقال لبابة. 8260- منقذ الأسلميّ: ذكره ابن فتحون في الذيل، عن الباوردي، وأنه أورده فيمن شهد صفّين من الصّحابة من طريق عبيد اللَّه بن أبي رافع. والسّند بذلك ضعيف. 8261- منقّع «7» بن الحصين بن يزيد بن شبل بن حبان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميميّ السعديّ. ذكره ابن سعد فيمن نزل البصرة من الصّحابة، وأخرج البخاريّ وابن أبي خيثمة في   (1) أسد الغابة ت (5122) . (2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2160. (3) في أ: تقدم ذكره. (4) أسد الغابة ت (5123) ، الاستيعاب ت (2528) . (5) أسد الغابة ت (5124) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 2159. (6) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2161، أسد الغابة ت (5125) . (7) تجريد أسماء الصحابة 2/ 97، الجرح والتعديل 8/ 426، التاريخ الكبير 8/ 53، تبصير المنتبه 4/ 1324، الإكمال 10/ 297، أسد الغابة ت (5127) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 177 تاريخهما، من طريق عصمة بن بشر، حدّثنا الفزع عن المنقع، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بصدقة إبلنا، فقال: «اللهم لا أحلّ لهم أن يكذبوا عليّ» . قال المنقع: فلم أحدّث عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا حديثا نطق به كتاب أو جرت به سنة. قال سيف بن هارون: راويه عن عصمة أظنه الفزع شهد القادسيّة. وأخرجه أبو علي بن السّكن من هذا الوجه مطوّلا، وزاد فيه بيان سبب الحديث المذكور، وفيه: إنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على ناقة، وأسود آخذ بركابه قد حاذى رأس النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ما رأيت من النّاس أطول منه. 8262- المنقع بن مالك «1» : بن أمية بن عبد العزّى السلمي. تقدم ذكره في ترجمة قدد بن عمار السّلميّ، وأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمّره على طائفة من قومه. وقد تقدم ذكر المقنع بتقديم القاف على النون، وهو سلمي أيضا، فلا أدري هل هما واحد اختلف في اسمه أو هما اثنان؟ 8263- المنكدر «2» بن عبد اللَّه بن الهدير التميمي «3» . ذكره [الطّبراني] «4» وغيره في الصحابة، وأخرجوا من طريق حريث بن السّائب، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من طاف بهذا البيت أسبوعا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها» . 8264- منهال بن أوس النكري، بضم النون. وفد إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره الرشاطيّ، عن المدائنيّ، قال: ولم يذكره ابن عبد البرّ، ولا ابن فتحون. 8265- منهال بن أبي منهال «5» : ذكره الطّبري في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون. 8266- منهال القيسي «6» : تقدم ذكره في قتادة بن ملحان. 8267- منيب «7» : بضم أوله وكسر النون وآخره موحدة، ابن عبد، السلمي. ذكره الخطيب، وتبعه ابن ماكولا، واستدركه أبو موسى، وأورده من طريق   (1) أسد الغابة ت (5128) . (2) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2059، أسد الغابة ت (5129) . (3) في أ، ل: التيمي. (4) في أ: بياض. (5) في أ: المنهال. (6) في أ: العبسيّ. (7) أسد الغابة ت (5132) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 178 الأحوص بن حكيم، عن عبد اللَّه بن غابر، بمعجمة وموحدة، الألهاني، عن منيب بن عبد السلميّ، وكان من الصّحابة، عن أبي أمامة- رفعه: «من صلّى الصّبح في مسجد جماعة ثمّ ثبت حتّى يصلّي سبحة الضّحى كان له أجر حجّة وعمرة» . 8268- منيب، أبو أيوب الأزديّ: الغامديّ. قال البخاريّ، وأبو حاتم: له صحبة. وقال أبو عمر: عداده في أهل الشام. وأخرج الطّبرانيّ من طريق عتبة بن حبّان، عن منيب بن مدرك بن منيب الغامديّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول للناس: «يا أيّها النّاس، قولوا لا إله إلّا اللَّه تفلحوا» «1» فمنهم من سبّه، ومنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب حتى انتصف النهار، فأقبلت جارية بعسّ ماء، فغسل وجهه ويديه، فقلت: من هذه؟ قالوا: هذه زينب ابنته. وأخرجه البخاريّ من هذا الوجه مختصرا. 8269- منيبق «2» : بنون وموحدة وقاف مصغّرا، ابن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب الجمحيّ. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد بأحد. 8270- المنيذر «3» : مصغرا، الأسلميّ، ويقال الثمالي، ويقال هو المنيذر بصيغة التّصغير. وقيل بوزن المنتشر. ذكره بن يونس، وقال: رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه «4» عبد الرّحمن الحبلى. وقال البغويّ: سكن إفريقية، وروى حديثه رشدين ابن سعد، عن حيي «5» بن عبد اللَّه، عن أبي عبد الرّحمن الحبلى، عن المنيذر، صاحب النبيّ   (1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 492 عن ربيعة بن عباد الديليّ وكان جاهليا أسلم ... والطبراني في الكبير 5/ 56، 8/ 376 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1682 والدار الدّارقطنيّ في السنن 3/ 45، والبيهقي في دلائل النبوة 5/ 380، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 76 وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 25 عن ربيعة بن عباد ... الحديث وقال رواه أحمد وابنه والطبراني في الكبير بنحوه والأوسط باختصار بأسانيد وأحد أسانيد عبد اللَّه بن أحمد ثقات، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35538، 35541. (2) تبصير المنتبه 4/ 1292. (3) أسد الغابة ت (5133) ، الاستيعاب ت (2608) . (4) في أ: روى عنه أبو عبد الرحمن. (5) في أ: حسين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 179 صلى اللَّه عليه وآله وسلم- سكن إفريقية، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «من قال إذا أصبح: رضيت باللَّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا، فأنا الزّعيم لآخذنّ بيده فلأدخلنّه الجنّة» . وصله الطّبرانيّ إلى رشدين، وتابعه ابن وهب عن حيي، ولكنه لم يسمّه، قال: عن رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرجه ابن مندة. وقال ابن السّكن: المنيذ الثّمالي من مذحج، ويقال من كندة، وله حديث واحد، مخرج حديثه عند أهل مصر، وأرجو ألّا يكون صحيحا، وليس هو المشهور. ونقل الرشاطيّ عن عبد الملك بن حبيب، قال: دخل الأندلس من الصّحابة المنيذر الإفريقي، ولم يتابع عبد الملك على ذلك، فإنه لم يتجاوز إفريقية. الميم بعدها الهاء 8271- المهاجر بن أبي أميّة «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ، أخو أم سلمة، زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، شقيقها. قال الزّبير: شهد بدرا مع المشركين، وقتل أخواه يومئذ: هشام، ومسعود، وكان اسمه الوليد فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وولّاه لما بعث العمال على صدقات صنعاء، فخرج عليه الأسود العنسيّ، ثم ولاه أبو بكر وهو الّذي افتتح حصن النّجير الّذي تحصّنت به كندة في الردّة، وهو زياد بن لبيد. وقال المرزباني في معجم الشّعراء: قاتل أهل الردّة، وقال في ذلك أشعارا. وذكر سيف في الفتوح أنّ المهاجر كان تخلّف عن غزوة تبوك، فرجع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو عاتب عليه، فلم تزل أم سلمة تعتذر عنه حتى عذره، وولّاه. وأخرج الطّبرانيّ من طريق محمد بن حجر، بضم المهملة وسكون الجيم، ابن عبد الجبّار بن وائل بن حجر، قال: وفدت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فرحّب بي وأدنى مجلسي، فلما أردت الرجوع كتب ثلاث كتب: كتاب خاص بي فضّلني فيه على قومي: «بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم. من محمّد رسول اللَّه إلى المهاجر بن أبي أميّة، إنّ وائلا يستسعيني ونوفلا على الأقيال حيث كانوا من حضرموت ... » الحديث.   (1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 163، أسد الغابة ت (5134) ، الاستيعاب ت (2531) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 180 8272- المهاجر بن خلف: يأتي في ابن قنفذ. 8273- المهاجر بن زياد الحارثي «1» : أخو الربيع. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: في صحبته نظر، ولا أعلم له رواية، وأنه شهد فتح تستر مع أبي موسى، وكان صائما فعزم عليه أبو موسى حتى أفطر، ثم قاتل حتى قتل. 8274- المهاجر بن قنفذ «2» بن عمير بن جدعان بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشيّ التيميّ. كان أحد السّابقين إلى الإسلام، ولما هاجر أخذه المشركون فعذّبوه، فانفلت منهم، وقدم المدينة، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «هذا المهاجر حقّا» . وقال ابن سعد، وأبو عبيدة السّكّريّ: ولاه عثمان في خلافته شرطته. وقيل: كان اسمه أولا عمرا، ويقال: كان اسم أبيه خلفا، وقنفذ لقب. وقيل: إنما أسلم بعد الفتح، وسكن البصرة، ومات بها. وأخرج أبو داود والنّسائيّ من طريق معاذ بن هشام الدّستوائيّ، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي ساسان ، المهاجر بن قنفذ- أنه أتى صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم ردّ عليه. 8275- المهاجر «3» : مولى أم سلمة، يكنى أبا حذيفة. صحب النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وخدمه، وشهد فتح مصر، واختطّ بها، ثم تحول إلى طحا «4» فسكنها إلى أن مات. ذكره أبو سعيد بن يونس، وأخرج الحسن بن سفيان، وابن السكن، ومحمد بن الربيع الجيزيّ، والطّبري، وابن مندة، من طريق بكير مولى عمرة: سمعت المهاجر يقول: خدمت   (1) أسد الغابة ت (5136) ، الاستيعاب ت (2533) . (2) الثقات 3/ 384، تجريد أسماء الصحابة 2/ 98، تقريب التهذيب 2/ 278، خلاصة تذهيب 3/ 59، الطبقات 19، 174، الجرح والتعديل 8/ 259، تاريخ من دفن بالعراق 456، العقد الثمين 7/ 293، تهذيب الكمال 3/ 1379، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، التاريخ الكبير 8/ 379، تهذيب التهذيب 7/ 322، بقي بن مخلد 273، الاستيعاب ت (2535) ، أسد الغابة ت (5138) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 97، الجرح والتعديل 8/ 259، العقد الثمين 7/ 294، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5137) ، الاستيعاب ت (2534) . (4) طحا: بالفتح والقصر: كورة بمصر شمالي الصعيد غربي النيل. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 880. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 181 رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم سنين، فلم يقل لي لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته: لم تركته؟. قال يحيى بن عبد اللَّه بن بكير: هو- يعني بكيرا مولى عمرة جدّي. أخرجوه كلهم من رواية يحيى، عن إبراهيم بن عبد اللَّه التّجيبي، عن عمران بن عبد اللَّه الكنديّ، عن بكير. وقال ابن السّكن: تفرد بن يحيى بن بكير. وقال محمد بن الربيع: لم يرو عنه غير أهل مصر. 2676- المهاجر، غير منسوب «1» : ذكره أبو عمر، فقال: رجل من الصّحابة، قال: كان لنعل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قبالان، لا أدري هو مولى أم سلمة أو غيره؟ قلت: بل هو غيره لجزم ابن السّكن وغيره أنه لم يرو عنه غير أهل مصر، وهذا قد أخرج حديثه الحارث بن أبي أسامة في مسندة، من طريق سهل بن حاتم، قال: حدّثنا زياد أبو عمر، قال: دخلنا على شيخ يقال له مهاجر، وعليّ نعل لها قبالان، وكنت أريد تركه لشهرته، فقال لي: لا تتركه، فإنّ نعل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كان لها قبالان. 8277- مهجع: بكسر أوله وسكون الهاء بعدها جيم مفتوحة ثم مهملة. هو مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكره الحاكم في صحيحه من طريق الهقل بن زياد، عن الأوزاعيّ، حدّثني أبو عمار، عن واثلة بن الأسقع- رفعه: «خير السّودان لقمان، وبلال، ومهجع مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم» . قلت: وأخشى أن يكون هو «2» الّذي بعده. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم. 8278- مهجع العكّي «3» : مولى عمر بن الخطاب. قال ابن هشام: أصله من عك، فأصابه سباء فمنّ عليه عمر فأعتقه، وكان من السّابقين إلى الإسلام، وشهد بدرا، واستشهد بها. وقال موسى بن عقبة: كان أول من قتل ذلك اليوم. وذكر ابن مندة من طريق الكلبيّ،   (1) الاستبصار 176، تجريد أسماء الصحابة 2/ 98، تهذيب الكمال 3/ 1379، أسد الغابة ت (5139) ، الاستيعاب ت (2536) . (2) في أ: يكون هو الّذي. (3) أسد الغابة ت (5143) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 182 عن أبي صالح، عن ابن عباس، أنه ممن نزل فيه قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ ... الآية. 8279- مهدي عبد الرحمن «1» : ذكره ابن عائذ في البكّاءين في غزوة تبوك. نقله ابن سيّد الناس. 8280- مهران» : مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال الثّوريّ، عن عطاء بن السّائب، قال: أتيت أم كلثوم بنت عليّ بشيء من الصّدقة فردّتها، وقالت: حدّثني مولى للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له مهران أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّا آل محمّد لا تحلّ لنا الصّدقة، ومولى القوم منهم» . أخرجه أحمد، والبغويّ، وابن شاهين، من طريق الثوري. وقال البخاريّ، عن أبي نعيم، عن سفيان: يقال له مهران أو ميمون وقال حماد بن زيد، عن عطاء: كيسان أو هرمز، وفي اسمه اختلاف آخر تقدم فيمن اسمه زياد. 8281- مهران «3» : والد ميمون الجزري. قال البغويّ: ذكره البخاريّ في «الصّحابة» ، وقال: سكن الشّام. وأخرج ابن السّكن من طريق عبد الرحمن بن سوار الهلالي، قال: كنت جالسا عند عمرو بن ميمون، فقال له رجل من أهل الكوفة: يا أبا عبد اللَّه، بلغني أنك تقول من لم يقرأ بأمّ الكتاب فصلاته خداج. فقال: نعم، حدّثني أبي ميمون، عن أبيه مهران، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بهذا. قال عبد الرّحمن: وحدثني عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه، عن جدّه- أنّ أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كانوا في سفرهم مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يمسحون على الخفّين ثلاثة أيام، وإذا أقاموا في أهلهم مسحوا حتى يصلّوا العشاء. قال ابن السّكن: لا يروى عن ميمون شيء إلا من هذا الوجه. وأخرج الطّبراني وابن مندة الحديث الأول باختصار.   (1) هذه الترجمة سقط من!. (2) الثقات 3/ 403، أزمنة التاريخ الإسلام 1/ 892، تجريد أسماء الصحابة 1/ 98، تقريب التهذيب 2/ 297، الطبقات 81، الجرح والتعديل 8/ 300، التاريخ الكبير 7/ 427، بقي بن مخلد 556، ذيل الكاشف 1512، الاستيعاب ت (2612) ، أسد الغابة ت (5142) . (3) الثقات 3/ 403، أزمنة التاريخ الإسلام 1/ 892، تجريد أسماء الصحابة 1/ 98، تقريب التهذيب 2/ 297، الطبقات 81، الجرح والتعديل 8/ 300، التاريخ الكبير 7/ 427، بقي بن مخلد 556، ذيل الكاشف 1512، الاستيعاب ت (2612) ، أسد الغابة ت (5142) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 183 8282- مهزم بن وهب الكنديّ «1» : قال العقيليّ: له صحبة، وأخرج ابن قانع من طريق سوادة بن أبي سعيد الزّرقيّ أنه بلغه عن سعيد بن جبير، عن مهزم بن وهب الكندي، يقول: صليت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الظهر، فوجد من رجل ريحا، فلما صلّى قال: يا رسول اللَّه، إنما شربت شيئا «2» في جرّ، فنادى بأعلى صوته: «يا أهل الوادي، لا أحلّ لكم أن تنبذوا في الجرّ الأخضر والأبيض والأسود، ولينبذ أحدكم في سقائه، فإذا طاب شرب» . وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه. وقال أبو نعيم: تفرد بذكره المتأخر. قلت: فلم يصب أبو نعيم في ذلك، فقد سبقه ابن قانع، والعقيليّ. 8283- مهشم «3» : قيل هو اسم أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشميّ. وسيأتي في الكنى. 8284- مهشم: قيل هو اسم أبي العاص بن الرّبيع العبشمي. وسيأتي في الكنى. 8285- مهلهل «4» ، غير منسوب:. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عمر بن سنان، حدّثتنا وردة بنت ناجية عن سلمة الضبي، عن مهلهل- رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من سرّه أن يظلّه اللَّه في ظلّه يوم القيامة فليصل رحمه ولا يبخل بالسّلام» «5» . وفي سنده من لا يعرف. 8286- مهند الغفاريّ «6» : له حديث في مسند بقيّ بن مخلد. 8287- مهير: بالتصغير، ابن رافع الأنصاري، عم رافع بن حديج. ذكره الطّبريّ، والبغويّ، وابن السّكن في الصّحابة، وأخرجوا من طريق سعيد بن أبي   (1) أسد الغابة ت (5144) ، الاستيعاب ت (2613) . (2) في أ: نبيذا. (3) أسد الغابة ت (5145) . (4) أسد الغابة ت (5146) ، الأعلام 7/ 315، تجريد أسماء الصحابة 2/ 99، طبقات علماء إفريقيا وتونس 2/ 157، العقد الثمين 7/ 296. (5) أورده المنذري في الترغيب 2/ 47، والسيوطي في الدر المنثور 1/ 369، والهيثمي في الزوائد 4/ 137 عن أسعد بن زرارة ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير عن طريق عاصم بن عبيد اللَّه عن أسعد وعاصم ضعيف لم يدرك أسعد بن زرارة. (6) بقي بن مخلد 898. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 184 عروبة، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، عن رافع بن خديج- أنّ بعض عمومته زعم قتادة أن اسمه مهير، قال: نهانا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن أمر كان بنا رافقا. واستدركه ابن فتحون، وفي الصّحيحين رواية رافع عن عمّيه: أحدهما ظهير، بالتّصغير، وذكر ابن عبد البرّ أن الآخر مظهر، وقد تقدم. 8288- مهين بن الهيثم «1» بن نابي بن مجدعة الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره الأمويّ في المغازي، عن ابن إسحاق، فيمن شهد العقبة، قال ابن فتحون: رأيته في نسخة من معجم البغويّ بوزن عظيم. قلت: وكذلك أورده المستغفري، عن ابن إسحاق. قال ابن فتحون: ورأيته في نسخة من معجم البغويّ قرئت على أبي ذرّ الهرويّ بالتّصغير وآخره راء. قلت: الأول أصوب. الميم بعدها الواو 8289- موسى بن الحارث «2» بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة القرشيّ التيميّ. ذكره الطّبريّ فيمن هاجر إلى الحبشة مع أبيه، فمات بها موسى. وقال أبو عمر: مات بالحبشة وهو صغير. 8290- موسى الأنصاري: والد إبراهيم. أخرجه ابن الجوزيّ في الموضوعات حرز أبي دجانة من طريقه. 8291- مولة «3» : بفتحتين، ابن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن الضباب بن كلاب الكلابيّ، ويقال: مولى الضّحاك بن سفيان الكلابيّ. قال ابن السّكن: له صحبة وذكره البغويّ وغيره في الصّحابة، وأخرجوا من طريق الزّبير بن بكّار: حدثتني ظمياء «4» بنت عبد العزيز بن مولة، قالت: حدّثني أبي، عن أبيه.   (1) أسد الغابة ت (5147) . (2) أسد الغابة ت (5148) ، الاستيعاب ت (2614) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 99، الأنساب 4/ 255، تبصير المنتبه 3/ 1023، الاستيعاب ت (2615) ، أسد الغابة ت (5149) . (4) في أ: طهار. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 185 أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو ابن عشرين سنة، فمسح يمين رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وصدق إليه قلوصا ابن لبون، ثم صحب أبا هريرة، وعاش في الإسلام مائة سنة، وكان يدعي ذا اللّسانين من فصاحته. وأخرج البغويّ، عن الزّبير بن بكّار بهذا السّند قصة عامر بن الطّفيل مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وقول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «اللَّهمّ اشغل عنّي عامرا كيف شئت، وأنّى شئت، واهد بني عامر، فأصابت عامرا غدّة كغدّة البعير ... » فذكر قصة موته. وهكذا أخرجه ابن شاهين، عن أبي محمّد بن صاعد، عن الزبير. 8292- مؤمّل بن عمرو: ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأظنّه المؤمل بن عمرو بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدويّ، فإنّ لهم عقبا منهم إياس بن المؤمل. له ذكرا. 8293- مؤمن : 8294- مونّس «1» : بن فضالة بن عدي الأنصاري. قال أبو عمر: بعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم على المشركين لما جاءوا إلى أحد، وشهد هو وأخوه أنس جميعا أحدا. 8295- موهب بن رباح الأشعريّ: حليف بن زهرة. ذكره الزّبير بن بكّار عن عمّه مصعب، قال: قال حسّان بن ثابت لموهب: قد كنت أغضب أن أسبّ فسبّني ... عبد المقامة موهب بن رباح «2» [الكامل] فأجابه موهب بأبيات قال فيها: سمّيتني عبد المقامة كاذبا ... وأنا السّميدع والكميّ سلاحي وأنا امرؤ م الأشعرين مقاتل ... وبنو لؤيّ أسرتي وجناحي [الكامل]   (1) أسد الغابة ت (5150) ، الاستيعاب ت (2616) ، تبصير المنتبه 4/ 1330. (2) الديوان: 262. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 186 فقال حسان: حملت بني تيم فأعصى سفيههم ... وزهرة لا تزداد إلّا تماديا [الطويل] فقال عبد الرحمن بن عوف لحسان: خذ مني ثمن موهب بن رباح واكفف عنه، ففعل. وأخرج الفاكهيّ من طريق الوليد بن جميع، عن عبد الرّحمن بن موهب هذا- قصة ابن جدعان. 8296- موهب بن عبد اللَّه «1» بن خرشة الثقفيّ. ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق أبي الحسن المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان، قال: كان موهب هذا في وفد ثقيف، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: أنت موهب أبو سهل. 8297- موهب النوفلي: مولاهم. قال الأمويّ في «المغازي» : حدّثنا أبي، عن رجل من آل موهب مولى عقبة بن الحارث، عن موهب، قال: كانوا جعلوني على حراسة خشبة حبيب بن عدي، قال: فرغب إليّ أن أجنبه ما ذبح على النّصب، وأن أسقيه العذب، وأن أعلمه إذا أرادوا قتله، ففعلت، فلما فتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكّة أتيته، فقال له رهط من الأنصار: إنه كان قد أولى خبيبا معروفا. فقلت: يا رسول اللَّه أتؤمنني وتؤمن من في حجرتي؟ قال: ومن هم؟ قلت: ولد الحارث بن عامر بن نوفل. قال: فأمنهم. واستدركه ابن فتحون. الميم بعدها الياء 8298- ميثم، غير منسوب «2» : قال أبو عمر: حديثه عند زيد بن أبي أنيسة، وأخرج ابن أبي عاصم في الوحدان وأبو نعيم، من طريقه، ثم من رواية زيد «3» بن أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبيد اللَّه بن الحارث، عن ميثم- رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: «يغدو الملك برايته مع أوّل من يغدو إلى المسجد، فلا يزال بها معه حتّى يرجع فيدخل بها منزله، وإنّ   (1) أسد الغابة ت (5151) . (2) الاستيعاب ت (2617) ، أسد الغابة ت (5152) ، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 2188. (3) في أ: يزيد بن أبي أنيسة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 187 الشّيطان ليغدو برايته مع أوّل من يغدو إلى السّوق» . وهذا موقوف صحيح السّند. ثم وجدت له حديثا مرفوعا أخرجه ابن مندة من طريق الحارث بن حصيرة، حدثني محمد بن حمير الأزدي، قال: إني لشاهد ميثما حين أخرجه ابن زياد، فقطع يديه ورجليه، فقال: سلوني أحدثكم، فإن خليلي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أخبرني أنه سيقطع لساني، فما كان إلّا وشيكا حتى خرج شرطي، فقطع لسانه، ثم ظهر لي أن صاحب الحديث، الثاني آخر مخضرم، وأن قوله في هذه الرواية «خليلي» يريد علي بن أبي طالب، وكان من عادته إذا ذكره أن يصلّي عليه. وسأبين ذلك في القسم الثّاني. 8299- ميسرة بن مسروق العبسيّ «1» : من بني هدم بن عوذ بن قطيعة بن عبس العبسيّ. أحد الوفد من عبس الذين مضت أسماؤهم في ترجمة الربيع بن زياد، وشهد ميسرة حجة الوداع، وقال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: الحمد للَّه الّذي استنقذني به من النّار. وأخرج الواقدي في كتاب «الردة» ، من طريق أسلم مولى عمر، قال: حدّثني ميسرة بن مسروق، قال: قدمت بصدقة قومي طائعين، وما جاءنا أحد حتى دخلت بها على أبي بكر، فجزاني وقومي خيرا، وعقد لنا، وأوصى بنا خالد بن الوليد، فكان إذا زحف الزحوف أخذ اللّواء، فقاتل به، وشهدنا معه اليمامة، وفتح الشام. وقال أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام: حدّثني يحيى بن هانئ بن عروة المرادي: كان لميسرة بن مسروق صحبة وصلاح. قال: ولما مات قيس عقد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لميسرة بن مسروق، قال: وحدّثني النضر بن صالح، عن سالم بن ربيعة، قال: حمل ميسرة ونحن معه يومئذ في الخيل في وقعة فحل، فضرعت فرسه، فقتل يومئذ جماعة، وأحاطوا بنا إلى أن جاء أصحابنا فانقشعوا عنا. ثم شهد فتح حمص واليرموك، فأراد أن يبارز روميّا، فقال له خالد: إنّ هذا شابّ، وأنت شيخ كبير، وما أحبّ أن تخرج إليه فقف في كتيبته، فإنه حسن البلاء، عظيم الغناء. وقال ابن الأعرابيّ في نوادره: حدّثت عن الواقدي أنّ ميسرة بن مسروق أول من أطلع درب الروم من المسلمين. 8300- ميسرة «2» : يقال هو اسم أبي طيبة الحجام. وسيأتي في الكنى. 8301- ميسرة الفجر «3» :   (1) أسد الغابة ت (5155) . (2) أسد الغابة ت (5153) . (3) أسد الغابة ت (5154) ، الاستيعاب ت (2618) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 99، الطبقات 99، الثقات 3/ 388، الجرح والتعديل 8/ 252، تاريخ جرجان 392، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 374، بقي بن مخلد 614، ذيل الكاشف 1557. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 188 صحابي، ذكره البخاريّ والبغويّ وابن السّكن وغيرهم في الصّحابة، وأخرجوا من طريق بديل بن ميسرة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول اللَّه، متى كنت نبيا، قال: «وآدم بين الرّوح والجسد» «1» . وهذا سند قويّ، لكن اختلف فيه على بديل بن ميسرة، فرواه منصور بن سعيد عنه هكذا. وخالفه حماد بن زيد، فرواه عن بديل، عن عبد اللَّه بن شقيق، قال: قيل: يا رسول اللَّه، لم يذكر ميسرة. وكذا رواه حمّاد، عن والده، وعن خالد الحذاء، كلاهما عن عبد اللَّه بن شقيق. أخرجه البغويّ. وكذا رواه حمّاد بن سلمة، عن خالد عن عبد اللَّه بن شقيق، قال: قلت: يا رسول اللَّه. أخرجه البغويّ أيضا. وأخرجه من طريق أخرى، عن حمّاد، فقال: عبد اللَّه بن شقيق، عن رجل، قال: قلت: يا رسول اللَّه. وأخرجه أحمد من هذا الوجه، وسنده صحيح. وقد قيل إنه عبد اللَّه بن أبي الجدعاء الماضي في العبادلة. وميسرة لقب. 8302- ميسرة: غلام خديجة. ذكر في السّيرة، وكان رفيق النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في تجارة خديجة قبل أن يتزوجها. وحكى بعض أدلة نبوته، وترجم له ابن عساكر، ولم أقف على رواية صريحة بأنه بقي إلى البعثة، فكتبته على الاحتمال. 8303- ميمون بن سنباذ «2» : العقيليّ، يكنى أبا المغيرة. قال ابن السّكن: أصله من اليمن، وحديثه في البصريّين. وقال البخاريّ: له صحبة، وأخرج هو وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند من طريق   (1) أخرجه ابن أبي شيبة 14/ 292، والحاكم 2/ 609، والبخاري في التاريخ 7/ 374، وابن سعد 1/ 95، 7/ 41 وانظر كنز العمال (31917، 32117) . (2) أسد الغابة ت (5157) ، الاستيعاب ت (2619) ، الثقات 3/ 382، تجريد أسماء الصحابة 2/ 100، الجرح والتعديل 8/ 232، الطبقات 125، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 337، الإكمال 4/ 416، ذيل الكاشف 1559. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 189 هارون بن دينار أبي المغيرة العجليّ البصريّ، قال: حدّثني أبي، قال: كنت على باب الحسن، فخرج رجل من أصحابه، فقال لي: يا أبا المغيرة ميمون بن سنباذ، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «قوام أمّتي بشرارها» «1» . وأخرجه ابن السّكن، من رواية يحيى بن راشد، عن هارون بن دينار العجليّ، حدّثني أبي، كنت عند الحسن، فلما خرجت من عنده لقيني رجل من أصحاب النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له: ميمون بن سنباد، فقال: يا أبا المغيرة. فذكره. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، وقال في سياقه، عن أبيه: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وأخرجه أبو نعيم، عن طريق خليفة بن خيّاط، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: كنا على باب الحسن، فخرج علينا رجل من أصحاب النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له ميمون بن سنباذ ... فذكر الحديث بلفظ: «ملاك هذه الأمّة بشرارها» . وهذه طريق أخرى من رواية هارون بن دينار. وقد استنكره. وقال: هارون وأبوه مجهولان، وأخرجه ابن عديّ في الكامل من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه، عن ميمون بن سنباذ، فهذه طريق ثالثة. واللَّه الموفق. وقال أبو عمر: ليس إسناد حديثه بالقائم. وقد أنكر بعضهم صحبته، يشير إلى ما ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، قال: ليست له صحبة. وتبعه أبو أحمد العسكريّ، وزاد: أدخله بعضهم في السند. 8304- ميمون «2» : مولى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم- تقدّم في مهران. 8305- ميمون، غير منسوب «3» : ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق أشعث بن سوار، عن محمد بن سيرين، عن ميمون، قال: استقطعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أرضا بالشّام قبل أن تفتح   (1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 227، والطبراني في الصغير 1/ 35، وابن عدي في الكامل 5/ 1984 وأورده الهيثمي في الزوائد 5/ 305، عن ميمون بن سنباذ وقال رواه عبد اللَّه بن أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه هارون بن دينار وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 8958. (2) أسد الغابة ت (5156) . (3) أسد الغابة ت (5159) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 190 فأعطانيها ففتحها عمر في زمانه، فأتيته، فقلت: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أعطاني أرضا من كذا إلى كذا، قال: فجعل عمر ثلثا لابن السّبيل، وثلثا لعمارتها، وثلثا لنا. 8306- ميمون بن يامين الإسرائيليّ «1» : ذكره المستغفريّ، واستدركه أبو موسى، وابن فتحون، وأخرجه عبد بن حميد «2» في تفسيره بسند قويّ إلى جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: كان ميمون بن يامين الحبر، وكان رأس اليهود من المدينة «3» ، فأسلم، وقال يا رسول اللَّه، ابعث إليهم، فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم، فأرسل إليهم، فجاءوا فحكّمهم فرضوا بميمون، وأثنوا عليه خيرا، فأخرجه إليهم فبهتوه وسبّوه، فأنزل اللَّه تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ... [سورة الأحقاف آية 10] الآية. 8307- مينا، مولى العباس: أحد من قيل إنه عمل المنبر. حكاه الزكي المنذريّ وغيره. القسم الثاني من له رؤية الميم بعدها الحاء 8308- المحسّن «4» : بتشديد السين المهملة، ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي، سبط النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. استدركه ابن فتحون على ابن عبد البرّ، وقال: أراه مات صغيرا، واستدركه أبو موسى على ابن مندة. وأخرجه من مسند أحمد تم من طريق هانئ بن هانئ عن علي، قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «أروني ابني ما سمّيتموه» ؟ «5» قلنا:   (1) أسد الغابة ت (5158) . (2) في أ: جاء. (3) في أ: المدينة. (4) أسد الغابة ت (4695) . (5) أخرجه أحمد في المسند 1/ 98، 118 والحاكم في المستدرك 3/ 165 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي بقوله صحيح. والطبراني في الكبير 3/ 100، وابن حبان في صحيح حديث رقم 2227- والبخاري في التاريخ الصغير 82- والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 52. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 191 حربا. قال: بل هو حسن، فلما ولد الحسين فذكر مثله، وقال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث قال مثله. وقال: «بل هو محسّن» . ثمّ قال: «سمّيتهم بأسماء ولد هارون: شبّر، وشبّير، ومشبّر» ، إسناده صحيح. 8309- محمد بن أبيّ بن كعب الأنصاري «1» : يكنى أبا معاذ: تقدم نسبه في ترجمة والده. قال ابن سعد، وابن أبيّ حاتم، والجعابيّ: ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأمّه أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو السّدوسيّ. وروى عن أبيه، وأمه، وعن عمر، وعثمان وغيرهم. روى عنه ابنه معاذ، وبشر بن سعيد الحضرميّ، والحضرميّ بن لاحق. قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. وقال الواقديّ: قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين. واللَّه أعلم. [8310- محمد بن أسعد بن زرارة الأنصاري هو من شرط هذا القسم وإن ثبت ذكره في سند حديث ذكر في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة] «2» . 8311- محمد بن أسلم» بن بجرة الأنصاريّ الخزرجيّ. قال ابن شاهين: سكن المدينة. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره محمد بن إسماعيل البخاريّ. وقال ابن مندة: له رؤية، ولأبيه صحبة، ثم أورد في ترجمته حديثا يقتضي أن يكون له صحبة، وقد بينت جهة الوهم فيه في ترجمة مسلم بن أسلم بن بجرة في القسم الأوّل. وقال المرزبانيّ في معجم الشعراء : محمد بن أسلم الأنصاريّ قال يوم الحرّة: وإن تقتلونا يوم حرّة واقم ... فنحن على الإسلام أوّل من قتل   (1) أسد الغابة ت (4699) ، الاستيعاب ت (2343) ، التاريخ الكبير 1/ 27، 281، تاريخ خليفة 248، طبقات ابن سعد 5/ 76، الجرح والتعديل 7/ 208، جامع التحصيل 321، المعارف 261، طبقات خليفة 236، تهذيب الكمال 1160، تهذيب التهذيب 9/ 719، تقريب التهذيب 2/ 142، خلاصة تذهيب التهذيب 325، تاريخ الإسلام 1/ 222. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (4701) ، الاستيعاب ت (2344) ، التاريخ الكبير 1/ 41، الجرح والتعديل 7/ 201، الوافي بالوفيات 2/ 204، تجريد أسماء الصحابة 2/ 54. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 192 ونحن تركناكم ببدر أذلّة ... وأبنا بأسلاب لنا منكم تبل [الطويل] وفي الاستيعاب: محمد بن أسلم روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، حديثه مرسل. قال ابن الأثير: أظنه هذا. قلت: وليس كما ظن، فقد فرق بينهما البخاريّ، وابن أبي حاتم، عن أبيه. وقد تقدم في القسم الأول. 8312- محمد بن إياس «1» بن البكير الليثيّ المدنيّ. تقدّم نسبه في ذكر والده، وأنه شهد بدرا، وذكر ابن مندة محمدا هذا، فقال: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ولا تصح له صحبة. وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه من حلفاء بني عديّ بن كعب، وأنشد له في ذلك مرثية في زيد بن عمر بن الخطّاب لما قتل في حرب كانت بين بني عديّ بن كعب بالمدينة يقول: ألا ياليت أمّي لم تلدني ... ولم أك في الغواية بالمطيع ولم أر مصرع ابن الخير زيد ... وهدّته لك من صريع [الوافر] وذكره ابن سعد في التابعين، وقال: أمه الربيّع، بالتشديد، بنت معوذ الأنصاريّة الصّحابية المعروفة. وقد علق له البخاريّ في الصّحيح شيئا. وروى هو عن عائشة، وأبي هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الرّحمن، ونافع، وغيرهم. 8313- محمد بن أبي بكر الصّديق «2» :   (1) التاريخ الكبير 1/ 20، المعرفة والتاريخ 1/ 420، الجرح والتعديل 7/ 205، الثقات لابن حبان 5/ 379، تهذيب الكمال 3/ 1176، الكاشف 2113، تهذيب التهذيب 9/ 68، تقريب التهذيب 2/ 146، خلاصة تذهيب التهذيب 328، تاريخ الإسلام 2/ 522، أسد الغابة ت (4807) . (2) أسد الغابة ت (4751) ، تاريخ الإسلام 3/ 364، الثقات 3/ 368، تهذيب التهذيب 9/ 80، تهذيب الكمال 3/ 1179، تقريب التهذيب 2/ 148- خلاصة تذهيب 2/ 385، الكاشف 3/ 25- الاستبصار 97، 104- العقد الثمين 1/ 427- 2/ 68- البداية والنهاية 7/ 319، الجرح والتعديل 7/ 31، التحفة اللطيفة 3/ 545، الوافي بالوفيات 2/ 258، شذرات الذهب 1/ 48، العبر 1/ 44، 45، الطبقات الكبرى 3/ 73، 211- 4/ 34، 41- 5/ 53، 282، 285، 383. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 193 تقدم نسبه في ترجمة والده عبد اللَّه بن عثمان، وأمّه أسماء بنت عميس الخثعمية، ولدته في طريق المدينة إلى مكّة في حجة الوداع كما ثبت عند مسلم في حديث جابر الطويل. ونشأ محمد في حجر عليّ، لأنه كان تزوّج أمّه. وروى عن أبيه مرسلا، وعن أمه وغيرها قليلا. روى عنه ابنه القاسم بن محمد. وحديثه عنه عند النسائي، وغيره، من رواية يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن أبيه، عن أبي بكر. وشهد محمد مع الجمل وصفّين، ثم أرسله إلى مصر أميرا، فدخلها في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين فولى إمارتها لعليّ، ثم جهّز معاوية عمرو بن العاص في عسكر إلى مصر، فقاتلهم محمد، وانهزم، ثم قتل في صفر سنة ثمان، حكاه ابن يونس، وقال: إنه اختفى لما انهزم في بيت امرأة فأخذ من بيتها فقتل. وقال ابن عبد البرّ: كان عليّ يثني عليه ويفضله، وكانت له عبادة. واجتهاد، ولما بلغ عائشة قتله حزنت عليه جدّا، وتولت تربية ولده القاسم، فنشأ في حجرها، فكان من أفضل أهل زمانه. وأخرج البغويّ في ترجمته، من طريق عبد العزيز بن رفيع، عن محمد بن أبي بكر، قال: أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر، فأمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم المؤذّنين أن ينادوا: «صلّوا في رحالكم» ، ثم قال: لا أحسبه محمد بن الصديق. 8314- محمد بن ثابت «1» بن قيس بن شماس الأنصاريّ. تقدم نسبه في ترجمة أبيه «2» ، وأمه جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول التي اختلعت من ثابت، وأتى به النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما ولد فحنكه، أورده في الصّحابة على قاعدتهم فيمن له رؤية، فأخرج البغويّ، وابن أبي داود، وابن شاهين، من طريق زيد بن الحباب: حدّثنا أبو ثابت، من ولد ثابت بن قيس بن شمّاس، عن إسماعيل بن محمد بن   (1) الثقات 3/ 364، التاريخ الكبير 1/ 51، تهذيب التهذيب 9/ 84، تهذيب الكمال 3/ 1180، تقريب التهذيب 2/ 149، خلاصة تذهيب 2/ 386، الكاشف 3/ 206، المحن 169، الاستبصار 119، 135، الجرح والتعديل 7/ 215، التحفة اللطيفة 3/ 549، الوافي بالوفيات 2/ 280، الطبقات 238، شذرات الذهب 1/ 71، تجريد أسماء الصحابة 2/ 55. (2) في أ: والده. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 194 ثابت، عن أبيه- أن أباه ثابتا فارق جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ، وهي حامل بمحمّد، فلما وضعته حلفت أن لا تلبنه بلبنها، فجاء به ثابت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فبزق في فيه وسمّاه محمدا، وقال: «اذهب به، فإنّ اللَّه رازقه» ، قال: فتلقّتني امرأة من العرب تسأل عن ثابت بن قيس، فقلت: أنا ثابت بن قيس، ما تريدين؟ قالت: رأيت في ليلتي هذه أني أرضع ابنا يقال له محمد. قال: فهذا ابني، فأخذته وإنّ ضرعها ليعصر من لبنها من ثديها. لفظ البغويّ. وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من حديث زيد بن الحباب، ولا يصحّ لمحمد بن ثابت صحبة. وأخرج الحديث البيهقيّ من وجه آخر، عن زيد بن الحباب، وسمّى أبا ثابت زيد بن إسحاق بن إسماعيل بن محمد بن ثابت. وقد سبق لمحمد ذكر في ترجمة أخيه عبد اللَّه بن ثابت. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن أبيه، وسالم مولى أبي حذيفة. روى عنه ابناه: إسماعيل، ويوسف، والزهريّ وغيرهم. ذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى، وقال: هو أخو عبد اللَّه بن حنظلة لأمه، وقتل يوم الحرّة هو وأولاده: عبد اللَّه، وسليمان، ويحيى. وقال خليفة «1» : قتل هو وأخواه: عبد اللَّه، ويحيى يوم الحرة. 8315- محمد بن أبي الجهم «2» بن حذيفة العدويّ. يأتي نسبه في ترجمة والده. قال ابن عبد البرّ: ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وأن أمه خولة بنت القعقاع بن معبد التميميّة. وقد مضى ذكر القعقاع وأنه كان من رؤساء بني تميم. وإلى محمد أشار عمر بن عبد المنذر الحنظليّ بقوله في قصة جرت: نحن ولدنا من قريش خيارها ... أبا الحكم المطعام وابن أبي الجهم. [الطويل]   (1) في وقال يحيى. (2) الجرح والتعديل 7/ 224، المحن 148، 157، 163، العقد الثمين 1/ 449، 2/ 39، التحفة اللطيفة 3/ 554، الوافي بالوفيات 2/ 314، الطبقات الكبرى 5/ 146، شذرات الذهب 1/ 71، تجريد أسماء الصحابة 2/ 56، العبر 1/ 68، أسد الغابة ت (4716) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 195 وكان موسى بن طلحة أخا محمد هذا لأمه. وذكر الزّبير أن محمدا هذا شهد الحرّة، فقتله مسلم بن عقبة بعد ذلك صبرا، وكان قبل ذلك وفد على يزيد فأجاره، فلما خرج أهل المدينة على يزيد شهد محمد عليه أنه يشرب الخمر وغير ذلك، فقال له مسلم بن عقبة: واللَّه لا يشهد شهادة زور بعدها، فقتله. وكذا ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن الضّحاك، عن مالك، وزاد: وكانت الحرّة سنة ثلاث وستين. وقتل يومئذ من حملة القرآن سبعمائة نفس. وقال أبو معشر: كانت الحرة في ذي الحجّة من السنّة. وذكر الزّبير بن بكّار، من طريق ابن شهاب- أنّ محمدا لما قتل: أحضر إلى والده ميتا. 8316- محمد بن خثيم «1» ، أبو يزيد المحاربي «2» . قال البخاريّ والبغويّ وابن شاهين وغيرهم: ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره ابن حيّان في ثقات التابعين، وقال: روى عن عمار بن ياسر. روى عنه محمد بن كعب القرظيّ. 8317- محمد بن ربيعة «3» بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، يكنى أبا حمزة، كما ذكره الحاكم أبو أحمد. ذكره ابن شاهين في «الصّحابة» ، وعزاه لابن سعد، وابن سعد إنما ذكره في التابعين. وقال ابن مندة: وممن أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولا يعرف له رؤية ولا سماع، فذكره. وقال العسكري: ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكذا قال الجعابيّ. قلت: وذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وقال البخاريّ في التاريخ: سمع عمر. 8318- محمد بن السّعديّ «4» : يأتي في محمد بن عطية. 8319- محمد بن عامر «5» : هو ابن أبي الجهم- تقدم. [وقال البخاريّ في تاريخه: سمع عمر] «6» .   (1) في أ: خيثمة. (2) أسد الغابة ت (4725) ، الاستيعاب ت (2357) . (3) أسد الغابة ت (4728) . (4) أسد الغابة ت (4733) . (5) في أ: عامر العدوي. (6) سقط في أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 196 8320- محمد بن عبد اللَّه: بن رواحة الأنصاريّ. تقدم نسبه في ترجمة والده. واستشهد أبوه في غزوة مؤتة في أواخر العهد النبويّ، ولم أر له ترجمة، ولا رأيت في ترجمة أبيه أنّ له ولدا يسمى محمّدا، وإنما نقلته من كتاب الخزرج للحافظ شرف الدين الدمياطيّ، وأنه ساق نسب شيخه عبد اللَّه بن الحسين بن رواحة إلى محمد بن عبد اللَّه بن رواحة. وفي ثبوت ذلك نظر. 8321- محمد بن عبد اللَّه «1» : بن زيد. ذكره ابن مندة، وقال: يقال: إنه ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره قبله البغويّ، فقال: رأيت في كتاب بعض من ألّف في الصحابة تسمية نفر لا أعلم أحدا منهم سمع من النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولا ولد في عهده، منهم هذا. ولما ذكره ابن الأثير زاد في نسبه بعد زيد عبد ربه صاحب الأذان، فإن يكن هو فله رواية عن أبيه وأبي مسعود الأنصاريّ البدريّ. روى عنه ابنه عبد اللَّه بن محمد، ومحمد بن جعفر بن الزبير، ونعيم المجمر، وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. 8322- محمد بن عبد اللَّه بن سعد بن جابر بن عمير بن بشير بن بشر، من ولد سلهم بن الحكم بن سعد العشيرة الحكميّ. تزوّج أخت عثمان بن عفان، فولدت له محمّدا هذا، وكان أبوه مات قبل الفتح كافرا، وهو حمل، فلذلك سمّي محمّدا. وذكر البلاذريّ في الأنساب أنّ لمحمد هذا أولادا بالبصرة. 8323- محمد بن عبد اللَّه بن عثمان التيميّ، أبو القاسم بن أبي بكر الصّديق تقدم في محمد بن أبي بكر. 8324- محمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عثمان التيمي، أبو عتيق، ابن أخي الّذي قبله. قال ابن شاهين: كان أسنّ من عمه. وقال موسى بن عقبة: له رؤية. وقال ابن حبّان: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ومحمّد، ومن فوقه أربعة في نسق رأوا النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وهم: محمّد، وعبد الرّحمن، وأبو بكر، وأبو قحافة.   (1) أسد الغابة ت (4749) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 197 قال موسى بن عقبة: ليس هذا لأحد من هذه الأمّة إلا لهم. قلت: وتلقّاه عنه جماعة، واستدرك بعضهم عليه عبد اللَّه بن الزبير، فإنه هو، وأمه أسماء بنت أبي بكر، وجدّها، وأباه- أربعة في نسق. وقد يلحق بذلك ابن أسامة بن يزيد بن حارثة الثلاثة في تراجمهم، وأما ابن أسامة فلم يسمّ. وذكر الواقديّ أن أسامة زوّجه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وولد له في عهده. 8325- محمد بن عبد الرحمن بن عوف الزّهريّ. ذكره يعقوب بن شيبة في ترجمة والده، وأنه كان يكنى به، وأنه ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. واستدركه ابن فتحون. وذكر هبة اللَّه المفسر في تفسيره بغير إسناد- أنّ محمدا هذا دعا قوما فأطعمهم وسقاهم، فحضرت المغرب، فقدّموا رجلا يقال له ابن جعونة فصلّى بهم فقرأ: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [سورة الكافرون آية 1] ، فذكر الحديث في نزول: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى [سورة النساء آية 43] ، وهو من تخاليط هبة اللَّه، فإنّ القصّة معروفة لعبد الرّحمن بن عوف، فلعلها وقعت له من رواية محمد بن عبد الرّحمن عن أبيه، فسقط قوله: عن أبيه. 8326- محمد بن عبيد: هو ابن أبي الجهم. تقدم. 8327- محمد بن عطية السّعديّ «1» : والد عروة أمير اليمن لعمر بن عبد العزيز. ذكره البغويّ وغيره في الصّحابة، واستبعد ذلك، لما رواه الحاكم في المستدرك من طريق عروة بن عطية السّعديّ، عن أبيه، عن جدّه، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أناس من بني سعد بن بكر، وأنا أصغر القوم ... فذكر حديثا في وفادتهم. فإذا كان في سنة الوفود موصوفا بصغر السّنّ، فكيف يكون له ابن يصحب؟ وهذا الاستبعاد ليس بواضح في نفي إمكان صحبته، بل يحتمل أن يكون له مع الصّفة المذكورة ولد صغير، فيكون من أهل هذا القسم، فذكرته هنا لهذا الاحتمال، وأشرت إليه في القسم الأخير.   (1) التاريخ الكبير 1/ 197- تهذيب التهذيب 9/ 345، تهذيب الكمال 1/ 1244، تقريب التهذيب 2/ 191، خلاصة تذهيب 2/ 438، أسد الغابة ت (4751) ، الكاشف 3/ 78، الجرح والتعديل 8/ 48، تجريد أسماء الصحابة 2/ 60. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 198 وقد ذكر الطّبريّ في الصّحابة. وقال ابن عساكر: يقال: إن له صحبة، والصّحبة لأبيه. وقد كنت ذكرته في القسم الرابع، ثم نقلته إلى هنا لهذا الاحتمال. وقال ابن حبّان في ثقات التّابعين: محمد بن عطية قيل إنّ له صحبة. والصّحيح أن الصّحبة لأبيه. وأخرج البغويّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعيّ، عن محمد بن خراشه، عن عروة بن محمد السّعديّ، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر حديث: «إنّ من أشراط السّاعة أن يخرب العامر، ويعمر الخراب ... » . الحديث. ومن طريق أبي المغيرة الأوزاعيّ: حدّثنا محمد بن خراشة، حدّثني محمد بن عروة بن السّعديّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم نحوه. قال البغويّ: والصّواب عندي رواية الوليد، وهو عروة بن محمد بن عطيّة السّعديّ، عن أبيه، ولا أحسب لمحمد صحبة، فكأن محمد بن عروة مقلوب من عروة بن محمد. وقد أخرج ابن مندة من طريق يحيى البابلتيّ، ورواد بن الجراح، كلاهما عن الأوزاعيّ، مثل رواية الوليد، وقالا في السّند: عن عروة بن محمد بن عطيّة. وكذا رواه يحيى بن حمزة، عن الأوزاعيّ، لكن قال: عن عروة، عن أبيه، عن جدّه، ولم يسمّهما. وجزم البخاريّ بأنّ هذه الرواية عن محمد مرسلة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: يقولون عن أبيه، ولا يذكرون جدّه؟ فقال: الحديث عن أبيه، وليس بمسند. وجاء بهذا السّند حديث آخر أخرجه ابن مندة من طريق سلمة بن علي، عن الأوزاعيّ، عن محمد بن خراشة، عن عروة بن محمد السّعديّ، عن أبيه- أنّ رجلا من الأنصار أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر حديثا. وذكر أبو الحسن بن سميع محمّد بن عطيّة في طبقات الحمصيين في الطّبقة الثالثة من التّابعين. وعاش محمد بن عطيّة حتى ولّى عمر بن عبد العزيز ولده عروة إمرة اليمن وهو حيّ. أخرج ذلك ابن أبي الدّنيا، من طريق ابن المبارك، عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحيّ، فذكر موعظة محمد بن عطية لولده عروة لما ولي إمرة اليمن، وذلك على رأس المائة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 199 ويؤخذ منه أنّ محمدا ناهز التسعين، والموعظة المذكورة سمعناها في كتاب «الزهد» لابن المبارك، وفيها: «إذا غضبت فانظر إلى السّماء فوقك، وإلى الأرض أسفل منك، فأعظم خالقهما» . وقد تقدّمت روايته في ترجمة والده عطيّة، من رواية أبي وائل العاص، عن عروة بن محمد- أن رجلا أغضبه، فقام وتوضّأ، ثم قال: حدّثني أبي عن جدّي- مرفوعا- «إنّ الغضب من الشّيطان» . أخرجه أحمد، وأبو داود. ولمحمد عن أبيه حديث آخر ذكرته في ترجمة عطية أيضا، وسيأتي مزيد من أمر الحديث الّذي من رواية محمد بن خراشة في ترجمة محمد بن حبيب في القسم الرّابع إن شاء اللَّه تعالى. 8328- محمد بن عمارة بن حزم الأنصاريّ، ابن عم الّذي بعده. ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود، عن القداح، وأن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمّاه لما ولد محمّدا. قلت: وفي الرواة شيخ آخر يقال له محمد بن عمارة، ولكنه ابن عمرو بن حزم ابن أخي الّذي بعده، وهو من شيوخ مالك. 8329- محمد بن عمرو «1» بن حزم الأنصاري. تقدم نسبه في ترجمة والده، يكنى أبا عبد الملك، وقيل كنيته أبو سليمان. ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمّاه محمدا. وتقدّم له ذكر في ترجمة محمد بن حطاب الجمحيّ. وقال الواقديّ: ولد سنة عشر من الهجرة بنجران حيث كان أبو عاملا بها، وكتب إليه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يأمره أن يسمّيه محمدا ويكنيه أبا عبد الملك.   (1) أسد الغابة ت (4758) ، المحبر 275، طبقات خليفة 237، تاريخ خليفة 237، طبقات ابن سعد 5/ 69، أنساب الأشراف 1/ 538، التاريخ الكبير 1/ 189، المعرفة والتاريخ 1/ 379، أنساب الأشراف 1/ 326، تاريخ خليفة 237، طبقات خليفة 237، المحبر 275، السير والمغازي 284، سيرة ابن هشام 1/ 94، الجرح والتعديل 8/ 29، الكامل في التاريخ 3/ 507، جامع التحصيل 328، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 89، تهذيب الكمال 3/ 1251، العقد الفريد 4/ 369، الكاشف 3/ 74، تاريخ الطبري 5/ 490، المغازي 70، تهذيب التهذيب 9/ 370، تقريب التهذيب 2/ 195، خلاصة تذهيب التهذيب 353، الوثائق السياسية 178، المحاسن والمساوئ 63، 64، تاريخ الإسلام 2/ 223، الاستيعاب ت (2367) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 200 وهذا الّذي قاله الواقديّ هو المشهور، ومقتضاه أن لا صحبة له ولا رؤية، فإنّ أباه لم يقدم به المدينة في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد قيل: إنه ولد قبل الوفاة النبويّة بسنتين، وأرسل عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرج البغويّ في ترجمته، من طريق قيس مولى سودة، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جدّه- أنه سمع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من عاد مريضا لا يزال يخوض في الرّحمة ... » الحديث. وهذا من مسند عمرو بن حزم، فالضمير في قوله: عن جدّه- يعود على أبي بكر، لا على عبد اللَّه. وروى محمد عن أبيه، وعن عمرو بن العاص. روى عنه ابنه أبو بكر، وعمر بن كثير بن أفلح. وثقه النّسائيّ، وابن سعد، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال: كان أمير الأنصار يوم الحرّة. وقال ابن سعد: قتل يوم الحرّة، وكان مقدما على الخزرج كما كان عبد اللَّه بن حنظلة مقدما على الأوس، فلما قتلا انهزم أهل المدينة فأوقع بهم أهل الشام فأبادوهم وقصة الحرّة مشهورة. واللَّه أعلم. 8330- محمّد بن قيس بن مخرمة بن المطلب «1» ، بن عبد مناف القرشيّ المطلبي. ذكره العسكريّ، وقال: لحق النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره ابن أبي داود، والباوردي في الصّحابة، وجزم البغويّ وابن مندة وغيرهما بأنّ حديثه مرسل. وروى أيضا عن أبيه وعمر [وروى أيضا عن أمه] «2» ، وعن عائشة. وروى عنه ابناه: الحكم وأبو بكر، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن إسحاق، وابن جريح، وعمر بن كثير بن أفلح وغيرهم. 8331- محمّد بن المنذر بن عتبة «3» بن أحيحة بن الجلاح.   (1) التاريخ الكبير 1/ 211- تهذيب التهذيب 9/ 412، تهذيب الكمال 3/ 1261- تقريب التهذيب 2/ 202- العقد الثمين 2/ 265، الجرح والتعديل 8/ 63، تجريد أسماء الصحابة 2/ 61، أسد الغابة ت (4764) . (2) سقط في أ. (3) في أ: عقبة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 201 يأتي ذكره في ترجمة محمد بن أحيحة في القسم الرابع. 8332- محمد بن نبيط بن جابر «1» : ذكره ابن شاهين في الصّحابة، عن «2» أبي داود، عن أبي القداح، وقال: حنّكه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وسمّاه محمّدا. 8333- محمّد بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كندة بن عبد مناف بن عبد الدّار. كل يلقّب المرتفع «3» ، وله أخوان: عطاء، ونافع، وعمّه النّضر هو الّذي قتل صبرا، فرثته أخته بالأبيات القافية المشهورة. 8334- محمّد الكناني. قال أبو حاتم الرّازيّ: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. الميم بعدها الخاء 8335- مخارق بن شهاب: بن قيس التميميّ، بن بني جندب بن العنبر بن تميم. ذكره المرزبانيّ، ونقل عن دعبل أنه شاعر إسلاميّ، وأبوه أيضا شاعر، ويقال إنه مازني. وكانت بكر بن وائل أغارت في الجاهليّة على بني ضبّة، فاستقات إبلا لها، فاستنجدوا مخارق بن شهاب، فاستصرخ قومه، فلحق به وردان من بني عديّ بن حنطب بن العنبر بن تميم، فقاتلهم حتى استنقذ الإبل، وقال: حميت خزاعيّا وأفناء بارق ... ووردان يحمي عن عديّ بن جندب ستعرفها ولدان ضبّة كلّها ... بأعيانها مردودة لم تغيّب [الطويل] قلت: ولوردان وأخيه حيدة صحبة. وقد تقدّم حيدة في الحاء المهملة، ويأتي في وردان. 8336- المختار بن أبي عبيد: يأتي في القسم الرابع.   (1) أسد الغابة ت (4770) . (2) في أ: ابن. (3) في أ: الربيع. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 202 الميم بعدها الراء 8337- مروان بن الحكم بن أبي «1» العاص بن أميّة بن عبد شمس «2» بن عبد مناف القرشيّ الأمويّ، أبو عبد الملك. وهو ابن عم عثمان، وكاتبه في خلافته. يقال: ولد بعد الهجرة بسنتين، وقيل: بأربع. وقال ابن شاهين: مات النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو ابن ثمان سنين، فيكون مولده بعد الهجرة بسنتين، قال: وسمعت ابن «3» داود يقول: ولد عام أحد- يعني سنة ثلاث. وقال ابن أبي داود: وقد كان في الفتح مميّزا وفي حجة الوداع، ولكن لا يدري أسمع من النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شيئا أم لا. وقال ابن طاهر: ولد هو والمسور بن مخرمة بعد الهجرة بسنتين لا خلاف في ذلك، كذا قال. وهو مردود: والخلاف ثابت، وقصة إسلام أبيه ثابتة في الفتح لو ثبت أنّ في تلك السنة مولده لكان حينئذ مميّزا، فيكون من شرط القسم الأول، لكن لم أر من جزم بصحبته، فكأنه لم يكن حينئذ مميزا، ومن بعد الفتح أخرج أبوه إلى الطّائف وهو معه فلم يثبت له أزيد من الرؤية. وأرسل عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى عن غير واحد من الصّحابة، منهم: عمر، وعثمان، وعلي، وزيد بن ثابت، وعبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث، ويسرة بنت صفوان. وقرنه البخاريّ بالمسور بن مخرمة في روايته عن الزهريّ عن عروة عنهما في قصّة صلح الحديبيّة. وفي بعض طرقه عنده أنهما رويا ذلك عن بعض الصّحابة، وفي أكثرها أرسلا الحديث. روى عنه سهل بن سعد، وهو أكبر منه سنّا وقدرا، لأنه من الصّحابة. وروى عنه من التّابعين ابنه عبد الملك، وعليّ بن الحسين، وعروة بن الزّبير، وسعيد بن المسيّب: وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة وغيرهم، وكان يعدّ في الفقهاء.   (1) في أ: مروان بن أبي الحكم. (2) أسد الغابة ت (4848) ، الاستيعاب ت (2399) . (3) ابن أبي داود. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 203 وأنكر بعضهم أن يكون له رواية، منهم البخاريّ. وقيل: إن أمه لما ولد أرسلت به إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ليحنّكه. وهذا مشكل على ما ذكروه في سنة مولده، لأنه إن كان قبل الهجرة فلم تكن أمّه أسلمت، وإن كان بعدها فإنّها لم تهاجر به، والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إنّما دخل مكّة بعد الهجرة عام القضيّة، وذلك سنة سبع، ثم في الفتح سنة ثمان، فإن كان ولد حينئذ بعد إسلام أبويه استقام، لكن يعكّر على من زعم أنه كان له عند الوفاة النبويّة ستّ سنين أو ثمان أو أكثر، وكان مع أبيه بالطّائف إلى أن أذن عثمان للحكم في الرجوع إلى المدينة، فرجع مع أبيه، ثم كان من أسباب قتل عثمان، ثم شهد الجمل مع عائشة، ثم صفّين مع معاوية، ثم ولّى إمرة المدينة لمعاوية، ثم لم يزل بها إلى أن أخرجهم ابن الزّبير في أوائل إمرة يزيد بن معاوية، فكان ذلك من أسباب وقعة الحرّة، وبقي بالشام إلى أن مات معاوية بن يزيد بن معاوية، فبايعه بعض أهل الشّام في قصة طويلة، ثم كانت الوقعة بينه وبين الضّحاك بن قيس، وكان أميرا لابن الزّبير، فانتصر مروان، وقتل الضّحاك، واستوثق له ملك الشام، ثم توجّه إلى مصر فاستولى عليها، ثم بغته الموت، فعهد إلى ولده عبد الملك، فكانت مدّته في الخلافة قدر نصف سنة، ومات في شهر رمضان سنة خمس وستين. قال ابن طاهر: هو أوّل من ضرب الدنانير الشّامية التي يباع الدّينار منها بخمسين، وكتب عليها: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» . الميم بعدها السين 8338- مسرع بن ياسر «1» بن سويد الجهنيّ. يأتي ذكره في ترجمة والده في الياء آخر الحروف. 8339- مسعود بن الحكم «2» بن الربيع بن عامر بن خالد بن غانم «3» بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ، أبو هارون. ذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. وحكى عن الواقديّ أنه ولد على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وتبعه ابن حبّان، وأبو أحمد الحاكم، وابن عبد البرّ. وقال ابن أبي خيثمة: بلغني أنه ولد في أيام النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وحكاه عنه البغويّ.   (1) أسد الغابة ت (4868) . (2) أسد الغابة ت (4879) ، الاستيعاب ت (2405) . (3) في أ: بن عامر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 وذكره العسكري في فضل من ولد في العهد النبويّ، وأسند أبو أحمد عن خليفة أنه يكنى أبا هارون. وله رواية في الصّحيح وغيره عن أمّه، وعن عمر، وعثمان، وعليّ، وغيرهم. وروى عنه أولاده: إسماعيل، وعيسى، ويوسف، وقيس، ونافع، بن جبير بن مطعم، وسليمان بن يسار، وابن المنكدر، وغيرهم. قال الواقديّ: كان سريا ثقة. وقال أبو عمر: يعدّ في جلّة التّابعين. 8340- مسلم بن أميّة بن خلف الجمحيّ. ذكره ابن الكلبيّ في قصّة ركانة. 8341- مسلم بن قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفليّ. كان أبوه يكنى أبا عمرو، وكان شديدا على المسلمين، وتزوّج بنت عتبة بن ربيعة فولدت له فاختة التي تزوّجها معاوية، ومات أبوها كافرا قبل الفتح، وعاش ولده مسلم حتى قتل يوم الجمل. ذكره الباورديّ. 8342- مسهر بن العباس بن عبد المطّلب الهاشميّ. عدّه أبو بكر بن دريد في أولاد العبّاس. واستدركه ابن فتحون، ولعله ولد بعد تمام «1» . الميم بعدها الطاء 8343- مطرّف «2» بن عبد اللَّه بن الشّخّير. تقدم نسبه في ترجمة والده، وهو التّابعي المشهور.   (1) في أ: عام. (2) الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 141، الزهد لابن حنبل 238، التاريخ لابن معين 2/ 569، الطبقات لخليفة 197، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 396، المعارف 436، المعرفة والتاريخ 2/ 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 638، الجرح والتعديل 8/ 312، مشاهير علماء الأمصار 88، حلية الأولياء 2/ 198، التذكرة الحمدونية 181، تحفة الأشراف 13/ 389، تذكرة الحفاظ 1/ 64، الكاشف 3/ 132، سير أعلام النبلاء 4/ 187، العبر 1/ 113، البداية والنهاية 9/ 69، تهذيب التهذيب 10/ 173، تقريب التهذيب 2/ 253، النجوم الزاهرة 1/ 214، طبقات الحفاظ 24، خلاصة تذهيب التهذيب 378، شذرات الذهب 1/ 110، تاريخ الإسلام 3/ 479. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 205 قال ابن حبّان في ثقات التّابعين: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان من عبّاد أهل البصرة وزهّادهم. وقال الذّهبيّ في التجريد: تابعيّ، أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكره له ابن سعد مناقب كثيرة، وقال: كان ثقة، له فضل وورع، وعقل وأدب. وقال أحمد في الزهد: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا سليمان بن المغيرة، وكان مطرّف إذا دخل منزله سبّحت معه ابنة ابنته. وقال غيره: كان يركب الخيل، ويلبس المطارف، ويغشى السلطان، ولكنه على جانب كبير من الصّلابة في الدين. وقال يزيد بن عبد اللَّه بن الشّخّير أخوه: أنا أكبر من الحسن بعشر سنين، وأخي مطرّف أكبر بعشر سنين، كذا قال وهذا لو كان ثابتا [ ... ] وروينا في كتاب «مجابي الدعوة» لابن أبي الدّنيا بسند جيّد، عن حميد بن هلال: كان بين مطرّف ورجل شيء، فقال له مطرّف: إن كنت كاذبا فعجّل اللَّه حينك، فسقط مكانه ميتا. ومن شدة خوفه ما رواه يعقوب بن سفيان عنه بسند صحيح، قال: لو أتاني آت من ربّي فخيّرني بين أن يخبرني أنا من أهل الجنة أو من أهل النار، أو أصير ترابا- لاخترت أن أصير ترابا. وروى مطرّف، عن أبيه، وعثمان، وعليّ وعمار، وعائشة، وغيرهم. روى عنه أخوه: أبو العلاء يزيد، وحميد بن هلال، وغيلان بن جرير، وثابت البناني، وقتادة، وآخرون. ومناقبه كثيرة. قال العجليّ: ثقة من كبار التّابعين. مات في إمارة الحجاج بعد الطّاعون الّذي كان سنة سبع وثمانين. 8344- مطهّر، ولد: سيّد البشر محمد صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره ابن ظفر الحمويّ في كتاب البشر بخير البشر لما عدّ أولاد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من خديجة، وقال: وبعض النّاس يسمّيه الطّاهر، وهو سهو، فإن الطّاهر هو ابن أبي هالة، وهو من خديجة أيضا، ولم يذكر مستنده فيما زعم، وما المانع أن تكون خديجة سمّت أحد أولادها من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم باسم ولد لها من غيره، وذلك موجود في العرب كثيرا، وسبقه إلى ذلك غيره. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 206 وفي تاريخ ابن البرقي: ولدت خديجة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: القاسم، وعبد اللَّه، والطّيب، والطّاهر، والمطهّر، ويقال: إن الطيّب هو الطّاهر، وهو عبد اللَّه، ويقال: إن الطيّب والمطيّب ولدا في بطن، وإن الطّاهر والمطهّر ولدا في بطن. وقد تقدم ذكر الطّاهر زيادة على هذا. 8345- المطيّب ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: ذكر في الّذي قبله. الميم بعدها العين 8346- معبد بن زهير «1» بن أبي أمية بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشيّ «2» المخزوميّ، ابن أخي أم سلمة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: له رؤية، ولا صحبة له، وقتل يوم الجمل. وقال الزّبير: أمّه زينب بنت أصرم بن الحارث بن السّباق بن عبد الدّار. 8347- معبد بن العباس» بن عبد المطّلب الهاشميّ، أحد الإخوة- قال ابن عبد البرّ: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يسمع منه، واستشهد بإفريقية في خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين. وقيل: استشهد بها بعد ذلك في خلافة معاوية. وذكر الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة أن عليّا ولّاه مكّة. 8348- معبد بن عبد اللَّه بن النّحام العدويّ. ذكره ابن البرقي في ترجمة والده. 8349- معبد بن المقداد بن الأسود الكنديّ. تقدم نسبه في ترجمة والده، وكان يكنى به. وأخرج الدولابيّ في الكنى من طريق منصور، عن هلال بن يساف، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سريّة وأمّر عليها المقداد فلما رجع قال له، «كيف رأيت الإمارة يا أبا معبد» ؟ قال: خرجت يا رسول اللَّه وأنا «4» أراهم كالعبيد لي. قال: «كذلك الإمارة يا أبا معبد إلّا من وقاه اللَّه شرّها» . قال: لا   (1) في أ: عمر. (2) أسد الغابة ت (5000) ، الاستيعاب ت (2472) . (3) أسد الغابة ت (5004) ، الاستيعاب ت (2476) ، نسب قريش 27، طبقات خليفة ت 1974، المحبر 107، 409، 455، التاريخ الصغير 1/ 52، أنساب الأشراف 3/ 66، جمهرة أنساب العرب 18، تاريخ الإسلام 2/ 93، العقد الثمين 7/ 239. (4) في أ: وأنا كأحدهم ورجعت. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 207 جرم، والّذي بعثك بالحقّ نبيا لا أتأمر على رجلين. 8350- معمر بن عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول الخزرجيّ. تقدم نسبه في ترجمة أخيه عبد اللَّه، ومات أبوه في السّنة التاسعة. ولمعمر هذا ولد تزوّج زينب بنت عمر بن الخطاب فيما ذكره الزبير بن بكّار، فأقلّ أحوال معمر هذا أن تكون له رؤية. الميم بعدها الغين 8351- المغيرة بن هشام «1» : بن شعبة بن عبد اللَّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر «2» بن مالك حسب بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ. وهشام يكنى أبا ذئب. وهو جدّ الفقيه المشهور محمد بن عبد الرّحمن. ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح، وله رواية عن عمر وغيره. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين. الميم بعدها النون 8352- المنذر بن أبي أسيد السّاعديّ «3» ، واسم أبي أسيد، وهو بالتصغير، مالك بن ربيعة. تقدم نسبه في ترجمة والده. قال ابن حبّان: يقال ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عام الفتح. قلت: وقع ذكره «4» في الصّحيحين من حديث سهل بن سعد، قال: أتى المنذر بن أبي أسيد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حين ولد فوضعه على فخذه، وأبو أسيد جالس فلها النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأمر أبو أسيد بابنه فحمل فأقلبوه، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أين الصّبيّ» ؟ فقال أبو أسيد: قلبناه يا رسول اللَّه، قال: «ما اسمه» ؟ قال: فلان. قال: «لا، ولكن سمّه المنذر» . وله رواية عن أبيه في الصّحيح أيضا. وعلق البخاري في الصّلاة، وقال أبو أسيد: طولت بنا يا بني.   (1) أسد الغابة ت (5073) ، الاستيعاب ت (2511) . (2) في أ: نفيل. (3) أسد الغابة ت (5105) والاستيعاب ت (2514) . (4) في أ: ذلك. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 روى عنه الزّبير بن المنذر، وعبد الرّحمن بن سليمان بن عبد اللَّه بن حنظلة. 8353- المنذر بن الجارود «1» : واسمه بشر بن عمرو بن حبيش بن المعلى بن يزيد ابن حارثة بن معاوية العبديّ، وأمّه أمامة بنت النّعمان. قال ابن عساكر: ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولأبيه صحبة، وقتل شهيدا في عهد عمر، وأمّر عليّ المنذر علي إصطخر. وقال يعقوب بن سفيان: وكان شهد الجمل مع عليّ، وولاه عبيد اللَّه بن زياد في إمرة يزيد بن معاوية الهند، فمات هناك في آخر سنة إحدى وستين أو في أول سنة اثنتين- ذكر ذلك ابن سعد، وذكر أنه عاش ستين سنة. وقال خليفة: ولّاه ابن زياد السّند سنة اثنتين وستين، فمات بها. واللَّه أعلم. الميم بعدها الهاء 8354- المهاجر بن خالد بن الوليد المخزوميّ «2» . تقدّم نسبه في ترجمة والده. قال خليفة، وابن سعد، والزّبير بن بكّار: أمه أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمية. وقال أبو عمر: كان غلاما على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد صفّين مع عليّ، وشهد قبلها الجمل ففقئت فيها عينه. وقال ابن عساكر: أدرك حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان مع عليّ. وقال أبو حذيفة البخاريّ في الفتوح: لم ينج من بني المغيرة في طاعون عمواس إلا المهاجر وعبد اللَّه بن أبي عمرو بن حفص، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وفي ذلك يقول المهاجر بن خالد: أفنى بني ريطة فرسانهم ... عشرون لم يعصب لهم شارب ومن بني أعمامهم مثلهم ... من مثل هذا يعجب العاجب   (1) الأخبار الطوال 231، المعارف 339، الأخبار الموفقيات 328، فتوح البلدان 439، المعرفة والتاريخ 3/ 313، تاريخ اليعقوبي 2/ 204، مروج الذهب 1631، الشعر والشعراء 621، شرح نهج البلاغة 4/ 230، الكامل في التاريخ 1814، ربيع الأبرار 4/ 197، الخراج وصناعة الكتابة 279، عيون الأخبار 1/ 228، أنساب الأشراف 1/ 500، تاريخ خليفة 236، تاريخ الطبري 4/ 80، العقد الفريد 3/ 415، وفيات الأعيان 2/ 538، تاريخ الإسلام 2/ 256. (2) أسد الغابة ت (5135) ، الاستيعاب ت (2532) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 209 طعن وطاعون مناياهم ... ذلك ما خطّ لنا الكاتب [السريع] قال: وريطة التي أشار إليها هي زوج المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخروم، وهي بنت سعيد، بالتّصغير، ابن سهم، ولدت من المغيرة عشرة رجال. وقال سيف بن عمر في الفتوح، عن مجالد، عن الشّعبيّ: خرج الحارث بن هشام في سبعين من أهل بيته لم يرجع منهم إلا أربعة، فذكر الأبيات. وذكر الدولابيّ في الكنى، من طريق الحسن بن عثمان، قال: وممن قتل بصفّين مع أصحاب عليّ المهاجر بن خالد بن الوليد، وكذا قال يعقوب بن شيبة في مسندة. وأنشد له الزّبير بن بكّار من قوله: ربّ ليل ناعم أحييته ... في عفاف عند قباء الحشى ونهار قد لهونا بالّتي ... لا ترى شبها لها فيمن مشى ذاك إذ نحن وسلمى جيرة ... نصل الحبل ونعصي من وشى [الرمل] 8355- المهلب بن أبي صفرة «1» الأزديّ: يأتي ذكره في القسم الأخير. 8356 - موسى «2» بن حذيفة بن غانم القرشيّ العدويّ. قال أبو عمر: له رؤية ولا نعلم له رواية. أورده في ترجمة والده، ولم يفرده. واستدركه ابن فتحون. 8357 - موسى بن طلحة «3» بن عبيد اللَّه التيميّ.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 129، طبقات خليفة 1620، تاريخ البخاري 8/ 25، المعارف 399، تاريخ الطبري 6/ 354، الجرح والتعديل 4/ 369، تاريخ ابن عساكر 17/ 221، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 117، وفيات الأعيان 5/ 350، تهذيب الكمال 1383، تاريخ الإسلام 307، العبر 1/ 95، تذهيب التهذيب 4/ 75، تهذيب التهذيب 10/ 329، النجوم الزاهرة 1/ 206، خلاصة تذهيب التهذيب 389، شذرات الذهب 1/ 90. (2) في أ: المسورق. (3) طبقات ابن سعد 5/ 161، 6/ 211، نسب قريش 281، طبقات خليفة 1109، تاريخ البخاري 7/ 286، المعارف 233، الجرح والتعديل 1/ 4/ 147، الحلية 4/ 271، ابن عساكر 17/ 137، ب، تهذيب الكمال 1386، تاريخ الإسلام 4/ 206، العبر 1/ 126، تهذيب التهذيب 4/ 69 ب، غاية النهاية 3683، تهذيب التهذيب 10/ 350، خلاصة تذهيب التهذيب 391، شذرات الذهب 1/ 125. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 210 تقدم نسبه في ترجمة والده. يكنى أبا عيسى، وقيل: كنيته أبو محمد، ونزل الكوفة، وأمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة. قال ابن عساكر: ولد في العهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فسمّاه. وأخرج البخاريّ في التّاريخ الصّغير، من طريق العقدي، عن إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة، قال: صحبت عثمان اثنتي عشرة سنة. ولموسى رواية في الصّحيح والسّنن عن أبيه، وعثمان، وعليّ، والزبير، وأبي ذرّ، وأبي أيوب، وغيرهم. روى عنه ابنه عمران، وحفيده سليمان بن عيسى، وابن أخيه إسحاق بن يحيى، وابن أخيه الآخر موسى بن إسحاق. وروى عنه أبو إسحاق السّبيعي، وعبد الملك بن عمير، وسماك بن حرب، وآخرون. قال الزّبير: كان من وجوه آل طلحة. وقال العجليّ: تابعيّ ثقة، وكان خيارا. وقال أبو حاتم: كان يقال له في زمنه المهديّ، وكان أفضل ولد طلحة بعد محمد، ويقال: إنه تحوّل من الكوفة إلى البصرة لما غلب المختار على الكوفة. وقال عبد الملك بن عمير: كان فصحاء الناس- يعني في عصرهم- أربعة، فعدّ منهم موسى بن طلحة. قال ابن أبي شيبة، وابن أبي عاصم: مات سنة ست ومائة. وقال الهيثم بن عديّ، وابن سعد: مات سنة ثلاث. وقال أبو نعيم، وأحمد: مات سنة أربع. القسم الثالث من كان في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ويمكنه أن يسمع منه، ولم ينقل أنه سمع منه سواء كان رجلا أو مراهقا أو مميزا. الميم بعدها الألف 8358- مالك بن الأغرّ بن عمرو التّجيبي: من بني خلاوة. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، ثم ولي الإمرة على غزو المغرب سنة سبع وخمسين. قلت: قدمت أنهم كانوا لا يؤمّرون في زمن الفتوح إلا من كان صحابيّا، لكن إنما الجزء: 6 ¦ الصفحة: 211 فعلوا ذلك في فتوح العراق، فلذلك أذكر أمثال هذا في هذا القسم. 8359- مالك بن حبيب. له إدراك، وذكر سيف في «الفتوح» أنّ عمر كتب إلى سعد بن أبي وقاص أن يجعل مالك بن حبيب على إحدى مجنّبتي العسكر مع عمر بن مالك الزهريّ، وعلى المجنّبة الأخرى ربعي بن عامر. واستدركه ابن فتحون. 8360- مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن مالك بن النخع النخعيّ المعروف بالأشتر. له إدراك، [قال: وكان رئيس قومه] «1» . وذكر البخاريّ أنه شهد خطبة عمر بالجابية. وذكر ابن حبّان في «ثقات التّابعين» أنه شهد اليرموك، فذهبت عينه، قال: وكان رئيس قومه. وقد روى عن عمر، وخالد بن الوليد، وأبي ذرّ، وعليّ، وصحبه، وشهد معه الجمل، وله فيها آثار، وكذلك في صفّين، وولّاه عليّ مصر بعد صرف قيس بن سعد بن عبادة عنها، فلما وصل إلى القلزم «2» شرب شربة عسل فمات، فقيل: إنها كانت مسمومة، وكان ذلك سنة ثمان وثلاثين بعد أن شهد مع عليّ الجمل ثم صفّين، وأبدى يومئذ عن شجاعة مفرطة. روى عنه ابنه إبراهيم، وأبو حسان الأعرج، وكنانة مولى صفية، وعبد الرّحمن بن يزيد النخعيّ، وعلقمة، وغيرهم. وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين بالكوفة، فقال: وكان ممن ألّب على عثمان، وشهد حصره، وله في ذلك أخبار. وقال المرزبانيّ في معجم الشعراء: كان سبب تلقبه بالأشتر أنه ضربه رجل يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحا إلى عينه فشترتها، وهو القائل: بقيت وفري وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشنّ على ابن هند غارة ... لم تخل يوما من ذهاب نفوس [الكامل]   (1) سقط في أ. (2) القلزم: بالضم ثم السكون ثم زاي مضمومة وميم: مدينة على ساحل بحر اليمن من جهة مصر ينسب البحر إليها وهي على آخره، وبينها وبين الفرما وهي على ساحل بحر الروم أربعة أيام وفي هذا البحر بقرب القلزم غرق فرعون وبينها وبين مصر ثلاثة أيام. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1116. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 212 قال بعض المتأخرين من أهل الأدب: لو قال: إن لم أشن على ابن حرب غارة كان أنسب. قلت: كلّا، بل بينهما فرق كبير، نعم، هو أنسب من جهة مراعاة النّظير، وبطرائق المتأخرين. وأما فحول الشعراء فإنّهم لا يعتنون بذلك، بل نسبة خصمه إلى أمّه أبلغ في نكايته. وكان للأشتر موافق في فتوح الشام مذكورة، ذكرها سيف بن عمر، وأبو حذيفة وغيرهما في مصنفاتهم في ذلك. 8361- مالك بن حرّيّ بن ضمرة بن جابر النهشلي. يأتي في ترجمة أخيه نهشل. 8362- مالك بن الحارث الهذليّ: أحد بني كاهل. ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وقال: مخضرم، يعني أدرك الجاهليّة والإسلام. 8363- مالك بن الحارث بن عمرو بن عبد اللَّه بن يعمر بن الشداخ الهذلي. له إدراك، وهو جدّ عروة بن أذينة بن أبي أسعد بن مالك، قاله ابن الكلبيّ. قلت: يحتمل أن يكون الّذي قبله. 8364- مالك بن حنطب بن عبد شمس بن سعد بن أبي غنم بن حبيب بن جبير بن عدي ابن سلول الخزاعيّ. له إدراك. وذكر ابن الكلبيّ أن ابنه مالك بن عمير يكنى أبا رمح، وقال: إنه رثى الحسين بن علي لما قتل. 8365- مالك بن ذي المشعار بن أيفع بن زبيب بن شراحيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن ضرار بن نوف بن همدان الهمذانيّ. له إدراك، وكان لابنه عميرة ذكر بالشام. والحارث بن عميرة مدحه الأعشى الهمدانيّ، وهو الّذي قتل صالح بن مسروح الحروريّ، وقيس بن عميرة أخوه كان له بلاء عظيم في قتال قطري الخارجيّ: ذكر كلّ ذلك ابن الكلبيّ. وقد تقديم ذو المشعار حمرة بن أيفع- في حرف الحاء. 8366- مالك بن ربيعة بن مالك بن سبيعة بن ربيعة بن سبيع الجرمي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 213 له إدراك، وولده أوس بن مالك كان شريفا، وهو الّذي قضى دين ابن الغريزة النهشلي في قصّة ذكرها ابن الكلبيّ. وابن الغريزة اسمه كثير بن عبد اللَّه. 8367- مالك: بن أبي سلسلة الأزديّ، أحد الأبطال. له إدراك، وشهد فتح مصر مع عمرو، وكان أول النّاس في صعود الحصن. 8368- مالك بن شراحيل بن عمرو بن عدي بن كريب بن أسلم بن قيس بن عداس بن نصر بن منصور بن عمرو بن ربيعة بن قيس بن بشير بن سعيد بن حاشد بن جشم بن همدان الهمدانيّ. حليف خولان، ولذلك يعرف بالخولانيّ. له إدراك، وشهد فتح مصر، واختطّ بها، وكان من جلساء عمر بن الخطاب، ثم عمّر حتى جمع له عبد العزيز بن مروان بين القضاء والقصص بمصر لما كان أميرها، وذلك سنة ثلاث وثمانين، وصرف عنها في صفر سنة أربع وثمانين، فكانت ولايته سنة واحدة وشهرا. وكان رئيس الجيش الّذي أخرجه عبد العزيز لقتال عبد اللَّه بن الزبير بمكّة، وذلك سنة ثلاث وسبعين، وله مسجد بمصر يقال له مسجد مالك خولان يعرف به. ومن ولده منتصر بن عبد اللَّه بن عمرو بن مالك بن شراحيل الخولانيّ، ويقال: إن الحجّاج بن يوسف بناه له بأمر عبد الملك، وكان عبد العزيزي يبعث إليه كل سنة بحلل، وكذلك الحجاج كان يبعث إليه بحلل وثلاثة آلاف. قال أبو عمر الكنديّ في كتاب «قضاة مصر» : حدّثني ابن قديد، قال: دخل على عبد العزيزي بن مروان عبيد اللَّه بن سعيد السعيدي وعنده مالك بن شراحيل، فقال عبد العزيز لمالك: أوسع لعمّك. ففعل، ثم دخل آخر فقال له مثل ذلك، فقال: أيها الأمير، أكثرت من قولك عمّك، لقد رعيت الإبل قبل أن يجتمع أبواه. 8369- مالك بن صحار: [ .... ] . 8370- مالك بن ضمرة الضمريّ «1» . له إدراك، وخرج ابن أبي شيبة من طريق حنبل بن المصبح، قال: أوصى مالك بن ضمرة بسلاحه للمجاهدين من بني ضمرة ألا يقاتل به أهل نبوّة، فقال له أخوه: يا أخي، عند الموت تقول هو ذاك. قال: فلما كان أمر الحسين بن علي جاء رجل من البعث الذين   (1) أسد الغابة ت (4604) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 214 سيّرهم إليه عبيد اللَّه بن زياد إلى موسى بن مالك، فقال: أعرني رمح أبيك، فناوله، فقالت له امرأة من أهله: يا موسى، أما تذكر وصيّة أبيك؟ قال: فطلبه حتى أخذ منه الرمح فكسره. قلت: وقد وصف مالك هذا بسعة العلم، فروى المحامليّ في أماليه، من رواية البغداديّين، عنه، عن أحمد بن محمد التّبعي بسند له إلى أبي ذرّ، قال: ما ترك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم شيئا مما صبّه جبرائيل وميكائيل في صدره إلا قد صبّه في صدري، ولا تركت شيئا صبّه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في صدري إلا قد صببته في صدر مالك بن ضمرة. 8371- مالك بن الطفيل بن حنتف بن أوس بن حيي بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن أيوب بن معن بن عتود الطائي. له إدراك، وكان ولده بهدل رئيس بني معن لما التقوا مع طليع نجدة الحنفي الآخر «1» ذكره ابن الكلبيّ. 8372- مالك بن عامر: أبو عطية الوداعيّ «2» . تابعيّ من أهل الكوفة، قيل: إنه أدرك الجاهليّة. واستدركه أبو موسى. قلت: أبو عطية الوداعي تابعي كبير ثقة مشهور بكنيته، اختلف في اسم أبيه، فقيل هكذا، وقيل عمرو بن جندب: وقيل هما اثنان. وسيأتي في الكنى. 8373- مالك بن عبد اللَّه الكنديّ. كان أحد من ثبت على إسلامه حين ارتدّ قومه، فخطبهم وخوّفهم، وأنشدهم أبياتا ذكرها وثيمة في كتاب «الردة» وكان عابدا لسنا، فأطاعوه، ثم غلب عليهم الشّقاء فارتدّوا وطردوه، فلحق بزياد بن لبيد والمسلمين. 8374- مالك بن عامر «3» بن عمرو بن عمر بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر البجليّ ثم القسريّ «4» . له إدراك، وهو والد أبي أراكة صاحب الدار بالكوفة التي يقال لها دار أبي أراكة. ولأبي أراكة فيها قصّة مع علي، ذكره ابن الكلبيّ.   (1) في أ: الأصغر. (2) أسد الغابة ت (4606) ، الاستيعاب ت (2299) . (3) في أ: دينار. (4) أسد الغابة ت (4607) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 215 8375- مالك بن عياض «1» : مولى عمر، هو الّذي يقال له مالك الدّار. له إدراك، وسمع من أبي بكر الصّديق، وروى عن الشّيخين، ومعاذ، وأبي عبيدة. روى عنه أبو صالح السمان، وابناه: عون، وعبد اللَّه ابنا مالك. وأخرج البخاريّ في التّاريخ من طريق أبي صالح ذكوان، عن مالك الدّار- أنّ عمر قال في قحوط المطر: يا رب، لا آلو إلا ما عجزت عنه. وأخرجه ابن أبي خثيمة من هذا الوجه مطوّلا، قال أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، استسق اللَّه لأمتك، فأتاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في المنام، فقال له: «ائت عمر، فقل له: إنّكم مستسقون «2» ، فعليك الكفين» ، قال: فبكى عمر، وقال: يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه. وروينا في فوائد داود بن عمرو الضبيّ: جمع البغويّ من طريق عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع المخزوميّ، عن مالك الدّار، قال: دعاني عمر بن الخطاب يوما فإذا عنده صرّة من ذهب فيها أربعمائة دينار، فقال: اذهب بهذه إلى أبي عبيدة ... فذكر قصّته. وذكر ابن سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين في أهل المدينة، قال: روى عن أبي بكر، وعمر، وكان معروفا. وقال أبو عبيدة: ولّاه عمر كيلة عيال عمر، فلما قدم عثمان ولّاه القسم، فسمى مالك الدار. وقال إسماعيل القاضي، عن علي بن المديني: كان مالك الدّار خازنا لعمر. 8376- مالك بن قدامة بن مالك بن خارجة بن عمرو بن مالك بن زيد بن مرة بن سلهم السلهميّ. له إدراك، وشهد هو وأبوه فتح مصر، وسكن أبوه دلاص من صعيد مصر، ذكره سعيد بن عفير، وحكاه ابن يونس، عن هانئ «3» بن المنذر. 8377- مالك بن مالك بن جعشم المدلجيّ، ابن أخي سراقة. أخرج البخاريّ، من طريق الزهريّ، عن عبد الرّحمن بن مالك «4» بن جعشم هذا عن   (1) التاريخ الكبير 7/ 304، الجرح والتعديل 8/ 213. (2) في ب: متقون. (3) في أ: هادة. (4) في أ: بن مالك بن مالك بن جعشم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 أبيه، عن سراقة، قصّة الهجرة. ولم أرهم ذكروا مالك بن جعشم، فكأنه مات في الجاهليّة، فيكون لولده مالك إدراك إن لم يكن له صحبة. 8378- مالك بن مسمع «1» بن شيبان بن شهاب بن قلع، واسمه علقمة بن عمرو، أبو غسان الرافعي. له إدراك. قال ابن عساكر: ولد على عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان سيّد ربيعة في زمانه مقدّما رئيسا، وفيه يقول حصين بن المنذر حيّاج أبي غسّان خير لقومه ... لمن كان قد قاسي الأمور وجرّبا [الطويل] ومات سنة ثلاث أو أربع وسبعين. 8379- مالك بن ناعمة الصدفي: يكنى أبا ناعمة. ذكره ابن يونس، وقال: كان من أصحاب عمر، وهو صاحب الفرس «2» المشهور الّذي يقال له أشقر صدق، وشهد فتح مصر. وذكر ابن عفير عن أشياخ مصر- أنّ مالك بن ناعمة كان من أمداد أهل اليمن، وكان معه أم الأشقر، وكان يعقر عليها الوحش في طريقه، فخرج عليها من بعض الأدوية فحل طويل أهلب لم ير مثله فنزا عليها، فبادر مالك ليطرده عنها فلم يلحقه حتى نزل. وقدم مالك الشّام، فأقام في محاربة الرّوم حتى وضعت فرسه فسمّاه الأشقر، وذلك في يوم هزيمتهم، وهو في الطّلب، فلم يزل يركض مع أمّه يومه ما يلويه «3» حتى منعه الليل من الطّلب، ثم دخل معه مصر لما فتحت فسبق به الناس. 8380- مالك بن يزيد.   (1) الأخبار الموفقيات 158، المعارف 419، البيان والتبيين 1/ 325، 326، تاريخ اليعقوبي 2/ 264، أنساب الأشراف 4/ 406، مشاهير علماء الأمصار 301، العقد الفريد 2/ 374، مروج الذهب 1958، و 2003، الحيوان 1/ 270، البداية والنهاية 8/ 347، مرآة الجنان 1/ 155، جمهرة أنساب العرب 320، تاريخ خليفة 258، تاريخ الطبري 4/ 505، الكامل في التاريخ 3/ 241، الأخبار الطوال 231، تاريخ الإسلام 2/ 521. (2) في أ: القوي، وفي ب، م: القرشي. (3) في أ، م: ما يلومه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 217 ذكره سيف في الفتوح والردّة مع من توجّه مع خالد بن الوليد إلى العراق سنة اثنتي عشرة، وهو أحد شهوده في عقود بينه وبين قوم من الفرس. الميمى بعدها الثاء 8381- المثنى بن لاحق العجليّ. له إدراك: قال الطّبري: كان أشدّ النّاس على النصارى من بني بكر بن وائل حين توجّه خالد بن الوليد إليهم سنة اثنتي عشرة، فكان هو وفرات بن حيان، ومذعور بن عديّ، وسعيد بن مرة، مع خالد بن الوليد في تلك الحرب، واستدركه ابن فتحون. الميم بعدها الجيم 8382- مجاهد بن جبر: مولى ابنة غزوان، أخت عتبة بن غزوان الصّحابيّ البدريّ المشهور. كان عتبة من السّابقين الأولين، وكان أبو هريرة أجيرا عند أخته المذكورة، وقضية ذلك أن يكون لمجاهد هذا صحبة، وقد ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: له ذكر في الأخبار، وشهد فتح مصر، واختط بها، وولي الخراج في إمرة عمرو بن العاص، أما مجاهد بن جبير المكّي التّابعيّ المشهور فهو مولى بني مخزوم، ويقال له ابن جبير أيضا، بالتّصغير. الميم بعدها الحاء 8383- محارب بن قيس بن عدس بن ربيعة بن جعدة العامريّ ثم الجعديّ. له إدراك، وفيه يقول النّابغة الجعديّ يرثيه: ألم تعلمي أنّي رزئت محاربا ... كريما أبيّا لا يملّ التّصافيا فتى كملت أعراقه «1» غير أنّه ... جواد فلا يبقى من المال باقيا [الطويل] 8384- محاضر بن عامر بن سلمة الخولانيّ. له «2» إدراك، قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وذكره سعيد بن عفير «3» في خولان.   (1) في أ: أوصافه. (2) سقط سهوا الرقم 8385. (3) في أ: عتبة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 218 8386- محرز بن أسيد الباهليّ. له إدراك. وذكر أبو إسماعيل الأزديّ أنه شهد حصار دمشق في خلافة أبي بكر. ونقل عن عمرو بن مالك عن أدهم بن محرز بن أسيد الباهليّ، عن أبيه، قال: افتتحنا دمشق سنة أربع عشرة في خلافة عمر، قال: وقال: قرة بن لقيط، عن أدهم بن محرز: أول راية دخلت أرض حمص راية مسروق بن ميسرة، قال: وكان أبي يقول: أنا أول رجل قتل رجلا من المشركين بحمص. قال أدهم: وإني لأول مولود بحمص، وأول من فرض له بها وبيدي كتف، وأنا أختلف إلى الكتاب. وأخرج ابن عساكر، من طريق محمد بن إبراهيم بن مهديّ، عن عمرو بن مالك القيني، عن أدهم بن محرز، عن أبيه، قال: افتتحنا دمشق في رجب سنة أربع عشرة، ومن طريق خليفة بن خياط قال: في رجب سنة ثمان وسبعين غزا محرز بن أبي محرز أرض الروم وفتح أرحله. 8387 - محرز بن حريش «1» بن صليع «2» . له إدراك، وذكر أبو إسماعيل الأزديّ في فتح الشام أنه قال لخالد بن الوليد لما أراد أن يسلك المفازة من العراق إلى الشام: اجعل كوكب الصّبح على جانبك الأيمن، ثم أمّه حتى تصبح، فجرّب ذلك، فوجد حقّا. 8388- محرز بن قتادة بن مسلمة الحنفيّ «3» . ذكره وثيمة في «الردة» ، وقال: كان ممن ثبت على إسلامه، وكان يوصي بني حنيفة بالتمسك بالإسلام، وينهاهم عن اتباع مسيلمة، وأنشد له في ذلك شعرا وخطبة يقول فيها: سبحان اللَّه! ما أعجب أمرك، أدخلكم في الدّين نبيّ، وأخرجكم منه كذاب، واللَّه لو كان فلان وفلان أحياء ما تلعّب بكم الأخيفش الكذّاب، واللَّه ما أصبتم به دنيا ولا آخرة، وإني لأخاف عليكم العذاب، قال: فقاموا إليه، ثم قالوا: نهبك لأبيك، فإنه كان سيّدا فينا، فاعتزلهم. 8389- محرز بن القصّاب «4» : مولى بني عدي، أحد بني ملكان. له إدراك. وروينا في جزء بكر بن بكّار، قال: حدّثنا إسحاق بن عثمان أبو يعقوب   (1) في م: جريش. (2) في أ: فتوح. (3) أسد الغابة ت (4690) . (4) أسد الغابة ت (4691) ، الاستيعاب ت (2341) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 الكلابيّ، قال: حدثتني أمّ موسى بنت محرز، عن أبيها محرز القصاب، وكان ممن سبى في الجاهليّة ... فذكر الحديث. وأورده البخاريّ من هذا الوجه، عن أبي موسى الأشعريّ- أنه قال: لا يذبح للمسلمين إلا من يقرأ أمّ الكتاب، فلم يقرأ إلا محرز القصّاب، فكان يذبح وحده. 8390- المحرق: له ذكر في ترجمة يحيى من حرف الياء آخر الحروف. 8391- محقبة بن النعمان: العتكيّ الأزدي. ذكره عمر بن شبة في أخبار البصرة فيمن شهد فتح تستر مع أبي موسى، قال: وكان شاعر الأزد في وقته، وأنشد يخاطب عمرو بن العاص لما خاف على نفسه أيام الردّة يشجعه ويؤمنه، فمنه: يا عمرو إن كان النّبيّ محمّد ... أودى به الأمر الّذي لا يدفع فلقد أصبنا بالنّبيّ وأنفنا ... والرّاقصات إلى الثّنيّة أجدع وقلوبنا قرحى وماء عيوننا ... جار وأعناق البريّة خضّع فأقم فإنّك لا تخاف وجارنا ... يا عمرو ذاك هو الأعزّ الأمنع [الكامل] قلت: وفات المرزبانيّ ذكر هذا، مع وصفه بأنه كان شاعر الأزد. 8392- محمد بن الحارث بن حديج، بمهملة ثم جيم مصغرا، ابن حويص الحارثي. ذكره أبو حاتم السّجستانيّ في «النّوادر» ، ونقل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، قال: قدم المعرم الحارثي على عمر يريد الإسلام، ومعه رجال من قومه، منهم الرّبيع بن زياد بن أنس بن الدّيان، ومحمد بن الحارث، بن حديج، وهو أحد من سمّي محمدا في الجاهليّة، فذكر القصّة الآتي ذكرها في المعرم. 8393- محمية بن زنيم: [ ... ] . له إدراك، ذكر سيف في «الفتوح» أنه كان بريد عمر إلى أمراء الأجناد بالشام بموت أبي بكر الصّديق، وفيه عزل خالد وتولية أبي عبيدة. وقال سيف، عن أبي عثمان، عن خالد وعبادة، قالا: قدم البريد من المدينة، فأخذته الخيول باليرموك، وسألوه عن الخبر فلم يخبرهم إلا بالسّلامة، وأخبرهم عن الإمداد، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 220 فأبلغوه خالد بن الوليد، فسأله فأخبر بالذي قدم فيه، فقال أحسنت، وخاف أن ينتشر أمر الجند، فوقف معه الرسول، وهو محمية بن زنيم ... فذكر القصة الميم بعدها الخاء 8394- مخرّم بن شريح بن مخرم بن زياد بن الحارث بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي. قال هشام بن الكلبيّ: سمعت بني الحارث بن كعب يقولون: إن مخرم بغداد سمّيت به، لأنها كانت إقطاعا له أيام نزل العرب العراق في عهد عمر. قلت: وإنما يقطع من يكون رجلا. وذكر المرزبانيّ في معجم الشعراء مخرّم بن حزن بن زياد بن الحارث، وساق هذا النّسب، وقال: جاهليّ يعرف بأمه، يقال له ابن فكهة، وأنشد له في وقعة لبني بكر بن وائل مع بني سليم شعرا، فكأنه عمّ هذا. 8395- المخبّل السعديّ. تقدم في الربيع بن ربيعة، وأن الراجح أنه مخضرم. وفي الشعراء أيضا المخبل العبديّ» ، اسمه «2» كعب بن عبد اللَّه العبسيّ، متأخر عن هذا، ذكر له أبو الفرج في الأغاني، ووكيع في غرر الأخبار- قصة طويلة مع زوجته أم عمرو وأختها سلا، وإياهما عني بقوله في الأبيات المشهورة: من النّاس إنسانان ديني عليهما ... مليّان لو شاء القد قضياني خليليّ أمّا أمّ عمرو فمنهما ... وأمّا عن الأخرى فلا تسلاني [الطويل] وفي الشعراء أيضا المخبل الثّمالي، ذكره الآمديّ، وأنشد له أبياتا يقول فيها: إنه أدرك عمرو بن هند، وإن أباه، واسمه شرحبيل بن حمل، أدرك جذيمة الوضاح. 8396- مخيّس: غير منسوب. ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ، وجعفر المستغفريّ في الصّحابة، وأخرجا من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزّهريّ، عن مخيس أبي «3» غنيم، قال: سمعت صريف   (1) في أ: السعدي. (2) في أ: ابن. (3) في أ: ابن. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 221 المساحي بالليل، ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدفن. آورده أبو موسى في «الذّيل» وضبطه بالخاء المعجمة والياء آخر الحروف والسّين المهملة، ثم قال: وجدته في الكتاب بالحاء المهملة والباء الموحدة، ولعل الصّواب ما ذكره. قال: والخبر معروف من رواية غنيم بن قيس، عن أبيه، فلعل الاسم تحرّف. قلت: وعلى كل تقدير فلا دليل في ذلك على صحبته، بل على إدراكه. 8397- مخيمس: بزيادة ميم مصغرا، النميري، هو ابن حابس بن معاوية. ذكره أبو إسماعيل الأزدي في الفتوح، وأنه شهد اليرموك. الميم بعدها الدال 8398- مدرك العبقسيّ «1» . يأتي ذكره في ترجمة مرّة الأسديّ. 8399- مرّار بن سلامة العجليّ: الشّاعر. ذكره أبو بشر الآمديّ، وقال: إنه مخضرم جاهليّ إسلاميّ، وذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، ولم يقل إنه أسلم، بل أنشد له في يوم ذي قار: أسرنا منهم تسعين كهلا ... نقودهم على وضح الطّريق وجالوا كالبغال فأسلمونا ... إلى خيل مسوّمة ونوق [الوافر] ضبطه بكسر أوله والتخفيف. 8400- مرّان: بضم أوله والتشديد، وآخره نون، ابن ذي عمير بن أبي مران «2» الهمدانيّ. نسبه صاحب «الإكليل» ، ذكره وثيمة في «الردّة» ، وأنه كان من ملوك همدان، وأسلم فيمن أسلم منهم. ونقل عن ابن إسحاق أنّ أهل اليمن لما سمعوا بوفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تكلم سفهاء همدان بما كرهه حلماؤهم، فقام عبد اللَّه بن مالك الأرحبي، فذكر   (1) في أ: العبسيّ. (2) في أ: فرات. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 222 كلامه، قال: ثم قام مران، فقال: يا معشر همدان، إنكم لم تقاتلوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يقاتلكم، فأصبتم بذلك الحظ، ولبستم به العافية، ولم يعمّكم بلعنة تفضح أوائلكم، وتقطع دابركم، وقد سبقكم قوم إلى الإسلام، وسبقتم قوما، فإن تمسكتم لحقتم من سبقكم، وإن أضعتموه لحقكم من سبقتموه، فأجابوه إلى ما أحبّ، وأنشد له أبياتا رثى فيها النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول فيها: إنّ حزني على الرّسول طويل ... ذاك منّي على الرّسول قليل بكت الأرض والسّماء عليه ... وبكاه خديمه جبريل [الخفيف] 8401- مرباع بن أبضعة الكندي «1» : تقدم ذكره في ترجمة عبد اللَّه بن يزيد بن قيس، وأنه رثاه لما قتل في زمن أبي بكر الصديق. 8402- مرثد بن حيي بن موهب بن مخمر «2» بن محيريز «3» بن زكير بن ذهل بن الأخنس بن حصين بن سهل بن ذهب بن منبه الرّعيني. ذكر ابن يونس، عن هانئ بن المنذر- أن هذا شهد فتح مصر هو وإخوته: زرارة، وشفي، وخيثمة، فيمن شهدها من رعين. قال ابن يونس: ما علمت لهم حديثا. 8403- مرثد «4» بن عثعث بن عتيك البلوي. له إدراك: قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وذكروه في كتبهم. 8404- مرثد بن قيس بن مشجعة الجعفي. له إدراك. ذكر هشام بن الكلبيّ، عن جرير بن عمرو بن كريب بن سلمة بن يزيد الجعفيّ، قال: شهد عبيد اللَّه بن الحرّ الجعفيّ القادسية مع خاليه: مرثد، وزهير ابني قيس بن مشجعة الجعفيين. وقد تقدم في حرف الألف النقل عن ابن الكلبيّ أن الإخوة الثلاثة شهدوا القادسيّة. 8405- مرثد بن نجبة «5» : بفتح النون والجيم ثم موحدة، الفرازيّ، أخو المسيّب.   (1) أسد الغابة ت (4824) . (2) في أ: بحر. (3) في أ: محير. (4) هذه الترجمة سقط في م. (5) أسد الغابة ت (4832) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 ذكره ابن عساكر، وقال: له إدراك. ولأخيه صحبة، وكان من أصحاب خالد بن الوليد، وشهد معه الحيرة، وفتح دمشق. وقيل إنه قتل على سورها. وقيل: إنه شهد أيضا اليرموك. 8406- مرثد بن أبي يزيد «1» الخولانيّ، ثم البقري، بضم الموحدة وفتح القاف، من الأهواز قبيلة من خولان. ذكره ابن يونس، وقال: كان من أصحاب عمر بن الخطاب، وشهد فتح مصر، قال: وذكره سعيد بن عفير في كتابه. قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي بعده. 8407- مرثد الخولانيّ: له إدراك، وذكر فيمن شهد اليرموك، ذكر ذلك أبو مخلف في فتوح الشام له، وساق بسند له إلى راشد بن عبد الرحمن الأزديّ، قال. صلّى بنا أبو عبيدة بن الجراح، ثم أقبل على الناس بوجهه، فقال: يا أيها الناس، أبشروا فإنّي رأيت رؤيا، فقال مرثد الخولانيّ: وأنا أيضا رأيت رؤيا، وهي بشرى فيما أرى، رأيت أنّا تواقفنا فصبّ اللَّه عليهم طيرا بيضا عظاما لها مخاليب تنقضّ من السماء، فإذا حاذت الرجل منهم ضربته. وكذا ذكره أبو حذيفة في المبتدإ والفتوح، عن سعيد بن عبد العزيز، عن قدماء أهل الشام، عمن شهدها. وذكر ابن عساكر هذه القصة في ترجمة مرثد الخولانيّ، وفيه نظر، لأن ابن سمي يصغر عن ذلك، وأكثر ما وصف بإدراك علي ومعاوية. وقد فرّق ابن سميع بين مرثد بن يحيى، ومرثد الخولانيّ، فذكر الخولانيّ فيمن أدرك الجاهلية، وابن سمي في الطبقة الخامسة، وقال: أدرك عثمان وعليا. وأرّخ خليفة وفاة ابن سمي سنة خمس وعشرين ومائة. وقال يعقوب بن سفيان في تاريخه: حدثنا أبو اليمان، حدثنا جرير، قال: رأيت مرثد بن عثمان، وكان قد أدرك عليا. 8408- مرّ الإيادي: ذكره ابن دريد: عن ابن أخي الأصمعيّ [عن عمّه] «2» عن أبي عمرو بن العلاء، عن   (1) في أ: مرثد. (2) سقط في أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 هجاس بن مر الإيادي، عن أبيه، وكان قد أدرك الجاهلية، قال: جلس أبو داود الإيادي الشاعر وزوجته وابنه ... فذكر قصة فيها أشعار. 8409- مركبود الفارسيّ «1» : أسلم في حياة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع من أسلم من أهل اليمن. ذكره الواقديّ، والطبريّ، وأن ابنه عطاء كان من أول من جمع القرآن باليمن، واستدركه ابن فتحون، وسيأتي ذكره في النعمان بن بزرج. 8410- مرة بن خالد بن عامر بن قنان بن عمرو بن قيس بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤيّ. له إدراك، وولده مجفر هو الّذي ذهب برأس الحسين بن علي إلى يزيد بن معاوية. ذكره الزبير بن بكّار. 8411- مرة بن صابر: أو صابي اليشكريّ. ذكره وثيمة، فقال: كان أبو سيّد بني يشكر، وثبت مرة على إسلامه حين ارتدّ قومه، وخاطب مسيلمة بخطاب طويل ينكر عليه دعواه النبوة، وخاطب أهل اليمامة بخطاب بليغ، فردّوه عليه، ففارقهم، وكتب إلى خالد أبياتا منها: يا ابن الوليد بن المغيرة إنّني ... أبرا إليك من الجحود الكافر أعني مسيلمة الكذوب فإنّه ... واللَّه أشأم صحبة من ناشر [الكامل] في أبيات، ثم لحق بخالد فكان معه. 8412- مرّة بن ليشرح المعافريّ: له إدراك، وشهد فتح مصر، وله رواية عن عمر. روى عنه أبو قبيل المعافريّ، ذكره ابن يونس. 8413- مرة بن همدان: له إدراك، ذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان، وقال: كان مع أبي موسى فوقع في سهم عجلان جدّ عصام بن يزيد الّذي لقبه خير، فأسلم، وسكن الكوفة ثم رجع إلى أصبهان. 8414- مرّة بن واقع الفزاريّ:   (1) أسد الغابة ت (4846) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء وقال: مخضرم، وكان يهاجي سالم بن دارة، وأنشد له في امرأة من بني بدر كانت عنده فطلقها- أبياتا قالها، وبسببها وقع بينه وبين سالم. 8415- مرّة الأسديّ: ذكره الزبير بن بكار في ترجمة خالد بن الوليد، قال: وجدت بخط الضحاك بن عثمان أن بني أسد لما انهزموا نادى منادي خالد: من أسلم على ماء ونصب عليه مسجدا فهو له، فابتدر بنو أسد جرثم وهو أفضل مياههم، فقال في ذلك مرة الأسديّ: ليهنئ مدركا أن قد تركنا ... له ما بين جرثم والقباب إذا حالت جبال البشر دوني ... ومات الضّغن «1» وانقطع الجناب [الوافر] فبلغ ذلك مدركا وهو العبقسيّ، فقال: ليس يهنيني، ولكن يجدع أنفي. 8416- مريّ: بصيغة التصغير، ابن أوس بن حارثة بن لام الطائيّ. له إدراك، وقد استعمل الوليد بن عقبة لما كان أمير الكوفة في خلافة عثمان ولده الربيع بن مريّ على صدقات الجزيرة. 8417- مري: بكسر أوله مخففا، الروميّ. يقال: إنه أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولم يره، ولكنه سمع كلام رسوله وآمن. ذكر محمّد بن عائذ في «المغازي» بسند فيه إرسال- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعث شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر، وهو بغوطة دمشق، فخرج من المدينة في ذي الحجة سنة ستّ، فذكر القصة، وفيها: قال شجاع فجعل حاجبه يسألني عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وما يدعو إليه- وكان روميا اسمه مري، فكنت أحدثه عن صفته، فيرقّ حتى يغلبه البكاء، ويقول: إني قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعينه، فكنت أحسبه يخرج بالشام، وأراه قد خرج بأرض القرظ، فأنا أؤمن به وأصدقه، وأنا أخاف أن يقتلني الحارث، قال: فأخبرت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بما قال، وأبلغته السلام من مري، فقال: صدق. 8418- مرير الإيادي: بوزن عظيم.   (1) في ب: الطعن. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 أدرك الجاهلية، وعاش بعد ذلك، وقد سمع أبو عمرو بن العلاء من ولده هجاس. ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة أبي داود الإيادي من «الأغاني» ، وكذلك صاعد في كتاب الفصوص، من طريق الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن هجاس بن مرير عن أبيه، قال: كان أدرك الجاهلية، وقال: بينا أبو دواد الإيادي وابنه وابنة له على بيت لهم إذ خرج ثور من الأكمّة «1» فانبرى بين يديه، فقال: وبدت له أذن «2» توجّس ... حرّة وأحمّ وائد وقوائم «3» عوج لها ... من خلفها زمع زوائد [مجزوء الكامل] ثم قال لسانه عون القوافي، فذكر القصة. الميم بعدها الزاي والسين 8419- مزرّد بن ضرار «4» : أخو الشمّاخ الشاعر المشهور. تقدم مع أخيه. 8420- مسافع بن عبد اللَّه بن مسافع: قال ابن عساكر: أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح دمشق، وكان من قوّاد اليمن، ثم أسند من الفتوح لسيف بسنده، وقال: وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد اليمن عدد، منهم مسافع بن عبد اللَّه بن مسافع. 8421- مسافع بن عقبة بن شريح بن يربوع الغطفانيّ، وكان شريح يلقّب دارة القمر لحسنه. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: مسافع مخضرم، وهو والد سالم بن دارة الشاعر المشهور، قال: ولما حبس عثمان سالما لكونه هجا بني فزارة مات سالم في الحبس، فقال مسافع في ذلك: جزاني اللَّه من عثمان إنّي ... إذا أدعوا على خصم جزاني [الوافر] وقد تقدم في ترجمة سالم بن دارة سبب حبسه وموته. 8422- مسافع «5» بن النّعمان التيميّ ثم الربعيّ.   (1) في ب: من الأجمة. (2) في أ، م: أذب. (3) في أ، ب، م: قوام. (4) أسد الغابة ت (4858) ، الاستيعاب ت (2574) . (5) في أ: مساور. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 227 له إدراك، ذكره سيف في الفتوح. 8423- مساور بن هند بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسيّ. كان جده قيس مشهورا في الجاهلية، ولا سيما في حرب داحس والغبراء. ذكر الأصمعيّ ما يدلّ على أن له إدراكا، فحكى عن أبي طفيلة، قال: وكان نحو أبي عمرو بن العلاء في السّن، قال: حدثني من رأى مساور بن هند، ولد في حرب داحس قبل الإسلام بخمسين عاما. وذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» وذكر له قصة مع عبد الملك، وفي حكاية الأصمعيّ أنه لما عمّر صغرت عيناه، وعظمت أذناه، فجعلوه في بيت صغير ووكلوا به امرأة، فرأى ذات يوم غفلة، فخرج فجلس في وسط البيت وكوّم كومة من تراب، ثم أخذ بمرتين، فقال: هذه فلانة، وهذه فلانة لفرسين كان يعرفهما، ثم أرسلهما من رأس الكوم، ثم نظر، فقال: سبقت فلانة، ثم أحسّ بالمرأة فقام فهرب. وقال الأصمعيّ: وبلغني أنه أتي به الحجاج، فقال له: ما كنت تصنع بقول الشعر؟ قال: كنت أسقي به الماء، وأرعى به الكلأ. وقال المرزبانيّ: كان أعور، وهو من المتقدمين في الإسلام، وهو وأبوه وجدّه أشراف من بني عبس، شعراء فرسان، وهو القائل: جزى اللَّه خيرا عاليا من عشيرة ... إذا حدثان الدّهر نابت نوائبه إذا أخذت بزل المخاض سلاحها ... تجرّد فيهم متلف المال كاتبه [الطويل] قال: يقال أخذت الإبل سلاحها، إذا استحسنها صاحبها فلم يذبحها. 8424- المستظل بن حصن البارقيّ: أبو المثنى. ذكره أبو موسى «في الذّيل» ، هو تابعيّ، قيل: إنه أدرك الجاهلية. وذكره ابن حبّان في الثقات. روى عن عمر بن الخطاب وغيره. روى عنه شبيب بن غرقدة. 8425- المستوعز: بعين مهملة ثم زاي، ابن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي، أبو بيهس، واسمه عمرو، والمستوعز لقب. قال المفضّل الضّبيّ: كان عمّر زمانا طويلا، وكان من فرسان العرب في الجاهلية. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 228 وقال المرزباني: يقال إنه عاش في أيام معاوية، ويقال: عاش ثلاثمائة وعشرين سنة، ويقال: مات في صدر الإسلام. وقال الأصمعيّ: قال أبو عمرو بن العلاء: عاش المستوعز ثلاثمائة سنة وعشرين سنة، وذكر أبو جعفر في زيادات كتاب المجاز لأبي عبيدة، عن الأصمعيّ: قيل للأصمعيّ: من أين أوتي هذا؟ قال: من قبل أخواله. وأخرج أبو عليّ بن السّكن، من الطريق الأصمعيّ: سمعت عقبة بن رؤبة بن العجاج يقول: مرّ المستوعز بن ربيعة بعكاظ يقوده ابن ابنه، فقال له رجل: أحسن إليه، فطالما حملك. فقال: من ظننته؟ قال: أباك أو جدك. قال: فإنه ابن ابني، فقال: لو كنت المستوعز ما زدت، قال: فأنا المستوعز. وقال أبو حاتم السّجستانيّ: عاش ثلاثمائة سنة وثلاثين سنة حتى أدرك الإسلام، فأمر بهدم البيت الّذي كانت ربيعة تعظمه في الجاهلية، وهو القائل يشكو من طول عمره: ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وعمرت من عدد السّنين مئينا مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشّهور سنينا هل ما بقي إلا كما قد فاتني ... يوم يمرّ وليلة تحدونا [الكامل] قال: وبين المستوعز وبين مضر بن نزار تسعة آباء وبين عمرو بن قمة وبين نزار عشرون أبا. قلت: فشارك عمرو بن قمئة في ذلك من كبار الصحابة. 8426- مسروق بن الأجدع «1» بن مالك بن أميّة بن عبد اللَّه الهمدانيّ ثم الوادعيّ، أبو عائشة.   (1) الكنى والأسماء 2/ 20، أخبار القضاة لوكيع 1/ 19، التاريخ لابن معين 560، جمهرة أنساب العرب 394، تاريخ أبي زرعة 1/ 329، التاريخ الثقات للعجلي 426، طبقات خليفة 149، تاريخ خليفة 149، التاريخ الكبير 8/ 735، التاريخ الصغير 65، طبقات ابن سعد 6/ 76، تاريخ اليعقوبي 2/ 241، المعارف 105، تاريخ الطبري 1/ 144، أنساب الأشراف 1/ 176، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 88، الزيارات 79، الوفيات لابن قنفذ 96، الكامل في التاريخ 1/ 109، الجرح والتعديل 8/ 396، عيون الأخبار 1/ 61، ربيع 4/ 149، العقد الفريد 2/ 301، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 771، حلية الأولياء 2/ 95، طبقات الفقهاء 79، تاريخ بغداد 13/ 232، تهذيب الكمال 1320، العبر 1/ 68، تذكرة الحفاظ 1/ 49، الكاشف 3/ 120، دول الإسلام 1/ 47، مرآة الجنان 1/ 139، غاية النهاية 2/ 294، تهذيب التهذيب 10/ 109، تقريب التهذيب 2/ 242، النجوم الزاهرة 1/ 161، طبقات الحفاظ 14، خلاصة تذهيب التهذيب 374، شذرات الذهب 1/ 71، الزهد لابن المبارك 32، الملحق رقم 102، مسند الحميدي 1/ 11، تهذيب الآثار للطبري 1/ 190، تاريخ الإسلام 2/ 235، أسد الغابة ت (4870) ، السير 4/ 63. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 229 له إدراك، وقدم من اليمن بعد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وروى عن أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وابن مسعود، وعائشة. وأمها أم رومان وجماعة. وروى عنه ابن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع، وأبو الضّحى، والشعبي، والنخعيّ، والسبيعيّ، وعبد الرّحمن [بن عبد اللَّه] بن مسعود، وعبد اللَّه بن مرة، وآخرون. قال الآجرّيّ، عن أبي داود: كان عمرو بن معديكرب الكنديّ خاله، وكان أفرس فرسان اليمن أبوه. قال عليّ بن المدينيّ: صلّى خلف أبي بكر، وحدّث عن عمر، وعلي، ولم يحدث عن عثمان، قال: ولا قدم «1» عليه من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود أحدا. وقال عثمان الدّارميّ: قلت لابن معين: مسروق عن عائشة أحبّ إليك أو عروة عنها؟ فلم يخبر. وقال الشّعبيّ: ما رأيت أطلب للعلم منه، وقال عبد الملك بن أبجر عن الشعبي: كان أعلم بالفتوى من شريح، وكان شريح أبصر بالقضاء منه. وقال شعبة، عن أبي إسحاق: حجّ مسروق فلم ينم إلا ساجدا. وقال مجالد، عن الشّعبيّ، عن مسروق: قال لي عمر: ما اسمك؟ قلت: مسروق بن الأجدع، قال الأجدع شيطان، أنت ابن عبد الرحمن. وقال العجليّ: كوفي تابعيّ ثقة، أحد أصحاب عبد اللَّه الذين كانوا يقرءون ويفتون. وقال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وستين، وأرّخه غيره سنة ثلاث وستين، وهو قول الجمهور. وقال هارون بن حاتم، عن الفضل بن عمرو: عاش ثلاثا وستين سنة. كذا قال: ولعلها سبعين لما تقدم من قول ابن المديني إنه صلّى خلف أبي بكر رضي اللَّه تعالى عنه.   (1) في ب: أقدم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 8427- مسروق بن أوس بن مسروق التميمي ثم الحنظليّ، ويقال: أوس بن مسروق. والأول الصواب. له إدراك وغزا في خلافة عمر بن الخطاب، وحدث عن أبي موسى الأشعريّ أنه سمعه يحدث بحديث الأصابع سواء عشر عشر من الإبل، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. 8428- مسروق بن حجر بن سعيد الكنديّ: ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له من أبيات: ألا من مبلغ عنّي شعيبا ... أكلّ الدّهر عزّكم جديد [الوافر] 8429- مسروق بن ذي الحارث الهمدانيّ: ثم الأرحبي. ذكره وثيمة في كتاب الردة، فقال: لما بلغ ابن ذي المشعار الهمدانيّ، وكان ملك ناحيته- أن قومه لما هموا بالردة قام فيهم خطيبا فحرضهم على الثبات على الإسلام، فقام إليه مسروق بن ذي الحارث الأرحبي، فقال: أيها الملك، إنه لا يبلّغ عنك قريشا إلا رجل من قومك مثلي، فابعثني إلى خليفة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ففعل، فقال: يا خليفة رسول اللَّه، إن بعدي أقواما أسلموا للَّه لا للناس، وأطال في خطبته، وأنشد أبياتا منها: كلّ أمر وإن تعاظم منّي الصّبر ... عليه سوى النّبيّ رقيق أيّها القائم المعصّب «1» بالأمر ... لأنت المصدّق الصّدّيق إنّ ذا الأمر فيكم فخذوه ... ثمّ قودوا إلى النّجاة وسوقوا [الخفيف] 8430- مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى «2» بن جندل بن نهشل بن دارم التميميّ الدارميّ. له إدراك، وهو والد ليلى امرأة عليّ. ذكره الزّبير بن بكّار، وهشام بن الكلبيّ: وقالا، إنها والدة أبي بكر، وعبد اللَّه، ابني عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه.   (1) في بن: المحصب. (2) في أ: مسلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 231 8431- مسعود بن معتّب التّجيبيّ: ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: مخضرم، وأنشد له: ومتى أدع في تجيب تجبني ... أسد «1» غيل ودار عون كثير وهم الموت لا يغازون حيّا ... حيث كانوا هناك إلّا أبيروا [الخفيف] 8432- مسعود الثقفيّ: أدرك الجاهلية، ذكره أبو موسى مختصرا. 8433- مسفع: بفاء مهملة، ابن باكورا، بموحدة أوله. ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام، وقال: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع جرير بن عبد اللَّه البجلي. 8434- مسلم بن عقبة بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ «2» بن مرة بن عوف المرّي، أبو عقبة، الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرّة. ذكره ابن عساكر، وقال: أدرك النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد صفين مع معاوية، وكان على الرجّالة. وعمدته في إدراكه أنه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده، قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه وجّه إليهم عسكرا أمرّ عليهم مسلم بن عقبة المري، وهو يومئذ شيخ ابن بضع وتسعين سنة، فهذا يدل على أنه كان في العهد النبوي كهلا. وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة، وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سموه مسرفا، وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك، والعسكر ينهبون ويقتلون ويفجرون، ثم رفع القتل، وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية، وتوجه بالعسكر إلى مكة ليحارب ابن الزبير لتخلّفه، عن البيعة ليزيد فعوجل بالموت، فمات بالطريق، وذاك سنة ثلاث وستين، واستمر الجيش إلى مكة، فحاصروا ابن الزبير، ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس، فجاءهم الخبر بموت يزيد بن معاوية، وانصرفوا، وكفى اللَّه المؤمنين القتال.   (1) في م: أسد عنك. (2) في أ: عطية. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 232 والقصة معروفة في التواريخ، ولولا ذكر ابن عساكر لما ذكرته كما تقدم في الاعتذار عن ذكر مثل هذا في ترجمة عبد الرحمن بن ملجم. 8435- مسلم بن هانئ «1» : أخو شريح بن هانئ. تقدم ذكره في ترجمة شريح، وسماه ابن قانع مسلمة بزيادة هاء، والمعروف بإسقاطها وضمّ أوله وكسر اللام. واللَّه أعلم. 8436- مسلم الخزاعي «2» : له إدراك، وسمع من معاذ بن جبل، وأبي الدرداء. ذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة العليا التي تلي طبقة أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. 8437- مسمع: بكسر أوله وسكون المهملة وفتح الميم. ذكر أبو جعفر الطبري أنه كان مع العلاء بن الحضرميّ في قتال الردّة، واستعان به في كثير من ذلك، وكان من أهل النكاية في أهل الردة. واستدركه ابن فتحون، ولم استبعد أنه والد مالك بن مسمع رئيس بكر بن وائل بالبصرة في صدر [الإسلام في] «3» الدولة الأموية. 8438- المسور: بكسر أوله وسكون ثانيه، ابن عمرو. له إدراك، ذكر أبو جعفر الطبري أن أهل نجران لما بلغهم وفاة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كتبوا إلى أبي بكر يسألونه في تجديد العهد الّذي كان بينهم وبين النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأجابهم، وكتب لهم عهدا جديدا، وشهد فيه المسور بن عمرو. 8439- المسوّر: بضم أوله وتشديد الواو المفتوحة، وهو ابن يزيد الجذامي. ذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وذكره سعيد بن عفير في أشراف جذام، وأورده ابن مندة في الصحابة، ولم يزد على ما قال ابن يونس، بل ساق سنده إلى سعيد بن عفير بما ذكره. وفي الجملة هو من أهل هذا القسم. 8440- مسهر بن خالد «4» بن جندب بن منقذ بن حر بن نكرة العبديّ النكريّ له إدراك، وكان ابنه قيس مع الحسين بن علي لما قتل بالطّف سنة ستين. 8441- مسهر بن النعمان بن عمرو بن ربيعة بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد   (1) أسد الغابة ت (4919) . (2) الاستيعاب ت (2430) . (3) سقط من أ. (4) في أ: جبير. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 233 ابن خزيمة بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن عائذة قريش، وعدادهم في بني ربيعة بن ذهل بن شيبان، وقيل هو مسهر بن عمرو بن عثمان بن ربيعة بن عائذة. ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء وقال: إنه مخضرم، وأنشد له في ذلك: لكلّ أناس سلّم يرتقى به ... وليس إلينا في السّلالم مطلع وينفر منا كلّ وحش وينتمي ... إلى وحشنا وحش البلاد فيرتع [الطويل] قال: وكان يقال له مقاس العائذي. 8442- المسيّب بن نجبة: بفتح النّون والجيم بعدها موحدة، ابن ربيعة بن رباح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزارة الفزاريّ. له إدراك، وقد شهد القادسيّة وفتوح العراق فيما ذكر ابن سعد، وله رواية عن حذيفة وعلي. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وعبيد المكتب، وأبو إدريس المرهبي. وذكره العسكريّ، فقال: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وليست له صحبة. قلت، وروايته عن عليّ في الترمذيّ. وقال ابن سعد: كان مع عليّ في مشاهده، وقتل يوم عين الوردة مع النوّاس. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: قتل مع سليمان بن صرد في طلب دم الحسين سنة خمس وستين. قلت: وكان سبب ذلك أن يزيد بن معاوية لما مات وتفرّقت الآراء وغلب كل واحد على ناحية اجتمع نفر من أهل الكوفة، وندموا على سكوتهم عن نصر الحسين بن عليّ، فقالوا: ما ينمحي عنّا هذا الذنب إلا ببذل أنفسنا في طلب ثأره، فخرجوا في جيش كثير إلى جهة الشام، فجهز إليهم مروان أول ما غلب على الشّام جيشا عليهم عبيد اللَّه بن زياد، فقتلوا: ثم جهز المختار لما غلب على الكوفة جيشا بعدهم، فقتلوا عبيد اللَّه بن زياد. وهزموا من معه. والقصّة مشهورة في التواريخ. 8443- المسيّب بن نجبة، آخر «1» .   (1) طبقات ابن سعد 6/ 216، فتوح البلدان 302، أنساب الأشراف 1/ 277، المعرفة والتاريخ 2/ 649، المعارف 435، مروج الذهب 1976، معجم الشعراء للمرزباني 386، التاريخ الصغير 75، التاريخ الكبير 7/ 407، تاريخ خليفة 262، تاريخ اليعقوبي 2/ 196، جمهرة أنساب العرب 258، مشاهير علماء الأمصار 108، تاريخ الطبري 4/ 488، الجرح والتعديل 8/ 293، الكامل في التاريخ 3/ 232، الكاشف 3/ 129، تهذيب التهذيب 10/ 154، تقريب التهذيب 2/ 250، خلاصة تذهيب التهذيب 377، تاريخ الإسلام 2/ 248. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 234 قال ابن عساكر: له إدراك. ذكره عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في فتوح الشّام، وقال: حدّثني الحارث بن كعب، عن قيس بن أبي حازم، قال: كان المسيّب ممن خرج مع خالد بن الوليد، وكانوا مع بجيلة، وأكثرهم من أحمس نحو مائتي رجل ومن طي نحو مائة وخمسين رجلا، ومن ذبيان نحو مائتي رجل، فيهم المسيّب بن نخبة، ومن المهاجرين والأنصار نحو ثلاثمائة، فجعل خالد على شطر خيله المسيّب، وعلى الشّطر الآخر رجلا من بني بكر بن وائل. قلت: أورد ابن عساكر هذه القصّة في ترجمة المسيّب بن نجبة الفزاريّ، والّذي يغلب على ظني أنه غيره، وأنه أرسل. الميم بعدها الشين 8444- مشجعة بن نضر البغويّ. له إدراك. تقدم ذكره في أخيه قرة بن نضر. 8445- مشرح بن عبد كلال الحميري: أخو الحارث. أسلم في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال أبو الحسن المدائنيّ: كتب إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وإلى أخويه: الحارث، ونعيم: سلم أنتم ما آمنتم باللَّه ورسوله، وأن اللَّه وحده لا شريك له. وبعث بكتابه مع عياش بن أبي ربيعة فآمنوا به فأخذ فضلهم الثّلاثة الذين كانوا إذا يحضرونها سجدوا، وكانت من الإبل فأخرجها بالسّوق. 8446- مشعار بن ذي المشعار الهمدانيّ. ذكره وثيمة بن الفرات في كتاب الردّة، وقال: كان من سادات همدان، وكان على ناحيته، فلما همّ قومه بالردة قام فيهم خطيبا وكان متألّها، فنهاهم عن الرّدة، وقال في ذلك أبياتا. وقد تقدّم له ذكر في مسروق بن ذي الحارث في هذا القسم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 235 الميم بعدها الضاد [8447- مضرّس بن أنس بن خراش بن خالد المحاربيّ. له إدراك، وشهد فتوح العراق، واستشهد بالمدائن، ذكره ابن الكلبيّ ثم البلاذريّ] . 8448- مضرّس بن عبيد: بن حييّ بن ربيعة بن سعد بن مالك التميميّ. مخضرم، أدرك الجاهليّة والإسلام، وكان ابنه توبة بن مضرّس في زمن معاوية ومن بعده، وكان شاعرا فاتكا، ذكره ابن سعيد اليشكري في كتابه أخبار اللصوص من العرب وأشعارهم. الميم بعدها الطاء 8449- مطرف بن عبد اللَّه بن الشخّير تقدم في القسم الثاني] «1» . 8450- مطرّف بن مالك: أبو الرّباب «2» . لا أعلم له رؤية، وشهد فتح تستر مع أبي موسى. روى عنه زرارة بن أبي أوفى خبره في ذلك. ذكره أبو عمر هكذا مختصرا، ونسبه خليفة بن خياط، فقال: ابن مالك بن قشير بن كعب، كذا في تاريخ ابن عساكر، وليس بجيّد، ولعله كان فيه: من بني قشير بن كعب، فإن بين مالك وقشير بن كعب اثنين أو ثلاثة. وقد وقفت على قصّته في تاريخ ابن أبي خيثمة، قال: حدّثنا هدبة، وقال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه: حدّثنا عفان. وفي كتاب الشّريعة لأبي بكر بن أبي داود، قال: حدّثنا الدقيقي، حدّثنا عفان، قالا: حدّثنا همام، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن مطرّف بن مالك، قال: شهدت فتح تستر مع الأشعريّ، فأصبنا ذا نبال في السّوق، وأصبنا معه ربطتين من كتّان، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب، وكان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر يقال له حرقوص، وكان معنا أجير نصراني يقال له نعيم، فقال: تبيعوني هذه الربعة وما فيها؟ فكره الأشعريّ ومن عنده من الصّحابة بيع ذلك الكتاب، فبعناه الربعة بدرهمين، ووهبناه الكتاب، فكتب الأشعريّ إلى عمر، فكتب إليه: إن نبيّ اللَّه دعا اللَّه أن لا يليه إلا المسلمون، فصلّى عليه ودفنه. قال مطرّف بن مالك: ثم بدا لي أن أزور بيت المقدس ... فذكر قصّة سأذكرها في نعيم في حرف النّون إن شاء اللَّه تعالى.   (1) هذه الترجمة سقط من. (2) أسد الغابة ت (4949) ، الاستيعاب ت (2439) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 236 وأورد ابن أبي داود أيضا، من طريق هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي الرّباب، كنت خامس خمسة فيمن ولي قبض تستر، فجاء إنسان فقال: أتبيعوني ما معي بعشرين درهما، ومعه شيء تحت ردائه؟ قلنا: نعم، إن لم يكن ذهبا أو فضّة أو كتاب اللَّه. فإنه كتاب اللَّه، ولكنكم لا تقرءونه، وأنا أقرؤه، فأخرج جونة فيها كتاب من التّوراة، فوهبناه له، وأخذنا الجونة، فألقيناها في القميص فابتاعها منا بدرهمين. ولمطرّف رواية عن أبي الدّرداء، أخرجها عبد الرّزّاق في مصنفه، عن معمر، عن أيوب، عن محمد، عنه، قال: دخلنا على أبي الدّرداء ... فذكر حديثا في تكفير الوصب والخطأ عن المؤمن. قال البخاريّ: مطرّف بن مالك أبو الرّباب القشيريّ شهد فتح تستر مع الأشعريّ. روى عنه زرارة بن أبي أوفى، ومحمد بن سيرين، وقد ذكرنا روايته عن أبي الدّرداء. وله أيضا عن معقل بن يسار، وكعب الأحبار. روى عنه أيضا أبو عثمان النهديّ. وقال النسائيّ في الكنى: بصري ثقة. 8451- مطير» بن الأشيم بن قيس الأسدي. له إدراك، وهو عمّ عبد اللَّه بن الزّبير الأسديّ الشّاعر، وأنشد له المرزباني في «معجم الشعراء» من أبيات يرثي بها علقمة بن وهب بن قيس ابن عمه: أتاني النّعيّ فكذّبته ... لصدق الحديث وما أكذب [المتقارب] الميم بعدها العين 8452- معاذ بن يزيد بن الصّعق العامريّ. ذكره وثيمة في كتاب الرّدّة، وأنه كان له في قومه شأن، قال: فجمعهم حين عزموا على الرّدة، وخطبهم خطبة طويلة يحرّضهم على الرجوع للإسلام، ويقبّح عليهم الردّة، فقال: يا معشر هوازن، إنكم عثرتم في الإسلام خمس عثرات، واللَّه لترجعنّ إلى ما خرجتم منه أو لتؤخذنّ أخذة أهل بدر، فلم يقبلوا فارتحل بأهله وبمن أطاعه، وقال في ذلك: بني عامر أين أين الفرار ... من اللَّه واللَّه لا يغلب منعتم فرائض أموالكم ... وترك صلاتكم أعجب   (1) في أ: مطين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 237 وكذّبتم الحقّ فيما أتى ... وإنّ المكذّب للأكذب [المتقارب] 8453- معاوية بن الجون الكنديّ. ذكر وثيمة في كتاب الردّة أنه كان خطيب قومه في الجاهليّة، وأنه حذّرهم من الرّدة فلم يقبلوا منه. 8454- معاوية بن الحارث بن ثعلبة النخعيّ، جد حفص بن غياث بن طلق الكوفيّ. وقع في ترجمة حفص بن غياث عند ابن خلفون أنّ جدّه معاوية هذا شهد القادسيّة، ووقع في الأربعين للجوزقي ما يؤيد ذلك. 8455- معاوية بن حرمل الحنفي: صهر مسيلمة الكذاب. له إدراك، وكان مع مسيلمة في الرّدة، ثم قدم على عمر رضي اللَّه عنه تائبا، فأخرج البغويّ، من طريق الجريريّ، عن أبي العلاء، عن معاوية بن حرمل، قدمت على عمر، فقلت: يا أمير المؤمنين، تائب من قبل أن يقدر عليّ، فقال: من أنت؟ فقلت: معاوية بن حرمل، ختن مسيلمة، قال: اذهب فانزل على خير أهل المدينة، قال: فنزلت على تميم الدّاري، فبينا نحن نتحدث إذ خرجت نار بالحرّة، فجاء عمر إلى تميم، فقال: يا تميمى، أخرج، فقال: وما أنا؟ وما تخشى أن يبلغ، من أمري؟ فصغر نفسه، ثم قام فحاشها حتى أدخلها الباب الّذي خرجت منه، ثم اقتحم في أثرها، ثم خرج فلم تضرّه. 8456- معاوية بن عمران بن ضمضم الحردي. له إدراك، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس، واللَّه أعلم؟. 8457- معاوية العقيليّ. له إدراك، ذكره سيف في الفتوح، وأنه الّذي استنقذ عيال فيروز الدّيلميّ وغيره من الأبناء لما غلب عليهم قيس بن مكشوح ونفاهم من اليمن، فاستنصر فيروز ببني عقيل وعليهم رجل يقال له معاوية، فاعترضوا لخيل قيس فهزموهم واستنقذوا العيال، فمدح فيروز معاوية المذكور وبني عقيل بأبيات. 8458- معاوية، غير مسنوب. حكى الرّافعيّ أنه قيل: إنه المذكور في حديث فاطمة بنت قيس، قالت: إن معاوية الجزء: 6 ¦ الصفحة: 238 وأبا جهم خطباني، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «معاوية صعلوك لا مال له ... » الحديث. ليس هو معاوية بن أبي سفيان الّذي ولي الخلافة، بل هو آخر. قال النّوويّ: وهذا غلط صريح، فقد وقع في صحيح مسلم في هذا الحديث معاوية بن أبي سفيان. واللَّه أعلم. 8459 - معاوية «1» بن جعفر بن قرط بن عبد يغوث بن كعب النخعيّ. ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وقال: إنه مخضرم، وأنشد له من أبيات: لنحن تركنا في مجرّ جيادنا ... سنانا وأعيانها عليه مدامع [الطويل] وقال غيره: كان يعرف بابن دارة. 8460- معبد بن مرّة العجليّ. ذكره سيف والطّبريّ فيمن اختاره سعد بن أبي وقّاص في جملة من يوثق بدينه ورأيه، ووجّههم دعاة إلى رستم قبل وقعة القادسيّة، قالوا: وكان معبد من دهاة العرب. 8461- معدان الثعلبيّ. له إدراك، وأسلم في عهد عمر بعد أن أسلمت امرأته قبله، فأعيدت إليه لكونه أسلم قبل انقضاء عدتها. وله قصّة في ذلك مع الزبير بن العوّام ذكرها الزبير بن بكار عن عمه. 8462- معدان بن جوّاس: بالجيم، ابن فروة بن سلمة بن المنذر بن المضرّب بن معاوية بن عامر بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السّكون السكونيّ. كان أبوه شاعرا، ولم يذكر في الصّحابة، فكأنه مات قبل أن يسلم، وأما ولده فله إدراك، وهو الّذي تحمّل دم الربيع بن زياد الكلبيّ المعروف بفارس العرادة، وهو من بني عدي بن حبان، فقتله بنو أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، وهم أخوال معدان، في خلافة عثمان، فقام معدان حتى تحمّل بدمه، وأنشد: تداركت أخوالي من الموت بعد ما ... تشاءوا ودقّوا بينهم عطر منشم [الطويل] ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وقوله: تشاءوا بفتح الهمزة، أي تسارعوا، ومنشم، بنون ومعجمة كانت عطارة.   (1) في أ: معبد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 239 قلت: وأخذ هذا البيت من قصيدة زهير بن أبي سلمي التي مدح بها هرم بن سنان وأخاه فقال فيها: تداركتما عبسا وذبيان بعد ما ... تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشم «1» [الطويل] 8463- معديكرب المشرقي. له إدراك، وسمع من أبي بكر الصّديق، ذكره يعقوب بن قتيبة في مسند الصّديق من مسندة الكبير. قال يعقوب بن شيبة: حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدّثنا سفيان. عن أبيه، عن أبي الضّحى، قال: استنشد أبو بكر رضي اللَّه عنه معديكرب، ثم قال له: إنك أول من استنشدته [في] «2» الإسلام. وأخرجه الخطيب، من طريق يعقوب بن شيبة، ونقل عنه أنّ له حديثا آخر في التلبية. قال الخطيب: راوي حديث التلبية إنما هو عمرو بن معديكرب الفارس المشهور، وهو كما قال. 8464- معدي بن أبي حميضة الوداعيّ «3» . يأتي نسبه في ترجمة أخيه المنذر. له إدراك كأخيه، وكان له ولد اسمه عبد الملك كان يشبه كسرى، فكانت الأعاجم تعظمه، وتخبره بأنه يشبه كسرى، ذكر ذلك ابن الكلبيّ. 8465- معرم الحارثي. ذكره العسكريّ، وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولم يقدم المدينة إلا في خلافة عمر. 8466- معضد بن يزيد العجليّ «4» : أو يزيد الكوفيّ.   (1) البيت قاله زهير في ديوانه ص 106. قوله: تداركتما عبسا وذبيان: أي تداركتماهما بالصلح، بعد ما تفانوا بالحرب. منشم: قيل فيه إنه اسم امرأة عطارة اشترى قوم منها عطرا، وتعاقدوا وتحالفوا وجعلوا آية الحلف غمسهم الأيدي في ذلك العطر، فقاتلوا العدو الّذي تحالفوا على قتاله حتى هلكوا جميعا، فتطيّر العرب بعطر منشم، وضرب زهير بها المثل. يقول: تلافيتما أمرها بين القبيلتين بعد ما أفنى القتال رجالها، كما أتى على آخر المتعطرين بعطر منشم. (2) في أ: إلى. (3) في أ: الوداعي. (4) أسد الغابة ت (5031) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال: قيل إنه أدرك الجاهليّة. قلت: ذكره أبو نعيم في «الحلية» قبل مرّة بن شراحيل بواحد، وبعد عمرو بن ميمون الأودي بواحد، وكلاهما من أهل هذا القسم، وقال: لا أعرف له سندا متصلا، وأورد من الزهد لأحمد بسند، صحيحى عن علقمة أنّه أصاب بردة فيها من دم معضد فغسله فبقي أثره، فكان يصلّي فيها، ويقول: إنه ليزيده إليّ حبّا أن دم معضد فيه. ومن طريق عبد الرّحمن بن يزيد النخعيّ بسند صحيح أيضا، قال: خرجت في جيش فيهم علقمة، ويزيد بن معاوية النّخعي، وعمرو بن عتبة، ومعضد، فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبّة، فقال: ما أحسن الدم يتحادر على هذه، فأصابه حجر فشجّه فتحدّر عليها الدّم ثم مات منها، وخرج معضد فأصابه حجر فشجّه، فجعل يلمسها بيده ويقول: إنّها لصغيرة. وإن اللَّه يبارك في الصّغير، فمات منها فدفناه. 8467- معقل بن الأعشى بن النّباش، كان يعرف بأبيض الركبان. له إدراك، وله مشاهد مشهورة في قتال الفرس، وكان مع خالد بن الوليد من سنة اثنتي عشرة وما بعدها. استدركه ابن فتحون. 8468- معقل بن خداج الطائيّ. له إدراك، ذكره وثيمة، وقال: شهد اليمامة مع خالد بن الوليد، وأبلى يومئذ بلاء حسنا، واستشهد هناك. واستدركه ابن فتحون. 8469- معقل بن ضرار: هو الشماخ- تقدم في الشّين المعجمة. 8470- معقل بن قيس الرّياحي: بالتّحتانية المثناة. له إدراك. قال ابن عساكر: أوفده عمّار بن ياسر على عمر بفتح تستر، ووجّه على بني ناجية حين ارتدّوا. وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء عليّ يوم الجمل. وقال الهيثم بن عديّ: كان صاحب شرطة عليّ. وذكر خليفة بن خياط أنّ المستورد بن علّفة اليربوعيّ الخارجيّ بارزة لما خرج بعد علي فقتل كلّ منهما الآخر، وكان ذلك سنة اثنتين وأربعين في خلافة معاوية. ذكره الطّبريّ، وأرّخه أبو عبيدة سنة تسع وثلاثين في خلافة عليّ. 8471- معمّر بن كلاب الزمّاني «1» .   (1) أسد الغابة ت (5049) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 241 ذكره وثيمة في الرّدة: وقال: كان ممن وعظ مسيلمة وبني حنيفة ونهاهم عن الردّة، قال: وكان جارا لثمامة بن أثال، فلما عصوه تحوّل إلى المدينة فمنعه «1» ثمامة حتى ردّه، وشهد قتال اليمامة مع خالد. واستدركه أبو علي الغسّانيّ، وهو بتشديد الميم. 8472- معن بن أوس بن نصر بن زيادة بن أسعد بن سحيم بن ربيعة بن عداء بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو بن أدّ بن أبي طابخة. وأم عثمان اسمها مزينة بنت كلب بن «2» وبرة [غلبت عليهم] «3» ، فنسبوا «4» إليها، المزني الشّاعر المشهور. ذكره أبو الفرج الأصبهانيّ، فقال: شاعر مجيد فحل من مخضرمي الجاهليّة والإسلام، فإنه مدح عبد اللَّه بن جحش وغيره، وفد على عمر مستعينا به على أمره، وخاطبه بقصيدته التي أولها: تأوّبه طيف بذات الحوائم ... فنام رفيقاه وليس بنائم [الطويل] قال: ثم عمّر بعد ذلك إلى زمان ابن الزّبير، وهو الّذي قال لابن الزبير: لعن اللَّه ناقة- حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. قال: وكان معاوية يقول: فضل المزنيّون الشّعراء في الجاهليّة والإسلام. وهو صاحب القصيدة المعروفة بلامية العجم التي أولها: لعمري لا أدري وإنّي لأوجل ... على أيّنا تغدو المنيّة أوّل [الطويل] يقول فيها: إذا أنت لم ينتصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل [الطويل] ويقول فيها: إذا انصرفت نفسي عن الشّيء لم تكن ... لشيء إليه آخر الدّهر تعدل [الطويل] وقال المرزبانيّ: كان رضيع عبد اللَّه بن الرّبيع، وكان مصاحبا له، وكفّ في أواخر عمره.   (1) في أ: فتبعه. (2) في أ: كليب. (3) سقط في أ. (4) في أ: نسبوا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 قال ابن عساكر: كان معاوية يفضّله، ويقول: كان أشعر أهل الجاهليّة زهير بن أبي سلمى، وأشعر أهل الإسلام ابنه كعب، ومعن بن أوس. 8473- معن بن حاجر «1» : كان هو وأخوه طريفة مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة. وذكر له سيف في «الفتوح» في ذلك أخبارا. 8474- معيّة: بصيغة التصغير، أو بفتح أوله وكسر ثانيه، ابن الحمام المرّي، بالراء المهملة، هو أخو حصين بن الحمام. تقدم ذكره مع أخيه. وأنشد له المرزبانيّ يرثي أخاه من أبيات: ومن لا ينادي بالهضيمة جاره ... إذا أسلم الجار الأليف المواكل فمن وبمن يستدفع الضرّ بعده ... وقد صمّمت فينا الخطوب النّوازل [الطويل] قلت: ذكرته لأن أخاه إن كان مات قبل الوفاة النبويّة فجائز أن يكون معيّة أسلم، وجائز: ألا يكون أسلم، ومات على كفره، لكن تقدم في الحصين أنه كان له ابن اسمه باسم أخيه معيّة، وبه كان يكنى، فتكون الترجمة له، وإن كان موت الحصين بعد الوفاة النبويّة فأخواه من أهل هذا القسم واللَّه أعلم. الميم بعدها العين 8475- المغيرة بن أبي صفرة الأزديّ. ذكر أبو عليّ بن السّكن في الصّحابة في ترجمة أبي صفرة والده ما يدلّ على إدراكه، فقال: وسأله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عن ولده، فقال: هم ثمانية عشر ذكرا، وولدت لي بأخرة بنت سمّيتها صفرة: فقال: «أنت أبو صفرة» . وقال أبو عمر في ترجمة أبي صفرة: إنه وفد على أبي بكر وعمر ومعه عشرة من ولده، أصغرهم المهلب. وقال الطّبريّ: لما ولي زياد الحكم بن عمرو خراسان ولي المهلب الحرب، وولى أخاه أمر العسكر، ففتح اللَّه عليهم. واستدركه ابن فتحون. 8476- المغيرة بن عبد اللَّه بن المعرض «2» . بن عمرو بن أسد بن خزيمة، المعروف   (1) أسد الغابة ت (5051) ، الاستيعاب ت (2499) . (2) في أ: معرض. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 243 بالأقيشر، ويكنى أبا المعرض «1» . قال أبو الفرج الأصبهانيّ: كان أبعد بني أسد بن خزيمة نسبا، وعمّر عمرا طويلا في الجاهليّة، وهو الّذي يقول في الإسلام في مسجد سماك بن خرشة الأسديّ: غضبت دودان من مسجدنا ... وبه يعرفهم كلّ أحد لو هدمنا غدوة بنيانه ... لانمحت أسماؤهم طول الأمد [الرمل] قال: وقالوا: إنه كان عنّين ووصف نفسه بضدّ ذلك حيث يقول في وصف الأير ويوهم أنه يصف الفرس: ولقد أروح بمشرف ذي ميعة ... عند المكرّ وماؤه يتفصّد مرح يطير من المراح لعابه ... ويكاد جلد أديمة يتقدّد [الكامل] الميم بعدها القاف والكاف 8477- المقوقس: يأتي في القسم الّذي بعده. 8478- مكحول: قيل هو اسم النجاشيّ ملك الحبشة. ذكر ذلك في نوادر التفسير لمقاتل بن سليمان. 8479- مكلبة بن حنظلة بن جويّة «2» . له إدراك، ذكره محمد بن خالد الدمشقيّ في كتاب فتوح الشام، وأورد بسند فيه من لم يسمّ عنه، قال: إني واللَّه لفي الميسرة يوم اليرموك إذ مرّ بنا رجال من الروم على خيل من خيول العرب لا يشبهون الروم، فما أنسى قول قائل منهم: النّجاء، الحقوا بوادي القرى ويثرب، ثم يرتجز: أكلّ حين منكم مغير ... يحلّ في البلقاء والسّدير «3»   (1) في أ: أبا معرض. (2) في أ: جولة. (3) السّدير: موضع معروف بالحيرة. قيل نهر وقيل قصر قريب من الخورنق اتخذه النعمان لبعض ملوك العجم وقيل السدير: ما بين نهر الحيرة إلى النّجف إلى كسكر من هذا الجانب والسدير أيضا: مستنقع الماء وغيض في أرض مصر والسدير بالضم مصغّر السدر: قاع بين البصرة والكوفة وموضع في ديار غطفان وقيل قرية لبني العنبر بإضافة ذو. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 700. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 هيهات يأتي ذلك الأمير ... والملك المتوّج المحبور [الرجز] قال: فأحمل عليه، فلم أزل حتى أقتله «1» . الميم بعدها اللام 8480- ملحان بن زنار «2» بن غطيف بن حارثة بن سعيد بن حشرج «3» الطائيّ، أخو عدي بن حاتم لأبيه، ويجتمع معه في الحشرج، وأمهما النوار بنت رملة البحترية. له إدراك، وذكره عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح، وقال: حدثني سعيد بن مجاهد أن ملحان بن زنّار أتى أبا بكر في جماعة من طي خمسمائة أو ستمائة، فقال: إنا أتيناك رغبة في الجهاد، وحرصا على الخير، فقال له أبو بكر: الحق بأبي عبيدة، فقد رضيت لك صحبته، فلحق به وشهد معه المواطن. وقال ابن سعد: كان لعدي بن حاتم إخوة من أمه أشراف، منهم قبيعس مات في الجاهلية، ولأم استخلفه علي على المدائن لما توجّه إلى صفين، وحليس، وملحان، وشهد ملحان صفّين مع معاوية. 8481- مليل: بالتصغير، ابن ضمرة الغفاريّ. له إدراك، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس. 8482- مليح بن عوف السلميّ: له إدراك، وكان دليلا في زمن عمر. وقد أخرج ابن سعد في «الطبقات» من طريق حبيب بن عمرو «4» ، عن مليح بن عوف السلميّ، قال: بلغ عمر بن الخطاب أنّ سعد بن أبي وقاص صنع بابا من خشب على داره وحصن على قصره حصنا من قصب، قال: فأمرني عمر بالمسير مع محمد بن مسلمة، وكنت دليلا بالبلاد، فذكر القصّة في عزل سعد عن الكوفة. الميم بعدها النون 8483- منازل: بضم أوله. ورد ذكره في خبر ضعيف يدلّ على أن له إدراكا. وروينا في فوائد عمر بن محمد   (1) في أ: قتلته. (2) أسد الغابة ت (5088) . (3) في أ: سعد بن الخزرج. (4) في أ: عمر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 245 الجمحيّ، عن علي بن عبد العزيز، عن خلف بن يحيى قاضي الري، عن أبي مطيع الخراساني، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني، عن الشعبي: قال: نظر عمر بن الخطاب إلى رجل ملويّ اليد، فقال له: ما بال يدك ملوية؟ قال: إن أبي كان مشركا، وكان كثير المال، فسألته شيئا من ماله، فامتنع، فلويت يده، وانتزعت من ماله ما أردت، فدعا عليّ في شعر قاله: جرت رحم بيني وبين منازل ... سواء كما يستنجز «1» الدّين طالبه وربّيت حتّى صار جعدا شمر ذلا ... إذا قام أراني غارب الفحل غاربه وقد كنت آتيه إذا جاع أو بكى ... من الزّاد عندي حلوه وأطائبه فلمّا رآني أبصر الشّخص أشخصا ... قريبا ولا البعد الظّنون أقاربه تهضّمني مالي كذا ولوى يدي ... لوى يده اللَّه الّذي هو غالبة. [الطويل] قال: فأصبحت يا أمير المؤمنين ملويّ اليد. فقال عمر: اللَّه أكبر، هذا دعاء آبائكم في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟. في سنده ضعف وانقطاع. وقد ذكر أبو عبيد في «المجاز» في البيت الأخير بلفظ «تظلمني» بدل تهضمني. وقال الأثرم: رواية أبي عبيد هو منازل بن أبي منازل فرعان بن الأعرف التميمي. وذكر المرزبانيّ في «معجم الشعراء» هذه القصة في ترجمة فرعان، فقال: له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل، وقوله فيه، فذكر البيت الأول: جرت رحم، وزاد: وما كنت أخشى أن يكون منازل ... عدوّي وأدنى شانئ أنا راهبه حملت على ظهري وقرّبت صاحبي ... صغيرا إلى أن أمكن الطّر شاربه [الطويل] وأنشده: «وأطعمته» بلفظ. وربّيت حتّى صار جعدا شمردلا ... إذا قام أراني غارب الفحل غاربه [الطويل] وأنشد الأخير: تخون مالي ظالما، والباقي سواء.   (1) في أ: يستجر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 246 وقال أبو عبيدة في «المجاز» : تظلمني مالي، معناه تنقّصني، قال الشاعر- وأنشد البيت الأول. وبعده: تظلمني مالي، كذا ولوي يدي ... إلى آخره. وقال الأثرم: الرّاوي عن أبي عبيدة هو فرعان، قاله في ولده منازل. انتهى. وأورده المرزبانيّ في ترجمة منازل في قصة منازل بن أبي منازل السعديّ، واسم أبي منازل فرعان بن الأعرف أحد بني النزال من بني تميم رهط الأحنف بن قيس، يقول في ولده خليج بن منازل وعقّه، فقدمه إلى إبراهيم بن عربي والي اليمامة من قبل مروان بن الحكم- يعني حين كان خليفة «1» : تظلمني مالي خليج وعقّني ... على حين صارت كالحنيّ عظامي وكيف أرجّي العطف منه وأمّه ... حراميّة ما عرّني بحرام تخيّرتها فازددتها لتزيدني ... وما نقص ما يزداد غير غرام لعمري قد ربّيته فرحا به ... فلا يفرحن بعدي امرؤ بغلام [الطويل] قلت: فكأنه عوقب عن عقوق أبيه بعقوق ولده، وعن ليّ يده بأن أصبحت يده ملوية وكانت قصة منازل مع أبيه في الجاهلية كما دلّ عليه الخبر الأول. وقصة خليج مع أبيه في وسط المائة الأولى، لأن مروان ولي الخلافة سنة أربع وستين. 8484- المنذر بن حرملة: في حرملة بن المنذر. 8485- المنذر بن حسان بن ضرار الضبيّ. ذكره سيف في الفتوح، فقال: أرسله عمر مع قوم من بني ضبة إلى المثنى بن حارثة الشيبانيّ مددا، وذلك في سنة ثلاث عشرة. وذكره وثيمة في «الردة» فيمن ثبت على إسلامه. وذكر الفاكهي في كتاب مكّة أنه هو الّذي قتل مهران أمير الفرس بالقادسيّة، قال: وكان المنذر قد انتهت إليه رياسة بني ضبة. وكانت قبله في قبيصة بن ضرّار، وكان على بني ضبة يوم الكلاب، فما مات قبيصة صارت إلى المنذر. 8486- المنذر بن أبي حميضة: الوداعيّ «2» الهمدانيّ.   (1) الأبيات في بر الوالدين. (2) في ب: الوادعي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 247 له إدراك. هو أول من جعل سهم البراذين دون سهم العراب، فبلغ عمر فأعجبه، وقال: فضلت الوداعي أمه. ذكر ذلك الشافعيّ في الأمّ، عن ابن عيينة، عن الأسود بن قيس، عن علي بن الأرقم، قال: أغارت الخيل بالشام فأدركت الخيل من يومها، وأدركت البراذين ضحى، وكان على الخيل يومئذ المنذر بن أبي قبيصة الهمدانيّ، ففضل الخيل، وقال: لا أجعل من أدرك كمن لم يدرك. فبلغ ذلك عمر، فقال: فضلت الوداعي أمه، لقد أذكرت به، امضوها على ما قال. قال الشافعيّ: لو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه، يعني أن سنده منقطع. وذكر هذه القصة أبو بكر بن دريد في كتاب الخيل له، وزاد: لقد أذكرني أمرا كنت أنسيته. وذكر ابن الكلبيّ هذه القصة بعد أن نسبه، فقال ابن أبي حميضة بن عمرو بن الدّهن بن صخر بن معاوية بن مر بن الحارث بن سعد بن عبد اللَّه بن وداعة، ثم ذكر أنه أوّل من أسهم للفرس سهمين، وللبرذون سهما، فقال عمر: ويل الوداعي! لقد أذكرت به أمه، وأدار ما صنع. قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة، وهذا يحتمل أن يدخل في ذلك. 8487- المنذر بن رومانس: الكلبيّ، هو ابن وبرة. يأتي في رومانس أمه. 8488- المنذر بن ساوى «1» : بفتح الواو مقصورا. تقدم ذكره في القسم الأول. 8489- المنذر بن وبرة الكلبيّ: ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء، وقال: مخضرم، يقول لما فتحت الحيرة: ما فلاحي بعد الألى ملكوا الحيرة ... ما إن أرى لهم من باق ولهم ما سقى الفرات إلى دجلة ... يحيا لهم من الآفاق [الخفيف] 8490- منصور بن سحيم بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسديّ الفقعسيّ. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال: إنه مخضرم.   (1) أسد الغابة ت (5106) ، الاستيعاب ت (2515) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 248 8491- المنهال التميميّ: من رهط مالك بن نويرة. له إدراك، ذكره الزّبير بن بكّار في «الموفقيّات» ، عن حبيب بن زيد الطائي أو غيره. قال: مرّ المنهال على أشلاء مالك بن نويرة هو ورجل من قومه حين قتله خالد بن الوليد، فأخرج من خريطة له ثوبا فكفّنه فيه ودفنه، وفي ذلك يقول متمم: لقد غيّب المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيّات أروعا [الطويل] وقال المفضّل الضّبيّ: لم يكفّنه المنهال، ولكنه مرّ على جسده وهو ملقى بعد أن قتل فألقى عليه رداءه، وكذلك كانوا يفعلون بالقتيل يسترونه. قلت: والأول أولى، لقوله فيه، ثم دفنه. الميم بعدها الهاء 8492- مهلهل بن زيد: الخيل الطائيّ. لم يذكروه في الوفد. وذكر سيف في «الفتوح» أنه أرسل إلى ضرار بن الأزور في حال محاربة طليحة بن خويلد الّذي ادّعى النبوة: إن طليحة دهمكم فأعلمني، فإن معي حد «1» العرب ونحن بالإكثار بجبال فيد. وهذا يدلّ على أنه كان في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فإن قصة طليحة كانت في خلافة أبي بكر وأبوه زيد الخيل صحابيّ معروف. الميم بعدها الياء 8493- ميثم التمار الأسديّ: نزل الكوفة وله بها ذرية، ذكره المؤيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ رضي اللَّه عنه، وقال: كان ميثم التمار عبدا لامرأة من بني أسد، فاشتراه عليّ منها، وأعتقه، وقال له: ما اسمك؟ قال: سالم. قال: أخبرني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن اسمك الّذي سماك به أبواك في العجم ميثم. قال: صدق اللَّه ورسوله وأمير المؤمنين، واللَّه إنه لاسمي. قال: فارجع إلى اسمك الّذي سماك به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ودع سالما، فرجع ميثم، واكتنى بأبي سالم، فقال عليّ ذات يوم: إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفرك دما فتخضب لحيتك وتصلب على باب   (1) في أ: جد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 249 عمرو بن حريث عاشر عشرة، وأنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها، فأراه إياها. وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها، ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت، ولي غذيت، فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت، ثم كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد. ثم حجّ في السنة التي قتل فيها، فدخل غلام أمّ سلمة أم المؤمنين، فقالت له: من أنت؟ قال: أنا ميثم. فقال: واللَّه لربما سمعت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يذكرك ويوصي بك عليا، فسألها عن الحسين، فقالت: هو في حائط له، فقال: أخبريه أني قد أحببت السلام عليه فلم أجده، ونحن ملتقون عند ربى العرش إن شاء اللَّه تعالى، فدعت أمّ سلمة بطيب فطيبت به لحيته، فقالت له: أما إنها ستخضب بدم. فقدم الكوفة، فأخذه عبيد اللَّه بن زياد، فأدخل عليه، فقال له: هذا كان آثر الناس عند علي. قال: ويحكم! هذا الأعجمي! فقيل له: نعم. فقال له: أين ربك؟ قال: بالمرصاد للظّلمة، وأنت منهم. قال: إنك على أعجميتك لتبلغ الّذي تريد، أخبرني ما الّذي أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك. قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة، وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة. قال: لنخالفنه. قال: كيف تخالفه؟ واللَّه ما أخبرني إلا عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، عن جبرائيل، عن اللَّه، ولقد عرفت الموضع الّذي أصلب فيه، وأني أول خلق اللَّه ألجم في الإسلام، فحسبه وحبس معه المختار بن عبيد، فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت، وتخرج ثائرا بدم الحسين، فتقتل هذا الّذي يريد أن يقتلك. فلما أراد عبيد اللَّه أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله، فخلّاه، وأمر بميثم أن يصلب، فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان واللَّه يقول لي: إني مجاورك، فجعل ميثم يحدّث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. قال: ألجموه. فكان أول من ألجم في الإسلام، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبّر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما، وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام. قلت: ويأتي له حديث عن علي في ترجمة أبي طالب بن عبد المطلب في الكنى. وتقدم لميثم هذا ذكر في ترجمة ميثم آخر في القسم الأول منه فليراجع منه . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 8494- ميمون بن حريز: بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي منقوطة، ابن حجر بن زرعة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن ذي شمر الحميريّ. له إدراك، ذكر الرشاطيّ في كتاب الأنساب ما يدلّ على ذلك، وذكره حفيده محمد ابن أبان بن ميمون، وقال: إنه ولد في خلافة معاوية سنة خمسين من الهجرة، وعاش مائة وخمسة وسبعين عاما، قال: وكان فصيحا شجاعا كريما حسن الجوار شديد العارضة، وأنشد له: ولقد علمت قضاعة أنّني ... جريء لدى الكرّات لا أتدرّع أخوض برمحي غمر كلّ كتيبة ... إذا الخيل من وقع القنا تتقلّع [الطويل] القسم الرابع فيمن ذكر في الصحابة غلطا ممن أول اسمه ميم الميم بعدها الألف 8495- مالك بن أبي ثعلبة القرظيّ «1» : ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في الصحابة، وتبعه جعفر المستغفريّ، وتبعه أبو موسى في الذيل. قال جعفر: أورد له حديثا ابن إسحاق عنه- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قضى في سيل مهزور أن الماء يحبس إلى الكعبين، ثم يرسل الأعلى إلى «2» الأسفل، وهذا مرسل، لأن ابن إسحاق لم يلق أحدا من الصحابة، إنما روى عن التابعين فمن دونهم. أخرجه البغويّ على الصواب من طريق محمد بن إسحاق، عن مالك بن أبي ثعلبة، عن أبيه. وقد تقدّمت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة، وأن له رواية ولا صحبة له، لكن أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عقبة بن أبي مالك، عن عمه ثعلبة بن أبي مالك. وقد قضى أبو حاتم بإرسال رواية ثعلبة بن أبي مالك، فصار مالك بن أبي ثعلبة. 8496- مالك بن الحارث: صوابه الحارث بن مالك.   (1) تهذيب الكمال 3/ 1298- تقريب التهذيب 2/ 223- خلاصة تذهيب 3/ 3، الكاشف 3/ 113، الأعلام 5/ 258، تجريد أسماء الصحابة 12/ 42، تهذيب التهذيب 10/ 11، أسد الغابة ت (4575) . (2) في ب: على. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 251 وهم فيه البغويّ: قال ابن مندة: ولم أر هذا في معجم البغويّ. 8497- مالك بن الحارث «1» : آخر. ذكره أبو موسى في الذيل، وقد نبهت عليه في القسم الأول. 8498- مالك بن الحسن «2» : أورده أبو موسى، عن جعفر المستغفري، قال: كذا أخرجه يحيى بن يونس، ولا أحسب له صحبة، ثم روى من طريق الحلواني، عن عمران بن أبان، عن مالك بن الحسن بن مالك، حدثني أبي، عن جدي- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم رقى المنبر، فأتاه جبرائيل، فقال: يا محمد، قل آمين. فقال: آمين. قلت: مالك بن الحسن من أتباع التابعين، ومالك جده هو ابن الحارث، كذلك أخرج الحديث ابن حبّان في صحيحه. وأخرجه البغويّ في ترجمة مالك بن الحويرث الليثي حديثا آخر من هذا الوجه، متنه: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما، فقال: حدثنا محمد بن إشكاب، حدثنا عمران بن أبان، حدثنا مالك بن الحويرث ... فذكره، فكأن الحويرث والد مالك كان يقال له الحارث. 8499- مالك بن ذي حماية «3» : ذكره يحيى بن يونس في الصحابة، وحكاه عنه جعفر المستغفري، وتعقّبه بأن الحديث مرسل، وهو «4» رواية أبي بكر بن أبي مريم عنه- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قفل من بعض أسفاره، فقال: «أسرعوا ... » الحديث. قال جعفر المستغفريّ: وإنما يروي مالك هذا عن عائشة، وهو مالك بن يزيد بن ذي حماية. وقال ابن ماكولا في الإكمال، أبو شرحبيل مالك بن ذي حماية يحدث عن معاوية. روى عنه صفوان بن عمرو. وذكره في التابعين البخاريّ، وابن أبي حاتم، والدّار الدّارقطنيّ، وغيرهم. 8500- مالك بن صرمة: صوابه صرمة بن مالك، وهو أبو قيس.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 42، أسد الغابة ت (4580) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 43، أسد الغابة ت (4583) . (3) أسد الغابة ت (4584) . (4) في أ: وهو من رواية. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 252 وسيأتي في الكنى. وتقدم في الصاد على الصواب. 8501- مالك بن عقبة «1» : ذكره يحيى بن يونس أيضا، وقال: روى عنه بشر بن عاصم، واستدركه أبو موسى، وقال: قيل الصحيح عقبة بن مالك. انتهى. وهذا هو الصواب، فكأنه انقلب في رواية وقعت ليحيى بن يونس. 8502- مالك بن عمرو الرّؤاسيّ» : روى عنه طارق بن علقمة، ذكره ابن عبد البر، وقال: أظنه الكلابيّ الّذي روى عنه زرارة بن أوفى، لأن رؤاسا هو ابن كلاب. قلت: وليس كما ظن: فإنّ الّذي روى عنه زرارة بن أوفى اختلف فيه على علي بن زيد بن جدعان راويه عن زرارة اختلافا كثيرا بينته في ترجمة أبيّ بن مالك بن القسم الأول. وأما هذا فتقدم بيان الاختلاف فيه في عمرو بن مالك. 8503- مالك بن عمرو بن مالك «3» بن برهة المجاشعيّ. تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول في مالك بن برهة جده، [وكذا قاله] «4» . 8504- مالك بن عمير بن مالك بن برهة. له وفادة في بني العنبر، كذا ذكره الذهبيّ في التجريد، وهذا هو الّذي قبله، ويحتمل أن بعض الرواة سمّى أباه عميرا تصغيرا من عمرو. 8505- مالك بن قطبة «5» : روى عنه زياد بن علاقة، كذا أورده ابن عبد البر فوهم، وإنما هو قطبة بن مالك، وهو الّذي روى عنه زياد، وهو عمه كما تقدم على الصواب. 8506- مالك بن قهطم «6» : ذكره ابن شاهين في الصحابة، وقال: هو أبو العشراء الدراميّ، ووهم في ذلك، وإنما   (1) أسد الغابة ت (4919) ، الاستيعاب ت (2307) . (2) أسد الغابة ت (4624) ، الاستيعاب ت (2310) . (3) أسد الغابة ت (4629) . (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (4637) ، الاستيعاب ت (2320) . (6) أسد الغابة ت (4638) ، الاستيعاب ت (2321) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 253 هو اسم والد أبي العشراء، فإن الراجح في اسم أبي العشراء أنه أسامة بن مالك بن قهطم. 8507- مالك بن كعب الأنصاري «1» : قال: لما رجع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من طلب الأحزاب ونزل المدينة، ونزع لامته، واستجمر واغتسل، جاءه جبريل ... الحديث. أخرجه ابن مندة من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهريّ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن عمه مالك بن كعب. قال ابن مندة: كذا قال: والصواب عن عمه، عن كعب بن مالك. قلت: الحديث مخرج في السيرة الكبرى لابن إسحاق رواية يونس بن بكير، عن الزهري، ولم يذكر فوقه أحدا. 8508- مالك بن نمير «2» : تابعيّ، ذكره أبو بكر بن أبي علي في الصحابة، وأخرج عن ابن المقري «3» ، عن أبي يعلى، من أبي الربيع، عن محمد بن عبد اللَّه، عن عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه .... الحديث. قال أبو موسى: رويناه من طريق إبراهيم بن منصور، عن ابن المقري بهذا السند، فقال: عن مالك بن نمير، عن أبيه. قلت: الحديث المذكور معروف لنمير، أخرجه أبو داود، والنسائي، من طريق مالك بن نمير، عن أبيه، فكأن قوله: عن أبيه- سقطت من الرواية، فظنّ مالكا صحابيا، وليس كذلك، بل هو تابعي مجهول الحال. 8509- مالك بن وهيب «4» بن عبد مناف بن زهرة القرشي، أبو وقّاص. قال أبو موسى في الذيل: أورده عبدان في الصحابة، وقال: هو: ممن خرج إلى   (1) أسد الغابة ت (4642) . (2) أسد الغابة ت (4652) ، التاريخ الكبير 7/ 308، تهذيب التهذيب 10/ 23، تهذيب الكمال 3/ 1300، تقريب التهذيب 2/ 227، خلاصة تذهيب 3/ 7، الكاشف 3/ 116، الجرح والتعديل 8/ 216، تجريد أسماء الصحابة 2/ 49. (3) في أ: عدي. (4) أسد الغابة ت (4659) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 254 الحبشة، ولم تعلم له رواية، لأنه مات في زمن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو موسى: لا نعلم أحدا تابع عبدان على ذلك. قلت: وقفت على شبهته في ذلك، وسأذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 8510- مالك الرؤاسي «1» : روى ابن مندة، وأبو نعيم، من طريق سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن طارق بن علقمة، وعن عمرو بن مالك الرؤاسي، عن أبيه- أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد ... الحديث. كذا قال سفيان بن وكيع. وقوله: عن أبيه- زيادة موهومة. وقد تقدم الحديث بهذا السند في ترجمة عمرو بن مالك على الصواب. 8511- مالك، والد صفوان: استدركه الذّهبيّ على من تقدمه، وهو وهم، فإنّهم ذكروه، وهو مالك بن عميرة. 8512- مالك، والد عبد اللَّه «2» : أورده عبدان، وأسنده من طريق الحسن بن يحيى، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن مالك، عن أبيه- حديث: «لا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة» ، وقال: الصواب: عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه. قلت: المحفوظ عن الزهري في هذا إنما هو عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبي هريرة، وهو كذلك عند البخاريّ، نعم أخرج الخطيب في التاريخ من طريق يونس، عن الزهري، عن عبد اللَّه بن مالك، عن أبيه، أنه تقاضي ابن أبي حدرد دينا ... الحديث. كذا أورده من رواية الحسن بن مكرم، عن عثمان بن عمرو، عنه، وبيّن أنه وهم. والصواب: عن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، فكأنه نسب في تلك الرواية إلى جده، كما وقع في الحديث الّذي قبله. وهو على الصواب عند البخاريّ، ومسلم، والنسائيّ، وابن ماجة، من طريق عثمان بن عمر.   (1) أسد الغابة ت (4595) . (2) أسد الغابة ت (4616) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 255 الميم بعدها الباء 8513- المبتدر الإفريقيّ: ذكره ابن السّكن بالموحدة ثم المثناة، وهو تصحيف، وإنما هو المنيذر، بنون ثم معجمة بصيغة التصغير. الميم بعدها الجيم 8514- مجاشع بن سليم «1» : وهو مجاشع بن مسعود من بني سليم، غابر بينهما ابن مندة، فوهم، نبّه على ذلك أبو موسى فأجاد. الميم بعدها الحاء 8515- محراب بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل الكاهليّ. قال المرزبانيّ: كان شريفا شاعرا مخضرما، وهو الّذي يقول: نحن منعناها من العباهلة ... أدعو بني عمرو وأدعو صاهله [الرجز] 8516- محرز بن زهير الأسلميّ «2» . قال أبو موسى: فرّق جعفر المستغفريّ بينه وبين محرز بن دهر، وهما واحد. قلت: وهو كما قال. 8517- محزبة: بمهملة ساكنة ثم زاي منقوطة ثم موحدة. له حديث في السّواك عند النوم. روى عنه عكرمة بن خالد، كذا استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، ثم قال: عداده في التابعين. 8518- محصن الأنصاريّ «3» . ذكره المستغفريّ، وقال: له، حديثان. روى عنه ابنه سلمة. قلت: الحديثان لعبد اللَّه بن محصن والد سلمة، لكنه نسب في رواية المستغفريّ لجدّه، فقيل سلمة بن محصن، فصار الحديث لمحصن، وإنما هو لعبد اللَّه بن محصن، والحديث عند الترمذيّ على الصّواب.   (1) أسد الغابة ت (4670) . (2) أسد الغابة ت (4688) ، الاستيعاب ت (2339) . (3) أسد الغابة ت (4696) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 256 8519- محمد بن أحيحة «1» : بمهملتين مصغرا، ابن الجلاح، بضم الجيم وتخفيف اللام، الأنصاريّ. ذكره عبدان في الصّحابة، وقال: بلغني أنه أوّل من سمي محمّدا، وأظنه أحد الأربعة الذين سمّوا قبل مولد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأبوه كان زوج سلمى أم عبد المطّلب. قال ابن الأثير: من يكون أبوه زوج أم عبد المطّلب مع طول عمر عبد المطّلب كيف يكون ابنه مع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم! هذا بعيد، ولعله محمد بن المنذر بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الّذي ذكروا أباه فيمن شهد بدرا. قلت: لم يقله ابن الأثير بغير استبعاد طول العمر، وفيما جوز نظر، لأنهم لم يذكروا للمنذر ولدا اسمه محمّد، وما ظنّه عبدان ليس بجيد، فقد سماهم ابن خزيمة في روايته كما بيّنت ذلك في ترجمة محمد بن عديّ في القسم الأول، وليس فيهم محمد بن المنذر. وقد ذكر السّهيليّ في الروض أنه لا يعرف في العرب من سمى محمدا قبل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلا ثلاثة، فذكر فيهم محمد بن أحيحة، ومعه محمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن حمران، وسبقه إلى هذا الحصر الحسن بن خالويه في كتاب «ليس» ، وقد تعقبه مغلطاي، فأبلغ. 8520- محمد بن أسامة بن مالك بن جندب بن العنبر بن تميم. ألزم أبو موسى أبا نعيم أن يذكره، لأنه ذكر محمد بن سفيان بن مجاشع، وهو في معناه. قلت: وكلّ منهما لا صحبة له، لأنه مات قبل البعثة بدهر. وقد تقدّم في محمد بن عديّ بيان ذلك. 8521- محمد بن أسلم «2» . ذكره ابن عبد البرّ، وجزم البخاريّ، وابن أبي حاتم، بأن حديثه مرسل. 8522- محمد بن إسماعيل الأنصاريّ «3» .   (1) أسد الغابة ت (4700) . (2) أسد الغابة ت (4701) ، الاستيعاب ت (2344) . (3) التاريخ الكبير 1/ 35، الجرح والتعديل 7/ 188، التحفة اللطيفة 3/ 526، تجريد أسماء الصحابة 2/. الغصابة/ ج 6/ م 17 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 257 عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «جاءني جبريل، وقال: إنّ اللَّه أرسلني إليك» . كذا ذكره ابن مندة من طريق محمد بن أبي حميد، عن ابن المنكدر، عنه، ثم قال: رواه محمد بن إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شمّاس. وتعقّبه أبو نعيم بأنّ الحديث من رواية إسماعيل، فكيف يترجم لمحمد بن إسماعيل؟ ويحتمل أن يكون مراد ابن مندة أنه انقلب على محمد بن أبي حميد، وأنّ الصّواب إسماعيل بن محمد، فيكون الحديث من رواية محمد بن ثابت بن قيس. وقد تقدّم ذكره فيمن له رؤية، وعلى التقديرين فلا صحبة لمحمّد بن إسماعيل. 8523- محمد بن الأشعث بن قيس الكنديّ «1» . تقدم نسبه في ترجمة والده، وذكر ابن مندة أنه ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال الزّبير بن بكّار، عن محمّد بن الحسين بن زبالة: كان المحمدون الذين يكنون أبا القاسم أربعة: محمّد بن علي بن أبي طالب، ومحمّد بن طلحة، ومحمّد بن سعد، ومحمد بن الأشعث. قال أبو نعيم: لا يصح لمحمد بن الأشعث صحبة. قلت: ولا رؤية، لأن أمّه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر، وإنما تزوجها الأشعث في خلافة أبي بكر لما قدم بعد أن ارتدّ، وأتى به من اليمن إلى المدينة أسيرا، فمنّ عليه أبو بكر، فتزوج أخت أبي بكر الصّديق في قصة مشهورة. ولمحمد رواية في السّنن عن عائشة. وروى عنه الشّعبي وغيره. قال خليفة بن خياط: أمّه أم فروة بنت أبي قحافة. قتل سنة سبع وستين بالكوفة أيام المختار، وكذا قال ابن سعد، وزاد: وكان يكنى أبا القاسم، لكن سمّى أمّه قريبة، وتكنى أم فروة، وسيأتي ذكرها في النّساء إن شاء اللَّه تعالى، وكأن شبهة ابن مندة ما رواه مالك عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار- أن ّ محمّد بن الأشعث أخبره أنّ عمة له يهوديّة   (1) طبقات ابن سعد 5/ 65، الكنى والأسماء 2/ 84، نسب قريش 44، الأخبار الموفقيات 195، تاريخ خليفة 264، طبقات خليفة 146، التاريخ الكبير 1/ 22، الأخبار الطوال 223، و 236، المعارف 401، فتوح البلدان 220، المعرفة والتاريخ 1/ 120، الجرح والتعديل 7/ 206، مشاهير علماء الأمصار 103، مروج الذهب 1892، البيان والتبيين 4/ 71، تاريخ الطبري 10/ 393، العقد الفريد 1/ 68، المحبر 244، أنساب الأشراف 1/ 48، الكامل في التاريخ 13/ 313، الكاشف 3/ 20، نثر الدر 3/ 10، شرح نهج البلاغة 17/ 94، التذكرة الحمدونية 1/ 406، تهذيب التهذيب 9/ 64، تقريب التهذيب، تاريخ الإسلام 2/ 221. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 258 توفيت، وأنه سأل عمر من يرثها؟ فقال: يرثها أهل دينها. ثم سأل عثمان، فقال له: أتراني نسيت ما قال لك عمر؟ يرثها أهل دينها، فإن قضية من يتأهل أن يسأل عمر إدراكه العصر النبويّ، ولكن الحفّاظ حكموا على هذه الرواية بالوهم. وقد رواها حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد، فلم يذكر أن محمد بن الأشعث سأل، وإنما قال في رواية: فلم يورثه عمر منها. قلت: وفي هذه الرواية أيضا وهم من جهة أن عمة محمد تكون أخت أبيه الأشعث، ووارثها لو كانت مسلمة إنما هو أبوه الأشعث، وقد كان موجودا إذ ذاك، لأنه إنما مات في خلافة معاوية. والصّواب ما رواه داود بن أبي هند عن الشّعبي، عن مسروق- أن الأشعث بن قيس قدم المدينة وافدا على عمر، وقد ماتت عمّته، وكانت غير مسلمة، فقال له عمر: لا يتوارث أهل ملّتين. قال ابن عساكر: حديث مالك وهم، ومحمد إنما ولد بعد أبي بكر في خلافته.. وذكر الزّبير بن بكّار في تسمية أولاد علي- أن مصعب بن الزبير لما غزا المختار بعث على مقدمته محمد بن الأشعث، وعبيد اللَّه بن علي بن أبي طالب، فقتلا، وكان ذلك في سنة سبع وستين. 8524- محمد بن أنس: الأنصاريّ الظفريّ المدنيّ. له صحبة. روى عنه يونس. ذكره ابن أبي حاتم، وقال: سمعت أبي يقول ذلك، وفرّق بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة، فوهم، فإنّهما واحد. وقد مضى في محمد بن أنس بن فضالة أنّ ابنه يونس بن محمد روى عنه. 8525- محمد: بن البراء الكنانيّ، ثم الليثيّ، ثم العتواري- بالمهملة ثم المثناة السّاكنة. ذكره أبو موسى، ونقل عن بعض الحفّاظ أنه ممن سمي محمد في الجاهليّة. وضبط البلاذريّ أباه بتشديد الرّاء بلا ألف، وهو ابن طريق بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة، ونسبه أبو الخطاب إلى جدّه الأعلى، فقال: فيمن سمي محمّد في الجاهليّة، محمد بن عتوارة الليثي، فنسبه إلى جدّه. وذكر محمد بن حبيب محمد بن البراء البكري فيمن سمّي محمّدا قبل الإسلام. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 259 8526- محمد بن أبي برزة «1» . ذكره عبدان في الصّحابة، وهو خطأ منه، وإنما الرّواية عن محمد بن أبي برزة، فأورد عبدان من طريق عبد القدّوس بن شعيب بن الحباب، عن محمد بن خالد بن عنمة، عن إبراهيم بن سعد، عن عبد اللَّه بن عامر، عن رجل يقال له محمد بن بأي برزة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ليس من البرّ الصّيام في السّفر» «2» . ثم أورده من طريق إبراهيم بن راشد، عن محمد بن خالد، به، فقال: عن رجل يقال له محمد، فالظاهر أنّ التصحيف فيه من رواية. وقد أخرجه أبو موسى، من طريق عبد اللَّه بن ناجية، عن ابن أبي سميّة، عن محمد ابن خالد بن عنمة، مثل رواية إبراهيم بن راشد، وبيّن أن الصّحابي فيه هو أبو برزة، وقد تقدم أبو برزة. واللَّه أعلم. 8527- محمّد بن ثوبان: ذكره بعضهم في الصّحابة، وأنكر ذلك أبو حاتم بن حبان، وسأذكر إيضاح شأنه في محمد بن عبد الرحمن قريبا. 8528- محمد بن جزء الزبيديّ. ذكر ابن فتحون في «الذّيل» ، وعزاه لمحمد بن الربيع الجيزي، أنه ذكره في الصّحابة الذين دخلوا مصر، وهو خطأ نشأ عن تغيير في اسمه، وإنما هو محمية، بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الميم الثانية وتخفيف التحتانية، فهو الّذي ذكره محمد بن الربيع، ولم يذكر محمد بن جزء، فكأن النّسخة التي نقل منها ابن فتحون كانت محرّفة. وقد مضى محمية في بابه «3» في الأول. 8529- محمد بن أبي الجهم «4» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 55. (2) أخرجه البخاري 3/ 44، ومسلم في الصيام باب 15 (92) ، وأبو داود في الصيام باب (43) والنسائي 4/ 176. والترمذي (710) وأحمد 3/ 319، 5/ 434 وابن حبان ذكره الهيثمي (موارد 912) وابن أبي شيبة 3/ 14، والحميدي 864 وعبد الرزاق 4467، 4469، 4470. والشافعيّ كما في البدائع (705) والطبراني 2/ 91 وأبو نعيم في الحلية 3/ 202، وفي تاريخ أصفهان 1/ 187 والطحاوي في المعاني 2/ 62 والدارميّ 2/ 9 والحاكم 1/ 433 والبيهقي 4/ 242. (3) في أ: من. (4) أسد الغابة ت (4716) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 260 ذكره محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في المقلّين من الصّحابة، وأورده أبو نعيم، وقال لا أراه صحيحا. قلت: بل هو من أتباع التابعين، روى حديثا فأرسله، فغلط بعض رواته في لفظ متنه، قال محمد بن عثمان: حدّثنا أحمد بن عيسى، حدّثنا ابن وهب، عن عبد اللَّه بن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم- أنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم استأجره يرعى غنما له، أو في بعض أعماله، فجاءه رجل فرآه كاشفا عن عورته، فقال: «من لم يستحي من اللَّه في العلانية لم يستحي منه في السّرّ، أعطوه حقّه» . وجوّز ابن الأثير أن يكون هو محمد بن أبي الجهم بن حذيفة. وليس كما ظن، فقد قال ابن مندة: إن أبا موسى ذكر محمد بن أبي الجهم بن حذيفة في الصّحابة. وذكر محمد بن أبي الجهم هذا في تاريخه، ولم ينسب أباه لحذيفة، وقال: روى عن مسروق. روى عنه سعيد بن أبي هلال، وساق حديثه أن النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم استأجر رجلا يرعي له غنما، فوقع الوهم في رواية محمد بن عثمان حيث جاء فيها: إنه استأجره، وكان ظاهره أنه الرّاعي، فهو صحابيّ، وليس كذلك، بل هو الراويّ، والراعي لم يسمّ. 8530- محمد بن حبيب القرشيّ: الّذي يقال له ابن السعديّ. ذكره «1» ابن شاهين هكذا، ثم روى «2» عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم حديثين، كذا سمعت عبد اللَّه بن سليمان يقوله عن ابن القداح، ثم أخرج من طريق محمد بن خراشة، عن عروة بن محمد السعديّ، عن أبيه- رفعه: «إنّ من أشراط السّاعة أن يخرب العامر، ويعمر الخراب» . ومحمّد هذا هو محمد بن عروة بن عطية السّعديّ لا تعلّق له بمحمد بن حبيب. وقد اختلف على محمد بن خراشة، فقيل فيه: عنه هكذا. وقيل: عنه، عن محمد بن عروة، عن أبيه. وهو الصّواب، وهو عروة بن عطية كما تقدم في حروف العين. ثم أخرج ابن شاهين، من طريق أيوب بن سويد، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر، عن عروة بن سعد السّعديّ: حدّثني أبي، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في نفر من بني سعد بن بكر، وكنت أصغر القوم ... فذكر القصّة، وفيه حديث: «ما أغناك اللَّه فلا تسأل النّاس، فإنّ اليد العليا هي المنطية، وإنّ اليد السّفلى هي المنطاة، وإنّ   (1) في أ: ذكره المستغفري وابن شاهين. (2) في أ: ثم قال روى عن. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 261 مال اللَّه مسئول ومنطى» . قال: فكلمني بلغتنا. انتهى. وهذا الحديث إنما هو لعطية كما قدمته في ترجمته، سقط منه قوله: عن جدّه. وقد ثبت فيما أخرجه الحاكم وغيره، من طريق عروة بن محمد بن عطية السّعديّ، عن أبيه، عن جدّه، وأشرت إلى ذلك في ترجمة محمد بن عطية السّعديّ من القسم الثاني. 8531- محمد بن أبي حدرد الأسلمي. ذكره ابن مندة، وقال: مختلف في حديثه، ولا تصحّ له صحبة، وساق من طريق عبيد بن هشام، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي حدرد- أنه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يستعينه في نكاح، فقال: «كم» ؟ فقال: مائتا درهم. فقال: «لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم» . كذا أورده، وهو خطأ نشأ عن تصحيف. والصّواب عن محمد، عن ابن أبي حدرد، واسمه عبد اللَّه، ومحمد هذا هو ابن إبراهيم التيميّ كما تقدم على الصّواب في ترجمته. 8532- محمد بن حرماز بن مالك التيميّ. ذكره أبو موسى، وقال: ذكر بعض الحفاظ أنه أحد من سمّي محمّدا في الجاهليّة قبل البعثة، ولا يلزم من ذلك إدراكه الإسلام. انتهى. وقد استدركه أبو الخطّاب بن دحية على شيخه السّهيليّ: لكن قال بدل التيمي اليعمريّ. 8533- محمد بن حمران بن أبي حمران الجعفيّ المعروف بالشويعر. ذكر أبو موسى أيضا عن بعض الحفاظ أنه أحد من سمّي محمّدا في الجاهليّة. وقال المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» : هو أحد من سمّي محمدا في الجاهليّة، وله يقول امرؤ القيس الشّاعر المشهور: بلّغا عنّي الشّويعر أنّني ... عمد عين حللتهنّ حريما «1» [الخفيف] وأنشد له المرزبانيّ: بلّغ بني حمران أنّي ... عن عداوتكم غنيّ   (1) البيت لامرئ القيس كما في ديوانه ص 162، ومناسبة البيت كان امرئ القيس أرسل إلى هذا الشويعر في فرس يبتاعها منه فمنعه فقال امرؤ القيس فيه أبياتا منها هذا البيت. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 262 في بحرة متقبّضا ... كتقبّض السّبع الرّميّ [مجزوء الكامل] وقد مضى له ذكر في محمد بن أحيحة، ويأتي في محمد بن سفيان. 8534- محمد بن حميد بن عبد الرّحمن الغفاريّ «1» . ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد الواحد- يعني ابن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم: سمعت الغفاري ّ محمد بن حميد بن عبد الرّحمن يقول: كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في بعض أسفاره، فقلت: لأرمقنّ صلاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... الحديث في صلاة اللّيل. وأخرجه أيضا من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن الأعرج، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن الغفاريّ، قال أبو موسى: رواه جماعة منهم أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، قال: كنت جالسا مع حميد بن عبد الرحمن إذ عرض لنا شيخ من بني غفار. وهذا هو الصّواب. وفي رواية عبد الواحد تخبيط. والصّواب عن سعد بن إبراهيم، سمعت الغفاريّ، وأنا مع حميد بن عبد الرّحمن، لا ذكر لمحمد فيه. وللحديث عن حميد بن عبد الرّحمن، وهو ابن عوف عمّ سعد بن إبراهيم- طريق أخرى، أخرجها النّسائي، من طريق الزهريّ، عنه- أنّ رجلا من الصّحابة أخبره، ومن طريق سعيد بن أبي هلال، عن الأعرج عن حميد بن عبد الرّحمن، عن رجل من الأنصار، ولا منافاة بين قوله: من بني غفار، وقوله من الأنصار، فلعله كان من بني غفار، فحالف الأنصار، أو أطلق عليه أنصاريّا بالمعنى الأعم. 8535- محمد بن حويطب القرشيّ. «2» حديثه عند خصيف الجزري، كذا أورده ابن عبد البرّ، وقد صرّح البخاريّ بأن حديثه مرسل، فقال: محمد بن حويطب، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله عتاب يعني ابن بشير، عن خصيف مرسل. وكذا قال ابن أبي حاتم، ونقل عن أبيه أنه قال: لا أعرفه. وذكره العسكريّ في فضائل من روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، ثم   (1) الطبقات الكبرى 7/ 474، أسد الغابة ت (4723) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 56. (2) أسد الغابة ت (4724) ، الاستيعاب ت (2356) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 263 إنّ خصيفا لم يلق أحدا من الصحابة إلا أنه قيل إنه رأى أنسا فقط، وجلّ روايته عن التّابعين، كمجاهد، وسعيد بن جبير. 8536- محمد بن خزاعيّ بن علقمة، من بني ذكوان- بطن من سليم، أحد من سمّي محمدا في الجاهلية. وذكر الطّبريّ في «التّاريخ» أنّ أبرهة الحبشي توّجه، وأمّره على قبائل مضر، وأمره أن يدعو الناس إلى زيارة القليس، وهو البيت الّذي بناه باليمن يضاهي به الكعبة، فسار حتى صار ببعض أرض بني كنانة، فرماه عروة بن عياض بسهم فقتله، وهرب أخوه، قيس بن خزاعيّ، فلحق بأبرهة فأخبره فحلف ليغزونّ بني كنانة ويهدم الكعبة، فكان من أمر الفيل ما كان. وكذا ساقه عبد بن حميد في تفسيره، من طريق محمد بن إسحاق. وأخرج ابن سعد، عن النوفلي، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، قال: إنما سمي محمّد بن خزاعيّ محمدا طمعا في النبوّة، فأتى أبرهة، فكان معه على دينه حتى مات، وكان لما توجّه قال فيه أخوه قيس بن خزاعيّ: فذلكم ذو التّاج منّا محمّد ... ورايته في حومة الموت تخفق [الطويل] 8537- محمد بن خولي. مضى في محمد بن أحيحة. 8538- محمد بن رافع «1» . ذكر أبو موسى في «الذّيل» عن عبدان- أنه ذكره، ثم قال: لا أدري له صحبة أم لا؟ فقد رأيت من أصحاب الحديث من أدخله في المسند، وهو من طريق إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن إسحاق بن الحكم، عن محمد بن رافع، قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعثا إلى قوم، فطمس عليهم النخل. قلت: جزم البخاريّ بأنه مرسل، فقال: محمد بن رافع بن خديج الأنصاريّ. روى إسحاق بن الحكم عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا.   (1) التاريخ الكبير 1/ 81، الجرح والتعديل 7/ 254، تهذيب التهذيب 9/ 160، تهذيب الكمال 3/ 96، مقاتل الطالبية 561، تقريب التهذيب 2/ 161، الكاشف 3/ 42، أسد الغابة ت (4727) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 57. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 264 8539- محمد بن ركانة «1» بن عبد يزيد بن عبد المطّلب بن عبد مناف القرشيّ المطلبيّ. لأبيه صحبة، وأما هو فأرسل شيئا. ذكره البغويّ في الصّحابة، فقال: حدّثنا داود بن رشيد، حدّثنا محمد بن ربيعة، عن أبيه، عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة، عن أبيه- أن ركانة صارع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فصرعه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وسمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «فرّق ما بيننا وبين أهل الكتاب العمائم على القلانس» . وأخرجه ابن شاهين عن البغويّ. وقال ابن مندة: ذكره البغويّ في الصّحابة، وهو تابعي. واستدركه ابن فتحون، وقال: حديث المصارعة مشهور عن ركانة، وكذا الحديث الّذي في العمائم، وكأن محمدا أرسله أو أسقط من السند عن أبيه. قلت: الاحتمال الثاني أقرب، وهو الموجود في غير هذه الرواية. كذا أخرجه أبو داود، رسول اللَّه محمد بن ربيعة بهذا الإسناد، لكن قال بعد المصارعة: قال ركانة: وسمعت عن قتيبة، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فظهر من ذلك أن محمدا أرسل حديث المصارعة، وأسند حديث العمامة عن أبيه، فسقط من رواية داود بن رشيد، قال ركانة: سمعت، فصار ظاهر روايته أنّ القائل سمعت هو محمد، فلو كان كذلك لكان صحابيا بلا ريب. وقد أشرت إليه في القسم الأول لهذا الاحتمال، لكن جزم ابن حبّان بأنه تابعيّ لما ذكره في الثّقات، ثم قال: لا أعتمد على إسناده خبره. قال البخاريّ: لا يعرف سماع بعضهم من بعض. 8540- محمد بن زهير «2» بن أبي حسل «3» . ذكره أبو نعيم في الصّحابة، وأخرج له من مسند الحسن بن سفيان حديثا، وذكره عبدان في الصّحابة، وقال: لا أدري له صحبة أم لا؟ إلا أني رأيته في مسند بعض أصحابنا. قال أبو نعيم: ولا أراه يصح. قلت: جزم العسكريّ بأنّ حديثه مرسل.   (1) أسد الغابة ت (4729) . (2) أسد الغابة ت (4731) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 57. (3) في أ: سلمي، وفي ب حنبل.. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 265 8541- محمد بن سعيد «1» . تابعي أرسل حديثا، فذكره ابن مندة في الصّحابة، وقال: إنه مجهول. ونقل أبو نعيم، عن أبي أحمد الغسال أن حديثه مرسل، وهو ما رواه ابن أبي زائدة، عن أبي يعقوب الثقفيّ، عن خالد بن أبي خالد، قال: بايعت محمد بن سعد سلعة، فقال: هلم أماسحك، فإنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «البركة في المماسحة» . قال ابن مندة: هذا حديث غريب، وقد روى من غير هذه الطريق عن محمد بن مسلمة. 8542- محمد بن سفيان بن مجاشع» بن دارم التميميّ الدارميّ المجاشعيّ. ذكره أبو نعيم في الصّحابة، ثم أخرج من طريق محمد بن سليمان الهروي- أنه قال في كتابه دلائل النبوّة. إنّ هؤلاء المحمدين سمّاهم آباؤهم في الجاهليّة لما أخبرهم الراهب بقرب مبعث نبيّ اسمه محمد، وهم: محمد بن عديّ بن ربيعة، ومحمد بن أحيحة بن الجلاح، ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي، ومحمد بن خزاعيّ بن علقمة، وتعقّبه أبو موسى على أبي نعيم، إخراجه محمد بن سفيان هذا، وتركه بقية الأربعة، إذ لا مزية له عليهم، بل اشتركوا في أنه لا يعرف بقاء أحدهم إلى عهد النبوة، فكيف بإسلامهم وصحبتهم، إلا محمّد بن عدي لما تقدم في ترجمته في القسم الأول. ونقل ابن سعد في التّرجمة النبويّة، عن قتادة بن السّكن العرني، قال: كان في بني تميم سفيان بن مجاشع أتى أسقفا، فقال له: إنه يكون ببلاد العرب نبيّ اسمه محمّد، فولد له ولد فسماه محمدا. وروينا في الجزء الحادي عشر من المجالسة للدينوري: حدّثنا ابن قتيبة، حدّثنا يزيد بن عمرو، حدّثنا العلاء بن الفضل، حدّثنا أبي، عن أبيه عبد الملك بن أبي سويّة، عن أبي سويّة، عن أبيه خليفة بن عبدة المنقري، سألت محمد بن عديّ بن مبدأة بن جشم: كيف سماك أبوك محمدا؟ فقال: أما إني قد سألت كما سألتني عنه، فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع بن دارم، ويزيد بن عمرو بن ربيعة، وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر نريد ابن جفنة الغساني، فلما قدمنا الشّام نزلنا على   (1) في أ: سعد. (2) أسد الغابة ت (3734) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 266 غدير فيه شجيرات وقربه قائم لديراني، فأشرف علينا، فقال: إنه هذه اللّغة ما هي لأهل هذا البلد. قال: قلنا، نعم، نحن قوم من مضر. فقال: أما إنه سيبعث وشيكا نبيّ، فسارعوا إليه، وخذوا بحظّكم منه ترشدوا، فإنه خاتم النبيين، واسمه محمّد. فلما انصرفنا من عند أبي جفنة وصرنا إلى أهلينا ولد لكل رجل منا غلام فسماه محمدا تأميلا أن يكون ابنه ذلك النبيّ المبعوث. وقال ابن الأثير: إخراج محمد بن سفيان لا وجه له، لأن من عاصر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من ذريته بينهم وبينه عدة آباء، منهم الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان، ومنهم ابن عمه صعصعة بن ناجية بن عقال جدّ الفرزدق الشّاعر، ولم يذكر أحد منهم حابسا ولا ناجية في الصّحابة، فضلا عن عقال، فضلا عن محمد بن سفيان. 8543- محمد بن سهل بن أبي «1» خيثمة الأنصاريّ المدنيّ. قال أبو موسى في «الذّيل» : ذكره بعض الحفاظ، ثم أخرج من طريق شعبة، عن واقد بن محمد: سمعت صفوان بن سليم يحدّث عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة أو عن سهل بن أبي خيثمة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سترة المصلي. قلت: هو مرسل أو منقطع، لأنه إن كان المحفوظ عن محمد بن سهل فهو مرسل، لأنه تابعي لم يولد إلا بعد موت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بمكّة، فإنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما مات كان سنّ سهل بن أبي خيثمة ثماني سنين، وإن كان عن سهل فهو منقطع، لأن صفوان لم يسمع من سهل، وعلى تقدير ذلك فلا يدخل بهذا السند في ذلك. واللَّه أعلم. 8544- محمد بن شرحبيل «2» : من بني عبد الدار. ذكره ابن مندة، وقال: أورد له البخاريّ في الوحدان، ولا يعرف له صحبة، وإنما روايته عن أبي هريرة، وروى عنه يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، ويزيد بن حصيفة، وغيرهما، ثم أورد ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن موسى التيميّ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، قال: أخذت قبضة من تراب قبر سعد بن معاذ، فوجدت منه ريح المسك.   (1) التاريخ الكبير 1/ 107، الجرح والتعديل 7/ 277، التحفة اللطيفة 3/ 582، الطبقات الكبرى 5/ 281، تجريد أسماء الصحابة 2/ 58، أسد الغابة ت (4738) . (2) أسد الغابة ت (4739) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 267 وقال أبو نعيم: هو محمود بن شرحبيل، كذا رواه محمّد بن عمرو، عن محمد بن المنكدر. قلت: ليس في الأمر الّذي ذكره ما يتمسك بكونه صحابيا، لأن شمّ تراب القبر يتأتّى لمن تراخى زمانه بعد الصّحابة ومن بعدهم. وفي التّابعين محمد بن ثابت بن شرحبيل من بني عبد الدّار، فلعله هذا نسب لجده، وفيهم آخر روى عن قيس بن سعد بن عبادة، وقيل فيه: عمرو بن شرحبيل، قال البخاريّ: لم يصح إسناده. 8545- محمد بن الشريد: سويد الثقفيّ، ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة «1» ، عن أبي هريرة- أن محمد بن الشريد جاء بجارية سوداء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: إن أمي جعلت عليها عتق رقبة ... الحديث. رواه ابن مندة، وابن السّكن، والباورديّ، من طريق محمد بن يحيى القطيعي، عن زياد بن الربيع، عن هكذا، وأخرجه ابن شاهين في كتاب الجنائز، عن ابن صاعد عن القطيعيّ، لكنه قال في روايته: جاء محمد بن الشّريد، أو الشّريد بجارية، كذا عنده على الشّك. وأخرجه أبو نعيم من رواية إبراهيم بن حرب العسكريّ، عن القطيعي مثله، إلا أنه قال: إن عمرو بن الشريد جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وصوب هذا الطريق. وكلّ ذلك غير محفوظ. والمحفوظ ما أخرجه أبو داود والنّسائيّ، وصحّحه ابن حبّان من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، فقال: عن أبي سلمة، عن الشّريدين أوس- أنّ أمّه أوصته أن يعتق عنها رقبة. قال ابن السّكن: محمد بن الشريد ليس بمعروف في الصّحابة، ولم أر له ذكرا إلا في هذه الرواية. 8546- محمد بن أبي عائشة: مولى بني أمية. قال ابن حبّان: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في القراءة خلف الإمام، وعنه أبو قلابة، لا يصح له سماع ولا رؤية. قلت: ذكر البخاريّ حديثه، من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وقال أيّوب: قلت لأبي قلابة: من حدثك؟ قال : محمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية خرج معهم إلى الشّام.   (1) في أ: أم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 268 قال البخاري: ورواه حماد عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا، ورواه عبيد اللَّه بن عمرو، عن أيّوب، فقال: عن أبي قلابة، عن أنس. قلت: ومحمد بن أبي عائشة، تابعيّ معروف، روى عن أبي هريرة، وجابر، وغيرهما من الصّحابة أيضا. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرّحمن، وهو من أقرانه، وحبّان بن عطيّة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون، ووثّقه ابن معين وغيره، وأخرجه له مسلم حديثا واحدا في الدّعاء بعد التّشهّد. 8547- محمد بن عبد اللَّه بن سليمان بن أكيمة الليثيّ. ذكره ابن قانع في الصّحابة، وأخرج من طريق أحمد بن مصعب، عن عمر بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عبد اللَّه بن سليمان بن أكيمة الليثيّ، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنا نسمع منك شيئا لا نستطيع نرويه كما نسمعه. قال: إذا لم تحلوا حراما ولم تحرّموا حلالا «1» ، وأصبتم المعنى فلا بأس. وعمر مذكور بوضع الحديث، وقد اضطرب في تسمية آبائه في هذا الحديث، فأخرجه ابن مندة من طريق عمر بن إبراهيم، فقال: عن محمد بن سليم بن أكيمة، وأورده في حرف السّين في سليم ليس في آخر الاسم ألف ولا نون، ثم أورده من طريق أخرى عن عمر، فقال: عن محمد بن إسحاق بن عبد اللَّه بن سليم، وزاد في النّسب عبد اللَّه، فأورده كذلك في حرف العين. وهذا يمكن الجمع بينه وبين الّذي قبله بأن يكون الضّمير في قوله: عن جدّه- يعود على إسحاق، فيكون سليم هو الصّحابيّ. وأورده أبو موسى في «الذّيل» من طريق عبدان المروزيّ، ثم من روايته عن عمر بن إبراهيم الهاشميّ، عن محمد بن إسحاق بن أكيبة، وأورده كذلك في الألف. وكذا أخرجه ابن مردويه في كتاب العلم من الطّريق التي أوردها عبدان، وكذا أخرج ابن السّكن بهذا السند- حديثا آخر في ترجمة أكيمة، وجاء فيه اختلاف آخر من غير رواية عمر بن إبراهيم، فأخرجه الطّبرانيّ، من طريق يعقوب بن عبد اللَّه بن سليم بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه. أورده في سليم من حرف السّين.   (1) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم (29215) وعزاه للحكيم والطبراني في الكبير وابن عساكر عن يعقوب بن عبد اللَّه بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده وكنز العمال أيضا حديث رقم (29469) وعزاه إلى ابن عساكر، والطبراني في الكبير 7/ 117. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 269 ورواه الطّبرانيّ، من طريق الوليد بن سلمة، عن إسحاق بن يعقوب بن عبد اللَّه بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه، وكلّ هذه الطرق لا توافق رواية ابن قانع بوجه من الوجوه. والّذي أظنّه أنه وقع فيه تقديم وتأخير، وأنه كان عن محمّد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن سليم بن أكيمة، عن أبيه، عن جدّه، فتقدم قوله: عن أبيه عن جدّه- على قوله: ابن عبد اللَّه بن سليم، فخرج منه هذا الوهم. واللَّه أعلم. 8548- محمد بن عبد الرحمن: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «1» . ذكره مطيّن، وعبدان المروزيّ، والباوردي- في الصّحابة، وأخرجوا من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن صفوان بن سليم، عن عبد اللَّه بن يزيد بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرّحمن، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «2» : «من كشف عورة امرأة فقد وجب عليه صداقها» «3» . وأورده أبو نعيم. من طريق مطيّن، وقال: ليس إسناده عندي بمتصل. وأراده محمد بن عبد الرحمن بن السلمانيّ. وتعقّبه أبو موسى بأنه ليس كما ظنّ. واستدركه ابن فتحون على الاستيعاب، ويحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جدّه، وذكره أبو موسى في الذّيل، وبيّن أنه تابعيّ، واعتذر عن إيراده بأنه خشي أنه يغتر أحد بما وقع في كتب المذكورين، فيظنّ أنه أغفله، فذكره، وبيّن أمره. ثم أخرجه من وجه آخر، عن يحيى بن أيّوب بهذا السّند، فقال: عن محمّد بن عبد الرّحمن بن ثوبان، قال: وكذلك أخرجه أبو نعيم في جمعه حديث صفوان بن سليم على الصّواب، قال أبو موسى: وأخرج أيضا عبدان، عن قتيبة، عن اللّيث، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، فقال: عن محمد بن ثوبان- نسبه إلى جدّه، وكذلك أخرجه أبو داود في المراسيل عن قتيبة. انتهى. وقال ابن حبّان في كتاب الثّقات: محمد بن ثوبان شيخ يروي المراسيل ... فذكر الحديث المذكور، ثم قال: ورواه الليث فذكره سنده، ثم قال: ومن زعم أنه له صحبة فقد   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 60، أسد الغابة ت (4753) . (2) في أ: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44730 وعزاه لأبي نعيم في المعرفة عن محمد بن عبد الرحمن مولى رسول اللَّه وقال ذكره أبو جعفر الحضرميّ في الصحابة وهو عندي غير متصل أراه ابن السلماني قلت تبين من رواية البيهقي أنه محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثوبان. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 270 وهم، ثم ذكره محمد بن عبد الرّحمن بن ثوبان في ترجمة أخرى فلم يصب. قال أبو موسى: إنما أوردناه لئلا يقع لمن يظن أنا أغفلناه. 8549- محمد بن عتوارة: بالمهملة وسكون المثناة من فوق، الكنانيّ، ثم الليثيّ. أحد من سمّي محمدا في الجاهليّة. ذكره أبو موسى، وقال: لا يدلّ ذلك عليه، فقد تقدّمت الإشارة إليه في ترجمة محمد بن أحيحة بن الجلاح. 8550- محمد بن عروة بن عطية السعديّ. ذكره البغويّ في أثناء ترجمة محمد بن عطيّة، وقد بينت وجه الغلط في القسم الثاني في ترجمة محمد بن عطية. واللَّه أعلم. 8551- محمد بن عطية السّعديّ: تقدم في القسم الثاني. 8552- محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح- فيمن مضى في القسم الأول. 8553- محمد بن عمرو بن علقمة «1» . ذكر الذّهبيّ في «التجريد» أنّ له في مسند بقي بن مخلد حديثا، وهذا هو الليثيّ الّذي يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وطبقته ليس له صحبة ولا لوالده. وقد وقع لبقيّ في مسندة أنظار ذلك، يخرج الحديث من رواية التّابعين كبيرا كان أو صغيرا، وكذلك من رواية من لم يعد في التّابعين كمحمد بن عمرو هذا ولا يبيّن ذلك. ثم وجدت في بعض النسخ من جزء الصّحابة الذين أخرج لهم بقي بن مخلد ترتيب ابن حزم محمّد بن عمرو بن علبة- بعد اللّام باء غير مضبوطة بدل القاف والميم. فاللَّه أعلم. 8554- محمد بن عمير «2» بن عطارد بن حاجب التميمي. قال ابن مندة: ذكر في الصّحابة، ولا يعرف له صحبة ولا رؤية. قلت: حديثه الّذي أشار إليه جزم البخاريّ بأنه مرسل، وهو ما رواه حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن عمير بن عطارد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كان في نفر من أصحابه، فأتاه جبريل فنكت في ظهره، قال: فذهب بي إلى شجرة فيها مثل   (1) تاريخ خليفة 420، طبقات خليفة 270، التاريخ الكبير 1/ 191، 192، البيان والتبيين 3/ 142، الجرح والتعديل 8/ 30، مشاهير علماء الأمصار 133، الكامل في التاريخ 5/ 528، العبر 1/ 205، الوافي بالوفيات 4/ 289، تهذيب التهذيب 9/ 375، 377، خلاصة تذهيب الكمال 354، شذرات الذهب 1/ 217. (2) أسد الغابة ت (4760) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 271 وكري الطائر، فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر، فسار بنا حتى ملأت الأفق، فلو بسطت يدي إلى السّماء ليلتها، ثم دلى حيث يهبط النّور فوقع جبرائيل مغشيّا عليه ... الحديث. أخرجه ابن المبارك في كتاب «الزّهد» ، عن حمّاد، وتابعه الحسن بن سفيان، عن إبراهيم بن حجر، عن حماد، وكذلك يزيد بن هارون عن حماد، فزاد فيه بعد محمد بن عطارد، عن أبيه، وكذا جزم ابن أبي حاتم عن أبيه، وكذلك العسكري وابن حبّان بأنه مرسل. قلت: وكان محمّد هذا من أشراف الكوفة، وله مع الحجاج وغيره من أمرائها أخبار، وفيه يقول الشاعر: علمت معدّ والقبائل كلّها ... أنّ الجواد محمّد بن عطارد «1» [الكامل] وذكر خليفة بن خيّاط أنه كان أحد أمراء عليّ بصفّين، وذكر ابن مسروق أنه وفد على عبد الملك بن مروان. فأنزله في مسماره. وقد تقدم ذكره جدّه عطارد بن حاجب في حرف العين، وأما أبوه فلا أدري هل له إدراك أم لا، فإنّي لم أجد أحدا ممن صنّف في الصّحابة ذكره، وأخلق به أن يكون أدرك العهد النبويّ. 8555- محمد بن فضالة «2» . فرّق البغويّ، وابن قانع، وابن حبّان، وابن شاهين، بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة، [وأبي ذلك الطّبراني وابن مندة ومن تبعهما، فذكروا الحديثين في ترجمة واحدة، وعندهم أنّ من قال محمد بن فضالة] «3» نسبه إلى جدّه، وهو الصّواب كما أوضحته في القسم الأوّل. واللَّه أعلم. 8556- محمد بن أبي كريمة. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في السّواك، وعنه إبراهيم بن حجر، استدركه ابن فتحون، ونقل عن أبي زرعة الرازيّ- أنه أدخله في مسند الشّاميين. وقد ذكره البخاريّ،   (1) البيت بلا نسبة في الإنصاف 2/ 505، وشرح أبيات سيبويه 2/ 326، والكتاب 3/ 250. (2) التحفة اللطيفة 3/ 710، تجريد أسماء الصحابة 2/ 61، الثقات 3/ 367، أسد الغابة ت (4762) ، بقي ابن مخلد 895. (3) سقط من أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 272 وجزم بأن حديثه مرسل، وتبعه ابن أبي حاتم، وأبو أحمد العسكري. 8557- محمد بن كعب القرظي «1» : حليف الأنصار. تابعيّ مشهور. قال التّرمذيّ في جامعه: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظيّ ولد في حياة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكذلك حكى أبو عبيد الآجري، عن أبي داود، عن قتيبة، وهو وهم من قتيبة، وإنّما ورد ذلك في حق كعب والد محمّد. وقد ذكر البخاريّ في ترجمة محمد بن كعب أنّ أباه كان ممن لم ينسب، فلم يقتل مع بني قريظة لما قتلوا بحكم سعد بن معاذ. وأخرج ابن أبي خيثمة في تاريخه، من طريق موسى بن عقبة، قال: بلغني أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «يخرج من الكاهنين رجل يكون أعلم النّاس بكتاب اللَّه» ، قال: فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب، لأنّ أباه من قريظة وأمّه من بني النّضير، وهما- أعني بني قريظة والنّضير- المراد بالكاهنين. وحديث محمد بن كعب عن الصّحابة في الصّحيح، وهو مترجم في التهذيب، وجاءت عنه رواية عن ابن مسعود، واستبعدها ابن عساكر. وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من تابعي أهل المدينة، قال يعقوب بن شيبة: يعدّ في الطبقة الثالثة ممن روى عن أبي هريرة ونحوه، ولم يسمع من العبّاس، لأن العباس مات في خلافة عثمان. وولد محمد بن كعب في آخر خلافة عليّ سنة أربعين، وكانت وفاته سنة ثمان ومائة. وقيل بعد ذلك حتى قيل إنه مات سنة عشرين، فعلى هذا فيقطع بأنه لم يولد إلا بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 8558 - محمد «2» بن محمود. ذكره عبدان في الصّحابة، وقال: سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ثم أخرج من وجهين: عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن محمد بن محمود، قال: رأى رسول اللَّه   (1) الاستيعاب ت (2371) . (2) التاريخ الكبير 1/ 224، الجرح والتعديل 8/ 101، تجريد أسماء الصحابة 2/ 61، أسد الغابة ت (4766) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 273 صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أعمى يتوضّأ، فلما غسل يديه ووجهه «1» جعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول له: «اغسل باطن قدميك» . وهذا ليس فيه ما يدلّ على ما زعمه عبدان أنه سمع من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقد ذكره البخاريّ ومن تابعه في التابعين، وقالوا: إن حديثه مرسل. واختلفوا في نسبه، فقيل: هو محمد بن محمود بن عبد اللَّه بن مسلمة ابن أخي محمد بن مسلمة. وقيل حفيده، وقد ذكر ابن مندة في تاريخه محمد بن محمود بن محمد بن مسلمة روى عن أبيه عديّ. روى عنه ابنه سليمان، وقال: وروى يحيى بن سعيد عن سعيد، عن محمد بن محمود. وسيأتي في ترجمة أبي نصر الثقفيّ في الكنى مزيد كلام على هذا إن شاء اللَّه تعالى. 8559- محمد بن اليحمد: بضم الياء المثناة من تحت وسكون المهملة وكسر الميم. تقدّم ذكره في ترجمة محمد بن البراء. 8560- محمّد بن يزيد بن عمرو بن ربيعة بن حرقوص بن مازن بن عمرو بن تميم التميميّ المازنيّ. ذكره أبو موسى، وتقدّم التنبيه عليه في محمد بن عديّ في القسم الأول واللَّه أعلم. 8561- محمد الأسديّ: ذكره محمد بن سعد فيمن سمّي محمدا في الجاهليّة. 8562- محمد الفقيميّ: ذكره محمد بن سعد فيمن سمّي محمدا في الجاهليّة. 8563- محمد الكناني: ذكره بعضهم في الصّحابة، ولم يثبت. وحديثه مرسل، روى عنه عيسى بن عبيد الكناني، قاله أبو أحمد العسكريّ. 8564- محمد: أبو سليمان المدنيّ. ذكره ابن مندة في الصّحابة، وقال: ذكره جماعة في الصّحابة، وهو وهم منهم، ثم أخرج من طريق أبي الفضل أحمد بن الحسين اللهبي، عن عاصم بن سويد، عن سليم «2» بن محمد الكرماني، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من توضّأ فأحسن وضوءه، ثم خرج إلى مسجد قباء لا يخرجه إلا الصّلاة فقد انقلب بأجر عمرة» «3» .   (1) في أ: رجليه. (2) في أ: سليمان. (3) أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 2/ 5. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 274 قال ابن مندة: الصّواب عن محمد بن سليمان الكرماني، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه. انتهى. والحديث المذكور عند ابن ماجة، وصحّحه الحاكم من طريق حاتم بن إسماعيل، وعيسى بن يونس، كلاهما عن محمد بن سليمان على الصّواب. وكذا أخرجه النسائيّ بنحوه، من رواية مجمّع بن يعقوب، عن محمد بن سليمان، فكأن اسم الرّاوي انقلب على أبي الفضل، وسقط اسم شيخه، فتركّب منه صحابيّ لا وجود له. 8565- محمود بن عمرو «1» : ذكره أبو موسى عن عبدان. 8566- محمود الأنصاريّ «2» . تابعيّ أرسل حديثا، فذكره المستغفريّ في الصّحابة نقلا عن يحيى بن يونس الشيرازيّ. واستدركه أبو موسى، وأورد من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن صفوان بن سليم، عن محمول الأنصاريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من حلف بالشّرك والإثم فقد أشرك» . الميم بعدها الخاء 8567- المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفيّ «3» . يأتي نسبه في ترجمة والده في الكنى ذكره. ابن عبد البرّ، فقال: يكنى أبا إسحاق، ولم يكن بالمختار. كان أبوه من جلّة الصّحابة، ويأتي في الكنى، وولد المختار عام الهجرة، وليست له صحبة ولا رؤية. وأخباره غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل الشّعبي وغيره، وكان قد طلب الإمارة وغلب على الكوفة حتى قتله مصعب بن الزّبير بالكوفة سنة سبع وستين، وكان قبل ذلك معدودا في أهل الفضل والخير إلى أن فارق ابن الزبير، وكان يتزيّن بطلب دم الحسين، ويسرّ طلب الدّنيا، فيأتي بالكذب والجنون، وكانت إمارته ستة عشر شهرا، قال: وروى موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن ثابت بن هرمز، قال: حمل المختار   (1) أسد الغابة ت (4778) ، الجرح والتعديل 8/ 290، تجريد أسماء الصحابة 2/ 62. (2) أسد الغابة ت (4782) . (3) أسد الغابة ت (4791) ، الاستيعاب ت (2557) ، المحبر 70، 302، 491، 93، مروج الذهب 3/ 272، أنساب العرب 268، الكامل 4/ 211، 267، تاريخ الإسلام 2/ 377، 3/ 70، البداية والنهاية 8/ 289، شذرات الذهب 1/ 74، 75. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 مالا من المدائن من عند عمه إلى عليّ، فأخرج كيسا فيه خمسة عشر درهما، فقال: هذا من أجور المومسات. فقال له عليّ: ويلك! ما لي وللمومسات، ثم قام وعليه مقطعة حمراء، فلما سلّم قال عليّ: ما له قاتله اللَّه لو شقّ عن قلبه الآن لوجد ملآن من حب اللّات والعزّى. قال: ويقال إنه كان في أول أمره خارجيا، ثم صار زيديّا، ثم صار رافضيّا. وقتل المختار محمد بن عمار بن ياسر ظلما، لأنه سأله أن يحدّث عن أبيه بحديث كذب، فلم يفعل فقتله. وهذا ما ذكره أبو عمر في ترجمته، وجزم بأن أباه كان صحابيّا، وأنه ولد سنة الهجرة. وقد تقدّم غير مرة أنه لم يبق بمكّة ولا الطائف أحد من قريش وثقيف إلا شهد حجّة الوداع، فمن ثم يكون المختار من هذا القسم، إلا أن أخباره رديئة. وقد زاد ابن الأثير في ترجمته على ما ذكره ابن عبد البر قليلا، من ذلك قوله: كان بين المختار والشّعبي ما يوجب ألا يسمع كلام أحدهما في الآخر، أدرج ابن الأثير هذا القدر في كلام ابن عبد البرّ، وليس هو فيه ولا هو بصحيح، فإن الشّعبي لم ينفرد بما حكاه عن المختار، والشعبيّ مجمع على ثقته، والمختار بالعكس، قد شهد عليه بدعوى النبوة والكذب الصّريح جماعة من أهل البيت. ومما ورد في ذلك ما أخرجه أحمد في مسند عمرو بن الحمق، من طريق السّدّي، عن رفاعة القتباني، قال: دخلت على المختار فألقى إليّ وسادة، وقال: لولا أن أخي جبرائيل قام عن هذه- وأشار إلى أخرى عنده- لألقيتها لك، قال: فأردت أن أضرب عنقه ... فذكر قصّة وحديثا لعمرو بن الحمق. وقال ابن حبّان في ترجمته صفية بنت أبي عبيد في الثقات: هي أخت المختار المتنبي بالعراق، وأقوى ما ورد في ذمّه ما أخرجه مسلم في صحيحه، عن أسماء بنت أبي بكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «يكون في ثقيف كذّاب ومبير» ، فشهدت أسماء أنّ الكذّاب هو المختار المذكور. قال ابن الأثير: وكان المختار قد خرج يطلب بثأر الحسين، فاجتمع عليه بشر كثير من الشيعة بالكوفة، فغلب عليها، وتطلّب قتلة الحسين فقتلهم، قتل شمر بن ذي الجوشن الّذي باشر قتل الحسين، وخولي بن يزيد الّذي سار برأسه إلى الكوفة، وعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الّذي حاربوا الحسين حتى قتلوه، وقتل معه ولده حفصا، وأرسل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 276 إبراهيم بن الأشتر في عسكر كثيف، فلقي عبيد اللَّه بن زياد الّذي كان جهّز الجيش إلى الحسين فحاربوه، فقتل عبيد اللَّه بن زياد في تلك الواقعة. قال ابن الأثير: فلذلك أحبّ المختار كثير من المسلمين، فإنه أبلى في ذلك بلاء حسنا، قال: وكان يرسل المال إلى ابن عمر، وهو صهره زوج أخته صفية بنت أبي عبيد، وإلى ابن عبّاس، وإلى ابن الحنفية فيقبلونه، ثم سار إليه مصعب من البصرة فقتل المختار. انتهى. وكان أول أمر المختار أن ابن الزبير أرسله إلى الكوفة ليؤكد له أمر بيعته، وولى عبد اللَّه بن مطيع إمرة الكوفة، فأظهر المختار أنّ ابن الزبير دعا في السرّ للطّلب بدم الحسين، ثم أراد تأكيد أمره، فادعى أنّ محمّد بن الحنفية هو المهديّ الّذي سيخرج في آخر الزمان، وأنه أمره أن يدعو الناس إلى بيعته، وزور على لسانه كتابا، فدخل في طاعته جمع جمّ، فتقوى بهم، وتتبع قتلة الحسين، فقتلهم، فقوي أمره بمن يحبّ أهل البيت، ثم وقع بين ابن الزبير وابن الحنفية وابن العبّاس ما وقع لكونهما امتنعا من المبايعة له، فحصرهما ومن كان من جهتها في الشّعب، فبلغ المختار فأرسل عسكرا كثيفا، وأمر عليهم أبا عبد اللَّه الجدلي، فهجموا مكّة، وأخرجوهما من الشّعب، فلحقا بالطّائف، فشكر الناس للمختار ذلك. وفي ذلك يقول المختار- أنشد له المرزباني. تسربلت من همدان درعا حصينة ... تردّ العوالي بالأنوف الرّواغم همو نصروا آل الرّسول محمّد ... وقد أجحفت بالنّاس إحدى العظائم وفوا حين أعطوا عهدهم لإمامهم ... وكفّوا عن الإسلام سيف المظالم [الطويل] وذكر ابن سعد، عن الواقديّ بأسانيده- أنّ أبا عبيد والد المختار قدم من الطّائف في زمن عمر حين ندب الناس إلى العراق، فخرج أبو عبيدة فاستشهد يوم الجسر، وبقي ولده بالمدينة، وتزوّج ابن عمر صفيّة بنت أبي عبيد، وأقام المختار بالمدينة منقطعا إلى بني هاشم، ثم كان مع علي بالعراق، وسكن البصرة بعد عليّ. وله قصّة مع الحسن بن علي لما ولي الخلافة ووشى إلى عبيد اللَّه بن زياد عنه أنه ينكر قتل الحسين ونحو ذلك، فأمر بجلده وحبسه، حتى أرسل ابن عمر يسفع فيه فنفاه إلى الطّائف، فأقام بها حتى مات يزيد بن معاوية. وقام ابن الزبير في طلب الخلافة فحضر إليه وعاضده وناصحه حتى استأذنه في التوجّه للكوفة ليصعد عبد اللَّه بن مطيع في الدّعاء إلى طاعته، فوثق به، ووصى عليه، وكان منه ما كان، ثم قوى مصعب بن الزبير أمير البصرة عن أخيه عبد اللَّه بن الزّبير على المختار بكثير من أهل الكوفة ممّن كان دخل في طاعة المختار، ورجع عنه لما تبيّن له من تخليطه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 وأكاذيبه، وقد ذكر محمد بن سعد في ترجمة محمد بن الحنفية من ذلك أشياء، فلما التقى المختار ومصعب خذل المختار أولئك الذين كانوا معه، فحوصر المختار في القصر إلى أن قتل هو ومن معه، ثم لما انقضى أمر المختار سار عبد الملك بن مروان بعد قليل بجيوش الشام إلى مصعب بن الزبير، فقتل، واستولى عبد الملك على البصرة، ثم على الكوفة. وذكر عبد الملك بن عمر أنه رأى عبيد اللَّه بن زياد وقد أتى برأس الحسين، ثم رأى المختار وقد أتى برأس عبيد اللَّه بن زياد، ثم رأى مصعب بن الزّبير وقد أتى برأس المختار، ثم رأى عبد الملك وقد أتى برأس مصعب. الميم بعدها الدال 8568- مدرك بن عمارة «1» . روى أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ليبايعه فقبض يده عنه لخلوق رآه فيها. وذكره ابن عبد البرّ فقال: في حديثه اضطراب، وفي صحبته نظر، فإن كان جد عقبة بن أبي معيط فلا صحبة له ولا لقاء ولا رؤية، وإن كان الحديث عن أبيه فلا يصح أيضا. انتهى. وذكره ابن قانع في الصّحابة، فقال : مدرك بن عمارة، وأورد من طريق عمر بن أبي زائدة عنه، قال: مررت في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم والنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ناحية، وهكذا عنده. الميم بعدها الذال والراء 8569- مذكور القبطيّ «2» : ذكره المستغفريّ، وأخرج من حديث جابر، قال: أعتق رجل من الأنصار غلاما له عن دبر يسمى مذكورا ... الحديث. وهذا وهم من محاضر راويه عن الأعمش عن سلمة بن كهيل، عن عطاء عنه. والحديث معروف عن جابر، لكن اسم العبد يعقوب. والّذي دبّره هو أبو مذكور، فانقلب وتحرّف. 8570- مرارة بن سلمي اليمامي الحنفي «3» .   (1) أسد الغابة ت (4811) ، الاستيعاب ت (2382) . (2) أسد الغابة ت (4819) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 67، أسد الغابة ت (4822) ، الأعلام 7/ 200. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 278 تقدم نسبه في ترجمة ولده مجاعة. قال ابن مندة: له ولولده مجاعة وفادة، ثم أورد من طريق ابن أبي عاصم، قال: حدثنا الجراح بن مخلد، حدثنا يحيى بن راشد، حدثنا الحارث بن مرة الحنفي، عن سراج بن مرارة، [عن مرارة] «1» عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأقطعني وكتب لي كتابا ... الحديث. وأخرجه أبو نعيم من طريق ابن أبي عاصم، وأشار إلى أنه خطأ، ولم يبيّن وجه الوهم فيه، وبيانه أنه سقط اسم شيخ الحارث بن مرة، وهو هلال بن سراج بن مجاعة بن مرارة، ومدار الحديث على سراج بن مجاعة وجده مرارة، فخرج منه أن القصة لمرارة، وليس كذلك. وقد أخرج البغويّ، عن زياد بن أيوب، عن عنبسة بن عبد الواحد، عن الدخيل بن إياس، عن عمه هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه سراج، قال: أعطى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مجاعة بن مرارة أرضا ... الحديث. 8571- مرّ ذو الكلاع: أورده ابن قانع، وأخرج من طريق أبي الأشهب عبد الملك بن عمير، عن أبي روح مرّ، ذي الكلاع، قال: صلى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم صلاة الصبح، فقرأ بسورة الروم، فتردد في آية ... الحديث. قال ابن قانع: كذا قال، ورواه زائدة، عن عبد الملك، عن شبيب أبي روح. قلت: وقع في الرواية الأولى تصحيف، والصواب من بكسر الميم بعدها نون ساكنة، وأما قوله مرّ، بضم الميم وتشديد الراء فهو تصحيف. وقد تقدم القول فيه في حرف الشين المعجمة. 8572- مرثد بن ظبيان العبديّ «2» : ذكره ابن قانع هكذا، فيه تخليط، فإنه أورد من طريق طالب بن حجير، عن هود بن عبد اللَّه: سمعت مرثدا العبديّ يقول: كنت عند النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فجاء أشجّ عبد القيس ... الحديث. وهو غلط نشأ عن تصحيف، وإنما هو مزيدة وهو جدّ هود بن عبد اللَّه لأمه. وقد تقدم   (1) سقط في أ. (2) ذيل الكاشف 145. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 279 على الصواب في القسم الأول، وفي الصحابة مرثد بن ظبيان أيضا وهو السدوسي. تقدم قريبا. 8573- مرداس العنبري: هو ابن عقفان الّذي تقدم. جعله الذّهبيّ اثنين، وهو واحد. واللَّه أعلم. 8574- مرة بن حبيب الفهريّ «1» : روت عنه بنته أم سعد حديثا ذكره الذهبي أيضا فغاير بينه وبين مرة بن عمرو بن حبيب الّذي تقدم في الأول، وهو واحد، وإنما نسب إلى جده. 8575- مرة بن مالك الداريّ: كذا وقع في رواية الواقديّ، وسماه غيره مرّان. وقد تقدم، وهو الصواب. 8576- مرّة بن مربع: ذكره أبو عمر كذا في التجريد، والّذي في الاستيعاب مرارة كما تقدم، وهو الصواب. 8577- مرّة الهمدانيّ: وأخرج البغويّ من طريق محمد بن جحادة، عن محمد بن عجلان، عن بنت مرة الهمدانيّ، عن أبيها- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كافل اليتيم له أو لغيره إذا اتّقى معي في الجنّة كهاتين يعني المسبّحة والوسطى. وقد تقدم في مرة بن عمرو بن حبيب الفهري، من بني محارب بن فهر، من طريق صفوان بن سليم وغيره، عن أم سعد بنت مرّة الفهريّ عن أبيها، وهو المحفوظ. واللَّه أعلم. 8578- مربح بن ياسر الجهنيّ: كذا ذكره ابن مندة. والصواب مسروح بن ياسر، كما تقدم في الأول. الميم بعدها السين 8579- المستورد بن سلامة بن عمرو الفهريّ. صحابي شهد فتح مصر، واختط بها، قاله ابن يونس، قال: وتوفي بالإسكندرية سنة خمس وأربعين.   (1) هذه الترجمة سقط من أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 280 روى عنه علي بن رباح، وورقاء بن شريح، هكذا أورده الذهبي في التجريد وعلم له علامات بقي بن مخلد بحديث، واحد، ثم قال بعده: المستورد بن شداد بن عمرو الفهري صحابي نزل الكوفة ثم مصر، روى عنه جماعة، وهذان واحد وقع في اسم أبيه تغيير، والصواب كما في الثاني شداد، وكذا هو في كتاب ابن يونس. 8580- مسعدة صاحب الجيوش: كذا نسبه الذّهبيّ في «التجريد» لمسند بقي بن مخلد، والصواب ابن مسعدة، وقد ذكروا أنّ اسمه عبد اللَّه. وقد تقدّم في الأول. 8581- مسعود بن أوس «1» : فرق أبو نعيم بينه وبين مسعود بن أوس بن أصرم، واستدركه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة على جده، وتعقبه أبو موسى في الذيل، فأجاد، فإنه واحد. وقد ذكره ابن مندة كما تقدم. 8582- مسعود بن خلدة «2» بن عامر بن مخلد بن زريق الأنصاري الزرقيّ. ذكره جعفر المستغفري، وحرّف اسم والده، وإنما هو مسعود بن خالد كما تقدم على الصواب. 8583- مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة «3» : هو الّذي قبله، وإنما وقع في نسبه تحريف، كرره أبو عمر بلا فائدة. 8584- مسعود بن سنان السلميّ «4» : فرق ابن الأثير بينه وبين مسعود بن سنان الأسلميّ، وهو واحد كما بينه في الأول. 8585- مسعود بن عبد سعد «5» بن عامر، هو مسعود بن سعد بن عامر، جعله أبو عمر اثنين وهو واحد، واختلف في تسمية أبيه.   (1) أسد الغابة ت (4875) ، الاستيعاب ت (2406) . (2) الثقات 3/ 396، الاستبصار 171، تجريد أسماء الصحابة 2/ 1392، أصحاب بدر 208. (3) الاستيعاب ت (2409) ، أسد الغابة ت (4887) ، الثقات 3/ 396، الاستبصار 172، أصحاب بدر 147، 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 74. (4) أسد الغابة ت (4888) . (5) أسد الغابة ت (4892) ، الاستيعاب ت (2413) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 281 8586- مسعود بن عدي اللخميّ» : غاير ابن مندة بينه وبين مسعود بن الضحاك بن عديّ، نسبه ابن مندة إلى جده، فاستدركه أبو موسى، وهو واحد. 8587- مسعود بن عمار «2» بن ربيعة القاري- غاير الذهبي بينه وبين مسعود بن ربيعة بن عمرو، وهو واحد اختلف في اسم أبيه، والثاني هو الأصح، وقد نسبه أبو عمر إلى جده، فقال: هو مسعود بن عمرو القاري. ويحتمل أن يكون الثاني عم الأول. وقد تقدم في الأول. 8588- مسعود بن قيس «3» بن خلدة بن مخلد الزرقيّ. ذكره أبو عمر فقال: شهد بدرا، كذا قال ابن الكلبيّ، وفيه نظر. قلت: مسعود بن سعد بن قيس إلى آخر النسب سقط ذكر أبيه، فنسب إلى جده، فأشكل أمره. 8589- مسلم بن السائب بن خبّاب «4» : مختلف في صحبة أبيه، وأما هو فأرسل شيئا، وذكره البغويّ في الصحابة وقال: لا أحسب له صحبة. قال: وقد قيل: إنه روى عن أبيه عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. انتهى. وله رواية أيضا عن أمه وعن أم رافع، وحديثه المذكور أخرجه النسائيّ والبغوي وغيرهما من رواية سليمان بن يسار عنه، قال: قالوا: يا رسول اللَّه، كيف نستغفر؟ فذكر الحديث. ووقع في رواية النسائي عن سليمان، عن مسلم بن السائب، عن خبّاب بن الأرت، وقوله: ابن الأرتّ خطأ، والصواب حذفه، ويكون الحديث لخباب جدّ مسلم، وإليه أشار البغويّ. وقال أبو حاتم الرّازيّ: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وهو من التابعين، وأدخله بعضهم في الحصابة ظنا منهم أن له صحبة، وليس كذلك.   (1) الاستيعاب ت (2412) . (2) في أ: عامر. (3) الاستيعاب ت (2418) ، أسد الغابة ت (4898) . (4) الاستيعاب ت (2423) ، أسد الغابة ت (4907) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 وقال أبو أحمد العسكريّ: حديثه مرسل، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: يروي المراسيل، وكذا ذكره البخاري وغير واحد في التابعين. 8590- مسلم بن سليم: ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أرسله. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه «1» : روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وكذا قال العسكريّ. 8591- مسلم بن عبيد اللَّه «2» بن عبد اللَّه بن مسلم بن شهاب الزهري، والد الإمام ابن شهاب الزهري. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وفي قصة أبي رغال، فذكره بعضهم في الصحابة، وجزم غير واحد بأنه لا صحبة له ولا رؤية. وقال البخاري وأبو حاتم: حديثه مرسل، وكذا قال أبو أحمد العسكري. 8592- مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر «3» . استدركه أبو موسى، وقال: هو والد حبيب بن مسلمة، وعزاه للمستغفري. والصواب أنه مسلمة بن مالك كما تقدم في القسم الأول، سقط بينه وبين شيبان ستة آباء، وهو مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب. 8593- مسلمة بن عبد اللَّه العدويّ: تابعيّ، أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. أورده العسكري، وقال: حديثه مرسل. 8594- المسيس بن صعصعة: أحد من شهد في عهد العلاء بن الحضرميّ. استدركه ابن فتحون والذهبي، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير، وإنما هو المستنير بن أبي صعصعة. وقد تقدم على الصواب في الأول. الميم بعدها الصاد 8595- مصرّف بن كعب بن عمرو اليامي.   (1) في أ: أمه. (2) الاستيعاب ت (2426) ، تهذيب الكمال 3/ 1326، العقد الثمين 7/ 192، (3) أسد الغابة ت (4922) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 ذكره ابن أبي حاتم، وقال: له صحبة، كذا نقله عنه ابن فتحون، وهو وهم، ولفظه ابن أبي حاتم مصرف بن كعب بن عمرو، روى عن أبيه قال بعضهم: له صحبة، فالضمير في قوله له يعود على أبيه، وهو كعب. وقد تقدّم بيان الاختلاف فيه في كعب بن عمرو، وفي عمرو بن كعب، والرواية جاءت من طريق ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرّف، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فالجدى هو الّذي قيل: إن له صحبة ورواية عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. واختلف في اسمه وأما مصرّف فليس بصاحبي جزما. 8596- مصدّق النبي: ذكره البغويّ في حرف الميم من الصحابة، وأورد من طريق سويد بن غفلة، قال: أتانا مصدق النبي فقال ... فذكر الحديث، وكأنه توهّم أنه علم، وأما النبي فكأنه لم يضبطه. فيجوز أن يكون صفة أو نسبا، وليس كذلك، وإنما هو اسم فاعل من الصدقة والنبي بالنون والموحدة مضاف، وهذا محلّه في المبهمات. الميم بعدها الضاد 8597- مضارب العجليّ: ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في الصحابة، وتعقّبه جعفر بأنه تابعي، وحديثه مرسل، ورواه قرة عن قتادة في قصة مرثد بن ظبيان، فروى عنه عن مرثد. وروى عنه مرسلا، وقد روى مضارب، وهو ابن حرب العجليّ، رواية عن علي وغيره. الميم بعدها العين 8598- معاذ الأسديّ: والد بشر- تقدم في ترجمة أبيه وهو مختلق. 8599- معاذ بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم. ذكره البغويّ، عن يحيى بن سعيد الأمويّ، عن أبيه، عن ابن إسحاق- أنه ذكره فيمن شهد بدرا، واستدركه ابن فتحون، وهو وهم نشأ عن سقط، وهو معاذ بن رفاعة بن الحارث بن سواد، فسقط من النسب رجلان. وقد تقدم على الصواب في الأول، وهو المعروف بابن عفراء. 8600- معاذ بن رباح «1» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 81، تهذيب التهذيب 10/ 190، أسد الغابة ت (3/ 496) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 ذكره بعضهم في الصحابة، والصحبة إنما هي لولده أبي زهير بن معاذ. وسيأتي «1» في الكنى. 8601- معاذ بن زهرة «2» : ذكره يحيى بن يونس الشيرازيّ في الصحابة، وهو تابعيّ أرسل حديثا أخرجه أبو داود في المراسيل. وقال جعفر المستغفريّ: وهم من زعم أن له صحبة. وقال البخاريّ، عن يحيى بن معين: حديثه مرسل. وقد ذكره البغوي في الصحابة، ولكنه قال: لا أدري له صحبة أم لا؟. 8602- معاذ بن سعوة: استدركه الذّهبيّ في التجريد، وقال: له حديث في المنتهى من حديث المخلص. قلت: هو من رواية عبد الكريم بن أبي المخارق، عن سنان بن سلمة، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من عطب له هدي فلينحره ... » الحديث. واختلف فيه على عبد الكريم مع ضعفه، فقيل: عنه، عن سنان بن سلمة، عن سلمة بن المحبق، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقيل: عن عبد الكريم، عن معاذ بن سعوة، عن سنان بن سلمة، عن سلمة بن المحبق. وقد ذكره البخاريّ في التابعين، وقال: حديثه مرسل. 8603- معاذ بن معدان «3» : روى عمران بن حدير عنه أن قبطة بن جرير أتى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فبايعه، قال أبو عمر: قيل: إن حديثه مرسل. قلت: أخذ تسميته من ابن أبي حاتم، وإنما هو مقاتل بن معدان، وقد سماه على الصواب في ترجمة قطبة في موضعين، ومقاتل تابعي باتفاق، وقطبة هو أبو الحويصلة تقدم في القاف في الأول.   (1) في أ: سيأتي في ترجمته في الكنى. (2) خلاصة تذهيب 3/ 36، أسد الغابة ت (4965) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 81، الجرح والتعديل 8/ 248، تهذيب التهذيب 1/ 190. (3) أسد الغابة ت (4972) ، الاستيعاب ت (2454) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 285 8604- معاوية بن ثعلبة الحمّانيّ «1» : تابعيّ أرسل حديثا، فذكره الإسماعيليّ في الصحابة، وقال: لا أدري له صحبة أو لا. وأخرج من طريق عامر بن السمط، عن أبي الجحاف، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا عليّ، من أحبّك فقد أحبّني «2» ... » الحديث. أورده أبو موسى. وقد ذكر البخاريّ هذا الحديث من هذا الوجه من رواية معاوية بن ثعلبة عن أبي ذرّ، وكذا ذكره أبو حاتم وغيرهما. 8605- معاوية بن حزن «3» : كذا رأيته بخط الخطيب في المؤتلف، وعلى حزن ضبة، وأظنه تصحف حزن من حيدة. وتقدم في القسم الأول. 8606- معاوية بن درهم: تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول. 8607- معاوية بن ربيعة الجشمي. تقدم ذكره في عبد اللَّه بن أبي بكر بن ربيعة. 8608- معاوية بن زهرة: ذكره بعضهم، وحديثه مرسل، قاله العسكري، كذا قرأت بخط مغلطاي، وأخشى أن يكون معاذ بن زهرة الماضي قريبا. 8609- معاوية بن عبادة بن عقيل، والد كعب الأخيل بن الرجال. له وفادة، كذا في «التجريد» ، وهو غلط نشأ عن سقط، وإنما الوفادة لولده هبيرة بن معاوية كما سيأتي في ترجمته في حرف الهاء، وأما معاوية فكان يقال له فارس الهزار، والهزار فرسه، وكان مشهورا في الجاهلية. وقد ذكر ابن الكلبيّ أنه هو الّذي طعن زهير بن جذيمة رئيس بني عبس في الجاهلية. وابنه عامر كان له ذكر في الجاهلية. ويقال له ابن المفاضة، وله ذكر يأتي في ترجمة أخيه هبيرة. قلت: وكعب المعروف بالأخيل جد قبيلة مشهورة منها ليلى الأخيلية الشاعرة في زمن   (1) أسد الغابة ت (4977) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 82. (2) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 537 وقال رواه الطبراني عن سلمان الفارسيّ. (3) في أ: حرب. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 286 عبد الملك بن مروان، وهي ليلى بنت عبد اللَّه بن معاذ بن شداد بن كعب. 8610- معاوية بن عبد اللَّه بن أبي أحمد «1» : أورده ابن أبي علي في الصحابة، وهو وهم نشأ عن حذف، فإنه أورد من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن عاصم بن عبيد اللَّه عنه، قال: رأيت حمنة هي بنت جحش، تسقي العطشى، وتداوي الجرحى يوم أحد، وهذا الحديث إنما رواه معاوية بهذا عن أنس، كذا ذكره البخاري وأبو حاتم وغيرهما، وذكر أن أبا ضمرة روى عنه، وأبو ضمرة لقي بعض التابعين، وجدّه أبو أحمد صحابي مشهور، وأبوه عبد اللَّه بن أبي أحمد له رؤية. وظن الذهبي أنه آخر فقال: معاوية بن عبد اللَّه بن أحمد شهد أحدا، وما أدري مؤمنا أم كافرا، كذا قال. وحمنة هي عمة أبيه. 8611- معاوية بن معبد: أورده ابن قانع في الصحابة، وهو وهم، فأورد من طريق عاصم بن سويد، عن عبد الرحمن، عن جده معاوية بن معبد، قال كعب بن مالك: زعمت سخينة أن ستغلب ربّها ... وليغلبنّ مغالب الغلَّاب «2» [الكامل] فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: شكر اللَّه قولك. 8612- معبد بن خالد الجهنيّ «3» : تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة. وقيل: هو معبد الجهنيّ الّذي كان أول من تكلم في القدر بالبصرة، وكان في عصر الصحابة ولا صحبة له. فاختلف في اسم أبيه كما تقدم في القسم الأول. واللَّه أعلم. 8613- [معبد بن صبيح «4» : ذكره أبو نعيم، وأورد من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن سعد بن الصلت، عن أبي   (1) أسد الغابة ت (4986) ، التاريخ الكبير 1/ 215، الكاشف 3/ 158، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 878، 879، خلاصة تذهيب 3/ 40، 41، تجريد أسماء الصحابة 2/ 83، تهذيب الكمال 3/ 1346، تهذيب التهذيب 10/ 212. (2) انظر سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي 2/ 526. (3) أسد الغابة ت (4998) ، الاستيعاب ت (2471) . (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 85، أسد الغابة ت (5002) ، الاستيعاب ت (2474) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 287 حنيفة، عن منصور بن زادان، عن الحسن، عن معبد- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بينا هو في صلاته إذ أقبل أعمى، فوقع في زبية ... الحديث. وفيه: «من كان منكم قهقه فليعد الوضوء والصّلاة» «1» . قال أبو نعيم: رواه أسد بن عمرو، عن أبي حنيفة، فقال: معبد بن صبيح. ورواه مكي بن إبراهيم، عن أبي حنيفة- فقال معبد بن أبي معبد. وساقه أبو موسى هكذا من غير زيادة، وأنكر ابن الأثير على أبي موسى استدراكه، وقال: قد أخرج ابن مندة معبد بن أم معبد، وذكر له حديث الضحك في الصلاة، فليس لاستدراك أبي موسى له وجه. قلت: راوي حديث القهقهة قيل هو معبد الجهنيّ الّذي كان يتكلم في القدر، وقد ذكر في الّذي قبله. وقيل هو معبد بن أم معبد التي مرّ بها النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الهجرة، وهذا لا يصح، لأن راوي حديث القهقهة جهني، وولد أم معبد خزاعيّ، وقد ذكرت ترجمته في القسم الأول، وإنما أتى من الاشتراك في الاسم وكنيته الأب] «2» . 8614- معبد، أبو زهير النمريّ: هكذا ذكره ابن عبد البرّ «3» : وخالف ذلك في الكنى، فسماه يحيى، وهو الصواب الّذي جزم به غيره، كما سيأتي. 8615- معديكرب «4» : روى عنه خالد بن معدان حديثا أورده أبو موسى في الذيل ففرق ابن الأثير بينه وبين معديكرب الهمدانيّ الّذي ذكره أبو أحمد العسكري، فقال: لا أدري أهما واحد أو اثنان؟. قلت: الراويّ من الطريقين خالد بن معدان، فهو دليل الاتحاد. 8616- معروف الثقفي: ترجم له ابن قانع فوهم، لأنه صفة لا اسم، قال: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد، حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن   (1) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1027 وأورده الزيلعي في نصب الراية 1/ 51، وعزاه للدار للدّارقطنيّ عن الإمام أبي حنيفة مرسلا عن معبد الجهنيّ قال الدار الدّارقطنيّ وهم أبو حنيفة فيه على منصور، وإنما رواه منصور عن محمد بن سيرين عن معبد ومعبد هذا لا صحبة له ويقال إنه أول من تكلم في القدر من التابعين وقال ابن عدي لم يقل في إسناده عن معبد إلا أبو حنيفة وأخطأ فيه. (2) هذه الترجمة سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (5001) . (4) أسد الغابة ت (5028) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 288 عثمان الثقفي، عن رجل من ثقيف يقال له معروف- وأثنى عليه خيرا، قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «الوليمة حقّ ... » الحديث. ثم رواه من طريق حجاج، عن همام، فقال فيه: عن زهير بن عثمان الأعور، قال ابن قانع: شك فيه قتادة، كذا قال. وقد أخرج الحديث عن بهز بن أحمد، عن همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن عثمان، عن رجل أعور من ثقيف، قال قتادة: وكان يقال له معروفا، أي يثني عليه خيرا، فقد فسر بهز مراد قتادة بقوله: يقال له معروفا، ويؤيده تسميته في رواية حجاج بن المنهال زهير بن عثمان، وكذا سمّاه عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام أخرجه أحمد أيضا، وقال الدارميّ في مسندة: أنبأنا عفان، حدثنا همام، فذكره بلفظ أزال الإشكال من أصله، فقال: عن رجل من ثقيف أعور يقال له معروفا، أي يثني عليه خيرا إن لم يكن اسمه زهير بن عثمان فلا أدري ما اسمه. وكذا هو عند أبي داود والنسائي عن محمد بن المثنى، عن عفان، وتقدم في حرف الزاي في القسم الأول. واللَّه أعلم. 8617- معلى بن إسماعيل: ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله رواه عمارة بن غزيّة وغيره عنه عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال البخاريّ، هو مرسل. 8618- معمر، والد أبي خزيمة «1» . [ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله] «2» أورده أبو موسى في «الذّيل» ، ونقله عن تاريخ يعقوب بن سفيان، وإنما هو يعمر- أوله مثناة تحتانية. وسيأتي في موضعه. وتقدم ذكر الاختلاف فيه في الحارث بن سعد، وفي سعد بن هذيم من هذا القسم. 8619- معمر المدني. مرّ به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو كاشف فخذه. وفرق أبو موسى تبعا لابن شاهين، بينه وبين معمر بن عبد اللَّه بن نضلة، وهو واحد كما أوضحته في القسم الأول. 8620- معمر الأنصاريّ «3» . ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وهو وهم، فأخرج من طريق روح، عن عبد العزيز بن   (1) أسد الغابة ت (5045) . (2) سقط في أ. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 88، العبر 1/ 223، 296، 324، 360، 370، 402، أسد الغابة ت (5040) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 289 أبي سلمة، عن عبد اللَّه بن عبد الرّحمن، عن معمر الأنصاريّ، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من تعلّم علما ممّا ينفع اللَّه به في الآخرة لا يتعلّمه إلّا للدّنيا حرّم اللَّه عليه أن يجد عرف الجنّة» . قال أبو موسى: أظنّه عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر، فلعله تصحّف. قلت: وهو كما ظنّ، لأن هذا المتن معروف من رواية أبي طوالة، واسمه عبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن معمر، رواه عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة أخرجه أبو داود والنسائيّ من طريق فليح بن سليمان، عنه. وأخرجه الخطيب في كتاب اقتضاء العلم العمل من هذا فلعل عبد العزيز أرسله، وتصحّف ابن معمر، فصار عن معمر، فنشأ اسم صحابيّ لا وجود له. واللَّه المستعان. 8621- معمر بن بريك: بموحدة ومهملة وكان مصغّر. ذكره الذهبيّ في الميزان وتردّد في ضبطه، ولم يذكره في «تجريد الصّحابة» وهو على شرطه، فإنه ذكر من أنظاره جماعة. ولفظه في الميزان: معمر، أو معمّر بن بريك رأيت ورقة فيها أحاديث سئلت عن صحتها فأجبت ببطلانها، وأنها كذب واضح، وفيها: أنبأنا أحمد بن إبراهيم السامي، أنبأنا عبد اللَّه بن إسحاق السّنجاريّ، أنبأنا عبد اللَّه بن موسى السّنجاريّ، سمعت علي بن إسماعيل السنجاريّ يقول- بسنجار- في سنة سبع وعشرين وستمائة: سمعت معمر بن بريك يقول: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «يشيب المرء ويشبّ منه خصلتان الحرص والأمل. وبه: أربعة يصلبون على شفير جهنّم: الجائر في حكمه، وباغض آل محمّد ... » «1» الحديث. قال الشّيبانيّ: وأنبأنا عبد المحمود المؤدّب بسنجار، أنبأنا الصّدر، عن عبد الوهاب، سمعت علي بن إسماعيل السّنجاريّ يقول: سمعت معمر بن بريك يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من شمّ الورد ولم يصلّ عليّ فقد جفاني» «2» . قال الذّهبيّ: فهذا من نمط رتن الهندي، ففتح اللَّه من يكذب. 8622- معمّر «3» : بضم أوله والتشديد.   (1) ذكره الذهبي في الميزان (8691) والمصنف في الميزان 6/ 265، والفتني في التذكرة (107، 177) وكشف الخف (2/ 546) (2) أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 90- 107 والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 352، وقال موضوع كحديث الورد الأحمر من عرف النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. (3) أسد الغابة ت (5050) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 290 شخص اختلق اسمه بعض الكذّابين من المغاربة، أخبرنا الكمال أبو البركات بن أبي زيد الكناسي إجازة مكاتبة، قال: صافحني والدي وقد عاش مائة، قال: صافحني الشيخ أبو الحسن علي الحطاب، بالحاء المهملة، بمدينة تونس، وعاش مائة وثلاثين سنة، قال: صافحني الشيخ أبو عبد اللَّه محمد الصقليّ، وعاش مائة وستين سنة، قال: صافحني أبو عبد اللَّه معمر، وكان عمره أربعمائة سنة، قال: صافحني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ودعا لي، فقال: «عمّرك اللَّه يا معمّر» - ثلاث مرات. قلت: وهذا من جنس رتن، وقيس بن تميم، وأبي الخطاب، ومكلبة، ونسطور، وقد بسطت ترجمة المعمر بالتشديد في «لسان الميزان» فلم أر الإطالة بذكره هنا. وقد وجدت للمعمر خبرا آخر ذكرته في حرف العين في عمار، وقصّته تشبه قصّة رتن الهندي، وكان في زمانه ذكر أبو الحسن بن أبي نصر البجّاني أنه رآه في بلدة تسمى قطنة من آخر بلاد الترك، ووجدت له خبرا آخر ذكرته في حرف الجيم في جبير بن الحارث وأنه كان بعد الستمائة أيضا، ورواه الناصر لدين اللَّه العبّاسي، وأنه كان في الصّيد فاستجرّهم الصّيد في طلب الصّيد حتى وقفوا على قرية زعم أهلها أنهم كلّهم من ذرية المعمر أيضا، وقد استوعبت تراجم هؤلاء في كتاب المعمرين. وباللَّه التوفيق. 8623- معن بن يزيد الخفاجي «1» : وخفاجة من عقيل. له صحبة، ذكره أبو نعيم، وقد ذكرت ما قيل فيه في القسم الأول. 8624- معن بن زائدة «2» . ذكر أبو الحسن بن القصّار المالكيّ أن عمر رفع إليه كتاب زوّره عليه معن بن زائدة، ونقش مثل خاتمه، فجلده مائة ثم سجنه، فشفع له قوم، فقال: ذكرتني الطّعن وكنت ناسيا، ثم جلده مائة أخرى، ثم جلده مائة ثالثة، وذلك بمحضر من العلماء، ولم ينكر عليه أحد، فكان ذلك إجماعا. قلت: الشأن في ثبوت ذلك، فإن ثبت فيحتمل أن يكون فعل ذلك بطريق الاجتهاد فلم ينكروه، لأن مجتهدا لا يكون حجة على مجتهد، فلا يلزم أن يكونوا قائلين بجواز ذلك،   (1) أسد الغابة ت (5055) . (2) تاريخ خليفة 425، المعرفة والتاريخ 1/ 139، تاريخ الطبري 8/ 40، 41، تاريخ بغداد 13/ 235، 244، وفيات الأعيان 5/ 244، 254، تاريخ الإسلام 6/ 297، 301، عبر الذهبي 1/ 217، البداية والنهاية 10/ 109، 179، 180، شذرات الذهب 1/ 231. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 فأين الإجماع؟ هذا من حيث الحكم. وأما إدراك معن العصر النبويّ فواضح، فلو ثبت لذكرته في القسم الثّالث، لكن معن بن زائدة لم يدرك ذلك الزّمان، وإنما كان في آخر دولة بني أمية، وأول دولة بني العبّاس، وولي إمرة اليمن، وله أخبار شهيرة في الشجاعة والكرم. ويحتمل أن يكون محفوظا، ويكون ممن وافق اسم هذا واسم أبيه على بعد في ذلك. 8625- معيقيب بن معرض اليماميّ «1» . روى حديثه شاصويه بن عبيد، عن معرض بن عبد اللَّه بن معيقيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: حججت حجة الوداع ... الحديث. ذكره ابن مندة، قال أبو نعيم: هذا وهم، وإنما هو معرض بن معيقيب- يعني انقلب. وقد مضى على الصّواب. الميم بعدها الغين 8626- المغيرة بن الحارث بن هشام المخزوميّ «2» . ذكره أبو نعيم، وقال: مختلف في صحبته، ذكره الحضرميّ- يعني محمد بن عبد اللَّه المعروف بمطيّن في الوحدان. وأخرج عن هارون بن إسحاق، عن قدامة بن محمد، عن مغيرة بن المغيرة بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يكفي المؤمن المواقعة» » في الشّهر «4» . قلت: سقط بين المغيرة والحارث عبد الرحمن، كذلك ذكره البخاريّ في تاريخه في ترجمة حفيده، فقال: مغيرة بن يحيى بن مغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث، روى قدامة بن محمد المدنيّ عنه عن أبيه عن جدّه مرسلا. قلت: وعبد الرّحمن بن الحارث له رؤية، وهو والد أبي بكر أحد فقهاء المدينة، والمغيرة هذا هو أخوه، وكان مولده في خلافة معاوية، ولم يدرك العصر النبويّ قطعا. 8627- المغيرة بن سلمان الخزاعي «5» .   (1) أسد الغابة ت (5059) . (2) أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 885، الأعلام 7/ 276، تجريد أسماء الصحابة 2/ 91، الجرح والتعديل 8/ 19- العقد الثمين 7/ 254- التاريخ الكبير 7/ 318، أسد الغابة ت (5069) . (3) في أ: الوقعة. (4) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 44867 وعزاه لأبي نعيم عن معاوية بن يحيى بن المغيرة بن الحارث عن هشام عن أبيه عن جده. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 91، تقريب التهذيب 2/ 269، الجرح والتعديل 8/ 223، خلاصة تذهيب 3/ 50، العقد الثمين 7/ 255، التاريخ الكبير 7/ 319، تهذيب الكمال 3/ 1360، تهذيب التهذيب 10/ 261، بقي بن مخلد 734، أسد الغابة ت (5070) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 تابعيّ أرسل حديثا، فذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج من طريق حميد الطويل عنه- أن رجلين اختصما في شيء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «هل لكما في الشّطر؟ وأومأ بيده» . رواه البغويّ بسنده صحيح إلى حميد. وقد ذكر ابن أبي حاتم المغيرة المذكور في التّابعين، وقال: روى عن ابن عمر، وكذا ذكره ابن حبّان في الثّقات، وروايته عن ابن عمر عند النسائيّ. 8628- المغيرة: بن فلان، أو فلان بن المغيرة المخزوميّ، من بني مخزوم. أخرج ابن سعد في «الطّبقات» ، عن أبي نعيم، عن سعيد بن يزيد الأحمسي، عن الشّعبيّ، حدّثتني فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت المغيرة بن فلان أو فلان بن المغيرة من بني مخزوم، فذكر الحديث. قلت: وكأن راويه لم يحفظ اسمه، فنسبه إلى جدّه الأعلى، وتردّد مع ذلك، فقلبه، فقال: المغيرة بن فلان، وكلاهما خطأ، وإنما هو أبو عمرو بن حفص بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم. وقيل: هو أبو حفص بن عمرو بن عمرو بن المغيرة، وسيأتي في الكنى. 8629- المغيرة بن عقبة «1» : بمثناة ثم موحدة، ابن النحاس، بنون ومهملة. تابعيّ أرسل حديثا، فذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، ونقل عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يعلى بن يحيى المحاربي، عن أبيه، عن المغيرة بن عتبة، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم على حمار وعليّ رديفه، فقال: «قل: اللَّهمّ اغفر لي، اللَّهمّ ارحمني، اللَّهمّ تب عليّ، لعلّك تصيبك إحداهنّ» . قال ابن فتحون: وذكر سيف في الفتوح أنّ خالد بن الوليد استعمل عتبة والد المغيرة هذا فيمن استعمل من كماة الصّحابة على اللهازم من بكر بن وائل، يعني فإذا كان أبوه من الصّحابة جاز أن يكون هو كذلك، وهو كما قال، لكن الواقع خلاف ذلك، فإنه مذكور في طبقة صغار التابعين ممن روى عن كبار التّابعين كموسى بن طلحة، وكناه بذلك ابن أبي حاتم وغيره. الميم بعدها الفاء 8630- المفروق بن عمرو «2» : تقدم في القسم الثالث.   (1) في أ: المنهال. (2) أسد الغابة ت 5074. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 293 8631- مفضل بن أبي الهيثم التغلبي. أورده ابن قانع، وقال: حدّثنا بشر بن موسى، حدّثنا سعيد بن منصور، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن يحيى، عن أبي زائدة مولى التغلبيّين، عن مفضل بن أبي الهيثم، حليف لهم قد أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: نهى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يستقبل القبلة بغائط وبول. قال ابن قانع: كذا قال بشر، وهو عندي خطأ، والصّواب معقل، وهو كما قال. الميم بعدها القاف 8632- المقطّم «1» بن المقدام الصّحابيّ. قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما خلف أحد عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا» ، رواه الطّبرانيّ، هكذا أورده الشّيخ محيي الدين النووي في كتاب الأذكار له، ووقفت على ذلك في عدة نسخ حتى في النسخة التي بخطه مضبوطا بضم الميم وفتح القاف وتشديد الطّاء المهملة. وقد تعقبه الحافظ زين الدين بن رجب الحنبليّ، فقرأت بخطه ما نصه: هكذا قرأت بخط النووي، وقد وقع له فيه تصحيف عجيب، لأن الّذي في المناسك للطّبراني: عن المطعم بن المقدام الصّنعانيّ، فجعل المطعم المقطم، والصنعاني الصّحابي. والمطعم بن المقدام من أتباع التّابعين يروي عن مجاهد، وسعيد بن جبير، ونحوهما، مشهور، أرسل هذا الحديث، فهو معضل، فقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه، عن عيسى بن يونس، عن الأوزاعيّ، عن المطعم بن المقدام، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكره، ومن هذا الوجه أخرجه الطّبراني. وهو كما قال ابن رجب، وللمطعم رواية في سنن أبي داود والنسائي عن جماعة من التّابعين، منهم مجاهد، وهو من شيوخ الأوزاعي، وأبي إسحاق الفزاري، ووثقه جماعة، نعم ذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: روى عن محمد بن مسلمة، كذا قال، وما أظن ذلك إلا وهما، وأرسل عن محمد بن مسلمة، ثم رأيت في تاريخ ابن عساكر أنه روى عن أبي هريرة، ومحمد بن مسلمة، مرسلا، ثم عدّ في شيوخه جماعة من التّابعين، وذكر في الرواة عنه إسماعيل بن عيّاش، ويحيى بن حمزة، ونحوهما، وأخرج الحديث الّذي في الأذكار من طريق الوليد بن مسلم: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني الثقة المطعم بن   (1) في ج: المعظم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 294 المقدام- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما حين يريد سفرا» ثم أخرج من طريق الوليد أيضا يقول: سمعت الأوزاعي يقول: ما أصيب أهل دين بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني. ومن الرواية عنه ما رواه يحيى بن حمزة الدمشقيّ عنه، وهو من طبقة الوليد بن مسلم عنه، عن الحسن- أنّ معاوية سأل سهل بن الحنظلية، فقال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «الخيل معقود في نواصيها الخير ... » الحديث. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هذا عندي وهم، فقد رواه أبو إسحاق الفزاريّ، عن المطعم، عن الحسن بن الحر، عن يعلى بن شداد، عن سهل، قال أبو حاتم، والمطعم عن الحسن البصري لا يصلح، والحسن بن سهل بن الحنظلية لا يجيء. 8633- المقعد «1» : أورده المستغفري في الأسماء، فأخرج الحديث الّذي أورده أبو داود، من طريق يزيد بن نمران، قال: رأيت بتبوك رجلا مقعدا، فقال: مررت بين يدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا على حمار ... الحديث. قلت: وهو وهم، وإنما هي صفة، ومحلّه أن يذكر في المبهمات. 8634- المقنع: في المنقع. 8635- المقوقس «2» : بفتح القاف وسكون الواو وكسر القاف الثانية بعدها مهملة «3» هو لقب، واسمه جريح بن مينا بن قرقب، ومنهم من لم يذكر مينا كما جزم به أبو عمر الكنديّ في أمراء مصر، فقال : المقوقس بن قرقوب أمير القبط بمصر من قبل ملك الرّوم. وذكره ابن مندة في الصّحابة، فقال: مقوقس صاحب الإسكندريّة، روى عنه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، ثم ساق من طريق حسين بن حسن الأسواريّ، حدّثنا مندل بن علي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهريّ، عن عبيد اللَّه، حدّثني المقوقس، قال: أهديت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قدح قوارير، وكان يشرب فيه. قال: ورواه إسماعيل بن عمرو عن مندل بإسناده، فقال، عن ابن عبّاس، قال: إن المقوقس أهدى إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. انتهى.   (1) أسد الغابة ت (5079) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 92، بقي بن مخلد 818. (2) أسد الغابة ت (5080) ، الاستيعاب ت (2594) . (3) سقط في ط. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 وأخرجه أبو نعيم كذلك، وأخرجه ابن قانع قبلهما، لكنه لم يقل صاحب الإسكندريّة، وساق الحديث من طريق الحسين بن الحسن. وقد أنكر ابن الأثير ذكره، فقال: لا مدخل له في الصّحابة، فإنه لم يسلم وما زال نصرانيّا، ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر، فلا وجه لذكره، ولهما أمثال هذا. قلت: لولا قول ابن مندة صاحب الإسكندرية لاحتمل أن يكون ظنّه غيره كما هو ظاهر صنيع ابن قانع، وإن كان لم يصب بذكره في الصّحابة، وإهداء المقوقس إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وقبوله هديته مشهور عند أهل السّير والفتوح، قال أبو القاسم ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» : حدّثنا هشام بن إسحاق وغيره، قالوا: لما كانت سنة ستّ من مهاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ورجع من الحديبيّة بعث إلى الملوك، فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس. فلما انتهى إلى الإسكندريّة وجده في مجلس مشرف على البحر، فركب البحر، فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه، فلما رآه أمر به، فأوصل إليه، فلما قرأه قال: ما منعه إن كان نبيّا أن يدعو عليّ فيسلّط علي، فقال له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسّوء؟ قال: فوجم لها. ثم قال له: أعد، فأعاد، ثم قال له حاطب: إنه كان قبلك رجل زعم أنه الرّبّ الأعلى، فانتقم اللَّه منه، فاعتبر به، وإن لك دينا لن تدعه إلا إلى دين هو خير منه وهو الإسلام، وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارته بمحمد، ولسنا ننهاك عن دين عيسى، بل نأمرك به، فقرأ الكتاب فإذا فيه: «من محمّد رسول اللَّه إلى المقوقس عظيم القبط: سلام على من اتّبع الهدى ... فذكر مثل الكتاب إلى هرقل. فلما فرغ أخذه فجعله في حقّ من عاج، وختم عليه. ثم ساق من طريق أبان بن صالح، قال: أرسل المقوقس إلى حاطب، فقال: أسألك عن ثلاث. فقال: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك. قال: إلام يدعو محمد؟ قلت: إلى أن يعبد اللَّه وحده، ويأمر بالصّلاة خمس صلوات في اليوم والليلة، ويأمر بصيام رمضان، وحجّ البيت، والوفاء بالعهد، وينهي عن أكل الميتة والدّم ... إلى أن قال: صفه لي. قال: فوصفته، فأوجزت. قال: قد بقيت أشياء لم تذكرها في عينيه حمرة قلّما تفارقه، وبين كتفيه خاتم النبوّة، يركب الحمار، ويلبس الشّملة، ويجتزئ بالتمرات والكسر، ولا يبالي من لاقي من عم ولا ابن عمّ؟ قال: هذه صفته، وقد كنت أظن أن مخرجه بالشّام، وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله، فأراه قد خرج في أرض العرب في أرض جهد وبؤس، والقبط لا تطاوعني في اتباعه، وسيظهر على البلاد، وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما هاهنا، وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا، ولا أحبّ أن يعلم بمحادثتي إيّاك أحد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 قال أبو القاسم: وحدّثنا هشام بن إسحاق وغيره، قال: ثم دعا كاتبا يكتب بالعربيّة، فكتب: لمحمد بن عبد اللَّه من المقوقس. سلام. أما بعد فقد قرأت كتابك ... وذكر نحو ما ذكر لحاطب، وزاد: وقد أكرمت رسولك، وأهديت إليك بغلة لتركبها، وبجاريتين لهما مكان في القبط، وبكسوة. والسّلام. وقال أبو القاسم أيضا: حدّثنا هانئ بن المتوكل، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب- أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمّه إلى صدره، وقال: هذا زمان يخرج فيه النبيّ الّذي نجد نعته في كتاب اللَّه، وإنا نجد من نعته أنه لا يجمع بين أختين، وأنه يقبل الهديّة، ولا يقبل الصّدقة، وأن جلساءه المساكين، ثم دعا رجلا عاقلا ثم لم يدع بمصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها، فبعث بهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وبعث بغلة شهباء، وحمارا أشهب، وثيابا من قباطي مصر، وعسلا من عسل بنها، وبعث إليه بمال وصدقة، وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه؟ وينظر إلى ظهره، هل يرى شامة كبيرة ذات شعرات؟ ففعل ذلك، فقدّم الأختين والدّابتين والعسل والثّياب، وأعلمه أن ذلك كله هديّة، فقبل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم الهديّة، ولما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه، وكره أن يجمع بينهما، فذكر القصّة، وسيأتي في ترجمة مارية إن شاء اللَّه تعالى. قال: وكانت البغلة والحمار أحبّ دوابه إليه، وسمّى البغلة دلدل، وسمى الحمار يعفور، وأعجبه العسل، فدعا في عسل بنها بالبركة، وبقيت تلك الثياب حتى كفّن في بعضها، وكذا قال. والصّحيح ما في الصّحيح في حديث عائشة أنه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كفّن في ثياب يمانية. وذكر الواقديّ: حدّثنا محمد بن يعقوب الثقفي، عن أبيه، قال: حدّثنا عبد الملك بن عيسى، وعبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن يعلي بن كعب الثقفيان، وغيرهم، كلّ حدّثني بطائفة من الحديث، عن المغيرة بن شعبة، في قصّة خروجهم من الطّائف إلى المقوقس بأنهم لما دخلوا على المقوقس قال لهم: كيف خلصتم إليّ، ومحمّد وأصحابه بيني وبينكم؟ قالوا: لصقنا بالبحر. قال: فكيف صنعتم فيما دعاكم إليه؟ قالوا: ما تبعه منا رجل واحد. قال: فكيف صنع قومه؟ قالوا: تبعه أحداثهم، وقد لاقاه من خالفه في مواطن كثيرة. قال: فإلى ماذا يدعو؟ قالوا: إلى أن نعبد اللَّه وحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا، ويدعو إلى الصّلاة والزّكاة، ويأمر بصلة الرّحمن، ووفاء العهد، وتحريم الزّنا والرّبا والخمر. فقال المقوقس: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 297 هذا نبيّ مرسل إلى النّاس كافة، ولو أصاب القبط والروم لاتبعوه، وقد أمرهم بذلك عيسى، وهذا الّذي تصفون منه بعث به الأنبياء من قبله، وستكون له العاقبة حتى لا ينازعه أحد، ويظهر دينه إلى منتهى الخفّ والحافر. فقالوا: لو دخل الناس كلهم معه ما دخلنا معه، فأنغص المقوقس رأسه، وقال: أنتم في اللّعب، ثم سألهم عن نحو ما وقع لهم في قصّة هرقل، وفي آخره، فما فعلت يهود يثرب؟ قلنا: خالفوه فأوقع بهم. قال: هم قوم حسد، أما إنهم يعرفون من أمره مثل ما نعرف ... فذكر قصّة المغيرة فيما فعله برفقته ثم إسلامه بطولها. وقد ذكر ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ، عن عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن أبي جعفر وغيره في حصار عمرو بن العاص القبط في الحصن، إلى أن قال: فلما خاف المقوقس على نفسه ومن تبعه فحينئذ سأل عمرو بن العاص الصلح، ودعاه إليه ... فذكر القصّة. ومن طريق خالد بن مرثد، عن جماعة من التّابعين أنَّ المقوقس سبح هو وخواصّ القبط إلى الجزيرة، واستخلف الأعيرج «1» على الحصن، ثم ذكر عن المقوقس استمراره على الصلح مع المسلمين لما نقض الروم العهد، إلى غير ذلك، مما يدلّ على أنه تمادى على النّصرانية إلى أن مات. وقصته في ذلك شبيهة بقصّة هرقل، كما سيأتي في ترجمته إن شاء اللَّه تعالى. 8636- المقوقس: في معجم ابن قانع، ولعله الأول، قاله الذّهبي في التجريد فوهم، ولو راجع الحديث الّذي ذكره ابن مندة وأبو نعيم لتحقّق أنه واحد، فإنّهم جميعا أخرجوا حديثا من طريقه بسند واحد. الميم بعدها الكاف 8637- مكلبة بن ملكان الخوارزميّ «2» : شخص كذّاب، أو لا وجود له. زعم أن له صحبة، فأخرج له الخطيب، وأبو إسحاق المستملي، والمستغفري، من طريق المظفر بن عاصم بن أبي الأغر العجليّ، ويكنى أبا القاسم، وكان قدومه من سامرا إلى خوارزم في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة أحد الكذّابين، وزعم أنه لقي مكلبة بن ملكان فحدثه أنه غزا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أربعا وعشرين غزوة، ومع سراياه،   (1) في ج: الأعرج. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 93، أسد الغابة ت (5083) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 وذكر قصّة المستملي عن الحارث بن أحمد بن الحارث البلخي- أنه سمع المظفر ببغداد يقول: سمعت مكلبة بخراسان قال في رواية المستملي، وكان أمير خوارزم يومئذ يسمى فرجسيد، فذكر نحوه، قال: ابن الأثير: وكان ترك هذا أصلح. وقال الذّهبيّ بعد إيراده: هذا هو الكذّاب. قال ابن الجوزيّ في ترجمة المظفر: زعم أنه لقي بعض الصّحابة فكذب. قلت: وللمظفر أيضا خبر عن مكلبة يأتي في المبهمات في ترجمة ابن فلان إن شاء اللَّه تعالى. 8638- مكيث الجهنيّ «1» . أورده أبو بكر بن أبي علي الذّكواني، من طريق عبد الرّزّاق، عن معمر، عن عثمان بن زفر، عن رافع بن مكيث، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «البرّ زيادة في العمر» «2» . أخرجه أبو موسى، وقال: وإنما رواه عبد الرّزّاق بهذا الإسناد عن بعض بني رافع عن أبيه، والحديث لرافع، وهو الصّواب. قلت: وكذا هو في مصنف عبد الرّزّاق. وكذا أخرجه ابن شاهين، عن أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، عن زهير بن محمد، عن عبد الرّزّاق. الميم بعدها اللام 8639- ملحان القيسي «3» . ذكره أبو عمر، فقال: هو والد عبد الملك، ويقال: هو والد قتادة بن ملحان القيسي، يختلفون فيه، له حديث واحد في صيام البيض، وحديثه عند شعبة، عن أنس بن سيرين. واختلف فيه على شعبة وعلى أنس بن سيرين أيضا، فقال أبو الوليد: عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن ملحان، عن أبيه. وقال يزيد بن هارون: عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه.   (1) أسد الغابة ت (8638) . (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 502، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 140 وقال رواه أحمد في حديث طويل عن بعض بني رافع وقد سماه غيره محمد بن خالد بن رافع فرجاله ثقات باعتبار الّذي سماه أه. وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 160. (3) الاستيعاب ت (2600) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 93، تقريب التهذيب 2/ 273، أسد الغابة ت (5089) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 299 قال يحيى بن معين: هذا خطأ، والصّواب ابن ملحان كما قال الطّيالسي وغيره ... وقد روى هذا الحديث همام، عن أنس بن سيرين، قال: حدّثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي، عن أبيه، قال أبو عمر: هذا خطأ، والصواب ما قال شعبة، وليس همام ممن يعارض به شعبة ... انتهى. والّذي أطلق غيره من الأئمة أنّ رواية همام هي الصواب، وأن ملحان أصحّ من منهال، وأن زيادة قتادة في النسب لا بدّ منها، ورواية همام عند أبي داود والنسائي وابن ماجة من رواية شعبة. وأخرجه النّسائيّ، من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن رجل يقال له عبد الملك، عن أبيه، ولم يسمّه. وأخرجه أيضا من رواية عبد اللَّه بن المبارك، عن شعبة، فقال: عن أنس، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه، قال: كان قتادة يكنّى أبا المنهال، فقد اتحدت رواية شعبة مع رواية همام، وقد وافق هشام الدستوائي هماما، رواه روح بن عبادة عن هشام وهمام جميعا، عن أنس، عن عبد الملك بن قتادة، عن أبيه أخرجه الحارث بن أبي أسامة عنه، فظهر أن رواية همام هي الصواب، وأن صحابي الحديث قتادة بن ملحان لا المنهال، وأنّ والد عبد الملك هو قتادة، وأنّ من قال فيه: ابن المنهال أو ابن ملحان نسبه إلى جده. 8640- ملفع بن الحصين التميمي السعدي «1» : له حديث ليس إسناده بالقوي، قاله أبو عمر. قلت: وهو تصحيف، وإنما هو المنقع، بالنون والقاف. وقد تقدم في موضعه. 8641- ملقام بن التّلب: ذكره ابن قانع، وأورده له من طريق غالب بن حجيرة: حدثتني أم عبد اللَّه بنت ملقام، عن أبيها، قال: أصاب الناس سنة جدبة، وكان عندي طعام فاستقرضه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم منّي. قلت: سقط من السند الصحابي، وهو والد الملقام، كذلك أخرجه الطبراني من هذا الوجه، فقال: عن أبيها، عن أبيه ملقام. وذكره البخاريّ وغيره في التابعين. 8642- مليكة: ذكر بعض شيوخي أنه اسم الرجل الّذي صلى خلف معاذ وانصرف   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 93، أسد الغابة ت (93، أسد الغابة ت (5090) ، الاستيعاب ت (2601) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 لما طوّل معاذ فيما قيل، ولم يذكر لذلك مستندا. 8643- مليل «1» : آخره لام مصغّر، ابن عبد الكريم بن خالد بن العجلان الأنصاريّ. ذكره أبو موسى في «الذّيل» فوهم، فقد ذكره ابن مندة، فقال مليل بن وبرة بن عبد الكريم. ومضى في الأول على الصواب. الميم بعدها النون 8644- منبه «2» : بنون وموحدة. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الّذي أحرم بعمرة، وعليه جبّة، وهو متخلق، هكذا أورده ابن عبد البر، وتعقبه ابن فتحون، فقال: هذا وهم ظاهر، والحديث في الصحيحين ليعلى بن أمية، وهو ابن منية بسكون النون بعدها تحتانية مثناة وهي أمه أو جدته، وأمية أبوه. وقد ذكره أبو عمر على الصواب في يعلى. 8645- المنتذر «3» : بوزن المنكدر. ذكره جعفر المستغفريّ، عن يحيى بن يونس الشيرازيّ، واستدركه أبو موسى على ابن مندة. وقد ذكره ابن مندة بصيغة التصغير وهو المعروف، فقال المنذر، ويقال المنيذر، فذكر حديثه، وقد سبق في مكانه. 8646- المنذر بن أبي راشد: ذكره ابن فتحون «في الذّيل» ، وعزاه للطبراني، وساق من طريق صالح بن كيسان، عن الزبير بن المنذر بن أبي راشد، عن أبيه- أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ بسوق المدينة، فقال: «هذه سوقكم فلا تنتقصوها ولا تأخذوا لها أجرا» . قلت: وقوله ابن أبي راشد فيه تغيير، وإنما هو ابن أبي أسيد، وقد ذكر البخاريّ الزبير بن المنذر بن أبي أسيد. وتقدم المنذر بن أبي أسيد في القسم الثاني فيمن له رؤية، وروايته عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في حكم المرسل. 8647- المنذر بن عباد بن قوال «4» .   (1) أسد الغابة ت (5091) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 94، الجرح والتعديل 8/ 418، التاريخ الكبير 8/ 73، أسد الغابة ت (5095) . (3) أسد الغابة ت (5098) . (4) أسد الغابة ت (5109) ، الاستيعاب ت (2518) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 ذكره ابن عبد البرّ. وقد تقدم في المنذر بن عبد اللَّه. 8648- المنذر بن عرفجة «1» بن كعب بن النحّاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن مالك بن الأوس الأنصاريّ الأوسيّ. شهد بدرا، هكذا أورده أبو عمر بعد ترجمة المنذر بن قدامة الأنصاريّ من بني غنم بن السلم بن مالك بن الأوس. وذكره موسى بن عقبة وغيره في البدريين، وغفل عن أنه شخص واحد، وهو المنذر بن قدامة بن عرفجة، سقط قدامة بين المنذر وعرفجة من بعض النسخ فظنه آخر. 8649- منفعة «2» : رجل مذكور في الصحابة. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه ابنه كليب بن منفعة. ذكره أبو عمر هكذا، والّذي أورده ابن قانع من طريق ضمضم بن عمرو الحنفي عن كليب بن منفعة، قال فيه: عن أبيه، عن جده، قلت: يا رسول اللَّه، من أبر؟ قال: «أمك وأباك ... » الحديث. وأخرجه البغويّ، من طريق الحارث بن مرة، عن كليب بن منفعة، قال: أتي جدّي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: من أبرّ ... الحديث. وأخرجه أبو داود، فقال: عن كليب بن منفعة، عن جده، ولم يسمه، وسماه ابن مندة كليبا، تقدم في الكاف ولم أر في شيء من طرقه لمنفعة رواية. الميم بعدها الهاء 8650- مهاجر بن مسعود: ذكر في الصحابة وهو وهم، فأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: كان مهاجر بن مسعود بحمص فحدره عمر إلى الكوفة. قلت: ظن الّذي أثبت الصحبة لمهاجر أنّ الرواية بكسر الجيم وأنه اسم الصحابي، وليس كذلك، إنما أخبر الشعبي أنّ عبد اللَّه بن مسعود في زمن الفتوح هاجر إلى أرض الشام، ونزل حمص، ثم رده عمر إلى الكوفة فهاجر فعل، وهو بفتح الجيم، وابن مسعود   (1) أسد الغابة ت (5113) ، الاستيعاب ت (2521) . (2) أسد الغابة ت (5126) ، الاستيعاب ت (2607) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297، الجرح والتعديل 8/ 425. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 302 هو عبد اللَّه، وهو المخبر عنه بأنه هاجر، ومن ثم أخرج ابن أبي خيثمة هذا الأثر في ترجمة عبد اللَّه بن مسعود. 8651- مهاجر الكلاعيّ: حديثه عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسل، وهو تابعي، كذا استدركه الذهبي في التجريد، وأشار إلى ما أخرجه ابن قانع، من طريق عاصم بن مهاجر الكلاعي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «الخطّ الحسن يزيد الحقّ وضوحا» «1» قال ابن قانع: لست أعرف له صحبة. 8652- مهدي الجزري «2» : تابعيّ معروف، أرسل حديثا فذكره علي بن سعيد العسكريّ في الصحابة. وذكره أبو موسى في «الذّيل» من طريقه. وأخرج من طريق الوليد بن الفضل، عن سليمان بن المغيرة، عن مبذول بن عمرو، عن مهدي الجزريّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ثلاثة يعذرون بسوء الخلق: المريض، والمسافر، والصّائم» . 8653- مهران: تابعي. أرسل حديثا، فذكره جعفر المستغفري في الصحابة، وتبعه أبو موسى، فأخرج من طريقه، ثم من رواية عبد الصمد بن الفضل، عن مكي بن إبراهيم، عن ابن جريج: أخبرني محمد بن مهران أنه سمع أباه يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في حجة الوداع: «يا معشر التّجّار، أنّي أرمي بها بين أكتافكم، لا تلقّوا الرّكبان، ولا يبع حاضر لباد» . ومحمد بن مهران ذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات، وقال: شيخ يروي المراسيل، روى عنه ابن جريج. 8654- المهلب بن أبي صفرة الأزديّ، يكنى أبا سعيد. تقدم له ذكر في ترجمة والده في حرف الظاء المعجمة، وذكر نسبه هناك، وذكر أيضا في ترجمة حذيفة بن اليمان الأزدي في حرف الحاء المهملة، فقال: ولد عام الفتح في عهد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور في باب الصحابة الذين دخلوها، وسيأتي في ترجمة أبي صفرة رواية المهلب، قال: سمعت أبي يقول: قال رسول   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29304 وعزاه للديلمي في مسند الفردوس عن سلمة. (2) أسد الغابة ت (5841) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 98. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 303 اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أطولكنّ طاقا أعظمكنّ أجرا ... » «1» الحديث. وقال محمّد بن قدامة الجوهريّ في كتاب الخوارج: ولد المهلب عام الفتح. وقال الحاكم: ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وإن أباه وفد على أبي بكر ومعه عشرة من أولاده، وكان المهلب أصغرهم، فنظر إليه عمر، فقال لأبي صفرة: هذا سيدهم، وأشار إلى المهلب فذكره. وقول الحاكم في مولده يعارضه ما تقدم في ترجمة حذيفة بن اليمان الأزديّ: إن أبا صفرة كان في خلافة أبي بكر غلاما لم يحتلم، فكيف يولد له قبل ذلك بأربع سنين. وقد وافق الحاكم على ذلك من أرخ وفاته سنة ثلاث وثمانين، وأنه مات وهو ابن ست وسبعين سنة. وذكر ابن سعد أن أبا صفرة كان ممن ارتد ثم راجع الإسلام، ووفد على عمر، وأورده في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة. وقال العسكريّ: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وإنما قدم هو وأبوه المدينة في زمن عمر. قلت: الأثر الأول أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، قال: وفد أبو صفرة على عمر في عشرة من ولده أصغرهم المهلب، فقال له عمر: هذا سيّد ولدك. وقد أخرج أصحاب السنن من رواية المهلب عمن سمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «إنّ يبيّتوكم فليكن شعاركم: حم لا ينصرون» . وليس له في السنن غيره. وأخرج له أحمد من روايته، عن سمرة بن جندب حديثا. روى أيضا عن ابن عمر، وابن عمرو، والبراء. يروي عنه سماك بن حرب، وأبو إسحاق السبيعي، وعمر بن سيف، وقال ابن قتيبة: كان أشجع الناس، وحمى البصرة من الخوارج بعد أن جلا عنها أهلها، ولم يكن يعاب إلا بالكذب. قلت: وذكر المبرد أنه كان يفعل ذلك في حروبه. وقال أبو عمر: هو ثقة، وأما من عابه بالكذب فلا وجه له، لأنه كان يحتاج لذلك في الحرب، يخادع الخوارج، فكانوا يصفونه لذلك بالكذب غيظا منهم عليه. وقال ابن عبد البرّ: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلا، وروى محمد بن   (1) البخاري في صحيحه 2/ 137 والنسائي 5/ 67، كتاب الزكاة باب 59، فضل الصدقة حديث رقم 2541، وأحمد في المسند 6/ 121، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 96. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 304 قدامة في أخبار الخوارج عن حفص بن عمر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن مهلب، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا كان بين أحدكم وبين القبلة قيد مؤخّرة الرّحل لم يقطع صلاته شيء» . وقال أبو إسحاق السّبيعيّ: ما رأيت أميرا خيرا، من المهلب. وقال محمد بن قدامة في كتاب أخبار الخوارج: ذكر الكوفيون عن أبي إسحاق، عن أصحابه، قال: لم يل المهلب ولاية قط نظرا له، إنما كان يولي لحاجتهم إليه. قال: أبو إسحاق: صدقوا، أول من عقد له لواء علي بن أبي طالب حين انهزمت الأرد يوم الجمل، وكان المهلب ولي قتل الخوارج الأزارقة بعد أن كانوا هزموا العساكر، وغلبوا على البلاد، وشرطوا له أن كل بلد أجلى عنه الخوارج كان له التصرف في خراجها تلك السنة: فحاربهم عدة سنين إلى أن يسر اللَّه بتفريق كلمتهم على يده بعد تسع سنين. وعاش إلى أن مات سنة اثنتين وثمانين. وقيل مات سنة ثلاث، وله ست وسبعون سنة. 8655- المهلب: غير منسوب. ذكره ابن شاهين، وأورد من طريق مسدد: حدثنا محمد بن عيينة، حدثنا ذكوان- مولى لنا، قال: كان شعار المهلّب: حم لا ينصرون. وقال المهلب: وكان شعار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: وهذا هو المهلب بن أبي صفرة، وهو مرسل كما بينته في ترجمة الّذي قبله. الميم بعدها الواو 8656- موسى بن شيبة: ذكره العسكريّ في الصّحابة، وقال: روايته عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرسلة، وكذا وصف أبو حاتم روايته بالإرسال. 8657- موسى الأنصاريّ: شخص كذّاب، أو اختلقه بعض الكذابين، قال أبو الفرج بن الجوزيّ في الموضوعات- بعد أن ساق حرز أبي دجانة، من طريق محمد بن أدهم القرشي، عن إبراهيم بن موسى الأنصاريّ، عن أبيه ... بطوله: هذا حديث موضوع، وإسناده منقطع، وليس في الصحابة من اسمه موسى، وأكثر رجاله مجاهيل. 8658- مويك: أبو حبيب السلاماني. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 305 ترجم له ابن شاهين، وذكره في حرف الميم فصحّفه، فإن أوله فاء بلا خلاف، وإنما اختلفوا في الواو. وأخرجه البغوي عن عثمان بن أبي شيبة بسنده، وقد أخرجه البغويّ وغيره في حرف الفاء بالسند الّذي أخرجه ابن شاهين. وتقدم هناك فيمن اسمه فديك، بفاء ودال ثم كاف مصغّرا. الميم بعدها الياء 8659- مينا بن أبي مينا الجزار، مولى عبد الرحمن بن عوف. روى عن مولاه، وعن عثمان، وعليّ، وابن مسعود، وأبي هريرة، وعائشة. روى عنه همام والد عبد الرزاق. قال أبو حاتم الرّازيّ: منكر الحديث، وروى أحاديث مناكير في الصحابة، لا يعبأ بحديثه، كان يكذب. وقال عباس الدّوري، عن ابن معين: ليس بثقة، وكذا قال النّسائيّ. وقال الجوزجاني: أنكر الأئمة حديثه لسوء مذهبه. وقال يعقوب بن سفيان: كان غير ثقة ولا مأمون. وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال الترمذيّ والعقيلي: روى مناكير، زاد العقيلي: لا يتابع على شيء من حديثه. وقال ابن عديّ: يتبين على حديثه أنه كان يغلو في التشيّع. وأغرب الحاكم فأخرج في مناقب فاطمة، من طريق عبد الرزاق: حدثني أبي، عن أبيه، عن مينا بن أبي مينا، مولى عبد الرحمن بن عوف، قال: خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «أنا الشّجرة وفاطمة فرعها، وعليّ لقاحها ... » «1» الحديث. قال الحاكم: إسحاق وأبوه وجدّه ثقات، ومينا أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وسمع منه، وهذا المتن شاذ. قلت: في كلامه مناقشات: الأولى- قوله: حدثني أبي عن أبيه فيه زيادة راو، وإنما روى عبد الرّزّاق عن أبيه عن مينا، ليس بين والد عبد الرزاق وبين مينا واسطة. الثانية- جد عبد الرزاق مما يستغرب، فإنه لا ذكر له ولا رواية. الثالثة- قوله: إن مينا أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وسمع منه- مردود، لأنّ مينا أخبر عن نفسه أنه ولد بعد النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر أنه احتلم حين بويع لعثمان، وذلك في آخر سنة ثلاث وعشرين من   (1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه، 4/ 321، والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 1896، 8981، وابن عدي في الكامل 6/ 2451، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 220. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 الهجرة، فيكون مولد مينا في آخر العصر النبويّ. الرابعة- إنما رواه مينا عن مولاه عبد الرحمن بن عوف، كذا أخرجه ابن عدي في الكامل، من رواية الحسن بن علي بن عيسى بن أبي عبد الغني، عن عبد الرزّاق، فالحديث لعبد الرحمن لا لمينا. الخامسة- قوله: وهذا المتن شاذ- إن أراد أنه تفرّد به من غير أن يوجد شيء يوافقه لم يصلح له الحكم بأنه صحيح، وليس بشاذ، [وإن أراد أنه شاذ مع ثقة رجاله فيحتمل [ .... ] مطابقة واختصارا] «1» .   (1) سقط في أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 307 حرف النون القسم الأول النون بعدها الألف 8660- النابغة الجعديّ «1» : الشاعر المشهور المعمّر. اختلف في اسمه، فقيل: هو قيس بن عبد اللَّه بن عدس بن ربيعة بن جعدة. وقيل بدل «2» عدس وحوح. وجعدة هو ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وقيل اسم النابغة عبد اللَّه. وقيل حبان بن قيس بن عمرو بن عدس. وقيل حبان بن قيس بن عبد اللَّه بن قيس، وقيل بتقديم قيس على عبد اللَّه، وبه جزم القحذمي، وأبو الفرج الأصبهانيّ، وبالأول جزم ابن الكلبيّ، وأبو حاتم السجستاني، وأبو عبيدة، ومحمد بن سلام الجمحيّ، وغيرهم. وحكاه البغوي عنه، وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ أنه غلط، لأنه كان له أخ اسمه وحوح بن قيس قتل في الجاهلية فرثاه النابغة.   (1) سيرة ابن هشام 3/ 198، الشعر والشعراء 1/ 208، طبقات الشعراء لابن سلام 103، الموشح 64، المحبر 8، المعارف 90، أنساب الأشراف 1/ 62، جمهرة أنساب العرب 289، تاريخ خليفة 177، مروج الذهب 1258، تاريخ الطبري 6/ 185، مقدمة مسند بقي بن مخلد 136، تجريد أسماء الصحابة 2/ 100، البرصان والعرجان 284، العقد الفريد 2/ 52، الآمالي للقالي 1/ 71، الذيل 26، ربيع الأبرار 4/ 258، الهفوات النادرة 10، خاص الخاص 101، الكامل في التاريخ 2/ 10، تاريخ العظيمي 87، وفيات الأعيان 2/ 50، مختصر التاريخ لابن الكازروني 56، المنازل والديار 1/ 133، المعمرين 81، التذكرة الحمدونية 1/ 263، رسائل الجاحظ 1/ 364، أدب الدنيا والدين للماوردي 249، التذكرة الفخرية 40، شرح الأشموني 1/ 185، أمالي ابن الشجري 1/ 282، معجم الشعراء في لسان العرب 417، جمهرة أشعار العرب 145، تاريخ الأدب العربيّ 1/ 232، تاريخ آداب اللغة العربية 1/ 152، ذكر أخبار أصبهان 1/ 73، تاريخ الإسلام 2/ 258، الاستيعاب ت (2684) ، أسد الغابة ت (5162) . (2) في أ: بدل بن عدس وربيعة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 308 قلت: ويحتمل أن يكون وحوح أخاه لأمه، وقد أخرج الحسن بن سفيان في مسندة، عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك، عن يعلي بن الأشدق: حدّثني قيس بن عبد اللَّه بن عدس بن ربيعة نابغة بني جعدة، فذكر حديثا، قال أبو الفرج: أقام مدة لا يقول الشعر ثم قاله فقيل نبغ، وقيل: كان يقول الشعر ثم تركه في الجاهلية، ثم عاد إليه بعد أن أسلم، فقيل نبغ. وقال القحذميّ: كان النابغة قديما شاعرا مفلقا طويل العمر في الجاهلية وفي الإسلام، قال: وكان أسنّ من النابغة الذبياني، ومن شعره الدال على طول عمره: ألا زعمت بنو أسد بأنّي ... أبو ولد كبير السّنّ فاني فمن يك سائلا عنّي فإنّي ... من الفتيان أيّام الختان أتت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذاك وحجّتان وقد أبقت صروف الدّهر منّي ... كما أبقت من السّيف اليماني [الوافر] وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين: عاش مائتي سنة، وهو القائل: قالت أمامة كم عمرت زمانة ... وذبحت من عتر على الأوثان ولقد شهدت عكاظ قبل محلّها ... فيها وكنت أعدّ م الفتيان والمنذر بن محرّق في ملكه ... وشهدت يوم هجائن النّعمان وعمرت حتّى جاء أحمد بالهدى ... وقوارع تتلى من القرآن ولبست م الإسلام ثوبا واسعا ... من سيب لا حرم ولا منّان [الكامل] قال ابن عبد البرّ: استدلوا بهذا على أنه كان أسن من النابغة الذبيانيّ، لأنه ذكر أنه شهد المنذر بن محرق، والنابغة الذبيانيّ إنما أدرك النعمان بن المنذر، وتقدمت وفاة النابغة الذبيانيّ قبله بمدة، ولذلك كان يظنّ أن النابغة الذبيانيّ أكبر من الجعديّ وذكر عمر بن شبة عن أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة، وأنه أنشد عمر بن الخطاب: لبست أناسا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وكان الإله هو المستآسا «1» [المتقارب]   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (5162) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2684) ، والشعر والشعراء: 249. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 309 فقال له عمر: كم لبثت مع كل أهل؟ قال: ستين سنة. وقال ابن قتيبة: عمّر بعد ذلك إلى زمن ابن الزبير، ومات بأصبهان وله مائتان وعشرون سنة. وذكر المرزباني نحوه إلا قدر عمره، وزاد أنه كان من أصحاب عليّ، وله مع معاوية أخبار. وعن الأصمعيّ أنه عاش مائتين وثلاثين سنة، وروينا في كتاب الحاكم من طريق النضر بن شميل أنه سئل عن أكبر شيخ لقيه المنتجع الأعرابيّ قال: قلت: له من أكبر من لقيت؟ قال: النابغة الجعديّ. قال: قلت له: كم عشت في الجاهلية؟ قال: دارين. قال النضر: يعني مائتي سنة. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: كان النابغة ممن فكر في الجاهلية، وأنكر الخمر والسّكر، وهجر الأزلام، واجتنب الأوثان، وذكر دين إبراهيم، وهو القائل القصيدة التي فيها: الحمد للَّه لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما «1» [المنسرح] قال أبو عمر: في هذه القصيدة: ضروب من التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار على نحو شعر أمية بن أبي الصلت، وقد قيل: إنها لأمية، لكن صححها حماد الراوية، ويونس بن حبيب، ومحمد بن سلام الجمحيّ، وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة، قرأت على علي بن محمد الدمشقيّ بالقاهرة، عن سليمان بن حمزة، أنبأنا علي بن الحسين شفاها، أنبأنا أبو القاسم بن البناء كتابة، أنبأنا أبو النصر الطوسي، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا أبو القاسم البغويّ، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا يعلي بن الأشدق، قال: سمعت النابغة الجعديّ يقول: أنشدت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: بلغنا السّماء مجدنا وجدودنا ... وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا [الطويل] فقال: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» قلت: الجنة. قال: «أجل إن شاء اللَّه تعالى» . ثم قال: ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوة أن يكدّرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا «2» [الطويل]   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (5162) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2684) . (2) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (2684) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (5162) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا يفضض اللَّه فاك» - مرتين. وهكذا أخرجه البزّار، والحسن بن سفيان في مسنديهما، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، والشيرازي في الألقاب، كلّهم من رواية يعلى بن الأشدق، قال: وهو ساقط الحديث. قال أبو نعيم: رواه عن يعلى جماعة منهم هاشم بن القاسم الحرّاني، وأبو بكر الباهليّ، وعروة العرقيّ، لكنه توبع، فقد وقعت لنا قصة في غريب الحديث للخطابيّ، وفي كتاب العلم للمرهبيّ وغيرهما، من طريق مهاجرين بن سليم، عن عبد اللَّه بن جراد: سمعت نابغة بني جعدة يقول: أنشدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قولي: علونا السماء ... البيت، فغضب، وقال: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» قلت: الجنة. قال: «أجل إن شاء اللَّه» . ثم قال: أنشدني من قولك. فأنشدته البيتين: ولا خير في حلم، فقال لي: «أجدت، لا يفضض اللَّه فاك» . فرأيت أسنانه كالبرد المنهل، ما انفصمت له سنّ ولا انفلتت. ورويناه في المؤتلف والمختلف للدّارقطنيّ، وفي الصحابة لابن السكن، وفي غيرهما من طريق الرحال بن المنذر: حدثني أبي، عن أبيه كرز بن أسامة، وكانت له وفادة مع النابغة الجعديّ، فذكرها بنحوه، ورويناها في الأربعين البلدانية للسلفي، من طريق أبي عمرو بن العلاء، عن نصر بن عاصم الليثيّ، عن أبيه: سمعت النابغة يقول: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشدته قولي: أتيت رسول اللَّه ... البيت، وبعده: بلغنا السماء ... البيت، فقال: «إلى أين يا أبا ليلى؟» قال: إلى الجنة. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إن شاء اللَّه» ... فلما أنشدته ولا خير في جهل ... البيت: ولا خير في حلم ... البيت- فقال لي: «صدقت لا يفضض اللَّه فاك» ، فبقي عمره أحسن الناس ثغرا، كلما سقطت سنّ عادت أخرى، وكان معمّرا. ورويناه في مسند الحارث بن أبي أسامة، من طريق الحسن بن عبيد اللَّه العنبريّ، قال: حدّثني من سمع النابغة الجعديّ يقول: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأنشدته: وإنّا لقوم ما نعوّد خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا وننكر يوم الرّوع ألوان خيلنا ... من الطّعن حتّى نحسب الجون أشقرا وليس بمعروف لنا أن نردّها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقّرا «1» [الطويل]   (1) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2684) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 311 بلغنا السماء ... البيت، وبقية القصيدة نحوه. ورويناها مسلسلة بالشعراء من رواية دعبل بن علي الشّاعر، عن أبي نواس، عن والبة بن الحباب، عن الفرزدق، عن الطرماح، عن النّابغة، وهي في كتاب الشّعراء لأبي زرعة الرّازي المتأخر. وقد طولت ترجمته في كتاب من جاوز المائة مما دار بينه وبين من هاجاه من الماجريات كليلى الأخيلية صاحبة توبة، وأوس المزنيّ، وغيرهما. وذكر أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» أنه قيس بن عبد اللَّه، وأنه مات بأصبهان، قال: وكان معاوية سيّره إليها مع الحارث بن عبد اللَّه بن عبد عوف بن أصرم، وكان ولي أصبهان من قبل علي، ثم أسند من طريق الأصمعيّ، عن هانئ بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن صفوان، قال: عاش النابغة مائة وعشرين سنة. قال ابن عبد البرّ: قصيدة النابغة مطوّلة نحو مائتي بيت، أولها: خليليّ غضّا ساعة وتهجّرا ... ولو ما على ما أحدث الدّهر أو ذرا [الطويل] يقول فيها: أتيت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرّة نيّرا [الطويل] ومنها: وجاهدت حتّى ما أحسّ ومن معي ... سهيلا إذا ما لاح ثمّ تحوّرا أقيم على التّقوى وأرضى بفعلها ... وكنت من النّار المخوفة أحذرا [الطويل] قال: وما أظنّه إلا أنشدها النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كلها. ثم أورد أبو عمر بإسناده إلى أبي الفرج الرياشي منها أربعة وعشرين بيتا. وذكر عمر بن شبّة عن مسلمة بن محارب أنّ النابغة الجعديّ دخل على عليّ فذكر قصّة. وذكر أبو نعيم في تاريخ أصبهان: وأخرج ابن أبي خيثمة في تاريخه عن الزبير بن بكّار، وحدّثني أخي هارون بن أبي بكر، عن يحيى بن أبي قتيلة، عن سليمان بن محمّد بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 312 يحيى بن عروة، عن أبيه، عن عمه عبد اللَّه بن عروة، قال: ألحت السنة على نابغة بني جعدة، فدخل على ابن الزبير في المسجد الحرام فأنشده: حكيت لنا الصّدّيق لمّا وليتنا ... وعثمان والفاروق فارتاح معدم وسوّيت بين النّاس في الحقّ فاستووا ... فعاد صباحا حالك اللّيل مظلم أتاك أبو ليلى تجوب به الدّجى ... دجى اللّيل جوّاب الفلاة عرمرم» لتجبر منه جانبا دعدعت به ... صروف اللّيالي والزّمان المصمّم [الطويل] فقال ابن الزّبير: هوّن عليك يا أبا ليلى، فإن الشّعر أيسر وسائلك عندنا، لك في مال اللَّه حقّان: حقّ لرؤيتك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وحقّ لشركتك أهل الإسلام في فيئهم، ثم أخذه بيده فدخل به دار النّعم، وأعطاه سبع قلائص وحملا وخيلا، وأوقر الركاب برّا وتمرا وثيابا، فجعل النابغة يستعجل ويأكل الحبّ صرفا، فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى! لقد بلغ به الجهد. فقال النّابغة: أشهد لسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وحدّثت فصدقت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبيون فرّاط التابعين «2» . وقد وقع لنا عاليا جدّا من حديث ابن الزّبير موافقة، قرأت على فاطمة بنت محمد بن المنجي بدمشق، عن سليمان بن حمزة، أنبأنا محمود بن إبراهيم في كتابه، أنبأنا مسعود بن الحسن، أنبأنا أبو بكر السمسار، أنبأنا أبو إسحاق بن خرشة، أنبأنا أبو الحسن المخزومي، حدّثنا الزّبير بن بكّار بن بتمامه. وأخرجه ابن جرير في تاريخه، عن ابن أبي خيثمة. وأخرجه أبو الفرج الأصبهانيّ في الأغاني عن ابن جرير. وأخرجه ابن أبي عمر في مسندة عن هارون. وأخرجه ابن السكن عن محمد بن إبراهيم الأنماطيّ، والطّبرانيّ في الصّغير عن حسين بن الفهم، وأبو الفجر الأصبهانيّ عن حرمي بن العلاء، ثلاثتهم عن الزّبير، فوقع لنا بدلا عاليا. وأخرج أبو نعيم عن الطّبرانيّ طرفا منه.   (1) انظر الأغاني 5/ 28، وسير أعلام النبلاء 3/ 178. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 365 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2056 والهيثمي في الزوائد 10/ 28، عن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير بزيادة في أول الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه راو لم أعرفه ورجال مختلف فيهم وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33827، 33828، 37986. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 313 8661- نابل «1» : بموحدة، الحبشي، والد أيمن. قال أبو أحمد العسّال: له صحبة. وقال أبو عمر: لم أر حديثا يدلّ على لقائه. وأخرج أبو موسى في الذيل، من طريق أبي الشّيخ: حدثنا محمد بن زكريّا، حدّثنا بكّار السّيريني، حدثنا أيمن بن نابل، عن أبيه- أنّ رجلا كالأعرابي أهدى لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ناقتين، فعوّضه فلم يرض مرتين، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لقد هممت ألّا أتّهب إلّا من قرشيّ أو أنصاريّ أو ثقفيّ» «2» . قال أبو موسى: رواه جماعة عن بكار. قلت: وهو ضعيف. 8662- ناجية: بن الأعجم الأسلميّ «3» . ذكره ابن سعد في الصّحابة، وقال: لا عقب له، وأخرج عن الواقديّ، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: حدّثني أربعة عشر رجلا من أسلم، من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن ّ ناجية بن الأعجم هو الّذي نزل في القليب القليل الماء يوم الحديبيّة بسهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، أعطاه إياه من كنانته، وأمره أن يغوّر الماء بسهمه، وأن يصبّ ماء توضأ منه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ففعل، قال: وقيل إن النازل ناجية بن جندب كما سيأتي في ترجمته. وقال العطويّ: عقد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لواءين يوم الفتح، أعطى أحدهما ناجية بن الأعجم، والآخر بريدة بن الحصيب. وذكره ابن أبي حاتم، وحكى عن أبيه أنه قال: لا أعرفه. وقال ابن شاهين في الصّحابة: مات بالمدينة في آخر خلافة معاوية. 8663- ناجبة بن جندب «4» : بن عمير بن يعمر بن دارم بن وائلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم الأسلميّ.   (1) أسد الغابة ت (5163) ، الاستيعاب ت (2685) . (2) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 18، وابن عدي في الكامل 1/ 423، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 151، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما وقال الهيثمي رواه أحمد والبزار فقال إن أعرابيا أهدى بدل وهب والطبراني في الكبير وقال وهب ناقة فأثابه عليها ورجال أحمد رجال الصحيح والحسيني في إتحاف السادة المتقين 9/ 297. (3) أسد الغابة ت (5164) . (4) الثقات 3/ 415، عنوان النجابة 162، تجريد أسماء الصحابة 2/ 100، خلاصة تذهيب 3/ 87، تاريخ جرجان 163، السير والمغازي 239، تهذيب التهذيب 10/ 399، الجرح والتعديل 8/ 486، المغازي للواقدي، 574، التاريخ الكبير 8/ 107، الطبقات الكبرى 2/ 121، 168، 173- 4/ 315، الكاشف 3/ 195، تهذيب الكمال 3/ 140، السيرة لابن هشام 3/ 258، تقريب التهذيب 2/ 294، التاريخ الكبير 8/ 106، تاريخ الطبري 2/ 624، أنساب الأشراف 1/ 353، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 121، الكامل في التاريخ 4/ 44، تحفة الأشراف 9/ 3، أسد الغابة ت (5165) ، الاستيعاب ت (2686) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 314 قال ابن إسحاق: حدّثني بعض أهل العلم، عن رجال من أسلم أن الّذي نزل في القليب بسهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ناجية بن جندب الأسلميّ صاحب بدن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: وزعم بعض أهل العلم أن البراء بن عازب كان يقول: أنا الّذي نزلت. قال ابن إسحاق، وزعمت أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها وناجية في القليب يميح على الناس، فقالت: يا أيّها المائح دلوي دونكا ... إنّي رأيت النّاس يحمدونكا [الرجز] قال: فأجابها: قد أقبلت جارية يمانية ... إنّي أنا المائح واسمي ناجية «1» [الرجز] وقال سعيد بن عفير: كان اسمه ذكوان، فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ناجية حين نجا من قريش. وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه- أنّ ناجية صاحب بدن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مات بالمدينة في خلافة معاوية. وأخرج الحسن بن أبي سفيان في مسندة، من طريق موسى بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن أسلم، عن ناجية بن جندب، قال: كنا بالغميم، فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد جريدة خيل بتلقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فكره رسول اللَّه أن يلقاه، وكان بهم رحيما، فقال: من برجل يعدلنا عن الطريق؟ فقلت، أنا بأبي أمي يا رسول اللَّه! قال: فأخذت بهم في طريق قد كان بها فدافد وعقاب، فاستوت لي الأرض حتى أنزلته على الحديبيّة وهي تنزح، قال: فألقى فيها سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها، ثم دعا بها فعادت عيونها حتى أني أقول: لو شئنا لاغترفنا قداحنا.   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5165) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2686) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 ووقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة، وكذا أخرجه ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق موسى بن عبيدة، وهو عندهم بالشك: ناجية بن جندب، أو جندب بن ناجية، وموسى ضعيف. ولناجية بن جندب حديث آخر أخرجه ابن مندة من طريق مجزأة بن زاهر، عن أبيه، عن ناجية بن جندب، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين صدّ الهدي، فقلت: يا رسول اللَّه، ابعث معي بالهدي حتى أنحره في الحرم. قال: «وكيف تصنع؟» قال: قلت: آخذ في أودية لا يقدرون عليّ: فدفعه إليّ فنحرته في الحرم. قال ابن مندة: تفرد به مخول بن إبراهيم، عن إسرائيل عنه، ورواه عنه أبو حاتم الرّازي وغيره، كذا قال. وقد أخرجه النّسائيّ من طريق عبيد اللَّه بن موسى، عن إسرائيل مثله. وأخرجه أبو نعيم، من طريق محمد بن عمرو بن محمد العنقزي، عن إسرائيل، لكن قال فيه: عن ناجية، عن أبيه، وكذا أخرجه الطّحاوي من طريق مخول. 8664- ناجية بن عمرو الحضرميّ. ذكره ابن أبي عاصم في «الوحدان» . وأخرج هو وابن قانع والطبراني من طريق سلمة بن رجاء، عن عائذ بن شريح- أنه سمع أنس بن مالك، وشعيب بن عمرو، وناجية ابن عمرو يقولون: رأينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يخضب بالحنّاء. وذكره البغويّ في أثناء ترجمة ناجية الأسلميّ. فوهم. واللَّه أعلم. 8665- ناجية بن عمرو الخزاعيّ «1» . ذكره ابن عقدة في كتاب «المولاة» ، وأخرج من طريق عمرو بن عبد اللَّه بن يعلى بن مرة عن أبيه، عن جدّه: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» . فلما قدم علي الكوفة نشد الناس فانتشدنا له بضعة عشر رجلا، منهم أبو أيوب، وناجية بن عمرو الخزاعيّ. أورده أبو موسى في ترجمة الحضرميّ الّذي قبله، ولا أراه إلا غيره. 8666- ناجية بن كعب الخزاعيّ «2» . فرّق بينه وبين الّذي قبله ابن شاهين وغيره، وقال مالك في الموطأ، عن هشام بن عروة، عن أبيه: إن ناجية صاحب هدي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سأله كيف يصنع بما   (1) أسد الغابة ت (5169) . (2) أسد الغابة ت (5170) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 عطب من البدن، فأمره أن ينحر كلّ بدنة عطبت، ثم يلقي نعلها في دمها ويخلي بينها وبين الناس ... الحديث. وكذا رواه شعيب «1» بن إسحاق، وحمّاد بن سلمة، وأبو خالد الأحمر، وقال وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن ناجية: أخرجه أحمد، وتابع وكيعا ابن عيينة، وعبدة، وجعفر بن عون، وروح بن القاسم، وغيرهم، عن هشام. وأخرجه ابن خزيمة، من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عنه بلفظ: حدثني ناجية. واختلف في وصله وإرساله على أبي معاوية ووهب بن خالد وغيرهما، ولم يسمّ أحد منهم والد ناجية، لكن قال بعضهم: الخزاعيّ، وبعضهم الأسلميّ، ولا يبعد التعدد، فقد ثبت من حديث ابن عباس أن ذؤيبا الخزاعيّ حدّثه أنه كان مع البدن أيضا. وأخرج ابن أبي شيبة من طريق عروة أنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعث ناجية الخزاعيّ عينا في فتح مكّة. وقد جزم أبو الفتح الأزديّ وأبو صالح المؤذن بأنّ عروة تفرد بالرّواية عن ناجية الخزاعيّ، فهذا يدل على أنه غير الأسلميّ. 8667- ناجية الطّفاويّ «2» . قال ابن مندة: له ذكر في الصّحابة، وكان يكتب المصاحف، وأخرج من طريق فروة بن حبيب، حدّثنا البراء بن عازب «3» ، عن واصل، قال: أدركت رجلا من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقال له ناجية الطّفاويّ، قال: صلّى رسول اللَّه عليه وآله وسلم خمس صلوات. وأخرج الطّبرانيّ من طريق فروة بن حبيب بهذا السّند، قال: كان ناجية يكتب المصاحف، فأتته امرأة ... فذكر قصّة طويلة. 8668- ناسج الحضرميّ «4» . ذكره أبو الفتح الأزديّ في «مفردات الصّحابة» ، وذكره البخاريّ فقال: ناسج، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعنه شرحبيل بن شفعة، وأخرج ابن شاهين من طريق   (1) في أ: شعبة. (2) أسد الغابة ت (5168) ، الاستيعاب ت (2687) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 101. (3) في أ: عبد اللَّه. (4) أسد الغابة ت (5171) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 1142، تبصير المنتبه 4/ 1404. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 317 الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن شرحبيل بن شفعة، عن ناسج الحضرميّ- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ برجلين يتبايعان شاة يتحالفان، ثم مرّ بالشّاة قد اشتراها الرجل، فقال: أوجب أحدهما. وقال ابن أبي حاتم: أخرج البخاريّ ناسج الحضرميّ فغيّره أبي، وقال: إنما هو عبد اللَّه بن ناسج. قلت: وقد تقدّم في العبادلة. 8669- ناعم بن أجيل «1» بجيم مصغّرا، الهمدانيّ، مولى أم سلمة. قال المستغفريّ: روى البردعي بسند له مجهول، عن اللّيث- أنه من الصّحابة، وأخرج ابن يونس من طريق ابن لهيعة، قال: كان ناعم من أهل بيت شرف من بيوت همدان، فأصابهم سباء في الجاهليّة، فصار إلى أم سلمة فأعتقته. قال ابن يونس: وكان ناعم أحد الفقهاء الذين أدركهم يزيد بن أبي حبيب، قال أبو النضر الأسود بن عبد الجبار: بلغني أنه مات سنة ثمانين. وهكذا ذكره أبو عمر الكنديّ في الموالي من أهل مصر. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: سبي في الجاهليّة فأعتقته أم سلمة. قلت: وظاهر هذا أن يكون صحابيا، فذكرته في هذا القسم للاحتمال. وقد وثّقه ابن سعد، ويعقوب بن سفيان، والنسائيّ. 8670- ناعم: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره العسكريّ في الصّحابة، وقال: لا أعلم له حديثا مسندا. وأخرج من طريق كعب بن علقمة: حدّثني ناعم مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: شهدت عليّا خطب على بعير، فتقدم ثم نزل، فدعا بكبش أقرن فذبحه، فقال: هذا عن علي وآل علي. واستدركه ابن فتحون، وقال: ذكر الطبري «2» في «تهذيب الآثار» من طريق كعب بن علقمة هذه القصّة. قال ابن فتحون: وقد ذكر البخاري ّ، ناعم بن أجيل فلعله هو.   (1) طبقات ابن سعد 5/ 298، التاريخ الكبير 8/ 1251، المعرفة والتاريخ 2/ 520، تاريخ أبي زرعة 1/ 431، الجرح والتعديل 8/ 508، تهذيب الكمال 3/ 1402، الكاشف 171، تهذيب التهذيب 10/ 403، تقريب التهذيب 2/ 195، خلاصة تذهيب التهذيب 405، الثقات لابن حبان 5/ 470، تاريخ الإسلام 2/ 530، أسد الغابة ت (5173) . (2) في أ: الطبراني. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 318 قلت: وقد ذكر ابن يونس في ترجمة ناعم بن أجيل أنه روى عن عليّ وعثمان وغيرهما من الصّحابة، وذكر في الرّواة عنه كعب بن علقمة، فهما واحد، ولعل من وصفه بأنه مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم تجوّز في ذلك لكونه مولى زوجه. 8671- نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعيّ «1» . كان قديم الإسلام، واستشهد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وقد تقدم ذكر أبيه في الموحدة وأخيه عبد اللَّه في العبادلة. وقال ابن إسحاق: حدّثني أبي، عن المغيرة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن أبي بكر، وغيرهما، قالوا: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم المنذر بن عمرو إلى أهل نجد في سبعين رجلا من خيار المسلمين، منهم الحارث بن الصّمة، وحرام بن ملحان، وفروة بن أسماء، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعيّ، فقتلوا فقال ابن رواحة ينعى نافعا: رحم اللَّه نافع بن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد صابرا صادق الحديث إذا ما ... أكثر القوم قال قول السّداد «2» [الخفيف] وأوردها أبو سعيد السكريّ في ديوان حسان بن ثابت، وزاد فيها بيتا ثالثا. والبعث المذكور كان إلى بئر معونة، وصرّح غير واحد منهم ابن الكلبيّ في الجمهرة بأن نافعا استشهد ببئر معونة. 8672- نافع بن الحارث الخزاعيّ «3» . في نافع بن عبد الحارث. 8673- نافع بن الحارث: بن كلدة «4» الثّقفيّ، أخو أبي بكرة لأمّه.   (1) أسد الغابة ت (5174، الاستيعاب ت (2621) . (2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5174) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2621) وسيرة ابن هشام 2 (188) . (3) الثقات 3/ 412، الطبقات 109، تجريد أسماء الصحابة 2/ 102، تقريب التهذيب 295، خلاصة تذهيب 3/ 88، الأعلام 8/ 5، تهذيب التهذيب 10/ 406، الجرح والتعديل 8/ 451- التاريخ الكبير 8/ 82، العقد الثمين 7/ 320- الطبقات الكبرى 3/ 242، 5/ 462- تهذيب الكمال 1403- بقي بن مخلد 501. (4) بقي بن مخلد 742، الاستيعاب ت (2622) ، أسد الغابة ت (5177) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 319 قال أبو عمر: روي عن ابن عبّاس أنه كان ممن نزل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الطّائف، وأمه سميّة مولاة الحارث. قال ابن سعد: ادّعاه الحارث، واعترف أنه ولده فثبت نسبه منه، وهو أول من اقتنى الخيل بالبصرة، وهو أحد الشهود على المغيرة، وكان سأل عمر بن الخطاب أن يقطعه قطيعة بالبصرة، فكتب إلى يأبى موسى أن يقطعه عشرة أجربة ليس فيها حقّ لمسلم ولا لمعاهد، ففعل. وأخرج ابن أبي شيبة، من طريق محمد بن عبيد اللَّه الثقفيّ: قال أتى رجل من ثقيف يقال له نافع أبو عبد اللَّه عمر، وكان أول من اقتنى إبلا بالبصرة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ قبلنا أرضا ليست من أرض الخراج، ولا تضرّ بأحد، فأقطعنيها أتخذها فضاء لخيلي. قال: فكتب عمر إلى أبي موسى إن كان كما قال فأعطها إيّاه. وذكر ابن سعد في ترجمته حديثا سأذكره بعد في أواخر من اسمه نافع. 8674- نافع بن زيد الحميريّ. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج من طريق زكريا بن يحيى الحميريّ، عن إياس بن عمرو الحميريّ- أن نافع بن زيد الحميريّ قدم وافدا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في نفر من حمير، فقالوا: أتيناك لنتفقّه في الدين، ونسأل عن أول هذا الأمر، قال: «كان اللَّه ليس شيء غيره، وكان عرشه على الماء، ثمّ خلق القلم، فقال: اكتب ما هو كائن، ثمّ [103] خلق السّماوات والأرض وما فيهنّ واستوى على عرشه» . فيه عدة مجاهيل. 8675- نافع بن سليمان العبديّ «1» . يقال: إنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وحفظ عنه وهو صغير. روى حديثه إسحاق بن راهويه في مسندة، وقال: أخبرني سليمان بن نافع العبديّ بحلب، قال: قال لي أبي: وفد المنذر بن ساوى من البحرين ومعه أناس وأنا غلام أعقل أمسك جمالهم، فذهبوا بسلاحهم فسلّموا على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ووضع المنذر سلاحه، ولبس ثيابا كانت معه، ومسح لحيته بدهن، فأتى نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا مع الجمال انظر إلى نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال المنذر: قال لي النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «رأيت منك ما لم أر من أصحابك؟» فقلت: أشيء جبلت عليه أو أحدثته؟ قال: لا، بل   (1) أسد الغابة ت (5179) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 320 جبلت عليه. فلما أسلموا قال النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أسلمت عبد القيس طوعا، وأسلم النّاس كرها» . قال سليمان: وعاش أبي مائة وعشرين سنة. وأخرجه الطّبرانيّ، وابن نافع جميعا، عن موسى بن هارون، عن إسحاق، قال موسى: ليس عند إسحاق أعلى من هذا. وأخرجه ابن بشران في «أماليه» ، عن دعلج، عن موسى وسليمان، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، ولم يذكر فيه جرحا. والقصّة التي ذكرها للمنذر بن ساوى معروفة للأشجّ، واسمه المنذر بن عائذ، وأظنّ سليمان وهم في ذكر سنّ أبيه، لأنه لو كان غلاما سنة الوفود، وعاش هذا القدر، لبقي إلى سنة عشرين ومائة، وهو باطل، فلعله قال: عاش مائة وعشرا، لأن أبا الطّفيل آخر من رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم موتا، وأكثر ما قيل في سنة وفاته سنة عشر ومائة. وقد ثبت في الصّحيحين أنه قال صلى اللَّه عليه وآله وسلم في آخر عمره: «لا يبقى بعد مائة من تلك اللّيلة على وجه الأرض أحد» ، وأراد بذلك انخرام قرنه، فكان كذلك. 8676- نافع بن سهل: الأنصاريّ الأشهليّ. ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة، وقال: استشهد باليمامة، واستدركه ابن فتحون. 8677- نافع بن ظريف «1» بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف النوفليّ. قال العدويّ: هو من مسلمة الفتح، وهو الّذي كتب المصحف لعمر، قال الزّبير بن بكّار: ولد ظريب نافعا، وأمه صفيّة بنت عبد اللَّه بن بجاد الكنانيّة، وهو والد أم قتال أم محمد بن جبير بن مطعم، وأمّها عتبة بنت أبي إهاب التي تزوّجها عقبة بن الحارث، ثم فارقها من أجل قول المرأة السوداء: إني أرضعتكما، ففارقها عقبة فتزوّجها نافع هذا. وقال هشام بن الكلبيّ: كان يكتب المصاحف لعمر بن الخطاب. وقال البلاذريّ: كتب المصاحف لعثمان، وقيل لعمر. 8678- نافع «2» : بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير «3» بن عبشان الخزاعيّ.   (1) أسد الغابة ت (5184) ، الاستيعاب ت (2626) . (2) الثقات 3/ 412، الطبقات 109، تجريد أسماء الصحابة 2/ 102، تقريب التهذيب 295، خلاصة تذهيب 3/ 88، تهذيب التهذيب 10/ 406، الأعلام 8/ 5، الجرح والتعديل 8/ 451، التاريخ الكبير 8/ 82، العقد الثمين 7/ 320، الطبقات الكبرى 3/ 242، تهذيب الكمال 1403، بقي بن مخلد 501، أسد الغابة ت (5176) ، الاستيعاب ت (2628) . (3) في أ: بن عمير بن الحارث بن عمرو. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 321 روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنه أبو الطّفيل وغيره. وقال البخاريّ: يقال: إن له صحبة، وذكره ابن سعد في الصّحابة في طبقة من أسلم في الفتح. وقال ابن عبد البرّ: كان من كبار الصّحابة، وفضلائهم، ويقال إنه أسلم يوم الفتح، فأقام بمكة ولم يهاجر، فأنكر الواقديّ أن تكون له صحبة. وذكره في الصّحابة ابن حبّان، والعسكريّ، وآخرون، وحديثه في السّنن ومسند أحمد: «من سعادة المرء الجار الصّالح» . ووقع في رواية إبراهيم الحربيّ نافع بن الحارث بإسقاط عبد. والصّواب إثباته. وأمّره عمر على مكّة. قال البخاريّ في صحيحه: اشترى نافع بن عبد الحارث لعمر من صفوان بن أمية دار السّجن بمكّة. 8679- نافع بن عبد عمرو بن عبد اللَّه بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب ابن أخي معمر بن نضلة. ذكر الزبير أن ولده عبد اللَّه قتل يوم الحرّة، ومقتضاه أن يكون أبوه من مسلمة الفتح. 8680- نافع بن عبد القيس الفهريّ: أخو العاص بن وائل لأمّه. كان مع عمرو بن العاص في فتح مصر فيما ذكره ابن عبد الحكم في الفتوح، وبعثه عمرو إلى برقة، وهو على شرط أبي عمر بمقتضى ما نقل أنه لم يبق يعد الفتح من قريش إلا من شهد حجة الوداع، وهذا قرشي، وقد بقي إلى خلافة عثمان، فهو على الشّرط. واللَّه أعلم. 8681 - نافع «1» بن عتبة بن أبي وقاص بن زهرة «2» بن كلاب ابن أخي سعد. كان من مسلمة الفتح، روى جابر بن سمرة، وهو ابن عمّته، عنه: كنّا مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وحديثه في صحيح مسلم. 8682- نافع بن عجير «3» بن عبد يزيد بن المطلب بن عبد مناف القرشيّ ابن أخي ركانة.   (1) الثقات 3/ 412، المحن 287، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5185) ، الطبقات 5/ 1262، تجريد أسماء الصحابة 296، الاستيعاب ت (2627) ، خلاصة تذهيب 3/ 88، تهذيب التهذيب 3/ 408، الجرح والتعديل 8/ 451، التاريخ الكبير 8/ 81، العقد الثمين 8/ 222، الكاشف 3/ 196، الطبقات الكبرى 5/ 32، تهذيب الكمال 1404. (2) في أ: زهيرة. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 102، أسد الغابة ت (5186) ، الثقات 3/ 413، تقريب التهذيب 296، خلاصة تذهيب 3/ 88، تهذيب التهذيب 1/ 408، الجرح والتعديل 8/ 454، الكاشف 3/ 197، التاريخ الكبير 8/ 84، تهذيب الكمال 1404. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 ذكره البغويّ في الصّحابة، وأخرج من طريق محمد بن علي بن شافع، عن عبد اللَّه ابن علي بن السّائب، عن نافع بن عجير بن عبد يزيد- أنه طلق امرأته هشيمة البتة، ثم أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: واللَّه ما أردت بها إلا واحدة ... الحديث. قال البغويّ: ليس بهذا الإسناد إلا هذا الحديث. قلت: أخرجه عن الزّعفرانيّ، عن الشّافعيّ، عن محمد، وخالفه الربيع، فقال عن الشّافعي. وأخرجه أيضا من طريق الحميديّ عن الشّافعي بهذا السّند، عن نافع- أنّ ركانة طلق امرأته شهيمة، فخالف الزّعفراني في صاحب القصّة، وفي اسم المرأة، وكذا أخرجه أبو داود، عن أبي ثور، وابن السّراج في آخرين، عن الشّافعي بهذا السند، فقال: عن نافع بن عجير بن ركانة، وكذا أخرجه ابن قانع، من طريق إبراهيم بن محمد المدنيّ، عن عبد اللَّه بن علي بن السّائب، فقال: عن نافع بن عجير عن عمه، وهو ركانة، وجاء عن نافع بن عجير حديث آخر متنه: «عليّ صفيّي وأميني» . أخرجه، وذكره ابن حبّان في الصّحابة. 8683- نافع بن علقمة «1» . ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وقال: سكن الشّام، ولم يخرج له شيئا، وذكره ابن أبي حاتم، فقال: إنه سمع من النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: وسمعت أبي يقول: لا أعلم له صحبة. وأخرج أبو يعلى من طريق حسين بن واقد، عن حبيب بن أبي ثابت- أن عبد الرّحمن بن أبي ليلى حدّثه قال: خرجت مع عمر إلى مكّة، فاستقبلنا أمير مكّة ، نافع بن علقمة، وسمي بعمّ له يقال له نافع، فقال له عمر: من استخلفت على مكّة ... الحديث. وهذا السند قويّ إلا أن فيه غلطا في تسمية أبيه، فالقصّة معروفة لنافع بن عبد الحارث كما تقدم. قريبا، وفي أمراء مكة نافع بن علقمة آخر ليس خزاعيّا، ولا أدرك عمر، فضلا عن أن يكون له صحبة، وهو نافع بن علقمة بن صفوان بن محرث الكنانيّ، كان عبد الملك بن مروان أمّره على مكة، وله قصّة مع أبان بن عثمان ذكرها الزّبير بن بكّار في الموفقيّات، وهو خال مروان والد عبد الملك، فإنّ أمّ مروان هي أم عثمان آمنة بنت علقمة بن صفوان المذكور، ولم أر لعلقمة ذكرا في الصّحابة، فكأنه مات قبل أن يسلم،   (1) جامع التحصيل 358، الثقات 5/ 469، الجرح والتعديل 1/ 2066، أسد الغابة ت (5187) ، الاستيعاب ت (2629) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 323 فيكون لولده نافع صحبة، فإنّ بني كنانة كانوا بالقرب من مكّة، ولم يبق بالحجاز أحد إلا أسلم وشهد حجة الوداع. 8684- نافع بن غيلان بن سلمة الثقفيّ «1» . تقدم نسبه في ترجمة أبيه. ذكره أبو عمر في الصّحابة. وقال ابن عساكر: لا أدري له صحبة أو لا، وذكر أنه استشهد بدومة الجندل. قلت: وكانت في سنة ثلاث عشرة، ومقتضى ذلك أنه كان في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالغا. وقد تقدّم أنه لم يبق من قريش وثقيف بعد حجة الوداع أحد إلا أسلم وشهدها، فهو صحابيّ، وأبوه مشهور في الصّحابة. وأخرج ابن أبي الدّنيا، من طريق يعقوب بن داود الثقفيّ، قال: استشهد نافع بن غيلان بن سلمة الثقفيّ مع خالد بن الوليد بدومة الجندل، فقال أبوه- وجزع عليه: ما بال عيني لا تغمّض ساعة ... إلّا اعترتني عبرة تغشاني يا نافعا من للفوارس أحجمت ... عن شدّة مذكورة وطعان لو أستطيع جعلت منّي نافعا ... بين اللهاة وبين عقد لساني «2» [الكامل] قال: فعوتب على كثرة بكائه، فقال: دعوني فسينفد دمعي. فقيل له بعد ذلك: أين دموعك يا غيلان؟ فقال: كل شيء يبلى. وهكذا أخرجها الزّبير بن بكّار، من طريق عبد اللَّه من مصعب الزبيريّ، عن أبيه، وزاد: بلي نافع، وبليت الدموع، واللحاق به قريب. 8685- نافع بن كيسان الثّقفيّ «3» . قال ابن سعد: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وسكن دمشق. وأخرج أبو نعيم في الصّحابة من طريق صدقة، عن سليمان بن داود، عن أيوب بن نافع بن كيسان، عن أبيه- أنه سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، يقول: «ستشرب أمّتي   (1) الاستيعاب ت (2630) ، أسد الغابة ت (5190) . (2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (5190) ، الاستيعاب ترجمة رقم (2630) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 103، الاستيعاب ت (2631) ، الجرح والتعديل 8/ 457، أسد الغابة ت (5191) ، التاريخ الكبير 8/ 84. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 من بعدي الخمر يسمّونها بغير اسمها يكون عونهم على شربها أمراءهم. وأخرج ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم، عمّن سمع عبد الرّحمن بن ربيعة، عن عبد الرّحمن بن أيوب بن نافع، عن كيسان، عن أبيه، عن جدّه نافع بن كيسان صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم- رفعه: «ينزل عيسى ابن مريم عند باب دمشق الشّرقيّ» . أخرجه تمّام في فوائده، من طريق ابن عائذ، وتابعه محمد بن وهب بن عطية عن عبد الرحمن بن زمعة مثله. أخرجه ابن شاهين من طريقه، وأخرجه أيضا من طريق موسى بن عامر، عن الوليد: ذاكرت شيخا من شيوخ دمشق، فقال: سمعت عبد الرّحمن بن ربيعة يحدّث عن عبد الرّحمن بن أيّوب مثله. وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن الوليد: أخبرني شيخ من شيوخ قريش: سمعت عبد الرّحمن به. وكذا رواه صفوان بن صالح، عن الوليد. واختلف على الوليد، فقال هشام بن عمّار: عنه، عن أبي ربيعة، عن نافع بن كيسان، عن أبيه، وكذا قال هشام بن خالد كما تقدم في ترجمة كيسان، وقال صفوان [ .... ] «1» وموسى بن عامر كذلك. 8686- نافع بن مسعود الغفاريّ. ذكره ابن السّكن «2» في الصّحابة، وأخرج من طريق جرير بن أيوب، عن الشّعبيّ، عن نافع بن مسعود الغفاريّ- أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر حديثا في فضل رمضان، قال: وقال بعضهم: عن جرير بن أيّوب، عن الشّعبي، عن أبي مسعود الغفاريّ. 8687- نافع الجرشيّ» . ذكره جعفر المستغفريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن بشير الدّمشقيّ، عن محمد بن إسحاق، عن الزهريّ، عن عبد اللَّه بن كعب، عن نافع الجرشيّ- أنه حدّثه أنه حين بعث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان كاهن في رأس جبل فدعوه، فقالوا له: انظر لنا في شأن هذا الرجل، فنزل إليهم فاتكأ على قوسه، ورفع طرفه إلى   (1) مكانها في ج، م: غير مقروء. (2) في أ: ابن قانع. (3) أسد الغابة ت (5175) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 السماء، ثم طفق ينزو ويقول: إن اللَّه أكرم محمدا واصطفاه، وبعثه إليكم أيها النّاس ... وذكر القصّة. وعبد الرّحمن هذا ذكر أبو حاتم أنه روى عن ابن إسحاق مناكير. وقد قال البخاريّ في تاريخ نافع الجرشي: قال الزّهريّ، عن ابن كعب مولى عثمان، عنه، ولم يصفه بصحبة ولا بغيرها، وظهر من سياقه أنّ ابن كعب ليس هو عبد اللَّه بن كعب بن مالك الأنصاريّ، وإنما هو آخر مولى عثمان، وكذا أورده الخطيب في المشتبه من طريق عبد الرّحمن، وقالوا في سياقه: عن عبد اللَّه بن كعب مولى عثمان: حدّثني نافع الجرشيّ. 8688- نافع الحبشيّ. تقدم ذكره في ترجمة أبرهة، وأنه أحد النفر الثمانية الذين قدموا من الحبشة فأسلموا. 8689- نافع: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم «1» . قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة. ذكر أسلم بن سهل في تاريخ واسط، من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن حسين، عن يوسف بن ميمون، عن نافع مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنّة شيخ زان ولا مستكبر ولا منّان على اللَّه بعمله» «2» . أخرجه البخاريّ، ومطين، والحسن بن سفيان، والبغويّ، وابن أبي داود، وابن السّكن، وابن شاهين، والطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق أبي سعيد الأشجّ، عن عقبة بن خالد، عن الصباح بن يحيى، عن خالد بن أبي أمية ... فذكر الحديث مثله، لكن فيه تقديم وتأخير. قال البغويّ: ولا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث. وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن الصّباح بن يحيى، عن خالد بن أمية، قال: رأيت نافعا مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وسمعته يقول: قال لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا نافع، إنّك سيصيبك بعدي خصاصة، فاذكر شأنك للنّاس يرحموك» . قال: وسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لا يدخل الجنّة شيخ زان ... » الحديث. وزاد: «ولا مدمن خمر، ولا عاقّ لوالديه،» ولم يذكر قوله: «ولا منّان على اللَّه بعمله» .   (1) الثقات 3/ 413، الجرح والتعديل 18/ 451، التاريخ الكبير 8/ 82، أسد الغابة ت (5178) ، الاستيعاب ت (2623) . (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43906 وعزاه للحسن بن سفيان والطبراني وابن مندة وابن عساكر عن نافع مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 326 8690- نافع الرّؤاسيّ «1» : جد علقمة. تقدم ذكره في ترجمة عمرو بن مالك الرؤاسيّ. 8691- نافع، أبو طيبة الحجام «2» - يأتي في الكنى، سمّاه محمّد بن سهل بن أبي خيثمة في حديث، عن محيصة بن مسعود- أنه كان له غلام حجّام يقال له نافع أبو طيبة، فانطلق إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يسأله عن خراجه، فقال: لا تقربه، فردد عليه، فقال: اعلف به الناضح، واجعله في كرشه. أخرجه ابن السّكن، وابن قانع، ومن رواية اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عفير الأنصاريّ، عن محمد بن سهل. وسيأتي مزيد لذلك في الكنى. 8692- نافع: مولى غيلان بن سلمة الثقفي «3» . أخرج البزّار، والبغويّ، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن عروة، عن غيلان بن سلمة- أن نافعا كان عبدا لغيلان بن سلمة ففر إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وغيلان مشرك، ثم أسلم غيلان، فردّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ولاءه لغيلان، وروى ابن سعد [ ... ] . 8693- نافع، غير منسوب «4» . ذكره البغويّ في أثناء ترجمة نافع بن الحارث بن كلدة، والّذي يظهر أنه غيره، فقد قال ابن سعد: حدّثنا خلف بن خليفة، عن أبان بن بشير، عن شيخ من أهل البصرة، قال: حدّثنا نافع- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان في زهاء أربعمائة رجل، فنزلنا على غير ماء، فكأنه اشتدّ على النّاس إذا أقبلت عنز تمشي حتى أتت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، قال: فحبلها فأروى الجند، وروى، وقال: «يا نافع أملكها وما أراك تملكها» . قال: فأخذت عودا فركزته في الأرض، وربطت الشاة، واستوثقت منها، ونمت وناموا، فلما استيقظت إذا الحبل محلول، وإذا لا شاة، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ الّذي جاء بها هو الّذي ذهب بها» .   (1) أسد الغابة ت (5192) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 103، تقريب التهذيب 296، خلاصة تذهيب 3/ 89، تهذيب التهذيب 10/ 410، الجرح والتعديل 8/ 453، تهذيب الكمال 1405، الاستيعاب ت (2632) . (2) أسد الغابة ت (5183) ، الاستيعاب ت (2625) . (3) أسد الغابة ت (5180) . (4) أسد الغابة ت (5194) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 وأورده الحاكم أبو أحمد في الكنى في ترجمة أبي الفضل غير مسمّى، فساقه من طريق خلف بن خليفة، عن أبان المكتب، عن أبي الفضل، عن رجل كان يسمّى نافعا كان يجيء إلى واسط، وعمّر طويلا حتى كان زمن الحجاج، ويحدّث عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بحديث. واحد ... فذكر الحديث. وأخرجه الطّبرانيّ في نافع غير منسوب، قال: حدثنا أسلم بن سهل، عن عمر بن السّكن، عن خلف مثله، وقال أسلم في تاريخ واسط: اسم أبي الفضل شيخ أبان يوسف بن ميمون، ولم يصب في ذلك، لأنه ظن أنه نافع مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد سبق- وهو غيره- وقد فرّق بينهما غير واحد، منهم الحاكم أبو أحمد، كما ذكرت. واختلف على خلف بن خليفة في الحديث المذكور، فرواه أبو كريب عنه، فلم يذكر أبان في السند، ورواه عصمة بن سليمان بن خلف، فقال عن أبي هاشم الرّماني، عن نافع، وكانت له صحبة. أخرجه ابن السّكن، وابن قانع من طريقه، وكذا قال ابن شاهين، وقال: كانت له صحبة. 8694- نامية بن صفارة الضّبعيّ. وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع رفاعة بن زيد بسبب ما صنعه زيد بن حارثة بجذام بعد إسلامهم، سماه الأمويّ في روايته عن ابن إسحاق. واستدركه ابن فتحون. النون بعدها الباء 8695- نبّاش بن زرارة «1» . قال ابن مندة: له ذكر في المغازي، صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، كذا ذكره مختصرا. وقال أبو موسى : نباش بن زرارة التميمي، أبو هالة، أورده المستغفريّ في باب النّون من الصّحابة. وتعقبه ابن الأثير فساق نسبه، فقال: ابن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيّد بن عمرو بن تميم، أبو هالة التميمي، ثم قال: قال مصعب الزّبيريّ: هو حليف بني عبد الدّار، قال ابن الأثير: استدركه أبو موسى على ابن مندة، وقد ذكره ابن مندة، فلا وجه لاستدراكه، ثم إنه لا صحبة له، فإنه كان قبل النبوّة، لأنه كان زوج خديجة قبل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فولد لها منه أبو هالة، ولا صحبة لزرارة ولا لابنه. انتهى. فأما تعقّبه على أبي موسى فموجّه لكونه كني نبّاشا، وقال: إنه تميمي، وأما تعقّبه   (1) أسد الغابة ت (5195) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 328 على ابن مندة ففيه نظر، لأنه لم يسق نسبه، فاحتمل أن يكون آخر، ومن ثمّ استدركه أبو موسى، وأسند إلى ذكر المستغفريّ، ومستند المستغفريّ في ذكره ما ساقه من طريق مصعب الزّبيريّ أنه قال: نباش بن زرارة التميميّ، أبو هالة، حليف بني عبد الدّار هو والد هند ابن خديجة. انتهى ملخصا. وليس في هذا ما يدل على صحبته، لأنه يتكلم على الأنساب من حيث هي لا من جهة خصوص الصّحابة. 8696- نبتل بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره أبو عبيد القاسم بن سلّام في كتاب «النّسب» مقرونا بأخيه أبي سفيان. وقد ذكره ابن الكلبيّ، ثم البلاذريّ في المنافقين، فيحتمل أن يكون أبو عبيد اطلع على أنه تاب، وذكر محمد بن إسحاق في السّيرة النبويّة أنه الّذي نزل فيه: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ [التوبة 61] ، أورد ذلك في قصّة [ ... ] . وقد ذكرها السّدي مطولة، لكنه لم يسمّ هذا فيهم. 8697- نبهان الأنصاريّ: والد أسعد. ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وقال: مخرج حديثه عن الكوفيين، ولم نجده إلا من هذا الوجه، ثم ساق من طريق عمرو بن شمر، عن محمد بن سوقة- أنه سمع رجلا من الأنصار يقال له أسعد بن نبهان يقول: حدّثني أبي أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم سمع رجلا يؤذّن بليل لصلاة العشاء فلم يقل شيئا إلا قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مثله. وهكذا أخرجه الدّار الدّارقطنيّ في المؤتلف، وهو عنده بنون ثم موحدة. وأخرجه ابن قانع، وابن مندة، من وجه آخر، عن عمرو بن شمر، وهو عندهما بمثناة فوقانية ثم تحتانية ثقيلة. والأوّل أصوب. وعمرو بن شمر متروك. 8698- نبهان التمار «1» . ذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره، عن الضّحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ... [آل عمران   (1) أسد الغابة ت (5196) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 135] الآية، قال: هو نبهان التمار، أتته امرأة حسناء جميلة تبتاع منه تمرا فضرب عجيزتها، فقالت: واللَّه ما حفظت غيبة أخيك، ولا نلت حاجتك، فسقط في يده، فذهب إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فأعلمه، فقال له: «إيّاك أن تكون امرأة غاز» ، فذهب يبكي ثلاثة أيام يصوم النهار ويقوم الليل، فأنزل اللَّه عزّ وجلّ في اليوم الرابع هذه الآية، فأرسل إليه فأخبره، فحمد اللَّه وأثنى عليه وشكره، وقال: يا رسول اللَّه، هذه توبتي فكيف لي بأن يقبل شكري، فأنزل اللَّه عز وجل: أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، وهكذا أخرجه عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره، عن موسى بن عبد الرّحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مطوّلا. ومقاتل متروك، والضّحاك لم يسمع من ابن عباس، وعبد الغني وموسى هالكان. وأورد هذه القصّة الثّعلبيّ، والمهدويّ، ومكي، والماورديّ في تفسيرهم بغير سند، لكن ذكر قتادة بعض هذا مختصرا، وورد تسمية صاحب القصّة في نزول الآية الثانية لأبي اليسر وغيره. 8699 - نبهان «1» ، غير منسوب. قال وثيمة في آخر كتاب الرّدّة: حدّثنا إسماعيل بن عليّة، عن ميمون أبي حمزة، عن إبراهيم- هو النخعي- أنّ نبهان ارتدّ عن الإسلام، فأتي به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فاستتابه، فتاب فخلّى سبيله ثم ارتدّ عن الإسلام، فأتى به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فاستتابه فتاب فخلّى سبيله، فقال في الثالثة، أو في الرابعة: «اللَّهمّ أمكنّي من نبهان في عنقه حبل أنوف» ، فأتي به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في عنقه حبل أنوف، فأمر بقتله، فلما انطلق به ليقتل عاج برأسه إلى الّذي انطلق به، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما قال لك؟» قال: قال: إنّي مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللَّه. قال: «خلّ سبيله» . وله طريق أخرى موصولة، لكن سندها ضعيف جدا، فأخرج الطّبراني في الأوسط في ترجمة محمد بن المرزبانيّ، عن محمد بن مقاتل الرازيّ، عن حكّام بن سلم، عن طعمة بن عمرو، عن أبان، عن أنس- أن نبهان ارتدّ ثلاث مرات، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم،: «اللَّهمّ أمكنّي من نبهان في عنقه حبل أسود» ، فالتفت فإذا هو نبهان قد أخذ وجعلوا في عنقه حبلا أسود، فأتوا به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأخذ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم السيف   (1) المنمق 227، تجريد أسماء الصحابة 2/ 103، الكاشف 3/ 198. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 330 بيمينه والحبل بشماله ليقتله، فقال رجل من الأنصار: يا رسول اللَّه، لو أمطت عنك، قال: فدفع السيف إلى رجل، فقال: «اذهب فاضرب عنقه» ، قال: فانطلق به، فضحك نبهان، وقال: أتقتلون رجلا يشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمدا رسول اللَّه؟ فخلّى عنه، وقال: لم يرو هذا الحديث عن طعمة إلا حكّام بن سلم. 8700- نبهان، آخر: غير منسوب. نزل حمص، ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج له عن إبراهيم بن عبد اللَّه الزّبيبي، بمعجمة مفتوحة وموحدتين، حدّثنا محمد بن عبد الأعلى، حدّثنا خالد بن الحارث، حدثنا ابن جريج، حدّثني أبو الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبيه- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «من مات له ثلاث ولدان في الإسلام أدخله اللَّه الجنّة بفضل رحمته» . قال: فلقيني أبو هريرة، فقال: أنت الّذي قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في الولدان ما قال؟ قلت: نعم. قال لي: لأن يكون قال لي أحبّ إليّ مما أغلقت عليه حمص. خالفه غيره عن ابن جريج، فقال: عمر بن نبهان، عن أبي ثعلبة الأشجعيّ. وسيأتي في ترجمته. 8701- نبيشة الخير الهذليّ «1» ، هو ابن عمرو بن عوف. وقيل ابن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن الحارث بن نصر بن حصين. وقيل في نسبه غير ذلك، وهو ابن عم سلمة بن المحبّق الهذليّ، يكنّى أبا طريف. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أيّام التّشريق أيّام أكل وشرب» . وهو في صحيح مسلم، وله حديث في استغفار القصعة للذي يلحسها أخرجه الترمذي، وآخر في العتيرة، وآخر في الادّخار من لحوم الأضحية بعد ثلاث، كلاهما عند أصحاب السنن إلا الترمذي. روى عنه أبو المليح الهذليّ، وأمّ عاصم جدة المعلى بن أسد، قال أبو عمر: سكن البصرة، ويقال: إنه دخل على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعنده أسارى، فقال: يا رسول اللَّه، إما أن تفاديهم وإما أن تمنّ عليهم. فقال: «أمرت بخير، أنت نبيشة الخير» .   (1) الثقات 3/ 421، تبصير المنتبه 4/ 1415، الإكمال 7/ 338- 5/ 269، التاريخ الكبير 8/ 127، الاستيعاب ت (2688) ، علوم الحديث لابن الصلاح 295- التمهيد 3/ 216، أسد الغابة ت (5198) ، دائرة معارف الأعلمي 29/ 35، بقي بن مخلد 175. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 331 8702- نبيشة، آخر «1» . هو الّذي ورد، أنه لبّى عنه أخوه، فقيل له: لبّ عن نفسك، ثم عن نبيشة. والمشهور أن اسم ذلك شبرمة، وذكر الحديث بلفظ نبيشة الدّارقطنيّ وغيره، وسنده ضعيف. 8703- نبيط بن جابر بن مالك بن «2» عديّ بن زيد بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار الأنصاريّ. ذكره البغويّ، وقال: ليس له حديث، ثم قال ابن سعد: شهد أحدا، وزوّجه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم الفريعة بنت أسد بن زرارة، وكانت من المبايعات، فولدت له عبد الملك، وعبد اللَّه، ومحمدا، وإبراهيم، وزينب، وكانت زينب تحت أنس بن مالك. وخبط فيه ابن أبي حاتم، فقال في ترجمة نبيط بن شريط، وهو نبيط بن جابر، من بني مالك بن النّجار، زوّجه النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم الفريعة، وهذا من العجب، فإن ابن نبيط الأشجعيّ معروف النسب لا يجتمع نسبه مع نسب مالك بن النّجار أصلا. 8704- نبيط بن شريط «3» بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعيّ. نزل الكوفة. وقع ذكره في حديث والده شريط، وله رواية عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن سالم بن عبيد. روى عنه ابنه سلمة، ونعيم بن أبي هند، وأبو مالك الأشجعيّ. قال ابن أبي حاتم: له صحبة، وبقي بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم زمانا. 8705- نبيه بن حذيفة بن غانم «4» بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب بن لؤيّ القرشيّ العدويّ، أخو أبي جهم بن حذيفة. ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه، وقال: لا أعلم له رؤية.   (1) أسد الغابة ت (5199) . (2) الاستيعاب ت (2633) ، أسد الغابة ت (5200) . (3) الاستيعاب ت (2634) ، أسد الغابة ت (5201) ، المعرفة والتاريخ- تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الطبقات 47، 129، طبقات خليفة 47، تجريد أسماء الصحابة 2/ 104، تقريب التهذيب 297، خلاصة تذهيب 3/ 90، تهذيب التهذيب 10/ 417، أنساب الأشراف 1/ 272، التاريخ الصغير 1/ 263، 2/ 233، الجرح والتعديل 8/ 505، التاريخ الكبير 8/ 137، الكاشف 3/ 198، تهذيب الكمال 1407، مشاهير علماء الأمصار 313، النكت الظراف 9/ 548، تاريخ الإسلام 2/ 531. (4) أسد الغابة ت (5203) ، الاستيعاب ت (2635) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 332 8706- نبيه بن صؤاب الجهنيّ «1» : وأبوه بضم المهملة بعدها همزة، يكنّى أبا عبد الرّحمن. وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر، وكان أحد الأربعة الذين أقاموا قبلة مصر. ذكره ابن يونس، وأخرج من طريق الهيثم بن عدي، عن عبد الرّحمن بن زياد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نبيه بن صؤاب، وكانت له صحبة، قال: قدم رجل من حمير على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فأقام عنده ثم مات، فقال: «اطلبوا له وارثا مسلما» ، فلم يوجد، فقال: «ادفعوا ميراثه لرجل من قضاعة» ، فدفع إلى عبد اللَّه بن أنيس، وكان أقعدهم يومئذ في النّسب. قال ابن يونس: هذا حديث منكر تفرّد به الهيثم، وكان غير موثوق به. وقد روى عبد الرّحمن، عن يزيد غير هذا الحديث. انتهى. ورواه ابن مندة، عن ابن يونس دون كلامه عليه. وأخرجه ابن سعد، عن الهيثم، عن عبد الرّحمن بن زياد، وزاد في نسبه، فقال: ابن أنعم، عن يزيد، حدّثني من سمع نبيه بن صؤاب، وكان من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكره. وأخرج الحربي، من طريق يسار بن عبد الرّحمن الصدفيّ، عن نبيه بن صؤاب، عن عمر- أنه سجد، في الحجّ سجدتين. وأخرج ابن يونس، من طريق شجرة بن عبد اللَّه- أنه سمع أبا عبد الرّحمن النهديّ يقول: إنه سجد مع عمر في سورة الحجّ سجدتين. قال الخطيب في الموضح: أبو عبد الرّحمن هو نبيه بن صؤاب. ولهم شيخ آخر يقال له نبيه بن صؤاب يأتي ذكره في القسم الثالث. 8707- نبيه بن عثمان بن ربيعة «2» بن وهب بن حذيفة بن جمح القرشيّ الجمحيّ. ذكره الواقديّ فيمن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، قال: وكان قديم الإسلام. انتهى.   (1) أسد الغابة ت (5205) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الاستيعاب ت (2636) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 104، تهذيب التهذيب 10/ 419، الجرح والتعديل 8/ 491- الأعلمي 29/ 35. (2) أسد الغابة ت (5206) ، الاستيعاب ت (2637) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 333 ولم يذكره ابن إسحاق ولا موسى بن عقبة، ولا أبو معشر، وذكر البلاذريّ أنه ركب السفينة مع جعفر بن أبي طالب. 8708- نبيه بن وهب بن عثمان بن أبي طلحة العبدريّ. ينظر في ترجمة والده. 8709- نبيه، غير منسوب. قال أبو عمر: لا أعرفه بأكثر من أنه ذكر في موالي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اشتراه فأعتقه. انتهى. وذكره صاحب الجمهرة، وقال: إنه كان من مولّدي السّراة، واختلف في ضبطه فقيل بالتصغير، وقيل بوزن عظيم. النون بعدها الجيم 8710- النّجف بن أبي صفرة الأزدي. ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام أنه وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع أبيه وهو أخو المهلّب الأمير المشهور، استدركه ابن فتحون. 8711- نجيح: غلام كلثوم بن الهدم. ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة، وأخرج من طريق عبد العزيز بن عمران، عن محمد بن عمرو بن مسلم، عن أبيه، عن «1» عبد الرّحمن بن يزيد بن جارية- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما نزل على كلثوم بن هدم نادى كلثوم غلامه نجيحا، فتفاءل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم باسمه، وقال: أنجحت يا أبا بكر. وكذا أخرج هذه القصّة أبو سعيد النيسابورىّ في شرف المصطفى، ورواه، محمد بن الحسن المخزومي في أخبار المدينة، عن محمّد بن عبد الرحمن، عن إسحاق بن إبراهيم بن حارثة عن أبيه. النون بعدها الحاء والذال 8712- النحام العدويّ: هو نعيم بن عبد اللَّه. يأتي في نعيم. 8713- نذير الغسّاني: أبو مريم «2» ، مشهور بكنيته.   (1) في أ: عن جده عبد الرحمن. (2) أسد الغابة ت (5208) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 105، الاستيعاب ت (2690) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 334 روى الطّبرانيّ، من طريق بقية، حدّثنا أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغسّاني، عن أبيه، عن جده، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ودفع إليّ اللّواء، ورميت بين يديه بالجندل، فأعجبه ذلك، ودعا لي. وقال أبو حاتم الرّازيّ: سألت بعض الشّاميين عن اسم أبي مريم، فقال نذير. وقيل اسمه بكير، بموحدة وكاف مصغّرا، كما تقدّم. وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 8714- نذير السدوسيّ: هو ابن الخصاصيّة. كان يسمى أولا نذيرا، فسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بشيرا. النون بعدها الزاء 8715- النزّال بن سبرة «1» : بفتح المهملة وسكون الموحدة، الهذليّ الكوفيّ. قال أبو مسعود الدّمشقيّ في «الأطراف» ، وتبعه الحميديّ ثم ابن عساكر، والمزيّ: له صحبة. قال المزيّ: مختلف في صحبته. والمعروف أنه مخضرم كما سيأتي في الثالث. وقد جزم مسلم، وابن سعد، والدّار الدّارقطنيّ، والحاكم بأنه تابعيّ كما سيأتي مبسوطا. واللَّه أعلم. 8716- نزيل: بزاي ولام، المنهالي. تقدم ذكره في بزيل، بموحدة وزاي، وضبطه بالنون والزاي الأمير ابن ماكولا. النون بعدها السين 8717- نسطاس: مولى سعد بن عبادة الخزرجيّ. وقع ذكره في كتاب الأسخياء للدّارقطنيّ، فأخرج من طريق ابن وهب، عن اللّيث بن سعد، عن يحيى بن عبد العزيز، قال: كان سعد بن عبادة يغزو سنة ويغزو ابنه قيس بن سعد سنة، فغزا سعد مع النّاس، فنزل برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ضيوف كثير مسلمون، فبلغ ذلك سعدا، وهو في ذلك الجيش، فقال: إن يك قيس ابني فسيقول يا نسطاس هات المفاتيح، أخرج لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حاجته، فيقول نسطاس: هات من   (1) طبقات ابن سعد 6/ 84، طبقات خليفة 143، التاريخ الكبير 8/ 117، تاريخ الثقات للعجلي 448، الثقات لابن حبان 5/ 482، المعرفة والتاريخ 2/ 760، تاريخ أبي زرعة 1/ 630، الجرح والتعديل 8/ 498، تهذيب الكمال 3/ 1408، تهذيب التهذيب 10/ 423، تقريب التهذيب 2/ 298، أنساب الأشراف 1/ 510، لباب الآداب 320، رجال البخاري 2/ 754، تاريخ الإسلام 2/ 531، أسد الغابة ت (2509) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 335 أبيك كتابا فيدقّ أنفه، ويأخذ المفاتيح، ويخرج لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم حاجته» ، فكان الأمر كذلك. وأخذ قيس لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مائة وسق. 8718- نسطاس: مولى صفوان بن أمية الجمحيّ. شهد أحدا مع المشركين ثم أسلم وحسن إسلامه، فكان يحدّث عن يوم أحد، قال: كنت ممن تخلّف في العسكر ولم يقاتل يومئذ عبد إلا وحشيّ وصؤاب غلام بني عبد الدّار، قال: فاقتتلوا ساعة، فأقبل أصحابنا منهزمين، فدخل أصحاب محمد عسكرنا ونحن في رحالنا، فكنت فيمن أسر، فانتهب العسكر أقبح نهب، فنحن على ما نحن عليه إذ نظرت إلى الخيل مقبلة.. فذكر قصّة، ذكر ذلك الواقديّ، وفيها: ولقد رأيت رجلا من المسلمين ضمّ صفوان بن أميّة إليه حتى ظننت أنه سيموت حتى أدركته وبه رمق.. فوجأته بخنجر معي فوقع فسألت بعد ذلك عنه، فقيل رجل من بني ساعدة ثم هداني اللَّه بعد للإسلام. وذكر ابن إسحاق أن نسطاسا المذكور هو الّذي تولّى قتل زيد بن الدّثنّة رفيق خبيب بن عديّ. 8719- نسير: بالتّصغير، ابن العنبس «1» بن زيد بن عامر الأنصاريّ الظّفريّ. ذكره أبو سعد في شرف المصطفى، وتقدم في الموحدة، وذكر الاختلاف فيه، ويزاد هنا أنّ الخطيب ذكره في المؤتلف بالنون، وساق نسبه من عند ابن عمارة بن القداح، فقال: ولد عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب بن عمرو بن مالك بن الأوس. 8720- نسير بن عنبس. له صحبة، وشهد مشاهد كثيرة، وكان يقال لعنبس والده فارس الحواء، واستشهد نسير يوم جسر أبي عبيد، واستشهد ولد ولده عبد اللَّه بن سهل بن نسير بالقادسيّة. قلت: وقد ذكرت ولد ولده عبد اللَّه فيما مضى. 8721- نسير: بن يحيى الأنصاري، مولى عثمان بن حنيف. سيأتي في الثالث. النون بعدها الشين والصاد 8722- نشيط بن مسعود: بن أمية بن خلف الجمحيّ، أبو غليظ. مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، وسيأتي في الكنى.   (1) أسد الغابة ت (5210) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 336 8723- نصر بن الحارث: بن عبد رزاح بن كعب الأنصاريّ الظفريّ «1» . شهد بدرا في قول الجميع، فذكره هشام بن الكلبيّ، وأبو معشر، وابن عمارة، والواقديّ بصاد مهملة. وذكره ابن القداح بضاد معجمة وصوّبه ابن ماكولا تبعا للخطيب، وذكره ابن إسحاق بنون مضموخة بعدها ميم. وذكر ابن سعد أنه من غلط الرواة عنه. وقد تقدم ذكر ولده الحارث بن النضر في حرف الحاء المهملة. 8724- نصر بن حزن «2» : بفتح المهملة وسكون الزّاي. تقدم في عبدة بن حزن. 8725- نصر بن دهر «3» : بن الأخرم بن مالك الأسلميّ. تقدم ذكر والده في الأول. قال «4» البخاريّ: له صحبة. وقال البغويّ: سكن المدينة، وله حديثان. وأخرج له النسائي من رواية ابنه أبي الهيثم عنه في قصة ماعز حديثا بسند جيد. وله حديث في قصّة عامر بن الأكوع يوم خيبر أخرجه ابن أبي عاصم. وقال ابن عبد البرّ: يروي عبد اللَّه بن الهيثم بن نصر أحاديث انفرد بها. 8726- نصر بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب العدويّ. ذكره الزّبير بن بكّار في النّسب، وقال: هلك هو وولده في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة من الهجرة. 8727- نصر بن وهب: الخزاعي «5» . ذكره ابن السّكن، وابن قانع في الصّحابة، وأخرجا من طريق عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح الهذليّ، حدّثني نصر بن وهب الخزاعي- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم   (1) الاستيعاب ت (2640) ، أسد الغابة ت (5211) . (2) بقي بن مخلد 264، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، أسد الغابة ت (5212) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 105، تقريب التهذيب 299، الاستيعاب ت (2641) ، تهذيب التهذيب 10/ 425، تهذيب الكمال 1408. (3) الثقات 3/ 422، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الطبقات 111، تجريد أسماء الصحابة 2/ 105، بقي بن مخلد 616، 703، خلاصة تذهيب 3/ 90، تهذيب التهذيب 10/ 426، الجرح والتعديل 8/ 464، التاريخ الكبير 8/ 100، الكاشف 3/ 200، تهذيب الكمال 1209، أسد الغابة ت (5213) ، الاستيعاب ت (2642) . (4) في أ: الدال. (5) أسد الغابة ت (5215) ، رجال السند والهند 539، الاستيعاب ت (2643) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 105، العقد الثمين 7/ 336 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 337 ركب حمارا بغير سرج موكف عليه قطيفة، وأردف معاذ بن جبل، فقال: «هل تدري ما حقّ اللَّه على العباد؟» الحديث. وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم من هذا الوجه. 8728- نصر السّلميّ. ذكر له ابن حزم في الوحدان من مسند بقي بن مخلد حديثا، ويحتمل أن يكون هو نصر بن دهر المقدم ذكره. 8729- نصرة بن أكثم: بزيادة هاء في آخره. تقدم ذكره والخلاف في أول حرف منه في [أول] «1» الباء الموحدة. 8730- نصيب الغنوي: مولاهم «2» . ذكره أبو نعيم في حديث من طريق أبي سفيان الغنوي، حدّثنا أحمد بن الحارث، حدّثتنا نادية بنت الجعد، عن سرّاء بنت نبهان، وكانت ربّة بيت في الجاهليّة، قالت: سأل نصيب مولانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن الحيات: ما نقتل منها؟ قال: «اقتلوا ما ظهر منها، فإنّ من قتلها قتل كافرا، وإنّ من قتلته كان شهيدا» . 8731- نصير «3» : مصغّر. ذكره مطيّن، وأخرج من طريق ثور بن زيد، عن سليم، عن نصير: نهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن قسمة الضّرار. قال البغوي: لا أعلم له صحبة أم لا. النون بعدها الضاد 8732- النّضر بن الحارث: بن علقمة بن «4» كلدة بن عبد الدار القرشيّ العبدريّ. قال ابن أبي حاتم : النّضر بن الحارث. ويقال نضير، من مسلمة الفتح، وليست له رواية. وكذا أخرج ابن مندة، من طريق المثنى بن الحارث بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق،   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (5216) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 106، تقريب التهذيب 2/ 301، خلاصة تذهيب 3/ 93، أسد الغابة ت (5217) . (4) أسد الغابة ت (5219) ، الاستيعاب ت (2694) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 338 عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما أقبل من الطائف نزل الجعرانة، وأعطى النّضر بن الحارث مائة من الإبل. وقد أنكر ابن الأثير على من ترجم للنضير بن الحارث. وقال النضر: قتل كافرا بإجماع أهل السّير، وتعقب لاحتمال أن يكون له أخ سمي باسمه أو أحدهما بزيادة التحتانية. ولهما أخ آخر اسمه الحارث سمّي باسم أبيه، ذكره زياد البكائيّ، عن ابن إسحاق، تقدم ذكره. ومما يتمسك به من ذكره أنّ موسى بن عقبة ذكر أنّ النّضير بن الحارث، بزيادة التحتانية، من مهاجرة الحبشة، وصاحب الترجمة ذكروا أنه من مسلمة الفتح. وسيأتي مزيد لهذا في ترجمة النّضير إن شاء اللَّه تعالى. [وقد ذكره البلاذريّ عن الهيثم بن عديّ، قال: هاجر النضير بن الحارث إلى الحبشة، ثم قدم مكة فارتدّ، ثم أسلم يوم الفتح أو بعده، واستشهد باليرموك، فعلى هذا يحصل الجمع، وأنه واحد. واللَّه أعلم] «1» . 8733- النّضر بن سلمة الهذلي «2» . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق سلمة بن نجب، عن أبيه- أنه سمع أبا عبد اللَّه القراظ يحدّث عن النّضر بن سلمة الهذلي، ذكر أنه سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «لو يعلم النّاس ما في شهود العتمة والصّبح لأتوهما ولو على الرّكب» » . 8734- نضرة بن أكثم «4» : بن أبي الجون الخزاعيّ. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: هو أخو معبد، وأمهما أمّ معبد بنت خالد التي نزل عليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما هاجر وهو غير بصرة بن أكثم الماضي في الموحدة، وإن كان أبو عمر خلطهما. والّذي أظنّه أن الّذي بالموحدة ثم المهملة أنصاريّ. 8735- نضرة بن خديج الجشميّ «5» . وقع ذكره في رواية سعيد بن عبد الرّحمن، عن سفيان بن عيينة في جامعه، عن أبي   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (5221) . (3) أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 43 عن عائشة ... الحديث وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه زكريا ابن منظور وهو ضعيف والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 19492. (4) أسد الغابة ت (5222) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الاستيعاب ت (2693) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 106، تقريب التهذيب 2/ 303، العقد الثمين 7/ 339، تهذيب الكمال 3/ 1414. (5) أسد الغابة ت (5224) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 106. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 الزّعراء، عن أبي الأحوص، واسمه عوف بن مالك بن نضلة- أن أباه أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وقال مرة عن أبي الأحوص عن جدّه، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فصعّد فيّ النظر وطأطأ، فقال: «أربّ إبل أم ربّ غنم؟» الحديث. وهذا الحديث معروف بوالد أبي الأحوص، وهو مالك بن نضلة، وحديثه عند البخاريّ في الأدب من طريق أبي الأحوص، وكذا هو عند أصحاب السّنن الأربعة، وكذا أخرجه أحمد عن سفيان. 8736- نضلة بن طريف «1» : بن نهصل الحرمازي. ذكره ابن أبي عاصم والبغويّ وابن السّكن، وأخرجوا من طريق الجنيد بن أمين بن ذروة بن نضلة بن طريف بن نهصل الحرمازي، عن أبيه، عن جدّه نضلة. وفي رواية البغويّ: حدّثني أبي أمين حدّثني أبي ذروة، عن أبي نضلة، عن رجل منهم يقال له الأعشى، واسمه عبد اللَّه بن الأعور: كانت عنده امرأة منهم يقال لها معاذة، فخرج يمتار لأهله من هجر، فهربت امرأته من بعده ونشزت عليه، فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن نهصل، فأتاه فقال: يا ابن عم، عندك امرأتي، فادفعها إليّ. فقال: ليست عندي، ولو كانت عندي ما دفعتها إليك، وكان مطرّف أعز منه فخرج حتى أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فعاذ به، وأنشأ يقول: يا ملك النّاس وديّان العرب ... إليك أشكو ذرية من الذّرب «2» كالذئبة السّغباء في ظلّ السّرب ... خرجت أبغيها الطّعام في رجب فنزعتني بنزاع وحرب ... أخلفت العهد ولطّت بالذّنب ووردتني بين عصب ينتسب ... وهنّ شرّ غالب لمن غلب [الرجز] فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «وهنّ شرّ غالب لمن غلب» . فكتب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى مطرف بن نهصل: انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه، فلما قرئ عليه الكتاب قال: يا معاذة، هذا كتاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيك، فأنا دافعك إليه. فقالت: خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيّه أن لا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لها ذلك عليه ودفعها إليه، فقال ذلك:   (1) أسد الغابة ت (5225) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الاستيعاب ت (2644) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 106. (2) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (5225) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 340 لعمرك ما حبّي معاذة بالّذي ... يغيّره الواشي ولا قدم العهد [الطويل] 8737- نضلة بن عبيد الأسلميّ: أبو برزة «1» مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. وقال ابن دريد نضلة بن عبد اللَّه هو الّذي قتل هلال بن خطل، فلعله كان اسمه عبد اللَّه، ويقال له عبيد. وقال ابن شاهين: أبو برزة نضلة بن عبيد، ثم ساق من طريق أحمد بن سيار المروزيّ: أبو برزة اسمه عبد اللَّه بن نضلة بن عبيد بن الحارث بن حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جذيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أنصى. نزل مرو ومات بها ودفن في مقبرة كلاباذ، وولده بمرو. وقيل: مات بالبصرة. وقيل: مات بمفازة سجستان وهراة. وفي «تاريخ نيسابور» للحاكم: يقال اسمه نضلة بن عبيد، ثم ساق بسنده إلى العبّاس بن مصعب، قال: حدّثني محمد بن مالك بن يزيد بن أبي برزة الأسلميّ، قال: كان اسم أبي برزة الأسلمي نضلة بن نيار، فسمّاه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عبد اللَّه، وقال: «نيار شيطان» ، وهو نيار بن حبال بن ربيعة، فساق نسبه كما تقدم، لكن زاد بين دعبل وأنس عبدان. انتهى. ثم نقل ابن شاهين، عن أبي نعيم- أنه نضلة بن عبد اللَّه، وعن أحمد، وعن ابن معين: نضلة بن عبيد، وهو قول الأكثر. ونقل ابن سعد، عن الهيثم بن عديّ، أنه خالد بن نضلة، وعن الواقديّ قال: ولده يقولون اسمه عبد اللَّه بن نضلة، وهو مشهور بكنيته. قال أبو عمر: وكان إسلامه قديما، وشهد فتح خيبر، وفتح مكّة وحنينا، وروي عنه أنه قال: قتلت ابن حطل. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعن أبي بكر، روى عنه ابنه المغيرة، وابنه ابنه منية بنت عبيد بن أبي برزة، وأبو عثمان النهديّ، وأبو العالية، وأبو الوازع وأبو الوضيء، وأبو المنهال سيار بن سلامة، والأزرق بن قيس، وأبو طالوت بن عبد السّلام بن أبي حازم، وأبوه. وآخرون.   (1) الثقات 3/ 419، أسد الغابة ت (5226) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 106، تقريب التهذيب 303، تاريخ من دفن بالعراق 458، تهذيب التهذيب 10/ 446، الأعلام 8/ 33، الجرح والتعديل 8/ 499، الكاشف 3/ 205، الطبقات الكبرى 7/ 9، 366، التعديل والتجريح 740، الاستيعاب ت (2645) ، تنقيح المقال 12479، المعرفة والتاريخ والفهارس 800، دائرة الأعلمي 29/ 120. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 341 وقال ابن سعد: كان من ساكني المدينة، ثم نزل البصرة، وغزا خراسان. وقال غيره: شهد مع علي قتال الخوارج بالنهروان، وغزا خراسان بعد ذلك، ويقال إنه شهد صفّين والنّهروان مع علي. روي ذلك من طريق ثعلبة بن أبي برزة عن أبيه. وقال ابن الكلبيّ: نزل البصرة، وله بها دار، ثم سار إلى خراسان فنزل مرو، ثم عاد إلى البصرة. وقال خليفة: مات بخراسان سنة أربع وستين بعد ما أخرج ابن زياد من البصرة. وقال غيره: مات في خلافة معاوية. قلت: وجزم الحاكم أبو أحمد بالأوّل. وقال ابن حبّان: قيل إنه بقي إلى خلافة عبد الملك، وبه جزم البخاريّ في التّاريخ الأوسط في فضل من مات بين الستين إلى السّبعين. قلت: ويؤيده ما جزم به محمد بن قدامة وغيره أنه مات في سنة خمس وستين، وكانت ولاية عبد الملك، فإنّ يزيد مات في أوائل سنة أربع، وولي ابنه معاوية أياما يسيرة، ثم قامت الفتنة إلى أن استقلّ ابن الزّبير بالحجاز والعراق وخراسان ومروان بالشّام، ثم توجه إلى مصر فغلب عليها، وعاش قليلا، ومات في رمضان منها. وقد أخرج البخاريّ في صحيحه أنه عاب على مروان وابن الزبير والقراء بالبصرة لما وقع الاختلاف بعد موت يزيد بن معاوية، فقال في قصة ذكرها حاصلها أنّ الجميع إنما يقاتلون على الدنيا. وفي صحيح البخاريّ أنه شهد قتال الخوارج بالأهواز، زاد الإسماعيليّ في مستخرجه مع المهلب بن أبي صفرة. انتهى، كان ذلك في ولاية بشر بن مروان على البصرة من قبل أخيه عبد الملك. 8738- نضلة بن عمرو «1» بن أهبان «2» بن حلّان بن جعاف بن حبيب بن غفار الغفاريّ. تقدم له حديث في ترجمة مكرم الغفاريّ. وقال ابن السّكن: له صحبة، وأخرج أحمد والبغويّ، وثابت في الدّلائل، وابن قانع من طريق ابن يونس محمد بن معن بن نضلة بن عمرو: وأخبرني جدّي عن أبيه نضر بن   (1) أسد الغابة ت (5227) ، الثقات 3/ 420، الطبقات 33، الاستيعاب ت (3646) تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، الجرح والتعديل 8/ 499، دائرة معارف الأعلمي 29/ 120، ذيل الكاشف 1585. (2) في أ: هبار. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 نضلة- أن نضلة لقي النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمرس «1» فهجم عليه شوائل، فحلب لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في إناء فشرب وشرب فضلة إنائه، فقال: يا رسول اللَّه، إني كنت أشرب السبعة فلا أمتلئ. فقال: «إنّ المؤمن يشرب في معى واحد ... » الحديث. وفي رواية له: سمعت جدّي: حدّثني نضلة بن عمرو، قال: أقبلت مع لقاح لي ... فذكر نحوه. 8739- نضلة الأنصاريّ «2» . روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنه سعيد بن المسيّب، ذكره أبو عمر مختصرا، وسبقه ابن أبي حاتم، وزاد: إنّ حديثه في امرأة تزوّجها. وتردد فيه ابن قانع، فقال: نضلة، أو نضرة. 8740- نضلة الأنصاريّ: آخر. تقدم ذكره في ترجمة جعفر بن نضلة. 8741- النّضير بن الحارث بن «3» علقمة بن كلدة العبدريّ. ذكره موسى بن عقبة في مهاجرة الحبشة، وأنه استشهد باليرموك. وأما ابن إسحاق فقال في المغازي: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم وغيره، قالوا: وكان ممن أعطى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من المؤلّفة يوم حنين النضير بن الحارث مائة بعير، وكذا قال ابن سعد، وابن شاهين. وقال ابن موكولا: يكنى أبا الحارث، وكان من حكماء قريش، ويقال له الرّهين، وهو أخو النّضر بن الحارث الّذي أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقتله بالصّفراء بعد قفوله من بدر، فقال ابن عبد البرّ: أمر له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين بمائة من الإبل، فأتاه رجل من بني الدئل يبشره بها، فقال: واللَّه ما طلبتها، فأخذها وأعطى الدئلي منها عشرة، وقال: واللَّه ما أحبّ أن أرتشي على الإسلام، ثم خرج إلى المدينة فسكنها، ثم خرج إلى الشّام مهاجرا وشهد اليرموك، وقتل بها. وكذا قال موسى بن عقبة، والزّبير بن بكّار، وابن الكلبيّ: إنه استشهد باليرموك.   (1) مرس: بالتحريك- والسين المهملة: موضع عند المدينة، قال ابن مقبل: واشتقت القهب ذات الخرج من مرس ... شقّ المقاسم عنه مدرع الردن انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1257. (2) أسد الغابة ت (5223) ، الاستيعاب ت (2647) . (3) المشتبه 40643، أسد الغابة ت (5229) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 343 والقصّة التي ذكرها ابن عبد البرّ أخرجها الواقدي في المغازي مطوّلة ثم قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه، قال: كان النضير بن الحارث من أعلم الناس، وكان يقول: الحمد للَّه الّذي أكرمنا بالإسلام ومنّ علينا بمحمد، ولم نمت على ما مات عليه الآباء، لقد كنت أوضع مع قريش في كل وجهة حتى كان عام الفتح، وخرج إلى حنين فخرجنا معه ونحن نريد إن كانت دبرة على محمد أن نعين عليه فلم يمكنا ذلك، فلما صار بالجعرانة، فو اللَّه إني لعلى ما أنا عليه إن شعرت إلا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تلقاني بفرحة، فقال «النّضير» ! قلت: لبيك! قال: «هذا خير ممّا أردت يوم حنين» . قال: فأقبلت إليه سريعا، فقال: «قد آن لك أن تبصر ما أنت فيه» . فقلت: قد أرى. فقال: «اللَّهمّ زده ثباتا» . قال: فو الّذي بعثه بالحق لكان قلبي حجرا ثباتا في الدين ونصرة في الحق، ثم رجعت إلى منزلي فلم أشعر إلّا برجل من بني الدئل يقول: يا أبا الحارث، قد أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمائة بعير، فأجزني منها فإن عليّ دينا. قال فأردت ألّا آخذها، وقلت: ما هذا منه إلا تألّف، ما أريد أن أرتشي على الإسلام، ثم قلت: واللَّه ما طلبتها ولا سألتها، فقبضتها وأعطيت الدئلي منها عشرا. وللنّضير هذا ولد يقال له المرتفع، ومرتفع لقب، واسمه محمد، وإليه ينسب البئر الّذي يقال له بئر ابن المرتفع بمكّة. النون بعدها الظاء 8742- نظير المزني «1» . ذكره أبو موسى في «الذيل» من طريق أبي إسحاق المستملي، ثم من طريق محمد بن إسماعيل بن جعفر، عن عبد اللَّه بن سلمة، عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن نظير المزني أو المدني: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ اللَّه إذا سمع قراءة لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا يقول: أبشر عبدي، فو عزّتي لا أنساك على حال من أحوال الدّنيا والآخرة» . قال المستملي: ذكر لابن طرخان فلم يعرفه، وقال: الحديث أكثر من أن يحصى. انتهى. وعبد اللَّه بن سلمة واهي الحديث. النون بعدها العين 8743- نعامة الضبي «2» : والد يزيد.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، أسد الغابة ت (5231) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، أسد الغابة ت (5232) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 344 قال الدّار الدّارقطنيّ: ذكره أبو بشر المروزي، من طريق حبان العبدري، عن يزيد بن نعامة الضبي، عن أبيه، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا قرب إليه الطّعام قال: «سبحانك ما أحسن ما ابتليتنا! سبحانك ما أكثر ما أعطيتنا! سبحانك ما أعظم ما عافيتنا!» استدركه أبو موسى. 8744- نعم: بضم أوله «1» . غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اسمه، فسماه عبد اللَّه. تقدم. 8745- النّعمان بن الأسود الكنديّ، هو ابن أبي الجون، يأتي. 8746- النّعمان بن أشيم الأشجعي «2» : أبو هند، والد نعيم بن أبي هند، مشهور بكنيته. قال خليفة بن خيّاط: اسمه رافع بن أشيم. يعدّ في الكوفيين، ويقال له نعمان مولى أشجع. وقال البخاريّ، وأبو حاتم، وابن السكن، وأبو عمر: له صحبة. نزل الكوفة، وأورد البخاريّ وابن مندة، من طريق الربيع بن النّعمان مولى بني نصر، أخبرني نعيم بن أبي هند، قال علز أبي عند الموت فاشتد نزعه، فقال: أي بنيّ، إني أخاف أن يكون قد بقي لي أثر فحوّل فراشي إلى زاوية من البيت، فحوّلناه فقضى. قال: وكان أبي قد أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج له ابن السّكن، من طريق سلمة بن نبيط. حدّثني أبو نعيم بن أبي هند، قال: حججت مع أبي وعمي، فقال لي: ترى صاحب الجمل الأحمر يخطب ذاك رسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، هكذا ذكره في ترجمة أبي هند بناء على أن المراد بأبي نعيم هو أبو هند، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير. والصّواب عن سلمة، حدّثني أبي أو نعيم بن أبي هند عنه، قال: حججت ... فذكر الحديث. والضّمير في قوله عنه لوالد سلمة، فصاحب الحديث هو نبيط بن شريط لا والد أبي نعيم. وأورد ابن مندة الحديث من طريق سلمة، قال: حدّثني أبي أبو نعيم بن أبي هند، عن أبيه ... فذكره، فقوله عن أبيه يريد والد سلمة لا والد نعيم، نبه على ذلك أبو نعيم، وأخرج من طريق سلمة: حدّثني أبي أو نعيم، عن أبي، قال: حججت، فهذا هو الصّواب.   (1) أسد الغابة ت (5232) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، التاريخ الصغير 1/ 175، الجرح والتعديل 8/ 444، أسد الغابة ت (5234) ، التاريخ الكبير 8/ 76، الاستيعاب ت (2648) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 8747- النّعمان بن أوس المعافريّ. وفد على النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قاله أبو علي الهجريّ، ونقلته من خط مغلطاي. 8748- النّعمان بن بزرج اليمانيّ «1» . قال ابن حبّان: يقال له صحبة. قلت: وهو معروف في المخضرمين. وسيأتي في الثالث. 8749- النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس «2» بن زيد الأنصاري الخزرجيّ. تقدم تمام نسبه في ترجمة والده في حرف الباء الموحدة، يكنى أبا عبد اللَّه، وهو مشهور. له ولأبيه صحبة. قال الواقديّ: كان أوّل مولود في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا، وعن ابن الزبير: كان النعمان بن بشير أكبر مني بستة أشهر. وروى عن النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن خالد بن عبد اللَّه بن رواحة، وعمر وعائشة. روى عنه ابنه   (1) أسد الغابة ت (5236) . (2) الاستيعاب ت (2650) ، طبقات ابن سعد 6/ 53، طبقات خليفة 593/ 930، 2853، المحبر 276، 294، 421، التاريخ الكبير 8/ 75، المعارف 294، أخبار القضاة 3/ 201- الأغاني 16/ 28، 54 المستدرك 2/ 530، أنساب العرب 364، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 531، تاريخ ابن عساكر 17/ 293، الكامل 4/ 149، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 129، تهذيب الكمال 1413، تاريخ الإسلام 3/ 88، تذهيب التهذيب 4/ 97، البداية والنهاية 8/ 244، تهذيب التهذيب 10/ 447، خلاصة تذهيب 345، شذرات الذهب 1/ 72، أسد الغابة ت (5237) ، تاريخ خليفة 65، أنساب الأشراف 1/ 244، تاريخ اليعقوبي 2/ 188، الأخبار الطوال 225، تاريخ الطبري 2/ 471، مروج الذهب 1621، المعرفة والتاريخ 1/ 381، العقد الفريد 3/ 66، مقدمة مسند بقي بن مخلد 83، التاريخ الصغير 58، البرصان والعرجان 21، والأخبار الموفقيات 228، سيرة ابن هشام 3/ 170، مشاهير علماء الأمصار 51، الجرح والتعديل 8/ 444، التاريخ لابن معين 2/ 606، الزهد لابن المبارك 251، المعارف 294، عيون الأخبار 1/ 191، تاريخ الثقات 450، الثقات لابن حبان 3/ 409، أخبار القضاة لوكيع 2/ 410، فتوح البلدان 156، المغازي للواقدي 216، المحبر 276، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 376، تاريخ أبي زرعة 1/ 199، الأسامي والكنى للحاكم 1/ 306، الخراج وصناعة الكتاب 297، جمهرة أنساب العرب 364، تاريخ العظيمي 159، وفيات الأعيان 1/ 116، تحفة الأشراف 9/ 15، المستدرك 3/ 530، الأغاني 16/ 28، دول الإسلام 1/ 49، المعين في طبقات المحدثين 27، المغازي (من تاريخ الإسلام) 496، عهد الخلفاء الراشدين 341، مرآة الجنان 1/ 140، ربيع الأبرار 4/ 110، تخليص الشواهد 431، خزانة الأدب 1/ 461، المزهر 2/ 481. النكت الظراف 9/ 15، تاريخ الإسلام 2/ 261. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 346 محمد، ومولاه سالم، وعروة، والشّعبي، والسّبيعي، وأبو قلابة، وخيثمة بن عبد الرّحمن، وسماك بن حرب، وآخرون. وقال أبو مسهر، عن شعبة بن عبد العزيز: كان قاضي دمشق بعد فضالة بن عبيد، وقال سماك بن حرب: استعمله معاوية على الكوفة، وكان من أخطب من سمعت. وقال الهيثم: نقله معاوية من إمرة الكوفة إلى إمرة حمص، وضمّ الكوفة إلى عبيد اللَّه بن زياد، وكان بالشّام لما مات يزيد بن معاوية. ولما استخلف معاوية بن يزيد، ومات عن قرب دعا النعمان إلى ابن الزّبير ثم دعا إلى نفسه، فواقعه مروان بن الحكم بعد أن واقع الضّحاك بن قيس، فقتل النّعمان بن بشير، وذلك في سنة خمس وستين. 8750- النّعمان بن بيبا «1» : بموحدتين بينهما تحتانية ساكنة الضّبيبي، بفتح المعجمة وكسر الموحدة. ذكره المستغفريّ، وأورده من طريق سعد بن عبد اللَّه بن حارثة بن خليفة، عن أبيه، عن جدّة، عن النّعمان بن بيبا، قال: أتينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في نفر من بني الضّبيب، فسألناه، فقضى حوائجنا ... فذكر الحديث. وإسناده مجهول. 8751- النّعمان بن ثابت: بن النّعمان «2» ، أبو الصّبّاح، مشهور بكنيته. وسيأتي. ويقال اسمه عمير. 8752- النعمان بن جبلة: بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن الجلاح بن عوف بن بكر بن عذرة العذريّ. ذكره الطّبريّ، وقال: وفد هو وأخوه عبد عمرو علي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واسم عبد عمرو بكر، وكان النّعمان رئيسا في الجاهليّة، وهو الّذي أسر بشير بن أبي حازم، وأهداه إلى أوس بن حارثة الطائي لكونه هجا أوسا وأمّه. والقصّة مشهورة، وقد مدح النابغة الذبيانيّ النعمان المذكور. 8753- النّعمان بن جزء: بن النّعمان بن قيس «3» بن مالك بن سعد بن ذهل بن   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 108، أسد الغابة ت (5239) . (2) المحن 255، 460، غاية النهاية 342، أسد الغابة ت (5240) ، الطبقات 167، 227، تجريد أسماء الصحابة 2/ 108، خلاصة تذهيب 3/ 95، تهذيب التهذيب 10/ 449، الأعلام 8/ 36- أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 908، التاريخ الصغير 2/ 43، 100، 230، الجرح والتعديل 8/ 449، تذكرة الحفاظ 98، الكاشف 3/ 205، تاريخ بغداد 13/ 323، روضات الجنان 167. (3) أسد الغابة ت (5241) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 347 غطيف بن عبد اللَّه بن ناجية بن مراد المرادي ثم الغطيفي. ذكره ابن يونس، وقال: وفد على النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد فتح مصر، ولا يعلم له رواية، وله أخ يقال له هانئ شهد فتح مصر، ولهما جميعا صحبة. 8754- النّعمان بن أبي جعال «1» : الضبيبي، من رهط رفاعة بن زيد. ذكره ابن إسحاق فيمن أسلم منهم، ووفد على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد أن غزاهم زيد بن حارثة حين غزا بني جذام، من أرض حسمى «2» . 8755- النّعمان بن أبي الجون، وهو الأسود بن شراحيل بن حجر بن معاوية الكنديّ. ذكره الطّبريّ عن الواقديّ، وقال: قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسلما، وقال: أزوّجك أجمل أيّم في العرب، يريد أخته أسماء، وساق الحديث في تزويجها، ثم فراقها. وأخرج قصّته الحاكم من طريق الواقديّ، عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن أبي عوف، قال: قدم النّعمان بن أبي الجون، فذكره، وزاد: وكان ينزل هو وأبوه مما يلي الشّربّة، قال: وكانت أسماء تحت ابن عم لها هلك عنها، وقد رغبت فيك وخطبت إليك، قال: فتزوّجها على اثنتي عشرة أوقية ونشّ، فقال: يا رسول اللَّه، لا تقصّر بها في المهر، فقال: «ما أصدقت أحدا من نسائي ولا أصدقت أحدا من بناتي فوق هذا» . فقال النّعمان: فيك الأسوة يا رسول اللَّه، فابعث إلى أهلك، فبعث معه أبا أسيد السّاعدي، فلما قدر عليها جلست في بيتها فأذنت له أن يدخل، فقال أبو أسيد: إن نساء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لا يراهنّ أحد من الرّجال. فقالت: أرشدني. قال: لا تكلّمي أحدا من الرجال إلا ذا محرم منك. قال أبو أسيد، فتحملت معي في محفّة، فقدمت بها المدينة، فأنزلتها في بني ساعدة، فدخل عليها نساء الحيّ فرحين بها، وكانت من أجمل النساء، فدخل عليها داخل من النساء، فقالت لها: إنك من الملوك، وإن كنت تريدين أن تحظي عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فاستعيذي منه ... الحديث. 8756- النّعمان بن حارثة الأنصاريّ «3» . يقال: إنه شهد العقبة الأولى، فأخرج ابن مندة، وأبو نعيم، من طريق محمد بن   (1) أسد الغابة ت (5242) . (2) حسمي: بالكسر ثم السكون وهو أرض ببادية الشام. انظر: معجم البلدان 2/ 298. (3) أسد الغابة ت (5243) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 348 إبراهيم بن يسار، عن أبي إسحاق السّبيعي، عن الشّعبي، وعن عبد الملك بن عمير، عن عبد اللَّه بن عمر، عن عقيل بن أبي طالب، وعن ابن أخي الزّهري، عن الزّهري قالوا: لما اشتدّ المشركون على النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فلقي الستة من الأنصار بمنى عند جمرة العقبة قال النّعمان بن حارثة: أبايعك على الإقدام في أمر اللَّه، وإن شئت واللَّه يا رسول اللَّه ملنا على أهل منى بأسيافنا هذه. فقال: لم أومر بذلك. انتهى. وفي السّند من لا يعرف، ولم يذكر ابن إسحاق ولا موسى بن عقبة النّعمان هذا. 8757- النّعمان بن أبي خذمة «1» بن النعمان «2» بن أمية بن البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاريّ الأوسيّ. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما فيمن شهد بدرا. وذكره ابن سعد عن الواقديّ وأبي معشر، فقال النّعمان بن خذمة أبو خذمة بالخاء المعجمة، وعن أبي عمارة بالحاء المهملة، قال: وقد نظرنا في نسب الأنصار فلم نجد من يكنى هذا. قلت: ذكره ابن الكلبيّ كما قال ابن عمارة، ولم يذكر كنيته، وقال: شهد بدرا. 8758- النّعمان ومالك ابنا خلف بن دارم بن أسلم بن أفصى الخزاعيّ «3» . ذكرهما ابن سعد والبغويّ عنه، وقالا: كانا طليعتين لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم أحد، فقتلا شهيدين، فدفنا في قبر واحد. 8759- النّعمان بن رازية «4» براء ثم زاي مكسورة بعدها تحتانية، والأزديّ، ثم اللهبيّ، عريف الأزد، وصاحب رايتهم. قال البخاريّ: سمع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الوحدان من الصّحابة. وقال ابن أبي حاتم، وابن حبّان: له صحبة. وذكره أحمد بن محمد بن عيسى فيمن نزل حمص من الصّحابة. وأخرج ابن قانع، وابن السّكن من طريق محمد بن الوليد الزبيديّ، عن محمد بن   (1) في أ: خذيمة. (2) أسد الغابة ت (5245) ، الاستيعاب ت (2651) . (3) أسد الغابة ت (5246) . (4) الثقات 3/ 410، أسد الغابة ت (5248) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، التاريخ الكبير 8/ 75، الاستيعاب ت (2652) ، الطبقات الكبرى 2/ 158. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 صالح بن شريح عن أبيه- أنه سمع عريف الأزد يقال له النّعمان بن الرّازية، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنا كنا نعتاف في الجاهليّة، وقد جاء اللَّه بالإسلام! فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «نفى الإسلام صدقها، فلا يمنعنّ أحدكم من سفره» . لفظ ابن السّكن. ولفظ ابن قانع: فقال: «فهي في الإسلام أصدق ... » إلى أخره. والأول أقرب إلى الصواب. قال ابن السّكن: لم أجد له عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غير هذا الحديث. قلت: وهو يرد على قول ابن أبي حاتم الرازيّ لم يرو عنه العلم، وذكر الواقديّ في المغازي، عن أبي معشر وغيره- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما أراد التوجه إلى الطّائف بعد حنين أرسل إلى الطفيل بن عمرو الدّوسي، وأمره أن يهدم صنم عمرو بن حممة، ويستمدّ قومه، فوافاه بالطّائف، ومعه أربعمائة رجل، فقال الطفيل: من كان يحملها في الجاهليّة النّعمان بن الرازية اللهبي. 8760- النعمان بن ربعي «1» : يقال هو اسم أبي قتادة بن ربعي الأنصاريّ. والمشهور أن اسمه الحارث، وسيأتي في الكنى. 8761- النّعمان بن زيد بن أكال «2» . تقدم ذكره في ترجمة ولده سعد، وأن «3» ابن الكلبيّ ذكر أن القصّة المذكورة لسعد إنما هي للنّعمان. 8762- النّعمان بن سنان الأنصاري «4» : مولى بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما في البدريين، وليست له رواية. 8763- النعمان بن سفيان بن خالد بن عوف من بني سهم. ذكره ابن سعد عن الواقديّ أنه أحد الثلاثة الذين بعثهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في آثار المشركين في غزوة حمراء الأسد. وتقدم سليط بن سفيان، وكأنه أخو هذا. وتقدم النّعمان بن خلف بن عون قريبا.   (1) أسد الغابة ت (5247) . (2) أسد الغابة ت (5449) . (3) في أ: قال. (4) أسد الغابة ت (5251) ، الاستيعاب ت (2653) ، الإكمال 4/ 445. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 350 8764- النعمان بن شريك الشيبانيّ «1» . تقدم ذكره في ترجمة مفروق بن عمر، وجزم الذّهبي في التجريد بأنّ له وفادة. وأما أبو نعيم فأثبت الصّحبة للنّعمان، ونفاها عن مفروق. 8765- النّعمان بن عبد عمرو» بن مسعود بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاريّ الخزرجيّ. قال ابن حبّان: له صحبة، وذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بأحد، وكذا قال ابن الكلبيّ. وتقدم ذكر أخيه الضّحاك. 8766- النعمان بن عبيد: ويقال لعبيد مقرن بن أوس بن مالك الأنصاريّ. ذكره ابن القدّاح في نسب الأنصار، وقال: إنه استشهد باليمامة. 8767- النّعمان بن عجلان «3» بن النعمان بن عامر بن زريق الأنصاري الزّرقيّ. قال أبو عمر: كان لسان الأنصار وشاعرهم، وهو الّذي خلف على خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطّلب بعد قتله، وهو القائل يفخر بقومه من أبيات: فقل لقريش نحن أصحاب مكّة ... ويوم حنين والفوارس في بدر نصرنا وآوينا النّبيّ ولم نخف ... صروف اللّيالي والعظيم من الأمر وقلنا لقوم هاجروا مرحبا بكم ... وأهلا وسهلا قد أمنتم من العقر نقاسمكم أموالنا وديارنا ... كقسمة أيسار الجزور على الشّطر «4» [الطويل] وأخرج ابن السّكن، وابن مندة، من طريق يزيد بن هارون، عن عيسى بن ميمون، عن محمد بن كعب، عن النّعمان بن عجلان، قال: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا أوعك، فقال: «كيف تجدك يا نعمان؟» قلت: أجدني أوعك. فقال: «اللَّهمّ شفاء عاجلا ... » الحديث.   (1) أسد الغابة ت (5252) . (2) عنوان النجابة 163، الثقات 3/ 410، تجريد أسماء الصحابة 2/ 9، أصحاب بدر 229، الاستبصار 91. (3) أسد الغابة ت (5254) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 109، الاستيعاب ت (2655) ، الثقات 3/ 410، الاستبصار 175، الأعلام 8/ 37، التاريخ الصغير 1/ 86، الطبقات الكبرى 8/ 390. (4) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (5254) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2655) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 قال ابن السّكن: لم أجد عنه حديثا غير هذا، وأظنه مرسلا. قلت: وعيسى ضعيف جدّا. وذكر المبرد أن علي بن أبي طالب استعمل النعمان هذا على البحرين، فجعل يعطي كل من جاءه من بني زريق، فقال فيه الشّاعر- وهو أبو الأسود الدئلي: أرى فتنة قد ألهت النّاس عنكم ... فندلا زريق المال ندل الثّعالب فإنّ ابن عجلان الّذي قد علمتم ... يبدّد مال اللَّه فعل المناهب «1» [الطويل] 8768- النّعمان بن عديّ بن نضلة العدويّ «2» . تقدم ذكره في ترجمة أبيه عديّ، وأنه من مهاجرة الحبشة، وولى عمر النّعمان هذا ميسان، وهو القائل الأبيات المشهورة: فمن مبلغ الحسناء أنّ حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم إذا شئت غنّتني دهاقين قرية ... وصنّاجة تجذو على كلّ منسم إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني ... ولا تسقني بالأصغر المتثلّم لعلى أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدّم «3» [الطويل] فبلغ عمر، فكتب إليه: قد بلغني شعرك، وقد واللَّه ساءني، وعزله، فلما قدم قال: واللَّه ما كان من ذلك شيء، وإنما هو فضل شعر قلته، فقال عمر: إني لأظنّك صادقا، ولكن واللَّه لا تعمل لي عملا. قال الزّبير بن بكّار، عن عمه مصعب: خطب ابن عمر إلى نعيم بن النحام بنته، فقال:   (1) البيتان للعباس بن مرداس في ملحق ديوانه ص 151، وللعباس أو لغاوي بن ظالم السّلمي، أو لأبي ذر الغفاريّ في لسان العرب 1/ 237، (ثعلب) ، ولراشد بن عبد ربّه في الدرر 4/ 104، وشرح شواهد المغني ص 317، وبلا نسبة في أدب الكاتب ص 103، 290، وجمهرة اللغة 1181، ومغني اللبيب ص 105، وهمع الهوامع 2/ 22 وفيه شاهد نحوي في قوله: «برأسه» حيث جاء الباء بمعنى «على» ، أسد الغابة ترجمة رقم (5254) . (2) أسد الغابة ت (5455) ، الاستيعاب ت (2656) . (3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (5255) ، والاستيعاب ترجمة رقم 2656) ، سيرة ابن هشام في ذكرى قدوم جعفر بن الحبشة: 2/ 366، وكتاب نسب قريش لمصعب الزبيري، 382، ومعجم البلدان لياقوت (ميسان) ، والمعرب للجواليقي: 145، اللسان (جذا) . والأول في جمهرة أنساب العرب لابن حزم: 158، واللسان (حنتم) ، والثاني في اللسان (صنج) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 352 لا أدع لحمي يرمى، إنّ لي ابن أخ مضعوف، لا يزوّجه أحد ممن قرت عينه، وكان هوى أمها عاتكة بنت حذيفة بن غانم مع ابن عمر، فزوّج نعيم النّعمان بن عديّ وكان يتيما في حجره، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «وآمروا النّساء في أولادهنّ» . فقال نعيم: ما بها إلا ما دفع لها ابن عمر، فهو لها [من] «1» مالي. 8769- النّعمان بن عصر «2» بن الربيع بن الحارث بن أديم بن أميّة البلويّ، حليف بني معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف من الأنصار. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، فقال: ومن بني معاوية النّعمان البلويّ حليف لهم، وسمّى أباه ابن عقبة وأبو معشر وغيرهما. واختلفوا في ضبطه، فقال الأكثر: بفتحتين. وقال الواقديّ: بكسر ثم سكون، وذكر ابن ماكولا أنه استشهد في الرّدة، قتله طليحة بن خويلد الأسديّ. 8770- النّعمان بن عمرو بن إنسان بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة الأنصاري. شهد أحدا، وكانت معه راية المسلمين، قاله ابن الكلبيّ، وحكاه الرشاطيّ، وقال: لم يذكره ابن عبد البرّ، ولا ابن فتحون. 8771- النّعمان بن عمرو «3» بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن غنم بن مالك بن النجّار الأنصاريّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وفي الاشتقاق لابن دريد أنه شهد بدرا، واستشهد بأحد، لكن ذكره بالتصغير فقال: نعيمان بن عمرو، ولم ينسبه، فظنّ بعضهم أنه النعيمان صاحب المزاح، وليس كذلك كما سيأتي في ترجمته. 8772- النّعمان بن عمرو بن عمير اليماني. ذكره ابن عساكر في ذيل مبهمات التّعريف والأعلام مضموما إلى مسعود وابن عبد ياليل وغيرهما من أولاد عمرو بن عمير بن عوف الثقفي في قصّة نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [البقرة 278] ، ونسبه إلى تفسير سنيد، وأنه   (1) في أ: في. (2) تبصير المنتبه 3/ 955- 4/ 1459، الاستيعاب ت (2657) ، المشتبه 653، 657، أسد الغابة ت (5256) . (3) أسد الغابة ت (5257) ، الاستيعاب ت (2658) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 353 ذكره معهم. وسيأتي في آخر من اسمه هلال شيء من ذكر هذه القصّة، وتقدّم أيضا شيء من هذا في مسعود بن عمرو. 8773- النّعمان بن عمرو بن مقرّن «1» . ذكره البغويّ في الصحابة، وأخرج من طريق جرير، عن منصور، عن أبي خالد الوالبي، عن النّعمان بن عمرو بن مقرّن، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» . وأخرجه ابن شاهين، من طريق زياد البكائيّ، عن منصور، عن أبي خالد، عن النعمان بن مقرّن. والأول أصح. وأخرج ابن شاهين، من طريق يحيى بن عطية، عن أبيه، عن عمرو بن النّعمان بن مقرّن، قال: قدم رجال من مزينة فاعتلّوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنهم لا أموال لهم يتصدّقون منها. وقدم النعمان بن مقرن بغنم يسوقها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزلت فيه: وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ [التوبة 99] ... الآية. وعمرو بن النعمان ابن عم صاحب الترجمة، ويقال هو هو انقلب على الراويّ، ويقال: إن حديث النعمان هذا عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسل. 8774- النّعمان بن عوف بن النّعمان الشيبانيّ. ذكره سيف في الفتوح، وأنّ خالد بن الوليد وفد على أبي بكر بخمس السّبي، وأنّ المثنى بن حارثة أمّره على إحدى المجنّبتين في فتح العراق. وذكره الطّبريّ في تاريخه، وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة. 8775- النعمان بن أبي فاطمة الأنصاريّ «2» . ذكره ابن السّكن، والطّبري «3» ، من طريق أبي إسماعيل القناد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن النعمان بن أبي فاطمة- أنه اشترى كبشا أعين أقرن، وأن النّبيّ   (1) مسند أحمد 5/ 444، طبقات خليفة 38، 128، 177، 190، تاريخ خليفة 149، التاريخ الكبير 8/ 75، التاريخ الصغير 1/ 47، 56، 216، المعارف 299، الجرح والتعديل 8/ 444، مشاهير علماء الأمصار 268، تهذيب الكمال 1814، دول الإسلام 1/ 17، العبر 1/ 25، تهذيب التهذيب 10/ 456، خلاصة تذهيب الكمال 403. (2) أسد الغابة ت (5260) . (3) في أ: الطبراني. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 354 صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رآه، فقال: «كأنّ هذا الكبش الّذي ذبح إبراهيم» ، فعمد رجل من الأنصار فاشترى كبشا بهذه الصفة، فأخذه فضحّى. وقد رواه عبد الرّزّاق، عن معمر، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، قال: مرّ النّعمان بن أبي فطيمة على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بكبش أعين ... الحديث، وسمى الّذي اشتراه معاذ بن عفراء. 8776- النّعمان بن قوقل «1» بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عمرو بن عوف. ذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق فيمن استشهد بأحد، وكان شهد بدرا. وقال ابن حبّان: له صحبة، وأخرج البغويّ، من طريق خالد بن مالك الجعديّ، قال: وجدت في كتاب أبي أن ّ النّعمان بن قوقل الأنصاريّ قال: أقسمت عليك يا رب أن لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في خضر الجنة. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لقد رأيته يطأ فيها وما به من عرج» . وأخرج ابن قانع، وابن مندة، من طريق أبي إسحاق الفزاريّ، عن الحسن بن الحسن، عن أبي ثابت بن شداد بن أوس، قال: قال النعمان بن قوقل ... فذكر نحوه. قال ابن مندة: يروى هذا الحديث لعمرو بن الجموح، وأخرج مسلم، من طريق شيبان بن عبد الرّحمن، عن الأعمش، عن أبي سفيان، وأبي صالح، عن جابر نحو حديث قبله، متنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم النّعمان بن قوقل، فقال: يا رسول اللَّه، أرأيت إذا صليت المكتوبة، وحرمت الحرام، وأحللت الحلال- أدخل الجنة؟ قال: «نعم» . وتابعه أبو حمزة، عن الأعمش. أخرجه ابن مندة، وأخرجه من وجه آخر عن أبي حمزة، فقال: عن أبي سفيان، عن جابر، وعن أبي صالح، عن أبي سعيد. وأخرجه الطّبرانيّ في مسند النعمان بن قوقل، من طريق جابر بن نوح، عن الأعمش، فقال: عن أبي صالح، عن النعمان- أنه جاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر نحوه. وهو مرسل، ولعل أبا صالح أراد عن قصّة النّعمان ولم يرد الرواية عنه، وإنما الرواية عنه عن جابر. وقد رواه عبد اللَّه بن عبد القدّوس عن الأعمش، فقال: عن أبي صالح، وأبي سفيان، عن جابر، عن النعمان. أخرجه ابن مندة أيضا.   (1) أسد الغابة ت (5261) ، الاستيعاب ت (2659) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 وقد رواه موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن أبي الزّبير، عن جابر- أن النعمان جاء إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ورواه يزيد بن جعدبة، عن أبي الزبير، فقال، عن جابر: أخبرني النّعمان، أخرجه ابن قانع، وابن مندة من طريقه وابن جعدبة، وله ذكر في حديث أبي هريرة عند البخاريّ أخرجه من طريق عنبسة بن سعيد عنه، قال: أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد أن فتح خيبر، فقلت: يا رسول اللَّه، أسهم لي، فقال أبان بن سعيد بن العاص: لا تعطه. فقلت: هذا قاتل ابن قوقل، ويقال: إن قوقلا لقب، واسمه ثعلبة أو مالك بن ثعلبة، وقد غاير أبو عمر بين النّعمان بن قوقل والنّعمان بن مالك بن ثعلبة. وتعقّبه ابن الأثير. 8777- النّعمان بن قوقل: آخر. فرّق أبو حاتم بينه وبين الّذي قبله، وقال في هذا: إنه نزل الكوفة، وروى عنه بلال بن يحيى وأخرجه البخاريّ من طريق حبيب بن سليم، عن بلال، عن النّعمان بن قوقل، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ما أتعلم من القرآن شيئا إلا انفلت منّي، فو الّذي أنزل عليك الكتاب ما من شيء أحبّ إليّ من اللَّه ورسوله. قال: «يا ابن قوقل، المرء مع من أحبّ، وله ما احتسب» . وأخرج الطّبرانيّ في ترجمة الّذي قبله من طريق منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جاء النّعمان بن قوقل يوم الجمعة ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخطب، فأمره أن يصلي ركعتين يتجوّز فيهما. وأخرجه ابن شاهين من طريق هدبة بن المنهال، عن الأعمش كذلك. وعندي أنه بهذا أليق. 8778- النعمان بن قيس الحضرميّ «1» . قال ابن عبد البرّ: له صحبة. وقال ابن مندة: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وحدث عنه. قال البخاري: روى عبيد اللَّه بن إياد بن لقيط، عن شرحبيل، عن أبيه، عنه- أنه ختم القرآن في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال أبو حاتم: حديثه مرسل. 8779- النعمان بن مالك بن ثعلبة «2» بن دعد بن فهر بن ثعلبة بن عثمان «3» بن عمرو بن عوف بن الخزرج.   (1) أسد الغابة ت (5262) ، الاستيعاب ت (2660) . (2) أسد الغابة ت (5264) ، الاستيعاب (2661) . (3) في أ: غنم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 356 قال أبو عمر: شهد بدرا وأحدا وقتل بها في قول الواقديّ، وأما ابن القداح فقال: إن الّذي شهد بدرا وقتل بأحد هو النعمان الأعرج. وذكر السديّ أن النعمان بن مالك قال لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في خروجه إلى أحد: واللَّه يا رسول اللَّه، لأدخلن الجنة. فقال له: «بم؟» قال: بأني أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه وأني لا أفر من الزحف. فقال: «صدقت؟» فقتل يومئذ. وقد تعقب ابن الأثير هذا بأن النعمان الأعرج هو ابن قوقل، وأن مالك بن ثعلبة لقبه قوقل. وما قاله أبو عمر محتمل. وقد ترجم البخاري النعمان بن قوقل ثم قال: النعمان بن مالك، ولم يسق له شيئا، وذكر الواقديّ أن النعمان بن مالك وقف مع عمرو بن الجموح بأحد. 8780- [النعمان بن مالك: بن عامر بن مجدعة بن جشم بن الحارث الأنصاري الأوسي. قال العدوي: شهد أحدا والمشاهد بعدها، وهو والد سويد بن النعمان] «1» . 8781- [النعمان بن أبي مالك. قال المستغفري: له صحبة، وذكر الواقدي أنه شهد أحدا وقتل بها عويمر بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم] «2» . 8782- النعمان بن مقرن: بن عائذ المزني، أخو سويد وإخوته «3» . وللنعمان ذكر كثير في فتوح العراق، وهو الّذي قدم بشيرا على عمر بفتح القادسية، وهو الّذي فتح أصبهان، واستشهد بنهاوند، وقصته في ذلك في البخاري مختصرة، وعند الإسماعيليّ مطولة، وأخرجه أحمد من طريق سالم بن أبي الجعد، عن النعمان بن مقرّن: قال: قدمنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أربعمائة من مزينة، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، فإن النّعمان استشهد في خلافة عمر فلم يدركه سالم. وروى عنه ابنه معاوية، ومسلم بن الهيضم، وجبير بن حية، وغيرهم. قال ابن عبد البر: سكن البصرة، ثم تحول إلى الكوفة، وكان معه لواء مزينة يوم الفتح، وكان موته سنة إحدى وعشرين. ذكر ذلك ابن سعد.   (1) ترجمتان ساقطتان في ط. (2) ترجمتان ساقطتان في ط. (3) أسد الغابة ت (5268) ، الاستيعاب ت (2662) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 357 8783- النعمان بن مقرن «1» : تقدم في النعمان بن عمرو بن مقرن. 8784- النعمان بن مورّق الهمدانيّ. ذكره الرّشاطيّ في الأنساب، وقال: سيد شريف، له وفادة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. واستدركه ابن الأمين. 8785- النعمان بن ناقد الأنصاريّ، أخو عبيد بن نافذ. ذكره ابن شاهين، عن ابن أبي داود، وقال: هو من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. وأورد له من كلامه: [دخول الحمام بغير إزار حرام] «2» . 8786- النعمان بن نضيلة الأنصاريّ: بضاد معجمة مصغرا. ذكره دعبل بن عليّ في طبقات الشعراء، وقال: ولاه عمر، فشرب الخمر، وقال: فمن مبلغ الحسناء أنّ حليلها ... بميسان يسقى في زجاج وحنتم لعلّ أمير المؤمنين يسوءه ... تنادمنا في الجوسق المتهدّم [الطويل] فقال عمر لما بلغه: إي واللَّه، وعزله. قلت: وهذا الشعر لغيره، فليحرر. 8787- النعمان بن هلال المزنيّ. وقع ذكره في كتاب الزهد لمحمد بن فضيل، قال: حدثنا حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن النعمان بن هلال المزني، قال: قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في أربعمائة من مزينة ... الحديث. وهذا يعرف بالنعمان بن مقرّن، كما نبهت عليه في ترجمته.   (1) الثقات 3/ 49، الطبقات 28، 128، 177، 190، تجريد أسماء الصحابة 2/ 110، تقريب التهذيب 308، سير أعلام النبلاء 2/ 256، خلاصة تذهيب 3/ 96، المشتبه 617، بقي بن مخلد 268، تاريخ جرجان 6/ 44، 48، تهذيب التهذيب 10/ 456، التمهيد 1/ 221- 6/ 104، الأعلام 8/ 42، الرياض المستطابة 263، الأعلمي 29/ 131، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 909، علوم الحديث لابن الصلاح 276، 281، مشاهير علماء الأمصار 268، التاريخ الصغير 1/ 47، 56، 216، الجرح والتعديل 8/ 444، التاريخ الكبير 8/ 75، الكاشف 3/ 206، الطبقات الكبرى 1/ 291- 4/ 83، تهذيب الكمال 1419، البداية والنهاية 7/ 20. (2) سقط في أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 358 8788- النعمان بن يزيد بن شرحبيل «1» بن امرئ القيس بن عمرو بن حجر الكنديّ، خال الأشعث بن قيس. قال ابن الكلبيّ: له وفادة، وكذا ذكر الطبريّ، وكان يلقب ذا العرف، وذكر ابن الكلبي أنه لقب جدّه امرئ القيس. 8789- النعيت الخزاعيّ الشاعر، اسمه أسد، ويقال أسيد، بفتح أوله، وزن عظيم، ولقبه النعيت، بنون ومهملة وآخره مثناة، بوزن عظيم أيضا، وهو ابن يعمر بن وهيب بن أصرم بن عبد اللَّه بن قمّ بن حبشية ابن سلول بن كعب السلولي. ذكره أبو بشر الآمديّ، والمرزبانيّ في «معجم الشعراء» وأنشد له أبياتا قالها في فتح مكة يذكر من أمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أن يختلف بمكة من خزاعة لما خرج عن مكة في الفتح منها: خطونا وراء المسلمين بجحفل ... ذوي عضد من خيلنا ورماح على كلّ ورهاء القتال طمرّة ... إذا كان يوم ذو وغى وشياح [الطويل] نقلته من خط الخطيب في المؤتلف، ورجح أنه أسيد، بفتح أوله. 8790- نعيم بن أثاثة بن عبد المطلب القرشي «2» . ذكره الأمويّ في المغازي فيمن أقطع له النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم من خيبر، فقال: أقطع لنعيم ولأخيه هند ثلاثين وسقا، ولأخيهما مسطح خمسين. 8791- نعيم بن أوس الداريّ: أخو تميم «3» . قال أبو عمر: يقال إنه وفد مع أخيه. وقال ابن مندة: له ذكر في حديث، وقد أورده الواقديّ في المغازي، من طريق عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، قال: قدم وفد الداريين على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم منصرفه من تبوك وهم عشرة: هانئ بن حبيب، والفاكه بن النّعمان، وجبلة بن مالك، وعروة بن مالك، وقيس بن مالك، وأخوه مرة، وأبو هند وأخوه الطيب، وتميم بن أوس وأخوه نعيم، ويزيد بن قيس، فسمّى النبي صلّى اللَّه عليه   (1) أسد الغابة ت (5269) . (2) في أ: القرشي المطلبي. (3) أسد الغابة ت (5270) ، الاستيعاب ت (2963) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 359 وآله وسلم الطيب عبد اللَّه، وسمى عروة عبد الرحمن، وقد تقدم ذكر ذلك من وجه آخر في الطيب، ويأتي لهانئ في ترجمته خبر. 8792- نعيم بن أوس الرّهاوي «1» : يقال إن له صحبة. 8793- نعيم بن بدر التميمي «2» . ذكر في ترجمة عطارد فيمن قدم من وفد بني تميم. وذكره ابن حبيب عن ابن الكلبيّ. وذكره الأمويّ عن ابن إسحاق فيهم، وكذا ذكره السدي في تفسيره عن أبي مالك، عن ابن عباس في تفسيره سورة الحجرات، وله ذكر في آخر ترجمة قيس بن عاصم. وقال أبو موسى: أظنه عيينة بن بدر، ورد بأن عيينة فزاري، وهو منسوب إلى جده، وإنما هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر، وإسلامه كان قبل قدوم وفد بني تميم، بل كان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أرسله إلى بني العنبر من تميم في سرية فأغار عليهم، فكان ذلك سبب قدوم وفدهم. واللَّه أعلم. 8794- نعيم بن حمار: وقيل ابن خمار، بالمعجمة. وقيل ابن همار- يأتي. 8795- نعيم بن حيان التجيبي: له وفادة، وذكره ابن ماكولا عن الحضرميّ. 8796- نعيم بن زيد «3» : ويقال ابن يزيد التميميّ. تقدم ذكره في ترجمة الحتات بن عمرو، وقد ذكره أبو عمر في ترجمة الحتات، ولم يفرده بترجمة، وسمى أباه يزيد. 8797- نعيم بن سعيد التميميّ. ذكره ابن سعد فيمن قدم في وفد تميم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 8798- نعيم بن سلام «4» : ويقال ابن سلامة السلميّ. له ذكر في حديث أخرجه البزار، من طريق زيد بن الحباب، عن حميد مولى ابن علقمة، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: بينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جالس   (1) الثقات 3/ 415، جامع التحصيل 360، الطبقات 198، المصباح المضيء 2/ 350، 351، الطبقات الكبرى 1/ 267، 343، تجريد أسماء الصحابة 2/ 110. (2) أسد الغابة ت (5271) . (3) أسد الغابة ت (5274) . (4) أسد الغابة ت (5275) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 وأبو بكر وعمر ومعاذ وابن مسعود ونعيم بن سلام إذ قدم بريد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من بعث بعثه، فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه، ما رأيت نعيما أسرع إيابا ولا أكثر مغنما من هؤلاء! قال: «يا أبا بكر، ألا أدلك على ما هو أسرع إيابا وأكثر مغنما؟ من صلّى صلاة الغداة في جماعة، ثمّ ذكر اللَّه حتّى تطلع الشّمس» - وقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة. ورواه أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، عن نعيم بن سلامة- رجل من بني سليم- وكان قد صحب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 8799- نعيم بن عبد اللَّه بن أسيد: بن «1» عبد بن عوف بن عويج بن عدي بن كعب القرشيّ العدويّ المعروف بالنحّام. قيل له ذلك، لأن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: «دخلت الجنّة فسمعت نحمة من نعيم» . وأخرج ابن قتيبة في «الغريب» ، من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، قال: خرجنا في سرية زيد بن حارثة التي أصاب فيها بني فزارة، فأتينا القوم خلوفا، فقاتل نعيم بن النحام العدويّ يومئذ قتالا شديدا. والنحمة: هي السعلة التي تكون في آخر النحنحة الممدود آخرها. قال خليفة: أمه فاختة بنت حرب بن عبد شمس، وهي عدوية أيضا، من رهط عمرو. قال البخاريّ: له صحبة. وقال مصعب الزبيري: كان إسلامه قبل عمر، ولكنه لم يهاجر إلا قبيل فتح مكة، وذلك لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم، فلما أراد أن يهاجر قال له قومه: أقم ودن بأي دين شئت، وكان بيت بني عدي بيته في الجاهلية حتى تحول في الإسلام لعمر في بني رزاح. وقال الزّبير: ذكروا أنه لما قدم المدينة قال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا نعيم، إنّ قومك كانوا خيرا لك من قومي» . قال: بل قومك خير يا رسول اللَّه. قال: «إنّ قومي أخرجوني، وإنّ قومك أقرّوك» . فقال نعيم: يا رسول اللَّه، إن قومك أخرجوك إلى الهجرة، وإن قومي حبسوني عنها.   (1) الثقات 3/ 414، أسد الغابة ت (5276) ، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، تبصير المنتبه 4/ 1412، الاستيعاب ت (2664) ، الطبقات 24، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تاريخ جرجان 6/ 267، المصباح المضيء 1/ 50، 51- 2/ 114، بقي بن مخلد 535، الجرح والتعديل 8/ 459، التاريخ الكبير 8/ 92، العقد الثمين 7/ 343، الطبقات الكبرى 4/ 72. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 361 وقال الواقديّ: حدثني يعقوب بن عمرو، عن نافع العدويّ، عن أبي بكر بن أبي الجهم، قال: أسلم نعيم بعد عشرة، وكان يكتم إسلامه. وقال ابن أبي خيثمة: أسلم بعد ثمانية وثلاثين إنسانا. وأخرج أحمد، من طريق محمد بن يحيى بن حبان، عن نعيم بن النحام، قال: نودي بالصبح وأنا في مرط امرأتي في يوم بارد، فقلت: ليت المنادي قال: من قعد فلا حرج، فإذا هو يقولها، أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عنه، ورواية إسماعيل عن المدنيين ضعيفة، وقد خالفه إبراهيم بن طهمان، وسليمان بن بلال، فروياه عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن نعيم. وكذا قال الأوزاعيّ: عن يحيى بن سعيد، أخرجه بن قانع، وأخرجه أحمد أيضا، من طريق معمر، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن شيخ سماه عن نعيم. وأخرج ابن قانع من طريق عمر بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال نعيم بن النحام، وكان من بني عدي بن كعب: سمعت منادي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غداة باردة، وأنا مضطجع، فقلت: ليته قال: ومن قعد فلا حرج، قال: فقال: ومن قعد فلا حرج. وقد مضى له ذكر في حرف الصاد المهملة في صالح، وهو اسم نعيم. وذكر موسى بن عقبة في المغازي، عن الزهري- أن نعيما استشهد بأجنادين في خلافة عمر، وكذا قال ابن إسحاق، ومصعب الزبيريّ، وأبو الأسود، وعروة، وسيف في الفتوح، وأبو سليمان بن زبير. قال الواقديّ: كانت أجنادين قبل اليرموك سنة خمس عشرة. وقال ابن البرقي: يقول بعض أهل النّسب إنه قتل يوم مؤتة في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا قال ابن الكلبيّ، وأما ما ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة عن أبي عبيد المدني قال: ابتاع مروان من النحام داره بثلاثمائة ألف درهم، فأدخلها في داره، فهو محمول على أنّ المراد به إبراهيم بن نعيم المذكور، فإنه كان يقال له أيضا النحام. 8800- نعيم بن عمرو بن مالك الجذامي «1» : والد حزابة- ذكره العسكريّ في الصحابة، وقال: له وفادة.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، أسد الغابة ت (5280) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 8801- نعيم بن قعنب «1» : بن عتاب بن الحارث بن عمرو بن همام بن رياح بن يربوع. ذكره ابن مندة، وقال: ذكره ابن خزيمة في الصحابة. وأخرج هو وابن قانع من طريق حمران بن نعيم بن قعنب، عن أبيه نعيم بن قعنب أنه وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بصدقته وصدقة أهل بيته، فأعجب ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومسح وجهه. وذكر ابن حبّان في «الثقات» نعيم بن قعنب الرياحي، روى عن أبي ذرّ، روى عنه أبو العلاء بن الشخير. انتهى. وهذه الرواية عند النسائي، ولفظه لقيت أبا ذر، فقلت له: إني كنت وأدت في الجاهلية، فهل لي من توبة؟ فقال: «عفا اللَّه عمّا كان في الشّرك» . فالظاهر أنه هو، وذكره ابن ماكولا في ترجمة الأسود الشاعر، وكان شريفا كريما، وذكر له قصة في زمن الحجاج، وهو ابن قرة بن نعيم المذكور. 8802- نعيم بن مسعود: بن عامر «2» بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع، يكنى أبا سلمة الأشجعيّ. صحابيّ مشهور، له ذكر في البخاري، أسلم ليالي الخندق، وهو الّذي أوقع الخلف بين الحيين قريظة وغطفان في وقعة الخندق، فخالف بعضهم بعضا ورحلوا عن المدينة. وله رواية عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى عنه والداه: سلمة، وزينب، وله حديث عند أحمد وغيره. ومن طريق ابن إسحاق حدثني سعد بن طارق، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعيّ، عن أبيه، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لرسولي مسيلمة: «لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما» . قتل نعيم في أول خلافة عليّ قبل قدومه البصرة في وقعة الجمل. وقيل: مات في خلافة عثمان. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (5278) . (2) الثقات 3/ 415، الطبقات 47، 129، الكاشف 3/ 208، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تقريب التهذيب/ 305، الأعلام 8/ 41، خلاصة تذهيب 3/ 98، تاريخ من دفن بالعراق 460، الاستيعاب ت (2665) ، المصباح المضيء 1/ 328، تهذيب التهذيب 10/ 466، الجرح والتعديل 8/ 459، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 910، التاريخ الكبير 8/ 92، أسد الغابة ت (5281) ، تاريخ الإسلام 3/ 205، الطبقات الكبرى 1/ 274- 2/ 59، 69، 73، تهذيب الكمال 1422، البداية والنهاية 4/ 5. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 363 8803- نعيم مسعود الدّهماني. ذكره ابن دريد، وأن له وفادة، قال الرشاطيّ: ليس في نسب نعيم الأشجعيّ أحد اسمه دهمان، يعني فهو غيره. 8804- نعيم بن مسعود. صحابي آخر، ولم يذكروه، وهو في المراسيل لأبي داود، فأخرج من طريق خلف بن خليفة، عن أبيه- أنه بلغه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وضع نعيم بن مسعود في القير ونزع الأخلة بفيه. وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن خلف: سمعت أبي يقول: أظنه سمعه من مولاه، ومولاه معقل بن يسار. قلت: وقع لي هذا عاليا في جزء طلحة بن الصقر، وهذا غير الأشجعيّ، فإن الأشجعيّ عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 8805- نعيم بن مقرّن المزني» : أخو النعمان. قال أبو عمر: هو وإخوته من جلة الصحابة، وهو الّذي خلف أخاه لما استشهد بنهاوند، وأخذ الراية، فدفعها إلى حذيفة، ثم كانت فتوح فارس على يده. 8806- نعيم بن هزال الأسلميّ «2» . مختلف في صحبته. قال ابن حبان: له صحبة، وأخرج أبو داود والحاكم حديثه، وذكره ابن السّكن في الصحابة، ثم قال: يقال ليست له صحبة. والصحبة لأبيه. وصوّب ذلك ابن عبد البرّ. وسيأتي بيان الاختلاف في سند حديثه في ترجمة هزال. 8807- نعيم بن همار «3» : ويقال: ابن هبار. ويقال: ابن هدار. ويقال: ابن حمار. ويقال: ابن خمار، وهمار أرجح.   (1) أسد الغابة ت (5282) ، الاستيعاب ت (2666) . (2) الثقات 3/ 414، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، الاستيعاب ت (2667) ، تقريب التهذيب/ 306، خلاصة تذهيب 3/ 98، الكاشف 3/ 208، تهذيب 10/ 467، الجرح والتعديل 4068، جامع التحصيل 360 الطبقات الكبرى 4/ 323، تهذيب الكمال 1422، أسد الغابة ت (5283) . (3) التاريخ الكبير 8/ 93، ترتيب الثقات للعجلي 1701، الثقات لابن حبان 3/ 413، مشاهير علماء الأمصار 355، الجرح والتعديل 8/ 459، مقدمة مسند بقي بن مخلد 193، المعرفة والتاريخ 2/ 339، تحفة الأشراف 99/ 34، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، الكاشف 3/ 183، تهذيب التهذيب 10/ 467، تقريب التهذيب 2/ 306، النكت الظراف 9/ 34، أسد الغابة ت (5284) ، الاستيعاب ت (2668) ، طبقات علماء افريقيا وتونس 63، تجريد أسماء الصحابة 2/ 111، تقريب التهذيب 2/ 305، 306، 406، خلاصة تذهيب 3/ 98. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 364 8808- نعيم البياضي. ذكره ابن فتحون في الذيل، وأخرج من طريق أبي بكر محمد بن عبد اللَّه بن عتاب، عن أبي اليسر محمد بن نعيم بن محمد بن عبد اللَّه بن عمار بن نعيم البياضي صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر حديثا. وقد ذكر الخطيب في تاريخه محمد بن نعيم المذكور وأن لنعيم والد عمران صحبة. 8809- نعيم الغفاريّ: ابن عم أبي ذرّ. له صحبة، ذكره يونس بن بكير في زيادات المغازي. وأخرجه الحاكم، من طريق يونس، عن يوسف بن صهيب، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: انطلق أبو ذر ونعيم ابن عم أبي ذر، وأنا معهم يطلب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو مستتر بالجبل، فقال له أبو ذر: يا محمد، أتيناك لنسمع ما تقول، قال: أقول لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، فآمن به أبو ذر وصاحبه. 8810- نعيمان: بالتصغير، ابن رفاعة. يأتي في الّذي بعده. 8811- ال نعيمان بن عمرو بن رفاعة «1» بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاريّ. ووقع عند ابن أبي حاتم نعيمان بن رفاعة من بني تميم «2» بن مالك بن النجار، وله صحبة، مات في زمن معاوية. قلت: فنسبه لجده، وصحف غنم بن مالك، فقال: تميم بن مالك «3» . وقال ابن الكلبيّ: أمه فطيمة الكاهنة. وفي مسند محمد بن هارون الرّوياني: حدثنا خالد بن يوسف، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: مات عبد الرحمن بن عوف عن أربع نسوة: أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأخت نعيمان. قلت: فما أدري هو ذا أم غيره. قال البخاري، وأبو حاتم وغيرهما: له صحبة.   (1) الثقات 3/ 418، تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5286) ، الطبقات 87، الاستبصار 67، الأعلام 8/ 41. (2) في أ: سهم. (3) سقط في ج. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 365 وذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري، وأبو الأسود، عن عروة وغيرهما فيمن شهد بدرا. وذكر ابن إسحاق أنه شهد العقبة الأخيرة، وقال ابن سعد: شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها. وأخرج البخاريّ في تاريخه، من طريق وهيب، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أتي بالنعيمان أو ابن النعيمان- كذا بالشك- والراجح النعيمان بلا شك. وفي لفظ لأحمد: وكنت فيمن ضربه، وقال فيه أتى بالنعيمان، ولم يشك. ورواه بالشك أيضا محمد بن سعد، من طريق معمر، عن زيد بن أسلم مرسلا. وقال ابن عبد البرّ: إن صاحب هذه القصة هو ابن النعيمان، وفيه نظر، وقد تقدم في ترجمة مروان بن قيس السلميّ أن صاحب القصة النعيمان، وكذا ذكره الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح من طريق أبي طوالة، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، قال: كان بالمدينة رجل يقال له النعيمان يصيب من الشراب، فذكر نحوه، وبه أن رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال للنعيمان: لعنك اللَّه، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا تفعل، فإنّه يحبّ اللَّه ورسوله» . وقد بينت في فتح الباري أن قائل ذلك عمير، لكنه قاله لعبد اللَّه الّذي كان يلقب حمارا فهو يقوي قول من زعم أنه ابن النعيمان، فيكون ذلك وقع للنعيمان وابنه ومن يشابه أباه فما ظلم. قال الزّبير: وكان لا يدخل المدينة طرفة إلا اشترى منها، ثم جاء بها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فيقول: ها أهديته لك، فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها أحضره إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال: أعط هذا ثمن متاعه، فيقول: أو لم تهده لي؟ فيقول: إنه واللَّه لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببت أن تأكله، فيضحك، وبأمر لصاحبه بثمنه. وأخرج الزّبير قصّة البعير بسياق آخر من طريق ربيعة بن عثمان، قال: دخل أعرابيّ على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا إلى اللحم. فخرج الأعرابي وصاح: وا عقراه يا محمد. فخرج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: من فعل هذا؟ فقالوا: النعيمان، فاتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت الجزء: 6 ¦ الصفحة: 366 سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حيث هو، فقال: «ما حملك على ما صنعت؟» قال: الذين دلّوك علي يا رسول اللَّه، هم الذين أمروني بذلك. قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك ثم غرمها للأعرابي. وقال الزّبير أيضا: حدثني عمّي، عن جدّي، قال: كان مخرمة بن نوفل قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة، فقام في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس: المسجد! المسجد! فأخذ نعيمان بن عمرو بيده وتنحى به ثم أجلسه في ناحية أخرى، فقال له: بل ها هنا. قال: فصاح به الناس. فقال: ويحكم فمن أتى به إلى هذا الموضع؟ قالوا: نعيمان. قال: أما إن للَّه عليّ إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت. فبلغ ذلك نعيمان، فمكث ما شاء اللَّه، ثم أتاه يوما وعثمان قائم يصلي في ناحية المسجد، فقال لمخرمة: هل لك في نعيمان؟ قال: نعم. قال: فأخذ بيده حتى أوقفه على عثمان، وكان إذا صلّى لا يلتفت، فقال: دونك هذا نعيمان، فجمع يده بعصاه فضرب عثمان فشجه، فصاحوا به: ضربت أمير المؤمنين ... فذكر بقية القصة. وقال الزّبير: حدثني علي بن صالح، عن جدي عبدان بن مصعب، قال لقي نعيمان أبا سفيان بن الحارث، فقال له: يا عدو اللَّه، أنت الّذي تهجو سيد الأنصار نعيمان بن عمرو، فاعتذر إليه، فلما ولي قيل لأبي سفيان إن نعيمان هو الّذي قال لك ذلك، فعجب منه. وقصته مع سويط بن حرملة تقدمت في ترجمة سويط. وقال عبد الرّزّاق: أنبأنا معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين- أن ناسا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نزلوا بماء، وكان النعيمان بن عمرو يقول لأهل الماء: يكون كذا وكذا، فيأتونه باللبن والطعام، فيرسله إلى أصحابه، فبلغ أبا بكر خبره، فقال: أراني آكل من كهانة النعيمان منذ اليوم، فاستقاء ما في بطنه. قلت: وقد استقاء أبو بكر ما أكل من جهة كهانة عبد كان يخدمه، أخرجها البخاري، وهي غير هذه القصة، فإن فيها أنه قال: كنت تكهنت لهم في الجاهلية. قال محمّد بن سعد: بقي النعيمان حتى توفي في خلافة معاوية رضي اللَّه عنه. 8812- نعيمان بن عمرو: آخر. ذكره ابن دريد في الاشتقاق، وقال: شهد بدرا، واستشهد بأحد. وهذا غير الّذي قبله، لأنه سبق في أخباره قصته مع مخرمة في زمن عثمان. وجزم ابن سعد بأنه بقي إلى زمن معاوية، ولعله النعمان بن عمرو، بغير تصغير. وقد مضى له ذكر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 367 النون بعدها الفاء 8813- نفادة: يأتي في نقادة، بالقاف. 8814- نفير «1» بن مالك بن عامر الحضرميّ، والد جبير، يكنى أبا جبير. أخرج النّسائيّ في الكنى، عن طريق صفوان بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جده، وكان يكنى أبا جبير. وقال أبو حاتم: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال أبو أحمد الحاكم، وعبد الغنيّ بن سعيد: له صحبة. وقال البخاريّ: يعدّ في الشاميين. وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وكذا ذكره أبو بكر البغدادي في تاريخ حمص، وزاد عبد الصمد: وهو الّذي قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالكندية ليتزوجها. وأخرج أبو أحمد الحاكم في الكنى، وابن حبّان في صحيحه، من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه- أن أبا جبير قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بوضوئه، فقال: «توضّأ يا أبا جبير» فبدأ بفيه، فقال: «لا تبدأ بفيك ... » فذكر الحديث في صفة الوضوء. وأخرج أبو نعيم، من طريق عبد اللَّه بن عبد الجبار، عن جميع بن ثوب، حدّثني عبد الرّحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «طوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني» «2» ، وللطبراني من طريق حريز بن عثمان بن عبد الرحمن عن أبيه، عن جدّه في بني العباس. وأخرج الطّبرانيّ، والحاكم من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن جدّه في الدجال: «إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ... » الحديث. وهو عند مسلم من رواية جبير بن نفير عن النّوّاس بن سمعان، فإن كان محفوظا فيكون عند جبير بن نفير عن شيخين. 8815- نفير بن مجيب الثّمالي «3» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5287) ، الثقات 3/ 415، الجرح والتعديل 8/ 504، الإكمال 7/ 359، الاستيعاب ت (2670) ، التاريخ الكبير 8/ 124، تبصير المنتبه 4/ 1425. (2) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 258، 3/ 49، 6/ 200، 13/ 137 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 23 عن وائل بن حجر وقال رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32473، 32502، 32503. (3) أسد الغابة ت (5288) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 112- الثقات 3/ 416، الاستيعاب ت (2669) ، الجرح والتعديل 1/ 504، التاريخ الكبير 8/ 124، الإكمال 7/ 359. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 368 قال ابن حبّان: يقال: إن له صحبة، ويقال اسمه سفيان. تقدم في السّين. 8816- نفيع بن الحارث: ويقال ابن مسروح «1» ، وبه جزم ابن سعد. وأخرج أبو أحمد، من طريق أبي عثمان النّهدي، عن أبي بكر- أنه قال: أنا مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فإن أبي النّاس إلا أن ينسبوني فأنا نفيع بن مسروح، وقيل اسمه مسروح. وبه جزم ابن إسحاق. مشهور بكنيته، وكان من فضلاء الصّحابة، وسكن البصرة، وأنجب أولادا لهم شهرة. وكان تدلى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من حصن الطّائف ببكرة فاشتهر بأبي بكرة. وروى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه أولاده. 8817- نفيع بن المعلى: بن لوذان الأنصاري الخزرجيّ «2» . له ولأبيه صحبة، ويقال اسم أبيه الحارث، وبه جزم ابن الأمين في ذيل الاستيعاب. وقال ابن الكلبيّ: هو أول قتيل في الإسلام من الأنصار، وذلك أن رجلا من مزينة كان من حلفاء الأوس مرّ به وهو يبيع، فقتله من أجل ما كان بين الأوس والخزرج من الحروب قبل الإسلام ... النون بعدها القاف 8818- نقادة: بالقاف «3» ، الأسديّ، ويقال الأسلميّ، ابن عبد اللَّه. وقيل ابن خلف، وقيل ابن سعر، وقيل ابن مالك. قال البخاريّ: له صحبة، وهو معدود في أهل الحجاز. سكن البادية. وقال العسكريّ: يكنى أبا بهيشة، نزل البصرة، وله حديث في مسند أحمد والسّنن لابن ماجة من طريق ولده- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه إلى رجل يستمنحه ناقة ... الحديث.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5289) ، الثقات 3/ 411، تاريخ من دفن بالعراق 464، الأعلام 8/ 44، تهذيب التهذيب 3/ 469، الاستيعاب ت (2696) ، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 911، التاريخ الصغير 1/ 268، الجرح والتعديل 8/ 489، العقد الثمين 7/ 347، الكاشف 3/ 208، الطبقات الكبرى 7/ 15، تهذيب الكمال/ 1423، التعديل والتجريح 736. (2) أسد الغابة ت (5290) ، الاستيعاب ت (2697) . (3) أسد الغابة ت (5291) ، الاستيعاب ت (2698) ، الثقات 3/ 422، الطبقات 35، 175، بقي بن مخلد 828، تهذيب التهذيب 10/ 173، الطبقات الكبرى 1/ 292، 293. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 369 وله آخر في معجم ابن قانع، روى عنه والده سعر، وهو بالرّاء، ووقع في الاستيعاب بالدّال، وقال ابن الأثير: وليس بشيء. وأخوه ولم يسم، وزيد بن أسلم، والبراء السّليطي. 8819 - نقب «1» بن فروة. ذكره أبو نعيم وغيره بالنّون، وضبطه ابن ماكولا بالمثلثة. وقد تقدّم هناك. 8820- نقيدة بن عمرو: الخزاعيّ الكعبيّ «2» . قال ابن مندة: ذكر في الصّحابة، ولا يثبت، وروايته عن عمر بن الخطّاب. روى عنه حزام بن هشام. 8821- نقير: بالقاف مصغّرا، والد أبي السّليل «3» . تقدم ذكره في ترجمة أوس بن حوشب. النون بعدها الكاف 8822- النكاس: غير منسوب. قال الذهبيّ في التجريد: له في مسند بقي بن مخلد ثلاثة أحاديث، ولا أعرفه. 8823- نكرة: غير منسوب، تقدم في معروف. النون بعدها الميم 8824- نمر الخزاعيّ. له في مسند بقي حديث، واستدركه ابن فتحون، وعزاه لأبي جعفر الطّبريّ. قلت: ولا أستبعد أن يكون هو نمير الخزاعيّ بالتّصغير، وسيأتي في ترجمته. 8825- النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد «4» كعب بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناف بن أدّ العكليّ. وعكل أولاد عوف، وحضنتهم أمة فنسبوا إليها، كذا نسبه أبو عمر. وقال الرشاطيّ:   (1) تبصير المنتبه 3/ 974، أسد الغابة ت (5292) . (2) أسد الغابة ت (5293) ، تبصير المنتبه 4/ 1426، المشتبه 648، تنقيح المقال 12569. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، أسد الغابة ت (5294) . (4) تلقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5295) ، الثقات 3/ 423، الطبقات 178، الكاشف 3/ 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 112، تقريب التهذيب 306، الاستيعاب ت (4699) ، خلاصة تذهيب 3/ 100، تهذيب التهذيب 10/ 474، والأعلام 8/ 48، الإكمال 7/ 364، تهذيب الكمال/ 1424. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 370 لم يذكر ابن الكلبيّ ولا أبو عبيدة في نسبه زهيرا، وهو كما قاله. وحكى المرزبانيّ في نسبه بعد الحارث قولا آخر. قال: ابن عديّ بن عبد مناف حذف وائلا وقيسا، وأبدل عوفا بعديّ. وقال محمّد بن سلام الجمحيّ: ذكر خلّاد بن فروة، عن أبيه، والجريريّ، عن أبي العلاء، قال: كنا بالمربد فأتى أعرابيّ ومعه قطعة أديم، فقال: انظروا ما فيها ... الحديث، وفيه: فسألناه عنه، فقيل هذا النمر بن تولب. أخرجه ابن قانع والطّبرانيّ عن أبي خليفة، عنه. وهذا الحديث عند أحمد وأبي داود والنسائيّ من طريق الجريريّ، عن أبي العلاء، عن رجل، عن موسى. وفي الطّبرانيّ من طريق عوف عن يزيد بن الشّخّير: حدّثنا رجل من عكل. وقال المرزبانيّ: كان شاعرا فصيحا، وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكتب له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتابا، ونزل البصرة بعد ذلك. وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيّس لجودة شعره، وكثرة أمثاله، وكان جوادا، وعمّر طويلا حتى أنكر عقله، فيقال: إنه عمر مائتي سنة. وهو القائل: يحبّ الفتى طول السّلامة جاهدا ... فكيف يرى طول السّلامة يفعل [الطويل] وفرّق ابن حزم في الجمهرة بين النمر بن تولب بن أقيش العكلي، فساق نسبه، وأثبت صحبته، وبين النمر بن تولد الشّاعر، فنسبه في النمر بن قاسط، وقال: إنه الّذي عاش حتى خوف، ويؤيده أن ابن قتيبة حكى أن النّمر بن تولب الشاعر لما خرف كان هجّيراه: أقروا الضيف، أصبحوا الراكب، انحروا، وإن عمر بن الخطّاب ذكره بذلك فترحّم عليه، فدلّ ذلك على أن الّذي تأخر إلى أن لقيه أبو العلاء ومن في طبقته غيره، وجرى المزي في الأطراف على ما عليه الأكثر، فترجم النمر بن تولب الشّاعر، ثم قال: يأتي في المبهمات في ترجمة يزيد بن عبد اللَّه بن الشخّير. وذكر ابن قتيبة أيضا أنّ النّمر بن تولب الشّاعر كان له ابن يسمّى ربيعة، هاجر إلى الكوفة، يعني في عهد عمر، ومن شعر النمر بن تولب الدال على صحبته: يا قوم إنّي رجل عندي خبر ... للَّه من آياته هذا القمر والشّمس والشّعرى وآيات أخر «1» [الرجز]   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5295) ، وفي الاستيعاب ترجمة رقم (2699) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 371 ومنها يخاطب النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم: إنّا أتيناك وقد طال السّفر ... أقود خيلا رجّعا فيها ضرر ومن محاسن شعره: [الرجز] يودّ الفتى طول السّلامة جاهدا ... فكيف يرى طول السّلامة يفعل يردّ الفتى بعد اعتدال وصحّة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل «1» [الطويل] ومنها: لا تغضبنّ على امرئ في ماله ... وعلى كرائم صلب مالك فاغضب وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الّذي يعطي الرّغائب فارغب [الكامل] 8826- نمط بن قيس «2» بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية ابن سفيان بن أرحب الهمدانيّ الأرحبيّ. وقيل: هو قيس بن مالك بن نمط. وذكره الرشاطيّ، عن الهمدانيّ. وقال الطّبرى: وفد قيس بن مالك، وقيل إن الوافد نمط بن قيس بن مالك، وبه جزم ابن الكلبيّ، وساق نسبه، وذكر أن النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أطعمه طعمة تجري على ولده باليمن إلى اليوم. قلت: وتقدم ذكر مالك بن وقش، وكأن الجميع وفدوا، فقد حكى الهمدانيّ أن وفد أرحب كانوا مائة وعشرين نفسا. 8827- نمير بن الحارث الظفري «3» : تقدم في نصر. 8828- نمير بن الحارث السهميّ: تقدم في تميم. 8829- نمير بن خرشة بن ربيعة «4» بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن حطيط بن جشم بن ثقيف الثقفيّ. نسبه ابن حبّان.   (1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (2699) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (5295) وسمط اللآلي: 1/ 532. (2) أسد الغابة ت (5296) ، الاستيعاب ت (2700) . (3) أسد الغابة ت (5298) . (4) الثقات 3/ 418، أسد الغابة ت (5299) ، الاستيعاب ت (2672) ، تجريد أسماء الصحابة 5/ 113، المصباح المضيء 1/ 327، 328، العقد الثمين 7/ 350. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 372 وقال أبو عمر: هو حليف لهم من بني الحارث بن كعب. ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة، ولم يخرج له حديثا. وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ في الصّحابة. وأخرج البغويّ، وابن السّكن، وأبو نعيم، من طريق عبد العزيز بن القاسم بن عامر بن نمير بن خرشة، عن جدّه، عن نمير بن خرشة، وكان أحد الوفد الأوّل من ثقيف، قال: أدركنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالجحفة، فاستبشر الناس بقدومنا ... الحديث، ولم يسمّ البغويّ جدّ عبد العزيز، وذكر في سياق الحديث اشتراطهم ما اشترطوه. 8830- نمير بن أبي نمير «1» الخزاعي: ويقال الأزديّ، يكنى أبا مالك بولده مالك. له حديث لم يروه غير عصام بن قدامة، عن مالك، عن أبيه- أنه رأى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الصّلاة واضعا يده اليمنى على فخذه اليسرى. هكذا ذكره ابن عبد البرّ. وأخرج الحديث أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه. قال أبو عمر: سكن البصرة، وله حديث. 8831- نميلة بن عبد اللَّه بن فقيم «2» بن حزن بن سيار بن عبد اللَّه بن كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث الليثيّ. ويقال له الكلبيّ، نسبة لجدّه الأعلى، وحيث يطلق الكلبيّ فإنما يراد به من كان من بني كلب بن وبرة. قال ابن إسحاق: هو الّذي قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح، وكان النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أهدر دمه في قصّة مشهورة. وذكر ابن هشام في زياداته في «السّيرة» أنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم استعمله على خيبر. وقال ابن إسحاق في السيرة: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال: قتل مقيس بن صبابة يوم الفتح، وكان النّبي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أهدر دمه، لأن هشام بن صبابة كان رجلا من الأنصار قتله خطأ، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لمقيس بدية أخيه فأخذها ثم رصد قاتل هشام حتى قتله وارتدّ، فلما كان يوم الفتح قتل مقيسا نميلة رجل من قومه: وفي ذلك تقول أخت مقيس:   (1) تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الاستيعاب ت (2673) ، الثقات 3/ 421، تجريد أسماء الصحابة 2/ 113، أسد الغابة ت (5302) ، خلاصة تذهيب 3/ 100، تهذيب التهذيب 10/ 477، الإكمال 7/ 362، العقد الثمين 7/ 350، الكاشف 3/ 210، بقي بن مخلد 802. (2) أسد الغابة ت (5303) ، الاستيعاب ت (2702) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 373 لعمري لقد أخزى نميلة قومه ... ففجّع أضياف الشّتاء بمقيس [الطويل] في أبيات. 8832- نميلة بن عبد اللَّه الأنصاريّ. ذكر الفاكهيّ في كتاب مكّة بسند له عن ابن عباس، كان يذكر أن عمر استعمل أبا عبيد الثقفيّ على الجيش في فتوح العراق ومعه، نميلة بن عبد اللَّه الأنصاريّ. 8833- نميلة، غير منسوب «1» . ذكره البغويّ، وأورد له من طريق [بقية: حدّثنا العجلان الأنصاريّ، حدثني من سمع نميلة، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: إن أم سلمة كتب إلى أهل العراق إن اللَّه عز وجل بريء وبريء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ممّن بايع وفارق، فلا تفارقوا. والسّلام. وقد أورد ابن مندة هذا الحديث في ترجمة نميلة الكلبيّ، والّذي يظهر لي أنه غيره. 8834- نميلة، آخر «2» . ذكره المستغفريّ، وأخرج من طريق] «3» قزعة عن عبد الملك بن عبيد، عن مضر، عن نميلة، قال: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسمعته يقول: «الإيمان ها هنا والنّفاق ها هنا» - وأشار إلى صدره ... الحديث، وفي سنده من لا يعرف. واللَّه أعلم. النون بعدها الهاء 8835- نهار العبديّ «4» . ذكره محمد بن الحسن النقاش في تفسير بغير إسناد، قال: قال نهار العبديّ: جاء رجل إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: أيّ الناس أكرم حسبا؟ قال: «يوسف صدّيق اللَّه ابن يعقوب إسرائيل اللَّه ابن إسحاق ذبيح اللَّه ابن إبراهيم خليل اللَّه» . قلت: وليس في هذا ما يدلّ على صحبته، لكن أخرج ابن مردويه في تفسيره، من طريق يوسف بن أسباط، عن الثوري، عن ثور بن يزيد، عن نهار، وكانت له صحبة، عن   (1) أسد الغابة ت (5304) . (2) أسد الغابة ت (5305) . (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (5306) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 374 النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال إسحاق ذبيح اللَّه. قال أبو موسى في الذّيل: هذا مختصر من الّذي ذكره النقاش. قلت: وظنّ الحافظ عبد الغني في كتاب الكمال أن نهارا هذا هو العبديّ الّذي أخرج له في سنن ابن ماجة من روايته عن أبي سعيد. فذكر في الرّواة عنه ثور بن يزيد، وتعقّبه المزّي فأصاب، فقد فرق بينهما البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم، فشيخه ثور شامي وهو راوي هذا الحديث، والرّاوي عن أبي سعيد بصري. والعمدة في ذكره في الصّحابة ما وقع في سياقه أنّ له صحبة. 8836- نهشل بن عمرو بن عبد اللَّه بن وهب بن سعد بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشيّ ثم المحاربيّ. ذكره الطّبريّ في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون، وذكره الزبير بن بكّار في كتاب النّسب، وقال: إنه كان من عظماء قريش، ولم يصرّح بأن له صحبة، وقال: إن أولاده الأربعة هم: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، ونضلة، وصالح- قتلوا يوم الحرّة في خلافة يزيد بن معاوية. 8837- نهير بن الهيثم الأنصاريّ «1» : تقدم في الموحدة، وأورده أبو عمر في الموضعين. 8838- نهيك بن أساف «2» : تقدم في أساف بن نهيك. وقد تبدل همزته ياء تحتانية. 8839- نهيك بن أوس «3» بن خزمة بن عديّ بن أبي غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ. من القوافل، يكنى أبا عمر، شهد أحدا وما بعدها. ذكر ذلك ابن الكلبيّ، والطّبري، وغيرهما، وكان هو البشير بفتح خيبر، ثم كان رسول أبي بكر إلى زياد بن لبيد باليمن، وبعث معه زياد بالسّبي وبالأشعث بن قيس أسيرا، ذكر ذلك الواقديّ عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين. 8840- نهيك بن التّيهان الأنصاريّ: أخو أبي الهيثم.   (1) أسد الغابة ت (5308) ، الاستيعاب ت (2703) . (2) أسد الغابة ت (5309) . (3) أسد الغابة ت (5310) ، الاستيعاب ت (2674) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 يأتي ذكر نسبه في الكنى، ذكره الأموي، عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستدركه ابن فتحون. 8841- نهيك بن صريم السّكوني «1» . قال ابن حبّان: له صحبة، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ فيمن نزل الشّام من الصّحابة من أهل اليمن، وذكره عبد الصّمد فيمن نزل حمص من الصّحابة. وأخرج الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق محمد بن أبان، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن بسر بن سعيد، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن نهيك بن صريم، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لتقاتلنّ المشركين حتّى تقاتل بقيّتكم على نهر الأردن، الدّجّال، أنتم شرقية وهم غربية» «2» ، قال: ولا أعلم أين الأردن يومئذ من الأرض. وذكره البغويّ من هذا الوجه، فقال: عن ابن صريم، ولم يسمّه. وصريم حكى فيه ابن أبي حاتم فتح أوله وبالتصغير، وقال في نسبه السّكوني أو اليشكريّ. 8842- نهيك بن عاصم بن مالك» بن المنتفق العامريّ، ثم العقيليّ. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع لقيط بن عامر، وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق دلهم بن الأسود بن عبد اللَّه بن حاجب بن عامر بن المنتفق، عن جدّه، عن عمه لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثني أبو الأسود، عن «4» عبد اللَّه بن «5» عاصم بن لقيط- أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك، قال: فقدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لانسلاخ رجب، فأتيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فجلس الناس وقمت أنا وصاحبي ... فذكر الحديث بطوله. 8843- نهيك بن قصيّ «6» بن عوف بن جابر بن عبد نهم بن عبد العزّى بن تميمة بن   (1) أسد الغابة ت (5311) ، الاستيعاب ت (2675) . (2) أورده الهيثمي في الزوائد 7/ 351، عن نهيك بن صريم السكونيّ وقال رواه الطبراني والبزار ورجال البزار ثقات. (3) أسد الغابة ت (5312) ، الاستيعاب ت (2676) . (4) في أ: ابن. (5) في أ: عن. (6) أسد الغابة ت (5313) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 376 عمرو بن مرة بن عامر بن صعصعة العامريّ السلوليّ. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا ذكره الطّبريّ. 8844- نهيك بن مساحق: يأتي في آخر القسم الرابع. النون بعدها الواو 8845- النّوّاس بن سمعان بن خالد بن «1» عمرو بن قرط بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن كلاب العامريّ الكلابيّ. به ولأبيه صحبة، وحديثه عند مسلم في صحيحه. 8846- نوبة الأسود: مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال سيف في أول كتاب «الردّة والفتوح» حدّثنا سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن شقيق بن سلمة، عن عائشة، قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد دخل أبو بكر في الصّلاة فأجدّ عبد لنا أسود يقال له نوبة وبريرة يهاديانه بينهما انظر إلى قدميه يخطان المسجد حتى انتهيا فأجلساه في الصّفّ. وقد أورد أبو موسى هذه القصّة في أسماء النساء نوبة، وأورد من طريق عبد الغني بن سعيد، فساق القصّة من طريق زائدة، عن عاصم، عن أبي وائد، وهو شقيق بن سلمة، عن مسروق، عن عائشة، قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بين نوبة وبريرة ... الحديث، وليس في هذا السياق أن نوبة أمه. وأخرج من طريق يعقوب بن سفيان، ثم من رواية سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة، قالت: أغمي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما أفاق جاء نبوة وبريرة فاحتملتاه ... فذكر الحديث. ووقع في حديث سالم بن عبيد الأشجعيّ في هذه القصّة: فدعا بريرة خادما كانت لهم وإنسانا آخر معها ... فذكر الحديث، وفيه: فانطلقا فذهبا به، فهذا يدل على أنه رجل، إذ   (1) مسند أحمد 4/ 181، أسد الغابة ت (5314) ، الثقات 3/ 411، 422، طبقات خليفة 59، تلقيح فهوم أهل الأثر 368، الطبقات 59، 302، مقدمة مسند بقي بن مخلد 92، تهذيب التهذيب 10/ 480، الجرح والتعديل 8/ 507، التاريخ الكبير 8/ 126، مشاهير علماء الأمصار 53، المعرفة والتاريخ 2/ 339- 3/ 414، تبصير المنتبه 4/ 1427، دائرة معارف الأعلمي 29/ 175، الإكمال 7/ 302، جمهرة أنساب العرب 283، بقي بن مخلد 138، تحفة الأشراف 9/ 59، الكاشف 3/ 196، الاستيعاب ت (2704) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 377 لو كان أمة لقال: فانطلقتا فذهبتا. والعلم عند اللَّه تعالى. 8847- نوح بن مخلد الضّبعي «1» : جد أبي جمرة نصر بن عمران. أخرج ابن قانع، والطّبرانيّ، وابن مندة من طريق سعيد بن نوح الضّبعي، عن أحمد بن الأشعث، وخالد بن مخلد الضّبعيين، عن حرب بن حصن الضّبعي، عن أبي جمرة نصر بن عمران الضّبعي- أنّ جدّه نوح بن مخلد الضّبعي أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو بمكّة فسأله: «ممّن أنت» ؟ فقال: أنا من بني ضبيعة بن ربيعة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «خير ربيعة عبد القيس، ثمّ الحيّ الّذي أنت منهم» . قال ابن مندة: غريب تفرّد به سعيد بن نوح. واللَّه أعلم. 8848- نوفل بن ثعلبة «2» بن عبد اللَّه بن ثعلبة بن نضلة بن مالك بن العلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ. هكذا نسبه ابن عبد البرّ، وأما ابن إسحاق فقال : نوفل بن ثعلبة، شهد بدرا، واستشهد بأحد. 8849- نوفل بن الحارث «3» بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشميّ، ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال الزّبير بن بكّار: كان أسنّ من أسلم من بني هاشم حتى من عميه: حمزة، والعبّاس. وقال ابن إسحاق: أسر نوفل يوم بدر، فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم للعبّاس: «فاد نفسك وابني أخيك نوفلا وعقيلا» ، ولما أسلم آخى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بينه وبين العباس. وأخرج ابن سعد من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، قال: لما أسر نوفل يوم بدر قال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أفد نفسك برماحك الّتي بجدّة» . فقال: واللَّه ما علم أحد أنّ لي بجدة رماحا بعد اللَّه غيري، أشهد أنك رسول اللَّه، ففدى نفسه بها، وكانت ألف رمح. وأخرج ابن مندة من طريق حبيش- وهو ضعيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:   (1) أسد الغابة ت (5315) ، الاستيعاب ت (2705) . (2) الثقات 3/ 416، عنوان النجابة 164، تجريد أسماء الصحابة 2/ 115. (3) طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 134، الجرح والتعديل 8/ 487، مشاهير علماء الأمصار 166، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 134، العقد الثمين 7/ 351. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 بعث نوفل بن الحارث ابنيه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «انطلقا إلى عمكما لعلّه يستعملكما على الصّدقات ... » الحديث. وأخرج الحاكم في المستدرك، من طريق إسحاق السبيعي، عن سعيد بن الحارث، عن جدّه نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب- أنه استعان برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأنكحه امرأة ... فذكر الحديث. وأخرج ابن قانع، وابن السّكن، من طريق سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث، عن أبيه، عن جدّه عن نوفل بن الحارث، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صلّوا في مرابض الغنم، وامسحوا عنها الرغام ... » «1» في هذا السند ضعف. وقد تقدم في ترجمة المغيرة بن نوفل. وقد قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة: مات نوفل بن الحارث في خلافة عمر لسنتين مضتا منها بالمدينة، ولم يسند شيئا، وقال ابن عبد البرّ: مات في أيام عمر، فمشى في جنازته. 8850- نوفل بن طلحة الأنصاريّ «2» . ذكر في شهود عهد العلاء بن الحضرميّ، وقد مضى. 8851- نوفل بن عبد اللَّه بن نضلة الأنصاريّ «3» ذكره ابن الأثير، وأظنه صحّف جدّه، وإنما هو ثعلبة، وقد مضى، فليحرّر. 8852- نوفل بن عديّ بن نوفل بن أسد بن عبد العزى القرشيّ الأسديّ، ابن أخي ورقة بن نوفل. ذكره البلاذريّ، وقال: قتل ابنه يوم الحرّة سنة أربع وستين، واسمه عبيد اللَّه- بالتصغير.   (1) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 181، كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل (142) حديث رقم 348، وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 253، كتاب المساجد والجماعات باب الصلاة في أعطان الإبل ومراح الغنم (12) حديث رقم 768، 769، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 335، أحمد في المسند 2/ 509، 4/ 86، 150، 352، 5/ 55، 57، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 1599، والطبراني في الكبير 1/ 176، 7/ 340، وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 253، 2/ 29. (2) أسد الغابة ت (5318) . (3) أسد الغابة ت (5319) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 379 8853- نوفل بن عديّ بن أبي حبيش الأسديّ، أسد خزيمة. ذكره عمر بن شبّة في الصّحابة، واستدركه ابن فتحون، وهو ابن أخي فاطمة بنت أبي حبيش. 8854- نوفل بن معاوية بن عروة «1» بن صخر بن يعمر بن نفاثة بن عديّ بن الدّئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني ثم الدّيلي، نسبه ابن الكلبي. قال ابن شاهين: أسلم في الفتح، وحجّ مع أبي بكر سنة تسع، ومع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سنة عشر، وكان قد بلغ المائة. وقال أبو عمر: كان ممن عاش في الجاهلية ستين، وفي الإسلام ستين، وفي كتاب مكة للفاكهيّ، من طريق أبي بكر بن أبي سبرة، عن موسى بن سعد، عن نوفل بن معاوية الدئلي، قال: رأيت المقام في عهد عبد المطّلب ملصقا بالبيت مثل المهماة. قال أبو أحمد العسكري: كان أبوه يوم الفجار رئيس الدّئل، وله في ذلك قصّة، وأسلم ولده نوفل، وشهد مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فتح مكّة، ثم نزل المدينة ومات بها. روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه عراك بن مالك، وعبد الرّحمن بن مطيع، وأبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث، وحديثه في البخاريّ ومسلم والنّسائيّ. وقال الواقديّ، وأبو حاتم الرّازي، وابن شاهين، وأبو عمر، وأبو حاتم، وابن حبّان: مات في خلافة يزيد بن معاوية. 8855- نوفل بن فروة الأشجعي «2» : والد فروة، وعبد الرّحمن، وسحيم. روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه أولاده. وأخرج أصحاب السّنن، وأحمد بن حبّان، والحاكم، من طريق أبي إسحاق السّبيعي، عن فروة بن نوفل، عن أبيه- مرفوعا- في فضل: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [الكافرون: 1] .   (1) أسد الغابة ت (5322) ، الاستيعاب ت (2680) ، الثقات 3/ 416، عنوان النجابة 165، الطبقات 34، الأعلام 8/ 55، تجريد أسماء الصحابة 2/ 115، تقريب التهذيب 39، خلاصة تذهيب 3/ 103، تهذيب التهذيب 10/ 492، الرياض المستطابة 263، الجرح والتعديل 1/ 487، التاريخ الكبير 8/ 108، العقد الثمين 7/ 353، الكاشف 3/ 212، الطبقات الكبرى 1/ 87- 2/ 159- 3/ 495، 534، 582، البداية والنهاية 8/ 217، التعديل والتجريح 472. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 15، أسد الغابة ت (5320) ، الثقات 3/ 416، الجرح والتعديل 8/ 488، الاستيعاب ت (2679) ، التاريخ الكبير 8/ 108، الكاشف 3/ 212، تهذيب الكمال 1428. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 380 وزعم ابن عبد البرّ: بأنه حديث مضطرب، وليس كما قال، بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح، وهي الموصولة، رواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وشرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف، وقد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق أبي مالك الأشجعيّ، عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي، عن أبيه، فذكره. 8856- نومان: خاطب به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حذيفة بن اليمان في قصة ذكرها مسلم من طريق يزيد بن شريك، عن حذيفة في قصّة الأحزاب، قال حذيفة: فلما رجعت نمت حتى أصبحت، فقال لي: «قم يا نومان» . 8857- نويرة: غير منسوب «1» . ذكر أبو موسى في «الذيل» ، عن المستغفريّ بسنده إلى عمر بن هارون البلخي، حدثنا مغلس بن عقدة، عن خاله مقاتل بن حيّان، عن قتادة، عن نويرة صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «من حفظ على أمّتي أربعين حديثا في دينها حشر يوم القيامة مع العلماء» . النون بعدها الياء 8858- نيار بن ظالم بن «2» عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار الأنصاريّ. ذكره الطّبريّ، وقال: شهد أحدا، ذكر ذلك أبو غسّان المدنيّ. 8859- نيار بن عياض الأسلميّ. ذكره الطّبريّ، وقال: كان من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهو ممن كلّم عثمان في حصره، وناشده اللَّه، وقتله بعض أتباع عثمان، قالوا: وهذا أول مقتول في ذلك الوقت. قلت: وقد ذكر ذلك ابن الكلبيّ قصّة الشّورى، فذكر قصّة الحصار، قال: فقام نيار بن عياض بن أسلم، وكان شيخا كبيرا، فنادى عثمان فأشرف عليه، فبينما هو كذلك إذ رماه رجل بسهم، فنادى الناس: أقدنا بنيار ... فذكر القصّة.   (1) أسد الغابة ت (5324) . (2) أسد الغابة ت (5325) ، الاستيعاب ت (2681) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 381 8860 - نيار بن مكرم «1» الأسلميّ. قال البخاريّ: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن عثمان: وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان: له صحبة، ثم أعاده في التّابعين. وقد أخرج التّرمذيّ في صحيحه، وابن خزيمة حديثه في مراهنة أبي بكر الصّديق مع قريش في غلبة الروم، ووقع في سياقه عند ابن قانع بسنده إلى عروة عن نيار بن مكرم: وكانت له صحبة، ورجال السند ثقات. وله حديث آخر. وقال أبو عمر: هو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان، وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى من التّابعين، وأنكر أن يكون له صحبة، وقال: سمع من أبي بكر الصديق. القسم الثاني النون بعدها الزاء 8861- النزّال بن سبرة: يأتي في الثالث. النون بعدها الصاد 8862- نصر بن حجاج: بن علاط السلميّ. من أولاد الصّحابة. وقد تقدم ذكر والده، وله مع عمر قصّة، وكان في زمانه رجلا، فدلّ ذلك على أنه ولد في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقد ذكر ابن فتحون في ذيل الاستيعاب سبب ذلك، وقال: ذكر قصّته قتادة فساقها مختصرة، ولم يذكر من أخرجها من المصنفين. وقد أخرج ابن سعد والخرائطيّ بسند صحيح، عن عبد اللَّه بن بريدة، قال: بينما عمر بن الخطاب يعسّ ذات ليلة في خلافته فإذا امرأة تقول: هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أو من سبيل إلى نصر بن حجّاج [البسيط]   (1) الثقات 3/ 422، المحن 63، الطبقات 238، تجريد أسماء الصحابة 2/ 115، خلاصة تذهيب 3/ 103، تاريخ جرجان 255، تهذيب التهذيب 10/ 463، الكاشف 3/ 212، الجرح والتعديل 8/ 507، التاريخ الكبير 8/ 128، 139، الإكمال 7/ 437، الطبقات الكبرى 3/ 78، 79، ثقات 5/ 482، جامع التحصيل 361، تصحيفات المحدثين 828، دائرة معارف الأعلمي 29/ 202، أسد الغابة ت (5327) ، الاستيعاب ت (2683) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 382 فلما أصبح سأل عنه، فأرسل إليه، فإذا هو من أحسن الناس شعرا وأصبحهم وجها، فأمره عمر أن يطمّ شعره، ففعل، فخرجت جبهته فازداد حسنا، فأمره أن يعتمّ فازداد حسنا، فقال عمر: لا والّذي نفسي بيده لا تجامعني ببلد، فأمر له بما يصلحه وصيّره، إلى البصرة، زاد الخرائطيّ بسند ليس من طريق محمد بن سرين- أنه لما دخل البصرة كان يدخل على مجاشع بن مسعود لكونه من قومه، ولمجاشع امرأة جميلة يقال لها الخضراء، فكان يتحدث مع مجاشع، فكتب نصر في الأرض: إني أحبك حبّا لو كان فوقك لأظلّك أو كان تحتك لأقلّك، وكانت المرأة تقرأ، ومجاشع لا يقرأ، فرأت المرأة الكتابة فقالت: وأنا، فعلم مجاشع أنّ هذا الكلام جواب، فدعا بإناء فكبّه على الكتابة، ودعا كاتبا فقرأه فعلم نصر بذلك فاستحيا وانقطع في منزله فضنى حتى صار كالفرخ، فبلغ ذلك مجاشعا فعلم سبب ذلك، فقال لامرأته: اذهبي فأسنديه إلى صدرك وأطعميه الطّعام، فعزم عليها ففعلت فتحامل نصر قليلا، وخرج من البصرة. وذكر الهيثم بن عدي أنّ مجاشعا كان خليفة أبي موسى، وأن أبا موسى لما علم بقصته أمره أن يخرج إلى فارس، فخرج إليها وعليها عثمان بن أبي العاص، فجرت له قصّة مع دهقانه، فقال له: اخرج عنا. فقال: واللَّه لئن فعلتم هذا بي لألحقنّ بأرض الشّرك، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب احلقوا شعره، وشمروا قميصه، وألزموه المسجد. النون بعدها الضاد 8863- النضر بن أنس بن النضر الأنصاريّ الخزرجيّ، ابن عم أنس بن مالك، خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. استشهد أبوه بأحد، وقد تقدم ذكره، وثبت ذكر هذا في أثر أخرجه ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب، عن أبي معشر، عن عمر مولى عفرة وغيره، قال: فذكر قصّة فيها أنّ عمر دوّن الدّيوان وفرض للمسلمين، وفضل المهاجرين السابقين، قال: فمرّ به النّضر، فقال: افرضوا له في ألفين، فقال له طلحة: جئتك بمثله ففرضت له في ثمانمائة- يعني ولده عثمان، وفرضت له ألفين، قال: إن أبا هذا الفتى لقيني يوم أحد، فقال: ما فعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ فقلت: ما أراه إلا قد قتل. فسلّ سيفه وكسر غمده، وقال: إن كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قتل فإن اللَّه حيّ لا يموت، فقاتل حتى قتل. 8864- نضلة بن نهشل الفهري: ذكر في ترجمة أبيه نهشل. 8865- النضير بن النّضر بن الحارث العبدريّ «1» .   (1) أسد الغابة ت (5230) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 383 ذكره المستغفريّ، ونقل عن أبي إسحاق أنه من أبناء مهاجرة الحبشة، وأورده أبو موسى في «الذّيل» ، وتعقّبه ابن الأثير بأن النّضر بن الحارث قتل بعد بدر كافرا، فكيف يكون من مهاجرة الحبشة؟ والّذي عندي أنّ النضير هذا هو ابن أخي النضر المقتول لا ولده، كما تقدّم في القسم الأول، وأنه هاجر إلى الحبشة. النون بعدها العين 8866- النّعمان بن الأشعث بن قيس الكنديّ. ولد في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فبشّر به أبوه وهو عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: واللَّه لجفنة من ثريد أطعمها قومي أسرّ إليّ منه. القسم الثالث في المخضرمين النون بعدها الألف 8867- نابل: أبو نباتة الأعرجي. له إدراك، وشهد الفتوح بالعراق وقتل شهربا من فرسان الفرس مبارزة، ونفل «1» سلبه وسواريه، فكان من أول من سور بالعراق، ذكروه في الفتوح. 8868- ناجذ بن هشام الأزديّ. له إدراك، وشهد فتح مصر. روى عنه أبو قبيل المعافري، قاله أبو سعيد بن يونس. 8869- ناشرة بن سمّي اليزني. قال ابن عساكر: أدرك زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وصلى خلف معاذ باليمن، وشهد خطبة عمر بالجابية. وحكى ابن يونس عنه، قال: كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلّم منه القرآن حين بعثه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى اليمن. انتهى. وروى أيضا عن أبي بن كعب، وأبي ثعلبة الخشنيّ، وحديثه عنه وعن عمر في سنن النّسائي بسند قوي.   (1) في ج: وتنفل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 384 روى عنه عليّ بن رباح- وعبد الرّحمن بن عائذ، وسكن الشام. ثم نزل مصر، ومات بها. قال العجليّ: مصريّ تابعيّ ثقة. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: عداده في أهل الشام. 8870- ناشرة المزني «1» . أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وله ذكر في قتال سجاح بنت الحارث التميمة التي ادّعت النبوة، ذكره سيف، والطّبري. 8871- نافع بن الأسود بن قطنة بن مالك التميمي ثم الأسيديّ، بالتشديد، من بني أسيّد بن عمرو بن تميم. قال المرزبانيّ: مخضرم، يكنى أبا نجيد، يقول: لما قتل عبد اللَّه بن المنذر بن الحلاحل التميميّ باليمامة مع خالد بن الوليد، فذكر المرثية، وقد ذكرت منها في ترجمة عبد اللَّه المذكور، وقال الدّارقطنيّ في المؤتلف: أبو محمد نافع بن الأسود شهد فتوح العراق وهو القائل: قومي أسيد إن سألت ومعدني ... فلقد علمت معادن الأحساب [الكامل] يقول فيها: ما كان بعدك في النّاس من رجل ... ولا يوازيه في نعمى وإرصاد [البسيط] وأنشد المرزبانيّ: ألا ربّ نهب قد حويت وغارة ... شهدت على عبل «2» أسيل المقلّد وقرن تركت الطّير تحجل حوله ... فقرّعته ضربا بعضب المهنّد [الطويل] وأنشد سيف في الفتوح أشعارا كثيرة يفتخر فيها بقوله، ويذكر مشاهده في فتح الشّام والعراق فمنها قوله: وقال العصاة من معدّ وغيرها ... تميمك أكفاء الملوك الأعاظم   (1) في أ: المازني. (2) في أ: عبد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 385 وهم أهل عزّ ثابت وأرومة ... وهم من معدّ في الدّرى والغلاصم وهم يضمنون المال للجار ما ثوى ... وهم يطعمون الدّهر ضربة لازم كذلك كان اللَّه شرّف فرسانها «1» ... في الزّمان الأوّل المتقادم وحين أتى الإسلام كانوا أئمّة ... ونادوا معدّا كلّها بالجرائم إلى هجرة كانت سناء ورفعة ... لباقيهم فيهم وخير مراغم فجاءت بهم في الكتائب نصرة ... فكانوا حماة النّاس عند العظائم فصفّوا لأهل الشّرك ثمّ تكبكبوا ... وطاروا عليهم بالسّيوف الصّوارم لدى غدوة حتّى تولّوا تسوقهم ... سيوف تميم كاللّيوث الضّراغم [الطويل] 8872- نافع بن لقيط بن حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان الأسديّ الفقعسيّ، ويقال له نويفع. قال أبو الفضل بن أبي طاهر في كتاب الشّعراء: شاعر جاهلي. وقال المرزبانيّ: كان أحد رجالات العرب شعرا ونجدة، وله قصّة مع الحجاج يقول فيها: لو كنت في العنقاء أو في عماية «2» ... ظننتك إلّا أن تصدّ تراني تضيق بي الأرض الفضاء لخوفه ... وإن كنت قد طوّفت «3» كلّ مكان [الطويل] ويؤخذ من قول ابن أبي طاهر أنه جاهلي، ومن كونه أدرك الحجاج أنه من أهل هذا القسم. وأنشد المرزبانيّ قوله بعد ما أسنّ: يسعى الفتى لينال أقصى سعيه ... أيهات حالت دون ذاك خطوب وإذا صدقت النّفس لم تزل لها ... أملا وتأمل ما اشتهى المكذوب [الكامل] 8873- نباتة بن يزيد النخعي. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وغزا في خلافة عمر. ذكر أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة، من طريق ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن   (1) في ج: غيابة. (2) في ج: غيابة. (3) في أ: طوقت. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 386 مسلمة بن عبد اللَّه بن شريك النخعيّ، وكان قد أدرك معاوية، قال: كان فينا رجل يقال له نباتة بن يزيد النخعيّ خرج في زمن عمر بن الخطاب غازيا في نفر من الحيّ حتى إذا كانوا بموضع ذكره نفق حماره، فوثب رجل من الحيّ يقال له علان بن رهيل من النخع، فأخذ قلادته، فقالوا له: هل لك أن نحملك معنا؟ قال: لا، اذهبوا ودعوني، فلما أدبروا عنه قام فتوضّأ ثم ركع ركعتين ثم قال: اللَّهمّ إنك تعلم أني أسلمت طائعا، وقد خرجت مجاهدا أريد وجهك، فأحي لي حماري ولا تجعل لأحد علي منّة، ثم سجد ورفع رأسه، فإذا هو بحماره قائم، فقام فأوكفه، ثم لحق بأصحابه. وقد ذكر هشام بن الكلبيّ هذه القصّة في نسب النخع، وقال في آخرها: حتى غزوا قزوين، ثم رجع فباعه بعد في الكوفة. 8874- نبيه بن صؤاب: ينظر من [ ... ] . 8875- النّجاشيّ: ملك الحبشة، اسمه أصحمة. تقدم في حرف الألف. 8876- النّجاشيّ: الشاعر الحارثي، اسمه قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية بن خديج بن حماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، يكنى أبا الحارث، وأبا مخاشن. له إدراك، وكان في عسكر عليّ- رضي اللَّه عنه- بصفين، ووفد على عمر بن الخطاب، ولازم عليّ بن أبي طالب، وكان يمدحه فجلده في الخمر، ففرّ إلى معاوية. ومما يدلّ على أنه عمّر طويلا أنّ معاوية سأله: من أعزّ العرب؟ قال: رجل مررت به يقسم الغنائم على باب بيته بين الحليفين أسد وغطفان. قال: من هو؟ قال: حصين بن حذيفة بن بدر. انتهى. وحصين هو والد عيينة الّذي كان رئيس غطفان يوم الأحزاب. ومات أبوه قبل البعثة أبو بعدها بيسير. وقيل اسم النّجاشي سمعان، وترجمه ابن العديم في تاريخ حلب في حرف النّون، فقال: نجاشي بن الحارث بن كعب الحارثي. ذكر أبو أحمد العسكري في ربيع الآداب أنّ النّجاشي الشاعر مرّ بأبي سماك الأسدي في رمضان، فدعاه إلى الشّرب فأجابه، فبلغ عليّا فهرب أبو سماك وأخذ النّجاشي فجلده عليّ، فطرح عليه هند بن عاصم نفسه، ورمى عليه جماعة من وجوه الكوفة أربعين مطرفا، وجعل بعضهم يقول: هذا من قدر اللَّه. فقال النّجاشيّ: ضربوني، ثم قالوا: قدر اللَّه، لهم شر القدر، ثم هرب إلى الشّام. وقال المرزبانيّ: النّجاشي قدم على عهد عمر في جماعة من قومه، وكان مع علي في حروبه يناضل عنه أهل الشّام. وذكر أن عليا جلده ثمانين، ثم زاده عشرين، فقال له: ما هذه العلاوة؟ فقال: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 387 لجرأتك على اللَّه في شهر رمضان وصبياننا صيّام، فهرب إلى معاوية وهجا عليا، وكان هاجي تميم بن مقبل في عهد عمر، فاستعدى عليه، وهو القائل في المغيرة يصفه بالقصر: وأقسم لو خرّت من استك بيضة ... لما انكسرت من قرب بعضك من بعض [الطويل] وذكر سيف له قصة في اليمامة، وأنشد له في ذلك شعرا. وذكر أحمد بن مروان الدينَوَريّ في الجزء السّابع من المجالسة، من طريق سماك، قال: هجا النجاشيّ، واسمه قيس بن عمرو بن مالك- بني العجلان، فاستعدوا عليه عمر، فقال: ما قال فيكم؟ فأنشدوه: إذا اللَّه جازى أهل لؤم بذمّة ... فجازى بني العجلان رهط ابن مقبل [الطويل] فقال: إن كان مظلوما استجيب له، فقالوا: قبيلته لا يغدرون بذمّة ... ولا يظلمون النّاس حبّة خردل [الطويل] فقال: ليت آل الخطاب كانوا كذلك. فذكر القصّة ورويناها في أمالي ثعلب، قال: قال أصحابنا: استعدى تميم بن مقبل عمر على النّجاشي ... فذكر نحوه. وقد تقدم في ترجمة تميم بن مقبل، وذكر الحسن بن بشر الآمديّ أنّ النجاشيّ المذكور لما مات رثاه أخوه خديج: من كان يبكي هالكا فعلى فتى ... ثوى بلوى لحج وآبت رواحله [الطويل] قلت: ولحج- بفتح اللّام وسكون المهملة بعدها جيم: بلد معروف باليمن، ففيه دلالة على أنه كان توجّه إلى اليمن فمات بلحج. [وقال ابن قتيبة في «المعارف» : كان النّجاشي رقيق الدين، فذكر القصّة في شرب الخمر في رمضان، وإنما قيل له النجاشي، لأنه كان يشبه لون الحبشة. وحكى ابن الكلبيّ أنّ جماعة من بني الحارث وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «من هؤلاء الّذين كأنّهم من الهند» ] «1» .   (1) سقط في أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 388 8877- نجد بن الصامت بن عابدين أسماء بن قردوس بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس الدّوسي القردوسيّ، بضمّ القاف. له إدراك، وكان لولده سعد ذكر بخراسان في خلافة بني مروان، وهو الّذي قتل قتيبة بن مسلم الباهليّ أمير خراسان في خلافة سليمان بن عبد الملك، وذكره ابن الكلبيّ في الجمهرة، كذا قال. والمشهور أن قاتل قتيبة هو وكيع بن أبي الأسود، ولكن جمع ابن دريد في الاشتقاق القولين، وذكر أن وكيعا كان الرأس في ذلك، وأن نجدا باشر قتله ومعه جهم بن زحر الجعفي. 8878- النّخار بن أوس بن أبير بن عمرو بن عبد الحارث بن رباح بن لأي بن عبد مناف بن الحارث بن سعد بن هذيم. له إدراك، وكان علّامة بالأنساب، حتى قال ابن الكلبيّ: كان أنسب العرب، وهو الّذي قال لمعاوية: إن العباءة لا تكلمك، إنما يكلمك من فيها. وذكره ابن ماكولا في ترجمة أبير- بالموحدة. 8879- النزّال بن سبرة «1» : بفتح المهملة وسكون الموحدة، الهلاليّ الكوفيّ. ذكره مسلم وابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين. وقال الدّار الدّارقطنيّ: تابعيّ كبير، وكذا ذكره في التّابعين البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وآخرون. قال ابن عبد البرّ: ذكروا أنه رأى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا أعلم له رواية إلا عن عليّ وابن مسعود، وهو معدود في كبار التابعين، وقال المزي في سند أبي مسعود: النزال بن سبرة له صحبة، وتبع في ذلك أبا مسعود الدمشقيّ، وابن عساكر. وقال في التهذيب: مختلف في صحبته، روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن أبي بكر، فقال: مرسل، وعن عثمان وعلي وابن مسعود وسراقة بن مالك وغيرهم. روى عنه الشّعبيّ، وعبد الملك بن ميسرة، والضحاك بن مزاحم، وآخرون. وأخرج البخاري في التاريخ الأوسط من طريق مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، «كنّا نحن وأنتم من بني عبد مناف   (1) الثقات 3/ 418، الطبقات 143، الكاشف 3/ 199، أسد الغابة ت (5209) ، تجريد أسماء الصحابة 298، خلاصة تذهيب 3/ 60، الاستيعاب ت (2691) ، تهذيب التهذيب 3/ 423، الجرح والتعديل 8/ 498، التاريخ الكبير 8/ 117، تهذيب الكمال 1408. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 389 فنحن وأنتم اليوم من بني عبد اللَّه» «1» . قال مسعر: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من بني عبد مناف بن قصيّ، ونحن من بني عبد مناف بن هلال بن عامر، وهذا هو الحديث الّذي أشار إليه أن النزال أرسله. 8880- نسطاس مولى أبي بن خلف. قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: كان جاهليا، وروى عن جابر بن عبد اللَّه. 8881- نسير بن ثور العجليّ. له إدراك، وشهد الفتوح في عهد عمر منها القادسية، وهو القائل منها: لقد علمت بالقادسيّة أنّني ... صبور على اللأواء عفّ المكاسب [الطويل] 8882- نسير بن يحيى الأنصاريّ: مولى عثمان بن حنيف. له إدراك، ذكره الخطيب في المؤتلف، وأسند من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه: أخبرني نسير بن يحيى، قال: قسم أبو بكر مالا فأعطاني كما أعطى مولاي عثمان بن حنيف، وقال: بذلك أمرني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم .... الحديث. 8883- نصاص: ذكر وثيمة أنه كان صديق عمرو بن العاص في الفتوح، واستدركه أبو إسحاق بن الأمين. 8883 (م) - نصف الطريق الغسانيّ: له ذكر. 8884- نصر بن نصر بن قدامة. وقيل نصر بن عوف بن قدامة ابن أخي صفوان بن قدامة. تقدم خبره وشعره في ترجمة عمه. 8885- نصير: بالتصغير، ابن عبد الرحمن بن يزيد، والد موسى بن نصير الّذي فتح بلاد المغرب. تقدم ذكره في ترجمة والده عبد الرحمن بن يزيد. قال الرّشاطيّ: حكى أن عبد العزيز بن مروان كان يعوذ نصير بن عبد الرحمن إذا   (1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/ 117. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 390 مرض، وكان على شرطة معاوية في خلافة عمر ثم عثمان، ثم غضب عليه وولى غيره، ثم أعاده بعد صفين، وعمر حتى قدم مصر ومات بها. قلت: وذكر أبو عمر الكنديّ في الموالي أن مولد موسى بن نصير كان في سنة تسع عشرة من الهجرة، ويقال: إن أهل نصير من أراشة، وسبي في خلافة أبي بكر من جبل الخليل، وكان اسمه نصرا فسمي نصيرا، وأعتقه بعض بني أمية. النون بعدها الضاد 8886- النضر بن بشير بن عمرو المزنيّ. له إدراك، ذكره الكنديّ، وكان شهد فتح مصر واختط بها، ثم ولى ابنه قضاءها في سنة اثنتين وسبعين، ومات بها سنة تسع وثمانين. 8887- نضلة بن خالد بن نضلة بن مهزول. ذكره وثيمة في كتاب الردة، وقال: إنه كان في أخواله من بني حنيفة، فلما ارتدّوا أنكر عليهم، ودعاهم إلى الثبات، وحذّرهم العاقبة فلم يقبلوا منه فارتحل عنهم، وأنشد له في ذلك شعرا. 8888- نضلة بن ماعز «1» . أدرك الجاهلية روى حسين المعلم عن عبد اللَّه بن بريدة، عنه- أنه رأى أبا ذر يصلي الضّحى «2» . ذكره ابن مندة مختصرا، وتبعه ابن أبي حاتم وأبو نعيم. 8889- نضلة بن عبد اللَّه بن عمرو بن عبد بن الحرمز ابن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعيّ. له إدراك، وذكر ابن الكلبي أن ولده محمدا كان شريفا بالعراق، وولاه بنو مروان ولايات. 8890- النعمان: بزرج اليماني، من أهل صنعاء «3» . قال ابن حبّان: يقال له صحبة. وقال ابن عساكر: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يلقه، وقدم الشام في عهد عمر. وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن الحسن بن   (1) أسد الغابة ت (5228) . (2) في أ: الصبح. (3) أسد الغابة ت (5236) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 391 أنس، عن سليمان بن وهب، قال: حدثني النعمان بن بزرج، وكان قد أدرك الجاهلية، قال ... فذكر حديثا طويلا. وتعقب أبو نعيم على ابن مندة ذكره إياه في الصحابة، وقال: لا يعرف له إسلام. ولم يصب في ذلك، فقد ذكره في التابعين البخاري، وابن أبي حاتم، وكأن أبا نعيم اغتر بما ذكره الواقدي في كتاب الردة من طريق همام بن منبه، قال: كان أول من قدم على الأبناء بصنعاء يعني من المدينة وبر بن يحنس، فنزل على بنات النعمان بن مزرج فأسلمن وصلين، وبعثتا إلى أخيهما عبد الرحمن بن النعمان بن بزرج فأسلم، وبعثتا إلى فيروز الديلميّ فأسلم، وإلى مركبود الديلميّ، فأسلم، قال: وكان أول من أخذ القرآن بصنعاء عطاء بن مركبود. انتهى. فتوهم أبو نعيم من هذا أن النعمان كان قد مات، لكن يرده إدراك سليمان بن وهب له وتصريحه بتحديثه إياه، فلعله كان في الوقت الّذي أشار إليه همام بن منبه كان غائبا عن صنعاء، لأن الأسود الكذاب لما غاب على صنعاء فر غالب أهلها منه، وكذلك أخرج عبيد بن محمد الشكوري في تاريخه، من طريق هشام بن يوسف، عن عمر بن نعيم: سمعت النعمان بن بزرج، وكان عاش ثلاثين في الجاهلية، ومائة سنة في الإسلام. وذكر أيضا أن النعمان وفد على معاوية، فسأله أن يولي الضحاك بن فيروز الإمارة. وقال أبو بكر بن البرقيّ في تاريخه: مات النعمان بن بزرج في خلافة عبد الملك بن مروان. 8891- النعمان بن حميد «1» . استدركه أبو موسى، وقال: يقال إنه أدرك الجاهلية، وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبان في التابعين، وقال: روى عن عمر. روى عنه سماك بن حرب. 8892- النعمان بن صفوان بن عمرو بن نعيمة، من أولاد سوادة بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل الحميريّ. له إدراك، وكان ولده السعر كثير الغزو للروم مع البطال. 8893- النعمان بن محمية الخثعميّ: يقال له ذو الأنف. ذكره أبو إسماعيل الأزديّ فيمن شهد اليرموك، وقال: عقد أبو عبيدة له الرئاسة على   (1) أسد الغابة ت (5244) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 392 قومه من خثعم، قال: وكان ينازع هو وابن ذي السهم الرئاسة. قلت: وقد تقدم أنهم كانوا في الفتوح لا يؤمرون إلا الصحابة. 8894- النعمان الرعينيّ. قيل ذو رعين، كان من ملوك اليمن، وأسلم على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وذكر ابن إسحاق أن ملوك اليمن كاتبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بإسلامهم، فقدم عليه بكتابهم، وهم: الحارث بن عبد كلال، وأخوه نعيم، والنعمان قيل ذي رعين، وهمدان، ومعافر، وبعث إليه زرعة بن سيف بن ذي يزن مالك بن مرارة. ووقع عند المستغفريّ أن النعمان كان الرسول بالكتاب، وخطأه أبو موسى في ذلك. وقد استدركه ابن فتحون عن ابن إسحاق، وعن الطبري على الصواب. 8895- نعيم بن صخر بن عدي العدوي. ذكره أبو إسماعيل الأزديّ في فتوح الشام، وأنه استشهد بأجنادين. 8896- نعيم الحبر. كان نصرانيا. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عهد عمر، فهو نظير كعب الأحبار، وقد ذكروه. وتقدم خبره في ترجمة مطرف بن مالك في القسم الثالث، وذكر ابن أبي خيثمة في تاريخه من طريق قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن مطرف بن مالك، قال: شهدت فتح تستر، فذكر القصة إلى أن قال: قال مطرف: ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس، فإذا أنا براكب، فقلت: أنعيما؟ قال: نعم. قلت: ما فعلت نصرانيتك؟ قال: تحنفت بعدك. قال: وسمع اليهود بقدوم نعيم وكعب بيت المقدس، فاجتمعوا، فقال لهم كعب: هذا كتاب قديم، وهو بلغتكم، فاقرءوه، فقرأه قارئهم، فأتى على مكان منه فضرب به الأرض، فغضب نعيم وأخذه، وقال: لا أدعكم بعدها تقرءونه، فسألوه وطلبوا إليه حتى قال: إني أمسكه في حجري، فأمسكه في حجره، وقرأه قارئهم حتى أتى ذلك المكان، فإذا فيه: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ... [آل عمران: 85] الآية، قال: فأسلم منهم حينئذ اثنان وأربعون حبرا. النون بعدها الفاء والميم 8897- نفيع الصائغ: أبو رافع، مشهور بكنيته. يأتي في الكنى. 8898- نملة بن عامر: المحاربي الجسري. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 393 له إدراك، وشهد الفتوح بالعراق، وهو الّذي ضمن لعليّ بن أبي طالب طاعة قومه بني جسر لما غضب عليهم، وأمر بهدم دورهم. النون بعدها الهاء 8899- نهشل بن حري بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناه بن تميم. قال المرزبانيّ: شامي شريف مشهور مخضرم بقي إلى أيام معاوية، وكان مع علي في حروبه، وقتل أخوه مالك بصفين وهو يومئذ رئيس بني حنظلة، وكانت رايتهم معه، ورثاه نهشل بمراثي كثيرة منها قوله في قصيدة: وهوّن وجدي عن خليلي أنّني ... إذا شئت لاقيت امرأ مات صاحبه ومن ير بالأقوام يوما يروا به ... معرّة يوم لا توارى كواكبه [الطويل] قال: وأبوه شاعر شريف مذكور، وجد ضمرة سيد ضخم الشرف، وجد جده ضمرة شاعر شريف فارس، وكان من خير بيوت بني دارم. النون بعدها الواو 8900- النواح بن سلمة بن كهلة الأصغر ابن عصام بن كهلة الأكبر ابن وهب بن سبلان بن دينار بن موزع بن عبد اللَّه بن ناج بن تميم بن أراشة الإراشي. له إدراك، وجدّه كهلة هو الّذي مطله أبو جهل حقّه، فاستعدى عليه قريشا فكلموه فلم يعطه، فأعاد عليهم فدلّوه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فمضى معه إلى أبي جهل، فطرق عليه الباب، فخرج إليه، فقال: «أعط هذا حقّه» . قال: نعم، الساعة، ودخل فأخرج له حقّه، فلامته قريش، فقالوا: كلمناك فأبيت، وشفعت محمدا! فقال: رأيت معه بعيرا فاغرا فاه، واللَّه لو امتنعت لأكلني. ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وقد ذكر ابن إسحاق قصة الإراشي في السيرة. والنواح ولد سلمة كان له ذكر في عهد بني مروان، وولى هشام بن عبد الملك صفوان بن سلمة البلقاء، ووليها ولده علي بن صفوان بعده في زمن السفاح، وكان قد ساد قضاعة بالشام، وولى الصائفة أيضا، وولى البلقاء ابنه شراحيل بن علي بعده، وعقد له المهدي على بعث الأردن إلى إفريقية، ووليه ولده الرماحس بعده خمس سنين. ذكر كل ذلك ابن الكلبيّ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 394 القسم الرابع النون بعدها الألف 8901- ناجية بن خفاف: العنزي «1» ، أبو خفاف. قال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يصحّ. روى عنه أبو إسحاق السبيعي. انتهى. وهو تابعي معروف، روى عن ابن مسعود، وعن عمار بن ياسر، وغيرهما. قال ابن المديني: لم يسمع من عمار، وليس هو بالقديم. وفرق البخاريّ، ومسلم، وابن أبي حاتم، وغيرهم بين ناجية هذا وناجية بن كعب الأسدي. ويعقوب بن شيبة، سبب الوهم، وهو أن أبا إسحاق روى عن ناجية، عن عمار قصة التميم، فقال زائدة: عن ابن ناجية ولم ينسبه، وقال أبو بكر بن عياش عنه عن ناجية العنزي. وقال أبو الأحوص: عنه، عن ناجية بن خفاف. وقال ابن عيينة: عنه، عن ناجية بن كعب الأسديّ، قال: فقال ابن المديني: هذا غلط، وإنما هو ناجية بن خفاف. انتهى. وذكر الخطيب أن إسرائيل والمعلّى قالا: عن ابن إسحاق عن ناجية بن كعب، وكذا قال أبو نعيم: وقال ابن هشام: عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، قال الخطيب: أظن أبا إسحاق رواه لهم عن ناجية غير منسوب، فظنوه ابن كعب، لأنه روى عن ناجية بن كعب غير هذا من الحديث. وناجية بن كعب قال فيه ابن أبي خيثمة عن ابن معين: طالح. وقال أبو حاتم: شيخ، ولم أر لأحد فيه مقالا إلا قول الجوزجاني مذموم، وأشار بذلك إلى مذهبه في التشيع. واللَّه أعلم. 8902- ناشرة بن سويد الجهنيّ «2» . ذكره ابن مندة، وقال: روى عنه ابنه مريح، ثم أورد من طريق عبد اللَّه بن داود بن الدلهاب، وعن آبائه حديثا، وهو خطأ نشأ عن تصحيف في اسمه واسم ولده، وذلك أن الصواب ياسر، بتحتانية منقوطة باثنتين وسين مهملة بلا هاء آخره، واسم ولده مسرع- بسكون السين المهملة وآخره عين مهملة. ويدلّ عليه أن في الحديث اسمه مسرع، فقد أسرع إلى الإسلام، وممن صحفه أبو إسحاق بن الأمين، فقال في آخر ذيل الاستيعاب في   (1) حزم العنبري. (2) أسد الغابة ت (5172) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 395 حرف النون: ناشر بن سويد الجهنيّ له صحبة، وحديثه عند ولده. انتهى. وقد ذكره ابن عبد البرّ في موضعه، فقال: ناشرة- بزيادة الهاء. 8903- نافع بن سليمان العبديّ. تقدم في نافع أبي سليمان، وجعلهما الذهبي ترجمتين، وهما واحد. 8904- نافع بن صبرة» . مخرج حديثه عن أهل المدينة مثل حديث أبي هريرة في كفارة ما يكون في المجلس من اللغو كذا أورده ابن عبد البر، وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو نافع بن جبير، بجيم وموحدة مصغرا، وهو ابن مطعم، التابعي المشهور من أهل المدينة، أرسل هذا الحديث، ورواه عنه من أهل المدينة داود بن قيس، كذلك رويناه في نسخة إسماعيل بن جعفر رواية علي بن حجر، عن إسماعيل، وهي في أربعة أجزاء، أحاديثه مرتبة على شيوخ إسماعيل، وهذا الحديث في ترجمة داود بن قيس، وكذا أورده ابن أبي عمر في مسندة، والحميدي في النوادر، وكلاهما عن سفيان بن عيينة، عن داود، وكذا قال محمد بن عجلان عن مسلم بن أبي حمزة، عن نافع بن جبير- مرسلا. وأخرجه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، ووصله جماعة منهم أحمد بن الحسن اللهبي، وعبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، وأبو عاصم النبيل عند ابن أبي الدنيا، وخالد بن يزيد العمري عند الطبراني، أربعتهم عند داود بن قيس، عن نافع بن جبير، عن أبيه، وكذا وصله جماعة عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، منهم ابن أبي عمر في مسندة عنه، والنسائي في اليوم والليلة، وابن أبي عاصم في الدعاء، والحاكم والطبراني، كلّهم من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان، وصححه الحاكم. 8905- نافع بن عمرو المزني «2» . ذكره أبو مسعود الأصبهانيّ في الصحابة، وأورد من طريق هلال بن عامر المزني عنه أنه كان مع أبيه في حجة الوداع، وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو رافع بالراء لا بالنون، كما تقدم. 8906- نافع بن يزيد الثقفي «3» : صوابه رافع، كما تقدم في حرف الراء أيضا.   (1) أسد الغابة ت (5182) ، الاستيعاب ت (2624) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 103، أسد الغابة ت (5188) . (3) أسد الغابة ت (5193) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 النون بعدها الباء 8907- نبّاش بن زرارة التميميّ «1» : أبو هالة، زوج خديجة قبل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ووالد هند، وخال الحسن بن علي. ذكره المستغفريّ، وتبعه أبو موسى في الذيل، وهو غلط. 8908- نبيشة الخير: فرق البغوي بينه وبين نبيشة الهذلي، وهو واحد «2» . النون بعدها الجيم 8909- نجاب: بنون ثم جيم، ابن ثعلبة بن خزمة الأنصاريّ «3» . ذكر إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق- أنه شهد بدرا. قال الخطيب في المؤتلف: هذا تصحيف، وإنما هو بموحدة وحاء مهملة ثقيلة وآخره مثلثة، كذا ذكره الأمويّ عن ابن إسحاق، وكذا عند موسى بن عقبة وهشام بن الكلبيّ. 8910- نجيب بن السريّ. وهم من ذكره في الصحابة. وقال أبو حاتم الرازيّ: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وعن عليّ مرسلا. 8911- نجيد بن عمران بن حصين الخزاعي. تقدم ذكره في الباء الموحدة. النون بعدها السين 8912- نسطور الراهب. ذكر ابن سعد عن الواقديّ أن خديجة لما فاوضت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل البعثة، وقبل أن يتزوجها- في تجارة إلى الشام أرسلت معه غلامها ميسرة، فذكر ميسرة أنهما قدما بصرى، فنزلا تحت ظل شجرة، فقال له نسطور الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، ثم وقع بين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وبين رجل آخر ملاحاة، فقال له: احلف باللات والعزى. فقال: ما حلفت بهما قط، وإني لأمر بهما معرضا عنهما، فقال الرجل لميسرة: هذا نبيّ هذه الأمة.   (1) أسد الغابة ت (5195) . (2) أسد الغابة ت (5198) ، الاستيعاب ت (2688) . (3) أسد الغابة ت (5207) ، الاستيعاب ت (2689) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 قلت: وقد تقدم في الباء الموحدة قصة بحيرا بنحو قصة نسطور، وهي لبحيرا أشهر، وقد ذكر بحيرا في الصحابة ابن مندة لذلك، فهذا على شرطه. 8913- نسطور الرومي: أحد الكذابين. زعم أنه عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أكثر من ثلاثمائة سنة. روى حديثه خطيب الموصل عبد اللَّه بن أحمد الطوسي، عن أبي المظفر ميمون بن محمود، عن إبراهيم بن إسحاق المرغيناني، حدثنا أبو القاسم الحكيم، حدثنا نسطور الرومي، فقال: سقط سوط رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة تبوك، فنزلت ومسحته ورفعته إليه، فقال لي: «مد اللَّه في عمرك» . قال ميمون: فحدثني الشريف عبد الجليل، قال: سمعت عمرو بن حسين الكاشغري يقول: سألت ابن نسطور: كم عاش أبوك بعدها؟ فقال: ثلاثمائة سنة، وكان عمره إذ ذاك ثلاثين سنة. وقال الحسن بن الحسين الحسينيّ في سنة ثمان وخمسمائة: حدثنا أبو جعفر عمر بن الحسن بن أبي بكر الساماني في سنة تسع وسبعين وأربعمائة، أخبرني جعفر بن نسطور بقرية تدعى رأس السري من ناحية اليمن، عن أبيه صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر الحديث، قال عمر: سألت جعفرا: كم عاش أبوك قبل دعاء النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: ثلاثين سنة، وعاش بعد دعائه ثلاثمائة سنة. قال: وكان جعفر مهابا له حشمة، فلم أسأله عن عمره، وسألت شيوخ تلك القرية، فقالوا: كنا نذهب إلى الكتاب وهو بهذه الهيئة. النون بعدها الصاد 8914- نصر بن الحارث الأنماري: قال أبو عمر: هو أبو منفعة، ووهموه في ذلك، وإنما هو بكر «1» ، فكأن الكاف تحرفت، فصارت صورة صاد، فصحفه. 8915- نصير، مولى معاوية. وهم من ذكره في الصحابة، وقال أبو حاتم الرازيّ: روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، وعنه سليمان بن موسى. قلت: وروايته في المراسيل لأبي داود. وذكره ابن حبان في الثقات، واختلف في ضبطه، فقيل بسكون الصاد المهملة، وقيل بصيغة التصغير، وقيل بالضاد المعجمة فيهما.   (1) في أ: بكير. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 398 النون بعدها الضاد والعين 8916- نضلة: أو ابن نضلة. ذكره ابن قانع والمستغفري وقد ذكرت وجه الصواب فيه في طلحة بن نضلة. 8917- النعمان بن بازية اللهبي «1» . هكذا أورده ابن عبد البرّ، وعزاه لابن أبي حاتم. وتعقبه ابن فتحون بأنه صحف أباه، وإنما ذكره البخاري وابن أبي حاتم والبغوي وابن حبان وابن السكن براء مهملة وبعد الألف زاي منقوطة ثم مثناة تحتانية ثقيلة. وقد تقدم في الأول على الصواب. 8918- النعمان بن الزارع «2» : عريف الأزد. ذكره ابن عبد البرّ، وقال: لا أعرفه بأكثر مما روى عنه أنه قال: يا رسول اللَّه، كنا نعتاف في الجاهلية. قلت: صوابه ابن الرّازية، كذلك ذكره ابن السّكن، فقال النّعمان بن الرازية الأزديّ ثم اللهبي عريف الأزد، وكان صاحب رايتهم، ثم ساق حديثه المشار إليه بسنده إليه. وقد تقدم في الأول على الصّواب، وهو الّذي قبله واحد. 8919- النّعمان بن حصن بن الحارث البلوي، حليف الأنصار. ذكره أبو موسى في «الذيل» ، فصحّف أباه، وإنما هو عصر، بفتح المهملتين، كما مضى على الصّواب. 8920- النّعمان بن مرة: الزّرقيّ المدنيّ «3» . ذكره ابن مندة، وقال: أخرج في الصّحابة، وهو تابعيّ، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاريّ. وقال ابن حاتم، عن أبيه: حديثه مرسل، وله رواية عن عليّ. وقال العسكريّ: لا صحبة له، وذكره البخاريّ ومسلم في التّابعين. قلت: وحديثه في الموطأ: ما ترون في السّارق والزّاني والشّارب؟ الحديث. أخرجه في كتاب الصّلاة، وليس للنّعمان عنده غيره. واختلف فيه على مالك وغيره، وللمتن شاهد   (1) أسد الغابة ت (5235) ، الاستيعاب ت (2649) . (2) أسد الغابة ت (5248) ، الاستيعاب ت (2652) ، الثقات 3/ 410، تجريد أسماء الصحابة 2/ 107، التاريخ الكبير 8/ 75، الطبقات الكبرى 2/ 158. (3) أسد الغابة ت (5267) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 399 من حديث الحسن، عن عمران بن حصين، أخرجه البخاريّ في الأدب المفرد، وآخر من حديث أبي سعيد الخدريّ، أخرجه أبو داود الطّيالسي في مسندة، وآخر عن أبي هريرة بمعناه. وروى النّعمان هذا الحديث عن علي، وجرير، وأنس. وروى عنه أيضا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر، فذكره ابن حبّان في أتباع التّابعين من الثّقات، فقال النّعمان بن مرّة الزرقيّ الأنصاريّ من أهل المدينة، وقال: روى عن سعيد بن المسيّب، يروي عنه محمد بن علي، فكأنه لم يقع له رواية عن أحد من الصّحابة. 8921- النّعمان بن ناقد الأنصاريّ. قرأت بخط الخطيب أبي بكر الحافظ في المؤتلف، قال عمر بن أحمد: هو ابن شاهين، سمعت عبد اللَّه بن سليمان، يعني ابن أبي داود، يقول النّعمان بن ناقد من الأنصار، أخو أبي عبيد بن ناقد، وهو من أصحاب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 8922- نعيم بن ربيعة بن كعب «1» . ذكره ابن مندة في الصّحابة، وقال: روى حديثه إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن ربيعة: كنت أخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وتعقبه أبو نعيم بأن الصّواب عن نعيم، عن ربيعة. انتهى. وهو كما قال، وإنما وقع فيه تصحيف عن فصارت ابن. وقد أخرج الحديث المذكور أحمد في المسند، من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم، وهو المجمر، عن ربيعة بن كعب الأسلميّ. والحديث حديث ربيعة، وهو مشهور عنه. ويتعجب من خفاء ذلك على ابن مندة مع شدّة حفظه، وأصله في صحيح مسلم من وجه آخر عن ربيعة. 8923- نعيم بن عبد الرحمن الأزديّ «2» . ذكره ابن مندة، وقال: ذكر في الصّحابة، ولا يصحّ. قلت: ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم في التّابعين وقال أبو حاتم والعسكريّ: روى عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلا، ولم يلقه. النون بعدها الفاء والقاف 8924- نفيع بن الحارث بن لوذان.   (1) أسد الغابة ت (5273) . (2) أسد الغابة ت (5277) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 400 ذكره أبو إسحاق، وابن الأمين، عن العدويّ، وهو خطأ. والصّواب نفيع بن المعلى. 8925- نقادة بن عبد اللَّه: والد سعر بن عبد اللَّه. فرّق البغويّ بينه وبين نقادة الأسديّ المذكور في القسم الأول. وهو واحد. 8926- نقيلة الأشجعيّ. ذكره العتبيّ وغيره بالنّون، والصّواب بالموحدة. وقد تقدّم على الصّواب. النون بعدها الميم 8927- نمير بن أوس الأشعريّ «1» : ويقال الأشجعيّ، قاضي دمشق. قال ابن عبد البرّ: ذكره في الصّحابة من لم يمعن النّظر، ولا يصحّ له عندي صحبة، وإنما روايته عن أبي الدّرداء وأم الدّرداء. روى عنه ابنه الوليد. وأخرج أبو موسى من طريق نمير بن الوليد بن نمير بن أوس الأشعريّ: حدّثني أبي عن جدّي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الدّعاء جند من أجناد اللَّه مجنّد يردّ القضاء بعد أن يبرم» «2» . وهذا مرسل. ونمير ذكره في التّابعين محمد بن سعد وغيره، وقالوا: إنه عاش إلى بعد العشرين ومائة. روى عنه الأوزاعيّ، ومحمد بن الوليد الزّبيري، وغيرهم. وروى نمير بن أوس أيضا عن مالك بن مسروح وأبي موسى، وأسنده عن معاذ، وعن حذيفة. وروى عنه أيضا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، وسعيد بن عبد العزيز، ويحيى بن الحارث وغيرهم. قال ابن حبّان: ولّاه هشام القضاء فاستعفاه، فأعفاه. مات سنة خمس عشرة. وقال خليفة: مات سنة إحدى وعشرين. وقال ابن سعد: مات سنة اثنتين وعشرين، وكان قليل الحديث. وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة الثالثة، ومقتضاه أنه ما أدرك أبا الدّرداء ولا معاذا، ووجدت له حديثا ثالثا أرسله، أخرجه ابن عساكر في أوائل تبيين كذب المفتري من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن سلمة، حدّثنا عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، سمعت نمير بن أوس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الأزد والأشعريّون منّي وأنا منهم ... » الحديث. قال ابن عساكر: هذا مرسل، ونمير بن أوس كان قاضي دمشق. انتهى.   (1) أسد الغابة ت (5297) ، الاستيعاب ت (2671) . (2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 6/ 241، وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 5/ 30، والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 3119 وعزاه لابن عساكر عن نمير بن أوس مرسلا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 401 وقد خالفه عبد اللَّه بن ملاذ، فقال: عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن أبي عامر الأشعريّ. وأخرجه أحمد والترمذيّ. 8928- نمير بن عامر النميريّ. ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من طريق جرير بن حازم، قال: رأيت في مجلس أيوب أعرابيا عليه جبّة من صوف، فلما رأى القوم يتحدّثون قال: حدّثني مولاي قرّة بن دعموص، قال: أتيت المدينة فإذا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث. وفيه: وبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الضّحاك ساعيا، فجاءه بألف حلة، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أتيت هلال بن عامر ونمير بن عامر فأخذت جلّة أموالهم» . قلت: وهذا الحديث صحيح، إلا أن المراد بهلال بن عامر ونمير بن عامر القبيلتان المعروفتان، فظنّ أبو موسى أنه عنى رجلين ممن وجبت عليهما الزّكاة، وتبع أبو موسى في ذلك ابن مندة، فإنه ذكر هلال بن عامر بهذه القصّة، وعليه نبّه مثل ما ذكرت عن أبي موسى. 8929- نمير بن عريب: بمهملتين، وزن عظيم. ذكره أبو موسى في الذيل، وقال: أورده أبو بكر بن أبي عليّ في الصحابة، وقال: له صحبة، وحديثه عند أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «الصّوم في الشّتاء الغنيمة الباردة» . وصوّب أبو موسى أنّ روايته إنما هي عن عامر بن مسعود، وقد ذكره قبله البغويّ، فقال: يشك في صحبته، وأورد له الحديث المذكور من وجهين: أحدهما من روايته عن عامر بن مسعود، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، والآخر بإسقاط عامر، ثم قال: وحدّثني محمد بن علي الجوزجاني، قال: سألت يحيى بن معين، عن نمير بن عريب، فقال: لا صحبة له، وسألت أحمد، فقال: لا أدري. وأخرج الترمذي الحديث المذكور من رواية نمير عن عامر بن مسعود، وقال: ذكره البخاريّ وابن أبي حاتم وغيرهما في التّابعين. وقال أبو حاتم: لا أعرفه. وذكره ابن حبّان في ثقات أتباع التّابعين، لأنّ عامر بن مسعود مختلف في صحبته. النون بعدها الهاء 8930- نهيك بن مرداس. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 402 استدركه ابن فتحون، وذكره في مغازي الواقديّ عن أفلح بن سعيد، عن بشير بن محمد بن عبد اللَّه بن زيد- أن أسامة بن زيد قتل نهيك بن مرداس بعد أن أسلم، فلامه بشير بن سعد لوما شديدا، ثم لامه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: ما قالها إلّا متعوّذا. قال: «فهلّا شققت عن قلبه» . انتهى. وهو خطأ، فإنه مقلوب، قلبه بعض الرواة، وإنما هو مرداس بن نهيك. وقد تقدم في الميم على الصواب. النون بعدها الواو 8931- نوفل بن مساحق «1» بن عبد اللَّه بن مخرمة العامريّ، أبو سعد. ذكره ابو موسى في الذيل، وذكر أن المستغفريّ ذكره في الصّحابة، وقال: مات في أول زمن عبد الملك بن مروان صاحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم ساق بسنده إلى البخاريّ، قال: حدّثنا عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بهذا. قلت: ظنّ المستغفريّ أن قوله: صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- صفة نوفل، وليست كذلك، وبيان ذلك بذكر بقية كلام البخاريّ، فإنه بعد أن ساق نسبه قال: روى عن سعيد بن زيد صاحب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسقطت على المستغفري هذه الجملة، فوقع الوهم، ونوفل المذكور تابعيّ معروف أخرج له أبو داود، وحديثه عن سعيد بن زيد: «من أربى الرّبا الاستطالة في عرض المسلم بغير حقّ» . وله ترجمة في تهذيب الكمال.   (1) طبقات ابن سعد 5/ 242، نسب قريش 427، تاريخ خليفة 296، التاريخ الصغير 79، التاريخ الكبير 8/ 108، المعرفة والتاريخ 1/ 292، تاريخ أبي زرعة 1/ 57، تاريخ الطبري 2916، الجرح والتعديل 8/ 488، الثقات لابن حبان 5/ 478، أنساب الأشراف 1/ 619، مشاهير علماء الأمصار رقم 208، المعارف 298، تهذيب الكمال 3/ 1428، أسد الغابة ت (5321) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 403 حرف الهاء القسم الأول الهاء بعدها الألف 8932- هاشم بن أبي حذيفة: في هشام. 8933- هاشم بن صبابة: بضم المهملة وموحدتين، الليثي، أخو مقيس- ويقال هشام. وسيأتي. 8934- هاشم بن عتبة بن أبي وقاص «1» بن أهيب بن زهرة بن عبد مناف الزّهري الشّجاع المشهور المعروف بالمرقال ابن أخي سعد بن أبي وقاص. قال الدّولابيّ: لقب بالمرقال، لأنه كان يرقل في الحرب، أي يسرع، من الإرقال، وهو ضرب من العدو. وقال ابن الكلبيّ وابن حبّان: له صحبة، قال: وسمّاه بعضهم هشاما، وهو وهم. وأخرج مطيّن، والبغويّ، وابن السّكن، والطّبريّ، والسّرّاج، والحاكم، من طريق بشير بن أبي إسحاق، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن هاشم بن عتبة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «يظهر المسلمون على جزيرة العرب، وعلى فارس والرّوم، وعلى الأعور الدّجّال» ، إلا أن البغوي لم يسمّه، بل قال: عن ابن أخي سعد، وقال: الصّواب عن نافع بن عتبة. وقال ابن السّكن: الحديث لنافع بن عتبة إلا أن يكون نافع وهاشم سمعاه جميعا.   (1) العبر 1/ 39، طبقات خليفة 831، المحبر الفهرس، تاريخ الطبري 425، مروج الذهب 3/ 130، المستدرك 3/ 395، تاريخ بغداد 1/ 196، مرآة الجنان 1/ 101، شذرات الذهب 1/ 46، أسد الغابة ت (5328) ، الاستيعاب ت (2738) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 404 وقال أبو نعيم: رواه أصحاب عبد الملك بن عمير، عن جابر، عن نافع بن عتبة، وعدّ ابن عساكر من رواه عن عبد الملك، فقال: نافع سبعة أنفس، وهو عند مسلم من هذا الوجه، وتابعه سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، أورده ابن عساكر. وقال أبو أحمد الحاكم: يكنّى أبا عمر. وعدّه بعضهم في الصّحابة. وقال الخطيب: أسلم يوم الفتح، وحضر مع عمه حرب الفرس بالقادسيّة، وله بها آثاره مذكورة. وقال الهيثم بن عديّ: عقد له عمّه سعد على الجيش الّذي جهّزه إلى قتال يزد جرد ملك الفرس، فكانت وقعة جلولاء. وأخرج يعقوب بن شيبة، من طريق حبيب بن أبي ثابت، قال: كانت راية عليّ يوم صفّين مع هاشم بن عتبة. وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق الزهري، قال: قتل عمار بن يسار، وهاشم بن عتبة يوم صفّين. وأخرج ابن السّكن، من طريق الأعمش، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي، قال: شهدنا صفّين مع عليّ، وقد وكلنا بفرسه رجلين، فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم فلا يرجع حتى يخضب سيفه دما، قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له يا هاشم: أعور يبغي أهله محلّا ... قد عالج الحياة حتّى ملّا لا بدّ أن يفلّ أو يفلا «1» [الرجز] قال: ثم أخذوا في واد من أودية صفّين، فما رجعا حتى قتلا. وأخرج عبد الرّزّاق، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم- أن هاشما أنشده، فذكر نحوه. وقال المرزبانيّ: لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة قال هاشم لأبي موسى الأشعريّ: تعال يا أبا موسى، بايع لخير هذه الأمة عليّ، فقال: لا تعجل، فوضع هاشم يده على الأخرى، فقال: هذه لعليّ وهذه لي، وقد بايعت عليّا، وأنشد: [أبايع غير مكترث عليّا ... ولا أخشى أميرا أشعريّا   (1) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (5328) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2738) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 أبايعه وأعلم أن سأرضي ... بذاك اللَّه حقّا والنّبيّا [الوافر] 8935- هالة بن أبي هالة التميميّ «1» . قال أبو عمر: له صحبة. وقال ابن حبّان: هالة بن خديجة زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم له صحبة، واسم أبي هالة هند بن النبّاش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غذيّ بن جردة بن أسيّد بالتّصغير مثقلا، ابن عمرو بن تميم. وقال الزّبير بن بكّار: اسم أبي هالة مالك بن النبّاش، وباقي النسب سواء. وقيل اسمه: زرارة. وغذي في نسبه ضبطه ابن ماكولا بالتّصغير، ونقل أن الزّبير ذكره كالجادة. والصّواب بالتصغير. وأخرج الطّبرانيّ، عن علي بن محمد بن عمرو بن تميم، عن زيد بن هالة بن أبي هالة التميميّ بمصر، حدّثني أبي، عن أبيه تميم، عن أبيه زيد بن هالة، عن أبيه هالة بن أبي هالة- أنه دخل علي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو راقد فاستيقظ، فضمّ هالة إلى صدره، وقال: «هالة، هالة، هالة» ! وأخرج جعفر المستغفريّ، من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قال: قدم ابن لخديجة يقال له هالة، والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قائل، فسمع في قائلته هالة فانتبه، فقال: «هالة! هالة!» . قال جعفر: خالفه موسى بن إسماعيل، فقال: ع حمّاد بهذا السّند: قال هالة أخت خديجة. قال جعفر: وهو الصّواب. انتهى. وقد ذكر هالة أخت خديجة من طريق علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة في الصّحيح. 8936- هامة، غير منسوب. يكنى أبا زهير، ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ، وجعفر المستغفريّ في الصّحابة، وأوردا من طريق معتمر بن سليمان، قال: قال أبي: بلغني عن أبي عثمان- يعني النّهدي-   (1) الثقات 3/ 437، تجريد أسماء الصحابة 2/ 116، أسد الغابة ت (5329) ، الطبقات الكبرى 8/ 19، العقد الثمين 7/ 362، الاستيعاب ت (2739) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 أنّ رجلا جاء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقال له الهامة، وكان يذكر من كثرة ماله، فقال له: «أما لك أحبّ إليك أم مال مواليك» ؟ فقال: مالي. قال: «كلّا أبا زهير، إنّما لك من مالك كذا، وكذا، وأمّا ما تركت فهو مال وارثك» . 8937- هامة بن الهيم بن لا قيس بن إبليس «1» . ذكره جعفر المستغفريّ في «الصّحابة» ، وقال: لا يثبت إسناد خبره. وأخرج عبد اللَّه بن أحمد في زيادات الزهد، والعقيلي في الضّعفاء، وابن مردويه في التفسير، من طريق أبي سلمة محمد بن عبد اللَّه الأنصاريّ أحد الضّعفاء، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: كنت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خارجا من جبال مكّة إذ أقبل شيخ متكئ على عكازة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «مشية جنّي ونغمة جنّي» ، فقال: «أجنّي أنت» ؟ قال: نعم. قال: «من أيّ الجنّ أنت» ؟ قال: أنا هامة بن هيم بن لا قيس بن إبليس. قال: «كم أتى عليك» ؟ قال: «أكلت عمر الدّنيا، وجرت توبتي على يدي نوح، وكنت معه فيمن آمن، وكنت مع إبراهيم، ثمّ مع موسى، وكنت مع عيسى، فقال لي: إن أتيت محمّدا فأقرئه منّي السّلام- يا رسول اللَّه، قد بلّغت وآمنت بك، قال: فعلّمه عشر سور من القرآن، وقبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ولم ينعه إلينا. وقد أخرج أبو موسى في- الذّيل- طرقا أخرى. وأخرجه أبو علي بن الأشعث- أحد المتروكين في كتاب السّنن له من هذا الوجه، وسياقه نحو سياق أنس، وزاد فيه: فقال هامة: هنيئا لك يا رسول اللَّه ما سمعت من الأمم السّالفة، يصلّون عليك ويثنون على أمّتك، فعلّمني. وفيه: قال عمر: مات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم ينعه إلينا. وأخرجه من طريق أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بنحوه. والرّاوي عن أبي معشر متروك، وهو إسحاق بن بشر الكاهليّ، وهو عند العقيلي في الضّعفاء، وفي الطيوريات انتخاب السلفي من روايات المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفيّ من هذا الوجه. قال العقيليّ: ليس له أصل، ولا يحتمل أبو معشر هذا، والحمل فيه على إسحاق. قال ابن عساكر: قد تابع إسحاق بن بشير عن أبي معشر محمد بن أبي معشر، عن أبيه، أخرجه البيهقيّ في الشّعب، وأخرجه جعفر المستغفريّ، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقيّ من طريق أبي محصن الحكم بن عمار، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال عمر ... فذكره مطولا، وزاد فيه: إنه قال: أتى علي ثمانية آلاف وأربعمائة   (1) أسد الغابة ت (5331) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 407 واثنتان وعشرون سنة، وإنه كان يوم قتل قابيل هابيل غلاما، وإنّ عدد الجنّ الذين استمعوا القرآن وصلّوا خلف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثلاثة وسبعون ألفا. وله طريق أخرى، من رواية عبد الحميد بن عمر الجندي، عن شبل بن الحجاج، عن طاوس، عن ابن عبّاس، عن عمر- بطوله. وأخرجه الفاكهيّ في «كتاب مكّة» ، من طريق عزيز الجريجيّ، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في دار الأرقم مختفيا في أربعين رجلا وبضع عشرة امرأة، فدقّ الباب، فقال: «افتحوا، إنّها لنعمة شيطان» . قال: ففتح له، فدخل رجل قصير، فقال: السلام عليك يا نبي اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته. فقال: «وعليك السّلام ورحمة اللَّه، من أنت» ؟ قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس، قال: «فلا أرى بينك وبين إبليس إلّا اثنين» . قال: نعم. قال: «فمثل من أنت يوم قتل قابيل هابيل» ؟ قال: أنا يومئذ غلام يا رسول اللَّه، قد علوت الآكام، وأمرت بالآثام، وإفساد الطّعام، وقطيعة الأرحام. قال: بئس الشيخ المتوسّم، والشّاب الناشئ! قال: لا تقل ذاك يا رسول اللَّه، فإنّي كنت مع نوح وأسلمت معه، ثم لم أزل معه حتى دعا على قومه فهلكوا فبكى عليهم وأبكاني معه ... ثم لم أزل معه حتى هلك، ثم لم أزل مع الأنبياء نبيّا نبيا، كلهم هلك حتى كنت مع عيسى ابن مريم فرفعه اللَّه إليه، وقال لي: إن لقيت محمدا فأقرئه مني السلام، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «وعليه السّلام ورحمة اللَّه وبركاته، وعليك السّلام يا هامة» . وفي كتاب السّنن لأبي علي بن الأشعث- أحد المتروكين- من حديث عائشة- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إنّ هامة بن هيم بن لاقيس في الجنّة» «1» . 8938- هانئ بن جزء بن النّعمان «2» المرادي القطيعي. تقدم في ترجمة أخيه النعمان أنّ له صحبة، وأنه شهد فتح مصر. 8939- هانئ بن الحارث بن جبلة «3» بن حجر بن شرحبيل بن الحارث بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكنديّ. قال هشام بن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.   (1) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 92. (2) أسد الغابة ت (5332) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 116. (3) أسد الغابة ت (5333) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 408 8940- هانئ بن حبيب الداريّ. ذكره الواقدي فيمن وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الداريين مع تميم الداريّ. وتقدم ذكره في ترجمة نعيم بن أوس. وقال الرشاطي: قدم في وفد الداريين مع تميم الداريّ وأهدى لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قباء مخوصا بالذهب، فأعطاه العباس، فباعه من رجل يهوديّ بثمانية آلاف. 8941- هانئ بن حجر بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكنديّ. قال ابن الكلبيّ، وابن سعد: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومن ولد هانئ الوليد بن عدي بن هانئ. قال ابن الكلبي: شاعر إسلاميّ. 8942- هانئ بن عدي «1» بن معاوية بن جبلة الكندي، أخو حجر بن عديّ. ذكر ابن الكلبيّ أنه وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 8943- هانئ بن عمرو «2» : أبو شريح الخزاعي- سماه الطبري- والمشهور أن اسمه خويلد. 8944- هانئ بن فارس الأسلميّ «3» . قال أبو عمر: كان ممن بايع تحت الشجرة. روى عنه مجزأة بن زاهر. وقال ابن مندة: هانئ بن فراس الأشجعي من أهل الكوفة، اشتكى فجعل تحت ركبته وسادة. رواه إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر. قلت: ذكر البخاريّ ذلك من طريق مجزأة عن أهبان بن أوس. فاللَّه أعلم. 8945- هانئ بن مالك الهدمانيّ: نزيل الشام، أبو مالك، وجد خالد بن يزيد بن أبي مالك. قال أبو حاتم: له صحبة، ونقل ابن مندة أن البخاري قال: في صحبته نظر. وقال ابن حبان: وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من اليمن فأسلم، ومات بدمشق سنة ثمان وستين.   (1) أسد الغابة ت (5334) . (2) أسد الغابة ت (5335) . (3) أسد الغابة ت (5336) ، الاستيعاب ت (2706) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 409 وذكر البخاريّ في التّاريخ، والطّبرانيّ، والخطيب، من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده- أنه قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من اليمن، فدعاه إلى الإسلام فأسلم فمسح على رأسه ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان، فلما جهّز أبو بكر الجيش إلى جهة الشام خرج معهم فلم يرجع. قال الخطيب: تفرد به أبو سليمان. 8946- هانئ بن هانئ «1» . ذكره الذّهبيّ في التجريد، وقال: إن له في مسندة بقي بن مخلد أربعة أحاديث. انتهى. وأنا أخشى أن يكون هو هانئ بن هانئ الراويّ عن علي وعمارة «2» . وسأذكره في القسم الثالث إن شاء اللَّه تعالى. 8947- هانئ بن هبيرة بن أبي وهب القرشي المخزوميّ. مات أبوه كافرا بعد فتح مكة، وهو زوج أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي، وبه كانت تكنى، واختلف في اسمها كما سيأتي في النساء، فحكى الزبير أن أم هانئ ولدت من هبيرة هانئا ويوسف وجعدة. وأخرج ابن سعد أن الإسلام فرّق بينها وبين هبيرة وهرب هبيرة لما فتحت مكة فمات بعد ذلك كافرا، وكانت ولدت له هانئا وجعدة وعمرا ويوسف. وأخرج من طريق إسماعيل السدي، عن أبي صالح مولى أم هانئ، قالت: خطب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم هانئ فقالت: إني مؤتمة وبني صغار، فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه، فقال: «أمّا الآن فلا» ، فأن اللَّه تعالى أنزل عليه قوله: اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ [الأحزاب 50] ، ولم تكن من المهاجرات. 8948- هانئ بن نيار بن عمرو «3» بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن دينار بن هميم بن كاهل بن ذهب بن بليّ البلويّ، أبو بردة بن نيار حليف الأنصار، خال البراء بن عازب. مشهور بكنيته، وسيأتي في الكنى. وقيل اسمه الحارث، وقيل مالك. والأول أشهر.   (1) بقي بن مخلد 316، التاريخ الكبير 8/ 247. (2) في أ: عمار. (3) أسد الغابة ت (5339) ، الاستيعاب ت (2708) ، مسند أحمد 3/ 466، 4/ 44، تاريخ ابن معين 94، طبقات ابن سعد 3/ 451، طبقات خليفة 80، تاريخ خليفة 205، التاريخ الكبير 8/ 227، المعارف 140، 326- الجرح والتعديل 9/ 99/ 100 تهذيب الكمال 1578، تهذيب التهذيب 12/ 19 خلاصة تذهيب الكمال 443. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 410 8949- هانئ بن يزيد بن نهيك المذحجي «1» ويقال النخعيّ والد شريح. أخرج حديثه أحمد، والبخاريّ في الأدب المفرد، وأبو داود، والنّسائيّ، من طريق يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، عن جده، عن أبيه هانئ، ومنه ما أخرجه أبو داود عنه لما وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «إنّ اللَّه والحكم، فلم تكنّى أبا الحكم؟» قال: لأن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين. فقال: «ما أحسن هذا! فما لك من الولد؟» قال: شريح، ومسلم، وعبد اللَّه. قال: «فمن أكبرهم؟» قال: شريح. قال «فأنت أبو شريح» . وعند ابن أبي شيبة عن يزيد بن المقدام بهذا السند: قلت: يا رسول اللَّه، أخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال: «عليك بحسن الكلام وبذل الطّعام» . 8950- هانئ المخزوميّ: أبو مخزوم «2» . قال ابن السّكن: يقال: إنه أدرك الجاهلية، وأخرج من طريق يعلى بن عمران البجلي، أخبرني مخزوم بن هانئ المخزومي، عن أبيه، وكان أتت عليه خمسون ومائة سنة، قال: لما كانت ليلة مولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ارتجّ إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وغاضت بحيرة ساوة ... الحديث. قال ابن الأثير: وذكره في الصحابة أبو الوليد بن الدباغ مستدركا على ابن عبد البرّ، وليس في هذا الحديث ما يدل على صحبته. قلت: إذا كان مخزوميّا لم يبق من قريش بعد الفتح من عاش بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا شهد حجة الوداع. الهاء بعدها الباء 8951- هبّار بن الأسود بن المطلب «3» بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسديّ، أمه فاختة بنت عامر بن قرظة القشيرية، وأخواه لأمه: حزن وهبيرة- ابنا أبي وهب المخزوميان. ذكر ابن إسحاق في «المغازي» ، عن يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن الأشج، عن   (1) أسد الغابة ت (5340) ، الاستيعاب ت (2709) . (2) أسد الغابة ت (5338) . (3) أسد الغابة ت (5341) ، (1) الاستيعاب ت (2710) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 411 سليمان بن يسار، عن أبي إسحاق الدّوسيّ، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعثا أنا فيهم، ثم قال لنا: «إن ظفرتم بهبار بن الأسود وبنافع بن قيس فحرقوهما بالنّار» ، حتى إذا كان الغد بعث إلينا، فقال لنا: «إنّي كنت أمرتكم بتحريق هذين الرّجلين إن أخذتموهما، ثمّ رأيت أنّه لا ينبغي لأحد أن يعذّب بالنّار إلّا اللَّه» . وأخرجه ابن السّكن، من طريق ابن إسحاق، وقال: هكذا رواه ابن إسحاق، ورواه الليث عن يزيد، فلم يذكر أبا إسحاق الدوسيّ فيه، وهو مجهول. قلت: وطريق الليث أخرجها البخاريّ وأبو داود والترمذيّ والنسائيّ، وليس فيها تسمية هبار، ولا رفيقه، وتابعه عمرو بن الحارث عن بكير، علقه البخاري، ووصله النسائي، وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن بكير، وسماهما، لكن قال: نافع بن عبد عمرو، وكان السبب في الأمر بتحريقه ما ذكره ابن إسحاق في السيرة أن هبار بن الأسود نخس زينب ابنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما أرسلها زوجها أبو العاص بن الربيع إلى المدينة، فأسقطت. والقصة بذلك مشهورة في السيرة. وأخرج عليّ بن حرب في فوائده، وثابت بن قيس في الدلائل، وأبو الدحداح الدمشقيّ في فوائده أيضا، كلهم من طريق ابن أبي نجيح- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث سرية، فقال: «إن أصبتم هبّار بن الأسود فاجعلوه بين حزمتين وحرّقوه فلم تصبه السرية، وأصابه الإسلام، فهاجر إلى المدينة، وكان رجلا سبابا، فقيل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إن هبارا يسب ولا يسب، فأتاه فقام عليه، فقال له سب من سبك» ، فكفوا عنه. وهذا مرسل، وفيه وهم في قوله: هاجر إلي المدينة، فإنه إنما أسلم بالجعرانة، وذلك بعد فتح مكة، ولا هجرة بعد الفتح. والصواب ما قال الزّبير بن بكّار إن هبارا لما أسلم وقدم المدينة جعلوا يسبونه، فذكر ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «سبّ من سبّك» ، فانتهوا عنه. وأخرج ابن شاهين من طريق عقيل، عن ابن شهاب نحوه مرسلا. وأما صفة إسلامه فأخرجها الواقدي من طريق سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جده، قال: كنت جالسا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منصرفة من الجعرانة، فاطلع هبار بن الأسود من باب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالوا: يا رسول اللَّه، هبار بن الأسود! قال: قد رأيته. فأراد رجل من القوم أن يقوم إليه، فأشار النبي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 412 صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إليه أن اجلس، فوقف هبار، فقال: السلام عليك يا نبي اللَّه، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، ولقد هربت منك في البلاد، وأردت اللحاق بالأعاجم، ثم ذكرت عائدتك وصلتك وصفحك عمن جهل عليك، وكنا يا نبي اللَّه أهل شرك، فهدانا اللَّه بك، وأنقذنا من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما كان يبلغك عني، فإنّي مقر بسوء فعلي، معترف بذنبي. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: قد عفوت عنك، وقد أحسن اللَّه إليك حيث هداك إلى الإسلام، والإسلام يجبّ ما قبله. وأخرج الطّبرانيّ من طريق أبي معشر، عن يحيى بن عبد الملك بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ بدار هبار بن الأسود، فسمع صوت غناء، فقال: «ما هذا؟» فقيل: تزويج، فجعل يقول: «هذا النّكاح لا السفاح» . وأخرج الحسن بن سفيان في مسندة من طريق عبد اللَّه بن أبي عبد اللَّه بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جده نحوه، وفي كل من الإسنادين ضعيف، قال أبو نعيم اسم أبي عبد اللَّه بن هبار عبد الرحمن. قلت: أخرجه البغويّ من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن هبار به، لكن في سنده علي بن قرين، وقد نسبوه لوضع الحديث، لكن أخرج الخطيب في المؤتلف من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت، ووقع لنا بعلو في فوائد ابن أبي ثابت هذا من روايته يسنده إلى أحمد بن سلمة الحراني [ ... ] عن عبد اللَّه بن هبار، عن أبيه، قال: زوج هبار ابنته، فضرب في عرسها بالدف ... الحديث. وأخرج الإسماعيليّ في «معجم الصّحابة» والخطيب في المؤتلف، من طريقه، ونقلته من خطه، قال: أخبرني محمد بن طاهر بن أبي الدميك، حدثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الهروي، حدثنا هشيم، أخبرني أبو جعفر، عن يحيى بن عبد الملك بن هبار، عن أبيه، قال: مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بدار علي بن هبار، فذكر الحديث كما تقدم في ترجمة علي بن هبار. وهبار ذكر في قصة أخرى ذكرها ابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن المغيرة، عن أبي الزناد، وابن قانع، من طريق داود بن إبراهيم، عن حماد بن سلمة، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن هبار بن الأسود في قصة عتبة بن أبي لهب مع الأسد، وقول النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «اللَّهمّ سلّط عليه كلبا من كلابك» . وقول هبار: إنه رأى الأسد يشمّ النيام واحدا واحدا حتى انتهى إلى عتبة، فأخذه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 413 وله قصة مع عمر، فأخرج البخاري في التاريخ، من طريق موسى بن عقبة، عن سليمان بن يسار، عن هبار بن الأسود- أنه حدثه أنه فاته الحج، فقال له عمر: طف بالبيت وبين الصفا والمروة. وهكذا أخرجه البيهقي من هذا الوجه، وهو في الموطأ عن نافع عن سليمان بن يسار- أن هبار بن الأسود حج من الشام. وهكذا أخرجه سعيد بن أبي عروة في كتاب المناسك عن أيوب عن نافع، فذكره مطولا. وقد تقدم ذكر ولده علي بن هبار في حرف العين المهملة. وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء يخاطب تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي في الجاهلية: تويت ألم تعلم وعلمك ضائر ... بأنّك عبد للّئام خدين وأنّك إذ ترجو صلاحي ورجعتي ... إليك لساهي العين جدّ غبين أترجو مساماتي بأبياتك الّتي ... جعلت أراها دون كلّ قرين [الطويل] 8952- هبار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي، ابن أخي أبي سلمة بن عبد الأسد. ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة، ومحمد بن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، واستشهد بأجنادين، وهكذا قال أبو حذيفة في المبتدإ وعبد اللَّه بن محمد القدامي في الفتوح، ومحمد بن سعد أنه استشهد بأجنادين. وقال سيف بن عمر: استشهد باليرموك. وقال الزبير بن بكار وابن سعد أيضا: استشهد بمؤتة. 8953- هبار بن صيفي» : ذكر في الصحابة، وفيه نظر، قاله أبو عمر. قلت: ولم أره لغيره. 8954- هبار بن أبي العاص بن نوفل بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ العبشميّ. قتل أبوه يوم بدر كافرا، فهو من مسلمة الفتح، وله ولد يقال له عمر كان بالشام، ومن ذريته خالد بن يزيد بن عمر، قتل في أول دولة بني العباس مع من قتل من بني أمية بالشام. 8955- هبار بن وهب بن حذافة. ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، حكى ذلك البلاذريّ.   (1) أسد الغابة ت (5342) ، الاستيعاب ت (2711) . (2) أسد الغابة ت (5343) ، الاستيعاب ت (2712) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 414 8956- هبيب: بموحدتين «1» مصغرا، ابن مغفل، بضم أوله وسكون الغين المعجمة وكسر الفاء بعدها لام، ويقال إن مغفلا جد أبيه نسب إليه، قاله أبو نعيم. وقال: هو ابن عمر بن مغفل بن الواقعة بن حرام بن غفار الغفاريّ. نسبه ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر. قلت: وله حديث صحيح السند في الإزار، تقدم في ترجمة محمد بن علبة، وهو عند أحمد وغيره. وذكر ابن يونس أنه اعتزل في الفتنة بعد قتل عثمان في واد بين مريوط والفيوم «2» ، فصار ذلك يعرف به، ويقال له وادي هبيب. 8957- هبيرة بن سبل «3» : بفتح المهملة والموحدة بعدها لام. ضبطه الخطيب عن خط ابن الفرات. وأما الدار الدّارقطنيّ فذكره في الجادة بكسر المعجمة وسكون الموحدة، وكذا رأيته في كتاب مكة للفاكهي في نسخة معتمدة- ابن العجلان بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي. نسبه ابن الكلبيّ، وأخرج ابن سعد والبغويّ عنه من طريق ابن جريج، قال: لما خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى الطائف عام الفتح استخلف هبيرة بن سبل الثقفي، فلما رجع من الطائف استعمل عتاب بن أسيد على مكة وعلى الحج. وكذا أخرجه الخطيب من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حاتم، عن الكبيّ، وقال عبد الرزاق عن ابن جريج: حدثت أن أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح هبيرة بن سبل بن عجلان، أمره النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يصلّي بالناس، وهو رجل من ثقيف جاء إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو بالحديبية. وكذا أخرجه الفاكهيّ، وأبو عروبة في الأوائل، من طريق ابن جريج.   (1) أسد الغابة ت (5344) ، الاستيعاب ت (2740) . (2) الفيّوم: بالفتح وتشديد ثانيه ثم واو ساكنة وميم: في موضعين أحدهما بمصر والآخر قريب بن هيت بالعراق فأما التي بمصر فولاية عربيّة، يقال إن يوسف الصديق عليه السلام استخرجها فحفر نهرها من النيل حتى ساقه إليها متسلّطا على جميع أرضها فيشرب قراه منه حتى مع نقصان النيل يتفرّق عليها جميعا حتى يسقيها لكل موضع شرب معلوم وكان ذلك الموضع يسمى الجوبة: لأنه كان لمصالة ماء الصعيد وفضوله يجتمع ذلك إليها ولا تخرج له فحفر لها خلجا فأخرج بها الماء المحتقن فيها حتى لم يبق بها ماء. ثم أدخل الفحلة فقطع ما كان بها من القصب والطرفاء فأخرجه منها حتى صارت الجوبة أرضا نقيّة برية وارتفع ماء النيل فدخل في رأس المنهي فجرى فيه حتى انتهى إلى اللاهون فقطعه إلى الفيوم فدخل في خليجها فسقاها وأقامت تزرع كما يزرع غوائط مصر. مراصد الاطلاع 3/ 1053. (3) أسد الغابة ت (5345) ، الاستيعاب ت (2741) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 415 8958- هبيرة «1» بن المفاضة العامريّ. ذكره وثيمة عن ابن إسحاق في «الردة» ، وقال: إنه أرسل إلى بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدت العرب. 8959- هبيل: بموحدة مصغرا، ابن كعب «2» أحد بني مازن. تقدم ذكره في ترجمة مازن بن خيثمة. واللَّه أعلم. 8960- هبيل بن وبرة الأنصاريّ «3» : تقدم ذكره في ترجمة أخيه عصمة. الهاء بعدها الدال 8961- هدّاج الحنفي «4» : يعدّ في المدنيين. أخرج البغويّ، وابن السّكن، وابن مندة، من طريق أبي عمار هاشم بن غطفان، عن عبد اللَّه بن هداج، عن أبيه [هداج] ، وكان هداج أدرك الجاهلية، قال: جاء رجل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد صفر لحيته، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «خضاب الإسلام ... » الحديث. 8962- هدار الكنانيّ «5» . قال أبو عمر: له صحبة. وقال ابن مندة: يعد في الحمصيين. وقال عبد الغني بن سعيد في «تاريخ حمص» : حدثنا محمد بن عوف، وكتبه عنه أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا سفيان مولى العباس، عن الهدار الكنانيّ- أنه رأى العباس وإسرافه في خبز السميذ، فقال: لقد توفّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وما شبع من خبز بر حتى فارق الدنيا. وأخرجه ابن مندة عن خيثمة، عن محمد بن عوف، وقال: غريب. وأخرجه ابن السّكن من رواية محمد بن عوف، وعبدة عن سفيان عن هدار صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال: لا يروى عن هدار شيء إلا من هذا الوجه. وكذا رواه ابن قانع من رواية محمد بن عوف. وأخرجه أبو الفضل بن طاهر في فوائده من وجه آخر عن محمد بن عوف، ولفظه: سمعت الهدار، وكان من الصحابة.   (1) أسد الغابة ت (5346) . (2) أسد الغابة ت (5347) . (3) أسد الغابة ت (5348) ، الاستيعاب ت (2742) . (4) أسد الغابة ت (5350) ، الاستيعاب ت (2743) . (5) أسد الغابة ت (5351) ، الاستيعاب ت (2744) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 416 وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن محمد بن عوف، وفيه: سمعت الهدار الكنانيّ يعاتب العباس في أكل خبز السميذ. 8963- هدم بن مسعود بن بجاد «1» بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسيّ، أحد الوفد التسعة. تقدم ذكرهم في ترجمة بشر بن الحارث، ذكره الطبري، وابن الكلبيّ. وقال الرشاطيّ: لم يذكره ابن عبد البرّ ولا ابن فتحون، وضبطه ابن ماكولا بكسر أوله وسكون ثانيه. واللَّه أعلم. 8964- هدم المخنث: يأتي ذكره مع هيت. 8965- هديم بن عبد اللَّه بن علقمة بن المطلب الكلبي «2» . قال ابن عبد البرّ وابن ماكولا: استشهد باليمامة لكن ذكره ابن عبد البر بالراء. الهاء بعدها الراء 8966- هرماس بن زياد الباهليّ «3» . روى حديثه أبو داود وغيره بإسناد صحيح، وهو أحد بني سهم بن عمرو، من رهط أبي أمامة الباهليّ، كان له ابن عم يقال له حبيب بن وائل، وقد وسع عليه في المال فقال فيه. أبو شحمة الباهليّ: إنّي وإن كان حبيب أوسعا ... ولم أزد على الكفاة قنّعا آكل ما أكل حتّى أشبعا ... وأشرب البارد حتّى أنقعا [الرجز] فقال الهرماس يجيبه عن حبيب: كن كحبيب ثمّ دعه أو دعا ... وارق على ظلعك أن تكعكعا [الرجز] في أبيات.   (1) أسد الغابة ت (5352) . (2) في أ: المطلبي. (3) الثقات 3/ 437، تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، الجرح والتعديل 9/ 118، الاستيعاب ت (2745) ، أسد الغابة ت (5362) ، تقريب التهذيب 2/ 316، تهذيب التهذيب 11/ 28، الكاشف 3/ 216، الطبقات الكبرى 5/ 553، خلاصة تذهيب 3/ 112 تهذيب الكمال 3/ 1436، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، العبر 1/ 232، الطبقات 47، 289، التاريخ الكبير 8/ 246. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 417 8967- هرماس بن زياد العنبريّ: تقدم ذكره في ثعلبة «1» . 8968- هرم بن حيان «2» : العبديّ. قال ابن عبد البرّ: هو من صغار الصحابة. وقال خليفة عن الوليد بن هشام عن أبيه عن جدّه: بعث عثمان بن أبي العاص هرم بن حيان العبديّ إلى قلعة بجرة «3» ، فافتتحها عنوة، وذلك سنة ست وعشرين، وقيل سنة ثمان عشرة، وكان أيام عمر على ما تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة. وفي الزهد لأحمد أنه كان يصحب حممة الدوسيّ، وحممة مات في خلافة عثمان. وفي مسند الدارميّ، من طريق أبي عمران الجوني: إياكم والعالم الفاسق. فبلغ عمر، فكتب إليه: ما أردت؟ قال: ما أردت إلا الخير، يكون إمام عالم فيتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشتبه على الناس. وفيه: عن الحسن أنه لما مات دفن في يوم صائف، فجاءت سحابة فرشت قبره وما حوله. وقال ابن حبّان: أدرك عمر وولي الولايات في خلافته. وفي الحلية لأبي نعيم قصة له مع أويس القرني، وفيها من طريق [ .... ] أخرج البخاريّ في تاريخه من طريق الأعمش، حدثنا عامر، حدثني أبو زيد بن خليفة أنه لقي رجلا من أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هرم بن حيان بن عبد القيس، فقال: أمن أهل الكوفة أنت؟ قال: نعم. قال: تسألني وفيكم عبد اللَّه بن مسعود! وعده ابن أبي حاتم في الزهاد الثمانية من كبار التابعين. وقال العسكريّ: كان من خيار التابعين. وقال ابن سعد: ثقة له فضل، وكان على عبد القيس في الفتوح. وقال ابن أبي شيبة: حدثنا خلف عن أصبغ الوراق، عن أبي نضرة- أن   (1) في أ: نضيلة. (2) طبقات ابن سعد 7/ 131، طبقات خليفة 198، تاريخ خليفة 141، التاريخ الكبير 8/ 243، الزهد لأحمد 282، أنساب الأشراف 1/ 122، المعارف 411، الجرح والتعديل 9/ 110، فتوح البلدان 387، جمهرة أنساب العرب 295، تاريخ الطبري 4/ 74، الثقات لابن حبان 5/ 513، مشاهير علماء الأمصار رقم 1182، الخراج وصناعة الكتابة 388، العقد الفريد 2/ 472، ربيع الأبرار 4/ 198، حلية الأولياء 2/ 119، الكامل في التاريخ 3/ 101، سير أعلام النبلاء 4/ 48، النجوم الزاهرة 1/ 132، التذكرة الحمدونية 1/ 136، تاريخ الإسلام 2/ 533، أسد الغابة ت (5357) ، الاستيعاب ت (2713) . (3) في أسد الغابة: وقال لها قلعة الشيوخ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 418 عمر بعث هرم بن حيان على الخيل، فكتب إلى عمر أنه لا طاقة لي بالرعية. 8968- (م) - هرم بن خنبش «1» . يأتي ذكره في ترجمة وهب بن خنبش في الواو. 8969- هرمز «2» : مولى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. تقدم في كيسان. 8970- هرمز بن ماهان الفارسيّ «3» . ذكره أبو موسى في الذّيل، من طريق أحمد بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده، عن هرمز بن ماهان- رجل من الفرس، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأسلمت على يديه، فجعلني في جيش خالد بن الوليد، فقلت: يا رسول اللَّه، مر لي بصدقة. فقال: «إن الصّدقة لا تحلّ لي ولا لأحد من أهل بيتي» . ثم أمر لي بدينار. وقال ابن الأثير: يشبه أن يكون هو الّذي قبله، وكأنه استند إلى ما أخرجه البغوي، من طريق أبي يزيد بن أبي زياد عن معاوية بن قرة قال: بدرا عرون مملوكا، منهم مملوك للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقال له هرمز، فأعتقه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وقال: «إنّ اللَّه أعتقك، وإنّ مولى القوم منهم، وإنّا أهل بيت لا نأكل الصّدقة فلا تأكلها» ، ولكن في خبر الفارسيّ أنه متأخر الإسلام، لأن إسلام خالد بن الوليد كان سنة سبع، وبدر قبلها بمدة طويلة، ويمكن الجمع بأن قوله: فجعلني في جيش خالد- كان متراخيا عن إسلامه، وإن كان معطوفا بالفاء. واللَّه أعلم. 8971- هرم، أو هرمي بن عبد اللَّه الأنصاري «4» ، من بني عمرو بن عوف، وهو أحد البكّاءين الذين نزلت فيهم: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ [التوبة 92]- قاله ابن عبد البرّ تبعا للدولابيّ، وتعقّبه الرشاطيّ وغيره، فقالوا: ليس هو من بني عمرو بن عوف، وإنما هو من بني مالك بن الأوس، واسمه هرمي، وهو هرمي بن عبد اللَّه بن رفاعة بن نجدة بن مجدعة بن عامر بن كعب بن واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس، وهكذا نسبه ابن الكلبيّ وابن سعد وغيرهما. وقال ابن سعد: كان قديم الإسلام، وهو أحد البكّاءين، وزاد ابن ماكولا: شهد الخندق والمشاهد بعدها، وهو غير هرمي بن عبد اللَّه الرّاوي عن خزيمة بن ثابت. قال ابن الأثير: كأن ابن ماكولا جعلهما واحدا، وهو ذهول منه. واعتذر   (1) أسد الغابة ت (5358) . (2) أسد الغابة ت (5363) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، أسد الغابة ت (5364) . (4) أسد الغابة ت (5359) ، الاستيعاب ت (2714) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 419 ابن الأثير عن قول ابن عبد البرّ: إنه من بني عمرو بن أوس- بأنّ بني واقف كانوا حلفاء بني عمرو في الجاهليّة، وهو اعتذار حسن. 8972- هرم آخر: ذكر في هبيب. 8973- هريم: في هديم المطلبيّ «1» . الهاء بعدها الزاي 8974- هزّال بن يزيد بن «2» ذئاب بن كليب بن عامر بن جذيمة بن مازن الأسلميّ. قال ابن حبّان: له صحبة، وحديثه عند النّسائي من رواية ابنه نعيم بن هزّال- أن هزالا كانت له جارية وأن ماعزا وقع عليها، فقال له هزال: انطلق، فأخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فعسى أن ينزل فيك قرآن. فانطلق فأخبره فأمر به فرجم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لهزال: «يا هزّال، لو سترته بثوبك لكان خيرا لك» . وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق شبعة عن ابن المنكدر، عن ابن هزال، عن أبيه نحوه. 8975- هزّال «3» : صاحب الشّجرة. روى عنه معاوية بن قرّة أنه قال: إنكم تأتون ذنوبا هي أدقّ في أعينكم من الشّعر كنا نعدّها على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الموبقات. 8976- هزان بن عمرو بن قربوس بن عنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ. ذكره ابن فتحون فيمن شهد بدرا. 8977- هزان الرهاويّ. ذكره ابن شاهين في الصّحابة. وقد تقدم في ترجمة عمرو بن سبيع. 8978- الهزهاز بن عمرو العجليّ. ذكر الطّبريّ أن أبا عبيدة أمّره بأمر عمر على إحدى المجنّبتين لما أرسل الخيل إلى   (1) أسد الغابة ت (5366) ، الاستيعاب ت (4747) . (2) الثقات 3/ 438، أسد الغابة ت (5369) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، تقريب التهذيب 2/ 317، تهذيب التهذيب 11/ 31، خلاصة تذهيب 3/ 124، الكاشف 3/ 220، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، تبصير المنتبه 4/ 1454، بقي بن مخلد 347. (3) أسد الغابة ت (5367) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 119، الاستيعاب ت (2715) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 420 العراق، فقدموا في اليوم الثاني من أيام القادسيّة على سعد بن أبي وقاص. واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة. الهاء بعدها الشين ذكر من اسمه هشام 8979- هشام بن البختري المخزومي: مولاهم. ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء. قلت: وله مرثية في خالد بن الوليد لما مات في خلافة عمر رواها المعافى النهروانيّ في كتاب الجليس من طريق أبي علي الحرمازيّ، قال: دخل هشام بن البختريّ في أناس من بني مخزوم على عمر، فقال له: يا هشام، أنشدني شعرك في خالد بن الوليد، فأنشده، فقال له: قصّرت في البكاء على أبي سليمان، إنه كان ليحبّ أن يذلّ الشرك وأهله، وإن الشّامت لمتعرض لمقت اللَّه، وما عند اللَّه خير له مما كان فيه. 8980- هشام بن حبيب الدّاريّ. ذكره الطّبريّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الدّاريين، واستدركه ابن فتحون. 8981- هشام بن حبيش «1» بن خالد المخزوميّ. قال ابن حبّان: له صحبة. وقال البخاريّ: سمع عمر، وأخرج يحيى بن يونس الشيرازيّ، من طريق حرام بن هشام بن حبيش، قال: سمعت أبي يذكر أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رأى سحابا بالبادية، فقال: هذا مما يستهل بنصر بني كعب. وقد صحّ أن أباه قتل يوم الفتح. وقد تقدّم لهذا الحديث طريق في ترجمة أسيد بن أبي إياس. 8982- هشام بن حبيش السلميّ: له في مسند بقيّ بن مخلد حديث واحد، ذكره في التّجريد. 8983- هشام بن أبي حذيفة بن المغيرة «2» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ.   (1) الثقات 3/ 433، الجرح والتعديل 9/ 53، التاريخ الكبير 8/ 192، بقي بن مخلد 923، أسد الغابة ت (5372) . (2) أسد الغابة ت (5373) ، الاستيعاب ت (2718) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 421 ذكره ابن إسحاق، والزّبير بن بكّار فيمن هاجر إلى الحبشة، وسماه الواقديّ هاشما، ولم يذكره أبو معشر ولا موسى بن عقبة. 8984- هشام بن حكيم: بن «1» حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي القرشيّ الأسديّ، وهم ابن مندة فنسبه مخزوميا. ثبت ذكره في الصّحيح من رواية الزّهري عن عروة عن المسور، وعبد الرّحمن بن عبد القاري، عن عمر، سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وفيه أنه أحضره لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاستقرأهما فصوّبهما، وقال: «نزل القرآن على سبعة أحرف ... » الحديث بطوله. قال ابن سعد: كان مهيبا. وقال الزّهريّ: كان يأمر بالمعروف في رجال معه. وقال مصعب الزبيريّ: كان له فضل. وقال ابن وهب، عن مالك: لم يكن يتخذ أخلّاء ولا له ولد. وقد روى عنه أيضا جبير بن نفير، وقتادة السّلميّ وغيرهما. ومات قبل أبيه بمدّة طويلة، قال أبو نعيم: استشهد بأجنادين. 8985 - هشام بن «2» صبابة: بضمّ المهملة وموحدتين الأولى خفيفة، ابن حزن بن سيار بن عبد اللَّه بن كليب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. نسبه ابن الكلبيّ. وقال أبو سعيد السّكريّ: هو هشام بن حزن، وأمه صبابة بنت مقيس بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم، وهو بضم المهملة وموحدتين عند أكثر أهل اللّغة. وقال ابن دريد بالضّاد المعجمة. قال ابن إسحاق في المغازي: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن عمرو بن حزم- أن هشاما قاتل يوم المريسيع مع المسلمين حتى أمعن، وكان قد أسلم، فلقيه رجل من بني عوف بن الخزرج، فظنه مشركا فقتله. وفي تفسير سعيد بن جبير الّذي رواه ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عنه، وكذا في تفسير ابن الكلبيّ، عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً [النساء 93]- قال: نزلت في مقيس بن صبابة، وكان قد أسلم هو وأخوه هشام، فوجد مقيس أخاه قتيلا، فشكا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأمر له بالدّية، فأخذها، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله وارتد وأقام بمكّة، وقال في ذلك أبياتا، وسمّى الواقديّ بسند له   (1) أسد الغابة ت (5374) ، الاستيعاب ت (2719) . (2) أسد الغابة ت (5376) ، الاستيعاب ت (2720) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 422 قاتله أوسا، وسماه هو هاشما، وكذا وقع عن ابن شاهين، من طريق محمّد بن يزيد عن رجاله، والأول أرجح. 8986- هشام بن العاصي «1» : بن وائل السهمي. تقدم نسبه في أخيه عمرو. قال ابن حبّان: كان يكنى أبا العاص، فكناه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أبا مطيع. وقال ابن سعد: أمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة، وكذا قال ابن السّكن، كان قديم الإسلام هاجر إلى الحبشة. وأخرج ابن السّكن بسند صحيح عن ابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر، عن عمر، قال: اتّعدت أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص حين أردنا أن نهاجر وأيّنا تخلّف عن الصّبح فقد حبس فلينطلق غيره، قال: فأصبحت أنا وعياش، وحبس هشام وفتن فافتتن ... الحديث. وأخرج النّسائيّ، والحاكم، من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- مرفوعا: «ابنا العاص مؤمنان، هشام، وعمرو» . ورويناه في أمالي المحامليّ، من طريق عمرو بن دينار، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر نحوه. وأخرج البغويّ من طريق أبي حازم، عن سلمة بن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: جئنا فإذا أناس يتراجعون في القرآن، فاعتزلناهم ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خلف الحجرة يسمع كلامهم، فخرج مغضبا حتى وقف عليهم، فقال: «بهذا ضلّت الأمم قبلكم، وإنَّ القرآن لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض، إنّما أنزل يصدّق بعضه بعضا» ، ثم التفت إليّ وإلى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم. رواه سويد بن سعيد، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه. وقال الواقديّ: بعثه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في سرية في رمضان قبل الفتح. وقال ابن المبارك في الزّهد، عن جرير بن حازم، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، قال: مرّ عمرو بن العاص بنفر من قريش، فذكروا هشاما، فقالوا: أيهما أفضل؟ فقال عمرو: شهدت أنا وهشام اليرموك، فكلنا نسأل اللَّه الشهادة، فلما أصبحنا حرمتها ورزقها. وكذا قال ابن سعد، وابن أبي حاتم، وأبو زرعة الدّمشقيّ.   (1) المستدرك 3/ 240، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 137، تاريخ الإسلام 1/ 382، العقد الثمين 7/ 374، طبقات ابن سعد 4/ 191، نسب قريش 409، طبقات خليفة ت 148 و 2821، المحبر 433، الجرح والتعديل 9/ 63، جمهرة أنساب العرب 163، أسد الغابة ت (5377) الاستيعاب ت (2721) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 423 وذكره موسى بن عقبة، وأبو الأسود، عن عروة، وابن إسحاق، وأبو عبيد، ومصعب، والزّبير، وآخرون، فيمن استشهد بأجنادين. وقال الواقديّ، عن مخرمة بن بكير، عن أم بكر بنت المسور، قالت: كان هشام رجلا صالحا، فرأى من بعض المسلمين بأجنادين بعض النكوص، فألقى المغفر عن وجهه، وجعل يتقدم في نحر العدوّ، ويصيح: يا معشر المسلمين، إليّ، إليّ، أنا هشام بن العاص، أمن الجنّة تفرّون ... حتى قتل. ومن طريق خالد بن معدان: لما انهزمت الرّوم بأجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان واحد، فجعلت الرّوم تقاتل عليه، فقاتل هشام حتى قتل، ووقع على تلك الثلمة فسدّها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يدوسوه، فقال عمرو: أيها النّاس، إنَّ اللَّه قد استشهده، ورفع روحه: إنما هي جثة، ثم أوطأه وتبعه الناس حتى تقطيع ثم جمعه عمرو بعد ذلك وحمله في قطع فواراه. 8986 م- هشام بن العاص الأمويّ. أخرج البيهقيّ في «الدّلائل» من طريق شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة الباهليّ، عن هشام بن العاص الأمويّ، قال: بعثت أنا ورجل من قريش إلى هرقل ندعوه إلى الإسلام، فنزلنا على جبلة، فدعوناه إلى الإسلام، فإذا عليه ثياب سواد، فسأله عن ذلك قال: حلفت ألّا أنزعها حتى أخرجكم من الشّام، قال: فقلنا له: واللَّه لنأخذنّ مجلسك هذا، ولنأخذنّ منك الملك الأعظم، أخبرنا بهذا نبيّنا. قال: لستم بهم. ثم ذكر قصة دخولهم على هرقل واستخلائهم، فأخرج لهم ربعة فيها صفات الأنبياء إلى أن أخرج لهم صورة محمد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فإذا هي بيضاء، فقال: أتعرفون هذا. قال: فبكينا، وقلنا: نعم، فقام قائما ثم جلس، فقال: واللَّه، إنه لهذا؟ قلنا: نعم. قال: فأمسك، ثم قال: أما إنه كان آخر البيوت، ولكني عجلته لأنظر ما عندكم، ثم قال: لو طابت نفسي بالخروج من ملكي لوددت أني كنت عبدا لأسدكم في ملكه حتى أموت، قال: فلما رجعنا حدّثنا أبا بكر فبكى، ثم قال: لو أراد اللَّه به خيرا لفعل، ثم قال: أخبرنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنهم واليهود يعرفون نعت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وتقدم في ترجمة عديّ بن كعب نحو هذه القصّة، لكن فيها أنه هشام بن العاص السهميّ. واللَّه أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 424 8987- هشام بن العاص بن «1» هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، ابن أخي أبي جهل. قتل أبوه ببدر، يقال: قتله عمر. قال أبو عمر: هو الّذي جاء إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الفتح، فكشف عن ظهره، ووضع يده على خاتم النبوّة، فأزال يده ثم ضرب صدره ثلاثا، فقال: «اللَّهمّ أذهب عنه الغلّ والحسد» - ثلاثا. انتهى. وهذا نقله من كتاب الزّبر بن بكّار، فإنه أخرجه في كتابه عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي رزين المخزومي مولاهم، عن الأوقص، عن حماد بن سلمة، قال: لما كان يوم الفتح جاء هشام بن العاص فذكره، وقال في آخره: وكان الأوقص يقول: نحن أقلّ أصحابنا حسدا، ثم من طريق ابن شهاب قال عمر لسعيد بن العاص الأمويّ: ما قتلت أباك، إنما قتلت خالي العاص بن هشام. 8988- هشام بن عامر «2» بن أمية الأنصاريّ. تقدم ذكره ونسبه في ترجمة والده. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وحديثه عند مسلم. روى عنه سعيد بن جبير، وحميد بن هلال، وآخرون. وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق جعفر بن زيد، قال: خرجنا في غزوة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم، فذكر قصّة فيها: فحمل هو وهشام بن عامر فصنعا بهم طعنا وضربا وقتلا، قال: فقال العدوّ: رجلان من العرب صنعا بنا هذا، فكيف لو قاتلونا- يعني فانهزموا، قال: فقيل لأبي هريرة: إن هشام بن عامر ألقى بيده إلى التهلكة. فقال أبو هريرة: لا، ولكنه التمس هذه الآية: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة 207] ، ويقال: «كان اسمه شهابا، فسمّاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هشاما، وكان نزل البصرة وعاش إلى زمن زياد.   (1) أسد الغابة ت (5378) ، الاستيعاب ت (2722) . (2) طبقات ابن سعد 7/ 26، مقدمة مسند بقي بن مخلد 98، التاريخ الكبير 8/ 191، الجرح والتعديل 9/ 63، المعرفة والتاريخ 2/ 80، طبقات خليفة 187، أنساب الأشراف 1/ 336، تاريخ الطبري 4/ 71، تاريخ أبي زرعة 1/ 555، مسند أحمد 4/ 1، الكامل في التاريخ 2/ 541، تحفة الأشراف 9/ 71، تهذيب الكمال 3/ 1440، المغازي (من تاريخ الإسلام) 213، الكاشف 3/ 196، تهذيب التهذيب 11/ 42، تقريب التهذيب 2/ 319، خلاصة تذهيب التهذيب 410، أسد الغابة ت (5379) ، الاستيعاب ت (2723) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 425 8989- هشام بن عتبة بن ربيعة «1» . يقال هو اسم أبي حذيفة. وسيأتي في الكنى. 8990- هشام بن عقبة بن أبي معيط الأمويّ. قتل أبوه يوم بدر كافرا، وهو من مسلمة الفتح، وحفيده هشام بن معاوية بن هشام كان عامل عمر بن عبد العزيز على قنّسرين. 8991- هشام بن عمارة: بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ. ذكر أبو حذيفة البخاريّ في المبتدإ أنه استشهد بوقعة فحل باليرموك سنة ثلاث عشرة. قلت: وأبوه هو الّذي كان مع عمرو بن العاص بالحبشة، فأغرى به النّجاشيّ حتى أمر أن ينفخ في إحليله، فهام مع الوحش إلى أن مات في خلافة عمر، وكان توجّه إلى الحبشة- وولده هذا، فهو من مسلمة الفتح، ولم يذكروه، وهو من شرطنا، وستأتي القصّة في ترجمة الوليد بن عمارة. 8992- هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب «2» ، بالتّصغير- ابن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العامريّ. ذكره ابن إسحاق في «المؤلّفة» ممن أعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دون المائة من غنائم حنين، وهو الّذي كان قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم في الشعب، وكان كثير التردّد لهم في تلك الأيام. استدركه ابن فتحون، فقال: ذكره خليفة بن خياط، فقال: إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أعطاه خمسين من الإبل، وقد ذكر ابن إسحاق قصته في نقض الصحيفة ومخاطرته في ذلك بنفسه رحمه اللَّه. 8993- هشام بن فديك «3» . له في مسند بقي بن مخلد حديث ذكره في التجريد. 8994- هشام بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ» ، أخو خالد.   (1) الثقات 3/ 434، تجريد أسماء الصحابة 2/ 120، الجرح والتعديل 9/ 114، العقد الثمين 7/ 376، أسد الغابة ت (5380) . (2) أسد الغابة ت (5381) ، الاستيعاب ت (2724) . (3) بقي بن مخلد 900. (4) أسد الغابة ت (5384) ، الاستيعاب ت (2725) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 426 قال أبو عمر: ذكر في المؤلفة قلوبهم. وأخرج عبد الرّزّاق من طريق سعيد بن المسيب، قال: لما مات أبو بكر بكوا عليه، فقال عمر: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنَّ الميّت يعذّب ببكاء الحيّ» «1» . فأبوا إلا أن يبكوا، فقال لهشام بن الوليد: قم فأخرج النساء، فقالت عائشة: أخرج عليك، فقال عمر: ادخل، فقد أذنت لك، فقالت عائشة: أمخرجي أنت يا بني. قال: أمّا لك فقد أذنت، فجعل يخرجهنّ امرأة امرأة، حتى خرجت أمّ فروة بنت أبي قحافة! وأخرجه ابن سعد بن وجه آخر، وفيه: فنهاهنّ عمر عن النّوح فأبين، فقال لهشام بن الوليد: أخرج إليّ ابنة أبي قحافة، يعني عمة عائشة، فذكر القصّة، وهي عند البخاري معلقة باختصار. وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء من أبيات يخاطب فيها عثمان بن عفان: لساني طويل فاحترس من شذاته ... عليك وسيفي من لساني أطول [الطويل] 8995- هشام، غير منسوب «2» . أخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» ، من طريق سعد بن هشام، عن عائشة، قالت: ذكر عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجل يقال له شهاب، فقال: أنت هشام! استدركه أبو موسى وقال: يمكن أن يكون هو هشام بن عامر- يعني والد سعد، ثم ساق من طريق عيسى بن موسى غنجار، عن أبي أميّة، عن زينب بنت سعد، عن أبيها- أن جدّها- وهو هشام بن عامر- أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكتل من تمر، فقال: «ما اسمك» ؟ قال: اسمي شهاب. قال: «إن شهابا اسم من أسماء جهنّم، أنت هشام» . قلت: أبو أميّة هو عبد الكريم بن أبي المخارق، ويحتمل أن يكون الّذي في رواية عائشة غير هذا، وقد تقدّم في مسلم بن عبد اللَّه أنه كان اسمه شهابا، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 8996 - هشام، مولى «3» رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.   (1) أخرجه مسلم 2/ 643، كتاب الجنائز باب 9 الميت يعذب ببكاء أهله عليه حديث رقم 27، وأحمد في المسند 1/ 47، 2/ 134، 6/ 57، 209، والطبراني في الكبير 12/ 330، 344، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 392، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42426، 42428. (2) أسد الغابة ت (5385) . (3) أسد الغابة ت (5375) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 120، الاستيعاب ت (2726) ، العقد الثمين 7/ 378. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 427 روى حديثه الطبرانيّ، ومطين، وابن قانع، وابن مندة، وغيرهم، من طريق الثوريّ، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي الزّبير، عن هشام مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إن امرأتي لا تردّ يد لامس. قال: «طلّقها» . قال: إنها تعجبني ... قال: «فاستمتع بها» . ورواه عبد اللَّه بن عمر الرّقي، عن عبد الكريم، عن أبي الزّبير، عن جابر، فكأنه سلك الجادة. وذكر أبو عمر أن بعضهم ذكر أن هشاما المذكور هو السّائل. 8997- هشيم: يقال هو اسم أبي العاص بن الربيع. ذكره أبو موسى. الهاء بعدها اللام 8998- هلال بن أميّة «1» بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم بن عامر بن كعب بن واقف الأنصاريّ الواقفيّ. شهد بدرا وما بعدها. وقد تقدم خبره في ترجمة مرارة بن الربيع، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم. وتقدم له ذكر أيضا في ترجمة شريك بن سحماء، وله ذكر في الصّحيحين، من رواية سعيد بن جبير، عن ابن عمر. وأخرج ابن شاهين، من طريق عطاء بن عجلان، عن مكحول، عن عكرمة بن هلال بن أميّة- أنه أتى عمر فذكر قصّة اللّعان مطوّلة. وهذا لو ثبت لدلّ على أنّ هلال بن أميّة عاش إلى خلافة معاوية حتى أدرك عكرمة الرواية عنه، ولكن عطاء بن عجلان متروك، ويحتمل أيضا أن يكون عكرمة أرسل الحديث عنه. 8999- هلال بن أميّة: الخزاعيّ الكعبيّ «2» . له ذكر في حديث عمران بن حصين، أخرجه البيهقيّ في الخلافيات من طريق ابن وهب، عن يزيد بن عياض، عن عبد الملك بن عتيق، عن خرينق بنت حصين، عن أخيها عمران- أنّ النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «ألم تر إلى ما صنع صاحبكم هلال بن أميّة، لو قتلت مؤمنا بكافر لقتلته فدوه» . قال: فوديناه وبنو مدلج، وكانوا حلفاء بني كعب في الجاهليّة. ورويناه بعلوّ في الجزء الثالث من عوالي أبي علي بن خزيمة، وفيه: لما كان يوم   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الجرح والتعديل 9/ 72، الطبقات الكبرى 8/ 380، الطبقات 83، التاريخ الكبير 8/ 207، الاستيعاب ت (2727) . (2) أسد الغابة ت (5388) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 428 الفتح قتل هلال بن أمية رجلا من هذيل ... الحديث. قال البيهقيّ: ورواه الواقديّ من وجه آخر عن عبد الملك، لكن قال: خراش بن أميّة. قلت: وهو الّذي ذكره ابن إسحاق. واللَّه أعلم. 9000- هلال بن أبي خولي «1» بن عمرو بن زهير بن خيثمة بن أبي حمران بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف الجعفيّ. قال ابن الكلبيّ: شهد هو وأخواه: خولي، وعبد اللَّه بدرا، وكذا ذكره موسى بن عقبة في البدريين، ولم يذكره ابن إسحاق. 9001- هلال بن الحارث «2» : أبو الحمراء- مولى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، مشهور بكنيته. ويأتي في الكنى. 9002- هلال بن سعد «3» . ذكره جعفر المستغفريّ وغيره في الصّحابة، وله ذكر في حديث أورده عبد الرّزّاق في مصنفه، عن ابن جريج، أخبرني صالح بن دينار أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله في العسل، فجمع أهل العسل فشهدوا أن هلال بن سعد جاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعسل، فقال: ما هذا؟ فقال: هدية. فأكل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم جاءه مرة أخرى فقال: صدقة، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأخذها ورفعها، ولم يذكر عند ذلك عشورا ولا نصف عشور إلا أنه أخذها. فكتب بذلك إلى عمر بن عبد العزيز، قال: فكنا نأخذ ما أعطونا من شيء لا نسأل عشورا ولا شيئا، فما أعطونا أخذنا. ورواه ابن المبارك عن ابن جريج مختصرا. 9003- هلال بن سليم. في ترجمة هلال بن أبي هلال. 9004- هلال بن عمرو: بن عمير الثقفيّ. يأتي في آخر من اسمه هلال. 9005- هلال بن مرّة الأشجعيّ «4» . له ذكر في حديث صحيح، أخرجه الحارث بن أبي أسامة، والطّبرانيّ، والطّحاويّ،   (1) أسد الغابة ت (5392) ، الاستيعاب ت (2730) . (2) أسد الغابة ت (5389) ، الاستيعاب ت (2728) . (3) بقي بن مخلد 582، أسد الغابة ت (5394) ، الاستيعاب ت (2731) . (4) أسد الغابة ت (5399) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 429 وابن مندة، من رواية سعيد، عن قتادة، عن خداش بن عمرو، وأبي حسّان، كلاهما عن عبد اللَّه بن عتبة- أن ابن مسعود أتي في امرأة، فذكر قصّة بروع بنت واشق، وفيها: فقام رهط من أشجع فيهم الجراح بن سنان، وأبو سنان، فقالوا: نشهد أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قضى فينا في بروع بنت واشق، وكان زوجها هلال بن مرة، مثل ما قضيت. ووقع عند الطّحاوي هلال بن مروان، ولم يسمّ الحارث أباه. قال ابن فتحون: ذكر الحديث جماعة منهم مسلم بن الحجّاج دون تسمية هلال. قلت: وذهل «1» في نسبته لمسلم، فإن الحديث في السّنن كما تقدم في ترجمة الجراح. 9006- هلال بن مروان الأشجعيّ: في ترجمة الّذي قبله. 9007- هلال بن المعلى «2» : بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عديّ بن مالك بن زيد مناة الأنصاريّ، أحد بني جشم بن الخزرج. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد بها، وكذلك ذكر ابن حبّان وغيره. 9008- هلال الأسلميّ «3» . له حديث في الأضاحي، أخرجه أحمد وابن ماجة بسند حسن، قال ابن حبّان: له صحبة، وترجم له ابن مندة هلال بن أبي هلال، وابن قانع هلال بن مسلم. 9009- هلال: أحد بني متعان. له حديث في العسل. فرق أبو موسى بينه وبين هلال بن سعد. وقال صاحب التجريد: قيل إنهما واحد. ذكر أبو داود من طريق عمرو بن الحارث، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء هلال أحد بني متعان إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعشور نحل له، وسأل أن يحمي له واديا يقال له سلبة، فحمى له ذلك الوادي، فلما ولي عمر كتب إليه سفيان بن وهب يسأله عن ذلك، فكتب إليه إن أدّى إليك ما كان يؤدّي إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاحم له وأكرمه، وإلا فهو ذباب غيث يأكله من شاء.   (1) في ط: هل. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 122، الثقات 3/ 435، الجرح والتعديل 9/ 78، الاستبصار 182، أصحاب بدر 232، أسد الغابة ت (5400) ، الاستيعاب ت (4733) . (3) الاستيعاب 4/ 1534، الثقات 3/ 438، تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، تنقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5387) ، الاستيعاب ت (2735) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 430 قلت: وهذه القصّة مغايرة لقصّة هلال بن سعد من عدة أوجه، فالظاهر المغايرة. 9010- هلال: مولى المغيرة بن شعبة. ذكره أبو عبد الرّحمن السّلمي في أهل الصّفة، وقال ابن بشكوال: له ذكر في كتاب «اليقين» لزهير بن عباد. وأخرج أبو نعيم في «الحلية» من طريق عطاء الخراساني، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ليدخلنّ من هذا الباب رجل ينظر اللَّه إليه» «1» . قال: فدخل هلال، فقال له: «صلّى عليّ يا هلال» ، وقال له: «ما أحبّك إلى اللَّه عزّ وجلّ وأكرمك عليه!» وسنده ضعيف ومنقطع. وقد أغفله أبو نعيم في «معرفة الصّحابة» ، واستدركه أبو موسى على ابن مندة، وأخرجه أحمد بن منصور بن يوسف المذكور، من حديث أبي هريرة مطوّلا جدّا. قاله أبو موسى. وأخرج أبو نعيم في «الحلية» أيضا في ترجمة أويس القرني، من طريق الضّحاك، عن أبي هريرة نحوه، لكن لم يسم هلالا. وجاء ذكره في حديث لأبي الدّرداء، لكن لم ينسبه للمغيرة، ذكره الحكيم الترمذيّ في نوادر الأصول في الأصل الخامس والعشرين بعد المائة، من طريق يحيى بن أبي طلحة، عن أبي الدّرداء، قال: كنت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسجد، فقال: يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة. وقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى الصّلاة، فخرجت من ذلك الباب. فلم أر أحدا، فعدت ودخلت وقعدت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «أما إنّك لست به يا أبا الدّرداء» ، ثم جاء رجل حبشي فدخل من ذلك الباب عليه جبّة من صوف فيها رقاع من أدم رامقا بطرفه إلى السّماء حتى قام على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسلم عليه، فقال له: «كيف أنت يا هلال؟» قال: بخير يا رسول اللَّه. قال: «ادع لنا يا هلال، واستغفر لنا» : قال: رضي اللَّه عنك وغفر لك يا رسول اللَّه. فذكر حديثا طويلا. 9011- هلال الثّقفي. روى ابن جريج، من طريق عكرمة في قوله تعالى: اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [البقرة 278]- نزلت في بني عمرو بن عمير، قال: فأسلم مسعود، وعبد ياليل، وحبيب بن ربيعة، وهلال، وهم الذين كان لهم الرّبا على بني المغيرة.   (1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 24، عن أبي هريرة قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليدخلن من هذا الباب رجل ينظر اللَّه إليه قال فدخل يعني هلالا ... الحديث وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 37546. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 431 قلت: وهذا أخرجه الطّبريّ من تفسير سنيد من روايته، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عكرمة، وساقه قبل ذلك عن ابن جريج، قال: كانت ثقيف قد صالحت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على أن لهم ربا على الناس فهو لهم، وما كان للنّاس عليهم فهو موضوع، فلما كان الفتح استعمل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على مكّة عتّاب بن أسيد، وكانت معاملة ثقيف مع بني المغيرة، فأتى بنو عمرو بن عمير يطلبون رباهم من بني المغيرة، فأبوا أن يعطوهم، فارتفعوا إلى عتّاب، فكتب عتّاب إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ... [البقرة: 278] الآية، قال ابن جريج: قال عكرمة: ويزعمون أنهم مسعود، وعبد ياليل، وحبيب، وربيعة، بنو عمرو بن عمير، فهم الذين كان لهم الرّبا فأسلم، فذكر الخمسة. قلت: وزاد هذا الأخير، وهو هلال، فاحتمل أن يكون أخا للأربعة، واحتمل أن يكون ليس أخاهم، ولكنه من ثقيف، وفي ذكر مصالحة ثقيف قبل قوله: فلما كان الفتح- نظر، ذكرت توجيهه في أسباب النزول. 9012- الهلب الطائيّ «1» . قال ابن دريد: أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رجل أقرع، فمسح رأسه فنبت شعره فسمى الهلب، قال ابن دريد: وكان أقرع فصار أفرع، يعني كان بالقاف فصار بالفاء، والأهلب الكثير الشّعر. والهلب بضم أوله وسكون ثانيه، وضبطه ابن ناصر بفتح أوله وكسر ثانيه. قلت: وهو يزيد بن قنافة، وقيل ابن يزيد بن عديّ بن قنافة، وكذا قال ابن الكلبيّ، لكنّ سماه سلامة. وقال ابن الكلبيّ: وفيه يقول الشاعر: كان وما في رأسه شعرة ... فأصبح الأقرع وافي الشّكير [السريع] روى الهلب عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ابن قبيصة، وحديثه في أبي داود والترمذي وغيرهما. وذكره ابن سعد في طبقة مسلمة الفتح. 9013- هلواب «2» : تقدّم ذكره في أسمر بن ساعدة.   (1) أسد الغابة ت (5403) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 122، الاستيعاب ت (2748) ، الجرح والتعديل 9/ 120، تقريب التهذيب 2/ 321، تهذيب التهذيب 11/ 66، الطبقات الكبرى 6/ 295، خلاصة تذهيب 3/ 125، تهذيب الكمال 3/ 448، الكاشف 3/ 225، جامع التحصيل 364. (2) أسد الغابة ت (5404) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 432 الهاء بعدها الميم 9014- همام بن الحارث بن ضمرة «1» . قال أبو عمر: شهد بدرا، ولا أعلم له رواية. 9015- همام بن ربيعة العصريّ. ذكره الرّشاطيّ فيمن وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من عبد قيس، قال: وكان من سادتهم وفرسانهم، ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى. قلت: وقد تقدم ذكره في ترجمة صحار بن العباس. 9016- همام بن زيد بن وابصة: الوابصيّ «2» . ذكره الحاكم فيمن دخل نيسابور من الصّحابة، وقال: هو من الصّحابة الواردين مع عبد اللَّه بن عامر، واستوطن نيسابور، ومات بها، وله بها عقب، ثم نقل من طريق سهل بن عمار، قال: حضرت جدّي عبد اللَّه بن محمد ودخل عليه يحيى بن يحيى، وبشر بن القاسم، والحسين بن الوليد، عوّادا، فسألوه عن سنّه ومن أدرك من الناس، فأخبرهم أنه أدرك شيخا يقال له همان بن زيد الوابصي، قال: سمعته يقول: كساني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بردة، وذكر قصّة، فقال يحيى بن يحيى: إنا نرجو أن نكون ممن قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «طربى لمن رآني ولمن رأى من رآني» . قال الحاكم: قال أبو الطّيب الكرابيسيّ: كان إبراهيم بن أبي طالب يذكر حال همام بن زيد، ويوثّق عبد اللَّه بن محمد. ومن طريق أخرى عن سهل بن عمار: حدّثنا جدّي، رأيت همام بن زيد بن وابصة، وكان من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان يسكن برجان «3» ، فكان إذا دخل البلد لا يمرّ بكبير ولا صغير إلا قصدوه وسلّموا عليه، فذكر القصّة. وأورد الخطيب في ترجمة محمد بن محمد بن يحيى من وجه آخر، عن سهل بن عمار: حدّثنا جدّي عبد اللَّه بن محمد، كان همام بن وابصة إذا دخل الكوفة سلّم على كل   (1) أسد الغابة ت (5405) ، الاستيعاب ت (2749) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، أسد الغابة ت (5407) . (3) برجان: بلد من نواحي الخزر وكان المسلمون غزوة في أيام عثمان رضي اللَّه عنه. انظر: معجم البلدان 1/ 43. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 433 من مرّ به من رجل أو امرأة أو صبي، ويقول: أمرنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنّ نفشي السلام. قال سهل: فحدثت به يحيى بن يحيى، فجاء هو والحسين بن الوليد وبشر بن القاسم، فذاكروا جدّي هذا الحديث حتى سمعوه منه. وقال يحيى بن يحيى أو بشر: دخلنا في حديث: «طوبى لمن رأى من رآني» . كذا قال همام بن وابصة، كأنه نسبه إلى جدّه، وترجمه بغير هذا. 9017- همّام بن عروة بن مسعود الثقفي. تقدم نسبه في ترجمة أبيه. قال ابن السّكن: يقال: له صحبة. روى حديثه محمد بن إسحاق الثقفي، عن شداد بن قارع الثقفي، عن يعقوب بن زيد بن همام بن عروة، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو نازل بناحية الطّائف، وقد رششنا عليه النّبال وهو يقول بيده هكذا يمينا وشمالا. قلت:، وعروة بن مسعود أسلم بعد وقعة الطّائف، وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالمدينة، فأسلم وحسن إسلامه، ثم رجع إلى الطّائف، فدعاهم إلى الإسلام فقتلوه، فأولاده على هذا صحبتهم ممكنة. وقد تقدم غير مرة أنه لم يبق بمكّة والطّائف أحد من قريش وثقيف في حجّة الوداع إلّا كان أسلم وشهدها. وحكى البلاذريّ أنّ الفارعة بنت همام هذا كانت زوج يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن عمرو بن مسعود الثقفيّ، فولدت له الحجاج بن يوسف الأمير المشهور. 9018- همام بن مالك بن همام «1» بن معاوية العبديّ. قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وأخوه عبيدة. 9019- همام بن معاوية بن شبابة، من وفد عبد القيس. ذكره ابن سعد. 9020- همام بن نفيل السعديّ. ذكره أبو عليّ بن السكن، وأورد له من طريق عاصمة بنت عاصم بن همام السعديّ، حدّثني أبي، عن أبيه همام بن نفيل، قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، حفرنا بئرا فخرجت مالحة، قال: فدفع إليّ إداوة فيها ماء، فقال: «صبّه فيها» ، ففعلت فعذبت.   (1) أسد الغابة ت (5408) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 434 9021- همام بن وابصة: في همام بن زيد. 9022- هميل بن الدّمون «1» بن عبيد بن مالك الثقفيّ «2» . بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وأخوه قبيصة، ذكره ابن ماكولا، وذكره أبو الحسن المدائنيّ في كتاب أخبار ثقيف، وقال: إنه حضرمي حالف ثقيفا هو وأخوه، وسكن الطّائف، ثم وقع لأخيه قبيصة مع بني مالك حادث فأرادوا قتله فهرب منهم هو وأخوه، والشّريد بن سويد، فأسلموا، وذلك قبل إسلام ثقيف وقدوم وفدهم. الهاء بعدها النون 9023- هناد: [ ... ] . 9024- هند بن أسماء بن حارثة الأسلميّ «3» . تقدم نسبه في ترجمة أبيه أسماء، قال البخاريّ: له صحبة، وقال ابن السّكن: له صحبة، ومات في خلافة معاوية، وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر، عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي، عن أبيه: بعثني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى قومي من أسلم، فقال: «مر قومك أن يصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره» . وزعم ابن الكلبيّ أن المأمور بذلك هند بن حارثة عمّ هذا، وتبعه أبو عمر. 9025- هند بن حارثة الأسلمي «4» : عمّ الّذي قبله. قال ابن حبّان: له صحبة، وأخرجه ابن قانع من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند بن حارثة، عن أبيه، وكان من أصحاب الحديبيّة، وأخوه أسماء بن حارثة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ بنفر من أسلم يرمون، قال: «ارموا بني إسماعيل، فإنّ أباكم كان راميا» . وزعم ابن أبي حاتم أنّ هند بن أسماء بن حارثة نسب لجده. وحكى البغويّ أنه شهد   (1) في أ: الدموي. (2) أسد الغابة ت (5409) . (3) الثقات 3/ 436، 438، الاستيعاب ت (2736) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123- الأعلام 8/ 97، تلقيح فهوم أهل الأثر 385- التاريخ الكبير 8/ 236. (4) الاستيعاب ت (5410) ، الثقات 3/ 436، 438، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، الأعلام 8/ 97، الطبقات الكبرى 1/ 497، 504- 2/ 376- 4/ 322، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 258، ذيل الكاشف 1624. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 435 بيعة الرضوان مع إخوة له سبعة، وهم: هند، وأسماء، وخراش، وذؤيب، وسلمة وفضالة، ومالك، وحمران، قال: ولم يشهدها إخوة في عددهم، كذا قال. وقد أوردوا عليه أولاد مقرن. وعن أبي هريرة: ما كنت أرى هندا وأسماء إلا خادمين لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من طول لزومها إياه. وقال أبو عمر: ما روى عن هند هذا الحديث إلا ابنه حبيب. وقال: هو والد يحيى الّذي يروي عنه عبد الرّحمن بن حرملة. قلت: ووهم في ذلك، فليس حبيب أخا ليحيى، بل هند والد يحيى ابن عم حبيب. 9026- هند بن الصّامت بن عبد اللَّه بن الصّامت بن سدوس الجشمي. وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأمره أن يعتم تحت الحنك، قال: وهي عمّة جبرائيل، ذكره أبو علي الهجريّ في نوادره، وقال: هي العمة الجرولية. وكان هند ويكنى أبا جرول. وقال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون، واستدركه ابن بشكوال. 9027- هند بن أبي هالة التميمي «1» : ربيب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أمّه خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه الحسن بن عليّ صفة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أخرجه الترمذيّ، والبغويّ، والطّبراني، وغيرهم، من طرق عن الحسن بن علي. ووقع لنا بعلوّ في مشيخه أبي علي بن شاذان، من طريق أهل البيت. وأخرجه البغويّ أيضا، وأخرجه ابن مندة من طريق يعقوب التيمي، عن ابن عبّاس- أنه قال لهند بن أبي هالة: صف لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال البغويّ، عن عمه، عن أبي عبيد: اسم أبي هالة زوج خديجة قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم النباش بن زرارة، وابنه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غدي بن جردة بن أسيد بن عمرو بن تميم حليف بني عبد الدّار. وقيل: هو زرارة بن النباش. قال الزّبير: اسمه مالك بن النّباش بن زرارة. وقال أبو محمد بن حزم: اسم أبي هالة هند بن زرارة بن النّباش. ووجدت له سلفا، قال ابن أبي خيثمة: حدّثنا أحمد بن المقدام، حدّثنا زهير بن العلاء، حدّثنا سعيد، قال قتادة، قال: أبو هالة هند بن زرارة بن النّباش، ورأيت في معجم الشعراء للمرزبانيّ أن زرارة بن النباش رثى كفّار بدر، ولم يذكر له إسلام. وأخرج ابن السّكن، وابن قانع، من طريق سيف بن عمر، عن عبد اللَّه بن محمد، عن   (1) أسد الغابة ت (5411) ، الاستيعاب ت (2737) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 436 هند بن هند بن أبي هالة، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ما حملك على أن نزعت ابنتك عن عتيبة، يعني ابن أبي لهب- حتى حرشته عليك، قال: «إنّ اللَّه أبى لي أن أتزوّج أو أزوّج إلّا أهل الجنّة» . قال الزّبير بن بكّار: قتل هند مع علي يوم الجمل. وكذا قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال أبو عمر: كان فصيحا بليغا وصف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأحسن وأتقن. 9028- هند بن هند بن «1» أبي هالة، ولد الّذي قبله. وعلي قول قتادة ومن تبعه يكون هند بن أبي هند ثلاثة في نسق. ذكره ابن مندة، وأورد من طريق حسان بن عبد اللَّه الواسطيّ، عن السّري بن يحيى، عن مالك بن دينار، حدثني هند بن خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: مرّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالحكم أبي مروان، فجعل يغمز النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ويشير بإصبعه، حتى التفت إليه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «اللَّهمّ اجعل له وزغا» ، يعني ارتعاشا، قال: فرجف مكانه. وهكذا أخرجه ابن أبي حاتم الرّازيّ، وعبد اللَّه بن أحمد في زيادات الزهد من هذا الوجه، ومالك بن دينار لم يدرك هند بن أبي هالة، وإنما أدرك ابنه، فكأنه نسبه لجدّه. وقد ذكر ابن أبي حاتم، عن أبيه- أنّ رواية هند بن هند عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرسلة. وجرى أبو عمر على ظاهره، فذكر هذا الحديث لهند بن أبي هالة. وأخرج الزّبير بن بكّار والدّولابيّ، من طريق محمد بن الحجاج، عن رجل من بني تميم، قال: رأيت هند بن هند بن أبي هالة وعليه حلة خضراء، فمات في الطّاعون، فخرجوا به بين أربعة لشغل الناس بموتاهم، فصاحت امرأة: وا هند بن هنداه! وابن ربيب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم! قال: فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم.   (1) أسد الغابة ت (5412) ، أنساب الأشراف 1/ 506، الثقات 3/ 436، الكامل 7/ 2594، جمهرة أنساب العرب 210، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، تقريب التهذيب 2/ 322، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 141، تهذيب التهذيب 11/ 72، الطبقات الكبرى 1/ 422، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 536، تاريخ الإسلام 2/ 265، خلاصة تذهيب 3/ 125، العقد الثمين 7/ 378، تاريخ من دفن بالعراق 472، تاريخ الإسلام 3/ 220، تهذيب الكمال 3/ 1450، التاريخ الكبير 8/ 240، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الطبقات 43، 179، معجم الثقات 356، بقي بن مخلد 598، المعرفة والتاريخ 3/ 284، 288، جامع التحصيل 364. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 437 9029- هنيدة «1» بن خالد الخزاعيّ. قال ابن حبّان وأبو عمر: له صحبة. وقال ابن مندة: عداده في صحابة الكوفة. قال: وقال أبو إسحاق: كانت أمة تحت عمر بن الخطاب. وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته، وساق من طريق شعبة عن أبي إسحاق: سمعت هنيدة يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من يأخذ هذا السّيف بحقه؟» فأخذه رجل من القوم، فقال: أنا الّذي عاهدني خليلي ... الأبيات- قال: وقاتل به حتى قتل. وأخرجه البيهقيّ في «السّنن الكبرى» من هذا الوجه دون قوله في آخره: فقاتل حتى قتل. وقد أخرجه ابن مندة من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن هنيدة بن خالد الخزاعي نحوه، وقال في آخره: فلم يزل يمضي قدما حتى تعادوا عليه فقتلوه. وقصته تشبه قصّة أبي دجانة الصّحابي المشهور، لكن أبو دجانة لم يقتل في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال ابن حبّان في الثّقات في التابعين: هنيدة بن خالد الخزاعي روى عن علي وحفصة بنت عمر، كانت أمه تحت عمر. روى عنه عدي بن ثابت وغيره، واختلف في كلامه فيه وفي التهذيب. الهاء بعدها الواو 9030- هود: ويقال: هوذة بن أحمر «2» الحارثي. ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، فقال هود بن أحمر «3» ، وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بني سدوس، استدركه أبو زكريّا بن مندة على جدّه. قلت: وذكره الشّيرازيّ في «الألقاب» ، وأورد من طريق نمير بن حاجب بن نوبة بن شهاب بن زهير الذّهليّ، حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه شهاب بن زهير، قال: هاجر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خمسة من بكر بن وائل، وأربعة من بني سدوس، وواحد من عجل، فأما السّدوسيون فذكرهم إلى أن قال: وهوذة بن أحمر الحارثي، قال: وأما العجليّ فهو فرات بن حيان.   (1) أسد الغابة ت (5413) ، الاستيعاب ت (2750) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، الثقات 3/ 438، الجرح والتعديل 9/ 120، جامع التحصيل 364، تقريب التهذيب 11/ 73، خلاصة تذهيب 3/ 125، الكاشف 3/ 226، العقد الثمين 7/ 379، تهذيب الكمال 3/ 1450، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 248. بقي بن مخلد 907، تاريخ الإسلام 2/ 495. (2) أسد الغابة ت (5413) ، الاستيعاب ت (2750) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 123، الثقات 3/ 438، الجرح والتعديل 9/ 120، جامع التحصيل 364، تقريب التهذيب 11/ 73، خلاصة تذهيب 3/ 125، الكاشف 3/ 226، العقد الثمين 7/ 379، تهذيب الكمال 3/ 1450، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، التاريخ الكبير 8/ 248. بقي بن مخلد 907، تاريخ الإسلام 2/ 495. (3) في أ: أحمد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 438 9031- هوذة بن الحارث بن عجرة بن «1» عبد اللَّه بن يقظة بن عصيّة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلميّ. ذكره الطّبريّ، وابن شاهين في الصّحابة، قالا: أسلم هوذة بن الحارث، وشهد فتح مكة، وهو القائل لعمر في مخاصمة له: لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر وليّ الأمر أين تريد «2» [الطويل] وقال المرزبانيّ: هوذة يعرف بابن الحمامة، حضر العطاء في أيام عمر، فدعي قبله أناس من قومه، فقال البيت المذكور لكن في آخره أمين اللَّه كيف يذود: أيدعى جثيم والشريد إمامنا ... ويدعى رياح قبلنا وطرود فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا ... ملوك بني حرّ ونحن عبيد [الطويل] قال: فدعاه عمر بن الخطاب فأعطاه، وهكذا ذكر في قصة البلاذريّ. 9032- هوذة بن خالد بن ربيعة العامري. ذكره ابن سعد في وفد بني عامر، وقال: أسلم هو وأبوه خالد وابن أخيه. 9033- هوذة بن خالد الكنانيّ «3» . ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال: روى حديثه أبو الزبير عن جابر في قصّة مع معاوية. 9034- هوذة بن عرفطة الحميريّ» . وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهد فتح مصر، ولا أعرف له رواية، قاله سعيد بن يونس. 9035- هوذة بن عمرو بن يزيد «5» بن عمرو بن رياح بن عوف بن عمرو بن الهون الجرمي.   (1) أسد الغابة ت (5416) . (2) ينظر البيت في أسد الغابة ت (5416) . (3) أسد الغابة ت (5417) . (4) أسد الغابة ت (5418) . (5) أسد الغابة ت (5419) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 439 قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا ذكره الطّبري، وأورده ابن ماكولا في ترجمة رياح- بكسر الراء بعدها مثناة تحتانية، وقال: ذكر ذلك ابن حبيب. 9036- هوذة الأنصاريّ. ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة، ولم يخرج له شيئا. قلت: لعله والد عبد بن هوذة، فقد تقدم في ترجمته قول من قال: إن الحديث لهوذة والد معبد. 9037- هوذة: غير منسوب «1» . قال البغويّ: ذكره ابن سعد، وقال: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا، ولم يذكره، وترجم له الطّبراني ولم يذكر الحديث. قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله. الهاء بعدها الياء 9038- هيّاج بن محارب العامريّ. ذكره ابن السّكن وابن قانع، وساق ابن قانع من طريق خلدة بنت العرباض، عن الهيّاج بن الهياج بن محارب- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» . وقال ابن السّكن: روي عنه حديث بإسناد مجهول. 9039- هيبان «2» : بفتح أوله وسكون ثانية ثم موحدة، الأسلميّ. ويقال هيفان، بالفاء بدل الباء. أورد ابن مندة من طريق يزيد بن أبي منصور، عن عبد اللَّه بن الهيبان، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صدقة المرء المسلّم من سعة كأطيب مسك يوجد ريحه من مسيرة جواز يوم، وصدقة من جهد وفاقة كأطيب مسك في برّ أو بحر يوجد ريحه من مسيرة سنة» «3» . 9040- هيت المخنث «4» .   (1) أسد الغابة ت (5421) . (2) الأعلام 8/ 103، أسد الغابة ت (5422) . (3) ذكره المتقي الهندي في الكنز (16278) وعزاه لأبي نعيم عن هيبان. (4) أسد الغابة ت (5443) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 440 وقع ذكره في «صحيح البخاريّ» ، من طريق سفيان بن عتبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعندي مخنّث، فسمعته يقول لعبد اللَّه بن أبي أمية: إن فتح اللَّه عليكم الطائف فعليك بابنة غيلان، فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا يدخل عليكم هذا» . قال سفيان: قال ابن جريج: اسم المخنّث هيت. والحديث عند مسلّم، وأبي داود، والنسائي، دون تسميته. وقد أخرج عبد الملك بن حبيب في «الواضحة» ، عن حبيب كاتب مالك، قال: قلت لمالك: إن سفيان زاد في حديث بنت غيلان أنّ مخنّثا يقال له هيت، فقال مالك: صدق، وهو كذلك، وكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غرّبه إلى الحمى. قال أبو عمر في التمهيد: هذا غير معروف عن سفيان، وإنما ذكره سفيان عن ابن جريج، وأخرج الجوزجانيّ في تاريخه من طريق الأوزاعيّ، عن الزهريّ، عن علي بن حسين، كان مخنّث يدخل على أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال له هيت. وكذا أخرجه أبو يعلي، من طريق يونس، عن الزّهري، عن عروة، عن عائشة، فذكر أصل القصّة، وفيها: إن هيتا كان يدخل، وهو في الصّحيح من طريق معمر عن الزهري، دون تسميته. وأخرج المستغفريّ من طريق داود بن بكر، عن ابن المنكدر- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نفى هيتا في كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء: قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان، فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فبلغ ذلك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «لا تدخلوهم بيوتكم ... » الحديث. وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد بن إبراهيم الدّورقي في مسنديهما، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عامر بن سعد بن مالك، عن أبيه- أنه خطب امرأة بمكة فقال: من يخبرني عنها؟ فقال رجل مخنّث يقال له هيت: أنا أنعتها لك، هي إذا أقبلت أقبلت تمشي على اثنتين، وإذا أدبرت ولّت تمشي على أربع، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ما أرى إلّا منكرا، وما أراه إلّا يعرف النّساء» ، وكان يدخل على سودة فنهاها أن يدخل عليها، فلما قدم المدينة نفاه، فكان كذلك إلى إمرة عمر فجهد فكان يرخص له أن يدخل المدينة فيتصدّق عليه يوم الجمعة. وذكر ابن وهب في جامعه عمن سمع أبا معشر، قال: أمر به رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 441 وآله وسلّم فغرّب إلى عير جبل بالمدينة عند ذي الحليفة «1» ، فشفع له ناس من الصّحابة، فقالوا: إنه يموت جوعا، فأذن له يدخل كل جمعة فيستطعم ثم يلحق بمكانه، فلم يزل هناك حتى مات. وقد تقدم في ترجمة مانع شيء من خبره. وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي: كان بالمدينة ثلاثة من المخنّثين يدخلون في النساء فلا يحجبون: هيت: وهدم، ومانع. 9041- الهيثم الأسديّ «2» : ويقال الأنصاريّ، أبو معقل، معروف بكنيته، سماه محمد بن عبد اللَّه بن زكريّا الأنصاريّ. وقال أبو نعيم: قيل اسمه الهيثم، وسيأتي في الكنى. 9042- الهيثم بن دهر «3» . روى ابن سعد عن الواقديّ بسنده عن المنذر بن جهم، عن الهيثم بن دهر، قال: رأيت شيب النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عنفقته وناصيته فحزرته ثلاثين شعرة عددا. وعند الطّبري أنه الّذي بعده بواحد، وأنه نسب لجدّه. 9043- الهيثم بن ضرار. قال ابن أبي خيثمة: يقال هو اسم الشماخ، والمعروف فيه أن اسمه معقل «4» ، قاله أبو الفرج الأصفهاني. 9044- الهيثم بن نصر بن دهر الأسلميّ. ذكره الواقديّ فيمن خدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأخرج بسند له عنه، قال: خدمت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولزمت بابه في قوم محاويج، فكنت آتيه بالماء من   (1) ذو الحليفة: بضم الحاء وفتح اللام، موضع معروف مشهور بينه وبين المدينة ستة أميال وقيل سبعة نقله عياض وغيره. والشام: إقليم معروف يقال مسهلا ومهموزا وشآم بهمزة وبعدها مدة، نقل الثلاثة صاحب «المطالع» قال الجوهري الشام بلاد، تذكر وتؤنث ورجل شامي وشآم على فعال وشامي أيضا حكاه سيبويه وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال: أحدها: إنها سمّيت بسام بن نوح لأنه أول من نزلها فجعلت السين تغير اللفظ الأعجمي والثاني: أنها سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشّامات والثالث أنها سميت بذلك لأنه باب الكعبة مستقبل المطلع فمن قابل طلوع الشمس كانت اليمن عن يمينه والشام عن يده الشؤمى. انظر: المطلع 164. (2) أسد الغابة ت (5426) . (3) أسد الغابة ت (5424) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 124. (4) في أ: مغفل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 442 بئر أبي الهيثم بن التيهان، وكان ماؤها طيبا، ولقد دخل يوما صائفا على أبي الهيثم، ومعه أبو بكر ... فذكر قصّة. 9045- الهيثم، والد قيس «1» . ذكره محمّد بن سلّام الجمحيّ، وابن قانع مختصرا، من طريق عبد القاهر بن السّري بن قيس بن الهيثم، قال: استعمل- يعني النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جدي الهيثم على صدقات قومه، فأدّاها إلى أبي بكر. فوفى، وكان الزّبرقان ممن وفي، فقال أبو بكر الصّديق: وفي بها الزربقان تكرّما، ووفى بها الهيثم تحرّجا، أو قال تبرعا. قال عبد القاهر: فقلت له: من حدّثك؟ ففكر ساعة، وقال: حميد عن الحسن. قال ابن الأثير: هذا هو ابن قيس بن الصلت بن حبيب السلميّ، وهو عمّ عبد اللَّه بن حازم أمير خراسان. 9046- هيدان بن سيج العبسي. ذكره الجاحظ في «البيان» ، وذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للنابغة: «لا يفضض الله فاك» . وقال لهيدان بن سيج: رب خطيب من عبس. وقال لحسان بن ثابت ... فذكر كرسيجا، ولم يتحرر لي ضبط والده. 9047- الهيكل بن جابر «2» . ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من طريق حماد بن عمرو النصيبي، عن العطاف بن الحسن، عن الهيكل بن جابر، قال: بينما النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: بحرمة هذا البيت إلّا غفرت لي، فانتهره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر قصّة طويلة وفيها: «إنّ البخل كفر، والكفر في النّار، ولو صمت وصلّيت خلف المقام والرّكن ألف عام ثمّ بكيت حتّى تجري من دموعك الأنهار، وتنبت الأشجار، ثمّ متّ وأنت لئيم إلّا كبك اللَّه على وجهك في النّار» . وحماد مذكور بوضع الحديث.   (1) أسد الغابة ت (5425) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، أسد الغابة ت (5427) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 443 القسم الثاني الهاء بعدها الراء 9048- هرمي بن عبد اللَّه «1» : ويقال ابن عتبة، ويقال ابن عمرو الأنصاريّ الخطميّ، ويقال الواقفيّ. ذكره أبو موسى في الذّيل، وأخرج من طريق ابن إسحاق، حدّثني ثمامة بن قيس بن رفاعة، عن هرمي بن عبد اللَّه- رجل من قومه كان ولد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورأى أصحابه وهم متوافرون، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من أدرك الجمعة ثمّ لم يأتها كان في الّتي بعدها أثقل ... » الحديث، ولهرمي هذا رواية عن خزيمة بن ثابت عند النّسائي، وفي سنده اختلاف. وقيل فيه عبد اللَّه بن هرميّ، وهو مقلوب، أشار إلى ذلك البخاري في تاريخه. الهاء بعدها اللام 9049- هلال بن عامر المنيريّ: هو ابن سحيم. لأبيه صحبة، وله رؤية، قاله ابن مندة، وأورد في ترجمته من طريق وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة في كسوف الشمس، قاله ابن مندة، وقال غيره: عن هلال بن عامر، يعنى أنّ قلابة رواه عن هلال بن عامر عن قبيصة لا أنّ هلال بن عامر هو صحابية. وقد أخرجه أبو داود، من رواية عباد بن منصور، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن هلال- أن قبيصة حدثه، والطّبراني من طريق أنيس بن سوّار، عن أيوب نحوه. القسم الثالث الهاء بعدها الألف 9050- هاشم بن حرملة المريّ: من فرسان الجاهليّة. أدرك الإسلام، وعاش إلى خلافة عمر. وقرأت في التاريخ المظفريّ أنّ عمر قال لرجل من بني مرة: إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم- يعني في قريش، وكان منهم الحارث بن عوف، وحصين بن الحمام، وهرم، وخارجة ولدا سنان، وهاشم بن حرملة، وهاشم هو الّذي مدحه عامر الجعفي بقوله:   (1) أسد الغابة ت (5365) ، الاستيعاب ت (2746) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 444 أحيا أباه هاشم بن حرملة ... يوم الهباءات ويوم اليعمله [الرجز] فلم يعجبه، فزاد فيها: ترى الملوك حوله مغربله «1» ... يقتل ذا الذّنب ومن لا ذنب له [الرجز] فأعجبه وأثابه. 9051- هانئ بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي. مخضرم، سكن الكوفة، وكان من خواص عليّ، ولما بايع أهل الكوفة مسلّم بن عقيل بن أبي طالب للحسين بن علي نزل على هانئ المذكور، فلما قدم عبيد اللَّه بن زياد قتل مسلّم بن عقيل، وقتل هانئ بن عروة. وذكر ابن سعد بأسانيده إلى الشّعبي وغيره أن مسلما قدم الكوفة مستخفيا، والنّعمان بن بشير أمير الكوفة، فبلغ يزيد بن معاوية مسير الحسين بن علي قاصدا الكوفة، فخشي أنّ النّعمان لا يقاومه، فكتب إلى عبد اللَّه بن زياد- وهو أمير البصرة يضم إليه إمرة الكوفة، فقدمها وصحبته شريك بن الأعور الحارثيّ، فنزل شريك على هانئ بن عروة- وتمارض، فعاده عبيد اللَّه بن زياد، فأرادوا الفتك به، ففطن ورجع مسرعا، واستدعى بهانئ بن عروة، فأدخل عليه القصر وهو ابن بضع وتسعين سنة، فعاتبه ثم طعنه بالحربة وحزّ رأسه، ورمى به من أعلى القصر. والقصّة مشهورة في جزء مقتل الحسين، والغرض منها قوله: إنه جاوز التسعين، فيكون أدرك من الحياة النبويّة فوق الأربعين، فهو من أهل هذا القسم، وقد مضى ذكر أبيه عروة في القسم الثالث أيضا. 9052- هانئ بن معاوية الصدفي. له إدراك، وشهد فتح مصر، وحجّ مع عثمان، وروى عن عثمان بن حنيف ذكره ابن يونس. الهاء بعدها الباء 9053- هبيرة بن أسعد: بن كهلان السّبائيّ. له إدراك، وشهد فتح مصر، ذكره ابن يونس، وقال: إن في برقة بقية من ولده.   (1) في ج: مغرملة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 445 9054- هبيرة بن أخنس بن كور بن مولة «1» بن همام بن ضبّ بن كعب بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه مخضرم يقول: فزعت إليهم دعوة يال مالك ... وقد جعلت دودان قوم تسوّد [الطويل] 9055- هبيرة بن خالد بن مسلّم بن الحارث بن مخصف بن حاج، وهو مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السّكون السكونيّ. له إدراك، وابنه مالك كان شريفا أميرا عند معاوية، وله معه قصّة في قتل حجر بن عديّ. ذكره ابن الكلبيّ. وقد مضى له ذكر في ترجمة محمد بن أبي حذيفة. 9056- هبيرة بن مفاضة العامريّ «2» . ذكر وثيمة في كتاب «الرّدّة» أنه أرسل إلى بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدّت العرب. ذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» هبيرة بن عامر بن ربيعة بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، هو الّذي يقال له هبيرة بن المفاضة، والمفاضة أمه، وهي من بني أسد، وأورد له شيئا من شعره. 9057- هبيرة بن النعمان بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة بن بدّاء بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مرّان بن جعفيّ بن سعد العشيرة الجعفيّ. له إدراك، وكان من أمراء عليّ وشهد معه صفّين، واستعمله على المدائن، وكان شريفا، قاله ابن الكلبيّ. الهاء بعدها الجيم 9058- هجاس الإياديّ. قال أبو الفرج الأصبهانيّ: أدرك الجاهليّة، وأنشد عنه دواد الإيادي شعرا. 9059- هجالة بن أفلح بن قيس بن عرعرة الغافقي. أدرك الجاهليّة، وشهد فتح مصر هو وابناه: عبد اللَّه، وعبد الرحمن، ومات قديما بعد فتح مصر بقليل. ذكره ابن يونس.   (1) في ج: موالة. (2) أسد الغابة ت (5346) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 446 الهاء بعدها الدال 9060- هديل بن هبيرة الثّعلبيّ «1» . ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: مخضرم. 9061- هديل الكاهليّ «2» . ذكره سيف في «الفتوح» والطّبريّ في «التّاريخ» ، وأن خالد بن الوليد أوفده على أبي بكر الصّديق رضي اللَّه عنه بفتح الحيرة. 9062- هديم الثعلبي: تقدم ذكره في أديم. الهاء بعدها الراء 9063- هرم بن حيان العبديّ: المشهور أنه من كبار التّابعين. وقد تقدّم ذكره في الأوّل. 9064- هرم بن سنان المرّي. ذكر في ترجمة هاشم بن حرملة، وهرم هذا هو الّذي أصلح بين بني عبس وبني فزارة بعد أن كادوا يتفانون في الحرب التي كانت بينهم بسبب داحس والغبراء، وهو الّذي عناه زهير بن أبي سلمي الشّاعر المشهور والد كعب بن زهير بقوله فيه وفي رفيقه: تداركتما عبسا وذبيان بعد ما ... تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشم «3» [الطويل] ولزهير فيه غرر المدائح. قال ابن الكلبي: حدثني أبي، قال: عاش هرم حتى أدرك عمر، فقال له: أي الرّجلين كنت مفضلا: عامر بن الطفيل، أو علقمة بن علاثة؟ فقال: لو قلت ذاك لعادت جذعة. قال عمر: نعم مستودع السر أنت يا هرم؟ 9065- هرم بن قطبة بن سنان الفزاريّ. أدرك الجاهليّة وأسلّم في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وثبت في الرّدة، وذكر وثيمة أنه دعا عيينة بن حصن إلى الثبات على الإسلام، وقال له: اذكر عواقب البغي يوم   (1) في أ: هذه الترجمة اسمها هدير الضبي. (2) في أ: هديل الكامل. (3) ديوانه: 15. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 447 الهباءة، ولجاج الرهان يوم قيس، وهزيمتك يوم الأحزاب في موعظة طويلة، فلم يقبل منه، ففارقه، وقال فيه شعرا. وكان هرم بن قطبة يقضي بين العرب في الجاهليّة، وقد تنافر إليه عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة، فاستخفى منهما. ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب الدّيباج، وقال: أسلم هرم بن قطبة، وقال عمر في خلافته: لمن كنت حاكما بينهما لو حكمت؟ فقال: أعفني، فو اللَّه لو أظهرت هذا لعادت الحكومة جذعة، فقال: صدقت واللَّه، وبهذا العقل أحكمت. وروى هذه القصّة أبو الحسين الرازيّ والد تمام في فوائده، من طريق الشّافعي، قال: حدّثني غير واحد ... فذكرها. وقال الجاحظ في كتاب «البيان» : أوّل ما رآه عمر أراد أن يكشفه يستثير ما عنده، لأنه كان دميم الخلقة ملتفا في بتّ في ناحية البيت، فلما أجابه بهذا الحديث أعجب به، وأورد قصّة المنافرة مطولة ابن دريد في أماليه من طريق ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي مسكين، عن أشياخهم. 9066- الهرمزان الفارسيّ. كان من ملوك فارس، وأسر في فتوح العراق، وأسلم على يد عمر، ثم كان مقيما عنده بالمدينة، واستشاره في قتال الفرس. وقال القاضي إسماعيل بن إسحاق: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا عباد بن العوام، عن حصين، عن عبد اللَّه بن شدّاد: قال: كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى الهرمزان: « [من محمّد رسول اللَّه. إنّي أدعوك إلى الإسلام «1» ] «2» ، أسلم تسلم ... » الحديث. وقال الشّافعيّ: أنبأنا «3» الثّقفي، وابن أبي شيبة، حدّثنا مروان بن معاوية، كلاهما عن حميد، عن أنس: حاصرنا تستر، فنزل الهرمزان على حكم عمر، فقدم به عليه، فاستفخمه، فقال له: تكلّم، لا بأس، وكان ذلك تأمينا من عمر، هكذا جاء مختصرا. ورواها عليّ بن حجر في فوائد إسماعيل بن جعفر مطوّلة، قال: عن حميد، عن أنس: بعثني أبو موسى بالهرمزان إلى عمر، وكان نزل على حكمه، فجعل عمر يكلمه، فجعل لا يرجع إليه الكلام، فقال له: تكلّم. فقال له: أكلام حيّ أم كلام ميّت؟ قال: تكلّم، لا بأس عليك، قال: كنا وأنتم يا معشر العرب، ما خلّى اللَّه بيننا وبينكم، نستعبدكم،   (1) سقط في أ. (2) في أ: أن أسلم. (3) في أ: أخبرنا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 448 فلما كان اللَّه معكم لم يكن لنا بكم يدان ... فذكر قصّته معه في تأمينه. قال: فأسلم الهرمزان، وفرض له عمر. وقال يحيى بن آدم في كتاب «الخراج» ، عن الحسن بن صالح، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: فرض عمر للهرمزان في ألفين. وقال عليّ بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن الشّعبي، عن أنس: قدم الهرمزان على عمر ... فذكر قصّة أمانه، فقال عمر: أخرجوه عني، سيّروه في البحر، ثم قال كلاما، فسألت عنه، فقيل لي: إنه قال: اللَّهمّ اكسر به، فأنزل في سفينة، فسارت غير بعيد، ففتحت ألواحها فوقعت في البحر، فذكرت قوله: اكسر به، ولم يقل غرقه، فطمعت في النّجاة، فسبحت، فنجوت فأسلمت. وروى الحميديّ في النّوادر، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن شهاب، عن عبد اللَّه بن خليفة: رأيت الهرمزان مع عمر رافعا يديه يدعو ويهلّل. وأخرج الكرابيسيّ في «أدب القضاء» بسند صحيح إلى سعيد بن المسيب- أن عبد الرّحمن بن أبي بكر قال لما قتل عمر: إني مررت بالهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجيّ، فلما رأوني ثاروا، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فانظروا إلى الخنجر الّذي قتل به عمر، فإذا هو الّذي وصفه، فانطلق عبيد اللَّه بن عمر، فأخذ سيفه حين سمع ذلك من عبد الرحمن، فأتى الهرمزان فقتله، وقتل جفينة، وقتل بنت أبي لؤلؤة صغيرة، وأراد قتل كلّ سبي بالمدينة، فمنعوه ... فلما استخلف عثمان قال له عمرو بن العاص: إن هذا الأمر كان، وليس لك على الناس سلطان، فذهب دم الهرمزان هدرا. 9067- هريم بن جوّاس التميميّ: أحد بني عامر، من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. له إدراك، وهو مخضرم، وكان يهاجي الأغلب العجليّ الراجز الماضي ذكره في حرف الألف في القسم الأول. ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء، وذكر أنه وافقه بسوق عكاظ، فقال له: قبحت من سالفة ومن قفا ... عبد إذا ما رسب القوم طفا فما صفا عدوّكم ولا صفا ... كما شرار البقل أطراف السّفا [الرجز] فقال له: من أنت؟ ويلك! قال: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 449 أنا غلام من بني مقاعس ... الضّاربين فلك الفوارس [الرجز] الأبيات. 9068- هزّال التميميّ. له إدراك، وله قصّة ذكرها المرزبانيّ، قال: خطب هزّال التميميّ والمخبل السعديّ الشّاعر إلى الزبرقان ابنته «1» ، فأجاب هزّالا، وترك المخبل، فغضب، وكان هزال قتل جارية للزبرقان، قال: فهجا المخبل الزبرقان وعيّره بذلك في أبيات. 9069- هزّال بن الحارث بن الصعب بن مخرم الخولانيّ. أدرك الجاهليّة، وشهد فتح مصر، وكان عريفا على قومه لما دخلوا مصر، ذكره ابن يونس. 9070- هزيل بن شرحبيل الأزديّ الكوفيّ «2» . ذكره أبو موسى في الذّيل، وقال: يقال: إنه أدرك الجاهليّة، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين ووثّقه. قلت: وله رواية عن أبي ذر، وابن مسعود، وعثمان، وعلي، وطلحة، وسعد بن أبي وقّاص، وقيس بن سعد بن عبادة، وغيرهم من كبار الصّحابة. روى عنه الشّعبي، وأبو إسحاق، وطلحة بن مصرّف، وعمرو بن مرة، وآخرون. ووثّقه الدّارقطنيّ. وقال العجليّ: يعدّ من «3» أصحاب عبد اللَّه بن مسعود. الهاء بعدها اللام 9071- هلال بن علّفة «4» : بضم المهملة وتشديد اللام بعدها فاء. 9072- هلال بن وكيع «5» : بن بشر بن عمرو بن عدس بن دارم. ذكره أبو عمر في الصّحابة، ولم يذكر مستندا، وقال: إنه قتل يوم الجمل. وقد تقدم   (1) في أ: ابنتيه. (2) أسد الغابة ت (5371) . (3) في أ: في. (4) تصحيفات المحدثين 909، أسد الغابة ت (5398) ، الاستيعاب ت (2732) ، تبصير المنتبه 3/ 964. (5) أسد الغابة ت (5402) ، الاستيعاب ت (2734) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 450 في ترجمة زيد بن جبلة أنّ هلال بن وكيع وفد على عمر، فدلّ على أنه لم ير النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فهو من أهل هذا القسم. الهاء بعدها الميم 9073- همدان الصّنعانيّ: بريد أهل اليمن إلى عمر. أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروى عن عمر قوله: المصلّون أحقّ بالسّواري من المتحدثين إليها. أخرجه الحميدي في النّوادر، وابن أبي شيبة جميعا، عن وكيع، عن ربيعة بن عثمان، عن إدريس الصّنعاني، عن همدان. 9074- الهملع بن أعفر التميميّ: من بني الهجيم. قال المرزبانيّ في معجم الشّعراء: مخضرم، نزل البصرة، وخطب إليه الزّبير بن العوّام ابنته فرده، وقال أبياتا منها: وإنّي لسمح البيع إن صفقت بها ... يميني وأهدت للحواريّ زينبا [الطويل] الهاء بعدها النون 9075- هند بن عمرو الجمليّ، بفتح الجيم، المرادي. أدرك الجاهلية، وولاه عمر على نصارى بني تغلب سنة سبع عشرة، وكان قاتل هند بن عبد اللَّه بن يثربي الضبي، وفي ذلك يقول: إن تقتلوني فأنا ابن يثربي ... قاتل عليا وهند الجمليّ [الرجز] وقتل يوم الجمل مع علي، واستدركه ابن فتحون. 9076- هنيّ: بالتصغير، مولى عمر. أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واستعمله عمر على الحمى، والرواية بذلك في صحيح البخاريّ: وأخرج ابن سعد عن الواقديّ، عن عمرو بن عمير بن هني، عن أبيه، عن جده- قال: لم يحم أبو بكر شيئا من الأرض إلا البقيع، فلما كان عمر وكثر الناس استعملني على حمى الرّبذة. وأخرج ابن سعد أيضا، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد: سمعت رجلا من الأنصار يحدّث أبي عن هني مولى عمر أنه كان بصفين، فذكر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 451 قصّة قتل عمار، وذكر له قصة في ذلك مع عمرو بن العاص. الهاء بعدها الواو 9077- هوذة بن الحارث بن عجرة بن عبد اللَّه بن يقظة السلمي، ويعرف بابن الحمامة، وهي أمه. له إدراك. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال: حضر العطاء في أيام عمر بن الخطاب، فدعا أناسا قبله من قومه، فقال: لقد دار هذا الأمر في غير أهله ... فأبصر أمين اللَّه كيف يذود أيدعى خثيم والشّريد أمامنا ... ويدعى رباح قبلنا وطرود فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا ... ملوك بني حرّ ونحن عبيد «1» [الطويل] قال: فدعا به عمر فأعطاه. قلت: والأربعة المذكورون من الصحابة فيما أحسب، والشريد هو ابن السلميّ صحابي مشهور، وكأنهم قدّموا على هوذة لصحبتهم، وكان هو عند نفسه مقدما عليهم قبل الإسلام كما وقع ذلك للحارث بن هشام ومن معه، لما رأوا صهيبا وأمثاله يؤذن لهم قبلهم على عمر. 9078- هوذة «2» بن عبد اللَّه بن الطفيل، استشهد بأجنادين. ذكره في التاريخ المظفريّ. 9079- هوذة غير منسوب «3» . ذكره ابن عساكر في تاريخه، فقال: أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وشهد بدرا مع المشركين، ثم أسلم بعد، ووفد على معاوية في خلافته، وأورد له ابن مندة من طريق رحمة بن عصمة، عن مجالد، عن الشعبي، قال: وفد على معاوية رجل يقال له هوذة، فقال له معاوية: أشهدت بدرا، قال: نعم يا أمير المؤمنين، علي لا لي، وكأني أرى بريق سيوفهم كأنها شعاع الشمس خلل السحاب، قال: فابن كم كنت؟ قال: أنا يومئذ قمد ممدود   (1) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (5416) ، ومعجم الشعراء للمرزباني: 460. (2) في أ: هوذ. (3) أسد الغابة ت (5421) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 452 مثل صفا الجلمود: القصة، قال أبو نعيم: لا تصحّ له صحبة، لأنه أسلم بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. الهاء بعدها الياء 9080- الهيثم بن الأسود بن قيس بن معاوية بن سفيان النخعي، يكنى أبا العريان. جوز أبو عمر أنه الّذي روى عنه حديث السهو، وذكره ابن الكلبي عن عوانة، وذكر له قصة مع المغيرة بن شعبة لما كان أمير البصرة في خلافة عمر، فدل على أن له إدراكا. قال ابن الكلبيّ: كان من رجال مذحج، وقتل أبوه يوم القادسية. وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان أبو العريان أحد من شهد على حجر بن عديّ، وبقي حتى علت سنّة. ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى، وساق من طريق عبد الملك بن عمير، قال: عاد عمرو بن حريث أبا العريان فقال: كيف تجدك؟ قال: أجدني قد ابيضّ مني ما كنت أحبّ أن يسودّ، واسودّ مني ما كنت أحب أن يبيض، وأنشده: اسمع أنبّيك بآيات الكبر ... تقارب الخطو وسوء في البصر وقلّة الطّعم إذا الزّاد حضر ... وكثره النّسيان لما يذّكر [الرجز] وأما تجويز أبي عمر أنه الّذي روى عنه محمد بن سيرين حديث السهو فيأتي بيان ذلك في الكنى. 9081- الهيثم الحنفيّ. ذكره وثيمة في كتاب «الرّدّة» ، وذكر له شعرا يدل على أنه استمر على الإسلام. وذكر سيف في الفتوح أن أبا بكر كتب إلى خالد: وقد جعلت بينك وبين الناس شعارا وهو الأذان، فمن أعلنه فدعه، ومن لم يعلنه فاغزه، وفي ذلك يقول رجل من بني حنيفة، يقال له الهيثم، وكان جيش خالد بن الوليد أسروه: أترى خالدا يقتّلنا اليوم ... بذنب الأصيغر «1» الكذّاب لم ندع ملّة النّبيّ ولا نحن ... رجعنا منها على الأعقاب [الخفيف] في أبيات، فبلغ ذلك خالدا، فأطلقه، فلما انحدر من الثنية صرعته دابته فقتلته.   (1) في ب: الأصيفر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 453 9082- الهيثم «1» بن مالك التّنوخي، من بني ساعدة. له إدراك، قال أبو سعيد بن يونس: شهد فتح مصر، وذكروه في كتبهم. القسم الرابع الهاء بعدها الألف 9083- الهاد» : ذكر الذهبيّ في التجريد أنّ له في مسند بقي بن مخلد حديثا، وهذا خطأ، وإنما الحديث عن ابنه شداد بن الهاد الليثي. الهاء بعدها الجيم 9084- الهجنع بن عبد اللَّه بن جندع بن البكاء بن عامر بن صعصعة العامريّ. ذكره ابن قانع في الصحابة، فأخطأ في ذلك خطأ فاحشا، وأورد من طريق عقبة بن وهب بن عقبة، عن أبيه- أن الهجنّع قال: يا رسول اللَّه، ما يحل لنا من الميتة؟ الحديث. وقوله الهجنع تصحيف، وإنما هو الفجيع، بفاء وبعد الجيم تحتانية ساكنة. وقد تقدم في حرف الفاء على الصواب. والحديث عند أبي داود، وقد أخرجه الخطيب في المؤتلف من الطريق التي أخرجها ابن قانع، فقال: عن الهجنع بن عبد اللَّه، فذكره، وقال: كذا وقع. والصواب الفجيع بن عبد اللَّه. 9085- الهجنّع «3» بن قيس الحارثي. ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وقال: أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة، وساق من طريق هشيم عن يحيى بن عبد الرحمن، عن هجنع «4» ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من سرّه أن ينظر إلى عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ» «5» . انتهى. وأورده ابن عساكر في ترجمة أبي ذر، من طريق هشيم، وقال: هذا مرسل. قلت: وأخرج الطّبرانيّ الحديث المذكور من رواية إبراهيم الهجريّ، عن عبد اللَّه بن مسعود.   (1) في أ: هيصم. (2) بقي بن مخلد 597، أسد الغابة ت (5349) . (3) في أ: الهجيع. (4) في أ: هجيع. (5) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33231 وعزاه للطبراني عن ابن مسعود- وضعّف. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 454 وقال أبو حاتم الرّازيّ: روى الهجنع عن عليّ مرسلا، وذكره ابن حبان في أتباع التابعين، وقال: روى عن إبراهيم النخعي. وذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: إنه يروي عن حذيفة، وأنه كان ينزل الأشمونين «1» ، قال: وأحسبه ناقلة من الكوفة، ثم أخرج من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن رزين أن الهجنع بن قيس حدّثه أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، ما يكفيني من الدنيا؟ قال: «ما أشبع جوفك وستر عورتك» . الهاء بعدها الدال 9086- هديل «2» : ذكره أبو موسى في الذيل، وأخرج من طريق ابن أبي الدنيا بسنده إلى أبي السوداء، عن أبي سابط، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لو ترك شيء لشيء، لترك الهديل لأبويه» . قلت: توهم أبو موسى أن الهديل هذا اسم رجل، وليس كذلك، وإنما هو اسم جنس، وهو بفتح الهاء بوزن عظيم: الفرخ الصغير الذكر من الحمام، والمراد بذكره هنا ضرب المثل، قال ذو الرمة الشاعر: قلت أتبكي ذات طوق تذكّرت ... هديلا وقد أودى الهديل قديما [الطويل] الهاء بعدها الراء 9087- هرماس: بن حبيب العنبريّ. قال ابن حبّان: له صحبة، هكذا أورده عقب هرماس بن زياد، وهو خطأ، فإن البخاريّ ذكر عقب ترجمة هرماس بن زياد هرماس بن حبيب، لكن قال: روى عن أبيه عن جده، روى عنه النضر بن شميل، وهذا هو الصّواب. وهرماس بن حبيب من أتباع التابعين، اختلف في اسم جده. 9088- هرم بن مسعدة: من بني عدي بن بجاد. ذكره ابن شاهين، عن ابن الكلبيّ، وصحف اسمه واسم أبيه، وإنما هو هدم، بالدال،   (1) أشمون: بالنون وأهل مصر يقولون الأشمونين وهي مدينة قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية وهي قصبة كورة من كور الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت باسم عامرها وهو أشمن ابن مصر بن بيصر بن حام بن نوح. انظر: معجم البلدان 1/ 237، 238. (2) أسد الغابة ت (5354) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 455 ابن مسعدة، أحد الوفد التسعة من بني عبس، كذا ذكره ابن الكلبيّ على الصواب، وتبعه الرشاطيّ وغيره، وقد تقدم في الأول. الهاء بعدها الزاي 9089- هزال بن مرة الأشجعيّ: ذكره الأزرقي في الصحابة، قاله أبو عمر. قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو هلال بن مرة، كما مضى في الأول. 9090- هشام بن عتبة بن أبي وقاص: تقدم أن الصواب هاشم، كما مضى في الأول. 9091- هشام بن قتادة الرهاوي «1» . ذكره البغويّ، ويحيى بن يونس، وأبو نعيم تبعا لغلط وقع لبعض الرواة في إسقاط ذكر أبيه من السند. قال البغويّ: حدثنا أبو بكر بن زنجويه، حدثنا علي بن بحر، حدثنا قتادة بن الفضيل بن عبد اللَّه بن قتادة، حدثنا أبي، حدثنا عمي هشام بن قتادة، قال: لما عقد لي النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم على قومي أخذت بيده فودعته. قال أبو موسى في الذيل: رواه غيره عن علي بن بحر- يعني بهذا السند- إلى هشام بن قتادة، فقال: عن أبيه، قال: لما عقد لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. قلت: وهذا هو الصواب، فقد أخرجه أحمد بن أبي خيثمة، عن علي بن بحر كذلك، وكذا أخرجه البخاريّ عن أحمد بن أبي طالب عن قتادة بن الفضل، وكذا هو في الطبراني من وجه آخر عن علي بن بحر. وذكر البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وغيرهم- هشام بن قتادة في التابعين. 9092- هشام بن المغيرة: بن العاص «2» . ذكره يحيى بن يونس، والمستغفري في الصحابة، وتبعهما أبو موسى في الذيل، وأخرجوا من طريق أبي غسان، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو بن هشام، عن جديه: عمرو، وهشام، قالا: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّما نزل القرآن يصدّق بعضه بعضا ... » الحديث.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، أسد الغابة ت (5382) ، الجرح والتعديل 21/ 68. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الجرح والتعديل 9/ 68، الطبقات الكبرى 1/ 127- 8/ 153، أسد الغابة ت (5383) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 456 وقوله في السند: عن عمرو بن هشام غلط، وإنما هو عمرو بن شعيب، وجداه عمرو وهشام هما ابنا العاص بن وائل. وذكر المغيرة بن هشام والعاصي في الترجمة زيادة لا حاجة إليها. وقد مضى الحديث في ترجمة هشام بن العاص، من رواية سويد بن سعيد، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كنت أنا وأخي هشام بباب حجرة النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر القصة. الهاء بعدها اللام 9093- هلال بن الحارث: أبو الحمل «1» ، مشهور بكنيته. هكذا أورده ابن عبد البرّ، ثم أعاده في الكنى، ونسبه العباس بن محمد عن ابن معين وصحفه في الموضعين تصحيفا شنيعا، وإنما هو أبو الحمراء، بفتح المهملة وسكون الميم بعدها راء ثم ألف، وقد تعقبه عليه أصحابه وأتباعهم، والأمر فيه أشهر من ذلك، وباللَّه التوفيق. 9094- هلال بن الحكم «2» . ذكره المستغفريّ، وأورد من طريق علي بن سلمة، عن عبد الملك بن عمرو، عن فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن هلال بن الحكم، قال: لما قدمت على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم علمت أمورا من أمور الإسلام، فكان فيما علمت أن أشمّت من عطس إذا حمد اللَّه تعالى ... الحديث، وفيه قصة في تشميت العاطس وهو يصلّي. قال أبو موسى في «الذيل» : هذا الحديث يعرف بمعاوية بن الحكم إلا أن هذا الرّاوي وهم فيه. قلت: ولم يعيّنه وهو عليّ بن سلمة، فقد أخرجه أبو داود، عن محمد بن يونس النسائي، عن عبد الملك بن عمرو بهذا السند، فقال: عن معاوية بن الحكم، وهو عند مسلم والنسائي من طريق يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن علي كذلك. 9095- هلال بن ربيعة «3» . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن بشير، عن ابن إسحاق، عن عبد   (1) الثقات 3/ 435، أسد الغابة ت (5390) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، الاستيعاب ت (2729) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 121، أسد الغابة ت (5391) . (3) أسد الغابة ت (5393) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 457 اللَّه بن أبي بكر، عن هلال بن ربيعة، قال: أصبت سيف ابن عائذ المخزومي فألقيته في النفل، فرآه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، فسأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فيه، فأعطاه إياه. قال أبو نعيم: صوابه مالك بن ربيعة، وهو أبو أسيد الساعديّ، ثم ساقه من طريق إبراهيم بن سعد، عن إسحاق كذلك. قلت: ليت ابن مندة سكت على ذلك مع سعة اطلاعه. 9096- هلال بن عامر. ذكره ابن مندة في الصحابة، ووهم فيه وهما فاحشا، فإنه ظنه صحابيا، وإنما هو اسم قبيلة معروفة نسبوا إلى جدهم هلال بن عامر. وقد تقدم بيان ذلك في نمير بن عامر من حرف النون. 9097- هلال بن عامر المزني «1» : آخر. ذكره جعفر المستغفريّ ووهم فيه، فإنه تابعي، فأورد من طريق عبدة عن محمد بن عبيد الطنافسي: سمعت شيخا من بني فزارة يحدّث عن هلال بن عامر المزني، وغيره، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على بغلة شهباء أو على بعير ... الحديث. قلت: تبعه أبو موسى في الذيل، وإنما رواه هلال بن عامر عن أبيه عن رافع بن عمر، وأخرجه أحمد عن محمد بن عبيد كذلك، عن أبي معاوية، عن هلال بن عامر، عن أبيه، وأبو داود، والنسائي، من طريق مروان بن معاوية، عن هلال، عن رافع، وتابع أبا معاوية يعلى بن عبيد ويحيى القطان وغيرهما، وهي الراجحة. الهاء بعدها الميم 9098- همام «2» : مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرج أبو موسى من طريق جعفر المستغفري، عن البردعيّ- أن أبا الزبير روى عن همام مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، إن امرأتي لا   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 122، الجرح والتعديل 9/ 74، تقريب التهذيب 2/ 324، تهذيب التهذيب 11/ 81، خلاصة تذهيب 3/ 119، الكاشف 3/ 227، تهذيب الكمال 3/ 1452، التاريخ الكبير 8/ 206، أسد الغابة ت (5397) . (2) أسد الغابة ت (4506) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 458 تردّ يد لامس ... الحديث ... وهو تصحيف، وإنما هو هشام كما تقدّم في الأول. الهاء بعدها النون 9099- هنّاد: وجدته في جزء أبي إسحاق بن أبي ثابت بسنده إلى العرزميّ، وهو محمد بن عبيد العرزميّ، عن عبيد اللَّه بن عبيد اللَّه بن هناد، عن أبيه، قال: زوج هناد ابنته فضرب عليها بالغربال ... الحديث. وهو تصحيف، وإنما هو هبار، بموحدة وآخره. وقد تقدم على الصواب. في الأول. 9100- هنيدة بن مغفل الغفاريّ «1» . ذكره ابن حبّان في الصحابة، فقال: له صحبة، سكن مصر، وأحسبه هبيب بن مغفل. قلت: هو كما ظن، وكأنه وجده في موضع على الصواب فذكره، ثم وجده في آخر على الخطأ فذكره احتياطيا، وهو واحد بلا ريب. وأبو مغفل، بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الفاء. الهاء بعدها الواو 9101- هوذة «2» : بن قيس بن عبادة بن دهيم الأنصاريّ. ذكره ابن شاهين وابن مندة ووهما فيه، وإنما الصحبة لولده معبد، فأخرج ابن شاهين، من طريق صالح بن زريق، عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده. وأخرج ابن مندة، من طريق النّفيلي، عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن النعمان بن هوذة، عن أبيه، عن جده- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أمر بالإثمد المروّح، وقال: «ليتّقه الصّائم» . والصواب ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن قانع من طرق، عن علي بن ثابت، عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة، عن أبيه عن جده، فسقط من الرواية الأولى في نسب الراويّ النعمان، ومن الثانية معبد، نبه عليه العلائي، فالصحبة لمعبد بن هوذة. وقد اغتر ابن الأثير بما ذكره ابن مندة، فأخرج الحديث في هذه الترجمة من مسند   (1) الثقات 3/ 438. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 124، التاريخ الكبير 8/ 246، أسد الغابة ت (5420) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 459 أحمد، وساقه على سياق ابن مندة، فوهم، وإنما هو في المسند بإثبات النعمان في السند. 9102- هوذة العصريّ. ذكره ابن قانع فوهم فيه وهما ظاهرا، فإنه أورد في ترجمته حديثا من طريق هوذة العصري عن جده، فما أدري كيف غفل حتى جعل هوذة صحابيا، وإنما الصحبة لجده، وهو جدّه لأمه، واسمه مرثد بن جابر، كما تقدم في حرف الميم. الهاء بعدها الياء 9103- الهيثم بن الربيع: أبو حية النميري. يأتي في الكنى. 9104- الهيثم بن مالك الطائيّ. تابعيّ من أهل الشام، أرسل حديثا فظنه بعضهم صحابيا، فأورد إبراهيم الحربيّ من طريق صفوان بن عمرو، عن الهيثم بن مالك، قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم تشكو زوجها، فقال: «أتريدين أن تزوجي ذا جمة فينشأ على كل خصلة منها شيطان!» . وهذا مرسل صحيح السند. وأخرج البيهقيّ من طريق الهيثم بن مالك أيضا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم خطب فبكى رجل، فقال النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، «لو شهدكم اليوم كلّ مؤمن عليه من الذّنوب كأمثال الجبال الرّواسي لغفر لهم ببكاء هذا الرّجل، وذلك أنّ الملائكة لمّا يبكي تدعو وتقول: اللَّهمّ شفع البكّاءين فيمن لم يبك» . وذكره البخاريّ وابن حاتم وغيرهما في التّابعين. واللَّه أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 460 حرف الواو القسم الأول لواو بعدها الألف 9105- وابصة بن معبد «1» : بن عتبة بن الحارث بن مالك بن الحارث بن قيس بن كعب بن سعيد «2» بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ. وقال أبو حاتم: هو وابصة بن عبيدة، ومعبد لقب. أبو سالم، ويقال أبو الشعثاء، يقال أبو سعيد «3» . وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم سنة تسع، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن ابن مسعود، وأم قيس بنت محصن، وغيرهم. روى عنه ولداه: سالم، وعمر، وزر بن حبيش، وشداد مولى عياض وراشد بن سعد، وزياد بن أبي الجعد، وغيرهم. ونزل الجزيرة فروى أبو علي الحراني في تاريخ الرقة من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرقي، حدثني أبو عبد اللَّه الرقي، وكان من أعوان عمر بن عبد العزيز، قال: بعث معي عمر بمال، وكتب إلى وابصة يبعث معي بشرط يكفّون الناس عني، وقال: لا تفرقه إلا على نهر جار، فإنّي أخاف أن يعطشوا.   (1) أسد الغابة ت (5428) ، الاستيعاب ت (2775) ، الثقات 3/ 431- الطبقات 35، 128، 318، تقريب التهذيب 2/ 328، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، الكاشف 3/ 232- الجرح والتعديل 9/ 47، تجريد أسماء الصحابة 5/ 125، التاريخ الكبير 8/ 187، تاريخ أبي زرعة 2/ 686، حلية الأولياء 2/ 23، تهذيب التهذيب 11/ 100، الطبقات الكبرى 1/ 292، تهذيب الكمال 3/ 1457، تراجم الأحبار 4/ 203، البداية والنهاية 5/ 88، علوم الحديث لابن الصلاح 295، بقي بن مخلد 179، مشاهير علماء الأمصار 53. (2) في أ: سعد. (3) في أ: سعد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 461 قال أبو عليّ: ولا أظن هذا إلا وهما، لأن وابصة ما عاش إلى خلافة عمر بن عبد العزيز. انتهى. وهو كما ظنّ. وقال: لعله كان في الأصل: إن ابن وابصة. 9106- وابصة بن خالد: بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّ المخزوميّ. ذكره هشام بن الكلبيّ في المؤلّفة قلوبهم، وهو في أواخر كتابه في المثالب. 9107- واثلة بن الأسقع «1» : بن كعب بن عامر، من بني ليث بن عبد مناة- ويقال ابن الأسقع بن عبد اللَّه بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث. وصحح ابن أبي خيثمة أنه واثلة بن عبد اللَّه بن الأسقع، كان ينسب إلى جدّه، ويقال الأسقع لقب، واسمه عبد اللَّه. قال الواقديّ: يكنى أبا قرصافة. وقال غيره: يكنى أبا الأسقع، ويقال أبو محمد، ويقال أبو الخطاب، ويقال أبو شداد، ووهم البخاري في ذلك. أسلم قبل تبوك، وشهدها. وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن أبي مرثد، وأبي هريرة، وأم سلمة، وعنه ابنته فسيلة، ويقال خصيلة، وأبو إدريس الخولانيّ، وشداد أبو عمار، وبشر بن عبيد اللَّه، ومكحول، ومعروف أبو الخطاب، وآخرون. قال ابن سعد: كان من أهل الصّفة، ثم نزل الشّام. قال أبو حاتم: شهد فتح دمشق وحمص وغيرهما. قال ابن سميع: مات في خلافة عبد الملك وأرخه إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن خالد، سنة ثلاث وثمانين، وزاد: أنه كان حينئذ ابن مائة وخمس وستّين سنة. وقال أبو مسهر وغيره: مات سنة خمس وثمانين، وفيها أرّخه الواقديّ، وزاد: وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وهو آخر من مات بدمشق من الصّحابة. 9108 - واثلة «2» بن الخطّاب: القرشي. قال أبو الحصين «3» الرّازيّ: والد تمام: صحابي من رهط عمر، ذكر ذلك ابن عساكر عنه عن شيوخه الدمشقيين بأسانيدهم- أنّ الدّار المعروفة بدار واثلة في رحبة حمام خالد دار   (1) الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544، تاريخ ابن عساكر 17/ 353، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 142، تهذيب الكمال 1456، تاريخ الإسلام 3/ 310، العبر 1/ 99، تذهيب التهذيب 4/ 127، غاية النهاية ت (3797) ، تهذيب التهذيب 11/ 101، خلاصة تذهيب الكمال 350، شذرات الذهب 1/ 95، خزانة الأدب 3/ 343، أسد الغابة ت (5429) ، الاستيعاب ت (2775) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، أسد الغابة ت (5430) . (3) في أ: الحسين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 462 واثلة بن الخطاب العدويّ، عدي قريش، فذكره وترجم له أبو القاسم البغويّ، ولم يذكر له شيئا. وذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ، وجعفر المستغفريّ، وأوردا من طريق إسماعيل ابن عياش، عن مجاهد بن فرقد الصنعاني، عن واثلة بن الخطّاب القرشيّ، قال: دخل رجل المسجد، فلما رآه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تزحزح له، فقال: يا رسول اللَّه، إن في المكان سعة، فقال: «إنّ للمسلم على المسلم إذا رآه أن يتزحزح له» . قال أبو موسى: سمّاه زفر بن هبيرة عن إسماعيل، عن مجاهد بن رومي- ابن فرقد، كذا أخرجه ابن قانع. وأخرجه أبو بكر بن أبي عليّ في الصّحابة، وأورد حديثه من طريق قتيبة بن مهران، عن إسماعيل، فقال: عن مجاهد بن فرقد، عن واثلة بن الخطاب، قال أبو موسى: وأظنه صحّفه. قلت: إنما صحّف والد الصّحابي المشهور، وأما والد مجاهد فأصاب فيه، فقد قال هنّاد بن السّري، عن إسماعيل، عن مجاهد بن فرقد. وأخرجه البيهقيّ في الأدب من طريق الفريابي، حدّثنا مجاهد أبو الأسود، عن واثلة بن الخطاب. 9109- واثلة بن عبد اللَّه: بن عمرو الليثيّ، والد أبي الطّفيل عامر. تقدم نسبه في ترجمة ولده عامر في حرف العين، وذكره البغويّ، وأورد له من طريق عمر بن يوسف الثقفيّ، عن أبي الطّفيل، عن أبيه أو جدّه، قال: رأيت الجحر الأسود أبيض، وكان أهل الجاهليّة إذا نحروا بدنهم لطخوه بالفرث والدّم. قال أبو موسى بعد تخريجه: هذا حديث عجيب. 9110- وازع: قال أبو نصر «1» بن ماكولا: قيل له صحبة ورواية عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه ابنه ذريح، كذا استدركه ابن الأثير مختصرا. وقد ذكره الخطيب في المؤتلف من طريق أبي نجبة، بفتح النّون والجيم والموحدة، السكونيّ، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي الوازع ذريح بن الوازع، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «النّظر إلى المصحف عبادة» «2» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، ذيل الكاشف 1625، الإكمال 7/ 387، أسد الغابة ت (5433) . (2) أورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة 1/ 179. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 463 قلت: ولهذا المتن طريق أخرى أوردها أبو نعيم من حديث عائشة بسند واه، ولفظه: كتاب اللَّه بدل «المصحف» . 9111- وازع العبديّ: والد أم أبان. تقدم بيان الاختلاف في حديثه في ترجمة أبيه الوازع، وقد ذكره في الصّحابة أحمد، وابن قانع، وأبو بكر بن أبي عليّ، وآخرون. 9112- وازم بن زر الكلبي «1» . ذكره يحيى بن يونس، والمستغفريّ، وأوردا من طريق محمد بن يزيد بن زبان بن واسع بن علي بن وازم بن زرّ الكلبيّ، وكان الوازم أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وسمّاه ابن مندة ودان كما سيأتي، وذكره ابن ماكولا. 9113- واسع بن حبّان «2» : بن منقذ الأنصاريّ. قال العدويّ: شهد بيعة الرّضوان والمشاهد بعدها، وقتل يوم الحرّة. قلت: وهذا غير الرّاوي فيما أظن، لأنه مشهور في التابعين، وحديثه في صحيح مسلم، وقد فرّق بينهما ابن فتحون في ذيل الاستيعاب. 9114- واسع السّلمي: أحد الوفود «3» من بني سليم. ذكره العبّاس بن مرداس في الأبيات التي تقدّمت في ترجمة المقنّع. 9115- واقد بن الحارث: أبو الحارث «4» . قال البغويّ: قال محمد بن إسماعيل: له صحبة. وقال ابن مندة: أنصاري، عداده في أهل مصر. وقال ابن المبارك في الزّهد: حدثنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الكريم بن الحارث، عن قيس بن رافع، قال: اجتمع ناس من أصحاب رسول اللَّه   (1) أسد الغابة ت (5434) . (2) الاستبصار 87، 339، الطبقات 236، 252، تقريب التهذيب 2/ 328، شذرات الذهب 1/ 71، الكاشف 3/ 232، تجريد أسماء الصحابة 2/ 125، الجرح والتعديل 9/ 48، التاريخ الكبير 8/ 190، تهذيب الكمال 3/ 457، الصبر 68، تهذيب التهذيب 11/ 102، المعرفة والتاريخ 1/ 298، مشاهير علماء الأمصار 78، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 143، تحفة الأشراف 13/ 410، جامع التحصيل 364، 2/ 328، تاريخ الإسلام 3/ 496، أسد الغابة ت (5435) . (3) في أ: الوفد. (4) أسد الغابة ت (5437) ، الاستيعاب ت (2751) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 464 صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند ابن عباس، فتذاكروا الخير فرقوا، وواقد بن الحارث ساكت، فقالوا: ألا تتكلم! فلعمري ما أنت بأصغرنا سنّا. فقال: أسمع القول، فالقول قول خائف، وانظر الفعل فالفعل فعل آمن. 9116- واقد بن سهل الأنصاريّ الأشهليّ. ذكره الأمويّ في المغازي عن أبي إسحاق فيمن استشهد باليمامة. 9117- واقد بن عبد اللَّه: بن عبد مناف بن عرين «1» بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميميّ الحنظليّ اليربوعي «2» ، حليف بني عديّ بن كعب. قال موسى بن عقبة في «المغازي» : واقد، ويقال وقدان، شهد بدرا، وكذا ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن إسحاق في «المغازي» : حدّثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزّبير، قال: بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عبد اللَّه بن جحش إلى نخلة ... فذكر القصّة، وفيها: فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد اللَّه، وكان قد حلق رأسه، فلما رأوه قالوا: عمار، ليس عليكم منه بأس، فأتمر بهم أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاجتمع القوم على قتالهم، فرمى واقد بن عبد اللَّه عمرو بن الحضرميّ بسهم فقتله، فنزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ... [البقرة 217] الآية. وأخرج أبو نعيم هذه القصّة من طريق أبي سعد البقال، عن عكرمة، عن ابن عباس مطوّلة. وكذا أخرجها الطّبريّ من طريق أسباط بن نصر عن السّديّ. وقال أبو عبيدة: كانت بنو يربوع تفتخر بأنّ منهم أول من قتل قتيلا بالإسلام من المشركين، وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب: سقينا من ابن الحضرميّ رماحنا ... بنخلة لمّا أوقد الحرب واقد «3» [الطويل] وقال عبد العزيز بن المختار، عن علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: قال لي   (1) في أ: عدي. (2) أسد الغابة ت (5440) ، الاستيعاب ت (2754) . (3) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (5439) ، والاستيعاب ترجمة رقم (2752) ، سيرة ابن هشام 1/ 605. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 465 ابن عمير: سميت ابني سالما بسالم مولى أبي حذيفة، وسميت ابني واقدا بواقد بن عبد اللَّه اليربوعيّ. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: مات واقد هذا في أول خلافة عمر. 9118- واقد «1» : مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ذكره الحسن بن سفيان في مسندة، والطّبرانيّ في معجمه، وأخرجا من طريق زاذان عن واقد مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من أطاع اللَّه فقد ذكر اللَّه، وإن قلّت صلاته وصيامه» - الحديث. 9119- واقد الليثيّ «2» : يكنى أبا مراوح. ذكر ابن مندة، عن أبي داود- أن له صحبة. وأخرج من طريق ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أسلم، عن أسلم، عن واقد أبي مراوح الليثي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «قال اللَّه عزّ وجلّ: إِنَّا أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكَاةِ» . 9120- وائل بن حجر» : بضم المهملة وسكون الجيم، ابن ربيعة بن وائل بن يعمر. ويقال ابن «4» حجر بن سعد بن مسروق بن وائل بن النعمان بن ربيعة بن الحارث ابن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك بن شرحبيل بن مالك بن مرة بن حمير بن زيد الحضرميّ. كان أبوه من أقيال اليمن، ووفد هو على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واستقطعه أرضا فأقطعه إياها، وبعث معه معاوية ليتسلمها في قصّة له معه معروفة. قال ابن سعد: نزل الكوفة، وروى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى عنه ابناه: علقمة، وعبد الجبار، وزوجه أم يحيى، ومولى لهم، وكليب بن شهاب، وحجر بن عنبس وآخرون. ومات وائل في خلافة معاوية. وقال أبو نعيم: أصعده النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على المنبر، وأقطعه، وكتب له   (1) العقد الثمين 7/ 411، الاستيعاب ت (2753) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 126، أسد الغابة ت (5438) . (2) أسد الغابة ت (5441) . (3) مسند أحمد 4/ 315، طبقات خليفة 73 و 133، التاريخ الكبير 8/ 175- الجرح والتعديل 9/ 42، تاريخ ابن عساكر 17/ 363/ 1، تهذيب الكمال 1458، تهذيب التهذيب 11/ 108، خلاصة تذهيب الكمال 415، أسد الغابة ت (5443) ، الاستيعاب ت (2774) . (4) في أ: يقال ابن زهر بن حجر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 466 عهدا، وقال: هذا وائل سيّد الأقيال. ثم نزل وائل الكوفة وعقبه بها. وقال ابن حبّان: كان بقية أولاد الملوك بحضرموت، وبشّر به النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قبل موته، وأقطعه أرضا، وبعث معه معاوية، فقال له: أردفني، فقال: لست من أرداف الملوك، فلما استخلف معاوية قصده فتلقّاه وأكرمه. قال وائل: فوددت لو كنت حملته بين يدي. 9121- وائل بن أفلح «1» : يقال: إنها لقب أبي القعيس. أخرج ابن خزيمة في صحيحه، وابن مندة من طريقه، ثم من رواية يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة- أن أبا قعيس وائل بن أفلح استأذن على عائشة ... الحديث. وأخرج ابن مندة أيضا من رواية أبي حريز، عن الحكم بن عيينة «2» - أن عراك بن مالك حدّثه أن أفلح دخل على عائشة فاحتجبت منه، وكانت امرأة وائل أبي القعيس قد أرضعت عائشة. قال ابن مندة: رواه شعبة وغيره عن الحكم، عن عراك، عن عروة، عن عائشة- أنّ أفلح أبا القعيس جاء يستأذن على عائشة ... الحديث. قال: وهذا هو الصّواب. قلت: الّذي يصحّ من رواية شعبة وغيره أن أفلح أخ لأبي القعيس، فأبو القعيس إن كان اسمه وائلا صحّت هذه الترجمة. 9122- وائل بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد «3» بن سهم القرشيّ السهميّ. له ولأخويه معمر وحبيب صحبة، وقد أغفلهم أكثر من صنّف في الصّحابة، وثبت ذكرهم في خبر قويّ أخرجه الفاكهيّ ويعقوب بن شيبة والدّارقطنيّ، وغيرهم من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: تزوّج رئاب بن حذيفة السّهمي أمّ وائل بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذيفة بن جمح، فولدت له ثلاثة أولاد: وائلا، ومعمرا، وحبيبا، وماتت أمّهم فورثها بنوها رباعها ومواليها، قال: فخرج بهم عمرو- أي ابن العاص- إلى الشام، فماتوا- أي الثلاثة- في طاعون عمواس، فورثهم عمرو بن العاص، وكان عصبتهم. قال: فلما رجع جاء بنو معمر وبنو حبيب يخاصمونه في ولاء مواليهما، فقال عمر: لأقضينّ بينكم بما سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، يقول: «ما أحرز الولد فهو العصبة من كان» . قال: فقضى لنا به عمر، وكتب لنا به كتابا، وفيه شهادة   (1) أسد الغابة ت (5444) . (2) في أ: عتبة. (3) في أ: سعد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 467 عبد الرحمن بن عوف، وزيد بن ثابت، وآخر. قال: فكنا على ذلك حتى استخلف عبد الملك بن مروان، فتوفّي مولى لنا وترك ألف دينار، فخاصمونا إلى هشام بن إسماعيل، فرفعنا إلى عبد الملك، فأتيته بكتاب عمر، فقال: ما كنت أرى بلغ بأهل المدينة أن يشكّوا في هذا القضاء. ولم تقع تسميتهم في رواية يعقوب بن شيبة. وكذا أخرجه أبو داود من طريق حسين المعلم، ولم يسمّهم، ووقع في آخره عنده: قال عبد الملك: هذا من القضاء الّذي ما كنت أراه، ولم يذكر ما بعده، والصواب إثباته، وتقديره ما كنت أراه ينسى. الواو بعدها الباء 9123- وبر بن «1» مشهّر الحنفيّ. قال البخاريّ، وابن السّكن، وابن حبّان: له صحبة. وأخرج هو وابن أبي عاصم وابن السّكن والطّبرانيّ من طريق حاجب بن قدامة، عن عيسى بن خيثم، عن وبر بن مشهّر الحنفي- أنه أخبره أنّ مسيلمة بعثه هو وابن النواحة وابن الشعاف الحنفيّ، حتى قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال وبر: وهما كانا أسنّ مني، فتشهدا ثم شهدا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه رسول اللَّه، وأنّ مسيلمة من بعده، قال: فأقبل عليّ فقال: بهم نشهد يا غلام؟ فقال: أشهد بما شهدت به، وأكذّب بما كذبت به، قال: فإنّي أشهد عدد تراب الدهناء أنّ مسيلمة كذّاب. قال وبر: شهدت بما شهدت به، فأمر بهما فأخرجا، وأقام وبر بن مشهّر عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يتعلم القرآن حتى قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ورجع صاحباه. 9124- وبر: بن يحنّس الكلبيّ «2» . قال ابن حبّان: يقال له صحبة. وقال الواقديّ: وفي سنة عشر قدم وبر بن يحنّس على الأبناء عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزل على بنات النعمان بن بزرج فأسلمن وبعث إلى فيروز الدّيلميّ فأسلم وإلى مركبود فأسلم، وكان ابنه عطاء أول من جمع القرآن- يعني باليمن. وقال ابن فتحون: ذكره الواقديّ فيمن أسلم من أهل سبإ. وأخرج ابن السّكن وابن   (1) الثقات 3/ 429، أسد الغابة ت (5446) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 126، التاريخ الكبير 8/ 183، الاستيعاب ت (2755) ، الإكمال 7/ 245، 386، تبصير المنتبه 4/ 1286، 1467. (2) أسد الغابة ت (5447) ، الاستيعاب ت (2754) ، الثقات 3/ 429، طبقات فقهاء اليمن 26، 49، العقد الثمين 7/ 385. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 468 مندة من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذّماريّ، عن سليمان بن وهب، عن النّعمان بن بزرج أن وبر بن يحنّس، قال: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا قدمت صنعاء فأت مسجدها الّذي بحيال الضّبيل جبل بصنعاء فصلّ فيه» ، زاد ابن السكن في روايته. فلما قتل الأسود الكذّاب قال وبر: هذا الموضع الّذي أمرني به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن أصنع فيه المسجد. قال ابن مندة: تفرد به الذّماريّ. 9125- وبرة بن سنان الجهنيّ. ذكره أبو العبّاس الضّرير في مقامات التنزيل، ويقال: إنه الّذي نازع جعالا الغفاريّ أجير عمر بن الخطّاب في حوضه، ونزل فيهما: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى ... [الحجرات 13] الآية. 9126- وبرة بن قيس الخزرجي. ذكر الرّشاطيّ في الأنساب في ترجمة الأشعثي- أنّ الأشعث بن قيس لما خرج من عند أبي بكر بعد أن زوّجه أخته سلّ سيفه، فلم يبق في السوق ذات أربع من بعير وفرس وبغل وشاة وثور إلا عقرها، فقيل لأبي بكر: إنه ارتد، فقال: انظروا أين هو فإذا هو في غرفة من غرف الأنصار، والناس مجتمعون إليه، وهو يقول: هذه وليمتي، ولو كنت ببلادي لأولمت مثل ما يولم مثلي، فيأخذ كلّ واحد مما وجد، واغدوا تجدوا الأثمان، فلم يبق دار من دور المدينة إلا ودخله من اللّحم، فكان ذلك اليوم قد شبّه بيوم الأضحى، وفي ذلك يقول وبرة بن قيس الخزرجيّ: لقد أولم الكنديّ يوم ملاكه ... وليمة حمّال لثقل الجرائم لقد سلّ سيفا كان مذ كان مغمدا ... لدى الحرب منها في الطّلا والجماجم فأغمده في كلّ بكر وسابح ... وعير وبغل في الحشا والقوائم فقل للفتى البكريّ إمّا لقيته ... ذهبت بأسنى مجد أولاد آدم [الطويل] قلت: القصّة مشهورة إلا هذه الأبيات، وظاهرها يدلّ على أنّ قائلها شاهد القصّة، فعلى هذا يكون صحابيّا، لأنّه خزرجيّ من الأنصار، ولا يعرف في الأنصار من أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسلما إلا وهو من الصّحابة. 9127- وبرة: بن يحنّس الخزاعيّ. ذكره أبو عمر، فقال: إنه كان رسول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الذين قتلوا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 469 الأسود العنسيّ، وهو غير يحنّس بن وبرة السّبائي الّذي تقدم في القسم الأول. وقال سيف في الفتوح: حدّثنا الضّحاك بن يربوع، عن أبيه، عن ماهان، عن ابن عبّاس، قال: قاتل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الأسود ومسيلمة وطليحة وأشياعهم بالرسل، فبعث وبرة بن يحنّس إلى فيروز ويحنّس الديلميين. 9128 - وجز بن «1» غالب: بن عمرو، أبو قيلة. وفد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قاله ابن الكلبيّ، واستدركه ابن فتحون. 9129- وحشي بن حرب الحبشي «2» ، مولى بني نوفل. قيل: كان مولى طعيمة بن عديّ، وقيل مولى أخيه مطعم، وهو قاتل حمزة، قتله يوم أحد، وقصة قتله له ساقها البخاريّ في صحيحه مطوّلة، فيها قصّة إسلامه، وأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يغيب وجهه عنه، وكان قدومه عليه مع وفد أهل الطّائف. وذكر في آخرها أنه شارك في قتل مسيلمة. يكنى أبا سلمة، وقيل أبا حرب، وشهد وحشي اليرموك، ثم سكن حمص، ومات بها. روى عنه ابنه حرب، وعبد اللَّه بن عدي بن الخيار، وجعفر بن عمرو الضّمريّ، وعاش وحشي إلى خلافة عثمان. 9130 - وحوح بن «3» الأسلت: وهو عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك الأنصاريّ، أخو أبي قيس. وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عمارة: له صحبة، وشهد الخندق وما بعدها. 9131- وحوح بن ثابت الأنصاري: أخو خزيمة ذي الشهادتين- ذكره الطّبري في الصّحابة.   (1) أسد الغابة ت (5448) . (2) الثقات 3/ 430- 7/ 564، الاستبصار 81، 103، 146، طبقات فقهاء اليمن 56، الرياض المستطابة 266، تقريب التهذيب 2/ 330، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، أزمنة التاريخ الإسلامي 927، الكاشف 3/ 234، تجريد أسماء الصحابة 2/ 127، الإكمال 7/ 90، خلاصة تذهيب 3/ 128، الجرح والتعديل 9/ 145، 195، / الإعلام 8/ 111، التاريخ الكبير 8/ 180، تهذيب التهذيب 11/ 111، 112، العقد الثمين 7/ 385، الميزان 4/ 331، تهذيب الكمال 3/ 10، المغني 6830، الأنساب 13/ 289، لسان الميزان 7/ 424، الطبقات الكبرى 2/ 42، 68- 3/ 573، البداية والنهاية 4/ 20، تاريخ الثقات 464، بقي بن مخلد 320، ذيل الكاشف 1436، مشاهير علماء الأمصار 356، الإكمال 961، أسد الغابة (5449) ، الاستيعاب ت (2777) . (3) أسد الغابة (5450) ، الاستيعاب ت (2778) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 470 الواو بعدها الدال 9132- وداعة «1» بن حرام الأنصاريّ. ذكره المستغفريّ، وأخرج من طريق ابن الكلبيّ عن أبي صالح، عن ابن عبّاس فيمن تخلّف عن تبوك، فربط نفسه هو وأبو لبابة إلى سارية في المسجد. 9133- وداعة بن أبي زيد الأنصاري «2» . ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين مع عليّ من الأنصار، وقال: إن أباه قتل يوم أحد. 9134- وداعة: بن أبي وداعه «3» السّهميّ. ذكره ابن الكلبيّ أيضا، وأخرج ابن مندة من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن وداعة السّهمي، قال: قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكة في يوم حارّ، فطاف بالبيت، ثم قال: هل من شراب ... الحديث. 9135- ودان بن زر الكلبيّ «4» . تقدم في وازم. 9136- ودقة بن إياس بن عمرو الأنصاريّ «5» ، من بني لوذان بن غنم. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. واختلف في ضبطه، فقيل بالفاء وقيل بالقاف، والأكثر على أنه بالدّال. وذكره ابن هشام بالرّاء، كذا هو في بعض النسخ من كتاب موسى بن عقبة. 9137- وديعة بن خذام «6» . تقدم في خذام بن وديعة، قال البخاريّ في «تاريخه» : حدّثنا عبيد بن يعيش، حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عبد اللَّه بن وديعة بن خذام: أتى إلى عمر بن الخطّاب بميراث سالم مولى أبي حذيفة، فدعا وديعة، فقال: أنتم أحقّ   (1) أسد الغابة ت (5451) . (2) أسد الغابة ت (5452) ، الاستيعاب ت (2779) . (3) دائرة الأعلمي 29/ 244، جامع التحصيل 365، أسد الغابة ت (5453) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 1270، العقد الثمين 7/ 386. (4) أسد الغابة ت (5454) . (5) أسد الغابة ت (5455) ، الاستيعاب ت (2780) . (6) أسد الغابة ت (5456) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 471 بولاء سالم. قال: كانت صاحبتنا أعتقته سائبة لا نريده، فجعله عمر رضي اللَّه عنه. في بيت المال. 9138- وديعة بن عمرو «1» بن جراد بن يربوع بن طحيل بن عديّ بن الربعة بن رشدان «2» بن قيس بن جهينة الجهنيّ، حليف بني سواد بن مالك بن غنم. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن الكلبيّ: شهد بدرا، وهو حليف لبني النجار. 9139- وديعة بن عمرو. قال ابن حبّان: يقال: له صحبة. ويحتمل أن يكون الّذي قبله، والّذي يظهر أنه غيره. الواو بعدها الراء 9140- ورد بن خالد «3» بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة ابن بهثة بن سليم السلميّ البجلي، بسكون الجيم. كان على ميمنة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الفتح، ذكره أبو عمر. 9141- ورد بن عمرو: بن مرداس، أحد بني سعد هديم. ذكر الطّبريّ أنه قتل مع زيد بن حارثة في بعض سراياه إلى وادي القرى. 9142- ورد بن قتادة: من بني مداس بن عبد اللَّه بن ذبيان بن الحارث بن سعد هديم. قال ابن الكلبيّ: هو الّذي ربط أم قرفة الفزارية بين فرسين فشقّها نصفين، وكان ذلك بأمر زيد بن حارثة لما غزا بني فزارة. وأسر أم قرفة. قال ابن الكلبيّ: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كتب لقوم من بني فزارة كتابا في عسيب في قطيعة وادي القرى، فأخذ ورد العسيب، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: دعوا أسد الهومات وواديه وعوض الفزاري سواه، وقد تقدّمت هذه القصة في ترجمة سمعان في السين المهملة، وأنه أسلم بعد ذلك، وغزا مع زيد بن حارثة فاستشهد.   (1) أسد الغابة ت (5457) ، الثقات 3/ 429، أصحاب بدر 219، تجريد أسماء الصحابة 2/ 127، الاستيعاب ت (2781) ، الطبقات الكبرى 8/ 384. (2) في أ: شداد. (3) أسد الغابة ت (5458) ، الاستيعاب ت (2782) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 472 قلت: ويحتمل أن يكون هو الّذي بعده. 9143- ورد بن مداس العذريّ. ذكره المدائنيّ كما مضى في ترجمة سمعان، ثم ظهر لي أنه الّذي قبله نسب لجده، فقد ذكر الأمويّ في المغازي عن ابن إسحاق أنه أصيب مع زيد بن حارثة. 9144- وردان «1» بن مخرم العنبريّ. تقدّم ذكره في ذكر أخيه حيدة، وفي ربيعة بن رفيع. 9145- وردان بن مخرّم التميميّ العنبريّ. ذكره ابن شاهين، وأورد من طريق أبي الحسن المدائنيّ، عن رجاله بأسانيد متعددة «2» ، قالوا: لما أصاب عيينة بن حصن بني العنبر قدم وفدهم فصاحوا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما هذا الصعق» ؟ قيل: وفد بني العنبر، فقال: «ليدخلوا وليسكنوا» . فقيل ذلك لهم، فقالوا: ننتظر سيدنا وردان بن مخرم وكان القوم تعجلوا، وأقام هو في رحالهم يجمعها، فقيل لرسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم: إن وردان لم يكذب قط، وهو الّذي ينتظرون، فلما جاء قال له: «أنت سيد قومك، فأخبرني عنهم» . قال: ما كانوا بالمسلمين المقبلين ولا بالمشركين المدبرين. فقال: «ميّزهم لي» . قال: فجعل يميز الشباب جانبا، فتبسم رسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم، ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ لكلّ حقا ورحما، يا بني تميم، أهب لكم ثلثا، وأعتق ثلثا، وآخذ ثلثا» ، فتنازع عيينة والأقرع، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من أذّى أربعمائة فليذهب» . 9146- وردان: مولى «3» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره أبو نعيم في الصّحابة، وأخرج من طريق الحسن بن عمارة، عن ابن الأصبهاني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: وقع وردان مولى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من عذق نخلة فمات، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «انظروا رجلا من أرضه، فأعطوه ميراثه» ، فوجدوا رجلا فأعطوه.   (1) أسد الغابة ت (5463) ، الاستيعاب ت (2783) . (2) في أ: منفردة. (3) أسد الغابة ت (5461) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 473 وأورده أبو موسى في الذّيل، وقال: إنه في كتاب أبي عيسى الترمذي عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان. قلت: هو عنده وعند بقية أصحاب السنن من حديث سفيان الثوري عن ابن الأصبهاني، عن مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة، إلا أنهم لم يسمّوا المولى المذكور. 9147- وردان: جد الفرات «1» بن يزيد بن وردان. ذكره ابن إسحاق فيمن نزل إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الطائف، وكذا ذكره الواقدي، وأن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلّم أسلمه إلى أبان بن سعيد بن العاص ليمونه ويعلمه القرآن. وقال أبو سعيد النّيسابوريّ: سباه النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم من الطائف فأعتقه. 9148- وردان الجني «2» . ذكره ابن مردويه في تفسير سورة الجنّ، من طريق المستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن ابن مسعود، قال: انطلقت مع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليلة الجن، حتى أتى الحجون، فخط علي خطا، ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه، فقال سيد لهم، يقال له وردان: ألا أرحلهم عنك يا رسول اللَّه؟ قال: «لن يجيرني من اللَّه أحد» . 9149- ورقة بن إياس: تقدم في ودقة. 9150- ورقة بن حابس التميمي «3» : أخو الأقرع. ذكره الحاكم فيمن قدم نيسابور من الصحابة، فقال: ومنهم الأقرع بن حابس، وورقة بن حابس التميميان، ثم ساق من طريق العباس بن مصعب، قال: وممن قدم مرو من الصحابة الأقرع وورقة ووردان مع الأحنف. وقال أحمد بن سنان، عن المدائنيّ: كان الأقرع وأخوه من المؤلفة. 9151- ورقة بن نوفل بن أسد «4» : بن عبد العزى بن قصي القرشيّ الأسديّ، ابن عم خديجة زوج النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم. ذكره الطّبريّ، والبغويّ، وابن قانع، وابن السّكن، وغيرهم في الصحابة، وأوردوا كلهم من طريق روح بن مسافر أحد الضعفاء، عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، عن   (1) أسد الغابة ت (5462) . (2) أسد الغابة ت (5460) . (3) أسد الغابة ت (5464) . (4) أسد الغابة ت (5465) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 474 سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن ورقة بن نوفل، قال: قلت: يا محمد، كيف يأتيك الّذي يأتيك؟ قال: «يأتيني من السماء، جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر» «1» قال ابن عساكر: لم يسمع ابن عباس من ورقة، ولا أعرف أحدا قال: إنه أسلم. وقد غاير الطّبريّ بين صاحب هذا الحديث وبين ورقة بن نوفل الأسديّ، لكن القصة مغايرة لقصة ورقة التي في الصحيحين من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة: أول ما بدئ به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الحديث في مجيء جبريل بحراء، وفيه: فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان تنصر في الجاهلية ... الحديث. وفيه: فقال ورقة هذا الناموس «2» الّذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك، وفي آخره: ولم ينشب ورقة أن توفي. فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته، ولكنه مات قبل أن يدعو بحيرا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الناس إلى الإسلام، فيكون مثل بحيرا. وفي إثبات الصحبة له نظر، لكن في زيادات المغازي من رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال يونس بن بكير، عن يونس بن عمرو، وهو ابن أبي إسحاق السّبيعي، عن أبيه، عن جده، عن أبي ميسرة، واسمه عمرو بن شرحبيل، وهو من كبار التابعين- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال لخديجة «إنّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء، فقد واللَّه خشيت على نفسي» ، فقالت: معاذ اللَّه، ما كان اللَّه ليفعل بك، فو اللَّه إنّك لتؤدّي الأمانة ... الحديث. فقال له ورقة: أبشر، ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الّذي بشّر به ابن مريم، وإنك على مثل ناموس موسى، وإنك نبيّ مرسل، وإنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، وإن يدركني ذلك لأجاهدنّ معك. فلما توفي قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لقد رأيت القسّ في الجنّة عليه ثياب الحرير، لأنّه آمن بي وصدّقني» «3» .   (1) أبو نعيم في الدلائل 1/ 72 وفي تاريخ أصفهان 1/ 262. (2) الناموس: صاحب سر الملك وهو خاصة الّذي يطلعه على ما يطويه عن غيره من سرائره، وقيل: الناموس: صاحب سر الخير.. وأراد به جبريل عليه السلام، لأن اللَّه تعالى خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطلع عليهما غيره. النهاية 5/ 119. (3) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 158، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل ... الحديث قال البيهقي هذا منقطع فإن كان محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعد ما نزلت عليه اقرأ باسم ربك، ويا أيها المدثر واللَّه أعلم. هذا لفظ البيهقي وهو مرسل وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 475 وقد أخرجه البيهقيّ في الدّلائل من هذا الوجه، وقال: هذا منقطع. قلت: يعضده ما أخرجه الزبير بن بكار: حدثنا عثمان، عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير، قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك فيقول: أحد، أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال، فيقول: أحد أحد يا بلال، واللَّه لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا «1» . وهذا مرسل جيد يدلّ على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى الإسلام حتى أسلم بلال. والجمع بين هذا وبين حديث عائشة أن يحمل قوله: ولم ينشب ورقة أن توفي، أي قبل أن يشتهر الإسلام، ويؤمر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بالجهاد، لكن يعكر على ذلك ما أخرجه محمد بن عائذ في المغازي، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة ابتداء الوحي، وفيها قصة خديجة مع ورقة بنحو حديث عائشة، وفي آخرها: لئن كان هو ثم أظهر دعاءه وأنا حي لأبلين اللَّه من نفسي في طاعة رسوله وحسن موازرته، فمات ورقة على نصرانيته، كذا قال، لكن عثمان ضعيف. قال الزّبير: كان ورقة قد كره عبادة الأوثان، وطلب الدين في الآفاق، وقرأ الكتب، وكانت خديجة تسأله عن أمر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فيقول لها: ما أراه إلا نبيّ هذه الأمة الّذي بشر به موسى وعيسى. وفي المغازي الكبير لابن إسحاق، وساقه الحاكم من طريقه، قال: حدثني عبد الملك بن عبد اللَّه بن أبي سفيان بن العلاء بن حارثة الثقفي، وكان راعيه، قال: قال ورقة بن نوفل فيما كانت خديجة ذكرت له من أمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: يا للرّجال وصرف الدّهر والقدر [البسيط] الأبيات، وفيها: هذي خديجة تأتيني لأخبرها ... وما لنا بخفيّ الغيب من خبر   (1) الحنان: الرحمة والعطف، والحنان الرزق والبركة أراد: لأجعلن قبره موضع حنان أي مظنة من رحمة اللَّه فأتمسح به متبركا كما يتمسح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل اللَّه من الأمم الماضية فيرجع ذلك عارا عليكم وسبّة عند الناس. وكان ورقة على دين عيسى عليه السلام، وهلك قبيل مبعث النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لأنه قال للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إن يدركني يومك لأنصرنك نصرا مؤزّرا، وفي هذا نظر، فإن بلالا ما عذب إلا بعد أن أسلم. النهاية 1/ 452. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 476 بأنّ أحمد يأتيه فيخبره ... جبريل أنّك مبعوث إلى البشر فقلت علّ الّذي ترجين ينجزه ... له الإله فرجّي الخير وانتظري [البسيط] وأخرج ابن عديّ في الكامل، من طريق إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «رأيت ورقة في بطنان الجنّة عليه السندس» . قال ابن عديّ: تفرد به إسماعيل عن أبيه. قلت: قد أخرجه ابن السّكن، من طريق يحيى بن سعيد الأمويّ، عن مجالد، لكن لفظه: «رأيت ورقة على نهر من أنهار الجنة، لأنه كان يقول: ديني دين زيد وإلهي إله زيد» . وأخرجه محمّد بن أبي شيبة في تاريخه من هذا الوجه، وأخرج البزار من طريق أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إنّ النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نهى عن سبّ ورقة. وهو في زيادات المغازي ليونس بن بكير، أخرجه عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سابّ أخ لورقة رجلا، فتناول الرجل ورقة، فسبّه، فبلغ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «هل علمت أنّي رأيت لورقة جنّة أو جنّتين» . فنهى عن سبّه. وأخرجه البزّار، من طريق أبي أسامة، عن هشام مرسلا. وأخرج أحمد من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة- أن خديجة سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن ورقة بن نوفل، فقال: قد رأيته، فرأيت عليه ثيابا بيضا، فأحسبه لو كان من أهل النار لم يكن عليه ثياب بيض. 9152- ورقة بن نوفل الدّيليّ: أو الأنصاري. تقدم ذكره في ترجمة الّذي قبله. الواو بعدها الزاي 9153- وزر بن سدوس الطائي «1» . ذكره ابن قانع في الصحابة، وأخرج من طريق هشام بن الكلبي، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه النبهاني، عن أبيه، عن جده، قال: وقد زيد الخيل الطائي على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم ومعه وزر بن سدوس، وقبيصة بن الأسود وغيرهم، فأناخوا ركائبهم فذكر القصة. وقد تقدمت في ترجمة قبيصة. وقال الرشاطي: هو وزر بن جابر بن سدوس نسب لجده، وسدوس هو ابن أصمع بن أبي بن عبد اللَّه بن ربيعة بن سعد بن ثروان بن نبهان. قال   (1) أسد الغابة ت (5466) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 477 ابن الكلبي: كان يلقب الأسد الرهيص، وهو الّذي قتل عنترة العبسيّ، قال: ووفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مع زيد الخيل. قلت: هو في كتاب أبي الفرج الأصبهانيّ في ترجمة زيد الخيل أن وزر بن سدوس لحق بالشام، وحلق رأسه وتنصر، ومات على ذلك. واللَّه أعلم. الواو بعدها العين 9154- وعلة بن يزيد «1» . عداده في أعراب البصرة، روى ابن السكن، وابن شاهين، وابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثتنا فاطمة بنت محمد بن الجلاس العقيلية، قالت: دخلت على امرأة من الحي يقال لها أم يزيد بنت وعلة بن يزيد، فحدثتنا عن أبيها أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقرأ في صلاة الفجر بقاف، وقل هو اللَّه أحد. زاد ابن مندة: وأنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يأمر بصوم عاشوراء. الواو بعدها الفاء 9155- وفاء بن عدي: بن الربيع بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي، أمه وأم أخيه أبي العاص هالة بنت خويلد، أخت خديجة- ذكره البلاذريّ. 9156- وفرة بن نافر البعاثي» . له ذكر في حديث تفرد به روح بن زنباع، قاله جعفر المستغفري. الواو بعدها القاف 9157- وقاص بن حاجب: بن غفار، جد أبي بصرة حميل بن بصرة بن وقاص الوقاصي، قال القصاعيّ في «الخطط» : دار الكلاب هي دار أبي بصرة، وهو وأبوه وجده صحابة. 9158- وقاص بن قمامة: من بني حارثة «3» . له ذكر في حديث عمرو بن حزم، قاله أبو موسى. 9159- وقاص بن مجزّز المدلجيّ «4» .   (1) أسد الغابة ت (5467) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 128. (2) أسد الغابة ت (5468) . (3) أسد الغابة ت (5469) . (4) أسد الغابة ت (5470) ، الاستيعاب ت (2784) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 478 قال ابن هشام: ذكر غير واحد من أهل العلم أنه قتل في غزوة ذي قرد، وأما ابن إسحاق فقال: لم يقتل يومئذ غير محرز بن نضلة. الواو بعدها الكاف 9160- وكيع بن عدس: بن زرارة التميميّ. تقدم ذكره في ترجمة أكثم بن صيفي، وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في المعمّرين أنه هو وحاجب لما بلغهما خروج أكثم إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم خرجا في أثره، فلما مرا بقبره أقاما عليه ونحرا عليه جرورا، ثم قدما على أصحابهما، فقال لهما: «ما قال لكم أكثم» ؟ قالوا: أمرنا بالإسلام فأسلمنا معهم. وتقدم في ترجمة صفوان بن أسيد أنه لما قتل جاء حاجب ووكيع ابنا زرارة بقاتله إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فتحاكموا فيه، فكأن وكيعا نسب لجده، أو هو غيره، وفي التابعين وكيع بن عدس، ويقال فيه بالحاء المهملة أوله. وهو عقيل ابن أخي لقيط بن عامر. وقد مضى ذكره معه، والصحابي تميمي، والتابعي عقيلي، تشاركا في الاسم واسم الأب. 9161- وكيع بن مالك التميميّ. ذكر سيف أنّ النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم استعمله هو ومالك بن نويرة على صدقات بني حنظلة وبني يربوع، وتوفي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهما كذلك، ثم كان موافقا لسجاح التي ادعت النبوة، فلما فض اللَّه جمعها استقبل خالد بن الوليد بصدقات قومه، واعتذر إليه وأسلم وحسن إسلامه. وكذا ذكره الطبريّ. وذكر سيف أيضا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعث وكيعا الدارميّ مع صلصل ابن شرحبيل إلى عمرو بن المحجوب ليتعاونوا على من ارتد، فيجوز أن يكون غيره. وقد تقدم ذكره في ترجمة صلصل. الواو بعدها اللام 9162- الوليد بن أبي أمية المخزوميّ: أخو أم سلمة بنت أبي أمية، أم المؤمنين. تقدم ذكره في ترجمة المهاجر، وكان اسمه الوليد بن أبي أمية، فغيره النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم حين أسلم، قاله ابن عبد البر. وقد ذكر ذلك الزبير بن بكار، قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحيّ، حدثنا حماد بن سلمة، وابن جعدبة، وبين سياقيهما اختلاف، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 479 قالا جميعا: دخل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على أم سلمة وعندها رجل، فقال: من هذا؟ قالت: أخي الوليد، قدم مهاجرا، فقال: هذا المهاجر! فقالت: يا رسول اللَّه، هو الوليد، فأعاد فأعادت، فقال: «إنّكم تريدون أن تتّخذوا الوليد حنانا، إنّه يكون في أمتي فرعون يقال له الوليد» . 9163- الوليد بن جابر بن ظالم بن حارثة بن عباس «1» بن أبي حارثة بن عتود بن بحتر الطائيّ البحتريّ. وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكتب له كتابا، فهو عندهم، قاله أبو عمر. 9164- الوليد بن الحارث: بن عامر بن نوفل النوفلي، أخو عقبة بن الحارث الصحابي المشهور. قيل أخو «2» منذر، وميمونة بنت الوليد هذا هي زوج عبيد اللَّه بالتصغير ابن عبد اللَّه بن أبي مليكة، ووالده عبد اللَّه بن أبي مليكة التابعي المشهور. وقد ذكرنا أباه عبد اللَّه في الصحابة، فإن كان الوليد جده لأمه عاش إلى فتح مكة فهو من هذا القسم، وإن كان مات قبل ذلك فلبنته ميمونة رؤية، وسأذكرها في حرف الميم من النّساء إن شاء اللَّه تعالى «3» . 9165- الوليد بن زفر المزنيّ «4» . ذكره ابن شاهين، وأخرج من طريق هشام بن الكلبي، عن رجل من جهينة، عن رجل من بني مرة بن عوف، قال: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم الوليد بن زفر فعقد له، فأتته امرأته فبكت، فنهض ابن عم له يقال له سارية بن أوفى، فأخذ نحو النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فدعا بصعدة فعقد له، ثم سار إلى بني مرة فعرض عليهم الإسلام فأبطئوا عنه، فوضع فيهم السيف، فلما أسرف في القتل أسلموا وأسلم من حولهم من قيس، ثم سار إلى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم في ألف فارس. 9166- الوليد بن عبد شمس «5» بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، يكنّى أبا عبد الرحمن. كان من أشراف قريش. قال الزبير بن بكار: أمه قيلة بنت جحش بن ربيعة من بني عامر بن لؤيّ.   (1) أسد الغابة ت (5471) ، الاستيعاب ت (2756) . (2) في أ: أبوه. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (5472) . (5) أسد الغابة ت (5474) ، الاستيعاب ت (2758) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 480 وقال ابن إسحاق في المغازي: استشهد باليمامة، وكان عثمان تزوج بنته فاطمة، فولدت له سعيدا. 9167- الوليد بن عقبة: بن أبي معيط «1» أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويّ، أخو عثمان بن عفان لأمه، أمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب. يكنى أبا وهب. قتل أبوه بعد الفراغ من غزوة بدر صبرا، وكان شديدا على المسلمين، كثير الأذى لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فكان ممن أسر ببدر، فأمر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بقتله، فقال: يا محمد، من للصبية! قال: «النّار» . وأسلم الوليد وأخوه عمارة يوم الفتح، ويقال: إنه نزل فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ... [الحجرات 6] الآية. قال ابن عبد البر: لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أنها نزلت فيه، وذلك أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه مصدقا إلى بني المصطلق، فعاد، فأخبر عنهم أنهم ارتدّوا ومنعوا الصدقة، وكانوا خرجوا يتلقونه وعليهم السلاح، فظن أنهم خرجوا يقاتلونه، فرجع، فبعث إليهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم خالد بن الوليد فأخبره بأنهم على الإسلام، فنزلت هذه الآية. قلت: هذه القصة أخرجها عبد الرزاق في تفسيره، عن معمر، عن قتادة، قال: وبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق، فتلقوه فعرفهم، فرجع، فقال: ارتدوا، فبعث رسول اللَّه إليهم خالد بن الوليد، فلما دنا منهم بعث عيونا ليلا فإذا هم ينادون بالصلاة ويصلون، فأتاهم خالد فلم ير منهم إلا طاعة وخيرا، فرجع إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأخبره، فنزلت هذه الآية. وأخرجه عبد بن حميد، عن يونس بن محمد، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة نحوه. ومن طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة نحوه. ومن طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد كذلك. وأخرجها الطبراني موصولة عن الحارث بن أبي ضرار المصطلقي، مطولة.   (1) طبقات ابن سعد 6/ 24، نسب قريش 138، طبقات خليفة ت 75، المعارف 318، الجرح والتعديل 9/ 8، مروج الذهب 3/ 79، الأغاني 5/ 122، جمهرة أنساب العرب 115، تاريخ ابن عساكر 17/ 434، تهذيب الأسماء و 1/ 2/ 145، تهذيب الكمال 1470، تذهيب التهذيب 4/ 138، البداية والنهاية 8/ 214، العقد الثمين 7/ 398، تهذيب التهذيب 11/ 142، خلاصة تذهيب الكمال 358، أسد الغابة ت (5475) ، الاستيعاب ت (2759) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 481 وفي السند من لا يعرف، ويعارض ذلك ما أخرجه أبو داود في السنن من طريق ثابت بن الحجاج، عن أبي موسى عبد اللَّه الهمدانيّ، عن الوليد بن عقبة، قال: لما افتتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح على رءوسهم، فأتى بي إليه، وأنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق. قال ابن عبد البر: أبو موسى مجهول، ومن يكون صبيا يوم الفتح لا يبعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصدقا بعد الفتح بقليل. وقد ذكر الزّبير وغيره من أهل العلم بالسير أن أم كلثوم بنت عقبة لما خرجت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مهاجرة في الهدنة سنة سبع خرج أخواها الوليد وعمارة ليردّاها، فمن يكون صبيا يوم الفتح كيف يكون ممن خرج ليرد أخته قبل الفتح. قلت: ومما يؤيد أنه كان في الفتح رجلا أنه كان قدم في فداء ابن عم أبيه الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية، وكان أسر يوم بدر، فافتداه بأربعة آلاف، حكاه أصحاب المغازي، ونشأ الوليد بعد ذلك في كنف عثمان إلى أن استخلف، فولاه الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص، واستعظم الناس ذلك. وكان الوليد شجاعا شاعرا جوادا. قال مصعب الزّبيريّ: وكان من رجال قريش وسراتهم، وقصة صلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهورة مخرجة، وقصة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضا مخرجة في الصحيحين، وعزله عثمان بعد جلده عن الكوفة، وولاها سعيد بن العاص. ويقال: إن بعض أهل الكوفة تعصّبوا عليه، فشهدوا عليه بغير الحق. حكاه الطبري. واستنكره ابن عبد البرّ. ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة، فلم يشهد مع علي ولا مع غيره، ولكنه كان يحرّض على قتال علي بكتبه وبشعره. ومن ذلك ما كتب به إلى معاوية لما أرسل إليه علي جريرا يأمره بأن يدخل في الطاعة، ويأخذ البيعة على أهل الشام، فبلغ ذلك الوليد، فكتب إليه من أبيات: أتاك كتاب من عليّ بخطّه ... هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه فإن كنت تنوي أن تجيب كتابه ... فقبّح ممليه وقبّح كاتبه [الطويل] وكتب إليه أيضا من أبيات: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 482 وإنّك والكتاب إلى عليّ ... كدابغة وقد حلم الأديم [الوافر] وهو القائل في مقتل عثمان: ألا إنّ خير النّاس بعد ثلاثة ... قتيل التّجيبيّ الّذي جاء من مصر وما لي لا أبكي وتبكي قرابتي ... وقد حجبت عنّا فضول أبي عمرو [الطويل] وأقام بالرقة إلى أن مات. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الحديث المقدم ذكره. وروى عن عثمان وغيره. روى عنه حارثة بن مضرب، والشعبي، وأبو موسى الهمدانيّ، وغيرهم. قال خليفة: كانت ولاية الوليد الكوفة سنة خمس وعشرين، وكان في سنة ثمان وعشرين غزا أذربيجان، وهو أمير القوم، وعزل سنة تسع وعشرين، وقال أبو عروبة الحراني: مات في خلافة معاوية. 9168- الوليد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي. ولد قبل الهجرة. قال ابن عبد البرّ: استشهد مع خالد بن الوليد بالبطاح سنة إحدى عشرة. وقال غيره: أمه بنت بلعاء بن قيس الكناني، وكان أبوه عمارة سافر مع عمرو بن العاص من عند قريش إلى النجاشي لما هاجر المسلمون إليه ليردّهم إليهم، وترك عمارة أهله وولده بمكة، منهم الوليد، وأبو عبيدة، وعبد الرحمن، وهشام. وقد تقدم ذكرهم في مواضعهم. وقد ذكر الزّبير قصّة عمارة ملخصها أنه استهوى جارية لعمرو بن العاص، فاطلع على ذلك، فغضب وحقد عليه، فلما استقر عند النجاشي استهوى عمارة زوجة النجاشي، وكان عمارة جميلا فهويته وواصلته فاطلع عمرو على ذلك، فأخبر به النجاشي، فلم يزل حتى علم حقيقة ذلك، فأمر السواحر فنفخن في إحليله، فذهب مع الوحش، فلم يزل مستوحشا حتى خرج إليه عبد اللَّه بن أبي ربيعة في خلافة عمر، فرصده على الماء، فأخذه، فجعل يصيح: أرسلني، فإنّي أموت إن أمسكتني، فمات في يده.   (1) أسد الغابة ت (5476) ، الاستيعاب ت (2760) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 483 قال الزّبير: وحدثني عبد اللَّه بن يزيد الهذلي، أخبرني عبد اللَّه بن محمد بن عمران الطلحي، قال: لما رأى عمارة عبد اللَّه ومن معه جعل يصيح: يا مغيرة، يا مغيرة!. 9169- الوليد بن القاسم «1» . ذكره الوليد بن الدباغ مستدركا على الاستيعاب. وأخرج من طريق أبي أحمد العسكريّ، ثم من طريق المعلى بن زياد، عن الوليد بن القاسم، وكان له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «بئس القوم قوم يستحلّون الحرمات بالشّبهات والشّهوات..» الحديث «2» . 9170- الوليد بن قيس «3» . ذكره «4» ابن السّكن، وقال: لم يثبت حديثه، وأخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، والطّبراني في الكبير، من طريق عبد الملك بن حسن «5» النخعيّ، عن وهيب «6» بن عقبة، عن الوليد بن قيس، قال: كان في برص، فدعا لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فبرأت منه. عبد الملك هو أبو مالك ضعيف جدّا. 9172- الوليد بن الوليد: بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر «7» بن مخزوم القرشي المخزوميّ، أخو خالد بن الوليد. كان حضر بدرا مع المشركين، فأسر فافتداه أخواه: هشام، وخالد. وكان هشام شقيقه، أمّهما آمنة أو عاتكة بنت حرملة، فلما افتدى أسلم وعاتبوه في ذلك، فقال: أجبت. فقال: كرهت أن يظنوا بي أني جزعت من الأسر، ذكر الواقديّ بأسانيده. ولما أسلم حبسه أخواله، فكان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم يدعو له في القنوت، كما ثبت في الصّحيح،   (1) التاريخ الكبير 8/ 152، الجرح والتعديل 9/ 13، الكامل لابن عدي: لوحة 817، تهذيب الكمال: لوحة 1471، تذهيب التهذيب 4/ 139/ 2، العبر 1/ 342، ميزان الاعتدال 4/ 344، الكاشف 3/ 241، خلاصة تذهيب الكمال 417، شذرات الذهب 2/ 8، أسد الغابة ت (5477) . (2) ذكره المتقي الهندي في الكنز (5584) وعزاه لأبي الشيخ عن ابن مسعود. (3) أسد الغابة ت (5478) ، الاستيعاب ت (2761) . (4) سقط سهوا الرقم 9171. (5) في أ: حسين. (6) في أ: وهب. (7) الثقات 3/ 430، عنوان النجابة 165، الاستيعاب ت (2762) ، أزمنة التاريخ الإسلامي 931، تجريد أسماء الصحابة 2/ 130، الإعلام 8/ 122، التاريخ الكبير 8/ 154، تهذيب التهذيب 11/ 156، العقد الثمين 7/ 411، ذيل الكاشف 1639، الطبقات الكبرى 2/ 18- 4/ 130، أسد الغابة ت (5479) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 484 من حديث أبي هريرة- أنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يقول: «اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد، والمستضعفين من المؤمنين» «1» . ثم أفلت من أسرهم، ولحق بالنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في عمرة القضية. ويقال: إنه مشى على رجليه لما هرب وطلبوه فلم يدركوه، ويقال: إنه مات ببئر أبي عتبة قبل أن يدخل المدينة. ويقال: إن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم لما اعتمر خرج خالد من مكّة حتى لا يرى المسلمين دخلوا مكة، فقال النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم للوليد بن الوليد: لو أتانا خالد لأكرمناه، وما مثله سقط عليه الإسلام في عقد. فكتب الوليد بذلك إلى خالد، فكان ذلك سبب هجرته، حكاه الواقديّ أيضا، وذكر الزّبير بن بكّار عن محمد بن الضّحاك، عن أبيه: لما هاجر الوليد بن الوليد قالت أمه: هاجر الوليد «2» ربع المسافة ... فاشتر منها جملا وناقة واسم بنفس نحوهم توّاقه «3» [الرجز] قال: وفي رواية عمي مصعب: وارم بنفس عنهم ضيّاقه [الرجز] وفي شعرها إشعار بأنها أسلمت. ولما مات الوليد قالت أم سلمة زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهي ابنة عمه: يا عين فابكي للوليد ... بن الوليد بن المغيرة قد كان غيثا في السّنين ... ورحمة فينا منيرة ضخم الدّسيعة ماجدا ... يسمو إلى طلب الوتيره مثل الوليد بن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيره «4» [مجزوء الكامل]   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 203، 2/ 33، 53، 97، 182، وأبو داود 1/ 457، كتاب الصلاة باب القنوت في الصلاة حديث رقم 1442 والنسائي 2/ 201، كتاب التطبيق باب 27 القنوت في صلاة الصبح حديث رقم 1073 وابن ماجة 1/ 394 كتاب إقامة الصلاة والسنن فيها باب 145، ما جاء في القنوت في صلاة الفجر حديث رقم 1244 وأحمد في المسند 2/ 239، وكنز العمال حديث رقم 21996. (2) في ج: وليد. (3) في ج: براقة. (4) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (2762) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (5479) ، وكتاب نسب قريش: 329، طبقات ابن سعد 4/ 1/ 98- 99. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 485 وهكذا ذكر الزّبير بن بكّار عن محمّد بن الضّحاك الحرامي، عن أبيه مثله، وقال بدل قوله: ورحمة فينا منيرة- وجعفرا غدقا وميره، وفي رواية: وجعفرا خضلا. وفي الكامل لابن عديّ، من طريق كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت- أن أم سلمة قالت للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: إن الوليد بن الوليد مات، فكيف أبكي عليه؟ قال: «قولي ... » فذكر الشعر، وهذا باطل، وكأنه انقلب على الرّاوي. وأخرج الطّبرانيّ من طريق عبد العزيز بن عمران، عن إسماعيل بن أيوب المخزوميّ- أن الوليد بن الوليد بن المغيرة كان محبوسا بمكّة، فلما أراد أن يهاجر باع مالا له بالطّائف، ثم وجد غفلة من القوم، فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام مشاة، يخافون الطلب، فسعوا حتى تعبوا وقصر الوليد، فقال: يا قدميّ ألحقاني بالقوم ... ولا تعداني كسلا بعد اليوم فلما كان عند الأحراس نكب، فقال: هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت «1» [الرجز] فدخل على النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، حسرت وأنا ميت فكفّني في فضل ثوبك، واجعله مما يلي جلدك، ومات فكفّنه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في قميصه، ودخل إلى أم سلمة وبين يديها صبي وهي تقول: ابك الوليد بن الوليد بن المغيرة فقال: «إن كدتم تتّخذون الوليد حنانا» ، فسمّاه عبد اللَّه. وذكر قصّته هذه مصعب الزّبيريّ بغير إسناد، وسيأتي في ترجمة الوليد بن المغيرة شيء من ذلك. وقد أخرج له أحمد في مسندة حديثا من رواية محمد بن يحيى بن حبان عنه أنه قال: يا رسول اللَّه، إني أجد وحشة في منامي. فقال: «إذا اضطجعت للنّوم فقل: بسم اللَّه، أعوذ بكلمات اللَّه من غضبه وعقابه وشرّ عباده، ومن همزات الشّياطين، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون، فإنّه لا يضرّك ... » الحديث. وهو منقطع، لأن محمد بن يحيى لم يدركه. وقد أخرجه أبو داود من رواية ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: كان الوليد بن الوليد يفزع في   (1) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (2762) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 486 منامه، فذكر ذلك للنّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث. 9173- الوليد بن يزيد: بن ربيعة بن عبد شمس القرشيّ العبشمي. ذكره البلاذريّ وأنّ ولده عبد اللَّه بن الوليد شهد الجمل مع عائشة. الواو بعدها الهاء 9174- وهبان بن صيفي الغفاريّ «1» تقدم في أهبان. 9175- وهب بن الأسود «2» : تقدم في الأسود بن وهب. 9176- وهب بن أمية بن أبي الصلت الثقفيّ «3» . ذكر ابن الكلبيّ ما يدلّ على إسلامه في العهد النبويّ، فنقل أنّ رجلا من ثقيف مات في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم عن غير ولد، فاختصموا في ميراثه، فأعطى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ميراثه لوهب بن أمية بن أبي الصّلت بن ربيعة بن عوف الثقفيّ، وتزوج عبد اللَّه بن صفوان الأكبر بن أمية بن خلف الجمحيّ حقّة بنت وهب بن أمية بن أبي الصّلت، فولدت له صفوان بن عبد اللَّه بن صفوان. 9177- وهب بن حذيفة «4» بن عباد بن خلاد الغفاريّ، ويقال المزني. ويقال الثقفيّ. حجازي، له حديث أخرجه الترمذي وغيره من طريق واسع بن حبان عنه رفعه: «إذا قام الرّجل من مجلسه ثمّ رجع فهو أحقّ به» وصحّحه التّرمذيّ، وذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق، ونقل عن الواقديّ أنه كان من أهل الصفّة وعاش إلى خلافة معاوية. 9178- وهب بن حمزة «5» . قال ابن السّكن: يقال إن له صحبة، وفي إسناد حديثه نظر، ثم أخرج من طريق يوسف بن صهيب، عن ركين، عن وهب بن حمزة، قال: سافرت مع عليّ فرأيت منه   (1) أسد الغابة ت (5501) ، الاستيعاب ت (2785) . (2) أسد الغابة ت (5480) ، الاستيعاب ت (2763) . (3) أسد الغابة ت (5481) . (4) الثقات 3/ 427، الطبقات 33، تقريب التهذيب 2/ 338، تلقيح فهوم أهل الأثر 377، الكاشف 3/ 344، تجريد أسماء الصحابة 2/ 630، خلاصة تذهيب 3/ 136، الجرح والتعديل 9/ 22، التاريخ الكبير 8/ 158، تهذيب التهذيب 11/ 162، تهذيب الكمال 3/ 1478، بقي بن مخلد 482. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 130، أسد الغابة ت (5484) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 487 جفاء، فقلت: لئن رجعت لأشكونه، فرجعت فذكرت عليّا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فنلت منه، فقال: «لا تقولنّ هذا لعليّ، فإنّه وليّكم بعدي» . وتردد أبو نعيم في أبيه، هل هو بالمهملة ثم الزّاي أو الجيم والراء. 9179- وهب بن خنبش «1» : بمعجمة ثم نون موحّدة، وزن جعفر. حديثه عند الشّعبي «2» [فقال بيان وفراس وجابر وغيرهم عن الشعبي عنه هكذا. وقال داود الأودي، عن الشّعبي] «3» : هرم بدل وهب، والأول المشهور. 9180- وهب بن خويلد «4» بن ظويلم بن عوف بن عبدة الثقفي ذكره [ .... ] . 9181 - وهب بن «5» زمعة: بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ الأسديّ. من مسلمة الفتح، وكان من أجواد قريش، وله حديث في سنن أبي داود، أخرجه من طريق محمد بن إسحاق، حدثني أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن زمعة، عن أبيه، وأمه زينب بنت أبي سلمة، كلاهما عن أم سلمة، قالت: كانت ليلتي التي يصير إليّ فيها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم مساء يوم النحر، فكان عندي، فدخل عليّ وهب بن زمعة ورجل من آل أبي أمية متقمّصين، فقال لهما رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أما أفضتما ... » الحديث. وذكر الزّبير بن بكّار، من طريق يحيى بن مقداد بن يعقوب الزمعي، عن عمه موسى بن يعقوب، قال: لما اجتمع الناس على معاوية خرج إليه عبد اللَّه الأصغر بن وهب   (1) الثقات 3/ 426، الاستيعاب ت (2765) ، الطبقات 69/ 133، تقريب التهذيب 2/ 338، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الكاشف 3/ 244، أسد الغابة ت (5485) ، خلاصة تذهيب 3/ 136، الجرح والتعديل 9/ 21، التاريخ الكبير 8/ 158، تهذيب التهذيب 11/ 163، تهذيب الكمال 3/ 1479، الإكمال 2/ 342، بقي بن مخلد 875. (2) في أ: عندي. (3) سقط في ج. (4) أسد الغابة ت (5486) . (5) الثقات 3/ 426، الاستيعاب ت (2766) ، المنمق 496، الكاشف 3/ 244، الأعلام 8/ 125، أسد الغابة ت (5487) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 130، خلاصة تذهيب 3/ 137، الجرح والتعديل 9/ 28، التاريخ الكبير 8/ 163، تهذيب التهذيب 11/ 163، العقد الثمين 7/ 414، تهذيب الكمال 3/ 1479. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 488 ابن زمعة طالبا بدم أخيه عبد اللَّه الأكبر، وكان قتل يوم الدّار، فأعطاه معاوية الدية وقال: قتل في فتنة واختلاط. 9182- وهب بن أبي سرح بن الحارث» بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر القرشيّ العامريّ، أخو عمرو، قاله أبو عمر. وذكر موسى بن عقبة أنّه شهد هو وأخوه عمرو بدرا، وتعقّبه ابن فتحون بأنه لا ذكر له في مغازي موسى بن عقبة، وإنما ذكر وهب بن سعد بن أبي سرح. قلت: هو غيره، وذكر الهيثم بن عديّ في مهاجرة الحبشة، قال البلاذريّ: ليس ذلك بثبت، ولكنه شهد بدرا، وكان أبو معشر يقول: الّذي هاجر إلى الحبشة أخوه معمر. وقال الواقديّ: لم يهاجر إلى الحبشة، وإنما شهد بدرا، الّذي ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق والكلبيّ عمرو بن أبي سرح. 9183- وهب بن سعد: بن أبي سرح «2» بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبّة بن الحارث بن فهر الفهريّ، أخو عبد اللَّه بن سعد. ذكره ابن مندة وابن حبّان، وقالا: لا نعرف له رواية. وذكره محمد بن سعد في «الطّبقات» ، وقال: شهد بدرا في قول موسى بن عقبة، وأبي معشر، والواقديّ، قال: وآخى رسول اللَّه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم بينه وبين سويد بن عمرو، وقتلا يوم مؤتة، قال: وشهد وهب بن سعد أحدا والخندق والحديبيّة وخيبر، وكان لما قتل ابن أربعين سنة، ثم روى ابن مندة عن عاصم بن عمر، قال: نزل وهب بن سعد لما هاجر على كلثوم بن الهدم. 9184- وهب بن السّماع العوفيّ «3» . ذكره ابن عبد البرّ، وقال: له خبر في أعلام النّبوّة من حديث ابن عباس. قلت: ذكر أبو سعد في «شرف المصطفى» بسند واه عن ابن عبّاس، قال: بينما رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم جالس في مسجده وحوله أصحابه إذ أقبل أعرابيّ «4» طويل القامة على ناقة عيطاء «5» فتخطى الناس حتى وقف بين يدي النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، واندفع يتكلم، فأرتج   (1) أسد الغابة ت (5488) ، الاستيعاب ت (2767) . (2) الثقات 3/ 426، أصحاب بدر 126، تجريد أسماء الصحابة 2/ 131، الأعلام 8/ 125، العقد الثمين 7/ 416، أسد الغابة ت (5489) ، الطبقات الكبرى 3/ 623، الاستيعاب ت (2768) . (3) أسد الغابة ت (5490) ، الاستيعاب ت (2769) . (4) في أ: أعرابي بدوي. (5) الناقة العيطاء: الطويلة العنق في اعتدال. اللسان 4/ 3191. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 489 عليه مرارا إلى أن سكن روعه، فأنشد أبياتا، فقال له النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «أنت وهب بن السّماع» ؟ قال: أنا وهب بن السماع العوفيّ الدفاع الشديد المنّاع، قال: «أنت الّذي ذهب جلّ قومك في الغارات؟» فذكر له أشياء من أحواله، فقال: لا أثر بعد عين، أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أنك رسول اللَّه، ثم ذكر قصته مع صنمه وقوله له: يا وهب بن مالك لا تجزع ... قد جاء ما ليس يدفع [الرجز] فذكر الأبيات، قال: وأسلم وحسن إسلامه. 9185- وهب بن عبد اللَّه: بن سعد بن أبي سرح. قال الزّبير بن بكّار: قتل يوم مؤتة، ذكر ذلك بعد أن ذكر عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح وأولاده، ثم قال: ومن ولد أبي سرح وهب بن عبد اللَّه، فذكره. وتعقبه ابن عساكر بأن الّذي قتل بمؤتة وهب بن سعد. قلت: يحتمل أن يكونا قتلا معا، وأن يكون سمّي باسم عمه وهب. 9186- وهب بن عبد اللَّه: بن قارب «1» . قال ابن حبّان: له صحبة. قال أبو نعيم: الصّحبة والرؤية لقارب وولده عبد اللَّه. وأما وهب فإنما روى عن أبيه، قال: حججت مع أبي. 9187- وهب بن عبد اللَّه: بن مسلم بن جنادة «2» بن حبيب بن سواءة السّوائي، بضم السّين المهملة وتخفيف الواو والمد، ابن عامر بن صعصعة، أبو جحيفة السّوائي. قدم على النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في أواخر عمره، وحفظ عنه ثم صحب عليّا بعده، وولّاه شرطة الكوفة لما ولي الخلافة. وفي الصّحيح عنه: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكان الحسن بن علي يشبهه، وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصا، فمات قبل أن نقبضها، وكان عليّ يسمّيه وهب الخير. روى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وعن عليّ، والبراء بن عازب.   (1) الثقات 3/ 427، الجرح والتعديل 9/ 22، التعديل والتجريح 1431، أسد الغابة ت (5492) . (2) الكاشف 3/ 344، تقريب التهذيب 2/ 337، الجرح والتعديل 9/ 23، أسد الغابة ت (5493) ، الأعلام 9/ 23، التاريخ الكبير 8/ 63، الاستيعاب ت (2770) ، تهذيب التهذيب 11/ 160، تهذيب الكمال 3/ 1478، التاريخ لابن معين 2/ 52، بقي بن مخلد 72. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 490 روى عنه ابنه، وعون، والشّعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وسلمة بن كهيل، وإسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن الأرقم، والحكم بن عيينة، وغيرهم. قال الواقديّ: مات في ولاية بشر على العراق. وقال ابن حبّان: سنة أربع وستين. 9188- وهب بن عبد اللَّه بن محصن «1» الأسديّ، أبو سنان، مشهور بكنيته. قال ابن حبّان: له صحبة، ويأتي في الكنى. ويقال اسمه عبد اللَّه بن وهب، ويقال: هو وهب بن محصن، وبالأول جزم مسلم. 9189- وهب بن عثمان بن أبي طلحة العبدري. قتل أبوه يوم أحد مشركا، وتزوّج هو بنت عبد بن زمعة، وله منها عبد الرّحمن، وله أيضا شيبة، وعبد اللَّه، وذكره الزّبير بن بكّار، قال: وتزوج «2» أم جميل بنت شيبة بن ربيعة. 9190- وهب بن عمرو الأسدي «3» . ذكره يونس «4» بن بكير في «المغازي» فيمن هاجر في أول الهجرة، وجوّز أبو نعيم أن يكون ثقف بن عمرو، ويحتمل أن يكون أخاه. 9191- وهب بن عمير: بن وهب «5» بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشيّ الجمحيّ. وقع ذكره في الموطأ، عن ابن شهاب- أنه بلغه أن نساءكنّ في عهد النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أسلمن بأرضهن، وهنّ غير مهاجرات، وأزواجهنّ كفار، منهن ابنة الوليد بن المغيرة، وكانت تحت صفوان بن أميّة، أسلمت يوم الفتح، وهرب زوجها صفوان بن أميّة، فبعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم إليه ابن عمه وهب بن عمير، فدعاه إلى الإسلام ... فذكر الحديث. والمعروف أن هذه القصّة كانت لأبيه عمير بن وهب، كذا ذكره موسى بن عقبة، وغيره من أهل المغازي. وذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وكانت دار بني جمح بركة يجتمع   (1) أسد الغابة ت (5491) ، الثقات 3/ 428. (2) في أ: تزوج بنت أم جميل. (3) أسد الغابة ت (5495) . (4) في أ: يوسف. (5) أسد الغابة ت (5496) ، الاستيعاب ت (2771) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 491 فيها الماء فقال عمرو بن العاص: خطوا لابن عمتي إلى جنبي- يريد وهب بن عمير فردمت البركة وخطّت، فهي دار بني جمح. قال: وولي وهب بن عمير بحر مصر في غزوة عمّورية سنة ثلاث وعشرين. وذكره البخاريّ في الصّحابة، ولم يورد له شيئا. وقال أبو بكر بن دريد في الأخبار المنثورة: كان وهب بن عمير من أحفظ الناس، فكانت قريش تقول: له قلبان، من شدة حفظه، فأنزل اللَّه: ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ [الأحزاب: 4] . فلما كان يوم بدر أقبل منهزما ونعلاه واحدة في يده والأخرى في رجله، فقالوا: ما فعل الناس: قال: هزموا. قالوا: فأين نعلاك؟ قال: في رجلي. قالوا: فما في يدك؟ قال: ما شعرت، فعلموا أن ليس له قلبان. وذكر الثّعلبيّ هذه القصّة لجميل بن معمر، وأنّ الّذي تلقاه فسأله أبو سفيان. وأسنده ابن الكلبيّ في تفسيره عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، لكن قال: جميل بن أسد. 9192- وهب بن قابس: أو قابوس المزني «1» . ذكره ابن السّكن في الصّحابة، وأخرج من طريق محمد بن طلحة، عن محمد بن الحصين بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن أبيه، عن جدّه، قال: لقي رجل من مزينة يقال له وهب بن قابس بالعرج، فأسلم وبايعه، ثم أقام في أهله حتى إذا كان يوم أحد خرج بحبل فيه غنم حتى قدم المدينة، فوجدها خلوا، فسأل عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقيل: إنه يقاتل قريبا بأحد، فرمى بحبله، وتوجّه إليه بأحد، فطلعت الخيل، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «من يوزع عنّا الخيل جعله اللَّه رفيقي في الجنّة» ، فتقدم وهب فضرب بسيفه حتى ردّها حتى صنع ذلك ثلاث مرات فقتل، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوه حتّى نفرغ له» . فلما فرغ التمس فلم يوجد، فقال عمر: ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن ألقى اللَّه بعمله من وهب بن قابس. وذكره الواقديّ بمعناه. وقد تقدم في ترجمة الحارث بن عقبة بن قابس. وقرأت في كتاب الفصوص لصاعد اللّغويّ، قال: كان عمر يقول: إن أحبّ هذه الأمة إليّ أن ألقى اللَّه بصحيفته للمزني وهب بن قابس، فذكر قصّته مختصرا. 9193- وهب بن قيس بن أبان الثقفيّ «2» .   (1) أسد الغابة ت (5497) ، الاستيعاب ت (2772) . (2) الثقات 3/ 427، أسد الغابة ت (5498) ، الطبقات 54، 285، تجريد أسماء الصحابة 2/ 131، الجرح والتعديل 9/ 22، التاريخ الكبير 8/ 161، الاستيعاب ت (2773) ، العقد الثمين 7/ 417، الطبقات الكبرى 8/ 492. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 492 تقدّم ذكره في ترجمة أخيه سفيان بن قيس. 9194- وهب بن كلدة: من بني عبد اللَّه بن غطفان «1» . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. 9195- وهب بن مالك بن سواد بن جذيمة بن دارع بن عديّ بن تميم الدّار الدّاري، من رهط تميم. ذكره ابن إسحاق فيمن قدم مع تميم الدّاري فأسلم. 9196- وهب بن محصن الأسديّ. هو وهب بن عبد اللَّه بن محصن المتقدم، نسبه بعضهم لجدّه. 9197- وهب: غير منسوب. ذكره المستغفريّ، وقال: أحسب أن له صحبة. 9198- وهب: آخر، غير منسوب. ذكره البغويّ، وأخرج من طريق مجالد، عن الشّعبي، عن وهب، قال: جاء أعرابيّ إلى النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وهو واقف بعرفة، فسأله رداءه، فأعطاه إياه، فذهب به، ثم قال: «إنّ المسألة لا تحلّ إلّا من فقر مدقع، أو من غرم مفظع ... » الحديث. 9199- وهيب: بالتصغير، ابن الأسود. تقدّم في وهب. 9200- وهيب بن السماع: تقدّم في وهب الأنصاريّ. القسم الثاني الواو بعدها اللام 9201- الوليد بن عبادة بن الصّامت الأنصاريّ «2» .   (1) أسد الغابة ت (5499) . (2) طبقات ابن سعد 5/ 80، طبقات خليفة 238، التاريخ الكبير 8/ 148، تاريخ الثقات 465، المعرفة والتاريخ 3/ 382، المعارف 255، تاريخ الطبري 1/ 32، الجرح والتعديل 9/ 8، رجال صحيح البخاري 2/ 757، الثقات لابن حبان 5/ 490، مشاهير علماء الأمصار رقم 523، رجال صحيح مسلم 2/ 299، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 536، تهذيب الكمال 3/ 1469، الكاشف 3/ 210، تحفة الأشراف 9/ 94، الكامل في التاريخ 4/ 525، تهذيب التهذيب 11/ 137، تقريب التهذيب 2/ 333، خلاصة تذهيب التهذيب 416، جامع التحصيل 365، تاريخ الإسلام 3/ 219، أسد الغابة ت (5473) ، الاستيعاب ت (2757) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 493 قال ابن سعد: ولد في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وروى عن أبيه، وعن أبي اليسر الأنصاريّ، وغيرهما. روى عنه ابنه عبادة، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعطاء، وسليمان بن حبيب، وعمارة بن عمير، وغيرهم. قال ابن سعد: مات في خلافة عبد الملك، وكان ثقة قليل الحديث. قلت: وجاءت رواية توهم أنّ له صحبة، فعند أحمد من طريق سيار، عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، قال: بايعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على السّمع والطاعة، في العسر واليسر، والمنشط والمكره ... الحديث. وهذا الحديث إنما هو لعبادة والده، فلعل مراده بقوله: عن أبيه عن جدّه. وقد أخرجه الموطأ والشّيخان وأحمد أيضا والنسائي من طرق، عن يحيى بن سعيد وغيره، عن عبادة بن الوليد، عن أبيه، عن عبادة. وأخرج الترمذيّ من طريق عبد الواحد بن سليم: قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح، فقال عطاء: لقيت الوليد بن عبادة بن الصّامت صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقلت: ما كانت وصية أبيك عند الموت، فذكر حديثا، فإن قرئ صاحب بالنّصب نعتا للوليد اقتضى أن يكون صحابيّا، وإن قرئ بالجر نعتا لعبادة فلا إشكال. 9202- الوليد بن عديّ الأصغر ابن الخيار «1» بن عديّ بن نوفل القرشيّ النوفليّ. مات أبوه كافرا، وللوليد هذا ولد يقال له عمارة، كان شاعر أهله، وذكره الزّبير بن بكّار في كتاب النّسب. 9203- الوليد بن الوليد بن الوليد بن المغيرة. تقدم ذكره فيمن اسمه عبد اللَّه. 9204- الوليد بن يزيد بن عديّ بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: قتل ولده عبد اللَّه مع عائشة يوم الجمل، وكان عبد اللَّه يعرف بابن الدّارية.   (1) في أ: عبد الجبار. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 494 القسم الثالث الواو بعدها الراء 9205- ورد بن منظور بن سيار بن ثعلبة بن نبهان بن لأم الطائيّ. له إدراك، وولده جهم كان ممن خفر الرّواحي، وهي إبل كانت تعلف بالكوفة وتحمل للبحار في زمن الحجاج، فأغار عليها شبيب بن عمرو بن كريب في قصّة تقدّمت الإشارة إليها في عمرو بن كريب، ذكرها ابن الكلبيّ. الواو بعدها العين 9206- وعوعة بن سعيد: بن قرط بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. له إدراك، وولده مربع كان يساعد جريرا فتهدده الفرزدق، فقال: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع «1» [الكامل] ذكره ابن الكلبيّ. الواو بعدها الفاء، واللام 9207- وفاء بن الأشعر التميميّ. يعرف بابن لسان الحمرة، كان مشهورا بالفصاحة، وكنيته أبو كلاب، مذكور في المعمّرين، وهو الّذي قال لمعاوية لما سأله عن علمه: أخذته بلسان سئول، وقلب عقول. 9208- الوليد بن محصن الدّريكيّ، بالتصغير. ذكر وثيمة في الرّدّة أنه كان له رأي وعقل، وأنه خطب خطبة بليغة نهى فيها ملوك كندة من الرّدة فلم يقبلوا منه واستخفّوا به وطردوه. الواو بعدها الهاء 9209- وهب بن الأسود «2» . لقي عمر رضي اللَّه عنه. روى عنه ابن أبي مليكة. ذكره البخاريّ.   (1) ديوانه: 348. (2) أسد الغابة ت (5480) ، الاستيعاب ت (2763) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 495 9210- وهب بن أكيدر دومة. ذكر ابن عساكر في ترجمة عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر، من طريق عمرو بن محمد بن الحسن، عن عمرو بن يحيى بن وهب، عن أبيه، عن جدّه، قال: كتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم إلى أبي، ولم يكن معه خاتمه فختمه بطينة. 9211- وهب بن خالد: بن عامر بن غاضرة السّعديّ، مولى عبيد والد أبي وجزة الشّاعر. مخضرم، قال محمّد بن سلّام الجمحيّ، عن يونس بن عبيد: كان عبيد والد أبي وجزة سبي فباعوه بسوق ذي المجاز في الجاهليّة، فاشتراه وهب بن خالد، فأقام عنده زمانا يرعى إبله، ثم إن عبيدا ضرب ضرع ناقة لمولاه فأدماها فلطم وهب وجهه، فغضب وسار إلى عمر مستعديا عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا رجل من ظفر، أصابني سبي في الجاهليّة، وأنا معروف النّسب، ولا رقّ على عربيّ في الإسلام. فحضر مولاه فقال: يا أمير المؤمنين، إن غلامي هذا كان يقوم على مالي، فأساء فضربته، فو اللَّه ما أعلم أنّي ضربته قطّ غيرها، وإن الرجل ليضرب ابنه أشدّ منها، فكيف بعبده؟ وأنا أشهدك أنه حرّ لوجه اللَّه، فقال عمر: قد امتنّ عليك، وقطع عنك مؤنة السب، فإن أحببت فأقم معه، فإن له عليك منّة. وإن أحببت فالحق بقومك. فأقام معه ثم تزوّج بزينب بنت عرفطة المزنية، فولدت له أبا وجزة وأخاه. وقد روى أبو وجزة عن أبيه عن عمر قصّة استسقائه في عام الرمادة «1» . القسم الرابع الواو بعدها الألف 9212- وادع: ذكره في التجريد «2» ، وعزاه لابن قانع، وإنما هو الوازع، بالزّاي، وقد تقدم. 9213- واسع بن حبّان «3» . ذكره البغويّ، وأخرج له من طريق حبّان بن واسع بن حبان، عن أبيه- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسح رأسه بماء غير فضل يديه، وهذا خطأ نشأ عن سقط، وذلك أن مسلما أخرجه من هذا الوجه، فقال عن حبّان بن واسع، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن زيد،   (1) في ط: الردة. (2) أسد الغابة ت (5432) . (3) أسد الغابة ت (5435) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 496 أخرجه مطوّلا. وأخرجه أبو داود والترمذيّ مختصرا. وقد تقدم في ترجمة واسع بن حبّان في الأوّل. 9214- واصلة بن حبّان: تقدّم «1» في وائلة، وأن بعضهم صحفه. 9215- واقد بن عبد اللَّه اليربوعيّ. قال ابن الأثير «2» : فرق ابن مندة بينه وبين واقد بن عبد اللَّه الحنظليّ، وهما واحد. 9216- واقد، غير منسوب «3» . قال ابن مندة: ذكره أبو مسعود عن شبابة، عن اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن جعفر، عن عبد اللَّه بن واقد، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا تمنعوا النّساء المساجد» «4» . قال أبو مسعود: هو عندي وهم، وإنما هو واقد بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه. قلت: وهو كما قال. 9217- وائل القيل «5» : أفرده ابن شاهين بالذكر، وأخرج من طريق ابن إسحاق، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل القيل، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم واضعا يمينه على شماله في الصّلاة. قال أبو موسى في الذّيل: هو وائل بن حجر لا شك فيه. قلت: وقد أخرجه أبو داود، من رواية عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر. الواو بعدها الراء 9218- وردان بن إسماعيل التميميّ «6» . ذكره ابن مندة، ولكن أورد الحديث الّذي تقدّم في وردان بن محرز، وقال فيه: يقال له وردان بن محرز. وقد عاب أبو نعيم ذلك.   (1) أسد الغابة ت (5436) . (2) في ط: الأمين. (3) أسد الغابة ت (5442) . (4) أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 399 والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 107، 8/ 357 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 132. (5) أسد الغابة ت (5445) . (6) أسد الغابة ت (5459) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 497 9219- وزر بن سدوس «1» : بن جابر، ويقال وزر بن جابر بن سدوس. تقدّم في الأول النقل أنه تنصّر ومات نصرانيا. الواو بعدها السين واللام 9220- وسيم الهجريّ. أورده ابن قانع، وإنما هو رسيم أوله راء. وقد تقدم على الصّواب. 9221- الوليد بن أبي مالك. قال [البرقاني] «2» : روى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فسألت عنه الدّار الدّارقطنيّ، فقال: هو شامي تابعيّ لا بأس به. 9222- الوليد بن مسافع: من بني عامر بن لؤيّ. أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصّحابة، وهو خطأ. روى عنه موسى بن هاشم. 9223- الوليد بن أبي الوليد. ذكره ابن أبي خيثمة فيمن رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم وساق من طريق ابن لهيعة، عن الوليد بن أبي الوليد، رأى شعرا من شعر رسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم مصبوغا بالحنّاء، وليس بشديد الحمرة، وكان يغسله بالماء ثم يشربه. قلت: وهذا من أعجب ما وقع، وهبه خفي عليه أنه لا يلزم من رؤيته شعر النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم أن يكون رآه وهو حي، أفما دري أنّ ابن لهيعة لم يدرك أحدا من الصّحابة. وقد تبعه ابن شاهين، وزاد الوهم وهما، فإنه ترجم للوليد بن الوليد بن المغيرة، ثم أخرج هذا بعينه من طريق ابن أبي خيثمة، فلم يذكر مستنده في تسمية أبيه وجدّه. 9224- الوليد الجرشيّ. ذكره الذّهبيّ في «التجريد» ، وقال: نزل بأعمال حمص، وشهد مرج راهط، ولا صحبة له. هذا جميع ما قال، وإذا كان كذلك فلم ذكره. الواو بعدها الهاء 9225- وهب بن الحارث.   (1) أسد الغابة ت (5466) . (2) في أ: المرزباني. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 498 تقدم وجه الصّواب فيه في حارثة بن وهب. 9226- وهب بن قطن. ذكره ابن السّكن، وقال: روى حديثه يحيى بن أيوب، عن عبد الرّحمن بن زربي «1» ، عن محمد بن يزيد عنه، وإنما رواه محمد بن يزيد، عن أيوب بن قطن، عن أبي بن عمارة كما مضى في حرف الألف. 9227- وهب الجيشانيّ «2» . قال المستغفريّ: ذكره يحيى بن يونس، وقال: روى عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في النبيذ. وعنه عمرو بن شعيب، قال: وهو وهم، وإنما هو أبو وهب. انتهى. وهو كما قال. 9228- وهيب بن الأسود. تقدّم» في وهب بن الأسود.   (1) في أ: رزين. (2) أسد الغابة ت (5482) . (3) سقط سهوا الرقم 9229. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 499 حرف الياء آخر حرف القسم الأول لياء بعدها الألف 9230- ياسر العنسيّ: بالنّون «1» ، حليف آل مخزوم. قدم من اليمن، فحالف أبا حذيفة بن المغيرة فزوّجه أمة له يقال لها سمية، فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة، ثم كان عمار وأبوه ممن سبق إلى الإسلام، فأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق عقيل، عن الزّهري، عن إسماعيل بن عبد اللَّه بن جعفر، عن أبيه، قال: مرّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بياسر وعمّار وأم عمار وهم يؤذون في اللَّه تعالى، فقال لهم: «صبرا يا آل ياسر، صبرا يا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة» «2» . وأخرج أحمد في «الزّهد» ، من طريق يوسف بن ماهك نحوه مرسلا. وأخرج الحارث في مسندة، والحاكم أبو أحمد، وابن مندة، من طريق الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان، وهو منقطع. وأخرجه الحاكم، والطّبراني في الأوسط، من رواية أبي الزّبير عن جابر- مرفوعا. ورواه ابن الكلبيّ في التّفسير، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس نحوه. وزاد عبد اللَّه بن ياسر، وزاد فطعن أبو جهل سميّة في قبلها فماتت، ومات ياسر في العذاب، ورمى عبد اللَّه فسقط. 9231- ياسر بن سويد الجهنيّ «3» .   (1) أسد الغابة ت (5503) ، الاستيعاب ت (2862) . (2) أخرجه الحاكم المستدرك 3/ 383، وأبو نعيم في الحلية 1/ 140 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4034 وعزاه للحارث وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37366 وعزاه للحارث والبغوي في مسند عثمان وابن مندة وأبو نعيم وابن عساكر. (3) الثقات 3/ 448، تجريد أسماء الصحابة 2/ 132، أسد الغابة ت (5502) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 500 ذكره ابن حبّان، وابن السّكن، والطّبرانيّ في الصّحابة. حديثه عند أولاده، قال ابن أبي حاتم: عبد اللَّه بن داود بن دلهاث «1» بن مسرع بن ياسر، روى عن أبيه عن جدّه عن أبيه، ولم يذكر فيه جرحا. وأخرج ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق عبد اللَّه بن داود بهذا السّند إلى مسرع بن ياسر- أن أباه ياسر حدثه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بعثه في سرية، فجاءت به أمه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فأمرّ يده عليه، وقال: «اللَّهمّ أكثر رجالهم، وأقل آثامهم، ولا تحوجهم» . وقال: سميه مسرعا، فقد أسرع في الإسلام. 9232- ياسر: أبو الرّبداء البلويّ، مولى الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلويّة. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وله صحبة، وكان ولده بمصر، ثم أورد من طريق سعيد بن غفير، قال: كان أبو الرّبداء ياسر عبدا لامرأة من بليّ يقال لها الرّبداء، فزعم أن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم مرّ به وهو يرعى غنم مولاته، وله فيها شاتان، فاستسقاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فحلب له شاتيه، ثم أراح، وقد حفلتا، فأخبر مولاته فأعتقته، فاكتنى بأبي الرّبداء. وأخرج أبو بشر الدّولابيّ، وابن مندة، من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن أبي سليمان مولى أم سلمة- أن أبا الرّبداء حدثه أن رجلا منهم شرب فأتوا به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فضربه، ثم عاد فشرب الثانية فأتى به فضربه، ثم عاد فشرب الثالثة فأتى به لا أدري في الثّالثة أو الرّابعة، فأمر به فحمل على العجل فوضع عليها فضرب عنقه. وذكره الدّولابيّ بالميم والدّال المهملة. قال عبد الغنيّ بن سعيد: هو تصحيف، وإنّما هو بالموحدة والذّال المعجمة. قلت: وأخرجه البغويّ في الكنى بالميم والمهملة. وقال: سكن مصر، وساق الحديث من طريق ابن لهيعة، وقال في سياقه: عن أبي سلمان في رواية، وفي أخرى عن أبي سليمان، وقال في المتن: فأتى به فيما أرى في الثّالثة أو في الرّابعة، فأمر به فحمل على العجل فضربت عنقه. 9233- يامين بن عمير: بن كعب «2» ، أبو كعب النّضيريّ.   (1) في أ: دلهاث بن إسماعيل بن مسرع. (2) الاستيعاب ت (2863) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 501 ذكره أبو عمر فقال: كان من كبار الصّحابة، أسلم فأحرز ماله. ولم يحرز ماله من بني النّضير غيره، وغير أبي سعيد بن عمرو بن وهب، فأحرزا أموالهما، قاله ابن إسحاق عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم. وقال ابن إسحاق أيضا: بلغني أن يامين بن كعب لقي أبا ليلى عبد الرّحمن بن كعب، وعبد اللَّه بن مغفّل، وهما يبكيان، فقالا: لم نجد عند النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم ما يحملنا عليه، فأعطاهما ناضحا. وقال ابن إسحاق: حدّثني بعض آل يامين أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال ليامين: ألم تر إلى ابن عمك عمرو بن جحاش، وما همّ به من قتلى؟ يعني في قصّة بني النّضير، وكان أراد أن يلقي على النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم رحى فيقتله، فأنذره جبريل، فقام من مكانه ذلك، فجعل يامين لرجل جعلا على أن يقتل عمرو بن جحاش فقتله. 9234- يامين بن يامين الإسرائيليّ «1» . ذكره ابن فتحون في ذيله على الاستيعاب، ونقل عن الماوردي أنّ عبد اللَّه بن سلام لما أسلم قال يامين بن يامين: أنا أشهد بمثل ما شهد، فنزلت هذه الآية: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ [الأحقاف: 10] . وله ذكر أيضا في سلمة بن سلام، وله سبب في نزول قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ [النساء: 136] من رواية ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس في سعد بن شعبة. الياء بعدها الثاء 9235- يثربي البلويّ: والد أبي رمثة: رفاعة بن يثربيّ. ذكره الطّبرانيّ. وأخرج أبو داود والطّبرانيّ، من طريق سفيان الثّوري، عن إياد بن لقيط السّدوسي: سمعت أبا رمثة يقول: جئت مع أبي إلى النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «ابنك هذا» ؟ قال: نعم. قال: «أتحبّه؟ أما إنّه لا يجني عليك ولا تجني عليه» . الياء بعدها الحاء 9236- يحموم الكنديّ: مولى الأشعث بن قيس. كان مع الأشعث لما أسلم، فذكر الرّشاطي أنّ الهمدانيّ ذكر في نسب اليمن أنّ   (1) أسد الغابة ت (5504) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 502 الشّعبيّ ذكر عن رجل من قريش، قال: كنّا جلوسا عند باب مسجد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذ أقبل وفد كندة، فاستشرف الناس، قال: فما رأيت أحسن هيئة منهم، فلما دخل رجل متوسط منهم يضرب شعره منكبه، فقلت: من هذا؟ قالوا: الأشعث بن قيس. قال: فقلت: الحمد للَّه يا أشعث الّذي نصر دينه، وأعزّ نبيه، وأدخلك وقومك في هذا الدين كارهين. قال: فوثب إليّ عبد حبشي يقال له يحموم، فأقسم ليضربني، ووثب عليه جماعة دوني، وثار جماعة من الأنصار، فصاح الأشعث به: كف، فكفّ عني، ثم استزارني الأشعث، فوهب لي الغلام، وشيئا من فضّة، ومن غنم، فقبلت ذلك وو رددت عليه الغلام، قال: فمكثوا أيّاما بالمدينة ينحرون الجزر ويطعمون الناس. 9237- يحنّس النبّال «1» . ذكره ابن إسحاق فيمن نزل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الطّائف لما حاصرهم، فأسلّم ثم أسلّم سيّده، فردّ ولاءه إليه، وكان عبدا لآل يسار بن مالك من ثقيف. وذكر الواقديّ أنه كان مولى يسار بن مالك نفسه. 9238- يحنّس بن وبرة الأزديّ «2» . ذكره الأمويّ، عن ابن الكلبيّ، وأنه كان ممن احتال في قتل الأسود العنسيّ مع امرأة الأسود، وكانت من أقاربه. وقد تقدّم ذكر وبرة بن يحنس، فلعله ولده أو انقلب. أورده ابن فتحون في الذّيل. 9239- يحيى بن أسعد بن زرارة الأنصاريّ «3» . مات أبوه في السّنة الأولى من الهجرة. وقال ابن حبّان: له صحبة. وقال ابن مندة: مختلف في صحبته. وذكره في الصّحابة ابن أبي عاصم، والبغويّ، وآخرون، وأخرجوا من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، قال: وما كان فينا رجل يشبهه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنه كوى أسعد بن زرارة ... الحديث. 9240- يحيى بن أسيد: بن حضير الأنصاريّ «4» .   (1) أسد الغابة ت (5506) . (2) أسد الغابة ت (5507) . (3) الثقات 3/ 447، تجريد أسماء الصحابة 2/ 132، أسد الغابة ت (5508) ، خلاصة تذهيب 3/ 142، الكاشف 3/ 249. (4) أسد الغابة ت (5509) ، الاستيعاب ت (2786) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 503 ذكر ابن القداح أنه شهد الحديبيّة مع أبيه. وقال أبو عمر: كان في سنّ من يحفظ، ولا أعلم له رواية، وبه كان يكنّى أبوه. وثبت ذكره في صحيح مسلّم من طريق عبد اللَّه بن حبّان، عن أبي سعيد الخدريّ- أن أسيد بن حضير بينما هو يقرأ إذ جالت فرسه، قال: فخشيت أن تطأ يحيى- يعني ولده. 9241- يحيى بن حكيم بن حزام القرشيّ الأسديّ «1» . ذكره ابن عبد البرّ، فقال: أسلّم حكيم بن حزام وأولاده: هشام، وخالد، ويحيى، وعبيد اللَّه يوم الفتح، وصحبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 9242- يحيى بن الحنظلية «2» . قال ابن مندة: له ذكر في المغازي. وذكره البغويّ في الصّحابة، وأورد له من طريق يزيد بن أبي مريم، عن أبيه، عن يحيى ابن الحنظلية، وكان ممن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بيعة الرّضوان تحت الشجرة، وكان عقيما لا يولد له، فقال: والّذي نفسي بيده لأن يولد في الإسلام فأحتسبه أحبّ إلي من الدّنيا وما فيها. وسنده ضعيف. 9243- يحيى بن سعد بن زرارة الأنصاريّ. أورده ابن مندة في ترجمة عمه أسعد بن زرارة، وأخرج من طريق بشر- ابن عمه «3» - عن شعبة «4» ، عن محمد بن عبد الرّحمن «5» بن أسعد بن زرارة، عن عمه يحيى بن سعد، قال: سمعت عمي أسعد بن زرارة، وهو جد محمد بن عبد الرّحمن من قبل أمه- أنه كان أخذه وجع في خلقه يقال له الذّبحة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لأبلغنّ من أبي أمامة عذرا. فكواه بيده ... » الحديث. قلت: كانت وفاة أسعد في السّنة الأولى من الهجرة، فإذا كان يحيى بحيث يصحّ له منه السّماع فهو صحابي لا محالة، لكن رواه مسدّد في مسندة عن يحيى القطان، عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن، عن يحيى عمه- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كوى أسعد ... الحديث. ولم يقل: سمعت أسعد. فاللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (5510) ، الاستيعاب ت (2787) . (2) أسد الغابة ت (5511) . (3) في أ: عمرو. (4) في أ: سعد. (5) في أ: سعد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 504 9243 م- يحيى بن عبد الرّحمن الأنصاريّ «1» . ذكره أبو موسى في الذّيل، وأورد له من طريق هشام بن حسّان، عن محمد بن عبد الرّحمن، عن يحيى بن عبد الرحمن الأنصاريّ: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أحبّ عليّا محياه ومماته كتب له الأمن والأمان ... » الحديث. وفي السّند أحمد بن محمد غلام خليل معروف بوضع الحديث. 9244- يحيى بن عمير «2» : بن الحارث «3» بن زائدة بن كندة بن ثعلبة بن الحارث الأنصاريّ. قال ابن حبّان: له صحبة. وقد تقدّم ذكر أبيه. 9245- يحيى بن نفير «4» : بنون وفاء مصغّرا، وقيل بغين معجمة بدل الفاء. قاله صاحب «تاريخ حمص» ، وحكى الأول ابن أبي حاتم، عن بعضهم، وأنه اسم أبي زهير النميري، قال: ولم يعرف ذلك أبي. ويقال اسمه فلان بن شرحبيل، وهو مشهور بكنيته. ويأتي في الكنى. الياء بعدها الراء 9246- يربوع بن عمرو: بن كعب بن عبس بن حرام بن حبيب بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار. ذكر العدويّ والطّبرانيّ أنه شهد أحدا والمشاهد بعدها، ولا عقب له. واستدركه ابن فتحون. 9247- يربوع، والد الجعد «5» . قال ابن مندة: روى عنه ابنه الجعد حديثا منكرا من رواية عبد اللَّه بن محمد، يعني البلويّ.   (1) أسد الغابة ت (5515) تجريد أسماء الصحابة 2/ 133. (2) في أ: عمرو. (3) الثقات 3/ 446، تجريد أسماء الصحابة 2/ 133، أسد الغابة ت (5516) . (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 133، أسد الغابة ت (5517) ، تبصير المنتبه 1/ 98- 4/ 1425، المشتبه 86، 647، الاستيعاب ت (2789) ، الإكمال 1/ 340، 7/ 359، الأعلمي 30/ 117. (5) أسد الغابة ت (5520) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 505 الياء بعدها الزاي 9248- يزيد بن الأخنس السّلميّ «1» . تقدم ذكره في ترجمة والده، وله ذكر في ترجمة أبي الأعور السّلمي في الكنى. وأخرج الطّبرانيّ من طريق بقية، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن يزيد بن الأخنس أنه لما أسلّم أسلّم معه جميع أهله إلا امرأة واحدة، فأنزل اللَّه تعالى على رسوله: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة: 10] . وله ذكر في حديث أبي أمامة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إنّ اللَّه وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب» . فقال يزيد بن الأخنس: واللَّه ما أولئك يا رسول اللَّه في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب وفي لفظ: كالذباب الأزرق، وأخرجه أحمد، وسنده صحيح. 9249- يزيد بن أسد: بن كرز «2» ، بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي، البجليّ. جدّ خالد بن عبد اللَّه القسريّ الأمير. ذكره ابن سعد في الطّبقة الرابعة من الصّحابة، وقال: كان ممن وفد على النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال البخاريّ: سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال أبو حاتم الرّازيّ، وأبو عبد اللَّه المقدميّ، وابن حبّان: له صحبة. وقد تقدم ذكر أبيه أسد في حرف الألف، وروينا في مسند عبد بن حميد، من طريق سيار بن أبي الحكم، عن خالد بن عبد اللَّه القسريّ، عن أبيه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال له: «يا يزيد بن أسد، أحبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك» . صحّحه الحاكم. وقال يحيى بن معين: أهل خالد ينكرون أن يكون لجد خالد صحبة. وقد كتب هشام بن عبد الملك إلى خالد يمتنّ عليه بما أسدى إليه من الولاية كتابا طويلا، وفيه: وهذا   (1) الثقات 3/ 445، أسد الغابة ت (5522) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 134، الجرح والتعديل 4/ 251، الاستيعاب ت (2790) ، أصحاب بدر 131، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، الأنساب 3/ 268، ذيل الكاشف 1689. (2) الثقات 3/ 443، أسد الغابة ت (5523) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 134، الطبقات 118، 306، الاستيعاب ت (2791) ، الجرح والتعديل 4/ 251، الأعلام 8/ 179، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 943، الإكمال 7/ 119، التاريخ الصغير 1/ 123، تبصير المنتبه 3/ 1169، ذيل الكاشف 1690. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 506 جدك يزيد بن أسد كان مع معاوية بصفين، وعرض دونه دمه وديته، فما اصطنع عنده، ولا أولاه ما اصطنع إليك أمير المؤمنين. وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: خرج يزيد بن أسد في أيام عمر في بعوث المسلمين إلى الشام، فكان بها، وكان مطاعا في أهل اليمن، عظيم الشأن، وجهه معاوية لنصرة عثمان في أربعة آلاف، فجاء إلى المدينة، فوجد عثمان قد قتل، فلم يحدث شيئا، وشهد صفين مع معاوية، ولم يكن لعبد اللَّه بن يزيد نباهة كأبيه. وقال المبرّد: كان عبد اللَّه بن يزيد في الثقات من عقلاء الرجال، قال له عبد الملك ابن مروان: ما مالك؟ قال: شيئان لا عيلة علي معهما: الرضا عن اللَّه تعالى، والغنى عن الناس. وذكر ابن حبّان عبد اللَّه بن يزيد في الثقات. وقال ابن سعد: لم ينزل يزيد بن الأسود الكوفة، ولا اختطّ بها، وإنما اختطّ بها خالد. وقال ابن المبارك في «الزّهد» : أنبأنا أبو بكر بن عياش، قال: دخل عبد اللَّه بن يزيد بن أسد على معاوية وهو في مرضه الّذي مات فيه، فرأى منه جزعا، فقال: يا أمير المؤمنين، ما يجزعك؟ إن مت فإلى الجنة، وإن عشت فقد علمت حاجة الناس إليك. فقال: رحم اللَّه أباك، إنه كان لنا لناصحا، نهاني عن قتل ابن الأدبر يعني حجر بن عديّ. 9250- يزيد بن الأسود: ويقال ابن أبي «1» الأسود العامريّ، ويقال الخزاعيّ، حليف قريش. قال ابن سعد: مدنيّ. وقال خليفة: سكن الطائف. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه صلّى خلفه، فكان إذا انصرف انحرف. روى عنه جابر بن يزيد ولده، وحديثه في السنن الثلاثة بهذا وغيره. وصححه الترمذيّ. 9251- يزيد بن الأسود: بن سلمة بن حجر بن وهب الكنديّ.   (1) أسد الغابة ت (5524) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 134، الاستيعاب ت (2792) ، الثقات 3/ 442- 5/ 532، العقد الثمين 7/ 460، الطبقات 285، تهذيب التهذيب 11/ 313، الأعلمي 30/ 124، تقريب التهذيب 2/ 362، الجرح والتعديل 4/ 250- 9/ 1047، الكاشف 3/ 274، خلاصة تذهيب 3/ 166، الأنساب 3/ 246، تهذيب الكمال 3/ 6529، تلقيح فهوم أهل الأثر 372، التاريخ الكبير 8/ 318، بقي بن مخلد 290، علوم الحديث لابن الصلاح 334، البداية والنهاية 8/ 324، المعرفة والتاريخ 2/ 316، 380، مشاهير علماء الأمصار 915. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 507 قال ابن الكلبيّ: وفد به أبوه على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو غلام فدعا له. استدركه ابن فتحون. 9252- يزيد بن أسيد: بكسر المهملة بعدها تحتانية «1» ، ابن ساعدة الأنصاريّ. قال ابن سعد: شهد مع أبيه وعمه أبي خيثمة أحدا، وكذا ذكره أبو عمر. 9253- يزيد بن أنيس «2» بن عبد اللَّه بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي المحاربيّ، أبو عبد الرحمن، مشهور بكنيته. قال ابن يونس: صحابي شهد فتح مصر، واختط بها، وله بها عقب، ولا رواية له بمصر. وروى عنه من أهل الكوفة أبو همام، وأخرج أحمد من طريق أبي همام عبد اللَّه بن سيار، عن أبي عبد الرحمن الفهري، قال: كنت مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، فنزلنا تحت ظلال الشجر.. فذكر حديثا طويلا. وقيل: اسمه عبد. وقيل كردوس. وقيل الحارث. 9254- يزيد بن أوس: أخو شداد بن أوس «3» . مات في خلافة معاوية، كذا ذكره صاحب التاريخ المظفريّ. 9255- يزيد بن بردع «4» : بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفري. شهد أحدا، قاله أبو عمر. 9256- يزيد بن بهرام «5» : ذكره ابن حبّان في الصحابة، وقال: يقال: إنه اسم المقعد الّذي مرّ على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يصلي بتبوك. 9257- يزيد بن تميم: مولى أبي ربيعة «6» .   (1) أسد الغابة ت (5526) ، الاستيعاب ت (2794) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 134، تهذيب الكمال 3/ 1530. (3) أسد الغابة ت (5531) ، الاستيعاب ت (2797) . (4) أسد الغابة ت (5532) ، الاستيعاب ت (2798) . (5) أسد الغابة ت (5533) . (6) أسد الغابة ت (5534) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 135. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 508 كذا ذكره يحيى بن يونس في الصحابة، وأورد له من طريق زهير بن معاوية، عن عثمان بن حكيم، أخبرني يزيد بن تميم، مولى أبي ربيعة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قام خطيبا، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: «أيّها النّاس، ثنتان من وقاه اللَّه شرهما دخل الجنّة» . فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول اللَّه، ألا تخبرنا بهما؟ فعاد في القول، وفيه: «من وقاه اللَّه شرّ ما بين رجليه، وشرّ ما بين لحييه» . وجوز أن يكون مرسلا. وقد أخرج نحوه الموطأ عن زيد بن أسلّم، عن عطاء بن يسار- مرسلا. وأصله موصول في البخاري من حديث سهل بن سعد. 9258- يزيد بن ثابت: بن الضحاك «1» الأنصاري، أخو زيد بن ثابت الفرضيّ. قال خليفة: شهد بدرا، وأنكره غيره، وقالوا: إنه استشهد باليمامة. وذكره البخاريّ في صحيحه في رواية معلقة عن خارجة بن زيد بن ثابت في الجنائز، وأخرج النسائي من طريق خارجة بن زيد بن ثابت، عن عمه، في القيام للجنازة. وعند النسائي وابن ماجة من هذا الوجه حديث آخر. وإذا مات باليمامة فرواية خارجة عنه مرسلة. واللَّه أعلم. 9259- يزيد بن ثابت الأنصاريّ «2» : من بني دينار بن النجار، أخو خزيمة بن ثابت. ذكره ابن حبّان في الصحابة. 9260- يزيد بن ثعلبة الأنصاريّ: قال ابن حبّان: له صحبة. 9261- يزيد بن ثعلبة بن خزمة» : بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك البلويّ، أبو عبد الرحمن، حليف بني سالم بن عوف بن الخزرج. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة الثانية.   (1) الاستيعاب ت (2799) ، الثقات 3/ 441، أسد الغابة ت (5535) ، الطبقات 89، بقي بن مخلد 398، تهذيب التهذيب 11/ 317، تقريب التهذيب 2/ 363، التاريخ الصغير 1/ 34، 42، تلقيح فهوم أهل الأثر 375، الطبقات الكبرى 3/ 486، 8/ 453. (2) الثقات 3/ 442، الكاشف 3/ 275، تجريد أسماء الصحابة 2/ 135، خلاصة تذهيب 3/ 167، الاستبصار 73، تهذيب الكمال 3/ 1530. (3) أسد الغابة ت (5536) ، الثقات 3/ 445، الاستيعاب ت (2800) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 135، الطبقات الكبرى 1/ 220. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 509 وقال الطّبريّ: شهد العقبتين. وجدّه الأعلى عمارة- بفتح أوله والتشديد- وجده خزمة، بفتح المعجمتين، ضبطه الدار الدّارقطنيّ، وقاله ابن إسحاق وابن الكلبي: بسكون الزاي. 9261 م - يزيد بن جارية بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد «1» بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاريّ، أبو عبد الرحمن. ذكره ابن سعد وغيره في الصحابة. وقال ابن مندة: يزيد بن جارية، وقيل زيد، جعلهما واحدا، والصواب أنهما أخوان. وفرق الدار الدّارقطنيّ بين يزيد بن جارية بن مجمع وبين يزيد الّذي اختلف في اسمه، فقيل يزيد، وقيل زيد بن جارية، فقال في كل منهما: له صحبة. والثاني روى عن معاوية. روى عنه الحكم بن مينا. وتعقبه الخطيب وصوب ابن ماكولا كلام الدار الدّارقطنيّ، وقال: لا أدري من أين حصل للخطيب القطع بذلك. قلت: ورواية يزيد عن الحكم في كتاب فضائل الأنصار لأبي داود، وفي سنن النسائي. ومن حديث يزيد بن جارية بن مجمع ما أخرجه البغويّ، وابن شاهين، وابن السّكن، وابن مندة، والأزرق، والأزديّ وغيرهم، من طريق الثوري، عن عاصم بن عبد اللَّه، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن أبيه، قال: خطبنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجة الوداع، فقال: «أرقّاءكم أرقّاءكم، أطعموهم مما تأكلون..» الحديث. وفي آخره: «فإن لم تغفروا فبيعوا عباد اللَّه ولا تعذّبوهم» . ووقع عند ابن أبي خيثمة من روايته، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان ... فذكره بلفظ: عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه. ووقع عنده غير مذكور الجد، فظنه يزيد بن ركانة، فترجم له به، فوهم، أشار إلى ذلك ابن عبد البرّ. وقال ابن السّكن: حدثنا هارون بن عيسى، حدثنا أبو داود، قلت لأحمد: يزيد له صحبة؟ قال: لا أدري، وهو أخو مجمع. قلت: إنما توقّف فيه، لأنه وقع في روايته: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأما الرواية التي فيها: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، أو سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- فمقتضاها إثبات صحبته.   (1) في أ: يزيد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 510 ومن حديثه أيضا ما أخرج ابن مندة، من طريق يزيد بن هارون، عن مجمع بن يحيى، حدثنا عمي خالد بن يزيد بن جارية، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «بريء من الشّحّ من أدّى الزّكاة ... » الحديث. ومن هذا الوجه إلى مجمع بن يحيى: حدثنا سويد بن عامر، عن يزيد بن جارية، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بلوا أرحامكم، ولو بالسّلام» . وأخرج يونس بن بكير في زيادات المغازي عن إبراهيم بن إسماعيل، عن مجمع، عن جده يزيد بن جارية، قال: بعنا سهامنا بخيبر بحلة حلة. ورواه عبيد بن يعيش، عن يونس، فقال زيد، قال أبو عمر: الأول أصحّ. 9262- يزيد بن جارية: ويقال زيد. تقدم في الّذي قبله. 9263- يزيد بن الجراح «1» : هو ابن عبد اللَّه «2» الجراح. يأتي. 9264- يزيد بن جمرة بن عوف «3» : تقدم ذكره مع والده في حرف الجيم. 9265- يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن «4» أحمر بن حارثة «5» بن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج. ويعرف بابن فسحم الأنصاريّ الخزرجي. ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، وكذا ابن إسحاق. وقال ابن حبّان: استشهد ببدر، ألقى تمرات في يده، وقاتل حتى قتل. وذكر ابن هشام وابن الكلبيّ أن فسحم اسم أمه، وهي من بني القين. وحكى ابن عبد البرّ أنه لقبه هو، وقيل: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخى بينه وبين ذي الشمالين. 9266- يزيد بن حاطب «6» .   (1) أسد الغابة ت (5538) . (2) في أ: عبد اللَّه بن الجراح. (3) أسد الغابة ت (5546) . (4) في أ: أحمد. (5) أسد الغابة ت (5539) ، الاستيعاب ت (2802) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 135، الثقات 3/ 442، الاستبصار 1240، تبصير المنتبه 3/ 170. (6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، الأعلام 8/ 181، الجرح والتعديل 4/ 257، الطبقات الكبرى 4/ 293، أسد الغابة ت (5544) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 511 ذكره أبو موسى في الذيل، وقال: ذكره جعفر المستغفريّ، وأنه استشهد بأحد. قلت: ولعله زيد بن حاطب الّذي تقدم في الزاي. 9267- يزيد بن حجر. تقدم في عمرو بن سعد. 9268- يزيد بن حرام «1» : يأتي في ابن خدام. 9269- يزيد بن حصين بن نمير «2» ، مصري. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في سبإ. روى عنه علي بن رباح، كذا ذكره ابن أبي حاتم، وقوله: مصري وهم، وإنما كان يقال دخل مصر مع ابن مروان بن الحكم، فسمع منه علي بن رباح بها. وأخرج البغويّ، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وغيرهم من طريق ابن وهب، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن يزيد بن حصين بن نمير- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أرأيت سبأ رجلا كان أو امرأة؟ قال: «رجل ولد عشرة ... » الحديث. وقد قيل: إن يزيدا هذا هو ولد الأمير الّذي كان من قبل يزيد بن معاوية في وقعة الحرة وحصار مكة، وسيأتي في القسم الأخير، فيكون حديثه هذا مرسلا. والّذي يظهر لي أنه غيره، فإن علي بن رباح من أقران حصين بن نمير والد يزيد الأمير المذكور. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم. 9270- يزيد بن حكيم: ويقال يزيد «3» أبو حكيم. روى حديثه أبو داود الطّيالسي، عن همام، عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. «دعوا النّاس يرزق اللَّه بعضهم من بعض، وإذا استشار أحدكم أخاه فلينصحه» «4» . وكذا قال علي بن الجعد، وأبو سلمة التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن عطاء.   (1) أسد الغابة ت (5543) ، الاستيعاب ت (2804) . (2) أسد الغابة ت (5540) ، الاستيعاب ت (2803) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، الطبقات 289، الكاشف 3/ 276، الجرح والتعديل 4/ 258، خلاصة تذهيب 3/ 168. (4) أخرجه مسلّم في الصحيح 3/ 1157، كتاب البيوع (21) باب تحريم بيع الحاضر للبادي (6) حديث رقم (20/ 1522) والترمذي في السنن 3/ 526 كتاب البيوع (12) باب ما جاء لا يبيع حاضر لباد (13) حديث رقم 1223 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 291 كتاب البيوع باب النهي أن يبيع حاضر لباد حديث رقم 3442 والنسائي 7/ 256، كتاب البيوع باب (17) بيع الحاضر للبادي حديث رقم 4495 وابن ماجة في السنن 2/ 734 كتاب التجارات (12) باب النهي أن يبيع حاضر لباد (15) حديث 2176، وأحمد في المسند 3/ 307، 386، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 14. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 512 قلت: وقد ذكرت بيان الاختلاف فيه في الكنى. 9271- يزيد بن حويرث الأنصاريّ: قال أبو عمر: ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفين مع عليّ من الصحابة. 9272- يزيد بن خارجة الأنصاريّ «1» : قال ابن حبان: له صحبة. 9273- يزيد بن خالد الجرمي: ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، ولم يرو له شيئا. 9274- يزيد بن خالد العصري «2» : ذكره أبو موسى في الذّيل، وعزاه لابن مردويه، وابن مردويه أورده في طريق حديث: «من كذب عليّ» - من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن خالد، حدثني أبي عن جده، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» . وعبد الرحمن متروك الحديث. 9275- يزيد بن خدارة «3» : في الّذي بعده. 9276- يزيد بن خدام بن سبيع، بموحدة مصغرا، ابن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلميّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واختلفت النسخ في مغازي موسى بن عقبة، ففي بعضها كذلك، وفي بعضها حرام، وفي بعضها خدارة. 9277- يزيد بن حوط: في حوط بن يزيد.   (1) الثقات 3/ 443. (2) أسد الغابة ت (5548) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، خلاصة تذهيب 3/ 168. (3) أسد الغابة ت (5549) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 513 9278- يزيد بن رقيش بن رئاب «1» بن يعمر الأسدي. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال ابن حبان: يقال إن له صحبة. وقال أبو عمر: من قال فيه إنه أربد بن رقيش فقد أخطأ. 9279- يزيد بن ركانة «2» بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبيّ. قال أبو عمر: له ولأبيه صحبة ورواية. روى عنه ابناه: علي، وعبد الرحمن، وأبو جعفر الباقر. وأخرج ابن قانع، من طريق يزيد بن أبي صالح، عن علي بن يزيد بن ركانة- أنّ أباه أخبره أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا ركانة بأعلى مكة، فقال: «يا ركانة، أسلّم» فأبى، فقال: «أرأيت إن دعوت هذه الشّجرة- لشجرة قائمة- فأجابتني تجيبني إلى الإسلام؟» قال: نعم ... فذكر الحديث. وقد تقدم في ترجمة ركانة أنه صارع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. [ .... ] وقصة الصراع مشهورة لركانة، لكن جاء من وجه آخر أنه يزيد بن ركانة، فأخرج الخطيب في «المؤتلف» من طريق أحمد بن عتاب العسكريّ، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال، جاء يزيد بن ركانة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ومعه ثلاثمائة من الغنم، فقال: يا محمد، هل لك أن تصارعني؟ قال: «وما تجعل لي إن صرعتك؟» قال: مائة من الغنم. فصارعه فصرعه، ثم قال: هل لك في العود؟ فقال: «ما تجعل لي؟» قال: مائة أخرى، فصارعه فصرعه. وذكر الثالثة، فقال: يا محمد، ما وضع جنبي في الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إليّ منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأنك رسول اللَّه. فقام عنه ورد عليه غنمه. وأخرج ابن قانع أيضا، والطّبرانيّ من طريق حسين بن زيد بن علي، عن ابن عمه جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن يزيد بن ركانة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان إذا صلّى على الميت كبر، ثم قال: «اللَّهمّ عبدك وابن عبدك احتاج إلى رحمتك، وأنت   (1) أسد الغابة ت (5550) ، الاستيعاب ت (2807) ، الثقات 3/ 445، تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، أصحاب بدر 129، الطبقات الكبرى 3/ 89- 4/ 103. (2) أسد الغابة ت (5551) ، الاستيعاب ت (2808) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 136، العقد الثمين 7/ 461، تهذيب الكمال 3/ 1532، ذيل الكاشف 1697. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 514 غنيّ عن عذابه، إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه» «1» . ويدعو بما شاء أن يدعو. وأخرج أبو يعلى، والبغويّ، وابن شاهين، وابن مندة في ترجمته، من طريق الزّبير ابن سعيد، عن عبد اللَّه بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده، قال: طلقت امرأتي على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم البتة. وصاحب هذه القصة هو أبوه ركانة، فإن الضمير في قوله: «يعود» على عليّ لا على عبد اللَّه. ويدل على ذلك رواية الشافعيّ من طريق نافع بن عجير، عن ركانة بن عبد يزيد- أن ركانة طلق امرأته. وهكذا أخرجه أبو داود وغيره. 9280- يزيد بن زمعة «2» بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشيّ الأسديّ، أمّه قريبة بنت أبي أمية أخت أم سلمة. وكان من السابقين، هاجر إلى أرض الحبشة، قاله ابن الكلبيّ. وقال ابن سعد: بل هو من مسلمة الفتح. وقال الزبير: كان من أشراف قريش، وكانت إليه المشورة في الجاهلية، وذكره معروف بن خرّبوذ فيمن انتهت إليه رياسة قريش في الجاهليّة، ووصلت في الإسلام. وذكره موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وغيرهما، فيمن استشهد يوم حنين. وقال الزبير بن بكّار: قتل بالطائف، وقد تقدم في زيد بن زمعة أنه قتل بحنين، وجوّزت أن يكونا أخوين. واللَّه أعلم. 9281- يزيد بن أبي زياد «3» : ويقال يزيد بن زياد الأسلميّ. رجل من أصحاب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنه يزيد بن أبي حبيب، قاله ابن يونس. وقال ابن مندة: لا نعرف له حديثا مسندا. وأخرج نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن» من طريق أبي قبيل، يزيد بن زياد الأسلميّ، وكان من الصحابة، فذكر أثرا موقوفا. 9282- يزيد بن زيد بن حصين «4» الخطميّ. قال الدّار الدّارقطنيّ: لعبد اللَّه ولأبيه صحبة. وقال الطبريّ، شهد أحدا، وذكره في الصحابة العسكريّ وغيره.   (1) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 36 رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح والطبراني في الكبير 8/ 277، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6420. (2) أسد الغابة ت (5552) ، الاستيعاب ت (2809) . (3) أسد الغابة ت (5553) . (4) أسد الغابة ت (5554) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 515 9283- يزيد بن السائب: والد السائب «1» بن يزيد. له صحبة. وقال الترمذيّ وغيره: وهو الّذي بعده. 9284- يزيد بن سعيد «2» بن ثمامة بن الأسود بن عبد اللَّه بن الحارث بن الولادة الكنديّ، والد السائب بن يزيد المعروف بابن أخت النمر، حليف بني أمية بن عبد شمس. وقيل: هو يزيد بن عبد اللَّه بن سعيد ثمامة بن شيطان بن الحارث بن عمرو بن معاوية الكنديّ. قال الزّهريّ، عن سعيد بن المسيب، قال: ما اتخذ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قاضيا ولا أبو بكر ولا عمر حتى كان في وسط خلافة عمر، فإنه قال ليزيد ابن أخت النمر: اكفني بعض الأمر- يعني صغائرها. وقال ابن سعد: استعمله عمر على السوق. وأخرجه البخاريّ في الصحيح من حديث السائب بن يزيد، قال: حجّ أبي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا ابن ستّ. وهو عند ابن شاهين بلفظ حجّ بي أبي. وأخرج أبو داود من طريق حفص بن هاشم بن عتبة، عن السّائب بن يزيد، عن أبيه- رفعه- في مسح الوجه في الدعاء، وفي المسند ابن لهيعة. واختلف عليه في مسندة. وأخرج أبو داود أيضا والبخاريّ في «الأدب المفرد» ، والترمذيّ- وحسنه، من طريق عبد اللَّه بن السائب، عن أبيه، عن جده- حديثا آخر: «ولا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا ... » الحديث. 9285- يزيد بن أبي سفيان «3» صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشيّ الأمويّ. أمير الشام، وأخو الخليفة معاوية، كان من فضلاء الصحابة، من مسلمة الفتح، واستعمله النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على صدقات بني فراس، وكانوا أخواله، قاله ابن بكار.   (1) أسد الغابة ت (5555) . (2) الاستيعاب ت (2811) ، تقريب التهذيب 4/ 365، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137. (3) الثقات 3/ 443، أسد الغابة ت (5557) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137، العقد الثمين 7/ 462، الاستيعاب ت (2810) ، الطبقات 10، البداية والنهاية 7/ 95، تهذيب التهذيب 11/ 332، تهذيب الكمال 3/ 1034، الكاشف 3/ 278، المنمق 239، 240، أزمنة التاريخ الإسلامي 1/ 942، الأعلام 8/ 184، المصباح المضيء 1/ 132، 212، 240، شذرات الذهب 1/ 24، 30، 37، العبر 1/ 15، 22، 23، التاريخ الصغير 1/ 41، 44، 45، 48، 52. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 516 وقال أبو عمر: كان أفضل أولاد أبي سفيان، وكان يقال له يزيد الخير. وأمّه أم الحكم زينب بنت نوفل بن خلف، من بني كنانة، يكنى أبا خالد. وأمّره أبو بكر الصديق لما قفل من الحج سنة اثنتي عشرة أحد أمراء الأجناد، وأمّره عمر على فلسطين، ثم على دمشق لما مات معاذ بن جبل، وكان استخلفه فأقرّه عمر. قال ابن المبارك في «الزّهد» ، أنبأنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: رأى عمر يزيد بن أبي سفيان كاشفا عن بطنه، فرأى جلدة رقيقة، فرفع عليه الدرة، وقال: أجلدة كافر. وقال أيضا: أنبأنا إسماعيل بن عياش، حدثني يحيى الطويل، عن نافع: سمعت ابن عمر قال: بلغ عمر بن الخطاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام، فذكر قصّة له معه، وفيها: يا يزيد، أطعام بعد طعام؟ والّذي نفسي بيده لئن خالفتم عن سننهم ليخالفن بكم عن طريقتهم. قال ابن صاعد: تفرد به ابن المبارك. قلت: وإسماعيل ضعيف في غير أهل الشام. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن أبي بكر الصديق. روى عنه أبو عبد اللَّه الأشعري، وعياض الأشعري، وعبادة بن أبي أمية، ولم يعقب من بيت أبي سفيان ولدا. يقال إنه مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. وقال الوليد بن مسلّم، بل تأخر موته إلى سنة تسع عشرة بعد أن افتتح قيسارية. 9286- يزيد بن السكن: ذكره البخاريّ في الصحابة. وقال ابن حبان: له صحبة. وقال أبو عمر: هو أخو زياد بن السكن، روى قصة استشهاد أخيه. 9287- يزيد بن السكن «1» والد أسماء. واسم جده رافع بن امرئ القيس بن زيد ابن الأشهل الأنصاريّ الأشهليّ. ذكره ابن سعد، وقال: استشهد هو وابنه عامر يوم أحد، وكانت ابنته أسماء من المبايعات، وقتل ابنه عمرو يوم الحرة.   (1) أسد الغابة ت (5558) ، الاستيعاب ت (2812) ، الثقات 3/ 443، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137، الطبقات 78، الجرح والتعديل 4/ 266، أصحاب بدر 168، بقي بن مخلد 748، الاستبصار 218، تلقيح فهوم أهل الأثر 385. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 517 9288- يزيد بن سلمة «1» بن يزيد بن مشجعة الجعفي. له وفادة، ونزل الكوفة. روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى عنه علقمة بن وائل، ويزيد بن مرة، وسعيد بن أشوع. أخرج الترمذي وغيره من طريق سعيد بن مسروق، عن سعيد بن عمرو بن أشوع، قال: قال يزيد بن سلمة الجعفي: يا رسول اللَّه، إني قد سمعت منك حديثا كثيرا أخاف أن ينسيني آخره أوله، فحدثني بكلمة تكون جماعا. قال: «اتّق اللَّه فيما تعلم» . وقال بعده: ليس إسناده بمتصل، لم يدرك ابن أشوع عندي يزيد بن سلمة. انتهى. وأفرد البغويّ يزيد بن سلمة هذا الجعفي الّذي روى عنه علقمة بن وائل، ولكن وقع وصفه بالجعفي في رواية الترمذي هذا، وهو منقطع كما قال. 9289- يزيد بن سلمة الضمريّ «2» : ذكره البغويّ وغيره في الصحابة. وقال أبو عمر: نزل البصرة. روى عنه ابنه عبد الحميد، وفيه نظر. وأخرج البغويّ، وابن قانع، والمستغفريّ وغيرهم، من طريق عثمان البتي، عن عبد الحميد بن يزيد الضّمري، عن أبيه يزيد بن سلمة- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «نهى عن نقرة «3» الغراب، وفرشة «4» السّبع، وأن يوطن «5» الرّجل مكانه في الصّلاة كما يوطن البعير» . ووقع في رواية يزيد بن زريع عن عثمان في نسب الأنصار. قال ابن الأثير: قول الجماعة: الضّمري- أصحّ. وأورد ابن مندة هذا الحديث في ترجمة الّذي قبله، فوهم. 9290- يزيد بن سنان «6» .   (1) الاستيعاب ت (2815) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137، تهذيب التهذيب 11/ 335، تقريب التهذيب 2/ 365، 366، الجرح والتعديل 4/ 266، 267، خلاصة تذهيب 3/ 171، تهذيب الكمال 3/ 1534. (2) أسد الغابة ت (5560) ، الاستيعاب ت (2814) ، أصحاب بدر 201، تجريد أسماء الصحابة 2/ 137. (3) يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله. النهاية 5/ 104. (4) وهو أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يرفعهما عن الأرض كما يبسط الكلب والذئب ذراعيه، والافتراش: افتعال من الفرش والفراش. النهاية 3/ 430. (5) قيل: معناه أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلّى فيه كالبعير لا يأوي إلى عطن إلا إلى مبرك قد أوطنه واتخذه مناخا، وقيل: معناه أن يبرك على ركبتيه قبل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير. اللسان 6/ 4868. (6) الجرح والتعديل 9/ 267، تهذيب الكمال 1534، تذهيب التهذيب 4/ 176/ 2، ميزان الاعتدال 4/ 428، تهذيب التهذيب 11/ 335، خلاصة تذهيب الكمال 432، المنتظم 5/ 49، أسد الغابة ت (5562) ، الاستيعاب ت (2816) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 518 ذكره ابن أبي حاتم في الصّحابة. وقال أبو عمر: سمع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا تحلفوا بالكعبة» . وأخرج البغويّ، من طريق يحيى بن معين أنه سئل عن حديث يزيد بن سنان: قلت: يا رسول اللَّه. فقال يحيى: أهل بيته يقولون: لم يلق النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولم يره. وأخرج البغويّ من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن جابر، عن أبيه: سمعت يزيد بن سنان يقول: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا، وأبيك» . حتى نهى عن ذلك. وقال: «لا تحلفوا بالكعبة» . وروى أوله ابن مندة، من طريق محفوظ بن علقمة، عن أبيه، عن ابن عائذ، قال: قال يزيد بن سنان ... فذكره. قال ابن مندة: في إسناد حديثه نظر. وقال أبو نعيم: مختلف في صحبته. 9291- يزيد بن سويد الصّدفي. له صحبة، وشهد فتح مصر، قاله ابن يونس، قال: وذكروه في كتبهم. 9292- يزيد بن سيف «1» : بن حارثة التميميّ اليربوعيّ. قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: له صحبة، وكذا قال ابن حبّان. وقال أبو عمر : يزيد بن سيف، ويقال ابن سيف التميمي اليربوعيّ. روى في «العريف» ، حديثه عند ولده. وأخرج البغويّ، وابن السّكن، والطّبرانيّ، وابن قانع، من طريق مودود بن الحارث بن ضريب بن يزيد بن سيف بن حارثة، حدّثنا أبي، عن جدّ أبيه يزيد بن سيف، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، إني رجل من بني تميم، ذهب مالي كله. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ليس عندي مال» . ثم قال لي: «ألا أعرّفك على قومك» ؟ قلت: لا. قال: «أمّا إنّ العريف يدفع في النّار دفعا» . ووقع في رواية ابن قانع يزيد بن حارثة، نسبه لجده.   (1) أسد الغابة ت (5563) ، الثقات 3/ 444، الاستيعاب ت (2817) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، الجرح والتعديل 4/ 266. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 519 9293- يزيد بن شجرة: بن أبي شجرة الرّهاوي» . مختلف في صحبته. قال عباس الدّوريّ، عن ابن معين: له صحبة، وكذا قال البخاريّ. وقال ابن حبّان: يقال له صحبة، وكذا قال ابن أبي حاتم، وقال ابن مندة: قال بعضهم: له صحبة، ولا يثبت. وقال أبو زرعة: ليست له صحبة صحيحة، ومن يقول له صحبة مخطئ. وقال يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة: وله صحبة، وهو خطأ، قاله أبو حاتم. وقال أبو زرعة، عن ابن فضيل، عن يزيد مثله، ثم قال: أخطأ ابن فضيل عن يزيد. وقال أبو عمر: روى عن مجاهد حديثا واحدا في الجهاد مضطرب الإسناد. قلت: وحديث ابن فضيل رويناه في مكارم الأخلاق للخرائطيّ، عن علي بن حرب عنه، ولفظه: قام يزيد بن شجرة في أصحابه، فقال: يا أيها الناس، إنها قد أصبحت عليكم، وأمست من بين أخضر وأصفر وأحمر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدوّ غدا فقدما قدما، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ما تقدّم رجل خطوة إلّا اطلع عليه الحور العين ... » الحديث. وكذا أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل. قال البغويّ: رواه حصين، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة موقوفا. وهو الصّواب. قلت: ورويناه في الغيلانيات، قال: حدّثنا محمد يونس، حدّثنا يحيى بن كثير، حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر بعض الحديث. ومحمد بن يونس الكديمي ضعيف، والمحفوظ عن الأعمش موقوفا. وأخرجه البغويّ أيضا من طريق خالد الواسطي، عن يزيد- مرفوعا، وأبو نعيم من طريق مسعود بن سعد، عن يزيد، كذلك، وقال في رواية: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقد رواه عبد اللَّه بن المبارك في «الزّهد» ، عن زائدة، عن منصور بن مجاهد موقوفا.   (1) أسد الغابة ت (5564) ، الاستيعاب ت (2818) ، طبقات ابن سعد 7/ 446، تاريخ خليفة 198، طبقات خليفة 75، التاريخ لابن معين 2/ 672، التاريخ الكبير 8/ 316، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، المعارف 448، العقد الفريد 1/ 297، المراسيل 235، الجرح والتعديل 9/ 270، أنساب الأشراف 3/ 65، مروج الذهب 2342، مقدمة مسند بقي بن مخلد 144، تاريخ الطبري 5/ 136، جمهرة أنساب العرب 413، الكامل في التاريخ 3/ 377، تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، المعجم الكبير 22/ 246، جامع التحصيل 372، التذكرة الحمدونية 2/ 286. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 520 وكذا أخرجه ابن مندة من طريق الأعمش، عن مجاهد. وأخرجه البيهقيّ من طريق شعبة، قال: كتب إليّ منصور، وقرأته عليه، عن مجاهد، فذكره مطوّلا موقوفا. ولفظه: عن يزيد بن شجرة، وكان من رها، وكان معاوية يستعمله على الجيوش، فخطبنا يوما، فحمد اللَّه وأثنى عليه ... وفيه اختلاف آخر على يزيد بن شجرة كما تقدم في ترجمة خدار من طريق الزهريّ، عن يزيد بن شجرة، عن خدار مرفوعا. وجاء عن يزيد بن شجرة حديث آخر أخرجه ابن مندة بسند ضعيف، من رواية خالد بن العلاء، عن مجاهد عنه، وقال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في جنازة، فقال الناس خيرا وأثنوا عليه خيرا، فجاء جبرائيل، فقال: «إنّ الرّجل ليس كما ذكروا، ولكن أنتم شهدا اللَّه في الأرض، وقد غفر له ما لا يعلمون» . وقال: غريب، وفي مسندة ضعيفان. وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الشام مع بعض الصّحابة، وقال: مات سنة ثمان وخمسين في أواخر خلافة معاوية، وفيها أرّخه الواقديّ، وأبو عبيد، وخليفة، وقال: كان معاوية أمره على مكة سنة تسع وثلاثين، فنازع قثم بن العبّاس، وكان عليها من قبل عليّ فسفر بينهما أبو سعيد فاصطلحا على أن شيبة الحجبيّ يقيم للنّاس الحجّ تلك السّنة، وذكر المفضل الغلّابي نحوه. 9294- يزيد بن شراحيل «1» : تقدم في حرف الزاي في زيد. 9295- يزيد بن شريح «2» . له صحبة. روى في المسير، قاله أبو عمر. وقال البغويّ: يشك في صحبته. وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن سليمان بن سليم، عن يحيى بن جابر، عن يزيد بن شريح، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «ثلاثة في الميسر: القمار، والضّرب بالكعاب، والتّصفير بالحمام» . وهذا أخرجه أبو داود في المراسيل من رواية [ابن] عياش، فيزيد بن شريح ليس بصحابي عنده. وفي التّابعين يزيد بن شريح الحمصي من صغار التّابعين يروي عن صغار الصّحابة، كأبي أمامة، وكبار التّابعين، مثل كعب الأحبار، وابن حيّ، فإن كان هو صاحب الحديث فليس بصحابي جزما، وإن كان غيره فهو على الاحتمال.   (1) أسد الغابة ت (5565) . (2) بقي بن مخلد 729، أسد الغابة ت (5566) ، الاستيعاب ت (2819) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 521 9296- يزيد بن شيبان الأزديّ «1» : ويقال الديليّ، خال عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان الجمحيّ. قال ابن أبي حاتم: له صحبة. روى عمر عنه، قال: أتانا ابن مربع ونحن بعرفة، قال: أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إليكم يقول: «قفوا على مشاعركم ... » «2» الحديث. واللَّه أعلم. 9297- يزيد بن الصّلت. وقع حديثه في كامل ابن عدي في ترجمة محمد بن حمران من روايته عن عطية بن يزيد بن الصّلت، عن أبيه، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأعطى الفارس سهمين، والراجل سهما. رواه ابن حمران عن سليمان الشاذكوني، وهو واهي الحديث، وبه: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا رأيت سيفين للمسلمين سلّا فالزم بيتك» . 9298- يزيد بن ضرار: أخو الشماخ. تقدم ذكره في مزرد. 9299- يزيد بن ضمرة بن العيص «3» بن منقذ بن وهب الخزاعيّ. ذكر الطبري، عن ابن الكلبيّ، أنه شهد حنينا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، واستدركه ابن فتحون. قلت: وهو في الجمهرة، وساق نسبه، فقال: وهب بن بداء بن غاضرة بن حبشية بن كعب. 9300- يزيد بن طعمة بن جارية «4» بن لوذان الأنصاريّ الخطميّ. ذكره ابن الكلبيّ فيمن شهد صفّين من الصّحابة مع علي، قاله أبو عمر. 9301- يزيد بن طلحة: مضى «5» في طلحة بن زيد.   (1) أسد الغابة ت (5568) ، الثقات 3/ 443، الاستيعاب ت (2820) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، الكاشف 3/ 280، تهذيب التهذيب 11/ 337، تقريب التهذيب 2/ 366، الجرح والتعديل 4/ 270، خلاصة تذهيب 3/ 172، تهذيب الكمال 3/ 1536. (2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 593 كتاب المناسك باب موضع الوقوف بعرفة حديث رقم 1919 وأورده التبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 2595 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12056. (3) أسد الغابة ت (5571) . (4) أسد الغابة ت (5572) ، الاستيعاب ت (2821) . (5) أسد الغابة ت (5573) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 522 9302- يزيد بن ظبيان السّدوسي «1» : تقدم ذكر وفادته في ترجمة الخمخام. 9303- يزيد بن عامر بن الأسود «2» بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة أبو حاجر السّوائي. قال أبو حاتم: له صحبة، روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الصّلاة، أخرجه أبو داود من طريق نوح بن صعصعة، عنه، ثم أخرجه الطّبراني من هذا الوجه، وكان شهد حنينا مع المشركين ثم أسلّم. 9304- يزيد بن عامر بن حديدة بن «3» غنم بن سواد بن كعب «4» بن سلمة الأنصاريّ، أبو المنذر الخزرجيّ. ذكره ابن إسحاق في أهل العقبة. قال أبو عمر: لم يختلف في ذلك. وذكره ابن إسحاق أيضا في البدريّين. 9305- يزيد بن عباية «5» ابن بجير «6» بن خالد بن خلّاس «7» بن مرة بن زيد بن مالك بن جنادة بن معن الباهليّ. ذكره أبو عمر مختصرا. وقال ابن مندة: روى حديثه إبراهيم بن المستمر، عن زياد ابن قريع بن يزيد بن عباية، عن أبيه، عن جدّه يزيد- أنه أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فمسح على رأسه، وأتاه بصدقته، وقد تقدّم ذكر عباية في حرف العين. 9306- يزيد بن عبد اللَّه البجليّ «8» . روى عنه ابنه حميد بن يزيد في فضل جرير. فخرج حديثه عن ولده، ذكره أبو عمر مختصرا.   (1) أسد الغابة ت (5575) . (2) الثقات 3/ 444، تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، الطبقات 54، 285، تهذيب التهذيب 11/ 339، تقريب التهذيب 2/ 366، الجرح والتعديل 4/ 281، خلاصة تذهيب 3/ 172، تهذيب الكمال 3/ 1536، الكاشف 3/ 281، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، بقي بن مخلد 631. (3) أسد الغابة ت (5577) ، الاستيعاب ت (2823) . (4) في أ: كعب بن كعب بن سلمة. (5) في أ: عدية. (6) أسد الغابة ت (5578) ، الاستيعاب ت (2824) . (7) في أ: خداش. (8) تجريد أسماء الصحابة 2/ 139، أسد الغابة ت (5579) ، الاستيعاب ت (2845) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 523 9307- يزيد بن عبد اللَّه بن الجراح الفهري «1» ، أخو أبي عبيدة أحد العشرة. تقدم نسبه في عامر. قال ابن حبّان: له صحبة، وتبعه المستغفريّ، وكذا قال ابن مندة: وزاد: ولا نعرف له حديثا مسندا. وقد روى قيس بن الربيع، عن عبد الملك بن المغيرة، عن فيروز بن بادي، عن أبيه، عن يزيد بن الجراح- أنه تزوج عندهم باليمن نصرانية، وكأنه هذا، نسب إلى جدّه. 9308- يزيد بن عبد اللَّه الكنديّ «2» . ذكره ابن مندة، فقال: روى حديثه يحيى بن يزيد النوفلي، عن أبيه، عن يزيد بن خصيفة بن يزيد بن عبد اللَّه الكنديّ، عن أبيه، عن جدّه. قلت: والنّوفلي ضعيف. 9309- يزيد: بن عبد المدان «3» بن الدّيان بن قطن بن مالك «4» بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو الحارثي، يكنى أبا المنذر، واسم أبيه عمرو، واسم جدّه يزيد، وعبد المدان والديان لقبان. قال ابن سعد: كان شاعرا. وقال ابن إسحاق في «المغازي» : ثم بعث رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى من سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب، فذكر الحديث في إسلامهم. وكتاب خالد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك، وجوابه أن يقبل ومعه وفدهم، فأقبل ومعه قيس بن الحصين ذو الغصّة، ومعه يزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجّل، وعبد اللَّه بن قريط، وشدّاد بن عبد اللَّه، وعمرو بن عمرو السبائي، فلما قدموا قال: من هؤلاء؟ فذكر الحديث، وقد أسندها الواقديّ من طريق عكرمة بن عبد الرّحمن بن الحارث، وزاد فيهم عبد اللَّه بن المدان، وقال في عبد اللَّه بن قريط عبد اللَّه بن قراد، وفي عمرو بن عمرو عمرو بن عبد اللَّه، والباقي سواء. وتقدم لهم ذكر أيضا في ترجمة قيس بن الحصين. 9310- يزيد بن عتر «5» : يأتي في يزيد بن عمرو.   (1) الثقات 3/ 442، تجريد أسماء الصحابة 2/ 139، العقد الثمين 7/ 464، أسد الغابة ت (5580) . (2) أسد الغابة ت (5582) . (3) أسد الغابة ت (5586) ، الاستيعاب ت (2826) . (4) في أ: مالك بن الحارث بن مالك. (5) أسد الغابة ت (5588) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 524 9311- يزيد بن عمرو النميري «1» : ويقال يزيد بن المعتمر. أخرج الدّولابيّ من طريق دلهم بن دهثم العجليّ، عن عائذ بن ربيعة، حدّثني قرّة بن دعموص، وقيس بن عاصم، وأبو زهير بن معاوية، ويزيد بن عمرو، والحارث بن شريح، قالوا: وفدنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلنا: أعهد إلينا. قال: «تقيمون الصّلاة، وتعطون الزّكاة، وتحجّون البيت، وتصومون رمضان، وإنّ فيه ليلة خير من ألف شهر» . وذكر الحديث. وأخرجه أبو عمر من هذا الوجه، لكن قال في الترجمة يزيد بن عمرو التميمي، ويقال النميري. وفد مع قيس بن عاصم، وكأنه لما رأى معهم قيس بن عاصم ظنه التميمي، وليس كذلك، بل هو آخر نميري كما سبق في ترجمته. وأخرج الباورديّ من هذا الوجه، عن عائذ بن ربيعة، عن عباد بن زيد، عن قرّة بن دعموص ويزيد بن المعتمر، فذكر نحوه. وبه جزم الرّشاطيّ، لكن حكى أنه قيل فيه يزيد ابن عمرو. قلت: ويحتمل أن يكونا اثنين. وقال المستغفري: يزيد بن عتر النميري وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا استدركه ابن فتحون. وفي استدراكه نظر، فإن أبا عمر ذكره، لكن قال يزيد بن عمرو. 9312- يزيد بن عمرو بن حديدة الأنصاريّ الخزرجيّ، أبو قطبة. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة. 9313- يزيد بن عميرة: تقدم ذكره في ترجمة شبيب بن قرة. وقيل هو زيد بن عمير. 9314- يزيد بن قتادة «2» . قال أبو عمر: روى عنه حسان بن بلال، في صحبته نظر. وذكره الطّبراني وأبو نعيم، واستدركه أبو موسى، وليس في سياق حديثه تصريح بصحبته، لكن يؤخذ ذلك بالتأمل. وقد تقدم ذكره في ترجمة قتادة بن زيد. 9315- يزيد بن قنافة «3» : بقاف ونون وفاء. هو اسم الهلب الّذي تقدم في الهاء.   (1) أسد الغابة ت (5590) . (2) أسد الغابة ت (5595) ، الاستيعاب ت (2828) ، الثقات 3/ 446، تجريد أسماء الصحابة 2/ 139، الجرح والتعديل 4/ 284، التاريخ الصغير 1/ 175. (3) أسد الغابة ت (5596) ، الاستيعاب ت (2829) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 525 9316- يزيد بن قيس بن خارجة «1» بن جذيمة الداريّ، من رهط تميم. ذكره ابن إسحاق فيمن أوصى له النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بجادّ «2» مائة وسق من تمر خيبر. وقال الطّبري: وفد فأسلّم وأوصى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم له بسهم من خيبر. انتهى. وقد تقدم ذكره عند الواقديّ في ترجمة نعيم بن أوس، وفي ترجمة الطيّب بن عبد اللَّه الدّاري. 9317- يزيد بن قيس بن الخطيم «3» بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاريّ الظفريّ، ولد الشّاعر المشهور، وبه كان يكنى. قال العدويّ: شهد أحدا وجرح يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وسمّاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يومئذ حاسرا، وقال أبو عمر- تبعا لابن الكلبي: شهد المشاهد، واستشهد يوم جسر أبي عبيد. 9318- يزيد بن قيس: بن هانئ «4» بن حجر بن شرحبيل بن عديّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكنديّ «5» . قال ابن الكلبيّ: وفد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وذكره في الصّحابة ابن سعد والطّبريّ، واستدركه ابن فتحون وابن الأثير، ولكن وقع عند ابن سعد والطّبريّ وابن فتحون كيّس بكاف بدل القاف وبالتّشديد، ورأيته في نسخة متقنة من الجمهرة بالكاف وسكون الياء. 9319- يزيد بن قيس «6» : يأتي في ترجمة يزيد بن وقش. 9320- يزيد بن قيس: أخو سعيد «7» . ذكره جعفر المستغفريّ، وقاله: إنه من المهاجرين الأولين، واستدركه أبو موسى. 9321- يزيد بن كعابة.   (1) أسد الغابة ت (5597) . (2) الجادّ بمعنى المجدود: أي نخل يجد منه ما يبلغ مائة وسق. النهاية 1/ 244. (3) أسد الغابة ت (5598) ، الاستيعاب ت (2830) . (4) أسد الغابة ت (5601) . (5) في أ: الطبري. (6) أسد الغابة ت (5599) . (7) أسد الغابة ت (5600) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 526 وقع في التجريد في حرف الزاي زيد بن كعابة، والصّواب يزيد. 9322- يزيد بن كعب: بن عمرو الأنصاري. ذكره العدويّ، وقال: صحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم هو وأبوه وأخوه حبيب، واستشهد يزيد وأخوه يوم الحرّة، واستدركه ابن فتحون. 9323- يزيد بن كعب البهزي «1» : في زيد، في الزّاي. 9324- يزيد بن كعب: هو ابن أبي اليسر. يأتي. 9325- يزيد بن كيس: في يزيد بن قيس. 9326- يزيد بن مالك بن عبد اللَّه الجعفيّ» . قال ابن حبّان: له صحبة. وقال غيره: هو أبو سبرة الآتي في الكنى. 9327- يزيد بن المحجّل الحارثي. تقدّم في يزيد بن عبد المدان، وفي قيس بن الحصين. 9328- يزيد بن مربع «3» . ذكره ابن مندة، ووقع في الخبر ابن مربع، بغير تسمية، وقيل اسمه زيد، وقيل عبد اللَّه. وقد مدح الشمّاخ بن ضرار يزيد بن زيد بن مربع بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم الأوسي، فكأنه هذا. 9329- يزيد بن مسافع بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدّار القرشيّ العبدريّ. قتل أبوه يوم أحد كافرا، ذكره الزّبير بن بكّار، والبلاذريّ، وقالا: إنه قتل يوم الحرّة، وكأنه من مسلمة الفتح، وإلا فأقلّ ما أدرك من الحياة النبويّة ست سنين ونصفا، فهو من أهل هذا القسم. وأمّه خزرجية، قاله الزبير. 9330- يزيد بن معاوية بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى القرشيّ الأسديّ، أبو حنظلة.   (1) أسد الغابة ت (5602) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، الاستيعاب ت (2831) . (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، الثقات 3/ 442، الجرح والتعديل 4/ 290، أسد الغابة ت (5604) ، الاستيعاب ت (2832) . (3) أسد الغابة ت (5606) ، الثقات 3/ 443، تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، الطبقات 79، تهذيب التهذيب 11/ 358، تقريب التهذيب 2/ 370، تهذيب الكمال 3/ 1542. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 527 ذكره البلاذريّ فيمن هاجر إلى الحبشة في المرة الثّانية، واستشهد يوم خيبر، ويقال بالطّائف. 9331- يزيد بن معاوية البكائيّ «1» . قال ابن حبّان والمستغفريّ: له صحبة. واستدركه أبو موسى، وغفل ابن حبّان، فأعاد في التّابعين. 9332- يزيد بن معبد اليماميّ. قال ابن أبي حاتم: له وفادة. روى عنه ابنه معبد. وقال أبو عمر نحوه، وزاد أنه ربعي قيس. وقال ابن مندة: ليزيد وقيس ابني معبد صحبة. وأخرج حديثه ابن قانع، والطّبراني، وابن شاهين، من طريق أيوب بن عتبة، عن معبد بن يزيد، عن أبيه يزيد بن معبد، قال: وفدت إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسألني عن اليمامة فيمن العدد من أهلها؟ فأردت أن أقول: في بني عبد اللَّه بن الدؤل، فخفت أن أكذبه، فقلت: فيهم في بني عتبة. فقال: صدقت، ولا تنافي بين قولهم ربعيّ وحنفيّ ودؤليّ، فإن الدؤل بطن من بني حنيفة، وحنيفة قبيلة من ربيعة. وأما قول أبي عمر: إنه قيسي فأنكره عليه أهل النّسب، وقالوا: الصّواب أنه حنفيّ. وأخرج ابن أبي عاصم من طريق رباط بن عبد الحميد، عن هانئ بن يزيد، عن أبيه- أن أخاه قيس بن معبد، وجارية بن ظفر اقتتلا في مرعى كان بينهما، فضربه قيس ضربة أبان يده، وضربه جارية ضربة، فاختصما فيها إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال له: «هب لي يدك» فأبى. فقال لي: هب لي ضربة أخيك. قلت: هي لك يا رسول اللَّه، فدعا لي بالرزق والولد، وقضى لجارية بن ظفر بدية يده في مال كان لقيس بن معبد. 9333- يزيد بن المعتمر: تقدم في يزيد بن عمرو. 9334- يزيد بن المنذر «2» بن سرح، بمهملات، ابن خناس، بضم الخاء المعجمة وتخفيف النّون، ابن سنان بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ الخزرجيّ السلميّ. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وكذا [ ... ] .   (1) أسد الغابة ت (5608) ، الثقات 3/ 443، تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، تهذيب التهذيب 11/ 360، تقريب التهذيب 2/ 371. (2) أسد الغابة ت (5611) ، الاستيعاب ت (2835) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 528 9335- يزيد بن أبي منصور «1» . قال المستغفريّ: قال بعضهم: له صحبة، وفيه اختلاف، ثم أخرج من طريق الليث عن دويد بن نافع، عن يزيد بن أبي منصور، وكان له صحبة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «الحدة تعتري خيار أمّتي» «2» . ثم قال: اختلف فيه على اللّيث. قلت: رواه عبد الرّحمن بن أبان، عن الليث، لكن قال: عن دويد، عن أبي منصور، وكانت له صحبة. أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، عن أبي الربيع الزّهرانيّ، عنه. وأخرجه عن قتيبة عن الليث، لكن لم يقل: وكانت له صحبة، وتابعه يونس بن محمد، وعلي بن غراب وغيرهما. وسيأتي مزيد لذلك في ترجمة أبي منصور في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. قلت: وفي التّابعين يزيد بن أبي منصور، ذكره ابن يونس، فقال: بصريّ سكن مصر ثم إفريقية ثم رجع إلى البصرة. وروى عن أنس، وزاد ابن أبي حاتم: يروي عن ذي اللّحية الكلابي. وذكره ابن حبّان في الثّقات، لكن في أتباع التّابعين. 9336- يزيد بن مهار «3» خسرو اليماميّ. فارسي الأصل، ذكره ابن السّكن وغيره في الصّحابة، وأخرج من طريق الوليد بن يزيد بن معلى بن عبّاس بن يزيد بن شرحبيل بن يزيد بن مهار خسرو، عن أبيه معلى، عن أبيه عبّاس، عن أبيه يزيد، عن أبيه شرحبيل، عن أبيه يزيد- أن الأبناء وفدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في ثياب الدّيباج وحلق الذّهب، ودخل عليه يزيد في ثياب بياض، فقال: «ما لكم لا تشبّهون بهذا الزّاهد في الدّنيا الرّاغب في الآخرة» ! وعلقه ابن مندة، فقال: روى الوليد بن يزيد، فذكره بسنده، لكن اختصره قال: عن أبيه، عن يزيد- أنه وفد على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بياض فسمّاه زاهدا، وكذا صنع أبو نعيم.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 140، الطبقات 294، تهذيب التهذيب 11/ 363، تقريب التهذيب 2/ 371، الجرح والتعديل 4/ 291، خلاصة تذهيب 3/ 177، الكاشف 3/ 286، تهذيب الكمال 3/ 1543، معالم الإيمان 1/ 221، أسد الغابة ت (5612) . (2) أخرجه الطبراني في الكبير 11/ 194 وأورده ابن حجر في المطالب العالية 3/ 193، حديث رقم 3231 وعزاه لأبي يعلى وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 26 وقال رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه سلام بن مسلّم الطويل وهو متروك. (3) أسد الغابة ت (5613) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 529 9337- يزيد بن نبيشة: بنون وموحّدة ثم معجمة مصغرا، القرشيّ العامريّ. ذكره ابن عساكر، فقال: قيل إن له صحبة، وشهد فتح دمشق، ثم أخرج من طريق هشام بن عمار، حدّثنا الهيثم بن عمران، حدّثني محدّث، قال: دخل يزيد بن نبيشة على معاوية وقد سوّد لحيته، فقال: من أنت؟ قال: عاملك يزيد بن نبيشة. قال: لا تدخل عليّ حتى تعود لحيتك كما كانت. وذكر أبو الحسين الرّازي والد تمام فيما حكاه عن شيوخه الدمشقيين: دار نبيشة التي في سوق الرّيحان هي ليزيد بن نبيشة أمير معاوية على دمشق، وهو أحد الشهود في عهد دمشق حين فتحت، وهو صحابيّ قرشيّ، من بني عامر بن لؤيّ، له صحبة، وهو الّذي حجبه معاوية حين سوّد لحيته. 9338- يزيد بن نعامة «1» : قال البخاريّ وابن حبّان: له صحبة. وقال أبو حاتم الرّازي: لا صحبة له. وحديثه مرسل. وقال البغويّ: لا نعرف له سماعا من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ونقل الترمذيّ في العلل عن البخاريّ أنّ حديثه مرسل. وقال البغويّ: اختلف في صحبته، غير أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج حديثه في مسندة. قلت: وفي الرواة يزيد بن نعامة الضّبيّ تابعي، يروي عن أنس. 9339- يزيد بن النعمان «2» بن عمرو بن عرفجة بن العاتك بن امرئ القيس بن ذهل ابن معاوية الكنديّ. قال ابن الكلبيّ: وفد هو وأخواه حجر وعلس على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 9340- يزيد بن نعيم «3» : ذكره الطّبرانيّ، ولم يخرج حديثه، فإن كان هو الّذي جده هزال فهو تابعيّ. 9341- يزيد بن نويرة «4» بن الحارث بن عديّ بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاريّ.   (1) الثقات 3/ 442، تجريد أسماء الصحابة 2/ 141، الكاشف 3/ 287، تهذيب التهذيب 11/ 364، تقريب التهذيب 2/ 372، أسد الغابة ت (5614) ، الجرح والتعديل 4/ 292، بقي بن مخلد 678، الاستيعاب ت (2836) ، خلاصة تذهيب 3/ 178، تهذيب الكمال 3/ 1543، تلقيح فهوم أهل الأثر 385. (2) أسد الغابة ت (5615) . (3) بقي بن مخلد 1565، التقريب 2/ 372، أسد الغابة ت (5616) . (4) أسد الغابة ت (5617) ، الاستيعاب ت (2837) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 204. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 530 شهد أحدا، وقاتل يوم النهروان، قاله ابن عبد البرّ. وأخرج الخطيب في تاريخه، من طريق إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل المدنيّ، قال: كان أول قتيل قتل من أصحاب علي يوم النّهروان رجل من الأنصار يقال له يزيد بن نويرة شهد له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالجنة مرتين، مرة بأحد، قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من جاز التلّ فله الجنّة» «1» ، فأخذ يزيد سيفه فضرب حتى جاز التل، فقال ابن عم له: يا رسول اللَّه، أتجعل لي ما جعلت لابن عمي؟ قال: «نعم» ، فقاتل حتى جاز التلّ، ثم أقبلا يختلفان في قتيل قتلاه، فقال لهما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «كلاكما قد وجبت له الجنّة، ولك يا يزيد على صاحبك درجة» . وأخرج ابن عقدة بسند له ضعيف أنه قتل مع علي بن أبي طالب يوم النّهروان. 9342- يزيد بن وقش: حليف بني عبد شمس «2» . ذكر ابن إسحاق أنه استشهد باليمامة، هذه رواية الأمويّ عن ابن إسحاق. واستدركه ابن فتحون، وقال بعضهم فيه: يزيد بن قيس. وقال الواقديّ: أخذ الرّاية باليمامة بعد سالم مولى أبي حذيفة، فقتل. 9343- يزيد بن يحنّس الكوفي «3» : أبو الحسن. ذكره ابن عساكر، وقال: أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا أعلم له رؤية، وقال سيف في الفتوح: إنه شهد اليرموك، وكان أميرا على بعض الكراديس. قلت: وقد تقدم غير مرّة أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة. 9344- يزيد بن أبي اليسر: بفتح التحتانية والمهملة، واسم أبي اليسر كعب بن عمرو. ذكره ابن سعد، وقال: إنه تزوّج أم سعيد كبشة بنت ثابت بن عتيك، وكانت صحابية من المبايعات، فولدت له أولاده: سعيدا، وعروة. وسيأتي ذلك في النساء.   (1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 244، عن روح، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1595، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1495، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 167، والحاكم في المستدرك 1/ 212 عن معاذ بن جبل وعبد اللَّه بن عمر الحديث بزيادة في آخره قال الحاكم رواته مصريون ثقات ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وأورده المنذري في الترغيب 2/ 292، 3/ 440 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43518. (2) أسد الغابة ت (5619) . (3) أسد الغابة ت (5620) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 531 9345- يزيد: والد معن. فرّق البغويّ، وابن شاهين، بينه وبين يزيد بن الأخنس. 9346- يزيد: مولى سليم بن عمرو. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد من بني سواد من الأنصار يوم أحد. واستدركه ابن فتحون. وقد ذكره ابن عبد البرّ في ترجمة عنترة تبعا لابن إسحاق. 9347- يزيد أبو عمر «1» . ذكره الطّبرانيّ، وأخرج من رواية خطاب بن القاسم، عن ابن إسحاق، عن عمر بن يزيد، عن أبيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ما من أحد يقتل عصفورا إلّا عجّ يوم القيامة، فقال: يا ربّ، هذا قتلني عبثا، فلا هو انتفع بقتلي، ولا هو تركني أعيش في أرضك» «2» . 9348- يزيد: والد الغضبان، له حديث رواه عن أبيه، كذا في التجريد. 9349- يزيد: غير منسوب «3» . ذكره ابن مندة، وقال: له ذكر في حديث سراج بن مجاعة، وأشار بذلك إلى ما أخرجه الطّبراني وغيره، من طريق هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أعطاه أرضا باليمن، وكتب له كتابا: «من محمّد رسول اللَّه لمجاعة ابن مرارة من بني سليم، إنّي أعطيتك أرض كذا وكذا، فمن حاجّه فيها فليأتني» . وكتب يزيد. قلت: يحتمل أن يكون يزيد بن أبي سفيان، فإنه كان يكتب للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 9350- يزيد الكرخي: تقدم في ابن حكيم. الياء بعدها السين 9351- يسار بن أزيهر: الجهنيّ «4» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 139، أسد الغابة ت (5593) . (2) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 33، عن عمر بن يزيد عن أبيه ... الحديث وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 39985. (3) أسد الغابة ت (5621) . (4) أسد الغابة ت (5622) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 141. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 532 قال ابن السّكن: يعدّ في المدنيّين، وذكر أبو عمر أنه أحد ما قيل في أبي الغادية، وردّه ابن فتحون. وأخرج ابن السّكن، وابن مندة، من طريق محمد بن الحسن وهو ابن زبالة، عن صيفي بن نافع، عن عمرة بنت يسار بن أزيهر الجهنيّ، عن أبيها، قال: مسح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على رأسي وكساني بردين، وأعطاني سيفا، قالت: فما شاب رأس أبي حتى لقي اللَّه عزّ وجل. 9352- يسار بن الأطول «1» : الجهنيّ، أبو سعيد «2» . سمّاه الحاكم أبو أحمد في ترجمة أخيه أبي مطرف سعدا، وأخرج من طريق واصل ابن عبد اللَّه بن بدر بن واصل بن عبد اللَّه بن سعد بن الأطول الجهنيّ، قال سعد بن الأطول: وكان أخوه يسار بن الأطول- يعني الّذي مات على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. انتهى. وقال أبو عمر في ترجمة سعد بن الأطول: مات أخوه يسار بن الأطول على عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. والحديث عند ابن ماجة، والحاكم، من طريق حماد بن سلمة، أنبأنا أبو جعفر عبد الملك، عن أبي نضرة، عن سعد بن الأطول- أن أخاه مات وخلف ثلاثمائة درهم وعيالا، قال: فأردت أن أنفقها على عيال له، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ أخاك محبوس بدينه فاقض عنه» . قال: فقضيت عنه ... الحديث. أغفله ابن عبد البر مع ذكره له في ترجمة سعد، واستدركه ابن فتحون. 9353- يسار بن بلال «3» : يقال: هو اسم اسم أبي ليلى الأنصاريّ. 9354- يسار بن سبع «4» : أبو الغادية الجهنيّ- ويقال المزني. يأتي في الكنى. 9355- يسار «5» بن سويد الجهنيّ، والد مسلم بن يسار البصريّ.   (1) أسد الغابة ت (5623) . (2) في أ: أخو. (3) الثقات 3/ 448، أسد الغابة ت (5625) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 141، الطبقات 85، 135، الاستيعاب ت (2841) ، الجرح والتعديل 4/ 306. (4) أسد الغابة ت (5629) ، الاستيعاب ت (2843) . (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 142، أسد الغابة ت (5630) ، الاستيعاب ت (2844) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 533 ذكره ابن السّكن وغيره في الصّحابة، وأخرج سمويه في فوائده، وابن السّكن، والخطيب في المتفق، وابن مندة، من طريق أبي الهيثم بن قيس، عن عبد اللَّه بن مسلم بن يسار، عن أبيه، عن جدّه، عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسح على الخفين، وفي الصّرف، وغير ذلك عدة أحاديث. وقال موسى بن هارون الحمال الحافظ: قال: سئل قرّة بن حبيب: هل رأى يسار النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: اختلفوا. قال أبو موسى: وفي هذا السّند وهم، والصّواب ما رواه قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن قتادة في الصّرف. قلت: وكذا رواه سلمة بن علقمة، ومحمد بن سيرين، عن مسلم بن يسار. 9356- يسار بن عبد عامر «1» بن نعيم بن ملاحق بن جذيمة بن دهمان بن سعد بن مالك بن «2» ثور بن طابخة بن لحيان بن هذيل، أبو عزة الهذلي، مشهور بكنيته. نسبه أبو عليّ بن السّكن، وغيره، وقال: سكن البصرة، وله بها دار، قال: وجاء عنه حديث، وسمي فيه يسار بن عمرو، وأنه من أصحاب الشجرة، ثم ساق الحديث كذلك. وسيأتي ذلك في الكنى. 9357- يسار بن مالك الثقفي: تقدم في ترجمة مولاه يحنّس. 9358- يسار: غلام بريدة. له ذكر في المدنيّين، كذا ذكره ابن مندة مختصرا. وأخرج عمر بن شبّة من طريق عبد العزيز بن عمران، عن يحيى بن أفلح مولى بني ضمرة: سمعت بريدة بن الحصيب الأسلمي يخبر أنه بعث غلامه يسارا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبي بكر حين مرّا عليه في هجرتهما، قال: فلما حضرت الصّلاة استقبل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم القبلة، وقام أبو بكر عن يمينه، فقمت عن يساره، فدفع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في صدر أبي بكر فأخّره: وأخّرني، فصففنا وراءه، وصلينا، قال عمر بن شبّة: عبد العزيز كثير الغلط. 9359- يسار الحبشي الرّاعي «3» . سماه أبو نعيم، وذكر الواقديّ من طريق يعقوب بن عتبة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله   (1) أسد الغابة ت (5631) ، الاستيعاب ت (2845) . (2) في أ: أبو ثور. (3) أسد الغابة ت (5626) ، الاستيعاب ت (2849) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 534 وسلّم لما بلغه أنّ جمعا من غطفان من بني ثعلبة بن سعد بالكدر، فلما بلغ الوادي وجد الرّعاء وفيهم غلام يقال له يسار: فسأله، فقال: لا علم لي، إلا أن الناس ارتفعوا إلى المياه، فانصرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وقد ظفر بالنّعم، فلما صلّى الصّبح إذا هو بيسار يصلّي، فأمر بقسمة الغنائم، فقالوا: إن أقوى لنا أن نسوقها جميعا، فإن فينا من يضعف عن سوق حظه الّذي له، وقالوا: يا رسول اللَّه، إن كان أعجبك العبد الّذي رأيته يصلّي فنحن نعطيكه من سهمك. قال: «طبتم به نفسا؟» قالوا: نعم. قال: فقبله فأعتقه. وذكر أبو عمر عن ابن إسحاق أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سمّاه أسلم، ورد ذلك ابن الأثير، فإن أسلم استشهد بخيبر كما مضى في ترجمته. 9360- يسار الخفّاف «1» : ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال: ذكر يوسف بن فورك المستملي في كتاب الجنائز له، من طريق حفص بن عبد الرحمن الهلاليّ، حدّثني أبي، قال: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ليلة فانتهى إلى دار قد حفّتها الملائكة فدخلها، فإذا النور ساطع، فنظر فإذا رجل قائم يصلّي: فإذا النور من فيه إلى السماء، فخفف الرجل الصّلاة، فقال: «من أنت» ؟ قال: مملوك بني فلان. قال: «ما اسمك؟» قال: يسار. قال: «ما عملك؟» قال: خفاف، فلما أصبح سأل عنه، فقالوا: ما تصنع به؟ قال: «أعتقه» . قالوا: أفلا تولينا أجره. قال: «بلى» : فأعتقوه، قال: فخرج ليلة فانتهى إلى الدّار فلم ير الملائكة ففتح فدخل فإذا هو ساجد قد قضي عليه، فنزل عليه جبريل فقال: يا محمد، قد كفيناك غسله فكفّنوه وأحسنوا كفنه. 9361- يسار الرّاعي: آخر، هو الّذي قتله العرنيون. ثبت ذكره في الصّحيحين غير مسمى من حديث أنس، وسمي في حديث سلمة بن الأكوع. أخرجه الطّبرانيّ: من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن سلمة، قال: كان للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غلام يقال له يسار، فنظر إليه يحسن الصّلاة، فأعتقه، وبعثه في لقاح له بالحرة، فأظهر قوم من عرينة الإسلام، وجاءوا وهم مرضى وقد عظمت بطونهم، فبعث بهم إلى يسار فكانوا يشربون ألبان الإبل، ثم عدوا على يسار فقتلوه وجعلوا الشّوك في عينيه ... الحديث. ويحتمل أن يكون هو الّذي ذكر قبل بترجمة، ولكن قالوا في ذلك: حبشي، وفي هذا نوبي. فاللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (5627) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 535 9362- يسار، أبو هند الحجام «1» : مولى بني بياضة، يأتي في الكنى. 9363- يسار: مولى بني سليم بن عمرو. ذكره موسى بن عقبة فيمن استشهد يوم أحد، واستدركه ابن فتحون. 9364- يسار، أبو فكيهة «2» : مولى صفوان. ذكره ابن إسحاق فيمن نزل فيه قوله تعالى: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ [الأنعام 82] . وهو مشهور بكنيته. وسيأتي في الكنى. ويقال اسمه أفلح. 9365- يسار: غير منسوب. قال أبو داود الطّيالسيّ في مسندة: حدّثنا جسر بن فرقد. حدّثنا سليط بن عبد اللَّه بن يسار، قال: بايع جدّي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 9366- يسار، أبو بزة: مولى عبد اللَّه بن السّائب المخزوميّ. قال ابن قانع: سماه البخاريّ، وهو جدّ البزّي القارئ، وسيأتي في الكنى. 9367- يسار: مولى عثمان الثقفيّ. ذكره ابن فتحون، وقال: كان ممن هبط إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من حصن الطّائف، فأسلم فأعتقه. ذكره الواقديّ. 9368- يسار: مولى آل عمر بن عمير الثقفيّ. ذكره المستغفريّ فيمن خرج من عبيد الطّائف فأعتقه، قال: وتزوّج بعد ذلك في بني عقيل، وعمل للحجاج، ورزق أكثر من تسعين ولدا. قلت: ويحتمل أن يكون الّذي قبله. 9369- يسار مولى فضالة بن هلال «3» . خلطه ابن مندة بوالد مسلم، وفرّق بينهما أبو عمر، فقال: بايع هو ومولاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكأن هذا هو الصّواب، لأن هذا نسبوه مزنيّا، فأخرج أبو بكر بن أبي شيبة، عن عبد اللَّه بن موسى، عن عبد اللَّه بن مسلم بن يسار المزني، عن أبيه، عن جدّه،   (1) أسد الغابة ت (5637) . (2) أسد الغابة ت (5633) ، الاستيعاب ت (2848) . (3) أسد الغابة ت (5632) ، الاستيعاب ت (2847) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 536 قال: خرجت مع مولاي فضالة بن هلال في حجة الوداع. 9370- يسير بن جابر العتكيّ. ذكره ابن شاهين هنا، وقد تقدم في الموحّدة. 9371- يسير بن الحارث العبسيّ: تقدم في الباء الموحّدة. 9372- يسير: بالتصغير، هو ابن عروة. تقدم في أسير بالألف. 9373- يسير بن عمرو بن سيار «1» بن درمكة، وهي أمّ سيار، وهي ابنة عبد اللَّه بن سعيد بن مرة بن ذهل بن شيبان، وأما أبو يسار فهو من بني مزيد بن الأعجم بن سعد بن مرة. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: إنه صحب النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ويقال فيه أسير بالهمزة، وخلطه بعضهم بأسير بن عمرو. الياء بعدها العين 9374- يعفر: ويقال يعفور، بن عريب بن عبد كلال الرّعيني القتباني. ذكره ابن يونس، وقال: زعموا أنه شهد فتح مصر، وقال في ترجمة بحر، بموحدة ومهملة مضمومتين : يعفر له وفادة. 9375- يعقوب بن الحصين «2» : قال ابن السكن: روي عنه حديث ليس بمشهور، وساق ابن أبي خيثمة، والبغوي، وابن قانع، وابن شاهين، وابن السّكن، وغيرهم، من رواية عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن يعقوب بن الحصين- قال: كأني انظر إلى خدّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يسلّم عن يمينه وعن شماله ويجهر بالتّسليم. وذكر أبو عمر أنه تفرد به ابن مجاهد، وهو ضعيف. وأخرجه بقيّ بن مخلد. 9376- يعقوب بن زمعة الأسديّ» : ذكر في حديث عبد اللَّه بن عمرو، بسند منقطع، قال: بينما نحن مع رسول اللَّه صلّى   (1) أسد الغابة ت (5640) . (2) تلقيح فهوم أهل الأثر 385، أسد الغابة ت (5644) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 143، الاستيعاب ت (2853) . (3) أسد الغابة ت (5645) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 143. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 537 اللَّه عليه وآله وسلّم ببعض هذا الوادي نريد أن نصلّي قد قام وقمنا إذ خرج حمار من شعب أبي دب، فأمسك النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فلم يكبّر، وأحاز إليه يعقوب بن زمعة أخو بني أسد حتى ردّه. أخرجه أحمد، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، أخبرني عمرو بن شعيب، عن عبد اللَّه بن عمرو بهذا. وأخرجه ابن أبي عمر عن هشام بن سليمان، عن ابن جريج به. 9377- يعقوب القبطيّ: مولى بني فهر «1» . ذكره ابن يونس، وقال: كان ممن بعثه المقوقس مع مارية، فيقال: إن له صحبة، وقيل: إنه لما أسلم تولى بني فهر. رأيت في كتاب سعيد بن عفير: حدّثني رشدين بن سعد، عن حيوة، عن بكر بن عمرو، عن إبراهيم بن مسلم بن يعقوب الفهري، عن أبيه، عن جده- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وصلّى معه الصّبح، فما سمعت شيئا قط أحسن من قراءته. قال ابن يونس: لم أجد هذا الحديث في غير كتاب ابن عفير. أخرجه لي حسين بن زيد عن أسد بن سعيد عن كثير بن عفير. 9378- يعقوب القبطيّ. آخر. أعتقه مولاه عن دبر، فباعه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليوفي به دينه. وقعت تسميته في رواية لمسلم، من طريق أبي الزّبير، عن جابر- أن أبا مذكور الأنصاري اشترى يعقوب القبطي، ثم أعتقه عن دبر منه، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أله مال غيره؟ قالوا: لا، فباعه من نعيم بن عبد اللَّه ... الحديث. وهو في الصّحيحين، ورواية الليث عن أبي الزّبير، عن أشيم [ ... ] . 9379- يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن «2» همام بن الحارث التميميّ الحنظليّ، حليف قريش.   (1) أسد الغابة ت (5646) ، الاستيعاب ت (2854) . (2) تاريخ خليفة 123، طبقات خليفة 45، طبقات ابن سعد 5/ 456، مقدمة مسند بقي بن مخلد 88، التاريخ لابن معين 2/ 682، تاريخ أبي زرعة 1/ 501، المنتخب من ذيل المذيل 554، البرصان والعرجان 137، المعرفة والتاريخ 1/ 308، تاريخ الطبري 2/ 390، العقد الفريد 1/ 258، المعارف 208، تاريخ اليعقوبي 2/ 122، التاريخ الكبير 8/ 414، جمهرة أنساب العرب 229، مروج الذهب 1582، البدء والتاريخ 5/ 114، الجرح والتعديل 9/ 301، المحبر 67، المغازي للواقدي 1012، أسد الغابة ت (5647) ، الاستيعاب ت (2855) ، الأخبار الموفقيات 500، فتوح البلدان 119، مشاهير علماء الأمصار 32، أنساب الأشراف 1/ 98، مسند أحمد 4/ 222، المعجم الكبير 22/ 249، الكامل في التاريخ 2/ 421، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 165، تحفة الأشراف 9/ 110، تهذيب الكمال 3/ 1554، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 586، المعين في طبقات المحدثين 28، عهد الخلفاء الراشدين 145، الكاشف 3/ 257، سير أعلام النبلاء 3/ 100، العقد الثمين 7/ 478، النكت الظراف 9/ 111، تهذيب التهذيب 11/ 399، تقريب التهذيب 2/ 377، خلاصة تذهيب التهذيب 376، أمالي اليزيدي 96، أسماء الصحابة الرواة 281، الوسائل إلى مسامرة الأوائل 340، التاريخ الكبير 8/ 414، المعرفة والتاريخ 1/ 308، الجرح والتعديل 9/ 301، جمهرة أنساب العرب 229، المستدرك 3/ 423، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 586، تهذيب الكمال 1554، تاريخ الإسلام 2/ 326، تذهيب التهذيب 4/ 187، العقد الثمين 7/ 478، تهذيب التهذيب 11/ 399، خلاصة تذهيب الكمال 376، أمالي اليزيدي 96، أسماء الصحابة الرواة 281، الوسائل إلى مسامرة الأوائل 34 و 129، ذيل المذيل 40. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 538 وهو الّذي يقال له يعلى بن منية، بضم الميم وسكون النون، وهي أمّه. وقيل هي أمّ أبيه. جزم بذلك الدّارقطنيّ، وقال: هي منية بنت الحارث بن جابر، والدة أميّة، والد يعلى، ووالدة العوّام والد الزّبير، فهي جدة الزبير ويعلى. وله رواية وذكر، وكنيته أبو خلف، ويقال أبو خالد، ويقال أبو صفوان. قال المدائنيّ، عن سلمة بن محارب، عن عوف الأعرابيّ، قال: استعمل أبو بكر يعلى على حلوان في الردّة، ثم عمل لعمر على بعض اليمن، فحمى لنفسه حمى فعزله، ثم عمل لعثمان على صنعاء اليمن، وحجّ سنة قتل عثمان، فخرج مع عائشة في وقعة الجمل، ثم شهد صفّين مع علي. ويقال: إنه قتل بها. نقله ابن عساكر، عن أبي حسان الزيادي، واستبعده، ويدلّ على تأخّر موته أنّ النسائي أخرج من طريق عطاء، عن يعلى بن أميّة، قال: دخلت على عتبة بن أبي سفيان وهو في الموت، فحدّثني عن أم حبيبة. وقد ذكر خليفة وغيره أن عتبة مات سنة سبع وأربعين. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن عمر. وعتبة بن أبي سفيان روى عنه أولاده: صفوان، وعثمان، ومحمّد، وعبد الرحمن، وابن ابنه صفوان بن عبد اللَّه بن يعلى، وعطاء، ومجاهد، وغيرهم. قال ابن سعد: شهد حنينا، والطّائف، وتبوك. وقال أبو أحمد الحاكم: كان عامل عمر على نجران. 9380- يعلى بن جارية «1» الثّقفي، حليف بني زهرة بن كلاب. ذكره أبو عمر، عن أبي معشر، وأنه استشهد باليمامة، قال: وسمّاه محمد بن إسحاق حييّ بن جارية، فاللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (5648) ، الاستيعاب ت (2856) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 539 9381- يعلى بن سيابة «1» : وهو ابن مرة. وفرّق بينهما أبو حاتم، وابن قانع، والطّبراني، وقال ابن حبّان: من قال في يعلى بن مرة يعلى بن سيابة فقد وهم، ثم قال: يعلى بن سيابة يقال: إن له صحبة. 9382- يعلى بن مرّة بن وهب «2» بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثّقفي، أبو المرازم، بفتح الميم والراء وكسر الزّاي المنقوطة بعد الألف، وهو يعلى بن سيابة، وسيابة أمه. قال يحيى بن معين: شهد خيبر، وبيعة الشّجرة، والفتح، وهوازن، والطائف. قال أبو عمر: كان من أفاضل الصّحابة، روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أحاديث، وعن علي. روى عنه ابناه: عبد اللَّه، وعثمان. وروى عنه أيضا راشد بن سعد جدّ سعيد بن راشد، وعبد اللَّه بن حفص بن نهيك، وآخرون. قال ابن سعد: أمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بأن يقطع أعناب ثقيف فقطعها. 9383- يعلى العامريّ «3» : فرّق الطّبرانيّ، وابن شاهين، والعسكريّ، وأبو عمر- بينه وبين يعلى بن مرّة الثقفيّ. وقيل: هما واحد، اختلف في نسبه، ويؤيده أنّ الحديث واحد، وقد وقع في رواية ابن قانع والطّبراني فيه يعلى بن مرّة، وذكر أبو عمر أنه اختلف في يعلى بن مرة، فقيل الثّقفيّ، وقيل العامريّ. فاللَّه أعلم. 9384- يعمر: أحد بني سعد «4» بن هذيم، والد أبي خزامة «5» .   (1) الثقات 3/ 441، تجريد أسماء الصحابة 2/ 144، العقد الثمين 7/ 480، 481، الطبقات الكبرى 6/ 40، الطبقات 54، 131، تهذيب التهذيب 11/ 401، 404، تقريب التهذيب 2/ 378، الجرح والتعديل 4/ 301، خلاصة تذهيب 3/ 185، تهذيب الكمال 3/ 1556، تلقيح فهوم أهل الأثر 385، بقي بن مخلد 891. (2) أسد الغابة ت (5651) ، الاستيعاب ت (2858) ، طبقات ابن سعد 6/ 40، الثقات 3/ 440، طبقات خليفة 53، تجريد أسماء الصحابة 2/ 144، الطبقات 53، 131، 182، خلاصة تذهيب 3/ 185، تهذيب الكمال 3/ 1557، الكاشف 3/ 296، تلقيح فهوم أهل الأثر 367، 377، تاريخ ابن معين 2/ 46، مسند أحمد 4/ 170، الجرح والتعديل 4/ 301، بقي بن مخلد 484، 104، الكنى والأسماء 1/ 54. (3) أسد الغابة ت (5650) ، الاستيعاب ت (2859) . (4) في أ: أحد بني الحارث بن سعد. (5) أسد الغابة ت (5653) ، الاستيعاب ت (2866) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 540 سماه بعضهم في رواية، وأكثر ما يجيء مبهما. قال البغويّ: حدّثنا إبراهيم بن هانئ، حدّثنا عثمان بن صالح، وأصبغ، قالا: حدّثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن ابن شهاب أخبرهم أنّ خزامة بن يعمر حدّثه، عن أبيه- أنه قال: يا رسول اللَّه، أرأيت رقى نسترقي بها؟ الحديث. 9385- يعيش ذو الغرّة الجهنيّ. «1» له حديث في الوضوء من لحوم الإبل، ذكره الترمذيّ، ولم يسمّه، وسمّاه ابن السّكن من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن يعيش الجهنيّ، ويعرف بذي الغرّة- أنّ أعرابيا قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «نعم» . وكذا سمّاه ابن شاهين من هذا الوجه، وسياقه أتم. 9386- يعيش بن طخفة الغفاريّ «2» . قال ابن سعد: شامي، مخرج حديثه عن المصريين، ثم ساق من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن يعيش الغفاريّ- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أتي بناقة فقال: من يحلبها؟ فقام رجل، فقال له: «ما اسمك؟» قال: مرة. قال: «اقعد» . ثم قام آخر، فقال: «ما اسمك؟» قال: جمرة. قال: «اقعد» . فقام آخر فقال: «ما اسمك؟» قال يعيش. قال: «احلب» . وأخرجه ابن قانع من وجه آخر، عن ابن لهيعة، فقال في السّند: عن يعيش الأنصاري. وله طرق في ترجمة حرب في حرف الحاء المهملة مخرجة من الموطّأ، وأخرجه البزّار من حديث بريدة مطوّلا. ويعيش هذا غير يعيش بن طخفة الّذي روى عن أبيه، وروى عنه يحيى بن أبي كثير. 9387- يعيش، مولى بني عامر بن لؤيّ. ذكره أبو إسحاق بن الأمين في ذيله على الاستيعاب، وقال: ذكره العثماني في الصّحابة. 9388- يعيش، غلام بني المغيرة «3» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 144، أسد الغابة ت (5654) ، الاستيعاب ت (2861) . (2) أسد الغابة ت (5655) ، الاستيعاب ت (2860) ، الثقات 3/ 449، تجريد أسماء الصحابة 2/ 144، الطبقات 33، تقريب التهذيب 2/ 379، الجرح والتعديل 4/ 309، تهذيب الكمال 3/ 1557. (3) أسد الغابة ت (5656) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 541 ذكره المستغفريّ، وساق من طريق وكيع: حدّثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عكرمة، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقرئ غلاما لبني المغيرة أعجميا، قال وكيع: قال سفيان: أراه يقال له يعيش، فنزلت: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ.. [النحل: 103] الآية، وينظر في يحنّس، فلعله هو. الياء بعدها الغين 9389- يغوث: بفتح أوله وضم الغين المعجمة وآخره مثلثة. جاء ذكره في خبر أظنه مصنوعا، قرأت في كتاب طبقات الإماميّة لابن أبي طيّ [ .... ] . 9390- يفودان بن يفديدويه «1» . ذكره المستغفريّ في الصّحابة. وقد مضى ذكره فيمن اسمه محمّد. الياء بعدها الميم والنون 9391- اليمان بن جابر «2» : والد حذيفة. تقدم في الحاء المهملة أن اسمه حسل، ولقبه اليمان، وقيل: إن اليمان لقب جدّ حذيفة. 9392- ينّاق «3» : بفتح أوله وتشديد النّون. ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه علي بن حجر، عن عمر بن هارون، عن عبد العزيز بن عمر، عن الحسن بن مسلم، عن جده يناق، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجّة الوداع، فقام حين زاغت الشمس فوعظ الناس. 9393- ينّاق العماني. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في غرائب مالك في آخر ترجمة نافع مولى ابن عمر، من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح، عن حبيب كاتب مالك، قال: قدم على مالك قوم من أهل عمان، وكان فيهم رجل يقال له صدقة بن عطيّة بن حماس بن نجبة بن حمار بن ينّاق، وكان يكرمه، فقيل لمالك: إن عنده عدة أحاديث يحدّث بها،   (1) أسد الغابة ت (5657) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 145. (2) أسد الغابة ت (5658) . (3) أسد الغابة ت (5659) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 45. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 542 فأمرني مالك أن أكتب عنه هذا الحديث، وأعرضه عليه، فأملى عليّ، قال: حدّثني أبي عطية، سمعت جدّي نجبة بن حمار يحدّث عن جده يناق، قال: كنت أرعى إبلا لأهلي ببادية لنا في الطّائف، فجاءنا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إن لم تسلموا فأدّوا الجزية» ، فذكر حديثا طويلا، وفي آخره: أنه وفد على عمر، فوجده قد طعن فشهد موتة ودفنه. وقد تقدّم أنه لم يبق بمكّة والطّائف في زمن حجة الوداع إلا من شهدها مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 9394- ينة الجهنيّ. ذكره ابن السّكن هنا. وقد تقدّم في الموحّدة. 9395- ينّة الحمراويّ. ذكره ابن يونس، وقال: شهد فتح مصر، وكان عريف الحمراء، وكان في شرف العطاء بمصر، وهو والد عبد الرحمن بن ينة، قاله سعيد بن عفير. قلت: وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصّحابة. الياء بعدها الواو 9396- يوسف بن عبد اللَّه بن سلام بن الحارث الإسرائيلي «1» . رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو صغير، وحفظ عنه، وحديثه عنه في سنن أبي داود وجامع الترمذي، من طريق يزيد بن الأعور، قال: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وضع تمرة على كسرة، وقال: «هذه إدام هذه» . وعند التّرمذيّ من وجه آخر عنه، قال: سمّاني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوسف. روى يوسف أيضا عن أبيه وعثمان وعمر وعليّ وغيرهم. ونقل ابن أبي حاتم أنه قال لأبيه: ذكر البخاري أنّ ليوسف صحبة، فقال أبي: لا، له رؤية. انتهى. وكلام البخاريّ أصحّ. وقد قال البغويّ: روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وذكره ابن سعد في الطّبقة الخامسة من الصّحابة. وذكره جماعة ممن ألف في الصّحابة،   (1) طبقات خليفة ت 30، التاريخ الكبير 8/ 371، الجرح والتعديل 9/ 225، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 2/ 165، تهذيب الكمال 1559، تاريخ الإسلام 4/ 70، تهذيب التهذيب 11/ 416، خلاصة تذهيب الكمال 377، أسد الغابة ت (5660) ، الاستيعاب ت (2897) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 543 وقال خليفة بن خياط: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز. قال أبو أحمد الحاكم: كناه الواقديّ أبا يعقوب. 9397- يوسف بن هبيرة بن أبي وهب المخزوميّ. مات أبوه كافرا بعد فتح مكّة، وأمّه أم هانئ. وقد تقدم في ترجمة أخيه هانئ أنه وأخويه أدركوا عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 9398- يونس بن شداد الأزديّ «1» . ذكره ابن أبي حاتم، وقال: روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من رواية سعيد بن بشير بسنده، وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند من رواية سعيد، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي الشّعثاء، عن يونس بن شدّاد- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نهى عن صوم أيام التشريق. 9399- يونس بن عبيد بن أسد بن علاج الثقفيّ، أخو صفيّة بنت عبيد مولاة سمية أم زياد. روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه قضى أن الولد للفراش، لما حضر استلحاق زياد، فأنكر ذلك، وقال له معاوية: لتنتهين أو لأطيرنّ بك طيرة بطيئا وقوعها. فقال له يونس: هل إلا إلى اللَّه، ثم أقع؟ قال: نعم. واستغفر اللَّه، وسكت، حكاه الرشاطيّ. القسم الثاني الياء بعدها الحاء 9400- يحيى بن ثابت بن قيس بن شماس الأنصاريّ الخزرجيّ. له رؤية كإخوته، واستشهد ثابت باليمامة. 9401- يحيى بن خلّاد بن رافع «2» بن مالك بن العجلان الزّرقيّ. قال أبو عمر: أحاديثه عند إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن أبيه، عن جدّه- أنه كان أتى به النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم ولد فحنّكه   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 145، الجرح والتعديل 4/ 540، بقي بن مخلد 723، أسد الغابة ت (5662) ، الاستيعاب ت (2868) . (2) أسد الغابة ت (5512) ، الاستيعاب ت (2788) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 544 بتمرة، وقال: لأسمينّه باسم لم يسمّ به أحد بعد يحيى بن زكريا. فسمّاه يحيى. قال شيخ شيوخنا الحافظ صلاح الدين العلائي: لم أجد لهذا سندا. قلت: قد ذكره ابن مندة، لكنه أرسله، فساق من طريق حبّان بن هلال، عن همام، عن إسحاق، حدثني يحيى بن خلاد أنه قال: لما ولدت أتى بي أبي ... فذكره. ونسبه أبو عمر كنديا، فوهم، ورده ابن فتحون، فأصاب. الياء بعدها الزاي 9402- يزيد بن الأصمّ «1» : وهو عمرو بن عبيد بن معاوية بن عبادة بن البكّاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. والأصمّ لقب. وأم يزيد برزة بنت الحارث الهلاليّة أخت ميمونة أم المؤمنين. قيل: إنه ولد في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذلك ذكره ابن مندة. وقال أبو نعيم: لا يصحّ له صحبة. وروى عن خالته ميمونة، وعن عائشة، وأبي هريرة، وسعد بن أبي وقّاص، ومعاوية، وابن عبّاس، وغيرهم. روى عنه ابنا أخيه: عبد اللَّه، وعبيد اللَّه ابنا عبد اللَّه بن الأصم، والزّهريّ، وأبو فزارة العبسيّ، والسّبيعي، والقتباني، وميمون بن مهران، وجعفر بن برقان، وآخرون. قال ابن سعد: قال ابن الكلبيّ: سمّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الأصم عبد الرّحمن. قال ابن سعد: وكان يزيد كثير الحديث. مات سنة ثلاث أو أربع ومائة «2» . ويقال مات سنة إحدى ومائة. وذكر الواقديّ أنه عاش ثلاثا وسبعين سنة. قلت: فإن صحّ هذا فلا رؤية له، لأنه يكون قد ولد بعد الوفاة النبويّة بنحو عشرين سنة. 9403- يزيد بن أمية «3» : الدؤليّ، أبو سنان الدؤليّ.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 479، طبقات خليفة ت 3067، تاريخ البخاري 8/ 318، الحلية 4/ 97، تاريخ ابن عساكر 18/ 124، تهذيب الأسماء واللغات/ قسم 1/ جزء 2/ 161، تهذيب الكمال 1532، تاريخ الإسلام 4/ 210، العبر 1/ 126، تذهيب التهذيب 4/ 172 ب، العقد الثمين 7/ 460، تهذيب التهذيب 11/ 313، خلاصة تذهيب التهذيب 430، أسد الغابة ت (5528) . (2) في ب، ج: وأربعمائة. (3) أسد الغابة ت (5529) ، الاستيعاب ت (2796) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 545 روى عن علي، وأبي واقد الليثيّ، وابن عباس. روى عنه نافع، والزّهري، وزيد بن أسلم، ذكره أبو عمر في الصّحابة مختصرا، وقال: ولد عام أحد في حين الوقعة. قال أبو حاتم: ولد في زمن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهذا أخذه عن الواقديّ، ولا يثبت. الياء بعدها العين 9404- يعلى بن حمزة بن عبد «1» المطّلب بن هاشم الهاشميّ، ابن عمّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال الزّبير: لم يعقب حمزة إلّا من يعلى، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه، لكنهم ماتوا ولم يعقبوا، وانقطع نسل حمزة بن عبد المطّلب. وقال ابن سعد: ولد لحمزة يعلى، وبه كان يكنّى، وعمارة ويكنى به أيضا، وعامر تزوّج، وأمه أم يعلى أوسية من الأنصار، وأم عمارة خولة بنت قيس، وسمى أولاد يعلى، وهم: عمارة، والفضل، والزّبير، وعقيل، ومحمد- درجوا. القسم الثالث الياء بعدها الحاء 9405- يحمد الخولانيّ. يأتي ذكره في ترجمة يزيد بن يحمد. 9406- يحنّس، مولى صهيب بن سنان. له إدراك. تقدم في ترجمة صهيب في قصة صهيب مع عمر. 9407- يحيى بن يعمر الرّعينيّ. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان رأسا في الطّلب بدم عثمان. الياء بعدها الراء 9408- يرفأ، حاجب عمر. أدرك الجاهليّة، وحجّ مع عمر في خلافة أبي بكر، وروى ابن المبارك في الزهد بسند له شامي، عن ابن عمر: بلغ عمر عن يزيد بن أبي سفيان أنه كان يأكل ألوان الطعام، فقال لمولى له يقال له يرفأ: إذا علمت أنه قد حضر طعامه فأعلمني ... فذكر قصة.   (1) أسد الغابة ت (5649) ، الاستيعاب ت (2857) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 546 قال ابن صاعد: غريب، لم يروه إلا ابن المبارك. وقال سعيد بن منصور: حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: قال لي عمر: إني أنزلت نفسي من مال اللَّه بمنزلة وليّ اليتيم، إن احتجت أخذت منه، وإن أيسرت رددته، وإن استغنيت استعففت. وذكر أبو مخنف الأزديّ أنّ عمر لما استخلف كتب إلى أبي عبيدة مع يرفأ، فخرج حتى أتى أبا عبيدة ... فذكر قصّة. وليرفأ ذكر في الصّحيحين في قصّة منازعة العباس وعليّ في صدقة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وله ذكر في حديث أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الزّهريّ، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه «1» بن عتبة، عن أبيه، قال: جئت إلى عمر وهو يصليّ، فجعلني عن يمينه، فجاء يرفأ فجعلنا خلفه. 9409- يريم بن عامر بن سعد بن ذهل بن الأحدس «2» بن سهل الرّعيني. له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر هو وأخوه عقبة. 9410- يريم بن معديكرب بن أبرهة بن الصّباح الأصبحيّ. له إدراك، وله ولد اسمه النضر. قال ابن الكلبيّ: كان سيد حمير بالشام في زمانه، وأمّه بنت معبد بن العبّاس بن عبد المطّلب. الياء بعدها الزاي 9411- يزداد الفارسيّ «3» : تقدم في أزداد في الألف. 9412- يزيد بن أحمد المراديّ، ثم الزرقيّ. قال ابن الكلبيّ: شهد فتح مصر. 9413- يزيد بن الأسود الغسّاني: من بني ثعلبة بن كعب بن عمرو. ذكره ابن الكلبيّ في أول نسب قحطان، وكان يكنى أبا النحس، وهو الّذي دخل الرّوم مع جبلة بن الأيهم أيام اليرموك، ثم رجع مسلما بمن معه من غسّان، ولهم شرف بالشام. 9414- يزيد بن الأسود الجرشي «4» : أبو الأسود.   (1) في ج: عبيد اللَّه بن عبد بن عقبة. (2) في أ: الأحرس. (3) أسد الغابة ت (5521) . (4) أسد الغابة ت (5524) ، الاستيعاب ت (2792) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 547 قال ابن أبي حاتم: جاهليّ. وقال مسلم: كان قديما قال أبو عمر: أدرك الجاهليّة، وعداده في الشّاميين، وقال ابن مندة: ذكر في الصّحابة، ولا يثبت، ثم أخرج من طريق يونس بن ميسرة، قال: قلت ليزيد بن الأسود: يا أبا الأسود، كم أتى عليك؟ قال: أدركت العزّى تعبد في قومي. وأخرجه البخاريّ، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن يونس. وذكره ابن سعد في الطّبقة الأولى. وقال ابن حبّان في الثقات: كان من العباد الخشن وأخرج أبو زرعة الدمشقيّ، ويعقوب بن سفيان في تاريخيهما بسند صحيح عن سليم بن عامر- أنّ الناس قحطوا بدمشق فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود، فسقوا. قال أبو زرعة: حدّثنا أبو مسهر، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز- أنّ الضّحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس، فقال ليزيد بن الأسود: قم يا بكّاء. وبه أن عبد الملك لما خرج إلى مصعب بن الزبير رحل معه يزيد بن الأسود. وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق هشام بن الغار، قال: قال لي حبان بن النضر، قال لي واثلة بن الأسقع: قدمني إلى يزيد بن الأسود، فدخل عليه وهو مقبل، فنادوه إن هذا واثلة أخوك، فمدّ يده، فجعل يمس بها، فجعلت كفّه في كفّي، فجعل يمرها على صدره مرة وعلى وجهه لموضع كفّ واثلة من يد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر قصّة. ويغلب على ظني أنه غير الّذي قبله. 9415- يزيد بن أنيس الهذلي «1» . له إدراك، قال: كنا نقوم في المسجد في عهد عمر، رواه عنه مسلم بن جندب، أخرجه البخاريّ، في كتاب خلق أفعال العباد. 9416- يزيد بن بشر الضّبعيّ. تقدم في بشير بن يزيد. 9417- يزيد بن الحارث الشيبانيّ. له إدراك، وشهد اليمامة. وقال في ذلك:. تدور رحانا حول راية عامر ... يرانا بالأبطح المتلاحق يلوذ بنا ركنا معدّ ويتّقي ... بنا غمرات الموت أهل المشارق   (1) أسد الغابة ت (5530) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 548 ونزل البصرة بعد ذلك. ذكره المرزبانيّ. 9418- يزيد بن حذيفة الأسديّ «1» . ذكره وثيمة في كتاب الردة فيمن ثبت على إسلامه هو وابنه زفر، وكان من أشراف بني أسد، فالتحق بخالد بن الوليد، قال: وأرسل إلى بني أسد يحذّرهم بأبيات منها: بني أسد ما في طليحة خصلة ... يطاع بها يا قوم في حيّ فقعس [الطويل] 9419- يزيد بن حمزة المازني «2» تقدم في الحارث بن عوف. 9420- يزيد بن ذي الآخرة اليمانيّ. ذكر وثيمة في كتاب الرّدة أنه كان ممن قال في قتل الأسود العنسيّ بأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفي ذلك يقول بعد قتل الأسود: لعمرك إنّا يوم عبدان عصبة ... يمانية الأحساب غير لئام غداة جدعنا في عنيس بضربة ... أبان بها المكشوح رأس همام [الطويل] 9421- يزيد بن رئاب الأسلميّ. قال ابن يونس: شهد هو وأخوه فتح مصر. 9422- يزيد بن السّجوح: التّجيبيّ العامريّ. ذكر ابن يونس أنه شهد فتح مصر، وولي غزو البحر، وهو صاحب المسجد الّذي في زقاق الطّحاوي بالمصوصة. 9423- يزيد بن شريك «3» بن طارق التيميّ الكوفيّ الفقيه، والد إبراهيم. سكن الكوفة. روى عن عمر، وعليّ، وأبي ذر، وابن مسعود، وحذيفة، وغيرهم.   (1) أسد الغابة ت (5542) . (2) الاستيعاب ت (2805) . (3) طبقات ابن سعد 6/ 104، طبقات خليفة 144، التاريخ لابن معين 2/ 672، التاريخ الكبير 8/ 340، تاريخ الثقات 479، الثقات لابن حبان 5/ 532، المعرفة والتاريخ 2/ 645، الجرح والتعديل 9/ 271، تهذيب الكمال 3/ 1535، الكاشف 3/ 245، المعين في طبقات المحدثين 36، تهذيب التهذيب 11/ 337، تقريب التهذيب 2/ 366، خلاصة تذهيب التهذيب 433، رجال مسلم 2/ 359، تاريخ الإسلام 2/ 540، أسد الغابة ت (5567) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 549 روى عنه ابنه إبراهيم، وإبراهيم النخعيّ، وجوّاب التيمي، والحكم بن عيينة، وآخرون. قال ابن سعد: كان عريف قومه، وقال أبو موسى: يقال أدرك الجاهليّة. 9424- يزيد بن ضرار الأسديّ. تقدم في الشماخ، وأنه المعروف بمزرّد أبو ضرار، ويقال أبو الحسن أخو الشّماخ، وكان الأسن. قال المرزبانيّ: أدرك الإسلام، فأسلم، وقال في قصيدته التي أولها: صحا القلب عن سلمى وقلّ العواذل [الطويل] ويقول فيها: وقد علموا في سالف الدّهر أنّني ... معنّ إذا جدّ الجراء وهازل زعيم لمن قاذفته بأوابد ... يغنّي بها السّاري وتحدى الرّواحل فمن ترمه منها ببيت يلح به ... كشامة وجه ليس للشّام غاسل [الطويل] 9425- يزيد بن عبد اللَّه «1» : الأصرم بن شعبة بن هزم بن رويبة بن عبد اللَّه بن هلال العامريّ ثم الهلاليّ. يلتقي مع ميمونة أم المؤمنين في الهزم، وهو بضم الهاء بعدها زاي. له إدراك، ولابنه عبد اللَّه بن يزيد ذكر في زمن بني مروان، ووفد حفيده عاصم بن عبد اللَّه بن يزيد على أسد بن عبد اللَّه القسري بخراسان فحبسه، فقال: حباك خليلك القسريّ قبرا ... لبئس على الصّداقة ما حباكا [الوافر] في أبيات. ذكره ابن الكلبيّ، سكن حمص. 9426- يزيد بن عمرو الرّياحيّ: بتحتانية، الشاعر، يعرف بالأخوص بالخاء المعجمة. ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال: إنه مخضرم، وله مع عيينة بن مرداس المعروف بابن فسوة الشّاعر قصة، وسمّاه أبو بشر الآمدي زيدا.   (1) في أ: عبد اللَّه بن الأصرم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 550 9427- يزيد بن عميرة الزبيديّ «1» : ويقال الكنديّ، ويقال الكلبي. سكن حمص. قال ابن سميع: أدرك الجاهليّة. وقال ابن سعد: لقي أبا بكر وعمر، وصحب معاذ بن جبل، وروى عن معاذ، وابن مسعود، وغيرهما، روى عنه أبو إدريس الخولانيّ، وعطية بن قيس، وأبو قلابة، ومعبد الجهنيّ. ذكره ابن سميع فيمن أدرك الجاهليّة من أصحاب معاذ. وقال العجليّ: من كبار التّابعين. وقال أبو مسهر: كان رأس أصحاب معاذ مالك بن هبيرة، وكان يزيد بن عميرة من رءوسهم. 9428- يزيد بن قيس بن تمام» بن مسعود بن كعب بن علوي بن عليان بن أرحب بن عامر بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان الهمدانيّ ثم الأرحبي. له إدراك، وكان رئيسا كبيرا فيهم. قال مجالد بن سعيد: لما سار سعيد بن العاص حين كان أمير الكوفة لعثمان، فثار عليه أهل الكوفة فتوجّه إلى عثمان، فاجتمع قراء الكوفة، فأمّروا عليهم يزيد بن قيس هذا، ثم كان مع عليّ في حروبه، وولّاه شرطته، ثم ولاه بعد ذلك أصبهان والرّيّ وهمدان، وإياه عنى القائل بعد ذلك يخاطب معاوية من أبيات: معاوي إن لا تسرع السّير نحونا ... فبايع عليّا أو يزيد اليمانيا [الطويل] قال ابن الكلبيّ: اسم هذا الّذي قال الشعر ثمامة. 9429- يزيد بن قيس بن عبد اللَّه بن قيس بن عبد اللَّه بن معاوية بن الشّيطان بن بكر بن عوف بن النخع النخعيّ. له إدراك، وكان ولده عبد اللَّه بن يزيد من أصحاب عليّ، ومات بالكوفة فصلّى عليه عليّ، ذكره هشام بن الكلبيّ.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 440، طبقات خليفة 308، التاريخ الكبير 8/ 350- تاريخ الثقات 480- المعرفة والتاريخ 1/ 468- تاريخ أبي زرعة 1/ 649- الجرح والتعديل 9/ 282- الثقات لابن حبان 5/ 544- تهذيب الكمال 3/ 1540- تهذيب التهذيب 11/ 351- تقريب التهذيب 2/ 369، خلاصة تذهيب التهذيب 433- تاريخ الإسلام 2/ 541. (2) في ج: عامر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 551 9430- يزيد بن قيصم البهزي. له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وذكروه في كتبهم. 9431- يزيد بن قنان: من بني مالك بن سعد. ذكر سيف في الفتوح أن عكرمة بعثه في كندة لما فرق أصحابه فيهم أيام الردّة. وذكره الطّبريّ، واستدركه ابن فتحون، واللَّه أعلم. 9432- يزيد بن قيس بن يزيد بن الصّعق، وهو لقب، واسمه عمرو بن الحارث بن خويلد بن نوفل بن عمرو بن كلاب بن ربيعة الكلابي. وقيل: إن الصّعق لقب خويلد، ذكر المرزباني جده يزيد بن الصّعق، وأنشد له هجوا في بني تميم، وأنه كان في زمن النعمان بن المنذر. وأما يزيد بن قيس فكنيته أبو المختار، ذكره أيضا المرزباني في معجم الشعراء وذكر أنه نظم قصيدة يشكو العمال بالبصرة، قالوا إلى عمر، فأجابه عنها خالد بن غلاب، وذكرها المدائني، عن علي بن حماد، وسحيم بن حفص وغيرهما، قالوا: قال أبو المختار يزيد بن قيس بن الصّعق كلمة رفع فيها على عمال الأهواز وغيرهم إلى عمر بن الخطاب وهي: أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... فأنت أمين اللَّه في النّهي والأمر وأنت أمين اللَّه فينا ومن يكن ... أمينا لربّ العرش يسلم له صدري فلا تدعن أهل الرّساتيق والقرى ... يسيغون مال اللَّه في الأدم الوفر فأرسل إلى الحجّاج فاعرف حسابه ... وأرسل إلى جزء وأرسل إلى بشر ولا تنسينّ النّافعين كلاهما ... ولا ابن غلاب «1» من سراة بني نصر وما عاصم منها بصغر عناية ... وذاك الّذي في السّوق مولى بني بدر وأرسل إلى النّعمان فاعرف حسابه ... وصهر بني غزوان إنّي لذو خبر وشبلا فسله المال وابن محرّش ... فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر فقاسمهم، نفسي فداؤك، إنّهم ... سيرضون إن قاسمتهم منك بالشّطر ولا تدعونّي للشّهادة إنّني ... أغيب، ولكنّي أرى عجب الدّهر نئوب إذا آبوا ونغزو إذا غزوا ... فإنّ لهم وفرا ولسنا ذوي وفر [الطويل]   (1) في ج: علات الجزء: 6 ¦ الصفحة: 552 اقتصر المرزباني على بعضها، وزاد في آخرها البيت الثالث: إذا التّاجر الهنديّ جاء بفأرة ... من المسك راحت في مفارقهم تجري [الطويل] قال: فقاسم عمر هؤلاء القوم، فأخذ شطر أموالهم حتى أخذ نعلا وترك نعلا، وكان فيهم أبو بكرة، فقال: إني لم آل لك شيئا، فقال: أخوك على بيت المال وعشور الأبلة، فهو يعطيك المال تتجر به، فأخذ منه عشرة آلاف، ويقال قاسمه، فأخذ شطر ماله. قال: والحجاج الّذي ذكره هو ابن عتيك الثقفي، وكان على الفرات، وجزء بن معاوية عمّ الأحنف، وكان على سرف، وبشر بن المحبوب كان على جنديسابور، والنافعان: أبو بكر نفيع، ونافع بن الحارث بن خلدة أخوه، وابن غلاب خالد بن الحارث من بني دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن كان على بيت المال بأصبهان، وعاصم بن قيس بن الصلت كان على مناذر، والّذي على السوق سمرة بن جندب، كان على سوق الأهواز، والنعمان بن عدي بن نضلة، ويقال نضيلة بن عبد العزّى بن حرثان أحد بني عدي بن كعب، كان على كور دجلة، وهو الّذي قال: من مبلغ الحسناء أنّ حليلها الأبيات. وصهر بني غزوان مجاشع بن سعد السلمي، كانت عنده ابنة عتبة بن غزوان وكان على صدقات البصرة، وشبل بن معبد البجلي الأحمسي كان على قبض المغانم، وابن محرش أبو مريم الحنفي كان على رامهرمز، وكان على جسر الفرات. قال المرزباني: فأجابه خالد بن غلاب: أبلغ أبا المختار عنّي رسالة ... ولم أك ذا قربى إليك ولا صهر وما كان مالي من ولاية خربة ... فتجعلني ممّن يؤلّب في الشّعر [الطويل] ومن هذه القصيدة: مقاديم في دار الحفاظ مطاعم ... مطاعين يوم البؤس بالأسل السّمر وسابغة تنسي السّنان فضولها ... أكفكفها عنّي بأبيض ذي أثر [الطويل] 9433- يزيد بن محمد: في زيد بن محمد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 553 9434- يزيد بن مر علي بن عبد ودّ بن أمد بن كعب الصائد بن شرحبيل بن عمرو ابن جشم بن صائد الهمدانيّ ثم الصائدي. وكان ولده محمد من أصحاب ابن الحنفية، وشهد مع المختار بن أبي عبيد مشاهده. ذكر ذلك ابن الكلبيّ. 9435- يزيد بن معاوية بن عبيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الرؤاسي، أبو داود الشاعر. ذكره المرزباني وقال مخضرم، وأنشد له من أبيات: تواصل أحيانا وتصرم تارة ... وشرّ الأخلّاء الخليل الممزّج [الطويل] وذكره ابن الكلبي فلم يزد على وصفه بالشاعر. 9436- يزيد بن مغفل بن عوف بن عمير بن كلب العامري. تقدم نسبه في ترجمة أخيه زهير، ولهما إدراك، واستشهدا جميعا بالقادسية. ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وذكر المرزباني في معجم الشعراء يزيد بن مغفل الكوفي، وأنشد له قوله، وهو يقاتل مع الحسين بن علي، وقتل حينئذ: إن تنكروني فأنا ابن المغفل ... شاك لدى الهيجاء غير أعزل وفي يميني نصف سيف معصّل ... أعلو به الفارس وسط القسطل [الرجز] فإما أن يكونا اثنين أو أحد القولين في مكان قتله خطأ. 9437- يزيد بن ملجم المرادي، أخو عبد الرحمن. له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر. 9438- يزيد بن ناجية اللخميّ: من بني بحر بن سوادة. كان شريفا فيهم، وله إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وله رواية عن أبي ذر. وروى عنه يزيد بن عمرو المعافريّ. 9439- يزيد بن نعيم بن شجرة بن يزيد التجيبي، ثم الأيدعاني. له إدراك. قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان من الفرسان المعدودين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 554 9440- يزيد بن يحمد الهمدانيّ والد عبد خير. ذكره أبو عمر في ترجمة ولده. وأورد من رواية عبد الملك بن سلع، قال: قلت لعبد خير: يا أبا عمارة، لقد كبرت، فكم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة. قلت: فهل تذكر من أمر الجاهلية شيئا؟ قال: نعم، أذكر أن أمي طبخت قدرا، فقلت: أطعمينا. فقالت: حتى يجيء أبوك، فجاء أبي، فقال: أتانا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ينهانا عن لحوم الميتة، فكفأناها. وهكذا أورده البخاري في تاريخه، وأبو يعلى من رواية عبد الملك. قال ابن فتحون: وأورده أبو عمر في ترجمة ولده عبد خير، وهو على شرطه ولم يفرده. قلت: لكن قال يزيد بن محمد فحرفه، وإنما هو يحمد، بضم أوله وسكون الحاء المهملة وكسر الميم. وقد قيل: إنه عبد خير بن يحمد. ويحتمل أن يكون من قال ذلك نسبه إلى جده. الياء بعدها السين 9441- يسار والد الحسن بن أبي الحسن البصريّ. له إدراك. قال الخطيب من طريق أبي العيناء، عن ابن عائشة: كان يسار من أهل ميسان، فسبي فصار إلى بعض الأنصار، فهو مولى الأنصار. وولد له الحسن في أواخر خلافة عمر. 9442- يسار المطلبي: مولى قيس بن مخرمة، وهو جدّ محمد بن يسار صاحب المغازي. أخرج أبو بكر بن المقرئ في فوائده، من طريق محمد بن إسحاق، حدثني صالح بن كيسان- أن خالد بن الوليد سار حتى نزل على عين التمر، فقتل وسبى، وكان فيمن سبى سيرين أبا عمرة وعبد مولى بلقين، وحمران بن أبان، وأفلح مولى أبي أيوب، ويسار مولى لقيس بن مخرمة، وكان ذلك سنة إحدى عشرة من الهجرة في أول خلافة أبي بكر. 9443- يسار بن نمير: خازن عمر. له إدراك ورواية عن عمر. روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة وغيره، وأخرج ابن سعد في ترجمة عمر من الطبقات من رواية أبي عاصم الغطفانيّ، عن يسار بن نمير، قال: ما نخلت لعمر الدقيق قط إلا وأنا له عاص، وروينا في جزء عباس الترقفي من طريق غيلان بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 555 جرير، عن أبي إسحاق، عن يسار بن نمير مولى عمر، قال: كان عمر إذا بال قال: ناولني شيئا فأنا وله العود أو الحجر أو يأتي إلى الحائط. وأخرج البلاذريّ من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بردة: حدثني يسار بن نمير، قال: قال لي عمر: كم أنفقنا في حجتنا ... فذكر قصة. 9443 م- يسير بن عمرو «1» : تقدم في أسير في الألف. الياء بعدها العين 944- يعقوب بن عمرو: له إدراك، استشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر، رأيت ذلك في تاريخ المظفري، ثم وجدته في فتوح الشام للأزديّ. ومضى له ذكر في ترجمة والده عمرو بن ضريس. قال أبو إسماعيل الأزديّ: شهد وقعة أجنادين، وقتل يومئذ سبعة من المشركين، وأصابته طعنة فمكث أربعة أيام أو خمسة ثم انتقضت، فاستأذن أبا عبيدة في الرجوع إلى أهله، فأذن له، فمات عندهم. 9445- يعفور بن حسان الذهليّ: له إدراك، وشهد فتح القادسية، ووصفه سعد لعمر، فقال: لم أر رجلا مثل يعفور، إنه قد جاء في يوم بخمسة فوارس يختل الرجل منهم حتى يرميه ثم يغلبه على غاية حتى يأتي به مسلما. 9446- يعلى بن عميرة بن يعمر بن حارثة بن العبيد بن العمير بن سلامة بن زوي ابن مالك بن نهد النهدي. له إدراك، وشهد فتوح العراق مع سعد بالقادسية، ثم شهد صفين مع عليّ، وكان معه لواء بني نهد. ذكره ابن الكلبي. الياء بعدها النون 944- ينّاق: بفتح أوله وتشديد النون وبعد الألف قاف، العماني، بضم وتخفيف. له إدراك، أورد حديثه الدار الدّارقطنيّ في غرائب مالك، من طريق عبد الرحمن بن خالد بن نجيح، عن حبيب كاتب مالك، قال: قدم على مالك قوم من أهل عمان حجاجا، وكان فيهم رجل يقال له صدقة بن عطية بن حماس بن نجبة بن حمار بن يناق، وكان مالك   (1) أسد الغابة ت (5640) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 556 يكرمه ويرفع مجلسه، فأمرني مالك أن أكتب منه حديثا يحدث به، وأن أعرضه عليه، فأملى عليّ، قال: حدثني أبي عطية بن حماس، قال: سمعت جدي نجبة بن حمار يحدث عن جده يناق، قال: كنت أرعى إبلا لأهلي في بادية لنا، فجاءنا كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن أسلموا، فأبى قومي، فأرسل إليهم من صالحيهم، ثم جاءتنا وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فحمل قومي إلى أبي بكر ما كانوا يحملونه، فسألت قومي أن يحملوني معهم إلى عمر، فأبوا حتى غلبني بعضهم على إبل لي، فخرجت على راحلة لي نحو المدينة ... فذكر قصة طويلة، فيها قتل عمر، قال: فدخلت المدينة، فذكر اجتماعه بهم في داره وهو في الموت ... الحديث بطوله. قال حبيب: فجئت إلى مالك فقرأه، وقال: حدثني نحو هذا نافع، عن ابن عمر. قال: ثم جاء الشيخ إلى مالك فأكرمه فحدث في مجلسه بالحديث، ثم حدثهم بقصة اختلاف علي مع ابن عمر في أم كلثوم بنت علي بن نعيم، حتى اتفقوا على أنها تقيم عند حفصة بنت عمر إلى آخره. قال الدّار الدّارقطنيّ: تفرد به حبيب عن صدقة، وعن مالك، وقال بعد ذلك: حبيب ضعيف عند أهل الحديث. القسم الرابع فيمن ذكر في كتب الصحابة غلطا الياء بعدها الحاء 9448- يحيى بن سعيد بن العاص «1» . تابعي وسط. وقال أبو موسى في الذيل: ذكر أبو داود في السنن عن الشعبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد- يعني الأنصاري، عن القاسم بن محمد، وسليمان بن يسار- أنهما سمعاهما يقولان: إن يحيى بن سعيد بن العاص طلق بنت عبد الرحمن البتة فانتقلها عبد الرحمن، فأرسلت عائشة إلى مروان وهو أمير المدينة، فقالت: اتقوا اللَّه وردّوا المرأة إلى بيتها ... الحديث. قال ابن الأثير: يحيى هذا هو أخو عمرو بن سعيد الأشدق، وليست لهما صحبة ولا   (1) ميزان الاعتدال 4/ 380، تهذيب التهذيب 11/ 215، تقريب التهذيب 2/ 348، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 238، التاريخ لابن معين 2/ 644، الطبقات لخليفة 241، التاريخ الكبير 8/ 275، الجرح والتعديل 9/ 149، الكاشف 3/ 225، تاريخ الإسلام 3/ 501، أسد الغابة ت (5513) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 557 إدراك، فإن أباهما سعيد بن العاص ولد سنة الهجرة، وليس يحيى أكبر ولده، فمن كل وجه لا صحبة له، فكيف اشتبه هذا على أبي موسى؟ انتهى. والحديث عند البخاري أيضا، عن إسماعيل، عن مالك، وفيه طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم، وأخرجه من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: قال عروة لعائشة: ألم تري إلى فلانة بنت الحكم طلقها زوجها البتة، فخرجت، فقالت: بئسما صنعت! فكأنها نسبت في هذه الرواية إلى جدها، ولم يسم زوجها، وهو يحيى بن سعيد المذكور، وكان يحيى ... «1» 9449- يحيى بن صيفيّ «2» : تابعيّ صغير أرسل شيئا، فذكره يحيى بن يونس في الصحابة، وأخرج من طريق إبراهيم بن يزيد هو الخوزي، عن يحيى بن صيفي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من سعادة المرء أن يشبهه ولده» . قال المستغفري بعد ذكره في الصحابة: هذا مرسل، ولا يعرف ليحيى صحبة. قلت: وله خبر آخر مرسل، أخرجه أبو سعيد بن الأعرابي في معجمه، من رواية السائب بن عمر المخزومي، عن يحيى بن صيفي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. «من أزلفت إليه يد كان عليه من الحقّ أن يجزي بها، فإن لم يفعل فليظهر الثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النّعمة» «3» . وجوز بعضهم أن يكون هو يحيى بن عبد اللَّه بن صيفي المخرج له في الصحيح من روايته، عن أبي سعيد مولى ابن عباس عنه، وكأنه نسبه في هذين الحديثين الصحيحين لجده. قال ابن سعد: كان ثقة، وله أحاديث. وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين. 9450- يحيى بن عبد الرحمن: ذكره ابن قانع في الصحابة، وأورد له من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمه يحيى بن عبد الرحمن- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كوى أسعد بن زرارة، وقد أخطأ، وإنما هو عن عمه يحيى بن أسعد بن زرارة كما تقدم.   (1) بياض في الأصل. (2) أسد الغابة ت (5514) . (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6474، 16572 وغراه لابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن يحيى بن صيفي مرسلا وابن عساكر عن يحيى بن صفي مرسلا أيضا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 558 9451- يحيى بن أبي كريم: تابعي أرسل شيئا، فذكره بعضهم في الصحابة. وقال أبو أحمد العسكريّ: روايته مرسلة. 9452- يحيى بن هانئ بن عروة المرادي «1» . تابعي صغير أرسل شيئا، فذكره ابن شاهين في الصحابة، وأورده من طريق ابن الكلبي، حدثنا أبو كبران المرادي، عن يحيى بن هانئ بن عروة المرادي، قال: وفد فروة بن مسيك على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مفارقا ملوك كندة ... فذكر الحديث. قلت: وأبوه هانئ بن عروة معدود في المخضرمين، وقد مضى في حرف الهاء، وليحيى رواية عن أنس، ونعيم بن دجاجة، وأبي حذيفة، وغيرهم. روى عنه شعبة، والثوري، وشريك، وأبو بكر بن عياش، وغيرهم. قال أبو حاتم الرازيّ: ثقة صالح من سادات أهل الكوفة. وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين، وقال يحيى بن بكير، عن شعبة: كان سيد أهل الكوفة في زمانه، ووثّقه النسائي وغيره، وحديثه في السنن الثلاثة. الياء بعدها الزاي 9453- يزيد بن أبي أوفى: صوابه زيد- أوله زاي، كما تقدم في حرف الزاي. 9454- يزيد بن جارية: ذكره ابن قانع، واستدركه ابن الدباغ على ابن عبد البر، فوهم، فإن ابن عبد البر ذكره على الصواب، فقال: يزيد بن سيف أو يوسف ولم يسمّ جده، فظن ابن الدباغ أنه لم يذكره، وأن ابن قانع نسبه لجده. وقد نسبه على الصواب البغويّ، وابن السكن، والطبراني، وساقوا حديثه كما تقدم. 9455- يزيد بن جارية بن «2» عامر بن العطاف. ذكره ابن شاهين، وذكر قبله يزيد بن جارية بن مجمع بن العطاف، وهما واحد، وهو ابن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف، كما تقدم في الأول.   (1) أسد الغابة ت (5518) . (2) أسد الغابة ت (5537) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 559 9456- يزيد بن جارية، آخر. يأتي قريبا في يزيد بن خارجة بن عامر. 9457- يزيد بن حصين «1» بن نمير السكونيّ الحمصي. من صغار التّابعين، مات في خلافة يزيد بن عبد الملك سنة ثلاث ومائة. وكان سليمان بن عبد الملك ولاه حمص، ثم ولاه عمر بن عبد العزيز، وكان شهد مع مروان بن الحكم دخوله مصر، وأبوه حصين بن نمير، وهو الّذي استخلفه مسلم بن عقبة المري بعد وقعة الحرة على العسكر الّذي غزا به المدينة النبويّة في خلافة يزيد بن معاوية، فغزا حصين مكة، وحاصر ابن الزبير حتى بلغهم وفاة يزيد بن معاوية. وليست لحصين صحبة فضلا عن ولده، وإنما التبس على من ذكره في الصحابة بآخر وافقه في اسمه واسم أبيه كما تقدم في الأول. 9458- يزيد بن حنظلة: جاء ذكره في حديث إبراهيم بن عبد الأعلى، عن جدته، عن أبيها يزيد بن حنظلة، قال: خرجنا ومعنا وائل بن حجر فأخذه عدوّ له، فتحرج القوم أن يحلفوا، فحلف باللَّه أنه أخي ... الحديث. أخرجه البغويّ عن هارون الحمال، عن يزيد بن هارون، عنه، قال هارون: يزيد، وقال مرة أخرى: سويد بن حنظلة، وكان يشكّ فيه. قلت: رواه أحمد في مسندة عن يزيد، فقال: عن سويد لم يشكّ فيه، وكذا قال البغويّ: رواه غير يزيد عن إسرائيل. قلت: هو عند أبي داود وابن ماجة وغيرهما من طرق عن إسرائيل كذلك، وذكر يزيد فيه وهم. 9459- يزيد بن خارجة الأنصاريّ. استدركه ابن فتحون، وعزاه للبغويّ، وهو وهم نشأ عن تصحيف، قال البغويّ: حدّثنا سويد بن معاوية، عن عثمان بن حكيم، عن خالد بن سلمة، عن موسى بن طلحة، عن يزيد بن خارجة الخزرجيّ: سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كيف نصلي عليك ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت (5544) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 560 والصّواب زيد، أوله زاي. وقد أخرجه البغويّ هناك من وجهين عن عثمان. وكذا هو عن أحمد، والنسائيّ، من طرق عيسى بن يونس، عن عثمان، وأخرجه ابن أبي عاصم من طريق عيسى، لكن قال: خارجة بن زيد، وهو مقلوب، وقد وهم فيه سويد وهما آخر، فأخرجه أبو نعيم من طريق مطيّن عنه، قال يزيد بن حارثة، حرّف اسم أبيه، والصّواب خارجة، واللَّه أعلم. 9460- يزيد بن خمير العرني «1» . نزل حمص في إمارة معاوية، كذا ذكره ابن شاهين فوهم، فإنه تابعيّ معروف أكبر شيخ له أبو الدّرداء. وقد ذكره البخاريّ، وابن أبي حاتم، وابن حبّان وغيرهم في التّابعين. 9461- يزيد بن سلمة. ذكره البغويّ، وأورد من طريق سعيد بن مسروق، عن ابن أشوع «2» ، عن يزيد بن سلمة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني سمعت منك حديثا كثيرا، وأخاف أن أنساه ... الحديث قال البغويّ: أظنّه غير الجعفيّ. قلت: فقد أخرجه ابن مندة من طريق ابن أشوع، فقال: عن يزيد بن سلمة الجعفي، وأخرجه الترمذي كذلك، وتقدم على الصّواب في القسم الأول. 9462- يزيد بن صحار «3» . ذكره أبو بكر ابن أبي علي، وأخرج من طريق إسماعيل بن عياش، عن ابن خثيم، عن جعفر بن يزيد بن صحار العبديّ، عن أبيه- رفعه: «لا يشرب في الخزف والجرّ والنّقير» . قلت: صحّفه بعض الرواة عن إسماعيل، وإنما هو زيد- أوله زاي، وقد أورده ابن مندة من وجه آخر عن إسماعيل، فقال: عن جعفر بن زيد عن أبيه على الصّواب. 9463- يزيد بن طلحة بن ركانة «4» . قال المستغفريّ: ذكره يحيى بن يونس الشّيرازي في الصّحابة، وأورد له من طريق   (1) في أ: اليربي. (2) في ج: الأشوع. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، أسد الغابة ت (5570) . (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 138، الجرح والتعديل 4/ 273، طبقات فقهاء اليمن 136. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 561 مالك، عن سلمة بن صفوان، عنه- رفعه: «لكلّ دين خلق، وخلق الإسلام الحياء» . قال المستغفريّ: هذا مرسل، ويزيد هذا هو أخو محمد بن طلحة بن ركانة تابعيّ معروف. وقال ابن أبي حاتم: روى عن أبيه، ومحمد بن الحنفية، وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين، وقال: روى عن أبي هريرة، ومات في أول خلافة هشام بن عبد الملك، وذكر ابن عبد البرّ أن جمهور الرّواة عن مالك قالوا هكذا، وقال وكيع وحده: عن يزيد بن طلحة عن أبيه، زاد فيه: عن أبيه، وقال: ورواه يحيى بن يحيى الليثي كالجمهور، فقال زيد بدل يزيد. وقال ابن عبد البرّ: يكون على قول وكيع الحديث مسندا، كذا قال، ولم يذكر طلحة في الاستيعاب. وعليه فيه تعقيب آخر، فإن الّذي أخرجه الدّار الدّارقطنيّ في غرائب مالك من طريق وكيع، قال: عن مالك، عن سلمة، عن يزيد بن ركانة عن أبيه، فعلى هذا الصّحبة لركانة. قال الدّار الدّارقطنيّ: ورواه علي بن زيد الصّدائيّ، عن مالك كذلك، لكن قال يزيد بن طلحة بن ركانة. 9464- يزيد بن عبد اللَّه بن ركانة بن المطّلب المطّلبي. ذكره بعضهم في الصّحابة لحديث أرسله أخرجه البيهقيّ في الدّعوات، من طريق إبراهيم بن المنذر عن الحسن بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن عبد اللَّه بن ركانة بن المطّلب، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا قدم إليه الجنازة ليصلّي عليها قال: «اللَّهمّ عبدك وابن عبدك احتاج إلى رحمتك ... » الحديث. 9465- يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير «1» ، أبو العلاء، أحد كبار التّابعين. ذكر أبو موسى في الذّيل أنّ يحيى بن عبد الوهاب بن مندة استدركه على جدّه، وأورد من طريق هشيم، عن يونس بن عبيد، عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشّخّير، وأظنّه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّ اللَّه يبتلي العبد فيما أعطاه، فإن رضي بارك له، وإن لم يرض لم يبارك له» . انتهى «2» .   (1) طبقات ابن سعد 7/ 155، طبقات خليفة 1700، تاريخ البخاري 8/ 345، المعارف 436، الحلية 2/ 212، تهذيب الكمال ص 1540، تاريخ الإسلام 4/ 212، العبر 1/ 133، تذهيب التهذيب 4/ 177، تهذيب التهذيب 11/ 341، النجوم الزاهرة 1/ 270، شذرات الذهب 1/ 135، أسد الغابة ت (5581) . (2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 24، والطبراني في الكبير 2/ 131، قال الهيثمي في الزوائد 10/ 260 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 562 وقول من قال: أظنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم غلط، فإن البخاريّ روى في تاريخه من طريقه أنه ولد قبل الحسن بعشر سنين، وكان مولد الحسن في أواخر خلافة عمر، فيكون مولد يزيد في خلافة أبي بكر. 9466- يزيد بن عبد الرحمن. ذكره أبو نعيم، وأخرجه من طريق عاصم بن عبد اللَّه، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه- رفعه، قال: «أرقّاءكم أرقّاءكم ... » الحديث. قال أبو نعيم: يقال إنه يزيد بن جارية. قال ابن الأثير: هو هو بلا شبهة. وقد تقدم الحديث المذكور في ترجمته. 9467- يزيد بن عبد المزني «1» : حجازيّ. استدركه أبو موسى، وأخرج ابن ماجة، من طريق أيوب بن موسى، عنه- رفعه: «يعقّ عن الغلام» . ويزيد هذا تابعي. قال البخاريّ: إنما روى هذا الحديث عن أبيه عن النّبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم تثبت صحبة أبيه أيضا. 9468- يزيد بن عبيد السلمي أبو وجزة. ذكره ابن شاهين في الصّحابة، وأخرجه من طريق ابن أبي ذئب، عن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن حاطب، عن أبي وجزة يزيد بن عبيد، قال: لما قفل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من غزوة تبوك أتاه وفد بني فزارة فيهم خارجة بن حصين، والحارث بن قيس، وهو أصغرهم، فنزلوا في دار رملة بنت الحارث، وهذا مرسل. وأبو وجزة تابعي مشهور بالسّعدي. وقد أخرج هذا الحديث الواقديّ في المغازي من هذا الوجه، فقال في سياقه: عن أبي وجزة السعدي. وقد حكى المرزبانيّ عن المبرد أنّ أبا وجزة سلمي الأصل، وإنما قيل له السعديّ، لأنه نزل في بني سعد. قلت: والحديث المذكور من مراسيله، وحديث أبي وجزة هذا في السّنن عن عمر بن أبي سلمة المخزومي ربيب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان شاعرا مشهورا، سكن المدينة، ومات بها ثلاثين ومائة.   (1) أسد الغابة ت (5587) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 563 9469- يزيد بن عمر. عدّة المستغفريّ في الصّحابة، استدركه ابن فتحون. وقد ذكره أبو عمر، لكن قال: يزيد بن عمر و، وقد بينت الخلاف فيه في القسم الأول. 9470- يزيد بن عمرو «1» . ذكره المستغفريّ في الصّحابة، وأخرج من طريق أيوب، عن ميمون بن مهران، قال: كتب إليّ ابن عمر: سل يزيد بن عمرو عن نكاح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة، فسألته، فقال: «نكحها حلال» . قلت: ويزيد هذا هو يزيد بن الأصم، وقد ذكره ابن مندة، وقد تقدم ذكره في القسم الثاني. 9471- يزيد بن كعب. قيل هو اسم البهزي المذكور في حديث عمير بن سلمة الضمريّ الماضي في ترجمته. ذكره ابن عبد البرّ، والصّواب زيد كما تقدم، ذكره الدّار الدّارقطنيّ وغيره. 9472- يزيد بن محمد: والد عبد خير. كذا ذكره ابن فتحون، وابن الأمين، والذّهبي، والصّواب يزيد بن يحمد، بضم الياء التحتانية أوله وسكون الحاء وكسر الميم. 9473- يزيد بن المزين بن قيس «2» بن عدي بن أمية الأنصاريّ الخزرجيّ. قال أبو عمر: سماه الواقديّ، وسمّاه الجمهور زيدا، وهو الصّواب. 9474- يزيد بن معبد القيسي الربعي اليمامي «3» . وهم من جعله غير يزيد بن معبد الحنفي الدولي، بل هو واحد. 9475- يزيد بن المعتمر النميريّ. استدركه ابن فتحون، فوهم، فإنه يزيد بن نمير الّذي ذكره أبو عمر. 9476- يزيد بن نعيم بن هزّال الأسلميّ. تابعيّ مشهور، أرسل حديثا فاستدركه الأشيري، وتبعه ابن الأثير، فوهم، والحديث   (1) أسد الغابة ت (5592) ، الاستيعاب ت (2827) . (2) أسد الغابة ت (5607) ، الاستيعاب ت (2833) . (3) الاستيعاب ت (2834) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 564 أورده له من مسند بقي بن مخلد معروف من روايته، عن أبيه، ويزيد قد ذكره البخاريّ، ومسلم، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وغيرهم من التّابعين. 9477- يزيد بن نمران الشامي. ذكره ابن شاهين في الصّحابة فوهم، وإنما روايته عن المقعد عن الّذي مرّ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يصلّي بتبوك. وقال ابن أبي حاتم: يزيد بن نمران قال: رأيت رجلا بتبوك مقعدا له صحبة، فكأن ابن شاهين ظن أن الضّمير في قوله: له صحبة- ليزيد، وإنما هو للرجل المقعد. 9478- يزيد، أبو عبد اللَّه: تقدم أنه تصحيف. 9479- يزيد، والد عبد اللَّه الخطميّ «1» . روى حديث: «إنّما الرّقوب» «2» ، وفيه نظر، كذا أورده ابن مندة وابن الأثير فوهم، لأنهم قد ذكروه، وهو يزيد بن حصين. 9480- يزيد، أبو هانئ الحنفي. استدركه أبو موسى، وأخرج من طريق هانئ بن يزيد، عن أبيه- أن أخاه بشر بن معبد وحارثة بن ظفر اقتتلا، فوهم في استدراكه، فإنه يزيد بن معبد الّذي ذكره ابن مندة. 9481- يزيد العقيليّ «3» . أرسل حديثا، فذكره المستغفريّ في الصّحابة، وقال: لا أعرف له صحبة. قلت: جزم ابن أبي حاتم بأنّ حديثه مرسل، رواه بقية عن نافع بن يزيد، عن نافع بن سليمان، عن يزيد العقيلي، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «سيكون في أمّتي قوم يسدّ اللَّه بهم الثّغور» «4» الحديث.   (1) أسد الغابة ت (5583) ، الاستيعاب ت (5541) . (2) الرّقوب في اللغة: الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد، لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه، فنقله النبي- صلى اللَّه عليه وسلّم- إلى الّذي لم يقدم من الولد شيئا أي يموت قبله تعريفا أن الأجر والثواب لمن قدم شيئا من الولد، وأن الاعتداد به أكثر والنفع فيه أعظم، وأن فقدهم وإن كان في الدنيا عظيما فإن الأجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم وأن المسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه، ومن لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له، ولم يقله إبطالا لتفسيره اللغوي. النهاية 2/ 249. (3) أسد الغابة ت (5589) . (4) أخرجه أحمد في المسند 2/ 90 عن ابن عمر ولفظه سيكون من أمتي أقوام يكذبون بالقدر والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 205 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 557 وعزاه لأحمد في المسند والحاكم في المستدرك عن ابن عمر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 565 9482- يزيد، والد حكيم «1» . روى حديثه حماد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه. والصّواب عن حكيم بن أبي يزيد كما سيأتي في الكنى. الياء بعدها السين 9483- يسار بن نمير أبو ليلى، مولى بني عمرو بن عوف. ذكره ابن الفرضيّ في «المؤتلف» . واستدركه ابن الأثير، وتبعه في التجريد، وهو أبو ليلى والد عبد الرحمن، ووهم من فرق بينهما، فقد ذكر أبو عمر الاختلاف في اسمه، ومن جملة ما قيل فيه يسر بن نمير، وهو قول البخاريّ، والعقيليّ كما تقدّم. 9484- يسر: بضم أوله ثم سكون المهملة، ابن عبد اللَّه، أحد الكذّابين الذين ادّعوا الصّحبة. زعم حسين بن خارجة أنه لقيه بمصر، وذكر له أن عمره ثلاثمائة سنة، وأخرج ابن عساكر في السّباعيات، من طريق حسين بن خارجة عنه عدة أحاديث. وقال الذّهبي في الميزان: الإسناد إليه ظلمات. وهو المذكور في بيتي السلفي المشهورين في أولهما حديث ابن نسطور ويسر ونعيم- هو يسر هذا- وسيأتي ذكر نعيم بعد هذا بقليل. 9485- اليسع بن المغيرة المخزوميّ. تابعيّ صغير معروف، أخرج الحاكم حديثه في مستدركه، رواه من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن محمد بن طلحة التيميّ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن المغيرة، قال: مرّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالسّوق برجل يبيع طعاما بسعر هو أرخص من سعر السوق ... الحديث، فظنّ الحاكم أنه صحابيّ، وإنما هو تابعيّ، وقد أخرج أبو داود حديثه في المراسيل من طريق الزبير بن سعيد، عن اليسع، بن المغيرة، قال: شكا خالد بن الوليد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ضيق منزله، فقال: «اتّسع في البكاء» . وقد وصله الطّبراني في رواية اليسع المذكور عن أبيه، عن خالد بن الوليد، ولليسع أيضا رواية عن عطاء بن أبي رباح، ومحمد بن سيرين، وغيرهما، وقال فيه أبو حاتم الرّازي: ليس بالقوي. وذكره ابن أبي حاتم وابن حبّان في ثقات التّابعين.   (1) أسد الغابة ت (5545) ، الاستيعاب ت (2839) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 566 9486- يسير: بالتصغير، ابن العنبس الأنصاري «1» . استدركه ابن الأثير فوهم، وإنما هو بالنّون، وقد تقدّم على الصّواب. 9487- يسير بن يزيد الأنصاري. أخرج البيهقيّ في «الشعب» ، من طريق محمد بن إسحاق البلخي، عن عمرو بن قيس، عن أبيه، عن جده، عن خالد، أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أحرم الأحمق» . ثم نقل البيهقي عن شيخه الحاكم أنّ اسم جد قيس يسير بن يزيد الأنصاريّ، وأن أسانيده عزيزة. وأنكر البيهق يّ على شيخه ذلك، وقال: ليس في الصّحابة أحد اسمه يسير ابن يزيد، وإنما هو يسير بن عمرو، تابعيّ مخضرم، ثم أخرج الحديث المذكور من طريق يعقوب بن سفيان، عن أبي سعيد الأشجع، عن عمرو بن قيس به، ولم يرفعه، وقال: الموقوف أصحّ. انتهى. وقد تقدّم يسير بن عمرو بن القسم الثالث، وقد تبدل أوله همزة، ومضت الإشارة إلى ذلك في حرف الألف. الياء بعدها العين 9488- يعقوب بن أوس الثقفي «2» : تابعيّ معروف، قيل اسمه عقبة، ذكره ابن أبي خيثمة في الصّحابة وهو وهم. قال البغويّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا ابن علية، عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن يعقوب بن أوس- رجل من الصّحابة، أو عن رجل من الصّحابة رفعه في دية شبه العمد. قال البغويّ: هكذا عندنا عن أبي خيثمة بالشك. وحدّثناه أحمد بن أبي خيثمة، عن أبيه- لم يقل: أو عن رجل من الصّحابة. قلت: قال ابن أبي خيثمة بعد تخريجه: ليست ليعقوب صحبة، وإنما رواه عن عبد اللَّه بن عمرو، والحديث عند أبي داود من رواية حماد بن يزيد، ووهيب بن خالد، كلاهما عن خالد الحذّاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الفتح ... فذكر حديثا، وفيه: فقال: «ألا إنّ دية   (1) أسد الغابة ت (5642) . (2) أسد الغابة ت (5643) ، الاستيعاب ت (2854) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 143، تقريب التهذيب 2/ 375، الجرح والتعديل 4/ 204، تهذيب الكمال 3/ 1549. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 567 الخطإ شبه العمد ما كان بالسّوط والعصا مائة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها» . وأخرجه النّسائيّ من طريق حماد بن زيد، فقال: عن عقبة بن أوس، عن رجل من الصحابة، ومن طريق ابن أبي عدي عن خالد، عن القاسم، عن عقبة بن أوس- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال ... فذكره مرسلا من طريق بشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، كلاهما عن خالد مثل رواية وهيب، لكن لم يسمّ الصّحابيّ، وسمى شيخ القاسم يعقوب. وذكر أبو داود فيه اختلافا آخر على القاسم بن ربيعة، هل هو عبد اللَّه بن عمرو أو ابن عمر، إذ ليس بين القاسم وبينه أحد. 9489- يعلى بن حازم «1» الثقفيّ، حليف بني زهرة. استشهد باليمامة، كذا وقع في التجريد، وهو وهم، صحّف اسم أبيه، وإنما هو ابن جارية بالجيم. وقد تقدم. 9490- يعلى بن صفوان بن أميّة. استدركه ابن فتحون، وعزاه ليحيى بن سعيد الأموي في المغازي، قال: أنبأنا يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، قال: جاء يعلى بن صفوان بن أمية بابنه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعد فتح مكّة ليبايعه على الهجرة. وهكذا أخرجه ابن قانع، من طريق يزيد بن أبي زياد، وهو مقلوب، وهم فيه بعض رواته. والصّواب عن مجاهد عن صفوان بن يعلى بن أمية- أن يعلى جاء بابنه- نبّه عليه ابن فتحون. وصفوان بن يعلى بن أمية تابعيّ معروف. 9491- يعلى بن طلق: ذكره ابن قانع، وهو وهم، وإنما هو علي بن طلق، فإن ابن قانع أخرج بسند له عن جعفر بن عوف، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن يعلى بن طلق- رفعه- «إنّ الرّجل ليصلّي وما فاته من وقتها أفضل من أهله وماله» . 9492- يعلى: غير منسوب «2» . ذكره ابن قانع، وأخرجه من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان، عن عمرو بن يعلى، عن أبيه، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفي يدي خاتم من ذهب، فقال:   (1) في أ: حارثة. (2) أسد الغابة ت (5652) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 568 «أتؤدّي زكاة هذا؟» قلت: أفيه زكاة يا رسول اللَّه؟ قال: «جمرة غليظة» . قلت : يعلى هذا هو ابن مرّة كما جزم به الطّبراني لما أخرج هذا الحديث، والصّواب أن الرّاوي عنه عمر، بضم العين، وهو منسوب لجدّه، فإنه عمر بن عبد اللَّه ابن يعلى بن مرة، مشهور له أحاديث عن أبيه عن جده. وقد تقدّم بعض الكلام على هذا المتن في رباح الثقفيّ في حرف الرّاء. 9493- يعلى: غير منسوب، آخر. رواه ابن فتحون في «الذّيل» ، وعزاه لتخريج يحيى بن يحيى التميميّ، عن عمرو بن عثمان، عن أبيه، عن يعلى- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم انتهى إلى مضيق هو وأصحابه فتقدم فصلّى بهم على راحلته يومي إيماء السّجود أخفض من الركوع. قلت: ويعلى هذا أيضا ابن مرة، وقد أخرجه التّرمذيّ من طريق شبابة بن سوار عن عمر بن الرّماح، عن كعب بن زياد، عن عمر بن عثمان بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جدّه، فذكر الحديث، وقال: غريب تفرد به عمر بن الرّماح، وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، عن ابن الرّماح بهذا السّند، فقال: يعلى بن أميّة، ورجّح شيخنا في شرح التّرمذي رواية شبابة، وعلى كل تقدير فيعلى هذا ليس آخر. الياء بعدها الواو 9494- يوسف الأنصاري: ذكره ابن قانع، وأخرج من طريق محمد بن معاوية الهلالي، عن خالد بن عمرو الأموي، عن يوسف بن سهل الأنصاري، عن أبيه، عن جده، قال: صعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المنبر، فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ أبا بكر لم يسؤني قط، فاعرفوا له ذلك ... » الحديث. قال شيخ شيوخنا العلائي: هذا وهم، والصّواب عن سهل بن يوسف بن سهل، عن أبيه، عن جدّه، واسم جدّه سهل بن حنيف. وقد رواه ابن قانع في وضع آخر من طريق محمد بن يونس، عن خالد بن عمرو على الصّواب، قال العلائي: وهذا أشبه. قلت: وأخرجه ابن عساكر من طريق محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤيّ، عن علي بن عبد الحميد، عن محمد بن معاوية النيسابورىّ، وهو الهلالي كما تقدم. ورواه زكريا بن يحيى، عن سليمان بن داود، عن خالد بن عمر، عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 569 عن أبيه، عن جدّه. كذلك رواه الزّعفراني عن زكريّا، ووقع لنا في الخلعيات من طريق أبي سعيد بن الأعرابي عن الزّعفرانيّ. 9495- يونس الأنصاريّ الظّفريّ، أبو محمد «1» . يعدّ من أهل المدينة- قاله ابن مندة. وذكره ابن شاهين، وأخرج هو وابن مندة وأبو نعيم من طريق ابن أبي فديك، عن إدريس بن محمد بن يونس الظّفري، عن أبيه، عن جدّه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «جزّوا الشّوارب» . قال شيخ شيوخنا العلائي: هذا وهم، والصّواب إدريس بن محمد بن يونس بن أنس بن فضالة عن أبيه عن جدّه يونس، عن أبيه محمد بن أنس بن فضالة، قال: وقد أخرجه ابن مندة على الصّواب في ترجمة محمد بن أنس كما مضى في القسم الأول. قلت: وسيأتي في أواخر الكنى أنّ ابن أبي عاصم عقد لأبي يونس هذا ترجمة، وأخرجه من هذا الطّريق عن إدريس بن محمد بن يونس، عن جدّه يونس، عن أبيه- أنه حضر حجة الوداع، وهو ابن عشرين سنة. وهذا مما يقوّي اعتراض العلائيّ. واللَّه أعلم «2» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 145، الجرح والتعديل 4/ 246، الاستبصار 259. (2) ثبت في أ، ج. قال مؤلفه رضي اللَّه عنه: انتهت كتابتي مع ما في الهوامش في ثالث ذي الحجة عام سبعة وأربعين وكان الابتداء في جمعه في سنة تسع وثمانمائة فقارب الأربعين لكن كانت الكتابة فيه بالتراخي، وكتبته في المسودات ثلاث مرات من أجل الترتيب الّذي اخترعته، وهذه المرة الثالثة، وقد خرجت النسخة مسودة أيضا لكثرة الإلحاق، ولم يحصل اليأس من إلحاق أسماء أخرى، واللَّه المستعان. وقد ميزت بالحمرة أولا ثم بالصفرة، ثم بصورة خالصة، ثم بصورة ما يخالطها، وكل ذلك قبل كتابة فصل المبهم من الرجال والنساء وثبت في (م) . قال مؤلفه- رضي اللَّه تعالى عنه-: انتهت كتابتي مع باب الهوامش في ثالث ذي الحجة عام سبعة وأربعين، وكان الابتداء في جمعة سنة تسع وثمانمائة فقارب الأربعين، لكن كانت الكتابة فيه بالتراخي، وكتبته في المسودات ثلاث مرات من أجل الترتيب الّذي اخترعته، وهذه المرة الثالثة، وقد خرجت النسخة مسودة أيضا لكثرة الإلحاق، ولم يحصل اليأس من إلحاق أسماء أخرى، واللَّه المستعان، وقد ميّزت بالحمرة أولا، ثمّ بالصفرة، ثمّ بصورة خالصة، ثمّ بصورة ما يخالطها، وكل ذلك قبل الكتابة يصل إليهم من الرجال والنساء، هذا لفظ المصنّف، ومن خط نقل والحمد للَّه رب العالمين، حمدا لا نهاية له، وصلّى اللَّه على سيدنا ومولانا محمد وآله، صلاة وسلاما دائمين بدوام ربّ العالمين ... من هذا الجزء الخامس لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة الحرام سنة 1191 على يد الفقير لرحمة ربّه الرحيم مصطفى بن إبراهيم، غفر اللَّه له ولوالديه ولكافة المسلمين برسم الاسم النبيه. المصطفى خوجة ابن المرحوم سيد قاسم المصري ... بجامه الّذي في مسكنه داخل محروسته طرابلس المحمية، كان إليه لنا وله في الدارين تحية آمين. ويليه الجزء السادس الّذي بتمامه يصاغ الكتاب. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 570 [ المجلد السابع ] بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم باب الكنى حرف الهمزة القسم الأول 9496- أبو أمية الفزاري: لم يسمّ ولم ينسب «1» . قال أبو نعيم، ويحيى بن معين: له صحبة. وأخرج أحمد، والبغويّ، من طريق أبي جعفر الفراء، سمعت أبا أمية قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يحتجم. وسنده قوي، وأخرجه سمويه في فوائده، وأبو علي بن السكن وآخرون، في الصحابة من هذا الوجه. قال البغويّ: لم ينسب، ولم يرو إلا هذا الحديث، تفرد أبو جعفر بالرواية عنه، وأبو جعفر ثقة، والأكثر على أنه بالمد وكسر الميم بعدها نون. وذكر ابن عبد البر أنّ أبا أحمد الحاكم ذكره في الكنى بالضم وفتح الميم وتشديد الياء الأخيرة؛ قال: ولم يصنع شيئا. قلت: ذكره أبو أحمد في موضعين: الأول كالثاني ولم يقل الفزاري؛ بل قال: رأى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يحتجم، ثم ساق حديثه المذكور. والثاني في الأفراد من حرف الألف، وقال الفزاري، وزعم ابن الأثير أن أبا عمرو ذكره في موضعين، ولم أره فيه إلا كما ذكرت؛ وتردد فيه ابن شاهين؛ وحكى ابن مندة فيه الاختلاف، وصوب أنه بالمد والنون. وقال ابن فتحون: رأيته في أصل ابن مؤرج من كتاب ابن السكن أمنة بفتح الألف والميم، بغير مد. قلت: وقوله بغير مد إن أراد زيادة الألف فهو كذلك، لكنه ليس نصا في ترك المد. 9497- أبو أمية، آخر: يأتي فيمن كنيته أبو آمنة. 9498- أبو إبراهيم: مولى أم سلمة» .   (1) ذيل الكاشف 1748. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 146 بقي بن مخلد 454. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 3 ذكره الحسن بن سفيان في مسندة، وأخرج من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إبراهيم؛ قال: كنت عبدا لأمّ سلمة، فكنت أبيت على فراش النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأتوضأ من محضنته. وأخرجه أبو نعيم من طريقه، وأبو موسى كذلك، وسنده قوي. وأخرجه الباورديّ أتم منه؛ وبعده: فلما بلغت مبالغ الرجال أعتقتني، ثم قالت: كنت حيث لا أراك، ولو كان في شيء من طرقه التصريح أنه كان في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لكنه على الاحتمال. 9499- أبو إبراهيم،. غير منسوب: ذكره الطّبرانيّ والعثمانيّ في الصحابة، وأخرجا من طريق جرير بن حازم، عن أبي إبراهيم؛ قال: لقيته بمكة سنة أربع ومائة، وكانت له صحبة؛ فقال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لقد هممت ألا أتّهب هبة إلّا من أربعة: قرشيّ، أو أنصاريّ، أو ثقفيّ، أو دوسيّ» . وفي سنده محمد بن يونس الكديمي، وهو ضعيف؛ وقد تفرد به، ولعله الّذي بعده. 9500- أبو إبراهيم الحجبي «1» : من بني شيبة. ذكره ابن مندة، وأورد من طريق سعيد بن ميسرة، عن إبراهيم بن أبي إبراهيم الحجبي؛ عن أبيه؛ قال: أوحى اللَّه إلى إبراهيم عليه السلام أن ابن لي بيتا. قال الذّهبيّ: في صحبته نظر؛ وهو كما قال؛ فليس في الخبر ما يدل على ذلك، وسعيد ضعيف مع ذلك. 9501- أبو أبيّ ابن امرأة عبادة بن الصامت «2» : هو عبد اللَّه بن عمرو بن قيس بن زيد الأنصاري، وقيل عبد اللَّه بن أبيّ، وقيل ابن كعب، وأمّه أم حرام، وهو ابن أخت عبادة، وقيل ابن أخيه. وذكر ابن حبّان أن اسمه شمعون، وخطّأ أبو عمر قول من قال إنه عبد اللَّه بن أبي؛ قال: إنما هو عبد اللَّه أبو أبي. قال يحيى بن مندة: هو آخر من مات من الصحابة بفلسطين،. تقدم في العبادلة، واختلف في اسم أبيه. وأخرج حديثه البغويّ وغيره من طريق إبراهيم بن أبي عبلة. 9502- أبو أبي: ذكر الذّهبيّ عن مسند بقي بن مخلد أن له فيه حديثين عنه أنه كان   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 1406. (2) تجريد أسماء الصحابة ح 2/ 146، بقي بن مخلد 720. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 4 ممن صلّى إلى القبلتين، وحدث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «عليكم بالسّنا والسّنّوت؛ فإنّ فيهما شفاء من كلّ داء إلّا السّام» «1» ، وما أظنه إلا الّذي قبله. 9503- أبو أثيلة: بمثلثة مصغرا، وهو راشد الأسلمي «2» . تقدم في الأسماء؛ وحكى أبو عمر أنه أبو واثلة بغير تصغير، ووقع عند ابن الأثير أبو أثيلة بن راشد، وهو وهم، إنما راشد اسم ولده. 9504- أبو أثيلة، آخر «3» : ذكره ابن الجوزيّ في «التّنقيح» ، ووصفه بأنه مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. 9505- أبو أحمد بن جحش الأسدي «4» : أخو أم المؤمنين زينب، اسمه عبد بغير إضافة، وقيل عبد اللَّه. حكى عن ابن كثير؛ وقالوا: إنه وهم، اتفقوا على أنه كان من السابقين الأولين، وقيل: إنه هاجر إلى الحبشة، ثم قدم مهاجرا إلى المدينة، وأنكر البلاذري هجرته إلى الحبشة، وقال: لم يهاجر إلى الحبشة؛ قال: وإنما هو أخو عبيد اللَّه الّذي تنصّر بها. وقال ابن إسحاق: وكان أول من قدم المدينة من المهاجرين بعد أبي سلمة عامر بن ربيعة، وعبد اللَّه بن جحش احتمل بأهله وأخيه عبد اللَّه؛ وكان أبو أحمد ضريرا يطوف بمكة أعلاها وأسفلها بغير قائد، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب، وشهد بدرا والمشاهد، وكان يدور مكة بغير قائد، وفي ذلك يقول: حبّذا مكّة من وادي ... بها أهلي وعوّادي بها ترسخ أوتادي ... بها أمشي بلا هادي [الهزج] وأنشد البلاذريّ بزيادة أبي في أول كل قسم بعد الأول فتصير الأربعة مخزومة، وذكره المرزباني في «معجم الشّعراء» ، وقال: أنشد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: لقد حلفت على الصّفا أمّ أحمد ... ومروة باللَّه «5» برّت يمينها   (1) أخرجه ابن ماجة (3457) والحاكم 4/ 201 وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (28271- 28267) . (2) أسد الغابة ت 5668. (3) بقي بن مخلد 560. (4) الطبقات الكبرى: 8/ 46. (5) في ت: ومن رب باللَّه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 5 لنحن الألى كنّا بها ثمّ لم نزل ... بمكّة حتّى كاد عنّا سمينها إلى اللَّه نغدو بين مثنى وموحد ... ودين رسول اللَّه والحقّ دينها [الطويل] وجزم ابن الأثير بأنه مات بعد أخته زينب بنت جحش. وفيه نظر؛ فقد قيل: إنه الّذي مات فبلغ أخته موته فدعت بطيب فمسته. ووقع في الصحيحين من طريق زينب بنت أم سلمة، قال: دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها، فدعت بطيب فمسته ثم قالت: ما لي بالطيب من حاجة، ولكني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يحلّ لامرأة تؤمن باللَّه واليوم الآخر أن تحدّ على ميّت فوق ثلاث إلّا على زوج ... » الحديث. ويقوي أنّ المراد بهذا أبو أحمد أن كلّا من أخويها عبد اللَّه وعبيد اللَّه مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، أما عبد اللَّه المكبّر فاستشهد بأحد، وأما أخوها عبيد اللَّه المصغّر فمات نصرانيا بأرض الحبشة، وتزوّج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بعده. 9506- أبو أحمد بن قيس بن لوذان الأنصاري، أخو سليم. قال العدويّ: لهما صحبة، وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر مع عمار بن ياسر إلى الكوفة. 9507- أبو أحيحة: بمهملتين مصغرا، القرشيّ «1» . وقع ذكره في فتوح الشام لابن إسحاق رواية يونس بن بكير، عنه؛ قال: وقال أبو أحيحة القرشيّ في مسير خالد بن الوليد إلى دمشق من السماوة بدلالة رافع الطائي: للَّه درّ خالد أنّى اهتدى ... والعين منه قد تغشّاها القذى معصوبة كأنها ملئت ثرى ... فهو يرى «2» بقلبه ما لا نرى قلب حفيظ وفؤادي قد وعى [الرجز] إلى آخر الأبيات. قال ابن عساكر: وشهد أبو أحيحة هذا فتح دمشق مع خالد، وقد رويت هذه الأبيات للقعقاع بن عمرو التميمي.   (1) الطبقات الكبرى 1/ 127 و 206، 4/ 100 و 101. (2) في ت: فهو ترى مقلته. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 6 قلت: تقدم أنه لم يبق في حجة الوداع قرشيّ إلا من شهدها مسلما فيكون هذا صحابيا. 9508- أبو أحزم بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك الأنصاري «1» ، أخو سهل، اسمه الحارث. تقدم في الأسماء. 9509- أبو الأخرم: استدركه ابن فتحون، وقال: ذكره الطبري من طريق شعبة، عن أبي المهاجر، عن رجل من أهل الكوفة، يقال له الأخرم عن أبيه؛ قال: نهانا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن التّبقّر في الأهل والمال. قيل له: وما التبقّر؟ قال: الكثرة. قلت: في نسبه اختلاف، ذكرت بعضه في سعد بن الأخرم. 9510- أبو الأخنس بن حذافة «2» بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، أبو عبد اللَّه وخنيس. قال أبو عمر: لا يوقف له على الاسم، وفي صحبته نظر. قال الزبير بن بكار: العقب في حذافة لأبي الأخنس، ولم يبق منهم- يعني في وقته- إلا ولد عبد اللَّه بن محمد بن ذؤيب بن عمامة بن أبي الأخنس بن حذافة. 9511- أبو أذينة: بمعجمة ونون مصغرا «3» . قال البغويّ: من أهل مصر، روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا، ولا أدري له صحبة أم لا. وقال ابن السكن : أبو أذينة الصدفي له صحبة، وحديثه في أهل مصر. وأخرج من طريق محمد بن بكار بن بلال، عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه، عن أبي أذينة الصدفي- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «خير نسائكم الودود الولود، المواتية المواسية، إذا اتّقين اللَّه، وشرّ نسائكم المترجّلات المختلعات من المنافقات، لا يدخل منهنّ الجنّة إلّا مثل الغراب الأعصم» «4» . وحكى أبو عمر أنه يقال فيه العبديّ، وهو غلط، وقال: [ .... ] .   (1) أسد الغابة ت 5670، الاستيعاب ت 2872. (2) الكنى والأسماء 1/ 117. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 146. (4) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 82 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44569 وعزاه للبيهقي عن أبي أذينة الصدفي مرسلان وسليمان بن يسار مرسلا، وأورده الحسين في اتحاف السادة المتقين 5/ 297. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 7 9512- أبو أرطاة الأحمسي «1» : رسول جرير، هو حصين بن ربيعة. تقدم في الأسماء. 9513- أبو الأرقم القرشي: والد الأرقم. ذكره ابن أبي خيثمة والطبريّ في الصّحابة. وقال أبو عليّ الجيّانيّ: ذكره مسلم في كتاب «الإخوة والأخوات» في باب من سمع من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وكانت له ولوالده صحبة- أبو الأرقم والأرقم بن أبي الأرقم. انتهى. وهذا الأرقم غير الأرقم المخزوميّ الّذي تقدم في الأسماء، وهو الّذي يأتي ذكره في السيرة قبل دخول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دار الأرقم؛ فإن اسم والده عبد مناف، وليست له صحبة جزما، كما قال ابن عبد البر في ترجمة الدوسيّ «2» . 9514- أبو أروى الدّوسي «3» : لا يعرف اسمه ولا نسبه. قال ابن السّكن: له صحبة، وكان ينزل ذا الحليفة، وأخرج هو والحاكم من طريق عاصم بن عمر العمري، عن سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي أروى الدّوسي؛ قال: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فاطلع أبو بكر وعمر، فقال: الحمد للَّه الّذي أيّدني بكما «4» . وسنده ضعيف. وله حديث آخر أخرجه أحمد والبغويّ، من طريق أبي واقد الليثي؛ واسمه صالح بن محمد بن زائدة، عن أبي أروى الدوسيّ؛ قال: كنت أصلي مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم العصر ثم آتي الصخرة قبل غروب الشمس. وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم بلفظ: ثم أتى ذا الحليفة ماشيا ولم تغب الشمس. وأخرجه ابن أبي خيثمة من هذا الوجه؛ وعنده عن أبي واقد: حدثني أبو أروى، وقال:   (1) أسد الغابة ت 5674، الاستيعاب ت 2876. (2) في أالقرشي. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، طبقات ابن سعد 4/ 341، مسند أحمد 4/ 344، التاريخ الكبير 619، المعجم الكبير 22/ 369، طبقات خليفة 115، الجرح والتعديل 9/ 335، المغازي للواقدي 183، فتوح البلدان 128، عهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 256، تعجيل المنفعة 462، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 16، تاريخ الإسلام 1/ 328. (4) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 74 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي وقال عاصم واه وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 54، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32681، 36110. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 8 سألت يحيى بن معين عنه، فكتب بخطه على أبي واقد ضعيف. وذكر الواقدي أنه شهد مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم غزوة قرقرة الكدر. قال ابن السّكن، وأبو عمر: مات في آخر خلافة معاوية، وكان عثمانيا. 9515- أبو الأزور ضرار بن الخطاب «1» تقدم. 9516- أبو الأزور ضرار بن الأزور «2» . تقدم. 9517- أبو الأزور الأحمري: «3» ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عمر بن أبي سفيان عن أبيه، عن أبي الأزور الأحمري- أنه أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» . 9518- أبو الأزور، آخر: خلطه أبو عمر بالذي قبله. والصواب التفرقة؛ قال عبد الرزاق في مصنفه، عن ابن جريج: أخبرت أن أبا عبيدة بالشام- يعني لما كان أميرا عليها- وجد أبا جندل بن سهيل وضرار بن الخطاب وأبا الأزور، وهم من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قد شربوا الخمر، فقال أبو جندل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... [المائدة: 93] الآية. فكتب أبو عبيدة إلى عمر يخبره بأن أبا جندل خصمني بهذه الآيات. فكتب عمر إليه: الّذي زيّن لأبي جهل الخطيئة زيّن له الخصومة فاحددهم، فقال أبو الأزور: إن كنتم تحدوننا فدعونا نلقى العدو غدا، فإن قتلنا فذاك، وإن رجعنا إليكم فحدونا؛ فلقوا العدو فاستشهد أبو الأزور، وحدّ الآخران. انتهى. ودليل التفرقة أنّ الأحمري تأخر حتى روى عنه أبو سفيان الثقفي، وأبو سفيان لم يدرك خلافة عمر رضي اللَّه عنه. 9519- أبو الأزهر الأنماري «4» : ويقال أبو زهير. أخرج حديثه أبو داود في «السّنن» بسند جيد شامي، وحكى الاختلاف في اسمه، ثم   (1) أسد الغابة ت 5677. (2) الاستيعاب ت 2879. (3) تجريد أسماء الصحابة 1/ 147. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، تقريب التهذيب 2/ 389. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 9 أخرج من طريق ربيعة بن يزيد الدمشقيّ: حدثني أبو الأزهر الأنماري، وواثلة بن الأسقع، صاحبا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من طلب علما فأدركه كتب له كفلان من الأجر ... » «1» الحديث. وأخرج أبو داود من طريق يحيى بن حمزة، عن ثور بن يزيد، عن خالد: كان إذا أخذ مضجعه قال: «بسم اللَّه وضعت جنبي» «2» ... الحديث. وقال بعده: رواه أبو همام الأهوازي، عن ثور، فقال أبو زهير. انتهى. قلت: وقد تابع أبا همّام على قوله صدقة بن عبد اللَّه؛ فقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة، وذكر له أبو زهير الأنماريّ، فقال: لا يسمى وهو صحابي. روى ثلاثة أحاديث، وقلت لأبي: إن رجلا سماه يحيى بن نفير، فلم يعرف ذلك. قلت: له حديث في التأمين. رواه عند أبو المصبح القرشي. وممن روى عنه أيضا كثير بن مرة، وشريح بن عبيد. وقال البغويّ: أبو الأزهر الأنماري لم ينسب، ولا أدري له صحبة أم لا. 9520- أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص. تقدم. 9521- أبو إسرائيل الأنصاري: أو القرشي العامري «3» . ذكره البغويّ وغيره في «الصّحابة» . وقال أبو عمر: قيل: اسمه يسير، بتحتانية ومهملة مصغرا. وأورده ابن السّكن والباورديّ في حرف القاف في قشير، بقاف ومعجمة. وقال أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، أخبرني ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي   (1) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3066 عن واثلة بن الأسقع مرفوعا. قال البوصيري في الإتحاف 1/ 23 في سنده يزيد بن ربيعة الدمشقيّ وهو ضعيف ورواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات وفيهم كلام وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28838. (2) أخرجه البخاري في صحيحه 8/ 85، 9/ 146. ومسلم في الصحيح 4/ 2083 عن البراء كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع 17) حديث رقم (59/ 2711) . وأبو داود في السنن 2/ 733 عن أبي الأزهر الأنماري أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال بسم اللَّه وضعت جنبي ... الحديث. كتاب الأدب باب ما يقول عند النوم حديث رقم 5054 وأحمد في المسند 5/ 154، والحاكم في المستدرك 1/ 540 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 124 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18235، 18236. (3) أسد الغابة 6/ 11، تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، الاستيعاب 6/ 1596 تعجيل المنفعة 463. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 10 إسرائيل، قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المسجد وأبو إسرائيل يصلي، فقيل للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: هو ذا يا رسول اللَّه لا يقعد، ولا يكلم الناس، ولا يستظل، يريد الصيام، فقال: «ليقعد وليتكلّم وليستظلّ وليصم» «1» . وذكره البغويّ وأبو نعيم، من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن أبي إسرائيل، قال: رآه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو قائم في الشمس، فقال: «ما له؟» قالوا: نذر ... فذكر نحوه. وأصله في «الصّحيحين» من حديث ابن عباس، قال: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا في الشمس ... الحديث. وذكره البغويّ أيضا، من طريق محمد بن كريب، عن كريب، عن ابن عباس؛ قال: نذر أبو إسرائيل قشير أن يقوم، قال ... فذكر الحديث. وفي البخاريّ من طريق عكرمة، عن ابن عباس، أنه أبو إسرائيل، ولم يسمّ في رواية الأكثر. وكذا أخرجه مالك عن حميد بن قيس. وثور، مرسلا، غير مسمى. وأخرجه الخطيب في المبهمات من طريق جرير بن حازم، عن أيوب، عن مجاهد، عن ابن عباس: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يخطب الناس يوم الجمعة، فنظر إلى رجل من قريش من بني عامر بن لؤيّ يقال له أبو إسرائيل ... فذكره. قال عبد الغنيّ في «المبهمات» ليس في الصحابة من يكنى أبا إسرائيل غيره. وقد تقدم في الأسماء أنّ اسمه قشير، بمعجمة مصغرا، أخرجه ابن السكن، وصحّفه أبو عمر فقال قيسر قدم الياء وسكنها وأهمل السين وفتحها. وذكر الزّبير بن بكّار في نسب قريش أنّ برة بنت عامر بن الحارث بن السباق بن عبد الدار كانت من المهاجرات، وكان تزوّجها أبو إسرائيل الفهريّ، فولدت له إسرائيل قبل يوم الجمل، فلعل أبا إسرائيل هو هذا. ويتأيد بقول عبد الغني: ليس في الصحابة من يكنى أبا إسرائيل غيره.   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 168. وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 191 عن أبي إسرائيل ... الحديث وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أنه قال عن أبي إسرائيل قال رآه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو قائم في الشمس فقال ما له؟ قالوا نذر أن يقوم في الشمس- فذكره ورجال أحمد رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46591 عن طاوس وعزاه لعبد الرزاق في المصنف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 11 9522- أبو أسماء السكونيّ: غضيف بن الحارث- تقدم في الأسماء. 9523- أبو أسماء الشامي «1» : أخرج أبو أحمد الحاكم من طريق أحمد بن يوسف بن أبي أسماء: سمعت جدي أبا أسماء بن علي بن أبي أسماء، عن أبيه، عن جده أبي أسماء، قال: وفدت على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فبايعته، وصافحني، فآليت على نفسي ألا أصافح أحدا بعد، فكان لا يصافح أحدا. وفرق بينه وبين غضيف. وأخرجه ابن مندة من طريق أحمد بن يوسف المذكور، وفي سنده من لا يعرف. 9524- أبو أسماء المزني: أحد من أسلم من مزينة على يدي خزاعيّ بن عبد نهم، وشهد فتح مكة. وقد تقدم ذلك في ترجمة خزاعيّ بن عمرو، وأغفله في التجريد تبعا لأصله. 9525- أبو أسماء بن عمرو الجذامي «2» : ذكره الواقديّ في وفد جذام الذين قدموا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، يذكرون إيقاع زيد بن حارثة بهم بعد إسلامهم، فأطلق لهم سبيهم وردّ لهم ما أخذ منهم. 9526- أبو الأسود الجذامي: آخر، هو عبد اللَّه بن سندر. تقدم. 9527- أبو الأسود عبد الرحمن بن يعمر- تقدم. 9528- أبو الأسود الكندي: هو المقداد بن الأسود الصحابي المشهور. تقدم. 9529- أبو الأسود بن يزيد بن معديكرب «3» بن سلمة بن مالك بن الحارث بن معاوية الأكرمين الكندي. ذكر الطّبريّ، عن ابن الكلبيّ، أنه كان شريفا، وقدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأسلم. واستدركه أبو عليّ الجيّانيّ في ذيله على الاستيعاب. 9530- أبو الأسود السلمي «4» : يأتي في القسم الأخير. 9531- أبو الأسود القرشي: ويقال المالكي.   (1) الطبقات الكبرى 7/ 435. (2) أسد الغابة 5681. (3) أسد الغابة 5684. (4) تقريب التهذيب 2/ 391، تهذيب التهذيب 12/ 1. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 12 ذكر «ابن أبي حاتم في الجرح والتّعديل» في ترجمة عبد اللَّه بن الأسود القرشي- أنه روى عن أبيه عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ما عدل وال تجر أبدا» . روى ابن وهب، عن خالد بن عمير، عنه. واستدركه ابن فتحون على الاستيعاب، وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق بقية عن خالد بن حميد- أنه حدثه أبو الأسود المالكي عن أبيه عن جده؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما عدل وال تجر في رعيّته» «1» . 9532- أبو الأسود النهدي «2» : ذكره الباورديّ في الصحابة، وأخرج من طريق يونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن أبي الأسود النهدي، وقد أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: بكيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو متوجّه إلى الغار، وقد دميت إصبعه. فقال: هل أنت إلّا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه ما لقيت» «4» [الرجز] قلت: في سنده نظر، قيل اسمه عبد اللَّه. 9533- أبو أسيد بن ثابت الأنصاري: الزّرقيّ المدني «5» . روى حديثه في فضل الزيت الدارميّ، والترمذي، والنسائي، والحاكم، من طريق عبد اللَّه بن عيسى، عن رجل من أهل الشام يقال له عطاء. وفي رواية النسائي حدثني عطاء- رجل كان يكون بالساحل عن أبي أسيد بن ثابت به. وقال أبو حاتم: يحتمل أن يكون هو   (1) أورده ابن حجر في المطالب العالية 2/ 234 حديث رقم 2107 عن أبي الأسود المالكي عن أبيه عن جده ... الحديث وعزاه وحمد بن منيع. قال البوصيري في مصباح الزجاجة 2/ 80 رواه ابن منيع عن الهيثم بن خارجة عن يحيى بن سعيد الحمصي وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14676. (2) الاستيعاب 2883. (3) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 22، 8/ 43. ومسلم في الصحيح 3/ 1421 عن جندب بن سفيان بزيادة في أوله كتاب الجهاد والسير (32) باب ما لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من أذى المشركين (39) حديث رقم (112/ 1796) ، والترمذي في السنن 5/ 411- 412 عن جندب البجلي ... الحديث كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة الضحى (81) حديث رقم 3345 وقال أبو عيسى حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 4/ 312، 313 والطبراني في الكبير 2/ 185، وكنز العمال حديث رقم 18679. (4) وينظر البيت في الروض الأنف مع السيرة 4/ 57. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 148 بقي بن مخلد 658. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 13 عبد اللَّه بن ثابت خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الّذي روى الشعبي عنه- أن عمر جاء بصحيفة، وضبطه الدارقطنيّ بفتح أوله، وحكى الضم وزيّفه، وفيه ردّ على من خلطه بالساعدي؛ فقد أدخل حديثه المذكور أحمد وغيره في سند أبي أسيد الساعدي، ووقع عند أبي عمر أبو أسيد ثابت الأنصاري حديثه: كلوا الزيت «1» . فأسقط اسمه فقرأت بخط الدمياطيّ قال ابن أبي حاتم: روى عطاء الشامي عن أبي أسيد عبد اللَّه بن ثابت، وسماه أبو عمر ثابتا ولم ينبه عليه ابن فتحون. 9534- أبو أسيد بن ثابت الأنصاري «2» : آخر؛ لكنه بصيغة التصغير، اسمه عبد اللَّه. تقدم في الأسماء، وفي سند حديثه جابر الجعفي. 9535- أبو أسيد بن جعونة: له وفادة، ذكره ابن بشكوال، وكذا في «التّجريد» ، ولم أره في ذيل ابن بشكوال. وفي «الاستيعاب» أبو زهير بن أسيد بن جعونة، فليحرر. 9536- أبو أسيد بن علي بن مالك الأنصاري «3» : ذكره أبو العبّاس السّرّاج في الصحابة، حكاه ابن مندة، وأخرج من طريق بسطام عن الحسن البصري، عن أبي أسيد بن علي؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا رأيت البناء قد بلغ سلعا فأتمر بالشّام، فإن لم تستطع فاسمع وأطع» . والحديث الّذي ذكره السّرّاج أخرجه عنه أبو أحمد في الكنى من طريق زهير بن عباد عن سعيد، عن قتادة؛ قال: بعث رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبا أسيد بن علي إلى امرأة من بني عامر بن صعصعة يخطبها عليه، ولم يكن رآها فأنكحه إياها أبو أسيد قبل أن يراها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وقد تعقبه   (1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 251 عن عمر بن الخطاب وعن أبي أسيد كتاب الأطعمة باب (43) ما جاء في أكل الزيت حديث رقم 1851، 1852 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث غريب من هذا الوجه. وابن ماجة في السنن 2/ 1103 عن أبي هريرة ... الحديث كتاب الأطعمة (29) باب الزيت (34) حديث رقم 3320 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1103 في إسناده عبد اللَّه بن سعيد المقبري قال في تقريب التهذيب متروك، وأحمد في المسند 3/ 497. والحاكم في المستدرك 2/ 398 عن أبي أسيد ... وصححه الحاكم وأقره الذهبي والطبراني في الكبير 19/ 270، والبغوي في شرح السنة 5/ 78 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28297، 28298، 28299. (2) أسد الغابة ت 5685. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 148. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 14 أبو عمر في التمهيد، فقال: وهم الحاكم فيه، وإنما هذه القصة لأبي أسيد الساعدي، كذا قال، وفيه نظر لاختلاف سياق القصتين. 9537- أبو أسيد الساعدي «1» : اسمه مالك بن ربيعة. تقدم في الأسماء. 9538- أبو أسيرة بن الحارث بن علقمة «2» : ذكره الواقديّ فيمن استشهد بأحد، وأسند من طريق الحارث بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، قال: حدثني من نظر إلى أبي أسيرة بن الحارث بن علقمة، ولقي أحد بني أبي عزيز فاختلفا ضربات كلّ ذلك يروغ أحدهما من صاحبه، فنظرت إليهما كأنهما سبعان ضاريان، ثم تعانقا فعلاه أبو أسيرة فذبحه كما تذبح الشاة، فطعن خالد بن الوليد أبا أسيرة من خلفه فوقع أبو أسيرة ميتا. قال ابن ماكولا: كذا كناه الواقدي، وكناه غيره أبا هبيرة. قلت: الغير المذكور هو ابن إسحاق. وقال أبو عمر: ذكره الواقدي فيمن قتل يوم أحد، وقال فيه: أبو هبيرة مرة وأبو أسيرة أخرى. وقال أيضا: قيل: إن أبا أسيرة غلط فيه الواقدي، وإنما هو أبو هبيرة، ووقع عند موسى بن عقبة أيضا أبو أسيرة، ووافق ابن القداح أنه ابن الحارث بن علقمة، وقال خالد بن إلياس: اسم أبي هبيرة الحارث بن علقمة، وكناه ابن عائذ أبا سبرة. 9539- أبو الأشعث: أورده ابن الأثير عن ابن الدباغ، وكذا استدركه ابن فتحون، وعزاه للبزّار، وكذا ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» عن البزّار، ولم يقع في البزار بلفظ الكنية؛ وإنما الّذي فيه من طريق سليمان بن عبد اللَّه، عن محمد بن الأشعث بن قيس، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «الذّهب يذهب البؤس، والكسوة تظهر الغنى، والإحسان إلى الخادم يكبت العدوّ» . وفي سنده من لا يعرف. 9540- أبو الأعور: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، أحد العشرة تقدم. 9541- أبو الأعور بن ظالم بن عبس بن حرام «3» : بن جندب بن عامر بن تميم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي. شهد بدرا وأحدا، وسماه ابن إسحاق كعب بن الحارث. وقال العدوي: اسمه الحارث بن ظالم، وقال موسى بن عقبة: أبو الأعور بن الحارث.   (1) أسد الغابة ت 148. (2) أسد الغابة ت 5688، الاستيعاب ت 2886. (3) أسد الغابة ت 5690، الاستيعاب ت 2887. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 15 9542- أبو الأعور السلمي «1» : هو عمرو بن سفيان. تقدم. وقد قال أبو حاتم: لا صحبة له. 9543- أبو الأعور الجرمي «2» : ذكره ابن أبي خيثمة، وأخرج من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن جبير- أن رجلا من جرم يقال له أبو الأعور أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه. فقال: «وعليك السّلام ورحمة اللَّه، كيف أنت يا أبا الأعور؟» أخرجه ابن مندة من هذا الوجه، وأخرجه البغوي عن أبي خيثمة. 9544- أبو أمامة: أسعد بن زرارة الأنصاري الخزرجي «3» : أحد النقباء. تقدم. 9545- أبو أمامة بن ثعلبة الأنصاري: ثم الحارثي «4» . اسمه عند الأكثر إياس. وقيل اسمه عبد اللَّه. وبه جزم أحمد بن حنبل. وقيل ثعلبة بن سهيل. وقيل ابن عبد الرحمن؛ قال أبو عمر اسمه إياس، وقيل ثعلبة، وقيل سهل، ولا يصح غير إياس، وهو ابن أخت أبي بردة بن نيار. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث، منها عند مسلم، وأصحاب السنن. روى عنه ابنه عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن عطية بن عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ. وقال أبو أحمد الحاكم: خرج مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فرده من أجل أمّه، فلما رجع وجدها ماتت فصلّى عليها. ثم أخرجه من طريق عبد اللَّه بن المسيب، عن جده عبد اللَّه بن أبي أمامة بن ثعلبة. 9546- أبو أمامة الباهلي «5» : اسمه صدي بن عجلان- تقدم. 9547- أبو أمامة بن سهل الأنصاري ثم البياضي «6» :   (1) طبقات خليفة 51، تاريخ خليفة 193، نسب قريش 252، المغازي للواقدي 266، تاريخ اليعقوبي 2/ 187، التاريخ لابن معين 2/ 444، المراسيل 143، التاريخ الكبير 6/ 336، تاريخ الطبري 3/ 396، المعرفة والتاريخ 3/ 135، الجرح والتعديل 6/ 234، جمهرة أنساب العرب 264، العقد الفريد 4/ 140، الكامل في التاريخ 2/ 498، جامع التحصيل 298، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 16، تاريخ أبي زرعة 1/ 184، تاريخ الإسلام 1/ 130. (2) أسد الغابة ت 5691، الاستيعاب ت 2888. (3) التاريخ لابن معين 2/ 147. (4) التبصرة والتذكرة 3/ 197، ريحانة الأدب 7/ 18 الثقات 3/ 451، تجريد أسماء الصحابة 2/ 148، تلقيح فهوم أهل الأثر 378 الاستبصار 251، تهذيب التهذيب 12/ 13، التاريخ الكبير 9/ 3، خلاصة تذهيب 3/ 199، الكنى والأسماء 12، تقريب التهذيب 2/ 392، بقي بن مخلد 507. (5) أسد الغابة ت 5695، الاستيعاب ت 2893. (6) الاستيعاب ت 2892. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 16 قال الواقديّ: له صحبة. وذكره خليفة والبغوي في الصحابة. وأورد من طريق محمد بن إسحاق، عن معبد بن مالك، عن أخيه عبد اللَّه بن كعب، عن أبي أمامة بن سهل أحد بني بياضة: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يقطع رجل حقّ مسلم بيمينه إلّا حرّم اللَّه عليه الجنّة وأوجب له النّار» . سنده قوي، إلا أن مسلما والبغوي أيضا أخرجاه من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن معبد، عن أخيه، فقال: عن أبي أمامة بن ثعلبة، وهو المحفوظ. 9548- أبو أمامة الأنصاري: غير منسوب «1» مسمى. فرق ابن مندة بينه وبين الباهلي؛ فقال: روى غسان بن عوف عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ... فذكر الحديث، كذا ذكره. وقد أخرجه أبو داود من هذا الوجه، فقال فيه: فرأى رجلا من الأنصار جالسا في غير وقت الصلاة، فقال: يا رسول اللَّه، هموم لزمتني، وديون؛ فقال: «ألا أعلّمك حديثا إذا قلته قضى اللَّه دينك؟» قال: قلت: بلى يا رسول اللَّه ... فذكر الحديث. وقال في آخره: فقلتها فقضى اللَّه ديني. وظاهر سياقه في أوله أنه من حديث أبي سعيد؛ وآخره أنه من رواية أبي أمامة هذا. وقد أخلّ المزنيّ بترجمته في «التّهذيب» ، وفي «الأطراف» ، واستدركته عليه فيهما، وأغفله أبو أحمد الحاكم في «الكنى» ، ويجوز أنه أبو أمامة بن ثعلبة الحارثي؛ لكن أفرده ابن مندة، وتبعه أبو نعيم. 9549- أبو أميمة: بالتصغير «2» الجشمي، بضم الجيم وفتح المعجمة- قال أبو عمر: ذكره بعض من ألف في الصحابة، وذكر له من طريق الليث، عن معاوية بن صالح، عن عصام بن يحيى، عنه- حديثا في الصيام مثل حديث أنس بن مالك القشيري الكعبي: «إنّ اللَّه وضع عن المسافر الصوم وشطر الصّلاة» «3» . قال: والحديث مضطرب، وقد قيل فيه أبو   (1) أسد الغابة ت 5694. (2) الجرح والتعديل 2/ 331، الكنى والأسماء 1/ 115، تنقيح المقال 3/ 3. (3) النسائي 4/ 181 باب 51 ذكر اختلاف معاوية بن سلام وعلي بن المبارك حديث رقم 2280، 2281، 2282. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 17 أمية، وقيل فيه أبو تميمة، ولا يصح شيء من ذلك. قلت: أخرجه ابن أبي خيثمة، عن قتيبة عن الليث بهذا السند، لكن سقط بين عصام والصحابي رجلان. وقد ترجم له ابن مندة أبو أمية الضمريّ، وساقه من طريق الليث، فذكرهما وهما أبو قلابة الجرمي، عن عبيد اللَّه بن زياد؛ لكن قال: عن أبي أمية، أخي بني جعدة، ثم أخرجه من طريق أخرى كرواية قتيبة لكن قال: عن أبي أمية. وكذا أخرجه الطّبرانيّ في مسند الشاميين في ترجمة معاوية بن صالح، وكذا الدّولابي في الكنى، من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن معاوية، لكن قال عن أبي أمية الجعديّ. وكذا أفرده البغويّ في ترجمة أنس بن مالك القشيري، عن إبراهيم بن هانئ، عن عبد اللَّه بن صالح؛ فكأنه عنده هو؛ وليس ذلك ببعيد. وقد أورده بعضهم في ترجمة عمرو بن أمية الضمريّ، وهو يكنى أبا أمية أيضا؛ فمن قال الضمريّ أراده، ومن قال القشيري أراد أنس بن مالك وهو الكعبي؛ فإن قشيرا الّذي ينسب إليه القشيريون هو قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومن قال الجعديّ نسبه إلى عمه؛ فإن جعدة هو ابن كعب أخو قشير بن كعب. وأما الضّمري فلا يجتمع معهم إلا في مضر بن نزار بن صعصعة جد القشيريين والجعديين: هو ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر، وضمرة هو ابن بكر بن عبد مناف بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. 9550- أبو أمية الدّوسي: ثم الزهراني. وقيل الأزدي ثم الصّقبي، بفتح المهملة وسكون القاف بعدها موحدة، نسبة إلى صقب بن دهمان بن نصر بن الحارث. كان زوج أم قحافة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق قبل الأشعث بن قيس، وله منها بنت تسمى أميمة تزوجها عبد اللَّه بن الزبير. ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وابن دريد؛ وعلى هذا فهو من شرط القسم؛ لأن في السيرة الشامية أن أمّ قحافة كانت في فتح مكة صغيرة، فعلى هذا لا يزوجها أبوها بعد الفتح إلا بمسلم، ومن صاهر من المسلمين الصديق لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لا محالة. 9551- أبو أمية : إنه قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما أراد أن يرجع قال له: «ألا تنتظر الغداء» . قال ابن أبي حاتم: قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ اللَّه وضع عن المسافر الصّيام ونصف الجزء: 7 ¦ الصفحة: 18 الصّلاة» «1» ، وأخرجه البغويّ، وقال: يقال إنه عمرو بن أمية الضمريّ، قال: ويقال أبو أمية. 9552- أبو أمية الأزدي «2» : والد جنادة. قال البخاريّ وأبو حاتم الرّازيّ: له صحبة، وقد بينت في ترجمة جنادة أنّ اسم والد هذا مالك، وأن من قال اسمه كثير خلطه بغيره، وممن جزم بأن اسمه مالك خليفة بن خياط. 9553- أبو أمية بن عمرو بن وهب بن معتب الثقفي. تقدم تحقيقه في عمرو بن أمية بن وهب. 9554- أبو أمية الجمحيّ «3» : هو صفوان بن أمية بن خلف. تقدم. 9555- أبو أمية هو عمير بن وهب «4» : تقدم. 9556- أبو أمية الجمحيّ، آخر: قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة وفيه نظر- روى أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم سئل عن الساعة فقال: «إنّ من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر» . وقال أبو موسى: ذكره أبو مسعود في الصّحابة وقال: روى عنه بكر بن سوادة، فذكر هذا الحديث، ولم يسق إسناده؛ وهو عند الطّبرانيّ، من طريق ابن لهيعة، عن بكر بمعناه. 9557- أبو أمية الجمحيّ: آخر، يأتي بيانه في أبي غليظ، في الغين المعجمة. 9558- أبو أمية الجعديّ: تقدم في أبي أميمة، وكذلك الجشمي. 9559- أبو أمية الضمريّ «5» : عمرو بن أمية. تقدم. 9560- أبو أمية الفزاري «6» : هو أبو أمية المذكور في أول حرف الألف.   (1) أخرجه الترمذي 3/ 94 كتاب الصوم باب 21 ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع حديث رقم 715. وابن ماجة 1/ 532 كتاب الصيام باب 11 ما جاء في الإفطار حديث 1667. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 149. (3) ريحانة الأدب 7/ 19. (4) الطبقات الكبرى بيروت 4/ 199، ريحانة الأدب 7/ 19. (5) أسد الغابة ت 5703، الاستيعاب ت 2897. (6) الاستيعاب ت 2894. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 19 9561- أبو أمية القشيري: والكعبي، تقدم. 9562- أبو أمية المخزومي «1» : قال ابن السّكن: معدود في أهل المدينة. ثم أخرج حديثه من طريق إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أبي المنذر مولى أبي ذرّ الغفاريّ، عن أبي أمية المخزومي- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أتى بسارق اعترف اعترافا، لم يوجد معه متاع؛ فقال: «ما إخالك سرقت» . قال: بلى، فأعادها.. الحديث «2» . وأخرجه أبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجة، والدّارميّ وغيرهم، من هذا الوجه. وحكى أبو داود أنه وقع في رواية همام عن إسحاق عن أبي المنذر، عن أبي أمية- رجل من الأنصار. والأول أكثر. قال ابن السّكن: تفرد به حماد عن إسحاق. قلت: ورواية همام التي أشار إليها أبو داود تردّ عليه، وقد وصلها الدولابي من طريقه. 9563 - أبو «3» أناس «4» : بن زنيم الليثي، أبو الدؤلي، ابن أخي سارية بن زنيم. ذكره أبو عمر فقال: كان شاعرا وهو من أشرافهم، وهو القائل من قصيدة: فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد [الطويل] قال: وله ولد اسمه أنس أبي أناس استخلفه الحكم بن عمرو على خراسان حين حضرته الوفاة. قلت: وأناس بضم الهمزة وتخفيف النون، والقصيدة المذكورة اختلف في قائلها؛ فقيل: هذا، وقيل أنس بن زنيم، وقيل سارية، وقيل أسيد بن أبي أناس. والقصيدة المذكورة أنشدها محمد بن إسحاق لأيمن بن زنيم. 9564- أبو إهاب بن عزيز بن قيس «5» : بن سويد بن ربيعة بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 149. (2) أخرجه أبو داود 2/ 539 (4380) والنسائي 8/ 67 وابن ماجة (2597) وأحمد في المسند 5/ 293 والدارميّ في السنن 2/ 173. (3) تنقيح المقال 3/ 3. (4) في ت أبو إياس. (5) تنقيح المقال 3/ 3. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 20 التميمي الدارميّ، حليف بني نوفل بن عبد مناف. قدم أبوه، وهو بفتح المهملة وزاءين منقوطتين، مكة فحالفهم وتزوّج منهم فاختة بنت عمرو بن نوفل فأولدها أبا إهاب فتزوج عقبة بن عامر بنته أم يحيى بنت أبي إهاب، فجاءت أمة سوداء، فقالت: أرضعتكما ... الحديث في الصحيح، ذكره جعفر المستغفري في الصحابة؛ وقال: إنه روى عنه حديث: نهاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أن يأكل أحدنا وهو متّكئ. وأخرج الفاكهيّ في كتاب «مكّة» ، من طريق سفيان، أنه سمع بعض أهل مكة يذكر أن أبا إهاب المذكور أول من صلى عليه في المسجد الحرام لما مات. 9565- أبو أوس الثقفي «1» : هو حذيفة بن أوس، تقدم. 9566- أبو أوس: جابر بن طارق بن أبي طارق الأحمسي «2» . والد طارق. ويقال جابر بن عوف، ينسب إلى جده؛ لأن اسم أبي طارق عوف. تقدم في الأسماء. 9567- أبو الأوفى الأسلمي «3» : والد عبد اللَّه، اسمه علقمة. تقدم في الأسماء. 9568- أبو إياس الساعدي» : ذكره الطّبريّ، ولم يخرج له شيئا، وذكره المستغفري وساق بسنده إلى عبد العزيز بن أبان، عن صالح بن حسان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي إياس الساعدي؛ قال: كنت رديف النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «قل» . قلت: ما أقول؟ قال: «قل: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» . ثم قال: «قل: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» . ثمّ قال: «يا أبا إياس، ما قرأ النّاس بمثلهنّ» «5» . وكذا أخرجه الحارث بن أبي أسامة، عن عبد العزيز بن أبان، وعبد العزيز متروك. وذكره ابن أبي عاصم في الوحدان؛ فقال: أبو إياس بن سهل من بني ساعدة. ثم أخرج عن أبي شيبة عن مصعب بن المقدام، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم- أنه جلس إلى ابن أبي إياس بن سهل الأنصاري، فقال: أقبل علي، فأقبلت عليه، فقال: ألا   (1) أسد الغابة ت 5709. (2) أسد الغابة ت 5710. (3) أسد الغابة ت 5711، الاستيعاب ت 2902. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 149. (5) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص 79. والنووي في الأذكار النووية ص 72، وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 416. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 21 أحدّثك عن أبي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: «لأن أصلّي حتّى تطلع الشّمس أحبّ إليّ من شدّ علي جياد الخيل في سبيل اللَّه ... » الحديث. كذا قال: وأظنه غير الأول، واسم هذا سهل جزما؛ وإنما قيل فيه أبو إياس، لأن اسم ابنه إياس. 9569- أبو إياس الليثي: ذكره ابن عساكر في حرف الألف والياء الأخيرة من تاريخه؛ فقال: قيل له صحبة، وشهد خطبة عمر بالجابية، ثم ساق من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن أبي إياس الليثي، ثم الأشجعي، صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه بينما هو عند عمر بالجابية زمان قدمها عمر جاء رجل فقال: إن امرأتي زنت ... فذكر قصة. قال ابن عساكر: قال غيره عن أبي زائدة الليثي. وهو الصواب. قلت: وهو محتمل، ويحتمل أن يكون هو أبا أناس الّذي تقدم بالنون. 9570- أبو أيمن الأنصاري «1» : مولى عمرو بن الجموح. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. 9571- أبو أيوب الأنصاري: خالد بن زيد بن كليب «2» . مشهور بكنيته واسمه. تقدم. 9572- أبو أيوب جارية بن قدامة التميمي: تقدم في الأسماء، وهو باسمه أشهر. 9573- أبو أيوب اليمامي «3» : ذكره المستغفريّ، وحكى خليفة أنه روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. 9574- أبو أيوب، آخر: ذكره العثمانيّ في الصحابة، وأخرج من طريق عاصم بن علي، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن جده أبي أيوب- أنّ رجلا قال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: عظني وأوجز. أخرجه ابن فتحون.   (1) تنقيح المقال 3/ 3. (2) أسد الغابة ت 5714، الاستيعاب ت 2905. (3) تنقيح المقال 3/ 3، أسد الغابة 6/ 26، تجريد أسماء الصحابة 2/ 150. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 22 9575- أبو أيوب الأزدي «1» : سيأتي ذكره في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى. 9576- أبو أيوب المالكي: ذكر سيف في «الفتوح» أن عمرو بن العاص أمّره على حبيش في قتال الروم، وذكره الطبري من طريقه، واستدركه ابن فتحون. القسم الثاني من حرف الألف 9577- أبو إدريس الخولانيّ «2» : عائذ اللَّه بن عبيد اللَّه. تقدم. 9578- أبو إسحاق: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي. تقدم أيضا. 9579- أبو إسحاق إبراهيم «3» : بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. تقدم. 9580- أبو أمامة بن سهل: بن حنيف الأنصاري «4» ، اسمه أسعد. تقدم. 9581- أبو أمية بن الأخنس بن شهاب بن شريق الثقفي. مختلف في صحبة أبيه. وروى هو عن عمر؛ قال الثوري: عن عمرو بن عبد الرحمن السهمي، عن أبي سلمة بن سفيان المخزومي، عن أبي أمية بن الأخنس الثقفي؛ قال: كنت عند عمر فأتاه رجل فقال: إن ابني شجّ شجة موضحة. القسم الثالث 9582- أبو إسحاق: كعب بن ماتع المعروف بكعب الأحبار. تقدم في الأسماء.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 226، طبقات خليفة 205، تاريخ خليفة 303- التاريخ لابن معين 2/ 693- التاريخ الكبير 8/ 303- التاريخ الصغير 113- تاريخ الثقات للعجلي 490- المعرفة والتاريخ 3/ 211- الجرح والتعديل 9/ 190- الثقات لابن حبان 5/ 529- رجال صحيح مسلم 2/ 350- الأسامي والكنى للحاكم ورقة 27 د- الجمع من رجال الصحيحين 2/ 564- تهذيب الكمال 3/ 1578- الكاشف 3/ 272- تهذيب التهذيب 12/ 16- تقريب التهذيب 2/ 393- خلاصة تذهيب التهذيب- تاريخ الإسلام 3/ 226. (2) أسد الغابة ت 5672، الاستيعاب ت 2874. (3) أسد الغابة ت 5679. (4) أسد الغابة ت 5697. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 23 9583- أبو الأسود: يزيد بن الأسود الجرشي. تقدم. 9584- أبو الأسود الدئلي: ظالم بن عمرو. تقدم. 9585- أبو الأسود الهزّاني: من عنزة. ذكره وثيمة في الرّدّة، وقال: إنه كان نازلا في بني حنيفة، فلما قتل مسيلمة حبيب بن عبد اللَّه رسول أبي بكر الصديق أنكر أبو الأسود ذلك، وقال: إنّ قتل الرّسول من حادث الدّهر ... عظيم في سالف الأيّام بئس من كان من حنيفة إن كان ... مضى أو بقي على الإسلام [الخفيف] وأظهر أبو الأسود إسلامه حينئذ. استدركه ابن فتحون. 9586- أبو أمية الأزدي «1» : والد قتادة؛ اسمه كبير، بموحدة، بوزن عظيم. تقدم في الأسماء. 9587- أبو أمية الشعبانيّ: اسمه يحمد «2» بضم الياء الأخيرة، وسكون المهملة، وكسر الميم، وقيل عبد اللَّه بن أخامر. استدركه يحيى بن عبد الوهّاب على جده أبي عبد اللَّه بن مندة، وساق من طريق عبد الملك بن يسار الثقفي، حدثني أبو أمية الشعبانيّ، وكان جاهليا ... فذكر حديثا. قلت: وهذا أخرجه يعقوب بن سفيان، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن مطر بن العلاء، عن عبد الملك بن يسار؛ وقال بعد قوله جاهليا: حدثني معاذ بن جبل- رفعه: ثلاثون خلافة ونبوة، وثلاثون خلافة وملك، وثلاثون ملك وتجبر، وما وراء ذلك لا خير فيه. قلت: قال أبو حاتم الرّازيّ: أدرك الجاهلية، وقال أبو موسى في الذيل: أبو أمية الشعبانيّ يروي عن أبي ثعلبة الخشنيّ. قلت: وله رواية عن معاذ بن جبل، وحديثه فخرج في السنن، وفي كتاب خلق أفعال   (1) أسد الغابة ت 5699. (2) التاريخ الصغير 89، المعرفة والتاريخ 2/ 361، التاريخ الكبير 8/ 426، تاريخ أبي زرعة 1/ 387، الجرح والتعديل 9/ 314، الثقات لابن حبان 5/ 558، تهذيب الكمال 3/ 1578، الكاشف 3/ 272، تهذيب التهذيب 12/ 15، تقريب التهذيب 2/ 392، خلاصة تذهيب التهذيب 443، الأسامي والكنى للحاكم- ورقة 36 أ، تاريخ الإسلام 3/ 230. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 24 العباد للبخاريّ، من طريق عمرو بن حارثة عنه، عن أبي ثعلبة. وروى عنه أيضا عبد الملك بن سفيان الثقفي، وعبد السلام بن مكلبة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. 9588- أبو أمية: سويد بن غفلة الجعفي. تقدم في الأسماء. 9589- أبو أمية العدوي: مولى عمر. له إدراك، أخرج ابن أبي شيبة من طريق ابن عباس؛ قال: كاتب عمر عبدا له يكنى أبا أمية، فجاء بنجمه حين حلّ، وكان أول نجم في الإسلام. ولم أقف على اسم أبي أمية هذا. 9590- أبو أمية الكندي: شريح بن الحارث الكندي، قاضي الكوفة. تقدم. القسم الرابع 9591- آبي اللحم الغفاريّ «1» : ذكره ابن عبد البرّ في «الكنى» في حرف الهمزة قبل ترجمة أبي الأعور وبعد ترجمة أبي أحمد بن جحش، وقال ما نصه: تقدم ذكره في العبادلة، وليست هذه بكنية له، ولكنها صارت له كالكنية. وقيل: إنما قيل له ذلك؛ لأنه كان لا يأكل اللحم. ورأيت حاشية على الاستيعاب بخط ابن دحية فيما أظن ما نصه: يا ليت شعري؛ إذا علم أنها ليست كنية، فلم أدخله في الكنى، ولم قال: إنها صارت له كالكنية، ولم يقل إنها صارت له كاللقب؟ اللَّهمّ إلا أن يظن أن من رأى الألف والياء والباء يظن أنها كنية، فيشتبه عنده بالكنية في حالة الخفض، فناهيك جهلا ترتفع عنه رتبة البادي في العلم فضلا عن هذا الشيخ. انتهى. وقد سبق أبا عمر إلى جعلها كنية التّرمذيّ في الجزء الصغير الّذي له في الصحابة؛ فقال في الكنى منه: أبو اللحم له صحبة، وكذا صنع الحافظ أبو أحمد الحاكم في الكنى في الأفراد من حرف الهمزة؛ ووقع لابن مندة فيه وهم آخر؛ وكلّ ذلك خطأ. وجعله في حرف الهمزة على تقدير أن يكون كنية خطأ آخر؛ وإنما حقّه أن يكون في اللام؛ لأن الألف والباء إن كانت أداة الكنية فالاعتبار في ترتيب الحروف بما بعدها، وقد مشى على ذلك الدّولابيّ، وابن السّكن، وابن مندة. فذكروه في حرف اللام من الكنى. وأنكر ذلك أبو نعيم على ابن مندة، فأصاب. 9592- أبو الأسود التميمي «2» :   (1) الاستيعاب ت 2869. (2) أسد الغابة ت 5682. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 25 استدركه أبو موسى، وعزاه الجعفر المستغفري؛ فأخرج من طريق عبد الرزاق عن معمر، حدثني شيخ من تميم، عن شيخ منهم يقال له أبو الأسود- أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اليمين الفاجرة تعقر الرّحم» «1» . ولا أعلمه إلا قال: تدع الديار بلاقع. وهذا وقع فيه تصحيف. والصواب أبو سود، بضم المهملة وسكون الواو، وليس في أوله ألف؛ كذا أخرجه أحمد من طريق ابن المبارك عن معمر. وسيأتي [171] . 9593- أبو الأسود الدّوسي: قال: كنا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، كذا قال يزيد بن هارون. ووهم فيه يحيى بن معين، وقال: الصواب عن أبي إسحاق، عن أبي هريرة، ذكره ابن فتحون. قلت: والحديث المذكور من طريق يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن الأشجّ، عن سليمان بن يسار، عن أبي إسحاق، عن أبي هريرة؛ كذا رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب. وكذا قال غيره: عن ابن إسحاق. 9594- أبو الأسود الدّيلي: ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأورد من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن محمد بن خلف بن الأسود- أن أبا الأسود أخبره أنه أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مع الناس يوم الفتح ... الحديث. وهو وهم نشأ عن سقط؛ والصواب أن أباه الأسود حدثه، وهو الأسود بن خلف. وقد تقدم الحديث في ترجمته في الهمزة من الأسماء. 9595- أبو الأسود: عبد الرحمن بن يعمر الدئلي. تقدم في الأسماء، وحديثه: «الحجّ عرفة» «2» . أورده ابن شاهين في ترجمة ظالم أبي   (1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 5/ 311. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 46380 ولفظه اليمين الفاجرة تعقم الرحم وعزاه للخطيب وابن عساكر عن ابن عباس، وعبد الرزاق والبغوي وابن قانع عن شيخ يقال له أبو أسود واسمه حسان بن قيس. (2) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 600 كتاب المناسك باب من لم يدرك عرفة حديث رقم 1949. والترمذي في السنن 3/ 237 كتاب الحج باب 57 ما جاء فيمن أدرك الإمام بجمع فقد أدرك الحج حديث رقم 889. وأخرجه النسائي في السنن 5/ 256 كتاب مناسك الحج باب 203 فرض الوقوف بعرفة حديث رقم 3016. - وابن ماجة في السنن 2/ 1003 كتاب المناسك باب 57 من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع حديث رقم 3015. وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2822، والحاكم في المستدرك 1/ 264، 2/ 278، والدارقطنيّ في السنن 2/ 241، والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 440، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12061، 12065. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 26 الأسود؛ وهو خطأ نشأ عن سوء فهم؛ وهذه الكنية والنسبة مشتركة بين عبد الرحمن وظالم، والصحبة والحديث لعبد الرحمن لا لظالم. وقد تقدم ذكر ظالم في القسم الثالث. 9596- أبو الأسود السلمي «1» : [روى حديثا] «2» عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في التعوّذ من الهدم والتردي؛ قال المزّيّ في التّهذيب: كذا وقع في رواية ابن السكن عن النسائي، وهو وهم؛ والصواب عن أبي اليسر، بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحت والسين المهملة بعدها، كذا أخرجه الحاكم من الوجه الّذي أخرجه النسائي، وهو الصواب. 9597- أبو أمامة: له ذكر في ترجمة عبد اللَّه بن أسعد بن زرارة، ولم يصب من زعم أنه غير أسعد بن زرارة. 9598- أبو أمية التغلبي «3» : ترجم له أحمد في مسندة، واستدركه أبو موسى، ووقع لي حديثه بعلو في جزء هلال الحفار؛ قال: حدثنا محمد بن السدي، حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن جندب بن هلال، عن أبي أمية- رجل من بني تغلب- أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ليس على المسلمين عشور، إنّما العشور على اليهود والنّصارى» . قال أبو موسى: كذا وقع في هذه الرواية جند بن هلال، ورواه شريح بن يونس، عن جرير؛ فقال عن حرب بن عبيد اللَّه، عن أبيه، عن جده أبي أمية، ولم يسمه. وأخرجه أبو داود؛ فقال: عن حرب عن جده أبي أمه عن أبيه نحوه؛ وجرير وأبو الأحوص حملا عن عطاء بعد اختلاطه. ورواه الثوري، وهو قديم السماع من عطاء؛ عن رجل من بكر بن وائل، عن خاله؛ قال: قلت: يا رسول اللَّه. وقال وكيع عن سفيان بهذا السند مرسلا: إن أباه أخبره أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه أبو داود، وأخرج أيضا من   (1) أسد الغابة ت 5692، الاستيعاب ت 2889. (2) سقط في ت. (3) أسد الغابة ت 5700. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 27 طريق وكيع، عن الثوري، عن عطاء، عن حرب مرسلا. ومن طريق أبي حمزة اليشكري عن عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد اللَّه الثقفي- أن أباه أخبره أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وهذا اختلاف شديد، ويتحصل منه أن رواية جرير غلط، وأنه من قوله عن جده أبي أمه إلى أبي أمية. والصواب الأول. 9599- أبو أنس الأنصاري «1» : ذكره الدّولابيّ في «الكنى» في فضل الصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم، ولم يذكر له حديثا. وأخرج له ابن مندة من طريق إبراهيم بن أبي يحيى، عن مالك بن حمزة بن أبي أنس، عن أبيه، عن جده؛ قال: وهو خطأ. والصواب عن إبراهيم، عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه عن جده. وقد أخرجه البخاريّ بمعناه من رواية حمزة بن أبي أسيد، وكذا أخرج أبو داود من طريق حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، عن جده حديثا غير هذا. 9600- أبو أوس تميم بن حجر «2» : كذا قاله البغويّ، وقال غيره: أبو تميم أوس بن حجر. وهو الصواب. 9601- أبو أيوب غير منسوب «3» : استدركه أبو موسى، وعزاه لأبي بكر بن أبي علي، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن أبي زياد الإفريقي، عن أبيه، عن أبي أيوب: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ للمسلم على المسلم ستّ خصال من المعروف» . فذكر الحديث. قلت: أورده إسحاق بن راهويه في مسند أبي أيوب الأنصاري، وكذا أخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق الإفريقي، عن أبيه، عن أبي أيوب الأنصاري. وفي الحديث قصة للراوي كانت سببا لرواية أبي أيوب الحديث المذكور. 9602- أبو أيوب الأزدي: قال الحاكم في «المستدرك» : صحابي من الزهاد. ثم ساق من طريق أبي إسحاق   (1) تنقيح المقال 3/ 3، تجريد أسماء الصحابة 2/ 150 تقريب التهذيب 2/ 392، تهذيب التهذيب 12/ 15، الكنى والأسماء 16. (2) أسد الغابة ت 5708، الاستيعاب ت 2901. (3) أسد الغابة ت 5716. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 28 الفزاري، عن إبراهيم بن كثير، عن عمارة بن غزية؛ قال: دخل أبو أيوب الأزدي على معاوية، فرأى منه جفوة، فقال: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أخبرنا بأنا سنرى أثرة بعده «1» ؛ قال: فما أمركم؟ قال: «اصبروا» . قال: فاصبروا. قال الحاكم: هذا مرسل؛ لأن عمارة لم يدرك أبا أيوب، وقد جاء هذا الحديث من وجه آخر عن أبي أيوب الأنصاري. قلت: لعل بعض الرواة نسب أبا أيوب الأنصاري أزديّا؛ لأن الأنصار من الأزد، وفي التابعين أبو أيوب الأزدي آخر يقال له المراغي، يروي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وغيره، وقد جاءت عنه رواية مرسلة. واللَّه أعلم. حرف الباء الموحدة القسم الأول 9603- أبو بجير، غير منسوب «2» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن بجير، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «القرآن كلام ربّي ... » الحديث. وسنده ضعيف 9604- أبو البجير «3» : استدركه ابن الأمين، وعزاه لابن الفرضيّ في المؤتلف، ولعله ابن البجير الآتي في المبهمات. 9605- أبو بجيلة: ذكره الذهبي في التجريد، وعزاه لبقي بن مخلد؛ وأنا أخشى أن يكون بالنون والمعجمة. وسيأتي. 9606- أبو بحر: ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن عمرو بن علقمة، عن أبي بحر البكراوي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من حسّن اللَّه وجهه وحسن موضعه ولم يشنه والداه كان من خالصة اللَّه يوم القيامة» «4» . قلت: وأخشى أن يكون هذا الحديث مرسلا.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 463. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 150، تهذيب الكمال 1579. (3) أسد الغابة ت 5717. (4) أورده الدولابي في الكنى والأسماء 1/ 19. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 29 9607- أبو بحينة: ذكره الذهبي في التجريد، وعزاه لبقي بن مخلد، وأنا أظن أنه ابن بحينة، وهو عبد اللَّه المتقدم. 9608- أبو البداح بن عاصم الأنصاري «1» . ذكر إسماعيل بن إسحاق القاضي في «أحكام القرآن» أنه زوج أخت معقل بن يسار التي نزل بسببها: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ [البقرة: 232] وساق من طريق ابن جريج: أخبرني عبد اللَّه بن معقل أن جمل بنت يسار أخت معقل بن يسار كانت تحت أبي البدّاح بن عاصم فطلقها فانقضت عدّتها، فخطبها. وهذا سند صحيح وإن كان ظاهره الإرسال؛ فإن ثبت فهو غير أبي البداح بن عاصم ابن عدي الآتي في القسم الرابع. 9609- أبو البراد: غلام تميم الداريّ «2» : ذكره المستغفريّ في الصحابة، وأخرج من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة، عن سعيد بن زياد، بفتح الزاي وتشديد التحتانية، ابن فائد، بالفاء، عن أبيه، عن جده، عن أبي هند؛ قال حمل تميم الداريّ معه من الشام إلى المدينة قناديل وزيتا ومقطا، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك يوم الجمعة، فأمر غلاما له يقال له أبو البراد فقام فشد المقط- وهو بضم الميم وسكون القاف- وهو الحبل، وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت، وجعل فيها الفتل، فلما غربت الشمس أسرجها، فخرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى المسجد، فإذا هو يزهر؛ فقال: «من فعل هذا» ؟ قالوا: تميم يا رسول اللَّه. قال: «نوّرت الإسلام، نوّر اللَّه عليك في الدّنيا والآخرة، أما إنّه لو كانت لي ابنة لزوّجتكها» . فقال نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب: لي ابنة يا رسول اللَّه تسمى أم المغيرة بنت نوفل. فافعل فيها ما أردت، فأنكحه إياها على المكان. وسنده ضعيف. 9610- أبو بردة بن سعد بن حزابة بن جعيد بن وهيب بن عمرو بن عائذ بن عمر بن مخزوم. ذكره الزّبير بن بكّار، وذكر أنّ ابنه عبد الرحمن قتل يوم الجمل، وكان مع عائشة رضي اللَّه تعالى عنها.   (1) الثقات 5/ 592 التقريب 2/ 394. (2) تنقيح المقال 3/ 4. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 30 9611- أبو بردة بن قيس الأشعري «1» : أخو أبي موسى. مشهور بكنيته كأخيه. قال البغويّ: سكن الكوفة، وروى حديثه أحمد، والحاكم، من طريق عاصم الأحول، عن كريب بن الحارث بن أبي موسى، عن عمه أبي بردة؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اللَّهمّ اجعل فناء أمّتي قتلا في سبيلك بالطّعن والطّاعون» «2» . وله ذكر في حديث آخر من طريق يزيد بن عبد اللَّه بن أبي بردة بن أبي موسى، عن جده، عن أبي موسى؛ قال: خرجنا من اليمن في بضع وخمسين رجلا من قومنا ونحن ثلاثة إخوة: أبو موسى، وأبو بردة، وأبو رهم، فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي. وأخرجه البغويّ من هذا الوجه، ثم أخرجه من وجه آخر عن كريب بن الحارث، عن أبي بردة بن قيس، قال: قلت لأبي موسى في طاعون وقع: اخرج بنا إلى دابق «3» مال. فقال: إلى اللَّه تبارك وتعالى آبق لا إلى دابق. 9612- أبو بردة بن نيار: الأنصاري «4» ، خال البراء بن عازب، اسمه هانئ. تقدم في حرف الهاء. وقيل اسمه مالك بن هبيرة، وقيل الحارث بن عمرو. كذا ذكر المزّيّ عن ابن معين، وخطأه ابن عبد الهادي؛ فقال: إنما قاله ابن معين في ابن أبي موسى. قلت: قد وقع في حديث البراء: لقيت خالي الحارث بن عمرو، وقد وصف أبو بردة بن نيار بأنه خال البراء؛ فهذا شبهة من قال اسمه الحارث، ولعله خال آخر للبراء. واللَّه   (1) التاريخ الكبير 9/ 14، تنقيح المقال 3/ 4. (2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 238، والحاكم في المستدرك 2/ 93، قال الهيثمي في الزوائد 2/ 315 رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد ثقات، والمنذري في الترغيب 2/ 337 وكنز العمال حديث رقم 28439، 28449. (3) دابق: بكسر الباء وقد روي بفتحها وآخره قاف: قرية قرب حلب من أعمال عزاز. انظر معجم البلدان 2/ 475. (4) مسند أحمد 3/ 466، التاريخ لابن معين 2/ 694، الطبقات الكبرى 3/ 451، طبقات خليفة 80، تاريخ خليفة 205، التاريخ الكبير 8/ 227، المعارف 149، الجرح والتعديل 9/ 99، المغازي للواقدي 18، أنساب العرب 443، مقدمة مسند بقي بن مخلد 71، مشاهير علماء الأمصار 26، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 17، الأسامي والكنى للحاكم 68، المستدرك 3/ 631، تاريخ الطبري 2/ 505، تحفة الأشراف 9/ 65، تهذيب الكمال 3/ 1578، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 178، الكامل في التاريخ 1/ 151، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، تلخيص المستدرك 3/ 631، سير أعلام النبلاء 2/ 35، الكاشف 3/ 273، المعين في طبقات المحدثين 28، تاريخ الإسلام (المغازي) 165، الوفيات لابن قنفذ 71، تهذيب التهذيب 12/ 19، تقريب التهذيب 2/ 294، النكت الظراف 9/ 67، خلاصة تذهيب التهذيب 443، تاريخ الإسلام 1/ 131. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 31 أعلم. والأول أصح. وقيل إنه عمّ البراء، والأول أشهر. وشهد أبو بردة بدرا وما بعدها، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه البراء بن عازب، وجابر بن عبد اللَّه، وابنه عبد الرحمن بن جابر، وكعب بن عمير بن عقبة بن نيار، ونصر بن يسار؛ وكان سبب من سماه الحارث بن عمرو قول البراء: لقيت خالي الحارث بن عمرو، ولكن يحتمل أن يكون له خال آخر، وهو الأشبه. ونقل المزي عن عباس الدوري، عن ابن معين- أنه حكى أن اسم أبي بردة بن نيار الحارث؛ وتعقب بأن ابن معين إنما قال ذلك في أبي بردة بن أبي موسى. قال أبو عمر: مات في أول خلافة معاوية بعد أن شهد مع علي رضي اللَّه تعالى عنه حروبه كلها، ثم قيل: إنه مات سنة إحدى، وقيل اثنتين، وقيل خمس وأربعين. 9613- أبو بردة: خال جميع بن عمير «1» . روى شريك، عن وائل بن داود، عن جميع، عن خاله أبي بردة؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أفضل كسب الرّجل ولده، وكلّ بيع مبرور» » . أخرجه البغوي عن يحيى الحماني، عن شريك، وتابعه غير واحد عن شريك. وقال الثوري عن وائل، عن سعيد بن عمير، عن عمه: أخرجه ابن مندة. قلت: سعيد بن عمير هو ابن عتبة بن نيار، فعمّه هو أبو بردة بن نيار بخلاف جميع؛ فما أدري أهو واحد اختلف في اسمه أو هما اثنان؟. 9614- أبو بردة الأسلمي: ذكره الثّعلبيّ في «التّفسير» ؛ قال: دعاه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إلى الإسلام فأبى. ثم كلمه ابناه في ذلك فأجاب إليه وأسلم، وعند الطبراني بسند جيد عن ابن عباس قال: كان أبو بردة الأسلمي كاهنا يقضي بين اليهود، فذكر القصة في نزول قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ... [النساء: 60] الآية. 9615- أبو بردة الظّفري الأنصاري الأوسي «3» .   (1) أسد الغابة ت 5721. (2) الحديث أخرجه من رواية عائشة رضي اللَّه عنها بنحوه أحمد في المسند 6/ 162 والترمذي 3/ 639 (1358) والنسائي 7/ 241 وابن ماجة 2/ 768 (2290) . (3) تنقيح المقال 3/ 4- كتاب الجرح والتعديل 9/ 346- در السحابة 756- تاريخ الثقات للعجلي 1952- مدني تابعي- معرفة الثقات للعجلي 2088. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 32 ذكره ابن سعد فيمن نزل مصر. وقال أبو نعيم: يعدّ في الكوفيين. وعند أحمد والبغوي من طريق عبد اللَّه بن معتّب بن أبي بردة الظفري، عن أبيه، عن جده: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد بعده» «1» . أخرجه أحمد، وابن أبي خيثمة، وغيرهما، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي صخر، وأخرجه ابن مندة من طريق نافع بن يزيد، عن أبي صخر. تنبيه: عبد اللَّه بن معتب، بضم الميم وفتح المهملة وتشديد المثناة المكسورة ثم موحدة للأكثر. وذكره أبو عمر بكسر المعجمة وسكون التحتية ثم مثلثة. وقال ابن فتحون: رأيته في أصل ابن مفرح من كتاب البزار ومعتب مثله، لكن بمهملة وموحدة، واتفق البزار وابن السكن والباوردي وغيرهم أنه عبد اللَّه مكبرا، ووقع عند أبي عمر عبيد اللَّه مصغرا. 9616- أبو برزة الأسلمي «2» : مشهور. واسمه نضلة بن عبيد على الصحيح. وقيل: ابن عبد اللَّه. وقيل ابن عائذ. وقيل عبد اللَّه بن نضلة؛ نقله الواقدي، عن أصله. وقيل بالتصغير: وقال الهيثم بن عدي: خالد بن نضلة. تقدم في النون. 9617- أبو برقان السعدي «3» : عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة. قال أبو موسى: ذكره المستغفريّ، ونقل عن محمد بن معن، عن عيسى بن يزيد قال: دخل أبو برقان عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من بني سعد بن بكر؛ قال: يا محمد، لقد جئت وما فتى من   (1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 11 عن عبد اللَّه بن معقب بن أبي بردة الظفري عن أبيه عن جده وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 170 عن أبي بردة الظفري الحديث بلفظه وقال رواه أحمد والبزار والطبراني من طريق عبد اللَّه بن مغيث عن أبيه عن جده وعبد اللَّه ذكره ابن أبي حاتم وبقية رجاله ثقات. (2) المغازي للواقدي 859، التاريخ الصغير 67. التاريخ الكبير 8/ 118، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91، تاريخ الطبري 3/ 60، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، طبقات ابن سعد 4/ 298، طبقات خليفة 109، المعارف 336، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 17، الجرح والتعديل 3/ 355، سيرة ابن هشام 4/ 52، حلية الأولياء 2/ 32، المعرفة والتاريخ 1/ 218، مسند أحمد 4/ 419، أنساب الأشراف 1/ 360، مشاهير علماء الأمصار 38، فتوح البلدان 49، التاريخ لابن معين 2/ 606، الزيارات 79، تاريخ بغداد 1/ 182، الكامل في التاريخ 2/ 249، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 534، وفيات الأعيان 6/ 366، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 285، الكاشف 3/ 181 المعين في طبقات المحدثين 27، تحفة الأشراف 9/ 9، تهذيب الكمال 3/ 1414، الأسامي والكنى للحاكم 91، سير التهذيب 2/ 303، النكت الظراف 9/ 11، خلاصة تذهيب التهذيب 348، تاريخ الإسلام 1/ 331. (3) الطبقات الكبرى بيروت 2/ 153. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 33 قومك أحبّ إليهم ولا أحسن ثناء منك، وإنهم يتقممون. فقال: «يا أبا برقان، هل تعرف الحيرة؟» قلت: نعم. قال: «فإن طالت بك حياة لتسمعنّها يرد الوارد من غير خفير» . قال: لا أدري ما تقول، غير أني ما أتيتك من ثنية كذا إلا بخفير. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لآخذنّ بيدك يوم القيامة ولأذكرنّك ذاك» . قال: فكان عثمان بن عفان يقول: يا أبا برقان، ما كان ليأخذك إلا وأنت رجل صالح. قال أبو برقان: قدمت الحيرة فوجدتها على ما وصفت لي. قلت: عيسى بن يزيد هو المعروف بابن دأب الأخباري، وقد كذبوه، وقد صحفت هذه الكنية كما سيأتي في الثاء المثلثة. 9618- أبو بريدة: عمرو بن سلمة الجرمي- تقدم في الأسماء. 9619- أبو بزّة المكيّ المخزومي «1» : مولاهم. ذكره ابن قانع، ونقل عن البخاري أن اسمه يسار. وقال ابن قانع وأبو الشيخ جميعا: حدثنا أبو خبيب، بمعجمة وموحدتين مصغرا، البرتي، بكسر الموحدة وسكون الراء بعدها مثناة، حدثنا أحمد بن أبي بزّة، وهو ابن محمد بن القاسم بن أبي بزّة، حدثني أبي، عن جدي، عن أبي بزة، قال: دخلت مع مولاي عبد اللَّه بن السائب على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقبّلت يده ورأسه ورجله. وأخرجه أبو بكر بن المقري في جزء الرخصة في تقبيل اليد، عن أبي الشيخ. واستدركه أبو موسى. 9620- أبو بشار: أو يسار، بالمهملة. يأتي في حرف الياء الأخيرة من الكنى. 9621- أبو البشر «2» : بفتحتين، ابن الحارث العبدري، من بني عبد الدار. قال محمّد بن وضّاح: هو الشاب الّذي خطب سبيعة الأسلمية لما وضعت حملها فخطبت إليه فدخل عليها أبو السنابل؛ فقال: لست بناكح حتى تمضي أربعة أشهر وعشرا. واستدركه ابن الدباغ وابن فتحون. 9622- أبو بشر الأنصاري: ذكره ابن أبي خيثمة، وأخرج من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد بن نافع، قال: رآني أبو البشر الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أصلي حين طلعت الشمس، فعاب عليّ ذلك، وقال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تصلّوا حتّى ترتفع، فإنّها إنّما تطلع بين قرني شيطان» «3» .   (1) الكنى والأسماء 1/ 127. (2) أسد الغابة ت 5729. (3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 216، عن أبي بشير الأنصاري لا تصلي جارية إذا هي حاضت 2/ 43. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 34 وغاير ابن أبي خيثمة بينه وبين أبي بشر الأنصاري الآتي المخرج حديثه في الصحيحين؛ فهذا أوله كسرة ثم سكون، والآتي فتحة ثم كسرة، ووحّد بينهما ابن عبد البر، وقال: هو الّذي روى عمارة بن غزية عنه حديث: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حرّم ما بين لابتيها؛ قال: ومن حديثه: «الحمّى من فيح جهنّم» . والراجح التفرقة. 9623- أبو بشر الخثعميّ «1» : له في مسند بقي بن مخلد حديث. 9624- أبو بشر: البراء بن معرور، سيد الأنصار. تقدم في الأسماء. 9625- أبو بشر السلمي «2» : استدركه أبو موسى في «الذّيل» . وقال: ذكره أبو بكر بن عليّ وغيره في الصحابة، وأخرجوا من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي بشر السلمي، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أحبّ أن يفرّج اللَّه كربته ويعطيه سؤله فلينظر معسرا أو ليذر له» . قال أبو موسى: لعله أبو اليسر، بفتح التحتانية والمهملة، واسمه كعب بن عمرو؛ لأن هذا المتن مشهور عنه. قلت: لكن مخرج الحديثين مختلف، وإذا تعددت المخارج كان قرينة على تعدّد الراويّ، بخلاف ما إذا اتحدت. ولا مانع أن يروى الحكم عن صحابين، وقرينة اختلاف السياقين أيضا ترشد إلى التعدد. واللَّه أعلم. 9625 (م) - أبو بشير الأنصاري الساعدي «3» : ويقال المازني، ويقال الحارثي. مخرج حديثه في الصحيحين من طريق عباد بن تميم عنه، ومتن الحديث: لا تبقين في رقبة بغير قلادة «4» . وروى عنه أيضا ضمرة بن سعيد، وسعيد بن نافع ذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يعرف اسمه. وقيل اسمه قيس بن عبيد بن الحرير، بمهملتين مصغر. ضبطه الطبري وغيره.   (1) بقي بن مخلد 685. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 151، الكاشف 3/ 313. (3) أسد الغابة ت 5731، الاستيعاب: ت 2913. (4) أخرجه البخاري 4/ 72 ومسلم في كتاب اللباس باب (28) (105) وأبو داود (2552) وأحمد (5/ 216) والبيهقي 5/ 254. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 35 ووقع عند أبي عمر الحارث، وهو عبيد بن الحارث بن عمرو بن الجعد؛ قاله محمد بن سعد. ونقل عن الواقديّ أنه شهد أحدا، وهو غلام. وأورده ابن سعد في طبقة من شهد الخندق. وقد ذكره البغوي؛ فقال : أبو بشير الأنصاري سكن المدينة وساق حديثه من هذا الوجه. قال خليفة: مات أبو بشير بعد الحرة، وكان عمّر طويلا. وقيل: مات سنة أربعين، وهو ساعدي، ويقال مازني، ويقال حارثي، وروى عنه أيضا ضمرة بن سعيد، وسعيد بن نافع. ويقال: إن شيخ هذا الأخير آخر يكنى أبا بشر، بكسر الموحدة وسكون المعجمة؛ قاله ابن أبي خيثمة. 9626- أبو بشير الأنصاري: آخر: هو الحارث بن خزمة. تقدم في الأسماء. 9627- أبو بشير، غير منسوب: آخر. استدركه ابن فتحون، وعزاه للطبريّ، وساق روايته من طريق شعبة عن حبيب مولى الأنصار. سمعت ابن أبي بشر وابن أبي بشير يحدثان عن أبيهما أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «الحمّى من فيح جهنّم فأبردوها بالماء» «1» قلت: وقد تقدم أن أبا عمر جزم بأن هذا هو الّذي قبله، فلا يستدرك عليه مع احتمال الغيرية. وذكره البغويّ في ترجمة أبي جندل بن سهيل. 9628- أبو البشير الأنصاري: يقال: إنه كنية كعب بن مالك. ذكره ابن ماكولا. 9629- أبو البشير: كالذي قبله بزيادة الألف واللام أوله، من موالي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه أبو موسى، وعزاه لجعفر المستغفري. 9630- أبو البشير المعاوي «2» : ذكره البزّار، واستدركه ابن الأمين.   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 146، 7/ 167. ومسلم في الصحيح 4/ 1731 كتاب السلام باب (26) لكل داء دواء واستحباب التداوي حديث رقم 78/ 2209، 79/ 2209، 80/ 2209، 81/ 2210. وابن ماجة في السنن 2/ 1149 كتاب الطب باب (19) الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء حديث رقم 3471، 3472، وأحمد في المسند 1/ 291، 2/ 21، والدارميّ في السنن 2/ 316 والطبراني في الكبير 4/ 326، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28230- 28237. (2) أسد الغابة ت 5732. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 9631- أبو بصرة الغفاريّ «1» بن بصرة بن أبي بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار. وقيل ابن حاجب بن غفار. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه أبو هريرة وأبو تميم الجيشانيّ، وعبد اللَّه بن هبيرة، وعبيد بن جبر، وأبو الخير اليزني وغيرهم. وأخرج حديثه مسلم والنّسائي، من طريق ابن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن جبر بن نعيم، عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشانيّ، عن أبي بصرة الغفاريّ؛ قال: صلّى بنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم صلاة العصر ... الحديث. وفيه: ولا صلاة بعد حتى يرى الشاهد «2» . والشاهد النجم. وأخرج النّسائيّ من طريق كليب بن ذهل، عن عبيد بن جبر؛ قال: كنت مع أبي بصرة صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في سفر رمضان، فذكر الفطر في السفر. قال ابن يونس: شهد فتح مصر واختط بها، ومات بها، ودفن في مقبرتها. وقال أبو عمر: كان يسكن الحجاز، ثم تحوّل إلى مصر. ويقال: إن عزة صاحبة كثير من ذريته، وإلى ذلك أشار كثير بقوله في شعره الحاجبية. وأنكر ذلك ابن الأثير، فقال: ليس في نسب عزة لأبي بصرة ذكر. 9632- أبو بصرة الغفاريّ «3» : جدّ الّذي قبله. تقدم في ترجمة حفيده أنّ له ولأبيه وجده صحبة. 9633- أبو بصير بن أسيد بن جارية الثقفي «4» . اسمه عتبة. تقدم. وقيل إن اسمه عبيد. حكاه ابن عبد البر، والأول هو المشهور. 9634- أبو بصير، آخر:   (1) طبقات ابن سعد 7/ 500، مقدمة مسند بقي بن مخلد 95، التاريخ الصغير 63، المغازي للواقدي 695، مشاهير علماء الأمصار 57، الجرح والتعديل 2/ 517، المعجم الكبير 2/ 276، تحفة الأشراف 3/ 84، تهذيب الكمال 7/ 423، طبقات خليفة 32، مسند أحمد 6/ 7، التاريخ الكبير 3/ 123، الثقات لابن حبان 3/ 93، المعرفة والتاريخ 2/ 294، الإكمال لابن ماكولا 2/ 126، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117، الكاشف 1/ 11/ 182، تهذيب التهذيب 3/ 56، تقريب التهذيب 1/ 205، النجوم الزاهرة 1/ 21، خلاصة تذهيب التهذيب 98، تاريخ الإسلام 1/ 335. (2) أخرجه أبو عوانة في المسند 1/ 359، 360. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 152. (4) أسد الغابة: ت 5734، الاستيعاب: ت 2915. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 37 يأتي في الغين المعجمة في ترجمة أبي غسل. 9635- أبو بصيرة: قال أبو عمر: ذكره سيف بن عمر فيمن شهد اليمامة من الأنصار. 9636- أبو بكر الصديق بن أبي قحافة: اسمه عبد اللَّه «1» . وقيل عتيق بن عثمان. تقدم. 9637- أبو بكر بن شعوب الليثي: اسمه شداد، وقيل الأسود، وقيل هو شداد بن الأسود. وأما شعوب فهي أمه باتفاق، وهو الّذي يقول فيه أبو سفيان بن حرب لما دافع عنه يوم أحد: ولو شئت نجّتني كميت طمرّة ... ولم أحمل النّعماء لابن شعوب [الطويل] وله أخ اسمه جعونة، تقدم في الجيم. وحكى الجرميّ في «النّوادر المجموعة» ومن خطه نقلت بسند صحيح عن أبي عبيدة، فيمن كان ينسب إلى أمه: أبو بكر بن شعوب نسب إلى أمه، وأبوه هو من بني ليث بن بكر بن كنانة، وهو الّذي يقول ... فذكر الأبيات في رثاء قتلى بدر من المشركين؛ قال: ثم أسلم ابن شعوب بعد. وقال المرزبانيّ: أمه شعوب خزاعية، وقال غيره: كنانية، ووقع في البخاري أنها كلبية؛ فأخرج من طريق يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أنّ أبا بكر تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر، فلما هاجر أبو بكر طلّقها فتزوجها ابن عمها هذا الشاعر الّذي قال هذه القصيدة يرثي كفار قريش: وماذا بالقليب قليب بدر [الوافر] الأبيات. وقد أخرجه الإسماعيليّ، من طريق أحمد بن صالح، عن وهب، عن ابن يونس، فلم يقل من كلب؛ بل زاد فيه- أن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها كانت تقول ما قال أبو بكر شعرا في جاهلية ولا إسلام. وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق الزبيدي، عن   (1) أسد الغابة: ت 5737، الاستيعاب: ت 2917. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 38 الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أنها كانت تدعو على من يقول: إن أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه قال هذه القصيدة، ثم تقول: واللَّه ما قال أبو بكر بيت شعر في الجاهلية ولا في الإسلام، ولكن تزوّج امرأة من بني كنانة ثم بني عوف، فلما هاجر طلقها فتزوّجها ابن عمها هذا الشاعر، فقال هذه القصيدة يرثي كفار قريش الذين قتلوا ببدر، فتحامى الناس أبا بكر من أجل المرأة التي طلقها؛ وإنما هو أبو بكر بن شعوب. قلت: وكانت عائشة أشارت إلى الحديث الّذي أخرجه الفاكهي في كتاب مكة عن يحيى بن جعفر، عن علي بن عاصم، عن عوف بن أبي جميلة، عن أبي القموص؛ قال: شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية، فأنشأ يقول ... فذكر الأبيات، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقام يجرّ إزاره حتى دخل فتلقّاه عمر، وكان مع أبي بكر، فلما نظر إلى وجهه محمرا قال: نعوذ باللَّه من غضب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، واللَّه لا يلج لنا رأسا أبدا، فكان أول من حرمها على نفسه. واعتمد نفطويه على هذه الرواية؛ فقال: شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرّم، ورثى قتلى بدر من المشركين. وأما ما أخرج البزار عن أبي كريب وجنادة عن يونس بن بكير، عن مطر بن ميمون، حدثنا أنس بن مالك؛ قال: كنت ساقي القوم وفيهم رجل يقال له أبو بكر من بني كنانة، فلما شرب قال: تحيّى أمّ بكر بالسّلام ... وهل لي بعد قومك من سلام يحدّثنا الرّسول بأن سنحيا ... وكيف حياة أصداء وهام [الوافر] قال: فنزل تحريم الخمر، فذكر الحديث. وفيه كسر الآنية وإهراق ما فيها. قال ابن فتحون: وهذا البيت لأبي بكر شداد بن الأسود بن شعوب، من جملة قصيدة رثى بها أهل بدر، فلعل أبا بكر الكناني تمثل بها في حال شربه. قلت: خفي على ابن فتحون أن أبا بكر بن شعوب هو أبو بكر الكناني، وظنّ أن الكناني مسلم، وأن ابن شعوب لم يسلم، فلذلك استدركه. وقد ذكر ابن هشام في زيادات السيرة أن ابن شعوب المذكور كان أسلم ثم ارتدّ. واللَّه أعلم. 9638- أبو بكرة الثقفي «1» : نفيع بن الحارث. تقدم.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 15، المغازي للواقدي 931، التاريخ الكبير 8/ 112، التاريخ الصغير 54، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، المعارف 288، المحبر 129، تاريخ اليعقوبي 2/ 146، المعرفة والتاريخ- 1/ 214، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، طبقات خليفة 54، تاريخ خليفة 116، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 18، الجرح والتعديل 8/ 489، مسند أحمد 5/ 35، الأسامي والكنى للحاكم 88، ترتيب الثقات للعجلي 452، الثقات لابن حبان 3/ 411، فتوح البلدان 65، مشاهير علماء الأمصار 38، مروج الذهب 1783، التاريخ لابن معين 2/ 698، العقد الفريد 5/ 856، أنساب الأشراف 1/ 490، الخراج وصناعة الكتابة 269، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 532، الكامل في التاريخ 3/ 443، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 198، تحفة الأشراف 9/ 35، تهذيب الكمال 3/ 1422، العبر 1/ 58، الكاشف 3/ 184، المعين في طبقات المحدثين 27، وفيات الأعيان 2/ 300، البداية والنهاية 8/ 57، مرآة الجنان 1/ 125، تاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 28، المغازي 509، عهد الخلفاء الراشدين 166، دول الإسلام 1/ 39، الزيادات 81، العقد الثمين 7/ 347، تهذيب التهذيب 10/ 469 تقريب التهذيب 2/ 306، النكت الظراف 9/ 36، خلاصة تذهيب التهذيب 346، شذرات الذهب 1/ 58، الزهد لابن المبارك 252، تاريخ الإسلام 1/ 333. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 39 9639- أبو البنات: بموحدة ثم نون خفيفة. يأتي في أبي سفيان. 9640- أبو بهيسة «1» : بالتصغير، الفزاري. ذكره أبو بشر الدّولابيّ في «الكنى» ، وأورد له من طريق كهمس، عن يسار بن منظور، عن أبي بهيسة أنه استأذن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأدخل يده في قميصه. فمسّ الخاتم. هكذا أورده وهو عند أبي داود والنّسائيّ من هذا الوجه، لكن قال: عن بهيسة عن أبيها أنه استأذن، وأخرجه ابن مندة، لكن قال عن يسار عن أبيه عن بهيسة، قالت: استأذن أبي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يدخل يده بينه وبين ثيابه.. الحديث. وذكر ابن عبد البرّ أن اسم والد بهيسة عمير. وقد تقدم في العين. 9641- أبو بهية «2» : بفتح أوله، البكري؛ اسمه عبد اللَّه بن حرب. تقدم. القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال. القسم الثالث 9642- أبو بحرية «3» : بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الراء وتشديد التحتانية   (1) الثقات 3/ 457، تجريد أسماء الصحابة 2/ 152، تقريب التهذيب 2/ 402 تهذيب التهذيب 12/ 48، الكنى والأسماء 19. (2) أسد الغابة: ت 5740. (3) الطبقات الكبرى 7/ 442- التاريخ لابن معين 2/ 327- الكنى والأسماء 1/ 125- التاريخ الكبير-- 5/ 171- المعرفة والتاريخ 2/ 313- الجرح والتعديل 5/ 138- مشاهير علماء الأمصار 119- تاريخ أبي زرعة 1/ 391- تاريخ خليفة 225- تاريخ اليعقوبي 2/ 240- فتوح البلدان 1/ 278- تاريخ الملوك والرسل للطبري 6414- الكامل في التاريخ 3/ 457- الكاشف 2/ 107 غاية النهاية رقم 1850- تهذيب التهذيب 5/ 364- تقريب التهذيب 1/ 441- خلاصة تذهيب التهذيب 210- تاريخ الإسلام 3/ 511 و 512. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 40 التراغمي. مشهور بكنيته، واسمه عبد اللَّه بن قيس- تقدم في الأسماء، ومما يؤيد إدراكه الجاهلية ما أخرجه ابن المبارك في كتاب الجهاد، من طريق أبي بكر بن عبد اللَّه بن حويطب، عن أبي بحرية؛ قال: أما إني في أول جيش أو سرية دخلت أرض الروم، وغلبنا ابن عمك عبد اللَّه بن السعدي، وفي زمن عمر قال ... قدامنا ثقالنا ... ويؤخذ منه أن ذلك كان سنة ثلاث عشرة من الهجرة. 9643- أبو بسرة الجهنيّ «1» : قال: شهدت عمر بالجابية أتى برجل شرب الطلاء فسكر فجلده الحدّ. ذكره ابن عساكر. 9644- أبو بصيرة اليشكري: له إدراك، ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ أن مسيلمة الكذاب أتى بأبي بصيرة اليشكري، فمسح وجهه فعمي، وعاش أبو بصيرة المذكور إلى إمارة خالد القشيري على العراق. 9645- أبو بكر العنسيّ «2» : قال: دخلت خير الصدقة مع عمر. روى عنه عمر بن نافع النعيمي. القسم الرابع 9646- أبو بجيلة: وأبو البجير. وأبو بحينة: تقدموا في الأول، وحقهم أن يذكروا في «المبهمات» . 9647- أبو البدّاح بن عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي، حليف الأنصار. قال أبو عمر: اختلف فيه؛ فقيل الصحبة لأبيه، وهو من التابعين، وقيل له صحبة،   (1) الإكمال 7/ 426. (2) الميزان 4/ 734. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 41 وهو الّذي توفي عن سبيعة الأسلمية وخطبها أبو السنابل بن بعكك. ذكره ابن جريج وغيره، وهو الصحيح في أن له صحبة. والأكثر يذكرونه في الصحابة. انتهى. وعليه مؤاخذات: الأولى أن مالكا أخرج في الموطأ عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن جزم عن أبيه، عن أبي البداح حديثا. وهذا يدل على تأخّر أبي البداح عن عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لأن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم لم يدرك العصر النبوي؛ وقد روى أيضا عن أبي البداح أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وابنه عبد الملك، وغير واحد، وأرّخ جماعة وفاته سنة سبع عشرة ومائة. وقال الواقديّ: مات سنة عشر ومائة وله أربع وثمانون سنة؛ فعلى هذا يكون مولده سنة ست وعشرين بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بخمس عشرة سنة، وهذا كله يدفع أن يكون له صحبة، ويدفع قول ابن مندة: أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد روى ابن عاصم هذا عن أبيه، وحديثه عنه في السنن. روى عنه ابنه عاصم وغيره. وقال ابن سعد عن الواقديّ: أبو البداح لقب، وكنيته أبو عمرو؛ قال: وكان ثقة قليل الحديث. قال ابن فتحون: قول أبي عمر توفي عن سبيعة وهم؛ إنما كان أبو البداح زوجا لجمل بنت يسار أخت معقل بن يسار. قلت: فذكر القصة المتقدمة لأبي البداح في القسم الأول، وهو غير هذا قطعا، فالتبس عليه كما التبس على غيره، والّذي يظهر من قول من ذكر أن له صحبة ينطبق على أبي البداح الّذي قيل له إنه كان زوج أخت معقل بن يسار، فلعله الّذي قيل له: إنه مات في العصر النبوي، وخلف زوجته حاملا، لكن المعروف أن اسم زوج سبيعة إنما هو سعد بن [175] خولة، وهو الّذي ثبت في الصحيح أنه كان زوج سبيعة، فتوفي عنها، وهي حامل. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم. 9648- أبو بردة الأنصاري «1» : روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في التعزير. روى عنه جابر بن عبد اللَّه. أخرج حديثه النسائي؛ قاله أبو عمر مغايرا بينه وبين أبي بردة بن نيار خال البراء بن عازب، وجزم بأنه خال البراء.   (1) الاستيعاب: ت 2909. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 42 وقال ابن أبي خيثمة في الّذي روى عنه جابر: لا أدري هو الظفري أو غيره، وسبب ذلك أنه وقع في روايته عن أبي بردة الظفري؛ قال أبو عمر: هو غير الّذي روى عنه جابر هو أبو بردة بن نيار. 9649- أبو بردة، آخر «1» : غاير من جمع مسند الطيالسي بينه وبين أبي بردة بن نيار، قال أبو داود الطيالسي: حدثنا سلام بن سليم هو أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي بردة، وليس بابن أبي موسى- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اشربوا في الظّروف ولا تشربوا مسكرا» «2» . وأخرجه النّسائيّ، عن هنّاد بن السري، عن أبي الأحوص، فقال في روايته: عن أبي بردة بن نيار. وقال النسائي بعده: غلط فيه أبو الأحوص، لا نعلم أحدا من أصحاب سماك تابعه عليه. وقد أخرجه الدّارقطنيّ من رواية يحيى بن يحيى، عن محمد بن جابر، عن سماك؛ لكن قال: عن القاسم، عن أبي بردة، عن أبيه: قال الدار الدّارقطنيّ: وهم أبو الأحوص في إسناده ومتنه، ورواية محمد بن جابر هذه هي الصواب. قلت: فعلى هذا وقع لأبي الأحوص فيه تصحيف. 9650- أبو بكر بن حفص «3» : ذكره أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهانيّ في الصحابة، وأورد له من طريق حماد بن سلمة، عن علي، كأنه ابن زيد بن جدعان، عن أبي العالية، عن أبي بكر بن حفص- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم دخل على عبد اللَّه بن رواحة يعوده ... الحديث. في ذكر الشهداء. قال أبو موسى: ورواه شعبة عن أبي بكر بن حفص، عن أبي مصبح، عن عبادة ابن الصامت. قلت: وأبو بكر بن حفص المذكور هو ابن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص،   (1) أسد الغابة: ت 5725. (2) أخرجه النسائي 8/ 319 كتاب الأشربة باب 48 ذكر الأخبار التي اعتل بها من أباح شراب المسكر حديث رقم 5677. والزيلعي في نصب الراية 4/ 308، وكنز العمال حديث رقم 13297. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 152. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 43 قتل المختار حفصا، وأباه، وأبو بكر بن حفص من وسط التابعين. 9651- أبو بلال بن سعد «1» : استدركه ابن فتحون، وعزاه للطّبرانيّ، وليست هذه كنيته؛ وإنما المراد والد بلال بن سعد، فالمترجم له سعد، وهو والد بلال، وسعد هو ابن تميم السكونيّ كما تقدم في الأسماء، وبلال تابعي مشهور. واللَّه أعلم. حرف التاء المثناة القسم الأول 9652- أبو تجراة «2» : بكسر المثناة وسكون الجيم- مولى شيبة بن عثمان الحجبي بالحلف. لابنته برة صحبة، وكذا لبنته حبيبة، ذكر الزبير ما يدل على أنه من أهل هذا القسم، فأخرج من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز؛ قال: خرج شيبة بن عثمان إلى معاوية ومعه حليفه أبو تجراة في إمرة سعد بن طلحة بن أبي طلحة، فقال شيبة: يروح أبا تجراة من بل أهله ... بمكّة يظعن وهو للظّلّ آلف ويصب عن حرّ هواجر والسّرى ... ويبدي القناع وهو أشعث صائف [الطويل] وقال شيبة أيضا: وهاجرة قنّعت رأسي نحوها ... أخاف على سعد هوان المضاجع [الطويل] قلت: وفي بقاء أبي تجراة إلى خلافة معاوية دلالة على أنه من أهل هذا القسم؛ لأنه لم يبق بمكة في حجة الوداع من أهلها إلا من شهدها. وهذا كان من أهلها. وذكره عمر بن شبّة في حلفاء بني نوفل؛ قال: وهو أخو أبي فكيهة بن يسار. 9653- أبو تحيى «3» : بكسر المثناة وسكون المهملة وفتح التحتانية الأولى، شيخ من الأنصار.   (1) علل 1/ 388 و 2/ 208، تنقيح المقال 3/ 7. (2) الطبقات الكبرى 8/ 246، تنقيح المقال 3/ 7. (3) الثقات 3/ 452. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 44 ثبت ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو يعلى وابن خزيمة وغيرهما من طريق الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عباد، عن سمرة بن جندب، قال: بينا أنا غلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذ طلعت الشمس، فكانت في عين الناظر قدر رمح أو رمحين من الأفق اسودّت حتى آضت كأنها تنّومة ... الحديث. وفيه خطبة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الكسوف، وفيها ذكر الدجال، وأنه ممسوح العين اليسرى، كأنها عين أبي تحيى» ، شيخ بينه وبين حجرة عائشة. والحديث في السنن الأربعة مختصر. 9654- أبو تميم «2» : روى حديثه حفيده عمرو بن تميم بن أبي تميم، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «كل ما أصميت، ودع ما أنميت» . 9655- أبو تميمة: غير منسوب «3» . ذكره ابن مندة، فقال: سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الحسن وأبو السليل. وأخرج أبو نعيم من طريق إسحاق بن نجيح، عن عطاء الخراساني، عن الحسن: سمعت أبا تميمة، وكان ممن أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أبواب القسط؛ فقال: «إنصاف النّاس من نفسك، وبذل السّلام للعالم، وذكر اللَّه..» «4» الحديث. وإسحاق واه، وأورده أبو نعيم في ترجمته من رواية أبي إسحاق، عن أبي تميمة- أنه قال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أو قال له قائل: إلام تدعو؟ قال: «أدعو إلى اللَّه الّذي إذا أصابك ضرّ فدعوته كشف عنك» «5» . وهذا الحديث معروف لأبي تميمة الهجيمي الآتي ذكره في القسم الرابع. وقال ابن عبد البر ّ: أبو تميمة ذكره العقيليّ في الصحابة، وأخرج له من طريق أبي   (1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2248 عن أنس كتاب الفتن وأشراط الساعة باب (20) ذكر الدجال وصفته وما معه حديث رقم (103/ 2933) وأحمد في المسند 3/ 211- والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38747. (2) الميزان 4/ 735، تنقيح المقال 3/ 7، الطبقات الكبرى بيروت 4/ 312. (3) الاستيعاب: ت 2921. (4) أخرجه أبو نعيم في الحلية 5/ 207. (5) أخرجه أحمد في المسند 5/ 64 بنحوه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 75 رواه أحمد وفيه الحكم بن فضيل وثقه أبو داود وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح. والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 424، 20/ 173 بنحوه وابن عساكر في تاريخه 5/ 49 بنحوه. وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 71 عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 45 عبيد اللَّه: سمعت أبا تميمة يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تزال أمّتي على الفطرة ما لم يتّخذوا الأمانة مغنما، والزّكاة مغرما، والخلافة ملكا ... » الحديث. وقال: هذا إسناد لا يصح. القسم الثاني خال. القسم الثالث 9656- أبو تميم الجيشانيّ «1» : اسمه عبد اللَّه بن مالك. تقدم، وذكره أبو بشر الدولابي في باب الصحابة ومن له إدراك من كتاب الكنى. القسم الرابع 9657- أبو تمام الثقفي «2» : ذكره أبو موسى، وهو خطأ نشأ عن تغيير؛ وإنما هو أبو عامر الثقفي. كما سيأتي في العين. 9658- أبو تميمة الهجيمي «3» : تابعي معروف، اسمه طريف بن مجالد. وقد تقدم له ذكر في القسم الأول.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 510، طبقات خليفة 293، التاريخ الكبير 5/ 203، التاريخ الصغير 1/ 176، المعرفة والتاريخ 1/ 199، تاريخ أبي زرعة 1/ 393، الجرح والتعديل 5/ 171، الثقات لابن حبان 5/ 14، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 19، تهذيب الكمال 15/ 503، سير أعلام النبلاء 4/ 73، تهذيب التهذيب 5/ 379، تقريب التهذيب 1/ 444، شذرات الذهب 1/ 84، مرآة الجنان 1/ 158، دول الإسلام 1/ 55، رجال مسلم 2/ 393، تاريخ الإسلام 2/ 546. (2) الطبقات الكبرى بيروت 5/ 424 و 6/ 399، تنقيح المقال 3/ 7. (3) الطبقات الكبرى 7/ 152- التاريخ لابن معين 2/ 277- الطبقات لخليفة 203- التاريخ الكبير 4/ 355- المعرفة والتاريخ 2/ 151- مشاهير علماء الأمصار 92- الكنى والأسماء 1/ 20- الجرح والتعديل 40/ 492- تحفة الأشراف 13/ 239- الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 236- الكاشف 2/ 38- جامع التحصيل 244- تهذيب التهذيب 5/ 12- تقريب التهذيب 1/ 378- الوافي بالوفيات 16/ 434- تاريخ الإسلام 3/ 514. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 46 حرف الثاء المثلثة القسم الأول 9659- أبو ثابت، سعد بن عبادة: الأنصاري الخزرجي، سيد الخزرج. تقدم. 9660- أبو ثابت: سهل بن حنيف الأنصاري: تقدم. 9661- أبو ثابت: أسيد بن ظهير الأنصاري: تقدم. 9662- أبو ثابت بن عبد بن عمرو بن قيظي بن عمرو بن يزيد بن جشم الأنصاري الحارثي «1» . قال أبو عمر: شهد أحدا، ويقال إنه جدّ عدي بن ثابت، وليس بشيء. قلت: قائل ذلك هو الدولابي. وقال الطبراني: أبو ثابت الأنصاري جدّ عدي بن ثابت، ولم يذكره أباه ولا من فوقه. 9663- أبو ثابت بن يعلى الثقفي: ذكره الطّبريّ في الصحابة، واستدركه ابن فتحون. 9664- أبو ثابت القرشي: جار الوحي «2» . ذكره ابن مندة، وأخرج حديثه البزّار وغيره، من طريق عبد اللَّه بن رجاء الحمصي، عن شرحبيل بن الحكم، عن حكيم بن عمير، أبي راشد الحبراني، حدثني أبو ثابت- شيخ من قريش، كان يدعى جار الوحي، بيته عند بيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الّذي كان يوحي إليه فيه؛ قال: صليت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صلاة العتمة، فناداه جبريل كما حدثناه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: هلمّ. فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «إن شئت أتيتك وإن شئت جئتني» . فقال جبريل: أنا آتيك، فجاءه جبريل فانصدع له الجدار حتى دخل فأخذ بيده فانطلق به حتى حمله على دابة كالبغلة ... الحديث. في الإسراء إلى بيت المقدس ورؤية الأنبياء وغير ذلك. قال البزّار بعد تخريجه ... وقال ابن مندة. غريب تفرد به عبد اللَّه بن رجاء الحمصي. وقال أبو نعيم: رواه أبو حاتم الرّازيّ، عن إسحاق- يعني ابن زريق عن عبد اللَّه بن رجاء.   (1) تنقيح المقال 3/ 7. (2) أسد الغابة: ت 5746. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 47 9665- أبو ثروان السعدي: تقدم في الموحدة أبو برقان، فكأن أحدهما تصحيف من الآخر. 9666- أبو ثروان بن عبد العزى السعدي: عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة. ذكره ابن سعد في الطبقات في ترجمة حليمة مرضعة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. فقال: حدثنا محمد بن عمر- هو الواقدي، عن معمر، عن الزهري، وعن عبد اللَّه بن جعفر، وابن أبي سبرة، وغيرهم؛ قالوا: قدم وفد هوازن على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الجعرانة بعد ما قسم الغنائم، وفي الوفد عمّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أبو ثروان، فقال: يا رسول اللَّه، إنما في هذه الحظائر من كان يكفيك من عماتك وخالاتك وأخواتك، وقد حضنّاك في حجورنا، وأرضعناك بثدينا، وقد رأيتك مرضعا، فما رأيت مرضعا خيرا منك، ورأيتك فطيما فيما رأيت فطيما خيرا منك، ثم رأيتك شابا فما رأيت شابا خيرا منك، ولقد تكاملت فيك خصال الخير، ونحن مع ذلك أهلك وعشيرتك، فامنن علينا منّ اللَّه عليك. قال: وقدم عليهم وفد هوازن بإسلامهم، فكان رأس القوم والمتكلم أبا صرد زهير بن صرد، فذكر قصته. قلت: تقدم ذكر هذا العم في حرف الباء الموحدة، وأن أبا موسى تبع المستغفري في أنه أبو برقان بموحدة وقاف؛ والّذي ذكره الواقدي أولى، وأنه بمثلثة وراء. وقد ذكره في موضع آخر؛ فقال: إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم سأل الشيماء أخته من الرضاعة عمّن بقي منهم، فأخبرت ببقاء عمها وأختها وأخيها. وقد مضى أن أخاها عبد اللَّه بن الحارث، وأما أختها فاسمها أنيسة. وسيأتي ذكرها في كتاب النساء إن شاء اللَّه تعالى. 9667- أبو ثروان الراعي التميمي «1» : ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، وأخرج عن أحمد بن داود المكيّ، عن إبراهيم بن زكريا، عن عبد الملك بن هارون بن عنترة؛ حدثني أبي، سمعت أبا ثروان يقول: كنت أرعى لبني عمرو بن تميم في إبلهم، فهرب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من قريش، فجاء حتى دخل في إبلي، فنفرت الإبل، فإذا هو جالس؛ فقلت: من أنت؟ فقد نفرت إبلي. قال: «أردت أن أستأنس إليك وإلى إبلك» . فقلت: من أنت؟ قال: «ما يضرّك ألا تسألني» ؟ قلت: إني أراك الّذي خرجت نبيا، قال: «أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلّا اللَّه وأنّ محمّدا رسول اللَّه» «2» . قلت: اخرج من   (1) الطبقات الكبرى 1/ 114، تنقيح المقال 3/ 7. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 4587. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 48 إبلي، فلا يبارك اللَّه في إبل أنت فيها. فقال: «اللَّهمّ أطل شقاءه وبقاءه» . قال هارون: فأدركته شيخا كبيرا يتمنى الموت، فقال له القوم: ما نراك يا أبا ثروان إلا هالكا، دعا عليك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. فقال: كلا إني أتيته بعد ما ظهر الإسلام فأسلمت واستغفر لي. ولكن دعوته الأولى سبقت، وتابعه محمد بن سليمان الساعدي عن عبد الملك، وعبد الملك متروك. 9668- أبو ثريّة: بوزن عطية، وقيل مصغر: سبرة بن معبد الجهنيّ. تقدم. 9669- أبو ثعلبة الأشجعي «1» : قال البخاري: له صحبة، ذكره عنه الحاكم أبو أحمد وغيره، وقال في ترجمة الراويّ عنه: لا أعرفه، ولا أعرف أبا ثعلبة. وقال البغوي: سكن المدينة، وأخرج حديثه أحمد، والبغوي، وابن مندة، من طريق ابن جريج، عن ابن الزبير، عن عمر بن نبهان، عن أبي ثعلبة الأشجعي؛ قال: قلت: يا رسول اللَّه، مات لي ولدان في الإسلام. فقال: «من مات له ولدان في الإسلام دخل الجنّة بفضل رحمته إيّاهما» «2» . وزاد في رواية البغوي: قال: فلقيني أبو هريرة فقال: أنت الّذي قال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الولدين ما قال؟ قلت: نعم قال: لئن كان قاله لي أحبّ إلي من كذا. قال ابن مندة: مشهور عن ابن جريج. وقال أبو حاتم: لا أعرفهما وقوله ... وذكر الدّارقطنيّ أن بعضهم رواه عن ابن جريج، فقال: الخشنيّ، وأن بعضهم قال: عن أبي هريرة بدل أبي ثعلبة. والصواب الأول. قلت: وقع الأول عند الخطيب في «المتّفق» من رواية الأنصاري، عن ابن جريج. والثاني عند أحمد في مسندة عن حماد بن مسعدة، عن ابن جريج، لكن أخرجه ابن مندة، عن عبد الرحمن بن يحيى، عن أبي مسعود الرازيّ، عن حماد بن مسعدة، فقال: عن أبي ثعلبة. وقد بيّن البغوي سبب ذكر أبي هريرة فيه. 9670- أبو ثعلبة الثقفي: ابن عم كردم بن سفيان «3» . تقدم في كردم بن سفيان، ولحديثه طريق آخر أخرجه الدّارقطنيّ من طريق خالد بن   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 153، الجرح والتعديل 9/ 352، الكنى والأسماء 21، بقي بن مخلد 754، ذيل الكاشف 1772، تعجيل المنفعة 470، التاريخ الكبير 9/ 18. (2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 4: 2: 24. (3) أسد الغابة: ت 5750، الاستيعاب: ت 2926. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 49 معدان، عن أبي ثعلبة؛ قال: قال لي عمّ لي: اعمل عملا حتى أزوّجك ابنتي. فقلت: إن تزوجتها فهي طالق ثلاثا؛ وفيه. أنه سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «لا طلاق إلّا بعد نكاح» «1» . قال: فتزوجتها فولدت لي سعدا وسعيدا. وفي سنده علي بن قرين، وهو واه، وفي سياق قصته مغايرة. 9671- أبو ثعلبة الحنفي: ذكره قاسم بن ثابت في «الدّلائل» من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز- أن أبا ثعلبة الحنفي كان يقول: إني لأرجو ألا يخنقني اللَّه بالموت كما يخنقكم. قال: فبينما هو في صرحة داره إذ قال: هذا رسول اللَّه يا عبد الرحمن لأخ له توفي في زمن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم أتى مسجد بيته، فخرّ ساجدا فقبض. وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي ثعلبة الخشنيّ، ولعلّ أحد الموضعين تصحيف. 9672- أبو ثعلبة الخشنيّ «2» : صحابي مشهور، معروف بكنيته واختلف في اسمه اختلافا كثيرا؛ وكذا في اسم أبيه؛ فقيل: جرهم، بضم الجيم والهاء بينهما راء ساكنة، قاله أحمد ومسلم وابن زنجويه وهارون الحمال وابن سعد، عن أصحابه. وقيل جرثم مثله لكن بدل الهاء مثلثة. وقيل جرهوم كالأول لكن بزيادة واو، وقيل جرثوم كالثاني بزيادة واو أيضا. وقيل جرثومة مثله؛ لكن بزيادة هاء في آخره، وقيل زيد، وقيل عمر، وقيل سق، وقيل لاسق بزيادة لام أوله، وقيل لاسر براء بدل القاف، وقيل لاس بغير راء، وقيل لا شوم، بضم المعجمة بعدها واو ثم ميم، وقيل مثله لكن بزيادة هاء في آخره. وقيل: الأشق، بفتح الهمزة وتخفيف اللام، وقيل الأشر مثله؛ لكن بدل القاف راء، ومنهم من أشبع الشين بوزن ألاحين، وقيل ناشر، بنون وشين معجمة ثم راء، وقيل ناشب، بموحدة بدل الراء؛ وقيل غرنوق. واختلف في اسم أبيه؛ فقيل عمرو، وقيل قيس، وقيل ناسم، وقيل لاسم، وقيل لاسر، وقيل ناشب، وقيل ناشر، وقيل جرهم، وقيل جرهوم، وقيل حمير، وقيل جرثوم، وقيل بزيادة هاء، وقيل جلهم، وقيل عبد الكريم؛ كذا في كتاب ابن سعد. واسم جده لم أقف عليه. واللَّه أعلم.   (1) أخرجه الحاكم 2/ 419، والدار الدّارقطنيّ 4/ 17، والطبراني في الصغير 1/ 180 والبيهقي 7/ 318 وابن أبي شيبة 5/ 16، 14/ 224 وانظر نصب الراية 3/ 231 والتلخيص للمصنف 3/ 210. (2) أسد الغابة: ت 5751، الاستيعاب: ت 2927. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 50 وهو منسوب إلى بني خشين، واسمه وائل بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. وقال ابن الكلبيّ: هو من ولد ليوان بن مرّ بن خشين. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، منها في الصحيحين من طريق ربيعة بن يزيد: قلت: يا رسول اللَّه، إنا بأرض قوم من أهل الكتاب نأكل في آنيتهم، وأرض صيد أصيد بقوسي وأصيد بكلبي المعلم وبكلبي الّذي ليس بمعلم، فأخبرني بالذي يحلّ لنا من ذلك ... الحديث. وسكن أبو ثعلبة الشام. وقيل حمص. روى عنه أبو إدريس الخولانيّ، وأبو أمية الشعبانيّ، وأبو أسماء الرحبيّ، وسعيد بن المسيب، وجبير بن نفير، وأبو قلابة، ومكحول، وآخرون، ومنهم من لم يدركه. قال ابن البرقيّ تبعا لابن الكلبيّ: كان ممن بايع تحت الشجرة، وضرب له بسهمه في خيبر، وأرسله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى قومه فأسلموا. وأخرج ابن سعد بسند له إلى محجن بن وهب؛ قال: قدم أبو ثعلبة على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يتجهز إلى خيبر، فأسلم، وخرج معه فشهدها، ثم قدم بعد ذلك سبعة نفر من قومه فأسلموا ونزلوا عليه. قال أبو الحسن بن سميع: بلغني أنه كان أقدم إسلاما من أبي هريرة، وعاش بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يقاتل بصفين مع أحد الفريقين، ومات في أول خلافة معاوية، كذا قال؛ والمعروف خلافه. وقال أبو عليّ الخولانيّ: كان ينزل داريا، وأخرج ابن عساكر في ترجمته، من طريق محفوظ بن علقمة، عن ابن عائذ قال: قال ناشرة بن سمي: ما رأينا أصدق حديثا من أبي ثعلبة! لقد صدقنا حديثه في أفنية الأودية؛ قال علي: وكان لا يأتي عليه ليلة إلا خرج ينظر إلى السماء فينظر كيف هي، ثم يرجع فيسجد. وعن أبي الزّاهريّة قال: قال أبو ثعلبة: إني لأرجو اللَّه ألا يخنقني كما أراكم تخنقون عند الموت. قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد، فرأت ابنته في النوم أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة فنادت: أين أبي، فقيل لها في مصلاه، فنادته فلم يجبها، فأتته فوجدته ساجدا فأنبهته فحركته فسقط ميتا. قال أبو عبيد وابن سعد، وخليفة بن خيّاط، وهارون الحمّال وأبو حسّان الزّياديّ: مات سنة خمس وسبعين. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 51 9673- أبو ثمامة الكناني: آخر من كان ينسأ بالحرم في الجاهلية، اسمه جنادة. تقدم في حرف الجيم، وقيل اسمه أمية. 9674- أبو ثور الفهميّ «1» : قال أبو زرعة الرّازيّ: له صحبة، ولا أعرف اسمه. وقال البغويّ؛ سكن مصر. وقال أبو أحمد الحاكم: لا أعرف اسمه ولا سياق نسبه. قلت: أخرج حديثه أحمد، والبغوي، وابن السكن، وغيرهم، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو عنه؛ قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأتى بثوب من معافر، فقال أبو سفيان: لعن اللَّه هذا الثوب؛ ولعن من يعمله. فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تلعنهم، فإنّهم منّي وأنا منهم» «2» . ولأبي ثور رواية أيضا عن عثمان ذكرها ... 9675- أبو ثور: محمد بن معديكرب الزبيدي. تقدم في الأسماء. القسم الثاني خال. القسم الثالث 9676- أبو ثعلبة القرظي: له إدراك، وسمع من عمر، روى عنه الزهري، ذكره أبو أحمد في «الكنى» من طريق عبد الرحمن بن يحيى العدوي، عن يونس الديليّ، عن الزهري، عن أبي ثعلبة القرظي؛ سمعت عمر يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «يحترقون، فإذا صلّوا الصّبح غسلت ما كان قبلها ... » الحديث. قال أبو أحمد: هذا حديث منكر، وذكر أبي ثعلبة فيه غير محفوظ، وعبد الرحمن بن يحيى ليس ممن يعتمد على روايته، والمعروف ثعلبة بن أبي مالك القرظي. قلت: لا يبعد احتمال أن يكون غيره.   (1) الكنى والأسماء 1/ 21. (2) أخرجه أحمد في المسند 4/ 305 عن أبي ثور الفهميّ وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 59 عن أبي ثور ... الحديث وقال رواه أحمد والطبراني وإسنادهما حسن وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34029. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 52 القسم الرابع 9677- أبو ثعلبة الأنصاري «1» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن مالك بن ثعلبة، عن أبيه- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قضى في وادي مهزور أنّ الماء يحبس إلى الكعبين ... الحديث. هذا خطأ، وهو مقلوب الأسماء، والصواب ثعلبة بن أبي مالك كما مضى في الأسماء في القسم الرابع، وهو قرظي من حلفاء الأنصار، ولم يسمعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم؛ بينهما رجل لم يسمّ، وهو عند أبي داود على الصواب. حرف الجيم القسم الأول 9678- أبو جابر الأنصاري: عبد اللَّه بن عمرو بن حرام- تقدم في الأسماء. 9679- أبو جابر الصدفي «2» : ذكره الطّبرانيّ فيمن أبهم اسمه، واستدركه أبو موسى في «الكنى» ، من طريقه، عن الأعمش، عن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثمّ يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا ... » «3» الحديث. والراويّ له عن الأعمش حسين بن علي الكندي، لا أعرفه، ولا أعرف حال جابر والد قيس. 9680- أبو جابر اليمامي: سيار بن طلق. تقدم في الأسماء. 9681- أبو جارية الأنصاري «4» :   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 153 الاستبصار 339. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 154. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 193 عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده وقال رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. (4) الإكمال 312- المؤتلف والمختلف 25- تبصير المنتبه 1/ 232- الإكمال 2/ 3. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 53 حدث عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «القرآن كلّه صواب» . وروى حديثه حرب بن ثابت، عن إسحاق بن جارية، عن أبيه، عن جده. ذكره ابن مندة هكذا. وذكر الدّارقطنيّ في «المؤتلف» رواية جارية بن إسحاق، عن أبيه، عن جده أبي الجارية في الصلاة على النجاشي. وتبعه ابن ماكولا. 9682- أبو جبير: نفير بن مالك الكندي. ويقال الحضرميّ- تقدم في الأسماء. 9683- أبو جبيرة «1» : بفتح أوله، ابن الضحاك بن خليفة الأنصاري الأشهلي، لا يعرف اسمه. قال أبو أحمد الحاكم، وابن مندة: هو أخو ثابت بن الضحاك. قال أبو أحمد، وتبعه ابن عبد البرّ: قال بعضهم: له صحبة. وقال بعضهم: لا صحبة له. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث. روى عنه ابنه محمود، وقيس بن أبي حازم، وشبل بن عوف، وعامر الشعبي. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا أعلم له صحبة. قلت: أخرج حديثه البخاريّ في «الأدب المفرد» وأصحاب السنن، وصححه الحاكم، وحسّنه التّرمذيّ، ولفظه فينا نزلت هذه الآية: وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ. 9684- أبو جبيرة بن الحصين «2» : بن النعمان بن سنان بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. مذكور في الصحابة؛ قاله أبو عمر. قلت: تقدم ذكره في أسلم، وسماه أبو عبيد القاسم بن سلام كذلك. 9685- أبو جحش الليثي «3» : أخرج حديثه أبو الشّيخ في كتاب «العظمة» ، والحاكم في «المستدرك» من طريق عبد الملك بن قدامة، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر؛ قال: جاء عمر والصلاة قائمة وثلاثة نفر جلوس أحدهم أبو جحش الليثي، فقال: قوموا فصلوا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقام اثنان. وأما أبو جحش فقال: لا أقوم حتى يأتيني أقوى مني ذراعين فيصرعني حتى يدمي وجهي في التراب. ففعل به عمر، فذكر الحديث في صفة عبادة   (1) تصحيفات المحدثين 693، تقريب التقريب 2/ 405، تهذيب التهذيب 12/ 53 بقي بن مخلد 353، تنقيح المقال 3/ 8، تاريخ الثقات 1921، الطبقات 6/ 248. (2) تصحيفات المحدثين 694. (3) تنقيح المقال 3/ 8. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 54 الملائكة؛ ولفظه: فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «اجلس يغنى الرّب عن صلاة أبي جحش، إنّ للَّه في سماء الدّنيا ملائكة خشوعا لا يرفعون رءوسهم حتّى تقوم السّاعة» . وفي الحديث أيضا: إن رضا عمر رحمة. وأخرجه أبو نعيم من طريقه؛ وقال الحاكم على شرط البخاري، ورده الذهبي بأنه غريب منكر، وليس على شرطه. قلت: وليس في سنده إلا عبد الملك بن قدامة الجمحيّ، وهو مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجليّ، وضعّفه أبو حاتم، والنسائي، وقال البخاري: يعرف وينكر. 9686- أبو جحيفة: وهب بن عبد اللَّه السوائي «1» - تقدم في الأسماء. 9687- أبو الجراح الأشجعي: ويقال الجراح. قال أبو موسى في «الذّيل» : ذكره خليفة بن خياط بلفظ الكنية. قلت: تقدم في الأسماء. 9688- أبو جرول: زهير بن صرد الجشمي «2» . تقدم في الأسماء. 9689- أبو جرول: آخر، هو هند بن الصامت. تقدم. 9690- أبو جري: بالتصغير، هو جابر بن سليم، أو سليم بن جابر الهجيمي «3» . تقدم ورجّح البخاريّ الأول. 9691- أبو الجعال الجذامي «4» : ذكره الأموي في المغازي، عن ابن إسحاق فيمن وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من ضمام يطلبون سبيهم الذين سباهم زيد بن حارثة، وأنشد له في ذلك شعرا. 9692- أبو الجعد: أفلح، أخو أبي القعيس «5» ، والد عائشة، رضي اللَّه تعالى عنها من الرضاعة. تقدم. كناه أباه الجعد بن جريج في روايته عن عطاء عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها. 9693- أبو الجعد الضمريّ «6» :   (1) أسد الغابة: ت 5759، الاستيعاب: ت 2932. (2) أسد الغابة: ت 5762. (3) أسد الغابة: ت 5763، الاستيعاب: ت 2933. (4) تنقيح المقال 3/ 8. (5) أسد الغابة: ت 5766، الاستيعاب: ت 2934. (6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 155، بقي بن مخلد 299، تقريب التهذيب 2/ 405، تهذيب التهذيب- 12/ 54، الكاشف 3/ 321، تنقيح المقال 3/ 8، خلاصة تذهيب 3/ 208، الجرح والتعديل 9/ 355، تهذيب الكمال 3/ 1592، الكنى والأسماء 21، التاريخ الكبير 9/ 20. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 55 قال البخاري: لا أعرف اسمه، ولا أعرف له إلا هذا الحديث، يعني الّذي أخرجه له أصحاب السّنن والبغويّ، وصحّحه ابن خزيمة، وابن حبّان وغيرهما، وهو من «التّرهيب» : من ترك صلاة الجمعة ... الحديث. ووقع في بعض طرقه: وكانت له صحبة، وسماه غيره أدرع، وقيل جنادة، وقيل عمرو بن بكر، يروي عن سلمان الفارسيّ أيضا. روى عنه عبيدة بن سفيان الحضرميّ، وكان على قومه في غزوة الفتح؛ قاله ابن سعد. وقال ابن البرقيّ: قتل مع عائشة رضي اللَّه تعالى عنها في وقعة الجمل. وقال البغويّ: سكن المدينة، وكانت له دار في بني ضمرة، وعزاه لابن سعد، وزاد أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه يحشر قومه لغزو الفتح، وبعثه أيضا إلى قومه حين أراد الخروج إلى تبوك يستنفر قومه، فخرج إليهم إلى الساحل فنفروا معه إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. 9694- أبو الجعيجعة: صاحب الرقيق» . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق أبي مقاتل حفص بن مسلم، عن عبد اللَّه بن عوف، عن الحسن- أنّ رجلا كان على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يبيع الرقيق، يقال له أبو الجعيجعة: قال: فذكر الحديث. 9695- أبو جمعة الأنصاري «2» : ويقال الكنانيّ، ويقال القاري، بتشديد الياء، مشهور بكنيته مختلف في اسمه؛ قيل: اسمه جندب بن سبع. وقيل ابن سباع، وقيل ابن وهب، اسمه جنبد- بتقديم النون على الموحدة. وقيل حبيب، بمهملة مفتوحة وموحدة؛ وهو أرجح الأقوال. ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين شهدوا فتح مصر. وقال ابن سعد: وكان بالشام، ثم تحوّل إلى مصر. وأخرج الطّبرانيّ ما يدلّ على أنه أسلم أيام الحديبيّة؛ فأخرج من طريق حجر أبي خلف، عن عبد اللَّه بن عوف، عن أبي جمعة جنبد بن سبع الأنصاري؛ قال: قاتلت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أول النهار كافرا، وقاتلت معه آخر النهار مسلما، وكنّا ثلاثة رجال وتسع نسوة، وفينا نزلت:   (1) أسد الغابة: ت 5769. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 155، تقريب التهذيب 2/ 407، خلاصة تذهيب 3/ 209، تهذيب الكمال 3/ 1594، الكنى والأسماء 22، بقي بن مخلد 233، ذيل الكاشف 1777، التاريخ الكبير 9/ 84. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 56 وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ [الفتح: 25] . قلت: وقوله الأنصاري لا يصح؛ لأن الأنصار حينئذ لم يبق منهم من يقاتل المسلمين مع قريش. وقد أخرج الطّبرانيّ أيضا، من طريق صالح بن جبير، عن أبي جمعة الكناني حديثا؛ فهذا أشبه ويحتمل أن يكون أنصاريا بالحلف، فقد روينا في الأربعين للنسفي التي وقعت لنا من حديث السلفي متصلة بالسماع من رواية معاوية بن صالح، عن صالح بن جبير؛ قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ببيت المقدس ليصلي فيه، ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ؛ فلما انصرف خرجنا معه لنشيّعه، فلما أردنا الانصراف قال: إن لكم جائزة وحقا أحدّثكم بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال: قلنا: هات يرحمك اللَّه. قال: كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومعنا معاذ عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول اللَّه، هل من قوم أعظم أجرا منا، آمنا بك، واتبعناك؟ قال: «ما يمنعكم ورسول اللَّه بين أظهركم، ويأتيكم الوحي من السّماء» ؟ الحديث. وله شاهد من طريق أسيد بن عبد الرحمن عن صالح بن جبير بغير إسناده، أخرجه أحمد والدارميّ، وصححه الحاكم. وأخرج حديثه البخاريّ في كتاب «خلق أفعال العباد» ، واختلف فيه على الأوزاعي؛ فقال الأكثر: عنه عن أسيد عن خالد بن دريك، عن ابن محيريز؛ قال: قلت لأبي جمعة، قال: تغدينا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ومعنا أبو عبيدة بن الجراح ... الحديث. وقال ابن شماسة عن الأوزاعيّ عن أسيد، عن صالح بن محمد: حدثني أبو جمعة، وروى عنه أيضا مولاه ولم يسم، وصالح بن جبير، وعبد اللَّه بن محيريز، وعبد اللَّه بن عوف الرمليّ. وذكره البخاريّ في فضل من مات بين السبعين إلى الثمانين. وأغرب ابن حبّان فقال في ثقات التابعين: أبو جمعة حبيب بن سباع روى عن جماعة من الصحابة. 9696- أبو جميلة السلمي «1» : اسمه سنين بمهملة ونونين مصغرا. ذكر البخاريّ في تصحيحه تعليقا أنه شهد فتح مكة، وذكر قصته مع عمر في المنبوذ، وأن عريفه شهد عند عمر أنه رجل صالح، ووصله مالك.   (1) تقريب التهذيب 2/ 407، تهذيب التهذيب 12/ 60، الطبقات الكبرى بيروت 5/ 63، الكنى والأسماء 1/ 66. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 57 وقد تقدمت ترجمته في حرف السين المهملة في الأسماء. وقال بعضهم: إنه ضمري، وسمي ابن حبان أباه واقدا، وقيل اسم أبيه فرقد. وله رواية أيضا عن أبي بكر، وعمر. روى عنه الزهري أنه أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وحج معه، وخرج معه عام الفتح. وقال ابن سعد: له أحاديث، وذكره في الطبقة الأولى من التابعين، وكذا قال العجليّ إنه تابعي ثقة. وفرق البغويّ بينه وبين سنين بن واقد كما تقدم في الأسماء. 9697- أبو جندب العتقيّ «1» : بضم المهملة وفتح المثناة ثم قاف. قال أبو سعيد بن يونس: شهد فتح مصر، وله صحبة، وليس له حديث. 9698- أبو جندب الفزاري «2» : ذكره مطيّن، والباورديّ في الصحابة، وأخرجا من طريق النضر بن منصور، عن سهل الفزاري، عن جندب الفزاري، عن أبيه: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا لقي أصحابه لم يصافحهم «3» ، وزاد الباوردي في بعض مغازيه: فلقينا قوم قد فاتتهم الصلاة. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه رواته مجهولون. وذكره أبو نعيم وأبو موسى من طريق مطيّن، واستدركه ابن فتحون. 9699- أبو جندل بن سهيل بن عمرو القرشي العامري «4» . تقدم نسبه في ترجمة والده؛ قيل اسمه عبد اللَّه، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن عذّب بسبب إسلامه. ثبت ذكره في صحيح البخاريّ في قصة الحديبيّة، من طريق معمر عن الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، فذكر القصة؛ قال: وجاء أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده، فقال: يا معشر المسلمين، أردّ إلى المشركين وقد جئت مسلما! ألا ترون إلى ما لقيت، وكان قد عذب عذابا شديدا، وكان مجيئه قبل فراغ الكتاب؛ فقال النبي   (1) أسد الغابة: ت 5773. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156. (3) أورده ابن حجر في فتح الباري 11/ 59. والحسيني في اتحاف السادة المتقين 7/ 110 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18499 وعزاه للطبراني في الكبير عن جندب. (4) الثقات لابن حبان 5/ 568، الطبقات الكبرى بيروت 2/ 97 و 99 و 101- 4/ 154. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 58 صلى اللَّه عليه وسلّم: «أجزه لي» «1» . فامتنع، وقال: هذا ما أقاضيك عليه. فقال: «إنّا لم نقض الكتاب بعد» . قال: فو اللَّه لا أصالحك على شيء أبدا. فأخذ سهيل بن عمر وأبوه فرجع به، فذكر قصة إسلامه ولحاقه بأبي بصير بساحل البحر، وانضمّ إليهما جماعة لا يدعون لقريش شيئا إلا أخذوه حتى بعثوا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يسألونه أن يضمهم إليه. وأورده البغويّ من طريق عبد الرزاق مطولا، وقد ساقها ابن إسحاق عن الزهري مطولة. وثبت ذكره في الصحيح في حديث سهل بن سعد أيضا أنه قال يوم صفّين: أيها الناس، اتهموا رأيكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أردّ أمر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لرددته، يعني في أمر أبي جندل. وذكره أهل المغازي فيمن شهد بدرا، وكان أقبل مع المشركين، فانحاز إلى المسلمين، ثم أسر بعد ذلك، وعذّب ليرجع عن دينه، ثم لما كان في فتح مكة؛ كان هو الّذي استأمن لأبيه، ذكر ذلك الواقدي من حديث سهيل؛ قال: لما دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مكة أغلقت بابي، وأرسلت ابني عبد اللَّه أن اطلب لي جوارا من محمد ... فذكر الحديث في تأمينه إياه. واستشهد أبو جندل باليمامة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة؛ قاله خليفة وابن إسحاق وأبو معشر وغيرهم. 9700- أبو جنيد: مصغرا، ابن جندع «2» ، من عمرو بن مازن. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق البلويّ عن عمارة بن زيد، عن عبد اللَّه بن العلاء، عن الزهري: سمعت سعيد بن حبان يذكر عن أبي عنفوانة البارقي: سمعت أبا جنيد بن جندع المازني يقول: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم حنين غداة هوازن.. فذكر الحديث. والبلويّ متروك. 9701- أبو جنيدة الفهري «3» : ذكره مطيّن في الصحابة، والطبراني عنه، وأبو نعيم عنه، وأخرج من طريق إسحاق   (1) أخرجه البخاري 3/ 256. أخرجه أحمد في المسند 4/ 330. والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 220، والطبري في تفسيره 26/ 63. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156. (3) أسد الغابة: ت 5777. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 59 ابن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن أبي جنيدة الفهري، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من سقى عطشان فأرواه فتحت له أبواب الجنّة ... » «1» الحديث. وأخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، هذه رواية مطيّن عن محمد بن علي الملطي. وقال جابر بن كردي، عن يزيد بن هارون، عن إسحاق بن خليدة، بخاء معجمة ولام ودال؛ ووافقه داود بن الجراح، عن أبي غسان، عن إسحاق؛ لكن قال ابن خليد بلا هاء. قال أبو موسى: ورواه أبو الشّيخ من طريق أخرى، فقال ابن خليدة عن أبيه عن حذيفة. 9702- أبو جهاد الأنصاري السلمي «2» : قال أبو نعيم: يعدّ في المصريين، وأخرج من طريق ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرحمن، حدثني رجل من الأنصار من بني سلمة، عن أبيه، عن جده أبي جهاد، وكان أبو جهاد من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؛ فقال له ابنه: يا أبتاه، رأيتم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وصحبتموه، واللَّه لو رأيته لفعلت وفعلت. فقال له أبوه: اتّق اللَّه وسدّد؛ فو الّذي نفسي بيده لقد رأيتنا معه ليلة الخندق وهو يقول: من يذهب فيأتينا بخبرهم جعله اللَّه رفيقي يوم القيامة، فما قام من الناس أحد من صميم ما بهم من الجوع والقر، حتى نادى في الثالثة: يا حذيفة. وأخرجه الدولابي من هذا الوجه. 9703- أبو الجهم بن حذيفة «3» بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 134 عن أبي حيدة الفهري عن أبيه عن جده بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة وهو ضعيف، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16382 وعزاه للطبراني عن أبي جنيدة الفهري عن أبيه عن جده. (2) أسد الغابة: ت 5779. (3) طبقات ابن سعد 5/ 451، التاريخ لابن معين 2/ 700، تاريخ خليفة 227، المحبر 298، سيرة ابن هشام 1/ 172، تاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 501، المغازي 512، عهد الخلفاء الراشدين 460، سير أعلام النبلاء 2/ 556، التذكرة الحمدونية 2/ 268، وفيات الأعيان 2/ 535، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 206، جمهرة أنساب العرب، مروج الذهب 1607، نسب قريش 369، العقد الفريد 4/ 286، عيون الأخبار 1/ 283، أنساب الأشراف 1/ 57، البرصان والعرجان 98، المغازي للواقدي 513، الزهد لابن المبارك 185، تاريخ الطبري 4/ 198، الأسامي والكنى للحاكم 108، الأخبار الطوال 198، تاريخ الإسلام 1/ 335. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 60 قال البخاريّ وجماعة: اسمه عامر، وقيل اسمه عبيد، بالضم؛ قاله الزبير بن بكار، وابن سعد؛ وقالا: إنه من مسلمة الفتح. وقال البغويّ، عن مصعب: كان من معمري قريش ومن مشيختهم. وحكى ابن مندة أن أبا عاصم فرق بين أبي جهم بن حذيفة وعبيد بن حذيفة، قال الزبير: كان من مشيخة قريش، وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ عنهم النسب؛ قال: وقال عمي: كان من المعمّرين، حضر بناء الكعبة مرتين: حتى بنتها قريش، وحين بناها ابن الزبير، وهو أحد الأربعة الذين تولوا دفن عثمان. وأخرج البغويّ، من طريق حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ قال: لما أصيب عثمان أرادوا الصلاة عليه فمنعوا، فقال أبو الجهم: دعوه، فقد صلّى اللَّه عليه ورسوله. وأخرج ابن أبي عاصم في كتاب «الحكماء» ، من طريق عبد اللَّه بن الوليد، عن أبي بكر بن عبيد اللَّه بن أبي الجهم؛ قال: سمعت أبا الجهم يقول: لقد تركت الخمر في الجاهلية وما تركتها إلا خشية على عقلي وما فيها من الفساد. وثبت ذكره في الصحيحين من طريق عروة، عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها؛ قالت: صلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في خميصة لها أعلام؛ فقال: «اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيّة أبي جهم فإنّها ألهتني آنفا عن صلاتي» «1» . وذكر الزبير من وجه آخر مرسلا- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أتى بخميصتين سوداوين، فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم، ثم إنه أرسل إلى أبي جهم في تلك الخميصة، وبعث إليه التي لبسها هو، ولبس هو التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أبو جهم لبسات. وثبت ذكره في حديث فاطمة بنت قيس لما قالت إن معاوية وأبا جهم خطباني؛ «أمّا أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه» ، وقالوا: إنه كان ضرّابا للنّساء. وقال ابن سعد: كان شديد العارضة، وكان عمر يمنعه حتى كفّ من لسانه. وتقدمت له قصة أخرى في ترجمة خالد بن البرصاء.   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 104، 7/ 190. ومسلم 1/ 391 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب 15 كراهة الصلاة في ثوب له أعلام حديث رقم 62- 556. وأبو داود 2/ 447 كتاب اللباس باب من كرهه حديث 4052 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 423. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 61 وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، حدثني ابن سابط وغيره أن أبا جهم بن حذيفة قال: انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي، ومعي شنة من ماء ... فذكر القصة. قال ابن سعد: مات في آخر خلافة معاوية. قلت: وما تقدم عن الزبير أنه حضر بناء الكعبة إن ثبت يدلّ على أنه تأخر إلى أول خلافة ابن الزبير، ويؤيّده ما رواه ابن أخي الأصمعي في النوادر عن عمه، عن عيسى بن عمر؛ قال: وفد أبو جهم على معاوية ثم على يزيد، ثم ذكر قصة له مع ابن الزبير. 9704- أبو الجهيم بن الحارث بن الصمّة «1» بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عامر بن مالك بن النجار الأنصاري. وقيل في نسبه غير ذلك، فقيل اسمه عبد اللَّه، وقيل اسمه الحارث بن الصمة، ورجّحه ابن أبي حاتم، ثم ترجمه ابن أبي حاتم أيضا عبد اللَّه بن جهيم أبو جهيم جعله اثنين. وقال ابن مندة: أبو جهيم بن الحارث، ويقال عبد اللَّه بن جهيم بن الحارث بن الصمة، فجعل الحارث بن الصمة جده؛ وما أظنه إلا وهما، وتبعه ابن الأثير، ونسبه إلى الاستيعاب أيضا. وحديث أبي جهيم بن الحارث في الصحيحين وغيرهما من رواية عن مالك، عن أبي النضر، عن بشر بن سعيد- أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله: ما سمع من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه؟ الحديث. وقد رواه ابن عيينة، عن أبي النضر، عن بشر؛ قال: أرسلنى أبو جهيم عبد اللَّه بن جهيم إلى زيد بن خالد، وهو مقلوب؛ أخرجه ابن ماجة، وأخرجه مسلم معلقا، ووصله البخاريّ وأبو داود والنّسائيّ من طريق الأعرج، عن عمير مولى ابن عباس؛ قال: أقبلت أنا وعبد اللَّه بن يسار حتى دخلنا على أبي جهيم؛ فقال: أقبل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من نحو بئر جمل «2» فلقيه رجل فسلم عليه ... الحديث في التيمم قبل قبل ردّ السلام. ورواه ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن يسار، عن أبي جهيم. أخرجه أحمد. ولأبي جهيم حديث آخر أخرجه أحمد والبغويّ من طريق يزيد بن خصيفة، عن   (1) المغني للهندي 287- تهذيب الكمال 1594. (2) بئر جمل: موضع بالمدينة فيه مال من أموالها. انظر: معجم البلدان 1/ 355. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 62 مسلم بن سعيد مولى ابن الحضرميّ، عن أبي جهيم الأنصاري أن رجلين اختلفا في آية ... الحديث ... وفيه: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف «1» . وروى عنه أيضا بشر بن سعيد، وأخوه مسلم بن سعيد، ويقال ابن أخت أبيّ بن كعب. 9705- أبو جهيمة: عبد اللَّه بن جهيم: «2» مرّ ذكره في الّذي قبله، وتقدم في العبادلة. 9706- أبو جهينة: بالنون بدل الميم، الأنصاري. ذكره الثّعلبيّ في تفسير قوله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين: 1] ، فأخرج من طريق السدي أنه كان له مكيالان يكيل بأحدهما ويكتال بالآخر فنزلت: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين: 1] . واستدركه ابن فتحون. 9707- أبو الجون: هو قتادة بن الأعور. تقدم في القاف، ذكره البغوي. 9708- أبو جييش بن ذي اللحية: العامري الكلابي. ذكره سيف في «الفتوح» ، وقال: استعمله خالد بن الوليد على هوازن فيمن استعمله من كماة الصحابة عند دخول العراق. واستدركه ابن فتحون. القسم الثاني 9709- أبو جعفر الأنصاري «3» : غير منسوب. جاء عنه ما يدل على أنه ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فأقلّ أحواله أن يكون من أهل هذا القسم؛ فأخرج ابن أبي شيبة من طريق ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر الأنصاري؛ قال: رأيت   (1) أخرجه أبو داود 1/ 466 كتاب الصلاة باب أنزل القرآن على سبعة أحرف حديث رقم 1477، 1478، أحمد في المسند 4/ 205 والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 145، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 20369، وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 62، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3070، 3104. (2) أسد الغابة: ت 5783، الاستيعاب: ت 2942. (3) الجرح والتعديل 9/ 352، 353، حاشية الإكمال 5/ 36، در السحابة 1/ 86، الكنى والأسماء 1/ 136، تقريب التهذيب 2/ 406، تهذيب التهذيب 12/ 58، تهذيب الكمال 1593، 7/ 79 أبو الجمل- أيوب بن واقد (العجليّ) يراجع المغني 7381، الكنى والأسماء 1/ 138، الميزان 4/ 735. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 63 أبا بكر الصديق ورأسه ولحيته كأنهما جمر الغضا، وبه أنه شهد قتل عثمان. فذكر قصته. وقد فرق أبو أحمد الحاكم بين هذا وبين أبي جعفر الأنصاري الّذي روى عن أبي هريرة، وهو الظاهر. القسم الثالث 9710- أبو جامع بن مخارق بن عبد اللَّه بن شداد الهلالي. تقدم نسبه في ترجمة أخيه قبيصة في الأسماء؛ ولهذا أدرك. ولما مات رثاه ابن همام السلولي؛ قاله ابن الكلبيّ. 9711- أبو جبر: أحد من استشهد يوم جسر أبو عبيد الثقفي في فتوح العراق. وقع ذكره في قصيدة لأبي محجن الثقفي رثى فيها من استشهد يومئذ يقول فيها: وأضحى أبو جبر خليّا بيوته ... وقد كان يغشاها الضّعاف الأرامل [الطويل] 9712- أبو الجعد الغطفانيّ: والد سالم «1» . قال البخاريّ وغيره: اسمه رافع. وقال البغويّ؛ أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: حديثه عن عبد اللَّه بن مسعود عند مسلم في كتاب التوبة في أواخر الصحيح، وله أيضا رواية عن علي بن أبي طالب. روى عنه ابنه سالم بن أبي الجعد، والشعبي. وذكر الحسن بن سفيان في مسندة عنه حديثا مرسلا؛ قال: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا الحارث بن النعمان، عن أبي هريرة الحمصي، حدثني علي بن أبي طلحة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه؛ قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «البرّ لا يبلى، والإثم لا ينسى، والذّنب لا يفنى» «2» . قلت: والحارث بن النعمان ضعيف، وشيخه ما عرفته. وقد أخرج المتن أبو نعيم من   (1) تقريب التهذيب 2/ 406، تهذيب التهذيب 12/ 55، الكنى والأسماء 1/ 138، تهذيب الكمال 1593، الكاشف 1/ 30، رجال صحيح مسلم 1/ 207. (2) أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 336 ولفظه البر لا يبلى والذنب لا ينسى ... قال العجلوني رواه أبو نعيم وابن عدي والديلميّ عن ابن عمر ورواه عبد الرزاق في الزهد عن أبي قلابة مرسلا، وأحمد عن أبي الدرداء موقوفا. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43672، 43724. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 64 طريق مكرم بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الملك، عن نافع، عن ابن عمر به، وأتم منه، ومحمد بن عبد الملك كذبوه. 9713- أبو الجعيد: له إدراك، وله ذكر في وقعة اليرموك؛ فذكر محمد بن عائذ، عن الوليد؛ قال: أخبرني شيخ من بني أبي الجعيد، عن أبيه أبي الجعيد- أنه أشار على المسلمين ببيات الروم، فقبلوا منه، فبيتوهم، فذكر القصة؛ وفيها: أنه وقع في الوادي ثمانون ألفا لا يعرف الآخر ما لقي الأول. 9714- أبو الجلندي الأزدي: له إدراك، وقدم على عمر، فقال له أعرابيّ: ممّن أنت؟ قال: أنا ممن أنعم اللَّه عليه بالإسلام، وكان معه أبو صفرة والد المهلب. ذكره ابن الكلبيّ. 9715- أبو جمعة بن خالد بن عبيد بن ميسر بن رباح بن سالم بن غاضرة بن حبيشة بن كعب الخزاعي. له إدراك، وهو جدّ كثير بن عبد الرحمن الخزاعي الشاعر المشهور من قبل أمه. ذكره ابن الكلبيّ. 9716- أبو جندل بن سهيل: شامي. له إدراك، وسمع من بلال، ذكره الحاكم أبو أحمد، وفرق بينه وبين أبي جندل بن سهيل بن عمرو الماضي ذكره في الأول. وأخرج من طريق عبد اللَّه بن عبيد الكلاعي، عن مكحول، عن الحارث بن معاوية الكندي، وأبي جندل بن سهيل؛ قالا: سألنا بلالا مؤذن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثه. قال الحاكم: قال فيه بعض الرواة عن أبي جندل بن سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤيّ، وهو وهم، لأن أبا جندل العامري استشهد باليمامة، ولم يدركه مكحول، ولا روى هو عن بلال. وذكر ابن عساكر نحو ما ذكر الحاكم أبو أحمد- أنّ الزبير بن بكار فرّق بينهما أيضا، والرواية التي في هذه القصة فيها أبو جندل بن سهيل بن عمرو؛ وأخرجها تمام في فوائده. 9717- أبو جندلة: زوج أمامة. له إدراك، وقع ذكره في حديث عبد اللَّه بن قرط الثّمالي أمير حمص لعمر. أخرج أبو الشيخ في كتاب النكاح من طريق مسكين بن ميمون المؤذن، عن عروة بن رويم- أن عبد اللَّه بن قرط الثّمالي كان يعس بحمص ذات ليلة وكان عاملا لعمر، فمرت به عروس وهم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 65 يوقدون النيران بين يديها، فضربهم بدرّته حتى تفرقوا عن عروسهم، فلما أصبح قعد على منبره فحمد اللَّه وأثنى عليه فقال: إن أبا جندلة نكح أمامة فصنع لها حثيات من طعام، فرحم اللَّه أبا جندلة وصلى على أمامة، ولعن اللَّه عروسكم البارحة، أوقدوا النيران وتشبّهوا بالكفرة، واللَّه مطفئ نورهم؛ قال: وعبد اللَّه بن قرط من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. 9718- أبو جهراء: مخضرم. يأتي ذكره في المبهمات. والمشهور أنه ابن جهراء، وقيل اسمه عبد اللَّه. 9719- أبو جهراء: آخر، له إدراك، وكان عمر- رضي اللَّه عنه- يأتمنه. يأتي ذكره في ترجمة أبي محجن الثقفي في القسم الأول. القسم الرابع 9720- أبو جبير الكندي «1» : فرّق ابن الأثير بينه وبين والد جبير بن نفير، وتبعه الذّهبيّ، فقال : أبو جبير الكندي له حديث في الوضوء رواه عنه جبير بن نفير، وقال أيضا: أبو جبير الحضرميّ له حديث وفيه وفادته، وهما واحد؛ فإن الحديث المذكور أخرجه الحاكم أبو أحمد في الكنى وابن حبان في صحيحه من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير- أن أبا جبير قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فذكر حديثه؛ وفيه ذكر الوضوء وأنه بدأ بفيه، فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا تبدأ بفيك» . وقد مضى في نفير في حرف النون من الأسماء. 9721- أبو الجدعاء «2» : ذكره الطبري والدّولابي في الصحابة، وأخرجا من طريق خالد الحذّاء، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي الجدعاء- مرفوعا: «يدخل الجنّة بشفاعة رجل من أمّتي أكثر من بني تميم» . استدركه ابن فتحون، وهو خطأ نشأ عن حذف؛ وإنما هو عن ابن أبي الجدعاء، فسقط لفظ ابن، وحديثه على الصواب في جامع الترمذي وغيره. 9722- أبو جرير «3» : يأتي في الحاء المهملة على الصواب. 9723- أبو جسرة «4» : ذكره أبو بكر بن أبي علي، واستدركه أبو موسى، وأخرج من طريق أبي بكر بن أبي عاصم، ثم من رواية داود بن مساور، عن معقل بن همام: سمعت أبا   (1) أسد الغابة: ت 5755، الاستيعاب: ت 2931. (2) أسد الغابة: ت 5760. (3) أسد الغابة: ت 5764. (4) أسد الغابة: ت 5765. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 66 جسرة يقول: وفدنا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فنهانا عن الدّبّاء والحنتم والمزفت «1» ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف؛ وإنما هو أبو خير- بخاء معجمة ثم تحتانية، وهو الصّباحي من عبد القيس. وسيأتي على الصواب. 9724- أبو جمعة «2» : روى عنه عبد اللَّه بن عوف الرمليّ حديثا، وغاير الدّولابيّ في «الكنى» بينه وبين أبي جمعة بن سبع؛ وهما واحد، والحديث الّذي ذكره معروف بالأول. 9725- أبو الجمل «3» : بفتحتين. ذكره ابن عبد البر في آخر حرف الجيم من الكنى، وحكاه عن عباس الدوري، عن يحيى بن معين، قال : أبو الجمل صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم اسمه هلال بن الحارث، كاد يكون بحمص، وقد رأيت بها غلاما من ولده؛ قاله يحيى. وقد تعقب ابن فتحون وغيره ذلك، وقالوا: لا خلاف بين أهل العلم أن هلال بن الحارث يكنى أبا الحمراء، بالمهملة والراء والمد، وليس في الصحابة من يكنى أبا الجمل؛ والوهم فيه من أبي عمر لا من عباس، والموجود في «تاريخ ابن معين» رواية عباس بالمهملة والراء؛ وهكذا رواه أبو بشر الدولابي، ومحمد بن مخلد، وأحمد بن شاهين والد أبي حفص، وأبو سعيد بن الأعرابي، وغيرهم، كلّهم عن عباس الدوري. وقد ذكره أبو عمر على الصواب في الحاء المهملة؛ فقال أبو الحمراء: اسمه هلال. وله فيه وهم آخر؛ فإنه قال في الأسماء هلال بن الحمراء، فجعل كنيته اسم أبيه. 9726- أبو جهينة «4» : ذكره الذهبي في «التجريد» ، وعزاه لأبي موسى؛ فإنه أخرج من طريق محمد بن الحسن بن النقاش المقري؛ قال: حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا خالد بن هياج، حدثنا أبي، حدثنا سفيان- هو الثوري، عن منصور، عن فضيل بن عمرو، عن أبي العالية، عن أبي جهيمة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقول في مجلسه بأخرة: «سبحانك اللَّهمّ وبحمدك..» «5» الحديث.   (1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 357، كتاب الأشربة باب في الأدعية حديث رقم 3697، وأخرجه النسائي في السنن 8/ 166، 8/ 167 عن صعصعة بن صوحان كتاب الزينة باب خاتم الذهب (43) حديث رقم 5170، 5171، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 97 وابن عساكر في التاريخ 5/ 347. (2) أسد الغابة: ت 5770. (3) أسد الغابة: ت 5771، الاستيعاب: ت 2937. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156، تقريب التهذيب 2/ 407، الجرح والتعديل 9/ 355. (5) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 461 كتاب الدعوات (49) باب ما يقول إذا قام من المجلس (39) حديث رقم 3433 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب صحيح. والنسائي في السنن 3/ 71 كتاب السهو باب (87) نوع اخر من الذكر بعد التسليم حديث رقم 1344. وابن حبان في صحيحه 4/ 588 كتاب الأذكار (37) باب كفارة المجلس (11) حديث رقم 2366. وأحمد في المسند 3/ 450 عن أبي هريرة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 67 قال أبو موسى: رواه الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب. ورواه جرير، عن فضيل بن عمرو، عن زياد بن الحصين عن معاوية. قلت: كذا فيه؛ وإنما هو عن أبي العالية لا عن معاوية؛ فقد ذكر ابن أبي حاتم في «العلل» عن أبيه أن زياد بن الحصين رواه عن أبي العالية مرسلا، وزياد بن الحصين يكنى أبا جهيمة؛ وهو الّذي روى هذا الحديث عن أبي العالية. وقوله في الأول عن أبي العالية عن أبي بن كعب خطأ؛ وإنما هو عن أبي العالية عن رافع بن خديج، كما أخرجه الحاكم في «المستدرك» . وذكر رافع بن خديج فيه مع ذلك خطأ؛ والصواب مرسل؛ كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه. وقد رواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن الثوري بالسند الأول، لكن لم يجاوز به أبا العالية. وأبو نعيم من المتقنين بخلاف غيره. وباللَّه التوفيق. حرف الحاء المهملة القسم الأول 9727- أبو حابس الجهنيّ: ذكره الطّبريّ في الصحابة، واستدركه ابن فتحون. 9728- أبو حاتم المزني «1» : حجازي- قال الترمذيّ وابن حبّان وابن السّكن: له صحبة؛ وزاد التّرمذيّ- بعد أن أخرج حديثه؛ وهو في تزويج الأكفاء: «إذا جاءكم من ترضون دينه ... » «2» الحديث: لا أعرف له غيره. وأورد أبو داود حديثه في «المراسيل» ، فهو عنده تابعي. ونقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة، قال: لا أعرف له صحبة، ولا أعرف له إلا هذا   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156. (2) أخرجه الترمذي 3/ 395 في كتاب النكاح باب 3 ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه حديث رقم 1085. والحديث لم يخرجه من الكتب الستة إلا الترمذي وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 82، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 10325، والبخاري في التاريخ الكبير 9/ 26. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 68 الحديث. وزعم ابن قانع أن اسمه عقيل بن مقرن، وقد بينت وهمه في ترجمة عقيل المذكور. روى عنه محمد وسعيد ابنا عبيد. 9729- أبو حاجب الأنصاري: ذكره الدّولابيّ في الصحابة من كتاب «الكنى» ، ولم يذكر له حديثا. 9730- أبو الحارث بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي- هو نوفل. 9731- أبو الحارث بن الحارث الكندي: هو غرفة. نزل مصر. 9732- أبو الحارث بن الحنظلية: أخو سهيل: هو سعد الأنصاري. 9733- أبو الحارث: هو عبد اللَّه بن السائب المخزومي. 9734- أبو الحارث: هو عياش بن أبي ربيعة المخزومي- تقدموا كلهم في الأسماء. 9735- أبو الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد الأنصاري الزرقيّ» . ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. 9736- أبو الحارث الأزدي «2» : ذكره ابن أبي عاصم، وتبعه أبو بكر بن أبي علي. وروى من طريق سليمان بن عبيد عن القاسم بن يحيى عنه في هذه الآية: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى [النجم: 13] ، فقالوا: يا رسول اللَّه، ما رأيت؟ قالت: «رأيت فراشا من ذهب كهيئة الضباب» . 9737- أبو حازم الأحمسي «3» : هو صخر بن عيلة. تقدم في الأسماء. 9738- أبو حازم البجلي «4» : والد قيس. وقيل اسمه عوف. وقيل عبد عوف. أخرج حديثه البخاريّ في «الأدب المفرد» ، وأبو داود، وصحّحه؛ وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، كلهم من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبيه- أنه جاء والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يخطب، فقام في الشمس فأمر به فتحوّل إلى الظن؛ قال محمد بن سعد: قتل أبو حازم بصفين. 9739- أبو حازم البجلي: آخر. ذكره أبو نعيم في «الصّحابة» ، وأخرج من طريق قيس بن الربيع، عن أبان بن عبد اللَّه   (1) الاستيعاب ت (2944) (2) أسد الغابة: ت 5776. (3) الاستيعاب: ت 2945. (4) أسد الغابة: ت 5790. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 69 البجلي، عن كريمة بنت أبي حازم، عن أبيه؛ قال: اختصم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم رجلان في ولد فقضى به لأحدهما. 9740- أبو حازم الأنصاري «1» : من بني بياضة. ذكره البغوي وغيره في الصحابة، وأخرج هو وإسحاق بن راهويه في مسندة، والحسن بن سفيان، وغيرهم، عنه، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الاعتكاف. روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي؛ وأخرج البغوي وأبو داود في المراسيل من طريق شمر بن عطية، عن أبي حازم؛ قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم نطع يستظل به من الغنيمة ... فذكر الحديث. وأخرج النسائيّ حديثه الأول من طرق، قال في بعضها: عن أبي حازم مولى الأنصار، وفي بعضها مولى الغفاريين، وفي بعضها عن أبي حازم التمار، عن البياضي؛ والرجل الّذي من بني بياضة اسمه عبد اللَّه بن جابر، وقيل فروة بن عمرو. وأما التمار فهو تابعي مولى أبي رهم الغفاريّ. وقال الآجري: قلت لأبي داود: أبو حازم حدث عنه محمد بن إبراهيم؟ قال: هو الرجل الّذي من بني بياضة؛ وقيل إنهما اثنان: التمار هو مولى أبي رهم الغفاريّ، وإن البياضي هو مولى الأنصاري. واللَّه أعلم. 9741- أبو حاضر «2» : غير منسوب. ذكره البغويّ، وابن الجارود، والباورديّ، وابن حبّان في الصحابة. وقال الذهلي: لا أدري له صحبة أم لا. وقال البغويّ: لم ينسب، وقال ابن مندة: له ذكر في الصحابة، وأخرج هو والبغوي، من طريق شعبة، عن خالد الحذاء، عن أبي هنيدة، عن أبي حاضر؛ قال: ألا أعلمك كيف كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلي على الجنازة: «اللَّهمّ نحن عبادك، وأنت خلقتنا، وأنت ربّنا، وإليك معادنا» . وفي رواية البغويّ أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم صلّى على جنازة ثم قال: «ألا أخبركم» ؟ فذكره، وقال فيه: «أنت خلقتنا، ونحن عبادك» . والباقي مثله. 9742- أبو حاطب «3» بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 156، بقي بن مخلد 313، 944، ذيل الكاشف 1783، أسد الغابة ت (5788) . (2) أسد الغابة: ت 5792. (3) أسد الغابة: ت 5793، الاستيعاب: ت 2946. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 70 حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري، أخو سهيل بن عمرو- من السابقين إلى الإسلام. ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة. 9743- أبو حامد «1» : يأتي في أبي حماد. 9744- أبو حبة البدري «2» : وقع ذكره في الصحيح من رواية الزهري، عن أنس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبي حبة البدري، عقب حديث الزهري، عن أنس، عن أبي ذرّ في الإسراء. وروى عنه أيضا عمار بن بن أبي عمار. وحديثه عنه في مسند ابن أبي شيبة، وأحمد؛ وصححه الحاكم. وصرّح بسماعه عنه؛ وعلى هذا فهو غير الّذي ذكر ابن إسحاق أنه استشهد بأحد. وله في الطبراني حديث آخر من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان عنه؛ وسنده قوي، إلا أن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان لم يدركه. وقال أبو حاتم: اسمه عامر بن عبد عمرو بن عمير بن ثابت. وقال أبو عمر: يقال بالموحدة، وبالنون، وبالياء؛ والصواب بالموحدة. وقيل اسمه عامر. وقيل مالك. وبالنون ذكره موسى بن عقبة، وابن أبي خيثمة، وأنكر الواقديّ أن يكون في البدريين من يكنى أبا حبة بالموحدة. وقد ذكر ابن إسحاق في البدريين أبا حبة من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف، وكان أخا سعد بن خيثمة لأمه، ووافقه أبو معشر. وقال ابن سعد: لم نجد في نسب الأنصار في ولد عمرو بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة أحدا يقال له أبو حبة. وقال الواقديّ: في الأنصار من يكنى أبا حبة اثنان: أحدهما أبو حبة بن غزية بن عمرو المازني، من بني مازن بن النجار لم يشهد بدرا. والآخر أبو حبة بن عبد عمرو، شهد صفين مع علي، وليس هو من أهل بدر. وجزم عبد اللَّه بن محمّد بن عمارة أنّ الّذي شهد بدرا يكنى أبا حنة، بالنون بدل الموحدة؛ قال: واسمه ثابت بن النعمان بن أمية أخو أبي الصباح لأمه. ونقل العسكريّ عن الجهمي قال: أبو حبّة الأنصاريّ اثنان: أحدهما عمرو بن غزية، وهو الأكبر؛ والآخر يزيد بن غزية وهو الأصغر. وقال: وابن الكبي يقوله بالنون.   (1) أسد الغابة: ت 5794. (2) الكنى والأسماء 10/ 24، تنقيح المقال 3/ 10، ريحانة الأدب 7/ 54. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 71 9745- أبو حبّة بن غزية بن عمرو «1» بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني. قال موسى بن عقبة، وابن إسحاق وغيرهما: شهد أحدا واستشهد باليمامة. وادّعى الطبري أن اسمه زيد، وقد خلطه غير واحد بالذي قبله؛ وفرّق بينهما غير واحد. قال أبو عمر: هذا خزرجي وذاك أوسي، وهذا لم يشهد بدرا، وذاك شهدها. واللَّه أعلم. 9746- أبو حبيب العنبري «2» : جد الهرماس بن حبيب. ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، وسماه إسحاق بن راهويه ثعلبة، وقد تقدم في الأسماء. 9747- أبو حبيب بن زيد بن الحباب بن أنس بن زيد بن عبيد الأنصاري «3» الخزرجي، يجتمع مع أبي بن كعب في عبيد. قال ابن الكلبيّ: شهد بدرا. وقال أبو عمر: ذكر في الصحابة، ولا أعرفه. 9748- أبو حبيب الفهري: «4» تقدم ذكره في ولده حبيب في الأسماء. 9749- أبو حبيب: روى عنه ابن الشاعر، وهو مجهول، كذا في التجريد. 9750- أبو حبيبة بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة الأنصاري «5» . استدركه يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة على جده، وقال: إنه ممن شهد أحدا. 9751- أبو حثمة الأنصاري «6» : والد سهل؛ اسمه عبد اللَّه، ويقال عامر بن ساعدة بن عامر بن عدي الحارثي. تقدم نسبه في ترجمة ولده. قال البخاريّ في «التّاريخ» : قال لي إبراهيم بن المنذر:   (1) المشتبه 212- تقريب التهذيب 2/ 410- تهذيب التهذيب 12/ 67- تهذيب الكمال 1596- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1785- الطبقات الكبرى بيروت 3/ 479. (2) أسد الغابة: ت 5798. (3) أسد الغابة: ت 5797، الاستيعاب ت (2949) . (4) ريحانة الأدب 5417- الجرح والتعديل 9/ 359، التاريخ الكبير 9/ 24. (5) أسد الغابة: ت 5799. (6) المغازي للواقدي 218، تاريخ الطبري 2/ 506، جمهرة أنساب العرب 342، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 24، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 165، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 211، الكامل في التاريخ 4/ 45، تاريخ الإسلام 1/ 134. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 72 حدثنا محمد بن صدقة، حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بعث أبا حثمة خارصا. وأخرجه الدّارقطنيّ من طريق أخرى عن محمد بن صدقة؛ فزاد في آخره: فجاء رجل فقال: يا رسول اللَّه؛ إن أبا حثمة زاد عليّ، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إن ابن عمّك يشكوك» فقال: يا رسول اللَّه، لقد تركت له خرفة أهله. وذكر الواقديّ عن محمد بن يحيى بن سهل، عن أبيه، عن جده- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوم أحد: «من رجل يدلنا على الطّريق يخرجنا على القوم من قرب؟» ، فقال أبو حثمة: أنا، فكان دليله حتى أخرجه على القوم. وقال الواقديّ: كان أبو بكر وعمر وعثمان يبعثونه على الخرص. ومات في أول ولاية معاوية. وقد ذكر ابن إسحاق في السيرة هذه القصة؛ لكن قال في صاحبها: إنه أبو خيثمة، بمعجمة ثم مثناة تحتانية ثم فوقانية. وذكر اليعمري أنه وهم، وأن الصواب أنه أبو حثمة، والد سهل، ولم يأت على الجزم بذلك دليل إلا قول ابن عبد البر: ليس في الصحابة أبو حثمة سوى الجعفي والسالمي، وفي هذا الحصر نظر. 9752- أبو حثمة بن حذيفة بن غانم «1» : بن عامر القرشي العدوي، أخو أبي جهم. قال ابن السّكن: له صحبة، وهو من مسلمة الفتح. 9753- أبو الحجاج الثمالي «2» : اسمه عبد اللَّه بن عبد بن عامر، وقيل: جعد بن عبد- تقدم في الأسماء. 9754- أبو الحجاج الأسلمي: والد الحجاج بن الحجاج. تقدم في الأسماء، ذكره البغويّ، وقال: سكن المدينة. 9755- أبو حدرد الأسلمي: والد عبد اللَّه. تقدم حديثه في ترجمة ولده. وقد تقدم في حرف النون من الأسماء في ترجمة ناجية. وله حديث آخر عند البخاريّ في «الأدب المفرد» ، وقيل: اسمه سلامة بن عمير، بن أبي سلامة بن سعد بن مسآب، بكسر الميم وسكون المهملة بعدها همزة ممدودة، وآخره موحدة، ضبطه أبو عليّ الجيّانيّ، وقيل اسمه عبد، مكبر، بغير إضافة؛ قاله أحمد، وقيل عبيد، مصغر.   (1) الثقات 3/ 453، تجريد أسماء الصحابة 2/ 158، الاستبصار 246، العقد الثمين 8/ 37. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 158، بقي بن مخلد 694، أسد الغابة ت (5803) ، الاستيعاب ت (2952) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 73 روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه ابنه عم حمل بن بشر بن حدرد، ومحمد بن إبراهيم التيمي. ذكره العسكريّ. وقع في تهذيب المزّيّ أن ابن سعد أرّخ وفاته سنة إحدى وسبعين، وتعقبه مغلطاي بأن ابن سعد إنما ترجم عبد اللَّه بن أبي حدرد، وساق نسبه، ثم أرخه وزاد: وهو ابن إحدى وثمانين، وكذا أرخه خليفة ويحيى بن بكير وغيرهما. 9756- أبو حدرد: آخر: هو الحكم بن حزن الكلفي. تقدم في الأسماء.. 9757- أبو حدرد: آخر: اسمه [183] البراء. ذكره ابن عبد البر، وقال: لا أعرفه. 9758- أبو حدرد: يأتي في أبي حديرة. 9759- أبو حذافة السهمي: هو عبد اللَّه بن حذافة بن قيس. تقدم.. 9760- أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي «1» . قال معاوية: اسمه مهشم، وقيل هشيم، وقيل هاشم، وقيل قيس. كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين وصلّى إلى القبلتين. قال ابن إسحاق: أسلم بعد ثلاثة وأربعين إنسانا. وتقدم له ذكر في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة، وثبت ذكره في الصحيحين في قصة سالم من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي اللَّه عنها أنّ أبا حذيفة بن عتبة كان ممّن شهد بدرا يكنى سالما؛ قالوا: كان طوالا حسن الوجه. استشهد يوم اليمامة، وهو ابن ستّ وخمسين سنة. 9761- أبو حذيفة الثقفي «2» : من ولد غياث بن مالك. شهد بيعة الرضوان؛ قاله المدائنيّ. استدركه ابن فتحون. 9762- أبو حرب بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري العقيلي. قال ابن الكلبيّ: كان فارسا في الجاهلية. ثم أسلم، ووفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وسأل أنّ قومه لا يعشروا ولا يحشروا، فأجابه إلى ذلك. وفي شرح السيرة للقطب أنه عرض عليه الإسلام فأبى، ثم أسلم بعد ذلك.   (1) أسد الغابة: ت 5807، الاستيعاب: ت 2955. (2) أسد الغابة: ت 5808. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 74 9763- أبو حريز: روى عنه أبو ليلى «1» . تقدم بيانه في حريز في الأسماء. 9764- أبو حريزة «2» : بزيادة هاء في آخره؛ قاله المستغفري. له صحبة، وذكره البخاريّ في الكنى المفردة، وأورد له من طريق هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، وهو الشيبانيّ، عن أبي حريزة، قال: قال عبد اللَّه بن سلام: يا رسول اللَّه، نجدك في الكتب قائما عند العرش محمرة وجنتاك خجلا مما أحدثت أمتك من بعدك. وأورد أبو أحمد الحاكم هذا الحديث في ترجمة أبي حريز، الّذي قيل هذا، والراجح أنه غيره. 9765- أبو حريش: شهد ماعز بن مالك. تقدم ذكره في ترجمة حريش ولده.. 9766- أبو حسان: جدّ صالح بن حسان «3» . قال ابن مندة: له صحبة، روى حديثه مجالد، عن صالح بن حسان، عن أبيه، عن جده أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم خرج عليهم. 9767- أبو حسان: ويقال أبو حسن، ويقال أبو حسين، مولى بني نوفل. قال عبد بن حميد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن المنكدر، حدثني أبو حسان مولى بني نوفل أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أنا سيّد النّاس يوم القيامة ولا فخر» «4» . وأخرج ابن مندة من طريق عباس الدوري عن يعقوب بهذا السند؛ فقال: حدثني أبو حسين مولى بني نوفل. وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر، عن ابن عباس؛ فقال: حدثنا أبو حسن. وقد روى الزهري عن أبي حسن مولى بني نوفل، عن ابن عباس حديثا، ونوفل المنسوب إلى ولائه هو ابن الحارث بن عبد المطلب؛ فإنه مولى بني عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل؛ فإن يكن كذلك   (1) أسد الغابة: ت 5810. (2) أسد الغابة: ت 5809. (3) أسد الغابة: ت 5812. (4) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 163، 6/ 105، ومسلم 1/ 184 كتاب الإيمان باب 84 أدنى أهل الجنة منزلة فيها حديث رقم 327- 194 والترمذي 4/ 538 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع باب 10 ما جاء في الشفاعة حديث رقم 2434 وقال هذا حديث حسن صحيح وأحمد في المسند 2/ 435، 436، 3/ 144 والحاكم في المستدرك 4/ 573، 6/ 30 وابن عساكر 3/ 511، والبيهقي في الزوائد 10/ 377. وكنز العمال حديث رقم 32042، 39051. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 75 فهو تابعي. ويحتمل أن يكون منسوبا لنوفل بن عبد مناف، ففيهم جدّ عثمان بن سعيد بن أبي حسين. 9768- أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي. تقدم في الأسماء. 9769- أبو حسن الأنصاري «1» : ثم المازني، جدّ يحيى بن عمارة بن أبي حسن. مشهور بكنيته، واسمه تميم بن عمرو. وقيل ابن عبد عمرو. وقيل ابن عبد قيس بن مخرمة بن الحارث بن ثعلبة بن مازن. قال ابن السّكن: بدري، له صحبة. وساق من طريق حسين بن عبد اللَّه الهاشمي حدثنا عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن، عن أبيه، عن جده أبي حسن، وكان عقبيا بدريا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان جالسا ومعه نفر من أصحابه «2» ، فقام رجل ونسي نعليه، فأخذهما آخر فوضعهما تحته، فجاء الرجل فقال: نعلي. فقال القوم: ما رأيناهما. فقال الرجل: أنا أخذتهما، وكنت ألعب. فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «فكيف بروعة المؤمن» «3» قالها ثلاثا. وأخرج عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند من طريق الدّراوردي، حدثني عمرو بن يحيى، عن يحيى بن عمارة، عن أبيه، قال: دخلت الأسواق فأخذت دبسيّين وأمهما ترشرش عليهما، فدخل عليّ أبو حسن، فضربني وقال: ألم تعلم أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حرّم ما بين لابتي المدينة «4» . وأخرجه الطّبرانيّ من طريق محمد بن فليح، عن عمرو بن يحيى أخصر من هذا، وقال فيه: إذ دخل أبو حسن صاحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث. قال الذّهبيّ: بقي إلى زمن علي بن أبي طالب. 9770- أبو الحسن رافع بن عمرو الطائي: تقدم في الأسماء. 9771- أبو حسن، مولى بني نوفل «5» : تقدم في أبي حسان.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 159. (2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 218. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10453. (3) أورده المنذري في الترغيب والترهيب 3/ 484. (4) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 26 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34817، 34870 وعزاه للبخاريّ عن أبي هريرة والنسائي عن أبي سعيد وأحمد عن ابن مسعود. (5) أسد الغابة: ت 5814. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 76 9772- أبو حسين: بالتصغير. تقدم فيه أيضا. 9773- أبو الحشر: بفتح أوله وسكون المعجمة بعدها راء. ذكر قصة لأبي بكر الصديق مع صهيب، أخرجها ابن أبي شيبة من طريق أبي الضّحى، عن مسروق، قال: مرّ صهيب بأبي بكر، فأعرض عنه، فقال ما لك- أعرضت عني؟ أبلغك شيء تكرهه؟ قال: لا واللَّه إلا رؤيا رأيتها لك كرهتها. قال: وما رأيت؟ قال: رأيت يدك مغلولة إلى عنقك على باب رجل من الأنصار، يقال له أبو الحشر، فقال: أبو بكر: نعم ما رأيت! جمع لي ديني إلى يوم الحشر. 9774- أبو حصيرة «1» : ذكر ابن إسحاق أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أعطاه من تمر خيبر. واختلف في ضبطه، فقيل بكر الصاد المهملة، وقيل بالظاء المعجمة. 9775- أبو حصين العبسيّ: اسمه لقمان. تقدم في الأسماء. 9776- أبو حصين السدوسي «2» : ذكره ابن مندة. وقال: روى حديثه نعيم عن عمه عن أبيه 9777- أبو حصين السلمي «3» : ذكره البغوي، وذكر أنّ الواقدي أخرج عن عبد اللَّه بن أبي يحيى، عن عمر بن الحكم، عن جابر، قال: قدم أبو حصين السلمي بذهب من معدن، فأتى به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: فذكر حديثا طويلا 9778- أبو حصين الأنصاري: السالمي. وقع ذكره في كتاب «أحكام القرآن» لإسماعيل القاضي، من طريق أسباط بن نصر، عن السّدي، أسنده إلى رجل من قومه- أنّ أبا الحصين كان له ابنان، فقدم تجار من الشام إلى المدينة فتنصّرا ولحقا معهم بالشام، فأتى أبو الحصين النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فذكر ذلك له، لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ، ولم يؤمر يومئذ بقتال، فوجد أبو الحصين في نفسه فنزلت: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ... [النساء: 65] الآية. وهكذا أخرجه الطّبريّ من طريق أسباط، عن السدي، وذكر المزي في ترجمة جعفر بن محمد أن أبا داود أخرجه في كتاب الناسخ والمنسوخ، عن جعفر بن محمد، عن عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، فذكر نحوه، لكن قال: نزلت في رجل من الأنصار يقال له الحصين.   (1) أسد الغابة: ت 5815. (2) أسد الغابة: ت 5817. (3) أسد الغابة: ت 5818. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 77 وأخرج الطّبريّ أيضا من طريق محمد بن إسحاق صاحب المغازي، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن أبي عباس، قال: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار يقال له الحصين من بني سالم بن عوف ... الحديث. قلت: وفي الرواة الحصين بن محمد السالمي سمع منه الزهري، ووصفه بأنه من سراة الأنصار، وحديثه عنه في الصحيح، ولم يذكر من حدّث به. وذكر ابن أبي حاتم أنّ روايته له إنما هي عن عتبان بن مالك، وكذا ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، فلا يفسّر به هذا الصحابي، وإن اشتركا في أنهما من الأنصار من بني سالم. وقد تقدم الكلام فيه فيمن اسمه حصين من الأسماء بأبسط من هذا. 9779- أبو حفص: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين: رضي اللَّه تعالى عنه. تقدم. 9780- أبو حفص بن عمرو بن المغيرة المخزومي «1» ، زوج فاطمة بنت قيس، وقيل أبو عمرو بن حفص بن المغيرة. وسيأتي في العين. 9781- أبو الحكم: رافع بن سنان: تقدم. 9782- أبو الحكم بن سفيان الثقفي: تقدم في الحكم بن سفيان [184] . 9783- أبو الحكم بن حبيب بن ربيعة» بن عمرو بن عمير الثقفي. ذكره المدائنيّ فيمن استشهد مع أبي عبيد يوم الجسر، ويقال لذلك اليوم يوم جسر الناطف. قال المدائني: أصيب يومئذ من ثقيف ثلاثمائة رجل مع أمير الجيش أبي عبيد، كان منهم ثمانون رجلا قد خضبوا الشيب، فذكره. واستدركه ابن فتحون. 9784- أبو حكيم القشيري: جد بهز بن حكيم. هو معاوية بن حيدة. تقدم. 9784 (م) - أبو حكيم بن مقرن المزني: أحد الإخوة. اسمه عقيل. تقدم. 9785- أبو حكيم الكناني: جد القعقاع بن حكيم. ذكره البغويّ في الصحابة، وساق من طريق ابن سمعان عن المقبري، عن القعقاع بن حكيم، عن جده، وكان في حجر عائشة رضي اللَّه تعالى عنها، قال: فقلت لها: سلي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن الصلاة في النّعلين، وهو يطأ بهما على الآثار، فقال: «إنّ التّراب لهما طهور» . قال البغوي: لم أجده إلا عند ابن سمعان، وهو واهي الحديث.   (1) أسد الغابة: ت 5820. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 159 الكاشف 3/ 327. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 78 9786- أبو حكيم يزيد: ويقال حكيم أبو يزيد- حديثه في النصيحة. تقدم في الأسماء. 9787- أبو حكيم المزني. قال الباورديّ: له صحبة، وحديثه عند الحمصيين، وأخرج هو وابن السكن والطبراني من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، قال: زعم أبو حكيم أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «لو لم ينزل على أمّتي إلّا سورة الكهف لكفاهم» «1» . وله ذكر في أثر موقوف أخرجه عبد الرزاق، من طريق عبد اللَّه بن مرداس، قال: جاءني رجل يسألني، فقلت: عليك بعبد اللَّه بن مسعود، أو بأبي حكيم المزني، فذكر قصة في صيام الجنب. وأخرجه الطّبرانيّ أيضا، وهذا يدلّ على أنه مشهورا بالفتيا. 9788- أبو حكيم: ويقال أبو حكيمة: عمرو بن ثعلبة. تقدم في الأسماء. 9789- أبو حلوة: مولى العباس بن عبد المطلب. ذكره الفاكهيّ في كتاب «مكّة» من طريق ابن جريج، قال: جاء مولى العباس إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: أنا أبو مرّة مولى العباس، قال: «بل أنت أبو حلوة» . 9790- أبو حليمة «2» : باللام، اسمه معاذ بن الحارث الأنصاري القاري. تقدم ذكره. 9791- أبو حماد الأنصاري «3» . ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا، وذكره أبو موسى، وساق من طريق أبي الشيخ حديثا من رواية ابن لهيعة، عن واهب بن عبد اللَّه، عن عقبة بن عامر، وأبي حماد أو أبي حامد الأنصاري، صاحبي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من وجد مؤمنا على خطيئة فسترها كانت له كموءودة أحياها» «4» . قلت: أبو حماد كنيته عقبة بن عامر، فلولا قوله صاحبي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالتثنية لجاز أنّ الواو سقطت.   (1) انظر كنز العمال: 6/ 26. (2) التاريخ الكبير 9/ 88، الكنى والأسماء 1/ 156. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 160، التاريخ الصغير 2/ 380، الكاشف 3/ 327. (4) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 313. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6395 عن عقبة بن عامر ولفظه من وجد مسلما على عورة فسترها ... الحديث وعزاه للطبراني في الكبير. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 79 9792- أبو حماد: عقبة بن عامر الجهنيّ مشهور. تقدم. 9793- أبو حمامة: ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: رأيت بعض من ألّف في الصحابة ذكره، ولا أعرف له اسما ولا سمعت له خبرا. انتهى. وقد ذكره ابن الجارود في الصحابة أيضا، وأخرج له من طريق ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الحارث بن أبي بكر، عن أبيه، عن حمامة عن أبيه حديثا. 9794- أبو الحمراء «1» : مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، اسمه هلال بن الحارث، ويقال ابن ظفر، نقله ابن عيسى في تاريخ حمص. تقدم في الأسماء. قال البخاري: يقال له صحبة، ولا يصحّ حديثه. 9795- أبو الحمراء: آخر «2» . شهد بدرا وأحدا، ويقال له مولى عفراء، ويقال مولى الحارث بن رفاعة. 9796- أبو حمزة، أنس بن مالك: خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، مشهور. تقدم في الأسماء. 9797- أبو حمزة الأنصاري: الّذي قال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ابنك حمزة» . تقدم في حمزة من القسم الثاني من الحاء المهملة. 9798- أبو حميد الساعدي: الصحابي المشهور «3» ، اسمه عبد الرحمن بن سعد، ويقال عبد الرحمن بن عمرو بن سعد، وقيل المنذر بن سعد بن المنذر، وقيل اسم جده مالك، وقيل هو عمرو بن سعد بن المنذر بن سعد بن خالد بن ثعلبة بن عمرو، ويقال: إنه عم سهل بن سعد.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 160، تقريب التهذيب 2/ 413، الاستبصار 69، الكاشف 3/ 328، التاريخ الكبير 9/ 25، خلاصة تذهيب 3/ 212، الجرح والتعديل 9/ 363، تنقيح المقال 3/ 13، الجرح والتعديل 9/ 363، الكنى والأسماء 1/ 25، بقي بن مخلد 282. (2) الاستيعاب: ت 2960. (3) مسند أحمد 5/ 423، طبقات خليفة 98، تاريخ خليفة 227، المغازي للواقدي 1005، التاريخ لابن معين 2/ 702، الجرح والتعديل 5/ 237، الاستبصار 105، تاريخ الطبري 4/ 359، أنساب الأشراف 1/ 594، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 215، تحفة الأشراف 9/ 144 تهذيب الكمال 3/ 1599، مقدمة مسند بقي بن مخلد 89، المعرفة والتاريخ 3/ 169، الكامل في التاريخ 3/ 162، مشاهير علماء الأمصار 20، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 24، الأسامي والكنى للحاكم ورقة 158، مرآة الجنان 1/ 131، العبر 1/ 65، الكاشف 3/ 289، تاريخ الإسلام (المغازي) 637، السيرة النبويّة 519، عهد الخلفاء الراشدين 480، سير أعلام النبلاء 2/ 481، تقريب التهذيب 2/ 86، النكت الظراف 9/ 145 خلاصة تذهيب التهذيب 448، شذرات الذهب 1/ 65، تاريخ الإسلام 1/ 337. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 80 روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، وله ذكر معه في الصحيحين. روى عنه ولد ولده سعيد بن المنذر بن أبي حميد، وجابر الصحابي، وعباس بن سهل بن سعد، وعبد الملك بن سعيد بن سويد، وعمرو بن سليم، وعروة، ومحمد بن عمرو بن عطاء وغيرهم. قال خليفة وابن سعد وغيرهما: شهد أحدا وما بعده. وقال الواقدي: توفي في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد بن معاوية. 9799- أبو حميد «1» : أو أبو حميدة- على الشك. ذكره البلاذريّ في الصحابة، وأخرج حديثه الإمام أحمد في مسندة في تضاعيف حديث أبي حميد الساعدي. قال أحمد: حدثنا حسن بن موسى، وأبو كامل، قالا: حدثنا زهير عن عبد اللَّه بن عيسى عن موسى بن عبد بن يزيد، عن أبي حميد أو أبي حميدة- شكّ زهير- عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها ... » «2» الحديث. واستدركه ابن فتحون، والظاهر أنه غير الساعدي، إذ لو كان هو لم يشكّ زهير بن معاوية فيه. 9800- أبو حميضة الأنصاري: السالمي «3» . اسمه معبد بن عباد. تقدم. 9801- أبو حميضة المزني «4» . ذكره ابن السّكن والعثمانيّ وغيرهما في الصحابة. وقال ابن حبان: له صحبة. وأخرج ابن السّكن والطّبرانيّ في مسند الشاميين من طريق نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن ابن عائذ، عن غضيف بن الحارث، حدثني أبو حميضة المزني، قال: حضرنا طعاما مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يشتغل بحديث رجل أو امرأة، فجعلنا نأكل ونقصّر في الأكل، فأقبل علينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأكل معنا، ثم قال: «كلوا كما يأكل المؤمنون» ، فأخذ لقمة عظيمة، ثم قال:   (1) تفسير الطبري 1/ 129، الطبقات الكبرى بيروت 1/ 505، التاريخ الكبير 9/ 25، الجرح والتعديل 9/ 360، تهذيب الكمال 1600. (2) قال الهيثمي في الزوائد 4/ 279 رواه أحمد إلا أن زهيرا شك فقال عن أبي حميد أو أبي حميدة والبزار من غير شك والطبراني في الأوسط والكبير ورجال أحمد رجال الصحيح والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 290. (3) أسد الغابة: ت 5831، الاستيعاب: ت 2963. (4) الإكمال 2/ 537، مؤتلف الدارقطنيّ 640. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 81 «هكذا لقما خمسا أو ستّا إن كان مع ذلك شيء، وإلّا شرب وقام» . قال ابن السكن: لم أجد له من الرواية إلا هذا. 9802- أبو حنش: ذكره ابن سعد في الصحابة. وقال: قيل له لا تسأل الإمارة، كذا في «التّجريد» . 9803- أبو حنّة: بالنون. كذا يقوله الواقدي، وقد مضى قبل. 9804- أبو حنّة الأنصاري «1» : أخو أبي حبة بن غزية، بالموحدة. ذكره ابن أبي خيثمة، ونقلته من خط مغلطاي. 9805- أبو حنة: آخر، يقال اسمه مالك بن عامر أو ابن عمير. تقدم. 9806- أبو حوالة الأزدي: اسمه عبد اللَّه بن حوالة. تقدم. 9807- أبو حيان: تقدم في ترجمة حيان غير منسوب من حرف الحاء المهملة من الأسماء. 9808- أبو حيوة الكندي «2» : أو الحضرميّ، جدّ رجاء بن حيوة. ذكره أبو نعيم، وأسند عن الطّبرانيّ بسند له عن خارجة بن مصعب، عن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن جده- أن جارية مرت على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهي تحجّ، فقال: «لمن هذه؟» قالوا: لفلان. قال: أيطؤها؟ قالوا: نعم. قال: «وكيف يصنع بولده أيدّعيه وليس له بولد، أو يستعبده وهو يعدو في سمعه وبصره، ولقد هممت أن ألعنه لعنة تدخل معه في قبره» . 9809- أبو حية التميمي: اسمه حابس- تقدم في الأسماء. القسم الثاني خال. القسم الثالث 9810- أبو حديرة الأجذمي: ويقال الجذامي. أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد خطبة عمر بالجابية. ذكره ابن عساكر، وأخرج قصته من طريق   (1) الطبقات الكبرى 476، مؤتلف الدارقطنيّ 58 و 583 و 1784. (2) تهذيب التهذيب 12/ 82، تجريد أسماء الصحابة 2/ 161. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 82 يعقوب بن سفيان، عن سعيد بن عقبة، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب- أن أبا الخير حدثه أنّ عبد العزيز بن نبهان سأل كريب بن أبرهة أحضرت خطبة عمر؟ قال: لا. قال: فبعث إلى سفيان بن وهب فقال: قام عمر فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال: إني أقسم هذا المال على من أفاء اللَّه عليه بالعدل إلا هذين الحيين من لخم وجذام، فقام إليه أبو حديرة، فقال: أنشدك اللَّه في العدل يا عمر. فقال ... القصة. وأخرجها مسدد في مسندة الكبير وأبو عبيد في الأطول من رواية عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد، عن سفيان بن وهب نحوه. 9811- أبو الحصين الحنفي. كان ممن ثبت على الإسلام، وفيه يقول ابن المطرح الحنفي يخاطب أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه: لسنا نغرّك من حنيفة إنّهم ... والرّاقصات إلى منى كفّار غيري وغير أبي الحصين وعامر ... وابن السّفين قد نشا أبرار [الكامل] ذكره وثيمة في كتاب الردة، واستدركه ابن فتحون. 9812- أبو حناءة: بفتح أوله والنون والمد وهمزة قبل الهاء، ابن أبي أزيهر الدوسيّ. له إدراك، وكان قتل أبي أزيهر بعد وقعة بدر في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولأبي حناءة هذا بنت تسمى سمية، تزوجها مجاشع بن مسعود، وهي صاحبة القصة مع نصر بن حجاج. القسم الرابع 9813- أبو حبيب العنبري. ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» ، وغاير بينه وبين جد الهرماس، وهما واحد. وقد عزاه في كل من الترجمتين لتخريج أبي موسى، ولم أره في الذيل إلا موضع واحد. 9814- أبو حبيش الغفاريّ «1» . استدركه أبو موسى، وإنما هو بالخاء المعجمة والنون، كما سيأتي بيانه، وقد ذكره ابن مندة على الصواب.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 158. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 83 9815- أبو حزامة السعدي «1» ذكره ابن مندة في الحاء المهملة، والصواب بالمعجمة. وسيأتي. 9816- أبو الحسن الراعي. ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» ، فقال: كذاب، ادّعى الصحبة ولا وجود له، تفرد منه علي بن عون شيخ روى عنه صدر الدين بن حمّويه الجويني، والمؤيد محمد بن علي الحلبي، فهو كذاب. وقال في الميزان: أبو الحسن بن نوفل الراعي قال: حملت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة انشقّ القمر، قال علي بن عون: لقيته بتركسان «2» بعد الستمائة. 9817- أبو حسنة الخزاعي. ذكره بعضهم في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف. وأسند من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أن أبا حسنة الخزاعي صاحب البدن أخبره أنه سأل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عما يعطب من البدن. قال الحافظ صالح [جزرة] : صحّفه أبو ضمرة تصحيفا عجيبا، وذلك أنه كان فيه أن ناجية الخزاعي، فزيدت ألف قبل ناجية ومدّت الجيم فصارت أبا حسنة. وقد تقدم الحديث على الصواب في الأسماء في حرف النون. 9818- أبو حفصة: «3» ذكره المستغفري في «الصحابة» ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وانقلاب، فإنه أورد من طريق شعبة عن المغيرة بن عبد اللَّه، قال: جلست إلى أبي حفصة ... فذكر حديث الرّقوب. والصواب أبو خصفة، بفتح المعجمة وتقديم الصاد على الفاء وفتحها. وسيأتي في الخاء المعجمة إن شاء اللَّه تعالى. 9819- أبو حكيم بن أبي يزيد الكرخي. ذكره البغويّ وقال: لا أعلم روى حديثه إلا عطاء بن السائب، ثم أورد من طريق حماد بن يزيد عن أبيه. قلت: وكنية هذا الصحابي أبو يزيد، وسيأتي واضحا في حرف الياء الأخيرة، ولا يلزم   (1) أسد الغابة: ت 5811. (2) تركستان: وهو اسم جامع لجميع بلاد الترك. انظر معجم البلدان 2/ 27. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 159، الكاشف 3/ 327، تقريب التهذيب 2/ 413، تهذيب التهذيب 12/ 77، خلاصة تذهيب 3/ 212، تهذيب الكمال 3/ 1599، الجرح والتعديل 9/ 363. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 84 من أنّ ابنه يسمى حكيما أن يكنى هو أبا حكيم، ولم يقع في رواية البغوي ولا غيره إلا مكنى أبا يزيد، فذكره في حرف الحاء من الكنى وهم. 9820- أبو الحيسر: بفتح أوله وسكون التحتانية بعدها مهملة مفتوحة ثم راء: اسمه أنس بن رافع- تقدم في الأسماء. 9821- أبو حيوة الصّنابحي «1» . قال أبو موسى: أورده أبو بكر بن أبي عليّ، وأورد له حديثا فصحّف الاسم والنسبة معا، وقال: وإنما هو أبو خيرة، بخاء معجمة ثم راء، والصّباحي بموحدة بعد الصاد وبلا موحدة بعد الألف. وسيأتي في الخاء المعجمة على الصواب. 9822- أبو حيّة النميري «2» ذكره الذهبي في التجريد، وقال: اسمه الهيثم بن الربيع، قال ابن ناصر: له صحبة. انتهى. ولا أعرف له في ذلك سلفا. بل لا صحبة لأبي حية ولا رؤية ولا إدراك. قال المرزباني في معجم الشعراء: وكانت بأبي حية لوثة واختلاط، وكان ينزل البصرة، وهو شاعر راجز مقصد، كان أبو عمرو بن العلاء يقدمه، وأدرك أيام هشام بن عبد الملك، وبقي إلى أيام المنصور ثم المهدي، ورثى المنصور لما مات، وهو القائل: فألا حيّ من أهل الحبيب المغانيا ... لبسن البلى لمّا لبسن اللّياليا إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة ... تقاضاه شيء لا يملّ التّقاضيا [الطويل] وعدّه محمّد بن سلّام الجمحيّ في «طبقات الشّعراء» في طبقة بشار بن برد ودونه. وقال أبو الفرج الأصبهانيّ: أبو حية الهيثم بن ربيع بن زرارة بن كثير بن جناب بن كعب بن مالك بن عامر بن نمير بن عامر بن صعصعة النميري، شاعر مجيد متقدم من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وكان فصيحا راجزا مقصّدا من ساكني البصرة، وكان أهوج جبانا بخيلا كذّابا معروفا بجميع ذلك. قلت: لعل مستند من عدّه في الصحابة قول من وصفه بأنه مخضرم وهو مستند باطل، فإن المخضرم الّذي يذكره بعضهم في الصحابة هو الّذي أدرك الجاهلية والإسلام، والمخضرم أيضا من أدرك الدولتين الأموية والعباسية، فأبو حية من القسم الثاني لا من القسم الأول.   (1) أسد الغابة: ت 5832. (2) ريحانة الأدب 7/ 86. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 85 وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: حدثنا محمد بن سلام الجمحيّ، قال: كان لأبي حية سيف يسميه لعاب المنية لا فرق بينه وبين الخشبة، وكان أجبن الناس، فحدثني جار له قال: دخل بيته ليلة كلب فسمع حسّه فظنه لصّا فأشرفت عليه وقد انتضى سيفه لعاب المنية وهو يقول: أيها المغتر بنا والمجترئ، علينا، بئس، واللَّه، ما اخترت لنفسك، خير قليل وسيف صقيل، أخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، يقول هذا كله وهو واقف في وسط الدار، فبينما هو كذلك إذ خرج الكلب، فقال: الحمد للَّه الّذي مسخك كلبا وكفانا حربا. وقال أبو محمّد بن قتيبة: كان أبو حية النميري من أكذب الناس، فحدّث يوما أنه يخرج إلى الصحراء فيدعو الغربان فتقع حوله فيأخذ منها ما شاء، فقيل له يا أبا حية، أرأيت إن أخرجناك إلى الصحراء يوما فدعوت الغربان فلم تأت ماذا نصنع بك؟ قال: أبعدها اللَّه إذا. قال: وحدث يوما قال: عنّ لي ظبي فرميته فراغ عن سهمي، فعارضه السهم فراغ فعارضه، فما زال واللَّه يروغ ويعارضه حتى صرعة. وأسندها المبرّد عن ابن أبي جبيرة، قال: كان أبو حية النميري أكذب الناس، وكان يروي عن الفرزدق فسمعته يوما يقول: عنّ لي ظبي فرميته فراغ، فذكر نحوه. وقال الرّقاشيّ، عن الأصمعيّ: وفد أبو حية النميري على أبي جعفر المنصور وقد امتدحه وهجا بني حسن، فوصله بشيء دون ما أمّل، فصار إلى الحيرة فشرب عند خمارة، واشترى منها شنّة، فذكر له معها قصة قبيحة. وقال ابن قتيبة: لقي ابن مناذر أبا حية النميري فقال له: أنشدني بعض شعرك، فأنشده، فقال: ما هذا؟ أهذا شعر؟ فقال أبو حية: وأي عيب فيه؟ ما فيه عيب إلا أنك سمعته. وقال أبو عبيد البكريّ في «شرح أمالي القالي» : أبو حية النميري شاعر إسلامي أدرك أواخر دولة بني أمية وأول دولة بني العباس، ومات في آخر خلافة المنصور. قلت: وما تقدم عن المرزباني أنه رثى المنصور يقتضي أنه عاش إلى خلافة المهدي كما قال. وحكى المرزباني أن سلمة بن عياش العامري الشاعر قال لأبي حية النميري: أتدري ما يقول الناس؟ قال: وما يقولون؟ قال: يزعمون أني أشعر منك. فقال: إنا للَّه! هلك الناس. وذكرها المرزباني أيضا، فقال: حدث من غير وجه عن سلمة بن عياش العامري من الجزء: 7 ¦ الصفحة: 86 شعراء البصرة محمد بن سليمان بن علي، قال: قلت لأبي حية ... فذكر مثله. قلت: وكانت إمارة محمد بن سليمان من قبل المهدي فمن بعده، وذلك في عشر السنين ومائة، وبعد ذلك، فهذه أقوال الأخباريين تظافرت على أنّ أبا حية لا صحبة له ولا إدراك، فهو المعتمد. واللَّه أعلم. حرف الخاء المعجمة القسم الأول 9823- أبو خارجة: عمرو بن قيس الخزرجي البدري «1» . تقدم في الأسماء. 9824- أبو خالد: حكيم بن حزام الأسدي «2» . 9825- أبو خالد: يزيد بن أبي سفيان الأموي- تقدّما. 9826- أبو خالد: غير منسوب «3» . ذكره أبو أحمد الحاكم عن البخاريّ، وكذا المستغفريّ، وقال: صحابي. وحديثه عند الأعمش عن مالك بن الحارث، عن أبي خالد، وكانت له صحبة، قال: وفدنا على عمر بن الخطاب ففضّل أهل الشام في الجائزة علينا. أخرجه ابن أبي شيبة، واستدركه أبو موسى. 9827- أبو خالد الحارث «4» بن قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاري الزرقيّ. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا والعقبة وغير ذلك من المشاهد، وذكر الواقدي من طريق ضمرة بن سعيد أنّ أبا خالد الزّرقيّ جرح باليمامة جراحات فانتقضت عليه في خلافة عمر فمات. 9828- أبو خالد الحارث ي: من بني الحارث بن سعد. ذكره ابن شاهين في الصحابة، وساق من طريق إبراهيم بن بكير البلوي، عن بشير،   (1) أسد الغابة: ت 5834. (2) الطبقات الكبرى بيروت 8/ 18. (3) الاستيعاب: ت 2966. (4) تنقيح المقال 1513- الطبقات الكبرى بيروت 3/ 591. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 87 بموحدة ثم مثلثة مصغرا، ابن أبي قسيمة السلامي، بتشديد اللام، أخبرني أبو خالد الحارثي، من بني الحارث بن سعد، قال: قدمت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مهاجرا، فوجدته يتجهّز إلى تبوك، فخرجنا معه حتى جئنا الحجر من أرض ثمود، فنهانا أن ندخل بيوتهم وأن ننتفع بشيء من مياههم ... فذكر الحديث بطوله. وفيه: أنه أتى إلى الحي بعد أن صلّى الظهر مهجرا، فوجد أصحابه عنده، فقال: ما زلتم تبكونه بعد. وكان ماؤه نزرا، لا يملأ الإداوة، قال: فسمي ذلك المكان تبوكا، ثم استخرج مشقصا من كنانته، فقال: انزل فاغرسه وسمّ اللَّه. فنزل فغرسه فجاش عليه الماء، وفي هذه القصة قال إبراهيم بن بكير- جاءنا أبو عقال- رجل من جذام- كان يقال إنه من الأبدال، فقال: دلّوني على هذه البركة التي جاء إليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهي حسي لا يملأ الإداوة، فدعا اللَّه فبجسها، فخرجنا به حتى وقف عليها فقال: «نعم، هي هي، واللَّه إنّ ماء أنبطه جبرائيل، وبرّك فيه محمّد صلى اللَّه عليه وسلّم لعظيم البركة» . قال: فلم تزل على ذلك حتى بعث عمر بن الخطاب بن عريض اليهودي فطواها. قلت: وفي سند هذا الحديث من لا نعرفه. 9829- أبو خالد السلمي «1» : جد محمد بن خالد. أورده البغويّ في «الكنى» ، وأورد من طريق أبي المليح، عن محمد بن خالد السلمي، عن جده، وكانت له صحبة، فذكر حديثا. وقيل اسمه زيد. وقد تقدم بيان ذلك في الأسماء. وسماه ابن مندة اللجلاج كما تقدم، ولم أره في شيء من الروايات سمّي في غير ما ذكرت. 9830- أبو خالد الكندي «2» : جد خالد بن معدان. كذا أورده الحسن السّمرقنديّ في الصحابة، ولم يخرج له شيئا، قاله أبو موسى. 9831- أبو خالد القرشي المخزومي «3» : والد خالد. روى ابنه خالد بن أبي خالد، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الطاعون: ذكره في «التّجريد» وقال: له شيء. 9832- أبو خداش اللخمي «4» :   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 161. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 361. (3) الاستيعاب ت 2965. (4) تقريب التهذيب 2/ 416، الكنى والأسماء 167، تجريد أسماء الصحابة 2/ 161. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 88 له صحبة، عداده في أهل الشام. روى عنه عبد اللَّه بن محيريز قوله، هكذا ذكره ابن مندة مختصرا، وأورده ابن السكن من طريق ثور بن يزيد، عن عبد اللَّه بن محيريز، عن أبي خداش- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسمعته يقول: «المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلإ والنّار» . وسيأتي في القسم الأخير ما قد يقدح في ثبوت هذه اللفظة، وهي قوله: رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. 9833- أبو خراش: بالراء، هو حدرد بن أبي حدرد الأسلمي- تقدم في الأسماء. 9834- أبو خراش السلمي «1» : ذكره البغويّ في الصحابة، وأخرج ابن المقري عن حيوة، عن الوليد بن أبي الوليد- أن عمران بن أبي أنس حدثه عن أبي خراش السلمي أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه «2» . كذا وقع عنده السلمي، وإنما هو الأسلمي، كذا رواه ابن وهب عن حيوة. ويقال: إنه حدرد بن أبي حدرد المذكور قبله. 9835- أبو الخريف بن ساعدة: تقدم في صيفي «3» في الصاد المهملة. 9836- أبو خزاعة: نزل حمص. حديثه عند كثير بن مرة. ذكره في «التجريد» . 9837- أبو خزامة «4» : أحد بني الحارث بن سعد هذيم العذري. حديثه عند الزهري عن ابن أبي خزامة، عن أبيه، واسم أبي خزامة يعمر، سماه مسلم وغيره، قال: سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أرأيت رقى نرقي بها وأودية نتداوى بها ... الحديث؟ ووقع في «الكنى» لمسلم أبو خزامة بن يعمر، وكذا قال يعقوب بن سفيان، وقوّاه   (1) تقريب التهذيب 2/ 416، الثقات 3/ 455، بقي بن مخلد 611، خلاصة تذهيب 3/ 514، تهذيب التهذيب 12/ 84، تهذيب الكمال 3/ 1601 تجريد أسماء الصحابة 2/ 161، التاريخ الكبير 9/ 27. (2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 697 عن أبي خراس السّلمي كتاب الأدب باب فيمن يهجر أخاه المسلم حديث رقم 4915 وأحمد في المسند 4/ 32، وابن سعد في الطبقات 7/ 193 والبخاري في الأدب المفرد 404. والحاكم في المستدرك 4/ 163 عن أبي خراش بلفظه قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24788 من هجر أخاه سنة لقي اللَّه. أورده الفتني في تذكرة الموضوعات 205. (3) أسد الغابة ت 5847. (4) تقريب التهذيب 2/ 417، الكاشف 3/ 231، خلاصة تذهيب 3/ 214، تهذيب التهذيب 12/ 84، تبصير المنتبه 3/ 998 بقي بن مخلد 319. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 89 البيهقيّ وسماه من طريق أخرى زيد بن الحارث. وقال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ فيه راويه عن الزهري، وهو تابعي كأنه جنح إلى تقوية قول من قال عن أبي خزامة عن أبيه. قال ابن فتحون: أخرج حديثه الباوردي والطبري، من طريق ابن قتيبة كما قال مسلم. وكذا أخرجه الطبراني أيضا من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري. وقيل عن الزهري، عن أبي خزامة عن أبيه. ورجّحها ابن عبد البر، وستأتي الإشارة إليه في المبهمات. وقد تقدم في الأسماء في خزامة، وفي الحارث بن سعد، وفي سعد هذيم بيان خطأ جميع من سماه كذلك. 9838- أبو خزامة رفاعة بن عرابة الجهنيّ» : كناه خليفة بن خياط. وقد تقدم في الأسماء. 9839- أبو خزامة بن أوس بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم الأنصاري «2» . ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وذكره ابن حبّان في الصحابة، لكن وجدته في النسخة التي بخط الحافظ أبي علي العسكري بياء بدل الألف، قال : أبو خزيمة. وما أظنه إلا من فساد النسخة التي نقل منها. 9840- أبو خزيمة بن يربوع بن عمرو الأنصاري «3» . ذكر العدويّ أنه شهد أحدا، وقيل يربوع اسمه. وقد تقدم في الأسماء. 9841- أبو خصفة: بفتحات «4» . روى علي بن عبد اللَّه المديني، وعبدة بن عبد اللَّه الصفار وغيرهما، عن وهب بن جرير، عن شعبة، عن ميسرة بن عبد اللَّه الجعفي، قال: جلست إلى أبي خصفة فقال: قال لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أتدرون ما الصّعلوك؟» قلنا: الّذي لا مال له. قال: «الصّعلوك الّذي له المال لم يقدّم منه شيئا» «5» - قالها ثلاثا. وفي رواية عنده السؤال عن الرّقوب وغير ذلك. 9842- أبو خصيفة «6» : بالتصغير.   (1) أسد الغابة ت 5848، الاستيعاب ت 2970. (2) أسد الغابة ت 5850. (3) أسد الغابة ت 5851. (4) أسد الغابة ت 5852. (5) أخرجه أحمد 5/ 367 وانظر المجمع 3/ 11، 8/ 69. (6) أسد الغابة ت 5853. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 90 ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، وأخرج من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن يزيد بن خصيفة، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «التمسوا الخير عند حسان الوجوه» «1» . وبه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كان يقول: «إذا خرج أحدكم من بيته فليقل لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» «2» . قلت: ويزيد ضعيف. وقال العلائي شيخ شيوخنا في كتاب الوشي: إن كان يزيد بن خصيفة هذا هو يزيد بن عبد اللَّه بن خصيفة الثقة المشهورة الراويّ عن السائب بن يزيد فلا أعرف لأبيه ذكرا في أسماء الرواة ولا لجده خصيفة ذكرا في الصحابة، وإن كان غيره فلا أعرفه ولا أباه ولا جدّه. قلت: هو المشهور، فقد ذكر المزّيّ في «التّهذيب» يزيد بن عبد الملك في الرواة عنه، وذكر أن اسم والد خصيفة عبد اللَّه بن يزيد، وقيل هو خصيفة بن يزيد، وعلى هذا فصحابيّ هذا الحديث هو خصيفة، وقد ذكر المزي في ترجمة يزيد بن عبد اللَّه بن خصيفة أن اسم والد خصيفة يزيد، وقيل عبد اللَّه بن سعيد بن ثمامة الكندي. 9843- أبو الخطاب «3» : قال أبو عمر: له صحبة، ولا يوقف له على اسم، روي عنه حديث واحد في الوتر من رواية أبي ثوير بن أبي فاختة. وتعقّبه ابن فتحون بأن الصواب روى عنه ثوير. وقال البغوي: سكن الكوفة. وقال أبو أحمد الحاكم: ذكره إبراهيم بن عبد اللَّه الخزاعي فيمن غلبت عليهم الكنى من الصحابة. وأخرج ابن السكن، وابن أبي خيثمة، والبغوي، وعبد اللَّه بن أحمد في كتاب السنة له، والطّبرانيّ من طريق إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة: سمعت رجلا من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقال له أبو الخطاب، وسئل عن الوتر، فقال: أحبّ إليّ أن أوتر إذ أصلي إلى نصف الليل، «إنّ اللَّه يهبط إلى السّماء الدّنيا في السّاعة السّابعة فيقول: هل من داع» - الحديث.   (1) قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 152 رواه الطبراني من حديث يزيد بن خصيفة مرفوعا ورواه الدارقطنيّ في الافراد عن أبي هريرة قال الهيثمي في الزوائد 8/ 198 رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبيه وكلاهما ضعيف، وابن حجر من لسان الميزان 5/ 1184، كنز العمال 16796. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41539 وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن أبي حفصة. (3) تقريب التهذيب 2/ 417 الأباطيل والمناكير 1/ 149، تهذيب الكمال 1602، الطبقات الكبرى بيروت 7/ 229، ديوان الضعفاء رقم 4910، الكنى والأسماء 1/ 126، الجرح والتعديل 9/ 364، المدخل إلى الصحيح 150، تنقيح المقال 3/ 15، التاريخ الكبير 2719، لسان الميزان 7/ 462، معجم رجال الحديث 21/ 145 المغني 7432، الميزان 4/ 736. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 91 وفي آخره: «فإذا طلع الفجر ارتفع» . وفي رواية أبي أحمد الزبيري عن الطبراني: أنه سأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن الوتر، ولم يرفعه غيره. 9844- أبو خلاد: هو السائب بن خلاد. تقدم في الأسماء. 9845- أبو خلاد الرّعيني «1» : هو عبد الرحمن بن زهير- تقدم. 9846- أبو خلاد: غير منسوب. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إذا رأيتم الرّجل قد أعطي زهدا في الدّنيا» «2» ... الحديث. وعنه أبو فروة الجزري. وقيل بينهما أبو مريم، ثم قال البخاري: هذا أولى. وأخرجه البزّار من طريق أبي فروة، عن أبي خلاد- وكانت له صحبة، قال: إنما أدخلناه في المسند لقوله: وكانت له صحبة مع أنه لم يقل: رأيت ولا سمعت. انتهى. وقد أخرجه ابن أبي عاصم من هذا الوجه، فقال في سياقه: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، لكن وقع عنده عن أبي خالد. والصواب عن أبي خلاد بتقديم اللام الثقيلة، وزعم ابن مندة أنه الّذي قبله، فأخرجه ابن ماجة، وقال: يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير. 9847- أبو خلف: خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكر له الزمخشريّ في «ربيع الأبرار» حديثا مرفوعا: إذا مدح المنافق اهتزّ العرش وغضب الرّبّ. ذكره بغير إسناد، وأظنه سقط منه ذكر أنس. 9848- أبو خليد الفهري «3» : ويقال أبو خليدة، ويقال أبو جنيدة، تقدم في الجيم. 9849- أبو خميصة: هو معبد بن عباد بن قشير الأنصاري «4» . تقدم في الأسماء. 9850- أبو خناس: خالد بن عبد العزيز الخزاعي «5» . تقدم في الأسماء. 9851- أبو خنيس الغفاريّ «6» : لا يعرف اسمه.   (1) أسد الغابة ت 5855. (2) أخرجه ابن ماجة 2/ 1373 في كتاب الزهد باب الزهد في الدنيا حديث رقم 4101 والحسيني في اتحاف السادة المتقين 1/ 399، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6069 وعزاه إلى ابن ماجة وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن أبي خلاد وأبي هريرة. (3) أسد الغابة ت 5856. (4) أسد الغابة ت 5857، الاستيعاب ت 2974. (5) الجرح والتعديل 9/ 367، تجريد أسماء الصحابة 2/ 162، الكنى والأسماء 1/ 26، مؤتلف الدارقطنيّ 693. (6) أسد الغابة ت 5858، الاستيعاب ت 2975. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 92 قال ابن السّكن: مخرج حديثه عن أهل بيته، حديثه عند أبي بكر بن عمرو بن عبد الرحمن، كذا ذكره عمرو- بفتح العين، والصواب عمر بضمها، وهو ابن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر من شيوخ مالك، وبين أبي بكر وبين أبي خنيس راو آخر. وقال الحاكم أبو أحمد: له صحبة. وأخرج من طريق الذهلي، عن عبد اللَّه بن رجاء، عن سعيد بن سلمة، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة- أنه سمع أبو خنيس الغفاريّ يقول: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في غزاة تهامة حتى إذا كنّا بعسفان جاءه أصحابه، فقال: «يا رسول اللَّه، جهدنا الجوع فائذن لنا في الظّهر نأكله ... الحديث- في إشارة عمر بجمع الأزواد ووقوع البركة، ثم ارتحلوا فأمطروا ونزلوا فشربوا من ماء السماء وهم بالكراع، فخطبهم، فأقبل ثلاثة نفر، فجلس اثنان وذهب الثالث معرضا، فقال: «ألا أخبركم عن النّفر الثّلاثة؟» الحديث. قال الذّهليّ أبو بكر: هذا هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عمر من شيوخ مالك. قلت: كذا نسبه ابن أبي عاصم والدّولابي في روايتيهما عن شيخين آخرين عن عبد اللَّه بن رجاء، وسند الحديث حسن، وقد سمعناه بعلوّ في الثاني من أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين، وشاهده في الصحيحين، وله شاهد آخر عنه عند الحاكم عن أنس. 9852- أبو خيثمة الجعفي: هو عبد الرحمن بن أبي سبرة. تقدم. 9853- أبو خيثمة: الأنصاري السالمي «1» . وقع ذكره في حديث كعب بن مالك الطويل في قصة توبته، وفيه: فلما كان بتبوك إذا شخص يزول به السراب، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «كن أبا خيثمة» ، فإذا هو أبو خيثمة. وقد قال الواقديّ: إن اسم أبي خيثمة هذا عبد اللَّه بن خيثمة، وإنه شهد أحدا، وبقي إلى خلافة يزيد بن معاوية. 9854- أبو خيثمة الأنصاري: آخر. اسمه مالك بن قيس. قيل: هو أحد من تصدّق بصاع، فلمزه المنافقون. وذكر ابن الكلبيّ أنه السالمي الّذي قبله، وأنّ اسمه مالك بن قيس لا عبد اللَّه بن خيثمة. فاللَّه أعلم.   (1) الطبقات الكبرى بيروت 2/ 166. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 93 9855- أبو خيثمة الحارثي: تقدم التنبيه عليه في الحاء المهملة. ومن قال: إن الصواب إنه أبو حتمة، بمهملة ثم مثناة فوقية- إن الأمر فيه على الاحتمال. واللَّه أعلم. 9856- أبو الخير الكندي: هو الجفشيش. تقدم في الأسماء. 9856 م - أبو خيرة العبديّ ثم الصّباحي «1» : نسبة إلى صباح، بضم المهملة وتخفيف الموحدة وآخره حاء مهملة- ابن لكيز بن [188] أفصى- بطن من عبد القيس. أخرج البخاريّ في «التّاريخ» مختصرا، وخليفة، والدّولابيّ، والطّبرانيّ، وأبو أحمد الحاكم، من طريق داود بن المساور، عن مقاتل بن همام، عن أبي خيرة الصباحي، قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من عبد القيس فزوّدنا الأراك نستاك به، فقلنا: يا رسول اللَّه، عندنا الجريد، ولكن نقبل كرامتك وعطيّتك. فقال: «اللَّهمّ اغفر لعبد القيس، أسلموا طائعين غير مكرهين، إذ قعد قوم لم يسلموا إلّا حرابا موتورين» . لفظ الطّبرانيّ، وفي رواية الدّولابيّ: كنا أربعين رجلا. وأخرجه الخطيب في المؤتلف، وقال: لا أعلم أحدا سماه. 9857- أبو خيرة: آخر، غير منسوب «2» . أفرده الأشيريّ عن الصّباحيّ. وذكر له حديثا. وقد أخرجه الطّبرانيّ، لكن أورده في ترجمة الصّباحي، وعندي أنه غيره. قال عبد اللَّه بن هشام بن حسان بن يزيد بن أبي خيرة: حدثنا أبي، عن أبيه، عن أبي خيرة، قال: كانت لي إبل أحمل عليها، فأتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وشهدت خيبر- أو قال حنينا، فكنا نحمل لهم الماء على إبلنا ... الحديث. وفيه: فدعا لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالبركة ودعا لولدي. القسم الثاني خال.   (1) التاريخ الكبير 9/ 8، تجريد أسماء الصحابة 2/ 163، الأنساب 8/ 573، الإكمال 5/ 161 تبصير المنتبه 3/ 858، المؤتلف والمختلف 25، تصحيفات المحدثين 743، الجرح والتعديل 9/ 367، الكنى والأسماء 1/ 27. (2) أسد الغابة ت 5861. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 94 القسم الثالث 9858- أبو خراش الهذلي «1» : هو خويلد بن مرة. تقدم في الأسماء. 9859- أبو خرقاء العامري: له إدراك، فذكر أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة ذي الرمة الشاعر، من طريق محمد بن الحجاج التميمي، قال: حججت فلما صرت بمرّان جئت إلى خرقاء صاحبة ذي الرمة فسلمت عليها فانتسبت لها، فقالت: أنت ابن الحجاج بن عمرو بن زيد؟ قلت: نعم. قالت: رحم اللَّه أباك، عاجلته المنية، من أين أقبلت؟ فقلت: حجبت. قالت: إن حجّك ناقص، أما سمعت قول عمك ذي الرمة: تمام الحجّ أن تقف المطايا ... على خرقاء واضعة اللّثام [الوافر] قال: وكانت قاعدة بفناء البيت كأنها قائمة من طولها بيضاء شهلاء ضخمة، فسألتها عن سنّها. فقالت: لا أدري، إلا أني أدركت شمر بن ذي الجوشن حين قتل الحسين، وأنا جارية صغيرة، وكان أبي قد أدرك الجاهلية وحمل فيها حملات. 9859 م- أبو الخيبري: أدرك الجاهلية، وروى عنه محرز مولى أبي هريرة قصة جرت له مع رفقة له عند قبر حاتم الطائي رويناها في مكارم الأخلاق للخرائطي، من طريق هشام بن الكلبي، عن أبي مسكين، عن جعفر بن محمد بن الوليد مولى أبي عذرة، عن محرز بن أبي هريرة، قال: مرّ نفر عبد القيس بقبر حاتم، فنزلوا قريبا منه، فقام إليه بعضهم، فضرب قبره برجله، وهو يقول: أقر، فلما ناموا قام الرجل المذكور فزعا، فقال: رأيت حاتما الطائي فأنشدني: أبا الخيبريّ وأنت امرؤ ... ظلوم العشيرة شتّامها «2» أتيت بصحبك تبغي القرى ... لدى حفرة صخب هامها وتبغي لي الذّنب عند المبيت ... وعندك طيّ وأنعامها فإنّا سنشبع أضيافنا ... وتأتي المطيّ فنعتامها [المتقارب] فإذا ناقته قد عقرت فنحروها، وقالوا: لقد قرانا حاتم حيّا وميتا، فلما أصبحوا أردفوا   (1) أسد الغابة ت 5846، الاستيعاب ت 2969. (2) البيت لحاتم الطائي كما في ديوانه ص 168 ويروى: ظلوم العشيرة لوّامها. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 95 صاحبهم، فإذا برجل ينوّه بهم وهو راكب على جمل يقود آخر، فقال: أيكم أبو الخيبري؟ فقال: أنا. قال: إن حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك، وأمرني أن أحملك، فهذا جمل فاركبه. وذكرها أبو الفرج الأصبهانيّ في ترجمة حاتم الطائي من الوجه المذكور وساقه من طريق هشام بن الكلبي: حدثنا أبو مسكين، عن جعفر بن محمد بن الوليد، عن أبيه، والوليد جده مولى أبي هريرة سمعت محرز بن أبي هريرة يقول: كان رجل يقال له أبو الخيبري مرّ في نفر من قومه بقبر حاتم فبات أبو الخيبري ليلته ينادي به أقر أضيافك، فذكره، وفيه فساروا ما شاء اللَّه، ثم نظروا إلى راكب فإذا هو عديّ بن حاتم، فقال: إن حاتما جاءني في النوم وأنه قرى راحلتك، وقال في ذلك أبياتا ردّدها عليّ حتى حفظنها منه، فذكرها، وفيه: وقد أمرني أن أحملك على بعير فركبه وذهبوا. القسم الرابع 9860- أبو خالد الكندي «1» : استدركه أبو موسى، وقال: ذكره أبو بكر بن أبي عليّ، وأورده من طريق أبي فروة: سمعت أبا مريم، سمعت أبا خالد الكندي، يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا رأيتم الرّجل قد أعطي الزّهادة في الدّنيا» «2» ... الحديث. وهذا حديث أبي خلاد الرّعيني، فوقع الوهم في كنيته ونسبه. 9861- أبو خداش «3» : له صحبة. روى عنه أبو عثمان، قال: كنا في غزوة فنزل الناس منزلا فقطعوا الطريق ونصبوا الحبال على العلاء، فلما رأى ما صنعوا قال: سبحان اللَّه، لقد غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم غزوات فسمعته يقول: «المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والنّار والكلإ» «4» . هكذا ذكر ابن مندة.   (1) أسد الغابة ت 5838. (2) أخرجه ابن ماجة 2/ 1373 في كتاب الزهد باب الزهد في الدنيا حديث رقم 4101 قال البوصيري في مصباح الزجاجة 2/ 1373 لم يخرج ابن ماجة لأبي خلاد سوى هذا الحديث ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الخمسة شيئا أ. هـ والبخاري في التاريخ الكبير 9/ 98، وأبو نعيم في الحلية 10/ 405 وابن عساكر في تاريخه 4/ 451. (3) أسد الغابة ت 5842. (4) روي هذا الحديث من طريقين الأول عن أبي خداش عن رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عند أحمد في المسند 5/ 364 وأبو داود 3/ 750 (3477) والثاني من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما عند ابن ماجة 2/ 826 (2472) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 96 وأما أبو عمر فقال: أبو خداش الشّرعبي هو حبّان بن زيد شامي لا يصح له صحبة. وذكره بعضهم في الصحابة، وأشار إلى الحديث، وساق ... قال: ورواه يزيد بن هارون وغيره عن حريز بن عثمان، عن أبي خداش. وسماه بعضهم حبان بن زيد الشّرعبي. وزاد: عن رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وهذا هو الصحيح لا قول من قال عن أبي خداش عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد روى أبو خداش هذا عن عمرو بن العاص. قلت: وقد رواه أبو اليمان عن حريز بن عثمان عن حبان، يكنى أبا خداش- أن شيخا من شرعب نزل بأرض الروم، فذكر الحديث. وهذا موافق لقول ابن عبد البر. وقد عاب ابن الأثير على ابن مندة جعله هذا رجلين، أحدهما السلمي، وهو الّذي مضى في القسم الأول، والثاني الشّرعبي، قال: وحّد أبو عمر بين الّذي روى عنه أبو عثمان والّذي روى عنه ابن محيريز، وهو الصواب. وفرّق بينهما ابن مندة ومن تبعه، فقال: جعل الأول شيخا من شرعب، والآخر لخميا، ولو عرف أن شرعب بطن من لخم لفعل كما فعل أبو عمر. قلت: لم يغاير بينهما من أجل شرعب ولخم، وإنما غاير بينهما، لأن الشرعبي ظهر من الروايات الأخرى أنه حبّان بن زيد، وهو بكسر أوله وتشديد الموحدة، شامي تابعي معروف لا صحبة له، وإنما روى عن بعض الصحابة، وأرسل شيئا. فهو غير الصحابي الّذي يقال له أبو خالد السلمي، وإنما اتحد الحديث الّذي روياه، وقد رواه عمرو بن علي الفلاس عن يحيى القطان، عن ثور بن زيد، عن حريز، عن أبي خداش، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سبع غزوات أو قال ثلاث غزوات. قال عمرو بن علي: فسألت عنه معاذ بن معاذ، فحدثني به عن حريز بن عثمان، عن حبّان بن زيد الشّرعبي، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال عمرو: ثم قدم علينا يزيد بن هارون، فحدثنا به عن حريز. أخرجه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» من طريق الفلاس، ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن حريز، عن أبي خداش، عن رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه أبو داود في السنن عاليا عن علي بن الجعد، عن حريز، عن حبّان، عن رجل من قرن، وعن مسدّد، عن عيسى بن يونس، عن حريز، عن رجل من المهاجرين، فوضح بهذا أن أبا خداش اسمه حبّان بن زيد الشرعبي، وهو تابعي لا صحابي، وأنه حدث به عن صحابي غير مسمّى، واختلف في نسبته، فقيل شرعبي، وقيل قرني، وقيل غير ذلك . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 97 9862- أبو خداش الشّرعبي «1» : حبّان بن زيد، ذكره بعضهم في الصحابة، وهو شامي، ولا يصح له صحبة، قاله ابن عبد البر، وهو كما قال. 9863- أبو خراش الرّعيني «2» : قال الذهبي: أورد له بقي بن مخلد حديثا. قلت: وذكره ابن مندة في الصحابة، وهو خطأ، فإنه أخرج من طريق أبي نعيم، عن عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن أبي فروة، عن أبي الخير، عن أبي خراش الرّعيني، قال: أسلمت وعندي أختان، فأتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. فذكرت ذلك له، فقال: «طلّق أيّتهما شئت» «3» . قلت: وقع في السند نقص وتحريف، فقد أخرجه ابن أبي شيبة، عن عبد السلام بن حرب على الصواب، فقال: عن إسحاق، عن أبي وهب الجيشانيّ، عن أبي خراش، عن الديلميّ، وهو فيروز. والحديث معروف به، والقصة مشهورة له. وقد أخرجه ابن ماجة في «السّنن» عن أبي بكر بن أبي شيبة بهذا. وأخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق الحسين بن سنان الحراني، عن عبد السلام بن حرب، فسقط من سند ابن مندة أبو وهب، وأثبت أبا الخير عوض الجيشانيّ، وسقط منه أيضا الصحابي. وأورد ابن مندة في ترجمة الرّعينيّ رواية عمران بن عبد اللَّه عن أبي خراش، عن فضالة بن عبيد، وهو وهم أيضا، فقد فرّق البخاري وأبو أحمد الحاكم بين الراويّ عن فضالة فلم يقولا إنه رعيني، وبين الرعينيّ، ويؤيده قول ابن يونس في تاريخ مصر، لا يعرف لأبي خراش ولا لعمران الراويّ عنه غير هذا الحديث. 9864- أبو خلف: خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكر الزمخشريّ في «ربيع الأبرار» عن أبي خلف خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا مدح الفاسق اهتزّ العرش وغضب الرّبّ» «4» .   (1) الاستيعاب ت 2967. (2) أسد الغابة ت 5845. (3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 681 كتاب الطلاق باب من أسلم وعنده نساء أكثر من أربع أو أختان حديث رقم 2243 وابن ماجة في السنن 1/ 627 كتاب النكاح (9) باب الرجل يسلم وعنده أختان (39) حديث رقم 1951 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1276، وأحمد في المسند 4/ 232 والطبراني في الكبير 18/ 328، 329، والدارقطنيّ في السنن 3/ 273 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 184 وابن عساكر في التاريخ 4/ 427، 7/ 7 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 136. (4) قال العجلوني في كشف الخفاء 1/ 105 رواه أبو يعلى والبيهقي عن أنس ورواه ابن عدي عن ابن بريدة-- وابن عساكر 6/ 40 وابن حجر في لسان الميزان حديث رقم 3041 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 298، 8/ 428. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 98 وهكذا وقع عنده بغير إسناد، وقد سقط منه أنس. والحديث المذكور عند أبي يعلى من طريق واهية عن أبي خلف الأعمى، عن أنس خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج ابن ماجة لأبي خلف عن أنس حديثا آخر. حرف الدال المهملة القسم الأول 9865- أبو داود الأنصاري المازني «1» : قيل اسمه عمرو. وقيل عمير. قال الدّولابيّ: سمعت ابن البرقي يقول اسمه عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. وحكى العسكري في التصحيف أنّ الجهنيّ كان يقول إنه أبو دؤاد بتقديم الهمزة على الألف، وصححه ابن الدباغ، وكذا أبو علي الغساني في أوهام ابن عبد البر، وردّه ابن فتحون، فإن مسلما والنسائي والطبري وابن الجارود وابن السكن وأبا أحمد كنوه كلهم أبا داود بتقديم الألف على الواو. قلت: هو المشهور، وبه جزم ابن إسحاق وخليفة، وبه جاءت الرواية في الحديث المرويّ عنه. وذكر ابن إسحاق وغيره أنه شهد بدرا وما بعدها. وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق، عن أبيه، عن رجل من بني مازن عن أبي داود قصة شهوده بدرا. وأخرج الدّولابيّ من طريق جعفر بن حمزة بن أبي داود المازني، عن أبيه، عن جده، وكان من أصحاب بدر، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى أتى مسجد ذي الحليفة، فصلّى أربع ركعات ثم أهلّ بالحج ... الحديث. وذكر ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن أم عمارة- أن أبا داود المازني وسليط بن عمرو ذهبا يريدان أن يحضرا بيعة العقبة فوجدوهم قد بايعوا، فبايعا بعد ذلك أسعد بن زرارة، وكان رأس النقباء ليلة العقبة. 9866- أبو دجانة الأنصاري «2» : اسمه سماك بن خرشة. وقيل ابن أوس بن خرشة.   (1) الطبقات الكبرى بيروت 8/ 11. (2) الكنى للقمي 1/ 65 تنقيح المقال 3/ 15 ريحانة الأدب 7/ 95. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 99 متفق على شهوده بدرا. وقال علي: إنه استشهد باليمامة، وأسند ابن إسحاق من طريق يزيد بن السكن- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما التحم القتال ذبّ عنه مصعب بن عمير- يعني يوم أحد، حتى قتل وأبو دجانة سماك بن خرشة حتى كثرت فيه الجراحة. وقيل: إنه ممن شارك في قتل مسيلمة. وثبت ذكره في الصحيح لمسلم، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أخذ سيفا يوم أحد فقال: «من يأخذ هذا السّيف بحقّه» ؟ «1» . فأخذه أبو دجانة فغلق به هام المشركين. وأخرج الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق عبيد اللَّه بن الوازع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال الزبير بن العوام: عرض النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد سيفا فقال: من يأخذ هذا السّيف بحقّه» ؟ فقام أبو دجانة سماك بن خرشة، فقال: أنا. فما حقه؟ قال: «لا تقتل به مسلما ولا تفرّ به من كافر» «2» . 9867- أبو الدّحداح الأنصاري» : حليف لهم. قال أبو عمر: لم أقف على اسمه ولا نسبه، أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم. وقال البغوي ّ: أبو الدحداح الأنصاري ولم يزد. وروى أحمد والبغوي والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس- أنّ رجلا قال: يا رسول اللَّه، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أعطه إيّاها بنخلة في الجنّة» «4» . فأبى، قال: فأتاه أبو الدحداح فقال: بعني نخلتك بحائطي. قال: ففعل، فأتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه ابتعت النخلة بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتكها. فقال: «كم من عذق ردّاح «5» لأبي الدّحداح في الجنّة» - قالها مرارا. قال: فأتى   (1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 123، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 206، 14/ 401 والحاكم في المستدرك 3/ 230 عن الزبير بن العوام بزيادة من أوله وآخره ... الحديث قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 112، 9/ 127 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10972، 10973 والبيهقي في دلائل النبوة 3/ 232. (2) أورده الدولابي في الأسماء الكنى 1/ 69. (3) الثقات 3/ 454، تجريد أسماء الصحابة 2/ 163، بقي بن مخلد 674. (4) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2271 قال الهيثمي في الزوائد 9/ 327 رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح. (5) الرداح: الثقيل انظر اللسان 3/ 1620. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 100 امرأته فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط، فإنّي قد بعته بنخلة في الجنة. فقالت: ربح البيع! أو كلمة تشبهها. وقد وقع لنا بعلو في مسند عبد بن حميد، من حديث جابر بن سمرة ... صلّى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على أبي الدحداح، ثم أتى بغرس ... الحديث. وفي آخره: «كم من عذق لأبي الدّحداح «1» . أخرجه هكذا عن حجاج بن محمد، عن شعبة، عن سماك، عنه. وأخرجه أيضا عن محمد بن جعفر، عن شعبة، فقال: عن أبي الدحداح. وأخرجه مسلم عن بندار، عن محمد بن جعفر، فقال: عن أبي الدحداح. وأخرج ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن الحارث، عن ابن مسعود لما نزلت: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ [سورة البقرة آية 245] فقال أبو الدحداح: يا رسول اللَّه، واللَّه يريد منا القرض؟ قال: نعم «2» . الحديث، وفيه ذكر ما تصدق به. وروى من طريق عقيل عن ابن شهاب مرسلا بمعناه. وقد تقدم في ترجمة ثابت بن الدّحداح أنه يكنى أبا الدحداح، وأنه مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فبنى أبو عمر على أنه هذا، والحقّ أنه غيره. وذكر ابن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قال: هلك أبو الدحداح، وكان أتيّا فيهم، يعني الأنصار، فدعا النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عاصم بن عدي، فقال: «هل كان له فيكم نسب» ؟ فقال: لا. فأعطى ميراثه ابن أخيه أبا لبابة بن عبد المنذر، وهذا ينبغي أن يكون لثابت، فقد تقدم في ترجمته أنه جرح بأحد، فقيل: مات بها، وقيل: عاش ثم انتقضت فمات بعد ذلك بمدة وهو الراجح. وأما صاحب الترجمة فعاش إلى زمن معاوية، فأخرج أبو نعيم من طريق فضيل بن عياض، عن سفيان عن عوف بن أبي جحيفة، عن أبيه- أنّ أبا الدحداح قال لمعاوية:   (1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 222 عن جابر بن سمرة كتاب الجنائز باب الركوب في الجنازة حديث رقم 3178 وأخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2271 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9746، والحاكم في المستدرك 2/ 20 والطبراني في الكبير 2/ 242، 243 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 327 عن أنس وقال رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 33181. (2) ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/ 555 وعزاه لسعيد بن منصور وابن سعد والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 101 سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من كانت الدّنيا همّته حرّم اللَّه عليه جواري، فإنّي بعثت بخراب الدّنيا ولم أبعث بعمارتها» . قلت: ولا يصح سنده إلى فضيل، فقد أخرجه الطبراني أتمّ من هذا عن جبرون بن عيسى، عن يحيى بن سليمان، عن فضيل. وجبرون واهي الحديث. 9868- أبو الدّحداح «1» : ويقال أبو الدحداحة، اسمه ثابت- تقدم في الأسماء، وزعم مقاتل بن سليمان أنّ اسمه عمر. 9869- أبو الدّرداء الأنصاري «2» : واسمه عويمر- تقدم. وقيل اسمه عامر، وعويمر لقب. 9870- أبو درّة البلوي «3» : ذكره ابن يونس، وقال: له صحبة، وشهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية. وقال علي بن قديد: رأيت على باب داره هذه دار أبي درة البلوي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. 9871- أبو الدنيا «4» : غير منسوب. ذكره مطيّن في الصحابة، وأخرج عن محمد بن إسماعيل، عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدنيا، قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أتى الجمعة فليغتسل» «5» . قال هشام بن عمّار : أبو الدنيا هذا معروف من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وكذا أخرجه البغويّ عن هشام. وأخرج ابن مندة من طريق الوليد بن مسلم، عن عمر بن قيس، لكن قال في المتن: «غسل الجمعة واجب على كلّ محتلم» .   (1) أسد الغابة ت 5864، الاستيعاب ت 2980. (2) أسد الغابة ت 5865. (3) الإكمال 3/ 321 مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 977. (4) أسد الغابة ت 5867. (5) أخرجه الترمذي في السنن 2/ 364 عن سالم عن أبيه ... الحديث بلفظه كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في الاغتسال يوم الجمعة حديث رقم 492 قال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 346 عن ابن عمر ... كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5) باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة (80) حديث رقم 1088، وأحمد في المسند 2/ 41، 42، 53، 75، 101، 115 وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 93، والطبراني في الكبير 12/ 376، 383، 429، وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 173. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 102 وقال أبو نعيم: هذا هو الصواب، واللفظ الأول خطأ. وقال الدار الدّارقطنيّ في العلل: رواه محمد بن بكر البرساني، عن عمر بن عطاء، عن أبي الدرداء. وقال صدقة بن خالد: عن عمر، عن عطاء، عن أبي الدنيا، وهو تصحيف. كذا قال. وقال أبو بشر الدّولابيّ في «الكنى» : غلط فيه هشام بن عمار. وأخرج الخطيب في الكفاية من طريق أحمد بن علي الأبار، قال: قلت لهشام بن عمار: حدّثك صدقة بن خالد ... فساق الحديث؟ فقال: نعم. قال الأبار: رأيته في حديث أهل حمص عن عمر بن قيس، عن عطاء، عن أبي الدرداء. وأظنه التزق في كتابه، فصار عن أبي الدنيا، أي التزقت الراء في الدال. انتهى. وطريق الوليد بن مسلم المذكورة تردّ على هؤلاء، ويبقى الجزم بكونه تصحيفا. القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال. القسم الثالث 9872- أبو الدّهماء البناني أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ووفد على عمر، فسأله أن يردّ بني بنانة في قريش وكانوا نأوا عنهم إلى بني شيبان، وكان أبو الدهماء سيدهم، فقال له عمر: ما أعرف هذا، فأخبره عثمان بصحة قولهم، فقال لهم: ارجعوا إليّ من قابل، فقتل سيدهم أبو الدهماء. فلما كان في خلافة عثمان أتوه فأثبتهم في قريش، فلما قتل عثمان ردّوا إلى بني شيبان، وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن حسان: ضرب التّجيبيّ المضلّل ضربة ... ردّت بنانة في بني شيبان [الكامل] يعني حيث قتل عثمان. ذكر ذلك كله البلاذري. وذكر الزّبير بن بكّار بعضه. وقال في روايته: إنّ عثمان قال: رأيت أبي يسلّم عليهم، فسألته عنهم، فقال: هؤلاء قومنا شدّوا عنا من بني لؤيّ بن غالب. القسم الرابع 9873- أبو الدّرداء: غير منسوب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 103 قد أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، فوهم، فأخرج ابن أبي الدنيا، والبيهقي في الشّعب من طريقه بسنده إلى أبي الدرداء الرهاوي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «احذروا الدّنيا، فإنّها أسحر من هاروت وماروت» «1» ... الحديث. قال البيهقي: قال بعضهم عن أبي الدرداء الرهاوي، عن رجل من الصحابة. وقال الذهبي: لا ندري من أبو الدرداء؟ والخبر منكر لا أصل له. 9874- أبو الدّيلميّ «2» : ذكره البغوي. وأظن أنّ الصواب ابن الديلميّ، وهو فيروز الماضي في الفاء. قال البغويّ: شامي لم ينسب، ثم ساق من طريق عروة بن رويم، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي الديلميّ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ أفضل العبادة حسن الظنّ باللَّه «3» . قال: يقول اللَّه عزّ وجلّ: أنا عند ظنّ عبدي بي» «4» . حرف الذال المعجمة القسم الأول 9875- أبو ذباب المذحجي: من سعد العشيرة- قال أبو عمر: له في إسلامه خبر ظريف حسن، وكان شاعرا. وهو والد عبد اللَّه بن أبي ذباب. وذكره أبو موسى في «الذّيل» ، فقال: ذكره الحسن بن أحمد السمرقندي في الصحابة، وقال: أبو ذباب السعدي لم يزد. وأورد أبو موسى من طريق عمارة بن زيد حدثني بكر بن خارجة، حدثني أبي، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد اللَّه بن أبي ذباب، عن أبيه، قال: كنت امرأ مولعا بالصيد ... فذكر قصة إلى أن قال: وفدت على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأتيته يوم جمعة، فكنت أستقبل منبره فصعد يخطب، فقال:   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6065 ولفظه احذروا الدنيا فإنّها أسحر من هاروت وماروت. وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان 7/ 339 حديث رقم 10504. (2) معرفة الثقات للعجلي 2140. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5843. (4) أخرجه البخاري في التوحيد (15) ومسلم في التوبة (1) وفي الذكر باب (2، 19) والترمذي في الزهد باب (51) وفي الدعوات باب (131) وابن ماجة في الأدب باب (58) وأحمد 2/ 251، 315، 391، 413، 445، 480، 482، 516. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 104 - بعد أن حمد اللَّه وأثنى عليه: «إنّي لرسول اللَّه إليكم بالآيات البيّنات، وإنّ أسفل منبري هذا لرجل من سعد العشيرة قدم يريد الإسلام، ولم أره قط، ولم يرني إلّا في ساعتي هذه، وسيحدّثكم بعد أن أصلّي عجبا» . قال: فصلى وقد مليت منه عجبا، فلما صلى قال لي: «ادن يا أخا سعد العشيرة، حدّثنا خبرك وخبر صافي وقرّاط» ، يعني كلبه وصنمه. قال: فقمت على قدمي فحدثته حديثي حتى أتيت على آخره، فرأيت وجه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كأنه للسرور مذهب، فدعاني إلى الإسلام وقرأ عليّ القرآن فأسلمت «1» ... الحديث. وكذا أخرجه أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» مطوّلا، وفي آخره: ثم استأذنته في القدوم على قومي، فأتيتهم ورغّبتهم في الإسلام [191] فأسلموا، فأتيت بهم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وفي ذلك أقول: تبعت رسول اللَّه إذ جاء بالهدى ... وخلّفت قرّاطا بدار هوان فمن مبلغ سعد العشيرة أنّني ... شريت الّذي يبقى بما هو فان [الطويل] 9876- أبو ذباب: آخر. ذكره الفاكهي من طريق محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه، عن الحارث بن أبي ذباب، عن أبيه العباس: أنشد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قول قصي بن كلاب: أنا ابن العاصمين بني لؤيّ ... بمكّة مولدي وبها ربيت لي البطحاء قد علمت معدّ ... وبرزتها رضيت بها رضيت فلست بغالب إن لم تأمّل ... بها أولاد قيذر والنّبيت [الوافر] 9877- أبو ذرّ الغفاريّ الزاهد المشهور الصادق اللهجة «2» . مختلف في اسمه واسم أبيه. والمشهور أنه جندب بن جنادة بن سكن. وقيل: عبد اللَّه. وقيل اسمه بربر، وقيل بالتصغير، والاختلاف في أبيه كذلك إلا في السكن: قيل يزيد وعرفة، وقيل اسمه هو السكن بن جنادة بن قيس بن [ ... ] بن عمرو بن مليل، بلامين مصغرا، ابن صغير، بمهملتين مصغرا، ابن حرام، بمهملتين، ابن غفار، وقيل: اسم جده   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 20 وقال رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثق، والسيوطي في الدر المنثور 6/ 38. (2) أسد الغابة ت 5869، الاستيعاب ت 2985. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 105 سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار، واسم أمه رملة بنت الوقيعة غفارية أيضا، ويقال: إنه أخو عمرو بن عبسة لأمه. وقع في رواية لابن ماجة أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لأبي ذر: «يا جنيدب» . بالتصغير. وهذا الاختلاف في اسمه واسم أبيه أسنده كلّه ابن عساكر إلى قائليه، وقال هو: إن بريرا «1» تصحيف [بريق] «2» . وكذا زيد ويزيد وعرفة. وكان من السابقين إلى الإسلام، وقصة إسلامه في الصحيحين على صفتين بينهما اختلاف ظاهر، فعند البخاري من طريق أبي حمزة عن ابن عباس، قال: لما بلغ أبا ذر مبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال لأخيه: «اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني» . فانطلق الأخ حتى قدم وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، ويقول كلاما ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني مما أردت، فتزوّد وحمل شنّة فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو لا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فاضطجع فرآه عليّ فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظلّ ذلك اليوم ولا يرى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمرّ به عليّ، فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله، فأقامه فذهب به معه لا يسأل أحدهما صاحبه عن شيء حتى كان اليوم الثالث، فعل مثل ذلك، فأقامه، فقال: ألا تحدّثني ما الّذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهدا وميثاقا أن ترشدني فعلت. ففعل فأخبره، فقال: إنه حقّ، وإنه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فإذا أصبحت فاتبعني، فإنّي إن رأيت شيئا أخافه عليك قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتّبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ودخل معه، وسمع من قوله، فأسلم مكانه، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ارجع إلى قومك فأخبرهم حتّى يأتيك أمري» «3» . فقال: والّذي نفسي بيده لأصرخنّ بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا عبده ورسوله، فقام القوم إليه فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكبّ عليه، وقال: ويلكم، ألستم تعلمون أنه من غفار! وأنه من طريق   (1) في (أ) : بريق. (2) سقط في (أ) . (3) أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 60 ومسلم 4/ 1923 في كتاب فضائل الصحابة باب 28 فضائل أبي ذر حديث رقم 133- 2474 وأحمد في المسند 4/ 114، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 79. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 106 تجارتكم «1» إلى الشام؟ فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه، فأكبّ العباس عليه. وعند مسلم من طريق عبد اللَّه بن الصامت عن أبي ذرّ في قصة إسلامه: وفي أوله: صليت قبل أن يبعث النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حيث وجّهني اللَّه، وكنا نزلا مع أمّنا على خال لنا، فأتاه رجل، فقال له: إن أنيسا يخلفك في أهلك، فبلغ أخي، فقال: واللَّه لا أساكنك، فارتحلنا، فانطلق أخي، فأتى مكة، ثم قال لي: أتيت مكة فرأيت رجلا يسمّيه الناس الصابئ هو أشبه الناس بك. قال: فأتيت مكة فرأيت رجلا، فقلت: أين الصابئ؟ فرفع صوته عليّ فقال: صابئ صابئ! فرماني الناس حتى كأني نصب «2» أحمر، فاختبأت بين الكعبة وبين أستارها، ولبثت فيها بين خمس عشرة من يوم وليلة ما لي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم، قال: ولقينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر وقد دخلا المسجد، فو اللَّه إنّي لأوّل الناس حيّاه بتحية الإسلام، فقلت: السلام عليك يا رسول اللَّه. فقال: «وعليك السّلام ورحمة اللَّه. من أنت؟» فقلت: رجل من بني غفار، فقال صاحبه: ائذن لي يا رسول اللَّه في ضيافته الليلة، فانطلق بي إلى دار في أسفل مكة، فقبض لي قبضات من زبيب، قال: فقدمت على أخي فأخبرته أني أسلمت، قال: فإنّي على دينك، فانطلقنا إلى أمنا فقالت: فإنّي على دينكما. قال: وأتيت قومي فدعوتهم. فتبعني بعضهم. وروينا في قصة إسلامه خبرا ثالثا تقدمت الإشارة إليه في ترجمة أخيه أنيس، ويقال: إن إسلامه كان بعد أربعة، وانصرف إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى قدم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة، ومضت بدر وأحد، ولم تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك، وكان طويلا أسمر اللون نحيفا. وقال أبو قلابة، عن رجل من بني عامر: دخلت مسجد مني فإذا شيخ معروق آدم، عليه حلّة قطري «3» ، فعرفت أنه أبو ذر بالنعت. وفي مسند يعقوب بن شيبة، من رواية سلمة بن الأكوع- أنّ أبا ذر كان طويلا. وأخرج الطّبرانيّ من حديث أبي الدرداء قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يبتدئ أبا ذر إذا حضر، ويتفقده إذا غاب.   (1) في أتجاركم. (2) النصب: هي الآلهة التي كانت تعبد من الأحجار اللسان 6/ 4435. (3) هو ضرب من البرود فيه حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة، وقيل: هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين، وقال الأزهريّ: في أعراض البحرين قرية يقال لها: مطر، وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها فكسروا القاف للنسبة وخففوا. النهاية 4/ 80. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 107 وأخرج أحمد من طريق عراك بن مالك، قال: قال أبو ذر: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة من خرج من الدّنيا كهيئته يوم تركته فيها، وإنّه واللَّه ما منكم من أحد إلّا وقد نشب «1» فيها بشيء غيري» «2» رجاله ثقات، إلا أن عراك بن مالك عن أبي ذر منقطع. وقد أخرج أبو يعلى معناه من وجه آخر عن أبي ذر متصلا، لكن سنده ضعيف، قال الإمام أحمد في كتاب الزهد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا محمد بن عمرو، سمعت عراك بن مالك يقول: قال أبو ذر: إني لأقربكم مجلسا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم القيامة، وذلك أني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أقربكم منّي مجلسا يوم القيامة من خرج من الدّنيا كهيئته يوم تركته فيها، وإنّه واللَّه ما منكم من أحد إلّا وقد نشب فيها بشيء غيري» . وهكذا أورده في المسند، وأظنه منقطعا، لأن عراكا لم يسمع من أبي ذر. روى أبو ذرّ عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه أنس، وابن عباس، وأبو إدريس الخولانيّ، وزيد بن وهب الجهنيّ، والأحنف بن قيس، وجبير بن نفير، وعبد الرحمن بن تميم، وسعيد بن المسيب، وخالد بن وهبان ابن خالة أبي ذر، ويقال ابن أهبان، وقيل ابن أخيه، وامرأة أبي ذر «3» ، وعبد اللَّه بن الصامت، وخرشة بن الحر، وزيد بن ظبيان، وأبو أسماء الرّحبي، وأبو عثمان النهدي، وأبو الأسود الدؤلي، والمعرور بن سويد، ويزيد بن شريك، وأبو مراوح الغفاريّ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن حجيرة، وعبد الرحمن بن شماسة، وعطاء بن يسار، وآخرون. قال أبو إسحاق السّبيعيّ، عن هانئ بن هانئ، عن علي: أبو ذر وعاء مليء علما ثم أوكئ عليه. أخرجه أبو داود بسند جيد، وأخرجه أبو داود أيضا، وأحمد عن عبد اللَّه بن عمرو: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما أقلت الغبراء ولا أظلّت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذرّ» .   (1) يقال: نشب بعضهم في بعض أي دخل وتعلق، ونشب في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص له منه. النهاية 5/ 52. (2) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 162 قال الهيثمي في الزوائد 9/ 330 رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب واللَّه أعلم. وكنز العمال حديث رقم 1068، 36891. (3) في أأبي ذر وقيل: ابن أخته وعبد اللَّه بن الصامت. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 108 وفي الباب عن علي، وأبي الدرداء، وأبي هريرة، وجابر، وأبي ذرّ طرقها ابن عساكر في ترجمته. وقال الآجري، عن أبي داود: لم يشهد بدرا، ولكن عمر ألحقه بهم، وكان يوازي ابن مسعود في العلم. [وفي «السيرة النبويّة» لابن إسحاق بسند ضعيف، عن ابن مسعود] «1» قال: كان لا يزال يتخلّف الرجل في تبوك فيقولون: يا رسول اللَّه، تخلف فلان. فيقول: «دعوه فإن يكن فيه خير فسيلحقه اللَّه بكم، وإن يكن غير ذلك فقد أراحكم اللَّه منه» «2» . فتلوّم «3» أبو ذر على بعيره فأبطأ عليه، فأخذ متاعه على ظهره، ثم خرج ماشيا فنظر ناظر من المسلمين، فقال: إن هذا الرجل يمشي على الطريق، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «كن أبا ذرّ» «4» . فلما تأملت القوم قالوا: يا رسول اللَّه، هو واللَّه أبو ذر، فقال: «يرحم اللَّه أبا ذرّ، يعيش «5» وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده» «6» ، فذكر قصة موته، وفي ... وكانت وفاته بالربذة سنة إحدى وثلاثين، وقيل في التي بعدها، وعليه الأكثر، ويقال: إنه صلّى عليه عبد اللَّه بن مسعود في قصة رويت بسند لا بأس به. وقال المدائني: إنه صلى عليه ابن مسعود بالرّبذة، ثم قدم المدينة فمات بعده بقليل. 9878- أبو ذر: آخر. ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» أنّ له عند بقيّ بن مخلد حديثا، ويحتمل أن يكون الّذي بعده. 9879- أبو ذرة بن معاذ بن زرارة الأنصاري الظّفري «7» . يقال: اسمه الحارث، قال الطبري: شهد هو وأبوه وأخوه أبو نملة أحدا.   (1) سقط في أ. (2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 221 عن عبد اللَّه بن مسعود. (3) يقال: تلوّم في الأمر: تمكّث وانتظر. اللسان 5/ 4101. (4) أخرجه الحاكم 3/ 50 والبيهقي في الدلائل 5/ 222. (5) في أ: يمشي. (6) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 222 والحاكم في المستدرك 3/ 51 عن ابن مسعود بزيادة في أوله وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي صحيح فيه إرسال وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33232. (7) أسد الغابة ت 5870 من الاستيعاب 2986. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 109 قلت: وهو أخو أبي نملة شقيقه، ذكره أبو أحمد الحاكم. وسيأتي نسبه في ترجمة أبي نملة. 9880- أبو ذرّة» : الحرمازي. ذكره الدّولابيّ، واسمه نضلة بن طريف بن نهصل. وقد تقدم في الأسماء. القسم الثاني خال. القسم الثالث 9881- أبو ذؤيب الهذلي «2» : الشاعر المشهور، اسمه خويلد بن خالد بن محرّث، بمهملة، [وراء ثقيلة مسكورة] «3» ومثلثة «4» ، ابن ربيد، براء مهملة وموحدة مصغرا، ابن مخزوم بن صاهلة. ويقال اسمه خالد بن خويلد وباقي النسب سواء، يجتمع مع ابن مسعود في مخزوم، وبقية نسبه في ترجمة ابن مسعود. وذكر محمّد بن سلّام الجمحيّ في «طبقات الشّعراء» عن يونس بن عبيد، عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: قلت لعمر بن معاذ: من أشعر الناس؟ فذكر قصة فيها. وأبو ذؤيب خويلد بن خالد مات في مغزى له نحو المغرب فدلّاه عبد اللَّه بن الزبير في حفرته. قال أبو عمر: وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس؟ قال: رجلا أو قبيلة؟ قالوا: قبيلة، قال: هذيل. قال ابن سلام: فأقول: إنّ أشعر هذيل أبو ذؤيب. وقال عمر بن شبّة: كان مقدّما على جميع شعراء هذيل بقصيدته التي يقول فيها: والنّفس راغبة إذا رغّبتها ... وإذا تردّ إلى قليل تقنع [الكامل] وقال المرزبانيّ: كان فصيحا كثير الغريب متمكنا في الشعر، وعاش في الجاهلية   (1) في أذروة. (2) الكنى للقمي 1/ 75، ريحانة الأدب 7/ 109. (3) سقط في أ. (4) في أومثلثة والراء الثقيلة مكسورة، ابن ربيد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 110 دهرا، وأدرك الإسلام فأسلم. وعامّة ما قال من الشعر في إسلامه، وكان أصاب الطاعون خمسة من أولاده فماتوا في عام واحد وكانوا رجالا ولهم بأس ونجدة، فقال في قصيدته التي أولها: أمن المنون وريبها تتوجّع ... والدّهر ليس بمعتب من يجزع [الكامل] ويقول فيها: وتجلّدي للشّامتين أريهم ... أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع والنّفس راغبة إذا رغّبتها ... وإذا تردّ إلى قليل تقنع [الكامل] وأخرج ابن مندة من طريق البلوي، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد: حدثنا أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي، عن أبي، حدثني أبو ذؤيب الشاعر، قال: قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا أهلّوا جميعا بالإحرام. فقلت: مه؟ فقالوا: قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر ابن عبد البرّ أنّ ابن إسحاق روى هذا الخبر عن أبي الآكام، وأوّله: بلغنا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عليل، فاستشعرت حربا وبتّ بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها «1» ، ولا يطلع نورها، حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف يقول: خطب أجلّ أناخ بالإسلام ... بين النّخيل ومعقل الآطام قضي النّبي محمّد فعيوننا ... تذري الدّموع عليه بالتّسجام [الكامل] قال: فوثبت من نومي فزعا، فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح، فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب، وعلمت أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قد مات، فركبت ناقتي فسرت ... فذكر قصته، وفيه أنه وجد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ميتا ولم يغسل بعد، وقد خلا به أهله، وذكر شهوده سقيفة بني ساعدة وسماعه خطبة أبي بكر، وساق قصيدة له رثى بها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم منها: كسفت لمصرعه النّجوم وبدرها ... وتزعزعت آطام بطن الأبطح [الكامل]   (1) الدّيجور: الظلمة اللسان 2/ 1329. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 111 قال: ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته، فأقام حتى توفي في خلافة عثمان بطريق مكة. وقال غيره: مات في طريق إفريقية في زمن عثمان، وكان غزاها ورافق ابن الزبير. وقيل: مات غازيا بأرض الروم وقال المرزباني: هلك بإفريقية في زمن عثمان، ويقال: إنه هلك في طريق مصر، فتولّاه ابن الزبير. وقال ابن البرقيّ: حدّث معروف بن خرّبوذ، أخبرني أبو الطفيل أنّ عمرو بن الحمق صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زعم أن في بعض الكتب أنّ شرّ الأرضين أم صبّار «1» حرّة بني سليم، وأن ألأم القبائل محارب خصفة «2» ، وأن أشعر الناس أبو ذؤيب، وقال: حدث أبو الحارث عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سفيان الهذلي، عن أبيه- أن أبا ذؤيب جاء إلى عمر في خلافته، فقال: يا أمير المؤمنين، أيّ العمل أفضل؟ قال: الإيمان باللَّه. قال: قد فعلت، فأيّ العمل بعده أفضل؟ قال: الجهاد في سبيل اللَّه، قال: ذاك كان عليّ ولا أرجو جنّة ولا أخشى نارا، فتوجّه من فوره غازيا هو وابنه وابن أخيه أبو عبيد حتى أدركه الموت في بلاد الروم، والجيش يساقون في أرض عافة «3» ، فقال لابنه وابن أخيه: إنكما لا تتركان عليّ جميعا فاقترعا، فصارت القرعة لأبي عبيد، فأقام عليه حتى واراه. القسم الرابع خال. حرف الراء القسم الأول 9882- أبو راشد الأزدي «4» : هو عبد الرحمن بن عبيد- مضى في الأسماء. 9883- أبو راشد: آخر. يأتي في أبي مليكة. 9883 (م) - أبو رافع القبطي «5» : مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقال اسمه إبراهيم، ويقال أسلم،   (1) أمّ صبّار: بفتح الصاد المهملة وباء موحدة مشدودة وألفا وراء: اسم حرّة بني سليم، قال الصيرفي: الأرض التي فيها حصباء ليست بغليظة ومنه قيل للحرة أمّ صبّار، انظر: معجم البلدان 1/ 301. (2) في أحفصة. (3) يقال: أرض عافية: لم يرع نبتها فوفر وكثر وعفوة المرعى: ما لم يرع فكان كثيرا، وعفت الأرض: إذا غطاها النبات. اللسان 4/ 3020. (4) أسد الغابة ت 5873، الاستيعاب ت 2987. (5) الكنى للقمي 1/ 77. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 112 وقيل سنان، وقيل يسار، وقيل صالح، وقيل عبد الرحمن، وقيل قزمان، وقيل يزيد، وقيل ثابت، وقيل هرمز. قال ابن عبد البرّ: أشهر ما قيل في اسمه أسلم. وقال يحيى بن معين: اسمه إبراهيم. وقال مصعب الزبيري: اسمه إبراهيم، ولقبه بريه، وهو تصغير إبراهيم. ونقل ابن شاهين عن أبي داود أنه كان اسمه قزمان فسمى بعده إبراهيم. وقيل أسلم، وزاد ابن حبان: وقيل يسار، وقيل هرمز، وقيل كان مولى العباس بن عبد المطلب، فوهبه للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأعتقه لما بشّره بإسلام العباس بن عبد المطلب، والمحفوظ أنه أسلم لما بشّر العباس بأنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم انتصر على أهل خيبر، وذلك في قصة جرت. وكان إسلامه قبل بدر ولم يشهدها، وشهد أحدا وما بعدها. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن عبد اللَّه بن مسعود. روى عنه أولاده: رافع، والحسن، وعبيد اللَّه والمغيرة، وأحفاده: الحسن، وصالح، وعبيد اللَّه أولاد علي بن أبي رافع، والفضل بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، وأبو سعيد المقبري، وسليمان بن يسار، وعطاء بن يسار، وعمرو بن الشريد، وأبو غطفان بن ظريف، وسعيد بن أبي سعيد. مولى أبي حزم، وحصين والد داود وشرحبيل بن سعد، وآخرون. قال الواقديّ: مات أبو رافع بالمدينة قبل عثمان بيسير أو بعده. وقال ابن حبان: مات في خلافة علي بن أبي طالب. 9884- أبو رافع الأنصاري: وقع ذكره في حديث المخابرة عند أبي داود من طريق مجاهد عن ابن رافع بن خديج، عن أبيه، قال: جاءنا أبو رافع ... فذكر الحديث. ويحتمل أن يكون الّذي بعده. 9885- أبو رافع: ظهير بن رافع بن خديج- تقدم في الأسماء. 9886- أبو رافع: الحكم بن عمرو الغفاريّ- تقدم في الأسماء. 9887- أبو رافع الغفاريّ «1» : أخرج له بقيّ بن مخلّد حديثا، ويحتمل أن يكون الّذي قبله. 9888- أبو رافع: مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم «2» ، آخر، غير القبطي.   (1) بقي بن مخلد 447. (2) تجريد أسماء الصحابة ج 1642. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 113 ذكره مصعب الزّبيريّ، فقال: كان أبو رافع عبدا لأبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، فأعتق كلّ من بنيه نصيبه منه إلا خالد بن سعيد، فإنه وهب نصيبه للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فأعتقه، فكان يقول: أنا مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما ولي عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية «1» المدينة أيام معاوية دعا ابنا لأبي رافع فقال: مولى من أنت؟ فقال: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فضربه مائة سوط ثم تركه، ثم دعاه فقال: مولى من أنت؟ فقال: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فضربه مائة سوط حتى ضربه خمسمائة سوط. ذكر ذلك المبرّد في «الكامل» ، واقتضى سياقه أنه أبو رافع الماضي، وجرى على ذلك ابن عبد البر، وأورد القصة في ترجمة أبي رافع القبطي، والد عبد اللَّه بن أبي رافع كاتب عليّ، وهو غلط بيّن، لأن أبا رافع والد عبيد اللَّه كان للعباس بن عبد المطلب فأعتقه. قال أبو عمر: هذه القصة لا تثبت من جهة النّقل، وفيها اضطراب كثير. وقد روى عن عمرو بن دينار، وجرير بن أبي حازم، وأيوب- أن الّذي تمسك بنصيبه من أبي رافع هو خالد وحده. وفي رواية أخرى أنه كان لأبي أحيحة إلا سهما واحدا فأعتق بنوه أنصباءهم، فاشترى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ذلك السهم فأعتقه. قلت: قد ذكر أبو سعيد بن الأعرابيّ هذه القصة في معجمه من طريق جرير بن حازم، عن حماد بن موسى- رجل من أهل المدينة- أن عثمان بن البهي بن أبي رافع حدثه، قال كان أبو أحيحة جدّي ترك ميراثا، فخرج يوم بدر مع بنيه فأعتق ثلاثة منهم أنصباءهم، وهم: سعيد، وعبيد اللَّه، والعاصي، فقتلوا ثلاثتهم يوم بدر كفارا، فأعتق ذلك بنو سعيد أنصباءهم غير خالد بن سعيد، لأنه كان غضب على أبي رافع بسبب أمّ ولد لأبي أحيحة أراد أن يتزوّجها فنهاه خالد فعصاه فاحتمل عليه، فلما أسلم أبو رافع وهاجر كلّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خالدا في أمره، فأبى أن يعتق أو يهب أو يبيع، ثم ندم بعد ذلك، فوهبه للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعتق صلى اللَّه عليه وسلّم نصيبه، فكان أبو رافع يقول: أنا مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فلما ولى عمرو بن سعيد بن العاص المدينة أرسل إلى البهي بن أبي رافع، فقال له: من مولاك؟ قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فضربه مائة سوط، ثم قال له: من مولاك؟ فقال مثلها حتى ضربه خمسمائة سوط، فلما خاف أن يموت قال: أنا مولاكم. فلما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بن العاص مدحه البهي بن أبي رافع وهجا عمرو بن سعيد، فهذا يبيّن أنّ صاحب هذه القصة غير أبي رافع والد عبد اللَّه بن أبي رافع، إذ ليس في ولده أحد يسمى البهي.   (1) في أأحيحة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 114 9889- أبو رائطة: يأتي في أبي ريطة «1» . 9890- أبو الرباب «2» : يأتي في الرباب من كتاب النساء. 9891- أبو الرّبذاء: بموحدة ثم معجمة- ويقال بالميم ثم بالمهملة- يأتي. 9892- أبو ربعي: عمرو بن الأهتم التميمي- تقدم. 9893- أبو الربيع «3» : عبد اللَّه بن ثابت الأنصاري. تقدم ذكره في حديث جابر بن عتيك. 9894- أبو ربيعة «4» : غير منسوب. ذكره أبو زكريّا بن مندة مستدركا على جدّه، ولم يخرج له شيئا، قاله أبو موسى. 9895- أبو رحيمة «5» : غير منسوب بالحاء المهملة أو المعجمة. ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق روح بن جناح، عن عطاء بن نافع، عن الحسن، عن أبي رحيمة، قال: حجمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأعطاني درهما. وفي سنده ضعف. 9896- أبو ردّاد الليثي «6» : قال أبو أحمد الحاكم وابن حبّان: له صحبة. روى حديثه الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. [وفي رواية عن الزهري عن أبي سلمة عن ردّاد الليثي أخرجها أبو ردّاد، ولفظه إنّ ردّادا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم] «7» يقول: «قال اللَّه أنا الرّحمن خلقت الرّحم» «8» . وكذا قال ابن حبّان في «ثقات التّابعين» وردّاد الليثي، ثم ساق من طريق معمر عن   (1) أسد الغابة ت 5876. (2) طبقات خليفة 197، التاريخ الكبير 7/ 396، الجرح والتعديل 8/ 312، تاريخ الإسلام 2/ 286. (3) الكنى والأسماء 1/ 70. (4) أسد الغابة ت 5878. (5) أخرجه ابن عدي في الكامل 3/ 1005، 1223 أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 173 وقال رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه الأحوص بن حكيم وفيه كلام وقد وثقه. (6) تبصير المنتبه 2/ 657، تقريب التهذيب 2/ 422، تهذيب التهذيب 12/ 95، تهذيب الكمال 1605. (7) سقط في أ. (8) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 530 عن عبد الرحمن بن عوف كتاب الزكاة باب في صلة الرحم حديث رقم 1694 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2033 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 26 والحاكم في المستدرك 4/ 158 وصححه ووافقه الذهبي وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 64. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 115 الزهري، عن أبي سلمة، عن ردّاد، عن عبد الرحمن بن عوف [194] قال: وما أحسب معمرا حفظه. انتهى. قلت: تابعه ابن عيينة عن الزهري عن الترمذي، وقال: قال البخاري: في حديث معمر خطأ. وأخرجه البخاريّ في «الأدب المفرد» ، من طريق ابن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي الردّاد «1» الليثي، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وتابعه شعيب عن الزهري. وقال أبو حاتم الرّازيّ: المعروف في هذا رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن، ولأبي الردّاد فيه قصة، وهي: اشتكى أبو الردّاد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن ... فذكر الحديث. 9897- أبو الردين: غير منسوب «2» . ذكره البغويّ ولم يخرج له شيئا. وقال ابن مندة: له ذكر في الصحابة ولم يثبت. وأخرج حديثه الحارث بن أبي أسامة، والطبراني في مسند الشاميين، من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن أبي الردين، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما من قوم يجتمعون يتلون كتاب اللَّه ويتعاطونه بينهم إلّا كانوا أضياف اللَّه، وإلّا حفّت بهم الملائكة حتّى يفرغوا» «3» . 9898- أبو رزين: غير منسوب. لم يرو عنه إلا ابنه عبد اللَّه، وهما مجهولان، حديثه في الصيد يتوارى، قاله أبو عمر. 9898 (م) - أبو رزين: آخر، يقال إنه [كان] «4» من أهل الصّفة، روينا حديثه في الخلعيات، من طريق عمرو بن بكر السّكسكي، عن محمد بن زيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال لرجل من أهل الصّفّة يكنى أبا رزين: «يا أبا رزين، إذا   (1) في أالدرداء. (2) أسد الغابة ت 5882. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 7/ 127 عن أبي الردين قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما من قوم يجتمعون على كتاب اللَّه يتعاطونه بينهم ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن عياش وهو مختلف في الاحتجاج به. (4) سقط في أ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 خلوت فحرّك لسانك بذكر اللَّه، لأنّك لا تزال في صلاة ما ذكرت ربّك. يا أبا رزين، إذا أقبل النّاس على الجهاد فأحببت أن يكون لك مثل أجورهم فالزم المسجد تؤذّن فيه، ولا تأخذ على أذانك أجرا» «1» . وسنده ضعيف. ووقع ذكره في حديث آخر ذكره العقيليّ في «الضّعفاء» في ترجمة محمد بن الأشعث: أحد المجهولين، فذكر من طريقه عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: قال أبو رزين: يا رسول اللَّه، إن طريقي على الموتى، فهل من كلام أتكلم به إذا مررت عليهم؟ قال: «قل: السلام عليكم يا أهل القبور من المسلمين، أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع، وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون. فقال أبو رزين: يا رسول اللَّه، يسمعون؟ قال: يسمعون، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا» «2» . قال: «يا أبا رزين، ألا ترضى أن يردّ عليك بعددهم من الملائكة؟ قال العقيليّ: لا يعرف إلا بهذا الإسناد، وهو غير محفوظ، وأصل السلام المذكور على القبور يروى بإسناد صالح غير هذا. 9899- أبو رزين العقيلي «3» : لقيط بن عامر- تقدم في الأسماء. 9900- أبو رعلة القشيري - يأتي في أم رعلة في النساء. 9901- أبو رفاعة العدوي «4» : تميم بن أسد، بفتحتين، كذا سماه البخاري. وقيل ابن أسيد، بالفتح وكسر السين، وقيل بالضم مصغر. قيل: اسمه عبد اللَّه الحارث، قاله خليفة وغيره. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه حميد بن هلال، وصلة بن أشيم العدويّان البصريان، وحديثه في صحيح مسلم من حديث حميد، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر قصة في نزوله عن المنبر لأجله وتحديثه، قال: لما قال له رجل غريب يسأل عن دينه فأقبل عليه ونزل   (1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 366. (2) أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 19. (3) أسد الغابة ت 5885، الاستيعاب ت 2993. (4) مسند أحمد 5/ 80، التاريخ لابن معين 2/ 705، طبقات خليفة 258، تاريخ خليفة 206، التاريخ الكبير 2/ 151، الطبقات الكبرى 7/ 67، مقدمة مسند بقي بن مخلد 121، تاريخ أبي زرعة 1/ 482، المعرفة والتاريخ 3/ 69، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 29، مشاهير علماء الأمصار 5/ 39، الجرح والتعديل 2/ 440، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 64، الكاشف 3/ 295، سير أعلام النبلاء 3/ 14، الوافي بالوفيات 10/ 407، تهذيب التهذيب 2/ 422، خلاصة تذهيب التهذيب 379، تحفة الأشراف 9/ 207، تاريخ الإسلام 1/ 134.. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 117 فقعد على كرسي قوائمه من حديد، قال: وجعل يعلّمني مما علّمه اللَّه ... الحديث. وروى الحاكم من طريق مصعب الزبيري- أنّ أبا رفاعة العدوي له صحبة، واسمه عبد اللَّه بن الحارث بن أسيد بن عدي بن مالك بن تميم بن الدؤل بن حسل بن عدي بن عبد مناة. غزا سجستان مع عبد الرحمن بن سمرة، فقام في آخر الليل فسقط فمات. قال ابن عبد البرّ: كان من فضلاء الصحابة بالبصرة. قتل بكابل سنة أربع وأربعين، وقال خليفة: فتح ابن عامر كابل سنة أربع وأربعين، فقتل فيها أبو قتادة العدوي، ويقال: بل الّذي قيل فيها أبو رفاعة العدوي، وقال عدي بن غنام: قبر أبي رفاعة صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم والأسود بن كلثوم ببيهق، وكذا قال مسلم: إن قبر أبي رفاعة ببيهق. 9902- أبو رقاد: بتخفيف القاف: خاطب بها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم زيد بن ثابت. وقد تقدم في ذلك في ترجمة زيد من طريق الواقدي. 9903- أبو رقيّة: بضم أوله وبقاف مصغرا، تميم بن أوس الداريّ «1» - تقدم في الأسماء. 9904- أبو رمثة «2» : بكسر أوله وسكون الميم ثم مثلثة، البلوي. قال التّرمذيّ: له صحبة، سكن مصر، ومات بإفريقية، وأمرهم أن يسوّوا قبره. حديثه عند أهل مصر، كذا أورده أبو عمر، وفرّق بينه وبين أبي رمثة التميمي الّذي بعده وخالفه المزي، فقال في ترجمة الّذي بعده التيمي، ويقال البلوي. 9905- أبو رمثة التيمي «3» : من تيم الرباب. وقال: التيمي اسمه رفاعة بن يثربي، وقيل يثربي بن عوف، وقيل يثربي بن رفاعة، وبه جزم الطبراني. وقيل اسمه حيان، بتحتانية مثناة، وبه جزم غير واحد، وقيل حبيب بن حيان، وقيل حسحاس. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه إياد بن لقيط، وثابت بن منقذ. روى له أصحاب السنن الثلاثة، وصحح حديثه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم.   (1) في أالرازيّ. (2) تقريب التهذيب 2/ 423، الكاشف 3/ 336، تنقيح المقال 3/ 16، خلاصة تذهيب 3/ 217، تهذيب التهذيب 12/ 97، تهذيب الكمال 3/ 1605، تجريد أسماء الصحابة 2/ 166، در السحابة 769، الكنى والأسماء 1/ 29 بقي بن مخلد 213، التاريخ الكبير 9/ 29. (3) أسد الغابة ت 5889، الاستيعاب ت 2996. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 118 9906- أبو الرّمداء البلوي» : ويقال بالموحدة بدل الميم ثم معجمة- تقدم في الأسماء، وأنّ اسمه ياسر. 9907- أبو رهم الغفاريّ «2» : اسمه كلثوم بن حصين بن خالد بن المعيسر بن زيد بن العميس بن أحمس بن غفار. وقيل ابن حصين بن عبيد بن خلف بن حماس بن غفار الغفاريّ، مشهور باسمه وكنيته. كان ممن بايع تحت الشجرة، واستخلفه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على المدينة في غزوة الفتح. قال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس بذلك. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا طويلا في غزوة تبوك، ومنهم من اختصره. روى عنه ابن أخيه ومولاه أبو حازم التمار. وأخرج أحمد والبغويّ وغيرهما من طريق معمر عن الزهري، أخبرني ابن أخي أبي رهم أنه سمع أبا رهم يقول: غزوت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم غزوة تبوك ... فذكر الحديث. وقال ابن سعد: بعثه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يستنفر قومه إلى تبوك، وحدّث في كتاب الأدب المفرد للبخاريّ، وفي صحيح ابن حبان ومعجم الطبراني، وذكر أبو عروبة أنه رمي بسهم في نحره يوم أحد فبصق فيه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فبرأ. 9908- أبو رهم «3» : بن قيس الأشعري، أخو أبي موسى. تقدم ذكر حديثه في ترجمة أخيه أبي بردة بن قيس، وهو في الطاعون. وإسناده صحيح، ورأيت في التاريخ للمظفري نقلا عن ابن قتيبة، قال: كان أبو رهم يتسرع في الفتن، وكان أخوه أبو موسى ينهي عنها فذكر قصة قال: وقيل إن أبا رهم هذا لا يعرف. قلت: ولعله هذا، ثم وجدت في مسند أحمد في أثناء سند أبي موسى من طريق قتادة: حدثنا الحسن أنّ أبا موسى كان له أخ يقال له أبو رهم يتسرّع في الفتن، فذكر له أبو موسى حديث: ما من مسلمين التقيا بسيفهما فقتل [ ... ] أحدهما الآخر إلّا دخلا النار «4» .   (1) . أسد الغابة ت 5890، الاستيعاب ت 2997. (2) أسد الغابة ت 5899، الاستيعاب ت 3001. (3) أسد الغابة ت 5900، الاستيعاب ت 2998. (4) أخرجه أحمد في المسند 4/ 403 عن أبي موسى الأشعري وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 39 عن أنس ... الحديث قال الهيثمي رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 119 9909- أبو رهم: آخر، اسمه مجدي بن قيس- تقدم. 9910- أبو رهم «1» : الأرحبي. تقدم في مطعم في الأسماء، وذكره البغويّ، ونقل عن أبي عبيد، قال : أبو رهم الشاعر هاجر إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو ابن مائة وخمس سنين، وهو من بني أرحب من همدان. 9911- أبو رهم: يقال هو السمعي، وعندي أنه غير أحزاب- قال ابن سعد: كوفي نزل الشام، وهو من الصحابة ولم ينسبه ولم يسمّه. وأخرج ابن أبي خيثمة من طريق بقية، عن خالد بن حميد، حدثني عمر بن سعيد اللخمي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي رهم صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من عصى إمامه ذهب أجره» «2» أخرجه إسحاق بن راهويه في مسندة، عن بقية، والحسن بن سفيان، عن إسحاق. وأخرج الدولابي من طريق ثور بن يزيد، عن يزيد بن مرثد، عن أبي رهم: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا رجع أحدكم من سفره فليرجع بهديّة إلى أهله، وإن لم يجد إلّا أن يكون في مخلاته حجر أو حزمة حطب فإنّ ذلك يعجبهم» «3» فهذه الأحاديث الثلاثة تصرّح بصحبة أبي رهم. وقد أخرج ابن ماجة الأول من وجه آخر، عن يزيد بن أبي حبيب، فقال: عن أبي الخير عن أبي رهم السمعي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ أفضل الشّفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتّى تجمع بينهما» . وأخرجه الطّبرانيّ كذلك، وزاد في المتن: «وإنّ أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حقّ ... الحديث. فإن لم يكن بعض الرواة أخطأ في قوله السمعي، وإلا فهذا صحابي يقال له السمعي، وليس هو أحزاب بن أسيد لأنّ أحزابا لا صحبة له فلا يمنع أن يتفق اثنان في الكنية والنسبة. 9912- أبو رهيمة: بالتّصغير، السمعي «4» - ذكره المستغفري والبردعي، واستدركه أبو موسى، وقد ذكره ابن مندة في ترجمة أبي نخيلة اللهبي. ويأتي ذلك في حرف النون،   (1) أسد الغابة ت 5901. (2) أخرجه البيهقي 9/ 87 بلفظ « ... فقد عصاني ... » . (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 17508 وعزاه إلى ابن شاهين والدارقطنيّ في الأفراد وابن النجار عن أبي رهم وعزاه أيضا إلى ابن عساكر عن أبي الدرداء وقال المنادي في فيض القدير 1/ 415 إسناده ضعيف وهكذا رمز السيوطي لضعفه. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 166. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 120 فإن أبا موسى أورده من طريق ابن مندة، وجوّز أن يكون هو الّذي قبل هذا، وهو محتمل. 9913- أبو الرّوم بن عمير] بن هاشم «1» بن عبد الدار بن عبد مناف بن قصي العبدري، أخو مصعب. قال البلاذريّ: كان اسمه عبد مناف، فتركه لما أسلم، وهو من السابقين الأولين، هاجر إلى الحبشة، ثم قدم فشهد أحدا. وقال ابن الكلبيّ: قدم قبل خيبر فشهدها. وقال الواقديّ: ليس متّفقا على هجرته إلى الحبشة، وقد نفاها الهيثم بن عدي وغيره. 9914- أبو رومي «2» : ذكره يعقوب بن سفيان، وأخرج من طريق عمرو بن مالك النكري، عن أبي الحوراء، عن ابن عباس، قال: كان أبو رومي من شرّ أهل زمانه، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لئن رأيت أبا روميّ لأضربنّ عنقه» «3» . فلما أصبح غدا نحو النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فإذا هو مع أصحابه يحدّثهم، فلما رآه من بعيد قال: «مرحبا بأبي روميّ، وأخذ يوسّع، فقال له: «يا أبا رومي، ما عملت البارحة؟ قال: ما عسى أن أعمل يا رسول اللَّه! أنا شرّ أهل الأرض؟ قال: «أبشر، فإنّ اللَّه جعل مكسبك إلى الجنّة، فإنّ اللَّه يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء» «4» . 9915- أبو رويحة الثّمالي الفزعيّ «5» : بفتح الفاء والزاي المنقوطة، اسمه ربيعة بن السكن. تقدم في الأسماء. وقال أبو موسى: أبو رويحة الفزعيّ من خثعم، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يواخي بين الناس، قاله المستغفري. 9916- أبو رويحة الخثعميّ «6» : آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين بلال المؤذّن، ويقال اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن الخثعميّ. وأبو رويحة لم يسند عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق، قال:   (1) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 120، 122. (2) أسد الغابة ت 5893. (3) أورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 66. (4) ذكره السيوطي في الدر المنثور 4/ 67 وعزاه لابن مردويه والديلميّ من حديث ابن عباس. (5) تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 166. (6) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 234. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 121 آخى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بين أصحابه «1» ، فكان بلال مولى أبي بكر مؤذّن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو رويحة عبد اللَّه بن عبد الرحمن الخثعميّ أخوين، فلما دوّن عمر الديوان بالشام قال لبلال: إلى من تجعل ديوانك؟ قال: مع أبي رويحة، لا أفارقه أبدا للأخوة المذكورة، فضمّه إليه، وضمّ ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال، فهم مع خثعم بالشام إلى اليوم. وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، ولست أقف على اسمه. قال أبو موسى: وقد ذكره أبو عبد اللَّه بن مندة في «الكنى» ، وليس فيما عندنا من كتابه في الصحابة، ثم ساق من طريق أبي أحمد الحاكم، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن العيص الغساني، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: لما رجع عمر من فتح بيت المقدس وسار إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل، فقال: وأخي أبو رويحة، آخى بيننا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فنزل داريا في بني خولان، فأقبل هو وأخوه إلى حيّ من خولان، فقال: أتيناكم خاطبين، قد كنّا كافرين فهدانا اللَّه عزّ وجل، ومملوكين فأعتقنا اللَّه عز وجل، وفقيرين فأغنانا اللَّه عز وجل، فإن تزوّجونا فالحمد للَّه وإن تردّونا فلا حول ولا قوة إلا باللَّه، فزوّجوهما. وقال أبو عمر: روى عن أبي رويحة قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فعقد لي لواء، وقال: «اخرج فناد: من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن» . قلت: وهذا تقدم في ترجمة ربيعة بن السكن، وفرّق أبو موسى بين الفزعيّ. والخثعميّ، وتعقبه ابن الأثير بأن الفزع بطن من خثعم، وهو الفزع بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل، وهو خثعم، وفاته أن الأول اسمه ربيعة بن السكن، وأخو بلال اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن. وقد ذكرت في ترجمته ما يدل على أنه غير من آخى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين بلال. وقد أورد ابن عساكر حديث الفزعيّ في ترجمة الخثعميّ، فكأنهما عنده واحد. واللَّه أعلم. 9917- أبو رئاب: تقدم في الذال المعجمة أنه قيل في أبي ذئاب أبو رئاب. 9918- أبو ريحانة الأزدي: ويقال الأنصاري «2» ، اسمه شمعون- تقدم في الشين المعجمة من الأسماء.   (1) أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 588، 6/ 130، 7/ 2495. (2) الاستيعاب ت 3004. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 122 9919- أبو ريحانة القرشي «1» : تقدم حديثه في ترجمة عقبة بن مالك الجهنيّ في الأسماء. 9920- أبو ريطة المذحجي «2» : ذكره الدّولابيّ والطّبرانيّ وابن مندة، وأخرجوا من طريق عبد اللَّه بن أحمد اليحصبي، عن علي بن أبي علي، عن الشعبي، عن أبي ريطة بن كرامة المذحجي، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال لقوم سفر: «لا يصحبنكم خلال من هذه النّعم ولا يردّنّ سائلا، ولا يصحبنّ أحد منكم ضالّة إن كنتم تريدون الرّبح والسّلام» «3» ... الحديث. ووقع في رواية الطّبرانيّ عن أبي ريطة عبد اللَّه بن كرامة، وأخرج المستغفري من طريق عمر بن صبيح، عن أبي حريز قاضي سجستان، عن الشعبي، عن أبي ريطة المذحجي، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه بينما هو جالس ذات ليلة بين المغرب والعشاء إذ مرّت به رفقة تسير سيرا حثيثا ... فذكر الحديث. وذكره البغويّ فقال: أبو ريطة، ولم يخرج له شيئا. 9921- أبو ريطة: آخر، غير منسوب «4» . ذكره أبو نعيم، وأخرج من طريق الحسن بن سفيان، قال: حدثنا نصر بن علي، حدثتني أم يونس بنت يقظان المجاشعية، حدثتني ريطة، وكان أبوها من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عن أبيها، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لأن ألطع «5» قصعة أحبّ إليّ من أن أتصدّق بملئها طعاما» . واستدركه أبو موسى. 9922- أبو ريمة «6» : بكسر أوله وسكون التحتانية المثناة بعدها ميم. ذكره ابن حبّان في الصحابة ولم يسمّه ولم يعرف من حاله بشيء، وأخرج ابن مندة، وأبو نعيم، من طريق المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس، قال: صلى بنا إمام يكنى أبا   (1) أسد الغابة ت 5905. (2) الكنى والأسماء 1/ 28 و 31. (3) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (17617) وعزاه للدولابي في الكنى وابن مندة والطبراني وابن عساكر وقال: وهو ضعيف. (4) أسد الغابة ت 5906. (5) اللّطع: لطعك الشّيء بلسانك وهو اللحس، حكى الأزهري عن الفراء لطعت الشيء ألطعه لطعا إذا لعقته. اللسان 5/ 4036. (6) الكاشف 3/ 336، خلاصة تذهيب 3/ 217، الثقات 3/ 454، تهذيب التهذيب 12/ 98، تجريد أسماء الصحابة 2/ 167، تقريب التهذيب 2/ 423 تهذيب الكمال 1605. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 123 ريمة فسلّم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خدّيه ثم قال: صليت بكم كما رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلي. وذكر ابن مندة أنّ شعبة رواه عن الأزرق بن قيس بن عبد اللَّه بن رياح، عن رجل من الصحابة ولم يسمه. وذكر المزّي في الأطراف أن أبا داود أخرجه من هذا الوجه، ولم أقف على ذلك في شيء من نسخ السنن، منها نسخة بخط أبي الفضل بن طاهر، والنسخة المنقولة من خط الخطيب، وقد قابلها عليها جماعة من الحفاظ، وهي في غاية الإتقان. واتفقت على أن الصحابي أبو رمثة بتقديم الميم وسكونها على المثلثة، وكذا أورد الطّبرانيّ هذا الحديث في مسند أبي رمثة من معجمه، وكذا رأيته في مستدرك الحاكم. واللَّه أعلم. القسم الثاني خال. القسم الثالث 9923- أبو رافع الصائغ «1» : اسمه نفيع، وهو مدني نزل البصرة، وهو مولى بنت النجار، وقيل بنت عمه- ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل البصرة، وقال: خرج قديما من المدينة، وهو ثقة. وأخرج الحاكم أبو أحمد في الكنى من طريق مرحوم العطار، عن ثابت البناني، عن أبي رافع- أنه أكل لحم سبع في الجاهلية. قلت: أكثر عن أبي هريرة، وروى أيضا عن الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبيّ بن كعب، وأبي موسى وغيرهم. روى عنه ابنه عبد الرحمن، وثابت البناني، وبكر المزني، وقتادة وسليمان التيمي، وآخرون. قال العجليّ: ثقة من كبار التابعين، ورجّح الطبراني أن اسمه كنيته ووثّقه، وقال أبو عمر: مشهور من علماء التابعين، أدرك الجاهلية. وأخرج إبراهيم الحربي في غريب الحديث بسند جيّد عن أبي رافع، قال: كان عمر يمازحني يقول: أكذب الناس الصائغ، يقول: اليوم، غدا.   (1) الطبقات الكبرى 7/ 122، التاريخ لابن معين 61012، الطبقات لخليفة 235، المعرفة والتاريخ 1/ 230، الكنى والأسماء 1/ 175، الجرح والتعديل 8/ 489، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 230، سير أعلام النبلاء، تذكرة الحفاظ 1/ 69، الكاشف 3/ 184، تهذيب التهذيب 10/ 472، تقريب التهذيب 30612، تاريخ الإسلام 3/ 516، أسد الغابة ت (5875) ، الاستيعاب ت (2988) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 124 9924- أبو رجاء العطاردي «1» : قيل اسمه عمران بن ملحان، وقيل ابن تيم، وقيل ابن عبد اللَّه، ويقال اسمه عطارد. قال ابن قتيبة: ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة، وعاش إلى خلافة هشام بن عبد الملك، كذا رأيته في التاريخ المظفري. وقال أشعث بن سوّار: بلغ سبعا وعشرين ومائة سنة. وفي صحيح البخاري من طريق ... لما بعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فررنا إلى النار إلى مسيلمة. وقال أبو حاتم: جاهلي، أسلم بعد فتح مكة، وعاش مائة وعشرين سنة. وقال البخاري: يقال مات قبل الحسن، وكانت وفاة الحسن سنة عشرة، وأرسل عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى عن عمر، وعلي، وعمران بن حصين، وسمرة بن جندب، وابن عباس، وعائشة وغيرهم. روى عنه أيوب، وجرير بن حازم، وعوف الأعرابي، ومهدي بن ميمون، وعمران القصير، وأبو الأشهب، والجعد أبو عثمان، وآخرون. قال ابن سعد: كان له علم وقرآن ورواية، وهو ثقة، وأمّ قومه أربعين سنة، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، قال: وقال الواقدي: مات سنة سبع عشرة، وهو وهم. وقال الذهلي: مات قبل الحسن، أظنه سنة سبع ومائة، ووثّقه أيضا يحيى بن معين، وأبو زرعة، وابن عبد البر، وزاد: كانت فيه غفلة. 9925- أبو رزين الأسدي «2» : مسعود بن مالك- تابعي مختلف في إدراكه، وسيأتي في القسم الّذي بعده. 9926- أبو الرّقاد «3» : اسمه شويس، بمعجمة ثم مهملة مصغرا. 9927- أبو رمح الخزاعي: ذكره دعبل بن عليّ في «طبقات الشّعراء» في أهل الحجاز، وقال: مخضرم، وهو الّذي رثى الحسين بن علي بتلك الأبيات السائرة:   (1) تنقيح المقال 3/ 16، وفيات ابن قنفد 114. (2) التاريخ لابن معين 2/ 561، الطبقات لخليفة 155، التاريخ الكبير 7/ 423، المعرفة والتاريخ 93912، الكنى والأسماء 1/ 176، المراسيل 202، الجرح والتعديل 8/ 284، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 231، تحفة الأشراف 13/ 388، الكاشف 3/ 121، جامع التحصيل 343، تهذيب التهذيب 10/ 118، تقريب التهذيب 2/ 243، تاريخ الإسلام 3/ 516. (3) الكنى والأسماء 1/ 177. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 125 مررت على أبيات آل محمّد ... فلم أرها كعهدها يوم حلّت فلا يبعد اللَّه البيوت وأهلها ... وإن أصبحت من أهلها قد تخلّت [الطويل] 9928- أبو رهم السمعي: ويقال له الظّهري «1» . اسمه أحزاب بن أسيد- تقدم في الأسماء. القسم الرابع 9929- أبو رزين: مسعود بن مالك الأسدي «2» ، مولاهم، [وقيل] «3» مولى علي «4» ، اسمه عبيد. نزل الكوفة، وروى عن ابن أم مكتوم، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى الأشعري، وأبي هريرة، وغيرهم. وعنه ابنه عبد اللَّه، وإسماعيل بن أبي خالد، وعطاء بن السائب، والأعمش، ومنصور، وموسى بن أبي عائشة، ومغيرة بن مقسم، وآخرون. قال أبو حاتم: يقال إنه شهد صفّين مع علي، وذكره البخاري في الطهارة من صحيحه تعليقا من فعله، وأسند له في الأدب المفرد. وأخرج له مسلم والأربعة من روايته عن الصحابة «5» . وذكره ابن شاهين في الصحابة، وتعقّبه أبو موسى، وقال: لا صحبة له ولا إدراك، ثم ساق من طريق عاصم بن أبي وائل، قال: ألا يعجب من أبي رزين قد هرم، وإنما كان غلاما على عهد عمر، وأنا رجل. وقال غيره: كان أكبر من أبي وائل، وكان عالما فهما، كذا وقع بخط المزّيّ في «التّهذيب» ، وتعقبه مغلطاي بأنّ قوله فهما، بالفاء، غلط، وإنما هو بالباء المكسورة. كذا ذكره البخاري في التاريخ عن يحيى القطان عن أبي بكر، قال: كان أبو رزين أكبر من أبي، قال يحيى وكان عالما بهما. ووثّقه أبو زرعة والعجليّ وغيرهما. قلت: وله رواية عن معاذ بن جبل، وهي مرسلة. وأنكر أبو الحسن بن القطان أن يكون أدرك ابن أم مكتوم، وقال شعبة فيما حكاه ابن أبي حاتم عنه في المراسيل: لم يسمع من ابن مسعود. قيل قتله عبيد اللَّه بن زياد بعد سنة ستين، وقيل عاش إلى الجماجم بعد سنة ثمانين، وأرّخه ابن قانع سنة خمس وتسعين.   (1) أسد الغابة ت 5897، الاستيعاب ت 3000. (2) أسد الغابة ت 5883. (3) سقط في أ. (4) في أمولى علي وقيل اسمه عبيد. (5) في أمن الصحابة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 126 9930- أبو رهم الأنماري «1» : ذكره أبو بكر بن أبي عليّ في الصحابة، وأخرج عن أبي بكر بن أبي عاصم بسنده إلى ثور بن زيد، عن خالد بن معدان، عن أبي رهم الأنماري، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا أخذ مضجعه قال: «بسم اللَّه، اللَّهمّ اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفكّ رهاني» ... الحديث. استدركه أبو موسى، وهو خطأ نشأ عن تحريف وتصحيف، وإنما هو أبو زهير الأنماري، كذا أخرجه ابن أبي عاصم، وهو على الصواب في كتاب الدعاء له، وكذا أخرجه الطبراني. 9931- أبو رهم الظهري» : أورده أبو بكر بن أبي عليّ، واستدركه أبو موسى فأخطأ، فإنه السمعي، واسمه أحزاب، وليست له صحبة. وقد ذكره ابن أبي عاصم عن محمد بن مصفى، عن يحيى بن سعيد العطار- أن أبا رهم الظّهري كان في مائتين من العطاء بحمص، وكان شيخا كبيرا يخضب بالصّفرة، وكان له ابن اسمه عمارة أصيب مع يزيد بن المهلب. 9932- أبو رهيمة الشجاعي «3» : استدركه أبو موسى [ ... ] ، وعزاه لجعفر المستغفري، [وهو خطأ، فإن الشجاعي تصحيف من السماعي، والحديث الّذي ذكره المستغفري من طريق سليمان بن داود بإسناد له، كذا قال، هو الحديث الّذي تقدم في الأول] «4» من طريق سليمان بن داود المكيّ تبعا له. 9933- أبو ريحانة «5» : عبد اللَّه بن مطر. ذكره أبو نعيم وهو خطأ، فإن أبا ريحانة الصحابي اسمه شمعون، وأما عبد اللَّه بن مطر فهو تابعي يروي عن سفينة خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. 9934- أبو ريطة المذحجي:   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 166. (2) أسد الغابة ت 5898. (3) أسد الغابة ت 5902. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت 5904. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 127 فرّق أبو موسى بينه وبين أبي رائطة، وهو واحد، والحديث واحد، قال بعضهم فيه عن أبي رائطة، وقال بعضهم عن أبي ريطة، كما أوضحت ذلك في القسم الأول . 9935- أبو ريمة «1» : تقدم القول فيه في القسم الأول. حرف الزاي المنقوطة القسم الأول 9936- أبو زرارة الأنصاري «2» : ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وقال أبو عمر: فيه نظر. وقال البغويّ: لم يسم، ولا أدري له صحبة أم لا، وأخرج هو وابن أبي خيثمة من طريق أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي زرارة الأنصاري- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من سمع النّداء ثلاثا فلم يجب كتب من المنافقين» . وأخرجه عن شيخ آخر عن آبان مرسلا. وجوز بعضهم أن يكون أبو زرارة هو عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وقد تقدم ذكره في القسم الثاني من حرف العين. 9937- أبو زرارة النخعي «3» : له وفادة. قال ابن الكلبيّ: حكاه ابن الأثير عن ابن الدباغ، قال: والّذي في «الجمهرة» زرارة اسم لا كنية. قلت: وهو كما قال، وقد تقدم في الأسماء، وإنما ذكرته للاحتمال. 9938- أبو الزّعراء «4» : ذكره ابن مندة، وقال: عداده في أهل مصر، وذكر من طريق عبد اللَّه بن جنادة المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي الزعراء، قال: خرجت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في سفر له، فغشيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ونحن على ظهر، فسمعته يقول: «غير   (1) أسد الغابة ت 5908. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 167، الكنى والأسماء 1/ 183. (3) أسد الغابة ت 5910. (4) التاريخ الكبير 9/ 90، تاريخ الثقات للعجلي 1953، معرفة الثقات للعجلي 2152- الجرح والتعديل 9/ 374. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 128 الدّجال أخوف على أمّتي» «1» ... الحديث. وبه: الأئمّة المضلّون. وذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين دخلوا مصر، وقال: لهم عنه حديث واحد، ثم ساقه من الوجه المذكور. 9939- أبو زعنة الشاعر «2» : مختلف في اسمه، فقيل: عامر بن كعب بن عمرو بن خديج. وقيل عبد اللَّه بن عمرو. وقيل كعب بن عمرو. قال الطبري: شهد بدرا، ذكر ذلك أبو عمر. قلت: ذكر ابن إسحاق أنه شهد أحدا فقال: قال أبو زعنة بن عبد اللَّه بن عمرو بن عتبة أحد بنى جشم بن الخزرج يوم أحد: أنا أبو زعنة يعدوني الهرم ... لم يمنع المخزاة إلّا بالألم يحمي الدّيار خزرجيّ من جشم [الرجز] قلت: وهو بفتح أوله والنون بينهما عين مهملة. 9940- أبو زمعة البلوي «3» : سماه العسكري عبيدا بالتصغير ابن أرقم، وعند أبي موسى بغير تصغير ولا اسم أب. ذكره البغويّ، وابن السّكن، وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا من طريق ابن لهيعة عن عبيد اللَّه بن المغيرة، عن أبي قيس مولى بني جمح: سمعت أبا زمعة البلوي، وكان من أصحاب الشجرة ممّن بايع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتى يوما إلى الفسطاط، فقام في الرحبة وقد بلغه عن عبد اللَّه بن عمرو بعض التشديد، فقال: لا تشدّدوا على الناس، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قتل رجل من بني إسرائيل تسعا وتسعين نفسا» «4» ... الحديث بطوله، وروايته في معجم البغوي في آخر حرف القاف، وما عرفت ما سبب ذلك، ثم رأيت في نسخة أخرى يقال اسمه عبيد بن آدم.   (1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 390 عن البراء قال خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في سفر فصلى بنا العشاء الآخرة فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون، أبو داود 1/ 390 كتاب الصلاة باب قصر قراءة الصلاة في السفر حديث رقم 1221. (2) أسد الغابة ت 5914، الاستيعاب ت 3008. (3) أسد الغابة ت 5915، الاستيعاب ت 3009. (4) أورده الهيثمي في الزوائد 10/ 215 عن عبد اللَّه بن عمرو وقال رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 129 9941- أبو الزّهراء البلوي «1» : صحابي، شهد فتح مصر، ذكره ابن مندة عن ابن يونس، وأظنه تصحيفا، وإنما هو أبو الزعراء، فليس في تاريخ مصر لابن يونس غير أبي الزّعراء، وكذا وقع في الصحابة الذين دخلوا مصر لابن الربيع الجيزي. 9942- أبو الزهراء القشيري: يأتي في القسم الثالث، ويمكن أن يكون من أهل هذا القسم، لأن في ترجمته أنه ممن أمّره يزيد بن أبي سفيان في بعض فتوح الشام. وقد تقدم غير مرة أنهم لم يكونوا يؤمرون في الفتوح إلا الصحابة، وقد قرن في هذه القصة بدحية بن خليفة. 9943- أبو زهير بن أسيد بن جعونة: تقدم في ترجمة قرة بن دعموص. 9944- أبو زهير الأنماري: تقدم فيمن اسمه أبو الأزهر. 9945- أبو زهير الثقفي «2» : قال ابن حبّان في الصحابة: كان في الوفد. قال البغويّ: سكن الطائف. وقال ابن ماكولا: وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وفرّق أبو أحمد في الكنى بين أبي زهير بن معاذ وبين أبي زهير الثقفي، فقال في الثقفي: اسمه عمار بن حميد، وهو والد أبي بكر بن أبي زهير، وحديث أبي زهير عند أحمد وابن ماجة والدارقطنيّ في الأفراد بسند حسن غريب، من طريق نافع بن عمر الجمحيّ، عن أمية بن صفوان، عن أبي بكر بن أبي زهير، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: خطبنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالنّباوة «3» من أرض الطائف، فقال: «يوشك أن تعرفوا أهل الجنّة من أهل النّار» «4» . قالوا: بم يا رسول اللَّه؟ قال: «بالثّناء الحسن، والثّناء السّيّء، أنتم شهداء بعضكم على بعض» «5» .   (1) أسد الغابة ت 5917. (2) الثقات 3/ 457 تقريب التهذيب 2/ 425، بقي بن مخلد 805، تهذيب التهذيب 12/ 101، تهذيب الكمال 3/ 1606، تجريد أسماء الصحابة التاريخ الكبير 9/ 33. (3) النّباوة: بالفتح وبعد الألف واو مفتوحة: موضع بالطائف. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1353. (4) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1411 عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه بلفظه ... كتاب الزهد (37) باب الثناء الحسن (25) حديث رقم 4221، قال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح رجاله ثقات وليس لأبي زهير هذا عند ابن ماجة سوى هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب الستة وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 123 والحاكم في المستدرك 1/ 120 عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبيه بلفظه ... قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد وقال البخاري أبو زهير من كبار التابعين وإسناد الحديث صحيح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (5) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1411 كتاب الزهد باب 25 الثناء والحسن حديث رقم 4221 قال-- البوصيري في مصباح الزجاجة إسناده صحيح ورجاله ثقات وليس لأبي زهير هذا عند ابن ماجة سوى هذا الحديث وليس له شيء في بقية الكتب الستة وأخرجه أحمد في المسند 3/ 416، 6/ 416، البيهقي في السنن الكبرى 10/ 123. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 130 قال الدّارقطنيّ: تفرد به أمية بن صفوان عن أبي بكر، وتفرد به نافع بن عمر عن أمية. وأورد الحاكم أبو أحمد من طريق سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن عمار بن حميد عن أبيه حديثا، وهذا سند صحيح. وتقدم حديث معاذ في الأسماء، وحكى المزي أنه قيل إنه عمارة بن رويبة. 9946- أبو زهير بن معاذ بن رياح الثقفي «1» . قال الحسين بن محمّد القبّانيّ: له صحبة، وقيل معاذ اسمه. قال الحاكم أبو أحمد: ذكر إبراهيم الحربي أنّ أبا زهير بن معاذ ممن غلبت عليه كنيته من الصحابة، وأورد له حديث: إذا سميتم فعبدوا. وهذا الحديث أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة معاذ الثقفي، وقد ذكرت ما فيه هناك، وأورده المزي في ترجمة أبي زهير الثقفي، فقال: وقيل أبو زهير بن معاذ. 9947- أبو زهير النميري «2» : قيل هو أبو زهير الأنماريّ الّذي يقال له أبو زهر «3» . والراجح أنه غيره، أخرج ابن مندة من طريق صبح بن مخرمة، حدثني أبو مصبح المقري، قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري، وكان من الصحابة، فيتحدث بأحسن الحديث، وإذا دعا الرجل منا قال: اختمها بآمين، فإن آمين في الدعاء مثل الطابع على الصحيفة. قال أبو زهير: وأخبركم عن ذلك، خرجنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم نمشي ذات ليلة، فأقمنا على رجل في خيمة قد ألحف في المسألة، ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يسمع منه، فقال: «أوجب إن ختم» «4» ، فقال له رجل من القوم: بأي شيء يختم؟ قال: «بآمين، فإنّه إن ختم بآمين فقد أوجب» . فانصرف الرجل الّذي سمعه، فأتى الرجل، فقال اختم بآمين يا فلان في كل شيء وأبشر، ثم قال: وهذا حديث غريب تفرد به الفريابي عن صبح، وأخرج البغويّ، والطبراني   (1) كتاب الجرح والتعديل 9/ 374. (2) التاريخ الكبير 9/ 32، تهذيب الكمال 1606. (3) في أالأزهر. (4) أورده ابن حجر في فتح الباري 11/ 200، ومشكاة المصابيح حديث رقم 8465. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 131 في مسند الشاميين من طريق ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد الحضرميّ، عن أبي زهير النميري، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تقاتلوا الجراد فإنّه جند من جند اللَّه الأعظم» «1» . قال البغويّ: سكن الشام. وقد تقدم في يحيى بن نفير شيء من هذا، ويحتمل أن يكون هو أبا زهير بن جعونة المتقدم ذكره، فإنه نميري. 9948- أبو الزوائد اليماني «2» : ذكره مطيّن والدّولابيّ في «الكنى» من الصحابة، وأورد الفاكهيّ وجعفر الفريابيّ في كتاب «النّكاح» بسند صحيح من إبراهيم بن ميسرة، قال: قال لي طاوس ونحن نطوف: لتنكحنّ أو لأقولنّ لك ما قال عمر لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور. وأخرج الطّبرانيّ من طريق زياد بن نصر، عن سليم بن مطين، عن أبيه، عن أبي الزوائد، قال: كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في حجة الوداع ... فذكر حديثا طويلا، أخرج أبو داود بعضه من هذا الوجه، وتقدمت الإشارة إليه في حرف الذال المعجمة، فإن منهم من قال إن أبا الزوائد هو ذو الزوائد ممن ذكره في الكنى البخاري، وذكر بهذا الإسناد طرفا من هذا الحديث. 9949- أبو زياد: مولى بني جمح. روى عن أبي بكر الصديق وعنه خالد بن معدان. كذا في «التّجريد» ، وكأنه عنده مخضرم، وقد وجدت له حديثا مرفوعا أخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق سفيان بن حبيب، عن ثور بن زيد، عن خالد بن معدان، عن أبي زياد، قال: فما نسيت أني رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا صلى وضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة. 9950- أبو زياد الأنصاري «3» : تقدم في زرارة- في الأسماء. 9951- أبو زيد: الّذي جمع القرآن. وقع في حديث أنس في «صحيح البخاري» غير مسمّى. وقال أنس: هو أحد عمومتي، واختلفوا في اسمه، فقيل أوس، وقيل ثابت بن زيد، وقيل معاذ، وقيل سعد بن عبيد، وقيل قيس بن السكن، وهذا هو الراجح كما بينته في حرف القاف.   (1) أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 109. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 169. (3) الكنى والأسماء 1/ 32، الطبقات الكبرى 7/ 27، تنقيح المقال 3/ 17. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 132 9952- أبو زيد بن أخطب «1» : اسمه عمرو بن أخطب بن رفاعة بن محمود بن بشر بن عبد اللَّه بن الضيف بن أحمر «2» بن عدي بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر الأنصاري الخزرجي، أبو زيد، مشهور بكنيته، وهو جدّ عزرة بن ثابت لأمه. أخرج التّرمذيّ من طريق أبي عاصم، عن عزرة، عن علباء بن أحمر، عن أبي زيد بن أخطب، قال: مسح النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يده على وجهي ودعا لي «3» . وفي رواية أحمد في هذا الحديث وحده زادني جمالا، قال: فأخبرني غير واحد إنه بلغ بضعا ومائة سنة، أسود الرأس واللحية. وفي رواية لأحمد من وجه آخر، عن أبي نهيك: حدثني أبو زيد، قال: استسقى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ماء، فأتيته بقدح فيه ماء، فكانت فيه شعرة، فأخذتها. فقال: «اللَّهمّ جمّله» «4» ، قال: فرأيته ابن أربع وتسعين ليس في لحيته شعرة بيضاء، وصححه ابن حبّان والحاكم، وعند مسلم من هذا الوجه عن أبي بكر: صلّى بنا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الفجر، وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضر الظهر «5» ... الحديث. وفي الشّمائل للترمذيّ من الطريق المذكورة عن أبي زيد: قال لي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: يا أبا زيد، ادن منّي امسح ظهري، فمسحت ظهره، فوضعت أصابعي على الخاتم ... » الحديث. وصححه ابن حبان والحاكم. 9953- أبو زيد الضحاك: اسمه ثابت. 9954- أبو زيد بن عبيد: اسمه سعد «6» . 9955- أبو زيد بن عمرو بن حديدة، اسمه قطبة. 9956- أبو زيد بن غرزة: اسمه عمرو- تقدموا في الأسماء، وكلهم من الأنصار. 9957- أبو زيد الأنصاري الخزرجي: جد أبي زيد النحويّ البصري «7» .   (1) أسد الغابة ت 5929، الاستيعاب ت 3016. (2) في أيعمر. (3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 554 عن أبي زيد بن أخطب قال مسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يده على وجهي ودعا لي ... الحديث كتاب المناقب (50) باب (6) حديث رقم 3629 قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب وأبو زيد اسمه عمرو بن أخطب. (4) قال الهيثمي في الزوائد 2/ 218، رواه الطبراني في الصغير وفيه من لا يعرف. (5) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 62. (6) أسد الغابة ت 5928. (7) أسد الغابة ت 5924، الاستيعاب ت 3015. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 133 قال الحاكم أبو أحمد: له صحبة، والنحويّ اسمه سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد. وقال الواقديّ: هو غير الّذي جمع القرآن، فقد تقدم أنه لا عقب له. 9958- أبو زيد بن عمرو الجذامي: ذكره ابن إسحاق في وفد جذام. 9959- أبو زيد الأرحبي: اسمه عمرو بن مالك- تقدم في الأسماء. 9960- أبو زيد الأنصاري «1» : آخر. ذكره البغويّ، وأخرج من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أبي زيد الأنصاري- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال- يعني في الخوارج: «يدعون إلى اللَّه، وليسوا من اللَّه في شيء، من قاتلهم كان أوفى باللَّه منهم» . 9961- أبو زيد الأنصاري: آخر. ذكر ابن الكلبيّ أنه استشهد بأحد، واستدركه ابن فتحون. 9962- أبو زيد: غير منسوب» . ذكره البغويّ، وأخرج من طريق شعبة، عن عنم بن حويص: سمعت أبا زيد يقول: غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث عشرة غزوة «3» ، وأخرجه أحمد بن حنبل في مسند أبي زيد [ابن أخطب الأنصاري لكنه وقع في روايته عن شعبة عن تميم، سمعت أبا زيد] «4» يقول ... فذكره ولم ينسبه. 9963- أبو زيد: قالت فاطمة بنت قيس في حديثها الطويل في نفقة البائن وسكناها: فشرفني اللَّه بأبي زيد، يعني أسامة بن زيد، وهي كنيته. أخرجه مسلم من طريق أبي بكر بن أبي الجهم عن فاطمة. 9964- أبو زيد الجرمي «5» : قال «6» أبو أحمد: له صحبة، وفي إسناده مقال. قال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا. قلت: وأخرج حديثه البغويّ والطبراني من طريق عبيد بن إسحاق العطار أحد الضعفاء   (1) الاستيعاب ت 3019. (2) الاستيعاب ت 3020. (3) في أوهذا أخرجه. (4) سقط في أ. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 169، التاريخ لابن معين 2/ 149. (6) في أقال الحاكم أبو أحمد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 134 عن مسكين بن دينار، عن مجاهد، سمعت أبا زيد الجرمي يقول: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا يدخل الجنّة عاق ولا منّان ولا مدمن خمر» «1» . وعبيد ضعيف جدا، وقد خولف، قال الدار الدّارقطنيّ في العلل: رواه يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، فقال: عن أبي سعيد الخدريّ. وقال عبد الكريم: عن مجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو. 9965- أبو زيد الغافقي «2» : ذكره ابن مندة، وقال: عداده في أهل مصر، ثم أورد من طريق عمرو بن شراحيل المعافري، عن أبي زيد الغافقي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «الأسوكة ثلاثة: أراك، فإن لم يكن فعنم «3» فإن لم يكن عنم فبطم «4» » . قال أبو وهب الغافقي راويه عن عمر بن شراحيل: العنم الزيتون. وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. 9966- أبو زيد: سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعنه الحسن البصري، وجوّز ابن مندة أنه عمرو بن أخطب. 9967- أبو زيد: غير منسوب. أخرج الطّبرانيّ في الأوسط من طريق الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك، قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة، قال: كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام فاستمعها حتى ختمها، فقال: «ما في القرآن مثلها» «5» . قيل: يجوز أنه عمرو بن أخطب أيضا. 9968- أبو زيد: غير منسوب أيضا.   (1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف حديث رقم 29/ 20 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 239 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 325 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43996، 44036. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 169. (3) العنم: شجر ليّن الأغصان لطيفها يشبه به البنان، كأنه بنان العذارى واحدها عنمة وهو مما يستاك به. اللسان 4/ 3139. (4) البطم: شجر الحبة الخضراء واحدته بطمة. اللسان 1/ 303. (5) أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 313 عن أبي زيد وكانت له صحبة قال كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في بضع فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن فقام النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فاستمع حتى ختمها قال ما في القرآن مثلها. قال الهيثمي رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحسن بن دينار وهو ضعيف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 135 أخرج حديثه أبو مسلم الكجّيّ في كتاب «السّنن» له، من طريق حماد عن سعيد بن قطن، عن أبي زيد- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- قال: «يمسح المسافر على الخفين ثلاثة أيّام ولياليهنّ، والمقيم يوما وليلة» «1» . 9969- أبو زينب بن عوف الأنصاري «2» : قال أبو موسى: ذكره أبو العبّاس بن عقدة في كتاب «الموالاة» من طريق علي بن الحسن العبديّ، عن سعد، هو الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: نشد على الناس في الرحبة من سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول يوم غدير [ما قال إلا قام، فقام بضعة عشر رجلا منهم أبو أيوب، وأبو زينب بن عوف، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول، وأخذ بيدك يوم غدير] «3» فرفعها، فقال: «ألستم تشهدون أنّي قد بلّغت؟» قالوا: نشهد، قال: «فمن كنت مولاه فعليّ مولاه» «4» ، وفي سنده غير واحد من المنسوبين إلى الرفض. القسم الثاني 9970- أبو زرعة بن زنباع : هو روح الجذامي- تقدم في الأسماء. القسم الثالث 9971- أبو زبيد الطائي: الشاعر المشهور. له إدراك، واختلف في إسلامه، واسمه حرملة بن منذر، ويقال المنذر بن حرملة بن معديكرب بن حنظلة بن النعمان بن حية، بتحتانية مثناة، ابن سعد بن الغوث بن الحارث بن ربيعة بن مالك بن هني بن عمرو بن الغوث بن طي الطائي. قال الطّبريّ: كان أبو زبيد في الجاهلية مقيما عند أخواله بني تغلب بالجزيرة، وكان   (1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 213 عن خزيمة بن ثابت ولفظه أن رسول اللَّه كان يقول يمسح المسافر على الخفين ثلاث ليال والمقيم يوما وليلة. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 798 والطبراني في الكبير 8/ 69، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 278. (2) تقريب التهذيب 2/ 425، الكاشف 3/ 338، تهذيب الكمال 3/ 1607، تجريد أسماء الصحابة 2/ 170. (3) سقط في أ. (4) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 221، 241 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 36418، 36417 وعزاه لأبي بكر الخطيب في الأفراد وابن أبي عاصم في السنة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 136 في الإسلام منقطعا إلى الوليد بن عقبة بن أبي معيط في ولايته الجزيرة، وفي ولايته الكوفة، ولم يزل به الوليد حتى أسلم وحسن إسلامه، وكان أبو مورّع وأصحابه يضعون على الوليد العيون، فقيل لهم: هذا الوليد الآن يشرب الخمر مع أبي زبيد، فاقتحموا عليه في نفر، فأدخل شيئا كان بين يديه تحت سريره، فهجموا على السرير، فاستخرجوا من تحته طبقا فيه بعار من عنب فخجلوا. وقال ابن قتيبة: لم يسلم أبو زبيد، ومات على نصرانيته. وقال المرزباني: كان نصرانيا وهو أحد المعمرين، يقال عاش مائة وخمسين سنة، وأدرك الإسلام فلم يسلم، واستعمله عمر بن الخطاب على صدقات قومه ولم يستعمل نصرانيا غيره، وبقي إلى أيام معاوية، وكان ينادم الوليد بن عقبة بن أبي معيط بالكوفة، فلما شهد على الوليد بأنه شرب الخمر وصرف عن إمرة الكوفة قال أبو زبيد: فلعمر الإله لو كان للسّيف ... نصال وللّسان مقال ما نفى بيتك الصّفا ولا أتوه ... ولا حال دونك الإسعال [الخفيف] قال: ورثى علي بن أبي طالب لما مات، ولم يذكر منها المرزباني شيئا، وذكر أبو الفرج الأصبهاني منها، ونقله عن المبرد: إنّ الكرام على ما كان من خلق ... رهط امرئ جامع للدين مختار طبّ بصير بأصناف الرّجال ولم ... يعدل بخير رسول اللَّه أخيار [البسيط] إلى آخر الأبيات. وقال الأصبهانيّ: كان طول أبي زبيد ثلاثة عشر شبرا، وكان أعور، أخوه من خاصة ملوك العجم، ولما مات دفن إلى قبر الوليد بن عقبة، فمر بهما أشجع السلمي، فقال: مررت على عظام أبي زبيد ... وقد لاحت ببلقعة صلود وكان له الوليد نديم صدق ... فنادم قبره قبر الوليد [الوافر] قال: وكان أبو زبيد مغري بوصف الأسد في شعره، وله في ذلك خبر مع عثمان، وقد قيل: إن قومه قالوا: إنا نخاف أن تسبنا العرب بوصفك الأسد، فترك وصفه. وقال المرزباني: بقي إلى أيام معاوية، ومات الوليد قبله، فمرّ بقبره فقال: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 يا صاحب القبر السّلام على ... من حال دون لقائه القبر يا هاجري إذ جئت زائره ... ما كان من عاداتك الهجر [الكامل] 9972- أبو الزبير: مؤذن بيت المقدس. له إدراك، وكان يؤذّن في زمن عمر، فأخرج أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق مرحوم بن عبد العزيز العطار، عن أبيه، عن أبي الزبير مؤذن بيت المقدس، قال: جاءنا عمر بن الخطاب، فقال: إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحذم. 9973- أبو الزهراء القشيري: ذكره ابن عساكر في الكنى، فقال: هو ممن أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد فتح دمشق، وولي صلح أهل الثنية وحوران من قبل يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر، ثم ساق من طريق سيف بن عمر في الفتوح، قال: وبعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في خيل بعد فتح دمشق إلى تدمر «1» ، وأبا الزهراء إلى الثنية وحوران يصالحونها على دمشق، ووليا القيام على فتح ما بعثا إليه، وكان أخو أبي الزهراء قد أصيبت رجله بدمشق يوم فتح دمشق، فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا بذلك، فأجابهم نابغة بني جعدة فذكر الشعر، ثم قال سيف في قصة من شرب الخمر بدمشق وحدّهم عمر: وقال أبو الزهراء القشيري في ذلك: صبري ولم أجزع وقد مات إخوتي ... ولست على الصّهباء يوما بصابر رماها أمير المؤمنين بحتفها ... فخلّانها يبكون حول المعاصر [الطويل] 9974- أبو زياد: مولى آل دراج «2» الجمحيين. له إدراك، أخرج مسدد في مسندة الكبير بسند صحيح عن خالد بن معدان، عن أبي زياد مولى آل دراج «3» ، قال: لم أنس أنّ أبا بكر الصديق كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بكفه اليمنى على الذراع اليسرى لازقا بالكوع. وجوّز ابن عساكر أن يكون مولى ربيعة بن دراج «4» ولم يسق نسب ربيعة هذا. قلت: وقد ذكرت ربيعة بن دراج، وسقت نسبه في القسم الأول من حرف الراء.   (1) تدمر: بالفتح ثم السكون وضم الميم: مدينة مشهورة في برية الشام، انظر معجم البلدان 2/ 20. (2) في أذراح. (3) في أذراح. (4) في أذراح. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 138 9975- أبو زيد: قيس بن عمرو الهمدانيّ «1» تقدم في الأسماء. القسم الرابع 9976- أبو زرعة الفزعيّ «2» : ذكره أبو موسى في الذيل، وقال: أخرجه ابن طرخان في الصحابة، وأورد له من طريق يحيى بن الأصبع بن مهران، عن حرام بن عبد الرحمن، عن أبي زرعة الفزعيّ- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عقد لواء ... الحديث. وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، والصواب أبو رويحة، براء مهملة «3» مصغرا. وقد تقدم في الزاء بيان ضبط نسبه، وأنها بفتح الفاء والزاي، وأن اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن. 9977- أبو زرعة: مولى المقداد بن الأسود «4» . قال أبو عمر: اسمه عبد الرحمن، وهو تابعي، وحديثه مرسل. قال البخاري: حديثه منقطع. قلت: ما عرفت سلف أبي عمر في ذكره في الصحابة، وقد روى عنه أبو هلال الراسبي الّذي يروي عن قتادة وطبقته. 9978- أبو زيد عامر بن حديدة: ذكره أبو عمر فيمن يكنى أبا زيد من الأنصار، وإنما هو أبو زيد قطبة بن عامر بن حديدة [200] . 9979- أبو زيد الأنصاري: غاير البغويّ بينه وبين أبي زيد عمرو بن أخطب «5» جد عروة بن ثابت، فأخرج في ترجمة هذا حديث تميم بن حويص، سمعت أبا زيد يقول: غزوت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث عشرة غزوة، وفي ترجمة جد عزرة حديث: صلّى بنا النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فصعد المنبر فخطب حتى الظهر ... الحديث. وقد أخرج أحمد الحديثين في مسند أبي زيد عمرو بن أخطب «6» . 9980- أبو زبيد بن الصلت:   (1) أسد الغابة ت 5932. (2) الكاشف 3/ 337، الجرح والتعديل 9/ 374، خلاصة تذهيب 3/ 218، تهذيب التهذيب 12/ 99 الكنى والأسماء 1/ 183، تجريد أسماء الصحابة 2/ 168. (3) في أبراء مهملة وحاء مهملة مصغرا. (4) أسد الغابة ت 5912، الاستيعاب ت 3006. (5) في أأحطب. (6) في أأحطب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 139 ذكره ابن مندة، وأراد والد زبيد، فالترجمة حينئذ للصلت بن معديكرب الكندي، فكان ينبغي إذ عبر عنه بأداة الكنية أن يقول أبو زبيد الصلت، ولكن كثر استعمال ابن مندة هذا كما بينته مرارا. حرف السين المهملة القسم الأول 9981- أبو سالم الحنفي «1» : ثم السّحيمي. ذكره ابن السّكن في الصحابة، وأخرج من طريق محمد بن جابر اليمامي، عن عبد اللَّه بن بدر السحيمي، عن أم سالم، عن زوجها أبي سالم، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ويل لبني فلان» «2» ... ثلاث مرات. 9982- أبو السائب: عثمان بن مظعون الجمحيّ، مشهور باسمه- من السابقين الأولين. تقدم في الأسماء. 9983- أبو السائب الأنصاري «3» : يزيد ابن أخت النمر «4» تقدم في الأسماء. 9984- أبو السائب الأنصاري: ويقال الثقفي، والد كردم- تقدم في ترجمة ولده. 9985- أبو السائب الثقفي: اسمه مالك، وقيل زيد: تقدم في الميم. 9986- أبو السائب: مذكور في الصحابة «5» ، ولا أعرفه- قاله أبو عمر. وفي سند بقي بن مخلد حديثان لأبي السائب غير منسوب، فكأنه أحد هؤلاء. 9987- أبو السائب: مولى غيلان بن سلمة الثقفي «6» . استدركه أبو عليّ الجيانيّ من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن سلمة- أن أبا السائب مولى غيلان أخبره.   (1) الكنى والأسماء 1/ 331. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31059، 31750 ولفظة ويل لبني أمية ثلاث مرات وعزاه لابن مندة وأبو نعيم عن حمران بن جابر اليماني وابن قانع عن سالم الحضرميّ. (3) في أأبو السائب الأنصاري يزيد. (4) الاستيعاب ت 3024. (5) الاستيعاب ت 3024. (6) أسد الغابة ت 5937. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 140 9988- أبو السائب: رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره ابن مندة، وقال: عداده في أهل المدينة، ثم أسند من طريق عياش بن عباس، عن بكير بن الأشج، عن علي بن يحيى، عن أبي السائب- رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: صلى رجل ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ينظر إليه فلما قضى صلاته قال له: «ارجع فصلّ» «1» ثلاث مرات ... الحديث. وتعقبه أبو نعيم بأن المحفوظ رواية إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، وداود بن قيس، ومحمد بن غيلان، وغيرهم، كلّهم عن علي بن يحيى، عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع. انتهى. ولا يمتنع أن يكون لعلي بن يحيى فيه شيخان. 9989- أبو سبرة الجعفي «2» : هو يزيد بن مالك- سماه محمد بن عبد اللَّه بن نمير. وتقدم حديثه في ترجمة ولده عبد الرحمن بن أبي سبرة. 9990- أبو سبرة بن الحارث: وقيل أبو هبيرة، بالهاء بدل السين- وتقدم في حرف الألف ذكره وقول من قال إنه أبو أسيرة. 9991- أبو سبرة بن أبي رهم» بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري. أحد السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة في الثانية، ومعه أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو، شهد بدرا في قول جميعهم، وأمّه برّة بنت عبد المطلب عمة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهو أخو أبي سلمة بن عبد الأسد لأمه. وذكر الزّبير بن بكّار أنه أقام بمكة بعد وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى أن مات في خلافة   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 192، 193، 8/ 69، 169 ومسلم 1/ 298 كتاب الصلاة باب 11 وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإنه إذا لم يحسن الفاتحة ولا أمكنه تعلمها ... حديث رقم 45- 397، والترمذي 2/ 103 كتاب أبواب الصلاة باب 110 ما جاء في وصف الصلاة حديث رقم 303، وأبو داود كتاب الصلاة باب 33 والنسائي 3/ 59 كتاب السهو باب 67 أقل ما يجزي من عمل الصلاة حديث رقم 1313، وابن ماجة 1/ 336 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها حديث رقم 1060، وأحمد في المسند 2/ 345، 372، والحاكم في المستدرك 1/ 241 والدارقطنيّ في السنن 1/ 96، ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 461، 590، والطبراني في الكبير 5/ 30، 36. (2) الكنى والأسماء 1/ 35، الطبقات الكبرى بيروت 1/ 325. (3) الاستيعاب ت 3025. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 141 عثمان. قال الزبير: لا نعلم أحدا من أهل بدر رجع إلى مكة فسكنها غيره. 9992- أبو سبرة: غير منسوب «1» . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق يوسف بن السفر، قال: قال الأوزاعي: حدثني قزعة، قال: قدم علينا أبو سبرة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت له: حدثني رحمك اللَّه بحديث سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: سمعته يقول: «من صلّى الصبح فهو في ذمّة اللَّه، فاتّقوا اللَّه أن يطلبكم بشيء من ذمّته» «2» . 9993- أبو سبرة الجهنيّ: هو معبد بن عوسجة- تقدم «3» . 9994- أبو سبرة: جد عيسى بن سبرة- تقدم في حبان: في الحاء المهملة، قال البغويّ: أظنه سكن المدينة، ثم ساق حديثه من طريق ابن أنيس عن عيسى بن سبرة عن أبيه، عن جده. 9995- أبو السبع بن عبد قيس الأنصاري «4» : شهد بدرا، واسمه ذكوان- تقدم. 9996- أبو سروعة النوفلي «5» : هو عقبة بن عامر عند الأكثر- وقد تقدم في الأسماء، وقيل هو أخوه، واسمه الحارث، قاله العدوي، وذكر أنه أسلم يوم الفتح، وكذا قال الزبير وغيره. واختلف في سينه فبالفتح عند الأكثر، وقيل بالكسر والراء الساكنة، وزعم الحميدي أنه رآه بخط الدارقطنيّ مضموم العين، ولعلها كانت علامة الإهمال فظنها ضمة. 9997- أبو سريحة: بمهملتين بوزن عظيمة. هو حذيفة بن أسيد «6» ، بفتح الهمزة- تقدم. 9998- أبو سعاد الجهنيّ «7» : قيل اسمه جابر بن أسامة، وقد تقدم في الأسماء، وأنّ ابن ماكولا سماه، وقيل هو الّذي بعده.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 171، التاريخ الكبير 9/ 40. (2) أخرجه مسلم في المساجد (261) . (3) أسد الغابة ت 5941. (4) أسد الغابة ت 5945. (5) أسد الغابة ت 5946، الاستيعاب ت 3028. (6) أسد الغابة ت 5947، الاستيعاب ت 3029. (7) أسد الغابة ت 5948، الاستيعاب ت 3030. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 9999- أبو سعاد الحمصي «1» : أخرج أبو زرعة في كتاب الزّهد من طريق حريز بن عثمان، عن ابن أبي عوف، قال: مر أبو الدرداء بأبي سعاد، وهو من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأبو سعاد يقول: سبحان اللَّه لا يبيع شيئا ولا يشتري، فقال أبو الدرداء: أخزن في دنياه، ضيع في آخرته. فرق أبو عمر بينه وبين الجهنيّ، وقال: هذا نزل حمص، وذكر له هذا الحديث. 10000- أبو سعاد: رجل من جهينة، آخر. روى حديثه ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن معاذ بن عبد اللَّه بن حبيب، عن أبي سعاد- رجل من جهينة من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال روح بن القاسم، عن إسماعيل بن أمية بهذا السند، عن أبي سعاد عقبة بن عامر. قلت: وعقبة بن عامر الجهنيّ الصحابي المشهور قد تقدم في الأسماء، واختلف في كنيته، فقيل أبو حماد، وهذا هو المشهور، وقيل أبو عمر، وقيل أبو عامر، وقيل أبو سعاد. واللَّه أعلم. 10001- أبو سعدان: شامي غير مسمى ولا منسوب «2» . ذكره أبو عمر، فقال: روى عنه مكحول حديثا مرفوعا في الهجرة، وقال الذهبي: سنده لين. 10002- أبو سعد الأنصاري: ثم الحارثي: محيصة بن مسعود. 10003- أبو سعد: عياض بن زهير الفهري. 10004- أبو سعد: سلمة بن أسلم بن حريش- تقدموا في الأسماء. 10005- أبو سعد الخير: ويقال أبو سعيد الخير. قال ابن السّكن: له صحبة، ويقال اسمه عمرو، وقال أبو أحمد الحاكم: لا أعرف اسمه. ولا نسبه. وذكر أنه أبو سعيد الأنماري، وليس كذلك، فإن لهذا حديثين غير الحديث الّذي اختلف فيه في الأنماري، بل هو أبو سعد أو أبو سعيد، فأخرج الترمذي في العلل المفردة، وابن أبي داود في الصحابة، وأبو أحمد الحاكم عنه من طريق أخرى، كلّهم من   (1) أسد الغابة ت 5949، الاستيعاب ت 3031. (2) أسد الغابة ت 5956، الاستيعاب ت 3035. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 143 طريق أبي فروة الرهاوي، عن معقل الكندي، عن عبادة بن نسي، عن أبي سعيد «1» ، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إن اللَّه لم يكتب الصّيام في اللّيل، فمن صام فقد تعنّى «2» ولا أجر له» «3» . وأخرجه الدّولابيّ في «الكنى» من وجه آخر، عن أبي فروة، فقال: عن أبي سعد الخير الأنصاري. وفي رواية الحاكم أبي أحمد، عن أبي سعد الخير. وأخرجه ابن مندة، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال الترمذي [201] : سألت محمدا، يعني البخاري، عنه، فقال: لا أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير. وأخرج الدّولابيّ في «الكنى» من طريق «4» فراس الشّعباني أنهم كانوا في غزاة القسطنطينية زمن معاوية، قال: وعلينا يزيد بن شجرة، فبينا نحن عنده إذ مر أبو سعد الخير صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فذكر قصة، فقال أبو سعد الخير: وأنا سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «توضّئوا ممّا مسّت النّار ... » «5» الحديث. وأخرجه الحاكم أبو أحمد من هذا الوجه، فقال: أبو سعيد «6» بزيادة ياء، وأخرجه ابن مندة من وجه آخر على الوجهين وقال في سياقه: شهدت أبا سعد الخير قال، وقال مرة: أبو سعيد الخير، قال: والأكثر قالوا أبو سعد، يعني بسكون العين ولم يشكوا. 10006- أبو سعد الأنصاري الزّرقيّ «7» : قال سعيد بن عبد العزيز وأبو أحمد الحاكم: له صحبة. وأخرج ابن ماجة من طريق يونس بن ميسرة، قال: خرجنا مع أبي سعد الزرقيّ صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى شراء الضحايا، فذكر الحديث. وتردّد ابن أبي حاتم عن أبيه في صحبته، ووقع في رواية الطبراني من طريق يونس المذكور خرجت مع أبي سعد الخير، فإن كان محفوظا فهو الّذي قبله. وسيأتي له ذكر في ترجمة أبي سعيد زوج أسماء بنت يزيد.   (1) في أسعد. (2) يقال: عنيت وتعنّيت، كلّ يقال، ابن الأعرابي: عنا عليه الأمر أي شق عليه. اللسان 4/ 3146. (3) أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2725 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23925 وابن حجر في فتح الباري 4/ 202. (4) في أمن طريق أبي فراس الشعبانيّ. (5) أخرجه من حديث أبي هريرة مسلم 1/ 273 (90/ 352) . (6) في أأبو سعيد الخير بزيادة ياء. (7) جامع التحصيل 966، مراسيل الرازيّ 250 الجرح والتعديل 9/ 377، الكنى والأسماء 1/ 35. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 10007- أبو سعد الأنماري «1» : ويقال أبو سعيد- يأتي. 10008- أبو سعد الساعدي «2» : ذكره ابن أبي داود، وتبعه ابن شاهين في الصحابة، وأخرج عنه من طريق أبي عمرو الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني قرة بن أبي قرة، قال: رأى أبو سعد الساعدي رجلا يصلّي بعد العصر، فقال له: لا تصل، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تصلّوا بعد صلاة العصر» «3» . وصوّب الدّارقطنيّ في «العلل» أنه أبو أسيد الساعدي، وأن ابن أبي داود وهم فيه. 10009- أبو سعد بن فضالة الأنصاري «4» : ويقال ابن أبي فضالة، ويقال أبو سعيد ابن فضالة بن أبي فضالة. ذكره ابن سعد في طبقة أهل الخندق. وقال ابن السكن: لا يعرف. وأخرج التّرمذيّ وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبّان، والحاكم، من طرق عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن مينا، عن أبي فضالة، وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال علي بن المديني: سنده صالح، وقع عند الأكثر بسكون العين، وبه جزم أبو أحمد الحاكم، وقال: له صحبة، لا أحفظ له اسما ولا نسبا. وفي ابن ماجة بالوجهين، وفي الترمذي بزيادة الياء. وقال الذهبي في التجريد: أبو سعد بن أبي فضالة له حديث متصل في الكنى لأبي أحمد، ثم قال: أبو سعيد بن فضالة، ويقال أبو سعد- أخرج له الترمذي في الرياء، كذا وجعله اثنين مع أن الحديث الّذي أخرجه الحاكم أبو أحمد هو الّذي أخرجه الترمذي بعينه، ورأيته في الترمذي كما في الكنى للحاكم أبو سعد- بسكون العين، وكذا ذكره البغوي في الكنى، فقال أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري سكن المدينة، ثم ساق حديثه بسنده إلى زياد بن نيار، عن أبي سعيد بن أبي فضالة، وكان من الصحابة، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا جمع اللَّه الأوّلين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه   (1) أسد الغابة ت 5951. (2) تهذيب الكمال 1608، الكشف الحثيث 472، تقريب التهذيب 2/ 427، تهذيب التهذيب 12/ 106، الجرح والتعديل 9/ 378، المغني 7482، الكشف الحثيث 868، المجروحين 3/ 157، الضعفاء والمتروكين 13 فهرس 231. (3) ابن خزيمة (1285) وابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (1699) والبيهقي 2/ 459. (4) أسد الغابة ت 5954. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 145 نادى مناد: من كان أشرك في عمله أحدا فليطلب ثوابه من عنده، فإنّ اللَّه أغنى الشّركاء عن الشّرك» «1» . وكذا أخرجه ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين، عن محمد بن أبي بكر، عن عبد الحميد. ووقع في الفوائد للصولي عن يحيى بن معين بهذا السند عن أبي سعيد بن فضالة بن أبي فضالة، قال ابن عساكر: وهو وهم، والصواب الأول، وكذا أخرجه أحمد عن محمد أبي بكر، وله رواية عن سهيل بن عمرو أيضا أخرجها ابن سعد. 10010- أبو سعد بن وهب النضري «2» : بفتح الضاد المعجمة، من بني النضير إخوة قريظة. قال ابن إسحاق في «المغازي» : لم يسلم من بني النضير سوى الرجلين: يامين بن عمرو بن كعب وأبي سعد بن وهب، فأحرز أموالهما. وأخرج له ابن سعد حديثا عن الواقدي بسند له إلى أسامة بن أبي سعد بن وهب النضري، عن أبيه، قال: شهدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقضي في سيل مهرور أن يحبس الأعلى عن الأسفل حتى يبلغ الكعبين ثم يرسل. ووقع في كلام أبي عمر أنه نزل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يوم قريظة، وهو خطأ تعقّبه الرشاطي، فإن قصة بني النّضير متقدمة على قصة بني قريظة بمدة طويلة. 10011- أبو سعد الأنصاري «3» . روى حديثه ابن أبي فديك عن يحيى بن أبي خالد، عن أبي سعد، كذا قال أبو عمر مختصرا. وقال ابن مندة: رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن يحيى بن أبي خالد، عن ابن أبي سعد الأنصاري، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إنه قال: «النّدم توبة» «4» .   (1) أورده ابن حجر في المطالب العالية 4/ 373 حديث رقم 4627 وعزاه لإسحاق ولأبي يعلى وأخرجه السيوطي في الدر المنثور ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة وابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان الدر المنثور 5/ 52، والمنذري في الترغيب والترهيب 1/ 69. (2) الإكمال 1/ 3960. (3) ذيل الكاشف 1825. (4) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1420 عن ابن معقل بلفظه كتاب الزهد (37) باب ذكر التوبة (30) حديث رقم 4252 قال البوصيري في الزوائد 2/ 1420 وقع عند ابن ماجة عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب قاله المنذري وقال بعد ذلك أي كما رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك 4/ 243 عن عبد اللَّه بن مغفل بزيادة في أوله ... ورواه أيضا عن أنس بن مالك بلفظه قال الحاكم هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال الذهبي خ م قلت هذا من مناكير يحيى. والطبراني في الصغير 1/ 33، -- والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 154 وأبو نعيم في الحلية 8/ 251، 312، وابن عساكر في التاريخ 3/ 341 وابن عدي في الكامل 1/ 203، 4/ 1329. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 146 قلت: وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق ابن أبي فديك بهذا السند بلفظ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والندم توبة «1» . وجزم أبو نعيم بأنه النضري المذكور قبله، وليس بجيد. وجزم أبو بكر بأنه الّذي روى حديث: خير الأضحية الكبش الأدغم. وليس بجيد أيضا. 10012- أبو سعد بن أوس بن المعلّى بن لوذان بن حارثة بن عدي الأنصاري الأوسي. ذكره الطّبريّ في «الذّيل» ، وقال: توفي سنة أربع وتسعين. ويقال اسمه الحارث. ذكر من يكنى أبا سعيد بزيادة ياء 10013- أبو سعيد الخدريّ «2» : سعد بن مالك بن سنان.   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1420 بلفظه في كتاب الزهد باب (30) ذكر التوبة حديث رقم 4250 قال السندي الحديث ذكره صاحب الزوائد في زوائده وقال إسناده صحيح ورجاله ثقات وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 10/ 154، وأبو نعيم في الحلية 4/ 210 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 351 وقال رواه ابن ماجة والطبراني في الكبير والبيهقي أ. هـ. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10149، 10174، 10428. (2) طبقات خليفة 96، تاريخ خليفة 71، التاريخ لابن معين 2/ 193، المصنف لابن أبي شيبة 13، مسند أحمد 3/ 2، المحبر 291، التاريخ الكبير 4/ 44، التاريخ الصغير 1/ 103، المعارف 268، الجامع الصحيح للترمذي 1/ 262، المعرفة والتاريخ (انظر) فهرس الأعلام 31/ 548، مقدمة مسند بقي بن مخلد 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 166، تاريخ الطبري 2/ 505، سيرة ابن هشام 2/ 47، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1176، السير والمغازي 92، الجرح والتعديل 4/ 93، المنتخب من ذيل المذيل 526، مشاهير علماء الأمصار رقم 26، الثقات 3/ 150، الكنى والأسماء للدولابي 526، الثقات 3/ 150، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، جمهرة أنساب العرب 362، حلية الأولياء 1/ 369، المعجم الكبير للطبراني 6/ 40، الأسامي والكنى للحاكم 6/ 2، المستدرك على الصحيحين 3/ 563، ربيع الأبرار 4/ 321، طبقات الفقهاء 51، الأنساب 5/ 58، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 110، تلقيح فهوم أهل الأثر 154، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 237، الكامل في التاريخ 2/ 151، تهذيب الكمال 10/ 294، تحفة الأشراف 3/ 326، العبر 1/ 84، سير أعلام النبلاء 3/ 168، تذكرة الحفاظ 1/ 41، الكاشف 1/ 279، دول الإسلام 1/ 54، الوافي بالوفيات 15/ 148، البداية والنهاية 9/ 3، مرآة الجنان 1/ 155، النكت الظراف 3/ 327، تهذيب التهذيب 3/ 479، تقريب التهذيب 1/ 289، النجوم الزاهرة 1/ 192، خلاصة تذهيب التهذيب 115، شذرات الذهب 1/ 81، رجال مسلم 1/ 232، تاريخ الإسلام 2/ 552. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 147 10014- أبو سعيد العبشمي: عبد الرحمن بن سمرة. 10015- أبو سعيد السعيدي: خالد بن أبي أحيحة سعد بن العاص. 10016- أبو سعيد الأنصاري «1» : يزيد بن ثابت بن وديعة. 10017- أبو سعيد المخزومي: المسيب بن حزن بن أبي وهب. 10018- أبو سعيد المخزومي: عمر بن حريث. 10019- أبو سعيد: كاتب الوحي، زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي. 10020- أبو سعيد: رافع بن المعلى، بدري استشهد بها- تقدموا في الأسماء، ويقال اسم أبي سعيد بن المعلى الحارس بن أوس بن المعلى، ويقال الحارس بن نفيع، وقيل: بل هذا اسم الّذي بعده. 10020 (م) - أبو سعيد بن المعلّى الأنصاري «2» : آخر. أخرج له البخاريّ من رواية حفص بن عاصم عنه، وروى عنه عبيد بن حنين أيضا، قال أبو عمر: من قال فيه رافع بن المعلى فقد وهم، لأنه قتل ببدر، وهذا أصح ما قيل فيه الحارث بن نفيع بن المعلى، وأرخوا وفاته سنة أربع وسبعين، وقيل سنة ثلاث، قالوا: وعاش أربعا وستين سنة. قلت: وهو خطأ، فإنه يستلزم أن تكون قصته مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو صغير، وسياق الحديث يأبى ذلك، فإن في حديثه الّذي في الصحيح: كنت أصلي فمرّ بي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فدعاني فلم آته حتى [202] فرغت من صلاتي ... الحديث. وله حديث آخر أوله: كنا نغدو إلى السوق. قال أبو عمر: أمه أميمة بنت قرط بن خنساء، من بني سلمة. 10021- أبو سعيد الأنصاري «3» : زوج أسماء بنت يزيد بن السكن- يقال اسمه سعيد بن عمارة، ويقال عمارة بن سعيد، ويقال عامر بن مسعود، وهي الحاكم أبو أحمد   (1) الاستيعاب ت 3042. (2) طبقات ابن سعد 3/ 600، طبقات خليفة 101، تاريخ خليفة 60، مسند أحمد 3/ 450، مقدمة مسند بقي بن مخلد 127، المعرفة والتاريخ 3/ 55، الجرح والتعديل 3/ 480، تهذيب الكمال 3/ 1608، تحفة الأشراف 9/ 217، تجريد أسماء الصحابة 2/ 173، الكاشف 3/ 300، تهذيب التهذيب 12/ 107، تقريب التهذيب 2/ 427، خلاصة تذهيب التهذيب 450، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، رجال البخاري 2/ 830، تاريخ الإسلام 2/ 554. (3) أسد الغابة ت 5959 من الاستيعاب 3040. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 148 القول الأخير، وقال عامر بن مسعود: تابعي آخر يكنى أبا سعيد، وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن المهاجر بن زياد، عن أبيه- أن أبا سعيد الأنصاري مرّ بمروان بن الحكم يوم الدار وهو صريع، فقال: لو أعلم يا ابن الزرقاء أنه أنت لأجهزت عليك، فحقدها عليه عبد الملك بن مروان، فلما استخلف أتى به، فقال: احفظ فيها وصية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وماذا قال؟ قال: «أقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» «1» . فتركه. قال: وكان أبو سعيد زوج أسماء بنت يزيد بن السكن، ويقال إنه أبو سعيد الزّرقيّ الآتي، وبه جزم المزي، وجزم ابن مندة بالمغايرة بينهما، ولعله أصوب. 10022- أبو سعيد: سعد بن عامر بن مسعود الزّرقيّ. ذكره ابن السّكن، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن يوسف التنيسي، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: أرسل عبد الملك بن مروان إلى أبي سعيد سعد بن عامر بن مسعود الزرقيّ، ويقال: إنه لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فسأله عن الهدي. وحدّث عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها. وأخرج النّسائيّ من طريق شعبة عن أبي العيص عن عبد اللَّه بن مرة، عن أبي سعيد الزّرقيّ الحديث في العزل. روى عنه عبد اللَّه بن مرّة، ويونس بن ميسرة، ومكحول الشامي. قال سعيد بن عبد العزيز: له صحبة. وقيل إنه الّذي يقال له أبو سعد الخير. 10023- أبو سعيد الأنماري «2» : ويقال أبو سعد. قال خليفة: هو من أنمار مذحج. قال أبو أحمد: لست أحفظ له اسما ولا نسبا، وحديثه في أهل الشام، ثم أورد من طريق مروان بن محمد، عن معاوية بن سلام ... أخي زيد بن سلام- أنه سمع جده أبا سلام الخشنيّ قال: حدثني عبد اللَّه بن عامر اليحصبي، سمعت قيس بن حجر يحدّث عن عبد الملك بن مران، قال: حدثني أبو سعيد الأنماري أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ اللَّه وعدني أن يدخل الجنّة من أمّتي سبعين ألفا بغير حساب،   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 7/ 151 في كتاب مناقب الأنصار باب 11 قول النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أقبلوا من محسنهم حديث رقم 3799، 3800، 3801، والطبراني في الكبير 1/ 17، وأحمد في المسند 3/ 241 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 371، وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 159 والهيثمي في الزوائد 10/ 36، وكنز العمال حديث رقم 33723، 37938. (2) الكنى والأسماء 1/ 35. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 149 ثمّ يشفع كلّ ألف لسبعين ألفا، ويحثي لي بكفّيه ثلاث حثيات» » . قال قيس: فأخذت بتلابيب أبي سعيد فقلت: أنت سمعت هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ووعاه قلبي، ففعل ذلك ثلاثا، قال أبو سعيد: فحسبت ذلك عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فإذا هو أربعمائة ألف ألف وتسعون ألف ألف، فقال: اللَّه أكبر، إن هذا لمستوعب مهاجرينا ونستعين بشيء من أعرابنا. قلت: سنده صحيح، وكلهم من رجال الصحيح إلا قيس بن حجر وهو شامي ثقة، ولكن أخرجه الحاكم أبو أحمد أيضا من طريق أبي توبة عن معاوية بن سلام، فقال: إن قيس بن حجر الكندي حدّث الوليد بن عبد الملك أنّ أبا سعيد الخير حدثه. وأخرجه الطّبرانيّ من طريق أبي توبة عن معاوية، فقال: إن أبا سعيد الأنماري، وقيل قيس بن الحارث. وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الزبيدي، عن عبد اللَّه بن عامر، فقال: عن قيس بن الحارث: إنّ أبا سعيد الخير الأنصاري حدثه، فذكر طرفا منه. فمن هذا الاختلاف يتوقّف في الجزم بصحة هذا السند، وجزم الخطيب في المؤتلف، وتبعه ابن ماكولا بأنه أبو سعد الخير، واسمه بجير- بموحدة ثم مهملة بوزن عظيم، وسلف الخطيب في ذلك أبو الحسن بن سميع في طبقات الحمصيين، فإنه ذكره كذلك فيمن سكن الشام من الصحابة وساق حديثه ابن جوصا كذلك. 10024- أبو سعيد: غير منسوب «2» . أفرده الحاكم عن الّذي قبله، فأخرج من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر، حدثنا الحارث بن محمد الأشعري، عن رجل يكنى أبا سعيد، قال: قدمت من العالية إلى المدينة فما بلغتها حتى أصابني جهد، فبينا أنا أمشي في سوق من أسواق المدينة إذ سمعت رجلا يقول لصاحبها: أشعرت أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قري الليلة، فلما سمعت بالقرى وبي ما بي من الجهد أتيته، فقلت: يا رسول اللَّه، أقريت الليلة؟ قال: «أجل» . قلت: وما ذاك؟ قال: «طعام في صحنه» . قلت: فما صنع فضله؟ قال: رفع. قلت: يا رسول اللَّه، في أول أمتك تكون أم في آخرها؟ قال: «في أوّلها، ويلحقوني أفنادا» «3» . يعني يلحق بعضهم بعضا.   (1) أخرجه ابن حبان في صحيح حديث رقم 2642 والطبراني في الكبير 8/ 187 وأحمد من المسند 3/ 165 قال الهيثمي في الزوائد 10/ 407 رواه أحمد والطبراني في الأوسط وإسناده حسن. (2) الاستيعاب ت 3037. (3) أفنادا: أي جماعات متفرّقين قوما بعد قوم واحدهم فند النهاية/ 3/ 475. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 150 وأخرجه ابن مندة من وجه آخر عن ابن جابر، ولم يسق لفظه، ورجاله ثقات. 10025- أبو سعيد بن زيد «1» . كذا وقع في المسند رواية القطيعيّ، عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، من طريق جابر الجعفي، عن الشّعبي، قال: أشهد على أبي سعيد بن زيد أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مرت به جنازة، فقام، ورواه الطبراني عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل بهذا السند، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدريّ. قال ابن الأثير: وكأنه أصح. قلت: وليس كذلك، بل ما ظنه وهما، فقد رواه البغوي عن عبد اللَّه بن أحمد كما وقع عند القطيعي، ثم وجدت في مسند سعيد بن زيد أحد العشرة في مسند البزار ما نصه: حدثنا ... 10026- أبو سعيد: وقيل أبو سعد «2» - روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «البرّ والصّلة وحسن الجوار عمارة الدّيار، وزيادة في الأعمار» «3» . روى عنه أبو مليكة، قاله أبو عمر. قال: وفيه نظر. 10027- أبو سعيد العبسيّ. ذكر الواقديّ عن النضر بن سعيد العبسيّ عن أبيه عن جده، قال: جعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم شعار بني عبس عشرة «4» . 10028- أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «5» بن هاشم الهاشمي ابن عمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما حليمة السعدية. قال ابن المبارك، وإبراهيم بن المنذر، وغيرهما: اسمه المغيرة، وقيل اسمه كنيته، والمغيرة أخوه «6» ، وكان ممن يشبه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ومضى له ذكر مع عبد اللَّه بن أبي أمية. وأخرجه الحاكم أبو أحمد من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه،   (1) علل الدارقطنيّ 14/ 670 ذيل الكاشف 1827 تعجيل المنفعة 489. (2) أسد الغابة ت 5965. (3) انظر تحقيقنا على كتاب ابن الجوزي البر والصلة. (4) في أعسرة. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 173 الكنى للقمي 1/ 86 ديوان النسائي 605 الطبقات الكبرى بيروت الفهرس. (6) في أأبوه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 151 قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة «1» ، قال حلقه الحلّاق بمنى وفي رأسه ثؤلول فقطعه فمات، قال: فيرون أنه مات شهيدا، هذا مرسل، رجاله ثقات، وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ويهجوه ويؤذي المسلمين، وإلى ذلك أشار حسان بن ثابت في قصيدته المشهورة: هجوت محمّدا فأجبت عنه ... وعند اللَّه في ذاك الجزاء «2» [الوافر] ويقال: إنّ عليا علّمه لما جاء ليسلم أن يأتي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم من قبل وجهه فيقول: تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا [يوسف: 91] الآية، ففعل فأجابه: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ [يوسف: 92] الآية. فأنشده أبو سفيان: لعمرك إنّي يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللّات خيل محمّد «3» فكالمدلج الحيران أظلم ليله ... فهذا أواني حين أهدى فأهتدي [الطويل] الأبيات. وأسلم أبو سفيان في الفتح، لقي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو متوجّه إلى مكة فأسلم، شهد حنينا، فكان ممن ثبت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج مسلم من طريق كثير بن العباس بن عبد المطلب، عن أبيه قصة حنين، قال: فطفق النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يركض بغلته نحو الكفار، وأنا آخذ بلجامها أكفّها، وأبو سفيان بن الحارث   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33350 وعزاه لابن سعد عن عروة مرسلا أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 255 عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم سيد فتيان الجنة أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ... الحديث وصححه وأقره الذهبي وابن عساكر في تاريخه 4/ 133، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 39، عن هشام بن عروة عن أبيه. (2) البيت في ديوان حسان 76، وفي الاستيعاب ص 126: هجوت مطهرا برا حنيفا ... أمين اللَّه شيمته الوفاء وفي صحيح مسلم: هجوت محمدا برّا نقيا ... رسول اللَّه شيمته الوفاء وزاد ابن عساكر ج 4/ 127 هجوت محمدا برّا حنيفا ... رسول اللَّه شيمته الوفاء وانظر أسد الغابة ترجمة رقم (5966) . (3) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3042) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (5966) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 152 آخذ بركابه، فقال: يا عباس، ناد: يا أصحاب الشجرة ... الحديث. وأخرجه الدّولابيّ من حديث أبي سفيان بن الحارث بسند منقطع، ويقال إنه لم يرفع رأسه إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حياء منه. وذكر محمد بن إسحاق له قصيدة رثى بها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم لما مات يقول فيها: لقد عظمت مصيبتنا وجلّت ... عشيّة قيل قد مات الرّسول [الوافر] وقد أسند عنه حديث أخرجه الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وابن قانع من طريق سماك بن حرب: سمعت شيخا في عسكر مدرك بن المهلب بسجستان يحدّث عن أبي سفيان بن الحارث، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا يقدّس اللَّه أمّة لا يأخذ الضّعيف فيها حقّه من القويّ» . وسنده صحيح، لولا هذا الشيخ الّذي لم يسم. وأنشد له أبو الحسن، مما قاله يوم حنين: إنّ ابن عمّ المرء من أعمامه ... بني أبيه قوّة من قدّامه فإنّ هذا اليوم من أيّامه ... يقاتل الحرميّ عن إحرامه يقاتل المسلم عن إسلامه [الرجز] الأبيات. وذكر عمر بن شبّة في أخبار المدينة عن عبد العزيز بن عمران، قال: بلغني أنّ عقيل بن أبي طالب رأى أبا سفيان يجول بين المقابر، فقال: يا ابن عمي، ما لي أراك هنا؟ قال: أطلب موضع قبري، فأدخله داره، وأمر بأن يحفر في قاعها قبرا، ففعل فقعد عليه أبو سفيان ساعة ثم انصرف، فلم يلبث إلا يومين حتى مات، فدفن فيه. ويقال: إنه مات سنة خمس عشرة في خلافة عمر فصلى عليه، ويقال سنة عشرين، ذكره الدارقطنيّ في كتاب الإخوة. ووقع عند البغويّ في ترجمته أنه أخرج من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم الأعور، قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سفيان بن الحارث، ولم يصب في ذلك، فقد أخرجه غيره من هذا الوجه، فقال: أبو سنان بن وهب، وهو الصواب، وهو المستفيض عند أهل المغازي كلّهم. واسم أبي سنان عبد اللَّه. وقد تقدم في العبادلة، وتأتي قصته قريبا في أبي سنان. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 153 10029- أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس «1» ، مشهور باسمه وكنيته، ويكنى أبا حنظلة. تقدم في الأسماء. 10030- أبو سفيان: سراقة بن مالك «2» - مشهور باسمه. 10031- أبو سفيان: مدلوك- تقدما «3» في الأسماء. 10032- أبو سفيان بن الحارث: لم يسمّ ولم ينسب رفيق بريدة. ذكر ابن إسحاق أنه استشهد بأحد، أورده المستغفري من طريقه، واستدركه أبو موسى، ولعله الّذي بعده. 10033- أبو سفيان بن الحارث بن قيس «4» بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف [الأنصاري الأوسي] «5» . ذكر العدويّ أنه استشهد بأحد، وذكر ابن الكلبي أنه شهد بدرا، وقال البلاذري: كان يقال له أبو البنات فلما كان بأحد قال: أقاتل ثم أرجع إلى بناتي، فلما انهزم المسلمون قال: اللَّهمّ إني لا أريد أن أرجع إلى بناتي، ولكن أريد أن أقتل في سبيلك، فقتل، فأثنى عليه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بذلك. 10034- أبو سفيان: غير منسوب. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» . روعي عنه ابنه عبد اللَّه، ذكره أبو عمر، فقال: إسناده مدني. 10035- أبو سفيان بن حويطب بن عبد العزى القرشي العامري «6» . قال أبو عمر: أسلم مع أبيه يوم الفتح، وقتل هو يوم الجمل. 10036- أبو سفيان بن أبي وداعة السهمي: اسمه عبد اللَّه- تقدم. 10037- أبو سفيان السدوسي.   (1) أسد الغابة ت 5968، الاستيعاب ت 3046. (2) الكنى والأسماء 1/ 71 و 73 المصباح المضيء الفهرس. (3) أسد الغابة ت 5971، الاستيعاب ت 3048. (4) أسد الغابة ت 5967، الاستيعاب ت 3044. (5) سقط من أ. وجاء بعدها: بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي. (6) الاستيعاب ت 3045. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 154 قال ابن مندة: روى أبو موسى محمد بن المثنى عن عمرو بن سفيان عن أبيه عن جده، قال: أصبحت مشركا وأمسيت مسلما. 10038- أبو سفيان بن محصن الأسدي «1» . وقع في نسخة أحمد بن خازم، بالمعجمتين، رواية عبد اللَّه بن لهيعة عنه عن صالح مولى التّوأمة، عن عدي مولى أم قيس بنت محصن، عن أبي سفيان بن محصن، قال: رمينا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الجمرة يوم النّحر، ثم لبست القميص، فقال لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تلبس قميصا بعد هذا اليوم حتّى تفيض» . أخرجه ابن مندة ورواه إبراهيم بن أبي علي، عن صالح، عن عدي، عن أبي سفيان. أخرجه أبو نعيم ورجّحه بناء منه على أنه أبو سنان بن وهب بن محصن، وفيه نظر، لأنّ أبا سنان قيل إنه مات في حصار قريظة، وذلك قبل حجة الوداع بمدة طويلة، فالظاهر أنّ الأول أولى، فكأنه عمه، ولا مانع أن يرويا جميعا قصة واحدة. 10039- أبو سفيان القرشي: أحد عمال عمر. تقدم ذكره في أوس بن خالد بن يزيد الطائي، وأنه قتل في عهد عمر رضي اللَّه عنه. وقد تقدم أنه لم يبق في حجة الوداع قرشي إلا أسلم وشهدها. 10040- أبو سفيان: [بن وهب] «2» بن ربيعة «3» بن أسد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي. ذكره ابن حبّان في الصحابة، وأنه شهد بدرا، وتبعه المستغفري، ويحتمل أن يكون هو أبا سنان بن وهب بن محصن وقع في اسمه تصحيف وفي نسبه تغيير، وإلا فهو آخر من أقاربهم. 10041- أبو سكينة «4» : مصغرا، وقيل بفتح أوله. ذكره عبد الصّمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، وقال: اسمه محلم بن سوار، وقال البغويّ: سكن الشام. وقال ابن مندة: لا يثبت، ثم ساق حديثه من طريق   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 174. (2) سقط في أ. (3) الثقات 3/ 451، خلاصة تذهيب 3/ 221، تجريد أسماء الصحابة 2/ 174. (4) الجرح والتعديل 9/ 387، مجمع 3/ 104، ريحانة الأدب 7/ 139، جامع التحصيل 968، مراسيل الرازيّ 251، محجم رجال الحديث 21/ 175. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 155 يزيد بن ربيعة عن بلال بن سعد، سمعت أبا سكينة، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا في فضل العتق. ومن هذا الوجه أخرجه ابن الجارود، والباوردي، وابن السكن، ويزيد ضعيف. وقد جاء عنه من طرق عن أبي توبة عن يزيد ليس فيها أنه من الصحابة، منها عند البغوي عن زهير بن محمد، عن أبي توبة. وذكره أبو عمر بوزن طريقة، وزاد أوله الألف واللام، فقال أبو السّكينة، قال ابن فتحون: تبع في ذلك أبا أحمد الحاكم. 10042- أبو سلافة: في هو الّذي بعده. 10043- أبو سلالة «1» : بضم أوله ولامين الأولى خفيفة، الأسلمي، ويقال أبو سلافة بالفاء بدل اللام، وقيل بالميم بدلها. قال أبو عمر- تبعا لأبي حاتم: حديثة عند حكّام بن سلم، عن عنبسة بن سعيد، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، [عنه. وهذا مأخوذ من كلام البخاري في الكنى المفردة، فقال: قال حكام، عن عنبسة بن سعيد، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه] «2» ، عن أبي سلالة الأسلمي، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «سيكون عليكم أئمة يحدّثونكم فيكذبونكم» . وأورده أبو أحمد الحاكم، من طريق البخاري، ووصله ابن مندة من طريق أبي حاتم الرازيّ، عن يوسف بن موسى، عن حكام. وكذا أخرجه ابن الجارود، عن أبي حاتم الرازيّ، لكن نسبه سلميّا. قال أبو موسى: قال ابن مندة مرة أخرى: أبو سلامة، وقال الطبراني أبو سلام. وتعلق به أبو موسى فاستدركه. قلت: جزم البغويّ وأبو عليّ بن السّكن بأنه أبو سلامة. وقال ابن السكن: له صحبة، ثم ساق ابن السّكن من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه، عن عاصم بن عبيد اللَّه، عن أبيه، قال: نزل بنا أبو سلامة السلمي فأضفناه شهرين، فحدثنا أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «سيكون عليكم أمراء أرزاقكم بأيديهم فيمنعونكم منها حتّى تصدّقوهم بكذبهم، وتعينوهم على ظلمهم، فأعطوهم الحقّ ما قبلوه منكم، فإن غادروه فقاتلوهم، فمن قتل على ذلك فهو شهيد» «3» .   (1) الجرح والتعديل 9/ 387، تجريد أسماء الصحابة 2/ 174، التاريخ الكبير 9/ 41. (2) سقط في أ. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 231 عن أبي سلالة ولفظه سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم-- فيكذبون ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه عاصم بن عبيد اللَّه وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 14876 وعزاه للطبراني في الكبير عن أبي سلالة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 156 وأورده البغويّ عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن شريك، عن منصور، عن عبيد اللَّه بن علي، عن أبي سلامة السلامي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أوصي امرأ بأمّه ... » «1» الحديث. ورأيته في نسخة معتمدة من كتاب ابن السكن بالفاء بدل الميم، والسلمي بدل الأسلمي، وفي نسخة من البغوي السلامي، وممن ذكر أنه أبو سلالة بلامين أبو عبيد اللَّه المرزباني في كتاب السيرة العادلة، وممن نسبه سلميّا الباوردي. فاللَّه أعلم. 10044- أبو سلام ة السلامي: ذكر في الّذي قبله. 10045- أبو سلّام «2» : بفتح أوله وتشديد اللام، خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو أحمد الحاكم: عداده في موالي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وله صحبة. وذكره خليفة بن خياط في تسمية الصحابة من موالي بني هاشم. وساق الحاكم من طريق مسعر: حدثني أبو عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ما من مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي: رضيت باللَّه ربّا ... » «3» الحديث. وفيه: «إلّا كان حقّا على اللَّه أن يرضيه» . وأخرجه ابن أبي شيبة، عن محمد بن بشر، عن مسعر هكذا. وأخرجه البغوي عن أبي بكر. وقد أخرجه أبو داود والنسائي، من طريق شعبة، عن أبي عقيل، عن سابق، عن أبي سلام- أنه كان في مسجد حمص فمرّ به رجل، فقالوا: هذا خدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقام إليه، فقال: حدثني، فذكر هذا الحديث نحوه. وأخرجه النّسائيّ والبغويّ أيضا، من طريق هشيم، عن أبي عقيل هاشم بن بلال،   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1206 كتاب الأدب باب (1) بر الوالدين حديث رقم 3657 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1206 قد نبه في الزوائد على أن الحديث مما انفرد به المصنف لكن لم يتعرض لإسناده وقال ليس لأبي سلامة هذا عند المصنف سوى هذا الحديث وليس له شيء من بقية الكتب وأحمد في المسند 4/ 311، والحاكم في المستدرك 4/ 150 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 179، والطبراني في الكبير 4/ 260 وابن أبي شيبة في المصنف 8/ 353، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 173 أوصى أبو أمامة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. (2) تقريب التهذيب 2/ 433، خلاصة التذهيب 3/ 223، تهذيب التهذيب 12/ 125، تهذيب الكمال 3/ 1613، تلقيح فهوم أهل الأثر 386، بقي بن مخلد 861 الكاشف 3/ 344، العقد الثمين 8/ 51، تجريد أسماء الصحابة 2/ 175. (3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة حديث رقم 56 مكرر. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 157 قال: حدثنا سابق بن ناجية، عن أبي سلام، قال: مرّ بنا رجل أشعث، فقيل: هذا قد خدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت له: خدمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ فقال: نعم. فقلت له: حدثني عنه بحديث لم يتداوله بينك وبينه أحد. قال: سمعته يقول: «من قال حين يصبح ... » الحديث. وعلى هذا فأبو سلام رواه عن الخادم والخادم مبهم. وقد أخرجه أبو داود في العلم من طريق شعبة حديثا آخر، قال فيه: عن شعبة بهذا السند، عن أبي سلام، عن رجل خدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد وقع في هذا السند خطأ آخر بيّنته في ترجمة سابق من حرف السين من القسم الأخير. وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ، وأبو سلام المذكور هو ممطور الحبشي، وهو تابعي، وإنما لم أذكر هذه الترجمة في القسم الأخير لعدّ خليفة في موالي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبا سلام، فلعله آخر لم يرو شيئا بخلاف صاحب الترجمة. 10046- أبو سلامة الثقفي «1» : ذكر في الصحابة، قيل اسمه عروة- هكذا أورده ابن عبد البر. 10047- أبو سلامة السلمي: ويقال الحبيبي، اسمه خداش. ولا يعرف إلا بحديث واحد: أوصى امرأ بأمّة ... الحديث، قاله أبو عمر. قلت: روى الحديث أحمد وابن ماجة وغيرهما، من طريق منصور، عن عبيد بن علي، عن أبي سلامة. وقد أشرت إلى ذلك في حرف الخاء المعجمة. وأخرجه الدولابي من طريق شيبان عن منصور، فزاد بين عبيد وأبي سلامة عرفطة السلمي. 10048- أبو سلمة بن سفيان بن عبد الأسد ابن أخي الّذي بعده. مات أبوه كافرا قبل بدر كما تقدم في ترجمة أخيه الأسود، وأم هذا أم جميل بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وله عقب منهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة بن سفيان المعروف بالأوقص قاضي المدينة في زمن موسى الهادي، ثم ولي قضاء بغداد بعد الرشيد، ذكره الزبير بن بكار. 10049- أبو سلمة بن عبد الأسد «2» بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومي.   (1) أسد الغابة ت 5976، الاستيعاب ت 3052. (2) تهذيب الكمال 161، الطبقات الكبرى بيروت الفهرس، تقريب التهذيب 2/ 430، تهذيب التهذيب 12/ 115. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 158 أحد السابقين إلى الإسلام، اسمه عبد اللَّه. وتقدم في الأسماء. 10050- أبو سلمة: غير منسوب «1» . قال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وأثنى عليه في خلافته لما شكته إليه امرأته، فأخرج أبو بكر بن أبي عاصم، وأبو أحمد الحاكم من وجهين، عن حماد بن زيد، عن معاوية بن قرّة المزني، قال: أتيت المدينة في زمن الأقط والسمن، والأعراب يأتون بالبر، فإذا رجل طامح بصره ينظر إلى الناس، فظننت أنه غريب، فدنوت فسلمت عليه فرد عليّ السلام، وقال لي: من أهل هذه البلدة أنت؟ قلت: نعم، وجلست معه، فقلت: من أنت؟ قال: من بني هلال، واسمي كهمس، ثم قال لي: ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب؟ فقلت: بلى. فقال: بينما نحن جلوس عنده إذ جاءته امرأة فجلست إليه، فقالت: يا أمير المؤمنين، إن زوجي كثر شرّه، قلّ خيره. فقال لها: ومن زوجك؟ قالت: أبو سلمة. قال: إن ذلك لرجل له صحبة، وإنه لرجل صدق. ثم قال عمر لرجل عنده جالس: أليس كذلك؟ قال: لا نعرفه يا أمير المؤمنين إلا بما قلت. فذكر الحديث. وقد تقدم بعضه في ترجمة كهمس. 10051- أبو سلمة: غير منسوب، آخر. ذكره الحاكم أبو أحمد مغايرا للذي قبله، وساق من طريق أحمد بن عبد اللَّه بن حكيم، قال: قال إبراهيم الخزاعي : أبو سلمة روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «قال الشّيطان لا ينجو منّي صاحب المال ... » الحديث. 10052- أبو سلمة: جدّ عبد الحميد بن سلمة «2» . ذكره البغويّ في الكنى، وأخرج هو وابن ماجة من طريق عثمان البتّي، عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جده- أنّ أبويه اختصما إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أحدهما مسلم والآخر كافر، فخيّره فتوجّه إلى المسلم ... الحديث. وقد تقدم موضحا في سلمة من حرف السين المهملة، ووقع عند البغوي من وجه آخر عن عثمان البتّي عن عبد الحميد بن أبي سلمة عن أبيه، عن جده، فترجم لوالد أبي سلمة، وليس بجيد، فإن المحفوظ فيها عبد الحميد بن سلمة، وفي قول [205] من قال عبد الحميد بن أبي سلمة- بزيادة أبي- غلط محض.   (1) أسد الغابة ت 5980، الاستيعاب ت 3055. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 75. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 159 10053- أبو سلمى الراعي» : خادم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. يقال اسمه حريث. وقع مسمّى عند ابن مندة وغيره. تقدم في الأسماء. ووقع حديثه عند البغوي بعلوّ غير مسمّى ولا مكنّى، ثم أخرجه من طريق أبي سلام الأسود قال: حدثنا أبو سلمى. 10054- أبو سلمى: غير منسوب «2» . ذكره ابن أبي حاتم قال: قلت لأبي: روى السري بن يحيى؟ قال: قال أبو سلمى: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقرأ في صلاة الغداة: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [التكوير: 1] . فقال: قلت لحسن بن عبد اللَّه: لقي السري هذا الشيخ؟ فقال: نعم، وهكذا ذكره أبو عمر نقلا من كتاب ابن أبي حاتم، وقد ذكره أبو أحمد الحاكم فقال : أبو سليمان، أو أبو سلمى، ثم قال: أبو سليمان أو أبو سلمى في هذا الحديث وهم، ولست أدري ممّن جاء، ولا أعرف للسري بن يحيى سماعا ولا رواية عن أحد الصحابة. وقد روى هذا الحديث أبو الوليد الطّيالسيّ: حدثنا السّري بن يحيى، حدثنا أبو سليم العنزي، حدثني رجل من عنزة أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، بهذا أخبرنيه إبراهيم بن محمد الفرائضي، حدثنا سليم بن سيف، حدثنا أبو الوليد، فذكره. وهو الصواب، ويقال: إن أول هذا مضموم بخلاف الّذي قبله. 10055- أبو سليط الأنصاري البدري «3» : يقال اسمه أسير، وقيل بزيادة هاء في آخره، ويقال أسيد، وقيل أنيس، وقيل أنيس- مصغرا، وقيل سبرة. مشهور بكنيته، مذكور في البدريّين بها، وله رواية أخرجها أحمد والبغوي، من طريق ابن إسحاق: حدثني عبد اللَّه بن عمرو بن ضمرة الفزاري، عن عبد اللَّه بن أبي سليط، عن أبيه، قال: أتانا نهي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن أكل لحوم الحمر الإنسية والقدور تفور، فكفأناها على وجوهها. 10056- أبو سليمان: خالد بن الوليد المخزومي سيف اللَّه. 10057- أبو سليمان: مالك بن الحويرث الليثي- تقدما في الأسماء.   (1) تقريب التهذيب 2/ 430، الثقات 3/ 458، خلاصة تذهيب 3/ 221، تهذيب الكمال 3/ 1610، الجرح والتعديل 9/ 386، بقي بن مخلد 469، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، تجريد أسماء الصحابة 2/ 175. (2) الجرح والتعديل 9/ 386، تجريد أسماء الصحابة 2/ 175. (3) أسد الغابة ت 5984، الاستيعاب ت 3059. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 160 10058- أبو السّمح: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» ، يقال إن اسمه أبو ذر. وقال البغويّ: خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وروى عنه محلّ بن خليفة. قال أبو زرعة: لا أعرف اسمه، ولا أعرف له غير حديث واحد. وأخرج حديثه ابن خزيمة، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجة، والبغويّ، من طريق يحيى بن الوليد، حدثنا محلّ بن خليفة، حدثني أبو السّمح، قال: كنت أخدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان إذا أراد أن يغتسل قال: «ولّني قفاك» . قال البزّار: لا نعلم حديث أبي السمح بغير هذا الطريق. قال أبو عمر: يقال إنه قتل، فلا يدري أين مات. 10059- أبو السمح: شرحبيل بن السّمط الكندي- تقدم في الأسماء. 10060- أبو السنابل بن بعكك «2» : بموحدة ثم مهملة ثم كافين، بوزن جعفر، بن الحارث بن عميلة، بفتح أوله، ابن السباق، ابن عبد الدار القرشي العبدري، واسمه صبّة «3» ، بموحدة، وقيل بنون، وقيل عمرو، وقيل عامر، وقيل أصرم، وقيل لبيد ربه بالإضافة. قال البغويّ: سكن الكوفة، وقال البخاري: لا أعلم أنه عاش بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الأسود بن يزيد النخعي، وزفر بن أوس بن الحدثان النصري. وقال ابن سعد وغيره: أقام بمكة حتى مات، وهو من مسلمة الفتح، وأخرج حديثه التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة، كلّهم من رواية منصور، عن إبراهيم، عن الأسود عنه في قصة سبيعة. قال التّرمذيّ: لا نعرف للأسود سماعا من أبي السنابل. وثبت ذكره في الصحيحين أيضا في قصة سبيعة الأسلمية لما مات زوجها، فوضعت حملها وتهيأت للخطّاب، فأنكر عليها، وقال: حتى تعتدّى أربعة أشهر وعشرا، فسألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعلمها أن قد حللت.   (1) أسد الغابة ت 5985، الاستيعاب ت 3060. (2) الكنى والأسماء 3211، تفسير الطبري 9/ 10601، تهذيب التهذيب 12/ 121، تقريب التهذيب 2/ 431، الجرح والتعديل 9/ 387. (3) في أحبة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 161 وهذا يدلّ على أنّ أبا السنابل كان فقيها، وإلا لكان يقع عليه الإنكار في الإفتاء بغير علم، ولكن عذره أنه تمسّك بالعموم، وقد خصت الحامل إذا وضعت من ذلك العموم. ووقع عند البغويّ، من طريق مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن أبي السنابل- أنّ سبيعة وضعت بعد وفاة زوجها ببضع وعشرين ليلة فتزيّنت وتعرّضت للتزويج، فقال لها أبو السنابل: لا سبيل لك إلى ذلك، فأتت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «بلى، ولو رغم أنف أبي السّنابل» . وذكر ابن سعد أنه كان ممن خطب سبيعة. وذكر ابن البرقي أنه تزوّجها بعد ذلك، وأولدها سنابل بن أبي السنابل. 10061- أبو سنان بن وهب «1» : اسمه عبد اللَّه، ويقال وهب بن عبيد اللَّه «2» الأسدي. قال موسى بن عقبة: فيمن شهد بدرا أبو سنان بن وهب الأسدي ولم يسمه. وقال الشعبي: كان أول من بايع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تحت الشجرة أبو سنان بن وهب، ولم يسمه. أخرجه عمر بن شبة، قالوا: وهو غير أبي سنان بن محصن أخي عكاشة، وأم قيس، لأنّ ابن محصن مات والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم محاصر بني قريظة، وكان ذلك قبل بيعة الرضوان تحت الشجرة. وأخرج الحاكم أبو أحمد من طريق عاصم الأحول عن الشعبي، قال: أتاني عامري وأسدي- يعني كانا متفاخرين، فقلت: كان لبني أسد ستّ خصال ما كانت لحيّ من العرب، كان أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان عبد اللَّه بن وهب الأسدي، قال: يا رسول اللَّه، ابسط يدك أبايعك. قال: «على ماذا» . قال: على ما في نفسك وما في نفسي. قال: «فتح وشهادة» ؟ قال: نعم، فبايعه، قال: فخرج الناس يبايعون على بيعة أبي سنان. وأخرجه الحسن بن عليّ الحلوانيّ، ومحمّد بن إسحاق السّراج، من طرق، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب ... فذكر القصة. وأخرجه ابن مندة من طريق عاصم عن زرّ بن حبيش، قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب. ووقع للبغويّ فيه تصحيف مضى في ترجمة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأخرج من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: أبو سنان الأسدي اسمه وهب بن عبد اللَّه. وزعم الواقدي أنّ الّذي وقع له ذلك سنان بن أبي سنان بن محصن ابن أخي عكاشة،   (1) في أعبد اللَّه. (2) في أعبد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 162 قال: وأما أبو سنان فمات في حصار بني قريظة. فاللَّه أعلم. 10062 - أبو سنان [بن] «1» محصن «2» : أخو عكاشة. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وهو عندي غير أبي سفيان بن محصن كما بينته قبل، وأن أبا سنان مات في حصار بني قريظة، وأبو سفيان حضر حجة الوداع، وقد بيّنت أنه غير الّذي قبله أيضا، وأن كلام الواقدي يخالف ذلك. 10063- أبو سنان الأنصاري: زوج أم سنان. ثبت ذكره في الصحيحين من طريق عطاء، عن ابن عباس- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان: «ما منعك أن تكوني حججت معنا» «3» ؟ قالت: ناضحان كانا لأبي فلان- تعني زوجها، حجّ هو وابنه على أحدهما وكان الآخر يسقي أرضا. قال: «فعمرة في رمضان تعدل حجّة» . وفي لفظ: «فإذا جاء رمضان فاعتمري» «4» . ولمسلم [206] «فعمرة في رمضان تقضي حجّة أو حجّة معي» . 10064- أبو سنان الأشجعي «5» : في ترجمة الجرّاح الأشجعي، ويقال إنه معقل بن سنان، والراجح أنه غيره. 10065- أبو سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء «6» بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، واستشهد في الخندق. 10066- أبو سنان العبديّ: ثم الصّباحي- بضم المهملة وتخفيف الموحدة.   (1) سقط في أ. (2) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 89، مؤتلف الدارقطنيّ 1214. (3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 917 عن امرأة من الأنصار بلفظه كتاب الحج (15) باب فضل العمرة في رمضان (36) حديث رقم (221/ 1256) . (4) أخرجه مسلم في صحيحه 2/ 917 كتاب الحج باب 36 فضل العمرة من رمضان حديث رقم 221- 1256 وأورده ابن حجر في تلخيص الحبير ج 2/ 227 حديث رقم 963 وقال متفق عليه واللفظ لمسلم ورواه ابن حبان والطبراني من وجه آخر عن ابن عباس وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 4/ 278. (5) تعجيل المنفعة 492. (6) أسد الغابة ت 5989. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 163 قال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: كان في الوفد، ومسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وجهه بيده، فعمّر حتى بلغ تسعين سنة، وهو مؤذّن مسجد بني صباح، وكان وجهه يتلألأ لمسح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم له، وكان شريفا وجيها. 10067- أبو سنان بن حريث المخزومي. ذكره الزّبير بن بكّار في ترجمة شماس بن عثمان المخزومي، فقال: لما مات [عثمان ابن] «1» شماس قالت بنت حريث [المخزومية] «2» المخزومية وكأنها كانت زوجته: يا عين جودي بدمع غير إبساس ... وابكى رزيّة عثمان بن شمّاس صعب البديهة ميمون نقيبته ... حمّال ألوية ركّاب أفراس غريب مريع إذا ما أزمة أزمت ... يبري السّهام ويبري قبّة الرّاس قد قلت لمّا أتوا ينعونه جزعا ... أودى الجواد فأردى المطعم الكاسي [البسيط] قال: وكان استشهد يوم أحد، قال: فأجابها أخوها [أبو سنان بن حريث] «3» : اقني حياءك في ستر وفي خفر ... فإنّما كان عثمان من النّاس لا تقتلي النّفس إن حانت منيّته ... في طاعة اللَّه يوم الرّوع والباس قد مات حمزة ليث اللَّه فاصطبري ... قد ذاق ما ذاق عثمان بن شمّاس [البسيط] 10068- أبو سهل: بريدة بن الحصيب الأسلمي. تقدم في الأسماء. 10069- أبو سهل: غير منسوب «4» . قال أبو عمر: ذكر في الصحابة ولا أعرفه. قلت: ذكر في «التّجريد» أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا. 10070- أبو سهلة: السائب بن خلاد- تقدم في الأسماء. 10071- أبو سود: بضم أوله وسكون الواو، التميمي: يقال إنه جدّ وكيع بن أبي سود الّذي ثار بخراسان، وقيل اسمه حسان بن قيس، قاله ابن قانع، وفيه نظر، فقد قال ابن الكلبيّ في نسب بني تميم: فمن بنى غدانة بن يربوع بن حنظلة وكيع بن أبي سود، وهو   (1) سقط من أ. (2) سقط من أ. (3) في أسفيان بن حرب. (4) أسد الغابة ت 5992، الاستيعاب ت 3064. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 164 وكيع بن حسان بن قيس بن أبي سود بن كلب «1» بن عوف بن نابل بن عوف بن غدانة، وهو الّذي قتل قتيبة بن مسلم أمير خراسان، وذلك في خلافة سليمان بن عبد الملك. انتهى. فظهر أن حسان والد وكيع، وأن أبا سود جدّ حسان، وهذا هو المعتمد. وأخرجه أحمد من طريق ابن المبارك، عن معمر: عن شيخ من بني تميم، عن أبي سود، قال: سمعت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «اليمين الفاجرة الّتي يقتطع بها الرّجل مال المسلم تعقم الرّحم» «2» . وأخرجه الحسن بن سفيان، والبغويّ، وابن مندة، من طريق ابن المبارك به. وأخرج أبو عليّ بن السّكن، من طريق عبد الرزاق، عن معمر به. وقال ابن دريد: كان أبو سود جدّ وكيع مجوسيّا، وكذا قال ابن الكلبي في كتاب المثالب. قال أبو عمر: هذا غير بعيد، لأن ديار بني تميم كانت مجاورة لديار الفرس. قلت: ويؤيده ما في قصّة حاجب والد عطارد، بل في نسب أبي سود هذا ما يدل على ذلك، فإن بابك من أسماء العجم، فلعله الّذي تمجس فتبعه أبناؤه، وتصريح أبي سود بسماعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وروايته عنه بعد ذلك، وحمل التابعين لحديثه، يدلّ على إسلامه وصحبته. وقد حكى أبو أحمد الحاكم عن البخاريّ أنه قال: هذا الحديث مرسل، فيحتمل أن يريد بإرساله الّذي لم يسم في السند، وهو عند كثير من المحدثين مرسل، لأنه في حكمه. ويحتمل أن يكون وقع له بالعنعنة، فلم يثبت عنده صحبته. قال البغويّ: لا أعلم لأبي سود إلا هذا الحديث، ولا أعلم رواه غير معمر. 10072 - أبو سويد «3» الأنصاري: ويقال الجهنيّ- تقدم في ترجمة سويد الجهنيّ في الأسماء. 10073- أبو سويد: ذكره البغويّ، وأبو عليّ بن السّكن في الصحابة، وأبو بشر الدّولابيّ في الكنى، وغيرهم من طريق هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر، عن عبادة بن نسيّ، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يدعى أبا سويد- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم صلّى على   (1) في أكليب. (2) أخرجه أحمد 5/ 79 وانظر كنز العمال (46382) . (3) في أسود. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 165 المتسحّرين «1» ، هكذا وقع عند من صنّف في الصحابة سويد آخره دال مصغّر، وضبطه أصحاب المؤتلف والمختلف- الدّارقطنيّ ومن تبعه- بفتح أوله وكسر الواو وتشديد المثناة التحتانية بعدها هاء. فاللَّه أعلم. 10074- أبو سيّارة المتعي «2» : بضم الميم وفتح المثناة الفوقانية. قال البغويّ: سكن الشام، قيل اسمه عمرو، وقيل عمير بن الأعلم، وقيل اسمه الحارث بن مسلم، وقيل عامر بن هلال. ذكره ابن السّكن وغيره في الصحابة، وأخرج حديثه أحمد، والبغوي، وابن ماجة وغيرهم، من طريق سليمان بن موسى، عن أبي سيارة المتعي، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعشور نحل لي ... الحديث. وسليمان لم يدرك أحدا من الصحابة، فهذا لسند منقطع، وقد ظنّ بعض الناس أنه أبو سيّارة الّذي كان يفيض بالناس من عرفات في الجاهلية، وليس كذلك، فقد ذكر الفاكهي أنّ أبا سيارة كان قبل أن يغلب قصي على مكة، فهذا يدلّ على تقدم عصره على زمن البعثة، ويؤيّد التفرقة بينهما أنّ هذا متعي وذاك عدواني، ويقال عامري من بني عامر بن لؤيّ، واسم هذا عمرو أو عمير أو عامر، واسم ذاك عميلة مصغرا ابن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن قابس بن زيد بن عدوان العدوانيّ. ويقال: كان من بني عبد بن بغيض بن عامر بن لؤيّ، وكان يجيز بقيس من عرفة، لأنهم كانوا أخواله، حكاه الزبير بن بكار، وذكر أيضا عن محمد بن الحسن المخزومي- أن أبا سيّارة كان يفيض على حمار، وأنّ حماره عمّر أربعين سنة من غير مرض حتى ضربوا به المثل، فقالوا: أصح من عير أبي سيّارة. ويقال: إنّ الّذي كان يفيض مات قبل البعثة، وأنه غير المتعي الّذي سأل عن عشور النحل. واللَّه أعلم. 10075- أبو سيف القين «3» : بفتح القاف وسكون المثناة التحتانية بعدها نون، وهو الحدّاد. كان من الأنصار، وهو زوج أم سيف مرضعة إبراهيم ولد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ثبت ذكره في الصحيحين من طريق ثابت عن أنس، قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ولد لي اللّيلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم، ودفعته إلى أمّ سيف امرأة قين بالمدينة، يقال له أبو سيف»   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 154 وقال رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه عبد اللَّه بن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث وضعفه الأئمة. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 376، بقي بن مخلد 34. (3) الكنى والأسماء 1/ 201. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 166 قال: فانطلق إليه فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ في كيره، وقد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت إلى أبي سيف، فقلت: أمسك يا أبا سيف، جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأمسك، فذكر الحديث. هذا لفظ مسلم. وفي رواية البخاريّ: ودخلنا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على أبي سيف القين، وكان ظئرا لإبراهيم «1» ابن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فأخذه فقبّله ... الحديث. وقد تقدم في ترجمة البراء بن أوس أنّ النبي [207] صلى اللَّه عليه وسلّم دفع إبراهيم ولده إلى أم بردة بنت المنذر زوج البراء بن أوس ترضعه، وكان النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يأتي إليه فيزوره ويقيل عندها. أخرجه الواقديّ، فإن كان ثابتا احتمل أن تكون أم بردة أرضعته، ثم تحوّل إلى أم سيف، وإلا فالذي في الصحيح هو المعتمد. 10076- أبو سيلان «2» : بكسر المهملة بعدها مثناة تحتانية. ذكره ابن حبّان في الصحابة في الكنى من حرف السين، وقال: يقال إنّ له صحبة. وقد تقدم في العبادلة عبد اللَّه بن سيلان، فيحتمل أن تكون هذه كنيته. القسم الثاني 10077- أبو سعد: مالك بن أوس بن الحدثان النصري، بالنون- تقدم في الأسماء. 10078- أبو سعد: أو أبو سعيد، بن الحارث بن هشام المخزومي «3» . ذكر أبو الفرج الأصبهانيّ أنّ خالد بن العاص بن هشام تزوّج بنته فاطمة، وأولدها الحارث بن خالد الّذي ولي إمرة مكة، والعاص بن هشام قتل ببدر، فلولده صحبة، والحارث بن هشام صحابيّ مشهور، استشهد في خلافة عمر، فكأن أبا سعد كان في العهد النبوي صغيرا. وقد ذكر الزبير بن بكار أنّ صخرة بنت أبي جهل بن هشام كانت تحت أبي سعيد هذا، وولدت له.   (1) الظّئر- مهموز- العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل الذكر والأنثى في ذلك سواء. اللسان 4/ 2741. (2) الثقات 3/ 455. (3) الطبقات الكبرى 3/ 508. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 167 القسم الثالث 10079- أبو ساسان «1» : حضين، بالضاد المعجمة مصغّرا، ابن المنذر الرقاشيّ. تقدم في الأسماء. عدّه الحاكم فيمن سمع من العشرة. 10080- أبو سجيف: بالجيم، ابن قيس بن الحارث بن عباس. له إدراك، وشهد اليرموك في خلافة أبي بكر، ثم شهد فتح مصر، وسكنها. ولما قدم مروان بن الحكم مصر بعد أن ولي الخلافة وقاتله أهلها، وكانوا قد بايعوا لابن الزبير، كان هذا من المعدودين في منعه، وكان من الفرسان، فلما غلب مروان هرب أبو سجيف هذا إلى طرابلس، فسكنها إلى أن مات. 10081- أبو سعيد المقبري: اسمه كيسان «2» - تقدم في الأسماء. 10082- أبو سعيد: مولى أبو أسيد «3» ، بالتصغير، الساعدي. ذكره ابن مندة في الصحابة، ولم يذكر ما يدل على صحبته، لكن ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه، فيكون من أهل هذا القسم. قال ابن مندة: روى عنه أبو نضرة العبديّ قصة مقتل عثمان بطولها، وهو كما قال، وقد رويناها من هذا الوجه، وليس فيها ما يدل على صحبته. 10083- أبو سلمة: تميم بن حذلم- تقدم في الأسماء. 10084- أبو السمّال الأسدي: تقدم في سمعان [بن هبيرة] «4» .   (1) الطبقات الكبرى 7/ 155، الطبقات لخليفة 200، تاريخ خليفة 194، التاريخ الكبير 3/ 128، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الكنى والأسماء 1/ 185، الأخبار الطوال 171، تاريخ الرسل والملوك 5/ 34، وقعة صفين لابن مزاحم 336، الاشتقاق لابن دريد 349، الكامل في الأدب للمبرد 3/ 13، العقد الفريد لابن عبد ربه 1/ 177، ذيل المذيل 662، الجرح والتعديل 3/ 316، مشاهير علماء الأمصار 98، المحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 162، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 317، الحيوان للجاحظ 1/ 19، أمالي المرتضى 1/ 287، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117، الكامل في التاريخ لابن الأثير 3/ 127، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 377، سمط اللآلئ 816، الآمدي 120، اللباب 1/ 472، المشتبه 1/ 240، الكاشف 1/ 177، خزانة الأدب للبغدادي 9012، تهذيب التهذيب 2/ 395، تقريب التهذيب 1/ 185، الوافي بالوفيات 13/ 94، أعيان الشيعة 27/ 377، تاريخ الإسلام 3/ 519. (2) أسد الغابة ت 5963، الاستيعاب ت 3041. (3) أسد الغابة ت 5958. (4) سقط في أ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 168 10085- أبو سويد العبديّ «1» . له إدراك، ذكره البخاري في الكنى، وتبعه الحاكم أبو أحمد، وذكر من طريق وكيع عن بركة بن يعلى التيمي، عن أبي سويد العبديّ، قال: كنا بباب عمر ... فذكر قصة. ورواه أبو عقيل، عن بركة، عن أبي سويد العبديّ، أتينا ابن عمر، فجلسنا ببابه ... فذكر قصة وحديثا أخرجه أحمد، ووكيع أحفظ من أبي عقيل. واللَّه أعلم. القسم الرابع 10086- أبو سبرة النخعي» : صوابه الجعفي الماضي في القسم الأول، صحّفه ابن مندة. 10087- أبو سعد الأعمى «3» . تابعي، أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة. قال الحميدي: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي سعد الأعمى، قال سفيان: وحدثنا ابن عطاء، عن أبيه، عن أبي سعد الأعمى- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم باع حرّا في دين. وذكره أبو أحمد الحاكم في «الكنى» فيمن لا يعرف اسمه، وقال: إنه يروي عن أبي هريرة. 10088- أبو سعيد بن وهب القرظي. [كذا] ذكره ابن الأثير فوهم في الكنية، وإنما هو أبو سعد، بسكون العين، كما تقدم. وهو النّضري، بفتح الضاد المعجمة، من بني النّضير لا من بني قريظة. 10089- أبو سعيد: غير منسوب. روى عنه مكحول، أخرجه ابن عبد البرّ مختصرا، كذا ذكره ابن الأثير والّذي في الاستيعاب أبو سعدان كما تقدم.   (1) الضعفاء والمتروكين 136، ذيل الكاشف 1840. (2) تهذيب الكمال 1607، تهذيب التهذيب 12/ 105، الجرح والتعديل 9/ 385، التاريخ الكبير 9/ 40، لسان الميزان 7/ 465، الميزان 4/ 737. (3) ذيل الكاشف 1824، الجرح والتعديل 9/ 379، الكنى الأسماء 1/ 186، تقريب التهذيب 2/ 427، التاريخ الكبير 9/ 36، تهذيب الكمال 1608، الميزان 4/ 737. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 169 10090- أبو سفينة الحارث بن عمرو السّهمي. كذا وقع في الكمال لعبد الغنيّ، وأقره المزّيّ، والصواب أبو مسقبة، وسيأتي في الميم. 10091- أبو سلام الأسلمي: أفرده أبو موسى، فوهم كما نبهت عليه. 10092- أبو سلمة الأنصاري: جدّ عبد الحميد بن سلمة «1» . خيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بين أبويه، اسمه رافع، كذا قال أبو موسى. والصواب أنّ جد عبد الحميد اسمه سلمة، وأنه في الرواية لجده، وهو عبد الحميد بن زيد بن سلمة، وأما رافع جد عبد الحميد فإنه غير هذا، وهو عبد الحميد بن جعفر. 10093- أبو سلمة الخدريّ. ذكره بعضهم في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن سقط، والصواب عن أبي سلمة، وهو ابن عبد الرحمن عن الخدريّ، وهو أبو سعيد، فسقطت «عن» من السند. فاللَّه أعلم. 10094- أبو سليمان «2» : من آل جبير بن مطعم. ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: سكن المدينة. وهو غلط في ظنّه أنّ له صحبة، فإنه أخرج من رواية زهير بن محمد، عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، عن عثمان بن أبي سليمان، عن أبيه- أنه سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يقرأ في المغرب بالطور.. وقال ابن السّكن: الصواب ما رواه سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن عثمان بن أبي سلمان، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه. وقال: ورواه ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان عن جبير. قال الدارقطنيّ: إن كان زهير أراد بقوله عن أبيه أباه الأدنى فهو وهم، لأن أبا سليمان هو ابن جبير بن مطعم، ولا صحبة له، وإن كان أراد أباه الأعلى فهو نظير رواية ابن جريج. والصواب رواية سعيد بن سلمة. واللَّه أعلم. 10095- أبو سهلة: مولى عثمان، ويقال أبو شهلة، بالمعجمة. يقال: إن له صحبة. روى عنه قيس بن أبي حازم، كذا في «التّجريد» ، ولم ينبه على كونه تابعيا، وإنما روى عن عثمان مولاه وعن عائشة حديثا في فضائل عثمان فأرسله   (1) أسد الغابة ت 5979. (2) الجرح والتعديل 9/ 380. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 170 بعضهم، كما أورده أبو أحمد الحاكم في ترجمته، فقد أخرج الترمذي وابن ماجة حديثه المذكور من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عنه، عن عائشة. وذكره في التابعين البخاريّ، وابن حبّان، والعجليّ وغيرهم. وذكر الدّارقطنيّ أنّ محمد بن بشر قاله في روايته عن إسماعيل بن أبي خالد بالشين المعجمة، والصواب بالمهملة. حرف الشين المعجمة القسم الأول 10096- أبو شاه اليماني «1» . يقال: إنه كلبي، ويقال إنه فارسي من الأبناء الذين قدموا اليمن في نصرة سيف بن ذي يزن، كذا رأيت بخط السلفي، وقيل إن هاءه أصلية، وهو بالفارسي معناه الملك، قال: ومن ظنّ أنه باسم أحد الشياه فقد وهم. انتهى. وقد ثبت ذكره في الصحيحين في حديث أبي هريرة في خطبة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح، فقام رجل يقال له أبو شاه، فقال: اكتبوا لي يا رسول اللَّه. فقال: «اكتبوا لأبي شاه» «2» ، يعني الخطبة المذكورة. 10097- أبو شباث: بتخفيف الموحدة وآخره مثلثة، اسمه خديج «3» بن سلامة- تقدم. 10098- أبو شبيب «4» : غير منسوب ولا مسمّى. ذكر في التجريد وأنّ له في مسند بقي بن مخلد حديثا واحدا. 10099- أبو شجرة السلمي.   (1) أسد الغابة ت 5996، الاستيعاب ت 3069. (2) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 39، 3/ 165 ومسلم 2/ 988 كتاب الحج باب 82 تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها حديث رقم 447، 448- 1355 وأبو داود 1/ 616 كتاب المناسك باب تحريم مكة حديث رقم 2017، 3649، 4505 والترمذي 5/ 38 كتاب العلم باب 12 ما جاء من الرخصة فيه حديث رقم 2667، وأحمد في المسند 2/ 238، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 52. (3) في أجريج. (4) بقي بن مخلد 593. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 171 تقدم في عمرو بن عبد العزّى، ويقال اسمه سليم بن عبد العزى، وأمه الخنساء الشاعرة، وكان يسكن البادية. ذكر الزّبير بن بكّار في ترجمة خالد بن الوليد، قال: وقال أبو شجرة بن عبد العزّى السلمي في قتال خالد أهل الردة: ولو سألت سلمى غداة مرامر ... كما كنت عنها سائلا لو نأيتها وكان الطّعان في لؤيّ بن غالب ... غداة الجواء حاجة فقضيتها [الطويل] قال: وقال أيضا. وروّيت رمحي من كتيبة خالد ... وإنّي لأرجو بعدها أن أعمّرا [الطويل] في أبيات. قلت: وإلى هذا البيت قصته مع عمر ذكرها المبرد في الكامل، قال: أتى أبو شجرة عمر يستحمله، فقال له: من أنت؟ قال: أنا أبو شجرة السلمي. فقال: يا عدوّ نفسه، ألست القائل؟ فذكر البيت، ثم انحنى عليه بالدّرّة فهرب وركب ناقته، وهو يقول: قد ضنّ عنّا أبو حفص بنائله ... وكلّ مختبط يوما له ورق [البسيط] وإنما ذكرته في هذا القسم، لأن الخنساء أسلمت هي وأولادها كما سأبينه في ترجمتها. وقال المرزبانيّ: يقال اسمه عمرو، ويقال عبد اللَّه بن عبد العزّى بن قطن بن رياح بن عصر بن معيص بن خفاف بن امرئ القيس بن بهز بن سليم. ويقال عو عمرو بن الحارث بن عبد العزى، مخضرم كثير الشعر، وله مع عمر خبر مشهور، يعني خبره معه الماضي، وله من أبيات في العباس بن مرداس يقول فيها: وعبّاس يدبّ لي المنايا ... وما أذنبت إلّا ذنب صخر [الوافر] وبقية خبره في عمرو بن عبد العزى من كتاب الردة للواقدي. 10100- أبو شجرة الكندي «1» : اسمه معاوية بن محصن- تقدم.   (1) أسد الغابة ت 5999. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 172 10101- أبو شجرة الرهاوي: يزيد بن شجرة- تقدم. 10102- أبو شراك الفهري «1» : من بني ضبّة بن الحارث بن فهر. ذكره الواقديّ، وأبو معشر في أهل بدر، وأن اسمه عمرو بن أبي عمرو، وجوّز محمد بن سعد أنه عمرو بن الحارث الّذي تقدم أنّ موسى بن عقبة ذكره. وقال الواقدي: مات أبو شراك سنة ست وثلاثين. 10103- أبو شريح الخزاعي «2» : ثم الكعبي، خويلد بن عمرو- وقيل: عمرو بن خويلد. وقيل هانئ، وقيل كعب بن عمرو. وقيل عبد الرحمن، والأول أشهر، وبكعب جزم ابن نمير وأبو خيثمة، وتردّد هارون الحمال في خويلد وكعب، وقال الطبري: هو خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزى بن معاوية، من بني عدي بن عمرو بن ربيعة. أسلم قبل الفتح، وكان معه لواء خزاعة يوم الفتح. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. وروى أيضا عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه. روى عنه نافع بن جبير بن مطعم، وأبو سعيد المقبري، وابنه سعيد بن أبي سعيد، وفضيل والد الحارث، وسفيان بن أبي العوجاء. قال ابن سعد: مات بالمدينة سنة ثمان وستين، ذكره في طبقات الخندقيين، وقال: أسلم قبل الفتح، وكذا قال غير واحد في تاريخ موته. وله قصة مع عمرو بن سعيد الأشدق لما كان أمير المدينة ليزيد بن معاوية، ففي الصحيحين أن أبا شريح قال لعمرو وهو يجهّز البعث إلى مكة. ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك ... فذكر حديث: «لا يحلّ لأحد أن يسفك بها دما» - يعني بمكة ... الحديث. وفيه قول عمرو بن سعيد: إنّ الحرم لا يعيذ عاصيا. قال الطبري: مات بالمدينة سنة ثمان وستين.   (1) أسد الغابة ت 6002. (2) التاريخ الصغير 82، التاريخ الكبير 3/ 224، الجرح والتعديل 3/ 398، طبقات خليفة 108، المعرفة والتاريخ 1/ 398، طبقات ابن سعد 4/ 295، مشاهير علماء الأمصار 27، المغازي للواقدي 616، مسند أحمد 4/ 31، سيرة ابن هشام 4/ 57، تاريخ خليفة 265، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91، تاريخ الطبري 4/ 272، الأخبار الموفقيات 512، الأسامي والكنى للحاكم 274، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 243، الكامل في التاريخ 3/ 105، تحفة الأشراف 9/ 223، المعين في طبقات المحدثين 28، الكاشف 3/ 305، المغازي (من تاريخ الإسلام) 556، شفاء الغرام 2/ 190، النكت الظراف 9/ 223، تهذيب التهذيب 12/ 125، تقريب التهذيب 2/ 434، تاريخ الإسلام 2/ 288. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 10104- أبو شريح الحارثي «1» : اسمه هانئ بن يزيد. تقدم في الأسماء، وأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم كناه بأكبر أولاده. 10105- أبو شريح الأنصاري «2» : قال أبو عمر: لست أعرفه بغير كنيته، وذكره هكذا. ذكروه في الصحابة. قلت: وفي كتاب المستغفريّ أبو شريح غير منسوب، ولم ينسبه أنصاريا، فما أدري أهما واحد أو اثنان، ثم بان لي أنّ الّذي ذكره المستغفري هو أبو شريح الخزاعي، فإنه ذكر له أنهم قالوا هو الخزاعي، وذكر أنه روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «إنّ أعتى النّاس على اللَّه رجل قتل غير قاتله» . انتهى. وهذا من حديث أبي شريح الخزاعي، وأورده عبد اللَّه بن أحمد في زيادات المسند، من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي شريح في مسند أبي شريح الخزاعي. 10106- أبو شعيب اللحّام «3» : من الأنصار. وقع ذكره في الصحيح من حديث أبي مسعود البدري، قال: جاء رجل من الأنصار، يكنى أبا شعيب، فقال لغلام له لحّام: اصنع لي طعاما يكفي خمسة، فدعا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد وقع لنا في الجزء التاسع من أمالي المحاملي، وفي كتاب البغويّ، وابن السّكن، وابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن نمير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي مسعود، عن رجل من الأنصار، يكنى أبا شعيب، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فرأيت في وجهه الجوع ... فذكر الحديث. قال ابن مندة: رواه الثوري، وشعبة، والعباس، فلم يقولوا عن أبي شعيب، قالوا: إنّ رجلا يقال له أبو شعيب ثم ساقه من طريق زهير بن معاوية، وعمار بن زريق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر- أنّ رجلا يقال له أبو شعيب ... فذكر الحديث. 10107- أبو شقرة التميمي «4» . روى عنه مخلد بن عقبة، ذكره أبو عمر مختصرا، قال أبو موسى: استدركه يحيى بن مندة على جده، وساق حديثه، وقد ذكره جده إلا أنه لم يذكر حديثه.   (1) أسد الغابة ت 6005، الاستيعاب ت 3072. (2) أسد الغابة ت 6003، الاستيعاب ت 3073. (3) أسد الغابة ت 6008. (4) جامع التحصيل 973. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 وأخرجه أبو نعيم، من طريق الحسن [بن سفيان، ثم من رواية حماد بن يزيد المنقري، حدثني مخلد بن عقبة] «1» ، عن أبي شقرة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الفيء على رءوسهنّ مثل أسنمة «2» البعير، فأعلموهنّ أنّهنّ لا يقبل لهنّ صلاة» «3» . قال بعض رواته: والفيء: الفرع. 10108- أبو شمّاس بن عمرو الجذامي. ذكره ابن إسحاق في وفد جذام الذين قدموا على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بإسلام قومهم وطلب ردّ سبيهم الذين سباهم زيد بن حارثة. 10109- أبو شمر الضّبابي هو ذو الجوشن- تقدم. 10110- أبو شمر بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح الحميري ثم الأبرهي. ذكر الرّشاطيّ عن الهمدانيّ في أنساب حمير أنه وفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وقتل مع علي بصفّين. قال الرّشاطيّ: لم يذكره ابن عبد البر ولا ابن فتحون. وقال ابن مندة : أبو شمر بن أبرهة بن الصباح الأصبحي يقال له صحبة، ويوجد ذكره في الأخبار. قلت: وذكر غيرهما أنه وفد في عهد عمر فتزوّج بنت أبي موسى الأشعري. ويحتمل أن يكون وفد أولا، ثم رجع إلى بلاده، ثم وفد لما استنفرهم عمر إلى الجهاد، ثم وجدته في تاريخ دمشق، فقال: أبو شمر بن أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة بن مرة، ثم قال: أخو كريب بن أبرهة، ثم قال: هو مصري، ثم قال: وقيل إنه وفد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم ساق من [209] طرق: عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد- أنّ عبد اللَّه بن سعد غزا الأساود سنة إحدى وثلاثين، فأصيبت عين معاوية بن خديج، وأبي شمر بن أبرهة، وجندل بن شريح، فسمّوا رماة الخندق. ومن طريق يحيى بن بكير، عن الليث- أنه كان من جملة الذين خرجوا مع ابن أبي   (1) سقط في أ. (2) سنام البعير والناقة أعلى ظهرها، والجمع أسنمة والمراد به هنا النساء اللواتي يتعممن بالمقانع على رءوسهن يكبرنها بها، وهو من شعار المغنيات انظر اللسان 3/ 2119 والنهاية 2/ 409. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45065 وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن أبي شقرة قال الهيثمي في الزوائد 5/ 140 رواه الطبراني والبزار وفيه حماد بن يزيد عن مخلد بن عقبة ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 175 حذيفة إلى معاوية في الرهن، ثم كسروا السجن، وخرجوا، وامتنع أبو شمر، فقال: لا أدخله أسيرا، وأخرج منه آبقا فأقام. ثم وجدت له ذكرا في مقدمة كتاب الأنساب للسمعاني، من طريق ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن راشد، عن ربيعة بن قيس: سمع عليّا يقول: ثلاث قبائل يقولون إنهم من العرب، وهم أقدم من العرب: جرهم، وهم بقية عاد، وثقيف وهم بقية ثمود، وأقبل أبو شمر بن أبرهة، فقال: وقوم هذا، وهم [بقية تبّع] «1» . 10111- أبو الشموس البلوي «2» . قال ابن السّكن: له صحبة ورواية، ولا يوقف على اسمه. وقال البغوي: سكن الشام. وقال ابن حبّان: يقال له صحبة. قلت: قد علّق له البخاري حديثا، ووصله في كتاب الكنى المفردة، ووقع لنا بعلو في المعجم الكبير للطبراني بسند فيه ضعف، وهو من طريق سليمان بن مطير، عن أبيه، عن أبي الشموس البلوي- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم نهى أصحابه عن بئر الحجر ... الحديث. قال البغويّ: وليس لأبي الشموس غير هذا الحديث، وفي إسناده ضعف. 10112- أبو شميلة الشنئي «3» : بفتح المعجمة والنون بعدها همزة بغير مدّ. ذكره أبو سعيد بن الأعرابيّ، والمستغفريّ، وغيرهما من الصحابة، وأوردوا من طريق محمد بن إسحاق، عن حسين بن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: كان أبو شميلة رجل من شنوءة غلب عليه الخمر. وفي لفظ أتي بأبي شميلة سكران، وكان قد تتايع فيها، فقبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قبضة من تراب فضرب بها وجهه، وقال: اضربوه «4» ، فضربوه بالثياب والنّعال والأيدي والمتيخ: أي العصي الخفيفة، أو الجريدة الرطبة، وهي بكسر الميم وسكون المثناة التحتانية ثم مثناة فوقانية مفتوحة ثم معجمة. واستدركه ابن فتحون.   (1) سقط من أ. (2) تقريب التهذيب 2/ 435، الثقات 3/ 453، خلاصة تذهيب 3/ 223، تهذيب التهذيب 12/ 128، تهذيب الكمال 3/ 1614، الجرح والتعديل 9/ 390، الكاشف 3/ 346، تجريد أسماء الصحابة 2/ 177، التاريخ الكبير 9/ 42. (3) أسد الغابة ت 6011، الاستيعاب ت 3078. (4) أخرجه البخاري من صحيح 8/ 196 أبو داود 2/ 568 كتاب الحدود باب 36 في الحد في الخمر حديث رقم 4477، والمتقي الهندي من كنز العمال حديث رقم 3715، 13410، وابن عساكر في تاريخه 4/ 13 وأحمد في المسند 5/ 222، الطبراني في الكبير 3/ 8. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 176 10113- أبو شهم «1» : يأتي في القسم الثالث. 10114- أبو شهم: صاحب الجبيذة- تصغير جبذة، بجيم وموحدة ساكنة ثم ذال معجمة. لا يعرف اسمه ولا نسبه. وقال البغويّ: سكن الكوفة، وذكر ابن السّكن أنّ اسمه زيد أو يزيد بن أبي شيبة، وأخرج حديثه النّسائي، والبغوي، من طريق يزيد بن عطاء، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي شهم، وكان رجلا بطّالا، فمرت به جارية فأهوى بيده إلى خاصرتها، قال: فأتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم الغد وهو يبايع الناس فقبض يده، وقال: أصاحب الجبيذة أمس؟ فقلت: لا أعود يا رسول اللَّه. قال: فنعم إذا، فبايعه. إسناده قوي. ويقال اسم أبي شهم عبيد بن كعب. وفي التابعين أبو شهم يروي عن عمر. روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، ذكره أبو أحمد في الكنى بعد الصحابة. 10115- أبو شيبة الأنصاري الخدريّ «2» . قال أبو زرعة: له صحبة، ولا يعرف اسمه. وقال ابن السكن: له حديث واحد ولا يعرف اسمه. وقال البغوي: كان بالروم. وقال ابن سعد في الطبقة الثالثة من الأنصار: أبو شيبة الخدريّ لم يسمّ لنا، ولم تجد اسمه ولا نسبه في كتاب الأنصار. وقال ابن مندة: عداده في أهل الحجاز. وقال الطبراني هو أخو أبي سعيد، وأخرج حديثه ابن السكن، والطبراني، والبغوي، والدّولابي، وابن مندة. من طريق يونس بن الحارث، قال: حدثني شرس، بمعجمة ثم مهملة بينهما راء ساكنة، عن أبيه، قال: خرجت مع معاوية في غزوة القسطنطينية، فلما وصلنا ونحن نزول إذا رجل يهتف، فأقبلنا عليه، فقال: أنا أبو شيبة الخدريّ، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه مخلصا بها قلبه دخل الجنّة» . كذا قال، والصواب يزيد بن معاوية، ولم يذكر الطبراني القصة، ولا قال في السند عن أبيه، وحكى أبو أحمد الحاكم فيه الوجهين، وتبعه أبو عمر. وأخرج ابن عائذ، والدّولابيّ، وابن مندة، من طريق سليمان بن موسى الكوفي، عن يونس بن الحارث: سمعت شرسا يحدّث عن أبيه، قال: توفي أبو شيبة الخدريّ ونحن على حصار القسطنطينية إذ هتف أبو شيبة فقال: يا أيها الناس. فأقبلت إليه في ناس كثير، فإذا   (1) من أشنيم. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 178، التاريخ الكبير 9/ 42. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 177 هو مقنّع على رأسه، فقال: من عرفني فأنا أبو شيبة الخدريّ صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من شهد أن لا إله إلّا اللَّه مخلصا دخل الجنّة. فاعملوا ولا تتّكلوا» ، ومات فدفنّاه مكانه. قال أبو حاتم الرّازيّ: شرس وأبوه مجهولان. 10116- أبو شيبة: آخر، غير منسوب. ذكر الدّارقطنيّ في «العلل» أنّ حماد بن سلمة روى عن عبد اللَّه بن عمير، عن أبي شيبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا أتى أحدكم إلى القوم يوسع له أخوه فليقعد ... الحديث. وفيه: «ثلاث تصفين لك ودّ أخيك» ، قال: ورواه أبو المطرف بن أبي الوزير، عن موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه، عن شيبة بن عثمان، عن عمه، فإن كان حفظه فقد جوّده. 10117- أبو شيخ بن أبي ثابت: الأنصاري الخزرجي «1» ابن أخي حسان بن ثابت. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا وأحدا، واستشهد ببئر معونة، ومات أبوه أبيّ في الجاهلية. وقال الواقديّ، وابن الكلبيّ: هو أبيّ بن ثابت أخو حسان، كنيته أبو شيخ، ووافق ابن إسحاق موسى بن عقبة، فقال في البدريين: وأبو شيخ بن أبي بن ثابت، ووافق ابن الكلبيّ في أنه أخو أبي حسان يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق. القسم الثاني 10118- أبو شحمة بن عمر بن الخطاب «2» . جاء في خبر واه أن أباه جلده في الزنا فمات، ذكره الجوذقاني، فإن ثبت فهو من أهل هذا القسم. القسم الثالث 10119- أبو شجرة: كثير بن مرة- تقدم في الأسماء.   (1) أسد الغابة ت 6014، الاستيعاب ت 3081. (2) المشتبه 392، مؤتلف الدارقطنيّ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 178 10120- أبو شدّاد العماني «1» . أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقرأ كتابه عليه، وعاش مائة وعشرين سنة. ذكر البخاريّ، وابن أبي خيثمة، وسمّويه في فوائده، وابن السّكن وغيرهم، من طريق أبي حمزة عبد العزيز بن زياد الحنظليّ، حدثني أبو شداد- رجل من أهل ذمار «2» : قرية من قرى عمان، قال: جاءنا كتاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في قطعة من أدم: «من محمد رسول اللَّه إلى أهل عمان، سلام، أمّا بعد فأقرّوا بشهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّي رسول اللَّه، وأدّوا الزّكاة، وخطّوا المساجد، وكذا وكذا، وإلّا غزوتكم» . قال أبو شداد: فلم نجد أحدا يقرأ علينا ذلك الكتاب حتى وجدنا غلاما فقرأه علينا. قلت: فمن كان يومئذ على عمان؟ قال: أسوار من أساورة كسرى. وأخرج مطيّن، من طريق أبي حمزة الحنظليّ هذا، قال: رأيت رجلا بعمان يكنى أبا شداد بلغ عشرين ومائة سنة، وقال أبو عمر : أبو شداد العماني الذّماريّ، وتعقّب بأن ذمار من صنعاء لا من عمان، وعمان بضم أوله والتخفيف: من عمل البحرين. وذمار: قرية منها يقال بالميم والموحدة، قاله الرشاطي. ويحتمل إن كان أبو عمر حفظه أن يكون أصله من ذمار وسكن عمان، وكذا تعقب ابن فتحون في أوهام الاستيعاب قول أبي عمر الذّماريّ، وقوله في الراويّ عنه عبد العزيز بن شداد، وإنما هو ابن زياد. 10121- أبو شدّاد: آخر، شامي. قال الدّولابيّ: اسمه سالم. وقال ابن مندة: هو سالم بن سالم العبسيّ الحمصي. وأخرج أبو أحمد الحاكم في «الكنى» من طريق معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن أبي شداد، وكان قد عقل متوفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يره، ولم يسمع منه شيئا، قال: دخلت على أبي أمامة وهو يشرب طلاء «3» قد ذهب ثلثاه وبقي ثلثه. وأخرجه الدّولابيّ، وابن مندة: من هذا الوجه، عن رجل يقال له أبو شداد. روى عن أبي أمامة. روى عنه معاوية بن صالح. 10122- أبو شراحيل: أو أبو شرحبيل، هو ذو الكلاع الحميري- تقدم في الأسماء.   (1) أسد الغابة ت 6000، الاستيعاب ت 3070. (2) (ذمار) بكسر أوله ويفتح، مبني على الكسر: قرية باليمن، على مرحلتين من صنعاء وقيل: ذمار اسم لصنعاء. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 587. (3) الطلاء بالكسر والمد: الشراب المطبوخ من عصير العنب وهو الرّبّ، وأصله القطران الخاثر الّذي تطلى به الإبل. النهاية 3/ 137. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 179 10123- أبو شريك «1» : ذكره المستغفري في الصحابة، وأخرج من طريق ابن إسحاق أن عمر أعطاه أرضا. 10124- أبو شعيب: غير منسوب. له إدراك، وشهد مع عمر فتح بيت المقدس. أخرج أحمد من طريق حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عبيد بن آدم، وأبي مريم، وأبي شعيب- أنّ عمر بن الخطاب كان بالجابية، فذكر فتح بيت المقدس. قال أبو سنان، عن عبيد: سمعت عمر يقول لكعب: أين ترى أن أصلّي ... الحديث. وقول عمر: أصلي حيث صلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أخرجه يعقوب بن شيبة من هذا الوجه أتمّ منه، قال: كان عمر بالجابية، فقدم خالد بن الوليد إلى بيت المقدس، فذكر القصة في قولهم: إنما يفتحها عمر بعد فتح قيسارية إلى أن قال: فشاور عمر الناس، فقال: إنهم أصحاب كتاب، وعندهم علم، فذهبوا إلى قيسارية ففتحوها وجاءوا إلى بيت المقدس، فصالحهم، فصلّى عند كنيسة مريم، ثم بزق في أحد قميصيه، فقيل له ابزق فيها، فإنّها يشرك فيها باللَّه، فقال: إن كان يشرك فيها باللَّه فإنه يذكر اللَّه فيها كثيرا، ثم قال: لقد كان عمر غنيّا أن يصلّي عند وادي جهنم. وقال في قصة الصلاة: أصلّي حيث صلّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة أسري به، فتقدم إلى القبلة فصلّى. وخلط ابن عساكر ترجمة هذا بترجمة أبي شعيب الحضرميّ الّذي روى عن أبي أيوب في الاستنجاء. وروى عنه عثمان بن أبي شوكة، والّذي يظهر لي أنه غيره، فإن الحاكم أبا أحمد حكى في الحضرميّ أنه يقال له أبو الأشعث. 10125- أبو شمر بن قيس بن فهر بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي. قال ابن الكلبيّ: كان شاعرا شريفا في الجاهلية والإسلام. 10126- أبو شهاب الهذلي «2» : والد أبي ذؤيب.   (1) ريحانة الأدب 7/ 152. (2) المشتبه 587، مشتبه النسبة 17، ديوان الضعفاء رقم 4959، اللآلئ المصنوعة 1/ 474، الموضوعات 2/ 69، تقريب التهذيب 2/ 435، تهذيب التهذيب 12/ 128، الكنى والأسماء 2/ 6، لسان الميزان 7/ 468. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 180 غزا مع أبيه في خلافة عمر. ذكره ابن مرزق في أشعار الهذليين. 10127- أبو شهم التيمي «1» : من تيم الرباب، جاهلي أدرك الإسلام. ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنّى في خبر الكلاب الأول، فقال: كان أبو شهم هو ربّب الرباب قبل الإسلام، وعاش إلى خلافة عثمان بن عفان. 10128- أبو شيبان» : له إدراك. ذكر ابن أبي شيبة من طريق معن بن عبد الرحمن، قال: غزا رجل نحو الشام يقال له شيبان، وله أب شيخ كبير، فقال أبوه في ذلك: أشيبان ما يدريك أن ربّ ليلة ... غبقتك فيها والغبوق حبيب أأمهلتني حتّى إذا ما تركتني ... ارى الشّخص كالشّخصين وهو قريب أشيبان إن تأت الجيوش تجدهم ... يقاسون أيّاما بهنّ خطوب [الطويل] قال: فبلغ ذلك عمر فردّه. 10129- أبو شييم المرّي. ذكره الواقديّ عن شيوخه، قالوا: كان أبو شيم المزني قد أسلم فحسن إسلامه يحدّث ويقول: لما نفرنا مع عيينة بن حصن- يعني في الأحزاب- رجع بنا، فلما كان دون خيبر رأى مناما فقدم فوجد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قد فتح خيبر، فقال: يا محمد، أعطي مما غنمت من حلفائي، فإنّي انصرفت عنك وعن قتالك، فلم يعطه شيئا، فانصرف، فلقيه الحارث بن عوف، فقال له: ألم أقل لك! واللَّه ليظهرنّ محمد على ما بين المشرق والمغرب. القسم الرابع 10130- أبو شبل: غير منسوب. ذكره الدّولابيّ في الصحابة، وهو وهم، وإنما الحديث عند واصل بن مرزوق، عن رجل من بني مخزوم يكنى أبا شبل، عن جده، وكان من الصحابة. وسيأتي بيانه في المبهمات.   (1) الإكمال 4/ 400، المؤتلف والمختلف 69، تقريب التهذيب 2/ 435، بقي بن مخلد 417. (2) معجم رجال الحديث 21/ 186، الميزان 4/ 738. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 181 10131- أبو شجرة: شيخ لأبي الزّاهرية «1» . ذكره الدّولابيّ والمستغفريّ في الصحابة، واستدركه أبو موسى «2» ، ونبه على أنه وهم، وجوّز بعضهم أنه يزيد بن شجرة، فإنه يكنى أبا شجرة، وهو مختلف في صحبته، لكن فرّق أبو أحمد الحاكم بين أبي شجرة يزيد بن شجرة وبين أبي شجرة شيخ أبي الزاهرية، وهو الصواب فيما أرى. وقد تقدم في كثير بن مرة أنّ البغوي أورد في ترجمته من طريق أبي الزاهرية عن أبي شجرة حديثا، وهو أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أقيموا الصّفوف ... » «3» الحديث، وفيه: «ومن وصل صفّا وصله اللَّه» «4» . والّذي يظهر أنه آخر غير كثير بن مرة، والعلم عند اللَّه. 10132- أبو شريح: غير منسوب «5» . له حديث في مسند بقيّ بن مخلد، قال في التجريد: لعله هانئ بن يزيد. قلت: بل هو أبو شريح الخزاعي، فالحديث حديثه. 10133- أبو شريح المصري: أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، فأخرج السّاعديّ من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد الأنصاري، عن أبي شريح المصري، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّ سلاح المؤمن إذا كان عدّة في سبيل اللَّه يوزن كلّ يوم مع صالح عمله» . 10134- أبو شمير: ذكره البغوي، وقال: إنه وهم، قال: حدثنا محمد بن علي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد اللَّه بن جابر بن ربيعة، عن مجمّع بن عتاب، عن أبيه، عن شمير، قال: قلت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إن لي أبا شيخا كبيرا وإخوة أذهب إليهم لعلهم أن يسلموا   (1) أسد الغابة ت 5998. (2) في أموسى. (3) أخرجه أبو داود 1/ 235 كتاب الصلاة باب تفريع أبواب الصفوف حديث رقم 666 وأحمد في المسند 2/ 98، الدارقطنيّ في السنن 1/ 330 وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 2441، والطبراني في الكبير 17/ 218 وكنز العمال حديث رقم 20569، 20570، 20614 والمنذري في الترغيب 1/ 319. (4) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 235، عن ابن عمر بزيادة في أوله كتاب الصلاة باب تسوية الصفوف حديث رقم 666 والنسائي في السنن 2/ 93 عن ابن عمر بلفظه كتاب القبلة باب من وصل صفا (31) حديث رقم 819، وأحمد في المسند 2/ 98 3/ 101، والحاكم في المستدرك 1/ 213 عن ابن عمر بلفظه وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (5) أسد الغابة ت 6006. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 182 فآتيك بهم، فقال: «إن هم أسلموا فهو خير لهم، وإن أبوا فالإسلام واسع- أو عريض» . قال البغويّ: أحسب محمد بن علي وهم فيه، وقد حدثناه أبو خيثمة عن أبي نعيم، عن مجمع بن عتاب، بن شمير، عن أبيه- يعني فتكون الصحبة لعتاب بن شمير. 10135- أبو شهلة: تقدم في حرف السين المهملة. حرف الصاد المهملة القسم الأول 10136- أبو صالح: حمزة بن عمر الأسلمي «1» : تقدم. 10137- أبو صبرة «2» [211] : ذكر في التجريد أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا. 10138- أبو صخر العقيلي «3» : ذكره البخاريّ، ومسلم، وابن حبّان، وغيرهم في الصحابة. قيل: اسمه عبد اللَّه بن قدامة، حكاه ابن عبد البرّ، وأخرج ابن خزيمة في صحيحه، والحسن بن سفيان في مسندة، من طريق سالم بن نوح، عن الجريريّ، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي صخر- رجل من بني عقيل، وربما قال عبد اللَّه بن قدامة، قال: قدمت المدينة على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بتجارة لي فبعتها، فقلت: لو ألممت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأقبلت نحوه، فتلقّاني في بعض طرق المدينة وهو بين أبي بكر وعمر، فجئت حتى كنت من خلفهم، فمرّ يهودي ناشر التوراة يقرؤها يعزي نفسه على ابن له ثقيل في الموت، قال: فمال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وملت معه. فقال: «يا يهوديّ، أنشدك بالّذي أنزل التّوراة على موسى، وأنشدك بالّذي فلق البحر لبني إسرائيل، فعظّم عليه. هل تجدني وصفتي ومخرجي في كتابك؟ فقال برأسه، أي لا. فقال ابنه- وهو في الموت: والّذي أنزل التوراة على موسى إنه ليجد صفتك وبعثك ومخرجك في كتابه، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنك رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أقيموا اليهوديّ عن أخيكم» «4» . فوليه رسول اللَّه وغسله وكفّنه وصلى عليه.   (1) أسد الغابة ت 6016. (2) بقي بن مخلد 906. (3) تعجيل المنفعة 495، التاريخ الكبير 9/ 45، ذيل الكاشف 185. (4) أخرجه ابن سعد 1/ 1/ 123، وأحمد 5/ 411، والسيوطي في الدر 3/ 131. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 183 وقال ابن سعد: حدثنا علي بن محمد المدائني، عن الصّلت بن دينار، عن عبد اللَّه بن شقيق نحوه. ورواه عبد الوهاب بن عطاء عن الجريريّ فقال: عن عبد اللَّه بن قدامة، عن رجل أعرابي. وقال إسماعيل بن عليّة: عن الجريريّ، عن أبي صخر، عن رجل من الأعراب، أخرجه أحمد عن ابن عليّة. 10139- أبو صرمة بن أبي قيس «1» : الأنصاري المازني. قيل: اسمه قيس بن مالك، وقيل مالك بن قيس، وقيل ابن أبي قيس، وقيل ابن أسعد. وقال ابن البرقي: هو قيس بن صرمة بن أبي صرمة بن مالك بن عدي بن النجار، وكذا نسبه ابن قانع، والدمياطيّ. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في العزل، وعن أبي أيوب وغيره. روى عنه عبد اللَّه بن محيريز، ولؤلؤة مولاة الأنصار، ومحمد بن قيس، وزياد بن نعيم. وذكر العسكريّ في الرواة عنه محمد بن يحيى بن حبان، والمحفوظ أن بينهما واسطة. وقد ذكر البغويّ حديثه من طريق يحيى بن سعيد عنه، فأثبت الواسطة لؤلؤة، ومن وجه آخر عنه بحذفها. وقال أبو عمر: لم يختلف في شهوده بدرا، وتعقب بأن ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي لم يذكروه فيهم، وحديثه عند الترمذي، والنسائي. وذكره محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر، فقال: ذكر يحيى بن عثمان أنه شهد فتح مصر. وذكر أحمد بن يحيى بن الوزير أنه قدم على عقبة بن عامر. وأخرج من طريق زياد بن أيوب، قال: كنا مع أبي أيوب في البحر، ومعنا أبو صرمة الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. ويقال هو أبو صرمة الّذي نزلت فيه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ... [البقرة: 187] الآية. 10140- أبو صعير العذري «2» : تقدم الاختلاف فيه في ثعلبة بن صغير. قال البغويّ: سكن المدينة.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 179، بقي بن مخلد 209، التاريخ الكبير 9/ 91. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 179. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 184 10141- أبو صفرة: عسعس بن سلامة- تقدم في الأسماء. 10142- أبو صفرة الأزدي: والد المهلب الأمير المشهور «1» . مختلف في صحبته وفي اسمه، قيل اسمه ظالم بن سارق، وقيل ابن سراف، وقيل قاطع بن سارق بن ظالم، وقيل غالب بن سراق. ونسبه ابن الكلبيّ، فقال: ظالم بن سارق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك بن الأزد، وزعم بعضهم أن أصلهم من العجم وأنهم انتسبوا في الأزد. وذكره ابن السّكن في الصحابة، وأخرج من طريق محمد بن عبد بن حميد، قال: حدثنا محمد بن غالب بن عبد الرحمن بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، حدثني أبي، عن آبائه- أن أبا صفرة قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على أن يبايعه وعليه حلة صفراء يسحبها خلفه دراعة «2» ، وله طول وجثة وجمال وفصاحة لسان، فلما رآه أعجبه ما رأى من جماله، فقال له: «من أنت؟» قال: أنا قاطع بن سارق بن ظالم بن عمر بن شهاب بن الهلقام بن الجلند بن السلم الّذي كان يأخذ كلّ سفينة غصبا، أنا الملك بن الملك. فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أنت أبو صفرة، دع عنك سارقا وظالما» . فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنك عبده ورسوله حقا. حقا يا رسول اللَّه، إن لي ثمانية عشر ذكرا، ورزقت بنتا سميتها صفرة، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «فأنت أبو صفرة» . وقال الواقديّ في كتاب الرّدّة: قالوا: وفد الأزد من دبا مقرين بالإسلام على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فبعث عليهم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدقا، وكتب له فرائض صدقاتهم، فذكر الحديث في الردة وقتال عكرمة إياهم، وغلبته عليهم، وإرسال سبيهم إلى أبي بكر مع حذيفة المذكور، قال: فحدثنا عبد اللَّه بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده، قال: لما قدم سبي أهل دبا، وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ الحلم، فأنزلهم أبو بكر في دار رملة بنت الحارث، وهو يريد أن يقتل المقاتلة، فقال له عمر: يا خليفة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قوم مؤمنون، إنما شحوا على أموالهم، فقال: انطلقوا إلى أي البلاد شئتم، فأنتم قوم أحرار، فخرجوا فنزلوا البصرة، فكان أبو صفرة والد المهلب فيمن نزل البصرة. وقال أبو عمر: كان أبو صفرة مسلما على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يفد عليه، ووفد على عمر في عشرة من ولده.   (1) أسد الغابة ت 6021، الاستيعاب ت 3087. (2) في أذراعين. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 وذكر عبد الرّزّاق، عن جعفر بن سليمان، قال: وفد أبو صفرة على عمر بن الخطاب ومعه عشرة من ولده، المهلّب أصغرهم، فجعل عمر ينظر إليهم ويتوسّم، ثم قال لأبي صفرة: هذا سيّد ولدك، وهو يومئذ أصغرهم. وقال عمر بن شبّة في أخبار البصرة: أوفد عثمان بن أبي العاص وهو أمير البصرة أبا صفرة في رجال من الأزد على عمر، فسألهم عن أسمائهم، وسأل أبا صفرة، فقال: أنا ظالم بن سارق، وكان أبيض الرأس واللحية، فأتاه وقد اختضب، فقال: أنت أبو صفرة، فغلبت عليه الكنية. قلت: فهذا معارض لرواية الواقدي أنه كان لما وفد غلاما لم يبلغ الحلم. وقال الأصمعيّ في ديوان زياد الأعجم: إن أبا صفرة سأل عثمان بن أبي العاص أن يقطعه فأقطعه خططا بالمهالبة، فقيل له: إن هذا الرجل أقلف، فدعا به، فقال: ويحك، أما تطهرت؟ قال: واللَّه يا أمير المؤمنين، إني لأفعل ذلك خمس مرات في اليوم، قال: إنما سألتك عن الختان. فقال: واللَّه، أعزّ اللَّه الأمير، ما عرفت ذلك، فأمره فاختتن، قال: وفي ذلك يقول زياد بن الأعجم: اختتن القوم بعد ما شمطوا ... واستعربوا بعد إذ هم عجم [المنسرح] وقال أبو الفرج في «الأغاني» في ترجمة أبي عيينة المهلبي: اسم أبي صفرة سارق، وقيل غالب. وقال ابن قتيبة: المهلب من أزد عمان من قرية يقال لها دبا، أسلم في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم [212] ثم ارتدّ، ونزل على حكم حذيفة، فبعثه إلى أبي بكر فأعتقه. وقد وقع لنا عن أبي صفرة حديث مسند، أخرجه الطبراني في الأوسط، من طريق زياد بن عبد اللَّه القرشي: دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة، وهي امرأة الحجاج وبيدها مغزل تغزل به، فقلت لها: تغزلين وأنت امرأة أمير؟ فقالت: إن أبي يحدّث عن جدي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أطولكنّ طاقا أعظمكنّ أجرا» «1» . قال الطّبرانيّ: لم يسند أبو صفرة غير هذا. واسمه سارق بن ظالم، ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد، تفرد به يزيد بن مروان بن زياد.   (1) قال الهيثمي في الزوائد 4/ 96 رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد بن مروان الحلال قال ابن معين كذاب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 186 قلت: ويزيد متروك، والحديث الّذي أورده ابن السكن يعكر عليه. 10143- أبو صفوان: عبد اللَّه بن بشر المازني. 10144- وأبو صفوان: مالك بن عميرة «1» . 10145- وأبو صفوان: مخرمة بن نوفل، والد المسور- تقدموا في الأسماء. 10146- أبو صفوان: أو ابن صفوان «2» - في المبهمات. 10147- أبو صفية: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «3» . قال البخاريّ: عداده في المهاجرين، وأخرجه من طريق المعلى بن عبد الرحمن: سمعت يونس بن عبيد يقول لأمّه: ماذا رأيت أبا صفية يصنع؟ قالت: رأيت أبا صفية- وكان من المهاجرين من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- يسبح بالنوى. تابعه عبد الواحد بن زيد، عن يونس بن عبيد، عن أمه، قالت: رأيت أبا صفية رجلا من المهاجرين يسبّح بالنوى. أخرجه البغوي، وأخرج من وجه آخر، عن أبيّ بن كعب، عن أبي صفية مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه كان يوضع له نطع، ويؤتي بحصى فيسبّح به إلى نصف النهار، فإذا صلى الأولى ورجع أتى به فيسبح حتى يمسي. 10148- أبو صميمة: ويقال بالمعجمة «4» . ذكره المستغفري هاهنا بالمهملة، [وسيجيء في الضاد المعجمة] «5» . 10149- أبو صهيب: ذكره الحاكم أبو أحمد، فقال: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه هلال، أظنه ابن يساف. قال عبد الرزاق: عن معمر، عن هلال. القسم الثاني خال.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 179. (2) الجرح والتعديل 9/ 395، المغني 7547، و 7548، ديوان الضعفاء رقم 4966، الطبقات الكبرى 5/ 158، كتاب الضعفاء والمتروكين 3/ فهرست 233، الضعفاء والمتروكين 627، الميزان 4/ 738. (3) أسد الغابة ت 9023، الاستيعاب ت 3089. (4) الاستيعاب ت 6024. (5) سقط في أ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 187 القسم الثالث 10150- أبو صحار السعدي: كان رجلا في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وشهد حنينا مع المشركين، ثم أسلم. ذكره أبو عبد اللَّه بن الأعرابيّ في كتاب «النّوادر» ، وقال: قال السروجي: قال أبو صحار السعدي، سعد أبي بكر بن هوازن، وقالت له زوجته: ابتع لنا عهنا «1» . فقال لها: كما أنت حتى تكون الجبال عهنا، كما قال أخو قريش فتأخذي عهنا رخيصا. قال: ودعاه قومه إلى الإسلام بعد أن ظهر الإسلام فأبى، وقال في يوم حنين: ألا هل أتاك إن غلبت قريش ... هوازن والخطوب لها شروط [الوافر] وقد تقدمت هذه الأبيات وجوابها في ترجمة عبد اللَّه بن وهب الأسدي، قال: ثم أسلم أبو صحار بعد ذلك، وحسن إسلامه، وجاور عبيد اللَّه بن العباس بالبقيع، وذكر له معه خبرا، وأنشد له فيه مدحا، وذكر قصته أيضا أبو عبد اللَّه بن خالويه في كتابه. القسم الرابع 10151- أبو صالح، مولى أم هانئ «2» : تابعي شهير، وهم بعض الرواة في حديث من طريقه، فأخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، وذكره من طريقه أبو نعيم في الصحابة وهو وهم، فأخرج الحسن من طريق رزين عن ثابت، عن أبي ثابت، عن أبي صالح مولى أم هانئ أنها أعتقته، قال: وكنت ادخل عليها في كل [شهر، وكل] «3» شهرين دخلة، فدخلت عليها يوما [إذ دخل عليها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم] «4» فقالت: يا ابن عم، كبرت وثقلت، وضعف عملي، فهل من مخرج؟ فقال: أبشري يا بوان خير كثير، احمدي اللَّه مائة مرة تكون عدل مائة رقبة، وكبّري مائة تكون عدل مائة فرس مسرجة ملجمة في سبيل اللَّه، وسبحي مائة تكون عدل مائة بدنة مقلدة مثقلة، وهللي   (1) العهن: الصوف المصبوغ ألوانا، وقالوا: العهن: الصوف الملون، وقيل: كل صوف عهن والقطعة منه عرضة والجمع عهونة انظر اللسان 4/ 3153. (2) تقريب التهذيب 2/ 437، تهذيب التهذيب 12/ 132، تهذيب الكمال 3/ 1615، الكنى والأسماء 2/ 9، تجريد أسماء الصحابة 2/ 178. (3) ما بين القوسين ساقط من أ. (4) ما بين القوسين ساقط من أ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 188 مائة لا يلحقك ذنب إلّا الشرك. هكذا قال، رزين، وهو ضعيف، والصواب إذ دخل عليها علي، فقالت: يا ابن أم، وأبو صالح مولى أم هانئ مشهور في التابعين لا يخفى ذلك على من له أدنى معرفة. 10152- أبو الصباح بن النعمان «1» : صحفه بعضهم، والصواب بالضاد المعجمة كما سيأتي بعد هذا. حرف الضاد المعجمة القسم الأول 10153- أبو الضبيب البلوي: ويقال أبو الضبيس. يأتي. 10154- أبو الضّبيس الجهنيّ «2» : قال ابن مندة: سمعت ابن يونس يذكر عن الواقدي أنه صحابي، ذكر فيمن نزل الإسكندرية، وعن الواقديّ أنه من أصحاب الشجرة، وتوفي في آخر خلافة معاوية. وذكره الواقديّ في جملة من خرج وراء العرنيين. 10155- أبو الضّبيس البلوي: ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ فيمن دخل مصر من الصحابة. وذكر الواقديّ من طريق محمد بن سعد مولى بني مخزوم، عن رويفع بن ثابت البلوي، قال: قدم وفد قومي في شهر ربيع الأول سنة تسع، فبلغني قدومهم، فأنزلتهم عليّ، فدخلوا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال شيخ منهم يقال أبو الضّبيس: يا رسول اللَّه، إني رجل أرغب في الضيافة، فهل لي من أجر في ذلك؟ قال: «نعم، وكلّ معروف إلى غنيّ أو فقير صدقة» . 10156- أبو الضحاك «3» : عمر بن حزم بن زيد الأنصاري. 10157- أبو الضحاك: فيروز الديلميّ- تقدما. 10158- أبو الضحاك الأنصاري: ذكره الحسن بن سفيان في مسندة، وأخرج من طريق إبراهيم بن قيس بن أوس   (1) أسد الغابة ت 6017، الاستيعاب ت 3083. (2) طبقات ابن سعد 4/ 348، تاريخ الإسلام 1/ 339. (3) المصباح المضيء انظر الفهرس. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 189 الأنصاري، عن أبي الضحاك الأنصاري، قال: لما سار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى خيبر جعل عليّا مقدمته، فقال له: «إنّ جبريل يحبك» . قال: وقد بلغت إلى أن يحبني جبريل؟ قال: نعم، ومن هو خير من جبريل، اللَّه يحبّك. 10159- أبو ضمرة بن العيص «1» : ذكر الاختلاف في اسمه في جندع بن ضمرة من الأسماء، وكلام. 10160- أبو ضميرة الحميري والد ضميرة «2» . ذكره ابن مندة في «الكنى» ، وسبقه البغويّ ومن قبله محمد بن سعد، ووصفوه بأنه مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد قيل: إن اسمه سعد. وقيل روح. وقد تقدم خبره في الكتاب الّذي كتبه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لآل ضميرة في ترجمة ضميرة. وقال مصعب الزّبيريّ: كانت لأبي ضميرة دار بالعقيق. وقال ابن الكلبيّ: هو غير أبي ضميرة مولى علي. وقال ابن سعد، والبلاذريّ: وفد حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة على المهدي بالكتاب، فوضعه على عينيه، وأعطاه ثلاثمائة دينار، وكان خرج في سفر ومعه قومه، ومعهم هذا الكتاب، فعرض لهم اللصوص، فأخذوا ما معهم، فأخرجوا الكتاب وأعلموهم بما فيه، فردّوا عليهم ما أخذوا منهم ولم يعترضوا لهم. ذكره البغويّ عن محمد بن سعد، عن إسماعيل بن أبي أويس. 10161- أبو ضميمة «3» : مصغرا. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عطاء الخراساني، عن الحسن- هو البصري: سمعت أبا ضميمة، وكان ممن أدرك [213] النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: سألت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عن أبواب القسط، فقال: «إنصاف النّاس من نفسك، وبذل السّلام للعالم» . قلت: قال عطاء: فيه ضعف، والراويّ عنه لهذا الحديث اتهموه بالكذب، وهو إسحاق بن نجيح. وقد رواه أبو نعيم من وجه آخر عن علي بن حجر رواية عن إسحاق، فقال: عن أبي تميمة- بالمثناة المفتوحة. فاللَّه أعلم.   (1) الجرح والتعديل 9/ 396. (2) في أضمرة. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 180. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 190 القسم الثاني خال. وكذا. القسم الثالث القسم الرابع 10162- أبو ضمضم: غير مسمى ولا منسوب. ذكره أبو عمر في حاشية كتاب ابن السكن، فقرأت بخطه : أبو ضمضم غير منسوب، روى ثابت عن أنس أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ألا تحبّون أن تكونوا كأبي ضمضم» ؟ قالوا: يا رسول اللَّه، ومن أبو ضمضم؟ قال: «إنّ أبا ضمضم كان إذا أصبح» قال: اللَّهمّ إنّي قد تصدّقت بعرضي على من ظلمني» . قال: فأوجب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قد غفر له. وذكره في الصحابة، فقال: روى عنه الحسن، وقتادة أنه قال: «اللَّهمّ إنّي قد تصدّقت بعرضي على عبادك» . قال: وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: إن رجلا من المسلمين قال ... فذكر مثله. قال أبو عمر: أظنه أبا ضمضم المذكور. قلت: تبع في ذلك كله الحاكم أبا أحمد، فإنه أخرج الحديث من طريق حماد بن زيد عن هشام، عن الحسن، وعن أبي العوام، عن قتادة، قالا: قال أبو ضمرة: اللَّهمّ ... فذكره- ثم ساق حديث أبي هريرة من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان، وهو كذلك في جامع سفيان. وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، من طريق شعيب بن بيان عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس- مرفوعا. وقد تعقب ابن فتحون قول ابن عبد البر: روى عنه الحسن وقتادة، فقال: هذا وهم لا خفاء فيه، لأن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يخبر أصحابه عن أبي ضمضم، فلا يعرفونه حتى يقولوا من أبو ضمضم؟ وأبو عمر يقول: روى عنه الحسن وقتادة. وقد أخرجه البزّار والسّاجيّ، من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن محمد بن عبد اللَّه العمي، عن ثابت، عن أنس الحديث، وفيه: قالوا: وما أبو ضمضم؟ قال: «إنّ أبا ضمضم كان إذا أصبح قال: اللَّهمّ ... » الحديث. وفي رواية البزّار من الزيادة: كان رجلا صلبا. قال ابن فتحون: فالرجل لم يكن من هذه الأمة، وإنما كان قبلها، فأخبرهم بحاله تحريضا على أن يعملوا بعمله، وما توهماه من الجزء: 7 ¦ الصفحة: 191 أنّ الصحابي في حديث أبي هريرة هو أبو ضمضم خطأ، بل هو علبة بن زيد الأنصاري كما تقدم في حرف العين المهملة، ولولا ما جاء من التصريح بأن ضمضم كان فيمن كان قبلها لجوزت أن يكون علبة، يكنى أبا ضمضم، لكن منع من ذلك ما أخرجه أبو داود عن موسى بن إسماعيل، وأبو بكر الخطيب في كتاب الموضح من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن حماد بن سلمة عن ثابت، عن عبد الرحمن بن عجلان- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم؟» قالوا: ومن أبو ضمضم يا رسول اللَّه؟ قال: «رجل ممّن كان قبلكم ... » الحديث «1» . قال أبو داود: رواه أبو النضر عن محمد بن عبد اللَّه العمي، عن ثابت، عن أنس. ورواية حماد أصحّ، وأخرجه من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة موقوفا. انتهى. وأسنده البخاريّ في «تاريخه» ، والبزار، والساجي، من طريق أبي النضر، وأشار البزار إلى أن محمد بن عبد اللَّه تفرد به. وأخرجه البخاريّ في «تاريخه» والعقيليّ في «الضّعفاء» . حرف الطاء المهملة القسم الأول 10163- أبو طخفة «2» : تقدم في طخفة. 10164- أبو طريف الهذلي» : ذكره البغويّ، ومطيّن، وابن حبّان، وابن السّكن وغيرهم في الصحابة، وشهد حصار الطائف. قال ابن قانع: اسمه كيسان. وقال أبو عمر: اسمه سنان. روى حديثه أحمد، والحسن بن سفيان، وغيرهما من طريق زكريا بن إسحاق، عن الوليد بن عبد اللَّه بن أبي شميلة. وفي رواية البغوي أبو شميرة، براء بدل اللام: حدثني أبو   (1) ضعيف أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» 62 وعلته شعيب بن سنان يحدث عن الثقات بالمناكير وهو عند أبي داود (4886) موقوفا. (2) أسد الغابة: ت 6032. (3) مؤتلف الدارقطنيّ 1256، 1480. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 192 طريف أنه كان شاهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو يحاصر أهل الطائف، قال: وكان يصلي بنا صلاة المغرب، حتى لو أن إنسانا رمى بنبله أبصر مواقع نبله «1» ، وصححه ابن خزيمة. 10165- أبو طريف: عدي بن حاتم الطائي- تقدم. 10166- أبو الطّفيل عامر بن واثلة بن عبد اللَّه بن عمرو بن جحش «2» . ويقال جهيش بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة الكناني، ثم الليثي. رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو شابّ، وحفظ عنه أحاديث. قال ابن عديّ: له صحبة. وروى أيضا عن أبي بكر، وعمر، وعلي، ومعاذ، وحذيفة، وابن مسعود، وابن عباس، ونافع بن عبد الحارث، وزيد بن أرقم، وغيرهم. روى عنه الزّهريّ، وأبو الزّبير، وقتادة، وعبد العزيز بن رفيع، وعكرمة بن خالد. وعمرو بن دينار، ويزيد بن أبي حبيب، ومعروف بن خرّبوذ، وآخرون. قال مسلم: مات سنة مائة، وهو آخر من مات من الصحابة. وقال ابن البرقي: مات سنة اثنتين ومائة. وهو مشهور باسمه وكنيته جميعا. وعن مبارك بن فضلة مات سنة سبع ومائة. وقال وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه: كنت بمكة سنة عشر ومائة. فرأيت جنازة، فسألت عنها، فقيل لي أبو الطفيل. وقال ابن السّكن: جاءت عنه روايات ثابتة أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وأما سماعه منه صلى اللَّه عليه وسلّم فلم يثبت. وذكر ابن سعد عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي الطفيل، قال: كنت أطلب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فيمن يطلبه، وهو في الغار ... الحديث. وهو ضعيف، لأنهم لا يختلفون أن أبا الطفيل لم يكن ولد في تلك الليلة. قلت: وأظن أنّ هذا من رواية أبي الطفيل عن أبيه. وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه : أبو الطفيل مكي ثقة. وذكر البخاري في التاريخ الصغير، عن أبي الطفيل، قال: أدركت ثمان سنين من حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: كان يعترف بفضل أبي بكر وعمر، لكنه يقدم عليّا.   (1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1/ 447، 2/ 66. (2) أسد الغابة: ت 6035، الاستيعاب: ت 3095. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 193 10167- أبو طلحة الأنصاري «1» : زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري. مشهور باسمه وكنيته، وهو القائل: أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكلّ يوم في جرابي صيد [الرجز] تقدم في الأسماء. 10168- أبو طلحة الأنصاري: آخر. ذكره الخطيب في المبهمات، وأنه الّذي ضيف الرجل فآثره بطعامه، ونزلت فيه: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ... [الحشر: 9] الآية، وذكر أنه غير أبي طلحة زوج أم سليم، ونسبه أنه وقع في الرواية التي أخرجها مسلم، فقال: رجل من الأنصار يقال له أبو طلحة، فكأنه استبعد أن يكون أبو هريرة لا يعرف أبو طلحة زوج أم سليم حتى يعبر عنه بهذه العبارة. وقد جزم غيره بأنه هو، ولا مانع أن تكون هذه القصة في أوائل ما قدم أبو هريرة المدينة قبل أن يعرف غالب أهلها. 10169- أبو طلحة: درع الخولانيّ. قال الطّبرانيّ: مختلف في صحبته، وأورد له من طريق حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن أبي طلحة الخولانيّ، واسمه درع، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «يكون جنود أربعة، فعليكم بالشّام ... » «2» الحديث. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. 10170- أبو طليق «3» : بوزن عظيم، وقيل: طلق- بسكون اللام. ذكره البغويّ، وابن السّكن، وغيرهما في الصحابة، وأخرجوا من طريق المختار بن فلفل، قال: حدثني طلق بن حبيب البصري أن أبا طليق حدثه أن امرأته أم طليق أتته، فقالت له: حضر الحج يا أبا طليق، وكان له جمل وناقة يحجّ على الناقة ويغزو على الجمل، فسألته أن يعطيها الجمل فتحجّ عليه، فقال: ألم تعلمي أني حبسته في سبيل اللَّه، فقالت: إن الحج من سبيل اللَّه، فأعطنيه يرحمك اللَّه، فامتنع، قالت: فأعطني الناقة وحجّ أنت على   (1) أسد الغابة: ت 6036، الاستيعاب: ت 3096. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 275. وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 61 عن عبد اللَّه بن يزيد ولفظه يكون جند بالشام ... وقال رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إدريس الأسواري وهو متروك. (3) تلقيح فهوم أهل الأثر 386، التاريخ الكبير 9/ 46، تجريد أسماء الصحابة 2/ 180. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 194 الجمل. قال: لا أوثرك على نفسي. قالت: فأعطني من نفقتك. قال: ما عندي فضل عني وعن عيالي ما أخرج به، وما أتركه لكم. قالت: إنك لو أعطيتني أخلفها اللَّه عليك. قال: فلما أبيت عليها قالت: فإذا لقيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأقرئه مني السلام، وأخبره بالذي قلت لك. قال: فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقرأته منها السلام، وأخبرته بالذي قالت. فقال: صدقت أم طليق لو أعطيتها الجمل لكان في سبيل اللَّه، ولو أعطيتها الناقة لكانت وكنت في سبيل اللَّه، ولو أعطيتها من نفقتك لأخلفها اللَّه عليك. قال: فإنّها تسألك ما يعدل الحج؟ قال: عمرة في رمضان «1» . لفظ حفص بن غياث «2» عند أبي بشر الدّولابي، وأخرجه ابن أبي شيبة، وابن السكن، وابن مندة، من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن المختار، وسنده جيد. 10171- أبو طويل الكندي: شطب الممدود «3» تقدم في الأسماء. 10172- أبو طيبة الحجاج «4» : مولى الأنصار، من بني حارثة. وقيل من بني بياضة، يقال: اسمه دينار. حكاه ابن عبد البرّ، ولا يصح، فقد ذكر الحاكم أبو أحمد أن دينار الحجام آخر تابعي، وأخرج ابن مندة حديثا لدينار الحجام عن أبي طيبة، ويقال اسمه ميسرة. ذكره البغويّ في معجم الصحابة عن أحمد بن عبيد أبي طيبة- أنه سأله عن اسم جده أبي طيبة؟ فقال: ميسرة، ويقال اسمه نافع. قال العسكري: قيل اسمه نافع، ولا يصح، ولا يعرف اسمه. قلت: كذا قال، ووقع مسمى كذلك في مسند محيّصة بن مسعود، من مسند أحمد، ثم من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عفير الأنصاري، عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة، عن محيّصة- أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة، فسأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن خراجه، فقال: «اعلفه النّاضح ... » الحديث. وقد أخرجه أحمد وغيره من حديث الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عفير   (1) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 1074 وعزاه لأبي يعلى، وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 283 وقال رواه الطبراني في الكبير والبزار باختصار عنه ورجال البزار رجال الصحيح. (2) في أغباب. (3) أسد الغابة: ت 6038، الاستيعاب: ت 3098. (4) تبصير المنتبه 3/ 866، الجرح والتعديل 9/ 398. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 195 الأنصاري، عن محمد بن سهل بن أبي خيثمة، عن محيصة بن مسعود- أنه كان له غلام حجام يقال له نافع أبو طيبة. وقد ثبت ذكره في الصحيحين أنه حجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من حديث أنس وجابر وغيرهما. وأخرج ابن أبي خيثمة بسند ضعيف عن جابر، قال: خرج علينا أبو طيبة لثمان عشرة خلون من رمضان، فقال له: أين كنت؟ قال: حجمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج ابن السّكن بسند آخر ضعيف من حديث ابن عباس: كنا جلوسا بباب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فخرج علينا أبو طيبة بشيء يحمله في ثوبه، فقلنا: ما هذا معك يا أبا طيبة؟ قال: حجمت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأعطاني أجري. القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال. القسم الثالث 10173- أبو الطّفيل سهيل «1» بن عوف. 10174- أبو الطّمحان القيني: اسمه حنظلة- تقدم في الأسماء. القسم الرابع 10175- أبو طالب بن عبد المطلب «2» بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، عمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم شقيق أبيه، أمّهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية، اشتهر بكنيته، واسمه عبد مناف على المشهور. وقيل عمران. وقال الحاكم: أكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته. ولد قبل النبي بخمس وثلاثين سنة. ولما مات عبد المطلب أوصى بمحمد صلى اللَّه عليه وسلّم إلى أبي طالب، فكفله وأحسن تربيته، وسافر به صحبته إلى الشام، وهو شابّ، ولما بعث قام في نصرته وذبّ عنه من عاداه ومدحه عدة مدائح منها قوله لما استسقى أهل مكة فسقوا: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل [الطويل]   (1) في أسبيل. (2) تنقيح المقال 3/ 321- الطبقات الكبرى 1/ 93، 8/ 51، 151. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 196 ومنها قوله من قصيدة: وشقّ له من اسمه ليجلّه ... فذو العرش محمود وهذا محمّد [الطويل] قال ابن عيينة، عن علي بن زيد: ما سمعت أحسن من هذا البيت. وأخرج أحمد من طريق حبة العرني، قال: رأيت عليا ضحك على المنبر حتى بدت نواجذه، ثم تذكر قول أبي طالب وقد ظهر علينا وأنا أصلّي مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ببطن نخلة، فقال له: ماذا يصنعان؟ فدعاه إلى الإسلام، فقال: ما بالذي تقول من بأس، ولكن واللَّه لا يعلوني استي أبدا. وأخرج البخاريّ في التّاريخ، من طريق طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، عن عقيل بن أبي طالب، قال: قالت قريش لأبي طالب: إن ابن أخيك هذا قد آذانا ... فذكر القصة، فقال: يا عقيل، ائتني بمحمد. قال: فجئت به في الظهيرة، فقال: إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم فانته عن أذاهم، فقال: أترون هذه الشمس «1» ؟ فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك. فقال أبو طالب: واللَّه ما كذب ابن أخي قط. وقال عبد الرّزّاق: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عمن سمع ابن عباس في قوله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ [الأنعام: 26] ، قال: نزلت في أبي طالب، كان ينهي عن أذى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وينأى عما جاء به. وأخرج ابن عديّ من طريق الهيثم البكاء، عن ثابت، عن أنس، قال: مرض أبو طالب فعاده النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا ابن أخي، ادع ربّك الّذي بعثك يعافيني. فقال: «اللَّهمّ اشف عمّي» . فقام كأنما نشط من عقال، فقال: يا ابن أخي، إن ربك ليطيعك! فقال: «وأنت يا عمّاه لو أطعته ليطيعنك» «2» . وفي زيادات يونس بن بكير في المغازي، عن يونس بن عمرو، عن أبي السفر، قال: بعث أبو طالب إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: أطعمني من عنب جنّتك. فقال أبو بكر: إن اللَّه حرّمها على الكافرين.   (1) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 187 عن عقيل بن أبي طالب والبخاري في التاريخ الكبير 4: 51. وابن حجر في المطالب العالية 4/ 192 حديث رقم 4278 وقال هذا إسناد صحيح. (2) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 432 عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ولفظه مرض أبو طالب فجاءت قريش فجاء النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 197 وذكر جمع من الرافضة أنه مات مسلما، وتمسكوا بما نسب إليه من قوله: ودعوتني وعلمت أنّك صادق ... ولقد صدقت فكنت قبل أمينا ولقد علمت بأنّ دين محمّد ... من خير أديان البريّة دينا [الكامل] قال ابن عساكر في صدر ترجمته: قيل إنه أسلم، ولا يصحّ إسلامه. ولقد وقفت على تصنيف لبعض الشيعة أثبت فيه إسلام أبي طالب، منها ما أخرجه من طريق يونس بن بكير، [215] عن محمد بن إسحاق، عن العباس بن عبد اللَّه بن سعيد بن عباس، عن بعض أهله، عن ابن عباس، قال: لما أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبا طالب في مرضه قال له: «يا عمّ، قل لا إله إلّا اللَّه- كلمة أستحلّ بها لك الشّفاعة يوم القيامة» «1» . قال: يا ابن أخي، واللَّه لولا أن تكون سبة علي وعلى أهلي من بعدي يرون أني قلتها جزعا عند الموت لقلتها، لا أقولها إلا لأسرك بها. فلما ثقل أبو طالب رئي يحرّك شفتيه، فأصغى إليه العباس فسمع قوله، فرفع رأسه عنه، فقال: قد قال واللَّه الكلمة التي سأله عنها. ومن طريق إسحاق بن عيسى الهاشميّ، عن أبيه: سمعت المهاجر مولى بني نفيل يقول: سمعت أبا رافع يقول: سمعت أبا طالب يقول: سمعت ابن أخي محمد بن عبد اللَّه يقول: «إنّ ربّه بعثه بصلة الأرحام، وأن يعبد اللَّه وحده، لا يعبد معه غيره» ، ومحمد الصدوق الأمين. ومن طريق ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو، عن أبي عامر الهوزني- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرج معارضا جنازة أبي طالب، وهو يقول: «وصلتك رحم» . ومن طريق عبد اللَّه بن ضميرة، عن أبيه، عن علي- أنه لما أسلم قال له أبو طالب: الزم ابن عمك. ومن طريق أبي عبيدة معمر بن المثنى، عن رؤية بن العجاج، عن أبيه، عن عمران بن حصين- أن أبا طالب قال لجعفر بن أبي طالب لما أسلم قبل جناح ابن عمك، فصلى جعفر مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 119 بنحوه. ومسلم في الصحيح 1/ 54 عن المسيب بلفظه كتاب الإيمان (1) باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ... (9) حديث رقم (29/ 24) ، وابن سعد في الطبقات 1: 1: 77. والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 343، وأبو عوانة في المسند 1/ 14، 15، وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 134. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 198 ومن طريق محمّد بن زكريّا الغلابيّ، عن العباس بن بكار، عن أبي بكر الهذلي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: جاء أبو بكر بأبي قحافة، وهو شيخ قد عمي، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: ألا تركت الشيخ حتى آتيه «1» . قال: أردت أن يأجره اللَّه، والّذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي، ألتمس بذلك قرة عينك. وأسانيد هذه الأحاديث واهية، وليس المراد بقوله في الحديث الأخير إثبات إسلام أبي طالب، فقد أخرج عمر بن شبة في كتاب مكة، وأبو يعلى، وأبو بشر سمويه في فوائده، كلهم من طريق محمّد بن سلمة، عن هشام بن حسان، عن محمّد بن سيرين، عن أنس في قصة إسلام أبي قحافة، قال: فلما مدّ يده يبايعه بكى أبو بكر، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما يبكيك؟» قال: لأن تكون يد عمك مكان يده ويسلم ويقرّ اللَّه عينك أحبّ إليّ من أن يكون. وسنده صحيح. وأخرجه الحاكم من هذا الوجه، وقال: صحيح على شرط الشيخين، وعلى تقدير ثبوتها فقد عارضها ما هو أصحّ منها. أما الأول ففي الصحيحين من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبيه- أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعنده أبو جهل، وعبد اللَّه بن أبي أمية، فقال: «يا عمّ، قل لا إله إلا اللَّه كلمة أحاج لك بها عند اللَّه» . فقال له أبو جهل، وعبد اللَّه بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملّة عبد المطلب، فلم يزالا به حتى قال آخر ما قال: هو على ملّة عبد المطلب، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك» «2» . فنزلت: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ [التوبة: 113] الآية. ونزلت: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ، وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ [القصص: 56] . فهذا هو الصحيح برد الرواية التي ذكرها ابن إسحاق، إذ لو كان قال كلمة التوحيد ما نهى اللَّه تعالى نبيّه عن الاستغفار له. وهذا الجواب أولى من قول من أجاب بأن العباس ما أدّى هذه الشهادة وهو مسلم، وإنما ذكرها قبل أن يسلم، فلا يعتد بها، وقد أجاب الرافضيّ المذكور عن قوله: وهو على   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5/ 334 والطبراني في الكبير 9/ 29. وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 177 وقال رواه الطبراني والبزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. (2) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 66، 6/ 141، وأحمد في المسند 5/ 433 والحاكم في المستدرك 2/ 336 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه فإن يونس وعقيلا أرسلاه ووافقه الذهبي والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 343. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 199 ملة عبد المطلب بأن عبد المطلب مات على الإسلام، واستدل بأثر مقطوع عن جعفر الصادق. وسأذكره بعد، ولا حجة فيه، لانقطاعه وضعف رجاله. وأما الثاني وفيه شهادة أبي طالب بتصديق النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فالجواب عنه وعما ورد من شعر أبي طالب في ذلك أنه نظير ما حكى اللَّه تعالى عن كفار قريش: وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا [النمل: 14] ، فكان كفرهم عنادا، ومنشؤه من الأنفة والكبر، وإلى ذلك أشار أبو طالب بقوله: لولا أن تعيّرني قريش. وأما الثالث وهو أثر الهوزنيّ فهو مرسل، ومع ذلك فليس في قوله: «وصلتك رحم» ما يدلّ على إسلامه، بل فيه ما يدلّ على عدمه، وهو معارضته لجنازته، ولو كان أسلم لمشى معه وصلّى عليه. وقد ورد ما هو أصحّ منه، وهو ما أخرجه أبو داود والنّسائيّ، وصححه ابن خزيمة من طريق ناجية بن كعب، عن علي، قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: إن عمك الضال قد مات. فقال لي: «اذهب فواره» ، ولا تحدّثني شيئا حتّى تأتيني» «1» . ففعلت ثم جئت فدعا لي بدعوات. وقد أخرجه الرّافضيّ المذكور من وجه آخر عن ناجية بن كعب، عن علي بدون قوله: الضال. وأما الرابع والخامس، وهو أمر أبي طالب ولديه باتباعه فتركه ذلك هو من جملة العناد، وهو أيضا من حسن نصرته له وذبه عنه ومعاداته قومه بسببه. وأما قول أبي بكر فمراده لأنا كنت أشدّ فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي، أي لو أسلم. ويبين ذلك ما أخرجه أبو قرّة موسى بن طارق، عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، قال: جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده يوم فتح مكة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ألا تركت الشّيخ حتّى تأتيه؟» قال أبو بكر: أردت أن يأجره اللَّه، والّذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب لو كان أسلم مني بأبي. وذكر ابن إسحاق أنّ عمر لما عارض العباس في أبي سفيان لما أقبل به ليلة الفتح، فقال له العباس: لو كان من بني عدي ما أحببت أن يقتل. فقال عمر: إنا بإسلامك إذا   (1) أخرجه النسائي في السنن 1/ 110 كتاب الطهارة باب 128 الغسل من مواراة المشرك حديث رقم 190. وأحمد في المسند 1/ 131، وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 348. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 200 أسلمت أفرح مني بإسلام الخطاب، يعني لو كان أسلم. ثم ذكر الرّافضيّ من طريق راشد الحماني، قال: سئل أبو عبد اللَّه- يعني جعفر بن محمّد الصادق من أهل الجنة؟ فقال: الأنبياء في الجنة، والصالحون في الجنة، والأسباط في الجنة، وأجل العالمين مجدا محمّد صلى اللَّه عليه وسلّم، يقدم آدم فمن بعده من آبائه، وهذه الأصناف يحدثون به ويحشر عبد المطلب به نور الأنبياء، وجمال الملوك، ويحشر أبو طالب في زمرته، فإذا ساروا بحضرة الحساب وتبوّأ أهل الجنة منازلهم، ودحر أهل النار ارتفع شهاب عظيم لا يشكّ من رآه أنه غيم من النار، فيحضر كلّ من عرف ربّه من جميع الملل، ولم يعرف نبيه، ومن حشر أمة وحده، والشيخ الفاني، والطفل، فيقال لهم: إن الجبّار تبارك وتعالى يأمركم أن تدخلوا هذه النار، فكلّ من اقتحمها خلص إلى أعلى الجنان، ومن كع «1» عنها غشيته. أخرجه عن أبي بشر أحمد بن إبراهيم بن يعلى بن أسد، عن أبي صالح الحمادي، عن أبيه، عن جده: سمعت راشدا الحماني ... فذكره. وهذه سلسلة شيعية غلاة في رفضهم، والحديث الأخير ورد من عدة طرق في حق الشيخ الهرم ومن مات في الفترة، ومن ولد أكمه أعمى أصم، ومن ولد مجنونا أو طرأ عليه الجنون قبل أن يبلغ ونحو ذلك، وأن كلّا منهم يدلي بحجة ويقول: لو عقلت أو ذكرت لآمنت، فترفع [216] لهم نار، ويقال لهم: ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن امتنع أدخلها كرها. هذا معنى ما ورد من ذلك. وقد جمعت طرقه في جزء مفرد، ونحن نرجو أن يدخل عبد المطلب وآل بيته في جملة من يدخلها طائعا فينجو، لكن ورد في أبي طالب ما يدفع ذلك، وهو ما تقدم من آية براءة، وما ورد في الصحيح عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: ما أغنيت عن عمّك أبي طالب! فإنه كان يحوطك ويغضب لك، فقال: «هو في ضحضاح «2» من النّار، ولولا أنا لكان في الدّرك الأسفل» «3» .   (1) الكع والكاعّ: الضعيف العاجز، قال ابن المظفّر: رجل كعّ كاعّ وهو الّذي لا يمضي في عزم ولا خرم وهو الناكص على عقبيه. اللسان 5/ 3891. (2) الضحضاح في الأصل: ما رق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار. النهاية 3/ 75. (3) أخرجه البخاري في الصحيح 5/ 65، 8/ 57. ومسلم في الصحيح 1/ 194 عن العباس بن عبد المطلب بن عبد المطلب بزيادة في أوله كتاب الإيمان- باب شفاعة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم لأبي طالب ... (90) حديث رقم (357/ 209) ، وأحمد في المسند 1/ 206، 207، 210 وعبد الرزاق في المصنف 9939، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3409، وابن عساكر في التاريخ 3/ 107. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 201 فهذا شأن من مات على الكفر، فلو كان مات على التوحيد لنجا من النار أصلا. والأحاديث الصحيحة، والأخبار المتكاثرة طافحة بذلك، وقد فخر المنصور على محمّد بن عبد اللَّه بن الحسن لما خرج بالمدينة وكاتبه المكاتبات المشهورة، ومنها في كتاب المنصور: وقد بعث النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وله أربعة أعمام، فآمن به اثنان أحدهما أبي، وكفر به اثنان أحدهما أبوك. ومن شعر عبد اللَّه بن المعتز يخاطب الفاطميين: وأنتم بنو بنته دوننا ... ونحن بنو عمّه المسلم [المتقارب] وأخرج الرّافضيّ أيضا في تصنيفه قصة وفاة أبي طالب من طريق علي بن محمّد بن متيم: سمعت أبي يقول: سمعت جدي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملّته، وأوصاني أن أدفنه في قبره، فأخبرت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: اذهب فواره. وأتيته لما أنزل به فغسلته وكفنته، وحملته إلى الحجون فنبشت عن قبر عبد المطلب، فوجدته متوجها إلى القبلة فدفنته معه. قال متيم: ما عبد علي ولا أحد من آبائه إلا اللَّه إلى أن ماتوا. أخرجه عن أبي بشر المتقدم ذكره عن أبي بردة السلمي، عن الحسن بن ما شاء اللَّه، عن أبيه، عن علي بن محمّد بن متيم. وهذه سلسلة شيعية من الغلاة في الرّفض، فلا يفرح به، وقد عارضه ما هو أصح منه مما تقدم فهو المعتمد، ثم استدل الرافضيّ بقول اللَّه تعالى: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ، أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 157] قال: وقد عزّره أبو طالب بما اشتهر وعلم، ونابذ قريشا وعاداهم بسببه مما لا يدفعه أحد من نقلة الأخبار، فيكون من المفلحين. انتهى. وهذا مبلغهم من العلم، وإنا نسلم أنه نصره وبالغ في ذلك، لكنه لم يتبع النّور الّذي أنزل معه، وهو الكتاب العزيز الداعي إلى التوحيد، ولا يحصل الفلاح إلا بحصول ما رتب عليه من الصفات كلها. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 202 وقال المرزباني: مات أبو طالب في السنة العاشرة من المبعث، وكان له يوم مات بضع وثمانون سنة. وذكر ابن سعد، عن الواقدي- أنه مات في نصف شوال منها. وقد وقعت لنا رواية أبي طالب عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فيما أخرجه الخطيب في كتاب رواية الآباء عن الأبناء، من طريق أحمد بن الحسن المعروف بدبيس: حدثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم العلويّ، حدثني عم أبي الحسين بن محمّد، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، قال: سمعت أبا طالب يقول: حدثني محمّد ابن أخي، وكان واللَّه صدوقا، قال: قلت له: بم بعثت يا محمّد؟ قال: «بصلة الأرحام، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة» . قال الخطيب: لم أكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ، ودبيس المقرئ صاحب غرائب، وكثير الرواية للمناكير. ز وقال الخطيب أيضا: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا محمّد بن فارس بن حمدان، حدثنا علي بن السراج البرقعيدي، حدثنا جعفر بن عبد الواحد القاص، قال: قال لنا محمّد بن عباد، عن إسحاق عن عيسى، عن مهاجر مولى بني نوفل، سمعت أبا رافع أنه سمع أبا طالب يقول: حدثني محمّد أن اللَّه أمره بصلة الأرحام، وأن يعبد اللَّه وحده لا يعبد معه أحد، ومحمّد عندي الصدوق الأمين. قال الخطيب: لا يثبت هذا الحديث أهل العلم بالنقل، وفي إسناده غير واحد من المجهولين، وجعفر ذاهب الحديث. وقال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا إسحاق الأزرق، حدثنا عبد اللَّه بن عون، عن عمرو بن سعيد- أنّ أبا طالب قال: كنت بذي المجاز مع ابن أخي، فأدركني العطش، فشكوت إليه ولا أرى عنده شيئا، قال: فثنى وركه، ثم نزل فأهوى بعصاه إلى الأرض، فإذا بالماء، فقال: اشرب يا عم، فشربت. ومما لم يذكره الرّافضيّ من الأحاديث الواردة في هذا الباب ما أخرجه تمام الرازيّ في فوائده، من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد اللَّه بن عمر- رفعه- أنه إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي، وأمّي، وعمّي أبي طالب، وأخ لي كان في الجاهلية. وقال تمّام: الوليد منكر الحديث. قال ابن عساكر: والصحيح ما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذكر عنده أبو طالب فقال: «ينفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النّار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 203 10176- أبو طرفة الكندي «1» . تابعي أرسل حديثا فذكره بعضهم بسببه في الصحابة، فأورده المستغفري من طريق بقية، حدثني الوليد بن كامل، عن أبي طرفة الكندي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من غلبت صحّته مرضه فلا يتداوى» . 10177- أبو طريف: مولى عبد الرحمن بن طريف. تابعي أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة بسببه، أخرج أبو داود في كتاب القدر، من طريق عمر بن عبد اللَّه مولى عفرة عن أبي طريف، قال: بلغنا أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّي سألت ربّي للّاهين من ذريّة البشر» . حرف الظاء المشالة القسم الأول 10178- أبو ظبيان: اسمه عبد اللَّه بن الحارث بن كبير «2» ، بالموحدة، الغامدي. تقدم في الأسماء. 10179- أبو ظبية «3» : بتقديم الموحدة الساكنة على الياء الأخيرة، صاحب منحة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن مندة: روى حديثه أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي سلام، عنه ورواه غيره- يعني عن عبد الرحمن، فقال: عن أبي سلمي ووصله أبو أحمد الحاكم من طريق أبي أسامة، ولفظه عن أبي سلام مولى قريش، قال: أتيت الكوفة فجلست يوم الجمعة في مجلس عظيم، فأقبل رجل فسلّم على القوم، فقال: أنا أبو ظبية صاحب منحة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، كان يخبرني أني سأفتقر بعده، وكنت في العطاء، فخاف على المغيرة بن شعبة فأنا أسأل فيكم من الجمعة إلى الجمعة، فقال له القوم: حدثنا يا أبا ظبية بشيء سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. فقال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «بخ بخ لخمس ما أثقلهنّ في الميزان: سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلّا اللَّه، واللَّه أكبر، والمؤمن يموت له الولد الصّالح فيحتسبه» . قال: رواه الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد اللَّه بن العلاء   (1) أسد الغابة: ت 6033. (2) أسد الغابة: ت 6040. (3) أسد الغابة: ت 6041، الاستيعاب: ت 3100. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 204 ابن زبر، قال: حدثنا أبو سلام، حدثني أبو سلمي راعي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: ولقيته بالكوفة في مسجدها، فذكر أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «أما إنّك ستبقى بعدي حتّى تسأل» «1» . فذكر الحديث نحوه. ورواية الوليد أرجح، لأن عبد الرحمن بن يزيد الّذي يروي عنه أبو أسامة ضعيف، وهو شاميّ قدم الكوفة فحدثهم فسألوه عن اسمه، فقال: عبد الرحمن بن يزيد، فظنوه ابن جابر، وهو ثقة فحدّثوا عنه، ونسبوه إلى جابر. وقع هذا لجماعة من الكوفيين، منهم أبو أسامة، وليس هو ابن جابر، وإنما هو ابن تميم، وافق اسمه واسم ابنه اسم ابن جابر، واسم ولده، وتوافقا في النسبة أيضا، ولم يدخل عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الكوفة، وإذا تقرّر ذلك فقول عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الثقة عن أبي سلمي الراعي أصحّ من قول عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الضعيف، عن أبي ظبية، وقد وافق عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، وهو من الثقات عبد الرحمن بن يزيد بن جابر على قوله، وإنما ذكرته في هذا القسم للاحتمال. القسم الثاني خال. القسم الثالث 10180- أبو ظبية الكلاعي «2» . ذكره أبو بشر الدّولابيّ في الصحابة، لأن له إدراكا. وأخرج من طريق أبي المغيرة، عن صفوان بن عمرو، عن غيلان بن معشر، عن أبي ظبية السّلفي- بضم المهملة وفتح اللام بعدها فاء- وهو الكلاعي، قال: خطبنا عمر بالجابية يوم جمعة فقرأ: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق، 1] ، فنزل عن المنبر فسجد وسجد الناس معه. وهكذا أخرجه أحمد عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، ورجاله ثقات، لكن وقع عند أحمد بالمهملة وتأخير الموحدة. وأشار إلى أنه تصحيف، والصواب بالمعجمة   (1) أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء 1/ 36. (2) معرفة الرجال 1/ ت/ 655- تبصير المنتبه 3/ 867- الإكمال 5/ 250- المشتبه 422- تصحيفات المحدثين 1108- تقريب التهذيب 2/ 442- الجرح والتعديل 9/ 399- تهذيب التهذيب 12/ 140- الكنى والأسماء 1/ 41- التاريخ الكبير 9/ 47- تهذيب الكمال 8/ 16- الثقات لابن حبان 5/ 573- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1480. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 205 وتقديم الموحدة. وحكى غيره فيه الوجهين، وبالمعجمة ذكره مسلم، والأكثر. وقال عبّاس بن محمّد الدّوريّ: سمعت ابن معين يقول: أبو ظبية الكلاعي صاحب معاذ بن جبل. وقال ابن خراش: أرجو أن يكون سمع من معاذ. وأخرج أبو يعلى، من طريق الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال: دخلت المسجد فإذا أبو أمامة جالس، فجلست إليه، فجاء شيخ يقال له أبو ظبية، وكانوا لا يعدلون به رجلا إلا رجلا صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وروى أبو ظبية أيضا عن عمر بن الخطاب، وشهد خطبته بالجابية، وعن معاذ، والمقداد، وعمرو بن العاص، وولده عبد اللَّه بن عمرو، وعمرو بن عبسة، وغيرهم. روى عنه من التابعين ثابت البناني، وشهر بن حوشب، وشريح بن عبيد، وغيرهم. وحديثه عن الصحابة عند أبي داود والنسائي، وابن ماجة، وفي الأدب المفرد للبخاريّ. قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن اسم أبي ظبية، فقال: لا أعرف أحدا يسمّيه. وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة العليا من تابعي أهل دمشق. القسم الرابع [خال] . حرف العين المهملة القسم الأول 10181- أبو عازب: قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «جدّ الملائكة في طاعة اللَّه بالعقل، وجدّ المؤمنون من بني آدم في طاعة اللَّه على قدر عقولهم، فأعملهم بطاعة اللَّه أوفرهم عقلا» . أخرجه البغوي من طريق ميسرة بن عبد ربه، أحد المتروكين، عن حنظلة بن وداعة، عن أبيه، عن أبي عازب. 10182- أبو العاص بن الربيع بن عبد العزّى «1» بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي. أمه هالة بنت خويلد، وكان يلقب جرو البطحاء.   (1) در السحابة 782- الطبقات الكبرى 2/ 18، 8/ 30. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 206 وقال الزّبير بن بكّار: كان يقال له الأمين. واختلف في اسمه، فقيل لقيط- قاله مصعب الزبيري، وعمرو بن علي الفلّاس، والعلائي، والحاكم أبو أحمد، وآخرون، ورجّحه البلاذري. ويقال الزبير- حكاه الزبير، عن عثمان بن الضحاك. ويقال: هشيم، حكاه ابن عبد البر، ويقال مهشم- بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الشين المعجمة، وقيل بضم أوله وفتح ثانيه وكسر الشين الثقيلة، حكاه الزبير والبغوي. وحكى ابن مندة، وتبعه أبو نعيم- أنه قيل اسمه ياسر، وأظنه محرّفا من ياسم. وكان قبل البعثة فيما قاله الزبير عن عمه مصعب، وزعمه بعض أهل العلم، مواخيا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان يكثر غشاءه في منزله، وزوّجه ابنته زينب أكبر بناته، وهي من خالته خديجة، ثم لم يتّفق أنه أسلم إلا بعد الهجرة. وقال ابن إسحاق: كان من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة. وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح، عن الشعبي، قال: كانت زينب بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم تحت أبي العاص بن الربيع، فهاجرت وأبو العاص على دينه، فاتفق أن خرج إلى الشام في تجارة، فلما كان بقرب المدينة أراد بعض المسلمين أن يخرجوا إليه فيأخذوا ما معه ويقتلوه، فبلغ ذلك زينب، فقالت: يا رسول اللَّه، أليس عقد المسلمين وعهدهم واحدا؟ قال: نعم. قالت: فاشهد أني أجرت أبا العاص. فلما رأى ذلك أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرجوا إليه عزلا بغير سلاح، فقالوا له: يا أبا العاص، إنك في شرف من قريش، وأنت ابن عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وصهره، فهل لك أن تسلم فتغتنم ما معك من أموال أهل مكة، قال: بئسما أمرتموني به أن أنسخ ديني بغدرة، فمضى حتى قدم مكة، فدفع إلى كل ذي حقّ حقّه، ثم قال فقال: يا أهل مكة، أوفت ذمّتي؟ قالوا: اللَّهمّ نعم. فقال: فإنّي أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه، ثم قدم المدينة مهاجرا، فدفع إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زوجته بالنكاح الأول. هذا مع صحة سنده إلى الشعبي مرسل، وهو شاذّ خالفه ما هو أثبت منه ، ففي المغازي لابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رق لها رقة شديدة، وقال للمسلمين: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها قلادتها» «1» ففعلوا.   (1) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 69 كتاب الجهاد باب في فداء الأسير حديث رقم 2692، وأحمد في المسند 6/ 276 والحاكم في المستدرك 3/ 236، 324 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 207 وساق ابن إسحاق قصته أطول من هذا، وأنه شهد بدرا مع المشركين، وأسر فيمن أسر ففادته زينب، فاشترط عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أن يرسلها إلى المدينة، ففعل ذلك، ثم قدم في عير لقريش، فأسره المسلمون، وأخذوا ما معه، فأجارته زينب، فرجع إلى مكة، فأدّى الودائع إلى أهلها، ثم هاجر إلى المدينة مسلما، فردّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إليه ابنته. ويمكن الجمع بين الروايتين. وذكر ابن إسحاق أنّ الّذي أسره يوم بدر عبد اللَّه بن جبير بن النعمان. وحكى الواقديّ أنّ الّذي أسره خراش بن الصمة، قال: فقدم في فدائه أخوه عمرو بن الربيع، وذكر موسى ابن عقبة أنّ الّذي أسره- يعني في المرة الثانية- هو أبو بصير الثقفي، ومن معه من المسلمين لما أقاموا [218] بالساحل يقطعون الطريق على تجّار قريش في مدة الهدنة بين الحديبيّة والفتح. وذكر ابن المقري في فوائده، من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان- أحسبه عن الزّهريّ، قال: أبو العاص بن الربيع الّذي بدا فيه الجوار في ركب قريش الذين كانوا مع أبي جندل بن سهيل وأبي بصير بن عتبة بن أسيد، فأتى به أسيرا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: إنّ زينب أجارت أبا العاص في ماله ومتاعه. فخرج فأدّى إليهم كلّ شيء كان لهم، وكانت استأذنت أبا العاص أن تخرج إلى المدينة، فأذن لها، ثم خرج هو إلى الشام، فلما خرجت تبعها هشام بن الأسود ومن تبعه حتى ردّوها إلى بيتها، فبعث إليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من حملها إلى المدينة، ثم لحق بها أبو العاص في المدينة قبل الفتح بيسير، قال: وسار مع عليّ إلى اليمن فاستخلفه عليّ على اليمن لما رجع، ثم كان أبو العاص مع عليّ يوم بويع أبو بكر. وحكى أبو أحمد الحاكم أنه أسلم قبل الحديبيّة بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مكة. وزاد ابن سعد أنه لم يشهد مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مشهدا. وأسند البيهقيّ بسند قوي عن عبد اللَّه البهي، عن زينب، قالت: قلت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: إنّ أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. قال: وقيل عن البهي: إن زينب قالت- وهو مرسل. وقد أخرج أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، من طريق داود بن الحصين، عن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 208 عكرمة، عن ابن عباس- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ على أبي العاص بنته زينب بالنكاح الأول «1» ، وكأنه منتزع من القصة المذكورة. قال الترمذي في حديث ابن عباس: ليس بإسناده بأس، ولكن لا يعرف وجهه، قال: وسمعت عبد بن حميد يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول ... وذكر هذين الحديثين، فقال: حديث ابن عباس أجود إسنادا، والعمل على حديث عمرو بن شعيب. وأخرج التّرمذيّ وابن ماجة، من طريق حجاج بن أرطاة: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ زينب على أبي العاص بمهر جديد. وثبت في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم خطب فذكر أبا العاص بن الربيع، فأثنى عليه في مصاهرته خيرا. وقال: «حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي» . وقال الواقديّ: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما ذممنا صهر أبي العاص» «2» . وفي الصحيحين إن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت زينب ابنته من أبي العاص بن الربيع. وأخرج الحاكم أبو أحمد بسند صحيح عن قتادة- أنّ عليا تزوّج أمامة هذه بعد موت خالتها فاطمة. وقال ابن مندة: روى عنه ابن عباس، وعبد اللَّه بن عمرو. قال إبراهيم بن المنذر: مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة، وفيها أرّخه ابن سعد، وابن إسحاق، وأنه أوصى إلى الزبير بن العوام، وكذا أرّخه غير واحد، وشذّ أبو عبيد فقال: مات سنة ثلاث عشرة، وأغرب منه قول ابن مندة إنه قتل يوم اليمامة. 10183- أبو العاكية بن عبيد الأزدي: ويقال عليكة، بلام بدل الألف. يأتي. 10184- أبو العالية المزني: لا يعرف اسمه ولا سياق نسبه، ولا ذكره «3» أبو أحمد الحاكم في الكنى. وأخرج حديثه الطّبرانيّ في مسند الشاميين، من طريق أبي معيد، بالتصغير، واسمه   (1) أخرجه أبو داود 1/ 680 كتاب الطلاق باب إلى متى ترد عليه امرأته إذا أسلم بعدها حديث رقم 2240. (2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 21. (3) في أولا ذكره الحاكم أبو أحمد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 209 حفص بن غيلان، عن حبان بن حجر، عن أبي العالية المزني- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ستكون بعدي فتن شداد خير النّاس فيها المسلمون من أهل البوادي لا ينتدون من دماء النّاس ولا أموالهم» «1» . 10185- أبو عامر الأشعري: عم أبي موسى» ، اسمه عبيد بن سليم بن حضار، وباقي نسبه مضى في عبد اللَّه بن قيس. ذكره ابن قتيبة فيمن هاجر إلى الحبشة، فكأنه قدم قديما فأسلم، وذكر أنه كان عمي ثم أبصر. وثبت ذكره في «الصّحيحين» في قصة حنين، وأنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعثه على سرية، ففي البخاريّ ومسلم من طريق أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال: لما فرغ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة فقتل دريدا، فذكر الحديث، وفيه: فرمى أبو عامر في ركبته فرماه رجل من بني جشم بسهم فأشار فقال: إن ذاك قاتلي، قال: فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولّى، فقلت: ألا تستحي! ألا تثبت! فالتقيت أنا وهو فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر، فقلت: قد قتل اللَّه صاحبك، قال: فانزع هذا السهم فنزعته، فنزي منه الماء، فقال: يا ابن أخي، انطلق إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك استغفر لي ... الحديث. وفيه: فدعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بماء فتوضّأ منه، ثم رفع يديه، فقال: «اللَّهمّ اغفر لعبيد أبي عامر» . 10186- أبو عامر الأشعري: آخر «3» . روى البخاريّ وغيره، من طريق عبد الرحمن بن غنم عنه حديث المعازف، فوقع في رواية البخاريّ: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، واللَّه ما كذبني: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «سيكون في أمّتي قوم يستحلّون الخزّ أو الحرير والمعازف ... » الحديث. كذا فيه بالشك.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30974 وعزاه للطبراني وابن مندة وابن عساكر عن أبي الغادية المزني وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 307 وقال رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه حيان بن حجر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. (2) أسد الغابة: ت 6043، الاستيعاب: ت 3103. (3) أسد الغابة: ت 6045، الاستيعاب: ت 3105. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 210 وأخرج ابن حبّان في صحيحه، من الوجه الّذي أخرجه منه البخاري، فقال: حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعريّ، قالا: سمعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكراه، فإن كان محفوظا فأبو عامر هذا غير عمّ أبي موسى، وكأنه والد عامر الّذي روى عنه ابنه عامر حديث: «نعم الحيّ الأشعريّون ... » الحديث. وأخرجه التّرمذيّ، وروى أحمد من طريق ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب، عن عامر أو أبي عامر أو أبي مالك الأشعري- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينا هو جالس في مجلس معه أصحابه جاءه جبريل في غير صورته، فحبسه رجل من المسلمين ... الحديث. وفيه السؤال عن الإسلام. وأخرجه ابن مندة، وأبو نعيم من هذا الوجه، لكن وقع عندهما عن أبي عامر أو أبي مالك حسب. وأخرج ابن ماجة من وجه آخر عن شهر بن حوشب، عن أبي مالك الأشعري حديثا آخر ليس فيه ذكر أبي عامر. 10187- أبو عامر الأشعري: والد عامر «1» . ذكر في الّذي قبله. واختلف في اسمه، فقيل عبد اللَّه بن هانئ. وجزم البخاري بأنه عبيد بن وهب، وقيل عبد اللَّه بن عمار، وقيل عبيد اللَّه بالتصغير، وقيل بالتصغير بغير إضافة، وقيل اسم أبيه وهب. أخرج حديثه التّرمذيّ، من طريق عبد اللَّه بن معاذ، عن نمير بن أوس، عن مالك بن مسروح، عن عامر بن أبي عامر الأشعري، عن أبيه، وقال: غريب. وأخرجه البغويّ من هذا الوجه. وذكره خليفة بن خياط فيمن نزل الشام من الصحابة من قبائل اليمن، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان. 10188- أبو عامر: آخر، غير منسوب، راوي حديث مجيء جبريل وسؤاله عن الإسلام، وذكر في ترجمة أبي عامر وأبي مالك قريبا. 10189- أبو عامر الأشعري «2» : أخو أبي موسى، قيل اسمه «3» هانئ بن قيس، وقيل عبد الرحمن، وقيل عباد، وقيل عبيد. حكاه أبو عمر.   (1) أسد الغابة: ت 6053. (2) أسد الغابة: ت 6044. (3) في أقيل هو اسمه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 211 10190- أبو عامر الثقفي «1» . ذكر محمّد بن الحسن الشّيبانيّ في كتاب «الآثار» عن أبي جحيفة، عن «2» محمد بن قيس- أن رجلا يكنى أبا عامر كان يهدي لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كلّ عام راوية خمر ... الحديث. أخرجه المستغفري من طريق أبي جحيفة «3» ، ووقع من وجه آخر عند ابن السكن، من طريق زيد بن أبي أنيسة، وعن أبي بكر بن حفص، عن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، عن رجل من ثقيف يقال له أبو عامر- أنه أهدى لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم راوية خمر، فقال: يا أبا عامر، إنها قد حرمت بعدك. قال: يا رسول اللَّه، بعها. قال: «إنّ الّذي حرّم شربها حرّم بيعها» «4» وهذا أخرجه الطّبرانيّ في «الأوسط» من هذا الوجه، لكن قال: إن رجلا من ثقيف يكنى أبا تمام، بمثناة وميم ثقيلة وآخره ميم. وقد صحفه أبو موسى كما سيأتي في آخر الحروف. 10191- أبو عامر السكونيّ «5» ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا، وذكره ابن مندة وأخرج من رواية ابن لهيعة عن ابن أنعم، عن عتبة بن تميم، عن عبادة بن نسيّ، عن عبد الرحمن بن غنم: سمعت أبا عامر السكونيّ «6» يقول: قلت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: ما تمام البر؟ قال: «تعمل في العلانية عمل السّرّ» . قال ابن مندة: وروى إسماعيل بن عياش عن حبيب بن صالح، عن ابن غنم، عن أبي عامر حديثا ولم ينسبه، وأراه هذا. 10192- أبو عامر: آخر، غير منسوب. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي اليسر، عن أبي عامر، قال: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إلى الشام ... فذكر الحديث. كذا فيه، ولعله والد عامر. 10193- أبو عامر: آخر، غير منسوب.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 182. (2) في أحنيفة. (3) في أحنيفة. (4) أخرجه النسائي في السنن 7/ 308 كتاب البيوع باب 90 بيع الخمر حديث رقم 4664، والدارميّ في السنن 2/ 115 ومالك في الموطأ في 846 والطبراني في الكبير 10/ 412 وأحمد في المسند 1/ 230، 324، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 11 والهيثمي في الزوائد 4/ 89. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 182. (6) في أالأشعري. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 212 ذكره مطيّن في الصحابة، وقال: روى عنه أهل الكوفة. وأخرج الطبراني من طريق مالك بن مغول، عن علي بن مدرك، عن أبي عامر- أنه كان فيهم شيء فاحتبس عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما حبسك» ؟ قال: ذكرت هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا يضرّكم من ضلّ من الكفّار إذا اهتديتم» «1» . 10194- أبو عائشة «2» : والد محمد التابعي المشهور. ذكره الدّولابيّ في الصحابة ولم يخرج له شيئا. 10195- أبو عبادة الأنصاري «3» : اسمه سعيد بن عثمان. تقدم في الأسماء. قال البغويّ: لم ينسب، أي لم يذكر نسبه إلى قبيلة معيّنة من الأنصار. 10196- أبو العباس: عبد اللَّه بن العباس الهاشمي، وأخوه معبد بن العباس، وسهل بن سعد الساعدي- تقدموا في الأسماء. ذكر من كنيته أبو عبد اللَّه أيضا ممن عرف اسمه واشتهر به: 10197- أبو عبد اللَّه الأرقم: بن أبي الأرقم، [والأسود] «4» بن سريع التميمي، وثوبان مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وجابر بن سمرة السّوائي. وجبار بن صخر، والجدّ بن قيس الأنصاريان، وجعفر بن أبي طالب الهاشمي، وحذيفة بن اليمان العبسيّ، وحرملة بن عمرو المدلجي، والحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، والزّبير بن العوام الأسدي، وزياد بن لبيد الأنصاري، وسلمان الفارسيّ، وشرحبيل بن حسنة، وطارق بن شهاب، وعامر بن ربيعة، وعبيد بن خالد، وعبيد بن مروان، وعتبة بن فرقد «5» ، وعتبة بن مسعود الهذلي، وعمرو بن العاص السهمي، وعمرو بن عوف المزني، وعباس بن أبي ربيعة المخزومي، ومحمد بن عبد اللَّه بن جحش، ونافع بن الحارث الثقفي أخو أبي بكرة، والنعمان بن بشير الأنصاري- تقدموا كلهم في الأسماء.   (1) أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 339 والهيثمي في الزوائد 7/ 22 عن أبي عامر الأشعري ... الحديث وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. (2) الكاشف 3/ 353، تقريب التهذيب 2/ 444، تجريد أسماء الصحابة 2/ 182، الجرح والتعديل 9/ 417، خلاصة تذهيب 3/ 228، تهذيب الكمال 3/ 1619، تهذيب التهذيب 12/ 146. (3) أسد الغابة: ت 6055، الاستيعاب: ت 3106. (4) سقط في أ. (5) في أعقبة بن فرقد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 213 10198- أبو عبد اللَّه الأشعري «1» . وقع ذكره في حديث أنس من مسند عبد بن حميد، عن يزيد بن هارون، عن حميد، عنه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «يقدم عليكم قوم هم أرقّ أفئدة: الأشعريّون، فيهم أبو عبد اللَّه، وهم يرتجزون يقولون «2» : غدا نلقى الأحبه ... محمدا وحزبه أخرجه أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون. وقال غيره- عن حميد: فيهم أبو موسى. واللَّه أعلم. 10199- أبو عبد اللَّه الخطميّ «3» : جدّ مليح بن عبد اللَّه، يقال اسمه حصين- كما تقدم حكايته في الأسماء. روى مليح عن أبيه عن جده. وسيأتي ذكر حديثه في المبهمات. 10200- أبو عبد اللَّه الأسلميّ «4» : هو أبو حدرد، والد عبد اللَّه بن أبي حدرد. تقدم في الحاء المهملة. 10201- أبو عبد اللَّه القيني «5» : بفتح القاف وسكون التحتانية المثناة بعدها نون. ذكر ابن مندة، عن أبي سعيد بن يونس- أنّ له صحبة. وروى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي. وقيل: إن شيخ الحبلي يكنى أبا عبد الرحمن. وأخرج الطّبراني من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن الحبلي، عن أبي عبد الرحمن القيني- أن سرقا اشترى من رجل قد قرأ سورة البقرة بزّا قدم به، فتقاضاه فتغيّب منه، ثم ظفر به، فأتى به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: بع سرقا. قال: فانطلقت به فساومني به أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاثة أيام، ثم بدا لي فأعتقته، ويحتمل أن يكونا واحدا. 10202- أبو عبد اللَّه المخزومي «6» . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن أبي عبد   (1) التاريخ الكبير 9/ 48، الكاشف 3/ 312، تهذيب التهذيب 12/ 147، تقريب التهذيب 2/ 444، الجرح والتعديل 9/ 400، تهذيب الكمال 3/ 1620، تاريخ الإسلام 3/ 533. (2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 351 عن أنس بن مالك. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 182. (4) أسد الغابة: ت 6056. (5) أسد الغابة: ت 6059، الاستيعاب: ت 3108. (6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 183، العقد الثمين 8/ 65. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 214 اللَّه المخزومي: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تغبرّ قدما عبد في سبيل اللَّه إلّا حرّم اللَّه عليه النّار» . وخالد ضعيف. 10203- أبو عبد اللَّه: رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم «1» ، ذكره البخاري، وقال: روى عنه يحيى البكاء، قال: وكان ابن عمر يقول: خذوا عنه. وأخرج ابن مندة، من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى البكاء مثله، ويحيى البكاء ضعيف. قال ابن حزم: زعم الطحاوي [أنه نافع أخو أبي بكرة، قال: ووهم في ذلك، بل لعله الأسود بن سريع] «2» ، أو عتبة بن غزوان، أو عتبة فرقد. قلت: ولا أظنه أيضا أصاب، أمّا عتبة بن غزوان فإنه قديم الموت لم يدركه يحيى البكاء أصلا، وكذا الأسود بن سريع لم يدركه، وأما عتبة بن فرقد فعبسي، والّذي يمكن أن يكون أدركه ممن تقدم ذكره جابر بن سمرة، والنعمان بن بشير، ثم وجدت في معجم البغوي أبو عبد اللَّه غير منسوب، ثم ساق من طريق عطاء بن السائب عن عرفجة، قال: كنا عند عتبة بن فرقد وهو يحدّثنا عن رمضان إذ جاء رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فسكت، فقال: يا أبا عبد اللَّه، حدثنا عن رمضان. فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكر الحديث، ثم ساقه من وجه آخر عن عطاء، عن عرفجة- أن رجلا من الصحابة حدّث عن عتبة نحوه. 10204- أبو عبد اللَّه: غير منسوب. ذكره البلاذريّ، وأورد هو وأحمد في مسندة من طريق حماد، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: مرض رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فدخل عليه أصحابه يعودونه، فبكى، فقالوا له: يا أبا عبد اللَّه، ما يبكيك؟ ألم يقل رسول اللَّه: «خذ من شأنك ثمّ اصبر حتّى تلقاني؟» قال: بلى، ولكن سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قبض اللَّه قبضة بيمينه، فقال: هؤلاء للجنّة ولا أبالي، وقبض قبضة بيده الأخرى فقال: هؤلاء للنّار ولا أبالي» . لفظ الباوردي. زاد أحمد في آخره: «فلا أدري في أيّ القبضتين أنا» ، سنده صحيح «3» .   (1) أسد الغابة: ت 6061. (2) سقط في أ. (3) أخرجه أحمد في المسند 4/ 176 عن أبي نضرة أن رجلا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقال له أبو عبد اللَّه دخل عليه أصحابه يعودونه وهو يبكي فقالوا ما يبكيك ألم يقل لك رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقاني ... الحديث وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 189 وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 215 10205- أبو عبد اللَّه «1» : غير منسوب، آخر. روى حديثه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، حدثني أبو عبد اللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «بئس مطيّة الرّجل زعموا» «2» . وسنده صحيح متّصل أمن فيه من تدليس الوليد وتسويته. وقد أخرجه أبو داود في «السّنن» ، من طريق وكيع، عن الأوزاعي، فقال فيه: عن أبي قلابة، قال: قال أبو مسعود لأبي عبد اللَّه- أو قال أبو عبد اللَّه لأبي مسعود: ما سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول في زعموا الحديث، قال أبو داود أبو عبد اللَّه: هذا هو حذيفة بن اليمان، كذا قال، وفيه نظر، لأن أبا قلابة لم يدرك حذيفة، وقد صرح في رواية الوليد بأن أبا عبد اللَّه حدّثه، والوليد أعرف بحديث الأوزاعي من وكيع. وقال ابن مندة: أبو عبد اللَّه هذا هو الّذي روى عنه أبو نضرة. قلت: وهو محتمل. 10206- أبو عبد اللَّه: غير منسوب. أظنه أحد الذين قبله، ويجوز أن يكون هو عتبة بن فرقد. وأخرج النسائي من طريق شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة- يعني ابن عبد اللَّه الثقفي، قال: كنت في بيت عتبة بن فرقد، فأردت أن أحدّث بحديث، وكان رجل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أولى بالحديث منّي، فحدّث الرجل عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فذكر الحديث في فضل رمضان. ورواه الثّوريّ، عن عطاء، عن عرفجة، عن عتبة، عن رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.. ورواه محمّد بن فضيل، عن عطاء مثله، لكن قال: إن رجلا من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حدّث عنه عتبة بن فرقد. ورواه ابن عيينة، عن عطاء، عن عرفجة، عن عتبة بن فرقد نفسه. قال النسائي: حديث شعبة أولى بالصواب من حديث ابن عيينة. قلت: ويؤيد قوله: إن إبراهيم بن طهمان رواه عن عطاء بن السائب عن عرفجة،   (1) الاستيعاب: ت 3109. (2) أخرجه أبو داود (4972) وأحمد 4/ 119، 5/ 401 والطحاوي في المشكل 1/ 68 وابن المبارك في الزهد (127) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 216 قال: كنت عند عتبة فدخل رجل من الصحابة فأمسكه عتبة حين رآه، فقال عتبة: يا فلان، حدثنا، فذكره. أخرجه الحارث بن أبي أسامة. قال أبو نعيم: رواه عبد السلام بن حرب وغيره، عن عطاء على الإبهام. قلت: ورواه حمّاد بن سلمة، عن عطاء، عن عرفجة، قال: كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدّثنا عن شهر رمضان إذ دخل رجل من الصحابة فسكت عتبة، ثم قال: يا أبا عبد اللَّه، حدثنا عن شهر رمضان، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «شهر رمضان شهر مبارك تفتح فيه «1» أبواب الجنّة، وتغلق «2» فيه أبواب الجحيم» . أخرجه ابن مندة، وقبله الباوردي. 10207- أبو عبد اللَّه: آخر، غير منسوب. روى عنه أبو مصبح المقرئيّ في فضل المشي في سبيل اللَّه، وفيه قصة لمالك بن عبد اللَّه الخثعميّ، وقد ذكر في ترجمة مالك أنه جابر بن عبد اللَّه الأنصاري. ذكر من كنيته أبو عبد الرحمن ممن عرف اسمه واشتهر به. 10208- أبو عبد الرحمن «3» : بلال بن الحارث المزني. وبلال بن رباح المؤذن، وبشر بن أرطاة أو ابن أبي أرطاة العامري. والحارث بن هشام المخزومي. وزيد بن خالد الجهنيّ. وزيد بن الخطاب العدوي. والسائب بن خباب. وشرحبيل الجعفي. والضحاك ابن قيس الفهري. وعبد اللَّه بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري. وعبد اللَّه بن السائب. وعبد اللَّه بن عامر، وعبد اللَّه بن عتيبة بن مسعود. وعبد اللَّه بن أبي ربيعة المخزومي. وعبد اللَّه بن عمر. وعبد اللَّه بن عمرو في قول. وعبد اللَّه بن مسعود. وعويم بن ساعدة. والمسور بن مخرمة الزهري. ومعاوية بن حديج الكندي. ومعاوية بن أبي سفيان الأموي- تقدموا كلهم في الأسماء. 10209- أبو عبد الرحمن الأنصاري «4» : الّذي قال له النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: سمّ ابنك عبد الرحمن بعد أن كان سمّاه القاسم، فسماه عبد الرحمن «5» - ثبت ذلك في الصحيحين.   (1) في أيفتح اللَّه فيه. (2) ويغلق فيه. (3) تنقيح المقال 3/ 24. (4) أسد الغابة: ت 6066، الاستيعاب: ت 3110. (5) أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 52، 53 وابن أبي شيبة في المصنف 8/ 484 والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 308 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45212. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 217 10210- عبد الرحمن الجهنيّ: نزيل مصر» . قال البغويّ: روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حديثين، وسكن مصر. روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد اللَّه اليزني. قلت: أحدهما عند أحمد، وابن ماجة، والطّحاويّ، من رواية محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «إنّي راكب غدا إلى اليهود فلا تبدءوهم بالسّلام» «2» ... الحديث. وخالفه ابن لهيعة، وعبد الحميد بن جعفر، فروياه عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي نضرة الغفاريّ. أخرجه أحمد، والنسائي، والطحاوي، من رواية عبد الحميد، زاد أحمد والطحاوي، ومن رواية ابن لهيعة. وقد قيل: عن محمد بن إسحاق كرواية عبد الحميد بن جعفر، أخرجه الطحاوي بغير رواية عبد اللَّه بن عمرو الرّقي، عن ابن إسحاق. ورويناه في «المختارة للضّياء» من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق. أخرجه من معجم الطبراني عقب رواية عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، وثانيهما أخرجه البغوي من طريق ابن إسحاق أيضا بهذا السند في قصّة الراكبين المذحجيين اللذين بايعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وقد ذكره في الصحابة البخاريّ، والتّرمذيّ، والبغويّ، والدّولابيّ، والعسكريّ. وابن يونس، والباورديّ، وغيرهم. وذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق، وانفرد أبو الفتح الأزدي فحكى أنّ اسمه زيد، وقرأت بخط الحافظ عماد الدين بن كثير أنه قيل هو عقبة بن عامر الصحابي المشهور. 10211- أبو عبد الرحمن الخطميّ «3» .   (1) أسد الغابة: ت 6067، الاستيعاب: ت 3110. (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1219 كتاب الأدب باب (13) رد السلام على أهل الذمة حديث رقم 3699. قال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجة 2/ 1219 في إسناده ابن إسحاق وهو مدلس قال وليس لأبي عبد الرحمن هذا سوى هذا الحديث عند المصنف وليس له شيء في بقية الكتب الستة أ. هـ. والبخاري في الأدب المفرد حديث رقم 1102. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 183. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 ذكره البخاريّ والطّبرانيّ وغيرهما في الصحابة. وأخرج البخاري عن مكّي بن إبراهيم، عن الجعيد بن عبد الرحمن، عن موسى بن عبد الرحمن الخطميّ- أنه سمع محمد بن كعب القرظي يسأل عبد الرحمن: ما سمعت من أبيك؟ فقال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «مثل الّذي يلعب بالنّرد كالّذي يتوضّأ بالدّم» «1» . وأخرجه الطّبرانيّ من طريق حاتم بن إسماعيل، عن الجعيد به، ولفظه: يسأل أباه عبد الرحمن: أخبرني ما سمعت أباك يحدّث عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في شأن الميسر. فقال عبد الرّحمن: سمعت أبي يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من لعب بالميسر ثمّ قام يصلّي فمثله كمثل الّذي يتوضّأ بالقيح ودم الخنزير، أفتقول إنّ اللَّه يقبل له صلاة!» «2» قال أبو نعيم: رواه غيره فلم يذكر فيه أباه. 10212- أبو عبد الرحمن الفهري «3» . مختلف في اسمه، فقيل: يزيد بن أنيس. وقيل: كرز بن ثعلبة. وقيل اسمه عبيد، وقيل الحارث. ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر، وأخرج حديثه أبو داود والبغوي، ووقع لنا بعلوّ في مسند الدّارميّ، من طريق يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد اللَّه بن يسار، عنه- أنه شهد حنينا. وقال أبو عمر: هو الّذي سأل ابن عباس عن مقام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عند الكعبة. قلت: وقد فرّق بينهما ابن مندة، وهو الّذي يظهر رجحانه، فقد صرح غير واحد بأنّ عبد اللَّه بن يسار تفرّد بالرواية عن أبي عبد الرحمن الفهري، وكأن أبا عمر لما رأى أن الفهري والقرشي نسبة واحدة ظنّهما واحدا. 10213- أبو عبد الرحمن القرشي «4» : عم محمد بن عبد الرحمن بن السائب. قال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يثبت. روى محمد بن عبد الرحمن بن السائب، عن أبي عبد الرحمن القرشي- أن ابن عباس   (1) أخرجه أبو داود 2/ 702 كتاب الأدب باب النهي عن اللعب بالنرد حديث رقم 4939. (2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 227. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 40649 وعزاه للطبراني عن أبي الرحمن الخطميّ. (3) أسد الغابة: ت 6071، الاستيعاب: ت 3113. (4) أسد الغابة: ت 6072. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 219 سأله عن الموضع الّذي كان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نزل فيه للصلاة- يعني عند الكعبة، فقال: نعم عند الشقة الثالثة تجاه الكعبة مما يلي باب بني شيبة يقوم فيه للصلاة. فقال له: أثبته. قال: نعم قد أثبته. 10214- أبو عبد الرحمن القيني «1» : تقدم ذكره فيمن كنيته أبو عبد اللَّه، وقيل هو غيره. وذكر ابن الكلبيّ أنه كان يقال له ذو الشوكة، لأنه كانت له شوكة إذا قاتل لا يفارقها، قال: وكان جسيما، وشهد فتوح الشام، فقاتل مع أبي عبيدة يوم أجنادين فقتل ثمانية من الروم، فقال أبو عبيدة ينوّه به: افعل كفعل الضّخم من قضاعة ... بطاعة اللَّه ونعم الطّاعه [الرجز] وذكر خليفة وغيره أنّ معاوية ولّاه غزو الروم. فغزا أنطاكية من سنة خمس وأربعين إلى سنة ثمان وأربعين. 10215- أبو عبد الرحمن المخزومي «2» . ذكره الطّبرانيّ، وأخرج من رواية عثمان بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده- أن سعيدا سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن الوصية، فقال له: «الرّبع» . وأظنه سعيد بن يربوع، فإنّ أبا داود أخرج من طريق زيد بن الحباب، عن عمر بن عثمان بن سعيد المخزومي، حدثني جدّي، عن أبيه أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوم فتح مكة: «أربعة لا أؤمّنهم في حلّ ولا حرم ... » الحديث. 10216- أبو عبد الرحمن المذحجي «3» . روى حديثه عياض بن عبد الرحمن المذحجي، عن أبيه عن جده، قاله ابن مندة. 10217- أبو عبد الرحمن النخعي: له ذكر، كذا في التجريد. 10218- أبو عبد الرحمن: حاضن عائشة «4» .   (1) أسد الغابة: ت 6073. (2) الكنى والأسماء 2/ 65. (3) أسد الغابة: ت 6075. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 183، الجرح والتعديل 9/ 402. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 220 ذكره الدّولابيّ، ومطين، وابن السّكن، وأخرج من طريق علي بن هاشم، عن عبد الملك بن أبي عبد اللَّه قاضي الري، عن عباد، عن أبي عبد الرحمن حاضن عائشة، قال: قلنا له: ألا تذكر لنا من فضائل علي بن أبي طالب؟ قال: هي أكثر من أن تحصر. قلنا: فاذكر لنا بعضها. قال: أفعل، استأذن عليّ على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا في البيت، فسمعته يقول: «إنّك لأوّل من ينفض التّراب عن رأسه يوم القيامة» . قلت: وعباد من غلاة الرافضة، وعلي بن هاشم شيعي. وأخرجه مطيّن والدّولابيّ، من طريق علي بن هاشم، عن عبد الملك، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه الرازيّ، عن يحيى بن أبي محمد عن أبي عبد الرحمن حاضن عائشة: قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وعليه ثوب بعضه على علي، وبعضه على عائشة. وفي لفظ: نصفه على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ونصفه على عائشة. 10219- أبو عبد العزيز «1» : ذكره ابن أبي عاصم في الصّحابة، وروى من طريق بقية عن عبد الغفور الأنصاري، عن عبد العزيز، عن أبيه، وكانت له صحبة، فذكر حديثا تقدّم فيمن اسمه سعيد. وأخرجه الطّبريّ في تفسير سورة الأعراف، عن عبد الغفار بن عبد العزيز الأنصاري، عن عبد العزيز الشامي، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من لم يحمد اللَّه على ما عمل من عمل صالح، وحمد نفسه قلّ شكره وحبط عمله، ومن زعم أنّ اللَّه جعل للعباد من الأمر شيئا فقد كفر بما أنزل اللَّه على أنبيائه «2» لقوله تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف: 54] . 10220- أبو عبد الملك: قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي. تقدم في الأسماء. 10221- أبو عبد الملك: الحكم بن أبي العاص الثقفي، أخو عثمان. تقدم أيضا. 10222- أبو عبد يسوع: حديثه في الدلائل للبيهقي من زيادات يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق. يأتي في المبهمات.   (1) لسان الميزان 7/ 473- ذيل الكاشف 1873- تقريب التهذيب 2/ 47- الجرح والتعديل 9/ 408- المغني 591- تهذيب التهذيب 12/ 156- الثقات لابن حبان 5/ 590- تهذيب الكمال 1662- ميزان الاعتدال 4/ 739. (2) أورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 92 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6478 وعزاه لابن جرير عن عبد العزيز الشامي عن أبيه وكانت له صحبة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 221 10223- أبو عبدة «1» : أحد رسل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إلى اليمن. ذكره المدائني، وقد تقدم ذكره في ترجمة الحارث بن عبد كلال. 10224 - أبو عبس «2» بن جبر: بن عمرو [بن زيد بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو «3» بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي «4» . قيل: كان اسمه في الجاهلية عبد العزى، وقيل معبد، فسماه النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عبد الرحمن. قال ابن الكلبيّ: هو أحد من قتل كعب بن الأشرف، وأورد ذلك ابن مندة بسنده إلى محمد بن طلحة التيمي، عن عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر، عن أبيه، عن جده، قال: كان كعب بن الأشرف يقول الشعر ويخذّل عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث في قصة قتله. وذكره موسى بن عقبة وغيره فيمن شهد بدرا. وقيل: كان عمره يومئذ ثمانيا وأربعين سنة، وكان هو وأبوه بردة يكسّران أصنام بني حارثة حين أسلما. وقال الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» : حدثني محمد بن الضحاك، عن أبيه، قال: أعطى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبا عبس بن جبر بعد ما ذهب بصره عصا، فقال: تنور بهذه، فكانت تضيء له ما بين ... وقال المدائنيّ: مات سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة، وصلى عليه عثمان. وحديثه عند البخاريّ من طريق عباية بن رفاعة عنه في فضل المشي في سبيل اللَّه. وذكر في «الكنى» من طريق ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة- أنّ عثمان عاد أبا عبس، وكان بدريا. وروى عنه أيضا ولده زيد وحفيده أبو عبس بن محمد بن أبي عبس. وقال ابن سعد: آخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين خنيس بن حذافة. 10225 - أبو عبس «5» بن عامر بن عدي بن سواد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي «6» . ذكر ابن الكلبيّ أنه شهد بدرا.   (1) الجرح والتعديل 9/ 431- الكنى والأسماء 2/ 76. (2) في أعبيس. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة 6077. (5) في أعبيس. (6) أسد الغابة: ت 6078. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 222 10226- أبو عبيد اللَّه: جدّ حرب بن عبيد اللَّه. قال أبو عمر: له صحبة ولا أحفظ له خبرا. قلت: أخرج أبو داود في «كتاب الخراج» من طريق عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد اللَّه الثقفي، عن جده، قال: أتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأسلمت، فعلّمني الإسلام، وعلمني كيف آخذ الصدقة ... الحديث. وذكر فيه اختلافا على عطاء بن السائب، ففي رواية عبد السلام بن حرب عنه عن حرب بن عبيد اللَّه، عن جده، ولم يسمه من طريق أبي الأحوص، عن عطاء، عن حرب، عن جده أبي أمه، ومن طريق الثوري، عن عطاء عن حرب مرسلا. وفي رواية: عنه، عن عطاء، عن رجل من بكر بن وائل، عن خاله، قال: قلت يا رسول اللَّه، أعشر قومي. وفيه اختلاف آخر. ويقال: إن اسم جده حرب بن عبيد اللَّه. 10227- أبو عبيد «1» : غير منسوب. روى عنه خالد بن معدان. يأتي في القسم الرابع. 10228- أبو عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة «2» بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي «3» . صاحب المنبر الّذي استشهد في جماعة من المسلمين في قتال الفرس، فيقال: قتل يوم جسر أبو عبيد، وهو والد المختار بن أبي عبيد الّذي غلب على الكوفة في خلافة عبد اللَّه بن الزبير سنة ثلاث عشرة. وقال أبو بكر بن شيبة في مصنّفه: حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: كان أبو عبيد بن مسعود الثقفي عبر الفرات إلى نهروان، فقطعوا الجسر خلفه، فقتل وقتل أصحابه. وقال البلاذريّ: يقال إن الفيل برك على أبي عبيد فمات تحته، فأخذ الراية أخوه الحكن، فقتل، فأخذها جبر بن أبي عبيد فقتل. 10229- أبو عبيد الزّرقيّ «4» : ويقال أبو عبد اللَّه. مختلف في صحبته.   (1) الثقات لابن حبان 5/ 593- الجرح والتعديل 9/ 405- التاريخ الكبير 9/ 61 و 58- جامع التحصيل 985- مراسيل الرازيّ ص 253- المغني 7595- ميزان الاعتدال 4/ 739. (2) في أعبدة. (3) أسد الغابة: ت 6083، الاستيعاب 3117. (4) تقريب التهذيب 2/ 448- تهذيب التهذيب 12/ 157- تهذيب الكمال 1623. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 223 ذكره البغويّ، وأخرج من طريق ابن القاري: حدثني ابن أبي عبيد الزّرقيّ أنه خرج مع أبيه، فلما كان من الليل إذ هو برجل على الطريق، قال: فعرسنا عنده، قال: فلما طلع الفجر قال مالك وللوحدة: أما سمعت ما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: إني لم أسافر، إنما خرجت من هذا الماء إلى هذا الماء. قال: ممّن أنت؟ قال: من الأنصار. قال: أبشر. قال: فإنّي لست منهم، إنما أنا من مواليهم. قال: فأنت منهم ... فذكر الحديث بطوله، وفيه: قوله صلى اللَّه عليه وسلّم: «اللَّهمّ اغفر للأنصار» ، وفيه قوله: «حلفاؤنا منّا وموالينا منّا» ، وذكره ابن مندة مختصرا. وأخرج أبو داود في «فضائل الأنصار» من طريق ابن أبي عبيد الزّرقيّ، عن أبيه- أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ اغفر للأنصار» ... الحديث مختصرا. 10230- أبو عبيد: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» . ذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه، وأخرج حديثه الترمذي في الشمائل، والدّارميّ من طريق شهر بن حوشب عنه، قال: طبخت للنّبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قدرا، وكان يعجبه الذراع «2» ... الحديث. ورجاله رجال الصحيح إلا شهر بن حوشب. قال البغويّ: له صحبة، حدثني عباس، عن يحيى بن معين، قال : أبو عبيد الّذي روى عنه شهر هو من الصحابة. 10231- أبو عبيد: مولى رفاعة بن رافع. ذكره الدّولابيّ والطّبرانيّ، وأوردا من طريق عبد اللَّه بن معقل، عن أبي مسلم، عن أبي عبيد مولى رفاعة أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ملعون من سأل بوجه اللَّه، ملعون من سئل بوجه اللَّه فمنع» «3» . 10232- أبو عبيدة: قيل هي كنية أبي محجن الثقفي، وأبو محجن اسمه سمّي بلفظ الكنية.   (1) الاستيعاب: ت 3116. (2) أخرجه أبو داود (3781) وأحمد 6/ 8 والترمذي في الشمائل (87) . (3) أورده المنذري في الترغيب 1/ 601 والهيثمي في الزوائد 3/ 106 عن أبي عبيد مولى رفاعة بن رافع أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال ملعون من سأل ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه وعن أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول ملعون من سأل بوجه اللَّه ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن على ضعف في بعضه مع توثيق، وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 521 وابن عساكر في التاريخ 7/ 178، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16725. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 224 10233- أبو عبيدة بن الجراح الفهري «1» : أمين هذه الأمة، وأحد العشرة من السابقين. اسمه عامر بن عبد اللَّه الجراح. اشتهر بكنيته، والنسبة إلى جده. تقدم. 10234- أبو عبيدة بن عمرو بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري. ذكره أبو عمر مختصرا، وقال: إنه ممن استشهد ببئر معونة. 10235- أبو عبيدة بن عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي «2» . استشهد بأجنادين مع خالد بن الوليد، وأمّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة. ذكره الزّبير بن بكّار، وقد ذكرت قصة والده عمارة في ترجمة أخيه الوليد بن عمارة. 10236- أبو عبيدة: مولى أبي راشد الأزدي «3» . تقدم في عبد القيّوم، وكناه ابن السكن، والباوردي، والحاكم أبو أحمد أبا عبيد- بلا هاء. 10237- أبو عبيدة الدّيلي «4» . ذكره أبو عمر، فقال: يقال له صحبة، ولا أحفظ له خبرا. وذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وذكره ابن مندة في مسافع، وتقدم هناك. 10238- أبو عتّاب الأشجعي «5» . ذكره ابن مندة، وقال: روى أبو مالك الأشجعي عن عبد الرحيم بن نوفل، عن أبيه، وعن عتاب الأشجعي، عن أبيه في قراءة: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [الكافرون: 1] عند النوم. قال أبو نعيم: الصحيح في هذا رواية أبي إسحاق عن فروة بن نوفل، عن أبيه. قال ابن الأثير: لكن ابن مندة معذور، لأنه لو أهمله لاستدركوه عليه، وإن كان بعض الرواة شذّ بروايته.   (1) المؤتلف والمختلف ص 84- التبصرة والتذكرة 3/ 27- تقريب التهذيب 2/ 448 تهذيب التهذيب 12/ 159- تهذيب الكمال 1623- الكنى والأسماء 2/ 12- ريحانة الأدب 7/ 193. (2) أسد الغابة: ت 6086. (3) أسد الغابة: ت 6088. (4) أسد الغابة: ت 6085، الاستيعاب: ت 3115. (5) أسد الغابة: ت 6089. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 قلت: وهو كذلك، ويحتمل أن يكون للحديث إسنادان بصحابيين. 10239- أبو عثمان الأنصاري. أخرج ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي عثمان الأنصاري، قال: دقّ عليّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم الباب، وقد ألممت بالمرأة ... الحديث في «الماء من الماء» . وقيل: عن أبي الزناد، عن أبي سلمة، عن عتبان بن مالك، وهو أشهر. ويحتمل التعدّد. 10240- أبو عثمان الحجبي: هو شيبة بن عثمان. تقدم في الأسماء. 10241- أبو عثمان البكالي: بكسر الموحدة وتخفيف الكاف، اسمه عمرو بن عبد اللَّه. تقدم. 10242- أبو عدي سة: ذكره البغوي، ولم يخرج له شيئا. 10243- أبو عدي: اسمه طليب بن عمير بن وهب. بدري. تقدم في الأسماء. 10244- أبو عذرة «1» : بضم أوله وسكون الذال المعجمة. يأتي في القسم الثالث. 10245- أبو عرس» : بضم أوله وسكون ثانيه. قال أبو عمر: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من كانت له ابنتان فأطعمهما» . الحديث. قال: جاء من وجه ضعيف مجهول، كذا ذكره مختصرا، وساقه الحاكم أبو أحمد من طريق إسحاق بن إدريس، عن عبد اللَّه بن سليمان، عن حرملة، عن عتبة بن عامر، أو عامر بن عتبة، عن أبي عرس، قال: قال: رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من كانت له ابنتان فأطعمهما وسقاهما وكساهما من جدته فصبر عليهما كنّ له حجابا من النّار، ومن كانت له ثلاث فصبر عليهنّ» . فذكر مثله، وزاد: «ولم يكن عليه صدقة ولا جهاد» . 10246- أبو العريان المحاربي «3» : أورد حديثه البغويّ، والطّبرانيّ، وغيرهما، من طريق أبي خلدة خالد بن دينار، عن محمد بن سيرين- أنه سئل عن السهو في الصلاة، فقال: حدثني أبو العريان أن نبيّ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم   (1) لسان الميزان 7/ 474- الثقات لابن حبان 5/ 577- جامع التحصيل 993- الجرح والتعديل 9/ 413- التاريخ الكبير 9/ 61- تقريب التهذيب 2/ 450- تهذيب التهذيب 12/ 166- تهذيب الكمال 1626- ميزان الاعتدال 4/ 739. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 186. (3) الاستيعاب: ت 3127. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 226 صلى يوما، ودخل البيت، وكان في القوم رجل طويل اليدين «1» ... الحديث. وذكره أبو عمر، فقال: روى عنه محمد بن سيرين مثل حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين، فقيل: إنه أبو هريرة، وأبو العريان غلط من أبي خلدة، وقيل: إنه أبو العريان الهيثم بن الأسود النخعي، [ثم ساق شيئا من أخبار أبي العريان النخعي، وهو خطأ، فإنّ أبا العريان النخعي] «2» لا صحبة له، ولا يثبت إدراكه إلا على بعد كما تقدم في ترجمته. 10247- أبو عريب المليكي: تقدم في عريب. 10248- أبو عريض «3» : قال أبو عمر: ذكره أبو حاتم الرازيّ عن محمد بن دينار الخراساني، عن عبد اللَّه بن المطلب، عن محمد بن جابر الحنفي، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي عريض، وكان دليل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من أهل خيبر، قال أعطاني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا منكرا. انتهى. وهذا الحديث ساقه الحاكم أبو أحمد في «الكنى» ، عن محمد بن المسيب، عن أبي حاتم. وتعقبه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أخاف ألا أعطى ما تقول، قال: «بلى سوف تعطاها» . قلت: ومن يعطينيها يا رسول اللَّه؟ قال: «أبو بكر» . فلقيت عليا فأخبرته، فقال: ارجع إليه، فقل له: من يعطينيها بعد أبي بكر؟ قال: «عمر» . قال: فبعد عمر؟ قال: «عثمان» . فلما رأى ذلك سكت. ووجه ضعفه أن محمد بن جابر الحنفي والراويّ عنه ضعيفان، لكن رواه يعقوب بن عبد الرحمن الحنفي، عن محمد بن جابر. أخرجه أبو موسى، من طريق عبد اللَّه بن موسى بن إسحاق الهاشمي، عن علي بن الأزهر بن سراج، عن أحمد بن عبد المؤمن النصري، عن يعقوب، ولفظه: كان لي على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم آجال، فأتيته أتقاضاها فأعطاني وبقيت لي بقية، فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيت إن لم أجدك. قال: «فأت أبا بكر» . فلقيني عليّ فقال: ارجع فسله إن لم أجد أبا بكر. قال: «فأت عمر» ، فلقيني عليّ. فقال: قل له فإن لم أجد عمر. قال: «فأت عثمان» . 10249- أبو عزّة الهذلي «4» : اسمه يسار بن عبد. وقيل ابن عبد اللَّه. وقيل ابن   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 2/ 155 عن أبي العريان وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح. (2) سقط في أ. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 186. (4) أسد الغابة: ت 6100، الاستيعاب: ت 3129. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 227 عمرو. حكى الأقوال الثلاثة أبو أحمد الحاكم، والأول أكثر، وبه جزم البخاري. وقد تقدم في الأسماء ذكر من قال إنه ابن عمرو. وذكر أبو أحمد العسكري أنه عبد اللَّه بالإضافة، ونقله أبو أحمد الحاكم عن أبي نعيم الفضل بن دكين. وقيل: إنه مطر بن عكامس، لأن الحديث الّذي روي لأبي عزة ومطر واحد، وهذا ليس بشيء، لأن في بعض طرق حديث أبي عزة تسميته يسارا كما تقدم في الأسماء. وقد أخرج حديثه وسماه التّرمذيّ في جامعه، من طريق أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبي عزّة- رفعه: «إذا قضى اللَّه لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة» «1» . قال التّرمذيّ: أبو عزة ما له صحبة، واسمه يسار بن عبد. وأخرج الحاكم أبو أحمد، من طريق عبد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح: حدثنا أبو عزّة يسار بن عمرو، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم رفعه: «خمس لا يعلمها إلّا اللَّه» «2» . 10250- أبو عزيز بن عبد الرحمن «3» : اسمه أبيض. تقدم في الأسماء. 10251- أبو عزيز بن جندب بن النعمان «4» : قال أبو عمر: مذكور في الصحابة، ولا يعرف. وقيل هو جندب بن النعمان، كذا قال، والراجح أنه جندب، وأبو عزيز كنيته كما تقدم في الأسماء. 10252- أبو عزيز بن عمير «5» بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدري «6» . قال أبو عمر: اسمه زرارة، وله صحبة وسماع من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، واتفق أهل المغازي على أنه أسر يوم بدر مع من أسر من المشركين. قال ابن إسحاق: فحدثني نبيه بن وهب، قال: سمعت من يذكر عن أبي عزيز، قال:   (1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 394 كتاب القدر باب 11 ما جاء أن النفس تموت ما كتب لها حديث رقم 2147 وقال الترمذي هذا حديث رقم صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42724. (2) أخرجه أحمد في المسند 5/ 353. وأورده الهيثمي في الزوائد 7/ 92 وقال رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2921. (3) أسد الغابة: ت 6101. (4) أسد الغابة: ت 6102، الاستيعاب: ت 3130. (5) في أعمرو. (6) أسد الغابة: ت 6103، الاستيعاب: ت 3131. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 228 كنت في الأسارى يوم بدر، فسمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «استوصوا بالأسارى خيرا» «1» . فقال ابن مندة: لما ترجم له في الصحابة روى عنه نبيه بن وهب، ولا يعرف له سند، ثم ساق بسنده إلى خليفة بن خياط أنه ذكره في الصحابة، وتعقبه أبو نعيم فقال: لا أعلم له إسلاما. وقال الزّبير بن بكّار، وابن الكلبيّ، وأبو عبيد، والبلاذريّ، والدّارقطنيّ: إن أبا عزيز قتل يوم أحد كافرا. وردّ ذلك أبو عمر بأن ابن إسحاق عدّ من قتل من الكفار من بني عبد الدار أحد عشر رجلا ليس فيهم أبو عزيز، وإنما فيهم أبو يزيد بن عمير، وفات خليفة خياط ذكره في الصحابة. 10253- أبو عسيب: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «2» ، مشهور بكنيته. وقد تقدم ذكر من قال في أحمر إنه اسمه، وذكر من قال إنه سفينة مولى أم سلمة، والراجح أنه غيره. وأخرج حديثه أحمد، والحارث بن أبي أسامة، والطّبرانيّ، والحاكم أبو أحمد، من طريق يزيد بن هارون، عن مسلم [بن عبيد، عنه في الحمى والطاعون. ووقع عند الحاكم عن مسلم] «3» بن عبيدة عن أبي نصير بإثبات الهاء في عبيدة دون نصير، والأول الصواب. وأخرج له ابن مندة حديثا آخر من رواية حشرج بن نباتة، عن أبي بصيرة، وإسناده حسن. 10254- أبو عسيم «4» : آخره ميم. قيل هو الّذي قبله، وغاير بينهما البغوي والحاكم أبو أحمد. وقال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا. وأخرجا من طريق حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني، عن أبي عسيم، قال: لما قبض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قالوا: كيف نصلّي عليه؟ قال: ادخلوا عليه من هذا الباب أرسالا أرسالا، فصلوا واخرجوا من الباب الآخر، فلما وضعوه في لحده قال المغيرة: إنه قد بقي من قبل قدمه شيء لم يصلح، قالوا: فادخل فأصلحه، قال: فدخل فمسّ قدم   (1) قال الهيثمي في الزوائد 6/ 89. رواه الطبراني في الصغير والكبير وإسناده حسن. والطبراني في الصغير 1/ 146، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال 11036. (2) أسد الغابة ت 6104، الاستيعاب ت 3132. (3) سقط في أ. (4) ذيل الكاشف 1891 الطبقات الكبرى 7/ ص 61. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 229 النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ثم قال: أهيلوا عليّ التراب، فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه، ثم خرج، فقال: أنا أحدثكم عهدا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وهكذا أخرجه أبو مسلم الكجيّ، من طريق حماد، وأخرجه ابن مندة في ترجمة عسيب، ووقع عنده بالموحدة. 10255- أبو عصيب: أورد البغوي في ترجمة أبي عسيب الماضي قبل حديثا، من طريق حشرج بن نباتة، حدثني أبو بصير، عن أبي عصيب، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فدعاني فخرجت إليه، ثم مرّ بأبي بكر فدعاه فخرج إليه، ثم مرّ بعمر فدعاه فخرج إليه، ثم انطلق يمشي ونحن معه حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحبه: أطعمنا بسرا، فجاء بعذق فوضعه. فأكل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه، ثم دعا بماء فشرب، ثم قال: إنكم لمسئولون عن هذا يوم القيامة. فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر بين يدي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال: إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة؟ قال: نعم إلا من ثلاث: خرقة يواري الرجل بها عورته، وكسرة يسدّ بها الرجل جوعته، وجحر يدخل فيه من الحر والبرد. وأفردته عن أبي عسيب لاحتمال أن يكون غيره. 10256- أبو العصير: ذكر صاحب الفردوس أنه روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «اللَّهمّ أرني الدّنيا كما تريها صالح عبادك» «1» . ولم يخرج له ولده سندا. 10257- أبو عطية البكري «2» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق يحيى بن عمر، حدثنا مسلم عن عبد اللَّه أبو فاطمة الأزدي: سمعت أبا عطية البكري يقول: انطلق بي أهلي إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا غلام شابّ، قال أبو فاطمة: رأيت أبا عطية يجمع بسجستان، وكان نزل خارجا من المدينة على نحو ميل، ورأيت أبا عطية أبيض الرأس واللحية ورأيته يعتمّ بعمامة بيضاء. 10258- أبو عطية المزني «3» : روى حديثه بكر بن سوادة، عن عبد الرحمن بن عطية، عن أبيه، عن جده. عداده في أهل مصر، قاله ابن مندة عن ابن يونس.   (1) أورده الحسيني في اتحاف السادة المتقين 9/ 321. (2) أسد الغابة ت 6107. (3) أسد الغابة ت 6108. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 230 10259- أبو عطيّة «1» : غير منسوب. ذكره الطّبرانيّ وغيره في الصحابة، وأخرج البغوي، وأبو أحمد الحاكم من طريق إسماعيل بن عياش، والطبراني من طريق بقية، كلاهما عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي عطية- أن رجلا توفي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال بعضهم: يا رسول اللَّه، لا تصلّ عليه. فقال: «هل رآه أحد منكم على شيء من عمل الخير؟» فقال رجل: حرس معنا ليلة كذا وكذا، قال: فصلّى عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم مشى إلى قبره، ثم حثا عليه ويقول: إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار «2» ، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة. ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لعمر: «إنّك لا تسأل عن أعمال النّاس، وإنّما تسأل عن الغيبة» . لفظ إسماعيل. وعند أبي أحمد من رواية البغويّ: وإنما تسأل عن الفطرة. وفي رواية بقية في أوله، قال أبو عطية: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جلس فحدث أن رجلا توفي، فقال: «هل رآه أحد؟» وفيه: فقال رجل: حرست معه ليلة في سبيل اللَّه، وفي آخره: ثم قال لعمر بن الخطاب: «لا تسأل عن أعمال النّاس، ولكن تسأل عن الفطرة» . زاد في رواية البغويّ- «يعني الإسلام» . وأخرجه أبو نعيم، من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وخلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبي عطية الوادعي، وقال: قيل اسم أبي عطية مالك بن أبي عامر، وتعقبه أبو الوليد بن الدباغ بأنّ أبا عطية صاحب الترجمة لم ينسب. وقد أفرده أبو أحمد الحاكم عن الواقديّ، وذكر الاختلاف في اسم الوادعي، وذكر هذا فيمن لا يعرف اسمه. قلت: وهو كما قال. قال أبو أحمد: أبو عطية إن رجلا توفي روى عنه خالد بن معدان، وهو خليق أن يكون عداده في الصحابة. قلت: ووقع في كلام ابن عساكر أنه أبو عطية المذبوح. وقد أخرج الحاكم أبو أحمد المذبوح أيضا ترجمته فيمن لا يعرف اسمه، فقال: روى أبو بكر بن أبي مريم عن حماد بن سعد، عنه، هكذا ذكر محمد بن إسماعيل. قلت: وكأن ابن عساكر لما رأى رواية أبي بكر بن أبي مريم عن المذبوح وهو شاميّ، وخالد بن معدان شامي أيضا، ظن أنه هو، والّذي يظهر لي أنه غيره كما صنع أبو أحمد. واللَّه أعلم.   (1) في أعظيمة. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 11165. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 231 10260- أبو عطيّة: آخر، غير منسوب. ذكره ابن السّكن في الصحابة، وقال: له حديث مختلف فيه، ثم أخرج من طريق عمرو بن أبي المقدام. عن أبي إسحاق، عن أبي الأسود، عن أبي عطية، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» . قال ابن السكن: لم يرو غيره، وجوّز غيره أن يكون الوادعي، فإن يكن هو فالحديث مرسل. 10261- أبو عفير «1» : ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا. 10262- أبو عقبة الفارسيّ: مولى الأنصار «2» ، اسمه رشيد. تقدم. روى أبو داود، من طريق أبي إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة الفارسيّ، قال: شهدت يوم أحد فضربت رجلا، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسيّ. فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «ألا قلت: وأنا الغلام الأنصاريّ؟» «3» . هذا وفي «المغازي» لابن إسحاق قال فيه عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبيه. 10263- أبو عقبة أهبان بن أوس الأسلمي. تقدم في الأسماء. 10264- أبو عقبة «4» : روى له بقي بن مخلد في مسندة حديثا ذكره في التجريد، فلعله أبو عقبة الفارسيّ المنبه عليه في عقبة في الأسماء. وقد ترجم له البغويّ، فقال: أبو عقبة الفارسيّ، وساق من طريق داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبي عقبة، وكان مولى من أهل فارس، قال: شهدت يوم أحد ... فذكره. 10265- أبو عقرب البكري «5» : من بني عريج، بمهملة وجيم مصغرا، ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقيل فيه ليثي، وهو غلط.   (1) الجرح والتعديل 9/ 416، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1717 التاريخ الكبير 9/ 63، تعجيل المنفعة ص 506، تاريخ الثقات للعجلي 2002. (2) الاستيعاب ت 3135. (3) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 931 كتاب الجهاد باب (13) النية في القتال حديث رقم 2784 وأورده الهيثمي في الزوائد 6/ 118 وقال رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. (4) تهذيب الكمال 1628 تقريب التهذيب 451، ميزان الاعتدال 4/ 739. (5) الكاشف 3/ 359، بقي بن مخلد 704، تقريب التهذيب 2/ 452، تجريد أسماء الصحابة 2/ 187، خلاصة تذهيب 3/ 232، الجرح والتعديل 9/ 417 تهذيب الكمال 3/ 1628، العقد الثمين 8/ 73، تهذيب التهذيب 12/ 171، الكنى والأسماء 1/ 44. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 232 مختلف في اسمه، فقيل خالد بن بجير، وقيل عويج، بفتح أوله وبالواو، ابن خالد، وقيل عريج كاسم جده الأعلى ابن خويلد، وقيل: معاوية بن خويلد. وقيل: بل معاوية اسم ولده أبي نوفل الراويّ عنه، وقيل اسم الراويّ عنه معاوية بن مسلم، فعلى هذا اسمه هو مسلم، وقيل ابن عقرب، فعلى هذا أبو عقرب جده، وقيل اسم أبي نوفل عمرو. وقال ابن سعد: كان من أهل مكة، ثم سكن البصرة، ويقال: إنه كان من الأجواد. وحديثه عند النسائي من طريق الأسود بن سنان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قال: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن الصوم، وسنده حسن. وأخرج الحاكم من وجه آخر، عن الأسود بن سنان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه، قصة لهب بن أبي لهب، ودعاء النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يأكله السبع. 10266- أبو عقيل الأنصاري «1» : صاحب الصاع. ثبت ذكره في الصحيح من «2» حديث ابن مسعود، قال: لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فتصدّق أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر من ذلك، فقال المنافقون: إن اللَّه لغني عن صدقة هذا ... الحديث. وسماه قتادة في تفسير: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ [التوبة: 79] حثحاث، بمهملتين مفتوحتين، ومثلثتين الأولى ساكنة. أخرجه الطبري وغيره، وفيه: جاء عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله، وأقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار يقال له الحثحاث أبو عقيل، فقال: يا رسول اللَّه، بت أجر الجرير على صاعين من تمر، فأما صاع فأمسكته لعيالي، وأما صاع فها هو هذا، فقال المنافقون، إن كان اللَّه ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل. وأخرجه ابن أبي شيبة، والطّبرانيّ، أيضا، والطبريّ والباورديّ، من طريق موسى بن عبيدة، عن خالد بن يسار، عن ابن أبي عقيل، عن أبيه- أنه بات يجر الجرير ... فذكر الحديث. وموسى ضعيف، لكنه يتقوّى بمرسل قتادة. وذكر ابن مندة، من طريق سعيد بن عثمان البغويّ، عن جدته بنت عديّ- أن أمها عميرة بنت سهل بن رافع صاحب الصاعين الّذي لمزه المنافقون أنه خرج بابنته عميرة وبزكاته صاع تمر ... الحديث.   (1) الاستيعاب ت 3139. (2) في أفي حديث ابن مسعود. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 233 وحكى أبو عمر عن ابن الكلبيّ أن اسمه عبد الرحمن بن بيحان من بني أسد، وقيل اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن ثعلبة بن بيجان، ويحتمل التعدد ولا سيما أنه في قصة ذاك نصف صاع، وفي قصة ذا صاع، ووقع لأبي خيثمة نحو ذلك، ذكره كعب بن مالك في حديثه الطويل في توبته، وهو في صحيح مسلم. 10267- أبو عقيل: لبيد بن ربيعة العامري الشاعر المشهور. تقدم، وفيه قول بنته تخاطب الوليد بن عقبة: إذا هبّت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبّتها الوليدا [الوافر] 10268- أبو عقيل البلوي: حليف الأوس «1» ، من بني جحجبى، ثم من بني عمرو ابن عوف. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا. قيل: اسمه عبد اللَّه بن عبد الرحمن، وقيل عبد الرحمن بن عبد اللَّه. 10269- أبو عقيل الأحمدي: ذكره البغويّ، وقال: مدني، ثم ساق من طريق ابن أبي حبيبة، عن عبد اللَّه بن أبي سفيان، عن أبي عقيل الأحمدي- أنه قال: وعدت امرأتي حجة، ثم بدا لي الغزو، فشقّ عليها، فذكرت للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وهو في ملأ من الناس، فقال: «مرها أن تعتمر في رمضان، فإنّها تعدل حجّة» . وسيأتي في النساء، في أم عقيل. 10270- أبو عقيل المليلي «2» : بلامين، قيل: اسمه لاحق بن مالك. تقدم. 10271- أبو عقيل الجعديّ «3» : روى عنه أسلم مولى عمر، قال: شرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم شربة من سويق، وأعطاني آخرها. ذكره أبو عمر مختصرا، وجعله ابن الأثير والّذي قبله واحدا، ولكن مدار حديث المليلي على المسور بن مخرمة، وهذا قد قال أبو عمر: إنه من أسلم مولى عمر. فاللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت 6112، الاستيعاب ت 3138. (2) أسد الغابة ت 6114. (3) أسد الغابة ت 3140. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 234 10272- أبو عقيل: جد عديّ بن عدي «1» . ذكره أبو عمر، فقال: قيل له صحبة، ولا أحفظ له خبرا. 10273- أبو عقيل: يأتي في أم عقيل. 10274- أبو العكر بن أم شريك: التي وهبت نفسها للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم» . قيل: اسمه مسلم بن سلمى، كذا أورده أبو عمر مختصرا. وقوله ابن أم شريك عجيب، وإنما هو زوج أم شريك، وسيأتي بيان ذلك واضحا في ترجمة أم شريك، وكذا قول من قال: إنها أم شريك بنت أبي العكر، وهو في رواية صحيحة، وكأنه انقلب على أبي عمر، لكن يلزم منه أن تكون الترجمة لولد أم شريك، وليس كذلك، بل هي لزوجها. وقد أخرج ابن سعد، عن محمد بن عمر الواقدي، عن الوليد بن مسلم، عن منير بن عبد اللَّه الدّوسي، قال: أسلم زوج أم شريك وهي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد، وهو أبو العكر، فخرج مهاجرا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مع أبي هريرة، ومع دوس حين هاجروا، قالت أم شريك: فجاءني أهل أبي العكر، فقالوا: لعلك على دينه. قلت، إي واللَّه، إني لعلى دينه. قالوا: لا جرم! واللَّه لنعذبنك عذابا شديدا. فارتحلوا بنا من دارنا، ونحن كنا بذي الخلصة، وهو من صنعاء، فساروا يريدون منزلا وحملوني على جمل ثقال «3» شرّ ركابهم وأغلظه، يطعموني الخبز بالعسل، ولا يسقوني قطرة من ماء، حتى إذا انتصف النهار، وسخنت الشمس، ونحن قائظون، نزلوا فضربوا أخبيتهم، وتركوني في الشمس حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري، فعلوا بي ذلك ثلاثة أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه. قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد، قالت، فو اللَّه إني لعلى ذلك، وقد بلغني الجهد إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته فشربت منه نفسا واحدا، ثم انتزع مني، فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض، فلم أقدر عليه، ثم تدلى إلي ثانية فشربت منه نفسا، ثم رفع، فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض، ثم تدلى إلي ثالثة فشربت حتى رويت وأهرقت على رأسي ووجهي وثيابي، فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة اللَّه؟ قالت: فقلت لهم: إن عدو اللَّه غيري من خالف دينه، فأما قولكم من أين لك هذا؟ فهو من عند اللَّه رزقا رزقنيه   (1) أسد الغابة ت 6113. (2) أسد الغابة ت 6115، الاستيعاب ت 3141. (3) الثقال: البطيء الثقيل الّذي لا ينبعث إلا كرها. اللسان/ 1/ 489. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 235 اللَّه. قالت: فانطلقوا سراعا إلى قربهم وأداويهم، فوجدوها موكوءة لم تحل، فقالوا: نشهد أن ربك هو ربنا، وأن الّذي رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الّذي شرع الإسلام، فأسلموا وهاجروا جميعا إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فكانوا يعرفون فضلي عليهم، وما صنع اللَّه لي، وهي التي وهبت نفسها للنبيّ فعرضت نفسها على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وكانت جميلة، وقد أسنّت، فقالت: إني أهب نفسي لك وأتصدّق بها عليك، فقبلها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير. قالت أم شريك: فأنا تلك، فسماني اللَّه مؤمنة، فقال: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ... [الأحزاب: 50] الآية، فلما نزلت الآية قالت عائشة: إن اللَّه ليسرع لك في هواك. قلت: إذا ثبت هذا فلعل أبا العكر مات أو طلّقها، والّذي يغلب على الظن أنّ التي وهبت نفسها هي أم شريك أخرى كما سيأتي في كنى النساء إن شاء اللَّه تعالى، وقد رويت قصتها في الدلو من وجه آخر سيأتي في ترجمتها. 10275- أبو العلاء الأنصاري «1» : يقال شهد أحدا، أخرج الطبراني من طريق الواقدي، عن أيوب بن العلاء الأنصاري، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم أحد درعين. وأخرجه من وجه آخر، فقال: أيوب بن النعمان. وأخرجه أبو موسى من الوجهين، فقال تارة أبو العلا وتارة أبو النعمان. 10276- أبو العلاء: مولى محمد بن عبد اللَّه بن جحش «2» . قال خليفة بن خيّاط: وممّن صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من بني أسد بن خزيمة، فذكر جماعة، ثم قال: ومحمد بن عبد اللَّه بن جحش ومولاه أبو العلاء. 10277- أبو علقمة بن الأعور السلمي «3» : ذكره ابن إسحاق في المغازي في غزوة تبوك، قال: حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن عكرمة، عن أبي عباس، قال: ما ضرب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في الخمر إلا أخيرا، لقد غزا غزوة تبوك فغشي حجرته من الليل أبو علقمة بن الأعور السلمي، وهو   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 188 بقي بن مخلد 750. (2) الاستيعاب ت 3142. (3) بقي بن مخلد 880. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 236 سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة، فقال: «ليقم إليه منكم رجل فيأخذ بيده حتّى يردّه إلى رحله» «1» واستدركه أبو موسى وغيره. 10278- أبو علكثة بن عبيد الأزدي «2» . ذكره ابن مندة مختصرا، فقال: أخو أبي راشد، له ذكر في حديث أخيه، وقال أبو نعيم: صحّفه ابن مندة، وإنما هو أبو عبيدة، واسمه قيوم، فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد القيوم، وكناه أبا عبيدة، وأقر ابن الأثير أبا نعيم على ذلك، فشاركه في الوهم. والصواب مع ابن مندة، فعبد القيوم مولى أبي راشد لا أخوه، وأبو علكثة أخوه كما قال ابن مندة، وكان من سروات الأزد، وزعم عبدان المروزي أن اسمه الحارث. 10279- أبو علية الحضرميّ. ذكره البغويّ في «الكنى» . وقد تقدم في الأسماء، فإنّ اسمه حرملة. 10280- أبو علي بن عبد اللَّه بن الحارث «3» بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر بن معيص بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري، من مسلمة الفتح واستشهد باليمامة. ذكره الزّبير بن بكّار، وتبعه ابن عبد البرّ. 10281- أبو علي: قيس بن عاصم التيمي المنقري «4» . وأبو علي طلق بن علي الحنفي. وأبو علي معقل بن يسار المزني- تقدموا في الأسماء. 10282- أبو علي بن البجير «5» : أو البجير «6» - ذكره في التجريد، وعزاه لبقيّ بن مخلد. 10283- أبو عمارة «7» : البراء بن عازب «8» . وأبو عمارة خزيمة بن ثابت الأنصاريان- تقدما في الأسماء. 10284- أبو عمر: بضم العين: قدامة بن مظعون. تقدم في الأسماء. 10285- أبو عمر: ويقال أبو عمرو بن الحباب بن المنذر.   (1) ذكره المصنف أيضا في الفتح- فلينظر 12/ 72. (2) أسد الغابة ت 6120. (3) اللآلئ المصنوعة 2/ 351. (4) أسد الغابة ت 6123. (5) في أالشخير. (6) في أالسهير. (7) في أعلي. (8) أسد الغابة ت 6124. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 237 ومثله قتادة بن النعمان الأنصاريان- تقدما. 10286- أبو عمر: مولى عمر بن الخطاب «1» . ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة، وأخرج من طريق بقية، عن يحيى بن مسلم، عن عكرمة، وليس مولى ابن عباس: حدثني أبو عمر مولى عمر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا يتبعنّ أحدكم بصره لقمة أخيه» «2» . وأخرجه أبو نعيم، وتبعه أبو موسى. 10287- أبو عمر الأنصاري «3» . ذكره إسحاق بن راهويه في مسندة، عن الفضل بن موسى، عن بشير بن سلمان، عن عمر الأنصاري، عن أبيه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «من صلّى قبل الظّهر أربعا كنّ كعدل رقبة من بني إسماعيل» «4» . وأخرجه الطّبرانيّ من طريقه، وأبو نعيم عنه، وأبو موسى من طريقه، وأخرجه الطبراني من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن بشير بن سلمان، عن شيخ من الأنصار، عن أبيه، عن أمه، ولم يسمّه. 10288 - أبو عمر بن شييم «5» العبديّ المحاربي «6» . ذكره ابن الكلبيّ فيمن وفد إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقال: كان من أشراف عبد القيس، قال الرّشاطيّ: لم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون. 10289- أبو عمرو: بفتح أوله، ابن بديل بن ورقاء الخزاعي. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: إنه كان من رؤساء أهل مصر الذين حاصروا عثمان. قلت: وقد تقدم ذكر أبيه بديل وأخويه: عبد اللَّه، ونافع ابني بديل. 10290- أبو عمرو: جرير بن عبد اللَّه. تقدم.   (1) أسد الغابة ت 6126. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 6/ 408، وعزاه للحسن بن سفيان عن أبي عمر مولى عمر. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 189. (4) ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 224 وعزاه للطبراني في الكبير. (5) في أسندم. (6) في أالعبد ثم المحاربي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 238 10291- أبو عمرو بن حفص بن المغيرة «1» بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، زوج فاطمة بنت قيس. وقيل: هو أبو حفص بن عمرو بن المغيرة. واختلف في اسمه، فقيل: أحمد، وقيل عبد الحميد، وقيل اسمه كنيته. وأمّه درّة بنت خزاعيّ الثقفية، وكان خرج مع عليّ إلى اليمن في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فمات هناك. ويقال: بل رجع إلى أن شهد فتوح الشام. ذكر ذلك علي بن رباح، عن ناشرة بن سميّ: سمعت عمر يقول: إني أعتذر لكم من عزل خالد بن الوليد، فقال أبو عمرو بن حفص: عزلت عنا عاملا استعمله رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر القصة. أخرجها النسائي. وقال البغويّ: سكن المدينة، ثم ساق من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الزبير، عن عبد الحميد، عن أبي عمرو، وكانت تحته فاطمة بنت قيس، فذكر قصّتها [226] مختصرة. 10292- أبو عمرو: سعد بن معاذ سيّد الأوس. وأبو عمرو سفيان بن عبد اللَّه الثقفي. وأبو عمرو: سويد بن مقرن المزني- تقدموا. 10293- أبو عمرو: صفوان بن بيضاء الفهري. وأبو عمرو: صفوان بن المعطّل- تقدما. 10294- أبو عمرو بن عدي بن الحمراء الخزاعي. تقدم ذكر أخيه عبد اللَّه، وأبو عمرو هذا من مسلمة الفتح. وذكر الواقديّ من طريق سلمة بن أبي عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أبي عمرو بن عدي هذا، قال: رأيت سهيل بن عمرو لما جاء نعي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قد تقلّد السيف، ثم خطب خطبة أبي بكر التي خطب بها بالمدينة كأنه كان يسمعها. 10295- أبو عمرو بن مغيث. أخرج حديثه النّسائي من وجهين، عن ابن إسحاق، قال في أحدهما: حدثني من لا أتّهم عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أبي عمرو بن مغيث، وأسقط الواسطة في الطريق الآخر- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال ... فذكر الحديث في الدعاء إذا أراد دخول القرية.   (1) التاريخ الكبير 9/ 54- كتاب الجرح والتعديل 9/ 409، تهذيب الكمال 1630. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 239 وقد روى هذا الحديث جماعة من الثقات وغيرهم عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن مروان، عن أبيه، عن كعب الأحبار، عن صهيب، وهو المحفوظ. وروى عن صالح بن كيسان، عن أبي مروان، عن أبيه، عن جده. 10296- أبو عمرو: عبادة بن النعمان الأنصاري. تقدم في الأسماء. 10297- أبو عمرو بن كعب بن مسعود الأنصاري «1» . ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد ببئر معونة، لا يعرف اسمه. 10298- أبو عمرو: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص. تقدم. 10299- أبو عمرو الأنصاري «2» . ذكره يحيى الحمّانيّ في مسندة، قال: حدثنا أبو إسحاق الحميسي، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «قوموا إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض. فقال رجل: بخ! بخ! فنادى أخا له، فقال: يا أبا عمرو، ربح البيع، الجنة وربّ الكعبة دون أحد، قال: فالتقوا فاستشهد. قلت: يحتمل أن يكون المقتول هو سعد بن الربيع، والمقول له سعد بن معاذ، فإن سعد بن الربيع استشهد بأحد، وله قصة قريبة من هذا مع سعد بن معاذ. 10300- أبو عمرو الأنصاري: آخر «3» . ذكره الطّبرانيّ، وأورد من طريق جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن محمد بن الحنفية، قال: رأيت أبا عمرو الأنصاري يوم صفّين، وكان عقبيا بدريا أحديا، وهو صائم يتلوّى من العطش، وهو يقول لغلام له: ترّسني «4» ، فترّسه الغلام حتى نزع بسهم نزعا ضعيفا حتى رمى بثلاثة أسهم، ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من رمى بسهم في سبيل اللَّه فبلغ أو قصّر كان ذلك نورا له يوم القيامة» «5» ، فقتل قبل غروب الشمس. ووقع في رواية أخرى في هذه القصة عن أبي عمرة، آخره هاء.   (1) أسد الغابة ت 33/ 6. (2) معجم رجال الحديث 21/ 260. (3) أسد الغابة ت 6128. (4) التّترّس: التّستّر بالتّرس. اللسان/ 1/ 428. (5) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 395. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 240 10301- أبو عمرو الشيبانيّ «1» . ذكره الحارث بن أبي أسامة في مسندة، وأخرج من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن سعيد بن مسروق، عن أبي عمرو الشيبانيّ، قال: كنا جلوسا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في سفر، فأصاب بعضهم فرخ عصفور، فجعل العصفور يقع على رحالهم، فأمر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أن يردّوا عليه فرخه. ثم قال: «إنّ اللَّه أرحم بعباده من هذا العصفور بفرخه» . قلت، إن كان هذا محفوظا فهو غير سعد بن إياس التابعي المشهور، فإنه لم يلق النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وأظن أنّ صحابي هذا الحديث سقط، وشيخ الحارث فيه ضعف. 10302- أبو عمرو النخعي «2» : أحد من وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم من النخع. ذكره أبو محمّد بن قتيبة في غريب الحديث، وذكر له رؤيا، واستدركه ابن الأثير عن الغساني، وهذا هو زرارة بن قيس والد عمرو بن زرارة. وقد تقدم ذكره وحديثه في الأسماء. 10303- أبو عمرو: غير منسوب «3» . ذكره الطّبرانيّ وابن مندة، وأخرج الطّبرانيّ من طريق ابن وهب، عن عمرو بن صهبان، عن زامل بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أتى العبد يوم الفطر، وعن يمينه أبي بن كعب، فذكر حديثا، وفيه: «أيها الناس، لا تحتكروا ولا تناجشوا ... » «4» إلخ. وأخرجه ابن مندة من طريق خالد بن نزار، عن إبراهيم بن طهمان، عن زامل بنحوه. 10304- أبو عمرة الأنصاري «5» : قيل اسمه بشر، وقيل بشير- قال الأول أبو   (1) الطبقات الكبرى 6/ 104، طبقات خليفة 156، التاريخ لابن معين 2/ 191، التاريخ الكبير 4/ 47 تاريخ الثقات للعجلي 178، المعارف 426، تاريخ أبي زرعة 1/ 2541. المعرفة والتاريخ 3/ 83، الكنى والأسماء 2/ 43، الجرح والتعديل 4/ 78، مشاهير علماء الأمصار، 100، تحفة الأشراف 13/ 200، تهذيب الكمال 1/ 470، العبر 1/ 116، الكاشف 1/ 277، الوافي بالوفيات 15/ 182، غاية النهاية 1327، تاريخ الإسلام 3/ 537، تهذيب التهذيب 3/ 468، تقريب التهذيب 1/ 286، النجوم الزاهرة 1/ 208، طبقات الحفاظ 26، خلاصة تذهيب التهذيب 134، شذرات الذهب 1/ 113. (2) أسد الغابة ت 6134. (3) أسد الغابة ت 6135. (4) أخرجه ابن عساكر في التاريخ 5/ 349. (5) أسد الغابة ت 6136، الاستيعاب ت 3147. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 241 مسعود، والثاني حفيده يحيى بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن أبي عمرة في رواية لابن مندة. وقيل اسمه ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار. وقيل إن ثعلبة أخوه، وبذلك جزم موسى بن عقبة. وقال ابن الكلبي: اسمه عمرو بن محصن، وساق هذا النسب. وقال في موضع آخر: اسمه بشير بن عمرو. وكان زوج بنت عم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم المقوم بن عبد المطلب. وأخرج ابن مندة، من طريق يونس بن بكير، عن المسعودي، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه، عن جده- أنه جاء إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يوم بدر أو يوم أحد ومعه إخوة له، فأعطى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الرجل سهما سهما، وأعطى الفارس سهمين. وأخرجه أبو داود، من طريق أبي عبد الرحمن المقري، عن المسعودي، فقال: عن أبي عمرة، عن أبيه، عن جده. ومن طريق أمية بن خالد، عن المسعودي، عن رجل، من آل أبي عمرة، عن أبيه، عن جده. حكاه ابن مندة. وقال مالك في «الموطّأ» من رواية ..... عن مالك بن عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان، عن أبي عمرة، عن زيد بن خالد الجهنيّ. وخالفه الأكثر، فقالوا بهذا السند، عن ابن أبي عمرة، عن زيد في حديث: خير الشهداء. وقد رواه ابن جريح عن يحيى بن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو، عن عبد الرحمن أبي عمرة. 10305- أبو عمرة الأنصاري: آخر «1» . أخرجه أبو أحمد الحاكم، وأخرج هو والمستغفريّ والطّبرانيّ من طريق الدّراوردي، عن أبي طوالة، عن أيوب بن بشر، قال: اشتكى رجل منا يقال له أبو عمرة، فأتاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فناداه فقال له أهله: هذا رسول اللَّه، فقال: «دعوه، لو استطاع لأجابني» . قال: فصرخ النساء فأسكتهنّ الرجال، فقال: «دعوهنّ، فإذا وجب فلا تبكينّ باكية» . قال ابن عبد البر: إن كان مات في هذا الوقت فهو غير أبي عمرة والد عبد الرحمن. 10306- أبو عمرة بن سكن الأنصاري. قال الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة: حدثنا محمد بن الحسن، عن موسى بن بشير،   (1) أسد الغابة ت 6137، الاستيعاب ت 3148. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 242 عن يحيى بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، قال: أصيب أبو عمرة بن سكن بأحد فأمر به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقبر، فكان أول من دفن في مقبرة بني حرام. 10307- أبو عمير: مسعود بن ربيعة القاري حليف، بني زهرة. تقدم في الأسماء. 10308- أبو عميرة الأزدي. ذكر المستغفريّ، عن يحيى بن بكير- أنه ذكره فيمن ورد مصر من الصحابة، واستدركه أبو موسى. 10309- أبو عميلة: يأتي في القسم الرابع. 10310- أبو عنبة الخولانيّ «1» . صحابي مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، فقيل عبد اللَّه بن عنبة، وقيل عمارة، وذكره خليفة، والبغويّ، وابن سعد وغيرهم في الصحابة. وقال البغوي: سكن الشام، وذكره عبد الصمد بن سعيد» فيمن نزل حمص من الصحابة. وقال أحمد بن محمّد بن عيسى في رجال حمص: أدرك الجاهلية، وعاش إلى خلافة عبد الملك، وكان ممن أسلم على يد معاذ والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حي، وكان أعمى. وأورد أيضا من طريق أبي الزاهرية، عن أبي عنبة، وكان من الصحابة فذكر حديثا في قراءة الجمعة يوم الجمعة وكان أعمى. وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن عمر وغيره. روى عنه بكر بن زرعة، وأبو الزاهرية، وشرحبيل بن سعد، ولقمان بن عامر، وآخرون. وقد أخرج البغويّ، وابن ماجة، من طريق الجراح بن مليح، عن بكر بن زرعة: سمعت أبا عنبة الخولانيّ، وكان قد صلّى القبلتين مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول. وفي رواية البغويّ: سمعت أبا عنبة، وهو من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وصلّى معه القبلتين كلتيهما، وهو ممن أكل الدم في الجاهلية، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا يزال اللَّه يغرس في هذا الدّين غرسا يستعملهم بطاعته» . وأخرجه البغويّ، من طريق بقية، عن بكر بن زرعة، عن شريح بن مسروق، عن أبي   (1) أسد الغابة ت 6140، الاستيعاب ت 3150. (2) في أسعد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 243 عنبة الخولانيّ، قال: ما فتق في الإسلام فتق فسدّ، ولكن اللَّه يغرس في الإسلام غرسا يعملون بطاعته. وكان أبو عنبة جاهليا من أصحاب معاذ، أسلم. وأخرج أحمد، عن شريح بن نعمان، عن بقية، عن محمد بن زياد، حدثني أبو عنبة، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إذا أراد اللَّه بعبد خيرا عسله «1» » ، قال: أي يفتح له عملا صالحا قبل موته، ثمّ يقبض عليه. قال شريح: له صحبة. وقال أهل الشام: لا صحبة له، وإنما هو مددي من أمداد أهل اليمن واليرموك. وقال ابن أبي حاتم، عن أبيه: ليست له صحبة. وذكره أبو زرعة الدمشقيّ في الطبقة العليا التي تلي الصحابة. وأخرجه ابن عائذ والبخاري في التاريخ من طريق طليق بن شهر، عن أبي عنبة الخولانيّ، قال: حضرت عمر بالجابية ... فذكر قصة. وذكره ابن سعد في الصحابة الذين نزلوا الشام. وذكره خليفة في الصحابة وذكره في الطبقة الثالثة من أهل الشام، وقال: مات سنة ثمان عشرة ومائة. وقول ابن عيسى المتقدم أشبه. واللَّه أعلم. وروى ابن المبارك في «الزّهد» ، من طريق محمد بن زياد- أنّ أبا عنبة كان في مجلس خولان، فخرج عبد اللَّه بن عبد الملك هاربا من الطاعون، فذكر قصة في إنكار أبي عنبة ذلك، وقال: كانوا إذا نزل الطاعون لم يبرحوا. 10311- أبو عوسجة الضّبيّ «2» . ذكره الحاكم أبو أحمد في «الكنى» ، وأخرج هو والبغويّ والدّارقطنيّ في «الأفراد» ، من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، عن مهدي بن حفص، عن أبي الأحوص، عن سليمان بن قرم، عن عوسجة، عن أبيه، قال: سافرت مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان يمسح على الخفين. وأخرجه البخاري من هذا الوجه، ووقع لنا بعلوّ في فوائد أبي العباس الأصم. قال البغوي: قال محمد بن إسحاق الصغاني: هذا خطأ، وإنما هو سافر مع عليّ. 10312- أبو العوجاء «3» : يأتي في ابن أبي العوجاء في المبهمات.   (1) العسل: طيب الثناء، مأخوذ من العسل، يقال: عسل الطعام يعسله: إذا جعل فيه العسل، شبه ما رزقه اللَّه تعالى من العمل الصالح الّذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الّذي يجعل في الطعام فيحلو به ويطيب. النهاية 3/ 237. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 190، التاريخ الكبير 9/ 61. (3) أسد الغابة ت 6141. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 244 10313- أبو عوف: سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري. تقدم. 10314- أبو عويمر الأسلمي «1» . ذكر المستغفريّ من طريق أبي أويس، عن أبي الزناد، عن أبي عويمر الأسلمي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم نهى عن أن يشار إلى البرق. 10315- أبو عياش «2» : بالشين المعجمة، الزّرقيّ الأنصاري. اسمه زيد بن الصامت، ويقال ابن النعمان، ويقال اسمه عبيد بن معاوية، وقيل عبد الرحمن بن معاوية ابن الصامت. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في صلاة الخوف. أخرج حديثه أبو داود، والنسائي بسند جيد، من طريق شعبة، عن منصور، عن مجاهد عنه، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد. وقال ابن سعد: شهد أحدا وما بعدها، ويقال: إنه عاش إلى خلافة معاوية. 10316- أبو عياش «3» : وقيل ابن عائش، وقيل ابن أبي عياش. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قال- إذا أصبح: لا إله إلّا اللَّه ... » «4» الحديث، من رواية سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عنه. أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة. وفي بعض طرقه: عن سهيل بن أبي صالح، عن ابن أبي عياش، ووقع في بعض طرقه عن أبي عياش الزرقيّ، فقيل هو الّذي قبله. وعلى ذلك جرى أبو أحمد الحاكم. والّذي يظهر أنه غيره. ووقع في الكنى لأبي بشر الدّولابي أبو عياش الزرقيّ روى عنه زيد بن أسلم حديث: من قال إذا أصبح ... إلخ.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 190. (2) مسند أحمد 4/ 76، التاريخ الصغير 106، المغازي للواقدي 341، طبقات خليفة 100، التاريخ لابن معين 2/ 718، تاريخ الطبري 2/ 601، مقدمة مسند بقي بن مخلد 103، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، مشاهير علماء الأمصار 17، تهذيب الكمال 3/ 1635، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 46، تحفة الأشراف 9/ 237، الكاشف 3/ 321، تاريخ الإسلام (المغازي) 246، عهد الخلفاء الراشدين 545، تهذيب التهذيب 12/ 193، تقريب التهذيب 2/ 458، خلاصة تذهيب التهذيب 456. (3) مجمع 5/ 207، المغني 7649، تبصير المنتبه 3/ 899. مؤتلف الدارقطنيّ ص 1572. (4) أخرجه أحمد في المسند 5/ 415 عن أبي أيوب ولفظه من قال إذا صلى الصبح لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له الحديث. وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 110 عن أبي أيوب ... الحديث وقال رواه أحمد والطّبرانيّ باختصار في إسناد أحمد محمد بن إسحاق وهو مدلس وفي إسناد الطّبرانيّ محمد بن أبي ليلى وهو ثقة سيء الحفظ وبقية رجالهما ثقات. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 245 10317- أبو عيسى: المغيرة بن شعبة الثقفي الصحابي المشهور. تقدم. القسم الثاني 10318- أبو عاصم «1» : عبيد بن عمير الليثي، 10319- أبو عائشة: عبد اللَّه بن فضالة الليثي «2» . 10320- أبو عبد اللَّه «3» : كثير بن الصلت. 10321- أبو عبد الرحمن: السائب بن لبابة «4» . 10322- أبو عبد الملك: محمد بن عمرو بن حزم «5» . 10323- أبو عبد الملك: مروان بن الحكم «6» . 10324- أبو عتيق: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق «7» . 10325- أبو عثمان: عتبة بن أبي سفيان- تقدموا كلّهم في الأسماء. 10326- أبو عثمان بن عبد الرحمن: بن عوف الزهري. أمه بنت أبي الحيسر، وهي التي تزوجها عبد الرحمن بن عوف أول ما هاجر، وآخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين سعد بن الربيع، فلما تزوّجها قال له: «أولم ولو بشاة» . وخبره بذلك في الصحيح، فذكر الزبير بن بكار في أولاد عبد الرحمن منها أبو عثمان، وكأنه مات صغيرا ولم يعقب. 10327 - أبو عمير «8» ، بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري. صاحب القصة التي فيها: «يا أبا عمير ما فعل النّغير» «9» ؟ وهي في الصحيحين من   (1) الكنى والأسماء 2/ 21، الطبقات الكبرى 5/ 463. (2) أسد الغابة ت 6054. (3) الطبقات الكبرى بيروت 1415. (4) الطبقات الكبرى بيروت 5/ 78 و 88. (5) الطبقات الكبرى بيروت 5/ 69. (6) الكنى والأسماء 2/ 71. (7) أسد الغابة ت 6090، الاستيعاب ت 3121. (8) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 506، 8/ 431. (9) النّغير: تصغير النغر، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، ويجمع على نغران. النهاية 5/ 86. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 246 طريق أبي التيّاح، عن أنس. قيل اسمه حفص. ومات في حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، ففي صحيح مسلم من طريق ثابت عن أنس- أنّ ابنا لأبي طلحة مات ... فذكر قصة موته، وأنها قالت لأبي طلحة: هو أسكن ما كان، وباتت معه، فبلغ ذلك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فدعا لهما بالبركة، فأتت بعبد اللَّه بن أبي طلحة. وقد مضى ذكر أبي عمير في الحاء المهملة. القسم الثالث 10328- أبو العالية الرّياحي «1» : بكسر الراء بعدها تحتانية مثناة خفيفة، مولاهم. اسمه رفيع، بفاء ثم مهملة مصغرا، ابن مهران. أدرك الجاهلية، ويقال: إنه قدم في خلافة أبي بكر، ودخل عليه، فذكر البخاري في تاريخه، من طريق مسلم بن قتيبة، عن أبي خلدة، قال: سألت أبا العالية: هل رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: أسلمت في عامين من بعد موته. وأخرج الحاكم من طريق علي بن نصر الجهنيّ، عن أبي خلدة، قال: سألت أبا العالية: أدركت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: لا، جئت بعده بسنتين أو ثلاثة. ورأيت في كتاب أوهام أبي نعيم في كتابه في الصحابة للحافظ عبد الغني المقدسي- أن أبا نعيم ذكر أبا العالية الرّياحي في الصحابة، وخلط في ترجمته شيئا من ترجمة أبي العالية البراء. وقد أرسل أبو العالية عن كثير من الصحابة، منهم ابن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، وعلي. وروى عن أبي موسى، وأبي أيوب، وثوبان، ورافع بن خديج، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم.   (1) الطبقات الكبرى 7/ 112، التاريخ لابن معين 2/ 166، طبقات خليفة 202، التاريخ الكبير 3/ 326، الزهد لابن حنبل 302، المعرفة والتاريخ 1/ 237، تاريخ أبي زرعة 1/ 402، المعارف 453، الكنى والأسماء 2/ 20، الجرح والتعديل 3/ 510 المراسيل 58، مشاهير علماء الأمصار 95، حلية الأولياء 2/ 217 ذكر أخبار أصبهان 1/ 314، طبقات المفسرين للداوديّ 1/ 172، تحفة الأشراف 13/ 192، أمالي القالي 2/ 159، الكامل في التاريخ 4/ 548، الكاشف 1/ 242، تذكرة الحفاظ 1/ 61، سير أعلام النبلاء 4/ 207، العبر 1/ 108، معرفة القراء الكبار 1/ 60، ميزان الاعتدال 2/ 54، غاية النهاية 1/ 284، لسان الميزان 7/ 471، تاريخ الإسلام 3/ 529، الثقات لابن حبان 4/ 239، تهذيب التهذيب 3/ 284، تقريب التهذيب 1/ 252، طبقات الحفاظ للسيوطي 22، خلاصة تذهيب التهذيب 1/ 172، شذرات الذهب 1/ 102، الوفيات 99. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 247 روى عنه خالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وابن سيرين، والربيع بن أنس، وبكر بن عبد اللَّه المزني، وقتادة، وثابت، وحميد بن هلال، ومنصور بن زاذان، وآخرون. ويقال: إنه دخل على أبي بكر وصلّى خلف عمر. قال ابن أبي داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، وبعده سعيد بن جبير. وقال النضر بن شميل، عن شعبة، عن عاصم: قلت لأبي العالية: من أكبر من رأيت؟ قال: أبو أيوب. وقال العجليّ: تابعي ثقة من كبار التابعين. قال أبو خلدة: مات سنة تسعين. أو قيل سنة ثلاث وتسعين. وقال المدائني: سنة [ست وتسعين] . وقال أبو عمر الضرير: مات سنة [ثمان وتسعين] ، وبه جزم ابن حبان. 10329- أبو عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان، بفتح الغين وسكون التحتانية المثناة، الأصبحي. ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» . وقال: لم أر من ذكره في الصحابة. وقد كان في زمن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، لابنه مالك رواية عن عثمان وغيره. 10330- أبو عائشة: مسروق بن الأجدع الهمدانيّ الفقيه الكوفي. تقدم في الأسماء. 10331- أبو عبد اللَّه الصّنابحي «1» : عبد الرحمن بن عسيلة. تقدم في الأسماء. 10332- أبو عبد اللَّه الجدلي «2» : اسمه عبد «3» بن عبد. ذكره ابن الكلبي. 10333- أبو عبد اللَّه: قيس بن أبي حازم الأحمسي «4» . 10334- أبو عبد اللَّه بن ميمون الأزدي: تقدما في الأسماء. 10335- أبو عبد اللَّه الأشعري. غزا في عهد أبي بكر وعمر، وروى عن خالد بن الوليد، وأمراء الأجناد، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وعن شرحبيل بن حسنة، وأبي الدّرداء.   (1) أسد الغابة ت 6058، الاستيعاب ت 3107. (2) الطبقات الكبرى 6/ 228، طبقات خليفة 143، التاريخ لابن معين 2/ 712، التاريخ الكبير 5/ 319، المعرفة والتاريخ 2/ 775، الكنى والأسماء 2/ 254، تاريخ خليفة 262، اللباب 1/ 263، تاريخ الإسلام 3/ 533، الكاشف 3/ 312، جامع التحصيل 282، تهذيب الكمال 3/ 1620، تهذيب التهذيب 12/ 148، تقريب التهذيب 2/ 445. (3) في أعتبة. (4) الكنى والأسماء 2/ 59. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 248 روى عنه أبو صالح الأشعريّ، وإسماعيل بن عبيد اللَّه بن أبي المهاجر، وزيد بن واقد، ويزيد بن أبي مريم. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: لا أعرف اسمه، ولم أجد أحدا سماه، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. 10336- أبو عبد اللَّه القيسي. له إدراك، وغزا في خلافة عمر مع عتبة بن غزوان إصطخر، ففتحوها، ثم نفلوا فكتب عمر إلى عتبة أن يجعله في سبعين من العطاء وعياله في عشرة. ذكره هشام بن عمار في فوائده رواية محمد بن خريم عن الهيثم بن عمران بهذا، وهو جده الأعلى. 10337- أبو عبد الرحمن: حجر بن الأدبر. تقدم في الأسماء. 10338- أبو عبد الرحمن: غير منسوب. سمع أبو بكر قوله. روى عنه عمرو بن دينار، ذكره البخاري في الكنى، وتبعه أبو أحمد الحاكم، ولا يعرف اسمه. 10339- أبو عثمان الأصبحي «1» . اعتمر في الجاهلية، وروى عنه أبو قبيل المعافري. ذكره ابن مندة، وابن يونس. 10340- أبو عثمان الصنعاني: اسمه شراحيل بن مرثد، قاتل أهل الردة في زمن أبي بكر. تقدم. 10341- أبو عثمان النّهدي «2» : عبد الرحمن بن معقل. تقدم في الأسماء. 10342- أبو عذية «3» : له إدراك، ونزل حمص في خلافة عمر، فأخرج يعقوب بن سفيان، عن أبي اليمان، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن أبي عذية الحمصي، قال: قدمت على عمر رابع أربعة من الشام، ونحن حجاج، فبينا نحن عنده ... فذكر قصة لأهل العراق، فقال عمر: اللَّهمّ عجّل لهم الغلام الثقفي، لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم. وذكره ابن سعد في تابعي أهل الشام بهذا الخبر. 10343- أبو عذرة «4» : بضم أوله وسكون المعجمة.   (1) أسد الغابة ت 6091. (2) أسد الغابة ت 6094، الاستيعاب ت 3124. (3) ميزان الاعتدال 4/ 739، الجرح والتعديل 9/ 420، المغني 7608، 7609، الثقات لابن حبان 7/ 664، مؤلف الدار الدّارقطنيّ 1626، تبصير المنتبه 3/ 937، الإكمال 6/ 166. (4) أسد الغابة ت 6095، الاستيعاب ت 3125. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 249 ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وتبعه مسلم في الكنى، وعدّ في الأوهام، نعم له إدراك ولا صحبة له، قاله البخاري، والدولابي، والحاكم أبو أحمد. روى عن عائشة، أخرج حديثه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة، من رواية عبد اللَّه بن شداد الواسطي الأعرج، عن أبي عذرة، وكان قد أدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، عن عائشة، فذكر حديثا في دخول الحمام. قال أبو زرعة: لا أعرف أحدا سماه. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: يقال له صحبة. 10344- أبو العريان: الهيثم بن الأسود النخعي «1» . تقدم في الأسماء. 10345- أبو عطيّة الوادعي «2» . غزا في عهد عمر، ثم كان من أصحاب ابن مسعود: واختلف في اسمه، فقيل مالك بن عامر، أو ابن أبي عامر، وقيل مالك بن حمزة أو ابن أبي حمزة، وقيل عمرو بن جندب، أو بن أبي جندب، وقيل هما اثنان. وجاء عنه أنه قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب. وروى عن ابن مسعود، وأبي موسى، وغيرهما. روى عنه أبو إسحاق السّبيعي، وعمارة بن عمير، ومحمد بن سيرين، وخيثمة بن عبد الرحمن، والأعمش، وآخرون. وشهد مع عليّ مشاهده. وقال أبو داود في رواية أخرى: مات في خلافة عبد الملك، وقد خلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبي عطية الّذي روى عنه خالد بن معدان، والصواب التفرقة بينهما. 10346- أبو عكرمة: صعصعة بن صوحان العبديّ. تقدم في الأسماء. 10347- أبو العلاء: قبيصة بن جابر الأسدي. تقدم. 10348- أبو عمرو الأسود: بن يزيد النخعي. وعبد اللَّه بن قيس السلماني. وسعد ابن إياس الشيبانيّ- تقدموا في الأسماء.   (1) أسد الغابة ت 6098. (2) طبقات ابن سعد 6/ 121، طبقات خليفة 149، التاريخ لابن معين 2/ 716، التاريخ الصغير 86، التاريخ الكبير 7/ 305، تاريخ الثقات للعجلي 505، المعرفة والتاريخ 3/ 76، الجرح والتعديل 8/ 213، رجال صحيح مسلم 2/ 221، الثقات لابن حبان 4/ 384، رجال صحيح البخاري 2/ 693، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 480، الكاشف 3/ 317، تهذيب التهذيب 12/ 169، تقريب التهذيب 2/ 451، خلاصة تذهيب التهذيب 455، تاريخ الإسلام 3/ 242. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 250 10349- أبو عمرو الحميري: ثم السّيباني، بالمهملة ثم الموحدة، والد أبي زرعة. ذكره يحيى بن عمرو الفلسطيني. يقال اسمه زرعة. ذكره ابن جوصا عن ابن سميع في الطبقة الأولى بعد الصحابة ممن أدرك الجاهلية، وسمع من عمر، وأبي الدرداء، وعقبة بن عامر. روى عنه ابنه، وعمرو بن عبد الملك الفلسطيني. وقال أبو زرعة في الطبقة الأولى من التابعين: أبو عمرو، واسمه زرعة، سمع عمر، ونزل الرّملة، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر. 10350- أبو عميلة: أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ونقلت عنه قصة في فتح خيبر، ذكرها الواقدي في المغازي من طريق عيسى بن عميلة، عن أبيه، عن جده. قال: إني بوادي بني جمح ما شعرت إلا ببني سعد يحملون الظّعن هرّابا، فلقيت رأسهم وبر بن عليم، فسألته، فقال: دهمتنا جموع محمد بما لا طاقة لنا به قبل أن نأخذ الأهبة، وقد أوقع بقريظة، وهو سائر إلى هؤلاء بخيبر. قلت: فرواية ولده عميلة عنه في الإسلام تدلّ على أنه أسلم، لكن لم أر من صرح بأنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بعد أن أسلم. 10351- أبو العنبس «1» : حجر بن العنبس الكوفي. تقدم في الأسماء. 10352- أبو العيال بن أبي عتبة الهذلي: من بني ضباعة، بن سعد بن هذيل، وهو أخو عبد بن وجزة الهذلي لأمه. ذكره ابن عساكر، فقال: مخضرم، أدرك الجاهلية وأسلم، وغزا في خلافة عمر فدخل مصر، ثم عمّر إلى خلافة معاوية، وغزا مع يزيد بن معاوية الروم، وكتب إلى معاوية قصيدة قالها في تلك الواقعة منها: أبلغ معاوية بن صخر أنّه ... يهوي إليه الفرند الأعجل أنّى لقينا بعدكم في غزونا ... من جانب الأبراج يوما ينسل أمرا تضيق به الصّدور ودونه ... مهج النّفوس وليس عنه معدل [الكامل] وحكى في ضبط والده خلافا هل بعد النون موحدة أو مثناة [229] .   (1) في أالعبيس. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 251 القسم الرابع 10353- أبو عامر الأنصاري «1» . روى عنه فرات البهراني- أنه سأل عن أهل النار. وأورده ابن مندة مختصرا، وهو وهم، وإنما هو أبو عامر الأشعري. وقد تقدم الحديث في ترجمة فرات من القسم الثالث. 10354- أبو عامر الثقفي. روى عنه محمد بن قيس. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي جابر، عن محمد بن قيس، عمن حدثه، حدثني رجل من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «الخضرة في النّوم الجنّة، والسّفينة نجاة، والمرأة خير، والجمل حزن، واللّبن الفطرة، وأكره الغلّ، والقيد ثبات في الدّين» «2» . قال ابن مندة: كذا رواه دحيم، عن الوليد. وقال غيره: عن رجل يكنى أبا عامر. انتهى. وقد تقدم في ترجمة أبي عامر الثقفي في القسم الأول كذلك، لكن ذلك حديث آخر. وقد استدركه أبو موسى على ابن مندة. والحقّ أن أبا عامر الثقفي واحد، وحديث: الخضرة في المنام إنما هو عن رجل منهم. 10355- أبو عامر الأنصاري «3» : والد حنظلة غسيل الملائكة. ذكره أبو موسى متعلقا بما ذكر الدّارقطنيّ في «المؤتلف» بإسناد كوفي ضعيف إلى الأجلح، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: بعثت الأوس أبا قيس بن الأسلت، وأبا عامر والد غسيل الملائكة، وبعثت الخزرج أسعد بن زرارة. ومعاذ بن عفراء، فدخلوا المسجد، فإذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فكانوا أول من لقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من الأنصار. وهذه رواية شاذة في أن أبا عامر كان مع الذين قدموا من الأنصار في القدمة الأولى، وعلى تقدير أن يكون الراويّ حفظ منهم فليس في حكايته ما يدلّ على أنه أسلم، ولم يعدّه أحد فيمن بايع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وعلى تقدير أن يوجد ذلك فكأنه ارتد، فإن مباينته للمسلمين،   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 182، تهذيب الكمال 3/ 1619. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال رقم 41464 وعزاه للحسن بن سفيان عن رجل من الصحابة. (3) أسد الغابة ت 6048. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 252 ومظاهرته للمشركين عليهم، وحضوره معهم بعض الحروب، حتى أراد ابنه حنظلة أن يثور إليه، ثم قيامه في كيده الإسلام- مشهور في السّير والمغازي، وهو الّذي بنى أهل النفاق مسجد الضّرار لأجله، فنزلت فيه: وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [التوبة: 107] . 10356- أبو عائشة: غير منسوب. ذكره أبو نعيم في الصحابة، وتبعه أبو موسى في الذيل، وأخرجا من طريق الحسن بن سفيان، قال: حدثنا إسحاق بن بهلول بن حسان، حدثنا أبو داود الحفري، حدثنا بدر بن عثمان، عن عبد اللَّه بن مروان، قال: حدثني أبو عائشة، وكان رجل صدق، قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذات غداة، فقال: «رأيت قبل الغداة كأنّما أعطيت المقاليد والموازين ... » » الحديث. وفيه: فوضعت في إحدى الكفتين، ووضعت أمتي في الأخرى، فوزنت بهم فرجحتهم. وهكذا أخرجه يعقوب بن شيبة في مسندة للعلل عن إسحاق بن بهلول سواء. أورده عنه ابن فتحون في كتابه أوهام ابن عبد البر، ولم ينقل كلام يعقوب، ولا الموضع الّذي أخرجه فيه، والأخلق أن يكون في مسند ابن عمر، وهذا وقع فيه وهم صعب، فإنه سقط منه الصحابي، فصار ظاهره أنّ الصحبة لأبي عائشة، وليس كذلك، فقد ذكره البخاري في الكنى المفردة، فقال: قال أبو داود الحفري بهذا السند سواء، وبعد قوله رجل صدق عن ابن عمر- قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر الحديث بعينه. وتبعه أبو أحمد الحاكم في «الكنى» ، فقال أبو عائشة، وكان رجل صدق، روى عنه عبد اللَّه بن عمر، روى عنه عبد اللَّه بن مروان. وكذا قال ابن حبان في ثقات التابعين في آخره: أبو عائشة روى عن ابن عمر. روى عنه عبد اللَّه بن مروان، وقد مشى هذا الوهم على ابن الأثير، وعلى الذهبي، وعلى من تبعهما. 10357- أبو عائشة: آخر. ذكره البغويّ، وابن أبي عاصم في الوحدان، وجوّز أبو موسى أن يكون الّذي قبله، وتبع في ذلك أبا نعيم، فإنه أورد حديثه في ترجمة الّذي قبله، وهو غيره. وأخرج حديثه من طريق يحيى بن سعد، عن خالد بن معدان، عنه- أن اليهود أتوا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقالوا: حدثنا عن تفسير أبواب من التوراة لا يعلمها إلا نبيّ. قال: «وما هنّ» ؟ فذكر الحديث.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 61 وقال رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال فرجح في الجميع ثم جيء بعثمان فوضع في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجح بهم ثم رفعت ورجاله ثقات. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 253 وزاد البغويّ: فسألوه عن ملك الموت، فقال: «هو ابن آدم الّذي قتل أخاه» ، وقد غاير بينهما أبو أحمد الحاكم، فقال في هذا: أبو عائشة مولى سعيد بن العاص، روى عن أبي موسى الأشعري، وحذيفة. روى عنه مكحول، وخالد بن معدان، وهو تابعي. قلت: وروايته عن حذيفة وأبي موسى في سنن أبي داود في تكبيرات العيد. 10358- أبو عبد اللَّه الخطميّ. له حديث غريب، كذا في التجريد، وهذا هو أبو عبد اللَّه السّعديّ الّذي ذكره بعده سواء، فقال: روى حديثه مليح بن عبد اللَّه ... إلخ، كرره وهما، والّذي في أصله أبو عبد اللَّه الخطميّ حجازي من الأنصار، روى حديثه ابن فديك، عن عمر بن محمد، عن مليح بن عبد اللَّه ... إلخ، ولم يزد على ذلك، فأصاب، ولما كان الذهبي رآه في موضع السعدي بدل الخطميّ ظنّه آخر. 10359- أبو عبد اللَّه: غير منسوب. صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في فضل المشي في سبيل اللَّه، وعنه أبو مصبح المقرئي. وقد تقدم في ترجمة مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ أنه جابر بن عبد اللَّه الأنصاري، ولم ينبه ابن الأثير على ذلك ولا الذهبي. 10360- أبو عبد الرحمن الأشعري «1» : وقيل الأشجعي. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «الطّهور شطر الإيمان» «2» . أخرجه ابن مندة، وأبو نعيم، وقال ابن مندة: الصواب عن أبي مالك الأشعري، كذا اختصره ابن الأثير، وقوله: وقيل الأشجعي ليس عند ابن مندة ولا أبي نعيم، وإنما ذكر ابن مندة أنّ يحيى بن ميمون روى عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي عبد الرحمن الأشعري ... فذكر الحديث، قال: ورواه أبان العطار عن يحيى، فقال: عن أبي مالك، وهو الصواب، وتبعه أبو نعيم. قلت: ورواية أبان التي صوّبها ابن مندة أخرجها مسلم.   (1) ميزان الاعتدال 4/ 739. (2) أخرجه في مسلم في الصحيح 1/ 203 عن أبي مالك الأشعري كتاب الطهارة باب فضل الوضوء (1) حديث رقم 223 والدارميّ في السنن 1/ 167، وابن أبي شيبة 1/ 6 وأحمد في المسند 5/ 342، 343، 344، والطبراني في الكبير 3/ 322 والبيهقي في السنن 1/ 10، 42. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 254 10361- أبو عبد الرحمن الصّنابحي «1» . ذكره البغويّ في «الصحابة» ، وقال: سكن المدينة، ثم ساق له من طريق الصلت بن بهرام، عن «2» الحارث بن وهب، عن أبي عبد الرحمن الصّنابحي- رفعه: «لا تزال أمّتي في مسكة ما لم يعملوا بثلاث: ما لم يؤخّروا المغرب مضاهاة لليهود ... » الحديث. وهذا هو الصنابح بن الأعسر إن ثبت أنه يكنى أبا عبد الرحمن، وإلا فهو وهم. وقد قال ابن الأثير: عبد الرحمن الصنابحي روى عنه الحارث بن وهب، ويقال: إنه الّذي روى عنه عطاء بن يسار في النهي عن تأخير صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم. وأبو عبد اللَّه الصنابحي آخر لم يدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، كذا قال: والّذي روى عنه الحارث بن وهب هو الصّنابح بن الأعسر، والحديث المذكور في صلاة المغرب حديثه، وأما قوله: إن أبا عبد اللَّه الصّنابحي آخر لم يدرك النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فليس كما قال، لما بينته في ترجمة عبد اللَّه الصنابحي في العبادلة، وهو عبد اللَّه اسم لا كنية. والّذي يتحصّل من كلام أهل العلم بغير وهم أنّ الصنابحة ثلاثة: عبد اللَّه الّذي روى عنه عطاء بن يسار، وهو مختلف في صحبته، ومن قال: إنه أبو عبد اللَّه فقد وهم، ولعله الّذي يكنى عبد الرحمن. والصنابح اسم لا نسب ابن الأعسر، وهو صحابي بلا خلاف، ومن قال فيه الصنابحي فقد وهم. وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي يكنى أبا عبد اللَّه وهو مخضرم ليست له صحبة، بل قدم المدينة عقب موت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فصلّى خلف أبي بكر الصديق، ومن سمّاه عبد اللَّه فقد وهم. 10362- أبو عبيد: ذكره البغويّ في الصحابة، وقال: لا أدري له صحبة أم لا، ثم أخرج من طريق بجير بن سعد، عن خالد بن معدان. عن أبي عبيد- رفعه: «إنّ قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلّب في اليوم سبع مرّات» . انتهى. والصواب في هذا السند أبو عبيدة بزيادة هاء، وهو ابن الجراح، كذا أخرجه ابن أبي الدنيا، والحاكم، والبيهقي في الشعب من هذا الوجه، وهو منقطع السند، لأنّ خالد بن معدان لم يلحق أبا عبيدة بن الجراح. 10363- أبو عثمان بن سنّة «3» : بفتح المهملة وتشديد النون، الخزاعي الكعبي.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 183. (2) في أبن. (3) تهذيب الكمال، 1625، المشتبه ص 379، الإكمال 5/ 35، تهذيب التهذيب 12/ 162، مؤلف-- الدارقطنيّ ص 1372، تقريب التهذيب 2/ 449، ميزان الاعتدال 4/ 739، الجرح والتعديل 9/ 408، لسان الميزان 7/ 473، تبصير المنتبه 2/ 771، المؤتلف والمختلف 79. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 255 أرسل حديثا، فذكره بعضهم في الصحابة، وقال ابن أبي عاصم في كتاب الجهاد بعد أن أخرج من طريقه حديثا في قصة الطائف أرسله: يحسب كثير من الناس ... إلخ- أن أبا عثمان بن سنّة له صحبة، وليس كذلك، وهو جليل من التابعين. انتهى. وأورده ابن مندة، من طريق الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن يونس، عن الزهري عنه في ليلة الجن. وقد رواه حرملة عن ابن وهب، فزاد بعد أبي عثمان: عن ابن مسعود. أخرجه أبو نعيم وصوّبه، قال: وكذلك رواه الليث عن يونس. قلت: وكذا هو عند النّسائيّ، عن أبي الطاهر بن الحسن، عن ابن وهب، وروى أبو عثمان أيضا عن علي وابن مسعود وغيرهما، روى عنه الزهري. وقال أبو زرعة: لا أعرف اسمه. وقال يونس عن الزهري: حدثني أبو عثمان بن سنّة، وكان من أهل دمشق، فلحق بعليّ فيمن خرج إليه من أهل الشام، وكان يحضر مجلسه، وحديثه وقع في نسخة حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، وعن براء بن المقري في حديث ابن مسعود عثمان بن سنّة الخزاعي، وكان من أهل الشام. وقال ابن المقري: كان في الأصل عثمان فأصلح أبا عثمان، وهو الصواب. 10364- أبو العشراء الدارميّ «1» . ذكره ابن الأثير، قال: وذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح، والصحبة لأبيه. قلت: حديثه في السنن من طريق حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه. واختلف في اسمه واسم أبيه، وسأوضحه في المبهمات، ولم يسمّ ابن الأثير من ذكره في الصحابة، وهو ابن شاهين. ذكره في مالك بن قهطم ولم يقف له على رواية إلا عن أبيه، وقد أفرد تمام الرازيّ حديثه بالتصنيف، وجميع ما ذكره غرائب أكثرها مختلف إلا الحديث الّذي في السنن، وآخر في المسند. 10365- أبو عصيمة الأنصاري. ذكره أبو معشر فيمن شهد بدرا، وتعقبه أبو عمر فقال: هذا تصحيف، وإنما هو أبو   (1) لسان الميزان 7/ 474، الطبقات الكبرى بيروت 7/ 85، تبصير المنتبه 3/ 955، المشتبه ص 461، التبصرة والتذكرة 3/ 90، الكنى والأسماء 2/ 31، تقريب التهذيب 2/ 451، تهذيب التهذيب 12/ 167، تهذيب الكمال 1627، ميزان الاعتدال 4/ 739. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 256 حميضة كما تقدم في الحاء إما بالمهملة والضاد المعجمة مع التصغير وإما بالمعجمة والصاد المهملة بلا تصغير. 10366- أبو عقيل بن عبد اللَّه «1» بن ثعلبة بن بيحان البلوي، من حلفاء الأوس. شهد بدرا، ذكره المستغفري، كذا ذكره الذهبي، وكان ذكر قبل ذلك أبو عقيل البلوي اسمه عبد الرحمن بن عبد اللَّه حليف بني جحجبى، شهد بدرا، فوهم في جعله اثنين، فإن بني جحجبى من الأوس، ولم يذكر ابن الأثير غير واحد، فقال أبو عقيل، واسمه عبد الرحمن بن عبد اللَّه البلوي ثم الأوسي حليف بني جحجبى بن ثعلبة بن عمرو بن عوف. قلت: وعمرو بن عوف هو ابن مالك بن الأوس. 10367- أبو العلاء العامري «2» . ذكره الباورديّ في الصحابة، وأورد من طريق الأسود بن شيبان، عن أبي بكر بن سماعة، عن أبي العلاء، قال: وفدت على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في وفد بني عامر، فقالوا: يا رسول اللَّه، أنت سيدنا وذو الطّول «3» علينا. فقال: «مه، مه، قولوا بقولكم ولا يستجرئنّكم الشّيطان، فإنّما السّيّد اللَّه» . قال ابن مندة: كذا رواه الأسود، وخالفه غيره، وقال أبو نعيم: الصواب عن أبي العلاء، عن أبيه، وأبو العلاء هو يزيد بن عبد اللَّه بن الشخّير. وأبوه هو الصحابي، وهو الوافد. وقد رواه قتادة عن غيلان بن جرير، عن أبي العلاء، عن أبيه. ورواه أبو نضرة، عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير، عن أبيه، والحديث حديثه. قلت: وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبي سلمة شعيب بن مهدي، عن أبي نضرة، عن مطرف، قال: قال أبي انطلقت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. 10368- أبو عليط الجمحيّ: بمهملتين والصواب أبو غليظ بمعجمتين. يأتي ذكره في المعجمة. 10369- أبو عمرو بن حماس «4» : بكسر المهملة والتخفيف وآخره مهملة. تابعي معروف، أرسل حديثا، فذكره ابن مندة في الصحابة، وقال: عداده في أهل الحجاز، وله ذكر في الصحابة. وأخرج من طريق ابن أبي ذئب، عن الحارث بن الحكم،   (1) تفسير الطبري 14/ 13008، 17013، 17014. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 188، تهذيب التهذيب 12/ 192. (3) الطول: الفضل والقدرة والغنى والسعة والعلو. اللسان 4/ 2728. (4) كتاب الجرح والتعديل 9/ 410، المغني 7645، الطبقات الكبرى بيروت 5/ 62. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 257 عن أبي عمرو بن حماس، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: ليس للنساء سواء الطريق. وقد تقدم ذكر حماس فيمن ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وله قصة مع عمر، قال خليفة: مات أبو عمرو بن حماس سنة تسع وثلاثين ومائة. وقال الواقدي: لم أسمع له باسم. 10370- أبو عيسى الأنصاري الحارثي «1» . مدني شهد بدرا، ذكره أبو عمر تبعا لأبي أحمد الحاكم، وأبو أحمد نقل عن البخاري أنه قال: قال ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة- أن عثمان عاد أبا عيسى، وكان بدريا، ومات في خلافة عثمان. انتهى. وهذا خطأ نشأ عن تصحيف، والّذي في كتاب البخاري أبو عبس، بفتح العين وسكون الموحدة بعدها سين، وهو ابن جبر، وقد تقدمت ترجمته في القسم الأول ، وهو معروف في البدريين، وقد ذكر أبو عمر في ترجمته أنه مات سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان وصلّى عليه عثمان. حرف الغين المعجمة القسم الأول 10371- أبو الغادية الجهنيّ «2» : اسمه يسار، بتحتانية ومهملة خفيفة، ابن سبع، بفتح المهملة وضم الموحدة. قال خليفة: سكن الشام، وروى أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إن دماءكم وأموالكم حرام» وقال الدّوري، عن ابن معين : أبو الغادية الجهنيّ قاتل عمار له صحبة، وفرّق بينه وبين أبي الغادية المزني، فقال في المزني: روى عنه عبد الملك بن عمير. وقال البغويّ: أبو غادية الجهنيّ يقال اسمه يسار، سكن الشام. وقال البخاري: الجهنيّ له صحبة، وزاد:   (1) أسد الغابة ت 6145، الاستيعاب ت 3153. (2) مسند أحمد 4/ 76، التاريخ لابن معين 2/ 719، طبقات خليفة 120، التاريخ الصغير 82، المحبر 295، مقدمة مسند بقي بن مخلد 154، أنساب الأشراف 1/ 170، تهذيب التهذيب المعرفة والتاريخ 3/ 198، تاريخ أبي زرعة 1/ 389، تقريب التهذيب تعجيل المنفعة 509، الجرح والتعديل 9/ 603، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 40، تلقيح فهوم أهل الأثر 2/ 191، سير أعلام النبلاء 2/ 544، تاريخ الإسلام «عهد الخلفاء» 162، كنز العمال 13/ 617، تجريد أسماء الصحابة 2/ 191، ذيل الكاشف 2/ 19، تاريخ الإسلام 1/ 135. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 258 سمع من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وتبعه أبو حاتم، وقال: روى عنه كلثوم بن جبر. وقال ابن سميع: يقال له صحبة، وحدّث عن عثمان. وقال الحاكم أبو أحمد كما قال البخاري، وزاد: وهو قاتل عمار بن ياسر. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال البخاريّ، وأبو زرعة الدّمشقيّ جميعا، عن دحيم: اسم أبي الغادية الجهنيّ يسار بن سبع، ونسبوه كلهم جهنيّا، وكذا الدّارقطنيّ، والعسكريّ، وابن ماكولا. وقال يعقوب بن شيبة في مسند عمار: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبر، حدثنا أبي، قال: كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد اللَّه بن عامر، فقال الآذن: هذا أبو الغادية الجهنيّ، فقال: أدخلوه، فدخل رجل عليه مقطعات، فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه ليس من رجال هذه الأمة، فلما أن قعد قال: بايعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: بيمينك؟ قال: نعم. قال: وخطبنا يوم العقبة فقال: «يا أيّها النّاس، إنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام ... » «1» الحديث. وقال في خبره: وكنا نعدّ عمار بن ياسر فينا حنّانا، فو اللَّه إني لفي مسجد قباء إذ هو يقول: إن معقلا فعل كذا- يعني عثمان، قال: فو اللَّه لو وجدت عليه أعوانا لوطئته حتى أقتله، فلما أن كان يوم صفّين أقبل يمشي أول الكتيبة راجلا حتى إذا كان بين الصفّين طعن الرجل في ركبته بالرمح وعثر، فانكفأ المغفر عنه فضربه فإذا رأسه، قال: فكانوا يتعجبون منه أنه سمع: «إنّ دماءكم وأموالكم حرام» ، ثم يقتل عمارا. وأخرجه أحمد، وابن سعد، عن عفان، زاد أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث كلاهما عن ربيعة، وفي رواية عفان: سمعت عمارا يقع في عثمان بالمدينة فتوعدته بالقتل، فقلت: لئن أمكنني اللَّه منك لأفعلنّ، فلما كان يوم صفين جعل يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فطعنته في ركبته فوقع فقتلته فأخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قاتل عمّار وسالبه في النّار» «2» ، فقيل لعمرو: فكيف تقاتله؟ فقال: إنما قال قاتله وسالبه. وأخرج ابن أبي الدّنيا، عن محمد بن أبي معشر، عن أبيه، قال: بينما الحجاج جالس إذ أقبل رجل يقارب الخطا. فلما رآه الحجاج قال: مرحبا بأبي غادية، وأجلسه على   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 76 عن أبي غادية الجهنيّ بلفظه وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12353 وعزاه لابن قانع والطبراني عن مخشي بن حجير عن أبيه والطبراني عن أبي غادية الجهنيّ. (2) أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 714، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 300 عن عمرو بن العاص وقال رواه الطبراني وقد صرح ليث بالتحديث ورجاله رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33522. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 259 سريره، وقال: أنت قتلت ابن سميّة؟ قال: نعم. قال: كيف صنعت؟ قال: فعلت كذا وكذا حتى قتلته، فقال الحجاج: يا أهل الشام، من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا، ثم سارّه أبو الغادية، فسأله شيئا، فأبى عليه، فقال أبو الغادية: نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا، ويزعم أني طويل الباع يوم القيامة، أجل، واللَّه إن من ضرسه مثل أحد، وفخذه مثل ورقان «1» ، ومجلسه ما بين المدينة والرّبذة لعظيم الباع يوم القيامة. قلت: وهذا منقطع، وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه، وفي هذه الزيادة تشنيع صعب، والظنّ بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوّلين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى. 10372- أبو الغادية المزني «2» : فرّق غير واحد بينه وبين الجهنيّ، وخالفهم ابن سعد، فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة : أبو الغادية المزني قاتل عمار. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال النسائي مثله إلا قوله: وله صحبة. وقال ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات: أبو الغادية المزني يسار بن سبع يروي المراسيل. قلت: وتسميته بذلك غلط، إنما هو اسمه الجهنيّ. وأخرج تمّام في فوائده، من طريق مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده سعد، عن أبيه، قال: كان النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في جماعة من الصحابة فمرّت به جنازة، فسأل عنها، فقالوا: من مزينة، فما جلس مليّا حتى مرت به الثانية، فقال: ممّن؟ قالوا: من مزينة، فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة، فقال: ممن؟ قالوا: من مزينة. فقال: «سيري مزينة لا يدرك الدجال منك أحد» ... الحديث. قال ابن عساكر بعد تخريجه: غريب، لم أكتبه إلا من هذا الوجه، والراجح أن المزني غير الجهنيّ، لكن من قال: إن المزني هو قاتل عمار فقد وهم. 10373- أبو الغادية: غير مسمى ولا منسوب.   (1) ورقان: بالفتح ثم الكسر والقاف وآخره نون: بوزن طربان ويروى بسكون الراء وهو جبل أسود بين العرج والرّويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم وهو جبل تهامة. انظر: مراصد الاطلاع 3/ 1434. (2) أسد الغابة ت 6148 من الاستيعاب ت 3155. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 260 ذكره ابن السّكن، وقال ابن عبد البرّ في ترجمة أم الغادية: جاء ذكره من وجه مجهول، ولم يترجمه أبو عمر في الكنى، فاستدركه ابن فتحون. قلت: والحديث المشار إليه أخرجه أبو نعيم أيضا، من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن العاص بن عمرو الطفاوي، قال: خرج أبو الغادية، وحبيب بن الحارث، وأم الغادية مهاجرين إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فأسلموا، فقالت المرأة: يا رسول اللَّه، أوصني، قال: «إيّاك وما يسوء الأذن» . وسيأتي له طريق أخرى في كنى النساء. وأورد أبو موسى هذا الحديث في ترجمة المزني، وأورد أبو موسى أيضا في ترجمة المزني حديث: «سيكون بعدي فتن شداد، خير النّاس فيها مسلمو أهل البوادي الّذين لا يتندّون «1» من دماء النّاس وأموالهم شيئا» «2» . وهذا أورده الطّبرانيّ في مسند يسار بن سبع، وجزم ابن الأثير بأن هذا الحديث للجهني، لأنه في معنى الحديث الّذي أوردناه من طريق كلثوم بن جبر عنه، وفي الجزم بذلك نظر. 10374- أبو غاضر الفقيمي: اسمه عروة. تقدم في الأسماء. 10375- أبو غزوان «3» : له ذكر في حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، أخرجه الطّبرانيّ، من طريق ابن وهب، حدثني حيي بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم سبعة رجال، فأخذ كلّ رجل من أصحابه رجلا، وأخذ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «هل لك يا أبا غزوان أن تسلم؟» قال: نعم، فأسلم فمسح النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صدره، فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها، فقال: «ما لك يا أبا غزوان؟» قال: والّذي بعثك بالحق لقد رويت. قال: «إنّك امرؤ لك سبعة أمعاء، وليس لك اليوم إلا معي واحد» . 10376- أبو غزوان «4» : آخر. ذكر ابن سعد أنه سمع بعضهم يكنى عتبة بن غزوان أبا غزوان، والمعروف أن كنيته أبو عبد اللَّه.   (1) لا يتندّون: لا يصيبون ولا ينالون منه شيئا النهاية 5/ 38. (2) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4421 وعزاه لأبي يعلى والهيثمي في الزوائد 7/ 297 وقال رواه أبو يعلى وفيه عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب وقد وثقا وفيهما ضعف. (3) أسد الغابة ت 6149. (4) الطبقات الكبرى بيروت 3/ 98، 7/ 5. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 261 10377- أبو غزية الأنصاري «1» : روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في النهي عن الجمع بين اسمه وكنيته من رواية يزيد بن ربيعة، عن غزية بن أبي غزية الأنصاري، عن أبيه، ذكره أبو عمر مختصرا. وساق ابن مندة الحديث من طريق أبي حاتم الرازيّ، عن أبي توبة، عن ربيعة. وله حديث آخر أورده مطين، من طريق جابر الجعفي، عن يزيد بن مرة، عن أبي غزية الأنصاري، قال: كان رجل يقرأ، فجاءت مثل الظلة، فذكر ذلك للنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أما إنّك لو ثبتّ لرأيت منها عجبا» «2» . أخرجه أبو نعيم، ويحتمل أن يكون غير الّذي قبله. 10378- أبو غسيل الأعمى «3» : ويقال له أبو بصير. ذكر الثّعلبيّ في «التّفسير» ، من طريق حميد الطويل، قال: أبصر النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أعمى يتوضأ فقال له: «بطن القدم» «4» ، فجعل يغسل تحت قدمه حتى سمّي أبا بسيل. وأخرج الخطيب في «التّاريخ» ، من طريق أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد «5» الأنصاري، عن محمد بن محمود بن محمد بن سلمة- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مرّ على رجل مصاب البصر يتوضأ، فقال: «باطن رجلك! باطن رجلك! يا أبا بصير» . فسمى أبا بصير. وذكر أبو موسى في «الذّيل» أن ابن مندة ذكر في تاريخه محمد بن محمود بن محمد بن سلمة. وأخرج أبو موسى من طريقين، عن يحيى بن سعيد، قال: رأى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أعمى يتوضأ فقال: «اغسل باطن قدميك» ، فجعل يغسل باطن قدميه، ولم يذكر بقية الحديث. 10379- أبو غطيف «6» : تقدم في غطيف في الأسماء، واختلف فيه.   (1) أسد الغابة ت 6150، الاستيعاب ت 3156. (2) أخرجه النسائي في السنن 8/ 60 كتاب القسامة باب 46، 47، ذكر حديث عمرو بن حزم في العقول ... حديث رقم 4859، والطبراني في الكبير 1/ 227، وابن عساكر 3/ 58، وكنز العمال حديث رقم 5/ 368. (3) تبصير المنتبه 3/ 1045. (4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (75) والهيثمي في المجمع 1/ 240 والمنذري في الترغيب 1/ 170. (5) في أسعد. (6) أسد الغابة ت 6151، الاستيعاب ت 3157. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 262 10380- أبو غليظ: بمعجمة، ابن أمية بن خلف الجمحيّ «1» . وقيل: هو ابن مسعود بن أمية بن خلف. واختلف في اسم أبي غليظ فقيل عنبسة، وقيل نشيط، وهو الجدّ الأعلى لعبد اللَّه بن معاوية الجمحيّ، شيخ الترمذي. وأخرج الخطيب في ترجمة إسماعيل بن إسحاق الرقي من تاريخه عن أبي العباس بن نجيح، وهو عندي في فوائد ابن نجيح بعلوّ. قال: حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد اللَّه بن معاوية، سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده، عن أبي غليظ بن أمية بن خلف، قال: رآني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وعلى يدي صرد «2» ، فقال: «إنّ هذا أوّل طير صام يوم عاشوراء» . قال إسماعيل: وكان عبد اللَّه بن معاوية من ولد أبي غليظ ذكره بالمعجمتين في هذه الرواية، وأخرجه من وجه آخر عن إسماعيل بن إسحاق، فقال: أبو عليط- بمهملتين، ثم أخرجه من وجه ثالث عن عبد اللَّه بن معاوية، قال: سمعت أبي أنه سمع أباه يحدث عن جده، عن أبي أمية عنبسة بن أمية بن خلف، والأول هو المعتمد. وقد أخرجه ابن قانع، فقال في كتابه: عن عبد بن معاوية، فذكر كالأول، لكنه أورده في ترجمة سلمة بن أمية بن خلف ظنّا منه أنها كنيته، وليس كما ظن البغوي. 10381- أبو غنيم: اسمه قيس. تقدم. 10382- أبو الغوث بن الحصين الخثعميّ «3» رجل من الفرع، بضم الفاء والراء بعدها مهملة: مكان معروف بنواحي المدينة. ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا، وأخرج ابن ماجة من حديثه: سأل النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عن الحج عن الميت. روى عنه عطاء الخراساني، ولم يسمع منه، قال: وكان ينزل العرج، وهو من نواحي الفرع. القسم الثاني خال: وكذا:   (1) أسد الغابة ت 6152. (2) الصّرد طائر فوق العصفور، وقال الأزهري: يصيد العصافير. اللسان 4/ 2427. (3) الكاشف 3/ 366، تقريب التهذيب 2/ 461، تجريد أسماء الصحابة 2/ 192، خلاصة تذهيب 3/ 237، الجرح والتعديل 9/ 421، تهذيب الكمال 3/ 1636، تهذيب التهذيب 12/ 200، الكنى والأسماء 1/ 47، بقي بن مخلد 857. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 263 القسم الثالث القسم الرابع 10383- أبو غليظ «1» : يروى عنه حديث فيه من يجهل، ولفظه عجيب، واسمه سلمة بن الحارث. كذا في التجريد، وليس هو عند ابن الأثير، ولا ذكره في الأسماء. واللَّه المستعان. حرف الفاء القسم الأول 10384- أبو فاطمة الأزدي: وقيل الدوسيّ، ويقال الليثي «2» . ذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، فقال: الدوسيّ، صحابي شهد فتح مصر، وذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لا يعرف اسمه، وقال: ذكره أبو زرعة، والبغوي، وابن سميع- فيمن نزل الشام من الصحابة. وذكره ابن الربيع الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة، وقال ابن البرقي: كان بمصر، وله ثلاثة أحاديث. وقال مسلم في الكنى، وتبعه أبو أحمد: له صحبة. وقال الفضل الغلابي: قبره بالشام إلى جانب قبر فضالة بن عبيد. وفرّق الحاكم أبو أحمد بين أبي فاطمة الليثي، فقال: مصري، وبين أبي فاطمة الأزدي، فقال: يقال شامي. واللَّه أعلم. وقال المزّيّ في «التّهذيب» : اختلف في اسمه، فقيل أنيس، وقيل عبد اللَّه بن أنيس. روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، روى عنه كثير بن قليب، وكثير بن مرة، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وأرسل عنه مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ. وحديثه عن دوس بسند حسن. وأخرج ابن المبارك في «الزهد» من طريق الحارث بن يزيد، عن كثير الأعرج، قال: كنا بذي الصّواري ومعنا أبو فاطمة الأزدي: وكان قد اسودّت جبهته وركبتاه من كثرة السجود. 10385- أبو فاطمة الأنصاري» : ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأورد له من وجه ضعيف، عن أبان بن أبي عياش أحد   (1) أسد الغابة ت 6152. (2) أسد الغابة ت 6157. (3) أسد الغابة ت 6155. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 264 المتروكين، عن أنس- أن أبا فاطمة الأنصاري أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «عليك بالصّوم، فإنّه لا مثل له» «1» . وهذا يحتمل أن يكون الأزدي، لأن الأنصاري من الأزد، وذكر الصوم أيضا وقع في بعض طرق حديث الأزدي، لكن مخرج الحديث مختلف. 10386- أبو فاطمة الليثي «2» : أفرده الحاكم أبو أحمد عن الدوسيّ، ونقل ذلك عن البخاري. واستدركه الذهبي، وقد قالوا في ترجمته الدوسيّ، ويقال الليثي، فهو محتمل. 10387- أبو فاطمة الضّمري «3» : قال البخاريّ: قال ابن أبي أويس: حدثني أخي، عن حماد بن أبي حميد، عن مسلم بن عقيل مولى الزرقيين: دخلت على عبيد اللَّه بن أبي إياس بن فاطمة الضمريّ، فقال: يا أبا عقيل، حدثني أبي عن جدي، قال: أقبل علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أيّكم يحبّ أن يصحّ فلا يسقم؟» الحديث. وفيه: «إنّ اللَّه ليبتلي المؤمن وما يبتليه إلّا لكرامته عليه، أو لأنّ له منزلة عنده ما يبلغه تلك المنزلة إلّا ببلائه له» . وأورده في ترجمة أبي عقيل المذكور، ولم يزد على ذلك. ووقع لي بعلو في المعرفة لابن مندة، من طريق أبي عامر العقدي عن محمد بن أبي حميد، وهو حماد، عن مسلم، عن عبد اللَّه بن أبي إياس، عن أبيه، عن جده. قال ابن مندة: رواه رشدين بن سعد، عن زهرة بن معبد عن عبد اللَّه. قلت: لكن سمى أباه أنسا بدل إياس، كذا قال، وقد ساقه الحاكم أبو أحمد من طريق رشدين، فقال: إياس، فلعل الوهم من النسخة. 10388- أبو فراس الأسلمي «4» : ربيعة بن كعب، من خدّام النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. تقدم في الأسماء. 10389- أبو فراس الأسلمي: آخر، لا يعرف اسمه.   (1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 249، والطبراني في الكبير 8/ 108 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 301. وأورده ابن حجر في الفتح 4/ 108. (2) أسد الغابة ت 6157، الاستيعاب ت 3159. (3) أسد الغابة ت 6158. (4) أسد الغابة ت 6161، الاستيعاب ت 3161. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 265 فرقهما البخاريّ، وتبعه الحاكم أبو أحمد، فذكر البخاري عن أبي عبد الصمد العمي، عن أبي عمران الجوني، عن أبي فراس- رجل من أسلم، قال: قال رجل: يا رسول اللَّه، ما الإسلام؟ الحديث. قال أبو عمر تبعا للحاكم: الأقوى أنهما اثنان، لأنّ أبا فراس عداده في أهل البصرة. روى عنه أبو عمران الجوني، وربيعة بن كعب، عداده في أهل المدينة، نزل على زيد بن الدّثنّة إلى أن مات بعد الحرة. زاد الحاكم أبو أحمد: وحديث كل منهما على حدة، ورواية هذا غير رواية هذا. وقوّى غيره ذلك بأنه اشتهر أن ربيعة بن كعب ما روى عنه إلا أبو سلمة عبد الرحمن، لكن رأيت في مستدرك الحاكم، من طريق مبارك بن فضالة، عن أبي عمران الجوني: حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أخدم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. فهذا هو حديث ربيعة الّذي أخرجوه له، وإن كان مبارك بن فضالة حفظه فهو الأول تأخر حتى لقيه أبو عمران الجوني، فسماه تارة وكناه أخرى، وأخلق به أن يكون وهما، نعم وجدت لأبي فراس الأسلمي ذكرا في حديث آخر بسند أخرجه البغوي، فقال: أبو فراس الأسلمي سكن المدينة، وروى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم [233] حديثا، ثم أخرج من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن عبد اللَّه بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي فراس الأسلمي، قال: كان فتى منا يلزم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ويخفّ له في حوائجه، فخلا به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ذات يوم، فقال: «سلني أعطك» «1» . فقال: ادع اللَّه أن يجعلني معك يوم القيامة. قال: «فأعنّي بكثرة السّجود» . وهذا يشبه حديث ربيعة بن كعب، فكأنه الفتى المذكور في هذه الرواية، وبها يظهر أن أبا فراس غير ربيعة بن كعب. 10390- أبو فروة: مولى الحارث بن هشام. يأتي في القاف، قالوا فيه: أبو قرة. 10391- أبو فروة الأشجعي «2» : هو نوفل، والد فروة. تقدم في الأسماء، وقع في الكنى في مسند الحارث. 10392- أبو فريعة السلمي «3» :   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 59 عن ربيعة بن كعب وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 252 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. (2) أسد الغابة ت 6162. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 193. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 266 قال أبو عمر: له صحبة، وشهد حنينا، ولا أعلم له رواية. انتهى. وقد ساق ابن مندة له من طريق أحفاده بسند إليه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين افترق الناس عنه يوم حنين وصبرت معه بنو سليم: «لا ينسى اللَّه لكم هذا اليوم يا بني سليم» . قال: واسم أبي فريعة كنيته. 10393- أبو فسيلة «1» : بكسر المهملة، وزن عظيمة: هو واثلة بن الأسقع. تقدم. أخرج حديثه البغويّ، وابن ماجة، من طريق عباد بن كثير الفلسطيني، عن امرأة منهم يقال لها فسيلة: سمعت أبي يقول: سألت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللَّه، أمن العصبية أن يحبّ الرجل قومه؟ قال: «لا، ولكن من العصبيّة أن يعين الرّجل قومه على الظّلم» . وأخرجه أبو داود، من طريق سلمة بنت بسر، عن بنت واثلة بن الأسقع، عن أبيها، قلت: يا رسول اللَّه، ما العصبية؟ قال: «أن تعين قومك على الظّلم» «2» ، فجزم ابن عساكر ومن تبعه بأن فسيلة هي بنت واثلة المبهمة في هذه الرواية. 10394- أبو فضالة الأنصاري «3» : ذكره أحمد، والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما، وابن أبي خيثمة، والبغوي في الصحابة، وأسد بن موسى في فضائل الصحابة، وذكره البخاري في الكنى مختصرا، قال: حدثنا موسى، حدثنا محمد بن راشد، حدثنا ابن عقيل، عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري. وقتل أبو فضالة بصفين مع عليّ، وكان من أهل بدر. وأخرجه ابن أبي خيثمة، عن عارم، عن ابن راشد، فقال: عنه، عن فضالة- أن عليا قال: أخبرني النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أني لا أموت حتى أؤمر، ثم تخضب هذه من هذه. قال فضالة: فصحبه أبي إلى صفين، وقتل معه، وكان أبو فضالة من أهل بدر. وساقه أحمد مطولا، زاد فيه قصة لأبي فضالة مع عليّ حضرها فضالة، وكذلك أخرجه البغويّ، عن شيبان «4» بن فروخ، عن محمد بن راشد بطوله. 10395- أبو الفضل: العباس بن عبد المطلب الهاشمي، عم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أسد الغابة ت 6165، الاستيعاب ت 3165. (2) أخرجه أبو داود (5119) والبيهقي 10/ 234. (3) أسد الغابة ت 6166، الاستيعاب ت 3166. (4) في أ: سنان. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 267 10396- أبو فورة: حدير الأسلمي «1» تقدما في الأسماء. 10397- أبو فكيهة الجهمي: مولى صفوان بن أمية «2» ، وقيل مولى بني عبد الدار، ويقال أصله من الأزد. أسلم قديما فربط أمية بن خلف في رجله حبلا فجره حتى ألقاه في الرمضاء، وجعل يخنقه، فجاء أخوه أبيّ بن خلف، فقال: زده، فلم يزل على ذلك حتى ظن أنه مات، فمرّ أبو بكر الصديق فاشتراه وأعتقه. واسمه يسار. وقد تقدم في التحتانية، وقيل اسمه أفلح بن يسار. وقال عمر بن شبة: قيل كان ينسب إلى الأشعريين. 10398- أبو الفيل الخزاعي «3» : ذكره مطيّن، وابن السّكن وغيرهما، وأوردوا من طريق سماك بن حرب: حدثني عبد اللَّه بن جبير الخزاعي، عن أبي الفيل، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا تسبّوه» «4» - يعني ماعز بن مالك حين رجم. قال البغويّ: ليس له غيره، ولم يحدث به غير سماك بن حرب. ووقع في رواية ابن السكن: «لا تسبّوه» - يعني غريب بن مالك. وفي حاشية الكتاب عريب اسمه وماعز لقبه. القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال. القسم الثالث 10399- أبو فالج الأنماري «5» : ذكره ابن أبي حاتم، فقال: ليست له صحبة. وذكره الحاكم أبو أحمد، وقال: أكل   (1) أسد الغابة ت 6168، الاستيعاب ت 3162. (2) أسد الغابة ت 6167. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 193، الكنى والأسماء 1/ 48، تبصير المنتبه 3/ 1079. (4) ذكره الهيثمي في المجمع 1/ 251 باب ما يقال لمن أصاب ذنبا وعزاه للطبراني وقال فيه الوليد بن أبي ثور وهو ضعيف. (5) المراسيل للرازي ص 252، الثقات لابن حبان 5/ 571، جامع التحصيل 999. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 268 الدم في الجاهلية، وأدرك زمان النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، وقدم حمص أول ما فتحت، وصحب معاذ بن جبل. ذكر ذلك كله بقية، عن محمد بن زياد، وقال: أدرك رجالا من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ورجالا ممن أسلم، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم حيّ، وأكل الدم في الجاهلية. روى عنه محمد بن زياد الألهاني، ومروان بن رؤبة. وقال البخاريّ: قال أبو اليمان: حدثنا صفوان بن عمرو، عن مروان بن رؤية، عن أبي فالج، قال: قدمت حمص أول ما فتحت. وأخرج أحمد من طريق شرحبيل بن مسلم، قال: رأيت اثنين أكلا الدم في الجاهلية، وهما أبو عنبة الخولانيّ، وأبو فالج الأنماري. وذكره أبو زرعة في الطبقة العليا بعد الصحابة، وقال: صحب معاذا، وذكره أبو عيسى في الحمصيين فيمن صحب أبا عبيدة ومعاذا وحضر خطبة عمر بالجابية سنة ست عشرة. 10400- أبو فراس النّهدي «1» : له إدراك، وله قصة مع عمر عند أبي داود، وذكر إسحاق بن راهويه أنه الربيع بن زياد الحارثي، وردّ ذلك البخاري. وقال خليفة: كنية الربيع بن زياد أبو عبد الرحمن، ويمكن أن يكون له كنيتان. 10401- أبو فرقد: له إدراك، وشهد فتح الأهواز سنة ثمان عشرة. قال ابن أبي شيبة: حدثنا ريحان بن سعيد، حدثنا مروان، حدثني أبو فرقد، قال: كنا مع أبي موسى يوم فتحنا سوق الأهواز، فسعى رجل من المشركين، فقال له رجل من المسلمين: تترس «2» ، فقال أبو موسى: هذا أمان، فخلى سبيله. القسم الرابع 10402- أبو فاختة «3» : تابعي معروف في التابعين.   (1) ميزان الاعتدال 4/ 740، المغني 7655، الكنى والأسماء 2/ 82، ديوان الضعفاء رقم 5011، تقريب التهذيب 2/ 462، تهذيب التهذيب 12/ 20، تهذيب الكمال 1637، لسان الميزان 7/ 478، مجمع 5/ 211، الثقات لابن حبان 5/ 585، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1832. (2) الجرح والتعديل 9/ 425. (3) طبقات ابن سعد 6/ 176، مصنف ابن أبي شيبة 13 (15782) التاريخ لابن معين 2/ 205، العلل لأحمد 1/ 93، التاريخ الكبير 3/ 503، التاريخ الصغير 1/ 275، تاريخ الثقات للعجلي 507، المعرفة-- والتاريخ 2/ 643، تاريخ أبي زرعة 1/ 485، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 81، الجرح والتعديل 4/ 51، الثقات لابن حبان 4/ 288، الضعفاء والمتروكين 71، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 168، تهذيب التهذيب 4/ 70، تقريب التهذيب 1/ 303، تاريخ الإسلام 3/ 72، خلاصة تذهيب التهذيب 141. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 269 أرسل حديثا فذكره بعضهم في الصحابة، وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة ولا يثبت، وأورد من طريق هشام بن محمد بن عمارة، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي فاختة- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم زار عليّا ... الحديث. انتهى. وذكره العجليّ، وابن حبّان، وغيرهما في ثقات التابعين، وهو متّجه، واسمه سعيد ابن علاقة. وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود الطيالسي، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، فقال: عن أبي فاختة، عن علي، قال: زارنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فبات عندنا «1» ... الحديث. 10403- أبو فاطمة الضّمري: ذكره ابن مندة، فأخرج في ترجمته حديثا لأبي فاطمة الأزدي مخرجهما واحد، فكأن بعض الرواة غلط في نسبه، ويحتمل أن يكون الليثي المقدم في الأول، لأن ليثا وضمرة من بني كنانة، كما أن دوسا والأنصار من الأزد. 10404- أبو الفحم بن عمرو «2» : ذكره أبو موسى، عن المستغفري، وأنه حكى عن أبي علي بسمرقند عن أبي الفحم بن عمرو- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم عند أحجار الزيت. قلت: وهو تغيير فاحش، وإنما هو عن عمير مولى آبي اللحم، فحرّف عميرا فجعله عمرا، وأخره عن موضعه، وغير مولى فجعله ابنا، وغير آبي وهو اسم فاعل فجعله أداة كنية، وغير اللام فجعلها فاء. والحديث معروف لعمير. وباللَّه التوفيق. حرف القاف القسم الأول 10405- أبو قابوس: اسمه مخارق. تقدم. ويقال، أبو مخارق. 10406- أبو القاسم الأنصاري «3» :   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 110 وقال رواه الطبراني وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. (2) أسد الغابة ت 6160. (3) أسد الغابة ت 6170. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 270 قال أنس: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بالبقيع، فنادى رجل: يا أبا القاسم، فالتفت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، لم أعنك، وإنما عنيت فلانا، فقال: «سمّوا باسمي ولا تكنّوا بكنيتي» «1» . أخرجه البخاريّ، ولم أعرف اسم هذا الرجل ولا نسبه. 10407- أبو القاسم: مولى أبي بكر الصديق «2» . شهد خيبر، ويقال: اسمه القاسم. أخرج ابن أبي خيثمة من طريق مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق، قال: لما فتحت خيبر أكلنا من الثوم، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا حتّى يذهب ريحها من فيه» «3» . وأخرج مطيّن، والبغويّ، والدّولابيّ، من وجه آخر، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي القاسم مولى أبي بكر الصديق، قال: ضرب رجل أخاه بالسيف على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقضى له أن يموت. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «أردت قتله؟» قال: نعم، يا رسول اللَّه. قال: «انطلق فعش ما شئت» . لفظ ابن أبي خيثمة، وعند الآخرين «فعش ما استطعت» . 10408- أبو القاسم: محمد بن حاطب الجمحيّ. وأبو القاسم محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه- تقدما في الأسماء. 10409- أبو القاسم: غير مسمّى ولا منسوب «4» . روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه بكر بن سوادة. ذكره المستغفري، واستدركه أبو موسى، وذكره أبو عمر: فقال: لا أدري أهو مولى أبي بكر، أو مولى زينب بنت جحش، أو هو مولى غيرهما. قلت: ولم يذكر مولى زينب. 10410- أبو قبيصة ذؤيب الخزاعي.   (1) أخرجه البخاري 4/ 339 (2120) ومسلم 2/ 1682 (1/ 2131) كلاهما من حديث أنس ومن حديث جابر أخرجه البخاري 6/ 217 (3114) . (2) أسد الغابة ت 6171. (3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 60 وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 510 وابن عبد البر في التمهيد 6/ 424 وذكره الهيثمي في المجمع 2/ 17. (4) أسد الغابة ت 6172، الاستيعاب ت 3170. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 271 ذكره الحاكم أبو أحمد. وأبو قبيصة هلب، ذكره الدّولابيّ- وقد تقدما في الأسماء. 10411- أبو قتادة بن ربعي الأنصاري «1» . المشهور أن اسمه الحارث. وجزم الواقدي، وابن القداح، وابن الكلبي، بأن اسمه النعمان. وقيل اسمه عمرو. وأبوه ربعي هو ابن بلدمة بن خناس، بضم المعجمة وتخفيف النون، وآخره مهملة، ابن عبيد بن غنم بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. وأمّه كبشة بنت مطهّر بن حرام بن سواد بن غنم. اختلف في شهوده بدرا، فلم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق، واتفقوا على أنه شهد أحدا وما بعدها، وكان يقال له فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. ثبت ذلك في صحيح مسلم، في حديث سلمة بن الأكوع الطويل الّذي فيه قصة ذي قرد وغيرها. وأخرج الواقديّ من طريق يحيى بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: أدركني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يوم ذي قرد، فنظر إليّ فقال: «اللَّهمّ بارك في شعره وبشره» وقال- «أفلح وجهه» فقلت: ووجهك يا رسول اللَّه. قال: «ما هذا الّذي بوجهك؟ قلت: سهم رميت به. قال: «ادن» . فدنوت، فبصق عليه، فما ضرب عليّ قط ولا فاح- ذكره في حديث طويل. وقال سلمة بن الأكوع في حديثه الطويل الّذي أخرجه مسلم: «خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالنا سلمة بن الأكوع» . ووقعت هذه القصة بعلو في المعرفة لابن مندة، ووقعت لنا من حديث أبي قتادة نفسه في آخر المعجم الصغير للطبراني، وكان يقال له فارس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم.   (1) طبقات ابن سعد 6/ 15، مسند أحمد 4/ 383، التاريخ لابن معين 2/ 720، تاريخ خليفة 99، طبقات خليفة 139، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، التاريخ الكبير 2/ 258، التاريخ الصغير 221، الجرح والتعديل 3/ 74، فتوح الشام، الأخبار الطوال 210، المغازي للواقدي 3/ 1222، المحبر 122، ربيع الأبرار 4/ 67، تاريخ اليعقوبي 2/ 78، المعرفة والتاريخ 1/ 214، مقدمة مسند بقي بن مخلد 82، المعجم الكبير للطبراني 3/ 270، تاريخ الطبري 2/ 293، فتوح البلدان 117، المستدرك 3/ 480، جمهرة أنساب العرب 360، سيرة ابن هشام 91، مشاهير علماء الأمصار 14، مروج الذهب 1631، الكنى والأسماء 1/ 48، الاستبصار 146، جامع الأصول 9/ 77، تحفة الأشراف 9/ 240، صفة الصفوة 1/ 674، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 265، وفيات الأعيان 6/ 14، مرآة الجنان 1/ 128، البداية والنهاية 8/ 68، دول الإسلام 1/ 40، المعين في طبقات المحدثين 28، الكاشف 3/ 325، العبر 1/ 60، تهذيب التهذيب 12/ 204، تقريب التهذيب 2/ 462، خلاصة تذهيب التهذيب 457، كنز العمال 13/ 617، تاريخ الإسلام 1/ 340. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 272 وروى أيضا عن معاذ وعمر. روى عنه ابناه: ثابت، وعبد اللَّه، ومولاه أبو محمد نافع الأفرع، وأنس، وجابر، وعبد اللَّه بن رباح، وسعيد بن كعب بن مالك، وعطاء بن يسار، وآخرون. قال ابن سعد: شهد أحدا وما بعدها. وقال أبو أحمد الحاكم: يقال كان بدريّا. وقال إياس بن سلمة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «خير فرساننا أبو قتادة» . وقال أبو نضرة، عن أبي سعيد: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة. ومن لطيف الرواية عن أبي قتادة ما قرئ على فاطمة بنت محمد الصالحية ونحن نسمع، عن أبي نصير بن الشيرازي أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرشيد في كتابه، أخبرنا الحافظ أبو العلاء العطار، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثتنا عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، حدثني أبي عبد الرحمن، عن أبيه مصعب، عن أبيه ثابت، عن أبيه عبد اللَّه، عن أبيه أبي قتادة- أنه حرس النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليلة بدر، فقال: «اللَّهمّ احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيّك هذه اللّيلة» «1» . وبه عن أبي قتادة، قال: انحاز المشركون على لقاح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأدركتهم فقتلت مسعدة، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حين رآني: «أفلح الوجه» . قال الطّبرانيّ: لم يروه عن أبي قتادة إلا ولده، ولا سمعناها إلا من عنده، وكانت امرأة فصيحة عاقلة متديّنة. قلت: الحديث الأول جاء عن أبي قتادة في قصة طويلة من رواية عبد اللَّه بن رباح، عن أبي قتادة، قال: كنت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في بعض أسفاره إذ مال عن راحلته، قال: فدعمته فاستيقظ- فذكر الحديث، وفيه: «حفظك اللَّه كما حفظت نبيّه» «2» . أخرجه مسلم مطوّلا، وفيه نومهم عن الصلاة، وفيه: «ليس التّفريط في النّوم» . وفي آخره: «إنّ ساقي القوم آخرهم شربا» . وقوله في رواية عبدة ليلة بدر غلط، فإنه لم يشهد بدرا، والحديث الثاني قد تقدمت الإشارة إليه.   (1) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 270 والطبراني في الأوسط 2/ 152 قال الهيثمي في الزوائد 9/ 322 رواه الطبراني في الصغير وفيه من لم أعرفهم، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 37577 وعزاه لأبي نعيم في الحلية. (2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 472 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب (55) قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها حديث رقم 311/ 681، وأبو داود في السنن 2/ 779 كتاب الأدب باب في الرجل يقول للرجل حفظك اللَّه حديث رقم 5228 وأحمد في المسند 5/ 298. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 273 وكانت وفاة أبي قتادة بالكوفة في خلافة عليّ. ويقال إنه كبّر عليه ستّا. وقال: إنه بدري. وقال الحسن بن عثمان: مات سنة أربعين، وكان شهد مع عليّ مشاهده. وقال خليفة: ولّاه على مكة ثم ولاها قثم بن العباس. وقال الواقدي: مات بالمدينة سنة أربع وخمسين، وله اثنتان وسبعون سنة. ويقال ابن سبعين. قال: ولا أعلم بين علمائنا اختلافا في ذلك. وروى أهل الكوفة أنه مات بالكوفة وعليّ بها سنة ثمان وثلاثين، وذكره البخاري في الأوسط فيمن مات بين الخمسين والستين، وساق بإسناد له أنّ مروان لما كان واليا على المدينة من قبل معاوية أرسل إلى أبي قتادة ليريه مواقف النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وأصحابه، فانطلق معه فأراه. ويدلّ على تأخره أيضا ما أخرجه عبد الرّزّاق عن معمر، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل- أن معاوية لما قدم المدينة تلقّاه الناس، فقال لأبي قتادة: تلقّاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار. 10412- أبو قتادة السدوسي «1» : له في مسند بقيّ بن مخلد حديث، كذا في التجريد. 10413- أبو قتيلة «2» : بالتصغير، اسمه مرثد بن وداعة الحمصي. تقدم في الأسماء، وأخرج حديثه ابن أبي خيثمة والبغوي في الكنى. 10414- أبو قحافة: عثمان بن عامر التّيمي» . والد أبي بكر الصديق. تقدم في الأسماء. 10415- أبو قحافة بن عفيف المرّي «4» . ذكره ابن عساكر في تاريخه، وقال: يقال: إن له صحبة. سكن دمشق، قال: وذكر أبو الحسين الرازيّ والد تمام عن بعضهم- أن الدار التي بسويقة جناح- دار أبي قحافة ومعاوية ابني عفيف، ولهما صحبة. 10416- أبو قدامة الأنصاري «5» . ذكره أبو العبّاس بن عقدة في كتاب «الموالاة» الّذي جمع فيه طرق حديث: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ، فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير، عن فطر، عن أبي الطفيل، قال:   (1) بقي بن مخلد 856. (2) أسد الغابة ت 6174. (3) أسد الغابة ت 6175، الاستيعاب ت 3172. (4) أسد الغابة ت 6176. (5) أسد الغابة ت 6177. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 274 كنا عند عليّ فقال: أنشد اللَّه من شهد يوم غدير خم. فقام سبعة عشر رجلا منهم أبو قدامة الأنصاري، فشهدوا أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال ذلك. واستدركه أبو موسى. وسيأتي في الّذي بعده ما يؤخذ منه اسم أبيه وتمام نسبه. 10417- أبو قدامة بن الحارث «1» : من بني عبد مناة بن كنانة، ويقال من بني عبد بن كنانة بغير إضافة. ذكره ابن الدّبّاغ عن العدويّ، وقال: إنه شهد أحدا، ذكره مستدركا على ابن عبد البرّ، وتبعه ابن الأثير. وزاد ابن الدّبّاغ، عن العدويّ- أنه كان ابن خمس بأحد، وبقي حتى قتل مع عليّ بصفّين، وقد انقرض عقبه، قال: ويقال هو أبو قدامة بن سهل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن واقف، وهو سالم. قلت: هذا الثاني من الأنصار، لا يجتمع مع بني كنانة، فهو غيره، ولعله المذكور قبله. 10418- أبو قراد السلمي «2» . ذكره ابن أبي عاصم، وابن السّكن. وقال: مخرج حديثه عن أهل البصرة، وأخرجا من طريق أبي جعفر الخطميّ، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي قراد السلمي، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فدعا بطهور، فغمس يده فيه فتوضّأ، فتتبعناه فحسوناه، فلما فرغ قال: «ما حملكم على ما صنعتم؟» «3» قلنا: حبّ اللَّه ورسوله. قال: «فإن أحببتم أن يحبّكم اللَّه ورسوله فأدّوا إذا ائتمنتم، واصدقوا إذا حدّثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم» . ومداره على عبد اللَّه بن قيس، وهو ضعيف. وقد خالفه ضعيف آخر وهو الحسن بن أبي جعفر، فرواه عن أبي جعفر الخطميّ، عن الحارث بن فضيل، عن عبد الرحمن بن أبي قراد، فأحد الطريقين وهم، وأخلق أن تكون هذه أولى. وقد نبهت عليه في عبد الرحمن. 10419- أبو قرصافة «4» : اسمه جندرة، بفتح الجيم وسكون النون، الكناني- تقدم في الأسماء.   (1) الاستيعاب ت 3173. (2) أسد الغابة ت 6177 م، الاستيعاب ت 3174. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 148 عن أبي قراد السلمي وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن واقد القيسي وهو ضعيف. (4) المعرفة والتاريخ 2/ 101، جمهرة أنساب العرب 189، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 49، المعجم الكبير-- للطبراني 3/ 1، تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، خلاصة تذهيب التهذيب 65، مشاهير علماء الأمصار رقم 335، تاريخ الإسلام 2/ 559، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 275 10420- أبو قرّة: مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي. ويقال أبو فروة، بفتح الفاء وسكون الراء بعدها واو. قال أبو عمر: كان مسلما على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر الواقدي عنه أنه قال: قسم أبو بكر الصديق قسما، فقسم لي كما قسم لمولاي. أورده أبو عمر في حرف الفاء، وأورده أبو أحمد الحاكم في حرف القاف، وهو أولى. 10421- أبو قرّة بن معاوية: بن وهب «1» بن قيس بن حجر الكندي. ذكره ابن الكلبيّ، وقال: وكان شريفا، وفد على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وذكر ابن سعد أن ابنه عمرو بن قرة ولي قضاء الكوفة بعد شريح. 10422- أبو قريع «2» : ذكره ابن مندة، وقال: روى حديثه طالب بن قريع، عن أبيه، عن جده، قال: كنت تحت ناقة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في حجته. 10423- أبو القصم: بعد القاف صاد مهملة. اكتنى بها عليّ رضي اللَّه عنه يوم أحد عند القتال. ذكره ابن إسحاق. 10424- أبو قطبة بن عمرو: أو عامر، ابن حديدة الأنصاري «3» : اسمه يزيد. 10425- أبو قطن، بفتحتين: هو قبيصة بن المخارق الهلالي - تقدما في الأسماء. 10426- أبو القلب: ذكر في التجريد أن بقي بن مخلد أخرج له في مسندة حديثا. 10427- أبو القمراء «4» : ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق أبي عبد الرحمن، قال: حدثنا شريك، كأنه ابن أبي نمر، عن أبي القمراء، قال: كنا في مسجد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حلقا نتحدث إذ خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من بعض حجره، فنظر إلى الحلق ثم جلس إلى أصحاب القرآن، فقال «بهذا المجلس أمرت» .   (1) طبقات ابن سعد 6/ 148، التاريخ لابن معين 2/ 227، الثقات لابن حبان 5/ 587، المعارف 559. الكنى والأسماء للدولابي 2/ 87، تاريخ الإسلام 2/ 561. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 195. (3) أسد الغابة ت 6181. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 195. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 276 10428- أبو القنشر: هو حيان بن أبحر. تقدم في الأسماء، ذكر كنيته أبو أحمد بفتح القاف وسكون النون ثم شين معجمة مكسورة ثم راء، وكأنه أصوب. 10429- أبو قيس صرمة بن أبي قيس «1» : أو ابن أبي أنس، أو غير ذلك. تقدم مستوعبا في حرف الصاد. 10430- أبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي «2» . كان من السابقين إلى الإسلام، ومن مهاجرة الحبشة، شهد أحدا وما بعدها، وهو أخو عبد اللَّه بن الحارث، ذكر ذلك محمد بن إسحاق. ونقل أبو عمر عن محمد بن إسحاق أن اسمه عبد اللَّه بن الحارث، وتعقّبه ابن الأثير بأن نسخ المغازي عن ابن إسحاق متفقة على أن عبد اللَّه أخوه، واسمه كنيته. وذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، وذكر ابن إسحاق أيضا أنه استشهد باليمامة، وكذا ذكر الزّبير بن بكّار. 10431- أبو قيس بن عمرو بن عبد ود بن عبد بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر القرشي العامري. كان أبوه فارس قريش في زمانه وهو الّذي بارزه عليّ يوم الخندق فقتله عليّ. وذكر الزبير لأبي قيس هذا بنتا لم يبق من نسل عمرو بن عبد ودّ أحد إلا من نسلها. 10432- أبو قيس الجهنيّ «3» . شهد الفتح مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وسكن البادية، وبقي إلى آخر خلافة معاوية. ذكر ذلك الواقديّ. 10433- أبو قيس بن المعلى بن لوذان بن حارثة الأنصاري الخزرجي «4» . ذكر ابن الكلبي أنه شهد بدرا، واستدركه ابن الأثير. 10434- أبو قيس بن الأسلت «5» : واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك بن الأوس الأوسي.   (1) أسد الغابة ت 6185. (2) أسد الغابة ت 6187، الاستيعاب ت 3179. (3) أسد الغابة ت 6188، الاستيعاب ت 3181. (4) أسد الغابة ت 6189. (5) الطبقات الكبرى بيروت 4/ 383، 384، 385. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 277 مختلف في اسمه، فقيل صيفي، وقيل الحارث، وقيل عبد اللَّه، وقيل صرمة. واختلف في إسلامه، فقال أبو عبيد القاسم بن سلّام في ترجمة ولده عقبة بن أبي قيس: له ولأبيه صحبة. وقال عبد اللَّه بن محمد بن عمارة بن القداح: كان يعدل بقيس بن الخطيم في الشجاعة والشّعر، وكان يحضّ قومه على الإسلام، ويقول: استبقوا إلى هذا الرجل، وذلك بعد أن اجتمع بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم وسمع كلامه، وكان قبل ذلك في الجاهلية يتألّه ويدعى الحنيف. وذكر ابن سعد عن الواقدي بأسانيد عديدة، قالوا: لم يكن أحد من الأوس والخزرج أوصف لدين الحنيفية ولا أكثر مساءلة عنها من أبي قيس بن الأسلت، وكان يسأل من اليهود عن دينهم، فكان يقاربهم، ثم خرج إلى الشام فنزل على آل جفنة فأكرموه ووصلوه، وسأل الرهبان والأحبار فدعوه إلى دينهم فامتنع، فقال له راهب منهم: يا أبا قيس، إن كنت تريد دين الحنيفية فهو من حيث خرجت، وهو دين إبراهيم، ثم خرج إلى مكة معتمرا فبلغ زيد عمرو بن نفيل فكلّمه، فكان يقول: ليس أحد على دين إبراهيم إلا أنا وزيد بن عمرو، وكان يذكر صفة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنه يهاجر إلى يثرب، وشهد وقعة بعاث، وكانت قبل الهجرة بخمس سنين. فلما قدم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم المدينة جاء إليه، فقال: إلام تدعو؟ فذكر له شرائع الإسلام، فقال: ما أحسن هذا وأجمله، فلقيه عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول، فقال: لقد لذت من حزبنا كلّ ملاذ، تارة تحالف قريشا وتارة تتبع محمدا، فقال: لا جرم لا تبعته إلا آخر الناس، فزعموا أنه لما حضره الموت أرسل إليه النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول له: «قل لا إله إلّا اللَّه أشفع لك بها» «1» . فسمع يقول ذلك. وفي لفظ: كانوا يقولون فقد سمع يوحّد عند الموت. وحكى أبو عمر هذه القصة الأخيرة، فقال: إنه لما سمع كلام النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال: ما أحسن هذا! انظر في أمري، وأعود إليك، فلقيه عبد اللَّه بن أبي، فقال له: أهو الّذي كانت   (1) أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 19، 5/ 65، 6/ 87، 141، 8/ 173. ومسلم في الصحيح 1/ 54 عن المسيب كتاب الإيمان باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة ... (9) حديث رقم (39/ 24، 40/ 24، 41/ 24، 42/ 24) ، والترمذي في السنن 5/ 318 عن أبي هريرة كتاب تفسير القرآن (48) باب ومن سورة القصص (39) حديث رقم 3188 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان وأحمد المسند 2/ 434، 441، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 344. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 278 أحبار يهود تخبرنا عنه؟ فقال له عبد اللَّه: كرهت حرب الخزرج، فقال: واللَّه لا أسلم إلى سنة، فمات قبل أن يحول الحول على رأس عشرة أشهر من الهجرة. وقال أبو عمر: في إسلامه نظر. وقد جاء عن ابن إسحاق أنه هرب إلى مكة فأقام بها مع قريش إلى عام الفتح. ومن محاسن شعره قوله في صفة امرأة: وتكرمها جاراتها فيزرنها ... وتعتلّ من إتيانهنّ فتعتذر [الطويل] ومنها قوله: ... وذكر أبو موسى، عن المستغفري- أنه ذكر أبا قيس بن الأسلت هذا، ونقل عن ابن جريج عن عكرمة، قال: نزلت فيه وفي امرأة كبشة بنت معن بن عاصم: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء: 19] ، كذا نقل. والمنقول عن ابن جريج عند الطبري وغيره إنما هو قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ... [النساء: 22] الآية، قال: نزلت في كبشة بنت معن بن عاصم توفي عنها زوجها أبو قيس بن الأسلت، فجنح عليها ابنه، فنزلت فيهما. وعن عديّ بن ثابت: قال: لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه امرأته، فانطلقت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إن أبا قيس قد هلك، وإنّ ابنه من خيار الحي قد خطبني، فسكت، فنزلت الآية، قال: فهي أول امرأة حرمت على ابن زوجها. أخرجه سنيد بن داود في تفسيره، عن أشعث بن سوار، عن عدي بهذا، قال ابن الأثير: أخرج أبو عمر هذه القصة في هذه الترجمة، وأفردها أبو نعيم، فأخرجها في ترجمة أبي قيس الأنصاري، ولم يذكر ابن الأسلت. واستدرك أبو موسى الترجمتين، فذكر ما نقله عن المستغفري. وقال ابن الأثير: ما حاصله إن القصة واحدة. قلت: والمنقول في تفسير سنيد عن حجاج عن ابن جريج ما تقدم من نزول: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء: 22] في أبي قيس بن الأسلت، وامرأته، وابنه من غيرها. وقد جاء ذلك من رواية أخرى، مبيّنة في أسباب النزول. 10435- أبو قيس الأنصاري. لم يسمّ ولا أبوه. ومات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. أخرج حديثه الطّبرانيّ، من طريق قيس بن الربيع، عن أشعث بن سوّار، عن عدي بن ثابت، عن رجل من الأنصار، قال: توفي أبو قيس، وكان من صالحي الأنصار، فخطب ابنه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 279 امرأته، فقالت: إنما أعدّك ولدا وأنت من صالحي قومك، ولكن آتي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأستأمره، فأتته فذكرت له ذلك، فقال: «فارجعي إلى بيتك» . ونزلت: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء: 22] . وقد تقدم أن سنيدا أخرجه عن هشيم، عن أشعث، فقال: عن عدي مرسلا. وقال: لما مات أبو قيس بن الأسلت ... إلخ. وقيل: إن قوله الأسلت وهم من بعض رواته. ويؤيده ما تقدم في حرف القاف أنّ قيس بن الأسلت مات في الجاهلية، فكأن قيس بن أبي قيس الّذي وقعت له هذه القصة آخر، ووقع الغلط في تسميته قيسا كما سبقت إليه الإشارة هناك. 10436- أبو القين الحضرميّ «1» . له رؤية، روى عنه سعيد بن جمهان- أنه مرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ومعه شيء من تمر في حديث ذكره. وقيل: إنه أبو قين نصر بن دهر، كذا ذكره أبو عمر مختصرا. وأخرجه الدّولابيّ، والبغويّ، وابن السّكن، وابن عديّ في «الكامل» ، من طريق يحيى بن حماد، عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان- أنه مرّ بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على حمار ومعه شيء من تمر، فقام النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ليأخذ منه شيئا ينثره بين أصحابه، فانبطح عليه وبكى، فقال: «زادك اللَّه شحّا» «2» ، فكان لا ينفك منه شيء. وفي رواية ابن عديّ بهذا السند إلى سعيد بن جمهان أن عمّ أبي القين ركب حمارا وبين يديه شيء من تمر، فقام عمّ أبي القين ليأخذ منه شيئا فانبطح. فذكره. وأخرجه ابن مندة، من طريق هدبة، عن حماد، فقال: عن سعيد بن جمهان، عن أبيه- أن مولاه أبا القين الأسلمي مرّ على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وهو غلام، فقام إليه عمه ... فذكره. وقال في آخره: فكان من أشحّ الناس. وأنكر ابن مندة زيادة قوله عن أبيه، وأن الناس رووه عن سعيد بن جمهان، عن أبي القين. وقال البغوي: أبو القين سكن البصرة، ولم يحدّث بغير هذا الحديث، ولا رواه عن سعيد بن جمهان. ولم أر من نسبه حضرميا كما قال أبو عمر. فاللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت 6191، الاستيعاب ت 3182. (2) أخرجه الدولابي في الكنى 1/ 49، وانظر المجمع 3/ 127، 10/ 72، والكنز (20702) ، وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 130 عن أبي القين وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن جمهان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 280 10437- أبو القين الخزاعي «1» . روى أسيد بن عامر عن أبيه- أنه قال: وقف علينا النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره ابن مندة مختصرا، وأفرده عن شيخ سعيد بن جمهان. ويحتمل أن يكون هو آخر، فإنّ أسلم أخو خزاعة. والصحيح في الأول أنه أسلمي. القسم الثاني 10438- أبو القاسم: محمد بن الأشعث بن قيس. ومحمد بن أبي بكر الصديق- تقدما في الأسماء. 10439- أبو قيس: يسير بن عمرو «2» . ذكره ابن مندة. القسم الثالث 10440- أبو قتادة المدلجي. له إدراك وقصة مع عمر. ذكر ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن شعيب أن أبا قتادة قتل ابنه في عهد عمر. تقدم في قتادة من وجه آخر. 10441- أبو قدامة، غير منسوب. ذكره ابن عيسى في رجال حمص في أصحاب أبي عبيدة ومعاذ الذين حضروا خطبة عمر بالجابية في سنة ست عشرة. 10442- أبو قرعان الكندي. له إدراك، وذكره وثيمة فيمن ثبت على الإسلام في الردة. 10443- أبو قيس بن شمر الكندي. ذكر دعبل بن عليّ في «طبقات الشّعراء» ، وقال: مخضرم، وأنشد له شعرا وسطا. القسم الرابع 10444- أبو قيس بن السائب المخزومي.   (1) أسد الغابة ت 6192. (2) معرفة علوم الحديث ص 188. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 281 ذكره الدّولابيّ في «الكنى» . والصواب قيس بن السائب، كما تقدم في القاف من الأسماء. 10445- أبو قيس: ذكر ابن مندة، فقال: روى عمرو بن قيس، عن أبيه، عن جده- أنه سمع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ما من خطوة أحبّ إلى اللَّه من خطوة إلى صلاة» «1» . قال ابن مندة: وهو بشير بن عمر. قلت: له رؤية ولا صحبة له. حرف الكاف القسم الأول 10446- أبو كاهل الأحمسي «2» : اسمه قيس بن عائذ. وقيل عبد اللَّه بن مالك. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى حديثه إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عنه، قال: رأيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم يخطب الناس يوم عيد على ناقة وحبشيّ يمسك بخطامها ... الحديث. وجاء هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن عائذ بلا واسطة. وقال البغوي: لا أعلم له غيره. وفي كنى الدولابي من وجه آخر: عن إسماعيل، قال: رأيت أبا كاهل، وكان إمامنا، وهلك أيام المختار. وفي رواية البخاري: قال إسماعيل: وكان أبو كاهل إمام الحيّ. 10447- أبو كاهل، آخر، غير منسوب. ذكره ابن السّكن في الصحابة. وقال: هو غير الأحمسي، وكذا فرّق بينهما أبو أحمد الحاكم وغيره، وقال: لا يروى حديثه من وجه يعتمد. قال أبو عمر: ذكر له حديث طويل منكر، فلم أذكره، وقد ساقه أبو أحمد والعقيلي في الضعفاء، وابن السكن، كلّهم من طريق الفضل بن عطاء، عن الفضل بن شعيب، عن أبي منظور، عن أبي معاذ، عن أبي كاهل، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «اعلم يا أبا كاهل أنّه من ستر عورته من اللَّه سرّا وعلانية كان حقّا على اللَّه أن يستر عورته يوم القيامة» .   (1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 204 عن البراء بن عازب ... الحديث كتاب الصلاة باب في الصلاة تقام ولم يأت الامام ينتظرونه قعودا حديث رقم 543، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 20. (2) أسد الغابة ت 6193، الاستيعاب ت 3183. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 282 اقتصر ابن السّكن على هذا القدر، وقال: إسناده مجهول، وأوّله عند أبي أحمد إنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «ألا أخبرك بقضاء قضاه اللَّه على نفسه؟ قال: قلت: بلى يا رسول اللَّه. قال: «من لي أن أبقى أخبرك به كلّه، أحيا اللَّه قلبك فلا يميته حتّى يميت بدنك» . ثم ذكره بطوله، وهو يشتمل على ثلاث عشرة خصلة، يقول في كلها: «اعلمنّ يا أبا كاهل» ، منها أنه «من صلّى عليّ كلّ يوم ثلاث مرار، وكلّ ليلة ثلاث مرار حبّا أو شوقا إليّ كان حقّا على اللَّه أن يغفر له ذنوبه ذلك اليوم وتلك اللّيلة» . قال العقيلي: في الفضل بن عطاء نظر، وأما الطبراني فجعلهما واحدا، وكذلك أبو أحمد العسال. 10448- أبو كبشة الأنماري المذحجي «1» . مختلف في اسمه، فقال ابن حبّان في ترجمة عبد اللَّه بن أبي كبشة من الثقات: اسم أبي كبشة الأنماري سعيد بن عمر. وقال غيره: نزل الشام، واسمه عمرو بن سعيد، وقيل عمير، بضم العين، وقيل بفتح الياء آخر الحروف والزاي المنقوطة، قرأته بخط الخطيب في المؤتلف نقلا عن دحيم. وقيل عامر، وقيل سليم. وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وجزم بأنه عمير بن سعد، وكذا جزم به الترمذي، وحكى الخلاف في اسمه البخاري فيمن اسمه عمرو. وأخرج البيهقيّ في الدّلائل، من طريق المسعوديّ، عن إسماعيل بن أوسط، عن محمد بن أبي كبشة، عن أبيه، قال: لما كان في غزوة تبوك تسارع القوم إلى الحجر، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهو ممسك بعيره وهو يقول: «علام تدخلون على قوم غضب اللَّه عليهم؟» «2» الحديث. وروى أبو كبشة أيضا عن أبي بكر الصديق. روى عنه ابناه: عبد اللَّه، ومحمد وسالم بن أبي الجعد، وأبو عامر الهوزني، وأبو البحتري الطائي، وثابت بن ثوبان، وعبد اللَّه بن بسر الحبراني، وأزهر بن سعيد الحرازي وغيرهم، قال الآجري، عن أبي داود: أبو كبشة الأنماري له صحبة، وأبو كبشة البلوي ليست له صحبة.   (1) تاريخ اليعقوبي 2/ 87، بقي بن مخلد 96، المعارف 148، تاريخ خليفة 156، الزهد لابن المبارك 354، المغازي للواقدي 24، طبقات خليفة 73، طبقات ابن سعد 7/ 416، مسند أحمد 4/ 230، مشاهير علماء الأمصار 54، تحفة الأشراف 9/ 273، التاريخ لابن معين 2/ 721، النكت الظراف 9/ 274، تهذيب التهذيب 209، تقريب التهذيب 2/ 465، تاريخ الإسلام 2/ 290. (2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 235، وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 237، عن أبي كبشة وقال رواه الطبراني من طريق المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله وثقوا وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38281. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 283 10449- أبو كبشة، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» . مختلف في اسمه أيضا، قال خليفة: اسمه سليم. وقال ابن حبان: أوس. وقيل سلمة. وقال العسكري: قيل أوس. ذكره موسى ابن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال أبو أحمد الحاكم: كان من مولدي أرض أوس، ومات أول يوم استخلف عمر، وكذا ذكر ابن سعد وفاته، وقال: كان يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. 10450- أبو كبشة، حاضن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم الّذي كانت قريش تنسبه إليه، فتقول: قال ابن أبي كبشة. قيل: هو الحارث بن عبد العزي السعدي، زوج حليمة. تقدم في الأسماء، وذكر ابن الكلبيّ في كتاب «الدّقائق» ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «حدّثني حاضني أبو كبشة أنّهم لمّا أرادوا دفن سلول بن حبشيّة، وكان سيّدا معظّما حفروا له فوقعوا على باب مغلق ففتحوه، فإذا سرير عليه رجل وعليه حلل، وعند رأسه كتاب: أنا أبو شمر ذو النّون، مأوى المساكين، ومستعاذ الغارمين، أخذني الموت غصبا، وقد أعيا ذلك الجبابرة قبلي» - قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «وأبو شمر هو سيف بن ذي يزن» . ويقال: إن أبا كبشة الّذي كان ينسب إليه هو جده من قبل جدة أبيه، وهو والد سلمى الأنصارية الخزرجية والدة عبد المطلب، وهو ابن عمرو بن زيد بن لبيد الخزرجي، ووقع في الاستيعاب بدل لبيد أسد، وهو تغيير. 10451- أبو كبير «2» ، بالموحدة، الهذلي. ذكره أبو موسى، وقال: ذكر عن أبي اليقظان أنه أسلم ثم أتى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: أحل لي الزنا. قال: «أتحبّ أن يؤتى إليك مثل ذلك؟ قال: لا. قال: «فارض لأخيك ما ترضى لنفسك» . قال: فادع اللَّه أن يذهبه عني. 10452- أبو كثير، بالمثلثة، مولى تميم الداريّ «3» . ذكره الدّولابيّ، وأخرج من طريق عتبة بن عبد الملك بن أبي كثير، وكان قد عاش مائة سنة، عمّن حدثه، عن عبد الملك أبيه، عن أبي كثير، قال: قدمت مع تميم الداريّ إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وكنت حمالا له. وأخرج الحسن بن رشيق في «فوائده» من طريق عتبة هذا بهذا الإسناد، قال: كنت مع   (1) أسد الغابة ت 6195، الاستيعاب ت 3184. (2) أسد الغابة ت 6196. (3) أسد الغابة ت 6197. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 284 تميم في مركب في البحر، فكسر بنا، فخرجنا على دابة لا نعرف رأسها من ذنبها، فقلنا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة ... فذكر قصة الدجال باختصار، وفيها: فقال لتميم: ائته وآمن به، قال: فادع الدابة، فقال: احملي هؤلاء إلى فلسطين إلى قرية يقال لها بيت عينون. قال أبو كثير: فكنت مع تميم أنا وأخو هند وأخوه نعيم. 10453- أبو كريمة: هو المقدام بن معديكرب «1» . تقدم. 10454- أبو كعب الأسدي. تقدّم ذكره في ترجمة زرّ بن حبيش في القسم الثالث من حرف الزاي. 10455- أبو كعب، غير منسوب. قال الفاكهيّ في كتاب «مكّة» : حدثنا أبو الحسن حامد بن أبي عاصم، حدثنا عبد الرحمن بن العلاء المكيّ في إسناد ذكره، قال: كان أبو كعب رجلا يحيض كما تحيض المرأة، فنذر لئن عافاه اللَّه ليحجنّ وليعتمرنّ، فعافاه اللَّه من ذلك، فكان يحجّ كل عام، فأنشد في ذلك شعرا، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما فعل جملك يا أبا كعب؟» فقال: شرد، والّذي بعثك بالحق منذ أسلمت. 10456- أبو كعب الحارثي «2» ، يقال له ذو الإداوة. ذكر الرّشاطيّ، عن ابن شقّ الليل الطّليطلي- أن له صحبة. وذكر معمر في جامعه بسنده إليه، قال: خرجت في طلب إبل لي فتزوّدت لبنا في إداوة، ثم قلت: ما أنصفت! أين الوضوء؟ فأهرقت اللبن وملأت الإداوة ماء، فقلت: هذا وضوء وشراب، فكنت إذا أردت أن أتوضّأ صببت من الإداوة ماء، وإذا أردت أن أشرب شربت لبنا، فمكثت بذلك ثلاثا، فقالت له أسماء النجرانية: أحليبا أم قطينا؟ فقال: إنك لبطالة، كان يعصم من الجوع، ويروي من الظمأ. 10457- أبو كلاب بن أبي صعصعة «3» ، واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول الأنصاري المازني. قال أبو عمر: استشهد يوم مؤتة، ولعله الّذي بعده، وقد وحّدهما ابن عساكر، ونقل   (1) أسد الغابة ت 6198. (2) الثقات لابن حبان 5/ 587، الجرح والتعديل 9/ 430، المغني 7684، كتاب الضعفاء والمتروكين 3/ 237، ميزان الاعتدال 4/ 741. (3) الطبقات الكبرى 3/ 517. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 285 في كتاب الكنى من روايته إلى أبي طاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر، عن عمه عبد اللَّه بن أبي بكر، قال: وقتل بمؤتة من بني مازن بن النجار أبو كليب وجابر ابنا عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول [بن عمرو] بن غنم بن مازن بن النجار. وقال عبد اللَّه بن عمارة بن القدّاح قاله في نسب الأنصار: فمن ولد عوف قيس بن أبي صعصعة، وأخوه أبو كلاب، شهدا أحدا والمشاهد بعدها حتى استشهدا بمؤتة. وكذا ذكر ابن سعد أنهما استشهدا ب «مؤتة» . 10458- أبو كليب بن عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول الأنصاري «1» ، أخو جابر شقيقه. ذكر ابن هشام في زيادات السيرة أنهما استشهدا بمؤتة، قال ابن هشام: ويقال أبو كلاب. 10459- أبو كليب، آخر. قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة، ولا أعرفه. قلت: يحتمل أن يكون أراد هذا، ويحتمل أن يكون جدّ عاصم بن كليب، فإن لعاصم رواية عن أبيه عن جده. 10460- أبو الكنود سعد بن مالك بن الأقيصر» . تقدم في الأسماء. 10461- أبو كيسان: هو مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره الدولابي في الكنى. القسم الثاني 10462- أبو كثير، بالمثلثة: هو زبيد. بتحتانيتين مثناتين مصغرا، ابن الصلت. تقدم. القسم الثالث 10463- أبو كبير: أفلح مولى أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري- تقدم في الأسماء.   (1) الاستيعاب ت 3187. (2) أسد الغابة ت 6202. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 286 10464- أبو الكنود الأزدي الكوفي «1» ، مخضرم. اسمه عبد اللَّه بن عامر، وقيل ابن عمران، وقيل ابن عويمر. وقيل ابن سعد، وقيل اسمه عمرو بن حبشي. قال أبو موسى في «الذّيل» : أدرك الجاهلية، وأورد له حديثا مرسلا من طريق هنيدة ابن خالد، عنه، قال: أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم رجل، فقال: يا رسول اللَّه، أعطني سيفا ... فذكر حديثا. وذكره ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . وله رواية عن خبّاب بن الأرتّ عن ابن ماجة. روى عنه أبو إسحاق السّبيعيّ، وقيس بن وهب، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبو سعد الأزدي. 10465- أبو كيسان، غير منسوب. ذكر عبد الرّزّاق في مصنفه، عن معمر، عن أيوب، عن عديّ بن عدي، عن أبيه أو عمه- أنّ مملوكا يقال له كيسان سمّى نفسه قيسا، وانتفى من أبيه، وادّعى إلى مولى أبيه، ولحق بالكوفة، فركب أبوه إلى عمر فأخبره، فقال: انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك، ثم اضرب ابنك سوطا وبعيرك سوطا حتى تأتي به أهلك. 10466- أبو كيسبة، بسكون التحتانية بعدها مهملة ثم موحدة. تقدم في عبد اللَّه بن كيسبة. روى قصته مع عمر- بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي كيسبة، قال: إني لأرجز في عرض هذه الحائط أقول أقسم باللَّه أبو حفص الأبيات- قال: فما راعني إلا وهو خلف ظهري، فقال: أقسمت عليك، هل علمت بمكاني؟ فقلت: لا. واللَّه يا أمير المؤمنين، ما علمت بمكانك. فقال: وأنا أقسم لأحملنّك. القسم الرابع 10467- أبو كبير، بالموحدة، وقيل أبو كبيرة- بزيادة هاء، وقيل أبو كثير، بمثلثة بلا هاء. هو مولى محمد بن جحش. ذكره ابن مندة بسبب حديث وهم بعض رواته بإسقاط   (1) طبقات ابن سعد 6/ 177، التاريخ لابن معين 2/ 722، تاريخ خليفة 264، المعرفة والتاريخ 3/ 224، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، جمهرة أنساب العرب 383، الكاشف 3/ 328، تهذيب التهذيب 12/ 213، تقريب التهذيب 2/ 466، خلاصة تذهيب التهذيب 458، تاريخ الإسلام 3/ 247. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 287 صحابيّه، فأخرج من طريق مسلم بن خالد الزّنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي كبير، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: مرّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بمعمر وفخذه مكشوفة. فقال: الفخذ عورة» «1» . قال ابن مندة: أخطأ من قال فيه إنه من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنما روى عن مولاه محمد بن عبد اللَّه بن جحش. وله صحبة. قلت: أخرج حديثه هذا أحمد، والبخاري في التاريخ، والنسائي، كلّهم من طريق العلاء عن أبيه عن أبي كثير، عن محمد بن جحش، وهو محمد بن عبد اللَّه بن جحش. وقد بينته في التعليق. ووهم العسكريّ، فزعم أن أبا كبير ولد في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وإنما ذكروا هذه الصفة لمولاه محمد بن عبد اللَّه بن جحش، فإنه كان في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم صغيرا. 10468- أبو كرز «2» . ذكره بعضهم في الصحابة وتعلق بشيء. روى عنه أحمد بن حنبل، وهو خطأ نشأ عن سوء فهم، فروى الخطيب في «المؤتلف» من طريق إسحاق بن موسى، عن أبي داود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل، وذكر أبا كرز، يحدّث عنه نافع، فقال: هذا في الصحابة، ثم بيّن المراد بذلك، فنقل عن الجعابيّ، فقال : أبو كرز هذا اسمه عبد اللَّه بن كرز، وأصله من الموصل، وكان ببغداد ينزل في الموضع المعروف بدور الصحابة، وكانوا من صحابة المنصور، فأقطعهم ذلك الموضع، وكان يروي عن نافع، فظنّ الّذي نقل هذا أنّ المراد بالصحابة أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وليس كذلك. 10469- أبو كليب الجهنيّ «3» ، جد عثيم بن كليب. ذكره أبو نعيم، وأورد من طريق الواقديّ، عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده- أنه رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم دفع من عرفة بعد أن غابت الشمس. «4»   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 1/ 103، والترمذي في السنن 5/ 103 كتاب الأدب باب (40) ما جاء أن الفخذ عورة حديث رقم 2796، 2797، 2798، وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن، وأحمد في المسند 3/ 478، 5/ 290، وابن أبي شيبة في المصنف 9/ 119، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 228، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19104، 19153. (2) مجمع 2/ 199، 6/ 299، المغني 7682. (3) تلقيح فهوم أهل الأثر 378، تجريد أسماء الصحابة 2/ 197. (4) أخرجه العقيلي في الضعفاء 4/ 87. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 288 قال أبو موسى: أورده أبو نعيم على ظاهر الإسناد، وعثيم نسب إلى جده، وإنما هو عثيم بن كثير بن كليب، والصحبة لجده كليب. قلت: وروايته عنه في سنن أبي داود. وقد تقدم في الأسماء. حرف اللام القسم الأول 10470- أبو لاس «1» ، بالمهملة، الخزاعي. مختلف في اسمه، فقيل: عبد اللَّه، وقيل زياد. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الحمل على إبل الصدقة في الحج. روى عنه عمر بن الحكم بن ثوبان، وذكر البخاري حديثه في الصحيح تعليقا. وقد بيّنته في تعليق التعليق. قال البغوي: ويقال أبو لاس سكن المدينة. وأخرج هو وغيره من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سهل الخزاعي، قال: حملنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على إبل من إبل الصدقة ... الحديث. 10471- أبو لبابة «2» بن عبد المنذر الأنصاري، مختلف في اسمه: قال موسى بن عقبة: اسمه بشير، بمعجمة وزن عظيم، وكذا قال أبو الأسود عن عروة. وقيل بالمهملة   (1) الثقات 3/ 456، بقي بن مخلد 699، الكاشف 3/ 389، تهذيب التهذيب 12/ 276، الكنى والأسماء 1/ 62، تقريب التهذيب 2/ 488، خلاصة تذهيب 3/ 253، تهذيب الكمال 3/ 1658، تجريد أسماء الصحابة 2/ 197، العقد الثمين 8/ 111، الجرح والتعديل 9/ 456 تبصير المنتبه 3/ 1225، المشتبه 663. (2) مسند أحمد 3/ 430، المغازي للواقدي 101 و 115، طبقات ابن سعد 3/ 456، التاريخ لابن معين 2/ 723، طبقات خليفة 84، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، تاريخ خليفة 96، سيرة ابن هشام 2/ 255، تهذيب التهذيب 12/ 214، تقريب التهذيب 2/ 467، المعرفة والتاريخ 2/ 703 المستدرك 3/ 632، خلاصة تذهيب التهذيب 458، المعارف 154 و 325، التاريخ الكبير 3/ 322، تهذيب الكمال 3/ 1641، الجرح والتعديل 3/ 491، تاريخ الطبري 1/ 113، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 51، مشاهير علماء الأمصار 17، جمهرة أنساب العرب 334، المعجم الكبير 5/ 42، مقدمة مسند بقي بن مخلد 93، الإكمال لابن ماكولا 4/ 167، تحفة الأشراف 9/ 275، تلخيص المستدرك 3/ 632، الكاشف 3/ 329، المعين في طبقات المحدثين 28، وفيات الأعيان 1/ 190، الوافي بالوفيات 10/ 164، البداية والنهاية 7/ 223، عيون الأخبار 1/ 141، أنساب الأشراف 1/ 241، تاريخ الإسلام 1/ 343. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 289 أوله. ثم تحتانية ثانية. وقال ابن إسحاق: اسمه رفاعة، وكذا قال ابن نمير وغيره. وذكر صاحب «الكشّاف» وغيره في تفسير سورة «الأنفال» أنّ اسمه مروان. قال ابن إسحاق: زعموا أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ أبا لبابة والحارث بن حاطب بعد أن خرجا معه إلى بدر، فأمّر أبا لبابة على المدينة، وضرب لهما بسهميهما وأجرهما مع أصحاب بدر. وكذلك ذكره موسى بن عقبة في البدريين، وقالوا: كان أحد النقباء ليلة العقبة، ونسبوه ابن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس. ويقال إن رفاعة ومعشرا أخوان لأبي لبابة، وكانت راية بني عمرو بن عوف يوم الفتح معه. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه ولداه: السائب، وعبد الرحمن، وعبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، ووالده سالم بن عبد اللَّه، ونافع مولاه، وعبد اللَّه بن كعب بن مالك، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبيد اللَّه بن أبي يزيد، وغيرهم. يقال: مات في خلافة علي. وقال خليفة: مات بعد مقتل عثمان، ويقال: عاش إلى بعد الخمسين. 10472- أبو لبابة، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» . ذكره محمّد بن حبيب في كتابه المحبر، وذكر البلاذري أنه كان من بني قريظة، وأنه كان مكاتبا فعجز، فابتاعه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فأعتقه، قال: وهو الّذي روى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قال استغفر اللَّه الّذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه ولو كان فرّ من الزّحف» «2» . وهو والد يسار بن زيد بن المنذر. قلت: المعروف أن الّذي روى الحديث المذكور هو زيد بن بولا. وقد تقدم في ترجمته أنه كان نوبيا من سبي بني ثعلبة، فهو غير هذا. 10473- أبو لبابة الأسلمي «3» . قال الحاكم أبو أحمد: له صحبة. وأخرج البزار في مسندة، من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم بن عبد الملك بن ميسرة، عن أبي مالك، قال: حدثنا أبو لبابة الأسلمي أنّ ناقة من بلاده سرقت فوجدها عند رجل من الأنصار، قال: فقلت له: ناقتي أقيم عليها   (1) أسد الغابة ت 6206، الاستيعاب ت 3189. (2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 46. (3) أسد الغابة ت 6204، الاستيعاب ت 3191. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 290 البينة، فأقمت البينة، وأقام البينة عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه اشتراها بثماني عشرة شاة من مشرك من أهل الطائف، فتبسّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال: «ما شئت يا أبا لبابة؟ إن شئت دفعت إليه ثماني عشرة شاة وأخذت الرّاحلة، وإن شئت خلّيت عنها» . قال: فقلت له: ما عندي ما أعطيه اليوم، ولكن يؤخر ثمنه إلى صرام «1» النخل، قال: فقوّم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم كلّ شاة بثلاثين صاعا من تمر إلى صرام النخل. قلت: وأبو مريم فيه ضعف، وهو من رواية علي بن ثابت عنه، وفيه ضعف. 10474- أبو لبيبة الأشهلي «2» . أخرج أبو يعلى في مسندة من طريق وكيع، عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن أبيه، عن جده، أحاديث منها: «من استحلّ بدرهم في النّكاح فقد استحلّ» «3» . قال: وبهذا الإسناد عدة أحاديث، ولم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن. وأخرج الزبير في كتاب النسب، والطبراني من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: «والّذي نفسي بيده، إنّه لمكتوب عند اللَّه في السّماء السّابعة: حمزة بن عبد المطّلب أسد اللَّه وأسد رسوله» . وأخرج أبو نعيم، من طريق ابن أبي فديك، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: من منع يتيمه النكاح فزنى فالإثم بينهما. وأخرج ابن أبي الدّنيا في كتاب «القبور» من وجه آخر، عن يحيى بن عبد الرحمن بهذا السند: «إنّ أهل القبور يتعارفون» . وفيه: «إنّ أمّ بشر بنت البراء بن معرور جزعت عليه جزعا شديدا ... » الحديث. وقد تقدم فيمن اسمه عبد الرحمن قول الباوردي: إنه يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، وإن الصحبة لعبد الرحمن بن أبي لبيبة. فاللَّه أعلم. 10475- أبو لجأ: هو خريم بن أوس الطائي. تقدم في الأسماء.   (1) الصّرام والصّرام: جداد النّخل وصرم النّخل: جزّه، اللسان 4/ 2438. (2) أسد الغابة ت 6207، الاستيعاب ت 3192. (3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/ 183، 186 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 18، 38. وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 1507 وعزاه لأبي يعلى. وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 284 عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة عن أبيه عن جده ... الحديث قال الهيثمي رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن عبد الرحمن بن أبي كبشة وهو ضعيف، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44718، 44733. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 291 10476- أبو لقيط، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» : كان عبدا حبشيّا أو نوبيّا، بقي إلى زمن عمر. قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الموالي، ولا أعرفه. قلت: ذكره محمد بن حبيب في كتاب المحبر. وقال جعفر المستغفري: كان عند الديوان في خلافة عمر. 10477- أبو ليلى عبد الرحمن بن عمرو بن كعب «2» . تقدم. 10478- أبو ليلى الأنصاري، والد عبد الرحمن. قيل اسمه بلال، وقيل بليل بالتصغير، وقيل داود بن بلال، وقيل أوس، وقيل يسار، وقيل اليسر. وقيل اسمه كنيته. وقال الكلبي: أبو ليلى بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. وقال غيره: شهد أحدا وما بعدها، ثم سكن الكوفة، وكان مع عليّ في حروبه. وقيل: إنه قتل بصفّين. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه ولده عبد الرحمن وحده. ووقع عند الدولابي أنه روى عنه أيضا عامر بن لدين قاضي دمشق، وليس كما قال، فإن شيخ عامر هو أبو ليلى الأشعري. وحديثه في السنن، فمنه عند أبي داود من رواية ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه: صليت إلى جنب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في صلاة تطوّع، فسمعته يقول: «أعوذ باللَّه من النّار ... » الحديث. وعند ابن ماجة، والبغويّ، من رواية ابن حبان، عن عبد الرحمن، عن أبيه: كنت جالسا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم إذا جاءه أعرابيّ، فقال له: إن لي أخا وجعا، قال: «وما وجعه؟» قال: به لمم «3» ... الحديث. وعند البغويّ، من طريق عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، قال: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فجيء بالحسن فبال عليه ... الحديث. وعند الدّارميّ، والحاكم، من طريق قيس بن مسلم، عن ابن أبي ليلى عن أبيه:   (1) أسد الغابة ت 6209، الاستيعاب ت 3193. (2) في أكعب بن عمرو، الاستيعاب ت 3194. (3) اللّمم: الطائف من الجنّ، ورجل ملموم به لمم، واللّمم، الجنون وقيل طرف من الجنون يلم بالإنسان، وهكذا كل ما ألمّ بالإنسان طرف منه. اللسان 5/ 4079. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 292 شهدت فتح خيبر، فانهزم المشركون فوقعنا في رحالهم. 10479- أبو ليلى: هو النابغة الجعديّ «1» . تقدم. 10480- أبو ليلى، كنى بها بعضهم عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه. وقيل: إنه المراد بقول الشاعر: إنّي أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا [البسيط] 10481- أبو ليلى الخزاعي «2» . ذكره ابن حبّان في الصحابة، وتبعه جعفر المستغفري، ثم أبو موسى. 10482- أبو ليلى الأشعري «3» . ذكره الطّبرانيّ في الصحابة، وأخرج من طريق أبي عمر القيسي، عن سليمان بن حبيب، عن عامر بن لدين الأشعري، عن أبي ليلى الأشعري، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «تمسّكوا بطاعة أئمّتكم، لا تخالفوهم، فإنّ طاعتهم طاعة اللَّه، وإنّ معصيتهم معصية اللَّه ... » الحديث. وفيه: «من ولي من أموركم شيئا فعمل بغير طاعة اللَّه فعليه لعنة اللَّه» «4» . قال أبو نعيم: أظن أبا عمر القيسي محمد بن سعيد المصلوب. قلت: ويؤيده أن أبا أحمد الحاكم أخرج هذا الحديث من طريق محمد بن أبي قيس، عن سليمان بن حبيب، وكذا أخرجه البغوي، ومحمد بن أبي قيس هو محمد بن سعيد المصلوب، وهو متروك. ووقع في رواية أبي أحمد: حدثنا أبو ليلى الأشعري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. 10483- أبو ليلى، صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: لم يثبت حديثه. ذكره البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، قاله أبو أحمد. ويجوز أن يكون هو الّذي قبله. 10484- أبو ليلى الغفاريّ «5» .   (1) أسد الغابة ت 6215، الاستيعاب ت 3195. (2) أسد الغابة ت 6212. (3) أسد الغابة ت 6210، الاستيعاب ت 3196. (4) أخرجه الدولابي في الكنى 1/ 51، وذكره الهيثمي في المجمع 5/ 220، والسيوطي في الدر 4/ 135 وابن عساكر كما في التهذيب 7/ 197. (5) أسد الغابة ت 6214، الاستيعاب ت 3198. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 293 ذكره أبو أحمد، وابن مندة، وغيرهما، وأخرجوا من طريق إسحاق بن بشر الأسدي أحد المتروكين، عن خالد بن الحارث، عن عوف، عن الحسن، عن أبي ليلى الغفاريّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصّدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمّة، وهو يعسوب «1» المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين» . القسم الثاني خال: القسم الثالث 10485- أبو ليلى: عبد اللَّه بن يزيد بن أصرم بن سعيد بن الهزم بن رويبة بن عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة الهذلي. تقدم في الأسماء. القسم الرابع 10486- آبي اللحم الغفاريّ «2» . ذكره الدّولابيّ، وابن السّكن في حرف اللام من كنى الصحابة، وتبعهما ابن مندة، وأنكر ذلك أبو نعيم فأصاب، قال: بي اسم فاعل من الإباء كما تقدم، وليست أداة كنية، وإنما لقّب بذلك لأنه كان لا يأكل اللحم كما تقدم في ترجمته في أول حرف الألف. قال ابن الأثير بعد حكاية قول أبي نعيم: ذكره المعافريّ، وتوهّم أنه كنيته وهو لقب، لا ريب في أنه ليس بكنية، وإن ذكره في الكنى وهم. قلت: لكن إفراد ابن مندة بالوهم فيه ليس بإنصاف، فإنه قلّد ابن السكن، وابن السكن، عمدة فاللوم عليه أشدّ منه على ابن مندة.   (1) اليعسوب: السّيد والرّئيس والمقدّم، وأصله فحل النحل النهاية 3/ 234. (2) أسد الغابة ت 6208. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 294 حرف الميم القسم الأول 10487- أبو مالك الأشعري «1» الحارث بن الحارث. مشهور باسمه وكنيته معا. 10488- أبو مالك الأشعري «2» كعب بن عاصم، مشهور باسمه، وربما كني، تقدم في الأسماء. قال البغوي: يقال له أبو مالك. 10489- أبو مالك الأشعري، آخر، مشهور بكنيته، مختلف في اسمه، قيل: اسمه عمرو، وقيل عبيد، قال سعيد البرذعيّ: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : أبو مالك الأشعري اسمه عمرو. رواه الحاكم أبو أحمد، وزاد غيره: هو عمرو بن الحارث بن هانئ. وقال غيره: هو الّذي روى عنه عبد الرحمن بن غنم حديث المعازف. 10490- أبو مالك الأنصاري: رافع بن مالك. 10491- أبو مالك الحنظليّ: شريك بن طارق. 10492- أبو مالك العامري: أبي بن مالك. 10493- أبو مالك الفزاري: عيينة بن حصن. 10494- أبو مالك الخثعميّ: عبد اللَّه- تقدموا في الأسماء. 10495- أبو مالك الجعديّ: ذكره البغوي ولم يخرج له شيئا. 10496- أبو مالك الأشجعي: لا يعرف اسمه. قال الحاكم أبو أحمد: حديثه في الحجاز، وليس هو الكوفي يعني سعد بن طارق التابعي. وقال أبو عمر: اسمه عمرو بن الحارث بن هانئ، وردّ عليه بأن هذا قيل في أبي مالك الأشعري. 10497- أبو مالك الأسلمي «3» . ذكره أبو بكر بن أبي عليّ، وأورد من طريق ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك الأسلمي- أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ردّ ماعزا ثلاث مرات، فلما جاء في الرابعة أمر به فرجم. استدركه أبو موسى.   (1) الاستيعاب ت 3199. (2) أسد الغابة ت 6218، الاستيعاب ت 3200. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 199. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 295 وذكر ابن حزم هذا الحديث، فقال : أبو مالك لا أعرفه. قلت: وهو عند النّسائيّ من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي مالك، عن رجل من الصحابة. 10498- أبو مالك القرظي، والد ثعلبة «1» . ذكره الواقدي، وقال: إنه قدم من اليمن وهو على دين اليهودية، فتزوّج امرأة من قريظة فانتسب فيهم، وهو من كندة. وقيل: اسمه عبد اللَّه. وذكر الحاكم أبو أحمد عن البخاريّ، قال: قال إبراهيم بن المنذر: حدثني إسحاق ابن جعفر عمن سمع عبد اللَّه بن جعفر، عن يزيد بن الهاد، عن ثعلبة بن أبي مالك- أن عمر دعا الأجناد، فدعا أبا مالك. ورواه الواقدي، عن عثمان بن الضحاك، عن ابن الهاد، عن ثعلبة- أن عمر سأل أبا مالك، وكان من علماء اليهود عن صفة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في التوراة، فقال: صفته في كتاب بني هارون الّذي لم يبدّل ولم يغيّر: أحمد من ولد إسماعيل يأتي بدين الحنيفية دين إبراهيم، يأتزر على وسطه، ويغسل أطرافه، وهو آخر الأنبياء ... فذكر الحديث بطوله. 10499- أبو مالك النّخعي «2» . قال ابن السّكن: يقال له صحبة، وأورد من طريق صفوان بن عمر، عن شريح بن عبيد- أن أبا مالك النخعي لما حضرته الوفاة قال: يا معشر النخع، ليبلّغ الشاهد منكم الغائب، إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «حلوة الدّنيا مرّة الآخرة، ومرّة الدّنيا حلوة الآخرة» «3» . 10500- أبو مالك العبديّ «4» . أخرج حديثه أبو جعفر الطّبريّ، من طريق داود بن أبي هند، عن أبي قزعة سويد بن   (1) أسد الغابة ت 6220. (2) تلقيح فهوم أهل الأثر 375، الكاشف 3/ 373، تهذيب التهذيب 12/ 219، تقريب التهذيب 2/ 461، خلاصة تذهيب 3/ 241، تهذيب الكمال 3/ 1643 تجريد أسماء الصحابة 2/ 199. (3) أخرجه أحمد في المسند 5/ 342 والطبراني في الكبير 3/ 331، والحاكم في المستدرك 4/ 310 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 252 وقال رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 631، 6316. (4) تفسير الطبري 7/ 8281. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 296 حجير، عن رجل في تفسير قوله تعالى: سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ [آل عمران: 180] ... الحديث. ومن طريق أخرى عن أبي قزعة مرسلا، ومن طريق أخرى عن داود عن أبي قزعة، عن أبي مالك العبديّ به، وأخرجه الثعلبي من هذا الوجه، لكن قال: عن رجل من قيس. وأبو قزعة تابعي بصري مشهور، لكنه كان يرسل عن الصحابة، فهو على الاحتمال. 10501- أبو مالك، غير منسوب. ذكره ابن مندة، وقال، نزل مصر، مجهول، ثم أورد من طريق عبد الرحيم بن زيد العمّي- وهو متروك، عن أبيه- وهو ضعيف، عن أبي مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من بلغ في الإسلام ثمانين سنة حرّم اللَّه عليه النّار، وكان في الدّرجات العلا» «1» . 10502- أبو مالك، غير منسوب. ذكره ابن مندة، فقال: روى عنه سنان بن سعد، قاله لي أبو سعيد بن يونس. ثم أورد ابن مندة من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أبي مالك، قال: سئل النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن أطفال المشركين، فقال: «هم خدّام أهل الجنّة» » قال أبو نعيم: المعروف عن يزيد عن سنان عن أنس بن مالك. قلت: وهو كذلك، ولكن قول أبي سعيد بن يونس لا يردّ بهذا، لأن هذا الحديث لم يتعين أنه مراد أبي سعيد بن يونس. 10503- أبو مالك، غير منسوب. ذكره المستغفريّ في الصحابة، وأخرج من طريق هشام بن الغاز بن ربيعة، عن أبيه، عن جده- أنه قال: يا أهل دمشق، ليكوننّ فيكم الخسف والمسخ والقذف، قالوا وما يدريك يا ربيعة؟ قال: هذا أبو مالك صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسلوه، وكان قد نزل عليه،   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42671 عن أنس ولفظه من بلغ من هذه الأمة ثمانين سنة حرم اللَّه جسده على النار وعزاه لابن النجار وأبو نعيم في الحلية عن عائشة. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 295، وأبو نعيم في الحلية 6/ 308 وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 168، والهيثمي في الزوائد 7/ 222 عن سمرة بن جندب، الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار وفيه عباد بن منصور وثقه يحيى القطان وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات، وعن أنس ولفظه الأطفال خدم أهل الجنة رواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفي إسناد أبي يعلى يزيد الرقاشيّ وهو ضعيف وقال فيه ابن معين رجل صدق ووثقه ابن عدي وبقية رجالهما رجال الصحيح. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 فأتوه فقالوا: ما يقول ربيعة؟ قال: سمعته من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في أمّتي ... » فذكره، واستدركه. ولا يبعد أنه هو أبو مالك الأشعري. 10504- أبو المجبّر «1» ، بالجيم، أو المهملة. قال يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ في مسندة: حدثنا مبارك بن سعيد الثوري، عن جليد الثوري، عن أبي المجبر، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. «من عال ابنتين أو ابنين أو عمّتين أو جدّتين فهو معي في الجنّة كهاتين» «2» - وضمّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إصبعيه السبابة والتي جنبها، فإن كنّ ثلاثا فهو مفرح، وإن كنّ أربعا أو خمسا فيا عباد اللَّه أدركوه، أقرضوه، ضاربوه. وأخرجه مطيّن في الصحابة عن الحمّانيّ، والطّبرانيّ، عن مطين، وأبو موسى، من طريقه. وأخرج من طريق الحسن بن عرفة، عن المبارك بهذا السند حديثا آخر. 10505- أبو مجزأة الأسلمي: هو أزهر والد مجزأة، مشهور باسمه، وتقدم، ووقع في مسند بقي بكنيته. 10506- أبو مجيبة «3» ، بضم أوله وكسر الجيم وبموحدة. ذكره ابن حبّان في الصحابة. وقال أبو عمر: لا أعرفه. وقال البغوي : أبو مجيبة أو عمها سكن البصرة. قلت: هو والد مجيبة الباهلي أو الباهلية، وقع عند ابن ماجة، عن مجيبة الباهلي، عن أبيه. وعند ابن أبي داود: مجيبة الباهلية، عن أبيها، وأفاد البغوي أن اسم والد مجيبة عبد اللَّه بن الحارث. والصواب أنّ مجيبة امرأة. فقد وقع عند سعيد بن منصور، عن ابن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي سليل، عن مجيبة الباهلية عجوز من قومها. 10507- أبو محجن الثقفي الشاعر المشهور «4» ، مختلف في اسمه، فقيل: هو عمرو بن جبيّب بن عمرو بن عمير بن عوف بن [عقدة بن غيرة بن عوف بن] ثقيف. وقيل اسمه [كنيته، وكنيته أبو عبيد. وقيل: اسمه مالك. وقيل] «5» اسمه عبد اللَّه. وأمه كنود بنت عبد اللَّه بن عبد شمس.   (1) المشتبه ص 571. (2) ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 165 وعزاه للطبراني وقال: فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. (3) تلقيح فهوم أهل الأثر 375، تهذيب التهذيب 12/ 222، تقريب التهذيب 2/ 469، تهذيب الكمال 3/ 1644، تجريد أسماء الصحابة 2/ 200. (4) أسد الغابة ت 6228، الاستيعاب ت 3203. (5) سقط في أ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 298 قال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، قال. ويخيل إليّ أنه صاحب سعد بن أبي وقاص الّذي أتى به إليه وهو سكران، فإن يكن هو فإن اسمه مالك، ثم ساق من طريق أبي سعد البقال، عن أبي محجن، قال: أشهد على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «أخاف على أمّتي من بعدي ثلاثة: تكذيب بالقدر، وتصديق بالنّجوم» ، وذكر الثالثة. وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، فقال في الثالثة: وحيف الأئمة. وأبو سعد ضعيف، ولم يدرك أبا محجن. وقال أبو أحمد الحاكم: الدليل على أن اسمه مالك ما حدثنا أبو العباس الثّقفي، حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا أبو معاوية، حدثنا عمرو بن المهاجر، عن إبراهيم بن محمد ابن سعد، عن أبيه، قال: لما كان يوم القادسية أتى سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر، فأمر به فقيّد، وكان بسعد جراحة فاستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، وصعد سعد فوق البيت لينظر ما يصنع الناس، فجعل أبو محجن يتمثل: كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا عليّ وثاقيا «1» [الطويل] ثم قال لامرأة سعد، وهي بنت خصفة: ويلك! خلّيني فلك اللَّه عليّ إن سلمت أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد، وإن قتلت استرحتم مني، فخلّته، ووثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء، ثم أخذ الرمح، وانطلق حتى أتى الناس، فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزمهم اللَّه، فجعل الناس يقولون: هذا ملك، وسعد ينظر. فجعل يقول: الضّبر ضبر «2» البلقاء، والطّفر طفر «3» أبي محجن، وأبو محجن في القيد. فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجله في القيد، فأخبرت بنت خصفة سعدا بالذي كان من أمره، فقال: لا واللَّه لا أحدّ اليوم رجلا أبلى اللَّه المسلمين على يديه ما أبلاهم. قال: فخلّى سبيله. فقال أبو محجن: لقد كنت أشربها إذ كان يقام عليّ الحدّ أطهر منها، فأمّا إذا بهرجتني فو اللَّه لا أشربها أبدا. قلت: استدل أبو أحمد- رحمة اللَّه- بأنّ اسمه مالك بما وقع في هذه القصة من قول   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3203) . (2) الضّبر: يقال: ضبر الفرس ضبرا وضبرانا إذا عدا وفي المحكم: جمع قوائمه ووثب، وكذلك المقيّد في عدوه قال الأصمعي: إذا وثب الفرس فوقع مجموعة يداه فذلك الضبر. اللسان/ 4/ 2547. (3) الطّفر: وثبة في ارتفاع كما يطفر الإنسان حائطا أي يثبه. اللسان 4/ 2679. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 299 الناس: هذا ملك، وليس هذا نصّا فيما أراد، بل الظاهر أنّهم ظنوه ملكا من الملائكة، ويؤيد هذا الظاهر أن أبا بكر بن أبي شيبة أخرج هذه القصة عن أبي معاوية بهذا السند، وفيها أنهم ظنوه ملكا من الملائكة، وقوله في القصة: الضّبر ضبر البلقاء: هو بالضاد المعجمة والباء الموحدة: عدو الفرس. ومن قال بالصاد المهملة فقد صحّف. نبه على ذلك ابن فتحون في أوهام الاستيعاب. واسم امرأة سعد المذكورة سلمى، ذكر ذلك سيف في الفتوح، وسماها أبو عمر أيضا، وساق القصة مطولة، وزاد في الشعر أبياتا أخرى، وفي القصة: فقاتل قتالا عظيما، وكان يكبّر ويحمل، فلا يقف بين يديه أحد، وكان يقصف الناس قصفا منكرا، فعجب الناس منه وهم لا يعرفونه. وأخرج عبد الرّزّاق بسند صحيح، عن ابن سيرين: كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون ... فذكر القصة بنحو ما تقدم، لكن لم يذكر قول المسلمين: هذا ملك، بل فيه: إن سعدا قال: لولا أني تركت أبا محجن في القيد لظننتها بعض شمائبه، وقال في آخر القصة: فقال: لا أجلدك في الخمر أبدا، فقال أبو محجن: وأنا واللَّه لا أشربها أبدا، قد كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم، فلم يشربها بعد. وذكر المدائنيّ، عن إبراهيم بن حكيم، عن عاصم بن عروة- أن عمر غرّب أبا محجن، وكان يدمن الخمر، فأمر أبا جهراء البصري ورجلا آخر- أن يحملاه في البحر، فيقال: إنه هرب منهما، وأتى العراق أيام القادسية. وذكر أبو عمر نحوه، وزاد أن عمر كتب إلى سعد بأن يحسبه فحبسه. وذكر ابن الأعرابيّ، عن ابن دأب- أن أبا محجن هوى امرأة من الأنصار يقال لها شموس، فحاول النظر إليها فلم يقدر فآجر نفسه من بنّاء يبني بيتا بجانب منزلها، فأشرف عليها من كوة فأنشد: ولقد نظرت إلى الشّموس ودونها ... حرج من الرّحمن غير قليل [الكامل] فاستعدى زوجها عمر، فنفاه، وبعث معه رجلا يقال له أبو جهراء كان أبو بكر يستعين به ... فذكر القصة، وفيها: أن أبا جهراء رأى من أبي محجن سيفا فهرب منه إلى عمر، فكتب عمر إلى سعد يأمره بسجنه، فسجنه ... فذكر قصته في القتل في القادسية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 300 وقال عبد الرّزّاق، عن ابن جريج: بلغني أنّ عمر بن الخطاب حدّ أبا محجن بن حبيّب بن عمرو بن عمير الثقفي في الخمر سبع مرات. وقيل: دخل أبو محجن على عمر فظنّه قد شرب، فقال: استنكهوه، فقال أبو محجن: هذا التجسّس الّذي نهيت عنه، فتركه. وذكر ابن الأعرابيّ، عن الفضل الضبي، قال: قال أبو محجن في تركه شرب الخمر: رأيت الخمر صالحة وفيها ... مناقب تهلك الرّجل الحليما فلا واللَّه أشربها حياتي ... ولا أشفي بها أبدا سقيما [الوافر] وذكر ابن الكلبيّ، عن عوانة قال، دخل عبيد بن أبي محجن على عبد الملك بن مروان، فقال: أبوك الّذي يقول: إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمة ... تروّي عظامي بعد موتي عروقها «1» [الطويل] فذكر قصته. وأوردها ابن الأثير بلفظ: قيل إنّ ابنا لأبي محجن دخل على معاوية فقال له: أبوك الّذي يقول ... فذكر البيت، وبعده: ولا تدفننّي بالفلاة فإنّني ... أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها [الطويل] قال: لو شئت لقلت أحسن من هذا من شعره. قال: وما ذاك؟ قال قوله: لا تسأل النّاس عن مالي وكثرته ... وسائل النّاس عن حزمي وعن خلقي اليوم أعلم أنّي من سراتهم ... إذا تطيش يد الرّعديدة الفرق قد أركب الهول مسدولا عساكره ... وأكتم السّرّ فيه ضربة العنق أعطي السّنان غداة الرّوع حصّته ... وعامل الرّمح أرويه من العلق عفّ المطالب عمّا لست نائله ... وإن طلبت شديد الحقد والحنق قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم ... وقد يسوم سوام العاجز الحمق   (1) ينظر الاستيعاب ترجمة رقم (3203) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، وتنظر الأبيات في تاريخ الطبري 3/ 549، والأغاني للأصفهاني 21/ 139، 140. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 301 سيكثر المال يوما بعد قلّته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق «1» [البسيط] فقال معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسننّ الفعل، وأجزل صلته. وقد عاب ابن فتحون أبا عمر على ما ذكره في قصة أبي محجن إنه كان منهمكا في الشراب، فقال: كان يكفيه ذكر حدّه عليه، والسكوت عنه أليق، والأولى في أمره ما أخرجه سيف في الفتوح أن امرأة سعد سألته فيم حبس؟ فقال: واللَّه ما حبست على حرام أكلته ولا شربته، ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية فندّ كثيرا على لساني وصفها، فحبسني بذلك، فأعلمت بذلك سعدا، فقال: اذهب، فما أنا بمؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله. قلت: سيف ضعيف، والروايات التي ذكرناها أقوى وأشهر. وأنكر آبن فتحون قول من روى أن سعدا أبطل عنه الحد، وقال: لا يظنّ هذا بسعد، ثم قال: لكن له وجه حسن ولم يذكره، وكأنه أراد أن سعدا أراد بقوله: لا يجلده في الخمر بشرط أضمره، وهو إن ثبت عليه أنه شربها، فوفّقه اللَّه أن تاب توبة نصوحا، فلم يعد إليها كما في بقية القصة، قال: قيل إن أبا محجن مات بأذربيجان وقيل بجرجان. 10508- أبو محذورة المؤذن «2» ، اسمه أوس، ويقال سمرة بن معير، بكسر أوله وسكون المهملة وفتح التحتانية المثناة، وهذا هو المشهور. وحكى ابن عبد البرّ أنّ بعضهم ضبطه بفتح العين وتشديد التحتانية المثناة بعدها نون- ابن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جمح- قال البلاذري، الأثبت أنه أوس، وجزم ابن حزم في كتاب النسب بأن سمرة أخوه، وخالف أبو اليقظان في ذلك، فجزم بأن أوس بن معير قتل يوم بدر كافرا، وأن أمم أبي محذورة سلمان بن سمرة. وقيل سلمة بن معير، وقيل اسم أبي محذورة معير بن محيريز. وحكى الطّبريّ أن اسم أخيه الّذي قتل ببدر أنيس. وقال أبو عمر: اتفق الزبير وعمه وابن إسحاق والمسيبي على أن اسم أبي محذورة أوس، وهم أعلم بأنساب قريش. ومن قال: إن اسمه سلمة فقد أخطأ. وروى أبو محذورة عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أنه علّمه الأذان، وقصته بذلك في صحيح مسلم   (1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (6228) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3203) . (2) أسد الغابة ت 6229، الاستيعاب ت 3204. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 302 وغيره، وفي رواية همام، عن ابن جريج- أنّ تعليمه إياه كان بالجعرانة. وقال ابن الكلبيّ: لم يهاجر أبو محذورة، بل أقام بمكة إلى أن مات بعد موت سمرة بن جندب، وقال غيره: مات سنة تسع وخمسين. وقيل سنة تسع وسبعين. 10509- أبو محصن الأشعري: هو عكّاشة بن محصن. تقدم في الأسماء. 10510- أبو محمد الأنصاري «1» . ذكره مالك في «الموطّأ» ، من طريق عبد اللَّه بن محيريز، عن المذحجي- أن رجلا كان بالشام يكنى أبا محمد كانت له صحبة، قال: إن الوتر واجب، وذكر له قصة مع عبادة بن الصامت. وأخرجه أبو داود وغيره، من طريق مالك، قيل اسمه مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم. وقيل: مسعود [بن زيد] بن سبيع. وقيل: اسمه قيس بن عامر بن عبد بن الحارث الخولانيّ، حليف بن حارثة من الأوس. وقيل مسعود بن يزيد: عداده في الشاميين، وسكن داريّا. وقيل: اسمه سعد بن أوس. وقيل قيس بن عباية. وقال ابن يونس: شهد فتح مصر. وقال ابن سعد: مات في خلافة عمر، وزعم ابن الكلبيّ، أنه شهد مع علي صفّين، وفي كتاب قيام الليل لمحمد بن نصر، من طريق عبد اللَّه بن محيريز، عن أبي رفيع، قال: تذاكرنا الوتر، قال رجل من الأنصار يكنى أبا محمد من الصحابة. 10511- أبو محمد: طلحة بن عبيد اللَّه التيمي، وعبد الرحمن بن عوف الزهري، وجبير بن مطعم، وعبد اللَّه بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه صاحب الأذان، وعبد اللَّه بن زيد بن عاصم راوي حديث الوضوء، وعبد اللَّه بن بحينة الأزدي، وحاطب بن أبي بلتعة، وثابت بن قيس بن شمّاس الأنصاري، وكعب بن عجرة البلوي، وحمزة بن عمرو الأسلمي، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وحويطب بن عبد العزي القرشي، وعبد اللَّه بن أبي حدرد الأسلمي، وعبد الرحمن بن يزيد بن حارثة، وعبد اللَّه بن مخرمة العامري، والأشعث بن قيس الكندي، ومحمود بن الربيع الأنصاري، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص في قول. تقدموا كلهم في الأسماء. 10512- أبو محرّث: اسمه خالد. تقدم.   (1) الجرح والتعديل 9/ 433، التاريخ الكبير 9/ 66، تاريخ الثقات للعجلي 2034، معرفة الثقات للعجلي 2244، الإلماع للقاضي عياض 29، معجم رجال الحديث 22/ 35، تنقيح المقال 3/ 33. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 303 10513- أبو مخارق «1» ، والد قابوس. ذكر في قابوس في القاف. 10514- أبو مخشي الطائي «2» ، حليف بني أسد. كان من المهاجرين الأولين، وممن شهد بدرا، ويقال: إن اسمه سويد بن مخشي. ذكره ابن سعد، عن أبي حبيبة، ويقال ابن عدي. ذكره عن أبي معشر، ويقال زيد بن مخشي، ويقال ابن حمير. 10515- أبو مخشي، آخر. فرق عبد اللَّه بن محمد بن عمارة بينه وبين الّذي قبله، فقال في الأول: اسمه زيد بن حمير، شهد بدرا لا شك فيه، وقال في الثاني: اسمه سويد بن مخشي، شهد أحدا، ولم يشهد بدرا. حكاه ابن سعد، وجزم ابن سعد بأنّ زيد بن حمير يكنى أبا مخشي. وقد تقدمت ترجمته في حرف القاف. 10516- أبو مدينة الدارميّ «3» عبد اللَّه بن محصن تقدم في الأسماء. 10517- أبو مذكر الراقي. له ذكر في حديث ضعيف، أخرجه الترمذي الحكيم في «نوادر الأصول» في الأصل الثالث والثمانين، من طريق العرزميّ- أحد الضعفاء، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كان بالمدينة رجل يكنى أبا مذكر يرقى من العقرب، فينفع اللَّه بذلك، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا أبا مذكر، ما رقيتك هذه؟ أعرضها عليّ» فقال: شجنة قرنية ملحة بحر قفطا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: لا بأس بهذا «4» ، وهذه مواثيق أخذها سليمان بن داود على الهوام. قال الحكيم: ذكر لنا أنها بلغة حمير، ثم أسند من طريق مغيرة، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: كلمات بالحميرية. 10518- أبو مذكور الأنصاري «5» .   (1) الكاشف 3/ 375، التاريخ الكبير 9/ 75، تهذيب التهذيب 12/ 226، تقريب التهذيب 2/ 470، خلاصة تذهيب 3/ 243، تهذيب الكمال 3/ 1645، تجريد أسماء الصحابة 2/ 200. (2) أسد الغابة ت 6233، الاستيعاب ت 3207. (3) أسد الغابة ت 6234. (4) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 415 عن جابر بن عبد اللَّه وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ولم يقره الذهبي. (5) الكنى والأسماء 2/ 109. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 304 ثبت ذكره في حديث بيع المدبّر. أخرجه مسلم، من طريق أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر، وجاء في سائر الروايات غير مسمى. 10519- أبو المرازم يعلى بن مرة الثقفي. تقدم. 10520- أبو مرازم، آخر. ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، ولم يذكر له اسما. 10521- أبو مراوح الليثي قال أبو داود: له صحبة. وذكره ابن مندة وعزاه لأبي داود، وسماه واقد بن أبي واقد، وهو غير أبي مراوح الغفاريّ، فيردّ على المزّي حيث قال في ترجمة الغفاريّ: الليثي فجعلهما واحدا. 10522- أبو مرثد الغنوي «1» : كناز بن الحصين، ويقال حصين بن كناز. وقيل: اسمه أيمن. قال البغوي: كناز بن الحصين، ويقال: ابن حصن، والمشهور الأول. وحكى ابن أبي خيثمة، عن أبيه، وعن أحمد بن حنبل الثاني. قال البغويّ: وفي كتاب ابن إسحاق: كناز بن حصن بن يربوع بن عمرو بن خرشة بن سعد بن طريف بن جلان بن غنم بن غني بن يعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر، أبو مرثد الغنوي. سكن الشام، وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حديثا، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقال الزّهريّ: أبو مرثد، وابنه مرثد- حليفان لحمزة، وحديثه عند مسلم، والبغوي، وغيرهما، من طريق بشر بن عبيد اللَّه، عن واثلة بن الأسقع- أنه سمعه يقول وهو في المقبرة: سمعت أبا مرثد الغنوي صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلّوا إليها» «2» . 10523- أبو مرحب سويد بن قيس «3» .   (1) أسد الغابة ت 6237، الاستيعاب ت 3210. (2) من رواية أبي مرثد الغنوي أخرجه مسلم 2/ 668 في الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه (97/ 972) . (3) أسد الغابة ت 6238، الاستيعاب ت 3211. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 305 وأبو مرحب: محمد بن صفوان- تقدما. 10524- أبو مرحب، آخر «1» تقدم في مرحب. 10525- أبو مرّة الطائفي «2» . ذكره مطين في الصحابة، وله رواية عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه مكحول، قال البغويّ: سكن الطائف، ثم أخرج هو، وأحمد، والنسائي، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي مرة الطائفي: سمعت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «قال اللَّه: يعجز ابن آدم أن يصلّي أوّل النّهار أربع ركعات أكفه آخره» . قال البغويّ: لا أعلمه إلا من رواية سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول. قلت: هذه رواية يحيى بن إسحاق، عن سعيد، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همام، وهو المحفوظ. أخرجه النسائي. 10526- أبو مرّة بن عروة «3» بن مسعود الثقفي «4» . قال أبو عمر: له ولأبيه صحبة. وقال أيضا: ولد على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال الواقدي: خرج أبو مرة وأبو المليح ابنا عروة بن مسعود إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فأعلماه بقتل أبيهما، وأسلما. ولأبي مرة بنت اسمها ليلى، تزوّجها الحسن بن علي، وأمّها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، وفيها يقول الحارث بخالد المخزومي: أطافت بنا شمس النّهار ومن رأى ... من النّاس شمسا في المساء تطوف أبو أمّها أوفى قريش بذمّة ... وأعمامها إمّا سألت ثقيف [الطويل] 10527- أبو مرّة، غير منسوب. ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق أبي حمزة السكري، عن جابر- هو ابن يزيد الجعفي- أحد الضعفاء، عن يزيد بن مرة، عن جده، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم إذا ضحك وضع يده على فمه. 10528- أبو مرّة، مولى العباس. تقدم في أبي حلوة.   (1) أسد الغابة ت 6239. (2) الكاشف 3/ 376، تهذيب التهذيب 12/ 229، تقريب التهذيب 2/ 471، خلاصة تذهيب 3/ 243 تجريد أسماء الصحابة 2/ 201، العقد الثمين 8/ 101. (3) في أعمرو. (4) أسد الغابة ت 6242، الاستيعاب ت 3212. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 306 10529- أبو مروان الأسلمي: اسمه معتب بن عمرو. وقيل سعد. وقيل عبد الرحمن بن مصعب. روى عن عمر، وعلي، وأبي ذر، وأبي معتب بن عمر، وكعب الأحبار وغيرهم. وقيل: إن له صحبة. ذكره في الصحابة وسماه معتب بن عمرو، كما تقدم في حرف الميم وله قصة مع عمر، قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن عيسى بن حفص، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: خرجنا مع عمر نستسقي ... فذكر بعضه. 10530- أبو مريم الجهنيّ: عمرو بن مرة. تقدم في الأسماء. 10531- أبو مريم الجهنيّ، آخر «1» . ويحتمل أن يكون الأول. ذكره الزّبير بن بكّار في أخبار المدينة، من طريق خارجة بن رافع الجهنيّ، قال: جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يعود رجلا من أصحابه من جهينة من بني الربعة، يقال له أبو مريم، فعاده بين منزل بني قيس العطار الّذي فيه الأراكة، وبين منزلهم الآخر الّذي في دور الأنصار، فصلى في ذلك المنزل، فقال نفر من جهينة لأبي مريم: لو لحقت برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فسألته أن يخطّ لنا مسجدا، فلحقه، فقال: «ما لك يا أبا مريم» ؟ قال: لو خططت لقومي مسجدا. قال: فجاء فخطّ لهم مسجدهم في بني جهينة. 10532- أبو مريم السلولي «2» . هو مالك بن ربيعة. تقدم في الأسماء. 10533- أبو مريم الكندي «3» . ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا. وذكره ابن السكن في الصحابة. وقال أبو أحمد الحاكم: له صحبة، وحديثه في أهل الشام، وليس هو الغساني، ثم ساق من طريق إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن حجر بن مالك، عن أبي مريم الكندي، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أنه أتى بضب وهو يسير فوضعه على بسطة الرحل فنخره بقضيب كان معه، فتناول الضبّ القضيب بيده، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ألا إنّ هذا وأشباهه كانوا أمما من الأمم فعصوا اللَّه، فجعلهم خشاشا من خشاش الأرض» . إسناده ضعيف.   (1) أسد الغابة ت 6243. (2) أسد الغابة ت 6246، الاستيعاب ت 3213. (3) الكاشف 3/ 376، تهذيب التهذيب 12/ 231، الكنى والأسماء 1/ 53، تجريد أسماء الصحابة 2/ 202. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 307 10534- أبو مريم الغساني «1» ، جد أبي بكر بن أبي مريم. وقال ابن السّكوني: أبو مريم الأزدي. وأخرج هو وأبو أحمد الحاكم، وابن مندة من طريق بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، إنه ولدت لي الليلة جارية. قال: «واللّيلة أنزلت عليّ سورة مريم «2» [فسمّها مريم] » «3» فكان يكنى أبا مريم. 10535- أبو مريم الفلسطيني الأزدي. ذكره الطّبريّ، وأخرج من طريق الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم، عن القاسم بن مخرمة، عن أبي مريم الفلسطيني، وكان من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقال البغويّ: أبو مريم سكن فلسطين، ووفد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، يقال له عمرو بن مرة الجهنيّ. وأخرج أبو داود في كتاب «الخراج» من «السّنن» ، «والتّرمذيّ» ، من طريق يحيى بن حمزة، عن يزيد بهذا الإسناد، فقالا: عن أبي مريم الأزدي، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من ولي من أمور النّاس شيئا فاحتجب عن خلّتهم وحاجتهم احتجب اللَّه عن خلّته وحاجته وفاقته» «4» ، قال: فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس. وأخرجه البغويّ، من طريق الوليد بن مسلم، عن يزيد. وأخرجه ابن أبي عاصم، وسمويه، والطبراني في مسند الشاميين، من طريق صدقة بن خالد، عن يزيد، عن رجل من أهل فلسطين، يكنى أبا مريم. وفي رواية الطّبرانيّ: عن رجل من بني الأزد. وترجم له ابن أبي عاصم: أبو مريم السكونيّ، وأظن قوله السكونيّ وهما. وذكر التّرمذيّ- عن البخاريّ- أن صاحب هذا الحديث هو عمرو بن مرة الجهنيّ. وأورد التّرمذيّ، من طريق علي بن الحكم، عن الحسن، قال: قال عمرو بن مرة   (1) الكنى والأسماء 1/ 53، تجريد أسماء الصحابة 2/ 202، الجرح والتعديل 9/ 436. (2) ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 55 وعزاه للطبراني وقال ابنه سليمان سلمة الخبائري. (3) سقط في أ. (4) أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 437 وأبو داود 3/ 357 (2948) والدولابي في الكنى ص 54 والحاكم في المستدرك 4/ 93 وصحح إسناده وأقره الذهبي والبيهقي في السنن 10/ 101 والطبراني في الكبير 22/ 331 (832) وذكره المتقي الهندي في كنز العمال 6/ 35 (14739) وعزاه أيضا للبغوي في معجم الصحابة ولابن قانع في المعجم. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 308 لمعاوية: إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من أغلق بابه ... » » فذكر الحديث بنحوه. وقال: غريب، ويروى من غير وجه عن عمرو بن مرة. وذكر البخاري أنه عمرو بن مرة الجهنيّ، وكأنه سلف البغوي في ذلك، وفيه نظر، فإن سند الحديثين مختلف، وكذا سياق المتن. وقد جزم غير واحد بأنه غيره. وقال ابن عساكر: أبو مريم الأزدي من الصحابة قدم دمشق على معاوية، وروى حديثا واحدا، وساقه من طريق محمد بن شعيب بن سابور، عن أبي المعطل مولى بني كلاب، وكان قد أدرك معاوية، قال: قدم رجل من الصحابة يقال له أبو مريم غازيا ... فذكر قصته مع معاوية، وزاد، فقال معاوية: ادعوا لي سعدا- يعني حاجبه، فقال: اللَّهمّ إني أخلع هذا من عنقي، وأجعله في عنق سعد، من جاء يستأذن علي فائذن له، يقضي اللَّه على لساني ما شاء. وأخرجه في ترجمة أبي المعطّل، من طريق الطبراني في الأوسط، عن إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن محمد بن شعيب، وقال في آخره: كان أبو المعطل من الثقات. قال ابن عساكر: فرّق ابن سميع بين أبي مريم هذا وبين عمرو بن مرة. وأما قول ابن أبي عاصم: إنه سكوني فلا يثبت. وأبو مريم السكونيّ، آخر، تابعي معروف، يروي عن ثوبان، وعنه عبادة بن نسيّ، ذكره البخاري وغيره، وهذا قد صرح بسماعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. 10536- أبو المساكين «2» : هو جعفر بن أبي طالب. كناه بها النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، لأنه كان يلازمهم. 10537- أبو مسعود البدري «3» : هو عقبة بن عمرو، معروف باسمه وكنيته. تقدم. 10538- أبو مسعود بن مسعود الغفاريّ «4» اسمه عبد اللَّه، وقيل عروة، ولا يجيء في الرواية إلا غير مسمى. يأتي في ابن مسعود في المبهمات.   (1) ذكره المتقي الهندي في الكنز (14746) وعزاه للحاكم عن عمرو بن مرة الجهنيّ وفي الحاكم 4/ 94 وقال الذهبي: صحيح. (2) ريحانة الأدب 7/ 260. (3) أسد الغابة: ت 6251، الاستيعاب: ت (3216) . (4) أسد الغابة: ت (6250) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 309 10539- أبو مسلم «1» : أهبان بن صيفي الغفاريّ. 10540- أبو مسلم: إياس بن سلمة الأسلمي- تقدما في الأسماء. 10541- أبو مسلم الجليلي «2» : بالجيم، ويقال الجلولي بالواو. يأتي في القسم الثالث. 10542- أبو مسلم الخزاعي. ذكره الدولابي في الكنى، وقال: له صحبة. 10543- أبو مسلم المرادي «3» . سكن مصر، ذكره ابن يونس في تاريخها، وقال: له صحبة، وكان على شرطة مصر لعمرو بن العاص. وقال البغويّ، وابن السّكن: له صحبة. وأوردا من طريق سويد بن أبي حاتم، عن عبد اللَّه بن عياش، عن عمرو بن يزيد، عن أبي مسلم- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم- أن رجلا قال: يا رسول اللَّه، أخبرني بعمل يدخلني الجنة. قال: «أحيّة والدتك فتبرّها؟» «4» قال: ليس لي والدة. قال: «فأطعم الطّعام، وأطب الكلام» . قال البغويّ: لم يثبت. 10544- أبو مصبح الهرمي، مولى صفوان بن المعطل. قال أبو علي الهجريّ في النوادر: له صحبة. 10545- أبو مصرّف، روى طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن جده. مختلف في اسم جده: قيل كعب، وقيل عمرو- ذكره البغوي في الكنى. 10546- أبو مصعب الأسلمي. تقدم في مصعب. 10547- أبو مطرف: سليمان بن صرد الخزاعي. تقدم. 10548- أبو معاذ: رفاعة بن رافع الأنصاري. تقدم. 10549- أبو معاوية الدئلي «5» : نوفل بن معاوية. تقدم.   (1) تنقيح المقال 3/ 34. (2) أسد الغابة: ت (6253) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 203. (4) أخرجه ابن ماجة بلفظ أحية أمك ... الحديث ابن ماجة 2/ 930 في كتاب الجهاد باب 12 الرجل يغزو وله أبوان حديث رقم 2781. (5) أسد الغابة: ت 6259. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 310 10550- أبو معبد بن حزن بن أبي وهب المخزومي، عم سعيد بن المسيب «1» . له ولأخيه المسيب صحبة، وذكره الزبير بن بكار في كتاب النسب. 10551- أبو معبد الخزاعي، زوج أم معبد «2» . ذكره ابن الأثير، وقال: تقدم في حبيش. والّذي تقدم في حبيش إنما وصف بأنه أخو أم معبد، وأما زوجها فلم يسمّ. وقد ترجم ابن مندة لمعبد بن أبي معبد ولم يسمّ أباه، وأورد قصة أم معبد من روايته، وأخرج البخاري في «التاريخ» ، وابن خزيمة في «صحيحه» والبغوي- قصة أم معبد من طريق الحر بن الصباح النخعي، عن أبي معبد الخزاعي، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، ودليلهم عبد اللَّه بن أريقط الليثي، فمرّوا بخيمة أم معبد ... وفي آخره عند البغوي: قال عبد الملك: بلغني أن أم معبد هاجرت وأسلمت. قال البخاري: هذا مرسل، وأبو معبد مات قبل النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. 10552- أبو معتب بن عمرو الأسلمي «3» ، والد أبي مروان المتقدم قريبا. ذكره ابن مندة، وقال: ذكره أبو حاتم في الصحابة، ولا يثبت، ثم أورد من طريق ابن إسحاق: حدثني من لا أتهمه، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن أبي معتب- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه، وأنا فيهم: «قفوا ندعو اللَّه: اللَّهمّ ربّ السّماوات السّبع وما أظللن، وربّ الأرضين وما أقللن، وربّ الشّياطين وما أضللن ... » الحديث. وذكر الواقديّ في الرّدّة، عن صدقة بن عتبة الأسلمي، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن جده أبي معتب، قال: كنت فيمن صالح أهل البحرين، فصالح الأشعث زياد بن لبيد على أن يؤمن سبعين رجلا منهم. واختلف في ضبطه فقيل بالمهملة والمثناة الثقيلة وآخره موحدة. وقيل بالمعجمة المكسورة وآخره مثلثة. وبالأول جزم ابن عبد البر تبعا للواقدي، وبالثاني ابن ماكولا تبعا للطبري. 10553- أبو معدان، جد خالد بن معدان. ذكره الدولابي في الكنى، وذكره غيره في المبهمات.   (1) أسد الغابة: ت 6261. (2) أسد الغابة: ت 6262، الاستيعاب: ت 3219. (3) الكنى والأسماء 1/ 55، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 311 10554- أبو معقل الأسدي، ويقال الأنصاري، اسمه الهيثم كما تقدم التنبيه عليه في حرف الهاء، ويقال: إنه أنصاري حالف بني أسد، ويقال: بل هو أسدي حالف الأنصار، وهو الهيثم بن نهيك بن إساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة. ويقال: إنه شهد أحدا. ويقال: إنه مات في حجة الوداع. قال ابن مندة: له صحبة. روى حديثه الأعمش، عن عمارة بن عمير، وجامع بن شداد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عنه- أنه جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إن أم معقل جعلت عليها حجة ... الحديث. هذه رواية النّسائيّ، وأخرجه أبو داود، من طريق الأعمش، وزاد محمد بن عبد اللَّه ابن زكريا بن حيوة، أحد رواة السنن، عن النسائي، قال: أبو معقل اسمه الهيثم. وأخرجه ابن مندة، من طريق أبي عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، قال: أخبرني رسول مروان الّذي أرسله إلى أم معقل، قال: تهيأ أبو معقل حاجا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالت أم معقل: قد علمت أنّ عليّ حجة، وأن لأبي معقل بكرا. قال أبو معقل: صدقت، جعلته في سبيل اللَّه قال: فلتحجّ عليه، فإنه في سبيل اللَّه، فأعطاها البكر، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد كبرت وسقمت، فهل من عمل يجزي عني من حجتي. قال: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» . وأخرجه ابن مندة عاليا، من رواية محاضر بن الموزع، عن الأعمش، فقال فيه: جاء معقل أو أبو معقل. وأخرجه النسائي، من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن امرأة من بني أسد يقال لها أم معقل به. وأخرج التّرمذيّ حديث: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» - من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن ابن أبي معقل، عن أم معقل. وأخرجه ابن ماجة، من طريق أبي شيبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي معقل. وأبو شيبة ضعيف، لكن تابعه شريك، عن أبي إسحاق. أخرجه ابن السّكن، من طريقه، وأبو نعيم من طريق مطين، عن شيخ له عن شريك. قال ابن مندة: ورواية إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن أبي معقل، عن أم معقل. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 312 ورواه غيره عن أبي إسحاق، عن عيسى بن معقل، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام عن جدته أم معقل. ورواه موسى بن عقبة، عن عيسى بن معقل، عن جدته، ولم يذكر يوسف. ورواه مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أم معقل. ورواه إبراهيم بن محمّد، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن الحارث بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن أم معقل. وله طريق أخرى من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معقل، عن أمه- تقدمت في ترجمة معقل بن أم معقل في أسماء الرجال. 10555- أبو معقل، غير منسوب «1» . ذكر إبراهيم بن عبد اللَّه الخزاعيّ في «الكنى» أنه هو الّذي روى حديث النهي عن استقبال القبلتين. حكى ذلك الحاكم أبو أحمد. والحديث المذكور عند أبي داود وغيره من حديث معقل بن أبي معقل. وقد تقدم بيانه في الأسماء، هل هو ولد أبي معقل الّذي ذكره قبله أو آخر؟. 10556- أبو معقل بن نهيك بن إساف الأنصاري «2» . تقدم ذكره في ترجمة ابنه عبد اللَّه بن أبي معقل. وقال أبو عمر: يقال إنه أبو معقل الأسدي الّذي روى حديث: «عمرة في رمضان» . يعني الّذي يسمى الهيثم، وغاير غيره بينهما. 10557- أبو معلق الأنصاري «3» . استدركه أبو موسى، وأخرج من طريق ابن الكلبيّ، عن الحسن، عن أبيّ بن كعب- أن رجلا كان يكنى أبا معلق الأنصاري خرج في سفرة من أسفاره ... فذكر قصة له مع اللص الّذي أراد قتله، قال أبو موسى: أوردته بتمامه في كتاب الوظائف. قلت: ورويناه في كتاب «مجابي الدعوة» لابن أبي الدنيا، قال: حدثنا عيسى بن عبد اللَّه النهمي، أخبرني فهر بن زياد الأسدي، عن موسى بن وردان، عن الكلبي- وليس بصاحب التفسير- عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان رجل من أصحاب رسول اللَّه   (1) أسد الغابة: ت 6265. (2) أسد الغابة: ت 6266، الاستيعاب: ت 3221. (3) الكاشف 3/ 379، تقريب التهذيب 2/ 475، خلاصة تذهيب 3/ 247، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 313 صلى اللَّه عليه وسلّم يكنى أبا معلق، وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره، وكان له نسك وورع، فخرج مرة فلقيه لصّ متقنع في السلاح، فقال: ضع متاعك فإنّي قاتلك. قال: شأنك بالمال. قال: لست أريد إلا دمك، قال: فذرني أصل. قال: صلّ ما بدا لك، فتوضأ، ثم صلى، فكان من دعائه: يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعالا لما يريد، أسألك بعزتك التي لا ترام، وملكك الّذي لا يضام، وبنورك الّذي ملأ أركان عرشك- أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني- قالها ثلاثا، فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذني فرسه، فطعن اللص فقتله، ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت؟ فقد أغاثني اللَّه بك. قال: إني ملك من أهل السماء الرابعة لما دعوت سمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت ثانيا فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت ثالثا فقيل: دعاء مكروب، فسألت اللَّه أن يوليني قتله، ثم قال: أبشر، واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له، مكروبا كان أو غير مكروب. 10558- أبو المعلى بن لوذان الأنصاري «1» . روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم خطب يوما، فقال: «إنّ رجلا خيّره اللَّه ... » الحديث. أخرجه التّرمذي، وأحمد، وأبو يعلى، والبغويّ، من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، رجل من الأنصار. قال أبو عمر: لا يعرف اسمه عند أكثر العلماء. وقيل اسمه زيد بن المعلى. وقال البغوي: سكن الكوفة. وأخرجه أحمد، وأبو يعلى في مسند أبي سعيد المعلى. وذكر ابن عساكر أنه خطأ. قلت: واختلف فيه على عبد الملك، فرواه عبيد اللَّه بن عمرو، عنه، عن أبي المعلى، عن أبيه، وهذا عكس ما رواه أبو عوانة: أخرجه الطبراني. وقال غيرهما: عن عبد الملك، عن ابن المعلى، عن أبيه، وهذا كرواية أبي عوانة، لكنه سقطت منه أداة الكنية. واللَّه أعلم. 10559- أبو المعلى السلمي. يقال هو جدّ أبي الأسد السلمي «2» .   (1) الكاشف 3/ 379، بقي بن مخلد 564، تهذيب التهذيب 12/ 242، تقريب التهذيب 2/ 475، خلاصة تذهيب 3/ 247، تهذيب الكمال 3/ 1649، تجريد أسماء الصحابة 2/ 204، الجرح والتعديل 9/ 443، التاريخ الكبير 9/ 72. (2) أسد الغابة: ت 6269. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 314 له حديث في الأضحية، ذكره أبو موسى، عن الحسن بن أحمد السمرقندي. 10560- أبو معمر، غير منسوب «1» . ذكره ابن مندة، وأورد من طريق المعلى الواسطيّ، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي جعفر، عن أبي معمر، قال: كنا نسمر عند آل محمد، قال: وهذا إسناد مجهول. قلت: وليس فيه ما يدل على الصحبة. 10561- أبو معن: هو يزيد بن الأخنس السلمي «2» . تقدم. 10562- أبو معن، آخر «3» . قال مسلم: له صحبة. وأخرجه مطيّن في الصحابة، وأخرج له من طريق أبي حمزة السكري، عن عاصم بن كليب، حدثنا سهيل بن ذراع- أنه سمع أبا معن يقول: تكلم متكلم منا فأبلغ، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: إن من البيان لسحرا. وأخرجه ابن شاهين، من طريق أبي عوانة، عن عاصم بن كليب، حدثني سهيل بن ذراع، سمعت أبا معن يزيد بن معن أو معن بن يزيد يقول ... فذكره. 10563- أبو مغيث الجهنيّ «4» . استدركه أبو موسى، وقال: ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة، ثم ساق من طريقه عن جنادة، عن يحيى بن العلاء، عن معمر، عن عثمان بن واقد، عن مغيث الجهنيّ، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: البر زيادة في العمر. وفي سنده غير واحد من الضعفاء. 10564- أبو مغيث الأسلمي، تقدم. 10565- أبو مكرم الأسلمي: هو نيار بن مكرم «5» . ذكره أبو موسى، ولعله كان في الرواية عن ابن مكرم، فتحرفت، فصارت عن أبي مكرم. 10566- أبو مكعت، بضم ثم سكون ثم مهملة مكسورة ثم مثناة، الأسدي الفقعسيّ «6» .   (1) أسد الغابة: ت 6270. (2) أسد الغابة: ت 6271، الاستيعاب: ت 3225. (3) أسد الغابة: ت 6272. (4) أسد الغابة: ت 6273. (5) أسد الغابة: ت 6274. (6) أسد الغابة: ت 6275. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 315 تقدم ذكره مع حضرمي بن عامر، وتقدم أن اسمه عرفطة بن نضلة. وقيل اسمه الحارث بن عمرو بن الأشتر بن ثعلبة بن حجوان بن فقعس، حكاه ابن ماكولا. وضبطه ابن ماكولا تبعا للدّارقطنيّ- بضم الميم وإسكان الكاف ثم المهملة ثم مثناة. وذكره أبو أحمد العسكري في الصحابة، وأسند ابن مندة من طريق المفضل الضبي، عن جدته أم أبيه، امرأة من بني أسد، عن أبي مكعت الأسدي، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فأنشدته: يقول أبو مكعت صادقا ... عليك السّلام أبا القاسم سلام الإله وريحانه ... وروح المصلّين والصّائم [المتقارب] فقال عليه الصلاة والسلام: «يا أبا مكعت، عليك السّلام تحيّة الموتى» . وأورد ابن قانع، من طريق سليمان بن عبد العزيز بن أبي ثابت، حدثنا أبي، قال: قدم وفد بني أسد على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فيهم عرفطة بن نضلة أخو خالد بن نضلة، ويكنى أبا مكعت، فلما وقف بين يدي النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال ... فذكر البيتين، لكن قال: فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «وعليك السّلام» . وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، فقال: أبو مصعب، ثم قال: صحّف فيه المتأخر- يعني ابن مندة، فقال: أبو مكعت. قلت: أبو نعيم لا يزال ينسب ابن مندة إلى الغلط، فيصيب في ذلك تارة ويخطئ تارة، ولو سلم من التحامل عليه لكان غالب ما يتعقبه به صوابا، وليست له موافقة في هذا. 10567- أبو مكنف «1» ، بكسر أوله وفتح النون: اسمه عبد رضا. تقدم، وأنه شهد فتح مصر. 10568- أبو ملقام: هو التّلب العنبري. تقدم. 10569- أبو المليح «2» بن عروة بن مسعود بن معتب الثقفي. قال ابن حبّان: له صحبة، وذكر ابن إسحاق أنه قدم بعد قتل أبيه على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له: «وال من شئت» . قال: أتولى اللَّه ورسوله ... الحديث. وتقدم شيء من ذلك في ترجمة قارب في القاف من الأسماء. ومليح مصغّرا.   (1) أسد الغابة: ت 6276، (2) الثقات 4/ 453، تجريد أسماء الصحابة 2/ 205. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 316 10570- أبو المليح الهدادي «1» ، بالتخفيف. ذكره ابن مندة، وأورد له من طريق الوليد بن يزيد الهدادي، عن أبي عبد الدائم، عن أبي المليح الهدادي- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم انقطع شسعه، فمشى في نعل واحدة «2» . وأخرجه أبو مسلم الكجّيّ، وأبو أحمد الحاكم، من طريق الوليد بن يزيد، لكن لم يقع عندهما الهدادي. ويحتمل أن يكون الهدادي تصحيفا، وإنما هو الهذلي. وأبو المليح هو ابن أسامة الهذلي، تابعي، لأبيه صحبة. فاللَّه أعلم. 10571- أبو المليح الهذلي «3» . جرى ذكره في قصة المرأتين اللتين ضربت إحداهما الأخرى فأسقطت ... الحديث. والمرأتان كانتا تحت حمل بن النابغة الهذلي. أخرجه ابن مندة، من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عيينة، عن أبي المليح الهذلي، قال: أتى المغيرة بن شعبة في امرأة ضربت جنينا، فقال أبو المليح: ضربت امرأة منا امرأة، فأتى وليّها النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «فيه غرّة ... » الحديث. وأبو المليح هذا ممن حضر القصة، وليس هو أبو المليح بن أسامة التابعي المشهور، وقد ظنهما ابن الأثير واحدا، فأورد في هذه الترجمة حديث شعبة عن يزيد الرّشك، عن أبي المليح، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في جلود السباع. وأخرجه التّرمذيّ هكذا مرسلا، من طريق شعبة، ثم قال: وقد روى عنه عن أبي مليح عن أبيه، وهو أصحّ. واختصره ابن الأثير، فقال: روى عنه الحكم والصواب عنه، عن أبيه. وأبو المليح تابعي. قلت: بل الصواب ما قدمت أنهما اثنان. 10572- أبو مليكة الذّماريّ «4» . قال أبو عمر: قيل له صحبة. وذكره البخاريّ في «الكنى» ، وأورد له من طريق راشد بن سعد، عنه، عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا يستكمل العبد الإيمان كلّه حتّى يحبّ لأخيه   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 205. (2) أخرجه العقيلي في الضعفاء 3/ 385. (3) الطبقات الكبرى بيروت 7/ ص 44/ 156- ميزان الاعتدال 4/ 741. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 205، التاريخ الكبير 9/ 74. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 317 ما يحبّ لنفسه» «1» ، حكاه الحاكم أبو أحمد في الكنى، وقال ... ، روى عنه ابنه أيضا. 10573- أبو مليك ة: زهير بن عبد اللَّه بن جدعان التيمي «2» . تقدم في الأسماء. 10574- أبو مليكة الكندي «3» ، ويقال البلوي. ذكره ابن مندة، ونقل عن أبي سعيد بن يونس- أن له صحبة، وللمصريين عنه حديثان أو ثلاثة. وقاله أبو عبد اللَّه محمد بن الربيع الجيزي في الصحابة الذين نزلوا مصر، منها ما أخرجه من طريق علي بن رباح عنه أنه قال لأبي راشد الّذي كان بفلسطين: كيف بك يا أبا راشد إذا وليك ولاة إن عصيتهم دخلت النار، وإن أطعتهم دخلت النار. 10575- أبو مليكة، عبد اللَّه الأنصاري الخزرجي. له ذكر في قصة أولاد أبيرق في نزول قوله تعالى وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً ... [النساء 11] الآية. وأخرجه المستغفري، من طريق ابن جريج، فذكر القصة، وفيها: فرمى بالدرع في دار أبي مليكة الخزرجي. 10576- أبو مليك: سليك بن الأغر» ، مذكور في الصحابة، كذا ذكره ابن عبد البر مختصرا، وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده، وقع فيه تصحيف وتحريف. وجوّز ابن فتحون أن يكون هو الّذي بعده. 10577- أبو مليل، بلامين، ابن الأزعر «5» بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد الأنصاري. ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن شهد بدرا، وزعم ابن الكلبي أنه ممن قال يوم الخندق: إن بيوتنا عورة. وذكره أبو عمر أيضا، وقال ابن فتحون: إنهما واحد. 10578- أبو المنتفق، عبد اللَّه بن المنتفق العامري «6» تقدم 10579- أبو المنتفق «7» : ويقال ابن المنتفق.   (1) أخرجه البخاري في التاريخ، وانظر كنز العمال (106) . (2) أسد الغابة: ت 6281، الاستيعاب: ت 3227. (3) أسد الغابة: ت 6282، الاستيعاب: ت 3228. (4) أسد الغابة: ت 6284، الاستيعاب: ت 3230. (5) أسد الغابة: ت 6283، الاستيعاب: ت 3229. (6) أسد الغابة: ت 6286. (7) تفسير الطبري 4/ 3222. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 318 أخرج الطّبرانيّ، من طريق عبد اللَّه بن عون، عن محمد بن جحادة، عن زميل له، عن أبيه، وكان يكنى أبا المنتفق، قال: أتيت مكة فسألت عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقالوا: بعرفة، فأتيته فذهبت أدنو منه، فقلت: نبئني بما ينجيني من عذاب اللَّه ويدخلني الجنة. فقال: اعبد اللَّه، لا تشرك به شيئا «1» ... الحديث. وفيه: فانظر ما تحبّ الناس أن يأتوه إليك فافعله بهم. قال الطّبرانيّ: اضطرب ابن عون في إسناده، ولم يضبطه عن محمد بن جحادة، وضبطه همام، ثم أخرجه من طريق همام، عن محمد بن جحادة، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، عن أبيه، قال: قدمت الكوفة ودخلت المسجد فإذا رجل من قيس يقال له ابن المنتفق، فسمعته يقول: وصف لي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فطلبته بمكة فقيل لي: هو بمنى ... الحديث. 10580- أبو المنذر: يزيد بن عامر «2» بن حديدة الأنصاري ثم السّلمي، بفتحتين. تقدم في الأسماء. 10581- أبو المنذر الجهنيّ «3» . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن محمد العرزميّ، عن أبيه، عن ابن أبي المجالد، عن زيد بن وهب، عن أبي المنذر الجهنيّ، قال: قلت: يا نبي اللَّه، علمني أفضل الكلام. قال: «قل لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، بيده الخير، إليه المصير، وهو على كلّ شيء قدير- مائة مرّة كلّ يوم، فأنت أفضل النّاس عملا «4» ... الحديث.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 54، 4/ 244 عن معاذ بن جبل وقال هذا صحيح الإسناد من رواية البصريين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1922، وأحمد في المسند 6/ 383 والهيثمي في الزوائد 1/ 44، 8/ 23، وكنز العمال حديث رقم 5252، 43441، 43481، 43543، 43623 والطبراني في الكبير 2/ 356. (2) أسد الغابة: ت 6288، الاستيعاب: ت 3231. (3) معجم رجال الحديث 22/ 58. (4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2072 عن مصعب بن سعد عن أبيه كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب (10) فضل التهليل والتسبيح والدعاء حديث (33/ 2696) والنسائي في السنن 7/ 8 كتاب الايمان والنذور باب (12) الحلف باللات والعزى حديث 3776 وابن ماجة في السنن 1/ 678 كتاب الكفارات (11) باب النهي أن يحلف بغير اللَّه (2) حديث رقم 2097 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 1178، وأحمد في المسند 1/ 180، 185- والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5096 وابن عساكر في التاريخ 7/ 394. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 319 وفيه: «ولا تنسين الاستغفار في صلاتك فإنّها ممحاة للخطايا» . 10582- أبو المنذر، غير منسوب «1» . ذكره مطيّن في الصحابة، وأخرج عن محمد بن حرب الواسطي، عن حماد بن خالد، عن هشام بن سعد، عن يزيد بن ثعلب، عن أبي المنذر- أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم حثى في قبره ثلاث حثيات. وأخرجه الطّبرانيّ مطولا، عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن نافع، عن هشام بن سعد- أن رجلا جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ فلانا هلك فصلّ عليه «2» . فقال عمر: إنه فاجر فلا تصلّ عليه. فقال الرجل: يا رسول اللَّه، أرأيت الليلة التي صبحت فيها في الحرس فإنه كان فيهم، فقام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم اتبعته حتى إذا جاء قبره قعد حتى إذا فرغ من حثي عليه ثلاث حثيات، وقال: «يثني عليه النّاس شرّا، وأثنى عليه خيرا. فقال عمر: وما ذاك يا رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعنا عنك يا عمر، من جاهد في سبيل اللَّه وجبت له الجنّة «3» . قال أبو موسى في «الذّيل» : تقدم هذا المتن من حديث أبي عطية. قلت: وحديث أبي المنذر أخرجه أبو داود في كتاب المراسيل، عن أحمد بن منيع، عن حماد بن خالد كرواية ابن نافع، ولم يذكره أبو أحمد في الكنى. وأما حديث أبي عطية فقد تقدم كما قال أبو موسى في ترجمته، وذكره الحاكم أبو أحمد، وقال: أخلق بهذا أن يكون صحابيا، لكن مخرج الحديثين مختلف، وإن تقاربا في سياق المتن. 10583- أبو منصور الفارسيّ «4» . ذكره الدّولابيّ في الصحابة، وذكره الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق الليث عن دويد بن نافع، قلت لأبي منصور: يا أبا منصور، لولا حدّة فيك! قال: ما يسرني بحدّتي كذا وكذا، وقد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ الحدّة «5» تعتري خيار أمّتي «6» .   (1) أسد الغابة: ت 6289. (2) أورده ابن عدي في الكامل 5/ 1942، 7/ 2677. (3) أورده المنذري في الترغيب والترهيب 2/ 289 والسيوطي في الدر المنثور 1/ 249، والهيثمي في الزوائد 5/ 279 عن أبي المنذر ... قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه يزيد بن تغلب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. (4) طبقات علماء إفريقية وتونس ص 83- التاريخ الكبير 9/ 71- الجرح والتعديل 9/ 441-. (5) الحدّة كالنّشاط والسّرعة في الأمور والمضاء فيها مأخوذ من حدّ السّيف، والمراد بالحدة هاهنا المضاء في الدين والصّلابة والقصد في الخير. النهاية 1/ 353. (6) أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 423 وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 3230. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 320 وأخرجه الحسن بن سفيان أيضا، عن أبي الربيع الزهراني، عن عبد الرحمن بن أبان، عن الليث، عن دويد، عن أبي منصور، وكانت له صحبة. وكذا أخرجه البغوي عن زياد بن أيوب، عن عبد الرحمن، وقال: لا أعلم لأبي منصور غير هذا. وهو ممن سكن مصر. وقال البخاريّ: حديثه مرسل. وقال أبو عمر: يقال إن حديثه مرسل، وليست له صحبة، قال ... ورواه يونس بن محمّد بن عليّ بن غراب وغير واحد، عن الليث، لم يقل أحد منهم: وكانت له صحبة إلا عبد الرحمن بن أبان. قلت: سيأتي له ذكر في حرف الياء الأخيرة في ترجمة يزيد بن أبي منصور. 10584- أبو منظور، غير منسوب «1» . جاء ذكره في خبر واه أورده أبو موسى من طريق أبي حذيفة عبد اللَّه بن حبيب الهذلي، عن أبي عبد اللَّه السلمي، عن أبي منظور، قال: لما فتح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أظنه خيبر- أصاب حمارا أسود فكلّمه فتكلم، فقال: «ما اسمك» ، قال: يزيد بن شهاب. فذكر الحديث بطوله، وأنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سماه يعفورا. قال أبو موسى بعد تخريجه: هذا حديث منكر جدا إسنادا ومتنا، لا أحل لأحد أن يرويه عني إلا مع كلامي عليه، وهو في كتاب تركة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم تخريج أبي طاهر المخلص. 10585- أبو منفعة، بالفاء، الحنفي «2» . تقدم في حرف الكاف فيمن اسمه كليب، وقال البغوي : أبو منفعة من بني حنيفة، سكن البصرة، وأورد حديثه من طريق الحارث بن مرة، عن كليب بن منفعة، قال: أتى جدي النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. وفي رواية له عن الحارث عن كليب عن جده، قال: قلت: يا رسول اللَّه: من أبرّ ... الحديث ... 10586- أبو منقعة «3» ، بالقاف، الأنماري. ذكره أحمد بن محمّد بن عيسى البغداديّ في كتاب الصحابة الذين نزلوا حمص، فقال: وممن نزلها من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبو منقعة الأنماري. قال أبو عمر: اسمه   (1) أسد الغابة: ت 6291. (2) أسد الغابة: ت 6292. (3) مؤتلف الدارقطنيّ 2122. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 321 نصر بن الحارث، كذا قال، وإنما قال ابن عيسى إنّ اسمه بكر، وكذا قال الدار الدّارقطنيّ. وغيره. وتقدم في الموحدة. وزعم ابن الأثير أنه الّذي قبله، وليس كما قال. 10587- أبو المنهال، غير منسوب. ذكره أبو بشر الدّولابيّ في الصحابة، ولم يخرج له شيئا. 10588- أبو المنيب الكلبي «1» . ذكره البخاريّ في «الكنى» ، وأخرج له من طريق بقية بن الوليد، عن مسلمة بن زياد، قال: رأيت أربعة نفر من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، منهم روح بن يسار، وأبو منيب الكلبي، يلبسون العمائم ويرخون من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين. وأخرجه ابن مندة من طريق بقية، قال: حدثني مسلمة بن زياد. 10589- أبو المهاجر، غير منسوب. ذكره الدّولابيّ في «الكنى» ، وأورد من طريق عيينة بن سعيد، عن مهاجر بن المنيب، عن أبيه- أن رجلا أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، إني أدخل في صلاتي فلا أدري انصرفت عن شفع أو عن وتر. 10590- أبو موسى الأشعري: عبد اللَّه بن قيس «2» . مشهور بكنيته واسمه جميعا، لكن كنيته أكثر. تقدم. 10591- أبو موسى الأنصاري «3» . ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق الدارميّ، عن محمد بن يزيد البزار، عن السري بن عبد اللَّه السلمي، عن حاتم بن ربيعة، وعبد اللَّه بن عبد اللَّه، هو أبو أوس، كلاهما عن نافع بن سهيل بن مالك، حدثنا أبو موسى الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وكان من خيار أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: إنا لقاعدون عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إنّ رحى الإيمان دائرة، فدوروا مع رحى القرآن حيث دار ... » «4» الحديث، وقال عبيد اللَّه بن واصل الراويّ له عن   (1) أسد الغابة: ت 6294، الاستيعاب: ت 3236. (2) أسد الغابة: ت 6296، الاستيعاب: ت 3237. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، أسد الغابة: ت 6297. (4) أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 148 عن حذيفة وقال الحاكم هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة أخرجا بعضها وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29321، 31214. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 322 الدارميّ: ذكرته لمحمد بن إسماعيل البخاري فأنكره، ولم يعرف أبا موسى الأنصاري، ولا حاتم بن ربيعة. قلت: وقد أخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن محمد بن يزيد، لكن قال: عن جابر بن ربيعة، عن أبي أنس، وقال بدل نافع بن سهيل- محمد بن نافع بن عبد الحارث. فاللَّه أعلم. وذكر ابن مندة أن محمد بن إسماعيل الجعفري رواه عن محمد بن جعفر عن مالك عن عمه أبي سهيل، قال: حدثنا أنس بن مالك، قال: فيحتمل أن يكون بعض الرواة كنى أنس بن مالك أبا موسى بابنه موسى. قلت: ورواية أبي نعيم تدفع هذا الاحتمال، وفي السند إلى مالك من لا يوثق به. 10592 - أبو موسى «1» الحكمي «2» . ذكره البغويّ، ولم يخرج له شيئا، وأبو نعيم في الصحابة، وقال: ذكره البخاريّ في الكنى ولا أدري له صحبة. وأخرج ابن مندة، من طريق الحسن بن حبيب، عن ندبة عن الحجاج بن فرافصة، عن عمرو بن أبي سفيان، قال: كنّا عند مروان فجاءه أبو موسى الحكمي، فقال له: هل كان للقدر ذكر في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: قال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «لا تزال هذه الأمّة [متمسّكة بما هي] فيه ما لم تكذّب بالقدر» . وصنيع أبي أحمد يدل على أنه عنده تابعي، فإنه ذكره فيمن لا يعرف اسمه بعد ذكر تابعي من التابعين. 10593- أبو موسى الغافقي «3» : مالك بن عبادة. ويقال مالك بن عبد اللَّه. ذكره ابن أبي عاصم وغيره في الصحابة، وأخرجوا من طريق عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون- أنه حدثه أنّ وداعة الحميري حدثه أنه كان يجتنب مالك بن عبادة الغافقي وعقبة بن عامر يقصّ، فقال مالك بن عبادة: إن صاحبكم هذا غافل أو هالك، إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عهد إلينا في حجة الوداع، فقال: «عليكم بالقرآن، من افترى عليّ فليتبوَّأ مقعده من النّار» «4» . والسياق للحاكم أبي أحمد.   (1) كتاب الجرح والتعديل 9/ 438، التاريخ الكبير 9/ 69. (2) في أ: الخطميّ. (3) الكنى والأسماء 1/ 57، تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، تقريب التهذيب 2/ 479، ذيل الكاشف 1969، التاريخ الكبير 9/ 91. (4) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 302 والطبراني في الكبير 19/ 296. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 323 وأخرجه أحمد من طريق الليث، عن عمرو، عن يحيى بن ميمون- أن أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر يحدث على المنبر أحاديث، فقال: عن أبي موسى الغافقي إنّ صاحبكم لحافظ أو هالك ... فذكر الحديث. وذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين نزلوا مصر. وتقدم له حديث في مالك بن عبد اللَّه المعافري. 10594- أبو المؤمل: ذكره محمد بن عبد الواحد السفاقسي المعروف بابن البنين شارح البخاري في كتاب المكاتبة، فقال: قيل إن أول من كوتب في الإسلام أبو المؤمل، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أعينوا أبا المؤمّل» ، فأعين، فقضى كتابته وفضلت عنده فضلة، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أنفقها في سبيل اللَّه» . 10595- أبو مويهبة «1» ، ويقال أبو موهبة، وأبو موهوبة، وهو قول الواقدي: مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قال البلاذريّ: كان من مولدي مزينة، وشهد غزوة المريسيع، وكان ممن يقود لعائشة جملها. روى عنه عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وهو من أقرانه، وأخرج حديثه أحمد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه، والدارميّ، وخليفة بن خياط، عن سليمان، كلاهما عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد اللَّه بن عمرو بن ربيعة العقيلي، وفي رواية الدارميّ، حدثنا عبد اللَّه بن عمر بن علي بن عدي، عن عبيد بن حنين. وفي رواية الدارميّ أيضا: عن عبيد مولى أبي الحكم بن أبي العاص، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن أبي مويهبة مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: أهبني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «يا أبا مويهبة، إنّي قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع، فخرجت ... » «2» فذكر حديثا طويلا، وفيه: فلما أصبح بدا به وجعه الّذي قبضه اللَّه فيه صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه الحاكم من وجه آخر، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، فقال عن عبد اللَّه بن عمر بن حفص، عن عبيد بن حنين به.   (1) الثقات 3/ 452، ذيل الكاشف 1972، الكنى والأسماء 1/ 57، تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، الجرح والتعديل 9/ 444، تعجيل المنفعة 522، التاريخ الكبير 9/ 73. (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 489 عن أبي مويهبة ... الحديث وابن سعد في الطبقات 2: 2: 9 والبيهقي في دلائل النبوة 7/ 162، وأبو نعيم في الحلية 2/ 27، وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 62، عن أبي مويهبة بلفظه وقال رواه أحمد مطولا والبزار وإسناد كلاهما ضعيف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 324 وقوله: ابن عمر بن حفص وهم، قال أبو نعيم: رواه عامة أصحاب ابن إسحاق هكذا، وخالفهم محمد بن مسلمة، فقال: عن ابن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد اللَّه بن عمرو، فكأن لابن إسحاق فيه شيخين إن كان محفوظا. وأخرجه الحاكم في المستدرك، من رواية يونس بن بكير، فقال: عن محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن ربيعة، فكأنه نسبه لجده الأعلى عن عبيد بن أبي الحكم، كذا فيه. والصواب عن عبيد مولى أبي الحكم كما تقدم. وأخرجه أحمد أيضا من طريق أبي يعلى بن عطاء، عن عبيد بن حنين، عن أبي مويهبة نفسه ليس بينهما عبد اللَّه بن عمرو، وقد سمعناه في الحلية من طريق سمويه عن شيخ له، عن محمد بن مسلمة. قلت: والعقيلي منسوب إلى العقيلات، وهم بطن من بني عبد شمس، قال البغويّ: وقع في رواية بعضهم في هذا السند عن عبيد بن حنين، بمهملة ونونين، وبه جزم ابن عبد البرّ وهو تصحيف، وإنما هو عبيد بن جبير، بجيم وموحدة، ونبّه على ذلك ابن فتحون، وهو عقيلي عبشمي. القسم الثاني 10596- أبو محمد: عبد اللَّه بن ثعلبة «1» . وعبد اللَّه بن عامر بن ربيعة. وعبد اللَّه بن نوفل بن الحارث بن هشام. وعبد الرحمن بن عبد القاري، وعبيد اللَّه مصغرا ابن العباس بن عبد المطلب. تقدموا في الأسماء. 10597- أبو مراوح الغفاريّ «2» ، مولاهم، يقال اسمه سعد. ذكر أبو أحمد الحاكم أنه ولد على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وروى عن أبي ذر، وأبي واقد الليثي، وحمزة بن عمرو الأسلمي. روى عنه عروة، وزيد بن أسلم. وروى عنه عمران بن أبي أنس، ومنهم من أدخل بينهما سليمان بن يسار. قال العجليّ: مدني تابعي ثقة. وقد تقدم في القسم الأول ما جاء في أبي مراوح الليثي.   (1) أسد الغابة: ت 6231. (2) أسد الغابة: ت 6236، الاستيعاب: ت 3209. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 325 القسم الثالث 10598- أبو محرز البكري «1» . ذكره البخاريّ: في «مفاريد الكنى» ، وقال: أدرك الجاهلية، وروى عنه ابنه عبد اللَّه. 10599- أبو محمد الفقعسيّ الراجز. أنشد له الزّبير بن بكّار شعرا قاله لما هزم خالد بن الوليد بني أسد بالبطاح مع طليحة بن خويلد في الردة يقول فيه: سبقنا إليه يوم بويع خالد ... وجفر البطاح فوق أرجائه الدّم خططنا بأطراف الرّماح ركيّها ... وأرجاءها والماء حال مسدّم [الطويل] 10600- أبو مخشي النميري. استدركه ابن فتحون، وقال: ذكر وثيمة في «الردة» ما يدل على أن له إدراكا، فأخرج من طريق المضارب بن عبد اللَّه، قال: كان أبو مخشي النميري مع أبي عبيدة بن الجرّاح بالشام، ففقده أصحابه أياما يسألون عنه ولا يخبرون. وكان شجاعا، ويذكرون من فضله، فبينما هم جلوس قد يئسوا منه، وظنّوا أنه قد اغتيل إذ طلع عليهم ومعه ورقتان لم ير الناس مثلهما، ولا أعرض ولا أطول ولا أطيب ريحا ولا أشد خضرة، ولا أبهى منظرا، فسألوه فأخبرهم أنه سقط في جبّ، وأنه مشى فيه، فانتهى إلى روضة لم ير قطّ أحسن منها، فأقام فيها أياما إذ أتاه آت فأخرجه منها، قال: وكنت قد قطعت هاتين الورقتين من سدرة جلست تحتها، فبعثه أبو عبيدة إلى عمر، فسأل كعبا، فقال نجد في الكتب أنّ رجلا من هذه الأمة يدخل الجنة في الدنيا بعد فتح الروم. قال ابن فتحون: ذكر هذه القصة غير واحد، لم يقل إنه أبو مخشي إلا وثيمة. قلت ... 10601- أبو مرثد الخولانيّ. له إدراك، ذكر أبو إسماعيل الأزدي عن المصعب بن زهير، عن المهاجر بن صيفي، عن راشد بن عبد الرحمن، عنه- أنه رأى رؤيا فيها بشرى للمسلمين، وهو باليرموك. 10602- أبو مريم، زرّ بن حبيش الأزدي. تقدم في الأسماء.   (1) أسد الغابة: ت 6230. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 326 10603- أبو مريم الحنفي اليمامي «1» . ذكره الدّولابيّ في الصحابة، وقال: اسمه إياس بن صبيح، وكان من أصحاب مسيلمة الكذاب، فأسلم وولى بعد ذلك قضاء البصرة. وذكر عمر بن شبّة أنّ فتح رامهرمز كان على يديه. وقد تقدم في الأسماء. 10604- أبو مريم الخصي «2» . له إدراك. ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق الأوزاعي، عن سليمان بن موسى، قال: قلت لطاوس: إن أبا مريم الخصيّ أخبرني- وقد أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: أحلني على غير خصي. 10605- أبو مريم الكندي» ، اسمه عبيد. له إدراك، وصلى مع عمر ببيت المقدس، فأخرج ابن مندة، من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، عن زياد بن أبي سودة، عن أبي مريم، قال: دخلت مع عمر بن الخطاب محراب داود، فقرأ سورة ص، وسجد. وأخرجه سيف في الفتوح، عن الربيع بن النعمان، عن أبي مريم مولى سلامة، قال: شهدت إيلياء مع عمر فمضى حتى دخل المسجد، فانتهى إلى محراب داود، فقرأ سجدة ص، فسجد وسجدنا معه. وقال البخاري: أبو مريم روى عن عمر، روى عنه زياد بن أبي سودة حديثه في الشاميين. 10606- أبو مسافع، غير منسوب. أدرك الجاهلية، وغزا في خلافة عمر. أورده الحاكم أبو أحمد، وساق من طريق أبي إسحاق عن أبي الصلت، وأبي مسافع، قالا: بعث إلينا عمر بن الخطاب ونحن بنهاوند أن أقيموا الصلاة لوقتها، وإذا لقيتم العدوّ فلا تفرّوا، وإذا غنمتم فلا تغلوا.   (1) طبقات ابن سعد 7/ 91، طبقات خليفة 200، معرفة الرجال لابن معين 2/ 88، التاريخ لابن معين 2/ 46، تاريخ خليفة 108، التاريخ الكبير 1/ 436، تاريخ الطبري 4/ 95، الجرح والتعديل 2/ 280، الثقات لابن حبان 4/ 34، المؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 82، الإكمال لابن ماكولا 5/ 171، تهذيب التهذيب 12/ 232، تقريب التهذيب 2/ 472، جمهرة أنساب العرب 311، تاريخ الإسلام 3/ 448. (2) أسد الغابة: ت 6244. (3) أسد الغابة: ت 6248، الاستيعاب: ت 3215. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 327 10607- أبو مسلم الخولانيّ «1» : عبد اللَّه بن ثوب، وسمى ابن السكن أباه مسلما. تقدم في الأسماء. 10608- أبو مسلم الجليلي «2» ، بالجيم، ويقال الجلولي. قال ابن عساكر: والأول أصح. أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ولم يسلم، وأسلم في عهد معاوية، وقيل: في عهد أبي بكر، وقيل في عهد عمر. قال البخاريّ: كان مثل كعب الأحبار، وكان يكنى أبا السموأل، فأسلم في عهد أبي بكر، فكناه أبا مسلم. قال البخاري: ويروى عن أذرع الخولانيّ أنه أسلم بعد أبي بكر. وأخرج البغويّ، من طريق أبي قلابة- أن أبا مسلم الجليلي أسلم في عهد معاوية، فقال له أبو مسلم الخولانيّ: ما منعك أن تسلم في عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وأبي بكر وعمر؟ وبذلك ذكره ابن مندة، فقال: أسلم في عهد معاوية. وأخرج عبد بن حميد في تفسيره، وتمام في فوائده، من طريق صالح المزي، عن أبي عبد اللَّه الشامي، عن مكحول، عن أبي مسلم الخولانيّ- أنه لقي أبا مسلم الجلولي وكان مترهبا، فنزل عن صومعته في عهد عمر بن الخطاب فأسلم، فقال له: ما أنزلك من صومعتك! تركت الإسلام على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وعلى عهد أبي بكر، فما حملك على الإسلام اليوم؟ قال: يا أبا مسلم، إني قرأت في كتاب اللَّه أن هذه الأمة تصنف يوم القيامة   (1) التاريخ لابن معين 2/ 725، الزهد لابن المبارك 158، تاريخ الطبري 4/ 352، طبقات ابن سعد 7/ 448، طبقات خليفة 307، مشاهير علماء الأمصار 112، المعارف 439، الأخبار الموفقيات 299، التاريخ الصغير 67، التاريخ الكبير 5/ 58، أنساب الأشراف 1/ 354، تاريخ الثقات 511، الجرح والتعديل 5/ 20، تاريخ داريا 59، حلية الأولياء 2/ 122، الإكمال 1/ 568، جمهرة أنساب العرب 418، الأخبار الطوال 162، العقد الفريد 1/ 247، المعرفة والتاريخ 2/ 308، ثمار القلوب 688، عيون الأخبار 2/ 117، تاريخ أبي زرعة 1/ 226، تاريخ دمشق 483، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 314، صفة الصفوة 4/ 179، سير أعلام النبلاء 4/ 7، تذكرة الحفاظ 1/ 46، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 539، الكاشف 3/ 333، الوفيات لابن قنفذ 97، فوات الوفيات 2/ 169، الوافي بالوفيات 17/ 99، جامع التحصيل 252، البداية والنهاية 8/ 146، مرآة الجنان 1/ 138، تهذيب الكمال 170، تهذيب التهذيب 12/ 235، تقريب التهذيب 2/ 473، التذكرة الحمدونية 1/ 195، طبقات الحفاظ 13، البصائر والذخائر 2/ 201، تاريخ الإسلام 2/ 291. (2) التاريخ لابن معين 2/ 725، تاريخ الثقات للعجلي 511، الجرح والتعديل 9/ 436، تهذيب الكمال 3/ 1648، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 113، تاريخ الإسلام 2/ 564. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 328 على ثلاثة أصناف: صنف يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبهم اللَّه حسابا يسيرا، وصنف يؤخذ بهم ما شاء اللَّه، ثم يتجاوز اللَّه عنهم، فنظرت فإذا الصنف الأول قد مضى، فرجوت أن أكون من الثاني، وألا يخطئني الثالث، فأسلمت. وصالح ضعيف. وقد أخرجه ابن عساكر من وجه آخر، عن سعيد الجريريّ، عن عقبة بن وساج قال: كان لأبي مسلم الخولانيّ جار يهودي يكنى أبا مسلم، فكان يقول له: أسلم تسلم، فيقول: إني على دين، فمرّ به فرآه يصلي، فسأله فقال: قرأت في التوراة التي لم تبدل أن هذه الأمة ... فذكر نحوه، وقال في الصنف الثالث: أوزارهم على ظهورهم، فتقول الملائكة: هؤلاء عبادك كانوا يوحّدونك، فيقول: خذوا أوزارهم فضعوها على المشركين فيدخلون الجنة. وقال ابن السّكن: أدرك الجاهلية. وقال بعضهم: له صحبة. ثم أخرج من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن يحيى بن جابر، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي مسلم الجليلي، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ذراري المشركين تحت عرش الرّحمن بأسمائهم ما تبلغ ثلاث عشرة» . قلت: وهذا مرسل، لأن الذين صرحوا بإسلامه بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أتقن وأحفظ، وهذا لم يصرح بسماعه. قال ابن سميع: كان قد بعث كعبا إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فلم يدركه. وقال العجليّ: شامي تابعي ثقة. 10609- أبو مشجعة بن ربعي الجهنيّ «1» . له إدراك، وشهد خطبة عمر بالجابية، وحدث بها عنه مطوله، أخرجها ابن عساكر، من طريق محمد بن سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن مسلم بن عبد اللَّه الجهنيّ، عن عمه أبي مشجعة. وأخرج أبو زرعة الدّمشقيّ عن يحيى بن صالح، عن سليمان بن عطاء، عن مسلم، عن عمه، قال: عدنا مع عثمان مريضا، فذكر حديثا. وله رواية أيضا عن أبي الدرداء، وسلمان، وغيرهم، وما عرفت له راويا غير ابن أخيه، والراويّ عنه سليمان ضعيف. 10610- أبو معبد الجهنيّ: عبد اللَّه بن عكيم «2» . تقدم في الأسماء.   (1) تقريب التهذيب 2/ 473- مسند ابن عباس 903- تهذيب التهذيب 12/ 237- تهذيب الكمال 1648. (2) أسد الغابة: ت 6260. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 329 10611- أبو مفرز التميمي. له إدراك، ذكره سيف بن عمر في الفتوح في قصة وفاة أبي ذر، عن إسماعيل بن رافع، عن محمد بن كعب، فقال في آخر القصة: إن عدة الذين حضروا وفاة أبي ذر مع ابن مسعود ثلاثة عشر نفسا، منهم أبو مفرز التميمي. وذكره سيف أيضا في قصة الذين شربوا الخمر في عهد عمر فحدهم، قال: وقال أبو مفرز في ذلك: صبرنا وكان الصّبر منّا سجيّة ... ليالي ظفرنا بالقرى والمعاصر ولم يستفه فيما هنا جبلّة ... كما سفهت بالشّام خلّ العشائر [الطويل] 10612- أبو المقشعر، بضم الميم وسكون القاف وفتح المعجمة وكسر المهملة وتشديد الراء. 10613- أبو المهلب الجرمي «1» ، عم أبي قلابة. له إدراك. ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: كان ثقة قليل الحديث، وله رواية عن عمر، قال: واختلف في اسمه، فقيل: عمرو بن معاوية بن زيد، وجزم بذلك ابن حبان في الثقات. وقيل معاوية بن عمرو بن زيد، وصححه ابن عبد البر. وقيل عبد الرحمن بن عمرو. وقيل ابن معاوية: وقيل: اسمه النضر. وروى أيضا عن أبيّ بن كعب وعثمان وغيرهما. روى عنه محمد بن سيرين وغيره. 10614- أبو ميسرة «2» : عمرو بن شرحبيل. تقدم في الأسماء. القسم الرابع 10615- أبو مالك الغفاريّ «3» . تابعي معروف، اسمه غزوان، أرسل حديثا فذكره العسكري في الصحابة، وأخرج من   (1) الطبقات الكبرى 7/ 126، طبقات خليفة 201، التاريخ لابن معين 2/ 726، تاريخ الثقات 512، المعرفة والتاريخ 2/ 467، الجرح والتعديل 6/ 260، الكنى والأسماء 2/ 135، تهذيب الكمال 3/ 1651، الكاشف 3/ 337، تهذيب الكمال 12/ 250، تقريب التهذيب 2/ 478، جامع التحصيل 392، تاريخ الإسلام 3/ 540. (2) أسد الغابة: ت 6302. (3) تهذيب التهذيب 12/ 219، تقريب التهذيب 2/ 468، تهذيب الكمال 3/ 1643، تجريد أسماء الصحابة 2/ 199. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 330 طريق حصين بن عبد الرحمن، عن أبي مالك الغفاريّ، قال: صلى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على حمزة فكان يجاء بسبعة معه، فلم يزل كذلك حتى صلّى على جماعتهم. استدركه ابن الأثير على من تقدمه، ولم يتفطن لعلته. وأما الذهبي فقال: لعله تابعي أرسل. 10616- أبو مالك الدمشقيّ «1» . قال الحاكم أبو أحمد: قال البخاريّ: حديثه مرسل، وكذا قال العسكري. وقال ابن مندة: ذكر في الصحابة، ولا يثبت. روى معاوية بن صالح، عن عبد اللَّه بن دينار، عنه. وذكره أبو عمر، لكنه قال: النّخعيّ، وقال: إنه تابعي أرسل. قيل: إن له صحبة. والصحيح أن حديثه مرسل، ولا صحبة له. روى معاوية بن صالح، عن عبد اللَّه بن دينار، عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في المسخط لأبويه، والّذي يؤمّ قوما وهم له كارهون، والمرأة تصلّي بغير خمار- لا تقبل لهم صلاة. قلت: وقدم تقدم أبو مالك النخعي في القسم الأول، وأنّ ابن السكن ذكره، وأخرج له حديثا، وأنه صرح بسماعه من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فذهل أبو عمر عنه، واقتصر على ذكر هذا، أو ظنهما واحدا، وهو بعيد، لكن يظهر أنه آخر. واللَّه سبحانه وتعالى أعلم. 10617- أبو مبتذر. يأتي في الّذي بعده. 10618- أبو المبتذل «2» . استدركه يحيى بن عبد الوهاب بن أبي عبد اللَّه بن مندة، على جده، وتبعه أبو موسى وأورد من طريق أحمد بن سليمان، عن رشدين بن سعد، عن يحيى بن عبد اللَّه المغافري، عن أبي المبتذل صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان يكون بإفريقية ... فذكر الحديث في القول إذا أصبح: رضيت باللَّه ربّا. قال أبو موسى: رواه أحمد بن الطيب، عن رشدين، فقال: أبو المبتذر أو المبتذل. وقال يحيى بن غيلان، عن المبتذر أو المبتذل، وأورده أبو عبد اللَّه بن مندة في الأسماء. قلت: وهو كما قال، ورواية أحمد بن سليمان تصحيف، وقد رأيته بخط الحافظ إبراهيم الصريفيني مضبوطا الّذي آخره لام بفتح المثناة الفوقانية، ثم الموحدة، وتشديد المعجمة المكسورة. وأما رواية أحمد الطيب فبسكون الموحدة وتخفيف المعجمة وبدل   (1) ميزان الاعتدال 4/ 741- الجرح والتعديل 9/ 434- المغني 7698- التاريخ الكبير 9/ 67. (2) أسد الغابة: ت 6225. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 اللام راء، أو بالنون بدل الموحدة. وأما رواية يحيى فكرواية الطيب الأولى أو بالنون والتصغير، والصواب من الجميع أنه اسمه بغير أداة كنية، وأنه بالتصغير كما تقدم في أواخر حرف النون من الأسماء. 10619- أبو المتوكل «1» : صحابي، له قصة ذكرها أبو جعفر النحاس، وتبعه المهدوي وغيره، فقال القرطبي في تفسير سورة الحشر من تفسيره: وذكر المهدوي عن أبي هريرة أن قوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ [الحشر: 9] نزلت ثابت بن قيس رجل من الأنصار، يقال له أبو المتوكل، نزل به ثابت، فلم يكن عند أبي المتوكل إلا قوته وقوت صبيانه، فقال لامرأته: أطفئي السراج، ونوّمي الصبية، وقدّم ما كان عنده إلى ضيفه. قال: وذكر النّحّاس، عن أبي هريرة، قال: نزل برجل من الأنصار يقال له أبو المتوكل ثابت بن قيس ضيف، ولم يكن عنده شيء، فذكر نحوه. وقال ابن عساكر في الذّيل على التعريف للسهبلي: قيل إن هذه الآية نزلت في أبي المتوكل الناجي، نزل على ثابت بن قيس، حكاه المهدوي، قال: وقيل إن فاعلها ثابت بن قيس، حكاه يحيى بن سلام. انتهى. وكلّ ذلك خبط يؤذن بضعف معرفتهم بالرجال، فأبو المتوكل الناجي تابعي من وسط التابعين، حديثه عن أبي سعيد، ونحوه مخرج في الكتب الستة، ولم يدرك أكابر الصحابة، فضلا عن أن يكون له صحبة، وراوي القصة لا هو الضيف ولا المضيف، فإنّهما صحابيان. وقد ورد ذلك واضحا فيما أخرجه عبد اللَّه بن المبارك في البر والصلة، وفي كتاب الزهد. وأخرجه ابن أبي الدّنيا في كتاب «قرى الضّيف» من طريقه، قال: عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي المتوكل الناجي- أن رجلا من المسلمين نزل بالنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فلبث ثلاثة أيام لم يأكل، ففطن له ثابت بن قيس، فذكر القصة، فبيّن أن أبا المتوكل راوي الحديث وقد أرسله، وأن الضيف لا يعرف اسمه، وأن المضيف ثابت بن قيس، وكنيته أبو محمد لا أبو المتوكل. واللَّه المستعان. 10620- أبو محرز بن زاهر «2» . ذكره أبو عمر مختصرا، ولا أعرف له خبرا، ولم أدر له أثرا.   (1) الطبقات الكبرى بيروت 7/ 370. (2) الاستيعاب: ت 3205. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 332 قلت: وهو خطأ نشأ عن تصحيف، وإنما هو أبو مجزأة زاهر وهو الأسلمي، وكذا ترجم له الدّولابيّ، فقال: أبو مجزأة زاهر الأسلمي، فتصحّف على ابن عبد البر، ولم يعرف من حاله شيئا، فقال ما قال. 10621- أبو محمد: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، حديثه مرسل. روى عنه شعيب، قال أبو أحمد الحاكم: ذكره البخاريّ في «الكنى» . 10622- أبو مخارق: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى عنه الأعمش. ذكر في الصحابة، ولا يصح. وذكره البخاري، وقال: حديثه مرسل. قلت: لعله والد قابوس. 10623- أبو مرحب: مجهول «1» . كذا ذكره الذهبي في الكنى، وهو أحد الرجلين. 10624- أبو مسعود بن عمرو بن ثعلبة «2» . ذكره أبو بكر بن عليّ، وتبعه أبو موسى في «الذّيل» ، فوهم في استدراكه، فإنه أبو مسعود البدري المقدم ذكره، واسمه عقبة بن عمرو. 10625- أبو مسلم الأشعري «3» . ذكره ابن مندة، وأورد من طريق عثمان بن أبي العاتكة، أحد الضعفاء، عن معاوية بن حاتم الطائي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مسلم الأشعري، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «يكون قوم يستحلّون الخمر باسم يسمّونها بغير اسمها ... » الحديث. قال: كذا قال ورواه غيره عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري. قلت: وهو الصواب أخطأ فيه عثمان، وساقه أبو نعيم على الصواب، من طريق معاوية بن صالح، عن حاتم بن حريث، عن مالك بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، فظهر أن عثمان خبط في سنده أيضا، وأن قوله معاوية بن حاتم غلط، وإنما هو معاوية عن حاتم، معاوية هو ابن حريث، واللَّه أعلم. 10626- أبو مصعب الأسدي «4» . تقدم في أبي مكعت. 10627- أبو مصعب الأنصاري «5» ، آخر.   (1) أسد الغابة: ت 6240. (2) أسد الغابة: ت 6249. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 202. (4) أسد الغابة: ت 6256. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 203، الجرح والتعديل 9/ 441. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 333 تابعي، أرسل حديثا. ذكره أبو نعيم في الصحابة، وقال: مختلف فيه، فأورد من طريق عبد الحميد بن جعفر، سمعت أبا مصعب يقول: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. 10628- أبو معن، صاحب الإسكندرية. تابعي، أرسل حديثا، ذكره المستغفري في الصحابة، وتبعه أبو موسى من طريق سعيد بن العلاء، حدثني الحسين بن إدريس شيخ طالوت بن عباد، حدثنا العباس بن طلحة القرشي، حدثنا أبو معن صاحب الإسكندرية، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «أعمال البرّ كلّها مع الجهاد في سبيل اللَّه كبصقة في بحر جرّار» . وبهذا الإسناد: كل نعيم مسئول عنه، إلا النعيم في سبيل اللَّه. قال المستغفريّ: مع براءتي إلى اللَّه من عهدة إسناده، وهذا الرجل اسمه عبد الواحد ابن أبي موسى. ذكره ابن يونس في تاريخ مصر، وقال: إنه أدرك عمر بن عبد العزيز. روى عنه الليث بن سعد، وغيره، وذكر أبو أحمد الحاكم في الكنى أنه روى عن عبد اللَّه بن عمر. 10629- أبو معمر الأشج. ذكر في التجريد، وقال: ورد أنه صحابي، وذلك إفك. قلت: ورد ذلك في بعض طرق حديث أبي الدنيا الأشج. 10630- أبو ملحة، بكسر أوله وسكون اللام بعدها مهملة. ذكره أبو محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغويّ الفقيه الشّافعيّ صاحب «التّهذيب» في الفقه، وشرح السنة في الحديث، والمعالم في التفسير، والمصابيح في المتون، فقال في المصابيح عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا ... » الحديث. رواه زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده. وقال في شرح السنة له: ويروي عنه زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. فذكر الحديث، وهو وهم نشأ عن سقط من السند لم يتيقّظ له، وذلك أن الحديث في الترمذي من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، فكأن النسخة التي وقعت عند البغوي من الترمذي كان فيها: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن زيد بن ملحة، عن أبيه، عن جده، وهو تصحيف، وإنما هو ابن زيد فزيد هو والد عوف، وعوف والد عمرو، وعمرو هو جدّ كثير، وصحابي الحديث هو عمرو بن عوف، وهو مشهور في الصحابة، وترجمة كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف في سنن أبي داود وجامع الترمذي وغيرهما. وملحة المذكور يقال فيه مليحة، بالتصغير، وهو ابن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أوس بن طابخة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 334 وقد أخرج البخاريّ في تاريخه، عن إسماعيل بن أبي أويس بهذا السند حديثا، وبيّن فيه أن الصحابي هو عمرو بن عوف، قال: عن كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده عمرو بن عوف، قال: كنا عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكر حديثا. 10631- أبو المنذر: تقدم. 10632- أبو المهلب «1» : ذكره مطين وغيره في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن تحريف، وإنما هو أبو المطلب- بتشديد الطاء وتخفيف اللام المكسورة، فأخرج أبو نعيم من طريقه عن ضرار بن صرد، عن ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبيه، عن جده في القول لأبي بكر وعمر: إنهما السمع والبصر، قال: كذا في كتابي. والصواب عبد العزيز بن المطلب، ولعله كان يكنى أبا المهلب، وهو تصحيف. انتهى. والثاني هو المجزوم به، وقد تقدم الحديث بعينه في ترجمة عبد اللَّه بن حنطب، من رواية قتيبة، عن ابن أبي فديك، وذكرت هناك الاختلاف في سنده وفي صحبة عبد اللَّه، وفي نسب عبد العزيز، وسبق أنه المطلب بن عبد اللَّه بن المطلب بن حنطب، وأن الصحبة للمطلب الأعلى. 10633- أبو ميسرة «2» : مولى العباس بن عبد المطلب. ذكره المستغفريّ في الصحابة، وتبعه أبو موسى، وأورد من طريق محمد بن أحمد بن سعيد البزار الطوسي المعروف بأبي كساء، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد بن أبي قرّة، عن الليث بن سعد، عن أبي قبيل، عن أبي ميسرة مولى العباس بن عبد المطلب، قال: بتّ عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فقال: «يا عبّاس، انظر هل ترى في السّماء شيئا» ؟ قلت: نعم أرى الثريا: قال: «أما إنّه يملك هذه الأمّة بعددها من صلبك» . قلت: وهذا الحديث معروف بعبيد بن أبي قرة، تفرد بروايته، عن الليث، وسقط من السند العباس بن عبد المطلب، فصار ظاهره أن الصحابيّ هو أبو ميسرة، وليس كذلك، فقد أخرجه أحمد في مسندة عن عبيد بن أبي قرة. وكذلك أخرجه أبو حاتم الرازيّ، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، شيخ أبي كساء، عن عبيد.   (1) تقريب التهذيب 2/ 478- تهذيب التهذيب 12/ 248- تفسير الطبري 5/ 9495- الطبقات الكبرى بيروت 7/ 102- الملل 2/ 147. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 207، الجرح والتعديل 9/ 446. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 335 وأخرجه البخاريّ في «الكنى» ، عن عبد اللَّه بن محمد الجعفي، والحاكم أبو أحمد، من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحاكم في المستدرك، من طريق أحمد بن إبراهيم الدّورقي، وابن أبي داود، من طريق حجاج بن الشاعر كلهم عن عبيد. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: لم يرو هذا الحديث عن الليث إلا عبيد بن أبي قرة، وكان أحمد يضن به، قال: وكان أبي يستحسن هذا الحديث، ويسر به حيث وجده عند يحيى القطان. وقال ابن أبي داود: سمع أحمد بن أبي صالح هذا الحديث من أبي عن حجاج، واتفقت هذه الطرق كلّها في سياق السند على أنه عن أبي ميسرة عن العباس بن عبد المطلب، فظهر أنّ الصواب إثباته. وقد ذكرت حال عبيد بن أبي قرة في لسان الميزان. وقد ذكر أحمد بن حنبل في العلل حديثا من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة حديثا، فظنّ بعضهم أنه صاحب الترجمة، وليس كذلك، وإنما هو عمرو بن شرحبيل الماضي في الثالث، وهو مرسل أيضا. واللَّه أعلم. حرف النون القسم الأول 10634- أبو نافع: اسمه كيسان بن عبد اللَّه بن طارق. 10635- أبو نافع: اسمه طارق بن علقمة- تقدما. 10636- أبو نائلة الأنصاري «1» : اسمه سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي، أخو سلمة بن سلامة بن وقش. وقيل: اسمه سعد. وقيل سعد أخوه. وقيل سلكان لقب، واسمه سعد. وهو مشهور بكنيته. ثبت ذكره في الصحيح في قصة قتل كعب بن الأشرف، وشهد أحدا وغيرها، وكان شاعرا، ومن الرماة المذكورين. وأخرج السّراج في تاريخه، من طريق عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن جبر،   (1) أسد الغابة: ت 6305، الاستيعاب: ت: 3241. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 336 عن أبيه، عن جده، قال: كان كعب بن الأشرف اليهودي يقول الشعر، ويخذّل عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ويخرج في الناس وفي قبائل العرب من غطفان في ذلك، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من لي بابن الأشرف» ؟ فقال محمد بن مسلمة الحارثي: يا رسول اللَّه، أتحبّ أن أقتله؟ فصمت، فحدث محمد بن سعد بن عبادة، فقال: امض على بركة اللَّه تعالى، واذهب معك بابن أخي الحارث بن أوس بن معاذ، وأبي عبس بن جبر، وعباد بن بشر، وأبي نائلة سلكان بن وقش الأشهلي، قال: فلقيتهم، فذكرت ذلك لهم، فأجابوني إلا سلكان بن وقش، فقال: لا أحبّ أن أفعل ذلك حتى أشاور رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: فذكر ذلك له، فقال له: «امض مع أصحابك» . قال، فخرجنا إليه، فساق القصة في قتله، وأنشد عباد بن بشر في ذلك: صرخت له فلم يعرض لصوتي ... وأوفى طالعا من فوق خدر فعدت له فقال من المنادي ... فقلت أخوك عبّاد بن بشر وهذي درعنا رهنا فخذها ... لشهر إن وفت أو نصف شهر فأقبل نحونا يسعى سريعا ... وقال لنا لقد جئتم لأمر فشدّ بسيفه صلتا عليه ... فقطّره أبو عبس بن جبر وكان اللَّه سادسنا فأبنا ... بأنعم نعمة وأعزّ نصر وجاء برأسه نفر كرام ... هم ناهيك من صدق وبرّ [الوافر] أورده الحاكم عن السّراج، عن محمد بن عباد، عن محمد بن طلحة، عن عبد المجيد، وقال: رواه إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن طلحة، فقال: عن عبد المجيد، عن محمد بن أبي عبس، عن أبيه، عن جده، قال: والأول هو الصواب. 10637- أبو نبقة بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي «1» ، من مسلمة الفتح. قال أبو عمر: ذكره بعضهم في الصحابة، وهو عندي مجهول، كذا قال. وقد ذكره الطبري، وذكر ابن إسحاق- أن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أطعمه من خيبر خمسين وسقا، ذكر ذلك المستغفريّ بسنده إلى ابن إسحاق، وتبعه أبو موسى في الذيل، وقد ذكره أعلم الناس بنسب قريش الزبير بن بكار، قال: ولد علقمة بن المطلب أبا نبقة، واسمه عبد اللَّه، وأمّه أم عمرو الخزاعية، وكان له من الولد: العلاء، وهذيم- قتلا باليمامة، ولا عقب لهما. وذكر أبو الوليد الفرضيّ أن من ولده محمد بن العلاء بن الحسين بن أبي نبقة النبقي   (1) أسد الغابة: ت 6306، الاستيعاب: ت: 3242. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 337 المكيّ. قال ابن الأثير: فكل هذا يدل على أن الرجل ليس بمجهول في نفسه ولا نسبه. 10638- أبو النجم «1» : غير منسوب. ذكره أبو نعيم، قال: ذكره الحسين بن سفيان، حديثه عند ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة- أنه سمع أبا النجم يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يكون في بني أميّة رجل أخنس» . واستدركه أبو موسى بهذا. 10639- أبو نجيح «2» : عمرو بن عبسة السلمي. تقدم في الأسماء. 10640- أبو نجيح العبسيّ «3» . أورده ابن مندة. قلت: ذكره البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، وأفرده عن عمرو بن عبسة، لكنه قال: العبسيّ، بمهملة ثم موحدة. وقال: روى ربيعة بن لقيط، عن رجل، عنه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. حكاه الحاكم أبو أحمد، وأشار إلى أنه عمرو بن عبسة، وسأوضحه في القسم الرابع. 10641- أبو نجيح السلمي «4» . روى حديثه ابن جريج عن ميمون، عن أبي المغلس عنه، قال أبو نعيم، ثم ساق من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج: أخبرني أبو المغلس أن أبا نجيح أخبره أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من كان موسرا فلم ينكح فليس منّي» . ومن طريق محمد بن ثابت العقدي، عن هارون بن رئاب، عن أبي نجيح، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «مسكين مسكين رجل ليست له امرأة ... » «5» الحديث. قال ابن الأثير: وهو عمرو بن عبسة، فإنه سلمي، وحديثه في النكاح مشهور. وقال الذهبي: بل هو العرباض بن سارية. قلت: وجزم به الحاكم أبو أحمد، وجزم البغويّ بأنه ليس سليما، وقال: يشكّ في صحبته.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208. (2) أسد الغابة: ت 6309. (3) الاستيعاب: ت 3243. (4) أسد الغابة: ت 6308. (5) أورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 311 والهيثمي في الزوائد 4/ 255 عن أبي نجيح ... الحديث وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن أبا نجيح لا صحبة له. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 338 10642- أبو نجيح، العرباض بن سارية السلمي. أخرج البخاريّ بسند شامي، عن العرباض بن سارية، قال: لولا أن يقول الناس فعل أبي نجيح لألحقت مالي سبله. 10643- أبو نجيح، والد عبد اللَّه، اسمه يسار. 10644- أبو نجيد، بجيم مصغرا، هو عمران بن حصين- تقدما. 10645- أبو نحيلة «1» : بمهملة مصغرا، كذا عند الدّارقطنيّ وغيره. ورأيته في نسخة معتمدة من الكنى لأبي أحمد بفتح أوله والمعجمة. وذكره عبد الغني بالتصغير والحاء المهملة، وبالمهملة جزم إبراهيم الحربي، وزاد: هو رجل صالح من بجيلة حكاه الدار الدّارقطنيّ، عن يحيى بن معين، وعن علي بن المديني- أن سفيان بن عيينة قال: إن أبا نحيلة له صحبة، قال: وهو بالخاء المعجمة، البجلي. ذكره الطبراني وغيره. وقال ابن المدينيّ، والبخاريّ، وأبو أحمد الحاكم: له صحبة. روى حديثه الثّوريّ، عن منصور، عن أبي وائل، عن أبي نخيلة- رجل من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه رمي بسهم فقيل له: انتزعه، فقال: اللَّهمّ أنقص من الوجع ولا تنقص من الأجر. وقيل له: ادع اللَّه، فقال: اللَّهمّ اجعلني من المقربين، واجعل أمي من الحور العين. ووقع لنا بعلوّ عند ابن مندة، لكن قال في أوله، خرج غازيا فرمي بحجر، فقال: اللَّهمّ أنقص من الوجع ... والباقي سواء. ونقل أبو عمر عن علي بن المديني أنه قال: قيل فيه: أبو نخيلة يعني بالمعجمة، والمعروف بالمهملة، قال: وله رواية عن جرير البجلي. قلت: هي عند البخاري في الأدب المفرد، والنسائي وغيرهما. وقال أبو حاتم الرازيّ: ليست له صحبة. 10646- أبو نخيلة اللهبي «2» ، بمعجمة مصغرا. ذكره ابن مندة، وأخرج له من طريق سليمان بن داود المكيّ، من أهل تبالة، قال: حدثنا محمد بن عثمان الطائفي الثقفي، حدثني عبد اللَّه بن عقيل بن يزيد بن راشد، عن أبيه، قال: خرجنا إلى المسلم بن حذيفة العامري، فأخبرنا أن أبا رهيمة السمعي، وأبا نخيلة   (1) تبصير المنتبه 4/ 1412- المؤتلف والمختلف ص 130- الجرح والتعديل 9/ 449. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208، تهذيب التهذيب 12/ 255، الإكمال 7/ 335 بقي بن مخلد 1433. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 339 اللهبي، قالا: أتينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بتبر من العقيق، فكتب لنا كتابا وقال فيه: «من وجد شيئا فهو له، والخمس من الرّكاز، والزّكاة من كلّ أربعين دينارا دينار» «1» . قال سليمان: يعني من وجد شيئا من المعادن فليس فيه زكاة حتى يبلغ أربعين دينارا. في رواته من لا يعرف، إلا أنه من رواية أبي حاتم الرازيّ، عن سليمان. واللهبي رأيته مجودا عند الصريفيني بكسر اللام وسكون الهاء. 10647- أبو نضرة «2» ، أحد الذين شهدوا فتح خيبر. جرى له ذكر هناك، ولا أعرفه إلا بذاك، قاله أبو عمر: قال ابن الأثير: قد ذكر ابن هشام فيمن قطعه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم من خيبر أبا نضرة، بالضاد المعجمة وآخره هاء، فلا أعلم أهو ذا أم لا. وقال ابن فتحون في أوهام الاستيعاب: أراه هو. 10648- أبو نضرة، بالضاد المعجمة: في الّذي قبله. 10649- أبو نضير، قيل هي كنية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص. حكاه الحاكم أبو أحمد، وأورد بسند صحيح إلى أبي عبد الرحمن الحبلي يقول: سألت عبد اللَّه بن عمرو، وقيل له يا أبا نضير. 10650- أبو نضير «3» ، بفتح أوله وكسر الضاد المعجمة، ابن التيهان الأنصاري الأوسي، أخو أبي الهيثم- ذكر أبو عمر عن الطبري أنه شهد أحدا. 10651- أبو النعمان: بشير بن سعيد الأنصاري. تقدم في الأسماء. 10652- أبو النعمان الأزدي، جد الطبراني، وهو جدّ أيوب بن النعمان، ويقال أيوب بن العلاء، تقدم في حرف العين فيمن كنيته أبو العلاء. ذكره أبو موسى عن الطبراني. وقرأت بخط أبي إسحاق الصريفيني، قال: روى علي بن حرب، عن أبي معاوية: حدثنا أبو عرفجة القابسي، عن أبي النعمان الأزدي- أن رجلا خطب امرأة، فقال النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم: «أصدقها» . قال: ما عندي شيء. قال: «أما تحسن سورة من القرآن فأصدقها السّورة، ولا تكون لأحد بعدك مهرا» . ثم رأيته في كتاب أبي علي بن السكن ساقه بسنده إلى يعقوب بن إبراهيم الدّورقي،   (1) أورده ابن الجوزي في تلبيس إبليس 36. (2) ميزان الاعتدال 4/ 742. (3) المشتبه ص 643- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 230. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 340 عن أبي معاوية، وقال: هذه الزيادة لا تحفظ إلا في هذه الرواية. 10653- أبو النعمان، آخر غير منسوب. ذكره مطيّن، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة في الصحابة. وأخرجه أبو نعيم عنهما، وتبعه أبو موسى، وحديثه في مسند يحيى بن عبد الحميد، عن قيس بن الربيع، عن جابر- هو الجعفي، عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبي النعمان أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم [صلّى] على امرأة نفساء وابنها من الزنا. وقد نسبه ابن الكلبيّ أنصاريا، فقال: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه صلّى على امرأة ماتت في نفاسها وابنها معها، وقال: لم يروه غير جابر بن يزيد الجعفي، وليس يثبت. 10654- أبو النعمان بن أبي النعمان: عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري. ذكره البغويّ في «الكنى» ، وذكر له الحديث الآتي في ترجمة معبد بن هوذة، ولم ينبه على أن اسمه معبد. 10655- أبو نعيم: محمود بن الربيع الأنصاري. ذكره أبو أحمد الحاكم وتقدم. 10656- أبو نمر الكناني، جدّ شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر. ذكره ابن سعد في مسلمة الفتح، واستدركه الذهبي. قلت: وذكره أبو علي بن السّكن في الصحابة، وأغفله ابن عبد البر، وابن فتحون، مع استمدادهما كثيرا من كتاب ابن السكن. وأورد ابن السكن، من طريق محمد بن طلحة التيمي: حدثني عبد الحكم بن سفيان بن أبي نمر، عن عمه، عن أبيه، قال: خرج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في مغزاه ومعه عائشة، فمرّ بجانب العقيق، فقال: «يا عائشة، هذا المنزل لولا كثرة الهوامّ» «1» . قال ابن السّكن: عبد الحكم هذا هو ابن أخي شريك بن أبي نمر. وقرأت في أخبار المدينة لعمر بن شبّة: أن أبا نمر بن عويف، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، قدم المدينة، فنزل على بني ليث بن بكر، فاختطّ داره في بني أخرم بن ليث، فعرفت بدار أبي نمر. 10657- أبو نملة الأنصاري» . اسمه عمار بن معاذ بن زرارة بن عمرو بن غنم بن   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 29934 وعزاه للبغوي عن سفيان بن أبي نمر عن أبيه. (2) طبقات خليفة 81، مقدمة مسند بقي بن مخلد 120، المعرفة والتاريخ 1/ 380، تهذيب الكمال-- 3/ 1654، الكاشف 3/ 340، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 58، تهذيب التهذيب 12/ 259، تقريب التهذيب 2/ 482، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، خلاصة تذهيب التهذيب 461، تاريخ الإسلام 2/ 562. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 341 عدي بن الحارث بن مرة بن ظفر الأنصاري الظّفري. شهد بدرا مع أبيه، وشهد أحدا وما بعدها، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان، وقتل له ابنان يوم الحرّة: عبد اللَّه، ومحمد. حديثه عند ابن شهاب في أهل الكتاب من رواية نملة بن أبي نملة، عن أبيه، ذكره هكذا ابن عبد البرّ، وسبقه إلى أكثره أبو علي بن السكن، وأبو أحمد الحاكم، وزاد: وله أخ يكنى أبا ذرّ، أمهما أم زرارة بنت الحارث. وقال أبو بشر الدّولابيّ: إنه عمارة بن معاذ. وقال ابن البرقي: هو معاذ بن زرارة. قال ابن مندة : أبو نملة الأنصاري له صحبة، ثم ساق حديثه عاليا من رواية معمر ويونس، كلاهما عن الزهري، عن ابن أبي نملة، عن أبيه- أنهم بينا هم جلوس مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم إذ مرت جنازة، فقال له رجل من اليهود: هل تكلّم هذه الجنازة يا محمد؟ قال: «لا أدري» . قال: فإنّها تتكلم، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «ما حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم» «1» . وأخرجه ابن السّكن، والحارث بن أبي أسامة، من طريق يونس، وزاد في آخره: وقولوا آمنا باللَّه وكتبه ورسله، فإن يك حقّا فلم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم. وأخرج حديثه أبو داود. وقال البغويّ: أبو نملة سكن المدينة، وساق حديثه، ووجدت لنملة بن أبي نملة عن أبيه حديثا أخرجه ابن سعد وأبو نعيم في «الدّلائل» ، من طريق محمد بن صالح، عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن نملة بن أبي نملة، عن أبيه، قال: كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في كتبهم ويعلمونه الولدان بصفته واسمه ومهاجرته إلينا، فلما ظهر حسدوا وبغوا وقالوا: ليس به. 10658- أبو نملة، آخر. ذكره الدولابي، وقال: هو غير الأنصاري. 10659- أبو نهيك الأنصاري الأشهلي «2» .   (1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 10 عن ابن أبي نملة عن أبيه وقال البيهقي ابن أبي نملة هو نملة بن أبي نملة الأنصاري وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 10160، 19214، 20059 والبغوي في شرح السنة 5/ 196، وابن أبي عاصم في السنة 1/ 268. (2) أسد الغابة: ت 6319، الاستيعاب: ت ((3248. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 342 ذكره أبو عمر، فقال: لا أعرف له خبرا ولا رواية إلا أنه بعثه أبو بكر الصديق إلى خالد بن الوليد مع سلمة بن سلامة بن وقش يأمره أن يقتل من بني حنيفة كلّ من أنبت، فوجداه قد صالح مجّاعة بن مرارة. 10660- أبو نيزر بكسر أوله وسكون التحتانية المثناة وفتح الزاي المنقوطة بعدها مهملة. ذكره الذّهبيّ مستدركا، وقال: يقال إنه ولد النجاشي، جاء وأسلم، وكان مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في مؤنته. قلت: وقرأت قصته في كتاب الكامل لأبي العباس المبرد، وهي في ربعه الأخير، قال: حدثنا أبو محلم محمد بن هشام بإسناد ذكره أن أبا نيزر كان من أبناء بعض ملوك الأعاجم، فرغب في الإسلام صغيرا، فأسلم عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فكان معه في مؤنته، ثم كان مع فاطمة، ثم مع ولدها، وكان يقوم بضيعتي عليّ اللتين في البقيع تسمّى إحداهما البغيبغة «1» والأخرى عين أبي نيزر «2» ، فذكر أن عليّا أتاه فأطعمه طعاما فيه قرع صنعه له بإهالة، فأكل وشرب من الماء، فذكر قصة أنه كتب بتحبيس الضّيعتين، فذكر صفة شرطه، ومنه أنه وقفهما على فقراء المدينة وابن السبيل إلا أن يحتاج الحسن أو الحسين فهما طلق، وفي آخر الخبر: إن الحسين احتاج لأجل دين عليه، فبلغ ذلك معاوية، فدفع له في عين أبي نيزر مائة ألف، فأبى أن يبيعها وأمضى وقفها. القسم الثاني لم يذكر فيه أحد من الرجال. القسم الثالث 10661- أبو نجيح المكيّ «3» ، والد عبد اللَّه بن أبي نجيح، اسمه يسار. تقدم.   (1) بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وغين أخرى كأنه تصغير البغبغة وهو ضرب من الهدير والبغيبغة البئر القريبة الرشاء وهي اسم لبلد. انظر: معجم البلدان 1/ 555. (2) بفتح النون وياء مثناة من تحت وزاي مفتوحة وراء وأبو نيزر عبد اشتراه علي رضي اللَّه عنه فأعتقه قيل: كان ابن النجاشي الّذي أسلم لصلبه فأعتقه مكافأة لأبيه وهي ضعيفة من وقف علي رضي اللَّه عنه. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 976. (3) الطبقات الكبرى 5/ 473، تاريخ خليفة 339، التاريخ لابن معين 2/ 680، التاريخ الكبير 8/ 420، - تاريخ الثقات للعجلي 483، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 143، الجرح والتعديل 9/ 306، الثقات لابن حبان 5/ 557، تحفة الأشراف 422، تهذيب الكمال 3/ 1547، الكاشف 3/ 253، تاريخ الإسلام 3/ 540، جامع التحصيل 375، تهذيب التهذيب 11/ 2377، تقريب التهذيب 2/ 374. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 343 10662- أبو النعمان، حجر بن عمرو ... 10663- أبو النعمان، غير منسوب «1» . له إدراك، قال ثور، عن خالد بن معدان: إن أبا النعمان حدثه، قال: حججت في ولاية عمر، فذكر قصة. ذكره البخاريّ، وتبعه أبو أحمد الحاكم. 10664- أبو نخيلة: بخاء معجمة مصغرا، العكلي. له إدراك، ذكره الآمدي في الشعراء، وأنشد له هجاء في سجاح التي ادّعت أنها نبيّة، ثم خدعها مسيلمة الكذاب فتزوّجها وسلمت له الأمر. 10665- أبو نمر بن عويف. ذكر في أبي نمر جدّ شريك بن عبد اللَّه بن أبي نمر. القسم الرابع 10666- أبو نجيح العبسيّ «2» . ذكره أبو عمر، فقال: له حديث واحد في النكاح من رواية يزيد بن أبي حبيب، عن حبيب بن لقيط، عنه، ذكره البخاري في الكنى المجردة، وهو عندهم عمرو بن عبسة. قلت: اختصره من كلام الحاكم أبي أحمد دون قوله حديث واحد في النكاح، ولكن لفظه : أبو نجيح العبسيّ، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، روى ربيعة بن لقيط، عن رجل، عن أبي نجيح. ثم أسند إلى محمد بن إسماعيل- يعني البخاري- أنه ذكره هكذا في الكنى المجرة. قال أبو أحمد: وهي كنية عمرو بن عبسة، كما أخرجه بالإسناد إلى يزيد بن أبي حبيب، وكان قد أخرج في ترجمة عمرو بن عبسة من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب: حدثني ربيعة بن لقيط، عن رجل من قيس يقال له أبو نجيح- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال يوما: «ألا أخبركم بخير القبائل؟ قلنا: بلى يا رسول اللَّه. قال: «السّكون سكون كندة ... » الحديث.   (1) أسد الغابة: ت 6317. (2) التاريخ الكبير 9/ 77، تعجيل المنفعة 553. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 344 قال ابن لهيعة: فحدثت به ثور بن يزيد، قال أبو نجيح: هو عمرو بن عبسة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وهذا الّذي جزم به أبو أحمد محتمل. ويحتمل أيضا أن يكون غيره، إذ لا يلزم من كونه من رواية يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط أن يكون أبو نجيح العبسيّ هو عمرو بن عبسة. وقد صرح في الحديث الّذي ساقه أنه رجل من قيس. وكذا ترجم له ابن مندة، فقال: أبو نجيح القيسي روى حديثه ربيعة بن لقيط، عن رجل عنه، ولا يثبت، وعلى أبي عمر اعتراض في قوله: له حديث واحد في النكاح من رواية يزيد عن ربيعة، فإن الحديث الّذي ورد عن أبي نجيح في النكاح ليس من رواية يزيد عن ربيعة كما قدمته في القسم الأول، وقدمت أن أبا أحمد الحاكم قال: إنه العرباض بن سارية، وهو محتمل، كما أن هذا يحتمل أيضا أن يكون غير عمرو بن عبسة، ولكن شهادة ثور أنه هو تقتضي المصير إليه. واستشكل ابن الأثير قوله العبسيّ، لأن عمرو بن عبسة سلمي، وصوّب قول ابن مندة أنه قيسي، لأن سليما من قيس، وهو كذلك، لكن يحتمل أن الراويّ نسبه إلى والده عبسة، ويكون. 10667- أبو نصر الهلالي «1» . أرسل شيئا. روى عنه قتادة عند النسائي، وقد أرسل شيئا، ذكره بعضهم في الصحابة. وقال ابن مندة: لا يعرف اسمه. قلت: وأظن أنه حميد بن هلال. 10668- أبو النضر السلمي «2» . روى حديثه المعافي بن عمران الظّهري، عن مالك بن أنس، فقال في حديثه: عن أبي النضر، والصواب ابن النضر، هكذا في الموطأ. أورده ابن مندة هكذا، وتبعه أبو نعيم، وقال ابن الأثير: قد رواه ابن أبي عاصم، عن يعقوب بن حميد، عن عبد اللَّه بن نافع، عن مالك، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن أبي النضر فيمن مات له ثلاثة من الولد- يعني، فلم يتفرد المعافي. انتهى. وأبو النضر هذا هو ...   (1) تقريب التهذيب 2/ 480. (2) تبصير المنتبه 4/ 1418- الإكمال 7/ 350. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 345 حرف الهاء القسم الأول 10669- أبو هارون: كلاب بن أمية الليثي. تقدم في الأسماء. 10670- أبو هاشم بن عتبة «1» بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، يكنى أبا سفيان العبشمي، أخو أبي حذيفة بن عتبة لأبيه، وأخو مصعب بن عمير العبدري لأمه، أمّهما خناس بنت مالك العامري، من قريش. اختلف في اسمه، فقيل مهشم، وقيل خالد. وبه جزم النسائي، وقيل اسمه كنيته، وبه جزم محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وقيل هشيم، وقيل هشام، وقيل شيبة. قال ابن السّكن: أسلم يوم فتح مكة، ونزل الشام إلى أن مات في خلافة عثمان. قال ابن مندة: روى عنه أبو هريرة، وسمرة بن سهم، وأبو وائل. وقال ابن مندة: الصحيح أن أبا وائل روى عن سمرة عنه. قلت: وروى حديثه التّرمذيّ وغيره بسند صحيح، من طريق منصور الأعمش، عن أبي وائل، قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريض يعوده، فقال: يا خال، ما يبكيك؟ أوجع يشئزك «2» أو حرص على الدنيا؟ قال: لا، ولكن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عهد إليّ عهدا لم آخذ به. قال: «أما يكفيك من الدّنيا خادم ومركب في سبيل اللَّه» ، فأجدني قد جمعت. وأخرجه البغويّ، وابن السّكن، من طريق مغيرة، عن أبي وائل، عن سمرة بن سهم- رجل من قومه، قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة فأتاه معاوية يعوده، فبكى أبو هاشم ... فذكره، وزاد- بعد قوله على الدنيا: فقد ذهب صفوها، وقال فيه عهدا وددت أني كنت تبعته، قال: إنك لعلك أن تدرك أموالا تقسّم بين أقوام، وإنما يكفيك ... فذكره. وقد روى أبو هريرة، عن أبي هاشم هذا حديثا أخرجه أبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، والبغويّ، والحاكم أبو أحمد، من طريق كهيل بن حرملة، قال: قدم أبو هريرة دمشق، فنزل على أبي كلثوم الدّوسي، فأتيناه فتذاكرنا الصلاة الوسطى، فاختلفنا فيها، فقال أبو هريرة: اختلفنا فيها كما اختلفتم، ونحن بفناء بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وفينا الرجل الصالح   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، تهذيب التهذيب 12/ 261. (2) يشئزك: يقلقك يقال: أشأزه: أقلقه. اللسان: 4/ 2175. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 346 أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة، فقام، فدخل على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وكان جريئا عليه، ثم خرج إلينا فأخبرنا أنها العصر. وذكر أبو الحصين الرّازيّ أنّ داره كانت من سوق النحاسين إلى سوق الحدادين. وقال ابن سعد: أسلم في الفتح، وخرج إلى الشام فلم يزل بها حتى مات. وأخرج يعقوب بن سفيان، من طريق ابن إسحاق، قال: صالح أبو هاشم بن عتبة أهل أنطاكية في مقبرة مصرين وغيرهما في سنة إحدى وعشرين. وقال ابن البرقي: ذهبت عينه يوم اليرموك، ومات في زمن معاوية. وذكر خليفة أن معاوية استعمله على الجزيرة. وقال أبو زرعة الدّمشقيّ، عن أبي مسهر: قديم الموت، وقد تقدم له ذكر في ترجمة أبي عبد اللَّه، صحابي، غير منسوب. 10671- أبو هالة التميمي: هو النّبّاش بن زرارة. ذكره أبو أحمد في الكنى، عن يحيى بن معين. 10672- أبو هانئ «1» ، جد عبد الرحمن بن أبي مالك. ذكره أبو عمر، فقال: قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم فمسح رأسه ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان. روى حديثه عبد الرحمن بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده أبي هانئ. 10673- أبو هبيرة، عائذ بن عمرو المزني، ممن بايع تحت الشجرة. تقدم في الأسماء، كناه علي بن المديني، وأسند ذلك أبو أحمد الحاكم عنه. 10674- أبو هبيرة بن الحارث «2» بن علقمة بن عمرو بن كعب بن مالك بن مبدول الأنصاري الخزرجي النجاري. ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد. وقد تقدّم ذكره في حرف الألف، لأن الواقدي وغيره قالوا فيه: أبو أسيرة، وقال أبو عمر: أبو هبيرة اسمه كنيته، وهو أخو أبي أسيرة، كذا قال. 10675- أبو هبيرة الأنصاري، غير منسوب. أورده أبو يعلى في مسندة، من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد بن نافع،   (1) الجرح والتعديل 9/ 455، بقي بن مخلد 568. (2) الاستيعاب 4/ 1768، أسد الغابة 6/ 317، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 347 قال: رآني أبو هبيرة الأنصاري صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أصلّي الضحى حين طلعت الشمس، فعاب عليّ ذلك ونهاني، ثم قال: إنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا تصلّوا حتّى ترتفع الشّمس، فإنّها تطلع بين قرني شيطان» . خلطه ابن الأثير بالذي قبله، ثم قال: سعيد تابعي لم يدرك من يقتل بأحد، فإن كان غيره وإلا فهو منقطع. انتهى. وكيف يحتمل أن يكون منقطعا وهو يصرّح بأنه رآه فتعيّن الاحتمال الأول. 10676- أبو هدم بن الحضرميّ «1» ، أخو العلاء. ذكره الدار الدّارقطنيّ، كذا في التجريد. 10677- أبو هدمة الأنصاري. ذكره أبو موسى في الذّيل، فقال: ذكره المستغفري، وقال: روى عنه ابنه محمد من حديث ابن أخي الزهري، عن عمه. ووقع عندنا من حديث أبي حاتم الرازيّ، قال المستغفري: قاله لي البردعي. 10678- أبو هذيل «2» ، غير منسوب. ذكره أبو موسى أيضا، وقال: ذكره أبو بكر بن أبي علي، وساق من طريق أبي الأشعث، عن عبد اللَّه بن خداش، عن أوسط، عن أبي الهذيل، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «ليأكل الرّجل من أضحيته» «3» . 10679- أبو هراسة: هو قيس بن عاصم. ذكره البغوي، عن ابن أبي خيثمة، عن ابن معين. 10680- أبو هريرة «4» بن عامر بن عبد ذي الشّرى بن ظريف بن عتاب بن أبي صعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد اللَّه بن زهران بن كعب الدوسيّ.   (1) مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2313. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 208، تهذيب التهذيب 12/ 262، تقريب التهذيب 2/ 483، تهذيب الكمال 3/ 1655. (3) أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 143، وأبو نعيم في الحلية 4/ 362 وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 28، عن أبي هريرة قال إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته ... قال الهيثمي رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس قال قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ليأكل كل رجل من أضحيته وفيه عبد اللَّه بن خراش وثقه ابن حبان وقال ربما أخطأ وضعفه الجمهور والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12197. (4) تلقيح فهوم أهل الأثر 152، الكاشف 3/ 385، تهذيب التهذيب 12/ 262، المغني 298 الكنى والأسماء 1/ 60 خلاصة تهذيب الكمال 3/ 252، تهذيب الكمال 3/ 1655، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، الأنساب 5/ 402، تنقيح المقال 3/ 38. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 348 هكذا سماه ونسبه ابن الكلبيّ، ومن تبعه كأبي ... ، وقوّاه أبو أحمد الدمياطيّ. وقال ابن إسحاق: كان وسيطا في دوس. وأخرج الدولابي، من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: اسم أبي هريرة عبد نهم بن عامر، وهو دوسي حليف لأبي بكر الصديق. وخالف ابن البرقي في نسبه، فقال: هو ابن عامر بن عبد شمس بن عبد الساطع بن قيس بن مالك بن ذي الأسلم بن الأحمس بن معاوية بن المسلم بن الحارث بن دهمان بن سليم بن فهم بن عامر بن دوس، قال: ويقال هو ابن عتبة بن عمرو بن عيسى بن حرب بن سعد بن ثعلبة بن عمرو بن فهم بن دوس. وقال أبو عليّ بن السّكن: اختلف في اسمه، فقال أهل النسب: اسمه عمير بن عامر، وقال ابن إسحاق: قال لي بعض أصحابنا عن أبي هريرة: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس بن صخر، فسماني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد الرحمن، وكنيت أبا هريرة، لأني وجدت هرّة فحملتها في كمّي، فقيل لي أبو هريرة. وهكذا أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مطولا. وأخرج الترمذي بسند حسن، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، قال: قلت لأبي هريرة: لم كنيت بأبي هريرة؟ قال: كنت أرعى غنم أهلي، وكانت لي هرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجرة، وإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها فكنوني أبا هريرة. انتهى. وفي صحيح البخاريّ أنّ النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قال له: «يا أبا هرّ» . وأخرج البغوي، من طريق إبراهيم بن الفضل المخزومي، وهو ضعيف، قال: كان اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، وكنيته أبو الأسود، فسمّاه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عبد اللَّه، وكناه أبا هريرة. وأخرج ابن خزيمة بسند قوي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عبد شمس من الأزد، ثم من دوس. وأخرج الدّولابيّ بسند، حسن، عن أسامة بن زيد الليثي، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع والمقبري، قالا: كان اسم أبي هريرة عبد شمس بن عامر بن عبد الشّرى- والشري: اسم صنم لدوس، فلما أسلم سمّي بعبد اللَّه بن عامر. وقال عبد اللَّه بن إدريس، عن شعبة: كان اسم أبي هريرة عبد شمس، وكذا قال يحيى بن معين، وأحمد بن صالح المصري، وهارون بن حاتم. وكذا قال أبو زرعة، عن أبي مسهر. وقال أبو نعيم الفضل بن دكين مثله، وزاد: ويقال عبد عمرو. وقال مرة أخرى، أبو هريرة سكين، ويقال عامر بن عبد غنم، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 349 وكذا قال إسماعيل بن أبي أويس: وجدت في كتاب أبي: كان اسم أبي هريرة عبد شمس، واسمه في الإسلام عبد اللَّه، وعن أبي نمير مثله. وذكر التّرمذيّ عن البخاريّ مثله. وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: أبو هريرة عبد شمس. ويقال: عبد نهم. ويقال: عبد غنم. ويقال سكين، ويقال عبد اللَّه بن عامر. أخرجه البغوي عن صالح. وكذا قال الأحوص بن المفضل العلائي، عن أبيه، وكذا حكاه يعقوب بن سفيان في تاريخه. وذكر ابن أبي شيبة مثله، وزاد: ويقال عبد الرحمن بن صخر، وذكر البغوي، عن عبد اللَّه بن أحمد، قال: سمعت شيخا لنا كبيرا يقول: اسم أبي هريرة سكين بن دومة. وهذا حكاه الحسن بن سفيان بسنده عن أبي عمر الضرير، وزاد: ويقال عبد عمرو بن غنم. وقال عمرو بن عليّ الفلّاس، عن سفيان بن حسين، [عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة: كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم، أخرجه أسلم بن سهل في تاريخه، وأخرجه البغوي عن المقدمي، عن عمه، سفيان] ، ولفظه: كان اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن غنم، كذا في رواية عيسى بن علي، عن البغوي. وأخرجه ابن أبي الدنيا، من طريق المقدمي مثل ما قال عمرو بن علي، وكذا هو في الذهليات، عن عمر بن بكار، عن عمرو بن علي المقدسي. وقال ابن خزيمة: قال الذهلي: هذا أوضح الروايات عندنا على القلب، قال ابن خزيمة: وإسناد محمد بن عمرو عن أبي سلمة أحسن من سفيان بن حسين عن الزهري عن المحرر، إلا أن يكون كان له اسمان قبل إسلامه، وأما بعد إسلامه فلا أحسب اسمه استمرّ. قلت: أنكر أن يكون النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسمه، فسماه عبد الرحمن، كما نقل أحمد بن حنبل، عن أبي عبيدة الحداد. وأخرج أبو محمد بن زيد، عن الأصمعي- أن اسمه عبد عمرو بن عبد غنم، ويقال عمرو بن عبد غنم، وجزم بالأول النسائي، وقال البغوي: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، واسمه عبد الرحمن بن صخر. قلت: وأبو إسماعيل صاحب غرائب مع أن قوله: واسمه عبد الرحمن بن صخر- يحتمل أن يكون من كلام أبي صالح أو من كلام من بعده، وأخلق به أن يكون أبو إسماعيل الّذي تفرد به، والمحفوظ في هذا قول محمد بن إسحاق. وأخرج أبو نعيم، من طريق إسحاق بن راهويه، قال: أبو هريرة مختلف في اسمه، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 350 فقيل سكين بن مل. وقيل ابن هانئ، وقال بعضهم: عمر بن عبد شمس. وقيل ابن عبد نهم. وقال عباس الدّوري، عن أبي بكر بن أبي الأسود: سكين بن جابر. وأخرج أبو أحمد الحاكم بسند صحيح، عن صالح بن كيسان، قال: اسمه عامر. ومثله حكاه الهيثم بن عدي، عن ابن عباس، وهو المسوق، وزاد أنه ابن عبد شمس بن عبد غنم بن عبد ذي الشّرى. وقال أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز: هو عامر بن عبد شمس. وقيل عبد غنم، وقيل سكين بن عامر. وقال خليفة: اختلف في اسمه، فقيل عمير بن عامر، وقيل سكين بن دومة، ويقال عبد عمرو بن عبد غنم، وقيل عبد اللَّه بن عامر، وقيل برير أو يزيد بن عشرقة. وقال الفلّاس: اختلفوا في اسمه، والّذي صحّ أنه عبد عمرو بن عبد غنم، ويقال سكين ... وقال البغويّ: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا أبو نميلة، حدثنا محمد بن عبيد اللَّه، قال: اسمه سعد بن الحارث، قال البغوي: وبلغني أنّ اسمه عبد ياليل. وقال ابن سعد، عن الواقديّ: كان اسمه عبد شمس، فسمّي في الإسلام عبد اللَّه، ونقل عن الهيثم مثله. وزاد البغوي، عن الواقدي: ويقال إنه عبد اللَّه بن عائذ. وقال ابن البرقي: اسمه عبد الرحمن، ويقال عبد شمس، ويقال عبد غنم، ويقال عبد اللَّه، ويقال: بل هو عبد نهم، وقيل عبد تيم. وحكى ابن مندة في أسمائه عبد بغير إضالة، وفي اسم أبي عبد غنم. وحكى أبو نعيم فيه عبد العزي وسكن- بفتحتين، قال النووي في مواضع من كتبه: اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولا. وقال القطب الحلبي: اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم، وفي الاستيعاب، وفي تاريخ ابن عساكر. قلت: وجه تكثره أنه يجتمع في اسمه خاصة عشرة أقوال مثلا، وفي اسم أبيه نحوها، ثم تركبت، ولكن لا يوجد جميع ذلك منقولا، فمجموع ما قيل في اسمه وحده نحو من عشرين قولا: عبد شمس، وعبد نهم، وعبد تيم، وعبد غنم، وعبد العزى، وعبد ياليل، وهذه لا جائز أن تبقى بعد أن أسلم كما أشار إليه ابن خزيمة. وقيل فيه أيضا: عبيد بغير إضافة، وعبيد اللَّه بالإضافة، وسكين بالتصغير، وسكن بفتحتين، وعمرو بفتح العين، وعمير بالتصغير، وعامر، وقيل برير، وقيل بر، وقيل يزيد، وقيل: سعد، وقيل سعيد، وقيل عبد اللَّه، وقيل عبد الرحمن، وجميعها محتمل في الجاهلية والإسلام إلا الأخير، فإنه إسلامي جزما. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 351 والّذي اجتمع في اسم أبيه خمسة عشر قولا: فقيل عائذ، وقيل عامر، وقيل عمرو، وقيل عمير، وقيل غنم، وقيل دومة، وقيل هانئ، وقيل مل، وقيل عبد نهم، وقيل عبد غنم، وقيل عبد شمس، وقيل عبد عمرو، وقيل الحارث، وقيل عشرقة، وقيل صخر، فهذا معنى قول من قال: اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولا، فأما مع التركيب بطريق التجويز فيزيد على ذلك نحو مائتين وسبعة وأربعين من ضرب تسعة عشر في ثلاثة عشر، وأما مع التنصيص فلا يزيد على العشرين، فإن الاسم الواحد من أسمائه يركب مع ثلاثة أو أربعة من أسماء الأب إلى أن يأتي العدّ عليهما، فيخلص للمغايرة مع التركيب عدد أسمائه خاصة وهي تسعة عشر مع أنّ بعضها وقع فيه تصحيف أو تحريف، مثل بر، وبرير، ويزيد، فإنه لم يرد شيئا منها إلا مع عشرقة، والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة، وكذا سكن وسكين، والظاهر أنه يرجع إلى واحد، وكذا سعد وسعيد مع أنهما أيضا لم يردا إلا مع الحارث، وبعضها انقلب اسمه مع اسم أبيه كما تقدم في قول من قال: عبد عمرو بن عبد غنم. وقيل عبد غنم بن عبد عمرو، فعند التأمل لا تبلغ الأقوال عشرة خالصة ومزجها من جهة صحة النقل إلى ثلاثة: عمير، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن الأولان محتملان في الجاهلية والإسلام، وعبد الرحمن في الإسلام خاصة كما تقدم. قال ابن أبي داود: كنت أجمع سند أبي هريرة، فرأيته في النوم، وأنا بأصبهان، فقال لي: أنا أول صاحب حدثت في الدنيا، وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا. وذكر أبو محمّد بن حزم أنّ مسند بقيّ بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر. وحدث أبو هريرة أيضا عن أبي بكر، وعمر، والفضل بن العباس، وأبيّ بن كعب، وأسامة بن زيد، وعائشة، وبصرة الغفاريّ، وكعب الأحبار. روى عنه ولده المحرر، بمهملات، ومن الصحابة ابن عمر، وابن عباس، وجابر، وأنس، وواثلة بن الأسقع. ومن كبار التابعين: مروان بن الحكم، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد اللَّه بن ثعلبة، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وسلمان الأغر، والأغر أبو مسلم وشريح بن هانئ، وخباب صاحب المقصورة، وأبو سعيد المقبري، وسليمان بن يسار، وسنان بن أبي سنان، وعبد اللَّه بن شقيق، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعراك بن مالك، وأبو رزين الأسدي، وعبد اللَّه بن قارظ، وبسر بن سعيد، وبشير بن نهيك، وبعجة الجهنيّ، وحنظلة الأسلمي، وثابت بن عياض، وحفص بن عاصم بن عمرو، وسالم بن عبد اللَّه بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 352 عمر، وأبو سلمة، وحميد: ابنا عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، وخلاس بن عمرو، وزرارة بن أبي أوفى، وسالم أبو الغيث، وسالم مولى شداد، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وأبو الحباب سعيد بن يسار، وعبد اللَّه بن الحارث البصري، ومحمد بن سيرين، وسعيد بن مرجانة، والأعرج، وهو عبد الرحمن بن هرمز، والمقعد وهو عبد الرحمن بن سعيد، ويقال له الأعرج أيضا وعبد الرحمن بن أبي نعيم، وعبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء، وأبو صالح السمان، وعبيدة بن سفيان، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وعطاء بن مينا، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن يزيد الليثي، وعطاء بن يسار، وعبيد بن حنين، وعجلان والد محمد، وعبيد اللَّه بن أبي رافع، وعنبسة بن سعيد بن العاص، وعمرو بن الحكم أبو السائب مولى ابن زهرة، وموسى بن يسار، ونافع بن جبير بن مطعم، وعبد اللَّه بن رباح، وعبد الرحمن بن مهران، وعمرو بن أبي سفيان، ومحمد بن زياد الجمحيّ، وعيسى بن طلحة، ومحمد بن قيس بن مخرمة، ومحمد بن عباد بن جعفر، ومحمد بن أبي عائشة، والهيثم بن أبي سنان، وأبو حازم الأشجعي، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو الشعثاء المحاربي، ويزيد بن الأصم، ونعيم المجمر، ومحمد بن المنكدر، وهمام بن منبه، وأبو عثمان الطنبذي، وأبو قيس مولى أبي هريرة، وآخرون كثيرون. قال البخاريّ: روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظ من روى الحديث في عصره. قال وكيع في نسخته: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد صلى اللَّه عليه وسلّم. وأخرجه البغوي، من رواية أبي بكر بن عياش، عن الأعمش بلفظ: ما كان أفضلهم، ولكنه كان أحفظ. وأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق سعيد بن أبي الحسن، قال: لم يكن أحد من الصحابة أكثر حديثا من أبي هريرة. وقال الربيع: قال الشافعيّ: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره. وقال أبو الزّعيزعة كاتب مروان: أرسل مروان إلى أبي هريرة، فجعل يحدّثه، وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدّث به حتى إذا كان في رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن انظر، فما غيّر حرفا عن حرف. وفي صحيح البخاريّ، من طريق وهب بن منبه، عن أخيه همام، عن أبي هريرة، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 353 قال لم يكن من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أكثر حديثا مني إلا عبد اللَّه بن عمر، فإنه كان يكتب ولا أكتب. وقال للحاكم أبو أحمد- بعد أن حكى الاختلاف في اسمه ببعض ما تقدم: كان من أحفظ أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات، ولذلك كثر حديثه. وقد أخرج البخاريّ في الصحيح، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قلت: يا رسول اللَّه من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: «لقد ظننت ألّا يسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك، لما رأيت من حرصك على الحديث» . وأخرج أحمد، من حديث أبيّ بن كعب- أن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره. وقال أبو نعيم: كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ودعا له بأن يحبّبه إلى المؤمنين، وكان إسلامه بين الحديبيّة وخيبر قدم المدينة مهاجرا، وسكن الصّفة. وقال أبو معشر المدائنيّ، عن محمد بن قيس، قال: كان أبو هريرة يقول: لا تكنوني أبا هريرة، فإن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كناني أبا هرّ والذّكر خير من الأنثى. وأخرجه البغويّ بسند حسن، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وقال عبد الرّحمن بن أبي لبيبة: أتيت أبا هريرة وهو آدم بعيد ما بين المنكبين ذو ضفيرتين أفرق الثنيتين. وأخرج ابن سعد، من طريق قرة بن خالد: قلت لمحمد بن سيرين: أكان أبو هريرة مخشوشنا؟ قال: لا، كان لينا. قلت: فما كان لونه؟ قال: أبيض. وكان يخضب، وكان يلبس ثوبين ممشّقين «1» ، وتمخّط يوما فقال: بخ! بخ! أبو هريرة يتمخّط في الكتان. وقال أبو هلال، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وحجرة عائشة، فيقال: مجنون، وما بي جنون، زاد يزيد بن إبراهيم، عن محمد، عنه: وما بي إلا الجوع. ولهذا الحديث طرق في الصحيح وغيره، وفيها سؤال أبي بكر ثم عمر عن آية، وقال: لعل أن يسقني فيفتح عليّ الآية ولا يفعل.   (1) المشق والمشق: المغرة وهو صبغ أحمر، وثوب ممشوق وممشّق: مصبوغ بالمشق قال الليث: المشق والمشق طين يصبغ به الثوب. اللسان 6/ 4211. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 354 وقال داود بن عبد اللَّه، عن حميد الحميري: صحبت رجلا صحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة. وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم: نزل علينا أبو هريرة بالكوفة، واجتمعت أحمس، فجاءوا ليسلموا عليه، فقال: مرحبا، صحبت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ثلاث سنين، لم أكن أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن. وقال البخاريّ: حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذرّ، حدثنا مجاهد، عن أبي هريرة، قال: واللَّه الّذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على الأرض بكبدي من الجوع، وأشدّ الحجر على بطني ... فذكر قصة القدح واللبن. وقال أحمد: حدثنا عبد الرحمن- هو ابن مهدي- حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة، قال: أما واللَّه ما خلق اللَّه مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أجبني، قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إنّ أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، وكانت تأبي عليّ، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما أكره، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنا أبكي، فذكرت له، فقال: «اللَّهمّ اهد أمّ أبي هريرة» «1» ، فخرجت عدوا، فإذا بالباب مجاف وسمعت حصحصة الماء «2» ، ثم فتحت الباب، فقالت: أشهد لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رسول اللَّه، فرجعت وأنا أبكي من الفرح، فقلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يحبّبني وأمي إلى المؤمنين، فدعا له. وقال الجريريّ، عن أبي بصرة، عن رجل من الطفاوة، قال: نزلت على أبي هريرة قال: ولم أدرك من الصحابة رجلا أشدّ تشميرا ولا أقوم على ضيف منه. وقال عمرو بن عليّ الفلّاس: كان مقدمه عام خيبر، وكانت في المحرم سنة سبع. وفي الصحيح، عن الأعرج، قال: قال أبو هريرة: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، واللَّه الموعد، إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصّفق «3» بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام   (1) أخرجه مسلم 4/ 1938 في كتاب فضائل الصحابة باب 35 في فضائل أبي هريرة الدوسيّ رضي اللَّه عنه حديث رقم 158- 2491 وأحمد في المسند 2/ 320. (2) الحصحصة: الحركة في شيء حتى يستقرّ فيه ويستمكن منه ويثبت، وقيل: تحريك الشيء في الشيء حتى يستمكن ويستقر فيه. اللسان 2/ 899. (3) يقال: تصافق القوم: تبايعوا، وصفق يده بالبيعة والبيع وعلى يده صفقا: ضرب بيده على يده وذلك عند وجوب البيع، والاسم منه الصّفق. اللسان/ 4/ 2463. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 355 على أموالهم فحضرت من النبي صلى اللَّه عليه وسلّم مجلسا، فقال: «من يبسط رداءه حتّى أقضي مقالتي، ثمّ يقبضه إليه، فلن ينسى شيئا سمعه منّي؟» «1» فبسطت بردة عليّ حتى قضى حديثه، ثم قبضتها إليّ، فو الّذي نفسي بيده ما نسيت شيئا سمعته منه بعد. وأخرجه أحمد، والبخاريّ، ومسلم، والنّسائيّ، من طريق الزهري، عن الأعرج، ومن طريق الزهري أيضا عن سعيد بن المسيّب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، يزيد بعضهم على بعض. وأخرجه البخاريّ وغيره، من طريق سعيد المقبري، عنه مختصرا. قلت: يا رسول اللَّه، إني لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه. فقال: «ابسط رداءك، فبسطته» ، ثم قال: «ضمّه إلى صدرك» ، فضممته فما أنسيت حديثا بعد. وأخرج أبو يعلى، من طريق الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن أبي هريرة، قال: شكوت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم سوء الحفظ، فقال: «افتح كساءك» . فذكر نحوه. وأخرج أبو نعيم، من طريق عبد اللَّه بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «ألا تسألني عن هذه الغنائم؟» . قلت: أسألك أن تعلّمني مما علّمك اللَّه. قال: فنزع نمرة «2» على ظهري ووسّطها بيني وبينه، فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: «اجمعها فصرها «3» إليك» . فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني. وقد تقدمت طرق هذا الحديث الصحيحة، وله طرق أخرى، منها عند أبي يعلى، من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال: «من يأخذ منّي كلمة أو كلمتين أو ثلاثا، فيصرّهنّ في ثوبه، فيتعلّمهنّ ويعلّمهنّ؟ «4» قال: فنشرت ثوبي، وهو يحدّث، ثم ضممته، فأرجو ألا أكون نسيت حديثا مما قال. وأخرج أحمد، من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن نحوه، وفيه: فقلت: أنا، فقال: «ابسط ثوبك» ، وفي أخره: فأرجو ألّا أكون نسيت حديثا سمعته منه بعد ذلك.   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4: 2: 56 ولفظه من يبسط ثوبه حتى أفرغ ... (2) النّمرة: كلّ شملة مخطّطة من مآزر الأعراب فهي نمرة وجمعها نمار كأنها أخذت من لون النّمر لما فيها من السواد والبياض. اللسان/ 6/ 4546. (3) صرها إليك: اجمعها المعجم الوسيط 1/ 515. (4) أخرجه أبو يعلى في مسندة 11/ 102 (389- 6229) وانظر الحميدي 2/ 483 (1142) وأحمد في المسند 2/ 240 والبخاري (7354) ومسلم (2492) والترمذي (3833) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 356 وأخرج ابن عساكر، من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة: كنت عند النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فبسطت ثوبي، ثم جمعته، فما نسيت شيئا بعد. هذا مختصر مما قبله. ووقع لي بيان ما كان حدّث به النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في هذه القصة إن ثبت الخبر، فأخرج أبو يعلى، من طريق أبي سلمة: جاء أبو هريرة فسلّم على النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في شكواه يعوده، فأذن له فدخل فسلم وهو قائم، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم متساند إلى صدر عليّ، ويده على صدره ضامّة إليه، والنبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم باسط رجليه، فقال: «ادن يا أبا هريرة» . فدنا، ثم قال: «ادن يا أبا هريرة» ، ثم قال: «ادن يا أبا هريرة» فدنا، حتى مسّت أطراف أصابع أبي هريرة أصابع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ثم قال له: «اجلس» . فجلس، فقال له: «ادن منّي طرف ثوبك» . فمدّ أبو هريرة ثوبه فأمسك بيده ففتحه وأدناه من النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «أوصيك يا أبا هريرة بخصال لا تدعهنّ ما بقيت» . قال: أوصني ما شئت. فقال له: «عليك بالغسل يوم الجمعة، والبكور إليها، ولا تلغ، ولا تله، وأوصيك بصيام ثلاثة أيّام من كلّ شهر، فإنّه صيام الدّهر، وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما، وإن صلّيت اللّيل كلّه فإنّ فيهما الرّغائب» - قالها ثلاثا، ثم قال: «ضمّ إليك ثوبك» . فضمّ ثوبه إلى صدره، فقال: يا رسول اللَّه، بأبي وأمي! أسرّ هذا أو أعلنه؟ قال: «أعلنه يا أبا هريرة» «1» - قالها ثلاثا. والحديث المذكور من علامات النبوة، فإن أبا هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبويّة في عصره. وقال طلحة بن عبيد اللَّه: لا أشك أن أبا هريرة سمع من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ما لم نسمع. وقال ابن عمر: أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث. وأخرج النّسائيّ بسند جيد في العلم من كتاب السنن- أنّ رجلا جاء إلى زيد بن ثابت، فسأله، فقال له زيد: عليك بأبي هريرة، فإنّي بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ندعو للَّه ونذكره إذ خرج علينا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حتى جلس إلينا، فقال: «عودوا للّذي كنتم فيه» «2» قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي، فجعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يؤمّن على دعائنا، ودعا أبو هريرة، فقال: «إنّي أسألك ما سأل صاحباك، وأسألك علما لا ينسى» . فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «آمين» . فقلنا: يا رسول اللَّه، ونحن نسألك علما لا ينسى، فقال: «سبقكم بها الغلام الدّوسي» .   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43412، 43486 وعزاه لأبي يعلى عن أبي هريرة. (2) أخرجه الحاكم 3/ 508، وذكره الهيثمي في المجمع 9/ 361. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 357 وأخرج التّرمذيّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إني أسمع منك أشياء لا أحفظها. قال: «ابسط رداءك» . فبسطته فحدّث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به. وسنده صحيح، وأصله عند البخاري بلفظ: فما نسيت شيئا سمعته بعد. وأخرج التّرمذيّ أيضا عن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأحفظنا لحديثه. وأخرج ابن سعد، من طريق سالم مولى بني نصر: سمعت أبا هريرة يقول: بعثني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم مع العلاء بن الحضرميّ، فأوصاه بي خيرا، فقال لي: «ما تحبّ؟» قلت: أؤذن لك، ولا تسبقني بآمين. وأخرج البخاريّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: حفظت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم «1» . وعند أحمد، من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة: وقيل له أكثرت، فقال: لو حدثتكم بما سمعت لرميتموني بالقشع، أي الجلود. وفي الصحيح، عن نافع، قال: قيل لابن عمر: حديث أبي هريرة: «إنّ من اتّبع جنازة فصلّى عليها فله قيراط ... » الحديث؟ فقال: أكثر علينا أبو هريرة، فسأل عائشة فصدقته، فقال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة. وأخرج البغويّ بسند جيد عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر- أنه قال لأبي هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأعلمنا بحديثه. وأخرج ابن سعد بسند جيد، عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: قالت عائشة لأبي هريرة: إنك لتحدث بشيء ما سمعته. قال: يا أمه، طلبتها وشغلك عنها المكحلة والمرآة، وما كان يشغله عنها شيء، والأخبار في ذلك كثيرة. وأخرج البيهقيّ في المدخل، من طريق بكر بن عبد اللَّه بن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: لقي كعبا فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب: ما رأيت رجلا لم يقرأ التوراة أعلم بما في التوراة من أبي هريرة.   (1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 576 كتاب صفة القيامة والرقائق والورع باب 60 حديث رقم 2518 وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 8/ 328 كتاب الأشربة باب 50 الحث على ترك الشبهات حديث رقم 5711، وأحمد في المسند 1/ 200، 3/ 112، 153 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 512، والحاكم في المستدرك 2/ 13، 4/ 909. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 358 وأخرج أحمد، من طريق عاصم بن كليب، عن أبيه: سمعت أبا هريرة يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول اللَّه الصادق المصدوق أبو القاسم صلى اللَّه عليه وسلّم: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ مقعده من النّار» . وأخرج مسدّد في مسندة، من رواية معاذ بن المثنى، عنه، عن خالد، عن يحيى بن عبيد اللَّه، عن أبيه عن أبي هريرة، قال: بلغ عمر حديثي، فقال لي: كنت معنا يوم كنّا في بيت فلان؟ قلت: نعم، إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم قال يومئذ: «من كذب عليّ ... » الحديث. قال: اذهب الآن فحدّث. وأخرج مسدّد، من طريق عاصم بن محمد بن يزيد بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، قال: ابن عمر إذا سمع أبا هريرة يتكلم قال: إنا نعرف ما نقول، ولكنا نجبن ويجترئ. وروينا في فوائد المزكي تخريج الدّارقطنيّ، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة- رفعه: «إذا صلّى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه» «1» ، فقال له مروان: أما يكفي أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع؟ قال: لا. فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: أكثر أبو هريرة. فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئا مما يقول؟ قال: لا، ولكنه أجرأ وجبنّا، فبلغ ذلك أبا هريرة، فقال: ما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا. وقد أخرج أبو داود الحديث المرفوع. وأخرج ابن سعد، من طريق الوليد بن رباح: سمعت أبا هريرة يقول لمروان حين أرادوا أن يدفنوا الحسن عند جدّه: تدخل فيما لا يعنيك- وكان الأمير يومئذ غيره- ولكنك تريد رضا الغائب، فغضب مروان، وقال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة ... الحديث. وإنما قدم قبل وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بيسير، فقال أبو هريرة: قدمت ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بخيبر، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين، فأقمت معه حتى مات أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو معه وأحجّ، فكنت أعلم الناس بحديثه، وقد واللَّه سبقني قوم بصحبته،   (1) أخرجه الترمذي 2/ 281 في كتاب أبواب الصلاة باب 194، ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 420، وقال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد روي عن عائشة أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم كان إذا صلى ركعتي الفجر في بيته اضطجع على يمينه وقد رأى أهل العلم أن يفعل هذا استحبابا أ. هـ وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه 2/ 167 كتاب الصلاة باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 1120 وأبو داود في السنن 1/ 404 كتاب الصلاة باب الاضطجاع بعدها حديث رقم 1261 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19332 وابن حبان 2/ 347 كتاب الصلاة باب 118 الاضطجاع بعد ركعتي الفجر حديث رقم 612. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 359 فكانوا يعرفون لزومي له فيسألونني عن حديثه، منهم: عمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، ولا واللَّه لا يخفى عليّ كلّ حديث كان بالمدينة وكلّ من كانت له من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم منزلة، ومن أخرجه من المدينة أن يساكنه، قال: فو اللَّه ما زال مروان بعد ذلك كافّا عنه. وأخرج ابن أبي خيثمة، من طريق ابن إسحاق، عن عمر أو عثمان بن عروة، عن أبيه، قال أبي: أدنني من هذا اليماني- يعني أبا هريرة- فإنه يكثر، فأدنيته، فجعل يحدث والزبير يقول: صدق، كذب، فقلت: ما هذا؟ قال: صدق أنه سمع هذا من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولكن منها ما وضعه في غير موضعه. وتقدم قول طلحة: قد سمعنا كما سمع، ولكنه حفظ ونسينا. وفي فوائد تمام، من طريق أشعث بن سليم، عن أبيه: سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة، فسألته، فقال: إن أبا هريرة سمع. وأخرج أحمد في «الزّهد» بسند صحيح، عن أبي عثمان النهدي، قال: تضيّفت أبا هريرة سبعا، فكان هو وامرأته وخادمه يقسّمون الليل أثلاثا، يصلّي هذا ثم يوقظ هذا. وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة- أن أبا هريرة كان يسبّح كلّ يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة، يقول: أسبّح بقدر ذنبي. وفي «الحلية» من تاريخ أبي العباس السّراج بسند صحيح، عن مضارب بن حزن: كنت أسير من الليل، فإذا رجل يكبّر فلحقته فقلت: ما هذا؟ قال: أكثر شكر اللَّه عليّ إن كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان لنفقة رحلي وطعام بطني، فإذا ركبوا سبقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم، فزوّجنيها اللَّه، فأنا أركب، وإذا نزلت خدمت. وأخرجه ابن خزيمة من هذا الوجه وزاد: وكانت إذا أتت على مكان سهل نزلت، فقالت لا أريم حتى تجعلي لي فيّ عصيدة، فها أنا ذا أتيت على نحو من مكانها، قلت: لا أريم حتى تجعل لي عصيدة. وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين- أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال، فمن أين لك؟ قال: خيل نتجت، وأعطية تتابعت، وخراج رقيق لي، فنظر فوجدها كما قال، ثم دعاه ليستعمله فأبى، فقال: لقد طلب العمل من كان خيرا منك؟ قال: ومن؟ قال: يوسف. قال: إنّ يوسف نبي اللَّه، ابن نبي اللَّه وأنا أبو هريرة بن أميمة، وأخشى ثلاثا أن أقول بغير علم، أو أقضي بغير حكم، ويضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 360 وأخرج ابن أبي الدّنيا في كتاب «المزاح» والزّبير بن بكّار فيه، من طريق ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة- أن رجلا قال له: إني أصبحت صائما، فجئت أبي فوجدت عنده خبزا ولحما، فأكلت حتى شبعت، ونسيت أني صائم. فقال أبو هريرة: اللَّه أطعمك. قال: فخرجت حتى أتيت فلانا فوجدت عنده لقحة تحلب فشربت من لبنها حتى رويت. قال: اللَّه سقاك. قال: ثم رجعت إلى أهلي وثقلت فلما استيقظت دعوت بماء فشربته. فقال: يا ابن أخي، أنت لم تعود الصيام. وأخرج ابن أبي الدّنيا في «المحتضرين» بسند صحيح، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: دخلت على أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته، فقلت: اللَّهمّ اشف أبا هريرة. فقال: اللَّهمّ لا ترجعها- قالها مرتين، ثم قال: إن استطعت أن تموت فمت، واللَّه الّذي نفس أبي هريرة بيده ليأتينّ على الناس زمان يمرّ الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه. قلت: وقد جاء هذا الحديث مرفوعا عن أبي هريرة، عن عمير بن هانئ، قال: كان أبو هريرة يقول: تشبّثوا بصدغي معاوية، اللَّهمّ لا تدركني سنة ستين. وأخرج أحمد والنّسائيّ بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي هريرة- أنه قال حين حضره الموت: لا تضربوا عليّ فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي. وأخرج أبو القاسم بن الجرّاح في «أماليه» ، من طريق عثمان الغطفانيّ، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: إذا مت فلا تنوحوا عليّ، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي. وأخرج البغويّ، من وجه آخر، عن أبي هريرة- أنه لما حضرته الوفاة بكى، فسئل، فقال: من قلة الزاد وشدة المفازة. وأخرج ابن أبي الدّنيا، من طريق مالك، عن سعيد المقبري، قال: دخل مروان على أبي هريرة في شكواه الّذي مات فيها، فقال: شفاك اللَّه. فقال أبو هريرة: اللَّهمّ إني أحب لقاءك، فأحبب لقائي، فما بلغ مران- يعني وسط السوق- حتى مات. وقال ابن سعد، عن الواقديّ: حدثني ثابت بن قيس، عن ثابت بن مسحل، قال: صلى الوليد بن عقبة بن أبي سفيان على أبي هريرة بعد أن صلّى بالناس العصر، وفي القوم ابن عمر، وأبو سعيد الخدريّ، قال: وكتب الوليد إلى معاوية يخبره بموته، فكتب إليه: انظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم، وأحسن جوارهم، فإنه كان ممن نصر الجزء: 7 ¦ الصفحة: 361 عثمان يوم الدار. قال أبو سليمان بن زبر في تاريخه: عاش أبو هريرة ثمانيا وسبعين سنة. قلت: وكأنه مأخوذ من الأثر المتقدم عنه- أنه كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ابن ثلاثين سنة، وأزيد من ذلك، وكانت وفاته بقصره بالعقيق، فحمل إلى المدينة، قال هشام بن عروة، وخليفة وجماعة: توفي أبو هريرة سنة سبع وخمسين. وقال الهيثم بن عدي، وأبو معشر، وضمرة بن ربيعة: مات سنة ثمان وخمسين. وقال الواقدي، وأبو عبيد وغيرهما: مات سنة تسع وخمسين، وزاد الواقدي: وصلّى على عائشة في رمضان سنة ثمان، وعلى أم سلمة في شوال سنة تسع، ثم توفي بعد ذلك. قلت: وهذا الّذي قاله في أم سلمة وهل منه، وإن تابعه عليه جماعة، فقد ثبت في الصحيح ما يدلّ على أن أم سلمة عاشت إلى خلافة يزيد بن معاوية، كما سيأتي في ترجمتها. والمعتمد في وفاة أبي هريرة قول هشام بن عروة. وقد تردد البخاري فيه، فقال: مات سنة سبع وخمسين. 10681- أبو هلال الكلبي «1» . قدم على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. روى حديثه علقمة بن هلال، عن جده. وقيل عن أبيه عن جده، كذا أخرجه ابن مندة مختصرا. وقال أبو نعيم: أبو هلال التيمي قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، حديثه عند أولاده، ثم ساق حديثه عن الطبراني، من طريق الوليد بن مسلم: حدثني من سمع علقمة بن هلال من بني تيم اللَّه يحدّث عن أبيه عن جده- أنه قدم على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، في رجل من قومه وهو بالمدينة بعد مهاجرته إليها، قال: فوافيناه يضرب أعناق أسارى على ماء قليل فقتل عليه حتى سفح الدم الماء، قال صفوان الراويّ، عن الوليد: سفح معناه غطى. وقال أبو موسى: استدركه يحيى بن مندة على جده، فقال: أبو هلال التيمي. وقد ذكره جده، لكن لم يسند عنه شيئا. قال ابن الأثير: التيمي والكلبي واحد، لأن تيم اللَّه بطن كبير من كلب، وهو تيم اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة. 10682- أبو هند، والد نعيم «2» بن أبي هند الأشجعي. تقدم في النعمان بن أشيم.   (1) أسد الغابة: ت 6327. (2) أسد الغابة: ت 6328، الاستيعاب: ت 3254. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 362 10683- أبو هند الحجام، مولى بني بياضة» . قال ابن السّكن: يقال اسمه عبد اللَّه. وقال ابن مندة: يقال اسمه يسار، ويقال سالم، قال: وقال ابن إسحاق: هو مولى فروة بن عمرو البياضي من الأنصار. وروى عنه ابن عبّاس، وجابر، وأبو هريرة، ووقع في موطأ ابن وهب: حجم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبو هند يسار. وقال ابن إسحاق في المغازي أيضا: لما انتهى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في رجوعه من بدر إلى عرق الظّبية «2» استقبله أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي بحيس أي بزقّ مملوء حيسا، وكان قد تخلف عن بدر، وشهد المشاهد بعدها. وأخرج ابن مندة، من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: كان جابر يحدث أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم احتجم على كاهله من أجل الشاة التي أكلها «3» ، حجمه أبو هند مولى بني بياضة بالقرن. وأخرج أبو نعيم، من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن أبا هند حجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم في اليافوخ من وجع كان به، وقال: إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة، كذا قال حماد بن سلمة، وخالفه الدّراوردي، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هند، قال: حجمت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في اليافوخ، فقال: «إن كان في شيء من الدّواء خير فهو في هذه الحجامة، يا بني بياضة، أنكحوا أبا هند، وأنكحوا إليه» «4» . أخرجه ابن جريج، والحاكم أبو أحمد عنه، وذكر الحاكم في الإكليل أنه حلق رأس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم في عمرة الجعرانة. وأخرج ابن السّكن، والطّبرانيّ، من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن أبا هند مولى بني بياضة كان حجّاما يحجم النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «من سرّه أن ينظر إلى من صوّر اللَّه الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند» . وقال: «أنكحوه وأنكحوا إليه» ، وسنده إلى الزهري ضعيف.   (1) أسد الغابة: ت 6329، الاستيعاب: ت 3253. (2) موضع بين مكة والمدينة. انظر: مراصد الاطلاع 2/ 932. (3) أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 33 عن سعيد بن المسيب ولفظه احتجم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم على الأخدعين والكاهل. (4) أخرجه أبو داود 2/ 397، كتاب الطب باب في الحجامة حديث رقم 3857 وابن ماجة في السنن 2/ 1151 كتاب الطب باب 20 الحجامة حديث رقم 3476 وأحمد في المسند 2/ 342، 423، والحاكم في المستدرك 4/ 410 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28123، 28145. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 363 وأخرجه الحاكم أبو أحمد مختصرا، وزاد: ونزلت: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى [الحجرات 13] . وذكر الواقديّ في كتاب «الرّدّة» عن زرعة بن عبد اللَّه بن زياد بن لبيد- أن أبا بكر الصديق أرسل أبا هند مولى بني بياضة إلى زياد بن لبيد عامل كندة وحضرموت يخبره باستخلافه بعد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. 10684- أبو هند الداريّ «1» ، من بني الدار بن هانئ بن حبيب، مشهور بكنيته. واختلف في اسمه، فقيل: برير، ويقال برّ بن عبد اللَّه بن ربيعة بن درّاع بن عدي بن الدار، ابن عم تميم الداريّ. وقال ابن حبان: الصحيح أن اسمه بر بن بر، وقيل برير، وقيل برين. ورأيت في رجال الموطّأ لابن الحذاء الأندلسي في ترجمة تميم الداريّ، وقيل: إن أبا هند ليس أخا تميم، فإن أبا هند هو الليث بن عبد اللَّه بن رزين كذا في نسخة معتمدة، وما أدري هل هو هذا أو لا، وقال أبو عمر: كان يقال إنه أخوه، وليس شقيقه، وإنما هو أخوه لأمه وابن عمه. قال أبو نعيم: هو أخو تميم، قدم مع تميم ومن معها على النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وسألوه أن يقطعهم أرضا بالشام، فكتب لهما بها، فلما كان زمن أبي بكر أتوه بذلك الكتاب فكتب لهم إلى أبي عبيدة بإنفاذه. قلت: والكتاب المذكور مشهور بيد ذرية تميم، وقد كتبت في شأنه جزءا سميته البناء الجليل بحكم بلد الخليل. قال أبو عمر: يعد في أهل الشام، ومخرج حديثه عن ولده. قلت: أخرج أبو نعيم وغيره من رواية زيّاد بن فائد بن زيّاد، عن أبيه، عن جده زياد بن أبي هند الداريّ، عن أبيه هند: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول- يعني عن ربه: «من لم يرض بقضائي، ولم يصبر على بلائي، فليلتمس ربّا سوائي» . وزيّاد بفتح الزاي المنقوطة وتشديد التحتانية المثناة. وكذا جده. وفائد، بالفاء، هو وولده ضعيفان، وقد جاء عنهما عدة أحاديث مناكير. وأخرج الحارث بن أبي أسامة في مسندة، من طريق مكحول: سمعت أبا هند الداريّ   (1) أسد الغابة: ت 6330، الاستيعاب: ت 32156. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 364 يقول: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من قام بأخيه مقام رياء وسمعة راءى اللَّه تعالى به يوم القيامة وسمّع به» «1» . 10685- أبو هند، مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره محمد بن حبيب في كتاب المحبر. 10686- أبو هنيدة: وائل بن حجر الحضرميّ. تقدم في الأسماء، أخرج أبو أحمد في الكنى، من طريق محمد بن حجر: سمعت أبي أو عمّي. يقول: أهل بيتي يقولون وائل بن حجر- يعني أبا هنيدة، وأنشد محمد بن حجر قول الشاعر: إنّ الأغرّ أبا هنيدة ودّني ... بوسائل وقضاء بيت واسع [الكامل] 10687- أبو هود: سعيد بن يربوع المخزومي. تقدم في الأسماء. 10688- أبو الهيثم: العباس بن مرداس. كناه البخاريّ في «الكنى المجرّدة» ، قاله أبو أحمد. وقد تقدم ذكره في الأسماء. 10689- أبو الهيثم بن التّيّهان «2» ، بفتح المثناة الفوقانية مع كسر الياء، ابن مالك بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء الأنصاري الأوسي. وزعوراء أخو عبد الأشهل، ويقال التيهان لقب، واسمه مالك، وهو مشهور بكنيته، وقد وقع في مصنف عبد الرزاق أن اسمه عبد اللَّه. قال ابن إسحاق- فيمن شهد بدرا: أبو الهيثم، واسمه مالك، وأخوه عتيك ابنا التيّهان. وقال في بيعة العقبة: وكان نقيب بني عبد الأشهل أسيد بن حضير، و أبو الهيثم بن التيهان. وقال ابن السّكن: ذكر ابن إسحاق أنّ أبا الهيثم من بليّ من بني عمرو بن الحاف بن قضاعة، حالف بني عبد الأشهل، وآخى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بينه وبين عثمان بن مظعون، وشهد المشاهد كلها، وكذا قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا، والعقبة، وكان أول من بايع.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 8/ 99 عن أبي هند الداريّ بلفظه وقال رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وأورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 7/ 568. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210، التاريخ لابن معين 2/ 148، تنقيح المقال 3/ 24. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 365 قال ابن السّكن: روى أبو هريرة قصة أبي الهيثم بن التيهان حين رآه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر وعمر، وكذلك روى عن عكرمة عن ابن عباس هذه القصة مطولة، وقد اختصر بعضهم منها حديث: «المستشار مؤتمن» «1» ، فأسنده عن أبي الهيثم وجاء عنه حديث آخر، ثم ساقه، من طريق أيوب بن خالد، عن أبي أمامة بن سهل، عن مالك بن التيهان، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من قال السّلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن قال: «السّلام عليكم ورحمة اللَّه كتب له عشرون حسنة، ومن قال السّلام: عليكم ورحمة اللَّه وبركاته كتب له ثلاثون حسنة» «2» . وقال: الروايات عن أبي الهيثم كلّها فيها نظر، وليست تأتي من وجه يثبت، وذلك لتقدم موته، فقيل: مات سنة عشرين، ويقال: قتل بصفّين سنة سبع وثلاثين. انتهى. ونقل أبو عمر عن الأصمعيّ، قال: سألت قوم أبي الهيثم، فقالوا: مات في حياة النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: وهذا لم يتابع عليه قائله، قال: وقيل إنه توفي سنة إحدى وعشرين، وقيل: شهد صفّين مع عليّ، وهو الأكثر. وقيل: إنه قتل بها، وهذا ساقه أبو بشر الدولابي، من طريق صالح بن الوجيه، وقال: ممن قتل بصفين أبو الهيثم بن التيهان، وعبد الرحمن بن بديل، وآخرون. ثم أسند أبو عمر من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: أصيب أبو الهيثم مع علي بصفّين. وقال أبو أحمد الحاكم: قيل: مات على عهد النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وقيل مات سنة عشرين، وقيل سنة إحدى وعشرين. وقيل شهد صفين، وكأن الأصوب قول من قال سنة عشرين أو إحدى وعشرين. انتهى. وقال الواقديّ: لم أر من يعرف ذلك ولا يثبته، يعني أنه قتل بصفّين، والقول بأنه مات سنة عشرين نقله ابن أبي خيثمة عن صالح بن كيسان، عن الزهري. وأنشد أبو الربيع بن سالم الكلاعي لأبي الهيثم في النبي صلى اللَّه عليه وسلّم بمرثية يقول فيها: لقد جدعت آذاننا وأنوفنا ... غداة فجعنا بالنّبيّ محمّد [الطويل] 10690- أبو الهيثم، آخر «3» . أفرده أبو موسى في الذيل عن ابن التّيّهان فأصاب،   (1) أخرجه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه أبو داود 5/ 345 (5128) والترمذي 4/ 583 (2369) وقال: حديث حسن صحيح غريب وابن ماجة 2/ 1233 (3745) . (2) أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 92، وابن السني في عمل اليوم والليل 227 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 34 عن مالك بن التيهان بلفظه- وقال الطبراني وفيه موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ وهو ضعيف. (3) أسد الغابة: ت 2332. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 366 وساق من طريق الطبراني بسنده إلى الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، حدثني أبو الهيثم، قال: رآني رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أتوضّأ، فقال: «بطن القدم يا أبا الهيثم» وأورده بعض أصحاب المسانيد في مسند أبي الهيثم بن التيهان، وليس بجيد، لأنّ بكر بن سوادة لم يدركه، وأفرده أبو موسى عن ابن التيهان، لأنّ بكر بن سوادة لم يلق ابن التيهان، فتبيّن أنه غيره. 10691- أبو الهيثم بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي. وقع ذكره في حديث يدلّ على أن له صحبة، فقرأت في كتاب السنّة لأبي الحسن بن السري خال ولد ابن السنيّ، حدثنا محمد بن صالح، حدثني مروان بن ضرار الفزاري، حدثني عبد الرحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي، حدثنا أبي عن عامر بن الأسود، عن عبد اللَّه بن الغسيل، قال: كنت مع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم فمرّ العباس، فقال: «يا عمّ، أتبعني بنيك» ، فقال له أبو الهيثم بن عتبة بن أبي لهب: يا عم، أنظرني حتى أجيئك، فلم يأتهم، فانطلق بستة من بنيه ... فذكر قصة. 10692- أبو الهيثم، من الجن. ذكر الشّبلي في «آكام المرجان» ، قال: دخل رجل المدينة فأخبر عن أبي موسى الأشعري بخبر، فشاع ذلك، ولم يعرف الرجل، فبلغ ذلك عمر، فقال: هذا أبو الهيثم بريد المسلمين من الجن، وسيأتي بريد المسلمين من الإنس، فجاء بعدها بأيام. 10693- أبو هيصم المزني. وقع ذكره في «أخبار المدينة» لابن زبالة، قال الزبير بن بكار: حدثنا محمد بن الحسن، عن عبد اللَّه بن عمر، عن محمد بن هيصم المزني، عن أبيه، قال: دعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أبي، فقال: «إنّي مستعملك على هذا الوادي، فمن جاءك من ها هنا وها هنا فامنعه» . فقال: إني رجل ليس لي إلا بنات، وليس معي أحد يعاونني، فقال: «إنّ اللَّه سيرزقك ولدا ويجعل لك أولياء» . قال: فعمل عليه، وكان له بعد ذلك ولد، فلم يزل الولاة يولّون عليه. وبه إلى محمد بن هيصم، عن أبيه، عن جده- أنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أشرف على وسط البقيع فصلّى فيه. القسم الثاني 10694- أبو هارون: مسعود بن الحكم الزّرقيّ. تقدم في الأسماء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 367 القسم الثالث 10695- أبو هاشم بن مسعود بن سنان بن أبي حارثة المزي. له إدراك، ومن ذريته إبراهيم بن محمد بن زياد بن سويد بن أبي هاشم، وهو القائل: مهما فعلت فليس عندك من ... حاليك إلّا دون ما عندي [الكامل] القسم الرابع 10696- أبو هاشم، مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم «1» . تابعي أرسل حديثا، فذكره أبو موسى في «الذّيل على المعرفة» ، فأخرج من طريق أبي نعيم، أظنه في كتابه في فضائل الصحابة، من طريق يحيى بن يعلى، عن أبي عبد الرحمن حلو بن السري الأزدي، حدثنا أبو هاشم مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «كانت أمّي أمّة لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، هو أعتق أبي وأمي- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم جاء إلى المسجد، فوجد عليّا وفاطمة مضطجعين قد غشيتهما الشمس، فقام عند رءوسهما وعليه كساء خيبري فمدّه دونهم، ثم قال: قوما أحبّ باد وحاضر- ثلاث مرات. ومن طريق عبد اللَّه بن موسى، حدثنا حلو الأزدي، عن أبي هاشم، عن أبيه، وكان مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم- أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم خرج غازيا ... فذكر الحديث مطولا. قال أبو موسى: فعلى هذا فالحديث لوالد أبي هاشم، وقد جاء عن يحيى بن يعلى، فقال عن حلو، عن أبي هاشم، عن أبيه. 10697- أبو هاشم بن نافع، اسمه عمر. روى عنه ابنه عبد اللَّه، قاله مسلم. وقال البخاري: نافع مولى بني هاشم سمع عمر، قاله الحكم بن عيينة، عن ابن قانع، عن أبيه، ذكره هكذا أبو أحمد الحاكم ثم قال: والقلب إلى قول محمد بن إسماعيل أميل. قلت: فكأنه رأى أنّ قول مسلم أبو هاشم تصحيف من قول بني هاشم، فلو كان كما عند مسلم لكان من أهل القسم الثالث. واللَّه أعلم. 10698- أبو هند الأنصاري «2» .   (1) أسد الغابة: ت 6321. (2) الجرح والتعديل 9/ 453. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 368 أفرده ابن مندة عن البياضيّ، وهما واحد، قال ابن مندة: روى حجاج، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، فوهم فيه ورواه أصحاب أبي الزبير، عن أبي الزبير، عن جابر- أن أبا حميد أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بقدح، وهو الصواب. فجنح ابن مندة إلى أنه تصحيف من أبي حميد. وأما ابن السّكن فأورده في ترجمة أبي هند البياضي، فأصاب، ونبّه مع ذلك على أن المحفوظ أنّ الحديث عن أبي حميد، فعلى التقدير فعدّه زائدا غلط، وساقه ابن السكن من رواية زياد بن أيوب، عن حجاج، ثم قال: يقال هو خطأ، لأن زكريا بن إسحاق رواه عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي حميد، وكذا رواه الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أبي حميد. 10699- أبو هند البجلي «1» : شامي تابعي أرسل شيئا، فذكره العسكري في الصحابة. وقال عبد الحق في الأحكام: ليس بمشهور. روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف، وحديثه عند أبي داود، والنسائي. حرف الواو القسم الأول 10700- أبو وائلة الهذلي «2» . قال ابن عساكر: له صحبة، وشهد فتوح الشام، وأخرج له أحمد في مسندة من طريق ابن إسحاق: حدثني أبان بن صالح، عن شهر بن حوشب، عن رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه، وشهد طاعون عمواس، قال: لما اشتد الوجع قام أبو عبيدة فذكر الخبر في وفاته، ثم وفاة معاذ بن جبل، ووصله ابنه عبد الرحمن، ثم قام عمرو بن العاص، فقال: تفرّقوا من هذا الوجع في الجبال، فقال له أبو واثلة الهذلي: كذبت، واللَّه لقد صحبت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وأنت شرّ من حماري هذا، قال: واللَّه ما أرد عليك ما تقول. ثم خرج وخرج الناس، وتفرّقوا ورفعه اللَّه عنهم.   (1) ميزان الاعتدال 4/ 742، ديوان الضعفاء رقم 5074، تقريب التهذيب 2/ 484، تهذيب التهذيب 12/ 268، الجرح والتعديل 9/ 453، تهذيب الكمال 3/ 1653، لسان الميزان 7/ 488، التاريخ الكبير 9/ 80، المغني 7798. (2) أسد الغابة: ت 6333. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 369 قال ابن عساكر: لا أعرفه إلا من هذه الرواية، وقد رويت هذه القصة من وجه آخر عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، ونسب الكلام المذكور فيها بمعناه لشرحبيل بن حسنة، فلعل من رد على عمرو في ذلك متعدد. واللَّه أعلم. 10701- أبو واقد الليثي «1» . مختلف في اسمه، قيل الحارث بن مالك، وقيل [ابن عوف] «2» ، وقيل عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر بن عبد مناة [بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة] «3» بن علي بن كنانة، كان حليف بني أسد، قال البخاري، وابن حبان، والباوردي، وأبو أحمد الحاكم: شهد بدرا. وقال أبو عمر: قيل شهد بدرا، ولا يثبت. وقال ابن سعد: أسلم قديما، وكان يحمل لواء بني ليث، وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح، وحنين، وفي غزوة تبوك يستنقر بني ليث، وكان خرج إلى مكة، فجاور بها سنة فمات. وقال في موضع آخر: دفن في مقبرة المهاجرين. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، وعن أبي بكر، وعن عمر، وأسماء بنت أبي بكر. روى عنه ابناه: عبد الملك، وواقد، وأبو سعيد الخدريّ، وعطاء بن يسار، وعروة، وآخرون. وقال أبو عمر: كان قديم الإسلام، وكان معه لواء بني ليث، وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح. وقيل: إنه من مسلمة الفتح. والأول أصح. يعدّ في أهل المدينة. وقد أنكر أبو نعيم على من قال: إنه شهد بدرا، وقال: بل أسلم عام الفتح، أو قبل الفتح، وقد شهد على نفسه أنه كان بحنين، قال: ونحن حديثو عهد بكفر. انتهى. وقد نص الزّهريّ على أنه أسلم يوم الفتح، وأسند ذلك عن سنان بن أبي سنان   (1) سيرة ابن هشام 4/ 89، التاريخ لابن معين 2/ 731، المعرفة والتاريخ 3/ 374، التاريخ الكبير 2/ 258، الجرح والتعديل 3/ 82، التاريخ الصغير 53، جمهرة أنساب العرب 182، مشاهير علماء الأمصار 25، تاريخ خليفة 265، طبقات خليفة 29، مقدمة مسند بقي بن مخلد 89، المغازي للواقدي 453، ثمار القلوب 296، المحبر 237، مسند أحمد 5/ 217، تحفة الأشراف 11/ 110، تهذيب الكمال 1657، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 271، المعين في طبقات المحدثين 28، الكاشف 3/ 343، الوفيات لابن قنفذ 78، تهذيب التهذيب 12/ 270، تقريب التهذيب 2/ 486، خلاصة تذهيب التهذيب 68، تاريخ الإسلام 2/ 299. (2) في أ: عوف بن حارث. (3) سقط في أ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 370 الدئلي، أخرجه ابن مندة بسند صحيح إلى الزهري، ومستند من قال: إنه شهد بدرا ما أورده يونس بن بكير في مغازي ابن إسحاق عنه، عن أبيه، عن رجال من بني مازن، عن أبي واقد، قال: إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر لأضربه بسيفي فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أن غيري قد قتله. ويعارض قول من قال إنه شهد بدرا ما ذكره الواقدي أنه مات سنة ثمان وستين، وله خمس وسبعون، فإنه يقتضي أنه ولد بعد وقعة بدر. وقيل: مات ابن خمس وسبعين سنة، فعلى هذا يكون في وقعة بدر ابن اثنتي عشرة سنة، وعلى هذا ينطبق قول أبي حسان الزيادي إنه ولد في السنة التي ولد فيها ابن عباس. ووافق أبو عمر على ما قال الواقدي، ثم قال: وقيل مات سنة خمس وثمانين، وبهذا الأخير جزم البغوي وآخرون. ونقل البخاري أنه مات في خلافة معاوية، وأخرج البخاري بسند حسن عن إسحاق مولى محمد بن زياد أنه سمع أبا واقد يقول: رأيت الرجل من العدو يوم اليرموك يسقط فيموت. وأخرجه خليفة من هذا الوجه، فقال: إسحاق مولى زائدة، وزاد في آخره: حتى قلت في نفسي لو أن أضرب أحدهم بطرف ردائي مات. قال ابن عساكر في مسند ابن إسحاق: من لا يعرف. والصحيح ما قال الزهري، عن سنان. والقصة التي ذكرها ابن إسحاق إنما كانت لأبي واقد يوم اليرموك. كما تقدم. 10702- أبو واقد «1» ، مولى النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره ابن مندة، فقال: روى عنه زاذان بن عمر، ثم ساق من طريق الهيثم بن جماز، عن الحارث بن عتبان، عن زاذان، عنه رفعه، فقال: «من أطاع اللَّه فقد ذكر اللَّه [وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ومن عصى اللَّه فلم يذكره] وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ... » «2» الحديث. 10703- أبو واقد: جوّز الذهبي أن يكون الّذي جزم البخاري وغيره بأنه شهد بدرا آخر غير الليثي. 10704- أبو واقد النميري «3» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210. (2) أورده السيوطي في الدر المنثور 1/ 149 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 261 عن واقد مولى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه الهيثم بن جماز وهو متروك والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 1826، 1924 وعزاه للطبراني عن واقد. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 210. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 371 ذكره ابن شاهين في الصحابة، وأخرج من طريق أبي خيثم عن نافع بن سرجس، عن أبي واقد النميري، قال: كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم أخفّ الناس صلاة على الناس وأدومها على نفسه «1» . 10705- أبو وحوح الأنصاري «2» . ذكره البغويّ، وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن الحارث بن يعقوب، عن أبي شعيب مولى أبي وحوح، قال: غسلنا ميتا، فدخل علينا أبو وحوح الأنصاري صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم وقد لفت إبطه فجعل يباينه، ويقول: واللَّه ما نحن بأنجاس أحياء ولا أمواتا، واللَّه إني خشيت أن تكون سنّة. 10706- أبو وداعة السهمي «3» : اسمه الحارث بن صبرة. أسلم هو وابنه المطلب في الفتح، قال ابن عبد البر: وأسند ابن مندة، من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد اللَّه بن عطاء المكيّ، عن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن أبي وداعة السهمي، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يصلّي في باب بني سهم، والناس يصلّون بصلاته، قال: كذا قال، وإنما هو عن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن المطلب بن أبي وداعة. 10707- أبو وديعة «4» : ذكره البغوي، ولم يخرج له شيئا. 10708- أبو الورد المازني «5» . ذكره أبو عمر، فقال: قيل اسمه حرب، له صحبة. سكن مصر، وله عندهم حديث واحد: إياكم والسريّة التي إن لقيت فرّت «6» وإن غنمت غلّت. ويروى عنه مرفوعا، وهو   (1) أخرجه أحمد في المسند 5/ 218 عن ابن بكر البدري والطبراني في الكبير 3/ 83، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 55، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 3719، والدارميّ في السنن 1/ 289، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث 22854. (2) أسد الغابة: ت 6338. (3) تنقيح المقال 3713، ريحانة الأدب 7/ 292. (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 211. (5) الكاشف 3/ 387، بقي بن مخلد 458، تهذيب التهذيب 12/ 572، تقريب التهذيب 2/ 486، خلاصة تذهيب 3/ 253، تهذيب الكمال 3/ 1657، تجريد أسماء الصحابة 2/ 211، الجرح والتعديل 9/ 451. (6) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 10900 وعزاه للبغوي عن أبي الورد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 372 عند ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة عنه. قلت: أخرجه ابن ماجة، والبغويّ. وتقدم ذكره في عبيد بن قيس، وبيان الاختلاف في اسمه. 10709- أبو الورد بن قيس بن فهد الأنصاري. قال ابن الكلبيّ: شهد مع علي صفّين، خلطه أبو عمر بالذي قبله، والّذي يظهر لي أنه غيره. 10710- أبو الورد، غير منسوب. قال ابن مندة: روى حبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين- أن أبا أيوب الأنصاري قال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بابن عم لي [ورجل] أحمر يبايعه، فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلّم: «يا أبا الورد» . وأخرج هو وعبدان من طريق جبارة بن المغلّس، عن ابن المبارك عن حميد الطويل، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه، قال: رأى النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم رجلا أحمر فقال: «أنت أبو الورد» . وأظنه الّذي ذكره أبو أيوب. 10711- أبو الوصل «1» : استدركه أبو موسى، وقال: ذكره ابن مندة في تاريخه في ترجمة بعض أحفاده، وأغفله في الصحابة، وأخرج من طريق أحمد بن رشدين، عن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن واصل بن إسحاق بن عبد اللَّه بن يزيد بن قسيط بن أبي الوصل صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم عن آبائه- أن أبا الوصل غزا مع النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم. ذكره في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل. 10712- أبو الوقاص «2» ، غير منسوب. ذكره المستغفريّ، واستدركه أبو موسى من طريقه، ثم من رواية صالح بن سليمان، عن غياث بن عبد الحميد، عن مطر، عن الحسن، عن أبي وقاص صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: «سهام المؤذّنين عند اللَّه يوم القيامة كسهام المجاهدين، وهم فيما بين الأذان والإقامة كالمتشحّط بدمه في سبيل اللَّه عز وجل. قال عمر: لو كنت مؤذنا لكمل أمري. وذكر فيه عن عمر شيئا مرفوعا، وفيه: «إنّ اللَّه حرّم لحوم المؤذّنين على النّار» ، وهو   (1) أسد الغابة: ت 6342. (2) أسد الغابة: ت 6343. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 373 يشعر أن عمر حضر القصة، فقال ذلك، فيكون الحديث عن هذا الصحابي مرفوعا، وهذا هو الظاهر، فإن مثل هذا لا يقال بالرأي، ويحتمل أن يكون حدّث به عمر، فحدث عمر بما سمع. ثم أورده من وجه آخر، عن صالح بن سليمان، قال بنحوه، وزاد: وقال عبد اللَّه بن مسعود: ما باليت ألّا أحجّ ولا أعتمر ولا أجاهد. وقالت عائشة: ولهم هذه الآية: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً ... [فصلت: 33] الآية. قلت: وصالح بن سليمان هذا ضعيف، وشيخه غياث، بكسر المعجمة ثم تحتانية خفيفة ثم مثلثة، ذكره الذهبي في الميزان، وقال: له حديث منكر، ما أظنّ له غيره، فذكره. قلت: وليس كما ظن، فهذا آخر. وقد أورد الخطيب في المؤتلف ترجمة غياث من رواية يعقوب بن سفيان، عن صالح، فذكر الحديث الأول موقوفا، ثم قال: فذكر حديثا طويلا ولم يصله في رواية بالصحبة. 10713- أبو الوليد «1» : حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي. وسهل بن حنيف الأنصاري. وعبادة بن الصامت. وعتبة بن عبد السلمي- تقدموا. 10714- أبو وهب الجشمي «2» . أخرج له أبو داود، والنّسائيّ، من طريق محمد بن مهاجر، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، وكانت له صحبة، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في الخيل، وفيه: «امسحوا بنواصيها» . وبهذا الإسناد رفعه: «عليكم بكلّ كميت أغرّ محجّل ... » «3» الحديث. قال البغويّ: سكن الشام، وله حديثان، فأخرج حديث الخيل وحديث: «تسمّوا بأسماء الأنبياء «4» ، وأحبّ الأسماء إلى اللَّه: عبد اللَّه، وعبد الرّحمن ... » » الحديث.   (1) المصباح المضيء، ريحانة الأدب 7/ 294. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 211، تهذيب التهذيب 12/ 274 الكاشف 3/ 388، بقي بن مخلد 270. (3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 36 عن أبي وهب الجشمي وكانت له صحبة كتاب الجهاد باب فيما يستحب من ألوان الخيل حديث رقم 2543، 2544 والنسائي في السنن 6/ 218 كتاب الخيل باب (3) ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 330، وأورده السيوطي في الدر المنثور 3/ 198 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35261. (4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 705 كتاب الأدب باب 69 في تغيير الأسماء حديث رقم 4950 وأخرجه النسائي في السنن 6/ 218 كتاب الخيل باب 3 ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 وأحمد في المسند 5/ 345، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45210، 45226. (5) أخرجه أبو داود 2/ 705 في كتاب الأدب باب في تغيير الأسماء حديث رقم 4949 وأحمد في المسند-- 4/ 345، البيهقي في السنن الكبرى 9/ 306 والدارميّ في السنن 2/ 294 والنسائي 6/ 218 في كتاب الخيل باب 3 ما يستحب من شية الخيل حديث رقم 3565 والترمذي 5/ 121 في كتاب الأدب باب 64 ما جاء ما يستحب من الأسماء حديث رقم 2833 قال الهيثمي في الزوائد 8/ 52 رواه أحمد بأسانيد رجالها رجال الصحيح. ولكن ظاهر الروايتين الأوليين الإرسال وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45209، 45194 وابن عساكر في تاريخه 2/ 56. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 374 وذكره ابن السّكن، وغير واحد في الصحابة. وقال أبو أحمد في الكنى: له صحبة، وحديثه في أهل اليمامة. وأخرج من طريق أبي زرعة الرازيّ، عن محمد بن رافع، عن هشام بن سعيد، عن محمد بن مهاجر الحديثين، في الخيل، والحديث في الأسماء مساقا واحدا، وقال في أوله أيضا: وكانت له صحبة. وادّعى أبو حاتم الرّازيّ فيما حكاه عنه ابنه في العلل- أنّ هذا الجشمي هو الكلاعي التابعي المعروف، وأنّ بعض الرواة وهم في قوله: الجشمي، وفي قوله: وكانت له صحبة. وزعم ابن القطّان الفاسيّ أن ابن أبي حاتم وهم في خلطه ترجمة الجشمي بالكلاعي، وكنت أظن أنه كما قال حتى راجعت كتاب العلل، فوجدته ذكره في كتاب العين، ونقل عن أبيه أنه نقب عن هذا الحديث حتى ظهر له أنه عن أبي وهب الكلاعي، وأنه مرسل، وأن بعض الرواة وهم في نسبته جشميا، وفي قوله: إن له صحبة، وبيّن ذلك بيانا شافيا. 10715- أبو وهب: صفوان بن أمية الجمحيّ. وشجاع بن وهب الأسدي. والوليد بن عقبة الأسدي. ومجزأة بن ثور- تقدموا في الأسماء. 10716- أبو وهب الجيشانيّ «1» : هو ديلم بن هوشع. تقدم شرح حاله في الدال في الأسماء بما يغني عن الإعادة. 10717- أبو وهب الأنصاري: روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم في القول إذا أخذ مضجعه، من رواية خالد بن معدان. قال الذهبي: أخرجه السلفي فيما انتخبه من الفوائد لابن الطيوري، قال: وسنده قويّ. ولعله مرسل. 10718- أبو وهب الكلبي «2» .   (1) المغني 8/ 78، لسان الميزان 7/ 489، الطبقات الكبرى 1/ 359، ديوان الضعفاء رقم 5086، تقريب التهذيب 2/ 487، تهذيب التهذيب 12/ 275، تهذيب الكمال 1658، ميزان الاعتدال 4/ 743. (2) أسد الغابة: ت 6346. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 375 ذكره ابن مندة، وأخرج من طريق سعد بن الصلت، عن إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن يحيى بن وهب الكلبي، عن أبيه، عن جده، قال: كتب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم لآل أكيدر كتابا فيه أمان لهم من الظلم، ولم يكن يومئذ معه خاتم، فختمه لهم بظفره، قال: وذكره الواقدي عن إسحاق بن حبان، عن يحيى بن وهب، وادعى أبو نعيم أنه عبد الملك صاحب دومة الجندل، وفيه نظر. وقد رده ابن الأثير، وأظن قوله هو الصواب. القسم الثاني 10719- أبو الوليد: عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الهاد. تقدم في الأسماء. القسم الثالث 10720- أبو وائل: شقيق بن سلمة الأسدي «1» . تقدم في الأسماء. 10721- أبو وجزة السعدي «2» . له إدراك، قال ابن عساكر: أظنه جدّ أبي وجزة الشاعر الّذي روى عنه هشام بن عروة، وقدم الشام مع عمر، ثم ساق من طريق أبي رجاء التميمي، عن السائب بن يزيد المخزومي، قال: لما أتى عمر الشام نهى الناس أن يمدحوا خالد بن الوليد، فدخل أبو وجزة السعدي، وخالد عند عمر، فقال: أهاهنا خالد: فحسر خالد اللثام عنه، فقال له أبو وجزة: واللَّه إنك لأصبحهم خدّا، وأكرمهم جدّا، وأوسعهم مجدا، وأبسطهم رفدا، قال: ثم رآه عمر بالمدينة، فقال: ألم أنه عن مدح خالد عندي! فقال أبو وجزة: من أعطانا مدحناه، ومن حرمنا سبيناه، كما يسبّ العبد سيده. فقال عمر: يا أبا وجزة، وكيف يسبّ العبد سيده؟ قال: من حيث لا يعلم ولا يسمع يا أمير المؤمنين. وجوّز ابن عساكر أن يكون هذا هو الحارث بن أبي وجزة الّذي تقدم ذكره في القسم الأول من حرف الحاء، وليس بجيد، لأنّ ذاك قرشي وهذا سعدي، وسياق القصتين مختلف جدا. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة: ت 6337، الاستيعاب: ت 3259. (2) تاريخ أسماء الثقات الفهرس، الكنى والأسماء 2/ 147، تقريب التهذيب 2/ 486، تهذيب التهذيب 12/ 271، تهذيب الكمال 1657، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 2290. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 376 القسم الرابع 10722- أبو وديعة، غير منسوب. استدركه أبو موسى، وقال: أورده محمّد بن المسيّب، وجعفر المستغفريّ في الصحابة، وأخرج من طريقهما من رواية بشر بن الوليد، عن أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي وديعة صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «من اغتسل يوم الجمعة كغسله من الجنابة ومسّ من طيب أو من دهن كان عنده، ولبس أحسن ما كان عنده من الثّياب، ثمّ لم يفرّق بين اثنين، وأنصت إلى الإمام إذا جاء- غفر له ما بين الجمعتين» «1» . قلت: وقول الراويّ في السند صاحب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم وهم، فإن أبا وديعة هذا تابعيّ معروف، واسمه عبد اللَّه بن وديعة، أخرج حديثه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن سلمان، وقد رواه يحيى بن القطان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد، فقال: عن أبي ذر- بدل سلمان. أخرجه ابن ماجة، وقد أقره ابن الأثير، فلم يتنبه لعلته، وأعجب منه الذهبي فإنه قال في التجريد: أورده المستغفري في الصحابة بإسناد مقارب بيّن، يعني ما أخرجه موسى. قلت: وأبو معشر هو نجيح المدني ضعيف، وسنده مقارب، كما قال لو لم يخالف، لكن مع المخالفة إنما يقال له إنه منكر، وقد غلط في إسقاط الصحابي وتبقية وصفه. واللَّه المستعان. حرف الياء آخر الحروف القسم الأول 10723- أبو يحيى: صهيب بن سنان «2» الرومي. وأبو يحيى: عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ. وأبو يحيى: سنان جد يحيى بن عباد- تقدموا في الأسماء. 10724- أبو يحيى: أسيد بن حضير الأنصاري، ويقال كنيته أبو عتيك. تقدم.   (1) انظر مسند الربيع بن حبيب 1/ 58. (2) في أ: سفيان. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 377 10725- أبو يحيى: المقدام بن معديكرب الكندي. ويقال: كنيته أبو كريمة. 10726- أبو يحيى: خريم بن فاتك الأسدي. ويقال كنيته أبو أيمن. 10727- أبو يحيى: خبّاب «1» بن الأرتّ التميمي. ويقال كنيته أبو عبد اللَّه. 10728- أبو يحيى: سهل بن أبي حثمة الأنصاري. ويقال كنيته أبو محمد. 10729- أبو يحيى: عبد اللَّه بن كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري البدري «2» . قال الحاكم أبو أحمد: قال الواقديّ: سمعت بعض الأنصار يقول: كنيته أبو يحيى- كلهم تقدموا في الأسماء. 10730- أبو يحيى الأنصاري، من بني حارثة. ذكره ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن أنس، قال: كان أبعد الناس من المسجد رجلان من الأنصار: أبو لبابة، وأبو يحيى من بني حارثة، فقال ... أخرجه الطّبرانيّ في ترجمة أبو لبابة. 10731- أبو يحيى الأنصاري «3» . قال البغوي: لا أدري له صحبة أم لا، ثم أورد من طريق الليث، عن عبد اللَّه بن يحيى الأنصاري، عن أبيه، عن جده- أنّ جدته أتت النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بحلي لها ... الحديث. وفيه: «لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلّا بإذن زوجها» «4» . 10732- أبو يربوع: سعيد بن يربوع. تقدم في الأسماء، ذكره أبو أحمد. 10733- أبو يزيد: عقيل بن أبي طالب الهاشمي «5» . 10734- أبو يزيد: سهل بن عمرو العامري «6» . 10735- أبو يزيد: السائب بن يزيد، ابن أخت النمر. 10736- أبو يزيد: أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي. 10737- أبو يزيد: معن بن يزيد الأخنس الأسلمي- تقدموا في الأسماء.   (1) في أ: عتاب. (2) في أ: المنذري. (3) الجرح والتعديل 9/ 458. (4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 315- 316- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ... الحديث بلفظه كتاب البيوع باب في عطية المرأة بغير إذن زوجها حديث رقم 3546 والحاكم في المستدرك 2/ 47 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 60، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44783. (5) الطبقات الكبرى بيروت 1/ 121، 4/ 42. (6) الطبقات الكبرى بيروت 7/ 404. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 378 10738- أبو يزيد: معقل بن سنان الأشجعي. ويقال: كنيته أبو محمد. ويقال: أبو عبد الرحمن. تقدم. 10739- أبو يزيد: حارثة بن قدامة بن مالك التميمي السعدي. ويقال كنيته أبو أيوب. تقدم. 10740- أبو يزيد بن عمرو الجذامي «1» . ذكره الواقديّ فيمن أسلم من جذام، واستدركه أبو علي الجيّاني، وابن الدباغ، وقد تقدم في حرف الزاي من الكنى أبو زيد الجذامي، فلا أدري أهو هذا أو آخر! 10741- أبو يزيد: والد حكيم «2» . له حديث، اختلف فيه على عطاء بن السائب، قال الدّوري، عن ابن معين: روى عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد الكرخي، عن أبيه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، قيل: له: كانت لأبيه صحبة؟ قال: لا أدري. قلت: أما بيان الاختلاف فيه، فقال جرير، عن عطاء، عن حكيم بن أبي يزيد الكرخي، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم: «دعوا النّاس يصيب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له» «3» . وذكره البخاريّ تعليقا، ووصله أبو أحمد، وكذا قال عبد الوارث بن سعيد، عن عطاء، وكذا قال حماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، عن عطاء، أخرجهما ابن السكن، وأخرج رواية ابن عليّة الحسن بن سفيان. وقال وهيب بن خالد، عن عطاء، عن حكيم بن أبي يزيد: اتبعته في حاجة، فحدثني عن أبيه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه ابن أبي خيثمة، وقال البخاري في الكنى: أبو يزيد ممّن سمع النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن أبي يزيد، عن أبيه، ووصله في التاريخ عن مسدد، عن أبي عوانة، وكذا أخرجه أحمد من رواية أبي عوانة، ووافقه همام بن يحيى عند الطيالسي. قلت: ويحتمل إن كان محفوظا أن من قال ابن أبي يزيد نسبه لجده، فقد ذكر ابن مندة أنّ صدقه رواه عن عطاء بن يزيد، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه، عن جده، وترجم له   (1) الطبقات الكبرى بيروت 2/ 88، 7/ 435. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 212، الجرح والتعديل 9/ 459، بقي بن مخلد 788. (3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 418، والطبراني في الكبير 19/ 303، وأورده الهيثمي في الزوائد 4/ 86، عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه وقال رواه أحمد وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9533. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 379 ابن مندة أبو يزيد جد حكيم، ويكون الجدّ أبهم في رواية أبي عوانة، والاضطراب فيه من عطاء بن السائب، فإنه كان اختلط. وقد قيل: إن حماد بن سلمة ممن سمع منه قبل الاختلاط. واللَّه أعلم. وحمّاد يقول فيه: عن عطاء، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه، وتابعه همام كما تقدم في حرف الياء آخر الأسماء، والأكثر قالوا: ابن أبي يزيد. واللَّه أعلم. قال أبو عمر: الّذي أقول إن الصواب قول الثلاثة: وهيب، وجرير بن حازم، وإسماعيل بن علية، وإن أبا عوانة وهم فيه. انتهى. وقد ذكرت من وصلها إلا أن قوله جرير بن حازم غلط، والصواب جرير بن عبد الحميد، فإنه ذكر أنه من رواية أبي خيثمة، وأبو خيثمة إنما أخرجه عن أبيه عن جرير، وكذا وصله الحاكم أبو أحمد، من رواية محمد بن قدامة، عن جرير، وابن قدامة وأبو خيثمة لم يدركا جرير بن حازم. وقد زدت عليه عبد الوارث، وحماد بن زيد، وقد خالفهم حماد بن سلمة، فقال: عن عطاء بن السائب، عن حكيم بن يزيد، عن أبيه. 10742- أبو يزيد اللقيطي «1» . له ذكر في حديث حزابة بن نعيم. تقدم في الأسماء. 10743- أبو يزيد النميري «2» : يأتي في القسم الأخير. 10744- أبو اليسر «3» ، بفتحتين، الأنصاري: اسمه كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة. وقيل كعب بن عمرو بن تميم بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، بفتحتين. مشهور باسمه. وكنيته، شهد العقبة وبدرا، وله فيها آثار كثيرة، وهو الّذي أسر العباس.   (1) أسد الغابة: ت 6350. (2) جامع التحصيل 1028. (3) طبقات ابن سعد 3/ 581، سيرة ابن هشام 2/ 105، تاريخ أبي زرعة 1/ 476، المعرفة والتاريخ 1/ 319، مسند أحمد 3/ 427، المغازي للواقدي 140، أنساب الأشراف 1/ 44، مشاهير علماء الأمصار 18، المنتخب من ذيل الذيل 574، جمهرة أنساب العرب 360، طبقات خليفة 102، تاريخ خليفة 223، الكامل في التاريخ 2/ 128، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 62، مقدمة مسند بقي بن مخلد 96، تاريخ الطبري 2/ 463، المعارف 155، تحفة الأشراف 8/ 306، تهذيب الكمال 3/ 1147، البداية والنهاية 8/ 78، مرآة الجنان 1/ 128، تاريخ الإسلام 117، السيرة النبويّة 307، عهد الخلفاء الراشدين 545، 8/ 437، تقريب التهذيب 2/ 135، خلاصة تذهيب التهذيب 321- تاريخ الإسلام 1/ 358. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 380 قال ابن إسحاق: شهد بدرا، والمشاهد. وقال البخاريّ: له صحبة، وشهد بدرا. وقال المدائنيّ: كان قصيرا دحداحا عظيم البطن، ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين. وقال ابن إسحاق: وكان آخر من مات من الصحابة، كأنه يعني أهل بدر. روى عنه عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وحديثه مطول، وأخرجه مسلم. 10745- أبو اليسع «1» : ذكره ابن مندة، فقال: سأل عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقيل هو بعرفات. روى حديثه محمد بن خالد، عن عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي عثمان النهدي، بطوله. وقال أبو عمر: حديثه عند عبيد اللَّه بن أبي حميد، عن أبي المليح بن أبي أسامة، عنه، قال: أتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، ما الّذي يدخلني الجنة؟ الحديث. 10746- أبو يعقوب: يوسف بن عبد اللَّه بن سلام. له ولأبيه صحبة. تقدم في الأسماء. 10747- أبو يعلى: حمزة بن عبد المطلب، عم النبي صلى اللَّه عليه وسلّم. وأبو يعلى شداد بن أوس الأنصاري- تقدما في الأسماء. 10748- أبو اليقظان، غير منسوب «2» . قال الحاكم أبو أحمد: قال محمد بن إسماعيل: له صحبة. وقال ابن مندة: ذكره البخاريّ فيمن صحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يذكر له حديثا. وقال ابن أبي حاتم: ذكر له أبو زرعة الرازيّ في المسند هذا الحديث الواحد في مسند المصريين، من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، عن أبي حسانة أنه سمع أبا اليقظان صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلّم يقول: أبشروا، فو اللَّه لأنتم أشدّ حبا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، ولم يروه من عامة من رآه. قال أبو عمر: مذكور في الصحابة فيمن سكن مصر. قلت: ما ذكره محمّد بن الرّبيع الجيزيّ في الصحابة الذين دخلوا مصر. 10749- أبو اليقظان: عمار بن ياسر العبسيّ. مشهور باسمه. تقدم. 10750- أبو اليمان: بشر، أو بشير بن عقربة، أو ابن عقرب الجهنيّ. تقدم في الموحدة.   (1) ريحانة الأدب 7/ 314، المغني 7831، الجرح والتعديل 9/ 458، اللآلي المصنوعة 1/ 409. (2) أسد الغابة: ت 6354، الاستيعاب: ت 3267. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 381 10751- أبو يوسف: عبد اللَّه بن سلام، مشهور باسمه. تقدم في الأسماء. 10752- أبو يونس الظفري «1» . ذكره ابن أبي حاتم في الوحدان، وأخرج عن دحيم، عن ابن أبي فديك، عن إدريس بن محمد بن يونس الظفري، عن جده الظفري، عن جده يونس، عن أبيه- أنه حضر مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم حجة الوداع وهو ابن عشرين سنة، وله رواية. قلت: اسمه محمد بن أنس بن فضالة، له ولأبيه ولجده صحبة. وقد تقدموا. القسم الثاني 10753- أبو يحيى: عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة. تقدم في الأسماء. القسم الثالث 10754- أبو يحيى، غير مسمى ولا منسوب. وقع ذكره في قصة أخرجها الخطيب في ترجمة يحيى بن أبي يحيى المذكور من طريق رقبة بن مصقلة، عن سماك بن حرب، حدثني يحيى بن أبي يحيى، عن أبيه، قال: إني لأسير على فرس لي في الجاهلية إذا أنا بطرفة- يعني ابن العبد الشاعر المشهور، فذكر خبرا فيه أنه أخرج له لسانه، فإذا هو أسود، كأنه لسان ظبي. 10755- أبو يزيد السعدي، هو المخبل، بمعجمة وموحدة. تقدم. القسم الرابع 10756- أبو يحيى «2» : رجل من قيس. روى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم أنه قال: «ألا أخبركم بخير قبائل العرب؟ ... » «3» الحديث. وفيه ذكر السكاسك والسّكون وغيرهما. روى حديثه ابن لهيعة، عن مرثد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن رجل من بني أود، عن رجل من قيس يقال له أبو يحيى. أخرجه البغوي في معجمه، وأورده ابن عساكر في التبيين من طريقه، وقال: إنه مرسل.   (1) أسد الغابة: ت 6355. (2) الكنى والأسماء 2/ 165. (3) أورده الهيثمي في كنز العمال حديث رقم 34121 وعزاه للبغوي عن أبي نجيح القيسي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 382 10757- أبو يزيد النميري «1» ، ذكره أبو عمر، فقال: له صحبة. روى أيّوب السختياني عنه أنه قال: أممت قومي على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وأنا ابن سبع سنين. قال ابن الأثير: قوله: النميري ليس بشيء، وأنا أظن أنه الجرمي عمرو بن سلمة، وهو يكنى أبا بريد، بضم أوله وبالموحدة مصغرا، فهو الّذي أمّ قومه، وهو ابن ست أو سبع سنين، ويروي عنه أيوب، وأبو قلابة وغيرهما. انتهى ملخصا. وأقره الذّهبيّ. وذكره ابن فتحون في «أوهام الاستيعاب» ، فقال: وهم فيه في موضعين: في قوله النميري، وإنما هو الجرمي، وفي تكنيته بالزاي، وإنما هو بالموحدة ثم الراء. وقد ذكره أبو عمر في بابه على الصواب. قلت: ويحتمل على بعد أنه آخر. 10758- أبو يزيد بن أبي مريم، استدركه الذهبي، وذكر أن له في مسند بقي بن مخلد حديثا، وقد وهم في استدراكه، فإنّ هذا هو أبو مريم السلولي، وهو والد يزيد، واسمه مالك بن ربيعة كما تقدم في الأسماء. وأخرج حديثه أحمد، والبخاريّ في «التّاريخ» ، والنّسائيّ من طريق يزيد بن أبي مريم، عن أبيه. ولو كان من له ولد وكني بغيره واشتهر بذلك يكنى بالولد الآخر لكان كل أحد كني بعدد أولاده، فإن فيهم من كان له من الولد العشرة إلى العشرين إلى الثلاثين، ولو ترجم أحد لأبي بكر الصديق مثلا في الكنى أبو محمد بن أبي بكر لاستسمج، لأن المتبادر من مثل هذا أن الترجمة لأبي محمد لا لوالده، وكذا القول في غيره، كعثمان، لو ترجم له أبو عمرو بن عثمان لكان في غاية الركاكة، وهذا بين لا خفاء به واللَّه المستعان.   (1) أسد الغابة: ت 6351، الاستيعاب: ت 3263. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 383 [ المجلد الثامن ] بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم كتاب النساء على الترتيب السابق في الرجال حرف الألف القسم الأول 10759- آسية بنت الحارث السعدية، أخت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة. ذكرها أبو سعد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى» . 10760- آسية بنت الفرج الجرهمية «1» . ذكرها ابن مندة، وأورد من طريق أيوب بن محمد الوزان، عن يعلى بن الأشدق، قال: جاءت آسية بنت الفرج، امرأة من جرهم، وكان مسكنها الحجون بمكة- النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد أخطأت على نفسي، وزنيت فطهرني، فقال: «هل ولدت؟» قالت: لا. قال: «فما بقي عليك من ولادتك؟» فأخبرته بنحو شهر، فقال: «لست بمطهّرك حتّى تلدي» ، قال: فولدت، فأتته فأخبرته ... فذكر الحديث بطوله، كذا في الأصل، ولم يخرجه ابن مندة. 10761- آمنة بنت الأرقم «2» . روى أبو السّائب المخزوميّ عن جدته آمنة بنت الأرقم- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أقطعها بئرا ببطن العقيق، فكانت تسمى بئر آمنة، وبرك لها فيها، وكانت من المهاجرات، ذكرها ابن الدّبّاغ مستدركا على الاستيعاب. 10762- آمنة بنت حرملة، والدة الوليد بن الوليد بن المغيرة، ويقال اسمها عاتكة. ذكر في ترجمة ولدها ما يدلّ على أن لها صحبة.   (1) أسد الغابة: ت 6689. (2) أسد الغابة: ت 6690. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 3 10763- آمنة بنت أبي الحكم، أو بنت الحكم الغفارية. تأتي في القسم الأخير. 10764- آمنة بنت خلف الأسلمية «1» . ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من وجهين واهيين إلى المبارك بن فضالة، عن الحسن- أن ّ آمنة بنت خلف الأسلمية جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لما أصابت الفاحشة، فقالت: يا رسول اللَّه، إني امرأة محصنة، وزوجي غائب، وإني أصبت الفاحشة فطهرني ... وذكر قصة طويلة، ودعا كثيرا لها حين رجمت نحوا من ورقتين، كذا في الأصل. 10765- آمنة بنت أبي الخيار، زوج مطيع بن الأسود، وهي والدة عبد اللَّه بن مطيع، وقيل هي أميمة، بميمين مصغرة. 10766- آمنة بنت قيس بن عبد اللَّه بن رئاب بن يعمر، بنت عم أم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية، من بني غنم بن دودان. ذكر ابن إسحاق أنها كانت هي وأبوها بالحبشة مع أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكان مع أبيها امرأته بركة بنت يسار، وكانا ظئري عبد اللَّه بن جحش. وذكرها ابن إسحاق في السيرة النبويّة، وأخرجها المستغفري من طريقه. استدركها أبو موسى، وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة وهاجرت مع أهل بيتها إلى المدينة. 10767- آمنة بنت سعد بن وهب «2» امرأة أبي سفيان. ذكرها أبو عمر. 10768- آمنة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية. ذكرها ابن إسحاق في غزوة الطائف، وهي أميمة بالتصغير. وستأتي. 10769- آمنة بنت أبي الصلت الغفارية «3» ، أو بنت الصلت. تأتي في القسم الأخير. 10770- آمنة بنت عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموية «4» ، أخت أمير المؤمنين عثمان. قال أبو موسى: أسلمت يوم الفتح، وكانت عند سعد حليف بني مخزوم، وكانت من النسوة اللاتي بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مع هند امرأة أبي سفيان على ألا يشركن باللَّه شيئا ولا يسرقن ولا يزنين. ذكر ذلك ابن إسحاق في المغازي.   (1) أسد الغابة: ت 6691. (2) أسد الغابة: ت 6693. (3) أسد الغابة: ت 6694. (4) أسد الغابة: ت 6695. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 4 وذكر ابن الكلبيّ أنها كانت في الجاهلية ماشطة، وأنها تزوجت الحكم بن كيسان مولى بني مخزوم. وتقدم لذلك طريق في ترجمة الحكم بن كيسان، وهو أقوى من قول أبي موسى: كانت عند سعد. 10771- آمنة بنت عمرو بن حرب بن أمية الأموية، بنت عم معاوية. وتزوجها أبو حذيفة بن عتبة، فولدت له عاصما. ذكره ابن سعد. 10772- آمنة بنت غفار. قال الذهبيّ في «مبهمات النّوويّ» : إنها امرأة ابن عمر التي طلقها فأمر برجعتها. قلت: سماها ابن لهيعة، عن عبد الرحمن الأعرج- آمنة بنت عفان، وقال: المرأة التي طلقها ابن عمر على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم آمنة بنت عفان. ذكره ابن سعد، عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة. ورويناه فيما جمع من حديث قتيبة، من رواية سعيد العيار بسنده، عن قتيبة، عن ابن لهيعة، وفي رواية قتيبة بنت غفار، بكسر المعجمة وتخفيف الفاء، ثم راء. وفي النسخة التي من الطبقات: بفتح المهملة وتشديد الفاء وبعد الألف نون. 10773- آمنة بنت قرط بن خنساء بن سنان الأنصارية. يأتي نسبها في ترجمة أختها أمامة. قال ابن سعد: أمهما مارية بنت القين بن كعب بن سواد، وتزوج آمنة هذه أوس بن المعلى بن لوذان، فولدت له أبا سعيد، فأسلمت آمنة، وبايعت. 10774- آمنة بنت محصن. ذكر السهيليّ أنه اسم أم قيس بنت محصن، أخت عكاشة بن محصن الأسدي. 10775- آمنة بنت نعيم النحام. ستأتي في أمة. 10776- آمنة، أو عاتكة، والدة الوليد بن المغيرة. تقدم في ترجمته ما يدلّ على إسلامها. 1077- أبرهة الحبشية: من خدم النجاشي. كانت عند أم حبيبة لما زوجها النجاشي للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 5 ذكرها الواقديّ، وأورد ابن سعد قصتها في ترجمة أم حبيبة، عن عبد اللَّه بن عمرو بن زهير، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد، عن أم حبيبة. 10778- أثيلة بنت الحارث بن ثعلبة بن حرام بن صخر بن أمية بن حرام بن ثابت بن النجار الأنصاري. لها صحبة. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» ، وقال: أمّها فاطمة بنت زيد مناة بن عمرو بن مازن الغسانية. 10779- أثيلة بنت راشد الهذلية «1» ، تقدم ذكرها في ترجمة عامر بن مرقش. 10780- أثيلة الخزاعية، جدة أيوب بن عبد اللَّه بن زهير الأسدي. ذكرها الفاكهيّ في كتاب «مكّة» خبرا من طريق ابن جريج عن ابن أبي حسين- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب إلى سهيل بن عمرو: إن جاءك كتابي ليلا فلا تصبحن أو نهارا فلا تمسين حتى تبعث إليّ مزادتين من ماء زمزم. قال: فاستعانت امرأته الخزاعية جدة أيوب، فأدلجتاهما فلم تصبحا حتى فرغتا من مزادتين فجعلتاهما في كرين، فبعث بهما على بعير من ليلتهما، وأخرجه عمر بن شبة كذلك. 10781- أثيمة المخزومية، جدة عطاف» . ذكرها ابن عبد البرّ. وقيل: هي أروى التي ستأتي. 10782- إدام بنت الجموح الأنصارية، أخت عمرو بن الجموح سيد الخزرج. ذكرها ابن سعد. 10783- إدام بنت قرط بن خنساء الأنصارية. من المبايعات. ذكرها ابن سعد. 10784- أردة بنت الحارث بن كلدة الثقفي: زوج عتبة بن غزوان. ذكرها البلاذريّ وغيره، وقالوا: إنها كانت مع عتبة بالبصرة، وهو أمير عليها ومن أجلها قدم أبو بكرة وأخويه من أمه: نافع، وزياد. 10785- أرنب بنت عفيف بن أبي العاص بن عبد شمس، أمها النابغة والدة عمرو بن العاص، فكأن عمرا أخوها لأمها. ذكرها الزبير بن بكار ثم الطبري. 10786- أرنب المدينة المغنية.   (1) أسد الغابة: ت 6698. (2) الاستيعاب: ت 3268. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 6 روينا في الجزء الثالث من أمالي المحامليّ رواية الأصبهانيين، من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الأصبع أن جميلة المغنية أخبرته أنها سألت جابر بن عبد اللَّه عن الغناء، فقال: نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة فأهدتها إلى قباء، فقال لها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «أهديت عروسك؟» قالت: نعم. قال: «فأرسلت معها بغناء، فإنّ الأنصار يحبّونه؟» قالت: لا. قال: «فأدركيها بأرنب» ، امرأة كانت تغنّي بالمدينة. 10787- أروى بنت أنيس «1» . ذكرها ابن مندة، ولها ذكر في الوضوء من جامع التّرمذيّ، كذا في التّجريد ولم يذكر ابن مندة اسم أبيها، بل أروى حسب. وأما الترمذي فقال عقب حديث بردة- في الوضوء من مس الذكر- وقد ذكر جماعة منهم أروى هذه. وأخرج ابن السكن والدار الدّارقطنيّ في العلل من طريق عثمان بن اليمان: سمعت هشام بن زياد هو أبو المقدام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أروى بنت أنيس ... فذكر الحديث- مرفوعا في الوضوء من مس الذكر. قال ابن السّكن: لا يثبت، ولم يحدث به غير هشام بن عروة، هكذا عن أبي المقدام، وهو بصري ضعيف. وقال ابن مندة: روى عن أبي المقدام بهذا السند، لكن قال: عن أبي أروى، وهو الصواب. 10788- أروى بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية، والدة المطلب بن أبي وداعة السهمي. ذكرها ابن سعد في «الصّحابيّات» في باب بنات عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال أمها غزية بنت قيس بن طريف، من بني الحارث بن فهر بن مالك، قال: وولدت لأبي وداعة: المطلب، وأبا سفيان، وأم جميل، وأم حكيم، والربعة. 10789- أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي «2» . ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال: تزوجها حبان بن منقذ الأنصاري، فولدت له ولدا، ويقال: بل اسمها هند. انتهى. وقال ابن مندة: أروى حديثها عطاف بن خالد، عن أمه، عن أمها، وهي أروي.   (1) أعلام النساء 1/ 18، تجريد أسماء الصحابة 2/ 243. (2) أسد الغابة: ت 6697. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 7 وقال عبد القدّوس بن إبراهيم: عن عطاف، عن أمه، عن أمها أثيمة جدة عطاف أنها أتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهي صبية. 10790- أروى بنت أبي العاص «1» بن أمية بن عبد شمس الأموية، أخت الحكم والد مروان وهي عمة عثمان بن عفان. ذكرها المستغفريّ، وساق بسنده، من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق أنه ذكرها في النسوة اللاتي بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح. 10791- أروى بنت عبد المطلب بن هاشم الهاشمية «2» عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: كانت تحت عمير بن وهب بن عبد بن قصي، فولدت له طليبا، ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فولدت له أروى. وحكى أبو عمر عن محمد بن إسحاق- أنه لم يسلم من عمات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلا صفية. وتعقبه بقصة أروى، وذكرها العقيلي في الصحابة، وأسند عن الواقدي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: لما أسلم طليب بن عمير دخل على أمه أروى بنت عبد المطلب، فقال لها: قد أسلمت وتبعت محمدا، فذكر قصة فيها: وما يمنعك أن تسلمي، فقد أسلم أخوك حمزة؟. فقالت: انظر ما يصنع أخواي. قال: قلت: فإنّي أسألك باللَّه إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته. قلت: فإنّي أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه، ثم كانت بعد تعضد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بلسانها، وتحضّ ابنها على نصرته والقيام بأمره. وقال ابن سعد: أسلمت، وهاجرت إلى المدينة. وأخرج عن الواقدي بسند له إلى برّة بنت أبي تجراة، قالت: عرض أبو جهل وعدة معه للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه فشجّه، فأخذوه، فقام أبو لهب في نصرته، وبلغ أروى، فقالت: إنّ خير أيامه يوم نصر ابن خاله، فقيل لأبي لهب: إن أروى صبت، فدخل عليها يعاتبها، فقالت: قم دون ابن أخيك، فإنه إن يظهر كنت بالخيار، وإلا كنت قد أعذرت في ابن أخيك فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ إنه جاء بدين محدث. قال ابن سعد: ويقال إن أروى قالت:   (1) أسد الغابة: ت 6700. (2) أسد الغابة: ت 6701، الاستيعاب: ت 3269. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 8 إنّ طليبا نصر ابن خاله ... واساه في ذي دمه وماله [الرجز] وذكر محمّد بن سعد أن أروى هذه رثت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنشد لها من أبيات: ألا يا رسول اللَّه كنت رجاءنا ... وكنت بنا برّا ولم تك جافيا كأنّ على قلبي لذكر محمّد ... وما جمعت بعد النّبيّ المجاويا [الطويل] 10792- أروى بنت عميس. ذكرها ابن الأثير في آخر ترجمة أروى بنت كريز. 10793- أروى بنت كريز بن ربيعة «1» بن حبيب بن عبد شمس العبشمية، والدة عثمان بن عفان. أمّها البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ذكرها ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وأخرج هو والحاكم من طريق فيها ضعف، عن الزهري، عن عبيد «2» اللَّه ابن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس، قال: أسلمت أمّ عثمان، وأم طلحة، وأم عمار، وأم أبي بكر، وأم الزبير، وأم عبد الرحمن بن عوف. قال ابن مندة: ماتت في خلافة عثمان بن عفان، ولا يعرف لها حديث. قال ابن سعد: تزوجها عفان بن أبي العاص، فولدت له عثمان وآمنة، ثم تزوجها عقبة بن أبي معيط، فولدت له الوليد، وعمارة، وخالدا، وأم كلثوم، وأم حكيم وهندا. وأسلمت أروى وهاجرت بعد ابنتها أمّ كلثوم، وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولم تزل بالمدينة حتى ماتت. وقرأت بخط البجيري: توفيت أم عثمان ولها تسعون سنة، فحمل عثمان سريرها، وصلّى عليها. وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقدي إلى عبد اللَّه بن حنظلة بن الراهب: شهدت أم عثمان يوم ماتت فدفنها ابنها بالبقيع، ورجع وقد صلّى الناس فصلّى وحده، وصليت إلى جنبه، فسمعته وهو ساجد يقول: اللَّهمّ ارحم أمي، اللَّهمّ اغفر لأمي، وذلك في خلافته.   (1) الثقات 253، تجريد أسماء الصحابة 2/ 244. (2) في أ: عبد. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 9 ومن طريق عيسى بن طلحة: رأيت عثمان حمل سرير أمّه بين العمودين من دار غطيش، فلم يزل حتى وضعها بموضع الجنائز، قال: ورأيته بعد أن دفنها قائما على قبرها يدعو لها. 10794- أروى بنت المقوّم بن عبد المطلب الهاشمية، ابنة عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. كانت زوج ابن عمها أبي سفيان بن الحارث. ذكرها الزّبير، وذكر أنها ولدت بنات. وقال ابن سعد: تزوجها أبو مسروح «1» الحارث بن يعمر بن حبان بن عمير، من بني سعد بن بكر بن هوازن، وكان حليف العباس بن عبد المطلب، فولدت له عبد اللَّه بن أبي مسروح. 10795- أزده بنت الحارث بن كلدة الثقفية، زوج عتبة بن غزوان أمير البصرة، وكانت صحبته لما قدم البصرة ومصرها، وبسببها قدم البصرة إخوتها من أمها: أبو بكرة، ونافع، وزياد بن عبيد الّذي صار بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان، وأمّ الجميع سميّة مولاة الحارث بن كلدة. ذكر ذلك البلاذريّ، وقد قدمنا أنه لم يبق في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها. 10796- إزمة، بكسر أوله وسكون المعجمة. ذكرها أبو موسى المدينيّ في ذيل العرنيين للهروي من جمعه: أن المراد بقولهم «2» في المثل: «اشتدّي إزمة تنفرجي: امرأة اسمها إزمة، أخذها الطّلق فقيل لها ذلك، أي تصبّري يا إزمة حتى تنفرجي عن قريب بالوضع. نقلت ذلك من خط مغلطاي في حاشية أسد الغابة، وراجعت الذيل، فلم أر فيه التصريح بما يدلّ على صحبتها، فإنّه قال فيه عقب هذا: ذكره بعض الجهال، وهذا باطل، وزاد بعضهم أنّ الّذي قال لها ذلك هو النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. 10797- أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمية، زوج خالد بن الوليد، وأم أولاده: المهاجر، وعبد اللَّه، وعبد الرحمن. وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة والدها أنس بن مدرك.   (1) في أ: شرح. (2) في أ: من قولهم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 10 10798- أسماء بنت أبي بكر الصديق «1» . تأتي في أسماء بنت عبد اللَّه بن عثمان. 10799- أسماء بنت الحارث «2» : امرأة خطاب بن الحارث الجمحيّ. ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم من أهل مكة، فقال لما ذكرهم: وخطاب وامرأته أسماء بنت الحارث، ذكر ذلك أبو نعيم، من طريق إبراهيم بن يوسف، عن زياد البكائي، عنه. 10800- أسماء بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية. لها ولأبيها صحبة. وأخرج حديثها الدار الدّارقطنيّ في العلل، من رواية حفص بن غياث، عن أبي حرملة، عن أبي، فقال: عن رباح بن عبد الرحمن، حدثتني جدتي أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا صلاة لمن لا وضوء له ... » الحديث. وأخرجه البيهقيّ، وقال: جدته أسماء بنت سعيد بن زيد. 10801- أسماء بنت سلامة «3» ، ويقال سلمة بن مخربة، بمعجمة وموحدة، ابن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم التميمية الدارمية. ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم بمكة، فقال: وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، وامرأته أسماء بنت سلامة.   (1) المحبر 22، نسب قريش 236، تاريخ خليفة 269، طبقات خليفة 333، الزهد لابن المبارك 359، مقدمة مسند بقي بن مخلد 85، المغازي للواقدي 224، المغازي للزهري 99، مسند أحمد 6/ 344، سيرة ابن هشام 34، المعارف 172، فتوح البلدان 558، العقد الفريد 4/ 16، تاريخ اليعقوبي 2/ 255، السير والمغازي 116، أنساب الأشراف 3/ 40، ثمار القلوب 294، ربيع الأبرار 4/ 38، مروج الذهب 1519، البداية والنهاية 8/ 346، مرآة الجنان 1/ 151، المرصع 43، طبقات ابن سعد 8/ 249، تاريخ دمشق 3/ 30 (تراجم النساء) جمهرة أنساب العرب 122، حلية الأولياء 2/ 55، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 328، تحفة الأشراف 11/ 242، الوافي بالوفيات 9/ 57، تاريخ أبي زرعة 1/ 496، المعرفة والتاريخ 1/ 224، الكاشف 3/ 420، المنتخب من ذيل المذيل 616، الزيادات 14، المعين في طبقات المحدثين 29، تهذيب التهذيب 12/ 397، تقريب التهذيب 2/ 589، النكت الظراف 11/ 243، العقد الثمين 8/ 177، خلاصة تذهيب التهذيب 488، الأخبار الطوال 264، مختصر التاريخ لابن الكازروني 64، فوات الوفيات 2/ 171، الوفيات لابن قنفذ 80، شذرات الذهب 1/ 44، تاريخ الإسلام 2/ 354. (2) أسد الغابة: ت 6706. (3) الثقات 3/ 23، 24، أعلام النساء 1/ 44، الدر المنثور 34، تجريد أسماء الصحابة 2/ 244، 245، تفسير الطبري 9/ 10089. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 11 وقال أبو عمر: أسماء بنت سلمة، ويقال سلامة بن مخرّبة، كانت من المهاجرات، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وولدت بها عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة، ثم هاجرت إلى المدينة، وتكنى أم الجلاس. روت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، روى عنها ابنها عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة. قلت: وخلط ابن مندة ترجمتها بترجمة عمتها أسماء بنت مخربة، وسأبين ذلك في ترجمة عمتها إن شاء اللَّه تعالى. 10802- أسماء بنت سميّ. ذكرها مسدّد في مسندة، وقال: حدثنا يحيى القطان، عن أبي مسكين: سمعت أبا محلم يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خيّرت أسماء بنت سميّ أيّ أزواجك تختارين» ؟ قالت: أختار فلانا المتوفى عنها، وكان أحسنهم خلقا، وقد كان قتل عنها اثنان. هذا مرسل حسن الإسناد، فيضمّ هذا الخبر إلى ذكر من حدّث عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من الصحابة. والمشهور أن ذلك من خصائص تميم الداريّ، وقد وقع مثله لجماعة غيره. 10803- أسماء بنت شكل «1» ، بمعجمة وفتحتين وآخره لام. ثبت ذكرها في صحيح مسلم في كتاب «الحيض» ، من طريق عائشة، قالت: دخلت أسماء بنت شكل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت له: يا رسول اللَّه، كيف تغتسل إحدانا إذا طهرت من الحيض؟ الحديث. وذكرها أبو موسى في «الذّيل» من طريق المستغفري بسنده إلى أبي بكر بن أبي شيبة شيخ مسلم فيه. وقال أبو علي الجياني فيما ذيّل به على الاستيعاب: لا أدري أهي إحدى من ذكره أبو عمر أو بعض الرواة غلط في شكل، وإنما هي أسماء بنت يزيد بن السكن الآتي ذكرها سقط ذكر أبيها، وصحّف اسم جدها، ونسبت إليه، وسبقه إلى ذلك الخطيب أبو بكر الحافظ. ويؤيده أنه ليس في الأنصار من اسمه شكل، فقد ثبت في صحيح البخاري في هذه القصة أنّ التي سألت امرأة من الأنصار، وتبعه أبو الفتح بن سيد الناس على ذلك، وفيه نظر. 10804- أسماء بنت عبد اللَّه «2» بن عثمان التيمية، والدة عبد اللَّه بن الزبير بن العوم   (1) أسد الغابة: ت 6709، الاستيعاب: ت 3272. (2) سقط في أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 12 التيمية، وهي بنت أبي بكر الصديق، وأمّها قتلة أو قتيلة بنت عبد العزى، قرشية، من بني عامر بن لؤيّ. أسلمت قديما بمكة. قال ابن إسحاق بعد سبعة عشر نفسا، وتزوجها الزبير بن العوام، وهاجرت وهي حامل منه بولده عبد اللَّه، فوضعته بقباء، وعاشت إلى أن ولي ابنها الخلافة ثم إلى أن قتل، وماتت بعده بقليل، وكانت تلقّب ذات النطاقين. قال أبو عمر: سماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأنها هيّأت له لما أراد الهجرة سفرة، فاحتاجت إلى ما تشدّها به، فشقّت خمارها نصفين فشدّت بنصفه السّفرة، واتخذت النصف الآخر منطقا. قال: كذا ذكر ابن إسحاق وغيره. قلت: وأصل القصة في صحيح مسلم دون التصريح برفع ذلك إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقد أسند ذلك أبو عمر من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، وأنها قالت للحجاج: كان لي نطاق أغطّي به طعام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من النمل ونطاق لا بدّ للنساء منه. وقال ابن سعد: أخبرنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، وفاطمة بنت المنذر، عن أسماء: قالت: صنعت سفرة للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: ما أجد إلا نطاقي. قال: شقيه باثنين، فاربطي بواحد منهما السقاء وبالآخر السّفرة. وسنده صحيح. وبهذا السند عن عروة عن أسماء، قالت: تزوّجني: الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه، وأدقّ النوى لناضحه، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير ... الحديث، وفيه: حتى أرسل إلى أبو بكر بعد ذلك خادما فكفتني سياسة الفرس. قال: وقال الزّبير بن بكّار في هذه القصة: قال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أبدلك اللَّه بنطاقك هذا نطاقين في، الجنّة» «1» ، فقيل لها ذات النطاقين. روت أسماء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث، وهي في الصحيحين، والسنن. روى عنه ابناها: عبد اللَّه، وعروة وأحفادها: عباد بن عبد اللَّه، وعبد اللَّه بن عروة، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير، وعباد بن حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير، ومولاها عبد اللَّه بن كيسان، وابن عباس، وصفية بنت شيبة، وابن أبي مليكة، ووهب بن كيسان، وغيرهم.   (1) أخرج أحمد في المسند 6/ 346 عن أسماء قالت لذلك سميت ذات النطاقين والبخاري في صحيحه 7/ 193، 194 كتاب المناقب باب الهجرة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 13 وأخرج ابن السّكن، من طريق أبي المحياة يحيى بن يعلى التيمي، عن أبيه، قال: دخلت مكة بعد أن قتل ابن الزبير، فرأيته مصلوبا، ورأيت أمه أسماء عجوزا طوالة مكفوفة، فدخلت حتى وقفت على الحجاج، فقالت: أما آن لهذا الراكب أن ينزل. قال: المنافق؟ قالت: لا واللَّه، ما كان منافقا، وقد كان صوّاما قوّاما. قال: اذهبي فإنك عجوز قد خرفت. فقالت: لا، واللَّه ما خرفت، سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يخرج في ثقيف كذّاب ومبير» . فأما الكذّاب فقد رأيناه، وأما المبير «1» فأنت هو. فقال الحجاج: منه المنافقون. وأخرج ابن سعد بسند حسن عن ابن أبي مليكة: كانت تصدّع فتضع يدها على رأسها، وتقول: بذنبي، وما يغفر اللَّه أكثر. وقال هشام بن عروة عن أبيه: بلغت أسماء مائة سنة لم يسقط لها سنّ، ولم ينكر لها عقل. وقال أبو نعيم الأصبهانيّ: ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، وعاشت إلى أوائل سنة أربع وعشرين. قيل: عاشت بعد ابنها عشرين يوما، وقيل غير ذلك. 10805- أسماء بنت عبد اللَّه بن مسافع بن ربيعة ... والدة قيس بن مخربة. ذكرت في شعر حسان بن ثابت. 10806- أسماء بنت عدي بن عمرو. تأتي في التي بعدها. 10807- أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي «2» بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية، أم معاذ بن جبل. وكنيتها أم منيع. ذكر ابن إسحاق بسند صحيح عن كعب بن مالك- أنها كانت مع من شهد العقبة مع السبعين هي ونسيبة بنت كعب. وقال في التجريد: وقيل هي أسماء بنت عدي بن عمرو. 10808- أسماء بنت عمرو بن مخربة. تأتي في أسماء بنت مخربة. 10809 - أسماء بنت عميس «3» بن معد، بوزن سعد، أوله ميم. قيده ابن حبيب،   (1) مبير: أي مهلك يسرف في إهلاك الناس. اللسان 1/ 385. (2) أسد الغابة: ت 6712، الاستيعاب: ت 3274. (3) الطبقات الكبرى 8/ 280 ونسب قريش 81- والمغازي للواقدي 739 و 766- وتاريخ أبي زرعة 1/ 588 و 655- وسيرة ابن هشام 1/ 290- ومسند الإمام أحمد 1/ 452- والمعارف 171 و 173- ومروج الذهب 1908 وفتوح البلدان 451 و 445- والمحبر 108 و 109- والبدء والتاريخ 4/ 137 والأغاني 11/ 76- وتاريخ اليعقوبي 2/ 114 و 128- والعقد الفريد 4/ 263- والمعجم الكبير 24/ 131- 157 وتاريخ الطبري 3/ 124 والزاهر للأنباري 1/ 429- وجمهرة أنساب العرب 38 و 68 والمعرفة والتاريخ 1/ 510- ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 85- وربيع الأبرار 4/ 208- والمنتخب من ذيل المذيل 623- والكامل في التاريخ 2/ 238 و 291- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 230 وتحفة الأشراف 11/ 259 و 263- وتهذيب الكمال 3/ 1678 وسير أعلام النبلاء 24/ 282- 287- والمعين في طبقات المحدثين 29 والكاشف 3/ 42- والمغازي 431 و 432- والنكت الظراف 11/ 26 وتهذيب التهذيب 12/ 398 و 399- وتقريب التهذيب 2/ 589 والوافي بالوفيات 9/ 53 و 54- ومجمع الزوائد 9/ 260- وخلاصة تذهيب التهذيب 488- وشذرات الذهب 1/ 15 و 48- وحلية الأولياء 2/ 74- 76- وتاريخ الإسلام 1/ 179. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 14 ووقع في الاستيعاب معد بفتح العين، وتعقّب- ابن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن غانم بن معاوية بن زيد الخثعمية، وقيل عميس هو ابن النعمان بن كعب، والباقي سواء. كانت أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأمها، وأخت جماعة من الصحابيات لأب أو أم أو لأب وأم «1» ، يقال: إن عدتهن تسع، وقيل عشر لأم وستّ لأم وأب. وأمها خولة بنت عوف بن زهير. ووقع عند أبي عمر هند بدل خولة. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له هناك أولاده، فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمدا، ثم تزوجها عليّ، فيقال ولدت له ابنه عونا. قال أبو عمر: تفرد بذلك ابن الكلبي، كذا قال. وقد ذكر ابن سعد عن الواقديّ أنها ولدت لعليّ عونا ويحيى. وقال ابن سعد، عن الواقديّ، عن محمد بن صالح، عن يزيد بن رومان: أسلمت أسماء قبل دخول دار الأرقم وبايعت، ثم هاجرت مع جعفر إلى الحبشة، فولدت له هناك عبد اللَّه، ومحمدا وعونا، ثم تزوجها أبو بكر بعد قتل جعفر. وذكرها ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، وقال: إنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم زوّج أبا بكر أسماء بنت عميس يوم حنين. أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة، وهو مرسل جيّد الإسناد. روت أسماء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها ابنها عبد اللَّه بن جعفر، وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعبد اللَّه بن عباس، وهو ابن أختها لبابة بنت الحارث، وابن أختها   (1) في أ: شقيقة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 15 الأخرى عبد اللَّه بن شداد بن الهاد، وحفيدتها أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وآخرون. وكان عمر يسألها عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره، ووقع في البخاري في باب هجرة الحبشة من طريق أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، وأسماء، فذكر حديثا. وأسماء هي صاحبة هذه الترجمة، ويقال: إنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دما. وفي الصّحيح، عن أبي بردة، عن أسماء- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: «لكم هجرتان، وللنّاس هجرة واحدة» . وأخرجه ابن سعد من مرسل الشعبي: قالت أسماء: يا رسول اللَّه، إن رجالا يفخرون علينا ويزعمون أنّا لسنا من المهاجرين الأولين، فقال: «بل لكم هجرتان» . ثم ذكر من عدّة أوجه أنّ أبا بكر الصديق أوصى أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس. وأخرج ابن السّكن بسند صحيح، عن الشعبي، قال: تزوّج عليّ أسماء بنت عميس، فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما: أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك، فقال لها عليّ: اقضي بينهما. فقالت: ما رأيت شابّا خيرا من جعفر ولا كهلا خيرا من أبي بكر، فقال لها عليّ: فما أبقيت لنا؟ 10810- أسماء بنت قرط بن خنساء بن سنان الأنصارية، زوج الفضل بن النعمان، ذكرها ابن سعد في المبايعات. 10811- أسماء بنت كعب. في أسماء بنت النعمان. 10812- أسماء بنت محرز بن عامر بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. ذكرها ابن سعد، وقال: أمها أم سهل بنت أبي خارجة، تزوّجها أبو بشير بن عبيد، فولدت له بشيرا والجعد. ذكرها ابن ماكولا من التجريد. 10813- أسماء بنت مخرّبة «1» . تقدم نسبها في أسماء بنت سلامة بن مخربة. ذكر البلاذريّ، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى: قدم هشام بن المغيرة نجران، فرأى أسماء بنت مخرّبة، ويقال بنت عمرو بن مخرّبة بن جندل بن أبي أبير بن نهشل بن دارم، فأعجبته فتزوّجها وحملها إلى مكة، فولدت له أبا جهل، والحارث، ثم مات فتزوّجها عبد اللَّه بن أبي ربيعة بن المغيرة، فولدت له عياشا، فكان أخا أبي جهل والحارث لأمهما.   (1) أسد الغابة: ت 6714. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 وقال ابن سعد: ولدت له أيضا عبد اللَّه وأم حجير. قاله البلاذري، وقال محمد بن سعد: إنها ماتت كافرة قبل أن يهاجر ابنها عياش إلى المدينة، ويقال: إنها أسلمت، وأدركت خلافة عمر، وذلك أثبت، ثم ساق من طريق الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن الرّبيّع بنت معوّذ، قالت: دخلت في نسوة من الأنصار على أسماء بنت مخرّبة أم أبي جهل في خلافة عمر بن الخطاب، وكان ابنها عياش بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة يبعث إليها من اليمن بعطر، فكانت تبيعه إلى الأعطية، فقالت لي: أنت بنت قاتل سيده؟ قلت: لا، ولكنني بنت قاتل عبده. قالت: حرام علي أن أبيعك من عطري شيئا. قلت: وحرام عليّ أن أشتري منه شيئا، فما وجدت لعطرتنا غير عطرك. وفي لفظ: فو اللَّه ما هو بطيّب عرف، وو اللَّه ما بي ما شممت عطرا كان أطيب منه، ولكني غضبت، فقلت: وهي القائلة لما طافت عريانة: أليوم يبدو بعضه أو كلّه ... وما بدا منه فلا أحلّه كم من لبيب عاقل يضلّه ... وناظر ينظر ما أعلّه [الرجز] ويقال فيها نزلت: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: 31] . وفي صحيح مسلم ... وقال أبو عمر في ترجمة بنت أخيها أسماء بنت سلامة: هي أم عبد اللَّه بن عيّاش بن أبي ربيعة، وأم عياش اسمها أيضا أسماء بنت مخرّبة، وهي أم [أبي جهل] ، والحارث بن هشام، وهي عمة أسماء بنت مخرّبة، وهي أم الجلاس والدة عياش، وعبد اللَّه ابني أبي ربيعة. روى عنها عبد اللَّه بن عياش، والرّبيع بنت معوّذ، ثم ساق من طريق إسحاق بن محمد القروي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن أخيه عبد اللَّه بن الحارث عن عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة، قالت: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعض بيوت بني أبي ربيعة إمّا لعيادة مريض أو لغير ذلك، فقالت أسماء التميمية، وكانت تكنى أم الجلاس، وهي أم عياش بن أبي ربيعة: يا رسول اللَّه، ألا توصيني. فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا أمّ الجلاس، ائتي إلى أخيك ما تحبّين أن يأتي إليك، وأحبّي لأخيك [ما تحبّين] أن يحبّك» «1» . ثم أتى   (1) أورده السيوطي في الجامع الكبير 2/ 531 والمتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 37458 وعزاه لابن مندة وابن عساكر. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 17 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بصبي من ولد عياش، وكانت أم الجلاس ذكرت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مرضا بالصبي أو علّة، فجعل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يرقي الصبي ويتفل عليه، وجعل الصبي يتفل على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كما يتفل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجعل بعض أهل البيت ينهى الصبي، فنهاهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. قلت: وبيان الخلط أنه جمع بين قصتي الربيع بنت معوّذ وعبد اللَّه بن عياش، وقصة الربيع إنما وقعت لها مع أسماء بنت مخرّبة هذه، وهي المختلف في صحبتها، وقصة عبد اللَّه بن عياش هي التي تضمّنها هذا الحديث، وهي والدته المتفق على صحبتها. وقد فرّق الزّبير بن بكّار بين المرأتين، فقال لما ذكر الحارث بن هشام وأخوه لأبيه وأمّه عمرو وهو أبو جهل، وأمهما أسماء بنت مخرّبة، وأخواهما لأمهما عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، وعياش بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، وذكر قصة هجرته ويمين أمه وعوده إلى مكة، وقال لما ذكر عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة وأمه أسماء بنت سلامة بن مخرّبة. قلت: والقصة التي أشار إليها ذكرها ابن إسحاق. 10814- أسماء بنت مرثد «1» ، من بني حارثة. ذكرها أبو عمر، وقال: لا يصح حديثها. انفرد به حرام بن عثمان، وهو ضعيف عند جميعهم، ووصله إسماعيل بن إسحاق القاضي في أحكامه، من طريق الدّراوردي، وابن مندة، من طريق إبراهيم بن طهمان كلاهما عن حرام بن عثمان، عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر، وأبي عتيق بن عبد اللَّه، عن جابر بن عبد اللَّه: جاءت أسماء بنت مرثد أخت بني حارثة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إنّي تحدث لي حيضة أمكث ثلاثا أو أربعا بعد أن أطهر، ثم ترجع، فتحرم عليّ الصلاة، فقال: «إذا رأيت ذلك فامكثي ثلاثا ثمّ تطهّري وصلّي» «2» . قلت: وذكر ابن سعد في الطبقات أسماء بنت مرثدة، بزيادة هاء، ابن جبير بن مالك بن حويرثة بن خارجة، وقال أمها سلامة بنت مسعود، وقال: تزوجها الضحاك بن خليفة، فولدت له ثابتا، وأبا بكر، وأبا حسن، وعمر، وثبيتة، وبكرة، وحمادة وصفيّة، وتزوج محمد بن سلمة ثبيتة، قال: وأسلمت أسماء وبايعت. قلت: يظهر إلي أنها التي ذكرت في حديث جابر، ويحتمل أن تكون غيرها.   (1) أسد الغابة: ت 6715، الاستيعاب: ت 3276. (2) قال ابن معين الحديث عن حرام حرام، وقال الشافعيّ الرواية عن حرام حرام، وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل الميزان 1/ 468. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 18 10815- أسماء بنت النعمان بن الحارث بن شراحيل «1» ، وقيل بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل الكندية. قال أبو عمر: أجمعوا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها، واختلفوا في قصة فراقها إلى أن قال: قال قتادة: هي أسماء بنت النعمان، من بني الحارث لما أدخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجيء. قال قتادة: وقيل إنها قالت له: أعوذ باللَّه منك. فقال: «قد عذت بمعاذ» . وهذا باطل، إنما قالت: هذه امرأة أخرى من بني سليم. وقال أبو عبيدة: كلتاهما عاذتا باللَّه منه، وقال غيره: المستعيذة امرأة من بني العنبر من سبي ذات الشقوق، وكانت جميلة، فخاف نساؤه أن تغلبهن عليه. وقال عبد اللَّه بن محمّد بن عقيل الكندية: هي الشقية التي سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يفارقها ويردّها إلى قومها، ففعل فردّها مع أبي أسيد. وقال آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهنّ عليه، فقلن لها: إنّه يحبّ إذا دنا منك أن تقولي أعوذ باللَّه منك، ففعلت، وكانت تسمي نفسها شقية. وزاد الجرجانيّ: فخلف عليها المهاجر بن أبي أمية المخزومي، ثم قيس بن مكشوح المرادي. قال أبو عمر: سماها بعضهم أميمة بنت النعمان، وبعضهم أمامة، والاختلاف في الكندية كثير جدا، والاضطراب فيها وفي صواحبها اللاتي لم يدخل بهنّ كثير. قلت: ونسبها محمد بن حبيب في فصل النساء اللاتي لم يدخل بهنّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مثل القول الثاني المذكور أولا، وقال: كانت من أجمل النساء وأشبهن. وذكر قصة النساء معها وفراقها، وأن المهاجر تزوّجها ثم قيس بن مكشوح، ثم قال: والجونية امرأة من كندة أيضا أحضرها أبو أسيد الساعدي، فتولّت عائشة وحفصة أمرها، فقالت لها إحداهما: إنه يعجبه إذا دخلت عليه المرأة أن تقول: أعوذ باللَّه منك ... القصة. قلت: والّذي في صحيح البخاريّ في الجونية من طريق الأوزاعي، سألت الزهري: أي أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم استعاذت منه؟ قال: أخبرني عروة، عن عائشة- أن ابنة الجون لما دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ودنا منها، قالت: أعوذ باللَّه منك. قال: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك» .   (1) أسد الغابة: ت 6716، الاستيعاب: ت 3277. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 19 وأخرج من طريق حمزة ابن أبي أسيد عن أبي سيد، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى انطلقنا إلى حائط يقال لها الشوط، فقال: «اجلسوا ها هنا، فدخل وقد أتى بالجونيّة، فأنزلت في بيت علي ومعها دايتها. فلما دخل عليها قال: «هبي لي نفسك» . قال: قالت: هل تهب الملكة نفسها للسّوقة! قال: فأهوى بيده ليضعها عليها لتسكن. قالت: أعوذ باللَّه منك. قال: «لقد عذت بمعاذ» . ثم أخرج الحديث. وأخرج ابن سعد، من طرق عدة كلّها عن الواقدي- أنّ الجونية استعاذت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. واختلف: هل هي بنت النعمان أو أخته؟ وسماها عن عبد اللَّه بن جعفر المخزومي أمية. وأخرج ابن سعد، عن هشام بن محمد، وهو ابن الكلبي، عن ابن الغسيل الّذي أخرجه البخاري، وزاد فيه: فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة: اخضبيها وأنا أمشطها، ففعلتها، ثم قالت لها إحداهما: إنه يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ باللَّه منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مدّ يده إليها، فقالت: أعوذ باللَّه منك، فقال بكمه على وجهه، وقال: «عذت معاذا» - ثلاث مرات، ثم أخرج علي، فقال: «يا أبا أسيد، ألحقها، بأهلها ومتّعها برازقيّتين» «1» يعني كرباسين «2» ، فكانت تقول: ادعوني الشقية. ومن طريق عمر بن الحكم عن أبي أسيد في هذه القصة، فقلت: يا رسول اللَّه، قد جئتك بأهلك، فخرج يمشي وأنا معه، فلما أتاها أقعى وأهوى ليقبلها، وكان يفعل ذلك إذا اختلى النساء، فقالت: أعوذ باللَّه منك ... الحديث. وفيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. ومن طريق عباس بن سهل، عن أبي أسيد، قال: لما طلعت بها على قومها تصايحوا، وقالوا: إنك لغير مباركة، لقد جعلتنا في العرب شهرة، فما دهاك؟ قالت: خدعت. فقالت لأبي أسيد: ما أصنع. قال: أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي رحم محرم، ولا يطمع فيك أحد، فأقامت كذلك حتى توفيت في خلافة عثمان. وعن ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أسماء بنت النعمان، وكانت من أجمل أهل زمانها، وأشبهنّ، فقالت عائشة: قد وضع يده في العراب يوشك أن يصرفن وجهه عنا، وكان خطبها حين وفد أبوها عليه في وفد كندة،   (1) الرّزاقيّة: ثياب كتّان بيض. النهاية 2/ 219. (2) الكرباس: القطن. النهاية 4/ 161. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 20 فلما رآها نساؤه حسدنها، فقلن لها: إن أردت أن تحظى عنده ... القصة. وبه إلى ابن عباس، قال: خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية، فأراد عمر أن يعاقبها، فقالت: واللَّه ما ضرب على حجاب ولا سمّيت بأم المؤمنين، فكفّ عنها. وعن الواقديّ: قد بلغني أنّ عكرمة بن أبي جهل تزوّجها في زمن الردة، وليس ذلك بثبت. وقد ساق ابن سعد قصة الجونية، ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى لم يستعذ منه غير الجونية عن الواقدي بسنده مطولة. وتقدم نقلها في ترجمة النعمان بن أبي الجون، وفي آخرها: إن ذلك كان في ربيع الأول سنة تسع من الهجرة. 10816- أسماء بنت يزيد بن السكن «1» بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية. قال أبو عليّ بن السّكن: هي بنت عم معاذ بن جبل، وكانت تكنى أم سلمة، وكان يقال لها خطيبة النساء. روت عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عدة أحاديث. وعن أبي داود بسند حسن عنها، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا تقتلن أولادكنّ سرّا، فإنّ الغيل «2» يدرك الفارس فيدعثره «3» عن فرسه» . روى عنها ابن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري، ومهاجر بن أبي مسلم مولاها، وشهر بن حوشب، قال ابن السكن: هو أروى الناس عنها، وبعض أحاديثها عند أحمد،   (1) طبقات ابن سعد 8/ 319، مسند أحمد 6/ 452، طبقات خليفة 340، مقدمة مسند بقي بن مخلد 83، المعرفة والتاريخ 2/ 447، العقد الفريد 3/ 223، الاستبصار 218، المعجم الكبير 24/ 157، حلية الأولياء 2/ 76، تحفة الأشراف 11/ 263، تهذيب الكمال 3/ 1677، سير أعلام النبلاء 2/ 296، المعين في طبقات المحدثين 29، الكاشف 3/ 420، تاريخ الإسلام (المغازي) 327، السيرة النبويّة 475، عهد الخلفاء الراشدين 409، الوافي بالوفيات 9/ 54، مجمع الزوائد 9/ 260، تهذيب التهذيب 12/ 399، تقريب التهذيب 2/ 589، النكت الظراف 11/ 265 خلاصة تذهيب التهذيب 488، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 33، تاريخ الإسلام 2/ 73 (2) الغيلة: أن يجامع الرجل المرأة وهي مرضع فربما حملت واسم ذلك اللبن الغيل- بالفتح- فإذا حملت فسد لبنها يريد أن من سوء أثره في بدن الطفل وإفساد مزاجه وإرخاء قواه أن ذلك لا يزال ماثلا فيه إلى أن يشتد ويبلغ مبلغ الرجال، فإذا أراد منازلة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر، وسبب وهنه وانكساره الغيل. اللسان 2/ 1378. (3) يدعثره: أي يصرعه ويهلكه إذا صار رجلا. اللسان 2/ 1378. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 21 وابن سعد أنها بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة. وفيه: «إنّي لا أصافح النّساء» «1» . وقال التّرمذيّ- بعد أن أخرج من طريق يزيد بن عبد اللَّه الشيبانيّ: سمعت شهر بن حوشب يقول: حدثتنا أم سلمة الأنصارية، قالت: قالت امرأة من النسوة- تعني اللاتي بايعن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: ما هذا العذر الّذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: لا، بنحوه ... الحديث. قال عبد بن حميد: أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن، شهدت اليرموك، وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهرا. 10817- أسماء الأنصارية، والدة مسعود بن الحكم. قال ابن السّكن: اسمها أسماء. وقال غيره: هي حبيبة بنت شريق، وستأتي في الكنى. 10818- أسيرة، بالتصغير الأنصارية «2» ، ويقال يسيرة- بالياء آخر الحروف. ذكرها أبو عمر مختصرا، وأعادها في الياء، ولم ينبّه ابن الأثير على أنهما واحد ولا الذهبي. 10819- أسيرة بنت عمرو الجمحية، أم سعد. ذكرها ابن السّكن، وستأتي في الكنى. 10820- أمامة بنت بشر بن وقش «3» الأنصارية، أخت عباد بن بشر» . أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد عن الواقدي، قال: وأمها فاطمة بنت بشر بن عدي الخزرجية، وزوجها محمود بن مسلمة، ويقال: إنها والدة علي بن أسد بن عبيدة بن سعيد. 10821- أمامة بنت الحارث بن عوف. قيل هي البرصاء، والدة شبيب بن البرصاء، وقيل اسمها قرصافة. 10822- أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب الهاشمية «5» .   (1) أخرجه النسائي في السنن 7/ 149 كتاب البيعة باب (18) بيعة النساء حديث رقم 4181 وابن ماجة في السنن 2/ 959 كتاب الجهاد باب (43) بيعة النساء حديث رقم 2874 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 14، والدار الدّارقطنيّ في السنن 4/ 146، 147، وأحمد في المسند 6/ 357 وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 476، 477، 478 والهيثمي في الزوائد 6/ 42. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 245. (3) في أ: رقيش. (4) أسد الغابة: ت 6720. (5) أعلام النساء 1/ 61. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 22 قال أبو جعفر بن حبيب في كتابه «المحبّر» : لما قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من عمرة القضية أخذ معه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، فلما قدمت أمامة المذكورة طفقت تسأل عن قبر أبيها، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال: تسائل عن قرم هجان سميدع ... لدى البأس مغوار الصّباح جسور فقلت لها: إنّ الشّهادة راحة ... ورضوان ربّ يا أمام غفور دعاه إله الخلق ذو العرش دعوة ... إلى جنّة فيها رضا وسرور «1» [الطويل] في أبيات. وكذا سماها ابن الكلبيّ أمامة، وسماها الواقدي عمارة. وثبت ذكرها في الصّحيحين من حديث البراء، فذكر في قصة عمرة القضاء: فلما خرجوا تبعتهم بنت حمزة تنادي يا ابن عم. فقال عليّ لفاطمة: دونك ابنة عم أبيك، فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة ... الحديث. وفيه قول جعفر: عندي خالتها، وقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «الخالة بمنزلة الأمّ» . وكانت اسمها سلمى بنت عميس، وكانت أختها أسماء بنت جعفر بن أبي طالب. وأخرج ابن السّكن هذه القصة، من طريق أبي إسحاق، عن هبيرة بن مريم، وهانئ ابن هانئ جميعا، عن عليّ ... فذكر قصة عمرة القضاء، قال: فتبعتهم بنت حمزة، فقال علي لفاطمة: دونك ابنة عمّ أبيك ... الحديث. وذكر الخطيب في «المبهمات» أيضا أنّ اسمها أمامة، وزاد: ثمّ زوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من سلمة بن أم سلمة، وقال حين زوّجها منه: «هل جزيت سلمة» ، وذلك أن سلمة هو الّذي كان زوّج أم سلمة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأورد ذلك أبو موسى في الذّيل من جهة الخطيب فقط، وقد تقدم تزويجها من سلمة في ترجمة سلمة، ولكن لم يسم في ذلك الخبر. وحكى ابن السّكن أنه قيل: إن اسمها فاطمة. 10823- أمامة بنت خديج الأنصارية، أخت رافع بن خديج.   (1) البيت لحسان وهو في ديوانه ص 219 وبعده: أخي ثقة يهتزّ للعرف والنّدى ... بعيد المدى في النّائبات صبور فقلت لها إن الشهادة راحة ... ورضوان ربّ يا أمام غفور الجزء: 8 ¦ الصفحة: 23 أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتزوجت أسيد بن ظهير، فولدت له ثابتا، ومحمدا، وأم كلثوم، وأم الحسن. ذكرها ابن سعد، قال: وأمها حليمة بنت عروة بن مسعود بن عامر البياضية. 10824- أمامة بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. تأتي في أميمة. 10825- أمامة بنت سفيان. تأتي في أميمة. 10826- أمامة بنت سماك بن عتيك الأوسية الأشهلية «1» ، والدة الحارث بن أوس بن معاذ. استدركها ابن الأثير عن ابن حبيب. وقال ابن سعد: إنّ أم الحارث هي أختها هند بنت سماك، وأما أمامة فكانت زوج شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس، فولدت له عبد اللَّه، وأم صخر، وأم سليمان، وحبيبة. قال: وأسلمت وبايعت. 10827- أمامة بنت الصامت الأنصارية، أخت عبادة بن الصامت. أسلمت وبايعت، قاله محمد بن سعد. 10828- أمامة بنت أبي العاص «2» بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمية، وهي من زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال الزّبير في كتاب «النّسب» : كانت زينب تحت أبي العاص، فولدت له أمامة، وعليا وثبت ذكرها في الصحيحين من حديث أبي قتادة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يحمل أمامة بنت زينب على عاتقه فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها. أخرجاه من رواية مالك، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير. وأخرجه ابن سعد، من رواية الليث، عن سعيد المقبري، عن عمرو بن سليم أنه سمع أبا قتادة يقول: بينا نحن على باب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذ خرج يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي صبية، فصلّى وهي على عاتقه إذ قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها. وأخرج من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أم محمد، عن عائشة- أن   (1) أسد الغابة: ت 6723. (2) نسب قريش للزبيري 158، الطبقات الكبرى 8/ 232، 233، المحبر لابن حبيب 53 و 90، المعارف لابن قتيبة 127، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 270، أنساب الأشراف 1/ 400، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 231، والسيرة النبويّة للذهبي 74 و 75 الوافي بالوفيات 9/ 377، تاريخ الإسلام 1/ 24. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 24 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أهديت له هدية فيها قلادة من جزع. فقال: «لأدفعنّها إلى أحبّ أهلي إليّ» . فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة. فدعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أمامة بنت زينب فأعلقها في عنقها. وأخرجه ابن سعد من رواية حماد بن زيد، عن علي بن زيد، مرسلا، وقال فيه: لأعطينّها أرحمكن. وقال فيه: فدعا ابنة أبي العاص من زينب، فعقدها بيده، وزاد: وكان على عينها غمض فمسحه بيده. وأخرج أحمد من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة- أنّ النجاشي أهدى إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حلية فيها خاتم من ذهب فصّه حبشي، فأعطاه أمامة. قال أبو عمر: تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة، زوجها منه الزبير بن العوام، وكان أبوها قد أوصى بها إلى الزبير، فلما قتل عليّ فآمت منه أمامة قالت أم الهيثم النخعية: أشاب ذوائبي وأذلّ ركني ... أمامة حين فارقت القرينا تطيف به لحاجتها إليه ... فلمّا استيأست رفعت رنينا «1» [الوافر] قال: وكان عليّ قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث أن يتزوّج أمامة بنت أبي العاص، فتزوجها المغيرة، فولدت له يحيى، وبه كان يكنى، وهلكت عند المغيرة. وقد قيل: إنها لم تلد لعليّ ولا للمغيرة كذلك. وقال الزّبير: ليس لزينب عقب. وقال عمر بن شبّة: حدثنا علي بن محمد النّوفلي، عن أبيه- أنه حدثه عن أهله أنّ عليّا لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت العاص: إني لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي- يعني معاوية، فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن نوفل عشيرا. فلما انقضت عدّتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه، وبذل لها مائة ألف دينار، فأرسلت إلى المغيرة: إن هذا قد أرسل يخطبني، فإن كان لك بنا حاجة فأقبل، فخطبها إلى الحسن فزوجها منه. قلت: النوفلي ضعيف جدا مع انقطاع الإسناد، والراويّ مجهول فيه، لكن قال أبو   (1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3281) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 25 عمر: روى هيثم عن داود بن أبي هند عن الشعبي، قال: كانت أمامة عند عليّ فذكر معنى ما تقدم سواء، كذا قال. وأخرجه ابن سعد عن الواقدي بمعناه. وقال ابن سعد: أخبرنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب- أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل: إن معاوية خطبني، فقال لها: أتتزوجين ابن آكلة الأكباد! فلو جعلت ذلك إليّ. قالت: نعم. قال: قد تزوجتك. قال: ابن أبي ذئب: فجاز نكاحه. وقد قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : تزوجها بعد عليّ المغيرة بن نوفل. وقيل: بل تزوجها بعده أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. 10829- أمامة بنت عبد المطلب. لها ذكر في حديث ضعيف، كذا في «التّجريد» ، وهي أميمة الآتي ذكرها، نسبت إلى جد أبيها، وهي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. وقال ابن فتحون: ذكر أبو عمر في ترجمة عباد بن شيبان إسلام أمامة بنت عبد المطلب. قلت: لفظ ابن عبد البر: قال عباد بن شيبان: خطبت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني، ولم يشهد. وسبقه إلى ذلك البغوي، فأخرج هذا الخبر من حديث عباد بن شيبان. قال ابن فتحون: لم يذكرها أبو عمر، فلو صح الخبر لكان إهماله إياها من العجب العجيب. 10830- أمامة بنت عثمان بن خالدة الأنصارية الزرقية. ذكرها ابن سعد. 10831- أمامة بنت عصام بن عامر الأنصارية البياضية. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت. 10832- أمامة بنت قرط بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصارية السلمية. قال ابن سعد: هي زوج يزيد بن قيظي، وكان من رهطها، وأسلمت وبايعت. 10833- أمامة بنت قريبة بن عجلان بن غنم بن عامر بن بياضة الأنصارية البياضية. [ذكرها ابن الأثير، وقال: استدرك علي أبي عمر. 10834- أمامة بنت محرّث بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة] «1» .   (1) سقط في أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 26 ذكرها ابن سعد، وقال: أمها سلمى بنت أبي الدحداحة بن تميم. تزوجها الربيع بن طفيل بن مالك بن خنساء، ثم خلف عليها الضحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد، من بني سلمة، قال: وأسلمت أمامة وبايعت. 10835- أمامة المريدية. ذكر لها ابن هشام في زيادات السيرة النبويّة شعرا في قصة قتل أبي عفك، بفتح المهملة والفاء الخفيفة المنافق، وكان قد أظهر نفاقه، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ومن لي بهذا الخبيث» ؟ فخرج سالم بن عمير أحد بني عمرو بن عوف فقتله، فقالت أمامة المريدية في ذلك: تكذّب دين اللَّه والمرء أحمدا ... لعمر الّذي أمناك أن بئس ما يمني حباك حنيف آخر الدّهر طعنة ... أبا عفك خذها على كبر السّنّ [الطويل] واستدركها ابن فتحون. 10836- أمامة، غير منسوبة. حديثها في أواخر سنن سعيد بن منصور، ولها ذكر في ترجمة أبي جندل من كتاب الكنى. 10837- أمامة، أم فرقد العجليّ «1» . ذهبت بابنها فرقد إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت له ذوائب، فمسحها وبرك عليها. ذكرها أبو عمر في ترجمة ولدها. 10838- أمة اللَّه بنت عبد شمس بن عبد ياليل الليثية، والدة عبد اللَّه بن هشام بن زهرة القرشي التيمي. ذكر خليفة بن خيّاط أنها ذهبت بابنها وهو صغير إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ليبايعه. وأصل القصة عند الحاكم في المستدرك، لكن في صحيح البخاري أنّ اسمها زينب بنت حميد. 10839- أمة بنت أبي الحكم، أو بنت الحكم «2» ، تأتي في القسم الأخير.   (1) أسد الغابة: ت 6725. (2) تقريب التهذيب 2/ 590، تجريد أسماء الصحابة 2/ 147، تهذيب التهذيب 12/ 401، الكاشف 3/ 465، تهذيب الكمال 3/ 1678. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 27 10840- أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس «1» ، تكنى أم خالد، وهي مشهورة بكنيتها. قدمت مع والدها من الحبشة، وكان هاجر إليها، وكانت ولدت له فيها من أميمة، ويقال همينة بنت خلف الخزاعية. وقال ابن سعد: كان خالد بن سعيد قد هاجر إلى الحبشة، ومعه امرأته همينة بنت خلف، فولدت له هناك أمة بنت خالد، [وقدموا] في السفينتين، وقد بلغت أمة وعقلت. ثم أخرج بسند فيه الواقديّ عنها، قالت: سمعت النجاشي يقول لأصحاب السفينتين: أقرئوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مني السلام. قالت أمة: فكنت فيمن أقرأه السلام من النجاشي. قلت: قوله: إنها بلغت بالحبشة يردّه قوله في الرواية التي في الصحيح: ائتوني بأم خالد «2» ، فأتى بي أحمل، فألبسنيها- يعني الخميصة، نعم، قد حفظت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها سعيد بن عمر والأشدق بن سعيد بن العاص، وهي بنت عم جده، وموسى وإبراهيم ابنا عقبة المدنيان، وتزوّجها الزبير بن العوام، فهي أم ولديه: خالد، وعمرو. حدثيها في صحيح البخاريّ في قول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لما كساها الحلّة: سنه سنه «3» . أي حسنة، وقوله لها: «أبلي وأخلقي» «4» ، حتى ذكر- أي ذكر دهرا طويلا. وفي بعض طرقه عند البخاري في الجهاد، قال أبو عبد اللَّه: لم تعش امرأة ما عاشت هذه. 10841- أمة بنت خليد «5» بن عدي بن عمرو بن مالك بن العجلان الأنصارية.   (1) الثقات 3/ 25 أعلام النساء 1/ 65، الدر المنثور 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 2/ 247، تقريب التهذيب 2/ 590، تهذيب التهذيب 12/ 400، الكاشف 3/ 465، تهذيب الكمال 3/ 1678، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 405، تلقيح فهوم أهل الأثر 370. (2) أخرجه البخاري في صحيحة 7/ 191، 197. وأحمد في المسند 6/ 364، وابن سعد في طبقاته 8/ 170، وأبو داود 2/ 440 كتاب اللباس باب فيما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا حديث 4024. (3) والغرض منه قوله «سنه سنه» وهو بفتح النون وسكون الهاء، وفي رواية الكشميهني «سناه» بزيادة ألف والهاء فيها للسكت وقد تحذف، قال ابن قرقول: هو بفتح النون الخفيفة عند أبي ذر، وشددها الباقون وهي بفتح أوله للجميع إلا القابسي فكسره. فتح الباري 6/ 213. (4) أخرجه البخاري 4/ 90، 7/ 191، 197، في كتاب اللباس باب 32 ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا حديث رقم 5845. وأحمد في المسند 6/ 365، الحاكم في المستدرك 2/ 63، 4/ 188 وابن عساكر في تاريخه 5/ 50. وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 186 عن أم خالد بنت خالد. (5) أسد الغابة ت 6732. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 28 ذكرها ابن الأثير، هكذا، وتبعه الذهبي، وقال: مجهولة. 10842- أمة بنت سعد بن أبي سرح، أخت عبد اللَّه أمير مصر. لهذا ذكر في أخبار المدينة لعمر بن شبّة فيمن اتخذ بالمدينة دارا. 10843- أمة بنت أبي الصلت، أو ابن أبي الصلت، تأتي في الأخير. 10844- أمة بنت نعيم النحام، هي المرأة التي خطبها ابن عمر إلى نعيم، فزوجها من النعمان بن نضلة، وكان في حجره. سماها الزبير في كتاب النسب. 10845- أمة الفارسية «1» . أخرج ابن مندة في «تاريخ أصبهان» ، من طريق المبارك بن سعيد الثوري، عن عبيد المكتب، قال: قال سلمان الفارسيّ: لما قدمت المدينة رأيت أصبهانيّة كانت أسلمت قبلي، فسألتها عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فهي التي دلّتني عليه. قال أبو موسى: رواه عبد اللَّه بن عبد العزيز، عن أبي الطفيل، عن سلمان نحوه. وقال: مكة- بدل المدينة، ولم يسمّ المرأة، والأولى أولى. وروى عن أبي الطفيل أيضا، فقال: المدينة. 10846- أميمة بنت بجاد بن عبد اللَّه بن عمير بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية. ويقال أميمة بنت عبد اللَّه بن نجاد ... إلخ. تأتي في أميمة بنت رقيقة. 10847- أميمة بنت بشر «2» ، من بني عمرو بن عوف، كانت تحت حسان بن الدحداحة، فنفرت منه، وهو كافر يومئذ، فزوّجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم سهل بن حنيف، فولدت له ولده عبد اللَّه، وفيها نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ [الممتحنة: 10] ... الآية. ذكره ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب- أنه بلغه ذلك، أسنده ابن مندة، واستبعده ابن الأثير بأن بني عمرو بن عوف من أهل المدينة، والآية إنما نزلت في المهاجرات، فلعلّ زوجها كان من غير الأنصار، فنقلها إلى مكة مثلا، فكان حكمها حكم المهاجرات. 10848- أميمة بنت بشير بن سعد الأنصارية، ثم الخزرجية «3» ، أخت النعمان بن بشير لأبويه.   (1) أسد الغابة: ت 6733. (2) أسد الغابة: ت 6734. (3) أسد الغابة: ت 6735. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 29 ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت، ويقال لها أبية- بموحدة وتشديد. 10849- أميمة بنت الحارث «1» : امرأة عبد الرحمن بن الزبير، طلقها ثلاثا، فتزوجها رفاعة ثم طلقها رفاعة، فقالت: يا رسول اللَّه، إن رفاعة طلقني أفأتزوّج عبد الرحمن؟ قال: «هل جامعك» «2» ، قالت: ما معه إلا مثل هدبة الثوب، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك» . أخرجه ابن مندة، من طريق محمد بن مروان السدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. قلت: ومحمد بن مروان كذبوه، وشيخه اعترف بالكذب، وأصل القصة في الصحيحين بغير هذا السياق، ولم يسمّ المرأة فيهما. وسيأتي أن اسمها سهيمة. وقيل غير ذلك. 10850- أميمة بنت أبي حثمة، واسمه عبد اللَّه بن ساعدة بن عامر بن عديّ بن جشم بن مجدعة بن حارثة الساعدية، أخت جميلة وعميرة. ذكرها ابن سعد في الصحابيات، وقال: أمها حجة بنت عمير بن عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم. قال: وتزوجها هلال بن الحارث بن ربيعة بن منقذ، ثم خلف عليها أبو سندر بن الحصين بن بجاد، وأسلمت وبايعت. 10851- أميمة بنت خلف «3» بن أسعد بن عامر بن سبيع الخزاعية، عمة طلحة الطلحات الجواد المشهور. كانت زوج خالد بن سعيد بن العاص، فأسلمت قديما وهاجرت معه إلى الحبشة. ويقال: اسمها أمينة «4» ، بالنون بدل الميم، ويقال همينة بالهاء بدل الألف، فولدت له أم خالد بنت خالد فسماها آمنة، واشتهرت بكنيتها. 10852- أميمة بنت الخطاب، أخت عمر، يأتي ذكرها في فاطمة. 10853- أميمة بنت أبي الخيار، زوج مطيع بن الأسود العدوي. ذكرها في التجريد.   (1) أسد الغابة: ت 6736. (2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 551 عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه بزيادة في أوله وآخره ولفظه هل جامعتها كتاب الحدود باب رجم ماعز بن مالك حديث رقم 4419 وأحمد في المسند 5/ 217. (3) أسد الغابة ت 6737، الاستيعاب ت 3285. (4) في أآمنة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 30 10854- أميمة بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، ويقال اسمها أمامة، فكأن من صغرها لقبها، وقال في التجريد: لها صحبة. 10855- أميمة بنت رقيقة «1» ، بقافين مصغرة، هي بنت بجاد- تقدمت. وأمها رقيقة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، روى عنها محمد بن المنكدر، وبنتها حكيمة بالتصغير بنت رقيقة. قال أبو عمر: كانت من المبايعات. وقال: هي خالة فاطمة الزهراء أورده ابن الأثير بأنها بنت خالتها، فإن خويلدا والد خديجة هو والد رقيقة لا أميمة. قلت: هذا يصح على قول من قال إنها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، قال ابن سعد. وقال مصعب الزبيري: إنها رقيقة بنت أسد بن عبد العزى، ومن ثم قال المستغفري: هي عمة خديجة بنت خويلد. وحديثها في التّرمذيّ وغيره، من طريق ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر- أنه سمع أميمة بنت رقيقة تقول: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة، فقال لنا: «فيما استطعتن وأطقتن» . قلنا: اللَّه ورسوله أرحم منا بأنفسنا. وأخرجه مالك مطولا، عن ابن المنكدر. وصححه ابن حبّان من طريقه، ولفظه: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نسوة يبايعنه، فقلنا: نبايعك يا رسول اللَّه على ألا نشرك باللَّه شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فيما استطعتن وأطقتنّ» . فقلنا: اللَّه ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلم نبايعك يا رسول اللَّه. فقال: «إنّي لا أصافح النّساء، إنّما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» . وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ من وجه آخر، عن ابن المنكدر. وقال ابن سعد: اغتربت أميمة بزوجها حبيب بن كعب بن عتير الثقفي، فولدت له. قال أبو أحمد العسال: لا أعلم روى عنها إلا ابن المنكدر. قال مصعب الزبيري: هي عمة محمد بن المنكدر، كأنه عنى أنها من رهطه. قال: ونقلها معاوية إلى الشام، وبنى لها دارا، وكذا قال الزبير بن بكار، وزاد: كان   (1) طبقات ابن سعد 8/ 255، طبقات خليفة 334، مقدمة مسند بقي بن مخلد 100، مسند أحمد 6/ 356، تهذيب الكمال 3/ 1678، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 52، الوافي بالوفيات 9/ 389، نسب قريش 229، الإكمال 1/ 205، الكاشف 3/ 421، تهذيب التهذيب 12/ 401، خلاصة تذهيب التهذيب 489، تاريخ الإسلام 2/ 383. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 31 لها بدمشق دار وموالي، ثم أسند من طريق ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير أن ابنة رقيقة دخلت على معاوية في مرضه الّذي مات فيه. 10856- أميمة بنت رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف «1» ، وهي أخت مخرمة بن نوفل لأمه، وأمهما رقيقة صاحبة الرؤيا في استسقاء عبد المطلب. فرّق أبو نعيم- تبعا للطبرانيّ- بينهما وبين التي قبلها، وأخرج في ترجمة هذه حديث ابن جريج عن حكيمة بنت أميمة عن أمها أميمة بنت رقيقة، قالت: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قدح من عيدان يبول فيه، قال: واسم والد حكيمة حكيم، ولم يرو عن حكيمة إلا ابن جريج. قلت: سيأتي قريبا أن والد هذه أنصاري، وهو مما يؤيد قول من فرق بينهما، وأما ابن السكن فجعلهما واحدة. 10857- أميمة بنت سفيان بن وهب بن الأشيم «2» ، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة الكنانية، زوج أبي سفيان بن حرب. أسلمت بعد الفتح وبايعت. ذكر ذلك ابن سعد، وقال: إنها أم عبد اللَّه. قال: ويقال كان إسلامها بعد الفتح. 10858- أميمة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية. زوج صفوان بن أمية. يأتي ذكرها في عاتكة بنت الوليد بن المغيرة. 10859- أميمة بنت شراحيل «3» ، هي ابنة النعمان بن شراحيل. تأتي. 10860- أميمة بنت صبيح، أو صفيح، بموحدة أو فاء مصغرا، ابن الحارث، والدة أبي هريرة. اختلف في اسمها، فجاء عن أبي هريرة أنه ابن أميمة. وترجم الطبراني في النساء ميمونة بنت صبيح أم أبي هريرة، وساق قصة إسلامها، لكن لم تقع مسماة في روايته. وأما [أبوها، فقال أبو محمد بن قتيبة: كان سعيد بن صبيح خال أبي هريرة من أشد الناس. وأما] تسميتها أميمة فرويناه في جزء إسحاق بن إبراهيم بن شاذان. وأخرجه أبو موسى في الذيل، من طريقه، قال: أخبرنا سعد بن الصلت، حدثنا يحيى بن العلاء، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة- أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك! قال: من؟ قال: يوسف بن   (1) أسد الغابة: ت 6740. (2) الثقات 3/ 25، تجريد أسماء الصحابة 2/ 248. (3) أسد الغابة: ت 6741. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 32 يعقوب عليهما السلام. فقال أبو هريرة: يوسف نبيّ ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة، أخشى ثلاثا واثنين. فقال عمر: ألا قلت خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، أو أقضي بغير حق، وأن يضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي. قلت: سنده ضعيف جدا، ولكن أخرجه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، فقوي، وكان عمر استعمل أبا هريرة على البحرين. وأما قصة إسلام أم أبي هريرة فأخرجها أحمد في مسندة، عن عبد الرحمن هو ابن مهدي، عن عكرمة بن عمار، حدثني أبو كثير، حدثني أبو هريرة. قال: ما خلق اللَّه مؤمنا يسمع بي ولا يراني إلا أحبني، قال: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمي كانت مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام، فتأبى عليّ فدعوتها يوما، ح، وأخرج مسلم، من طريق يونس بن محمد، عن عكرمة بن عمار، عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن، حدثني أبو هريرة قال: كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما، فأسمعتني في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما أكره، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا أبكي، فقلت: يا رسول اللَّه، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ، وإنّي دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع اللَّه أن يهدي أمّ أبي هريرة. فقال: «اللَّهمّ اهد أمّ أبي هريرة» . فخرجت مستبشرا بدعوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما جئت قصدت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمّي حس قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة: وسمعت حصحصة الماء، قال: ولبست درعها وأعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدا رسول اللَّه. قال: فرجعت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأخبرته، فحمد اللَّه، وقال خيرا. وقد مضى شيء من هذا في ترجمة أبي هريرة. 10861- أميمة بنت عبد اللَّه بن بجاد بن عمير بن الحارث بن خارجة بن سعد بن تميم بن مرة، هي بنت رقيقة- تقدمت. نسبها أبو علي بن السكن. 10862- أميمة بنت عبد اللَّه بن ساعدة. تقدمت في أميمة بنت أبي حثمة «1» . 10863- أميمة بنت عبد المطلب، هي بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، نسبت لجدها الأعلى. تقدمت. 10864- أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم «2» بن عبد مناف الهاشمية، عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.   (1) في أأميمة خيثمة. (2) المعارف 118، 119، 128، طبقات ابن سعد 8/ 45- 46. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 اختلف في إسلامها، فنفاه محمد بن إسحاق، ولم يذكرها غير محمد بن سعد، فقال في باب عمومة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، من طبقات النساء: أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن محزوم، وتزوجها في الجاهلية حجير بن رئاب الأسدي حليف حرب بن أمية، فولدت له عبد اللَّه، وعبيد اللَّه، وأبا أحمد، وزينب، وحمنة، وأطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر. قلت: فعلى هذا كانت لما تزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنتها زينب موجودة. 10865- أميمة بنت عدي بن قيس بن حذافة السهمية، والدة أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. قال الزّبير بن بكّار: تزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو قضية قول موسى بن عقبة- إن أبا عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر له رواية، وعدّهم أربعة في نسق ذكروا في الصحابة، ورأوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهم محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، فقد تقدم بيان ذلك في ترجمة أبي عتيق في المحمدين من أسماء الرجال. 10866- أميمة بنت عقبة بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم الأنصارية. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» . وقال: أمها أم عمير بنت عمرو الحنظلية، وتزوجت سهل بن عتيك. 10867- أميمة بنت عمرو بن سهل بن معبد بن مخرمة الأنصارية الأشهلية «1» . قال ابن سعد: أسلمت وبايعت في رواية الواقدي. 10868- أميمة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية «2» . ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت بعد الهجرة، وشهدت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر، وذكرها حديثها في الحيض، وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع. 10869- أميمة بنت قيس بن عبد اللَّه الأسدية. ذكرها حديثها في الحيض، وسأذكر ما وقع من الاختلاف فيها في القسم الرابع. 10869- أميمة بنت قيس بن عبد اللَّه الأسدية. ذكرها في «التّجريد» ، وهي التي كانت مع أم حبيبة بأرض الحبشة، وكان أبواها ظئر بن لأم حبيبة، وبنو أسد كانوا حلفاء، بني أمية في الجاهلية. 10870- أميمة بنت النجار الأنصارية «3» .   (1) أسد الغابة ت 6743. (2) الدر المنثور 67، الثقات 3/ 25. (3) الاستيعاب ت 3287. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 34 ذكرها العقيليّ في الصحابة، وأخرج لها من طريق ابن جريج، عن حكيمة بنت أبي حكيم، عن أمها أميمة- أن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كنّ لهن عصائب فيها الورس والزعفران يغطين بها أسافل رءوسهن قبل أن يحرمن ثم يحر من كذلك. قال أبو عمر: أظن هذا الحديث لأميمة بنت رقيقة راوية حديث القدح من عيدان. قلت: وهو بعيد، وقد ذكرها ابن سعد في النسوة اللاتي روين عن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولم يروين عنه، وساق هذا الحديث من طريق ابن جريج. 10871- أميمة بنت النعمان بن الحارث الكندية «1» . تقدم ذكرها فيمن اسمها أسماء. 10872- أميمة بنت النعمان بن شراحيل الجونية «2» . ذكرها البخاريّ في كتاب «النّكاح» تعليقا من طريق حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه. ومن طريق عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه، قالا: تزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أميمة بنت النعمان بن شراحيل، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها، فكأنها كرهت ذلك، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين. وأخرجه موصولا من وجه آخر، فقال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد، عن أبي أسيد، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط، وقد أتى بالجونية، فنزلت في بيت في نخل أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: هبي لي نفسك. فقالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى ليضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ باللَّه منك. فقال: لقد عذت بمعاذ. ثم خرج، فقال: يا أبا سيد، اكسها رازقيين وألحقها بأهلها. ورجح البيهقيّ أنها المستعيذة بهذا الحديث الصحيح. وقد تقدم في أسماء بنت النعمان بن الجون شبيه بقصتها. فاللَّه أعلم. 10873- أميمة بنت أبي الهيثم بن التيهان الأنصارية» . تقدم ذكر والدها. وقد ذكرها أبو جعفر بن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من نساء الأنصار. وقال ابن سعد: أمها مليكة بنت سهل، أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر.   (1) الاستيعاب: ت 3288. (2) أسد الغابة ت 6741. (3) أسد الغابة ت 6746. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 35 10874- أميمة «1» ، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: خدمت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحديثها عند أهل الشام. قلت: أخرجه محمّد بن نصر في كتاب تعظيم قدر الصلاة، وأبو علي بن السكن، والحسن بن سفيان في مسندة، وغيرهم، وأشار إليه الترمذي في كتاب السير، وهو من طريق أبي فروة يزيد بن يسار الرهاوي، حدثني أبو يحيى الكلاعي- هو سليم بن عامر- عن جبير بن نفير، عن أميمة مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنها كانت توضئ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأفرغ على يديه الماء إذ دخل عليه رجل فقال: يا رسول اللَّه، إني أريد اللحوق بأهلي، فأوصني، فقال: «لا تشرك باللَّه وإن قطّعت أو حرّقت ... » «2» الحديث بتمامه. قال ابن السّكن: رواه سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن نحوه، ثم أسنده تاما في ترجمة أم أيمن، وقال ... هو مرسل، لأن مكحولا لم يدرك أم أيمن. قلت: وهو عندنا بعلو في مسند عبد بن حميد. 10875- أميمة، مولاة عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول. ثبت ذكرها في صحيح مسلم من طريق أبي سفيان، عن جابر- أن جارية لعبد اللَّه بن أبي يقال لها مسيكة، وأخرى يقال لها أميمة، وكان يريدهما على الزنا، فشكتا ذلك لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأنزل اللَّه: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ... إلى قوله: غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 33] . 10876- أميمة، والدة أبي هريرة، ويقال اسمها ميمونة. ذكرها أبو موسى، من طريق يحيى بن العلاء، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة- أن عمر بن الخطاب دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك؟ قال: من ذاك؟ قال: يوسف بن يعقوب. قال: يوسف نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة: فذكر القصة. وأخرج الحاكم في تفسير يوسف من مستدركه من طريق ... عن ... ورويناه في الجزء التاسع من فوائد أبي يعلى بن الصابوني من تجزئة عشرة من طريق ... 10877- أمينة، بنون بدل الميم، ويقال همينة، بهاء بدل الهمزة، بنت خلف بن   (1) الثقات 3/ 25، أعلام النساء 1/ 77، تجريد أسماء الصحابة 2/ 247 بقي بن مخلد 554. (2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20122) وأحمد 4/ 365 والبيهقي 7/ 304 وانظر المجمع 4/ 217 والتلخيص للمصنف 2/ 148 والترغيب للمنذري 1/ 381 والكنز (43846) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 36 أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع الخزاعية، عمة طلحة بن عبد اللَّه بن خلف المعروف بطلحة الطلحات. ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة من المسلمين مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص، فولدت له هناك سعيدا وأم خالد، واسمها أمة، بغير إضافة. 10878- أمية: ويقال اسمها همية، بالهاء بدل الهمزة، بنت أبي سفيان بن حرب الأموية، زوج حويطب بن عبد العزى، وصفوان بن أمية. ذكرها ابن سعد، وقال: أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية. قال: وذكر السهيليّ أن أمية غير أمينة. وأن الأولى ولدت لعروة بن مسعود، ويقال اسمها ميمونة، وولدت لصفوان ابنه عبد الرحمن. 10879- أمية بنت قيس الخزرجية. ذكرها أبو موسى، كذا في التّجريد ولم أرها في كتاب أبي موسى، وإنما ترجم آمنة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية، وسأذكرها في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى. 10880- أمية بنت أبي الصلت الغفارية. تأتي في القسم الأخير في ترجمة أمامة بنت أبي الحكم. 10881- أمية بنت أبي قيس الغفارية «1» . لها ذكر في ترجمة صفية بنت حيي عند ابن سعد، قال: أخبرنا الواقدي، حدثنا محمد بن موسى، عن عمارة بن المهاجر، عن أمية بنت أبي قيس الغفارية، قالت: أنبأتنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية بنت حيي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة ... فذكر القصة. 10882- أنيسة بنت ثعلبة بن زيد بن قيس الأنصارية الخزرجية «2» من بني الحارث ابن الخزرج. قال ابن حبيب: لها صحبة، واستدركها ابن الأثير. 10883- أنيسة بنت أبي حارثة بن صعصعة الأنصارية «3» ، والدة قتادة بن النعمان، وأبي سعيد سعد بن مالك الخدريّ- ذكرها ابن حبيب فيمن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم.   (1) أسد الغابة ت 6747. (2) أسد الغابة ت 6748. (3) أسد الغابة ت 6749. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 37 10884- أنيسة بنت خبيب «1» ، بمعجمة وموحدتين مصغرا، ابن يساف بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصارية. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: روى عنها ابن أخيها خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحجت معه. وقال ابن حبّان: لها صحبة. وقال ابن السكن وأبو عمر: تعد في أهل البصرة. قلت: حديثها عند أحمد، والنسائي، وابن خزيمة، ووقع لنا بعلو في مسند الطيالسي، وهو: كان بلال وابن أم مكتوم يؤذنان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ... الحديث. وفي بعض طرقه: «إذا أذن ابن أمّ مكتوم فكلوا واشربوا، وإذا أذّن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا» ، فإن كانت المرأة منا ليبقى من سحورها عندها شيء فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري. وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن عمته أنيسة، قالت: كن جواري الحي ينتهين بغنمهنّ إلى أبي بكر الصديق فيقول لهن: أتحبين أن أحلب لكم حلب ابن عفراء؟. ووقع في «تهذيب الكمال» : يقال لها صحبة، وقد ذكرها في الصحابة عامة من صنف فيهم. 10885- أنيسة بنت رافع بن المعلى بن لوذان الأنصارية «2» من بني بياضة. بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير. 10886- أنيسة بنت رهم، ويقال رقيم الأنصارية «3» ، من بني خطمة. بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير. 10887- أنيسة بنت ساعدة، من بني عمرو بن عوف «4» . بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير. وقال الذهبيّ: هي أخت   (1) الثقات 3/ 24، أعلام النساء 1/ 81، تجريد أسماء الصحابة 2/ 249، تقريب التهذيب 2/ 590، الكاشف 3/ 65، تهذيب التهذيب 12/ 403، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 375، تهذيب الكمال 3/ 1679، الاستبصار 134، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، بقي بن مخلد 432. (2) أسد الغابة ت 6751. (3) أسد الغابة ت 6752. (4) أسد الغابة ت 6753. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 38 عويم بن ساعدة، وهؤلاء النسوة اللاتي استدركهن ابن الأثير عن ابن حبيب ذكرهن ابن سعد في الطّبقات، ومنها أخذ ابن حبيب، فكأن ابن الأثير ما اطلع على طبقات ابن سعد. قلت: وهو كما قال: فقد أخل من الطبقات بالرجال ناس كثير، فمن اللَّه عليّ بإلحاقهم، وألحق الذهبي من النساء كثيرا كما قاله في آخر مختصره. 10888- أنيسة بنت أبي طلحة بن عصمة بن زيد الأنصارية، من بني خطمة «1» . بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير. 10889- أنيسة بنت عبد اللَّه بن عمرو الأنصارية البياضية. ذكرها ابن سعد، واستدركها الذّهبيّ. 10890- أنيسة بنت عدي الأنصارية «2» ، امرأة من بلى، لها حلف في الأنصار. قاله أبو عمر، قال: ولها صحبة. روى عنها سعيد بن عثمان البلوي، وهي جدته، وهي والدة عبد اللَّه بن سلمة العجلاني، المقتول بأحد. وقال ابن مندة : أنيسة بنت عدي الأنصارية استأذنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في نقل ابنها عبد اللَّه بن سلمة البدري حين قتل بأحد. روى حديثها عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان، عن جدته أنيسة. قلت: وأسند حديثها أبو بكر بن أبي عاصم، وأبو زرعة الرّازيّ، وأبو عليّ بن السّكن، وغيرهم، من رواية عيسى بن يونس، ولفظه: أنها جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إن عبد اللَّه بن سلمة، وكان بدريا قتل يوم أحد، فأحببت أن أنقله إلي، فآنس بقربة، فأذن لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نقله، فعدلته بالمجذر ابن زياد على ناضح لها في عباءة، فمرت بهما، فنظر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: سوّى بينهما عملهما. وكان المجذر خفيف اللحم، وكان عبد اللَّه جسيما ثقيلا. 10891- أنيسة بنت عدي بن نضلة القرشية العدوية «3» أخت النعمان بن عدي. ذكرها الزّبير بن بكّار مع أخيها النعمان. وقد تقدم ذكر النعمان في مكانه.   (1) أسد الغابة ت 6754. (2) أعلام النساء 1/ 87، تجريد أسماء الصحابة 2/ 249. (3) أسد الغابة ت 6755. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 39 10892- أنيسة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن أمية الأنصارية «1» ، من بني بياضة. بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير. 10893- أنيسة بنت عمرو بن عنمة «2» ، بفتح المهملة والنون، هي أخت ثعلبة بن عمرو شقيقته، أمهما جهير بنت القين بن كعب، من بني سلمة الأنصارية، من بني سواد. لها صحبة، وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير. 10894- أنيسة بنت عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن النجار، أخت أبي سليط أسيرة بن عمر، وأمهما أمية بنت أوس بن عجرة. تزوجها النعمان، فولدت له قتادة، وأم سهل، ثم خلف عليها مالك بن سنان فولدت له أبا سعيد. 10895- أنيسة بنت عنمة، كالذي قبلها، ابن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد. ذكرها ابن سعد، وقال: تزوجها عبد اللَّه بن عمرو بن حزام. وأخرج من طريق شريك عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: أصيب أبي وخالي يوم أحد، فجاءت أمي بهما، وقد عرضتهما على ناقة فنادى منادي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: ادفنوا القتلى في مصارعهم، فردا. وأخرجه التّرمذيّ، من طريق شعبة، عن الأسود عنه، فقال: جاءت عمتي. ويحتمل إن كان محفوظا أن تكون كل منهما شاركت في ذلك. 10896- أنيسة بنت قيس الخزرجية «3» كذا في التجريد، ذكرها ابن حبيب. 10897- أنيسة بنت معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة «4» بن مخلد الأنصارية الزرقية أخت أبي عبادة. ذكرها ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير. 10898- أنيسة بنت هلال بن المعلى بن لوذان الأنصارية «5» ، من بني بياضة.   (1) أسد الغابة: ت 6756. (2) أسد الغابة: ت 6757. (3) أسد الغابة: ت 6748. (4) أسد الغابة: ت 6759. (5) أسد الغابة: ت 6761. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 40 بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. واستدركها ابن الأثير. القسم الثاني 10899- آمنة بنت العباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية. ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في الإخوة، وقال: تزوجها العباس بن عتبة بن أبي لهب، فولدت له الفضل بن العباس الشاعر المشهور. 10900- أسماء بنت زيد بن الخطاب «1» العدوية. قال ابن مندة: لها رؤية، روى حديثها محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد اللَّه بن عمر عنها. قلت: وليس فيه ما يدل على ما ادعاه من الرؤية، فإنّ الحديث أن أسماء بنت زيد حدثت عبد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن حنظلة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر بالوضوء لكل صلاة، فشقّ عليه فأمر بالسواك ... الحديث. أخرجه أبو داود. نعم يدلّ على أنها من أهل هذا القسم أنّ والدها استشهد باليمامة بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بقليل، وكانت دواعي الصحابة متوفرة على إحضار أولادهم إذا ولدوا ليبرك عليهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 10901 - أمة اللَّه بنت أبي بكرة «2» الثقفي. قال أبو عمر: مذكورة في الصحابة، روى عنها عطاء بن أبي ميمونة، تعد في أهل البصرة. وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : هي بايعت. قلت: لا يبعد أن تكون من أهل هذا القسم. 10902- أمة اللَّه بنت حمزة بن عبد المطلب، تكنى أم الفضل. قيل: هي أمامة الماضية. وقيل أختها، فإن كانت غيرها فلعلها ماتت صغيرة، فإنّي لم أجد لها ذكرا في كتاب النسب، فذكرتها في هذا القسم.   (1) أعلام النساء 1/ 43، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 244، تقريب التهذيب 2/ 589، تهذيب التهذيب 2/ 397، الكاشف 3/ 464، تهذيب الكمال 3/ 1678، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 374. (2) أعلام النساء 1/ 65، تجريد أسماء الصحابة 2/ 246. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 41 القسم الثالث 10903- أمامة بنت الأشج العبديّ، كانت زوج ابن أخيه عمرو بن عبد قيس، فلما جاء عمرو من عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مسلما أسلمت امرأته، وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة صحار بن العباس. 10904- أمامة بنت الحطيئة الشاعر. ذكر لها محمّد بن سلّام الجمحيّ، عن يونس بن عبيد، قصة تدل على أنها كانت مع أبويها في الجاهلية، وفي ذلك يقول، وقد سرق له بعيره: ونحن ثلاثة وثلاث ذود ... فقد جار الزّمان على عيالي [الوافر] 10905- أنيسة النخعية «1» . ذكرت قدوم معاذ بن جبل عليهم اليمن رسولا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: قال لنا معاذ: أنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إليكم، صلّوا خمسا، وصوموا شهر رمضان، وحجّوا البيت لمن استطاع إليه سبيلا. قالت: وهو يومئذ ابن ثمان عشرة سنة، كذا ذكرها أبو عمر. قال ابن الأثير: في قدر عمره نظر، فإن إرساله كان سنة تسع، ويلزم أن يكون أسلم وهو ابن تسع، وليس كذلك، وإنما بايع وهو رجل. قلت: الصواب ابن ثمان وعشرين سنة. وقد ورد في سنّ معاذ من وجه آخر. القسم الرابع 10906- آمنة بنت قيس بن عبد اللَّه «2» ، امرأة من بني أسد بن خزيمة. كانت هي وأبوها بالحبشة مع أم حبيبة، ذكرها المستغفريّ عن ابن إسحاق، واستدركها أبو موسى. قال ابن الأثير: أظنها آمنة بنت رقيش، براء غير منقوطة أوله وشين معجمة، وقد تقدمت. وقد ذكر أبو موسى الترجمتين، وعزاهما لابن إسحاق ظنّا منه أنهما اثنتان. قلت: وهو كما ظن ابن الأثير.   (1) أسد الغابة ت 6760، الاستيعاب ت 63291. (2) أسد الغابة ت 6796. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 42 10907- أسماء بنت الصلت «1» . انفرد قتادة بتسميتها، وإنما هي سنا بنت أسماء، كما ستأتي في السين المهملة. 10908- أسماء، مغنية عائشة «2» . هي أسماء بنت يزيد بن السكن. أفردها أبو موسى، وقد أخرج أحمد من وجه آخر عن أسماء بنت يزيد أنها هي. 10909- أسماء بنت يزيد الأنصارية «3» ، من بني عبد الأشهل. أفردها ابن مندة عن بنت يزيد بن السكن، وهما واحدة، فإن بنت يزيد بن السكن من بني عبد الأشهل كما أوضحته في ترجمتها. 10910- أمامة بنت الحارث بن حزن الهلالية «4» ، أخت ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. ذكرها أبو عمر، لكن قال: كذا قال بعض الرواة فأوهم وصحّف، ولا أعلم لميمونة أختا من أب ولا من أم اسمها أمامة، وإنما أخواتها من أبيها لبابة الكبرى زوج العباس، ولبابة الصغرى زوج الوليد بن المغيرة، وثلاث أخوات من أمها، تمام ست ذكرن في مواضعهن من الكتاب. 10911- أمامة بنت أبي الحكم الغفارية. ويقال آمنة. روى عنها ابنها حكيم، كذا في التّجريد، ولم أر في أصوله إلا أمة بنت أبي الحكم، كذا في أسد الغابة، نقلا عن ابن عبد البر، وأبي موسى، فأما أبو عمر فإنه قال: أمة بنت أبي الحكم الغفارية، ويقال أمية. روى عنها ابنها سليمان بن سحيم حديثها عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في القدر. وأما أبو موسى فقال: عن المستغفري مثل ما في الترجمة، لكن لم يقل: ويقال أمية. وزاد: قال الخطيب: أمية بنت أبي الصلت، يعني بضم الهمزة وبالياء مصغرا، قال: وقال أبو عبد اللَّه، يعني ابن مندة في التاريخ: آمنة بنت أبي الصلت، يعني بالمد والنون، وكذا قال   (1) أسد الغابة: ت 6710، الاستيعاب ت 3273. (2) أسد الغابة ت 6717، الاستيعاب ت 3278. (3) الثقات 3/ 23، أعلام النساء 1/ 53، الدر المنثور 36، الكاشف 3/ 164 تجريد أسماء الصحابة 2/ 245، تقريب التهذيب 2/ 19، تهذيب التهذيب 2/ 399، أزمنة التاريخ الإسلامي 963، تهذيب الكمال 3/ 1678، حلية الأولياء 2/ 76، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 3/ 375، بقي بن مخلد 42. (4) أسد الغابة ت 6721، الاستيعاب ت 3280. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 43 عبد الغني، يعني في المشتبه، قال: وخالفهم الطبراني وغيره، فجعلوها فيمن لم يسمّ، ثم ساق الحديث من رواية الطبراني، عن حجاج بن عمران السدومي، عن يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أمه بنت أبي الحكم الغفارية: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الرّجل ليدنو من الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع فيتباعد عنها أبعد من صنعاء» «1» . قلت: وهذا الحديث هو الّذي أشار إليه أبو عمر أنه في القدر، ولكن تبين من كلام أبي موسى أن أبا عمر حرّف لفظ أمّه، فقرأه أمة، بفتحتين مخففا، يظنّه اسما، وإنما هو صفة، وهو بضم أوله وتشديد الميم، قال سليمان قال: حدثتني أمّي، ثم نسبها إلى أبيها ولم يسمّها، وسيأتي عن الواقدي- أنها أم علي. واقتضى كلام أبي موسى أنّ بنت أبي الحكم وبنت أبي الصلت واحدة، وقد ظهر من رواية غير عبد الأعلى أنّ في قوله: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهما، وأنه سقطت من السند الصحابية بعد بنت أبي الحكم. وقد تيقّظ أبو موسى لذلك، فذكر أنّ أبا داود أخرج من طريق ابن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أمة بنت أبي الصلت، عن امرأة من غفار- حديثا آخر. وهذه المرأة الغفارية ذكر السّهيليّ أنّ اسمها ليلى، وأنها امرأة أبي ذرّ الغفاريّ، وسيأتي في حرف اللام أنّ أبا عمر ترجم لليلى الغفارية. وذكر السّهيليّ أيضا عن أبي الوليد أنّ اسم أبي الصلت الحكم، وكأنّ بعض الرواة قلب، فقال: بنت أبي الحكم، وهو الصلت. قلت: فعلى هذا النسب للرواية عن ليلى الغفارية لها صحبة سواء كان اسمها أمة أو أمية أو أمامة أو آمنة، وسواء كان أبوها الحكم أو الصلت أو أبا الحكم أو أبا الصلت. فكأن بعض الرواة وهم في إسقاط الصحابية، فصار: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم منسوبا للتابعية غلطا، وإنما قلت ذلك، لأنّ مخرج الحديث واحدة. وقد ذكرت أميمة بنت قيس بن أبي الصلت وحديثها في قصة أخرى، وإن كان في سنده سليمان بن سحيم، وذكرت أيضا أمية بنت أبي قيس وحديثها في قصة أخرى، وليس في السند مع ذلك سليمان بن سحيم، فاحتمال التعدّد في هاتين قريب، بخلاف من تقدم ذكرها. والعلم عند اللَّه تعالى.   (1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 64، 5/ 377. قال الهيثمي في الزوائد 10/ 300 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 44 10912- أميمة بنت خلف الخزاعية، عمة طلحة بن عبد اللَّه بن خلف المعروف بطلحة الطلحات. ذكرها أبو عمر فيمن اسمها أميمة فصحّف، وكذا ذكرها ابن مندة، لكن قال: أميمة بنت خالد، فصحّف اسم أبيها أيضا. والصواب أمينة- بنون بدل الميم الثانية، وقيل فيها همينة بهاء بدل الهمزة. وقد مضت على الصواب: أميمة بنت خالد الخزاعية. كذا سمى ابن مندة أباها. قال ابن الأثير: وهم فيه، والصواب خلف كما تقدم. 10913- أنيسة بنت كعب أم عمارة، قالت: ما لنا لا نذكر بخير؟ فأنزل «1» اللَّه تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ... الآية [الأحزاب: 25] ، هكذا أسماءها أبو الوفاء البغدادي في التفسير، عن مقاتل، وهو وهم، وإنما هي نسيبة، أولها نون وموحدة مصغرة، قاله أبو موسى: قلت: والحديث مشهور لأم عمارة. حرف الباء الموحدة القسم الأول 10914- بادية بنت غيلان بن سلمة الثقفي «2» . هي التي قال هيت المخنّث: إنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، والخبر في الصحيح. ولم تسمّ فيه. ولما أسلم أبوها أسلمت وروت، فأخرج ابن مندة، من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن القاسم بن محمد، قال: كانت بادية بنت غيلان الثقفية في حديث عن عائشة أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أمرها بالغسل عند كل صلاة في الاستحاضة «3» . وأخرجه أبو نعيم، من طريق الطّبرانيّ، ثم من طريق عمرو بن هاشم، عن ابن إسحاق   (1) أسد الغابة ت 6758. (2) أسد الغابة ت 6762. (3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 129 كتاب الطهارة باب من روى أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة حديث رقم 291، 292، 293. قال أبو داود ورواه عبد الصمد عن سليمان بن كثير قال تتوضأ لكل صلاة وهذا وهم من عبد الصمد والقول فيه قول أبي الوليد والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 349، 351، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 1175، وكنز العمال حديث رقم 27754. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 45 بهذا إلى عائشة- أنّ ابنة غيلان قالت: يا رسول اللَّه، إني لا أقدر على الطهر، أفأترك الصلاة؟ فقال: «ليست تلك بالحيضة ... » «1» الحديث. قال أبو نعيم: لم تسم في هذه الرواية. وسمّاها ابن مندة من طريق أحمد بن خالد الوهبي. انتهى. وحكى ابن مندة في ضبطها وجهين: بالموحدة، وبالنون بدلها، وقال: إنه وهم، وحكى غيره فيها بالموحدة أولها ثم بنون بعد الدال. 10915- بثينة بنت النعمان بن خلف بن عمرو بن أمية بن بياضة الأنصارية، من بني بياضة. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» ، فقال: أسلمت وبايعت، وتزوجها محمد بن عمرو ابن حزم بعد ذلك، وأمّها حبيبة بنت قيس. 10916- بحينة، بمهملة ونون مصغرا، بنت الحارث «2» . ذكرها ابن إسحاق فيمن قسم له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا. وأخرجها المستغفريّ، وأبو موسى، وقال ابن الأثير: هي والدة عبد اللَّه بن بحينة، وقد ذكر ذلك ابن سعد وأفرد لها ترجمة، وقال اسمها عبدة بنت الحارث، وهو الأرت بن المطلب، تزوجها مالك الأزدي حليفا لهم، فولدت له عبد اللَّه بن بحينة، ولهما صحبة، وأسلمت أمّها وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأطعمها من خيبر ثلاثين وسقا. 10917- برزة بنت الحارث الهلالية، والدة يزيد بن الأصم، وأمّها بنت عامر بن معتب الثقفي. يأتي ذكرها في ترجمة شقيقتها عزة بنت الحارث. 10918- برزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي» ، امرأة صفوان بن أمية. أسلمت معه، وهي أمّ ابنه عبد اللَّه بن صفوان، وكان عند صفوان لما أسلم ست نسوة. وسيأتي بيان ذلك في عاتكة بنت الوليد. 10919- البرصاء: جدة عبد الرحمن، هي كبشة «4» ، ستأتي في الكاف.   (1) أخرجه عبد الرزاق (1164) وأحمد 6/ 434 وانظر الكنز (27751) . (2) أسد الغابة ت 6765، الاستيعاب ت 3294. (3) الثقات 3/ 38، أعلام النساء 1/ 106. (4) أسد الغابة ت 7/ 26، تجريد أسماء الصحابة 2/ 250، تهذيب التهذيب 12/ 47، الإكمال 7/ 155. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 46 10920- البرصاء: والدة شبيب بن البرصاء، هي التي خطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من أبيها، فقال: إن بها بياضا ولم يكن بها، فرجع فوجدها برصت. اسمها أمامة. وقيل قرصافة. 10921- بركة: أم أيمن «1» . تأتي في الكنى. 10922- بركة الحبشية «2» : كانت مع أم حبيبة بنت أبي سفيان تخدمها هناك، ثم قدمت معها، وهي التي شربت بول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فيما جاء في حديث أميمة بنت رقيقة، وخلطها أبو عمر بأم أيمن، فأخرج في ترجمتها من طريق بن جريج: أخبرتني حكيمة بنت أميمة، عن أمها أميمة بنت رقيقة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير، فجاء ليلة فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لا مرأة يقال لها بركة كانت تخدم أمّ حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «البول الّذي كان في هذا القدح ما فعل» ؟ قالت: شربته يا رسول اللَّه. وقال عبد الرّزّاق في مصنفة، عن ابن جريج: أخبرت أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يبول في قدح من عيدان يوضع تحت سريره، فجاء فأراده فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة كان يقال لها بركة كانت خادمة لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: «أين البول» ؟ قال أبو عمر: أظن بركة هذه هي أم أيمن. انتهى. وحمله على ذلك ما ذكر هو في صدر بركة أم أيمن، أنها هاجرت الهجرتين إلى أرض الحبشة والمدينة. وفي كون أم أيمن هاجرت إلى أرض الحبشة نظر، فإنّها كانت تخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وزوّجها مولاه زيد بن حارثة، وزيد لم يهاجر إلى الحبشة، ولا أحد ممن كان يخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا ذاك، فظهر أنّ هذه الحبشية غير أم أيمن، وإن وافقتها في الاسم. وسيأتي في ترجمة أم أيمن ما ذكره ابن السّكن- أنّ كلّا منهما كانت تكنى أم أيمن، وتسمّى بركة، ويتأيد ذلك بأن قصة البول وردت من طريق أخرى مرويّة لأم أيمن كما سأذكره في ترجمتها إن شاء اللَّه تعالى. 10923- بركة بنت يسار «3» ، مولاة أبي سفيان بن حرب. هاجرت إلى الحبشة مع زوجها قيس بن عبد اللَّه الأسدي ذكر ذلك ابن هشام، عن ابن   (1) الاستيعاب ت 3298. (2) أسد الغابة: ت 6770. (3) الثقات 3/ 38، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، وكذلك ابن سعد. وقد تقدم ذلك في ترجمة قيس بن عبد اللَّه. وجوّز بعض المغاربة أنها بركة الحبشية المذكورة قبل هذه، وليس كما ظنّ، فإنّ بركة بنت يسار من حلفاء بني عبد الدار، وهي أخت أبي تجراة، وأصلهم من كندة وليست حبشية، وإن اشتركتا في كونهما في أرض الحبشة مع المهاجرين. 10924- برّة بنت أبي تجراة بن أبي فكيهة «1» ، واسمه يسار. قال ابن سعد: يقولون إنهم من الأزد، ثم حالفوا بني عبد الدار. وقال ابن سعد: كان أبوها يسار يكنى أبا فكيهة. وسيأتي ذكر فكيهة، وقيل: كانوا فيما ذكر الزبير بن بكار من كندة حالفوا بني عبد الدار بمكة، وروت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روت عنها صفية بنت شيبة في السعي. روت عنها عميرة بنت عبد اللَّه بن كعب بن مالك في قصة إرضاع ثويبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وفيه قصة طليب بن عمير في نصرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وسبق في ترجمة أروى بنت عبد المطلب. أخرجه الواقديّ، وأخرج أيضا من طريق صفية بنت شيبة عنها غيره. واختلف في صفية على حديث السعي، فرواه عن برّة، أخرجه ابن مندة وغيره، ورواه عطاء بن أبي رباح، عن صفية، عن حبيبة. وستأتي في حرف الحاء. 10925- برّة بنت الحارث الهلالية، هي ميمونة أم المؤمنين- كان اسمها أولا برّة، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوّجها. رواه ابن أبي خيثمة بأسانيد جياد. 10926- برة بنت الحارث المصطلقية، هي جويرية أم المؤمنين. كان اسمها أوّلا برة فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوجها. جاء ذلك عن ابن عباس، وقتادة. وأخرجه مسلم من طريق أخرى. 10927- برة بنت سفيان السلمية، أخت أبي الأعور السلمي. تزوجها الحارث بن طلحة، فقتل يوم أحد كافرا، فتزوّجها عبد اللَّه بن عمر، فولدت له ولديه: عبد اللَّه، وصفية وغيرهما، وعاشت بعده. ذكر ذلك الزبير بن بكار. 10928- برة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد، هي زينب ربيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- كان اسمها برّة فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوج أمّها، فسماها زينب. وستأتي ترجمتها في حرف الزاي إن شاء اللَّه تعالى.   (1) الثقات 3/ 39، السمط الثمين 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251، أعلام النساء 1/ 104. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 48 10929- برّة بنت عامر بن الحارث بن السّباق بن عبد الدار بن قصيّ القرشية العبدرية. قال أبو عمر: كانت تحت أبي إسرائيل، من بني الحارث، الّذي جاء في قصته الحديث في النذر، فولدت له إسرائيل، فقتل يوم الجمل، وكانت برّة بنت عامر من المهاجرات. 10930- برة، غير منسوبة. قال الطّبرانيّ في «الأوسط» : حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا عبيد بن إسحاق العطار، حدثنا القاسم بن محمد بن عبد اللَّه بن عقيل، حدثني أبي عبد اللَّه، وكنت أدعو جدّي أبي، حدثنا جابر بن عبد اللَّه، قال: كان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خادمة تخدمه يقال لها برّة، فلقيها رجل، فقال لها: يا برة، غطّي سيقانك، فإنّ محمدا لن يغني عنك من اللَّه شيئا. فأخبرت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فخرج يجرّ رداءه محمرة وجنتاه ... الحديث. وعبيد وشيخه متروكان. واللَّه أعلم. 10931- بروع بنت واشق الرؤاسية الكلابية «1» ، أو الأشجعية، زوج هلال بن مرة. لها ذكر في حديث معقل الأشجعي وغيره، وأخرج حديثها ابن أبي عاصم من روايتها، فساق من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن بروع بنت واشق- أنها نكحت رجلا، وفوّضت إليه، فتوفي قبل أن يجامعها، فقضى لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بصداق نسائها. وحديث معقل مخرج في السنن، وأكثر النسائي من تخريج طرقه، وبيان الاختلاف من رواته في قصة عبد اللَّه بن مسعدة. وعند أحمد، من طريق زائدة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود ... الحديث- وفيه: فقام رجل من أشجع- أراه سلمة بن يزيد- فقال: تزوّج رجل منا امرأة من بني رؤاس يقال لها بروع ... الحديث. 10932- بريدة بنت بشر بن الحارث بن عمرو بن حارثة «2» : كانت عند عباد بن سهل بن إساف، فولدت له إبراهيم بن عباد. ذكرها محمد بن حبيب فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم.   (1) الاستيعاب ت 3300. (2) أسد الغابة: ت 6776. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 49 10933- بريرة، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع، عن المنذر بن ثعلبة، عن عبد اللَّه بن بريرة، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا استيقظ من الليل دعا جارية له يقال لها بريرة بالسواك «1» . ويحتمل أن تكون هي التي بعدها، ونسبت إلى ولاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مجازا. 10934- بريرة، مولاة عائشة «2» . قيل: كانت مولاة لقوم من الأنصار، وقيل لآل عتبة بن أبي إسرائيل، وقيل لبني هلال، وقيل: لآل أبي أحمد بن جحش، وفي هذا القول نظر، فقد تقدم في ترجمة زوجها معتّب أنه هو الّذي كان مولى أبي أحمد بن جحش، والثاني خطأ، فإنّ مولى عتبة سأل عائشة عن حكم هذه المسألة فذكرت له قصة بريرة. أخرجه ابن سعد، وأصله عند البخاري، فاشترتها عائشة، فأعتقتها، وكانت تخدم عائشة قبل أن تشتريها، وقصّتها في ذلك في الصحيحين، وفيهما عن عائشة: كانت في بريرة ثلاث سنن ... الحديث. وفيه: الولاء لمن أعتق. وقد جمع بعض الأئمة فوائد هذا الحديث فزادت على ثلاثمائة، ولخصتها في فتح الباري. وأخرج النّسائيّ من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، عن بريرة، قالت: كان في ثلاث سنن ... الحديث، ورجاله موثقون. لكن قال النسائي: إنه خطأ، يعني والصواب عروة عن عائشة. وذكرها أبو عمر من طريق عبد الخالق بن زيد بن واقد، عن أبيه- أنّ عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة، فكانت تقول لي: يا عبد الملك، إني أرى فيك خصالا، وإنك لخليق أن تلي هذا الأمر، فإن وليته فاحذر الدماء، فأني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الرّجل ليدفع عن باب الجنّة بعد أن ينظر إليه بملء محجمة من دم يريقه من مسلم بغير حقّ» «3» .   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 540 عن عائشة ولفظه كان إذا استيقظ من الليل قال لا إله إلا أنت سبحانك اللَّهمّ إني أستغفرك لذنبي وأسألك برحمتك.. قال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 24. (2) طبقات ابن سعد 8/ 256 المستدرك 4/ 71، تهذيب الكمال 1678، تهذيب التهذيب 12/ 403، خلاصة تذهيب الكمال 489. (3) رواه الطبراني وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 39921، وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 29، وابن عدي في الكامل 3/ 1140. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 50 10935- بريعة بنت أبي حارثة بن أوس بن الدخيش الأنصارية «1» . من بني عوف بن الخزرج. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. استدركها ابن الأثير. 10936- بريعة بنت أبي خارجة بن أوس. ذكرها ابن سعد، كذا في «التّجريد» ، وأنا أظن أنها والتي قبلها واحدة، وقع في اسمها واسم أبيها تصحيف، فليحرر. 10937- بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية «2» بنت أخي ورقة بن نوفل، وقيل بنت صفوان بن أمية بن محرث، من بني مالك بن كنانة. قال ابن الأثير: الأول أصح، وأمها سالمة بنت أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية وكانت أخت عقبة بن أبي معيط لأمه، وكانت بسرة زوج المغيرة بن أبي العاص، فولدت له عائشة، فتزوجها مروان بن الحكم، فولدت له عبد الملك، كذا قال ... وهو غلط. فإن أم عبد الملك بنت معاوية أخي المغيرة، قاله الزبير بن بكار، وهو أعرف بنسب قومه. روت بسرة عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها مروان بن الحكم، وعروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وأم كلثوم بنت عقبة، ومحمد بن عبد الرحمن. قال الشّافعيّ: لها سابقة قديمة وهجرة. وقال ابن حبان: كانت من المهاجرات. وقال مصعب: كانت من المبايعات. وأخرج إسحاق في مسندة، من طريق عمرو بن شعيب، قال: كنت عند سعيد بن المسيب، فقال: إن بسرة بنت صفوان، وهي إحدى خالاتي، فذكر الحديث في مس الذكر. وذكر ابن الكلبي أنها كانت ماشطة تقيّن النساء بمكة. 10938- بسرة بنت غزوان التي كان أبو هريرة أجيرها ثم تزوجها. وما رأيت أحدا ذكرها، كذا في التجريد.   (1) أسد الغابة ت 6778. (2) الثقات 3/ 37، أعلام النساء 1/ 110، تجريد أسماء الصحابة 2/ 251، تقريب التهذيب 2/ 591، تهذيب التهذيب 12/ 404، الكاشف 3/ 466، تهذيب الكمال 3/ 1679، خلاصة تهذيب تهذيب الكمال 3/ 376، تلقيح فهوم أهل الأثر 320، 369، بقي بن مخلد تصحيفات المحدثين 583. تبصير المنتبه 4/ 1493، در السحابة 757، إسعاف المبطإ 224. تراجم الأحبار 1/ 157، الإكمال 7/ 426، المؤتلف والمختلف 134. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 51 قلت: هي أخت عتبة بن غزوان المازني الصحابي المشهور، أمير البصرة. وقصة أبي هريرة معها صحيحة، وكانت قد استأجرته في العهد النبوي، ثم تزوجها بعد ذلك لما كان مروان يستخلفه في إمرة المدينة. 10939- بشرة، بكسر أوله وبمعجمة، بنت مليل، بلامين مصخرا، ابن وبرة الأنصارية أخت حبيبة الآتية. ذكرها ابن سعد. 10940- بشيرة بمعجمة بوزن عظيمة، بنت الحارث بن عبد رزاح «1» بن ظفر الأنصارية الظفرية. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. 10941- بشيرة بنت ثابت بن النعمان بن الحارث الأنصارية. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» . 10942- بشيرة بنت النعمان بن الحارث الأنصارية. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» أيضا. 10943- البغوم «2» ، بفتح أوله وضم المعجمة، بنت المعذّل، واسمه خالد بن عمرو بن سفيان بن الحارث بن زبان بن عبد ياليل الكنانية، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، امرأة صفوان بن أمية بن خلف الجمحيّ، وهي أم أولاده: عبد اللَّه الأصغر، وصفوان، وعمرو. أسلمت يوم الفتح، قاله الواقدي، واستدركها ابن الأثير على أبي علي الجياني. قلت: أسند الواقديّ ذلك من طريق موسى بن عقبة، عن أبي حبيب مولى الزبير عن ابن الزبير، قال: أسلمت البغوم بنت المعذّل الكنانية امرأة صفوان بن أمية، وهرب صفوان حتى أتى السفينة، فذكر قصة خوفه ثم إسلامه بعد وقعة حنين. وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت في حجة الوداع. وقيل أسلمت يوم الفتح، ثم أسند ذلك عن الواقدي. 10944- بقيرة، امرأة القعقاع بن أبي حدرد «3» الأسلمي.   (1) أسد الغابة ت 6780. (2) أسد الغابة ت 6781، الاستيعاب ت 3303. (3) الثقات 3/ 38، أعلام النساء 1/ 116، تجريد أسماء الصحابة 2/ 252 تلقيح فهوم أهل الأثر، 378، بقي بن مخلد 973، تعجيل المنفعة 554. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 52 ذكرها ابن أبي خيثمة، وقال: لا أدري أسلمية هي أم لا؟. وأخرج أحمد في المسند، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي: سمعت بقيرة امرأة القعقاع أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا هؤلاء، إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا فقد أظلّت السّاعة» «1» . وأخرجه ابن السّكن من هذا الوجه، وقال: لم يرو عن بقيرة غير هذا الحديث بهذا الإسناد. 10945- بقيلة: زوج سماك الخيبري: تقدم ذكرها في ترجمته. 10946- بهيسة بنت عامر بن خالدة بن عامر بن مخلد الأنصارية الزرقية «2» ذكرها ابن سعد في المبايعات. 10947- بهيسة الفزارية «3» : قال ابن حبان: لها صحبة، وقد تقدم بيان الاختلاف في الحديث الّذي روته في الكنى في ترجمة والدها، وهو أبو بهيسة، ولا قول ابن حبان بأن لها صحبة لما كان في الخبر ما يدلّ على صحبتها، لأنّ سياق ابن مندة أنّ أباها استأذن. وسياق أبي داود والنسائي عن أبيها أنه استأذن، وهو المعتمد. 10948- بهية «4» ، بالتشديد مصغرة. ويقال بهيمة بالميم، بنت بشر المازنية. قال أبو زرعة الدّمشقيّ: قال لي دحيم: أهل بيت أربعة صحبوا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: بشر، وابناه عبد اللَّه، وعطية، وأختها الصماء. وقال الدار الدّارقطنيّ: الصماء اسمها بهيمة. ذكرها أبو عمر، وقال: روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديث النهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة رواه عنها أخوها عبد اللَّه، ثم أسند عن أبي زرعة الدمشقيّ من وجهين، عنه، عن يحيى بن صالح، عن محمد بن القاسم الطائي، قال: أخت عبد اللَّه بن بشر اسمها في إحدى الطريقين بهيمة، والأخرى بهية. قلت: أخرج حديثها النّسائيّ، وأمعن في بيان اختلاف في الرواة مسندة، وفي جميعها   (1) أخرجه الحميدي في المسند 351 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4566 عن بقيرة إمرة القعقاع ... الحديث. وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 12 عن بقيرة امرأة القعقاع ... الحديث وقال رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح. (2) أسد الغابة ت 6783. (3) الثقات 3/ 39. (4) الاستيعاب 4/ 1797، أسد الغابة ت 7/ 42، أعلام النساء 1/ 133، تجريد أسماء الصحابة 2/ 252. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 53 تسميتها الصماء. وفي بعض طرقه عن عمته، وفي بعضها عن خالته، ولم يسمها. ووقع عند بعضهم أن اسمها جهيمة أو هجيمة. وهو خطأ. 10949- بهية بنت عبد اللَّه البكرية «1» ، من بكر بن وائل. وفدت مع أبيها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: فبايع الرجال وصافحهم، وبايع النساء ولم يصافحهن، قالت: فنظر إليّ فدعاني ومسح برأسي، ودعا لي ولوالدي، فولد لها ستون ولدا: أربعون رجلا، وعشرون امرأة، هكذا ذكر أبو عمر بغير إسناد. وقد أسنده الباورديّ من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين، عن حبة بنت شماخ: حدثتني بهية بنت عبد اللَّه البكرية، قالت: وفدت مع أبي ... فذكره وزاد في آخره: واستشهد منهم عشرون، وأخرجه ابن مندة عن الباوردي. 10950- البيضاء الفهرية «2» ، والدة سهيل وصفوان ابني بيضاء، اسمها دعد. كما ستأتي في الدال المهملة. القسم الثاني 10951- بركة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: ذكرها بعض من جمع رجال العمدة للحافظ عبد الغني، فأورد في أول الكتاب شيئا من الترجمة النبويّة، ثم قال: فولدت له خديجة: القاسم، ثم بركة، ثم زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، ثم قال: وذكر مثله ابن سعد، لكنه لم يذكر بركة. وهذا الّذي ذكره لم ينسبه لأحد، ولا هو مذكور عند أحد من المشهورين في كتبهم المشهورة. وباللَّه التوفيق. ويحتمل أن يذكر فيه بهية البكرية وبهية الفزارية. القسم الثالث خال. ويحتمل أن يذكر فيه. 10952- برزة بنت رافع «3» . قال ابن سعد في ترجمة زينب بنت جحش: أخبرنا يزيد بن هارون، وعبد الوهاب بن عطاء، عن محمد بن عمرو، حدثني يزيد بن خصيفة، عن   (1) أسد الغابة ت 6785، الاستيعاب ت 3307. (2) الثقات 3/ 38 تجريد أسماء الصحابة 2/ 52. (3) في أالربيع. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 54 عبد اللَّه بن رافع، عن برزة بنت رافع، عن عبد اللَّه بن رافع، قال: لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما أدخل عليها قالت: غفر اللَّه لعمر! غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني. قالوا: هذا كله لك. قالت: سبحان اللَّه! واستترت منه بثوب، وقالت: ضعوه واطرحوا عليه ثوبا، ثم قالت لي: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان من أهل رحمها وأيتامها حتى بقيت منه بقية تحت الثوب، فقالت لها برزة: غفر اللَّه لك يا أم المؤمنين! واللَّه لقد كان لنا في هذا حق. قالت: فلكم ما تحت الثوب. قالت: فوجدنا ما تحته خمسة وثمانين درهما، ثم رفعت يدها إلى السماء، فقالت: اللَّهمّ لا يدركني [عطاء عمر] «1» بعد عامي هذا، فماتت. القسم الرابع 10953- بثينة، بمثلثة ونون مصغرا، بنت الضحاك «2» . أوردها أبو نعيم في الموحدة، وتعقبه أبو موسى أن الأكثر ذكروها بمثلثة أولها كما سيأتي. وقال ابن الأثير- تبعا لأبي موسى: ليس في الحديث ذكر لصحبتها. قلت: لكن جزم أبو عمر بأن لها رؤية كما سيأتي بيانه في المثلثة. 10954- بجيدة، بجيم مصغرة «3» . قال أبو عمر: ذكر ابن أبي خيثمة بسنده عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد الرحمن بن بجيدة، عن أمه بجيدة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «اجعل في يد السّائل ولو ظلفا محرقا» . كذا قال، وإنما هي أم بجيدة. انتهى. والصواب عن عبد الرحمن بن أم بجيدة، عن أم بجيدة، كما سيأتي على الصواب في الكنى. 10955- بديلة بنت مسلم «4» ، وقيل أسلم. روى جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة، عن بديلة جدته أم أبيه. قالت: جاءنا   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت 6763. (3) أسد الغابة ت 6764، الاستيعاب ت 3293. (4) أسد الغابة ت 6766، الاستيعاب ت 3295. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 55 عباد بن بشر، فقال: إن القبلة قد حولت. ذكره الواقدي. هكذا أوردها ابن مندة. وقد حرّف اسمها، وستأتي في تويلة، بمثناة وواو، وقيل أول اسمها نون. 10956- بركة بنت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: تقدمت في القسم الثاني، ثم ظهر لي أنه غلط، نشأ عن تحريف، وذلك أن بركة مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كانت تربّي من أولادها خديجة، فلما ولدت القاسم خدمته بركة، فكأنه كان في الّذي نقل منه هذا المصنف كذلك، فتحرّفت عليه الكلمة حتى ظنها شقيقته بركة. فاللَّه أعلم. حرف التاء المثناة القسم الأول 10957- تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة الكلبية. تقدم نسبها في ترجمة والدها في حرف الألف من القسم الثالث، وقيل هي تماضر بنت زبان بن الأصبغ. وذكر ابن سعد عن الواقديّ: حدثنا عبد اللَّه بن جعفر، عن أبي عون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعث عبد الرحمن بن عوف إلى بني كلب، فقال: «إن استجابوا لك فتزوّج ابنة ملكهم- أو سيّدهم» . فلما قدم عبد الرحمن دعاهم إلى الإسلام، فاستجابوا وأقام من أقام منهم على إعطاء الجزية، فتزوج عبد الرحمن بن عوف تماضر بنت الأصبغ بن عمرو ملكهم، ثم قدم بها المدينة، وهي أم أبي سلمة [بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرج ابن سعد عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعد بن إبراهيم، قال: أم أبي سلمة] «1» بن عبد الرحمن تماضر بنت الأصبغ. ومن طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدته تماضر بنت زبان الأصبغ أنها حين طلقها الزبير- يعني بعد موت عبد الرحمن بن عوف، وكان أقام عندها سبعا، ثم لم يلبث أن طلقها، فكانت تقول للنساء: إذا تزوجت إحداكن فلا يغرنك السبع بعد ما صنع بي «2» الزبير. قال محمّد بن عمر: هي أول كلبية نكحها قرشي، ولم تلد لعبد الرحمن غير أبي سلمة.   (1) سقط في أ. (2) في أصنع بي ابن الزبير. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 56 وقال محمّد بن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، قال: كان في تماضر سوء خلق، وكانت على تطليقتين، فلما مرض عبد الرحمن جرى بينه وبينها شيء، فقال لها: واللَّه لئن سألتني «1» لأطلقنك. فقالت: واللَّه لأسألنك. فقال: إما لا فأعلميني إذا حضت وطهرت. فلما حاضت وطهرت أرسلت إليه تعلمه، قال: فمرّ رسولها ببعض أهله، فقال: أين تذهب؟ قال: أرسلتني تماضر إلى عبد الرحمن أعلمه أنها قد حاضت ثم طهرت. قال: ارجع إليها فقل لها: لا تفعلي، فو اللَّه ما كان ليرد قسمه. فقالت: أنا واللَّه لا أردّ قسمي. قال: فأعلمه فطلقها. وعن ابن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أم كلثوم جدته، قالت: لما طلق عبد الرحمن امرأته الكلبية تماضر متعها بجارية سوداء. وعن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن طلحة بن عبد اللَّه- أن عثمان ورث تماضر بنت الأصبغ من عبد الرحمن وكان طلقها في مرضه تطليقة، وكانت آخر طلاقها. ومن طريق أيوب عن نافع، وسعد بن إبراهيم- أنه طلقها ثلاثا، فورثها عثمان منه بعد انقضاء العدة. 10958- تماضر بنت عمرو بن الثريد السلمية «2» . هي الخنساء الشاعرة. تأتي في حرف الخاء المعجمة. 10959- تماضر «3» العبدرية الشيبية» : من بني شيبة بن عثمان. تعدّ في أهل مكة. روت عنها صفية بنت شيبة حديث السعي، قاله أبو عمر. وأخرج حديثها ابن أبي عاصم، والعقيليّ، وابن مندة، من طريق المثنى بن عمرو. روت أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يسعى بين الصفاء والمروة، وهو يقول: «يا أيّها النّاس، إنّ اللَّه كتب عليكم السّعي فاسعوا» . قال ابن مندة: رواه عطاء عن صفية عن حبيبة. قلت: وستأتي في حبيبة بنت أبي تجراة إن شاء اللَّه تعالى. 10960- تميمة بنت أبي سفيان بن قيس الأشهلية «5» ذكرها ابن سعد، وابن حبيب   (1) في أسألتني الطلاق لأطلقن. (2) أسد الغابة ت 6787، الاستيعاب ت 3308. (3) الثقات 3/ 42 أعلام النساء 1/ 149، تجريد أسماء الصحابة 2/ 253. (4) في أ: تملك. (5) أسد الغابة ت 6789. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 57 فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء، وسيأتي لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم. 10961- تميمة بنت وهب «1» ، لا أعلم لها غير قصتها مع رفاعة بن سموال حديث العسيلة من رواية مالك في الموطأ، كذا قال ابن عبد البر. وقال ابن مندة: تميمة بنت أبي عبيد امرأة رفاعة القرظي، ثم ساق حديثها من طريق سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن امرأة رفاعة القرظي، كانت تحت عبد الرحمن بن الزبير ولم يسمّها، وسماها قتادة، ثم ساق من طريق سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة- أن تميمة بنت أبي عبيد القرظية كانت تحت رفاعة أو رافع القرظي. فطلقها، فذكر القصة. وأما رواية مالك التي أشار إليها أبو عمر، فقال: عن المسور بن رفاعة، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير- أن رفاعة بن سموال طلق امرأته تميمة بنت وهب ... فذكر الحديث. وقد تقدم الكلام عليه في ترجمة رفاعة. وخالف محمد بن إسحاق، فرواه عن هشام ابن عروة، عن أبيه، فقلبه، قال: كانت امرأة من بني قريظة يقال لها تميمة تحت عبد الرحمن بن الزبير فطلقها فتزوجها رفاعة، ثم طلقها، فأرادت أن ترجع إلى عبد الرحمن ... الحديث. أخرجه أبو نعيم: وقيل اسمها سهيمة، كما ستأتي، وقيل عائشة. وتقدم في رفاعة. 10962- تهنأة، بهمزة مفتوحة بعد النون، بنت كليب الحضرمية. تقدم ذكرها في ترجمة ولدها كليب بن أسد. 10963- التوأمة، بوزن التي قبلها، بنت أمية بن خلف الجمحية «2» ، هي مولاة صالح بن أبي صالح مولى التوأمة. قيل لها ذلك، لأنها ولدت مع أخت لها في بطن. قال الباوردي. حدثنا مطين، قال: سمعت عبد اللَّه بن الحكم بن أبي زياد يقول: صالح مولى التوأمة بنت أمية بن خلف الجمحية بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن سعد: أمها ليلى بنت حبيب التميمية، اغتربت التوأمة عند عاصم بن الجعد الفزاري. ثم أخرج بسند جيد لكن فيه الواقديّ، ثم عن سليمان بن يسار أن التوأمة طلقت البتة، فسألت عمر فجعلهما واحدة.   (1) أسد الغابة ت 6790، الاستيعاب ت 3310. (2) الثقات 3/ 42 تجريد أسماء الصحابة 2/ 253. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 58 10964- تويلة، بالتصغير، بنت أسلم «1» . روى حديثها الطبراني، من طريق إبراهيم ابن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن سلمة، عن أبيه، عن جدته أم أبيه : تويلة بنت أسلم، وهي من المبايعات، قالت: بينا أنا في بني حارثة فقال عباد بن بشر بن قيظي: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد استقبل البيت الحرام، فتحوّل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلوا السجدتين الباقيتين نحو الكعبة «2» . وذكر أبو عمر فيه أن الصلاة كانت الظهر، وقيل فيها تولة بغير تصغير، وقيل أولها نون، وستأتي. القسم الثاني خال، وكذا الثالث والرابع. حرف الثاء المثلثة القسم الأول 10965- ثبيتة، بمثلثة ثم موحدة ثم مثناة مصغرة، بنت الربيع بن عمرو بن عدي «3» ابن زيد بن جشم بن حارثة الأنصارية، والدة أبي قيس بن جبر. بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. وقال ابن سعد: أمها سهلة بنت امرئ القيس بن كعب، وتزوجها أوس بن قيظي، فولدت له عرابة، وعبد اللَّه، وكباثة. 10966- ثبيتة بنت سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد الأنصارية النجارية «4» . ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سخيلة بنت الصمة، وهي والدة عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة، وأخت قتيلة وميمونة. 10967- ثبيتة بنت النعمان بن عمرو بن خلدة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة الأنصارية البياضية. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، ولها ولأبيها ولجدها صحبة. 10968- ثبيتة بنت النعمان الأنصارية «5» ، من بني جحجبى. قال ابن حبيب: أسلمت وبايعت، وخلطها بالتي قبلها، وبنو جحجبي ليسوا من بني بياضة.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 253. (2) أخرجه النسائي 3/ 59 كتاب السهو. (3) أسد الغابة ت 6793. (4) أسد الغابة ت 6794. (5) أسد الغابة ت 6796. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 59 10969- ثبيتة بنت يعار «1» ، بمثناة تحتانية بعدها مهملة خفيفة، ابن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصارية الأوسية، امرأة أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وهي التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة. وقد تقدم ذكرها في ترجمته. سماها مصعب الزبيري وجماعة، وسماها موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري- سلمي، وكذا قال ابن إسحاق في رواية، وسماها أبو طوالة عمرة. وأما أبوها ففي قول موسى بن عقبة بالمثناة الفوقانية، وصوب إبراهيم بن المنذر الأول. حكى جميع ذلك أبو عمر، وقد تقدم في تسميتها قولان آخران: ليلى، وفاطمة. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات الأول، ومن فضلاء نساء الصحابة. قلت: في قوله: إنها من المهاجرات نظر، لأن نسبها في الأنصار، وفي قوله: إنها امرأة أبي حذيفة نظر آخر، فقد تقدم في ترجمة أبي حذيفة أن اسم امرأته التي أمرت بأن ترضعه وهي كبيرة سهلة بنت سهل الأنصارية، إلا أن يقال: كانت له امرأتان: التي أعتقت سالما، والتي أمرت أن ترضعه، فيحتمل على بعد. والعلم عند اللَّه تعالى. 10970- ثوبية: التي أرضعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» ، وهي مولاة أبي لهب. ذكرها ابن مندة، وقال: اختلف في إسلامها. وقال أبو نعيم: لا أعلم أحدا أثبت إسلامها انتهى. وفي باب من أرضع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من طبقات ابن سعد ما يدل على أنها لم تسلم، ولكن لا يدفع قول ابن مندة بهذا. وأخرج ابن سعد من طريق برة بنت أبي تجراة أن أوّل من أرضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثويبة بلبن ابن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة، وأرضعت قبله حمزة، وبعده أبا سلمة بن عبد الأسد. وقال ابن أسعد: أخبرنا الواقديّ عن غير واحد من أهل العلم، قالوا: كانت ثويبة [مرضعة] رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يصلها وهو بمكة، وكانت خديجة تكرمها، وهي على ملك أبي لهب، وسألته أن يبيعها لها فامتنع، فلما هاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أعتقها أبو لهب، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبعث إليها بصلة وبكسوة حتى جاء الخبر أنها ماتت سنة سبع مرجعه من خيبر، ومات ابنها مسروح قبلها.   (1) أسد الغابة ت 6797، الاستيعاب ت 3312. (2) أسد الغابة ت 6798. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 60 قلت: ولم أقف في شيء من الطرف على إسلام ابنها مسروح، وهو محتمل. القسم الثاني 10971- ثبيتة بنت الضحاك بن خليفة «1» . قال أبو عمر: ولدت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال علي بن المديني فيما نقله عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي: هي أخت أبي جبيرة، وثابت ابني الضحاك الأنصاريين. قال أبو عمر: ذكرها بالنون بدل الموحدة، وتفرد بذلك. قلت: وذكرها أبو نعيم في الباء الموحدة، وقبل الهاء نون، وحكى أبو موسى أنه اتبع في ذلك ابن مندة في التاريخ، ولم يذكرها في الصحابة، والمشهور أنها بالمثلثة، قاله أبو موسى، وروى محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة، قال: كنت جالسا عند محمد بن سلمة وهو على إجار له يطارد ثبيتة بنت الضحاك، فجعل ينظر إليها، فقلت: سبحان اللَّه! تفعل هذا وأنت صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إذا ألقى اللَّه في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها» «2» . قلت: أخرجه التّرمذيّ، وأمعن أبو موسى في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه، ورجّح ما ذكره هاهنا. وقال أبو موسى في «الذّيل» : ذكرت في حديث لمحمد بن سلمة، وليس فيه ذكر لصحبتها. قلت: ذكرتها هاهنا معتمدا على قول أبي عمر. القسم الثالث خال، وكذا القسم الرابع.   (1) أسد الغابة ت 6795، الاستيعاب ت 3311. (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 599 في كتاب النكاح باب 9 النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها حديث رقم 1864 قال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/ 599 في إسناده حجاج وهو بن أرطاة الكوفي ضعيف ومدلس ورواه بالعنعنة لكن لم ينفرد به حجاج فقد رواه ابن حبان في صحيحه بإسناد آخر وأحمد في المسند 4/ 225، 3/ 493 والطبراني في الكبير 19/ 225، 226- وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 357 والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 85، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 10338 وابن حبان في صحيحة حديث رقم 1235. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 61 حرف الجيم القسم الأول 10972- جثامة، بمثلثة ثقيلة. غيّر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، اسمها، وسمّاها حسانة، تأتي في الحاء المهملة إن شاء اللَّه تعالى. 10973- جدامة، بنت جندل «1» . ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر من نساء بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة من أهل مكة حلفاء بني عبد شمس. وذكر الطبري في الذيل أنها هي بنت وهب الآتي ذكرها، فإن المجدمين هم العرب، قالوا: هي بنت وهب. وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة، وبايعت، وهاجرت إلى المدينة، وكانت تحت أنيس بن قتادة [الأنصاري الأوسي، وهو بدري، استشهد بأحد. وتبعه ابن عبد البر. وقيل: التي كانت تحت أنيس بن قتادة] خنساء بنت خدام، ولا مانع أن يكونا جميعا زوجتيه. 10974- جدامة بنت الحارث «2» ، أخت حليمة مرضعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. لقبها الشيماء، لا تعرف لها رواية. ذكرها ابن مندة، وتعقبه ابن الأثير بأن الشيماء بنت حليمة لا أختها كما سيأتي عند ذكرها، فهي أخت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لا خالته. قلت: إن كان ما ذكره ابن مندة محفوظا احتمل أن تكون بنت حليمة سمّيت باسم خالتها ولقّبت لقبها، على أنهم لم يتفقوا على أن اسم الشيماء جدامة- بالجيم والميم، بل جزم أبو عمر بأنها حذافة بالمهلمة والفاء، وجزم ابن سعد بالأول. 10975- جدامة بنت وهب الأسدية «3» ، ويقال بالخاء المعجمة. روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في رضاع الحامل. روت عنها أمّ المؤمنين عائشة. أخرج حديثها في الموطأ، ولفظه: عن جدامة الأسدية، أنها سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ... » الحديث.   (1) الثقات 3/ 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 254، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 377. (2) أسد الغابة ت 6802. (3) الثقات 3/ 67، أعلام النساء 1/ 157، تجريد أسماء الصحابة 2/ 254، تقريب التهذيب 2/ 93، بقي ابن مخلد 550، تهذيب التهذيب 12/ 405، الكاشف 3/ 466، تهذيب الكمال 3/ 1679 تلقيح فهوم أهل الأثر 376. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 62 وفي بعض طرقه عند مسلم، عن جدامة بنت وهب، أخت عكاشة بن وهب، قالت: حضرت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في أناس، وهو يقول ... فذكر الحديث. وفيه: «ذكر العزل، وأنّه الوأد الخفيّ» . وأورده ابن مندة بلفظ الموطأ في جدامة بنت جندل. 10976- الجرباء بنت قسامة بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك «1» ، أخت حنظلة. قال الزّبير بن بكّار: قدمت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتزوّجت طلحة بن عبيد اللَّه، فهي والدة أم إسحاق بنت طلحة، وسيأتي لها ذكر في ترجمة أختها زينب. 10977- جعدة بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية «2» . استدركها أبو عليّ الجيانيّ على أبي عمر، فنقل عن العدويّ في نسب الأنصار- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يأتي إلى منزلها ويأكل عندها، قال: وهي أم حارثة بن النعمان وأخيه الحارث بن الحباب بن الأرقم، وأخوها عمرو بن عبيد بن ثعلبة له صحبة. 10978- جعدة بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم بن حارثة الأنصارية «3» . بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، واستدركها ابن الأثير. قلت: وقد ذكرها ابن سعد، فقال أمها الرعاة بنت عدي بن سواد، ثم تزوجها النعمان بن نفيع فولدت له حارثة الصحابي المشهور، ثم خلف عليها الحباب بن الأرقم، [فولدت] له الحارث، وأسلمت جعدة وبايعت. 10979- جليلة بنت عبد الجليل. ذكرها أبو سعيد النّيسابوريّ في كتاب شرف المصطفى، وأورد من حديث قالت: قلت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إنّا حفرنا ركيّة فإذا فيها دوابّ وهوامّ، فدفع إليها إداوة من ماء، وقال: صبّوه فيها. قالت: فصببناه فيها فمتن وذهبن كلّهن، وفي سنده مقال. 10980- جمانة، بضم أوله وتخفيف الميم وبعد الألف نون، بنت أبي طالب «4» . قال أبو أحمد العسكريّ: هي أم عبد اللَّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، كذا قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، تزوجها أبو سفيان بن الحارث، فولدت له عبد اللَّه ولم يسند شيئا.   (1) أسد الغابة ت 6804، الاستيعاب ت 3316. (2) أسد الغابة ت 6806، الاستيعاب ت 3317. (3) أسد الغابة ت 6807. (4) أسد الغابة ت 6808، الاستيعاب ت 3318. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 63 وقال الزّبير بن بكّار: هي أخت أم هانئ، وذكرها ابن إسحاق فيمن قسم له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا. وأخرج الفاكهيّ في كتاب «مكّة» ، من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، قال: أدركت عطاء ومجاهدا وابن كثير وأناسا إذا كان ليلة سبع وعشرين من رمضان خرجوا في التنعيم واعتمروا من خيمة جمانة وهي بنت أبي طالب. وذكرها ابن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد، وأفردها في باب بنات عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقال: ولدت لأبي سفيان بن الحارث ابنه جعفر بن أبي سفيان، وأطعمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا. 10981- جمرة بنت الحارث بن غوف: هي البرصاء. تقدمت. 10982- جمرة بنت عبد اللَّه التميمية اليربوعية «1» ، من بني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. قال ابن مندة: عدادها في الكوفيين، لها ولأبيها صحبة، وأخرج حديثها الحسن بن سفيان، وأبو يعلى في مسنديهما، من طريق عطوان بن مشكان، وهو بمهملتين مفتوحتين وقيل بضم أوله وسكون ثانيه، وأبوه بضم الميم وسكون المعجمة، عن جمرة بنت عبد اللَّه اليربوعية، قالت: ذهب بي أبي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ادع اللَّه لبنتي هذه بالبركة. قالت: فأجلسني في حجره، ثم وضع يده على رأسي، فدعا لي بالبركة. وقد تقدم ذكرها في ترجمة أبيها في أواخر العبادلة. وقال أبو عمر: مختلف في حديثها، ولا يصح من جهة الإسناد، كذا قال: وليس فيه إلا عطوان. وقد قال فيه ابن معين: لا بأس به. 10983- جمرة بنت قحافة الكندية «2» . قال ابن مندة: عدادها في الكوفيين. روى عنها شبيب بن غرقدة. وقال أبو عمر: روت عنها ابنتها أم كلثوم إن صح حديثها ذاك، لأنه لا يعبأ بإسناد، فأما حديث شبيب عنها فأخرجه الطّبرانيّ وغيره من طريق بشر بن الوليد، حدثنا الحسن بن قارب، عن شبيب بن غرقدة، حدثتني جمرة بنت قحافة، قالت: كنت مع أم سلمة في حجة الوداع، فسمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا أمّتاه، هل بلّغتكم؟» فقال بنيّ لها: يا أمه، ما له يدعو أمه؟ فقالت: يا بني،   (1) الثقات 3/ 67، بقي بن مخلد 974، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255. (2) أعلام النساء 1/ 170، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 64 إنما يدعو أمته، وهو يقول: «ألا إنّ أعراضكم وأموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا» . وأما رواية بنتها أم كلثوم فإنّها لا تحضرني الآن، وقد اختصر ابن الأثير حديث أبي عمر في رواية أم كلثوم، فصار قوله إسناد حديثها لا يعبأ به يتناول حديث شبيب خاصة، وليس كذلك. 10984- جمرة بنت النعمان العدوية «1» . حديثها عند الواقديّ، عن شعيب بن ميمون المخزومي، عن أبي مرابة البلوي، عن جمرة بنت النعمان، وكانت لها صحبة، قالت: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يدفن الشعر والدم «2» . أخرجه أبو نعيم بسند واه، واستدركه أبو موسى. 10985- جمل، بضم أوله وسكون الميم، وقيل بصيغة التصغير، بنت يسار المزنية «3» ، أخت معقل بن يسار- يقال هي التي عضلها أخوها لما طلقها زوجها، ثم أراد أن يعيدها فمنعه. أخرج حديثها البخاريّ، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، قال في هذه الآية: حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه، قال: كنت زوّجت أختا لي من رجل، فطلقها، حتى إذا انقضت عدّتها جاء يخطبها، فقلت له: زوّجتك وأكرمتك وأفرشتك، فطلقتها ثم جئت تخطبها؟ لا واللَّه لا تعود إليها أبدا، قال: وكان رجلا لا بأس به، وكانت المرأة لا تكره أن ترجع إليه، فأنزل اللَّه هذه الآية: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ [البقرة 232] فقلت: الآن أفعل يا رسول اللَّه. فزوّجها إياه، ولم يقع تسميتها في الصحيح. وأخرج الطّبريّ من طريق ابن جريج أن اسمها جميلة، وقال الكلبي: اسمها جميل، وضبطها ابن ماكولا بالتصغير. وقال الثعلبي: اسمها جميلة، ويقال اسمها ليلى. 10986- جميل «4» ، بالتصغير: في التي قبلها.   (1) أسد الغابة ت 6811. (2) أورده المتقي الهندي في كنزل العمال حديث رقم 18320 ولفظه كان يأمر بدفن سبعة أشياء الشعر والظفر والدم ... وعزاه للحكيم الترمذي عن عائشة. (3) أسد الغابة ت 6812. (4) الاستيعاب ت 3321. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 65 10987- جميلة بنت أبي الخزرجية «1» ، أخت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول. قال ابن مندة: وكانت تحت ثابت بن قيس بن شماس. روى عنها ابن عبّاس، وعبد اللَّه بن رباح، ثم ساق من طريق همام عن قتادة عن عكرمة مرسلا. ومن طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس موصولا- أن ّ جميلة بنت أبيّ ابن سلول أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تريد الخلع. فقال لها: ما أصدقك؟ قالت: حديقة. قال: فردّي عليه حديقته. ومن طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس- أن امرأة ثابت بن قيس وهي جميلة بنت أبيّ قالت: يا رسول اللَّه، لا أنا ولا ثابت ... فذكر الحديث في خلعها منه، قال: وروى عن أيوب عن عكرمة متصلا، والصواب عنه وعن قتادة مرسلا، وكذا رواه الحسين بن واقد، عن ثابت، عن عكرمة، ووصله محمد بن حميد، عن يحيى بن واضح، عن الحسين، فذكر ابن عباس فيه. ووصل أبو نعيم طريق سعيد الموصولة. ولفظ المتن: أن جميلة بنت أبيّ قالت: يا رسول اللَّه، لا أعيب على ثابت في دين ولا خلق، ولكني أكره الكفر بعد الإسلام، وإني لا أطيقه بغضا. فقال: «أتردّين عليه حديقته؟» قال: قالت: نعم، فأمره أن يأخذها منها. ورواية حفص بن عمر الضرير، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وأيوب كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس- أن جميلة بنت أبيّ بن سلول أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قالت ... فذكر نحوه. وأسنده من طريق محمد بن خالد بن عبد اللَّه الطحان، عن أبيه، عن أبي الجليل، عن جميلة بنت أبيّ ابن سلول أنها كانت تحت ثابت بن قيس. قلت: ورواية ابن حميد التي أشار إليها ابن مندة أخرجها ابن أبي خيثمة، والطّبرانيّ عنه. ولفظ المتن أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، فنشزت عليه، فأرسل إليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «يا جميلة، ما كرهت من ثابت؟» فقالت: واللَّه ما كرهت منه شيئا إلا دمامته. فقال لها: «أتردّين عليه حديقته؟» قالت: نعم. ففرّق بينهما. ورواية ابن عبّاس عنها أخرجها الطّبريّ من طريق ابن جرير، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أوّل خلع كان في الإسلام أخت عبد اللَّه بن أبيّ، أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت ... فذكر القصة.   (1) بقي بن مخلد. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 66 قال أبو عمر: كناها سعيد بن المسيّب أم جميل، وكانت قبل ثابت عند حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، ثم تزوّجها بعد ثابت مالك بن الدّخشم، ثم تزوجها بعده خبيب بن إساف. قال أبو عمر: روى البصريون أنها جميلة، يعني التي اختلعت من ثابت، وروى أهل المدينة أنها حبيبة بنت سهل. قلت: وسيأتي قول من قال إنها جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول قريبا إن شاء اللَّه تعالى. 10988- جميلة بنت أوس المرية «1» . لها حديث، ولأبيها صحبة- من التجريد. قلت: ذكرها أبو عليّ الغسّانيّ في ذيله على «الاستيعاب» ، وقال: ذكر حديثها في ترجمة أوس والدها، وكان ذكره من عند ابن قانع، وابن قانع صحّف نسب أوس، فقاله بالزاي والنون، وإنما هو بالراء بلا إعجام ثم بالهمزة كما تقدم بيانه في أوس. وتقدم الحديث من روايتها، لكن فيه عن أم جميل، وكأنها كنيتها واسمها جميلة، وستأتي في الكنى. 10989- جميلة بنت ثابت بن أبي «2» الأفلح، أخت عاصم، زوج عمر. تكنى أم عاصم، كان اسمها عاصية فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة. قاله أبو عمر: قال تزوجها عمر سنة سبع، فولدت له عاصم بن عمر، ثم طلقها فتزوّجها يزيد بن حارثة، فولدت له عبد الرحمن بن يزيد، فهو أخو عاصم بن عمر لأمه، وهي التي أتى فيها الحديث في الموطأ وغيره- أنّ عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصما يلعب. وقد تقدم ذلك في ترجمة عاصم في القسم الثاني من حرف العين، وأسند ابن مندة من طريق هشام بن حسان، عن واصل بن أبي شيبة، قال: كان اسم امرأة عمر عاصية، فأسلمت فأتت عمر، فقالت: قد كرهت اسمي، فسمّني، فقال: أنت جميلة، فغضبت، وقالت: ما وجدت اسما تسميني به إلا اسم أمة، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: يا رسول اللَّه، إني كرهت اسمي، فقال: «أنت جميلة» . فغضبت- يعني وذكرت قول عمر، فقال: «أما علمت أنّ اللَّه عند لسان عمر وقلبه» .   (1) الاستيعاب ت 3323. (2) الثقات 3/ 67، الدر المنثور 126، تجريد أسماء الصحابة 2/ 2550، الاستبصار 287. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 67 ثم ساق من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسم عاصية، فقال: «أنت جميلة» . قلت: وأخرجه ابن أبي شيبة، عن بشر بن السري، عن حماد، ولفظه: أن أمة لعمر كان يقال لها عاصية، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة. وأخرجه ابن أبي عمر، عن بشر بن السري بسند آخر، فقال: عن حماد، عن ثابت، عن أنس- أراه أنّ أمة لعمر كان لها اسم من أسماء العجم، فسمّاها عمر جميلة، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «أنت جميلة» «1» فقال لها عمر: خذيها على رغم أنفك. وقال ابن سعد في باب ما بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء أول كتاب طبقات النساء: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني ابن أبي حبيبة، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، قال: أول من بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمّ سعد بن معاذ، وهي كبشة بنت رافع بن عبيد، وأم عامر بنت يزيد بن السكن، ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم، ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وتميمة بنات أبي سفيان الّذي يقال له أبو البنات، وقتل بأحد، والشموس بنت أبي عامر الراهب، وابنتها جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، وظبية بنت النعمان بن ثابت بن أبي الأقلح. قلت: لعله سقط منه شيء قبل قوله: فأتت، وهو: ثم سألته امرأته أن يغيّر اسمها، فسماها جميلة، وغضبت، كما في رواية واصل المبدوء بها، فبذلك ينتظم الكلام، ويعرف سبب غضبها من تسميتها جميلة، ويستفاد منه صحابية أخرى وهي أمة عمر. وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقدي من حديث جابر عن عمر، قال: قلت: يا رسول اللَّه، قد صكت جميلة بنت ثابت صكة ألصقت خدّها بالأرض، لأنها سألتني ما لا أقدر عليه. 10990- جميلة بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة المخزومية «2» . روت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها زوجها، أخرج حديثها ابن مندة من طريق سماك بن حرب، عن عبد اللَّه بن عميرة، عن زوج بنت أبي جهل، عن بنت أبي جهل، واسمها جميلة، قالت: مرّ بنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فاستسقى فسقيته، وقال: «خير أمّتي قرني ثمّ الّذين يلونهم» . وأخرجه ابن أبي عاصم من هذا الوجه، وزاد: فقمت إلى كوز فسقيته، وسأله رجل   (1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 18 والدارميّ في الاستئذان 2/ 295. (2) أعلام النساء 1/ 174، تجريد أسماء الصحابة 2/ 255/ 256. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 68 عليه ثوبان أصفران، فقال: تبعد اللَّه لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم «1» . وقيل: إنها التي خطبها عليّ، والمحفوظ أنها جويرية. 10991- جميلة بنت زيد، أخت علبة بن زيد بن صيفي بن عمرو بن جشم بن حارثة الأنصارية» . بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 10992- جميلة بنت سعد بن الربيع الأنصاري الليثي «3» . استشهد بأحد. تقدم نسبها، لها صحبة. روت عن أبيها. روى عنها ثابت بن عبيد الأنصاري- أنّ أباها وعمها قتلا يوم أحد، فدفنا في قبر واحد، قاله أبو عمر، قال: وتزوج جميلة هذه زيد بن ثابت، قاله ابن سعد، وزاد: ولدت له خارجة، ويحيى، وإسماعيل، وسليمان، وكانت تكنى أم سعد. وأخرج ابن مندة، من طريق مسعر، عن ثابت بن عبيد، قال: دخلت على بنت سعد بن الربيع- يعني جميلة، وهي امرأة زيد بن ثابت، فقرّبت إلي رطبا وتمرا، فقلت لها: أرى هذا ورثته عن أبيك! فقالت: وما ورثت من أبي شيئا. قتل أبي قبل أن تنزل الفرائض. وقال ابن سعد: لم يكن سعد ولدها، وقتل أبوها، وهي حمل، ثم أسند عن الواقدي عن أبي الزناد أن أباها استشهد وهي حمل. 10993- جميلة بنت سنان بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصارية «4» . ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن سعد: أمها خولة بنت المنذر بن   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 2/ 130، 8/ 6. ومسلم في الصحيح 1/ 44 كتاب الإيمان الإيمان باب (4) بيان الإيمان الّذي يدخل به الجنة ... حديث رقم 15/ 14، والترمذي في السنن 5/ 13 كتاب الإيمان باب (8) ما جاء في حرمه الصلاة حديث رقم 2616 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح والنسائي في السنن 1/ 234 كتاب الصلاة 10 ثواب من أقام الصلاة حديث رقم 468. وابن ماجة في السنن 2/ 1314 كتاب الفتن باب (12) كف اللسان في الفتنة حديث رقم 3973، وأحمد في المسند 3/ 472، 4/ 76، والطبراني في الكبير 4/ 166، 165 والحاكم في المستدرك 1/ 51، الهيثمي في الزوائد 1/ 43، 48، 10/ 20 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43629، 42631. (2) أسد الغابة ت 6818. (3) أعلام النساء 1/ 175. (4) أسد الغابة ت 6820. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 69 عمرو بن حزام الأنصارية الخزرجية، أسلمت وبايعت، وهي أم ثابت بن عبيد السهام بن سليم الأنصاري، من بني خارجة. 10994- جميلة بنت صيفي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة. أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد، وأمها النوار بنت قيس بن لوذان بن ثعلبة، وهي أخت علبة بنت زيد بن عمرو بن زيد بن جشم. وتزوجت جميلة عتيك بن قيس بن هيشة الأوسي، من بني عمرو بن عوف. 10995- جميلة بنت أبي صعصعة «1» ، واسمه عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها عبادة بن الصامت، فولدت له الوليد، ثم تزوجت الربيع بن سراقة، وولدت له عبد اللَّه ومحمدا وبثينة، ثم تزوجها كلدة بن أبي خالد بن قيس بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق، قال: وأمها أنيسة بنت عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول. 10996- جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول «2» . ذكر ابن سعد أن حنظلة بن أبي عامر تزوجها، فقتل عنها يوم أحد، ثم تزوجها ثابت بن قيس فمات عنها، ثم خلف عليها مالك بن الدخشم، ثم خلف عليها خبيب بن إساف، كذا ذكر ابن مندة، وقوله في ثابت بن قيس: مات عنها وهم لم يقله ابن سعد، فإنّ ثابت بن قيس استشهد باليمامة، وخبيب بن إساف الّذي قال: إنه خلف عليها بعده عاش إلى خلافة عمر كما تقدم في ترجمته، فهذا متدافع، وقد راجعت طبقات ابن سعد فقال ما ملخصه: تزوجها حنظلة بن الراهب فقتل عنها يوم أحد، وهو غسيل الملائكة، فولدت له عبد اللَّه بن حنظلة، ثم تزوجها ثابت بن قيس بن شماس فولدت له محمدا، ثم خلف عليها مالك بن الدخشم، ثم خلف عليها خبيب بن إساف، ثم قال: أسلمت جميلة وبايعت، وهي أخت عبد اللَّه بن عبد اللَّه لأبويه، وقتل ابناها عبد اللَّه ومحمد يوم الحرّة. انتهى. وقد تشاغل ابن الأثير بالطعن فيما نقله ابن مندة، فقال: ذكر في ترجمة جميلة بنت أبيّ أنها اختلعت من ثابت بن قيس، وقال في هذه: إنها كانت زوجة حنظلة ولم يقله في التي قبلها، وقال: إن ثابتا مات عنها. فكأنه ظنهما اثنتين حيث رأى تلك جميلة بنت أبيّ،   (1) أسد الغابة ت 6814. (2) أسد الغابة ت 6821، الاستيعاب ت 3322. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 70 وهذه جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ، والأول هو الصحيح، والثاني وهم، وليس بشيء، ولو نظر فيهما لعلم أنهما واحدة وسبقه إلى زعم أنهما واحدة أبو نعيم، فقال: خالف الجماعة فأفردها عن المختلعة واهما فيها. وقال ابن الأثير: الحقّ مع أبي نعيم. انتهى. وقد أغفل ما وقع لابن مندة من الوهم الّذي نبهت عليه، وهو وارد، عليه، وادّعى أنه وهم في جعلهما اثنتين، وليس كما ظن هو وأبو نعيم، بل الصواب أنهما اثنتان، وأنّ ثابت بن قيس تزوج عمتها، فاختلعت منه، ثم تزوج هذه ففارقها، ولم يقل أحد في الكبرى إنها تزوجت حنظلة ولا مالكا ولا حبيبا، وقد أفرد ابن سعد هذه والتي جزمنا بأنها وهم والحق معه، ولو عكس ابن الأثير فاستدلّ على أنهما واحدة، وأنّ من قال جميلة بنت أبي نسبها إلى جدها لكان متّجها. واللَّه يهدي من يشاء. 10997- جميلة بنت عبد اللَّه بن حنظلة الأنصارية «1» ، من بني الحبلي. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 10998- جميلة بنت عبد العزى «2» بن قطن الخزاعية، من بني المصطلق. كانت من المبايعات، وهي زوج عبد الرحمن بن العوام أخي الزبير، أم بنيه، لا يعرف لها رواية، قاله أبو عمر. قلت: كذا سماها ابن الأثير بعد بنت عبد اللَّه ... وعمر، فاقتضى أنها عنده بوزن عظيمة، وليس كذلك، وإنما هي جمينة بالتصغير، وقبل الهاء نون، كذا هي في نسخة من الاستيعاب مجوّدة، وكذا في كتاب النسب للزبير بن بكار في نسخة معتمدة، وفي أخرى بالحاء المهملة. 10999- جميلة بنت عمر بن الخطاب «3» . تقدم ذكرها في جميلة بنت ثابت. 11000- جميلة بنت عمرو بن هشام بن المغيرة، هي بنت أبي جهل. تقدمت. 11001- جميلة، أو خويلة، أو خولة، امرأة أوس بن الصامت التي ظاهر منها. ذكرها ابن مندة، ونسبه أبو نعيم إلى التصحيف، وليس كما زعم، فقد وقع تسميتها كذلك في حديث عائشة من مسند أحمد، لكن المعروف أنها خولة، فلعل جميلة لقب. وسيأتي بيان ذلك في حرف الخاء المعجمة إن شاء اللَّه تعالى.   (1) أسد الغابة ت 6822. (2) أسد الغابة: ت 6823. (3) أسد الغابة ت 6824، الاستيعاب ت 3326. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 71 11002- جميلة بنت يسار، تقدم في جمل. 11003- جميمة، بالتصغير، بنت حمام بن الجموح الأنصارية «1» ، من بني الحبلي. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11004- جميمة بن صيفي بن صخر بن خنساء الأنصارية «2» . ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، واستدركها أبو علي الغساني على ابن عبد البر. 11005- جمينة، بالنون، قيل إنها بنت عبد العزى «3» . تقدمت في جميلة. 11006- جهدمة: امرأة بشير بن الخصاصية «4» السّدوسي الصحابي المشهور «5» كانت من بني شيبان. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديثين أو ثلاثة، قاله أبو عمر. قلت: أسند ابن مندة لها حديثين من طريق أبي عتاب الكلبي، عن إياد بن لقيط عنها. قلت: كان اسم بشير رحما، فسماه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بشيرا، والآخر من هذا الوجه، قالت: ورأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج إلى الصلاة وهو ينفض رأسه وجبينه من ردع الحناء. وأخرجه التّرمذيّ في «الشّمائل» ، ويقال: كان اسمها هذا فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ت فسماها ليلى. وذكرها ابن حبان في الصحابة، فقال: يقال لها صحبة، ثم ذكرها في ثقات التابعين. 11007- جويرية بنت أبي جهل «6» التي خطبها عليّ بن أبي طالب، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا تجتمع بنت رسول اللَّه وبنت عدوّ اللَّه عند رجل واحد أبدا» . فترك عليّ الخطبة، فتزوجها عتاب بن أسيد أمير مكة في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فولدت له عبد الرحمن، فقتل يوم الجمل. ذكرها ابن مندة، وقال غيره: اسمها جميلة كما تقدم، وقصتها في الصحيحين من حديث المسور بن مخرمة من غير أن تسمّى. 11008- جويرية بنت الحارث «7» بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة، وهو   (1) أسد الغابة ت 6825. (2) الثقات 3/ 67، أعلام النساء 1/ 185، تجريد أسماء الصحابة 2/ 256، تقريب التهذيب 2/ 593، تهذيب التهذيب 12/ 406، تهذيب الكمال 3/ 1680، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 377. (3) أسد الغابة ت 3327. (4) في أالصامت. (5) أسد الغابة ت 6827، الاستيعاب ت 3328. (6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 255، 256، الثقات 3/ 66. (7) الثقات 3/ 66، أعلام النساء 1/ 190، السمط الثمين 134، تقريب التهذيب 2/ 593، تجريد أسماء الصحابة 2/ 256، تهذيب التهذيب 12/ 407، أزمنة التاريخ الإسلامي 969، الكاشف 3/ 467، تهذيب الكمال 3/ 1680، الاستبصار 121، خلاصة تذهيب الكمال 3/ 17، تلقيح فهوم أهل الأثر 22/ 270، بقي بن مخلد 254. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 72 المصطلق، ابن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو الخزاعية المصطلقية. لما غزا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بني المصطلق غزوة المريسيع في سنة خمس أو ست، وسباهم وقعت جويرية، وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقي، في سهم ثابت بن قيس. قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عمه عروة بن الزبير، عن خالته عائشة، قالت: لما قسم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فو اللَّه ما هي إلا أن رأيتها فكرهتها، وقلت: يرى منها ما قد رأيت. فلما دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قالت: يا رسول اللَّه، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه، وقد أصابني من البلايا ما لم يخف عليك، وقد كاتبت على نفسي، فأعنّي على كتابتي. فقال: «أو خير من ذلك؟ أؤدّي عنك كتابتك وأتزوّجك؟» فقالت: نعم. ففعل ذلك. فبلغ الناس أنه قد تزوّجها، فقالوا: أصهار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فلقد أعتق اللَّه بها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها. وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن عائشة نحوه، لكن سمى زوجها صفوان بن مالك. ومن طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: كان اسم جريرية برة، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية «1» . وأخرج التّرمذيّ، من طريق شعبة بهذا الإسناد إلى ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ عليها وهي في مسجدها. ثم مرّ عليها قريبا من نصف النهار، فقال: «ما زلت على ذلك!» قالت: نعم. قال: «ألا أعلّمك كلمات تقولينهنّ؟ سبحان اللَّه عدد خلقه ... » «2» الحديث.   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 326، 353. (2) أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 162. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3420، 3429 وعزاه لأبي داود وأحمد في المسند عن أسماء بنت عميس. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 73 ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة، وسنده صحيح. ومن مرسل أبي قلابة قال: سبى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية- يعني وتزوّجها، فجاءها أبوها، فقال: إن بنتي لا يسبي مثلها، فخلّ سبيلها. فقال: «أرأيت إن خيّرتها أليس قد أحسنت؟» قال: بلى، فأتاها أبوها فذكر لها ذلك، فقالت: اخترت اللَّه ورسوله. وسنده صحيح. وروت جويرية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. روى عنها ابن عباس، وجابر، وابن عمر، وعبيد بن السباق، والطفيل ابن أخيها، وغيرهم. وذكر ابن إسحاق أنّ زوجها الأول كان يقال له ابن ذي الشقر. وسماه الواقدي مسافع بن صفوان بن ذي الشّقر بن أبي السرح. وقتل يوم المريسيع. وفي صحيح البخاريّ، عن جويرية أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل عليها يوم جمعة وهي صائمة، فقال: «أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: «فتصومين غدا؟» قالت: لا. قال: «فأفطري» . وعند مسلم من طريق الزّهريّ، عن عبيد بن السباق، عن جويرية بنت الحارث، قالت: دخلت علي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «هل من طعام؟» الحديث. وفي صحيح مسلم كان اسمها برة، فسماها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية، كره أن يقال خرج من عند برة. قيل: ماتت سنة خمسين من الهجرة، وقيل: بقيت إلى ربيع الأول سنة ست وخمسين، قاله الواقدي، قال: وصلى عليها مروان. وقيل: عاشت خمسا وستين سنة. 11009- جويرية: وقع عند ابن بطال في شرحه أنها المرأة التي استعار خبيب بن عدي منها الموسى. والحديث في صحيح البخاريّ غير مسمّاة. 11010- جويرية بنت المجلل، امرأة حاطب بن الحارث الجمحيّ «1» . تكنى أم جميل، وهي مشهورة بكنيتها. واختلف في اسمها، قاله أبو عمر. القسم الثاني 11011- جمانة بنت الحسن بن حبة.   (1) أسد الغابة ت 6830، الاستيعاب ت 3330. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 74 ولدت في العهد النبوي، وتزوجها حذيفة بن اليمان، ذكرها ابن سعد فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11012- جميلة بنت عمر بن الخطاب، كان اسمها عاصية، فسماها جميلة. أخرج ابن أبي شيبة، عن الحسن بن موسى، عن حماد، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر- أنّ ابنة لعمر كان يقال لها عاصية، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة. واستدركها أبو عليّ الغسّانيّ على «الاستيعاب» ، وتعقّبه ابن الأثير بأن هذه القصة إنما وردت لامرأة عمر لا لابنته كما تقدم، وكان قد ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت امرأة عمر ما نصّه: روى حماد بن سلمة بهذا الإسناد أنها- يعني جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح- كان اسمها عاصية، فلما أسلمت سماها جميلة، كذا أورده، وإنما نقله من كتاب ابن مندة، ولفظه: من طريق حجاج بن منهال، عن حماد- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم غيّر اسم عاصية، فقال: «أنت جميلة» . ولم يصفها بأنها امرأة عمر ولا ابنته، ولكن ذكر قبل ذلك من مرسل واصل بن أبي عيينة ما يتعلق بامرأة عمر، كما تقدم في ترجمتها، فتصرّف عند نقله بالمعنى، فما طبّق المفصل. ولا مانع أن يغيّر اسم المرأة والبنت، ولكن ساق أبو علي الغساني الحديث، من طريق أبي مسلم الكجي، عن حجاج بن منهال، ولفظه: كانت أمّ عاصم تسمى عاصية فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جميلة، فهذا يدلّ على أن المراد امرأة عمر. 11013- جويرية بنت أبي سفيان بن حرب، شقيقة معاوية. ذكرها ابن سعد، وقال: تزوجها السائب بن أبي حبيب الأسدي. القسم الثالث 11014- جسرة بنت دجاجة «1» ، تابعية معروفة. روت عن أبي ذر، وعلي، وعائشة، وأم سلمة. وهي معدودة في أهل الكوفة. روى عنها قدامة بن عبد اللَّه العامري، وأفلت بن خليفة، وممدوح الهذلي. قال العجليّ: ثقة ... وورد ما يدلّ على أن لها إدراكا، فأخرج ابن مندة من طريق عثام بن علي، عن قدامة، عن جسرة، قالت: أتانا آت يوم وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فأشرف على الجبل،   (1) أسد الغابة ت 6805. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 75 فقال: يا أهل الوادي، انحرف الدين- ثلاث مرات، [مات] نبيكم الّذي تزعمون، فإذا هو شيطان، فحسبنا فوجدناه مات ذلك اليوم. وذكرها ابن مندة في الصّحابة، ولم يذكر سوى هذا الأثر. وأخرجه عن أبي عليّ بن السّكن بسنده إلى عثّام، وهو بمهملة ومثلثة ثقيلة، وليس صريحا في إدراكها، لاحتمال أن تكون أرادت بقولها: أتانا آت من قومها، وتكون نقلت عنهم، ولم تدرك هي ذلك، ولم يذكرها ابن السكن في الصحابة، وحديثها عن الصحابة في السن لأبي داود والنسائي وغيرهما. 11015- جمرة، امرأة عيينة بن حصن الفزاري. مذكورة في خبر قيس بن أبي حازم المرسل في قصة عيينة في أواخر ... كذا من آخر سعيد بن منصور ... القسم الرابع 11016- جارية بنت عمرو بن المؤمل. كانت ممن يعذّب في اللَّه فاشتراها أبو بكر. ذكرها ابن سعد بعد أميمة بنت رقيقة، وقيل بريرة، مولاة عائشة، فقال: وليست هي بنت عمرو، إنما كانت أمّة لآل عمرو، فلعله كان فيه جارية بيت، بفتح الموحدة وسكون التحتانية، وهذا اللفظ يطلق على آل الرجل وعلى زوجته، فالمراد هاهنا الأول. والمعروف فيها جارية بني عمرو بن المؤمل، أو جارية بن عمرو بن المؤمل. وقد ظنها بعضهم رجلا، وصحّف، فقال: حارثة- بالمهملة والمثلثة. وباللَّه التوفيق. 11017- جميلة بنت المصفح «1» . أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها فضيل بن مرزوق، ذكرها أبو عمر. قلت: حكى غيره في اسم أبيها المصبح- بالموحدة عوض الفاء، ولم أر لها رواية عن صحابي، وإنما أخرج النسائي في مسند علي حديثا، ولها حديث آخر عن حاطب عن أبي ذر، ولم أقف على ما يدل على إدراكها. 11018- جميلة بنت عبد العزى. تقدم التنبيه عليها في القسم الأول. 11019- جويرية بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.   (1) أعلام النساء 1/ 178. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 76 قال الذّهبيّ في آخر حرف الجيم من النساء: جويرية التي قال لها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ... » «1» الحديث أخرجه مسلم. قال ابن حبان في الأنواع: هي ابنة عمة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، كذا قال، وإنما هي أم المؤمنين ... وقد رواه ابن عباس عنها. قلت: قد ذكرته في ترجمة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث من سياق الترمذي. ولفظ مسلم، من طريق سفيان- هو ابن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج من عندها بكرة .... الحديث. وفي رواية مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبي رشدين، وهو كريب- مثله، لكن قال: مرّ بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين صلى الغداة أو بعد ما صلّى، وكذا هو عند ابن ماجة، من طريق مسعر. وعند الترمذي، والنسائي، من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بمثل سفيان. وفيه: عن ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم مرّ عليها وهي تسبّح. وفي مسند الحسن بن سفيان، عن قتيبة، عن سفيان بن عيينة بسند مسلم، عن ابن عباس، قال: قالت جويرية بنت الحارث: خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا في مصلّاي، فرجع حين تعالى النهار ... الحديث. قال أبو نعيم في مستخرجه بعد أن أخرجه: كان في أوله قصة فتركتها. قلت: وقد ذكرها أبو عوانة في صحيحه، عن شعيب بن عمرو، عن سفيان، فساق بسنده إلى ابن عباس، قال: خرج علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من عند جويرية، وكان اسمها برة، فحوّله جويرية، وكره أن يقال: خرج من عند برة، فخرج وهي في مصلّاها، فذكر الحديث، فيستفاد من هذه الزيادة أنها جويرية بنت الحارث الخزاعية، زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأنّ مسلما قد أخرج هذه القطعة من الحديث من رواية سفيان بن عيينة بهذا السند إلى ابن عباس. وكذلك أخرجه محمد بن سعد في ترجمة جويرية أم المؤمنين، عن سفيان بن عيينة. وأخرجه أيضا من طريق سفيان الثوري، عن محمد بن عبد الرحمن مثل سياق ابن عيينة، فقال في أوله: كان اسم جويرية برة، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جويرية، قال: فصلّى الفجر،   (1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2090 عن ابن عباس عن جويرية كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (48) باب التسبيح أول النهار وعند النوم (19) حديث رقم (79/ 2726) وأحمد في المسند 1/ 258، وابن سعد في الطبقات 8/ 85 والبغوي في شرح السنة 5/ 205، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 3719. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 ثم خرج من عندها حتى ارتفع الضحى، ثم جاء وهي في مصلّاها ... الحديث. فعرف من هذا أنها أم المؤمنين. وباللَّه التوفيق. حرف الحاء المهملة القسم الأول 11020- حبّانة، بكسر أوله وتشديد الموحدة وبعد الألف نون، بنت سليم بن ضبع، أم عامر، هي مشهورة بكنيتها. سماها ابن سعد. وستأتي في الكنى. 11021- حبتة، بفتح أولها وسكون الموحدة بعدها مثناة من فوق، بنت جبير، أخت خوّات بن جبير. تقدم نسبها في أخيها. ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11022- حبتة «1» ، أم سعد بن عمير. ذكرت في ترجمة ولدها. 11023- حبّة، بفتح أولها وزن برة، بنت عمرو بن حصن الأنصارية. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11024- حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة «2» . تقدم نسبها في الألف. هي زوجة سهل بن حنيف، والدة أبي أمامة أسعد. قال إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن محمد بن عمارة: حدثتني أمي حبيبة وخالتي كبشة أختا فريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة ... فذكر حديثا. وروى عبد اللَّه بن إدريس الدّوري، عن محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك، قال: أوصى أبو أمامة أسعد بن زرارة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقدم عليه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرّعاث، فحلاهنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من ذلك الرعاث، قالت زينب: فأدركت بعض ذلك الحلي عند أهلي. وأخرجه ابن السّكن من رواية ابن إدريس. وقال ابن سعد: أسلمت حبيبة وبايعت، وتزوّجها سهل بن حنيف، فولدت له. أبا أمامة أسعد، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم باسم أبيها، وكناها بكنيته، وأمها عميرة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث.   (1) في أحبيبة. (2) أسد الغابة ت 6832، الاستيعاب ت 3331. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 78 11025- حبيبة بنت أبي تجراة العبدرية ثم الشيبية «1» . روى حديثها الشّافعيّ عن عبد اللَّه بن المؤمل، وابن سعد، عن معاذ بن هانئ، ومحمد بن سنجر، عن أبي نعيم وابن أبي خيثمة، عن شريح بن النعمان، كلّهم عن ابن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن عطاء بن أبي رباح، حدثتني صفية بنت شيبة، عن امرأة يقال لها حبيبة بنت أبي تجراة، قالت: دخلنا دار أبي حسين في نسوة من قريش والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يطوف بالبيت، حتى أن ثوبه ليدور وهو يقول لأصحابه: اسعوا فإن اللَّه كتب عليكم السعي. لفظ معاذ. وأخرجه الطّحاويّ، من طريق معاذ، وقد وقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة من طريقه. قال أبو عمر: قيل اسمها حبيبة بفتح أوله، وقيل بالتصغير. وقال غيره: تجراة ضبطها الدار الدّارقطنيّ بفتح المثناة من فوق، ثم قال أبو عمر: اختلف في صحابيتها بهذا الحديث على صفية بنت شيبة، وقد ذكرت ذلك في التمهيد. قلت: وقد تقدم من وجه آخر عن صفية عن برة، وقيل عن تملك، وقيل عن أم ولد لشيبة، وقيل عن صفية بلا واسطة. وقد استوعب أبو نعيم بيان طرقه، ومنها من طريق جسرة بنت محمد بن سباع، عن حبيبة بنت أبي تجراة كذلك. وأخرجه النسائي، وابن ماجة، من طريق بدليل بن ميسرة، عن مغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة. وفي رواية ابن ماجة عن أم ولد لشيبة. وقد تقدم سند حديث تملك في المثناة. 11026- حبيبة بنت جحش «2» . ذكرها ابن سعد، وقال: هي أم حبيب. وهي شقيقة زينب أيضا، وهي المستحاضة، قال بعض المحدثين: يقلب اسمها فيقول أم حبيبة. ثم أخرج من طريق ابن أبي ذئب، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة- أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت سبع سنين، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف. قال الواقدي كذا ... وذكرها ابن عبد البر، وقال: قاله قوم، وأن كنيتها أم حبيب، يعني بلا هاء، قال: والأشهر أنها أم حبيبة، كذا قال. واستدركها في الكنى.   (1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257، تلقيح فهوم أهل الأثر 379، بقي بن مخلد 1013، تعجيل المنفعة 555. (2) أسد الغابة ت 6834، الاستيعاب ت 3333. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 11027- حبيبة بنت أم حبيبة، بنت أبي سفيان، هي حبيبة بنت رملة بنت أبي سفيان ابن صخر. تأتي قريبا، واسم أبيها عبد اللَّه بن جحش، وأمها أم المؤمنين. 11028- حبيبة بنت الحصين بن عبد اللَّه بن أنس بن أمية بن زيد بن دارم، زوج السائب بن أبي السائب. ذكرها الزّبير بن بكّار، وهي والدة عبد اللَّه بن السائب بن أبي السائب، ولعبد اللَّه ولأبويه صحبة. 11029- حبيبة بنت خارجة بن زيد «1» ، أو بنت زيد بن خارجة الخزرجية، زوج أبي بكر الصديق، ووالدة أم كلثوم ابنته التي مات أبو بكر وهي حامل بها، فقال ذو بطن بنت خارجة ما أظنها إلا أنثى، فكان كذلك. وفي قصة الوفاة النبويّة، من رواية عروة، عن عائشة: استأذن أبو بكر لما رأى من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يأتي بيت خارجة، فأذن له. وقال ابن سعد : حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر، أمهما هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم. أسلمت وبايعت، قال: وخلف على حبيبة بعد أبي بكر إساف بن عتبة بن عمرو. 11030- حبيبة بنت زيد بن أبي زهير «2» . في ترجمة والدها. 11031- حبيبة بنت أبي سفيان «3» . قال أبو عمر، قاله أبان بن صمعة، سمع محمد بن سيرين يقول: حدثتني حبيبة بنت أبي سفيان- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول فيمن مات له ثلاثة من الولد. لم يرو عنها غير محمد بن سيرين، ولا تعرف لأبي سفيان ابنة يقال لها حبيبة. والّذي أظنّ أنها حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان التي روى حديثها الزهريّ، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عنها عن ابنها، عن زينب بنت جحش في ردم يأجوج ومأجوج، وأبوها عبيد اللَّه بن جحش مات بأرض الحبشة. وذكرها موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى الحبشة، قال: وتنصر أبوها هناك. انتهى. وليس كما ظن، بل هذه حبيبة بنت أبي سفيان أخرى كانت تخدم عائشة- وليس أبوها   (1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257. (2) أسد الغابة ت 6835. (3) أسد الغابة ت 6836، الاستيعاب ت 3335. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 80 أبا سفيان هو ابن حرب والد أم حبيبة أم المؤمنين، بل هو أبو سفيان آخر لا يعرف نسبه. وقد أخرج حديثها ابن مندة بعلو، من طريق النضر بن شميل، عن أبان بن صمعة: سمعت ابن سيرين يقول: حدثتني حبيبة أنها كانت في بيت عائشة قاعدة، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال إلّا أدخلهما اللَّه الجنّة» «1» . وقال: رواه الأنصاري وغيره. وأخرجه الحسن بن سفيان في مسندة: من طريق سهل بن يوسف، عن أبان مطولا. وقال في آخره: «ألا قيل: ادخلوا الجنّة، فيقولون: حتّى يدخلها أبوانا، فيقال في الثّالثة أو الرّابعة: ادخلوا أنتم وآباؤكم» : قال: فقالت لي عائشة: أسمعت؟ قلت: نعم. قالت: فاحفظي إذا. 11032- حبيبة بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية، أخت رعينة شقيقتها، أمّهما عمرة بنت مسعود التي اختلعت من ثابت بن قيس فيما روى أهل المدينة. وروت عنها عمرة. وجائز أن تكون هي وجميلة بنت أبيّ ابن سلول اختلعتا من ثابت جميعا. قلت: ووقع لنا حديثها بعلو في مسند الدّارميّ، عن يزيد بن هارون. وفي المعرفة لابن مندة من طريقه، وهو عند ابن سعد. عن يزيد، عن يحيى بن سعيد أن عمرة بنت عبد الرحمن أخبرته أن ّ حبيبة بنت سهل تزوّجها ثابت بن قيس، وذكرت أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قد كان همّ أن يتزوجها، وكانت جارية، وأن ثابتا ضربهما، وأنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج فرأى إنسانا. فقال: «من هذا؟» قالت: أنا حبيبة بنت سهل. قال: «ما شأنك؟» قالت: لا أنا ولا ثابت. فأتى ثابت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال له النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خذ منها وخلّ سبيلها» . فقالت: يا رسول اللَّه: عندي واللَّه كلّ شيء أعطانيه، فأخذ منها وقعدت في أهلها. وهو في «الموطّأ» : عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة. ومنهم من أرسله. وعند ابن أبي عاصم من طريق حماد بن زيد كلاهما عن يحيى بن سعيد مطولا، وفيه: وهي إحدى عماتي. وفيه: ثم ذكر غيرة الأنصار، فكره أن يسوءهم في نسائهم. وفيه: إن ثابتا   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 12 عن معاذ قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما من مسلمين ... الحديث. قال الهيثمي روى ابن ماجة أن السقط إلى آخره ورواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبد اللَّه التيمي ولم أجد من وثقه ولا جرحه وأورده في الزوائد 3/ 9 عن أم سليم بلفظه وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عمرو بن عاصم الأنصاري ولم أجد من وثقه ولا ضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 81 خطبها فتزوّجها، وكان في خلقه شدة فضربها. وما ذكره أبو عمر من تعدد المختلعات من ثابت ليس ببعيد، لاختلاف السبب المذكور. وقد أخرج ابن سعد من طريق حماد بن زيد، عن يحيى: كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس بن شماس ... الحديث. وفيه: فردّت عليه حديقته، وفيه: وكان ذلك أول خلع في الإسلام، وفيه: فتزوجها أبي بن كعب بعد ثابت. وقال ابن سعد: حدثنا الأنصاري، حدثنا أبان بن صمعة: سمعت محمد بن سيرين، ودخل علينا، فقال: حدثتني حبيبة بنت سهل أنها كانت في بيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال لم يبلغوا الحنث إلّا جيء بهم يوم القيامة حتّى يوقفوا على باب الجنّة، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة، فيقولون: حتّى يدخل أبوانا» . قال ابن سيرين: فلا أدري في الثانية أو الثالثة، فيقال: «ادخلوا أنتم وآباؤكم» ، فقالت عائشة للمرأة: أسمعت؟ فقالت: نعم. قال ابن سعد: هكذا رواه ابن سيرين فلم ينسبها، فلا أدري أهي بنت سهل بن ثعلبة أو أخرى؟. 11033- حبيبة بنت سهل «1» . روى أبان بن صمعة، عن محمد بن سيرين- أن حبيبة بنت سهل حدثته، فذكر ما تقدم في الترجمة التي قبلها. وجوّز ابن سعد أن تكون أخرى. 11034- حبيبة بنت شريق، بفتح المعجمة، وقيل بنت أبي شريق الأنصارية «2» ، وقيل الهذلية هي جدة عيسى بن مسعود بن الحكم، وروى هو عنها، قال ابن عبد البرّ. وقال ابن مندة: روت عن بديل بن ورقاء، روى حديثها صالح بن كيسان، عن عيسى بن مسعود، عن جدته حبيبة. ثم ساقه من طريق سعيد بن سلمة، عن صالح، عن عيسى الزرقيّ، عن جدته- أنها كانت مع أمها بنت العجفاء في أيام الحج بمنى، فجاءهم بديل بن ورقاء على راحلة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فنادى: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من كان صائما فليفطر، فإنّها أيّام أكل وشرب» . وأخرج النّسائيّ حديثها من جهة مسعود بن الحكم عن أمه، ولم يسمّها، ولكن [عنده] عن علي بن أبي طالب لا عن بديل، فيحتمل التعدد. وذكرها ابن حبّان في «ثقات التّابعين» ، وستأتي في الكنى، ويقال اسمها أسماء كما   (1) أسد الغابة: ت 6837، الاستيعاب ت 3336. (2) أسد الغابة: ت 6838، الاستيعاب ت 3337. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 82 تقدم، وقد وقع مثل ذلك لعمرو بن سليم، عن أمه- أنها رأت عليّا ينادي بذلك، فهذه قرينة تقوّي التعدد. 1135- حبيبة بنت شريك بن أنس بن رافع الأشهلية. تقدم ذكرها في أمها أمامة بنت سماك. 11036- حبيبة بنت الضحاك بن سفيان. كانت زوج العباس بن مرداس حين أسلم، ذكرها أبو عبيدة معمر بن المثنى. 11037- حبيبة بنت أبي عامر الراهب، أخت حنظلة غسيل الملائكة. ذكرها ابن سعد في «المبايعات» . 11038- حبيبة بنت عبد اللَّه بن حجير الأسدية بنت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان. تقدمت الإشارة إليها في حبيبة بنت أم حبيبة، قاله ابن إسحاق، وموسى بن عقبة. هاجرت مع أمها إلى الحبشة، ورجعت معها إلى المدينة، وحكى ابن إسحاق قولا أنّها ولدت بأرض الحبشة. 11039- حبيبة بنت عمرو بن حصن «1» ، من بني عامر بن زريق. أسلمت وبايعت، لا تعرف لها رواية، قاله ابن مندة عن محمد بن سعد. 11040- حبيبة بنت قيس بن زيد بن عامر بن سواد الأنصاري» ، من بني ظفر. بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ذكرها ابن الأثير. 11041- حبيبة بنت مسعود بن خالد «3» ، من بني عامر بن زريق. بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، لا تعرف لها رواية، قاله ابن مندة أيضا عن محمد بن سعد. 11042- حبيبة بنت معتّب بن عبيد بن سواد بن الهيثم «4» . بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت عند بشر بن الحارث، فولدت له بريرة. 11043- حبيبة بنت مليل «5» ، بلامين مصغرا، ابن وبرة بن خالد بن العجلان، من بني عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصارية.   (1) أسد الغابة ت 6839. (2) أسد الغابة ت 6840. (3) أسد الغابة ت 6841. (4) أسد الغابة ت 6842. (5) أسد الغابة ت 6843. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 83 بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتزوجها فروة بن عمرو بن ورقة بن عبيد بن عامر بن بياضة، فولدت له عبد الرحمن بن فروة. أسنده ابن مندة عن ابن سعد أيضا. 11044- حبيبة بنت نبيه بن الحجاج السهمية، زوج المطلب بن أبي وداعة، والدة حبيبة بنت المطلب. وتزوجت حبيبة عبد الرحمن بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وهو أخو عبد اللَّه الّذي يقال له ببة أمير البصرة، وقتل نبيه والد حبيبة كافرا في عهد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، ذكر ذلك كله الزّبير بن بكّار. 11045- حذافة بنت الحارث السعدية «1» ، أخت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاع، هي التي يقال لها الشيماء. تأتي في الشين المعجمة، وقيل: اسمها جدامة، بالجيم والميم، كما تقدم. 11046- حريملة بنت عبد بن الأسود «2» بن جذيمة بن قيس بن بياضة بن سبيع الخزاعية، ماتت بأرض الحبشة، كذا ذكرها الطبري، وأوردها ابن عبد البر. وقال ابن سعد: حرملة بغير تصغير، أسلمت قديما، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جهم بن قيس، فولدت له عبد اللَّه وعمرا وحرملة، فكانت تكنى أم حرملة، فهلكت هناك. 11047- حرملة، بغير تصغير، بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم الأنصارية «3» ، من بني مالك بن الخزرج. ذكرها ابن حبيب فيمن بايع، وقال الطبراني، في المعجم الكبير نحو ذلك. 11048- حزمة، بسكون الزاي المنقوطة، بنت قيس الفهرية، أخت فاطمة «4» . تقدم نسبها في ترجمة أخيها الضحاك بن قيس، ووقع ذكرها في حديث أخيها الضحاك بن قيس، ووقع ذكرها في حديث أختها فاطمة بنت قيس من مسند أحمد، وكان سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل تزوّجها فولدت له. 11049- حسانة المزنية «5» ، كان اسمها جثامة، أسند قصتها أبو عمر من طريق صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال   (1) أسد الغابة ت 6845، الاستيعاب ت 3339. (2) أسد الغابة ت 6846، الاستيعاب ت 3340. (3) أسد الغابة ت 6847. (4) أسد الغابة ت 6848، الاستيعاب ت 3341. (5) أسد الغابة ت 6849، الاستيعاب ت 3342. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 84 لها: «من أنت» ؟ فقالت: أنا جثامة المزنية. قال: «كيف حالكم؟ كيف أنتم بعدنا» ؟ قالت: بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه! فلما خرجت قلت: يا رسول اللَّه، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: «إنّها كانت تأتينا أيّام خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان» «1» . قال أبو عمر: هذا أصحّ من رواية من روى ذلك في ترجمة الحولاء بنت تويت. قلت: سيأتي بيان ذلك في الحولاء غير منسوبة. 11050- حسنة، والدة شرحبيل بن حسنة «2» . قال العجليّ: لها صحبة. وقال ابن سعد: هاجرت مع أبيها إلى أرض الحبشة. ذكر إبراهيم بن سعد فيمن هاجر إلى الحبشة من بني جمح معمر بن حبيب، ومعه ابناها خالد، وجنادة، وامرأته حسنة هي أمهما وأخوهما لأمهما شرحبيل بن حسنة. 11051- حسانة: في جثّامة. 11052- حفصة بنت حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد الأنصارية «3» ، أخت الحارث بن حاطب. بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. 11053- حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين «4» ، هي أم المؤمنين. تقدم نسبها في ذكر أبيها، وأمها زينب بنت مظعون، وكانت قبل أن يتزوجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عند خنيس بن حذافة، وكان ممن شهد بدرا، ومات بالمدينة، فانقضت عدّتها فعرضها عمر على أبي بكر فسكت، فعرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ما أريد أن أتزوج اليوم، فذكر ذلك عمر لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «يتزوّج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوّج عثمان من هو خير من حفصة» . فلقي أبو بكر عمر فقال: لا تجد عليّ، فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكر حفصة فلم أكن أفشي سرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولو تركها لتزوّجتها.   (1) أورده العجلوني في كشف الخفاء 1/ 263 وقال رواه الحاكم والديلميّ عن عائشة رضي اللَّه عنها. (2) أسد الغابة ت 6850، الاستيعاب ت 3343. (3) أسد الغابة ت 6851. (4) مسند أحمد 6/ 283، طبقات ابن سعد 8/ 81، طبقات خليفة 334، تاريخ خليفة 66، المعارف 135، المستدرك 4/ 14، تهذيب الكمال 1680، تاريخ الإسلام 2/ 220، العبر 1/ 5، مجمع الزوائد 9/ 244، تهذيب التهذيب 12/ 411، خلاصة تذهيب الكمال 490، كنز العمال 13/ 697، شذرات الذهب 1/ 10. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 85 وتزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حفصة بعد عائشة. أخرجه ابن سعد، وهذا لفظه في بعض طرقه، وأصله في الصحيح من طريق الزهري عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن أبيه عن ابن عمر، قال أبو عبيدة: سنة اثنتين من الهجرة، وقال غيره: سنة ثلاث، وهو الراجح، لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث. وقيل إنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين. أخرجه ابن سعد بسند فيه الواقدي. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وعن عمر، روى عنها أخوها عبد اللَّه، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، ومن الصحابة فمن بعدهم: حارثة بن وهب، والمطلب بن أبي وداعة، وأم مبشر الأنصارية، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد اللَّه بن صفوان بن أمية، وآخرون. قال أبو عمر: طلقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أنّ جبريل قال له: أرجع حفصة، فإنّها صوّامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة. أخرجه ابن سعد من طريق أبي عمران الجوني، عن قيس بن زيد- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ... فذكره، وهو مرسل. وأخرج عن عثمان بن أبي شيبة ... عن حميد، عن أنس- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم طلق حفصة ثم أمر أن يراجعها «1» . روى موسى بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: طلّق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حفصة بنت عمر، فبلغ ذلك عمر فحثى التراب على رأسه، وقال: ما يعبأ اللَّه بعمر وابنته بعدها، فنزل جبريل من الغد على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: إن اللَّه يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر. أخرجه ... وفي رواية أبي صالح: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال: لعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد طلّقك، إنه كان قد طلّقك مرة، ثم راجعك من أجلي، فإن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبدا. أخرجه أبو يعلى. قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة، وأوصت حفصة إلى أخيها عبد اللَّه بما أوصى به إليها عمر بصدقة تصدقت بها بالغابة. وأخرج ابن سعد من طريق عبد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أوصى عمر إلى حفصة. وأخرج بسند صحيح عن نافع، قال: ما ماتت حفصة حتى ما تفطر. وبسند فيه الواقديّ إلى أبي سعيد المقبري: ورأيت مروان بين أبي هريرة وأبي سعيد أمام جنازة حفصة، ورأيت مروان حمل بين عمودي سريرها من عند دار آل حزم إلى دار المغيرة، وحمل أبو هريرة من دار المغيرة إلى قبرها.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 4/ 336 عن أنس وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 86 قيل: ماتت لما بايع الحسن معاوية، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين. وقيل ماتت سنة سبع وعشرين، حكاه أبو بشر الدّولابي، وهو غلط، وكأن قائله أسنده إلى ما رواه ابن وهب عن مالك أنه قال: ماتت حفصة عام فتحت إفريقية، ومراده فتحها الثاني الّذي كان على يد معاوية بن خديج، وهو في سنة خمس وأربعين، وأما الأول الّذي كان في عهد عثمان فهو الّذي كان في سنة سبع وعشرين فلا. واللَّه أعلم. 11054- حفصة، «1» أو حقة، بقاف، بنت عمرو. قال أبو عمر: كانت قد صلت، إلى القبلتين. روى عنها أبو مجلز أنها كانت تلبس المعصفر في الإحرام. قلت: أسنده ابن مندة، من طريق شريك، عن عاصم، عن أبي مجلز، عن حقة بنت عمرو، وكانت قد أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وصلّت معه إلى القبلتين، وكانت إذا أرادت أن تحرم قربت منها فلبست من ثيابها ما شاءت وفيها المعصفر. 11055- حكيمة، بالتصغير، بنت غيلان الثقفية «2» ، امرأة يعلى بن مرة. ما أدري أسمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أو لا، قاله أبو عمر، قال: ولها رواية عن زوجها. قلت: ... 11056- حليمة السعدية: مرضعة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» ، هي بنت أبي ذؤيب، واسمه عبد اللَّه بن الحارث بن شجنة، بكسر المعجمة وسكون الجيم بعدها نون، ابن رزام بكسر المهملة ثم المنقوطة، ابن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن. قال أبو عمر: أرضعت النّبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ورأت له برهانا تركنا ذكره لشهرته، وروى زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: جاءت حليمة ابنة عبد اللَّه أمّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه. وروى عنها عبد اللَّه بن جعفر. قلت: حديثه عنها بقصة إرضاعها أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه، وصرّح فيه بالتحديث بين عبد اللَّه وحليمة، ووقع في السيرة الكبرى لابن إسحاق بسنده إلى عبد اللَّه بن جعفر، قال: حدثت عن حليمة، والنسب الّذي ساقه ذكره ابن إسحاق في أول السيرة النبويّة، وفيه: ثم التمس له الرّضعاء واسترضع له من حليمة، فساق نسبها.   (1) الثقات 3/ 100، تجريد أسماء الصحابة 2/ 259. (2) أسد الغابة ت 6854، الاستيعاب ت 3346. (3) أسد الغابة ت 6855، الاستيعاب ت 3347. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 87 وأخرج أبو داود، وأبو يعلى، وغيرهما، من طريق عمارة بن ثوبان عن أبي الطفيل- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان بالجعرانة يقسم لحما، فأقبلت امرأة بدوية، فلما دنت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بسط لها رداءه، فجلست عليه، فقلت: من هذه؟ قالوا: هذه أمّه التي أرضعته. ونسبها ابن مندة إلى جدها، فقال: حليمة بنت الحارث السعدية، وساق الحديث من طريق نوح بن أبي مريم، [عن ابن إسحاق بسنده، فقال فيه: عن عبد اللَّه بن جعفر، عن حليمة بنت الحارث السعدية] . 11057- حليمة بنت عروة بن مسعود الثقفي. ذكرها في «التّجريد» ، وأبوها مات في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فإن كانت حينئذ صغيرة فلتحوّل إلى القسم الثاني. 11058- حمامة «1» : ذكرها أبو عمر فيمن كان يعذّب في اللَّه، فاشتراها أبو بكر، فأعتقها ولم يفرد لها ترجمة في الاستيعاب، واستدركها ابن الدباغ. قلت: واستدركها أيضا أبو عليّ الغسّانيّ، وقال: إنها أم بلال المؤذن، وإن أبا عمر ذكرها في كتاب الدرر في المغازي والسير. 11059- حمامة المغنية، من جواري الأنصار. ذكرت في حديث عائشة: لما دخل أبو بكر عليها في يوم عيد، وعندها جاريتان تغنيان سمى منهما حمامة. وفي رواية فليح لابن أبي الدنيا، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. وأصل الحديث في الصحيحين من هذا الوجه، لكن لم تسمّ فيه واحدة منهما، وأوضحتها في فتح الباري. 11060- حمنة بنت جحش الأسدية، أخت أم المؤمنين زينب وإخوتها «2» . تقدم نسبها في عبد اللَّه بن جحش، وكانت زوج مصعب بن عمير، فقتل عنها يوم أحد، فتزوجها طلحة بن عبيد اللَّه فولدت له محمدا وعمران. وأمهما وأم أختها زينب أميمة بنت عبد المطلب. قال أبو عمر: كانت من المبايعات، وشهدت أحدا، فكانت تسقي العطشى، وتحمل الجرحى، وتداويهم، وكانت تستحاض، كما أخرجه أبو داود والترمذي،   (1) أسد الغابة ت 6856، الاستيعاب ت 3348. (2) الثقات 3/ 99، أعلام النساء 1/ 251، تجريد أسماء الصحابة 2/ 257، تقريب التهذيب 2/ 595، تهذيب التهذيب 12/ 411، الكاشف 3/ 468، تهذيب الكمال 3/ 1681، الإكمال 2/ 514. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 88 من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمد طلحة، عن عمه عمران بن طلحة، عن أمه حمنة بنت جحش، فذكر حديث الاستحاضة. وروى عاصم الأحول، عن عكرمة، عن حمنة أنها استحيضت، وخالفه أبو إسحاق الشيبانيّ، وأبو بشر، عن عكرمة، قال: كانت أم حبيبة تستحاض، فجمع بعضهم الاختلاف بأنّ كلّا منهما كانت تستحاض، وكانت حبيبة أم حبيبة أو أم حبيب تحت عبد الرحمن بن عوف. وقد قيل: إن زينب أيضا كانت من المستحيضات، حتى قيل: إنّ بنات جحش كلهن كنّ ابتلين بذلك. وأنكر الواقدي أن تكون حمنة استحيضت أصلا، والعلم عند اللَّه تعالى. وقال ابن سعد: أطعمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من خيبر ثلاثين وسقا، وهي والدة محمد بن طلحة المعروف بالسجّاد. 11061- حمنة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية «1» . سماها ابن عائشة فيما أخرجه الطّبرانيّ من طريقه عن حماد، عن هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم حبيبة- أنها قالت: يا رسول اللَّه، هل لك في حمنة بنت أبي سفيان؟ قال: «أصنع ماذا» ؟ «2» قالت: تنكحها. قال: «لا تحلّ لي ... » الحديث. واستدركها أبو موسى، وقال: رواها غير واحد عن هشام فلم يسمّوها، ومنهم من سماها درة. واللَّه أعلم. 11062- حميدة، بالتصغير، مولاة أسماء بنت أبي بكر «3» ، وهي والدة أشعب الطامع. قيل: كانت تدخل بيوت أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تحرّش بينهنّ، فأمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بتعزيرها، وقيل: دعا عليها، فماتت، وهذا لا يصح، لأن أشعب ولد بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بمدة، فلعلّها أصابها بدعائه مرض اتصل بها إلى أن ماتت بعده بمدة. 11063- حميمة، بالتصغير أيضا وبدل الدال ميم، بنت صيفي بن صخر «4» ، من بني كعب بن سلمة، زوج البراء بن معرور. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11064- حميمة بنت الحمام بن الجموح، أخت عمرو «5» بن الحمام.   (1) أسد الغابة ت 6858. (2) أخرجه أحمد 6/ 291. (3) الاستيعاب ت 3350. (4) أسد الغابة ت 6859. (5) في أ: عمر. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 89 ذكرها ابن سعد، واستدركها الذّهبيّ في الحاء المهملة، وقد ذكرها ابن الأثير في الجيم. فليحرر. 11065- حمينة، بنون بدل الميم، بنت أبي طلحة بن عبد العزّى «1» بن عثمان بن عبد الدار. كانت زوج خلف بن أسد بن عاصم بن بياضة الخزاعي، فمات، فخلف عليها ولده الأسود بن خلف، ففرق الإسلام بينهما، كذا أخرجه المستغفري، من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة لما نزل قوله تعالى، وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ [النساء: 22] ، ففرق الإسلام بين أربع نسوة وبين أبناء بعولتهن، منهن حمينة هذه، واستدركها أبو موسى. 11066- حمينة بنت عبد العزّى، وقيل بالجيم، وقيل باللام- بدل النون مع الجيم- تقدمت. 11067- الحنفاء بنت أبي جهل، بن هشام بن المغيرة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وزعم ابن حزم أنها هي التي خطبها علي. 11068- حوّاء بنت رافع بن امرئ القيس الأشهلية «2» . ذكرها ابن مندة، ونقل عن محمد بن سعد أنه ذكرها في المبايعات. قلت: وابن سعد ذكرها عن الواقديّ، وقال: لم نجد في نسب الأنصار لرافع إلا بنتا واحدة، وهي الصعبة، وأمها خزيمة بنت عدي النجارية، وهي أخت أبي الحيسر. 11069- حواء بنت يزيد بن السكن «3» . قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، يعني الواقدي: حدثني أسامة بن زيد، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان مولى بن أبي أحمد: سمعت أم عامر الأشهلية تقول: جئت أنا وليلى بنت الخطيم، وحوّاء بنت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء، فدخلنا عليه، أيّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ونحن متلفّعات بمروطنا بين المغرب والعشاء، فقال: «ما حاجتكنّ» . فقلنا: جئنا لنبايعك على الإسلام ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت 6860. (2) أسد الغابة ت 6862. (3) الثقات 3/ 99، أعلام النساء 1/ 257، تجريد أسماء الصحابة 2/ 260، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، تقريب التهذيب 2/ 595، تهذيب التهذيب 12/ 413، الاستبصار 219. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 90 وسبق لها ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح. وذكر ابن سعد قصتها مطولة كما ذكرها مصعب وأتمّ منه. 11070- حوّاء بنت يزيد بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل «1» الأنصارية، ذكرها أبو عمر، فقال: قال مصعب الزبيري: أسلمت، وكانت، تكتم زوجها قيس بن الخطيم الشاعر إسلامها، فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف من قريش عرض عليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الإسلام، فاستنظره قيس حتى يقدم المدينة، فسأله رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يجتنب زوجته حوّاء بنت يزيد، وأوصاه بها خيرا، وقال له: إنها قد أسلمت، فقبل قيس وصية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فبلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: وفي الأديعج. قال أبو عمر: أنكرت هذه القصة على مصعب، وقال منكرها: إن صاحبها قيس بن شماس. وأما قيس بن الخطيم فقتل قبل الهجرة. والقول عندنا قول مصعب، وقيس بن شماس أسنّ من قيس بن الخطيم، ولم يدرك الإسلام، إنما أدركه ولده ثابت بن قيس. انتهى. وقد وافق مصعب العدويّ، فقال: حوّاء بنت يزيد بن سنان بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل زوج قيس بن الخطيم، ولدت له ابنه ثابت بن قيس. وقال محمّد بن سلّام الجمحيّ صاحب «طبقات الشّعراء» : أسلمت امرأة قيس بن الخطيم، وكان يقال لها حوّاء وكان يصدّها عن الإسلام، ويعبث بها، وهي ساجدة فيقلبها على رأسها، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو بمكة قبل الهجرة يخبر عن أمر الأنصار، فأخبر بإسلامها وبما تلقى من قيس، فلما كان الموسم أتاه النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «إنّ امرأتك قد أسلمت وإنّك تؤذيها، فأحبّ أنّك لا تتعرّض لها» . وسبق إلى ذلك محمّد بن إسحاق، فذكره في «السّيرة النّبويّة» قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة نحو هذا، وزاد: وكان سعد بن معاذ خال حوّاء لأنّ أمها عقرب بنت معاذ، فأسلمت حواء، فحسن إسلامها، وكان زوجها قيس على كفره، فكان يدخل عليها فيراها تصلّي فيأخذ ثيابها فيضعها على رأسها، ويقول: إنك لتدينين دينا لا يدري ما هو؟ وذكر أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أوصاه بها نحو ما تقدم، فهذا كله يقوّي كلام مصعب. ويحمل على أن قيسا قتل في تلك السنة، فإن الأنصار اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاث مرات بعقبة مني، ففي الأولى كانوا قليلا جدا، ورجعوا مسلمين يختفون بإسلامهم، فأسلم جماعة من أكرمهم خفية، ثم في   (1) أسد الغابة ت 6864، الاستيعاب ت 3352. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 91 السنة الثانية بايعوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بيعة العقبة، وهي الأولى، وكانوا اثني عشر رجلا ورجعوا، فانتشر الإسلام، وكثر بالمدينة ثم بايعوا البيعة الثانية وهم اثنان وسبعون رجلا وامرأتان، فكأنّ إسلام حوّاء هذه كان بين الأولى والثانية ووصية قيس في الثانية، فقتل بين الثانية والثالثة. واللَّه أعلم. ووقع لابن مندة في هذه والتي قبلها وهم، فإنه قال: حوّاء بنت زيد بن السكن الأشهلية امرأة قيس بن الخطيم، يقال لها أم بجيد، ثم ساق حديث أم بجيد المذكورة في التي بعد هذه، وفيه تخليط، فإن أم بجيد اسم والدها زيد بغير ياء قبل الزاي، وجدها السكن، وأما امرأة قيس فاسم والدها يزيد بزيادة الياء، واسم جدها سنان. 11071- حواء، أم بجيد «1» ، بموحدة وجيم مصغرا. روى حديثها مالك عن زيد بن أسلم، عن أم بجيد الأنصارية، عن جدته، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم- أنها سمعته يقول: «ردّوا السّائل ولو بظلف محرق» «2» . هكذا أخرجه أحمد في مسندة عن روح بن عبادة بن مالك، وترجم لها حوّاء جدة عمرو بن معاذ. ورواه أصحاب الموطأ فيه عن مالك عن زيد بلفظ: «يا نساء المؤمنات، لا تحقرنّ إحداكنّ لجارتها ولو بكراع محرق» «3» . ورواه مالك أيضا، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حوّاء، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «لا تحقرنّ جارة لجارتها ولو فرسن «4» شاة» . وأخرجه من طريق سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن بجيد الأنصاري، عن جدته مثله.   (1) أسد الغابة ت 6861، الاستيعاب ت 3353. (2) أخرجه النسائي في السنن 5/ 81، كتاب الزكاة باب 70 رد السائل حديث رقم 2565 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 825، وأحمد في المسند 4/ 70، 5/ 381، 6/ 383، 435، والبخاري في التاريخ الكبير 5/ 263 وابن عساكر في تاريخه 4/ 455. (3) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 714 عن أبي هريرة ولفظه يا نساء المسلمات ... الحديث. كتاب الزكاة (12) باب الحث على الصدقة ولو بالقليل ... (29) حديث رقم (90/ 1030) . وأحمد في المسند. 4/ 64، 5/ 377، 6/ 434 والإمام مالك في الموطأ 931. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 24937. (4) الفرسن: عظم قليل اللّحم، وهو خفّ البعير، كالحافر للدّابة، وقد يستعار للشاة فيقال: فرسن شاة، والّذي للشّاة هو الظّلف، والنون زائدة، وقيل: أصلية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 92 ولها حديث آخر أخرجه حديث آخر أخرجه البزّار، وأبو نعيم، من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسعد، عن ابن بجيد، عن جدته حواء، وكانت من المبايعات، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «أسفروا» بالصّبح فإنّه أعظم للأجر» «2» . قال البزّار: تفرد به إسحاق الحنفيّ، عن هشام بن سعد. وأخرجه سعيد بن منصور في السنن، وابن أبي خيثمة عنه، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ الأنصاري، عن جدته حوّاء، فذكر مثل الأول. وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق حفص، قال أبو عمر: قلبه حفص بن ميسرة، وهو عند ابن وهب عنه. وقال ابن مندة: رواه الليث وابن أبي ذئب، عن سعيد بن المقبري، عن أم بجيد. ورواه الأوزاعي عن المطلب بن عبد اللَّه، عن ابن بجيد، عن جدته، وكذا قال الثوري: عن منصور بن حبان، عن ابن بجيد. قلت: ووصل أبو نعيم رواية الليث، ولفظه: حدثني سعيد المقبري، عن عبد الرحمن ابن بجيد، أحد بني حارثة- أن جدته حدثته وهي أم بجيد، وكانت ممن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنها قالت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن المسكين ليقوم على بابي فلا أجد له شيئا أعطيه. فقال لها: «إن لم تجدي له شيئا تعطينه إيّاه إلّا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده» «3» . هكذا أخرجه ابن سعد، عن أبي الوليد، عن الليث. قال أبو نعيم: ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن المقبري مثله. قلت: أخرجه ابن سعد عن عقال عنه، قال: ورواه الثوري عن منصور بن حبان، فقال: عن ابن بجيد عن جدته. قال أبو عمر: يقال إن اسم أم بجيد حواء. 11072- الحولاء بنت تويت، بثمانين مصغرا «4» ، ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشية الأسدية.   (1) الإسفار بالصبح: هو أن يصبح الفجر لا يشك فيه. اللسان 3/ 2025. (2) قال الهيثمي في الزوائد 1/ 320 رواه الطبراني في الكبير وفيه معلى بن عبد الرحمن الواسطي قال الدار الدّارقطنيّ كذاب وضعفه الناس وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، والطبراني في الكبير 19/ 12، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19285. (3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 383، والحاكم في المستدرك 1/ 417 والبخاري في التاريخ 5/ 282 وابن خزيمة (473) . (4) الثقات 3/ 100، أعلام النساء 1/ 259، تجريد أسماء الصحابة 2/ 261، حلية الأولياء 2/ 65، تلقيح فهوم أهل الأثر 330، المشتبه 105، صيانة صحيح مسلم 125. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 93 ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت. وثبت في الصحيحين وغيرهما في حديث الزهري عن عروة، عن عائشة- أن الحولاء بنت تويت مرّت بها وعندها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: هذه الحولاء بنت تويت يزعمون أنها لا تنام الليل. فقام «1» النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خذوا من العمل ما تطيقون ... » الحديث. وللحديث طرق بألفاظ، ولم تسمّ في أكثرها. ووقع عند أحمد عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري. 11073- الحولاء العطارة «2» . استدركها أبو موسى، وأخرج من طريق أبي الشيخ بسنده إلى زياد الثقفي، عن أنس ابن مالك، قال: كان بالمدينة امرأة عطارة تسمّى الحولاء بنت تويت، فجاءت حتى دخلت على عائشة، فقالت: يا أم المؤمنين، إنّي لأتطيّب كل ليلة وأتزيّن كأني عروس أزفّ، فأجيء حتى أدخل في لحاف زوجي أبتغي بذلك مرضاة ربي، فيحوّل وجهه عني، فأستقبله فيعرض عني، ولا أراه إلا قد أبغضني. فقالت لها عائشة: لا تبرحي حتى يجيء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما جاء قال: «إنّي لأجد ريح الحولاء، فهل أتتكم؟ وهل ابتعتم منها شيئا» ؟ قالت عائشة: لا، ولكن جاءت تشكو زوجها. فقال لها: «ما لك يا حولاء» ؟ فذكرت له ما ذكرت لعائشة. فقال: «اذهبي أيّتها المرأة فاسمعي وأطيعي لزوجك» . قالت: يا رسول اللَّه، فما لي من الأجر؟ فذكر الحديث في حق الزوج على المرأة والمرأة على الزوج وما لها في الحمل والولادة والفطام بطوله. قلت: وسند هذا الحديث واه جدا. وقد ذكره البزار، وقال: زياد الثقفي راويه بصري متروك الحديث. 11074- الحولاء، أخرى، لم تنسب. أخرج أبو عمر من طريق الكديمي، عن أبي عاصم، عن صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: استأذنت الحولاء على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأذن لها، وأقبل عليها، فقال: «كيف أنت؟» فقلت: أتقبل على هذه هذا الإقبال؟ قال: «إنّها كانت تأتينا زمن خديجة، وإنّ حسن العهد من الإيمان» . قال أبو عمر- بعد أن أورده في ترجمة الحولاء بنت تويت: هكذا رواه الكديمي. والصواب أن هذه القصة لحسانة المدينة كما تقدم.   (1) في أفقال. (2) أسد الغابة ت 6867. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 94 قلت: لا يمتنع احتمال التعدد، كما لا يمتنع احتمال أن تكون حسانة اسمها والحولاء وصفها أو لقبها، وقد اعترف أبو عمر بأنّ الكديمي لم يقل بنت تويت، وإذا كان كذلك فلم يصب من أورد هذه القصة في ترجمة الحولاء بنت تويت، ثم اعترض، وإنما هي أخرى إن ثبت السند. والعلم عند اللَّه تعالى. 11075- الحولاء، امرأة عثمان بن مظعون «1» . ذكرها ابن مندة مختصرا، فقال: لها ذكر في حديث. ولا يعرف لها رواية. قلت: ويحتمل أن تكون هي العطّارة إن كانت قصتها محفوظة، فإن عثمان بن مظعون كان مشهورا بالإعراض عن النساء كما هو مذكور في ترجمته. 11076- الحويصلة بنت قطبة «2» . ذكر أبو عمر في ترجمة قطبة أنه قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أبايعك على نفسي وعلى الحويصلة» . أوردها ابن الأثير، وقال الذّهبيّ: لها ذكر في حديث عجيب. القسم الثاني خال. القسم الثالث 11077- حية، بمهملة ومثناة تحتانية ثقيلة، بنت أبي حية «3» - ضبطها ابن ماكولا. ذكرها ابن مندة، وقال: روى أزهر بن سعد وابن علية، عن عبد اللَّه بن عون، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير، عن حية بنت أبي حية، قالت: دخل عليّ رجل فقلت: من أنت؟ قال: أبو بكر الصديق. قلت: صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال: نعم. فذكر قصة شبيهة بقصة زينب بنت جابر الأحمسية مع أبي بكر. ويحتمل التعدد. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت 6866. (2) أسد الغابة ت 6868، الاستيعاب ت 3355. (3) أسد الغابة ت 6869. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 95 القسم الرابع 11078- حبشية، بالضم وسكون الموحدة بعدها معجمة ثم تحتانية ثم مثناة ثقيلة، الخزاعية العدوية «1» ، عدي خزاعة. زوج سفيان بن يعمر بن حبيب البياضي، من مهاجرة الحبشة. أخرجها ابن مندة هكذا، من رواية ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال أبو نعيم: كذا ذكر، وهو تصحيف، وإنما هي حسنة، بفتح المهملتين ثم نون، كما ذكر ابن إسحاق وغيره على الصواب. وكذا قوله البياضي غلط، وإنما هو الجمحيّ. قلت: وهو كما قال أبو نعيم. 11079- حليسة الأنصارية التي كانت اشترت سلمان- سماها ابن مندة في ترجمة سلمان، قرأت ذلك بخط مغلطاي في حاشية أسد الغابة في حرف الحاء المهملة، بعد ذكر حليمة السعدية، وهو وهم نشأ عن تصحيف، وإنما هي بالخاء المعجمة كما ذكرها أبو موسى في الذيل. وستأتي. 11080- حمنة بنت أبي سلمة. قيل هي المذكورة في حديث أم حبيبة حين عرضت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوج أختها، ففي الحديث: «إنّك تريد بنت أبي سلمة» ، قرأته في شرح البخاري للشيخ برهان الدين الحلبي الّذي لخصه من شرح شيخنا ابن الملقن، وعزا ذلك لأبي موسى، والّذي في ذيل أبي موسى حمنة بنت أبي سفيان لا بنت أبي سلمة، والصحيح مع ذلك غيره كما أوضحته في فتح الباري. 11081- حمنة، بفتح أوله وسكون الميم، بنت أوس المزنية. مرت في جميلة. استدركها الذّهبيّ في «التّجريد» ولم يبين من الّذي سماها حمنة، وقد ذكرت في جميلة، بالجيم، من سماها كذلك، وأن ابن قانع قال: إنها أم جميل. 11082- حواء، جدة عمرو بن معاذ الأنصارية. فرق ابن سعد بينها وبين حواء أم بجيد، وهما واحدة، فأخرج من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن معاذ، عن جدته حواء: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «ردّوا السّائل ولو بظلف محرق» .   (1) أسد الغابة ت 6831. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 96 وقد تقدم في حواء أم بجيد، من طريق مالك، عن زيد، لكن خالف في لفظ المتن. فاللَّه أعلم. حرف الخاء المعجمة القسم الأول 11083- خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف «1» بن زهرة القرشية الزهرية. قال ابن حبيب: كانت امرأة صالحة من المهاجرات. ووقع ذكرها في حديث عائشة- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل عليها فرأى عندها امرأة، فقال: «من هذه؟» قالت: إحدى خالاتك خالدة بنت الأسود ... الحديث. رويناه في جزء ابن نجيب، من طريق جبارة بن المغلس، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عنها موصولا. وجبارة ضعيف، وتابعه معاوية بن حفص عن ابن المبارك، لكن قال: عن عبيد اللَّه، عن أم خالد بنت الأسود، أخرجه ابن أبي عاصم، فإن كان محفوظا فلعلها كانت كنيتها وخالدة اسمها. أخرجه المستغفري، من طريق أبي عمير الجرمي، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه مرسلا، قال: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم منزله، فرأى عند عائشة امرأة، فقال: «من هذه المرأة يا عائشة؟» قالت: هذه إحدى خالاتك. فقال: «إنّ خالاتي بهذه البلدة لغرائب» . فقالت: هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث، فقال: «سبحان اللَّه الّذي يخرج الحيّ من الميّت» «2» . فرآها مثقلة. قال أبو موسى: رواه عبد الرّازق، عن معمر، عن الزهري مرسلا، وقال: رأى امرأة حسنة الهيئة، وقال، كانت مؤمنة، وكان أبوها كافرا، ولم يذكر اسمها ولا كنيتها. وهذا أصح طرقه. قلت: وأخرجه الواقديّ عن معمر بطوله مرسلا، وعن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة موصولا، قاله مثله. 11084- خالدة بنت أنس الأنصارية «3» الساعدية، أم بني حزم، حديثها في الرقية، قاله أبو عمر.   (1) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 266، السمط الثمين 8. تجريد أسماء الصحابة 2/ 261. (2) أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 181 وأورده السيوطي في الدر المنثور 2/ 15. (3) أعلام النساء 1/ 261، بقي بن مخلد 993. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 97 قلت: أخرج حديثها ابن أبي شيبة، عن ابن إدريس، عن محمد بن عمارة، عن أبي بكر بن محمد- يعني ابن عمرو بن حزم- أن خالدة بنت أنس أم بني حزم الساعدية جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فعرضت عليه الرقي، فأمرها بها. وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر، والطّبرانيّ وابن مندة من طريقه. 11085- خالدة، أو خلدة بنت الحارث «1» ، عمة عبد اللَّه بن سلام. ذكر محمّد بن إسحاق في قصة عن عبد اللَّه بن سلام [أنها أسلمت وحسن إسلامها] «2» ، أوردها الإمام إسماعيل بن محمد في تفسير قوله تعالى: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ [البقرة: 145]- ذكر ذلك أبو موسى. قلت: وهو قصور منه، فقد استدركها أبو علي الغسّاني، فقال: ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق أنها أسلمت بإسلام عبد اللَّه بن سلام، ثم راجعت السيرة مختصر ابن هشام ففيها عن ابن إسحاق: حدثني بعض أهل عبد اللَّه بن سلام عن إسلامه حين أسلم، وذكره ابن إسحاق في الكبرى، عن عبد اللَّه بن أبي حزم، عن يحيى بن عبد اللَّه، عن رجل من آل عبد اللَّه بن سلام، قال: كان من حديث عبد اللَّه حين أسلم قال: لما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وعرفت صفته واسمه وزمانه الّذي كنا نتوكفه، فلما قدم المدينة أخبر رجل بقدومه وأنا على رأس نخلة لي فكبّرت، فقالت لي عمتي خالدة بنت الحارث، وهي جالسة تحتي: واللَّه لو كنت سمعت بقدوم موسى بن عمران ما زدت. فقلت لها: أي عمة، هو واللَّه أخو موسى، بعث به. فقالت: أي ابن أخي، أهو النبي الّذي كنا نخبر أنه يبعث في نفس الساعة؟ قال: نعم. قالت: فذاك إذا. قال: فأسلمت، ورجعت إلى أهل بيتي فأسلموا. وفي آخر الحديث: وأسلمت عمتي خالدة بنت الحارث. 11086- خالدة بنت عبد العزى، عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أبي لهب. تزوجها عثمان بن أبي العاص الثقفي، فولدت له، قاله ابن سعد. قلت: وذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» «3» وقال: لا رؤية لها.   (1) أسد الغابة ت 6872، الاستيعاب ت 3358. (2) سقط في أ. (3) في أالآخرة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 98 11087- خالدة بنت أبي لهب، بن عبد المطلب. هي التي قبلها. 11088- خالدة بنت عمرو بن ورقة، من بني بياضة. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11089- خدامة بنت جندل «1» ، تقدمت الإشارة إليها في حرف الجيم «2» . 11090- خدامة بنت وهب الأسدية، تقدمت في جدامة في حرف الجيم «3» ، وقيل: هما واحدة. 11091- خديجة بنت الحصين «4» بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبية. أسلمت وبايعت، وأطعمها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأختها هندا مائة وسق بخيبر، ذكرهما ابن سعد. 11092- خديجة بنت خويلد «5» بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ القرشية الأسدية. زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأول من صدقت ببعثته مطلقا. قال الزّبير بن بكّار: كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة، وأمها فاطمة بنت زائدة، قرشية من بني عامر بن لؤيّ، وكانت عند أبي هالة بن زرارة بن النباش بن عدي التميمي أولا، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، ثم خلف عليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، هذا قول ابن عبد البر، ونسبه للأكثر. وعن قتادة عكس هذا: إن أول أزواجها عتيق، ثم أبو هالة، ووافقه ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه، وهكذا في كتاب النسب للزبير بن بكار، لكن حكى القول الأخير أيضا عن بعض الناس، وكان تزويج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة. وقيل: أكثر من ذلك، وكانت موسرة، وكان سبب رغبتها فيه ما حكاه لها غلامها ميسرة مما شاهده من علامات النبوة قبل البعثة، ومما سمعته من بحيرا الراهب في حقه لما سافر معه ميسرة في تجارة خديجة، وولدت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أولاده كلهم إلا إبراهيم. وقد ذكرت في ترجمة كل منهم ما يليق به. وقد ذكرت عائشة في حديث بدء الوحي   (1) أسد الغابة ت 6873. (2) في أالحاء المهملة. (3) في أالحاء المهملة. (4) الثقات 3/ 114، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262. (5) طبقات ابن سعد 5218، المعارف 59، تاريخ الفسوي 3/ 253، والمستدرك 3/ 182، جامع الأصول 9/ 120، تاريخ الإسلام 1/ 41، مجمع الزوائد 9/ 218، كنز العمال 13/ 690 شذرات الذهب 1/ 14. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 99 ما صنعته خديجة من تقوية قلب النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لتلقي ما أنزل اللَّه عليه، فقال لها: «لقد خشيت على نفسي» . فقالت: كلا، واللَّه لا يخزيك اللَّه أبدا، وذكرت خصاله الحميدة، وتوجهت به إلى ورقة. وهو في الصحيح. وقد ذكره ابن إسحاق، فقال: وكانت خديجة أول من آمن باللَّه، ورسوله وصدق بما جاء به، فخفف اللَّه بذلك عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكان لا يسمع شيئا يكرهه من الرد عليه، فيرجع إليها إلا تثبته وتهوّن عليه أمر الناس. وعند أبي نعيم في «الدّلائل» بسند ضعيف عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان جالسا معها إذ رأى شخصا بين السماء والأرض، فقالت له خديجة: ادن مني، فدنا منها، فقالت: تراه: قال: «نعم» . قالت: أدخل رأسك تحت درعي، ففعل، فقالت: تراه؟ قال: «لا» . قالت: أبشر، هذا ملك، إذا لو كان شيطانا لما استحيا، ثم رآه بأجياد، فنزل إليه وبسط له بساطا، وبحث في الأرض فنبع الماء، فعلمه جبرئيل كيف يتوضأ، فتوضأ وصلّى ركعتين نحو الكعبة وبشره بنبوته وعلمه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [العلق: 1] ، ثم انصرف، فلم يمر على شجر ولا حجر إلا قال: سلام عليك يا رسول اللَّه، فجاء إلى خديجة فأخبرها، فقالت: أرني كيف أراك، فأراها فتوضأت كما توضأ ثم صلت معه، وقالت: أشهد أنك رسول اللَّه. قلت: وهذا أصرح ما وقفت عليه في نسبتها إلى الإسلام. قال ابن سعد: كانت ذكرت لورقة ابن عمها، فلم يقدر، فتزوجها أبو هالة، ثم عتيق بن عائذ، ثم أسند عن الواقدي بسند له عن عائشة، قال: كانت خديجة تكنى أم هند. وعن حكيم بن حزام أنها كانت أسنّ من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بخمس عشرة سنة. وروى عن المدائنيّ بسند له عن ابن عباس- أن نساء أهل مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية، فتمثّل فهن رجل، فلما قرب نادى بأعلى صوته: يا نساء مكة، إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد، فمن استطاع منكن أن تكون زوجا له فلتفعل، فحصبنه إلا خديجة، فإنّها عضت على قوله، ولم تعرض له. وأسند أيضا عن الواقديّ، من حديث نفيسة أخت يعلى بن أمية، قالت: كانت خديجة ذات شرف وجمال. فذكر قصة إرسالها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وخروجه في التجارة لها إلى سوق بصرى، بربح ضعف ما كان غيره يربح، قالت نفيسة: فأرسلتني خديجة إليه دسيسا أعرض عليه نكاحها، فقبل، وتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، فولدت له القاسم، وعبد اللَّه، وهو الطيب، وهو الطاهر، سمي بذلك لأنها ولدته في الإسلام وبناته الأربع، وكان من الجزء: 8 ¦ الصفحة: 100 ولدته ستة. وكانت قابلتها سلمى، مولاة صفية، وكانت تسترضع لولدها وتعدّ ذلك قبل أن تلد. ثم أسند عن عائشة أن الّذي زوجها عمها عمرو، لأن أباها كان مات في الجاهلية. قال الواقديّ: هذا المجمع عليه عندنا، وأسند من طرق أنها حين تزويجها به كانت بنت أربعين سنة. وقد أسند الواقديّ قصة تزويج خديجة من طريق أم سعد بنت سعد بن الربيع، عن نفيسة بنت منية أخت يعلى، قال: كانت خديجة امرأة شريفة جلدة كثيرة المال، ولما تأيمت كان كلّ شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها، فلما أن سافر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في تجارتها، ورجع بربح وافر رغبت فيه، فأرسلتني دسيسا إليه، فقلت له: ما يمنعك أن تزوج؟ فقال: «ما في يدي شيء» . فقلت: فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والكفاءة، قال: «ومن» ؟ قلت: خديجة، فأجاب. وفي الصّحيحين، عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب. وعند مسلم، من رواية عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب، عن علي- أنه سمعه يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «خير نسائها خديجة بنت خويلد، وخير نسائها مريم بنت عمران» «1» . وعنده من حديث أبي زرعة: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أتاني جبريل، فقال: يا رسول اللَّه، هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربّها السّلام ومنّي..» الحديث. قال ابن سعد: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، قالا: جاءت خولة بنت حكيم فقالت: يا رسول   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 200، 5/ 47، ومسلم في الصحيح 4/ 1886 كتاب فضائل الصحابة 44 باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها (12) حديث رقم (69/ 2430) والترمذي في السنن. 5/ 659- 660 كتاب المناقب (50) باب فضل خديجة رضي اللَّه عنها (62) حديث رقم 3877 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وأحمد في المسند 1/ 84، 116، البيهقي في السنن الكبرى 9/ 367 والحاكم في المستدرك 2/ 497، 3/ 184، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 34405. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 101 اللَّه، كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال: «أجل، كانت أمّ العيال وربّة البيت ... » الحديث. وسنده قوي مع إرساله. وقال أيضا: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن عبد اللَّه بن عمير، قال: وجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على خديجة حتى خشي عليه حتى تزوج عائشة. ومن مزايا خديجة أنها ما زالت تعظّم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتصدق حديثه قبل البعثة وبعدها، وقالت له لما أرادت أن يتوجّه في تجارتها: إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك، وعظم أمانتك، وكرم أخلاقك، ذكره ابن إسحاق. وذكر أيضا أنها قالت لما خطبها: إني قد رغبت فيك لحسن خلقك، وصدق حديثك. ومن طواعيتها له قبل البعثة أنها رأت ميله إلى زيد بن حارثة بعد أن صار في ملكها، فوهبته له صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد من السبق إلى الإسلام، حتى قيل: إنه أول من أسلم مطلقا. وأخرج ابن السّنّيّ بسند له عن خديجة- أنها خرجت تلتمس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بأعلى مكة ومعها غذاؤه، فلقيها جبريل في صورة رجل، فسألها عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فهابته، وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله، فلما ذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: «هو جبريل، وقد أمرني أن أقرأ عليك السّلام، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» «1» . وأخرجه النّسائيّ، والحاكم، من حديث أنس: جاء جبريل إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إن اللَّه يقرأ على خديجة السّلام» ، فقالت: إنّ اللَّه هو السّلام، وعلى جبريل السّلام، وعليك، السلام ورحمة اللَّه. وفي «صحيح البخاريّ» عن علي- رفعه: خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة. ويفسر المراد به ما أخرجه ابن عبد البرّ في ترجمة فاطمة عن عمران بن حصين- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم عاد فاطمة، وهي وجعة، فقال: «كيف تجدينك يا بنيّة؟» قالت: إني لوجعة، وإنه ليزيد ما بي ما لي طعام آكله. فقال: «يا بنيّة، ألا ترضين أنّك سيّدة نساء العالمين؟» قالت: يا أبت، فأين مريم بنت عمران؟ قال: «تلك سيّدة نساء عالمها» . فعلى هذا مريم خير نساء الأمة الماضية، وخديجة خير نساء الأمة الكائنة.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 185 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد. 9/ 227. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 102 ويحمل قصة فاطمة إن ثبتت على أحد أمرين: إما التفرقة بين السيادة والخيرية، وإما أن يكون ذلك بالنسبة إلى من وجد من النساء حين ذكر قصة فاطمة. وقد أثنى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على خديجة ما لم يثن على غيرها، وذلك في حديث عائشة، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك اللَّه خيرا منها، فغضب. ثم قال: «لا، واللَّه ما أبدلني اللَّه خيرا منها، آمنت إذ كفر النّاس، وصدّقتني إذ كذّبني النّاس، وواستني بمالها إذ حرمني النّاس، ورزقني منها اللَّه الولد دون غيرها من النّساء.» قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبة أبدا. أخرجه أبو عمر أيضا، رويناه في كتاب الذرية الطاهرة للدّولابي من طريق وائل بن أبي داود، عن عبد اللَّه البهي، عن عائشة. وفي الصحيح عن عائشة: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا ذبح الشاة يقول: «أرسلوا إلى أصدقاء خديجة» «1» . فقال: فذكرت له يوما، فقال: «إنّي لأحبّ حبيبها» . قال ابن إسحاق: كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد، وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام، وكان يسكن إليها. وقال غيره: ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح، وقيل بأربع، وقيل بخمس. وقالت عائشة: ماتت قبل أن تفرض الصلاة، يعني قبل أن يعرج بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، ويقال: كان موتها في رمضان. وقال الواقديّ: توفيت لعشر خلون من رمضان، وهي بنت خمس وستين سنة، ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب، ودفنت بالحجون، ونزل النبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حفرتها، ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز. 11093- خديجة بنت الزبير بن العوام. أمها أسماء بنت أبي بكر الصديق. عدها الزّبير بن بكّار في أولاد الزبير بن العوام فقال: وخديجة الكبرى.   (1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1888 عن عائشة كتاب فضائل الصحابة باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي اللَّه عنها حديث رقم (75/ 2435) ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18339 وعزاه لمسلم في صحيحه عن عائشة رضي اللَّه عنها. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 103 قلت: وذكرها الطّبرانيّ في ترجمة أمها بما يدل على تقدم ولادتها قبل الأحزاب، فتكون أدركت من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خمس سنين أو أكثر، أخرجه من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن جابر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر «1» رضي اللَّه عنهما، قالت: كنت مرة في أرض أقطعها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأبي سلمة والزبير في أرض بني النضير، فخرج الزبير مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ولنا جار من اليهود فذبح شاة فطبخت، فوجدت ريحها، فدخلني ما لم يدخلني من شيء قط، وأنا حامل بابنتي خديجة، فلم أصبر، فانطلقت فدخلت على امرأة اليهودي أقتبس منها نارا لعلها تطعمني وما بي من حاجة إلى النار، فلما شممت الريح، ورأيته ازددت شرها فأطفأته، ثم جئت ثانيا أقتبس، ثم ثالثة، ثم قعدت أبكي وأدعو اللَّه، فجاء زوج اليهودية فقال: أدخل عليكم أحد؟ قالت: العربية تقتبس نارا. قال: فلا آكل منها أبدا أو ترسلي إليها منها، فأرسل إلي بقدحة- يعني غرفة- فلم يكن شيء في الأرض أعجب إليّ من تلك الأكلة. وقال ابن سعد: ولدت أسماء للزبير: عبد اللَّه، وعروة، والمنذر، وعاصما، والمهاجر، وخديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة. قلت: وأسنّ أولادها الذكور عبد اللَّه، والنساء خديجة. 11094- خديجة بنت عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب المطلبية. ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، واستشهد أبوها قرب بدر، فعاش قليلا، ومات وهو راجع إلى المدينة بالصفراء. 11095- خرقاء «2» : المرأة السوداء التي كانت تقمّ المسجد النبوي. لها ذكر من رواية حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس. هكذا أوردها ابن مندة، وتبعه أبو نعيم. 11096- خرقاء «3» : روى عنها أبو السفر سعيد بن يحمد. ذكرها ابن السّكن، وليس في حديثها ما يدلّ على صحبتها ولا على رؤيتها، قاله أبو عمر. قلت: لفظ ابن السّكن: الخرقاء، روى عنها أبو السفر، لم يثبت من رواية أهل   (1) في أأبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه. (2) أسد الغابة ت 6875. (3) الثقات 3/ 117، تجريد أسماء الصحابة 2/ 62. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 104 الكوفة، ثم ساقه من طريق علي بن مجاهد، عن حجاج بن أرطاة، عن أبي السفر، عن الخرقاء، قال: وكانت امرأة حبشية تلقط النوى، وتميط الأذى، عن مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لها كفلان من الأجر» . ثم قال: لا أعلم من رواه غير حجاج، وهذا مشعر بأنها التي قبلها. 11097- خرقاء: امرأة من الجن. ذكرت في خبر العباس بن عبد اللَّه البرقعي في قصة وقعت لبعض السلف، وهو عمر ابن عبد العزيز: قرأت على أحمد بن عبد القادر بن الفخر أن أحمد بن علي الهكاري، أخبرهم عن المبارك الخواص، أخبرنا الحسين بن علي السري، أخبرنا عبد اللَّه بن يحيى السكري، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا عباس البرقعي «1» ، حدثنا محمد بن فضيل، وليس بابن غزوان، حدثنا العباس بن أبي راشد، عن أبيه قال: نزل بنا عمر بن عبد العزيز، فلما رحل قال لي مولاي: اركب معه فشيّعه. قال: فركبت فمررنا بواد، فإذا نحن بحية ميتة مطروحة على الطريق، فنزل عمر فنحّاها وواراها، ثم ركب، فبينا نحن نسير إذا هاتف يهتف، وهو يقول: يا خرقاء! يا خرقاء! فالتفتنا يمينا وشمالا فلم نر أحدا. فقال له عمر: أنشدك اللَّه أيها الهاتف، إن كنت ممن يظهر إلّا ظهرت لنا، وإن كنت ممن لم يظهر أخبرنا عن الخرقاء. قال: هي الحية التي لقيتم بمكان كذا وكذا، فإنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول لها يوما: يا خرقاء، «تموتين بفلاة من الأرض، يدفنك خير مؤمن من أهل الأرض» . فقال له عمر: أنت سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول هذا؟ فتعجب عمر وانصرفنا. وأوردها الخطيب في ترجمة عباد بن راشد من كتاب «المتّفق» ، من طريق محمد بن جعفر الظفري، حدثنا نصر بن داود، حدثنا محمد بن فضيل: قرأ شريح بن يونس بمكة: حدثنا عباد بن راشد، من أهل ذي المروة، عن أبيه، قال: زار عمر بن عبد العزيز مولاي، فلما أراد الرجوع قال لي مولاي: شيعه ... فذكر نحوه. وفي آخره: فقال: أنا من اسبعة الذين بايعوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بهذا الوادي، وفيه: فقال لي: «يا راشد لا تخبرنّ بهذا أحدا حتّى أموت» . وأوردها أبو نعيم في «الحلية» في أخر ترجمة عمر بن عبد العزيز، وأنه وجد حيّته ميتة فلفّها في خرقة فدفنها، فسمع قائلا يقول: هذه خرقاء ... نحوه. 11098- خرنيق، بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر النون بعدها مثناة تحتانية   (1) في أالرافعي. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 105 ثم قاف: بنت الحصين الخزاعية أخت عمران «1» . أسلمت وبايعت، وروت، قاله ابن سعد. وأسند في ترجمة جويرية بنت الحارث عنها عن عمران بن حصين، قال: افتدى يوم المريسيع نساء بني المصطلق، وكانوا يتعاقلون «2» في الجاهلية. 11099- خرنق، كالتي قبلها لكن بغير ياء قبل القاف: بنت خليفة الكلبية، أخت دحية. ذكرها ابن سعد عن هشام بن الكلبي، عن شرقي بن قطامي، حدثه أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّج خولة بنت الهذيل، وأمها بنت خليفة بن فروة أخت دحية، وكانت خالتها شراف بنت خليفة هي التي ربّتها، فماتت في الطريق قبل أن تصل. وذكرها المفضّل بن غسّان العلائي في تاريخه كما سيأتي في خولة بنت الهذيل. 11100 - خزيمة «3» بنت جهم بن قيس العبدرية «4» . هاجرت مع أبيها وأمّها خولة بنت الأسود أم حرملة إلى أرض الحبشة، قاله أبو عمر. 11101- خضرة: خادم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم» . ذكرها ابن سعد، وأسند عن الواقديّ من حديث سلمى أم رافع بسنده إليها، قالت: كان خدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنا وخضرة، ورضوى، وميمونة بنت سعد، أعتقهن كلهنّ. وذكرها البلاذريّ أيضا. ولها ذكر في تفسير سورة التحريم من كتاب ابن مردويه. 11102- خلدة بنت الحارث. تقدمت في خالدة. 11103- خليدة بنت ثابت بن سنان الأنصارية. ذكرها ابن سعد. 11104- خليدة بنت الخباب بن سعد بن معاذ الأنصارية «6» ، من بني ظفر. بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب، ومن قبله ابن سعد. 11105- خليدة بنت قعنب الضبّية «7» . ذكرها ابن أبي عاصم، وأخرج من طريق حميد بن حماد بن أبي الحوراء، عن ثعلب   (1) أعلام النساء 1/ 296. (2) في أتعاقلوا. (3) في أخرمة. (4) أسد الغابة ت 6876، الاستيعاب ت 3360. (5) أسد الغابة ت 6877. (6) أسد الغابة ت 6878. (7) تجريد أسماء الصحابة 2/ 62. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 106 بنت الرباب، عن خالتها خليدة بنت قعنب- أنها كانت في النسوة اللاتي أتين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يبايعنه، فأتته امرأة في يدها سوار من ذهب، فأبى أن يبايعها، فخرجت من الزحام، فرمت بالسوار، ثم جاءت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فبايعها، قالت: فخرجت فطلبت السوار فإذا هو قد ذهب به. 11106- خليسة بنت قيس «1» بن ثابت بن خالد الأشجعية، من بني دهمان. كانت زوج البراء بن معرور، بايعت، ولها رواية. وهي أمّ بشر بن البراء، قاله ابن سعد، وأخرج من رواية أم بشر بن البراء بن معرور أحاديث. 11107- خليسة: جارية حفصة بنت عمر أم المؤمنين «2» . روت حديثها عليكة بنت الكميت، عن جدتها، عن خليسة- أنّ عائشة وحفصة كانتا جالستين تتحدثان، فأقبلت سودة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت إحداهما للأخرى: أما ترين سودة! ما أحسن حالها! لنفسدن عليها، وكانت من أحسنهن حالا، كانت تعمل الأديم الطائفي، فلما دنت منهما قالتا لها: يا سودة، أما شعرت؟ قالت: وما ذاك؟ قالت: خرج الأعور. ففزعت وذهبت حتى دخلت خيمة لهم يوقدون فيها، فأتتا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما رأتاه استضحكتا وجعلتا لا تستطيعان أن تكلماه حتى أومأتا، فذهب حتى قام على باب الخيمة، فقالت سودة: يا نبي اللَّه، خرج الأعور الدجال؟ فقال: «لا» . فخرجت تنفض عنها نسج العنكبوت. 11108- خليسة: مولاة سلمان الفارسيّ «3» . يقال: إنها هي التي كاتبت سلمان، ذكر ذلك ابن مندة في قصة إسلام سلمان في بعض طرقه، من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سلمان الفارسيّ، قال فيها: فمرّ بي أعرابيّ من كلب، فاحتملني حتى أتى يثرب، فاشترتني امرأة يقال لها خليسة بنت فلان حليف لبني النجار بثلاثمائة درهم، فمكثت معها ستة عشر شهرا، حتى قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم المدينة، فأتيته، فذكر إسلامه، قال: فأرسل إليها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم علي بن أبي طالب يقول لها: إما أن تعتقي سلمان، وإما أن أعتقه، وكانت قد أسلمت، فقالت: قل للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ما شئت. فقال: أعتقته. قال: فغرس لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثمائة سنبلة ... الحديث أخرجه أبو موسى في الأحاديث الطوال.   (1) الثقات 3/ 117، أعلام النساء 1/ 301، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 262. (3) أسد الغابة ت 6881. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 107 11109- خناس «1» : في اللتين بعدها بنت خذام الشاعرة. 11110- خنساء بنت خذام «2» بن خالد الأنصارية، من بني عمرو بن عوف. ثبت حديثها في «الموطأ» عن عبد الرحمن بن القاسم. عن أبيه، عن عبد الرحمن، ومجمّع ابني زيد بن حارثة، عن خنساء- أن أباها زوّجها وهي بنت، فكرهت ذلك، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فردّ نكاحها. ورواه الثّوريّ، عن عبد الرحمن بن القاسم، فخالف في السند والمتن، قال: عن عبد اللَّه بن يزيد بن وديعة، عن خنساء بنت خذام- أنها كانت يومئذ بكرا، كذا قال ابن عبد البر. وقال ابن مندة: رواه ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم، فوافق مالكا. ورواه يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الرحمن ومجمع مرسلا ومتصلا. انتهى. وأخرج من طريق محمد بن إسحاق، عن حجاج بن السائب، عن أبيه، عن جدته خنساء بنت خذام بن خالد، وكانت قد تأيّمت من رجل فزوّجها أبوها من رجل من بني عمرو بن عوف، وأنها خطبت إلى أبي لبابة بن عبد المنذر، فارتفع شأنهما إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أباها يلحقها بهواها، فتزوجت أبا لبابة، فهي والدة ولده السائب. ووقع لنا هذا بعلو في المعرفة لابن مندة، أخرجه أحمد، ووقع في رواية خناس، بضم أوله مخففا. وأخرج ابن مندة، من طريق إسحاق بن يونس المستملي، عن هشيم، عن عمرو بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة- أنّ خنساء بنت خذام أنكحها أبوها رجلا، وكانت ملكت أمرها، وأنها كرهت ذلك، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «أمرك بيدك» . فخطبها أبو لبابة، فولدت له السائب. قال ابن مندة: رواه غيره عن هشيم، عن عمر بن أبي سلمة مرسلا، وكذا قال أبو عوانة عن عمر. وأخرجه ابن سعد، عن وكيع، عن الثّوريّ، عن أبي الحويرث، عن نافع بن جبير، قال: تأيمت خنساء بنت خذام من زوجها، فزوّجها أبوها، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا   (1) في أ: خنساء. (2) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 304، تجريد أسماء الصحابة 2/ 262، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 413، الكاشف 3/ 469، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، بقي بن مخلد 226. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 108 رسول اللَّه، إن أبي تفوّت عليّ فزوجني ولم يشعرني. قال: «لا نكاح له، انكحي من شئت» . فنكحت أبا لبابة. ومن طريق معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الحجبي، قال: كانت امرأة يقال لها خنساء بنت خذام تحت أنيس بن قتادة الأنصاري، فقتل عنها بأحد فزوجها أبوها رجلا، فقالت: يا رسول اللَّه، إن عم ولدي أحبّ إليّ، فجعل أمرها إليها. 11111- خنساء بنت رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة، عمة جابر بن عبد اللَّه بن رئاب، كانت من المبايعات. ذكرها ابن سعد، وقال: أمها إدام بنت حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، تزوّجها عامر بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد، ثم النعمان بن خنساء بن سنان بن عبيد. 11112- خنساء بنت عمرو بن الشّريد «1» بن ثعلبة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية الشاعرة المشهورة، اسمها تماضر، بمثناة فوقانية أوله وضاد معجمة- وفي ذلك يقول دريد بن الصمة حين رآها تهنأ إبلا لها ثم تجردت واغتسلت فأعجبته فخطبها، فأبت فقال فيها: حيّوا تماضر واربعوا صحبي ... وقفوا فإنّ وقوفكم حسبي ما إن رأيت ولا سمعت به ... كاليوم طالي أينق جرب مبتذّلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النّقب أخناس قد هام الفؤاد بكم ... واعتاده داء من الحبّ «2» [الكامل]   (1) أسد الغابة ت 6883، الاستيعاب ت 3363. (2) ينظر البيت الأول في ديوان دريد بن الصمة وهو في ديوانه ص 43. وبعده: أخناس قد هام الفؤادكم ... وأصابه تبل من الحبّ ومناسبة هذه الأبيات كما قال صاحب الأغاني 10/ 21، 22، مرّ دريد ابن الصمة بالخنساء بنت عمرو ابن الشريد وهي تهنأ بعيرا لها، وقد تبذلت حتى فرغت منه، ثمّ نضّت عنها ثيابها فاغتسلت ودريد بن الصمة يراها وهي لا تشعر به فأعجبته، فانصرف إلى رحلها وأنشأ يقول ... ويروى البيت الأول في الوحشيات: 25: «حيّوا أمامة وانظروا» والّذي عليه جميع المصادر (تماضر) وهو ما يتناسب. أربعوا: الإرباع الاطمئنان والإقامة في المكان. وينظر الأعلام 2/ 399. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 109 فبلغتها خطبته، فقالت: لا أدع بني عمي الطوال مثل عوالي الرماح، وأتزوّج شيخا، فلما بلغه ذلك قال من أبيات: وقاك اللَّه يا ابنة آل عمرو ... من الفتيان أمثالي ونفسي وقالت إنّه شيخ كبير ... وهل خبّرتها أنّي ابن أمس [وقد علم المراضع في جمادى ... إذا استعجلن عن حزّ بنهس] [الوافر] إلى أن قال: وأنّي لا أبيت بغير نحر ... وأبدأ بالأرامل حين أمسى وأنّي لا يهرّ الكلب ضيفي ... ولا جاري يبيت خبيث نفس فأجابته بأبيات. قال أبو عمر: قدمت على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مع قومها من بني سليم، فأسلمت معهم، فذكروا أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يستنشدها ويعجبه شعرها، وكانت تنشده، وهو يقول: «هيه يا خناس» ، ويومئ بيده. قالوا: وكانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو، وقتل أخوها لأبيها صخر، وكان أحبهما إليها، لأنه كان حليما جوادا محبوبا في العشيرة، كان غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولا، ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر، فمن قولها في صخر: أعينيّ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر النّدى ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألّا تبكيان الفتى السّيّدا طويل النّجاد عظيم الرّماد ... ساد عشيرته أمردا «1» [المتقارب] ومن قولها فيه: وإنّ صخرا لمولانا وسيّدنا ... وإنّ صخرا إذا نشتو لنحّار   (1) البيت للخنساء ترثي أخاها صخرا كما في ديوانها ص 35 وبعده: ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السّيّدا طويل النّجاد رفيع العماد ... ساد عشيرته أمردا تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (6883) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3363) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 110 أشمّ أبلج يأتمّ الهداة به ... كأنّه علم في رأسه نار «1» [البسيط] قال: وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. وذكر الزّبير بن بكّار، عن محمد بن الحسن المخزومي، وهو المعروف بابن زبالة، أحد المتروكين، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن أبي وجزة، عن أبيه، قال: حضرت الخنساء بنت عمرو السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فذكر موعظتها لهم وتحريضهم على القتال، وعدم الفرار، وفيها: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة، ما هجنت آباءكم، ولا فضحت أخوالكم، فلما أصبحوا باشروا القتال واحدا بعد واحد حتى قتلوا، وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد رجزا، فأنشد الأول: يا إخوتي إنّ العجوز النّاصحه ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه بمقالة ذات بيان واضحه ... وإنّما تلقون عند الصّائحه من آل ساسان كلابا نابحة [الرجز] وأنشد الثاني: إنّ العجوز ذات حزم وجلد ... قد أمرتنا بالسداد والرّشد نصيحة منها وبرّا بالولد ... فباكروا الحرب حماة في العدد [الرجز] وأنشد الثالث: واللَّه لا نعصي العجوز حرفا ... نصحا وبرّا صادقا ولطفا فبادروا الحرب الضّروس زحفا ... حتّى تلفّوا آل كسرى لفّا [الرجز] وأنشد الرابع: لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمرو ذي السّناء الأقدم   (1) البيت للخنساء وهو في ديوانها ص 40 وبعده: وإنّ صخرا لمقدام إذا ركبوا ... وإن صخرا إذا جاعوا لعقّار الجزء: 8 ¦ الصفحة: 111 إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ... ماض على الهول خضمّ حضرمي «1» . [الرجز] وكل من الأسانيد أطول من هذا، قال: فبلغها الخبر، فقالت: الحمد للَّه الّذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقرّ رحمته. قالوا: وكان عمر بن الخطاب يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض. قلت: ومن شعرها في أخيها: ألا يا صخر لا أنساك حتّى ... أفارق مهجتي ويشقّ رمسي يذكّرني طلوع الشّمس صخرا ... وأبكيه لكلّ غروب شمس ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي [الوافر] ومن شعرها فيه: ألا يا صخر إن أبكيت عيني ... فقد أضحكتني دهرا طويلا ذكرتك في نساء معولات ... وكنت أحقّ من أبدى العويلا دفعت بك الجليل وأنت حيّ ... ومن ذا يدفع الخطب الجليلا إذا قبح البكاء على قتيل ... رأيت بكاءك الحسن الجميلا «2» [الوافر] ويقال إنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر، فقالت لها: يا خنساء، هذا نهي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عنه، فقالت: ما علمت، ولكن هذا له قصة، زوّجني أبي رجلا مبذّرا فأذهب ماله، فأتيت إلى صخر فقسم ماله شطرين، فأعطاني شطرا خيارا، ثم فعل زوجي ذلك مرة أخرى، فقسم أخي ماله شطرين فأعطاني خبرهما، فقالت له امرأته: أما ترضي أن تعطيها النصف حتى تعطيها الخيار، فقال: واللَّه لا أمنحها شرارها ... وهي الّتي أرحض عني عارها ولو هلكت خرّقت خمارها ... واتّخذت من شعر صدارها [الرجز]   (1) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (3363) . (2) تنظر الأبيات في الديوان ص 82، وهذا الشعر قالته الخنساء تبكي أخاها معاوية لمّا قتله بنو مرّة، وزعم أبو عبيدة أنها قالت هذا الشعر في أخيها صخر لما دفن بأرض بني سليم عند جبل عسيب وهو من غرر مراثيها. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 112 11113- خولة بنت الأسود الخزاعية «1» . تأتي في أم حرملة في الكنى إن شاء اللَّه تعالى. 11114- خولة بنت إياس بن جعفر الحنفية، والدة محمد بن علي بن أبي طالب. رآها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم في منزله فضحك، ثم قال: «يا عليّ، أما إنّك تتزوّجها من بعدي، وستلد لك غلاما فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي وانحله» . رويناه في فوائد أبي الحسن أحمد بن عثمان الأدمي، من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان، عن أبي جبير عن أبيه قنبر حاجب علي، قال: رآني عليّ ... فذكره، وسنده ضعيف وثبوت صحبتها مع ذلك يتوقّف على أنها كانت حينئذ مسلمة. 11115- خولة بنت ثابت بن المنذر بن عمرو بن حزام الأنصاري، أخت حسان بن ثابت. روى إسحاق بن إبراهيم الموصليّ، عن الأصمعي لها شعرا، ذكره في كتاب الأغاني، ونقله عنه أبو الفرج الأصبهاني بسنده إليه. 11116- خولة بنت ثامر «2» . قال عليّ بن المدينيّ: هي بنت قيس بن قهد، بالقاف، وثامر لقب. وحكى ذلك أبو عمر أيضا، ويقال هما ثنتان، نعم الحديث الّذي روى عن خولة بنت ثامر جاء عن خولة بنت قيس. قال أبو عمر: روى عنها النعمان بن أبي عياش ... فذكر الحديث، ولم يسلق «3» سنده. وأسنده ابن مندة من وجهين: عن أبي الأسود يتيم عروة عن النعمان- أنه سمع خولة بنت ثامر الأنصارية تقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ الدّنيا خضرة حلوة. وإنّ رجالا يخوضون «4» في مال اللَّه ومال رسوله بغير حقّ لهم النّار يوم القيامة» «5» .   (1) أسد الغابة ت 6884، الاستيعاب ت 3364. (2) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 325، تجريد أسماء الصحابة 2/ 263، 265، الكاشف 3/ 469. (3) في أيسبق. (4) أي يتصرفون في مال اللَّه تعالى بما لا يرضاه وأصل الخوض المشي في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرّف فيه. اللسان 2/ 1289. (5) أخرجه مسلم في صحيحه 4/ 2098 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب 26 أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء حديث رقم 99- 2742 والترمذي 4/ 419 كتاب الفتن باب 26 ما جاء ما أخبر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة حديث رقم 2191 وقال حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1325 كتاب الفتن باب 19 فتنة النساء حديث رقم 4000، وأحمد في المسند 3/ 19، 22، 46، 61، 84، 6/ 364 وابن حبان في صحيحه حديث رقم 852، وابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 1699، وأبو نعيم في الحلية 7/ 311، والهيثمي في الزوائد 3/ 99. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 113 وأخرجه التّرمذيّ، من طريق سعيد المقبري، عن أبي الوليد: سمعت خولة بنت قيس ... فذكر نحوه. وأخرجه البخاريّ، عن المقبري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، فقال: عن خولة الأنصارية، ولفظه: «إنّ رجالا يتخوّضون في مال اللَّه بغير حقّ لهم النّار» «1» . كذا أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد» ، عن يعقوب بن حميد، عن المقبري، لم يسمّ أباها أيضا، واللَّه أعلم. 11117- خولة بنت ثعلبة «2» . هكذا يقول الأكثر، ونسبها ابن الكلبي في تفسيره، فقال: بنت ثعلبة بن مالك الدخشم. 11118- خولة بنت مالك: بن ثعلبة بنت أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم [بن عوف] «3» بن عمرو بن عوف، ويقال خولة بنت حكيم «4» . ذكرها أبو عمر- بن خليد بن دعلج، عن قتادة، ويقال بنت دليح- ذكره ابن مندة، ويقال خويلة، بالتصغير، بنت خويلد آخره دال. أخرجه ابن مندة، من طريق أبي حمزة الثمالي، عن عكرمة، عن ابن عباس: وقيل بنت الصامت، أخرجه يحيى الحمّاني في مسندة، من طريق أبي إسحاق السّبيعي، عن يزيد بن زيد، عنها، قال محمد بن إسحاق في رواية يونس بن بكير عنه: وأخرجه أحمد عن يعقوب وسعد ابني إبراهيم بن سعد، عن أمهما، واللفظ له عن ابن إسحاق، عن معمر بن عبد اللَّه بن حنظلة، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام، عن خولة. وفي رواية إبراهيم خويلة امرأة أوس بن الصامت، أخي عبادة، قالت: فيّ واللَّه وفي أوس بن الصامت أنزل اللَّه عز وجل صدر سورة المجادلة، قالت: كنت عنده، وكان شيخا   (1) أخرجه البخاري في صحيحة 4/ 104. وأحمد في المسند 6/ 410، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 16757. (2) أسد الغابة ت 6886، الاستيعاب ت 3366. (3) سقط في أ. (4) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 326، 328، تجريد أسماء الصحابة 2/ 263، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب الكمال 3/ 1682، تهذيب التهذيب 12/ 416، 414، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 114 كبيرا قد ساء خلقه وضجر، قالت: فدخل عليّ يوما فراجعته بشيء فغضب وقال: أنت عليّ كظهر أمي، ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل عليّ فإذا هو يريدني قالت: فقلت: كلا والّذي نفسي بيده، لا تخلص إليّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم اللَّه ورسوله فينا. قالت: فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته عني، ثم خرجت حتى جئت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه. فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يا خويلة، ابن عمّك شيخ كبير فاتّقي اللَّه فيه» . قالت: فو اللَّه ما برحت حتى نزل فيّ القرآن، فتغشّى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ما كان يتغشاه ثم سرّي عنه، فقال: «يا خويلة، قد أنزل اللَّه فيك وفي صاحبك» . ثم قرأ عليّ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ... إلى قوله: وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ [المجادلة 1 و 4] . قالت: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «مريه فليعتق رقبة» . قالت: فقلت: واللَّه يا رسول اللَّه، ما عنده ما يعتق. قال: «فليصم شهرين متتابعين» . قالت: فقلت: واللَّه إنّه لشيخ كبير ما به من طاقة. قال: «فليطعم ستّين مسكينا وسقا بعذق من تمر» . قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «فإنّا سنعينك بعذق من تمر» . قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، وأنا سأعينه بعذق آخر. فقال: «قد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدّقي به عنه، ثمّ استوصي بابن عمّك خيرا» . قالت: ففعلت. وفي رواية محمد بن سلمة عن إسحاق: خولة بنت مالك بن ثعلبة. أخرجه ابن مندة، وكذا أخرجه من طريق جعفر بن الحارث عن ابن إسحاق، وكذا رواه زكريا بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق، أخرجه الحسن بن سفيان. وقال أبو عمر: روينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس، فمرّ بعجوز فاستوقفته فوقف، فجعل يحدّثها وتحدثه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، حبست الناس على هذه العجوز. فقال: ويلك! أتدري من هي؟ هذه امرأة سمع اللَّه شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل اللَّه فيها: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما ... [المجادلة 1] الآيات، [واللَّه لو أنها وقفت إلى الليل] ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها. قال: وقد روى خليد بن دعلج عن قتادة، قال: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبديّ فإذا بامرأة برزة على ظهر الطريق، فسلّم عليها عمر، فردت عليه السلام، فقالت: الجزء: 8 ¦ الصفحة: 115 هيها يا عمر، عهدتك وأنت تسمي عميرا في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين! فاتق اللَّه في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت. فقال الجارود: قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة. فقال عمر: دعها، أما تعرفها؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع اللَّه قولها من فوق سبع سماوات، فعمر أحقّ واللَّه أن يسمع لها. قال أبو عمر: هكذا في الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة، وهو وهم- يعني في اسم أبيها وزوجها، وخليد ضعيف سيئ الحفظ. 11119- خولة بنت حكيم بن أمية «1» بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال ابن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة «2» بن سليم السلمية، امرأة عثمان بن مظعون. يقال: كنيتها أم شريك، ويقال لها خويلة بالتصغير، قاله أبو عمر. قال: وكانت صالحة فاضلة، روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن المسيب، وبشر بن سعيد، وعروة، وأرسل عنها عمر بن عبد العزيز، فأخرج الحميدي في مسندة عن عمر بن عبد العزيز، زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون ... فذكر حديثا. وأخرج السّراج في تاريخه من طريق حجاج بن أرطاة عن الربيع بن مالك عن خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون. وقال هشام بن عروة عن أبيه: كنت خولة بنت حكيم من اللاتي وهبن أنفسهنّ للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، علّقه البخاري، ووصله أبو نعيم من طريق أبي سعيد مولى بني هشام، عن أبيه، عن عائشة. وأخرجه الطّبرانيّ من طريق يعقوب، عن محمد، عن هشام، عن أبيه، عن خولة بنت حكيم- أنها كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: هي التي قالت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: يا رسول اللَّه، إن فتح اللَّه عليك الطائف   (1) الثقات 3/ 115، أعلام النساء 1/ 328، 326، 442، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264 تقريب التهذيب 2/ 96 تهذيب التهذيب 12/ 415، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 27، 18، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 380، بقي بن مخلد 147. (2) في أبهيثة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 116 فأعطني حلي بادية بنت غيلان أبي سلامة أو حلي الفارعة بنت عقيل، وكانت من أحلى نساء ثقيف، فقال: «وإن كان لم يؤذن لي في ثقيف يا خويلة» . فذكرت ذلك لعمر، فقال: يا رسول اللَّه، أما أذن لك في ثقيف؟ قال: «لا» . وأخرج ابن مندة، من طريق الزهري: كانت عائشة تحدث أن خولة بنت حكيم زوج عثمان بن مظعون دخلت عليها وهي بذة الهيئة، فقالت: إن عثمان لا يريد النساء ... الحديث. هذه رواية أبي اليمان عن شعيب، ووصله غيره عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، ولا يثبت، ولكن أخرجه أحمد من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخلت على خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما أبذ هيئة خويلة!» «1» فقلت: امرأة لا زوج [لها، تصوم النهار وتقوم الليل، فهي طمرور «2» لا زوج لها.] الحديث. في إنكاره على عثمان. ولخولة امرأة عثمان بن مظعون ذكر في ترجمة قدامة بن مظعون وقال هشام بن الكلبي: كانت ممن وهبت نفسها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكان عثمان بن مظعون مات عنها. 11120- خولة بنت حكيم الأنصارية «3» . فرّق الطّبرانيّ بينها وبين التي قبلها، فأخرج من طريق شعبة عن عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيّب، عن خولة بنت حكيم، قالت: سألت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل؟ قال: «إذا رأت ذلك فلتغتسل» . قلت: قد وقع في بعض الأخبار أنّ أم عطية كانت تسمى خولة، وهو فيما أخرجه أبو نعيم، من طريق عباد بن العوام، عن حجاج بن أرطاة، حدثني الربيع بن مالك، عن أم عطية، وكانت تسمى خولة، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات اللَّه التّامّة ... » «4» الحديث. وأم عطية إن كانت الأنصارية، فالمشهور أنّ اسمها نسيبة، بنون ومهملة وموحدة مصغر. ويحتمل أن يكون لها اسمان، أو أحدهما لقب، لكن هذا المتن ثبت من هذا   (1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 268 عن عائشة. (2) الطّمرور: الّذي لا يملك شيئا لغة في الطّملول اللسان 4/ 2703. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، خلاصة تذهب تهذيب الكمال 3/ 380. (4) أخرجه العقيلي في الضعفاء 2/ 50 وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 136 عن عبد الرحمن بن عابس ... الحديث بلفظه قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 117 الوجه. أخرجه أحمد، وفيه: عن خولة امرأة عثمان، يعني ابن مظعون، فظهر بهذا أن خولة امرأة عثمان كانت تكنى أم عطية، وليست أنصارية، بل هي سلمية كما تقدم، فالأنصارية غيرها. 11121- خولة بنت خولي بن عبد اللَّه الأنصارية، أخت أوس بن خولي، تقدم نسبها مع أخيها، ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11122- خولة بنت دليج «1» . تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك. 11123- خولة بنت خويلة قيل هي المجادلة. تقدم بيان ذلك في خولة بنت ثعلبة كذلك. 11124- خولة بنت الصامت «2» . تقدمت في خولة بنت ثعلبة كذلك. 11125- خولة بنت عاصم امرأة بلال بن أمية، هي التي قذفا «3» ، ففرّق بينهما النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، يعني باللعان، لها ذكر، ولا يعرف لها رواية، قاله ابن مندة. 11126- خولة بنت عبد اللَّه الأنصارية» . قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «النّاس دثار والأنصار شعار» «5» . وفي إسناد حديثها مقال، كذا قال أبو عمر مختصرا. قال ابن مندة: عدادها في البصريين، ثم ساق من رواية عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة أحد المتروكين، عن سكينة بنت منيع، عن أمها رقية بنت سعد، عن جدتها خولة بنت عبد اللَّه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ... فذكره. وزاد: «اللَّهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار» . قالت: سكينة: فأرجو أن أكون أدركتني دعوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11127- خولة بنت عبيد بن ثعلبة الأنصارية، ثم النجارية من المبايعات.   (1) أسد الغابة ت 6889. (2) الثقات 3/ 115، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، بقي بن مخلد 975. (3) في أ: قذفها. (4) أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264، الاستبصار 354. (5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 12/ 160، 14/ 48، 527 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 219 عن ابن عباس بزيادة في أوله وآخره قال الهيثمي رواه البزار وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة من كهيل وهو متروك. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 30204، وعزاه لابن أبي شيبة عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 118 ذكرها ابن سعد، وقال: أمها الرعاة بنت عدي بن سواد، تزوجها صامت بن زيد بن خلدة، فولدت له معاوية. 11128- خولة بنت عقبة بن رافع الأشهلية، أخت أم الحكم وأم سعد، وهما عمتا محمود بن لبيد، أسلمت وبايعت، ذكرها ابن سعد، وقال: أمها سلمى بنت عمرو الساعدية، قال: وتزوجها الحارث بن الصمة الأنصاري النّجاري، فولدت له سعدا، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن قتادة، فولدت له عمرا. 11129- خولة بنت عمرو «1» . تأتي في القسم الرابع. 11130- خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة التميمية. تقدم ذكر والدها، وكانت هي تحت أبي الجهم بن حذيفة، فولدت له محمدا، وتقدم أيضا، وعاشت خولة إلى خلافة معاوية، ولها قصة مع أمّ ولد أبي الجهم، ذكرها المدائني وغيره. 11131- خولة بنت قيس بن السكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. قال ابن سعد: تزوجها هشام بن عامر بن أمية بن زيد، من بني مالك بن عدي بن النجار، وأسلمت وبايعت، وأمها أم خولة بنت سفيان بن قيس بن زعوراء. 11132- خولة بنت قيس بن قهد، بالقاف «2» ، بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية الخزرجية ثم النجارية أم محمد. يقال: هي زوج حمزة بن عبد المطلب، ثم قيل غيرها. قال محمود بن لبيد، عن خولة بنت قيس بن قهد، وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب: أنها قالت: دخل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم على عمه- يعني حمزة، فصنعت شيئا فأكلوه، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألا أخبركم بكفّارات الخطايا؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة» «3» . أخرجه ابن مندة بعلو.   (1) أسد الغابة ت 6894. (2) الثقات 3/ 115، أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 265، الكاشف 3/ 469، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 415، تهذيب الكمال 3/ 682، حلية الأولياء 2/ 64، تلقيح فهوم أهل الأثر 370، بقي بن مخلد 223، تبصير المنتبه 3/ 1086، الإكمال 7/ 77 د المؤتلف والمختلف 104، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1844. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 1/ 241 وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده محتمل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 119 وأخرج أيضا من طريق قيس بن النعمان بن رفاعة: سمعت معاذ بن رفاعة بن رافع، يحدث عن خولة بنت قيس بن قهد، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فصنعت له حريرة، فلما قدمتها إليه وضع يده فيها فوجد حرّها فقبضها، ثم قال: «يا خولة لا نصبر على حرّ ولا نصبر على برد» «1» . وقال ابن سعد: أمها الفريعة بنت زرارة أخت أسعد بن زرارة، قال: وخلف عليها بعد حمزة بن عبد المطلب حنظلة بن النعمان بن عمرو بن مالك بن عامر بن العجلان. وأخرج أبو نعيم، من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري عن عبيد سنوطي، قال: دخلت على خولة بنت قيس التي كانت عند حمزة فتزوّجها النعمان بن عجلان بعد حمزة، فقلت: يا أم محمد، انظري ما تحدثينني، فإن الحديث عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بغير ثبت شديد، فقالت: بئس ما لي أن أحدثهم عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بما سمعته وأكذب عليه، سمعته يقول: «الدّنيا حلوة خضرة من يأخذ منها ما يحلّ له يبارك له فيه وربّ متخوّض في مال اللَّه ... » الحديث. 11133- خولة بنت قيس «2» ، أم صبيّة، بصاد مهملة ثم موحدة مصغرة، مع التثقيل. أخرج الطّبرانيّ، من طريق خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث الجهنيّ، عن سالم بن سرح مولى أم صبيّة بنت قيس، وهي خولة بنت قيس، وهي جدة خارجة بن الحارث- أنه سمعها تقول: اختلفت يدي ويد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في إناء واحد. وأخرجه أبو نعيم من وجه آخر عن خارجة بن الحارث، وزعم ابن مندة أنّ أم صبيّة هي خولة بنت قيس بن قهد، وردّ عليه أبو نعيم فأصاب. وقد فرّق بينهما ابن سعد وغيره. 11134- خولة بنت مالك بن بشر الأنصارية الزرقية. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11135- خولة بنت المنذر: بن زيد بن لبيد بن خراش «3» بن عامر بن غنم بن عدي ابن النجار، مرضعة إبراهيم بن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. أم بردة مشهورة بكنيتها. ذكرها العدوي.   (1) أورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 514، وقال في الكبير للطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن خولة بنت قيس أنها جعلت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم حريرة فقد منها إليه فوضع يده فيها فوجد حرها فقبضها وقال يا خولة لا نصبر على حر ولا على برد وفي لفظ أحمد بسند جيد فأحرقت أصابعه. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 44139. (2) أسد الغابة: ت 6896. (3) الاستيعاب: ت 3371. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 11136- خولة بنت الهذيل بن قبيصة بن هبيرة بن الحارث «1» بن حبيب بن حرفة، بضم المهملة وسكون الراء بعدها فاء، ابن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التغلبية. يقال: تزوّجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. فماتت في الطريق قبل أن تصل إليه. قاله أبو عمر عن الجرجانيّ النّسّابة. قلت: وقد ذكرها المفضل بن غسان الغلّابي في تاريخه، عن علي بن صالح، عن علي بن مجاهد، قال: وتزوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خولة بنت الهذيل، وأمّها خرنق بنت خليفة أخت دحية الكلبي، فحملت إليه من الشام، فماتت في الطريق، فنكح خالتها شراف أخت دحية بن خليفة، فحملت إليه فماتت في الطريق أيضا. وقد مضى مثل ذلك في ترجمة خرنق قريبا عن ابن سعد. 11137- خولة بنت يسار «2» . لها ذكر في حديث أبي هريرة. أخرجه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة- أن خولة بنت يسار قالت: يا رسول اللَّه، إن أثر الدم لا يخرج من ثوبي، فقال: «لا يضرّك» . ذكره ابن مندة، ووصله أبو نعيم. وسيأتي لها ذكر في التي بعدها. 11138- خولة بنت اليمان، أخت حذيفة «3» . روى أبو سلمة بن عبد الرحمن، عنها، قالت: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «لا خير في جماعة النّساء إلّا عند ميّت، فإنّهنّ إذا اجتمعن قلن وقلن ... » الحديث. ذكرها أبو عمر مختصرة، وأسنده ابن مندة، من طريق الصلت بن مسعود، عن علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، فذكره سواء. وأخرج ابن مندة أيضا، من طريق ابن حفص، عن علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن خولة بنت يسار، قالت: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: إني امرأة أحيض، وليس عندي غير ثوب واحد، فلا أدري كيف أصنع يا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ قال:   (1) أسد الغابة: ت 6897، الاستيعاب: ت 3375. (2) أعلام النساء 1/ 329. (3) الثقات 3/ 117، أعلام النساء 1/ 330، الاستبصار 235، تجريد أسماء الصحابة 2/ 265. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 121 «إذا تطهّرت فاغسلي ثوبك ثمّ صلّي عليه» . قلت: يا رسول اللَّه، إني أرى أثر الدم فيه. فقال: «اغسليه ولا يضرّك أثره» «1» . قال أبو عمر: أخشى أن تكون هي خولة بنت اليمان، لأن إسناد حديثهما واحد. قلت: لا يلزم من كون الإسناد إليهما واحدا مع اختلاف المتن أن تكونا واحدة، فقد ذكر ابن مندة أنّ امرأة ربعي بن حراش روت عن خولة بنت اليمان، ووصله أبو مسلم الكجي، وأبو نعيم، من طريقه، من رواية أبي عوانة، عن منصور، عن ربعي، عن امرأته، عن أخت حذيفة، قالت: قام فينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: يا معشر النّساء، أما لكنّ في الفضّة ما تحلين به «2» ... الحديث- في الزجر عن التحلي بالذهب. 11139- خولة، خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» . قال أبو عمر: روى حديثها حفص بن سعيد عن أبيه عنها في تفسير: وَالضُّحى وليس إسناد حديثها مما يحتجّ به. قلت: أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، والطّبرانيّ، من طريق أبي نعيم، عن حفصة، ولفظه: عن أمها، وكانت خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- أن جروا دخل البيت، فدخل تحت السرير، ومكث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم ثلاثا لا ينزل عليه الوحي، فقال: «يا خولة، ما حدث في بيت رسول اللَّه؟ جبريل لا يأتيني؟» فقلت: واللَّه ما علمت، فأخذ برده فلبسه، وخرج، فقلت: لو هيأت البيت فكنسته؟ فإذا بجرو ميت، فأخذته فألقيته، فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ترعد لحيته، وكان إذا أتاه الوحي أخذته الرعدة، فقال: «يا خولة، دثّريني، فأنزل اللَّه تعالى: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ... [الضحى 1، 2] السورة. 11140- خولة «4» ، غير منسوبة. أفردها الطّبرانيّ. وقال أبو نعيم: أظنها امرأة حمزة. أخرج ابن أبي عاصم، والحسن ابن سفيان، والطّبرانيّ، من طريق بقيّة، عن سليمان بن عبد الرحمن بن أبي الجون، عن أبي   (1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 102، 103. (2) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 494 عن أخت لحذيفة كتاب الخاتم باب ما جاء في الذهب للنساء حديث رقم 4237 والنسائي في السنن 8/ 156، 157 عن أخت لحذيفة كتاب الزينة باب الكراهية للنساء في إظهار الحلي والذهب (39) حديث رقم 5137، 5138 وأحمد في المسند 5/ 398، 6/ 357 والدارميّ في السنن 3/ 279، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 141. (3) أعلام النساء 1/ 329، تجريد أسماء الصحابة 2/ 264. (4) أسد الغابة (6900) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 122 سعيد بن العاص، عن معاوية بن إسحاق، عن خولة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما يقدّس اللَّه أمّة لا يأخذ ضعيفها من قويها حقّه غير متعتع «1» . ومن انصرف عن غريمه وهو راض عنه صلّت عليه دوابّ الأرض ونون البحار «2» ، ومن انصرف عن غريمه وهو ساخط كتب عليه كلّ يوم وليلة وجمعة وشهر وسنة ظلم» . 11141 - خولة «3» بنت الأسود، وخويلة بنت ثعلبة. وخويلة بنت حكيم. وخويلة بنت خويلد، وخويلة بنت قيس- تقدمن. 11142- خيرة بنت أبي أمية بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط الأنصارية، من بني غنم بن السلم، زوج مكنف بن محيصة بن مسعود الأنصاري. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت. 11143- خيرة بنت أبي حدرد، أم الدرداء الكبرى «4» . سماها أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين فيما رواه ابن أبي خيثمة عنهما وقالا: اسم أبي حدرد عبد. وقال أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة، وقال غيرها جهيمة. وقال أبو عمر: كانت أمّ الدرداء الكبرى من فضلى النساء وعقلائهن، وذات الرأي فيهن مع العبادة والنسك، توفيت قبل أبي الدرداء. وذلك بالشام في خلافة عثمان، وكانت حفظت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن زوجها. روى عنها جماعة من التابعين، منهم ميمون بن مهران، وصفوان بن عبد اللَّه، وزيد بن أسلم، قال: وأم الدرداء الصغرى لا أعلم لها خبرا يدلّ على صحبة ولا رؤية، ومن خبرها أنّ معاوية خطبها بعد أبي الدرداء، فأبت أن تتزوّجه. قلت: وروى ذلك أبو الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أم الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء: إنك خطبتني إلى أبي في الدنيا فأنكحوني، وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة، قال: فلا تنكحي بعدي، فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان، فقال لها: عليك بالصيام، ولها ترجمة حافلة في تاريخ ابن عساكر. والّذي ذكر أبو عمر أنهم رووا عن أم الدرداء الكبرى وهم، إنما هم من الرواة عن الصغرى إلا ميمون بن مهران، فإنه أدركها، وروى عنها، وبذلك جزم المزي وغيره.   (1) غير متعتع- بفتح التاء- أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه- اللسان/ 1/ 434. (2) النون: الحوت والجمع أنوان ونينان. اللسان 6/ 4586. (3) في أ: خويلة. (4) الثقات 3/ 116، أعلام النساء 1/ 337، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، أزمنة التاريخ الإسلامي 974. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 123 وقال ابن مندة : خيرة أم الدرداء، وقيل اسمها هجيمة. وتعقّبه ابن الأثير. وقال علي بن المديني: كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء: إحداهما رأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي خيرة بنت أبي حدرد، والثانية تزوّجها بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهي هجيمة الوصابية. قال أبو مسهر: هما واحدة، ووهم في ذلك. وقال ابن ماكولا: أم الدرداء الكبرى لها صحبة، وماتت قبل أبي الدرداء، والصغرى هي التي خطبها معاوية. وأورد ابن مندة لأم الدّرداء حديثا مرفوعا، من طريق شريك، عن خلف بن حوشب، عن ميمون بن مهران، قال: قلت: لأم الدرداء: سمعت من النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا؟ قالت: نعم، دخلت عليه وهو جالس في المسجد فسمعته يقول: ما يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن «1» . وأخرج الطّبرانيّ من طريق زبّان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه- أنه سمع أم الدرداء تقول: خرجت من الحمام فلقيني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «من أين أقبلت يا أمّ الدّرداء؟» قلت: من الحمام. قال: «ما منكنّ امرأة تضع ثيابها في غير بيت إحدى أمهاتها أو زوج إلّا كانت هاتكة كلّ ستر بينها وبين اللَّه ... » «2» وسنده ضعيف جدا. 11144- خيرة بنت قيس الفهرية، أخت فاطمة، زوج سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أحد العشرة. لها حديث في مسند الشاميين للطبراني. 11145- خيرة: امرأة «3» كعب بن مالك الأنصارية «4» ، شاعر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ويقال بالحاء غير معجمة وحديثها عند الليث من رواية ابن وهب عنه بإسناد ضعيف لا تقوم به حجّة- أنّ   (1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 10/ 110 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 278، 422، وقال رواه الطبراني عن أبي الدرداء وهو عند أبي داود والترمذي بلفظ ما من شيء من الميزان أثقل من حسن الخلق أخرجه الترمذي في السنن 4/ 319 عن أبي الدرداء ... الحديث كتاب البر والصلة باب ما جاء في حسن الخلق (62) حديث رقم 2003 وقال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 668 كتاب الأدب باب في حسن الخلق حديث رقم 4799. (2) أخرجه البغدادي في موضع أوهام الجمع والتفريق 1/ 369. (3) في أ: بنت. (4) أعلام النساء 1/ 338، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، تقريب التهذيب 2/ 596، تهذيب التهذيب 12/ 416، الكاشف 3/ 469، تهذيب الكمال 3/ 1682، تلقيح فهوم أهل الأثر 380، بقي بن مخلد 986. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 124 رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلّا بإذن زوجها» . قاله أبو عمر هكذا. وقد وصله ابن ماجة وابن مندة من هذا الوجه عن الليث، عن رجل من ولد كعب بن مالك يقال له عبد اللَّه بن يحيى عن أبيه، عن جدّه- أن جدّته خيرة امرأة كعب بن مالك أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إني تصدقت بهذا الحلي ... فذكر الحديث. وفيه: «فهل استأذنت كعبا؟» فقالت: نعم. قال ابن مندة: ورواه يحيى بن عبد اللَّه بن كعب، عن أمه بنت عبد اللَّه بن أنس، عن أمها فاضلة الأنصارية. وستأتي. القسم الثاني 11146- خديجة بنت الزبير بن العوّام. تقدم ذكرها في القسم الأول ، ويغلب علي الظنّ أنها من أهل هذا القسم، وأنها كانت في العهد النبوي صغيرة. القسم الثالث 11147- خولة الحنفية، والدة محمد بن علي [بن أبي طالب] «1» «2» . تقدم ذكرها في القسم الأول، وإن لم يثبت أنها كانت حين قيل لعليّ ذلك مسلمة، وإلّا فهي من أهل هذا القسم. 11148- خولة بنت الهذيل. تقدمت في الأول، وظاهر قصتها أنها لم تلق النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتكون من أهل هذا القسم. القسم الرابع 11149- خولة بنت عمرو.. ذكرها ابن مندة، وأورد من طريق عبد الملك بن يحيى عن هشام بن عروة [عن أبيه] «3» ، عن عائشة، قالت: ابتاع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جزورا من أعرابي، فبعث إلى خولة بنت عمرو يستسلفها، ثم قال: رواه مرجّي بن رجاء وغيره عن هشام، فقالوا في حديثهم: بعث إلى خولة بنت حكيم. وهذا أصحّ.   (1) سقط في أ. (2) سقط في أ. (3) قال الهيثمي في الزوائد 4/ 142 وعن عائشة قالت ابتاع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من رجل من الأعراب جزورا ... الحديث رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد صحيح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 125 قلت: الحديث مشهور لخولة بنت حكيم، وبنت عمرو وهم، ويحتمل أن تتعدّد القصة، وقد أشرت إلى ذلك في القسم الأول . حرف الدال المهملة القسم الأول 11150- دبية، بضم أولها وسكون الموحدة بعدها مثناة تحتانية: هي بنت خالد بن النعمان بن خنساء، من بني غنم بن مالك بن النجار. ورأيتها بخط معتمد بتشديد الموحدة والياء جميعا، تكنى أم سماك. أسلمت وبايعت، ذكرها ابن سعد، وقال: أمها إدام بنت عمرو بن معاوية، تزوجها يزيد بن ثابت بن الضحاك، فولدت له عمارة. 11151- دجاجة بنت أسماء «1» ، والدة عبد اللَّه بن عامر بن كرز. ذكر عمر بن شبّة أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وجد عند عمير خمس نسوة فطلّق منهن دجاجة بنت أسماء، فخلف عليها عامر بن كرز، فولدت له عبد اللَّه بن عامر. 11152- درّة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية «2» ، أخت أم حبيبة التي قالت عنها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: انكح أختي بنت أبي سفيان. وردت تسميتها في بعض طريق الحديث المذكور عند أبي موسى. وأخرج من طريق عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، قالت: قالت أم حبيبة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: هل لك في درّة بنت أبي سفيان؟ الحديث. وقيل اسمها عزة. قال أبو عمر: هو الأشهر. وقيل اسمها حمنة، كما تقدم. 11153- درّة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم المخزومية «3» . هي التي قالت لها أمّ حبيبة في القصة التي قبل هذه. إنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت   (1) الاستيعاب: ت 3378. (2) أسد الغابة: ت 6903. (3) أسد الغابة: ت 6904، الاستيعاب: ت 3379. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 126 أبي سلمة. فقال: «إنّها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي، لأنّها ابنة أخي من الرّضاعة» «1» . وردت تسميتها في بعض طرق الحديث المذكور عند البخاري، من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، عن زينب بنت أبي سلمة- أن أم حبيبة قالت: يا رسول اللَّه، إنّا قد تحدثنا أنك ناكح درّة بنت أبي سلمة ... الحديث. وذكرها الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» في أولاد أبي سلمة بن عبد الأسد. 11154- درّة بنت أبي لهب «2» بن عبد المطلب بن هشام «3» بن عبد مناف الهاشمية ابنة عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. أسلمت وهاجرت، وكانت عند الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فولدت له عقبة، والوليد وغيرهما، كذا قال ابن عبد البر. وقال ابن سعد، تزوجها الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، فولدت له الوليد، وأبا الحسن، وأسلم ثم قتل يوم بدر كافرا فخلف عليها دحية بن خليفة الكلبي. وروى ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق عبد الرحمن بن بشر، وهو ضعيف، عن محمد بن إسحاق، عن نافع وزيد بن أسلم، عن بن عمر، وعن سعيد المقبري وابن المنكدر عن أبي هريرة وعن عمار بن ياسر، قالوا: قدمت درّة بنت أبي لهب المدينة مهاجرة، فنزلت في دار رافع بن المعلى، فقال لها نسوة من بني زريق: أنت ابنة أبي لهب الّذي يقول اللَّه له: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد 1] ، فما تغني عنك هجرتك؟ فأتت درة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فذكرت ذلك له، فقال: «اجلسي» ثم صلّى بالناس الظهر. وجلس على المنبر ساعة، ثم قال: «أيّها النّاس، ما لي أوذى في أهلي؟ فو اللَّه إنّ شفاعتي لتنال قرابتي حتّى أنّ صداء، وحكما، وسلهبا لتنالها يوم القيامة» » . وأخرج ابن مندة، من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو واه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة- أن سبيعة بنت أبي لهب جاءت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: إن   (1) أخرجه ابن ماجة 1/ 624 كتاب النكاح باب (34) يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب حديث رقم 1939. (2) مسند أحمد 6/ 431، طبقات ابن سعد/ 50، طبقات خليفة 330، مجمع الزوائد 9/ 257. (3) في أ: هاشم. (4) أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 409. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 127 الناس يصيحون بي ويقولون: إني ابنة حطب النار. فقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو مغضب شديد الغضب، فقال: «ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؟ ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه» «1» . ثم قال: رواه محمد بن إسحاق وغيره عن المقبري، فقالوا: قدمت درّة بنت أبي لهب ... فذكره نحوه. قال أبو نعيم: الصواب درة. قلت: يحتمل أن يكون لها اسمان، أو أحدهما لقب، أو تعدّدت القصة لامرأتين. وأخرج الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وابن عديّ في «الكامل» ، وابن مندة، من طريق علي بن أبي علي اللهبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، عن درّة بنت أبي لهب، قالت: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا يؤذى حيّ بميّت» . وفي رواية ابن مندة، من طريق سماك بن حرب، عن زوج درة بنت أبي لهب، قال: قام رجل، فقال: يا رسول اللَّه، أيّ الناس خير؟ قال: «خير الناس أقرأهم وأتقاهم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرّحم ... » «2» فذكره بطوله. أورده في أوائل مسند عائشة. وذكر البلاذريّ أنّ زيد بن حارثة تزوّجها، ولعل ذلك قبل أن يتزوّجها الحارث بن نوفل. وقيل: تزوجها دحية الكلبي، فأخرج بن مندة من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو عن عطاء، عن علي بن الحسين، عن درة بنت أبي لهب، وكانت تحت دحية بن خليفة، وكانت تعظم الناس، فدخل عليه ليلة نفر من المنافقين فقال بعضهم: إنما مثل محمد كمثل عذق نبت في فناء، فسمعته درة بنت أبي لهب، فانطلقت إلى أم سلمة، فذكرت لها ذلك، وذلك قبل أن ينزل في الحجاب ... فذكر نحو حديث ابن إسحاق مطوّلا. 11155- دعد بنت عامر، وقيل بنت عبيد بن دهمان، وهي أم رومان، والدة عائشة. تأتي في «الكنى» . القسم الثاني خال، وكذا القسم الثالث.   (1) أخرجه ابن عدي في الكامل 7/ 2717 والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم 9726. (2) أخرجه أحمد 6/ 432، وانظر المجمع 7/ 263. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 128 القسم الرابع 11156- دقرة، أم ولد لأذينة «1» . ذكرها الطّبرانيّ، وقال: يقال لها صحبة. ولم يورد لها شيئا. قلت: هي تابعية من الطبقة الأولى، ضبطت بالقاف، وهي بنت غالب الراسبية بصرية، والدة عبد الرحمن بن أذينة، أخرج لها النسائي من روايتها، عن عائشة في العدة. وذكرها ابن حبّان في «ثقات التّابعين» . روى عنها محمد بن سيرين، وبديل بن ميسرة، ولها عن عائشة حديث في التصليب في الثوب، ووهم فيها ابن أبي حاتم فظنها رجلا، فقال دقرة روى عن عائشة، وعنه بديل بن ميسرة. قال المزي في التهذيب: وهم في ذلك. حرف الذال المعجمة وهذا الحرف في الاستيعاب خال من النساء القسم الأول 11157- ذرة «2» ، غير منسوبة: لها حديث عند أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أبي جعفر الرازيّ، عن الليث، عن ابن المنكدر، عن ذرة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين في الجنّة» . وأشار بإصبعيه- «والسّاعي على الأرملة والمسكين كالغازي في سبيل اللَّه تعالى، وكالقائم الصّائم الّذي لا يفتر» . أخرجه ابن مندة. القسم الثاني خال، وكذا القسم الثالث، والقسم الرابع.   (1) أسد الغابة ت 6906. (2) أعلام النساء 1/ 363، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 129 حرف الراء القسم الأول 11158- رابعة بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصارية «1» ، من بني خطمة. ذكرها ابن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11159- رابطة بنت الحارث «2» بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية، زوج الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، وقيل اسمها ربطة بغير ألف، وبه جزم ابن سعد وأبو عمر وقال: أمها زينب بنت عبد اللَّه بن ساعدة الخزاعية، وهي أخت صبيحة بنت الحارث، وأسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى الحبشة، فولدت له هناك موسى وعائشة، فمات موسى بالحبشة، وهلكت ربطة في الطريق وهي راجعة. 11160- رابطة بنت حسان «3» بن عنزة بن ثامرة «4» ، من سبي هوازن، وهبها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب فعلمها شيئا من القرآن. ذكرها ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه. 11161- رابطة بنت سفيان «5» بن الحارث الخزاعية، زوج قدامة بن مظعون. يأتي ذكرها في ترجمة ابنتها عائشة بنت قدامة بن مظعون. 11162- رابطة بنت عبد اللَّه «6» ، امرأة عبد اللَّه بن مسعود. تأتي في ريطة. 11163- رابطة بنت كرامة المذحجية. أخرج الطّبرانيّ في «الكبير» ، من طريق عليّ بن أبي علي، عن الشعبي، عن رابطة بنت كرامة، قالت: كنا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال لقوم سفر: «لا يصبحنّكم من هذا النّعم الضّوالّ، ولا يضمن أحد منكم ضالّة، ولا تردّنّ سائلا إن كنتم تريدون الرّبح والسّلامة ... » الحديث.   (1) أسد الغابة ت 6912. (2) الثقات 3/ 133، تجريد أسماء الصحابة 2/ 266، 270. (3) في أ: حبان بن عسرة. (4) أسد الغابة ت 6909. (5) الثقات 3/ 133، أعلام 1/ 409، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، 270. (6) الثقات 3/ 133، أعلام النساء 1/ 412، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، 270. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 130 11164- الرباب بنت البراء بن معرور «1» . ذكرها في «التّجريد» مجردة، وكأن مستند ذلك ما اشتهر أنه مات أبوها في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في أوائل الهجرة، فتكون من هذا القسم 11165- الرباب بنت حارثة بن سنان الأنصارية «2» . في «التّجريد» أيضا، وهي عند الواقديّ الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل الأنصارية، والدة حذيفة بن اليمان. ذكرها بن سعد وبن حبيب فيمن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من النساء. وقال ابن سعد: ولدت لليمان حذيفة، وسعدا، وصفوان، ومدلجا، وليلى. 11166- الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية «3» الأشهلية، والدة معاذ بن زرارة الظفري. ذكرها ابن حبيب أيضا، وقال ابن سعد: هي عمة سعد بن معاذ، وكان تزوجها زرارة بن عمرو بن عدي الأوسي، فولدت له معاذا، وخلف عليها المعرور بن صخر، فولدت له الرباب، وأسلمت الرباب وبايعت. 11167- الرباب، غير منسوبة. ذكرها محمود بن أحمد الفريابيّ «4» في كتاب «خالصة الحقائق» ، وأنها كانت زوجا لرجل يقال له عمرو، فتعاهدا أيّهما مات قبل الآخر لا يتزوّج الّذي يبقى حتى يموت، فمات، فأقامت مدة فزوّجها أبوها، فرأت في تلك الليلة عمرا أنشدها أبياتا فأصبحت مذعورة وقصّت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم القصة، فأمرها أن تستأنس بالوحدة حتى تموت وأمر زوجها بفراقها ففعل ذلك. قلت: وهي حكاية مشهورة لغير هذين حتى الشعر المذكور في هذه القصة، ولكن الزوج اسمه مالك بن نصر، وكان في إمارة قتيبة بن مسلم على خراسان، وذلك في أواخر المائة الأولى من الهجرة. 11168- الربذاء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوية «5» . تقدم ذكرها في ترجمة مولاها ياسر في الياء آخر الحروف، وذكرت هناك ضبط اسمها.   (1) أسد الغابة ت 6913. (2) أسد الغابة ت 6914. (3) أسد الغابة ت 6916. (4) في أ: العارماني. (5) أسد الغابة: ت 6917، الاستيعاب: ت 3381. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 131 11169- ربيحة بالتصغير والمهملة، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكرها ابن سعد. 11170- الربيّع، بالتصغير المثقّل، بنت حارثة بن سنان، أخت الرباب الماضية قريبا. ذكرها الواقديّ أيضا. 11171- الربيّع بنت الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11172- الرّبيّع بنت معوّذ بن عفراء «1» بن حزام بن جندب الأنصارية «2» النجارية، من بني عدي بن النجار. تزوجها إياس بن البكير الليثي، فولدت له محمدا. لها رؤية تقدم نسبها في ترجمة ولدها. قال ابن أبي خيثمة، عن أبيه: كانت من المبايعات بيعة الشجرة. وقال أبو عمر: كانت ربما غزت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال ابن سعد: أمها أم يزيد بنت قيس بن زعوراء، روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، روت عنها ابنتها عائشة بنت أنس بن مالك، وسليمان بن يسار، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع مولى ابن عمر، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، وخالد بن ذكوان، وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل، وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. روى البخاريّ والتّرمذيّ وغيرهما من طريق خالد بن ذكوان، عن الربيّع بنت معوّذ، قالت: جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فدخل عليّ غداة بني بي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدّف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في عند. فقال لها: دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين. وأخرج أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة عدة أحاديث من رواية بن عقيل عنها في صفة وضوء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، منها: كان يأتينا فقال: «اسكبي لي وضوءا ... » الحديث.   (1) في أ: عقبة. (2) طبقات ابن سعد 8/ 447، المحبر 430، مسند أحمد 6/ 358، طبقات خليفة 339، مقدمة مسند بقي ابن مخلد 90، المعرفة والتاريخ 3/ 283، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 343، تهذيب الكمال 3/ 1683، المعين في طبقات المحدثين 29، الكاشف 3/ 425، الوافي بالوفيات 14/ 86، الأغاني 1/ 65، سير أعلام النبلاء 3/ 198، خلاصة تذهيب التهذيب 423، تاريخ الإسلام 2/ 402. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 132 وأخرج ابن مندة من طريق أسامة بن زيد الليثي عن أبي عبيدة بن محمد، قال: قلت للربيّع بنت معوذ: صفي لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا بني، لو رأيته لرأيت الشمس طالعة. وأخرج البخاريّ، والنّسائيّ، وأبو مسلم الكجّيّ، من طريق بشر بن المفضل، عن خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ، قالت: كنا نغزو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ونسقي القوم ونخدمهم ونردّ القتلى والجرحى إلى المدينة. لفظ أبي مسلم. وفي رواية البخاريّ: نسقي الماء ونداوي الجرحى ... الحديث. وأخرج ابن سعد، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ، قالت: قلت لزوجي: أختلع منك بجميع ما أملك؟ قال: نعم، فدفعت إليه كل شيء غير درعي، فخاصمني إلى عثمان فقال: له شرطه، فدفعته إليه. وأخرجه من وجه آخر أتمّ منه، وقال فيه: الشرط أملك، فخذ كل شيء حتى عقاص رأسها. قال: وكان ذلك في حصار عثمان- يعني سنة خمس وثلاثين. 11173- الرّبيّع بنت النضر «1» بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية، أخت أنس بن النضر، وعمة أنس بن مالك خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. تقدم نسبها عند ذكره، وهي من بني عدّي بن النجار، وهي والدة حارثة بن سراقة الماضي ذكره أيضا. وفيه قولها: أخبرني عن حارثة، فإن يكن في الجنة صبرت واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء. فقال لها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّه أصاب الفردوس ... » الحديث. وفي صحيح البخاريّ، عن أنس- أن ّ الربيّع بنت النضر عمته لطمت إنسانا فطلبوا العفو، فأبوا فطلبوا الأرش «2» فأبوا فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «كتاب اللَّه القصاص» . فقال أنس بن النضر: أيكسر سنّ الرّبيع؟ لا، والّذي بعثك بالحق لا يكسر سنها، فرضوا بالأرش، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبرّه، منهم أنس بن النّضر» «3» .   (1) الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 380، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، تقريب التهذيب 2/ 598، تهذيب التهذيب 12/ 418، تلقيح فهوم أهل الأثر 323. (2) الأرش من الجراحات: ليس له قدر معلوم، وقيل: هو دية الجراحات. اللسان 1/ 60. (3) أخرجه مسلم 3/ 1302 كتاب القسامة باب 5 إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها حديث 24- 1675 وأحمد في المسند 3/ 128، 167، 584، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 25، 64، والبغوي في شرح السنة 1/ 147، والمتقي الهندي في كنز العمال 5932، 5952. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 133 وأما ما وقع في صحيح مسلم من وجه آخر عن أنس- أنّ أخت الربيّع جرحت إنسانا، فذكره، وفيه: فقالت أمّ الربيع: يا رسول اللَّه، أيقتص من فلانة؟ فتلك قصة أخرى إن كان الراويّ حفظ، وإلّا فهو وهم من بعض رواته، ويستفاد إن كان محفوظا أنّ لوالدة الربيع صحبة، ولأنس عنها رواية في صحيح مسلم في قصة قتل أخيها أنس بن النضر لما استشهد بأحد. قال أنس: فقالت أخته الربيّع عمتي بنت النضر: ما عرفت إلا أختي ببنانه، وهذا صريح من روايته عن عمته. وقد أخلّ صاحب الأطراف فلم يترجم للربيع بنت النضر، وهو عند البخاري من وجه آخر عن أنس بلفظ: ما عرفته إلا أخته. 11174- رجاء الغنوية «1» . روى ابن سيرين عن امرأة يقال لها رجاء أنها قالت: كنت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فجاءته امرأة بابن لها، فقالت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه لي فيه بالبركة، فإنه توفي لي ثلاثة، فقال لها: «منذ أسلمت؟» قالت: نعم. فقال: «جنّة حصينة» . قالت: فقال لي رجل عنده: اسمعي ما يقول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. أخرجه أحمد، عن عبد الرزاق، عن هشام، عنه، ورجاله ثقات. ووقع لنا بعلوّ في المعرفة لابن مندة، وذكرها أبو موسى في الراء وفي الزاي ومع الإهمال: هل هي بتخفيف. الجيم أو بتثقيلها؟ 11175- رحيل ة. لها ذكر في كتاب الإكليل للحاكم. 11176- رزينة، مولاة صفية زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» ، وهي أيضا خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال أبو عمر: حديثها عند البصريين في يوم عاشوراء. قلت: أخرجه ابن أبي عاصم، وابن مندة، من طريق عليلة، بمهملة مصغرة، بنت الكميت، حدثتني أمي أمينة، عن أمّة اللَّه بنت رزينة، قالت: سألت أم رزينة ما كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول في صوم عاشوراء؟ قالت: إنه كان ليصومه ويأمرنا بصيامه. لفظ ابن مندة. وأخرجه أبو مسلم الكجّيّ، وأبو نعيم من طريقه، عن مسلم بن إبراهيم، عن عليلة مطولا، ولفظه: حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية، سمعت أمي أمينة أنها أتت واسط، فلقيت مولاة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال لها أمة اللَّه، وكانت أمها خادما لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقال لها   (1) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 380، تجريد أسماء الصحابة 2/ 267، تعجيل المنفعة 557. (2) الثقات 3/ 133، أعلام النساء 1/ 382، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 134 رزينة، فقالت لها: أما سمعت أمك تذكر في صوم عاشوراء شيئا؟ قالت: نعم، حدثتني أمي رزينة أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم .... حتى إن كان ليدعو صبيانه وصبيان فاطمة المراضع في ذلك اليوم فيتفل في أفواههم، ويقول لأمهاتهم: لا ترضعوهم إلى الليل. ورزينة ضبطت بفتح أولها، وقيل بالتصغير. وحكى أبو موسى أنه قيل فيها بتقديم الزاي على الراء. وأخرج أبو يعلى ... أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما تزوج صفية أمر ببرها خادما وهي رزينة. 11177- رضوى بنت كعب «1» . ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من طريق روّاد بن الجراح، عن أبيه، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن رضوى بنت كعب، قالت: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن الحائض تحيض، فقال: «لا بأس بذلك» . ورواد وشيخه ضعيفان. وقال في «التّجريد» : كأنها تابعية أرسلت، كذا قال، وهو عجب مع قولها سألت. 11178- رضوى، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «2» . تقدم ذكرها في الخاء المعجمة في خضرة، وقال أبو موسى: ذكرها المستغفري ولم يورد لها شيئا. 11179- رغينة، بمعجمة مصغرة، وقيل أولها زاي، بنت سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها عمرة بنت مسعود بن قيس، تزوجها رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وهي أخت حبيبة بنت سهل التي تقدم ذكرها. 11180- رفاعة بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة «3» ، من بني خطمة الأنصارية. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكذا قال بن سعد. 11181- رفيدة الأنصارية، أو الأسلمية «4» .   (1) أسد الغابة ت 6923، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268. (2) أسد الغابة ت 6922. (3) أسد الغابة ت 6924. (4) أسد الغابة ت 6925، الاستيعاب: ت 3386. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 135 ذكرها ابن إسحاق في قصة سعد بن معاذ لما أصابه بالخندق، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده من قريب «1» ، وكانت امرأة تداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين. وقال البخاريّ في «الأدب المفرد» : حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: ولما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فقيل: حوّلوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا مرّ به يقول: «كيف أمسيت؟» وإذا أصبح قال: «كيف أصبحت؟» فيخبره. وأورده في التاريخ بقصة وفاة سعد، وسنده صحيح، وأورده المستغفري من طريق البخاري وأبو موسى من طريق المستغفري. 11182- رقيقة «2» ، بقافين مصغرة، بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية، بنت عم العباس وإخوته من بني عبد المطلب، وهي والدة مخرمة بن نوفل، والد المسور. ذكرها الطّبرانيّ والمستغفريّ في الصحابة. وقال أبو عمر: وما أراها أدركت. وعمدة من ذكرها ما أخرجوه من طريق حميد بن منهب، عن عروة بن مضرس، عن مخرمة بن نوفل، عن أمه رقيقة، قال: وكانت لدة عبد المطلب بن هاشم، قالت: تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقّت العظم ... الحديث بطوله في استسقاء عبد المطلب لقريش ومعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو غلام قد أيفع، وفيه أنهم سقوا، وإن شيوخ قريش كعبد اللَّه بن جدعان وحرب بن أمية قالوا لعبد المطلب لما سقوا على يديه: هنيئا لك أبا البطحاء، وفيه شعر رقيقة المذكورة أوله: بشيبة الحمد أسقى اللَّه بلدتنا ... وقد فقدنا الحيا واجلوّذ المطر [البسيط]   (1) أخرجه مسلم في الصحيح 3/ 1389 عن عائشة قالت أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له ابن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول اللَّه ت خيمة في المسجد يعوده من قريب. كتاب الجهاد والسير باب (21) . إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب حديث رقم (65/ 1769) وقد كانت خيمة رفيدة في المسجد والترمذي في السنن 3/ 122 كتاب السير باب (29) ما جاء في التنزيل على الحكم حديث رقم 1582، والنسائي 2/ 45، كتاب المساجد باب (18) ضرب الخباء في المساجد حديث رقم 710. (2) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 393، تجريد أسماء الصحابة 2/ 268، والمنمق 166، 169، 170. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 136 قال أبو موسى- بعد إيراده: هذا حديث حسن. قال: وقد ذكرها ابن سعد في المسلمات المهاجرات، وقال: أمّها هالة بنت كلدة بن عبد الدار، ثم أخرج عن الواقدي عن عبد اللَّه بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، عن أبيها، عن مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة، قالت: لكأنّي انظر إلى عمي شيبة- تعني عبد المطلب بن عبد مناف، فكنت أول من سبق إليه، فالتزمته وخبرت به أهلنا، وهي أسنّ يومئذ من عبد المطلب، وقد أدركت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأسلمت، وكانت أشدّ الناس على ولدها مخرمة- يعني لكونه لم يسلم. وبهذا السند. عن أمها- أنّ رقيقة وهي أم مخرمة بن نوفل حدثت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إن قريشا قد اجتمعت تريد بياتك الليلة. قال المسور: فتحوّل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عن فراشه وبات عليه عليّ. 11183- رقيقة الثقفية «1» . قال أبو عمر: أسلمت حين خروج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من مكة إلى الطائف بعد موت أبي طالب وخديجة، حديثها عند عبد ربه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة. قلت: أخرجه ابن أبي عاصم، من طريق عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد ربه، ولفظه: عن أمها، قالت: لما جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يبتغي النصر بالطائف دخل عليّ فأخرجت له شرابا من سويق، فقال: «يا رقيقة، لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلّي إليها» . قالت: إذا يقتلوني. قال: «فإذا صلّيت فولّيها ظهرك» «2» ثم خرج من عندي. 11184- رقيّة «3» ، بقاف واحدة وبالتشديد، بنت ثابت بن خالد، من بني مالك بن النجار الأنصارية. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت. 11185- رقيّة بنت زيد بن حارثة الكلبي، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأخت أمة. ذكرها البلاذريّ. وتقدم ذكرها في ترجمة زيد، وأن أمها أم كلثوم بنت عتبة. وذكر ابن سعد من مسند خالد بن نمير، قال: لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فخمشت بنت زيد في وجهه، فبكى حتى انتحب. 11186- رقيّة بنت كعب الأسلمية» .   (1) بقي بن مخلد 1012. (2) أورده الهيثمي في الزوائد 6/ 38 عن رقيقة قالت لما جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يبتغي النصر بالطائف ... الحديث. قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. (3) أسد الغابة: ت 6928. (4) أسد الغابة: ت 6930. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 137 روى سفيان بن حمزة عن أشياخه عنها. قيل: لها صحبة، ذكرها أبو نصر بن ماكولا. 11187- رقيّة بنت سيد البشر صلّى اللَّه عليه وسلّم: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب «1» الهاشمية «2» ، هي زوج عثمان بن عفان، وأم ابنه عبد اللَّه. قال أبو عمر: لا أعرف خلافا أنّ زينب أكبر بنات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. واختلف في رقية وفاطمة وأم كلثوم، والأكثر أنهنّ على هذا الترتيب. ونقل أبو عمر عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن، وقيل: كانت فاطمة أصغرهن، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان. وقال ابن هشام: تزوج عثمان رقية، وهاجر بها إلى الحبشة، فولدت له عبد اللَّه هناك: فكان يكنى به. وقال أبو عمر: قال قتادة: لم تلد له، قال: وهو غلط لم يقله غيره، ولعله أراد أختها أم كلثوم، فإنّ عثمان تزوجها بعد رقية، فماتت أيضا عنده، ولم تلد له، قاله ابن شهاب والجمهور. وسيأتي لتزويج رقية ذكر في ترجمة سعدى أم عثمان حماتها. وقال ابن سعد: بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هي وأخواتها، وتزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان، فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولدا فسماه عبد اللَّه، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات فلم تلد له بعد ذلك. وأخرج ابن سعد من طريق عليّ بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، قال: لما ماتت رقية قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ألحقي بسلفنا عثمان بن مظعون» . فبكت النساء على رقية، فجاء عمر بن الخطاب فجعل يضربهن، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «مهما يكون من العين ومن القلب فمن اللَّه والرّحمة، ومهما يكن من اليد واللّسان فمن الشّيطان» «3» . فقعدت فاطمة على شفير القبر تبكي، فجعل يمسح عن عينها بطرف ثوبه. قال الواقديّ: هذا وهم، ولعلها غيرها من بناته، لأن الثبت أن رقية ماتت ببدر، أو يحمل على أنه أتى قبرها بعد أن جاء من بدر. وأخرج ابن مندة بسند واه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر،   (1) في أ: عبد المطلب بن هاشم الهاشمية. (2) أسد الغابة: ت 6929، الاستيعاب: ت 3389. (3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 335 عن ابن عباس. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 138 قالت: كنت أحمل الطعام إلى أبي وهو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بالغار، فاستأذنه عثمان في الهجرة، فأذن له في الهجرة إلى الحبشة، فحملت الطعام، فقال لي: «ما فعل عثمان ورقيّة» ؟ قلت. قد سارا. فالتفت إلى أبي بكر، فقال: «والّذي نفسي بيده، إنّه أوّل من هاجر بعد إبراهيم ولوط» . قلت: وفي هذا السياق من النكارة أن هجرة عثمان إلى الحبشة كانت حين هجرة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا باطل، إلا إن كان المراد بالغار غير الّذي كانا فيه لما هاجرا إلى المدينة، والّذي عليه أهل السير أنّ عثمان رجع مكة من الحبشة مع إلى من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، ومرضت بالمدينة لما خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى بدر، فتخلف عليها عثمان عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بوقعة بدر. وقيل: وصل لما دفنت. وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما ماتت رقية قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا يدخل القبر رجل قارف» «1» . فلم يدخل عثمان. قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم. وقد روى ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابها الحصبة، فماتت، وجاء زيد بشيرا بوقعة بدر، قال: وعثمان على قبر رقية. ومن طريق قتادة عن النضر بن أنس، عن أبيه: خرج عثمان برقية إلى الحبشة مهاجرا، فاحتبس خبرهما، فأتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم امرأة فأخبرته أنها رأتهما. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «قبّحهما اللَّه، إنّ عثمان أوّل من هاجر بأهله» - يعني من هذه الأمة. وذكر السّراج في تاريخه من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: تخلف عثمان، وأسامة بن زيد، عن بدر، فبينا هم يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا، فقال: يا أسامة، ما هذا؟ فنظروا، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الجدعاء بشيرا بقتل المشركين يوم بدر. 11188- رقية مولاة فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. عمرت حتى جعلها الحسين بن علي مقيمة عند قبر سيدتها فاطمة، لأنه لم يكن بقي   (1) يقال: قرف الذنب واقترفه إذا عمله، وقارف الذنب وغيره إذا داناه ولاصقه، وقرفه بكذا: أي أضافه إليه واتهمه به، وقارف امرأته إذا جامعها. النهاية. 4/ 45. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 139 من يعرف القبر غيرها، قاله عمر بن شبة في أخبار المدينة. 11189- رملة بنت الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن زيد الأنصارية النجارية «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وذكر ابن إسحاق في السيرة النبويّة- أن بني قريظة لما حكم فيهم سعد بن معاذ حبسوا في دار رملة بنت الحارث امرأة من الأنصار من بني النجار. قلت: وتكرر ذكرها في السيرة. وأما الواقدي فيقول: رملة بنت الحدث، بفتح الدال المهملة بغير ألف قبلها. وقال ابن سعد: رملة بنت الحارث، وهو الحارث بن ثعلبة بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، تكنى أم ثابت، وأمها كبشة بنت ثابت بن النعمان بن حرام، وزوجها معاذ بن الحارث بن رفاعة. 11190- رملة بنت الخطاب. تأتي في فاطمة بنت الخطاب. 11191- رملة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية «2» ، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، تكنى أم حبيبة، وهي بها أشهر من اسمها، وقيل: بل اسمها هند، ورملة أصحّ، أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية. ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاما، تزوّجها حليفهم عبيد اللَّه، بالتصغير، ابن جحش ابن رئاب بن يعمر الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، فأسلما، ثم هاجرا إلى الحبشة، فولدت له حبيبة فبها كانت تكنى. وقيل: إنما ولدتها بمكة وهاجرت وهي حامل بها إلى الحبشة. وقيل: ولدتها بالحبشة وتزوج حبيبة داود بن عروة بن مسعود، ولما تنصر زوجها عبيد اللَّه بن جحش، وارتد عن الإسلام فارقها. فأخرج ابن سعد من طريق إسماعيل بن عمرو بن سعيد الأموي، قال: قالت أم حبيبة: رأيت في المنام كأنّ زوجي عبيد اللَّه بن جحش بأسوإ صورة، ففزعت فأصبحت فإذا به قد تنصر، فأخبرته بالمنام فلم يحفل به وأكبّ على الخمر حتى مات. فأتاني آت في نومي، فقال: يا أمير المؤمنين، ففزعت فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي يستأذن، فإذا هي جارية له يقال لها أبرهة، فقالت: إن الملك يقول لك: وكلي من   (1) أسد الغابة ت 6931. (2) الثقات 3/ 131، أعلام النساء 1/ 397، الكاشف 3/ 71، تنوير قلوب المسلمين 68، 146، السمط الثمين 111. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 140 يزوجك. فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص بن أمية فوكلته، فأعطيت أبرهة سوارين من فضة، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب فحمد اللَّه وأثنى عليه وتشهد، ثم قال: أما بعد فإن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة فأجبت، وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار، ثم سكب الدنانير، فخطب خالد، فقال: قد أجبت إلى ما دعا إليه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وزوجته أم حبيبة، وقبض الدنانير، وعمل لهم النجاشي طعاما، فأكلوا. قالت أم حبيبة: فلما وصل إليّ المال أعطيت أبرهة منه خمسين دينارا، قالت: فردّتها علي، وقالت: إن الملك عزم علي بذلك، وردّت على ما كنت أعطيتها أولا، ثم جاءتني من الغد بعود وورس وعنبر وزباد «1» كثير، فقدمت به معي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروى ابن سعد أن ذلك كان سنة سبع، وقيل كان سنة ست، والأول أشهر. ومن طريق الزهري أنّ الرسول إلى النجاشي بعث بها مع شرحبيل بن حسنة. ومن طريق أخرى أن الرسول إلى النجاشي بذلك كان عمرو بن أمية الضمريّ. وحكى ابن عبد البرّ أن الّذي عقد لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عليها عثمان بن عفان. ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، قال: لما بلغ أبا سفيان أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم نكح ابنته قال: هو الفحل لا يقدع أنفه «2» . وذكر الزّبير بن بكّار بسند له عن إسماعيل بن عمرو بن أمية، عن أم حبيبة نحو ما تقدم، وقيل نزلت في ذلك: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً [الممتحنة: 7] ، وهذا بعيد، فإن ثبت فيكون العقد عليها كان قبل الهجرة إلى المدينة، أو يكون عثمان جدده بعد أن قدمت المدينة، وعلى ذلك يحمل قول من قال: إن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إنما تزوجها بعد أن قدمت المدينة، روى ذلك عن قتادة، قال: وعمل لهم عثمان وليمة لحم، وكذا حكى عن عقيل، عن الزهري، وفيما ذكر عن قتادة ردّ على دعوى ابن حزم الإجماع على أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إنما تزوّج أم حبيبة وهي بالحبشة، وقد تبعه على ذلك جماعة آخرهم أبو الحسن بن الأثير في أسد الغابة، فقال: لا اختلاف بين أهل السير في ذلك، إلا ما وقع عند مسلم أن أبا سفيان لما أسلم طلب منه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يزوّجه إياها، فأجابه إلى ذلك. وهو وهم من بعض الرواة، وفي جزمه بكونه وهما نظر، فقد أجاب بعض الأئمة باحتمال أن   (1) الزّباد: بنت معروف، قال ابن سيده: والزبّاد والزّبدى والزّباد كله نبات سهلي له ورق عراض وقد ينبت في الجلد، يأكله الناس، وهو طيّب. اللسان 3/ 1803. (2) أصل القدع: الكف والمنع يقال: قدعت الفحل وهو أن يكون غير كريم، فإذا أراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح أو غيره حتى يرتدع وينكف، ويروى بالراء. النهاية 4/ 24. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 141 يكون أبو سفيان أراد تجديد العقد، نعم، لا خلاف أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل على أم حبيبة قبل إسلام أبي سفيان. وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد اللَّه، عن الزهري، قال: قدم أبو سفيان المدينة، فأراد أن يزيد في الهدنة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم طوته دونه، فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: لقد أصابك بعدي شرّ. أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون، قال: لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنته قال: ذلك الفحل لا يقدع أنفه. روت أم حبيبة عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث. وعن زينب بنت جحش أم المؤمنين. روت عنها بنتها حبيبة، وأخواها: معاوية، وعتبة، وابن أخيها عبد اللَّه بن عتبة بن أبي سفيان، وأبو سفيان بن سعيد بن المغيرة بن الأخنس الثقفي، وهو ابن أختها، ومولياها: سالم بن سوال، وأبو الجراح، وصفية بنت شيبة، وزينب بنت أم سلمة، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمان، وآخرون. وأخرج ابن سعد، من طريق عوف بن الحارث، عن عائشة، قالت: دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فتحللينني من ذلك فحللتها، واستغفرت لها، فقالت لي: سررتني سرّك اللَّه، وأرسلت إلى أم سلمة بمثل ذلك، وماتت بالمدينة سنة أربع وأربعين، جزم بذلك ابن سعد، وأبو عبيد. وقال ابن حبان، وابن قانع: سنة اثنتين. وقال ابن أبي خيثمة: سنة تسع وخمسين، وهو بعيد. واللَّه أعلم. 11192- رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «1» . قتل أبوها يوم بدر كافرا، ذكرها أبو عمر، فقال: كانت من المهاجرات، هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان، وفي ذلك تقول لها بنت عمها هند بنت عتبة: لحي الرّحمن صابئة بوجّ ... ومكّة عند أطراف الحجون تدين لمعشر قتلوا أباها ... أقتل أبيك جاءك باليقين «2» ؟ [الوافر]   (1) الثقات 3/ 131، تجريد أسماء الصحابة 2/ 269. (2) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3391) ، وأسد الغابة ترجمة رقم (6933) ، والبيتان في كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 105، 156. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 142 قال أبو عمر: في قول ابن الأثير: هاجرت مع زوجها عثمان إنما هاجر بزوجته رقية بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال: ولو لم يقل هاجرت مع زوجها عثمان لأمكن أن يقال هاجرت فتزوجها عثمان بعد ذلك. قلت: أظن قوله: هاجرت مع زوجها عثمان، أي إلى المدينة لا إلى الحبشة، فلعل عثمان تزوجها في عمرة القضية، وهاجرت معه حينئذ، فأما قبل ذلك إلى الحبشة ثم إلى المدينة في أول الهجرة فلم تكن له زوجة إلا رقية، فكأنه تزوجها بعد رقية أو بعد أم كلثوم. ويحتمل أن يكون الصواب أن زوجها عثمان غير ابن عفان، ولعله عثمان بن أبي العاص الثقفي بقرينة قولها بوج، ووج هي الطائف، وعثمان بن أبي العاص من أهل الطائف، بخلاف ابن عفان. ثم رأيت في طبقات ابن سعد: تزوّجها عثمان بن عفان، فولدت له عائشة، وأم أبان، وأم عمرو. وقال أبو الزناد مولاها: أسلمت وبايعت، وأنشد الزبير من قول هند يعيب عليها إسلامها ويعيرها بقتل أبيها يوم بدر ... فذكر البيتين، قال: وأمها أم شريك بنت وقدان بن عبد شمس بن عبد ود من بني عامر بن لؤيّ، وكذا قال ابن سعد: لكن قال أم شريك. 11193- رملة بنت عبد اللَّه بن أبي ابن سلول «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11194- رملة بنت أبي عوف بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم «2» ، زوج المطلب بن أزهر بن عوف الزهري. ذكرها ابن إسحاق في تسمية من أسلم من أهل مكة، وهاجر إلى الحبشة، قال: وولدت للمطلب بن أزهر بن عوف الزهري هناك عبد اللَّه بن المطلب. قال: ويقال إنّه أول من ورث أباه في الإسلام. وذكرها أبو عمر في ترجمة زوجها. وقال ابن سعد: أسلمت بمكة قديما قبل دار الأرقم، وبايعت وهاجرت. 11195- رملة بنت الوقيعة «3» بن حرام بن غفار بن مليل «4» - بلامين مصغر. قال خليفة «5» بن خيّاط: هي أم أبي ذر الغفاريّ، سماها غير واحد، وثبت ذكرها في   (1) أسد الغابة: ت 6934. (2) أسد الغابة: ت 6935، الاستيعاب: ت 3392. (3) في أ: الربيعة. (4) أسد الغابة: ت 6936. (5) في أ: خليفة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 143 قصة إسلام أبي ذر، ولم تسمّ فيه. وقيل: إنها أم عمرو بن عبسة السلمي أيضا. 11196- رميثة «1» ، بمثلثة مصغرة، بنت عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت. وقال البخاري: روى عنها القعقاع بن حكيم. وقال أبو عمر: هي جدة عاصم بن قتادة، روى عنها. قلت: كذا قال، والّذي يظهر لي أنها غيرها، وجدة عاصم هي التي بعدها، وأما هي فلها حديث في ترجمة محمد بن محمد التمار من المعجم الأوسط. 11197- رميثة الأنصارية، جدة عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري التابعي المشهور. أخرج التّرمذيّ، من طريق يوسف الماجشون، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن جدته رميثة، قالت سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- ولو أشاء أن أقبل الخاتم الّذي بين كتفيه من قربه لفعلت. يقول لسعد بن معاذ يوم مات: «اهتزّ له عرش الرّحمن» . وروى ابن المنكدر عن ابن رميثة عنها، عن عائشة حديثا في صلاة الضحى. 11198- الرميصاء، أو الغميصاء، لقب أم سليم والدة أنس «2» ، وزوج أبي طلحة. تأتي في ترجمتها مبسوطة في الكنى. قال عبد العزيز بن أبي سلمة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أريت أنّي دخلت الجنّة فإذا أنا بالرّميصاء امرأة أبي طلحة» «3» . وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الأنصاري، حدثنا حميد، عن أنس، قال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «دخلت الجنّة فسمعت مشية بين يديّ، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان» «4» . ومن طريق حماد عن ثابت عن أنس نحوه، لكن قال الرميضاء، أوردهما في ترجمة أم سليم.   (1) الثقات 3/ 134، أعلام النساء 1/ 394، 403 تجريد أسماء الصحابة 2/ 269، تقريب التهذيب 2/ 598، تهذيب التهذيب 12/ 420، التمهيد 8/ 145. (2) أسد الغابة: ت 6939، الاستيعاب: ت 3394. (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34427 وعزاه إلى أبي يعلى عن جابر وحديث ورقم 33168 وعزاه إلى أحمد ومناد والحكيم والطبراني في الكبير وابن عساكر عن أبي أمامة وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. (4) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1908 كتاب فضائل الصحابة باب 19 فضائل أم سليم، أم أنس بن مالك وبلال رضي اللَّه عنهما حديث رقم (105/ 2456) والحاكم في المستدرك 3/ 208، الهيثمي في الزوائد 9/ 316 وأحمد في المسند 3/ 99، 106، 125، 239، 368. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 144 11199- الرميصاء، أخرى «1» . قال أحمد في مسندة: حدثنا هشيم، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد اللَّه بن العباس، قال: جاءت الرميصاء أو الغميصاء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تشكو زوجها، وتزعم أنه لا يصل إليها، فما كان إلا يسير حتى جاء زوجها، فزعم أنها كاذبة، ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ليس لك ذلك، حتّى تذوقي عسيلة رجل آخر غيره» . 11200- روضة، وصيفة كانت لامرأة من أهل المدينة «2» . أسلمت هي ومولاتها عند قدوم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، هكذا ذكرها أبو عمر مختصرا، وأخرج حديثهما ابن مندة، من طريق عبد الجليل بن الحارث، حدثتني ثبيتة بنت بنت عميا، قالت: حدثتني روضة، قالت: كنت وصيفة لامرأة من أهل المدينة، فلما هاجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من مكة إلى المدينة قالت لي مولاتي: يا روضة، قومي على الباب، فإذا مر هذا الرجل فأعلميني، فقمت على باب الدار فإذا هو قد مر ومعه نفر من أصحابه، فأخذت بطرف ردائه، فبشّ في وجهي، فقلت لمولاتي: قد جاء هذا الرجل، فخرجت مولاتي وكان زوجها في الدار فعرض عليهم الإسلام فأسلموا. وأخرج النّسائيّ في الكنى، عن أبي صالح عبد الجليل بن الحارث بن عبد اللَّه بن النضر، حدثتني ثبيتة بنت الأسود، حدثتني روضة به. وفي رواية: فتبسم في وجهي، فأخذت بطرف ثوبه. 11201- روضة، أخرى: كانت مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. ذكرها محمد بن هارون الرّوياني في مسندة، من طريق سفيان الثوري، عن رجل، عن كريب، عن ابن عباس، قال: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم جارية اسمها روضة ... فذكر حديثا طويلا. وذكرها ابن سعد والبلاذريّ في موالي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11202- روضة، أخرى «3» . ذكرها الطّبريّ في تفسير سورة النور عند قوله تعالى: لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ   (1) الدر المنثور 208، الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 403، 2/ 256، تجريد أسماء الصحابة 2/ 270، تقريب التهذيب 2/ 599، تهذيب التهذيب 12/ 420، تهذيب الكمال 3/ 1684، حلية الأولياء 9/ 57. (2) أسد الغابة: ت 6941، الاستيعاب: ت 3395. (3) أسد الغابة: ت 6941. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 145 حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها [النور: 27] . فأخرج من طريق هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين ويونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد الثقفي- أن رجلا استأذن على النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أألج؟ فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لأمة له يقال له روضة: «قومي إلى هذا فعلّميه، فإنّه لا يحسن يستأذن، فقولي له: يقول السّلام عليكم أأدخل؟» فسمعها الرجل فقالها. فقال: «أدخل» . 11203- ريحانة بنت شمعون بن زيد «1» ، وقيل زيد بن عمرو بن قنافة، بالقاف، أو خنافة بالخاء المعجمة، من بني النضير. وقال ابن إسحاق: من بني عمر بن قريظة: وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد بن عمرو بن خنافة بن شمعون بن زيد من بني النضير، وكانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له الحكم، ثم روى ذلك عن الواقدي. قال ابن إسحاق في «الكبرى» : كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سباها فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في نفسه، فبينما هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه، فقال: هذا ثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يا رسول اللَّه، بل تتركني في ملكك، فهو أخف عليّ وعليك، فتركها. وماتت قبل وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بستة عشر. وقيل لما رجع من حجة الوداع. وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة عرض السبي على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت قيس حتى قتل الأسرى، فرق السبي، فدخل إليها فاختبأت منه حياء. قالت: فدعاني فأجلسني بين يديه وخيرني فاخترت اللَّه ورسوله، فأعتقني وتزوّج بي. فلم تزل عنده حتى ماتت. وكان يستكثر منها ويعطيها ما تسأله، وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع. وقال ابن سعد: أخبرنا محمّد بن عمر: قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن كعب، قال: كانت ريحانة مما أفاء اللَّه على رسوله، وكانت جميلة وسيمة، فلما قتل زوجها وقعت في السبي، فخيرها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فاختارت الإسلام، فأعتقها وتزوجها وضرب عليها الحجاب، فغارت عليه غيرة شديدة فطلقها، فشق عليها وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل وفاته. وأخرج من طريق الزّهريّ أنّه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني أحد بعده. قال الواقدي: وهذا وهم، فإنّها توفيت عنده.   (1) أسد الغابة: ت 6942، الاستيعاب: ت 3396. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 146 وذكر محمّد بن الحسن في أخبار المدينة، عن الدراوَرْديّ، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم صلّى في منزل من دار قيس بن قهد، وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تسكنه. وقال أبو موسى: ذكرها ابن مندة في ترجمة مارية، ولم يفردها بترجمة. وقيل: اسمها ربيحة- بالتصغير. قلت: بل أفردها، فإنه قال ما هذا نصه بعد ذكره الأزواج الحرائر: وسبي جويرية في غزوة المريسيع، وهي ابنة الحارث بن أبي ضرار، وسبي صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير، وكانت مما أفاء اللَّه عليه، فقسم لهما، واستسرى جاريته القبطية، فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة من بني قريظة، ثم أعتقها فلحقت بأهلها، واحتجبت وهي عند أهلها. وهذه فائدة جليلة أغفلها ابن الأثير. وأخرج ابن سعد عن الواقديّ من عدة طرق- أنه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها وضرب عليها الحجاب، ثم قال: وهذا الأثر عند أهل العلم. وسمعت من يروي أنه كان يطؤها بملك اليمين. وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري- أنها خيرت، فقالت: يا رسول اللَّه، أكون في ملكك فهو أخفّ عليّ وعليك، فكانت في ملكه يطؤها إلى أن ماتت. 11204- ريطة بنت أبي أمية بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزومية، أخت أم سلمة، كانت زوج صهيب بن سنان- ذكرها البلاذري. 11205- ريطة بنت الحارث التيمية «1» . هاجرت مع زوجها الحارث بن خالد التيمي إلى الحبشة، فولدت له. تقدمت في رائطة. 11206- ريطة بنت حبان. تقدمت أيضا في رائطة، وأن ابن إسحاق ذكرها في «المغازي» في سبي هوازن، قال: فأما عليّ فأعف صاحبته وعلمها شيئا من القرآن. 11207- ريطة بنت أبي رهم القرشية التيمية. يقال هو اسم أم مسطح. 11208- ريطة بنت سفيان، زوج قدامة بن مظعون. تقدمت في رائطة. 11209- ريطة بنت أبي طالب بن عبد المطلب، أخت أم هانئ.   (1) الاستيعاب: ت 3397. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 147 ذكرها ابن سعد في ترجمة أمها فاطمة بنت أسد، ويقال: كانت تكنى أم طالب. وتأتي في الكنى. 11210- ريطة بنت عبد اللَّه بن معاوية الثقفية «1» ، امرأة عبد اللَّه بن مسعود، ويقال اسمها رائطة، ويقال بل اسمها زينب، فرائطة لقب، وقيل هما اثنتان. روى حديثها ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عبد اللَّه الثقفي، عن أخته رائطة. وقيل: عن عروة، عن ريطة بغير واسطة، ولفظه عند ابن أبي عاصم: عن رائطة امرأة عبد اللَّه بن مسعود، وأم ولده، وكانت صناعا، وليس لعبد اللَّه بن مسعود مال، وكانت تنفق عليه وعلى ولده ... الحديث. وقد ورد نحو هذه القصة لزينب امرأة عبد اللَّه، وهي في الصحيح. وستأتي. 11211- ريطة بنت عبد اللَّه بن الحارث بن المطلب المطلبية. ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، وكان موته سنة اثنتين من الهجرة. 11212- ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية، والدة عبد اللَّه بن عمرو بن العاص «2» . أسلمت وبايعت، لها ذكر، وليست لها رواية، قاله ابن مندة. وذكر ابن سعد من طريق أبي حبيبة مولى الزبير بسند فيه الواقدي- أنها أسلمت يوم الفتح، وبايعت، ونسبه لعبد اللَّه بن الزبير. القسم الثاني 11213- ريطة بنت أبي جندب. يأتي ذكرها في ترجمة أمها هند بنت أمامة. القسم الثالث 11214- ريحانة بنت معدي كرب الزبيدية، أخت عمرو بن معديكرب الفارس المشهور. لها إدراك، وكان أخوها يتغزل فيها، وهي المرادة بقوله في أول قصيدته المشهورة:   (1) أسد الغابة: ت 6943، الاستيعاب: ت 3399. (2) الثقات 3/ 132، أعلام النساء 1/ 413، أسد الغابة: ت 6944. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 148 أمن ريحانة الدّاعي السّميع ... يورّقني وأصحابي هجوع [الوافر] وقيل: بل كان يتغزل بأم دريد بن الصمة، وهي ريحانة امرأة أخرى سباها الصمة الجشمي في الجاهلية، وكان لها ذكر، فولدت له دريد بن الصمة الفارس المشهور، وماتت في الجاهلية، وقتل ولدها دريد يوم حنين على المشهور. وأما ريحانة أخت عمرو فإنّها سبيت في الردة ففداها خالد بن سعيد بن العاصي، وردّها إلى أخيها عمرو، فأهدى له الصمصامة، فلهذا صارت في بني أمية. ذكر ذلك أبو الفرج الأصبهاني. 11215- ريحانة، أخرى. لها إدراك. روى عنها عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، قال سعيد بن منصور: حدثنا عبد العزيز بن محمد- هو الدراوَرْديّ، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد اللَّه بن الزبير، عن ريحانة، قالت: جئت عمر، فقلت: أألج؟ فقال لي: إذا جئت فقولي السلام عليكم، فإن قالوا: وعليكم السلام فقولي: أأدخل؟. القسم الرابع 11216- رميثة بنت حكيم «1» . بايعت وأرسلت حديثا، فذكرها بعضهم في الصحابة، وذكرها أبو موسى في الذيل، وقال: روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب حديثا لها عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهو مرسل، إنما هي تابعية تروي عن عائشة. حرف الزاي المنقوطة القسم الأول 11217- زائدة، مولاة عمر بن الخطاب «2» . وقع ذكرها في كتاب «شرف المصطفى» لأبي سعد النّيسابوريّ، وأورد حديثها أبو   (1) أسد الغابة ت 6937. (2) أسد الغابة ت 6945. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 149 موسى في «الذّيل» ، فسماها زيدة، وكذا أوردها [المستغفري فأخرجا من طريق الفضل بن يزيد بن الفضل، عن بشر بن بكر، عن] الأوزاعي، عن واصل، زاد في رواية المستغفري مولى أبي عتبة، عن أبي نجيح، وأيضا في رواية المستغفري أمّ يحيى، قالت، قالت عائشة: كنت قاعدة عند النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا أقبلت زيدة جارية عمر بن الخطاب، وكانت من المجتهدات في العبادة، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم [جالسا] ، فقالت: كنت عجنت لأهلي، فخرجت لأحتطب فإذا برجل لقيّ الثياب، طيب الريح، كأن وجهه دارة القمر على فرس أغرّ محجل، فقال: هل أنت مبلغة عني ما أقول؟ قلت: نعم إن شاء اللَّه. قال: إذا لقيت محمدا فقولي له: إن الخضر يقرئك السلام، ويقول لك: ما فرحت بمبعث نبي ما فرحت بمبعثك، لأنّ اللَّه أعطاك الأمة المرحومة، والدعوة المقبولة، وأعطاك نهرا في الجنة ... الحديث. ووقع في رواية أبي سعد أنّ اسمها زائدة، وأن الّذي لقيها رضوان خازن الجنة. قال أبو موسى: واصل مولى أبي عتبة لا سماع له عن أم يحيى. وقال الذهبي في الذيل: أظنه موضوعا. قلت: وهو كما ظن. 11218- زجّاء «1» . تقدمت في الراء المهملة. 11219- زرينة «2» . تقدمت في الراء أيضا. 11220- زغيبة. تقدمت أيضا في الراء. 11221- زغيبة بنت زرارة الأنصارية، أخت أسعد بن زرارة، أمها سعاد بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر. وكانت من المبايعات. 11222- زنّيرة، بكسر أولها وتشديد النون المكسورة بعدها تحتانية مثناة ساكنة الروميّة «3» . ووقع في الاستيعاب: زنبرة، بنون وموحدة، وزن عنبرة. وتعقبه ابن فتحون. وحكى عن مغازي الأموي بزاي ونون مصغرة. كانت من السابقات إلى الإسلام، وممن يعذّب في اللَّه، وكان أبو جهل يعذبها، وهي   (1) أسد الغابة ت 6946. (2) أسد الغابة ت 6947. (3) أسد الغابة ت 6948، الاستيعاب ت 3400. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 150 مذكورة في السبعة الذين اشتراهم أبو بكر الصديق وأنقذهم من التعذيب، وقد ذكروا في ترجمة أم عيسى. وأخرج الواقديّ من حديث حسان بن ثابت، قال: حججت والنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يدعو الناس إلى الإسلام، وأصحابه يعذّبون، فوقفت على عمرو يعذّب جارية بني عمرو بن المؤمل، ثم يثب على زنيرة فيفعل بها ذلك. وأخرج الفاكهيّ، عن محمد بن عبد اللَّه بن يزيد المقري، وابن مندة من وجه آخر، عن ابن المقري، عن ابن عيينة، عن سعد بن إبراهيم، قال: كانت زنّيرة رومية فأسلمت فذهب بصرها، فقال المشركون: أعمتها اللات والعزى، فقالت: إني كفرت باللات والعزى، فردّ اللَّه إليها بصرها. وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، في تاريخه، من رواية زياد البكائي، عن حميد، عن أنس، قال: قالت لي أم هانئ بنت أبي طالب أعتق أبو بكر زنّيرة فأصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: كذبوا وبيت اللَّه ما يغني اللات والعزى، ولا ينفعان، فردّ اللَّه إليها بصرها. ذكر من اسمها زينب 11223- زينب بنت سيد ولد آدم» محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب القرشية الهاشمية. هي أكبر بناته، وأول من تزوج منهنّ ولدت قيل البعثة بمدة. قيل إنها عشر سنين، واختلف: هل القاسم قبلها أو بعدها؟ وتزوّجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي، وأمّه هالة بنت خويلد. أخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي، قال: هاجرت زينب مع أبيها، وأبي زوجها أبو العاص أن يسلم، فلم يفرق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بينهما، وعن الواقدي بسند له عن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن عائشة- أن أبا العاص شهد مع المشركين بدرا فأسر، فقدم أخوه عمرو في فدائه، وأرسلت معه زينب قلادة من جزع كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عرفها ورقّ لها، وذكر خديجة فترحّم عليها وكلّم الناس فأطلقوه وردّ   (1) طبقات ابن سعد 8/ 30، نسب قريش 22، تاريخ خلفة 92، التاريخ الصغير 1/ 7، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 344، العبر 1/ 10، مجمع الزوائد 9/ 212، العقد الثمين 8/ 222، المعارف 72 و 127، تاريخ الفسوي 3/ 270، المستدرك 4/ 42. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 151 عليها القلادة، وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها، ففعل. قال الواقديّ: هذا أثبت عندنا، ويتأيّد هذا بما ذكر ابن إسحاق عن يزيد بن رومان، قال: صلّى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم الصبح، فنادت زينب: إني أجرت أبا العاص بن الربيع، فقال بعد أن انصرف: «هل سمعتم ما سمعت؟» قالوا: نعم. قال: «والّذي نفس محمّد بيده ما علمت شيئا ممّا كان حتّى سمعت، وإنّه يجير على المسلمين أدناهم» . وذكر الواقديّ من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها، وأسروا ناسا منهم أبو العاص، فدخل على زينب فأجارته، فذكر نحو هذه القصة، وزاد: وقد أجرنا من أجارت، فسألته زينب أن يردّ عليه ما أخذ عنه، ففعل، وأمرها ألّا يقربها. ومضى أبو العاص إلى مكة فأدّى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع، فرد عليه زينب بالنكاح الأول. ومن طريق عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم- أنّ زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة. وأخرج مسلم في الصحيح، من طريق أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية، قالت: لما ماتت زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الآخرة كافورا ... » «1» الحديث. وهو في الصّحيحين، من طريق أخرى بدون تسمية زينب، وسيأتي في أم كلثوم- أنّ أم عطية حضرت غسلها أيضا، وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليّا، مات وقد ناهز الاحتلام، ومات في حياته، وأمامة عاشت حتى تزوجها عليّ بعد فاطمة. وقد تقدم ذكرها في الهمزة، وقد مضى لها ذكر في ترجمة زوجها أبي العاص بن الربيع، وكانت وفاته بعدها بقليل. 11224- زينب بنت أصرم بن الحارث بن السباق بن عبد الدار القرشية العبدرية، كانت زوج زهير بن أبي أمية أخي أم سلمة أم المؤمنين فولدت له معبدا وعبد اللَّه. ذكر ذلك الزبير بن بكار.   (1) أخرجه البخاري 3/ 13 (1254) ومسلم 2/ 246 (36/ 939) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 152 11225- زينب بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة الأنصارية «1» . تقدم نسبها في ترجمة ولدها، ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وسيأتي ذكرها في ترجمة زينب بنت جابر في القسم الثالث. 11226- زينب بنت ثابت بن قيس بن شماس الأنصارية «2» . تقدم نسبها في ترجمة والدها، ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11227- زينب بنت جحش الأسدية أم المؤمنين «3» ، زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه وأمها أمية عمة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، تزوّجها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم سنة ثلاث، وقيل سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها نزلت: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها [الأحزاب: 37] . وكان زيد يدعى ابن محمد، فلما نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ [الأحزاب: 5] وتزوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم امرأته بعده- انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من أنّ الّذي يتبنّي غيره يصير ابنه، بحيث يتوارثان إلى غير ذلك. وقد وصفت عائشة زينب بالوصف الجميل في قصة الإفك، وأن اللَّه عصمها بالورع، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت تفخر على نساء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بأنها بنت عمته، وبأنّ اللَّه زوجها له، وهن زوّجهنّ أولياؤهن. وفي خبر تزويجها عند ابن سعد من طريق الواقدي بسند مرسل: فبينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يتحدث عند عائشة إذ أخذته غشية فسرّي عنه وهو يتبسم، ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها؟ وتلا: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ [الأحزاب: 37] الآية. قالت عائشة: فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم وأشرق ما صنع لها: زوّجها اللَّه من السماء، وقلت: هي تفخر علينا بهذا. وبسند ضعيف، عن ابن عباس: لما أخبرت زينب بتزويج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لها سجدت. ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، قالت زينب: يا رسول اللَّه، إني واللَّه ما أنا   (1) أسد الغابة ت 6950. (2) أسد الغابة ت 6953. (3) مسند أحمد 6/ 324، طبقات ابن سعد 8/ 101، طبقات خليفة 233، تاريخ خليفة 149، المعارف 215، تاريخ الفسوي 2/ 722، المستدرك 4/ 23، تهذيب الكمال. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 153 كإحدى نسائك، ليست امرأة من نسائك إلا زوّجها أبوها أو أخوها أو أهلها غيري، زوّجنيك اللَّه من السماء. ومن حديث أم سلمة بسند موصول فيه الواقدي- أنها ذكرت زينب فترحّمت عليها، وذكرت ما كان يكون بينها وبين عائشة، فذكرت نحو هذا، قالت أم سلمة: وكانت لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم معجبة، وكان يستكثر منها، وكانت صالحة صوّامة قوامة صناعا تصدق بذلك كله على المساكين. وذكر أبو عمر: كان اسمها برة، فلما دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سماها زينب. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أحاديث، روى عنها ابن أخيها محمد بن عبد اللَّه بن جحش، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وزينب بنت أبي سلمة، ولهم صحبة، وكلثوم بنت المصطلق، ومذكور مولاها، وغيرهم. قال الواقديّ: ماتت سنة عشرين. وأخرج الطبراني من طريق الشعبي أن عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلّى مع عمر على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ماتت بعده . وفي الصحيحين، واللفظ لمسلم، من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أسرعكنّ لحاقا بي أطولكنّ يدا» . قال: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت: وكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق. ومن طريق يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة نحو المرفوع، قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نمدّ أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل. وروينا في «القطعيّات» ، من طريق شهر بن حوشب، عن عبد اللَّه بن شداد، عن ميمونة بنت الحارث، قالت، كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقسم ما أفاء اللَّه عليه في رهط من المهاجرين، فتكلّمت زينب بنت جحش، فانتهرها عمر، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خلّ عنها يا عمر، فإنّها أوّاهة» «1» . وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقديّ، عن القاسم بن محمد، قال: قالت زينب حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني، وإنّ عمر سيبعث إلي بكفن، فتصدقوا بأحدهما، إن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا.   (1) أورده السيوطي بنحوه في الدر المنثور 3/ 186. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 154 ومن وجه آخر، عن عمرة، قالت: بعث عمر بخمسة أثواب يتخيرها ثوبا ثوبا من الحراني، فكفنت منها، وتصدقت عنها أختها حمنة بكفنها الّذي كانت أعدته. قالت عمرة: فسمعت عائشة تقول: لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل. وأخرج بسند فيه الواقديّ عن محمد بن كعب: كان عطاء زينب بنت جحش اثني عشر ألفا لم تأخذه إلا عاما واحدا، فجعلت تقول: اللَّهمّ لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة، ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة، فبلغ عمر، فقال: هذه امرأة يراد بها خير، فوقف عليها، وأرسل بالسلام، وقال: بلغني ما فرقت. فأرسل بألف درهم تستبقيها، فسلكت به ذلك المسلك. وتقدم في ترجمة برة بنت رافع في القسم الرابع من حرف الباء الموحدة نحو هذه القصة مطولا. قال الواقديّ: تزوّجها النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلّم وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وماتت سنة عشرين، وهي بنت خمسين، ونقل عن عمر بن عثمان الحجبي أنها عاشت ثلاثا وخمسين. 11228- زينب بنت جحش «1» . زعم يونس بن مغيث في شرحه على الموطأ أنه اسم حمنة بنت جحش، وأن حمنة لقب، وكذا زعم أنه اسم أم حبيبة، أو أم حبيب، قال: وكان اسم كل من بنات جحش زينب. 11229- زينب بنت الحارث بن سلام الإسرائيلية. ذكر معمّر في جامعه عن الزّهريّ- أنها اليهودية التي كانت دسّت الشاة المسمومة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. فأسلمت، فتركها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. انتهى. وقال غيره: إنه قتلها. وقيل: إنما قتلها قصاصا لبشر بن البراء، لأنه كان أكل معه من الشاة فمات بعد حول. 11230- زينب بنت الحارث بن عامر بن نوفل القرشية، أخت عقبة بن الحارث الصحابي المشهور. وقع في «الأطراف» أنها التي استعار منها خبيب بن عدي الموسى لما كان في أسر قريش. والقصة عند البخاري بلفظ: فاستعار من بنت الحارث.   (1) أسد الغابة: ت 6955. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 155 11231- زينب بنت أبي حازم ذكرها ابن الفرضيّ كذا في التجريد. 11232- زينب بنت الحباب بن الحارث بن عمرو بن عوف «1» بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصارية، من بني مازن. ذكرها ابن حبيب فيمن بايعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكذا قال ابن سعد، وزاد: تزوجها قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة فولدت له سعيدا. 11233- زينب بنت حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي «2» ، والدة عبد اللَّه بن هشام. ثبت ذكرها في الصّحيح، وفي مسند أحمد وغيره، من طريق سعيد بن أيوب، عن أبي عقيل زهرة بن معبد، عن جده عبد اللَّه بن هشام، وكان قد أدرك النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وذهبت به أمه إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو صغير فمسح رأسه ودعا له. ووقع عند ابن مندة أنها جدة عبد اللَّه بن هشام، وتعقبه ابن الأثير، وقال: هي أم عبد اللَّه بن هشام ... 11234- زينب بنت حنظلة بن قسامة «3» بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طي. قال أبو عمر: كانت قدمت هي وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فتزوج زينب أسامة بن زيد، ثم طلقها، فلما حلّت قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من يتزوّج زينب بنت حنظلة وأنا صهره» . قلت: ذكر ذلك الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» ، وفي طريف بن مالك يقول امرؤ القيس الشاعر المشهور وقد نزل به: لعمري لنعم المرء يعشو لضوئه ... طريف بن مال ليلة الرّيح والخصر [الطويل] 11235- زينب بنت خبّاب بن الأرت التميمية «4» .   (1) أسد الغابة ت 6957. (2) أسد الغابة ت 6958، الاستيعاب: ت 3403. (3) أسد الغابة ت 6959، الاستيعاب: ت 3404. (4) أسد الغابة ت 6960، تجريد أسماء الصحابة 2/ 272. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 156 تقدم نسبها في ترجمة والدها، في الخاء المعجمة، ذكرها المستغفري، فقال: سماها البخاري فيمن روى عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأسند من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق وهو السبيعي، عن عبد الرحمن القابسي، عن [زينب بنت] «1» خباب، قالت: خرج خباب في سرية، فكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم يتعاهدنا حتى يحلب عنزا لنا في جفنة لنا. 11236- زينب بنت خزيمة «2» بن عبد اللَّه بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، أم المؤمنين، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وكانت يقال لها أم المساكين، لأنها كانت تطعمهم وتتصدّق عليهم. وكانت تحت عبد اللَّه بن جحش، فاستشهد بأحد، فتزوجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقيل: كانت تحت الطفيل بن الحارث بن المطلب، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث، وكانت أخت ميمونة بنت الحارث لأمها، وكان دخوله صلّى اللَّه عليه وسلّم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة، وماتت. قال ابن الأثير: ذكر ذلك ابن مندة في ترجمتها حديث: أوّلكنّ لحاقا بي أطولكنّ يدا ... الحديث. وقد تقدم في ترجمة زينب بنت جحش، وهو بها أليق، لأن المراد بلحوقهنّ به موتهنّ بعده، وهذه ماتت في حياته، وهو تعقّب قوي. وقال ابن الكلبيّ: كانت عند الطفيل بن الحارث فطلقها، فخلف عليها أخوه، فقتل عنها ببدر، فخطبها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى نفسها، فجعلت أمرها إليه فتزوّجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر، وماتت في ربيع الآخر سنة أربع. قلت: ذكر ابن سعد في ترجمة أم سلمة بسند منقطع عنها في خطبة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لها، قال: قالت: فتزوّجني فنقلني إلى بيت زينب بنت خزيمة أم المساكين بعد أن ماتت. وذكر الواقدي أنّ عمرها كان ثلاثين سنة. وأخرج ابن سعد في ترجمتها عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد العزيز بن محمد، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن الهلالية التي كانت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنها كانت لها خادم سوداء، فقالت: يا رسول اللَّه، أردت أن أعتق هذه، فقال لها: «ألا تفدين بها بني أخيك أو بني أختك من رعاية الغنم» .   (1) في أ: عن أبيه خباب. (2) الثقات 3/ 145، أعلام النساء 2/ 65، 5/ 52، تنوير قلوب المسلمين 99، السمط الثمين 130، الدر المنثور 232، الاستيعاب 4/ 1853، تجريد أسماء الصحابة 2/ 272، أزمنة التاريخ الإسلامي 982، تلقيح فهوم أهل الأثر 22. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 157 قلت: وهذا خطأ، فإنّ صاحب هذه القصة هي ميمونة بنت الحارث، وهي هلالية. وفي الصحيح نحو هذا من حديثها. وقد ذكر ابن سعد نحوه في ترجمة ميمونة من وجه آخر. 11237- زينب بنت خناس «1» ، بضم المعجمة وتخفيف النون ثم مهملة. ذكره ابن إسحاق فيمن أعطى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لأصحابه من سبي هوازن، وأنه أعطاها لعثمان، فلما أمر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بردّ السبي ردّها عثمان إلى أهلها، فرجعت إلى زوجها. قال ابن إسحاق: فحدثني أبو وجزة أن ابن عمها وهو زوجها قدم بها المدينة في أيام عمر، فلقيها عثمان، فلما رأى زوجها قال لها: ويحك! هذا كان أحب إليك مني! قالت: نعم، زوجي وابن عمي. 11238- زينب بنت أبي رافع «2» ، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قالت: رأيت فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أتت بابنيها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في شكواه التي توفي فيها. فقلت: يا رسول اللَّه، هذان ابناك فورّثهما. فقال: «أمّا حسن فإنّ له هيبتي وسؤددي، وأمّا حسين فإنّ له جودي وجرأتي» «3» . أخرجه ابن مندة، من رواية إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن حسن بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب. وإبراهيم ضعيف. وأخرجه أبو نعيم، من طريق يعقوب بن حميد، عن إبراهيم الرافعي، وقال في رواية: حدثتني بنت أبي رافع عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أنها أتت، قال: وهذا هو الصواب. قلت: الزّبيريّ أحفظ من ابن حميد، وإن كانت زينب أدركت فاطمة حتى سمعت منها فقد أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، لأن فاطمة لم تبق بعده إلا قليلا. 11239- زينب بنت زيد بن حارثة، مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، أخت أسامة. أخرج «البلاذريّ» من طريق حماد بن زيد، عن خالد بن سلمة، قال: لما أصيب زيد ابن حارثة أتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم داره فجهشت زينب بنت زيد في وجهه بالبكاء فبكى.   (1) أسد الغابة ت 6962. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 272. (3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه 4/ 214، 414، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34272 وعزاه للطبراني في الكبير وابن مندة وابن عساكر عن فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 158 11240- زينب بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموية «1» ، أخت أم المؤمنين أم حبيبة، كانت زوج عروة بن مسعود الثقفي. قال ابن مندة: روى عنها علقمة بن عبد اللَّه، ثم ساق من طريق النضر بن محمد المروزي، عن أبي إسحاق سليمان الشيبانيّ، عن محمد بن عبيد اللَّه الثّقفي، عن عروة بن مسعود الثقفي- أنه أسلم وعنده نسوة منهن أربع من قريش، فأمره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يختار منهن أربعا، وكان من الأربع اللاتي اختار زينب بنت أبي سفيان القرشية. وأخرجه أبو نعيم، من طريق ورقاء، عن سليمان، ولفظه: قال: أسلمت وتحتي عشر نسوة أربع من قريش إحداهن بنت أبي سفيان ... الحديث. قال: رواه يحيى بن العلاء، عن الشيبانيّ مثله، ولم يسمها أيضا. 11241- زينب بنت أبي سلمة «2» عبد اللَّه بن عبد الأسد بن عمرو بن مخزوم المخزومية، ربيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. أمها أم سلمة بنت أبي أمية. يقال: ولدت بأرض الحبشة، وتزوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أمها، وهي ترضعها. وفي مسند البزّار ما يدلّ على أن أم سلمة وضعتها بعد قتل أبي سلمة، فخلت، فخطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فتزوّجها، وكان ترضع زينب. وقصّتها في ذلك مطولة، وكان اسمها برة، فغيره النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. أسنده ابن أبي خيثمة، من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عنها، وذكر مثله في زينب بنت جحش، وأصله في مسلم في حق زينب هذه وفي حق جويرية بنت الحارث. وقد حفظت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وروت عنه، وعن أزواجه: أمها، وعائشة وأم حبيبة، وغيرهن.   (1) أعلام النساء 1/ 67. (2) أعلام النساء 2/ 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 272، تقريب التهذيب 2/ 600، الكاشف 3/ 471، تهذيب التهذيب 12/ 421، تهذيب الكمال 3/ 1684، التاريخ الصغير 1/ 12، بقي بن مخلد 253، تاريخ جرجان 367، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 382، تلقيح فهوم أهل الأثر 371 الأخبار الموفقيات 131، طبقات ابن سعد 8/ 461، المحبر 84، المعارف 136، أنساب الأشراف 1/ 207، تاريخ الثقات 520، الثقات لابن حبان 3/ 145، تاريخ الطبري 3/ 164، سيرة ابن هشام 3/ 314، تحفة الأشراف 11/ 324، سير أعلام النبلاء 3/ 200، المعين في طبقات المحدثين 29، البداية والنهاية 8/ 347، الوافي بالوفيات 5/ 67، العقد الثمين 8/ 229، تهذيب التهذيب 12/ 421، خلاصة تذهيب التهذيب 423، المعرفة والتاريخ 1/ 226، تاريخ الإسلام 2/ 405. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 159 روى عنها ابنها أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن زمعة، ومحمد بن عطاء، وعراك بن مالك، وحميد بن نافع، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وزين العابدين علي بن الحسين، وآخرون. قال ابن سعد: كانت أسماء بنت أبي بكر أرضعتها، فكانت أخت أولاد الزبير، وقال بكر بن عبد اللَّه المزني: أخبرني أبو رافع، يعني الصائغ، قال: كنت إذا ذكرت امرأة فقيهة بالمدينة ذكرت زينب بنت أبي سلمة. وقال سليمان التّيميّ، عن أبي رافع: غضبت على امرأتي، فقالت زينب بنت أبي سلمة وهي يومئذ أفقه امرأة بالمدينة ... فذكر قصة. وذكرها العجليّ في «ثقات التّابعين» كأنه كان يشترط للصحبة البلوغ، وأظن أنها لم تحفظ. وروينا في «القطعيّات» ، من طريق عطاف بن خالد، عن أمه، عن زينب بنت أبي سلمة، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا دخل يغتسل تقول أمي: ادخلي عليه، فإذا دخلت نضح في وجهي من الماء، ويقول: «ارجعي» . قالت: فرأيت زينب وهي عجوز كبيرة ما نقص من وجهها شيء. وفي رواية ذكرها أبو عمر: فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعمرت. وذكرها ابن سعد فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم شيئا وروى عن أزواجه. 11242- زينب بنت سويد بن الصامت الأنصارية. تقدم نسبها في ترجمة والدها، كانت زوج سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أحد العشرة، فولدت له عاتكة، ذكرها الزّبير بن بكّار في نسب قريش. 11244- زينب بنت سهل بن مصعب «1» بن قيس الأنصارية الخزرجية «2» ، ثم من بني الحبلي. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11244- زينب بنت صيفي بن صخر بن خنساء الأنصارية «3» .   (1) في أ: الصعب. (2) أسد الغابة ت 6967. (3) أسد الغابة ت 6968. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 160 بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله ابن حبيب. 11245- زينب بنت عامر، وقيل بنت عبد، الكنانية، هي أم رومان- تأتي في الكنى. 11246- زينب بنت عبد اللَّه «1» بن أبي ابن سلول، كانت زوج ثابت بن قيس بن شماس، فاختلعت منه. كذا وقع في «السّنن» للدّارقطنيّ. وقد تقدم في حرف الجيم أن اسمها جميلة. 11247- زينب بنت عبد اللَّه، وقيل بنت معاوية «2» ، امرأة عبد اللَّه بن مسعود. تأتي. ويقال بنت أبي معاوية، وبه جزم ابن السّكن. قال ابن فتحون: لعل اسمه عبد اللَّه، وكنيته أبو معاوية. وحكى أبو عمر أيضا في اسمها ريطة كما تقدم. 11248- زينب بنت عثمان «3» بن مظعون الجمحية. قال: ... خطبها ابن عمر في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وخطبها المغيرة، فمال عمها قدامة لابن عمر، لأنه ابن أخته زينب بنت مظعون، ومالت أم زينب بنت عثمان للمغيرة في قصة مذكورة. قلت: ذكر ذلك ابن سعد عن إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد العزيز بن المطلب، عن عمر بن حسين، عن نافع، قال: تزوج ابن عمر زينب بنت عثمان بن مظعون بعد وفاة أبيها زوّجه إياها عمّها قدامة، فأرغبهم المغيرة بن شعبة في الصّداق، فقالت أم الجارية للجارية: لا تجيزي. وأعلمت ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هي وأمها فردّ نكاحها، فنكحها المغيرة بن شعبة. 11249- زينب بنت العوام بن خويلد بن أسد القرشية الأسدية «4» ، أخت الزبير بن العوام. قال الزّبير بن بكّار: هي أم خالد ويحيى وشيبة وعبد اللَّه وفاختة بني حكيم بن حرام. أسلمت وبقيت إلى أن قتل ابنها عبد اللَّه بن حكيم بن حرام يوم الجمل فرثته، وذكرت أخاها بأبيات منها:   (1) أعلام النساء 2/ 75. (2) الاستيعاب: ت 3408. (3) الثقات 3/ 145،: أعلام النساء 2/ 67، تجريد أسماء الصحابة 2/ 273. (4) أسد الغابة: ت 6970. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 161 قتلتم حواريّ النّبيّ وصهره ... وصاحبه فاستبشروا بجحيم وقد هدّني قتل ابن عفان قبله ... وجادت عليه عبرتي بسجوم أعينيّ جودا بالدّموع وأفرغا ... على رجل طلق اليدين كريم وقد كان عبد اللَّه يدعى بحارث ... وذي خلّة منّا وحمل يتيم فكيف بنا أم كيف بالدّين بعد ما ... أصيب ابن أروى وابن أمّ حكيم [الطويل] 11250- زينب بنت قيس بن شماس الأنصارية «1» . مضى نسبها في ترجمة أخيها ثابت بن قيس بن الخطيم. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وأمها خولة بنت عمرو بن قيس الخزرجية، وتزوجت خبيب بن يساف، فولدت له أنيسة. 11251- زينب بنت قيس «2» بن مخرمة «3» بن عبد مناف القرشية المطلبية. أخرج الطّبرانيّ، وابن مندة، من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السّديّ، عن أبيه، قال: كاتبتني زينب بنت قيس بن مخرمة بعشرة آلاف، فتركت لي ألفا، وكانت زينب قد صلت القبلتين مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11252- زينب بنت كعب بن عجرة «4» ، صحابية، تزوجها أبو سعيد الخدريّ. كذا في التّجريد من زياداته، وكان سلفه فيه أبو إسحاق بن الأمين، فإنه ذكرها في ذيله على الاستيعاب، وكذا ذكرها ابن فتحون وذكرها غيرهما في التابعين، وروايتها عن زوجها أبي سعيد، وأخته الفريعة في السنن الأربعة، ومسند أحمد. روى عنها ابنا أخويها سعد بن إسحاق، وسليمان بن محمد ابنا كعب بن عجرة، وذكرها ابن حبّان في الثقات. 11253- زينب بنت كلثوم الحميرية. ذكرت في ترجمة عكاف، وقيل: كريمة. وستأتي. 11254- زينب بنت مالك بن سنان الخدرية «5» ، أخت أبي سعيد.   (1) أسد الغابة ت 6971. (2) الثقات 3/ 146، تجريد أسماء الصحابة 2/ 273. (3) في أ: مخرمة بن المطلب بن عبد مناف. (4) الاستيعاب: ت 3410. (5) أسد الغابة: ت 6972. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 162 تقدم نسبها في والدها، ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وقال: روى أبو ضمرة عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب، عن أبي سعيد، وأخته زينب، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في كفارة المرض، قال: ورواه يحيى بن سعيد القطان، عن سعد بن إسحاق، فلم يذكر مع أبي سعد أحدا. 11255- زينب بنت مصعب بن عمير العبدرية «1» . تقدم نسبها عند والدها. ذكرها ابن الأثير، فقال: استشهد أبوها بأحد، فيكون لها صحبة، وهو استنباط صحيح، فإنّها عاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دهرا. وذكر الزّبير بن بكّار أن أباها لم يعقب إلا منها، وأمها حمنة بنت جحش، تزوجها طلحة بعد مصعب، وتزوج زينب عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي أمية المخزومي ابن أخي أم سلمة، فولدت له. 11256- زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحية «2» . تقدم نسبها عند ذكر أخويها عثمان وقدامة. قال أبو عمر: هي زوجة عمر بن الخطاب، ووالدة ولديه: عبد اللَّه، وحفصة. ذكر الزّبير أنها كانت من المهاجرات، وأخشى أن يكون وهما، لأنه قد قيل: إنها ماتت بمكة قبل الهجرة. قلت: بل الوهم ممن قال ذلك، فقد ثبت عن عمر أنه قال في حق ولده عبد اللَّه: هاجر به أبواه. أخرجه البخاريّ من طريق نافع، عن ابن عمر، عن عمر، لما فضّل أسامة على عبد اللَّه بن عمر في القسم. وقد تعقب ابن فتحون كلام أبي عمر بهذا، وذكرها أبو موسى في الذيل بهذا الخير. 11257- زينب بنت معاوية» ، وقيل بنت أبي «4» معاوية، وبهذا الأخير جزم أبو عمر   (1) أسد الغابة ت 6973. (2) أسد الغابة ت 6974، الاستيعاب: ت 3411. (3) الثقات 3/ 145، أعلام النساء 2/ 115، تجريد أسماء الصحابة 2/ 274، تقريب التهذيب 2/ 600، تهذيب التهذيب 12/ 422، الكاشف 3/ 472، تهذيب الكمال 3/ 1684، تراجم الأحبار 1/ 469، 470، بقي بن مخلد 224. (4) في أ: وقيل بنت عبد اللَّه بن معاوية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 163 ثم نسبها ابن معاوية بن عتاب بالأسعد بن عامرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف، وهي ابنة أبي معاوية الثقفية. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن زوجها ابن مسعود، وعن عمر. روى عنها ابنها أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود، وابن أخيها، ولم يسمّ عمرو بن الحارث بن أبي ضرار وبشر بن سعيد، وعبيد بن السباق، وغيرهم. فرق غير واحد بينها وبين رائطة المقدم ذكرها، أخرج حديثها في الصحيحين، واللفظ لمسلم من طريق الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عمرو بن الحارث، عن زينب امرأة عبد اللَّه، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «تصدّقن يا معشر النّساء ولو من حليّكنّ» «1» . قالت: فانطلقت، فإذا امرأة من الأنصار حاجتها كحاجتي، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد ألقيت عليه المهابة، فخرج علينا بلال، فقلنا: أين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم؟ فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك: أتجزي الصدقة عنهما على أزواجهما وأيتام في حجورهما؟ ولا تخبره من نحن؟ فدخل بلال فسأله، فقال: «من هما؟» قال: امرأة من الأنصار وزينب. قال: أي الزيانب؟ قال: امرأة عبد اللَّه. فقال: «لهما أجران، أجر القرابة وأجر الصّدقة» . وقال أبو عمر: روى علقمة عن عبد اللَّه- أن زينب الأنصارية امرأة أبي مسعود وزينب الثقفية امرأة ابن مسعود أتتا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تسألانه النفقة على أزواجهما ... الحديث. وقال بشر بن سعيد: أخبرتني زينب الثقفية امرأة عبد اللَّه بن مسعود أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها: «إذا خرجت إلى العشاء الآخرة فلا تمسّي طيبا» «2» . أخرجه ابن سعد. 11258- زينب بنت الأنصارية «3» ، امرأة أبي مسعود، عقبة بن عمرو البدري. تقدم ذكرها 11259- زينب بنت الأسدية «4» . مكية، حديثها عند مجاهد عنها أنها أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: إن أبي مات وترك جارية، فولدت له غلاما، وإنا كنا نتهمها. فقال: ائتوني به، فأتوه به، فنظر إليه، فقال: أما الميراث فله، وأما أنت فاحتجبي منه «5» . هكذا ذكرها أبو   (1) أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 694 كتاب الزكاة باب (14) فضل النفقة والصدقة على الأقربين ... حديث رقم 45/ 1000 وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه حديث رقم 2463 وأحمد في المسند 1/ 376، 423، 3/ 502 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45081. (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20876 وعزاه إلى ابن حبان عن زينب بنت الثقفية. (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 271، تلقيح فهوم أهل الأثر 370. (4) أعلام النساء 2/ 54، تجريد أسماء الصحابة 1/ 271. (5) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 96، 97 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح، وأحمد في المسند 4/ 5، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 87، والدار الدّارقطنيّ في السنن 4/ 240 وكنز العمال 3394، 30713. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 164 عمر بغير مستند، وقد أسنده الطبراني من طريق عنبسة بن سعيد، عن زكريا بن خالد، عن أبي الزبير، عن مجاهد، عن زينب الأسدية- أنها قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول اللَّه، إن أبي مات ... الحديث. 11260- زينب الأنصارية، غير منسوبة. جاء أنها كانت تغني بالمدينة، فأخرج ابن طاهر في كتاب «الصّفوة» من طريق المحاملي، حدثنا الزبير بن خالد، حدثنا صفوان بن هبيرة، عن ابن جريج، أخبرني أبو الأصبع أن جميلة أخبرته أنها سألت جابر بن عبد اللَّه عن الغناء، فقال: نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة، فأهدتها إلى قباء، فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أهديت عروسك» ؟ قالت: نعم. قال: «فأرسلت معها بغناء، فإنّ الأنصار يحبّونه» ؟ قالت: لا، قال: «فأدركيها بزينب» : امرأة كانت تغني بالمدينة. 11261- زينب التميمية «1» . حديثها عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه كره أن يفضل الذكور على البنات في العطية، ذكرها أبو عمر مختصرا. 11262- زينب الطائية. ذكرها ابن فتحون في «ذيل الاستيعاب» مختصرا. 11263- زينب، غير منسوبة «2» . كانت تخدم أم سليم امرأة أبي طلحة، جاء عنها حديث في المعجزات، أخرجه الطّبرانيّ، من طريق محمد بن زياد البرجمي، حدثنا أبو طلال، عن أنس، عن أمه، قالت: كانت لي شاة فجعلت من سمنها في عكة، فبعثت بها مع زينب، فقلت: يا زينب، أبلغي هذه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأبلغته، فقال: «أفرغوا لها عكّتها» ، ففرغت فجاءت، فعلقت العكة. فجاءت أمّ سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر سمنا، فقالت: يا زينب، ألست أمرتك أن تبلّغي هذه العكة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يأتدم بها؟ قالت: قد فعلت، فإن لم تصدقيني فتعالي معي، فذهبت معها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأخبرته، فقال: «قد جاءت بها» . فقلت: والّذي بعثك بالهدى ودين الحق، إنها ممتلئة سمنا يقطر! فقال: «أتعجبين يا أمّ سليم؟ إنّ اللَّه أطعمك» .   (1) أعلام النساء 2/ 57، تجريد أسماء الصحابة 2/ 271، تلقيح فهوم أهل الأثر 376. (2) أسد الغابة ت 6977. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 165 قلت: وسيأتي شيبة بهذه القصة في ترجمة أم مالك الأنصارية، وفي حفظي أن قوله زينب تصحيف، وإنما هي ربيبة، بمهملة وموحدتين الأولى مكسورة بينهما تحتانية وآخره هاء تأنيث، فليحرر هذا إن شاء اللَّه تعالى. القسم الثاني 11264- زينب بنت الحارث بن خالد التميمية «1» . هاجرت هي وأختاها: عائشة، وفاطمة، وأمهم رائطة بنت الحارث بن جبيلة، فلما رجعوا من الحبشة هلكت زينب وأخواها: موسى، وعائشة، من ماء شربوه في الطريق، ولم يبق من ولد رائطة إلا فاطمة: ذكر ذلك ابن إسحاق، وقيل: إن رائطة هاجرت بزينب. 11265- زينب بنت أبي رافع «2» . تقدمت في القسم الأول. 11266- زينب بنت الزبير بن العوام بن خويلد الأسدية، أمها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط. وكان تزويج الزبير لأمها بعد الهجرة، وتفارقا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد أن ولدت. قال ابن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه: قال: كانت أمّ كلثوم بنت عقبة تحت الزبير، وكان فيه شدة على النساء، وكانت له كارهة، فكانت تسأله الطلاق فيأبى عليها حتى ضربها الطلق وهو لا يعلم، فألحّت عليه وهو يتوضأ للصلاة، فطلقها تطليقة، ثم خرجت فوضعت فأدركه إنسان من أهلها، فأخبره أنها قد وضعت، فقال: خدعتني خدعها اللَّه! فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فذكر ذلك له، فقال: «قد سبق فيها كتاب اللَّه، فاخطبها» ، فقال: لا ترجع أبدا. وقد تقدم في ترجمة أم كلثوم أن ابن إسحاق سمى بنتها من الزبير زينب. 11267- زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية «3» ، سبطة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. أمها فاطمة الزهراء. قال ابن الأثير: إنها ولدت في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت عاقلة لبيبة جزلة، زوّجها أبوها ابن أخيه عبد اللَّه بن جعفر، فولدت له أولادا، وكانت مع أخيها لما قتل، فحملت إلى   (1) أسد الغابة ت 6956، الاستيعاب: ت 3402. (2) أسد الغابة ت 6963. (3) أسد الغابة ت 6969. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 166 دمشق، وحضرت عند يزيد بن معاوية، وكلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور يدلّ على عقل وقوة جنان. 11268- زينب بنت عمر بن الخطاب القرشية. قال الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» : أمها فكيهة، أم ولد، وهي أخت عبد الرحمن ابن عمر الأصغر والد المختار. القسم الثالث 11269- زرعة بنت محرش بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الراء بعدها معجمة، وأبوها أحد ملوك حمير الأربعة الذين كانوا أسلموا ثم ارتدّوا فقتلوا على الكفر لما قاتل الصحابة أهل الردة. فتزوج عبد اللَّه بن عباس بعد ذلك زرعة هذه، فولدت له عليا والد الخلفاء وإخوته: العباس، والفضل، ومحمدا، وعبد الرحمن، ولبابة. 11270- زينب بنت جابر الأحمسية؟ «1» . ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وقال: كانت في زمان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وحديثها عن أبي بكر الصديق. روى عنها عبد اللَّه بن جابر الأحمسي، وهي عمته، كذا قال أبو عبد اللَّه- يعني ابن مندة في التاريخ، وقيل هي بنت المهاجر بن جابر، ويشبه أن تكون بنت نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك، لأنها من أحمس فيما قيل. انتهى كلامه. وتعقبه ابن الأثير بأن ابن مندة ذكرها في «المعرفة» ، فقال : زينب بنت جابر الأحمسية. وروى لها حديث محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط بن جابر، فليس لاستدراكه وجه. قلت: بل له وجه وجيه، وذلك أن الجزم بأن زينب بنت جابر الأحمسية هي زينب بنت نبيط بن جابر ليس بجيد، والّذي يظهر أنهما اثنتان، أما زينب بنت جابر الأحمسية التي روت عن أبي بكر الصديق فهي من المخضرمات، وليست لها رواية مرفوعة. وأما زينب بنت نبيط بن جابر فهي من المبايعات، وليست أحمسية، بل أنصارية خزرجية، تقدم ذكر أبيها في حرف النون.   (1) أسد الغابة ت 6954. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 167 وتزوج أنس بن مالك زينب بنت أسعد بن زرارة، فولدت له زينب هذه، فما أتى الوهم إلا من وصف ابن مندة لها بأنها أحمسية. وقد نسبها ابن سعد، فقال في طبقات التّابعيّات اللاتي روين عن أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ونحوهن: زينب بنت نبيط بن جابر بن مالك بن عدي بن زيد بن مناة بن ثعلبة بن عمرو بن مالك بن النجار، زوج أنس بن مالك، ثم ساق الخبر عن عبد اللَّه بن إدريس بسنده الآتي. وقد ذكرها بعضهم في الصحابة، فقال أبو عليّ بن السّكن. زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية امرأة أنس بن مالك روى عنها حديث مرسل، ويقال: إنها أدركت زمان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ولم تحفظ عنه شيئا. انتهى. وحديثها الّذي رواه عنها محمد بن عمارة يدل على أنها ولدت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فإن أمها كانت تحت حجر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أوصى بها وبإخوتها، أبوهم أبو أمامة أسعد بن زرارة. وقد ساق ذلك ابن السّكن من طريق أبي كريب، عن عبد اللَّه بن إدريس، عن محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط بن جابر امرأة أنس بن مالك، قالت: أوصى أبو أمامة أسعد بن زرارة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقدم عليه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرّعاث، فحلاهن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذلك الرعاث، قالت زينب: فأدركت بعض ذلك الحلي عند أهلي. قلت: وقد ذكرها أبو عمر فاختصر كلام ابن السّكن فأجحف جدا، فقال: زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية مدنية. روى عنها حديث واحد، وقيل: إنه مرسل، وفيه نظر. انتهى. وأخرج ابن مندة الحديث من وجه آخر، عن ابن إدريس مختصرا، ولفظه: أوصى أبو أمامة بأمي وخالتي إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فأتاه حلي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرعاث، قالت: فخلاني من الرعاث، كذا أورده، وهو وهم: والصواب ما تقدم، وهو فحلاهنّ. وأورده ابن مندة أيضا من طريق عبد اللَّه بن جعفر، عن محمد بن عمارة، فقال: عن زينب بنت نبيط، عن أمها، قالت: كنت أنا وأختان لي في حجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فكان يحلّينا من الذهب والفضة. انتهى. وهذا يبين قول ابن السّكن: إن الرواية التي ذكرها مرسلة. وإنّ الحديث عنها إنما هو عن أمها، وبه يصحّ اللفظ الّذي أورده ابن مندة، وينتفي عنه الوهم، وهو قولها: فحلّاني، فكأنه سقط من روايتها قولها: قالت أمي: فخلاني. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 168 وقال أبو نعيم، بعد أن أخرجه من طريق يحيى الحماني، عن عبد اللَّه بن إدريس، نحو رواية أبي كريب: رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي إدريس مثله. ورواه محمد بن عمرو بن علقمة، عن محمد بن عمارة، عن زينب بنت نبيط، قالت: حدثتني أمي وخالتي أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حلاهن رعاثا من ذهب، وأمها حبيبة وخالتها كبشة وأبوهما أبوهما أبو أمامة أسعد بن زرارة، وأمهما الفريعة، فقد تحرر من هذا كله أن قول ابن مندة: إن زينب بنت نبيط أحمسية وهم، بل هي أنصارية، وإنها لا صحبة لها، ولا رؤية، وإنما تروي عن أمها، وأن قول أبي موسى في الأحمسية: ويشبه أن تكون هي بنت نبيط بن جابر خطأ، وسببه جزم ابن مندة بأنها أحمسية. وسأذكر بقية ترجمة زينب بنت نبيط في القسم الرابع إن شاء اللَّه تعالى. وأما الأحمسية فحديثها عند البخاريّ، من طريق قيس بن أبي حازم، قال: دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم ... فذكرها مختصرة، ولم يسم أباها. وأورد الخطيب من طريق كريم بن الحارث، عن سلمى بنت جابر الأحمسية، قالت: استشهد زوجي، فأتيت ابن مسعود، فذكرت لها معه قصة؟ فقالوا له: ما رأيناك فعلت بامرأة ما فعلت بهذه؟ فقال: إني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّ أوّل أمتي لحوقا بي امرأة من أحمس» . انتهى. فما أدري هل هي هذه اختلف في اسمها أو أخرى؟ وترجم لها ابن سعد زينب بنت المهاجر الأحمسية، وأورد لها عن أبي أسامة، عن مجالد، عن عبد اللَّه بن جابر الأحمسي، عن عمته زينب بنت المهاجر، قالت: خرجت حاجة ومعي امرأة فضربت علي فسطاطا، ونذرت ألا أتكلم، فجاء رجل فوقف على باب الخيمة، فقال: السلام عليكم، فردّت عليه صاحبتي، فقال: ما شأن صاحبتك لم ترد علي؟ قالت: إنها مصمتة، إنها نذرت ألا تتكلم. فقال: تكلّمي، إنما هذا من فعل الجاهلية. فقالت: فقلت: من أنت يرحمك اللَّه؟ قال: امرؤ من المهاجرين. فقلت: من أي المهاجرين؟ قال: من قريش. قلت: من أي قريش؟ قال: إنك لسئول، أنا أبو بكر. قلت: يا خليفة رسول اللَّه، إنا كنا حديثي عهد بجاهلية لا يأمن بعضنا بعضا، وقد جاء اللَّه من الأمر بما ترى، فحتى متى يدوم؟ قال: ما صلحت أئمتكم. قلت: ومن الأئمة؟ قال: أليس في قومك أشراف يطاعون؟ قلت: بلى. قال: أولئك الأئمة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 169 11271- زينب بنت أبي حازم، أخت قيس بن أبي حازم. ذكرها ابن الفرضيّ. القسم الرابع 11272- زينب الأحمسية. ذكرها أبو سعيد بن الأعرابيّ، وأبو محمّد بن حزم في كتابي حجّة الوداع، من طريقه بسند له عن زينب الأحمسية- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لها في امرأة حجّت معها مصمتة «قولي لها تتكلّم، فإنّه لا حجّ لمن لا يتكلّم» ، وقد طعن فيه ابن القطان أن في سنده مجهولين، وفي سياقه غلط. والصواب ما تقدم في القسم قبله أن القصة جرت لزينب مع أبي بكر الصديق، والمخاطبة بينهما باللفظ الّذي تقدم لا ذكر للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فيه ولا لامرأة أخرى. 11273- زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية «1» . تقدم ذكر من خلطها بزينب بنت جابر الأحمسية، وأنه وهم، وأنّ ابن سعد ذكرها في المبايعات، وأن ابن حبّان ذكرها في ثقات التابعين، وهو الصواب، ولها رواية عن أمها بنت أسعد بن زرارة، وعن زوجها أنس بن مالك، وعن جابر بن عبد اللَّه، وضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب وغيرهم. روى عنها حميد الطويل وكثير بن زيد الأسلمي، ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم، وعبد اللَّه بن تمام، وغيرهم. حرف السين المهملة القسم الأول 11274- سارة مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب «2» التي كان معها كتاب حاطب، أمنها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الفتح. كذا في «التجريد» . 11275- سارية الجمحية. ذكرها الدّيلميّ في «الفردوس» : ثلاثة لقيتهم: المهيمص، والجعدر، والكاهن. قلت: ولم يخرجه ولده، ولا وقفت له على إسناد.   (1) أسد الغابة ت 6976، الاستيعاب: ت 3412. (2) الاستيعاب: ت (3416) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 170 11276- سائبة «1» ، مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في اللقطة. روى عنها طارق بن عبد الرحمن في تاريخ النساء، كذا في الذيل لأبي موسى. 11277- سبا بنت سفيان، ويقال بنت الصّلت الكلابية. تأتي في سنا بالنون. 11278- سبيعة بنت الحارث الأسلمية «2» . ثبت ذكرها في «الصّحيحين» ، وفي «الموطّأ» أنها ولدت بعد وفاة زوجها فانقضت عدّتها. قال ابن عبد البرّ روى عنها فقهاء المدينة وفقهاء الكوفة، والقصة مطولة بألفاظ مختلفة، منها في الموطأ من طريق عبد ربه بن سعيد، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: سئل عبد اللَّه بن عباس وأبو هريرة عن المرأة الحامل يتوفى عنها زوجها؟ فقال ابن عباس: آخر الأجلين وقال أبو هريرة: إذا ولدت فقد حلت، فدخل أبو سلمة بن عبد الرحمن على أم سلمة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فسألها عن ذلك، فقالت أم سلمة: ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر، فخطبها رجلان أحدهما شاب، والآخر كهل، فخطبت إلى الشاب، فقال الشّيخ: لم تحلى بعد، وكان أهلها غيبا ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها، فجاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «قد حللت فانكحي من شئت» . وأخرجه ابن مندة، من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن أبي سلمة، قال: كنت مع ابن عباس وأبي هريرة فاختلفا في المتوفى عنها زوجها ... فذكر الحديث. وأخرجه ابن مندة من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن سبيعة بنت الحارث، قالت: توفي زوجي سعد بن خولة، وهو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حجة الوداع، فقال لي أبو السنابل بن بعكك: لعلك تريدين أن تتزوّجي. فأتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: «قد حللت فانكحي» . وأخرجه ابن مندة من طريق الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، وزيادة زينب بنت أبي سلمة فيه شاذّة. وأخرجها البخاريّ من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن كتاب ابن شهاب، وأخرجه   (1) أعلام النساء 2/ 135، 145 بقي بن مخلد 557، أسد الغابة: ت (6978) . (2) الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 148، تجريد أسماء الصحابة 2/ 274، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 424، الكاشف 3/ 472، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، تهذيب الكمال 3/ 1685، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 384، بقي بن مخلد 174، أسد الغابة: ت (6979) ، الاستيعاب: ت (3417) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 171 تعليقا، ووصله مسلم وأبو داود، والنّسائيّ، من طريق يونس، عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه- أن أباه كتب إلى عمر بن عبد اللَّه بن الأرقم يأمره أن يدخل على سبيعة، فكتب يخبر أنّ سبيعة أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة ... فذكر الحديث. وقد تقدم لها ذكر في ترجمة سعد بن خولة، وفي ترجمة أبي السّنابل. ويروي عن سبيعة أيضا عبد اللَّه بن عمر على خلف فيه، وزفر بن أوس بن الحدثان، وعمر بن عبد اللَّه ابن الأرقم، ومسروق بن الأجدع، وعمرو بن عتبة بن فرقد، وآخرون. 11279- سبيعة بنت حبيب «1» الضبعية. قالت: إن رجلا مرّ بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال رجل: إني أحبه في اللَّه لها ذكر في حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، قاله ابن مندة. وقال أبو عمر: بصرية، روى عنها ثابت البناني حديثها في المتحابين، فكأنه أشار إلى هذا. 11280- سبيعة بنت أبي لهب «2» . تقدم ذكرها في درة في حرف الدال. 11281- سبيعة الأسلمية، التي روى عنها ابن عمر، ذكرها العقيلي، وقال: هي غير بنت الحارث زوج سعد بن خولة. وردّه ابن عبد البر، فقال: لا يصح ذلك عندي. قلت: وأخرج حديث ابن عمر المذكور ابن مندة في ترجمة سبيعة بنت الحارث، وهو في مسند يحيى الحماني، عن الدّراوردي، عن أسامة بن زيد، عن عبد اللَّه بن عكرمة، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، عن سبيعة الأسلمية- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنّه لن يموت بها أحد إلّا كنت له شفيعا يوم القيامة» «3» .   (1) أسد الغابة ت (6980) ، الاستيعاب ت (3418) ، أعلام النساء 2/ 148، تجريد أسماء الصحابة 2/ 274. (2) أسد الغابة ت (6982) . (3) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 676 عن ابن عمر بلفظ متقارب كتاب المناقب (55) باب فضل المدينة (68) حديث رقم 3917 قال أبو عيسى هذا حديث غريب من حديث أيوب السختياني وأخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1039 عن ابن عمر بلفظه كتاب المناسك (25) باب فضل المدينة (104) حديث رقم 3112 وأحمد في المسند 2/ 74، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 361 عن مكحول عن معاذ ابن جبل قال البيهقي هو حديث ضعيف ومكحول عن معاذ منقطع وأورده المنذري في الترغيب 2/ 223، والهيثمي في الزوائد 3/ 309 عن سبيعة الأسلمية ... الحديث وقال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح خلا عبد اللَّه بن عكرمة وقد ذكره ابن أبي حاتم وروى عنه جماعة ولم يتكلم فيه أحد بسوء. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 172 وانتصر ابن فتحون للعقيليّ، فقال: ذكر الفاكهي أنّ سبيعة بنت الحارث أوّل امرأة أسلمت بعد صلح الحديبيّة إثر العقد وطى الكتاب ولم تخف، فنزلت آية الامتحان، فامتحنها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وردّ على زوجها مهر مثلها وتزوّجها عمر. قال ابن فتحون: فابن عمر إنما يروي عن سبيعة- يعني امرأة أبيه- قال: ويؤيد ذلك أن هبة اللَّه في الناسخ والمنسوخ ذكر أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لما انصرف من الحديبيّة لحقت به سبيعة بنت الحارث امرأة من قريش، فبان أنها غير الأسلمية. 11282- سبيعة القرشية «1» . ذكرها ابن مندة، وأخرج من طريق عمر بن قيس المكيّ، عن عطاء، عن عبيد بن عمر: قال: حدثتني عائشة قالت: سمعت سبيعة القرشية قالت: يا رسول اللَّه، إني زنيت فأقم عليّ حدّ اللَّه. قال: «اذهبي حتّى تضعي ما في بطنك» ، فلما وضعت أتته، ولو تركت ما سأل عنها، فقال: «اذهبي فأرضعيه حتّى تفطميه» ، فلما فطمته أتته فقالت: من لهذا الصبي؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: «اذهبوا بها فارجموها» . قلت: سنده ضعيف، وأخلق بها إن ثبت خبرها أن تكون هي التي قبلها. 11283- سخبرة، بوزن عنبرة «2» ، بنت تميم الأسدية. ذكرها ابن إسحاق في «المغازي» فيمن هاجر من بني تميم بن دودان بن أسد بن خزيمة واستدركها أبو عليّ الغسّانيّ. 11284- سخطى بنت أسود بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم. ذكرها ابن سعد في المبايعات وقال: أمها حميمة بنت عبيد بن أبي بكر بن القين بن كعب، تزوجها ما عص بن قيس بن خلدة، ثم خلف عليها عبيد بن المعلى بن لوذان. 11285- سخطى بنت قيس بن أبي كعب بن القين الأنصارية السلمية، أخت سهل بن قيس شقيقته، أمّها نائلة بنت سلامة بن وقش. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها الحارث بن سراقة بن خنساء بن سنان. 11286- سخيلة، بخاء معجمة مصغر، بنت عبيدة بن الحارث، زوج عمرو بن أمية الضّمري.   (1) أسد الغابة ت (6981) . (2) أسد الغابة ت (6983) ، الاستيعاب ت (3419) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 173 استدركها ابن الدّبّاغ على أبي عمر، فأخرج من مسند علي بن عبد العزيز، عن القعنبي، عن حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن عمرو، عن الزّبرقان بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن عمرو بن أمية، قال: مرّ على عثمان أبو عبد الرحمن بن عوف بمرط فاستغلاه، فاشتراه عمرو بن أمية، فقال له عثمان أبو عبد الرحمن: ما فعل المرط؟ قال: تصدّقت به على سخيلة بنت عبيدة. فقال: أو كل ما فعلت إلى أهلك صدقة؟ فقال عمرو: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول ذلك. فذكر ما قال عمرو لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. فقال: صدق وذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، وكانت وفاته في سنة اثنتين من الهجرة. 11287- سدرة، مولاة صباعة بنت الزبير. روى أبو الرّبيع بن سالم في «المعجزات» ، من طريق كريمة بنت المقداد، عن أمها ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب- أنها أرسلت مولاتها سدرة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بقعبة صغيرة فيها طعام فوجدته سدرة في بيت أمّ سلمة ... الحديث. ولها ذكر في مغازي الواقديّ في وفد نجران. 11288- سدوس بنت بطنة بن عبد عمرو بن مسعود، من بني دينار بن النجار «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11289- سدوس بنت خالد. تأتي في سندوس. 11290- سديسة الأنصارية «2» ، ويقال مولاة حفصة بنت عمر. ضبطت عند الأكثر بفتح السين. وذكر ابن فتحون أنه رآها بخط ابن مفرج بالتصغير. روى ابن مندة، من طريق إسحاق بن يسار، عن الفضل بن موفق، عن إ سرا ئيل، عن الأوزاعي، عن سالم، عن سديسة مولاة حفصة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «إنّ الشّيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلّا خرّ لوجهه» «3» قال ابن مندة: روى عن سالم عن سديسة عن حفصة، وكذا أخرج الطّبرانيّ في «الأوسط» من طريق عبد الرحمن بن الفضل بن موفق، حدثني أبي،   (1) أسد الغابة ت (6985) . (2) أسد الغابة ت (6986) ، الاستيعاب: ت (3421) . (3) قال الهيثمي في الزوائد 9/ 73 رواه الطبراني في الكبير في ترجمة سديس من طريق الأوزاعي عنها ولا نعلم الأوزاعي سمع أحدا من الصحابة ورواه في الأوسط عن الأوزاعي عن سالم عن سديسة وهو الصواب وإسناده حسن إلا أن عبد الرحمن بن الفضل بن موفق لم أعرفه وبقية رجاله وثقوا وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32719. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 174 حدثنا إسرائيل، عن النعمان، عن الأوزاعي به، فقال فيه: عن سديسة، عن حفصة، وسياقه أتم منه، وقال بعده: لم يروه عن الأوزاعي إلا النعمان وهو أبو حنيفة، ولا رواه عن أبي حنيفة إلا إسرائيل. تفرّد به الفضل. وأخرجه ابن السّكن، من طريق عبد الرحمن بن الفضل بن موفق، عن أبيه، عن إسرائيل بهذا السند، فقال في سياقه: إنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال. ورواه أحمد بن يونس السلمي عن الفضل بن موفق، فقال في سياقه: عن سديسة عن حفصة، وهذا الّذي أشار إليه ابن مندة. 11291- سرّا «1» ، بتشديد الراء مقصورة، ضبطها الأمير قال: وتقال بالمد، بنت نبهان بن عمرو الغنوية. قال ابن حبّان: لها صحبة، وأخرج حديثها أبو داود وغيره من طريق أبي عاصم، عن ربيعة بن عبد الرحمن الغنوي، عن سرّا بنت نبهان، وكانت ربّة بيت في الجاهلية، قالت: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في حجة الوداع يوم الرءوس، فقال: «أيّ يوم هذا» ؟ قلنا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «أليس [أوسط] أيّام التّشريق ... » الحديث. وفي آخره: فلما قدم المدينة لم يلبث إلا قليلا حتى مات. وقال أبو عمر: روت عنها أيضا ساكنة بنت الجعد. وأخرج ابن سعد، عن أحمد بن الحارث الغساني عن ساكنة بنت الجعد عنها حديثا، وقال: روت أحاديث بهذا الإسناد. 11292- سعاد «2» بنت رافع بن أبي عمر بن عائذ بن ثعلبة الأنصارية «3» ، من بني مالك بن النجار، تكنى أم سلمة. ذكرها ابن سعد هي وأختها كبشة في المبايعات، وقال: تزوجها أسلم بن حريش بن عدي بن سهل بن ثعلبة، فولدت له سلمة. 11293 - سعاد «4» بنت سلمة بن زهير بن ثعلبة بن عبيد بن عديّ بن غنم بن «5» كعب ابن سلمة الأنصارية.   (1) أسد الغابة ت (6987) ، الاستيعاب ت (3422) ، الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 181، تجريد أسماء الصحابة 2/ 275، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 424، الكاشف 3/ 472 تهذيب الكمال 3/ 685، خلاصة تذهيب الكمال 3/ 384، بقي بن مخلد 980. (2) في أ: سعدى. (3) أسد الغابة: ت (6988) . (4) في أ: سعدى. (5) أسد الغابة ت (6989) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 175 ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: هي التي سألت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يبايعها لما في بطنها، وكانت حاملا، فقال لها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أنت حرّة من الحرائر» . قال: وأمها أم قيس بنت حرام بن لوذان، وتزوجها حسنة بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد. 11294- سعدى بنت أوس الخطمية. بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم هي وأختاها: كبشة، وليلى. ذكره ابن سعد. 11295- سعدى بنت عمرو المرية «1» ، زوج طلحة بنت عبيد اللَّه. كذا قال أبو عمر، لكن قال ابن مندة: سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة، وهذا أولى. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن زوجها، وعمر روى عنها ابنها يحيى، وابن ابنها طلحة بن يحيى، ومحمد بن عمران الطّلحي. أخرج حديثها أبو يعلى، من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشّعبيّ، عن يحيى ابن طلحة، عن أمه سعدى المرية، قال: مرّ عمر بطلحة بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو مكتئب، فقال: ما لك؟ أأساءتك امرأة ابنِ عمك؟ قال: لا، ولكني سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «إنّي لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلّا كانت نورا في صحيفته، وإنّ جسده وروحه ليجدان لها روحا عند الموت» «2» . قال عمر: أنا أعلمها، هي التي أراد تعليمها عمه، ولو علم شيئا أنجى له منها لأمره. وقد خالف ابن حبّان فذكرها في «ثقات التّابعين» ، ومن يسمع من عمر بعد وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بأيام، وهي زوج طلحة، فهي صحابية لا محالة. 11296- سعدى بنت كرز بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية، خالة عثمان بن عفان أمير المؤمنين. ذكر أبو سعد النّيسابوريّ في كتاب «شرف المصطفى» ، من طريق محمد بن عبد اللَّه ابن عمرو بن عثمان، وهو الملقب بالديباج، عن أبيه، عن جده، قال: كان إسلام عثمان أنه قال: كنت بفناء الكعبة إذ أتينا فقيل لنا: إن محمدا قد أنكح عتبة بن أبي لهب رقية ابنته،   (1) أسد الغابة ت (6991) ، الاستيعاب ت (3424) . (2) أخرجه أحمد في المسند 1/ 28، 63، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 2 وابن ماجة في السنن 2/ 1247 كتاب الأدب باب 54 فضل لا إله إلا اللَّه حديث رقم 3795، وأبو يعلى في المعجم برقم 316، 642 ح 2/ 14- 15، والحاكم في المستدرك 1/ 72، 351 والهيثمي في الزوائد 1/ 18، وكنز العمال حديث رقم 1417. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 176 وكانت ذات جمال بارع، وكان عثمان مشتهرا بالنساء، وكان وضيئا حسنا جميلا أبيض مشربا صفرة جعد الشعر له جمّة أسفل من أذنيه، جذل الساقين، طويل الذراعين، أقنى بيّن القنا، قال عثمان: فلما سمعت ذلك دخلتني حسرة ألّا أكون سبقت إليها، فلم ألبث أن انصرفت إلى منزلي، فأصبت خالتي قاعدة مع أهلي، قال: وأمّه أروى بنت كريز، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب، وخالته التي أصابها عند أهله سعدى بنت كرز، وكانت قد طرقت وتكهنت لقومها، قال: فلما رأتني قالت: أبشر وحيّيت ثلاثا وترا ... ثمّ ثلاثا وثلاثا أخرى ثمّ بأخرى كي تتمّ عشرا ... لقيت خيرا ووقيت شرّا نكحت واللَّه حصانا زهرا ... وأنت بكر ولقيت بكرا [الرجز] قال: فعجبت من قولها، وقلت: يا خالة ما تقولين؟ فقالت: عثمان يا عثمان يا عثمان ... لك الجمال ولك الشّأن هذا نبيّ معه البرهان ... أرسله بحقّه الدّيّان وجاءه التّنزيل والفرقان ... فاتبعه لا تغيا بك الأوثان [الرجز] فقالت: إن محمد بن عبد اللَّه رسول اللَّه جاء إليه جبرئيل يدعوه إلى اللَّه، مصباحه مصباح، وقوله صلاح، ودينه فلاح، وأمره نجاح، لقرنه نطاح، ذلّت له البطاح، ما ينفع الصياح، لو وقع الرماح، وسلت الصفاح، ومدّت الرماح. ثم انصرفت، ووقع كلامها في قلبي، وبقيت مفكّرا فيه، وكان لي مجلس من أبي بكر الصديق، فأتيته بعد يوم الاثنين، فأصبته في مجلسه، ولا أحد عنده، فجلست إليه، فرآني متفكرا، فسألني عن أمري- وكان رجلا رقيقا، فأخبرته بما سمعت من خالتي، فقال لي: ويحك يا عثمان! واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحقّ من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك أليست حجارة صمّا لا تسمع ولا تبصر، ولا تضر ولا تنفع؟ قلت: بلى، واللَّه، إنها لكذلك. قال: واللَّه لقد صدقتك خالتك، هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع معه؟ فقلت: نعم، فو اللَّه ما كان بأسرع من أن مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ومعه علي بن أبي طالب يحمل ثوبا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فلما رآه أبو بكر قام إليه فسارّه في أذنه، فجاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقعد ثم أقبل عليّ فقال: «يا عثمان، أجب اللَّه إلى جنّته، فإنّي رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه» ، قال: فو اللَّه ما تمالكت حين سمعت الجزء: 8 ¦ الصفحة: 177 قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوّجت رقية، وكان يقال: أحسن زوجين رآهما إنسان: رقية وزوجها عثمان. وفي إسلام عثمان تقول خالته سعدى: هدى اللَّه عثمان الصّفيّ بقوله ... فأرشده واللَّه يهدي إلى الحقّ فتابع بالرّأي السديد محمّدا ... وكان ابن أروى لا يصدّ عن الحقّ وأنكحه المبعوث إحدى بناته ... فكان كبدر مازج الشّمس في الأفق فداؤك يا ابن الهاشميين مهجتي ... فأنت أمين اللَّه أرسلت في الخلق [الطويل] 11297- سعدى» ، غير منسوبة. ذكرها ابن مندة، فقال: روى حديثها عبد الواحد بن زياد، عن أبي بكر بن عبد اللَّه، عن جدته سعدى، أو أسماء- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل على ضباعة فقال: «حجّي واشترطي أن تحلّي حيث حبست» «2» . ووصله الطّبرانيّ من طريق عبد الواحد به. 11298- سعيدة بنت بشر بن عبيد الأنصارية، ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11299- سعيدة بنت رفاعة بن عمرو بن عبيد بن أمية الأنصارية الأشهلية «3» . ذكرها ابن حبّان في المبايعات. 11300- سعيدة بنت عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصارية الخزرجية، زوج أبي اليسر كعب بن عمرو بن عبادة «4» بن عمرو بن سواد ابن غنم. قال ابن سعد: تزوجها كعب بن عمرو، ثم خلف عليها كعب بن زيد بن قيس بن   (1) أسد الغابة: ت (6992) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 276. (2) أخرجه البخاري في صحيحه 7/ 9 ومسلم في الصحيح 2/ 868 كتاب الحج باب (15) جواز اشتراط المحرم التحلل بعذر المرض ونحوه حديث رقم 105/ 1207، 108/ 1208 والنسائي 5/ 168 كتاب مناسك الحج باب 60 كيف يقول إذا اشترط حديث رقم 2768 وابن ماجة في السنن 2/ 980 كتاب حديث رقم 973، الطبراني في الكبير 11/ 363، والهيثمي في الزوائد 3/ 218. (3) أسد الغابة ت (6993) . (4) في أ: علقمة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 178 مالك فولدت له عبد اللَّه وجميلة، وهي أخت النعمان والضحاك ابني عبد عمرو شقيقتهما، وكنيتهما أم الرياع، براء ومثناة تحتانية ثقيلة وآخره عين مهملة، وأمها سميراء بنت قيس بن كعب بن عبد الأشهل، ووجدتها مضبوطة بالتصغير. 11301- سعيدة «1» ، غير منسوبة، زوج أبي صيفي الراهب. كانت من الأنصار، كان أبو صيفي خرج من المدينة مغاضبا لأهلها لما دخلوا في الإسلام، فأقام بمكة حينا، فخرجت امرأته سعيدة مهاجرة إلى المدينة في أيام الهدنة، فسألوا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يردّها إليهم لما كانوا شرطوه أن يرد إليهم من أتاه منهم، فقال: كان الشرط في الرجال دون النساء: فأنزل اللَّه تعالى آية الامتحان. ذكر ذلك مقاتل بن حيان في تفسيره. أخرجها أبو موسى. 11302- سعيرة «2» ، بالتصغير، ضبطها المستغفري، وأخرج من طريق عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس أنه قال له: ألا أريك امرأة من أهل الجنة، فأراني حبشية صفراء عظيمة قال: هذه سعيرة الأسدية أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، إنّ بي هذه تعني الريح، فادع اللَّه أن يشفيني مما بي، فقال: «إن شئت دعوت اللَّه أن يعافيك ممّا بك ويثبت لك حسناتك وسيّئاتك، وإن شئت فاصبري ولك الجنّة» «3» ، فاختارت الصبر والجنة. وأخرج قصتها أبو موسى، من طريق المستغفريّ، ثم من رواية محمد بن إسحاق بن خزيمة، عن المقدام بن داود، عن علي بن معبد، عن بشر بن ميمون، عن عطاء الخراساني به، قال بشر: وفي سعيرة هذه نزلت: وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً [النحل: 92] : كانت تجمع الصوف والشعر والليف فتغزل كبّة عظيمة، فإذا ثقلت عليها نقضتها، فقال: يا معشر قريش، لا تكونوا مثل سعيرة فتنقضوا أيمانكم بعد توكيدها، ثم قال ابن خزيمة: أنا أبرأ إلى اللَّه تعالى عن عهدة هذا الإسناد. قال المستغفريّ في كتابه: سعيرة بالشين المعجمة. والصحيح بالمهملة. قلت: ذكرها ابن مندة بالشين المعجمة والقاف، وأورد حديثها من هذا الطريق زيد ابن أبي زيد عن بشر بن ميمون، وتبعه أبو نعيم.   (1) أسد الغابة ت (6994) . (2) أسد الغابة ت (6995) . (3) أخرجه أحمد 1/ 347. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 179 11303- سفّانة بنت حاتم الطائي «1» . تقدم نسبها في ترجمة أخيها عدي بن حاتم، ذكرها محمّد بن إسحاق في «المغازي» ، قال: أصابت خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنة حاتم في سبايا طي، فقدمت بها على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فجعلت في حظيرة بباب المسجد، فمرّ بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقامت إليه- وكانت امرأة جزلة، فقالت: يا رسول اللَّه، هلك الوالد، وغاب الوافد. فقال: «ومن وافدك» ؟ قالت: عدي بن حاتم. قال: «الفارّ من اللَّه ورسوله» ! ومضى حتى مرّ ثلاثا، قالت: فأشار إليّ رجل من خلفه أن قومي فكلميه. قالت: يا رسول اللَّه، هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ منّ اللَّه عليك. قال: «قد فعلت» ، فلا تعجلي حتى تجدي ثقة يبلّغك بلادك، تم آذنيني. فسألت عن الرجل الّذي أشار إلي فقيل علي بن أبي طالب. وقدم ركب من بليّ، فأتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقلت: قدم رهط من قومي. قالت: وكساني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وحملني وأعطاني نفقة، فخرجت حتى قدمت على أخي، فقال: «ما ترين في هذا الرّجل» ؟ فقلت: أرى أن نلحق به. قال ابن الأثير: كذا رواه يونس، ولم يسم سفّانة، وسماها غيره. ورواه عبد العزيز بن أبي روّاد بنحوه، وزاد: وكانت أسلمت وحسن إسلامها. أخرجه أبو نعيم من طريقه، وأخرج قصّتها الطبراني، وسماها، وأوردها الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وسياقه أتم، وفي سنده من لا يعرف. 11304- سكينة بنت أبي وقاص الزهري، أخت سعد «2» . ذكرها أبو عروبة في الصّحابة، وأخرج هو والفاكهيّ من كتاب مكة، من طريق هاشم بن هاشم، عن أم الحكم سكينة بنت أبي وقاص- أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ذكر الجهاد، فقلت: يا رسول اللَّه، ما جهادنا؟ قال: «جهاد كنّ الحجّ» «3» . 11305- سكينة «4» ، غير منسوبة. روى عنها مولاها أبو صالح، قال ابن مندة: روى حديثها سليمان بن عبد الرحمن عن   (1) أسد الغابة ت (6996) . (2) أسد الغابة ت (6997) أعلام النساء 2/ 225، تجريد أسماء الصحابة 2/ 276. (3) أسد الغابة: ت (6998) . (4) أخرجه البخاري 4/ 39، وأحمد 6/ 67، 71، 166 والبيهقي 4/ 326. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 180 الحكم بن يعلى، عن كامل أبيّ العلاء، عن أبي صالح. ووصل أبو نعيم هذا السند ولم يسق المتن أيضا. 11306- سلاف الأنصارية، والدة البراء بن معرور. لها ذكر في أخبار المدينة للزبير بن بكار، من روايته، عن محمد بن الحسن المخزومي، عن عبد العزيز بن محمد، عن يحيى بن عبد اللَّه بن أبي قتادة، عن مشيخته- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يأتي السلاف أمّ البراء بن معرور في المسجد الّذي يقال له مسجد الحرمة دبر الفريضة وصلّى فيه مرارا. 11307- سلافة بنت البراء بن معرور الأنصارية، زوج أبي قتادة بن ربعي، قيل هي أم بشر بن البراء. 11308- سلافة بنت سعد الأنصارية، والدة عثمان بن طلحة. لها ذكرى في مغازي الواقديّ في فتح مكة، قال الواقديّ: حدثنا معاذ بن محمد، عن عاصم بن عمر، عن علقمة بن وقاص الليثي قصة دخول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الفتح، وفيه: فصلّى ثم جلس في المسجد، ثم أرسل بلالا إلى عثمان بن طلحة يطلب منه مفتاح الكعبة، فطلبه عثمان من أمه سلافة بنت سعد الأنصارية الأوسية، فنازعته طويلا ثم أعطته له، فجاء به إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وأسلمت سلافة بعد. 11309- سلامة بنت الحر الفزارية «1» ، وقيل الأزدية، وقيل الجعفية. أخرج حديثها ابن سعد وابن أبي عاصم، من طريق أم غراب مولاة لبني فزارة عن مولاة لهم يقال لها عقيلة، عن سلامة بنت الحر، أخت خرشة بن الحر، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «يأتي على النّاس زمان يقومون ساعة لا يجدون إماما يصلّي بهم» . وذكرها أبو عمر، فقال: وحديثها عند نساء أهل الكوفة منه هذا، ومنه «يكون في ثقيف كذّاب ومبير.» «2» ومنه حديث أم داود الراسبية، قالت: سمعت سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر تقول ... فذكر الحديث الآتي في سلامة الضبية، وإذا كانت أخت خرشة تبين أنها فزارية.   (1) الثقات 3/ 184، تجريد أسماء الصحابة 2/ 276، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 427، الكاشف 2/ 473، تهذيب الكمال 3/ 1686، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 383، أسد الغابة: ت (7000) ، الاستيعاب: ت (3425) . (2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 191 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38389 وعزاه لنعيم بن حماد عن أسماء بنت أبي بكر. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 181 11310- سلامة بنت سعيد بن الشهيد «1» ، من بني عمرو بن عوف. ذكرها ابن حبان في المبايعات. 11311- سلامة بنت مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة، أخت حويصة ومحيصة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أدام بنت الجموح، تزوجها مرثدة بن غنم بن مالك بن جويرية بن حارثة. 11312- سلامة بنت معقل «2» الخزاعية بالولاء، وقيل القيسية «3» ، وقيل إنها أنصارية. روى حديثها محمّد بن إسحاق، عن خطاب بن صالح، عن أمه، حدثتني «4» سلامة بنت معقل امرأة من خارجة قيس بن غيلان، قالت: قدم بي عمي في الجاهلية، فباعني من الحباب بن عمر ... الحديث المتقدم في ترجمة الحباب بن عمرو- في الحاء المهملة. قلت: وفي تاريخ البخاري نقل الخلاف في ضبط والدها، هو بالعين المهملة والقاف، أو بالمعجمة والفاء الثقيلة؟ ذكره يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق بالغين المعجمة، وعن محمد بن سلمة ويونس بن بكير بالعين المهملة. واسم خارجة الّذي نسبت إليه هذه المرأة عوف بن بكر بن يشكر بن عدنان بن الحارث ابن عمرو بن قيس بن غيلان، وأم خارجة هي التي يضرب بها المثل، فيقال: أسرع من نكاح أمّ خارجة، تزوجت نيّفا وأربعين رجلا، وولدت في عامّة قبائل العرب، وكانت تكثر الاختلاع من الرجال، ثم لا تلبث أن تتزوج، حتى كان يقال إنّ الرجل إذا أتاها قال لها: خطب فتقول نكح، فيدخل بها. 11313- سلامة بنت وهب. هي أم أسيد.   (1) في أ: المهند. (2) أسد الغابة ت (7003) ، الاستيعاب: ت (3426) ، الثقات 3/ 184، تجريد أسماء الصحابة 2/ 277، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 428، الكاشف 3/ 473، تهذيب الكمال 3/ 1686، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 383، الاستبصار 355، بقي بن مخلد 379 تبصير المنتبه 4/ 1303، أعلام النساء 2/ 234. (3) في أ: العبسية. (4) في أ: حدثتني أمي سلامة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 182 11314- سلامة الضبية «1» . روت عنها أم داود الراسبية، «2» حديثها عند عبد اللَّه بن داود المزني، هكذا عند أبي عمر. قلت: وأخرج ابن مندة سلامة الضبية، وساق من طريق عبد اللَّه بن داود، ولفظه: مرّ بي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في بدء الإسلام، وأنا أرعى غنما لأهلي، فقال لي: «يا سلامة: بم تشهدين» «3» ؟ قلت: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، ثم أشهد أنّ محمدا رسول اللَّه، فتبسم واللَّه ضاحكا. وجزم أبو نعيم بأنها «4» بنت الحرّ، وأن بني ضبة من بني فزارة. 11315- سلمى بنت أسلم بن الحريش بن عدي بن مجدعة الأنصارية، أخت سلمة ابن أسلم بن الحريش. تكنى أم عبد اللَّه. تزوجها نهيك بن إساف. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت وتزوّجت نهيك بن إساف بن عدي الأنصاري الأوسي. 11316- سلمى بنت حمزة بن عبد المطلب «5» . روى حديثها تمام عن قتادة عنها- أن مولاها مات وترك ابنته، فورث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ابنته النصف، وورث يعلى النصف وهو ابن سلمى، كذا أخرجه أحمد في المسند، وكذا رواه جرير بن حازم، عن عبد اللَّه بن شداد، قال: كانت بنت حمزة أعتقت غلاما على عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فمات وترك ما لا فورث النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بنت الميت النصف، وبنت حمزة النصف. وسيأتي لذلك ذكر في ترجمة سلمى بنت عميس قريبا. 11317- سلمى بنت حفصة، زوج المثنى بن حارثة الشيبانيّ الفارس المشهور في فتوح العراق. تزوجها سعد بن أبي وقّاص بعد موت المثنى، وشهدت معه القتال في القادسية   (1) أسد الغابة ت (7002) ، الاستيعاب: ت (3427) ، أعلام النساء 2/ 228، تجريد أسماء الصحابة 2/ 277. (2) في أ: الواسية. (3) انظر المجمع 9/ 264. (4) في أ: بأنها سلامة بنت الحر. (5) أسد الغابة: ت (7006) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 183 وغيرها، فاتفق أنه طلع بجسده طلوع منعه من الركوب، فاشتدّ القتال يوما فأشرفت سلمى من القصر، فقالت: وا مثناه! ولا مثنى اليوم للخيل! فلطمها سعد، وقال: أين المثنى؟ فقالت: أغيرة وجبنا! فقال سعد: ما يعذرني أحد إذا لم تعذريني وأنت ترين ما بي. وقد تقدم لها ذكر في ترجمة أبي محجن الثقفي لما أطلقته، ثم عاد بعد أن هزم الفرس، ووفى لها بما عاهدها عليه من رجوعه إلى قيده. وزوجها صحابي كما تقدم في ترجمته، ويحتمل ألا تكون هاجرت معه. فذكر احتمالا، وسأعيدها في القسم الثالث. 11318- سلمى بنت أبي ذؤيب السعدية «1» ، أخت حليمة مرضعة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. يقال: إنها أتت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فبسط لها رداءه، وقال لها: مرحبا بأمي. ذكرها أبو موسى في الذّيل عن المستغفري بغير سند. 11319- سلمى بنت أبي رهم القرشية التيمية، يقال هو اسم أم مسطح. تأتي في الكنى. 11320- سلمى بنت زيد بن تيم بن أمية بن بياضة «2» بن خفاف بن سعد بن مرة بن مالك بن الأوس الأنصارية، وهي من الجعادرة، وعدادهم في بني عبد الأشهل. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: تزوجها عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد الخزرجي. أسلمت سلمى وبايعت. 11321- سلمى بنت صخر التميمية «3» ، والدة أبي بكر الصديق. تكنى أم الخير. تأتي في الكنى، فهي بكنيتها أشهر. 11322- سلمى بنت عمرو بن حبيش بن لوذان بن عبد ود «4» ، أخت المنذر بن عبد الأنصاري الساعدي. استدركها ابن الأثير ولم ينسبها لأحد من المخرجين. 11323- سلمى بنت عميس الخثعمية، أخت أسماء «5» . تقدم نسبها في ترجمة أختها، وهي إحدى الأخوات اللاتي قال فيهن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:   (1) أسد الغابة ت (7007) . (2) أسد الغابة ت (7009) . (3) أسد الغابة ت (7010) . (4) أسد الغابة ت (7011) . (5) مقاتل الطالبيين 209، تجريد أسماء الصحابة 2/ 278، أسد الغابة ت (7012) ، الاستيعاب: ت (3428) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 184 الأخوات مؤمنات، قاله ابن عبد البر. وقال: كانت تحت حمزة، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعد قتل حمزة قتل شداد بن الهاد الليثي فولدت له عبد اللَّه وعبد الرحمن، قال: وقد قيل إن التي كانت تحت حمزة أسماء بنت عميس، فخلف عليها شداد. والأصح الأول. قلت: وأخرج ابن مندة، من طريق عبد اللَّه بن المبارك، عن جرير بن حازم، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي يعقوب وأبي فزارة جميعا، عن عبد اللَّه بن شداد، قال: كانت بنت حمزة أختي من أمي، وكانت أمنا سلمى بنت عميس. وفي الصّحيحين من حديث البراء في قصة بنت حمزة: لما اختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحقّ بها وخالتي تحتي. وقال ابن سعد: زوجها حمزة، وكانت أسلمت قديما مع أختها أسماء، فولدت لحمزة ابنته عمارة، وهي التي اختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة، ثم بانت سلمى من حمزة، فتزوجها شداد، فولدت له عبد اللَّه، فقضى بها النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم لجعفر، وقال: «الخالة بمنزلة الأمّ» «1» . وكانت أسماء تحت جعفر، فتعيّن أن أمها سلمى، وقد بالغ ابن الأثير في الرد على من زعم أن أسماء كانت تحت حمزة. 11324- سلمى بنت قيس «2» بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار الأنصارية النجارية، تكنى أم المنذر، وهي بكنيتها أشهر. وهي أخت سليط بن قيس. وأخرج ابن إسحاق في المغازي: حدثني سليط بن أيوب بن الحكم، عن أبيه، عن جدته سلمى بنت قيس أم المنذر، إحدى خالات النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد صلّت معه إلى القبلتين، قالت: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فيمن بايعه من النساء عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً [الممتحنة: 12] الحديث، وفيه: ولا نغش أزواجنا، فبايعناه، فلما انصرفنا قلت لامرأة ممن معي: ارجعي فاسأليه ما غش أزواجنا؟ فسألته فقال: «تأخذ ماله فتحابي به غيره» .   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 3/ 242، 5/ 180 وأخرجه أبو داود في السنن 1/ 694 كتاب الطلاق باب من أحق بالولد حديث رقم 2280 والترمذي في السنن 4/ 277 كتاب البر والصلة باب 6 ما جاء في بر الخالة حديث رقم 1904 وقال أبو عيسى الترمذي هذا حديث صحيح والطبراني في الكبير 17/ 243، والهيثمي في الزوائد 4/ 326 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 140. (2) الثقات 3/ 184- أعلام النساء 2/ 251، تجريد أسماء الصحابة 2/ 278، الاستبصار 44، تعجيل المنفعة 557، أسد الغابة: ت (7013) ، الاستيعاب: ت (3429) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 185 وأخرج ابن سعد عن يعلى ومحمد ابني عبيد، عن ابن إسحاق، عن رجل من الأنصار، عن أمه سلمى بنت قيس ... وفي آخره: فقال: أي تحابين- أو تهادين- بما له غيره. وأخرجه ابن مندة بعلوّ، من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، وأبو نعيم من وجه آخر، عن ابن إسحاق. وأخرج ابن مندة في ترجمتها من طريق أيوب بن الحكم عن جدته سلمى حديثا هو وهم، فإن سلمى جدة أيوب هي أمّ رافع امرأة أبي رافع. وستأتي. 11325- سلمى بنت مالك بن حذيفة بن بدر الفزارية، أم قرفة الصغرى، هي بنت عم عيينة بن حصن. كانت تشبّه في العز بجدتها أم قرفة الكبرى التي قتلها زيد بن حارثة لما سبى بني فزارة، وكانت سلمى سبيت فأعتقتها عائشة، ودخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وهي عندها ، فقال: إنّ إحداكن تستنبح كلاب الحوأب» . قالوا: وكان يعلق في بيت أم قرفة خمسون سيفا لخمسين رجلا كلّهم لها محرم، فما أدري هذه أو أم قرفة الكبرى؟. 11326- سلمى بنت محرز بن عامر الأنصارية «1» ، من بني عدي بن النجار. ذكرها ابن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11327- سلمى بنت نصر المحاربية «2» . قال الطّبرانيّ: يقال لها صحبة، ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، عن سلمى بنت نصر المحاربية، قالت: سألت عائشة عن عتاقة ولد الزنا، فقالت: أعتقيه. 11328- سلمى بنت يعار «3» ، بالمثناة التحتانية، ويقال بالفوقانية، والعين المهملة، أخت ثبيتة الماضية في الثاء المثلثة، ذكرها ابن الأثير وبيض، فقال في التجريد: مجهولة، ولم يصب، بل هي معروفة. وقد تقدم ذكرها في سالم مولى أبي حذيفة، وإنما هي التي أعتقته أو أختها ثبيتة.   (1) أسد الغابة ت (7014) . (2) أسد الغابة ت (7016) . (3) أسد الغابة ت (7017) ، الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 254، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 425، تهذيب الكمال 3/ 1685. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 186 11329- سلمى الأنصارية» ، غير منسوبة. روى حديثها محمد بن إسحاق عن رجل من الأنصار، عن أمه سلمى، قالت: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أبايعه في نسوة من الأنصار، فكان فيما أخذ علينا ألا نغش أزواجنا، ذكرها ابن مندة من طريق ابن إسحاق، وجوز أن تكون هي بنت قيس التي مضت قريبا، فإنّ الحديث واحد، لكن في بنت قيس إن الراويّ عنها سليط بن أيوب عن أبيه عن جدته، وهاهنا رجل من الأنصار عن أمه. 11330- سلمى الأودية «2» . حديثها عند أهل الكوفة، أخرجه أبو عمر مختصرا. 11331- سلمى، أم رافع «3» امرأة أبي رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، يقال إنها مولاة صفية بنت عبد المطلب، ويقال لها أيضا مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وخادم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقرأت بخط أبي يعقوب البختري في المجموعة الأدبية له: إن المرأة التي قالت لحمزة لما رجع من الصيد: لو رأيت ما فعل أبو جهل بابن أخيك حتى غضب حمزة، ومضى إلى أبي جهل فضرب رأسه بالقوس، وانجر ذلك إلى إسلام حمزة- هي سلمى مولاة صفية بنت عبد المطلب. وفي التّرمذيّ، من طريق فائد مولى أبي رافع، عن علي بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن جدته، وكانت تخدم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: ما كان يكون برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قرحة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء. وفي المسند من طريق ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: جاءت سلمى امرأة أبي رافع مولى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تستأذيه على أبي رافع، وقالت: إنه يضربني. فقال: «ما لك ولها» ؟ قال: إنها تؤذيني يا رسول اللَّه. قال: «بم آذيته يا سلمى» ؟ قالت: ما آذيته بشيء، ولكنه أحدث وهو يصلي، فقلت: يا أبا رافع، إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قد أمر المسلمين إذا خرج من أحدهم ريح أن يتوضأ، فقام يضربني، فجعل يضحك ويقول: «يا أبا رافع، لم تأمرك إلا بخير» . وأخرج ابن مندة، من طريق الليث، عن زيد بن أسلم، عن عبيد اللَّه بن وهب، عن أم   (1) أسد الغابة ت (7004) . (2) الاستيعاب: ت (3431) . (3) أسد الغابة: ت (7005) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 187 رافع- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أخبرني بشيء أفتتح به صلاتي. قال: «إذا قمت إلى الصّلاة فكبّري سرّا ... » الحديث. رواه عطاف بن خالد، عن زيد، عن أم رافع، ولم يذكر بينهما واحدا. 11332- سلمى، أم مسطح «1» . مذكورة، في حديث الإفك المشهور، وهي معروفة بكنيتها أكثر من اسمها، وستأتي، في الكنى. 11333- سلمى «2» ، غير منسوبة، مولاة حكيم بن أمية بن الأوقص السلمي. ذكر هشام بن الكلبيّ في كتاب «المثالب» أن سلمة بن أمية بن خلف استمتع منها، فولدت له، ثم جحده، فبلغ ذلك عمر فنهى عن المتعة. 11334- سلمى «3» ، غير منسوبة. وقع ذكرها فيما رواه محمد بن عقبة، عن وهب بن عبد اللَّه بن كعب، عن سلمى، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «بعث اللَّه عزّ وجلّ أربعة آلاف نبيّ ... » في حديث طويل ذكره ابن مندة. 11335- سلمى «4» ، خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقع ذكرها في ترجمة زينب بنت جحش من طبقات ابن سعد في خبر رواه عن الواقدي عن عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، عن محمد بن يحيى بن حبان، فذكر قصة تزويج زينب بطولها، وفي آخرها: فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «من يذهب إلى زينب يبشّرها أنّ اللَّه زوّجنيها» «5» ؟ قالت: فخرجت سلمى خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تشتد، فحدثتها بذلك فأعطتها أرضا، وأظنها أم رافع امرأة أبي رافع المتقدمة. 11336- سلمى «6» مولاة صفية.   (1) أسد الغابة ت (7015) . (2) أسد الغابة ت (7006) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 278، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 383، بقي بن مخلد 984. (4) أسد الغابة ت (7008) ، الاستيعاب: ت (3430) . (5) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 72 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34389 وعزاه للحاكم في المستدرك عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا. (6) الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 254، تقريب التهذيب 2/ 601، تهذيب التهذيب 12/ 425، تهذيب الكمال 3/ 1685. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 188 ذكر الواقديّ أنها كانت قابلة خديجة عند ولادتها أولادها من النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11337- سمراء بنت قيس الأنصارية «1» . قال ابن مندة: لها ذكر في حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف في حديث الواقدي. وقال أبو عمر: سميراء، بالتصغير، بنت قيس الأنصارية مدنية، روى عنها أبو أمامة بن سهل. وكذا ذكرها ابن سعد بالتصغير، ونسبها، فقال: بنت قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار، تزوجها عبد عمرو بن عبد الأشهل، فولدت له النعمان، والضحاك، وقطبة، وأم الرياع، وهم صحابة، ثم خلف عليها عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن مبذول، فولدت له، ثم خلف عليها الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار، فولدت له سلمى ... وهم صحابة أيضا. 11338- سمراء بنت نهيك «2» . تأتي في القسم الثالث. 11339- سميراء بنت قيس «3» . تقدمت قريبا. 11340- سميرة القرشية «4» . جرى لها ذكر في الفتوح لما فتحت همدان سنة إحدى وعشرين، ازدحموا على ثنية فمروا على جبل مشرف، فقال رجل من قريش كأنه من سميرة، وهي امرأة من المهاجرين كان لها سن مشرفة على أسنانها فشبه الجبل بسن سميرة. 11341- سميكة بنت جابر بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم الأنصارية، من المبايعات. قاله ابن سعد عن الواقديّ: قال: وأمها أم الحارث بنت مالك بن خنساء بن سنان، تزوجها النعمان بن جبير بن أمية. 11342- سميّة بنت خباط «5» ، بمعجمة مضمومة وموحدة ثقيلة، ويقال بمثناة تحتانية، وعند الفاكهي سمية بنت خبط، بفتح أوله بغير ألف، مولاة أبي حذيفة بن المغيرة   (1) أسد الغابة ت (7020) ، الاستيعاب ت (3432) . (2) الاستيعاب: ت (3433) الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 260، تجريد أسماء الصحابة 2/ 278. (3) أسد الغابة: ت (7020) . (4) في أ: سميراء. (5) أسد الغابة: ت (7021) ، الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 261، الدر المنثور 252، تجريد أسماء الصحابة 2/ 278، المنمق 312، تلقيح فهوم أهل الأثر 330. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 189 ابن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم، والدة عمار بن ياسر، كانت سابعة سبعة في الإسلام، عذّبها أبو جهل وطعنها، في قبلها، فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام. وكان ياسر حليفا لأبي حذيفة فزوجها سمية فولدت له عمارا فأعتقه، وكان ياسر وزوجته وولده منها ممّن سبق إلى الإسلام. قال ابن إسحاق في «المغازي» : حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أنّ سمية أم عمار عذّبها آل بني المغيرة على الإسلام، وهي تأبى غيره حتى قتلوها، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يمرّ بعمار وأمه وأبيه وهم يعذّبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول: «صبرا يا آل ياسر، موعدكم الجنّة» . وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية. فأما رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأبو بكر فمنعهما قومهما. وأما الآخرون فألبسوا أدراع الحديد ثم صهروا في الشمس، وجاء أبو جهل إلى سمية فطعنها بحربة فقتلها. أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصور، عن مجاهد، وهو مرسل، صحيح السند. وقال أبو عمر: قال ابن قتيبة خلف على سمية بعد ياسر الأزرق غلام الحارث بن كلدة وكان روميا، فولدت له سلمة، فهو أخو عمار لأمه، كذا قال: وهو وهم فاحش، فإن الأزرق إنما خلف على سمية والدة زياد، فسلمة بن الأزرق أخو سمية لأمه، فاشتبه على ابن قتيبة. وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن مجاهد قال: أول شهيد في الإسلام سمية والدة عمار بن ياسر، وكانت عجوزا كبيرة ضعيفة، ولما قتل أبو جهل يوم بدر قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لعمار: «قتل اللَّه قاتل أمّك» «1» . 11343- سمية، والدة زياد. ذكرت في التي قبلها، وكانت مولاة الحارث بن كلدة. وسيأتي ذكرها في القسم الثالث. 11344- سنا «2» ، بفتح أوله وتخفيف النون، بنت أسماء بن الصلت السلمية.   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 193. (2) أسد الغابة: ت (7022) ، الاستيعاب: ت (3435) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 190 ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنّى أنها ممن تزوجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فماتت قبل أن يدخل بها. وروى ذلك عن حفص بن النضر، وعبد القاهر بن السري السلميين، وقال: هي عمة عبد اللَّه بن حازم، بمعجمتين، ابن أسماء بن الصلت أمير خراسان. قلت: ذكر ابن أبي خيثمة، عن أبي عبيدة بن عبد القاهر: سماها سنا كالذي هاهنا، وأن غيره سماها وسنا بزيادة واو في أولها، وتقدم في الألف أنّ قتادة سماها أسماء بنت الصلت، وكذا قال أحمد بن صالح المصري. وقال ابن إسحاق: سنا بنت أسماء. وقال غيره: وسنا حكى ذلك أبو عمر، قال: ولا يثبت من ذلك شيء من حيث الإسناد إلا أن قول ابن إسحاق أرجح. وقال ابن سعد: سنا، ويقال سبا- بالموحدة وبالنون، ونسبها ابن حبيب إلى جدها، فساق نسبها إلى بني سليم، فقال: سنا بنت الصلت بن حبيب بن حازم بن هلال بن حرام بن سماك بن عفيف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. وذكر أن أسماء أخوها لا أبوها، وذكر أنها ماتت قبل أن يدخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بها. وحكى الرّشاطيّ عن بعضهم أن سبب موتها أنه لما بلغها بأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها سرّت بذلك حتى ماتت من الفرح. 11345- سنا بنت سفيان الكلابية. يقال: إنها من اللاتي تزوجهن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يدخل بهن. ذكرها ابن سعد، وساق الاختلاف في اسم الكلابية، وسأذكر كلامه في ذلك في أول حرف العين. 11346- سنا بنت مخنف. تأتي في سنينة- بالتصغير. 11347- سنبلة بنت ماعز، أو ما عص «1» ، بن قيس بن خلدة الأنصارية ثم من بني زريق. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11348- سندوس، ويقال سدوس، بنت خالد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة ابن امرئ القيس بن مالك الأغر. قال ابن سعد: ذكرها الواقديّ، وأنها أسلمت وبايعت، ولم يذكرها غيره. 11349- سنية بنت الحارث.   (1) أسد الغابة ت (7023) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 191 روى عن ابن عباس «1» أنها كانت ممّن هاجر في الهدنة، فامتحنت، فقالت: ما جئت إلا رغبة في الإسلام. 11350- سنينة «2» ، بنونين مصغرة، بنت مخنف بن زيد النّكرية، بالنون المضمومة وقيل بفتح الموحدة. قال ابن ماكولا: لها صحبة وحديث. روت عنها حبة بنت الشماخ. وقد تقدم ما رواه ابن شاهين وابن السّكن في ترجمة مخنف، وأن اسمها سنا، وسماها ابن شاهين في سياق آخر سنينة كالذي هاهنا، فأخرج من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال: حدثتنا حبة بنت شماخ النكرية، قالت: حدثتني امرأة منا يقال لها سنينة بنت مخنف بن زيد النكرية، قالت: لما تسارع إلى الإسلام ... إلخ. 11351- سهلة بنت سعد الساعدية «3» ، أخت سهل الصحابي المشهور. ذكرها ابن مندة، وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن سهلة بنت سعد الساعدية، أنها قالت: يا رسول اللَّه، المرأة تصنع لزوجها الشيء يعطفه عليها، فقال: «متاع في الدّنيا ولا خلاق لها في الآخرة» . تفرد منصور بن عمار به، وأيضا عن ابن لهيعة سهلة بنت سهل ذكرها الطّبرانيّ، وأخرج من طريق ابن لهيعة عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن سهلة بنت سهل أنها قالت: يا رسول اللَّه، أتغتسل إحدانا إذا احتلمت؟ قال: «نعم، إذا أرأت الماء» . ورواه من طريق عبد الملك بن يحيى بن بكير، عن أبيه، عن ابن لهيعة. وأخرجه المستغفري من طريق محمد بن معاوية النيسابورىّ، عن ابن لهيعة، فذكره، وزاد فيه: قلت: يا رسول اللَّه، برح الخفاء، ولكنه قال سهلة بن «4» سهيل- بالتصغير. وجوّز أبو موسى أنها سهلة بنت سهيل بن عمرو الآتي ذكرها. وهو بعيد، لأنها لا رواية لها. قال ابن الأثير: الأقرب أنها سهلة بنت سعد، ويكون الراويّ أخطأ في قوله بنت سهل، والصواب أخت سهل، لأن السند في الحديثين واحد. قلت: وهو محتمل، واحتمال التعدد ليس ببعيد من جهة قوله: تفرد به عمار، فيكون تفرد بالتسمية.   (1) في أ: إسحاق. (2) أسد الغابة: ت (7024) . (3) أسد الغابة: ت (7025) . (4) تجريد أسماء الصحابة 2/ 279. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 192 11352- سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشية العامرية «1» . تقدم نسبها في ترجمة والدها، أسلمت قديما، وهاجرت مع زوجها. بي حذيفة بن عتبة إلى الحبشة، فولدت له هناك محمد بن أبي حذيفة. ذكر ذلك ابن إسحاق، وقال ابن سعد: أمّها فاطمة بنت عبد العزى بن أبي قيس من رهط زوجها سهيل بن عمرو، أسلمت قديما بمكة وبايعت، ثم تزوجت شماخ بن سعيد بن قائف بن الأوقص السلمي، فولدت له عامرا، ثم تزوجت عبد اللَّه بن الأسود بن عمرو، من بني مالك بن حسل، فولدت له سليطا، ثم تزوجت عبد الرحمن بن عوف فولدت له سالما، فهم إخوة محمد بن أبي حذيفة لأمه. ولها ذكر في حديث عائشة، أخرج أبو داود من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن عائشة- أن سهلة بنت سهيل استحيضت فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأمرها أن تغتسل لكل صلاة، فلما جهدها ذلك أمرها أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل ... الحديث. وتقدم لها ذكر في ترجمة سالم مولى أبي حذيفة. قال ابن سعد: كانت أرضعت سالما مولى أبي حذيفة، فذكر القصة في رضاع الكبير، ثم أخرج عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، حدثتني عمرة بنت عبد الرحمن أن امرأة أبي حذيفة ذكرت دخول سالم عليها، فأمرها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن ترضعه فأرضعته، وهو رجل كبير بعد ما شهد بدرا. ثم أخرج عن الواقدي، عن محمد بن عبد اللَّه ابن أخي الزهري، عن أبيه، قال: كانت تحلب في مسعط أو إناء قدر رضعة فيشربه سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام، فكان بعد يدخل عليها وهي حاسر، رخصة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لسهلة. 11353- سهلة بنت عاصم بن عدي الأنصارية «2» . تقدم نسبها عند ذكر والدها. قال أبو عمر: تزوجها عبد الرحمن بن عوف، ويروى عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أنه أسهم لها يوم خيبر.   (1) الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 265، بقي بن مخلد 40، تجريد أسماء الصحابة 2/ 279، الاستبصار 295، تلقيح فهوم أهل الأثر 376، أسد الغابة: ت (7027) ، الاستيعاب: ت (3436) . (2) الثقات 3/ 184، أعلام النساء 2/ 266، تجريد أسماء الصحابة 2/ 279، الاستبصار 299، أسد الغابة: ت (7028) ، الاستيعاب: ت (3437) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 193 قلت: وصله ابن مندة، من طريق عبد العزيز بن عمران، عن سعيد بن زياد، عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن جدته سهلة بنت عاصم، قالت: ولدت يوم خبير فسماني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سهلة. وقال: «سهّل اللَّه أمركم» . فضرب لي بسهم، وتزوّجني عبد الرحمن بن عوف يوم ولدت، وهو عند الواقدي أيضا. 11354- سهيمة بنت أسلم بن الحريش «1» ، أخت سلمة بن أسلم شقيقته، أمّهما سعاد بنت رافع النجارية، وزوجها محيصة بن مسعود. وأسلمت سهيمة وبايعت، قاله ابن سعد، وذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11355- سهيمة بنت عمير المزنية «2» ، امرأة ركانة بن عبد يزيد المطلبي. وقع ذكرها في مسند الشّافعي، حدثنا عمي محمد بن علي، عن عبد اللَّه بن السائب، عن نافع بن عجير بن عبد يزيد- أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأته سهيمة البتة، ثم أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: إني طلّقت امرأتي سهيمة البتة، واللَّه ما أردت إلا واحدة، فقال: «واللَّه ما أردت إلّا واحدة» ؟ فقال ركانة: واللَّه ما أردت إلا واحدة. فردّها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وطلقها الثانية في زمن عمر والثالثة في زمن عثمان، وأخرجه ابن مندة بعلو عن الشافعيّ. 11356- سهيمة بنت عمير الأنصارية، عمة عبد اللَّه بن الحارث بن عمير، أو عمرو أو عويمر. ذكر ابن مندة من طريق عبد اللَّه بن الحارث: لقد كان من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في عمتي سهيمة بنت عمير قضاء ما قضى به في امرأة من المسلمين قبلها. وتقدم مزيد لذلك في عبد اللَّه بن الحارث. 11357- سهيمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد الأنصارية الظفرية «3» ، زوج جابر بن عبد اللَّه، والدة ولده عبد الرحمن. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11358- سهيمة، امرأة رفاعة القرظي تقدم ذكرها في تميمة «4» .   (1) أسد الغابة ت (7029) . (2) أسد الغابة ت (7031) ، الاستيعاب: ت (3438) . (3) أسد الغابة ت (7032) . (4) أسد الغابة ت (7030) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 194 11359- سوادة، ويقال سودة بنت عاصم بن خالد «1» بن شداد بن عبد اللَّه بن قرط ابن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية. ويقال سوداء، قال أبو عمر: سوداء الأسدية. وقال بعضهم: بنت عاصم، حديثها في الخضاب. قلت: أخرجه ابن أبي عاصم وابن مندة، من طريق عن أبي إسحاق الأزدي، عن نائلة مولاة أبي العيزار الكوفية، عن أم عاصم، عن السوداء، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم لأبايعه، فقال: «انطلقي فاختضبي ثمّ تعالي حتّى أبايعك» . 11360- سوادة، ويقال سودة بنت مسرح «2» ، بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الراء، وقيل بالشين المعجمة والتشديد، الكندية. وحديثها في وقت وضع فاطمة الزهراء الحسن بن علي. قلت: وصله ابن مندة من طريق عروة بن فيروز عنها، قالت: كنت فيمن شهد فاطمة حين ضربها المخاض، فجاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «كيف هي» ؟ قلت: إنها لتجهد. قال: إذا وضعت فلا تحدّثي شيئا» . قالت: فوضعت ابنا فسررته ووضعته في خرقة صفراء، فقال: «ائتيني به» . فلفقته في خرقة بيضاء فتفل في فيه، وسقاه من ريقه، ودعا عليّا فقال: «ما سمّيته» ؟ فقال: جعفر. فقال: «لا، ولكنّه الحسن» . وأعادها أبو عمر في سودة، فقال: روى عنها حديث واحد بإسناد مجهول أنها كانت قابلة لفاطمة حين وضعت الحسن. 11361- سوداء، غير منسوبة. ذكرها ابن سعد فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج عن عبد العزيز بن الخطاب، وإسماعيل بن أبان الورّاق، عن نائلة الكوفية، عن أم عاصم، عن السوداء، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أبايعه، فقال: «اختضبي» . قالت: فاختضبت، ثم جئت فبايعته. 11362- سودة بنت حارثة بن النعمان الأنصارية. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. قلت: هي امرأة عمرو بن حزم. وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت. وتزوجها عبد اللَّه بن أبي حرام بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار. وأمّها أم خالد بنت خالد بن يعيش.   (1) أسد الغابة: ت (7034) ، الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 267، تجريد أسماء الصحابة 2/ 279، تلقيح فهوم أهل الأثر 376. (2) أعلام النساء 2/ 266، 272، تجريد أسماء الصحابة 2/ 279، أسد الغابة ت (7033) ، الاستيعاب (3439) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 195 11363- سودة بنت زمعة بن قيس «1» بن عبد شمس القرشية العامرية. أمّها الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية، من بني عدي بن النجار. كان تزوّجها السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو، فتوفي عنها فتزوجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت أول امرأة تزوّجها بعد خديجة، رواه ابن إسحاق، وأخرج ابن سعد بسند مرسل رجاله ثقات- وقد تقدم في ترجمة خديجة- أن خولة بنت حكيم قالت: أفلا أخطب عليك؟ قال: بلى. قال: فإنكنّ معشر النساء أرفق بذلك، فخطبت عليه سودة بنت زمعة وعائشة، فتزوّجها فبنى بسودة بمكة وعائشة يومئذ بنت ستّ سنين حتى بنى بها بعد ذلك حين قدم المدينة. وأخرجه ابن أبي عاصم موصولا. وسيأتي في ترجمة عائشة. وأخرج التّرمذيّ عن ابن عباس بسند حسن أن سودة خشيت أن يطلقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة، ففعل، فنزلت: فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء: 128] . وأخرجه ابن سعد من حديث عائشة من طرق، في بعضها أنه بعث إليها بطلاقها، وفي بعضها أنه قال لها: اعتدّي، والطريقان مرسلان، وفيهما: أنها قعدت له على طريقة فناشدته أن يراجعها، وجعلت يومها وليلتها لعائشة ففعل. ومن طريق معمر، قال: بلغني أنها كلّمته، فقالت: ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحبّ أن يبعثني اللَّه يوم القيامة زوجا لك. وفي الصّحيح عن عائشة: استأذنت سودة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة، يعني ثقيلة، فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحبّ إليّ من معروج به. وصحح عن عائشة قالت: ما من الناس أحد أحبّ إليّ أن أكون في مسلاخه من سودة، إن بها إلا حدّة فيها كانت تسرع منها الفيئة. وقال ابن سعد: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قالت سودة   (1) أسد الغابة ت (7035) ، الاستيعاب: ت (3441) ، طبقات ابن سعد 8/ 52، طبقات خليفة 335، المعارف 133، جامع الأصول 9/ 145، تهذيب الكمال 1685، تاريخ الإسلام 2/ 66، مجمع الزوائد 9/ 246، تهذيب التهذيب 12/ 426، خلاصة تذهيب الكمال 492، شذرات الذهب 1/ 34. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 196 لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: صليت خلفك الليلة، فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك وكانت تضحكه بالشيء أحيانا. وهذا مرسل، رجاله رجال الصحيح. وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن محمد بن سيرين- أن عمر بعث إلى سودة بغرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر! ففرّقتها. وروى ابن المبارك في «الزّهد» من مرسل أبي الأسود يتيم عروة- أنّ سودة قالت: يا رسول اللَّه، إذا متنا صلّى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا أنت. فقال لها: «يا بنت زمعة، لو تعلمين علم الموت لعلمت أنّه أشدّ ممّا تظنّين» . وقال ابن أبي خيثمة: توفيت سودة بنت زمعة في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت سنة أربع وخمسين ورجّحه الواقدي. روى عنها ابن عباس، ويحيى بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. 11364- سودة بنت أبي حبيش الجهنية «1» . قال ابن سعد: لها ولأبيها صحبة وهجرة، وأسلمت هي وبايعت بعد الهجرة، ثم أسند عنها عن أم صبية الجهنية قصة لها مع عمر. 11365- سودة القرشية «2» . أخرج ابن مندة وغيره من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: أراد النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوّج سودة القرشية، وكان لها أولاد، فقالت: إنك أحبّ البرية إليّ، وإن لي صبية، وأكره أن يتضاغوا عند رأسك. فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش» . وأصله في البخاري من وجه آخر لكن لم يسمها. 11366- سيرين، أم ولد حسان بن ثابت» . ذكر إسماعيل بن أبي أويس بأسانيد في طرق حديث الإفك من طريق عروة، ومن طريق عمرة وغيرهما، عن عائشة في قصة الإفك: وقعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة، فقال صفوان لحسان حين ضربه:   (1) أسد الغابة ت (7036) . (2) أسد الغابة ت (7038) . (3) الثقات 3/ 185، أعلام النساء 2/ 278، تجريد أسماء الصحابة 2/ 280، أسد الغابة: ت (7040) ، الاستيعاب: ت (3443) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 197 تلقّ ذباب السّيف منّي فإنّني ... غلام إذا هو جيت لست بشاعر [الطويل] فصاح حسّان، واستغاث الناس، ففرّ صفوان، وجاء حسان فاستعدى على صفوان، فسأله النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يهب له ضربة صفوان، فوهبها له، فعاضه منها حائطا من نخل وجارية قبطية تدعى سيرين، فولدت لحسان ابنه عبد الرحمن. وفي حديث بشر بن مهاجر، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه: أهدى أمير القبط لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم جاريتين أختين، فأما إحداهما فتسرّاها فولدت له إبراهيم، وأما الأخرى فأعطاها حسان بن ثابت. وروى عبد الرّحمن بن حسّان عن أمه سيرين، قالت: لما احتضر إبراهيم ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه كنت كلما صحت أنا وأختي نهانا عن الصياح ... الحديث. وأخرج أبو نعيم من طريق بسر بن محمد المؤدب، عن أبي أويس، عن حسين بن عبد اللَّه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: مرّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بحسان ومعه أصحابه سماطين «1» وجارية له يقال لها سيرين، فجعل بين السّماطين وهي تغنّيهم، فلم يأمرهم ولم ينههم. رواه ابن وهب، عن أبي أويس مثله، لكن قال: وجارية طرية تغنّي لهم. القسم الثاني خال. القسم الثالث 11367- سجاح بنت الحارث التميمية التي ادّعت النبوة في الردّة، وتبعها قوم ثم صالحت مسيلمة وتزوجته ثم بعد قتله عادت إلى الإسلام فأسلمت، وعاشت إلى خلافة معاوية. ذكر ذلك صاحب التّاريخ المظفري. 11368- سعدة بنت قمامة «2» .   (1) أي صفّين، وكل صف من الرّجال سماط. اللسان/ 3/ 2094. (2) الاستيعاب: ت (3423) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 198 قال أبو عمر: روت عنها قدامة أنها كانت تؤمّ النساء وتقوم وسطهن «1» ، يقال: إنها أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11369- سلمى بنت جابر الأحمسية. تقدمت في زينب. 11370- سلمى بنت مالك بن حذيفة بن بدر الفزارية. تقدمت في الأول. 11371- سميّة، مولاة الحارث بن كلدة، وكان يطؤها بملك اليمين، فولدت له نافعا ثم نفيعا، فانتفى منه، لكونه رآه أسود، ثم وهبها لزوجته صفية بنت أبي عبيد بن أسيد بن أبي علاج الثقفية، فزوجتها عبدا لها روميّا يقال له عبيد، فولدت له زيادا فأعتقته صفية. ذكر ذلك البلاذري عن عوانة أنّ الكواء اليشكري سبى سمية من الروم، ثم وهبها للحارث بن كلدة، فذكره، فلها إدراك، ولم يرد ما يدل على أنها رأت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في حالة إسلامها، لكن يمكن أن تدخل في عموم قولهم: إنه لم يبق في حجة الوداع أحد من قريش وثقيف إلا أسلم وشهدها. القسم الرابع 11372- سلامة بنت سعد بن شهيد «2» ، أم بني طلحة. أوردها ابن الأثير، عن ابن حبيب، وإنما هي سلافة، بفاء بدل الميم. 11373- سلمى، غير منسوبة. روى عنها ابن ابنها عبيد اللَّه بن علي. قال ابن مندة: روى إسحاق عن فائد بن عبد الرحمن مولى عبيد الله بن علي مولاه، عن جدته سلمى، قالت: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فصنعنا له حريرة ... الحديث. وتعقبه أبو نعيم بأنها هي امرأة أبي رافع، وقد تقدمت، وساق الحديث موصولا عن عبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع عن جدته أنها أخبرته، فذكره، وهو كما قال. 11374- سودة، امرأة أبي الطّفيل «3» . تابعية أرسلت حديثا، فذكره أبو نعيم في الصحابة، فأورد من طريق عبد اللَّه بن عثمان   (1) في أ: وتتطهر. (2) أسد الغابة: ت (7001) . (3) أسد الغابة: ت (7037) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 280. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 199 ابن خيثم قال: دخلت على أبي الطّفيل فوجدته طيّب النفس، فقلت: لأغتنمنّ ذلك منه، فقلت: يا أبا الطفيل، النفر الّذي لعنهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من هم؟ فهمّ أن يخبرني بهم، فقالت امرأته سودة: أما بلغك أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال: «إنّما أنا بشر فمن دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة» «1» . حرف الشين المعجمة القسم الأول 11375- شراف أخت دحية بن خليفة الكلبي «2» . أخرج الطّبرانيّ، وأبو نعيم عنه، من طريق جابر الجعفي، عن ابن أبي مليكة، قال: خطب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم امرأة من بني كلب، فبعث عائشة تنظر إليها فذهبت ثم رجعت، فقالت: ما رأيت طائلا. فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أقد رأيت خالا عندها اقشعرّت كلّ شعرة منك» ؟ فقالت: ما دونك سر «3» . أورده أبو موسى في «الذّيل» في ترجمة شراف، وقال: قيل إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تزوّجها ولم يدخل بها، وبذلك جزم ابن عبد البر. قلت: وقد ورد التصريح بذكرها عند ابن سعد، عن هشام بن الكلبي، عن شرقي بن القطامي، قال: لما هلكت خولة بنت الهذيل تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم شراف بنت خليفة أخت دحية، ولم يدخل بها، ثم أخرج أثر عائشة المذكور عن محمد بن عمر، عن الثوري، عن جابر الجعفي، به. 11376- شرفة الدار بنت الحارث بن قيس بن هيشة الأنصارية من بني معاوية «4» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات.   (1) أخرجه مسلم 4/ 1835 كتاب الفضائل باب (37) توفيره صلّى اللَّه عليه وسلّم وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه ... حديث رقم 140/ 2362، وأخرجه مسلم أيضا 4/ 2010 كتاب البر والصلة والآداب باب (25) من لعن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أو سبه أو دعا عليه ... حديث رقم 95/ 2603، أحمد في المسند 1/ 420، 6/ 107 وأبو نعيم في الحلية 7/ 208، وكنز العمال حديث رقم 32176. (2) أسد الغابة: ت (7042) ، الاستيعاب: ت (3444) . (3) في أ: سعة. (4) أسد الغابة: ت (7043) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 200 11377- شريرة «1» ، بالتصغير: بنت الحارث بن عوف بن مرة. ذكر سعيد بن عفير أنها زوج حارثة بن سلامة بن حارثة النخعي، والدة الحكم بن حارثة، وأنها بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. 11378- الشّعثاء «2» ، امرأة حسان بن ثابت التي كان يشبّب بها في غزل قصائده، قيل هي بنت سالم الأسلمية، حكى السهيليّ أنها كانت زوجة له وولدت له بنتا يقال لها فراس، وقيل هي بنت سلام بن مشكم أحد رؤساء اليهود بالمدينة الّذي قال أبو سفيان بن حرب، وقد نزل عليه في قدمة قدمها: سقاني فروّاني كميتا مدامة ... على ظمأ منّي غلام ابن مشكم [الطويل] وقال الرّشاطيّ في أنساب الخزرج: أم فراس بنت حسان بن ثابت أمّها شعثاء بنت هلال الخزاعية، وكذا قال ابن الأعرابي في نوادره إنّ شعثاء خزاعية. 11379- الشفاء بنت عبد اللَّه بن عبد شمس بن خلف بن شداد «3» بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشية العدوية. وقيل خالد بدل خلف، وقيل صدّاد بدل شداد، وقيل ضرار، والدة سليمان بن أبي حثمة. قيل: اسمها ليلى، قاله أحمد بن صالح المصري. وقال أبو عمر: قال ابن سعد: أمّها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران المخزومية، وأسلمت الشفاء قبل الهجرة، وهي من المهاجرات الأول. وبايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يزورها ويقيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منه مروان بن الحكم، وقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «علّمي حفصة رقية النّملة كما علّمتها الكتابة» «4» .   (1) أسد الغابة ت (7044) . (2) في أ: الشعيثاء. (3) أسد الغابة: ت (7045) ، الاستيعاب: ت (3445) ، أعلام النساء 2/ 300، تجريد أسماء الصحابة 2/ 281، تقريب التهذيب 2/ 602، تهذيب التهذيب 12/ 428، الكاشف 3/ 474، تهذيب الكمال 3/ 1686، المنمق 372، أزمنة التاريخ الإسلامي 987- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 384، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، بقي بن مخلد 173. (4) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 414. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 28368، 34381. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 201 وأقطعها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم دارها عند الحكاكين بالمدينة، فنزلتها مع ابنها سليمان، وكان عمر يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها، وربما ولّاها شيئا من أمر السوق. روى عنها حفيداها: أبو بكر، وعثمان، ابنا سليمان بن أبي حثمة. انتهى كلامه. روى عنها أيضا ابنها سليمان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وحفصة أم المؤمنين، ومولاها أبو إسحاق. وفي المسند، من طريق المسعوديّ، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من آل أبي حثمة، عن الشفاء بنت عبد اللَّه، وكانت من المهاجرات- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم سئل عن أفضل الأعمال فقال: «إيمان باللَّه، وجهاد في سبيله، وحجّ مبرور» . وأخرج ابن مندة حديث رقية النملة من طريق الثوري، عن ابن المنكدر، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن حفصة- أن امرأة من قريش يقال لها الشفاء كانت ترقى من النملة، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: «علّميها حفصة» . وذكر الاختلاف في وصله وإرساله على الثوري. وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم مطولا من طريق عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبيه عثمان، عن الشفاء- أنها كانت ترقي في الجاهلية، وأنها لما هاجرت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج فقدمت عليه، فقالت: يا رسول اللَّه، إني قد كنت أرقى برقي في الجاهلية، فقد أردت أن أعرضها عليك. قال: «فاعرضيها» . قالت: فعرضتها عليه، وكانت ترقى من النملة، فقال: ارقي بها وعلّميها حفصة. إلى هنا رواية ابن مندة، وزاد أبو نعيم: باسم اللَّه صلو صلب خير يعود من أفواهها ولا يضرّ أحدا، اكشف الباس ربّ النّاس. قال: ترقي بها على عود كركم «1» سبع مرّات وتضعه مكانا نظيفا، ثم تدلكه على حجر بخلّ خمر مصفّى، ثمّ تطليه على النّملة» . وأخرجه أبو نعيم عن الطّبرانيّ من طريق صالح بن كيسان، عن أبي بكر بن سليمان ابن أبي حثمة- أن الشّفاء بنت عبد اللَّه قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأنا قاعدة عند حفصة، فقال: «ما عليك أن تعلّمي هذه رقية النّملة كما علّمتها الكتابة» . وأخرج ابن أبي عاصم، وأبو نعيم، من طريقه بسنده عن الزهري، عن أبي سلمة، عن الشفاء بنت عبد اللَّه: أتيت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أسأله، فجعل يعتذر إليّ وأنا ألومه، فحضرت الصلاة، فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت،   (1) الكركم. نبت وهو شبيه بالورس، والكركم تسميه العرب الزعفران. اللسان 5/ 3860. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 202 فجعلت أقول: قد حضرت الصلاة وأنت في البيت؟ وجعلت ألومه، فقال: يا خالتي، لا تلوميني، فإنه كان لنا ثوب فاستعاره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. فقلت: بأبي وأمي! إني كنت ألومه، وهذه حاله ولا أشعر. قال شرحبيل: وما كان إلا درعا رقعناه. وفي سنده عبد الوهاب بن الضحاك، وهو واه، ولها ذكر في ترجمة عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص. 11380- الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة «1» . قال الزّبير: هي أم عبد الرحمن بن عوف، وقد هاجرت مع أختها لأمها الضيزية بنت أبي قيس بن مناف. قال أبو عمر: فعلى هذا عبد عوف جدّ عبد الرحمن لأبيه، وعوف جده لأمه أخوان، وهما ابنا عبد الرحمن بن الحارث بن زهرة، فكأن أباه عوفا سمي باسم عمه. فانظره. قال ابن الأثير: قد ذكر ابن أبي عاصم في ترجمة عبد الرحمن بن عوف أن أمّه العنقاء، ويقال لها الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، فعلى هذا هي بنت عم أبيه. وقد تقدم في أروى بنت كريز النقل عن ابن عباس- أنّ أم عبد الرحمن بن عوف أسلمت. وقال ابن سعد: أم الشفاء بنت عوف سلمى بنت عامر بن بياضة بن سبيع الخزاعي، وكانت الشفاء من المهاجرات، قال: وجاءت فيها سنّة العتاقة عن الميت، فإنّها ماتت في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال عبد الرحمن: يا رسول اللَّه، أعتق عن أمي؟ قال: «نعم. فأعتق عنها» . 11381- الشفاء بنت عوف «2» أخت عبد الرحمن بن عوف. قال الزّبير: هاجرت مع أختها عاتكة، وعاتكة هي أم المسور، وقيل بل أم المسور هي الشفاء. حكى ذلك أبو أحمد العسكريّ. 11382- شقيقة بنت مالك بن قيس بن محرث «3» بن الحارث بن ثعلبة، من بني مازن بن النجار، أخت الشموس. ذكرها ابن حبيب في المبايعات كذلك، ولم يصب صاحب التّجريد حيث قال إنها مجهولة، فقد ذكرها أيضا ابن سعد فقال: أمها سهيمة بنت عويمر المازني، وتزوجها الحارث بن سراقة بن الحارث بن عدي، فولدت له عبد اللَّه وأم عبيد، قال: وأسلمت شقيقة وبايعت. 11383- الشمّاء «4» ، بالتشديد. تأتي في الشيماء.   (1) أسد الغابة ت (7047) ، الاستيعاب ت (3448) . (2) الاستيعاب: ت (3447) . (3) أسد الغابة ت (7049) . (4) أسد الغابة ت (7050) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 203 11384- الشموس بنت أبي عامر بن صيفي بن زيد بن أمية الأنصارية «1» . من بني عمرو بن عوف، والدة عاصم وجميلة ابني ثابت بن أبي الأفلح. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أخت حنظلة بن «2» عامر الراهب. وقد تقدم لها ذكر في ترجمة جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح. 11385- الشموس بنت عمرو بن حزام بن زيد الأنصارية «3» ، زوج مسعود بن أوس الظفري، ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11386- الشموس بنت مالك «4» . تقدمت مع أختها شقيقة قريبا. ذكرها ابن حبيب وابن سعد في المبايعات. وقال ابن سعد: هي شقيقة. 11387- الشموس بنت النعمان بن عامر بن مجمّع الأنصارية «5» . مدينة، روى عنها عبيد بن وديعة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين بنى مسجده كان جبرائيل يؤمّ الكعبة له ويقيم له قبلة المسجد، ذكرها أبو عمر مختصرا. ووصله ابن أبي عاصم، والحديث المذكور من طريق يعقوب بن محمد [الزهري، عن عاصم بن سويد، عن عتبة، وأخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة، عن محمد بن الحسن] المخزومي، عن عاصم مطوّلا. وكذلك أخرجه الحسن بن سفيان وابن مندة، من طريق سلمة، عن عاصم بن سويد، لكن خالف في شيخ عاصم، فقال: عن أبيه، عن الشموس بنت النعمان، قالت: كأني انظر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين قدم وأسّس هذا المسجد مسجد قباء، فرأيته يأخذ الصخرة أو الحجر حتى يهصره الحجر، وأنا انظر إلى بياض التراب على بطنه، فيأتي الرجل فيقول: يا رسول اللَّه، أعطني أكفك، فيقول: «لا، خذ حجرا مثله» . حتى أسّسه، ويقول: «إنّ جبرئيل يؤمّ الكعبة» . فكان يقال: إنه أقوم مسجد قبلة. وفي رواية محمد بن الحسن بالسند المذكور إلى عتبة- أنّ الشموس بنت النعمان   (1) أسد الغابة ت (7051) . (2) في أ: بن أبي عامر. (3) أسد الغابة ت (7052) . (4) أسد الغابة ت (7053) . (5) أسد الغابة ت (7054) ، الاستيعاب: ت (3449) ، الثقات 3/ 190، أعلام النساء 2/ 307، تجريد أسماء الصحابة 2/ 281، الاستبصار 355، تلقيح فهوم أهل الأثر 381، بقي بن مخلد 978. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 204 أخبرته، وكانت من المبايعات، فذكره، وفيه: فيأتي الرجل من قريش أو الأنصار. وفيه: فيقولون تراءى له جبرئيل حتى أمّ له القبلة، قال عتبة: فنحن نقول: ليس قبلة أعدل منها. وقد استشكل ابن الأثير قوله في رواية شبابة يؤمّ الكعبة بأن القبلة حينئذ كانت إلى بيت المقدس، ثم حولت إلى الكعبة بعد ذلك، وخطر في في جوابه أنه أطلق الكعبة وأراد القبلة أو الكعبة على الحقيقة، وإذا بيّن له جهتها كان إذا استدبرها استقبل بيت المقدس، وتكون النكتة فيه أنّه سيحول إلى الكعبة، فلا يحتاج إلى تقويم آخر، فلما وقع لي سياق محمد بن الحسن رجّح الاحتمال الأوّل. 11388- الشّموس الأنصارية. لها قصة مع أبي محجن في خلافة عمر مقتضاها أن تكون من الشرط، لأنّ من تكون متزوّجة بحيث يحتاج من رآها إلى الحيلة في التوصل إلى التملي برؤيتها بحيث يستعدي زوجها عليها أن تكون أدركت العصر النبوي، وكانت القصة قبل فتح القادسية، ذكرت القصة في ترجمة أبي محجن في كنى الرجال. 11389- شميلة بنت الحارث بن عمرو بن حارثة بن الهيثم الأنصارية الظفرية «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11390- الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة «2» . قال أبو نعيم: لها ذكر، وأوردها أبو سليمان- يعني الطّبرانيّ، ولم يورد لها حديثا، وهي أخت النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة. وقال أبو عمر: الشيماء أو الشماء اسمها حذافة. ذكر ابن إسحاق من رواية يونس بن بكير وغيره عنه إنّ إخوة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من الرضاعة: عبد اللَّه، وأنيسة، وحذيفة بنو الحارث، وحذافة هي الشيماء غلب عليها ذلك، قال: وذكروا أنّ الشيماء كانت تحضن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مع أمها. وقال ابن إسحاق، عن أبي وجزة السعدي: إن الشيماء لما انتهت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قالت: يا رسول اللَّه، إني لأختك من الرضاعة. قال: «وما علامة ذلك؟» قالت: عضة عضضتها في ظهري، وأنا متورّكتك. فعرف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم العلامة، فبسط لها رداءه، ثم قال   (1) أسد الغابة ت (7055) . (2) أسد الغابة ت (7057) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 205 لها: «هاهنا» . فأجلسها عليه وخيّرها، فقال: «إن أحببت فأقيمي عندي محبّبة مكرمة، وإن أحببت أن أمتّعك فارجعي إلى قومك» . فقالت: بل تمتّعني وتردّني إلى قومي. فمتعها وردّها إلى قومها، فزعم بنو سعد بن بكر أنه أعطاها غلاما يقال له مكحول وجارية، فزوّجت إحداهما الآخر، فلم يزل فيهم من نسلهم بقية. أخرجه المستغفريّ من طريق سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق هكذا. وقال ابن سعد: كانت الشيماء تحضن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مع أمها وتوركه، وقال أبو عمر: أغارت خيل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على هوازن، فأخذوها فيما أخذوا من السبي، فقالت لهم: أنا أخت صاحبكم، فلما قدموا بها قالت: يا محمد. أنا أختك، وعرفته بعلامة عرفها، فرحّب بها وبسط رداءه، فأجلسها عليه ودمعت عيناه، فقال لها: «إن أحببت أن ترجعي إلى قومك أوصلتك، وإن أحببت فأقيمي مكرّمة محبّبة» ، فقالت: بل أرجع، فأسلمت وأعطاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم نعما وشاء وثلاثة أعبد وجارية. وذكر محمّد بن المعلّى الأزديّ في كتاب «التّرقيص» ، قال: وقالت الشيماء ترقص النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو صغير: يا ربّنا أبق لنا محمّدا ... حتّى أراه يافعا وأمردا ثمّ أراه سيّدا مسوّدا ... وأكبت أعاديه معا والحسّدا وأعطه عزّا يدوم أبدا [الرجز] قال: فكان أبو عروة الأزدي إذا أنشد هذا يقول: ما أحسن ما أجاب اللَّه دعاءها!. القسم الثاني خال، وكذا. القسم الثالث لم يذكر فيهما شيء. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 206 القسم الرابع 11391- شخبرة «1» من بني تميم بن أسد. ذكرها المستغفريّ، واستدركها أبو موسى، وهو تصحيف. وقد تقدمت في سخبرة في السين «2» على الصواب. 11392- الشفاء بنت عبد الرحمن الأنصارية «3» ، مدنية. روى عنها أبو سلمة بن عبد الرّحمن، ذكرها أبو عمر مختصرا، وذكرها ابن مندة كذلك، لكن لم يقل أنصارية ولا مدنية، وزاد: أراها الأولى، يعني الشفاء بنت عبد اللَّه بن سليمان بن أبي حثمة، وهو كما ظنّ. والحديث المشار إليه هو الّذي ذكره في ترجمة الشفاء بنت عبد اللَّه، من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنها في قصة شرحبيل بن حسنة، كأن بعض الرواة غلط في اسم أبيها، فقال عبد الرحمن، ووهم من نسبها أنصارية. 11393- شقيرة الأسدية «4» حبشية. ذكرها ابن مندة، فقال حبشية، وساق الخبر الماضي في سعيرة بالمهملتين، وهو الصواب، أشار إلى ذلك أبو نعيم، وقد سماها المستغفري فيما حكاه أبو موسى عنه في ترجمة أم زفر شكيرة، بالكاف بدل القاف، وصوب أنها بالقاف. 11394- شمية، جاء عنها خبر مرسل. روى حماد، عن ثابت عنها، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حديثا. ورواه مرة أخرى، فأدخل بينها وبين النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم عائشة. أخرجه أحمد في مسندة، وحكى الوجهين عن عفان، عن حماد في مسند عائشة. 11395- شهيدة، أم ورقة الأنصارية «5» . ذكرها ابن مندة في «الأسماء الأعلام» ، وهو وهم، وإنما هو وصف، وحديثها صريح في ذلك، وسيأتي في الكنى فيه قول عمر لما قتلها غلامها الّذي دبّرته: صدق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان يقول: «انطلقوا بنا نزور الشّهيدة» .   (1) أسد الغابة ت (7041) . (2) في أ: السين المهملة. (3) أسد الغابة: ت (7046) ، الاستيعاب: ت (3446) . (4) أسد الغابة ت (7048) . (5) أسد الغابة ت (7056) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 281. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 207 حرف الصاد المهملة القسم الأول 11396- صخرة بنت أبي جهل، واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، تزوّجها أبو سعيد بن الحارث بن هشام، فولدت له، وتزوجها خالد بن العاص بن هشام فولدت له أمّ الحارث بنت خالد. ذكرها الزّبير بن بكّار، وذكر لها الفاكهيّ في كتاب مكة قصة، وهي من أهل هذا القسم، لأنّ أباها قتل يوم بدر، فكانت هي ممن حضر يوم الفتح وهي مميزة، ثم حجّة الوداع، وعاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى أن تزوجت وولدت. 11397- الصّعبة بنت جبل بن عمرو بن أوس، أخت معاذ. تقدم نسبها مع أخيها معاذ. وذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة، فولدت له عبيدا. 11398- الصّعبة بنت الحضرميّ «1» ، أخت العلاء بن الحضرميّ. تقدم نسبها في العلاء، وهي والدة طلحة بن عبيد اللَّه أحد العشرة. قال الواقديّ: توفيت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأخبرني بعض آل طلحة أنها أسلمت. وأخرجه البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» من طريق محمد بن يعقوب، عن عبد اللَّه بن رافع، عن أمه، قالت: خرجت الصعبة بنت الحضرميّ، فسمعتها تقول لابنها طلحة: إن عثمان قد اشتدّ حصره، فلو كلمته حتى تردعه. قلت: وهذا أولى من قول الواقدي. وعكس ابن الأثير كعادته في تقديم أقوال أهل السير أو النسب على أصحاب الأسانيد الجياد. 11399- الصعبة بنت رافع بن امرئ القيس الأنصارية الأشهلية. تقدم ذكرها في حواء. 11400- الصعبة بنت سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم الأنصارية» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر.   (1) أسد الغابة ت (7058) . (2) أسد الغابة ت (7059) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 208 11401- صفية بنت بجير «1» الهذلية. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الشرب من ماء زمزم، ذكرها أبو عمر مختصرة. 11402- صفية بنت صفيح «2» بن الحارث بن أبي صعب بن هنية بن سعد «3» بن ثعلبة الدوسية، أم أبي هريرة. ذكرها ابن فتحون، وقال: سماها ونسبها الطّبريّ والبغويّ. قلت: وقد تقدم خبر إسلامها في أميمة في حرف الألف. 11403- صفية بنت بشامة «4» ، أخت الأعور «5» ، من بني العنبر بن تميم. ذكرها ابن حبيب في المحبر ممن خطبهنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ولم يدخل بهنّ. قلت: وأسند ابن سعد عن ابن عباس بسند فيه الكلبي أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خطبها وكان أصابها سباء فخيرها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: «إن شئت أنا وإن شئت زوجك» . فقالت: بل زوجي، فأرسلها فلعنها بنو تميم. 11404- صفية بنت ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصارية «6» ، من بني خطمة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11405- صفية بنت الحارث بن طلحة بن أبي طلحة العبدرية. قتل أبوها يوم بدر «7» كافرا، وتزوجت هي بعد ذلك عبد اللَّه بن خلف الخزاعي، فولدت له طلحة بن عبد اللَّه المعروف بطلحة الطّلحات وأخته رملة. ذكرها الزّبير، ومقتضى ذلك أن يكون لها صحبة، لأنّ أهل مكة شهدوا حجة الوداع، ولم يبق بمكة حينئذ أحد إلا من كان مسلما، ولصفية هذه رواية عن عائشة في السنن، وكانت نزلت عليها [في] قصر بني خلف في وقعة الجمل. روى عنها محمد بن سيرين وغيره.   (1) أسد الغابة ت (7060) ، الاستيعاب: ت (3451) ، أعلام النساء 2/ 331، تجريد أسماء الصحابة 2/ 282. (2) في أ: صبيح. (3) أسد الغابة ت (7061) . (4) في أ: قسامة. (5) أسد الغابة ت (7061) . (6) أسد الغابة ت (7062) . (7) في أ: أحد. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 209 11406- صفية بنت الحارث بن كلدة الثقفية، زوج الصحابي الشهير أمير البصرة عتبة بن غزوان. ذكرها عمر بن شبّة في أخبار البصرة، عن أبي الحسن المدائني. وقد مضى ذكرها في أختها أردة بنت الحارث بن كلدة. 11407- صفية بنت حيّي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب «1» بن أبي حبيب، من بني النضير، وهو من سبط لاوى بن يعقوب، ثم من ذرية هارون بن عمران أخي موسى عليهما السلام. كانت تحت سلام بن مشكم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، فقتل كنانة يوم خيبر، فصارت صفية مع السبي، فأخذها دحية ثم استعادها النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فأعتقها وتزوجها. ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا. وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عنه: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: لما فتح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم الغموص حصن بني أبي الحقيق أتى بصفية بنت حيي ومعها ابنة عم لها جاء بهما بلال، فمرّ بهما على قتلى يهود، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجهها، وصاحت وحثت التراب على وجهها فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أغربوا هذه الشّيطانة عنّي» «2» . وأمر بصفية فجعلت خلفه وغطّى عليها ثوبه، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه، وقال لبلال: «أنزعت الرّحمة من قبلك حين تمرّ بالمرأتين على قتلاهما» . وكانت صفية رأت قبل ذلك أنّ القمر وقع في حجرها، فذكرت ذلك لأمّها، فلطمت وجهها، وقالت: إنك لتمدّين عنقك إلى أن تكوني عند ملك العرب، فلم يزل الأثر في وجهها حتى أتى بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسألها عنه، فأخبرته. وأخرج ابن سعد عن الواقديّ بأسانيد له في قصة خيبر، قال: ولم يخرج من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه، فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرّس بها فأبت عليه فوجد في نفسه، فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر نزل بها هناك فمشطتها أمّ سليم وعطرتها، قالت أم سنان الأسلمية: وكانت من أضوأ ما يكون من النساء، فدخل على أهله، فلما أصبح سألتها عما قال لها. فقالت: قال لي «ما حملك على الامتناع من النّزول أوّلا؟» فقلت. خشيت عليك من قرب اليهود، فزادها ذلك عنده.   (1) أسد الغابة ت (7063) ، الاستيعاب: ت (3452) . (2) ذكره البغوي في التفسير 6/ 200. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 210 وقال ابن سعد أيضا: أخبرنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن سمية، عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كان في سفر فاعتلّ بعير لصفية، وفي إبل زينب بنت جحش فضل، فقال لها: «إنّ بعيرا لصفيّة اعتلّ، فلو أعطيتها بعيرا» . فقالت: أنا أعطي تلك اليهودية! فتركها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها. قالت زينب: حتى يئست منه. وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق القاسم بن عوف، عن أبي برزة، قال: لما نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خيبر كانت صفية عروسا في مجاسدها «1» ، فرأت في المنام أنّ الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها، فقصّت ذلك على زوجها، فقال: ما تمنّين إلا هذا الملك الّذي نزل بنا. قال: فافتتحها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فضرب عنق زوجها صبرا ... الحديث. وفيه: فألقى تمرا على سقيفة، فقال: «كلوا من وليمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على صفيّة» . وذكر ابن سعد من طريق عطاء بن يسار، قال: لما قدمت صفية من خيبر أنزلت في بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقّبة، فلما خرجت خرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم على أثرها، فقال: «كيف رأيت يا عائشة؟» قالت: رأيت يهودية. فقال: «لا تقولي ذلك، فإنّها أسلمت وحسن إسلامها» .. ولها ذكر في ترجمة أم سنان الأسلمية، وفي ترجمة أمية بنت أبي قيس. وأخرج من طريق عبد اللَّه بن عمر العمري، قال: لما اجتلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم صفية رأى عائشة منتقبة بين النساء، فعرفها، فأدركها فأخذ بثوبها، فقال: «كيف رأيت يا شقيراء؟» . وأخرج بسند صحيح من مرسل سعيد بن المسيّب، فقال: قدمت صفية وفي أذنها خوصة من ذهب، فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها. وأخرج التّرمذيّ من طريق كنانة مولى صفية أنها حدّثته، قالت: دخل عليّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام فذكرت له ذلك. فقال: «ألا قلت: وكيف تكونان خيرا منّي وزوجي محمّد وأبي هارون وعمّي موسى» . وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم منها، نحن أزواجه وبنات عمه. وقال أبو عمر: كانت صفية عاقلة حليمة فاضلة، روينا أن جارية لها أتت عمر فقالت: إن صفية تحبّ السبت وتصل اليهود، فبعث إليها فسألها عن ذلك، فقالت: أما السبت فإنّي   (1) قال ابن الأثير: هو جمع مجسد- بضم الميم- وهو المصبوغ المشبع بالجسد وهو الزّعفران والعصفر، والجسد والجساد: الزعفران أو نحوه من الصّبغ، وثوب مجسد ومجسّد: مصبوغ بالزعفران وقيل: هو الأحمر والمجسّد: ما أشبع صبغه من الثياب والجمع مجاسد. اللسان 1/ 622. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 211 لم أحبه منذ أبدلني اللَّه به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحما، فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على هذا؟ قالت: الشيطان. قالت: اذهبي، فأنت حرة. وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن زيد بن أسلم، قال: اجتمع نساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في مرضه الّذي توفي فيه، واجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيّي: إني واللَّه يا نبيّ اللَّه لوددت أن الّذي بك بي، فغمزن أزواجه ببصرهن. فقال: مضمضن. فقلن: من أي شيء؟ فقال: من تغامزكنّ بها، واللَّه إنها لصادقة. روت صفية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وروى عنها ابن أخيها ومولاها كنانة ومولاها الآخر يزيد بن معتب، وزين العابدين علي بن الحسين، وإسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث بن مسلم بن صفوان. قيل: ماتت سنة ست وثلاثين، حكاه ابن حبان، وجزم به ابن مندة، وهو غلط، فإنه علي بن الحسين لم يكن ولد، وقد ثبت سماعه منها في الصحيحين. وقال الواقدي: ماتت سنة خمسين، وهذا أقرب. وقد أخرج ابن سعد من حديث أمية بنت أبي قيس الغفارية بسند فيه الواقدي قالت: أنا إحدى النسوة اللاتي زففن صفية إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فسمعتها تقول: ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قال: وتوفيت صفية سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية. وأخرج ابن سعد أيضا بسند حسن عن كنانة مولى صفية، قال: قدمت بصفية بغلة لتردّ عن عثمان، فلقينا الأشتر فضرب وجه البغلة، فقالت: ردّوني لا يفضحني. قال: ثم وضعت حسنا بين منزلها ومنزل عثمان، فكانت تنقل إليه الطعام والماء. 11408- صفية بنت الخطاب أخت «1» عمر. تقدم نسبها في ترجمة عمر، ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» «2» وقال: تزوّجها سفيان بن عبد الأسد، فولدت له الأسود. وقد تقدم في قدامة بن مظعون أنه تزوّجها، واستدركها أبو علي الغساني، وقال: ذكرها أبو عمر في قدامة ولم يفردها. 11409- صفية بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية.   (1) أسد الغابة ت (7064) ، الاستيعاب: ت (3453) . (2) في أ: الآخرة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 212 ذكرها ابن سعد فيمن أطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من تمر خيبر من بني هاشم، فكان لها أربعون وسقا، وقال: أمّها عاتكة بنت أبي وهب المخزومية، فهي شقيقة ضباعة. 11410- صفية بنت شيبة «1» بن عثمان العبدرية. تقدم نسبها في ترجمة والدها، مختلف في صحبتها، وأبعد من قال لا رؤية لها، فقد ثبت حديثها في صحيح البخاري تعليقا، قال: قال أبان بن صالح بن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، قالت: سمعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وأخرج ابن مندة من طريق محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة، قالت: واللَّه لكأنّي انظر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم حين دخل الكعبة «2» ... الحديث. وروت أيضا عن عائشة، وأم حبيبة، وأم سلمة- أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وعن أسماء بنت أبي بكر، وأم عثمان بنت سفيان، وعن أم ولد لشيبة وغيرهم. روى عنها ابنها منصور بن صفية، وهو ابن عبد الرحمن الحجبي، وابن أخيها عبد الحميد بن جبير بن شيبة، والحسن بن مسلم، وقتادة، والمغيرة بن حكيم، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي ثور، وميمون بن مهران، وآخرون. وقال ابن معين: أدركها ابن جريج ولم يسمع منها. وذكرها ابن حبّان في ثقات التابعين. 11411- صفية بنت عبد المطلب «3» بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، ووالدة الزبير بن العوام، أحد العشرة، وهي شقيقة حمزة، أمّها هالة بنت وهب خالة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وكان أول من تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم هلك، فخلف عليها العوام بن   (1) أسد الغابة ت (7066) ، الاستيعاب: ت (3454) ، طبقات ابن سعد 8/ 469، المغازي للواقدي 835، سيرة ابن هشام 4/ 54، تاريخ الثقات للعجلي 520، الثقات لابن حبان 3/ 197، مقدمة مسند بقي بن مخلد 106، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 349، تهذيب الكمال المصور 3/ 1687، الكاشف 3/ 429، أخبار مكة 1/ 169، تهذيب التهذيب 12/ 320، تقريب التهذيب 2/ 603، رجال البخاري 2/ 854، رجال مسلم 2/ 423، العلل لأحمد رقم 528، تاريخ الإسلام 2/ 90. (2) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 69 عن صفية بنت شيبة. (3) طبقات ابن سعد 8/ 41، طبقات خليفة 331، تاريخ خليفة 147، المعارف 128، المستدرك 4/ 50، مجمع الزوائد 9/ 255، تاريخ الإسلام 2/ 38، كنز العمال 13/ 631، أسد الغابة: ت (7067) ، الاستيعاب: ت (3455) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 213 خويلد بن أسد بن عبد العزى، فولدت له الزبير، والسائب، وأسلمت وروت وعاشت إلى خلافة عمر، قاله أبو عمر. قلت: وهاجرت مع ولدها الزبير. وأخرج ابن أبي خيثمة وابن مندة، من رواية أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، عن جدتها صفية- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لما خرج إلى الخندق جعل نساءه في أطم يقال له فارع، وجعل معهن حسان بن ثابت، قال: فجاء إنسان من اليهود فرقى في الحصن، حتى أطلّ علينا، فقلت لحسان: قم فأقتله، فقال: لو كان ذلك في كنت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. قالت صفية: فقمت إليه فضربته حتى قطعت رأسه، وقلت لحسان: قم فاطرح رأسه على اليهود، وهم أسفل الحصن، فقال: واللَّه ما ذاك. قالت: فأخذت رأسه فرميت به عليهم، فقالوا: قد علمنا أنّ هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهم أحد، فتفرقوا. وذكره ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، عن أبيه، عن يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير، عن أبيه، قال: كانت صفية في فارع ... القصة. وفيها: اعتجرت وأخذت عمودا، ونزلت من الحصن إله فضربته بالعمود حتى قتلته. وزاد يونس عن هشام عن عروة عن أبيه عن صفية، قال نحوه، وزاد: وهي أول امرأة قتلت رجلا من المشركين. أخرجه ابن سعد، عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه: كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا خرج لقتال عدوّه رفع نساءه في أطم حسان «1» ، لأنه كان من أحصن الآطام، فتخلّف حسان في الخندق، فجاء يهوديّ فلصق بالأطم ليسمع، فقالت صفية لحسان: انزل إليه فأقتله، فكأنه هاب ذلك، فأخذت عمودا فنزلت إليه حتى فتحت الباب قليلا، فحملت عليه فضربته بالعمود فقتلته. ومن طريق حماد، عن هشام، عن أبيه- أن صفية جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوههم، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا زبير، المرأة» . قال ابن سعد: توفيت في خلافة عمر. روت صفية عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. روى عنها ... وأخرج الطبراني من طريق حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: لما قبض النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم خرجت صفية تلمع بردائها، وهي تقول:   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 27. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 214 قد كان بعدك أنباء وهنبثة ... لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب [البسيط] وذكر لها ابن إسحاق من رواية إبراهيم بن سعد وغيره في السيرة أبياتا مرثية في النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم منها: لفقد رسول اللَّه إذ حان يومه ... فيا عين جودي بالدّموع السّواجم [الطويل] وفي السيرة، من رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة، ومحمد بن يحيى وغيرهم، عن قتل حمزة، وقال: فأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها. فلقيها الزبير، فقال: أي أمة، إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يأمرك أن ترجعي. قالت: ولم، وقد بلغني أنه مثّل بأخي، وذلك في اللَّه، فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرنّ وأحتسبن إن شاء اللَّه، فجاء الزبير فأخبره، فقال: خلّ سبيلها. فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن. ومما رثت به صفية النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: إنّ يوما أتى عليك ليوم ... كوّرت شمسه وكان مضيئا [الخفيف] 11412- صفية بنت عبيد ة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطلبية. ذكرها ابن سعد في ترجمة والدها، وكانت وفاتها في سنة اثنتين من الهجرة. 11413- صفية بنت عبيد بن أسد بن أبي علاج الثقفية، زوج الحارث بن كلدة. تقدم في ترجمته أنه أسلم وصحب. وتقدم في ترجمة سمية والدة زياد- أنّ الحارث وهبها لصفية فزوّجتها عبدها عبيدا. 11414- صفية بنت عبيد بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية. كانت زوج شماس بن عثمان بن الشريد، ذكر ذلك البلاذري. 11415- صفية بنت عطية روى عنها غياث بن عبد العزيز، وهي جدّته، حديثها عند أبي داود، من رواية أبي بحر البكراوي، عنه، عنها: دخلت مع نسوة من عبد القيس على عائشة، فسألناها عن التمر والزبيب ... الحديث. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 215 قال البخاريّ: رواه عبد الواحد بن واصل، عن غياث، عن جدته، قالت: ربما ألقينا في نبيذ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم كفا من زبيب، وقال: الأول أصح. 11416- صفية بنت عمر «1» بن الخطاب القرشية العدوية. ذكرها الطّبرانيّ، وتبعه أبو نعيم، ثم أبو موسى، وأخرج من طريق محمد بن سهل الأسدي، عن شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس- أن صفية بنت عمر بن الخطاب كانت مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم خيبر. 11417- صفية بنت عمرو بن عبد ودّ العامرية. قتل أبوها يوم الخندق، وقصة قتاله مع علي مشهورة، وكانت هي زوج سهل بن عمر، فولدت له ولده عمرو بن سهل، فقالوا: أنجبت، ثم ولدت له أنس بن سهل، فقالوا: أجمعت. ذكر ذلك هشام بن الكلبي عن أبي عوانة. 11418- صفية بنت محمية «2» ، بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الميم بعدها مثناة تحتانية خفيفة، هي أخت الحارث بن محمية، وعمة عبد اللَّه بن الحارث. وقد تقدما، وتزوّجها الفضل بن العباس بن عبد المطلب. قال ابن الأثير: لها ذكر في الحديث، يعني الّذي أخرجه مسلم من حديث ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب لما سأل هو والعباس النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم العمالة، فقال لمحمية: وزوج ابنتك من الفضل، لكن لم يسمها. 11419- صفية، خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «3» . روت عنها أمة اللَّه بنت رزينة خبرا مرفوعا في الكسوف، قاله أبو عمر. 11420- صفية «4» ، غير منسوبة، امرأة من الصحابة. روى عنها إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث أنها قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقربت إليه كتفا فأكل وصلّى ولم يتوضأ. هكذا ذكره أبو عمر مختصرا، وصنيع المزي في التهذيب يقتضي أنها صفية بنت حيي. 11421- صفية «5» ، أخرى، غير منسوبة.   (1) أسد الغابة ت (7069) . (2) أسد الغابة: ت (7070) ، الاستيعاب: ت (3457) . (3) تجريد أسماء الصحابة (2/ 282) ، أسد الغابة: ت (7065) ، الاستيعاب: ت (3458) . (4) أسد الغابة: ت (7071) ، الاستيعاب ت (3459) . (5) أسد الغابة ت (7072) ، الاستيعاب: ت (3460) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 216 امرأة من الصحابة حديثها عند أهل الكوفة. روى عنها مسلم بن صفوان، كذا ذكرها ابن عبد البرّ. وصفية المذكورة جزم ابن مندة، وتبعه أبو نعيم، بأنها بنت حيي زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وساق الحديث من طريق إدريس المرهبي، عن سلم بن صفوان بن صفية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «لا ينتهي النّاس عن غزو هذا البيت حتّى إذا كانوا بالبيداء خسف بأوّلهم وآخرهم ... » «1» الحديث. 11422- صفية، غير منسوبة. أخرج أبو منصور الدّيلميّ في مسند «الفردوس» ، من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن صفية، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قال: «ماء زمزم شفاء من كلّ داء» . الحسن فيه ضعف، وشيخه ما عرفته، ولا أدري أسمع من صفية أم لا؟ 11423- الصماء بنت بسر «2» المازنية. لها ولأبويها وأخيها عبد اللَّه بن بسر صحبة. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في النهي عن صوم يوم السبت، وقيل هي عمّة عبد اللَّه، وقيل خالته، فأخرج ابن مندة من طريق الوليد بن مسلم وغيره، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد اللَّه بن بسر، عن أخته الصماء. وأخرجه بعلو عن أبي عاصم عن ثور، من طريق معاوية بن صالح، عن أبي عبد اللَّه ابن بسر، عن أبيه عن عمته الصماء، ومن طريق فضيل بن فضالة، عن عبد اللَّه بن بسر، عن خالته الصماء. وأخرج حديثها أصحاب السنن من طريق ثور. وأكثر النسائي من تخريج طرقه، وبيان اختلاف رواته، ورجّح دحيم الأول، قال أبو زرعة الدمشقيّ: قال لي دحيم: أهل بيت أربعة صحبوا النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: بسر، وابناه: عبد اللَّه وعطية، وأختهما الصماء. 11424- الصّميتة «3» ، بالتصغير، الليثية، ويقال الدارية.   (1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 415 عن صفية الحديث بلفظه كتاب الفتن (34) باب ما جاء في الخسف (21) حديث رقم 2184 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 2/ 1351 كتاب الفتن (36) باب جيش البيداء (30) حديث رقم 4064، وأحمد في المسند 6/ 336، 337، وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 241، والمتقي الهندي، في كنز العمال حديث رقم 34687. (2) أسد الغابة ت (7073) ، الاستيعاب: ت (3461) ، الثقات 3/ 197، أعلام النساء 2/ 352، تجريد أسماء الصحابة 2/ 283، تقريب التهذيب 2/ 603، تهذيب التهذيب 12/ 431، الكاشف 3/ 475، تهذيب الكمال 3/ 1688، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 386، تلقيح فهوم أهل الأثر 374، بقي بن مخلد 429. (3) أسد الغابة ت (7074) ، الاستيعاب: ت (3462) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 217 روى حديثها النّسائيّ، وابن أبي عاصم، من طريق عقيل، عن الزهري، عن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عتبة، عن صميتة وكانت في حجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يقول: «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنّه من يموت بها أشفع له يوم القيامة وأشهد له» . قال ابن مندة: رواه صالح عن أبي الأخضر، عن الزهري، فقال: كانت يتيمة في حجر عائشة. قلت: ولا منافاة بين الروايتين، فمن تكون في حجر عائشة في حياة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم تكون في حجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، على أنّ صالح بن أبي الأخضر ضعيف. وقد رواه يونس، عن الزهري، عن عبيد اللَّه، عن صميتة- امرأة من بني ليث يحدّث أنها سمعت ... فذكره. وزاد فيه: قال الزّهريّ: ثم لقيت عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عمر، فسألته عن حديثها فحدثنيه عن الصّميتة. هذه رواية ابن وهب عن يونس، وهي موافقة لرواية عقيل، ورواه عتبة عن يونس، فأدخل صفية بنت أبي عبيد بن عبيد اللَّه والصّميتة. ورواه ابن أبي ذئب عن الزهري: فقال: عن عبيد اللَّه عن امرأة يتيمة عن صفية بنت أبي عبيد، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. القسم الثاني 11425- صفية بنت أبي عبيد الثقفية «1» ، زوج عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب. تقدم نسبها في ترجمة والدها. ذكرها أبو عمر، فقال: لها رواية، روى عنها مولى ابن عمر، كذا قال، وظاهر قوله: لها رواية- أنها عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا بخلاف ما ذكر ابن سعد، فإنه أوردها فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروت عن أزواجه، وكذا قال ابن سعد. أمّها عليلة بنت أسيد بن أبي العاص أخت عتّاب أمير مكة. وقال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. وروت عن عائشة وحفصة، ولا يصح لها سماع عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقال الدار الدّارقطنيّ: لم تدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، قاله عقب حديث أورده في كتاب الوتر من السنن، من طريق عبد اللَّه بن نافع مولى ابن عمر، عن أمه، عن أم سلمة   (1) أسد الغابة ت (7068) ، الاستيعاب: ت (3456) ، تهذيب الكمال 3/ 1687، الكاشف 3/ 429، الوافي بالوفيات 16/ 327، تهذيب التهذيب 12/ 430، تقريب التهذيب 2/ 603، أعلام النساء لكحالة 2/ 347، رجال مسلم 2/ 423، طبقات ابن سعد 8/ 472، تاريخ الثقات للعجلي 520، المغازي للواقدي 271، أنساب الأشراف 1/ 325، المعارف 401، الثقات لابن حبان 4/ 386، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، تاريخ الإسلام 3/ 91. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 218 - مرفوعا في قضاء الوتر. وفي رواية: عن عبد اللَّه بن نافع، عن أبيه، عن صفية بنت أبي عبيد فذكره، وزاد: ولا يصح لنافع سماع من أم سلمة، وفي السند ثلاثة من الضعفاء على الولاء. وذكر الواقديّ عن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه- أنها تزوجت عبد اللَّه بن عمر في خلافة عمر، فهذا يقرب قول من قال: إنها ولدت في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فيحمل قول من نفي الإدراك على إدراك السماع، فكأنها لم تميز إلا بعد الوفاة النبويّة. وقد حدّثت عن عمر، وحفصة، وعائشة، وأم سلمة. روى عنها سالم ابن زوجها، ونافع مولاه، وعبد اللَّه بن دينار، وموسى بن عقبة. وذكرها العجليّ وابن حبّان في الثقات. وأخرج ابن سعد عن خالد بن مخلد، عن عبد اللَّه العمري، عن نافع، عن ابن عمر، أصدق عني عمر صفيّة أربعمائة، وزدت أنا سرّا منه مائتي درهم. وبسند صحيح عنها أنها سمعت عمر يقرأ في صلاة الفجر سورة الكهف. قال ابن سعد: ولدت لابن عمر واقدا وأبا بكر وأبا عبيدة وعبد اللَّه، وعمر، وحفصة، وسودة. ثم أخرج بسند جيد عن نافع قال: كانت صفية قد أسنّت فكانت تطوف على راحلة. وفي الصحيحين أن ابن عمر رجع من حجة الوداع، فقيل له: إن صفية في السياق، فأسرع السير وجمع جمع التأخير ... الحديث. وهذا معناه وكان ذلك في إمارة ابن الزبير. القسم الثالث 11426- الصهباء بنت ربيعة بن بحير بن عبد بن علقمة بن الحارث بن عتبة الثعلبية، تكنى أم حبيب. لها إدراك، وكانت ممن سبى بعين التمر، فأرسل بها خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق مع بقية السبي، فصارت إلى علي، فأولدها عمر الأكبر ورقية. القسم الرابع 11427- صفيّة، غير منسوبة. روى عنها إسحاق بن عبد اللَّه. 11428- صفية، غير منسوبة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 219 روى عنها مسلم بن صفوان، تقدمتا في القسم الأول ، وذكرنا قول من قال في كل منهما إنها صفية بنت حيي، فأما التي روى عنها مسلم بن صفوان فيغلب على الظنّ أنها صفية بنت حيي، وأما الأخرى فعلى الاحتمال، واللَّه أعلم. حرف الضاد المعجمة القسم الأول 11429- ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية «1» ، بنت عم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، زوج المقداد بن الأسود، فولدت له عبد اللَّه وكريمة. قال الزّبير: لم يكن للزبير بن عبد المطلب عقب إلا من ضباعة وأختها أم الحكم، وكذا قاله ابن سعد، قال: وأمّها عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. قتل ابنها عبد اللَّه يوم الجمل مع عائشة، وروت ضباعة عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن زوجها المقداد. روى عنها ابن عبّاس، وعائشة، وبنتها كريمة بنت المقداد، وابن المسيّب، وعروة، والأعرج، وغيرهم. وحديثها في الاشتراط في الحج عند أبي داود والنسائيّ. وأخرجه الترمذيّ من حديث ابن عبّاس أن ّ ضباعة بنت الزّبير أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم فقالت: إني أريد الحج أفأشترط؟ قال: «نعم» . قالت: كيف أقول؟ قال: «قولي: لبّيك اللَّهمّ لبيك وتحلّلي من الأرض حيث حسبت» «2» . قال ابن مندة: مشهور عن عكرمة، ورواه عبد الكريم: حدّثني من سمع ابن عباس يقول: حدثتني ضباعة أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: أمرها أن تشترط في إحرامها «3» ، قال: ورواه عروة   (1) طبقات ابن سعد 4618، طبقات خليفة 331، المعارف 120، المستدرك 4/ 65، تهذيب الكمال 1687، تاريخ الإسلام 2/ 229، تهذيب التهذيب 12/ 432، خلاصة تذهيب الكمال 493، أسد الغابة ت (7076) ، الاستيعاب ت (3464) . (2) أخرجه أبو داود في المناسك باب (21) والترمذي (941) والنسائي 5/ 168، والدارميّ 2/ 35 وأبو نعيم في الحلية 9/ 224 والبيهقي 5/ 222 وانظر التلخيص للمصنف 2/ 288. (3) أخرجه النسائي في السنن 5/ 167 كتاب مناسك الحج باب 59 الاشتراط في الحج حديث رقم 2765. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 220 عن عائشة- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمر ضباعة بالاشتراط «1» ، رواه الزهريّ وهشام عنه، ثم ساقه من طريق حجاج بن نصر، عن هشام، عن أبي الزبير، عن جابر- أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لضباعة: «حجّي واشترطي» «2» . ثم ساق من طريق موسى بن خلف، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد اللَّه الهاشمي، عن أم عطية، عن أختها ضباعة- أنها رأت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أكل كتفا ثم قام إلى الصّلاة ولم يتوضأ. قال: ورواه همام، عن قتادة، عن إسحاق بن عبد اللَّه، عن جدته أم حكيم، عن أختها ضباعة، وهو أرجح من رواية موسى بن خلف. وقد اغترّ أبو عمر برواية موسى بن خلف، فترجم لضباعة بنت الحارث الأنصاريّة أخت أم عطية بناء على أن أم عطية هي الأنصاريّة، وقد أشار ابن الأثير إلى أنه وهم في ذلك. 11430- ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير «3» بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ذكرها أبو نعيم، وأخرج من طريق عبد اللَّه بن الأجلح، عن الكلبيّ، أخبرني عبد الرحمن العامريّ، عن أشياخ من قومه، قالوا: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم ونحن بعكاظ، فدعانا إلى نصرته ومنعته، فأجبناه إذ جاء بيحرة» بن فهراس القشيريّ، فغمز شاكلة ناقة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقمصت به، فألقته، وعندنا يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط، وكانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بمكّة- جاءت زائرة بني عمها، فقالت: يا آل عامر، ولا عامر لي، يصنع هذا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بين أظهركم ولا يمنعه أحد منكم! فقام ثلاثة من بني عمها إلى بيحرة، فأخذ كلّ رجل منهم رجلا فجلد به الأرض، ثم جلس على صدره، ثم علا وجهه لطما، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «اللَّهمّ بارك على هؤلاء» . فأسلموا وقتلوا شهداء.   (1) أخرجه أحمد في المسند 1/ 330، والدار الدّارقطنيّ 2/ 235، والنسائي في السنن 5/ 167 كتاب مناسك الحج باب 59 الاشتراط في الحج حديث رقم 2765- امرؤ القيس حامل لواء الشعر إلى النار 2/ 164 أخرجه أحمد في المسند 2/ 228، وابن عساكر 1/ 113، 3/ 111. (2) أخرجه البخاري 7/ 9 ومسلم في كتاب الحج (104) . (3) أسد الغابة ت (7077) ، الاستيعاب ت (3465) . (4) في أبيجر. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 221 وهذا مع انقطاعه ضعيف، وقد وجدت لضباعة هذه خبرا آخر، ذكره هشام بن الكلبي في الأنساب عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: كانت ضباعة القشيرية تحت هوذة بن علي الحنفي فمات فورثته من ماله، فخطبها ابن عم لها وخطبها عبد اللَّه بن جدعان، فرغب أبوها في المال فزوّجها من ابن جدعان، ولما حملت إليه تبعها ابن عمها فقال: يا ضباعة، الرجال البخر أحبّ إليك أم الرّجال الذين يطعنون السّور؟ قالت: لا. بل الرّجال الذين يطعنون السّور. فقدمت على عبد اللَّه بن جدعان، فأقامت عنده، ورغب فيها هشام بن المغيرة، وكان من رجال قريش، فقال لضباعة: أرضيت لجمالك وهيئتك بهذا الشّيخ اللئيم، سليه الطّلاق حتى أتزوّجك، فسألت ابن جدعان الطلاق- فقال: بلغني أنّ هشاما قد رغب فيك، ولست مطلقا حتى تحلفي لي أنك إن تزوجت أن تنحري مائة ناقة سود الحدق بين إساف ونائلة، وأن تغزلي خيطا يمدّ بين أخشبي مكّة، وأن تطوفي بالبيت عريانة. فقالت: دعني انظر في أمري، فتركها، فأتاها هشام فأخبرته، فقال: أمّا نحر مائة ناقة فهو أهون علي من ناقة أنحرها عنك. وأما الغزل فأنا آمر نساء بني المغيرة يغزلن لك، وأما طوافك بالبيت عريانة فأنا أسأل قريشا أن يخلو لك البيت ساعة، فسليه الطّلاق، فسألته فطلّقها وحلفت له. فتزوّجها هشام، فولدت له سلمة، فكان من خيار المسلمين، ووفى لها هشام بما قال. قال ابن عبّاس: فأخبرني المطّلب بن أبي وداعة السهمي، وكان لدة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: لما أخلت قريش لضباعة البيت خرجت أنا ومحمد ونحن غلامان، فاستصغرونا فلم نمنع، فنظرنا إليها لما جاءت، فجعلت تخلع ثوبا ثوبا، وهي تقول: اليوم يبدو بعضه أو كلّه ... فما بدا منه فلا أحلّه [الرجز] حتى نزعت ثيابها، ثم نشرت شعرها فغطّى بطنها، وظهرها حتى صار في خلخالها، فما استبان من جسدها شيء، وأقبلت تطوف، وهي تقول هذا الشعر. فلما مات هشام بن المغيرة، وأسلمت هي وهاجرت خطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى ابنها سلمة، فقال: يا رسول اللَّه، ما عنك مدفع، فأستأمرها؟ قال: «نعم» . فأتاها، فقالت: إنا للَّه! أفي رسول اللَّه تستأمرني؟ أنا أسعى لأن أحشر في أزواجه، ارجع إليه فقل له: نعم قبل أن يبدو له، فرجع سلمة فقال له، فسكت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الجزء: 8 ¦ الصفحة: 222 ولم يقل شيئا، وكان قد قيل له بعد أن ولّى سلمة: إنّ ضباعة ليست كما عهدت، قد كثرت غضون وجهها، وسقطت أسنانها من فمها. وذكر ابن سعد بعض هذا في ترجمتها عن هشام بن الكلبيّ، وعنه بهذا السّند: كانت ضباعة من أجمل نساء العرب، وأعظمهنّ خلقة، وكانت إذا جلست أخذت من الأرض شيئا كثيرا، وكانت تغطّي جسدها بشعرها. 11431- ضباعة بنت عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك الأنصاريّة، من بني النّجّار. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمّها عمرة بنت هزّال بن عمرو بن قربوس، وكان زوجها عبيد بن عمير بن وهب. 11432 - ضبيعة «1» بنت حذيم السّهمية: والدة عبد اللَّه بن حذافة. في الصّحيح ما يدلّ على صحبتها، ففي كتاب الفضائل من صحيح مسلم أنها قالت لولدها منكرة عليه حيث قال: من أبي؟ قالت: أبوك حذافة لو أن أمّك تدنّست بشيء من أمر الجاهليّة ... الحديث. 11433- ضمرة: زوج أبي قيس بن الأسلت. ذكرها الطّبريّ فيمن نزلت فيه: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ [النساء: 22] . 11434- الضيزنة «2» بنت أبي قيس «3» : أسلمت وهاجرت، وقد تقدّم ذكرها في الشّفاء بنت عوف. القسم الثاني والقسم الثالث لم يذكر فيهما أحد. القسم الرابع 11435- ضباعة بنت الحارث الأنصارية «4» : أخت أم عطيّة.   (1) في أضعيفة. (2) في أالضرية. (3) الاستيعاب ت (3466) . (4) أسد الغابة ت (7075) ، الاستيعاب ت (3463) ، أعلام النساء ج 2/ 353، الدر المنثور 275، تجريد أسماء الصحابة 2/ 283. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 223 ذكرها أبو عمر بالحديث الّذي قدمت ذكره في الأول في ترجمة ضباعة بنت الزبير. 11436- الضّحاك بنت مسعود: أخت حويصة «1» . ذكرها ابن مندة فوهم، وتعقبه أبو نعيم بأنها أم الضّحاك كما ستأتي على الصّواب في الكنى. حرف الطاء المهملة القسم الأول 11437- الطّاهرة بنت خويلد: أخت خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. ذكرها الزّبير بن بكّار. 11438- طرية: مولاة حسان بن ثابت «2» . تقدم ذكرها في سيرين في السّين المهملة. 11439- طعيمة: لها ذكر، وليس لها حديث، ذكرها ابن مندة هكذا. 11440- طيبة أم أبي موسى الأشعري: تأتي في الظاء المعجمة. 11441- طيبة بنت النعمان: تأتي في الظاء المعجمة. القسم الثاني خال. القسم الثالث 11442- طليحة بنت عبد اللَّه «3» . ذكر أبو عمر، عن الليث، عن الزّهري- أنها كانت عند رشيد الثقفيّ فطلّقها فنكحت في عدتها. قلت: وهذه لها إدراك. 11443- طفية: بمهملة وفاء ساكنة، بنت وهب أم أبي موسى الأشعريّ «4» . ذكرها   (1) أسد الغابة ت (7078) . (2) أسد الغابة ت (7079) . (3) أسد الغابة ت (7082) ، الاستيعاب ت (3467) . (4) أسد الغابة ت (7081) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 224 الطّبرانيّ، وقال: أسلمت وماتت بالمدينة. وذكر المستغفريّ عن ابن قتيبة أنه قال: أسلمت وهاجرت، والّذي ذكره هشام بن الكلبيّ، وأبو أحمد العسكريّ- أنها ظبية، بمعجمة ثم موحدة، كما ستأتي قريبا. 11444- طعيمة بنت جر «1» . استدركها في «التّجريد» ، وهي التي تقدمت في طعيمة بالتصغير بنت جريج، فسقط بعض اسم والدها. حرف الظاء المشالة القسم الأول 11445- ظبية بنت البراء بن معرور «2» ، امرأة أبي قتادة الأنصاريّ. روى حديثها مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن أبي قتادة عن جدّه، عن أبي قتادة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لظبية بنت البراء بن معرور امرأة أبي قتادة: ليس عليكنّ جمعة ولا جهاد. فقالت: علّمني يا رسول اللَّه تسبيح الجهاد. فقال: «قولي سبحان اللَّه، ولا إله إلّا اللَّه، واللَّه أكبر، وللَّه الحمد» «3» . 11446- ظبية بنت النعمان بن ثابت بن أبي الأفلح. تقدم ذكرها في عمتها جميلة بنت ثابت. 11447- ظبية بنت وهب: من بني عكّ «4» . أسلمت وماتت بالمدينة، قاله هشام بن الكلبيّ. وقال أبو أحمد العسكريّ: هي أم أبي موسى الأشعريّ. قلت: الّذي قاله العسكري صرّح به ابن الكلبيّ أيضا في أول نسب الأشعريّين في الجمهرة لما ذكر أبو موسى الأشعريّ، وبذلك جزم الواقديّ.   (1) بقي بن مخلد 995، أسد الغابة ت (7080) . (2) أسد الغابة ت (7083) ، الاستيعاب ت (3468) . (3) أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 547- 548 عن صفية بنت حيي وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافق الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد 10/ 95 عن ابن أمامه قال سألت أم هانئ ... قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2054، 3717. (4) أسد الغابة ت (7084) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 225 11448- ظمياء بنت أشرس التميمية: من بني بهدلة بن عوف بن سعد بن زيد مناة بن تميم. صحابية وقع ذكرها في حديث طويل أخرجه الفاكهيّ في كتاب مكّة، قال: حدّثني محمد بن إسماعيل بن أبي رزين، حدّثنا حجاج بن محمد، عن حفص بن عبد الرحمن الأموي، قال: زعموا أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما نزل المدينة وأسلموا جعلوا يأتونه من مياههم ومنازلهم، فبعث بنو سعد بن زيد مناة بن تميم امرأة من بني بهدلة بن عوف يقال لها ظمياء بنت أشرس في ماء بالدّور، وكانت عبد القيس قد ادّعته في الجاهليّة حتى كان بينهم قتال، وبعثت عبد القيس وافدا لهم أحد بني الحارث، فسار حتى نزل ماء بالجرف، فوجد عليه امرأة قد قطع بها وهي وافدة بني سعد، فسألها العبديّ: ما بالها؟ فقالت: أردت هذا النبيّ النازل يثرب، فقطع بي دونه، فتذمّم الرّجل منها وقال: إن معنا فضلا، فحمل حملها ولم يسألها عما جاءت به حتى دفعا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فتقدمت المرأة فقالت: يا رسول اللَّه، بعثني إليك بنو بهدلة بن عوف، فذكر مثل القصّة التي وقعت لأبي الحارث بن حسّان مع المرأة، وقالت: إن تمكّن عبد القيس من الدّور تهلك مضر، فقال العبديّ: أعوذ باللَّه أن أكون كوافد عاد، فذكر القصّة بطولها. القسم الثاني والقسم الثالث والقسم الرابع لم يذكر فيها أحد. حرف العين المهملة القسم الأول 11449- عاتكة بنت أبي أزيهر بن أنيس بن الحمق بن مالك الدّوسيّ. قتل أبوها ببدر كافرا، ثم تزوّجها أبو سفيان بن حرب، فهي والدة ولديه: محمّد، وعنبسة. 11450- عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص «1» بن أمية الأمويّة، أخت عتاب بن أسيد أمير مكّة. قال ابن إسحاق: أسلمت يوم الفتح، وقال أبو عمر: لها صحبة، ولا أعلمها روت شيئا. وذكر الزّبير بن بكّار في كتاب «النّسب» عن محمد بن سلام، قال: أرسل عمر بن   (1) أسد الغابة ت (7085) ، الاستيعاب ت (3469) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 226 الخطّاب إلى الشفاء بنت عبد اللَّه العدويّة أن اغدي عليّ، قالت: فغدوت عليه، فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص ببابه، فدخلنا فتحدّثنا ساعة، فدعا بنمط فأعطاها إياه، ودعا بنمط دونه فأعطانيه، قالت: فقالت: يا عمر، أنا قبلها إسلاما، وأنا بنت عمّك دونها، وأرسلت إليّ وأتت من قبل نفسها! قال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك، فلما اجتمعتما تذكّرت أنها أقرب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منك. 11451- عاتكة بنت خالد الخزاعيّة: أم معبد، هي بكنيتها أشهر «1» ، وستأتي في الكنى. 11452- عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدويّة «2» ، أخت سعيد بن زيد، أحد العشرة. تقدم نسبها في ترجمة والدها. وأمها أم كريز بنت عبد اللَّه بن عمار بن مالك الحضرميّة. أخرج أبو نعيم من حديث عائشة أنّ عاتكة كانت زوج عبد اللَّه بن أبي بكر الصّديق. وقال أبو عمر: كانت من المهاجرات، تزوجها عبد اللَّه بن أبي بكر الصّديق، وكانت حسناء جميلة فأولع بها، وشغلته عن مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها فقال: يقولون طلّقها وخيّم مكانها ... مقيما تمنّي النّفس أحلام نائم وإنّ فراقي أهل بيت جمعتهم ... على كثرة منّي لإحدى العظائم «3» [الطويل] ثم عزم عليه أبوه حتى طلقها، فتبعتها نفسه، فسمعه أبوه يوما يقول: ولم أر مثلي طلّق اليوم مثلها ... ولا مثلها من غير جرم تطلّق «4» [الطويل] فرقّ له أبوه، وأذن له فارتجعها ثم لما كان حصار الطّائف أصابه سهم، فكان فيه هلاكه، فمات بالمدينة، فرثته بأبيات منها:   (1) أسد الغابة ت (7086) ، الاستيعاب ت (3470) . (2) أسد الغابة ت (7087) ، الاستيعاب ت (3471) ، الثقات 2/ 324، أعلام النساء 3/ 201، الدر المنثور. 320، تجريد أسماء الصحابة 2/ 285، التاريخ الصغير 1/ 37. (3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7087) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3471) . (4) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (7087) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3471) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 227 فآليت لا تنفكّ عيني حزينة ... عليك ولا ينفكّ جلدي أغبرا «1» [الطويل] ثم تزوّجها زيد بن الخطّاب على ما قيل، فاستشهد باليمامة، ثم تزوجها عمر فجرت لها قصة مع عليّ في تذكيرها بقولها: فآليت لا تنفكّ عيني حزينة ثم استشهد عمر فرثته بالأبيات المشهورة. وأخرج ابن سعد بسند حسن، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب: كانت عاتكة تحبّ عبد اللَّه بن أبي بكر، فجعل لها طائفة من ماله على ألا تتزوج بعده، ومات، فأرسل عمر إلى عاتكة أن قد حرّمت ما أحلّ اللَّه لك، فردّي إلى أهله المال الّذي أخذته، ففعلت، فخطبها عمر فنكحها. ويقال: إن ما أحلّ اللَّه لك، فردّي إلى أهله المال الّذي أخذته، ففعلت، فخطبها عمر فنكحها. ويقال: إن عليّا خطبها، فقالت: إني لأضنّ بك من القتل. ويقال: إن عبد اللَّه بن الزّبير صالحها على ميراثها من الزبير بثمانين ألفا. وذكر أبو عمر في «التّمهيد» أنّ عمر لما خطبها شرطت عليه ألّا يضربها ولا يمنعها من الحقّ ولا من الصّلاة في المسجد النبويّ، ثم شرطت ذلك على الزّبير فتحيّل عليها أن كمن لها لما خرجت إلى صلاة العشاء، فلما مرّت به ضرب على عجيزتها، فلما رجعت قالت: إنا للَّه! فسد النّاس! فلم تخرج بعد. قلت: أخرج ابن مندة، من طريق أبي الزّناد، عن موسى بن عقبة، عن سالم- أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عمر، فكانت تكثر الاختلاف إلى المسجد النبويّ، وكان عمر يكره ذلك، فقيل لها في ذلك، فقالت: ما كنت بتاركته إلا أن يمنعني، فكأنه كره أن يمنعها. فتزوّجها رجل بعد عمر فكان يمنعها. قلت لسالم: من هو؟ قال: الزّبير بن العوّام. 11453- عاتكة بنت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشميّة. كانت زوج معتّب بن أبي لهب، فولدت له خالدة، فتزوّجها عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب الملقب بببّة- ذكرها الزّبير بن بكّار. وذكر ابن سعد في ترجمة أم عمرو بنت المقوّم بن عبد المطّلب- أنّ أبا سفيان بن الحارث تزوّجها، فولدت له عاتكة. 11454- عاتكة بنت أبي الصّلت الثقفية: أخت أميّة. ذكرها السّهيلي في مبهمات القرآن في أواخر تفسير سورة الأعراف.   (1) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (7087) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3471) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 228 11455- عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم «1» ، عمّة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. كانت زوج أبي أميّة بن المغيرة والد أم سلمة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورزقت منه عبد اللَّه وقريبة وغيرهما. قال أبو عمر: اختلف في إسلامها، والأكثر يأبون ذلك. وفي ترجمة أروي: ذكرها العقيليّ في الصّحابة، وكذلك ذكر عاتكة. وأما ابن إسحاق فذكر أنه لم يسلم من عمّاته صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا صفيّة. وذكرها ابن فتحون في ذيل الاستيعاب، واستدلّ على إسلامها بشعر لها تمدح فيه النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وتصفه بالنّبوّة. وقال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : لها شعر تذكر فيه تصديقها، ولا رواية لها. وقال ابن مندة- بعد ذكرها في الصّحابة. روت عنها أم كلثوم بنت عقبة، ثم ساق من طريق محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن الزّهري، عن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف، عن أم كلثوم بنت عقبة، عن عاتكة بنت عبد المطّلب- قصّة المنام الّذي رأته في وقعة بدر مختصرا، وقد أورده ابن إسحاق في السّيرة النّبوية من رواية يونس بن بكير عنه، قال: حدّثني حسين بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبّاس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، ويزيد بن رومان بن عروة، قالا: رأت عاتكة بنت عبد المطّلب فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو بخبر أبي سفيان بثلاث ليال، قالت: رأيت رجلا أقبل على بعير له فوقف بالأبطح، فقال: انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، فذكرت المنام، وفيه: ثم أخذ صخرة فأرسلها من رأس الجبل فأقبلت تهوي حتى ارفضّت، فما بقيت دار ولا بنية إلا دخل فيها بعضها. وفي هذه القصّة إنكار أبي جهل على العباس قوله: متى حدثت فيكم هذه النّبيّة وإرادة العبّاس أن يشاتمه، واشتغال أبي جهل عنه لمجيء ضمضم بن عمرو يستنفر قريشا لصدّ المسلمين عن غيرهم التي كانت صحبة أبي سفيان، فتجهزوا وخرجوا إلى بدر، فصدّق اللَّه رؤيا عاتكة. وذكر الزّبير بن بكّار أنها شقيقة أبي طالب وعبد اللَّه. وقال ابن سعد: أسلمت عاتكة بمكّة، وهاجرت إلى المدينة، وهي صاحبة الرؤيا المشهورة في قصة بدر.   (1) طبقات ابن سعد 8/ 43، طبقات خليفة 331، المعارف 118، أسد الغابة ت (7088) ، الاستيعاب ت (3472) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 229 11456- عاتكة بنت عوف: أخت عبد الرّحمن «1» ، أحد العشرة. تقدم نسبها في ترجمة أخيها «2» . قال ابن سعد: أختها الشّفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة. تزوجها مخرمة بن نوفل، فولدت له المسور وصفوان الأكبر، والصّلت الأكبر، وأم صفوان. وأسلمت عاتكة بنت عوف وأختها الشفاء بنت عوف، وبايعتا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال أبو عمر: كانت هي وأختها الشفاء من المهاجرات: كذا قال. وتقدم بيانها في حرف الشّين المعجمة. 11457- عاتكة بنت نعيم الأنصارية «3» . قال أبو عمر: حديثها عن أبي لهيعة، عن أبي الأسود، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، عن عاتكة بنت نعيم أخت عبد اللَّه بن نعيم- أنها جاءت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: إنّ ابنتها توفّي زوجها فحدّت عليه، فرمدت رمدا شديدا، وخشيت على بصرها أفتكتحل؟ قال: «لا، إنّما هي أربعة أشهر وعشر. فقد كانت المرأة منكنّ تحدّ سنة ثمّ تخرج فترمي بالبعرة على رأس الحول» . قلت: وصله [ ... ] ابن مندة، من طريق عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة مثله، لكن أدخل بين زينب بنت أبي سلمة وعاتكة أم سلمة، ولم ينسب عاتكة أنصارية. ونسبها أبو نعيم عدويّة، وهو الصّواب، وأخرجه الطّبراني من وجه آخر عن ابن لهيعة، فذكر بدل حميد بن نافع القاسم بن محمّد، وأشار أبو نعيم إلى تصويبه، ووقع في سياقه عن أم سلمة أنّ بنت نعيم بن عبد اللَّه العدويّ أتت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر الحديث. 11458- عاتكة بنت الوليد بن المغيرة المخزوميّة: أخت خالد بن الوليد «4» . كانت زوج صفوان بن أمية، ذكرها المستغفريّ في الصّحابة، وأسند عن محمد بن ثور، عن ابن جريج، قال: جاء الإسلام وعند أبي سفيان بن حرب ستّ نسوة، وعند صفوان بن أمية ست: أم وهب بنت أبي أمية بن القيس بن العياطلة، وفاختة «5» بنت الأسود بن   (1) أسد الغابة ت (7089) ، الثقات ص 3/ 325، تجريد أسماء الصحابة ص 2/ 285، الاستيعاب ت (3473) . (2) في أأختها. (3) أسد الغابة ت (7090) ، الاستيعاب ت (3474) . (4) أسد الغابة ت (7091) . (5) في أ: وناجية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 230 المطّلب، وأميمة بنت أبي سفيان بن حرب، وعاتكة بنت المغيرة، وبرزة بنت مسعود بن عمرو، وبنت ملاعب الأسنّة عامر بن مالك، فطلّق أم وهب وكانت قد أسنّت، وفرّق الإسلام بينه وبين فاختة بنت الأسود، وكان أبوه تزوّجها فخلف هو عليها، ثم طلق عاتكة في خلافة عمر بن الخطاب. 11459- عاصية: مرت في جميلة، في الجيم. 11460- العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن عبد بن أبي بكر «1» بن كلاب الكلابيّة. تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وكانت عنده ما شاء اللَّه، ثم طلّقها، كذا قاله أبو عمر، فمقتضاه أن تكون ممّن دخل بهن. وقال ابن مندة لما ذكر الأزواج: وطلق العالية بنت ظبيان، وبلغنا أنها تزوّجت قبل أن يحرّم اللَّه النّساء، فنكحت ابن عم لها من قومها، وولدت فيهم. قلت: وهذا أخرجه عبد الرّزّاق في تفسيره، عن معمر، عن الزهري- أن العالية بنت ظبيان التي طلقها وتزوّجت وكان يقال لها أم المساكين، فتزوّجت قبل أن يحرم على الناس نكاح أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرجه أبو نعيم، من طريق الليث، عن عقيل، عن الزّهري نحوه دون قوله: وكان يقال لها أم المساكين. ومن طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير قال: نكح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم امرأة من بني ربيعة يقال لها العالية بنت ظبيان وطلّقها حين أدخلت عليه. 11461- عائشة بنت أبي بكر الصّديق «2» . تقدم نسبها في ترجمة والدها عبد اللَّه بن عثمان رضي اللَّه تعالى عنهم. وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية، ولدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس، فقد ثبت في   (1) أسد الغابة ت (7092) ، الاستيعاب ت (3475) . (2) أسد الغابة ت (7093) ، الاستيعاب ت (3476) ، مسند أحمد 6/ 29، طبقات ابن سعد 8/ 58، التاريخ لابن معين 73، طبقات خليفة 333، تاريخ خليفة 225، المعارف 134، تاريخ الفسوي 3/ 268، المستدرك 4/ 4- 14، حلية الأولياء 2/ 43، جامع الأصول 9/ 132، تهذيب الكمال 1688، تاريخ الإسلام 2/ 294، البداية والنهاية 8/ 91، مجمع الزوائد 9/ 225، تهذيب التهذيب 12/ 433، خلاصة تذهيب الكمال 493، كنز العمال 13/ 693، شذرات الذهب 1/ 9. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 231 الصّحيح أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت السّادسة ودخلت في السّابعة، ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في شوال في السنة الأولى كما أخرجه ابن سعد عن الواقديّ، عن أبي الرّجال، عن أبيه، عن أمه «1» عمرة عنها، قالت: أعرس بي على رأس ثمانية أشهر. وقيل في السّنة الثّانية من الهجرة. وقال الزّبير بن بكّار: تزوجها بعد موت خديجة، قبل الهجرة «2» بثلاث سنين. قال أبو عمر: كانت تذكر لجبير بن مطعم وتسمّى له. قلت: أخرجه ابن سعد من حديث ابن عباس بسند فيه الكلبيّ، وأخرجه أيضا عن ابن نمير عن الأجلح عن ابن أبي مليكة، قال: قال أبو بكر: كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير، فدعني حتى أسألها منهم فاستلبثها. وفي الصحيح، من رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، قالت: تزوّجني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا بنت ست سنين، وبني بي وأنا بنت تسع، وقبض وأنا بنت ثمان عشرة سنة. وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق يحيى القطان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة، قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون، وذلك بمكة: أي رسول اللَّه، ألا تزوج؟ قال: «من» ؟ قالت: «إن شئت بكرا وإن شئت ثيّبا» . قال: «فمن البكر» ؟ قالت: بنت أحب خلق اللَّه إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: «ومن الثيّب» ؟ قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك واتبعتك. قال: «فاذهبي فاذكريهما عليّ» ، فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رومان، فقالت: ما أدخل اللَّه عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخطب عليه عائشة: قالت: وددت، انتظري أبا بكر. فجاء أبو بكر فذكرت له، فقال: وهل تصلح له وهي بنت أخيه؟ فرجعت، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال: قولي له: «أنت أخي في الإسلام وابنتك تحلّ لي» . فجاء فأنكحه، وهي يومئذ بنت ست سنين، ثم ذكر قصّة سودة. وفي «الصّحيح» أيضا لم ينكح بكرا غيرها، وهو متفق عليه بين أهل النقل، وكانت تكنى أم عبد اللَّه، فقيل: إنها ولدت من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولدا فمات طفلا، ولم يثبت هذا. وقيل كناها بابن أختها عبد اللَّه بن الزبير، وهذا الثاني ورد عنها من طرق منها عند ابن سعد، عن يزيد بن هارون، عن حماد، عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة، عن   (1) في أ: وعن. (2) سقط في ط. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 232 عائشة. قال الشعبي: كان مسروق إذا حدّث عن عائشة قال: حدثتني الصادقة ابنة الصّديق حبيبة حبيب اللَّه. وقال أبو الضّحى، عن مسروق: رأيت مشيخة أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة. وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما. وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. وأسند الزبير بن بكار عن أبي الزناد، قال: ما رأيت أحدا أروى لشعر من عروة، فقيل له: ما أرواك! فقال: ما روايتي في رواية عائشة؟ ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعرا. وفي الصّحيح عن أبي موسى الأشعريّ- مرفوعا: «فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطّعام» «1» . وفي الصّحيح، من طريق حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه: كان النّاس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة. قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة ... فذكر الحديث، وفيه: فقال في الثالثة: «لا تؤذوني في عائشة، فإنّه واللَّه ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكنّ غيرها» «2» . وأخرج التّرمذيّ من طريق الثّوريّ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن غالب- أن رجلا نال من عائشة عند عمار بن ياسر، فقال: اعزب مقبوحا، أتؤذي محبوبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرجه ابن سعد من وجه آخر عن، أبي إسحاق، عن حميد بن عريب نحوه، وقال:   (1) أخرجه البخاري في الصحيح 4/ 200، 5/ 36، 7/ 97، 98 ومسلم في الصحيح 4/ 1895 عن أنس كتاب فضائل الصحابة باب (13) فضل عائشة رضي اللَّه عنها حديث رقم (89/ 2446) والترمذي في السنن 5/ 664 كتاب المناقب باب 63 فضل عائشة رضي اللَّه عنها حديث رقم 3887 قال أبو عيسى الترمذي حديث حسن والنسائي في السنن 7/ 68 كتاب عشرة النساء باب (3) حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض حديث رقم 3948، وأحمد في المسند 3/ 264، 6/ 159، والدارميّ في السنن 2/ 106، الحاكم في المستدرك 3/ 587 والطبراني في الكبير 19/ 28 وأبو نعيم في الحلية 9/ 25، والهيثمي من الزوائد 9/ 246، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34386. (2) أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 5/ 354. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 233 مقبوحا منبوحا، وزاد أنها لزوجته في الجنة. وعن مرسل مسلم البطين قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «عائشة زوجتي في الجنّة» «1» . ومن طريق أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت: يا رسول اللَّه، من أزواجك في الجنة؟ قال: «أنت منهنّ» . ومن طريق أبي إسحاق عن سفيان بن سعد، قال: زاد عمر عائشة على أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ألفين وقال: «إنّها حبيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» . وفي صحيح البخاري من طريق ابن عون، عن القاسم بن محمد- أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدميني على فرط صدق ... الحديث. وقال ابن سعد: أخبرنا هشام- هو ابن عبد الملك الطيالسي، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عائشة، قالت: أعطيت خلالا ما أعطيتها امرأة: ملكني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا بنت سبع، وأتاه الملك بصورتي في كفه لينظر إليها، وبني بي لتسع، ورأيت جبرائيل، وكنت أحبّ نسائه إليه، ومرضته فقبض ولم يشهده غيري- والملائكة. وأورد من وجه آخر فيه عيسى بن ميمون وهو واه، قالت عائشة: فضلت بعشر ... فذكرت مجيء جبريل بصورتها، قالت: ولم ينكح بكرا غيري ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل اللَّه براءتي من السماء، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، وكان يصلّى وأنا معترضة بين يديه، وقبض بين سحري وبحري في بيتي وفي ليلتي، ودفن في بيتي. وأخرج ابن سعد من طريق أم درة، قالت: أتيت عائشة بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لو كنت أذكرتني لفعلت. روت عائشة عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الكثير الطيب، وروت أيضا عن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعد بن أبي وقاص، وأسيد بن حضير، وجذامة بنت وهب، وحمزة بنت عمرو.   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 5/ 6، 209 ومسلم في الصحيح 4/ 1894 كتاب فضائل الصحابة باب فضل عائشة رضي اللَّه عنها (13) حديث رقم (91/ 2447) وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 128، الدارميّ في السنن 1/ 167 والطبراني في الكبير 6/ 370، وأحمد في المسند 4/ 203 وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 45، والسيوطي في الدر المنثور 5/ 37. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 234 وروى عنها من الصحابة: عمر، وابنه عبد اللَّه، وأبو هريرة، وأبو موسى، وزيد بن خالد، وابن عباس، وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن يزيد، وصفية بنت شيبة، وعبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، وغيرهم. ومن آل بيتها: أختها أم كلثوم، وأخوها من الرضاعة عوف بن الحارث، وابن أخيها القاسم، وعبد اللَّه بن محمد بن أبي بكر، وبنت أخيها الآخر حفصة، وأسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وحفيده عبد اللَّه بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن، وابنا أختها: عبد اللَّه، وعروة ابنا الزبير بن العوام من أسماء بنت أبي بكر، وحفيدا أسماء عباد، وحبيب، ولدا عبد اللَّه بن الزبير، وحفيد عبد اللَّه عباد بن حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير، وبنت أختها عائشة بنت طلحة من أم كلثوم بنت أبي بكر، ومواليها: أبو عمر، وذكوان، وأبو يونس، وابن فروخ. ومن كبار التابعين: سعيد بن المسيب، وعمرو بن ميمون، وعلقمة بن قيس، ومسروق، وعبد اللَّه بن حكيم، والأسود بن يزيد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو وائل، وآخرون كثيرون. ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان عند الأكثر وقيل سنة سبع، ذكره علي بن المدينيّ، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة، ودفنت بالبقيع. 11462- عائشة بنت جرير بن عمرو» بن رزاح الأنصارية، من بني سلمة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: كانت زوج «2» أبي المنذر يزيد بن عامر بن حديدة. 11463- عائشة بنت سعد بن أبي وقاص الزهرية. تقدم نسبها في ترجمة والدها، ثبت في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص أنه قال للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما عاده وهو مريض بمكة في عام الفتح أو في حجة الوداع: «ولا يرثني إلّا ابنة لي» . فقال النووي في المبهمات: اسمها عائشة، وتعقبه في التجريد بأن عائشة بنت سعد تابعية تأخّرت حتى لقيها مالك. وهو تعقب غير مرض، فإن عائشة التي ذكرها سعد هي الكبرى، وأما التي أدركها مالك فهي الصغرى، ولا يدرك مالك ولا أحد من أهل العلم طبقة عائشة بنت سعد الكبرى، والصغرى إنما ولدت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بدهر، ولا ترجموها بأنها أدركت شيئا من أمهات المؤمنين.   (1) أسد الغابة ت (7094) . (2) في أ: وقيل: وكانت زوج. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 235 11464- عائشة بنت أبي سفيان بن الحارث بن زيد الأنصارية «1» ، من بني عبد الأشهل. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11465- عائشة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس. قتل أبوها ببدر، ولها ذكر، وهي مولاة أبي الزناد الفقيه المدنيّ. 11466- عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك النضرية «2» . تقدم ذكرها في ترجمة زوجها رفاعة، قاله أبو موسى. 11467- عائشة بنت عمير بن الحارث بن ثعلبة الأنصارية «3» ، من بني حزام. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11468- عائشة بنت قدامة بن مظعون القرشية الجمحية «4» . تقدم نسبها في ترجمة عمها عثمان بن مظعون، قال أبو عمر: من المبايعات، تعد من أهل المدينة. قلت: إنما هي مكية، والبيعة المذكورة كانت بمكة. وقد روى حديثها أحمد، من طريق عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، حدثني أبي عن أمه عائشة بنت قدامة، قالت: كنت مع أمي رائطة بنت سفيان والنبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يبايع النساء يقول: «أبايعكنّ على ألّا تشركن باللَّه شيئا ... » «5» الحديث. وفيه: «ولا تعصينني في معروف» . فأطرقن، فقال: «قلن نعم فيما استطعتنّ» ، فكنّ يقلن وأقول معهن وأمي تلقّنني، فكنت أقول كما يقلن.   (1) أسد الغابة ت (7096) . (2) أسد الغابة ت (7097) . (3) أسد الغابة ت (7099) . (4) أسد الغابة ت (7100) ، الاستيعاب ت (3478) ، الثقات 3/ 323، أعلام النساء ج 3/ 185، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 286، التاريخ الصغير ج 1/ 175، تلقيح فهوم أهل الأثر 376 بقي بن مخلد 544، تعجيل النفقة ص 558. (5) أخرجه أحمد في المسند 6/ 365 عن رائطة بنت سفيان الخزاعية قال الهيثمي في الزوائد 6/ 41 رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال أبايعكن على أن لا تشركن وقال: قلن نعم فيما استطعنا قلن نعم فيما استطعنا، وفيه عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم وهو ضعيف وأورده المتقي الهندي في كنز العمال من حديث رقم 473. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 236 ورويناه بعلو في المعرفة لابن مندة من وجه آخر، عن عبد الرحمن بن عثمان، وقال: فيه: مع أبي رائطة بنت سفيان امرأة من خزاعة. وأخرج أبو نعيم من وجه آخر بهذا السند حديثين عن عائشة بنت قدامة تقول في كل منهما: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول، وهو يردّ على ابن سعد في ذكره لها فيمن لم يرو عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ووقع عنده أمها فاطمة بنت سفيان، ولعله من النسخة. والصواب رائطة بنت سفيان بن الحارث بن أمية بن الفضل بن منقذ خزاعية، قال: وتزوج عائشة إبراهيم بن محمد بن حاطب فولدت له. 11469- عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية والدة عبد الملك بن مروان. قتل أبوها يوم أحد كافرا، وأمها فاطمة بنت عامر الجمحيّ. قال ابن إسحاق: لما توجه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمن معه بعد وقعة أحد إلى حمراء الأسد خشية من رجوع أبي سفيان ومن معه إليهم وجد هناك أبا عزة الجمحيّ ومعاوية بن المغيرة المذكور، فأمر عاصم بن ثابت بقتل أبي عزة، واستأمن عثمان بن عفان لمعاوية، فشرط ألا يوجد بعد ثلاث، فبعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد ذلك زيد بن حارثة، وعمار بن ياسر، فقال: لهما ستجدانه بمكان كذا قتيلا. قلت: فأدركت عائشة هذه من حياة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحو سبع سنين. وقد تقدم أنه لم يبق بمكة في حجة الوداع أحد من قريش إلا أسلم وشهدها. 11470- عبادة بنت أبي نائلة بن سلامة بن وقش الأنصارية «1» . تقدم نسبها في ترجمة والدها، وذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11471- عتبة بنت زرارة بن عدس الأنصارية «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11472- عجلة بنت عجلان الليثية: من بني ليث بن سعد بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، والدة ركانة بن عبد يزيد وإخوته، وهي التي طلقها أبو ركانة وردّها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إليه. تقدم ذكر ذلك في عبد يزيد.   (1) أسد الغابة ت (7101) . (2) أسد الغابة ت (7102) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 237 11473- العجماء الأنصارية: خالة أبي أمامة بن سهل بن حنيف «1» . روى أبو أمامة عن خالته العجماء، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة بما قضيا من اللّذّة» «2» . أخرجه الطبراني وابن مندة. 11474- عدية بنت سعد بن خليفة بن أشرف الأنصارية «3» ، من بني الحارث بن الخزرج بن ساعدة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11475- عزة بنت الحارث الهلالية «4» : أخت ميمونة. ذكرها أبو عمر مختصرا، وقال: لم أر من ذكرها في الصحابة. قلت: بل ذكرها ابن سعد في الغرائب من النساء الصحابيات مع أخواتها لأمها، وزعم أنها أخت ميمونة أم المؤمنين، وأنها تزوّجت عبد اللَّه بن مالك بن الهزم، فولدت له زيادا، وعبد الرحمن، وبرزة، فولدت برزة الأصم والد يزيد، وقيل: هي والدة يزيد بن الأصم. قال: وقيل إنّ برزة أخت عزة لأمها، قال: ويقال إن عزة كانت عند رجل من بني كلاب فولدت فيهم. 11476- عزّة بنت خابل «5» : بالخاء المعجمة والباء الموحدة، الخزاعيّة. ذكرها أبو عمر بالكاف بدل الخاء المعجمة وبالميم بدل الموحدة، والصواب الأول. وأخرج ابن أبي عاصم، والطّبرانيّ في الأوسط، من طريق موسى بن يعقوب، عن عطاء بن مسعود الكعبي، عن عمته عزة بنت خابل- أنها خرجت حتى قدمت على رسول اللَّه   (1) أسد الغابة ت (7103) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 287. (2) أخرجه الدارميّ في السنن 2/ 179 عن زيد بن ثابت كتاب الحدود باب من حد المحصنين بالزنا وأحمد في المسند 5/ 183، والبيهقي في السنن الكبرى 8/ 211 والحاكم في المستدرك 4/ 360 وصححه الذهبي وأورده الهيثمي من الزوائد 6/ 268 وقال رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، والسيوطي في الدر المنثورة/ 180 والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 23، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 13482. (3) أسد الغابة ت (7105) . (4) أسد الغابة ت (7107) ، الاستيعاب ت (3479) . (5) الثقات ج 3/ 324، أسد الغابة ت (7108) ، الاستيعاب ت (3481) ، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 287، بقي بن مخلد 992. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 238 صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فبايعها على ألا تشرك باللَّه شيئا ولا تسرق ولا تزني ولا تؤذي فتئد أو تخفي، قالت عزة: وقد عرفت الوأد وهو قتل الولد، وأما الخفي فلم أعرفه ولم أسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم عنه، وقد وقع في نفسي أنه إفساد الولد، فو اللَّه لا أفسد لي ولدا أبدا. قال أبو عمر: روى عنها حديث واحد، ليس إسناده بالقائم. 11477- عزة بنت أبي سفيان بن حرب الأموية «1» ، أخت أم حبيبة زوج النبي صلّى اللَّه تعالى عليه وسلّم. ثبت أنها هي التي عرضتها على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أن يتزوّجها، فقال: «إنّها لا تحلّ لي» . قالت: فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة. قال: «إنّها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي، إنّها ابنة أخي من الرّضاعة فلا تعرضن عليّ بناتكنّ ولا أخواتكنّ» . وقعت تسميتها عزة في رواية الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم حبيبة عند مسلم والنسائي. وقد تقدم ذكر من سماها درة في حرف الدال، ولعل أحد الاسمين كان لقبا لها. والمحفوظ درة اسم بنت أبي سلمة وقعت تسميتها في الصحيح أيضا. 11478- عزة بنت أبي لهب بن عبد المطلب الهاشمية. ذكرها الدار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال: لا رواية لها. قال ابن سعد: تزوّجها أوفى بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي، فولدت عبيدة وسعيدا وإبراهيم بني أوفى. 11479- عزة الأشجعية «2» : مولاة أبي حازم التي أعتقته. قال أبو عمر: حديثها عند أشعث بن سوار، عن منصور، عن أبي حازم الأشجعي، عن مولاته عزة، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ويلكنّ من الأحمرين: الذّهب، والزّعفران» . 11480- عزيزة بنت أبي تجراة العبدرية، أخت برة. ذكرها البلاذريّ، وأخرج عن ابن سعد والوليد بن صالح جميعا عن الواقديّ، عن «3»   (1) أسد الغابة ت (7109) ، الاستيعاب ت (3480) . (2) أسد الغابة ت (7106) ، الاستيعاب ت (3482) ، أعلام النساء ج 2/ 269، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 287. (3) في أ: عن سلمة بن بخت عن عميرة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 239 عميرة بنت عبد اللَّه بن كعب، عن «1» عزيزة بنت أبي تجراة، قالت: كانت قريش لا تنكر صلاة الضحى، وكان المسلمون قبل أن تفرض الصلوات الخمس يصلّون الضحى والعصر، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأصحابه إذا صلوا آخر النهار تفرّقوا في الشعاب فصلوها فرادى. 11481- عصماء بنت الحارث الهلالية: هي أم خالد بن الوليد، ويقال لها لبابة الصغرى. ذكر ذلك ابن الكلبيّ، وستأتي في اللام إن شاء اللَّه تعالى. 11482- عصمة بنت حبان بن صخر بن خنساء الأنصارية، من بني حزام «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11483- عصيمة: بالتصغير، بنت أبي الأفلح، ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11484- عفراء بنت السكن بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر، من بني الخزرج، هي أم سعد بن زرارة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11485- عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن سواد بن غنم «3» ، ويقال ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي والدة معاذ، ومعوذ، وعوف بني الحارث، يقال لكل منهم ابن عفراء. وقال ابن سعد: أمها الرعاة بنت عدي بن معاذ، تزوّجها الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد، فولدت له. قال ابن الكلبيّ: قتل معاذ ومعوذ، فجاءت أمّهما إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: يا رسول اللَّه، هذا سرّ بني عوف بن الحارث. فقال: «لا» . قال ابن الأثير: لم يوافق ابن الكلبي على قوله: إن معاذا قتل ببدر. قلت: وعفراء هذه لها خصيصة لا توجد لغيرها، وهي أنها تزوّجت بعد الحارث البكير بن يا ليل الليثي، فولدت له أربعة: إياسا، وعاقلا، وخالدا، وعامرا، وكلّهم شهدوا بدرا، وكذلك إخوتهم لأمهم بنو الحارث، فانتظم من هذا أنها امرأة صحابية لها سبعة أولاد شهدوا كلهم بدرا مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.   (1) في أ: ابن عزيزة. (2) أسد الغابة ت (7110) . (3) أسد الغابة ت (7112) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 240 11486- عقرب بنت السكن بن رافع. ذكرها ابن سعد في المبايعات، فما أدري هل هي عفراء تصحفت أو هي أختها. 11487- عقرب بنت سلامة بن وقش «1» ، ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سهيمة بنت عبد اللَّه الواقفية، وتزوجت رافع بن يزيد الأشهليّ، فولدت له أسيدا. 11488- عقرب بنت معاذ بن النعمان «2» بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: كانت زوج قيس بن الخطيم، وهي والدة يزيد بن قيس وأخيه ثابت بن قيس. وقال ابن سعد: هي شقيقة سعد بن معاذ، أسلمت وبايعت، وكانت تزوّجت يزيد بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل، فولدت له رافعا وحواء، ثم خلف عليها قيس بن الخطيم فولدت له ثابتا ويزيد، وبه كان يكنّى، واستشهد يوم الجسر. 11489- عقيلة بنت عتيك [بن الحارث] «3» العتوارية «4» ، قال أبو عمر: كانت من المهاجرات المبايعات، مدنية، حديثها عند موسى بن عقبة. قلت: أخرجه الطّبرانيّ، من طريق بكار بن عبد اللَّه بن عبيدة الريدي، عن عمه موسى بن عبيدة، حدثني زيد بن عبد الرحمن بن أبي سلامة، عن أمه حجة بنت قريط، عن أمها عقيلة بنت عتيك بن الحارث، قالت: جئت أنا وأميّ بريرة بنت الحارث العتوارية في نساء من المهاجرات، فبايعنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فإذا هو ضارب عليه قبة بالأبطح، فأخذ علينا ألا نشرك باللَّه شيئا، ولا نسرق ... الحديث، وفيه: فبسطنا أيدينا، فقال: «إنّي لا أمسّ أيدي النّساء» . فاستغفر لنا فكانت تلك بيعتنا. وأخرجه الطّبرانيّ أيضا من طريق زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، وقال في رواية: عنه زيد بن عبد اللَّه، وفي قوله في الحديث ضارب عليه قبة بالأبطح ما يدلّ على أن ذلك كان بمكة. قال أبو موسى في الذّيل: ذكرها البخاريّ والطّبرانيّ بالعين المهملة والقاف، وذكرها ابن مندة بالغين والفاء. قلت: وصوّب أبو نعيم أنها بالمهملة، وكذا الخطيب في «المؤتلف» ، وأخرج حديثها   (1) أسد الغابة ت (7113) . (2) أسد الغابة ت (7114) . (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (7115) ، أعلام النساء ج 3/ 322، الإكمال 7/ 30، المشتبه ص 466، تبصير المنتبه 3/ 961. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 241 من طريق زيد بن الحباب كذلك. وقال في روايته: اجتمعت أنا وأمي فروة- بالفاء والراء. الساكنة بعدها واو، وهذا وهم. 11490- عكناء: بنون أو مثلثة، بنت أبي صفرة الأسدية «1» ، أخت المهلب. قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن محمد بن يعقوب، حدثنا ابن صاعد، حدثنا محمد بن يحيى الأزديّ، حدثنا هشام بن سفيان، حدثنا عبيد اللَّه، بن عبد اللَّه «2» ، عن أبي الشعثاء، قال، قالت عكناء أو عكثاء بنت أبي صفرة أخت المهلب: إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء «3» يوم العاشر. سألته عن أبي الشعثاء، فقال: هو شيخ مجهول، وليس هو جابر بن زيد. قلت: وأبو الشعثاء هذا أغفله أبو أحمد الحاكم في الكنى، وذكر ابن حبان في الثقات هشام بن سفيان، فقال في الطبقة الرابعة: هشام بن سفيان المروزي يروي عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه العتكيّ، عن أبي بريدة، ولم يذكر روايته عن أبي الشعثاء، ولا عرج على ذكر أبي الشعثاء في كنى التابعين. 11491- علية: بالتصغير، بنت شريح الحضرميّ «4» . أخت السائب بن يزيد لأمه، وهي أخت مخرمة بن شريح الّذي ذكر عند النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «ذلك رجل لا يتوسّد القرآن» «5» . 11492- عمارة بنت حباشة بن جبير. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11493- عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب «6» [مرت في ترجمة سلمى بنت عميس] «7» . 11494- عمارة بنت أبي أيوب: خالد بن زيد الأنصارية. ذكرها ابن حبيب فيمن بايع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم من النساء، وكذا ابن   (1) أسد الغابة ت (7116) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 288. (2) في أ: حدثنا عبد اللَّه بن عبيد اللَّه. (3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 291، 310، 4/ 6 والطبراني في الكبير 12/ 50، وابن عدي في الكامل. 4/ 171 عن أبي موسى. (4) أسد الغابة ت (7118) ، الاستيعاب ت (3485) . (5) أخرجه أحمد في المسند 3/ 449 عن السائب بن يزيد، والطبراني في الكبير 7/ 176. (6) أسد الغابة ت (7119) . (7) في أ: هي بنت الحارث. تأتي. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 242 سعد، وقال: تزوجها صفوان بن أوس بن جابر بن قرط، من بني معاوية بن مالك بن النجار، فولدت له خالد بن صفوان. 11495- عمرة بنت البرصاء: هي بنت الحارث. تأتي. 11496- عمرة بنت الحارث بن أبي «1» ضرار الخزاعية المصطلقية» ، أخت أم المؤمنين جويرية. روى عن محمد بن عمرو بن أبي ضرار، عن عمته عمرة، عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «الدّنيا خضرة حلوة، فمن أصاب منها من شيء من حلّه بورك له فيه، وربّ متخوّض في مال اللَّه ومال رسوله له النّار يوم القيامة» «3» . أخرجه ابن أبي عاصم، وعبد اللَّه بن أحمد، في زيادات الزهد، وابن مندة من رواية خالد بن سلمة، عن محمد بن عمرو بن الحارث. 11497- عمرة بنت الحارث بن أبي عوف، أخت قرصافة. ذكرها المرزباني مع أختها، وأمها البرصاء اسمها أمامة فيما قيل. 11498- عمرة بنت حارثة بن النعمان الأنصارية، من بني مالك بن النجار. قال ابن سعد: تزوجها قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة، من بني عمرو بن عوف، وأسلمت وبايعت. 11499- عمرة بنت حرام: بفتحتين، وقيل بنت حزم، بسكون الزاي، الأنصارية، زوج سعد بن الربيع. ذكرت في حديث جابر، أخرجه ابن أبي عاصم والطّبرانيّ وغيره من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن ثابت البناني عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن عمرة بنت حزم- أنها جعلت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم في صور «4» نخل كنسته ورشته، وذبحت له شاة فأكل منها، وتوضأ، وصلى الظهر، ثم قدمت له من لحمها فأكل وصلى العصر ولم يتوضأ، فوقع عند الطبراني بنت حرام، وعند غيره: بنت حزم، وبه جزم أبو عمر، فذكره مختصرا.   (1) سقط من ط. (2) أسد الغابة ت (7123) ، الاستيعاب ت (3486) ، الثقات 3/ 324، أسد الغابة 7/ 200، أعلام النساء 3/ 348، الاستيعاب 4/ 1887، تجريد أسماء الصحابة 2/ 289. (3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 190، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 6962 وابن عساكر في التاريخ 4/ 419، وأورده ابن حجر في الفتح 11/ 246 والحسين من إتحاف السادة المتقين 6/ 12. (4) الصّور: الجماعة من النخل، ولا واحد له من لفظه، ويجمع على صيران. النهاية 3/ 59. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 243 11500- عمرة بنت حزم الأنصاريّة «1» : روى عنها جابر في ترك الوضوء مما مسّت النار. وقال ابن مندة: رواه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر، فلم يسمّها. وذكرها ابن سعد في المبايعات، فقال: عمرة بنت حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النّجّار، قال: وهي أخت عمرو بن حزم وأخويه عمارة ومعمر شقيقتهم، وأمهم خالدة بنت أبي أنس. 11501- عمرة بنت الربيع بن النّعمان بن يساف الأنصاريّة «2» . من بني مالك بن النّجار، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: [اسمها] «3» عميرة. 11502- عمرة بنت رواحة الأنصاريّة «4» : تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه بن رواحة، هي امرأة بشير بن سعد والد النعمان، وهي التي سألت بشيرا أن يخص ابنها منه بعطيّة دون إخوته، فردّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ذلك، والحديث في الصّحيحين، وهي التي شبّب بها قيس بن الخطيم في قصيدته التي يقول فيها: وعمرة من سروات النّساء ... تنفخ بالمسك أردانها «5» . [المتقارب] ويقال: إنّ قيس بن الخطيم تزوّجها، فلما تغزل حسّان في عمرة أخت قيس تغزّل قيس في هذه، ويقال: بل اسم أخت قيس ليلى وهو أصوب، ويقال: التي تغزّل فيها حسّان عمرة بنت الصّامت بن خالد بن عطيّة، وكان طلّقها ثم أتبعها نفسه، ذكره الزّبير بن بكّار، عن عمه مصعب. وفي مسند الطيالسي عن شعبة، عن محمد بن النعمان، عن طلحة اليامي، عن   (1) أسد الغابة ت (7124) ، الاستيعاب ت (3487) ، الثقات 3/ 324، أعلام النساء 3/ 349، تجريد أسماء الصحابة 2/ 2/ 289. (2) أسد الغابة ت (7125) . (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (7126) ، الثقات ج 3/ 324، أعلام النساء ج 3/ 352، الاستيعاب ت (3488) ، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 289، الاستبصار 112، 1132، تراجم الأحبار 3/ 215. (5) البيت لقيس بن الخطيم كما في ديوان ص 69 سروات: جمع سراة، وسراة جمع سريّ، وهو الشريف. ومنه حديث الأنصار: «افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم» : أي أشرافهم أردان: قال أبو الفرج «والأردان: ما يلي الذراعين جميعا والإبطين من الكمين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 244 امرأة من عبد القيس، عن أخت عبد اللَّه بن رواحة، قالت: وجب الخروج على كل ذات نطاق. 11503- عمرة بنت سعد بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجّار. وقيل بنت سعد بن قيس. قال أبو موسى: هي والدة سعد بن عبادة، وقال غيره: هي بنت مسعود، وستأتي. 11504- عمرة بنت سعد بن مالك بن خالد السّاعديّ «1» ، أخت سهل بن سعد. تأتي في عميرة، بالتّصغير. 11505- عمرة بنت السعدي بن وقدان بن عبد شمس العامريّة «2» . تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه بن السعديّ، ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، فقال: ومالك بن قيس بن ربيعة ومعه امرأته عمرة بنت السّعديّ، وقيل اسمها عميرة. 11506- عمرة بنت عويم «3» : ذكرها المستغفريّ عن البخاريّ، واستدركها أبو موسى. 11507- عمرة بنت قيس بن عمرو الأنصاريّة «4» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي والدة أبي شيخ بن ثابت أخي حسان، كذا قال ابن حبيب، وخالفه ابن سعد، فقال: اسم والدها مسعود كما سيأتي. 11508- عمرة بنت مرثد «5» : أخت أسماء. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11509- عمرة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد «6» بن ظفر الأنصاريّة «7» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: هي والدة عبد اللَّه بن محمد بن سلمة. 11510- عمرة بنت مسعود بن الحارث «8» بن رفاعة الأنصاريّة، من بني النّجّار، ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11511- عمرة بنت مسعود بن زرارة بن عدي «9» الأنصاريّة، من بني مالك بن   (1) أسد الغابة ت (7127) . (2) أسد الغابة ت (7128) . (3) أسد الغابة ت (7129) . (4) أسد الغابة ت (7130) . (5) أسد الغابة ت (7131) . (6) في أ: مالك بن شداد. (7) أسد الغابة ت (7132) ، الاستيعاب ت (3489) . (8) أسد الغابة ت (7133) . (9) في أ: عدس. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 245 النّجّار. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: هي ابنة أخي سعد بن زرارة، وأمها مخزومية، تزوّجها علقمة بن عمرو بن يغوث بن مالك بن مبذول، وأسلمت عمرة وبايعت. 11512- عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ «1» بن عمرو بن مالك بن النّجّار، والدة سعد بن عبادة. ماتت في حياة النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم سنة خمس. قال ابن سعد: ماتت والنبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة دومة الجندل في شهر ربيع الأول، فلما جاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المدينة أتى قبرها فصلّى عليها. قلت: وثبت أنها لما ماتت سأل ولدها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن الصّدقة عنها. 11513- عمرة بنت مسعود الصّغرى: خالة سعد بن عبادة. كانت زوج أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم، فولدت له أبا محمد، واسمه مسعود بن أوس، ثم تزوّجها سهل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد، فولدت له عمرا، ورغيبة، أسلمت وبايعت. 11514- عمرة بنت مسعود بن قيس الأنصاريّة: أخت اللتين قبلها. قال ابن سعد: كن خمس أخوات اسم كل منهن عمرة، أسلمن وبايعن، وهذه هي الثّالثة، أمّها عميرة بنت عمرو بن حرام بن زيد مناة، تزوّجها ثابت بن المنذر بن حرام، والد حسّان وإخوته، فولدت له أبا شيخ بن ثابت، واسمه أبي، وقد شهد بدرا، أسلمت وبايعت. 11515- عمرة بنت مسعود بن قيس بن الرّابعة: شقيقة التي قبلها. تزوجها زيد بن مالك بن عبد ودّ بن كعب بن عبد الأشهل، فولدت له سعدا وثابتا. 11516- عمرة بنت مسعود بن قيس الخامسة- شقيقة اللتين قبلها [332] ، وهي والدة قيس بن عمرو، من بني النّجّار. 11517- عمرة بنت معاوية الكنديّة «2» : ذكرها أبو نعيم فيمن تزوّج النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولم يدخل بها. وأخرج   (1) أسد الغابة ت (7134) . (2) أسد الغابة ت (7135) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 246 من طريق محمد بن إسحاق، عن حكيم بن حكيم، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: وتزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عمرة بنت معاوية من كندة. وأخرج من طريق مجالد عن الشّعبيّ- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تزوّج امرأة من كندة، فجيء بها بعد ما مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11518- عمرة بنت هزّال بن عمرو بن أوس «1» الأنصاريّة «2» ، من بني عمرو بن عوف بن الخزرج. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11519- عمرة بنت يزيد الكلابيّة «3» . ذكرها ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير فيمن تزوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وتزوّج عمرة بنت يزيد إحدى نساء بني أبي بكر بن كلاب ثم من بني الوحيد، وكانت تزوّجت الفضل بن العباس بن عبد المطّلب فطلّقها، ثم طلّقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [قبل أن يدخل بها] «4» وقيل في نسبها عمرة بنت يزيد بن عبيد بن أوس بن كلاب. 11520- عمرة بنت يزيد بن الجون «5» . يقال: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبلغه أنّ بها برصا فطلّقها ولم يدخل بها. وقيل: إنها استعاذت منه، فقال: «لقد عذت بمعاذ» ، فطلّقها، ثم أمر أسامة بن زيد فمتّعها بثلاثة أثواب. رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. 11521- عمرة بنت يزيد بن السّكن بن رافع بن امرئ القيس الأشهليّة «6» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11522- عمرة بنت يسار بن أزيهر «7» . ذكرها أبو موسى في الذّيل عن المستغفريّ وأنه قال: لها صحبة. 11523- عمرة بنت يعار «8» .   (1) في أ: عمرو بن فراس. (2) أسد الغابة ت (7136) . (3) أسد الغابة ت (7137) . (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (7122) ، الاستيعاب ت (3490) . (6) أسد الغابة ت (7138) . (7) أسد الغابة ت (7140) ، الاستيعاب ت (3491) ، الثقات ج 3/ 324، أعلام النساء ج 3/ 362، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 290. (8) أسد الغابة ت (7140) ، الاستيعاب ت (3491) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 247 يقال هي التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة، والمشهور أنّ اسمها ثبيتة، بمثلثة ثم بموحدة ثم مثناة مصغّرا. 11524- عمرة الأشهليّة «1» : ذكرها ابن مندة، وأخرج من طريق يوسف بن نافع عن عبيدة الرّاعي، عن عمرة الأشهلية، قالت: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فصلّى في مسجدنا الظّهر والعصر، وكان صائما، فلما غربت الشمس وأذّن المؤذّن أتوه بفطرة شواء كتف وذراع، فجعل ينهشهما بأسنانه، ثم أقام المؤذّن فمسح يده بخرقة ثم قام فصلّى ولم يمس ماء. وقد تقدّم في ترك الوضوء مما مسّت النار حديث لعمرة بنت حزم، فلعلها هي، والّذي يظهر من سياق الحديثين التعدّد. 11525- عميرة: بالتّصغير، بنت ثابت بن النعمان الظّفرية. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11526- عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة السلميّة «2» . ذكرها ابن سعد، وقال: تزوّجها كعب بن مالك، فولدت له عبد اللَّه، وفضالة، ووهبا، ومعبدا، وخولة، وسعاد، وبايعت عميرة وصلّت القبلتين، وجاء عنها أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11527- عميرة بنت الحارث بن عبد رزاح الظّفرية «3» . 11528- عميرة بنت أبي الحكم «4» : رافع بن سنان «5» . روى حديثها بكر بن بكّار، عن عبد الحميد بن جعفر، حدّثني أبي وغير واحد من قومنا أنّ أبا الحكم أسلم ولم تسلم امرأته، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالت: إن أبا الحكم أخذ ابنتي ومنعنيها، فأمر أبا الحكم فجلس ناحية وأمر المرأة فجلست ناحية،   (1) أسد الغابة ت (7120) . (2) أعلام النساء 3/ 360. (3) في أجاءت هذه الترجمة بعد ترجمة عميرة بنت سهيل. (4) أسد الغابة ت (7141) . (5) في أ: جاءت هذه الترجمة بعد ترجمة عميرة بنت أبي خيثمة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 248 ووضع الجارية بينهما، ثم قال: ادعواها، فدعواها، فمالت إلى أمها، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلّم: «اللَّهمّ اهدها» » فمالت إلى أبيها، فأخذها. واسمها عميرة. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى من طريقه، وأخرجه الدّار الدّارقطنيّ من طريق أخرى عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه. وأخرجه النّسائيّ وابن ماجة من طريق أخرى، عن عثمان البتّي، فقال: عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جدّه، ومنهم من أرسله. وقال أبو موسى: روى من غير طريق نحو هذا، ولم يسمّ البنت. 11529- عميرة بنت خماشة: أو حباشة، الأنصاريّة من بني خطمة «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11530- عميرة بنت أبي خيثمة: تأتي في عبد اللَّه بن سماعة، وهي أخت أميمة بنت أبي خيثمة الماضية في حرف الهمزة. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وتزوجها يزيد بن أسيد بن ساعدة وهو ابن عمها، ثم خلف عليها يزيد بن يربوع بن زيد الظفريّ. 11531- عميرة بنت الربيع بن إساف. تقدمت في عمرة «3» . 11532- عميرة بنت سعد بن مالك الساعدية، أخت سهل بن سعد، وهي والدة رفاعة بن مبشر بن أبيرق الظّفريّ. ذكرها في التجريد. 11533- عميرة بنت سعد بن عامر بن عديّ بن جشم الأنصاريّة «4» . ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها كباثة بن أوس بن قيظيّ بن عمرو بن زيد بن جشم. 11534- عميرة بنت السّعديّ: تقدمت في عمرة.   (1) أخرجه: أبو داود (2244) وأحمد في المسند 5/ 446 والبيهقي 8/ 7 والحاكم في المستدرك 2/ 206، والدار الدّارقطنيّ 4/ 43، وانظر نصب الراية 3/ 270. (2) أسد الغابة ت (7142) . (3) في أ: جاءت هذه الترجمة بعد ترجمة عميرة بنت خماشة. (4) أسد الغابة ت (7143) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 249 11535- عميرة بنت سهل بن رافع «1» : صاحب الصاعين الّذي لمزه المنافقون. قال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: كان سهل قد خرج بابنته عميرة وبصاع من تمر، فقال: يا رسول اللَّه، إن لي إليك حاجة. قال: «وما هي؟» قال: تدعو اللَّه لي ولا بنتي. وتمسح رأسها، فإنه ليس لي ولد غيرها، قالت: عميرة: فوضع كفه عليّ، فأقسم باللَّه لكان برد كفّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على كبدي بعد. قلت: أخرجه ابن مندة، من طريق عيسى بن يونس، عن سعيد بن عثمان البلويّ، عن جدّته عميرة بنت سهل حدّثتها أنّ أباها خرج بزكاته صاعين من تمر، وبابنته عميرة حتى أتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فصبّ الصّاعين، فذكر بقية الحديث مثله. 11536- عميرة بنت سهيل بن ثعلبة بن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أميمة بنت عمرو بن الحارث بن وقش السّاعدية، وتزوجها أبو أمامة أسعد بن زرارة، فولدت له بناته: الفريعة، وكبشة، وحبيبة، وكلّهن مبايعات. 11537- عميرة بنت ظهير بن رافع بن عديّ الأنصاريّة، من بني جشم «2» . تقدّم نسبها في ترجمة أبيها، ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أمّها فاطمة بنت بشر بن عديّ زوج مربع بن قيظيّ. 11538- عميرة بنت عبد سعد بن عامر بن عديّ «3» . ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات. 11539- عميرة بنت عبيد بن معروف: أو مطروف، بن الحارث «4» بن زيد بن عبيد الأنصاريّة، من بني عمرو بن عوف. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11540- عميرة بنت عقبة بن أحيحة الأنصاريّة، من بني حجبى «5» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات ... 11541- عميرة بنت عمير بن ساعدة بن عائش الأنصاريّة- ذكرها ابن حبيب في المبايعات.   (1) أسد الغابة ت (7144) ، الاستيعاب ت (3492) . (2) أسد الغابة ت (7145) . (3) أسد الغابة ت (7146) . (4) أسد الغابة ت (7147) . (5) أسد الغابة ت (7148) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 250 11542- عميرة بنت قرط بن خنساء بن سنان، من بني حرام «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11543- عميرة بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عديّ بن الحارث «2» بن سليط بن قيس الأنصاريّة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: ذكر محمّد بن عمر أنها أسلمت وبايعت، ورأيتها في النّسخة المعتمدة بفتح أوله. 11544- عميرة بنت قيس بن أبي كعب الأنصاريّة، من بني سواد «3» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أخت سهل بن قيس المقتول بأحد شهيدا. 11545- عميرة بنت كلثوم بن الهدم الأنصاريّة «4» . تقدم نسبها في ترجمة والدها، ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات. 11546- عميرة بنت محمد بن سلمة الأنصاريّة: تقدّم ذكرها في ترجمة والدها، حكى القرطبيّ في التفسير أنه نزل فيها: الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ [سورة النساء آية 34] إلى قوله: عَلِيًّا كَبِيراً [سورة النساء آية 34] ، ثم وجدته في تفسير الثّعلبي، من طريق ابن الكلبيّ، قال: لطم سعد بن الربيع زوجته عميرة فشكته إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال «القصاص» فنزلت. وقد ذكرت في سبب النزول قولين آخرين فيما نزلت الآية فيهما والكلبي واه. 11547- عميرة بنت مرثد بن جبير بن مالك الأنصاريّة، [أخت أسماء. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وأمّها سلامة بنت مسعود بن كعب تزوّجها سويد بن النّعمان. 11548 - عميرة بنت مسعود «5» الأنصاريّة ] «6» : ذكرها أبو نعيم وأبو موسى من طريقه، ثم من طريق أبي عروبة الحراني، حدّثنا هلال بن بشر، حدّثنا إسحاق بن إدريس، حدّثنا إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة- أنّ جدته عميرة بنت مسعود حدثته أنها دخلت على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم هي وإخوتها وهن خمس، فبايعنه فوجدنه وهو يأكل قديدا فمضغ لهنّ قديدة ثم ناولهنّ فقسمنها بينهن فمضغت كلّ واحدة منهن قطعة، فلقين اللَّه عزّ وجلّ ما وجدن في أفواههنّ خلوفا ولا اشتكين من أفواههنّ شيئا.   (1) أسد الغابة ت (7149) . (2) أسد الغابة ت (7150) . (3) أسد الغابة ت (7151) . (4) أسد الغابة ت (7154) . (5) أسد الغابة ت (7153) ، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 291، حلية الأولياء 2/ 70. (6) سقط في أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 251 11549- عميرة بنت معاذ الأنصاريّة: زوج روح بن ثابت كاتب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ذكرها [ ... ] . 11550- عميرة بنت معوّذ بن عفراء أخت الربيع. ذكرها ابن سعد في المبايعات. تقدم نسبها وتسمية أبيها في ترجمة الرّبيع. قال ابن سعد: تزوجها أبو حسن بن عبد عمرو المازنيّ، فولدت له عمارة وعمرا وسرية. 11551- عميرة بنت يزيد بن السّكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهليّة. ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت، وأمّها أم سعد بنت حرام بن مسعود، وتزوّجت منظور بن لبيد بن عقبة، فولدت له الحارث وعثيرة. 11552- عنبة: غير منسوبة. ذكرها أبو نعيم، وأخرج عن أبي بكر المقرئ، عن محمد بن قارن، عن أبي زرعة، عن غسان بن الفضل، حدّثنا صبيح بن سعيد النّجاشي سنة ثمانين ومائة، وزعم أنه بلغ ستّا وخمسين ومائة، سمعت أمي تقول: إنها كان اسمها عنبة فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عنقودة. وأخرجه الخطيب في المؤتلف من وجه آخر عن محمد بن قارن. وصبيح المذكور كذّبه يحيى بن معين. 11553- عنقودة: في التي قبلها «1» . 11554- عنقودة أخرى: جارية عائشة. أوردها أبو موسى في الذّيل عن المستغفري، وقال: في إسناد حديثها نظر، وساق من طريق يزيد بن قيس بن الجراح، عن فليح عن علي بن حميد، عن أبيه حميد بن حوشب، عن الحسن، عن علي، قال: لما أراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أن يبعث معاذا إلى اليمن قال: «من ينتدب إلى اليمن؟» قال أبو بكر: أنا. فسكت، ثم قال: «من ينتدب إلى اليمن؟» فقال معاذ: أنا. قال: «أنت لها، وهي لك» ، فتجهّز وشيّعه، وقال: «أوصيك يا معاذ بتقوى اللَّه عزّ وجلّ، وحسن العمل، ولين الكلام، وصدق الحديث، وأداء الأمانة. يا معاذ، يسّر ولا تعسّر ... » فذكر حديثا طويلا في وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعود معاذ من   (1) أسد الغابة ت (7154) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 252 اليمن، ودخوله المدينة، وإتيانه منزل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلا، وأنه طرق الباب، فقالت عائشة: من هذا الّذي يطرق بابنا ليلا؟ فقال: أنا معاذ، فقالت: يا عنقودة، افتحي الباب ... فذكر الحديث بطوله في الوفاة النبويّة. قال أبو موسى: قد أمليته في الطّوالات من حديث ابن عمر، لكن سميت جارية عائشة فيه غفيرة، بمعجمة وفاء مصغّرة. قال في التجريد: ذكرت في حديث منكر، ولعلها الأولى. قلت: لا أشك أنه موضوع، ففيه ألفاظ ركيكة منسوبة لمعاذ وعمار وعائشة وفاطمة والحسين، وفيه: أن معاذا سأل عائشة كيف وجدت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم عند وجعه ووفاته، فقالت: يا معاذ، ما شهدته عند وفاته، ولكن دونك هذه فاطمة ابنته فاسألها، وفيه أن معاذا كان سمع هاتفا في الليل يقول: يا معاذ، كيف يهنؤك المنام، ومحمد الحبيب بين أطباق التراب، فوضع معاذ يده على رأسه، وتردّد في سكك صنعاء ويقول: يا أهل اليمن، ذروني، لا حاجة لي في جواركم، فشرّ الأيام نزلت في جواركم، وفارقت محمدا حبيبي، ثم أصبح فشدّ على راحلته وأقسم ألّا ينزل عنها حتى يقدم المدينة إلا لميقات صلاة. 11555- العوراء بنت أبي جهل: هي التي خطبها [عليّ] «1» قال الحكيم التّرمذي: ووقع لنا في الجزء الثاني من حديث أبي روق الهمدانيّ. وقد تقدّم أن اسمها جويرية، فلعل العوراء لقبها. 11556- عويش: خاطب بها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عائشة أم المؤمنين. أورده الطّبرانيّ في العشرة من طريق مسلم بن يسار، قال: بلغني أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على عائشة فقال: «يا عويش، ما لي أراك أشرق وجهك ... » الحديث. 11557- عويمرة بنت عويم بن ساعد الأنصاريّة «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11558- عيساء بنت الحارث الأنصاريّة: زوج أنس بن فضالة. ذكرها ابن سعد، كذا ذكرها في «التّجريد» بعد عويمرة، فكأنّها بالمثناة التحتانية بعد العين، وهي بالمد. واللَّه أعلم.   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (7156) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 253 القسم الثاني خال لكن يمكن أن يذكر فيه: عائشة بنت سعد. وعائشة بنت شيبة. وعائشة بنت معاوية. وعبيدة بنت صعصعة بن ناجية التميمية عمة الفرزدق، وهي أم حزرة زوج الزّبرقان بن بدر، لها ذكر في ترجمة الحطيئة في كتاب أبي الفرج، وأنها هي التي أمر الزبرقان الحطيئة أن ينزل عندها إلى أن يرجع من سفره، فقصرت به، فكان ذلك سبب هجاء الحطيئة الزبرقان بن بدر. القسم الثالث 11559- عمرة بنت دريد بن الصّمّة: قالت ترثي أباها، وكان ربيعة بن رفيع المعروف بابن الدغنّة قتله: جزى عنّا الإله بني سليم ... بما فعلوا وأعقبهم عقاق وأسقانا إذا قدنا إليهم ... دماء خيارهم عند التّلاقي [الوافر] القسم الرابع 11560- عائشة بنت عجرة «1» : حرف الغين المعجمة القسم الأول 11561- غاثنة «2» : بمثلثة بعد الألف وقبل النون، وقيل إنها مثناة تحتانية. قال ابن مندة: روى ابن وهب، عن عثمان، عن عطاء الخراساني، عن أبيه- أنها أنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: إنّ أمّي ماتت وعليها نذر أن تمشي إلى الكعبة، فقال: «اقضي عنها» . 11562- عزيلة: بالتّصغير، ويقال غزيّة، بالتّشديد بدل اللّام «3» ، ويقال بفتح أوله مع   (1) أسد الغابة ت (7098) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 286. (2) أسد الغابة ت (7157) . (3) أسد الغابة ت (7158) ، الاستيعاب ت (3493) . أعلام النساء 914، تجريد أسماء الصحابة 2/ 292، تقريب التهذيب 2/ 608، تهذيب التهذيب 12/ 440. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 254 التّشديد بلا لام: هي أم شريك، مشهورة بكنيتها، وستأتي في الكنى. وأخرج ابن سعد عن الواقديّ من مرسل سليمان بن يسار، قال: لما تزوّج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم الكنديّة، وخطب في العامريات، ووهبت له أمّ شريك غزية بنت جابر نفسها قالت أزواجه: لئن تزوّج الغرائب لا تبقى له فينا حاجة ... الحديث. 11563- غفيرة: بفاء مصغّرة، بنت رباح «1» ، بفتح الرّاء والموحدة، أخت بلال المؤذّن وأخيه خالد. ذكرها المستغفريّ، وقال: هم أخوان وأخت، قاله البخاريّ. ووقع في الطّحاويّ في أثناء إسناد عن عمير مولى غفيرة بنت رباح أخت بلال. 11564- غفيرة «2» : تقدم في عنقودة. 11565- غفيلة: مثلها، لكن بلام بدل الرّاء «3» . تقدّمت في العين المهملة. 11566- الغميصاء بنت ملحان الأنصارية «4» . قيل هي أم والدة أنس، وهي مشهورة بكنيتها. قال أحمد في مسندة: حدّثنا يحيى- هو القطان، حدّثنا حميد، عن أنس، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «دخلت الجنّة فسمعت خشفة «5» ، فقلت: ما هذا، فقال: الغميصاء بنت ملحان «6» » . قلت: وقد تقدّم من وجه آخر عن أنس في حرف الرّاء. 11567- الغميصاء: أو الرّميصاء «7» ، زوج عمرو بن حزم. أخرج أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- أن عمرو بن حزم طلّق الغميصاء. فنكحها رجل فطلّقها قبل أن يمسّها، فأتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال: «حتّى يذوق الآخر من عسيلتها» ... الحديث.   (1) أسد الغابة ت (7159) . (2) أسد الغابة ت (7160) . (3) أسد الغابة ت (7161) . (4) أسد الغابة ت (7163) . (5) الخشفة بالسكون: الحس والحركة، وقيل: هو الصوت والخشفة بالتحريك: الحركة، وقيل: هما بمعنى وكذلك الخشف النهاية 2/ 34. (6) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 78 والهيثمي في الزوائد 9/ 62 وقال رواه أحمد والطبراني بنحوه باختصار وفيهما مطرح بن زياد وعلي بن يزيد الألهاني وكلاهما مجمع على ضعفه وابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 316 عن أنس بن مالك. (7) أسد الغابة ت (7162) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 255 قال أبو موسى: هي غير أم سليم. وقد روى ابن عبّاس الحديث، فقال: الغميصاء أو الرميصاء ولم يسمّ زوجها. وأورد ابن مندة الحديث في ترجمة أم سليم. قال ابن الأثير: والصّواب مع أبي موسى، قلت: تقدّم حديث ابن عبّاس في حرف الرّاء. 11568- غنيّة بنت أبي إهاب: هي أم يحيى التي تزوجها عقبة بن الحارث النوفلي فقالت له جارية سوداء: قد أرضعتكما. تأتي في الكنى. القسم الثاني، والثالث، والرابع لم يذكر فيها أحد. حرف الفاء القسم الأول 11569- فاختة بنت الأسود بن المطّلب بن أسد «1» بن عبد العزّى القرشيّة الأسديّة «2» . كانت تحت صفوان بن أميّة بن خلف الجمحيّ، خلف عليها بعد أبيه، ففرّق الإسلام بينهما. أخرجه المستغفريّ، من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريح، قال: فرّق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهنّ، فذكرها. 11570- فاختة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الأنصارية، زوج أبي بكر الصّديق، سمّاها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة «3» ، وأنها المراد بقول أبي بكر لعائشة عند موته: ذو بطن ابنة خارجة، وقيل اسمها حبيبة. 11571- فاختة بنت أبي أحيحة: سعد بن العاص بن أميّة امرأة أبي العاص بن الرّبيع. تزوّجها بعد زينب بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وولد [ت له] «4» منها بنته مريم- ذكرها الزّبير. 11572- فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشميّة» ، أم هانئ،   (1) في أ: راشد. (2) أسد الغابة ت (7162) . (3) في أ: الآخرة. (4) سقط في أ. (5) أسد الغابة ت (7165) ، الاستيعاب ت (3494) ، الاستبصار 359، تهذيب الكمال 1690، تاريخ الإسلام 2/ 332 تهذيب التهذيب 12/ 481، خلاصة تذهيب الكمال 500، طبقات ابن سعد 8/ 47، طبقات خليفة 330 المعارف 36 و 120، الجرح والتعديل 9/ 467. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 256 أخت علي، وهي بكنيتها أشهر. وقيل اسمها هند. والأول أشهر. 11573- فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف القرشيّة النوفليّة، زوج معاوية بن أبي سفيان، لم يذكروا والدها في الصّحابة، فإن كان مات في الجاهليّة فكمن وقع له ذكر في العصر النّبويّ، فما قرب منه من أولاده له صحبة. وقد ذكر الزّبير بن بكّار في النّسب أنّ معاوية تزوّج كنود بنت قرظة المذكورة، ثم تزوّج أختها فاختة، ووقع في ترجمة معاوية: لأبيها قرظة أخبار منها: غزت معه غزوة قبرس، وذكر ذلك في الصّحيح في خبر أم حرام خالة أنس، فما أدري أيّ الأختين هي؟ 11574- فاختة بنت عمرو الزهرية «1» : خالة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم. أخرج الطّبرانيّ، من طريق عبد الرّحمن بن عثمان الوقّاصي، عن ابن المنكدر، عن جابر: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «وهبت خالتي فاختة بنت عمرو غلاما، وأمرتها ألّا تجعله جازرا ولا صائغا، ولا حجّاما» «2» . والوقاصيّ ضعيف. 11575- فاختة بنت غزوان: أخت عتبة. تقدم نسبها في ترجمته، وكانت «3» من المهاجرات. 11576- فاختة بنت الوليد بن المغيرة المخزوميّة «4» ، أخت خالد بن الوليد. تقدم نسبها في ترجمته، وكانت زوج صفوان بن أمية. أسلمت يوم الفتح، وبايعت. [قال أبو عمر: أسلمت] «5» قبل إسلام زوجها بشهر، قاله داود بن الحصين. وقال ابن مندة: لها ذكر، وليس لها حديث. وأخرج أبو نعيم، من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عبد العزيز بن عبد الرّحمن الإمامي، عن الزّهري، قال: كانت فاختة بنت الوليد عند صفوان بن أمية، وأم حكيم بنت الحارث عند عكرمة، فأسلمتا يوم الفتح. 11577- فارعة بنت أبي أمامة: أسعد بن زرارة الأنصاريّة «6» .   (1) أسد الغابة ت (7166) . (2) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 9417 وعزاه للطبراني عن جابر. (3) في أ: الوليد بن الوليد بن المغيرة. (4) أسد الغابة ت (7167) ، الاستيعاب ت (3495) . (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت (7168) ، الاستيعاب ت (3496) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 257 تقدّم نسبها في ترجمة أبيها، وقيل اسمها فريعة، وقد تقدّم ذكرها في ترجمة ابنتها زينب بنت نبيط امرأة أنس بن مالك. قال أبو عمر: كان أبو أمامة أوصى ببناته: فارعة، وحبيبة، وكبشة- إلى النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم فزوّج النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم. الفارعة- نبيط بن جابر من بني مالك بن النجار. وأخرج ابن مندة، من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم- أنه سمع زينب بنت نبيط امرأة أنس تحدّث عن أمها فريعة بنت أبي أمامة، قالت: جاءت إلى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم رعاث «1» من ذهب فحلي أختي حبيبة وكبشة منها، فلم يؤخذ منها صدقة. وقال ابن سعد: أمّها عميرة بنت سهل، وكانت الفريعة أكبر بنات أسعد بن زرارة، فلما بلغت خطبها نبيط بن جابر، فلما كانت الليلة التي زفت فيها قال لهم النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «قولوا: أتيناكم أتيناكم فحيّونا نحييكم» «2» . فولدت لنبيط عبد الملك، فسماه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وبرك فيه. وكانت الفريعة من المبايعات. وأخرج ابن الأثير من طريق المعافى بن عمران- أنه روى في تاريخه عن أبي عقيل صاحب نهية، عن نهية، عن عائشة، قالت: أهدينا يتيمة من الأنصار، فلما رجعنا قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «ما قلتم؟» قلنا: سلمنا وانصرفنا، قال: «إنّ الأنصار قوم يعجبهم الغزل، ألا قلت يا عائشة: أتيناكم أتيناكم فحيّونا نحييكم؟» «3» . قلت: وهذه اليتيمة هي الفارعة بنت أسعد بن زرارة. 11578- فارعة بنت ثابت بن المنذر بن حزام الأنصارية، من بني النّجّار، أخت حسان بن ثابت شاعر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) الرّعاث: القرط، وهي من حلي الأذن، واحدتها رعثة ورعثة، وجنسها الرّعث. النهاية 2/ 234. (2) أخرجه أحمد في المسند 3/ 391 عن جابر بن عبد اللَّه وأخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 612- 613، كتاب النكاح (9) باب الغناء والدف (21) الحديث (1900) ولفظه عن ابن عباس وأخرجه البزار ذكره الهيثمي في كشف الأستار 2/ 164 كتاب النكاح باب اللهو عند العرس الحديث (1432) ولفظه عن جابر وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 289. (3) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 20 عن عبيد بن خالد السلمي قال آخر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم .... الحديث كتاب الجهاد باب في النور يرى عند قبر الشهيد حديث رقم 2524 والنسائي في السنن 4/ 74 كتاب الجنائز باب الدعاء (77) حديث رقم 1985، وأحمد في المسند 4/ 219، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 371، 7/ 479، وابن أبي شيبة في المصنف 13/ 256 والطبراني في الكبير 5/ 90، والتبريزي في مشكاة المصابيح حديث رقم 286. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 258 ذكر أبو الحسن المدائنيّ أن طويا غنّى عبد اللَّه بن جعفر بشعر، فقال: لمن هذا الشّعر؟ قال: لفارعة أخت حسّان في عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام. قلت: مات والدها في الجاهليّة، وعبد الرّحمن بن الحارث كان في عهد النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم صغيرا كما تقدّم في ترجمته، فلا يتأتى أن يقال فيه الشّعر إلا بعد أن يبلغ، فتكون الفارعة من هذا القسم. 11579- فارعة بنت زرارة بن عدس «1» بن حرام الأنصاريّة «2» ، من بني مالك بن النّجّار، قاله أبو موسى في «الذّيل» ، كذا قال ابن الأثير. ولم أرها في الذّيل الّذي بخط الصّريفيني، ولعلها التي قبلها بواحدة نسبت إلى جدّها، ثم ظهر لي أنها عمتها. قال ابن سعد: الفارعة، وهي الفريعة بنت زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار، أخت أبي أمامة أسعد بن زرارة شقيقته، تزوّجها قيس بن فهد بن قيس بن ثعلبة، وأسلمت وبايعت. 11580- فارعة بنت أبي سفيان بن حرب بن أميّة الأمويّة «3» . ذكرها المستغفريّ، وأخرج من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: كان أوّل من خرج إلى الحبشة مهاجرا عبد اللَّه بن جحش حليف بني عبد شمس، احتمل بأهله وأخيه، وهو أبو أحمد، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب. 11581- الفارعة بنت أبي الصّلت: أخت أميّة بن أبي الصّلت «4» الشّاعر المشهور. قال أبو عمر: قدمت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بعد فتح الطائف، وكانت ذات لبّ وعفاف وجمال، وكان يعجب بها، وقال لها يوما: هل تحفظين من شعر أخيك شيئا؟ فأخبرته خبره وما رأت منه، وقصّت قصّته في شقّ جوفه وإخراج قلبه وردّه مكانه وهو نائم. وأنشدته شعره الّذي أوله: باتت همومي تسري طوارقها ... أكفّ عيني والدّمع سابقها   (1) في أ: عدي. (2) أسد الغابة ت (7169) . (3) أسد الغابة ت (7170) . (4) أسد الغابة ت (7171) ، الاستيعاب ت (3497) ، أعلام النساء 4/ 19، تجريد أسماء الصحابة 2/ 293. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 259 ما رغّب النّفس في الحياة وإن ... تحيا قليلا فالموت لا حقها «1» [المنسرح] نحو ثلاثة عشر بيتا، يقول فيها: يوشك من فرّ من منيّته ... يوما على غرّة يوافقها من لم يمت عبطة يمت هرما ... للموت كأس والمرء ذائقها «2» [المنسرح] وأنه قال عنده المعاينة: كلّ عيش وإن تطاول يوما ... صائر مرّة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا «3» . [الخفيف] فقال لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «كان مثل أخيك كمثل الّذي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ... » [الأعراف: 175] الآية. قال أبو عمر: اختصرته واقتصرت منه على النكت، ثم ساق سنده إلى وثيمة بن موسى، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، قال: قدمت الفارِعة، قال ... فذكره بتمامه. قلت: وأخرج القصّة أبو نعيم من طريق ثعلب، عن ابن الأعرابيّ، قال: قال ابن إسحاق بهذا السّند نحوه، وأخرجها ابن أبي عاصم، وابن مندة، من طريق إبراهيم بن محمد بن يحيى السّجزيّ، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن الزّهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عبّاس- أنّ فارعة بنت أبي الصّلت الثّقفي جاءت إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فسألها عن قصّة أبيها وأخيها، فقالت: قدم أخي من سفر، فأتانا فنام على سريري، فأقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشقّ ما بين صدره إلى ستهه، قال: فذكر قصّة موته بطولها. قلت: وفي السّند إلى ابن إسحاق ضعف. وأخرج القصّة الفاكهيّ في كتاب مكّة، من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس مطوّلة. وقد نقلها الثّعلبيّ في تفسيره، وفيها   (1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3497) ، أسد الغابة ترجمة رقم (7171) . (2) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة (7171) ، والاستيعاب ترجمة رقم (3497) . (3) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (7171) ، الاستيعاب ترجمة رقم (3497) ، خزانة الأدب 1/ 121. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 260 أنها أنشدت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عدة قصائد من شعره يصرّح فيها بالإيمان والبعث، منها قوله من قصيدة: يوقف النّاس للحساب جميعا ... فشقيّ معذّب وسعيد [الخفيف] ومنها من قصيدة: لك الحمد والنّعماء والفضل ربّنا ... ولا شيء أعلى منك جدّا وأمجد مليك على عرش السّماء مهيمن ... لعزّته تعنو الوجوه وتسجد [الطويل] ومنها من قصيدة: يوم نأتي الرّحمن وهو رحيم ... إنّه كان وعده مأتيّا إن أؤاخذ بما اجترمت فإنّي ... سوف ألقى من العذاب قويّا ربّ إن تعف فالمعافاة ظنّي ... أو تعاقب فلم تعاقب بريّا [الخفيف] فقال لها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «آمن شعره وكفر قلبه» ، فنزلت: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ... [الأعراف: 175] الآية. 11582- فارعة بنت عبد الرحمن الخثعمية «1» . لها ذكر في الصّحابة، روى عنها السّري بن عبد الرّحمن، كذا في الاستيعاب. 11583- فارعة بنت عتبة بن عبد شمس العبشمية، أخت هند وخالة معاوية، كانت زوج حبيب بن عمرو بن حممة الدّوسيّ. ذكرها البلاذريّ. 11584- فارعة بنت مالك بن سنان الخدرية «2» تأتي في الفريعة. 11585- فارعة الجنّية. ذكرها حمزة بن يوسف الجرجانيّ في «تاريخ جرجان» ، قال: أخبرنا أبو أحمد بن عديّ، حدّثنا عبد المؤمن بن أحمد، حدّثنا جعفر بن الحكم، حدثنا لهيعة بن عبد اللَّه بن لهيعة، [عن أبيه] «3» عن أبي الزّبير عن جابر- أن امرأة من الجنّ كانت تأتي النبيّ صلّى اللَّه   (1) أسد الغابة ت (7172) ، الاستيعاب ت (3498) . (2) أسد الغابة ت (7174) . (3) سقط في أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 261 عليه وآله وسلّم في نساء من قومها، فأبطأت عليه مرّة ثم جاءت فقال: «ما أبطأك؟» قالت: موت ميّت لنا بأرض الهند، فذهبت في تعزيته، فرأيت إبليس في طريقي قائما يصلّي على صخرة، فقلت: «ما حملك على أن أضللت آدم؟ قال: دعي عنك هذا. قلت: تصلي وأنت أنت! قال: نعم يا فارعة بنت العبد الصّالح، إني لأرجو من ربي إذا أبر قسمه أن يغفر لي. وفي سنده من لا يعرف. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 11586- فاضلة، امرأة عبد اللَّه بن أنيس «1» : مختلف في اسمها. تقدّم ذكرها، كذا عند ابن مندة. وقال أبو عمر: فاضلة الأنصاريّة زوج عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ، حديثها عند أهل المدينة، قالت: خطبنا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فحثنا على الصّدقة. قلت: أخرجه الحسن بن سفيان في مسندة، من طريق موسى بن عبيدة الرّبذي أحد الضّعفاء، عن أخيه محمد بن عبيدة، عن أخيه عبد اللَّه بن عبيدة، عن يحيى بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أمّه، وهي بنت عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّ، عن أمها فاضلة الأنصارية، قالت: خطبنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فحثّ على الصّدقة، فبعثت إليه بحلي لي، وقلت: هو صدقة للَّه عزّ وجلّ، فردّه، وقال: إني لا أقبل صدقة من امرأة إلا بإذن زوجها، فبعثت إليه به مع زوجي، فقال: هو لها يا رسول اللَّه ورثته من أبيها، فقبله. 11587- فاطمة الزّهراء: بنت إمام المتقين رسول اللَّه: محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشميّة «2» ، صلّى اللَّه على أبيها وآله وسلّم ورضي عنها. كانت تكنى أم أبيها، بكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة. ونقل ابن فتحون عن بعضهم بسكون الموحّدة بعدها نون، وهو تصحيف، وتلقّب الزهراء. روت عن أبيها. روى عنها ابناها، وأبوهما، وعائشة، وأم سلمة، وسلمى أم رافع، وأنس. وأرسلت عنها فاطمة بنت الحسين وغيرها.   (1) أسد الغابة ت (7175) ، الاستيعاب ت (3499) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 293. (2) أسد الغابة ت (7183) ، الاستيعاب ت (3505) ، مسند أحمد 6/ 282، طبقات ابن سعد 8/ 19، طبقات خليفة 330، تاريخ خليفة 65، المعارف 141، حلية الأولياء 2/ 39، المستدرك 3/ 151، جامع الأصول 9/ 125، تهذيب الكمال 690، تاريخ الإسلام 1/ 360، العبر 1/ 13، مجمع الزوائد 9/ 201، تهذيب التهذيب 12/ 440، كنز العمال 13/ 674، شذرات الذهب 1/ 9، خلاصة تذهيب الكمال 494. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 262 قال عبد الرّازق، عن ابن جريج: قال لي غير واحد: كانت فاطمة أصغر بنات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأحبهنّ إليه. وقال أبو عمر: اختلفوا أيتهن أصغر؟ والّذي يسكن إليه اليقين أنّ أكبرهنّ زينب، ثم رقيّة، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة. وقد تقدّم شيء من هذا في ترجمة رقية. واختلف في سنة مولدها، فروى الواقديّ، عن طريق أبي جعفر الباقر، قال: قال العبّاس: ولدت فاطمة والكعبة تبنى، والنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابن خمس وثلاثين سنة، وبهذا جزم المدائنيّ. ونقل أبو عمر عن عبيد اللَّه بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي- أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر، وهي أسنّ من عائشة بنحو خمس سنين، وتزوّجها عليّ أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر، وقيل غير ذلك. وانقطع نسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلا من فاطمة. ذكر ابن إسحاق في «المغازي الكبرى» : حدّثني ابن أبي نجيح، عن علي- أنه خطب فاطمة، فقال له النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هل عندك من شيء؟» قلت: لا. قال: «فما فعلت الدّرع التي أصبتها» - يعني من مغانم بدر. وقال ابن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثنا سليمان- هو ابن بلال، حدّثني جعفر بن محمد، عن أبيه: أصدق عليّ فاطمة درعا من حديد. وعن حازم، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لعليّ حين زوّجه فاطمة: «أعطها درعك «1» الحطميّة» «2» . هذا مرسل صحيح الإسناد. وعن يزيد بن هارون، عن جرير بن حازم، عن أيّوب أتمّ منه. وأخرج أحمد في مسندة، من طريق ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليّا يقول: أردت أن أخطب إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنته، فقلت: واللَّه ما لي من   (1) هي التي تحطم السيوف أي تكسرها، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع وهذا أشبه الأقوال. النهاية 1/ 402. (2) أخرجه أبو داود (2126) ، والطبراني في الكبير 11/ 355 والبيهقي في السنن 7/ 252 وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 199. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 263 شيء، ثمّ ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه، فقال: «وهل عندك شيء؟ فقلت: لا. قال: «فأين درعك الحطميّة الّتي أعطيتك يوم كذا وكذا؟» قلت: هو عندي. قال: «فأعطها إيّاها» . وله شاهد عند أبي داود من حديث ابن عبّاس. وأخرج ابن سعد، عن الواقديّ، من طريق أبي جعفر، قال: نزل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على أبي أيّوب، فلمّا تزوّج عليّ فاطمة قال له: «التمس منزلا» ، فأصابه مستأخرا، فبنى بها فيه، فجاء إليها، فقالت له: كلّم حارثة بن النّعمان. فقال: قد تحوّل حارثة حتى استحييت منه، فبلغ حارثة فجاء فقال: يا رسول اللَّه، واللَّه الّذي تأخذ أحبّ إلي من الّذي تدع. فقال: صدقت، بارك اللَّه فيك، فتحوّل حارثة من بيت له فسكنه عليّ بفاطمة. ومن طريق عمر بن عليّ، قال: تزوّج عليّ فاطمة في رجب سنة مقدمهم المدينة، وبنى بها مرجعه من بدر، ولها يومئذ ثمان عشرة سنة. وفي «الصّحيح» عن عليّ قصّة الشّارفين لما ذبحهما حمزة، وكان عليّ أراد أن يبني بفاطمة، فهذا يدفع قول من زعم أنّ تزويجه بها كان بعد أحد، فإن حمزة قتل بأحد. قال يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، قالت عائشة: ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة غير أبيها. أخرجه الطّبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من المعجم الأوسط، وسنده صحيح على شرط الشّيخين إلى عمر. وقال عكرمة، عن ابن عبّاس: خطّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أربعة خطوط، فقال: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية» «1» . وقال أبو يزيد المدائني، عن أبي هريرة- مرفوعا: «خير نساء العالمين أربع: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة» «2» . وقال الشّعبي، عن جابر: «حسبك من نساء العالمين أربع ... » «3» فذكرهن.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 185 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 226 وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. (2) أخرج ابن حبان في صحيحه 4/ 549 عن أنس بن مالك حديث رقم 2222 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 185، 9/ 404، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34404. (3) أخرجه أحمد في المسند 3/ 135 وابن أبي شيبة في المصنف 12/ 134 وأبو نعيم في الحل 2/ 344 وقال هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به عنه معمر حدث به الأئمة عن عبد الرزاق أحمد وإسحاق وأبو مسعود وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 157 وقال هذا الحديث في المسند لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل هكذا. وقال الذهبي معمر عن أنس مرفوعا حسبك من النساء العالمين أربع مريم وآسية امرأة فرعون وخديجة وفاطمة البخاري ومسلم ويروى عن معمر عن الزهري. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 264 وقال عبد الرّحمن بن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعا: «سيّدة نساء أهل الجنّة فاطمة إلّا ما كان من مريم» «1» . وفي الصّحيحين- عن المسور بن مخرمة: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على المنبر يقول: «فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها، ويريبني ما رابها» «2» . وعن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن عليّ، قال: قال النّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لفاطمة: «إنّ اللَّه يرضى لرضاك، ويغضب لغضبك» . وأخرج الدولابيّ في الذّرية الطّاهرة بسند جيد عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلة بني عليّ بفاطمة: «لا تحدث شيئا حتّى تلقاني» ، فدعا بماء فتوضأ منه، ثم أفرغه عليهما، وقال: «اللَّهمّ بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما» «3» . وقالت أم سلمة: في بيتي نزلت: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... [الأحزاب: 33] الآية. قالت: فأرسل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين، فقال: «هؤلاء أهل بيتي» الحديث. وأخرج التّرمذيّ والحاكم في «المستدرك» ، وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال مسروق، عن عائشة: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «مرحبا بابنتي» «4» ، ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسرّ إليها حديثا فبكت، ثم أسرّ إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن!   (1) أخرجه البخاري في صحيح 5/ 25، 36، وأحمد في المسند 3/ 80، 5/ 391، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34224. (2) أخرج البخاري في الصحيح 5/ 26، 36 والحاكم في المستدرك 3/ 158 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي بقوله صحيح والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 64، 10/ 201 وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 130، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34222، 34223. (3) أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 4 وابن سعد في الطبقات 8/ 13. (4) أصله في البخاري 4/ 248 ومسلم 4/ 1905 (99- 2450) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 265 فسألتها عمّا قال. فقالت: ما كنت لأفشي على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سرّه، فلما قبض سألتها فأخبرتني أنه قال: «إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرة، وإنّه عارضني العام مرّتين، وما أراه إلّا قد حضر أجلي، وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السّلف أنا لك» . فبكيت: فقال: «ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين؟» فضحكت «1» . أخرجاه. وقالت أم سلمة: جاءت فاطمة إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسألتها عنه، فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة، فبكيت، فقال: «أما يسرّك أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة إلّا مريم» ، فضحكت. أخرجه أبو يعلى. وأخرج ابن أبي عاصم، عن عبد اللَّه بن عمرو بن سالم المفلوج بسند من أهل البيت عن علي أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لفاطمة: «إنّ اللَّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك» » . وأخرج التّرمذيّ من حديث زيد بن أرقم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين- أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم» «3» . ونقل أبو عمر في قصّة وفاتها أنّ فاطمة أوصت عليّا أن يغسلها هو وأسماء بنت عميس. واستبعده ابن فتحون، فإن أسماء كانت حينئذ زوج أبي بكر الصّديق، قال: فكيف تنكشف بحضرة عليّ في غسل فاطمة، وهو محلّ الاستبعاد. وقد وقع عند أحمد أنها اغتسلت قيل موتها بقليل، وأوصت ألّا تكشف، ويكتفى بذلك في غسلها، واستبعد هذا أيضا. وقد ثبت في الصّحيح عن عائشة أنّ فاطمة عاشت بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ستة أشهر. وقال الواقديّ، وهو ثبت: وروى الحميديّ، عن سفيان، عن عمرو بن دينار-   (1) أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 248، 6/ 229 وأحمد في المسند 6/ 282، وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 26 رواه الطبراني بإسناد ضعيف وروى البزار بعضه أيضا وفي رجاله ضعف، وأورده البيهقي في دلائل النبوة 7/ 155 وعزاه البخاري في الصحيح. (2) أخرجه الطبراني في الكبير 1/ 66 والحاكم في المستدرك 3/ 154، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وعقب الذهبي بل حسين منكر الحديث ولا يحل أن يحتج به قال الهيثمي في الزوائد 9/ 206 رواه الطبراني وإسناده حسن. (3) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 39، 11/ 444. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 266 أنها بقيت بعده ثلاثة أشهر وقال غيره: بعده أربعة أشهر، وقيل شهرين، وعند الدّولابي في الذّرية الطّاهرة: بقيت بعده خمسة وتسعين يوما. وعن عبد اللَّه بن الحارث بقيت بعده ثمانية أشهر. وأخرج ابن سعد، وأحمد بن حنبل، من حديث أمّ رافع، قال: مرضت فاطمة فلما كان اليوم الّذي توفيت قالت لي: يا أمة، اسكبي لي غسلا، فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل. ثم لبست ثيابا لها جددا ثم قالت: اجعلي فراشي وسط البيت، فاضطجعت عليه، واستقبلت القبلة، وقالت يا أمة، إني مقبوضة الساعة، وقد اغتسلت، فلا يكشفنّ لي أحد كنفا «1» ، فماتت، فجاء عليّ فأخبرته فاحتملها ودفنها بغسلها ذلك. وأخرج ابن سعد من طريق محمد بن موسى- أنّ عليا غسّل فاطمة. ومن طريق عبيد اللَّه بن أبي بكر، عن عمرة، قالت: صلّى العباس على فاطمة، ونزل هو وعلي والفضل بن عبّاس في حفرتها. وروى الواقديّ، عن طريق الشّعبي، قال: صلّى أبو بكر على فاطمة، وهذا فيه ضعف وانقطاع. وقد روى بعض المتروكين عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه نحوه، ووهّاه الدّارقطنيّ، وابن عديّ. قال ابن سعد: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن علي أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحاءين وسقاءين، قال: فقال عليّ لفاطمة يوما: سنوت «2» حتى اشتكيت صدري، وقد جاء اللَّه بسبي فاذهبي فاستخدمي. فقالت: وأنا واللَّه قد طحنت حتى مجلت «3» يداي، فأتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «ما جاء بك أي بنيّة؟» فقالت: جئت لأسلّم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فأتياه جميعا، فذكر له عليّ حالهما، قال: «لا واللَّه لا أعطيكما، وأدع أهل الصّفة تتلوّى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم» ، فرجعا، فأتاهما وقد دخلا قطيفتهما، إذ غطيا رءوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطّيا أقدامهما انكشفت رءوسهما، فثارا، فقال: «مكانكما، ألا أخبركما بخير ممّا   (1) الكنف: الجانب. النهاية 4/ 204. (2) يقال: سنوت الدّلو سناوة إذا جررتها من البئر. اللسان 3/ 2129. (3) ثخن جلدها وتعجّر وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالأشياء الصّلبة الخشنة. النهاية 4/ 300. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 267 سألتماني؟» فقالا: بلى. فقال: «كلمات علّمنيهنّ جبريل، تسبّحان، في دبر كلّ صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبّران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبّحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبّرا أربعا وثلاثين» . قال علي: فو اللَّه ما تركتهنّ منذ علمنيهن. وقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم اللَّه يا أهل الطروق! ولا ليلة صفين. وقال: أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا جرير بن حازم، حدثنا عمرو بن سعيد، قال: كان في علي شدة على فاطمة، فقالت: واللَّه لأشكونك إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فانطلقت وانطلق عليّ في أثرها، فكلمته، فقال: «أي بنيّة، اسمعي واستمعي واعقلي، إنّه لا إمرة لامرأة لا تأتي هوى زوجها وهو ساكت» . قال علي: فكففت عما كنت أصنع، وقلت: واللَّه لا أتي شيئا تكرهينه أبدا. أخبرنا عبيد اللَّه بن موسى، حدثنا عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان بين عليّ وفاطمة كلام، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج، قال: فقيل له: دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك! فقال: وما يمنعني وقد أصلحت بين أحبّ اثنين إلي. وأخرج الواقديّ بسند له، عن أبي جعفر، قال: دخل العباس على عليّ وفاطمة وهي تقول: أنا أسن منك. فقال العباس: ولدت فاطمة وقريش تبني الكعبة، وولد علي قبلها بسنوات. وقال الواقديّ: توفيت فاطمة ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة. ومن طريق عمرة: صلّى العباس على فاطمة، ونزل في حفرتها هو وعليّ والفضل. ومن طريق علي بن الحسين أنّ عليّا صلّى عليها ودفنها بليل بعد هدأة. وذكر عن ابن عباس أنه سأله فأخبره بذلك. وقال الواقديّ: قلت لعبد الرحمن بن أبي الموالي: إن الناس يقولون: إن قبر فاطمة بالبقيع. فقال: ما دفنت إلا في زاوية في دار عقيل، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع. 11588- فاطمة بنت أسد بن هاشم «1» بن عبد مناف الهاشمية، والد علي وإخوته.   (1) أسد الغابة ت (7176) ، الاستيعاب ت (3500) ، أعلام النساء ج 3/ 33، الثقات ج 3/ 336، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 293، تلقيح فهوم أهل الأثر 317، مقاتل الطالبيين 7، 8، 9، 10، 24. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 268 قيل: إنها توفّيت قبل الهجرة. والصحيح أنها هاجرت وماتت بالمدينة، وبه جزم الشعبي، قال: أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة. وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كفّن فاطمة بنت أسد في قميصه، وقال: لم نلق بعد أبي طالب أبرّ بي منها. وقال الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري عن علي: قلت لأمي: اكفي فاطمة سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك الطحن والعجن. وقال الزّبير بن بكّار: هي أوّل هاشمية ولدت خليفة، ثم بعدها فاطمة الزهراء، وسيأتي لها ذكر في فاطمة بنت حمزة يدلّ على أنها ماتت بالمدينة. قال ابن سعد: كانت امرأة صالحة، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يزورها ويقيل في بيتها. 11589- فاطمة بنت أبي الأسد «1» : وقيل بنت الأسود بن عبد الأسد. قال أبو عمر: هي التي قطعها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في السرقة، وقال لأسامة بن زيد لما شفع فيها: «أتشفع في حدّ من حدود اللَّه؟» «2» . روى حديثها حبيب بن أبي ثابت، وسماها. قلت: وأخرج عبد الغنيّ بن سعيد في «المبهمات» ، من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل عن عمار الدهني، عن أبي وائل، قال: سرقت فاطمة بنت أبي الأسد بنت أخي أبي سلمة فأشفقت قريش بأن تقطع فكلموا أسامة ... الحديث. وقال ابن سعد: فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد أسلمت وبايعت، وهي التي سرقت فقطع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يدها. أخبرنا ابن نمير، عن الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت- يرفع الحديث- أن فاطمة   (1) أسد الغابة ت (7177) ، الاستيعاب ت (3501) . (2) أخرجه البخاري 4/ 213، 8/ 199 عن عائشة من كتاب الحدود باب 12 كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان حديث رقم 6788 ومسلم 3/ 1315 من كتاب الحدود باب 2 قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود حديث رقم 1688. والنسائي 8/ 73 في كتاب قطع السارق باب 6 ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين حديث رقم 4899. وأبو داود 2/ 537 من كتاب الحدود باب في الحد يشفع حديث رقم 4373 والترمذي 4/ 29 كتاب الحدود باب 6 ما جاء من كراهية أن يشفع في الحدود حديث رقم 1430. وابن ماجة 2/ 851 كتاب الحدود باب 6 الشفاعة في الحدود حديث رقم 2547 والدارميّ 2/ 173، البيهقي 8/ 253. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 269 بنت الأسود بن عبد الأسد سرقت على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حليا، فاستشفعوا على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بغير واحد، وكلّموا أسامة بن زيد ليكلم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان يشفعه، فلما أقبل أسامة ورآه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «لا تكلّمني يا أسامة، فإنّ الحدود إذا انتهت إليّ فليس لها مترك، ولو كانت بنت محمّد فاطمة لقطعتها» . قال ابن سعد: وفي رواية أهل المدينة وغيرهم من أهل مكة- أن التي سرقت فقطع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يدها أم عمرو بنت سفيان بن عبد الأسد. 11590- فاطمة بنت جنيد بن عمرو بن عبد شمس بن عمرو، زوج العباس بن عبد المطلب، ووالدة الحارث ولده. ذكرها الزبير بن بكار. 11591- فاطمة بنت الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب «1» بن سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية. تقدم ذكرها في ترجمة أمها رائطة. 11592- فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى «2» بن قصيّ القرشية الأسدية. ثبت ذكرها في الصّحيحين من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، «إنّي امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصّلاة» ؟ قال: «لا» ، «إنّما ذلك عرق، وليست الحيضة ... » الحديث. ورواه المنذر بن المغيرة، عن عروة- أن فاطمة بنت أبي حبيش، وفي لفظ عن فاطمة، وفي لفظ: حدثتني فاطمة، حديثه أخرجه أبو داود والنسائي. والأول هو المشهور. 11593- فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب «3» بن هاشم الهاشمية، أمّها سلمى بنت عميس. قال ابن السّكن: تكنى أم الفضل. وقال الدار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة: يقال لها أم أبيها. زوجها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد. وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق أبي فاختة، عن جعدة بن هبيرة، عن علي، قال: أهدي إلى رسول اللَّه   (1) أسد الغابة ت (7178) ، الاستيعاب ت (3502) . (2) أسد الغابة ت (7179) ، الاستيعاب ت (3503) ، بقي بن مخلد 430. (3) أسد الغابة ت (7180) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 270 صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حلة إستبرق، فقال: «اجعلها خمرا بين الفواطم» «1» ، فشققتها أربعة أخمرة: خمارا لفاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وخمارا لفاطمة بنت أسد، وخمارا لفاطمة بنت حمزة، ولم يذكر الرابعة. قلت: ولعلها امرأة عقيل الآتية قريبا. 11594- فاطمة بنت الخطاب بن نفيل القرشية العدوية، أخت عمر «2» . تقدم نسبها في ترجمة أخيها، أسلمت قديما مع زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وحكى الدار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» أن اسمها أميمة، قال: وولدت لسعد بن زيد ابنه عبد الرحمن. وقال أبو عمر: خبرها في إسلام عمر خبر عجيب. قلت: أخرجه محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأبو نعيم في «3» طريقه، ومن طريق إسحاق بن عبد اللَّه، عن أبان بن صالح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: سألت عمر عن إسلامه، قال: خرجت بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام فإذا فلان بن فلان المخزوميّ، فقلت له: أرغبت عن دين آبائك إلى دين محمد؟ قال: قد فعل ذلك من هو أعظم عليك حقا مني؟ قال: قلت: ومن هو؟ قال: أختك وختنك «4» . قال: فانطلقت فوجدت الباب مغلقا، وسمعت همهمة، قال: ففتح لي الباب، فدخلت، فقلت: ما هذا الّذي أسمع؟ قالت: ما سمعت شيئا، فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأسها، فقالت: قد كان ذلك رغم أنفك. قال: فاستحييت حين رأيت الدم، وقلت: أروني الكتاب ... فذكر القصة بطولها. وروى الواقديّ عن فاطمة بنت مسلم الأشجعيّة، عن فاطمة الخزاعية، عن فاطمة بنت الخطاب- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا تزال أمّتي بخير ما لم يظهر فيهم حبّ الدّنيا في علماء فسّاق، وقرّاء جهّال، وجبابرة، فإذا ظهرت خشيت أن يعمّهم اللَّه بعقاب» . وسيأتي في الكنى أن الزبير قال: إن والدة عبد الرحمن الأكبر بن سعيد بن زيد هي أم جميل بنت الخطاب، فكأن اسمها فاطمة، ولقبها أميمة، وكنيتها أم جميل.   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1189 في كتاب اللباس باب 19 لبس الحرير والذهب للنساء حديث رقم 3596. (2) أسد الغابة ت (8182) ، الاستيعاب ت (3504) . (3) في أ: من طريقه. (4) الأختان من قبل المرأة والأحماء من قبل الرجل والصهر يجمعهما، وخاتن الرّجل الرّجل إذا تزوج إليه. النهاية 2/ 10. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 271 وقال ابن سعد: وقع في كتاب النسب أنّ التي تزوّج بها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رملة، وهي أم جميل بنت الخطاب. 11595- فاطمة بنت سودة بن أبي ضبيس «1» - بضاد معجمة وموحدة ثم مهملة مصغر، الجهنية. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11596- فاطمة بنت شريح الكلابية: نقل ابن بشكوال، عن أبي عبيدة- أنه ذكرها في زوجات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11597- فاطمة بنت شريك بن سحماء: لها ذكر في ترجمة والدها. 11598- فاطمة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «2» . تزوجها عقيل بن أبي طالب، ذكر ابن هشام أنّ عقيلا دخل عليها يوم حنين بعد الوقعة، فقالت له: ماذا غنمت؟ فناولها إبرة، فإذا منادي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أن أدوا «3» الخياط والمخيط، فأخذ الإبرة منها فألقاها في المغانم. وذكر الواقديّ هذا لفاطمة بنت الوليد بن عتبة، وقيل اسم امرأة عقيل فاطمة بنت عتبة أخت هند، جاء ذلك عن ابن أبي مليكة. 11599- فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث بن حمل بن شق «4» بن رقبة بن مخدج «5» الكنانية، امرأة عمرو بن أبي أحيحة سعيد بن العاص. ذكرها ابن إسحاق في تسمية من هاجر من بني أمية إلى الحبشة، فقال: وعمرو بن سعيد ومعه امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، وماتت بها، ونسبها ابن سعد وقال: أسلمت بمكة قديما. 11600- فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية «6» . ذكرها أبو عمر، فقال: قال ابن إسحاق: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد وفاة ابنته زينب، وخيّرها حين أنزلت آية التخيير، فاختارت فاختارت الدنيا، ففارقها،   (1) أسد الغابة ت (7184) . (2) أسد الغابة ت (7185) . (3) في أ: ينادي أن أدوا. (4) أسد الغابة ت (7186) ، الاستيعاب ت (3506) . (5) في أ: رقبة بن محرم. (6) أسد الغابة ت (7187) ، الاستيعاب ت (3507) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 272 فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول: أنا الشّقيّة، اخترت الدنيا. قال أبو عمر: هذا عندنا غير صحيح، لأن ابن شهاب يروي عن أبي سلمة وعروة عن عائشة- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين خيّر أزواجه بدأ بها، فاختارت اللَّه ورسوله، قال: وتتابع أزواج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كلهن على ذلك. وقال قتادة، وعكرمة: كان عنده حين خيرهن تسع نسوة، وهن اللاتي توفّي عنهن، وكذا قال جماعة: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت، واختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا، ولا يصحّ فيها شيء، وقد قيل: إن الضحاك بن سفيان عرض عليه ابنته فاطمة، وقال: إنها لم تصدع قط، فقال: «لا حاجة لي بها» ، وقد قيل: إنه تزوّجها سنة ثمان. انتهى كلام ابن عبد البرّ. ويحتاج كلامه إلى شرح، وعليه في بعضه مؤاخذات: أما حديث ابن شهاب بما ذكر فهو في الصحيح. [لكن آخره: وأبي سائر ... وأما قول قتادة فأخرجه ... وأما قول عكرمة فأخرجه ... وأما قوله: وهن اللاتي توفّي عنهن، ففيه نظر، لأن آية التخيير كانت ... وتزوج بعد ذلك ... ] «1» . وأما الّذي قال: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي المستعيذة فهو قول حكاه الواقديّ، عن ابن مناح، قال: استعاذت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهذا لا يبطل قول ابن إسحاق إن الكلابية اختارت، وكانت تقول: أنا الشقية، لأنّ الجمع ممكن. وأما قوله: اختلف في المستعيذة اختلافا كثيرا فهو حقّ، فقال ابن سعد: اختلف علينا في الكلابية، اختلف علينا في اسمها، فقيل فاطمة بنت الضحاك بن سفيان، وقيل عمرة بنت يزيد بن عبيد، وقيل سنا بنت سفيان بن عوف، ثم قيل هي واحدة اختلف في اسمها، وقيل ثلاث، ثم أسند عن الواقديّ عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، قال: هي فاطمة بنت الضحاك دخل عليها فاستعاذت منه، فطلّقها فكانت تلقط البعر، وتقول: أنا الشقية. وأسنده بالسند المذكور، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وعلى وآله وسلّم الكلابية، فلما دخلت عليه فدنا منها قالت: أعوذ باللَّه منك. فقال: «لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك» . ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، عن أم منّاح- بتشديد النون وبالمهملة- قالت:   (1) ما بين المعقوفين هكذا في الأصل، وكذا في هامش هـ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 273 كانت التي استعاذت قد ولهت وذهب عقلها، وكانت تقول: إذا استأذنت على أمهات المؤمنين: أنا الشقية، وتقول: إنّما خدعت. ومن طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: كان دخل بها، ولكنه لما خير نساءه اختارت قومها، ففارقها، فكانت تلقط البعر، وتقول: أنا الشقية. وقيل: إن المستعيذة سنا بنت النعمان بن أبي الجون، أسنده ابن سعد عن الواقديّ، عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن عبد الواحد بن أبي عون. وقيل أسماء بنت النعمان بن أبي الجون، أسنده عن الواقدي، عن عمرو بن صالح، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس. ومن طريق أبي أسيد الساعدي كالقصة التي في الصحيح، وفي آخرها: فكانت تقول: أدعوني الشقية. ومن وجه آخر، عن أبي أسيد- أن المستعيذة توفيت في خلافة عثمان. وأما قوله: ولا يصح منها شيء فعجيب، فقد ثبتت قصتها في الصحيح من حديث أبي أسيد الساعدي، إلا أن كان مراده بنفي الصحة الجزم بالكلابية دون غيرها، فهو ممكن على بعده. وأما قوله: إن الضحاك بن سفيان، عرض عليه ابنته، وقال: إنها لم تصدع- فأخرجه في الصحيح. وأما قوله: وقد قيل إنه تزوجها سنة ثمان، فالظاهر أن الضمير لصاحبة الترجمة، ومقتضاه أنه تقدم قول يخالفه، ولم يتقدم إلا قوله في أول الترجمة إنه تزوجها بعد وفاة ابنته زينب. وقد أسند ابن سعد، عن الواقديّ، عن إبراهيم بن وثيمة، عن أبي وجزة، قال: تزوّج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الكلابية في ذي العقدة سنة ثمان منصرفة من الجعرانة، وعن إسماعيل بن مصعب، عن شيخ من رهطها- أنها توفيت سنة ستين. 11601- فاطمة بنت أبي طالب «1» : قيل: هي أم هانئ. وستأتي في الكنى- ذكرها أبو نعيم. 11602- فاطمة بنت عامر بن حذيم القرشية الجمحية، أخت سعيد بن عامر الصحابي المشهور.   (1) أسد الغابة ت (7188) ، الثقات 3/ 337، الدر المنثور 356، تجريد أسماء الصحابة 2/ 294، تقريب التهذيب 2/ 609، 625، تهذيب التهذيب 12/ 440، 481. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 274 كانت زوج المغيرة بن أبي العاص عم عثمان بن عفان، فولدت له عائشة التي تزوّجها مروان، فولدت له عبد الملك. ذكر ذلك الزبير بن بكار. 11603- فاطمة بنت عبد اللَّه: والدة عثمان بن أبي العاص الثقفي «1» . ذكرها أبو عمر، فقال: شهدت ولادة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين وضعته أمه آمنة، وكان ذلك ليلا، قالت: فما شيء انظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى أني لأقول ليقعن عليّ. قلت: أسند ذلك [أبو عمر] «2» . 11604- فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «3» ، أخت هند أم معاوية. روت عنها أم محمد بن عجلان، وهي مولاتها، قاله أبو عمر. قلت: أسنده ابن مندة، من طريق أبي بكر بن عياش، عن محمد بن عجلان، عن أمه، عن فاطمة، قالت: قلت: يا رسول اللَّه، ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلى أن يذلهم اللَّه من أهل خبائك ... الحديث. قال: ورواه ابن أبي أويس، عن أبيه، عن ابن عجلان، وزاد شيئا فيه، والطبراني من طريق يعقوب بن محمد، عن أبي بكر بن أويس، عن أبي أيوب مولى القاسم، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن فاطمة بنت عتبة- أن أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها فبايعتا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما اشترط قالت له هند: هل تعلم في نساء قومك من هذه المنهيات شيئا؟ فقال: بايعيه، فهكذا الشرط. قال ابن سعد: تزوجها قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف، فولدت له الوليد، وهشاما، ومسلما، وعتبة، وأبي بن قرظة، وآمنة بنت قرظة، وفاختة التي تزوجها معاوية. ثم أسلمت وبايعت، فتزوجها أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة. وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن ابن أبي مليكة، قال: تزوّج عقيل بن أبي طالب فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، فكانت تقول له إذا دخل: أين عتبة بن ربيعة؟ فقال لها يوما، وقد أضجرته: عن يسارك إذا دخلت النار، فقالت: لا يجمع رأسي ورأسك بيت، وأتت عثمان فبعث معها ابن عباس ومعاوية فوعداها، فلما حضر وجداهما مصطلحين.   (1) أسد الغابة ت (7189) ، الاستيعاب ت (3508) . (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (7190) ، الاستيعاب ت (3509) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 275 وأخرجه موصولا عن ابن عباس باختصار، وفي سنده والواقدي. 11605- فاطمة بنت علقمة بن عبد اللَّه بن أبي قيس، أم قهطم العامرية، هاجرت مع زوجها سليط بن عمرو إلى الحبشة، فولدت له سليط بن سليط، كذا سماها، وكناها ابن سعد، قال: وأمها عاتكة بنت أسعد بن عامر بن بياضة الخزاعية، وقال: [كانت قديما بمكة] «1» ، وبايعت. وتقدم في ترجمة والدها أنها أم معظم، فذلك كنيتها. 11606- فاطمة بنت عمرو بن حزام الأنصارية، عمة جابر «2» . تقدم نسبها مع أخيها عمرو بن حزام، ثبت ذكرها في الحديث الصحيح من رواية شعبة، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: لما قتل أبي جعلت أكشف التراب عن وجهه والقوم ينهونني، فجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكيه ... الحديث، وهذا لفظ رواية الطيالسي عن شعبة. 11607- فاطمة بنت عمرو بن حزم «3» : ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، ونقل عن المستغفريّ أنه قال: لها صحبة. وجوز أبو موسى أنها التي قبلها. 11608- فاطمة بنت قيس بن خالد القرشية الفهرية «4» أخت الضحاك بن قيس. تقدم نسبها في ترجمته، وكانت أسنّ منه. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وكانت عند أبي بكر بن حفص المخزوميّ فطلقها فتزوجت بعده أسامة بن زيد. قلت: وخبرها بذلك في الصحيح لما طلبت النفقة من وكيل زوجها، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «اعتدي عند أم شريك» ، ثم قال: عند ابن أم مكتوم، فلما خطبت أشار عليها بأسامة بن زيد، وهي قصة مشهورة، وهي التي روت قصة الجسّاسة بطولها فانفردت بها مطولة. رواها عنها الشعبي لما قدمت الكوفة على أخيها، وهو أميرها، وقد وقفت على   (1) في أ: أسلمت وبايعت. (2) أسد الغابة ت (7191) ، الاستيعاب ت (3510) . (3) أسد الغابة ت (7192) ، الثقات 3/ 336، تجريد أسماء الصحابة 2/ 295، الاستبصار 152. (4) مسند أحمد 6/ 373، التاريخ لابن معين 739، طبقات خليفة 335، المستدرك 4/ 55، تهذيب الكمال 1692، تاريخ الإسلام 2/ 310، تهذيب التهذيب 12/ 443، خلاصة تذهيب الكمال 494، أسد الغابة ت (7193) ، الاستيعاب ت (3511) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 276 بعضها من حديث جابر وغيره. وقيل إنها أكبر من الضحاك بعشر سنين، قاله أبو عمر. قال: وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لما قتل عمر. قال ابن سعد: أمها أميمة بنت ربيعة، من بني كنانة. 11609- فاطمة بنت قيس «1» : قيل هي بنت أبي جبيش، وإن اسم أبي حبيش قيس. 11610- فاطمة بنت المجلل بن عبد اللَّه بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشية العامرية، تكنى أم جميل «2» ، وهي بها أشهر. قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره في مهاجرة الحبشة: هاجر حاطب بن الحارث ومعه امرأته فاطمة بنت المجلل، فتوفي زوجها هناك، وقدمت المدينة هي وابناها مع أهل السفينتين، فروى عبد اللَّه بن الحارث بن محمد بن حاطب، عن أبيه، عن جده، قال: لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر الحديث المتقدم في محمد بن حاطب. 11611- فاطمة بنت منقذ بن عمرو بن خنساء بن مبذول الأنصارية» ، من بني مازن بن النجار. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذا ذكرها ابن سعد، وقال: إنها أم ولد، وتزوجها داود بن أبي داود بن عامر بن مالك بن خنساء، فولدت له. 11612- فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن الوليد بن المغيرة المخزومية. قتل أبوها باليمامة، وأمّها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوّج فاطمة المذكورة عثمان بن عفان، فولدت له سعيدا والوليد، ويقال إن اسمها أسماء. 11613- فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية «4» .   (1) الثقات 3/ 335، الكاشف 3/ 477، تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 294، تقريب التهذيب 2/ 609، تهذيب التهذيب 12/ 442، أزمنة التاريخ الإسلامي 997، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 389 تلقيح أهل الأثر 3200، تفسير الطبري 3/ 2527. (2) أسد الغابة ت (7194) ، الاستيعاب ت (3512) ، الكاشف 3/ 485 أعلام النساء 1/ 174- الثقات 3/ 336- تهذيب التهذيب 12/ 444، 461- تهذيب الكمال 3/ 1693، 1700 تجريد أسماء الصحابة 2/ 295. (3) أسد الغابة ت (7195) تقريب التهذيب 2/ 609، 619. (4) أسد الغابة ت (7196) ، الاستيعاب ت (3513) ، أعلام النساء 3/ 141، الدر المنثور 365، تجريد أسماء الصحابة 4/ 296. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 277 قتل أبوها ببدر كافرا، وتقدم ذكر عمتها فاطمة بنت عتبة، وكانت هذه من المهاجرات الفاضلات، زوّجها عمّها أبو حذيفة بن عقبة سالما الّذي يقال له مولى أبو حذيفة، فاستشهد باليمامة. قال أبو عمر: فخلف عليها الحارث بن هشام، كذا قال، وفيه نظر بينه، ابن الأثير وصوب أن زوج الحارث بن هشام هي المذكورة بعد هذه، وهو كما قال. 11614- فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم «1» القرشية [المخزوميّة] «2» أخت خالد بن الوليد. قال ابن سعد: أمها حنتمة، بمهملة مفتوحة ونون ساكنة ثم مثناة من فوق مفتوحة، بنت عبد اللَّه بن عمرو بن كعب الكنانيّة. أسلمت يوم الفتح، وبايعت «3» ، وهي زوج الحارث بن هشام، وهي والدة عبد الرحمن وأم حكيم ابني الحارث. قال أبو عمر: ويقال: إن عمر تزوجها بعد الحارث، وفيه نظر. قلت: وترجم لها ابن مندة : فاطمة بنت الوليد القرشية، وأورد لها حديث الإزار، وقد أ خرجه العقيليّ من طريق عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن إبراهيم بن العباس بن الحارث، عن أبي بكر بن الحارث، عن فاطمة بنت الوليد أم أبي بكر- أنها كانت بالشام تلبس الجباب من ثياب الخز، ثم تأتزر، فقيل لها: ما يغنيك عن هذا الإزار، فقالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يأمر بالإزار. قال ابن الأثير: قوله أم أبي بكر، يعني ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فهي أمّ أبيه، وهي جدة أبي بكر. وهو كما قال، فقد قال ابن عساكر: فاطمة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد لها صحبة، وخرجت مع زوجها الحارث إلى الشام، واستشارها خالد أخوها في بعض أمره. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حديثا واحدا رواه عنها ابن ابنها أبو بكر بن عبد الرحمن، فذكر حديث الإزار. 11615- فاطمة بنت يعار: قيل هو اسم مولاة سالم مولى أبي حذيفة. 11616- فاطمة بنت اليمان العبسية: أخت حذيفة «4» .   (1) أسد الغابة ت (7197) ، الاستيعاب ت (3514) . (2) سقط في أ. (3) في أ: وبايعت قال: وهي ... (4) أسد الغابة ت (7198) ، الاستيعاب ت (3515) ، الثقات 3/ 336، أعلام النساء 4/ 151، تقريب التهذيب 2/ 610، تهذيب التهذيب 12/ 445. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 278 تقدم نسبها في ترجمة حذيفة. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنها دخلت عليه تعوده في نسوة، فإذا سقاء معلق يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من حر الحمى، وفيه: «إنّ أشدّ النّاس بلاء الأنبياء ثمّ الّذين يلونهم» . روى عنها ابن أخيها أبو عبيدة بن حذيفة، أخرج حديثها النسائيّ، وابن سعد بسند قوي، ورويناه بعلو في المعرفة لابن مندة، وفي جزء ابن مسعود بن الفرات، وقال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وقال منصور عن ربعي بن خراش: قلت لمجاهد: حدثني ربعي عن امرأة، عن أخت حذيفة، وكانت له أخوات أدركن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: فقال مجاهد: قد أدركتهن ... الحديث في دم التحلي بالذهب. 11617- فرتنى: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح المثناة الفوقانية بعدها نون: إحدى القينتين اللتين كان ابن خطل يعلمهما الغناء بهجاء النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأصحابه، فكانتا ممّن أهدر دمهما يوم الفتح، فأسلمت هذه، فتركت، وقتلت الأخرى، قاله السهيليّ. 11618- الفرعة بنت مالك الخدرية: تأتي في الفريعة. 11619- فروة بنت الحارث العتوارية: والدة عقيلة. تقدمت في عقيلة، قرأتها بالفاء والراء الساكنة بخط الخطيب. 11620- فريعة بنت أبي أمامة: أسعد بن زرارة الأنصارية. تقدمت في رفاعة «1» . 11621- فريعة بنت الحباب «2» بن رافع بن معاوية بن عبيد بن الجراح الأنصاريّة، من بني الأبجر. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11622- فريعة بنت خالد بن خنيس بن لوذان الأنصاريّة، والدة حسّان بن ثابت، وإليها كان ينسب فيقال: قال ابن الفريعة، ونسب هو نفسه إليها في قوله: أمسى الجلابيب قد عزّوا وقد كبروا ... وابن الفريعة أضحى بيضة البلد [البسيط] وذكرها ابن سعد في المبايعات، وقيل اسم والدها عمرو. 11623- فريعة بنت زرارة «3» : تقدمت في رفاعة.   (1) أسد الغابة ت (7201) . (2) أسد الغابة ت (7201) . (3) أسد الغابة ت (7202) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 279 11624- فريعة بنت عمرو بن خنيس: بن لوذان «1» ، أخت المنذر بن عمرو. تقدّم نسبها مع أختها، وأخوها من مشاهير الصّحابة. 11625- فريعة بنت عمرو بن لوذان: والدة حسان، وقيل بنت خالد. تقدّمت. 11626- فريعة بنت قيس الأنصاريّة: من بني جحجبى «2» ، ذكرها ابن إسحاق فيمن بايع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11627- فريعة بنت مالك بن الدخشم: من بني عوف بن الخزرج «3» . تقدم نسبها في ترجمة والدها. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11628- فريعة بنت مالك بن سنان الخدرية، أخت أبي سعيد «4» . تقدّم نسبها في ترجمة أخيها، كذا عند الأكثر، ووقع في سنن النّسائيّ في سياق حديثها الفارعة، وعند الطّحاويّ الفرعة، وأمّها حبيبة بنت عبد اللَّه بن أبي، ومدار حديثها على سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة- أن الفريعة بنت مالك بن سنان، وهي أخت أبي سعيد الخدريّ- أخبرتها أنها جاءت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة، فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا فقتل ... فذكر الحديث، وفيه: «امكثي في بيتك حتّى يبلغ الكتاب أجله» ، وفيه: فلما كان عثمان بن عفان أرسل إليّ يسألني، فأخبرته فاتّبعه وقضى به. رواه مالك في الموطّأ عن سعد بن إسحاق، ورواه النّاس بن مالك، عن شيخه الزّهريّ، قال ابن مندة: أخبرنا محمد بن يعقوب النّيسابوري، حدّثنا محمد بن سليمان بن الحارث، حدّثنا أحمد بن عبد اللَّه النّساج، حدّثنا أحمد بن سيف بن سعيد، حدّثني أبي، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، حدّثني من يقال له مالك بن أنس ... فذكره. 11629- فريعة بنت معوّذ بن عفراء الأنصاريّة: أخت الربيع «5» .   (1) أسد الغابة ت (7203) . (2) أسد الغابة ت (7203) . (3) أسد الغابة ت (7205) . (4) أسد الغابة ت (7206) ، الاستيعاب ت (3517) ، الثقات 3/ 337، أعلام النساء 4/ 169- تجريد أسماء الصحابة 2/ 296، 293. الكاشف 3/ 478 تقريب التهذيب ج 2/ 610، تهذيب التهذيب 12/ 445، تهذيب الكمال 3/ 1693، الاستبصار 128، 133، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390، تلقيح فهوم أهل الأثر 370 بقي بن مخلد 225، الفوائد العوالي 71، 81، التبصرة والتذكرة 2/ 503، مؤتلف الدار الدّارقطنيّ 1934. (5) أسد الغابة ت (7207) ، الاستيعاب ت (3518) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 280 تقدم نسبها في أبيها. قال أبو عمر: لها صحبة، حديثها في الرّخصة في الغناء وضرب الدّفّ في العرس من حديث أهل البصرة. وقال ابن مندة: روى حديثها خالد بن دينار عن أمه عنها- أنها دخلت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11630- فريعة بنت وهب الزهريّة «1» : رفعها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيده، وقال: من أراد أن ينظر إلى خالة رسول اللَّه فلينظر إلى هذه. ذكره أبو موسى في الذيل عن المستغفري، وقال: لم يزد على هذا. قلت: وقد تقدّم شيء من هذا في «2» فاختة بنت عمرو. 11631- فسحم: بفاء ومهملة مضمومتين بينهما سين مهملة ساكنة، بنت أوس «3» ابن خولى بن عبد اللَّه بن الحارث الأنصاريّة. تقدّم ذكر نسبها في والدها. قال ابن حبيب: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهي من بني الحبلى. 11632- فضة النّوبيّة: جارية فاطمة الزهراء «4» . أخرج أبو موسى في الذّيل والثّعلبيّ في تفسير سورة هَلْ أَتى [سورة الإنسان آية 1] ، من طريق عبد اللَّه بن عبد الوهاب الخوارزميّ ابن عم الأحنف، عن أحمد بن حماد المروزي، عن محبوب بن حميد، وسأله روح بن عبادة، عن القاسم بن بهرام، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ... [سورة الإنسان آية 7] الآية، قال: مرض الحسن والحسين فعادهما جدّهما صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعادهما عامة العرب، فقالوا لأبيهما: لو نذرت. فقال: عليّ إن عوفيا صيام ثلاثة أيام شكرا. وقالت فاطمة كذلك. وقالت جارية يقال لها فضة النوبية ... فذكر حديثا طويلا. قال الذّهبيّ: كأنه موضوع، وليس ما قاله بعيد. وذكر ابن صخر في «فوائده» ، وابن بشكوال في كتاب المستغيثين من طريقه بسند له، من طريق الحسين بن العلاء، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه، عن علي- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخدم فاطمة ابنته جارية اسمها [فضّة النوبيّة] «5» ، وكانت تشاطرها الخدمة، فعلّمها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دعاء تدعو به، فقالت لها   (1) أسد الغابة ت (7208) ، الثقات 3/ 337، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297. (2) في أ: من ترجمة فاختة. (3) أسد الغابة ت (7209) . (4) أسد الغابة ت (7210) . (5) سقط في أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 281 فاطمة: أتعجنين أو تخبزين؟ فقالت: بل أعجن يا سيّدتي، وأحتطب، فذهبت واحتطبت وبيدها حزمة، وأرادت حملها فعجزت فدعت بالدّعاء الّذي علّمها وهو: يا واحد، ليس كمثله أحد، تميت كلّ أحد، وتفني كل أحد، وأنت على عرشك واحد، ولا تأخذه سنة ولا نوم، فجاء أعرابيّ كأنّه من أزد شنوءة فحمل الحزمة إلى باب فاطمة. 11633- فكيهة: بنت [السّكن] «1» الأنصاريّة، من بني سواد «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت. وقال ابن السّكن: أسماء بنت يزيد بن السّكن تكنى أم عامر، ويقال إن اسم أم عامر فكيهة. 11634- فكيهة بنت عبيد بن دليم الأنصاريّة «3» ، من بني دليم، وهي والدة قيس بن سعد بن عبادة ربيب عم والدها. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11635- فكيهة بنت المطّلب بن خلدة بن مخلد الأنصاريّة «4» ، من بني زريق. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11636- فكيهة بنت يزيد بن السكن: أم عامر. تأتي في الكنى. 11637- فكيهة بنت يسار «5» : امرأة خطّاب بن الحارث الجمحيّ. ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم قديما من المهاجرات. وأخرج ذلك محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، وأبو نعيم من طريقه، من رواية زياد الكبائيّ، عن ابن إسحاق، وقال ابن سعد: أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت الهجرتين. القسم الثاني 11638- فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم. مات أبوها شهيدا باليمامة، وأمّها أم حكيم بنت أبي جهل، وتزوّجها عثمان بن عفّان فولدت له سعيدا والوليد.   (1) في أ: يزيد. (2) أسد الغابة ت (7211) . (3) أسد الغابة ت (7212) . (4) أسد الغابة ت (7213) . (5) أسد الغابة ت (7214) ، الثقات 3/ 317، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 282 ذكرها الزّبير بن بكّار. القسم الثالث خال. القسم الرابع 11639- فروة «1» : ظئر النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، قالت: قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا أويت إلى فراشك فاقرئي: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، فإنّها براءة من الشّرك» «2» . ذكرها أبو أحمد العسكريّ هكذا. استدركها ابن الأثير، وأقره الذّهبيّ، وهو خطأ نشأ عن تحريف، وإنما هو قال بغير تاء تأنيث، فإن هذا معروف لفروة بن نوفل، وهو رجل من التّابعين غلط بعض الرواة عن ابن إسحاق فقال: عن فروة بن نوفل أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت. والصّواب ما رواه غيره، فقال عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الدّيلميّ، عن أبيه، فذكره. وقد بينته في القسم الرّابع، من حرف الفاء. 11640- فريعة أم إبراهيم بن نبيط: لها صحبة، ذكرها ابن الأمين في ذيله على الاستيعاب، كذا في التّجريد، واستدراكها وهم، فإن أبا عمر ذكر في الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زوّجها نبيط بن جابر، وقد ذكرت في الفارعة رواية من سمّاها الفريعة، والإيراد في هذا على الذّهبي أشدّ منه على ابن الأمين. وباللَّه التوفيق. حرف القاف القسم الأول 11641- قبيسة بنت صيفي بن صخر بن خنساء، زوج بشر بن البراء بن معرور. ذكرها هكذا في التّجريد، وقد تقدم في الزّاي زينب بنت صيفي، ولعلها أختها. 11642- قتلة: بفتح أوله وسكون المثناة الفوقانية، وقيل بالتّصغير، بنت عبد   (1) أسد الغابة ت (7199) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 296. (2) أخرجه الترمذي 5/ 442 في كتاب الدعوات باب 22 ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام حديث رقم 3403 وقال صحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41298 وعزاه إلى الترمذي وابن حبان والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان، وأورده الحسيني في كتاب اتحاف السادة المتقين 5/ 133. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 283 العزّى بن سعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّة العامريّة، والدة أسماء بنت أبي بكر، وشقيقها عبد اللَّه. كذا نسبها الزّبير وغيره. وقال أبو موسى في الذّيل: قتيلة بنت سعد بن عامر بن لؤيّ: كذا اختصر النسب وحذف منه جماعة، ثم قال: أوردها المستغفريّ في الصّحابيات، وقال، تأخر إسلامها، وسماها الحاكم أبو أحمد في الكنى. وحديثها عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق، قالت: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد قريش ومدتهم، فاستأذنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنّ أصلها ... الحديث. وهو في الصّحيح، وفي بعض طرقه، «وهي راغبة» ، قال أبو موسى: ليس في شيء من الروايات ذكر إسلامها، وقولها «راغبة» ليست تريد في الإسلام، بل في الصّلة، ولو كانت مسلمة لما احتاجت أسماء أن تستأذن في صلتها إلا أن تكون أسلمت بعد ذلك. قلت: إن كانت عاشت إلى الفتح فالظّاهر أنها أسلمت. 11643- قتيلة بنت صيفي: ويقال الأنصاريّة «1» . قال أبو عمر كانت من المهاجرات الأول. روى عنها عبد اللَّه بن يسار، ولم أر من نسبها أنصاريّة، وقوله: من المهاجرات يأبى ذلك، وقد أخرج حديثها ابن سعد، وأشار إلى أنها ليس لها غيره، والطّبراني من طريق مسعر، عن سعيد بن خالد الجدلي، عن عبد اللَّه بن يسار، عن قتيلة امرأة من جهينة، قالت: جاء يهوديّ وفي رواية ابن سعد: حبر من الأحبار- إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «إنّكم تشركون، تقولون: ما شاء اللَّه، وشئت: وتقولون: والكعبة» «2» فأمرهم النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم أن يقولوا «3» ما شاء اللَّه: ثم شئت. وأخرجه النّسائيّ، وسنده صحيح، وأخرجه ابن مندة من طريق المسعوديّ، عن سعيد، عن ابن يسار، عن قتيلة بنت صيفي الجهنيّة. 11644- قتيلة بنت العرباض: من بني مالك بن حسل «4» .   (1) أسد الغابة ت (7216) ، الاستيعاب ت (3519) ، الثقات 3/ 349، أعلام النساء 4/ 190، تجريد أسماء الصحابة 2/ 297، تقريب التهذيب 2/ 611، تهذيب التهذيب 2/ 445، الكاشف 3/ 479، تهذيب الكمال 3/ 1694، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390، بقي بن مخلد 996. (2) أخرجه ابن عدي في الكمال 5/ 1987. (3) في أ: أن يقولوا: ورب الكعبة ما شاء اللَّه. (4) أسد الغابة ت (7217) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 284 لها ذكر أخرجها ابن مندة مختصرا، وتبعه أبو نعيم. 11645- قتيلة بنت عمرو بن هلال الكنانية «1» . بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في حجّة الوداع. قاله ابن حبيب وابن سعد. 11646- قتيلة بنت النّضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة «2» بن عبد مناف بن عبد الدّار بن قصيّ القرشيّة. كانت زوج عبد اللَّه بن الحارث بن أمية الأصغر، فهي أم علي بن عبد اللَّه وإخوته: الوليد، ومحمد، وأم الحكم. قال أبو عمر: قال الواقديّ: هي التي قالت الأبيات القافية في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما قتل أباها النضر بن الحارث يوم بدر: يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة ... من صبح خامسة وأنت موفّق أبلغ به ميتا فإنّ تحيّة ... ما إن تزال بها النّجائب تخفق منّي إليه. وعبرة مسفوحة ... جادت لمائحها وأخرى تخنق هل يسمعنّ النّضر إن ناديته ... بل كيف يسمع ميّت لا ينطق ظلّت سيوف بني أبيه تنوشه ... للَّه أرحام هناك تشقّق قسرا يقاد إلى المنيّة متعبا ... رسف المقيّد وهو عان موثق أمحمّد ولدتك خير نجيبة ... في قومها والفحل فحل معرق ما كان ضرّك لو مننت وربّما ... منّ الفتى وهو المغيظ المحنق فالنّضر أقرب إن تركت قرابة ... وأحقّهم إن كان عتق يعتق» . [الكامل] فلما بلغ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ذلك بكى حتى اخضلت لحيته، وقال: لو بلغني شعرها قبل أن أقتله ما قتلته. قال أبو عمر: هذا لفظ عبد اللَّه بن إدريس، وفي رواية الزّبير بن بكّار: فرقّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر: «يا أبا بكر، لو سمعت شعرها لم أقتل أباها» . وقال الزّبير: سمعت بعض أهل العلم يغمز هذه الأبيات، ويقول: إنها مصنوعة.   (1) أسد الغابة ت (7215) ، الثقات 3/ 350. (2) أسد الغابة ت (7220) ، الاستيعاب ت (3521) . (3) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (3521) ، أسد الغابة ترجمة (7220) ، الأبيات في كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري: 255، والبيان والتبيين للجاحظ: 4/ 43- 44. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 285 قلت: ولم أر التّصريح بإسلامها، لكن إن كانت عاشت إلى الفتح فهي من جملة الصّحابيات، ورأيت في آخر كتاب البيان للجاحظ أن اسمها ليلى، وذكر أنها جذبت رداء النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يطوف، وأنشدته الأبيات المذكورة. 11647- قرصافة بنت الحارث بن عوف: يقال هو اسم البرصاء، وخبرها في ترجمة والدها المذكور. 11648- قرة العين بنت عبادة بن نضلة «1» بن مالك بن العجلان الأنصاريّة، من بني المخزوميّة «2» ، أخت أم سلمة. تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد اللَّه. قالت أم سلمة: لما وضعت زينب جاءني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخطبني، فذكرت قصّة تزويجها ودخوله عليها واشتغالها برضاع زينب، حتى جاء يوما فلم يرها، فقال: أين زينب؟ فقالت قريبة ووافقها عبدها: أخذها عمار بن ياسر، فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أنا آتيكم اللّيلة» . فدخل على أم سلمة. وقال البلاذريّ. تزوّجها معاوية بن أبي سفيان لما أسلم. وقال ابن سعد: هي قريبة الصّغرى، أمّها عاتكة بنت عتبة بن ربيعة، قال: وتزوّجها عبد الرّحمن بن أبي بكر فولدت له عبد اللَّه، وأم حكيم، وحفصة، ثم ساق بسند صحيح إلى ابن أبي مليكة، قال: تزوّج عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة، وكان في خلفه شدة، فقالت له يوما: أما واللَّه لقد حذّرتك. قال: فأمرك بيدك. قالت: لا أختار على ابن الصّديق أحدا، فأقام عليها. قلت: وكانت موصوفة بالجمال، فقد وقع عند عمر بن شبة في كتاب مكّة، عن يعقوب بن القاسم الطّلحيّ، عن يحيى بن عبد اللَّه بن أبي الحارث الزّمعيّ، قال: لما فتحت مكة قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لسعد بن عبادة لما قال: ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من جمالهن: هل رأيت بنات أبي أميّة بن المغيرة؟ هل رأيت قريبة؟ الحديث. 11650- قريبة بن زيد: بنت عبد ربه الأنصاريّة «3» ، من بني جشم. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: هي أخت عبد اللَّه بن زيد الّذي أري النّداء.   (1) أسد الغابة ت (7221) . (2) أسد الغابة ت (7222) . (3) أسد الغابة ت (7224) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 286 11651- قريبة بنت أبي سفيان بن حرب الأمويّة، أخت معاوية، ذكرها صاحب التاريخ المظفريّ، قال: خطبها أربعة عشر رجلا من أهل بدر، فأبت وتزوّجت عقيل بن أبي طالب، وقالت: كان مع الأحبة يوم بدر- تعني أباه وأخاه «1» حنظلة وجدّها عتبة، وأخاه شيبة، ومن كان معه من المشركين يوم بدر. 11652- قريبة بنت أبي قحافة: أخت الصّديق «2» . ذكرها ابن سعد، وذكر أنّ قيس بن سعد بن عبادة تزوّجها فلم تلد له شيئا، وهي شقيقة أم فروة. 11653- قريرة بنت الحارث: العتوارية «3» . تقدم ذكرها في ترجمة بنتها عقيلة العتوارية في حرف العين المهملة. 11654- قسرة بنت رؤاس الكنديّة «4» : ذكرها أبو نعيم، وأخرج لها من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، أحد المتروكين، قال: حدّثتنا ميسرة بنت حبشي الطائية، عن قتيلة بنت عبد اللَّه، عن قسرة الكندية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «أيا قسرة، اذكري اللَّه عند الخطيئة يذكرك عند المغفرة، وأطيعي زوجك يكفك شرّ الدّنيا والآخرة، وبرّي والديك يكثر خير بيتك» . قال أبو عمر: بكسر القاف وسكون المهملة، وقال غيره بالشين المعجمة، وقيل بفتح القاف مع إهمال السين. 11655- القصواء: جدة القاسم بن غنام. لها حديث في مسند ابن سنجر، كذا في التجريد. 11656- قفيرة: بقاف ثم فاء مصغرة، الهلاليّة «5» ، ويقال لها مليكة. قال أبو عليّ الغسّانيّ في ذيله على «الاستيعاب» : ذكرها مسلم في «الوحدان» ، وقال: زوج عبد اللَّه بن أبي حدرد، ولم يرو عنها إلا الأعرج.   (1) في أ: أباها وأخاها. (2) الثقات 3/ 350، تجريد أسماء الصحابة 2/ 298. (3) أسد الغابة ت (7225) . (4) أسد الغابة ت (7226) ، الاستيعاب ت (3522) ، المستدرك 4/ 35، أعلام النساء 4/ 7، تجريد أسماء الصحابة 2/ 298. (5) أسد الغابة ت (7227) ، الاستيعاب ت (3523) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 287 11657- قهطم بنت علقمة بن عبد اللَّه بن أبي قيس «1» ، امرأة سليط بن عمرو. ذكر ابن إسحاق أنها هاجرت هي وزوجها إلى الحبشة، ثم رجعا إلى المدينة مع أهل السفينتين. 11658- قيلة بنت مخرمة التميمية «2» : ثم من بني العنبر، ومنهم من نسبها غنوية، فصحّف. هاجرت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مع حريث «3» بن حسّان وافد بني بكر بن وائل. روى حديثها عبد اللَّه بن حسّان العنبري عن جدّتيه: صفيّة ودحيبة ابنتي عليبة، وكانتا ربيبتي قيلة، وكانت قيلة جدّة أبيها- أنها قالت: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث بطوله، أخرجه الطّبراني مطوّلا. وأخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» طرفا منه، وأبو داود طرفا منه أيضا، والتّرمذيّ من أول المرفوع إلى قوله: يتعاونان، قال: فذكر الحديث بطوله، وقال: لا نعرفه إلا من حديث عبد اللَّه بن حسان. قال أبو عمر: هو حديث طويل فصيح حسن، وقد شرحه أهل العلم بالغريب. وقال أبو عليّ بن السّكن. روي عنها حديث طويل فيه كلام فصيح، وساقه من طريق عن عبد اللَّه بن حسان مختصرا، وقال: لم يروه غير عبد اللَّه بن حسان، وقال فيه: أنّ أم قيلة صفية بنت صيفي أخت أكثم بن صيفي. قلت: ساقة الطّبرانيّ وابن مندة بطوله، وهذا لفظ ابن مندة من طرق ثلاثة، عن عبد الله بن حسّان بهذا السند- أنها أخبرتهما أنها كانت تحت حبيب بن أزهر، أحد بني جناب، فولدت النّساء ثم توفي فانتزع بناتها منها ثوب بن أزهر، وهو عمّهنّ، فخرجت تبتغي الصّحبة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في أول الإسلام، أي إسلام قومها، فبكت جويرية منهن هي أصغرهنّ حديباء كانت قد أخذتها الفرصة «4» ، عليها مسح من صوف، فاحتملتها معها، فبينما هما ترتكان الجمل إذ انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء: الفصية «5» ،   (1) أسد الغابة ت (7228) . (2) أسد الغابة ت (7231) ، الاستيعاب ت (3524) ، الثقات 3/ 349، أعلام النساء 4/ 226- تجريد أسماء الصحابة 2/ 229- تقريب التهذيب 2/ 611- الكاشف 3/ 479- تقريب التهذيب 12/ 446- تهذيب الكمال 3/ 1694- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 390. (3) في أ: حرب. (4) الفرصة داء يصيب فقار الظهر يؤدي إلى الحدب. النهاية 3/ 432. (5) أرادت بالفصية الخروج من الضيق إلى السّعة، والفصية: الاسم من التفصّي أرادت أنها كانت في ضيق وشدة من قبل بناتها فخرجت منه إلى السعة والرخاء. النهاية 3/ 452. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 288 لا، واللَّه لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم لما سنح الثعلب سمّته اسما غير الثّعلب، فقالت فيه ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك وأخذته رعدة، فقالت الحديباء: أدركتك والأمانة أخذة أثوب. قال: فقلت، واضطررت إليها: ويحك! فما أصنع؟ قالت: قلّبي ثيابك ظهورها لبطونها، وتدحرجي ظهرك لبطنك، وقلبي أحلاس جملك، ثم جعلت سبيّجها فقلبتها، ثم تدحرجت ظهرها لبطنها، ففعلت ما أمرتني به، فانتقض الجمل، فقام فناخ وبال، فقالت: أعيدي عليه أذانك، ففعلت ثم خبا يرتد، فإذا أثوب يسعى على آثارنا بالسيف صلتا، فوألنا إلى حواء «1» ضخم فداراه حيث ألقي الجمل إلى رواق البيت الأوسط، وكان جملا ذلولا، ثم اقتحم داخله، فأدركني أثوب بالسّيف، فأصابت ظبته طائفة من فروتيه، فقال: ألقي إليّ ابنة أخي يادفار «2» ، فرمت بها إليه فجعلها على منكبه، فذهب بها، فكنت أعلم به من أهل البيت. فمضيت إلى أخت لي ناكح «3» في بني شيبان أبتغي الصّحابة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فبينا أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب أني نائمة إذ جاء زوجها من السامر، فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق. فقالت أختي: من هو؟ فقال: هو حريث بن حسان الشّيبانيّ وافد بكر بن وائل. فقالت أختي: الويل لي، لا تخبر بهذا أختي، فتذهب مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل. قال: لا ذكرته لها. قالت: وأنا غير ذاكرة لهذا. فغدوت وشددت على جمل وسمعت قائلا يقول، فنشدت عنه، فوجدته غير بعيد، وسألته الصحبة، فقال: نعم وكرامة، وركابه مناخة عنده. فخرجنا معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو يصلّي بالنّاس صلاة الغداة قد أقيمت حين شقّ الفجر والنّجوم شابكة في السّماء، والرجل لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال وأنا امرأة حديثة عهد بالجاهليّة، فقال لي الرّجل الّذي يليني من الصّف: امرأة أنت أم رجل؟ فقلت: لا، بل امرأة، فقال: إنك كدت تفتنيني فصلّي وراءك في النّساء، فإذا صفّ من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حيث دخلت، فكنت معهن.   (1) الحواء: بيوت مجتمعة من النّاس على ماء، ووألنا أي لجأنا. اللسان 2/ 1063. (2) أي يا منتنة. اللسان 2/ 1393. (3) أي ذات نكاح يعني متزوّجة. اللسان 6/ 4537. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 289 فلما طلعت الشّمس دنوت، فكنت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر «1» طمح إليه بصري لأرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فوق النّاس، فلما ارتفعت الشّمس جاء رجل، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، فقال: «وعليك السّلام ورحمة اللَّه» ، وعليه أسمال مليّتين «2» قد كانتا مزعفرتين، وقد نقضتا، وبيده عسيب نخلة قفر غير خوصتين من أعلاه وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال لي جليسه: يا رسول اللَّه، أرعدت المسكينة، فقال بيده ولم ينظر إليّ وأنا عند ظهره: «يا مسكينة، عليك السّكينة» ، فلما قالها أذهب اللَّه ما كان في قلبي من الرّعب، وتقدم صاحبي فبايعه على الإسلام وعلى قومه، ثم قال: يا رسول اللَّه، اكتب بيننا وبين بني تميم بالدّهناء لا يجاوزها إلينا إلا مسافر أو مجاوز. فقال: «أكتب له يا غلام بالدّهناء» ، فلما رأيته قد أمر له بها شخص «3» بي، وهي وطني وداري، فقلت: يا رسول اللَّه، إنه لم يسألك السّويّة من الأرض إذ سألك، إنما هي الدّهناء مقيد الجمل «4» ، ومرعى الغنم، ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك. فقال: «أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشّجر، ويتعاونان على الفتّان «5» » «6» ، فلما رأى حريث أنه قد حيل دون كتابه ضرب بيديه إحداهما على الأخرى، ثم قال: كنت أنا وأنت كما قال: حفتها ضائن تحمل بأظلافها «7» . فقلت: أنا واللَّه ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا أبدى الرجل عفيفا عن   (1) القشر: اللباس. النهاية 4/ 64. (2) مليّتين: تصغير ملاءة مثناة مخففة الهمز والملاءة هي الإزار والرّيطة. النهاية 4/ 352. (3) يقال للرّجل إذا أتاه ما يقلقه: قد شخص به كأنه رفع من الأرض لقلقه وانزعاجه. النهاية 2/ 450. (4) أرادت أنها مخصبة ممرعة، فالجمل لا يتعدى مرتعه، والمقيد هاهنا: الموضع الذي يقيد فيه: أي أنه مكان يكون الجمل فيه ذا قيد. النهاية 4/ 130. (5) الفتّان: يروى بضم الفاء وفتحها، فالضم جمع فاتن أي يعاون أحدهما الآخر على الذين يضلّون الناس عن الحق ويفتنونهم، وبالفتح هو الشيطان، لأنه يفتن الناس عن الدّين، وفتّان: من أبنية المبالغة في الفتنة. النهاية 3/ 410. (6) أخرجه أبو داود في السنن. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 746 وعزاه لأبي داود عن صفية ودحيبة. (7) هذا مثل، وأصله أن رجلا كان جائعا بالبلد القفر فوجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فبحثت الشاة على الأرض فظهر فيها مدية فذبحها بها فصار مثلا لكل من أعان على نفسه بسوء تدبيره. النهاية 1/ 338، وانظر جمهرة الأمثال 1/ 293. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 290 الرفيقة، حتى قدمنا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولكن لا تلمني أن أسأل حظي إذا سألت حظّك. فقال: وما حظّك في الدّهناء؟ لا أبا لك! فقلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك. فقال: لا جرم، إني أشهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أني لك لا أزال أخا ما حييت إذ أثنيت على هذا عنده. فقلت: أما إذ بدأتها فلن أضيعها. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «أيلام أهل ودّ أن يفصل الخطة أو ينتظر من وراء الحجزة» ؟ قالت: فبكيت، فقلت: واللَّه يا رسول اللَّه، لقد كنت ولد حرام فقاتل معك يوم الرَّبَذَة، ثم ذهب يمتري من خيبر فأصابته حماها فمات. فقال: «والّذي نفس محمّد بيده، لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك، أتغلب إحداهنّ أن تصاحب صويحبة في الدّنيا معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به استرجع، ثمّ قال: ربّ أنسني ما أمضيت، وأعنّي على ما أبقيت، فو الّذي نفس محمّد بيده إنّ إحداكنّ لتبكي فتستعيذ إليه صويحبة، فيا عباد اللَّه، لا تعذّبوا إخوانكم» ، ثم كتب لها في قطعة أديم أحمر لقيلة والنسوة بنات قيلة بأن «لا يظلمن حقا، ولا يكرهن على منكر، وكلّ مؤمن مسلم لهنّ نصير حسن ولا يسأن» . 11659- قيلة الأنمارية «1» : يقال لها أم بني أنمار، وأخت بني أنمار. وقال الطّبريّ العقيلية، وقال ابن أبي خيثمة الأنصاريّة: أخت بني أنمار، لها صحبة، وأخرج حديثها هو وابن ماجة، من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عنها، قالت: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عند المروة يحل من عمرة له، فقلت: إني امرأة اشتري وأبيع فأستام أكثر مما أريد ثم أنقص ... الحديث. وفيه: «لا تفعلي» . وأخرجه ابن سعد من طريق ابن خثيم مطولا، وأخرجه ابن السكن، ووقع في روايته أن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم قال: إنه سمع قيلة. وقال الفاكهيّ: دار أم أنمار بمكة، وكانت برزة من النساء بأخرة. 11660- قيلة الخزاعية: أم سباع بن عبد العزى بن عمرو بن نضلة، من حلفاء بني زهرة. ذكرها ابن عبد البرّ، وقال: فيها نظر.   (1) أسد الغابة ت (7229) ، الاستيعاب ت (3525) ، أعلام النساء 4/ 222- تجريد أسماء الصحابة 2/ 299- تقريب التهذيب 2/ 611- الكاشف 3/ 179- تهذيب الكمال 3/ 1696- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- بقي بن مخلد 1007. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 291 القسم الثاني خال. القسم الثالث 11661- قيلة بنت قيس بن معديكرب «1» الكندية، أخت الأشعث بن قيس. قاله أبو عمر. ويقال قيلة: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سنة عشر، ومات ولم تك قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها. وقيل: كان تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين، وقيل تزوجها في مرض موته، وقيل: أوصى أن تخيّر، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين، وإن شاءت فلتنكح من شاءت، فاختارت النكاح، فتزوجها عكرمة بحضرموت، فبلغ أبا بكر، فقال: لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما، فقال له عمر: ما هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل بها، ولا ضرب عليها الحجاب. وقال بعضهم: مات قبل خروجها من اليمن فحلف عليها عكرمة، وقيل: إنها ارتدّت فاحتج عمر على أبي بكر بأنها ليست من أزواج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بارتدادها، فقال: ولم تلد لعكرمة. والاختلاف فيها كثير جدا. انتهى كلام ابن عبد البرّ. وأخرج أبو نعيم من طريق إسحاق بن حبيب الشهيدي، عن عبد الأعلى، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس- أن النبي صلى اللَّه تعالى عليه وسلم تزوّج قيلة أخت الأشعث، ومات قبل أن بخيرها، وهذا موصول قويّ الإسناد أيضا. وأخرجه أيضا من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن داود، عن الشعبي مرسلا، ولفظه [ ... ] قتيلة بنت الأشعث، ومات فتزوّجها عكرمة فشقّ على أبي بكر، فذكر كلام عمر المتقدم، وفي آخره: فاطمأنّ أبو بكر وسكن. القسم الرابع 11662- قريبة بنت الحارث العتوارية «2» : أخرج حديثها ابن مندة من طريق حفص بن عمر، عن بكار بن عبد العزيز، عن موسى بن عبيدة، حدثنا يزيد بن عبد الرحمن، عن أمه حجة بنت قرط «3» ، عن أمها عقيلة بنت عبيد بن الحارث، قال: جئت أنا وأمي قريبة بنت الحارث العتوارية، كذا عنده،   (1) في أ: معدي الكندية. (2) أسد الغابة ت (7223) . (3) في أ: بنت قريط. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 292 والصواب قريرة براء بدل الموحدة، كما تقدم في عقيلة في حرف العين. قال أبو نعيم: ترجم ابن مندة قريبة وساق الحديث، فقال في روايته: قريرة، وكذا ساقه الطّبرانيّ وغيره. قلت: هو الصواب. حرف الكاف القسم الأول 11663- كبشة بنت أبي أمامة، أسعد بن زرارة «1» . تقدم نسبها في ترجمة أبيها، وأوصى بها أبوها إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، فتزوّجها عبد اللَّه بن أبي حبيبة، من بني الأغر بن زيد بن العطاف، وكانت أصغر بنات أسعد، وكانت من المبايعات، وقد تقدم ذكرها في ترجمة أختها حبيبة. 11664- كبشة بنت أوس بن شريق الأنصارية، من بني خطمة «2» ، وهي أم خزيمة بن ثابت. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11665- كبشة بنت ثابت بن حارثة بن الجلاس، بضم الجيم مخففة، الأنصارية «3» . من بني خدارة، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: اسم أمها سلامة. 11666- كبشة بنت ثابت بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، تكني أم سعيد. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها معاذة بنت أنس بن قيس بن عبيد، وتزوجها يزيد بن أبي اليسر كعب بن عمرو، فولدت له سعيدا وعبد الرحمن وأم كثير. 11667- كبشة بنت ثابت بن المنذر بن حرام، أخت حسان لأبيه «4» ، من بني مالك بن النّجّار.   (1) أسد الغابة ت (7232) . (2) أسد الغابة ت (7226) . (3) أسد الغابة ت (7227) . (4) الثقات 3/ 357، أعلام النساء 4/ 232، تجريد أسماء الصحابة 2/ 299، تقريب التهذيب 2/ 612- تهذيب التهذيب 12/ 447، الكاشف 3/ 480، تهذيب الكمال 3/ 1696، الاستبصار 356، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 391. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 293 وأخرج حديثها التّرمذيّ، وأبو يعلى، من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن جدته كبشة، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشرب من في قربة معلقة قائما، فقمت إلى فمها فقطعته، كذا في خبرها ليس فيه ذكر أبيها ولا نسب، ونسبها أبو عروبة كما ذكرت، ورواه عبد العزيز بن الحصين، عن يزيد، عن عبد الرحمن، فقال: عن جدته البرصاء، أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم شرب وهو قائم. أخرجه ابن مندة وكأنه لقيها. ورواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن يزيد، فقال عن جدته كلثم. وستأتي. وقال ابن سعد: أمها سخطى بنت حارثة بن لوذان، تزوّجها عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك، فولدت له ثعلبة، وأبا عمرو، وأبا حبيبة، ثم تزوجها الحارث بن ثعلبة فولدت له أم ثابت رملة، ثم تزوجها حارثة بن النعمان. 11668- كبشة بنت حاطب بن قيس بن هيشة: من بني معاوية» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11669- كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر «2» ، وهو خدرة، الأنصارية الخدرية، والدة سعد بن معاذ- عاشت حتى مات وندبته بقولها: ويل أمّ سعد سعدا ... صرامة وجدّا [الرجز] ذكر ذلك ابن إسحاق في قصة موت سعد، قال: فذكروا أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كلّ نادبة تكذب إلّا نادبة سعد» . 11670- كبشة بنت عبد عمرو بن عبيد بن قميئة بن عامر «3» بن الخزرج الأنصارية، من بني ساعدة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11671- كبشة بنت الفاكه بن قيس الأنصارية الزرقية- ذكرها ابن سعد في المبايعات.   (1) أسد الغابة ت (7236) . (2) أسد الغابة ت (7238) ، الاستيعاب ت (3528) . (3) أسد الغابة ت (7239) ، الثقات 3/ 357، تجريد أسماء الصحابة 2/ 300. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 294 11672- كبشة بنت فروة بن عمرو بن فروة الأنصارية «1» ، من بني بياضة ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11673- كبشة بنت كعب بن مالك الأنصارية «2» ، زوج عبد اللَّه بن أبي قتادة. قال ابن حبّان: لها صحبة، وتبعه المستغفريّ، وحديثها عن أبي قتادة في سؤر الهر في الموطأ والسنن الأربعة. وقال ابن سعد تزوّجها ثابت بن أبي قتادة، فولدت له، أمها صفية من أهل اليمن. 11674- كبشة بنت مالك بن سنان، أخت أبي سعد «3» ، هي الفريعة. تقدمت. 11675- كبشة بنت مالك بن قيس. في كبيشة. تأتي. 11676- كبشة بنت معديكرب: عمة الأشعث بن قيس «4» ، وهي والدة معاوية بن حديج الصحابي المعروف. روى قصتها الدّارقطنيّ، من طريق ولدها معاوية- أنه قال: قدمت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومعي أمي كبشة بنت معديكرب عمة الأشعث، فقالت: يا رسول اللَّه، إني آليت أن أطوف بالبيت حبوا، فقال: طوفي على رجليك سبعين: سبعا عن يديك، وسبعا عن رجليك. وسنده ضعيف، استدركها ابن الدباغ وغيره على الاستيعاب. 11677- كبشة بنت معن بن عاصم الأنصارية، كانت زوج أبي قيس بن الأسلت، ويقال لها كبيشة. قال ابن جريج- عن عكرمة: نزلت فيها: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء: 19] ، أخرجه أبو موسى، عن المستغفري، ثم من طريق أبي ثور، عن ابن جريج، وذكرته في الأنساب من عدّة طرق. 11678- كبشة بنت واقد بن عمرو بن عامر بن زيد مناة «5» ، وعمرو هو ابن الإطنابة، من بني الحارث بن الخزرج، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أم عبد اللَّه بن رواحة، وكذا ذكرها ابن سعد، ويقال فيها كبيشة بالتصغير، وزاد: ولما مات رواحة خلف عليها قيس بن شماس فولدت له ثابتا.   (1) أسد الغابة ت (7240) . (2) أسد الغابة ت (7241) ، الثقات 3/ 357- أعلام النساء 4/ 233، تهذيب الكمال 3/ 1696- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 391. (3) في أ: سعيد. (4) أسد الغابة ت (7242) . (5) أسد الغابة ت (7243) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 295 11679- كبيرة «1» : وقيل بالمثلثة بدل الموحدة. ذكرها ابن مندة بالمثلثة، وتبعه أبو نعيم، وذكرها أبو موسى في الذّيل بالموحدة تبعا لابن ماكولا. قلت: وسبق ابن ماكولا الخطيب، فقال : كبيرة- بالباء المعجمة بواحدة- هو اسم كبيرة بنت أبي سفيان لها صحبة ورواية، ثم ساق من طريق محمد بن سليمان بن مسمول، عن يحيى بن أبي روقة بن سعيد، عن أبيه، قال: حدثتني مولاتي كبيرة بنت أبي سفيان، وكانت قد أدركت الجاهلية، وكانت من المبايعات، قالت: قلت: يا رسول اللَّه، إني وأدت أربع بنين لي في الجاهلية، قال: «أعتقي أربع رقاب» . فأعتقت أبا سعيد، وابنه ميسرة، وأم ميسرة. قال الخطيب: لم يذكر الرابع، ولعله راوي هذا الحديث، يعني أبا روقة. انتهى. وقال ابن الأثير تبعا لسلفه: إنها خزاعية، وقيل ثقفية، ومنهم من قال كبيرة بنت أبي سفيان، وأورد لها بالإسناد المذكور حديثا آخر: دم عفراء أزكى عند اللَّه من دم سوداوين. 11680- كبيشة بنت مالك بن قيس الأنصارية «2» ، من بني مازن. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي الشموس، وذكرها ابن سعد بغير تصغير وقال: أمها سهمية بنت عويمر بن أسعر، تزوجها ثعلبة بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، ثم خلف عليها الحباب بن عمرو بن مبذل، فولدت له زينب. 11681- كبيشة بنت معن بن عاصم «3» : تقدمت في كبشة- بغير تصغير. 11682- كثيرة: بالمثلثة بنت أبي سفيان «4» تقدمت في كبيرة بالموحدة. 11683- كحيلة: لها ذكر في حديث لأبي أمامة في المعجم الكبير للطبرانيّ. 11684- كريمة بنت أبي حدرد الأسلمية «5» : يقال لها صحبة، ذكرها ابن حبّان ثم المستغفري، وقيل هي أم الدرداء الكبرى وليست هي انتهى. والمعروف في أم الدرداء الكبرى أن اسمها خيرة كما تقدم في حرف الخاء المعجمة.   (1) أعلام النساء 4/ 235- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300. (2) أسد الغابة ت (7245) . (3) أسد الغابة ت (7246) . (4) أسد الغابة ت (7244) ، الاستيعاب ت (3530) . (5) أسد الغابة ت (7247) ، الثقات 3/ 358، أعلام النساء 1/ 337، 351، ج 4/ 241، تجريد أسماء الصحابة 2/ 300. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 296 11685- كريمة بنت كلثوم الحميرية «1» : تقدم ذكرها في ترجمة عكاف بن وداعة. وقيل هي زينب بنت كلثوم. 11686- كعيبة «2» : بالتصغير، بنت سعيد الأسلمية. ذكر أبو عمر عن الواقديّ أنها شهدت حيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأسهم لها سهم رجل. وقال ابن سعد: هي التي كانت تكون في المسجد لها خيمة تداوي المرضى والجرحى، وكان سعد بن معاذ حين رمي عندها تداوي جرحه حتى مات. 11687- كلبة بنت يثربي: لها صحبة، كذا في التجريد بلا زيادة، وأنا أظنها التي بعدها، ثم وجدت ذلك صريحا في كلام «3» إبراهيم الحربي، وسمى أباها كما سماها غيره. 11688- كلثم: ويقال كليبة بالتصغير «4» بنت برثن، بضم الموحدة ثم المثلثة بينهما راء وآخرها نون، من بني العنبر بن تميم، هي والدة زينب بن ثعلبة- أخرج الطبرانيّ في «الكبير» ، من طريق زينب «5» بن ثعلبة، قال: دعتني أم «6» كليبة بنت برثن العنبرية، فقالت: يا ابني، إن هذا أخذ زربيتي «7» التي كنت ألبس، فلقيت الرجل فأتيت به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، إن هذا زربية أمي فقال: ردها عليه. ذكرها أبو نعيم، وهذا مختصر من حديث طويل، قال أبو نعيم: ويقال اسمها كليم. 11689- كلثم: بنت محرز النجارية، أخت أسماء التي تقدمت. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11690- كلثم: جدة عبد الرحمن بن أبي عمرة «8» . تقدمت في كبشة. 11691- كنود بنت قرظة: في فاختة بنت قرظة. 11692- كنود: أم سارة. تقدمت في سارة.   (1) أسد الغابة ت (7248) ، الثقات 3/ 358- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300. (2) أسد الغابة ت (7249) ، الاستيعاب ت (3531) ، الثقات 3/ 358، أعلام النساء 4/ 245- تجريد أسماء الصحابة 2/ 300. (3) في أ: كليم. (4) أسد الغابة ت (7250) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301. (5) في أ: زينب بنت ثعلبة. (6) في أ: دعتني أخي كليبة. (7) الزّربيّة: الطنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل وتكسر زايها وتفتح وتضم، وجمعها زرابيّ. النهاية 2/ 300. (8) أسد الغابة ت (7251) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 297 11693- كويسة «1» : [يتيمة] «2» كانت في حجر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله كليب بن عيسى عن زجلة عنها، كذا في التّجريد، وقد أجحف في الاختصار، وزجلة، بضم الزاي المنقوطة وسكون الجيم بعدها لام: امرأة من أهل الشام روت عن أم الدرداء وغيرها، وأخرج الخطيب في المؤتلف، من طريق الهيثم بن خارجة، عن كليب بن عيسى بن أبي حجر الثقفي، سمعت زجلة مولاة معاوية تقول: أدركت يتامى [كنّ] «3» في حجر النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إحداهن تسمى كويسة، فذكرت قصة إن النساء لا يتبعن الجنازة إلا إن كانت امرأة نفساء أو مبطونة فتخرج امرأة [مما بها] إلى المصلى، فإذا وضعت الجنازة وضعت يدها تنظر هل خرج منها شيء، وهم ينظرونها حتى إذا تورات قالوا للإمام: كبر. 11694- كيّسة: بتشديد المثناة التحتانية بعدها مهملة، بنت الحارث بن كريز بن عبد شمس. كانت زوج مسيلمة الكذاب، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن عامر الأكبر. ذكرها الزّبير ابن بكّار وضبطها. القسم الثاني 11695- كبيشة بنت حكيم الثقفية «4» : جدة أم الحكم بنت يحيى بن عقبة. روت أم الحكم عنها أنها رأت النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، ذكرها هكذا ابن مندة، ونقله أبو نعيم، فقال: لم يزد عليه- يعني لم يسق حديثها. القسم الثالث 11696- كبشة بنت مكشوح المرادية: أخت قيس الفارس المشهور. ذكرها ابن شاهين في ترجمة أبان بن سعيد بن العاص، وأنها كانت موصوفة بالجمال، فزوّجها أخوها قيس بن أبان لما ولي إمرة اليمن في خلافة أبي بكر الصديق. أورد ذلك من طريق سليمان الأنباري، عن النعمان بن بزرج في خبر طويل. القسم الرابع 11697- كبشة بنت برثن: وقيل يثربي العنبرية- ذكرها أبو عمر في حديث زينب بنت ثعلبة، كذا في التّجريد، وهو تصحيف، وإنما هي كليبة، بالتصغير، كما تقدم قريبا في كلثم.   (1) أعلام النساء 4/ 269. (2) سقط في أ. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (7237) ، الاستيعاب ت (3527) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 298 حرف اللام القسم الأول 11698- لبابة بنت أسلم بن حريش بن عدي بن مجدعة بن حارثة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: هي أخت سلمة «1» شقيقته، وتزوّجها زيد بن سعد بن زيد الأشهلي. 11699- لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة «2» بن عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب، ووالدة أولاده: الفضل، وعبد اللَّه، وغيرهما، وهي لبابة الكبرى، مشهورة بكنيتها، ومعروفة باسمها. وستأتي في الكنى. وأمها خولة بنت عوف القرشية. 11700- لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية «3» ، أخت التي قبلها، وهي لبابة الصغرى، وأنها تلقب العصماء، وأمها فاختة بنت عامر الثقفية، وهي والدة خالد بن الوليد الصحابي المشهور. قال أبو عمر: في إسلامها وصحبتها نظر، وأقره ابن الأثير. وهو عجيب، وكأنه استبعده من جهة تقدّم وفاة زوجها الوليد أن تكون ماتت معه أو بعده بقليل، وليس ذلك بلازم، فقد ثبت أنها عاشت بعد وفاة ولدها خالد، ولها في ذلك قصة، فذكر أبو حذيفة في المبتدإ والفتوح عن محمد بن إسحاق قال: لما مات خالد بن الوليد خرج عمر في جنازته فإذا أمّه تندبه وتقول: أنت خير من ألف ألف من القوم ... إذا ما كنت في وجوه الرّجال [الخفيف] قال: فقال عمر: صدقت وإن كان لكذلك. وقال سيف بن عمر في الرّدّة والفتوح بسند له ذكر فيه قصة عزل خالد وإقامته   (1) في أ: سلمة بن أسلم شقيقته. (2) أسد الغابة ت (5252) ، الاستيعاب ت (3532) . (3) أسد الغابة ت (7253) ، الاستيعاب ت (3533) ، الثقات 3/ 361، أعلام النساء 4/ 170، 272، الكاشف 3/ 480، تجريد أسماء الصحابة 2/ 301، تقريب التهذيب 2/ 613، تهذيب التهذيب 12/ 449، تهذيب الكمال 3/ 1697، أزمنة التاريخ الإسلامي 1000، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 392، 405. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 299 بالمدينة، قال: فلما رأى عمر أنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحجّ، فخرج معه خالد بن الوليد، فاستسقى خارجا من المدينة، فقال: احدروني إلى مهاجري، فقدمت به أمه المدينة ومرضته حتى ثقل، فلقي عمر لاق وهو راجع من الحجّ، فقال له: ما الخبر؟ فقال: خالد لما به، فطوى عمر ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى، فرّق عليه واسترجع، فلما جهز بكته البواكي. قيل له: ألا تنهاهن! فقال: وما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة «1» . فلما أخرج بجنازته إذا امرأة محرمة تبكيه وتقول: أنت خير من ألف ألف ... البيت المتقدم، وبعده: أشجاع فأنت أشجع من ليث ... صهر ابن جهم أبي أشبال أجواد فأنت أجود من سيل ... أتى يستقلّ بين الجبال [الخفيف] فقال عمر: من هذه؟ فقيل: أمه. فقال: أمه، والإله- ثلاثا، وهل قامت النساء عن مثل خالد!. وهذا وإن كان من رواية أبي حذيفة وهو ضعيف، وكذلك سيف، لكن قد ذكر ابن سعد وهو ثقة عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، قال: لما توفي خالد بن الوليد بكت عليه أمّه، فقال عمر: يا أم خالد، أخالدا أو أجره ترزئين! عزمت عليك إلا تثبت، حتى تسود يداك من الخضاب. وهذا مسند صحيح، وعلق البخاري قول عمر في النّقع واللقلقة في البكاء على خالد، لكن لم يسمّ أمّه. ومجموع ذلك يفيد أنها عاشت بعد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أفيظن بها أنها استمرت على الكفر من بعد الفتح إلى أن مات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم؟ هذا بعيد عادة، بل يبطله ما تقدم أنه لم يبق بالحرمين ولا الطائف أحد في حجة الوداع إلا أسلم وشهدها. 11701- لبابة بنت أبي لبابة الأنصارية «2» .   (1) النّقع: رفع الصّوت، ونقع الصّوت واستنقع إذا ارتفع، وقيل: أراد بالنقع شق الجيوب، وقيل: أراد به وضع التراب على الرءوس من النقع: الغبار وهو أولى لأنه قرن به اللّقلقة وهي الصوت، فحمل اللفظين على معنيين أولى من حملهما على معنّى واحد. النهاية 5/ 109. (2) أسد الغابة ت (7254) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 300 أدركت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، ولها ذكر، كذا ذكرها ابن مندة مختصرا. وساق أبو نعيم قصتها من طريق موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ- أحد الضعفاء- عن سعيد بن جبير مولى أبي لبابة، ويعقوب بن زيد، عن لبابة، قالت: كنت أنا صاحبته، فكان يقول: شدي وثاق عدو اللَّه الّذي خان اللَّه ورسوله، ومر به أخوه فقال: يا أخي، هلم إليّ! فقال: لا واللَّه لا أكلمك حتى يرضى اللَّه عنك ورسوله، فسأل عنه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «هو في المسجد» ، وأخبره بخبره، فقال: لو جاءني لكان فيه أمر، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ ... [الأنفال: 27] الآية، والآية الأخرى: وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ [التوبة: 106] . 11702- لبني بنت ثابت بن المنذر بن حرام الأنصارية الخزرجية، أخت حسان الشاعر المشهور. ذكر ابن سعد أنها بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم هي وأختها كبشة، وكانت لبني شقيقة أوس بن ثابت. 11703- لبني بنت الخطيم الأنصارية: الأوسية، أخت قيس بن الخطيم الشاعر «1» . كانت عند [عبد] قيس بن زيد بن عامر الظفري، وذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أمها أمّ قيس قريبة بنت قيس بن قريم بن أمية بن سنان السلمية، تزوجها عبد اللَّه بن نهيك بن إساف، فولدت له، وأسلمت لبني وبايعت، وسيأتي ذكر أختها ليلى. 11704- لبني بنت قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصارية، ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11705- لبيبة: جارية بني المؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب. كانت أحد من يعذب من المستضعفين فاشتراها أبو بكر الصديق في سبعة سيأتي ذكرهم في أم عبيس، ووردت في غالب الروايات غير مسماة، وسماها البلاذريّ عن أبي البختري. 11706- لبيسة بنت عمرو بن حرام الأنصارية «2» ، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: أمها أم قراد بنت موهبة بن عدي بن مجدعة بن حازم، تزوجها أبو ثابت بن عبد بن   (1) أسد الغابة ت (7255) . (2) أسد الغابة ت (7257) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 301 عبد عمرو» بن قيظي، ثم تزوجها قيس بن قيس بن لوذان. 11707- لبيسة بنت عمرو الأنصارية «2» : أم عمارة، ذكرها الطبراني في حرف اللام، وبه جزم ابن نقطة، والمشهور أنها بالنون بدل اللام، وهي مشهورة بكنيتها، وستأتي. ويقال، إنها لبيسة غير نسيبة، وأنها بنت حرب. واللَّه أعلم. 11708- لهيّة: بمثناة تحتانية مثقلة: جارية عمر بن الخطاب «3» وأم ولده، وكانت تخدم ابنته حفصة. وقال ابن ماكولا: هي أم عبد الرّحمن بن عمر الّذي يكنى أبا شحمة، وقيل إنها نهية بالنّون بدل اللّام، وذكرها المستغفريّ وقال: لها صحبة، وأورد من طريق إبراهيم بن موسى بن تيم، قال: حدّثني عمي زكريّا بن يحيى، قال: حدّثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه، قال: حدّثني رجال من أهل العلم أن حفصة زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أرسلت لهيّة أم ولد عمر في يومها الّذي يدور إليها فيه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: إنه خرج من عندي فاحتبس عني، فانظري عند أيّ نسائه؟ فانطلقت لهية فوجدته عند صفيّة، فرجعت إلى حفصة فأخبرتها، فطفقت حفصة تقول: خلا بيهودية، ثم أمرت لهيّة أن ترجع إلى صفيّة حتى يخرج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من عندها فتخبرها بالذي قالت حفصة، فقالت صفية: واللَّه إني لابنة هارون، وإنّ عمي لموسى، وإن زوجي لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، ما أعرف لأحد أن يكون أفضل مني، فدخل وصفيّة تبكي، فقال لها في ذلك، فأخبرته بالذي بلغتها لهية عن حفصة وبالذي قالت لها، فصدّقها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما رأت حفصة ذلك قالت: واللَّه لا أوذي صفيّة أبدا. 11709- ليلى بنت الإطنابة بن منصور بن معيص- بمهملتين- الأنصاريّة «4» ، من بني الحبلي، ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11710- ليلى بنت بلال: أو بليل، الأنصاريّة، أخت أبي ليلى، وهي عمّة عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال أبو عمر: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم وروت عنه. 11711- ليلى بنت ثابت بن المنذر بن عمرو بن حرام «5» ، أخت حسان. ذكرها ابن حبيب أيضا.   (1) في أ: ثابت بن عدي بن عمرو. (2) أسد الغابة ت (7256) . (3) أسد الغابة ت (7258) . (4) أسد الغابة ت (7259) . (5) أسد الغابة ت (7260) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 302 11712- ليلى بنت أبي حثمة «1» بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد اللَّه بن عبيد بن ابن عويج بن كعب بن لؤيّ القرشيّة العدويّة، أخت سليمان، وكانت زوج عامر بن ربيعة العنبريّ فولدت له عبد اللَّه. وقال ابن سعد: أسلمت قديما، وبايعت وكانت من المهاجرات الأوّل، هاجرت الهجرتين إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، يقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة في الهجرة، ويقال أم سلمة. وذكر ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره، عنه، عن عبد الرّحمن بن الحارث، عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة، عن أمه ليلى، قالت: كان عمر بن الخطّاب من أشدّ النّاس علينا في إسلامنا، فلما تهيّأنا للخروج إلى أرض الحبشة جاءني عمر وأنا على بعيري، فقال: إلى أين أمّ عبد اللَّه؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا، فنذهب في أرض اللَّه. قال: صحبكم اللَّه، ثم ذهب فجاءني زوجي عامر بن ربيعة فقال لما أخبرته خبرهم: ترجين أن يسلم. فذكر القصّة. وروى اللّيث بن سعد، عن محمد بن عجلان- أن رجلا من موالي عبد اللَّه بن عامر حدّثه عن عبد اللَّه بن عامر، قال: دعتني أمي يوما ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قاعد في بيتنا، فقالت: هاك، تعال أعطيك شيئا. فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ماذا أردت أن تعطيه؟» فقالت: أعطيه: تمرا. فقال: «أما إنّك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة» . رواه السّراج، عن قتيبة عنه، وتابع اللّيث حيوة بن شريح، ويحيى بن أيّوب، وحاتم بن إسماعيل، وعن يحيى بن أيوب مولى زياد، وهو عند ابن مندة من طريقه. 11713- ليلى بنت حكيم: الأنصاريّة الأوسيّة «2» . قال أبو عمر: ذكرها أبو أحمد بن صالح المصريّ في أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وعلى آله وسلّم، ولم يذكرها غيره. وجوّز ابن الأثير أن تكون هي التي بعدها، لأنّ الحكيم يشبه بالخطيم. 11714- ليلى بنت الخطيم بن عديّ «3» بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاريّة الأوسيّة ثم الظفريّة.   (1) أسد الغابة ت (7261) ، الاستيعاب ت (3534) ، الثقات 3/ 362، أعلام النساء 4/ 302- تجريد أسماء الصحابة 2/ 302 خلاصة تهذيب الكمال 3/ 407. (2) الاستيعاب ت (3535) . (3) أسد الغابة ت (7263) - أعلام النساء 2/ 101- تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 301- تلقيح فهوم أهل الأثر 27226. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 303 استدركها أبو عليّ الجيّانيّ على الاستيعاب، وقال: ذكرها ابن أبي خيثمة، وقال: أقبلت على النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: أنا ليلى بنت الخطيم، جئتك أعرض نفسي عليك، فتزوّجني. قال: «قد فعلت» ، ورجعت إلى قومها، فقالوا: بئس ما صنعت؟ أنت امرأة غيري، وهو صاحب نساء، ارجعي، فاستقيليه، فرجعت فقالت: أقلني، فقال: «قد فعلت» . قلت: ذكر ذلك ابن سعد عن ابن عبّاس بسند فيه الكلبيّ، فذكروا أتمّ منه، وأوله: أقبلت ليلى بنت الخطيم إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو مولّ ظهره الشّمس فضربت على منكبه، فقال: من هذا أكلة الأسد، وكان كثيرا ما يقولها، وفي آخره: فقال: «قد أقلتك» ، قال: وتزوجها مسعود بن أوس بن سواد بن ظفر، فولدت له، فبينا هي في حائط من حيطان المدينة تغتسل إذ وثب عليها ذئب فأكل بعضها فأدركت فماتت. ثم أسند عن الواقديّ، عن محمد بن صالح بن دينار، عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: كانت ليلى بنت الخطيم وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقبلها، وكانت تركب بعولتها ركوبا منكرا، وكانت سيّئة الخلق ... فذكر نحو القصّة دون ما في آخرها، وقال في روايته: فقالت: إنك نبيّ اللَّه، وقد أحلّ اللَّه لك النساء، وأنا امرأة طويلة اللّسان لا صبر لي على الضّرائر واستقالته. ومن طريق ابن أبي عون أنّ ليلى وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ووهبن نساء أنفسهن، فلم يسمع أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبل منهن أحدا، قال: وأمّها مشرفة الدّار بنت هيشة بنت الحارث. وأخرج ابن سعد عن الواقديّ، حسبته عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: أوّل من بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سعد بن معاذ، وهي كبشة بنت أبي رافع بن عبيد، ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم، ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وسهيمة بنات أبي سفيان اللّيثي، يقال له أبو البنات ... الحديث. وذكر ابن سعد أيضا أنّ مسعود بن أوس تزوّجها في الجاهليّة، فولدت له عمرة وعميرة، وكان يقال لها أكلة الأسد، وكانت أول امرأة بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ومعها ابنتاها وابنتان لابنتها، ووهبت نفسها له ثم استقالة بنو ظفر فأقالها. 11715- ليلى بنت رافع بن عمرو: الأنصاريّة، والدة أبي عبس بن حرب. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمّها أمّ البراء بنت سلمة بن عرفطة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 304 11716- ليلى بنت ربعي بن عامر بن خالدة الأنصاريّة «1» ، من بني بياضة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11717- ليلى بنت رئاب بن حنيف الأنصاريّة «2» ، من بني عوف بن الخزرج. ذكرها ابن حبيب أيضا، وكانت زوج عتبان بن مالك. 11718- ليلى بنت أبي سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن أمية الأنصاريّة «3» الأشهليّة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقد تقدّم لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم قريبا. 11719- ليلى بنت سماك بن ثابت بن سفيان بن عديّ بن عمرو بن امرئ القيس ابن مالك الأغر. ذكر ابن سعد عن الواقديّ أنه قال: أسلمت وبايعت، قال: ولم يذكرها غيره. قلت: ستأتي في ترجمة أم ثابت بنت قيس بن شماس أخت قيس- أنها ولدت من ثابت بن سفيان ولده سماكا، فعلى هذا تكون ليلى وأبوها سماك وأمّه وأم ثابت ثلاثة من الصّحابة في نسق. 11720- ليلى بنت سماك: بن ثابت بن سنان بن جشم بن عمرو «4» بن امرئ القيس الأنصاريّة، من بني الحارث بن الخزرج. ذكرها ابن حبيب أيضا. 11721- ليلى بنت طناة بن معيص الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد، كذا في التّجريد، وقال: أخشى أن تكون ليلى بنت الإطنابة المذكورة أول من اسمها ليلى. 11722- ليلى بنت عبادة: الأنصاريّة السّاعديّة «5» ، أخت عبادة بن عبادة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11723- ليلى بنت عبد اللَّه العدويّة «6» : هي الشّفاء. تقدّمت، سماها المستغفريّ عن ابن حبّان.   (1) أسد الغابة ت (7264) . (2) أسد الغابة ت (7265) . (3) أسد الغابة ت (7267) . (4) أسد الغابة ت (7268) . (5) أسد الغابة ت (7270) . (6) أسد الغابة ت (7271) ، الثقات 3/ 361- أعلام النساء 2/ 300- الكاشف 3/ 474- تجريد أسماء الصحابة 2/ 281، 303- تهذيب الكمال 3/ 1686- تقريب التهذيب 2/ 602- تهذيب التهذيب 12/ 428. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 305 11724- ليلى بنت عطارد بن حاجب التميميّة، زوج عبد اللَّه بن أبي ربيعة الصّحابي، ووالدة عبد الرّحمن. ذكرها الزّبير بن بكّار. 11725- ليلى بنت قانف الثقفيّة «1» : أخرج حديثها أحمد، وأبو داود، من طريق محمد بن إسحاق، عن نوح بن حكيم الثقفيّ، عن رجل من ولد عروة بن مسعود يقال له داود ولدته أم حبيب بنت أبي سفيان، عن ليلى بنت قانف، بقاف ثم فاء، ذكر أنها قالت: كنت ممّن شهد غسل أم كلثوم بنت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأول ما أعطاني من كفنها الحقو «2» ثم الدّرع ثم الخمار ثم الملحفة، ثم أدرجت في الآخر إدراجا ... الحديث. قلت: وداود المذكور هو ابن عاصم بن عروة بن مسعود. 11726- ليلى بنت النّضر العبدريّة: تقدّمت في قتيلة في حرف القاف. 11727- ليلى بنت نهيك بن إساف بن عديّ بن زيد بن جشم الأنصاريّة «3» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وهي أخت البراء. وقال ابن سعد: تزوّجها سهل بن الربيع بن عمرو بن عديّ، وأمها أم عبد اللَّه بن أسلم بن حريش بن مجدعة. 11728- ليلى بنت يسار: أحد ما قيل في اسم أخت معقل بن يسار التي نزلت فيها: فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ [سورة البقرة آية 232] . سماها السهيليّ في مبهمات القرآن، وتبعه المنذري، والراجح أن اسمها جميل كما تقدم في حرف الجيم.   (1) أسد الغابة ت (7274) ، الاستيعاب ت (3538) ، الثقات 3/ 361- تجريد أسماء الصحابة 2/ 303- تقريب التهذيب 2/ 613- تلقيح فهوم أهل الأثر 384- تهذيب التهذيب 12/ 450- الكاشف 3/ 481- تهذيب الكمال 3/ 1697- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 392- التاريخ الصغير 1/ 19- بقي بن مخلد 11/ 9. تعجيل المنفعة 559- مؤتلف الدار الدّارقطنيّ ص 1932- تبصير المنتبه 3/ 1119- الطبري 1/ 1755. (2) أي الإزار، والأصل في الحقو معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء ثم سمي به الإزار للمجاورة. النهاية 1/ 417. (3) أسد الغابة ت (7275) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 306 11729- ليلى السّدوسيّة «1» : امرأة بشير بن الخصاصيّة، يقال لها الجهدمة، ويقال هي غيرها. وقد تقدّم بيان ذلك في الجهدمة. 11730- ليلى بنت يعار «2» : أحد ما قيل في التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة. 11731- ليلى الغفاريّة «3» : قال أبو عمر: كانت تخرج مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في مغازية تداوي الجرحى، وتقوم على المرضى، حديثها أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لعائشة: «هذا عليّ أوّل النّاس إيمانا» . روى عنها محمد بن القاسم الطّائيّ. قلت: أما الخبر الأوّل فتقدّم التنبيه عليه في القسم الأخير من حرف الألف في أمامة بنت أبي الحكم، وقد أخرجه العقيليّ في ترجمة موسى بن القاسم، من الضّعفاء، وابن مندة من رواية علي بن هاشم بن البريد، حدّثني أبي حدّثنا موسى بن القاسم، حدّثتني ليلى الغفاريّة، قالت: كنت أغزو مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى، فلما خرج عليّ إلى البصرة خرجت معه، فلما رأيت عائشة أتيتها، فقلت: هل سمعت من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فضيلة في عليّ؟ قالت: نعم، دخل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو معي، وعليه جرد قطيفة، فجلس بيننا، فقلت: أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا! فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا عائشة، دعي لي أخي، فإنّه أوّل النّاس إسلاما وآخر النّاس بي عهدا، وأوّل النّاس لي لقيا يوم القيامة» . قال العقيليّ: لا يعرف إلا لموسى بن القاسم. قال النّجاريّ: لا يتابع عليه. انتهى. وفي سنده عبد السّلام بن صالح أبو الصّلت، وقد كذّبوه. وأما الخبر الأخير فقال في التّجريد: هو باطل.   (1) أسد الغابة ت (7266) ، الاستيعاب ت (3539) . (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (7273) ، الإستيعاب ت (3540) ، الثقات 3/ 361- أعلام النساء 4/ 336- تجريد أسماء الصحابة 2/ 303. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 307 قلت: ومحمد القاسم هو الطّايسكاني لا الطّائيّ، وهو متروك، وهو غير موسى بن القاسم، وقد جاء نحوه لمعاذة. ففي تفسير ابن مردويه: وأخرجه أبو موسى من طريقه، ثم من رواية يعلى بن عبيد، عن حارثة بن أبي الرّجال، عن عمرة، قالت: قالت معاذة الغفارية: كنت أنيسا لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخرج معه في الأسفار، أقوم على المرضى، وأداوي الجرحى، فدخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيت عائشة، وعليّ خارج من عندها، فسمعته يقول لعائشة: «إنّ هذا أحبّ الرّجال إليّ، وأكرمهم عليّ، فأعرفي لي حقّه، وأكرمي مثواه ... » الحديث. وفيه: النّظر إلى عليّ عبادة. قلت: وحارثة ضعيف، وهذا هو الحديث الّذي أشار إليه أبو عمر. 11732- ليلى: عمة عبد الرحمن بن أبي ليلى «1» : في ليلى بنت بلال. وقد تقدّم في ترجمة أبي ليلى أنه اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا، والأقرب أنّ اسم أبيه بلال أو بليل. 11733- ليلى: مولاة عائشة «2» . قال أبو عمر: حديثها ليس بالقائم الإسناد. روى عنها أبو عبد اللَّه المدنيّ، وهو مجهول. قلت: أسنده المستغفريّ، من طريق عبد الكريم الجرار، عن أبي عبد اللَّه المدنيّ، عن حاجبة عائشة ومولاتها، قالت: يا رسول اللَّه، إنك تخرج من الخلاء فأدخل في أثرك فلا أرى شيئا إلا أني أجد رائحة المسك! فقال: «إنّا معاشر الأنبياء تنبت أجسادنا على أرواح أهل الجنّة، فما خرج منّا من نتن ابتلعته الأرض» . 11734- ليلى: روى عنها حبيب بن زيد، خرج حديثها أبو يعلى- من التّجريد. 11735- لينة: حديثها في جزء بن ديزيل الصغير. 11736- لينة: صاحبة مكان «3» قباء. أخرج عمر بن شبّة في أخبار المدينة بسند صحيح إلى عروة، قال: كان موضع مسجد قباء لامرأة يقال لها لينة، كانت تربط حمارا لها، فابتنى فيه سعد بن خيثمة مسجدا، فقال   (1) الاستيعاب ت (3537) . (2) أسد الغابة ت (7269) ، الاستيعاب ت (3539) . (3) في أ: صاحبة مكان مسجد قباء. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 308 أهل مسجد الضرار: أنحن نصلّي في مربط حمار لينة، لا، لعمر اللَّه، لكنا نبني مسجدا فنصلي فيه إلى أن يجيء أبو عامر فيؤمنا فيه، فأنزل اللَّه تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً ... [التوبة: 107] الآية. القسم الثاني خال. القسم الثالث 11737- ليلى بنت الجوديّ بن عديّ بن عمرو بن أبي عمرو الغساني. زوج عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. لها إدراك، وكان رآها الجاهلية فأحبّها، فلما افتتحت دمشق صارت إليه فشغف بها في قصة طويلة ذكرها الزّبير بن بكّار في ترجمته، فقال: كان قدم دمشق في تجارة فرآها، على طنفسة حولها ولائد، فلما غزوا الشام كتب عمر لهم: إني غنّمت عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي، فلما سبوها أعطوها له، فقدم بها المدينة، فقالت عائشة: فشغف بها، فكنت ألومه، فيقول: يا أختيه، دعيني، فكأني أرشف من ثناياها حب الرمان، ثم تمادي الزمان، فكنت أكلمه فيها، فكان إحسانه إليها أن ردّها إلى أهلها، فكنت أقول له: لقد أحببتها فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت. وفيها يقول عبد الرحمن الأبيات المشهورة: تذكّرت ليلى والسّمارة بيننا ... فما لابنة الجوديّ ليلى وما ليا [الطويل] كذا في خبر الزّبير. وفي رواية عمر بن شبّة، عن الصّلت بن مسعود، عن أحمد بن شنويه، عن سليمان بن صالح، عن ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت، عن عروة بن الزّبير- أن أبا بكر هو الّذي نفله إياها. ورويناه في آخر الجزء التّاسع من أمالي المحامليّ رواية أهل بغداد عنه بسند له إلى ابن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر قدم دمشق في أول الإسلام في أواخر أيام أبيه، فنظر إلى ليلى بنت الجوديّ، فلم ير أجمل منها، فقال فيها: تذكرت ليلى ... الأبيات. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 309 فكتب عمر إلى عامله: إن فتح اللَّه عليكم دمشق فأسلموا ابنة الجوديّ لعبد الرّحمن. فأسلموها له، فقدم بها، فأنزلها على نسائه ... فذكر الخبر، وفيه قوله: فكأني أرشف من ثناياها حب الرّمان. قالت: فعمل لها شيء حتى سقطت أسنانها، فهجرها، ثم ردها إلى أهلها. وهذا أخر شيء في الجزء المذكور، وهو آخر مجلس أملاه المحامليّ. 11738- ليلى بنت حابس التميميّة: أخت الأقرع بن حابس الصّحابيّ المشهور، هي: أم غالب بن صعصعة بن معاوية، والد الفرزدق الشاعر المشهور. لها إدراك، وقد ذكرها الفرزدق في مرثية أبيه حيث يقول: أبى الصّبر أن لا أرى البدر طالعا ... ولا الشّمس إلّا أذكرتني بغالب شبيهين كانا لابن ليلى ومن يكن ... شبيه ابن ليلى يلج ضوء الكواكب [الطويل] القسم الرابع 11739- ليلى بنت حكيم: تقدم كلام ابن الأثير أنه جوّز أنها بنت الخطيم فصحفت، والّذي يظهر أنها هي. واللَّه أعلم. حرف الميم القسم الأول 11740- الماردة: لها ذكر في حديث حكيم بن حزام من مسند أبي يعلى، وقيل المراديّة. 11741- مارية القبطيّة: أمّ ولد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «1» . ذكر ابن سعد من طريق عبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة، قال: بعث المقوقس صاحب الإسكندريّة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في سنة سبع من الهجرة بمارية وأختها سيرين، وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا لينا، وبغلته الدّلدل، وحماره عفيرا، ويقال   (1) أسد الغابة ت (7276) ، الاستيعاب ت (3543) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 310 يعفور، ومع ذلك خصيّ يقال له مأبور، شيخ كبير، كان أخا مارية، وبعث بذلك كلّه مع حاطب بن أبي بلتعة، فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام الخصيّ على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه على أبيها وآله وسلّم، وكانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في العالية في المال الّذي صار يقال له سريّة أمّ إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وكان يطؤها بملك اليمين، وضرب عليها مع ذلك الحجاب، فحملت منه، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان. ومن طريق عمرة عن عائشة، قالت: ما عزّت عليّ امرأة إلا دون ما عزّت عليّ مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، فأعجب بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النّعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها حتى فزعنا لها، فجزعت فحوّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها، هناك فكان ذلك أشدّ علينا. وفي السّند عن الواقديّ، قال: وقال الواقديّ: كانت مارية ممن حفر كورة الصّفا. وقال البلاذريّ: كانت أم مارية روميّة، وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة. وأخرج البزّار بسند حسن، عن عبد اللَّه: بن بريدة، عن أبيه، قال أهدى أمير القبط إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جاريتين وبغلة، فكان يركب البغلة بالمدينة، واتخذ إحدى الجاريتين لنفسه. وقد تقدم لها ذكر في ترجمة إبراهيم ولدها. وفي ترجمة مأبور الخصيّ وفي ترجمة صالح. وقال الواقديّ: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كان أبو بكر ينفق على مارية حتى مات، ثم عمر حتى توفيت في خلافته. قال الواقديّ: ماتت في المحرم سنة ست عشرة، فكان عمر يحشر الناس لشهودها، وصلّى عليها بالبقيع. وقال ابن مندة: ماتت مارية بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بخمس سنين. 11742- مارية «1» : خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال أبو عمر: تكنى أم الرباب، حديثها عند أهل البصرة أنها تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه   (1) أسد الغابة: ت (7278) ، الاستيعاب ت (3542) ، أعلام النساء 5/ 11، السمط الثمين 162، تجريد أسماء الصحابة 2/ 303، حلية الأولياء 2/ 70، تلقيح فهوم أهل الأثر 377. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 311 عليه وآله وسلّم حين صعد حائطا ليلة فرّ من المشركين. قلت: أخرجه ابن مندة من طريق يعلى بن أسد، عن عبد اللَّه بن حبيب، عن أم سليمان، عن أمها، عن جدّتها مارية، قالت: تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكره. وترجم لها مارية جارية النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم. قلت: وسيأتي قريبا أنّ اسم أمّها مرضية، وأنها صحابية، وأما أمّ سليمان فما عرفت اسمها. 11743- مارية: خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «1» . قال أبو عمر: لها حديث واحد من حديث أهل الكوفة رواه أبو بكر بن عياش، عن المثنى بن صالح، عن جدّته مارية، قالت: صافحت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلم أر كفّا ألين من كفّه. قال أبو عمر في التي قبلها: لا أدري أهي هذه أم لا؟ قلت: وأخذ ذلك من كلام ابن السّكن برمّته. وقال ابن السّكن: مارية مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم روي عنها حديث مخرج عن أهل الكوفة لا أعلم رواه غير ابن عباس، ثم ساقه من طريقين عنه، ثم قال: روى عن مارية حديث آخر مخرجه عن البصريّين، ولست أدري أهي التي روى حديثها أبو بكر أو غيرها؟ ثم ساق من طريق يعلى بن أسد، عن محمد بن حمران، عن عبد اللَّه بن حبيب، عن أم سليمان، عن أمها، عن جدّتها مارية، قالت: تطأطأت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى صعد حائطا ليلة فر من المشركين. وقال أبو نعيم: أفردها ابن مندة وهما عندي واحدة. قلت: وصله ابن مندة من وجهين، عن أبي بكر بن عياش: أحدهما كما قال أبو عمر عن المثنى بن صالح، عن جدّته، والآخر عن أبي بكر، قال: حدّثنا واللَّه محمد بن المثنى بن صالح عن جدّته. واللَّه أعلم. قال أبو عمر: المثنى بن صالح هو ابن مهران مولى عمرو بن حريث، كذا قال. 11744- مارية، أو ماوية «2» : بواو بدل الراء مع تشديد المثناة التحتانية.   (1) أسد الغابة ت (7277) . (2) أسد الغابة ت (7279) ، الاستيعاب ت (3541) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 312 اختلف فيه الرّواة عن ابن إسحاق، فقال يونس بن بكير وغيره عنه ماوية بالواو، فذكر قصّة خبيب بن عدي لما أسره المشركون من بئر معونة وصفدوه ليقتلوه. قال ابن إسحاق: فحدثني عبد اللَّه بن أبي نجيح، عن مارية مولاة حجير بن أبي إهاب، قالت: حبس خبيب بمكّة في بيتي، فلقد اطلعت عليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب أعظم من رأسه يأكل منه وما في الأرض يومئذ حبّة عنب. قلت: وهذا ذكره البخاريّ في الصّحيح في قصّة قتل خبيب، لكن ليس في روايته: أعظم من رأسه، وقال في روايته: وما بمكّة يومئذ، وهو المراد، فكأنه أطلق الأرض وأراد أرض مكّة. وذكر أبو عمر، عن العقيليّ بسنده إلى عبد اللَّه بن إدريس الأودي، عن محمد بن إسحاق: حدّثني ابن أبي نجيح، أنه حدّث عن مارية مولاة حجير، كذا ذكرها بالرّاء والتخفيف، وكان خبيب بن عدي حين حبس في بيتها، فكانت تحدّث بعد أن أسلمت قالت: واللَّه إنه لمحبوس في بيتي مغلق دونه إذ اطلعت من خلل الباب وفي يده قطف من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في الأرض حبّة عنب، فلما حضره القتل قال: يا مارية، التمسي لي حديدة أتطهر بها. قالت: فأعطيت الموسى غلاما منّا، وأمرته أن يدخل بها عليه، فما هو إلا أن ولّى داخلا عليه، فقلت: فأعطيت الموسى غلاما منّا، وأمرته أن يدخل بها عليه، فما هو إلا أن ولّى داخلا عليه، فقلت: أصاب الرجل ثأره، يقتل هذا الغلام بهذه الحديدة ليكون رجل برجل، فلما انتهى إليه الغلام أخذ الحديدة، وقال: لعمري! ما خافت أمّك غدري حين أرسلت إليّ بهذه الحديدة- يعني معك، ثم خلّي سبيله. وهذه القصّة عند البخاريّ أيضا، وفيها بعض مغايرة. وذكره ابن سعد عن الواقديّ عن رجاله من أهل العلم، وفيها أنهم حبسوه عندها حتى يخرج الشّهر الحرام فيقتلوه، وكانت تحدّث بقصّته بعد، وأسلمت وحسن إسلامها، وفيها: وكان يتهجد بالقرآن، فإذا سمعه النّساء بكين ورققن عليه، فقلت له: هل لك من حاجة؟ قال: لا، إلا أن تسقيني العذيب، ولا تطعميني ما ذبح على النّصب، وتخبريني إذا أرادوا قتلي، فلما أرادوا قتله أخبرته، فو اللَّه ما اكترث بذلك، وقال: ابعثي لي حديدة أستصلح بها، فبعثت إليه بموسى مع ابني أبي حسين، وكانت أرضعته، ولم يكن ابنها ولادة، فذكرت نحو ما تقدّم، وفيه: ما كنت لأقتله ولا يستحلّ في ديننا الغدر. 11745- محبة بنت الربيع بن عمرو بن أبي زهير الأنصاريّة «1» ، من بني الحارث بن الخزرج.   (1) أسد الغابة (7280) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 313 ذكرها ابن سعد وابن حبيب فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهي أخت سعد بن الربيع، تزوّجها أبو الدّرداء عامر بن زيد بن قيس الأنصاريّ الخزرجيّ، فولدت له بلالا، وأمها هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم. 11746- محجنة: وقيل أم محجن «1» ، امرأة سوداء كانت تقمّ المسجد. وقع ذكرها في الصّحيح بغير تسمية. وسمّاها يحيى بن أبي أنيسة، وهو متروك، عن علقمة بن مرثد، عن رجل من أهل المدينة، قال: كانت امرأة من أهل المدينة يقال لها محجنة تقمّ المسجد، فتفقّدها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأخبر أنها قد ماتت، فقال: «ألا آذنتموني بها؟» فخرج فصلّى عليها، وكبّر أربعا. قال يحيى: وحدّثنا الزّهريّ، عن أبي أمامة بن سهل، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحوه. ومن طريق عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مرّ على قبر حديث عهد بدفن، فقال: «متى دفن هذا؟» فقيل: هذه أم محجن التي كانت مولعة بلقط القذى من المسجد، فقال: «أفلا آذنتموني؟» «2» قالوا: كنت نائما فكرهنا أن نوقظك ... الحديث. 11747- محيّاة بنت خالد بن سنان العبسيّ «3» . ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وساق من طريق محمد بن عمر الرّازي الحافظ، عن عمرو بن إسحاق بن العلاء، عن إبراهيم بن العلاء، حدّثنا أبو محمد القرشيّ الهاشميّ، عن هشام بن عروة، عن ابن عمارة، عن أبيه عمارة بن حزن بن شيطان بقصّة خالد بن سنان، قال: فلما بعث اللَّه محمدا أتته محياة بنت خالد فانتسبت له، فبسط لها رداءه وأجلسها عليه. وقال: «ابنة أخي نبيّ ضيّعه قومه» . ووردت تسميتها أيضا فيما ذكره ابن الكلبيّ، قال: قال أبي: وأخبرني ابن أبي عمارة قال: أتانا خالد بن سنان فقال: يا معشر بني عبس، إنّ اللَّه أمرني بإطفاء هذه النار. قال أبي: فكان أبي هو الّذي ذهب معه، فذكر القصّة مطوّلة. وفي آخر الحديث قال هشام بن محمّد: فقدمت المحياة بنت خالد بن سنان على النبيّ   (1) أسد الغابة ت (7281) . (2) أخرجه البخاري 3/ 117، 1247، ومسلم 2/ 658 (69/ 954) . (3) أسد الغابة ت (7282) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 314 صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال: «مرحبا بابنة أخي، نبيّ ضيّعه قومه» . وقد ذكرت في ترجمة خالد بن سنان لقصّته في طفئ النار طرقا كثيرة. 11748- محيّاة بنت أبي نائلة: سلكان بن سلامة بن وقش الأشهليّة. ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت في رواية ابن عمارة، وقال الواقديّ: هي عبادة التي تقدّمت في حرف العين وتشديد [الباء] . 11749- مرضية «1» : ذكرها ابن أبي عاصم في كتاب «الوحدان» ، وأسند عن أبي حفص الصّيرفي، عن محمد بن راشد عن محمد بن حمران، عن عبد اللَّه بن خبيب، عن أم سليمان، عن أمّها مرضية، قالت: أراكم تنكرون شيئا رأيته يصنع على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، رأيت الميت يتبع بالمجمر. 11750- مريم بنت إياس الأنصاريّة: مدنيّة» . روى عنها عمرو بن يحيى المازني، كذا قال أبو عمر: إنها أنصارية، وليس كذلك، بل هي ليثية، وهي بنت إياس بن الكبير، تقدّم نسبها في ترجمة والدها، وهم أهل بيت صحابة، شهد أبوها وأعمامها بدرا، وهم من حلفاء بني عديّ، ورواية عمرو بن يحيى المازني عنها عند أحمد والنّسائيّ بسند صحيح عنها عن بعض أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وصرّح في المسند بأنها بنت إياس بن البكير. 11751- مريم بنت أبي سفيان الأنصاريّة: الدّوسية، من بني عمرو بن عوف. تقدّم ذكرها في ترجمة ليلى بنت الخطيم، وأبو سفيان والدها كان يقال له أبو البنات، واستشهد بأحد. 11752- مريم بنت عثمان الأنصاريّة: لعلها المغالية، لها ذكر في كتاب المدينة لمحمد بن الحسن بن زبالة، قال: عن محمد بن فضالة، عن عبد الحميد بن جعفر، قال: ضرب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبّته حين حاصر بني قريظة على بئر أبي، وصلّى في المسجد، وربط دابّته بالسّدرة التي في دار مريم بنت عثمان.   (1) أسد الغابة ت (7283) ، تهذيب الكمال 3/ 1698- تجريد أسماء الصحابة 2/ 305- تهذيب التهذيب 12/ 452- تقريب التهذيب 2/ 614- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393. (2) أسد الغابة ت (7284) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 315 11753- مريم المغالية «1» : من بني مغالة، بفتح الميم والمعجمة الخفيفة: بطن من الأنصار. كانت زوج ثابت بن قيس بن شمّاس، روى حديثها يونس بن بكير في المغازي، والحسن بن سفيان، من طريقه، عن ابن إسحاق، عن قتادة بن الوليد، عن عبادة بن الصّامت، عن الرّبيع بنت معوّذ- أنها اختلعت من زوجها، فأمرها عثمان أن تستبرئ رحمها بحيضة واحدة، قالت الرّبيع: وإنما أخذ عثمان ذلك عن قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لمريم المغالية حين افتدت من زوجها. 11754- مسرّة «2» : كان اسمها غيرة، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مسرة، لها ذكر في حديث رواه زيد بن أبي أنيسة، عن الزّهري مرسلا، قاله ابن مندة. 11755- مسكة: ويقال مسيكة «3» - بالتّصغير، جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، تأتي في معاذة رقيقتها. 11756- مطيعة بنت النعمان بن مالك الأنصاريّة «4» . من بني عمرو بن عوف. كان اسمها عاصية، فسمّاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مطيعة، قاله ابن حبيب. 11757- معاذة بنت عبد اللَّه بنت عمرو بن مرة بن قيس بن عديّ بن أمية بن خلاوة الأنصاريّة. قال ابن سعد، ذكر الواقديّ أنها أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11758- معاذة: زوج الأعشى المازنيّة «5» . تقدّم ذكرها في ترجمة الأعشى المازني. 11759- معاذة: زوج شجاع بن الحارث السّدوسي. تقدم ذكرها في شجاع. 11760- معاذة: جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول «6» ، رقيقة مسيكة، جارية عبد اللَّه بن أبيّ. ثبت ذكر مسيكة في صحيح مسلم وغيره، من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: كانت جارية لعبد اللَّه بن أبيّ يقال لها مسيكة فأكرهها على البغاء، فأتت النبيّ   (1) أسد الغابة ت (7285) . (2) أسد الغابة ت (7287) . (3) أسد الغابة ت (7288) . (4) أسد الغابة ت (7289) . (5) أسد الغابة ت (7290) . (6) أسد الغابة ت (7291) ، الاستيعاب ت (3546) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 316 صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشكت له، فأنزل اللَّه تعالى: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [سورة النور آية 33] الآية، ووقع لنا بعلو في المعرفة، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، ولفظه: أما أميمة ومسيكة جاريتا عبد اللَّه بن أبيّ جاءتا إلى النبيّ ... صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشكتا عبد اللَّه بن أبي، فنزلت فيهما: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ ... [سورة النور آية 33] . وثبت ذكر معاذة في مرسل الشّعبيّ، قال: التي اختلعت من زوجها وتزوّجها خولة أمّها معاذة التي نزلت فيها: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [سورة النور آية 33] . أخرجه عمر بن شبة بسند صحيح إلى الشّعبي. وأخرج أبو موسى، من طريق آدم بن أبي إياس، عن اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب: حدّثني محمد بن ثابت أخو بني الحارث بن الخزرج في قوله تعالى: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ [سورة النور آية 33]- نزلت في معاذة جارية عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول، وذلك أنه كان عندهم أسيرا، فكان عبد اللَّه بن أبي يضربها لتمكنه من نفسها رجاء أن تحبل منه فيأخذ في ذلك فداء، وهو العرض الّذي قال اللَّه تعالى: لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا [سورة النور آية 33] ، وكانت الجارية تأبى عليه، وكانت مسلمة، فأنزل اللَّه فيها الآية، فنهاهم عن ذلك فيها. وذكره أبو عمر، من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن الزّهري، قال: كانت معاذة مولاة عبد اللَّه بن أبيّ امرأة مسلمة فاضلة، وكانت تأبى عليه ما يدعوها إليه. انتهى. وعند أبي عمر أنّهما واحدة، واختلف في اسمها، فقال: قال الزّهري: معاذة، وقال الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر: مسيكة، قال: والصّحيح ما قاله ابن شهاب إن شاء اللَّه، قال: وقد روى أبو صالح عن ابن عباس القصّة وسمى الجارية مسيكة، فوافق الأعمش. قلت: لا ترجيح مع إمكان الجمع، وقد دلّ أثر الشّعبي على التعدّد، وظاهر الآية من قوله تعالى: فَتَياتِكُمْ [سورة النور آية 33] يشعر بأنه أزيد من واحدة ثم قال ابن إسحاق متصلا بأثر الزهري. وبلغني ممّن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيعة النساء، فتزوّجها سهل بن قرظة، أخو بني عمرو بن الحارث، فولدت له عبد اللَّه بن سهل، وأمّ سعيد بنت سهل، ثم هلك عنها أو فارقها، فتزوجها الحميّر بن عديّ القاري أخو بني حنظلة، فولدت له توأما: الحارث، وعديا، وأم سعد، ثم فارقها فتزوّجها عامر بن عديّ، من بني خطمة، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 317 فولدت له أم حبيب بنت عامر، وهي معاذة بنت عبد اللَّه بن جرير الضّرير، بضاد معجمة مصغّرا، ابن أميّة بن خدارة بن الحارث بن الخزرج. تنبيه: ظن ابن الأثير أنّ القائل: «وبلغني» هو الزّهري، ثم قال: قول الزّهري في نسبها ما ذكر يدلّ على أنّ الأنصار كان يسبي بعضهم بعضا في الجاهليّة، فكانت معاذة وهي من الخزرج أمة لعبد اللَّه بن أبيّ. قلت: وفيما قاله نظر، لأنه لم يتعين ذلك في السّبي مع احتمال أن يكون والد معاذة تزوّج أمّة رقيقة لعبد اللَّه أو بغى بها فجاءت بمعاذة، فكانت رقيقة لعبد اللَّه. وقد دلّ الأثر على أن عبد اللَّه إذ أمر معاذة أن تمكّن الأسير من نفسها أنه أراد أن تحمل من الأسير فيصير الولد رقيقا فيفديه أبوه، ولا يلزم من ذلك ما ذكر من أنهم كان يسبي بعضهم بعضا. 11761- معاذة الغفاريّة: تقدّمت في ليلى «1» . 11762- مليكة بنت أبي أمية: لها ذكر في طبقات النّساء من طبقات ابن سعد، وأن عمر طلّقها لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [سورة الممتحنة آية 10] ، فتزوّجها معاوية، وهي والدة عبيد اللَّه، بالتّصغير، ابن عمر بن الخطّاب. 11763- مليكة بنت ثابت بن الفاكه: ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11764- مليكة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الأنصاريّة «2» . تقدّمت في حبيبة. 11765- مليكة بنت خارجة بن سنان. تأتي في القسم الثّالث «3» . 11766- مليكة بنت داود: ذكرها ابن بشكوال في المزدوجات، ولم يصحّ. وستأتي مليكة بنت كعب، فليحرر ذلك. 11767- مليكة بنت سهل بن زيد بن عمرو بن عامر بن جشم الأنصاريّة، امرأة أبي الهيثم بن التيّهان. ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت في رواية: محمد «4» بن عمر.   (1) أسد الغابة ت (7292) ، أعلام النساء 5/ 61، تجريد أسماء الصحابة 2/ 305. (2) أسد الغابة ت (7294) . (3) أسد الغابة ت (7295) . (4) في أ: محمد بن عمرو. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 318 11768- مليكة بنت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول الأنصاريّة الخزرجيّة. ذكرها ابن سعد أيضا. [11769 - مليكة بنت عبد اللَّه بن صخر بن خنساء الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات] «1» . 11770- مليكة بنت عمرو الأنصاريّة «2» ، من بني زيد اللّات بن سعد. ذكرها أبو عمر فقال: حديثها عند زهير بن معاوية، عن امرأة من أهله، عنها، أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال في البقرة: «ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء» «3» . قلت: أخرجه أبو داود في المراسيل، ووصله ابن مندة، ووقع لنا عنه بعلوّ. وأخرج في ترجمتها أيضا ما أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان، من طريق ابن وهب، قال: كتب إليّ حمزة بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو بن حلحل: عن محمد بن عمر- أنّ مليكة أخبرته أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إذا سمعتم بقوم قد خسف بهم فقد أظلّت السّاعة» . وهو بعلو عند ابن مندة أيضا، ولم ينسب مليكة في هذا الخبر الثّاني، فيحتمل أن تكون أخرى. 11771- مليكة بنت عمرو بن سهل الأنصاريّة «4» : من بني عبد الأشهل. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكانت زوج أبي الهيثم بن التيهان. 11772- مليكة بنت عويمر الهذلية: وقيل بنت عويم بغير راء، وتكنى أم عفيف «5» ، وقيل أم قطيف، والأول المعتمد، والثّاني وقع في كلام أبي عمر، فهو تصحيف. وقد تقدم ذكر حديثها في حرف العين من الرّجال، وذكر الاختلاف هل هو عويمر أو   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (7298) ، تهذيب الكمال 3/ 1698- تجريد أسماء الصحابة 2/ 305- تهذيب التهذيب 12/ 452- تقريب التهذيب 2/ 614- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393. (3) قال الهيثمي في الزوائد 5/ 93 رواه الطبراني والمرأة لم تسم وبقية رجاله ثقات. قال العجلوني في كشف الخفاء 2/ 200 رواه أبو داود في المراسيل وأخرجه الطبراني في الكبير وابن مندة في المعرفة وأبو نعيم في الطب بنحوه. (4) أسد الغابة ت (7299) . (5) أسد الغابة ت (7300) ، الاستيعاب ت (3550) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 319 عويم بغير راء، وسند الحديث ضعيف، وهو في قصّة المرأتين اللتين كانتا تحت حمل بن النابغة الهذلي، فضربت إحداهما الأخرى فأسقطت جنينا ... الحديث. 11773- مليكة بنت كعب الكنانيّة: ذكر الواقديّ، عن أبي معشر- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج بها وكانت تذكر بجمال بارع، فدخلت عليها عائشة، فقالت لها: أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك، وكان أبوها قتل يوم فتح مكّة قتله خالد بن الوليد، قال: فاستعاذت من النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فطلّقها، فجاء قومها يسألونه أن يراجعها، واعتذروا عنها بالصغر وضعف الرأي، وأنها خدعت، فأبى، فاستأذنوه أن يزوّجوها قريبا لها من بني عذرة فأذن لهم. ومن طريق عطاء بن يزيد الجندعيّ: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مليكة بنت كعب في شهر رمضان، ودخل عليها، وماتت عنده، قال الواقديّ: أصحابنا ينكرون هذا، وأنه لم يتزوّج كنانية قطّ. 11774- مليكة: امرأة خبّاب بن الأرتّ «1» . قال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى حديثها أبو خالد الوالبيّ، عن المنهال بن عمرو موقوفا. 11775- مليكة الأنصاريّة «2» : جرى ذكرها في الصّحيحين من رواية مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس- أنّ جدته مليكة دعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى طعام صنعته ... الحديث. وفيه صلاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بيتهم، قال أنس: فقمت أنا واليتيم من ورائه والعجوز من ورائنا. واختلف في الضّمير في قوله: جدّته، فقيل لأنس، وقيل لإسحاق. وجزم أبو عمر بالثّاني، وقوّاه ابن الأثير، فإن أنسا لم يكن في خالاته من قبل أبيه ولا أمه من تسمّى مليكة. قلت: والنّفي الّذي ذكره مردود، فقد ذكر العدويّ في نسب الأنصار أنّ اسم والدة أم سليم مليكة. ولفظه سليم بن ملحان وإخوته: زيد، وحرام، وعباد، وأم سليم، وأم حرام، بنو ملحان، وأمّهم مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار، وظهر بذلك أنّ الضّمير في قوله: «جدّته» لأنس، وهي جدّته أم أمّه،   (1) أسد الغابة ت (7297) . (2) الاستيعاب ت (3548) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 320 وبطل قول من جعل الضّمير لإسحاق، وبنى عليه أنّ اسم أم سليم مليكة. واللَّه الموفق. 11776- مليكة: والدة السّائب بن الأقرع «1» . تقدم خبرها في حرف السّين من الرجال في القسم الأول أنها كانت تبيع العطر فقال لها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «ألك حاجة؟» قالت: تدعو لابني ... الحديث. 11777- مليكة الهلاليّة: امرأة عبد اللَّه بن أبي حدرد. ذكرها مسلم في الأفراد، وكذا في التجريد. 11778- مندوس بنت خلاد بن سويد بن ثعلبة الأنصاريّة الخزرجيّة «2» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11779- مندوس بنت عبادة بن دليم بن حارثة «3» بن أبي خزيمة الأنصاريّة الخزرجيّة. أخت سيد الخزرج سعد بن عبادة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11780- مندوس بنت عمرو بن خنيس «4» بن لوذان بن عبد ودّ الأنصاريّة، أخت المنذر بن عمرو، وأم سلمة بن مخلد- ذكرت في المبايعات، وذكر ابن الأثير أنّ بنتها «5» قريبة روت عنها أنها أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، النار، فقال: «ما فحواك» ، فأخبرته بأمرها وهي منتقبة، فقال: «يا أمة اللَّه، اسفري، فإنّ الإسفار من الإسلام، وإنّ النّقاب من الفجور» «6» . ونسبه إلى ابن مندة، وأبي نعيم، ولم أره في واحد منهما. 11781- مندوس بنت قطبة بن عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار. قال ابن سعد في المبايعات: اسم أمها عميرة بنت قرط بن خنساء بن سنان، تزوّجها عمارة بن الحباب بن سعد بن قيس بن عمرو بن زيد مناة، ثم ولدت له أبا عمرو، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل، فولدت له أم عتبة، وأم سعد، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن أبي سليط بن عمرو بن قيس، فولدت له مروان.   (1) أسد الغابة ت (7297) . (2) أسد الغابة ت (7301) . (3) أسد الغابة ت (7302) . (4) أسد الغابة ت (7303) . (5) في أ: فقالت: يا رسول اللَّه، النار النار. (6) وهو على فرض ثبوته شاذ إذ لا يصح من النبيّ- صلّى اللَّه عليه وسلم- أن يمدح الإسفار ويذم الواجب أو المندوب وأيضا يمكن حمله على ما يجب على المرأة في الحج. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 321 11782- موهبة: مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقع ذكرها في حديث أبي نضرة الغفاريّ في قصّة إسلامه، ووقع الحديث في الجزء الرابع من حديث إسماعيل الصّفار، من طريق ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي نضرة الغفاريّ ... فذكر الحديث، وفيه: فدعا موهبة بعيرا منها فحلبها فسقاني، فكأني لم أشرب شيئا، ثم دعا بأخرى إلى أن قال: فغضبت موهبة، وأبغضتني، وفيه: «الكافر يأكل في سبعة أمعاء» . 11783- ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلاليّة «1» ، أخت أم الفضل لبابة. تقدم نسبها مع أختها في حرف اللّام وميمونة في أمّ المؤمنين، كان اسمها برّة، فسماها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة، وكانت قبل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند أبي رهم بن عبد العزى بن عبد ودّ بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ القرشيّ العامريّ، وقيل عند سخبرة بن أبي رهم المذكور، وقيل عند حويطب بن عبد العزّى، وقيل عند فروة أخيه، وتزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في ذي القعدة سنة سبع لما اعتمر عمرة القضيّة، فيقال: أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها، فأذنت للعبّاس فزوّجها منه، ويقال: إنّ العبّاس وصفها له، وقال: قد تأيّمت من أبي رهم فتزوّجها. وقال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه: ثم تزوج بعد صفية ميمونة، وكانت عند أبي رهم. قال يونس بن بكير: وحدّثني جعفر بن برقان، عن ميمونة بن مهران، عن يزيد بن الأصمّ، قال: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو حلال، وبنى بها في قبة لها، وماتت بعد ذلك فيها. انتهى. وهذا مرسل، عن ميمونة بنت خالد بن يزيد بن الأصمّ، وقد خالفه ابن خالتها الأخرى عبد اللَّه بن عبّاس، فجزم بأنه تزوّجها وهو محرم. وهو في صحيح البخاريّ، وقد انتشر الاختلاف في هذا الحكم بين الفقهاء، ومنهم من جمع بأنه عقد عليها. وهو محرم، وبنى بها بعد أن أحلّ من عمرته بالتنعيم وهو حلال   (1) أعلام النساء 5/ 138- تنوير قلوب المسلمين 93- السمط الثمين 131- الكاشف 1/ 482- التمهيد 1/ 206- تجريد أسماء الصحابة 2/ 306- تقريب التهذيب 2/ 614- تهذيب التهذيب 12/ 453- تهذيب الكمال ج 3/ 1698- التاريخ الصغير 1/ 112، 114، 126. أزمنة التاريخ الإسلامي 4/، علوم الحديث لابن الصلاح 240، أسد الغابة ت (7305) ، الاستيعاب ت (3552) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 322 في الحلّ، وذلك بيّن من سياق القصّة عند ابن إسحاق. وقيل: عقد له عليها قبل أنّ يحرم، وانتشر أمر تزويجها بعد أن أحرم، فاشتبه الأمر. وقد ذكر الزّهريّ وقتادة أنها التي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزلت فيها الآية. وقيل الواهبة غيرها. وقيل إنهن تعدّدن، وهو الأقرب. قال ابن سعد: كانت آخر امرأة تزوّجها- يعني ممن دخل بها، وذكر بسند له أنه تزوّجها في شوال سنة سبع، فإن ثبت صحّ أنه تزوّجها وهو حلال، لأنه إنما أحرم في ذي القعدة منها، وذكر بسند له فيه الواقديّ إلى علي بن عبد اللَّه بن عباس، قال: لما أراد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الخروج إلى مكّة للعمرة بعث أوس بن خولي، وأبا رافع إلى العبّاس ليزوّجه ميمونة، فأضلّا بعيريهما، فأقاما أياما ببطن رابغ إلى أن قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فوجدا بعيريهما، فسارا معه حتى قدما مكّة، فأرسل إلى العبّاس يذكر ذلك له فجعلت أمرها إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فجاء إلى منزل العباس فخطبها إلى العبّاس فزوّجها إيّاه. ومن طريق سليمان بن يسار أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث أبا رافع، وآخر يزوّجانه ميمونة قبل أن يخرج من المدينة. وأخرج ابن سعد أيضا من طريق عبد الكريم، عن ميمون بن مهران، قال: دخلت على صفية بنت شيبة وهي كبيرة، فسألتها أتزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة وهو محرّم؟ فقالت: لا، واللَّه، لقد تزوّجها وإنهما لحلالان. وقال ابن سعد: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا هشام بن سعد، عن عطاء الخراسانيّ، قلت لابن المسيّب: إن عكرمة يزعم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج ميمونة وهو محرم، فقال: سأحدّثك، قدم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو محرم، فلما حلّ تزوّجها. وقال ابن سعد: حدّثنا محمد بن عمر، وأنبأنا ابن جريج، عن أبي الزّبير، عن عكرمة- أنّ ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وعن محمد بن عمر، عن موسى بن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عمرة، قال: قيل لها إنّ ميمونة وهبت نفسها: فقالت: تزوّجها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على مهر خمسمائة درهم، وولي نكاحه إياها العبّاس. وأخرج ابن سعد بسند صحيح إلى ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. «الأخوات مؤمنات: ميمونة، وأمّ الفضل، وأسماء» . وقال ابن سعد: أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 323 جعفر بن برقان، حدّثنا يزيد بن الأصمّ، قال: تلقيت عائشة من مكّة أنا وابن طلحة من أختها، وقد كنّا وقفنا على حائط من حيطان المدينة، فأصبنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه، ثم أقبلت عليّ فوعظتني موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أنّ اللَّه ساقك حتى جعلك في بيت من بيوت نبيّه، ذهبت واللَّه ميمونة ورمى بحبلك على غاربك، أما إنها كانت من أتقانا للَّه وأوصلنا للرّحم. وهذا سند صحيح. وقال أيضا: حدّثنا أبو نعيم، حدّثنا جعفر بن برقان، أخبرني ميمون بن مهران: سألت صفية بنت شيبة، فقالت: تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ميمونة بسرف «1» وبنى بها في قبّة لها، وماتت بسرف، ودفنت في موضع قبّتنا، وكانت وفاة ميمونة سنة إحدى وخمسين. ونقل ابن سعد عن الواقديّ أنها ماتت سنة إحدى وستين، قال: وهي آخر من مات من أزواج النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. انتهى. ولولا هذا الكلام الأخير لاحتمل أن يكون قوله وستين وهما من بعض الرّواة، ولكن دل أثر عائشة الّذي حكاه عنها يزيد بن الأصمّ أنّ عائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف، والأثر المذكور صحيح، فهو أولى من قول الواقديّ. وقد جزم يعقوب بن سفيان بأنها ماتت سنة تسع وأربعين، وقال غيره: ماتت سنة ثلاث وستين. وقيل: سنة ست وستين، وكلاهما غير ثابت. والأول أثبت. 11784- ميمونة بنت سعد «2» : ويقال سعيد: كانت تخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروت عنه، روى عنها زياد وعثمان ابنا أبي سودة، وهلال بن أبي هلال، وأبو يزيد الضّبي، وآمنة بنت عمر بن عبد العزيز، وأيّوب بن خالد بن صفوان، وطارق بن عبد الرّحمن، وغيرهم. روى لها أصحاب السّنن الأربعة، مما أخرج لها بعضهم ما رواه معاوية بن صالح، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، وليست زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن بيت المقدس. قال: «أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلّوا فيه ... » «3» الحديث.   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 9/ 252 وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. (2) أعلام النساء 5/ 140- الثقات 3/ 408- تجريد أسماء الصحابة 2/ 306- تقريب التهذيب 2/ 614- الكاشف 3/ 482- تهذيب التهذيب 12/ 545- تهذيب الكمال 3/ 1698- تلقيح فهوم أهل الأثر 377، 375- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393- بقي بن مخلد 552، 435، 549. (3) أخرجه ابن ماجة 1/ 451 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب 196 ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المسجد حديث رقم 1407 قال البوصيري في مصباح الزجاجة روى أبو داود بعضه وإسناد طريق بن ماجة صحيح ورجاله ثقات وهو أصح من طريق أبي داود وأحمد في المسند 6/ 463. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 324 قال أبو عمر: ميمونة بنت سعد مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى عنها أبو يزيد الضّبيّ بن خالد حديثا مرفوعا في قبلة الصائم، وعتق ولد الزنا، وليس سنده بالقويّ، ثم قال: ميمونة أخرى حديثها عند أهل الشّام في فضل بيت المقدس، وإن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول. روى عنها زياد بن أبي سودة، والقاسم بن عبد الرّحمن. قلت: قد صرّح زياد بن أبي سودة بأن التي روى عنها ميمونة بنت سعد، فالظّاهر أنهما واحدة، وسبق ابن عبد البرّ إلى التفرقة بينهما أبو علي بن السّكن، فقال: ميمونة بنت سعد، مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم رويت عنها أحاديث، ثم ساق من طريق عكرمة بن عمار، عن طارق بن القاسم، عن ميمونة مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «يا ميمونة، تعوّذي باللَّه من عذاب القبر» . قالت: وإنه لحق؟ قال: «نعم، والغيبة والبول» «1» ، من طريق أبي يزيد الضبي، عن ميمونة مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قالت: سئل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن ولد الزنا، فقال: «لا خير فيه» ... الحديث. قلت: وهذا أخرجه الزّهريّ من هذا الوجه. ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «مثل الرافلة «2» في الزّينة كمثل الظّلمة لا نور فيها» «3» ، ثم قال: ميمونة مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قلت: بنت سعد روي عنها حديث واحد في فضل بيت المقدس فيه نظر، ثم ساقه من   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 223. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 42935 وعزاه للبيهقي في عذاب القبر عن ميمونة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم. (2) الرّافلة: هي التي ترفل في ثوبها: أي تتبختر. النهاية 2/ 247. (3) أخرجه الترمذي في السنن 3/ 470 عن ميمونة بنت سعد ... الحديث بلفظه في كتاب الرضاع (10) باب ما جاء في كراهية خروج النساء في الزينة (13) حديث رقم 1167 قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث من قبل حفظه وهو صدوق. وقد رواه بعضهم عن موسى بن عبيدة ولم يرفعه. وأورده العجلوني في كشف الخفاء 2/ 424، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45041. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 325 طريق عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثمّ قال: رواه سعيد بن عبد العزيز، عن ثور، عن زياد، عن ميمونة ليس بينهما عثمان بن سعد. قلت: وقد أخرجه ابن مندة من الوجهين، وترجم لهما كما ترم ابن السّكن ميمونة مولاة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولكن زاد عليه أنها روى عنها علي بن أبي طالب، ولم يسق روايته عنها، ثم ساق حديث عتق ولد الزنا لكون الرّاوي قال: عن ميمونة مولاة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، كما في حديث التعوّذ من عذاب القبر من طريق طارق بن القاسم بن عبد الرّحمن، وفيه: عن ميمونة بنت حبيب، ثم ترجم لميمونة بنت سعد خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأورد حديث محمد بن هلال، عن أبيه أنه سمع ميمونة بنت سعد قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من أجمع الصّوم من اللّيل فليصم ... » الحديث. ومن طريق أيّوب بن خالد، عن ميمونة بنت سعد- وكانت تخدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- حديث الرافلة في الزينة، فاتّفق ابن السّكن وابن مندة وأبو عمر على أنهما اثنتان، وخالفهم أبو نعيم، فقال: عندي أنهما واحدة. وصوّبه ابن الأثير، وبذلك صدر المزّي في التهذيب كلامه، ثم قال: وقيل: إنهما اثنتان. قلت: قول ابن السّكن في الثانية وليست بنت سعد، مع أنه أورد لها حديث الصّلاة في بيت المقدس- يشعر بأنه لم يقع في رواية ... أخرجه ... فهذا يقوّي قول أبي نعيم إنهما واحدة. ثم ذكر ابن مندة ميمونة ثالثة، فقالت: ميمونة، غير منسوبة، روت عنها أميّة بنت عمر- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أفتنا عن الصّدقة. قال: «إنّها حجاب من النّار» «1» . قالت: «أفتنا عن ثمن الكلب. قال: «طعمة جاهليّة» . قالت: أفتنا عن عذاب القبر. قال: «من أمر البول» . وأورده أبو نعيم، من طريق إسحاق بن زريق، عن عثمان بهذا السّند، فقال: عن ميمونة بنت سعد، وساق حديثا آخر لفظه: أفتنا عن السّرقة. فقال: «من أكلها ولم يعلم فقد شرك في إثمها وعارها» .   (1) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 114 وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه من لم أعرفه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 326 ومن طريق عمرو بن هشام، عن عثمان به: أفتنا عن الغسل من الجنابة: كم يكفي الرأس؟ قال: «ثلاث حثيات» » . قال أبو نعيم: أفردها ابن مندة، وأورد الطّبرانيّ حديثهما في مسند ميمونة بنت سعد. قلت: والّذي يغلب على الظّن أن الثلاثة واحدة. 11785- ميمونة: خادم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «2» ، تقدمت في التي قبلها. 11786- ميمونة: غير منسوبة، تقدمت كذلك «3» . 11787- ميمونة بنت صبيح: أو صفيح «4» ، بموحدة، أو فاء، مصغرة. قال الطّبرانيّ: هي أم أبي هريرة، وساق قصّتها، وقد مضت في أميمة. 11788- ميمونة بنت عبد اللَّه: من بني مريد «5» ، براء مصغّرة: بطن من بليّ، يقال لهم الجعادرة، وكانوا حلفاء بني أمية بن زيد من الأنصار. ذكرها [ابن إسحاق] «6» وابن سعد، وذكر إسلامها. وقال ابن هشام: هي التي أجابت كعب بن الأشرف بمراثيه التي رثى فيها قتلى بدر من المشركين من قولها: تحنّن هذا العبد كلّ تحنّن ... يبكّي على القتلى وليس بناصب بكت عين من يبكي لبدر وأهله ... وعلّت بمثليه لؤيّ بن غالب فليت الّذين ضرّجوا بدمائهم ... يرى ما بهم من كان بين الأخاشب [الطويل] قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشّعر ينكرها لها. 11789- ميمونة بنت أبي عسيب: ويقال بنت عنبسة «7» . جزم بالأول أبو نعيم. وبالثاني أبو عمر، فقال: ميمونة بنت أبي عنبسة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روت عنه في الدّعاء. وقال ابن مندة: ميمونة بنت عنبسة، ويقال بنت أبي عنبسة مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روى حديثها مشجع بن مصعب، عن ربيعة بن يزيد، عن منبه، عن ميمونة بنت   (1) أي ثلاث غرف بيديه، واحدها حثية. النهاية 1/ 339. (2) أسد الغابة ت (7307) ، الاستيعاب ت (3553) . (3) أسد الغابة ت (7312) . (4) أسد الغابة ت (7308) . (5) أسد الغابة ت (7309) . (6) سقط في أ. (7) أسد الغابة ت (7310) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 307. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 327 أبي عنبسة- أنّ امرأة من حريش أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا عائشة، أغيثيني بدعوة من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم تطمنني، فقال: «ضعي يدك اليمين على فؤادك فامسحيه، وقولي: «اللَّهمّ داوني بدوائك واشفني بشفائك، وأغثني بفضلك عمّن سواك» «1» . قال ربيعة: فدعوت به فوجدته جيّدا، ووصله أبو نعيم من هذا الوجه، وقال: ميمونة بنت أبي عسيب. 11790- ميمونة بنت كردم الثقفيّة «2» : روى عنها يزيد بن مقسم، حديثها عند أهل البصرة، وليس يزيد هذا بمعروف، كذا في بعض نسخ «الاستيعاب» ، ولم يقع في نسخة ابن الأثير، فأهملها. وفي كلام أبي عمر نظر، لأنه قال: حديثها عند أهل البصرة، وإنما هو عند أهل الطّائف. أخرجه أبو داود في كتاب «الإيمان والنّذور» من السّنن، من طريق عبد اللَّه بن يزيد ابن مقسم، عن أبيه، عن عمته [سارة] «3» عنها. ومنهم من أسقط سارة من السّند، ومنهم من أسقط عبد اللَّه. وأخرج حديثها ابن ماجة أيضا، ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة، وأخرجه من طريق أبي نعيم، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطّائفي، عن يزيد بن مقسم، عن ميمونة- أنها كانت رديفة أبيها، فسمعت أباها يسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: إني نذرت أن أنحر ببوانة. قال: هل بها وثن أو طاغية؟ قال: «لا» . قال: «فأوف بنذرك حيث نذرت» «4» . كذا رواه مختصرا. وأخرجه أحمد بن حنبل، عن يزيد بن هارون، عن عبيد اللَّه بن يزيد بن مقسم، عن عمته سارة بنت مقسم، عن ميمونة بنت كردم- مطوّلا.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال رقم 28377 وعزاه للطبراني عن ميمونة بنت أبي عيسى. (2) أسد الغابة ت (7311) ، الاستيعاب ت (3556) ، الثقات 3/ 408- أعلام النساء 2/ 141- تجريد أسماء الصحابة 2/ 307- تقريب التهذيب 2/ 615- الكاشف 482- تهذيب التهذيب 12/ 454- تهذيب الكمال 3/ 1698- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 393- بقي بن مخلد 361. (3) سقط من أ. (4) أخرجه أبو داود في السنن 2/ 258 عن ميمونة بنت كردم بن سفيان عن أبيها ... الحديث. كتاب الأيمان والنذور باب ما يؤمر به من الوفاء بالنذر حديث رقم 3315. وابن ماجة في السنن 1/ 688 كتاب الكفارات (11) باب الوفاء بالنذر (18) حديث رقم 2131. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 328 وقد ذكرت بعضه في ترجمة طارق بن المرقع، وفيه: عن ميمونة، قالت: وبيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم درّة كدرة الكتّاب، فسمعت الأعراب يقولون: الطّبطبيّة «1» ، فدنا منه أبي، فأخذ بقدمه، فأقرّ له، قالت: فما نسيت طول إصبع قدمه السّبابة على سائر أصابعه، فقال له أبي: إني شهدت جيش عثران ... الحديث. في قصّة طارق. القسم الثاني 11791- ميمونة بنت الوليد بن الحارث بن عامر بن نوفل، والدة عبد اللَّه بن أبي مليكة التّابعي المشهور. خبرها في ترجمة والدها في حرف الواو من الرجال. 11792- مريم بنت إياس بن البكير الليثية. لها رؤية. تقدمت في القسم الأوّل. القسم الثالث 11793- مرجانة: مولاة عمر، في المعرفة. 11794- مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن عوف. ذكرها المستغفريّ من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: فرّق الإسلام بين مليكة بنت خارجة بن سنان، كانت تحت زبّان فخلف عليها ولده منظور، وذكرها أبو موسى في الذيل. قلت: وذكر عمر بن شبّة في «كتاب المدينة» : عن أبي غسان المدني، قال: دخلت في المسجد النّبوي- يعني لمّا زاد فيه عثمان دار عبد الرحمن بن عوف، وهي التي يقال لها دار مليكة، لأن عبد الرّحمن بن عوف أنزلها مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة حين قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصّديق، وكانت تحت زبان بن سيار. فهلك عنها، فخلف عليها ابنه منظور، فأقدمها أبو بكر المدينة ففرق بينهما، وقال: من ينزل هذه المرأة؟ فقال عبد الرّحمن بن عوف: أنا، فأنزلها في هذه الدّار، فنسبت إليها. وقد حكيت في ترجمة منظور في القسم الأول من حرف الميم من الرّجال عن عمر بن شبّة أن هذه القصّة إنما وقعت في خلافة عمر، لكن يحتمل أنها قدمت مرّتين، وإنما لم أر من ذكر قدومها في العهد النبويّ، بخلاف منظور، فقد ذكرت في ترجمته ما يشعر بذلك.   (1) قال الأزهري: هي حكاية وقع السّياط، وقيل: حكاية وقع الأقدام عند السعي يريد أقبل الناس إليه يسعون ولأقدامهم طبطبة أي صوت، ويحتمل أن يكون أراد بها الدرّة نفسها فسماها طبطبية، لأنها إذا ضرب بها حكت صوت طب طب، وهي منصوبة على التحذير. النهاية 3/ 112. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 329 11795- مليكة: والدة الحطيئة الشاعر، لها ذكر في ترجمته يدلّ على أنها عاشت إلى العهد النبويّ. 11796- مهدد بنت حمران بن بشر بن عمرو بن مرثد، والدة سنان بن علقمة بن حاجب، من رواية التميميّ. تقدم ذكر سنان وولده وجدّه في أماكنهم، ولهذه إدراك لا محالة، قرأت في مقدّمة كتاب الأنساب لأبي سعيد بن السّمعاني بسند له إلى يزيد بن سنان بن علقمة- أنه حج فلقي رجلا من بني مهرة، فانتسب له، فدار بينهما كلام إلى أن قال له المهريّ: فإن لعلقمة «1» ولدا واحدا يقال له سنان، وكنت أظنّه مات، فقلت: أنا يزيد ولده. قال: ممّن؟ قلت: من مهدد بنت حمران ... فذكر القصّة. 11797- ميّة بنت محرز: من بني الحارث بن كعب، من أهل البصرة. ذكرها ابن سعد فيمن لم يرو عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأورد لها بسند جيد إليها، قالت: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أحجّوا هذه الذريّة، ولا تأكلوا أرزاقها، وتدعوا أرباقها «2» . القسم الرابع 11798- مزيدة العصريّة «3» : ذكرها أبو نعيم وأخرج من طريق قيس بن حفص، عن طالب بن حجير، عن هود بن عبد اللَّه بن سعد، عن جدّته مزيدة العصرية- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عقد رايات الأنصار، وجعلها صفراء «4» ، قال أبو موسى: كذا أورده، ومزيدة رجل لا امرأة. وقد ذكره أبو نعيم في الرّجال على الصّواب، وذكر ابن الأثير نحو كلام أبي موسى، ثم قال: هو رجل، وذكره في النساء وهم. وقد قال البخاريّ: مزيدة العصري له صحبة، روى عنه هود. يعدّ في البصريين، وكذا ذكره غير واحد. قلت: وقد مضى في الرّجال في حرف الميم.   (1) في أ: فإن علقمة. (2) شبه ما قلّد أعناقها من الأوزار والآثام أو من وجوب الحج بالأرباق اللازمة لأعناق البهم. النهاية 2/ 190. (3) أسد الغابة ت (7286) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 304. (4) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 324 عن مزيدة العبديّ وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 330 11799- ميمونة بنت سعد «1» : التي روت عنها أمية بنت عمر بن عبد العزيز. أفردها بعضهم عن ميمونة بنت سعد خادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد أوضحت حالها في ذلك في القسم الأول ، وأن الّذي أفردها وهم في ذلك لكونها لم تنسب في روايته. حرف النون القسم الأول 11800- نائلة بنت الربيع بن قيس بن عامر بن عبادة بن الأبجر، وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاريّة، أخت عبد اللَّه بنت الربيع البدريّ. ذكرها ابن سعد، وقال: أمها فاطمة بنت عمرو بن عطيّة، من بني مازن بن النّجّار، وتزوجها أوس بن خالد بن قرط بن قيس بن وهب، من بني مالك بن النّجّار، فأسلمت وبايعت. 11801- نائلة بنت سعد بن مالك الأنصاريّة «2» ، من بني ساعدة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11802- نائلة بنت سلامة بن وقش، أخت سلمة بن سلامة الماضي ذكره، وأخت أم عمرو بنت سلامة. ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت، قال: وأمها أم عمرو بنت عتيك بن عمرو الجشمية، قال: وكانت تزوجت عبد اللَّه بن سمّال- بفتح أوله وتشديد الميم ثم لام، ابن عمرو بن غزيّة ثم تزوّجت قيس بن كعب بن القين السّلمي- بفتح السين، فولدت له سهل بن قيس الّذي استشهد بأحد. 11803- نائلة بنت عبيد بن الحرّ بن عمرو بن الجعد بن مبذول، من بني مازن بن النّجّار الأنصاريّة، من بني ساعدة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال: أمها رغيبة بنت أوس بن خالد بن الجعد، وتزوّجها معمر بن حزم بن زيد بن لوذان، فولدت له عبد الرّحمن. 11804- نبعة الحبشية: جارية أم هانئ «3» .   (1) أسد الغابة ت (7306) ، الاستيعاب ت (3554) . (2) أسد الغابة ت (7313) . (3) أسد الغابة ت (7315) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 331 ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، وذكر من طريق الكلبيّ، عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب في مسرى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم- أنها كانت تقول: ما أسري به إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة، فصلّى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان الصّبح انتبهنا لنصلي الصّبح فصلّينا معه، قال: «يا أمّ هانئ، لقد صلّيت العشاء الآخرة كما رأيت ثمّ جئت بيت المقدس فصلّيت فيه، ثمّ صلّيت صلاة الغداة معكم» «1» ثم قام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه فتكشفت عن بطنه، وكأنه قبطية مطويّة، فقلت له: يا نبي اللَّه، لا تحدّث الناس بهذا فيكذّبوك، ويؤذوك، قال: «واللَّه لأحدّثنّهم» . قال: فقلت لجارية حبشية يقال لها نبعة: ويحك! اتّبعي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاسمعي ما يقول للناس، وما يقولون له. فلما خرج إلى الناس فأخبرهم تعجّبوا، وقالوا: ما آية ذلك يا محمد؟ فذكر الحديث. قلت: وأخرجه أبو يعلى، من طريق يحيى بن أبي عمرو الشّيبانيّ، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن أم هانئ، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بغلس وأنا على فراشي، فقال: «شعرت أنّي نمت اللّيلة في المسجد الحرام، فأتاني جبرئيل ... » فذكر حديث الإسراء إلى بيت المقدس، قال: فقلت لجاريتي نبعة: اتّبعيه فانظري ماذا يقول؟ وماذا يقال له؟ قالت: فلما رجعت نبعة أخبرتني أنه انتهى إلى نفر من قريش ... الحديث. وفيه وصفه لبيت المقدس، وقول أبي بكر الصّديق: صدقت. قالت: فسمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول يومئذ: «يا أبا بكر، إنّ اللَّه قد سمّاك الصّدّيق «2» » . قلت: وهذا أصحّ من رواية الكلبيّ، فإنّ في روايته من المنكر أنه صلّى العشاء الآخرة والصبح معهم، وإنما فرضت الصّلاة ليلة المعراج، وكذا نومه الليلة في بيت أم هانئ، وإنما نام في المسجد. 11805- نبيتة: بموحدة بعد النون ومثناة، بالتّصغير. تقدمت في ثبيتة بالمثلثة. 11806- نتيلة: بمثناة مصغّر «3» ، بنت قيس بن جرير بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصاريّة، من بني مازن.   (1) أخرجه ابن سعد 1/ 1/ 144 والطبري في التفسير 3/ 15 والسيوطي في الدر 4/ 149. (2) أورده السيوطي في الدر المنثور 4/ 149 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 35664، 32615 وعزاه للديلمي عن أم هانئ. (3) أسد الغابة ت (7316) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 332 ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11807- ندبة: مولاة ميمونة «1» . لها ذكر في حديث لعائشة، ذكرها ابن مندة مختصرا. 11808- نسيبة: بنت ثابت بن عمير «2» . ذكرها ابن الجوزي في التنقيح. 11809- نسيبة: بالتّصغير، بنت الحارث الأنصاريّة «3» ، هي أم عطيّة، تأتي في الكنى. 11810- نسيبة بنت رافع بن المعلّى بن لوذان بن حارثة بن عديّ بن زيد بن ثعلبة الأنصاريّة الأوسية، زوج أبي سعد بن أوس بن المعلّى ابن عمها، وأمّها من بني عبد اللَّه بن غطفان. وأسلمت وبايعت «4» ، قاله ابن سعد. 11811- نسبية: بالتصغير، وقيل بفتح النّون، بنت سمّاك بن النعمان بن قيس بن عمرو بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن أوس الأنصاريّة الأوسيّة، أمها قسامة بنت عبد اللَّه بن أمية بن عبيد بن عمرو بن زيد. تزوجها عثمان بن طلحة العبدريّ في الجاهليّة، فولدت له، ثم خلف عليها بجاد بن عثمان بن عامر بن مجمع قريبها، وأسلمت نسيبة وبايعت، قاله ابن سعد. 11812- نسيبة بنت أبي طلحة: واسمه ثابت بن عصيمة بن زيد بن مخلد، من بني خطمة من الأوس، الأنصاريّة، من بني خطمة «5» . ذكرها محمّد بن سعد فيمن بايع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال: أمّها أم طلحة بنت مخلد بن زيد بن مخلد، وهي مضبوطة في نسخة معتمدة بفتح النون. 11813- نسيبة «6» : بفتح النّون أيضا، بنت كعب بن عمرو بن عوف بن عمرو بن   (1) أسد الغابة ت (7317) ، بقي بن مخلد 990، تفسير الطبري 4/ 4240. (2) في أ: ثابت بن عصير. (3) مسند أحمد 6/ 407، التاريخ لابن معين 742، الجرح والتعديل 9/ 465، الاستبصار 355، تهذيب الكمال 1698، تاريخ الإسلام 3/ 101، تهذيب التهذيب 12/ 455، خلاصة تذهيب الكمال 496، أسد الغابة ت (7318) ، الاستيعاب ت (3557) . (4) في أ: وأسلمت نسيبة وبايعت. (5) هذه العبارة مكررة في أ، هـ. (6) أسد الغابة ت (7319) ، الاستيعاب ت (3558) ، 7/ 280 مسند أحمد 6/ 439، طبقات ابن سعد 8/ 412، طبقات خليفة 339، الاستبصار 82، تهذيب الكمال 1703، تهذيب التهذيب 12/ 74، خلاصة تذهيب الكمال 499. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 333 مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النّجّار الأنصاريّة، أم عمارة، مشهورة بكنيتها واسمها معا. قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في بيعة العقبة الثانية: وكان من بني الخزرج اثنان وستون رجلا وامرأتان، فيزعمون أن امرأتين بايعتا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان لا يصافح النّساء «1» ، إنما كان يأخذ عليهنّ، فإذا أقررن قال: «اذهبن» ، والمرأتان هما من بني مازن بن النجار: نسيبة وأختها ابنتا كعب، فساق النسب، قال: وكان معها زوجها زيد بن عاصم، وابناها منه: حبيب الّذي قتله مسيلمة بعد، وعبد اللَّه، وهو راوي حديث الوضوء. وذكر الواقديّ أنه لما بلغها قتل ابنها حبيب عاهدت اللَّه أن تموت دون مسيلمة أو تقتل، فشهدت اليمامة مع خالد بن الوليد ومعها ابنها عبد اللَّه، فقتل مسيلمة وقطعت يدها في الحرب. وقال أبو عمر: شهدت أحدا مع زوجها زيد بن عاصم. قلت: ذكر ابن هشام في زياداته من طريق أم سعد بنت سعد بن الرّبيع، قال: دخلت على أم عمارة فقلت: يا خالة، أخبريني، فقالت: خرجت- يعني يوم أحد- ومعي سقاء وفيه ماء، فانتهينا إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكنت أباشر القتال وأذبّ عنهم بالسّيف، وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إليّ، فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قميئة. قال أبو عمر: وشهدت بيعة الرّضوان، ثم شهدت اليمامة، فقاتلت حتى قطعت يدها وجرحت اثنا عشر جرحا، وروت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الصّائم إذا أكل عنده صلّت عليه الملائكة» «2» . قلت: روى عنها ابنها عباد بن تميم، ومولاتها ليلى، وعكرمة، والحارث بن كعب،   (1) أخرجه أحمد في المسند 2/ 213، وابن سعد في الطبقات 1/ 8 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 216 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 1525 وعزاه لأبي يعلى، وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 269 عن عبد اللَّه بن عمرو وقال رواه أحمد وإسناده حسن وعن أسماء بنت يزيد وقال رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18500 وعزاه لأحمد في المسند عبد اللَّه بن عمرو. (2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 365. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 334 وأم سعد بن الربيع، وحديثها في السنن الأربعة. 11814- نسيبة بنت نيار بن الحارث الأنصاريّة «1» من بني جحجبي. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، كذا وأوردها ابن الأثير بعد أم عمارة، ومقتضاه أن نونها مفتوحة، وقد تقدّمت فيمن اسمها مصغّر آنفا. 11815- نسيبة بنت نيار بن الحارث بن بلال بن أحيحة بن الجلاح الأنصاريّة. تزوجها عقبة بن عبد ودّ بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح قريبها، وأسلمت وبايعت، قاله ابن سعد. ورأيتها مضبوطة في نسخة من الطّبقات معتمده بالتصغير، وقيل فيها بالفتح كما سيأتي. 11816- نسيكة: والدة عمرو بن الجلاس «2» . روت عنها حبيبة بنت سمعان، أخرج حديثها الطّبرانيّ، من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن حبيبة بنت سمعان، عن نسيكة بنت عمرو بن الجلاس، قالت: إني لعند عائشة وقد ذبحت شاة لها، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وفي يده عصية فألقاها ثم هوى إلى المسجد فصلّى فيه ركعتين، ثم هوى إلى فراشه فانبطح عليها، ثم قال: «هل من غذاء؟» فأتيناه بصحفة فيها خبز شعير وفيها كسرة وقطعة من الكرش، وفيها الذّراع، فأخذت عائشة قطعة من الكرش فإنّها تنهشها إذ قلت: لقد ذبحنا شاة اليوم فما أمسكنا منها إلا هذا، فقال: «لا، بل أمسكت كلّها إلّا هذا» . 11817- نعامة: من سبي بني العنبر» . كانت جميلة، فعرض عليها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن يتزوّجها فلم تلبث أن جاء زوجها الحريش. وقد تقدّم ذلك في حرف الحاء المهملة في ترجمة الحريش المذكور مسند الرواية. 11818- نعم: بضم النون، بنت حسّان، امرأة شماس بن عثمان المخزوميّ «4» . أنشد لها ابن إسحاق أبياتا ترثي زوجها لما استشهد بأحد:   (1) أسد الغابة ت (7320) . (2) أسد الغابة ت (7321) ، الثقات 3/ 424، أعلام النساء 5/ 175، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308. (3) أسد الغابة ت (7322) . (4) أسد الغابة ت (7323) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 335 يا عين جودي بدمع غير إبساس ... على كريم من الفتيان لبّاس صعب البديهة ميمون نقيبته ... حمّال ألوية ركّاب أفراس أقول لمّا خلت منه مجالسه ... لا يبعد اللَّه منّا قرب شمّاس «1» . [البسيط] استدركها ابن الدّباغ عن أبي علي الغسّاني. 11819- نعمى بنت جعفر بن أبي طالب «2» . قال ابن مندة: لها ذكر، وليست لها رواية. قلت: أسنده الطّبرانيّ من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أسماء بنت عميس- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لنعمى بنت جعفر بن أبي طالب: «ما لي أرى أجساد بني جعفر أنضاء؟ أبهم حاجة؟» «3» قالت: لا، ولكنهم تسرع إليهم العين أفأرقيهم؟ قالت: فعرضت عليه كلاما لا بأس به، فقال: «ارقيهم» . قال ابن الأثير: هذا الخبر معروف لأسماء، ولا أعرف هذه في أولاد جعفر. قلت: أخشى أن يكون في الخبر تصحيف، والصّواب قال لها في بيت جعفر [ ... ] . إلخ. ويريد هذا [ ... ] أخرج من طريق [ ... ] عن إسماعيل بن عميس [ ... ] . قالت. 11820- نفيسة بنت أمية: أخت يعلى «4» .. تقدّم نسبها في ترجمة أخيها. قال أبو عمر: لها صحبة ورواية. وقال ابن سعد: أمها منية بنت جابر بن وهب، أسلمت نفيسة بنت منية، وهي التي مشت بين خديجة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حتى تزوجها. 11821- نفيسة بنت ثعلبة «5» : تقدمت في أنيسة. 11822- نفيسة بنت عمرو بن خلدة بن مخلد الأنصاري «6» ، من بني زريق، ذكرها ابن حبيب في المبايعات.   (1) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7323) . (2) الثقات 3/ 423، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308، أسد الغابة ت (7324) . (3) بنحوه أخرجه مسلم 60 والبيهقي 9/ 348. (4) أسد الغابة ت (7325) ، الاستيعاب ت (3559) ، الثقات 3/ 424- أعلام النساء 5/ 186- تجريد أسماء الصحابة 2/ 308- الإكمال 6/ 46. (5) في أ: تقدمت في نفيسة. (6) أسد الغابة ت (7326) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 336 11823- نفيسة: جارية زينب بنت جحش، وهبتها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما رضي عليها بعد أن كان غضب عليها وهجرها شهرا، سمّاها علي بن أحمد بن يوسف في كتاب أخبار النّساء، وأصل القصّة عند أحمد ولم يسمّها. 11824- نهية: أم ولد عمر. تقدمت في لهية في حرف اللّام. 11825- النّوار بنت الحارث بن قيس الأنصاريّة «1» ، زوج قيظيّ بن عمرو. ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11826- النّوار بنت قيس بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة الأنصاريّة. ذكرها العدويّ «2» في الأنصار، واستدركها أبو عليّ الجيانيّ. وقال ابن سعد: كان أبوها يكنى بها، تزوّجها زيد بن نويرة بن الحارث بن عدي بن جشم، فولدت له، وأسلمت النّوار، وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11827- النوار بنت قيس بن لوذان بن مجدعة الأنصاريّة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11828- النّوار بنت مالك بن صرمة بن مالك بن عديّ بن النّجار الأنصاريّة «3» . من بني عدي بن غنم بن النّجّار. قال ابن سعد: أمها سلمى بنت عامر بن مالك بن عديّ، وهي والدة زيد بن ثابت الصّحابي المشهور وأخيه يزيد. روت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. روت عنها أم سعد بنت أسعد بن زرارة، وتزوّجها بعد ثابت عمارة بن حزم فولدت له مالكا، وذكر من طريق ثابت بن عبيد قال: كبّر سعد زيد بن ثابت على أمّه أربعا. 11829- نوبة: خادم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «4» ، أوردها أبو موسى في النّساء، ونسب ذلك لعبد الغني بن سعيد في المبهمات. ذكرت في حديث زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت:   (1) أسد الغابة ت (7327) . (2) في أ: في نسب الأنصار. (3) أسد الغابة ت (7329) ، الاستيعاب ت (3560) ، أعلام النساء 5/ 195، تجريد أسماء الصحابة 2/ 308 الاستبصار 46. (4) أسد الغابة ت (7330) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 337 مرض النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فاشتدّ مرضه فوجد من نفسه خفّة فخرج بين بريرة ونوبة «1» . قلت: وهذا ليس بصريح في أنها امرأة، وقد وقعت في كتاب الرّدة لسيف بن عمر على ما يدلّ أنه رجل، فأخرج عن مسلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن شقيق بن سلمة، عن عائشة، قالت: خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقد دخل أبو بكر في الصّلاة، فأخذ عبدا يقال له نوبة وبريرة يهاديانه بينهما، فذكر الحديث. ولكن أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه، من طريق معتمر بن سليمان، عن نعيم ابن أبي هند بهذا السّند، فقال: فجاءت نوبة وبريرة فاحتملتاه ... الحديث ... أخرجه أبو موسى أيضا من طريقه، وهو ظاهر في أنها امرأة، إذ لو كان رجلا لقال فاحتملاه. 11830- نويلة بنت أسلم «2» : أو مسلم، الأنصاريّة الحارثيّة. ويقال أولها مثناة فوقانية، تقدمت في المثناة، وهذه التي بالنون رواية إسحاق بن إدريس، عن جعفر بن محمود والتي تقدّمت رواية إبراهيم بن حمزة، وهو أوثق. القسم الثاني والقسم والثالث خاليان. القسم الرابع 11831- نبيشة بنت كعب: صحّفه بعضهم بموحدة ومعجمة مصغّرا. والصّواب بمهملة ثم موحدة مصغّرا، وهي أم عمارة الآتي ذكرها في الكنى. حرف الهاء القسم الأول 11832- هالة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشيّة «3» الأسديّة، أخت خديجة   (1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 78 عن أبي موسى قال مرض رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس ... الحديث وعزاه للبخاريّ في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن حسين الجعفري ومسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة. (2) تجريد أسماء الصحابة 2/ 309، الاستبصار 253، الاستيعاب ت (3561) ، أسد الغابة ت (7331) . (3) أعلام النساء 5/ 202، أسد الغابة ت (7332) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 338 زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ووالدة أبي العاص بن الربيع. قال ابن مندة: روت عنها عائشة حرفا في حديث، كذا اختصر، وكأنه أشار إلى ما أخرجه البخاريّ في الصّحيح من طريق علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فعرف استئذان خديجة فارتاع لذلك، وقال: اللَّهمّ هالة فغرت! فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش ... الحديث «1» ... وأخرجه أبو نعيم من هذا الوجه، وأصل الحديث في الصّحيحين من غير ذلك هالة. 11833- هالة بنت عوف الزّهريّة: تقدم نسبها مع أخيها عبد الرحمن بن عوف، أحد العشرة. روى الدّار الدّارقطنيّ من طريق حنظلة بن أبي سفيان الجمحيّ، عن أمه، قالت: رأيت أخت عبد الرحمن بن عوف تحت بلال، وسمّاها الإمام الرّافعي في شرح الوجيز في كتاب الكفاءة منه: هالة. 11834- هجيمة: قيل هو اسم الصّماء أخت عبد اللَّه بن بسر. 11835- هريرة بنت زمعة: القرشيّة الأسديّة، أخت أم المؤمنين سودة «2» . تقدم نسبها في ترجمة أختها. ذكرها الطّبري في الصّحابة. وقال المستغفريّ: لها صحبة، وقد تقدّم في ترجمة معبد بن وهب العبديّ أنه تزوّجها. 11836- هزيلة بنت ثابت بن ثعلبة بن الجلاس «3» بن مالك الأغر الأنصاريّة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: تزوجها ثابت بن الحارث بن ثعلبة بن جلاس، ثم خلف عليها عبد الرّحمن بن ساعدة. وقال ابن سعد: أسلمت هزيلة وبايعت. 11837- هزيلة بنت الحارث بن حزن الهلالية «4» ، أخت ميمونة أم المؤمنين، قيل   (1) أصله أخرجه البخاري 5/ 48 وسلم في فضائل الصحابة (78) . (2) أسد الغابة ت (7334) . (3) أسد الغابة ت (7335) . (4) أسد الغابة ت (7336) ، الاستيعاب ت (3562) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 339 هي أم حفيد الآتية في الكنى، قاله أبو عمر، قال: وكانت نكحت في الأعراب، وهي التي أهدت الضّباب، وروى حديثها سليمان بن يسار وغيره عن ميمونة. قلت: قد أخرجه مالك في «الموطّأ» ، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن سليمان بن يسار، قال: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بيت ميمونة بنت الحارث، فإذا بضباب، ومعه عبد اللَّه بن عبّاس، وخالد بن الوليد، فقال: «من أين لكم هذا؟» قالت: أهدته إليّ أختي هزيلة بنت الحارث. فقال لعبد اللَّه وخالد: «كلا» ، فقالا: ألا تأكل! قال: «إنّي يحضرني من اللَّه حاضر» . وأصل الحديث في الصّحيحين، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قالت: أهدت خالتي أم حفيد بنت الحارث إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سمنا وأقطا وضبابا، فدعا بهنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأكلن على مائدته ... الحديث. وأخرجه أبو داود وغيره، من رواية عمر بن حرملة، عن ابن عبّاس، فوقع في مسند ابن أبي عمر العدني من هذا الوجه بلفظ أم عتيق، بعين مهملة بدل الحاء المهملة وقاف في آخره بدل الدّال، والمعروف أم حفيد. واللَّه أعلم. 11838- هزيلة بنت سعيد بن سهيل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل «1» بن حارثة بن دينار بن النّجّار الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد، وابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: أمها شباث بنت خديج بن أوس بن القراقر بن الضحيان، حليف بني حرام. 11839- هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث «2» بن الخزرج الأنصاريّة. هي والدة زيد بن خارجة الّذي تكلم بعد الموت في زمن عثمان. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت. 11840- هزيلة بنت مسعود بن زيد الأنصاريّة «3» ، من بني حرام. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11841- همينة بنت خلف «4» بن أسعد بن عامر بن بياضة بن ربيع الخزاعيّة. قال ابن سعد: أسلمت قديما وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها خالد بن سعيد،   (1) أسد الغابة ت (7337) . (2) أسد الغابة ت (7338) . (3) أسد الغابة ت (7339) . (4) أسد الغابة ت (7340) ، الثقات 3/ 440- تجريد أسماء الصحابة 2/ 309. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 340 فولدت له هناك سعيدا وأمة، فتزوج الزّبير بعد ذلك أمة. انتهى. وقد تقدّمت في أمية بالهمزة بدل الهاء. 11842- هند بنت أبي خلف الجمحيّة: زوج مسعود بن أمية بن خلف، ووالدة ابنه عامر. ذكرها الزّبير بن بكّار. 11843- هند بنت أثاثة بن عباد بن المطّلب بن عبد مناف القرشيّة المطلبيّة «1» ، أخت مسطح. ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم بمكّة، وقال في وقعة أحد: لما قالت هند بنت عتبة تفتخر بقتل حمزة وغيره ممن أصيب من المسلمين: إنها علت على صخرة مشرفة فنادت بأعلى صوتها: نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبر ... أبي وعمّي وشقيق بكري شفيت وحشيّ غليل صدري ... شفيت نفسي وقضيت نذري «2» [الرجز] قال: فأجابتها هند بنت أثاثة بن المطلب: خزيت في بدر وغير بدر ... يا بنت وقّاع عظيم الكفر صبّحك اللَّه غداة الفجر ... بالهاشميّين الطّوال الزّهر بكلّ قطّاع حسام يفري ... حمزة ليثي وعليّ صقري «3» [الرجز] وأنشد لها ابن إسحاق مرثية في النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال ابن سعد: أطعمها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بخيبر مع أخيها مسطح ثلاثين وسقا، واغتربت عند أبي جندب، فولدت له ابنته ريطة. 11844- هند بنت أسيد بالتصغير، ابن حضير الأنصاريّة «4» .   (1) أسد الغابة ت (7341) ، الثقات 3/ 439- أعلام النساء 5/ 221- الاستبصار 216- تجريد أسماء الصحابة 2/ 309. (2) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7341) . (3) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة رقم (7341) . (4) أعلام النساء 5/ 221، الاستبصار 216، تجريد أسماء الصحابة 2/ 309، حاشية الإكمال 2/ 482، أسد الغابة ت (7342) ، الاستيعاب ت (5664) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 341 تقدّم نسبها مع والدها. قال ابن مندة: لها ذكر في حديث محمد بن عبد الرّحمن بن سعد بن زرارة. وقال أبو عمر: روى أبو الرجال عنها عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه كان يخطب بالقرآن، قالت: وما تعلّمت سورة «ق» إلا من كثرة ما كنت أسمعه يخطب بها على المنبر. 11845- هند بنت أوس بن شريق «1» ، والدة سعد بن خيثمة الأنصاريّة، من بني خطمة، ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11846- هند بنت أوس بن عدي بن أمية الأنصاريّة، من خطمة. ذكرها ابن حبيب أيضا. 11847- هند بنت البراء بن معرور الأنصاريّة. كانت عند جابر بن عتيك، ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11848- هند بنت الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم، بنت عم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأنشد لها محمد بن سعد في الوفاة النبويّة مرثية. 11849- هند بنت أبي أمية «2» : واسمه حذيفة، وقيل سهل بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم القرشيّة المخزوميّة، أم المؤمنين أم سلمة، مشهورة بكنيتها، معروفة باسمها. وشذّ من قال: إن اسمها رملة. وكان أبوها يلقّب زاد الركب، لأنه كان أحد الأجواد فكان إذا سافر لم يحمل أحد معه من رفقته زادا، بل هو كان يكفيهم. وأمّها عاتكة بنت عامر، كنانية من بني فراس، وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد، وهو ابن عمها. وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال: إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة. ولما مات زوجها من الجراحة التي أصابته خطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.   (1) أسد الغابة ت (7344) . (2) مسند أحمد 6/ 288، التاريخ لابن معين 742، طبقات ابن سعد 8/ 86، طبقات خليفة 334، المعارف 128، الجرح والتعديل 9/ 464، المستدرك 4/ 16، تهذيب الكمال 1698، العبر 1/ 65، مجمع الزوائد 9/ 245، تهذيب التهذيب 12/ 455، خلاصة تذهيب الكمال 496، شذرات الذهب 1/ 69- اعلام النساء 5/ 221، تجريد أسماء الصحابة 2/ 310، أزمنة التاريخ الإسلامي 985، أسد الغابة ت (7343) الاستيعاب ت (3565) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 342 وأخرج ابن أبي عاصم، من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، قالت: لما خطبني النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم قلت له: فيّ خلال ثلاث: أما أنا فكبيرة السنّ، وأنا امرأة معيل، وأنا امرأة شديدة الغيرة. فقال: «أنا أكبر منك. وأمّا العيال فإلى اللَّه. وأمّا الغيرة فأدعو اللَّه فيذهبها عنك» ، فتزوّجها: فلما دخل عليها قال: «إن شئت سبّعت لك وإن سبّعت لك سبّعت لنسائي» ، فرضيت بالثّلاث «1» . والحديث في الصحيح من طرق. وأخرج ابن سعد، من طريق عاصم الأحول، عن زياد بن أبي مريم، قال: قالت أم سلمة لأبي سلمة: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنّة ثم لم تتزوّج بعده إلا جمع اللَّه بينهما في الجنّة، وكذا إذا ماتت امرأة وبقي الرجل بعدها، فتعال أعاهدك أن لا أتزوّج بعدك ولا تتزوّج بعدي، قال: أتطيعيني؟ قالت: ما استأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك. قال: فإذا متّ فتزوّجي. ثم قال: اللَّهمّ ارزق أمّ سلمة بعدي رجلا خيرا مني، لا يخزيها ولا يؤذيها. قالت: فلما مات قلت: من هذا الّذي هو خير لي من أبي سلمة، فلبثت ما لبثت، ثم تزوّجني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وفي «الصّحيح» ، عن أم سلمة- أن أبا سلمة قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، اللَّهمّ عندك أحتسب مصيبتي وآجرني فيها» ، وأردت أن أقول: «وأبدلني بها خيرا منها» ، فقلت: من هو خير من أبي سلمة؟ فما زلت حتى قلتها، فذكرت القصّة. وقال ابن سعد: أخبرنا معمر، عن الزّهري، عن هند بنت الحارث الفراسيّة، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّ لعائشة منّي شعبة ما نزلها منّي أحد» ، فلما تزوّج أم سلمة سئل: ما فعلت الشّعبة؟ فعرف أن أمّ سلمة قد نزلت عنده. وقال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: لما تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا في جمالها، قالت: فتلطّفت لها حتى رأيتها، فرأيتها أضعاف ما وصف لي في الحسن والجمال، فقالت حفصة [ ... ] واللَّه إن هذا إلا الغيرة، فتلطّفت لها حفصة   (1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 307، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 301 والبيهقي في دلائل النبوة 3/ 464، وعبد الرزاق في مصنفه حديث رقم 16044 وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4150. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 343 حتى رأتها، فقالت لي: لا، واللَّه ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة، قالت: فرأيتها بعد فكانت كما قالت حفصة. روت أمّ سلمة عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كثيرا، وعن أبي سلمة، وروى عنها أولادها: عمر، وزينب، ومكاتبها نبهان، وأخوها عامر بن أبي أميّة، ومواليها: عبد اللَّه بن رافع، ونافع، وسفينة، وأبو كثير، وسليمان بن يسار. وروى عنها أيضا ابن عبّاس، وعائشة، وأبو سعيد الخدريّ، وقبيصة بن ذؤيب، ونافع مولى ابن عمر، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، وآخرون. قال الواقديّ: ماتت في شوال سنة تسع وخمسين، وصلّى عليها أبو هريرة، ولها أربع وثمانون سنة، كذا قال. وتلقّاه عنه جماعة، وليس بجيد، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد اللَّه ابن أبي ربيعة، وعبد اللَّه بن صفوان- دخلا على أم سلمة في ولاية يزيد بن معاوية فسألاها عن الجيش الّذي يخسف به ... الحديث. وكانت ولاية يزيد بعد موت أبيه في سنة ستين. وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها الخبر بقتل الحسين بن علي. قلت: وهذا أقرب. قال محارب بن دثار: أوصت أمّ سلمة أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، وكان أمير المدينة يومئذ مروان بن الحكم، وقيل: الوليد بن عتبة بن أبي سفيان. قلت والثّاني أقرب، فإن سعيد بن زيد مات قبل تاريخ موت أم سلمة على الأقوال كلها، فكأنها كانت أوصت بأن يصلّي سعيد عليها في مرضة مرضتها ثم عوفيت. ومات سعيد قبلها. 11850- هند بنت الحصين بن المطّلب: ذكرها ابن سعد، وتقدم ذكرها في ترجمة أختها خديجة. 11851- هند بنت الحكم بن أبي العاص بن أميّة. تأتي في القسم الثالث. 11852- هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب «1» ، زوج حبان بن واسع. قاله أبو عمر: قال: ولما مات في خلافة عثمان كانت له امرأة أخرى أنصاريّة طلّقها وهي ترضع، فمات فمرت بها سنة ولم تحض فاختصمتا إلى عثمان، فقضى بأنها ترثه مع هند، فلامته هند، فقال: عمل ابن عمك، يعني عليّا، هو أشار بهذا.   (1) أسد الغابة ت (7347) ، الاستيعاب ت (3566) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 344 قلت: وهذه القصّة ذكرها الزّبير بن بكّار في الموفقيات. 11853- هند بنت زياد: زوج سهل بن سعد السّاعديّ. ذكر الزّبير بن بكّار في «أخبار المدينة» بسنده عنها- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على سهل بن سعد فجلس في وسط البيت، فاتخذه سهل مسجدا، قالت: فلما دخلت على سهل رأيت المسجد في وسط البيت. 11854- هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية الأمويّة «1» ، أخت معاوية. كانت زوج الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب، فولدت له ابنه محمّدا. ذكر ذلك ابن سعد، وزاد: وعبد اللَّه، وربيعة، وعبد الرّحمن، ورملة، وأم الزّبير، قال: وأمّها صفية بنت أبي عمرو بن أمية. 11855- هند بنت أبي سفيان: يقال: إنه اسم أم حبيبة زوج النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، والمعروف أن اسمها رملة، كما تقدم. 11856- هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل» الأنصاريّة، عمة أسيد بن حضير. قال ابن حبيب: هي زوج سعد بن معاذ، والدة عمر، وعبد اللَّه. وقال العدويّ: هي والدة الحارث بن أوس بن معاذ، وكانت من المبايعات. وقال ابن سعد: أمها أم جندب بنت رفاعة أم زنبر بن زيد بن مالك الأوسيّة، وهند عمة أسيد بن حضير بن سماك، وكانت أولا عند أوس بن معاذ، فولدت له الحارث بن أسلم. وشهد بدرا، ثم خلف عليها أخوه سعد بن معاذ، فولد له عبد اللَّه، وعمر، وأسلمت وبايعت. 11857- هند بنت سهل الجهنية: يقال: إنها أمّ معاذ بن جبل. ذكر ذلك ابن سعد، وفي حديث أم عطيّة الصّحيح في النهي عن النّياحة: فما وفت منهن غير خمس نسوة، فذكرت منهن أم معاذ. 11858- هند بنت سهل بن عمرو بن جشم الأنصاريّة الجشميّة، أسلمت وبايعت.   (1) الثقات 3/ 439. (2) أسد الغابة ت (7348) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 345 قاله الواقديّ فيما حكاه ابن سعد. 11859- هند بنت أبي طالب «1» بن عبد المطّلب، يقال: إنه اسم أم هانئ، وهي مشهورة بكنيتها. وقيل: اسمها عاتكة، والمشهور فاختة، قاله ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير وغيره عنه في قصة فتح مكّة. وأما هبيرة بن أبي هبيرة بن أبي وهب المخزومي- وكان زوج أم هانئ فإنه تزوج بنجران مشركا، وقال، لما بلغه إسلام أم هانئ: أشاقتك هند أم أتاك سؤالها ... كذاك النّوى أسبابها وانفتالها وقد أرّقت في رأس حصن ممرّد ... بنجران يسري بعد يوم خيالها [الطويل] 11860- هند بنت عتبة بن ربيعة «2» بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّة «3» ، والدة معاوية بن أبي سفيان. أخبارها قبل الإسلام مشهورة. وشهدت أحدا، وفعلت ما فعلت بحمزة، ثم كانت تؤلّب على المسلمين إلى أن جاء اللَّه بالفتح فأسلم زوجها ثم أسلمت هي يوم الفتح، وقصّتهما- في قولها عند بيعة النساء: وأن لا يسرقن ولا يزنين، فقالت: وهل تزني الحرّة؟ وعند قوله: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ: وقد ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا مشهورة. ومن طرقه ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح مرسل عن الشّعبي، وعن ميمون بن مهران، ففي رواية الشّعبي: وَلا يَزْنِينَ- قالت هند: وهل تزني الحرّة؟ وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ- قالت: أنت قتلتهم. وفي رواية نحوه، لكن قالت: وهل تركت لنا ولدا يوم بدر، وسؤالها عن أخذها من مال زوجها بغير إذنه ما يكفيها، وهل عليها فيه من حرج- مخرج في الصّحيحين، وفيه: «خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك» . وهو من رواية هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.   (1) أسد الغابة ت (7349) ، الاستيعاب ت (3567) ، الثقات 3/ 440، أعلام النساء 5/ 203، تجريد أسماء الصحابة 2/ 310، الكاشف 3/ 492. (2) أسد الغابة ت (7350) ، الثقات 3/ 439- أعلام النساء 5/ 239- تجريد أسماء الصحابة 2/ 310- أعلام النساء 5/ 239- تجريد أسماء الصحابة 2/ 310- أزمنة التاريخ الإسلامي 1008- تلقيح فهوم أهل الأثر 319- وله در السحابة 824- الاستيعاب ت (3568) . (3) في أ: القرشية العبشمية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 346 وشذّ عبد اللَّه بن محمّد بن عروة، فقال: عن هشام، عن أبيه، عن هند، أخرجه ابن مندة، وأوله: قالت هند: إني أريد أن أبايع محمدا، قال: قد رأيتك تكفرين. قالت: أي واللَّه، واللَّه ما رأيت اللَّه تعالى عبد حقّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، واللَّه إن باتوا إلا مصلّين قياما وركوعا وسجودا. قال: فإنك قد فعلت ما فعلت، فاذهبي برجل من قومك معك، فذهبت إلى عمر، فذهب معها فاستأذن لها، فدخلت وهي متنقبة، فذكر قصّة البيعة، وفيه ما قدمته، وفيه: فقالت: إن أبا سفيان رجل بخيل، ولا يعطيني، ما يكفيني إلا ما أخذت منه من غير علمه.. الحديث. وفيه، عن مرسل الشّعبي المذكور: قالت هند: قد كنت أفنيت من مال أبي سفيان. فقال أبو سفيان: ما أخذت من مالي فهو حلال. وقال ابن سعد: قال الواقديّ: لما أسلمت هند جعلت تضرب صنما لها في بيتها بالقدوم حتى فلذته فلذة فلذة، وتقول: كنّا معك في غرور. قال أبو عمر: ماتت في خلافة عمر بعد أبي بكر بقليل في اليوم الّذي مات فيه أبو قحافة، كذا قال. وقد ذكر صاحب «الأمثال» ما يدلّ على أنها بقيت إلى خلافة عثمان، بل بعد ذلك، لأنّ أبا سفيان مات في خلافة عثمان بلا خلاف، وقال هذا: قال رجل لمعاوية زوجني هندا، قال: إنها قعدت عن الولد، ولا حاجة إلى الزّواج. قال: فولّني ناحية كذا، فأنشد معاوية: طلب الأبيض العقوق فلمّا ... أعجزته أراد بيض الأنوق [الخفيف] يعني أنه طلب ما لا يصل إليه، فلما عجز عنه طلب أبعد منه. ثم رأيت في طبقات ابن سعد الجزم بأنها ماتت في خلافة عثمان. 11861- هند بنت عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، أمّها خديجة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» ، وقال: أسلمت وتزوّجت ولم ترو عنه شيئا. وقال ابن سعد في ترجمة خديجة: خلف على خديجة بعد أبي هالة عتيق بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، فولدت له جارية يقال لها هند، فتزوجها صيفي بن أميّة بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، وهو ابن عمها، فولدت له محمد بن صيفي، فولد محمد يقال لهم بنو الطّاهرة لمكان خديجة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 347 11862- هند بنت عقبة بن أبي معيط الأمويّة، أخت الوليد. تقدم أن أباها قتل ببدر، وأسلمت أمّها أروى بنت كريز، وأخواها: الوليد، وخالد يوم الفتح. 11863- هند بنت عمرو بن الجموح الأنصاريّة. تقدم نسبها في ترجمة والدها. وذكرها ابن سعد في المبايعات. 11864- هند بنت عمرو بن حزام الأنصاريّة «1» . عمة جابر بن عبد اللَّه الصّحابي المشهور. تقدم نسبها في ترجمة والدها. قال ابن مندة: روى حديثها الواقديّ، عن أيّوب بن النعمان، عن أبيه، عنها. قلت: ورويناه في أمالي المحاملي من طريقه. 11865- هند بنت محمود بن سلمة بن خالد بن عدي الأنصاريّة «2» . ذكرها ابن سعد وابن حبيب في المبايعات، [وقال ابن سعد] «3» : وأمها الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة السلمية، وتزوّجها عمرو بن سعد بن معاذ الأشهليّ. 11866- هند بنت المقوّم بن عبد المطلب بن هاشم. ذكرها ابن سعد، وأنّ أبا عمرة الأنصاريّ تزوّجها، فولدت له عبد الرّحمن، وعبد اللَّه، وقال: أمها قلابة بنت عمرو بن جعونة السّهميّة. 11867- هند بنت منبه بن الحجاج السّهميّة: والدة عبد اللَّه بن عمرو «4» ، هي من مسلمة الفتح، ذكرها الواقديّ، واستدركها ابن الدّبّاغ عن أبي علي الجياني. 11868- هند بنت المنذر بن الجموح بن زيد بن المنذر الأنصاريّة. من بني ساعدة «5» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11869- هند بنت هبيرة «6» .   (1) أسد الغابة ت (7351) ، الاستيعاب ت (3569) . (2) أسد الغابة ت (7352) . (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (7353) . (5) أسد الغابة ت (7354) . (6) أسد الغابة ت (7355) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 348 ذكرت في حديث ثوبان الّذي أخرجه النّسائيّ، من طريق أبي سلام الحبشيّ، عن أبي أسماء الرّحبي- أن ثوبان مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حدث قال: جاءت هند بنت هبيرة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [وفي يدها فتخ، أي خواتم، فجعل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم] يضرب يدها، فدخلت على فاطمة تشكو إليها الّذي صنع بها.. الحديث، وفيه قوله صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «الحمد للَّه الّذي نجّى فاطمة من النّار» . قال ابن الأثير: ذكرها أبو موسى. قلت: ولم يقع في النسخة التي وقفت عليها بخط الصّريفيني. 11870- هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس «1» . يقال: تزوّجها سالم مولى عمّها أبي حذيفة، ووقع ذلك في سنن أبي داود، ومن طريق يونس، عن الزّهري: حدّثني عروة، عن عائشة وأم سلمة- أن أبا حذيفة تبنّى سالما، وأنكحه ابنة أخيه هند بنت الوليد بن عتبة. الحديث لقدامة بن مظعون، وللمهاجر بن أبي أميّة. 11871- هند بنت يزيد الكلابيّة «2» : المعروفة بابنة البرصاء. سمّاها أبو عبيدة، وذكرها فيمن تزوّجها النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11872- هند: امرأة بلال. تأتي في القسم الثالث. 11873- هند الجهنيّة. ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، عن المستغفريّ، عن الحسن بن محمد بن أبي عبد اللَّه بن محفوظ السّمرقنديّ، عن أبي بكر الشّافعيّ، عن أبي العبّاس مسروق، عن عمر بن الحكم، وحفص الوراق، والقاسم بن الحسن، عن ابن سعد، عن أبيه، قال: كان في بدء الإسلام رجل شاب يقال له بشر، وكان من بني أسد بن عبد العزّى، وكان إذا توّجه إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أخذ على جهينة، فنظرت إليه فتاة جميلة ولها زوج يقال له سعد بن سعيد، فعلقته، فكانت تعقد له كل غداة لينظر إليها ... فذكر القصّة مطوّلة. وقد تقدّمت الإشارة إليها في ترجمة بشر الأسديّ من حرف الباء الموحدة من الرّجال.   (1) أسد الغابة ت (7356) . (2) أسد الغابة ت (7357) ، الاستيعاب ت (3570) ، طبقات ابن سعد 8/ 220، تاريخ خليفة 92، المعارف 140، المستدرك 4/ 35. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 349 11874- هند: غير منسوبة. وقع ذكرها في حديث أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام عند مسلم- أنه سمع حديث عائشة في قصّة أم حبيبة بنت جحش في الاستحاضة، فقال: رحم اللَّه هندا لو سمعت هذه الفتيا، واللَّه إن كانت لتبكي، لأنها كانت لا تصلّي. القسم الثاني 11875- هند بنت الحكم بن العاص بن أميّة الأموية، ابنة عم عثمان بن عفّان، وأخت مروان. ذكر الزّبير بن بكّار أنّ عبد الرحمن بن سمرة العبشمي الصّحابي المشهور تزوّجها فولدت له أولادا، وهي ممّن ولد قبل موت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 11876- هند بنت زياد: زوج سهل بن سعد. تقدّمت في الأول. القسم الثالث 11877- هند الخولانيّة. لها إدراك. قال ابن مندة: سماها سعيد بن عبد الملك، عن الأوزاعيّ، عن عمير بن هانئ، عن هند الخولانية- امرأة بلال، قالت: كان بلال إذا أوى إلى فراشه قال: اللَّهمّ اغفر زلاتي، وتقبل حسناتي، واعذرني في علّاتي. ثم ساقه بسند إلى سعيد بن عبد الملك، قال: ولها حديث مسند رواه الجريريّ، عن أبي الورد، عن امرأة من بني عامر، عنها. قلت: ووصله أبو نعيم، ولكنها لم تسمّ فيه، وهو في مسند يعقوب بن شيبة بسند حسن إلى أبي سعيد الجريريّ، ولفظه: عن أبي الورد، حدّثتني امرأة من بني عامر، عن امرأة بلال أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أتاها فسلم، فقال: أثمّ بلال؟ فقالت: لا. فقال: لعلك غضبى على بلال؟ فقالت: إنّه يجيئني كثيرا فيقول: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. فقال: «ما حدّثك بلال عني فقد صدقك، بلال لا يكذب، لا تغضبي بلالا، فلا يقبل منك عمل ما غضب عليك بلال» «1» . قال ابن الأثير: هذا عندي فيه نظر، فإن بلالا إنما تزوّج في خولان بعد ما أقام في الشّام، وليس في الحديث أنها من خولان، ولعلها غير الخولانية.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 33173 وعزاه لابن عساكر عن امرأة بلال. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 350 قلت: هذا محتمل، وعلى هذا فتذكر امرأة بلال صاحبة الحديث المرفوع في المبهمات. 11878- هنيدة بنت صعصعة بن ناجية التميميّة المجاشعيّة، أخت غالب والد الفرزدق، وهي زوج الزبرقان بن بدر. لها إدراك، ولها ذكر في قصّة الحطيئة مع الزّبرقان بن بدر في خلافة أبي بكر، وكانت تدعى ذات الخمار «1» . وذكر أبو عبيدة أنها كانت تقول: من جاء بأربعة يحلّ لها أن تضع عندهم خمارها بمثل أربعتي: أبي صعصعة، وأخي غالب، وزوجي الزّبرقان، وخالي الأقرع بن حابس. القسم الرابع 11879- هجيمة: وقيل: خيرة، أم الدرداء «2» . قال ابن الأثير: ذكرها أبو نعيم، وكلامه يدلّ على أنها واحدة، واختلف في اسمها. والصّحيح أنهما اثنتان: الكبرى، واسمها خيرة، والصّغرى واسمها هجيمة، ولا صحبة لها. 11880- هند بنت الحارث الفراسيّة. وقع في كتاب «الصّلاة» من صحيح البخاري عند ذكر اختلاف أصحاب الزّهري عليه في حديثه عنها عن أم سلمة- أن في بعض طرقه: رواه يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن ابن شهاب، عن امرأة من قريش، عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بدون ذكر أم سلمة، وهذه الرواية في هند بنت الحارث، ولعل من نسبها قرشية تصحّفت عليه من الفراسية، أو أنها نسبت لقريش، لكونها من بني كنانة، لأن بني فراس بطن من كنانة. حرف الواو القسم الأول 11881- ودّة بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهليّة، أم الحكم، زوج قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وهي عمة محمود بن لبيد، وأمّها أم البنين بنت حذيفة بن ربيعة القضاعيّة، من بني سلامان.   (1) في أ: خمارتنا. (2) أسد الغابة ت (7333) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 351 11882- وسناء بنت الصّلت السلمية. ذكر ابن ماكولا أن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوج بها فماتت قبل الدخول، كذا في «التّجريد» ، وقد ذكرها ابن أبي خيثمة (وابن أبي عبدة) «1» ، وسمّي جدّها الصّلت. وقال عبد القاهر بن السّريّ: اسمها سنا- يعني بغير واو. وقال قتادة: اسمها أسماء، وقد تقدم جميع ذلك. 11883- م- وقصاء بنت مسعود بن عامر بن عديّ بن جشم الأنصاريّة. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، قال: وأمها كبشة بنت أوس بن أمية بن عامر بن خطمة. وتزوّج الوقصاء النعمان بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الحارثي. 11884- م- وهبة بنت أبي بن خلف الجمحيّة: زوج عبد اللَّه بن حميد. ذكرها الزّبير ابن بكّار. القسم الثاني والقسم الثالث خاليان. القسم الرابع 11885- وصلة بنت وائل. ذكرها ابن بشكوال. قلت: وهو تصحيف، وإنما هي فاضلة. وقد تقدم ذكرها في حرف الفاء. حرف الياء آخر الحروف 11886- يسيرة: بمهملة مصغّرة «2» ، بنت مليكة، بالتّصغير، ابن زيد بن خالد بن العجلان الأنصاريّة من بني عوف بن الخزرج، ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11887- يسيرة: أمّ ياسر «3» ، ويقال بنت ياسر الأنصاريّة، وتكنى أم حميضة.   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (7358) . (3) الثقات 3/ 450- أعلام النساء 5/ 229- تجريد أسماء الصحابة 2/ 312- تقريب التهذيب 2/ 618- تهذيب التهذيب 12/ 458- الكاشف 3/ 482- خلاصة تهذيب الكمال 3/ 395- تهذيب الكمال 3/ 1699- حلية الأولياء 2/ 68- تبصير المنتبه 4/ 1493- الإكمال 7/ 431، أسد الغابة ت (7359) ، الاستيعاب ت (3572) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 352 قال ابن سعد: أسلمت وبايعت وروت حديثا. وقال أبو عمر: كانت من المهاجرات. وأخرج التّرمذيّ وابن سعد، من طريق هانئ بن عثمان، عن أم حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة، وكانت من المهاجرات، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «عليكنّ بالتّسبيح والتّقديس والتّهليل، واعقدن بالأنامل فإنّهنّ مسئولات ومستنطقات» «1» .   (1) أخرجه الترمذي في السنن 5/ 533 عن يسيرة كتاب الدعوات (49) باب في فضل التسبيح والتهليل والتقديس (121) حديث رقم 3583 قال أبو عيسى هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث هانئ بن عثمان، وأحمد في المسند 6/ 371، وابن حبان في صحيحه حديث رقم 333، وابن أبي شيبة في المصنف 10/ 89، 13/ 453، والحاكم في المستدرك 1/ 547، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 2006. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 353 فصل فيمن عرف بالكنية من النساء حرف الألف القسم الأول 11888- أم أبان بنت عتبة بن ربيعة «1» بنت عبد شمس العبشميّة «2» ، خالة معاوية. قال أبو عمر: لما قدمت من الشّام خطبها عمر، وعلي، والزّبير، وطلحة، فأبت إلا من طلحة، فتزوجها. لا أعلم لها رواية. قلت: هي والدة إسحاق بن طلحة، وكانت زوج أبان بن سعيد بن العاص، فاستشهد في حرب الروم. 11889- أم أزهر العائشية «3» . قال أبو عمر: روي عنها حديث مخرجه عن النّساء فيه نظر، ثم ساقه من طريق أبي زرعة الرّازي، حدّثنا محمد بن مرزوق، حدّثتني أنيسة بنت منقذ العائشية، قالت: حدّثتني زينب بنت الزّبرقان العائشية، عن أم الأزهر، امرأة منهم- أنّ أباها ذهب بها إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فمسح يده عليها وبرك عليها، فكانت امرأة صالحة. وأخرجه مطيّن، عن محمد بن مرزوق، والباوردي، عن مطين، وابن مندة، عن الباوردي. 11890- أم إسحاق الغنويّة «4» .   (1) في هـ- زمعة. (2) أسد الغابة ت (7360) ، الاستيعاب ت (3573) . (3) أسد الغابة ت (7361) ، الاستيعاب ت (3574) . (4) أسد الغابة ت (7362) ، الاستيعاب ت (3575) ، الثقات 3/ 459، أعلام النساء 1/ 33، بقي بن مخلد 988، تعجيل المنفعة ص 561. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 354 تقدم ذكر أول حديثها في ترجمة ولدها إسحاق في حرف الألف من الرّجال، وبقيته: فدخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وهو يتوضّأ، قلت: يا رسول اللَّه وأنا أبكي: قتل إسحاق- تعني أخاها- فأخذ كفّا من ماء فنضحه في وجهي، قالت أم حكيم بنت دينار الرواية عنها: فلقد كانت تصيبها المصيبة العظيمة فترى الدّموع في عينها ولا تسيل على خدّها. وأخرج أحمد، من طريق أم حكيم بنت دينار أيضا، عن مولاتها أم إسحاق- أنها كانت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأتى بقصعة من ثريد فأكلت معه، ومعه ذو اليدين، فناولها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عرقا، فقال: «يا أمّ إسحاق، أصيبي من هذا» «1» ، فذكرت أني صائمة فنسيت، فقال ذو اليدين: الآن بعد ما شبعت. فقال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «إنّما هو رزق ساقه اللَّه إليك» «2» . ووقع لي عاليا: قرأته على الشّيخ أبي إسحاق التّنوخي- أنّ أحمد بن أبي طالب أخبرهم، أخبرنا ابن اللّيثي، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو داود، أخبرنا ابن أعين، أخبرنا أبو إسحاق الشّامي، حدّثنا عبد بن حميد أبو عاصم، عن يسار بن عبد الملك، حدّثتني أم حكيم بنت دينار، عن مولاتها أم إسحاق، قالت: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأتى بخبز ولحم، فقال: «كلي» ، فأكلت، ثم ناولني عرقا فرفعت إلى فيّ، فذكرت أني صائمة فبقيت يدي لا أستطيع أن أرفعها إلى فمي، ولا أستطيع أن أضعها، فقال النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما لك يا أمّ إسحاق؟» قلت: يا رسول اللَّه، إني كنت صائمة. فقال: أتمّي صومك. فقال ذو اليدين: الآن حيث شبعت! فقال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّما هو رزق ساقه اللَّه إليها» . 11891- أم الأسود: أخرج ابن أبي شيبة، عن ابن عباس، قال: ماتت شاة لأم الأسود زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.. الحديث، وفيه: «ألا انتفعتم بمسكها» «3» ! وهو في البخاري في كتاب الأيمان والنّذور، عن ابن عبّاس، عن سودة زوج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نحوه باختصار.   (1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 367 عن أم إسحاق بلفظه وأورده الزيلعي في نصب الراية 2/ 446 والهيثمي في الزوائد 3/ 160 عن أم إسحاق بلفظه وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة. (2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 292، 323، 6/ 367. (3) المسك- بسكون السين: الجلد النهاية 4/ 331. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 355 وسودة بنت زمعة تقدّمت، ولا يعرف في أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم الأسود، فيحمل على أنها كنية سودة. 11892- أم أسيد «1» : بضم الهمزة: امرأة أبي أسيد السّاعديّ. ثبت ذكرها في صحيح البخاريّ، من طريق غسان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: لما أعرس «2» أبو أسيد السّاعديّ دعا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأصحابه، فما صنع لهم طعاما ولا قرّب إليهم إلا امرأته أم أسيد، بلّت تمرات في تور «3» من حجارة من الليل، فلما فرغ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من الطّعام أتته فسقته تتحفه بذلك. وأخرج أبو موسى، من طريق الجرّاح بن موسى، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: قال: لما أراد أبو أسيد السّاعدي أن يتزوج أم أسيد حضر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في نفر من أصحابه، وكان هو الّذي زوّجها إياه، فصنعوا طعاما، فكانت هي التي تقرّبه إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ومن معه. 11893- أم إياس بنت ثابت بن الأجدع: تأتي في أم الحارث. 11894- أم أنس الأنصاريّة «4» : وليس أنس بن مالك. أخرج الطّبرانيّ من طريق عنبسة «5» بن عبد الرّحمن أحد الضّعفاء، عن محمد بن زاذان، عن أم سعد- امرأة زيد بن ثابت، عن أم أنس، قالت: قلت يا رسول اللَّه إن عيني تغلبني عن عشاء الآخرة. قال: «أعجليها يا أمّ أنس إذا اللّيل [ ... ] كلّ واد فقد [ ... ] إذا حلّ وقت الصّلاة فصلّي ولا إثم عليك» . 11895- أم أنس بنت البراء «6» ابن معرور. روى حديثها عبد اللَّه بن أبي نجيح، عن مجاهد، عنها، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ألا أنبّئكم بخير النّاس؟» قلنا: بلى. قال: «رجل- وأشار   (1) أسد الغابة ت (7363) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 312. الثقات 3/ 459، الاستيعاب ت (3576) . (2) أعرس الرجل فهو معرس إذا دخل بامرأته عند بنائها النهاية 3/ 206. (3) هو إناء من صفر أو حجارة كالإجّانة وقد يتوضأ منه. النهاية 1/ 199. (4) أسد الغابة ت (7366) ، الاستيعاب ت (3577) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 312، تلقيح فهوم أهل الأثر 387، بقي بن مخلد 999. (5) في هـ- عتبة. (6) أعلام النساء 1/ 112، تجريد أسماء الصحابة 2/ 312، أسد الغابة ت (7367) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 356 بيده إلى المغرب- أخذ بعنان فرسه في سبيل اللَّه» ، ثمّ ذكر الّذي يليه في غنيمة يقيم الصّلاة، ويؤتي الزّكاة، قد اعتزل شرور النّاس» » . أخرجه ابن مندة، من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، وخالفه محمد بن سلمة عن ابن إسحاق، فقال: عن أم بشر، ذكره أبو نعيم. 11896- أم أنس زوج أبي أنس «2» : ووالدة عمران بن أبي أنس. أخرج الطّبرانيّ من طريق محمد بن إسماعيل الأنصاريّ، عن موسى بن عمران بن أبي أنس، عن جدّته أم أنس- أنها قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت: جعلك اللَّه في الرفيق الأعلى من الجنّة وأنا معك. قال: «أقيمي الصّلاة، فإنّها أفضل الجهاد، واهجري المعاصي فإنّها أفضل الهجرة، واذكري اللَّه كثيرا، فإنّه أحبّ الأعمال إلى اللَّه» «3» . وأخرجه الطّبرانيّ أيضا من طريق إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، حدّثني مربع، عن أم أنس- أنها قالت: يا رسول اللَّه، أوصني، فقال: «اهجريّ المعاصي، فإنّها أفضل الهجرة ... » الحديث. وفيه: «اذكري اللَّه كثيرا، فإنّك لا تأتين اللَّه بشيء أحبّ إليه من كثرة ذكر اللَّه» «4» . قال أبو موسى: أورد الطّبرانيّ الأول ترجمة مستقلة، وأورد الثّاني في ترجمة أم سليم والدة أنس بن مالك، وكأن هذه ثالثة، كذا قال. وليس بظاهر، بل الظّاهر أنهما واحدة غير أم سليم. وقد أفردها أبو عمر عن أم سليم، ولكنه قال: جدّة يونس بن عثمان، وكذا قال البخاريّ في التّاريخ يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدّته، فذكر الحديث باللفظ الأول. 11897- أم أنس بنت عمرو بن مرضخة الأنصارية «5» . من بني عوف بن الخزرج. ذكرها ابن حبيب في المبايعات.   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8: 229 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 43196 وعزاه لابن سعد عن أم بشر بن البراء بن معرور. (2) أسد الغابة ت (7368) . (3) ذكره الهيثمي في المجمع 10/ 78 وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط وقال: فيه إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس وهو ضعيف. (4) أحمد في المسند 3/ 438. (5) أسد الغابة ت (7369) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 357 11898- أم أنس بنت واقد بن عمرو بن زيد بن مرضخة بن غنم بن عوف. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها عمرو بن ثعلبة. 11899- أم أوس البهزيّة «1» . قال أبو عمر: روى أوس بن خالد حديثها من أعلام النبوّة. وأخرج الطّبراني، وابن مندة، من طريق عصمة بن سليمان عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرّماني، عن أوس بن خالد البهزي، عن أم أوس بن خالد البهزيّة- أنها أسلت سمنا لها، فجعلته في عكّة، ثم أهدته للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقبله وأخذ ما فيه ودعا لها بالبركة، وردّها إليها، فرأتها ممتلئة سمنا، فظنّت أنه لم يقبلها، فجاءت ولها صراخ، فقال: أخبروها بالقصّة، فأكلت منه بقية عمر النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وولاية أبي بكر وولاية عمر وولاية عثمان، حتى كان بين عليّ ومعاوية ما كان. وأخرجه ابن السّكن، من طريق الحسن بن عرفة، عن خليفة، فلم يذكر أوس بن خالد في السّند. 11900- أم إياس بنت أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريّة الأشهليّة، أمّها أم شريك بنت خالد بن خنيس، بمعجمة ونون مصغّرا، ابن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وكانت زوج أبي سعد بن طلحة، من بني عبد الدّار. 11901- أم إياس بنت أبي الحيسر الأنصارية: زوج عبد الرّحمن بن عوف التي تزوجها، فقيل له: «أو لم ولو بشاة» . سماها ابن القداح في أنساب الأوس، واسم أبي الحيسر، وهو بفتح المهملة وسكون التحتانية وفتح السّين المهملة بعدها راء- أنس بن رافع الأوسيّ. 11902- أم أيمن «2» : مولاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وحاضنته. قال أبو عمر: اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النّعمان، وكان يقال لها أم الظّباء.   (1) أسد الغابة ت (7370) ، الاستيعاب ت (3578) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 312. (2) أسد الغابة ت (7371) ، الاستيعاب ت (3579) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 313 تقريب التهذيب 2/ 619 تهذيب التهذيب 12/ 459، الكاشف 3/ 485، تهذيب الكمال 3/ 1700، خلاصة تذهيب 3/ 396، حلية الأولياء 2/ 67، تلقيح فهوم أهل الأثر 318، 372 بقي بن مخلد 310، الجرح والتعديل 9/ 461، شذرات الذهب 1/ 15، العبر 1/ 13، المعارف 144. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 358 وقال ابن أبي خيثمة: حدّثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: أم أيمن اسمها بركة، وكانت لأمّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «أمّ أيمن أمّي بعد أمّي» . وقال أبو نعيم: قيل: وكانت لأخت خديجة، فوهبتها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وقال ابن سعد: قالوا: كان ورثها عن أمّه، فأعتق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم أيمن حين تزوّج خديجة، وتزوّج عبيد بن زيد، من بني الحارث بن الخزرج، أمّ أيمن، فولدت له أيمن فصحب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاستشهد يوم خيبر، وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأعتقه وزوّجه أم أيمن بعد النبوّة فولدت له أسامة. ثم أسند عن الواقديّ، عن طريق شيخ من بني سعد بن بكر، قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول لأم أيمن: «يا أمّه» . وكان إذا نظر إليها يقول «هذه بقيّة أهل بيتي» . وقال ابن سعد: خبرنا أبو أمامة عن جرير بن حازم: سمعت عثمان بن القاسم يقول: لما هاجرت أم أيمن أمست «1» بالمنصرف ودون الرّوحاء فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة، فأجهدها العطش، فدلّي عليها من السّماء دلو من ماء برشاء أبيض، فأخذته فشربته حتى رويت، فكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت للعطش بالصّوم في الهواجر، فما عطشت. وأخرجه ابن السّكن، من طريق هشام بن حسان، عن عثمان بنحوه، وقال في روايته: خرجت مهاجرة من مكّة إلى المدينة وهي ماشية ليس معها زاد، وقال فيه: فلما غابت الشمس إذ أنا بإناء معلّق عند رأسي، وقالت فيه: ولقد كنت بعد ذلك أصوم في اليوم الحار، ثم أطوف في الشمس كي أعطش فما عطشت بعد. أخبرنا عبد اللَّه «2» بن موسى، أخبرنا فضيل بن مرزوق، عن سفيان بن عيينة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وتقدّم عليه، فقال: «من سرّه أن يتزوّج امرأة من أهل الجنّة فليتزوّج أمّ أيمن» «3» . فتزوّجها زيد بن حارثة.   (1) في هـ- أمسية. (2) في هـ- عبيد اللَّه. (3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 162 وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 34416 وعزاه لابن سعد عن سفيان بن عقبة مرسلا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 359 وأخرج البغويّ، وابن السّكن، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن- وكانت حاضنة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لبعض أهله: «إيّاك والخمر ... » الحديث. قال ابن السكن: هذا مرسل. وأخرج البخاريّ في «تاريخه» ومسلم، وابن السّكن، من طريق الزّهري، قال: كان من شأن أم أيمن أنها كانت وصيفة لعبد اللَّه بن عبد المطّلب والد النّبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعد ما توفي أبوه كانت أمّ أيمن تحضنه حتى كبر، ثم أنكحها زيد بن حارثة- لفظ ابن السّكن. وأخرج أحمد، والبخاريّ أيضا، وابن سعد، من طريق سليمان التيميّ عن أنس- أن الرجل كان يجعل للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم النخلات حتى فتحت عليه قريظة والنّضير، فجعل يردّ بعد ذلك، فكلمني أهلي أن أسأله الّذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان أعطاه لأم أيمن، فسألته فأعطانيه، فجاءت أم أيمن فجعلت تلوّح بالثّوب وتقول: كلا واللَّه لا يعطيكهن، وقد أعطانيهن، فقال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لك كذا وكذا» . وتقول: كلّا حتى أعطاها، حسبته قال: عشرة أمثاله أو قريبا من عشرة أمثاله. وأخرج ابن السّكن، من طريق عبد الملك بن حصين، عن نافع بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أم أيمن، قالت: كان للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخّارة يبول فيها باللّيل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقال: «إنّك لا تشتكين بطنك بعد هذا» . قلت: وهذا يحتمل أن تكون قصّة أخرى غير القصّة التي اتفقت لبركة خادم أم حبيبة كما تقدّم في ترجمتها، لكن ادّعى ابن السّكن أنّ بركة خادم أم حبيبة كانت تكنى أيضا أم أيمن أخذا من هذا الحديث، والعلم عند اللَّه تعالى. وأسند ابن السّكن، من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يدخل على أم أيمن فقرّبت إليه لبنا فإمّا كان صائما وإما قال: «لا أريد» ، فأقبلت تضاحكه، فلما كان بعد وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال أبو بكر لعمر: انطلق بنا نزر أم أيمن كما كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يزورها، فلما دخلا عليها بكت، فقالا: ما يبكيك؟ فما عند اللَّه خير لرسوله. قالت: أبكي أنّ وحي السماء انقطع، فهيّجتهما على البكاء، فجعلت تبكي، ويبكيان معها. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 360 وأخرجه مسلم، وأحمد، وأبو يعلى، من هذا الوجه، وفيه: ولكني أبكي على الوحي الّذي رفع عنا. وقال الواقديّ: حضرت أم أيمن أحدا، وكانت تسقي الماء، وتداوي الجرحى، وشهدت خيبر. وفي مسند يحيى الحمّانيّ، وأخرجه أبو نعيم، من طريقه، عن شريك، عن منصور، عن عطاء، عن ابن أم أيمن، عن أيمن، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «لا يقطع السّارق إلّا في حجفة» «1» ، وقوّمت في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دينارا أو عشرة دراهم، وهذا في سنده مقال. وفي الطّبرانيّ، من طريق أبي عامر الخراز، عن أبي زيد المدني، قالت أم أيمن: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ناولني الخمرة من المسجد» . قلت: إني حائض، قال: «إنّ حيضتك ليست في يدك» «2» ، وهذا فيه انقطاع. وأخرج ابن سعد بسند صحيح، عن طارق بن شهاب، قال: لمّا قبض النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بكت أم أيمن، فقيل لها: «ما يبكيك؟ قالت: أبكي على خبر السّماء ... وفيه: لما قتل عمر بكت أم أيمن فقيل لها. فقالت: اليوم وهي الإسلام. وقال: حدّثنا عفّان، وقال أحمد: حدّثنا عبد الصّمد، قالا: حدّثنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس- أن أم أيمن بكت حين مات النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقيل لها. فقالت: إني واللَّه لقد علمت أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يموت، ولكني إنما أبكي على الوحي إذا انقطع عنا من السّماء. وفي رواية عبد الصّمد الّذي رفع عنا: قال الواقديّ: ماتت أم أيمن في خلافة عثمان، وأخرج ابن السّكن بسند صحيح عن الزّهري أنها توفيت بعد رسول اللَّه صلى اللَّه   (1) الحجفة والمجن والترس بمعنى. مجمع الزوائد 6/ 277. (2) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 245 عن عائشة بلفظة كتاب الحيض (3) باب جواز غسل الحائض رأس زوجها ... (3) حديث رقم (11/ 298) وأبو داود في السنن 1/ 118 كتاب الطهارة باب الحائض تناول من المسجد حديث رقم 261 والترمذي في السنن 1/ 241 كتاب أبواب الطهارة باب ما جاء في الحائض تناول الشيء من المسجد حديث رقم 134 قال أبو عيسى حديث عائشة حديث حسن صحيح وابن ماجة في السنن 1/ 207 كتاب الطهارة وسننها (1) باب الحائض تناول الشيء من المسجد (120) حديث رقم 632 وأحمد في المسند 2/ 45، 70، 86، 112، 245 الدارميّ في السنن 1/ 197، وابن أبي شيبة 2/ 365 وكنز العمال حديث رقم 27447. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 361 عليه وآله وسلم بخمسة أشهر، وهذا مرسل، ويعارضه حديث طارق أنها قالت بعد قتل عمر ما قالت، وهو موصول، فهو أقوى، وأعتمده ابن مندة وغيره، وزاد ابن مندة بأنها ماتت بعد عمر بعشرين يوما، وجمع ابن السّكن بين القولين بأن التي ذكرها الزّهري هي مولاة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وأن التي ذكرها طارق بن شهاب هي مولاة أم حبيبة بركة، وأن كلّا منهما كان اسمها بركة، وتكنى أم أيمن، وهو محتمل على بعد. 11903- أم أيمن: أخرى: كانت مولاة مارية أم إبراهيم ولد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. ذكرها إسحاق بن راهويه في مسندة بسند مرسل، فقال: أخبرنا قبيصة بن عقبة، حدّثنا سفيان- هو الثّوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: كانت أم أيمن جارية لأم إبراهيم ولد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فكانت إذا دخلت قالت: سلام إلا عليكم، فرخص لها النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن تقول: السّلام عليكم. 11904- أم أيّوب بنت قيس بن عمرو بن امرئ القيس الخزرجيّة الأنصاريّة «1» . امرأة أبي أيّوب الصّحابيّ المشهور. أ خرج التّرمذيّ، من طريق ابن عيينة، عن عبد اللَّه بن أبي يزيد، عن أبيه- أن أم أيوب أخبرته قالت: نزل علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فتكلفنا له طعاما فيه بعض هذه البقول، فكره أكله وقال لأصحابه: «كلوه، إنّي لست كأحدكم، إنّي أخاف أن أوذي صاحبي» . وقال الحميدي: قال أبو سفيان: رأيت النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في النوم: فقلت: يا رسول اللَّه، أهذا الحديث الّذي تحدّث به أم أيوب عنك إن الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم، قال: «حقّ» . 11905- أم أيوب بنت قيس بن سعد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغرّ. ذكرها الواقديّ، وقال: أسلمت وبايعت، قال ابن سعد: ولم يذكرها غيره. 11906- أم أيوب بنت مسعود «2» :   (1) الثقات 3/ 459 أعلام النساء 1/ 88، الاستبصار 69، 70، 119، 120، الكاشف 3/ 485 تجريد أسماء الصحابة 2/ 313، تقريب التهذيب 2/ 619، تهذيب التهذيب 12/ 460، تهذيب الكمال 3/ 1700، خلاصة تذهيب 3/ 396. تلقيح فهوم أهل الأثر 387، الجرح والتعديل 9/ 461، أسد الغابة ت (7372) ، الاستيعاب ت (3580) . (2) أسد الغابة ت (7383) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 362 ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ونقل عن المستغفريّ أنّ البخاريّ ذكرها ولم يورد لها شيئا. القسم الثاني 11907- أم أبان بنت جندب بن عمرو بن حممة الدوسيّة. ذكر لها الزّبير قصّة في تزويج عمر إياها عثمان بن عفان. حرف الباء الموحدة القسم الأول 11908- أم بجيد الأنصاريّة الحارثيّة «1» : اسمها خولة، تقدّمت في الأسماء، وهي مشهورة بكنيتها. 11909- أم بردة بنت المنذر «2» بن زيد بن لبيد «3» بن عامر بن عدي بن النّجّار الأنصاريّة النّجاريّة. مشهورة بكنيتها. وتقدم في الخاء المعجمة من الأسماء أن اسمها خولة، قال ابن سعد: إنها زينب بنت سفيان بن قيس بن زعوراء، من عدي بن النّجّار، تزوّجها البراء بن أوس بن الجعد بن عوف بن مبذول، وهي التي أرضعت إبراهيم ابن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، دفعه إليها لما وضعته مارية، فلم تزل ترضعه حتى مات عنها. وقال أبو موسى: المشهور أن التي أرضعته أم سيف، ولعلهما جميعا أرضعتاه. 11910- أم بردة الأنصاريّة المازنيّة. ذكرها «4» الزّبير في «أخبار المدينة» ، عن محمد بن الحسن، عن علي «5» بن موسى بن عروبة، عن يعقوب بن محمد بن أبي «6» صعصعة أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صلّى في بني مازن في بيت أم بردة.   (1) أسد الغابة ت (7374) ، الاستيعاب ت (3581) ، الثقات 3/ 462 أعلام النساء 1/ 101، تجريد أسماء الصحابة 2/ 313 تلقيح فهوم أهل الأثر 373 بقي بن مخلد 307، تقريب التهذيب 2/ 619، الكاشف 3/ 485 تهذيب التهذيب 12/ 460، تهذيب الكمال 3/ 1700، بقي بن مخلد 307، خلاصة تهذيب الكمال 1/ 126، الاستبصار 252، حلية الأولياء 2/ 72. (2) أسد الغابة ت (7375) . (3) في أ: لبيد بن حراس بن عامر. (4) في أ: ذكر الزبير. (5) في أ: عن محمد بن موسى. (6) سقط في ط. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 363 11911- أم بشر: بنت البراء بن معرور «1» . تقدم نسبها في ترجمة والدها، وفي ترجمة أخيها بشر. قيل: اسمها خليدة، وقيل السّلاف. والّذي ظهر لي بعد البحث أن خليدة والدة بشر بن البراء [ روى الزّهري، عن عبد الرّحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال: لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء] «2» بن معرور، قالت: يا أبا عبد الرحمن إن لقيت أبي فاقرأه مني السّلام، فقال: لعمر اللَّه، يا أم بشر، لنحن أشغل من ذلك. فقالت: أما سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «إنّ أرواح المؤمنين نسمة تسرح في الجنّة حيث تشاء «3» ، وإنّ نسمة الفاجر في سجّين؟ قال: بلى. قالت: هو ذاك. أخرجه ابن مندة من رواية الحارث بن فضيل، عن الزّهري، عنه، قال: رواه يونس والزّبيدي، عن الزّهري، فقال أبو مبشر. وقال أبو نعيم: اختلف أصحاب ابن إسحاق عن الزّهريّ عنه، فمنهم من قال أم بشر، ومنهم من قال أم مبشر، ثم أخرج مسند الحسن بن سفيان بسنده إلى عليّ بن أبي الوليد، عن عبد اللَّه بن يزيد، عن أم بشر بنت البراء بن معرور، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في بيتي في نفر من أصحابه يأكل من طعام صنعته لهم، فسأله عن الأرواح، فذكرها بذكر منع القوم من الطّعام، ثم قال بعده: «أرواح المؤمنين في طيور خضر يأكلون من الجنّة ويشربون ويتعارفون ... » الحديث. 11912- أم بشر بنت عمرو بنت عنمة بن عدي بن سنان بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمّها أم زيد بنت خديج بن سنان بن نابي، تزوّجها عبد الرحمن بن خراش بن الصمّة بن حرام، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن بشير بن بشر بن أميّة «4» . 11913- أم بشر: زوج البراء بن معرور. مضت في خليدة. 11914- أم بشر بنت البراء.   (1) الثقات 3/ 459 أعلام النساء 1/ 112، تجريد أسماء الصحابة 2/ 313، الجرح والتعديل 9/ 461 بقي ابن مخلد 543، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، أسد الغابة ت (7376) ، الاستيعاب ت (8583) . (2) سقط في أ. (3) في أ: حديث شاءوا. (4) في أبشر بن آمنة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 364 قال ابن سعد في بعض أحاديث أم بشر: أم بشير، وهي واحدة. 11915- أم بلال: امرأة بلال «1» . ذكرها أبو موسى في «الذّليل» ونقل عن المستغفريّ أن البخاريّ ذكرها فيمن روى عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من خزاعة. 11915- أم بلال: بنت هلال السلمية «2» . وقال أبو عمر: المزنية، ووهم، قال: روت حديث: «ضحّوا بالجذع» . قلت: أخرجه مسدّد، وأحمد، قال: حدّثنا يحيى القطّان، عن محمد بن أبي يحيى الأسلميّ، عن أمّه «3» أم بلال، وكان أبوها مع النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم الحديبيّة. قلت: قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ضحّوا بالجذع من الضأن فإنّه جائز» . وأخرجه ابن السّكن من رواية يحيى القطان، وقال في سياقه: عن أم بلال امرأة من أسلم. وقال ابن مندة: تابعه حاتم بن إسماعيل، والقاسم بن الحكم، عن محمد بن أبي يحيى، ثم قال هو وابن السّكن: ورواه أبو ضمرة عن محمد بن [أبي] يحيى، فقال: عن أمه، عن أم بلال، عن أبيها. قلت: أخرجه ابن ماجة من رواية عن محمد بن أبي نجيح كذلك، وذكرها كذلك العجليّ في «ثقات التّابعين» . القسم الثاني خال. القسم الثالث 11917- أم بيان بنت زيد بن مالك الأنصاريّة، أخت سعد بن زيد «4» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 11918- أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزاريّ.   (1) أسد الغابة ت (7377) . (2) في أ: الأسلمية. (3) أسد الغابة ت (7378) ، الثقات 3/ 460 أعلام النساء 1/ 118، تجريد أسماء الصحابة 2/ 313، تقريب التهذيب 2/ 119 تهذيب التهذيب 12/ 460، الكاشف 3/ 485، تهذيب الكمال 3/ 1700، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 96، بقي بن مخلد 1000. (4) أسد الغابة ت (7379) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 365 لوالدها صحبة، ولها إدراك، وتزوجها عثمان، وله معها قصّة في طبقات ابن سعد. حرف التاء المثناة خال. حرف الثاء المثلثة 11919- أم ثابت بنت ثابت بن سنان. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: ذكرها محمد بن عمر. 11920- أم ثابت بنت ثعلبة «1» : (بن عمرو بن محصن) «2» . ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال ابن سعد، بعد أن ساق نسبها إلى بني عامر بن مالك بن النّجّار [أمّها كبشة بنت مالك بن قيس من بني مازن بن النّجّار] «3» ، تزوّجها العلاء بن عمرو بن الربيع، من بني غنم بن النجار، وأسلمت أم بايع ثابت وبايعت. 11921- أم ثابت بنت جبر «4» بن عتيك الأنصاريّة» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات أيضا، وكذا قال ابن سعد: وأمها هضبة بنت عمرو. 11922- أم ثابت بنت حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها هند بنت مالك بن عامر، من بني بياضة، تزوّجها عبد اللَّه بن الحمير الأشجعيّ، وأسلمت أم ثابت وبايعت. 11923- أم ثابت بنت سنان بن عبيد الأنصاريّة «6» . ذكرها ابن حبيب] «7» . 11924- أم ثابت بنت سهل بن عتيك. تأتي في أم سهل «8» . 11925- أم ثابت بنت قيس بن شماس الأنصاريّة «9» ، أخت ثابت. ذكرها ابن حبيب   (1) أسد الغابة: ت (7380) . (2) في أ: أم ثابت بنت جابر بن عتيك. (3) سقط من أ. (4) في أ: جابر. (5) أسد الغابة ت (7381) . (6) أسد الغابة ت (7382) . (7) سقط من أ. (8) في أ: تأتي في أم سهل بنت سهل. (9) أسد الغابة ت (7383) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 366 في المبايعات. وقال ابن سعد: تزوجها ثابت بن سفيان بن عدي بن عمرو، فولدت له سماكا، ولها ذكر في ترجمة ليلى بنت سماك. 11926- أم ثابت بنت مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة الأنصاريّة الزرقيّة «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وذكرها ابن سعد، وقال: هي أخت أم سعد لأبيها وأمها. 11927- أم ثعلبة بنت ثابت «2» بن الجذع الأنصاريّة، من بني حرام. ذكرها ابن حبيب أيضا. 11928- أم ثعلبة بنت زيد بن الحارث بن حرام. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: هي أخت ثعلبة بن زيد بن الجذع، تزوّجها عمرو بن أوس بن عائذ بن الصّامت بن خالد بن عطية بن عديّ بن كعب، وأمها لبابة بنت خالد بن مخلد. حرف الجيم القسم الأول 11929- أم جعدة: تأتي بعد واحدة. 11930- أم الجلاس التميميّة «3» : هي أسماء والدة عبد اللَّه بن عباس بن أبي ربيعة. تقدّمت في الأسماء. 11931- أم الجلندج: والدة أشعب الطماع. روى أبو الفرج، الأصبهانيّ، من طريق المطّلب بن عبد اللَّه بن يزيد بن عبد الملك، قال، كان عندي أشعب وجماعة فسبقت بينهم على دينار فسبقهم أشعب، وقال: أنا ابن أم الخلندج التي كانت تحرّش بين أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت له: ويحك! أو يفخر أحد بهذا! قال: لو لم يكن موثوقا بها عندهنّ ما قبلن منها. قلت: ويقال لها أيضا أم حميدة، وأم جعدة.   (1) أسد الغابة ت (7384) . (2) أسد الغابة ت (7385) . (3) أسد الغابة ت (7386) ، الاستيعاب ت (3585) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 367 11932- أم جميل بنت أوس المرئية «1» : بفتح الميم والراء ثم همزة ثم تشديد، من بني امرئ القيس. كذا ذكرها أبو موسى [والمستغفريّ] «2» ، قال: تقدم ذكرها في ترجمة والدها. قلت: وتقدم أن أبا علي الغسّاني ذكر في ذيل الاستيعاب أنّ اسمها جميلة. 11933- أم جميل بنت الجلاس بن سويد بن الصّامت «3» بن خالد بن عطيّة الأنصاريّة، من بني عبد الأشهل. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وتزوّجها سالم بن عتبة بن سالم بن سلمة بن أميّة بن زيد. 11934- أم جميل بنت الحباب «4» بن المنذر بن الجموح «5» بن زيد بن حرام الخزرجيّة. ذكرها ابن سعد فيمن بايع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وقال: تزوّجها المنذر ابن عمرو الخزرجيّ نقيب بني ساعدة، قال: وأمها زينب بنت صيفي بن صخر بن خنساء الأسلميّة. 11935 - أم جميل «6» بنت أبي أخزم «7» بن عتيك بن النّعمان الأنصاريّة، من بني مالك. 111936- أم جميل بنت الخطاب: القرشيّة العدويّة «8» ، زوج سعد بن زيد أحد العشرة، وهي أم ولده عبد الرحمن الأكبر، ذكرها الزّبير، وقيل هي فاطمة التي تقدّمت في حرف الفاء. 11937- أم جميل بنت عبد اللَّه «9» . ذكر البغويّ من طريق موسى بن عبيدة الرّبذي عن أخيه عبد اللَّه، عن أم جميل بنت عبد اللَّه- أن زوجها ضربها، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «هل لك أن تفارقها؟» ففارقها.   (1) أسد الغابة ت (7387) . (2) سقط من أ. (3) أسد الغابة ت (7388) . (4) أسد الغابة ت (7389) . (5) في أ: المنذر بن الخزرج. (6) أسد الغابة ت (7390) . (7) في أ: أم جميل بنت أبي حزم. (8) أسد الغابة ت (7391) . (9) أسد الغابة ت (7392) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 368 11938- أم جميل بنت قطبة بن عامر الأنصاريّة «1» ، من بني سواد. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وقال ابن سعد: تزوجها عثمان بن خلدة بن مخلد ابن عامر بن زريق، فولدت له أمامة، ثم تزوجها زيد بن ثابت، ثم تزوجها أنس بن مالك. 11939- أم جميل بنت المجلل «2» : بجيم ولامين، بن عبد، أو عبيد، بن أبي قيس القرشيّة العامريّة، من بني عامر بن لؤيّ، كانت من السّابقات. قال ابن سعد: أمها أم حبيب بنت العاص، أخت أبي أحيحة. أسلمت أم جميل بمكّة وبايعت وهاجرت إلى الحبشة الهجرة الثانية هي وزوجها حاطب بن الحارث، قال: وكان معها ابناهما: محمد، والحارث، وتقدم ذكرها في ترجمة ولدها محمد بن حاطب. وأخرجه أحمد من طريق عبد الرّحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن أمه أم جميل بنت المجلل، قالت: أقبلت بك من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخا ففني الحطب فذهبت أطلب فتثاقلت القدر فانكفأت على ذراعك ... الحديث. 11940- أم جندب: والدة أبي ذرّ «3» . وقع في قصّة إسلام أبي ذرّ الغفاريّ، عن مسلم، من طريق حميد بن هلال، عن عبد اللَّه بن الصّامت، عن أبي ذرّ، قال: فلما أسلمت أتيت أخي وأمي، فقالا: لا رغبة لنا عن دينك، فأسلمت أمي وأخي ... الحديث. 11941- أم جندب الأزدية: والدة سليمان بن عمرو بن الأحوص «4» . أخرج حديثها أحمد وابن سعد، كلاهما عن يزيد بن هارون، عن حجاج بن أرطاة، عن يزيد مولى عبد اللَّه بن الحارث، عن أم جندب الأزديّة، قالت: قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف» «5» .   (1) أسد الغابة ت (7393) . (2) أسد الغابة ت (7394) ، الاستيعاب ت (3586) . (3) أسد الغابة ت (7395) ، الثقات 3/ 460، تجريد أسماء الصحابة 2/ 315. (4) أسد الغابة ت (7397) ، الاستيعاب ت (3587) ، الكاشف 1/ 481، تجريد أسماء الصحابة 2/ 315، تقريب التهذيب 2/ 619، تهذيب التهذيب 12/ 461 تهذيب الكمال 1/ 1700، بقي بن مخلد 279. (5) أخرجه أحمد في المسند 4/ 343، 5/ 270، 374 قال الهيثمي في الزوائد 3/ 261 رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 237 عن حرملة بن عمرو. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 369 وأخرجه ابن سعد عن عبد اللَّه بن إدريس، عن يزيد بن زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه به، وأنتم منه، وفيه: وخلفه رجل يقيه حجارة النّاس، فسألت عنه، فقيل العبّاس بن عبد المطّلب. وأخرجه أيضا من طريق مندل بن علي، عن يزيد، عن سليمان، عن أمه أم جندب به، لكن قال: فقيل الفضل بن العبّاس، وهو الصّواب. وأخرجه ابن مندة من الوجه الأول، ثم قال: خالفه حماد بن سلمة، فقال: عن حجاج، عن يزيد بن الحارث، عن جندب، عن أمّه. وفرق أبو نعيم بينهما، فجعل أم جندب والدة سليمان غير أم جندب الأزديّة، وجعل ترجمة أم جندب والدة أبي ذرّ بينهما، وهو وهم. والعجب أنه قال في الأزديّة، وهي والدة سليمان. 11942- أمّ جندب بنت مسعود بن أوس الأنصاريّة «1» ، من بني ظفر. ذكرها ابن حبيب، وابن سعد في المبايعات. وقال ابن سعد: أمها وأم أختها أم سلمة الشموس بنت عمرو، تزوّجها نضر بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر، فولدت له الحارث. 11943- أم جندرة: والدة أبي قرصافة جندرة بن حبشيّة، وقع ذكرها عند الطّبرانيّ في مسند والدها. القسم الثاني خال. القسم الثالث 11944- أم جميل الدوسيّة: التي أجارت ضرار بن الخطّاب وغيره لما أرادت دوس أن تقتلهم بأبي أزيهر. ذكرها أبو عبيدة، وقال غيره: هي أم غيلان الدّوسيّة، وهو المشهور، وستأتي في حرف الغين المعجمة. القسم الرابع 11945- أم جندب الأزديّة «2» .   (1) أسد الغابة ت (7398) . (2) أسد الغابة ت (7397) ، الاستيعاب ت (3587) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 370 تقدّمت في والدة سليمان، وأن أبا نعيم غاير بينهما، والصّواب أنهما واحدة، وبه جزم أبو عمر. حرف الحاء المهملة القسم الأول 11946- أم الحارث بنت ثابت بن الجذع الأنصاريّة «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذا قال ابن سعد، وزاد: ويقال إنها أم إياس، قال: تزوّجها مرداس بن مروان بن الجذع، وأمها أمامة بنت عثمان بن خلدة الزرقيّة. 11947- أم الحارث بنت الحارث بن ثعلبة الأنصاريّة، من بني النّجّار. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها السميراء بنت قيس بن مالك، تقدّمت وتزوّجها عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة، فولدت له الحارث، وعبد الرحمن، ثم خلف عليها الحارث بن خزمة، فولدت له سهيمة. 11948- أم الحارث بنت الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سهلة بنت امرئ القيس بن ذؤيب بن عامر. 11949- أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة المخزوميّة «2» . ذكرها ابن أبي عاصم في الوحدان، وأخرج من طريق ابن جريج، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن أم الحارث- أنها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق على أهل المنازل بمنى يقول: إنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيّام، فإنّها أيّام أكل وشرب. وذكرها أبو عمر بهذا الحديث، ولم يسنده. وأسنده وأخرجه أبو نعيم من طريق ابن أبي عاصم والمعمري كلاهما عن هشام بن عمار، عن شعيب بن إسحاق، عن ابن جريج، ومن طريق مصعب بن سلام، عن ابن جريج، ومنها ما أخرجه ابن مندة من طريق مروان بن شجاع، عن ابن جريج.   (1) أسد الغابة ت (7400) . (2) أسد الغابة ت (7401) ، الاستيعاب ت (3588) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 315. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 371 11950- أم الحارث بنت مالك بن خنساء بن سنان الأنصاريّة «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذلك ابن سعد، وزاد: تزوّجها ثابت بن صخر بن أمية، وهي أخت الطفيل بن مالك، شقيقته، أمها أسماء بنت القين بن كعب بن سواد. 11951- أم الحارث بنت النّعمان بن خنساء، ذكرها ابن سعد في المبايعات. 11952- أم الحارث: جدّة عمارة «2» بن غزية الأنصاريّة، من بني الخزرج. قال أبو عمر: شهدت حنينا مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 11953- أم حارثة: تأتي في أم ربيع بنت البراء، عمّة أنس. 11954- أم حارثة: هي الرّبيع بنت النّضر «3» ، تقدمت في الأسماء. 11955- أم الحباب بنت الحباب: أم رافع، اسمها الفريعة، تقدمت في حرف الفاء. 11956- أم حبّان: بالكسر، بنت عامر بن نابي، أخت عقبة «4» . تقدّم نسبها مع أخيها ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها فكيهة بنت السّكن بن زيد السلميّة، تزوجها حرام بن محيّصة، وقال: إنها التي استفتى لها أخوها عقبة بن عامر عن المنذر، وليس كذلك، لأن عقبة الّذي استفتى هو ابن عامر الجهنيّ، وهذا الأنصاريّ لا رواية له، وإنما اشتبه على من زعم ذلك باتفاق الاسم واسم الأب. 11957- أم حبيب بنت ثمامة: من بني تميم بن دودان «5» بن أسد بن خزيمة. ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر من نساء بني أسد حلفاء قريش، واستدركها ابن الدباغ. 11958- أم حبيب بنت سعيد بن يربوع: ذكر البلاذريّ أنها هاجرت إلى الحبشة. 11959- أم حبيب بنت العاص بن أميّة بن عبد شمس القرشيّة الأمويّة «6» ، عمة خالد بن سعيد بن العاص وإخوته. ذكرها المستغفريّ وأبو موسى في «الذّيل» عنه، ولم يذكر ما يدلّ على إسلامها، بل قال: كانت زوج عمرو بن عبد ودّ، يعني القرشيّ العامريّ الّذي قتله عليّ بن أبي طالب في الخندق، فلعلها عاشت إلى الفتح، وأسلمت، وهي بنت عم الحكم بن أبي العاص بن أمية والد مروان.   (1) أسد الغابة ت (7402) . (2) أسد الغابة ت (7399) . (3) أسد الغابة ت (7403) . (4) أسد الغابة ت (7404) . (5) الاستيعاب ت (3590) . (6) أسد الغابة ت (7405) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 372 11960- أم حبيب: أو أم حبيبة، بنت العباس بن عبد المطلب» ، والأول أشهر. قال أبو عمر: أمها أم الفضل، فهي شقيقة الفضل، وعبد اللَّه، مذكورة في حديث أم الفضل أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «لو بلغت أمّ حبيبة بنت العبّاس وأنا حيّ لتزوّجتها» ، وتزوّجها الأسود بن سنان بن عبد الأسد المخزوميّ. قال ابن الأثير: ذكرها ابن إسحاق، في رواية يونس بن بكير عنه، عن الحسين بن عبد اللَّه بن عبيد بن العباس، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: نظر رسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم إلى أم حبيب بنت العبّاس تدبّ بين يديه، فقال: «لئن بلغت هذه وأنا حيّ لتزوّجتها» . فقبض قبل أن تبلغ، فتزوّجها الأسود، فولدت له لبابة سمّتها باسم أمّها. قلت: وهذا يقتضي أن يكون لها رؤية، فتكون من أهل القسم الثاني، لكن ذكرها ابن سعد في الصحابيات، وذكر أنها ولدت للأسود ابنة أخرى اسمها زرقاء، قال: وولدها يسكنون مكّة. 11961- أم حبيب بنت غانم: تقدم ذكرها في معاذة. 11962- أم حبيب بنت العوام بن خويلد القرشية الأسدية، أخت الزبير. ذكرها الزّبير بن بكّار، وقال. كانت زوج خالد بن حزام أخي حكيم بن حزام، فولدت له أم الحسن، ومات خالد بن حزام راجعا من هجرة الحبشة الأولى إلى مكة كما تقدم في ترجمته. 11963- أم حبيب بنت معتب: اسمها حبيبة. تقدمت. 11964- أم حبيب بنت نباتة: الأسدية. أسلمت بمكة وهاجرت. ذكرها ابن سعد. 11965- أم حبيب: مولاة أم عطية «2» . تأتي في أم حبيبة، وكذا [ ... ] بنت جحش. 11966- أم حبيبة: بزيادة هاء في آخرها، بنت جحش «3» ، أخت زينب زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) أسد الغابة ت (7406) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 316. (2) أسد الغابة ت (7407) ، الثقات 3/ 462 تجريد أسماء الصحابة 2/ 316، تهذيب الكمال 3/ 1700، تلقيح فهوم أهل الأثر 372. (3) أسد الغابة ت (7408) ، الاستيعاب ت (3591) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 373 كانت تحت عبد الرحمن بن عوف فاستحيضت، فأخرج مسلم من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة- أن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وتحت عبد الرحمن بن عوف- أنها استحيضت سبع سنين، فاستفتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال ... الحديث. ورواه معمر، عن الزّهريّ، فقال: أم حبيب بغير هاء. وقال يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أم حبيبة. وقال ابن قتيبة، عن الزهري: إن أم حبيب أو أم حبيبة- على الشك. وقال محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أم حبيبة بنت جحش- أنها استحيضت، فسألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأمرها بالغسل عند كل صلاة، فإن كانت لتخرج من المركن «1» وقد غلبت حمرة الدم على الماء «2» فتصلي. وقد تقدمت رواية ابن أبي ذؤيب في الأسماء في حبيبة. 11967- أم حبيبة بنت أبي سفيان «3» : صخر بن حرب بن أمية القرشية الأموية، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، واسمها رملة. تقدمت في الأسماء. 11968- أم حبيبة بنت نباتة الأسدية: ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت بمكة وبايعت وهاجرت مع من هاجر من قومها.   (1) المركن- بكسر الميم: الإجّانة التي يغسل فيها الثياب والميم زائدة، وهي التي تخص الآلات. النهاية 2/ 260. (2) أخرجه مسلم 1/ 263، في كتاب الحيض باب المستحاضة وغسلها وصلاتها (63/ 334) (64/ 334) . (3) أسد الغابة ت (7409) ، الاستيعاب ت (3592) ، المغازي للواقدي 742، و 792، وتاريخ اليعقوبي 2/ 84 و 153 ومسند الإمام أحمد 6/ 325 و 425، والطبقات الكبرى 8/ 96، 100 والتاريخ لابن معين 2/ 736، وطبقات خليفة 332، وتاريخ خليفة 79 و 86، والمعارف 136 و 344، والمعرفة والتاريخ 3/ 318، وربيع الأبرار 4/ 305، والمعجم الكبير 23/ 218، 246، والعقد الفريد 5/ 12، والأخبار الطوال 199، والمحبر 76 و 88، وتسمية أزواج النبي 64- 66، والسير والمغازي 259 و 260- وتاريخ الطبري 2/ 653 و 654 وتاريخ أبي زرعة 1/ 45 و 76 والجرح والتعديل 9/ 461، والمنتخب من ذيل المذيل 604- 607 وجمهرة أنساب العرب 111 و 191، وأنساب الأشراف 1/ 96 وسيرة ابن هشام 3/ 310، والمعارف 136، وفتوح البلدان 160 والمستدرك 3/ 20- 23، وتاريخ دمشق 70 و 99، ونسب قريش 123 وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 358 و 359، والزيادات 14 والكامل في التاريخ 2/ 213 و 241، وتحفة الأشراف 11/ 306، 320 وتهذيب الكمال 3/ 1682، وتاريخ الإسلام 304 و 470 والسيرة النبويّة 45 و 593، وسير أعلام النبلاء 2/ 218 والمعين في طبقات المحدثين، والكاشف 4273 ومرآة الجنان 1/ 121 والوفيات لابن قنفذ 34، والجمع بين رجال الصحيحين 605 والوافي بالوفيات 14/ 145، ومجمع الزوائد 9/ 249. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 374 11969- أم حبيبة: مولاة أم عطية «1» . قالت: كنت في النسوة اللاتي أهدين بعض بنات النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «اصببن إذا صببتنّ على رأسها ثلاثا في الغسل من الجنابة» . أخرجه أحمد والطّبرانيّ، من طريق شريك. عن عبد الملك بن أبي سليمان عنها، فوقع عند أحمد أم حبيبة، وعند الطبراني أم حبيب. 11970- أم الحجاج: سرية أمامة «2» . ذكر الذهبي أن لها في مسند بقي حديثا. 11971- أم حرام بنت ملحان «3» : خالة أنس بن مالك. تقدم نسبها مع أخيها حرام بن ملحان في الحاء المهملة من الرجال، ويقال إنها الرميصاء، بالراء أو بالغين المعجمة، كذا أخرجه أبو نعيم، ولا يصح، بل الصحيح أن ذلك وصف أم سليم. ثبت ذلك في حديثين لأنس «4» وجابر عند النسائي. وقال أبو عمر في أم حرام: لا أقف لها على اسم صحيح، وثبت ذلك في صحيح البخاري وغيره من طريق الموطأ لمالك عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان إذا ذهب إلى قباء دخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، فدخل عليها فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك «5» ... الحديث في شهداء البحر، وفي آخره: قال: فركبت أمّ حرام البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فماتت. وفي بعض طرقه في البخاريّ، عن أنس، عن أم حرام بنت ملحان، وكانت خالته- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال في بيتها فاستيقظ وهو يضحك، وقال: «عرض عليّ   (1) الثقات 3/ 462، تجريد أسماء الصحابة 2/ 316. (2) بقي بن مخلد 1002. (3) أسد الغابة ت (7411) ، الاستيعاب ت (9593) ، الثقات 3/ 462 تجريد أسماء الصحابة 2/ 316، تقريب التهذيب 2/ 620، تهذيب التهذيب 12/ 462 الكاشف 3/ 486، تهذيب الكمال 3/ 1701، الاستبصار 40، 41، 42. خلاصة تهذيب الكمال 3/ 397، الجرح والتعديل 9/ 46، حلية الأولياء 2/ 61 أعلام النساء 1/ 214. (4) في أ: لأنس عن جابر. (5) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 78 وأبو داود في السنن 2/ 9 عن أنس بن مالك ولفظه كان إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان وكانت تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجلست تفلّي رأسه قال أبو داود وماتت بنت ملحان بقبرص أبو داود كتاب الجهاد باب فضل الغزو في البحر حديث رقم 2491 وابن عبد البر في التمهيد 1/ 225 وأورده ابن حجر في فتح الباري 11/ 70. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 375 أناس من أمتي يركبون ظهر البحر الأخضر كالملوك على الأسرّة» . قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يجعلني منهم، ثم نام فاستيقظ وهو يضحك، فقلت: يا رسول اللَّه، ما يضحكك؟ فقال: «عرض عليّ أناس من أمتي يركبون ظهر البحر الأخضر كالملوك على الأسرّة» . قلت: يا رسول اللَّه، ادع اللَّه أن يجعلني منهم. قال: «أنت من الأوّلين» . قال: فتزوجها عبادة بن الصامت، فأخرجها معه، فلما جاز البحر ركبت دابة فصرعتها فقتلتها. قال ابن الأثير: وكانت تلك الغزوة غزوة قبرس، فدفنت فيها، وكان أمير ذلك الجيش معاوية بن أبي سفيان في خلافة عثمان ومعه أبو ذر وأبو الدرداء وغيرهما من الصحابة، وذلك في سنة سبع وعشرين. قال أبو عمر: كان معاوية غزا تلك الغزوة بنفسه ومعه امرأته فاختة بنت قرظة، من بني نوفل بن عبد مناف. قلت: وفي موطأ ابن وهب، عن ابن لهيعة- أن امرأة معاوية التي غزت معه تلك الغزوة هي كنود بنت قرظة، فلعل فاختة كانت تلقب كنود وهي أختها. تزوّج معاوية واحدة بعد أخرى، وجزم بذلك بعض أهل الأخبار، قال: وصالحهم معاوية تلك السنة ورجع. وروى عن أم حرام أيضا زوجها عبادة بن الصامت، وعمير بن الأسود، وعطاء بن يسار، ويعلى بن شداد بن أوس. 11972- أم حرملة بنت عبد الأسود بن خزيمة «1» بن أقيش بن عامر بن بياضة الخزاعية. تقدمت في خالد. 11973- أم الحسن بنت خالد بن حرام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ. تقدم ذكرها مع أمها أم حبيب بنت العوام بن خويلد بن أسد، ومقتضى موت والدها قبل أن تدخل الحبشة أن تكون هي التي ولدت بمكة أو بالطريق، فيكون لها عند الوفاة النبويّة أكثر من عشر سنين. 11974- أم الحصين الأحمسية «2» : ثبت حديثها في صحيح مسلم، من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن الحصين، عن جدته أم الحصين، قالت: حججت مع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حجة الوداع.   (1) أسد الغابة ت (7412) ، الاستيعاب ت (3594) . (2) أسد الغابة ت (7414) ، الاستيعاب ت (3595) ، أعلام النساء 1/ 223، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317، تقريب التهذيب 2/ 620 تهذيب التهذيب 12/ 463، الكاشف 3/ 487، تهذيب الكمال 3/ 1701، بقي بن مخلد 222 خلاصة تهذيب الكمال 3/ 398، تلقيح فهوم أهل الأثر 370. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 376 فرأيت أسامة وبلالا أحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة «1» . قال أبو عمر: روى عنها يحيى بن الحصين، والعيزار بن حريث، وسمى أباها إسحاق، ولم أرها لغيره، ورواية العيزار بن حريث عنها عند ابن مندة، من طريق أبي نعيم، عن يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال: سمعت الأحمسية- يعني أم الحصين- تقول: رأيت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بردا قد التحف به من تحت إبطه يقول: «يا أيّها النّاس، اتقوا اللَّه وإن أمّر عليكم عبد حبشيّ فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب اللَّه تعالى» «2» . وأخرجه من طرق عن أبي إسحاق، عن يحيى بن الحصين، عن جدته مطولا ومختصرا، ورواه إسرائيل عن جده أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن أم الحصين، وعن أبي إسحاق عن يحيى بن الحصين، عن جدته. ورواه أبو نعيم في المعرفة، ووقع لنا بعلو في فوائد أبي بكر بن أبي الهيثم. 11975- أم حفيظ: بفاء مصغرة، بنت الحارث الهلالية «3» ، أخت أم الفضل والدة ابن عباس. اسمها هزيلة، بزاي مصغرة. تقدم ذكرها وحديثها في حرف الهاء من الأسماء، وهي التي أهدت الضّباب لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 11976- أم الحكم بنت الزّبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشيّة الهاشمية «4» ، ابنة عم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال الزّبير بن بكّار: ويقال: إنها كانت أخته من الرضاعة، وكان يزورها بالمدينة، ويقال لها أم حكيم، وهي أخت ضباعة التي تقدمت في الأسماء.   (1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 569 كتاب المناسك باب في المحرم يظلل حديث رقم 1834. (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 725 كتاب التجارة باب (2) الاقتصاد في طلب المعيشة حديث رقم 2144 قال البوصيري في الزوائد علي ابن ماجة 2/ 725 اسناده ضعيف لأن فيه الوليد بن مسلم وابن جريج وكل منهما كان يدلس وكذلك أبو الزبير وقد عنعنوه لكن لم ينفرد به المصنف من حديث أبي الزبير عن جابر فقد رواه ابن حبان في صحيحه بإسنادين عن جابر أ. هـ-. وأحمد في المسند 5/ 381، والحاكم في المستدرك 4/ 325 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والطبراني في الكبير 4/ 75 والبغوي في شرح السنن 6/ 149، وكنز العمال حديث رقم 9289. (3) أسد الغابة ت (7415) ، الاستيعاب ت (3596) ، الثقات 3/ 460، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317. (4) أعلام النساء 1/ 235 تجريد أسماء الصحابة 2/ 317، تقريب التهذيب 2/ 620، تهذيب التهذيب 12/ 463 الكاشف 3/ 487، تهذيب الكمال 3/ 1702، المنمق 289، 436، 437. خلاصة تهذيب الكمال 3/ 398، بقي بن مخلد 542، أسد الغابة ت (7416) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 377 قال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» «1» : كانت زوج ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكذا ابن سعد «2» ، وزاد: إنها شقيقتها، وأنها ولدت له عبد شمس، وعبد المطلب، وأروى الكبرى، ومحمدا، وعبد اللَّه، والعباس، والحارث، وأمية، قال: وأطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أم الحكم من خيبر ثلاثين وسقا، قال: روت أم الحكم عن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم، وأخرج أبو داود، من طريق عباس بن عقبة، عن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمريّ- أن ابن أم الحكم أو ضباعة ابنتي الزبير حدثته إحداهما أنها قالت: أصاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم سبيا، فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نشكو إليه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال: «سبقكنّ نساء بني بدر، ولكن أدلّكما على ما هو خير لكما من ذلك ... » الحديث في الذّكر في أثر كل صلاة. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، فقال: أخبرني ابن أمّ الحكم، قال: أخبرتني أمي بنت الزبير ... فذكره، ثم قال: رواه ابن لهيعة عن الفضل كذلك. 11977- أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب الأموية «3» : أخت معاوية شقيقته، وأخت أم حبيبة أم المؤمنين لأبيها- قال أبو عمر: أسلمت يوم، الفتح، وكانت ممن نزل فيه: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة: 10] ، ففارقها عياض بن غنم، وتزوّجها عبد اللَّه بن عثمان الثقفي، فهي والدة عبد الرحمن بن أم الحكم اشتهر بالنسبة إليها. 11978- أم الحكم بنت عبد الرحمن بن مسعود بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة الأنصاريّة، ويقال أم حكيم. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: تزوجها أبو مسعود عقبة «4» بن عمرو البدريّ، وهي ممن أسلم وبايع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. 11979- أم الحكم بنت عقبة: تقدمت في ودة، في حرف الواو. 11980- أم الحكم الضمرية «5» .   (1) في أ: الآخرة. (2) في أ: كذا قال ابن سعد. (3) أعلام النساء 1/ 236، أسد الغابة ت (7317) ، الاستيعاب ت (3597) . (4) في أ: تزوجها أبو مسعر. (5) أسد الغابة ت (7418) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 378 ذكرها أبو موسى في «الذّيل» ، ونقل عن المستغفري أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قسم لها من خيبر ثلاثين وسقا. 11981- أم الحكم الغفارية «1» : ذكرها الحسن بن سفيان في مسندة، وأورد من طريق أم جعفر بنت النعمان عن أم الحكم الغفارية أنها سئلت هل سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يذكر الساعة؟ قالت: نعم. يقول: «إذا قلّت العرب» . وأورده أبو موسى في الذيل من طريقه، وسنده ضعيف. 11982- أم حكيم بنت أبي أمية بن حارثة السلمية، زوج عثمان بن مظعون. نسبها ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة: 87] . ووقع عند ابن مندة أم حكيم امرأة عثمان بن مظعون كانت تعتكف مع عمر. رواه من طريق عمر بن ذر، عن مجاهد مرسلا، وتعقبه أبو نعيم بأن الصواب بنت حكيم، وهي خولة، وهي كما قال، لكن أم حكيم هذه خولة بنت حكيم كما ذكرته من تفسير ابن الكلبي. 11983- أم حكيم بنت أبي جهل بن هشام بن المغيرة، والدة الوليد بن عبد شمس المخزومي. ذكرت في ابنها الوليد. 11984- أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية «2» زوج عكرمة بن أبي جهل. قال أبو عمر: حضرت يوم أحد وهي كافرة ثم أسلمت في الفتح، وكان زوجها فرّ إلى اليمن فتوجهت إليه بإذن من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فحضر معها، وأسلم ثم خرجت معه إلى غزو الروم، فاستشهد فتزوّجها خالد بن سعيد بن العاص، فلما كانت وقعة مرج الصفر أراد خالد أن يدخل بها، فقالت: لو تأخرت حتى يهزم اللَّه هذه الجموع! فقال: إن نفسي تحدثني أني أقتل، قالت: فدونك، فأعرس بها عند القنطرة فعرفت بها بعد ذلك، فقيل لها قنطرة أم حكيم، ثم أصبح فأولم عليها، فما فرغوا من الطعام حتى وافتهم الروم، ووقع القتال، فاستشهد خالد، وشدت أم حكيم عليها ثيابها، وتبدّت وإن عليها أثر الخلوق. فاقتتلوا على النهر، فقالت «3» أم حكيم يومئذ [فقتلت] «4» بعمود الفسطاط الّذي أعرس بها خالد فيه سبعة من الروم.   (1) أسد الغابة ت (7420) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317. (2) أسد الغابة ت (7421) ، الاستيعاب ت (3598) . (3) في أ: فقتلت أم حكيم يومئذ. (4) سقط في أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 379 وأخرج ابن مندة من طريق السجزيّ، عن ابن إسحاق، عن ابن شهاب، عن عروة، قال: كانت أم حكيم بنت الحارث عند عكرمة، وكانت فاختة بنت الوليد بن المغيرة عند صفوان بن أمية، فأسلمتا جميعا، واستأمنت أم حكيم بنت الحارث لعكرمة، فأمنه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكر موسى بن عقبة في مغازيه، عن الزهري- أم حكيم بنت الحارث بن هشام أسلمت يوم الفتح، واستأذنت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بطلب زوجها عكرمة، فأذن لها وأمنه. 11985- أم حكيم بنت حرام «1» : ذكر ابن حبيب أنها أسرت يوم بدر، ثم أسلمت وبايعت. قلت: كذا ذكر ابن الأثير. وقد تصحفت لفظة بنت من ابن، وهي والدة حكيم بن حرام الصحابي المشهور، [وسيأتي ذكر] «2» قصتها في المبهمات إن شاء اللَّه تعالى. 11986- أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم «3» . قيل اسمها صفية، ويقال هي أم الحكم التي تقدمت قريبا. وقيل ضباعة التي تقدمت في الأسماء. قال خليفة: حدثني غير واحد من بني هاشم أنهم لا يعرفون للزبير بن عبد المطلب بنتا غير ضباعة، ذكرها أبو عمر، لكنه لم يذكر أم الحكم، بل قال أم حكيم بنت ضباعة، وكانت تحت ربيعة بن الحارث، أسلمت وهاجرت. روى عنها ابنها عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دخل على ضباعة فنهش عندها من كتف، ثم صلى وما توضأ من ذلك. قلت: وهذا الحديث أورده الحارث بن أبي أسامة في مسندة، وابن مندة، من طريق حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أم حكيم، قالت: أكل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في بيتي كتفا فصلى ولم يتوضأ، وذكر الاختلاف فيه على قتادة، فقال سعيد بن أبي عروبة عنه عن صالح أبي الخليل، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث، عن أم الحكم، عن أختها ضباعة. وقيل   (1) أسد الغابة ت (7422) . (2) في أ: وسأذكرها. (3) أسد الغابة ت (7423) ، الاستيعاب ت (3599) ، الثقات 3/ 492، أعلام النساء 1/ 235، تجريد أسماء الصحابة 2/ 317، تقريب التهذيب 2/ 620 تهذيب التهذيب 12/ 463، الكاشف 3/ 487، تهذيب الكمال 3/ 1702، المنمق 42، 334، 416، 417، 439، الجرح والتعديل 9/ 462. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 380 عن سعيد، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل- أن أم حكيم بنت الزبير حدثته، ولم يذكر ضباعة. أخرجه أحمد، وقال همام: عن قتادة، عن إسحاق لم يذكر أبا الخليل أخرجه ابن مندة. وقال ابن مندة: رواه داود بن أبي هند، عن إسحاق، عن أم حكيم صفية، ولم يذكر ضباعة، وذكر إبراهيم الحربيّ أن سعيد بن بشر روى عن قتادة عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث، عن جدته أم حكيم هذا الحديث، قال: فوهم، وإنما هي جدته من قبل أمّه، وهي هند بنت أبي سفيان، أمها صفية بنت أبي عمرو بن أمية. قلت: وأخرج إسحاق بن راهويه في مسندة هذا الحديث، من رواية داود بن أبي هند- أن أمّ حكيم بنت الزبير، وهي ضباعة، كانت تصنع للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الطعام ... الحديث في أكله من كتف الشاة، ويصلي ولم يتوضأ، فهذا يوضح بأن أم حكيم كنية ضباعة. واللَّه أعلم. 11987- أم حكيم بنت طارق الكنانية: قال ابن سعد: أسلمت وبايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في حجة الوداع. 11988- أم حكيم بنت عبد الرحمن بن مسعود. مضت في أم الحكم. 11989- أم حكيم بنت عقبة بن أبي وقاص: أخت هاشم ونافع «1» . قال أبو عمر: كانت من المهاجرات. 11990- أم حكيم بنت عقبة بن أبي معيط. قتل أبوها يوم بدر، وأسلمت أمها أروى يوم الفتح، وتزوجت من المطلب «2» بن أبي البحتري بن هاشم «3» بن المطلب الأسدي، فولدت له أمة اللَّه بنت المطلب، ذكر كل ذلك الزبير، ومقتضى ذلك أن تكون من الصحابة. 11991- أم حكيم بنت النضر: أخت الربيع [بنت] النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام الأنصارية، أمها هند بنت زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار.   (1) أسد الغابة ت (7425) ، الاستيعاب ت (3600) . (2) في أ: وتزوجت هي المطلب. (3) في أ: هشام. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 381 قال ابن سعد: تزوجها ثعلبة بن وهب بن عديّ بن مالك، فولدت له أبا حكيم، وعبد الرحمن، وأم حكيم سهلة. 11992- أم حكيم بنت وداع: ويقال بنت وادع الخزاعية» . قال أبو نعيم: كانت من المهاجرات. وقال أبو عمر: سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «عجّلوا الإفطار وأخّروا السّحور» «2» . روت عنها صفية بنت جرير. قلت: وصله أبو يعلى، وأخرجه ابن مندة، من طرق عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن حبابة بنت عجلان، عن أمها أم حفص، عن صفية، وساق بهذا الإسناد أحاديث أربعة أخر، منها: قالت قلت: للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: رد اللطف؟ فقال: «ما أقبحه! لو أهدي إليّ كراع لقبلته، ولو دعيت إليه لأجبته» «3» . ومنها ما أخرجه ابن ماجة بهذا الإسناد، دعاء الوالد يفضي إلى الحجاب «4» . وأخرج ابن سعد عن موسى بهذا الإسناد حديث: ما جزاء الغني من الفقير؟ قال: النصيحة والدعاء. وقال: روت أم حكيم أحاديث بهذا الإسناد. 11993- أم حميد: امرأة أبي حميد الساعدي «5» . روى حديثها ابن عاصم، وبقي بن مخلد، من طريق عبد الحميد بن المنذر بن أبي حميد، عن أبيه عن جدته أمّ حميد- أنها قالت: قلت: يا رسول اللَّه، يمنعنا أزواجنا أن   (1) أسد الغابة ت (7426) ، الاستيعاب ت (3601) أعلام النساء 1/ 241 تجريد أسماء الصحابة 2/ 318، تقريب التهذيب 2/ 621، تهذيب التهذيب 12/ 465 الكاشف 3/ 487، تهذيب الكمال 3/ 1702، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 399. الإكمال 7/ 388. (2) أورده الهيثمي في الزوائد 3/ 158 عن أم حكيم بنت وداع وقال رواه الطبراني في الكبير من طريق حبابة وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 23879 عجليها يا أم أنس أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 19476 وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان عن أم أنس. (3) انظر مجمع الزوائد (4/ 149) والمطالب (1606) والكنز (15095) . (4) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1271 كتاب الدعاء (34) ، باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم (11) حديث رقم 3863 قال البوصيري في زوائد ابن ماجة 2/ 1271 في إسناده مقال لأن جميع من ذكر في إسناده من النساء لم أر من جرحهن ولا من وثقهن وأبو سلمة هو التبوذكي واسمه موسى بن إسماعيل ثقة وكذا الراويّ عنه أ. هـ. (5) أسد الغابة ت (7427) ، الاستيعاب ت (3602) ، الثقات 3/ 461 تجريد أسماء الصحابة 2/ 318، الكاشف 3/ 488، تهذيب الكمال 3/ 1702 الاستيعاب 32، 356، خلاصة تهذيب 3/ 399، تلقيح فهوم أهل الأثر 387. بقي بن مخلد 1006، تعجيل المنفعة ص 562. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 382 نصلي معك. فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صلاتكنّ في بيوتكنّ أفضل من صلاتكنّ في حجركنّ، وصلاتكنّ في حجركنّ أفضل من صلاتكنّ في دوركنّ، وصلاتكنّ، في دوركنّ أفضل من صلاتكنّ في الجماعة» «1» . وأخرجه ابن أبي خيثمة، من رواية ابن وهب، عن داود بن قيس، عن عبد اللَّه بن سويد الأنصاري، عن عمته أم حميد- امرأة أبي حميد الساعدي- أنها جاءت إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه، إني أحب الصلاة معك. قال: «قد علمت أنك تحبين الصّلاة معي، وصلاتك في بيتك خير» ، فذكر نحوه، لكن بالإفراد، وزاد: «وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي» ، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه، فكانت تصلي فيه حتى لقيت اللَّه تعالى. 11994- أم حميد، والدة أشعب: الطامع، تقدمت في أم الجلندج. 11995- أم حنظلة بنت رومي بن وقش الأنصارية الأشهلية. ذكرها ابن سعد، وقال: أسلمت وبايعت في رواية محمد بن عمر، أمها سهيمة بنت عبد اللَّه بن رفاعة الأوسية، وزوجها ثعلبة بن عدي الأشهليّ. القسم الثاني 11996- أم حبيب بنت العباس بن عبد المطلب. تقدم التنبيه عليها في الأول. 11997- أم حكيم بنت قارظ بن خالد بن عبيد بن سويد بن قارظ، من بني ليث حلفاء بني زهرة «2» ، زوج عبد الرحمن بن عوف. ذكرها البخاريّ في الصحيح تعليقا، فقال في باب: إذا كان الوليّ هو الخاطب من كتاب النّكاح: وقال عبد الرحمن بن عوف لأم حكيم بنت قارظ تجعلين أمرك إليّ؟ فقالت: نعم. فقال: تزوجتك. وهذا الأثر وصله ابن سعد من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، وقارظ بن شيبة- أن أم حكيم بنت قارظ قالت لعبد الرحمن بن عوف: إنه قد خطبني غير واحد فزوجني أيهم رأيت. قال: وتجعلين ذلك إليّ؟ فقالت: نعم. قال: قد تزوجتك.   (1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2/ 384 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 133 وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 25، 52 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45189 وعزاه لأحمد في المسند والطبراني والبيهقي عن أم حميد. (2) في أ: بني زهرة كانت زوج عبد الرحمن. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 383 قلت: وسعيد هو ابن خالد بن عبد اللَّه بن قارظ تابعي، ضعفه النسائي، ومشاه الدارقطنيّ، وقارظ بن شيبة قال (س) : لا بأس به، هو ابن قارظ، وأبوها قارظ كان [ ... ] . القسم الثالث 11998- أم حبيب بنت عامر بن خالد بن عمر بن قريط. لها إدراك. ذكر الواقديّ أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم كتب إلى بني حارثة بن عمرو سنة تسع يدعوهم إلى الإسلام، فأخذوا الصحيفة فغسلوها ورقعوا بها دلوهم، فقالت أم حبيب بنت عامر منكرة عليهم: إذا ما أتتهم آية من محمّد ... محوها بماء البئر فهو عصير [الطويل] 11999- أم حزرة: اسمها عبيدة. تقدمت. القسم الرابع 12000- أم الحكم الضمرية «1» . استدركها أبو موسى، وأورد في ترجمتها حديث أم الحكم بنت الزبير أنها ذهبت هي وفاطمة عليها السلام يسألان من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم السبي، وهذه هاشمية ليست ضمرية. وقال ابن الأثير: إن كان ظنها غيرها فقد وهم. حرف الخاء المعجمة القسم الأول 12001- أم خارجة بنت النضر بن ضمضم الأنصارية «2» ، من بني عدي بن النجار. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 12002- أم خارجة «3» : امرأة زيد بن ثابت أورد ابن أبي عاصم، من طريق عبيد اللَّه بن أبي زياد، حدثنا أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة، حدثتني أم خارجة امرأة زيد بن   (1) أسد الغابة ت (7418) . (2) أسد الغابة ت (7429) . (3) أسد الغابة ت (7428) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 318. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 384 ثابت، قال: أتينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حائط ومعه أصحابه إذ قال: «أوّل رجل يطلع عليكم فهو من أهل الجنّة» ، فليس أحد منا إلا وهو يتمنى أن يكون من وراء الحائط، قالت: فبينما نحن كذلك إذا سمعنا حسا فرفعنا أبصارنا إليه ننظر من يدخل، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «عسى أن يكون علي بن أبي طالب» . وذكر أبو نعيم أن مكي بن إبراهيم تابعه عن أبي بكر، أخرجه ابن مندة من وجهين: عن أبي عبد الرحيم الحراني، عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أم خارجة بنت سعد بن ربيع، عن أبي مرثد. وستأتي. 12003- أم خالد بنت الأسود بن عبد يغوث القرشية الزهرية «1» . تقدمت في الأسماء في خالدة. 12004- أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشية الأموية «2» . وهي مشهورة بكنيتها، واسمها أمة. لها ولأبويها صحبة، وكانا ممن هاجر إلى الحبشة، وقدما بها وهي صغيرة، وقصتها عند البخاري، من طريق خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أمه أم خالد، قال: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع أبي وعليّ قميص أصفر، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم [ ... ] . وقد تقدم ذكرها في أمة في حرف الألف. 12005- أم خالد بنت خالد بن يعيش بن قيس بن عمرو بن زيد مناة «3» ، من بني عدي بن النجار. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوجها حارثة بن النعمان، فولدت له عبد اللَّه، وسودة، وعمرة، وأم هشام. 12006- أم خالد بنت يعيش بن قيس بن عمرو الأنصارية. ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وأظنها الأولى، نسبت لجدها. 12007- أم خزيمة: زوج جهم بن قيس.   (1) أسد الغابة ت (3430) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 318، بقي بن مخلد 1001. (2) طبقات ابن سعد 8/ 234، طبقات خليفة ت 3244، المحبر 410، الجرح والتعديل 9/ 462، تهذيب الكمال 1677، تاريخ الإسلام 3/ 219، تذهيب التهذيب 25614، العقد الثمين 8/ 184، تهذيب التهذيب 12/ 400، أسد الغابة ت (7431) ، الاستيعاب ت (3603) . (3) أسد الغابة ت (7432) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 385 الإصابة في تمييز الصحابة، ج 8، ص: 386 هاجرت معه إلى الحبشة، فماتت بها. ذكرها البلاذريّ. 12008- أم خلاد الأنصارية «1» : سألت عن أبيها لما قتل، استدركها ابن الأثير. 12009- أم خناس: بضم أوله وتخفيف النون «2» . قال ابن ماكولا: هي امرأة مسعود، لها صحبة. 12010- أم الخير بنت صخر «3» بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وقيل: بنت صخر بن عمرو بن عامر القرشية التميمية، والدة أبي بكر الصديق. أسلمت قديما. أخرج ابن عاصم، والطّبرانيّ بسند بين، عن ابن عبّاس، قال: أسلمت أمّ أبي بكر، وأم عثمان «4» ، وأم الزّبير، وأم عبد الرّحمن بن عوف، وأم عمار بن ياسر. وأخرج بسند مسلسل بالطّلحيين إلى محمد بن عمران بن طلحة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: لما أسلم أبو بكر قام خطيبا فدعا إلى رسول اللَّه ورسوله، فثار المشركون فضربوه ... الحديث. وفيه قوله للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: يا رسول اللَّه، هذه أمي، فادع لها، وادعها إلى الإسلام، فدعا لها ودعاها، فأسلمت في قصّة طويلة، فيها: أنه سأل عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعد أن فاق من غشيته، فقالت له أمّه: لا تدري. فقال: سلي أم جميل بنت الخطاب، فذهبت إليها فسألتها فحضرت معها، فقال: لا عين عليك من أمي، فأخبرته أنه في دار الأرقم. وأخرج الطّبرانيّ من طريق الهيثم بن عديّ، قال: أم أبي بكر الصّديق أم الخير بنت صخر، ولما هلك أبو بكر ورثه أبواه، وماتت أمّ الخير قبل أبي قحافة، وكانا قد أسلما. حرف الدال المهملة القسم الأول 12011- أم الدّحداح: امرأة أبي الدّحداح «5» . تقدم في ترجمته قوله لها: اخرجي يا أم الدّحداح. وحديث آخر أخرجه أحمد من طريق شعبة، عن سماك، عن جابر بن سمرة- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى على أم الدّحداح.   (1) أسد الغابة ت (7433) . (2) أسد الغابة ت (7434) ، الاستيعاب ت (3605) . (3) أسد الغابة ت (7436) ، الاستيعاب ت (3606) . (4) في أ: وأم عثمان وأم طلحة وأم الزبير. (5) أسد الغابة ت (7437) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 386 هذه رواية أحمد عن محمد بن جعفر، عن شعبة، ورواه عن حجاج بن محمد عن شعبة، فقال: صلّى على أبي الدّحداح أو ابن الدّحداح، وهكذا هو عند مسلم، وأبي داود، والترمذيّ، من طرق عن شعبة. ووقع عند مسلم عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر بالشّك، عن أبي الدّحداح أو ابن الدّحداح. 12012- أم الدّرداء الكبرى «1» : اسمها خيرة، بفتح المعجمة وسكون المثناة من تحت. تقدمت في الأسماء. حرف الذال المعجمة القسم الأول 12013- أم ذرّ: امرأة أبي ذر الغفاريّ «2» . قال ابن مندة: لها ذكر في وفاة أبي ذرّ، ووصل ذلك أبو نعيم من طريق مجاهد، عن إبراهيم بن الأسير «3» ، وليس فيه ما يدل على أن له صحبة، بل فيه احتمال أن يكون تزوّجها بعد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، لكن وقفت على حديث فيه التصريح بأنها أسلمت مع أبي ذر في أول الإسلام، أخرجه الفاكهيّ في كتاب مكّة: حدّثنا ميمون بن أبي محمد الكوفي، قال: حدّثني أبو الصّباح الكوفي بإسناد له يصل به إلى النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: كان إذا أراد أن يبتسم قال لأبي ذر: يا أبا ذر: حدّثني ببدء إسلامك. قال: كان لنا صنم يقال له: نهم فأتيته فصببت له لبنا ووليت، فحانت مني التفاتة، فإذا كلب يشرب ذلك اللبن، فلما فرغ رفع رجله فبال على الصّنم، فأنشأت أقول: ألا يا نهم إنّي قد بدا لي ... مدى شرف يبعد منك قربا رأيت الكلب سامك خطّ خسف ... فلم يمنع قفاك اليوم كلبا [الوافر] فسمعتني أم ذرّ، فقالت: لقد أتيت جرما ... وأصبت عظما ... حين هجوت نهما [الرجز]   (1) أسد الغابة ت (7438) ، الاستيعاب ت (3607) ، الأنساب 1/ 391 تجريد أسماء الصحابة 2/ 319، الجرح والتعديل 9/ 462، بقي بن مخلد 308. تلقيح فهوم أهل الأثر 373، 323، التاريخ لابن معين 2/ 124، 147. (2) أسد الغابة ت (7439) . (3) في أ: إبراهيم بن الأثير. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 387 فخبرتها الخبر، فقالت: ألا فابقنا ربّا كريما ... جوادا في الفضائل يا ابن وهب فما من سامه كلب حقير ... فلم تمنع يداه لنا بربّ فما عبد الحجارة غير غاو ... ركيك العقل ليس بذيّ لبّ [الوافر] قال: فقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «صدقت أمّ ذرّ، فما عبد الحجارة غير غاو» . 12014- أم ذرّة «1» : مذكورة في الصّحابيات، حديثها عند محمد بن المنكدر- أنها سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «أنا وكافل اليتيم [يوم القيامة] «2» كهاتين» «3» . كذا في نسخ الاستيعاب. حرف الراء القسم الأول 12015- أم رافع بنت أسلم: ذكرها ابن سعد، وابن حبيب في المبايعات. 12016- أم رافع بنت عامر بن كريز «4» ، زوج عبد اللَّه بن أسود بن عوف. ذكرها الزّبير. 12017- أم رافع بنت عبد اللَّه بن النعمان «5» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 12018- أم رافع بنت عثمان: الزرقية. ذكرها ابن حبيب في المبايعات «6» . 12019- أم رافع: زوج أبي رافع مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «7» ،   (1) أسد الغابة ت (7441) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 319، تقريب التهذيب 2/ 621، تهذيب التهذيب 1/ 417، الكاشف 3/ 488، تهذيب الكمال 3/ 1703، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 399. (2) سقط من أ. (3) أخرجه البخاري في صحيحه 7/ 68، 8/ 10 وأبو داود في السنن 2/ 760 كتاب الأدب باب في ضم اليتيم حديث رقم 5150، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 283، والبغوي في شرح السنة 1/ 123، والطبراني في الكبير 6/ 213، 8/ 351 وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 2530، 2531، 3529 وكنز العمال حديث رقم 5993، 5996، 6024، 6025. (4) في أ: كرز. (5) أسد الغابة ت (7444) . (6) أسد الغابة ت (7442) . (7) أسد الغابة ت (7443) ، الجرح والتعديل 9/ 463 تجريد أسماء الصحابة 2/ 319. ا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 388 اسمها سلمى، مشهورة باسمها وكنيتها. تقدّمت في الأسماء. 12020- أم ربعة: بنت خدام. روى حديثها ابن الأعرابيّ، عن عباس الدّوري عن أحمد، عن «1» يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن يعقوب بن عطاء، قال: زوّج خدام ابنته أم ربعة وهي كارهة، فذكرت ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فنزعها من زوجها أبي لبابة. قال أبو موسى: الّذي في سائر الروايات أنها خنساء بنت خدام، ولعل هذه كنيتها. 12021- أم الربيع بنت أسلم بن الحريش الأنصارية، امرأة بردع الظّفري «2» ، والدة يزيد بن يربوع. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد: أمها سعاد بنت رافع بن أبي عمرو بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار، وهي أخت سلمة بن أسلم البدريّ شقيقته، تزوّجها أبو خيثمة بن ساعدة، فولدت له سهلا، وعميرة، وأم ضمرة. وأسلمت أم الربيع وبايعت. 12022- أم الرّبيع بنت البراء «3» : أخرج البخاريّ، من طريق سفيان «4» ، عن قتادة، عن أنس، قال: قالت أم الرّبيع بنت البراء: يا رسول اللَّه، علمت منزلة حارثة مني ... الحديث وحارثة هو ابن سراقة، كان استشهد فحزنت أمّه كما تقدم في ترجمته، ويقال: إن هذه هي الرّبيّع بنت النضر عمّة أنس، وهو بالتشديد. ووقع في صحيح مسلم والنّسائيّ، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- أن أم الرّبيّع أم حارثة جرحت إنسانا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «القصاص، القصاص ... » الحديث. وفي آخره: إنّ من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبرّه» . ويقال: إنها الربيع بنت النضر كما ثبت في حديث أنس أيضا في صحيح البخاري، من رواية حميد، عن أنس، لكن فيه أنها كسرت ثنية امرأة، ولا يبعد تعدّد القصّة. 12023- أم الربيع بنت عبيد بن النّعمان بن وهب بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها كريم، بالتّصغير، ابن عديّ بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ.   (1) في أ: ابن يونس. (2) أسد الغابة ت (7446) . (3) أسد الغابة ت (7447) . (4) في أ: من طريق شيبان. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 389 12024- أم رزن بنت سواد: بن رزن بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أم الحارث بنت النّعمان بن خنساء بن سنان، تزوجها يزيد بن الضّحاك بن حارثة بن زيد بن ثعلبة. 12025- أم رعلة» : بكسر أوله وسكون المهملة، القشيريّة. لها حديث أورده المستغفريّ، من طريق، وأبو موسى من طريق آخر، كلاهما من حديث ابن عبّاس- أن امرأة يقال لها رعلة القشيريّة وفدت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكانت امرأة ذات لسان وفصاحة، فقالت: السلام عليك يا رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبركاته، إنا ذوات الخدور، ومحل أزر البعول، ومربيات الأولاد، ولا حظّ لنا في الجيش، فعلّمنا شيئا يقربنا إلى اللَّه عز وجل. فقال: «عليكنّ بذكر اللَّه آناء اللّيل وأطراف النّهار، وغضّ البصر، وخفض الصّوت ... » الحديث، وفيه: قالت: يا رسول اللَّه، إني امرأة مقيّنة أقيّن النساء وأزينهنّ لأزواجهن، فهل هو حوب فأثبّط عنه؟ فقال لها: يا أم رعلة: «قيّنيهنّ وزيّنيهنّ إذا كسدن» . ثم غابت حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأقبلت في أيام الردة، فذكر لها قصّة في الحزن على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وتطوافها بالحسن والحسين أزقّة المدينة تبكي عليه، وأنشد لها مرثية منها: يا دار فاطمة المعمور ساحتها ... هيّجت لي حزنا حيّيت من دار [البسيط] قال أبو موسى- بعد سياقه هذا الإسناد: لا يحتمل هذا، والحمل فيه على أبي القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم السرندسي «2» ، فإنه غير مشهور، ولا هو مذكور في رجال أصبهان، ثم ساق من طريق عبد اللَّه بن محمد البلويّ، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، عن ابن عبّاس، قال: قدمت القشيريّة مع زوجها أبي رعلة وكانت امرأة بدويّة ذات لسان فكان النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم بها معجبا. فذكر نحوه، وقال في آخر الحديث: فهاجت المدينة مأتما، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وأهلها يبكون. قال أبو موسى: هذا الإسناد أليق بهذا الحديث، يعني لشهرة البلويّ بالكذب. واللَّه أعلم.   (1) أسد الغابة ت (7448) . (2) في أالسر بديني. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 390 12026- أم رمثة «1» : قال أبو عمر: شهدت خيبر، ولا أعرف لها غير هذا الخبر. وقد ذكرها ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، فقال في تسمية من أعطاه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من خيبر: ولأمّ رمثة أربعين وسقا. قلت: قد ذكرها ابن سعد، وزاد مع التمر خمسة أوسق من الشّعير، ونسبها، فقال: أم رمثة بنت عمرو بن هاشم بن المطّلب «2» بن عبد مناف، ويقال أم رميثة، بالتّصغير، أسلمت وبايعت. قال: وهي والدة حكيم والد القعقاع، وذكرها فيمن بايع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من المهاجرات. 12027- أم رومان «3» : بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتّاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة، امرأة أبي بكر الصّديق، ووالدة عبد الرّحمن وعائشة. قال أبو عمر: هكذا نسبها مصعب، وخالفه، غيره، والخلاف في نسبها من عامر إلى كنانة، لكن اتفقوا على أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة. وقال ابن إسحاق: أم رومان اسمها زينب بنت عبد بن دهمان، أحد بني فراس بن غنم. قلت: وثبت في صحيح البخاريّ أن أبا بكر قال لها في قصة الجفنة التي حلف عليها أنه لا يأكل منها من أضيافه: يا أخت بني فراس. واختلف في اسمها، فقيل زينب، وقيل دعد. قال الواقديّ: كانت أم رومان الكنانية تحت عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة الأزديّ، وكان قد قدم مكة فحالف أبا بكر. قبل الإسلام، وتوفي عن أم رومان بعد أن ولدت له الطّفيل، ثم خلف عليها أبو بكر. وقال ابن سعد: كانت امرأة الحارث بن سخبرة بن جرثومة. وساق نسبه إلى الأزد، فولدت له الطّفيل، وقدم من السّراة ومعه امرأته وولده، فحالف أبا بكر ومات بمكّة فتزوّجها أبو بكر، وقديما أسلمت هي وبايعت وهاجرت. وأخرج الزّبير، عن محمد بن الحسن بن زبالة بسند له عن عائشة، قالت: لما هاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خلّفنا وخلف بناته، فلما استقر بعث زيد بن حارثة،   (1) الأعلام النساء 3/ 394، أسد الغابة: ت (7449) ، الاستيعاب ت (3608) . (2) في أ: هاشم بن عبد المطلب. (3) الثقات 3/ 459 أعلام النساء 1/ 405، تجريد أسماء الصحابة 2/ 320، تقريب التهذيب 2/ 621 تهذيب التهذيب 12/ 467، الكاشف 3/ 488، تهذيب الكمال 3/ 1703، بقي بن مخلد 1004، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 399، تلقيح فهوم أهل الأثر 321، 387، أسد الغابة ت (7450) ، الاستيعاب ت (3609) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 391 وبعث معه أبا رافع، وبعث أبو بكر عبد اللَّه بن أريقط، وكتب إلى عبد اللَّه بن أبي بكر أن يحمل أمّ رومان وأسماء، فصادفوا طلحة يريد الهجرة، فخرجوا جميعا ... فذكر الحديث بطوله في تزويج عائشة. وقال ابن سعد: توفّيت في عهد النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في ذي الحجّة سنة ست، ثم أخرج عن عفان، وزيد بن هارون، كلاهما عن حماد، عن عليّ بن زيد، عن القاسم بن محمد، قال: لما دلّيت أمّ رومان في قبرها قال النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أمّ رومان» . وقال أبو عمر: توفّيت أم رومان في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وذلك في سنة ست من الهجرة، فنزل النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قبرها، واستغفر لها، وقال: «اللَّهمّ لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك» قال أبو عمر: كانت وفاتها فيما زعموا في ذي الحجّة سنة أربع أو خمس عام الخندق. وقال ابن الأثير: سنة ست. وكذلك قال الواقديّ في ذي الحجة سنة ست. وتعقب ابن الأثير من زعم أنها ماتت سنة أربع أو خمس، لأنه قد صح أنها كانت في الإفك حية، وكان الإفك في شعبان سنة ست. قلت: لم يتفقوا على تاريخ الإفك، فلا معنى للتوهم بذلك، والخبر الّذي ذكر ابن سعد، وأخرجه البخاريّ في تاريخه، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة وابن مندة وأبو نعيم، كلّهم من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن القاسم بن محمد، قال: لما دليت أم رومان في قبرها قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى هذه» . ومنهم من زاد فيه: عن القاسم، عن أم سلمة. وقال البخاري بعد تخريجه: فيه نظر. وحديث مسروق أسند، يعني الّذي أخرجه هو من طريق حصين بن مسروق، عن أم رومان. قال أبو نعيم الأصبهانيّ: قيل إنها ماتت في عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وهو وهم. وقال في موضع آخر: بقيت بعد النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دهرا. وقال إبراهيم الحربي: سمع مسروق عن أم رومان، وله خمس عشرة سنة. قلت: ومقتضاه أن يكون سمع منها في خلافة عمر، لأن مولده سنة إحدى من الهجرة، وردّ ذلك الخطيب في «المراسيل» ، فقال: - بعد أن ذكر الحديث الّذي أخرجه البخاريّ فوقع فيه عن مسروق: حدّثتني أم رومان، فذكر طرفا من قصّة الإفك: هذا حديث غريب، لا نعلم أحدا رواه غير حصين، ومسروق لم يدرك أم رومان- يعني أنه إنما قدم من اليمن بعد وفاة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فوهم حصين في قوله: حدّثتني إلا أن يكون الجزء: 8 ¦ الصفحة: 392 بعض النقلة كتب سئلت بألف فصارت سألت، وتحرّفت الكلمة، فذكرها بعض الرواة بالمعنى، فعبّر عنها بلفظ حدّثتني، على أن بعض الرواة رواه عن حصين بالعنعنة، قال الخطيب: وأخرج البخاريّ في التّاريخ لما وقع فيه عن مسروق: سألت أم رومان، ولم يظهر له علّته. قلت: بل عرف البخاريّ العلّة المذكورة وردّها كما تقدم، ورجح الرواية التي فيها: إنها ماتت في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، لأنها مرسلة. وراويها علي بن زيد، وهو ابن جدعان، ضعيف. قلت: وأما دعوى من قال: إنها ماتت سنة أربع أو خمس أو ست فيردّها ما أخرجه الزّبير بن بكّار، عن إبراهيم بن حمزة الزّبيري، عن ابن عيينة، عن علي بن زيد: أن عبد الرّحمن بن أبي بكر خرج في فتية من قريش قبل الفتح إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وكذا قال محمد بن سعد: إن إسلامه كان في صلح الحديبيّة، وكان أول الصّلح في ذي القعدة سنة ست بلا خلاف، والفتح كان في رمضان سنة ثمان. وقد ثبت في الصّحيحين، عن أبي عثمان النّهدي، عن عبد الرّحمن بن أبي بكر- أن أصحاب الصّفّة كانوا ناسا فقراء- فذكر الحديث في قصّة أضياف أبي بكر، قال عبد الرّحمن: وإنما هو أنا وأمي وامرأتي وخادم بيتنا، وفي بعض طرقه عند البخاري في كتاب الأدب: فلما جاء أبو بكر قالت له أمّي: احتبست عن أضيافك. وأم عبد الرّحمن هي أمّ رومان بلا خلاف، وإسلام عبد الرّحمن كان بين الحديبيّة والفتح كما نبهت عليه آنفا، وهذه القصّة كانت بعد إسلامه قطعا، فلا يصح أن تكون ماتت في آخر سنة ست إلا إن كان عبد الرّحمن أسلم قبل ذلك، وأقرب ما قيل في وفاتها من الوفاة النبويّة أنها كانت في ذي الحجّة سنة ست، والحديبيّة كانت في ذي القعدة سنة ست، وقدوم عبد الرّحمن بعد ذي الحجّة سنة ست، فإن ادّعي أنّ الرّجوع من الحديبيّة وقصّة الجفنة المذكورة، وقدوم عبد الرّحمن بن أبي بكر، ووفاة أم رومان كان الجميع في ذي الحجّة سنة ست كان ذلك في غاية البعد. ووقفت على قصّة أخرى تدل على تأخّر وفاة أم رومان عن سنة ست، بل عن سنة سبع، بل عن سنة ثمان، ففي مسند الإمام أحمد، من طريق أبي سلمة عن عائشة، قالت: لما نزلت آية التخيير بدأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعائشة، فقال: يا عائشة: «إنّي عارض عليك أمرا فلا تفتأتي فيه بشيء حتّى تعرضيه على أبويك: أبي بكر، وأمّ رومان، قالت: يا رسول اللَّه وما هو؟ قال: قال اللَّه عزّ وجلّ: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 393 تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها ... الآية إلى: أَجْراً عَظِيماً [سورة الأحزاب آية 28] . قالت: قلت: فإنّي أريد اللَّه ورسوله والدّار الآخرة ولا أؤامر في ذلك أبا بكر ولا أم رومان. فضحك «1» . وسنده جيد، وأصل القصّة في الصّحيحين، من طريق أخرى عن أم سلمة، والتخيير كان في سنة تسع، والحديث مصرّح بأن أم رومان كانت موجودة حينئذ، وقد أمعنت في هذا الموضوع في مقدمة فتح الباري في الفصل المشتمل على الردّ على من ادّعى في بعض ما في الصّحيح علة قادحة، وللَّه الحمد. فلقد تلقى هذا التعليل لحديث أم رومان بالانقطاع جماعة عن الخطيب من العلماء وقلّدوه في ذلك، وعذرهم واضح، ولكن فتح اللَّه ببيان صحة ما في الصّحيح وبيان خطأ من قال: إنها ماتت سنة ست. وقيل غير ذلك، وأول من فتح هذا الباب صاحب الصّحيح كما ذكره أولا، فإنه رجّح رواية مسروق على رواية علي بن زيد، وهو كما قال، لأن مسروقا متفق على ثقته، وعلي بن زيد متفق على سوء حفظه، ثم وجدت للخطيب سلفا، فذكر أبو علي بن السّكن في كتاب الصّحابة في ترجمة أم رومان أنها ماتت في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: وروى حصين، عن أبي وائل، عن مسروق، قال: سألت أم رومان. قال ابن السكن: هذا خطأ. ثم ساق بسنده إلى حصين، عن أبي وائل، عن مسروق- أن أم رومان حدّثتهم ... فذكر قصّة الإفك التي أوردها البخاريّ، ثم قال: تفرّد به حصين، ويقال: إن مسروقا لم يسمع من أمّ رومان، لأنها ماتت في حياة النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وباللَّه التوفيق. حرف الزاي المنقوطة القسم الأول 12028- أم زينب بنت ثعلبة: 12029- أم الزّبير بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشميّة. ذكر ابن سعد أنها شقيقة ضباعة، وأن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أطعمها من خيبر أربعين وسقا. 12030- أم زفر الحبشية: السّوداء الطّويلة «2» . ثبت ذكرها في صحيح البخاريّ في حديث ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه رأى أم زفر   (1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 212 عن عائشة وأورده ابن حجر في فتح الباري 7/ 438. (2) أسد الغابة ت (7452) ، الاستيعاب ت (3610) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 394 امرأة سوداء طويلة على سلّم الكعبة. ومن طريق عمران بن بكر، حدّثني عطاء، قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأة من أهل الجنّة؟ قلت: بلى. قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: إني أصرع، وإني أنكشف، فادع اللَّه لي «1» ، قال: «إن شئت صبرت ولك الجنّة، وإن شئت دعوت اللَّه أن يعافيك» . فقالت: أصبر، وإني انكشف فادفع اللَّه ألّا أنكشف، فدعا لها «2» . وأخرجه عبد الرّزّاق، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس- أنه سمعه يقول: إن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يؤتي بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ، فأتى بمجنونة يقال لها أم زفر، فضرب صدرها فلم تبرأ، ولم يخرج شيطانها، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «هو يعيبها في الدّنيا ولها في الآخرة خير» «3» . قال ابن جريج: وأخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك المرأة سوداء طويلة على سلم الكعبة. وأخبرني عبد الكريم، عن حسن- أنه سمعه يقول: كانت المرأة تخنق في المسجد، فجاء إخوتها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فشكوا ذلك إليه. فقال: إن شئتم دعوت اللَّه فبرأت، وإن شئتم كانت كما هي، ولا حساب عليها في الآخرة. فخيّرها إخوتها، فقالت: دعوني كما أنا، فتركوها. فهذه رواية الثّقات عن عطاء. وقد رواه عمر بن قيس، عن عطاء فصحّفها، فقال: عن أم قرثع، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقلت: إني امرأة أغلب على عقلي، فقال: «ما شئت: إن شئت دعوت اللَّه لك وإن شئت تصبرين وقد وجبت لك الجنّة» . فقالت له: أصبر. أخرجه الطّبراني والخطيب من طريقه. قلت: وسنده إلى عمر بن قيس ضعيف أيضا، وقد شدّ مع التصحيف في جعله الحديث من رواية عطاء عنها، وإنما رواه عطاء عن ابن عبّاس. وقد تقدم في حرف السّين المهملة أن اسمها سعيرة، وتقدّمت قصتها في الصّرع من وجه آخر، وذكرت في حرف   (1) أخرجه البخاري 8/ 150 ومسلم في كتاب البر والصلة (54) وأحمد في المسند 1/ 347 وأبو نعيم في الحلية 2/ 71 والبيهقي في الدلائل 6/ 156 والطبراني في الكبير 11/ 157 وانظر الدر المنثور 4/ 287 والبداية والنهاية 6/ 182. (2) أخرجه ابن حبان في صحيحة حديث رقم 708 وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 218 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في الزوائد 2/ 307 وقال رواه البزار وإسناده حسن والبغوي في شرح السنة 5/ 235. (3) أورده الحافظ في فتح الباري: 10/ 115. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 395 الشّين المعجمة أنّ بعضهم سمّاها شقيرة، بمعجمة ثم قاف، واللَّه أعلم. 12031- أم زفر: ماشطة خديجة «1» . ذكر عبد الغنيّ بن سعيد في «المبهمات» أنها المرأة التي قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فيها: «إنّها كانت تغشانا في زمن خديجة» [فروى من طريق الزّبير بن بكار، عن سليمان بن عبد اللَّه بن سليم، أخبرني شيخ من أهل مكّة، قال: هي أم زفر ماشطة خديجة- يعني العجوز التي قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «إنّها كانت تغشانا في زمن خديجة] «2» . قلت: ومضى في جثّامة من أسماء النّساء، من طريق أبي عاصم، عن أبي عامر الخزر عن ابن أبي مليكة، عن عائشة- ما يقتضي أنه كان اسمها جثامة المزنية، فغيّره النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «بل أنت حضانة» وفي رواية «حسانة» ، فكونها مزنية واسمها حضانة يقوي أنها غير الحبشيّة، وإن اتفقا في الكنية، وكلام أبي عمر ثم أبي موسى يقتضي أنها واحدة، لكن أبو موسى في ترجمة أم زفر قال: إنه محتمل. وما أبو عمر فأورد ما يتعلّق بها مع خديجة وما يتعلق بالصّرع في ترجمة واحدة. والعلم عند اللَّه تعالى. 12032- أم زياد الأشجعيّة «3» : روى حديثها رافع بن سلمة بن زياد الأشجعي، عن حشرج بن زياد الأشجعيّ، عن جدته أم أبيها- أنها خرجت مع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في غزوة خيبر سادسة نسوة، قال: فبلغ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبعث إلينا، فقال: «بإذن من خرجتنّ؟» ورأينا في وجهه الغضب، فقلنا: خرجنا ومعنا دواء نداوي به الجرحى، ونناول السهام ونسقي السويق ... الحديث. وفيه: أنه قسم لهنّ من التمر. أخرجه أبو داود، والنّسائيّ، وابن أبي عاصم. 12033- أم زيد بنت حرام بن عمرو الأنصاريّة «4» ، من بني مالك، ويقال لها صاحبة الجمل. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 12034- أم زيد بنت السّكن «5» بن عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم الأنصاريّة ثم الجشميّة، ذكرها ابن سعد، وابن حبيب في المبايعات. وقال ابن سعد:   (1) أسد الغابة ت (7452) . (2) سقط من أ. (3) بقي بن مخلد 545، أسد الغابة ت (7453) . (4) أسد الغابة ت (7454) . (5) أسد الغابة ت (7455) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 396 تزوجها سراقة بن كعب بن عبد العزى بن غزيّة، فولدت له زيدا، وأسلمت وبايعت. 12035- أم زيد بنت عمرو بن حرام بن زيد مناة، من بني عمرو بن مالك بن النّجّار. ذكرها ابن سعد عن محمد بن عمر- أنها أسلمت وبايعت، قال: وهي صاحبة الجمل. 12036- أم زيد بنت قيس بن النعمان بن سنان الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أدام بنت القين بن كعب بن سواد، تزوّجها خالد بن عديّ بن عمرو بن عدي بن سنان بن نابي. 12037- أم زيد «1» : غير منسوبة. ذكرت في سبب نزول قوله تعالى: وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما [سورة الحجرات، آية 9] . وقع ذلك في رواية أسباط بن نصر عن السدي، وقال: كانت امرأة من الأنصار يقال لها أم زيد اختصمت مع زوجها، فأقبل أهلها مع زوجها، فنزل قوله تعالى ... إلخ. قال ابن الأثير: لعلها واحدة من المتقدّمات. 12038- أم زينب بنت نبيط بن جابر، وأمّها الفريعة بنت أبي أمامة أسعد «2» بن زرارة. تقدّم ذكرها في حبيبة. 12039- أم زينب التميمية: ثم العنبريّة، ذكرها ابن مندة مع من تكنى بأم زينب، بنون مفتوحة قبلها مثناة تحتانية ساكنة، وكذا ضبطها العسكري كما تقدّم في ترجمة ولدها زينب بن ثعلبة. وقال: إن المحدثين يقولونها بموحدتين مصغّرة. قلت: وهو المعتمد. وقد تقدم في ترجمة ذؤيب في الذّال المعجمة من أسماء الرّجال، وفيه أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم قال لولدها زينب بن ثعلبة: «بارك اللَّه فيك يا غلام، وبارك لأمّك فيك» . وقال الذّهبيّ في «التّجريد» : دعاها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في حديث منكر، ذكره ابن مندة، وليس كما قال، بل سنده حسن.   (1) أسد الغابة ت (7456) . (2) أسد الغابة ت (7457) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 397 حرف السين المهملة القسم الأول 12040- أم سارة «1» : كنود، التي أعطاها حاطب بن أبي بلتعة الكتاب إلى قريش فنزلت فيه: لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ [سورة الممتحنة: آية 1] . سمّاها قتادة عن أنس في حديث مختصر أخرجه ابن مندة، من طريق [ .... ] عن قتادة، عن أنس- أن أمّ سارة أمة لقريش أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشكت إليه الحاجة، ثم إن رجلا بعث معها كتابا إلى أهل مكّة ليحفظوا عياله، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ... [سورة الممتحنة آية 1] الآية. قال أبو نعيم: لا أعلم أحدا ذكرها في الصّحابة ونسبها إلى الإسلام. قلت: قد ذكروا أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان أهدر دمها ثم أمّها يوم الفتح. وقد تقدّم بيان ذلك في سارة. فإنه اختلف في اسمها وكنيتها، فقيل سارة أم كنود، وقيل كنود أم سارة. 12041- أم سالم الأشجعيّة «2» : روى حديثها ابن أبي عاصم من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن رجل عنها- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [ .... ] «3» إلى أن قال: «ما أحسنها إن لم تكن ميتة ... الحديث «4» . 12042- أم سالم: مولى أبي حذيفة. تقدم لها ذكر في ترجمة ولدها في حرف السين المهملة من أسماء الرّجال، وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن عبد اللَّه بن شداد، قال: أعطى عمر أم سالم ميراث ولدها لما استشهد باليمامة. 12043- أم السّائب الأنصاريّة «5» .   (1) أسد الغابة ت (7460) . (2) أسد الغابة ت (7459) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 321. (3) بياض في أ، وفي ج بياض وبعده وهي في قبة فقال ما أحسنها. (4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 437 وأورده الهيثمي في الزوائد 1/ 223 عن أم مسلم الأشجعية وقال رواه أحمد والطبراني وقال في قبة من أدم وفيه رجل لم يسم. (5) أسد الغابة ت (7461) ، الاستيعاب ت (3611) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 398 قال أبو عمر: روى عنها أبو قلابة عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في الحمى، وقال بعضهم فيها: أم المسيّب، كذا قال. والّذي في صحيح مسلم وعند ابن سعد وأبي يعلى، وغيرهما، من طريق حجاج الصّواف، عن أبي الزبير، عن جابر- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل على أم السّائب أم المسيّب وهي تزفزف، قال: «ما لك يا أمّ السّائب- أو أم المسيب- تزفزفين «1» ؟ قالت: من الحمّى، لا بارك اللَّه فيها. فقال: «لا تسبى الحمّى، فإنّها تذهب خطايا ابن آدم كما يذهب الكير خبث الحديد» «2» ، لفظ أبي يعلى. نعم، أخرج أبو نعيم من طريق الحسن بن أبي جعفر، وأبي الزّبير عن جابر، قال: أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على امرأة من الأنصار يقال لها أم المسيّب، فذكر نحوه، وقال: رواه داود بن الزّبرقان، عن أيّوب، عن أبي الزّبير، فقال: أم السّائب. قلت: وصله ابن مندة من طريق داود، فقال: أم السّائب جزما، وأسنده من طريق الثقفيّ عن أيّوب، عن أبي الزّبير، عن جابر، قال: ثبت أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مر على أم السّائب، فذكر الحديث نحوه. ولم أر في شيء من طرقه أنها أنصارية، بل ذكرها ابن كعب في قبائل العرب بين المهاجرين والأنصار. 12044- أم السّائب الغفاريّة: تقدّم في السّائب الغفاريّ في حرف السّين من الرّجال- أنّ أمّه أتت به النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسمّاه عبد اللَّه ... الحديث. 12045- أم السّائب النخعية «3» : لها صحبة. ذكرها أبو عمر هكذا مختصرا. 12046- أم سباع «4» : أخرج حديثها في العقيقة محمد بن سعد، عن عبد اللَّه بن إدريس: حدّثنا أسلم المنقري عن عطاء- أن أم السباع سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنعقّ عن أولادنا؟ قال: نعم. 12047- أم سبرة «5» : ذكرها أبو موسى في «الذّيل» عن المستغفريّ، وساق من طرق   (1) أي ترتعدين من البرد النهاية 2/ 305. (2) أخرجه مسلم في البر والصلة (53) والبيهقي 3/ 377. (3) أسد الغابة ت (7462) ، الاستيعاب ت (3612) . (4) الثقات 2623، تجريد أسماء الصحابة 2/ 321. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 321، أسد الغابة ت (7463) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 399 رشدين بن سعد، عن أبي بكر الأنصاريّ، عن سيرة عن أمّه- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اللَّه ... » الحديث. وقال: في إسناد حديثها نظر. 12048- أم سعد الأنصاريّة «1» : هي والدة سعد بن معاذ. ذكرها أبو عمر. تقدم في حرف الكاف أن اسمها كبشة، وتقدّم لها ذكر في ترجمة ليلى بنت الخطيم الأوسيّة. 12049- أم سعد «2» بنت زيد بن ثابت الأنصاريّة. قال أبو عمر: لها أحاديث، منها الأمر بدم الحجامة من رواية محمد بن زادان عنها، وقيل: لم يسمع منها. قلت: وصله ابن ماجة، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى، وابن مندة، وغيرهم. وأخرج ابن مندة نسخة تشتمل على عدّة أحاديث، قال: أخبرنا علي بن محمد بن نصر، حدّثنا محمد بن أيّوب، حدّثنا عتبان بن مالك، حدّثني عنبسة بن عبد الرّحمن، عن محمد بن زادان، عن أم سعد، قالت: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يأمر بدفن الدّم إذا احتجم «3» ، وبه: دخلت على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو في بيت عائشة وهو يتأوه يشتكي بطنه، ويقول: وا بطناه. وبه: قلت: يا رسول اللَّه، هل من شيء لا يحلّ بيعه؟ قال: «لا يحلّ بيع الماء» . وبه: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إذا سافر لا تفارقه مرآة ولا مكحلة يكونان معه. وبه: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «الوضوء مدّ والغسل صاع، وسيأتي أقوام من بعدي يستقلّون ذلك، أولئك خلاف أهل سنّتي، والآخذ بسنّتي معي في خطيرة القدس، وهي سيرة أهل الجنّة» «4» .   (1) أسد الغابة ت (7464) ، الاستيعاب ت (3614) . (2) الاستبصار 73 أعلام النساء 2/ 183، تجريد أسماء الصحابة 2/ 321، تقريب التهذيب 2/ 621 تهذيب التهذيب 12/ 470، تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 400 تلقيح فهوم أهل الأثر 375، أسد الغابة ت (7466) ، الاستيعاب ت (6413) . (3) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 18320 ولفظة كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان الشعر والظفر والدم والحيضة والسن والعلقة والمشيمة. وعزاه للحكيم الترمذي عن عائشة رضي اللَّه عنها والقرطبي في تفسيره 2/ 103. (4) أورده ابن حجر في تلخيص الحبير 1/ 144 وقال أخرجه مسلم من حديث سفينة، واتفقا عليه من حديث أنس بزيادة خمسة أمداد وله ألفاظ ولأبي داود والنسائي وابن ماجة من حديث عائشة ولأبي داود وابن ماجة وابن خزيمة من حديث جابر مثله وصححه ابن القطان حديث رقم 194. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 400 وعنبسة بن عبد الرحمن من المتروكين. 12050- أم سعد بنت سعد بن الرّبيع الأنصاريّة «1» . تقدّم نسبها في ترجمة والدها، أخرج حديثها أبو داود عن أبي نعيم، من طريق ابن إسحاق، عن داود بن الحصين، قال: كنت أقرأ على أم سعد بنت سعد بن الرّبيع مع ابن ابنها موسى بن سعد، وكانت يتيمة في حجر أبي بكر الصّديق، فقرأت عليها: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ [سورة النساء آية 33] قال: لا، ولكن: وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ إنها نزلت في أبي بكر وعبد الرحمن بن أبي بكر حين أبى أن يسلم، فحلف أبو بكر ألّا يورثه، فلما أسلم أمره اللَّه عزّ وجل أن يورثه. وأخرج ابن سعد عن الواقديّ، عن ابن أبي الزناد، عن إبراهيم بن يحيى بن زيد بن ثابت، عن أم سعيد بن الرّبيع، قالت: دخل عليّ زيد بن ثابت، فقال: إن كنت تريدين أن تكلّمي في ميراثك من أبيك فتكلّمي، فإنّ عمر قد ورث اليوم الحمل، وكان أبوها قتل يوم أحد وهي حمل. قال ابن سعد: أمها خلّادة بنت أنس بن سنان، من بني ساعدة، ولدتها بعد قتل سعد بأشهر، وتزوّجها زيد بن ثابت فولدت له خارجة، وسعدا، وعثمان، وسليمان، وأم زيد. وروى خارجة بن زيد بن ثابت عن أم سعد بنت سعد بن الرّبيع عن أبي بكر الصديق شيئا من مناقب سعد بن الربيع. وقال ابن سعد في ترجمة خارجة بن زيد: هذا أمّه أم سعد جميلة بنت سعد بن الرّبيع، كذا قال. وسيأتي في أم العلاء ما يخالف هذا. 12051- أم سعد: ويقال أم سعيد، بنت عبد اللَّه بن أبي مالك الخزرجيّة، أخت عبد اللَّه وجميلة، وأبوها هو عبد اللَّه بن أبي ابن سلول. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها لبني بنت عبادة بن نضلة الخزرجيّة، تزوّجها جبير بن ثابت بن الضّحاك بن ثعلبة الخزرجيّ. 12052- أم سعد بنت عقبة بن رافع بن امرئ القيس بن يزيد بن عبد الأشهل الأشهليّة.   (1) أسد الغابة ت (7467) ، الثقات 3/ 461، تجريد أسماء الصحابة 2/ 351 تقريب التهذيب 2/ 621، تهذيب التهذيب 12/ 470، الكاشف 3/ 489. تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 400 در السحابة 772. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 401 ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سلمى بنت عمرو بن خنيس» السّاعدية، وهي عمة محمود بن لبيد، خلف عليها قيس بن مخرمة بن المطّلب القرشيّ بعد أختها ودّة، فولدت له. 12053- أم سعد بنت قيس بن حصن بن خالدة «2» بن مخلّد بن عامر «3» بن زريق الأنصاريّة الزرقية. ذكرها ابن سعد، وقال: أمها خولة بنت الفاكه بن قيس بن مخلّد، تزوّجها قيس بن عمرو بن حصن بن خالدة بن مخلد، ثم خلف عليها مسعود الأكبر بن عبادة بن سعد بن عثمان بن خالدة بن مخلد، وأسلمت أم سعد وبايعت. 12054- أم سعد «4» : ويقال أم سعيد، بنت مرة بن عمرو الفهريّة، ويقال الجمحيّة. ذكرها أبو عمر فقال: بنت عمر، ويقال عمير، الجمحيّة. روى عنها في كافل اليتيم. واختلف على صفوان في إسناده. قلت: وقد تقدّم بيان الاختلاف في الحديث في حرف الميم من الرّجال في مرة بن عمرو، وللَّه الحمد. ومن جملة الاختلاف فيه ما أخرجه ابن مندة من طريق محمد بن عمر، عن صفوان، عن أم سعد بنت عمرو الجمحيّة، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من تكفّل يتيما له أو لغيره من النّاس كنت أنا وهو في الجنّة كهاتين» . ولولا اتحاد المخرج، وأنّ مدار الحديث على صفوان بن سليم، لجوّزت أن تكون أم سعيد بنت مرة النهرية غير أم سعيد بنت عمرو أو عمير الجمحيّة، وقد أشرت إلى هذا في ترجمة مرة بن عمرو في أسماء الرّجال. وقد سمّى ابن السّكن أم سعيد بنت عمرو الجمحيّة أسيرة، وأورد حديثها من طريق أبي أسامة، عن محمد بن عمر، وعن صفوان بن سليم، عن أم سعيد أسيرة بنت عمرو الجمحية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكره. ثم قال: ويقال عن أم سعد بنت مرة عن أبيها، وفيه اختلاف كثير. انتهى.   (1) في أ: جيش. (2) في أ: حصن بن خالد. (3) أسد الغابة ت (7470) . (4) الثقات 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 2/ 322، تقريب التهذيب 2/ 622، تهذيب التهذيب 12/ 431، تهذيب الكمال 3/ 1704، ذيل الكاشف 2168. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 402 وأخشى أن تكون أسيرة تحرفت من أنيسة المذكورة في مرة بنت عمرو. وباللَّه التوفيق. 12055- أم سعد بنت مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاريّة الزرقيّة. ذكرها ابن سعد فيمن بايع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. وقال: أمها كبشة بنت الفاكه بن قيس بن المجلل. 12056- أم سعد بنت ثابت بن عتيك، اسمها كبشة. تقدمت. 12057- أم سعيد بنت أبي جهل بن هشام المخزوميّة. وقع ذكرها في قصّته في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، من مسند أحمد. ومن المعجم الكبير للطّبراني، وهي من طريق رجل من هذيل، قال: رأيت عبد اللَّه بن عمرو ... فذكر قصّة، فرأى أم سعيد بنت أبي جهل متقلّدة قوسا وهي تمشي مشية الرجال، فذكر الحديث في ذم من تشبّه بالرّجال من النّساء، ورجاله ثقات إلا الهذلي، فإنه لم يسم. 12059- أم سعيد بنت سهل: في معاذة. 12059- أم سعيد بنت صخر بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلميّة. زوج المسيب بن حزن المخزومي، وأم أولاده: سعيد، والسّائب، وعبد الرّحمن. قتل أبوها كافرا، وأسلم زوجها في الفتح، وولدت له أولاده بعد ذلك، فهي من أهل هذا القسم، ذكرها الزّبير. 12060- أم سعيد بنت عبد اللَّه بن أبيّ. في أم سعد تقدّمت. 12061- أم سعيد بنت مرة: تقدمت في أم سعد. 12062- أم سعيد: والدة سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل- يكتب من [ .... ] . باب الكافور في كتاب الجنائز للبيهقيّ في السّنن الكبير. 12063- أم سفيان بنت الضّحاك «1» : قال ابن مندة: ذكرت في الصّحابة، ولا يثبت. روى حديثها حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن موسى بن عبد الرّحمن. وذكرت عن عائشة أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم صلّى بهم صلاة الكسوف، فاستعاذ من عذاب القبر «2» .   (1) أسد الغابة ت (7471) . (2) الثقات 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 2/ 322. أورده ابن عبد البر في التمهيد 3/ 310. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 403 قلت: قد أورده عبد اللَّه بن أحمد من زيادات المسند عن هدبة بن خالد، عن حماد. ولفظه: عن موسى بن عبد الرحمن، عن أم سفيان: أنّ يهودية كانت تدخل على عائشة فتتحدث فإذا قامت قالت: أعاذك اللَّه من عذاب القبر، فلما جاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم بذلك فقال: كذبت، إنّما ذلك لأهل الكتاب، فكسفت الشمس، فقال: أعوذ باللَّه من عذاب القبر ... » الحديث «1» . وهكذا أخرجه الطّبرانيّ، عن عبد اللَّه بن أحمد، وابن أبي عاصم، عن هدبة. 12064- أم سفيان بنت الضّحاك: السّلميّة، جدّة منصور بن صفية، يعني لأمه. قال أبو موسى في «الذّيل» : ذكرها جعفر المستغفريّ، ولم يورد لها شيئا، وجزم ابن الأثير بأنها التي قبلها، وفيه نظر، فإنه يحتمل التغاير. 12065- أم سلمة بنت أبي أميّة بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم القرشيّة المخزوميّة أم المؤمنين «2» ، اسمها هند. وقال أبو عمر: يقال اسمها رملة، وليس بشيء، واسم أبيها حذيفة، وقيل سهيل «3» ، ويلقب زاد الراكب، لأنه كان أحد الأجواد، فكان إذا سافر لا يترك أحدا يرافقه ومعه زاد، بل يكفي رفقته من الزّاد، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك الكنانيّة، من بني فراس، وكانت زوج ابن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد بن المغيرة، فمات عنها كما تقدّم في ترجمته، فتزوجها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في جمادى الآخرة سنة أربع، وقيل سنة ثلاث، وكانت ممن أسلم قديما هي وزوجها وهاجرا إلى الحبشة، فولدت له سلمة، ثم قدما مكّة وهاجرا إلى المدينة، فولدت له عمر، ودرة، وزينب، قاله ابن إسحاق. وفي رواية يونس بن بكير وغيره عنه: حدّثني أبي، عن سلمة بن عبد اللَّه بن عمر بن أبي سلمة، قال: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل بعيرا له وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقول بعيره، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد؟ ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد وأهووا إلى سلمة، وقالوا: واللَّه لا نترك   (1) ذكره الهيثمي في المجمع 2/ 211. (2) أسد الغابة ت (7472) ، الاستيعاب ت (3617) ، ومعجم الثقات 20 تهذيب التهذيب 12/ 471، بقي ابن مخلد 12 تقريب التهذيب 2/ 622، تهذيب الكمال 3/ 1704، تاريخ جرجان 104، الجرح والتعديل 9/ 464 تلقيح فهوم أهل الأثر 21، 364. (3) في أ: سهل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 404 ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد ورهط أبي سلمة. وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ففرّق بيني وبين زوجي وابني، فكنت أخرج كلّ غداة وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسى سبعا أو قريبها حتى مرّ بي رجل من بني عمي، فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون من هذه المسكينة؟ فرّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها! فقالوا: الحقي بزوجك إن شئت. وردّ عليّ بنو عبد الأسد عند ذلك ابني، فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي أحد من خلق اللَّه، فكنت أبلّغ من لقيت، حتى إذا كنت بالتّنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدّار، فقال: أين يا بنت أبي أميّة؟ قلت: أريد زوجي بالمدينة. فقال: هل معك أحد؟ فقلت: لا، واللَّه إلا اللَّه وابني هذا. فقال: واللَّه ما لك من مترك! فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يقودني، فو اللَّه ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحّى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرّواح قام إلى بعيري قدّمه ورحله، ثم استأخر عني، وقال: اركبي، فإذ ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بين المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: إن زوجك في هذه القرية، وكان أبو سلمة نازلا بها. وقيل: إنها أوّل امرأة خرجت مهاجرة إلى الحبشة، وأول ظعينة دخلت المدينة. ويقال: إن ليلى امرأة عامر بن ربيعة شركتها في هذه الأوليّة. وأخرج النّسائيّ أيضا بسند صحيح عن أم سلمة، قالت: لما انقضت عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فلم تتزوّجه، فبعث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يخطبها عليه، فقالت: أخبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أني امرأة غيري، وأني امرأة مصبية، وليس أحد من أوليائي شاهدا. فقال: «قل لها: أما قولك غيري فسأدعو اللَّه فتذهب غيرتك. وأمّا قولك: إنّي امرأة مصبية فستكفين صبيانك. وأمّا قولك: ليس أحد من أوليائي شاهدا- فليس أحد من أوليائك شاهد أو غائب يكره ذلك» «1» . فقالت لابنها عمر: قم فزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فزوّجه. وعنده أيضا بسند صحيح، من طريق أبي بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام-   (1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 313. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 405 أنّ أم سلمة أخبرته أنها لما قدمت المدينة- أخبرتهم أنها بنت أبي أميّة بن المغيرة، فقالوا: ما أكذب الغرائب، حتى أنشأ أناس منهم الحجّ، فقالوا: أتكتبين إلى أهلك؟ فكتبت معهم، فرجعوا يصدقونها، وازدادت عليهم كرامة. فلما وضعت زينب جاءني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخطبني، فقالت: ما مثلي ينكح. أما أنا فلا يولد لي وأنا غيور ذات عيال، فقال: «أنا أكبر منك، وأمّا الغيرة فيذهبها اللَّه، وأمّا العيال فإلى اللَّه ورسوله» ، فتزوّجها فجعل يأتيها فيقول: «أين زناب» ، حتى جاء عمار بن ياسر فأصلحها، وكانت ترضعها، فقال: هذه تمنع رسول اللَّه حاجته، فجاء النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «أين زناب» ، وقالت قريبة بنت أبي أميّة- فوافقتها عندها: أخذها عمار بن ياسر، فقال: إني آتيكم اللّيلة ... الحديث. ويجمع بين الرّوايتين بأنها خاطبت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك على لسان عمر. ويقال إنّ الّذي زوّجها من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنها سلمة. ذكره ابن إسحاق. وقد تقدّم ذكر ذلك في ترجمة سلمة. وأخرج ابن سعد من طريق عروة عن عائشة بسند فيه الواقديّ، قالت: لما تزوّج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سلمة حزنت حزنا شديدا لما ذكر لنا من جمالها، فتلطفت حتى رأيتها، فرأيت واللَّه أضعاف ما وصفت، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت: ما هي كما يقال، فتلطفت لها حفصة حتى رأتها فقالت: قد رأيتها، ولا واللَّه ما هي كما تقولين ولا قريب، وإنها لجميلة قالت: فرأيتها بعد ذلك فكانت كما قالت حفصة، ولكني كنت غيري. وكانت أم سلمة موصوفة بالجمال البارع، والعقل البالغ، والرأي الصّائب، وإشارتها على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم الحديبيّة تدلّ على وفور عقلها وصواب رأيها. روت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وعن أبي سلمة، وفاطمة الزّهراء. روى عنها ابناها: عمر، وزينب، وأخوها عامر، وابن أخيها مصعب بن عبد اللَّه، ومكاتبها نبهان، ومواليها: عبد اللَّه بن رافع، ونافع، وسفينة، وابنه، وأبو كثير، وخيرة والدة الحسن. وممن يعد في الصّحابة: صفيّة بنت شيبة، وهند بنت الحارث الفراسية، وقبيصة بنت ذؤيب، وعبد الرّحمن بن الحارث بن هشام. ومن كبار التّابعين: أبو عثمان النّهدي، وأبو وائل، وسعيد بن المسيّب، وأبو سلمة، وحميد: ولدا عبد الرّحمن بن عوف، وعروة، وأبو بكر بن عبد الرّحمن، وسليمان بن يسار، وآخرون. قال الواقديّ: ماتت في الجزء: 8 ¦ الصفحة: 406 شوال سنة تسع وخمسين، وصلّى عليها أبو هريرة. وقال ابن حبّان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين بعد ما جاءها نعي الحسين بن علي. وقال ابن أبي خيثمة: توفيت في خلافة يزيد بن معاوية. قلت: وكانت خلافته في أواخر سنة ستين. وقال أبو نعيم: ماتت سنة اثنتين وستين، وهي من آخر أمهات المؤمنين موتا. قلت: بل هي آخرهنّ موتا، فقد ثبت في صحيح مسلم أن الحارث بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة وعبد اللَّه بن صفوان دخلا على أم سلمة في خلافة يزيد بن معاوية، فسألا عن الجيش الّذي يخسف به، وكان ذلك حين جهّز يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة بعسكر الشّام إلى المدينة، فكانت وقعة الحرّة سنة ثلاث وستين، وهذا كله يدفع قول الواقديّ. وكذلك ما حكى ابن عبد البرّ أنّ أم سلمة أوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد، فإن سعيدا مات سنة خمسين أو سنة إحدى أو اثنتين، فيلزم منه أن تكون ماتت قبل ذلك، وليس كذلك اتفاقا، ويمكن تأويله بأنها مرضت فأوصت بذلك، ثم عوفيت، فمات سعيد قبلها. واللَّه أعلم. 12066- أم سلمة بنت أبي حكيم «1» : تأتي في أم سليمان. 12067- أم سلمة بنت رافع: اسمها سعاد. تقدّمت. 12068- أم سلمة بنت محمية بن جزء الزّبيديّ. ذكر العدويّ أنها هي التي تزوّجها أبو عامر الفضل بن العبّاس. 12069- أم سلمة بنت مسعود بن أوس بن مالك بن سواد بن ظفر. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها الشّموس بنت عمرو بن حرام النّجاريّة. تزوّجها أوس بن مالك بن قيس بن محرّث، فولدت له الحارث. 12070- أم سلمة بنت يزيد «2» بن السّكن، هي أسماء. تقدّمت. روى حديثها التّرمذيّ عن عبد بن حميد بسنده، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة الأنصاريّة، قال: قالت امرأة: يا رسول اللَّه، ما هذا المعروف الّذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: «لا تنحن ... » الحديث. قال عبد: أم سلمة هي أسماء بنت يزيد.   (1) أسد الغابة ت (7473) ، الاستيعاب ت (3616) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 322. (2) أسد الغابة ت (7474) ، أعلام النساء 1/ 53 تفسير الطبري 1/ 348 تجريد أسماء الصحابة 2/ 322. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 407 12071- أم سليط «1» : قال أبو عمر: من المبايعات، حضرت مع النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم أحد، قال عمر بن الخطاب: كانت ممن يزفر لنا القرب «2» يوم أحد. قلت: ثبت ذكرها في صحيح البخاريّ، عن عمر، كناها عمر بابنها سليط بن أبي سليط بن أبي حارثة، وهي أم قيس بنت عبيد. ذكر ذلك ابن سعد كما سيأتي في حرف القاف، ثم ذكر غيره أنها تزوّجت بعد أبي سليط مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدريّ، فولدت أبا سعيد، فهو أخو سليط بن أبي سليط لأمّه. 12072- أم سليم بنت حكيم «3» : تأتي في أم سليمان. 12073- أم سليم بنت خالد بن يعيش بن عمرو، من بني غنم بن مالك بن النّجّار. ذكرها ابن سعد في المبايعات، قال: تزوجها قيس بن فهد، فولدت له سليما. 12074- أم سليم: بنت سحيم «4» [الغفاريّة] «5» . هي أمه أو أمته. 12075- أم سليم بنت عمرو بن عباد، أخت أبي اليسر كعب بن عمرو السلميّ. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها نابي بن زيد بن حرام، وأمها نسيبة بنت قيس بن الأسود. 12076- أم سليم بنت قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجار. قال ابن سعد: ذكر محمد بن عمر أنها أسلمت وبايعت. 12077- أم سليم بنت ملحان «6» بنت خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصاريّة.   (1) أسد الغابة ت (7477) ، الاستيعاب ت (3618) . (2) يزفر القرب أي يحملها مملوءة ماء النهاية 2/ 304. (3) الثقات 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 2/ 322، بقي بن مخلد 9940. (4) أسد الغابة ت (7478) ، الاستيعاب ت (3619) . (5) سقط في أ. (6) أسد الغابة ت (7479) ، الاستيعاب ت (3620) ، الثقات 3/ 461 أعلام النساء 2/ 256، الدر المنثور 208، تجريد أسماء الصحابة 2/ 323. تقريب التهذيب 2/ 622، تهذيب التهذيب 12/ 471، الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال 3/ 400، 400، 407، 408، الجرح والتعديل 9/ 464، حلية الأولياء 2/ 57، تلقيح فهوم أهل الأثر 369، 322، تفسير الطبري ح 1/ 12527. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 408 تقدم نسبها في ترجمة أخيها حرام بن ملحان، وهي أم أنس خادم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، اشتهرت بكنيتها. واختلف في اسمها، فقيل سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة، وقيل الغميصاء أو الرّميصاء تزوّجت مالك بن النضر في الجاهليّة، فولدت أنسا في الجاهليّة، وأسلمت مع السّابقين إلى الإسلام من الأنصار، فغضب مالك وخرج إلى الشّام فمات بها، فتزوّجت بعده أبا طلحة، فروينا في مسند أحمد بعلوّ في الغيلانيات، من طريق حمّاد بن سلمة، عن ثابت، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك- أن أبا طلحة خطب أم سليم- يعني قبل أن يسلم، فقالت: يا أبا طلحة، ألست تعلم أن إلهك الّذي تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى. قلت: أفلا تستحي تعبد شجرة! إن أسلمت فإنّي لا أريد منك صداقا غيره. قال: حتى انظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمدا رسول اللَّه، فقالت: يا أنس، زوّج أبا طلحة، فزوّجها. ولهذا الحديث طرق متعددة. وقال ابن سعد: أخبرنا خالد بن مخلد، حدّثني محمد بن موسى، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت: إني قد آمنت بهذا الرّجل، وشهدت بأنه رسول اللَّه، فإن تابعتني تزوّجتك. قال: فأنا على ما أنت عليه، فتزوّجته أم سليم، وكان صداقها الإسلام. وبه: خطب أبو طلحة أم سليم- وكانت أم سليم تقول: لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس، فيقول: جزى اللَّه أمي عنّي خيرا، لقد أحسنت ولايتي. فقال لها أبو طلحة: فقد جلس أنس وتكلم، فتزوّجها. أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا ربعي بن عبد اللَّه بن الجارود، حدّثني أنس بن مالك- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يزور أمّ سليم فتتحفه بالشّيء تصنعه له «1» . أخبرنا عمرو بن عاصم، حدّثنا همام، حدّثنا إسحاق، عن أنس، أنه حدّثهم: لم يكن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يدخل بيتا غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له. فقال: إني أرحمها، قتل أخوها وأبوها معي. قلت: والجواب عن دخوله بيت أم حرام وأختها أنهما كانتا في دار واحدة، وكانت   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 313 بلفظه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 409 تغزو مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولها قصص مشهورة، منها ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خنجرا يوم حنين، فقال أبو طلحة: يا رسول اللَّه، هذه أم سليم معها خنجر، فقالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه. ومنها قصّتها المخرجة في الصّحيح لما مات ولدها ابن أبي طلحة، فقالت لما دخل: لا يذكر أحد ذلك لأبي طلحة قبلي، فلما جاء وسأل عن ولده قالت: هو أسكن ما كان، فظنّ أنه عوفي، وقام فأكل ثم تزيّنت له وتطيّبت فنام معها، وأصاب منها، فلما أصبح قالت له: احتسب ولدك، فذكر ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «بارك اللَّه لكما في ليلتكما» ، فجاءت بولد وهو عبد اللَّه بن أبي طلحة، فأنجب ورزق أولادا، قرأ القرآن منهم عشرة كملا. وقال الصّحيح أيضا عن أنس- أن أمّ سليم لما قدم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قالت: يا رسول اللَّه، هذا أنس يخدمك، وكان حينئذ ابن عشر سنين، فخدم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم منذ قدم المدينة حتى مات، فاشتهر بخادم النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وروت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم عدة أحاديث، روى عنها ابنها أنس، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وأبو سلمة بن عبد الرّحمن، وآخرون. وذكر أبو عمر نسبها من كتاب ابن السّكن بحروفه، لكن قال: اسم أمها مليكة، والّذي في كتاب ابن السّكن اسم أمها أنيقة- نبّه عليه ابن فتحون، وكأن أبا عمر أخذه عن ابن سعد، فإنه جزم بأن أمها مليكة بنت مالك بن عديّ بن زيد مناة. 12078- أم سليمان بنت أبي حكيم: يقال: هي والدة سليمان بن أبي حثمة «1» . وتقدم أن اسمها الشّفاء، وقال: هي غيرها. قال أبو عمر: أم سليمان، وقيل أم سليم العدويّة، وقال بعضهم: أم سلمة. روى عنها عبد اللَّه بن الطّيب أو الطبيب- أنها قالت: أدركت من النّساء وهن يصلّين مع النّبي صلّى اللَّه عليه وسلّم الفرائض. قلت: وصله ابن مندة من طريق أحمد بن يونس، عن ابن شهاب، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن عبد اللَّه بن فلان، عن أم سليم بنت أبي حكيم- فذكره، ولم يقل في آخره الفرائض. قال: ورواه محمد بن عبد الوهاب، عن ابن شهاب، فقال: عن أم سلمة بنت حكيم. قلت: رواية بنت عبد الوهاب وصلها الطّبرانيّ في الأوسط، عن موسى بن هارون،   (1) أسد الغابة ت (7480) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 410 عنه. واعتمد الذّهبي على رواية ابن يونس، ففسر القواعد بقواعد إبراهيم، وليس كما ظنّ، بل المراد القواعد من النّساء. هكذا أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، عن أحمد بن يونس بلفظ: «لا تصلّين الفرائض» . والسند ضعيف من أجل ابن أبي ليلى، وهو محمد، وشيخه عبد الكريم، وهو ابن أبي المخارق. وقد أخرجه ابن مندة أيضا في ترجمة أم سليمان بن أبي خثمة، من طريق أبي محصن [ابن حصين] «1» بن نمير، عن ابن أبي ليلى كذلك، فقال: عبد اللَّه بن الطّيب، فذكره. وأخرجه أبو نعيم من مسند الحسن بن سفيان، عن محمد بن جامع، عن أبي محصن، عن ابن أبي ليلى كذلك. 12079- أم سماك بنت ثابت: اسمها أذينة. تقدّمت. 12080- أم سماك بنت سهل: في ترجمة أمها أمامة بنت سماك. 12081- أم سماك بنت فضالة بن عديّ الأنصاريّة، أخت أنس بن فضالة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سودة بن سويد بن حرام بن الهيثم بن وهب. 12082- أم سمرة «2» : لها ذكر في ترجمة سميحة في أسماء الرّجال. 12083- أم سنان الأسلمية «3» . ذكرها مطيّن في الصّحابة، وأخرج من طريق محمد بن عمر بن صالح، عن أبي سنان يزيد بن حريث، عن ثبيتة، بمثلثة وموحدة ثم مثناة مصغّرة، بنت حنظلة، عن أمها أم سنان الأسلميّة من المبايعات، قالت: جئت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت: يا رسول اللَّه، إني جئتك وما جئت حتى ألجأت من الحاجة. فقال: «لو استعففت لكان خيرا لك» «4» . وقال أبو عمر: أم سنان الأسلمية قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فبايعته على الإسلام، فنظر إلى يدي، فقال: «ما على إحداكنّ أن تغيّر أظفارها» . قالت:   (1) سقط في أ. (2) أسد الغابة ت (7482) . (3) أسد الغابة ت (7483) ، الاستيعاب ت (3623) ، الثقات 3/ 464 أعلام النساء 2/ 262، تجريد أسماء الصحابة 2/ 323، تلقيح فهوم أهل الأثر 387 الإكمال 4/ 443. (4) انظر المجمع 3/ 93. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 411 وكنا نخرج مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، إلى الجمعة والعيدين. روت عنها ثبيتة بنت حنظلة. قلت: والحديث الّذي أخرجه الخطيب في المؤتلف من طريق يحيى بن العلاء القاضي عن صالح بن حريث بن يزيد عن [ ... ] سمعت ثبيتة به أخرجه ابن سعد عن الواقديّ، عن عمر بن صالح الحوطي، عن حريث بن يزيد الأسلميّ، عن ثبيتة بنت حنظلة، عن أمها أم سنان. وأخرج أيضا في ترجمة صفية بنت حيي، من طريق ثبيتة بنت حنظلة، عن أمها، عن أم سنان الأسلمية، قالت: كنت فيمن حضر عرس صفية فمشطناها وعطرناها، وكانت من أضوإ ما يكون من النساء، فأعرس بها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فسألناها، فذكرت أنه سر بها، ولم ينم تلك الليلة، لم يزل يتحدث معها وأصبح فأولم عليها. وعن الواقديّ عن عبد اللَّه بن أبي يحيى، عن ثبيتة، عن أمها، قالت: لما أراد النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم الخروج إلى خيبر قلت: يا رسول اللَّه أخرج معك، أخرز السقاء، وأداوي الجرحى ... الحديث، وفيه: فإن لك صواحب قد أذنت لهنّ من قومك ومن غيرهم. قال: فكوني مع أم سلمة. 12084- أم سنان الأنصارية «1» . خلطها ابن مندة بالأسلمية، فاستدركها أبو موسى، وأخرج من طريق حبيب المعلم عن عطاء عن ابن عباس- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما رجع من حجة الوداع لقي امرأة من الأنصار يقال لها أم سنان، فقال: عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي. وأخرجه ابن مندة، من طريق صدقة بن عبد اللَّه، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لامرأة من الأنصار: ما منعك أن تحجّي معنا؟ الحديث. قال ابن جريج: وسمعت داود بن أبي عاصم يحدث عن عطاء، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بهذا، وسمى المرأة أم سنان. 12085- أم سنبلة الأسلمية «2» . قال ابن مندة: روت عنها عائشة. وقال ابن السكن: حديثها في أهل المدينة، ثم   (1) أسد الغابة ت (7484) . (2) أسد الغابة ت (7485) ، الاستيعاب ت (3624) ، الثقات 3/ 464. أعلام النساء 2/ 265. تجريد أسماء الصحابة 2/ 323، تلقيح فهوم أهل الأثر 387 بقي بن مخلد 983. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 412 أخرج من رواية أبي أويس، عن عبد الرّحمن بن حرملة، عن عبد اللَّه بن نيار الأسلميّ، عن عروة- سمعت عائشة تقول: أهدت أم سنبلة الأسلميّة لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لبنا، فدخلت عليه فلم تجده، فقلت لها: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قد نهى أن نأكل ما تهديه الأعراب، فدخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبو بكر، فقال: «يا أمّ سنبلة، ما هذا معك؟» قالت: لبن أهديته إليك. قال: «اسكبي يا أمّ سنبلة» ، فناولته رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فشرب، فقالت عائشة: يا رسول اللَّه، قد كنت حدثتنا أنك نهيت عن طعام الأعراب. فقال: «يا عائشة، ليسوا بأعراب، هم أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتهم، إذا دعوناهم أجابوا فليسوا بأعراب» «1» . وأخرجه ابن مندة، من رواية سليمان بن بلال، عن عبد الرّحمن، وقال في روايته: قال: «اسكبي وناولي أبا بكر» . ثم قال: «اسكبي وناولي عائشة» . ثم قال: «اسكبي وناولينيه» . فشرب، وقال: رواه محمد بن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة بمعناه. قلت: ووصل أبو نعيم رواية ابن إسحاق، من طريق محمد بن سلمة الحرّاني، عنه. وأخرجه ابن سعد عن عبد اللَّه بن جعفر، عن عبد الرّحمن بن حرملة مطوّلا. وأخرجه أحمد، من طريق الفضل بن فضالة، عن يحيى بن أيّوب المصري، عن عبد الرحمن بن حرملة بطوله. وأخرج النّسائيّ في كتاب «الكنى» ، والطّبرانيّ، وأبو عروبة، من طريق عمرو بن قيظي، عن سليمان بن محمد، وزرعة بن حصين بن سياه، عن أم سنبلة، حدّثتهم أنها أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بهدية، فأبى أزواجه أن يأخذنها، فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «خذوها، فإن أمّ سنبلة من أهل باديتنا، ونحن أهل حاضرتها» . زاد الطّبرانيّ: وأعطاها وادي كذا وكذا [ ... ] فاشتراه عبد اللَّه منهم فأعطاهم ذودا. قال عمرو بن قيظي: فرأيت بعضها. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه مختصرا، قالت: أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بهدية لبن فقبلها «2» . 12086- أم سهل بنت أبي حثمة: عبد اللَّه بن ساعدة.   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 128 عن عائشة ... الحديث قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (2) والحديث عند البخاري في التاريخ 3/ 400. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 413 ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقد تقدّم ذكرها في ترجمة أميمة بنت أبي حثمة أختها وهي شقيقتها. قال ابن سعد: تزوّجها يزيد بن البراء بن عازب بن الحارث بن عديّ بن جشم، فولدت له مخلدا. 12087- أم سهل بنت رومي بن وقش. ذكر الواقديّ أنها أسلمت وبايعت، قاله ابن سعد، قال: هي شقيقة أم حنظلة الماضي ذكرها، وكانت أم سهل زوج سلمان بن سلامة، فولدت له. 12088- أم سهل بنت سهل بن عتيك، ويقال أم ثابت بنت سهل بن عتيك بن النّعمان بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النّجار. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أميمة بنت عقبة بن عمرو، تزوّجها سنان بن الحارث بن علقمة، ثم عبد اللَّه بن زيد بن عاصم. 12089- أم سهل بنت عمرو بن قيس بن مالك بن عدّي بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجار الأنصاريّة النّجّارية. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وأمها آمنة بنت أوس بن عجرة، تزوّجها محرز بن عامر بن عديّ بن عامر بن غنم بن عديّ بن النّجّار. 12090- أم سهل بنت مسعود بن سعد الزرقيّة. ذكرها ابن سعد أيضا، وقال: هي أخت أم ثابت وأم سعد لأبيهما وأمهما. 12091- أم سهل بنت النّعمان الأنصاريّة، من بني ظفر، أخت قتادة بن النّعمان. ذكرها ابن سعد أيضا، وقال: أمها أنيسة بنت قيس بن عمرو النّجّارية، أسلمت أم سهل وبايعت. 12092- أم سهلة الأنصاريّة: امرأة عاصم بن عديّ الأنصاريّة «1» . ولدت منه سهلة بخيبر. قاله الواقديّ، واستدركها ابن الدّباغ. 12093- أم سيف «2» : مرضعة ابن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، امرأة أبي سيف القين. تقدم ذكرها في ترجمة أبي سيف في كنى الرّجال.   (1) أسد الغابة ت (7487) . (2) أسد الغابة ت (7488) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 414 حرف الشين المعجمة القسم الأول 12094- أم شباث «1» : بمعجمة وموّحدة ثم مثلثة. تقدّم ذكرها في شباث. وتأتي في أم منيع. 12095- أم شبيب «2» : امرأة الضّحاك بن سفيان الكلابيّ. عرض الضّحاك أختها على النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فيما ذكره الزّهريّ من طريق حجاج بن أبي منيع، عن جدّته عنه- أن الضّحّاك بن سفيان قال: يا رسول اللَّه، هل لك في أخت أم شبيب، وأم شبيب امرأة الضّحاك. ذكرها ابن مندة، وكان عامل النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. 12096- أم شرحبيل بنت فروة بن عمرو الأنصاريّة» ، من بني بياضة. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 12097- أم الشّريد «4» : أخرج حديثها أبو داود، من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن الشّريد- أن أمه أوصته أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، قال: وعندي جارية نوبية ... الحديث في قول النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أعتقها فإنّها مؤمنة» . 12098- أم شريك بنت أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد الأنصاريّة «5» ، من بني عبد الأشهل. ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 12099- أم شريك بنت جابر «6» : الغفارية. قال أبو عمر: ذكرها أحمد بن صالح في أزواج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اللاتي لم يدخل بهن. وقال ابن الأثير: ذكرها ابن حبيب في المبايعات. 12100- أم شريك بنت خالد بن خنيس «7» بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة الأنصاريّة الخزرجيّة. قال ابن سعد وابن حبيب: بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال ابن سعد: أمها هند بنت وهب بن عمرو بن وقش. تزوّج أم شريك أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، فولدت له الحارث بن أنس.   (1) أسد الغابة ت (7489) . (2) أسد الغابة ت (7490) . (3) أسد الغابة ت (7491) . (4) أسد الغابة ت (7492) . (5) أسد الغابة ت (7493) ، بقي بن مخلد 969. (6) أسد الغابة ت (7494) ، الاستيعاب ت (3625) . (7) أسد الغابة ت (7495) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 415 12101- أم شريك الأنصاريّة: قيل: هي بنت أنس الماضية، وقيل هي بنت خالد المذكورة قبلها، وقيل هي غيرهما، وقيل هي أم شريك بنت أبي العكر بن سمي، وذكرها ابن أبي خيثمة من طريق قتادة، قال: وتزوّج النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم أم شريك الأنصاريّة النّجّارية، وقال: إني أحبّ أن أتزوّج في الأنصار، ثم قال: إني أكره غيرة الأنصار، فلم يدخل بها. قلت: ولها ذكر في حديث صحيح عند مسلم، من رواية فاطمة بنت قيس في قصّة، الجساسة في حديث تميم الدّاري، قال فيه: وأم شريك امرأة غنيّة من الأنصار عظمية النفقة في سبيل اللَّه عزّ وجلّ ينزل عليها الضّيفان. ولها حديث آخر أخرجه ابن ماجة، من طريق شهر بن حوشب، حدّثتني أم شريك الأنصاريّة، قالت: أمرنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب، ويقال: إنها التي أمرت فاطمة بنت قيس أن تعتدّ عندها، ثم قيل لها اعتدّي عند ابن أم مكتوم. 12102- أم شريك: الدّوسيّة «1» . ذكرها يونس بن بكير في رواية السّيرة عن أبي إسحاق، فقال يونس عن عبد الأعلى بن أبي المساور، عن محمد بن عمر بن عطاء، عن أبي هريرة، قال: كانت امرأة من دوس يقال لها أم شريك أسلمت في رمضان فأقبلت تطلب من يصحبها إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلقيت رجلا من اليهود، فقال: ما لك يا أم شريك؟ قالت: أطلب من يصحبني إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قال: تعالى، فأنا أصحبك ... وذكر الحديث بطوله. وأخرجه ابن سعد، من طريق يحيى بن سعيد الأنصاريّ مرسلا، قال: هاجرت أم شريك الدّوسيّة فصحبت يهوديّا في الطريق، فأمست صائمة، فقال اليهودي لامرأته: لئن سقيتها لأفعلنّ، فباتت كذلك حتى إذا كان في آخر اللّيل إذا على صدرها دلو موضوع وصفن، فشربت منه، ثم بعثتهم للدلجة، فقال اليهوديّ، إني لأسمع صوت امرأة، لقد شربت، فقالت: لا، واللَّه إن سقيتني. قال: والصّفن، بفتح المهملة والفاء، مثل الجراب أو المزود. وسيأتي لها قصّة أخرى في التي بعدها. قال الواقديّ: الثّبت عندنا أنّ الواهبة امرأة من دوس بن الأزد عرضت نفسها على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانت جميلة وقد أسنّت، فقالت: إني أهب نفسي لك   (1) أسد الغابة ت (7496) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 416 وأتصدّق بها عليك فقبلها. فقالت عائشة: ما في المرأة تهب نفسها لرجل خير. فقالت أم شريك: هي أنا، فنزلت: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ [الأحزاب: 50] . قال الواقديّ: رأيت من عندنا يقول: إن هذه الآية نزلت في أمّ شريك. 12103- أم شريك: القرشيّة العامريّة «1» . من بني عامر بن لؤيّ. نسبها ابن الكلبيّ، فقال: بنت دودان بن عوف بن عمرو بن خالد بن ضباب بن حجير بن معيص بن عامر. وقال غيره: عمرو بن عامر بن رواحة بن حجير. وقال ابن سعد: اسمها غزية بنت جابر بن حكيم، كان محمد بن عمر يقول: هي من بني معيص بن عامر بن لؤيّ. وكان غيره يقول: هي دوسيّة من الأزد، ثم أسند عن الواقديّ، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبيه، قال: كانت أم شريك من بني عامر بن لؤيّ معيصيّة وهبت نفسها للنّبيّ فلم يقبلها فلم تتزوّج حتى ماتت. وقال أبو عمر: كانت عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزديّ ثم الدّوسي، فولدت له شريكا، وقيل: إن اسمها غزيلة، بالتّصغير، ويقال غزيّة بتشديد الياء بدل اللّام، وقيل بفتح أولها. وقال ابن مندة: فاختلف في اسمها فقيل غزيلة. وقال أبو عمر: من زعم أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نكحها قال: كان ذلك بمكّة. انتهى. وهو عجيب، فإنّ قصّة الواهبة نفسها إنما كانت بالمدينة، وقد جاء من طرق كثيرة أنها كانت وهبت نفسها للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرج أبو نعيم، من طريق محمد بن مروان السّديّ- أحد المتروكين، وأبو موسى من طريق إبراهيم بن يونس، عن زياد، عن بعض أصحابه، عن ابن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: ووقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكّة، وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤيّ، وكانت تحت أبي العكر الدّوسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرّا فتدعوهن وترغّبهن في الإسلام حتى ظهر أمرها لأهل مكّة، فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا. ولكنا سنردك إليهم. قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني. قالت: فما أتت عليّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنزلوا   (1) أسد الغابة ت (7497) ، الاستيعاب ت (3626) ، الثقات 3/ 463، السمط الثمين 143، تقريب التهذيب 2/ 622، تجريد أسماء الصحابة 2/ 325. تهذيب التهذيب 12/ 472، الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال ح 3/ 1704. التاريخ لابن معين 2/ 26، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 400، الجرح والتعديل 9/ 464. حلية الأولياء 2/ 66، تلقيح فهوم أهل الأثر 26، 27، 387. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 417 منزلا، وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشّمس واستظلوا وحبسوا عني الطّعام والشّراب حتى يرتحلوا، فبينما أنا كذلك إذا أنا بأثر شيء عليّ برد منه، ثم رفع، ثم عاد فتناولته، فإذا هو دلو ماء، فشربت منه قليلا ثم نزع مني، ثم عاد فتناولته فشربت منه قليلا، ثم رفع ثم عاد أيضا، ثم رفع فصنع ذلك مرارا حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي. فلما استيقظوا فإذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه. فقلت: لا، واللَّه ما فعلت ذلك، كان من الأمر كذا وكذا، فقالوا: لئن كنت صادقة فدينك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك. وأقبلت إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ووهبت نفسها له بغير مهر، فقبلها ودخل عليها، فلما رأى عليها كبرة طلقها «1» . وقد تقدّمت هذه القصة عن أم شريك بلفظ آخر من وجه آخر في ترجمة بنت أبي العكر في كنى النّساء، وسنده مرسل، وفيه الواقديّ. وأخرج أبو موسى في الذّيل لها قصّة أخرى مع يهوديّ رافقته إلى المدينة شبيهة بهذه في شربها من الدّلو. وأخرج أبو موسى أيضا من وجه خر عن الكلبيّ عن أبي صالح، عن ابن عبّاس- شبيهة بالقصّة التي في الخبر المرسل، وحاصله أنه اختلف على الكلبيّ في سياق القصّة، ويتحصل منها- إن كان ذلك محفوظا- أنّ قصّة الدّلو وقعت لأم شريك ثلاث مرات. قال ابن الأثير: استدلّ أبو نعيم بهذه القصّة على أن العامريّة هي الدّوسيّة. قلت: فعلى هذا يلزم منه أن تكون نسبتها إلى بني عامر، من طريق المجاز، مع أنه يحتمل العكس بأن تكون قرشيّة عامريّة، فتزوّجت في دوس فنسبت إليهم. وأخرج الحميديّ في مسندة، من رواية مجالد، عن الشّعبيّ، عن فاطمة بنت قيس- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لها: «اعتدّي عند أمّ شريك بنت أبي العكر، وهذا يخالف ما تقدم أنها زوج أبي العكر، ويمكن الجمع بأن تكون كنية والدها وزوجها اتفقتا أو تصحّفت بنت بالموحدة والنّون من بيت بالموحدة والتّحتانية، وبيت الرجل يطلق على زوجته، فتتفق الرّوايتان. وقد ذكرت في ترجمة أبي العكر وهم قول أبي عمر في قوله: إن أبا العكر ابنها، وجاء   (1) أخرجه البخاري في الصحيح 7/ 17 كتاب النكاح باب عرض المرأة نفسها ومسلم في الصحيح 2/ 1040- 1041 عن سهل بن سعد الساعدي كتاب النكاح (16) باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم.. (13) حديث رقم (76/ 1425) وأحمد في المسند 3/ 268. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 418 عن أم شريك ثلاثة أحاديث مسندة، ولم تنسب في بعضها، ونسبت في بعضها مع اختلاف من الرّواية في النسبة الأولى، أخرجه مسلم في الفتن، والترمذيّ في المناقب، من رواية الزّبير، عن جابر، عن أم شريك، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «يتفرّق النّاس من الدّجّال» . قالت أم شريك: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال: «هم قليل» . وأخرج ابن ماجة من حديث أبي أمامة عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في ذكر الدّجال، قال: «ترجف المدينة ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلّا خرج إليه، ويدعى ذلك اليوم يوم الحلام» «1» . قالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول اللَّه، فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، ذكره في حديث طويل. وهذا يوافق ما أخرجه الحميديّ، وغيره، من طريق مجالد، عن الشّعبي، عن فاطمة بنت قيس أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لها: «اعتدّي عند أمّ شريك بنت أبي العكر» «2» ، وعلى هذا- إن كان محفوظا- فهي الأنصاريّة المتقدّمة، فكأن نسبتها كذلك مجازية أيضا. الثاني أخرجه الشّيخان من رواية سعيد بن المسيب، عن أم شريك أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أمرها بقتل الأوزاغ «3» ، ولم تنسب في هذه الرّواية إلا في رواية لأبي عوانة عن سماك. الثالث أخرجه النّسائيّ، من رواية هشام بن عروة، عن أم شريك- أنها كانت ممن وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ورجاله ثقات ولم ينسبها. وقد أخرجه ابن سعيد، عن عبيد اللَّه بن موسى، عن سنان عن فراس عن الشّعبيّ، قال: المرأة التي عدل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم شريك الأنصاريّة. وهذا مرسل. رجاله ثقات. ومن طريق شريك القاضي وشعبة، قال شريك عن جابر الجعفي، عن الحكم، عن علي بن الحسين أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تزوّج أم شريك الدّوسيّة، لفظ شريك. وقال شعبة في روايته: إن المرأة التي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم شريك امرأة من الأزد.   (1) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 38537 وعزاه للطبراني عن أنس. (2) أخرجه مسلم 2/ 1114 في كتاب الطلاق باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها حديث رقم 36- 1480. (3) أخرجه ابن ماجه في سننه 2/ 1076 في كتاب الصيد باب 12 قتل الوزغ حديث رقم 3228، وأحمد في المسند 6/ 421، 462. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 419 وأخرج ابن سعد من طريق عكرمة، ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون في هذه الآية: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ [الأحزاب: 50] . قال: هي أم شريك، وفي مسندهما الواقدي ولم ينسبها. والّذي يظهر في الجمع أن أم شريك واحدة، اختلف في نسبتها أنصارية، أو عامرية من قريش، أو أزدية من دوس، واجتماع هذه النّسب الثلاث ممكن، كأن يقول قرشيّة تزوّجت في دوس فنسبت إليهم، ثم تزوّجت في الأنصار فنسبت إليهم، أو لم تتزوّج بل هي نسبت أنصاريّة بالمعنى الأعم. 12104- أم شهاب الغنويّة. ذكرها ابن سعيد في «المؤتلف والمختلف» في ترجمة الأعرابي، واسمه عبد اللَّه بن أحمد، وساق بسنده إليه، قال: حدّثتنا ماوية بنت ماجد، حدّثتني مولاتي أم شهاب الغنويّة: أتيت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فأمر لي بوسق من شعير وكساني كساء. وذكرها الرّشاطي وقال: لم يذكرها أبو عمر، ولا ابن فتحون. 12105- أم شيبة الأزديّة «1» . قال أبو عمر: مكيّة، روى عنها عبد الملك بن عمير حديثا في أدب المجالسة، وهو حديث حسن. وقال ابن مندة: لها ذكر في حديث حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير. القسم الثاني خال. القسم الثالث 12106- أم شذرة بنت صعصعة بن ناجية بن محمد بن سفيان بن مجاشع، أخت غالب بن صعصعة الشّاعر المشهور، وهي أمّ الزّبرقان بن بدر التميميّ الصحابيّ. لها إدراك، ولها قصّة مع الحطيئة الشّاعر، وذلك في آخر خلافة أبي بكر وأول خلافة عمر أشير إليها في ترجمة الحطيئة. 12107- أم شرحبيل: زوج ذي الكلاع. لها ذكر في ترجمة زوجها من تاريخ دمشق يدل على أن لها إدراكا.   (1) أسد الغابة ت (7498) ، الاستيعاب ت (3627) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 420 القسم الرابع 12108- أم شباث «1» : وهي أم منيع. ذكرت في ترجمة ابنها شباث. أوردها أبو موسى، ومثلها لا يستدرك، لأنها وإن كانت والدة شباث لكن لها كنية معروفة غيره. ولو كان كل من يكون له ولد يكنى به لكانت أم المؤمنين أم سلمة مثلا تكنى أم عمر، وأم زينب، وأم «2» ذرّة، وكان يلزمه أن يستدركها في المواضع كلها، وليس كذلك، وإنما يذكر في الكنى ما يكنى به صاحب الترجمة رجلا كان أو امرأة. حرف الصاد المهملة القسم الأول 12109- أم صبيح «3» : هي عنبة. وقد تقدّمت في عنقودة. 12110- أم صبيّة الجهنيّة «4» : قال أبو عمر: حديثها عند أهل المدينة، وهي جدّة خارجة بن الحارث بن رافع بن مكيث، روى حديثها أبو النعمان سالم بن سرج، وهو ابن خربوذ، وأخوه نافع عنها، وهو في «الأدب المفرد» للبخاريّ، و «السّنن» لأبي داود، وابن ماجة. وأخرج حديثهما أحمد، وابن أبي شيبة، وغيرهما، وهو أنها قالت: اختلفت يدي ويد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في إناء واحد في الوضوء «5» ، ووقع لنا بعلو في المعرفة لابن مندة، ووقع عند ابن سعد وغيره: عن خولة بنت قيس أم صبيّة.   (1) أسد الغابة ت (7489) . (2) في أ: أم درة. (3) أسد الغابة ت (7500) . (4) أسد الغابة ت (7501) ، الاستيعاب ت (3628) ، أعلام النساء 2/ 322 تجريد أسماء الصحابة 2/ 325، تقريب التهذيب 2/ 622، تهذيب التهذيب 12/ 472 الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تهذيب الكمال 3/ 401، بقي بن مخلد 358، الجرح والتعديل 9/ 465، تلقيح فهوم أهل الأثر 373، المشتبه 412 التاريخ لابن معين 2/ 151، حاشية الإكمال 5/ 190 تبصير المنتبه 3/ 838. (5) أخرجه أبو داود 1/ 68 في كتاب الطهارة باب الوضوء بفضل وضوء المرأة حديث 78. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 421 وسبق ذكرها في خولة بنت قيس التي تقدّمت. 12111- أم صخر بنت شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس. وتقدّم ذكرها مع أمها أمامة بنت سماك. 12112- أم أصهباء «1» : ذكر الذّهبيّ في التجريد أن لها في مسند بقيّ بن مخلد حديثا «2» . 12113- أم صهيب: وقع ذكرها في مسند ابن أبي عمر. تنظر من عمر أو عائشة. القسم الثاني 12114- أم صابر «3» بنت نعيم بن مسعود الأشجعيّ. قال ابن مندة: أدركت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وروت عن أبيها. وروى حديثها إبراهيم بن صابر، عن أبيه، عنها. حرف الضاد المعجمة 12115- أم الضّحاك بنت مسعود الأنصاريّة الحارثيّة «4» . قال أبو عمر: ذكر الواقديّ عن محمد بن عبد الرّحمن المدني، عن عبد اللَّه بن سهل الأنصاري، ثم النّجاري، عن سهل بن أبي حثمة، عن أم الضّحاك- أنا شهدت خيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأسهم لها سهم رجل. قلت: ذكر ابن سعد في «الطّبقات» عن الواقديّ أنها أسلمت وبايعت، وشهدت خيبر. قال ابن سعد: لم أجد لها ذكرا في نسب الأنصار. قلت: قد ذكر عمر بن شبّة أنها أخت محيّصة وحويصة، فقرأت في كتاب أخبار المدينة له بسند له عن يزيد بن عياض بن جعدة- أحد الضعفاء- أنه بلغه من شأن خيبر، فذكر القصّة، وفيها: أنه قسم لامرأتين حضرتا القتال، وهما أم الضّحاك بنت مسعود أخت حويّصة ومحيّصة، وأخت حذيفة بن اليمان، أعطى كلّا منهما مثل سهم رجل. وأورد ابن أبي عاصم في الوحدان، من طريق عبد الرحمن الإمامي، عن الزهري، عن   (1) في أ: الصهباء. (2) أسد الغابة ت (7499) . (3) بقي بن مخلد 1005. (4) أسد الغابة ت (7502) ، الاستيعاب ت (3629) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 422 حزام بن محيصة، عن أم الضّحاك بنت مسعود الحارثية، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «لا تحقّرنّ جارة لجارتها ولو فرسن «1» شاة» . 12116- أم ضميرة «2» : تقدم ذكرها في ضميرة في حرف الضّاد من الرّجال. حرف الطاء المهملة القسم الأول 12117- أم طارق: مولاة سعد بن عبادة الأنصاريّ، سيّد الخزرج «3» . لها حديث أورده أحمد، وابن سعد، وأبو بكر بن أبي شيبة، والحسن بن سفيان، وابن أبي عاصم، والحسن المروزيّ، في زيادات البرّ والصّلة، من طريق الأعمش، عن جعفر بن عبد الرّحمن، عن أم طارق مولاة سعد: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فاستأذن مرارا فلم نردّ، فرجع «4» . وفي رواية: فسكت سعد ثلاثا، فانصرف النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فأرسلني سعد إليه: إنا لم يمنعنا أن نأذن لك إلا أنا أردنا أن تزيدنا. وفي لفظ- فقال سعد: ائتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فاقرئي عليه السّلام، وأخبريه أنا سكتنا عنه رجاء أن يزيدنا-[يعني] من السّلام. قالت: فأنا عنده إذ استأذن عليه شيء، فقال: «من هذا؟» قالت: أنا أم ملدم ... الحديث- يزيد بعض على بعض. وأخرجه ابن أبي الدّنيا في المرض والكفارات من هذا الوجه. 12118- أم طارق «5» : ذكرها أبو موسى عن المستغفريّ، وساق بسنده إلى ابن إسحاق- أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قسم لها من خيبر أربعين وسقا. 12119- أم طالب بنت أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشميّة، أخت عليّ وإخوته، ويقال اسمها ريطة.   (1) الفرسن: عظم قليل اللحم، وهو خف البعير كالحافر للدابة وقد يستعار للشاة فيقال: فرسن شاة، والّذي للشاة هو الظلف، والنون زائدة، وقيل: أصلية. النهاية 3/ 429. (2) أسد الغابة ت (7503) . (3) أسد الغابة ت (7504) ، الاستيعاب ت (3630) ، الثقات 3/ 464. تجريد أسماء الصحابة 2/ 325، الاستبصار 99، تلقيح فهوم أهل الأثر 378. بقي بن مخلد 537. ذيل الكاشف 2170. تعجيل المنفعة ص 562. (4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 378 والبيهقي في الدلائل 6/ 158 وابن سعد في الطبقات 8/ 222 وانظر المجمع 2/ 306. (5) أسد الغابة ت (7505) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 423 قال ابن سعد: ذكرها الواقديّ فيمن أطعم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من تمر خيبر أربعين وسقا، قال: ولم يذكر هشام بن الكلبيّ في كتاب النّسب أمّ طالب في أولاد طالب بن أبي طالب، بل ذكر ريطة، فلعلها كانت أم طالب. 12120- أم الطّفيل: امرأة أبيّ بن كعب سيد القراء «1» . أخرج لها أحمد، والطّبرانيّ، والحسن بن سفيان، من طريق بسر بن سعيد، عن أبيّ بن كعب، قال: نازعني عمر في المتوفّى عنها وهي حامل، فقلت: تزوّج إذا وضعت فقالت أم الطّفيل أم ابني: قد أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سبيعة الأسلميّة أن تنكح إذا وضعت. وفي سنده ابن لهيعة. وأخرج [ ... ] «2» . قال أبو عمر: روى عنها محمد بن أبي بن كعب، وعمارة بن عمرو بن حزم. قلت: رواية عمارة أخرجها الدّار الدّارقطنيّ، من طريق مروان بن عثمان عنه، عن أم الطّفيل امرأة، عنه، عن أم الطّفيل امرأة أبيّ بن كعب، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «رأيت أمّي في المنام ... » الحديث. ومروان متروك. قال ابن معين: من مروان حتى يصدق! 12121- أم طليق: امرأة أبي طليق «3» . تقدّم ذكرها في أبي طليق في كنى الرجال [من القسم الثّالث] «4» . القسم الثاني 12122- أم طلق: لها إدراك، أخرج ابن سعد عنها، قالت: كتب عمر إلى عماله ألّا تطيلوا بناءكم فإنّ شرّ أيامكم يوم تطيلون «5» بناءكم.   (1) أسد الغابة ت (7506) ، الاستيعاب ت (3631) ، أعلام النساء 2/ 369 تجريد أسماء الصحابة 2/ 326، تلقيح فهوم أهل الأثر 387، بقي بن مخلد 1008، تعجيل المنفعة 5/ 562. (2) أخرجه مسلم 2/ 1122 كتاب الطلاق باب 8 انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها وغيرها بوضع الحمل حديث 56، 57 والنسائي في السنن 6/ 190 باب 56 عدة الحامل المتوفى عنها زوجها حديث رقم 3506، 3507، 3508 وابن ماجة 1/ 654 كتاب الطلاق باب 7 باب الحامل المتوفى عنها زوجها حديث رقم 2029، وأحمد في المسند 6/ 375. (3) أسد الغابة ت (7507) ، الاستيعاب ت (3632) . (4) سقط في أ. (5) في أ: تطيلوا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 424 حرف العين المهملة القسم الأول 12123- أم عاصم السّوداء: أنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لتبايعه، كذا في «التّجريد» . 12124- أم عامر بنت سعيد بن السّكن «1» ، بنت عم أسماء بنت يزيد بن السّكن الأشهليّة. ذكرها ابن مندة، وذكر لها حديث العرق الآتي قريبا، ولكن ليس فيه نسبها، إنما فيه عن أم عامر حسب. 12125- أم عامر بنت سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاريّة، هي حبّانة، بكسر المهملة وموحدة ثقيلة ثم نون. تقدّمت في الأسماء. قال ابن سعد: تزوّجت أسيد بن ساعدة، فولدت له يزيد، وبايعت في قول ابن عمارة. 12126- أم عامر بنت سويد» : ذكرها أبو موسى في الذّيل عن المستغفري، ولم يورد لها شيئا. 12127- أم عامر بنت أبي قحافة: أخت أبي بكر الصّديق، وهي شقيقة أم فروة الآتية قريبا. ذكرها ابن سعد، فقال: تزوّجها عامر بن أبي وقاص، فولدت له بنتها ضعيفة. 12128- أم عامر بنت كعب الأنصاريّة «3» . روت عنها ليلى مولاة حبيب بن عبد الرّحمن- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال لها: هلمي فكلي. فقالت: إنّي صائمة، فقال: «إنّ الصّائم إذا أكل عنده تصلّي عليه الملائكة» «4» . 12129- أم عامر بنت يزيد بن السّكن الأنصاريّة الأشهليّة.   (1) الاستيعاب ت (3633) . (2) أسد الغابة ت (7510) ، الثقات 3/ 465، تجريد أسماء الصحابة 2/ 326. (3) أسد الغابة ت (7511) ، الاستيعاب ت (3634) ، أعلام النساء 3/ 224. (4) أورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 997 وعزاه لعبد بن حميد عن أم إسحاق والهيثمي في الزوائد 3/ 160 وقال أخرجه أحمد والطبراني وفيه أم حكيم ولم أجد لها ترجمة ولم يحكم عليه البوصيري بشيء قال وله شاهد من حديث أبي هريرة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 425 ذكرها أبو عمر، فقال: إن صحّ فهي أسماء بنت يزيد أو أختها. قلت: هي أختها، سماها ابن السّكن فكيهة، وقد تقدّمت في الأسماء، وكانت من المبايعات. وقد تقدّم لها ذكر في جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح. وتقدّم ذكر حواء بنت يزيد بن السّكن أيضا، ووردت تكنيتها في حديث أخرجه أحمد، وعمر بن شبّة من رواية عبد الرّحمن بن عبد اللَّه الأشهليّ، عنها- أنها أتت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني فلان، ثم قام إلى الصّلاة فصلّى ولم يتوضّأ. أخرجه ابن سعد من هذا الوجه، فقال: عن عبد الرّحمن بن ثابت بن الصّامت الأنصاريّ، عن أمّ عامر بنت يزيد بن السّكن، وكانت من المبايعات، فذكره. وقال في رواية: وهو في مسجد بني عبد الأشهل. وأخرج عن خالد بن مخلد، عن ابن أبي حبيبة، عن عبد الرّحمن بن ثابت، قال: أتت أمّ عامر بنت يزيد بن السّكن، وكانت من المبايعات للنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعرق فتعرقه ثم صلّى ولم يتوضأ. 12130- أم عامر بنت يزيد بن السّكن «1» المذكورة قبلها. وقد ذكرها ابن سعد، فقال: اسمها فكيهة، ويقال أسماء. وأخرج عن الواقديّ، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أم عامر أسماء بنت يزيد بن السّكن، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في مسجدنا المغرب، فجئت منزلي فجئته بلحم وأرغفة، فقلت: تعشّ، فقال لأصحابه: «كلوا» ، فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا ومن كان حاضرا من أهل الدّار، وإن القوم لأربعون رجلا، والّذي نفسي بيده لرأيت بعض «2» العرق لم يتعرقه، وعامّة الخبز. قالت: وشرب عندي في شجب «3» ، فأخذته فدهنته وطويته، فكنا نسقي فيه المرضى، ونشرب منه في الحين رجاء البركة. 12131- أم عامر الأشهليّة «4» .   (1) أسد الغابة ت (7513) ، الثقات 3/ 461 تجريد أسماء الصحابة ج 2/ 326، تلقيح فهوم أهل الأثر. 387، تعجيل المنفعة ص 562. (2) في أ: بهن العرف. (3) الشّجب بالسكون: السّقاء الّذي قد أخلق وبلي وصار شنّا، وسقاء شاجب: أي يابس. وهو من الشّجب: الهلاك، ويجمع على شجب وأشجاب. النهاية 2/ 444. (4) أسد الغابة ت (7508) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 426 قال أبو عمر: دخلت على النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، روى عنها أبو سفيان مولى ابن أبي أحمد من حديث الواقديّ. قلت: حديثه عنها أخرجه ابن سعد عن الواقديّ، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد اللَّه بن أبي سفيان، عن أبيه: سمعت أم عامر الأشهليّة، وكانت قد بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تقول: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا أشرف على بيوتنا يقول: ما في هذه الدور من الخير؟ هذه خير دور الأنصار «1» . قال الواقديّ: شهدت أم عمارة الأشهلية خيبر. 12132- أم عامر الفهرية: والدة أبي عبيدة بن الجراح. ذكرها خليفة بن خيّاط، واستدركها أبو موسى. 12133- أم عامر: والدة أبي الطّفيل بن واثلة «2» . ذكرها ابن أبي عاصم، وأورد من طريق جابر الجعفي، عن أبي الطّفيل، قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم فتح مكّة فما أنسى بياض وجهه مع سواد شعره، فقلت لأمي: من هذا؟ فقالت: هذا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «3» . وأخرجه أبو نعيم من طريقه ثم أبو موسى. وجابر ضعيف. 12134- أم عبد اللَّه بنت أسلم: اسمها سلمى. تقدّمت. 12135- أم عبد اللَّه بنت أوس الأنصاريّة «4» ، أخت شداد بن أوس الأنصاريّة. تقدم نسبها في ترجمته. قال أبو عمر: شامية، روى عنها ضمرة بن حبيب. قلت: لها حديث أخرجه أحمد في «الزّهد» ، والطّبرانيّ، وابن مندة، والمعافى بن عمران في تاريخ الموصل، اللفظ له، من طرق عن ضمرة بنت حبيب عن أم عبد اللَّه أخت   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 234. (2) أسد الغابة ت (7512) . (3) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 463 كتاب الصلاة باب استحباب الترتيل في القراءة حديث رقم 1467 وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 5/ 70 عن عبد اللَّه بن مغفل وعزاه أبي البخاري في كتاب التوحيد باب ذكر النبي وروايته عن ربه وفي كتاب التفسير، وأخرجه مسلم في كتاب الصلاة باب ذكر قراءة النبي سورة، الفتح يوم فتح مكة. (4) الثقات 3/ 463، أعلام النساء 3/ 534، تجريد أسماء الصحابة 2/ 326، الاستبصار 54، تلقيح فهوم أهل الأثر 378. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 427 شدّاد بن أوس- أنها بعثت للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بقدح لبن عند فطره وهو صائم، وذلك في طول النهار وشدّة الحر، فردّ إليها رسولها أنّي لك هذا اللّبن؟ فقالت: من شاة لي، فردّ إليها رسولها: أنّى كانت لك هذه الشّاة؟ فقالت: اشتريتها من مال، فأخذه منها. فلما كان الغد أتته أمّ عبد اللَّه، فقالت: يا رسول اللَّه، بعثت إليك باللّبن مرثية لك من شدّة الحرّ وطول النّهار، فرددت الرسول فيه! فقال: «بذلك أمرت الرّسل ألّا تأكل إلّا طيّبا ولا تعمل إلّا صالحا» . 12136- أم عبد اللَّه بنت أبي خيثمة. اسمها ليلى. تقدّمت. 12137- أم عبد اللَّه بنت حنظلة بن قسامة، هي امرأة نعيم بن النّحام، تأتي بعد هذه. 12138- أم عبد اللَّه بنت أبي دومى: امرأة أبي موسى. بعد هذه. 12139- أم عبد اللَّه بنت سلمة بن مخرمة التميميّة. اسمها أسماء. تقدّمت. 12140- أم عبد اللَّه بنت سواد بن رزن، بفتح الرّاء وسكون الزّاي ثم نون، ابن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّة. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها أمّ الحارث بنت النّعمان بن خنساء، تزوجها أبو محمد بن معاذ بن أنس. 12141- أم عبد اللَّه بنت عازب الأنصاريّة. تقدّم نسبها في ترجمة أخيها البراء ووالدها. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: هي شقيقة البراء، أمهما أم حبيبة بنت أم حبيبة بن الحباب النّجاريّة. ويقال: إنها أم خالد بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر، أسلمت وبايعت. 12142- أم عبد اللَّه بنت عدي بن خويلد الأسديّة، بنت أخي خديجة، وزوج الحسين بن الحارث بن المطّلب. ذكرها ابن سعد في ترجمة الحصين، وهي والدة عبد اللَّه بن الحصين المذكور. 12143- أم عبد اللَّه بنت معاذ بن جبل. تقدّم نسبها مع أبيها. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت، وأمها أم عمرو بنت خلاد. وتزوّجها عبد اللَّه بن عامر بن مروان. 12144- أم عبد اللَّه بنت ملحان، أخت أم سليم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 428 ذكرها الواقديّ في المبايعات. حكاه ابن سعد. 12145- أم عبد اللَّه بنت نبيه بن الحجاج بن حذيفة السهميّة، والدة عبد اللَّه بن عمرو بن العاص السّهمي. أخرج الحارث بن أبي أسامة في مسندة، من طريق عبد الملك بن قدامة، عن عمرو بن شعيب، هو أخو عمرو، عن أبيه، عن جدّه، قال: كانت أمّ عبد اللَّه بن عمرو بنت نبيه بن الحجاج، وكانت تلطف برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأتاها ذات يوم فقال: «كيف أنت يا أمّ عبد اللَّه؟» قالت: بخير. وعبد اللَّه رجل قد ترك الدّنيا «1» ... الحديث. 12146- أم عبد اللَّه بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم المخزوميّة. استشهد أبوها باليمامة كما تقدّم في ترجمته، وتزوجها عثمان بن عفان أمير المؤمنين، فولدت له الوليد، وسعيدا ابني عثمان. ذكرها الزّبير بن بكّار. 12147- أم عبد اللَّه: الدوسيّة «2» . ذكرها ابن أبي عاصم في الوحدان، وأخرج من طريق معاوية بن يحيى- أحد الضّعفاء، عن معاوية بن سعيد التّجيبي، عن الزّهري، عن أم عبد اللَّه الدّوسية، وقد أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: «الجمعة واجبة في كلّ قرية وإن لم يكن فيها إلّا أربعة» «3» . 12148- أم عبد اللَّه: امرأة بسر المازني «4» . قال يزيد بن حمير: سمعت عبد اللَّه بن بسر يقول: أتانا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فألقت أمّي له قطيفة فجلس عليها، فأتته بتمر فجعل يأكل ... الحديث. وفيه أنه دعا لهم، فقال: «اللَّهمّ بارك لهم وارزقهم واغفر لهم وارحمهم» . قال عبد   (1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 527، 4/ 60 وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم 4493 والهيثمي في الزوائد 7/ 242- 243 عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص وقال في الصحيح بعض أوله ورواه الطبراني من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحيّ عن عمرو بن شعيب وعبد الملك وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم وغيره والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 31696. (2) أسد الغابة ت (7517) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 327. (3) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 84 وأورده الزيلعي في نصب الراية 2/ 197 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 20117. (4) الاستيعاب ت (3637) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 429 اللَّه: فما زلت أتعرّف بركة تلك الدعوة. أخرجه مسلم، وأصحاب السّنن، ووقع لنا بعلو في مسند أبي داود الطّيالسيّ. 12149- أم عبد اللَّه: امرأة من بني زهرة «1» . قال أبو موسى: ذكرها المستغفريّ، ولم يذكر لها شيئا. 12150- أم عبد اللَّه: امرأة أبي موسى الأشعريّ «2» . أخرج حديثها في المسند، من طريق إبراهيم، عن سهم بن منحاب، عن قرثع- أنه سمع أبا موسى الأشعريّ وصاحت امرأته، فقال لها: أما علمت ما قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قالت: بلى، ثم سكتت فقيل لها: أي شيء قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قالت: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لعن من حلق أو خرق أو سلق «3» . ورواه عنها أيضا عياض الأشعريّ، عند مسلم، ورواه عنها أيضا يزيد بن أوس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون. وقال موسى بن هارون فيما أخرجه دعلج في فوائده عنه، عن عبد اللَّه بن برّاد الأشعريّ، قال: اسم أبي بردة عامر، وأمّه أم عبد اللَّه بنت دومى، هاجرت مع أبي موسى، وقال غيره: بنت أبي دومى. 12151- أم عبد اللَّه: والدة عبد اللَّه بن أنيس الجهنيّة «4» ، زوج كعب بن مالك الأنصاريّ. روى ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه عن أمه، وكانت تحت كعب بن مالك- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم خرج على كعب بن مالك وهو ينشد في مسجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فلما رآه كأنه انقبض، فقال: أنشدنا، فأنشد ... الحديث، أخرجه ابن مندة. 12152- أم عبد اللَّه: امرأة نعيم بن النحّام «5» .   (1) الثقات 3/ 459، تجريد أسماء الصحابة 2/ 327، أسد الغابة ت (7518) . (2) أسد الغابة ت (7521) ، الاستيعاب ت (3636) ، الثقات 3/ 465 أعلام النساء 3/ 234، تجريد أسماء الصحابة 2/ 327، تقريب التهذيب 2/ 622 تهذيب التهذيب 12/ 473، الكاشف 3/ 489، تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تذهيب 3/ 401. (3) حلق: من حلق شعره عند المصيبة إذا حلت به، وقيل: أراد به التي تحلق وجهها للزينة، النهاية 1/ 427 وسلق: أي رفع صوته عند المصيبة وقيل: هو أن تصك المرأة وجهها وتمرشه، والأول أصح. النهاية 2/ 391. (4) أسد الغابة ت (7514) الثقات 3/ 462، تجريد أسماء الصحابة 2/ 326. (5) أسد الغابة ت (7523) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 430 ذكرها ابن مندة، وأخرج من طريق الضّحاك بن عثمان، عن يحيى بن عروة بن الزّبير، عن أمّه، عن عبد اللَّه بن عمر- أنه أتى عمر بن الخطاب فقال: إني قد خطبت بنت نعيم بن النّحّام، وأريد أن تمشي معي فتكلمه لي. فقال عمر: إني أعلم بنعيم منك، إن عنده ابن أخ له يتيما ولم يكن ليتركه، فقال: إن أمّها قد خطبت إليّ. قال عمر: فإن كنت فاعلا فاذهب معك بعمك زيد بن الخطّاب. قال: فذهبا إليه فكلمه، قال: فكأنّما كان نعيم يسمع كلام عمر، فقال: مرحبا بك وأهلا، وذكر من منزلته وشرفه، ثم قال: إن عندي ابن أخ لي يتيما، ولم أكن لأصل لحوم الناس وأترك لحمي. قال: فقالت أمّها من ناحية البيت: واللَّه لا يكون هذا حتى يقضي به علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، أتحبس أيّم «1» بني عدي على ابن أخيك سفيه، أو قالت: ضعيف. ثم خرجت حتى أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأخبرته الخبر، فدعا نعيما، فقصّ عليه كما قال لعبد اللَّه بن عمر، فقال لنعيم: «صل رحمك، وأرض أيّمك وأمّها، فإنّ لهما من أمرهما نصيبا» . قلت: وقد ذكر الزّبير بن بكّار هذه القصّة مختصرة، ولم يذكر قصّة أم عبد اللَّه ولا كلامها ولا الحديث المرفوع، وقال فيه: فقال عمر لنعيم: خطب إليك ابن أخيك فرددته، فقال: إن لي ابن أخ مضعوفا لا يزوّجه الرّجال، فإذا تركت لحمي منها فمن يذبّ عنه؟ 12153- أم عبد الحميد: امرأة رافع بن خديج «2» . ذكرها الباورديّ في الصّحابة، وأخرج من طريق عمرو بن مرزوق، عن يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج، عن جدته امرأة رافع بن خديج، قالت: أصيب رافع يوم أحد بسهم في سرّته، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: «انزع السّهم» ، فقال: «إن شئت نزعت السّهم والقطيفة، وإن شئت نزعت السّهم وتركت القطيفة وشهدت لك يوم القيامة أنّك شهيد» . فقال: «انزع السّهم، واترك القطيفة، واشهد لي يوم القيامة أنّي شهيد» . قال: ففعل ذلك به، فعاش حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأبي بكر وعمر وعثمان، فلما كان زمن معاوية أو بعده انتقض جرحه فهلك «3» . وأخرجه ابن مندة، عن الباورديّ هكذا. وأخرج الطّبرانيّ من طريق أبي الوليد   (1) الأيم في الأصل التي لا زوج لها، بكرا كانت أو ثيبا، مطلقة كانت أو متوفى عنها. النهاية 1/ 85. (2) أسد الغابة ت (7524) . (3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 6 والحاكم في المستدرك 3/ 56 وذكره ابن حجر في المطالب (1867) 2/ 136. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 431 الطّيالسي في آخرين، عن عبد الحميد بنحوه، وقال في آخره: فعاش حتى كان في خلافة معاوية انتقض به الجرح، فمات بعد العصر. 12154- أم عبد الرّحمن «1» : قال أبو عمر: روي عنها حديث مخرجه من أهل الكوفة أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ارموا الجمار بمثل حصى الخذف» «2» وهي والدة عبد الرّحمن بن أذينة. 12155- أم عبد الرّحمن: زوج طارق بن علقمة «3» . أخرج حديثها ابن أبي عاصم، من رواية عبد اللَّه بن أبي يزيد، عن عبد الرّحمن بن طارق، عن أمه- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يأتي مكانا في دار يعلى فيستقبل البيت فيدعو ويخرج معه ونحن مسلمات. 12156- أم عبد الرّحمن «4» : زوج كعب بن مالك، ووالدة أولاده: عبد الرّحمن، وغيره. ذكره أبو موسى عن جعفر، ولم يخرج لها شيئا. 12157- أم عبيد بنت سراقة بن الحارث بن عديّ بن مالك بن عديّ بن عامر بن غنم بن النّجّار. ذكرها ابن سعد وقال: وهي أخت حارثة بن سراقة، وأمها الرّبيّع بنت النضر عمة أنس، تزوّجها بعد سراقة تميم بن غزيّة. 12158- أم عبيد بنت صخر بن مالك بن عمرو بن غزيّة. كانت تحت الأسلت، فمات فخلف عليها أبو قيس بن الأسلت، ففرّق الإسلام بينه وبينها لكونها امرأة أبيه. ذكره أبو موسى من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج. 12159- أم عبيد بنت الحارث «5» بن يزيد الهذليّة. ذكرها جعفر المستغفري مختصرا.   (1) أسد الغابة ت (7525) . (2) قال الهيثمي في الزوائد 3/ 261 رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات، قال لم يروه بهذا الإسناد إلا أيوب يعني الغافقي. والطبراني في الكبير 4/ 5، وكنز العمال حديث رقم 2661، 12132، 12138، ابن عدي في الكامل 7/ 2648. (3) أسد الغابة ت (7527) . (4) أسد الغابة ت (7528) . (5) أسد الغابة ت (7530) ، الثقات 3/ 465، تجريد أسماء الصحابة 2/ 328. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 432 12160- أم عبيد بنت سود بن قريم بن صاهلة الهذليّة «1» . هي والدة عبد اللَّه بن مسعود، كذا نسبها ابن عبد البرّ، وفيه نظر. وقال ابن الكلبيّ: هي أم عبد بنت عبد ود بن سود بن قريم، وهذا هو المعتمد، فإن بين صاهلة وبين عبد اللَّه بن مسعود خمسة آباء. قال ابن سعد: أسلمت وبايعت. وروى حديثها حفص بن سليمان، عن أبان عن أبي عياش، عن إبراهيم النّخعي، عن علقمة، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: أرسلت أمي ليلة لتبيت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لتنظر كيف يوتر، فباتت عنده، فصلّى ما شاء أن يصلّي حتى إذا كان آخر الليل وأراد الوتر قرأ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى في الركعة الأولى، وقرأ في الثّانية: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، ثم قعد ثم قام ولم يفصل بينهما بسلام، ثم قرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، حتى إذا فرغ كبّر ثم قنت، فدعا ما شاء اللَّه أن يدعو ثم كبّر وركع. وهذا سند ضعيف جدا من أجل أبان، والرّاوي عنه. وقد روى سفيان الثّوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم بهذا السّند- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قنت في الوتر. وروى وكيع عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن يزيد، قال: فرض عمر للنساء المهاجرات في ألفين ألفين منهن أم عبيد. وأخرج ابن سعد، عن أحمد بن يونس، عن زهير، عن أبي إسحاق نحوه. لكن قال: ألف درهم، والأول أثبت. وقال أبو موسى: ما كنت أظن ابن مسعود وأمه إلا من آل النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لكثرة ما كان يدخل على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وأخرج ابن مندة من طريق المسعوديّ، عن أخيه عيينة، عن أبي إسحاق السّبيعي- أن عمر انتظر أم عبيد حتى جاءت فصلّت على ابنها عتبة بن مسعود. 12161- أم عبيس «2» بنت مسلمة الأنصاريّة، أخت محمد بن مسلمة. تقدم نسبها في ترجمة محمّد، وكانت امرأة أبي عبس بن جبر فولدت له، وأسلمت وبايعت.   (1) أعلام النساء 3/ 235 تجريد أسماء الصحابة 2/ 328، أسد الغابة ت (7529) . (2) في أ: أم عبس. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 433 قال محمّد بن سعد: أمها خليدة بنت أبي عبيد بن وهب بن لوذان. 12162- أم عبيس بنت سراقة بن الحارث بن عديّ الأنصاريّة «1» . ذكرها ابن حبيب في المبايعات، فإن كان محفوظا فهي أخت أم عبيد الماضي ذكرها آنفا. 12163- أم عبيس «2» : وزن التي قبلها: هي أحد من كان يعذّبه المشركون ممن سبق إلى الإسلام. قال أبو بشر الدّولابيّ عن الشّعبي: أسلمت وهي زوج كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس، ولدت له عبيسا فكنيت به. وروى يونس بن بكير في «زيادات المغازي» لابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه- أن أبا بكر الصّدّيق رضي اللَّه عنه أعتق ممن كان يعذّب في اللَّه سبعة، وهم: بلال، وعامر بن فهيرة، وزنبرة، وجارية ابنا المؤمّل، والنهديّة، وابنتها، وأمّ عنيس. وأخرج محمّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه، عن منجاب بن الحارث، عن إبراهيم بن يوسف بن زياد البكائيّ، عن ابن إسحاق، عن حميد، عن أنس: قال: قالت أم هانئ بنت أبي طالب: أعتق أبو بكر بلالا، وأعتق معه ستة، منهم أم عبيس. وأخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، من طريقه. وقال الزّبير بن بكّار: كانت فتاة لبني تيم بن مرة، فأسلمت أول الإسلام، وكانت ممن استضعفه المشركون يعذبونها، فاشتراها أبو بكر فأعتقها، وكنيت بابنها عبيس بن كريز. قلت: قال البلاذريّ: كانت أمة لبني زهرة، وكان الأسود بن عبد يغوث يعذبها. 12164- أم عثمان بنت خثيم: الخزاعيّة» . ذكرها المستغفريّ، وأخرج من طريق الحسين بن الحسن المروزي، عن وهب بن جرير، عن أبيه: سمعت قيس بن سعد يحدث عن عطاء، عن أم عثمان بنت خيثم الخزاعية- أنها سألت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن العقيقة، فقال: «عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة» «4» .   (1) أسد الغابة ت (7532) . (2) أسد الغابة ت (7534) . (3) أسد الغابة ت (7535) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 328. (4) أخرجه النسائي في السنن 7/ 165 عن أم كرز كتاب العقيقة باب العقيقة عن الغلام (2) حديث رقم 4215 والطبراني في الكبير 11/ 150، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 45287، 45299. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 434 قال أبو موسى- بعد تخريجه: هذا الحديث يعرف بأم كرز. قلت: وهي خزاعيّة أيضا. وسيأتي ذكرها ومن أخرج حديثها. 12165- أم عثمان بنت خلدة: روى عنها ولدها في مسند أبي يعلى، كذا في «التّجريد» . 12166- أم عثمان بنت سفيان «1» : والدة بني شيبة الأكابر. وكانت من المبايعات، قاله أبو عمر، قال: وروى عبد اللَّه بن مسافع عن أمها عنها. انتهى. وقال ابن مندة: أم بني شيبة، بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ثم أخرج هو، والطّبراني، وأحمد، من طريق هشام بن أبي عبد اللَّه، عن بديل بن ميسرة، عن صفيّة بنت شيبة، عن أم ولد شيبة، قالت: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يسعى بين الصّفا والمروة ويقول: «لا يقطع الأبطح إلّا شدّا» «2» . وذكره أبو نعيم، ثم قال: رواه حماد بن زيد عن بديل، عن مغيرة بن حكيم، عن صفيّة، عن امرأة منهم، ولم يسمها. وأخرج أبو نعيم من مسند الحسن بن سفيان، ثم من رواية ابن المبارك، عن عمر بن عبد الرحمن، عن منصور بن صفية، عن أمّه، عن أم عثمان بنت سفيان، وهي أمّ بني شيبة الأكبر، وقد بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: دعا شيبة ففتح البيت، فدخل، فلما خرج قال له: غطّ سقفه، فإنه لا يكون في البيت شيء يلهي المصلّي. 12167- أم عثمان الثقفيّة: والدة عثمان بن أبي العاص الصّحابي المشهور «3» . روى حديثها عبد اللَّه بن عثمان بن أبي سليمان، عن عثمان بن أبي العاص، أنها   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 328، بقي بن مخلد 976، أعلام النساء 3/ 251، تقريب التهذيب 2/ 622. الكاشف 3/ 490 تهذيب الكمال 3/ 1704، خلاصة تذهيب 3/ 401، تلقيح فهوم أهل الأثر 387، أسد الغابة ت (7536) ، الاستيعاب ت (3642) . (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 995 عن أم ولد شيبة بلفظة كتاب المناسك (25) باب السعي بين الصفا والمروة (43) حديث رقم 2987، وأحمد في المسند 6/ 404، 405 وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 69 وأورده الهيثمي في الزوائد 3/ 251 عن أم ولد شيبة بلفظه وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 12044. (3) أسد الغابة ت (3537) ، الاستيعاب ت (3643) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 435 شهدت آمنة لما ولدت النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في قصّة طويلة أوردها ابن مندة. 12168- أم عجرد الخزاعيّة «1» . قال أبو عمر: حديثها عند المثنى بن الصّباح، وهو ضعيف جدّا، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه: سمعت أم عجرد الخزاعية تسأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: يا رسول اللَّه، أمر كنّا نفعله في الجاهليّة، ألا نفعله في الإسلام؟ قال: «وما هو؟» قالت: العقيقة. قال: «فافعلوا، عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة» . مثل حديث أم كرز. 12169- أم عصمة العوصية «2» : ذكرها الطّبرانيّ، وأخرج من طريق أبي مهدي سعيد بن سنان، عن أم الشّعثاء، عن أم عصمة العوصية- امرأة ابن قيس، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «ما من مسلم يعمل ذنبا إلّا وقف الملك الموكّل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات، فإن استغفر من ذنبه ذلك في شيء من تلك الثّلاث ساعات لم يرفعه عليه يوم القيامة» «3» . وأخرجه الحاكم في «المستدرك» من هذا الوجه، وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه، وقال: هكذا قال- يعني سعيد بن سنان، قال: وقال غيره: عن أم عصمة. قلت: وهو خطأ، والعوصيّة- بمهملتين- نسبة إلى بني عوص، بفتح أوله وسكون ثانيه، ابن عوف بن عذرة. 12170- أم عطاء: مولاة الزّبير بن العوّام «4» . قال أبو عمر: لها صحبة ورواية. قلت: أما الصّحبة فصحيحة، وأما الرواية فقد روت عن مولاها الزّبير. روى حديثها أحمد، من طريق ابن إسحاق، عن عبد اللَّه بن عطاء مولى الزّبير بن العوّام، عن أمّه وجدّته أم عطاء، قالت: لكأنا ننظر إلى الزّبير بن العوّام حين أتانا على بغلة بيضاء، فقال: يا أم   (1) أسد الغابة ت (7538) ، الاستيعاب ت (3644) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 359. (2) أسد الغابة ت (7539) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 329. (3) أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 262 عن أم عصمة العوصية ... الحديث وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي وأورده المنذري في الترغيب 2/ 469 والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 235. (4) أسد الغابة ت (7540) ، الاستيعاب ت (3645) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 436 عطاء، إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قد نهى المسلمين أن يأكلوا من لحوم نسكهم فوق ثلاث، فقالت: كيف نصنع بما أهدي لنا؟ فقال: «أمّا ما أهدي لكم فشأنكم» . 12171- أم عطية الأنصاريّة «1» : اسمها نسيبة، بنون وسين مهملة وباء موحدة مصغّر، وقيل بفتح النون وكسر السّين، معروفة باسمها وكنيتها، وهي بنت الحارث، وقيل بنت كعب. وأنكره أبو عمر، لأن نسيبة بنت كعب أم عمارة الآتي ذكرها. روت أم عطية عن النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وعن عمر. روى عنها أنس، ومحمد، وحفصة ولدا سيرين، وإسماعيل بن عبد الرّحمن بن عطيّة، وعبد الملك بن عمير، وآخرون. وحديثها في غسل آنية النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مشهور في الصّحيح، وكان جماعة من علماء التّابعين يأخذون ذلك الحكم. وعند أبي داود، من طريق قتادة عن محمد بن سيرين أنه كان يأخذ الغسل عن أم عطيّة حتى غسل الميت. ومن أحاديثها في الصّحيحين: أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أن تخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور ... الحديث. وحديث: أخذ علينا النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عند البيعة ألّا ننوح ... الحديث. وفي بعض طرقه ذكر الإسناد. وحديث: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطّهر شيئا. وحديث: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا «2» . وحديث: دخل النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على عائشة رضي اللَّه عنها فقال: «هل عندكم من شيء؟» قالت: لا إلا شيء بعثت به إلينا نسيبة من الشّاة التي بعثت إليها من الصّدقة. قال: «إنّها قد بلغت محلّها» «3» . وفي صحيح مسلم عنها: غزوت مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سبع غزوات كنت أخلفهم في رحالهم.   (1) أسد الغابة ت (7542) ، الاستيعاب ت (3646) ، المغازي للواقدي 685، الجرح والتعديل 9/ 465، طبقات ابن سعد 8/ 455، مسند أحمد 6/ 407، طبقات خليفة 340، مقدمة مسند بقي بن مخلد 87، الكامل في التاريخ 2/ 291، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 364، تاريخ الطبري 3/ 124، التاريخ لابن معين 2/ 742، المغازي من تاريخ الإسلام 520، المعين في طبقات المحدثين 30، الكاشف 3/ 436، تاريخ الإسلام 2/ 289. (2) أخرجه ابن ماجة في السنن 1/ 502 عن أم عطية بلفظه كتاب الجنائز (6) باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز (50) حديث رقم 1577 والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 77. (3) أخرجه أحمد في المسند 6/ 408. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 437 وفي الصّحيح أيضا، عن حفصة بنت سيرين- أن أم عطيّة قدمت البصرة فنزلت قصر بني خلف. وقال ابن سعد: أخبرنا أو عاصم النبيل، عن أبي الجراح، وجابر بن صبح، عن أم شراحيل مولاة أبي عطيّة، قالت: كان عليّ بن أبي طالب يقيل عند أم عطيّة، وكنت أنتف إبطه بورسه. 12172- أم عطيّة: الأنصاريّة الخافضة «1» . أفردها ابن مندة، والمستغفريّ، عن الأولى. وجوّز أبو موسى أنها هي التي قبلها. وأخرج من طريق الوليد بن صالح، عن عبد اللَّه بن عمرو الرقي، عن عبد الملك بن عمير، عن عطية القيظي، قالت: كانت بالمدينة امرأة خافضة تخفض النّساء، فقال لها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «أشمّي ولا تحفي «2» ، فإنّه أسرى للوجه، وأحظى عند الزّوج» . قال أبو موسى: يروى هذا المتن بغير هذا الإسناد. 12173- أم عفيف: ويقال أم غطيف، بنت مسروح الهذليّة «3» ، زوج حمل بن مالك الهذلي. تقدم ذكرها في مليكة. 12174- أم عفيف النهديّة «4» : قال أبو عمر: روى حديثها أبو عثمان النّهدي في البيعة. قلت: وأخرجه الطّبرانيّ من طريق الصّلت بن دينار، عن أبي عثمان النّهدي، عن امرأة منهم يقال لها أم عفيف، قالت: بايعنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين بايع النّساء، فأخذ علينا ألّا تحدثن الرّجل إلا محرما، وأمرنا أن نقرأ على جنائزنا بفاتحة الكتاب. 12175 - أم عفيف «5» بنت ميمونة: أم المؤمنين. تقدّمت في أم حفيد. 12176- أم عقيل «6» : روى حديثها إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة- أحد الضّعفاء، عن عقيل، عن أمه أم عقيل، قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقلت: إن أبا   (1) أسد الغابة ت (7541) . (2) شبه القطع اليسير بإشمام الرائحة، أي اقطعي بعض النواة ولا تستأصليها. النهاية 2/ 503. (3) أسد الغابة ت (7544) . (4) أسد الغابة ت (7545) ، الاستيعاب ت (3647) . (5) في أ: أم عفة. (6) تجريد أسماء الصحابة 2/ 329، أسد الغابة ت (7546) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 438 عقيل مات، وأوصى بهذا الجمل في سبيل اللَّه، وإنه أعجف، فقال: «يا أمّ عقيل، اعتمري، فإن عمرة في رمضان تعدل حجّة» . أخرجه ابن مندة من طريق الفضل بن دكين، عن عبد السّلام بن حرب، عن إسحاق. وقال أبو نعيم: الصّواب أم معقل، كذا قال. وأقره ابن الأثير، وفيه نظر، لاختلاف مخرج الحديثين والقصّتين، وأن الفتيا في ذكر البعير والعمرة. 12177- أم عكاشة بنت محصن: بها ذكر في آخر ترجمة زينب بنت جحش من طبقات ابن سعد. 12178- أم العلاء الأنصاريّة «1» : قال أبو عمر: هي من المبايعات، حديثها عند أهل المدينة. قلت: ونسبها غيره، فقال: بنت الحارث بن ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن الجلاس بن أمية بن خدرة «2» بن عوف بن الحارث بن الخزرج. يقال إنها والدة خارجة بن زيد بن ثابت الرّاوي حديثها الشّيخان، من رواية الزّهري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء الأنصاريّة، قالت: طاولنا عثمان بن مظعون السكنى لما افترقت الأنصار، فذكر الحديث في قتل عثمان بن مظعون، وفيه أنها رأت لعثمان عينا جارية، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: ذلك عمله. وفي الحديث قولها: شهادتي عليك أبا السّائب، لقد أكرمك اللَّه. وفي رواية إبراهيم بن سعد عن الزّهري- أن أمّ العلاء، وهي امرأة من نسائهم، قد كانت بايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وكذا في نسخة إسحاق بن يحيى الكلبي، عن الزّهري، عند ابن السّكن. قلت: وقد جاء الحديث من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سالم أبي النّضر، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أمه- أن عثمان بن مظعون لما قبض قالت أم حارثة: طبت أبا السّائب ... الحديث. أخرجه أحمد والطّبرانيّ، وهذا ظاهر في أن أم العلاء هي والدة خارجة المذكور، فلا   (1) أسد الغابة ت (7547) ، الاستيعاب ت (3648) ، الثقات 3/ 461 بقي بن مخلد 280، أعلام النساء ج 3/ 327 تجريد أسماء الصحابة ح 2/ 329، تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 474، 474، 475، الكاشف 3/ 490 تهذيب الكمال 3/ 1705. (2) في أ: أمية بن حدارة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 439 يلزم من كونه أبهمها في رواية الزّهري أن تكون أخرى، فقد يبهم الإنسان نفسه فضلا عن أمه. 12179- أم العلاء «1» : عمة حكيم بن حزام الأنصاريّ. قال ابن السّكن: عادها النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. وخرج حديثها عن أهل الشّام، ثم ساق هو وابن مندة من طريق الزبيديّ، عن يونس بن سيف «2» - أن حزام بن حكيم أخبره عن عمته أم العلاء- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عادها من حمّى، فرآها تضوّر من شدة الوجع، فقال لها: «اصبري، فإنّه يذهب خبث المؤمن كما تذهب النّار خبث «3» الحديد» «4» . قال ابن السّكن: لم أجد لها غير هذا الحديث. 12180- أم العلاء: قال ابن السّكن: روى عنها عبد الملك بن عمير، وليست التي قبلها. ثم أخرج من طريق أبي عوانة عن عبد الملك- أنّ امرأة يقال لها أم العلاء حدّثته، قالت: عادني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وأنا مرضية، فقال لها: «أبشري يا أمّ العلاء، فإنّ مرض المسلم يذهب اللَّه به خطاياه كما تذهب النّار خبث الحديد والفضّة» . قلت: وهكذا أخرجه أبو داود من رواية أبي عوانة، وذهب غيره إلى أنهما واحدة، لاتفاق الحديثين، وإن اختلف مخرجهما. لكن يقوي ما قاله ابن السّكن أنّ عمة حزام بن حكيم قيل فيها: إنها أنصاريّة، وهذه جاء في سياق حديثها عن عبد الملك بن عمير، عن أم التعدّد. 12181- أم علي بنت خالد بن تيم بن بياضة بن خفاف «5» بن سعيد بن مرة بن مالك بن الأوس الأنصاريّة الأوسيّة. ذكرها ابن الأثير عن ابن الدّبّاغ مستدركا على من تقدّمه، وقال: نزل الأذان في بيتها،   (1) أسد الغابة ت (7548) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 329، الكاشف 3/ 490 تهذيب الكمال 3/ 1705، خلاصة تذهيب 3/ 401. (2) في أيونس بن يوسف. (3) هو ما يلقيه النار من وسخ الحديد إذا أذيب. النهاية 2/ 5. (4) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث قم 6758 ولفظه عن فاطمة الخزاعية اصبري فإنّها تذهب خبث ابن آدم كما يذهب الكير خبث الحديد يعني الحمى وعزاه للطبراني في الكبير. (5) أسد الغابة ت (7549) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 440 قاله ابن الكلبيّ. وقال العدويّ: لم أر أهل الحجاز يعرفون هذا. قلت: وهو في آخر نسب الأنصار من تذكرة ابن الكلبيّ، لكن لم يصرح بأنّ لها صحبة. 12182- أم عمارة «1» : نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم، من بني مازن بن النّجار الأنصاريّة النّجارية، والدة عبد اللَّه وحبيب «2» ، من بني زيد بن عاصم. قال أبو عمر: شهدت بيعة العقبة، وشهدت أحدا مع زوجها وولدها منه في قول ابن إسحاق، وشهدت بيعة الرّضوان، ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة، وجرحت يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وقطعت يدها وقتل ولدها حبيب. روت عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أحاديث، روى عنها ابنها عباد بن تميم بن زيد، والحارث بن عبد اللَّه بن كعب، وعكرمة، وليلى مولاة لهم. روى حديثها التّرمذيّ، والنّسائي، وابن ماجة، من طريق شعبة عن حبيب بن زيد، عن مولاة لهم يقال لها ليلى، عن جدّته أم عمارة بنت كعب- أن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل عليها فقدّمت إليه طعاما، فقال: كلي، فقالت: إني صائمة، فقال: «إنّ الصّائم إذا أكل عنده صلّت عليه الملائكة» . وأخرج أبو داود، من طريق شعبة، عن حبيب الأنصاري: سمعت عبادة بن تميم يحدّث فيقول عن عمتي، وهي أم عمارة- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم توضأ فأتي بإناء فيه قدر ثلثي المدّ ... الحديث. وأخرج ابن مندة بسند فيه الواقديّ، إلى الحارث بن عبد اللَّه بن كعب، عن أم عمارة بنت كعب، قالت: أنا انظر إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو ينحر بدنه قياما بالحربة ... الحديث. قال ابن سعد: هي أخت عبد اللَّه بن كعب. وقد شهد بدرا، وأخت أبي ليلى بن كعب، واسمه عبد الرّحمن، وكان أحد البكّاءين. قال: وخلف عليها بعد زيد بن عاصم- غزيّة بن عمرو، فولدت له تميما وخولة، وشهدت العقبة، وبايعت ليلتئذ، ثم شهدت أحدا،   (1) أعلام النساء 5/ 171- تجريد أسماء الصحابة 2/ 330- تقريب التهذيب 2/ 623- تهذيب التهذيب 12/ 474- الكاشف 3/ 490، تهذيب الكمال 3/ 1704- بقي بن مخلد 539. (2) في أ: وخبيب. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 441 والحديبيّة، وخيبر، والقضيّة، والفتح، وحنينا، واليمامة. وأسند الواقديّ، من طريق ابن أبي صعصعة، قالت أم عمارة: كانت الرّجال تصفّق على يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلة العقبة، والعبّاس أخذ بيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فلما بقيت أنا وأم سبيع نادى زوجي غزية بن عمرو: يا رسول اللَّه، هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعنك. فقال: «قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إنّي لا أصافح النّساء» . وبه: قال: كانت أم سعيد بنت سعد بن الربيع تقول: دخلت عليها فقلت: حدّثيني خبرك يوم أحد. فقالت: خرجت أول النّهار ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو في أصحابه والرّيح والدّولة للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فجعلت أباشر القتال، وأذبّ عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالسّيف، وأرمي بالقوس حتى خلصت إليّ الجراحة. قالت: فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف، فذكر قصّة ابن قميئة. وأخرج بسند آخر إلى عمارة بن غزية أنها قتلت يومئذ فارسا من المشركين. ومن وجه آخر عن عمر، قال: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «ما التفتّ يوم أحد يمينا ولا شمالا إلّا وأراها تقاتل دوني» . 12183- أم عمارة الأنصاريّة «1» : أفردها ابن مندة عن التي قبلها، وأورد من طريق سليمان بن كثير، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عكرمة، عن أم عمارة الأنصاريّة- أنها أتت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرّجال! ما أرى النّساء يذكرن في شيء، فنزلت: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ [سورة الأحزاب آية 35] . قلت: وهذا الحديث ذكره أبو عمر في ترجمة التي قبلها. فقال: روى عكرمة ... فذكره، ثم قال: زعم بعضهم أن أمّ عمارة التي روى عنها عكرمة هي غير الأولى، وهي الأولى عندي. انتهى. وتبعه «صاحب الأطراف» ، فأورد في ترجمة الأولى ما أخرجه التّرمذيّ من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقال: حسن غريب. وإنما نعرف هذا الحديث من هذا الوجه كذا قال.   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 330، تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 474، الكاشف 3/ 490، تهذيب الكمال 3/ 1704، أزمنة التاريخ الإسلامي 993، خلاصة تذهيب 3/ 108، تلقيح فهوم أهل الأثر 378، تبصير المنتبه 4/ 1415. أسد الغابة ت (7550) ، الاستيعاب ت (3649) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 442 وقد ورد نحوه من حديث أم سلمة، أخرجه النّسائيّ من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أم سلمة. وله طرق أخرى عن أم سلمة، عند ابن مردويه. وقد خالف سليمان بن كثير في مسندة رواية أبي عوانة عن حصين، فقال فيه: عن عكرمة، عن ابن عبّاس، قال: أتت امرأة من الأنصار النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، نعم، تابع سليمان بن جرير «1» عن حصين، أخرجه ابن مردويه، وهشيم، عن حصين. ذكره ابن مندة، فكأن رواية أبي عوانة شاذة، كأنه جرى على العادة لكثرة رواية عكرمة عن ابن عبّاس. وقد رواه قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عبّاس، قال: قلت لنساء النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... فذكر نحوه. 12184- أم عمر الأنصاريّة «2» : والدة عمر بن خلدة. أخرج حديثها ابن أبي عاصم، من طريق موسى بن عبيدة، عن سندر بن جهم، عن عمر بن خلدة، عن أمه- أن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث عليّا ينادي بمنى: «إنّها أيّام أكل وشرب وبعال «3» » . 12185- أم عمرو بنت سفيان بن عبد الأسد المخزوميّة. ذكرها ابن سعد، فقال: أمها بنت عبد العزّى بن أبي قيس، من بني عامر بن لؤيّ، وكان حويطب بن عبد العزّى خالها. وذكرها هشام بن الكلبي في كتاب المثالب، فقال: خرجت من الليل في حجة الوداع، فوقفت بركب نزول، فأخذت عيبة لهم فأخذها القوم فأوثقوها فأتوا بها النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فذكر قصّة قطع يدها، وقال في آخره: وهي أخت عبد اللَّه بن سفيان، وأنشد: يا ربّ بنت لابن سلمى جعدة ... سرّاقة لحقائب الرّكبان باتت تحوش ثيابهم بيمينها ... حتّى أقرّت غير ذات بنان [الكامل] 12186- أم عمرو بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل «4» الأنصاريّة الأشهليّة.   (1) في أ: تابع سليمان جرير. (2) أسد الغابة ت (7552) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 330. (3) البعال: النكاح وملاعبة الرجل أهله. النهاية 1/ 141. (4) أسد الغابة ت (7555) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 443 ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: أمها سلمى بنت سلمة بن خالد، وهي أخت سلمة بن سلامة بن وقش، شهدت العقبة وبدرا، تزوّجت محمد بن سلمة، فولدت له. 12187- أم عمرو بنت عمرو بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم. ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها قطبة بن عامر بن حديدة، وهي أخت سلمان بن عمرو بن حديدة شقيقته. 12188- أم عمرو بنت عمرو بن حرام الأنصاريّة الخزرجيّة، ذكرها ابن سعد في المبايعات، وقال: تزوّجها أبو اليسر بن كعب. 12189- أم عمرو بنت محمود بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عديّ بن مجدعة بن حارثة الأنصاريّة» . تقدّم نسبها في ترجمة والدها، وفي ترجمة عمها محمد بن مسلمة، ذكرها ابن حبيب في المبايعات، وكذا ابن سعد، وقال: أمها أمامة بنت بشر بن وقش، قال: وتزوّجها عبد اللَّه بن محمد بن مسلمة، فولدت له حميدا، وعمر، ثم خلف عليها زيد بن سعد بن زيد بن مالك. 12190- أم عمرو بنت المقوّم بن عبد المطّلب الهاشميّة، أمها فلانة بنت عمرو بن جعونة، وكانت قد تزوّجها مسعود بن معتب الثقفيّ، فولدت له عبد اللَّه بن مسعود، ثم تزوّجها أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب فولدت له عاتكة. ذكر ذلك ابن سعد. 12191- أم عمرو: زوج حريث بن عمرو بن عثمان المخزوميّ «2» . أخرج حديثها من طريق يحيى بن يمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمرو بن حريث، قال: ذهبت بي أمّي إلى النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فمسح على رأسي، ودعا لي بالرّزق. 12192- أم عمرو: زوج سليم الزرقيّ «3» . روى حديثها [يزيد بن الهاد، عن عبد اللَّه بن أبي سلمة، عن عمرو بن سليم الزّرقيّ] «4» عن أمه- أنها سمعت عليّا ينادي وهم بمنى مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إنّها أيّام أكل وشرب وبعال» .   (1) أسد الغابة ت (7557) . (2) أسد الغابة ت (7553) . (3) تجريد أسماء الصحابة 2/ 330، أسد الغابة ت (7556) ، الاستبصار 183. (4) سقط من أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 444 12193- أم عميس: بنت مسلمة الأنصاريّة «1» ، أخت محمد بن سلمة، وعمّة أم عمرو المذكور قبلها. كانت امرأة رافع بن خديج، ويقال: إنها نزلت فيها: وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً [سورة النساء آية 128] . وذكرها ابن حبيب في المبايعات. وقد تقدّمت أم عبيس فلا أدري أهي واحدة تصحّفت أم اثنتان؟ 12194- أم عياش «2» : خادم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقيل: كانت أمة لرقية بنت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى حديثها ابن ماجة، من طريق عبد الكريم بن روح، عن عنبس بن سعيد «3» بن أبي عياش، عن أبيه عنبسة، عن جدته أم أبيه أم عياش، وكانت أمة لرقية بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قالت: كنت أوضئ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأنا قائمة وهو قاعد. وقع لنا بعلوّ في المعركة لابن مندة، قال: وبإسناده: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يحفي شاربه. وبه: ما رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يخضب حتى مات. وأخرج أبو نعيم بهذا الإسناد، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما تزوّج عثمان أمّ كلثوم إلّا بوحي من السّماء» . قال أبو عمر: هذا سند منقطع، وعبد الكريم بن روح ضعيف. قلت: وأخرج لها ابن أبي عاصم حديثا آخر، وأبو نعيم من طريقه، قال: حدثنا هدبة، حدثنا عبد الواحد بن صفوان، حدثنا أبي عن أمه عن جدته أم عياش، وكانت خادمة النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، بعثها مع ابنته إلى عثمان، قالت: كنت أمغث «4» لعثمان غدوة فيشربه عشية، وأنبذه عشية فيشربه عدوة، فسألني ذات يوم، فقال: تخلطين فيه شيئا؟ قلت: أجل. قال: فلا تعودي.   (1) أسد الغابة ت (7558) . (2) أعلام النساء 3/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 475- الكاشف 3/ 391- تهذيب الكمال 3/ 1705- خلاصة تذهيب 3/ 475، تبصير المنتبه 3/ 899- أعيان النساء ص 339، أسد الغابة ت (7559) الاستيعاب ت (3651) . (3) في أ: عنبسة بن سعد. (4) يقال: مغث الشيء يمغثه مغثا. دلكه ومرسه. اللسان 6/ 4239. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 445 12195- أم عيسى بنت الجزار «1» : بجيم وزاي منقوطة ثم راء، العصرية. لها صحبة ورواية من طريق عبد الرحمن بن جبلة، عن أم فروة بنت مزاحم العصرية، عن أمّها أم عيسى بنت الجزار، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قاله ابن ماكولا. فصل ذكر بعض من صنف في الصحابة جماعة نسوة في الكنى من غير أن يراد أن تلك الكنية موضوعة على تلك المرأة، بل إذا ورد في خبر عنها أو عن غيرها أن لها ابنا اسمه فلان، فيذكرونها بلفظ أم فلان، ومن حق ما هذا سبيله أن يقال والده فلان، ولا يقال أم فلان، إلا إذا ورد أنها كنيت به، وقد كنيت أسماءهن تبعا لهم، لكن مع التنبيه على ذلك في كل ترجمة منه، فمن وضح أن لها اسما نبهت عليه، ومن ورد أن لها كنية تختص بها أعدتها في قسم الغلط. واللَّه المستعان. القسم الثاني والقسم الثالث خاليان. القسم الرابع 12196- أم عبد اللَّه بنت عامر بن ربيعة «2» : كذا استدركها أبو موسى، وهي أم عبد اللَّه بنت أبي خيثمة، وقد ذكرها ابن مندة فلا وجه لاستدراكها. 12197- أم عبد اللَّه بنت عمر بن الخطاب «3» . استدركها أبو موسى، وليست تكنى أم عبد اللَّه، وإن كان ولدها اسمه عبد اللَّه، بل هي معروفة باسمها ونسبها. وهي زينب بنت مظعون الجمحية، أخت عثمان وقدامة ابني مظعون، وقد تقدمت في الأسماء على الصواب.   (1) أسد الغابة ت (7560) ، تقريب التهذيب 2/ 623- الإكمال 2/ 181. تهذيب التهذيب 12/ 475- تهذيب الكمال 3/ 1705- أعلام النساء 3/ 381. (2) أسد الغابة ت (7519) . (3) أسد الغابة ت (7520) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 446 حرف الغين المعجمة القسم الأول 12198- أم الغادية «1» : تقدم ذكرها في ترجمة أبي الغادية، وأخرج ابن مندة والخطيب في المؤتلف من طريق تمام بن بزيع، عن عياض بن عمرو الطفاويّ، عن عمته أم غادية، قالت: خرجت مع رهط من قومي إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما أردت الانصراف قلت: يا رسول اللَّه، أوصني، قال: «إيّاك وما يسوء الأذن» . 12199- أم غطيف الهذلية «2» : في أم عفيف في العين المهملة. القسم الثاني خال. القسم الثالث 12200- أم غيلان الدوسيّة: لها ذكر في الجاهلية، وأدركت الإسلام، ولقيت عمر بن الخطاب. ذكر قصتها ابن الكلبيّ، والواقديّ، والزّبير بن بكّار. وكانت دوس من حلفاء المطير، فقتل هشام بن المغيرة، وهو من الأحلاف، أبا أزيهر الدوسيّ، وكان حليف أبي سفيان بن حرب، فثار الشرّ بين الفريقين، وأرادوا الطلب بدم أبي أزيهر الدوسيّ، فمنعهم أبو سفيان، وذلك بعد الهجرة خشية أن يشمت بهم المسلمون، فلما جاء الإسلام طل دم أزيهر، فاتفق أن ناسا من قريش خرجوا إلى أرض دوس فأحس بهم قوم دوس، فأرادوا قتلهم بأبي أزيهر، فأجارتهم امرأة من دوس كانت تمشط النساء يقال لها أم غيلان، فأمضوا إجارتها. فلما قدم «3» عمر جاءته، فقالت له: إن لي عندك: أجرت أخاك- يعني ضرار بن الخطاب الفهري- وكان فيمن أجارت، فقال لها عمر: ليس هو أخي، نعم هو أخي في الإسلام، فأكرمها. وذكر أبو عبيدة هذه القصة، لكنه قال أم جميل.   (1) أسد الغابة ت (7561) ، الاستيعاب ت (3652) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 331. (2) أسد الغابة ت (7562) . (3) في أ: قام. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 447 القسم الرابع خال. حرف الفاء القسم الأول 12201- أم فروة بنت أبي قحافة التيمية «1» ، أخت أبي بكر الصديق. ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» وقال: زوجها أخوها. الأشعث بن قيس، وكذا، ذكر ابن السّكن، وقال: ولدت للأشعث محمدا وإسحاق وغيرهما. قلت: وقصة تزويجها مشهورة في كتب الأخباريين، قال ابن سعد: أمها هند بنت نفيل بن بجير بن عبد بن قصيّ، ولها ذكر في فتح مكة حين فقدت طوقها، فقال لها أخوها: إن الأمانة في الناس اليوم قليلة. ذكر ذلك ابن إسحاق، لكنه لم يسمها، وأظنها غير أم فروة، فإن في هذه القصة أنها كانت الصغيرة، وتزويج أبي بكر للأشعث بعد الفتح بثلاث سنين أو أربع. وقد مضى ذكر قريبة بنت أبي قحافة. وقيل: هي التي روت الحديث في فضل الصلاة أول الوقت، وهو ظاهر صنيع بن السكن، ورجحه ابن عبد البرّ. وفيه نظر، والراجح أنها غيرها، فقد جزم ابن مندة بأن بنت أبي قحافة لها ذكر، وليس لها حديث، وراوية حديث الصلاة أنصارية فإن مدار حديثها على القاسم بن غنام، وهي جدته أو عمته أو إحدى أمهاته أو من أهله على اختلاف الرواة عنه في ذلك، فهي على كل حال ليست أخت أبي بكر الصديق، قاله ابن الأثير. قلت: وفي البخاريّ: وأخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت، ذكره هكذا تعليقا في كتاب «الحدود» ، ووصله إسحاق بن راهويه في مسندة، من طريق سعيد بن المسيب، قال: لما مات أبو بكر بكى عليه، فقال عمر لهشام بن الوليد: قم فأخرج النساء ... الحديث، وفيه: «فجعل يخرجهنّ امرأة امرأة حتّى خرجت أم فروة» . وقد تقدمت بقية طرقه في ترجمة هشام بن الوليد.   (1) أسد الغابة ت (7565) ، الاستيعاب ت (3653) ، الثقات 3/ 460، أعلام النساء 4/ 160- تجريد أسماء الصحابة 2/ 331، تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 476. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 448 12202- أم فروة الأنصارية «1» : عمة قاسم بن غنام، بالمعجمة والنون الثقيلة. وقال ابن سعد: أخرج حديثها أبو داود، والترمذي «2» ، من طريق عبد اللَّه العمري المكبر الضعيف، عن القاسم عن بعض أمهاته، عن أم فروة، هذه رواية لأبي داود، وله في رواية أخرى عن عمة له يقال لها أم فروة. وفي رواية الترمذي: عن عمته أم فروة، وكانت بايعت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال الترمذي: لا يروي إلا من حديث العمري، واضطربوا في هذا الحديث. انتهى. وقد وقع في مسند أحمد، عن القاسم، عن عماته، عن أم فروة، قالت: سئل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أيّ العمل أفضل؟ قال: «الصّلاة لأوّل وقتها» . وأخرجه ابن السّكن، من طريق عبيد اللَّه بن عمر بالتصغير، الثقة، عن القاسم، فقال: عن بعض أهله، عن أم فروة، وكانت ممن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم تحت الشجرة، قالت: سألت ... فذكره. قال ابن السّكن: اختلف عنهما في الإسناد. انتهى. وهذا يرد على إطلاق الترمذي، وقد أخرجه الدار الدّارقطنيّ، والحاكم من طريق عبيد اللَّه المصغر أيضا، وقال في القاسم: عن جدته الدنيا عن جدته أم فروة. وكلام ابن السكن يوهم تفرد العمريين به، عن القاسم. ويرد عليه رواية ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان، عن القاسم، لكن قال: عن امرأة من المبايعات، ولم يسمّها. أخرجه الطبرانيّ. 12203- أم فزر: بعد الفاء زاي منقوطة ساكنة ثم راء بلا نقطة. ذكرها الذهبي في تجريده، وقال: أسرها زيد بن حارثة فيمن أسر من جذام. 12204- أم الفضل «3» : امرأة العباس بن عبد المطلب، اسمها لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي لبابة الكبرى.   (1) الثقات 3/ 463، أعلام النساء 4/ 160، تجريد أسماء الصحابة 2/ 331 تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 476، الكاشف 3/ 491، تهذيب الكلام 3/ 175، خلاصة تذهيب 3/ 402، حلية الأولياء 2/ 73، تلقيح فهوم أهل الأثر 387، أسد الغابة ت (7564) . (2) كذا بالأصول، ط. ولعل في هذا المقام تحرير فقد توفى ابن سعد سنة 230 هـ، وتوفي أبو داود سنة 275 هـ والترمذي 279 هـ. انظر ترجمة ابن سعد في وفيات الأعيان 4/ 351، تهذيب التهذيب 9/ 182، تهذيب الكمال 6/ 600، الوافي بالوفيات 3/ 88. وانظر ترجمة أبي داود في تاريخ بغداد 9/ 55- 59، وفيات الأعيان 2/ 404- 405، تذكرة الحفاظ 2/ 591- 593، تهذيب التهذيب 4/ 169- 173. (3) أسد الغابة ت (7566) ، الاستيعاب ت (3654) ، أعلام النساء 4/ 170، 272، تجريد أسماء الصحابة 2/ 331- تقريب التهذيب 2/ 623- تهذيب التهذيب 12/ 476، تهذيب الكمال 3/ 1705- الجرح والتعديل 9/ 465- تلقيح فهوم أهل الأثر 321- بقي بن مخلد 96. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 449 تقدم نسبها في لبابة الصغرى أختها، أسلمت قبل الهجرة فيما قيل، وقيل بعدها. وقال ابن سعد: أم الفضل أول امرأة آمنت بعد خديجة، وروت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روى عنها ابناها: عبد اللَّه، وتمام، وعمير بن الحارث مولاها، وكريب مولى ابنها، وعبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، وآخرون. وأخرج الزّبير بن بكّار وغيره من طريق إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «الأخوات الأربع مؤمنات: أمّ الفضل، وميمونة، وأسماء وسلمى انتهى. فأما ميمونة فهي أم المؤمنين، وهي شقيقة أم الفضل، وأما أسماء وسلمى فأختاهما من أبيهما، وهما بنتا عميس الخثعمية. وذكره الواقديّ بسند عن كريب: ذكرت ميمونة وأم الفضل وإخوتها لبابة، وهي بكر، وعزة، وأسماء، وسلمى، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ الأخوات المؤمنات» «1» . وأخرج ابن سعد بسند جيد، عن سماك بن حرب، أن أم الفضل قالت: يا رسول اللَّه، رأيت أن عضوا من أعضائك في بيتي. قال: «تلد فاطمة غلاما وترضعينه بلبن قثم» ، فولدت حسينا، فأخذته، فبينا هو يقبّله إذ بال عليه فقصرته فبكى. فقال: «آذيتني في ابني» ، ثم دعا بماء فحدره، حدرا. ومن طريق قابوس بن المخارق نحوه، وفيه: فأرضعته حتى تحرك، فجاءت به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فأجلسه في حجره فبال فضربته بين كتفيه، فقال: «أوجعت ابني رحمك اللَّه ... » الحديث. وكان يقال لوالدة أم الفضل العجوز الحرشية أكرم الناس أصهارا: ميمونة زوج النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، والعباس تزوج أختها شقيقتها لبابة، وحمزة تزوج أختها سلمى، وجعفر بن أبي طالب تزوج شقيقتها أسماء، ثم تزوجها بعده أبو بكر الصديق، ثم تزوجها بعده علي. قال أبو عمر: كانت من المنجبات، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يزورها. وفي «الصحيح» أن الناس شكوا في صيام النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يوم عرفة،   (1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 203. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 450 فأرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن فشرب وهو بالموقف، فعرفوا أنه لم يكن صائما. وقال ابن حبّان: ماتت في خلافة عثمان قبل زوجها العباس. 12205- أم الفضل بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم «1» . قال أبو عمر: روى عنها عبد اللَّه بن شداد أنها قالت: توفي مولى لنا وترك ابنة وأختا، فأتيا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فأعطى الابنة النصف، وأعطى الأخت النصف، كذا قال. وقد أورد الحديث ابن مندة من طريقين: عن حارثة بن يزيد الجعفي- أحد الضعفاء، عن الحكم بن عيينة، عن عبد اللَّه بن شداد، عن أم الفضل بنت حمزة: قالت: مات مولى لها أعتقته وترك ابنته، وأن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قسم ميراثه بين أم الفضل وابنته نصفين. 12206- أم الفضل بنت العباس بن عبد المطلب الهاشمية «2» . ذكر المستغفريّ عن البخاريّ- أنه ذكرها فيمن روى عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من نساء بني هاشم. وجوّز أبو موسى أن تكون هي أم الفضل زوج العباس الماضية. القسم الثاني والثالث خاليان. القسم الرابع 12207- أم فروة: ظئر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم «3» . ذكرها المستغفريّ، وأخرج من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان- هو الثوري، عن أبي إسحاق، عن أم فروة، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، قالت: قال لي النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «إذا أويت إلى فراشك فاقرئي: قل يا أيّها الكافرون، فإنّها براءة من الشّرك» . قال أبو موسى: اختلف في راوي هذا الحديث، فقيل: فروة وقيل: أبو فروة، وقيل: نوفل. وهذا- يعني أم فروة- أغرب الأقوال.   (1) أسد الغابة ت (7567) ، الاستيعاب ت (3655) ، أعلام النساء 4/ 170، تجريد أسماء الصحابة 2/ 331- تلقيح فهوم أهل الأثر 367- الجرح والتعديل 9/ 465. (2) أسد الغابة ت (7568) . (3) أسد الغابة ت (7563) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 451 قلت: بل عن غلط محض، وإنما هو أبو فروة، وكأن بعض رواته لما رأى عن أبي فروة ظئر النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ظنه خطأ، والصواب أم فروة، فرواه على ما ظن، فأخطأ هو، واسم الظئر لا يختص بالمرأة المرضعة، بل يطلق على زوجها أيضا. وقد أخرجه أصحاب السّنن الثلاثة من طرق، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، ومنهم من لم يقل عن أبيه، ومنهم من قال: عن أبي إسحاق، عن أبي فروة. والصواب عن فروة عن أبيه، وهكذا أخرجه أبو داود، والنسائي، من رواية زهير بن معاوية، والترمذي، والنسائي أيضا من رواية إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق مجودا، وفيه على أبي إسحاق اختلاف. وهذا هو المعتمد. حرف القاف القسم الأول 12208- أم القاسم بنت ذي الجناحين: جعفر بن أبي طالب الهاشمية. ذكرها البغويّ بسنده إلى أم النعمان بنت مجمّع بن يزيد الأنصارية، قالت: أخبرني مجمع بن يزيد، قال: لما تأيّمت أم القاسم بنت ذي الجناحين من حمزة دعت أبا بكر بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وعبد الرحمن ومجمع ابني يزيد- رجلين من قريش، ورجلين من الأنصار، فقالت لهم: إني قد تأيمت كما ترون، وإني مشفقة من الأولياء أن ينكحوني من لا أريد نكاحه، إني أشهدكم أني من أنكحت من الناس بغير إذني فإنّي عليه حرام، ولست له بامرأة. فقال لها عبد الرّحمن ومجمع: لو فعلوا ذلك لم يجر عليك، قد كانت الخنساء بنت خدام أنكحها أبوها ولم تأذن، فجاءت إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فردّ نكاح أبيها، وكانت ثيبا فيما بلغنا. قلت: هكذا وجدته في ترجمة مجمع بن يزيد من معجم البغويّ، ولم ينسب حمزة، وأنا أخشى أن فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر كانت تكنى أم القاسم، وإنما نسبت في هذا الخبر إلى جدها الأعلى جعفر بن أبي طالب، ومستند هذا الظن أن الزبير بن بكار- وهو المقدم في معرفة أنساب قريش- لم يذكر في أولاد جعفر بن أبي طالب بنتا يقال لها أم القاسم، وذكر في أولاد عبد اللَّه بن جعفر فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر، وأنها كانت تحت حمزة بن عبد اللَّه بن جعفر، وكان معاوية خطب أم كلثوم هذه لابنه يزيد، فجعلت أمرها للحسين بن علي، فزوجها من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، فولدت الجزء: 8 ¦ الصفحة: 452 له فاطمة، فزوجها حمزة بن عبد اللَّه بن الزبير في خلافة أبيه. قال الزّبير: ولفاطمة هذه عقب في ولد حمزة بن عبد اللَّه، وفيمن ولدوا. انتهى. وقد كتبتها على الاحتمال، والعلم عند اللَّه تعالى. 12209- أم قرة: امرأة دعموص «1» . قال ابن مندة: لها ذكر، وتقدم حديثها. 12210- أم قهطم: هي فاطمة بنت علقمة. تقدمت في الأسماء. 12211- أم قيس بنت عبيد بن زياد بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول، من بني مازن بن النجار. ذكرها ابن سعد، فقال: أمها أم عبد اللَّه بنت شبيل بن الحارث بن عوف، تزوجها أبو سليط بن أبي حارثة، فولدت له سليطا وفاطمة، قال: وأسلمت أم قيس، وشهدت خيبر وغيرها. 12212- أم قيس بنت قيس الأنصارية: وقيل العدوية، وقيل: اسمها سلمى. صلّت القبلتين- من التجريد. 12213- أم قيس: بنت محصن الأسدية «2» ، أخت عكاشة بن محصن- تقدم نسبها في عكاشة في أسماء الرجال. وكانت ممن أسلم قديما بمكة، وبايعت وهاجرت، يقال: إن اسمها أمية، حكاه أبو القاسم الجوهري في مسند الموطأ. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم روى عنها عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة- أنها أتت بابن صغير لم يأكل الطعام ... الحديث. أخرجاه في الصحيحين. وعنها أنها أتت بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «علام تذعرن أولادكنّ ... » الحديث. وروى عنها وابصة بن معبد، ومولاها عدي بن دينار، ومولاها أبو الحسن، وأبو   (1) أسد الغابة ت (7570) . (2) أسد الغابة ت (7571) ، الاستيعاب ت (3656) ، الثقات 3/ 459، أعلام النساء 4/ 224، تجريد أسماء الصحابة 2/ 332- تقريب التهذيب 2/ 623، تهذيب التهذيب 12/ 476- الكاشف 3/ 491- تهذيب الكمال 3/ 1705. خلاصة التذهيب 3/ 402- تلقيح فهوم أهل الأثر 467. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 453 عبيدة بن عبد اللَّه بن زمعة، وعمرة أخت نافع مولى حمنة وغيرهم. وأخرج النّسائي، من طريق الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الحسن- مولى أم قيس، عن أم قيس، قالت: توفّي ابن لي فجزعت، فقلت للذي يغسله: لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله. فذكر ذلك عكاشة للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقال: «ما لها طال عمرها» ! قال: فلا نعلم امرأة عمرت ما عمرت. 12214- أم قيس: ويقال أم هانئ الأنصارية. ذكرها العقيليّ، وأخرج من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن درة بنت معاذ- أنها أخبرته عن أم قيس الأنصارية- أنها أتت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقالت: أنتزاور إذا متنا؟ قال: «يكون النّسم طائرا يعلق بالجنّة، حتّى إذا كان يوم القيامة دخلت كلّ نفس في جثتها» . وأخرجه ابن أبي خيثمة، من طريق ابن لهيعة، فقال: أم هانئ. وستأتي. 12215- أم قيس: غير منسوبة «1» . أخرج ابن مندة، وأبو نعيم، من طريق إسماعيل بن عصام بن يزيد، قال: وجدت في كتاب جدي يزيد الّذي يقال له حبر: حدثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر فتزوجها، فكنا نسميه مهاجر أم قيس. قال ابن مسعود: من هاجر لشيء فهو له. قال أبو نعيم: تابعه عبد الملك الذّماريّ، عن سفيان. انتهى. وهو يدفع إشارة أبي موسى أنه من أفراد حبر. 12216- أم قيس الهذلية «2» : قال أبو موسى: أوردها جعفر، ولم يخرج لها شيئا. قلت: أخشى أن تكون هي التي قبلها، فإن ابن مسعود يقول في مهاجر أم قيس رجل منا، وابن مسعود هذلي، فالرجل هذلي، فكأن أم قيس المخطوبة أيضا هذلية.   (1) أسد الغابة ت (7572) . (2) أسد الغابة ت (7573) ، الثقات 3/ 464- تجريد أسماء الصحابة 2/ 332. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 454 القسم الثاني خال. القسم الثالث 12217- أم قرفة: تقدمت في أم سلمى. القسم الرابع 12218- أم قرثع «1» : تقدمت في أم زفر. حرف الكاف القسم الأول 12219- أم كبشة القضاعية «2» : ذكرها ابن أبي عاصم في «الوحدان» ، وأخرج حديثها أبو بكر بن أبي شيبة، ومطين والطبراني وغيرهم، من طريق الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو القرشي- أن أم كبشة امرأة من قضاعة- قالت: يا رسول اللَّه، ائذن لي أن أخرج في حبيش كذا وكذا. قال: لا. قالت: يا رسول اللَّه، إني لست أريد أن أقاتل، إنما أريد أن أداوي الجرحى والمرضى وأسقي الماء. قال: «لولا أن تكون سنة، ويقال: فلانة خرجت لأذنت لك، ولكن اجلسي» . وأخرجه ابن سعد، عن ابن أبي شيبة، وفي آخره: «اجلسي لا يتحدّث النّاس أنّ محمّدا يغزو بامرأة» . ويمكن الجمع بين هذا وبين ما تقدم في ترجمة أم سنان الأسلمي- أن هذا ناسخ لذاك، لأن ذلك كان بخيبر، وقد وقع قبله بأحد كما في الصحيح من حديث البراء بن عازب، وكان هذا بعد الفتح. 12220 - أم كثير بنت يزيد «3» الأنصارية «4» : ذكرها أبو نعيم، وأخرج من طريق أحمد بن سهيل الوراق، عن إسحاق بن قيس عن   (1) أسد الغابة ت (7569) . (2) أسد الغابة ت (7574) ، أعلام النساء 4/ 233، بقي بن مخلد 970- تجريد أسماء الصحابة 2/ 332- تلقيح فهوم أهل الأثر 387، تبصير المنتبه 3/ 1183- الإكمال 7/ 157، الاستيعاب ت (3657) . (3) في أ: أم كثير بنت زيد. (4) أسد الغابة ت (7575) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 332. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 455 أبي الصباح، عن أم كثير بنت يزيد الأنصارية، قالت: دخلت أنا وأختي على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت له: إن أختي تريد أن تسألك عن شيء، وهي تستحي، قال: «فلتسأل، فإنّ طلب العلم فريضة» . قال: فقلت له، أو قالت له أختي: إن لي ابنا يلعب بالحمام. قال: «أما إنّه لعبة المنافقين» . 12221- أم كجّة الأنصاريّة «1» : ذكر الواقديّ عن الكلبيّ في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس- أن أوس بن ثابت الأنصاري توفّي وترك ثلاث بنات وامرأة يقال لها أم كجّة، فقام رجلان من بني عمه يقال لهما: سويد، وعرفجة، فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا، فجاءت أم كجّة إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكرت ذلك له، فنزلت آية المواريث، فساقه مطولا، وهذا ملخصه. وتقدم بيان الاختلاف في اسمي ابني عمه في ترجمة أوس بن ثابت. وأخرج أبو نعيم، وأبو موسى، من طريقه ثم من رواية سفيان، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: جاءت أم كجة إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول اللَّه، إن لي ابنتين قد مات أبوهما وليس لهما شيء، فأنزل اللَّه عز وجل: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ [النساء: 7] . ثم أنزل اللَّه عز وجل: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء: 11] . قال أبو موسى: كذا قال: ليس لهما شيء، وأراد ليس يعطيان شيئا من ميراث أبيهما. قلت: راوية عن سفيان هو إبراهيم بن هراسة ضعيف، وقد خالفه بشر بن المفضل، عن عبد اللَّه بن محمد، عن جابر، أخرجه أبو داود من طريقه، قال: خرجنا مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتى جئنا امرأة من الأنصار في الأسواق، فجاءت المرأة بابنتين، فقالت: يا رسول اللَّه، هاتان بنتا ثابت بن قيس قتل معك يوم أحد، وقد أخذ عمهما مالهما كله، فلم يدع لهما مالا إلا أخذه، فما ترى يا رسول اللَّه؟ فو اللَّه لا ينكحان أبدا إلا ولهما مال، فقال: «يقضي اللَّه في ذلك» . قال: ونزلت: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ... [النساء: 11] ، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «ادع لي المرأة وصاحبها» . فقال لعمهما: «أعطهما الثّلثين، وأعط أمهما الثّمن، وما بقي فهو لك» .   (1) أسد الغابة ت (7576) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 456 قال أبو داود: هذا خطأ، وإنما هما ابنتا سعد بن الرّبيع، وأما ثابت بن قيس فقتل باليمامة. ثم ساقه عن طريق ابن وهب: أخبرني داود بن قيس وغير من أهل العلم، عند عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر- أن امرأة سعد بن الربيع قالت: يا رسول اللَّه، إن سعدا هلك وترك ابنتين ... فساق نحوه. انتهى. وأخرجه التّرمذيّ، والحاكم، من طريق عبيد اللَّه بن عمرو الرّقي، عن ابن عقيل، عن جابر، قال: جاءت امرأة سعد بن الرّبيع بابنتيها من سعد ... فذكر نحوه. وهذا الّذي جزم به أبو داود من التخطئة هو الّذي تقتضيه قواعد أهل الحديث مع قيام الاحتمال، فقد اختلف في اسم الميت، فقيل ثابت بن قيس، وقيل أوس بن ثابت كما تقدّم، وقيل أوس بن مالك، واختلف في اسم هذا الّذي حاز المال على أقوال تقدّم بيانها في ترجمة أوس بن ثابت. ومما لم يتقدّم من الاختلاف هناك أن الطّبري أخرج من طريق ابن جريج، عن عكرمة، قال: نزلت في أم كجّة، وبنت أم كجّة، وثعلبة، وأوس بن ثابت، وهم من الأنصار، أحدهما زوجها، والآخر عم ولدها، قالت: يا رسول اللَّه، مات زوجي وتركني، فلم نورث، فقال عمّ ولدها: لا تركب فرسا ولا تحمل كلّا، ولا تنكأ عدوا. وأخرجه ابن أبي حاتم- من طريق محمد بن ثور، عن ابن جريج، قال: قال ابن عبّاس: نزلت في أم كلثوم، وبنت كجّة، وثعلبة بن أوس، وسويد، فذكر نحوه. ومن طريق أسباط، عن السّديّ: كان أهل الجاهليّة لا يورثون الجواري ولا الضّعفاء من الذّكور، فمات عبد الرّحمن أخو حسّان الشّاعر، وترك امرأة يقال لها كجّة، وترك خمس حوار، فجاء العصبة فأخذوا ماله، فشكت أمّ كجّة ذلك للنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فأنزل اللَّه هذه الآية: فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ ... [النساء: 11] الآية. وأما المرأة فلم يختلف في أنها أم كجّة بضم الكاف وتشديد الجيم، إلا ما حكى أبو موسى عن المستغفريّ أنه قال فيها: أمّ كحلة، بسكون المهملة بعدها لام، وإلا ما تقدّم أنها بنت كجة في روايتي ابن جريج، فيحتمل أن تكون كنيتها وافقت اسم أبيها، وأما ابنتها فيستفاد من رواية ابن جريج أنها أم كلثوم. 12222- أم الكرام السلمية «1» .   (1) أسد الغابة ت (7577) ، الاستيعاب ت (3658) ، أعلام النساء 4/ 238، تجريد أسماء الصحابة 2/ 332. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 457 قال أبو عمر: روت عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في كراهية التّحلّي بالذّهب للنّساء. روى عنها الحكم بن حجل، ليس إسناد حديثها بالقويّ. 12223- أم كرز الخزاعيّة: ثم الكعبيّة» . قال ابن سعد: المكية أسلمت يوم الحديبيّة والنبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقسم لحوم بدنه، فأسلمت «2» ، ولها حديث في العقيقة أخرجه أصحاب السّنن الأربعة. روى عنها ابن عبّاس، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وسباع بن ثابت، وعروة، وغيرهم. واختلف في حديثها على عطاء، فقيل عن قتادة عنه، عن ابن عباس، وقيل: عن ابن جريج، ومحمد بن إسحاق، وعمرو بن دينار- ثلاثتهم عن عطاء عن حبيبة بنت ميسرة [بن أبي حبيب] ، عنها. وقيل: عن حجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عنها. وقيل: عن حجّاج، عن عطاء، عن ميسرة بن أبي حبيب عنها. وقيل: عن أبي الزّبير، ومنصور بن زادان، وقيس بن سعد، ومطر الوراق- أربعتهم عن عطاء بلا واسطة. وزاد حماد بن سلمة: عن قيس، عن عطاء- طاوسا ومجاهدا، ثلاثتهم عن أم كرز. ولم يذكر الواسطة. وقيل: عن قيس بن سعد، عن عطاء، عن أم عثمان بن خثيم، عن أم كرز. وقيل: عن يزيد بن أبي زياد، عن عطاء، عن سبيعة بنت الحارث كما تقدم في حرف السين المهملة. وقيل: عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن عطاء، عن جابر. وقيل: عن محمد بن أبي حميد، عن عطاء، عن جابر. وأقواها رواية ابن جريج ومن تابعه. وصححها ابن حبّان، ورواية حماد بن سلمة عند النّسائيّ، ورواية عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن سباع بن ثابت عنها نحوه. وأخرجه أبو داود والنّسائيّ وابن ماجة. قلت: ووقع عند إسحاق بن راهويه، عن عبد الرّزاق، عن ابن جريج بسنده، فقال: عن أم بني كرز الكعبيين. وكذا أخرجه ابن حبّان من طريقه. ويمكن الجمع بأنها كانت تكنى   (1) أسد الغابة ت (7578) ، الاستيعاب ت (3659) ، بقي بن مخلد 188، أعلام النساء 4/ 239- الثقات 3/ 459، 464- تجريد أسماء الصحابة 2/ 332، تقريب التهذيب 2/ 623- تهذيب التهذيب 12/ 477- الكاشف 3/ 491- تهذيب الكمال 3/ 1705- خلاصة تذهيب 3/ 402- تلقيح فهوم أهل الأثر 330. (2) في أ: فماتت. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 458 أم كرز، وكان زوجها يسمى كرزا، والمراد ببني كرز بنو ولدها كرز، وكانوا ينسبون إلى جدّتهما هذه. فاللَّه أعلم. ولها حديث آخر من رواية عبيد اللَّه بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز، قالت: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وهو بالحديبية أسأله عن لحوم الهدي، فسمعته يقول: «أقرّوا الطّير على مصافها» . أخرجه النّسائيّ بتمامه، وأبو داود مختصرا، وكذا الطّحاويّ. وصحّحه ابن حبّان، وزاد بعضهم في السّند: عن عبد اللَّه بن أبي يزيد، عن أبيه. وأخرج ابن ماجة بهذا السند عنها حديث: ذهبت النّبوّات، وبقيت المبشّرات» «1» . وصححه ابن حبّان أيضا. 12224- أم كعب الأنصاريّة «2» . نسبها أبو نعيم. ثبت ذكرها في صحيح مسلم من رواية عبد اللَّه بن بريدة، عن سمرة بن جندب، قال: صلّيت خلف النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على أم كعب، ماتت وهي نفساء، فقام رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم للصّلاة عليها. وأصل الحديث عند البخاري. 12225- أم كعب: زوج عجرة السّالمي، حليف الأنصار، من بني سالم، وهي والدة كعب بن عجرة [الصحابي المشهور. ثبت ذكرها في مسند كعب بن عجرة] «3» عند الطّبراني، فأخرج من طريق فيها ضعف عن كعب بن عجرة، قال: أتيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ... فذكر قصة فيها أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «ما فعل كعب؟» «4» قالوا: مريض، فخرج النبيّ صلّى اللَّه   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن 2/ 1283 في كتاب تعبير الرؤيا باب (1) الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له حديث رقم 3896 قال البوصيري في زوائد سنن ابن ماجة 2/ 1283 إسناده صحيح رجال ثقات والدارميّ في السنن 2/ 123، أحمد في المسند 6/ 381، والطبراني في الكبير 3/ 200، والسيوطي في الدر المنثور 3/ 312 والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 503، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 41453 وعزاه لابن ماجة عن أم كرز الكعبية. (2) أسد الغابة ت (7579) ، الاستيعاب ت (3660) . (3) سقط من أ. (4) أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 5 ومسلم في الصحيح 4/ 2120 عن كعب بن مالك الحديث بطوله كتاب التوبة (49) باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبه (9) حديث رقم (53/ 2769) ، وأحمد في المسند 3/ 4510، 6/ 387 وابن أبي شيبة في المصنف 4/ 541- وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم 9744- والبغوي في شرح السنة 3/ 160. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 459 عليه وآله وسلم يمشي حتى دخل عليه، فقال له: «أبشر يا كعب» «1» . فقالت أمه: هنيئا لك الجنة يا كعب! فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «من هذه المتألية «2» على اللَّه؟ قلت: هي أمي يا رسول اللَّه. فقال: «ما يدريك يا أمّ كعب! لعلّ كعبا قال ما لا ينفعه ومنع ما لا يغنيه» . 12226- أم كلثوم بنت سيد البشر «3» رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. اختلف هل هي أصغر أو فاطمة؟ وتزوّجها عثمان بعد موت أختها رقيّة عنده. قال أبو عمر: كان عتبة بن أبي لهب تزوّج أم كلثوم قبل البعثة، فلم يدخل عليها حتى بعث النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. فأمره أبوه بفراقها، ثم تزوّجها عثمان بعد موت أختها سنة ثلاث من الهجرة، وتوفيت عنده أيضا سنة تسع، ولم تلد له. قال وهي التي شهدت أم عطية غسلها وتكفينها وحدّثت بذلك. قلت: وحديثها بذلك سقته في فتح الباري. والمحفوظ أن قصّة أم عطية إنما هي في زينب كما ثبت في صحيح مسلم، ويحتمل أن تشهدهما جميعا. قال ابن سعد: خرجت أم كلثوم إلى المدينة لما هاجر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مع فاطمة وغيرها من عيال النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فتزوّجها عثمان بعد موت أختها رقيّة في ربيع الأول سنة ثلاث، وماتت عنده في شعبان سنة تسع، ولم تلد له. وساق بسند له عن أسماء بنت عميس، قالت: أنا غسلت أم كلثوم وصفيّة بنت عبد المطّلب. ومن طريق عمرة غسلتها نسوة منهن أم عطيّة. وفي صحيح البخاري وطبقات ابن سعد، عن أنس: رأيت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم على قبرها، فرأيت عينيه تدمعان، فقال: «فيكم أحد لم يقارف اللّيلة» . فقال أبو طلحة: أنا. فقال: «انزل في قبرها» . وقال الواقديّ بسند له: نزل في حفرتها علي، والفضل، وأسامة بن زيد. وقال غيره: كان عتبة   (1) أخرجه الترمذي (3102) وأحمد في المسند 3/ 459 وعبد الرزاق في المصنف (9744) والطبراني في الكبير 19/ 46 والخطيب في التاريخ 4/ 273. (2) يتألى على اللَّه: أي من حكم عليه وحلف كقولك: واللَّه ليدخلن اللَّه فلانا النار، ولينجحنّ اللَّه سعي فلان. والمتألّين: الذين يحكمون على اللَّه ويقولون: فلان في الجنة وفلان في النّار النهاية 1/ 62. (3) طبقات ابن سعد 8/ 37، تاريخ خليفة 66، المعارف 126، تاريخ الفسوي 3/ 159، المستدرك 4/ 48، العبر 1/ 5، مجمع الزوائد 9/ 216، شذرات الذهب 1/ 10، أسد الغابة ت (7581) ، الاستيعاب ت (3661) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 460 وعتيبة ابنا أبي لهب تزوّجا رقية وأم كلثوم ابنتي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فلما نزلت: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ قال أبو لهب لابنيه: رأسي بين رءوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد. وقالت لهما أمهما حمّالة الحطب: إن رقية وأم كلثوم صبّتا فطلقاهما، فطلقاهما قبل الدّخول. قلت: وهذا أولى مما ذكر أبو عمر تبعا لابن سعد: إن ولدي أبي لهب تزوّجا رقيّة وأم كلثوم قبل البعثة، فإنه فيه نظر، لأن أبا عمر نقل الاتفاق على أن زينب أكبر البنات، وتقدّم في ترجمته أنها ولدت قبل البعثة بعشر سنين، فإذا كانت أكبرهنّ بهذه السنّ، فكيف تزوّج من هو أصغر منها؟ نعم، إن ثبت ذلك يكون عقد نكاح إلى حين يحصل التأهل. فكأنه الفراق وقع قبل ذلك. وقال ابن مندة: مات عتبة قبل أن يدخل بأم كلثوم. وروى سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن أنس- أنه رأى على أم كلثوم بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثوب حرير سيراء. أخرجه ابن مندة. وأصله في الصّحيح. وقد تقدّم في ترجمة أم عياش مولاة رقية أنها قالت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ما زوّجت عثمان أم كلثوم إلّا بوحي من السّماء» «1» . قال ابن مندة: غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد. وأخرج ابن مندة أيضا من حديث أبي هريرة رفعه «أتاني جبرائيل فقال: إنّ اللَّه يأمرك أن تزوّج عثمان أمّ كلثوم على مثل صداق رقيّة وعلى مثل صحبتها» . وقال: غريب، تفرد به محمد بن عثمان بن خالد العثماني. 12227- أم كلثوم بنت زمعة: القرشية ثم العامريّة، أخت سودة أم المؤمنين، كانت زوج حويطب بن عبد العزّى، فولدت له أبا الحكم بن حويطب. ذكرها الزبير بن بكّار. 12228- أم كلثوم بنت أبي سلمة «2» بن عبد الأسد [بن عبد العزّى] «3» المخزوميّة، ربيبة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم.   (1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 308 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 308 وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12/ 364 وأورده الهيثمي في الزوائد 9/ 86 عن ابن عباس عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال إن اللَّه عز وجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان ... وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط إن اللَّه عز وجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان ... وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عمير بن عمران الحنفي وهو ضعيف. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 32800، 32812 وعزاه للطبراني في الكبير عن أم عياش وابن مندة والخطيب وابن عساكر عن عنبسة عن أم عياش وكانت أمة لرقية بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم. (2) أعلام النساء 4/ 251، الاستيعاب ت (3662) . (3) سقط من أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 461 روت عن أم سلمة زوج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. روت عنها أم موسى بن عقبة. قال أبو عمر: حديثها عند موسى بن عقبة، عن أمّه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة. قلت: أخرجه ابن أبي عاصم في الوحدان. حدثنا الصّلت بن مسعود، حدّثنا مسلم ابن خالد، عن موسى بن عقبة، عن أمه، عن أم كلثوم بنت أبي سلمة، قالت: لما تزوّج النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم سلمة قال لها: «إنّي قد أهديت إلى النّجاشي هدية ولا أراها إلّا سترجع إلينا، إنّ النّجاشيّ قد مات فيما أرى، فإن رجعت فهي لك» . وكان أهدى إليه حلة وأواقي من مسك. قالت: فكان كما قال، فرجعت الهديّة، فبعث إلى كل امرأة من نسائه أوقية من مسك، وأعطى أم سلمة الحلة. ورواه مسدّد عن مسلم بن خالد، لكن لم ينسبها. أخرجه ابن مندة من طريقه، فقال: أم كلثوم، غير منسوبة، ورواه هشام بن عمار، عن مسلم بن خالد، فقال في روايته: عن أمّه، عن أم كلثوم، عن أم سلمة. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه، من طريقه، وهو المحفوظ، وفي سياقه ما يدل على المراد بقوله: هي لك هي الحلّة لا الهديّة، وبذلك يجاب من استشكل قوله: فهي لك، ثم قسم المسك بين النّساء. 12229- أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو القرشيّة العامريّة «1» ، أخت أبي جندل. ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة مع زوجها أبي سبرة بن أبي رهم. وقال ابن سعد: أمها فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف. أسلمت بمكّة قديما، وبايعت وهاجرت إلى الحبشة الثّانية، وولدت لأبي سبرة محمدا، وعبد اللَّه. 12230- أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة «2» بن عبد شمس العبشميّة، خالة معاوية بن أبي سفيان: كانت عند عبد الرّحمن بن عوف، فولدت له سالما الأكبر، مات قبل الإسلام. ذكرها ابن سعد. 12231- أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأمويّة «3» .   (1) أسد الغابة ت (7583) ، الثقات 3/ 458- تجريد أسماء الصحابة 2/ 333. (2) الثقات 3/ 458- تجريد أسماء الصحابة 2/ 333. (3) أسد الغابة ت (7585) ، الاستيعاب ت (3663) ، الثقات 3/ 458- مسند أحمد 6/ 230- طبقات خليفة 332- تاريخ خليفة 86- الطبقات الكبرى 8/ 230- المحبر 407- المغازي 629- سيرة ابن هشام 3/ 271- المستدرك 4/ 66- تاريخ الإسلام 1/ 136، أعلام النساء 4/ 255- تجريد أسماء الصحابة 2/ 333- تقريب التهذيب 2/ 624- الإكمال 1/ 271- تهذيب التهذيب 12/ 477- الكاشف 3/ 491- تهذيب الكمال 3/ 1705- بقي بن مخلد 187- التاريخ الصغير 1/ 90، 205، أزمنة التاريخ الإسلامي 999- تلقيح فهوم أهل الأثر 318- تفسير الطبري 5/ 5204- در السحابة 581- الإكمال. بالمشكاة رقم 780. جمهرة أنساب العرب 131- الكامل في التاريخ 2/ 206 و 3/ 72. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 462 تقدّم نسبها في ترجمة أخيها الوليد بن عقبة، وأمهما أروى بنت كريز بن ربيعة «1» بن حبيب بن عبد شمس، وهي والدة عثمان. وكانت أم كلثوم ممن أسلم قديما وبايعت وخرجت إلى المدينة مهاجرة تمشي، فتبعها أخواها: عمارة والوليد، ليردّاها فلم ترجع. قال ابن إسحاق في «المغازي» حدّثني الزّهريّ، وعبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة عام الحديبيّة، فجاء أخواها عمارة وفلان ابنا عقبة يطلبانها، فأبى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن يردّها إليهما، وكانت قبل أن تهاجر بلا زوج، فلما قدمت المدينة تزوّجها زيد بن حارثة، ثم تزوّجها الزّبير بن العوّام بعد قتل زيد، فولدت له زينب، ثم فارقها فتزوّجها عبد الرّحمن بن عوف، فولدت له إبراهيم وحميدا، ثم مات عنها فتزوّجها عمرو بن العاص فمكثت عنده شهرا وماتت. روى عنها ولداها: حميد بن عبد الرّحمن، وإبراهيم، وحديثها في الصّحيحين والسّنن الثلاثة، قالت: لم أسمعه- يعني النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يرخّص في شيء مما يقول النّاس إنه كذب إلا في ثلاث ... الحديث. ومنهم من اختصره. وأخرج لها النّسائيّ في الكبرى حديثا آخر في فضل «قل هو اللَّه أحد» . وأخرج ابن مندة من طريق مجمّع بن جارية أنّ عمر قال لأم كلثوم بنت عقبة امرأة عبد الرّحمن بن عوف: أقال لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «انكحي سيّد المسلمين عبد الرّحمن بن عوف: أقال لك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «انكحي سيّد المسلمين عبد الرّحمن بن عوف؟» فقالت: نعم. قال ابن سعد: هي أول من هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولا نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى اللَّه ورسوله إلا أم كلثوم، خرجت من مكّة وحدها، وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت في الهدنة، فخرج في أثرها أخواها فقدما ثاني يوم قدومها، فقالا: يا محمد، شرطنا أوف به. فقالت أم كلثوم: يا رسول اللَّه أنا امرأة وحال النّساء إلى الضّعف، فأخشى أن يفتنوني في ديني ولا صبر لي، فنقض اللَّه العهد في النّساء، وأنزل آية الامتحان، وحكم في ذلك بحكم رضوا به كلهم، فامتحنها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم والنّساء بعدها: «ما أخرجكنّ إلّا حبّ اللَّه ورسوله والإسلام، لا حبّ زوج ولا مال» ، فإذا قلن ذلك لم يرددن.   (1) في أ: كريز بن زمعة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 463 قال: ولم يكن لها بمكّة زوج، فتزوجها زيد، ثم الزّبير، ثم عبد الرّحمن بن عوف، ثم عمرو بن العاص، فماتت عنده. 12232- أم كلثوم: غير منسوبة. تقدمت في بنت أبي سلمة. 12233- أم كلثوم: غير منسوبة- لعلها بعض من تقدّم ممن يكنى أمّ كلثوم. وتقدّم ذكرها في حديث شهاب بن مالك في حرف الشّين المعجمة من أسماء الرّجال. 12234- أم كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية، كانت زوج عمر بن الخطاب، وهي والدة عبيد اللَّه بن عمر- بالتّصغير- وقع ذكرها في البخاريّ غير مسمّاة وأن عمر طلقها لما نزلت: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [الممتحنة: 10] ، وسماها الطبراني، وقال: تزوجها بعد عمر أبو جهم بن حذافة. 12235- أم كلثوم: أخرى، غير منسوبة. وقع ذكرها في حديث أم عطيّة في البيعة على ترك النّياحة، قالت: فما وفت منهن غيري، فذكر فيهن أم كلثوم. 12236- أم كلثوم: غير منسوبة. وقع في النّسائيّ في قصّة فاطمة بنت قيس: اعتدّي عند أم كلثوم بدل أم شريك فليحرر «1» . القسم الثاني والثالث خاليان. القسم الرابع 12237- أم كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب «2» الهاشميّة، أمّها فاطمة بنت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ولدت في عهد النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: ولدت قبل وفاة النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وقال ابن أبي عمر المقدسي: حدّثني سفيان، عن   (1) في أ: فيحرر. (2) نسب قريش 349- والمحبر 53 و 101- والتاريخ الصغير 55- والطبقات الكبرى 8/ 463- والسير والمغازي 247- 250- والمعارف 143 و 185- تاريخ اليعقوبي 2/ 149- وربيع الأبرار 4/ 303- العقد الفريد 4/ 365- المعرفة والتاريخ 1/ 214/ 361- تهذيب الأسماء واللغات 2/ 365- الكامل في التاريخ 2/ 537 وسير أعلام النبلاء 3/ 500- 502- تاريخ الإسلام 1/ 137، أسد الغابة ت (7586) ، الاستيعاب ت (3664) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 464 عمرو «1» ، عن محمّد بن عليّ- أن عمر خطب إلى عليّ ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: إنه ردك فعاوده، فقال له عليّ: أبعث بها إليك، فإن رضيت فهي امرأتك، فأرسل بها إليه، فكشف عن ساقها، فقالت: مه! لولا أنك أمير المؤمنين للطمت عينيك. وقال ابن وهب، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جدّه: تزوّج عمر أم كلثوم على مهر أربعين ألفا. وقال الزّبير: ولدت لعمر ابنيه: زيدا، ورقية، وماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عديّ، فخرج ليصلح بينهم فشجّه رجل وهو لا يعرفه في الظلمة، فعاش أياما، وكانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد. وذكر أبو بشر الدّولابيّ في الذّرية الطّاهرة، من طريق أبي إسحاق، عن الحسن بن الحسن بن عليّ، قال: لما تأيّمت أم كلثوم بنت عليّ عن عمر، فدخل عليها أخواها الحسن والحسين، فقالا لها: إن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنّ، فدخل علي فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال: أي بنية، إن اللَّه قد جعل أمرك بيدك، فإن أحببت أن تجعليه بيدي. فقالت: يا أبت، إني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء، وأحبّ أن أصيب من الدّنيا. فقال: هذا من عمل هذين، ثم قام يقول: واللَّه لا أكلّم واحدا منهما أو تفعلين! فأخذا شأنها وسألاها ففعلت، فتزوّجها عوف بن جعفر بن أبي طالب. وذكرها الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة أنّ عوفا مات عنها فتزوّجها أخوه محمد، ثم مات عنها فتزوّجها أخوه عبد اللَّه بن جعفر، فماتت عنده. وذكر ابن سعد نحوه، وقال في آخره: فكانت تقول: إني لأستحيي من أسماء بنت عميس، مات ولداها عندي، فأتخوّف على الثّالث. قال: فهلكت عنده، ولم تلد لأحد منهم. وذكر ابن سعد عن أنس بن عياض، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه- أن عمر خطب أم كلثوم إلى عليّ، فقال: إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال: زوّجنيها، فو اللَّه ما على ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد. قال: قد فعلت، فجاء عمر إلى المهاجرين فقال: رفئوني فرفئوه «2» ، فقالوا: بمن تزوّجت؟ قال: بنت عليّ. إن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «كلّ نسب وسبب سيقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي «3» ، وكنت قد صاهرت فأحببت هذا أيضا» .   (1) في أ: عمير. (2) الرّفاء: الالتئام والاتفاق والبركة والنماء. النهاية 2/ 240. (3) أخرجه الحاكم 3/ 142 وابن سعد 8/ 340 وانظر المجمع 10/ 17 والكنز (31915) (37587) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 465 ومن طريق عطاء الخراساني- أنّ عمر أمهرها أربعين ألفا. وأخرج بسند صحيح أن ابن عمر صلّى على أم كلثوم وابنها زيد، فجعله مما يليه، وكبّر أربعا. وساق بسند آخر أن سعيد بن العاص هو الّذي صلّى عليهما. 12238- أم كلثوم بنت العباس بن عبد المطلب الهاشميّة «1» . قال ابن مندة: أدركت النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ثم أخرج من طريق الدّراوردي، عن محمد بن إبراهيم التّيمي، عن أم كلثوم بنت العبّاس، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إذا اقشعرّ جلد العبد من خشية اللَّه تحاتّت عنه خطاياه ... » «2» الحديث. هذه رواية سمويه، عن ضرار بن صرد عنه. وأخرجه الطّبراني، عن الحسين بن جعفر، عن ضرار بهذا السند، عن أم كلثوم بنت العبّاس، عن العبّاس، وهو الصّواب. قال أبو نعيم: سقط العبّاس من مسند ابن مندة. قلت: وكذلك أخرجه ثابت في «الدّلائل» ، من طريق اللّيث بن سعد، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن أم كلثوم بنت العبّاس عن أبيها. تنبيه: ذكر ابن الأثير في ترجمة التي قبل هذه أنّ أمها بنت محمية بن جزء الزّبيدي، وأنها كانت زوج الحسن بن علي، فولدت له محمدا وجعفرا، ثم فارقها، فتزوّجها أبو موسى الأشعريّ، فولدت له موسى، ثم مات عنها فتزوّجها عمران بن طلحة، ثم فارقها فرجعت إلى دار أبي موسى فماتت بها، ودفنت بظاهر الكوفة. قلت: وهذا كله إنما هو لأم كلثوم بنت الفضل بن العبّاس بن عبد المطّلب، وقصّة تزويج الفضل بنت محمية ثابتة في صحيح مسلم، وقصّة تزويج أبي موسى أمّ كلثوم بنت الفضل بن العباس ثابتة في طبقات ابن سعد. 12239- أم كلثوم بنت أبي بكر الصّديق التيميّة «3» .   (1) تجريد أسماء الصحابة 2/ 333، مجمع 10/ 310، أسد الغابة ت (7584) . (2) قال الهيثمي في الزوائد 10/ 313 رواه البزار وفيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم 5879 وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن العباس وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 56، والحسيني في إتحاف السادة المتقين 6/ 214. (3) المحبر 54 و 101 والسير والمغازي 230- وسيرة ابن هاشم 1/ 325- والمعارف 174- وأنساب الأشراف 1/ 244- والعقد الفريد 6/ 365 و 6/ 90 والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 361- وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 365- والكامل في التاريخ 2/ 537- وسير أعلام النبلاء 3/ 500- 502- والتذكرة الحمدونية 1/ 144 و 2/ 42. تاريخ الإسلام 1/ 136، أسد الغابة ت (7580) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 466 تابعية، مات أبوها وهي حمل، فوضعت بعد وفاة أبيها، وقصّتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره، أرسلت حديثها، فذكرها بسببه ابن السكن وابن مندة في الصّحابة. وأخرج من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن نافع، عن أم كلثوم بنت أبي بكر- أنّ النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نهى عن ضرب النّساء ... الحديث. ثم قال: رواه الليث عن يحيى نحوه. ورواه الثّوري عن يحيى بن حميد، فقال: عن زينب بنت أبي سلمة. قلت: أخرج الحسن بن سفيان حدث الليث بلفظ آخر بدون القصّة. قلت: ولأم كلثوم بنت أبي بكر رواية أخرى عن عائشة في صحيح مسلم، روى عنها جابر بن عبد اللَّه الأنصاريّ الصّحابي، وأمّها حبيبة بنت خارجة وضعتها بعد موت أبي بكر. وروى عنها أيضا جبر بن حبيب، وطلحة بن يحيى، والمغيرة بن حكيم، وغيرهم. حرف اللام [ القسم الأول ] 12240- أم ليلى: بنت رواحة الأنصاريّة «1» . امرأة أبي ليلى، ووالدة عبد الرّحمن بن أبي ليلى. قال أبو عمر: كانت من المبايعات، وحديثها عند أهل بيتها من الكوفيين. قلت: أخرجه ابن مندة، من طريق محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى، عن عمّته حمادة بنت محمد بن أبي ليلى، عن جدّتها أم ليلى، قالت: بايعنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فكان فيما أخذ علينا أن نختضب الغمس «2» ونمتشط بالعسل، ولا نقحل أيدينا من خضاب «3» . وبإسناده: «لا تتشبّهن بالرّجال» . ومن طريق حازم بن محمد الغفاريّ، عن أمه حمادة بنت محمد بن عبد الرّحمن بن   (1) أسد الغابة ت (7587) ، الاستيعاب ت (3665) ، الثقات 3/ 465. أعلام النساء 4/ 300- تجريد أسماء الصحابة 2/ 333- الاستبصار 357- تلقيح فهوم أهل الأثر 379- بقي بن مخلد 359. (2) اختضبت المرأة غمسا: غمست يديها خضابا مستويا من غير تصوير. اللسان 5/ 3297. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 174 وقال رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد واحد على مرتين وفي إسناده من لم أعرفه بايعنا رسول اللَّه وأن رسول اللَّه دعا له ومسح صدره. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 467 أبي ليلى، وكانت أكبر ولد محمد: سمعت عمتي تقول: أدركت أم ليلى وهي تخضب يديها ورجليها بحمية وتقول: على هذا بايعنا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث. وأخرج الطّبرانيّ الحديث الأول في الأوسط، وقال: لا يروى عن أم ليلى إلا بهذا الإسناد. تفرد به محمد بن عمران. قلت: ويرد عليه الحديث الّذي خرجه ابن مندة كما ترى. القسم الثاني والثالث وكذا الرابع خالية. حرف الميم القسم الأول 12241- أم مالك بنت أبيّ بن مالك الأنصاريّة الخزرجيّة، أخت عبد اللَّه بن أبيّ ابن سلول. ذكرها ابن سعد، قال: أسلمت وبايعت، وأمها سلمى بنت مطروف بن الحارث بن زيد الأوسيّة، وتزوج أم مالك رافع بن مالك بن عجلان. 12242- أم مالك الأنصاريّة «1» . أورد ابن أبي عاصم في الوحدان، وابن أبي خيثمة، من طريق عطاء بن السّائب، عن يحيى بن جعدة، عن رجل حدّثه- أن أمّ مالك الأنصاريّة قالت: جاءت بعكّة سمن إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأمر بلالا فعصرها ثم دفعها إليها، فإذا هي مملوءة فجاءت فقالت: أنزل فيّ شيء؟ قال: وما ذلك؟ قالت: رددت عليّ هديتي! فدعا بلالا فسأله، فقال: والّذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت. فقال: هنيئا لك، هذه بركة يا أم مالك، هذه بركة عجل اللَّه لك ثوابها. ثم علمها أن تقول في دبر كل صلاة: سبحان اللَّه عشرا، والحمد للَّه عشرا، واللَّه أكبر عشرا. لفظ ابن أبي عاصم، واقتصر ابن أبي خثيمة على آخره، وتقدّم في آخر حرف الزّاي قصة لأم سليم شبيهة بهذه.   (1) الثقات 3/ 465، أعلام النساء 5/ 12، تجريد أسماء الصحابة 2/ 334، تقريب التهذيب 624، تهذيب التهذيب 12/ 478، الكاشف 3/ 492، تهذيب الكمال 3/ 1706، الاستبصار 358، خلاصة تذهيب 3/ 403. أسد الغابة ت (7588) ، الاستيعاب ت (3667) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 468 12243- أم مالك الأنصاريّة. أخرج مسلم في صحيحه، من طريق معقل، عن أبي الزّبير، عن جابر- أن أم مالك الأنصاريّة كانت تهدي النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في عكة لها سمنا، فيأتيها بنوها فيسألون السّمن وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الّذي كانت تهدي فيه إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتجد فيه سمنا، فما زال يقيم لها أدم بنيها حتى عصرتها، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: «لو تركتيها ما زال قائما» . قال في «الذّيل على الاستيعاب» : لا أدري أهي التي ذكرها أبو عمر أو غيرها؟ قلت: وكلام ابن مندة ظاهر في أنها واحدة، فإنه قال: روى عنها جابر، وعبد الرّحمن بن سابط، وعياض بن عبد اللَّه بن أبي سرح، ثم أخرج من طريق عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن سابط، عن أم مالك الأنصاريّة، قالت: أتيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ولحياي يرعدان من الحمّى، فقال: «ما لك يا أمّ مالك» ؟ قالت: أم ملدم «1» ! فعل اللَّه بها وفعل! فقال: «لا تسبّيها، فإنّ اللَّه يحطّ بها عن العبد الذّنوب كما يتحات ورق الشّجر» . 12244- أم مالك البهزية «2» : قال أبو عمر: روى عنها طاوس نحو حديث مجاهد عن أم مبشر. قلت: وساقه التّرمذيّ، من طريق محمد بن جحادة، عن رجل، عن طاوس، عن أم مالك البهزية، قالت: ذكر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فتنة فقربها، فقلت: يا رسول اللَّه، من خير الناس فيها؟ قال: «رجل في ماشية يؤدّي حقّها، ويعبد ربّه، ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدوّ ويخيفونه» «3» . قال الترمذيّ: غريب «4» من هذا الوجه، ورواه ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن مالك.   (1) أم ملدم: كنية الحمّى. النهاية 4/ 246. (2) أسد الغابة ت (7589) الاستيعاب ت (3668) ، أعلام النساء 5/ 12، تجريد أسماء الصحابة 2/ 334- تقريب التهذيب 2/ 624- تهذيب التهذيب 12/ 479- الكاشف 3/ 492- تهذيب الكمال 3/ 1706- خلاصة تذهيب 3/ 403- بقي بن مخلد 971- تلقيح فهوم أهل الأثر 387. (3) أورده الهيثمي في الزوائد 5/ 282 عن أبي هريرة وقال رواه أحمد وأبو معشر نجيح ضعيف وأبو معشر مولى أبي هريرة لم أعرفه. (4) في أ: من هذا الوجه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 469 قلت: ورواية ليث أخرجه الطّبرانيّ، من طريق عبد الواحد بن زياد عنه، وأخرج ابن مندة نحوه، وقال: رواه جرير في آخرين عن ليث، قال: ورواه محمد بن جحادة عن رجل يقال: إنه ليث، قال: وروى النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن أم مالك. قلت: ورواية النّعمان هذه في مسند الشاميين للطبراني، وقال فيها: عن أم مالك البهزية، قالت: سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: من أعظم الناس أجرا؟ قال: «رجل آخذ برأس فرسه يأتي العدوّ يخيفهم ويخيفونه» . 12245- أم مالك: امرأة شجاع بن الحارث السدوسيّ. تقدم ذكرها في ترجمة شجاع. 12246- أم مبشر بنت البراء بن معرور الأنصاريّة» . تقدم نسبها في ترجمة والدها، وتقدم لها ذكر في أم مبشر بنت البراء. روى حديثها ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم مبشر بنت البراء بن معرور، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «ألا أخبركم بخير النّاس» ؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: «رجل في غنيمة له يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة قد اعتزل شرور النّاس» «2» . ولها ذكر في حديث آخر أخرجه أبو داود، من طريق الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أم مبشر: دخلت على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم في مرضه الّذي مات فيه، قالت: من يتهم يا رسول اللَّه، فإنّي لا أتهم بأبي إلا الشاة المسمومة التي أكل معك ... الحديث. وأخرجه من وجه آخر عن الزّهريّ، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك عن أبيه. روت عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روى عنها جابر بن عبد اللَّه الأنصاري.   (1) أسد الغابة ت (7590) ، الاستيعاب ت (3669) ، أعلام النساء 5/ 20- الثقات 3/ 459- تجريد أسماء، الصحابة 2/ 334- الكاشف 3/ 492- الاستبصار 78/ 3- تهذيب الكمال 3/ 1706- خلاصة تذهيب 3/ 403- تلقيح فهوم أهل الأثر 370- بقي بن مخلد 186. (2) أخرجه النسائي في السنن 6/ 12 كتاب الجهاد باب 8 فضل من عمل في سبيل اللَّه على قدميه حديث رقم 3106 والدارمي في سننه/ 201، وأحمد في المسند 3/ 37، 58، والحاكم في المستدرك 3/ 67، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وكنز العمال رقم 10530، 43026. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 470 أخرج حديثها مسلم والنّسائيّ من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أم مبشر- أنها سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول عند حفصة: «لا يدخل النّار إن شاء اللَّه من أصحاب الشّجرة أحد» . الحديث. وأخرجه ابن ماجة، عن طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر، عن أم مبشر، عن حفصة، وخالفه عبد اللَّه بن إدريس، فقال: عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر- أنها سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: في بيت حفصة. أخرجه أحمد عنه، وترجم لها: أم مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة. ولها حديث آخر أخرجه مسلم أيضا، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن محمد بن فضيل، وعن عمرو بن محمد الباقر، عن عمار بن محمد، عن أبي كريب، وإسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية- ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر، هذه رواية عمار بن محمد. وكذا في رواية أبي معاوية في رواية أبي كريب عنه. وقال إسحاق عنه: ربما قال عن أم مبشر، وربما لم يقل. وقال ابن فضيل في روايته عن امرأة زيد بن حارثة، ولم يسمها. وأخرجه أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن حفص بن غياث، عن الأعمش، فلم يذكر أم مبشر. وكذا أخرجه من رواية ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. ومن طريق الليث: عن أبي الزبير، عن جابر- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها، فقال: «من غرس هذا النّخل؟ مسلم أو كافر؟» قالت: بل مسلم. فقال: «فلا يغرس مسلم غرسا» «1» الحديث. ولها حديث ثالث أخرجه أحمد عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر، قالت: دخل عليّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا في حائط من حائط الأنصار ... الحديث في عذاب القبر. 12247- أمّ مبشّر: الأنصارية أخرى «2» ، وهي زوج البراء بن معرور، والد التي قبلها، وهي والدة مبشر بن البراء المذكور.   (1) أخرجه البيهقي في السنن 6/ 138. (2) أسد الغابة ت (7591) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 471 قال الحميديّ في مسندة: حدثنا سفيان، حدثنا عمرو بن دينار، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه- أنه حضرته الوفاة فقالت له أم مبشر: أقرئ مني السلام، فقال: هكذا قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «نسمة المؤمن في طير خضر تأكل من ثمر الجنّة» «1» . وكانت قبله أو بعده عند زيد بن حارثة، وقد روت أيضا. 12248- أم محجن «2» : التي كانت تقم المسجد. تقدمت في محجنة. 12249- أم محمد الأنصارية «3» : جاء عنها حديث أخرجه أبو موسى، من طريق حفص بن أبي داود، وهو حفص بن سليمان القارئ أحد الضعفاء في الحديث عن عمر بن ذر، عن عبيد اللَّه بن أبي الحبحاب، عن أم محمد الأنصارية، قالت: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم يقول: «من قال عند مطعمه ومشربه: بسم اللَّه خير الأسماء، بسم اللَّه ربّ الأرض والسّماء، بسم اللَّه الّذي لا يضر مع اسمه شيء لم يضره ما أكل وشرب» «4» . 12250- أم محمد: زوج حاطب بن الحارث، هي أم جميل. تقدمت في الجيم. 12251- أم محمد: هي خولة بنت قيس «5» ، تقدمت في الخاء المعجمة. 12252- أم مرثد الأسلمية «6» : ويقال الغنوية. قال أبو عمر: أسلمت يوم الفتح، وبايعت النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، روت عنها أمّ خارجة امرأة زيد بن ثابت. قلت: وقد تقدم حديثها في ترجمة أم حارثة. 12253- أم مسطح: القرشية التيمية، ويقال المطلبية، وهي بنت أبي رهم أنيس «7» ،   (1) أخرجه أحمد 3/ 455، 456، 460. (2) أسد الغابة ت (7592) . (3) أسد الغابة ت (7593) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 334،. (4) وهو حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي مولاهم الكوفي الغاضري صاحب القراءة كان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث قاله الذهبي، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه، قال ابن خرشة: كذاب يضع الحديث أيضا ميزان الاعتدال 1/ 558. (5) تجريد أسماء الصحابة 2/ 334، أسد الغابة ت (7595) . (6) أسد الغابة ت (7596) ، الاستيعاب ت (3670) ، أعلام النساء 5/ 33، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335. (7) أسد الغابة ت (7597) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 472 بفتح الهمزة بعدها نون مكسورة، ابن عبد المطلب بن عبد مناف. ويقال بنت صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة. قلت: هكذا حكى أبو موسى، وهو غلط، فإن هذا نسب سلمى أم الخير والدة أبي بكر هي بنت صخر إلى آخره، والّذي قال غيره أنها بنت خالة أبي بكر الصديق، اسمها رائطة بنت صخر ... إلخ، هكذا قال ابن سعد يقال اسمها سلمى، ويقال ريطة، حكاه ابن الأمين، عن ابن بشكوال، وبه حزم ابن جزم في الجمهرة، وهي مشهورة بكنيتها. ثبت ذكرها في «الصّحيحين» في قصة الإفك حين خرجت عائشة لقضاء الحاجة، فعثرت فقالت: تعس مسطح! فقال لها عائشة: تسبين رجلا شهد بدرا! فقالت: أو لم تعلمي ما قال؟ فذكرت لها قصة الإفك، وكان مسطح ممن تكلّم في ذلك. وقد تقدم ذلك في ترجمته. وقال ابن سعد: أسلمت أم مسطح، فحسن إسلامها، وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلّم مع أهل الإفك. 12254- أم مسعود الأنصارية «1» : زوج الحكم بن الربيع بن عامر الزّرقيّ، يقال اسمها أسماء، ويقال هي حبيبة بنت شريق. روى عنها ابنها مسعود بن الحكم، أخرج حديثها النسائي، من طريق ابن إسحاق، عن حكيم بن حكيم بن عباد «2» بن حنيف، عن مسعود بن الحكم، عن أمه- أنها حدثت قالت: كأني انظر إلى عليّ بن أبي طالب على بغلة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم البيضاء في شعب الأنصار، وهو يقول: «يا أيّها النّاس، إنّها أيّام أكل وشرب» - يعني أيام منى. 12255- أم مسلم الأشجعية «3» : لها صحبة، حديثها عند أهل الكوفة، رواه الثوري، قاله أبو عمر. قلت: أخرجه ابن السّكن، عن طريق الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن رجل،   (1) أعلام النساء 5/ 33، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335، أسد الغابة ت (7598) ، الاستيعاب ت (3672) . (2) في أ: حكيم بن عبادة. (3) أسد الغابة ت (7599) ، الاستيعاب ت (3673) ، أعلام النساء 5/ 55، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335- تعجيل المنفعة ص 564. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 473 عن أم مسلم الأشجعية، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم وأنا في قبّة من أدم، فقال: «ما أحسنها إنّ «1» لم يكن فيها ميتة» «2» !. وأخرجه ابن مندة من وجهين: أحدهما بعلو إلى الثوري، وقال: رواه قيس بن الربيع، عن حبيب، عن رجل من بني المصطلق، عن أم مسلم الأشجعية نحوه. وأخرجه [ابن سعد] «3» عن قبيصة عن الثوري. 12256- أم مسلم: خادم صفية «4» ذكرت في الصحابة، ولا يعرف لها صحبة، قاله ابن مندة. 12257- أم المسيّب الأنصارية «5» : روى حديثها جابر في الحمى والنهي عن سبها. تقدم ذكرها في أم السائب. 12258- أم مطاع الأسلمية «6» : قال أبو عمر: مدنية، حديثها عند عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عنها، قال: وروى عنها أنها شهدت خيبر مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فأسهم لها كسهم رجل، وفي ذلك نظر، وشهودها خيبر صحيح. انتهى. ولم يزد ابن مندة على قوله أم مطاع. روى حديثها عطاء بن أبي مروان، عن أبيه. 12259- أم معاذ: غير منسوبة «7» . روى حديثها أبو بشر الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق يحيى بن معقل، عن أنس: قال: أرسلتني أم معاذ إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه، أرسلتني أمّ معاذ أن تدعو اللَّه لها. فقال: «اللَّهمّ اغفر لأمّ معاذ ولمعاذ» - ثلاث مرات. ووقع لي هذا الحديث بعلو في السادس من حديث ابن صاعد، من طريق أبي الوقت.   (1) في أ: لو لم يكن. (2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 437 وذكره الهيثمي في المجمع 1/ 218. (3) سقط في أ. (4) أسد الغابة ت (7600) . (5) أسد الغابة ت (7601) . (6) أسد الغابة ت (7602) ، الاستيعاب ت (3674) ، أعلام النساء 5/ 58. الثقات 3/ 464، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335. (7) أسد الغابة ت (7603) ، الثقات 3/ 465، أعلام النساء 5/ 59، تجريد أسماء الصحابة 2/ 335. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 474 12260- أم معاذ الأنصارية «1» : وقع ذكرها في حديث أم عطية بالبيعة على ألا ينحن. قالت: فما وفت منا امرأة إلا أم سليم، وأم العلاء، وأم معاذ، كذا أورده المستغفري، وهو عند ابن سعد من رواية أيوب عن حفصة، عن أم عطية. والحديث في الصحيح من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، بلفظ أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ ... الحديث. 12261- أم معاذ الأنصارية: قال ابن مندة روى حديثها محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الحارث، عن سالم أبي النضر، قال: دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على بعض أصحابه وهو يموت، فقالت امرأة من الأنصار يقال لها أم معاذ: هنيئا لك الجنة أبا السائب ... الحديث. وفيه إرسال. انتهى. وهذه القصة معروفة لأم العلاء، كما تقدم، وهي موصولة في الصحيح من حديثها، وأبو السائب هو عثمان بن مظعون، ولعل القائلة تعددت أو كانت لها كنيتان. 12262- أم معاذ بنت عبد اللَّه بن عمرو بن حزام الأنصاري، أخت جابر بن عبد اللَّه. ذكرها ابن سعد عن الواقديّ أنها أسلمت وبايعت. 12263- أم معبد الخزاعية «2» : التي نزل عليها النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم لما هاجر، مشهورة بكنيتها، واسمها عاتكة بنت خالد. تقدم نسبها في ترجمة أخيها خنيس بن خالد في حرف الخاء المعجمة، وهو أحد من روى قصة نزول النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم عليها لما هاجر إلى المدينة، وتقدمت الإشارة إلى ذلك في ترجمته. وأخرجه أبو عمر عن عبد الوارث بن سفيان أنه أملاه عليه، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عيسى بن حكيم بن أيوب بن إسماعيل بن محمد بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي بقديد، على باب حانوته، حدثني أبو هشام محمد بن   (1) أسد الغابة ت (7603) . (2) أسد الغابة ت (7605) ، الاستيعاب ت (3677) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 475 سليمان بن الحكم، عن جدي أيوب بن الحكم، عن حزام بن هشام، عن أبيه خنيس بن خالد، صاحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حين خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر [وهو] ، عامر بن عامر بن فهيرة، ودليلهما عبد اللَّه بن أريقط مروا على خيمة أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تسقي وتطعم بفناء الكعبة، فسألوها لحما، وتمرا ليشتروه، فلم يصيبوا عندها شيئا، وكان القوم مرملين «1» ، وفي كسر «2» الخيمة شاة، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «يا أم معبد، هل بها من لبن» ؟ قالت: هي أجهد من ذلك. فقال: «أتأذنين لي أن أحلبها» «3» ؟ قالت: نعم، إن رأيت بها حلبا، فمسح بيده ضرعها، وسمى اللَّه، ودعا لها في شاتها، فدرت واجترت، فدعا بإناء فحلب فيه حتى علاه البهاء «4» ، ثم سقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم، ثم حلب فيه ثانيا، ثم غادره عندها وبايعها، وارتحلوا عنها ... فذكر الحديث بطوله. وأخرجه ابن السّكن، من حديث أم معبد نفسها، أورده من طريق ابن الأشعث حفص بن يحيى التيمي، حدثنا حزام بن هشام عن خنيس، قال: سمعت أبي يحدث عن أم معبد بنت خالد- وهي عمته- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل عندها هو وأبو بكر ردفان مخرجه إلى المدينة حين خرج، فأرسلت إليه شاة فرأى فيها بصرة من لبن، فقربها فنظر إلى ضرعها، فقال: واللَّه إن بهذه الشاة للبنا، قال: وهي جالسة تسدّ سقيفتها، فقالت: اردد الشاة. فقال: لا، ولكن ابعثي شاة ليس فيها لبن. قال: فبعثت إليه بعناق جذعة فقبلها، فقال: إني أنا رأيت الشاة وإنها لتأدمنا، وتأدم صرمنا. ثم أخرجه من طريق أبي النّضر- هو هاشم بن القاسم، عن حزام بن هشام، سمعت أبي يحدث عن أم معبد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم نزل عليها، فأرسلت إليه شاة تهديها له، فأبى أن يقبلها، فثقل ذلك عليها، فقالوا: إنما ردها لأنه رأى بها لبنا، فأرسلت إليه بجذعة، فأخذها. وذكر الواقديّ في قصة أم معبد قصة الشاة التي مسح النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم   (1) أي نفد زادهم، وأصله من الرّمل كأنّهم لصقوا بالرّمل كما قيل للفقير: التّرب. النهاية 2/ 265. (2) أي جانبها. النهاية 4/ 172. (3) أخرجه الطبراني في الكبير 7/ 124، وابن عساكر في التاريخ 1/ 326 وأورده الهيثمي في الزوائد 8/ 281 عن محمد بن سليط عن أبيه عن جده بزيادة في أوله قال الهيثمي، رواه الطبراني وفيه عبد العزيز ابن يحيى ونسبه البخاري وغيره إلى الكذب وقال الحاكم صدوق فالعجب منه وفيه مجاهيل أيضا. (4) أراد بهاء اللّبن وهو بيص رغوته. اللسان 1/ 380. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 476 ضرعها، وذكر أنها عاشت إلى عام الرمادة، قالت: فكنا نحلبها صبوحا وغبوقا وما في الأرض لبن قليل ولا كثير. وأخرجه ابن سعد، عن الواقديّ عن حزام بن هشام بنحوه، وزاد: وكانت أم معبد يومئذ مسلمة. وقال الواقديّ: قال غيره: قدمت بعد ذلك وأسلمت وبايعت. وأخرج أيضا عن الواقديّ، عن إبراهيم بن نافع، عن ابن أبي نجيح، عن عبد اللَّه مولى أسماء بنت أبي بكر، ثم ذكر طريقين آخرين، قالوا: ما شعرت قريش أين توجّه النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم حتى سمعوا صوتا بأعلى مكة تتبعه العبيد والصبيان، ولا يرون شخصه يقول: جزى اللَّه ربّ النّاس خير جزائه ... رفيقين قالا خيمتي أمّ معبد ليهن بني كعب مكان فتاتهم ... ومقعدها للمسلمين بمرصد «1» [الطويل] الأبيات. وذكر عمر بن شبّة في كتاب مكة، من طريق عبد العزيز بن عمران- أنها أتت أم معبد بنت الأشعر، وذكر لها قصة مع سراقة بن جعشم. 12264- أم معبد بنت عبد اللَّه بن عمر بن حرام الأنصارية. أخت جابر بن عبد اللَّه. ذكرها الواقدي. 12265- أم معبد: مولاة قرظة بن كعب الأنصارية «2» . قال ابن مندة: في صحبتها خلاف، وأورد من طريق موسى بن محمد الأنصاري، عن يحيى بن الحارث التيمي، عن أم معبد، مولى قرظة، قالت: كنت أسقي ناسا من أصحاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، منهم معاذ بن جبل نبيذ الذرة، فقيل لها: فأين ما يذكر من المزفت؟ فقالت: إن المحرّم لما أحل اللَّه كالمستحل لما حرم اللَّه. أما الدباء فهو القرع، وأما الحنتم فحناتم «3» بأرض العجم، وأما النّقير فأصول النخل، فهذا الّذي نهى عنه رسول   (1) ينظر البيتان في الاستيعاب ترجمة رقم (3677) والشعر في ديوان حسان بن ثابت ص 86، سيرة ابن هشام 2/ 101. (2) أسد الغابة ت (7606) . (3) الحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كلّه حنتم. النهاية 1/ 448. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 477 اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، وتردد ابن السكن: هل هي أم معبد التي روت في الدعاء- وستأتي قريبا؟ أو غيرها. 12266- أم معبد: زوج كعب بن مالك «1» . روى حديثها محمد بن إسحاق، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أمه، وكانت صلت القبلتين، قالت: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم: «لا تنتبذوا التّمر والزّبيب جميعا، وانتبذوا كلّ واحد على حدة» «2» . أخرجه أحمد والطبراني وابن مندة. 12267- أم معبد: غير منسوبة، وقيل إنها أنصارية» . روى حديثها عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مولى لأم معبد، عن أم معبد- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كان يدعو ويقول: «اللَّهمّ طهر قلبي من النّفاق، وعملي من الرّياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، فإنّك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور» . أخرجه أبو نعيم، وأفردها عن الخزاعية «4» ، وتبعه أبو موسى. وأما ابن السّكن فذكر الحديث في ترجمة الخزاعية في الأسماء في عاتكة، فقال: روي عن مولى لأم معبد [عن أم معبد] «5» حديث في الدعاء فذكره، ثم قال في الكنى: أم معبد الأنصارية، وليست صاحبة الخيمتين- يعني الخزاعية، ثم ساق الحديث عن شيخ آخر بالسند والمتن بعينه، ثم قال: لم أجد لأم معبد هذه حديثا غير هذا. وفي إسناده نظر، وهو كما قال، فإنه من رواية فرج بن فضالة عن ابن أنعم، وهما ضعيفان، ثم قال: وقد روى عن ابن الحارث عن أم معبد مولاة قرظة حديثا في الظروف، ولست أدري هي هذه أم غيرها؟ فتناقض في ذلك مع جلالته في الحفظ وإتقانه. 12268- أم معبد «6» : تأتي في أم مغيث. 12269- أم معقل الأسدية «7» :   (1) الثقات 3/ 461، أعلام النساء 5/ 63، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 335، أسد الغابة ت (7607) ، الاستيعاب ت (3675) . (2) أخرجه أحمد في المسند 2/ 526 عن أبي هريرة. (3) أسد الغابة ت (7608) . (4) في أ: وفردها عن الخزاعية. (5) سقط من أ. (6) أم معتب. (7) أعلام النساء 5/ 64، تجريد أسماء الصحابة 2/ 336- تقريب التهذيب 2/ 625- تهذيب التهذيب 12/ 480 الكاشف 3/ 392- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 358- خلاصة تذهيب 3/ 403 تلقيح فهوم أهل الأثر 370، أسد الغابة ت (7609) ، الاستيعاب ت (3678) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 478 زوج أبي معقل، ويقال: إنها أشجعية. ويقال أنصارية. روى حديثها أصحاب السنن الثلاثة. وقد تقدم بيان ذلك مفصلا في ترجمة زوجها في كنى الرجال، وذكر الاختلاف في سند حديثها: «عمرة في رمضان تعدل حجّة» . ويقال: إنها المرادة بما وقع في حديث ابن عباس في الصحيح- أن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال لامرأة من الأنصار: «ما منعك أن تحجّي معنا» ؟ قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنة لزوجها وابنها. قال: «فإذا كان من رمضان اعتمري، فإن عمرة في رمضان تعدل حجّة» «1» . ولكن ثبت في مسلم أنها أم سنان، فإما أن يكون اختلف في كنيتها، وإما أن تكون القصة تعددت، وهو الأشبه. 12270- أم مغيث «2» : قال ابن مندة: لها صحبة، ثم ساق من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد الجبار بن عمر، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة، عن محمد بن يوسف، عن أبيه، عن أم مغيث- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ينهى عن الخليطين. قلت: وقال: هما التمر والزبيب. زاد الطبراني: وكانت أم مغيث جدة ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وقد صلت القبلتين على عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. قال أبو عمر: تعدّ في أهل المدينة، حديثها عند عبد اللَّه «3» بن يوسف، عن أبيه، عنها- في الخليطين وتحريم المسكر. ويقال: إنها أم أم ابن أبي عبد الرحمن، وكانت قد صلّت القبلتين مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم. وذكر ابن الفرضيّ أن ابن وهب روى الحديث المذكور، وأن محمد بن وضاح تعقبه، فحكاه عن حرملة أن ابن وهب أخطأ فيه، فقال: أم مغيث، وإنما هي أم معبد- بفتح الميم وسكون المهملة ثم دال. قلت: وكان الحامل له على هذه الدّعوى اتحاد المتن، ووصفها بكونها صلّت   (1) أخرجه البخاري 3/ 4 ومسلم في كتاب الحج (221) . (2) أعلام النساء 5/ 66، تجريد، أسماء الصحابة 2/ 336، أسد الغابة ت (7610) . (3) في أ: حديثها عن محمد بن يوسف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 479 القبلتين، وفيه نظر، لأن مخرج الحدثين مختلف، واتفاق صحابيين على رواية حديث واحد واجتماعهما في صفة واحدة ليس ببعيد، فالحكم على ابن وهب مع حفظه وسعة روايته مردود، وهذا لو تفرد بقوله أبي مغيث وهو لم يتفرد، بل وافقه سعيد بن أبي مريم كما ترى. وقد أخرج ابن عبد البرّ ترجمة أم معبد تلو أم مغيث، وقال: روت في الخليطين. روى عنها معبد بن كعب. ثم وجدت في المؤتلف للخطيب أم مغيث، بالغين المعجمة والمثلثة، وساق الحديث من طريق ابن عبد الحكم عن ابن وهب بتمامه، ثم قال الخطيب: ثم وجدت الحديث من وجه آخر، قال فيه أم معتّب، بمهملة ومثناة ثقيلة وآخره موحدة، ثم ساقه من طريق بكر بن يونس بن بكير، عن عبد الجبّار به. قلت: فهذا اختلاف ثالث في ضبطها، وإسحاق بن أبي فروة ضعيف جدّا. 12271- أم المغيرة بنت نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشميّة «1» . تقدّم ذكرها في ترجمة أبي البراد مولى تميم الدّاري في الكنى، وأنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم زوجها لتميم بإذن والدها، ووقع في التجريد تبعا لأصله: أم المغيرة بن نوفل، وعزاه لأبي موسى، وهو تصحيف، والصّواب بنت نوفل كما ذكرت، وكذا هو في ذيل أبي موسى. 12272- أم مكتوم: لها ذكر في أواخر المجلد الثاني من أخبار مكة للفاكهيّ، وفي رواية عطاء، عن عبد الرّحمن عن فاطمة بنت قيس. 12273- أم المنذر بنت قيس «2» بن عمرو [بن عبيد] بن عامر بن غنم بن عدي بن النّجّار الأنصاريّة النّجّارية «3» . قال الطّبرانيّ: اسمها سلمى بنت قيس، أخت سليط بن قيس، من بني مازن بن النّجّار.   (1) أسد الغابة ت (7611) . (2) سقط في أ. (3) أسد الغابة ت (7612) ، الاستيعاب ت (3680) ، الثقات 3/ 461، 465، أعلام النساء 5/ 111- تجريد أسماء الصحابة 2/ 336- تقريب التهذيب 2/ 625- تهذيب التهذيب 12/ 481- الكاشف 3/ 492- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 61- خلاصة تذهيب 3/ 404- تلقيح فهوم أهل الأثر 370. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 480 وعندي أنها غيرها، فحديث سلمى بنت قيس تقدم في المبايعة، وحديث أم المنذر أخرجه أبو داود والتّرمذي وابن سعد وابن ماجة، من طريق فليح بن سليمان، عن أيّوب بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة، عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر بنت الأنصاريّة، قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ومعه عليّ وعليّ ناقة ولها ذوال معلقة، فطفق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم [يأكل فقال] «1» : «مه يا عليّ، إنّك ناقة» ، حتى كفّ عليّ، قالت: وصنعت له شعيرا وسلفا فجئت به، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: «يا عليّ، من هذا فأصب، فإنّه أوفق لك» . لفظ أبي داود. قال التّرمذيّ: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث فليح. وتعقّب بأنه جاء من طريق ابن أبي فديك عن محمد بن أبي يحيى الأسلميّ، عن أبيه عن يعقوب نحوه. قلت: وفليح بن سليمان الأسلمي، وكنيته أبو يحيى وابن محمد: من رجال البخاري، وابن أبي فديك من أقرانه، فلعله حمله عنه، ولم يفصح باسم ابنه لصغره. قال محمّد بن إسحاق: فالتبس بمحمد بن أبي يحيى والد إبراهيم شيخ الشّافعي، وليس هو به، بل رجع الخبر إلى فليح، كما قال الترمذي. قال ابن سعد: أمها رغبة بنت زرارة بن عبيد بن عدس النّجاريّة. تزوّجها قيس بن صعصعة بن وهب. 12274- أم منظور بنت محمد بن سلمة الأنصاريّة «2» . تقدّم نسبها في ترجمة والدها. ذكرها ابن الأثير، وقال: بايعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قاله ابن حبيب. 12275- أم منظور: بنت محمود بن سلمة الأنصارية. تقدّم نسبها في والدها، وهي شقيقة هند الماضي ذكرها. وذكرها ابن سعد فيمن بايع النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولم يذكر التي قبلها، وقال: تزوجها لبيد بن عقبة بن رافع، فولدت له محمود بن لبيدة الفقيه، فسمّته باسم أبيها، وولدت له أيضا منظور بن لبيد التي كانت تكنى به، وكان أكبر من محمود. 12276- أم منبع «3» : والدة شباث، بمعجمة وموحدة وآخره مثلثة. قيل: هي أسماء بنت عمرو التي تقدّمت في حرف الألف.   (1) في أ: منها فقام علي ليأكل فقال: (2) أسد الغابة ت (7613) . (3) أسد الغابة ت (7614) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 481 وقد أخرج ابن سعد عن الواقديّ بسند له إلى أم عمارة، قالت: كان الرّجال تصفق على يدي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ليلة بيعة العقبة، والعبّاس آخذ بيده، فلما بقيت أنا وأم منيع نادى زوجي غزية بن عمرو: يا رسول اللَّه، هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك. فقال: «قد بايعتكما، إنّي لا أصافح النّساء» . وقال ابن سعد أيضا: أمها شهدت العقبة مع زوجها خديج بن سلامة، وشهدت خيبر أيضا. القسم الثاني خال. القسم الثالث 12277- أم المنهال: زوج مالك بن نويرة التميمي. لها ذكر في ترجمة زوجها. 12278- أم المهاجر الروميّة: أسلمت في زمان عثمان. قال البخاريّ في «الأدب المفرد» : حدّثنا موسى، حدّثنا عبد الواحد، قال: حدثتنا عجوز نوبية جدة علي بن غراب، حدّثتني أم المهاجر، قالت: سبيت وجواري من الروم، فعرض علينا عثمان الإسلام فلم يسلم غيري وغير أخرى، فقال: اخفضوهما وطهروهما، فكنت أخدم عثمان. 12279- أم موسى اللّخمية: زوج نصير اللّخمي، والد موسى بن نصير الأمير المشهور الّذي افتتح الأندلس. لها إدراك. ذكر الرّشاطيّ أنها شهدت مع زوجها اليرموك، فقتلت حينئذ علجا، وأخذت سلبه، وكان عبد العزيز بن مروان يستحكيها ذلك فتصفه له، وتقول: بينما نحن في جماعة من النّساء إذ جال الرجال جولة، فأبصرت علجا يجر رجلا من المسلمين، فأخذت «1» عمود الفسطاط ثم دنوت منه فشدخت به رأسه، وأقبلت أسلبه، فأعانني الرجل على أخذه. القسم الرابع 12280- أم محمد بن حاطب «2» : هي أم جميل. وهم من استدركها في أم محمد، لكونها لها ابن اسمه محمد، وقد بينت فساد ذلك في آخر حرف العين المهملة.   (1) في أ: فحملت. (2) أسد الغابة ت (7594) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 482 12281- أم معبد: تقدّم القول فيها في القسم الأول . 12282- أم معتب «1» : تقدّم في الأوّل دعوى ابن وضلح «2» أن ابن وهب صحّفها. حرف النون القسم الأول 12283- أم نبيط «3» : قال ابن الأثير: اختلف في اسمها. قلت: قرأت على فاطمة بنت المنجي، عن سليمان بن حمزة، وأبي نصر بن الشّيرازي، وإسماعيل بن يوسف بن مكتوم، ح، وأنبأنا أبو هريرة بن الذّهبي، أخبر أبو نصر سماعا في الخامسة، قال: أخبرنا جدّي وقال سليمان: أخبرتنا كريمة بنت عبد الوهاب. وقال إسماعيل: أخبرنا مكرم بن أبي الصّقر، قال الثلاثة: أخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن الحسن، أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، أخبرنا إبراهيم بن أبي ثابت، حدّثنا يزيد بن محمد بن عبد الصّمد، حدّثنا عتبة بن الزبير، من ولد كعب بن مالك، أخبرنا محمد بن عبد الخالق، من ولد النعمان بن بشير، حدّثنا عبد الرّحمن] «4» بن نبيط، عن أبيه- هو نبيط بن جابر، عن جدّته أم نبيط، قالت: أهدينا جارية لنا من بني النّجّار إلى زوجها، فكنت مع نسوة من بني النّجار ومعي دفّ أضرب به وأنا أقول: أتيناكم أتيناكم ... فحيّونا نحيّيكم ولولا الذّهب الأحمر ... ما حلّت بواديكم «5» [الهزج] قالت: فوقف علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال: ما هذا يا أم نبيط؟ فقلت: بأبي أنت وأمّي يا بني اللَّه! جارية منا من بني النجار نهديها إلى زوجها. قالت: فتقولين ماذا؟ قالت: فأعدت عليه قولي، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قولي: ولولا الحنطة السّم ... راء ما سمن عذاريكم [الهزج]   (1) الاستيعاب ت (3679) . (2) في أ: ابن وضاح. (3) أسد الغابة ت (7616) ، الثقات 7/ 402- أعلام النساء 5/ 163- تجريد أسماء الصحابة 2/ 336. (4) في أ: حدثنا عبد الملك بن نيبط. (5) ينظر البيتان في أسد الغابة ترجمة رقم (7616) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 483 قلت: هذا حديث غريب، أخرجه ابن مندة عن [ ... ] وأخرجه ابن الأثير عن أبي البركات بن عساكر، عن محمد بن الجليل بن فارس، عن أبي القاسم بن أبي العلاء، فكأن شيخنا سمعه منه. وقال أبو نعيم: تقدّم ذكره [يعني] «1» في ترجمته. قلت: وذكر أبو نعيم أنّ اسمها نائلة بنت الحساس. وقد ذكرتها في حرف النّون، وأهملها هو، وهي على شرطه. 12284- أم نصر المحاربيّة «2» : روى حديثها ابن إسحاق «3» ، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أم نصر المحاربيّة، قالت: سأل رجل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن لحوم الحمر الأهلية، فقال: «أليس ترعى الكلأ وتأكل الشّجر؟» قال: بلى. قال: «فأصب من لحومها» . أخرجه الطّبرانيّ، وابن مندة. قال أبو عمر: تفرد بن إبراهيم بن المختار الرّازي، عن محمد بن إسحاق، وليس ممن يحتج بحديثه. 12285- أم النعمان بنت رواحة: هي عمرة. وردت بكنيتها في صحيح أبو عوانة في الحديث الّذي أخرجه مسلم باسمها. 12286- أم نهشل بنت عبيدة: بضم العين، ابن سعيد بن العاص بن أمية. قتل أبوها ببدر، وكانت هي بمكّة إلى أن غرفت في السبيل في خلافة عمر، فهي على شرط هذا الكتاب، إذ لم يبق بمكة عند حجة الوداع إلا من شهدها مسلما. قال الفاكهيّ في كتاب «مكّة» : فمن السيول التي وقعت بمكة في الإسلام سيل أمّ نهشل، كان في خلافة عمر، أقبل من أعلى مكّة حتى دخل المسجد الحرام، وكانت طريقه بين الدّارين، فذهب بأم نهشل بنت عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية حتى استخرجت من أسفل مكّة، فسمي ذلك السيل سيل أم نهشل. 12287- أم نيار بنت زيد بن مالك بن عديّ بن كعب بن عبد الأشهل الأنصارية ثم الأشهلية، أخت سعد بن زيد. ذكرها الواقديّ في المبايعات. وقال ابن سعد: ولم نجد لها في نسب الأنصار ذكرا.   (1) سقط من أ. (2) أسد الغابة ت (7617) ، الثقات 3/ 465، أعلام النساء 5/ 201، 211- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337- تهذيب التهذيب 12/ 481 الكاشف 3/ 492- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 61- خلاصة تذهيب 3/ 404 تلقيح فهوم أهل الأثر 370، الاستيعاب ت (3682) . (3) في أ: روى حديثها محمد بن إسحاق. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 484 القسم الثاني والثالث وكذا الرابع خالية. حرف الهاء القسم الأول 12288- أم هاشم «1» : تأتي في أم هشام. قال ابن عبد البر: روى عنها خبيب بن عبد الرّحمن بن يساف. وتعقبه ابن فتحون بأن خيبا إنما روى عنها بواسطة، وهو كما قال. 12289- أم هانئ بنت أبي طالب «2» بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية، ابنة عم النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم. قيل: اسمها فاختة، وقيل اسمها فاطمة، وقيل هند، والأول أشهر. وكانت زوج هبيرة بن عمرو بن عائذ بن عمر بن عمران بن مخزوم المخزوميّ. فذكر ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى أبي طالب أم هانئ وخطبها منه هبيرة، فزوّج هبيرة، فعاتبه النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقال أبو طالب: يا ابن أخي، إنا قد صاهرنا إليهم والكريم يكافئ الكريم، ثم فرق الإسلام بين أم هانئ وبين هبيرة، فخطبها النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، فقالت: واللَّه إني كنت لأحبّك في الجاهلية، فكيف في الإسلام! ولكني امرأة مصيبة، فأكره أن يؤذوك. فقال: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد ... » الحديث. وأخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشّعبي، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم هانئ، فقالت: يا رسول اللَّه، لأنت أحبّ إليّ من سمعي وبصري وحقّ الزوج عظيم، وأنا أخشى أن أضيع حق الزوج، فقال ... فذكر الحديث. ومن طريق أبي نوفل بن أبي عقرب، قال: خطبها، فقال لولدين بين يديها: كفى بهذا   (1) أسد الغابة ت (7618) ، الاستيعاب ت (3683) . (2) أسد الغابة ت (7620) ، الاستيعاب ت (3684) ، تهذيب الكمال 1690، الاستبصار 359، تاريخ الإسلام 2/ 332، تهذيب التهذيب 12/ 481، خلاصة تذهيب الكمال 500، مسند أحمد 6/ 340، طبقات ابن سعد 8/ 47، طبقات خليفة 330، المعارف 36 و 120، الجرح والتعديل 9/ 467، المستدرك 4/ 52. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 485 رضيعا، وبهذا ضجيعا، فذكر الحديث. وهذان مرسلان. ومن طريق السدي، عن أبي صالح مولى أم هانئ، قال: خطب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أم هانئ، فقالت: إني مؤيمة، فلما أدرك بنوها عرضت نفسها عليه، فقال: «أمّا الآن فلا» ، لأن اللَّه أنزل عليه في قوله: وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ [سورة الأحزاب آية 50] ، ولم تكن من المهاجرات. وقال أبو عمر: هرب هبيرة لما فتحت مكة إلى نجران، وقال في ذلك شعرا يعتذر فيه عن فراره، ولما بلغه أن أم هانئ أسلمت قال فيها شعرا وكان له منها عمرو، وبه كان يكنى، وهبيرة وغيرهما. روت أم هانئ عن النّبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أحاديث في الكتب الستّة وغيرها، روى عنها ابنها جعدة، وابنه يحيى، وحفيدها هارون وموالياها أبو مرة، وأبو صالح، وابن عمها عبد اللَّه بن عبّاس، وعبد اللَّه بن الحارث بن نوفل الهاشميّ، وولده عبد اللَّه، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى، ومجاهد، وعروة، وآخرون. وقال التّرمذيّ وغيره: عاشت بعد عليّ. 12290- أم هانئ الأنصاريّة «1» : قال أبو عمر: حدثها عند ابن لهيعة من روايته، عن أبي الأسود- أنه سمع درة بنت معاذ تحدّث عن أم هانئ الأنصارية أنها سألت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقالت: أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا؟ فقال: «تكون النّسم طيرا تعلّق بالشّجر، حتّى إذا كان يوم القيامة دخلت كلّ نفس في جسدها» «2» . أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة، وابن سعد، وابن أبي خيثمة معا، عن الحسن بن موسى [عن] «3» الأشعث عنه، وكذا أخرجه الحسن بن سفيان، عن أبي بكر، والطّبراني، وابن مندة من طريق الشعبي عن الحسن.   (1) أسد الغابة ت (7619) ، الاستيعاب ت (3685) ، الثقات 3/ 466- أعلام النساء 5/ 203- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337- تهذيب التهذيب 12/ 481- الكاشف 3/ 492- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 61- خلاصة تذهيب 3/ 404- تلقيح فهوم أهل الأثر 370. (2) أخرجه أحمد في المسند 6/ 425 وأورده الهيثمي في الزوائد 2/ 332 وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام والمتقي الهندي في كنز العمال حديث 32754. (3) ليس في أ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 486 قال أبو عمر: اختلف عليه، فقيل عن أم هانئ، وقيل أم قيس. قلت: وتقدّم في أم قيس أنّ العقيلي أخرج الحديث بعينه من طريق ابن لهيعة، فقال: عن أم قيس. 12291- أم الهذيل «1» : غير منسوبة. ذكرها أبو نعيم، وتبعه أبو موسى بحديث ضعيف من رواية الحسن بن أبي جعفر، عن ليث بن أبي سليم، عن سليم الفقيمي، عن أبي، عن أم الهذيل- أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل أرضا فرأى راعيا متجرّدا، فقال: «يا فلان، انظر ما كان من ضيعة فأفرغ منه واستوف أجرك، وألحق بأهلك» ، فقال: يا رسول اللَّه، أم أحسن الولاية والقيام على الضيعة! فقال: «بلى، ولكن لا حاجة لنا فيمن إذا خلا لم يستح من اللَّه عزّ وجلّ» . قال الذّهبيّ: حديث مرسل ضعيف الإسناد. قلت: أما ضعف سنده فواضح، لأن ليثا ضعيف، والحسن متروك، ومسلم وأبوه مجهولان، ومع أن في شيخ أبي نعيم وشيخ شيخه مقالا. وأما الإرسال فإن كانت أم الهذيل هي حفصة بنت سيرين فيحتمل، لكن كلامه ليس واضحا في إرادة ذلك، وإن كانت غيرها فكان ينبغي له التنبيه عليه. 12292- أم أبي هريرة: واسمها أمينة «2» . تقدّمت. 12293- أم هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصاريّة «3» . تقدّم نسبها في والدها. وقال أبو عمر: أم هاشم، وقيل أم هشام. قال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول عن أم هشام بنت حارثة: بايعت بيعة الرضوان، وأخرج مسلم من طريق حبيب بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن محمد بن معن، عن أبيه حارثة، قالت: كان تنّورنا وتنّور رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم واحدا» ، وما حفظت   (1) تقريب التهذيب 2/ 625، تجريد أسماء الصحابة 2/ 337، تهذيب التهذيب 12/ 481، الكاشف 3/ 467، تهذيب الكمال 3/ 1706، أسد الغابة ت (7621) . (2) أسد الغابة ت (7622) . (3) أسد الغابة ت (7623) ، 403- الثقات 3/ 465- أعلام النساء 5/ 201، 211- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337- الكاشف 3/ 492- تهذيب التهذيب 12/ 481- تهذيب الكمال 3/ 1706- الاستبصار 61- خلاصة تذهيب 3/ 404- تلقيح فهوم أهل الأثر 370. (4) أخرجه أحمد في المسند 6/ 435. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 487 ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إلا من في رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ... الحديث «1» . وأخرجه أيضا أصحاب السّنن من أوجه أخرى، عن ابن هشام «2» بنت حارثة بن النّعمان، ومنهم من اقتصر على القصّة الثانية. وقد تقدّم في أم هاشم ما وقع لابن عبد البرّ فيها، وقال ابن سعد: أم هشام بنت حارثة من بني مالك بن النّجّار، وأمها أم خالد بن يعيش بن قيس بن زيد مناة، تزوّجها عمارة بن الحبحاب بن سعد بن قيس، أسلمت وبايعت، وساق حديث التّنور عن الواقدي بسند له إليها، وساقه مطوّلا من طريق ابن إسحاق بسنده إلى يحيى بن عبد اللَّه عنها بطوله. 12294- أم أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري. جاء ذكرها في مسند البزار. القسم الثاني والثالث خاليان. القسم الرابع 12295- أم هلال «3» بنت بلال «4» . ذكرها ابن مندة، وعزاها لمسلم، وعابه أبو نعيم، ثم قال: الصّواب أم بلال بنت هلال. حرف الواو القسم الأول 12296- أم وائل بنت معمر الجمحية، أخت جميل بن معمر: يقال لها صحبة. 12297- أم ورقة بنت حمزة بن عبد المطّلب «5» .   (1) أخرجه أبو داود في السنن 1/ 356 من بنت الحارث بن النعمان في كتاب الصلاة باب الرجل يخطب على قوس حديث رقم 1100 والحاكم في المستدرك 1/ 284 عن أم هشام بنت الحارث بن النعمان ... الحديث وقال الحاكم في هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (2) في أ: أم هشام. (3) في ط: أم هلام. (4) أسد الغابة ت (7624) . (5) الثقات 3/ 466- أعلام النساء 1/ 61، 61، ص 4، 170- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337، أسد الغابة ت (7625) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 488 ذكرها أبو موسى، عن المستغفري: ونقل عن ابن حبّان أنه اختلف في اسمها، فقيل أمامة، وقيل غير ذلك. ولم يذكر من كناها أم ورقة. 12298- أم ورقة بنت عبد اللَّه بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصاريّة «1» . ويقال لها أم ورقة بنت نوفل، فنسبت إلى جدّها الأعلى. أخرج حديثها أبو داود، من طريق وكيع، عن الوليد بن عبد اللَّه بن جميع، حدّثتني جدتي، وعبد اللَّه بن خلاد الأنصاريّ، عن أم ورقة بنت نوفل- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لما غزا بدرا قالت له: ائذن لي فأخرج معك فأمرّض مرضاكم، ثم لعل اللَّه أن يرزقني الشهادة، قال: «قرّي في بيتك، فإنّ اللَّه يرزقك الشّهادة» . فكانت تسمّى الشهيدة، وكانت قد قرأت القرآن، فاستأذنت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم في أن تتخذ في دارها مؤذنا، فأذن لها، وكانت قد دبّرت غلاما لها وجارية، فقاما إليها بالليل فغمياها بقطيفة لها، حتى ماتت، وذهبا! وأصبح عمر فقام في النّاس فقال: من عنده من هذين علم؟ أو من رآهما فليجئ بهما؟ فأمر بهما فصلبا، فكانا أول مصلوب بالمدينة. ومن طريق محمّد بن فضيل، عن الوليد، عن الرّحمن بن خلاد، عن أم ورقة بنت عبيد اللَّه بن الحارث بهذا، والأول أتم. وأخرجه ابن السّكن، عن طريق محمد بن فضيل، ولفظه: أنها قالت: يا رسول اللَّه، لو أذنت لي فغزوت معكم فمرّضت مريضكم وداويت جريحكم، فلعل اللَّه أن يرزقني الشّهادة. قال: «يا أمّ ورقة، اقعدي في بيتك فإنّ اللَّه سيهدي إليك شهادة في بيتك» . وكان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذنا يؤذن لها، قال: وكان لها غلام وجارية فدبّر تهما فقاما إليها فغمّياها فقتلاها، فلما أصبح عمر قال: واللَّه ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة، فدخل الدار فلم ير شيئا، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت، فقال: صدق اللَّه ورسوله، ثم صعد المنبر، فذكر الخبر، فقال: عليّ بهما. فأتى بهما فسألهما فأقرا أنهما قتلاها، فأمر بهما فصلبا. وجدّة الوليد يقال: إنّ اسمها ليلى، وإن بينها وبين أم ورقة واسطة.   (1) أسد الغابة ت (7626) ، الاستيعاب ت (3686) ، أعلام النساء 5/ 284، الثقات 3/ 463- تجريد أسماء الصحابة 2/ 337- تقريب التهذيب 2/ 626. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 489 أخرجه ابن السّكن من طريق عبد اللَّه بن داود، عن الوليد، عن ليلى بنت مالك، عن أمها، عن أم ورقة، وهو عند ابن مندة بعلوّ عن عبد اللَّه بن داود، وكذا قيل بين عبد الرّحمن بن خلاد وأم ورقة واسطة. وأخرجه أبو نعيم من رواية أبي [نعيم] «1» ، عن الوليد: حدّثتني جدتي عن أمها أم ورقة، وساق الحديث كرواية وكيع. 12299- أم الوليد بنت عمر بن الخطّاب «2» . ذكرها الدّار الدّارقطنيّ في «الإخوة» ، وقال: روى حديثها الطّرائفيّ، وفيها نظر. قلت: حديثها أنها قالت: اطلع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم ذات عشية، فقال: «أيّها النّاس، ألا تستحون» ! قالوا: ممّ ذاك يا رسول اللَّه؟ قال: «تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تعمرون، وتؤمّلون ما لا تدركون» «3» . أخرجه الطّبرانيّ من رواية عثمان بن عبد الرّحمن الطّرائفي، عن الوازع بن نافع، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عنها. وقال ابن مندة: رواه سعيد بن عبد الحميد بن جعفر بن علي بن ثابت عن الوازع ابن نافع نحوه. قلت: والطّريقان ضعيفان. 12300- أم وهب بنت أبي أمية بن قيس «4» ، من العياطلة. تقدّم ذكرها في ترجمة عاتكة بنت الوليد المخزوميّة في الأسماء. حرف الياء القسم الأول 12301- أم يحيى: امرأة أسيد بن حضير «5» . قال ابن مندة: لها ذكر في حديث قراءة أسيد بن حضير «6» . وليس لها رواية.   (1) بياض في أ. (2) الاستبصار 359، أعلام النساء 5/ 290- تجريد أسماء الصحابة 2/ 338، أسد الغابة ت (7627) . (3) أورده الحسيني في إتحاف السادة المتقين 9/ 328. (4) أسد الغابة ت (7628) . (5) أسد الغابة ت (7629) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 338. (6) أسد الغابة ت (7629) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 338. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 490 قلت: يعني قراءة سورة الكهف باللّيل، فنزلت كالقناديل من النور، وأصل القصّة في البخاري بغير ذكر والدة يحيى، وذكرت في بعض طرق الحديث. وقد أخرج ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: قدمنا من حج أو عمرة فتلقونا فنعوا بها أسيد بن حضير امرأته فتقنّع وجعل يبكي. 12302- أم يحيى بنت أبي إهاب «1» : ثبت ذكرها في صحيح البخاريّ في حديث عقبة بن الحارث النوفلي- أنه تزوّج أم يحيى بنت أبي إهاب، فجاءت أمة سوداء، فقالت: قد أرضعتكما، فأتى النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، فذكر ذلك له، فقال: «كيف وقد قيل» . 12303- أم يحيى بنت يعلى بن أمية التميميّة «2» . ذكرها القاضي أبو أحمد العسّال في «تاريخه» ، فقال: أتيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يوم فتح مكّة، قال سعد بن الصّلت، وخالفه غيره. ذكر ذلك أبو نعيم، وقال أبو موسى: قد ذكرها ابن مندة في تاريخه، وقال: أدركت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلّم. 12304- أم يحيى: في المبهمات، حديثها عند يحيى بن الحصين عن أمه، ويقال عن جدته، قالت: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «اسمعوا وأطيعوا وإن أمّر عليكم عبد ... » الحديث. 12305- أم يزيد «3» : تأتي في المبهمات أيضا، حديثها عند الحجاج بن أرطاة، عن يزيد بن الحارث، عن أمه- أنها سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «يا أيّها النّاس، عليكم بالسّكينة والوقار» . وقيل: عن حجاج، عن أبي يزيد مولى عبد اللَّه بن الحارث، عن أم جندب الأزديّة، وقد مضى في حرف الجيم. 12306- أم يقظة بنت علقمة، زوج سليط بن عمرو «4» ، ذكروها فيمن هاجر إلى أرض الحبشة مع زوجها، فولدت له سليطا، وقد تقدّم في حرف السّين من الرّجال.   (1) أسد الغابة ت (7630) ، الاستيعاب ت (3688) . (2) أسد الغابة ت (7632) . (3) أسد الغابة ت (7634) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 338. (4) أسد الغابة ت (7635) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 491 12307- أم يوسف: التي شربت بول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم، تقدّم ذكرها في بركة في الباء الموحدة من أسماء النساء. القسم الثاني والثالث خاليان. القسم الرابع 12308- أم يحيى: استدركها أبو موسى. وقد «1» ذكرناها في ترجمة زيدة «2» أو زائدة جارية عمر ... يعني في الزّاء المنقوطة من أسماء النساء. ولم يذكر هناك ما يدل على أنّ لها صحبة، وإنما أورد لها رواية عن عائشة، فقيل: عن أم يحيى، عن عائشة. وقيل عن أم نجيح، عن عائشة. وباللَّه التوفيق «3» .   (1) في هـ-: وقال. (2) في أ، هـ-: بريدة. (3) ثبت في (أ) . آخر النساء من الإصابة، وبالنسخة المنقولة منها في أخرى ما نصه: وهو آخر ما وجدته بخط شيخ الإسلام، حافظ العصر أبي الفضل ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث مصنف الكتاب، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان. وقد بقي عليه المبهمات، وقيد منها كثيرا، ولكني لم أظفر به الآن، وعسى أن أظفر به إن شاء اللَّه تعالى، وقد مشقت الكتاب جمعية في مدّة يسيرة جدّا من خط مؤلفه. وصلى اللَّه على أشرف خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا آمين. وكان الفراغ من تكملة هذا الكتاب نهار الجمعة المبارك حادي عشر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وألف من الهجرة النبويّة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية على يد الحقير الراجي عفو ربه القدير السيد عطا اللَّه ابن المرحوم الحاج أحمد العقاد غفر اللَّه لهما آمين. وثبت في (ع) وباللَّه التوفيق، آخر كتاب النساء من الإصابة، وهو آخر ما وجد بخط العلّامة شيخ الإسلام حافظ العصر ابن حجر، مصنّف الكتاب، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان، وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة المباركة في يوم السبت المبارك خامس عشر شعبان المعظم قدره من شهور سنة ثلاث وتسعين وألف من الهجرة النبويّة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام على يد كاتبه العبد الفقير راجي عفو ربّه. عبد الرحمن بن موسى بن علي الشيخوني الشوبري، غفر اللَّه له ولوالديه، ولجميع المسلمين آمين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 492 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   والحمد للَّه ربّ العالمين، وصلّى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا آمين. وثبت في (ل) وباللَّه التوفيق آخر كتاب النساء من الإصابة، وفي النسخة المنقول منها ما نصّه. هذا آخر ما وجدته بخط شيخ الإسلام، حافظ العصر أبي الفضل بن حجر العسقلاني، أمير المؤمنين في الحديث، مصنّف الكتاب، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان نحن وإياه ولمن نظر فيه ... آمين- آمين- آمين. وثبت في (د) تمّ الفراغ في إتمام هذا الكتاب بعون اللَّه الملك الوهّاب على أضعف الكتاب السيد الحاج محمد طالب ابن السيد محمد أسد الوندي في أربعة وعشرين يوما خلت من شهر جمادى الثاني من شهور سنة ألف ومائة وأربعة وثلاثين في هجرة من له الشرف والعزّ والتمكين، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين، والحمد للَّه ربّ العالمين. وثبت في (ت) وباللَّه التوفيق، آخر كتاب النساء من الإصابة، وبالتحقيق المنقول منها ما نصه، وهو آخر ما وجدته بخط شيخ الإسلام، حافظ العصر أبي الفضل بن حجر العسقلاني، أمير المؤمنين في الحديث، مصنّف الكتاب، تغمّده اللَّه بالرحمة والرضوان، وأسكنه فسيح الجنان، وقد بقي عليه المبهمات، وقيد كثيرا منهما، والكنى لم أظفر به إلى الآن، وعسى أن نخرجه إن شاء اللَّه تعالى. وقد مشقت الكتاب جميعه في مدّه يسيرة جدا من خط مؤلفه، وصلّى اللَّه على أشرف خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا آمين. وكان الفراغ من كتابتها يوم السبت المبارك ثالث عشرة من شهر ذي الحجة من شهور سنة تسع وعشرين ومائة وألف بعد الهجرة النبويّة على مشرفها أفضل الصلاة والسلام. وكتبه بنفسه العبد الفقير إلى عفو ربّه الفقير محمد بن الشيخ الفاضل الشيخ حاضر ابن المرحوم الشيخ عبد اللَّه بن المرحوم الشيخ أحمد الدمهوحي الشافعيّ، غفر اللَّه له ولوالده. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 493