الكتاب: اللمع في أسباب ورود الحديث المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) بإشراف: مكتب البحوث والدراسات في دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الأولى، 1416 هـ / 1996 م   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- اللمع في أسباب ورود الحديث السيوطي الكتاب: اللمع في أسباب ورود الحديث المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) بإشراف: مكتب البحوث والدراسات في دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع الطبعة: الأولى، 1416 هـ / 1996 م   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أسباب ورود الحديث أو اللمع في أسباب ورود الحديث للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة 911 نسخة جديدة منقحة مصححة مشكولة الآيات والأحاديث بإشراف مكتب البحوث والدراسات في دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر 1416 هـ / 1996 م الطبعة الاولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 ترجمة المؤلف ترجم السيوطي لنفسه في كتابه " حسن المحاضرة " فقال: وإنما ذكرت ترجمتي في هذا الكتاب اقتداء بالمحدثين قبلي، فقل أن ألف أحد منهم تاريخا إلا وذكر ترجمته فيه. وممن وقه لع ذلك: الإمام عبد الغفار الفارسي في " تاريخ نيسابور "، وياقوت الحموي في " معجم الأدباء "، ولسان الدين ابن الخطيب في " تاريخ غرناطة "، والحافظ تقي الدين الفاسي في " تاريخ مكة "، والحافظ أبو الفضل ابن حجر في " قضاة مصر "، وأبو شامة في " الروضتين " وهو أورعهم وأزهدهم. اسمه ونسبه: قال السيوطي: ترجمة مؤلف هذا الكتاب - حسن المحاضرة - عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد ابن الشيخ همام الدين الهمام الخضيري الأسيوطي. وأما نسبتنا بالخضيري فلا أعلم ما تكون إليه هذه النسبة إلا " الخضيرية " محلة ببغداد، وقد حدثني من أثق به أنه سمع والدي رحمه الله أن جده الأعلى كان أعجميا أو من المشرق، فالظاهر أن النسبة إلى المحلة المذكورة. مولده ونشأته: قال السيوطي: وكان مولدي بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وحملت في حياة أبي إلى الشيخ محمد المجذوب، رجل كان من كبار الأولياء بجوار المشهد النفيسي، فبارك علي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 ويقول العيدروسي (1) : وأحضره والده وعمره ثلاث سنين مجلس شيخ الإسلام ابن حجر مرة واحدة، وحضر وهو صغير مجلس الشيخ المحدث زين الدين رضوان العتبي، ودرس الشيخ سراج الدين عمر الوردي، ثم اشتغل بالعلم على عدة مشايخ. وقال السيوطي: ونشأت يتيما، فحفظت القرآن ولي دون ثماني سنين، ثم حفظت " العمدة " (2) ، و " منهاج الفقه " (3) ، و " الأصول " (4) ، و" ألفية ابن مالك ". وقال العيدروسي (5) : وتوفي والده ليلة الاثنين خامس صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة، وجعل الشيخ كمال الدين ابن الهمام وصيا عليه، فلحظه بنظره ورعايته. عائلته: أما جدي الأعلى همام الدين فكان من أهل الحقيقة، ومن مشايخ الطرق ... ومن دونه كانوا من أهل الوجاهة والرياسة، منهم من ولي الحكم ببلده، ومنهم من ولي الحسبة بها، ومنهم من كان تاجرا بصحبة الأمير شيخون، وبنى مدرسة بأسيوط، ووقف عليها أوقافا، ومنهم من كان متجولا، ولا أعرف منهم من خدم العلم حق الخدمة إلا والدي.   (1) النور السافر ص / 510. (2) أي " عمدة الأحكام " لابن دقيق العيد المتوفى سنة (702 هـ) . (3) أي " منهاج الطالبين " للنووي المتوفى سنة (676 هـ) . (4) أي " منهاج الوصول إلى علم الأصول " للبيضاوي المتوفى سنة (685 هـ) . (5) النور السافر ص / 51. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 أما عن أمه، فيخبرنا السخاوي (1) في الضوء اللامع أن أمه تركية ويقول عنها العيدروسي (2) : أم ولد تركية. رحلاته: قال السيوطي: وسافرت بحمد الله تعالى إلى بلاد الشام، والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب، والتكرور. وله رحلة داخل مصر أيضا، وذكرها السخاوي في الضوء اللامع (3) فقال: ثم سافر إلى الفيوم، ودمياط، والمحلة، فكتب عن جماعة. ثم قال السيوطي: ولما حججت شربت من ماء زمزم لأمور: منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث رتبة الحافظ ابن حجر. شيوخه: أكثر السيوطي عن الأخذ من الشيوخ، وقد جمع أسماءهم في معجم فقال في ذلك: وأما مشايخي في الرواية سماعا وإجازة فكثير، أوردتهم في المعجم الذي جمعتهم فيه، وعدتهم نحو مائة وخمسين، ولم أكثر سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهم وهو قراءة الدراية. قال السيوطي: وشرعت في الاشتغال بالعلم من مستهل سنة أربع وستين، فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ وأخذت الفرائض عن العلامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين الشارمساحي الذي كان   (1) الضوء اللامع 4 / 65. (2) النور السافر ص / 51. (3) الضوء اللامع 4 / 65. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 يقال إنه بلغ السن العالية، وجاوز المائة بكثير والله أعلم بذلك قرأت عليه في شرحه على " المجموع ". وأجزت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين، وقد ألفت في هذه السنة، فكان أول شئ ألفته " شرح الاستعاذة والبسملة " وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البلقيني فكتب عيه تقريظا، ولازمته في الفقه إلى أن مات، فلازمت ولده، فقرأت عليه من أول " التدريب " لوالده إلى " الوكالة "، وسمعت عليه من أول " الحاوي الصغير " إلى (العدد) ، ومن أول " المنهاج " إلى (الزكاة) ، ومن أول " التنبيه " إلى قريب من (باب الزكاة) ، وقطعة من " الروضة " من (باب القضاء) ، وقطعة من " تكملة شرح المنهاج " للزركشي ومن (إحياء الموات) إلى (الوصايا) أو نحوها، وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين وحضر تصديري. فلما توفي سنة ثمان وسبعين لزمت شيخ الإسلام شرف الدين المناوي، فقرأت عليه قطعة من " المنهاج " وسمعته عليه في التقسيم، إلا مجالس فاتتني وسمعت دروسا من شرح " البهجة " ومن حاشية عليها، ومن " تفسير البيضاوي ". ولزمت في الحديث والعربية شيخنا الإمام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي، فواظبته أربع سنين، وكتب لي تقريظا على " شرح ألفية ابن مالك "، وعلى " جمع الجوامع في العربية " تأليفي، وشهد لي غير مرة بالتقدم بالعلوم بلسانه وبنانه، ورجع إلى قولي مجردا في حديث فإنه أورد في " حاشيته على الشفاء " حديث أبي الحمراء في الإسراء، وعزاه إلى تخريج ابن ماجه، فاحتجت إلى إيراده بسنده، فكشفت ابن ماجه في مظنته فلم أجده، فمررت على الكتاب كله فلم أجده، فاتهمت نظري، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 فمررت ثانية فلم أجده، فعدت ثالثة فلم أجده، ورأيته في " معجم الصحابة " لابن قانع، فجئت إلى الشيخ وأخبرته، فبمجرد ما سمع مني ذلك أخذ نسخته، وأخذ القلم فضرب على لفظ: ابن ماجه، وألحق ابن قانع في الحاشية، فأعظمت ذلك وهبته لعظم منزلة الشيخ في قلبي واحتقاري في نفسي، فقلت: ألا تصبرون، لعلكم تراجعون؟ فقال: لا إنما قلدت في قولي: ابن ماجه، البرهان الحلبي، ولم أنفك عن الشيخ إلى أن مات. ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود محي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذت عنه الفنون من التفسير، والأصول، والعريبة، والمعاني، وغير ذلك، وكتب لي إجازة عظيمة. وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفي دروسا عديدة في " الكشاف " و " التوضيح " وحاشيته عليه، و " تلخيص المفتاح "، و " العضد ". وشرعت في التصنيف في سنة ست وستين، وبلغت مؤلفاتي إلى الأن - أي قبل وفاته باثني عشرة سنة تقريبا - ثلاثمائة كتاب سوى ما غسلته، ورجعت عنه، ويقول العيدروسي (1) ، ووصلت مصنفاته نحو الستمائة مصنفا سوى ما رجع عنه وغسله. قال السيوطي: ورزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقة، والنحو، والمعاني والبيان، على طريقة العرب والبلغاء، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة. ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه، والجدل،. والتصريف،   (1) النور السافر ص / 52 (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 ودونها الإنشاد، والترسل، والفرائض، ودونها القرءات ولم آخذها عن شيخ، ودونها الطب: وأما علم الحساب فهو أعسر شئ علي، وأبعده عن ذهني، وإذا نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت في علم المنطق، ثم ألقى الله كراهته في قلبي، وسمعت أن ابن الصلاح أفتى بتحريمه فتركته لذلك، فعوضني الله عنه علم الحديث الذي هو أشرف العلوم. والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها فيها، لم يصل إليه ولا وقف عليه عليه أحد من أشياخي، فضلا عمن هو دونهم، وأما الفقه، فلا أقول ذلك فيه، بل شيخي فيه أوسع نظرا وأطول باعا. ويقول: وقد كملت عندي الآن الآت الاجتهاد، ويذكر الباعث على دعواه هذه فيقول: أقول ذلك تحدثا بنعمة الله تعالى لا فخرا، وأي شئ في الدنيا حتى يطلب تحصيلها بالفجر، وقد أزف الرحيل وبدا الشيب، وذهب أطيب العمر، ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية، ومدركها ونقوضها وأجوبتها، والموازنة بين أختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله، لا بحولي ولا بقوتي فلا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله لا قوة إلا بالله. أخلاقه وثناء العلماء عليه: يقول نجم الدين الغزي (1) : ولما بلغ أربعين سنة من عمره أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والاشتغال به صرفا، والإعراض   (1) النور السافر ص / 52 (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 عن الدنيا وأهلها كأنه لم يعرف أحدا منهم. وشرع في تحرير مؤلفاته، وترك الإفتاء والتدريس، واعتذر عن ذلك في مؤلف ألفه وسماه ب " التنفيس " وأقام في روضة المقياس فلم يتحول عنها إلى أن مات، لم يفتح طاقات بيته التي على النيل من سكناه. وكان الأمراء والأغنياء يأتون إلى زيارته، ويعرضون عليه الأموال النفيسة فيردها، وأهدى إليه الغوري خصيا وألف دينار، فرد الألف، وأخذ الخصي فأعتقه وجعله خادما في الحجرة النبوية وقال لقاصد السلطان: لا تعد تأتينا قط بهدية، فإن الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك، وكان لا يتردد إلى السلطان ولا إلى غيره، وطلبه مرارا فلم يحضر إليه. ويقول العيدروسي (1) : وحكي عنه أنه قال: رأيت في المنام كأني بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له كتابا شرعت في تأليفه في الحديث، وهو " جمع الجوامع " فقلت له: أقرأ عليكم شيئا منه؟ فقال لي: هات يا شيخ الحديث، قال: هذه البشرى عندي أعظم من الدنيا بحذافيرها. مؤلفاته: يقول ابن العماد (2) : وقد أشتهر أكثر مصنفاته في حياته في أقطار الأرض شرقا وغربا، وكان آية كبرى في سرعة التأليف، حتى قال تلميذه الداودي: عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس تأليفا وتحريرا، وكان مع ذلك يملي الحديث، ويجيب عن المتعارض منه بأجوبه حسنة، وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه، رجالا   (1) شذرات الذهب 8 / 53. (2) الكواكب السائرة 1 / 228. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 وغريبا، ومتنا وسندا، واستنباطا للأحكام منه، وأخبر عن نفسه أنه يحفظ مائتي ألف حديث قال: ولو وجدت أكثر لحفظته، قال: ولعله لا يوجد على وجه الأرض الآن أكثر من ذلك. ويقول العيدروسي في " النور السافر " (1) : وكان يلقب بابن الكتب، لأن أباه كان من أهل العلم واحتاج إلى مطالعة كتاب، فأمر أمه أن تأتي بالكتاب من بين كتبه، فذهبت لتأتي به، فجاءها المخاض وهي بين الكتب، فوضعته. ويقول نجم الدين الغزي (2) : وألف المؤلفات الحافلة الكثيرة الكاملة، الجامعة النافعة، المتقنة المحررة، المعتمدة المعتبرة، نيفت عدتها على خمسمائة مؤلف، وقد استقصاها الداودي في ترجمته ... وقد أشتهر أكثر مصنفاته في حياته في البلاد الحجازية، والشامية، والحلبية، وبلاد الروم، والمغرب، والتكرور، والهند، واليمن، وكان في سرعة الكتابة والتأليف آية كبرى من آيات الله تعالى. وهذه قائمة بأسماء مؤلفاته تضمنت (281) مؤلفا ذكرها في كتابه " حسن المحاضرة " قال: وهذه أسماء مصنفاتي لتستفاد: 1 - فن التفسير وتعلقاته والقراءات: 1 - الإتقان في علوم القرآن. 2 - الدر المنثور في التفسير المأثور.   (1) النور السافر ص / 51. (2) الكواكب السائرة 1 / 228. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 3 - ترجمان القرآن في التفسير المسند. 4 - أسرار التنزيل يسمى " قطف الأزهار في كشف الأسرار ". 5 - لباب النقول في أسباب النزول. 6 - مفحمات الأقران في مبهمات القرآن. 7 - المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب. 8 - الإكليل في استنباط التنزيل. 9 - تكملة ترجمة الشيخ جلال الدين المحلي. 10 - التحبير في علوم التفسير. 11 - حاشية على تفسير البيضاوي. 12 - تناسق الدرر في تناسب السور. 13 - مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع. 14 - مجمع البحرين ومطلع البدرين في التفسير. 15 - مفاتح الغيب في التفسير. 16 - الأزهار الفائحة على الفاتحة. 17 - شرح الاستعاذة والبسملة. 18 - الكلام على أول الفتح، وهو تصدير ألقيته لما باشرت التدريس بجامع شيخون بحضرة شيخنا البلقيني. 19 - شرح الشاطبية. 20 - الألفية في القراءات العشر. 21 - خمائل الزهر في فضائل السور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 22 - فتح الجليل للعبد الذليل في الأنواع البديعية المستخرجة من قوله تعالى (الله ولي الذين أمنوا..) الآية، وعدتها مائة وعشرون نوعا. 23 - القول الفصيح في تعيين الذبيح. 24 - اليد البسطى في الصلاة الوسطى. 25 - معترك الأقران في مشترك القرآن. 2 - فن الحديث وتعلقاته: 26 - كشف المغطى في شرح الموطا. 27 - إسعاف المبطا برجال الموطا. 28 - التوشيح على الجامع الصحيح. 29 - الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج. 30 - مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود. 31 - شرح ابن ماجه. 32 - تدريب الراوي في شرح تقريب النووي. 33 - شرح ألفية العراقي، الألفية وتسمى " نظم الدرر في علم الأثر " وشرحها يسمى " قطر الدرر ". 34 - التهذيب في الزوائد على التقريب. 35 - عين الإصابة في معرفة الصحابة. 36 - كشف التلبيس عن قلب أهل التدليس. 37 - توضيح المدرك في تصحيح المستدرك. 38 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 39 - النكت البديعات على الموضوعات. 40 - الذيل على القول المسدد. 41 - القول الحسن في الذب عن السنن. 42 - لب اللباب في تحرير الأنساب. 43 - تقريب الغريب. 44 - المدرج إلى المدرج. 45 - تذكرة المؤتسي بمن حدث ونسي. 46 - تحفة النابه بتلخيص المتشابه. 47 - الروض المكلل والورد المعلل في المصطلح. 48 - منتهى الآمال في شرح حديث إنما الأعمال. 49 - المعجزات والخصائص النبوية. 50 - شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور. 51 - البدور السافرة عن أمور الآخرة. 52 - ما رواه الواعون في أخبار الطاعون. 53 - فضل موت الأولاد. 54 - خصائص يوم الجمعة. 55 - منهاج السنة، ومفتاح الجنة. 56 - تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش. 57 - بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال. 58 - مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 59 - مطلع البدرين فيمن يؤتى أجرين. 60 - سهام الإصابة في الدعوات المجابة. 61 - الكلم الطيب. 62 - القول المختار في المأثور من الدعوات والأذكار. 63 - أذكار الأذكار. 64 - الطب النبوي. 65 - كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة. 66 - الفوائد الكامنة في إيمان السيدة آمنة، ويسمى أيضا " التعظيم والمنة في أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ". 67 - المسلسلات الكبرى. 68 - جياد المسلسلات. 69 - أبواب السعادة في أسباب الشهادة. 70 - أخبار الملائكة. 71 - الثغور الباسمة في مناقب السيدة آمنة. 72 - مناهج الصفا في تخريج أحاديث الشفا. 73 - الأساس في مناقب بني العباس. 74 - در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة. 75 زوائد شعب الإيمان للبيهقي. 76 - لم الأطراف وضم الأتراف. 77 - إطراف الأشراف بالإشراف على الأطراف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 78 - جامع المسانيد. 79 - الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة. 80 - الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة. 81 - تخريج أحاديث الدرة الفاخرة. 82 - تخريج أحاديث الكفاية يسمى تجربة العناية. 83 - الحصر والإشاعة لأشراط الساعة. 84 - الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة. 85 - زوائد الرجال على تهذيب الكمال. 86 - الدر المنظم في الاسم المعظم. 87 - جزء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. 88 - من عاش من الصحابة مائة وعشرين. 89 - جزء في أسماء المدلسين. 90 - اللمع في أسماء من وضع. 91 - الأربعون المتابينة. 92 - درر البحار في الأحاديث القصار. 93 - الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة. 94 - المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية. 95 - الآية الكبرى في شرح قصة الإسراء. 96 - أربعون حديثا من رواية مالك عن نافع عن ابن عمر. 97 - فهرست المرويات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 98 - بغية الرائد في الذيل على مجمع الزوائد. 99 - أزهار الآكام في أخبار الأحكام. 100 - الهبة السنية في الهيئة السنية. 101 - تخريج أحاديث شرح العقائد. 102 - فضل الجلد. 103 - الكلام على حديث ابن عباس: " احفظ الله يحفظك "، وهو تصدير ألقيته لما وليت درس الحديث بالشيخونية. 104 - أربعون حديثا في فضل الجهاد. 105 - أربعون حديثا في رفع الدين في الدعاء. 106 - التعريف بآداب التأليف. 107 - العشاريات. 108 - القول الأشبه في حديث: " من عرف نفسه فقد عرف ربه ". 109 - كشف النقاب عن الألقاب. 110 - نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير. 111 - من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة. 112 - ذم زيارة الأمراء. 113 - زوائد نوادر الأصول للحكيم الترمذي. 114 - تخريج أحاديث الصحاح يسمى فلق الصباح. 115 - ذم المكس. 116 - آداب الملوك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 3 - فن الفقه وتعلقاته: 117 - الأزهار الغضة في حواشي الروضة. 118 - الحواشي الصغرى. 119 - مختصر الروضة يسمى القنية. 120 - مختصر التنبيه، يسمى الوافي. 121 - شرح التنبيه. 122 - الأشباه والنظائر. 123 - اللوامع والبوارق في الجوامع والفوارق. 124 - نظم الروضة يسمى الخلاصة. 125 - شرحه يسمى رفع الخصاصة. 126 - الورقات المقدمة. 127 - شرح الروض 128 - حاشية على القطعة للإسنوي. 129 - العذب السلسل في تصحيح الخلاف المرسل. 130 - جمع الجوامع. 131 - الينبوع فيما زاد على الروضة من الفروع. 132 - مختصر الخادم، يسمى " تحصين الخادم ". 133 - تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع. 134 - شرح التدريب. 135 - الكافي، زوائد المهذب على الوافي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 136 الجامع في الفرائض. 137 - شرح الرحبية في الفرائض. 138 - مختصر الأحكام السلطانية للماوردي. 4 - الأجزاء المفردة في مسائل مخصوصة على ترتيب الأبواب: 139 - الظفر بقلم الظفر. 140 - الاقتناص في مسألة التماص. 141 - المستطرفة في أحكام دخول الحشفة. 142 - السلالة في تحقيق المقر والاستحالة. 143 - الروض الأريض في طهر المحيض. 144 - بذل العسجد لسؤال المسجد. 145 - الجواب الحزم عن حديث التكبير جزم. 146 - القذاذة في تحقيق محل الأستعاذة. 147 - ميزان المعدلة في شأن البسملة. 148 - جزء في صلاة الضحى. 149 - المصابيح في صلاة التراويح. 150 - بسط الكف في إتمام الصف. 151 - اللمعة في تحقيق الركعة لإدراك الجمعة. 152 - وصول الأماني بأصول التهاني. 153 - بلغة المحتاج في مناسك الحاج. 154 - السلاف في التفصيل بين الصلاة والطواف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 155 - شد الأثواب في سد الأبواب في المسجد النبوي. 156 - قطع المجادلة عند تغيير المعاملة. 157 - إزالة الوهن عن مسألة الرهن. 158 - بذل الهمة في طلب براءة الذمة. 159 - الإنصاف في تمييز الأوقاف. 160 - أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب. 161 - الزهر الباسم فيما يزوج فيه الحاكم. 162 - القول المضي في الحنث في المضي. 163 - القول المشرق في تحريم الاشتغال في المنطق. 164 - فصل الكلام في ذم الكلام. 165 - جزيل المواهب في اختلاف المذاهب. 166 - تقرير الإسناد في تيسير الاجتهاد. 167 - رفع منار الدين وهدم بناء المفسدين. 168 - تنزيه الأنبياء عن تسفيه الأغبياء. 169 - ذم القضاء. 170 - فصل الكلام في حكم السلام. 171 - نتيجة الفكر في الجهر بالذكر. 172 - طي اللسان عن ذم الطيلسان. 173 - تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك. 174 - أدب الفتيا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 175 - إلقام الحجر لمن زكى سباب أبي بكر وعمر. 176 - الجواب الحاتم عن سؤال الخاتم. 177 - الحجج المبينة في التفضيل بين مكة والمدينة. 178 - فتح المغالق من أنت طالق. 179 - فصل الخطاب في قتل الكلاب. 180 - سيف النظار في الفرق بين الثبوت والتكرار. 5 - فن العربية وتعلقاته. 181 - شرح ألفية ابن مالك يسمى البهجة المضية في شرح الألفية. 182 - الفريدة في النحو والتصريف والخط. 183 - النكت على الألفية والكافية والشافية والشذور والنزهة. 184 - الفتح القريب على مغني اللبيب. 185 - شرح شواهد المغني. 186 - جمع الجوامع. 187 - شرحه يسمى همع الهوامع. 188 - شرح الملحة. 189 - مختصر الملحة. 190 - مختصر الألفية ودقائقها. 191 - الأخبار المروية في سبب وضع العربية. 192 - المصاعد العلية في القواعد النحوية. 193 - الاقتراح في أصول النحو وجدله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 194 - رفع السنة في نصب الزنة. 195 - الشمعة المضيئة. 196 - شرح كافية ابن مالك. 197 - در التاج في إعراب مشكل المنهاج. 198 - مسألة ضربي زيدا قائما. 199 - السلسلة الموشحة. 200 - الشهد. 201 - شذا العرف في إثبات المعنى للحرف. 202 - التوشيح على التوضيح. 203 - السيف الصقيل في حواشي ابن عقيل. 204 - حاشية على شرح الشذور 205 - شرح القصيدة الكافية في التصريف. 206 - قطر الندا في ورود الهمزة للندا. 207 - شرح تصريف العزى. 208 - شرح ضروري التصريف لابن مالك. 209 - تعريف الأعجم بحروف المعجم. 210 - نكت على شرح الشواهد للعيني. 211 - فجر الثمد في إعراب أكمل الحمد. 212 - الزند الوري في الجواب عن السؤال السكندري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 6 - فن الأصول والبيان والتصوف: 213 - شرح لمعة الإشراق في الاشتقاق. 214 - الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع. 215 - شرحه. 216 - شرح الكوكب الوفاد في الاعتقاد. 217 - نكت عن التلخيص يسمى الإفصاح. 218 - عقود الجمان في المعاني والبيان. 219 - شرحه. 220 - شرح ابيات تلخيص المفتاح. 221 - مختصره. 222 - نكت على حاشية المطول لابن الفنري رحمه الله تعالى. 223 - حاشية على المختصر. 224 - البديعية. 225 - شرحها. 226 - تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية. 227 - تشييد الأركان في ليس في الإمكان أبدع مما كان. 228 - درج المعالي في نصرة الغزالي على المنكر المتغالي. 229 - الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال. 230 - مختصر الإحياء. 231 - المعاني الدقيقة في إدراك الحقيقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 232 - النقاية في أربعة عشر علما. 233 - شرحها. 234 - شوارد الفوائد. 235 - قلائد الفرائد. 236 - نظم التذكرة، ويسمى الفلك المشحون. 237 - الجمع والتفريق في الأنواع البديعية. 7 - فن التاريخ والأدب: ... - تاريخ الصحابة وقد مر ذكره (1) . 238 - طبقات الحفاظ. 239 - طبقات النحاة الكبرى. 240 - والوسطى. 241 - والصغرى. 242 - طبقات المفسرين. 243 - طبقات الأصوليين. 244 - طبقات الكتاب. 245 - حلية الأولياء. 246 - طبقات شعراء العرب. 247 - تاريخ مصر [أي حسن المحاضرة] .   (1) تقدم باسم " عين الإصابة " برقم (35) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 248 - تاريخ الخلفاء. 249 - تاريخ أسيوط. 250 - معجم شيوخي الكبير يسمى " حاطب ليل وجارف سيل ". 251 - المعجم الصغير يسمى " المنتقى ". 252 - ترجمة النووي. 253 - ترجمة البلقيني. 254 - الملتقط من الدرر الكامنة. 255 - تاريخ العمر، وهو ذيل على إنباء الغمر. 256 - رفع البأس عن بني العباس. 257 - النفحة المسكية والتحفة المكية، على نمط عنوان الشرف. 258 - درر الكلم وغرر الحكم. 259 - ديوان خطب. 260 - ديوان شعر. 261 - المقامات. 262 - الرحلة الفيومية. 263 - الرحلة المكية. 264 - الرحلة الدمياطية. 265 - الوسائل إلى معرفة الأوائل. 266 - مختصر معجم البلدان. 267 - ياقوت الشماريخ في علم التاريخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 268 - الجمانة، رسالة في تفسير ألفاظ متداولة. 269 - مقاطع الحجاز. 270 - نور الحديقة من نظم القول. 271 - المجمل في الرد على المهمل. 272 - المنى في الكنى. 273 - فصل الشتاء. 274 - مختصر تهذيب الأسماء للنووي. 275 - الأجوبة الزكية عن الألغاز السبكية. 276 - رفع شأن الحبشان. 277 - أحسان الأقباس في محاسن الاقتباس. 278 - تحفة المذاكر في المنتقى من تاريخ ابن عساكر. 279 - شرح بانت سعاد. 280 - تحفة الظرفاء بأسماء الخلفاء. 281 - قصيدة رائية. 282 - مختصر شفاء الغليل في ذم الصاحب والخليل اه. وللمزيد راجع فهرست مؤلفات السيوطي محفوظة في الجامعة الأمريكية - بيروت. مرضه ووفاته: يقول نجم الدين الغزي (1) : وكانت وفاته رضي الله تعالى عنه في   (1) الكواكب السائرة 1 / 231. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 سحر ليلة الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وتسعمائة في منزله بروضة المقياس، بعد أن تمرض سبعة أيام، بورم شديد في ذراعه الأيسر، وقد استكمل من العمر إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يوما وكان له مشهد عظيم، ودفن في حوش قرصون خارج باب القرافة، وصلي عليه غائبة بدمشق بالجامع الأموي يوم الجمعة ثامن رجب سنة إحدى عشرة المذكورة، قيل أخذ الغاسل قميصه وقبعه، فاشترى بعض الناس قميصه من الغاسل بخمسة دنانير للتبرك به، وباع قبعه بثلاثة دنانير لذلك أيضا ورثاه عبد الباسط بن خليل الحنفي في قصيدة طويلة يقوله: مات جلال الدين غيث الورى * مجتهد العصر إمام الوجود وحافظ السنة مهدي الهدى * ومرشد الضال بنفع يعود فيا عيوني انهملي بعده * ويا قلوب انفطري بالوقود وأظلمي يا دنيا إذ حق ذا * بل حق أن ترعد فيك الرعود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 وصف النسخ الخطية اعتمدنا في تحقيق الكتاب على نسختين خطيتين، الأولى: في دار الكتب المصرية، مكتبة طلعت، رقم 3 مجاميع. والثانية: مخطوطة الأزهرية، وهي تحت رقم 56 مجاميع - 1115 - وقف على رواق الأتراك. وكان اعتمادنا في التحقيق على النسخد الأولى - لسلامة النص ووضوح الخط. أما النسخة الثانية فكانت نسخة مساعدة في حال أضطرب علينا النص، أو أشكل علينا فهمه. فالنسخة الأولى تتميز بأنها بخط تلميذ المؤلف الداودي، حيث ذكر في آخرها: " آخر ما وجد بخط المؤلف رحمه الله، وكان في عزمه أن يأتي مصنفا حافلا، ولكن أخترمته المنية، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وكتب: من خط تلميذه محمد بن علي الداودي رحمه الله تعالى ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله مسبب الأسباب ومسير السحاب، والصلاة والسلام على سيدنا محمد والآل والأصحاب ... وبعد: فإن من أنواع علوم الحديث معرفة أسبابه كأسباب نزول القرآن، وقد صنف فيه الأئمة كتبا في أسباب نزول القرآن، واشتهر منها كتاب الواحدي ولي فيه تأليف جامع يسمى " لباب النقول في أسباب النزول ". وأما أسباب الحديث فألف فيه بعض المتقدمين ولم نقف عليه، وإنما ذكروه في ترجمته، وذكره الحافظ أبو الفضل ابن حجر في " شرح النخبة ". وقد أحببت أن أجمع فيه كتابا، فتتبعت جوامع الحديث، والتقطت منها نبذا، وجمعتها في هذا الكتاب، والله الموفق والهادي للصواب. فصل قال شيخ الأسلام سراج الدين البلقيني في كتابه " محاسن الاصطلاح "،: النوع التاسع والستون معرفة أسباب الحديث. قال الشيخ أبو الفتح القشيري المشهور بابن دقيق العيد رحمه الله في " شرح العمدة " في الكلام على حديث: " إنما الأعمال بالنيات " في البحث التاسع: شرع بعض المتأخرين من أهل الحديث في تصنيف أسباب الحديث، كما صنف في أسباب النزول للكتاب العزيز فوقفت من ذلك على شئ يسير له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 وحديث: " إنما الأعمال بالنيات " يدخل في هذا القبيل، وينضم إلى ذلك نظائر كثيرة لمن قصد تتبعه. هذا كلام الشيخ. قال البلقيني: واعلم أن السبب قد ينقل في الحديث، كما في حديث: سؤال جبريل عن الاسلام والاحسان وغيرها. وحديث: القلتين، سئل عن الماء يكون بالفلاة وما ينوبه من السباع والدواب. وحديث: الشفاعة، سببه قوله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر ". وحديث: سؤال النجدي. وحديث: " صل فإنك لم تصل ". وحديث: " خذي فرصة من مسك " وحديث: السؤال عن دم الحيض يصيب الثوب. وحديث: السائل: أي الأعمال أفضل، وحديث، سؤال أي الذنب أكبر؟. وذلك كثير. وقد لا ينقل السبب في الحديث، أو ينقل في بعض طرقه، فهو الذي ينبغي الاعتناء به. ومن ذلك حديث: " أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة " رواه البخاري، ومسلم وغيرهما من حديث زيد بن ثابت. وقد ورد في بعض الأحاديث على سؤال سائل وهو ما أسند ابن ماجه في سننه، والترمذي في الشمائل من حديث عبد الله بن سعد قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما أفضل، الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: " ألا ترى إلى بيتي؟ ما أقربه إلى المسجد! فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد، إلا أن تكون صلاة مكتوبة ". ثم ذكر البلقيني عدة أمثلة وقال: وما ذكر في هذا النوع من الأسباب قد يكون ما ذكر عقب ذلك السبب من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم أول ما تكلم به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت، وقد يكون تكلم به قبل ذلك، لنحو ذلك السبب أو لا لسبب. وقد يتعين أن يكون أول ما تكلم به في ذلك الوقت لأمور. وتظهر للعارف بهذا الشأن. وفي أبواب الشريعة والقصص وغيرها، أحاديث لها أسباب يطول شرحها. وما ذكرناه أنموذج لمن يريد أن يعرف ذلك، ومدخل لمن يريد أن يضيف مبسوطا في ذلك. والمرجو من الله سبحانه وتعالى الاعانة على مبسوط فيه بفضله وكرمه. وقال ابن الملقن في شرح العمدة اعلم أن بعض المتأخرين من أهل الحديث شرع في تصنيف أسباب الحديث. كذا عزاه الشيخ عز الدين لبعض المتأخرين، وعزاه ابن العطار في شرحه إلى ابن الجوزي. وسمعت ممن يذكر: أن عبد الغني بن سعيد الحافظ صنف فيه تصنيفا قدر العمدة. ومن تتبع الأحاديث قدر على إخراج جملة منها، وأرجو أن أتصدى له إن شاء الله تعالى. انتهى. باب الطهارة [1] حديث: أخرج الأئمة الستة (1) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله   (1) اخرجه البخاري في بدء الوحي 1 / 2. أخرجه مسلم في كتاب الإمارة 4 / 572 أخرجه النسائي في كتاب الطهارة 1 / 51. اخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد 2 / 1413. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ". سبب: قال الزبير بن بكار في أخبار المدينة: حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن طلحة ابن عبد الرحمن عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عيله وسلم المدينة وعك فيها أصحابه وقدم رجل فتزوج امرأة مهاجرة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: " يا أيها الناس إنما الأعمال بالنية. ثلاثا. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله، فهجرته الى الله ورسوله. من كانت هجرته في دنيا يطلبها، أو امرأة يخطبها فإنما هجرته إلى ما هاجر إليه ". ثم رفع يديه فقال: " اللهم انقل عنا الوباء " ثلاثا. فلما أصبح قال: أوتيت هذه الليلة بالحمى فإذا بعجوز سوداء ملببة في يدي الذي جاء بها فقال هذه الحمى فما ترى؟ فقلت اجعلوها بخم. [2] حديث: أخرج مالك والشافعي وأحمد وابن أبي شيبة (1) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر: " هو الطهر ماءه الحل ميتته ". سبب: أخرج أحمد والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فجاء صياد فقال: يا رسول الله إننا ننطلق في البحر نريد الصيد، فيحمل أحدنا معه الأداوة وهو يرجو أن يأخد الصيد قريبا، فربما وجده كذلك، وربما لم يجد الصيد حتى يبلغ من البحر مكانا لم يظن أنه يبلغه، فلعله يحتلم أو يتوضأ، فإن اغتسل أو توضأ بهذا الماء،   (1) ذكره مالك في الموطأ في كتاب الطهارة. واخرجه الشافعي في مسنده 1 / 2. واحمد في المسند 3 / 373. واخرجه ابن شيبة 1 / 301. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 فلعل أحدنا يهلكه العطش. فهل ترى في ماء البحر أن نغتسل به أو نتوضأ به إذا خفنا ذلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغتسلوا منه وتوضئوا فإنه الطهور ماؤه الحل ميتته ". [3] حديث: أخرج أحمد وابن خزيمة وابن حبان (1) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الماء لا ينجسه شئ ". سبب: أخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي. واللفظ له. عن ابن سعيد الخدري قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ من بئر بضاعة فقلت: أتتوضأ منها وهي يطرح فيها ما يكره من النتن؟ فقال: " الماء لا ينجسه شئ ". [4] حديث: أخرج أبو أحمد الحاكم والبيهقي (2) عن يحيى بن يعمر أن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كان الماء قلتين لم يحمل نجسا ولا بأسا أو قال خبثا ". سبب: أخرج أحمد عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسأل عن الماء يكون بأرض الفلاة، وما ينوبه من الدواب والسباع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شئ ". [5] حديث: أخرج الترمذي (3) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن ".   (1) أخرجه احمد 1 / 235. واخرجه ابن خزيمة 1 / 60. واخرجه ابن حبان في التقريب 2 / 389. (2) اخرجه الحاكم 1 / 133. واخرجه البيهقي في السنن الكبرى 1 / 263. (3) اخرجه الترمذي في كتاب الطهارة 1 / 151. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 سبب: أخرج الطبراني وأبو نعيم في " الدلائل " عن ابن مسعود قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله وسلم بمكة، وهو في نفر من أصحابه إذ قال: " ليقم معي رجل منكم ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة " قال: فقمت معه وأخذت إداوة، ولا أحسبها إلا ماء، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بأعلى مكة رأيت أسودة مجتمعة، قال: فخط لي رسول الله صلى الله الله عليه وسلم خطا ثم قال: " قم ها هنا حتى آتيك " قال فقمت ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فرأيتهم يتثورون إليه، قال: فسمر معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا طويلا حتى جاءني مع الفجر. فقال لي: " ما زلت قائما يا ابن مسعود "؟ قال: فقلت له: يا رسول الله أو لم تقل لي قم حتى آتيك؟ قال: ثم قال لي: " هل معك من ضوء "؟ قال: فقلت: نعم. ففتحت الإداوة فإذا هو نبيذ. قال، فقلت له يا رسول الله! والله لقد أخذت الإداوة ولا أحسبها إلا ماء، فإذا هو نبيذ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثمرة طيبة، وماء طهور ". قال: ثم توضأ منها، فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول الله، إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا. قال: فصفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، ثم صلى بنا، فلما انصرف فقلت له من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: " هؤلاء جن نصيبين، جاءوا يختصمون إلي في أمور كانت بينهم، وقد سألوني الزاد فزودتهم ". قال: فقلت له: وهل عندك يا رسول الله من شئ تزودهم إياه؟ قال: فقال: " قد زودتهم " فقلت وما زودتهم؟ قال: " الرجعة، وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا، وما وجدوا من عظم وجدوه كاسيا ". قال: وعند ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يستطاب بالروث والعظم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 [6] حديث: أخرج البخاري ومسلم والترمذي (1) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل للأعقاب من النار ". سبب: أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو قال: تخلف عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته: " ويل للأعقاب من النار ". مرتين أو ثلاثا. وأخرج أحمد عن جابر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتوضئون، فلم يمس أعقابهم الماء فقال: " ويل للأعقاب من النار ". [7] حديث: أخرج [" امسحوا على الخفين والخمار "] (2) . سبب: أخرج أحمد وأبو داود عن ثوبان: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابهم البرد فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين. [8] حديث: أخرج مالك والأئمة الستة (3) عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال " إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل ". سبب: أخرج أحمد وأبو داود والحاكم وصححه واللفظ له، من   (1) ذكر البخاري في كتاب العلم 1 / 23. واخرجه مسلم في كتاب الطهارة 1 / 528. واخرجه الترمذي في كتاب الطهارة 1 / 30. (2) بياض في الأصل والاستدراك من مسند احمد 6 / 13. (3) اخرجه مالك في كتاب الجمعة 1 / 102. واخرجه البخاري ومسلم في كتاب الجمعة. واخرجه النسائي كتاب الجمعة 3 / 76. واخرجه ابن ماجه في كتاب اقامة الصلاة 1 / 346. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 طريق عكرمة عن ابن عباس أن رجلين من أهل العراق أتياه فسألاه عن الغسل في يوم الجمعة أواجب هو؟ فقال لهما ابن عباس: من اغتسل فهو أحسن وأطهر، وسأخبركما لماذا بدأ الغسل. كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجين يلبسون الصوف يسقون النخل على ظهورهم، وكان المسجد ضيقا مقارب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في يوم صائف شديد الحر، ومنبره قصير، إنما هو ثلاث درجات. فخطب الناس فعرق الناس في الصفوف فثارت أبدانهم ريح العرق والصوف حتى كاد يؤذي بعضهم بعضا، حتى بلغت أرواحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال: " أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمسن أحدكم أطيب ما يجد من طيبه أو دهنه ". وأخرج النسائي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر أنهم ذكروا غسل يوم الجمعة عند عائشة فقالت: إنما كان الناس يسكنون العالية، ويحضرون الجمعة وبهم وسخ. فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أو لا تغتسلون ". وأخرج ابن حبان من طريق عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت: كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم من العوالي، فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق، ويخرج منهم الريح، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم. وهو عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 باب الصلاة [9] حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام عن صلاة أو نسيها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك، (وأقم الصلاة لذكري) ". سبب: قال: أبو أحمد الحاكم واسمه محمد بن إسحاق الحافظ، في مجلس من أماليه أنا أبو جعفر محمد بن الحسين الحناوي، ثنا محمد بن العلاء، ثنا خلف بن أيوب العامري، ثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به نام حتى طلعت الشمس فصلى وقال: " من نام عن الصلاة أو نسيها، فليصلها حين ذكرها ". ثو قرأ (أقم الصلاة لذكري) . ورأيت بخط الشيخ ولي الدين العراقي في بعض مجاميعه، وقد أورد هذا الحديث مع نصه: أخرجه أبو أحمد الحاكم في مجلس من أماليه وقال: غريب من حديث معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة مسندا. لا أعلم أحدا حدث به غير خلف بن أيوب العامري من هذه الرواية، وأبان بن يزيد العطار عنه يعني عن معمر. وقال الشيخ ولي الدين: ويحسن أن يكون عن الجواب المشهور وهو لم يقع بيان جبريل إلا في الظهر، وقد فرضت الصلاة بالليل؟ فيقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما وقت الصبح، والنائم ليس بمكلف. قال: وهذه فائدة جليلة. والحديث إسناده صحيح انتهى. قلت: وليس كما قال. فإن المراد في   (1) اخرجه البخاري في كتاب مواقية الصلاة 1 / 154. واخرجه مسلم في كتاب المساجد 2 / 334. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 هذا الحديث ليلة أسري في السفر ونام عن صلاة الصبح لا ليلة أسري إلى السماء. فالتبس عليه لفظ أسري. سبب ثان: أخرج الترمذي وصححه، والنسائي عن أبي قتادة قال: ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم نومهم عن الصلاة فقال: " إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ". وأخرج أحمد عن أبي قتادة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنكم إن لا تدركوا الماء غدا تعطشوا ". وانطلق سرعان الناس يريدون الماء ولزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فمالت برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعمته فأدعم، ثم مال حتى كاد أن ينجفل عن راحلته فدعمته، فانتبه. فقال: " من الرجل "؟ قلت: أبو قتادة. قال: " مذ كم كان مسيرك "؟ قلت: منذ الليلة. قال: " حفظك الله كما حفظت رسوله ". ثم قال " لو عرسنا ". فمال إلى شجرة فنزل فقال: " انظر هل ترى أحدا "؟ قلت: هذا راكب، هذان راكبان حتى بلغ سبعة فقال: " احفظوا علينا صلاتنا ". فنمنا فما أيقظنا إلا حر الشمس، فانتبهنا، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسار وسرنا هنيئة، ثم نزل فقال: " أمعكم ماء "؟ قال: قلت: نعم، معي ميضأة فيها شئ من ماء. قال: " ائت بها " فأتيته بها فقال: " مسوا منها " فتوضأ القوم وبقيت جرعة. فقال: " ازدهر بها يا أبا قتادة فإنه سيكون لها نبأ "، ثم أذن بلال وصلوا الركعتين قبل الفجر ثم صلوا الفجر، ثم ركبوا وركبنا، قال بعضهم لبعض: فرطنا في صلاتنا. فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " ما تقولون؟ إن كان أمر دنياكم فشأنكم، وإن كان أمر دينكم فإلي " قلنا: يا رسول الله فرطنا في صلاتنا فقال: " لا تفريط في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 النوم إنما التفريط في اليقظة، فإن كان ذلك فصلوها ومن الغد وقتها ". [10] حديث: أخرج أحمد (1) ، عن السائب بن أبي السائب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ". وأخرج البخاري عن عمران بن حسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ". سبب: أخرج عبد الرزاق في المصنف وأحمد عن أنس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهي محمة، فحم الناس، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد والناس قعود يصلون فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: " صلاة القاعد نصف صلاة القائم ". فتجشم الناس الصلاة قياما. وأخرج عبد الرزاق عن عبد الله بن عمرو قال: قدمنا المدينة فنالنا وباء من وعك المدينة شديد، وكان الناس يكثرون أن يصلوا في سبحتهم جلوسا، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم عند الهاجرة وهم يصلون في سبحتهم جلوسا فقال " صلاة الجالس نصف صلاة القائم ". قال: فطفق الناس حينئذ يتجشمون القيام. [11] حديث: أخرج البخاري ومسلم (2) ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أما يخشى أحدكم، أو لا يخشى أحدكم، إذا رفع رأسه قبل الامام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار ". سبب: أخرج أحمد، عن أبي سعيد الخدري قال: صلى رجل   (1) اخرجه احمد 4 / 435. (2) اخرجه البخاري 1 / 177 ومسلم 2 / 73. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 خلف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يركع قبل أن يركع ويرفع قبل أن يرفع، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: " من فعل هذا "؟ قال: أنا يا رسول الله أحببت أن أعلم تعلم ذاك أم لا. فقال: " اتقوا خداج الصلاة إذا ركع الامام فاركعوا وإذا رفع فارفعوا ". [12] أخرج أبو داود (1) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: حين يقول: " سمع الله لمن حمده ". " اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ". سبب: أخرج ابن ماجه وأبو مطيع في أماليه عن عمر قال سمعت أبا جحيفة رضي الله عنه يقول: ذكرت الجدود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فقال رجل: جد فلان في الخيل، وقال آخر: جد فلان في الإبل وقال آخر جد فلان في الغنم وقال آخر: جد فلان في الرقيق. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ورفع رأسه من آخر الركعة قال: " اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شئ بعد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ". وطول رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته " بالجد " ليعلموا أنه ليس كما يقولون. [13] حديث: أخرج الأئمة الستة (2) عن أبي هريرة قال: قال رسول   (1) اخرجه أبو داود في كتاب الصلاة 1 / 195. (2) اخرجه البخاري في كتاب الأذان 1 / 164. واخرجه مسلم في كتاب المساجد 2 / 245 كذلك اخرجه النسائي في كتاب الصلاة وابن ماجه في كتاب المساجد. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، ولكن ائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ". سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي قتادة عن أبيه قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال، فلما صلى دعاهم، فقال: " ما شأنكم "؟ قالوا يا رسول الله! استعجلنا إلى الصلاة قال: " فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما سبقكم فأتموا ". [14] حديث: أخرج الترمذي (1) عن علي وعن عمرو بن مرة عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتى أحدكم الصلاة والامام على حال فليصنع كما يصنع الامام ". سبب: أخرج الطبراني عن معاذ قال: كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سبق أحدهم بشئ من الصلاة سألهم فأشاروا إليه بالذي سبق به، فيصلي ما سبق به ثم يدخل معهم في صلاتهم، وجاء معاذ والقوم قعود في صلاتهم، فقعد معهم، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يقضي ما سبق به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اصنعوا ما صنع معاذ ". وفي رواية له، فقلت: لا أجده على حال إلا كنت عليها، فكنت بحالهم التي وجدتهم، عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد سن لكم معاذ فاقتدوا به، إذا جاء أحدكم وقت سبق بشئ من الصلاة فليصل مع الامام بصلاته، فإذا فرغ الامام فليقض ما سبق به ". [15] حديث: اخرج البخاري ومسلم (2) عن ابن عمر أن رسول الله   (1) اخرجه الترمذي في الصلاة 2 / 51. (2) اخرجه مسلم في كتاب المساجد 2 / 196 واخرجه البخاري في كتاب بدء.   . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 صلى الله عليه وسلم قال: " من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها ". يعني الثوم..وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا، ويؤذينا بريح الثوم ". سبب: أخرج أحمد عن المغيرة بن شعبة قال: أكلت ثوما ثم أتيت مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني بركعة، فلما صلى قمت أقضي، فوجد ريح الثوم، فقال: " من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها ". قال فلما قضيت الصلاة أتيت فقلت يا رسول الله، إن لي عذرا ناولني يدك، قال فوجدت والله سهلا، فناولني يده فأدخلها في كمي إلى صدري فوجدته معصوبا فقال: " إن لك عذرا ". سبب: وأخرج أحمد ومسلم عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى زمن خيبر عن البصل والكراث. فأكلها قوم ثم جاءوا إلى المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألم أنه عن هاتين الشجرتين المنتنتين "؟ قالوا: بلى يا رسول الله. ولكن أجهدنا الجوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكلها فلا يحضر مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ". وأخرج أحمد عن أبي ثعلبة الخشني قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس جياع فأصبنا بها حمرا من حمر الانس فذبحناها قال: فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأمر عبد الرحمن بن عوف فنادى في الناس: " إن لحوم حمر الانس لا تحل لمن شهد أني رسول الله ". قال: ووجدنا في جناتها بصلا وثوما   = الأذان 1 / 216. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 والناس جياع، فجهدوا، فراحوا فإذا ريح المسجد بصل وثوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا ". وقال: " لا تحل النهبى، ولا يحل كل ذي ناب من السباع ولا تحل المجثمة ". وأخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد قال: لم نعد أن فتحت خيبر وقمنا في تلك البقلة فأكلنا منها أكلا شديدا وناس جياع ثم رحلنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال: " من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقرب المسجد ". فقال الناس: حرمت حرمت. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أيها الناس إنه ليس لي تحريم ما أحل الله، ولكنها شجرة أكره ريحها ". [16] أخرج البخاري ومسلم (1) عن أبي قتادة بن ربعي رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ". سبب: أخرج البخاري وأحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله أن سليكا جاء والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي ركعتين ثم أقبل على الناس فقال: " إذا جاء أحدكم والامام يخطب فليصل ركعتين يتجوز فيهما ". وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي قتادة قال: دخلت المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس، فجلست فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس "؟ قلت: إني   اخرجه البخاري في كتاب التقصير 2 / 70. واخرجه مسلم في كتاب المساجد 2 / 526. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 رأيتك جالسا والناس جلوس. قال: " وإذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين ". [17] حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ". سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته، فظنوا أنه نام، فجعل بعضهم ينخخ ليخرج إليهم، فقال: " ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن تكتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة ". [18] حديث: أخرج البخاري ومسلم (2) عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا اشتد الحر فأبردوا عنه بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم ". سبب: أخرج أحمد عن المغيرة بن شعبة قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة. فقال لنا رسول اله صلى الله عليه وسلم: " أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم ".   (1) ذكره البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة 9 / 117، وذكره مسلم في كتاب صلاة المسافرين 2 / 248. (2) اخرجه البخاري كتاب مواقيت الصلاة 1 / 142. واخرجه مسلم كتاب المساجد 2 / 264. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 [19] حديث: أخرج أبو داود وابن ماجه والحاكم (1) عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول ". سبب: أخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف المقدم رقة فقال: " إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول ". فازدحم الناس. [20] أحاديث التشهد: ... سبب: ... وأخرج الطبراني عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان المشركون إذا دخلوا مكة قالوا لآلهتهم: حييتم وطبتم. فأنزل الله على نبيه قل: (التحيات لله والطيبات لله) . باب الجنائز [21] حديث: أخرج الحاكم في المستدرك والمحاملي في أماليه الأصبهانية والديلمي في طريقه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر ". سبب: أخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الايمان عن أنس قال: كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمر بجنازة فقال: " ما هذه الجنازة "؟ قالوا: جنازة فلان الفلان كان يحب الله ورسوله ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله   (1) ذكره أبو داود في كتاب الصلاة 1 / 154. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 وسلم: " وجبت، وجبت وجبت ". ومر بجنازة أخرى قالوا: جنازة فلان الفلاني، كان يبغض الله ورسوله، ويعمل بمعصية الله ويسعى فيها، فقال: " وجبت، وجبت، وجبت "، فقالوا: يا رسول الله قولك في الجنازة والثناء عليها! أثني على الأول خير وعلى الآخر شر فقلت فيهما: وجبت وجبت وجبت؟. فقال: " نعم يا أبا بكر إن لله ملائكته تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر ". [22] حديث: أخرج أبو داود (1) عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كسر عظم الميت ككسره حيا ". سبب: في جزء من حديث ابن منيع قال ابن منيع حدثنا محرز بن عوف، ثنا القاسم بن محمد عن عبد الله بن عقيل، عن جابر قال: خرجنا مع جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا جئنا القبر إذا هو لم يفرغ منه، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير القبر وجلسنا معه، فأخرج الحفار عظما ساقا أو عضدا، فذهب ليكسرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تكسرها فإن كسرك إياه ميتا كسرك إياه حيا، ولكن دسه في جانب القبر ". [23] حديث: أخرج الترمذي وابن ماجه (2) عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه ". سبب: أخرج أحمد ومسلم عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض فكفن في غير طايل وقبر ليلا، فزجر   (1) اخرجه أبو داود كتاب الجنائز. (2) اخرجه الترمذي في الجنائز 2 / 233 وكذلك ابن ماجه في الجنائز 1 / 473. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه ". [24] حديث: أخرج أبو داود الترمذي والنسائي وابن ماجه (1) عن ابن عباس قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللحد لنا والشق لغيرنا ". سبب: أخرج أحمد عن جرير بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأن هذا الراكب إياكم يريد، قال فانتهى الرجل إلينا فسلم فرددنا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " من أين أقبلت "؟ قال من أهلي وولدي وعشيرتي. قال: " فأين تريد "؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: " فقد أصبته ". قال: يا رسول الله علمني ما الايمان؟ قال: " تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت ". قال: قد أقررت. قال: ثم أن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان، فهوى بغيره وهوى الرجل، فوقع على هامته، فمات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي بالرجل ". قال: فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة فأقعداه، فقالا يا رسول الله قبض الرجل. فأعرض عنهما الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما رأيتما إعراضي عن الرجلين فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة، فعلمت أنه مات جائعا ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا والله من الذين قال الله عز وجل: (الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)   اخرجه أبو داود في كتاب الجنائز 2 / 190. واخرجه الترمذي في كتاب الجنائز 2 / 254. واخرجه النسائي في كتاب الجنائز 4 / 66. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 [الانعام / 82] . قال ثم قال: " دونكم أخاكم ". قال: فاحتملناه إلى الماء، فغسلناه وحفظناه وكفناه، وحملناه إلى القبر، فجاء رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس على شفير القبر قال فقال: " ألحدوا ولا تشقوا، فإن اللحد لنا والشق لغيرنا ". [25] حديث: أخرج أحمد، عن عمر بن حزم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقعدوا على القبور ". سبب: أخرج أحمد عن عمر بن حزم قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا متكئ على قبر، فقال: " لا تؤذ صاحب القبر ". [26] حديث: أخرج أحمد مسلم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر ". سبب: أخرج أحمد عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة لبني النجار، فسمع صوتا من قبر، فسأل عنه متى دفن هذا؟ فقالوا: يا رسول الله دفن هذا في الجاهلية. فأعجبه ذلك وقال: " لولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر ". وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما نخلا لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية، يعذبون في قبورهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا فأمر أصحابه، أن تعوذوا من عذاب القبر. أحاديث النهي عن سب الاموات [27] أخرج أحمد (1) عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله   (1) اخرجه احمد 4 / 252. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأخيار ". سبب: أخرج ابن سعد وأحمد والحاكم وصححه عن ابن عباس أن رجلا ذكر أبا العباس فنال منه. وفي لفظ: قال له رأيت عبد المطلب بن هاشم والغيطلة كاهنة بني سهم جمعهما الله جميعا في النار، فلطمه العباس. فاجتمعوا فقالوا: والله لنلطمن العباس كما لطمه. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب فقال: " من أكرم الناس على الله "؟ قالوا: أنت. قال: " إن العباس مني وأنا منه، لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا به الأحياء. " وأخرج ابن سعد والحاكم وصححه، عن أم سلمة قالت: شكى عكرمة بن أبي جهل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا مر بالمدينة قيل له: هذا ابن عدو الله. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا، لا تؤذوا مسلما بكافر ". ولفظ ابن سعد فقال: " ما بال أقوام يؤذون الأحياء بسبهم الاموات، ألا لا تؤذوا الأحياء بشتم الأموات ". وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن نبط بن شريط قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبر أبي أحيحة. فقال أبو بكر: هذا قبر أبي أحيحة الفاسق. فقال خالد بن سعد: والله ما يسرني أنه في أعلى عليين وأنه مثل أبي قحافة. فقال النبي صلى اله عليه وسلم: " لا تسبوا الموتى فتغضبوا الأحياء ". وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق، عن محمد بن علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتلى بدر من المشركين أن يسبوا. وقال: " إنه لا يخلص إليهم ما تقولون، فتؤذون به الأحياء ألا وإن البذاء لؤم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 [28] حديث: أخرج البخاري (1) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته فيهما الجنة يريد عينيه ". سبب: أخرج ابن سعد، والبيهقي في الشعب من طريق أبي ظلال عن أنس، أن حبرائيل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ابن أم مكتوم. فقال: متى ذهب بصرك؟ قال: وأنا غلام فقال: قال الله تبارك وتعالى إذا أخذت كريمة عبدي لم يكن له جزاء إلا الجنة. وأخرج البيهقي من طريق هلال بن سويد أنه سمع أنس يقول: مر بنا ابن أم مكتوم فسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أحدثكم بما حدثني به جبريل، إن الله يقول: حق على من أخذت كريمتيه أن ليس له جزاء إلا الجنة ". وأخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حدثني جبريل عن رب العالمين أنه قال: جزاء من أذهبت كريمتيه. يعني عينيه. الخلود في داري والنظر إلى وجهي ". باب الصيام [29] حديث: أخرج أحمد ومسلم (2) عن سعد بن أبي وقاص قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضرب بإحدى يديه على الأخرى وهو يقول: " الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم نقص أصبعه في الثالثة ". وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله   (1) راخرجه البخاري في كتاب الطب 7 / 151. (2) اخرجه أحمد 1 / 184 - وأخرجه مسلم في كتاب الصوم 3 / 141 (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 صلى الله عليه وسلم: " إنما الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له ". سبب: أخرج أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله قال: اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا، فخرج إلينا صباح تسع وعشرين. فقال بعض القوم: يا رسول الله! أصبحنا لتسع وعشرين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الشهر يكون تسعا وعشرين ". ثم طبق النبي صلى الله عليه وسلم يديه ثلاثا. مرتين بأصابع يديه كلها والثالثة بتسع منها. وأخرج البخاري عن أنس رضى الله عنه قال: آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه شهرا، وقعد في مشربة له. فنزل لتسع وعشرين، فقيل: يا رسول الله إنك آليت على شهر؟. قال: " إن الشهر تسع وعشرون ". وأخرج أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشهر تسع وعشرون ". فذكروا ذلك لعائشة فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن. وهل هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا فنزل لتسع وعشرين، فقيل له، فقال: " إن الشهر قد يكون تسعا وعشرين ". [30] حديث: أخرج أحمد والنسائي (1) عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفطر الحاجم والمحجوم ". وأخرج أبو داود عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفطر الحاجم والمحجوم ". سبب: أخرج أحمد والترمذي عن شداد بن أوس، أن رسول الله   (1) اخرجه أحمد 5 / 210. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع، وهو يحتجم. وهو آخذ بيدي. لثمان عشر خلت من رمضان فقال: " أفطر الحاجم والمحجوم ". أخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق غياث بن كلاب الكوفي، عن مطرف بن سمرة بن جندب عن أبيه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل بين يدي حجام، وذلك في شهر رمضان وهما يغتابان رجلا فقال: " أفطر الحاجم والمحجوم ". قال البيهقي: غياث هذا مجهول. وأخرج أحمد عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم صائما محرما فغشي عليه قال: فلذلك كره الحجامة للصائم. [31] حديث: أخرج أحمد والطبراني (1) عن كعب بن عاصم الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس من ام بر صيام في ام سفر ". سبب: أخرج أحمد والبخاري. مسلم عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه. قالوا: هذا رجل صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس من البر أن تصوموا في السفر ". [32] حديث: أخرج أحمد ومسلم والأربعة (2) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه ".   (1) أخرجه أحمد 5 / 434 - والطبراني في الكبير. (2) أخرجه أحمد 2 / 521. وأخرجه البخاري في كتاب الصوم 3 / 35 - وأخرجه مسلم في كتاب الصوم 3 / 139. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وأخرج أبو داود والبيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين ". سبب: أخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوموا لرؤية الهلال وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين ". قلنا: يا رسول الله أو لا نتقدم قبله بيوم أو يومين؟ فغضب وقال: " لا ". [33] أخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود (1) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تصوم امرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان ". سبب: أخرج أحمد وأبو داود والحاكم عن أبي سعيد قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت: يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، قال: وصفوان عنده فسأله عما قالت، فقال: يا رسول الله أما قولها يضربني إذا صليت فإنها، تقرأ بسورتين. وقد نهيتها قال فقال: " لو كانت سورة واحدة لكفت الناس ". وأما قولها: يفطرني، فإنها تنطلق فتصوم، وأنا رجل شاب فلا أصبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: " لا تصوم امرأة. ولفظ أحمد. لا تصومن منكم امرأة إلا بإذن زوجها ". وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس، فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس. قال: " إذا استيقظت فصل ".   (1) أخرجه أحمد 2 / 476 - أخرجه البخاري في كتاب النكاح 7 / 39 - أخرجه مسلم في كتاب الزكاة 3 / 65. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 باب الحج [34] حديث: أخرج مسلم والنسائي وابن ماجه (1) عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم وأختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شئ فدعوه ". سبب: أخرج ابن حبان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: " أيها الناس إن الله عز وجل قد افترض عليكم الحج ". فقام رجل فقال: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت عنه، حتى أعادها ثلاث مرات، قال: " لو قلت نعم لوجبت ما قمتم بها، ذروني ما تركتكم، فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم ". [35] حديث: أخرج اليخاري ومسلم (2) عن ابن هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره من المساجد الا المسجد الحرام ". سبب: قال عبد الرزاق في المصنف ابراهيم المكي عن عطار بن أبي رباح قال: جاء الشريد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: إني نذرت إن الله فتح عليك أن أصلي في بيت المقدس. قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ها هنا " أفضل ثلاث مرات ثم قال:   (1) ذكره مسلم في كتاب الحج 3 / 481. واخرجه النسائي في كتاب مناسك الحج. (2) اخرجه مسلم في كتب الحج 3 / 537. واخرجه البخاري في كتاب الصلاة 2 / 76. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 " والذي نفسي بيده لو صليت ها هنا أجزأ عنك " قال: " صلاة في هذا المسجد أفضل من مائة ألف صلاة، فيما سواه من المساجد ". وأخرج أحمد عن الأرقم بن أبي الأرقم أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه. فقال: " أين تريد "؟. فقال: أردت يا رسول الله ها هنا، فأومأ بيده إلى حيز بيت المقدس فقال: " ما يخرجك إليه لتجارة ". ؟ قال: قلت: لا. ولكن اردت الصلاة فيه قال: " فإن صلاة ها هنا. وأومأ بيده إلى مكة. خير من ألف صلاة ها هنا " وأومأ بيده إلى الشام. [36] حديث: أخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المدينة كالكير، تضع طيبها، وتنفي خبثها ". سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن جابر قال: جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الأعراب فأسلم فبايعه على الهجرة، فلم يلبس أن جاء إلى النبي صلى اله عليه وسلم فقال: أقلني وفقال: " لا أقيلك "، ثم أتاه فقال: أقلني. فقال: " لا أقيله "، ثم أتاه فقال أقلني فقال " " لا " ففر فقال: " المدينة كالكير تنفي خبثها وتضع طيبها ". سبب ثان: أخرج أحمد والبخاري ومسلم، عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى اله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عيله وسلم فرقتين فرقة تقول نقتلهم، وفرقة تقول لا، فأنزل الله عز وجل: (فما لكم في المنافقين فئتين) [النساء / 88] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنها طيبة وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 باب البيع [37] حديث: أخرج أحمد (1) عن عبادة بن الصامت قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا ضرر ولا ضرار وقضى أنه ليس لعرق ظالم حق. وأخرج أحمد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار ". سبب: قال عبد الرزاق في المنصف أنا ابن التميمي، عن الحجاج بن أرطاة، أخبرني أبو جعفر أن نخلة كانت بين رجلين فاختصما فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما أشققها نصفين بيني وبينك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر في الاسلام ". [38] حديث: أخرج ابن ماجة (2) أن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غشنا فليس منا ". سبب: أخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيع طعاما فسأله، كيف تبيع؟ فأخبره فأوحى الله إليه: أدخل يدك فيه، فأدخل يده فإذا هو مبلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من غشنا ". وأخرج أبو نعيم وابن النجار، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسوق المدينة على طعام أعجبه، فأدخل يده في جوف الطعام فأخرج شيئا ليس بالظاهر، فأفف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاحب الطعام، ثم نادى: " أيها الناس، لا غش بين المسلمين، من غشنا فليس منا ".   اخرجه احمد 5 / 327. (2) اخرجه ابن ماجه في كتاب التجارات 2 / 749. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 [39] أخرج البخاري ومسلم (1) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها ونهى البائع والمشتري. وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تبتاعوا الثمار حتى يبدو صلاحها ". سبب: أخرج أحمد والبخاري عن زيد بن ثابت قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونحن نتابيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم خصومه فقال: " ما هذا ". فقيل له: هؤلاء ابتاعوا الثمار يقولون: أصابها الرمان التشام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فلا تتبايعوها حتى يبدو صلاحها ". [40] حديث: أخرج البخاري ومسلم (2) عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في العرايا. سبب: قال الشافعي في كتاب البيوع: وقال محمود بن لبيد لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما عراياكم هذه؟ قال: فلان وفلان، وسمى رجالا محتاجين من الأنصار شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الرطب يأتي ولا نقد بأيديهم يبتاعون به رطبا يأكلونه مع الناس، وعندهم فضول من قوتهم من التمر، فرخص لهم أن يبتاعوا العرايا بخرصها من التمر الذي في أيديهم يأكلونه رطبا. قال الشافعي: وحديث سفيان يدل على مثل هذا الحديث، وهو ما رواه الشافعي عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار قال:   (1) اخرجه البخاري في كتاب البيوع 3 / 100 واخرجه مسلم في كتاب البيوع 4 / 29. (2) اخرجه البخاري في كتاب البيوع 3 / 96. واخرجه مسلم كتاب البيوع 4 / 22. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 سمعت سهل، بن أبي خيثمة يقول: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر بالتمر إلا أنه رخص في العرايا أن تباع بخرصها تمرا يأكلها أهلها رطبا. [41] حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) وأبو داود عن سعيد بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أحيى أرضا ميتة فهي له، وليس لعرق ظالم حق ". سبب: أخرج أبو داود عن طريق عروة قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وأكثر ظني أنه أبو سعيد الخدري. أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، غرس أحدهما نخلا في أرض الآخر، فقضى لصاحب الأرض بأرضه، وأمر صاحب النخل أن يخرج نخله منها. قال: فلقد رأيتها وإنها لتضرب أصولها بالفوس وإنها لنخل عم حتى أخرجت منها. [42] حديث: أخرج أحمد (2) من طريق عطاء عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " العمري ميراث لأهلها ". وأخرج أحمد، عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل العمري للوارث. سبب: أخرج أحمد من طريق محمد بن إبراهيم عن جابر أن رجلا من الأنصار، أعطي أمه حديقة من نخل حياتها، فماتت، فجاء أخويه فقالوا: نحن فيه شرع سواء، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقسمها بينهم ميراثا. [43] حديث: أخرج الشافعي وأحمد والأربعة وابن حبان (3) عن   (1) ذكره البخاري في كتاب المزارعة 3 / 139. (2) اخرجه احمد 3 / 297. (3) اخرجه الشافعي 3 / 60. واخرجه أبو داود في كتاب الإجارة. واخرجه الترمذي في كتاب البيوع 3 / 376 واخرجه أحمد 6 / 80. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن الخراج بالضمان. سبب: أخرج أبو داود عن عائشة أن رجلا ابتاع عبدا فأقام عنده ما شاء الله أن يقيم، ثم وجد به عيبا فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرده عليه، فقال الرجل: يا رسول الله! قد استعمل غلامي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخراج بالضمان ". [44] حديث: أخرج أحمد والبخاري ومسلم (1) عن نافع أن ابن عمر كان يكري مزارعه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وصدرا من إمارة معاوية، ثم حدث عن رافع بن خديج أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كري المزارع، فذهب ابن عمر إلى رافع بن خديج فذهبت معه فسأله، فقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كري المزارع. وأخرج أحمد ومسلم عن ابن عمر قال: كنا نخابر ولا نرى بذلك بأسا حتى زعم رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه فتركناه. سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن رافع بن خديج قال: كنا أكثر أهل المدينة مزدرعا، كنا نكري الأرض بالناحية، منها مسمى لسيد الأرض، قال: فربما يصاب ذلك وتسلم الأرض مما يصاب الأرض ويسلم ذلك، فنهينا، وأما الذهب والورق فلم يكن يومئذ. وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير قال: قال زيد بن ثابت: يغفر الله لرافع بن خديج، أنا والله أعلم بالحديث منه، إنما أتى رجلان قد اقتتلا،   (1) ذكره البخاري في كتاب الحرث 3 / 141. واخرجه مسلم في كتاب البيوع 4 / 49. وذكره احمد 2 / 64. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كان هذا شأنكم، فلا تكروا المزارع ". فسمع رافع قوله: " لا تكروا المزارع ". وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي عن سعد بن أبي وقاص أن أصحاب المزارع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يكرون مزارعهم بما يكون على السواقي من الزروع وما سعد بالماء مما حول النبت فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختصموا في بعض ذلك، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكروا بذلك وقال: " اكروا بالذهب والفضة ". باب النكاح [45] حديث: أخرج البخاري. مسلم (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ". سبب: أخرج أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله قال: تزوجت امرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا جابر أتزوجت "؟ قلت: نعم. قال: " بكرا أو ثيبا "؟ قال: قلت: ثيبا. قال: " ألا بكرا تلاعبها "؟ قال: قلت: يا رسول الله! كن لي أخوات فخشيت أن تدخل بيني وبينهن فقال: " إن المرأة تنكح لدينها وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك ". [46] حديث: أخرج ابن ماجه (2) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم ير للمتحابين مثل النكاح ".   (1) اخرجه البخاري في كتاب النكاح 7 / 9. واخرجه مسلم في كتاب الرضاع 3 / 651. (2) اخرجه ابن ماجه في كتاب النكاح 1 / 596. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 سبب: أخرج أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان في مشيخته، وابن النجار في تاريخ بغداد عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! عندنا يتيمة قد خطبها رجلان، موسر ومعسر، وهي تهوى المعسر، ونحن نهوى الموسر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم ير للمتحابين مثل النكاح ". وأخرج الخرائطي في اعتدال القلوب عن ابن عباس أن رجلا قال: يا رسول الله، في حجري يتيمة وقد خطبها رجل موسر، ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس للمتحابين مثل النكاح ". [47] حديث: أخرج أحمد عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولد للفراش وللعاهر الحجر ". وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولد للفراش وللعاهر الحجر ". سبب: أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة في غلام، فقال سعد هذا: يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أبي وقاص، عهد إلي أنه ابنه، أنظر إلى شبهه. فقال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله ولد على فراش أبي من وليدته. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شبهه فرأى شبها بينا بعتبة، فقال: " هو لك يا عبد بن زمعة، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة ". فلم تره سودة قط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 باب الجنايات [48] حديث: أخرج عبد الرزاق والبخاري ومسلم وأبو داود (1) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جرحه جبار، وفي الركاز الخمس ". سبب: قال عبد الرزاق في المصنف عن ابن جريح عن يعقوب بن عتبة وصالح وإسماعيل بن محمد زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن العجماء جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس، قال: وكان أهل الجاهلية يضمنون الحي ما أصابت بهائمهم وآبارهم، ومعادنهم، فلما ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ذلك الذي قال من القضاء. وقال عبد الرزاق عن ابن جريح قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر عن كتاب لعمر بن عبد العزيز فيه، بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في رجلين رمض أحدهما معدن وقتل الآخر بهيمة، قال: " ما قتل المعدن جبار وما قتل العجماء جبار ". والجبار في كلام تهامة الهدر. [49] حديث: أخرج البخاري ومسلم (2) ، عن عبد الله بن مغفل نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحذف وقال: " إنه لا ينكأ العدو ولا يقتل الصيد ولكنه يكسر السن ويفقد العين ".   (1) اخرجه عبد الرزاق 10 / 65. واخرجه البخاري في كتاب الديات 9 / 15 واخرجه مسلم في كتاب الحدود 4 / 298. واخرجه أبو داود في كتاب الديات 2 / 52. (2) واخرجه البخاري في كتاب الذبائح 7 / 112 واخرجه مسلم في كتاب الصيد 4 / 641. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 سبب: أخرج أبو داود والنسائي عن بريدة أن امرأة حذفت امرأة، فأسقطت، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل في ولدها خمسمائة شاة، ونهى يومئذ عن الحذف. [50] حديث: أخرج أحمد والبخاري ومسلم (1) عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تجمعوا بين الرطب والبسر وبين الزبيب والتمر نبيذا ". سبب: أخرج عبد الرزاق عن أبي إسحاق أن رجلا سأل ابن عمر فقال أجمع بين التمرة والزبيب؟ قال: لا، قال: فلم؟ قال: نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. قال لم؟ قال: سكر رجل فحده النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر أن ينظر ما شرابه؟ فإذا هو تمر وزبيب، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين التمر والزبيب وقال: " يكفي كل واحد منهما وحده ". [51] حديث: أخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن ابن مسعود (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أحد أغير من الله عز وجل، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله تعالى من أجل ذلك بعث النبين مبشرين ومنذرين ". سبب: أخرج أحمد والبخاري. مسلم عن المغيرة بن شعبة قال: قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح وعنه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا   (1) اخرجه احمد 3 / 294. واخرجه البخاري في كتاب الأشربة 3 / 140 واخرجه مسلم في كتاب الأشربة 4 / 688. (2) اخرجه الترمذي في كتاب الدعوات. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 أغير منه والله أغير مني، من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله ولا شخص أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث الله مبشرين ومنذرين، لا شخص أحب إليه المدحة من الله من أجل ذلك وعد الله الجنة ". [52] حديث: أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ". قيل: يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: " تأخذ فوق يديه ". سبب: أخرج أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله قال: اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار فقال المهاجري: يا للمهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، فخرج رسول الله فقال: " أدعوى الجاهلية "؟ قالوا: لا والله إلا أن غلامين كسح أحدهما الآخر فقال: " لا بأس لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما فإن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة وإن كان مظلوما فلينصره ". باب الأضحية [53] حديث: أخرج البخاري ومسلم عن جندب البجلي قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ثم خطب ثم ذبح فقال: " من كان ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها، ومن لم يذبح فليذبح باسم الله ". سبب: أخرج أحمد عن جندب البجلي أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أضحى فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو باللحم وذبائح الأضحى فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ذبحت قبل أن يصلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى ومن لم يكن ذبح حتى صلينا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 فليذبح باسم الله ". وأخرج أحمد عن جندب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى على قوم قد ذبحوا أو نحروا وقوم لم يذبحوا أو لم ينحروا فقال: " من ذبح أو نحر قبل صلاتنا فليعد ومن لم يذبح أو ينحر فليذبح أو ينحر باسم الله ". باب الأطعمة [54] حديث: أخرج البخاري (1) ومسلم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية. وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي ثعلبة الخشني قال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية ولحوم كل ذي ناب من السباع. وأخرج أحمد عن زيد بن خالد الجهني أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النهبة والخلسة. سبب: أخرج أحمد عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة فأخذوا الحمر الانسية، فذبحوها وملأوا منها القدور، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. قال جابر: فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكفأنا القدور فقال: " إن الله عز وجل سيأتيكم برزق هو أحل لكم من ذا وأطيب لكم من ذا ". قال: فكفأنا يومئذ القدور وهي تغلي، فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الحمر الانسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطيور، وحرم المجثمة والخلسة والنهبة.   (1) اخرجه البخاري في كتاب الذبائح، باب لحوم الحمر الانسية، واخرجه مسلم في كتاب الصيد. باب تحريم أكل لحم الحمر الأنسية. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 وأخرج أحمد عن خالد بن الوليد قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر، فأسرع الناس في حظائر يهود، فأمرني أن أنادي: الصلاة جامعة ولا يدخل الجنة إلا مسلم، ثم قال: " أيها الناس إنكم قد أسرعتم في حظائر يهود، ألا لا تحل أموال المعاهدين إلا بحقها، وحرام عليكم لحوم الحمر الأهلية وخيلها وبغالها، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير ". [55] حديث: أخرج أحمد ومسلم (1) عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل شئ من الدواب صبرا. سبب: أخرج الطبراني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على قوم قد نصبوا حماما حيا وهم يرمونه، فقال: " هذه المجثمة لا يحل أكلها ". [56] حديث: أخرج أبو داود عن أبي واقد الليثي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة ". سبب: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يحبون أسنمة الابل، ويقطعون أليات الغنم، فقال: " ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميته ". باب الأدب [57] حديث: " زر غبا تزدد حبا ". أخرجه ابن عدي في الكامل من حديث أبي هريرة وابن عمر وأبي ذر وحبيب بن مسلمة قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زر غبا تزدد حبا ". وأخرج ابن عدي عن ابن عمر قال: كنا نقول في الجاهلية: زر غبا   (1) اخرجه مسلم في كتاب الصيد، باب النهي عن صبر البهائم واخرجه أحمد 3 / 111. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 تزدد حبا. قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: زر غبا تزدد حبا ". سبب: أخرج ابن عدي من طريق عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا أبا هريرة أين كنت أمس؟ قال: زرت ناسا من أهلي. وفي لفظ قال زرت ناسا من أهلي من المسلمين. قال: " زر غبا تزد حبا ". وأخرج ابن عدي من طريق اسماعيل بن وردان عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة، فتبعته ثم خرج من بيت أم سلمة فتبعته فالتفت إلي ثم قال يا أبا هريرة: " زر غبا تزدد حبا ". [58] حديث: أخرج أحمد (1) وأبو داود عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا. ولفظ أحمد: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا. وفي لفظ: " إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا ". وأخرج أحمد عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرق الرجل أهله بعد صلاة العشاء. سبب: أخرج عبد الرزاق عن ابن جريح عن رجل عن محمد بن إبراهيم التميمي أن ابن رواحة كان في سرية، فقفل فأتى بيته متوشحا السيف، فإذا هو بالمصباح، فارتاب، فتسور، فإذا امرأته على سرير مضطجعة إلى جنبها فيما يرى رجلا ثائر شعر الرأس، فهم أن يضرب، ثم أدركه الورع فغمز امرأته فاستيقظت فقالت: وراك وراك قال: ويلك   (1) احمد 3 / 992. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 من هذا؟ قالت أختي، ظلت عندي فغسلت رأسها. فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن طروق النساء، فعصاه رجلان فطرقا أهليهما، فوجد كل واحد منهما مع امرأته رجلا، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألم أنهكم عن طروق النساء؟ ". وأخرج أحمد من طريق أبي سلمة عن عبد الله بن رواحة، أنه قدم من سفر ليلا فتعجل إلى امرأته فإذا في بيته مصباح، وإذا مع امرأته شئ، فأخذ السيف، فقالت امرأته: إليك عني، فلانة تمشطني، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلا. [59] حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) عن ابن عمر قال صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام فقال: " أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ". سبب: أخرج أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: " تسألوني عن الساعة وإنما علمها عند الله وأقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة ". [60] حديث: أخرج ابن ماجه (2) عن أبي جحيفة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: " من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا. ومن سن سنة سيئة فعمل بها من بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئا ".   (1) ذكره البخاري في كتاب العلم باب السهر في العلم، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم على رأس مائة سنة الخ. (2) اخرجه ابن ماجه باب من سن سنة حسنة أو سيئة. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 سبب: أخرج أحمد ومسلم عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار قال: فجاء قوم حفاة، عراة، مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) إلى آخر الآية (إن الله كان عليكم رقيبا) [النساء / 1] والآية التي في الحشر (اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله) [الحشر / 18] . تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره ". حتى قال: " ولو بشق تمرة ". قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ ". وأخرج أحمد عن حذيفة قال: سأل رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم، ثم إن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومن أجور من تبعه غير منتقص من أجورهم شيئا، ومن سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومن أوزار من يتبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا ". أخرج أحمد عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عيله وسلم فحث عليه فقال رجل: عندي كذا وكذا، قال: فما بقي في المجلس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 رجل إلا قد تصدق بما قل أو كثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سن خيرا فاستن به كان له أجره كاملا ومن أجور من استن به لا ينقص من أجورهم شيئا ومن استن شرا فاستن به فعليه وزره كاملا ومن أوزار الذي استن به لا ينقص من أوزارهم شيئا ". [61] حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اليد العليا خير من اليد السفلى ". سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: " يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى ". قال حكيم: فقلت يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا. وأخرج أحمد عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال فألحفت. فقال لي: " يا حكيم ما أكثر مسألتك؟ يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة وإنما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس، ويد الله فوق يد المعطي ويد المعطي فوق يد المعطى، وأسفل الأيدي يد المعطى ". [62] حديث: أخرج البخاري ومسلم (2) عن عمر بن العاص أنه   (1) ذكره البخاري في كتاب الزكاة باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى، ومسلم في كتاب الزكاة باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى. (2) اخرجه البخاري في كتاب الاعتصام باب اجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم اصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ". سبب: أخرج أحمد عن عبد الله بن عمر بن العاص قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمان يختصمان فقال لعمرو: " اقض بينهما يا عمرو ". قال: أنت أولى بذلك مني يا رسول الله قال: " وإن كان "! قال: فإذا قضيت بينهما فما لي؟ قال: " إن أنت قضيت بينهما فأصبت القضاء فلك عشر حسنات، وإن أنت اجتهدت فأخطأت فلك حسنة ". [63] أخرج أحمد (1) عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، أصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا أئتمنتم، وأحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم ". سبب: قال أحمد في الزهد: ثنا عبد الصمد، ثنا عبد الجليل: ثنا الحسن بن أبي الحسن قال: انتهت بنو إسرائيل إلى موسى عليه السلام فقالوا: إن التوراة تكبر علينا فأنبئنا بجماع من الأمر فيه تخفيف، فأوحى الله قل لهم: لا تظالموا في المواريث، ولا تدخلن عينا عبد بيتا حتى يستأذن، وليتوضأ من الطعام ما يتوضأ للصلاة. فاستخفوها يسيرا، ثم إنهم لم يقوموا بها، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: " تقبلوا لي بست أتقبل لكم الجنة، من حدث فلا يكذب، ومن وعد فلا يخلف، ومن إذا أئتمن فلا يخن،   = أو أخطأ، ومسلم في كتاب الأقضية باب بيان أجر الحاكم أذا اجتهد فأصاب أو أخطأ. (1) أحمد 4 / 205. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 أحفظوا أيديكم وأبصاركم وفروجكم ". [64] حديث: أخرج مسلم (1) عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من يحرم الرفق يحرم الخير ". سبب: أخرج أبو داود عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع، وأنه أراد البداوة مرة، فأرسل إلي ناقة محرمة من إبل الصدقة، فقال لي يا عائشة: " ارفقي فإن الرفق لم يكن في شئ قط إلا زانه، ولا نزع من شئ قط إلا شانه ". [65] حديث: أخرج أبو داود (2) عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأيم الله لا أقبل بعد يومي هذا من أحد هدية إلا أن يكون مهاجرا قرشيا أو أنصاريا دوسيا أو ثقفيا ". سبب: أخرج أحمد عن ابن عباس أن أعرابيا وهب النبي صلى الله عليه وسلم هبة فأثابه عليها، قال: " رضيت "؟ قال: لا، فزاده، قال: " رضيت "؟ قال: لا، فزاده قال: " رضيت "؟ قال: نعم. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي ". وأخرج أحمد عن أبي هريرة أن أعرابيا أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة فعوضه منها ست بكرات، فتسخطه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " إن فلانا أهدى إلي ناقة وهي ناقتي أعرفها كما أعرف بعض أهلي ذهبت مني يوم زغابات فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطا، لقد   (1) اخرجه مسلم في كتاب البر باب مداراة من تيقن فحشه. (2) أبو داود في كتاب البيوع باب في قبول الهدايا. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري إو ثقفي أو دوسي ". [66] حديث: أخرج البخاري (1) عن أبي هريرة رضى الله عنه قال. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فإمسك عنه تسعة وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة ". وأخرج أحمد عن أبي سعيد قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله عز وجل مائة رحمة، فقسم منها جزاءا واحدا بين الخلق فيتراحم الناس والوحش والطير ". وأخرج أحمد ومسلم عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن لله عز وجل مائة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق فبها تعطف الوحوش على أولادها، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة ". وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ". سبب: أخرج أحمد عن جندب بن عبد الله البجلي قال: جاء أعرابي فأناخ راحلته، ثم عقلها، ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته فأطلق عقالها ثم ركبها، ثم نادى: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا تشرك في رحمتنا أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتقولون هذا أضل أم بعيره؟ ألم تسمعوا ما قال "؟ قالوا: بلى. قال:   (1) اخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب الرجاء مع الخوف. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 " حظرت، رحمة الله واسعة إن الله خلق مائة رحمة فأنزل الله رحمة واحدة يتعاطف بها الخلائق، جنها وإنسها وبهائمها، وعنده تسع وتسعون، أتقولون هو أضل أم بعيره؟ ". [67] حديث: أخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب عن رافع بن يزيد الثقفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان يحب الحمرة فإياكم والحمرة وكل ثوب ذي شهرة ". سبب: أخرج أحمد عن رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الحمرة قد ظهرت فكرهها، فلما مات رافع بن خديج جعلوا على سريره قطيفة حمراء فعجب الناس من ذلك. وأخرج أحمد (1) عن رافع بن خديح أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قال: فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم للغذاء قال: علق كل رجل بخطام ناقته ثم أرسلها تهز في الشجر قال ثم جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. ورحالنا على أباعرنا. ، قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فرأى أكسية لنا فيها خيوط من عهن أحمر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أرى هذه الحمرة قد علتكم "؟ قال فقمنا سراعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفر بعض إبلنا فأخذنا الاكسية فنزعناها منها. [68] حديث: أخرج أحمد ومسلم (2) عن جابر قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ   (1) اخرجه أحمد 4 / 41. (2) أخرجه احمد 3 / 350 ومسلم كتاب الرؤيا. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ". وأخرج أحمد والبخاري عن أبي سعيد سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا رأى إحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما ذلك من الشيطان، فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره ". سبب: أخرج أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رأيت في المنام أن رأسي قطع فهو يتمحدل وأنا أتبعه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فلا يقصها على أحد وليستعذ بالله من الشيطان ". [69] حديث: أخرج أحمد (1) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله فإذا قال: الحمد لله، قال له أخوه: يرحمك الله، فإذا قيل له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم ". سبب: أخرج أحمد عن سالم بن عبيد قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فعطس رجل فقال: السلام عليك، فقال: " عليك وعلى أمك " ثم قال: " إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال أو الحمد لله رب العالمين، وليقل له: يرحمك الله، وليقل: يغفر الله لي ولكم ". [70] حديث: أخرج أحمد والبخاري ومسلم (2) عن ابن عمر قال.   (1) اخرجه احمد 2 / 353. (2) اخرجه احمد 2 / 91 والبخاري في كتاب الإكراه باب يمين الرجل لصاحبه أنه اخوه إذا خاف عليه القتل. واخرجه مسلم كتاب البر باب تحريم الظلم. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ". سبب: أخرج أحمد عن سويد بن حنظلة قال: خرجنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا وائل بن حجر، فأخذه عدو له فتحرج الناس أن يحلفوا، وحلفت أنه أخي، فخلى عنه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: " أنت كنت أبرهم وأصدقهم، صدقت، المسلم أخو المسلم ". [71] حديث: أخرج أحمد (1) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة، أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده. وأخرج البخاري عن ابن عمر قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار أحد بليل أبدا ". وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب ". وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثى الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهين بالرجال، والمتبتلين من الرجال الذي يقول لا يتزوج والمتبتلات من النساء اللاتي يقلن ذلك، وراكب الفلاة وحده والبائت وحده. سبب: أخرج أحمد عن ابن عباس قال: خرج رجل من خيبر فاتبعه رجلان وآخر يتلوهما يقول: أربعا أربعا حتى ردهما، ثم لحق الأول فقال: إن هذين شيطانان، وإني لم أزل بهما حتى رددتهما فإذا أتيت   (1) اخرجه احمد 2 / 91. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرئه السلام وأخبره أنا ههنا في جمع صدقاتنا، ولو كانت تصلح له لبعثناها إليه، فلما قدم الرجل المدينة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فعند ذلك، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلوة. [72] حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب. زاد مسلم حتى قتلنا كلب امرأة جاءت من البادية. سبب: أخرج أحمد والطبراني عن أبي رافع قال: جاء جبريل يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فأبطأ عليه وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه فقام إليه وهو قائم بالباب قال: " أذنا " قال: أجل يا رسول الله ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة فوجدوا جروا في بعض بيوتهم. قال أبو رافع: فأمرني حين أصبحت فلم أدع في المدينة كلبا إلا قتلته فإذا أنا بامرأة قاصية لها كلب ينبح فرحمتها فتركته، فجئت فأمرني فرجعت إلى الكلب فقتلته. [73] حديث: أخرج أحمد (1) عن أبي كبشة الأنماري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ثلاث أقسم عليهن: فأما الثلاث الذي أقسم عليهن، فإنه ما نقص مال عبد صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عز وجل بها عزا، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عز وجل له باب فقر ". سبب: أخرج أحمد عن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويبتسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله،   (1) اخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم. كذلك اخرجه مسلم في كتاب المساقاة: باب الأمر بقتل الكلاب الخ ... (2) اخرجه احمد 4 / 236. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت. قال: " إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان "، ثم قال: " يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها الله عز وجل إلا أعزه الله بها نصرة، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة ". [74] حديث: أخرج أحمد والبخاري ومسلم (1) عن جرير البجلي قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يرحم لا يرحم ". سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم الاقرع بن حابس يقبل حسنا، فقال لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم قط فقال: " إنه من لا يرحم لا يرحم ". [75] حديث: أخرج مسلم (2) عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم ". وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله   (1) اخرجه احمد 4 / 365 ومسلم في كتاب الفضائل والبخاري في كتاب الأدب باب رحمة الناس والبهائم. (2) اخرجه مسلم في كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالإستغفار، اخرجه احمد (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 فيغفر لهم ". وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو لم تذنبوا جاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم ". سبب: أخرج ابن عساكر عن أنس أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه أنا نصيب من الذنوب، فقال لهم: " لولا أنكم تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ". وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عبد الله بن عمرو قال: أنزلت (إذا زلزلت الأرض زلزالها) [سورة الزلزلة: 1] وأبو بكر قاعد فبكى أبو بكر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يبكيك يا أبا بكر " قال: أبكاني هذه السورة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أنكم لا تخطئون، ولا تذنبون فيغفر لكم، لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم ". [76] حديث: أخرج الدارقطني في الافراد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ". سبب: خرج ابن عساكر عن الواقدي قال: أول مشهد شهده زيد بن ثابت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وكان ممن ينقل التراب يومئذ مع المسلمين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما إنه يعجز الغلام "، وغلبته عيناه يومئذ فرقد، فجاء عمارة بن حزم فأخذ سلاحه وهو لا يشعر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا رقاد نمت حتى ذهب سلاحك "! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من له علم بسلاح هذا الغلام "؟ فقال عمارة بن حزم: يا رسول الله،! أنا أخذته، فرده فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يروع المؤمن وأن يؤخذ متاعه لاعبا ولا جدا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 [77] حديث: أخرج مسلم (1) والترمذي عن ابن عمر قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حفوا الشوارب واعفوا اللحى ". سبب: أخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد من العجم قد حلقوا لحاهم وتركوا شواربهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خالفوا عليهم فحفوا الشوارب واعفوا اللحى ". وأخرج ابن سعد عن عبيد الله بن عبد الله قال: جاء مجوسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعفى شاربه وأخفى لحيته فقال له: " من أمرك بهذا "؟ قال ربي. قال: " لكن ربي أمرني أن أحفى شاربي وأعفي لحيتي ". وأخرج أبو القاسم بن بشر في أماليه عن أبي هريرة: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: مجوسي قد حلق لحيته وأعفى شاربه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويحك من أمرك بهذا "؟ قال: أمرني به كسرى. قال: " لكن أمرني ربي عز وجل أن أعفى لحيتي وأن أحفي شاربي ". [78] حديث: أخرج البخاري (2) عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا ". سبب: أخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ينشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   (1) اخرجه مسلم في كتاب الطهارة باب خصال الفطرة والترمذي: باب ما جاء في اعفاء اللحية. (2) اخرجه البخاري في كتاب الأدب باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر ... الخ. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 " خذوا الشيطان. أو أمسكوا الشيطان. ، لأن يمتلئ جوف رجل قيحا خير له من يمتلئ شعرا ". [89] حديث: أخرج الأربعة (1) عن صخر الفامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم بارك لأمتي في بكورها ". سبب: أخرج الخطيب وابن النجار في تاريخ بغداد عن أنس قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من شهور رمضان فمر بنيران في بيوت الأنصار فقال: " يا أنس ما هذه النيران "؟ قلت: يا رسول الله إن الأنصار يتسحرون فقال: " اللهم بارك لأمتي في بكورها ". [80] حديث: أخرج أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه (2) عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من في السقا. وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن اختناث الأسقية أن يشرب من أفواهها.   (1) اخرجه ابي داود في كتاب الجهاد باب في الإبتكار في السفر، وابن ماجه في كتاب التجارات: باب ما يرجى من البركة في البكور، والترمذي باب ما جاء في البكير في التجارة، واخرجه أحمد 3 / 416. (2) اخرجه أحمد 1 / 293، والترمذي باب ما جاء في أكل لحوم الجلالة وألبانها، وأخرجه البخاري في كتاب الأشربة، باب الشرب من فم السقاء؟ اخرجه ابن ماجه في كتاب الأشربة: باب الشرب من في السقاء، وابي داود في كتاب الأشربة، باب في اختناث الأسقية، اخرجه النسائي في كتاب الضحايا: باب النهي عن أكل لحوم الجلالة. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 سبب: أخرج البيهقي في شعب الايمان عن الزهري عن عبد الله بن أبي سعيد قال: شرب رجل من فم السقا فانساب في بطنه جان، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية. [81] حديث: أخرج البخاري ومسلم (1) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه إنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته أو شتمته أو جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة ". وأخرج أحمد ومسلم عن جابر بن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي عبد من المسلمين شتمته أو سببته أن يكون له زكاة وأجرا ". وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أتخد عندك عهدا لا تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته أو شتمته. أو قال: لعنته. أو جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة وقربى تقربه بها إليك يوم القيامة ". سبب: أخرج أحمد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى حفصة ابنة عمر رجلا فقال لها احتفظي به، قال: ففعلت حفصة ومضى الرجل فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " يا حفصة ما فعل الرجل "؟ قالت: غفلت عنه يا رسول الله فخرج. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قطع الله يدك ". فرفعت   (1) اخرجه احمد 2 / 316، وأخرجه البخاري في كتاب الدعوات: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من أذيته ... الخ، واخرجه مسلم في كتاب البر: باب من لعن النبي صلى الله عليه وسلم ... الخ. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 يديها هكذا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما شأنك يا حفصة "؟ فقالت: يا رسول الله! قلت قبل: لي كذا وكذا، فقال: " لها ضعي يديك فإني سألت الله عز وجل أيما إنسان من أمتي دعوت الله عز وجل عليه أن يجعلها له مغفرة ". وأخرج أحمد ومسلم عن أنس قال: كانت عند أم سليم يتيمة، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال: " أنت هيه! لقد كبرت لا كبر سنك " فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت: أم سليم ما لك يا بنية؟ قالت الجارية: دعى علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا، أو قالت قرني، فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لك يا أم سليم "؟ فقالت: يا نبي الله! أدعوت على يتيمتي؟ قال: " وما ذاك يا أم سليم "؟ قالت: زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي، فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربى تقربه بها منه يوم القيامة ". وأخرج أحمد عن خال أبي السوار قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فاتبعت معهم قال: ففجئني فعجبني القوم يسعون قال: وأبقى القوم قال: فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك أو شئ كان معه قال: فوالله ما أوجعني قال: فبت بليلة قال: وقلت: ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشئ غلمة في. قال: وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال: فنزل جبريل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنك راع لا تكسر قرون رعيتك. قال: فلما صلينا الغداة أو قال أصبحنا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إن ناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني، اللهم فمن ضربت أو سببت، فأجعلها له كفارة وأجرا أو قال: مغفرة ورحمة ". أو كما قال. [82] حديث: أخرج الترمذي (1) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره ". سبب: أخرج أبو العباس الزوزني في كتاب " شجرة العقل " عن القاسم بن محمد قال: وقع بين من الأنصار من أهل العوالي شئ فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم، فرجعوا وقد صلى الناس العصر. قال: " من صلى بالناس العصر "؟ قالوا: أبو بكر. قال: " أحسنتم لا ينبغي لقوم يكون فيهم أبو بكر يصلي بهم غيره ". [83] حديث: أخرج البخاري (2) عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ". سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله أن رجلا من الأنصار ولد له غلام فأراد أن يسميه محمدا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ". وأخرج البخاري ومسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبقيع فنادى رجل رجلا يا أبا القاسم فألتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل: لم أعنك يا رسول الله إنما عنيت فلانا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تسموا باسمي ولا   (1) اخرجه الترمذي في المناقب. (2) اخرجه البخاري في كتاب المناقب: باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 تكنوا بكنيتي ". [84] حديث: أخرج أحمد (1) عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل نبي حواري والزبير حواري ". وأخرج أحمد عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لكل نبي حواريون وحواري الزبير ". سبب: أخرج أحمد والبخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله قال. : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب "؟ فقال الزبير: أنا. ثم قال: " من يأتيني بخبر القوم "؟ قال الزبير: أنا. قال: " من يأتيني بخبر القوم "؟ قال الزبير: أنا. قال: " لكل نبي حواري وإن حواري الزبير ". [85] حديث: أخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه (2) عن علي قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه إلا لسعد فإني سمعته يوم أحد يقول: " ارم سعد فداك أبي وأمي ". وفي لفظ ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وأمه لأحد إلا لسعد. قال له يوم أحد: " ارم فداك أبي وأمي ". سبب: أخرج الطبراني عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه قال: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " سعد ارم فداك أبي وأمي "، قال فنزعت بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبه، فوقع   (1) اخرجه احمد 4 / 4. (2) ذكره الترمذي في المناقب: باب مناقب أبي اسحاق، والبخاري في كتاب الجهاد: باب المجن ومن يترس بترس صاحبه، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب في فضل سعد بن أبي وقاص، وذكره ابن ماجه باب فضل سعد بن أبي وقاص. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وانكشفت عورته فضحك النبي صلى عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه. [86] حديث: أخرج أحمد (1) عن عبد الله بن مسعود أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد ". وأخرج أحمد عن عمر بن المصطلق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فيلقرأ على قراءة ابن أم عبد ". سبب: قال عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد: حدثني أبو الكامل فضيل بن الحسين، ثنا المفضل الكوفي أبو عبد الرحمن، ثنا إبراهيم بن المهاجر، ثنا إبراهيم النخعي عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: " إقرأ " فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت (لدنه إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) [سورة النساء: 41] غمزني برجله فرفعت رأسي فإذا عيناه تجري، فقال: " من أحب أن يقرأ القرآن كما أنزل فيقرأه على قراءة ابن أم عبد ". وأخرج أحمد عن عمر بن الخطاب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر رضي الله عنه الليلة كذاك في الأمر من أمر المسلمين وأنه سمرعنده ذات ليلة وأنا معه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".   (1) اخرجه احمد 1 / 7. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 [87] حديث: أخرج الترمذي (1) من طريق قيس بن أبي حازم عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم استجب لسعد إذا دعاك ". سبب: أخرج الطبراني عن عامر يعني الشعبي قال. قيل لسعد، متى أجبت الدعوة؟ قال: يوم بدر كنت أرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول: اللهم زلزل أقدامهم وأرعب قلوبهم وافعل بهم وافعل، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم استجب لسعد ". [88] حديث: أخرج أحمد والترمذي (2) وحسنه، والحاكم عن أبي بن كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا أو شعبا لكنت مع الأنصار ". سبب: أخرج ابن أبي شيبة والمناوي ومسلم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله يوم حنين ما أفاء قال: قسم في الناس في الموالفة قلوبهم، ولم يقسم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصيبهم ما أصاب الناس فخطبهم فقال: " يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فجمعكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي " قال: كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن، قال: " فما يمنعكم أن تجيبوا ". قالوا: الله ورسوله أمن قال: " لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو   (1) ذكره الترمذي في المناقب: باب مناقب سعد بن أبي وقاص. (2) اخرجه احمد 5 / 137. ذكره الترمذي في المناقب: باب فضل الأنصار وقريش. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت واد الأنصار وشعبهم، الأنصار شعار والناس دثار وأنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ". [89] حديث: أخرج أحمد ومسلم (1) عن أبي سعيد قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ". رواه البرقاني في مستخرجه على الصحيح، فقال: " إن أحدكم لو أنفق كل يوم مثل أحد ذهبا ". سبب: أخرج أحمد عن أنس قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف تستطيلون بأيام سبقتمونا بها فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم ". وأخرج ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد شئ، فسبه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أحدا من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ". وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة قال: وقع بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد بعض ما يكون بين الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوا لي أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك مد أحدهم ولا نصيفه ".   (1) اخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة: باب تحريم سب الصحابة. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 وأخرج ابن عساكر في ترجمة خالد بن الوليد عن الحسن قال: كان بين الزبير وبين خالد بن الوليد شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما شأنكم وشأن أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مثل عمل أحدهم يوما واحدا ". قال ابن عساكر: المحفوظ أن صاحب الخصومة مع خالد، عبد الرحمن بن عوف وعمار. وأخرج ابن عساكر في ترجمة ابن عوف عن الحسن قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف، وخالد بن الوليد كلام، فقال خالد: لا تفخر علي يا ابن عوف بأن سبقتني بيوم أو يومين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك نصيفهم ". قال فكان بعد ذلك بين عبد الرحمن وبين الزبير شئ، فقال خالد: يا نبي الله الله، نهيتني عن عبد الرحمن وهنا الزبير يسابه، فقال: " أنهم أهل بدر وبعضهم أحق ببعض ". [90] حديث: أخرج الترمذي (1) عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدا أو نورا لهم يوم القيامة ". سبب: أخرج ابن عساكر عن عبد الله بن الحسن قال: مات عامر بن الأكوع بوادي القرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لا يموت رجل من أصحابي ببلد من البلدان إلا بعثه الله يوم القيامة سيد أهل ذلك البلد ".   (1) ذكره الترمذي في المناقب: باب من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 [91] حديث: أخرج الترمذي (1) عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن وعبيدة وسعد بن أبي وقاص ". قال. فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر. فقال القوم ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله. أبو الأعور في الجنة. قال هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. سبب: أخرج ابن عساكر عن سعيد بن زيد قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ليتني رأيت رجلا حيا. من أهل الجنة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو ذا أنا من أهل الجنة "، فقال: يا رسول الله إني لست أشك فيك فعد له وقال: " يا أبا بكر فأنا من أهل الجنة وأنت من أهل الجنة وعمر من أهل الجنة وعثمان من أهل الجنة، وعلي من أهل الجنة، وطلحة من أهل الجنة، والزبير من أهل الجنة، وعبد الرحمن بن عوف من أهل الجنة، وسعد بن مالك من أهل الجنة والعاشر سميته ". فناشدوه بالله من العاشر قال: " أنا ". [92] حديث: أخرج مسلم (2) عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ". سبب: أخرج الدارقطني في الافراد عن عبد الله بن مسعود قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت رجلا من   (1) ذكره الترمذي في المناقب: باب مناقب عبد الرحمن بن عوف. (2) اخرجه مسلم في كتاب الإيمان: باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 النصاري متمسكا بالانجيل ورجلا من اليهود متمسكا بالتوراة يؤمن بالله ورسوله، ثم لم يتبعك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سمع بي من يهودي أو نصراني ثم لم يتبعني فهو في النار ". [93] حديث: ... سبب: أخرج الطبراني عن وحشي بن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج لحاجته من الليل وترك باب البيت مفتوحا ثم رجع فوجد إبليس قائما وسط البيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اخس يا خبيث من بيتي "، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا خرجتم من بيوتكم باليل فأغلقوا أبوابها ". [94] حديث أم زرع ... سبب: أخرج الطبراني عن عائشة قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية وكان قدر ألف ألف أوقية، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " أسكتي يا عائشة فإني لك كأبي زرع لأم زرع ". ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أن إحدى عشرة امرأة اجتمعن في الجاهلية فتعاهدن لتخبرن كل امرأة بما في زوجها ولا تكذب. فذكر الحديث بطوله. [95] حديث: أخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو بعدي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر   (1) اخرجه البخاري في كتاب المناقب: باب ما جاء في اسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب الفضائل: باب في اسمائه صلى الله عليه وسلم، ذكره الترمذي في الآداب: باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 الناس على قدمي ". سبب: أخرج الطبراني عن جبير بن مطعم قال: قال أبو جهل بن هشام حين قدم مكة منصرمه عن حمزة: يا معشر قريش إن محمدا قد نزل بيثرب وأرسل طلائعه، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا، فاحذروا ان تمروا طريقه، وأن تقاربوه فإنه كالأسد الضاري، وإن ضيق عليكم نفيتموه نفي القردان عن المغانم والله إن له لسحرة ما رأيته قط ولا أحدا من أصحابه إلا رأيت معهم الشيطان وإنكم قد عرفتم ابني قيلة فهو عدو استعان بعدو. فقال له مطعم بن عدي: با أبا الحكم والله ما رأيت أحدا أصدق لسانا ولا أصدق موعدا من أخيكم الذي طردتم، فإذا فعلتم الذي فعلتم فكونو أكف الناس عنه، فقال أبو سفيان بن الحارث: كونوا أشد ما كنتم عليه فإن ابني قيلة إن ظفروا بكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة، وإن أطعتموهم، ألحقوهم خبر كنانة أو يخرجوا محمدا من بين أظهرهم فيكون وحيدا فريدا وأما ابني قيلة فو الله ما هما وأهل وهلك في المذلة إلا سواء وسأكفيكم جدهم. قال: سأمنح جانبا مني غليظا على ما كان من قرب وبعد رجال الخزرجية أهل ذل إذا ما كان هزل بعد جد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لأقتلنهم ولأصلبنهم ولأهدينهم وهم كارهون بأني رحمة بعثني الله عز وجل ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه، لي خمسة أسماء، أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على يديه وأنا العاقب " قال أحمد بن صالح أرجو أن يكون الحديث صحيحا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 [96] حديث: أخرج الحاكم (1) عن ابن مسعود قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رضيت لأمتي ما رضى لها ابن أم عبد ". سبب: قال ابن عساكر: وروي من وجه وآخر مع سببه الذي ورد فيه. ثم أخرج عن عمرو بن حريث قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعبد الله بن مسعود " اقرأ ". قال: أقرأ وعليك أنزل؟ قال: " إني أحب أن أسمعه من غيري "، فافتتح النساء حتى إذا بلغ (لدنه إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [سورة النساء: 41] . فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكف عبد الله. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكلم ". فحمد الله في أول كلامه، وأثنى على الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد شهادة الحق، وقال: رضينا بالله ربا، وبالاسلام دينا، ورضيت لكم ما رضي الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ". [97] حديث: أخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (2) عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحرب خدعة ". سبب: أخرج ابن أبي شيبة عن عروة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة: " الحرب خدعة "، وقال: كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له: مسعود، وكان نماما فلما كان يوم الخندق، بعث أهل قريظة إلى أبي سفيان أن ابعث إلينا رجالا يكونون في اطامنا حتى نقاتل محمدا مما يلي المدينة وتقاتل أنت مما يلي الخندق، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم   (1) الحاكم في كتاب معرفة الصحابة. (2) اخرجه احمد، والبخاري في كتاب الجهاد: باب الحرب خدعة. ومسلم باب جواز الخداع في الحرب. (*) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 أن يقاتل من وجهين، فقال لمسعود: " يا مسعود إنا نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل إليهم رجالا، فإذا أتوهم قاتلوهم ". قال: فما غدا أن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم فما تمالك حتى أتى أبا سفيان فأخبره فقال: صدق والله محمد ما كذب قط، فلم يبعث إليهم أحدا. وأخرج ابن جرير في تهذيب الآثار عن ابن شهاب قال: أرسلت قريظة إلى أبي سفيان ومن معه من الأحزاب يوم الخندق أن اثبتوا فإنا سنغير على بيضة المسلمين من ورائهم، فسمع ذلك نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان عند عيينة بن حصن حين أرسلت بذلك بنو قريظة إلى الأحزاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فلعلنا نحن أمرناهم بذلك "، فقام نعيم بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث بها غطفان، وكان نعيم رجلا لا يملك الحديث فلما ولى نعيم ذاهبا إلى غطفان قال عمر بن الخطاب يا رسول الله هذا الذي قلت. إما هو من عند الله فأوصه وإما هو رأي رأيته فإن شأن بني قريظة هو أيسر من أن يقول شيئا يؤثر عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل هو رأي رأيته إن الحرب خدعة ". ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثر نعيم فقال: " أرأيتك الذي سمعتني أذكره آنفا أمسكت عنه فلا تذكره لأحد ". فانصرف نعيم حتى جاء عيينة ابن حصن ومن معه فقال لهم: هل علمتم أن محمدا قال شيئا قط إلا حقا؟ قالوا: لا. قال: فإنه قد قال لي فيما أرسلت به إليكم بنو قريظة فلعلنا نحن أمرناهم بذلك، ثم نهاني أن أذكر لكم فانطلق عيينة حتى لقي أبا سفيان فأخبره فقال: إنما أنتم في مكر من بني قريظة فارتحلوا فكانت تلك هزيمتهم، فبذلك ترخص الناس الخذيعة في الحرب. قال ابن جرير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 قوله: " فلعلنا نحن أمرناهم بذلك " قول محتمل لوجهين: أن يكون عن أمره أو عن غير أمره، وذلك هو الصدق الذي لا مرية فيه وهو عن الكذب بمعزل. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه إلى رجل من اليهود فأمره بقتله فقال له: يا رسول إني لا أستطيع ذلك إلا أن تأذن لي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما الحرب خدعة فاصنع ما تريد ". [98] حديث: أخرج ابن جرير في تهذيبه والخرائطي في مساوئ الأخلاق، والبيهقي في شعب الايمان من طريق شهر بن حوشب عن الزبرقان، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لي أراكم تتهافتون في الكذب كما تتهافت الفراش في النار ألا أن كل كذب مكتوب على ابن آدم إلا في ثلاث: كذب الرجل امرأته ليرضيها، وكذب الرجل للحرب، فإن الحرب خدعة، وكذب الرجل في الاصلاح بين الرجلين فإن الله تعالى يقول: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلج بين الناس) وأخرج أحمد وابن جرير والطبراني والبيهقي عن شهر بن حوشب قال: حدثتني اسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيها الناس ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار وكل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال أمرء كذب امرأته لترضى عنه، أو رجل كذب بين أمرأين مسلمين ليصلح ذات بينهما، ورجل كذب في خديعة حرب " سبب: أخرج ابن جرير عن شهر بن حوشب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 سرية فنزلوا على رجل فأتاهم بعتود أو شاه ليذبحوها فقالوا: مهزولة، فإن الله تعالى يقول: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلج بين الناس) وأخرج أحمد وابن جرير والطبراني والبيهقي عن شهر بن حوشب قال: حدثتني اسماء بنت يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيها الناس ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار وكل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال أمرء كذب امرأته لترضى عنه، أو رجل كذب بين أمرأين مسلمين ليصلح ذات بينهما، ورجل كذب في خديعة حرب " سبب: أخرج ابن جرير عن شهر بن حوشب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 سرية فنزلوا على رجل فأتاهم بعتود أو شاه ليذبحوها فقالوا: مهزولة، فأبوا أن يذبحوها وله ظلة فيها غنم له فقالوا له: أخرج الغنم حتى تكون في الظلة، فقال: أخشى على غنمي، أرضي فيها السموم، أن تخرج فقالوا: أنفسنا أحب إلينا من غنمك، فأخرجوا الغنم فكانوا في الظلة فأخرجت غنمه فانطلق فأخبر بصنيعهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاؤا ذكر لهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال له الرجل فقالوا: كذب وأيم الله ما كان مما يقول شئ، فقال النبي صلى الله عليه السلام: " وإن يكن في أحد من أصحابك خير فعسى أن تكون أنت تصدقني ". فأخبره كما أخبره الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تتهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار " ثم قال: " إن الكذب يكتب كله لا محالة كذبا، إلا أن يكذب الرجل في الحرب فإن الحرب خدعة وأن يكذب الرجل بين الرجلين يصلح بينهما، وأن يكذب أهله يعني أمرأته ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95